You are on page 1of 49

‫‪ -1‬الوحدة األولى‪ .

‬الثقافة اإلسالمية‪:‬‬

‫❖ تعريف الثقافة ‪ :‬من أوجز التعاريف وأكثرها شيوعا ً القول بأن الثقافة ‪ ( :‬جملة‬
‫العلوم والمعارف والفنون التي يطلب العلم بها والحذق فيها ) ‪.‬‬
‫❖ والثقافة اإلسالمية هي‪ :‬ذلك الكل المركب من المفاهيم واألفكار والقيم والنظم‬
‫والفنون واآلداب والعلوم والمخترعات التي تشكل شخصية الفرد‪ ،‬وتحدد هوية‬
‫األمة‪ ،‬وتضبط عالقة الذات باآلخر‪ ،‬وتنظم صلة المجتمعات مع بعضها‬
‫البعض‪ ،‬وتنقد األفكار واأليديولوجيات العالمية وفق أسس وضوابط العقيدة‬
‫اإلسالمية الصحيحة ‪.‬‬
‫❖ والمثقف اإلسالمي هو‪ :‬من يتخذ اإلسالم شرعة ومنهاجا ً ‪ ،‬يستمد منه مفاهيمه‬
‫وفكره وقيمه ونظمه‪ ،‬وتتحدد على أساسه وفي ضوء نصوصه عالقاته بالكون‬
‫واإلنسان والحياة‪ ،‬وقبل هذا وذاك عالقته بخالق سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫❖ العالقة بين الثقافة والحضارة‪ :‬الغالب على الحضارة الميل للجانب المادي‬
‫الحسي‪ ،‬ويمكن نقلها من موطنها األساس إلى غيره بسهولة ويسر‪ ،‬فهي ملك‬
‫للجميع منذ بدأ الخليقة إلى أن تقوم الساعة‪ ،‬خالف الثقافة فالغالب فيها الجانب‬
‫المعنوي ( الفكري) وانتقالها يحتاج إلى زمن ‪.‬‬
‫❖ مصادر الثقافة اإلسالمية‪ :‬تعاني الثقافات العالمية من إشكالية ( من أين نأخذ‬
‫ثقافتنا ؟ ) في الوقت الذي ننعم نحن المسلمين بثبات المرجعية وحفظها بحفظ هللا‬
‫سبحانه وتعالى لها‪ ،‬وسالمتها من الهوى واإلضالل والتحريف‪ ،‬وهذا ال يعني‬
‫أننا ننكفئ على الذات‪ ،‬ونغلق منافذ المعرفة إزاء ما يجد ويكون نافعا ومفيدا في‬
‫الثقافات العالمية ‪ ،‬بل تجمع بين االعتزاز بالذات اإلسالمية واالنفتاح على اآلخر‬
‫❖ ويمكن إجمال مصادر ثقافتنا فيما يلي‪:‬‬
‫✓ أوالً ‪ :‬المصادر الشرعية للثقافة اإلسالمية ‪ :‬يذكر سماحة الشيخ عبد العزيز بن‬
‫عبد هللا بن باز رحمه هللا ما نصه ‪ ( :‬وقد أجمع علماء اإلسالم على أن األصول‬
‫المجمع عليها ثالثة‪:‬‬
‫‪ o‬األصل األول‪ :‬كتاب هللا‪.‬‬
‫‪ o‬واألصل الثاني‪ :‬سنة رسول هللا عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫‪ o‬واألصل الثالث‪ :‬إجماع أهل العلم‬
‫‪ o‬وتنازع أهل العلم في أصول أخرى‪ ،‬أهمها ‪ :‬القياس‪ ،‬والجمهور على أنه أصل‬
‫رابع إذا استوفى شروطه المعتبرة ) ‪.‬‬
‫• القرآن الكريم‪ :‬وحي هللا لرسله وانبيائه هو ما يلقيه إليهم من الشرع والعلم‬
‫والحكمة ويخفيه عن غيرهم‪ ،‬بواسطة ملك أو عن غير واسطة‪ ،‬والنوع األول‬
‫هو األشهر واألكثر‪ ،‬ولذا أصطلح عليه بالوحي الجلي ‪ .‬والوحي من هللا تعالى‬
‫لرسوله محمد صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إما متلو متعبد بتالوته‪ ،‬وإما غير متلو في‬
‫الصالة وال يتعبد بتالوته ‪ ،‬فإن كان وحيا ً متلوا ً فهو القرآن‪ ،‬وإال فالسنة ‪ .‬و"‬
‫القرآن الكريم" هو‪ :‬كالم هللا‪،‬‬
‫المنزل على عبده ورسوله محمد بن عبد هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ ، -‬المعجز لفظا ً ‪،‬‬
‫المتعبد بتالوته ‪ ،‬المبدوء بـ(بسم هللا الرحمن الرحيم‪ " ،‬المختوم ب " من الجنة والناس‬
‫"‪ ،‬المنقول إلينا بالتواتر‪ ،‬المحفوظ من هللا عز وجل إلى قيام الساعة‪ .‬والقرآن الكريم‬
‫جميعه كان بواسطة أمين الوحي جبريل عليه ومعنى ‪ ،‬السالم ‪.‬‬
‫• السنة ‪ :‬السنة باعتبار المصدرية‪ ،‬هي‪ :‬ما أثر عن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم من قول أو فعل أو تقرير ‪ .‬وإذا كانت األحاديث صحيحة سندا ً ومتناً‪،‬‬
‫ومات عليه الصالة والسالم وهي مسكوت عنها ‪ ،‬ولم تكن من جملة‬
‫خصوصياته عليه الصالة والسالم فهي حجة ‪ ،‬تثبت عن طريقها األحكام‬
‫الشرعية ‪ ،‬ويجب العمل بها وقوفا ً عند شرع هللا ( وما ينطق عن الهوى إن هو‬
‫إال وحي يوحى) ‪.‬‬
‫• االجماع هو‪ :‬اتفاق علماء األمة ممن بلغوا مرتبة االجتهاد في عصر من‬
‫العصور على حكم شرعي ‪.‬‬
‫وأمر اإلجماع الذي بدأ بعد وفاة النبي صلى هللا عليه وسلم موكل ألهل الحل والعقد‬
‫ومجتهدي األمة من الفقهاء والمحدثين والعلماء في كل عصر ومصر‪.‬‬
‫• القياس‪ :‬من النعم التي من هللا بها على اإلنسان العقل‪ ،‬و" القياس " يختلف عن‬
‫المصادر الشرعية السابقة بأنه ليس دليالً نقيال بل إنه دليل قائم على إعمال‬
‫العقل من قبل العالم المجتهد في إنزال مسألة غير معروف حكمها الشرعي على‬
‫أخرى منصوص على حكمها‪ ،‬وذلك بسبب االشتراك بينهما في علة الحكم‪.‬‬
‫واستدل الجمهور على حجية القياس بقول هللا تعالى‪( :‬هو الذي أخرج الذين كفروا من‬
‫أهل الكتاب من ديارهم ألول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعهم حصوهم‬
‫من هللا فأتاهم هللا من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم‬
‫وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي األبصار) ‪ .‬وموضع االستدالل ( فاعتبروا ) ووجه‬
‫االستدالل ‪ :‬أن هللا سبحانه بعد أن قص ما كان من بني النضير الذي كفروا ‪( ،‬فأتاهم‬
‫هللا من حيث لم يحتسبوا) ‪ ( ،‬فاعتبروا يا أولي األبصار ) قيسوا أنفسكم بهم ‪ ،‬ألنكم‬
‫أناس مثلهم ‪ ،‬إذا فعلتم مثل ما فعلوا حاق بكم مثل ما حاق بهم‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬المعرفة البشرية باعتبارها مصدرا ً للثقافة اإلسالمية ‪.‬‬ ‫✓‬
‫اللغة العربية‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫التاريخ‬ ‫‪o‬‬
‫التراث العالمي والخبرة اإلنسانية ‪:‬والقارئ في تاريخنا الثقافي يجد أننا لسنا على‬ ‫‪o‬‬
‫موقف واحد من هذا المصدر بل هناك ثالثة مواقف متباينة‪:‬‬
‫‪ .1‬الرفض لكل تراث وافد ‪.‬‬
‫‪ .۲‬االرتماء بأحضان الثقافات الوافدة واالعتزاز بها‪ ،‬خاصة الغربية منها‪ ،‬معتقدا هذا‬
‫المثقف المرتمي أن تمسكنا ومحافظتنا على ثقافتنا اإلسالمية (الماضوية) هو سبب ‪-‬‬
‫تخلفنا التي نحن متسربلون فيها حتى اليوم ‪.‬‬
‫‪ .3‬االعتزاز بذاتنا الثقافية‪ ،‬وفي ذات الوقت االنفتاح على التراث العالمي‪ ،‬واالستفادة‬
‫من الخبرات البشرية‪ ،‬فالحكمة عند هذا المثقف ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها‪،‬‬
‫وهذا هو الموقف الصحيح من التراث الثقافي العالمي والخبرات البشرية ‪ ،‬فالقرآن‬
‫الكريم كالم هللا عز وجل مليء بقصص األمم السابقة‪ ،‬يعرض ثقافاتهم بكل تفاصيلها ‪،‬‬
‫والرسول صلى هللا عليه وسلم ومن بعده الخلفاء الراشدون رضوان هللا عليهم أجمعين‬
‫كانوا على تواصل ثقافي مع التراث العلمي والخبرات البشرية خاصة بعد أن تكونت‬
‫دولة اإلسالم في المدينة المنورة كما هو معروف ‪.‬‬

‫الدراسات الحديثة‪:‬‬
‫❖ مجاالت الثقافة اإلسالمية‪:‬‬
‫• أوالً ‪ :‬بناء المفاهيم ذات الصلة بالثقافة بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتحديد‬
‫داللتها‪ ،‬والمفهوم‪ :‬ما حصل في العقل من صورة ذهنية سواء كانت هذه‬
‫الصورة التي رسخت لدى الشخص تتماهى مع الحقيقة أو أنها تجافيها‪ ،‬وسواء‬
‫أكانت إزاء لفظ أو أنها ليست كذلك ‪.‬‬
‫• وتتنوع المفاهيم في ثقافتنا اإلسالمية‪ ،‬فهناك‪:‬‬
‫‪ .1‬مفاهيم ذات أصل شرعي إزاء ألفاظ محددة‪ ،‬فهذه يجب أخذها كما وحسب ما‬
‫نصت عليه أدلة الشرع مثل‪ :‬اإليمان‪ ،‬والكفر‪ ،‬العدل واالنصاف‪ ،‬العفو‬
‫واإلحسان‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪ .۲‬وهناك مفاهيم وافدة تحتاج إلى سبر وتقسيم ودراسة وبيان مثل‪ :‬الديمقراطية‪،‬‬
‫واالشتراكية‪ ،‬والحرية الشخصية‪ ،‬والمساواة‪ ،‬وهكذا ‪.‬‬
‫‪ .3‬وهناك مفاهيم مضللة‪ ،‬وظفت داللتها اإليجابية المعروفة لصالح الغازي للبالد‬
‫اإلسالمية والمنصر لشعوبها عنوة من قبل منظري الفكر االستشراقي بقصد استمالة‬
‫قلوب الشعوب والتأثير عليها ‪ :‬كالتبشير واالستعمار‪ ،‬وهذه يجب تصحيحه وإعادتها‬
‫إلى سابق عهدها المعروف لغة وشرعا ً وعرفا ً ‪ .‬وهناك مفاهيم شعبية عامة متوارثة‬
‫متولدة في مجتمعاتنا المحلية نتيجة األلف والعادة وما وجدنا عليه اآلباء‪ ،‬وهذه كذلك‬
‫يجب عرضها على الشرع ‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬الفكر ‪ :‬وهو العميلة الذهنية التي يقوم بها اإلنسان من تفكير وتأمل ونظر وتدبر‬
‫لألمور الطلب المعاني المجهولة من األمور المعلومة‪ ،‬أو الوصول إلى األحكام أو‬
‫النسب بين األشياء‪ ،‬ونتاج وثمرة هذا التأمل والتفكير‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬القيم ‪ :‬وهي معايير ذاتية فكرية يعتقد بها األفراد وتؤمن بها المجتمعات‪ ،‬وتكون‬
‫حاضرة في الذهنية الذاتية والمجتمعية حين التعامل واالختالط لتضبط العالقة قبوالً أو‬
‫رفضا ً ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬النظم ‪ :‬مجموعة المبادئ والقواعد والتشريعات واألحكام التي شرعها هللا عز‬
‫وجل في كتابه المبين وعلى لسان رسوله الكريم لتحدد لنا منهج حياتنا أفرادا ً‬
‫ومجتمعات‪،‬‬

‫‪ -۲‬الوحدة الثانية ‪:‬العقيدة اإلسالمية ‪.‬‬


‫أوال‪ :‬تعرف العقيدة وأهميتها‪ :‬تعريفا ً العقيدة تعريفا ً عاما ً بأنها ‪ :‬حكم الذهن الجازم‪.‬‬
‫وهذا التعريف يشمل العقائد أيا كانت صحيحة أو فاسدة‪ .‬ونعني بالعقيدة الصحيحة‬
‫اإلسالم ممثالً بعقيدة أهل السنة والجماعة ‪ ،‬دليل ذلك قول هللا تعالى‪( :‬ومن يبتغ غير‬
‫اإلسالم دينا فلن يقبل منه وهو في اآلخرة من الخاسرين) أما العقائد الفاسدة فهي إما‬
‫أنها محرفة بعد أن كانت صحيحة ‪ ،‬ومثال ذلك تحريف اليهود ما جاء به نبي هللا‬
‫موسى عليه السالم من دين اإلسالم الصحيح‪ ،‬وتحريف النصارى ما بعث به عيسی‬
‫عليه السالم لبني إسرائيل‪ ،‬أو أنها نتاج العقل البشري القاصر‪ ،‬ويدخل في هذا جميع‬
‫األيديولوجيات الفكرية المعاصرة‪ ،‬والديانات والفلسفات القديمة منها والحديث ‪.‬‬
‫وتعرف العقيدة اإلسالمية ( الصحيحة) بأنها ‪ :‬حكم الذهن الجازم المطابق للواقع المبني‬
‫على الدليل الصحيح ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مصادر التلقي واالستدالل العقدي‪:‬‬

‫المصادر األصلية ‪ :‬القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة‪ ،‬وإجماع سلف األمة‪:‬‬

‫المصادر الثانوية ‪ :‬العقل‪ ،‬والفطرة‪ .‬والفطرة اصطالحا‪ :‬الطبع السوي‪ ،‬والجبلة‬


‫المستقيمة خلق الناس عليها ‪.‬‬

‫العقل ‪ :‬لما كانت العقيدة تقوم على األمور الغيبية‪ ،‬كان مبناها على التسليم بما جاء عن‬
‫هللا جل جالله‪ ،‬وعن رسوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ظاهرا ً وباطناً‪ ،‬ما عقلناه منها وما‬
‫لم نعقله‪ .‬وتتوقف وظيفة العقل عند التدبر في آيات هللا‪ ،‬ومعرفة محاسن العقيدة التي‬
‫جاء بها اإلسالم‪ ،‬كما أنه هو اآللة في فهم النصوص الشرعية واستخالص المعاني‬
‫المرادة منها ‪ .‬والفطرة والعقل السليم ‪ ،‬يدركان أصول االعتقاد على اإلجمال ال على‬
‫التفصيل‪ ،‬يدركان وجود هللا وعظمته‪ ،‬وضرورة طاعته وعبادته‪ ،‬واتصافه بصفات‬
‫العظمة والجالل على وجه العموم‪ ،‬وضرورة النبوات وإرسال الرسل‪ ،‬وضرورة البعث‬
‫والجزاء على األعمال‪ ،‬على اإلجمال ال على التفصيل‪.‬إذ أن هذه من أمور الغيب‬
‫وسائر أمور الغيب ال سبيل إلى إدراك شيء منها على التفصيل إال عن طريق الكتاب‬
‫والسنة (الوحي) ‪ .‬وتعارض النص الصريح من الكتاب والسنة مع العقل الصحيح‬
‫(السليم) غير متصور أصال‪ ،‬بل هو مستحيل‪ ،‬فإذا جاء ما يوهم ذلك فإن الوحي مقدم‬
‫ومحكم‪ .‬ألنه صادر أما عن الخالق جال وعال أو عن المعصوم – صلى هللا عليه وسلم‬
‫والعقل ال عصمة له‪ ،‬بل هو‬
‫نظر البشر الناقص‪ .‬وهو معرض للوهم والخطأ والنسيان والهوى والجهل والعجز‪ ،‬فهو‬
‫قطعا ً ناقص‪ .‬ومن هذا الباب كان كتاب شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا ( بيان موافقة‬
‫العقل الصريح للنقل الصحيح )أو ما يعرف ب(درء تعارض العقل والنقل ) ‪.‬‬

‫✓ أسماء علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة‪ :‬للعقيدة اإلسالمية أسماء متعددة عند‬
‫أهل السنة والجماعة‪ ،‬منها‪ :‬العقيدة‪ ،‬واالعتقاد‪ ،‬والعقائد‪ ،‬والتوحيد‪ ،‬والسنة‪،‬‬
‫والشريعة‪ ،‬واإليمان‪ ،‬وأصول الدين‪ ،‬وما من اسم من هذه األسماء إال وتجد‬
‫بعض األئمة قد صنف كتابا وسماه بهذا االسم أو ذاك من األسماء الواردة أعاله‬
‫‪.‬‬
‫✓ أهمية العقيدة‪:‬‬
‫• أن هذه العقيدة تحدد العالقة بين العبد وخالقه ‪.‬‬
‫• أن العقيدة أساس أعمال اإلنسان ‪.‬‬
‫• أن السعادة في الدنيا أساسها العلم باهلل تعالى ‪.‬‬
‫• أن النجاة في اآلخرة ‪ -‬ابتداء أو ماالً – متوقفة على صحة العقيدة ‪.‬‬
‫• أن هذه العقيدة تجيب عن جميع التساؤالت التي ترد على ذهن العبد ‪.‬‬
‫• أن العقيدة الصحيحة سبب الظهور والنصر والفالح في الدارين‪،‬‬
‫• أن العقيدة الصحيحة هي ما يعصم المسلم من التأثر بما يحيط به من عقائد‬
‫وأفكار فاسدة‬
‫❖ ثالثاً‪ :‬سمات وخصائص العقيدة اإلسالمية وأثرها على الفرد والمجتمع ‪:‬‬
‫• سمات وخصائص العقيدة اإلسالمية ‪.‬‬
‫سالمة المصدر‪ :‬وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة وإجماع السلف‪ ،‬وأقوالهم فحسب‪.‬‬
‫وهذه الميزة والخصيصة‪ ،‬سمة من سمات أهل السنة‪ ،‬ال تكاد تتخلف في كل مكان‬
‫وزمان‪.‬‬
‫التسليم هللا تعالى ولرسوله صلى هللا عليه وسلم‪ .‬ألنها غيب ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫موافقتها للفطرة القويمة والعقل السليم ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫اتصال سندها بالرسول صلى هللا عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة الهدى‬ ‫‪o‬‬
‫قوالً وعمالً وعلما واعتقادا ‪.‬‬
‫الوضوح والبيان ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫سالمتها من االضطراب والتناقض واللبس ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫سالمة أتباعها – في العموم – من التلبس بالبدع والشركيات واآلثام والكبائر‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫سبب من أسباب النجاح والنصر والتمكين لمن قام بها ودعا إليها بصدق وعزم‬ ‫‪o‬‬
‫وصبر‪.‬‬
‫عقيدة الجماعة واالجتماع ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫البقاء والثبات واالستقرار ‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫• أثر عقيدة أهل السنة والجماعة على الفرد والمجتمع ‪.‬‬


‫✓ أثره عقيدة أهل السنة والجماعة على الفرد‪:‬‬

‫أثرها على العقل‪:‬‬ ‫▪‬


‫تشبع حب االستطالع والمعرفة الدائمة لدى اإلنسان‪.،‬‬ ‫‪o‬‬
‫تصحح مفاهيم الفرد وتصوراته عن الكون واإلنسان والحياة الدنيوية‬ ‫‪o‬‬
‫واألخروية‪،‬‬
‫تجيب على أسئلة الوجود التي تشغل العقل البشري‬ ‫‪o‬‬
‫تعرف اإلنسان دوره ووظيفته في الحياة‬ ‫‪o‬‬
‫تؤثر في قوة اإلدراك وسالمة الحواس‬ ‫‪o‬‬

‫▪ أثرها على الجانب النفسي ‪.‬‬


‫▪ أثرها على الضمير‪.‬‬
‫▪ أثرها في الجانب السلوكي ‪.‬‬
‫✓ أثر العقيدة اإلسالمية في المجتمع‪:‬‬
‫‪ o‬التمكين في األرض ‪،‬تحقق األخوة بين المؤمنين‪،‬‬
‫‪ o‬تحقق التكافل والتضامن االجتماعي‪،‬‬
‫‪ o‬تحقق األمن االجتماعي والسالم المجتمعي‬
‫❖ رابعاً‪ :‬تحديد داللة المصطلحات العقدية ‪.‬‬
‫❖ أوالً ‪ :‬أهل السنة والجماعة هم ‪ :‬الذين يعملون بكتاب هللا‪ ،‬وسنة رسوله‪،‬‬
‫ويتمسكون بهما ويدعون إليهما ‪.‬‬
‫• وعقيدة أهل السنة والجماعة‪ :‬توحيد هللا عز وجل‪ ،‬وإخالص العبادة له‪ ،‬واتباع‬
‫أوامره‪ ،‬وترك نواهيه‪ ،‬والوقوف عند حدوده‪ ،‬واإليمان بأسمائه وصفاته‪،‬‬
‫ووصف هللا بها على الوجه الالئق به سبحانه‪ ،‬دون أن يكون في ذلك تحريف أو‬
‫تعطيل أو تكييف أو تمثيل وتشبيه‪،‬‬

‫أسماء أهل السنة والجماعة‪ :‬ألهل السنة والجماعة أسماء عدة‪ ،‬فهم ‪:‬‬ ‫•‬
‫( أهل السنة ) لتمسكهم واتباعهم لسنة النبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫✓‬
‫وهم (الجماعة) لقوله صلى هللا عليه وسلم في إحدى روايات (حديث االفتراق)‪-‬‬ ‫✓‬
‫الذي سنتحدث عنه الحقا بإذن هللا تعالى‪ -‬قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪":‬هم الجماعة"‪ ،‬وألنهم جماعة اإلسالم الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في‬
‫الدين‪ ،‬وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة ‪.‬‬
‫وهم (أهل األثر) أي أهل السنة المأثورة عن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬ ‫✓‬
‫✓ و (أهل الحديث) ألنهم هم اآلخذون بحديث النبي – صلى هللا عليه وسلم‪ -‬رواية‬
‫ودراية‪ ،‬المتبعون لهديه عليه الصالة والسالم ظاهرا ً وباطنا ً ‪.‬‬
‫✓ و (الطائفة المنصورة) أي المؤيدة من هللا سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫✓ و (الفرقة الناجية) ألنها تنجو من الشرور والبدع والضالالت في الدنيا‪ ،‬وتنجو‬
‫من النار يوم القيامة التباعها سنة النبي صلى هللا عليه وسلم ‪.‬‬
‫✓ و ( الظاهرين على الحق ) ‪.‬‬
‫✓ و ( أهل االتباع ال االبتداع) التباعهم الكتاب والسنة‪ ،‬وآثار السلف الصالح‪،‬‬
‫ومصطلح السلف الصالح يماثل مصطلح أهل السنة والجماعة عند المحققين أهل‬
‫االختصاص ‪.‬‬
‫❖ ثانيا ‪ :‬السلف‪ :‬أما مصطلح السلف لدى العلماء‪ :‬فالمقصود به أهل القرون الثالثة‬
‫المفضلة التي النبي صلى هللا عليه وسلم على خيريتها وبين أفضليتها بقوله‪( :‬‬
‫خير الناس قرني‪ ،‬ثم الذين يلونهم‪ ،‬ثم الذين يلونهم) ‪.‬‬
‫• و السلفي ‪ :‬فهو المنتسب إلى منهج القرون الثالثة الفاضلة االعتقادي دون‬
‫انحراف إلى مسلك عقدي مبتدع كالخوارج والروافض والمرجئة والجهمية‬
‫والمعتزلة‪ ،‬بغض النظر عن مذهبه الفقهي وفي أي زمان عاش ومكان وجد ‪.‬‬
‫• و السلفيون جمع سلفي نسبة إلى السلف – وقد تقدم معناه – وهم الذين ساروا‬
‫على منهاج السلف من اتباع الكتاب والسنة والدعوة إليهما والعمل بهما فكانوا‬
‫بذلك أهل السنة والجماعة‬
‫• و السلفية هذه هي‪ :‬منهج الدولة السعودية العقدي منذ أول تأسيسها على يدي‬
‫اإلمامين محمد بن سعود وشيخ اإلسالم محمد بن عبدالوهاب رحمهم هللا أجمعين‬
‫وإلى اليوم هذا‬
‫ثالثا ً ‪ :‬الكفر‪ .‬الكفر في االصطالح ‪ :‬عدم اإليمان سواء اعتقد نقيضه وتكلم به‪ ،‬أو لم‬
‫يعتقد شيئا ً ولم تتكلم ‪ .‬وعلى هذا فكما أن اإليمان قول وعمل واعتقاد‪ ،‬كذلك الكفر يكون‬
‫قوال وعمال واعتقادا وتركا‪،‬‬

‫• والتكفير أصل عظيم‪ ،‬وخطره جسيم‪ ،‬فهو حكم شرعي مرجعه إلى هللا عز وجل‬
‫• أقسام الكفر‪:‬‬
‫▪ كفر أكبر مخرج عن الملة‪ ،‬ومحبط للعمل‪ ،‬وموجب للخلود في النار‪ ،‬وال يغفر‬
‫لصاحبه‪ ،‬وينفى عن صاحبه اسم اإليمان أصال وكماالً‪ ،‬مثل السحر‪ ،‬وسب هللا‬
‫أو رسوله أو دينه أو كتابه أو اإلعراض عن دين هللا ‪.‬‬
‫✓ وقد قسم العلماء الكفر المخرج عن الملة إلى ستة أقسام‪:‬‬
‫‪ o‬كفر إباء واستكبار ككفر إبليس ‪.‬‬
‫‪ o‬كفر جحود كحال المالحدة عبر التاريخ ‪.‬‬
‫‪ o‬كفر تكذيب واستحالل ككفر المشركين (كفر العناد ) ‪.‬‬
‫‪ o‬كفر إعراض وترك ككفر ابن عبد يا ليل الثقفي ‪.‬‬
‫‪ o‬كفر شك ‪.‬‬
‫‪ o‬كفر نفاق‪ ،‬كحال المنافقين ‪.‬‬
‫• ثمة فرق بين مراحل ثالث في الكفر المخرج عن الملة والموجب للردة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫✓ تعيين أن هذا الجرم هو من الكفر األكبر‪ ،‬ويكون ذلك بالدالئل الشرعية ‪.‬‬
‫✓ تكفير المعين المواقع لهذا الجرم‪ ،‬باجتماع الشروط فيه وانتفاء الموانع عنه وهو‬
‫مناط بالقضاة والعلماء الشرعيين أصالة‪ .‬وال يلزم من عدم إقامة أحكام الردة‬
‫عدم تكفير المعين فمن انتسب إلى اإلسالم ولكن ثبت يقينا ً أنه كافر وهو غير‬
‫مقدور عليه‪ ،‬أي‪ :‬غير مقدور على إقامة األحكام الشرعية المترتبة عليه‪ ،‬فال‬
‫يلزم من ذلك عدم تكفيره ‪.‬‬
‫عدم القطع له بعد الموت بالخلود في النار‪ ،‬مع إجراء أحكام الكفر عليه في‬ ‫✓‬
‫أحكام الدنيا‪ ،‬فأحكام الكفر في الدنيا تجرى على الظاهر‪ .‬فمن أظهر الكفر‪-‬‬
‫وتوفرت فيه الشروط وانتفت الموانع‪ -‬فإنه يكفر في األحكام الظاهرة‪ ،‬وأما عن‬
‫باطنه فعلمه عند هللا تعالى ‪.‬‬
‫كفر أصغر ال يخرج من الملة وال يحبط العمل وال يوجب الخلود في النار‪ ،‬وهو‬ ‫‪o‬‬
‫تحت مشيئة هللا في مغفرته‪ ،‬وال ينافي أصل اإليمان‪ ،‬بل ينافي كماله الواجب‪،‬‬
‫وهو حكم الكبائر من الذنوب‪ ،‬كالنياحة على الميت‪ ،‬والطعن في األنساب‪ ،‬وقتال‬
‫المسلم ‪.‬‬
‫تكفير المسلم بالمعاصي والذنوب‪ :‬مما أجمع عليه السلف الصالح ‪ .‬رحمهم هللا ‪.‬‬ ‫•‬
‫عدم تكفير المسلم بالمعصية والذنب‪ ،‬والبراءة من ذلك أشد البراءة‪ ،‬وهو ما دلت‬
‫عليه قواطع األدلة من الكتاب والسنة الصحيحة وعليه عمل المسلمين سلفا ً وخلفا‬
‫التكفير المطلق والتكفير المعين ‪ :‬يقصد بالتكفير المطلق تنزيل الحكم بالكفر‬ ‫•‬
‫مطلقا ً دون الحكم بالكفر على شخص معين‪ ،‬وإن كان اقترف هذا المكفر‪ ،‬أما‬
‫تكفير المعين فهو الحكم بكفر الشخص الذي أتى بالفعل المكفر‪،‬‬
‫وهذا ال يعني عدم تكفير المعين مطلقا ولكن لتكفيره شروطا ً محددة كما أن هناك‬ ‫•‬
‫موانع معينة هي إجماالً‪:‬‬
‫التكليف ‪ :‬بأن يكون المقارف للكفر بالغا عاقالً‪ ،‬وهذا يخرج المانع وهو عدم‬ ‫✓‬
‫التكليف ‪.‬‬
‫العلم ‪ :‬بأن يكون الواقع في الكفر عالما ليس بجاهل‪ ،‬فالجهل عذر مانع وهذا‬ ‫✓‬
‫يكون في األشياء التي قد يخفى دليلها ‪" :‬وأما ما علم بالضرورة أن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم جاء به‪ ،‬وخالفه – المعين – فهذا يكفر بمجرد ذلك وال‬
‫يحتاج إلى تعريف سواء باألصول أو الفروع ما لم يكن حديث عهد باإلسالم" ‪.‬‬
‫وأضف شيخ اإلسالم في مجموع الفتاوى عليه من نشأ بالبادية فقال‪. . " :‬‬
‫‪.‬فكون الشيء معلوما ً من الدين ضرورة أمر إضافي‪ ،‬فحديث العهد باإلسالم‪،‬‬
‫ومن نشأ ببادية بعيدة قد ال يعلم هذا بالكلية فضالً عن كونه يعلمه بالضرورة" ‪.‬‬
‫✓ االختيار‪ :‬بأن يقع في الكفر مختارا بإرادته‪ ،‬وهذا يخرج مانع اإلكراه‪ ،‬فاإلكراه‬
‫يكون بالقول ويكون بالفعل دون اإلكراه بالقلب فليس للمكره إليه سبيل‪( :‬من كفر‬
‫با بعد إيمانه إال من أكره وقلبه مطمين باإليمان ولكن من شرح بالكفر صدرا‬
‫فعليهم غضب من هللا ولهم عذاب عظيم) ‪.‬‬
‫✓ القصد ‪ :‬بأن يقارف المرء الكفر قاصدا ً له‪ ،‬وهو يخرج مانع الخطأ فال يكفر به‬
‫وإن قلنا بأن صورة الفعل أو القول أو االعتقاد كفر أكبر ‪.‬‬
‫• كفر المحارب المعين‪ :‬ذكر غير واحد من علماء األمة أهل السنة والجماعة "بأن‬
‫هناك فرق بين أن يغزوا المسلمون بلده فهذا تبلغ له الحجة؛ ألن القصد من‬
‫الجهاد تبليغ الدين‪ ،‬وأما إن غزا المحارب بالد المسلمين فال تجب إقامة الحجة‬
‫عليه بل الواجب دفعه إجماعا ً وهذا في جهاد الدفع" ‪.‬‬
‫❖ رابعاً‪ :‬الشرك‪ .‬و الشرك اصطالحا ً ‪ :‬اتخاذ الند مع هللا‪ ،‬يقول سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫(فال تجعلوا هلل أندادا ً وأنتم تعلمون ) ‪ ،‬وهو أنواع‪:‬‬
‫• النوع األول‪ :‬شرك أكبر يخرج من الملة‪ ،‬ويخلد صاحبه في النار إذا مات ولم‬
‫يتب منه – وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير هللا ‪ -‬كدعاء غير هللا ‪.‬‬
‫• النوع الثاني ‪:‬شرك أصغر ال يخرج من الملة‪ ،‬لكنه ينقص التوحيد ‪ ،‬وهو‬
‫قسمان‪:‬‬
‫✓ القسم األول ‪:‬شرك ظاهر‪ ،‬وهو ‪:‬ألفاظ وأفعال‪ .‬فاأللفاظ كالحلف بغير هللا ‪-‬‬
‫✓ القسم الثاني من الشرك األصغر ‪:‬شرك خفي‪ ،‬وهو الشرك في اإلرادات‬
‫والنيات‪ ،‬كالرياء والسمعة‬
‫❖ خامسا ً ‪ :‬النفاق ‪ ،‬والنفاق اصطالحا‪ :‬القول أو الفعل بخالف ما في القلب من‬
‫االعتقاد‪ ،‬والمنافق الذي يستر كفره ويظهر إيمانه‪ ،‬وهو اسم إسالمي لم تعرفه‬
‫العرب بالمعنى المخصوص به‪ ،‬وإن كان أصله في اللغة معروفا ‪ .‬ومن أسماء‬
‫المنافقين التي أطلقها عليهم السلف ( الزنادقة) ‪.‬‬
‫• أنواع النفاق‪:‬‬
‫✓ النوع األول ‪:‬النفاق االعتقادي‪ ،‬وهو النفاق األكبر الذي يظهر صاحبه اإلسالم‬
‫ويبطن الكفر – وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية‪ ،‬وصاحبه في الدرك األسفل‬
‫من النار ‪.‬‬
‫✓ النوع الثاني ‪:‬النفاق العملي‪ ،‬وهو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء‬
‫اإليمان في القلب‪ ،‬وهذا ال يخرج من الملة لكنه وسيلة إلى ذلك‪ ،‬وصاحبه يكون‬
‫فيه إيمان ونفاق‪ ،‬وإذا كثر صار بسببه خالصا‪ ،‬والدليل عليه قوله صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ( :‬أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ‪ .‬ومن كانت فيه خصلة من النفاق‬
‫حتى يدعها ‪ .‬إذا اؤتمن خان‪ ،‬وإذا كانت فيه خصله منهن حدث كذب‪ ،‬وإذا عاهد‬
‫غدر‪ ،‬وإذا خاصم فجر)‬
‫❖ سادساً‪ :‬البدعة‪ .‬والبدعة في االصطالح العام ‪ :‬خالف السنة ‪ .‬وتطلق البدعة في‬
‫االصطالح الشرعي‪ :‬على االحداث في الدين بعد الكمال ‪.‬‬
‫❖ سابعاً‪ :‬الكبيرة ‪ ،‬والكبيرة هي ‪ :‬كل معصية فيها حد في الدنيا كالقتل والزنا‬
‫والسرقة‪ ،‬أو جاء فيها وعيد في اآلخرة من عذاب أو غضب‪ ،‬أو لعن هللا‬
‫ورسوله فاعلها ‪.‬‬
‫❖ خامساً‪ :‬أصول اإليمان ‪: .‬‬
‫• اإليمان ‪ :‬في الشرع‪ :‬قول باللسان‪ ،‬واعتقاد بالقلب‪ ،‬وعمل بالجوارح واألركان‪.‬‬
‫يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ‪.‬‬
‫• وأركان اإليمان ‪ .‬عند أهل السنة والجماعة ستة ‪ :‬اإليمان باهلل ومالئكته وكتبه‬
‫ورسله واليوم اآلخر وبالقدر خيره وشره‪.‬‬
‫• أنواع التوحيد ‪ :‬هناك ثالثة أنواع من التوحيد تدخل في معنى اإليمان باهلل عز‬
‫وجل‪ ،‬وهي بإيجاز‪:‬‬
‫‪ o‬النوع األول ‪ :‬توحيد الربوبية‪ :‬وهو االعتقاد الجازم بأن هللا رب كل شيء وال‬
‫رب غيره ‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬توحيد األلوهية‪ :‬وهو االعتقاد الجازم بأن هللا سبحانه هو اإلله‬ ‫‪o‬‬
‫الحق ال إله غيره‪ ،‬وإفراده سبحانه بالعبادة‪ .‬ويستلزم توحيد هللا في ألوهيته أن‬
‫نتوجه إليه وحده بجميع أنواع العبادة وأشكالها ‪.‬‬
‫النوع الثالث ‪ :‬توحيد األسماء والصفات‪ :‬ومعناه ‪:‬االعتقاد الجازم بأن هللا الكمال‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫ومنزه عن جميع صفات النقص‪ ،‬وأنه متفرد عن جميع الكائنات ‪.‬‬
‫والصفات التي وردت في الكتاب والسنة نوعان‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫صفات ذاتية ‪ :‬وهي التي ال تنفك عن هللا عز وجل‪ ،‬كالنفس والعلم والحياة‬ ‫✓‬
‫والقدرة والسمع والبصر والوجه والكالم والملك والعظمة والكبرياء والعلو‬
‫والغنى والرحمة‪ ،‬وضابط هذا النوع من الصفات ‪:‬أنها مالزمة لذات هللا قائمة‬
‫في هللا ال ينفك عنها ‪.‬‬
‫صفات الفعل‪ :‬وهي ما تعلق بمشيئة هللا وقدرته‪ ،‬كاالستواء والنزول والمجيء‬ ‫✓‬
‫والغضب والضحك والعجب والرضى والحب والكره والسخط والفرح والمكر‬
‫والكيد والمقت‪ ،‬وضابط هذا النوع من الصفات ‪:‬أن هللا تعالى يفعلها متى شاء‪،‬‬
‫فاهلل ينزل إلى السماء الدنيا شاء‪ ،‬وبالهيئة الالئقة به سبحانه‪ ،‬وهكذا بقية صفات‬
‫األفعال‪.‬‬

‫أسماء هللا عز وجل الحسنى‪:‬‬ ‫‪o‬‬


‫هناك اسم جامع ألسماء هللا أال وهو ( هللا )"ذو األلوهية والعبودية على خلقه‬ ‫✓‬
‫أجمعين"‪.‬‬
‫وهناك أسماء هللا حسنى لداللتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول‪ .‬والذي‬ ‫✓‬
‫نعرفه منها تسعة وتسعين اسما‪ ،‬فقد جاء في الحديث قول النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ‪( :‬إن هللا تعالى تسعة وتسعين اسما‪ ،‬مائة إال واحدا‪ ،‬من أحصاها دخل‬
‫الجنة) ‪.‬‬
‫وهناك أسماء هللا تعالى لم يخبرنا هللا بها ‪ ،‬وإنما استأثر بها في علم الغيب عنده‪.‬‬ ‫✓‬
‫ومن مقتضيات توحيد هللا في أسمائه‪ :‬اإليمان بكل اسم سمى به نفسه‪ .‬وما دل‬
‫عليه هذا االسم من معنى‪ .‬وما تعلق بهذا االسم من آثار ‪.‬‬
‫❖ ثانيا ‪ :‬اإليمان بالمالئكة ‪.‬‬
‫• ومعنى ذلك‪ :‬االعتقاد الجازم بأن هللا مالئكة‪ ،‬خلقوا من نور‪ ،‬يقومون بوظائفهم‬
‫التي أمرهم هللا بالقيام بها‪ ،‬وال يعصون هللا ما أمرهم ‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ال يعصون‬
‫هللا ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) ‪.‬‬
‫❖ ثالثا ً ‪ :‬اإليمان بكتب هللا عز وجل ‪.‬‬
‫• ومعناه‪ :‬التصديق الجازم بأن جميع الكتب المنزلة على الرسل هي من عند هللا‬
‫عز وجل‪ ،‬وأن هللا تكلم بها حقيقة‪.‬‬
‫• والكتب التي سماها هللا في القرآن الكريم‪:‬‬
‫✓ التوراة التي أنزلت على موسى عليه السالم‪ ( :‬إنا أنزلنا التوراة فيها هدى‬
‫ونور) ‪.‬‬
‫✓ اإلنجيل الذي نزل على عيسى عليه السالم‪( : ،‬وقفينا على آثارهم بعيسى ابن‬
‫مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه اإلنجيل فيه هدى ونور) ‪.‬‬
‫✓ الزبور الذي نزل على داود عليه السالم‪ ( ،‬وآتينا داود زبورا) ‪.‬‬
‫✓ صحف إبراهيم وموسى‪( ،‬أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى)‪.‬‬
‫✓ إضافة إلى القرآن الكريم المنزل على محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬والذي ختمت‬
‫به الكتاب‪ ،‬وأكمل هللا به الدين‪ ،‬فال نعمل إال بالقرآن الكريم فيه نُسخت الكتب‬
‫السابقة‪( :‬وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا‬
‫عليه) ‪ .‬الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد هللا وهو بحفظه‪ ( ،‬إنا نحن نزلنا الذكر‬
‫وإنا له لحافظون) ‪.‬‬
‫❖ رابعا‪ :‬اإليمان بالرسل‪ .‬الرسول‪ :‬هو الذي أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه‪ ،.‬أما‬
‫النبي‪ :‬فهو الذي أوحى إليه بشريعة من قبله ‪.‬‬

‫ومع أن عدد األنبياء والرسل ال يعلمه إال هللا عز وجل ‪(:‬ورسال قد قصصناهم عليك‬
‫من قبل ورسال لم نقصصهم عليك وكلم هللا موسى تكليما)‪ ،‬إال أن سمى هللا عز وجل لنا‬
‫في كتابه الكريم خمسة وعشرون رسوالً‪ ،‬وألو العزم منهم خمسة ذكرهم هللا تعالى في‬
‫القرآن‪ ( :‬وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن‬
‫مريم) ‪ .‬وجميع األنبياء والرسل ال يملكون شيئا ً من خصائص األلوهية‪ ،‬فهم بشر مثل‬
‫بقية البشر‪ ،‬ال يملكون النفع والضر‪ ،‬وال يؤثرون في إرادة هللا‪( ،‬قل ال أملك لنفسي نفعا‬
‫وال ضرا إال ما شاء هللا ولو كنت أعلم الغيب الستكثرت من الخير وما مسني السوء إن‬
‫أنا إال نذير وبشير لقوم يؤمنون) ‪ .‬ولقد أرسل هللا تعالى جميع الرسل لتحقيق غرض‬
‫أساس واحد ‪ ،‬هو عبادة هللا تعالى وتوحيده سبحانه وتعالى في ربوبيته وفي ألوهيته‪،‬‬
‫وفي أسمائه وصفاته‪ ،‬وهم جميعا في ذلك على كلمة واحدة ‪.‬‬

‫• ووظائف الرسل‪:‬‬
‫✓ إقامة الدين‬
‫✓ تحقيق التوحيد‬
‫✓ اإلنذار والتبشير‬
‫✓ إشاعة مكارم األخالق‬
‫❖ خامساً‪ :‬اإليمان باليوم اآلخر ‪.‬‬
‫• وهو اليقين الجازم بكل ما أخبر به هللا عز وجل في كتابه‪ ،‬وأخبر به رسوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم مما يكون بعد الموت ‪ .‬وألهمية هذا الركن‪ :‬كثيرا ما ربط‬
‫هللا تعالى بين اإليمان باهلل تعالى واإليمان باليوم اآلخر ‪.‬‬
‫❖ سادسا‪ :‬اإليمان بالقضاء والقدر ‪.‬‬
‫• القدر ‪:‬علم هللا تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل‪ ،‬أما القضاء فهو ‪:‬‬
‫إيجاد هللا تعالى األشياء حسب علمه وإرادته‪.‬‬
‫• واإليمان بالقدر يتضمن أربع مراتب‪:‬‬
‫‪ o‬المرتبة األولى‪ :‬اإليمان يعلم هللا لألحداث قبل وقوعها‬
‫‪ o‬المرتبة الثانية‪ :‬كتابة ذلك في اللوح المحفوظ‬

‫ولهذا فمراتب التقدير‪ ،‬هي مراتب الكتابة ‪ .‬وهللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬جعل كتابته لألشياء على‬
‫خمس أحوال‪:‬‬

‫▪ الكتابة األولى‪ :‬وهي أولها وأقدمها وأعظمها كتابة هللا ‪ -‬عز وجل ‪ -‬مقادير‬
‫الخالئق قبل أن يخلق السموات واألرض بخمسين ألف سنة في اللوح المحفوظ‪،‬‬
‫▪ الكتابة الثانية‪ :‬كتابة المقادير الخلق من حيث الشقاوة والسعادة‪ ،‬ونعني بالخلق‬
‫خاصة المكلفين‪ .‬وهذه التي تأتي فيها أحاديث الميثاق ‪.‬‬
‫▪ الكتابة الثالثة‪ :‬وهي التقدير العمري‪ ،‬الذي يكون واإلنسان في بطن أمه‬
‫▪ الكتابة الرابعة‪ :‬الكتابة السنوية‪،‬‬
‫▪ الكتابة الخامسة‪ :‬هي التقدير األخير وهي التقدير اليومي ‪.‬‬
‫‪ o‬المرتبة الثالثة‪ :‬اإليمان بمشيئة هللا النافذة‪ .‬وقدرته الشاملة‬
‫‪ o‬المرتبة الرابعة‪ :‬خلق هللا للعباد وأفعالهم من خير وشر‪( ،‬هللا خالق كل شيء) ‪.‬‬

‫الوحدة الثالثة‪ :‬األسرة ‪.‬‬

‫• االسرة ‪ ،‬هي ‪( :‬وحدة اجتماعية مستقلة ارتبط ركناها بالزواج الشرعي‪،‬‬


‫والتزمت بالحقوق والواجبات بين طرفيها وما نتج عنها من ذرية وما اتصل بها‬
‫من أقارب ) ‪.‬‬
‫• أهمية األسرة ومكانتها في اإلسالم ‪.‬‬
‫✓ اللبنة األساسية للمجتمع‪ ،‬فبصالحها تصلح األوطان‪ ،‬وبفسداها تفسد ‪.‬‬
‫✓ المنبت األول لتكوين األجيال ‪.‬‬
‫• ثانياً‪ :‬أركان وأسس ومقومات وسمات البناء األسري في اإلسالم ‪.‬‬
‫✓ أركان البناء األسري في اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ o‬وجود زوجين خالين من الموانع التي تمنع صحة العقد‪ ،‬وحصول اإليجاب‬
‫والقبول ‪.‬‬
‫✓ أسس ومقومات البناء األسري في اإلسالم‪:‬‬
‫‪ o‬االختيار‪ :‬يقوم نظام الزواج في الشريعة اإلسالمية على مبدأ حرية االختيار لكل‬
‫من الطرفين‪ ،‬روى أبو عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه قال ‪( :‬تنكح المرأة‬
‫ألربع ‪:‬لمالها‪ ،‬ولحسبها ولجمالها‪ ،‬ولدينها‪ ،‬فاظفر بذات الدين تربت يداك)‪،‬‬
‫ويقول عليه الصالة والسالم ‪( :‬ال تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن‬
‫يرديهن‪ ،‬وال تزوجوهن ألموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن‪ ،‬و لكن تزوجوهن‬
‫على الدين ‪ ،‬و ألمة خرماء سوداء ذات دين أفضل " ‪ .‬وعن أبي أمامه رضي‬
‫هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه كان يقول ‪( :‬ما استفاد المؤمن بعد‬
‫تقوى هللا خيرا له من زوجة صالحة ‪ ،‬إن أمرها طاعته‪ ،‬و إن نظر إليها سرته‪،‬‬
‫و إن أقسم عليها أبرته‪ ،‬وإن غاب عنها نصحته في نفسها و ماله)‪ ،‬هذا عن‬
‫المرأة‪ ،‬أما عن الرجل فقد حث الرسول صلى هللا عليه و سلم على تزويج‬
‫الرجل المرضي في دينه وخلقه‪ .‬يقول عليه الصالة و السالم ‪ ( :‬إذا أتاكم من‬
‫ترضون دينه وخلقه فزوجوه) ‪.‬‬
‫‪ o‬الرؤية‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم للمغيرة بن شعبة – رضي هللا ‪ ،‬عنه‬
‫– عندما خطب امرأة ‪( :‬اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) ‪ .‬وروى‬
‫جابر – رضي هللا عنه – عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم – أنه قال ‪( :‬إذا‬
‫خطب أحدكم المرأة‪ ،‬فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها‬
‫فليفعل) قال جابر‪ ( :‬فخطبت جارية ‪ ،‬فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني‬
‫إلى نكاحها فتزوجتها ) ‪.‬‬
‫الرضي ‪ :‬يقول عليه الصالة والسالم‪ ( :‬ال تنكح األيم حتى تستأمر‪ ،‬وال تنكح‬ ‫‪o‬‬
‫البكر حتى تستأذن" قالوا ‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬وكيف إذنها ؟ قال ‪ ":‬أن تسكت"‪ ،‬وعن‬
‫خنساء بنت خدام األنصارية رضي هللا عنها أن أباها زوجها وهي ثيب فكرهت‬
‫ذلك فأتت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فرد نكاحه‪ .‬وعن ابن عباس رضي هللا‬
‫عنهما (أن جارية بكرا أنت النبي صلى هللا عليه وسلم فذكرت أن أباها زوجها‬
‫وهي كارهة‪ ،‬فخيرها النبي صلى هللا عليه وسلم) ‪.‬‬
‫الكفاءة ‪ :‬الكفاءة في اصطالح الفقهاء ‪ :‬المماثلة بين الزوجين دفعا ً للعار في‬ ‫‪o‬‬
‫أمور مخصوصة‪ .‬واختلف في هذه األمور التي تطلب المماثلة فيها بين‬
‫الزوجين‪ ،‬والصحيح في هذه المسألة وهللا أعلم هو اعتبار الكفاءة فقط في الدين‬
‫والحال‪ ،‬واستشهدوا بقول هللا تعالى ‪ " :‬وال تنكحوا المشركات حتى يؤمن وألمة‬
‫مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم وال تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا وتعبد‬
‫مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم "‪.‬‬
‫الصداق ‪ :‬يقول هللا تعالى ‪( :‬وأتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء‬ ‫‪o‬‬
‫منه نفسا فكلوه هينا ترينا)‪ ،‬و يقول صلى هللا عليه وسلم للذي زوجه الواهبة ‪:‬‬
‫(التمس ولو خاتما من حديد) ‪.‬‬
‫القوامة‪ :‬األسرة منظمة اجتماعية ‪ ،‬والقاعدة الشرعية ملزمة لكل من الزوجين‬ ‫‪o‬‬
‫للعمل بإرشاد الشرع في كل ما هو منصوص عليه ‪ ،‬والتشاور والتراضي فيما‬
‫دون ذلك‪ ،‬و إن اختلفت وجهات النظر واحتاجت إلى حسم فالقوامة باختيار هللا‬
‫لجنس الرجل (الرجال قوامون على النساء بما فضل هللا بعضهم على بعض‬
‫وبما أنفقوا من أموالهم ‪ ) ...‬وصدق هللا القائل ( ‪ ...‬وليس الذكر كاألنثى‪. ) ...‬‬
‫حسن العشرة ‪ :‬األصل في هذا قول هللا تعالى‪(:‬وعاشروهن بالمعروف) وقوله‬ ‫‪o‬‬
‫سبحانه‪( :‬ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) ‪ .‬ويقول صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫(خيركم خيركم ألهله وأنا خيركم ألهلي) و من حسن‬
‫العشرة غض الطرف عن ما قد يكون من نقص أو تقصير يمكن التجاوز عنه ‪ ( :‬ال‬
‫يفرك مؤمن مؤمنة ‪ ،‬إن كره منها خلقا رضي منها آخر)‪ ،‬إذ ال يمكن أن يتحقق شرط‬
‫الكمال الخلقي في المرأة‪ ،‬ومن هذا الباب قول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (‬
‫واستوص وا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعاله ‪ ،‬فإن‬
‫ذهبت تقيمه كسرته ‪ ،‬وإن تركته لم يزل أعوج ‪ ،‬فاستوصوا بالنساء خيرا وسأل أحد‬
‫الصحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬ما حق زوج أحدنا علينا ؟ قال عليه الصالة‬
‫والسالم‪ :‬تطعمها إذا طعمت ‪ ،‬وتكسوها إذا اكتسيت ‪ ،‬وال تضرب الوجه ‪ ،‬وال تقبح ‪،‬‬
‫وال تهجر إال في البيت)‬
‫ثالثاً‪ :‬المقاصد الشرعية من تكوين األسرة في اإلسالم ‪.‬‬ ‫✓‬
‫امتثال أمر هللا عز وجل واالستنان بسنة رسوله ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تلبية األمر الفطري المغروس في اإلنسان وكبح جماح الغرائز الطبيعية‬ ‫‪o‬‬
‫المركوزة في النفس البشرية بطريق شرعي‪.‬‬
‫تحقيق السكون النفسي والطمأنينة الذاتية‪ ،‬وإشباع حاجة الزوج والزوجة إلى‬ ‫‪o‬‬
‫الحب العفيف‪ ،‬والسكن والمودة والرحمة واالستقرار النفسي واشباع الحاجات‬
‫العاطفية‪ ( .‬ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم‬
‫مودة ورحمة إن في ذلك آليات لقوم يتفكرون) ‪.‬‬
‫إشباع الحاجات الجسمية البيولوجية لإلنسان بطريق شرعي يرضى هللا ورسوله‬ ‫‪o‬‬
‫‪ ،‬ويتحقق به إنجاب الذرية الصالحة وتكثير النسل‪.‬‬
‫تعزيز أواصل الروابط االجتماعية بين أفراد و عوائل وقبائل المجتمع من جميع‬ ‫‪o‬‬
‫الطبقات ومختلف األطياف‪.‬‬
‫حفظ النسل‪ ،‬ولذلك كانت الرغبة الجنسية في اإلنسان على اعتبار أنها الوسيلة‬ ‫‪o‬‬
‫الطبيعية لإلنجاب المشروع‪.‬‬
‫تحمل مسئوليات لم تكن واجبة من قبل‪ ،‬مما يجسد معاني التكافل والتعاون بين‬ ‫‪o‬‬
‫طرفي اآلسرة حين تسود بينهما المودة والرحمة ‪.‬‬
‫‪ o‬إنجاز الوظائف التربوية ازاء الذرية‪ ،‬واشباع الحاجات االقتصادية‪ ،‬وتشكيل‬
‫التوجه السياسي االوالد‪ ،‬واألسرة هي المؤسسة الشرعية والقانونية الوحيدة‬
‫ألمداد المجتمع بأعضاء جدد سواء على المستوى الديمغرافي او على مستوى‬
‫االستمرار الثقافي ( المفاهيمي‪ ،‬والفكري‪ ،‬والقيمي‪ ،‬والسلوكي‪ ،‬والتنظيمي) ‪.‬‬
‫‪ o‬حفظ النسب‪ ،‬وألجله حرم الزنا والتبني‪ ،‬وشرعت األحكام الخاصة بالعدة‪ ،‬وعدم‬
‫كتم ما في األرحام ‪ ،‬واثبات النسب وغير ذلك من األحكام‪.‬‬
‫‪ o‬اإلحصان‪ ،‬إذ يقول عليه الصالة والسالم ( يا معشر الشباب من استطاع الباءة‬
‫فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ) ‪.‬‬
‫✓ رابعاً‪ :‬التحديات المعاصرة وسبل حماية األسرة المسلمة ‪ .‬تواجه األسرة المسلمة‬
‫اليوم سيل من التحديات التي فرضها الواقع اليوم‪ ،‬وسنة المدافعة بين بني‬
‫اإلنسان‪ ،‬ولعل من أبرزها ‪:‬‬
‫‪ o‬التحديات العقدية ‪.‬‬
‫‪ o‬التحديات األخالقية ‪.‬‬
‫‪ o‬التحديات االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ o‬التحديات االقتصادية‬
‫‪ o‬التحديات الثقافية والفكرية ‪.‬‬
‫✓ سبل مواجهة التحديات المعاصرة وحماية األسرة المسلمة منها ‪:‬‬
‫‪ o‬تعزيز الفطرة السليمة وتقوية الوازع الديني داخل الكيان األسري‪ ،‬فعن عبد هللا‬
‫بن عمر رضي هللا عنهما أنه سمع رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬يقول‪:‬‬
‫"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ ،‬فاإلمام راع وهو مسؤول عن رعيته‪،‬‬
‫والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته‪ ". .. .‬وقال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬ما نحل والد ولدا ً من نحل أفضل من أدب حسن‪. ".‬‬
‫معرفة الزوجين أدوارهما التكاملية داخل الكيان األسري‪ ،‬واستشعار كل منهما‬ ‫‪o‬‬
‫مسئوليته الحقيقية إزاء الذرية‪ ،‬وجعل نفسه قدوة ومثاال يحتذون به ويقتدون ‪.‬‬
‫إشاعة ثقافة النقد والحوار داخل الكيان األسري ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫تعزيز الجوانب ال تربوية سواء اإليمانية االعتقادية‪ ،‬أو التعبدية الروحانية‪ ،‬أو‬ ‫‪o‬‬
‫الجسدية الصحية‪ ،‬أو الثقافية الفكرية‪ ،‬أو االجتماعية‪ ،‬أو االقتصادية لدى الذرية‪،‬‬
‫وعدم عزلهم عن التقنية وإنما التوجيه السليم واإلرشاد الدائم والمراقبة عن بعد‪،‬‬
‫والتذكير باهلل عز وجل‪ ،‬وربط النشء بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة‪.‬‬
‫بناء شخصية األوالد المستقبلية بشكل صحيح‪ ،‬وتعويدهم تحمل المسئولية‪،‬‬ ‫‪o‬‬
‫وتعريفهم منذ الصغر بعظم األمانة التي يجب عليه عدم التنصل منها سواء أكان‬
‫ذلك في حق أسرهم أو اقاربهم وذوي أرحامهم أو مجتمعهم وأوطانهم ‪.‬‬
‫الوحدة الرابعة ‪ :‬قضايا فكرية معاصرة ‪.‬‬
‫❖ أوال‪ :‬االفتراق‬
‫• االفتراق في االصطالح ‪ :‬مفارقة أهل السنة والجماعة في أصل من أصول‬
‫الدين القطعية االعتقادية منها أو العملية‪ ،‬والخروج على أئمة المسلمين‬
‫وجماعتهم‪ ،‬وضرب مصالحهم العظمى واستحالل السيف فيهم‬
‫• تؤكد اآليات واألحاديث الكثيرة على أهمية االجتماع وعدم التفرق‪ ،‬ومما جاء‬
‫في القرآن الكريم‪ ،‬قوله تعالى‪(:‬وأن هذا صراطي مستقيما ً فاتبعوه وال تتبعوا‬
‫السبل فتفرق بكم عن سبيله)‪( ،‬اعتصموا بحبل هللا جميعا وال تفرقوا) ‪(،‬إن الذين‬
‫فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)‬
‫• دراسة حديث االفتراق ‪ :‬عن معاوية بن أبي سفيان قال ‪ :‬قام فينا رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فقال ‪( :‬أال إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين‬
‫وسبعين ملة‪ ،‬وإن هذه الملة ستفترق على ثالث وسبعين‪ ،‬ثنتان وسبعون في‬
‫النار وواحدة في الجنة ‪ . . .‬وهي الجماعة) ‪.‬‬
‫في هذا الحديث إخبار مستقبلي منه صلى هللا عليه وسلم عن افتراق أمة اإلجابة‬ ‫✓‬
‫دون تحديد ذلك بزمن بعينه ‪.‬‬
‫كما أن في الحديث إشارة إلى نجاة الجماعة‪ .‬وهم أهل السنة ألنهم يلتزمون بما‬ ‫✓‬
‫كان عليه الرسول صلى هللا عليه وسلم ويتبعون سنته ويسلكون منهجه ؛‬
‫وسميت هذه الفرقة ووصفت بالناجية – كما يذكر الشيخ صالح الفوزان حفظه‬ ‫✓‬
‫هللا – ( ألنها نجت من النار) ‪.‬‬
‫أسباب تفرق األمة ‪ ،‬هناك أسباب كثيرة أفاض في ذكرها العلماء وأهل‬ ‫‪o‬‬
‫االختصاص ‪ ،‬لعل من أبرزها ‪:‬‬
‫كيد الكائدين ومكر الماكرين من أهل الديانات المحرفة والشرائع األرضية‪ .‬وكذا‬ ‫✓‬
‫أهل األهواء والعصبيات الشعوبية والحزبية والقبلية ‪.‬‬
‫الخلل في منهج التلقي واالستدالل ‪.‬‬ ‫✓‬
‫عدم الرجوع إلى أهل العلم في المسائل الكبيرة والمهمات‪ ،‬وأخذ العلم من غير‬ ‫✓‬
‫أهله‪ ،‬مما فتح الباب لألهواء أن تدخل إلى قلوب االتباع ثم أصلوا لها وروجوها‬
‫‪ ،‬فوقعوا في مخالفات عقدية خطيرة ‪.‬‬
‫دعاوى التجديد في الدين سواء خاصة في باب العقيدة أو أصول الفقه أو في‬ ‫✓‬
‫أصول الحديث أو في التفسير‪.‬‬
‫التهاون والتساهل في كشف حقيقة أهل البدع والتحذير قبل العلماء الربانيين‬ ‫✓‬
‫والهيئات المعنية بذلك‬
‫األسباب المنجية من االفتراق بعد توفيق هللا وعونه ‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫االعتصام بالكتاب والسنة ‪.‬‬ ‫✓‬
‫السير على نهج السلف الصالح ‪.‬‬ ‫✓‬
‫االلتفات حول علماء األمة‪ ،‬والحذر من التعالي عليهم‪ ،‬أو البعد عنهم ومجافة‬ ‫✓‬
‫مجالسهم ‪.‬‬
‫❖ ثانيا ‪ :‬اإلمامة والبيعة ‪.‬‬
‫✓ اإلمامة اصطالحا‪ :‬فقد عرفها الماوردي بقوله‪( :‬اإلمامة موضوعة لخالفة النبوة‬
‫في حراسة الدين وسياسة الدنيا ) ‪.‬‬
‫✓ و البيعة اصطالحا‪ :‬إعطاء العهد من المبابع ( أهل الحل والعقد‪ ،‬والرعية)‬
‫لإلمام ( الملك‪ ،‬الحاكم‪ ،‬الخليفة‪ ،‬ولي األمر‪ ،‬األمير‪ ،‬الرئيس ) على السمع‬
‫والطاعة في غير معصية‪ ،‬في المنشط والمكره والعسر واليسر وعدم منازعته‬
‫األمر وتفويض األمور إليه‪ .‬وهذه هي الصيغة الشرعية الوحيدة في إشراك‬
‫المواطنين بمنظومة الحكم‪.‬‬
‫• األصول التاريخية للبيعة‪ :‬من يقرا التاريخ اإلسالمي يتضح له أن ثمة أربعة‬
‫أصول تاريخية للبيعة وهي‪:‬‬
‫✓ األصل األول ‪ :‬بيعة الداعي لنفسه ‪.‬‬
‫✓ االصل الثاني مبادرة األمة إلى بيعة أحد زعمائها ‪.‬‬
‫✓ األصل الثالث بيعة ولي العهد ‪.‬‬
‫✓ األصل الرابع بيعة المتغلب على الحكم ‪.‬‬
‫• أركان عقد البيعة‪:‬‬
‫✓ المبايع ‪ :‬وهو الطرف الذي يعطي البيعة لمن يستحقها‪ ،‬وهم ‪ :‬أهل الحل والعقد‬
‫( أهل االجتهاد‪ ،‬أهل االختيار‪ ،‬أهل الشورى‪ ،‬وسماهم ابن تيمية رحمه هللا" أهل‬
‫الشوكة) ومن بعدهم العامة ‪.‬‬
‫✓ ال ُمبايع‪ :‬وهو الذي يقوم عليه االختيار ليكون إماماً‪ ،‬أو يرشح نفسه فيبايع البيعة‬
‫الشرعية فيتولى األمر‪ ،‬ويصير الحاكم والسلطان الذي توكل إليه مصالح الناس‬
‫الصيغة‪ :‬ويقصد بها التعبير عن إرادة المبايعين في اتمام البيعة‪ ،‬فالبيعة عقد‬ ‫✓‬
‫مراضاة واختيار بين طريفين (الميابع) و(المبايع) ال يدخله إكراه أو إجبار‪،‬‬
‫ويكون ذلك بالصيغة المتوارثة ( أبايعكم على الكتاب والسنة‪ ،‬وعلى السمع‬
‫والطاعة‪ ،‬في المنشط والمكره‪ ،‬وفي العسر واليسر‪ ،‬وعلى أثرة علينا ‪ ،‬وأال‬
‫أنازع األمر أهله) ‪.‬‬
‫المبايع عليه‪ :‬وتتضمن الحقوق والواجبات التي يلتزم القيام بها كل من الطرفين‬ ‫✓‬
‫(اإلمام) و (الرعية) على ضوء ما جاء في كتاب هللا عز وجل وسنة رسوله‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وعلى منهج سلف األمة في عالقتهم بوالة أمرهم ‪.‬‬
‫مقتضى البيعة‪ :‬يترتب على شرعية البيعة وإمضائها أعمال تقع على عاتق‬ ‫•‬
‫الرعية‪ ،‬من بايع منهم بنفسه ومن لم يبايع‪ ،‬لعل من أهمها ‪:‬‬
‫الطاعة في غير معصية هللا عز وجل ‪.‬‬ ‫✓‬
‫الصبر عليه وإن جار أو ظلم ‪.‬‬ ‫✓‬
‫النصرة ‪.‬‬ ‫✓‬
‫النصح له‬ ‫✓‬
‫احترامه وتوقيره وإجالله ‪.‬‬ ‫✓‬
‫عدم التعريض به أو الحديث عنه بما يشين‪ ،‬أو تصديق ما يقال فيه من شائعات‬ ‫✓‬
‫وأراجيف ‪.‬‬
‫اعتزال الفتنة إذا وقعت في عهده ال سمح هللا‬ ‫✓‬
‫الدعاء له بالتوفيق والهداية وصالح النية والعمل وصالح البطانة‪ .‬ألن المقصود‬ ‫✓‬
‫من الواليات كلها ‪:‬‬
‫تحقيق المصالح الشرعية ‪ ،‬ودرء المفاسد ‪.‬‬
‫• وعلى هذا فالواجب على الرعية إزاء ظلم الحاكم وفسقه‪:‬‬
‫✓ وجوب طاعته في غير معصية ‪.‬‬
‫✓ الصبر على أذاه ‪.‬‬
‫✓ عدم الخروج عليه بالسيف ‪.‬‬
‫✓ وجوب نصحه واإلنكار عليه بالطرق الشرعية التي بينها علماء األمة الربانيين‬
‫وحسب المنهج السلفي الصحيح‪ .‬يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه هللا‪( :‬‬
‫ليس من منهج ا السلف التشهير بعيوب الوالة‪ ،‬وذكر ذلك على المنابر؛ ألن ذلك‬
‫يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف‪ ،‬ويفضي إلى الخوض‬
‫الذي يضر وال ينفع‪ ،‬ولكن الطريقة المتبعة عند السلف‪ :‬النصيحة فيما بينهم‬
‫وبين السلطان‪ ،‬والكتابة إليه‪ ،‬أو االتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه‬
‫إلى الخير) ‪ .‬ويقول الشيخ صالح الفوزان حفظه هللا‪ ( :‬إن الخطأ وارد من كل‬
‫أحد ‪ ،‬والمنكر ينكر ولكن بالطريقة الشرعية‪ ،‬وليس بطريقة الخوارج‪ ،‬فال يجوز‬
‫اإلثارة والتشهير والتهييج على الحاكم في المجالس والمنابر‪ ،‬ألن هذا ‪ .‬فعل‬
‫المنافقين‪ ،‬وينشأ عن هذا المسلك فتن وغايات سيئة‪ ،‬وإنما الطريقة الشرعية وفق‬
‫ما جاء في قول النبي صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬من أراد أن ينصح لذي سلطان فال‬
‫يبده عالنية‪ ،‬ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه وإال كان قد أدى ما عليه»‪،‬‬
‫فإن لم يستطع أن يأتيه فليكتب إليه")‪ .‬وبين الشيخ الفوزان حفظه هللا‪ ( :‬إن عدم‬
‫جواز الخروج على ولي االمر ليس معناه عدم نصيحته‪ ،‬بل تجب الطاعة وتلزم‬
‫النصيحة ‪ ...‬يناصح ولي االمر وما زال العلماء يناصحون والة االمور لكن ال‬
‫يظهرون هذا للناس‪ ،‬وانما يكون بينهم وبين والة األمور بطريقة سرية‪ ،‬الن‬
‫االشهار والتشهير على رؤوس المنابر وفي التسجيالت وفي المجالس تشهير‬
‫بمخالفات والة االمور‪ ،‬هذا يترتب عليه الخروج عليهم‪ ،‬الخوارج ما خرجوا اال‬
‫بهذه الطريقة‪ ،‬لما صاروا يشهرون بالوالة ويتخذون من مخالفاتهم وسيلة الى‬
‫الخروج عليهم‪ ،‬وكانوا يتحدثون بها فيما بينهم وفي مجالسهم‪ ،‬فترتب على هذا‬
‫شق عصا الطاعة والخروج‪ ،‬وتبغيض ولي االمر عند الناس وتبغيض الناس‬
‫عند ولي االمر ‪ ..‬هذا ما يترتب على التشهير‪ ،‬ال يجوز لك ان تشهر بمسلم من‬
‫الناس وال تتكلم به في المجالس‪ ،‬وان كان عنده معاصي بإمكانك أن تنصحه‬
‫بينك وبينه‪ ،‬اما انك تجلس في مجلس وتقول فالن فعل كذا ‪ ،‬هذا ال يجوز في‬
‫أحاد الناس‪ ،‬فكيف بوالة أمور المسلمين‪ ،‬فيجب التنبيه لهذا االمر)‪.‬‬
‫❖ ثالثا ‪ :‬الغلو والتطرف ‪.‬‬
‫• حقيقة الغلو‪ :‬هو ‪:‬الزيادة ومجاوزة الحد الشرعي الواجب وتعديه ‪.‬‬
‫• والغلو في الشرع هو‪ :‬تفسير أدلة الشرع تفسيرا ً متشددا ً يتعارض مع روح‬
‫الشريعة السمحة‪ ،‬ومقاصدها الخمسة ‪ ،‬سواء أكان التجاوز والتشديد في االعتقاد‬
‫أو الفعل أو القول أو المدح والذم أو الحب والكره‪.‬‬
‫• وقد جاء في النهي عن الغلو في مثل حديث ابن عباس رضي هللا عنهما أن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬إياكم والغلو في الدين‪ ،‬فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو‬
‫في الدين) ‪.‬‬
‫• والطغيان غلو في الغي ‪ ،‬وقد نهى هللا عز وجل عنه في آيات كثيرة منها قوله‬
‫سبحانه لبني إسرائيل ‪( : :‬وال تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي)‪ ، ،‬وقال في آخر‬
‫سورة هود ‪( :‬فاستقم كما أمرت ومن تاب معك وال تطفوا إنه بما تعملون بصيرا‬
‫‪.‬كما أن العنف والتشدد والتنطع غلو كذلك ‪.‬‬
‫• أما التطرف فمعناه‪ :‬الوقوف في الطرف بعيدا ً عن الوسط ‪ ،‬وأصله في الحسيات‬
‫كالتطرف في الجلوس‪ ،‬أو الوقوف‪ ،‬أو المشي‪ ،‬ثم انتقل إلى المعنويات‪ ،‬فهناك‬
‫المغاالة الدينية ‪ ،‬والسياسية‪ ،‬والمذهبية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬والفكرية‪ .‬وهو أسلوب‬
‫خطير مدمر للفرد أو الجماعة ‪ .‬اطالقات التطرف الشائعة اليوم ‪ :‬الغلو في‬
‫عقيدة أو فكرة أو مذهب أو فرقة يختص به دين أو جماعة أو حزب‪ ،‬ولهذا فثمة‬
‫أحزاب يمينية متطرفة ويسارية متطرفة ‪.‬‬
‫• العالقة بين الغلو والتطرف‪ :‬الغلو أخص من التطرف؛ إذ إن التطرف هو‬
‫مجاوزة الحد الطبيعي ‪ ،‬والبعد عن التوسط واالعتدال إفراطا أو تفريطا ً زيادة أو‬
‫نقصانا ً انحيازا ً إلى طرفي األمر‪ ،‬سواء أكان هذا االنحياز غلوا أم ال‪ .‬وعلى هذا‬
‫فكل غلو تطرف‪ ،‬وليس كل تطرف غلوا‪ .‬والمعيار والمحدد في التوسط‬
‫والتطرف هو ميزان الشريعة التي تؤكد على وجوب الكتاب والسنة ‪ ،‬وفهمها فهما‬
‫صحيحا ‪ .‬ومصطلح التطرف لم يرد ال في القرآن الكريم‪ ،‬وال في السنة النبوية‪،‬‬
‫ووردت مصطلحات مرادفة التمسك له تحمل الداللة نفسها‪ ،‬وترمي إلى ذات المفهوم ‪.‬‬
‫ويظهر أن مصطلح "الغلو" هو أكثر تلك المصطلحات التطرف‪ ،‬كما أنه أكثر ورودا ً‬
‫في النصوص الشرعية‪ ،‬خاصة في السنة النبوية ‪.‬‬
‫أسباب الغلو والتطرف‪:‬‬ ‫•‬
‫ضعف العلم الشرعي المؤصل بالدليل والمقرون بالتعليل ‪.‬‬ ‫✓‬
‫تطبيق فتاوى صدرت من أهل الذكر والسلف الصالح في زمن مضى على واقع‬ ‫✓‬
‫يختلف عن الواقع الذي هو فيه‪ ،‬ومالسات تتباين عن ما هو بصدده‬
‫عدم التفريق بين التكفير العام وتكفير المعين ‪ ،‬وفي ذات الوقت التكفير بالذنوب‬ ‫✓‬
‫والمعاصي‪ ،‬والتوسع في الدائرة لتشمل الحكام والشعوب اإلسالمية لمخالفتها‬
‫بدعتهم ‪،‬‬
‫االنكفاء على فكر الجماعة أو الحزب واضفاء المعصومية عليه حتى وصل بهم‬ ‫✓‬
‫الحال إلى الجزم بأن الحق ال يكون إال معهم‪ ،‬مع عدم االستعداد لسماع المخالف‬
‫الذي قد يحمل شيئا من الحق‪.‬‬
‫غزو المسلمين فكريا ً وعقديا ً من قبل جماعات وأحزاب بل هيئات ودول خارجية‬ ‫✓‬
‫من أجل التفريق وزرع الشبه في نفوس الشباب ‪.‬‬
‫االندفاع العاطفي الغير منضبط مع عدم االخذ باالعتبار الماالت‪ ،‬وفي ذات‬ ‫✓‬
‫الوقت استعجال األمور‪ ،‬والمبالغة في التشاؤم‪ ،‬وعدم الصبر والثقة بموعود هللا‬
‫عز وجل‪ ،‬وهذا غالبا عند الشباب الذي لم يتربى التربية الرشيدة المتزنة‬
‫المتكاملة ولم يرزق القدوة القريبة الصالحة ‪.‬‬
‫األهواء والعصبيات والتحزيات التي أدت إلى التعسف في تأويل النصوص ‪.‬‬ ‫✓‬
‫النقمة على الواقع وأهله‬ ‫✓‬
‫توهم اإلنسان أنه وحده على الصراط المستقيم وأن غيره من الناس ليسوا على‬ ‫✓‬
‫شيء ‪.‬‬
‫✓ االفتقار إلى التربية االيمانية المستمدة من نصوص الوحي ومعرفة الواقع وسنن‬
‫هللا في الحياة ‪.‬‬
‫❖ آثار الغلو في الدين والتطرف الفكري‪:‬‬
‫• يتسبب الغلو في الفرقة ويولد التحزب ويثير الفتن في المجتمع وبأجج‬
‫الصراعات بين أفراده ؛ (والفتنة أشد من القتل)‬
‫• يولد الكراهية للدين والنفور منه من قبل من يجعل حال من يراه منهم هو معيار‬
‫التدين ومقياس الدين ‪.‬‬
‫• يؤدي الغلو إلى االنتكاسة وتبدل الحال إلى الضد غالباً‪ ،‬ذلك أن التشدد والغلو‬
‫قصير العمر‪ ،‬واالستمرار عليه في العادة أمر عسير؛ وهذا ما نبه إليه النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم حين قال‪( :‬يا أيها الناس‪ ،‬خذوا من األعمال ما تطيقون‪،‬‬
‫فإن هللا ال يمل حتى تملوا‪ ،‬وإن أحب األعمال إلى هللا ما دام وإن قل) ‪.‬‬
‫• يتسبب الغلو في التقصير بحقوق اآلخرين‪ ،‬فالمتنطع المغالي المتطرف منغلق‬
‫على نفسه‪ ،‬منقطع عن الناس‪ ،‬مما يؤدي به إلى التقصير في حقوق يجب أن‬
‫تراعى‪ ،‬وواجبات ينبغي أن تؤدى وعلى راسها حق الوالدين واألوالد واألهل‬
‫ووالة األمر وذوي الرحم واألقارب والجيران ‪.‬‬
‫• والغلو سبب في غياب األمن‪ ،‬وحلول المحن‪.‬‬
‫❖ رابعا ً ‪ :‬اإلرهاب ‪.‬‬
‫• لم يرد مصطلح ( اإلرهاب) في القرآن الكريم بهذه الصيغة وانما جاءت صيغ‬
‫مختلفة االشتقاق من نفس المادة اللغوية ( رهب ) بعضها يدل على الخوف‬
‫والفزع‪ ،‬والبعض اآلخر يدل على الرهبنة والتعبد ‪ ،‬واإلرهاب هو (العمل‬
‫التخريبي العنيف الذي ينبذه الدين ويحرمه‪ ،‬ويستهجنه العقالء‪ ،‬وتحاربه الدول‪،‬‬
‫وتدينه القوانين العالمية‪ ،‬والذي يؤدي إلى إزهاق األنفس وإتالف الممتلكات‬
‫وترويع األمنين وتخويفهم) ‪.‬‬
‫• الصفات الغالبة على المنتظمين في سلك اإلرهاب‪:‬‬
‫✓ أوال ‪ :‬حداثة السن وقلة العلم ‪.‬‬
‫✓ ثانيا ‪ :‬إعجابهم بأنفسهم وأعمالهم ‪.‬‬
‫✓ ثالثا ‪ :‬الطعن في العلماء الربانين وتنقصهم‪:‬‬
‫✓ رابعا ‪ :‬تقديم العقل على النقل ‪.‬‬
‫✓ خامسا ‪ :‬سوء الظن‪.‬‬
‫✓ سادسا ‪ :‬كثرة عبادتهم وفضائل أعمالهم‪.‬‬
‫✓ سابعا ‪ :‬التعدي على ولي األمر الذي اجتمع عليه الناس ‪.‬‬
‫✓ ثامنا ً ‪ :‬الجرأة على تكفير األفراد تكفيرا ً معينا ً وكذا تكفير المجتمعات اإلسالمية‬
‫قاطبة حكاما ً وشعوباً‪ ،‬والتكفير باب خطير حذر منه اإلسالم وبيان عقوبته ‪.‬‬
‫✓ تاسعاً‪ :‬استباحة الممتلكات‪ ،‬والتساهل في ترويح األمنين‪ ،‬وإراقة الدماء‪ ،‬بل‬
‫اإلقدام على االنتحار وقتل النفس التي حرم هللا عز وجل سواء أكانت نفسا ً‬
‫مسلمة أو معاهدة أو مستأمنة ‪.‬‬
‫✓ عاشرا ‪ :‬التحزبات السرية ‪.‬‬
‫• حكم اإلرهاب في اإلسالم‪ :‬حرمت الشريعة اإلسالمية االرهاب ألسباب عدة لعل‬
‫من أبرزها ‪:‬‬
‫✓ إنه من االفساد في األرض فهو يقلق حياة اآلمنين‪ ،‬ويروعهم‪ ،‬ويهدد حياتهم‪،‬‬
‫ويهتك أعراضهم‪ ،‬ويتعدى على حقوقهم‪ ،‬وينال من أموالهم وممتلكاتهم‪ ،‬ويفسد‬
‫عقولهم‪ ،‬ويفقدهم الطمأنينة واالستقرار ‪.‬‬
‫✓ إنه يناقض مبادئ اإلسالم المعروفة من وسطية ورحمة ورفق ولين وتسامح‬
‫وإحسان ومحبة وسالم‪ ،‬وعدم اكراه وحوار‪ ،‬ووفاء بالعهد ‪ ،‬وعدل في القول‬
‫والحكم‪.‬‬
‫• كما أن التمويل واإليواء والدعاية حكمها التحريم كذلك فهي جميعا ً تعاون على‬
‫اإلثم والعدوان المحرم في اإلسالم‪.‬‬
‫❖ خامساً‪ :‬األمن الفكري ‪.‬‬
‫• تعريف األمن الفكري ‪ :‬هو تحقيق الطمأنينة على سالمة االعتقاد والفكر‪،‬‬
‫وضمان االعتصام باهلل عز وجل‪ ،‬أخذا ً بالمصادر الصحيحة التي تدل على‬
‫الحق‪ ،‬وتحصن من الباطل‪ ،‬والتفاعل الرشيد الواعي مع الثقافات األخرى‪،‬‬
‫ومعالجة مظاهر االنحراف الفكري بالنفس والمجتمع في ضوء النصوص‬
‫الشرعية التي رسمت منهج الوسطية واالعتدال بكل وضوح وتبيان ‪.‬‬
‫مستويات األمن الفكري ‪:‬‬ ‫•‬
‫المستوى الفردي ‪ :‬حماية العقل الفردي وتحصينه من الخروج عن منهج‬ ‫✓‬
‫الوسطية إفراطا ً أو تفريط‪ ،‬والطمأنينة الناتجة عن الترد والتأمل القلبي والعقلي‬
‫في ضوء النقل والعقل‬
‫المستوى المجتمعي ‪ :‬عيش الناس وحياتهم في بلدانهم وأوطانهم وبين مجتمعاتهم‬ ‫✓‬
‫آمنين على سالمة فكرهم وعقولهم وفهمهم من االنحراف والنزوح عن الوسطية‬
‫واالعتدال في تصورهم لألمور ومطمئنين مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية‬
‫ومنظوماتهم الفكرية‬
‫مستوى مؤسسات الدولة ومرافق األوطان‪ :‬وذلك من خالل المحافظة على‬ ‫✓‬
‫الهوية الوطنية‪ ،‬وحماية المرجعية الدينية والمنطلقات السياسية والقيم األخالقية‬
‫من االنحراف في الفهم واإلدراك والسلوك مما يوفر الطمأنينة ويزيل الخوف‬
‫عن الفرد والمجتمع والدولة ‪.‬‬
‫أهداف األمن الفكري‪:‬‬ ‫•‬
‫ترسيخ الفكر الوسطي المعتدل الذي تميز به الدين اإلسالمي الحنيف‪.‬‬ ‫✓‬
‫تحصين أفكار الناشئة من التيارات الفكرية المنحرفة‪.‬‬ ‫✓‬
‫غرس القيم والمبادئ اإلنسانية التي تعزز روح االنتماء والمواطنة‪.‬‬ ‫✓‬
‫تربية الفرد على التفكير الصحيح القادر على التميز بين الحق والباطل والنافع‬ ‫✓‬
‫والضار‪.‬‬
‫ترسيخ مبدأ اإلحساس بالمسئولية تكاه أمن الوطن والحفاظ على مقدراته‬ ‫✓‬
‫ومكتسباته‪.‬‬
‫سمات الشخصية المنحرفة فكريا ً ‪:‬‬ ‫•‬
‫التعالم ( الجهل وعدم الفقه في الدين ) وحب الصدارة واستعجالها والفتوى قبل‬ ‫✓‬
‫أن يصل إلى األهلية الكاملة لذلك ‪.‬‬
‫االعتقاد الخاطئ أن ما يقارفه من منكر يدخل في باب الجهاد في سبيل هللا‪ ،‬ومن‬ ‫✓‬
‫فجر في نفسه فهو شهيد‬
‫الخلط بين مفاهيم الدين مثل الوالء والبراء مع إباحة اإلسالم جواز التعامل مع‬ ‫✓‬
‫غير المسلمين المستأمنين والذميين الذين يقيمون بين ظهراننا إقامة دائمة أو‬
‫مؤقتة بإذن اإلمام أو من ينيب ‪.‬‬
‫عدم االلتفاف حول العلماء الربانيين ‪.‬‬ ‫✓‬
‫إغالق منافذ الحوار والمناقشة مع اآلخرين ‪.‬‬ ‫✓‬
‫ضوابط األمن الفكري ‪:‬‬ ‫•‬
‫أن يكون منبثقا من النص الشرعي ومعتقداتنا الصحيحة الراسخة ويحقق‬ ‫✓‬
‫الوسطية واالعتدال ‪.‬‬
‫أن يعتمد في معالجة االنحراف الفكري على المصادر الصحيحة ويتولى ذلك‬ ‫✓‬
‫العلماء وطلبة العلم المبرزين ‪.‬‬
‫أن يحافظ على المرجعية الفكرية الشرعية ومكونات أصالتها وقيمها حين توعية‬ ‫✓‬
‫المنحرفين ‪.‬‬
‫أن ينجح في تحديد الهوية الوطنية ويحقق ذاتها ويبرز شخصيتها على ضوء‬ ‫✓‬
‫النصوص الشرعية وإجماع األمة ومنهج السلف أصحاب القرون الثالثة‬
‫المفضلة ‪.‬‬
‫أن يكون األمن الفكري طريقا لتحقيق األمن بمفهومه الشامل بعيدا عن‬ ‫✓‬
‫االزدواجية في التعاطي مع االنحرافات األمنية والفوضى الفكرية واالجتماعية‪.‬‬
‫جهود المملكة العربية السعودية لتحقيق األمن الفكري‪:‬‬ ‫•‬
‫وجهت القيادة الحكيمة الرشيدة الوزرات والهيئات والمؤسسات العسكرية‬ ‫✓‬
‫والمدنية بوجوب قيام الجميع كل حسب تخصصه بدوره الرسمي المناط به‬
‫المحقق لألمن الفكري‪.‬‬
‫عقدت المؤتمرات والندوات واللقاءات تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين أو‬ ‫✓‬
‫سمو ولي العهد األمين الساعية لمطارحة ومدارسة والنقاش والمكاشفة حول‬
‫مظاهر االنحراف الفكري وسبل مواجهته ضمانا لتحقق األمن المجتمعي‬
‫وسالمة العامة من غزو كل فكر منحرف ‪.‬‬
‫خصصت الفتوى بأعضاء هيئة كبار العلماء ومن يسمح له بذلك من قبل اللجنة‬ ‫✓‬
‫الدائمة للفتوى‪ ،‬وعينت في كل منطقة مفتيا في فرع الرئاسة العامة للبحوث‬
‫العلمية واالفتاء‪ ،‬وذلك لخطورة التوقيع عن هللا‪ ،‬واألثر‬
‫الكبير الذي أحدثه القول بغير علم على عقول النشء‪ ،‬وصياغة اتجاهاتهم الفكرية‪،‬‬
‫وتوجيه تصرفاتهم وسلوكياتهم الحياتية ‪.‬‬

‫✓ وضعت أنظمة لمحاربة االنحراف الفكري وردع أصحابه‬


‫✓ أقامت مراكز متخصصة لمواجهة االنحراف الفكري‪ ،‬ومنها على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ o‬المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) ‪.‬‬
‫‪ o‬اإلدارة العامة لمكافحة التطرف في رئاسة أمن الدولة ‪.‬‬
‫‪ o‬مركز الوعي الفكري بوزارة التعليم‪ ،‬والذي تمتد اذرعته لتصل إلى جميع‬
‫مناطق المملكة التعليمية‪ ،‬وتدخل جميع جامعاتنا السعودية بال استثناء والتي‬
‫أثمرت جهودهم في مكافحة االنحراف الفكري داخل أروقة مياديننا التربوية‬
‫واألكاديمية ‪.‬‬
‫‪ o‬معهد األمير خالد الفيصل لالعتدال ‪.‬‬
‫‪ o‬مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع‪ ،‬ويحضى برئاسة صاحب السمو‬
‫الملكي األمير محمد بن سلمان ولي العهد األمين لمجلس أمانته ‪.‬‬
‫‪ o‬اإلدارة العامة لألمن الفكري في وزارة الداخلية ‪.‬‬
‫‪ o‬مركز المناصحة والرعاية ‪.‬‬
‫‪ o‬مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني‪.‬‬

‫❖ سادسا ‪ :‬التغريب ‪.‬‬

‫يعرف التغريب بأنه ‪ :‬محاولة لخلع اإلنسان من هويته الثقافية‪ ،‬أي خلعه من‬

‫ووطن‪ ،‬وجعله تابعا ً لعقيدة وفكر ووطن غريب‪ ،‬أو تركه دون عقيدة أو فكر أو وطن ‪.‬‬
‫انتمائه إلى عقيدة وفكر‬
‫• أطوار التغريب‪:‬‬
‫✓ الطور األول‪ :‬اإلسرائيليات ‪.‬‬
‫✓ الطور الثاني‪ :‬الحروب الصليبية األولى ‪.‬‬
‫✓ الطور الثالث‪ :‬الغزو الفكري‪ ،‬وهو‪ :‬الوسائل غير العسكرية التي اتخذها الغزو‬
‫الصليبي إلزالة مظاهر الحياة اإلسالمية‪ ،‬وصرف المسلمين عن التمسك بالعقيدة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وما يتصل بهذا الدين العظيم من أفكار ومفاهيم وقيم ونظم وسلوك‬
‫عن طريق التأثير على طبقة المثقفين ذات التأثير الفكري في المجتمع‬
‫✓ الطور الرابع‪ :‬التغريب الثقافي‪ .‬واالختالف بين التغريب الثقافي والغزو‬
‫الفكري‪:‬‬
‫▪ يستهدف التغريب الثقافي جميع أفراد المجتمع بمختلف طبقاته االجتماعية‬
‫ومستوياته الثقافية وأنماطه الحياتية؛ أي أنه يستهدف العادات والتقاليد والسلوك‪،‬‬
‫بينما يستهدف الغزو الفكري فئة اجتماعية‪ ،‬هي فئة المثقفين ‪.‬‬
‫▪ خطورة التغريب الثقافي تكمن في أنه يصل مباشرة إلى ضحاياه الذين ال‬
‫يستطيعون االختيار واالنتقاء‪ ،‬بينما ضحايا الغزو الفكري ‪ -‬عادة ما يكونون‬
‫ممن يستطيعون ذلك بحكم انتمائهم إلى فئة المثقفين الذين اعتادوا االحتكاك‬
‫بأكثر من ثقافة أو اتجاه فكري‪ ،‬وتعلموا المقارنة بينها ‪ ،‬والتمييز بين ما هو‬
‫صالح وما هو طالح ‪.‬‬
‫• ثالثا ً‪ :‬وسائل التغريب‪ :‬وسائل التغريب كثيرة ومتعددة‪ ،‬ولكن أهمها ‪ :‬مناهج‬
‫التعليم‪ ،‬ووسائل اإلعالم ‪.‬‬

‫‪ -1‬مناهج التعليم‪ :‬والقارئ في أدبيات التغريب يلحظ أن المؤامرة على التعليم بدأت منذ‬
‫زمن بعيد وبالتدريج وعلى عدة مراحل هي بإيجاز‪:‬‬

‫‪ o‬فتح مدارس اإلرساليات التنصيرية من قبل الغرب المستعمر في بالد المسلمين‬


‫على كافة المستويات من رياض لألطفال وحتى الجامعات ‪.‬‬
‫‪ o‬شطر نظم التعليم إلى شقين‪ :‬تعليم ديني‪ ،‬وتعليم أسموه‪ :‬تعليما ً مدنياً‪ ،‬مع‬
‫احتواء هذا األخير على بعض العلوم الشرعية ‪.‬‬
‫‪ o‬إضعاف العلوم الشرعية في التعليم المدني‬
‫‪ -۲‬اإلعالم ‪ :‬استخدم التنصير كل وسائل اإلعالم‪ :‬من صحف‪ ،‬ومجالت‪ ،‬وإذاعات‪،‬‬
‫وقنوات تلفزيونية‪ ،‬وسينما ‪ . .‬وغيرها من الوسائل الحديثة كالبريد اإللكتروني‬
‫وشبكة اإلنترنت؛ حتى تتسع دائرة نشاطه ويصل إلى أكبر عدد ممكن من‬
‫المسلمين‪ ،‬لذلك قام المنصرون بتأليف الكتب والقصص والروايات التي تدعم‬
‫نشاطهم؛ حتى اشتهر في عالم األدب ما عرف بـ (األدب التنصيري)‬
‫• رابعاً‪ :‬مؤسسات التغريب الثقافي واذرعته العالمية‬
‫✓ أولها‪ :‬االستشراق ‪ ،‬والمقصود به‪ :‬دراسات أكاديمية لتراث الشرق‬
‫وحضاراته ولغاتها وإنسانه خاصة الشرق اإلسالمي يقوم بها غربيون‬
‫متخصصون ومدعمون من قبل الدول االستعمارية والمؤسسات االستخبارية‬
‫والكنائس النصرانية والكراسي العلمية في الجامعات األوربية‪ .‬وكان أول‬
‫ظهور للمستشرقين‬
‫في اللغة اإلنجليزية نحو عام (‪ 1٧٧٩‬م) ‪ ،‬وباللغة الفرنسية عام (‪ 1٧٩٩‬م) ‪.‬‬
‫‪ o‬دوافع االستشراق‪:‬‬
‫➢ الدافع الديني ويتلخص في اآلتي‪:‬‬
‫‪ - 1‬اضعاف اإلسالم وتشويه حقائقه‪ ،‬واالفتراء عليه بمختلف األكاذيب خاصة من‬
‫قبل الرهبان الذين ينتمون لالستشراق؛ لكي يثبتوا لجماهيرهم التي تخضع لزعامتهم‬
‫الدينية أن اإلسالم هو الخصم الوحيد للنصرانية‪ ،‬وهو دين ال يستحق االنتشار‪ ،‬وأن‬
‫المسلمين قوم همج لصوص وسفاكو دماء ارهابيين ومتطرفين‪ ،‬يحثهم دينهم على‬
‫الملذات الجسدية ويبعدهم عن كل سمو روحي وخلقي‬
‫‪ – ۲‬حماية النصارى من خطر اإلسالم بالحيلولة بينهم وبين رؤية حقائقه الناصعة‪،‬‬
‫وآياته البينة الواضحة‪ ،‬وتاريخه المجيد ؛ حتى ال يؤثر فيهم فيدخلوا فيه ‪.‬‬
‫‪ - 3‬محاولة تنصير المسلمين ‪.‬‬
‫➢ الدافع االستعماري‪:‬‬
‫‪ – 1‬التشكيك بفائدة ما في أيدي المسلمين من تراث ‪.‬‬
‫‪ -۲‬إحالل مفاهيم شعوبية قومية ماتت منذ انتشر اإلسالم ‪.‬‬
‫‪ -3‬إحالل الفتن الطائفية بين السكان المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات والمذاهب‬
‫األخرى ‪.‬‬
‫➢ الدافع السياسي‪ :‬بعد تحرر البالد اإلسالمية من االستعمار العسكري رأى‬
‫ساسة الغرب أن يكون لالستعمار طابع آخر‪ ،‬طابع (االستعمار الفكري) ؛‬
‫لذا اقتضى األمر أن تزود القنصليات والسفارات والمؤسسات الدولية التابعة‬
‫لهم بمن لديهم الخبرة في الدراسات االستشراقية ويحسنون اللغة العربية؛‬
‫ليقوموا بمهمات سياسية متعددة منها ‪:‬‬
‫‪ - 1‬االتصال بالسياسيين والتفاوض معهم لمعرفة آرائهم واتجاهاتهم ‪.‬‬
‫‪ -۲‬االتصال برجال الفكر والصحافة للتعرف على أفكارهم وواقع بالدهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬بث االتجاهات السياسية التي تريدها دولهم‪ ،‬وكثيرا ً ما كان لهذا االتصال أثره‬
‫الخطير في الماضي‬
‫‪ -4‬االتصال بعمالئهم وأجرائهم الذين يخدمون أغراضهم السياسية داخل شعوب األمة‬
‫اإلسالمية ‪.‬‬
‫➢ الدافع التجاري والشخصي‪:‬‬
‫➢ الدافع العلمي‪:‬‬

‫✓ خصائص الدراسات االستشراقية ووسائلها ‪:‬‬


‫▪ خصائص الدراسات االستشراقية‪:‬‬
‫‪ -1‬إنها دراسات ذات ارتباط باالستعمار الغربي ‪.‬‬
‫‪ -۲‬إنها دراسات ذات ارتباط وثيق بالتنصير‪.‬‬
‫‪ -3‬ال تلتزم وال يمكن لها أن تلتزم بالموضوعية واألمانة العلمية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬تسهم بشكل فعال في صنع القرار السياسي في الغرب ضد اإلسالم والمسلمين ‪.‬‬
‫▪ وسائل االستشراق‪ – 1 :‬التدريس الجامعي‪ – ۲ :‬تأليف الكتب عن اإلسالم‪:‬‬
‫‪ – 3‬إنشاء الجمعيات وإصدار الموسوعات والكتب و المجالت والصحف‬
‫والمواقع اإللكترونية‪ -4 :‬إنشاء المدارس‪ -5 :‬عقد المؤتمرات االستشراقية وعقد‬
‫الندوات‪ -6 :‬التسلل للمجامع العلمية في المنطقة‪ -٧ :‬إرسال إرساليات التنصير‬
‫إلى العالم اإلسالمي‪:‬‬
‫✓ ثانيها ‪ :‬التنصير‪ .‬والتنصير هو ‪ :‬حركة دينية سياسية استعمارية‪ ،‬ظهرت إثر‬
‫انهزامات الصليبيين‪ ،‬وتهدف إلى نشر الديانة النصرانية بين األمم والشعوب‪،‬‬
‫خاصة المسلمين‪ ،‬إلحكام السيطرة عليهم ‪.‬‬
‫• أهداف التنصير‪ :‬يمكن تلخيص أهداف التنصير في اآلتي‬
‫أ) الحيلولة دون دخول النصارى في اإلسالم‪ ،‬والحيلولة دون دخول األمم األخرى –‬
‫غير النصرانية‪ -‬في اإلسالم والوقوف أمام انتشاره ‪.‬‬
‫ب) القضاء على اإلسالم في نفوس المسلمين‪ ،‬وتحويلهم إلى مسخ آدمية ال تحمل من‬
‫اإلسالم إال اسمه‪ ،‬لذلك كانت القضاء على مصدر القوة األساسية التي يعتمد عليها‬
‫المهمة االولى التي قامت من اجلها حركة التنصير هي المسلمون‪ ،‬أال وهي‬
‫العقيدة اإلسالمية‪ .‬وهذا ما صرح به المنصر (زويمر) ؛ حيث قال‪( :‬أنا ال أهتم بالمسلم‬
‫كإنسان‪ ،‬إنه ال يستحق شرف االنتساب إلى المسيح ‪ ..‬فلنغرقه بالشهوات‪ ،‬ولنطلق‬
‫لغرائزه العنان حتى يصبح مسخا ً ال يصلح ألي شيء) ‪.‬‬
‫ج) القضاء على وحدة العالم اإلسالمي‪ :‬فوحدة المسلمين في جميع دول العالم اإلسالمي‬
‫كانت وراء انتصارهم على الغرب ‪.‬‬
‫د) معاونة االستعمار الغربي والتجسس على العالم اإلسالمي ‪.‬‬
‫هـ) الربح المادي والكسب التجاري ‪.‬‬
‫• وسائل التنصير‪:‬‬
‫األمانة‬
‫‪ -1‬التعليم‪ :‬لقد أدرك المنصرون أهمية العلم ودوره في توجيه حياة الناس‪ ،‬فأساءوا إليه‬
‫أيما إساءة‪ ،‬واتخذوه وسيلة لخدمة أغراضهم وأطماعهم‪ ،‬ووظفوا لذلك المعلمين من‬
‫المنصرين الذين نفرت من قلوبهم واالستقامة والصدق‪ .‬ومن أجل ذلك اهتموا بإنشاء‬
‫المدارس والجامعات‪ ،‬واهتموا بتعليم الصغار أيما اهتمام‪ .‬يقول المنصر (جون موط) ‪:‬‬
‫(يجب أن نؤكد في جميع ميادين (التنصير) جانب العمل بين الصغار للصغار ‪. . .‬‬
‫ترانا مقتنعين بأن نجعله عمدة عملنا في البالد اإلسالمية‪ ،‬إن األثر المفسد في اإلسالم‬
‫يبدأ باكرا ً جداً‪ ،‬من أجل ذلك يجب أن يحمل األطفال الصغار إلى المسيح قبل بلوغهم‬
‫الرشد ‪ ،‬وقبل أن تأخذ طبائعهم أشكالها اإلسالمية)‬
‫‪ -۲‬التطبيب‪ :‬عمل المنصرون على فتح المستشفيات والمراكز الصحية من أجل‬
‫الوصول إلى غايتهم الخبيثة التي تكمن خلف هذا العمل النبيل‪ ،‬وهي التنصير؛ فهم‬
‫يقولون‪( :‬حيث تجد بشرا ً تجد االماً‪ ،‬وحيث تكون اآلالم تكون الحاجة إلى الطبيب‪،‬‬
‫وحيث تكون الحاجة إلى الطبيب فهناك فرصة مناسبة للتنصير)‬
‫✓ ثالثها ‪ :‬العولمة‪ .‬العولمة‪ :‬مصطلح يعني‪ :‬جعل العالم عالما واحدا ( أمركة‬
‫العالم)‪ ،‬موجها توجيها واحدا في إطار حضارة واحدة‪ .‬فالعولمة تعني‬
‫بالضرورة‪ :‬اختراق البنية الثقافية المحلية‪ ،‬وتفاقم مخاطر االستالب والغزو‬
‫واالستعمار الثقافي‪ ،‬بل مخاطر مخو الهوية ونزع الخصوصية الشخصية التي‬
‫ما زالت األمم تضحي باألرواح في سبيل الحفاظ عليها‬
‫‪ -3‬مخاطر العولمة‪:‬‬
‫➢ التشكيك المقصود بصالحية منهج اإلسالم الوسطي السلفي المعتدل للحياة‪،‬‬
‫وخلخلة المعتقدات الدينية‪،‬‬
‫وطمس المقدسات لدى الشعوب المسلمة لصالح الفكر المادي الالديني الغربي‪ ،‬أو‬
‫إحالل الفلسفة المادية الغربية محل العقيدة اإلسالمية ‪.‬‬
‫➢ تقليد النصارى في عقيدتهم‪ ،‬وذلك باكتساب كثير من عاداتهم المحرمة وغير‬
‫المناسبة‪ ،‬والتي ربما تقدح في عقيدة المسلم وهو ال يعلم ‪.‬‬
‫➢ نشر الكفر واإللحاد؛ حيث إن كثيرا من شعوب تلك الدول ال يؤمنون بدين‪ ،‬وال‬
‫يعترفون بعقيدة سماوية‪ ،‬فال حرج عندهم إذا نشروا أفالما تدعو بطريقة أو‬
‫بأخرى لتعلم السحر والشعوذة والكهانة التي يقحمونها في بعض ألعابهم وقتالهم‬
‫➢ استبعاد اإلسالم وإقصاؤه عن الحكم والتشريع‪ ،‬وعن التربية واألخالق‪ ،‬وإفساح‬
‫المجال للنظم والقوانين والقيم الغربية المستمدة من الفلسفة المادية والعلمانية‬
‫البرجماتية‪.‬‬
‫➢ الهيمنة األمريكية على اقتصاديات العالم من خالل القضاء على سلطة وقوة‬
‫الدولة الوطنية في المجال االقتصادي؛ بحيث تصبح الدولة تحت رحمة صندوق‬
‫النقد الدولي‪ ،‬حين تستجدي منه المعونة والمساعدة عبر بوابة القروض ذات‬
‫الشروط المجحفة‪ ،‬وخاضعة لسيطرة االحتكارات والشركات األمريكية الكبرى‬
‫على اقتصاد الدول‪.‬‬
‫➢ سيطرة الشركات العمالقة عمليا على االقتصاد العالمي فخمس دول – الواليات‬
‫المتحدة األمريكية واليابان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ‪ -‬تتوزع فيما بينها ‪1٧۲‬‬
‫شركة من أصل مائتي شركة من الشركات العالمية العمالقة‪.‬‬
‫➢ انتهاج سياسة اإلغراق التي ترتبط بالسعر‪ ،‬وذلك بأن تطرح في األسواق سلع‬
‫مستوردة بأسعار تقل كثيرا عن سعر المثيل في السوق المحلي‪ ،‬أو عن سعر‬
‫المثيل في سوق الدولة المنتجة لهذه السلعة وتصدرها‪ ،‬أو انخفاض سعر البيع‬
‫عن سعر تكلفة اإلنتاج‪ ،‬ويتم تداولها لفترة زمنية‪.‬‬
‫➢ محاولة فرض السيطرة السياسية الغربية على األنظمة الحاكمة والشعوب التابعة‬
‫لها‪ ،‬والتحكم في مركز القرار السياسي وصناعته في دول العالم لخدمة المصالح‬
‫األمريكية والقوى الصهيونية المتحكمة في السياسة األمريكية نفسها ‪ ،‬على‬
‫حساب مصالح الشعوب وثرواتها الوطنية والقومية وثقافتها ومعتقداتها الدينية‪.‬‬
‫➢ القفز على الدولة والوطن واألمة‪ ،‬واستبدال اإلنسانية بذلك ‪ ،‬إنها نظام يفتح‬
‫الحدود أمام الشبكات اإلعالمية‪ ،‬والشركات المتعددة الجنسيات‪ ،‬ويزيل الحواجز‬
‫التي تقف حائالً دون الثقافة الرأسمالية المادية والغزو الفكري‪ ،‬الذي يستهدف‬
‫تفتيت وحدة األمة‪ ،‬وإثارة النعرات الطائفية‪ ،‬وإثارة الحروب والفتن داخل الدولة‬
‫الواحدة ‪.‬‬
‫➢ إحداث تجزئة داخلية في كل بلد عربي أو إسالمي‪ ،‬حتى ينشغلوا بأنفسهم وينسوا‬
‫تماما أنهم أمة عربية واحدة‪ ،‬ينتمون إلى جامعة إسالمية واحدة‪.‬‬
‫➢ شيوع الثقافة االستهالكية – ألن العولمة تمجد ثقافة االستهالك – التي استخدمت‬
‫كأداة قوية فاعلة في إطالق شهوات االستهالك إلى أقصى عنان‪ ،‬ومن ثم تشويه‬
‫التقاليد واألعراف السائدة في العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫➢ تغريب اإلنسان المسلم‪ ،‬وعزله عن قضاياه وهمومه اإلسالمية‪ ،‬وإدخال الضعف‬
‫لديه‪ ،‬والتشكيك في جميع قناعته الدينية‪ ،‬وهويته الثقافية‪.‬‬
‫➢ إشاعة الجنس وثقافة العنف التي من شأنها تنشئة أجيال كاملة تؤمن بالعنف‬
‫كأسلوب للحياة وكظاهرة عادية وطبيعية‪ ،‬وما يترتب على ذلك من انتشار‬
‫الرذيلة والجريمة والعنف في المجتمعات اإلسالمية‪ ،‬وقتل أوقات الشباب‬
‫بتضييعها في توافه األمور‪ ،‬وبما يعود عليه بالضرر البالغ في دينه وأخالقه‬
‫وسلوكه وحركته في الحياة‪ ،‬وتساهم في هذا الجانب شبكات االتصال الحديثة‬
‫والقنوات الفضائية وبرامج اإلعالنات‬
‫والدعايات للسلع الغربية‪ ،‬وهي مصحوبة بالثقافة الجنسية الغربية التي تخدش الحياء‬
‫والمروءة والكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫➢ انتشار نوعية مميزة من الثقافة المادية والمعنوية األمريكية‪ ،‬حيث سيطرت‬


‫الثقافة األمريكية الشعبية على أذواق البشر‪ .‬ومن ذلك انتشار األزياء والمنتجات‬
‫األمريكية في كثير من الدول اإلسالمية؛ ألن هذه السلع تحمل في طياتها ثقافة‬
‫مغايرة تسحق ثقافات األمم المستوردة لها‪ ،‬وظهور اللغة اإلنجليزية على‬
‫واجهات المحالت والشركات‪ ،‬وعلى اللعب والهدايا‪ ،‬وعلى مالبس األطفال‬
‫والشباب ‪ .‬ومن المعلوم أن األزياء‪ ،‬والمطاعم‪ ،‬والمأكوالت والمشروبات‪،‬‬
‫وغيرها من المنتجات‪ ،‬تجلب معها مفاهيم بلد المنشأ‪ ،‬وقيمه وعاداته ولغته‪، .‬‬
‫ولقد أدركت بعض الدول خطورة اآلثار الثقافية للعولمة في بلدانها ‪ ،‬ومن الدول‬
‫فرنسا‪ ،‬فهذا وزير العدل الفرنسي جاك كوبون يقول‪( :‬إن اإلنترنت بالوضع‬
‫الحالي شكل جديد من أشكال االستعمار‪ ،‬وإذا لم تتحرك فأسلوب حياتنا في‬
‫خطر‪ ،‬وهناك إجماع فرنسي على اتخاذ كل اإلجراءات الكفيلة لحماية اللغة‬
‫الفرنسية والثقافة الفرنسية من التأثير األمريكي)‪ ،‬بل إن الرئيس الفرنسي جاك‬
‫شيراك عارض قيام مطعم ماكدونالدز‪ ،‬والذي يقدم الوجبات األمريكية‪ ،‬مسوعا‬
‫ذلك أن يبقى برج إيفل منفردا بنمط العيش الفرنسي‪ ،‬كما قام وزير الثقافة‬
‫الفرنسي بهجوم قوي على أمريكا في اجتماع اليونسكو بالمكسيك‪ ،‬وقال‪( :‬إني‬
‫أستغرب أن تكون الدول التي علمت الشعوب قدرا كبيرا من الحرية‪ ،‬ودعت إلى‬
‫الثورة على الطغيان‪ ،‬هي التي تحاول أن تفرض ثقافة شمولية وحيدة على العالم‬
‫أجمع‪ ،‬إن هذا شكل من أشكال اإلمبريالية المالية والفكرية‪ ،‬ال يحتل األراضي‪،‬‬
‫ولكن يصادر الضمائر‪ ،‬ومناهج التفكير‪ ،‬واختالف أنماط العيش) ‪.‬‬
‫➢ ومن مخاطر العولمة في الجانب االجتماعي‪ :‬أنها تركز على حرية اإلنسان‬
‫الفردية إلى أن تصل للمدى الذي يتحرر فيه من كل قيود األخالق والدين‬
‫واألعراف المرعية‪ ،‬والوصول به إلى مرحلة العدمية‪ ،‬وفي النهاية يصبح‬
‫اإلنسان أسيرا لكل ما يعرض عليه من الشركات العالمية الكبرى التي تستغله‬
‫أسوأ استغالل‪ ،‬وتالحقه به بما تنتجه وتروج له من سلع استهالكية أو ترفيهية‪،‬‬
‫ال تدع للفرد مجاالً للتفكير في شيء آخر وتصيبه بالخوف‪.‬‬
‫➢ تكريس النزعة األنانية لدى الفرد‪ ،‬وتعميق مفهوم الحرية الشخصية في العالقة‬
‫االجتماعية‪ ،‬وفي عالقة الرجل بالمرأة‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى التساهل مع‬
‫الميول والرغبات الجنسية‪ ،‬وتمرد اإلنسان على النظم واألحكام الشرعية التي‬
‫تنظم وتضبط عالقة الرجل بالمرأة‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى انتشار اإلباحية‬
‫والرذائل‪ ،‬والتحلل الخلقي‪ ،‬وخدش الحياء والكرامة والفطرة اإلنسانية‪.‬‬
‫➢ إن ثقافة العولمة ثقافة مادية بحتة‪ ،‬ال مجال فيها للروحانيات أو العواطف النبيلة‪،‬‬
‫أو المشاعر اإلنسانية‪ ،‬إنها تهمل العالقات االجتماعية القائمة على التعاطف‬
‫والتكافل واالهتمام بمصالح وحقوق اآلخرين ومشاعرهم‪ ،‬فهي تشكل عالما‬
‫يجعل من الشح والبخل فضيلة‪ ،‬ويشجع على الجشع واالنتهازية والوصول إلى‬
‫األهداف بأية وسيلة‪ ،‬دون أدنى التفات إلى القيم الشريفة السائدة في المجتمع‪.‬‬
‫➢ إن وسائل العولمة في مجال اإلعالم واالتصاالت – وخاصة األقمار الصناعية‬
‫‪ -‬التي تدور حول العالم في كل لحظة‪ ،‬وتتسلل إلى البيوت على وجه األرض‬
‫كلها‪ ،‬دون استئذان‪ ،‬وتلعب بشخصية األفراد واألمم جميعا ‪ -‬تثير في برامجها‬
‫وأنشطتها الشهوات الجنسية‪ ،‬وتزين عبادة الجسد‪ ،‬وتشيع أنواع الشذوذ‪ ،‬وتحطم‬
‫قيم الفطرة اإلنسانية الرفيعة‪ ،‬فتتناقض بذلك مع النظام اإلسالمي االجتماعي‬
‫واألخالقي الذي أراد اإلسالم في ظله أن يبني مجتمعا نظيفا ‪ ،‬مؤمنا فاضالً‬
‫عفيفا ؛ جاء في خطاب الرئيس بوش – االبن – عن‬
‫حال االتحاد اليهودي المسيحي في ‪ ۲٩‬يناير عام ‪۲٠٠۲‬م‪( :‬ومن اآلن فصاعدا يحق‬
‫للعالم‪ :‬تناول الخمر والتدخين‪ ،‬وممارسة الجنس السوي أو الشذوذ الجنسي‪ ،‬بما في‬
‫ذلك سفاح القربى واللواط‪ ،‬والخيانة الزوجية‪ ،‬والسلب‪ ،‬والقتل‪ ،‬وقيادة السيارات‬
‫بسرعة جنونية‪ ،‬ومشاهدة األفالم واألشرطة الخالعية داخل فنادقهم أو غرف‬
‫نومهم) ‪.‬‬
‫❖ سابعا ً ‪ :‬حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫• أوال‪ :‬تعريف حقوق اإلنسان في اإلسالم ‪( :‬كل ما يجب ويثبت ديانة لإلنسان‬
‫‪ -‬مسلما ً كان أو غير مسلم‪ -‬استحقاقه الشرعي بوصفه إنسانا‪ ،‬وتشمل‬
‫الحقوق العقدية والفكرية والسياسية والمدنية واالجتماعية واالقتصادية‬
‫وغيرها) ‪.‬‬
‫• ثانيا ‪ :‬مصادر حقوق اإلنسان‪:‬‬
‫✓ مصادر حقوق اإلنسان في اإلسالم ‪ :‬هي مصادر الشريعة اإلسالمية وتتألف‬
‫هذه المصادر من‪:‬‬
‫‪ o‬القرآن الكريم هو المصدر األول لحقوق اإلنسان في اإلسالم ومنه تتفرع‬
‫بقية المصادر‪.‬‬
‫‪ o‬السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع في اإلسالم فأقواله وأفعاله‬
‫وتقريراته صلى هللا عليه وسلم منبع نقي نستقي منه المنهج الشرعي لمعرفة‬
‫حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫‪ o‬االجماع وهو الرأي الجماعي الذي يصدر عن علماء الشريعة في زمان‬
‫معين على ضوء القواعد العامة في القرآن والسنة وتطبيقاتهما التفصيلية‪،‬‬
‫وهناك االجماع السكوتي ‪.‬‬
‫‪ o‬االجتهاد وهو الرأي الفردي الذي يصدر عن عالم من علماء الشريعة في‬
‫زمان معين على ضوء القواعد العامة في القرآن والسنة وتطبيقاتهما‬
‫التفصيلية‪ ،‬وهناك االجتهاد المؤسسي لعدد العلماء في هيئة شرعية معروفة‬
‫ومعتبرة ‪.‬‬
‫✓ مصادر حقوق اإلنسان في النظم الوضعية‪:‬‬
‫‪ o‬المعتقدات الدينية الوضعية كان للحضارات القديمة (المصرية ‪ -‬الهندية –‬
‫الصينية‪ -‬بابل) دور في تأسيس حقوق اإلنسان وذلك انطالقا من معتقدات‬
‫فكرية وعقائدية معينة‪ ،‬توارثتها األجيال حتى اليوم ‪.‬‬
‫اليهودية والمسيحية فهي تقرر في أصلها الرباني مبادئ عامة ذات صلة‬ ‫‪o‬‬
‫مباشرة بتحرير اإلنسان وتأكيد كرامته وتبيان مكانته الرفيعة عند الرب‪.‬‬
‫الفكر الفلسفي السياسي وهو يتمحور في الثقافة الغربية المعاصرة حول ثالث‬ ‫‪o‬‬
‫مدارس (مدرسة القانون الطبيعي‪ ،‬ومدرسة القانون الوضعي‪ ،‬والمدرسة‬
‫النفعية)‪.‬‬
‫االتفاقيات والمواثيق واالعالنات الدولية ونعني بها على وجه الخصوص‬ ‫‪o‬‬
‫مواثيق األمم المتحدة واتفاقياتها المعلنة والموقع عليها دوليا ً ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬قواعد وأسس حقوق اإلنسان في اإلسالم والمواثيق الدولية ‪:‬‬ ‫•‬
‫✓ قواعد وأسس حقوق اإلنسان في اإلسالم تنتظم حقوق اإلنسان في اإلسالم‬
‫وفق منظومة في غاية الدقة والشمولية والثبات تتحرك ضمن قواعد تبادلية‬
‫ثابتة هي‪:‬‬
‫ارتباط الحرية بالمسؤولية‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫ارتباط العدل بالمساواة‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫ارتباط الحق بالواجب‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫األسس الفكرية لحقوق اإلنسان في المواثيق الدولية‪ :‬المركزية الغربية‪،‬‬ ‫•‬
‫اإلنسانية‪ ،‬الحرية‪ ،‬الفردانية‪ ،‬النفعية "البراجماتية"‪ ،‬المادية‪:‬‬
‫رابعا ‪ :‬حقوق اإلنسان في اإلسالم‪ :‬فصل اإلسالم في الحقوق اإلنسانية بشكل‬ ‫•‬
‫عام وتوسع فيها ‪ .‬وتنقسم حقوق اإلنسان في اإلسالم إلى حقوق عامة لكل إنسان‬
‫وحقوق خاصة بفئة معينة‪:‬‬
‫✓ حقوق اإلنسان العامة‪:‬‬
‫حق الحياة‪ :‬حق الكرامة‪ :‬حق الحرية‪ :‬حق التعليم‪ :‬حق التملك والتصرف‪ :‬حق‬ ‫‪o‬‬
‫العمل‪ :‬ومما تجدر اإلشارة‬
‫إليه أن الرجل والمرأة في اإلسالم شريكان في الحقوق العامة التي سبقت اإلشارة إليه‬
‫‪ o‬الحقوق الخاصة‪ :‬تتعدد الحقوق الخاصة في اإلسالم‪ ،‬منها على سبيل المثال‪:‬‬
‫حقوق غير المسلمين في المجتمع اإلسالمي ‪ :‬ومن األمثلة عليها ما يلي‪:‬‬ ‫‪o‬‬
‫حقهم في حفظ كرامتهم اإلنسانية ‪ ،‬ومن حفظ كرامتهم اإلنسانية مجادلتهم‬ ‫✓‬
‫بالحسنى قال تعالى (وال تجادلوا أهل الكتاب إال بالتي هي أحسن إال الذين‬
‫ظلموا)‬
‫حقهم في حرية المعتقد‪ ،‬ترك اإلسالم للكفار الحرية في أن يبقوا على دينهم فال‬ ‫✓‬
‫يجبروا على اعتناق اإلسالم‪.‬‬
‫حقهم في العدل ‪ ،‬فاإلسالم دين العدل ‪،‬وهللا سبحانه وتعالى وضع الموازين‬ ‫✓‬
‫الدقيقة ليقوم الناس بالقسط والعدل ويحذروا من الوقوع في الظلم والجور ‪،‬وقد‬
‫أمر هللا سبحانه وتعالى الناس بالعدل حتى ولو كان لصالح األعداء على حساب‬
‫األهل واألصدقاء ‪ ( ،‬يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين هللا شهداء بالقسط وال‬
‫يجرمنكم شنآن قوم على أال تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ‪.‬‬
‫حقهم في حفظ دماءهم وأموالهم وأعراضهم ‪،‬فهم مثل المسلمين في ذلك فهي‬ ‫✓‬
‫حقوق وحرمات معصومة ال تنتهك إال بسبب شرعي ‪ ،‬كالقصاص أو إقامة حدا‬
‫على عقوبة ‪،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من قتل نفسا معاهدا لم يرح رائحة‬
‫الجنة) ‪.‬‬
‫حقوق الراعي والرعية في اإلسالم ‪.‬‬ ‫‪o‬‬
‫حقوق الراعي ( الحكام ووالة األمر والرئيس واألمير ) قبل الحديث عن‬ ‫✓‬
‫الحقوق الثابتة على الراعي تجاه رعيته والرعية تجاه الراعي يحسن القول أن‬
‫الوالية باعتبار الخصوص والعموم تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫الوالية العامة ‪ :‬هي الوالية على أشخاص غير معينين‪ ،‬وتتمثل فيما يقوم به‬ ‫✓‬
‫اإلمام أو نائبه من التصرفات النافذة في شؤون رعيته‪.‬‬
‫الوالية الخاصة ‪ :‬هي الوالية الثابتة على معين للقيام بشؤونه‪ ،‬أو هي الوالية‬ ‫✓‬
‫التي يملكها شخص معين أشخاص محصورون‪ ،‬كوالية األب على ولده‬
‫القاصر‪ ،‬ووالية الزوج على زوجته‪ ،‬فهي سلطة شرعية‪ ،‬يملك بها‬
‫صاحبها التصرف في شأن من الشؤون الخاصة بغيره‪ ،‬كالوصاية على الصغار‪،‬‬
‫والوالية على المال‪ ،‬والنظارة على األوقاف‪.‬‬
‫حق السمع والطاعة وحرمة الخروج عليه‪ :‬حق النصيحة لوالة األمور‪ :‬الذب‬ ‫✓‬
‫عنهم والنهي عن سبهم‪ :‬الدعاء لهم‪ :‬حقوق الرعية على الراعي ( الشعب )‪:‬‬
‫للرعية تحت من والهم هللا أمرهم حقوق جليلة اختلف تعبير العلماء عنها بما‬
‫يدل عليها ‪ ،‬ومن هذه الحقوق‪:‬‬
‫حفظ الدين وإقامته على الوجه الصحيح ‪.‬‬ ‫▪‬
‫رعاية مصالح الناس‪ ،‬واالهتمام بشؤونهم‪ ،‬والرفق بهم ‪.‬‬ ‫▪‬
‫حفظ األمن الداخلي والخارجي‪.‬‬ ‫▪‬
‫مشاورة أهل الراي من الرعية ( الشعب ) ‪.‬‬ ‫▪‬
‫مقارنة بين حقوق اإلنسان في اإلسالم وفي الوثائق الدولية‪:‬‬ ‫➢‬
‫من حيث األسبقية واإللزامية ‪.‬‬ ‫•‬
‫السبق‪ :‬لقد كان للشريعة اإلسالمية الغراء فضل السبق على كافة المواثيق‬ ‫✓‬
‫واإلعالنات واالتفاقيات الدولية في تناولها لحقوق اإلنسان وتأصيلها لتلك‬
‫الحقوق منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان‪ ،‬وأن ما جاء به اإلعالن‬
‫العالمي لحقوق اإلنسان واالتفاقيات الدولية الالحقة ومن قبلها ميثاق األمم‬
‫المتحدة ما هو إال ترديد لبعض ما تضمنته الشريعة اإلسالمية الغراء‪ .‬فحقوق‬
‫اإلنسان المهددة اليوم والتي ندعو إلى حمايتها واحترامها قد أقرها اإلسالم منذ‬
‫أربعة عشر قرنا فسبق بها سبقا بعيدا عما قال بع القرن الثامن عشر الذي قد عد‬
‫قرن حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫اإللزامية ‪ :‬وحقوق اإلنسان كما جاء بها اإلسالم حقوق أصيلة أبدية ال تقبل حذفا‬ ‫✓‬
‫وال تعديالً وال نسخا وال تعطيالً‪ ،‬إنها حقوق ملزمة شرعها الخالق سبحانه فليس‬
‫من حق بشركائنا من كان أن يعطلها أو يتعدى عليها‪ ،‬وال تسقط حصانتها الذاتية‬
‫ال بإرادة الفرد تنازال عنها وال بإرادة المجتمع ممثالً فيما يقيمه من‬
‫مؤسسات أيا كانت طبيعتها وكيفما كانت السلطات التي تخولها ‪ .‬أما فيما يتعلق بالقيمة‬
‫القانونية لإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان فهو ليس إال مجرد تصريح صادر عن األمم‬
‫المتحدة وهو غير ملزم‪ .‬فحقوق اإلنسان في المواثيق الدولية عبارة عن توصيات‪،‬‬
‫أحكام أدبية‪ ،‬أما في اإلسالم فحقوق اإلنسان عبارة عن فريضة تتمتع بضمانات جزئية‬
‫وليست مجرد توصيات أو أحكام أدبية فالسلطة العامة في اإلسالم لها حق اإلجبار على‬
‫تنفيذ هذه الفريضة‪ ،‬خالفا لمفهوم الحقوق في المواثيق الدولية التي تعتبرها حقا شخصيا‬
‫مما ال يمكن اإلجبار عليه إذا تنازل عنه صاحبه‪.‬‬
‫✓ من ناحية العمق والشمول ‪ .‬حقوق اإلنسان في االسالم أعمق وأشمل من حقوق‬
‫االنسان في الوثائق الوضعية‪ ،‬فحقوق اإلنسان في االسالم مصدرها القرآن‬
‫والسنة أما مصدر حقوق اإلنسان في المواثيق الدولية فهو الفكر البشري والبشر‬
‫يخطئون أكثر مما يصيبون ويتأثرون بطبيعتهم البشرية بما فيها من ضعف‬
‫وقصور وعجز عن إدراك األمور واإلحاطة باألشياء‪ ،‬وقد أحاط هللا بكل شيء‬
‫علما ‪ .‬وإذا كانت المواثيق الدولية قد تضمنت بعض الحقوق فإن اإلسالم‬
‫بمصدريه القرآن الكريم والسنة النبوية شمل جميع أنواع الحقوق التي كرم هللا‬
‫بها اإلنسان فقد تميز اإلسالم بالمساواة وعدم التمييز‪ ،‬وحق اإلنسان بأمواله‬
‫وأمالكه‪ ،‬بل نجد حقوقا غفل عنها اإلعالن العالمي اهتمت الشريعة االسالمية‬
‫بما وهي حقوق اليتامى‪ ،‬وحقوق ضعاف العقول في الرعاية‪ ،‬وحق الميراث‪،‬‬
‫وحق الوالدين‪ ،‬وحق العفو‪.‬‬

‫تمت بحمد هللا‪ ،،‬وهللا ولي التوفيق‪.‬‬


‫أ‪.‬د‪ :‬عثمان بن صالح العامر‬

You might also like