Professional Documents
Culture Documents
القانون البنكي-ذ.الفقهي
القانون البنكي-ذ.الفقهي
تعريف القانون البنكي يتحدد مفهوم القانون البنكي من خالل موضوعه والغرض منه ,هو ذلك القانون الذي ينظم القطاع البنكي ,او
بعبارة ادق ينظم قطاع مؤسسات االئتمان ,بعملياته المختلفة وعالقاته بالمتعاملين معه وبالسلطات المختصة ,اذن فهو مجموع القواعد
القانونية التي تنظم نشاط مؤسسات االئتمان ,كما انه يتحدد كفرع قانوني من خالل انتمائه الى القانون التجاري .وتتجلى اهميته في
وجهتين وهما المصلحة العامة ,وذلك للدور الذي يلعبه القطاع البنكي في الحياة االقتصادية للدولة , ,والمصلحة الخاصة ,حيث يالحظ
بانه ما من شخص ذاتي او معنوي يكاد يستغني اليوم عن اللجوء الى البنك اما اختياريا اي بارادته ,واما اجباريا كالزام المشرع كل تاجر
بفتح حسابا في مؤسسة بنكية ..وتتحدد خصائصه في انه قانون تقني ذو طبيعة فنية دقيقة جدا ,النه ينظم عددا هائال من العمليات التي
تتكرر وبشكل متماثل االف المرات ,كما يتميز بكونه قانون ذو طابع دولي ,الن اغلب تقنياته مستوردة من الخارج ولها اتصال مباشر
وقوي بالتجارة الدولية ,كما يعتبر قانونا يقوم على االعتبار الشخصي لوجود عنصر الثقة بين البنوك والعمالء في العمليات التي تندرج
ضمن هذا المجال .
االطار العام للقانون البنكي للقانون البنكي ادوار مهمة في تنشيط وترويج االقتصاد الوطني ,وذلك من خالل تنظيمه للمهنة البنكية بشتى
صور ,كالتحكم في حركة النقود والرساميل داخل السوق الوطني ,كل ذلك يحبك عن طريق وضع مقتضيات قانونية تساهم في بلورة
الحياة االقتصادية للدولة ,وضبط نشاطها ,وهذا النظام تتجلى سماته الرئيسية في :
أ – طابع النظام العام المتمثل في تنظيم القروض وحماية المودعين والمقترضين والمقترن بعقوبات جنائية في الغالب.
ب – طابع الخروج عن التصنيفات القانونية التقليدية المتعارف عليها ،اذ ان التشريع البنكي يضع قواعد قانونية خاصة ومتميزة ,ما دام
ان غرضه الرئيسي هو محاولة التحكم في الواقع االقتصادي ومعطياته .
ج – طابع التغيير السريع ،وذلك بمواكبة قواعد القانون البنكي للتطور المضطرد الذي تعرفه الحياة االقتصادية ,مما يحتم تدخل دائم
للمشرع لتحسينها او تغييرها لتكون مالئمة والتغيرات االقتصادية والتجارية التي يعرفها العالم او الموطن.
للقانون البنكي عدة مصادر منها ما هو داخلي او وطني ,كالتشريع واالجتهاد القضائي الذي يشرح وتفسير النصوص القانونية المنظمة
للمهنة البنكية ,و االعراف ,التي تسير العالقات بين االبناك وكذا بين هذه االخيرة وعمالئها ,شريطة ان ال يلغي العرف البنكي القواعد
التي سنها المشرع ,اما بخصوص المصادر الدولية فتتمثل في االتفاقيات الدولية ضمن مجال التنظيم البنكي ,واهمية االعراف الدولية في
تسيير العمليات البنكية ,باالضافة الى الهيئات الدولية ,ودورها في العمل على توحيد القواعد والممارسات المطبقة على بعض العمليات
البنكية الدولية ,من قبيل االجراءات الموحدة والمتعلقة باالعتماد المستندي التي وضعتها الغرفة التجارية الدولية .
1
توفير الشروط التي من شانها تمكين ممارسي المهنة البنكية من مسايرة التطورات االقتصادية واالجتماعية التي عرفها المغرب خالل
السنوات العشر السابقة لصدوره .
وفي المرحلة الثانية من االصالحات التشريعية ,صدر الظهير رقم 178.05.1بتنفيذ القانون رقم ,03.34المتعلق بمؤسسات االئتمان و
الهيئات المعتبرة في حكمها ،بتاريخ ) 14نوفمبر ,(2006ونشر بالجريدة الرسمية تزامنا مع تاريخ نشر القانون االساسي لبنك المغرب,
حيث الغي عقب نشره ظهير 6يوليوز ,1993وقد قام هذا القانون بتحديد دقيق النشطة البنوك ولصالحيات سلطات الوصاية والرقابة,
وكذا وضع قانون خاص منظم للقطاع البنكي .
خالصة القول فقد تميز القانون رقم 03.34باضافات مهمة في تعزيز االستقرار المالي ,حيث بلغ بذالك مستويات متقدمة في التطبيق
وجب الحفاظ عليها باعتبارها مكسبا مهما .
الفرع الثاني :التشريعات الحالية
شمل االصالح التشريعي الذي عرفه مجال المال و االعمال بالمغرب في تسعينات القرن الماضي ،االحكام المتعلقة بكل من التجارة و
التجار و الشركات التجارية ،حيث صدر القانون رقم 58.90المتعلق بالمناطق المالية الحرة .,ففي سنة 1996تم اصدار قانون,
المتعلق بمدونة التجارة ,واخر بقانون شركات المساهمة رقم ,95.17ومن بين ما جاءت به م.التجارة ,اعتبار نشاطات البنك و القرض
والمعامالت المالية انشطة تجارية ,والزام التجار بضرورة فتح حساب بنكي الغراضهم التجارية في مؤسسات ،كما نظمت كذلك
االوراق التجارية ,ليعقب ذلك في سنة 1997صدور قانون باقي انواع الشركات ,وكذا قانون احداث المحاكم التجارية التي اسندت لها
مهمة البت في النزاعات الناشئة عن العقود البنكية ..ثم تاتي سنة ,1999ليصدر القانون رقم 97-18المتعلق بالسلفات الصغيرة ,الذي
نسخت بعض مواده بموجب مقتضيات القانونين 34-03و ,103-12وعلى الرغم من التقدم الذي سجله القطاع البنكي في المغرب ، ,اال
ان هذا االخير بقي يشكو من صعوبة الولوج الى التمويل ,حيث ظل موجها نحو تمويل االستهالك اكثر منه الى تمويل االستثمارات .فبعد
8سنوات من اعتماد القانون البنكي لسنة ، ,2006بات من الضروري مراجعة القانون مراجعة شاملة ،حيث صدر في 22يناير
2015بالجريدة الرسمية ,القانون رقم ,103-12المتعلق بمؤسسات االئتمان و الهيئات المعتبرة في حكمها ,والمتضمن ل 196مادة
موزعة على تسعة اقسام ,سن المشرع المغربي من خاللها عدة احكام وقواعد قانونية اساسية .ومن ان اهم المستجدات التي جاء بها هذا
القانون ,هي تنظيم ما يسمى بالبنوك التشاركية ،اضافة الى مراجعة االطار المؤسساتي ,الذي اصبح يضم زيادة على مؤسسات االئتمان
والقرض ,مؤسسات القروض الصغرى ومؤسسات االداء ,اضافة الى تقوية النظام االحترازي واعطاء صالحيات اوسع لبنك المغرب,
واقر ار التنسيق مع هيئات اخرى خصوصا مجلس المنافسة ,هذا ويدل التغير المضطرد والمتسارع للقوانين البنكية ,على اهمية االطار
القانوني للعمل البنكي ،بما يتيح من امكانات لتطوير القطاع المالي عبر ادخال مقتضيات جديدة تواكب العصر والتطور السريع للقطاع,
وبما يوفره من تنظيم لنشاط جد حساس وهو النشاط البنكي .
يمكن القول ان االصالحات القانونية والتنظيمية التي يعرفها القطاع البنكي والمالي ببالدنا ,والتي همت مجموع مكونات المنظومة المالية,
ترمي لترسيخ العصرنة والتنظيم للقطاع من اجل مواجهة رهانات التنمية الوطنية ،واالستجابة لمتطلبات الحكامة الجيدة وتدبير المخاطر
الشمولية.
الفصل الثاني :الجانب المؤسساتي للقانون البنكي
الفرع االول :المؤسسات الخاضعة للقانون البنكي
المبحث االول :مؤسسات االئتمان
عرفها المشرع ,بكونها من االشخاص االعتبارية التي تزاول نشاطها في المغرب ,ايا كان موقع مقرها االجتماعي او جنسية المشاركين
في راسمالها او مخصصاتها او جنسية مسيريها ,والتي تزاول بصفة اعتيادية نشاطا واحدا او اكثر من االنشطة التالية:
1تلقي االموال من الجمهور سواء على وجه الوديعة او غيرها ،و يكون لها الحق في استخدامها مع التزامها بردها الصحابها حسب
االتفاق
2وعمليات االئتمان هي كل تصرف يضع به اي شخص اموال او يلتزم بوضعها بعوض رهن تصرف شخص اخر يكون ملزما
بارجاعها.
3وضع جميع وسائل االداء رهن تصرف العمالء او القيام بتدبيرها . .وقد عرف المشرع عمليتين من العمليات المعتبرة في حكم
عمليات االئتمان تتعلق االولى بعملية االئتمان االيجاري الذي اضحى يضم حتى ايجار االصول التجارية او احد عناصرها المعنوية,
وترتبط العملية الثانية بشراء الفاتورات التي عرفها المشرع بكونها اتفاقية تلتزم بموجبها احدى مؤسسات االئتمان بتحصيل ديون تجارية
و تعبئتها ,كما اضاف المشرع خدمات االستثمار التي تعد بمثابة مستجد في القانون .103-12
وقد حدد المشرع في المادة 10من القانون رقم 103-12مؤسسات االئتمان في صنفين اولهما البنوك ،وثانيهما شركات التمويل.
المطلب االول :البنوك هي المؤسسات التي تعتمد من اجل مزاولة كل او بعض االنشطة المشار اليها في المادة 1من قانون 103-12
والمتمثلة في تلقي االموال من الجمهور و عمليات االئتمان ,ووضع جميع وسائل االداء رهن تصرف العمالء ،و يسمح للبنوك وحدها
ان تتلقى من الجمهور امواال تحت الطلب او الجل يقل او يساوي سنتين ,ويصل عدد االبناك المغربية الى حوالي 20بنكا ،اكبرها
التجاري وفا بنك والبنك الشعبي المركزي والبنك المغربي للتجارة الخارجية الخ .....وسمح المشرع في القسم الثالث من قانون -12
103بنوع جديد من البنوك بالمغرب اطلق عليها تسمية البنوك التشاركية.
2
المطلب الثاني :شركات التمويل وهي المؤسسات التي تزاول بعض االنشطة المقررة في االعتماد المتعلق بها ،وقد تتمثل هذه االنشطة
في عمليات االئتمان االيجاري و القروض االستهالكية ، ....و يمكنها استثناء ان تتلقى امواال من الجمهور الجل يفوق سنة واحدة ،بعدما
كان هذا النشاط مقتصرا على المؤسسات البنكية فقط.
المبحث الثاني :الهيئات المعتبرة في حكم مؤسسات االئتمان هي مؤسسات االداء و جمعيات السلفات الصغيرة و البنوك الحرة و
الشركات المالية وصندوق االيداع و التدبير وصندوق الضمان المركزي.
المطلب االول :مؤسسات االداء وهي ا التي تقدم خدمة او اكثر المنصوص عليها في المادة 16من القانون رقم 103-12والمتمثلة
في :
-عمليات تحويل االموال -الودائع و السحوبات النقدية في حساب اداء -تنفيذ عمليات االداء بواسطة اي وسيلة اتصال عن بعد.
-تنفيذ اقتطاعات دائمة او احادية و تنفيذ عمليات االداء بالبطاقة و تنفيذ التحويالت عندما تتعلق باالموال الموظفة في حساب اداء.
المطلب الثاني :جمعيات السلفات الصغيرة تختص في منح قروض صغيرة الجل تمويل مشاريع ذات طابع اجتماعي وهي خاضعة
لقانون 103-12وقانون 18-97معا ،و تنشط في المغرب عدد من جمعيات السلفات الصغيرة ،مثل جمعية االمانة و جمعية الكرامة .
المطلب الثالث :البنوك الحرة وهي كل شخص معنوي بغض النظر عن جنسية مسيريه و المشاركين في راسماله ،والذي يوجد مقره
االجتماعي في منطقة حرة ,والذي يعتمد على تلقي الودائع النقدية االجنبية ،ويتوفر المغرب على منطقة حرة بنكية وهي ؛ منطقة طنجة
الحرة ،يبلغ عدد االبناك بها الى غاية 2014ستة ابناك.
و تخضع البنوك الحرة للضوابط التالية :
1االلتزام بتبليغ بنك المغرب جميع الوثائق و المعلومات الالزمة لحسن سير المصالح ذات االهتمام المشترك -.القواعد المتعلقة
بالمحاسبة.
2االحكام المتعلقة بالقواعد االحترازية -الخضوع لمراقبة بنك المغرب -التقيد بواجب اليقظة -الخضوع لمراقبة مراقبي الحسابات .
المطلب الرابع :الشركات المالية حسب القانون 103-12هي كل الشركات التي تراقب مؤسسة ائتمان واحدة او اكثر ،و تتخذ المراقبة
شكل الحيازة ب صفة مباشرة او غير مباشرة لقسط من راس المال ،يخول اغلبية حقوق التصويت بالجمعيات العامة او ممارسة سلطة
االدارة او التسيير او الرقابة .
المطلب الخامس :صندوق االيداع و التدبير مؤسسة ذات صبغة مالية عمومية ،انشا سنة 1959يقوم بانشطة مختلفة ،مثل تدبير الودائع
المتأتية من الصندوق الوطني للضمان االجتماعي CNSSوصندوق التوفير الوطني ويقوم الصندوق بتوظيف هذه الودائع في السوق
المالية والنقدية ،كما ان هذا الصندوق ملزم بتبليغ بنك المغرب بجميع الوثائق والمعلومات الالزمة لحسن سير المصالح ذات االهتمام
المشترك .
المطلب السادس :صندوق الضمان المركزي انشأ سنة 1949وهو مؤسسة متخصصة في منح االئتمان عبر االلتزام بالتوقيع لفائدة
المؤسسات الخاصة او العمومية التي ال تتوفر على ضمانات كافية للحصول على القروض البنكية ,و هو ال يمنح ائتمانا نقديا ،بل التزامه
االساسي يكون بالتوقيع الذي يعتبر كضمان للمقاولة ,حيث يحل محلها في االداء عند اصابتها بالعجز .ان العملية االساسية التي يمارسها
هذا الجهاز تدخل في حكم عمليات االئتمان التي تمارسها بشكل احترافي مؤسسات االئتمان ,و بالتالي كان من الضروري ان يتم
اخضاعه لنظام المراقبة و قواعد االحتراز والمحاسبة وكذا الجزاءات التاديبية والجنائية.
الفرع الثاني :الجهات المتدخلة في القطاع البنكي
يقصد بها ,مختلف المؤسسات التي خولها المشرع اختصاصات تروم الحفاظ على انتظام العمل البنكي و سنتطرق في ما يلي للمؤسسات
القائمة على هذه الرقابة و هي بنك المغرب و وزارة االقتصاد و المالية و مراقب الحسابات و المجلس العلمي االعلى.
المطلب االول :بنك المغرب
الفقرة االولى :تطور البنك المركزي بالمغرب
لقد احدث البنك المخزني المغربي بتاريخ 1907/02/25من قبل مندوبي 12دولة اوروبية باالضافة الى و.م.األمريكية والمغرب و
اتخذ شكل شركة مساهمة مقرها الرئيسي بطنجة براسمال موزع على الدول الموقعة على االتفاقية باستثناء و.م.أ.
وقد سيطرت فرنسا فيما بعد على هذا البنك بفعل حيازتها على اغلبية راسماله وبالتبعية تمت بشكل تلقائي معادلة سعر الفرنك المغربي
بالفرنك الفرنسي الشيء الذي ادى الى تكريس االرتباط المالي للمغرب بفرنسا,
كما بدات سنة 1958مفاوضات بين الحكومة المغربية و فرنسا والبنك المخزني المغربي قصد استرجاع المغرب المتياز االصدار،
حيث تم في فاتح يوليوز 1959احداث معهد اصدار وطني صرف يحمل اسم بنك المغرب ليحل محل البنك المخزني المغربي كما تم في
نفس السنة احداث الدرهم كوحدة نقدية جديدة ,وقد اقدم بنك المغرب في مارس 1987على تبني تسمية الفرنك كجزء من الدرهم في
جميع اللغات كما تم في نفس التاريخ احداث دار السكة .وقد ادخلت في اكتوبر 1993على القانون االساسي لبنك المغرب بعض
التعديالت توضح المهام الموكولة اليه و خاصة تلك المتعلقة بالسياسة النقدية .
3
الفقرة الثانية :بنك المغرب حاليا
من بين مهام هذا البنك تمتعه بامتياز اصدار النقود واالوراق البنكية التي لها حق الرواج القانوني وسهره على استقرار االسعار وحسن
سير السوق النقدية ومراقبتها باالضافة الى اعداد ونشر االحصائيات المتعلقة بالعملة واالئتمان وقيامه بتحديد قيمة الدرهم مقابل العمالت
االجنبية في اطار نظام الصرف ،كما يسهر على التدابير الرامية الى تحسين عملية تحويل االموال وحسن سير انظمة االداء.
يعد البنك مستشارا للحكومة و وكيال للخزينة العامة للمملكة بخصوص عملياتها البنكية ،ويكلف بعمليات االقتراض التي تصدرها الدولة
والمشاركة في المفاوضات بشان القروض الخارجية وتمثيل الحكومة لدى المؤسسات النقدية الدولية .فالمشرع منح بنك المغرب ادوات
للتدخل في القطاع المالي والمؤسسات المكونة له ،ومن بين ابرز هذه االدوات الغير المباشرة االحتياطي ,المفروض قانونا على مؤسسات
االئتمان تكوينه لدى بنك المغرب كضمان للمتعاملين معها ، .ولكي يتمكن هذا البنك من فرض الرقابة على مؤسسات االئتمان فانه يعمل
على تحديد السياسة النقدية و يضعها موضع التطبيق و يسهر على حسن سير السوق النقدية ،و يتولى مراقبتها ,ونجد بنك المغرب متمثال
في اغلب الهيئات االستشارية مما يضمن الحفاظ على مقومات السياسة المالية والنقدية ,كما يقوم باصدار العديد من المقررات التنظيمية
والتوجيهات ويتاكد من مطابقة احكام النصوص التشريعية والتنظيمية المطبقة على مؤسسات االئتمان التي يوجد مقرها االجتماعي
بالخارج ,ويختص والي بنك المغرب في منح االعتمادات لمزاولة النشاط البنكي ويمنحها ايضا للشركات الراغبة في فتح فروع للتمثيل
في الخارج ,كما يمنحها للبنوك العادية التي ترغب في مزاولة العمليات التي تقوم بها البنوك التشاركية ,وله ايضا حق سحب االعتمادات
في عدة حاالت .وقد عزز مشروع القانون رقم 04-15مهام بنك المغرب في مجال سياسة سعر الصرف وتسهيل تدبير احتياطاته وكذا
توسيعها للوقاية من المخاطر الشمولية .
المطلب الثاني :وزير االقتصاد و المالية
يلعب دورا محوريا في القطاع البنكي المغربي ,فبموجب مرسوم ,1967منحت له اختصاصات هامة مرتبطة بتنظيم ورقابة مؤسسات
االئتمان ,اذ يقوم بوضع و توجيه و تنفيذ ما سطرته الدولة في المجال النقدي والمالي ,كما يراس هذا الوزير المجلس الوطني لالئتمان
واالدخار ,فهو بهذا يتدخل في القرارات التي تهم جميع االجراءات المتعلقة بجمع االموال المتلقاة من الجمهور .كمل يخول له ،فهذا
يخول له التحكم في توجيه رايها بخصوص قرارات تنظيم نشاط مؤسسات االئتمان و مراقبتها.
المطلب الثالث :مراقب الحسابات يضطلع بدور رقابي داخل اية مؤسسة يوجد بها ،بما فيها مؤسسات القطاع البنكي ,فمؤسسات
االئ تمان ملزمة بتعيين مراقبين اثنين للحسابات بعد موافقة بنك المغرب ،حيث يضطلع بوظيفة مراقبة الحسابات و التحقق من صدق
المعلومات المقدمة الى الجمهور و من مطابقتها للحسابات ،اضافة الى عمله على رفع العديد من التقارير لبنك المغرب تهم نتائج القيام
بمهمته ,وتبادل عدد من الوثائق بينه وبين بنك المغرب تخضع لقاعدة كتمان السر المهني ،كما تجري تحت مسؤوليته تدقيق سنوي
لحسابات هذا االخير ,ويجب عليه ا االشهاد على ان القوائم التركيبية لبنك المغرب تعكس كل صورة صادقة لذمته ووضعيته المالية
ونتائجه,
المطلب الرابع :المجلس العلمي االعلى يتلقى هذا المجلس من البنوك التشاركية في كل سنة محاسبية تقريرا تقييميا حول مطابقة
عملياتها لآلراء الصادرة عنه ,وفي اطار هذه المراقبة تعمل البنوك التشاركية على احداث وظيفة للتقيد بآراء المجلس المذكور اعاله
وذلك من خالل العمل على التعرف على مخاطر عدم مطابقة عملياتها وانشطتها لما جاء في اراءه واحترامها ,وقد صدر الظهير -02
15-1في 20يناير 2015القاضي بتأسيس اللجنة الشرعية للمالية التشاركية المنبثقة عن المجلس العلمي االعلى.
المبحث الثاني :هيئات استشارية تتعلق في مجال االئتمان بلجنة مؤسسات االئتمان و المجلس الوطني لالئتمان و االدخار و اللجنة
التاديبية لمؤسسات االئتمان و الجمعيات المهنية و لجنة التنسيق و الرقابة على المخاطر الشمولية .
المطلب االول :لجنة مؤسسات االئتمان يراسها والي بنك المغرب و تضم اعضاء من بنك المغرب و وزارة االقتصاد و المالية و مهني
القط اع البنكي ,وتضطلع لجنة مؤسسات االئتمان بمهام استشارية ,اذ يتم استطالع رايها من قبل والي بنك المغرب في كل مسالة ذات
طابع عام او فردي لها عالقة بنشاط مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها ,كما تقوم بجميع الدراسات المتعلقة بنشاط مؤسسات
االئتمان ,خاصة ذات الصلة بعالقاتها مع العمالء واعالم الجمهور .
المطلب الثاني :المجلس الوطني لالئتمان و االدخار احدث للمرة االولى بموجب القانون رقم 34-03المتعلق بمؤسسات االئتمان
والهيئات المعتبرة في حكمها الصادر سنة 2006و الملغى بمقتضى القانون رقم 12.103الحامل لنفس االسم ,ليحل محل المجلس
الوطني للعملة واالدخار الذي بدوره حل مكان مجلس القرض والسوق المالية ,يراسه الوزير االقتصاد و المالية ويتولى اعمال الكتابة فيه
بنك المغرب ,ويضم اعضاء ممثلين للهيئات المتدخلة في القطاع المالي واالقتصادي ,كما يختص المجلس بإعطاء االستشارات في كل ما
يهم السياسة النقدية و التنمية االدخار و تطوير نشاط مؤسسات االئتمان و تقديم االقتراحات الى رئيس الحكومة في الميادين التي تدخل
ضمن اختصاصه.
المطلب الثالث :اللجنة التأديبية لمؤسسات االئتمان وهي الجهة المخول لها فحص و تتبع الحاالت التي تهم انزال عقوبات تأديبية في
المجال البنكي ,فهي تدرس الملفات التأديبية المرفوعة اليها وتقدم اقتراحات الى والي بنك المغرب بشان العقوبات التأديبية الممكن
اصدارها ,ويراسها والي بنك المغرب او مديره العام او ممثل له يعينه الوالي.
4
المطلب الرابع :الجمعيات المهنية تسترعلي مراقبة مدى احترام مؤسسات االئتمان المعتمدة باعتبارها بنوكا ,والبنوك الحرة,
ومؤسسات االئتمان المعتمدة كشركات تمويل ,ومؤسسات االداء المعتمدة ,للنصوص التشريعية الجاري بها العمل في القطاع البنكي ،وقد
جعل المشرع من هذه الجمعيات المهنية بمثابة حلقة وصل بين اعضائها و بين وزير االقتصاد و المالية و والي بنك المغرب ،من خالل
المقترحات التي تقدمها لهذين االخيرين والدراسات التي تجريها نهوضا بالمهنة البنكية ,كما تهتم المجموعة المهنية لبنوك المغرب ايضا
بقضايا عالقة البنوك بعمالئها ,وباإلدارة واي جهاز وطني او محلي.
المطلب الخامس :لجنة التنسيق و الرقابة على المخاطر الشمولية حسب المادة 108من قانون 103.12فهي بمثابة منسق بين
الهيئات المراقبة في القطاع البنكي ,كما يعهد اليها تحليل وضعية القطاع المالي ,و النظر في مختلف المخاطر الشمولية والعمل على
الوقاية منها ،و يتراسها وال ي بنك المغرب ,و يتولى اعمال كتابتها بنك المغرب ,وتتالف من ممثلين عن الجهات الرقابية في المجال
البنكي.
الفصل االول :الحياة البنكية
الفرع االول :ممارسة النشاط البنكي
المبحث االول :منح االعتماد قبل مزاولة مؤسسات االئتمان النشطتها ،يجب ان تكون معتمدة سلفا من لدن والي بنك المغرب ،بعد
استطالع هذا االخير راي لجنة مؤسسات االئتمان ،و ان تتخذ شكل شركة مساهمة ذات راس مال ثابت ,او تعاونية ذات راس مال
متغير ,كما يجب على كل مؤسسة ائتمان يوجد مقرها االجتماعي بالمغرب ان تثبت توفر موازنتها على راس مال مدفوعة مبالغه بكاملها
،و يجب على كل مؤسسات االئتمان ان تشير في عقودها و وثائقها و منشوراتها كيفما كانت الوسيلة المعتمدة ،الى تسمية شركتها و
شكلها القانوني و مبلغ راس مالها و عنوان مقرها االجتماعي و رقم قيدها في السجل التجاري والصنف الفرعي الذي تنتمي اليه و مراجع
المقرر الصادر بمنحها االعتماد.
المبحث الثاني :سحب االعتماد يتم اما بطلب من مؤسسة االئتمان نفسها او يطالها كعقوبة تأديبية او في احد الحاالت المنصوص عليها
في البند الثاني من المادة 52والمتعلقة بعدم استخدام المؤسسة العتمادها داخل اجل 12شهر من تبليغ مقرر منحها او انقطاع المؤسسة
عن مزاولة نشاطها منذ 6اشهر على االقل او لكونها لم تعد مستوفية للشروط التي منح لها االعتماد على اساسها ،واما عندما تعتبر
وضعية مؤسسة االئتمان مختلة بشكل ال رجعة فيه.
المبحث الثالث :العالقة بين مؤسسات االئتمان و العميل اطرها المشرع في القسم السابع من قانون ،103-12حيث نظم فيه ما يرتبط
بفتح الحساب و غيره من القواعد من قبيل اعتماد كشوفات الحساب كوسيلة لألثبات القضائي في المنازعات بين البنك والعمالء ,كما الزم
المشرع مؤسسات االئتمان باالنضمام الى نظام وساطة بنكية يهدف الى تسوية ودية للنزاعات القائمة بينها وبين عمالءها ,ومن مستجدات
هذا القانون اشتراطه اتخاذ الوسيط في العمليات المنجزة من لدن مؤسسات االئتمان شكل شخص اعتباري ,وعليه فان الحفاظ على
العالقة بين مؤسسات االئتمان و عمالئها يقتضي وضع مجموعة من االليات للحمايتها من االخطار المحتملة و ضمان حقوق المتعاملين
معها.
الفرع الثاني :حماية النشاط البنكي
يتعرض القطاع البنكي لمجموعة من المخاطر التي قد تعصف به و تجعله عاجزا عن اداء دوره , ,لذا وضع المشرع مجموعة من
التدابير و االجراءات الكفيلة بتجنب االزمات و تدبيرها و حسن تسيير القطاع .
المبحث االول :قواعد الرقابة الزم القانون 103-12مؤسسات االئتمان بمسك المحاسبة واخضعها الحكام الكتاب االول من القسم
الرابع منه ,وقد سن المشرع مجموعة من القواعد االحترازية التي يتحتم على مؤسسات االئتمان التقيد بها للمحافظة على سيولتها و
مالءتها و توازن وضعيتها المالية ,كما الزمها بوضع نظام للمراقبة الداخلية و باحداث اجهزة تمكنها من قياس مردودية عملياتها,
مخضعا اياها لمراقبة بنك المغرب الذي يمكنه مباشرتها في عين المكان على وثائق مؤسسات االئتمان بواسطة ماموريه او اي شخص
اخر ينتدبه والي بنك المغرب ,كما يمكنه ان يطلب من الهيئات الخاضعة لمراقبته موافاته بجميع الوثائق والمعلومات الالزمة للقيام بمهمته
.هذا ويجوز لوالي بنك المغرب تعيين مدير مؤقت اذا تبين له ان سير اجهزة تداول او رقابة او تدبير المؤسسة لم يعد في االمكان القيام
به بصورة عادية هذا كله بعد استطالع راي اللجنة التاديبية لمؤسسات االئتمان ,كما يجوز ايضا لوالي بنك المغرب ان يعترض بمقرر
معلل بوجه قانوني على تعيين شخص ضمن اجهزة ادارة احدى مؤسسات االئتمان او تسييرها او تدبيرها ,كما يتوجب على مؤسسات
االئتمان تعيي ن مراقبين اثنين للحسابات بموافقة بنك المغرب يتأكدان من احترام التدابير القانونية المعمول بها
المبحث الثاني :اليات تدبير المخاطر تم وضع مجموعة من القواعد لتدبير المخاطر التي قد يتعرض لها القطاع البنكي و تتمثل في :
-رقابة احترازية كلية :تتمثل في جميع ادوات التنظيم و الرقابة المتعلقين بالقواعد االحترازية للمؤسسات المالية الهادفة الى المحافظة
على استقرار النظام المالي و ضبط الخطر الشمولي .
-االدارة المؤقتة :نص المشرع على قواعد االدارة المؤقتة لمؤسسات االئتمان التي ال تخضع الى مساطر الوقاية والمعالجة من
صعوبات المقاولة ,ويتكلف والي بنك المغرب بتعيين المدير المؤقت الذي ينبغي عليه ان يرفع الى البنك المركزي تقريرا يبين فيه طبيعة
الصعوبات التي تعترض المؤسسة و مصدرها و اهميتها و كذا التدابير الكفيلة بتقويمها.
5
-الصندوق الجماعي لضمان الودائع :وضعه المشرع الجل حماية المودعين باالضافة الى صندوق ضمان ودائع البنوك التشاركية
اللذان يخضعان الدارة شركة مسيرة عبارة عن شركة مساهمة يتراس مجلس ادارتها والي بنك المغرب او من ينوب عنه .ويخصص
الصندوق لتعويض المودعين في حالة عدم توفر ودائعهم حيث يتم ذلك في حدود مبلغ اقصى يحدد من طرف بنك المغرب ,كما يمكن
للصندوق تقديم مساعدات قابلة لالرجاع او المساهمة في راسمال مؤسسات االئتمان التي تمر بوضعية حرجة .
المبحث الثالث :تدابير زجرية
جزاءات تاديبية :من العقوبات التي اقرها المشرع ,عقوبات مالية ,في حالة عدم االمتثال لقواعد هذا القانون ,تقتطع مباشرة من حسابات
مؤسسات االئتمان التي تتوفر على حساب لدى بنك المغرب ,عالوة على توقيف واحد او اكثر من المسيرين ,وكذا المنع او الحد من القيام
ببعض العمليات من قبل مؤسسة االئتمان المعنية ,فضال عن تعيين مدير مؤقت وامكانية سحب االعتماد.
-قعوبات جنائية :اقر القانون 12-103مجموعة من العقوبات الجنائية ,من بينها عقوبة الحبس من ستة اشهر الى ثالثة سنوات و
غرامة من 100.000الى 5.000.000درهم او باحدى هاتين العقوبتين فقط ,على كل شخص يحترف بصفة اعتيادية القيام بالعمليات
البنكية من غير ان يكون معتمدا قانونا باعتباره مؤسسة ائتمان ,ونجد كذالك عقوبات تقع على ممثلي مؤسسات االئتمان في حالة قيامهم
بشكل عمدي بتبليغ بنك المغرب بمعلومات غير صحيحة ,وتتجسد في الغرامة من 100.000الى 1.000.000درهم .
6
الفقرة الثانية :الحساب االختياري و الحساب االجباري
اوال :الحساب االختياري :وهو الذي يكون فيه للشخص االختيار في فتحه لعدم وجود اي نص قانوني يلزمه بذلك ,وهو يقوم على مبدا
الحق في طلب فتحه يقدمه للمؤسسة البنكية ,اال ان هذا الحق يقابله حق هذه االخيرة في االستجابة لطلب فتح الحساب او رفضه على
اعتبار ان البنك تاجر حسب المادة 6من م التجارة .وقاعدة الحق في فتح الحساب البنكي من شانها ان ترفع نسبة الزبناء وتنمية االدخار
الى الحد المطلوب الذي يسمح بتكثيف العمليات االستثمارية واالئتمانية .
ثانيا :الحساب االجباري :هو ذلك الذي يكون الشخص ملزما بفتحه السباب معينة ، ،و من بين هذه الحاالت :أ -يتعين على كل
تاجر الغراضه التجارية ان يفتح حسابا في مؤسسة بنكية او في مركز للشيكات البريدية .ب -قانون شركات المساهمة الذي الزم
الشركة في طور التاسيس بضرورة ايداع االموال المتحصلة من عملية االكتتاب في راسمال هذه الشركة في حساب بنكي ..و هكذا يبدو
ان الحساب البنكي االجباري مفروض قانونا على البعض دون االخر ,اال انه يبقى هو االستثناء واالصل فيه االختيار مقابل الحق في
فتحه .
المطلب الثاني :تنظيم الحساب البنكي تدخل المشرع المغربي لتنظيم الحساب البنكي ببيان احكامه و تقييد حرية البنك فيما يخص
اجراءات فتحه ,حيث فرض على المؤسسة التي تاخذ من العمليات البنكية نشاطا لها ,ضرورة اتباع مسطرة قانونية قبل االقدام على فتح
الحساب ,وذلك بدراسة مدى توفر الشروط القانونية في طالب فتح الحساب شخصا طبيعيا كان او معنويا .
الفقرة االولى :فتح الحساب البنكي عمل المشرع على وضع شروط و اجراءات قانونية الزامية و دقيقة لفتح حساب البنكي لكل طالب
له .
اوال :شروط فتح الحساب البنكي يستوجب ان يكون رضا الزبون صريحا و مكتوبا على النموذج الذي يعده البنك لهذا الغرض.
-1طالب فتح الحساب البنكي شخص طبيعي :التحقق من شخصية الزبون من طرف البنك ,ويتم فتح حساب له بناء على بيانات بطاقة
تعريفه الوطنية او بطاقة التسجيل بالنسبة لألجانب المقيمين او جواز السفر او ما يقوم مقامها إلثبات الهوية بالنسبة لالجانب غير
المقيمين ,كما يجب تحقق من اهلية الشخص الطبيعي الذي يريد التعاقد معه 18 ,سنة ,اال انه يجوز فتح حساب باسم القاصر من طرف
ممثله القانوني على ان يكون حق التوقيع لهذا االخير ,كما يمكن للقاصر المأذون له بالتجار في امواله ,ان يفتح حسابا بنكيا لدى احدى
المؤسسات البنكية او لدى مركز الشيكات البريدية بصريح المادة 218من األسرة , ,ويجوز للمراة سواء كانت متزوجة ام غير متزوجة,
ان تفتح حسابا باسمها لدى احد البنوك العاملة بالمغرب شريطة ان تكون قد بلغت سن الرشد .
-2طالب فتح الحساب شخص معنوي :و يجب على البنك في هذه الحالة ان يتحقق من ثبوت الشخصية المعنوية للشركة اوالجمعية او
مجموعة ذات النفع االقتصادي او مؤسسة عمومية ،اما شركة المحاصة فال يمكن لها ان تفتح حسابا بنكيا باسمها الخاص بهذه الصفة
لعدم اكتسابها الشخصية المعنوية غيرانه يمكن للشريك الذي يسيرها ان يفتح حسابا بنكيا باسمه الخاص الغراضها ,كما يجوز فتح
حساب باسم الشركة في طور التأسيس ,مع عدم جواز السحب من هذا الحساب حيث يبقى مجمدا الى ان تكتسب هذه الشركة الشخصية
المعنوية اثر تقييدها في السجل التجاري .
ثانيا :احتياطات فتح الحساب البنكي فرض المشرع المغربي على البنك ,ان يقوم قبل ان يتخذ اي قرار بهذا الشان بعدة تدابيراحتياطية
يتم من خاللها التحقق من كون هذا الطلب لن يترتب عنه اي ضرر سواء بالنسبة لطالبه او المتعاملين معه مستقبال ومن بين هذه
االحتياطات
-1التاكد من طالب فتح الحساب :أ -التاكد من طرف موطن و هوية الشخص الطبيعي :مطالبته باالدالء ببطاقة التعريف الوطنية
ان كان مغربيا او تقديم بطاقة التسجيل اذا كان اجنبيا مقيما بالمغرب او جواز السفر او ما يقوم مقامه ان كان اجنبيا غير مقيم ,ويمكن
للمؤسسة البنكية ان ترفض الوثيقة المدالة امامها اذا كانت مزورة بكيفية يسهل كشفها بالعين المجردة .ب – التاكد من الوجود الحقيقي
للشخص المعنوي ,:وذلك عن طريق التسجيل في السجل التجاري الذي تقدم الى كتابة الضبط شهادة من هذا التسجيل بخصوص الشركة
المتواجد مقرها في دائرة نفوذ المحكمة التجارية وما يفيد اتمام اجراءات التاسيس ,واهم وثيقة يلزم الشخص المعنوي باالدالء بها ,شهادة
صادرة عن كتابة الضبط تثبت تسجيل هذه االخيرة في السجل التجاري ,وكذا رقم تسجيل الشركة في جدول الضريبة على الشركات ومن
رقم الضريبة المهنية بالنسبة لغير الشركات ,مع تحققه من هوية وموطن االشخاص المكلفين بتشغيل الحساب المفتوح باسمها .
-2مراجعة بنك المغرب فيما يخص صيغ الشيكات ان البنك الذي يسلم عميال صيغ شيكات دون مراجعة بنك المغرب او احترام احكام
المواد 131و 312و 317من مدونة التجارة يكون ملزما بوفاء مبلغ كل شيك يصدر بواسطة هذه الصيغ في حدود 10.000درهم
عن كل شيك ,كما ينبغي على البنك المسحوب عليه في حالة رفضه الوفاء بشيك ان يثبت مراعاته للمقتضيات القانونية المتعلقة بفتح
الحساب و بتسليم صيغ الشيكات وكذا االلتزامات القانونية الناتجة عن االخالل بالوفاء خاصة فيما يتعلق باسترجاع صيغ الشيكات .
-3التاكد من مصدر االموال ينبغي على البنك حينما يتلقى امواال من الجمهور ان يتاكد من مصدرها وذلك بموجب القانون رقم 05-43
المتعلق بمكافحة غسيل االموال الذي يلزم على المؤسسة البنكية االخذ بالتزامات اليقظة ,وقد اوجب المشرع على المؤسسات االئتمانية
التصريح باالشتباه في جريمة غسل االموال لكل العمليات و المبالغ المشتبه فيها,
7
الفقرة الثانية :اقفال الحساب البنكي
اوال :قفل الحساب البنكي االسباب ارادية يحق الي طرف من طرفي عقد الحساب البنكي وضع حد له واقفاله اما بمبادرة من صاحبه
او بمبادرة من البنك.
-1اقفال الحساب البنكي بمبادرة من صاحبه :يكون الزبون معفى في حالة اتجاه ارادته الى انهاء الحساب باالطالع من ضرورة اشعار
المؤسسة البنكية بهذه الرغبة و بالمقابل يتعين على المؤسسة البنكية اشعار الزبون برغبتها في انهاء الحساب المفتوح لديها باسمه و منحه
االجل المنصوص ع ليه في القانون ,وعدم قيام الزبون خالل مدة معينة بانجاز عمليات في حسابه ,ال يمكن اعتباره بمثابة رغبة اكيدة منه
في اقفال هذا الحساب ,بيد ان انصرام اجل االعالم المضمون الوصول الى صاحب كل حساب او ذوي حقوقه والمحدد في ستة اشهر قبل
انتهاء مدة عشر سنوات دون مباشرة اية عملية او مطالبة من صاحب الحساب او من ذوي حقوقه
-2اقفال الحساب بمبادرة من البنك يتعين على بنك ان يبلغ صاحب الحساب اشعارا كتابيا و يمنحه اجال يحدد عند فتح الحساب دون ان
يقل عن 60يوما من تاريخ توصل صاحب الحساب باالشعار الذي يكشف عن رغبة البنك في انهاء هذا الحساب و اال كانت المؤسسة
البنكية مسؤولة عن ما قد يلحق صاحب الحساب باالطالع من ضرر ,وتعد وسيلة اثبات االشعار من طرف المؤسسة البنكية هي الكتابة,
والبنك ملزم بوضع حد للحساب المدين بمبادرة منه اذا توقف الزبون عن تشغيل حسابه مدة سنة من تاريخ اخر عملية دائنة مقيدة به.
ثانيا :اقفال الحساب السباب غير ارادية
-1الوضع الذاتي للعميل أ -وفاة العميل :بما ان صاحب الحساب البنكي قد يكون شخصا معنويا او طبيعيا ،فان وفاته تشكل سببا في
اقدام البنك المفتوح لديه الحساب على اقفاله من اجل تصفيته و تحديد رصيده النهائي ,اما اذا توفي احد الشركاء المتضامنين في الشركة
فتطرح لدينا فرضيتين اما ان تؤدي وفاة الشريك المتضامن الى انتهاء الشركة و بالتالي اقفال الحساب البنكي بعد اتمام اشغال تصفيته و
اما استمرار الشركة مع ورثة الشريك الهالك او بين الشركاء الباقين على قيد الحياة .ب – فقدان االهلية :تقضي المادة 488من مدونة
التجارة بعدم جواز فتح الحساب البنكي بالنسبة للشخص الطبيعي اال لكاملي االهلية او بواسطة الممثل القانوني لفاقدي االهلية او ناقصيها,
فاذا فقد هذا الشخص اهليته باي عارض من عوارض فقدان االهلية فان النتيجة تكون عكسية ,حيث يتم اقفال هذا الحساب ما لم يمثل هذا
الشخص عن طريق نائبه القانوني قبل االقفال .
-2التسوية القضائية ان فتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة المقاولة المتوقفة عن الدفع بدال من مسطرة التصفية يعني ان وضعيتها
ال تزال قابلة لالصالح االمر الذي يقتضي بقاء حساباتها مفتوحة باسمها الى غاية وضع السنديك التقرير الملزم باعداده وكذا الى غاية
تنفيذه مخطط االستم رارية في حالة اذا كان هذا التقرير يرمي الى ذلك وحضي بقبول القاضي المنتدب ,وان صالحية االبقاء على
الحساب من عدمه تعود باالساس الى السنديك وحده بل االكثر من ذلك فقد قضت المادة 573من مدونة التجارة بان اقفال الحساب من
طرف البنك ال يتم اال بعد توجيه انذار الى السنديك ،كما اعتبر المشرع ان سكوت السنديك لمدة تفوق شهرا يعد قرينة على عدم رغبة
هذا االخير في االبقاء على تنفيذ العقد الجاري و بالتالي يمكن للبنك بعد مرور شهر و يوم ان يبادر الى اقفال الحساب دون اشعار ,وعلى
اساس تقرير السنديك للموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة ,يحدد مصير هذه االخيرة الخاضعة لمسطرة التسوية القضائية .
المبحث الثاني :عقد االيداع يعد من اهم العقود البنكية التي تبرمها البنوك مع عمالئها باعتباره يلبي حاجات مؤسسات االئتمان من
االموال الالزمة للقيام بمصالحها كما يلبي حاجة الزبناء الراغبين في فتح حسابات بنكية لالستفادة من الخدمات التي تقدمها البنوك
الصحاب الودائع ,و يحق التساؤل عن النظام القانوني للوديعة البنكية و عن الحماية المقررة للمودعين من خالل التزامات المؤسسة
البنكية
المطلب االول :االحكام العامة للوديعة البنكية تتخذ انشطة البنوك ثالثة مناحي كبيرة ,هي حفظ اموال العمالء و الوكالة عنهم في
تحويلها و الوساطة بينهم و بين من يرغب في اموالهم عن طريق اقتراضها من البنوك ,و ما دامت البنوك غير قادرة على انجاز هذه
العمليات باموالها الخاصة فانها قبل ذلك تتلقى االموال من الجمهور في شكل ودائع و قد عمل المشرع على تنظيم عقد الوديعة البنكية
عبر عدة نصوص قانونية مدرجة في عدة قوانين ومدونات ,و عليه سنعمل على بيان االحكام العامة للوديعة .
الفقرة االولى :مفهوم الوديعة البنكية وهي " عقد بمقتضاه يسلم شخص شيئا منقوال الى شخص اخر يلتزم بحفظه ورده بعينه" كما
اعتبرها ا القانون رقم 103-12فقط ان االموال المتلقاة من الجمهور في شكل ودائع من بين العمليات التي تضطلع بها مؤسسات
االئتمان.
ورغم التشابه بين الوديعة البنكية والوديعة المدنية ,اال ان الفرق الجوهري يكمن في ان الوديعة البنكية تمنح العميل فوائد وارباح نظير
ايداعه لها لدى البنك .
الفقرة ثانية :ايداع السندات ,اصبح ايداع السندات من اهم العقود البنكية الى جانب ايداع النقود -1 .تعريف عقد ايداع السندات اكتفى
المشرع المغربي بذكر محل عقد ايداع السندات في المادة 511من م.التجارة بدل تعريفه ,ويتعلق االمر بالقيم المنقولة والسندات القابلة
للتداول ,في حين عرفه المشرع االماراتي في المادة 485من قانون المعامالت التجارية االتحادي ,والقانون الموحد االسترشادي لدول
مجلس التعاون الخليجي في المادة 272منه ,كما عرفه فريقين من الفقه ايضا كل حسب وجهة نظره.
8
-2انواع السندات القابلة االيداع -االسهم :تعتبر من اهم القيم المنقولة التي تصدرها شركات المساهمة و يتميز السهم بالقابلية
للتداول و تساوي القيمة و عدم قابليته للتجزئة - .شهادات االستثمار :تعتبر من القيم المنقولة التي يمكن لشركات المساهمة اصدارها
وتقوم على تجزيئ الحقوق المتفرعة عن السهم الى نوعين من الحقوق ,وبالتالي تقسيم السهم الى شهادتين ,الحقوق المالية وتمثلها شهادة
االستثمار و غير المالية وتمثلها شهادة حق التصويت -سندات القرض :هي اوراق مالية للتداول تصدرها شركة المساهمة وتطرحها
لالكتتاب العام للحصول على قرض طويل االجل في الغالب ,و هذه هي سندات القرض العادية ,وهناك ايضا سندات القرض القابلة
للتحويل الى اسهم التي تمتاز عن االولى بكونها تعطي لحامليها الحق في تحويل سنداتهم الى اسهم في كل وقت ,او في اجل او اجال
تحددها الشركة - .اوراق الخزينة :تصدرها االشخاص المعنوية ,و تمثل الحق في دين بفائدة لمدة محددة و تكون قابلة للتداول وفق
شروط القانون . 35-94
-3تكوين عقد االيداع :يتطلب توفر االركان الموضوعية المنصوص عليها في ق ل ع من رضا و اهلية و محل و سبب مشروعين
ة ,ففي شقه االجرائي ,يعد البنك مطبوعا باعتباره عقدا نموذجي ,وقائمة االوراق المالية التي يتم ايداعها لديه وتسليم ايصال مؤقت ثم
ايصال نهائي ,كما يعمل البنك على فتح حساب ايداع السندات ويقيد فيه عمليات الدخول والخروج ,ويتضمن الئحة القيم المنقولة التي
يملكها صاحب الحساب ,وعدد السندات المتعلقة بكل قيمة من القيم المالية ,ويلتزم البنك بتوجيه كشوفات حساب دورية ومنتظمة للزبون,
بعدها يسلم البنك للعميل توصيال مؤقتا ثم يستبدل بتوصيل نهائي يكون بمثابة وسيلة اثبات
المطلب الثاني :الحماية المقررة للمودعين
الفقرة االولى :التزامات البنك
اوال :التزام البنك بحفظ الوديعة -1 :حفظ الوديعة النقدية :حسب الفصل 781من ق ل ع ,فالبنك المودع لديه الوديعة النقدية يكون
ملتزما بحفظها وبالقيام بتحرياته عن الشخص المودع وذلك بمعرفة هويته ,النه يسال عند اخالله بهذا االلتزام ,وبالتالي يصبح مسؤوال
عن االخطار التي قد تلحق بعميله ,بناء على التزامه المفترض بالحرص والحذر المطلوبين من كل شخص مهني ,كما ان البنك يكون
مسؤوال عن هالك هذه المبالغ المالية ولو كان ذلك بسبب قوة قاهرة ,وال يطلب هذا االخير اجرا عن الوديعة النقدية ,اذ يكفيه ما يحقق من
ورائها من ارباح جراء استعمالها والتصرف فيها
-2حفظ وديعة السندات :يقع على عاتق البنك المحافظة على السندات ,اذ يسال عن هالكها او تلفها ,ما لم يثبت ان الهالك نشا عن قوة
قاهرة استعصى عليه توقعها ودفعها ولم يكن له اي دخل في حدوثها ,وبذلك يجب عليه حراستها والمحافظة عليها ماديا مع بذله في ذلك
عناية الرجل المعتاد ,كما ال يسوغ للبنك ان ينيب عنه غيره في حفظ وديعة السندات , ,ما لم يكن مضطرا الى ذلك بسبب ضرورة ملحة,
وبالتالي فان كل تقصير او مخالفة من طرف البنك ,تؤدي الى قيام المسؤولية التقصيرية في حقه ,عند تضرر صاحب المصلحة من ذلك .
ثانيا :التزام البنك برد الوديعة-1 :االلتزام برد الوديعة النقدية :تكون للمودع احقية استرجاع وديعته النقدية من لدن البنك المودع لديه
متى اراد ذلك او عند حلول االجل المتفق عليه ,وال يلتزم البنك برد ذات النقود الورقية او المعدنية التي تسلمها عند االيداع ,بل يلتزم برد
قدر مماثل لهذه النقود ,اما اذا حدث تغيير في العملة بين فترة االيداع والرد كان البنك ملزما برد قيمة ما تسلم بالعملة الجديدة ,كما يجوز
للمودع استرداد الوديعة بالعملة الوطنية وفقا لسعر الصرف السائد يوم االيداع ,وتجدر االشارة الى ان المنازعات بشان رد الوديعة النقدية
ترجع باألساس الى استخدام الشيك المزور من قبل الغير عند استردادها .,فالتوجه الحالي للقضاء فيسير نحو تشديد مسؤولية البنك لكونه
محترفا ,وهكذا تثار مسؤولية البنك في جميع الحاالت التي ال ينسب فيها خطا للزبون ,حال وفائه بشيك مزور ,كما ال يتحلل البنك من
االلتزام بالرد ولو في الحالة التي يفقد فيها النقود المودعة بسبب قوة قاهرة.
-2االلتزام برد وديعة السندات :يتم رد السندات مبدئيا بالمكان الذي حصل فيه ايداعها لدى البنك ,اذا لم يكن هناك اتفاق على مكان اخر,
اما اذا اودع العميل السندات باحدى الوكاالت البنكية وكان النظام الداخلي للبنك يقضي بتجميع السندات في المقر المركزي للبنك ,فان هذا
االخير ملزم برد السندات في نفس الوكالة التي تم فيها االيداع ,وكذلك االمر حين تحديد مكان اخر للوفاء من قبل طرفي العالقة ,فيجب
الرد في المكان المتفق عليه ,حيث يتحمل المودع مصاريف نقل الوديعة من مكان االيداع الى مكان الرد المتفق عليه ,اما موعد رد
السندات فيخضع الرادة المودع ,اذ بمجرد ما يطلب هذا االخير من البنك تنفيذ التزامه بالرد ,وجب على البنك االمتثال لطلب الزبون.,
وال يمكن ان ترد السندات المودعة لدى البنك اال للمودع نفسه او لالشخاص المعينين من طرفه اما في حالة وفاته وجب تطبيق مقتضيات
الفصل 800من ق ل ع ومفاده رد الوديعة عند موت المودع ,الى ورثته او لمن ينوب قانونا عنهم .اما اذا قام البنك برد السندات الى
شخص تقدم اليه بوصل االيداع ,من غير ان يتبع االجراءات االحترازية التي الزمه بها القانون ,فان مسؤوليته عن رد الوديعة تبقى قائمة
تجاه من له الحق فيها .
الفقرة الثانية :ضمانات حماية الودائع البنكية تم ايجاد عدة اليات لتحقيق ذلك وهي
اوال :الرقابة البنكية :تمارس الرقابة عن طريق هيئات تقريرية من قبيل بنك المغرب و وزير االقتصاد والمالية باالضافة الى
هيئات استشارية كالمجلس الوطني لالدخار و االئتمان و لجنة مؤسسات االئتمان و اللجنة التاديبية لمؤسسة االئتمان كل ذلك من اجل
التحقق من مدى التزامها بالمعايير و القوا عد االحترازية .ومن بين المؤشرات الواجب على البنك اخذها بعين االعتبار السيولة ,فضال
9
عن معدل المالءة الذي يعنى به مدى قدرة البنك على تمويل مختلف المشاريع ومنح االئتمان نجد معامل ,دون االعتماد كليا على ودائع
المودعين ,كما تعمل البنوك ايضا بقاعدة توزيع المخاطر وتعنى تنويع البنك لمقترضيه ولنوعية المشاريع الممولة ,وتلزم مؤسسات
االئتمان باحترام القواعد المحاسبية المفروضة على الشركات التجارية,
ثانيا :الصندوق الجماعي لضمان الودائع :فرض المشرع المغربي في المادة 129من القانون 103-12تعويض المودعين من طرف
الصندوق الجماعي لضمان الودائع ,في حالة عدم توفير ودائعهم وجميع االموال االخرى القابلة لالرجاع ,كما يجوز للصندوق ان يقدم
لمؤسسة االئتمان التي تكون في وضعية صعبة مساعدات قابلة لالرجاع وان يساهم في راس مالها ,ويتضح ان هذا الصندوق يجمع بين
وظيفتين اثنتين ,اولهن وقائية تتجلى في تقديم مساعدات مالية لكل مؤسسة ائتمان تواجه صعوبات ,واخرى عالجية ,تتمثل في منح
تعويضات الصحاب الودائع الموضوعة ببنك في طور التصفية.
-1تقديم مساعدات للبنوك في حالة صعوبة :سمح المشرع المغربي للصندوق الجماعي لضمان الودائع بمنح مساعدات قابلة لالرجاع
على وجه االحتياط و االستثناء لفائدة مؤسسات االئتمان التي يخشى ان تؤدي وضعيتها مستقبال الى عدم توفر الودائع و جميع االموال
االخرى القابلة لالرجاع شريطة ان تقدم تدابير تقويمية يقبلها بنك المغرب ,وعليه يجوز للبنوك اللجوء لهذا الصندوق لطلب الحصول
على المساعدا ت المالية لتجاوز الصعوبات التي تمر منها ,اما بشان مبلغ المساعدات فلم يحدد من طرف القانون وانما منحت لوزير
المالية سلطة تحديد المبلغ الممكن تقديمه للبنك الذي يمر بازمات ,وكذا كيفية تقديم هذه المساعدات وشروطها ,غير ان ما يعاب على هذه
الخاصية هو ترك امر تحديد حجم وطرق منح المساعدات ,لقرارات فردية تتجلى في شخص وزير المالية.
-2تعويض المودعين في حالة تصفية البنك :يتم تعويض المودعين في جميع الودائع واالموال القابلة لالرجاع التي تجمعها مؤسسة
االئتمان ,اما بخصوص التعويض الذي يستحقه المودع فقد حددته المادة 7من منشور والي بنك المغرب في 80.000درهم كحد اقصى,
و يعوض على هذا االساس - :كل شخص يتوفر على حسابات متعددة مهما كان عددها او طبيعتها او اجالها او العملة المعمورة بها _
اصحاب الحسابات المشتركة .ما بخصوص االستفادة من التعويض ,ففي حالة تصفية يجب على المودعين توجيه طلبات التعويض الى
المصفي ,مرفقة باخر كشف للحساب ,داخل اجل ستة اشهر من تاريخ التصفية ,و يحدد بالتالي قيمة التعويض المستحق للمودعين ,الذي
يصرفه لهم بناء على ترخيص من وزير المالية ,داخل اجل اثني عشر شهرا من تاريخ وضع البنك المودع لديه في حالة التصفية.
المبحث الثالث :عقد التحويل هو خدمة بنكية ترتكز اساسا على نقل النقود من حساب بنكي الى اخر ,يتم في شكل عملية انفرادية ,ومن
فوائد عمليات التحويل البنكي نقل الحقوق المالية من شخص الى اخر دون اللجوء الى استخدامها ,كما يطلق عليه احيانا النقود القيدية.
المطلب االول :ماهية عقد التحويل تعتبر عمليات التحويل البنكي لالموال من اهم وسائل التقدم العلمي التي افرزتها التطورات
الحديثة وقد اصبحت هذه العمليات المنافس االول لوسائل الوفاء التقليدية كالشيكات .
الفقرة االولى :مفهوم عقد التحويل اوال :تعريف عقد التحويل يعتبر التحويل البنكي خدمة بنكية ترتكز اساس على نقل النقود من
حساب بنكي الى حساب اخر ,يتم في صورته الغالبة في شكل عملية انفرادية ويمكن تعريفه بانه عملية مصرفية بمقتضاها يقيد البنك
مبلغا معينا في الجانب المدين لحساب عميل ويقيد ذات المبلغ في الجانب الدائن لحساب عميل اخر ,رغم وجود حاالت مستعصية كان
يكون الطرفان عميلين لبنكين مختلفين .وقد عملت البنوك على تسهيل عملية التحويل باجرائها الكترونيا بحيث يقوم العميل االمر بعملية
النقل من حساب الى اخر بشكل الكتروني دون حضوره بالمؤسسة البنكية و دون نقل مادي لالموال .ويالحظ ان مفهوم التحويل
االلكتروني لالموال يضم عنصرين اساسيين يتمثل االول في ضرورة استخدام الزبون الحدى الوسائل االلكترونية الحديثة لكي يصدر
امرا بالتحويل للبنك ,والثاني ان تكون الغاية من هذا االمر اجراء حركة في ذلك الحساب
الفقرة الثانية :اثار التحويل على مسؤولية البنك :للمؤسسة البنكية دور مهم في عملية التحويل البنكي ,وذلك لمسكها حساب االمر
والمستفيد او احدهما .ومنه فهي ملزمة بتوخي الحذر ,واال تعرضت للمساءلة .
اوال :مسؤولية البنك عن التاخير في تنفيذ التحويل :ال يمكن للبنك ان يرفض امرا بالتحويل صادر ممن له سلطة تشغيل الحساب ,اذا
كان رصيده كاف ,بل ينفذه بدون تاخير ليس له مبرر ,اما ان تاخر وسبب ذلك التاخير ضررا ,فتقع مسؤوليته هنا في التعويض ,ويسال
البنك الذي يمسك حساب االمر بالتحويل تجاه هذا االخير ,عن كل تاخير غير عاد في تنفيذ امره ,مسؤولية الوكيل الذي يجب عليه ان
يبذل عناية الشخص المتبصر حي الضمير ,كما تمتد مسؤوليته الى اخطاء البنوك التي تحل محله في اتمام عملية التحويل ,وقد حمل
المشرع ايضا بنك االمر مسؤولية االخطاء التي قد يرتكبها بنك المستفيد او البنك الثالث الذي قد يتدخل لتنفيذ عملية التحويل ,في حالة
عدم وجود عالقة بين بين بنك االمر وبنك المستفيد.
ثانيا :مسؤولية البنك عن الغلط في التحويل :اذا قام البنك عن غلط ,بتنفيذ تحويل بنكي ,دون تلقيه امرا بهذا الشان من صاحب الحساب
البنكي المنفد عليه التحويل ,فله ان يلغي العملية ,عن طريق اجراء قيد عكسي في الجانب الدائن للحساب المحول منه المبلغ الذي تم
خصمه منه خطا ,وان يقوم ايضا باجراء قيد عكسي اخر بهذا المبلغ في الجانب المدين لحساب المستفيد ,اما في الحالة التي يعمل فيها
البنك ,عن غلط ,على تنفيذ امر التحويل لفائدة شخص اخر غير المستفيد الحقيقي او بمبالغ تفوق تلك المحددة من طرف االمر ,فيسوغ
للبنك الذي يمسك حساب االمر ان يلغي التحويل كليا او في حدود المبلغ الزائد بحسب الحالة ,وان يرجع على المستفيد غير الحقيقي ,اذا
كان قد تصرف في المبلغ الذي تم تحويله اليه خطا وكذا على المستفيد الحقيقي اذا كان بدوره قد تصرف في المبلغ الزائد عن ذلك المحدد
بامر التحويل ,كما يمكن للبنك ان يسترد من المستفيد المبلغ الذي دفعه اليه ,تنفيذا المر شخص لم يكن في حسابه رصيد كاف لتنفيذ هذا
االمر ,متى اثبت البنك غلطه في تنفيذ االمر على هذا النحو .
10
ثالثا :مسؤولية البنك عن تنفيذ امر تحويل مزور :في حالة تنفيذ البنك امر تحويل مزور ,تحمل نتيجة هذا التنفيذ اما هو واما عميله,
ايهما ثبت في جانبه الخطا الذي ادى الى هذا التنفيذ ,ويكشف القضاء الخطا في جانب البنك بسبب عدم فحصه مثال توقيع االمر فحصا
جيدا ,وقد ياتي خطا العميل في صورة تسليمه دفتر االوامر ,بعد ان يوقعها على بياض ,الى احد موظفيه الذي يخون االمانة ويسيء
استخدامه .
الفقرة الثانية :مدلول البنوك التشاركية )االسالمية (
اوال :تعريف البنوك التشاركية عوض المشرع المغربي مصطلح البنوك االسالمية بعبارة البنوك التشاركية ,بضغط من لوبيات البنوك
التقليدية ,ذلك ان اطالق وصف االسالمية يوحي بصفة مباشرة الى عدم تطابق المنتجات البنكية التقليدية مع الشريعة االسالمية ،ومن
زاوية اخرى قد يكون تجنب نعت مصطلح االسالمية ايجابيا من باب تفادي اي مغالطة يمكن ان تسيئ بالدين االسالمي ,نتيجة انحراف
في الممارسة او فشل في التطبيق بسبب سوء التدبير وضعف التخطيط والتاطير ,ويمكن القول ان البنك االسالمي يتوافق واحكام الشريعة
االسالمية في جميع المعامالت التي يقدمها لزبنائه ,سواء كانت في شكل ودائع او حسابات بنكية ,كما وضع المشرع تعريفا شامال لهذا
النوع من البنوك بمقتضى المادة 54من القانون رقم 103.12حيث حدد البنوك التشاركية في تلك االشخاص االعتبارية الخاضعة
الحكام القسم الثالث من القانون السالف الذكر ,والتي تزاول االنشطة المشار اليها في المادتين 56و 58من نفس القسم ,بمعنى تلقي
الودائع االستثمارية من الجمهور وتوفير المنتوجات البنكية من قبيل القروض .وتباشر هذه البنوك العمليات التجارية والمالية
واالستثمارية بصفة اعتيادية ,مع مراعاة مطابقة هذه المعايير المحددة سلفا من طرف المجلس العلمي االعلى ,كما منعها المشرع من ان
تكون معامالتها محل دفع او تحصيل فائدة ربوية .
ثانيا :خصائص البنوك التشاركية تمتاز البنوك التشاركية بمجموعة من الخصائص تميزها عن باقي البنوك التقليدية بسبب استنادها
الى المعامالت التي يزخر بها الفقه االسالمي :أ -السمة العقائدية :تخضع هذه الفئة من البنوك لمبادئ و قيم اسالمية ب -استبعاد التعامل
بالفائدة :يعتبر التعامل بالفائدة من االعمال المحرمة شرعا ,وبالتالي تم استبدال الفائدة الربوية بالمشاركة .ج -التعامل بقاعدة الغنم بالغرم
:يكون العميل مستعدا لتحمل الربح او الخسارة على حد سواء بحسب نسبة مشاركته.
د -تبني قاعدة الخراج بالضمان :يطلق على العمولة او االجر الذي يحصل عليه البنك مقابل ضمانه الودائع التي يتقدم بها العمالء.
المطلب الثاني :التمييز بين البنوك التشاركية والبنوك التقليدية :
أ-اختالفات على مستوى مبادئ العمل :
-1فيما يتعلق بالفائدة :في البنوك التقليدية يكون االداء مسموح للفوائد الدائنة والمدينة ,اما بالتشاركية فال تقبل القروض المؤدية الى الربا
-2فيما يتعلق باقتسام المخاطر :في بالتقليدية توجد عمليات القروض والسلفات التقليدية ,في بالتشاركية ال يمكن اعتبار المال كسلعة .تدخل
على اساس المساهمة في مشاريع او عمليات البيع او االيجار.
-3فيما يتعلق باالنتاجية والمالءة :بالتقليدية تركز على مالءة للمقترض ,وعلى اجل تسديد االموال المقرضة والفوائد ,بالتشاركية تركز
على االنتاجية واستمرارية المشاريع
-4.فيما يتعلق بالخطر المعنوي :بالتقليدية تمول جميع انواع المشاريع في جميع القطاعات المشروعة ,بالتشاركية تركز على االثار
االخالقية لألنشطة الممولة ومنع بعض القطاعات .
ب-اختالفات على مستوى تدبير العمليات البنكية :
-1على مستوى تدبير الحساب الجاري :بالتقليدية ,انتاج الفوائد عند منح البنك التقليدي قرضا ,وتحوله الى الحساب الجاري للعميل.
بالتشاركية ,عندما يطلب الزبون قرضا من البنك االسالمي لشراء عقار ما ,فان الحساب الجاري للزبون ال يتلقى المال ,الن البنك يدفع
المال الى المتعهد لشراء العقار ,وهذا االخير يعيد بيعه الى الزبون وفق اجل محدد وبالتالي فارباح البنك تتكون من الهامش على بيع
العقار.
-2على مستوى تدبير حساب االستثمار او حساب االرباح االستثمارية المشتركة :في ب .التقليدية غير مطبقة ,اما بالتشاركية االموال
المودعة في حساب االستثمار يديرها البنك مقابل اداء تكاليف التدبير ,التي يمكن ان تكون اما ارباحا او خسائر .وال تكون ألصحاب
الودائع سلطة على تدبير حساباتهم ,وتتراوح مدة الودائع بين 1شهر و 5سنوات ,واذا انسحب صاحب الحساب قبل نهاية المدة فانه يقتسم
الخسائر ال االرباح التي يولدها ايداع االموال كما ال تكون هناك ضمانات تخص الرسمال وال نسبة الفائدة .
المبحث الثاني :قواعد البنوك التشاركية سنتطرق الى مجال تطبيق هذه البنوك ثم الى مراقبة معامالتها
المطلب االول :مجال تطبيق البنوك التشاركية بين المشرع مجال تطبيق البنوك التشاركية و وضح من خاللها المؤسسات و الخدمات
الفقرة االولى :المؤسسات المعنية بخدمات البنوك التشاركية بين المشرع مجال تطبيق البنوك التشاركية و وضح المؤسسات والخدمات
اوال :البنوك التشاركية المعتمدة :يجب ان يكون البنك التشاركي معتمدا سلفا من قبل والي بنك المغرب ,الذي يتولى دراسة طلب
االعتماد والتاكد من مدى احترام طالب االعتماد لمقتضيات القانون وذلك بعد استطالع راي لجنة مؤسسة االئتمان .
ثانيا :البنوك التقليدية المسموح لها بممارسة عمليات معينة :سمح المشرع للبنوك التقليدية بمزاولة العمليات المتعلقة بالبنوك
التشاركية شريطة اعتمادها من طرف والي بنك المغرب بعد استطالع راي لجنة مؤسسة االئتمان .
ثالثا :شركات التمويل :خول لها المشرع امكانية مزاولة بعض العمليات المتعلقة بالبنوك التشاركية ,غير انه لم يترك المجال مفتوحا
لمزاولة كل هذه العمليات ,بخالف ما نص عليه بالنسبة للبنوك التشاركية التي سمح لها بممارسة كل هذه العمليات .
11
رابعا :مؤسسات االداء وجمعيات السلفات الصغيرة والبنوك الحرة :سمح لها المشرع بممارسة بعض العمليات شريطة اعتمادها من
طرف والي بنك المغرب بعد استطالع راي لجنة مؤسس االئتمان .
خامسا :صندوقي الضمان المركزي وااليداع والتدبير :اجاز لها المشرع مزاولة عمليات البنوك التشاركية شريطة حصولها على اذن
مسبق من طرف والي بنك المغرب .
12