You are on page 1of 30

‫الفصل الثالث‬

‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي المباشر‬


‫(دراسة حالة الجزائر خالل الفترة ‪)2015-2008‬‬

‫إّن السياسة المالية ألّي دولة ما هي إّال البرنامج الذي تخططه تلك الدولة وتنفذه مستخدمة فيه‬
‫مصادرها اإليرادية وبرامجها اإلنفاقية إلحداث آثار مرغوبة وتجنب أثار غير مرغوبة على كافة‬
‫متغّيرات النشاط االقتصادي واالجتماعي والسياسي وذلك لتحقيق أهداف المجتمع(عمالة كاملة‪،‬‬
‫استقرار ونمو اقتصادي‪ ،‬توازن في ميزان المدفوعات‪ ،‬التوازن االقتصادي العام‪ ،‬تقليص الفجوة في‬
‫الدخول بين أفراد المجتمع‪....‬الخ)‪.‬‬
‫وتع‪ّB‬د الموازن‪BB‬ة العام‪BB‬ة ألّي دول‪BB‬ة في الع‪BB‬الم بص‪BB‬فة عام‪BB‬ة هي المعّب ر الص‪BB‬ادق عن أه‪BB‬داف تل‪BB‬ك‬
‫السياسة وكذلك الوسيلة الرئيسية لتحقيق رقابة السلطة التشريعية على أداء الس‪BB‬لطة التنفيذي‪BB‬ة لوظائفه‪BB‬ا‬
‫وتنظيمها لموارد الدولة وضمان حسن استخدامها‪ ،‬ويتفق ذلك مع وضع الموازن‪B‬ة للدول‪B‬ة في الجزائ‪B‬ر‬
‫تماما إذ أنه‪B‬ا البرن‪B‬امج الم‪B‬الي للخط‪B‬ة عن س‪B‬نة مالي‪B‬ة مقبل‪B‬ة والمص‪BB‬مم لتحقي‪B‬ق أه‪B‬داف مح‪ّB‬د دة وذل‪B‬ك في‬
‫إطار الخطة العامة للتنمية االقتصادية واالجتماعية طبقا للسياسة العامة للدولة‪ ،‬وقد عكست الموازن‪BB‬ة‬
‫العام ‪BB‬ة للدول ‪BB‬ة خالل الف ‪BB‬ترة مح ‪BB‬ل الدراس ‪BB‬ة العدي ‪BB‬د من األه ‪BB‬داف ال ‪BB‬ذي اختل ‪BB‬ف البعض منه ‪BB‬ا من س ‪BB‬نة‬
‫ألخ ‪BB‬رى وظ ‪BB‬ل البعض األخ ‪BB‬ر كم ‪BB‬ا ه ‪BB‬و دون تغي ‪BB‬ير‪ ،‬وذل ‪BB‬ك وفق ‪BB‬ا للظ ‪BB‬روف ال ‪BB‬تي يم ‪BB‬ر به ‪BB‬ا االقتص ‪BB‬اد‬
‫الجزائ‪BB B B‬ري خالل تل‪BB B B‬ك المرحل‪BB B B‬ة‪ .‬كم‪BB B B‬ا ت‪BB B B‬زامنت تل‪BB B B‬ك اإلص‪BB B B‬الحات بإص‪BB B B‬دار ترس‪BB B B‬انة من الق‪BB B B‬وانين‬
‫والتش‪BB B‬ريعات ك‪BB B‬ان لالس‪BB B‬تثمار ح‪BB B‬ظ واف‪BB B‬ر خاص‪BB B‬ة م‪BB B‬ا تعل‪BB B‬ق منه‪BB B‬ا باالنفت‪BB B‬اح على االس‪BB B‬تثمار األجن‪BB B‬بي‬
‫المباش ‪BB‬ر‪،‬وك ‪BB‬ذا تدعيم ‪BB‬ه بالض ‪BB‬مانات واالمتي ‪BB‬ازات وال ‪BB‬تي في مجمله ‪BB‬ا تس ‪BB‬عى نح ‪BB‬و توف ‪BB‬ير بيئ ‪BB‬ة مس ‪BB‬اعدة‬
‫ومحفزة على االستثمار ‪،‬كما عبرة هذه الق‪B‬وانين عن اقتن‪BB‬اع الجزائ‪BB‬ر بض‪BB‬رورة إن االس‪BB‬تثمار األجن‪BB‬بي‬
‫المباشر يعد مصدر هام لتمويل التنمية‪.‬‬
‫كم‪BB‬ا أّن ف‪BB‬ترة الدراس‪BB‬ة ع‪BB‬رفت ع‪BB‬دة إج‪BB‬راءات تص‪BB‬حيحية في السياس‪BB‬ة االقتص‪BB‬ادية بص‪BB‬فة عام‪BB‬ة‬
‫والسياس ‪BB‬ة المالي ‪BB‬ة بص ‪BB‬فة خاص ‪BB‬ة إم ‪BB‬ا به ‪BB‬دف تص ‪BB‬حيح االختالالت ال ‪BB‬تي اش ‪BB‬تدت خطورته ‪BB‬ا ابت ‪BB‬داء من‬
‫منتص‪BB B‬ف الثمانين‪BB B‬ات مم‪BB B‬ا جع‪BB B‬ل السياس‪BB B‬ة المالي‪BB B‬ة تحظى بج‪BB B‬انب من االهتم‪BB B‬ام من ص‪BB B‬انعي الق‪BB B‬رار‪،‬‬
‫والسياسة المالية هي أساسا إما سياس‪BB‬ة إنفاقي‪BB‬ة أو سياس‪BB‬ة ض‪BB‬ريبية أو م‪BB‬زج من السياس‪BB‬تين مع‪BB‬ا ‪ ،‬حيث‬
‫أّن السياستين تستهدفان أهدافا واحدة ‪.‬‬
‫وله‪BB‬ذا نح‪BB‬اول في ه‪BB‬ذا الفص‪BB‬ل التع‪BB‬رض إلى التط‪ّB‬و رات ال‪BB‬تي عرفته‪BB‬ا السياس‪BB‬ة المالي‪BB‬ة في ظ‪BB‬ل‬
‫اإلصالحات الهيكلية التي انتهجتها الجزائر‪ ،‬وهنا يظل السؤال مش‪BB‬روعا م‪BB‬ا موق‪BB‬ع االس‪BB‬تثمار األجن‪BB‬بي‬
‫من هذه اإلصالحات في استقطابه ؟‬
‫وفي محاولة لإلجابة على السؤال نقسم هذا الفصل إلى المباحث الموالية‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أداء مؤشرات السياسة المالية في الجزائر‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مساهمة ودور السياسة المالية في جذب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أداء مؤشرات السياسة المالية في الجزائر‬
‫‪ -01‬السياسة اإلنفاقية العامة في الجزائر‬
‫تعت‪BB‬بر النفق‪BB‬ات العام‪BB‬ة إح‪BB‬دى أدوات السياس‪BB‬ة المالي‪BB‬ة ال‪BB‬تي تق‪BB‬وم الس‪BB‬لطات المالي‪BB‬ة بتنفي‪BB‬ذها من‬
‫خالل الموازن ‪BB‬ة العام ‪BB‬ة للدول ‪BB‬ة لتحقي ‪BB‬ق األه ‪BB‬داف االقتص ‪BB‬ادية واالجتماعي ‪BB‬ة ال ‪BB‬تي ي ‪BB‬رمي المجتم ‪BB‬ع إلى‬
‫تحقيقها خالل فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫س‪BB‬نحاول هن‪BB‬ا تس‪BB‬ليط الض‪BB‬وء على السياس‪BB‬ة اإلنفاقي‪BB‬ة ومعرف‪BB‬ة إس‪BB‬هامها في التنمي‪BB‬ة االقتص‪BB‬ادية‬
‫وكذلك معرفة مظاهر الفشل ليتأتى وضع سبل العالج المناسبة‪.‬‬
‫‪ -01 -01‬تعريف النفقات العامة وتصنيفها في الجزائر‬
‫تقس‪BB‬م النفق‪BB‬ات العام‪BB‬ة في ميزاني‪BB‬ة الجزائ‪BB‬ر إلى قس‪BB‬مين‪ :‬نفق‪BB‬ات التس‪BB‬يير‪ ،‬نفق‪BB‬ات التجه‪BB‬يز‪ ،‬وه‪BB‬ذا‬
‫طبقا للتفرقة بين طبيع‪B‬ة النفق‪B‬ات حيث تجم‪B‬ع النفق‪B‬ات المتش‪B‬ابهة والمتجانس‪B‬ة من حيث طبيعته‪B‬ا وال‪B‬دور‬
‫الذي تقوم به واألثر الذي يحدثه واألهداف ال‪BB‬تي تس‪BB‬عى إلى تحقيقه‪BB‬ا الدول‪BB‬ة حس‪BB‬ب ك‪BB‬ل ن‪BB‬وع من أن‪BB‬واع‬
‫النفقات‪.‬‬
‫‪ 01-01-01‬نفقات التسيير‬
‫‪ -‬تعريف نفقات التسيير‬
‫هي تل ‪BB‬ك النفق ‪BB‬ات ال ‪BB‬تي تخص ‪BB‬ص للنش ‪BB‬اط الع ‪BB‬ادي والط ‪BB‬بيعي للدول ‪BB‬ة‪ ،‬وال ‪BB‬تي تس ‪BB‬مح بتس ‪BB‬يير‬
‫نشاطات الدولة والتطبيق الالئق للمهمات الجارية‪ ،‬وبصفة عامة هي تلك النفقات‬
‫ال ‪BB‬تي ت ‪BB‬دفع من أج ‪BB‬ل المص ‪BB‬الح العمومي ‪BB‬ة واإلداري ‪BB‬ة‪ ،‬أي أّن مهمته ‪BB‬ا تض ‪BB‬من اس ‪BB‬تمرارية س ‪BB‬ير مص ‪BB‬الح‬
‫الدولة من الناحية اإلدارية‪ ،‬حيث أّن نفقات التسيير تشمل على نفقات المستخدمين ونفقات المعدات‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم نفقات التسيير‬
‫حسب المادة ‪ 24‬من قانون ‪ 17-84‬تنقسم نفقات التسيير إلى أربعة أبواب هي‪:2‬‬
‫أ‪ -‬أعب ‪66‬اء ال ‪66‬دين العم ‪66‬ومي والنفق ‪66‬ات المحس ‪66‬ومة من اإلي ‪66‬رادات‪ :‬يش‪BB B‬مل ه‪BB B‬ذا الب‪BB B‬اب على االعتم‪BB B‬اد‬
‫الض ‪BB‬روري للتكف‪BB‬ل بأعب‪BB‬اء ال‪BB‬دين العم‪BB‬ومي باإلض ‪BB‬افة إلى األعب‪BB‬اء المختلف‪BB‬ة المحس‪BB‬ومة من اإلي‪BB‬رادات‬
‫ويشمل هذا النوع خمسة أجزاء هي‪:‬‬
‫دين قابل لالستهالك( اقتراض الدولة)‬ ‫‪‬‬
‫لدين الداخلي‪ -‬ديون عائمة(فوائد سندات الخزينة)‬ ‫‪‬‬
‫الدين الخارجي‬ ‫‪‬‬
‫ضمانات( من أجل القروض و التسبيقات المبرمة من طرف الجماعات والمؤسسات العمومية)‬ ‫‪‬‬

‫‪- 1‬دروسي مسعود ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪( 351-347‬بتصرف)‬


‫‪ - 2‬أنظر قانون ‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 07/07/1984‬المتعلق بقوانين المالية‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪ ‬نفقات محسومة من اإليرادات( تعويض على منتوجات مختلفة)‪.‬‬

‫ب‪ -‬تخصيص‪66‬ات الس‪66‬لطة العمومي‪66‬ة‪ :‬تمث ‪BB‬ل نفق ‪BB‬ات تس ‪BB‬يير المؤسس ‪BB‬ات العمومي ‪BB‬ة السياس ‪BB‬ية وغيره ‪BB‬ا‪،‬‬
‫المجلس الش‪BB B B‬عبي الوط‪BB B B‬ني‪ ،‬مجلس األم‪BB B B‬ة‪ ،‬المجلس الدس‪BB B B‬توري‪...‬الخ‪ ،‬وه‪BB B B‬ذه النفق ‪BB B‬ات مش‪BB B B‬تركة بين‬
‫الوزارات‪.‬‬
‫ج‪ -‬النفقات الخاصة بوسائل المص‪6‬الح‪ :‬وتش‪BB‬مل ك‪BB‬ل االعتم‪BB‬ادات ال‪BB‬تي ت‪BB‬وفر لجمي‪BB‬ع المص‪BB‬الح وس‪BB‬ائل‬
‫التسيير المتعلقة بالموظفين والمعّد ات ويضم ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬المستخدمين‪ -‬مرتبات العمل‬
‫‪ ‬المستخدمين‪ -‬المنح والمعاشات‬
‫‪ ‬المستخدمين‪ -‬النفقات االجتماعية‬
‫‪ ‬معّد ات تسيير المصالح‬
‫‪ ‬أشغال الصيانة‬
‫‪ ‬إعانات التسيير‬
‫‪ ‬نفقات مختلفة‪.‬‬
‫د‪ -‬الت‪666‬دخالت العمومي‪666‬ة‪ :‬تتعل ‪BB B‬ق بنفق ‪BB B‬ات التحوي ‪BB B‬ل ال ‪BB B‬تي هي ب ‪BB B‬دورها تقس ‪BB B‬م بين مختل ‪BB B‬ف أص ‪BB B‬ناف‬
‫التح ‪BB‬ويالت حس ‪BB‬ب األه ‪BB‬داف المختلف ‪BB‬ة لعملياته ‪BB‬ا كالنش ‪BB‬اط الثق ‪BB‬افي‪ ،‬االجتم ‪BB‬اعي واالقتص ‪BB‬ادي وعملي ‪BB‬ات‬
‫التضامن وتضم‪:‬‬
‫‪ ‬التدخالت العمومية واإلدارية( إعانات للجماعات المحلية)‬
‫‪ ‬النشاط الدولي( مساهمات في الهيئات الدولية)‬
‫‪ ‬النشاط الثقافي والتربوي( منح دراسية)‬
‫‪ ‬النشاط االقتصادي(إعانات اقتصادية)‪.‬‬
‫‪ ‬إسهامات اقتصادية(إعانات للمصالح العمومية واالقتصادية)‬
‫‪ ‬النشاط االجتماعي( المساعدات والتضامن)‬
‫‪ ‬إسهامات اجتماعية( مساهمة الدولة في مختلف صناديق المعاشات‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -01-01-02‬نفقات التجهيز‬
‫‪ -‬تعريفه‪66‬ا تمث ‪BB‬ل تل ‪BB‬ك النفق ‪BB‬ات ال ‪BB‬تي له ‪BB‬ا ط ‪BB‬ابع االس ‪BB‬تثمار ال ‪BB‬ذي يتول ‪BB‬د عن ‪BB‬ه ازدي ‪BB‬اد الن ‪BB‬اتج الوط ‪BB‬ني‬
‫اإلجم ‪BB‬الي ‪ PNB‬وبالت ‪BB‬الي ازدي ‪BB‬اد ث ‪BB‬روة البالد ويطل ‪BB‬ق على نفق ‪BB‬ات التجه ‪BB‬يز اس ‪BB‬م ميزاني ‪BB‬ة التجه ‪BB‬يز أو‬
‫ميزاني‪BB‬ة االس‪BB‬تثمار وتك‪BB‬ون ه‪BB‬ذه النفق‪BB‬ات من االس‪BB‬تثمارات الهيكلي‪BB‬ة االقتص‪BB‬ادية االجتماعي‪BB‬ة واإلداري‪BB‬ة‪،‬‬
‫وال‪BB‬تي تعت‪BB‬بر مباش‪BB‬رة باس‪BB‬تثمارات منتج‪BB‬ة ويض‪BB‬يف له‪BB‬ذه االس‪BB‬تثمارات إعان‪BB‬ات التجه‪BB‬يز المقدم‪BB‬ة لبعض‬
‫المؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫وبص ‪BB‬فة عام ‪BB‬ة تخص ‪BB‬ص نفق ‪BB‬ات التجه ‪BB‬يز للقطاع ‪BB‬ات االقتص ‪BB‬ادية للدول ‪BB‬ة( القط ‪BB‬اع الص ‪BB‬ناعي‪،‬‬
‫الفالحي‪....‬الخ) من أجل تجهيزها بوسائل للوصول إلى تحقيق تنمية شاملة في الوطن‪.‬‬
‫إّن نفقات االستثمار تمثل المخطط الوطني السنوي الذي يتم إعداده في قانون كوس‪B‬يلة تنفيذي‪B‬ة‬
‫لميزاني‪BB‬ة ال‪BB‬برامج االقتص‪BB‬ادية‪ ،‬حيث أّن ه‪BB‬ذه النفق‪BB‬ات ت‪BB‬وزع على ش‪BB‬كل مش‪BB‬اريع اقتص‪BB‬ادية ت‪BB‬وزع على‬
‫كافة القطاعات‪.‬‬
‫إّن تموي ‪BB‬ل نفق ‪BB‬ات التجه ‪BB‬يز يتم من قب ‪BB‬ل الخزين ‪BB‬ة العمومي ‪BB‬ة للدول ‪BB‬ة بنفق ‪BB‬ات نهائي ‪BB‬ة كم ‪BB‬ا ق ‪BB‬د يتم‬
‫تمويلها بنفقات مؤقتة في شكل قروض و تسبيقات الخزينة أو من البنك أي خالل رخص التمويل‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم نفقات التجهيز‬
‫يتم تقسيم نفقات التجهيز حسب المخطط اإلنمائي السنوي وتظهر في الج‪B‬دول‪ -‬ج‪ -‬الملح‪B‬ق‬
‫بق‪BB‬انون المالي ‪BB‬ة حس ‪BB‬ب القطاع‪BB‬ات وحس ‪BB‬ب الم ‪BB‬ادة ‪ 35‬من ق ‪BB‬انون ‪ 17-84‬ت ‪BB‬وزع نفق‪BB‬ات التجه ‪BB‬يز على‬
‫ثالث‪BB B‬ة أب‪BB B‬واب‪ :‬اس‪BB B‬تثمارات منف‪BB B‬ذة من ط‪BB B‬رف الحكوم‪BB B‬ة‪ ،‬دعم اس‪BB B‬تثماري‪ ،‬نفق‪BB B‬ات رأس‪BB B‬مالية أخ‪BB B‬رى‪،‬‬
‫والتص‪BB‬نيف ال‪BB‬ذي تعتم‪BB‬د علي‪BB‬ه التص‪BB‬نيف ال‪BB‬وظيفي ال‪BB‬ذي يس‪BB‬مح له‪BB‬ا بإعط‪BB‬اء وض‪BB‬وحا أك‪BB‬ثر ت‪BB‬أثير لنش‪BB‬اط‬
‫الدولة االستثماري وعليه تدون نفقات التجهيز وفق ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العناوين‪ :‬تقسم نفقات التجهيز إلى ثالثة عناوين(أبواب) وهي‪:‬‬
‫‪ ‬االستثمارات التي تنفذ من طرف الدولة وتتمثل في النفقات التي تستند إما إلى أمالك الدولة أو‬
‫إلى المنظمات العمومية‬
‫‪ ‬إعانات االستثمار الممنوحة من قبل الدولة‬
‫‪ ‬النفقات األخرى برأسمال‪.‬‬
‫ب‪ -‬القطاع‪66 6‬ات‪ :‬تجم‪BB B B‬ع نفق‪BB B B‬ات التجه‪BB B B‬يز في عن‪BB B B‬اوين حس‪BB B B‬ب القطاع‪BB B B‬ات( عش‪BB B B‬رة قطاع‪BB B B‬ات) هي‪:‬‬
‫المحروق‪BBB‬ات‪ ،‬الص‪BBB‬ناعة التحويلي ‪BB‬ة‪ ،‬الطاق‪BBB‬ة والمن ‪BB‬اجم‪ ،‬الفالح ‪BB‬ة وال ‪BB‬ري‪ ،‬الخ ‪BB‬دمات المنتج ‪BB‬ة‪ ،‬المنش ‪BB‬آت‬
‫األساس‪BB‬ية االقتص‪BB‬ادية واإلداري‪BB‬ة‪ ،‬التربي‪BB‬ة والتك‪BB‬وين‪ ،‬المنش‪BB‬آت األساس‪BB‬ية االجتماعي‪BB‬ة والثقافي‪BB‬ة‪ ،‬المب‪BB‬اني‬
‫ووس ‪BB‬ائل التجه ‪BB‬يز‪ ،‬المخطط ‪BB‬ات البلدي ‪BB‬ة للتنمي ‪BB‬ة م ‪BB‬ع اإلش ‪BB‬ارة إلى أّن القط ‪BB‬اع ق ‪BB‬د يض ‪BB‬م ع ‪BB‬دد معين من‬
‫الوزارات‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفصول والموارد‪ :‬تقس‪BB‬م القطاع‪BB‬ات إلى قطاع‪BB‬ات فرعي‪BB‬ة وفص‪BB‬ول وم‪BB‬واد حيث نتص‪BB‬ور بطريق‪BB‬ة‬
‫أك‪BB‬ثر وض‪BB‬وح ودق‪BB‬ة وذل‪BB‬ك حس‪BB‬ب مختل‪BB‬ف النش‪BB‬اطات االقتص‪BB‬ادية ال‪BB‬تي تمث‪BB‬ل ه‪BB‬دف برن‪BB‬امج االس‪BB‬تثمار‪،‬‬
‫حيث أّن ك‪BB‬ل عملي‪BB‬ة تك‪BB‬ون مركب‪BB‬ة من قط‪BB‬اع‪ ،‬وقط‪BB‬اع ف‪BB‬رعي‪ ،‬وفص‪BB‬ل وم‪BB‬ادة‪ .‬ك‪BB‬أن نق‪BB‬ول مثال العملي‪BB‬ة‬
‫رقم‪ 2423‬فهي تشمل على‪:‬‬
‫‪ ‬القطاع ‪................................ 2‬الصناعات التحويلية‬
‫‪ ‬القطاع الفرعي ‪......................24‬التجهيزات‬
‫‪ ‬الفصل ‪.............................242‬الصلب‬

‫‪41‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪ ‬المادة‪............................. 2423‬التحويالت األولية للمواد‪.‬‬

‫‪ -01-02‬تطور اإلنفاق العام للموازنة‬


‫وفي ظل ذلك اإلط‪B‬ار تم‪B‬يزت السياس‪B‬ة اإلنفاقي‪B‬ة في الجزائ‪B‬ر خالل الف‪B‬ترة مح‪B‬ل الدراس‪B‬ة بنم‪B‬و‬
‫اإلنف‪BB‬اق الع‪BB‬ام وارتف‪BB‬اع معّد الت‪BB‬ه س‪BB‬واء نفق‪BB‬ات التس‪BB‬يير من‪BB‬ه أو نفق‪BB‬ات التجه‪BB‬يز‪ ،‬وه‪BB‬و م‪BB‬ا يمكن أن نطل‪BB‬ق‬
‫عليه ‪BB‬ا‪ -‬بالسياس ‪BB‬ة اإلنفاقي ‪BB‬ة التوس ‪BB‬عية‪ ،-‬ويرتب ‪BB‬ط نم ‪BB‬و اإلنف ‪BB‬اق الع ‪BB‬ام وتص ‪BB‬اعد معّد الت ‪BB‬ه ارتباط ‪BB‬ا وثيق ‪BB‬ا‬
‫ب ‪BB‬التطّو رات االقتص ‪BB‬ادية واالجتماعي ‪BB‬ة والسياس ‪BB‬ية ال ‪BB‬تي ش ‪BB‬هدتها الجزائ ‪BB‬ر خالل تل ‪BB‬ك الف ‪BB‬ترة‪ ،‬وبالتوس ‪BB‬ع‬
‫الظ ‪BB‬اهر في الخ ‪BB‬دمات االجتماعي ‪BB‬ة والتعليمي ‪BB‬ة والص ‪BB‬حية‪...‬الخ‪ ،‬باإلض ‪BB‬افة إلى النفق ‪BB‬ات العس ‪BB‬كرية إلى‬
‫ج ‪BB‬انب التوس ‪BB‬ع في اإلنف ‪BB‬اق االس ‪BB‬تثماري لتموي ‪BB‬ل المش ‪BB‬اريع االقتص ‪BB‬ادية ذات المنفع ‪BB‬ة العام ‪BB‬ة( مش ‪BB‬اريع‬
‫خطط التنمية)‪.‬‬
‫الجدول رقم(‪ )01‬يوضح‪ :‬تطور حجم النفقات العامة ومعدل نموها‬
‫الوحدة‪:‬ماليير الدينارات‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬
‫‪5 166.2 6 980.2 6 024.1 7 058.1 5 853.6 4 466.9 4 264.3 4 191.0‬‬ ‫النفقات العامـــــة‬
‫‪35-‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪17-‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معدل النمو ‪%‬‬

‫‪ -‬المصدر ‪ /‬من إعداد الطالبين اعتمادا على إحصائيات المديرية العامة للخزينة ‪-‬التقرير السنوي لبنك‬
‫الجزائر‪ 2013 ،‬و‪ 2014‬للتطور االقتصادي والنقدي في الجزائر‬

‫حيث ارتفعت النفقات الكلية للميزانية بنسبة ‪%76‬خالل الفترة ‪2011-2003‬ووصلت إلى‬
‫‪ 7058.1‬مليار دينار في ‪ 2012‬مقابل ‪1690.2‬مليار دينار في ‪ .2003‬وفي نفس الفترة ارتفعت‬
‫النفقات الجارية ب‪ %49‬ونفقات التجهيز بـ ‪ .%150.3‬أما الفترة التي هي قيد الدراسة ‪-2008‬‬
‫‪ 2015‬فقد شهدت ارتفاع بنسبة ضعيفة ‪ %19‬بسب انخفاض أسعار البترول المعبر عنها بالدوالر‬
‫بحوالي ‪ %50‬في السداسي الثاني من ‪2014‬في الوقت التي عرفت فيه قيمة الدوالر ارتفاعا معتبرا‬
‫مقابل األورو والعمالت األخرى واستمر هدا االنخفاض إلى غاية السداسي الثاني من سنة ‪2015‬‬
‫بلغت نفقات الميزانية الكلية في ‪2014‬مستوى‪ 6980.2‬مليار دينار مقابل سنة ‪ 2013‬ب‪6024.2‬‬
‫م دينار أي ارتفاع قدره‪ % 14‬مقابل انخفاض ب ‪ %17‬في سنة ‪2013‬‬
‫أما نفقات التجهيز بقية مستقرة في االتجاه بين ‪ 2008‬و‪ 2011‬كانت قد ارتفعت لتبلغ‬
‫‪2275.5‬ملياردينار في ‪2012‬ثم انخفضت إلى ‪ 1892.6‬مليار دينار في‪ 2013‬وفي سنة ‪2014‬‬
‫سجلت أكبر ارتفاع لها مند سنة ‪2000‬ب‪ 601.3‬مليار دينار نتج أساسا عن االرتفاع في نفقات‬

‫‪42‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫قطاع الطاقة والمناجم والسكن والنفقات المختلفة أي نفقات البنية التحتية االقتصادية واإلدارية‪ .‬ثم‬
‫انخفضت سنة‪ 2015‬بسبب سياسة التقشف كإجراء احترازي لمواجهة انخفاض المداخل‪.‬‬
‫إن الميزاني‪BB‬ة المخصص‪BB‬ة إلنع‪BB‬اش النش‪BB‬اط االقتص‪BB‬ادي من خالل مختل‪BB‬ف ب‪BB‬رامج النفق‪BB‬ات العمومي‪BB‬ة ق‪BB‬د‬
‫تض ‪BB B‬اعفت خالل س ‪BB B‬نة ‪ ، 2012- 2000‬كم ‪BB B‬ا يش ‪BB B‬هد على ذل ‪BB B‬ك النم ‪BB B‬و األك ‪BB B‬ثر س ‪BB B‬رعة في نفق ‪BB B‬ات‬
‫االستثمار مقارنة بنفقات التسيير‪.‬‬
‫‪ :02‬سياسة اإليرادات العامة في الجزائر‬
‫إن الجزائ‪B‬ر خالل الف‪B‬ترة مح‪B‬ل الدراس‪B‬ة رك‪B‬زت على تنمي‪B‬ة وتنوي‪B‬ع مص‪BB‬ادر اإلي‪B‬رادات العام‪B‬ة‬
‫وزي‪BB‬ادة حص‪BB‬يلتها لمواجه‪BB‬ة األعب‪BB‬اء االقتص‪BB‬ادية واالجتماعي‪BB‬ة والسياس‪BB‬ية‪ ،‬كم‪BB‬ا اعتم‪BB‬دت اعتم‪BB‬ادا كب‪BB‬يرا‬
‫على الجباية البترولية والتي تجاوزت نسبتها في كل السنوات أك‪BB‬ثر من ‪ 50‬من إجم‪BB‬الي اإلي‪BB‬رادات‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -02-01‬مفهوم اإليرادات العامة وتصنيفها في الجزائر‬
‫تعت ‪BB‬بر اإلي ‪BB‬رادات العام ‪BB‬ة الوس ‪BB‬يلة المالي ‪BB‬ة للدول ‪BB‬ة لتغطي ‪BB‬ة نفقاته ‪BB‬ا وق ‪BB‬د تط ‪ّB‬و ر مفهومه ‪BB‬ا من أداة‬
‫لتزوي‪BB B‬د الخزين‪BB B‬ة العام‪BB B‬ة ب‪BB B‬األموال الالزم‪BB B‬ة له‪BB B‬ا إلى أداة للت‪BB B‬أثير في الحي‪BB B‬اة العام‪BB B‬ة وتحقي‪BB B‬ق أه‪BB B‬داف‬
‫اقتص‪BB‬ادية واجتماعي‪BB‬ة إلى ج‪BB‬انب غرض‪BB‬ها الم‪BB‬الي في ظ‪BB‬روف تط ‪ّB‬و ر فيه‪BB‬ا حجم النفق‪BB‬ات العام‪BB‬ة نتيج‪BB‬ة‬
‫تطّو ر وتنوع الحاجات العامة‪.‬‬
‫تعددت أنواع اإليرادات العامة وتش‪B‬عبت‪،‬فهن‪B‬اك م‪B‬وارد تأخ‪B‬ذها الدول‪B‬ة دون مقاب‪B‬ل مث‪B‬ل الهب‪B‬ات‬
‫واإلعان‪BB‬ات‪ ،‬وأخ‪BB‬رى له‪BB‬ا ص‪BB‬فة تعاقدي‪BB‬ة ك‪BB‬إيرادات الدول‪BB‬ة من أمالكه‪BB‬ا‪ ،‬وثالث‪BB‬ة م‪BB‬وارد إجباري‪BB‬ة س‪BB‬يادية‬
‫كالض‪BB‬رائب حس‪BB‬ب الق‪BB‬انون المتعل‪BB‬ق بق‪BB‬وانين المالي‪BB‬ة ‪ 17-84‬الس‪BB‬يما الم‪BB‬ادة ‪ 11‬من‪BB‬ه تص‪BB‬نف إي‪BB‬رادات‬
‫الميزانية العامة في الجزائر إلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬إيرادات ذات الطابع الجبائي وكذا حاصل الغرامات‬
‫ب‪ -‬مداخيل األمالك التابعة للدولة؛‬
‫ج‪ -‬التكاليف المدفوعة لقاء الخدمات المؤداة واألتاوى‬
‫د‪ -‬األموال المخصصة للهدايا والهبات والمساهمات‬
‫هـ‪ -‬التس ‪BB‬ديد برأس ‪BB‬مال للق ‪BB‬روض والتس ‪BB‬بيقات الممنوح ‪BB‬ة من ط ‪BB‬رف الدول ‪BB‬ة من الميزاني ‪BB‬ة العام ‪BB‬ة وك ‪BB‬ذا‬
‫الفوائد المترتبة عنها‬
‫و‪ -‬مختلف حاصل الميزانية التي ينص القانون على تحصيلها‬
‫ح‪ -‬مدا خيل المساهمات المالية للدولة من أرباح مؤسسات القطاع العمومي المرخص بها قانونا‪.‬‬
‫وبتفحص اإلي‪BB‬رادات الس‪BB‬ابقة يمكن تص‪BB‬نيف إي‪BB‬رادات الموازن‪BB‬ة العام‪BB‬ة إلى قس‪BB‬مين‪ :‬إي‪BB‬رادات إجباري‪BB‬ة‪،‬‬
‫إيرادات اختيارية‪.‬‬
‫‪ 02-01-01‬اإليرادات اإلجبارية‬

‫‪43‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫تتمث‪BB‬ل في مجم‪BB‬وع االقتطاع‪BB‬ات ال‪BB‬تي تحص‪BB‬ل عليه‪BB‬ا الدول‪BB‬ة بص‪BB‬فة إجباري‪BB‬ة ودون مقاب‪BB‬ل في‬
‫المداخيل الجبائية والغرامات والحصص المستحقة للدولة من أرباح المؤسسات العمومية وتتمثل فيم‪BB‬ا‬
‫يلي‪:‬‬
‫*‪ -1‬اإليرادات الجبائية‬
‫تتكون من مختلف الضرائب والرسوم من الموازنة العامة كما يلي‪:‬‬
‫الض‪66‬رائب المباش‪66‬رة‪ :‬وهي الض‪BB B‬رائب ال‪BBB‬تي تف‪BBB‬رض على مختل ‪BB‬ف أن ‪BB‬واع الم ‪BB‬داخيل كاألرب‪BBB‬اح‬ ‫‪‬‬
‫الصناعية والتجارية واألرباح غير التجارية والمرتبات واألجور‪....‬الخ‬
‫حق ‪66‬وق التس ‪66‬جيل والط ‪66‬ابع‪ :‬وهي الض ‪BB B‬رائب الموض ‪BB B‬وعة على بعض العق ‪BB B‬ود القانوني ‪BB B‬ة وك ‪BB B‬ل‬ ‫‪‬‬
‫الوث‪BB‬ائق الموجه‪BB‬ة للعق‪BB‬ود المدني‪BB‬ة والقض‪BB‬ائية مث‪BB‬ل حق‪BB‬وق تس‪BB‬جيل نق‪BB‬ل الملكي‪BB‬ة‪ ،‬وطواب‪BB‬ع ج‪BB‬وازات‬
‫السفر وبطاقة التعريف‪...‬الخ‬
‫الض‪66‬رائب غ‪66‬ير المباش‪66‬رة‪ :‬وتتك‪BB‬ون أيض‪BB‬ا من الض‪BB‬رائب غ‪BB‬ير المباش‪BB‬رة على االس‪BB‬تهالك لكنه‪BB‬ا‬ ‫‪‬‬
‫تخص فقط المنتجات غير الخاضعة للرسوم على رقم األعمال( كالذهب والكحول‪...‬الخ)‬
‫الضرائب على رقم األعمال‪ :‬وتفرض على مجموع الم‪B‬واد االس‪B‬تهالكية وبالت‪B‬الي فهي ض‪B‬رائب‬ ‫‪‬‬
‫غير مباشرة على االستهالك‬
‫الحقوق الجمركية‪ :‬يخضع لهذا الرسم جميع الموارد الموجهة للتصدير واالستيراد‬ ‫‪‬‬
‫الجباي‪66‬ة البترولي‪66‬ة‪ :‬تتك ‪BB‬ون من مجم ‪BB‬وع إقتط ‪BB‬اعين هم ‪BB‬ا‪ :‬ض ‪BB‬ريبة على إنت ‪BB‬اج الب ‪BB‬ترول الس ‪BB‬ائل‬ ‫‪‬‬
‫والغ ‪BB‬از ه ‪BB‬ذا من جه ‪BB‬ة وض ‪BB‬ريبة مباش ‪BB‬رة على األرب ‪BB‬اح الناتج ‪BB‬ة عن نش ‪BB‬اطات البترولي ‪BB‬ة المتعلق ‪BB‬ة‬
‫بالبحث واالستغالل والنقل عبر القنوات‬
‫*‪ -2‬الحصة المستحقة للدولة من أرباح المؤسسات العمومية‬
‫وتمث ‪BB‬ل نس ‪BB‬بة من األرب ‪BB‬اح الص ‪BB‬افية للمؤسس ‪BB‬ة بع ‪BB‬د اقتط ‪BB‬اع اش ‪BB‬تراكات العم ‪BB‬ال حيث أّن ه ‪BB‬ذه‬
‫الضريبة تخضع للقواعد المطبقة في مادة الضرائب على األرباح التجارية والصناعية‪.‬‬
‫*‪ -3‬الغرامات‬
‫وتتمث‪BB B B B‬ل في العقوب‪BB B B B‬ات المالي‪BB B B B‬ة الص‪BB B B B‬ادرة عن هيئ‪BB B B B‬ة قض‪BB B B B‬ائية مث‪BB B B B‬ل المحكم‪BB B B B‬ة‪ ،‬مجلس‬
‫المحاسبة‪...‬الخ‪ ،‬كما قد تفرضها هيئة إدارية مثل مفتشية األسعار‪ ،‬مفتشية الجمارك‪.‬‬
‫‪ -02-01-02‬اإليرادات االختيارية‬
‫يتك‪BB‬ون ه‪BB‬ذا الن‪BB‬وع من الم‪BB‬وارد على المش‪BB‬اركات والمس‪BB‬اهمات المدفوع‪BB‬ة إيرادي‪BB‬ا من ط‪BB‬رف‬
‫األشخاص مقابل استفادتهم بسلعة أو خدمة ما دون غيرهم من طرف الدولة ومنها‪:‬‬
‫*‪ -01‬مداخيل أمالك الدولة‬

‫‪44‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫وهي الموارد التي تحصل عليها الدولة مقابل تصفيتها لثرواتها الطبيعية كالمن‪BB‬اجم والغاب‪BB‬ات‬
‫‪...‬الخ أو استغاللها في شكل إجازة أو خدمة أو رخص‪BB‬ة ومن هن‪BB‬ا يمكن أن نمّي ز ن‪BB‬وعين من م‪BB‬داخيل‬
‫أمالك الدولة وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬مداخيل التصفية‪ :‬وتتمث‪BB‬ل في الم‪BB‬وارد ال‪BB‬تي تحص‪BB‬ل عليه‪BB‬ا الدول‪BB‬ة نتيج‪BB‬ة تص‪BB‬فية ثرواته‪BB‬ا حيث يتم‬
‫ت‪B‬دبيرها بش‪B‬كل اتف‪B‬اقي بين الدول‪B‬ة والمس‪B‬تفيد من خالل نق‪B‬ل ملكيته‪B‬ا عن طري‪B‬ق التن‪B‬ازل مث‪B‬ل األراض‪B‬ي‬
‫التابعة للدولة‪ ،‬المساكن‪ ،‬المتاجر‪... ،‬الخ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مداخيل االستغالل‪ :‬هذا النوع من الموارد يتم تدبيرها من خالل اإليج‪BB‬ار أو الخدم‪BB‬ة أو الرخص‪BB‬ة‬
‫ال‪BB‬تي يس‪BB‬تفيد منه‪BB‬ا األش‪BB‬خاص( ط‪BB‬بيعين أو معن‪BB‬ويين) الخ‪BB‬واص أو العموم‪BB‬يين ومن ه‪BB‬ذه الم‪BB‬وارد ن‪BB‬ذكر‪:‬‬
‫م‪BB‬داخيل اس‪BB‬تغالل المن‪BB‬اجم والمق‪BB‬الع‪ ،‬م‪BB‬داخيل الغاب‪BB‬ات‪ ،‬م‪BB‬داخيل اس‪BB‬تخراج المنتج‪BB‬ات من أمالك الدول‪BB‬ة‪،‬‬
‫مداخيل رخص إنشاء محطات توزيع المشتقات البترولية على حافة الطرق العمومية‪ ،‬مداخيل أشغال‬
‫نقل وتوزيع المياه والكهرباء والغاز المنشأ بالطرق الوطنية‪ ،‬مداخيل استغالل الغابات‪...‬الخ‪.‬‬
‫*‪ -02‬التكاليف المدفوعة مقابل الخدمات المقدمة من طرف الدولة‬
‫تمثل هذه الم‪B‬داخيل ك‪B‬ل المكاف‪B‬آت ال‪B‬تي تحص‪B‬ل عليه‪B‬ا الدول‪B‬ة مقاب‪B‬ل اس‪B‬تعمال خ‪B‬دماتها ويمكن‬
‫أن نمّيز ثالث أنواع من هذه المداخيل المحصلة‪:‬‬
‫المكافآت المحصلة من النشاطات الصناعية والتجارية للدولة مقابل ما تؤديه من خدمات؛‬ ‫‪‬‬
‫المكافآت المحصلة من النشاطات المالية للدولة مثل ما تقدمه من نشاطات مصرفية؛‬ ‫‪‬‬
‫المكافآت المحصلة من النشاطات اإلدارية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫*‪ -03‬أموال المساهمات والهدايا والهبات‬
‫ه‪BB‬ذا الن‪BB‬وع من الم‪BB‬وارد تق‪BB‬دم للدول‪BB‬ة ب‪BB‬دون مقاب‪BB‬ل وتتمث‪BB‬ل في اإلس‪BB‬هامات المالي‪BB‬ة المقدم‪BB‬ة من‬
‫ط‪BB‬رف األف‪BB‬راد بمحض إرادتهم به‪BB‬دف تموي‪BB‬ل نفق‪BB‬ة عمومي‪BB‬ة‪ .‬وبص‪BB‬فة عام‪BB‬ة يمكن الق‪BB‬ول أّن اإلي‪BB‬رادات‬
‫العام ‪BB‬ة النهائي ‪BB‬ة المطبق ‪BB‬ة على الميزاني ‪BB‬ة العام ‪BB‬ة للدول ‪BB‬ة المعروض ‪BB‬ة عموم ‪BB‬ا حس ‪BB‬ب الطبيع ‪BB‬ة القانوني ‪BB‬ة‬
‫والمصنفة في الجدول الملحق لقانون المالية في بابين هما‪ :‬الموارد العادية‪ ،‬الجباية البترولية كما ه‪BB‬و‬
‫موضح في الجدول التالي‪:‬‬
‫الجدول‪)02( :‬يوضح اإليرادات النهائية المطبقة على ميزانية الدولة لسنة ‪2015‬‬
‫المبالغ( بآالف دج)‬ ‫إيرادات الميزانية‬
‫‪ -01‬الموارد العادية‬
‫‪ -01-10‬اإليرادات الجبائية‪:‬‬
‫‪000 947 950‬‬ ‫‪ - 201 -001‬حاصل الضرائب المباشرة‪............................................‬‬
‫‪76 500.000‬‬ ‫‪ - 002-201‬حاصل التسجيل والطابع‪...............................................‬‬
‫‪000 920 260‬‬ ‫‪ - 003-201‬حاصل الرسوم المختلفة على األعمال‪.................................‬‬
‫‪000 556 600‬‬ ‫( منها الرسم على القيمة المضافة على المنتجات المستوردة‪........................‬‬

‫‪45‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪000 4 000‬‬ ‫‪ - 004-201‬حاصل الضرائب غير المباشرة‪........................................‬‬


‫‪000 517 000‬‬ ‫‪ - 201 -005‬حاصل الجمارك‪......................................................‬‬
‫‪000 2 465 710‬‬ ‫المجموع الفرعي(‪)1‬‬
‫‪ -1-2‬اإليرادات العادية‪:‬‬
‫‪000 22 000‬‬ ‫‪ - 006-201‬حاصل دخل األمالك الوطنية‪...........................................‬‬
‫‪000 62 000‬‬ ‫‪ - 007-201‬الحواصل المختلفة للميزانية‪...........................................‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪ - 008-201‬اإليرادات النظامية‪.....................................................‬‬
‫‪000 84 000‬‬ ‫المجموع الفرعي(‪)2‬‬
‫‪ -1-3‬اإليرادات األخرى‪:‬‬
‫‪000 412 000‬‬ ‫اإليرادات األخرى‪....................................................................‬‬
‫‪000 412 000‬‬ ‫المجموع الفرعي(‪)3‬‬
‫‪000 2 961 710‬‬ ‫مجموع الموارد العادية‬
‫‪ -2‬الجباية البترولية‪:‬‬
‫‪000 1 722 940‬‬ ‫‪ - 011-201‬الجباية البترولية‪......................................................‬‬
‫‪000 4 684 650‬‬ ‫المجموع العام لإليرادات‬

‫المصدر‪ :‬قانون ‪ 14 -78‬المؤرخ في ‪ 31/12/2014‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.2015‬‬

‫قانون المالية لسنة ‪ 2015‬الذي وقعه رئيس الجمهوري‪B‬ة عب‪B‬د العزي‪B‬ز بوتفليق‪B‬ة في ‪ 30‬ديس‪B‬مبر الف‪B‬ارط‬
‫في الجريدة الرسمية تحت رقم‪.78‬‬
‫ويتوقع هذا القانون م‪BB‬دا خي‪BB‬ل بقيم‪BB‬ة ‪ 4.684.6‬ملي‪BB‬ار دج ونفق‪B‬ات بقيم‪BB‬ة ‪ 8.858,1‬ملي‪BB‬ار دج ليس‪BB‬جل‬
‫عجزا بقيمة ‪ 4.173,3‬مليار دج‪.‬‬
‫ويالح ‪BB B‬ظ أن مبل ‪BB B‬غ ‪ 8.858,1‬ملي ‪BB B‬ار دج كحجم لإلنف ‪BB B‬اق العم ‪BB B‬ومي مرتف ‪BB B‬ع بنس ‪BB B‬بة ‪ %15,7‬مقارن ‪BB B‬ة‬
‫بالموارد المنفقة في عام ‪ 2014‬متأثر بشكل خاص بنمو قوي في نفقات التجهيز بنسبة ‪.%32,1‬‬
‫ويرجع ارتفاع إنفاق الدولة الذي تض‪BB‬منه ق‪BB‬انون المالي‪B‬ة ‪ 2015‬إلى نم‪B‬و اإلنف‪B‬اق في مج‪B‬ال التس‪B‬يير ب‪B‬ة‬
‫‪.%5,5‬‬
‫وتتوق ‪BB B‬ع نفق ‪BB B‬ات التجه ‪BB B‬يز ت ‪BB B‬راخيص برن ‪BB B‬امج بقيم ‪BB B‬ة ‪ 4.079,7‬ملي ‪BB B‬ار دج و ق ‪BB B‬روض دف ‪BB B‬ع بقيم ‪BB B‬ة‬
‫‪ 3.885,8‬مليار دج و برنامج جديد بقيمة ‪ 1.178‬مليار دج‪.‬‬
‫وبالنس‪BB‬بة لنفق‪BB‬ات التس‪BB‬يير العمومي‪BB‬ة فإنه‪BB‬ا ق‪BB‬درت ب‪ 4.972,3‬ملي‪BB‬ار دج في ‪ 2015‬مقاب‪BB‬ل ‪4.714,5‬‬
‫ملي ‪BB‬ار دج في ‪ )%5,5+( 2014‬ب ‪BB‬األخص تحت ت ‪BB‬أثير زي ‪BB‬ادات نفق ‪BB‬ات العالوات الخاص ‪BB‬ة بم ‪BB‬وظفي‬
‫اإلدارات المركزية وغير المركزية التي ارتفعت بنسبة ‪ %6,45‬مقارنة بقانون المالية ‪.2014‬‬
‫كما تضم ميزانية التسيير لس‪B‬نة ‪ 2015‬مبل‪B‬غ ‪ 310,5‬ملي‪B‬ار دج كتم‪B‬وين مجمع‪B‬ة تغطي تل‪B‬ك الموجه‪B‬ة‬
‫إلى النفق ‪BB‬ات المحتمل ‪BB‬ة والى اث ‪BB‬ر مراجع ‪BB‬ة األج ‪BB‬ر الوط ‪BB‬ني األدنى المض ‪BB‬مون ونفق ‪BB‬ات أخ ‪BB‬رى مرتبط ‪BB‬ة‬

‫‪46‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫بحماي ‪BB‬ة األش ‪BB‬خاص المس ‪BB‬نين و األث ‪BB‬ر المحتم ‪BB‬ل المرتب ‪BB‬ط بتقلب ‪BB‬ات أس ‪BB‬عار القمح و مس ‪BB‬حوق الحليب في‬
‫‪1‬‬
‫السوق العالمية‪.‬‬

‫سمات النظام الضريبي الجزائري ‪- 02-02-‬‬


‫يتضمن التشريع الضريبي مجموعة القوانين واألنظمة والتعليمات واإلجراءات والقواعد‬
‫واألساليب التي تحدد النظام الضريبي في بلد ما‪ ،‬في حين النظام الضريبي هو مجموعة الفوائض‬
‫المالية التي تفرض الدولة اقتطاعها من المكلفين خالل زمن معين‪.‬‬
‫ويشترط في هذه الفوائض أن تكون مشتقة من بيئتها مراعية للتطّو ر التاريخي للبالد والواقع‬
‫االجتماعي والمستوى االقتصادي وأن تعلن بقرارات سياسية‪.‬‬
‫تعّد الضرائب أحد األدوات الرئيسية للسياسة المالية والتي يعد دورها الدور التمويلي إلى‬
‫دورا أكثر عمقا في توجيه النشاط االقتصادي كمواجهة الضغوط التضخمية ومعالجة التفاوت الكبير‬
‫في مستويات الدخول تحقيقا لمبدأ العدالة االجتماعية في توزيع الثروة‪ ،‬وبهذا الشكل لم تعد الضريبة‬
‫محاّيدة بل أداة لتوجيه النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫إذا كانت األنظمة الجبائية للدول النامية تمتاز بتعدد صور هيكلها الجبائي فإّن هذه األنظمة‬
‫الجبائية تشترك في عدة خصائص والجزائر باعتبارها دولة من الدول النامية فقد امتاز نظامها‬
‫الجبائي الموروث عن االستعمار بمجموعة من الخصائص والممّيزات كتشعبه( وجوده عدة‬
‫أصناف) حيث كل صنف مستقل عن اآلخر‪ ،‬وقد عملت الحكومة بهذا النظام مع إدخال عدة‬
‫تعديالت عليه من سنة ألخرى حتى أصبح على ما هو عليه حاليا‪.‬‬
‫المتتبع للنظام الضريبي الجزائري يالحظ أّنه مّر بعدة مراحل‪:‬‬
‫المرحلة األولى مباشرة بعد االستقالل أين تمّيز هذا النظام بنقص كبير في اإلطارات والخبرة‬ ‫‪‬‬
‫مما حّتم على الحكومة االحتفاظ بالنظام السائد وقت االستعمار‬
‫المرحلة الثانية تمّي زت بإصالحات شكلية حيث عرفت الضريبة في هذه المرحلة دورا حياديا‬ ‫‪‬‬
‫( تمويل الخزينة)‬

‫المرحلة الثالثة حيث عرف النظام الضريبي خالل هذه الفترة إصالحات جذرية‪ ،‬أين تّم‬ ‫‪‬‬
‫التخلي عن نظام الضريبة النوعية وحّل محّله نظام الضريبة الشامل‪ ،‬كما أّن هذا التغّير تزامن‬
‫مع اإلصالحات االقتصادية الكبرى التي انتهجتها الدولة الجزائرية بالتعاون مع المؤسسات‬
‫المالية الدولية هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى حتى يتماشى النظام الضريبي الجزائري مع‬
‫األحداث العالمية واألنظمة الضريبية األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى النظام االقتصادي الوطني الذي‬

‫‪.http://www.aps.dz/ar/economie/11314‬‬ ‫‪ - 1‬وكالة األنباء الجزائرية ‪ ،‬نشر في اقتصاد‪ ،‬بتاريخ يناير ‪2015‬‬


‫‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫تحّو ل من نظام مخطط إلى نظام يعتمد على آليات السوق( اقتصاد السوق)‪ ،‬والهدف األساسي‬
‫من هذه اإلصالحات عصرنة النظام الضريبي على المستوى التشريعي والتنظيمي‪.‬‬

‫‪ -02-03‬تطور إيرادات العامة للموازنة‬


‫ع‪BBB‬رفت إي‪BBB‬رادات الموازن‪BBB‬ة العام‪BBB‬ة للدول‪BBB‬ة زي‪BBB‬ادة مس ‪BB‬تمرة خالل ف‪BB B‬ترة الدراس ‪BB‬ة ال‪BBB‬تي اس‪BBB‬تمر‬
‫اعتمادها بدرجة كبيرة على متحصالت الصادرات البترولية‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪)03‬يوضح تطّو رحجم إيرادات الموازنة خالل الفترة ‪.2015 -2008‬‬
‫الوحدة‪:‬ماليير الدينارات‬
‫‪2015 2014 2013 2012 2011 2010 2009 2008‬‬ ‫السنوات‬
‫‪1 723.‬‬ ‫‪3 388.‬‬ ‫‪3 678.‬‬ ‫‪4 184.‬‬ ‫‪3 979.‬‬ ‫‪2 905.‬‬ ‫‪2 412.‬‬ ‫‪4088.‬‬ ‫اإليرادات البترولية‬
‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪2 465.‬‬ ‫‪2078.‬‬ ‫‪2 018.‬‬ ‫‪1 908.‬‬ ‫‪1 527.‬‬ ‫‪1 298.‬‬ ‫‪1 146.‬‬ ‫‪965.2‬‬ ‫اإليرادات الجباية‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪496‬‬ ‫‪251.9‬‬ ‫‪244.3‬‬ ‫‪246.4‬‬ ‫‪283.3‬‬ ‫‪189.8‬‬ ‫‪116.7‬‬ ‫‪136.6‬‬ ‫اإليرادات الغير جباية‬
‫‪4 684.‬‬ ‫‪5 719.‬‬ ‫‪5 957.‬‬ ‫‪6 339.‬‬ ‫‪5 790.‬‬ ‫‪4 392.‬‬ ‫‪3 676.‬‬ ‫‪5 190.‬‬ ‫مجموع اإليرادات العامـــــة‬
‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪22-‬‬ ‫‪4-‬‬ ‫‪6-‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪41-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫معدل النمو ‪%‬‬

‫‪ -‬المصدر ‪ /‬من إعداد الطالبين اعتمادا على إحصائيات المديرية العامة للخزينة ‪-‬التقرير السنوي لبنك‬
‫الجزائر‪ 2013 ،‬و‪ 2014‬للتطور االقتصادي والنقدي في الجزائر‬

‫خالل الفترة ‪ ،2012-2003‬نمت إيرادات الميزانية بنسبة ‪ ،69‬حيث انتقلت من ‪1966.6‬‬


‫مليار دينار في ‪ 2003‬إلى ‪ 6339.3‬مليار دينار في ‪ ،2012‬ونتج هذا االرتفاع نتيجة االرتفاع في‬
‫إيرادات المحروقات المرتبطة بالتطور المواتي في أسعار المحروقات في هذه الفترة‪.‬‬
‫حيث بلغت إيرادات الميزانية في سنة ‪ 2015‬ما يقدر ب ‪ 4684.7‬مليار دينار مقابل‪5719.0‬‬
‫مليار دينار في‪ 2014‬أي انخفاض قدره (‪ )%22-‬ثم انخفاض أكبر في سنة ‪ 2013‬ويفسر هذا‬
‫التراجع في اإليرادات االرتفاع الضعيف في اإليرادات خارج المحروقات واالنخفاض في إيرادات‬
‫المحروقات في سنة‪ 2014‬انخفضت بنسبة‪ % 7.9‬مقابل‪ %12‬في ‪ 2013‬مثلت الضريبة البترولية‬

‫‪48‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪ 2.15‬مرة مبلغ الضريبة المسجل في الميزانية على أساس السعر المرجعي ‪37‬دوالر مقابل ‪2.28‬‬
‫مرة في سنة‪ 2013‬نسبة إلى اإليرادات في الميزانية الكلية بلغت المحروقات ‪ %59.2‬في سنة‬
‫‪ 2014‬مقابل ‪ %61.7‬في ‪ 2013‬و‪ %66‬في ‪ 2012‬وغطت ‪ %48.5‬من نفقات الميزانية الكلية‬
‫مقابل ‪ %61‬في ‪. 2013‬‬
‫حيث انتقل متوسط سعر البرميل من‪ 109.92‬دوالر للبرميل في السداسي األول من ‪2014‬‬
‫المستوى ‪ 58.23‬دوالر في السداسي األول من سنة ‪ 2015‬ثم إلى أقل من ‪ 40‬دوالر في‬
‫السداسي الثاني من نفس السنة وتبقى الصادرات خارج المحروقات التي عرفت ارتفاعا طفيفا الى‬
‫‪ 812‬مليون دوالر خالل سنة ‪ 2015‬ضعيفة هيكليا وما دون إمكانية البلد في مجال تنويع‬
‫الصادرات ‪.‬‬
‫‪ :03‬الموازنة العامة للدولة في الجزائر‬
‫تعت ‪BB‬بر الموازن ‪BB‬ة العام ‪BB‬ة أداة لقي ‪BB‬اس م ‪BB‬دى ال ‪BB‬تزام الدول ‪BB‬ة بتخص ‪BB‬يص الم ‪BB‬وارد المتاح ‪BB‬ة لتغطي ‪BB‬ة‬
‫النفقات الالزمة إلشباع الحاجات العامة‪ ،‬ومن ثّم تعتبر الموازنة العامة للدولة أساس النظام المالي ‪.‬‬
‫‪ -03-01‬مفهوم الموازنة العامة للدولة في الجزائر‬
‫يرتب‪BB B‬ط مفه‪BB B‬وم الميزاني‪BB B‬ة العام‪BB B‬ة بمجموع‪BBB‬ة التغّي رات االقتص‪BB B‬ادية واالجتماعي‪BB B‬ة والسياس‪BB B‬ية‬
‫وعالقتها بالمجال التشريعي‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف الموازنة العامة في التشريع الجزائري‬
‫يعتبر قانون ‪ 117-84‬القانون المجّس د لق‪B‬انون الميزاني‪BB‬ة في الجزائ‪BB‬ر حيث عرفه‪BB‬ا في الم‪BB‬ادة‬
‫‪ 06‬الميزانية بأنها تتشكل من اإليرادات والنفقات النهائية للدولة المحّد دة سنويا بموجب ق‪B‬انون المالي‪B‬ة‬
‫والموزعة وفق األحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬
‫كم‪BBB‬ا يع‪BBB‬رف ق‪BBB‬انون ‪ 221-90‬الميزاني‪BBB‬ة بأنه‪BBB‬ا الوثيق ‪BB‬ة ال‪BBB‬تي تق‪ّB B‬د ر للس ‪BB‬نة المدني ‪BB‬ة مجم ‪BB‬وع اإلي‪BBB‬رادات‬
‫والنفق‪BB‬ات الخاص‪BB‬ة بالتس‪BB‬يير واالس‪BB‬تثمار ومنه‪BB‬ا نفق‪BB‬ات التجه‪BB‬يز الداخل‪BB‬ة والنفق‪BB‬ات بالرأس‪BB‬مال وت‪BB‬رخص‬
‫بها‪.‬‬
‫من خالل التع ‪BB‬ريفين الس ‪BB‬ابقين يمكن تعري ‪BB‬ف الموازن ‪BB‬ة العام ‪BB‬ة للدول ‪BB‬ة في الجزائ ‪BB‬ر هي وثيق ‪BB‬ة‬
‫تش‪BB‬ريعية س‪BB‬نوية تق‪BB‬رر الم‪BB‬وارد والنفق‪BB‬ات النهائي‪BB‬ة للدول‪BB‬ة وت‪BB‬رخص به‪BB‬ا به‪BB‬دف تس‪BB‬يير وتجه‪BB‬يز المراف‪BB‬ق‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف قانون المالية‬
‫اعتم‪BB‬د المش‪BB‬رع الجزائ‪BB‬ري في تعريف‪BB‬ه لق‪BB‬انون المالي‪BB‬ة على األم‪BB‬ر ‪ (02/01/1959‬التش‪BB‬ريع‬
‫الفرنسي) حيث جاء ب‪B‬ه أّن ق‪BB‬وانين المالي‪B‬ة تح‪ّB‬د د الطبيع‪B‬ة والمب‪B‬الغ والتخص‪BB‬يص لك‪B‬ل الم‪B‬وارد واألعب‪B‬اء‬

‫‪ - 1‬قانون ‪ 17-84‬المادة ‪ ،6‬مرجع سابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬قانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15/08/1990‬المتعلق بالمحاسبة العمومية( المادة ‪.)3‬‬
‫‪49‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫العام‪BB‬ة للدول‪BB‬ة م‪BB‬ع مراع‪BB‬اة الت‪BB‬وازن االقتص‪BB‬ادي والم‪BB‬الي ال‪BB‬ذي تح ‪ّB‬د ده وق‪BB‬د بقي ه‪BB‬ذا المفه‪BB‬وم س‪BB‬ائد إلى‬
‫غاية صدور قانون ‪ 17-84‬وقد جاء بهذا القانون في المادة ‪ 6‬منه‪ (:‬إّن اإلي‪BB‬رادات والنفق‪BB‬ات النهائي‪BB‬ة‬
‫للدول‪BB‬ة تح ‪ّB‬د د س‪BB‬نويا بم‪BB‬وجب ق‪BB‬انون المالي‪BB‬ة كم‪BB‬ا ت‪BB‬وزع وف‪BB‬ق األحك‪BB‬ام التش‪BB‬ريعية‪ ،‬وهي ش‪BB‬كل الموازن‪BB‬ة‬
‫العامة للدولة)‪.‬‬
‫من خالل هذه النصوص يتضح أّن الميزاني‪B‬ة تتش‪B‬كل من اإلي‪B‬رادات والنفق‪B‬ات فهي إذن عب‪B‬ارة‬
‫عن مجموع‪BB‬ة حس‪BB‬ابات في حين أّن ق‪BB‬انون المالي‪BB‬ة ي‪BB‬رخص بإيج‪BB‬از ه‪BB‬ذه النفق‪BB‬ات واإلي‪BB‬رادات وبالت‪BB‬الي‬
‫فهو الحامل للميزانية من مجرد وثيقة حكومية إلى قانون ملزم التط‪B‬بيق بمع‪B‬نى آخ‪B‬ر أّن ق‪BB‬انون المالي‪B‬ة‬
‫يمث ‪BB‬ل الرخص ‪BB‬ة التش ‪BB‬ريعية إلنج ‪BB‬از الموازن ‪BB‬ة وبالت ‪BB‬الي ال يمكن اعتم ‪BB‬اد وتنفي ‪BB‬ذ الموازن ‪BB‬ة إّال من خالل‬
‫ق‪BB‬وانين المالي‪BB‬ة ألّن إجازته‪BB‬ا تتم من قب‪BB‬ل الس‪BB‬لطات التش‪BB‬ريعية وتك‪BB‬ون على ش‪BB‬كل ق‪BB‬انون وه‪BB‬ذه اإلج‪BB‬ازة‬
‫من البرلم ‪BB‬ان ش ‪BB‬رع في تطبيقه ‪BB‬ا من ‪ 1978‬س ‪BB‬نة تنص ‪BB‬يب أول مجلس ش ‪BB‬عبي وط ‪BB‬ني س ‪BB‬ابقا ك ‪BB‬انت من‬
‫صالحية مجلس الثورة‪.‬‬
‫‪ -03-02‬هيكل الموازنة العامة في الجزائر‬
‫لدراس‪BB‬ة هيك‪BB‬ل الموازن‪BB‬ة العام‪BB‬ة لدول‪BB‬ة م‪BB‬ا يجب معرف ‪BB‬ة المع‪BB‬ايير ال‪BB‬تي تص ‪BB‬نف على أساس‪BB‬ها‬
‫عمليات الميزانية س‪B‬واء تعل‪B‬ق األم‪B‬ر بعملي‪B‬ات النفق‪B‬ات العام‪B‬ة أو اإلي‪B‬رادات‪ .‬فقب‪B‬ل ص‪BB‬دور ق‪BB‬انون ‪-84‬‬
‫‪ 17‬ك‪BB‬انت الجزائ‪BB‬ر تعتم‪BB‬د على الق‪BB‬وانين المس‪BB‬توحاة من التش‪BB‬ريع الفرنس‪BB‬ي‪ ،‬وبص‪BB‬دور ق‪BB‬انون ‪17-84‬‬
‫الذي أصبح أهم مرجع في المالية العامة والذي تّم تعديله عدة مرات‪.‬‬
‫تتكون الموازنة العامة في الجزائر من جانبين ‪ :‬النفقات العامة‪ ،‬اإليرادات العامة‪.‬‬
‫وهن‪BB‬ا نح‪BB‬اول وباختص‪BB‬ار التط‪BB‬رق إلى المع‪BB‬ايير ال‪BB‬تي تب‪ّB‬و ب على أساس‪BB‬ها مكون‪BB‬ات الميزاني‪BB‬ة العام‪BB‬ة في‬
‫الجزائر أي تبويب النفقات العامة في الجزائر‪ ،‬تبويب اإليرادات العامة في الجزائر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -03-02-01‬تبويب النفقات العامة في الجزائر‬
‫لقد تغّير نوع التبويب مع تغّير دور الدولة لم‪BB‬ا ك‪BB‬ان دوره‪BB‬ا تقلي‪BB‬دي س‪BB‬اد التب‪BB‬ويب اإلداري ثم‬
‫ظهرت عدة أصناف أكثر دقة كالتبويب اإلداري واالقتصادي والمالي‪.‬‬
‫أ‪ -‬التبويب اإلداري‪ :‬تبّو ب النفقات العامة في الجزائر وفق معيارين‪:‬‬
‫التبويب حسب الوزارات‪ :‬أي حسب الدوائر الوزارية فيما يتعلق بنفقات التسيير‬ ‫‪‬‬
‫التبويب حسب طبيعة االعتمادات‪ :‬أي توزع حسب الحاالت على الفصول أو القطاعات‬ ‫‪‬‬
‫ب‪ -‬التبويب الوظيفي‪ :‬حسب هذا التصنيف تقسم الوظائف في الجزائ‪BB‬ر إلى أربع‪BB‬ة مجموع‪BB‬ات كب‪BB‬يرة‬
‫وهي‪:‬‬
‫الخدمات العامة كاإلدارة العامة واألمن‬ ‫‪‬‬
‫الخدمات االجتماعية كالصحة والتعليم‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬لعمارة جمال‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪(38 -34‬بتصرف)‬


‫‪50‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫الخدمات االقتصادية كالفالحة والصناعة‬ ‫‪‬‬


‫النفقات غير القابلة للتخصيص فائدة الدين العام‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫علما أّن قانون المالية ال يقدم صورة عن هذا النوع من التبويب‪.‬‬
‫ج‪ -‬التبويب االقتصادي‪ :‬يعتبر هذا النوع ذو أهمية بالغة نظرا لتأثير النفقات على االقتص‪BB‬اد الوط‪B‬ني‬
‫ككل‪ ،‬وحسب هذا النوع تقسم النفقات إلى‪:‬‬
‫نفقات التسيير( النفقات الجارية) ونفقات التجهيز( نفقات االستثمار)‬ ‫‪‬‬
‫نفقات المصالح اإلدارية ونفقات التحويل أو إعادة التوزيع‬ ‫‪‬‬
‫إّن نفق‪BB B‬ات المص‪BB B‬الح ته‪BB B‬دف إلى مكاف‪BB B‬أة المن‪BB B‬افع والخ‪BB B‬دمات واألدوات المقدم‪BB B‬ة لإلدارة وهي‬
‫ضرورية لسيرها ‪ ،‬أما نفقات التحويل تمثل نوع من العدالة في توزيع الدخل الوطني‪.‬‬
‫د‪ -‬التبويب المالي‪ :‬من الناحية المالية تقسم النفقات إلى ثالثة أنواع وهي‪:‬‬
‫النفق ‪BB‬ات النهائي ‪BB‬ة‪ :‬وتمث ‪BB‬ل الح ‪BB‬ق المش ‪BB‬ترك في توزي ‪BB‬ع األم ‪BB‬وال العام ‪BB‬ة حيث أّن ه عن ‪BB‬دما تخ ‪BB‬رج‬ ‫‪‬‬
‫األم‪BB‬وال العام‪BB‬ة ف‪BB‬إّن خروجه‪BB‬ا نه‪BB‬ائي فمثال دف‪BB‬ع راتب موظ‪BB‬ف أو نفق‪BB‬ة ناتج‪BB‬ة عن عملي‪BB‬ة أش‪BB‬غال‬
‫عمومية فهي تكاليف نهائية‬
‫النفقات المؤقتة‪ :‬تمثل ج‪B‬زء من حرك‪B‬ة األم‪B‬وال الخارج‪B‬ة من الص‪B‬ناديق العمومي‪B‬ة بص‪B‬فة مؤقت‪B‬ة‬ ‫‪‬‬
‫حيث أّن هذه النفقات تتعلق بالخزينة‪.‬‬
‫‪ -03-02-02‬تبويب اإليرادات العامة في الجزائر‬
‫تبّو ب اإلي‪B‬رادات عكس النفق‪B‬ات ال‪B‬تي تب‪ّB‬و ب حس‪B‬ب األه‪B‬داف ال‪B‬تي تحققه‪B‬ا‪ ،‬ول‪B‬ذلك ف‪B‬إّن تب‪B‬ويب‬
‫اإليرادات ينسجم مع التبويب القانوني باإلضافة إلى التبويب االقتصادي‪.‬‬
‫أ‪ -‬التب‪66‬ويب الق‪66‬انوني‪ :‬يس ‪BB‬تند ه ‪BB‬ذا الن ‪BB‬وع على أس ‪BB‬اس اس ‪BB‬تخدام الق ‪BB‬وة العمومي ‪BB‬ة من ط ‪BB‬رف الهيئ ‪BB‬ات‬
‫المخّو ل لها ذلك خالل عملية التحصيل لإليرادات العامة‪ ،‬حيث يمكن للسلطات العمومية أن تلج‪B‬أ إلى‬
‫السلطة القانونية عند تحصيل اإليرادات واللجوء إلى التدابير اآلمرة والناهية التي خولها لها القانون‪.‬‬
‫ب‪ -‬التب‪66‬ويب االقتص‪66‬ادي‪ :‬يعتم ‪BB‬د على مص ‪BB‬در االقتط ‪BB‬اع ومن هن ‪BB‬ا يمكن ان نمّي ز بين التب ‪BB‬ويب قب ‪BB‬ل‬
‫اإلص‪BB B B B B‬الحات ‪ 1991‬ال ‪BB B B B‬ذي ك‪BB B B B B‬ان يعتم‪BB B B B B‬د على الض‪BB B B B B‬رائب على ال‪BB B B B B‬دخل‪ ،‬الض‪BB B B B B‬رائب على رأس‬
‫الم ‪BB‬ال( ال ‪BB‬ثروة) وض ‪BB‬رائب االس ‪BB‬تغالل‪ ،‬أم ‪BB‬ا التب ‪BB‬ويب بع ‪BB‬د ‪ 1991‬ك ‪BB‬ان يعتم ‪BB‬د الض ‪BB‬رائب على ال ‪BB‬دخل‬
‫والضرائب على أرباح الشركات والرسم على القيمة المضافة‪...‬الخ‪.‬‬
‫إّن إيرادات ونفقات الموازنة العامة التي من خالله‪BB‬ا يتم التعب‪BB‬ير عن اختي‪BB‬ارات الموازن‪BB‬ة وفق‪B‬ا‬
‫لمدونة تسمح بترقيم وتبويب عمليات إيرادات ونفقات الدولة وهو ما يعرف بمدونة الميزانية العامة‪.‬‬
‫مدونة إيرادات الموازنة‬ ‫‪‬‬
‫مدونة النفقات العامة‬ ‫‪‬‬
‫‪ -03-03‬عجز الموازنة العامة في الجزائر‬

‫‪51‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫تعت‪BB B‬بر الموازن‪BB B‬ة أهم أدوات السياس‪BB B‬ة المالي‪BB B‬ة في تحقي‪BB B‬ق الت‪BB B‬وازن واالس‪BB B‬تقرار االقتص‪BB B‬ادي‬
‫وض ‪BB‬مان تحقي‪BB‬ق التش‪BB‬غيل الكام‪BB‬ل من خالل التحكم في حجم االنف‪BB‬اق الع‪BB‬ام واإلي‪BB‬رادات العام‪BB‬ة وإ ع‪BB‬ادة‬
‫توزيع الدخل والثروات من خالل السياسة الضريبية واإلنفاقية‬
‫أم‪BB‬ا عج‪BB‬ز الموازن‪BB‬ة فه‪BB‬و عب‪BB‬ارة عن ح‪BB‬دوث فج‪BB‬وة بين اإلي‪BB‬رادات المتوقع‪BB‬ة والنفق‪BB‬ات المتوقع‪BB‬ة للدول‪BB‬ة‪،‬‬
‫ويأخذ عجز الموازنة العامة شكلين‪:‬‬
‫أح ‪BB‬دهما أن يك ‪BB‬ون العج ‪BB‬ز ناتج ‪BB‬ا عن ض ‪BB‬عف الجه ‪BB‬از اإلنت ‪BB‬اجي للدول ‪BB‬ة وع ‪BB‬دم ق ‪BB‬درة اإلي ‪BB‬رادات العام ‪BB‬ة‬
‫مالحقة التزاّيد في النفقات العامة للدولة‪ ،‬وهذا هو الذي يص‪BB‬يب ال‪B‬دول النامي‪B‬ة والجزائ‪B‬ر واح‪B‬دة منه‪B‬ا‪،‬‬
‫أما الشكل الثاني للعجز فيكون ناتجا عن إتباع إحدى السياسات االقتصادية التي تخلق ه‪B‬ذا العج‪B‬ز في‬
‫الموازنة العامة وهذا ما يظهر في اقتصاديات الدول المتقدمة‪.‬‬
‫يعت‪BBB‬بر عج‪BBB‬ز الموازن‪BBB‬ة العام‪BBB‬ة للدول‪BBB‬ة أح‪BBB‬د عوام‪BBB‬ل االختالل األساس ‪BB‬ية ال ‪BB‬تي تعبث بأوض‪BBB‬اع‬
‫التوازن االقتصادي العام الداخلي‪.‬‬
‫وفي الجزائ‪BB‬ر إّن تزاّي د اإلنف‪BB‬اق بمع‪ّB‬د الت أعلى من مع‪ّB‬د الت تزاّي د اإلي‪BB‬رادات العام‪BB‬ة أدى إلى‬
‫نشوء ظاهرة عجز الموازنة وال‪B‬تي تتزاّي د معّد الت‪B‬ه من س‪B‬نة ألخ‪B‬رى األم‪B‬ر ال‪B‬ذي يقتض‪BB‬ي من‪B‬ا الوق‪BB‬وف‬
‫على هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها ومن ثّم محاولة وضع سبل لمعالجة هذا العجز المزمن‪،‬‬
‫‪ -03-04‬تطورات الموازنة العامة في الجزائر‬
‫الجدول رقم (‪)04‬يوضح تطور حجم الموازنة العامة خالل الفترة ‪.2015 -2008‬‬
‫الوحدة‪:‬ماليير الدينارات‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫السنوات‬
‫‪4 684.‬‬ ‫‪5 719.‬‬ ‫‪5 957.‬‬ ‫‪6 339.‬‬ ‫‪5 790.‬‬ ‫‪4 392.‬‬ ‫‪3 676.‬‬ ‫‪5 190.‬‬ ‫اإليرادات العامـــــة‬
‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5 166.‬‬ ‫‪6 980.‬‬ ‫‪6 024.‬‬ ‫‪7 058.‬‬ ‫‪5 853.‬‬ ‫‪4 466.‬‬ ‫‪4 264.‬‬ ‫‪4 191.‬‬ ‫النفقات العامـــــة‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-481.5‬‬ ‫‪1 261.-‬‬ ‫‪66.6-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪63.5-‬‬ ‫‪74.0-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪999.5‬‬ ‫رصيد الموازنة‬
‫‪2‬‬ ‫‪718.8‬‬ ‫‪570.3‬‬

‫‪ -‬المصدر ‪ /‬من إعداد الطالبين اعتمادا على إحصائيات المديرية العامة للخزينة ‪-‬التقرير السنوي لبنك‬
‫الجزائر‪ 2013 ،‬و‪ 2014‬للتطور االقتصادي والنقدي في الجزائر‬
‫إن المتتبع لتطور رصيد الموازنة العامة في الجزائر في الفترة ‪ 2015-2008‬يالحظ ان الجباية‬
‫البترولية كانت من بين المحددات الرئيسية للموازنة العامة ‪ ،‬باعتبار إن تغيرها يؤدي إلى التغير‬
‫بنفس المقدار تقريبا في اإليرادات العامة وينعكس مباشرة على الموازنة العامة ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫نالحظ خالل الفترة التي قيد الدراسة تسجيل عجز متتالي في رصيد الميزانية فقد بلغ العجز ب‬
‫‪1261.2‬مليار دينار سنة ‪ 2014‬وهو مرتفع مقارنة مع السنوات السابقة من ‪ 2019‬الى غاية‬
‫‪ 2012‬وذالك نتيجة االنخفاض اإليرادات العامة ‪ -‬بسب األزمة البترولية – الذي تزامن مع نمو‬
‫النفقات العامة‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن يكون لهذا التغيرات والصدمات التي عرفتها السياسة المالية في الفترة‬
‫‪ 2015-2003‬أثر على مناخ االستثمار‪ ،‬وبشكل خاص على االستثمار األجنبي المباشر وعليه‬
‫سنحاول من خالل المبحث الثاني التعرف على مساهمة ودور السياسة المالية في جذب االستثمار‬
‫األجنبي المباشر من أجل تنويع مصادر اإليرادات ‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ )05‬يوضح‪ :‬وضعية عمليات الخزينة العمومية‬


‫الوحدة‪:‬ماليير الدينارات‬
‫‪2015 2014 2013 2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫البيان‬
‫‪4 684.‬‬ ‫‪5 719.‬‬ ‫‪5 957.‬‬ ‫‪6 339.‬‬ ‫‪5 790.‬‬ ‫‪4 392.‬‬ ‫‪3 676.‬‬ ‫‪5 190.‬‬ ‫إجمالي إيرادات الميزانية والهبات‬
‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪1 723.‬‬ ‫‪3 388.‬‬ ‫‪3 678.‬‬ ‫‪4 184.‬‬ ‫‪3 979.‬‬ ‫‪2 905.‬‬ ‫‪2 412.‬‬ ‫‪4088.‬‬ ‫إيرادات المحروقات* ‪ :‬منها‬
‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪1810.6‬‬ ‫‪2 062.‬‬ ‫‪2 535.‬‬ ‫‪2 300.‬‬ ‫‪1 318.‬‬ ‫‪400.7 2288.2‬‬ ‫صندوق ضبط اإليرادات‬
‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اإلجمالية‬
‫‪-‬‬ ‫‪1155-‬‬ ‫‪70.2-‬‬ ‫‪252.0‬‬ ‫‪538.9‬‬ ‫‪526.4‬‬ ‫‪36.4 1064.5‬‬ ‫صندوق ضبط اإليرادات‬
‫الصافية‬
‫‪2‬‬ ‫‪2330.‬‬ ‫‪2 279.‬‬ ‫‪2 155.‬‬ ‫‪1 810.‬‬ ‫‪1 487.‬‬ ‫‪1 263.‬‬ ‫‪1101.‬‬ ‫إيرادات خارج المحروقات‬
‫‪961.7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪2 465.‬‬ ‫‪2078.7‬‬ ‫‪2 018.‬‬ ‫‪1 908.‬‬ ‫‪1 527.‬‬ ‫‪1 298.‬‬ ‫‪1 146.‬‬ ‫‪965.2‬‬ ‫إيرادات جبائية‬
‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪948.0‬‬ ‫‪875.7‬‬ ‫‪817.0‬‬ ‫‪862.3‬‬ ‫‪684.7‬‬ ‫‪561.7‬‬ ‫‪462.1‬‬ ‫‪331.5‬‬ ‫الضريبة على المداخيل واألرباح‬
‫‪920.3‬‬ ‫‪763.9‬‬ ‫‪737.5‬‬ ‫‪652.0‬‬ ‫‪572.6‬‬ ‫‪514.7‬‬ ‫‪478.5‬‬ ‫‪435.2‬‬ ‫الضريبة على السلع والخدمات‬
‫‪517.0‬‬ ‫‪369.2‬‬ ‫‪402.3‬‬ ‫‪338.2‬‬ ‫‪222.4‬‬ ‫‪181.9‬‬ ‫‪170.2‬‬ ‫‪164.9‬‬ ‫الحقوق الجمركية‬
‫‪76.5‬‬ ‫‪69.9‬‬ ‫‪61.7‬‬ ‫‪56.1‬‬ ‫‪47.4‬‬ ‫‪39.7‬‬ ‫‪35.8‬‬ ‫‪33.6‬‬ ‫تسجيالت وطوابع‬
‫‪496‬‬ ‫‪251.9‬‬ ‫‪244.3‬‬ ‫‪246.4‬‬ ‫‪283.3‬‬ ‫‪189.8‬‬ ‫‪116.7‬‬ ‫‪136.6‬‬ ‫إيرادات غير جبائية‬
‫‪22.0‬‬ ‫‪69.5‬‬ ‫‪79.7‬‬ ‫‪77.9‬‬ ‫‪78.9‬‬ ‫‪64.3‬‬ ‫‪67.6‬‬ ‫‪113.8‬‬ ‫حاصل أمالك الدولة وأخرى‬

‫‪53‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪62.0‬‬ ‫‪122.7‬‬ ‫‪112.1‬‬ ‫‪115.3‬‬ ‫‪137.2‬‬ ‫‪121.1‬‬ ‫‪48.2‬‬ ‫‪22.5‬‬ ‫حصص أرباح بنك الجزائر‬
‫‪412‬‬ ‫‪59.7‬‬ ‫‪52.5‬‬ ‫‪53.2‬‬ ‫‪67.2‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫مؤسسات عمومية أخرى‬
‫‪-‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫هبات‬
‫‪5 166.‬‬ ‫‪6 980.‬‬ ‫‪6 024.‬‬ ‫‪7 058.‬‬ ‫‪5 853.‬‬ ‫‪4 466.‬‬ ‫‪4 264.‬‬ ‫‪4 191.‬‬ ‫إجمالي نفقات الميزانية‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪4 486.‬‬ ‫‪4 131.‬‬ ‫‪4 782.‬‬ ‫‪3 879.‬‬ ‫‪2 659. 2300.0 2217.7‬‬ ‫النفقات الجارية‬
‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪1 986.‬‬ ‫‪1 855.‬‬ ‫‪1 988.‬‬ ‫‪1 774.‬‬ ‫‪1 212.‬‬ ‫‪910.9‬‬ ‫‪838.7‬‬ ‫نفقات المستخدمين **‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪217.8‬‬ ‫‪226.5‬‬ ‫‪185.3‬‬ ‫‪163.2‬‬ ‫‪151.3‬‬ ‫‪130.7‬‬ ‫‪103.0‬‬ ‫منح المجاهدين‬
‫‪139.4‬‬ ‫‪149.1‬‬ ‫‪135.2‬‬ ‫‪129.7‬‬ ‫‪121.7‬‬ ‫‪112.5‬‬ ‫‪111.7‬‬ ‫مواد ولوازم‬
‫‪2 102.‬‬ ‫‪1856.4‬‬ ‫‪2 431.‬‬ ‫‪1 773.‬‬ ‫‪1 140.‬‬ ‫‪1 108. 1102.9‬‬ ‫التحويالت الجارية‬
‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪736‬‬ ‫‪709.4‬‬ ‫‪786.7‬‬ ‫‪786.1‬‬ ‫‪513.3‬‬ ‫‪412.5‬‬ ‫‪360.8‬‬ ‫منها ‪ :‬مصالح االدارة‬
‫‪39.6‬‬ ‫‪44.2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪37.7‬‬ ‫‪33.2‬‬ ‫‪37.4‬‬ ‫‪61‬‬ ‫فوائد الدين العام‬
‫‪2 493.‬‬ ‫‪1 892.‬‬ ‫‪2 275.‬‬ ‫‪1 974.‬‬ ‫‪1 807.‬‬ ‫‪1 946. 1973.3‬‬ ‫نفقات رأس المال‬
‫‪9‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪481.5‬‬ ‫‪1 261.-‬‬ ‫‪66.6-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪63.5-‬‬ ‫‪74.0-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪999.5‬‬ ‫رصيد الميزانية‬
‫‪-‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪718.8‬‬ ‫‪570.3‬‬
‫‪20.6‬‬ ‫‪33.5‬‬ ‫‪74.6‬‬ ‫‪24.1‬‬ ‫‪34.7‬‬ ‫‪4.3-‬‬ ‫‪31.2‬‬ ‫رصيد الحسابات الخاصة‬
‫‪83‬‬ ‫‪130.5‬‬ ‫‪66.7‬‬ ‫‪129.2‬‬ ‫‪138.9‬‬ ‫‪138.5‬‬ ‫‪123.8‬‬ ‫قروض الخزينة ‪ ،‬صافية‬
‫‪1 323-‬‬ ‫‪163.6-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪713-‬‬ ‫‪906.9‬‬ ‫رصيد الميزانية‪،‬خارج صندوق التطهير‬
‫‪.6‬‬ ‫‪710.9‬‬ ‫‪168.6‬‬ ‫‪178.2‬‬
‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫تخصيص لصندوق التطهير‬
‫‪284 1-‬‬ ‫‪119.4- 668.9- 130.9- 145.0- 675.7-‬‬ ‫‪968.3‬‬ ‫الرصيد األولي‪/1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪163.6-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪906.9‬‬ ‫الرصيد اإلجمالي‬
‫‪1323.‬‬ ‫‪710.9‬‬ ‫‪168.6‬‬ ‫‪178.2‬‬ ‫‪713.1‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1 323.‬‬ ‫‪248.3‬‬ ‫‪710.9‬‬ ‫‪168.6‬‬ ‫‪178.2‬‬ ‫‪713.1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تمويل‬
‫‪6‬‬ ‫‪906.9‬‬
‫‪1 142.‬‬ ‫‪235.7- 254.6- 558.7- 430.5-‬‬ ‫‪57.1‬‬ ‫‪1 140.-‬‬ ‫بنكي‬
‫‪9‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪54‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪183.6‬‬ ‫‪486.3‬‬ ‫‪967.9‬‬ ‫‪728.1‬‬ ‫‪608.0‬‬ ‫‪655.3‬‬ ‫‪508.2‬‬ ‫غير بنكي‬


‫‪2.9-‬‬ ‫‪2.3-‬‬ ‫‪2.4-‬‬ ‫‪0.8-‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪4.2-‬‬ ‫خارجي‬

‫‪ /1‬رصيد الميزانية خارج صندوق التطهير ‪ +‬فوائد الدين العام‬


‫بما فيها حصص أرباح المؤسسة الوطنية للبترول‬ ‫*‬
‫** رواتب‪ ،‬معاشات عالوات‪،‬معاشات حوادث العمل واالشتراكات المتعلقة بها‬

‫‪ -‬المديرية العامة للخزينة ‪،‬التقرير السنوي لبنك الجزائر ‪ 2014‬ص‪71‬‬ ‫المصدر‪:‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مساهمة ودور السياسة المالية في جذب االستثمار األجنبي‬


‫تطوير المناخ االستثماري في الجزائر( الدوافع والحوافز)‬ ‫‪-01‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ - 01-01‬تطوير القوانين والتشريعات لالستثمار األجنبي المباشر في الجزائر‪:‬‬
‫عالجت الجزائر مسألة االستثمار منذ االستقالل عن طريق مجموعة من القوانين المتعاقبة حيث‬
‫صدر العديد من التشريعات التي تضمنت العديد من الحوافز والمزايا للمستثمر و يمكن التميز بين‬
‫مرحلتين في مجال المنظومة القانونية لالستثمار في الجزائر‪ ،‬حيث تعلقت المرحلة األولى بمرحلة‬
‫االقتصاد المخطط الذي همش قطاع االستثمار بصفة عامة‪ ،‬في حين تعلقت المرحلة الثانية بعملية‬
‫التحول االقتصادي و التي شجعت االستثمار بكل أنواعه‬
‫مرحلة االقتصاد المخطط ‪1963-1989 : 2‬لقد اكتست الجزائر في هذه المرحلة الطابع االشتراكي‬
‫الذي يكرس مبدأ االعتماد على النفس‪ ،‬ويعتبر االستثمار األجنبي شكال من أشكال االمبريالية و‬
‫تكريسا للتبعية االقتصادية‪ ،‬لذلك وجب اتخاذ الحيطة والحذر من هذا النوع من االستثمار وأن ال‬
‫تفتح له األبواب إال في مجال محدود‪ ،‬فعلى سبيل المثال تبنت الجزائر في قانون االستثمار الصادر‬
‫عام‪ 1966‬أمر رقم ‪ 366-284‬المؤرخ في (‪1966/06/15‬موقفا حذرا تجاه االستثمار األجنبي ‪،‬‬
‫وتركت مبادرة‬
‫تحقيق المشاريع االستثمارية في القطاعات الحيوية للقطاع العمومي‪ .‬وتميزت كل مرحلة بـ‪:‬‬

‫‪ 1‬سالكي سعاد – مرجع سابق‪89‬‬


‫‪ 2‬نظر ملحق ‪01‬‬
‫‪ 3‬قانون رقم ‪63-277‬الصادر ‪1963/07/26‬المتضمن االستثمارات ‪.‬جريدة الرسمية رقم ‪93‬؛‬
‫‪-‬االمر رقم ‪66-284‬المؤرخ ‪1966/09/15‬المتعلق بقانون االستثمار‪ .‬الجريدة الرسمية رقم ‪80‬؛‬
‫‪-‬قانون رقم ‪71-22‬المؤرخ ‪1971/04/10‬المتضمن الشركات االجنبية ‪.‬الجريدة الرسمية رقم ‪17‬؛‬
‫‪-‬قانون رقم ‪82-11‬المؤرخ ‪1982/08/21‬المتعلق باالستثمارات االقتصادية الخاصة ‪.‬ج‪.‬ر رقم ‪34‬؛‬
‫‪-‬قانون ‪88- 13‬المؤرخ ‪1988/08/28‬المتعلق بالشركات االقتصادية المختلطة ؛‬
‫‪-‬قانون رقم ‪88-25‬المتعلق بتوجيه االستثمارات الخاصة الوطنية ‪.‬الجريدة الرسمية رقم ‪6.‬‬

‫‪55‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫أن مرحلة ) (‪1963-1964‬تميزت بمرحلة التأميم )البنوك‪ ،‬المناجم‪ ،‬القطاع الخاص‪ ،(...،‬لذلك لم‬
‫يعرف قانون ‪1963‬تطبيقا على أرض الواقع‪ ،‬كما أن هذا القانون لم يحفز على االستثمار األجنبي‬
‫أن قانون ‪1982،‬فتح المجال أمام االستثمارات الخاصة سواء الوطنية أو األجنبية ولكن في إطار‬
‫جد محدود‪ ،‬وكان في شكل "شركات االقتصاد المختلط ‪ "،‬أين حصة ‪51%‬تعود للقطاع العمومي‬
‫الجزائري‬
‫أن قانوني ‪1984‬و ‪1989‬كرسا نفس الفكرة السابقة التي تتعلق بفتح االستثمارات األجنبية المباشرة‪.‬‬
‫مما سبق يمكن القول أن المنظومة القانونية الخاصة باالستثمار في الجزائر خالل مرحلة االقتصاد‬
‫المخطط لم تشجع ال المستثمر الوطني ال و األجنبي بالمشاركة في التنمية االقتصادية‪.‬كما أنه ثبت‬
‫أن القطاع لم يستطع تحقيق أهدافه المنشودة و المتعلقة بالتنمية االقتصادية‪ ،‬لهذا األمر وجب على‬
‫السلطات الجزائرية الدخول في مرحلة جديدة و هي ما تسمى بمرحلة االنتقال االقتصادي تمهيدا‬
‫للدخول في مرحلة اقتصاد السوق مرحلة االنتقال االقتصادي ابتدءا من ‪1990 1:‬لقد شهدت هذه‬
‫المرحلة تغيرات نوعية وكمية في منظومة االستثمار‪ ،‬وقد مثل قانون النقد والقرض ‪-10‬‬
‫‪90‬المؤرخ‬
‫في ‪1990/04/14‬نقطة تحول مهمة في هذا المجال حيث أعطى هذا القانون لبنك الجزائر صالحية‬
‫مراقبة البنوك التجارية في توزيع القروض‪ ،‬إضافة إلى محاربة التضخم و الترخيص لالستثمارات‬
‫األجنبية وإ لغاء األحكام المتعلقة بنسبة الملكية بالنسبة للشركات المختلطة ‪،‬و كذا إلغاء التمييز بين‬
‫القطاعين العام والخاص‪ ،‬مع حرية االستثمار وحرية تحويل رؤوس األموال بعد تأشيرة بنك‬
‫الجزائر وضمانات ضد إجراء المصادرة ‪ ،‬كما أنه وابتدءا من سنة ‪ 1990:‬تطورت قوانين‬
‫االستثمار؛ عقدت االتفاقيات الثنائية المتعلقة باالستثمار الدولية؛ عقدت االتفاقيات الدولية المتعددة‬
‫األطراف‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫اآلثار االيجابية لقانون ‪90-10‬على االستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬
‫أهم اآلثار اإليجابية التي أقرها قانون النقد والقرض على االقتصاد الجزائري‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬خلق و ترقية الشغل عن طريق التكوين والتأهيل لإلطارات والعمال من طرف المؤسسات‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع استعمال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والعمل على جلبها من الخارج ‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين ميزان المدفوعات بدخول رؤوس أموال أجنبية إلى الجزائر نتيجة خلق مؤسسات أو‬
‫فروع‪.‬‬

‫‪ - 1‬انظر ملحق‪02‬‬
‫‪ 2‬عمار زودة محددات قرار االستثمار األجنبي المباشر دراسة حالة الجزائر رسالة ماجستير علوم االقتصادية جامعة‬
‫نتوري قسنطينـة ‪ 2007/2008‬ص‪253‬‬

‫‪56‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫ثم بعد ذلك جاء قانون ) ‪1993‬المرسوم التنفيذي رقم ‪93-12‬المؤرخ في أكتوبر(‪1993‬المتعلق‬
‫بتشجيع وترقية االستثمار في الجزائر و ‪ (،‬الذي جاء في سياق التوجه نحو اقتصاد السوق‬
‫واالستعداد لالندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬إذ فتح هذا القانون المجال أمام القطاع الخاص الوطني‬
‫واألجنبي من أجل االستثمار‪ ،‬لم و يعد هناك فرق بين االستثمار العام والخاص ال و بين المستثمر‬
‫المقيم والمستثمر غير المقيم‪ ،‬كما منح العديد من الحوافز واالمتيازات للمستثمرين قصد تشجيع‬
‫وتطوير حجم االستثمار‪.‬‬
‫وقد شهد واقع االستثمار منذ هذا التاريخ انطالق العديد من المشاريع للقطاع الخاص‬
‫الوطني و بعض المشاريع األجنبية ‪1،‬غير أن التقييم األولي لوضعية االستثمار في الجزائر تؤكد‬
‫أنه ما زالت العديد من الصعوبات تواجه المشاريع االستثمارية و‪ .‬في هذا الصدد تم تعديل العديد‬
‫قانون االستثمار من جديد أي جاء األمر الرئاسي رقم ‪03_01-‬الموافق لـ ‪20‬أوت ‪2001‬المتعلق‬
‫بتطوير االستثمار حيث أصبح دور الدولة بموجب ذلك األمر يتعلق فقط بتقديم االمتيازات التي‬
‫طلبها المستثمر وبموجب كل من القانون ‪93-12‬واألمر الرئاسي ‪01-03‬المذكورين سابقا أصبح‬
‫مجال االستثمار واضح المعالم حيث شمل على ما يلي ‪:‬‬
‫– ميدان التطبيق‪ :‬حيث تنص المادة األولى من المرسوم التنفيذي ‪ 93-12‬على استبعاد المجاالت‬
‫المخصصة صراحة للدولة أو لفروعها أو ألي شخص معنوي معين صراحة بموجب نص‬
‫تشريعي‪ .‬و تطبق على االستثمارات الوطنية الخاصة و االستثمارات األجنبية التي تعمل ضمن‬
‫النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬الضمانات القانونية ‪ :‬وهي موجودة في الباب الخمس من القانون المادة ‪38‬و تتلخص أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬في المساواة بين األشخاص الطبيعيين والمعنويين‪ ،‬األجانب والجزائريين بحيث يتمتعون ببعض‬
‫الحقوق وااللتزامات فيما يتصل باالستثمارات‪.‬‬
‫‪ -‬ال تطبق المراجعات أو اإللغاءات التي قد تطرفي المستقبل على االستثمارات المنجزة في إطار‬
‫المرسوم التشريعي‪ ،‬إال إذا طلب المستثمر ذلك صراحة )المادة ‪(.39‬‬
‫‪ -‬يمكن أن تكون االستثمارات المنجزة موضوع تسخير عن طريق اإلدارة‪ ،‬ما عدا الحاالت التي‬
‫نص عليها التشريع المعمول و به يترتب على التسخير تعويض عادل ومنصف)المادة‪40(.‬‬
‫‪ -‬عرض أي نزاع بين المستثمر األجنبي و الدولة الجزائرية على المحاكم المختصة‪ ،‬إال إذا كانت‬
‫هناك اتفاقية ثنائية أو متعددة األطراف بذلك الشأن ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪ -01-02‬الحوافز الضريبية‬
‫‪1‬‬
‫تعريف الضريبة‬
‫توجد عدة تعار يف للضريبة بمفهومها التقليدي والحديث فتعرف الضريبة على أنها‬
‫"فريضة إلزامية يلتزم المكلف با داءها للدولة تبعا لمقدرته على الدفع بغض النظر عن المنافع التي‬
‫‪2‬‬
‫تعود عليه من وراء الخدمات التي تؤديها السلطات العامة‬
‫وتعرف على أنها"‪:‬هي مساهمة نقدية تفرض على المكلفين بها حسب قدراتهم التساهمية والتي تقوم‬
‫عن طريق السلطة بتحويل األموال المحصلة وبشكل نهائي ودون مقابل محدد نحو تحقيق األهداف‬
‫المحددة من قبل السلطات العامة ‪F‬‬
‫وكذلك تعرف على أنها"‪:‬مبلغ من المال تفرضه الدولة وتجنيه من المكلفين بصورة جبرية نهائية‬
‫دون مقابل في سبيل تغطية النفقات العمومية أوفي سبيل تدخل الدولة فقط‪F" 54 . 3‬‬
‫ومنه يمكن القول أن الضريبة هي اقتطاع نقدي إجباري بدون مقابل وبصورة نهائية تقوم به الدولة‬
‫وفقا لقواعد قانونية‪ ,‬وهذا االقتطاع يكون من أموال األشخاص سواء كانوا طبيعيين أو معنويين‪,‬‬
‫ويتم هذا االقتطاع وفق مقدرتهم من أجل تحقيق المنفعة العامة‬
‫‪4‬‬
‫‪1/2‬الحوافز الضريبية‪:‬‬
‫‪2/‬اإلعفاءات الضريبية‪ :‬اي تنازل الدولة لبعض االشخاص عن مبلغ الضرائب الواجب سدادها‬
‫مقابل التزامهم بممارسة نشاط معين في ظروف معينة‪ ،‬وقد يكون اإلعفاء دائم أو مؤقت‪.5‬‬
‫‪2/1/2‬التخفيضات الضريبية‪ :‬هي عبارة عن تقليص من قيمة الضريبة المتحققة مقابل االلتزام‬
‫ببعض الشروط ‪،‬كإعادة استثمار األرباح مثال‪ .‬وبصفة عامة تتبع التخفيضات الضريبية التوجهات‬
‫السياسة االقتصادية و االجتماعية للبلد‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫و تعتبر التخفيضات الضريبية أكثر جدوى من طريقة اإلعفاء الضريبي و ذلك لالعتبارات التالية‪:‬‬
‫أهم مشاكل استخدام طريقة اإلعفاء الضريبي هو أنها وسيلة يستخدمها المستثمر للتهرب الضريبي‬
‫خاصة في حالة المشروع ذو العمر اإلنتاجي قصير األجل‪ ،‬إن ما يهم المستثمر هو المعدل‬
‫الضريبي الذي يخضع له بعد فترة اإلعفاء‪،‬باعتبار هذا األخير مؤقت و هذا خاصة في حالة‬
‫المشروع ذو العمر اإلنتاجي طويل األجل‪.‬‬

‫‪ 1‬سحنون فاروق قياس اثر بعض المؤشرات الكمية لالقتصاد الكلي على االستثمار األجنبي المباشر دراسة حالة الجزائر‬
‫رسالة مجستير علوم االقتصادية جامعة فرحات عباس سطيف ‪ 2009/2010‬ص‪125‬‬
‫‪2‬عبد المنعم فوزي‪ ,‬المالية العامة و السياسات المالية‪ ,‬دارة النهضة العربية‪ ,‬بيروت‪1998, ,‬ص‪56‬‬
‫‪ 3‬حسن عوض‪ ,‬عبد الرؤوف قطيش‪ ,‬المالية العامة لموازنة الضرائب و الرسوم )دراسة مقارنة(‪ ,‬دار الخلود‪,‬‬
‫اإلسكندرية‪ ,‬الطبعة األولى‪1995, ,‬ص‪346.‬‬
‫‪ 4‬سالكي سعاد –مرجع سابق ص‪92‬‬
‫‪ 5‬قدي عبد المجيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪17.‬‬
‫‪ 6‬طالبي محمد‪ ،‬أثر الحوافز الضريبية و سبل تفعيلها في جذب االستثمار األجنبي المباشر في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬العدد ‪06،‬ص‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪3/1/2‬المعدالت التمييزية‪ :‬ويقصد بها تصميم جدول المعدالت (األسعار الضريبية )بحيث تحتوي‬
‫على عدد من المعدالت ‪ Tax Rates‬يرتبط كل منها بنتائج محددة لعمليات المشروع‪.‬فقد ترتبط هذه‬
‫المعدالت عكسيا مع حجم المشروع‪ ،‬أو مع حجم المستخدم فيه من العمالة الوطنية‪ ،‬أو مع أحجام‬
‫التصدير من منتجات المشروع‪ ،‬أو مع نسبة الحقائق من أهداف خطة التنمية االقتصادية‬
‫‪4/1/2‬نظام اإلهتالك المعجل‪ :‬يعرف اإلهتالك على " أنه توزيع لتكلفة األصل الثابت على سنوات‬
‫العمر اإلنتاجي المقدرة و له بشكل منتظم"و ‪ ،‬يقصد بنظام اإلهتالك المعجل كافة الطرق التي تؤدي‬
‫إلى استهالك قيمة التكلفة التاريخية لألصول الرأسمالية على فترة زمنية أقل من فترة عمرها‬
‫اإلنتاجي‪.‬‬
‫ولقد أثبتت التجارب بما ال يدع للشك تفوق هذا النوع من الحوافز الضريبية على كافة الحوافز‬
‫الضريبية األخرى‪ ،‬و عظم فعاليته و قدرته على مضاعفة أحجام االستثمارات في المجاالت‬
‫المرغوبة و في التوقيت المناسب لتحقيق أهداف المجتمع‪.‬‬
‫‪5/1/2‬إمكانية ترحيل الخسائر إلى السنوات الالحقة‪ :‬و تشكل هذه التقنية وسيلة المتصاص اآلثار‬
‫الناجمة عن تحقيق خسائر خالل سنة معينة‪ ،‬وهذا بتحميلها على السنوات الالحقة حتى ال يؤدي ذلك‬
‫إلى تآكل رأس مال المشروع‬
‫أنواع الحوافز المالية الرئيسية لالستثمار األجنبي المباشر‬
‫حوافز مبنية على الربح ‪ :‬تخفيض المعدل القياسي لضريبة الدخل‪"،‬إعفاءات ضريبية ‪،‬السماح‬
‫للمستثمر بخصم الخسائر التي تكبدها أثناء فترة ما من األرباح التي يكسبها الحقا‪.‬‬
‫إعفاء بعض المشاريع االستثمارية من الضرائب على األرباح بعد انطالق مرحلة التشغيل لمدة‬
‫‪1‬‬
‫طويلة تصل أحيانا إلى ‪15‬عاما‬
‫كماال تفرض ضرائب على األرباح التي تولدها االستثمارات األجنبية إذا تم إعادة تثميرها في الدولة‬
‫‪2‬‬
‫المضيفة‬
‫مبنية على االستثمار الرأسمالي‪ :‬إهالك أصول بمعدل متسرع ‪،‬عالوة استثمار وإ عادة استثمار‪.‬‬
‫مبنية على العمل ‪ :‬تخفيضات في مساهمة التأمين االجتماعي‪،‬خصم في العوائد الخاضعة للضريبة‬
‫بناءا على عدد المستخدمين أو بناء على نفقات أخرى تتعلق بالعمل‪.‬‬
‫مبنية على المبيعات ‪ :‬تخفيضات في ضريبة الدخل بناء على حجم المبيعات الكلي‪.‬‬
‫مبنية على القيمة ‪ :‬المضافة تخفيضات في ضريبة الدخل أو اعتمادات ضريبية بناء على‬
‫المحتوى المحلي الصافي في المنتجات‪،‬منح اعتمادات ضريبة دخل بناء على القيمة الصافية‬
‫المكتسبة‪.‬‬
‫‪ 1‬قادري عبدالعزيز‪ ،‬اإلستثمارات الدولية‪ :‬التحكيم التجاري الدولي ضمان اإلستثمارات‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار هومة‪،‬‬
‫الجزائر‪ 2006 ،‬ص ‪(127-126‬بتصرف)‬
‫‪ 2‬عمار زودة مرجع سابق ص‪187‬‬
‫‪59‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫مبنية على نفقات أخرى ‪ :‬بعينها تخفيضات في ضريبة الدخل بناء على النفقات المتعلقة بنشاطات‬
‫التسويق و الترويج مثال‬
‫مبنية على الواردات ‪ :‬إعفاء من رسوم الواردات على السلع الرأسمالية ‪،‬المعدات أو المواد‬
‫الخام‪،‬قطع الغيار و المدخالت المتعلقة بعملية اإلنتاج‬
‫مبنية على الصادرات ‪ :‬ضريبة تفضيلية لعائدات الصادرات‪،‬تخفيض ضريبة الدخل على النشاطات‬
‫المدرة للنقد األجنبي أو الصادرات المصنعة ‪،‬اعتماد ضريبة للمبيعات المحلية مقابل األداء في مجال‬
‫الصادرات متعلقة بالمدخالت مثال استرداد الرسوم اعتمادات ضريبة دخل للمحتوى المحلي الصافي‬
‫‪1‬‬
‫في الصادرات‪ ,‬خصم النفقات الخارجية ما وراء البحار و عالوة رأس المال للصناعات التصديرية‬

‫‪ - 02‬واقع االستثمار األجنبي المباشرفي الجزائر‬

‫لقد تبنت الجزائر منذ أواخر الثمانينات سياسة االنفتاح االقتصادي‪ ، ،‬والرامية إلى معالجة‬
‫االختالالت التي تعتري االقتصاد الوطني ‪ ،‬فقد عمدت إلى تحسين مناخها االستثماري وتطهير بيئة‬
‫أعمالها من خالل توفير اإلطار القانوني والتنظيمي من اجل الظفر بأكبر قدر ممكن من تدفقات‬
‫االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬باإلضافة إلى العمل على تحسين مؤشرات االقتصاد الكلي ومحاولة‬
‫جعلها أكثر استقرارا وفي مستويات مقبولة ‪ ،‬و التي من أبرزها تخفيض مستويات البطالة ‪ ،‬التي‬
‫‪2‬‬
‫تعتبر من أخطر المشاكل التي تواجه االقتصاد الجزائري ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أوال االستثمارات الواردة‪:‬‬
‫نجحت الجزائر فـي عام ‪2014‬فـي جذب استثمارات أجنبية مباشرة قيمتها ‪1488‬مليون دوالر وذلك‬
‫حسب تقديرات االونكتاد تمثل ما نسبته ‪3.4%‬من اإلجمالي العربي لنفس العام‪.‬‬
‫كما بلغت أرصدة االستثمارات األجنبية المباشرة الواردة إلى الجزائر بنهاية عام ‪2014‬نحو‬
‫‪26.8‬مليار دوالر تمثل ‪3.6%‬من اإلجمالي العربي خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫أما فـيما يتعلق بنشاط الجزائر على سعيد االستثمارات األجنبية المباشرة الجديدة (‪) Greenfield‬‬
‫تسير قاعدة بيانات ‪FDI Markets‬التابعة‬
‫لمؤسسة فاينانسيال تايمز العالمية خالل الفترة ما بين يناير ‪2003‬ومايو ‪2015‬‬

‫‪ 1‬محمد عبد العزيز عبد هللا عبد‪ ،‬االستثمار األجنبي المباشر في الدول اإلسالمية في ضوء االقتصاد اإلسالمي ‪ ،‬دار‬
‫النفائس للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬الطبعة األولى‪ 2005،،‬ص‪76‬‬
‫‪ .2‬أ‪ /‬بن إبراهيم الغالي ‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪ 3‬تقرير مناخ االستثمار للمؤسسة العربية لضمان االستثمار وائتمان الصادرات ص ‪118‬‬
‫‪http://www.iaigc.net/UserFiles/file/ar/Climate-2015-Ar.pdf‬‬

‫‪60‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫بلغ عدد مشروعات االستثمار األجنبي المباشر فـي الجزائر ‪375‬مشروعا يتم تنفـيذها من قبل‬
‫‪306‬شركات عربية وأجنبية‪ ،‬وتشير التقديرات إلى‬
‫أن التكلفة االستثمارية اإلجمالية لتلك المشروعات تبلغ نحو ‪68‬مليار دوالر وتوظف نحو ‪ 93‬ألف‬
‫عامل‪.‬‬
‫حلت اإلمارات وإ سبانيا وفرنسا وفـيتنام وسويسرا ومصر والمملكة المتحدة والواليات المتحدة‬
‫والصين ولكسمبورج على التوالي فـي قائمة أهم الدول‬
‫المستثمرة فـي الجزائر حسب التكلفة االستثمارية للمشروعات‪ ،‬فـيما بلغت حصة اإلمارات وإ سبانيا‬
‫وفرنسا نحو ‪43%‬من اإلجمالي‪.‬‬
‫تتركز االستثمارات العربية واألجنبية الواردة إلى الجزائر فـي قطاعات الفحم والنفط والغاز بنسبة‬
‫‪28.1%‬والمعادن ‪21.1%‬والعقار بنسبة‬
‫تصدرت شركة اإلمارات لالستثمارات الدولية قائمة أهم ‪10‬شركات مستثمرة فـي الجزائر حيث‬
‫تنفذ مشروعا ضخما بتكلفة استثمارية تقدر بنحو ‪5‬مليارات دوالر‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬االستثمارات الصادرة‪:‬‬
‫لم يرصد االونكتاد تدفقات استثمارية صادرة عن الجزائر خالل العام ‪2014 .‬‬
‫‪-‬كما بلغت أرصدة االستثمارات األجنبية المباشرة الصادرة من الجزائر بنهاية عام ‪2014‬نحو‬
‫‪1.7‬مليار دوالر تمثل ‪0.2%‬من اإلجمالي العربي خالل نفس الفترة‬
‫‪-‬أما فـيما يتعلق بنشاط الجزائر االستثماري فـي الخارج حسب قاعدة بيانات ‪ FDI Markets‬خالل‬
‫الفترة ما بين يناير ‪2003‬ومايو ‪2015‬فيشير‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬بلغ عدد مشروعات االستثمار األجنبي المباشر الجزائرية فـي الخارج ‪15‬مشروعا يتم تنفـيذها من‬
‫قبل الشركات الجزائرية‪ ،‬وتشير التقديرات إلى أن‬
‫التكلفة االستثمارية اإلجمالية لتلك المشروعات تبلغ نحو ‪1.7‬مليار دوالر وتوظف نحو ‪3‬أالف‬
‫عامل‪.‬‬
‫•حلت اليمن وكوتدي فوار والدومينيك وتونس وإ سبانيا والعراق والواليات المتحدة وسيريالنك‬
‫وإ يطاليا على التوالي فـي قائمة أهم الدول المستقبلة‬

‫‪61‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫‪62‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫المصدر ‪ :‬تقرير مناخ االستثمار للمؤسسة العربية لضمان االستثمار وائتمان الصادرات‬
‫‪http://www.iaigc.net/UserFiles/file/ar/Climate-2015-Ar.pdf‬‬

‫‪63‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫ولقد سجلت الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار في ‪ 2015‬انخفاضا في التصريح بالمشاريع‬


‫االستثمارية‪ ،‬وهذا بنسبة ‪ ٪33‬من حيث القيمة و‪ 20‬بالمائة من حيث العدد على أساس سنوي‪.‬‬
‫وتظهر الحصيلة السنوية للوكالة‪ ،‬أن عدد المشاريع االستثمارية المصرح بها في ‪ 2015‬بلغ‬
‫‪ 7.950‬مشروعا بقيمة ‪ 1.473‬مليار دج مقابل ‪ 9.904‬مشروع في ‪ 2014‬بقيمة ‪ 2.200‬مليار‬
‫دج‪.‬‬
‫ومن بين المشاريع المسجلة في العام الماضي يوجد ‪ 7.838‬مشروع بقيمة ‪ 1.360‬مليار دج صرح‬
‫بها مستثمرون وطنيون (‪ ٪98.6‬من إجمالي المشاريع) مقابل ‪ 9.799‬مشروع في ‪.2014‬‬
‫أما بقية المشاريع (‪ 112‬مشروعا بقيمة ‪ 113.14‬مليار دج) فهي شراكات جزائرية ‪ -‬أجنبية تمثل‬
‫من إجمالي االستثمارات‪ ،‬مقابل ‪ 105‬مشروع في ‪2014‬‬ ‫‪٪1.4‬‬
‫ومن شأن هذه االستثمارات المسجلة في‪ 2015‬أن تنشئ ‪ 143.330‬منصب عمل مباشر‪:‬‬
‫‪ 128.379‬منها من خالل المشاريع الوطنية و‪ 14.951‬منصب من خالل مشاريع الشراكة‬
‫كما تشير حصيلة الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار إلى أن معظم المشاريع المسجلة بها في ‪2015‬‬
‫قام بالتصريح بها مستثمرون خواص (‪ 7.788‬مشروع بقيمة ‪ 1.140‬مليار دج‪ ،‬يمكن أن تشغل‬
‫‪ 131.057‬شخص) مقابل حصة ضئيلة للمستثمرين العموميين (‪ 146‬مشروع بقيمة ‪ 298‬مليار‬
‫دج يمكن أن تشغل ‪ 8.256‬شخص) وكذا المشاريع المختلطة (‪ 16‬مشروع بقيمة ‪ 36.2‬مليار دج‬
‫يمكن أن تشغل ‪ 4.017‬شخص‬
‫أما فيما يتعلق بطبيعة االستثمارات فقد تم تسجيل ‪ 4.638‬مشروعا استثماريا جديدا (‪ 853‬مليار‬
‫دج) مقابل ‪ 3.135‬مشروع توسعة (‪ 596‬مليار دج) و‪ 149‬مشروع تأهيل (‪ 11.63‬مليار دج) و‬
‫‪ 28‬مشروع تأهيل وتوسعة ‪ 13.13‬مليار دج‬
‫وحول قطاعات النشاط‪ ،‬تظهر أرقام الوكالة أن ‪ 2.572‬مشروعا بقيمة ‪ 174.3‬مليار دج تنتمي‬
‫لقطاع النقل أي بنسبة ‪ ٪32.3‬من إجمالي المشاريع‬
‫ويأتي قطاع الصناعة ثانيا (‪ 2.124‬مشروع بقيمة ‪ 755.4‬مليار دج) بنسبة ‪ 26.8‬بالمائة متبوعا‬
‫بالبناء واألشغال العمومية والري (‪ 1.468‬مشروع بقيمة ‪ 126.4‬مليار دج) بنسبة ‪ ٪74.81‬من‬
‫إجمالي استثمارات ‪.2015‬‬
‫وتتمثل القطاعات الصناعية المعنية أكثر في الصناعات الغذائية (‪ 613‬مشروعا) ومواد البناء (‬
‫‪ )409‬والمواد الكيميائية والمطاط والبالستيك (‪ )372‬وصناعة الصلب والفوالذ والميكانيك‬
‫والكهرباء (‪ )344‬والخشب وصناعة الورق (‪ )185‬والمنسوجات (‪.)68‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يوجد ‪ 55‬مشروعا مصرحا به يخص المناجم والمحاجر مقابل ‪ 27‬مشروعا‬
‫لصناعة الجلود واألحذية و‪ 20‬للمياه والطاقة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫وسجل قطاع الخدمات ‪ 1176‬مشروعا بقيمة ‪ 194.15‬مليار دينار متبوعا بالفالحة ‪ 244‬مشروعا‬
‫بـ‪ 53.5‬مليار دج‪ ،‬السياحة (‪ 232‬مشروعا بـ‪ 140‬مليار دينار جزائري والصحة ‪ 134‬مشروعا‬
‫‪ 30.5‬مليار دج‪.‬‬
‫الجنوب ”منسي” من حيث االستثمارات‬
‫وحسب المنطقة يأتي شمال ‪ -‬وسط البالد في المرتبة األولى بـ‪ 2.756‬تصريح باالستثمارات (‬
‫‪ 538.32‬مليار دج و‪ 51.729‬منصب شغل) تليها المنطقة الشمالية الغربية بـ‪ 1.184‬تصريح (‬
‫‪ 238.71‬مليار دج و‪ 26.272‬منصب شغل) والشمال الشرقي بـ‪ 1068‬مشروعا (‪ 209‬مليار دج‬
‫و‪ 18834‬وظيفة)‪.‬‬
‫وبالنسبة للهضاب العليا بلغ عدد التصريحات باالستثمار ‪ 1.098‬مشروعا بالنسبة للهضاب العليا‬
‫الشرقية (‪ 208.6‬مليار دج و‪ 20.425‬منصب شغل) متبوعة بالهضاب العليا الوسطى بـ‪441‬‬
‫مشروعا (‪ 95.55‬مليار دج و‪ 8184‬منصب شغل) والهضاب العليا الغربية ب ‪ 238‬مشروعا (‬
‫‪ 27.91‬مليار دج و‪ 3.614‬منصب شغل)‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمنطقة جنوب البالد فقد سجلت الوكالة ‪ 771‬تصريح باالستثمار في الجنوب الشرقي (‬
‫‪ 129.64‬مليار دج و‪ 10.881‬منصب شغل) يليها الجنوب الغربي بـ‪ 291‬تصريح (‪ 17.42‬مليار‬
‫دج و‪ 384 2‬فرصة عمل) والجنوب الكبير بـ‪ 103‬مشروعا مصرح به (‪ 8.23‬مليار دج و‪1.007‬‬
‫فرص عمل) ‪.‬‬
‫وتعد الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار التي أنشئت عام ‪ 2001‬محل وكالة الترقية ودعم ومتابعة‬
‫االستثمار ”آبسي” الجهة المسؤولة عن تسهيل وتشجيع ومرافقة المستثمرين في الجزائر‪.1‬‬
‫إلى جانب هذا فان الجزائر مازالت تواصل جهودها من جلب االستثمارات األجنبية و ذلك بتكثيف‬
‫الندوات و الزيارات إلى البلدان العربية و األجنبية و التوقيع على مجموعة من االتفاقيات للتعاون‬
‫االقتصادي‪ .‬زيادة على هذا كله فان هناك تطورات سريعة ايجابية خالل هذه السنوات ‪ ,‬كما تملك‬
‫الجزائر المؤهالت و عناصر تنفسية لجذب االستثمارات و هذا ما يتفق عليه جميع االقتصاديين‬
‫المحللين و خاصة أن مناخ االستثمار الحالي يساعد على ذلك و أهم العناصر التي تساعد ذلك واقع‬
‫االقتصاد الجزائري ‪ ,‬اإلطار التشريعي‪ ،‬والتنظيمي واإلداري خاصة قانون االستثمار ‪ ,‬زيادة على‬
‫القدرات الذاتية للبالد‪.‬‬

‫خالصة الفصل‬

‫‪ 1‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار في ‪WWW.andi.dz 2015‬‬


‫‪65‬‬
‫المباشر(دراسة تطبيقية على الجزائر)‬ ‫الفصل الثالث دور السياسة المالية في استقطاب االستثمار األجنبي‬

‫من خالل دراستنا للسياسة المالية المطبقة في الجزائر خالل الفترة المدروسة اتضح لنا‬
‫أّن السياسة االنفاقية تميزت بنمو اإلنفاق العام وارتف‪B‬اع معدالت‪B‬ه من س‪B‬نة ألخ‪B‬رى ط‪B‬ول ف‪BB‬ترة الدراس‪B‬ة‬
‫لسنوات األولى ‪ 2012-2008‬نظرا لتوسع نشاط الدولة وقد مثلت نفقات التسيير خالل الفترة كله‪BB‬ا‬
‫حوالي ‪ %72‬كمتوسط عام بينما مثلت نفقات التجهيز حوالي ‪ % 37‬من النفق‪BB‬ات العام‪BB‬ة في أحس‪BB‬ن‬
‫األحوال‪،‬أما الس‪B‬نوات األخ‪B‬يرة ع‪B‬رفت تراج‪B‬ع في حجم النفق‪B‬ات العام‪B‬ة بس‪B‬بب اإلج‪B‬راءات االحترازي‪B‬ة‬
‫نتيج‪BB‬ة ت‪BB‬أثر المالي‪BB‬ة العام‪BB‬ة من االنخف‪BB‬اض في أس‪BB‬عار الب‪BB‬ترول من‪BB‬ذ منتص‪BB‬ف س‪BB‬نة ‪ 2014‬حيث أنعكس‬
‫أثر الصدمة الخارجية على المالية العامة‬
‫أم ‪BB‬ا اإلي ‪BB‬رادات العام ‪BB‬ة لق‪BB‬د ع‪BB‬رفت تزاي ‪BB‬د متذب ‪BB‬ذب خالل ف ‪BB‬ترة الدراس ‪BB‬ة ال ‪BB‬تي اس ‪BB‬تمر اعتماده ‪BB‬ا‬
‫بدرج ‪BB‬ة كب ‪BB‬يرة على الجباي ‪BB‬ة البترولي ‪BB‬ة حيث مثلت ه ‪BB‬ذه األخ ‪BB‬يرة نس ‪BB‬بة أك ‪BB‬بر من ‪ %60‬ط ‪BB‬وال س ‪BB‬نوات‬
‫الدراسة‪ ،‬ولهذا أصبح االقتصاد الوطني عرضة للمتغيرات الخارجي‪BB‬ة وخاص‪BB‬ة المتعلق‪BB‬ة بأس‪BB‬عار النف‪BB‬ط‬
‫لم ‪BB‬ا ل ‪BB‬ه من ت ‪BB‬أثير ب ‪BB‬الغ على المالي ‪BB‬ة العام ‪BB‬ة و ال ‪BB‬تي تعتم ‪BB‬د اعتم ‪BB‬ادا كب ‪BB‬يرا على الض ‪BB‬ريبة البترولي ‪BB‬ة في‬
‫اتس‪BB‬اع عج‪BB‬ز الميزاني‪BB‬ة وتآك‪BB‬ل م‪BB‬وارد ص‪BB‬ندوق ض‪BB‬بط اإلي‪BB‬رادات ‪ .‬أم‪BB‬ا يتعل‪BB‬ق بوض‪BB‬ع الت‪BB‬وازن الع‪BB‬ام‬
‫لالقتص‪BB‬اد الجزائ‪BB‬ري فإن‪BB‬ه يع‪BB‬اني من مش‪BB‬كالت أساس‪BB‬ية وجوهري‪BB‬ة تعكس في واق‪BB‬ع األم‪BB‬ر حقيق‪BB‬ة انع‪BB‬دام‬
‫الت‪BB B‬وازن الب‪BB B‬نيوي بص‪BB B‬ورة عام‪BB B‬ة‪ ،‬وبعب‪BB B‬ارة أخ‪BB B‬رى أن الخل‪BB B‬ل يعت‪BB B‬بر هيكلي‪BB B‬ا في األس‪BB B‬اس وق‪BB B‬د تمثلت‬
‫اإلختالالت في نمو النفقات العامة بمعدالت أكبر من اإليرادات العامة المتاحة والمحدودة المصادر‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق بتأثير السياسة المالية على االستثمار األجنبي المباشر فان التطورات التي عرفتها‬
‫السياسة المالية خالل فترة الدراسة كان لها اثر واضح على مناخ االستثمار فقانون االستثمار ‪-93‬‬
‫‪ 12‬أو األمر ‪ 03-01‬حمل من االمتيازات الضريبية ما لم تحمله الكثير من القوانين في الدول‬
‫النامية إال انه وبالمقارنة مع ما التدفق من االستثمارات األجنبية يمكن القول أن تكاليفها كانت‬
‫اكبر من منافعها كما أنها تسببت في ضياع إيرادات ضريبية كان من الممكن تحصيلها (اذ لم‬
‫يتواجد حافز ) و الذي اثر سلبا على الموازنة العامة وخفض من إمكانيات إنفاق الدولة خاصة‬
‫على البنية التحتية‬
‫ولقد كان تأثير اإلنفاق العام في الجزائر طفيفا على مناخ االستثمار وذلك بالنظر إلى رصيدها من‬
‫االستثمار األجنبي المباشر كما أن السياسة المالية في الجزائر ضعيفة من الناحية الفعلية في التأثير‬
‫على االستثمار األجنبي المباشر رغم التدفق في االستثمار وما أنفقته الدولة وما منحته من حوافز‬
‫وامتيازات ضريبية ‪.‬‬

‫‪66‬‬

You might also like