Professional Documents
Culture Documents
يعد الجيش االنكشاري احد القوات العسكرية في الفترة العثمانية التي تم انشائها عن طريق
تجنيد الجنود الجدد من اسرى الحروب والمشاة في الجيش العثماني ويأتي مصطلح
االنكشارية من من اللغة التركية "يكبجيري" ومعناها الجنود الحديثون او الجدد ووقد ظهر
ألول مره في القرن الرابع عشر عام 1324ويعتبر السلطان اورخان هو صاحب فكرة
تأسيسة ،وتم وضع قانونا خاص بالشؤون الداخليه للجيش االنكشاري.
وكان الجيش االنكشاري يتكون من اقسام حيث كانو يخضعون لتدريبات في المدارس
العسكرية والتي من خاللها يتخرجون حسب مؤهالتهم اما عاملين كبار او خدما في القصر او
جنود في الوحدات االنكشارية وأصبحت اهميتهم كبيره حينما دخل عليهم نوع التجنيد والذي
يسمى "الدوشرمة" والذي يعني حمل أوالد المسيحين من رعايا السلطان والدخول في الخدمة
االنكشارية.
اال انه فيما بعد اصبح الجيش االنكشاري احد األسباب في تدهور الدولة العثمانية حينما انشأ
ثورتة عام ( 1449الثورة االنكشارية) والذي جعل منهم جيشا فاسدا ألسباب سنتطرق اليها من
خالل هذا المقال ونستنتج ماهي الدوافع التي دفعتهم ليصبحوا منبوذين وكذلك عن نهاية الجيش
االنكشاري في النهاية .
توسع االنكشارية
في القرن الرابع عشر لم يكن لالنكشارية أهمية قصوى مثل ما حدث لها فيما بعد عندما
استخدمت الدوشرمة وأيضا انضواء االنكشارية تحت طريقة "البكاشية" والتي أتت من (حاجي
بكتاش) وهي طريقة تنظيمية تعود للقرن الخامس عشر وتم االعتراف رسميا باالرتباط بين
االنكشارية والبكتاشية منذ نهاية القرن السادس عشر ،
ومع نهاية القرن الخامس عشر أصبحت االنكشارية قوة كبيرة ومن أوائل القوى العسكرية
التي تعتمد عليها الدولة العثمانية ،إضافة كونها منظمة تنظيما جيدا وتوسعها الكبير حيث بلغ
عدد كتائبهم الى مائة وخمسة وستون كتيبة وذلك تحت قيادة افضل أنواع القادة وهو اغا
االنكشارية والذي يعد عضوا في مجلس الدولة.
وكانت هناك عدة مهمات للجيش االنكشاري في عهدة عدة سالطبن ،مثل الحمالت الى بالد
البقان في عهد مراد الثاني وفي عهد السلطان محمد الثاني على قبيلة االق قوينلو ،وكذلك
المهمات العسكرية االميز لها في عهد السلطان سليمان القانوني في المجر وبالد فارس
بالضافة الى توليهم عدة مهمات أخرى ،فلم تقتصر مهماتهم فقط في المهمات العسكرية بل قد
كلفوا بمهمات اكثر توسعا كون ذلك الوقت كانو على اعتبار ذاتي بأنهم السند الرئيسي للسلطان
،فكانت لهم مهمات دفاعية تخص جمع الضرائب وحماية االمن بالضافة ان قادتهم هم أعضاء
الهيئة الحكومية العليا .
اال انه مع توسع االنكشارية واوجدت لنفسها قوة كبيرة بألضافة لقربها الكبير في الحكومة
واعتبار نفسها السند األول لعيئة الحكومة كل هذا كان مؤشر كافي العالن عصيانهم والذي
أدى هذا فيما بعد الحداث كبيرة وصراعات متتالية ،حيث تم قتل (قرمانلي محمد باشا) "
الصدر األعظم" كونه اخفى موضوع موت السلطان محمد الثاني ومحاوبتة بعد ذلك لتنصيب
األمير جن على العرش عوضا عن اخية األكبر بايزيد.
سباب فساد الجيش االنكشاري فهي كثيرة ،بعضها اقتصادي ،وبعضها نفسي،
وبعضها إداري وسياسي ،وقد يكون من أهمها:
ـ شعور هذا العسكر بقوته ونفوذه ،وبأنه عماد الجيش العثماني من دون منازع،
والسيما بعد ضعف الفرق اإلقطاعية .فتنمر هذا العسكر واجترأ على الدولة
والسلطان بتدخالته السياسية ومطالبه الكثيرة
ـ تلكؤ الفتوحات العثمانية النسبي منذ النصف الثاني من القرن العاشر
الهجري/السادس عشر الميالدي ،مما قلل من غنائم العسكر االنكشاري الحربية من
بي عليهما ولهما من ناحية
ناحية ،ومن فرص انصرافه إلى الحرب والقتال اللذين َر َ
ثانية.
ـ األزمات االقتصادية التي كانت تصيب الدولة بين حين وآخر ،سواء أكانت خاصة
بها ،أم ذات منشأ عالمي ،مما كان يضعف دخلها ،فتتأخر في تسليم رواتب الجند ،أو
تخفض من قيمة النقد ،فيلحق السوء بالجند االنكشاري ،الذي يتقاضى أجوره نقداً.
ومن ثم كان يسعى بكل الوسائل لسد حاجاته االقتصادية بالسلب والنهب وابتزاز
األهالي والتسلط والثورة.
ـ التفكك الذي أصاب بنيته األولى الناجم بصفة خاصة عن الخلل في نظام
الدويشرمه وما يتبعه من تربية عسكرية نموذجية ،فآباء الغلمان النصارى أخذوا
يفتدون أوالدهم بشتى السبل ،فأخذ يدخل في الجيش عناصر متنوعة مسلمة،
وبيزنطية ،ويهودية ،وكلها كانت تلحق باألورطات مباشرة ،من دون أن تخضع
للتدريب والتعليم المشار إليهما آنفاً .وقد لجأ بعض السالطين أنفسهم إلى هذا الحل،
ليزيدوا من عدد الجند ،لحاجتهم القتالية من ناحية ،وليخففوا من غلواء االنكشارية،
وهذا ما فعله السلطان مراد الثالث (1595-1574م) ،حتى إن عدد االنكشارية في
نهاية عهده تضاعف تقريباً ،وهذا ما أثقل على الخزينة ،مما دفع الدولة إلى تخفيض
قيمة النقد الفضي ،الذي هبطت قيمته أيضا ً من تدفق الفضة من القارة األمريكية،
مما أدى إلى تدني قيمة مخصصات الجند ،وكان هذا عامالً رئيسا ً في ثوراتهم
المتكررة .ولما جاء السلطان مراد الرابع (1640 -1623م) أوقف نظام الدويشرمه.
ومع أن الدولة عادت إليه بعد ذلك ،فإنه تضاءل تدريجيا ً حتى زال تماما ً في مطلع
القرن الثامن عشر .ولم يعد يقبل في العسكر االنكشاري إال مسلمون أحرار.
وهؤالء تمردوا على أمرين مهمين كانا من عوامل بأس هذا العسكر ،فألغوهما،
وهما :عدم الزواج ،وعدم السماح بممارسة أعمال الصناعة والتجارة .وهكذا لم يعد
االنكشارية يعيشون في ثكناتهم وهمهم القتال ،وإنما انصرفوا إلى أعمال التجارة
والصناعة ليزيدوا من دخلهم ،وليملؤوا أوقات فراغهم .وأخذ المتنفذون في الدولة
يدخلون خدمهم وأتباعهم في هذا العسكر ليستفيدوا من امتيازاته ،وقد أحلّوهم محل
أفراد قادرين على القتال ،إنما أحيلوا على التقاعد ليأخذ هؤالء أماكنهم .ولم تلبث
الدولة نفسها ،لحاجتها في حروبها إلى مزيد من الجند ،أن أدخلت في هذا العسكر
عناصر ال تدفع لهم أجورا ً إال في حال الحرب .وقد رضي هؤالء بوضعهم هذا
الستفادتهم من االمتيازات األخرى لالنكشارية ،كما رضي به االنكشارية أنفسهم،
ألن هذا يزيد من عددهم ويجعلهم أشد بأسا ً وقدرة على فرض إرادتهم على الدولة.
تمرد االنكشارية
بعدما اعلن االنكشارية عصيانهم سنة 1481نشب صراع بين األبناء المتنازعين
على العرش ،واجبرو السلطان بايزيد الثاني من التنازل عن العرش البنه سليم
(ياوز سلطان) وهذا الصراع الذي نشب بين األبناء بعضهم بعض فتح ثغرة
لالنكشارية لممارسة دورا خطيرا لفرض قوتهم على السلطة وفرض طلباتهم
بمنحهم الطلبات السخية كلما تعين سلطان جديد.
وكذلك تدخل االنكشارية في السياسه في عهد سليمان القانوني حينما مارسو الدور
األكبر في مصرع ابنه األكبر (مصطفى) وقد ضعفت االنكشارية تدريجيا عندما
سمحو للدخول باعداد كبيره لصفوفهم حيث ان هذا انقلب ضدهم في حين انهم كانو
يريدون تقوية صفوفهم اكثر فادى هذا الى ضعفهم بسبب دخول اعداد كبيره من
الجنود بصفوفهم بسبب دخول اعداد كبيره من الجنود غير المتدربين ،باالضافه الى
ضعف نظام الدوشرمة الذي اصبح عقيما مع مرور الوقت النه اجهد خزامة الدولة
كثيرا مما الجأ الدولة لتخفيض عملتها لتتمكن من دفع رواتب الجيش الذي زادت
اعداده بسبب سماح السلطان مراد الثالث بدخول جنود باعداد كبيره في صفوف
االنكشاريه ،
فتخفيض العمله لدفع رواتب أدى الى قيام ثورات باسم االنكشارية في العاصمه ،
في 1618حاول السلطان عثمان الثاني من إيقاف االنكشارية ولكن محاولته بائت
بالفشب بسبب القوة التي يمتلكها االنكشارية وبسبب تملكهم الشأن السياسي قامو
باخذ قرارات عشوائية بالتعيين والعزل لمن يريدون وإرهاب وتهديد الحكام وفق
رغبتهم .
وفي عام 1630بعدما فشل العثمانيون من انقاذ بغداد من االحتالل الفارسي قامت
االنكشارية على اثر هذا في هذا العام بتمرد خطير قي القسطنطينية فطالبو بقتل عدد
كبار الحكومة أمثال الصدر األعظم والمفتي والدفتردار وآخرين مما جعل (السراي)
تعم بالرعب بسبب هذه المطالبات فما كان للسلطان مراد الرابع اال االستجابة
لمطالبهم .
وتمت المحاوله حينا بعد حبن من كسر شوكة االنكشارية اال انهم طيلة الوقت كانوا
مثال للفساد والتخريب ،واستمرت االنكشاريه في القرن الثامن عشر في عهد
السلطان احمد الثالث عام 1730-1703تمكن االنكشاريين من فرض سيطرتهم
على العاصمه وتلك كانت اخطر تحركاتهم ،فطالبو برأس عدد من كبار الدولة منهم
الصدر األعظم بسبب االنتصارات المتتاليه للفرس على القوات العثملنية واحتالل
أراضيهم ،ومع ذلك فقد انصاع السلطان احمد الثالث خوفا من تمردهم عليه
واالطاحه به ومع هذا فأن انقياده لطلباتهم لم يكن كافيا فأسقطوه من على العرش .
ولم يكتف اإلنكشاريون بمعارضة النظام الجديد ،بل لجئوا إلى إعالن العصيان
والقيام بالتمرد في وجوه السالطين والصدور العظام ،ونجحوا في إكراه عدد من
.السالطين على إلغاء هذا النظام الجديد.
محاوالت الغاء االنكشارية
بعد تولي السلطان محمود الثاني سلطنة الدولة العثمانية سنة (1223هـ=1808م) رأى تطوير
الجيش العثماني وضرورة تحديثه بجميع فرقه وأسلحته بما فيها الفيالق العسكرية ،فحاول
بالسياسة واللين إقناع اإلنكشارية بضرورة التطوير وإدخال النظم الحديثة في فرقهم ،حتى
استكبارا.
ً تساير باقي فرق الجيش العثماني ،لكنهم رفضوا عرضه وأصروا واستكبروا
وكان محمود الثاني ذا عزيمة شديدة ،ودهاء عظيم ،فحاول أن يلزم اإلنكشارية بالنظام
واالنضباط العسكري ،ومالزمة ثكناتهم في أوقات السلم ،وضرورة المواظبة على حضور
التدريبات العسكرية ،وتسليحهم باألسلحة الحديثة ،وعهد إلى صدره األعظم مصطفى باشا
البيرقدار بتنفيذ هذه األوامر .غير أن هذه المحاولة لم تنجح وقاوموا رغبة السلطان وتحدوا
أوامر الصدر األعظم ،وقاموا بحركة تمرد واسعة وثورة جامحة كان من نتيجتها أن فقد
الصدر األعظم حياته في حادث مأسوي.
لم تنجح محاولة السلطان األولى في فرض النظام الجديد على اإلنكشارية ،وصبر على
عا بها بعد أن رأى انتصارات عنادهم ،وإن كانت فكرة اإلصالح لم تزل تراوده ،وازداد اقتنا ً
محمد علي المتتابعة ،وما أحدثته النظم الجديدة والتسليح الحديث والتدريب المنظم في جيشه،
وطال صبر السلطان ثمانية عشر عا ًما حتى عزم مرة أخرى على ضرورة إصالح نظام
عا في ( 19من شوال 1241هـ 27-من مايو 1826م) في دار شيخ اإلنكشارية؛ فعقد اجتما ً
اإلسالم ،حضره قادة أسلحة الجيش بما فيهم كبار ضباط فيالق اإلنكشارية ،ورجال الهيئة
الدينية وكبار الموظفين ،ونوقش في هذا االجتماع ضرورة األخذ بالنظم العسكرية الحديثة في
الفيالق اإلنكشارية ،ووافق المجتمعون على ذلك ،وتلي مشروع بإعادة تنظيم القوات
اإلنكشارية ،وأصدر شيخ اإلسالم فتوى بوجوب تنفيذ التعديالت الجديدة ،ومعاقبة كل شخص
تسول له نفسه االعتراض عليها.
غير أن اإلنكشارية لم يلتزموا بما وافق عليه الحاضرون في هذا االجتماع؛ فأعلنوا تمردهم
وانطلقوا في شوارع إستانبول يشعلون النار في مبانيها ،ويهاجمون المنازل ويحطمون
المحالت التجارية ،وحين سمع السلطان بخبر هذا التمرد عزم على وأده بأي ثمن والقضاء
على فيالق اإلنكشارية ،فاستدعى السلطان عدة فرق عسكرية من بينها سالح المدفعية الذي كان
.قد أعيد تنظيمه وتدريبه ،ودعا السلطان الشعب إلى قتال اإلنكشارية
وفي صباح يوم ( 9ذي القعدة 1240هـ= 15يونيو 1886م) خرجت قوات السلطان إلى ميدان
الخيل بإستانبول وكانت تطل عليه ثكنات اإلنكشارية ،وتحتشد فيه الفيالق اإلنكشارية المتمردة،
ولم يمض وقت طويل حتى أحاط رجال المدفعية الميدان ،وسلطوا مدافعهم على اإلنكشارية
من كل الجهات ،فحصدتهم حصدًا ،بعد أن عجزوا عن المقاومة ،وسقط منهم ستة آالف جندي
إنكشاري.
وفي اليوم الثاني من هذه المعركة التي سميت بـ"الواقعة الخيرية" أصدر السلطان محمود
قرارا بإلغاء الفيالق اإلنكشارية إلغا ًء تا ًما ،شمل تنظيماتهم العسكرية وأسماء فيالقهم
ً الثاني
وشاراتهم ،وانتهى بذلك تاريخ هذه الفرقة التي كانت في بدء أمرها شوكة في حلوق أعداء
الدولة العثمانية.
نهاية االنكشارية
الحظ اإلنكشارية عام 1826أن السلطان محمود الثاني كان يعمل على تشكيل جيش جديد.
ويرى البعض ان السلطان كان قد حرضهم على الثورة بشكل متعمد .وفي وسط يونيو عام
،1826ثار اإلنكشارية ،ولكن هذه المرة كان معظم الجيش والسكان ضدهم .قامت وحدة
الفرسان المخلصة للسلطان (سباهی) بإجبار اإلنكشارية على التقهقر إلى مساكنهم وقصفت
المدفعية القذائف إلى تلك المساكن مسببة إصابات بالغة وجسيمة .وتم إعدام الناجين أو نفيهم،
وبعد عامين قام محمود الثاني بمصادرة آخر ممتلكات اإلنكشارية.
الخاتمة
ختاما يعد الجيش االنكشاري ذات طابع إيجابي عاد للدولة العثمانية في بدايته كونه
كان السند الرئيسي للدولة بما يمتلكه من قوة عسكرية فاقت كل الفيالق المتواجدة
مثل فرقة الفرسان وغيرها ولكن سرعان ما انقلب هذا الى طابع سلبي عاد به للدولة
العثمانية بسبب اعتبارهم بأنهم األقرب للدولة وقوتهم الكبيرة واعدادهم الفائقة حينها
فأعلنو تمردهم ومنذ ان كانو يعلنو عصيانهم والدولة العثمانية تمر بانحدارات وعدم
استقرار فهذا من وجهة نظري كان سببا كافيا للهزائم التي كان يتعرض لها الجيش
العثماني امام الفرس.
فأولى محاوالت التصليح وعودة الدولة العثمانية لقوتها وهيبتها السابقة هو القضاء
على الشوكة االنكشارية التي كانو يحدون السالطين من اتخاذ قرارات لمصلحة
الدولة ،فوجود الجيش االنكشاري كان سببا وعائقا كبيرا في أواخر الوقت في
تدهور الدولة العثمانية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا كون طلباتهم كانت كبيره على
السلطان وتعود بالضرر البالغ للدولة ونظامها وقد تطرقنا لألسباب ليصبح الجيش
االنكشاري متمردا خالل هذا المقال الذي أتمنى اني قد أوصلت الفكرة والممت
بالموضوع.
المصادر
https://sotor.com/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88
-كتاب االنكشاريون في اإلمبراطورية العثمانية،ايرينا بيتروسيان ،مركز
جمعة الماجد
-دور االنكشارية في اضعاف الدولة العثمانية