You are on page 1of 11

‫الجيش االنكشاري‬

‫االسم‪ :‬علي صالح ناصر‬


‫الرقم االكاديمي ‪20197774 :‬‬
‫اشراف د‪ : .‬شرف المزعل‬
‫المقدمة‬

‫يعد الجيش االنكشاري احد القوات العسكرية في الفترة العثمانية التي تم انشائها عن طريق‬
‫تجنيد الجنود الجدد من اسرى الحروب والمشاة في الجيش العثماني ويأتي مصطلح‬
‫االنكشارية من من اللغة التركية "يكبجيري" ومعناها الجنود الحديثون او الجدد ووقد ظهر‬
‫ألول مره في القرن الرابع عشر عام ‪ 1324‬ويعتبر السلطان اورخان هو صاحب فكرة‬
‫تأسيسة ‪ ،‬وتم وضع قانونا خاص بالشؤون الداخليه للجيش االنكشاري‪.‬‬

‫وكان الجيش االنكشاري يتكون من اقسام حيث كانو يخضعون لتدريبات في المدارس‬
‫العسكرية والتي من خاللها يتخرجون حسب مؤهالتهم اما عاملين كبار او خدما في القصر او‬
‫جنود في الوحدات االنكشارية وأصبحت اهميتهم كبيره حينما دخل عليهم نوع التجنيد والذي‬
‫يسمى "الدوشرمة" والذي يعني حمل أوالد المسيحين من رعايا السلطان والدخول في الخدمة‬
‫االنكشارية‪.‬‬

‫اال انه فيما بعد اصبح الجيش االنكشاري احد األسباب في تدهور الدولة العثمانية حينما انشأ‬
‫ثورتة عام ‪( 1449‬الثورة االنكشارية) والذي جعل منهم جيشا فاسدا ألسباب سنتطرق اليها من‬
‫خالل هذا المقال ونستنتج ماهي الدوافع التي دفعتهم ليصبحوا منبوذين وكذلك عن نهاية الجيش‬
‫االنكشاري في النهاية ‪.‬‬
‫توسع االنكشارية‬

‫في القرن الرابع عشر لم يكن لالنكشارية أهمية قصوى مثل ما حدث لها فيما بعد عندما‬
‫استخدمت الدوشرمة وأيضا انضواء االنكشارية تحت طريقة "البكاشية" والتي أتت من (حاجي‬
‫بكتاش) وهي طريقة تنظيمية تعود للقرن الخامس عشر وتم االعتراف رسميا باالرتباط بين‬
‫االنكشارية والبكتاشية منذ نهاية القرن السادس عشر ‪،‬‬
‫ومع نهاية القرن الخامس عشر أصبحت االنكشارية قوة كبيرة ومن أوائل القوى العسكرية‬
‫التي تعتمد عليها الدولة العثمانية ‪ ،‬إضافة كونها منظمة تنظيما جيدا وتوسعها الكبير حيث بلغ‬
‫عدد كتائبهم الى مائة وخمسة وستون كتيبة وذلك تحت قيادة افضل أنواع القادة وهو اغا‬
‫االنكشارية والذي يعد عضوا في مجلس الدولة‪.‬‬

‫وكانت هناك عدة مهمات للجيش االنكشاري في عهدة عدة سالطبن ‪ ،‬مثل الحمالت الى بالد‬
‫البقان في عهد مراد الثاني وفي عهد السلطان محمد الثاني على قبيلة االق قوينلو‪ ،‬وكذلك‬
‫المهمات العسكرية االميز لها في عهد السلطان سليمان القانوني في المجر وبالد فارس‬
‫بالضافة الى توليهم عدة مهمات أخرى ‪ ،‬فلم تقتصر مهماتهم فقط في المهمات العسكرية بل قد‬
‫كلفوا بمهمات اكثر توسعا كون ذلك الوقت كانو على اعتبار ذاتي بأنهم السند الرئيسي للسلطان‬
‫‪ ،‬فكانت لهم مهمات دفاعية تخص جمع الضرائب وحماية االمن بالضافة ان قادتهم هم أعضاء‬
‫الهيئة الحكومية العليا ‪.‬‬
‫اال انه مع توسع االنكشارية واوجدت لنفسها قوة كبيرة بألضافة لقربها الكبير في الحكومة‬
‫واعتبار نفسها السند األول لعيئة الحكومة كل هذا كان مؤشر كافي العالن عصيانهم والذي‬
‫أدى هذا فيما بعد الحداث كبيرة وصراعات متتالية ‪ ،‬حيث تم قتل (قرمانلي محمد باشا) "‬
‫الصدر األعظم" كونه اخفى موضوع موت السلطان محمد الثاني ومحاوبتة بعد ذلك لتنصيب‬
‫األمير جن على العرش عوضا عن اخية األكبر بايزيد‪.‬‬

‫أسباب فساد االنكشارية‬

‫سباب فساد الجيش االنكشاري فهي كثيرة‪ ،‬بعضها اقتصادي‪ ،‬وبعضها نفسي‪،‬‬
‫وبعضها إداري وسياسي‪ ،‬وقد يكون من أهمها‪:‬‬

‫ـ شعور هذا العسكر بقوته ونفوذه‪ ،‬وبأنه عماد الجيش العثماني من دون منازع‪،‬‬
‫والسيما بعد ضعف الفرق اإلقطاعية‪ .‬فتنمر هذا العسكر واجترأ على الدولة‬
‫والسلطان بتدخالته السياسية ومطالبه الكثيرة‬
‫ـ تلكؤ الفتوحات العثمانية النسبي منذ النصف الثاني من القرن العاشر‬
‫الهجري‪/‬السادس عشر الميالدي‪ ،‬مما قلل من غنائم العسكر االنكشاري الحربية من‬
‫بي عليهما ولهما من ناحية‬
‫ناحية‪ ،‬ومن فرص انصرافه إلى الحرب والقتال اللذين َر َ‬
‫ثانية‪.‬‬
‫ـ األزمات االقتصادية التي كانت تصيب الدولة بين حين وآخر‪ ،‬سواء أكانت خاصة‬
‫بها‪ ،‬أم ذات منشأ عالمي‪ ،‬مما كان يضعف دخلها‪ ،‬فتتأخر في تسليم رواتب الجند‪ ،‬أو‬
‫تخفض من قيمة النقد‪ ،‬فيلحق السوء بالجند االنكشاري‪ ،‬الذي يتقاضى أجوره نقداً‪.‬‬
‫ومن ثم كان يسعى بكل الوسائل لسد حاجاته االقتصادية بالسلب والنهب وابتزاز‬
‫األهالي والتسلط والثورة‪.‬‬
‫ـ التفكك الذي أصاب بنيته األولى الناجم بصفة خاصة عن الخلل في نظام‬
‫الدويشرمه وما يتبعه من تربية عسكرية نموذجية‪ ،‬فآباء الغلمان النصارى أخذوا‬
‫يفتدون أوالدهم بشتى السبل‪ ،‬فأخذ يدخل في الجيش عناصر متنوعة مسلمة‪،‬‬
‫وبيزنطية‪ ،‬ويهودية‪ ،‬وكلها كانت تلحق باألورطات مباشرة‪ ،‬من دون أن تخضع‬
‫للتدريب والتعليم المشار إليهما آنفاً‪ .‬وقد لجأ بعض السالطين أنفسهم إلى هذا الحل‪،‬‬
‫ليزيدوا من عدد الجند‪ ،‬لحاجتهم القتالية من ناحية‪ ،‬وليخففوا من غلواء االنكشارية‪،‬‬
‫وهذا ما فعله السلطان مراد الثالث (‪1595-1574‬م)‪ ،‬حتى إن عدد االنكشارية في‬
‫نهاية عهده تضاعف تقريباً‪ ،‬وهذا ما أثقل على الخزينة‪ ،‬مما دفع الدولة إلى تخفيض‬
‫قيمة النقد الفضي‪ ،‬الذي هبطت قيمته أيضا ً من تدفق الفضة من القارة األمريكية‪،‬‬
‫مما أدى إلى تدني قيمة مخصصات الجند‪ ،‬وكان هذا عامالً رئيسا ً في ثوراتهم‬
‫المتكررة‪ .‬ولما جاء السلطان مراد الرابع (‪1640 -1623‬م) أوقف نظام الدويشرمه‪.‬‬
‫ومع أن الدولة عادت إليه بعد ذلك‪ ،‬فإنه تضاءل تدريجيا ً حتى زال تماما ً في مطلع‬
‫القرن الثامن عشر‪ .‬ولم يعد يقبل في العسكر االنكشاري إال مسلمون أحرار‪.‬‬

‫وهؤالء تمردوا على أمرين مهمين كانا من عوامل بأس هذا العسكر‪ ،‬فألغوهما‪،‬‬
‫وهما‪ :‬عدم الزواج‪ ،‬وعدم السماح بممارسة أعمال الصناعة والتجارة‪ .‬وهكذا لم يعد‬
‫االنكشارية يعيشون في ثكناتهم وهمهم القتال‪ ،‬وإنما انصرفوا إلى أعمال التجارة‬
‫والصناعة ليزيدوا من دخلهم‪ ،‬وليملؤوا أوقات فراغهم‪ .‬وأخذ المتنفذون في الدولة‬
‫يدخلون خدمهم وأتباعهم في هذا العسكر ليستفيدوا من امتيازاته‪ ،‬وقد أحلّوهم محل‬
‫أفراد قادرين على القتال‪ ،‬إنما أحيلوا على التقاعد ليأخذ هؤالء أماكنهم‪ .‬ولم تلبث‬
‫الدولة نفسها‪ ،‬لحاجتها في حروبها إلى مزيد من الجند‪ ،‬أن أدخلت في هذا العسكر‬
‫عناصر ال تدفع لهم أجورا ً إال في حال الحرب‪ .‬وقد رضي هؤالء بوضعهم هذا‬
‫الستفادتهم من االمتيازات األخرى لالنكشارية‪ ،‬كما رضي به االنكشارية أنفسهم‪،‬‬
‫ألن هذا يزيد من عددهم ويجعلهم أشد بأسا ً وقدرة على فرض إرادتهم على الدولة‪.‬‬
‫تمرد االنكشارية‬

‫بعدما اعلن االنكشارية عصيانهم سنة ‪ 1481‬نشب صراع بين األبناء المتنازعين‬
‫على العرش ‪ ،‬واجبرو السلطان بايزيد الثاني من التنازل عن العرش البنه سليم‬
‫(ياوز سلطان) وهذا الصراع الذي نشب بين األبناء بعضهم بعض فتح ثغرة‬
‫لالنكشارية لممارسة دورا خطيرا لفرض قوتهم على السلطة وفرض طلباتهم‬
‫بمنحهم الطلبات السخية كلما تعين سلطان جديد‪.‬‬

‫وكذلك تدخل االنكشارية في السياسه في عهد سليمان القانوني حينما مارسو الدور‬
‫األكبر في مصرع ابنه األكبر (مصطفى) وقد ضعفت االنكشارية تدريجيا عندما‬
‫سمحو للدخول باعداد كبيره لصفوفهم حيث ان هذا انقلب ضدهم في حين انهم كانو‬
‫يريدون تقوية صفوفهم اكثر فادى هذا الى ضعفهم بسبب دخول اعداد كبيره من‬
‫الجنود بصفوفهم بسبب دخول اعداد كبيره من الجنود غير المتدربين ‪ ،‬باالضافه الى‬
‫ضعف نظام الدوشرمة الذي اصبح عقيما مع مرور الوقت النه اجهد خزامة الدولة‬
‫كثيرا مما الجأ الدولة لتخفيض عملتها لتتمكن من دفع رواتب الجيش الذي زادت‬
‫اعداده بسبب سماح السلطان مراد الثالث بدخول جنود باعداد كبيره في صفوف‬
‫االنكشاريه ‪،‬‬
‫فتخفيض العمله لدفع رواتب أدى الى قيام ثورات باسم االنكشارية في العاصمه ‪،‬‬
‫في ‪ 1618‬حاول السلطان عثمان الثاني من إيقاف االنكشارية ولكن محاولته بائت‬
‫بالفشب بسبب القوة التي يمتلكها االنكشارية وبسبب تملكهم الشأن السياسي قامو‬
‫باخذ قرارات عشوائية بالتعيين والعزل لمن يريدون وإرهاب وتهديد الحكام وفق‬
‫رغبتهم ‪.‬‬

‫وفي عام ‪ 1630‬بعدما فشل العثمانيون من انقاذ بغداد من االحتالل الفارسي قامت‬
‫االنكشارية على اثر هذا في هذا العام بتمرد خطير قي القسطنطينية فطالبو بقتل عدد‬
‫كبار الحكومة أمثال الصدر األعظم والمفتي والدفتردار وآخرين مما جعل (السراي)‬
‫تعم بالرعب بسبب هذه المطالبات فما كان للسلطان مراد الرابع اال االستجابة‬
‫لمطالبهم ‪.‬‬

‫وتمت المحاوله حينا بعد حبن من كسر شوكة االنكشارية اال انهم طيلة الوقت كانوا‬
‫مثال للفساد والتخريب ‪ ،‬واستمرت االنكشاريه في القرن الثامن عشر في عهد‬
‫السلطان احمد الثالث عام ‪ 1730-1703‬تمكن االنكشاريين من فرض سيطرتهم‬
‫على العاصمه وتلك كانت اخطر تحركاتهم ‪،‬فطالبو برأس عدد من كبار الدولة منهم‬
‫الصدر األعظم بسبب االنتصارات المتتاليه للفرس على القوات العثملنية واحتالل‬
‫أراضيهم ‪ ،‬ومع ذلك فقد انصاع السلطان احمد الثالث خوفا من تمردهم عليه‬
‫واالطاحه به ومع هذا فأن انقياده لطلباتهم لم يكن كافيا فأسقطوه من على العرش ‪.‬‬

‫ادخال النظام الجديد للجيش‬


‫كثيرا من األراضي التابعة‬
‫ً‬ ‫لما ضعفت الدولة العثمانية وحلت بها الهزائم‪ ،‬وفقدت‬
‫لها‪ ،‬لجأت إلى إدخال النظم الحديثة في قواتها العسكرية حتى تساير جيوش الدول‬
‫األوروبية في التسليح والتدريب والنظام‪ ،‬وتسترجع ما كان لها من هيبة وقوة في‬
‫أوروبا‪ ،‬وتسترد مكانتها التي بنتها على قوتها العسكرية‪ .‬لكن اإلنكشارية عارضت‬
‫إدخال النظام الجديد في فيالقهم‪ ،‬وفشلت محاوالت السالطين العثمانيين في إقناعهم‬
‫بضرورة التطوير والتحديث‪ ،‬ولم تنجح محاوالت الدولة في إغرائهم لالنضمام إلى‬
‫الفرق العسكرية الجديدة‪ ،‬وقبول المعاش الذي تقرره الدولة لمن يرفض هذا النظام‪.‬‬

‫ولم يكتف اإلنكشاريون بمعارضة النظام الجديد‪ ،‬بل لجئوا إلى إعالن العصيان‬
‫والقيام بالتمرد في وجوه السالطين والصدور العظام‪ ،‬ونجحوا في إكراه عدد من‬
‫‪.‬السالطين على إلغاء هذا النظام الجديد‪.‬‬
‫محاوالت الغاء االنكشارية‬
‫بعد تولي السلطان محمود الثاني سلطنة الدولة العثمانية سنة (‪1223‬هـ=‪1808‬م) رأى تطوير‬
‫الجيش العثماني وضرورة تحديثه بجميع فرقه وأسلحته بما فيها الفيالق العسكرية‪ ،‬فحاول‬
‫بالسياسة واللين إقناع اإلنكشارية بضرورة التطوير وإدخال النظم الحديثة في فرقهم‪ ،‬حتى‬
‫استكبارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫تساير باقي فرق الجيش العثماني‪ ،‬لكنهم رفضوا عرضه وأصروا واستكبروا‬

‫وكان محمود الثاني ذا عزيمة شديدة‪ ،‬ودهاء عظيم‪ ،‬فحاول أن يلزم اإلنكشارية بالنظام‬
‫واالنضباط العسكري‪ ،‬ومالزمة ثكناتهم في أوقات السلم‪ ،‬وضرورة المواظبة على حضور‬
‫التدريبات العسكرية‪ ،‬وتسليحهم باألسلحة الحديثة‪ ،‬وعهد إلى صدره األعظم مصطفى باشا‬
‫البيرقدار بتنفيذ هذه األوامر‪ .‬غير أن هذه المحاولة لم تنجح وقاوموا رغبة السلطان وتحدوا‬
‫أوامر الصدر األعظم‪ ،‬وقاموا بحركة تمرد واسعة وثورة جامحة كان من نتيجتها أن فقد‬
‫الصدر األعظم حياته في حادث مأسوي‪.‬‬

‫لم تنجح محاولة السلطان األولى في فرض النظام الجديد على اإلنكشارية‪ ،‬وصبر على‬
‫عا بها بعد أن رأى انتصارات‬ ‫عنادهم‪ ،‬وإن كانت فكرة اإلصالح لم تزل تراوده‪ ،‬وازداد اقتنا ً‬
‫محمد علي المتتابعة‪ ،‬وما أحدثته النظم الجديدة والتسليح الحديث والتدريب المنظم في جيشه‪،‬‬
‫وطال صبر السلطان ثمانية عشر عا ًما حتى عزم مرة أخرى على ضرورة إصالح نظام‬
‫عا في (‪ 19‬من شوال ‪1241‬هـ‪ 27-‬من مايو ‪1826‬م) في دار شيخ‬ ‫اإلنكشارية؛ فعقد اجتما ً‬
‫اإلسالم‪ ،‬حضره قادة أسلحة الجيش بما فيهم كبار ضباط فيالق اإلنكشارية‪ ،‬ورجال الهيئة‬
‫الدينية وكبار الموظفين‪ ،‬ونوقش في هذا االجتماع ضرورة األخذ بالنظم العسكرية الحديثة في‬
‫الفيالق اإلنكشارية‪ ،‬ووافق المجتمعون على ذلك‪ ،‬وتلي مشروع بإعادة تنظيم القوات‬
‫اإلنكشارية ‪ ،‬وأصدر شيخ اإلسالم فتوى بوجوب تنفيذ التعديالت الجديدة‪ ،‬ومعاقبة كل شخص‬
‫تسول له نفسه االعتراض عليها‪.‬‬

‫غير أن اإلنكشارية لم يلتزموا بما وافق عليه الحاضرون في هذا االجتماع؛ فأعلنوا تمردهم‬
‫وانطلقوا في شوارع إستانبول يشعلون النار في مبانيها‪ ،‬ويهاجمون المنازل ويحطمون‬
‫المحالت التجارية‪ ،‬وحين سمع السلطان بخبر هذا التمرد عزم على وأده بأي ثمن والقضاء‬
‫على فيالق اإلنكشارية‪ ،‬فاستدعى السلطان عدة فرق عسكرية من بينها سالح المدفعية الذي كان‬
‫‪.‬قد أعيد تنظيمه وتدريبه‪ ،‬ودعا السلطان الشعب إلى قتال اإلنكشارية‬

‫وفي صباح يوم (‪ 9‬ذي القعدة ‪1240‬هـ=‪ 15‬يونيو ‪1886‬م) خرجت قوات السلطان إلى ميدان‬
‫الخيل بإستانبول وكانت تطل عليه ثكنات اإلنكشارية‪ ،‬وتحتشد فيه الفيالق اإلنكشارية المتمردة‪،‬‬
‫ولم يمض وقت طويل حتى أحاط رجال المدفعية الميدان‪ ،‬وسلطوا مدافعهم على اإلنكشارية‬
‫من كل الجهات‪ ،‬فحصدتهم حصدًا‪ ،‬بعد أن عجزوا عن المقاومة‪ ،‬وسقط منهم ستة آالف جندي‬
‫إنكشاري‪.‬‬

‫وفي اليوم الثاني من هذه المعركة التي سميت بـ"الواقعة الخيرية" أصدر السلطان محمود‬
‫قرارا بإلغاء الفيالق اإلنكشارية إلغا ًء تا ًما‪ ،‬شمل تنظيماتهم العسكرية وأسماء فيالقهم‬
‫ً‬ ‫الثاني‬
‫وشاراتهم‪ ،‬وانتهى بذلك تاريخ هذه الفرقة التي كانت في بدء أمرها شوكة في حلوق أعداء‬
‫الدولة العثمانية‪.‬‬

‫نهاية االنكشارية‬
‫الحظ اإلنكشارية عام ‪ 1826‬أن السلطان محمود الثاني كان يعمل على تشكيل جيش جديد‪.‬‬
‫ويرى البعض ان السلطان كان قد حرضهم على الثورة بشكل متعمد‪ .‬وفي وسط يونيو عام‬
‫‪ ،1826‬ثار اإلنكشارية‪ ،‬ولكن هذه المرة كان معظم الجيش والسكان ضدهم‪ .‬قامت وحدة‬
‫الفرسان المخلصة للسلطان (سباهی) بإجبار اإلنكشارية على التقهقر إلى مساكنهم وقصفت‬
‫المدفعية القذائف إلى تلك المساكن مسببة إصابات بالغة وجسيمة‪ .‬وتم إعدام الناجين أو نفيهم‪،‬‬
‫وبعد عامين قام محمود الثاني بمصادرة آخر ممتلكات اإلنكشارية‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫ختاما يعد الجيش االنكشاري ذات طابع إيجابي عاد للدولة العثمانية في بدايته كونه‬
‫كان السند الرئيسي للدولة بما يمتلكه من قوة عسكرية فاقت كل الفيالق المتواجدة‬
‫مثل فرقة الفرسان وغيرها ولكن سرعان ما انقلب هذا الى طابع سلبي عاد به للدولة‬
‫العثمانية بسبب اعتبارهم بأنهم األقرب للدولة وقوتهم الكبيرة واعدادهم الفائقة حينها‬
‫فأعلنو تمردهم ومنذ ان كانو يعلنو عصيانهم والدولة العثمانية تمر بانحدارات وعدم‬
‫استقرار فهذا من وجهة نظري كان سببا كافيا للهزائم التي كان يتعرض لها الجيش‬
‫العثماني امام الفرس‪.‬‬

‫فأولى محاوالت التصليح وعودة الدولة العثمانية لقوتها وهيبتها السابقة هو القضاء‬
‫على الشوكة االنكشارية التي كانو يحدون السالطين من اتخاذ قرارات لمصلحة‬
‫الدولة ‪ ،‬فوجود الجيش االنكشاري كان سببا وعائقا كبيرا في أواخر الوقت في‬
‫تدهور الدولة العثمانية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا كون طلباتهم كانت كبيره على‬
‫السلطان وتعود بالضرر البالغ للدولة ونظامها وقد تطرقنا لألسباب ليصبح الجيش‬
‫االنكشاري متمردا خالل هذا المقال الذي أتمنى اني قد أوصلت الفكرة والممت‬
‫بالموضوع‪.‬‬
‫المصادر‬
‫‪https://sotor.com/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88‬‬
‫‪ -‬كتاب االنكشاريون في اإلمبراطورية العثمانية‪،‬ايرينا بيتروسيان ‪ ،‬مركز‬
‫جمعة الماجد‬
‫‪ -‬دور االنكشارية في اضعاف الدولة العثمانية‬

You might also like