You are on page 1of 30

‫المختصر المفيد في أصول الفقه بثوبه الجديد‬

‫اعداد‬
‫الشيخ علي االصولي‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف خلقه أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين‪.‬‬
‫وبع ‪##‬د ‪ :‬ه ‪##‬ذا مختص ‪##‬ر لفهم مب ‪##‬ادىء أص ‪##‬ول الفق ‪##‬ه كتبت ‪##‬ه قب ‪##‬ل س ‪##‬نوات وآن اآلوان لنش ‪##‬ىره تمهي ‪##‬دا لطبع ‪##‬ه‬
‫حاولت فيه إختصار العبارة وضغطها م‪#‬ا أمكن للوق‪#‬وف على خارط‪#‬ة علم األص‪#‬ول بش‪#‬كل مختص‪#‬ر واهلل‬
‫من وراء القصد‬
‫مقّد مة ‪:‬‬
‫من الضرورة بمكان تحص‪#‬يل مقّد م‪#‬ة تص‪ّ#‬و رية ألي علم ك‪#‬ان لمعرف‪#‬ة معن‪#‬اه بالح‪ّ#‬د أو الرس‪#‬م‪ .‬وبالت‪#‬الي يتم‬
‫معرفة موضوعه [ عوارضه الذاتية ] تمييزا له عن غيره‪ .‬وبالنتيجة غايته‪ .‬والمقّد مة فيما نحن فيه غير‬
‫مقّد مة الكتاب‪ .‬ألن مقّد مة العلم لها دخل في أجزائه فالحظ‪.‬‬
‫تعريف علم األصول ‪ :‬علم األصول هو علم بالعناصر المشتركة في عملّية إستنباط الحكم الشرعي‪.‬‬
‫موضوع علم األصول ‪ :‬بناء على كون لكل علم موضوع فيكون موضوع علم أصول الفقه‪ :‬هو ك‪##‬ل م‪##‬ا‬
‫يصّلح للحجّي ة بالفقه‪ .‬إذ أننا نعلم بوجود تكاليف شرعية وبالتالي يحصل عندنا علم إجمالي بوجود حجج‬
‫يحتّج بها المولى تعالى‪ .‬ونحتّج عليه في إثبات األحكام الشرعية وإ متثالها‪ .‬بالنتيج‪##‬ة وج‪##‬ود الحّج ة معل‪##‬وم‬
‫والمطلوب تشخيص الحجة وتعّي ناتها [ كخبر الواحد والشهرة والظواهر ] ونحو ذلك‪ .‬وبالنتيجة ال يمكن‬
‫تشخّيص تلك الحجّج وتعّيناتها إال بعلم أصول الفقه‪.‬‬
‫ومهمة األصولي هو البحث عن كل ما يصّلح أن يكون دليال [ كبرى قياس اإلستنباط ] والبرهنة عليها‪.‬‬
‫من األدلة المقررة وهي [ الكتاب والسنة والعقل واإلجماع ]‬
‫ولذا قالوا ‪ :‬أن علم األصول يدرس في الحقّي قة األدلة المشتركة في علم الفقه إلثبات دليلّيتها‪.‬‬
‫تعري ‪##‬ف الحكم ‪ :‬ه ‪##‬و عب ‪##‬ارة عن إعتب ‪##‬ار نفس ‪##‬اني من الم ‪##‬ولى والم ‪##‬برز له ‪##‬ذا اإلعتب ‪##‬ار ه ‪##‬و اإلنش ‪##‬اء أو ق ‪##‬ل‬
‫الحكم ه‪## #‬و التش‪## #‬ريع الص‪## #‬ادر من اهلل تع‪## #‬الى لتنظيم حي‪## #‬اة اإلنس‪## #‬ان‪ .‬والخطاب‪## #‬ات الش‪## #‬رعية م‪## #‬برزة للحكم‬
‫وكاشفة عنه وليست هي الحكم الشرعي نفسه‪.‬‬
‫والخالص‪##‬ة ‪ :‬أن األحك‪##‬ام التكلّيفي‪##‬ة عب‪##‬ارة عن اإلعتب‪##‬ار الص‪##‬ادر من الم‪##‬ولى من حيث االقتض‪##‬اء والتخي‪##‬ير‬
‫وما سواها كله أحكام وضعية‪ .‬سواء كان متعّلق‪#‬ا بفع‪##‬ل المكل‪##‬ف كالش‪##‬رطية والمانعي‪##‬ة والص‪##‬حة والفس‪##‬اد ام‬
‫ال ‪ .‬كالملكي‪##‬ة والزوجي‪##‬ة وغيرهم‪##‬ا‪ .‬فك‪##‬ل إعتب‪##‬ار من الش‪##‬ارع س‪##‬وى األحك‪##‬ام الش‪##‬رعية الخمس‪##‬ة [ وج‪##‬وب‬
‫حرمة كراهة إستحباب إباحة ] أحكام وضعية فأفهم ‪.‬‬
‫الحكم ينقسم إلى ‪:‬‬
‫‪ ) ١‬الحكم التكليفي‪.‬‬
‫‪ ) ٢‬الحكم الوضعي‪.‬‬
‫فما تعلق على جهة الطلب او التخيير فهو حكم تكليفي‪ .‬وما تعلق على جهة الوضع ك‪##‬ان الحكم وض‪##‬عيا‪.‬‬
‫واألول من قبي ‪## #‬ل الوج ‪## #‬وب والحرم ‪## #‬ة واإلس ‪## #‬تحباب والكراه ‪## #‬ة‪ .‬والث ‪## #‬اني كالزوجي ‪## #‬ة والحري ‪## #‬ة والنجاس ‪## #‬ة‬
‫والصحة والبطالن‪ .‬ويمكن القول على ح‪ّ#‬د تعب‪#‬يرهم الحكم التكليفي ه‪#‬و اإلعتب‪#‬ار الص‪##‬ادر من الم‪#‬ولى من‬
‫حيث اإلقتض‪##‬اء والتخي‪##‬ير‪ .‬والوض‪##‬عي ه‪##‬و اإلعتب‪##‬ار الش‪##‬رعي ال‪##‬ذي ال يض ‪ّ#‬م ن اإلقتض‪##‬اء والتخي‪##‬ير‪ .‬غاي‪##‬ة‬
‫الحكم االول يتعل‪## #‬ق بأفع‪## #‬ال اإلنس‪## #‬ان والموج‪## #‬ه لس‪## #‬لوكه مباش‪## #‬رة في مختل‪## #‬ف ج‪## #‬وانب حيات‪## #‬ه الشخص‪## #‬ية‬
‫والعبادي ‪##‬ة والعائلي ‪##‬ة واإلجتماعي ‪##‬ة‪ .‬والحكم الث ‪##‬اني ه ‪##‬و ال ‪##‬ذي ال يك ‪##‬ون موّج ه ‪##‬ا مباش ‪##‬را لإلنس ‪##‬ان في أفعال ‪##‬ه‬
‫وسلوكه‪ .‬من قبيل تنظيم العالقات الزوجية ونحو ذلك‪.‬‬
‫(‪)١‬‬
‫إذن‪ :‬الحكم مرة يسمى بالحكم التكليفي ومرة أخرى يسمى بالحكم الوضعي‪.‬‬
‫الحكم التكليفي‪ :‬هو الوجوب والندب والحرمة والكراهة واإلباحة‪.‬‬
‫ف ‪##‬الوجوب والحرم ‪##‬ة يلتقي ‪##‬ان ب ‪##‬اإللزام المؤك ‪##‬د والمش ‪ّ#‬د د ويفترق ‪##‬ان بك ‪##‬ون الوج ‪##‬وب يلح ‪##‬ظ في ‪##‬ه إل ‪##‬زام الفع ‪##‬ل‬
‫والحرمة يلحظ فيها إلزام الترك‪.‬‬
‫والوج‪#‬وب أم‪#‬ا أن يك‪#‬ون‪ :‬عيني‪#‬ا كالص‪#‬الة ونحوه‪#‬ا‪ .‬وأم‪#‬ا أن يك‪#‬ون كفائي‪#‬ا ك‪#‬رد الس‪#‬الم والعم‪#‬ل بالص‪#‬ناعات‬
‫والحرف ونحو ذلك‪.‬‬
‫وكذا يقّس م [أي الوجوب] إلى التعييني‪ :‬وهو الوج‪#‬وب ال‪#‬ذي يتعّل ق بفع‪#‬ل بعين‪#‬ه وال ي‪#‬رخص في ترك‪#‬ه إلى‬
‫بدل‪ .‬كصوم شهر رمضان‪.‬‬
‫وتخييري‪ :‬وهو الوجوب الذي يتعّلق بأحد الشيئين أو األش‪##‬ياء على الب‪##‬دل‪ .‬كخص‪##‬ال افط‪##‬ار ي‪##‬وم من ش‪##‬هر‬
‫رمضان تعمدا‪ .‬حيث يتخير المكلف بين عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينًا‪.‬‬
‫وهن‪##‬ا تقس‪##‬يمات أخ‪##‬رى من قبي‪##‬ل الوج‪##‬وب الم‪##‬ؤقت وغ‪##‬ير الم‪##‬ؤقت والمض‪##‬يق والموس‪##‬ع والمطل‪##‬ق والمقّي د‪.‬‬
‫والمطلق يقّس م إلى منجز ومعلق‪ .‬ووجوب تعبدي وتوصلي‪ .‬ومحدود وغير محدود ونفس‪##‬ي وغ‪#‬يري كم‪##‬ا‬
‫ه‪## #‬و م‪## #‬ذكور في المط‪## #‬والت‪ .‬وك‪## #‬ل ه‪## #‬ذه التقس‪## #‬يمات باألص‪## #‬ل ن‪## #‬اظرة بلحاظاته‪## #‬ا وحيثياته‪## #‬ا وأص‪## #‬لها ه‪## #‬و‬
‫الوج‪##‬وب‪ .‬بالت‪##‬الي الوج‪##‬وب‪ :‬ه‪##‬و اإلل‪##‬زام بالفع‪##‬ل كالص‪##‬الة‪ .‬والن‪##‬دب ه‪##‬و ال‪##‬دعوة بغ‪##‬ير إل‪##‬زام كالص‪##‬الة في‬
‫المسجد‪ .‬والحرمة ‪ :‬هو اإللزام بالترك كش‪#‬رب الخم‪#‬ر‪ .‬والكراه‪#‬ة‪ :‬هي ال‪#‬دعوة إلى ال‪#‬ترك من غ‪#‬ير إل‪#‬زام‬
‫كالوض ‪##‬وء بالم ‪##‬اء المس‪ّ# #‬خ ن بالش ‪##‬مس‪ .‬واإلباح ‪##‬ة‪ :‬وتس ‪##‬مى ب ‪##‬الحكم التخي ‪##‬يري بين الفع ‪##‬ل وال ‪##‬ترك من دون‬
‫ترجيح كش‪#‬رب الم‪#‬اء في الح‪#‬االت غ‪#‬ير االض‪#‬طرارية‪ .‬ه‪#‬ذا كل‪#‬ه على مس‪#‬توى الحكم التكليفي‪ .‬وأم‪#‬ا الحكم‬
‫الوضعي‪ :‬فهو ما ال يتضمن اإلقتضاء والتخيير كما ذكرنا كاعتبار شيء سببا أو ش‪##‬رطًا أو مانع‪##‬ا لش‪##‬يء‬
‫آخ‪##‬ر‪ .‬مثال قط‪##‬ع الي‪##‬د س‪##‬ببًا للس‪##‬رقة‪ .‬واإلس‪##‬تطاعة ش‪##‬رطًا لوج‪##‬وب الحج‪ .‬والقت‪##‬ل مانع‪##‬ا من اإلرث على م‪##‬ا‬
‫ذكروا‪.‬‬
‫وق‪## #‬د ُذ ك‪## #‬ر في محل‪## #‬ه أن ه‪## #‬ذه التقّس يمات [تقس‪## #‬يمات الحكم التكليفي] بع‪## #‬د أن الحظ‪## #‬وا تن‪## #‬وع الحكم‪ .‬الى‬
‫ن‪##‬وعين‪ :‬الحكم ال‪##‬واقعي‪ :‬وه‪##‬و الحكم المجع‪##‬ول للش‪##‬يء بواقع‪##‬ه‪ .‬وين‪##‬وع إلى‪ :‬أولي‪ .‬وه‪##‬و م‪##‬ا جع‪##‬ل للش‪##‬يء‬
‫بواقع‪##‬ه بص‪##‬رف النظ‪##‬ر عن أي عن‪##‬وان ع‪#‬ارض مث‪##‬ل إباح‪##‬ة ش‪##‬رب الم‪##‬اء‪ .‬وث‪##‬انوي‪ .‬وه‪##‬و المجع‪##‬ول للش‪##‬يء‬
‫بمالحظة ما يطرأ علي‪#‬ه من ع‪#‬وارض تقتض‪#‬ي تغي‪#‬ير حكم‪#‬ه من األولي للث‪#‬انوي مث‪#‬ل وج‪#‬وب ش‪#‬رب الم‪#‬اء‬
‫إذا توقف إنقاذ الحياة عليه‪.‬‬
‫وفي قبال الحكم الواقعي‪ :‬الحكم الظاهري‪ .‬وهو الحكم المجعول للشيء عند الجهل بحكمه الواقعي‪ .‬مثل‬
‫الحكم بطهارة اإلناء الذي لم نعلم نجاسته‪.‬‬
‫(‪)٢‬‬
‫المبحث األول‪:‬‬
‫األدلة اإلجتهادية‪.‬‬
‫أول األدلة الشرعية هو القرآن الكريم وال خالف في حجيته عن‪##‬د الخاص‪##‬ة والعام‪##‬ة‪ .‬بع‪##‬د القط‪##‬ع بص‪##‬دوره‬
‫من الن‪##‬بي (ص) وثب‪##‬وت نس‪##‬بته هلل تع‪##‬الى‪ .‬بالت‪##‬الي يك‪##‬ون البحث في النص الس‪##‬تفادة أحك‪##‬ام التش‪##‬ريع‪ .‬وه‪##‬ذا‬
‫البحث كما يلحظ في النص القرآني كذلك يلحظ في النص الحديثي‪ .‬كونهما نص‪##‬وص لفظّي ة غاي‪##‬ة م‪##‬ا في‬
‫األم‪##‬ر أح‪##‬دهما منس‪##‬وب هلل واآلخ‪##‬ر منس‪##‬وب للمعص‪##‬وم‪ .‬نعم" النص الح‪##‬ديثي يحت‪##‬اج لمؤون‪##‬ة بدراس‪##‬ة الس‪##‬ند‬
‫عالوة على دراسة المتن‪ .‬وال يحتاج المتن القرآني إال ضبط الصحيح واألص‪##‬ح من وج‪##‬وه الق‪##‬راءات من‬
‫قبي‪##‬ل {وال تقرب‪##‬وُهّن ح‪##‬تى يطُه رن} البق‪##‬رة ‪ /٢٢٢ /‬حيث ق‪##‬رئت عب‪##‬ارة {يطُه رن} ب‪##‬التخفيف ال‪##‬ذي يعطي‬
‫ظهوره ‪## #‬ا في مع ‪## #‬نى النق ‪## #‬اء من دم الحيض‪ .‬وبالتش ‪## #‬ديد ال ‪## #‬ذي يعطي ظهوره ‪## #‬ا في مع ‪## #‬نى اإلغتس ‪## #‬ال من‬
‫الحيض‪ .‬وكال ه‪##‬ذين الظه‪##‬ورين ي‪##‬ترتب علي‪##‬ه حكم مثال على التخفي‪##‬ف يج‪##‬وز وطئ الزوج‪##‬ة قب‪##‬ل الغس‪##‬ل‬
‫وعلى التش‪##‬ديد يس‪##‬تفاد المن‪##‬ع من ال‪##‬وطئ إال بع‪##‬د الغس‪##‬ل‪ .‬ه‪##‬ذا من جه‪##‬ة من جه‪##‬ة أخ‪##‬رى معرف‪##‬ة الق‪##‬راءات‬
‫المشهورة من الشاذة ولزوم العمل أو القراءة وفق المشهورة دون األخرى على تفص‪#‬يل مط‪#‬ول ليس هن‪#‬ا‬
‫محله‪ .‬بالتالي كل ذلك مدعاة للنظر في النص الذي عرفوه‪ :‬بأنه‪ .‬اللف‪#‬ظ ال‪#‬ذي ي‪#‬دل على مع‪#‬نى واح‪#‬د فق‪#‬ط‬
‫وال تحتمل داللت‪#‬ه على مع‪#‬نى آخ‪#‬ر‪ .‬وه‪#‬ذا يع‪#‬ني النظ‪#‬ر والتأك‪#‬د من أن اللف‪#‬ظ نص في معن‪#‬اه للقط‪#‬ع ب‪#‬إرادة‬
‫المعنى الذي دل عليه اللفظ‪ .‬وليس هو من نوع النص الظ‪#‬اهر ال‪#‬ذي ه‪#‬و م‪#‬ا يحتم‪#‬ل في‪#‬ه معني‪#‬ان أو أك‪#‬ثر‪.‬‬
‫ومن هن ‪##‬ا وض ‪##‬عوا القواع ‪##‬د لتع ‪##‬يين ظ ‪##‬واهر األلف ‪##‬اظ ض ‪##‬من عن ‪##‬اوين األوام ‪##‬ر والن ‪##‬واهي والع ‪##‬ام والخ ‪##‬اص‬
‫والمطلق والمقّي د‪ .‬وعليه فإذا تم تعيين ظاهر اللفظ في معناه لزم على الفقيه األخذ به لقاع‪#‬دة الظه‪#‬ور‪ :‬إذ‬
‫أن ك ‪##‬ل ظه ‪##‬ور حج ‪##‬ة تبع ‪##‬ا لبن ‪##‬اء العقالء في التفاهم ‪##‬ات والمح ‪##‬اورات العرفي ‪##‬ة‪ .‬وه ‪##‬ذا األخ ‪##‬ذ مش ‪##‬روط بع ‪##‬د‬
‫التأكد من عدم وجود مانع باألخذ بالظاهر‪.‬‬
‫المتحص‪##‬ل‪ :‬ق‪##‬ال العّالم‪##‬ة الحّلي‪ :‬اللف‪##‬ظ المفي‪##‬د إن لم يحتم‪##‬ل غ‪##‬ير م‪##‬ا فهم عن‪##‬ه فه‪##‬و النص وإ ن احتم‪##‬ل ف‪##‬إن‬
‫تساويا فالمجمل‪ .‬وإ ال فالراجح ظاهر والمرجوح مؤّو ل [مبادئ الوصول] وبتعب‪##‬ير المحق‪#‬ق الحّلي‪ :‬النص‬
‫هو الكالم الذي يظهر إفادته لمعناه وال يتناول أكثر مما هو مقول فيه [المعارج]‬
‫بالنتيج‪##‬ة‪ :‬العل‪##‬ة ال‪##‬تي جعلت اللف‪##‬ظ ت‪##‬ارة من حص‪##‬ة النص وت‪##‬ارة أخ‪##‬رى من حص‪##‬ة الظ‪##‬اهر ه‪##‬و اإلس‪##‬تعمال‬
‫في خالف معن ‪##‬اه من عدم ‪##‬ه‪ .‬فك ‪##‬ل لف ‪##‬ظ لم يج ‪##‬ز في خالف معن ‪##‬اه ك ‪##‬ان نص ‪##‬ا في الدالل ‪##‬ة على معن ‪##‬اه وإ ن‬
‫أستعمل خالف معناه كان ظاهرًا‪ .‬وحكم الظاهر والنص وجوب العمل بهما عامين كانا ام خاصين‪.‬‬
‫(‪)٣‬‬
‫األوامر‪:‬‬
‫األمر في اللغة‪ :‬قول القائل لغيره‪ :‬أفعل‪ .‬كما نص الشاشي في [أصول الشاشي]‬
‫واألمر كلمة مؤلفة من الحروف (أ‪ .‬م‪ .‬ر) قيل إنها لفظ مشترك بين الطلب وغيره مما تستعمل فيه ه‪##‬ذه‬
‫الكلم‪##‬ة كالحادث‪##‬ة والش‪##‬أن والفع‪##‬ل‪ .‬كم‪##‬ا تق‪##‬ول جئت ألم‪##‬ر ك‪##‬ذا‪ .‬أو ش‪##‬غلني أم‪##‬ر‪ .‬أو أتى فالن ب‪##‬أمر عجيب‪.‬‬
‫وال يبع ‪##‬د أن كلم ‪##‬ة األم ‪##‬ر تس ‪##‬تعمل في غ ‪##‬ير الطلب ترج ‪##‬ع إلى مع ‪##‬نى وأح ‪##‬د ج ‪##‬امع بينهم ‪##‬ا وه ‪##‬و مفه ‪##‬وم ‪-‬‬
‫الشيء ‪ -‬فعلى هذا يكون األمر مشتركا بين معن‪#‬يين فق‪#‬ط هم‪#‬ا‪ .‬الطلب والش‪#‬يء‪ .‬هك‪#‬ذا ذك‪#‬روا‪ .‬ولص‪#‬احب‬
‫[الفصول الغروية] كالم ولصاحب [الكفاية] تفصيل وللمحقق النائيني في [اجود التقريرات] رأي ولتلميذه‬
‫المحقق الخوئي إش‪#‬كال على اس‪#‬تاذه‪ .‬وغ‪#‬ير ذل‪#‬ك من كالم مط‪#‬ول تج‪#‬ده في [فق‪#‬ه األص‪#‬ول في ش‪#‬رح منهج‬
‫األص‪##‬ول ج‪ ٣‬مبحث األوام‪##‬ر] وم‪##‬ا يهمن‪##‬ا في ه‪##‬ذا االختص‪##‬ار ه‪##‬و أن األم‪##‬ر‪ :‬عب‪##‬ارة عن طلب الفع‪##‬ل من‬
‫العالي إلى الداني‪ .‬وُي بحث األمر عندهم ‪ -‬مادة ‪ -‬أ ‪ .‬م ‪ .‬ر ‪ -‬وكل ما يشتق منها من أفعال من قبيل‪:‬‬
‫أمر‪ .‬يأمر‪ .‬مر‪ .‬وأسماء مثل‪ :‬آمر‪ .‬مأمور‪ .‬أمر‪.‬‬
‫ودالل‪##‬ة م‪##‬ادة األم‪##‬ر بمع‪##‬نى الطلب ظ‪##‬اهرة في الوج‪##‬وب‪ .‬وقي‪##‬ل إن‪##‬ه موض‪##‬وع لخص‪##‬وص الطلب الوج‪##‬وبي‬
‫وقي‪#‬ل لألعم من‪#‬ه ومن الطلب الن‪#‬دبي‪ .‬وقي‪#‬ل مش‪#‬ترك بينهم‪#‬ا إش‪#‬تراكا لفظي‪#‬ا وغ‪#‬ير ذل‪#‬ك‪ .‬ووق‪##‬ع بينهم الكالم‬
‫في منش‪##‬أ تب‪##‬ادر عن‪##‬د إطالق األم‪##‬ر ه‪##‬ل ه‪##‬و الوض‪##‬ع كم‪##‬ا ذهب المش‪##‬هور أو اإلطالق ومق‪##‬دمات الحكم‪##‬ة أو‬
‫حكم العقل ونحو ذلك‪ .‬على أختالف بينهم على ما مذكور في المطوالت‪.‬‬
‫بالت‪##‬الي‪ :‬ك‪##‬ل م‪##‬ا ك‪##‬ان من الع‪##‬الي لل‪##‬داني ومج‪##‬ردا من الق‪##‬رائن الص‪##‬ارفة لإلس‪##‬تحباب أو مطل‪##‬ق الج‪##‬واز يفهم‬
‫منه أمر بالوجوب‪.‬‬
‫وصيغة األمر‪ :‬فعل األمر ‪ -‬اقرأ ‪ -‬صل ‪-‬‬
‫الفع‪##‬ل المض‪##‬ارع المق‪##‬ترن بالم األم‪##‬ر ‪ -‬لتق‪##‬رأ‪ .‬لتص‪##‬م‪ .‬اس‪##‬م فع‪##‬ل األم‪##‬ر ‪ -‬ص‪##‬ه‪ .‬علي‪##‬ك‪ .‬مكان‪##‬ك ‪ -‬الفع‪##‬ل‬
‫المض‪##‬ارع المقص‪##‬ود ب‪##‬ه اإلنش‪##‬اء ‪ -‬يعي‪##‬د ص‪##‬الته‪ .‬اطلب من‪##‬ك أن تكتب ‪ -‬الجمل‪##‬ة األس‪##‬مية المقص‪##‬ود به‪##‬ا‬
‫اإلنش‪##‬اء ‪ -‬الص‪##‬الة مطلوب‪##‬ة من‪##‬ك‪ .‬زك‪##‬اة الفط‪##‬رة علي‪##‬ك ‪ -‬المص‪##‬در الن‪##‬ائب عن فع‪##‬ل األم‪##‬ر ‪ -‬إع‪##‬ادة لفع‪##‬ل‪.‬‬
‫ص‪##‬ياما ‪ -‬ودالل‪##‬ة ه‪##‬ذه الص‪##‬يغ أم‪##‬ا بحكم العق‪##‬ل أو بالوض‪##‬ع أو نح‪##‬و ذل‪##‬ك على أختالف بينهم كم‪##‬ا ذكرن‪##‬ا‪.‬‬
‫والشرائط في المادة هي نفس الشرائط بالصيغة‪.‬‬
‫وعليه‪ :‬مثال {أقيموا الصالة} فأقيموا فعل أمر وفعل األمر متضمن لمعنى األمر بالبداه‪##‬ة‪ .‬واآلي‪##‬ة مج‪##‬ردة‬
‫عن أي قرين‪##‬ة ص‪##‬ارفة عن دالل‪##‬ة الوج‪##‬وب بالت‪##‬الي‪ :‬تك‪##‬ون النتيج‪##‬ة هي أن {أقيم‪##‬وا} ظ‪##‬اهرة في الوج‪##‬وب‬
‫وداّل عليه‪ .‬إذن‪ :‬الصالة واجبة‪.‬‬
‫ج‪##‬اء في [الوس‪##‬ائل] أغس‪##‬ل ثوب‪##‬ك من اب‪##‬وال م‪##‬ا ال يؤك‪##‬ل لحم‪##‬ه‪ .‬فأغس‪##‬ل فع‪##‬ل أم‪##‬ر وه‪##‬و مج‪##‬رد من القرين‪##‬ة‬
‫الص‪##‬ارفة لإلس‪##‬تحباب او مطل‪##‬ق الج‪##‬واز بالت‪##‬الي يمكن إس‪##‬تفادة وج‪##‬وب غس‪##‬ل الث‪##‬وب من اب‪##‬وال الحيوان‪##‬ات‬
‫المحّر مة األكل‪.‬‬
‫نعم" إذا جاء نص من قبيل‪ :‬اغسل وجهك مرة فريضة وأخرى اسباغا‪ .‬يفهم منها إستحباب غس‪#‬ل الوج‪#‬ه‬
‫ثانية في الوضوء بقرينة مجيئها في سياق ‪ -‬فريضة ‪ -‬و ‪ -‬اسباغا ‪-‬‬
‫وإ ذا ج‪#‬اء األم‪#‬ر بع‪#‬د الحض‪##‬ر فه‪#‬و دال على الج‪#‬واز {إذا حللتم فأص‪##‬طادوا} الدال‪#‬ة على ال‪#‬ترخيص ومطل‪#‬ق‬
‫الج‪#‬واز لوروده‪#‬ا بع‪#‬د المن‪#‬ع من الص‪#‬يد ح‪#‬ال اإلح‪#‬رام {وح‪#‬رم عليكم ص‪#‬يد ال‪#‬بّر م‪#‬ا دُم ُتم ُح ُر م‪#‬ا} من س‪#‬ورة‬
‫المائدة ‪/٢‬‬
‫(‪)٤‬‬

‫النواهي‪:‬‬
‫النهي بمادت‪##‬ه وص‪##‬يغته (هيئت‪##‬ه) ك‪##‬األمر بمادت‪##‬ه وص‪##‬يغته في الدالل‪##‬ة على الطلب‪ .‬ه‪##‬ذا م‪##‬ا ذك‪##‬ره المش‪##‬هور‪.‬‬
‫إال أن متعّل ق النهي ه‪##‬و الع‪##‬دم‪ .‬أي ت‪##‬رك الفع‪##‬ل وه‪##‬ذا ال‪##‬ترك بق‪##‬وة قولن‪##‬ا ‪ -‬ال تفع‪##‬ل ‪ -‬بينم‪##‬ا متعّل ق األم‪##‬ر‬
‫فهو الوجود ‪ -‬أفعل ‪ -‬أي إيجاد الفعل‪.‬‬
‫ولذا قالوا‪ :‬النهي‪ .‬هو طلب الترك من العالي إلى الداني‪.‬‬
‫وم ‪##‬ادة النهي ( ن‪ .‬ه ‪.‬ي) وك ‪##‬ل م ‪##‬ا يرج ‪##‬ع له ‪##‬ذه الم ‪##‬ادة أو م ‪##‬ا اش ‪##‬تق منه ‪##‬ا من أفع ‪##‬ال (نهى‪ .‬ينهى‪ .‬أن ‪##‬ه)‬
‫وأس‪## #‬ماء (ن‪## #‬اهي‪ .‬منهي‪ .‬نهي) وداللته‪## #‬ا ظ‪## #‬اهرة في التح‪## #‬ريم بش‪## #‬رطة ص‪## #‬دورها من الع‪## #‬الي إلى ال‪## #‬داني‬
‫ومج ‪##‬ردة من الق ‪##‬رائن الص ‪##‬ارفة إلى الكراه ‪##‬ة‪ .‬بالت ‪##‬الي ق ‪##‬د يتحق ‪##‬ق النهي بالفع ‪##‬ل المض ‪##‬ارع المق ‪##‬ترن ‪ -‬بال‬
‫الناهي‪##‬ة ‪ -‬من قبي‪##‬ل ال تك‪##‬ذب‪ .‬أو أس‪##‬لوب التح‪##‬ذير من قبي‪##‬ل‪ .‬إي‪##‬اك أن تك‪##‬ذب‪ .‬أو الجمل‪##‬ة الخبري‪##‬ة من قبي‪##‬ل‬
‫{ويل للمطففين} سورة المطففين‪/١/‬‬
‫والخالص‪###‬ة‪ :‬إذا ص‪## #‬ادف الفقي‪###‬ه النص الق‪###‬رآني نح‪###‬و {ال ت‪###‬أكلوا الرب ‪##‬ا} ف‪## #‬يرى أن قول ‪##‬ه {ال ت‪###‬أكلوا} فع‪###‬ل‬
‫مضارع مقترن (بال الناهية) وهذا الفعل متضمن لمعنى النهي وه‪#‬و مج‪#‬رد من الق‪#‬رائن ال‪#‬تي تص‪##‬رفه من‬
‫داللة التحريم إلى داللة الكراهة‪ .‬فالفتوى تكون حرمة الربا تبعا لداللة {ال تأكلوا} الظاهرة في الحرمة‪.‬‬
‫أو من قبي‪##‬ل ح‪##‬ديث [الوس‪##‬ائل ج‪ ]١٤‬ال ت‪##‬تزّو ج ابن‪##‬ة األخ وال ابن‪##‬ة األخت على العم‪##‬ة وال على الخال‪##‬ة إال‬
‫بإذنهما‪ .‬والمالحظ كما ذكروا‪ .‬إن قوله (ال تتزّو ج) فع‪#‬ل نهي وه‪#‬و مج‪#‬رد عن القرين‪#‬ة الص‪#‬ارفة للكراه‪#‬ة‬
‫بالتالي حرمة تزوج ابنة األخ أو ابنة األخت على العمة أو الخالة بدون اذنهما‪.‬‬
‫نعم" كما أن النهي مولويا كما هو األصل في عموما النواهي بمعنى التحريم والمنع اإللزامي س‪##‬واء ك‪##‬ان‬
‫النهي نفس‪##‬يًا أو غيري‪##‬ا ‪ -‬النهي الغ‪##‬يري ك‪##‬البيع أثن‪##‬اء ص‪##‬الة الجمع‪##‬ة ‪ -‬إال أن‪##‬ه ق‪##‬د يك‪##‬ون إرش‪##‬اديا‪ .‬كم‪##‬ا ل‪##‬و‬
‫ك‪##‬ان إرش‪##‬ادا إلى مانعي‪##‬ة ش‪##‬يء‪ .‬أو قاطعي‪##‬ة ش‪##‬يء أو مفس‪##‬دية ش‪##‬يء‪ .‬كالغص‪##‬بية أو الض‪##‬حك في الص‪##‬الة أو‬
‫بيع ما ال يملك‪.‬‬
‫وقد يأتي مع‪#‬نى النهي بمع‪#‬نى الكراه‪#‬ة ويس‪#‬مى ب‪#‬التنزيهي‪ .‬أو النهي الت‪#‬نزيهي أو ق‪#‬ل النهي لغ‪#‬ير الحرم‪#‬ة‪.‬‬
‫من قبي‪###‬ل الح‪###‬ديث‪ :‬الم‪###‬اء اّل ذي تس‪###‬خنه الش‪###‬مس ال تتوض‪###‬وا ب ‪##‬ه وال تعجن ‪##‬وا ب ‪##‬ه‪ .‬فإن ‪##‬ه ي ‪##‬ورث ال‪###‬برص‪.‬‬
‫[ الوسائل] فالرواية دالة على كراهة التوضئ والعجن بماء سخنته الشمس بقرينة التعليل‪.‬‬
‫وهل يمكن إسراء موضوع الكراهة إلى كل ماء مسخن بغير الشمس مثال بعد إلغاء الخصوصّية؟‬
‫هذا يترك لمقام التفصيل وما نحن فيه نسعى نحو اإلختصار في المقام‪.‬‬
‫(‪)٥‬‬

‫المفاهيم‪:‬‬
‫المفهوم هو المدلول اإللتزامي للجملة ‪ ..‬الخ ‪ ..‬كم‪##‬ا ع‪#‬بّر المحق‪#‬ق الن‪##‬ائيني‪ .‬وإ ن تم مناقش‪##‬ة ه‪##‬ذا التعري‪##‬ف‬
‫كم ‪##‬ا في [بح ‪##‬وث األص ‪##‬ول] للس ‪##‬يد الش ‪##‬هيد الّص در األول‪ .‬وكي ‪##‬ف ك ‪##‬ان‪ :‬ليس ك ‪##‬ل م ‪##‬دلول إل ‪##‬تزامي يعت ‪##‬بر‬
‫مفهوما باإلصطالح األصولي فاألمر بشيء كالصالة مثال‪ .‬يكون مدلوله ومفهوم‪#‬ه المط‪#‬ابقي ه‪#‬و وج‪#‬وب‬
‫الص ‪##‬الة‪ .‬بالت ‪##‬الي إذا ج ‪##‬اء ابن الع ‪##‬الم فأكرم ‪##‬ه فإن ‪##‬ه يفهم من ه ‪##‬ذا الق ‪##‬ول وج ‪##‬وب إك ‪##‬رام ابن الع ‪##‬الم بحس ‪##‬ب‬
‫المفه‪##‬وم المط‪##‬ابقي فإن‪##‬ه ب‪##‬اإللتزام يفهم إك‪##‬رام نفس الع‪##‬الم إذا ج‪##‬اء‪ .‬ه‪##‬ذا ألن‪##‬ه م‪##‬ا يقاب‪##‬ل المفه‪##‬وم ‪ -‬الم‪##‬دلول‬
‫اإلل‪##‬تزامي ‪ -‬ه‪##‬و المنط‪##‬وق ‪ -‬وه‪##‬و الم‪##‬دلول المط‪##‬ابقي للجمل‪##‬ة ‪ -‬وه‪##‬و بالنتيج‪##‬ة م‪##‬ا ي‪##‬دل بالدالل‪##‬ة المطابقي‪##‬ة‬
‫الوض ‪##‬عية اللفظي ‪##‬ة عن الم ‪##‬راد ‪ -‬ف ‪##‬إذا نمت فق ‪##‬د إنتقض وض ‪##‬وءك ‪ -‬دالل ‪##‬ة مطابقي ‪##‬ة مفهومه ‪##‬ا ‪ -‬الدالل ‪##‬ة‬
‫اإللتزامية ‪ -‬إذا لم تنم ال ينتقض وضوءك ‪ -‬واألمر سهل‪.‬‬
‫وينقسم المفهوم إلى‪:‬‬
‫‪ ) ١‬مفه‪##‬وم الموافق‪##‬ة ‪ -‬فح‪##‬وى الخط‪##‬اب ‪ -‬وه‪##‬و م‪##‬ا ك‪##‬ان الحكم في‪##‬ه موافق‪##‬ا للحكم في منطوق‪##‬ه‪ .‬ف‪##‬إذا ك‪##‬ان‬
‫الحكم في المنط ‪## #‬وق ه ‪## #‬و التح ‪## #‬ريم‪ .‬يك ‪## #‬ون الحكم في المفه ‪## #‬وم ه ‪## #‬و التح ‪## #‬ريم أيض ‪## #‬ا‪ .‬وإ ذا ك ‪## #‬ان الحكم في‬
‫المنطوق هو الوج‪#‬وب فك‪#‬ذا الحكم في المفه‪#‬وم ه‪#‬و الوج‪#‬وب‪ .‬ه‪#‬ذا أظه‪#‬ر وأوض‪##‬ح مص‪##‬اديقه‪ .‬فمثال مفه‪#‬وم‬
‫‪ -‬األولوي‪##‬ة ‪ -‬قول‪##‬ه تع‪##‬الى {فال تق‪##‬ل لهم‪##‬ا أف} فه‪##‬و ذك‪##‬ر حكم أدنى باألص‪##‬ل كم‪##‬ا في منط‪##‬وق اآلي‪##‬ة ال‪##‬ذي‬
‫هو النهي عن قول {أف} لألبوين‪ .‬وحكمه الحرمة كم‪#‬ا ه‪#‬و معل‪#‬وم‪ .‬إال أن‪#‬ه بحس‪#‬ب الظه‪#‬ور الع‪#‬رفي الع‪#‬ام‬
‫يفهم من هذا المنطوق حرمة ما هو أشد من هذا المقدار {أف} كالضرب والشتم واإلهان‪##‬ة‪ .‬بالت‪##‬الي النص‬
‫القرآني ذكر حكم األدنى والعرف يفهم نفس للحكم لألعلى‪.‬‬
‫ويمكن التمثيل بمث‪#‬ال آخ‪#‬ر كم‪#‬ا في [الوس‪#‬ائل] ال تش‪#‬رب من الب‪#‬ان اإلب‪#‬ل الجّالل‪#‬ة‪ .‬وإ ن أص‪#‬ابك من عرقه‪#‬ا‬
‫شيء فأغسله‪ .‬فاألمر واضح بغسل الثوب المص‪#‬اب بع‪#‬رق اإلب‪#‬ل الجاّل ل‪#‬ة‪ .‬ومفهومه‪#‬ا وج‪#‬وب الغس‪#‬ل بك‪#‬ل‬
‫ما يصيب الثوب من نجاسة كدمها مثال‪.‬‬
‫ومن مص‪##‬اديق ‪ -‬مفه‪##‬وم الموافق‪#‬ة ‪ -‬قي‪##‬اس منص‪##‬وص العل‪##‬ة‪ .‬اي م‪##‬ا تع‪##‬دى م‪##‬ورد ال‪##‬دليل الن‪##‬اص على عل‪##‬ة‬
‫الحكم إلى غ‪##‬ير م‪##‬ورد بش‪##‬رط ش‪##‬مولها لنفس العل‪##‬ة المنصوص‪##‬ة‪ .‬مثال‪ :‬ح‪##‬رمت الخم‪##‬ر إلس‪##‬كارها‪ .‬وظ‪##‬اهر‬
‫منطوق هذا النص هو حرمة كل مسكر‪.‬‬
‫ومن مص‪##‬اديق ‪ -‬مفه‪##‬وم الموافق‪##‬ة ‪ -‬فهم عم‪##‬وم الحكم في ال‪##‬دليل ال‪##‬وارد لبعض األف‪##‬راد‪ .‬إذ أن‪##‬ه بع‪##‬د إلغ‪##‬اء‬
‫الخصوصية يمكن التعميم‪ .‬ويمسى تجري‪#‬د النص من الخصوص‪#‬ية‪ .‬ف‪#‬إذا ق‪#‬ال الط‪#‬بيب للم‪#‬ريض‪ :‬يمن‪#‬ع من‬
‫أك ‪##‬ل التف ‪##‬اح الح ‪##‬امض‪ .‬فإن ‪##‬ه بع ‪##‬د إلغ ‪##‬اء فهم ع ‪##‬دم الخصوص‪ّ# #‬ية يفهم أن الممن ‪##‬وع ك ‪##‬ل م ‪##‬ا ك ‪##‬ان ل ‪##‬ه ص ‪##‬فة‬
‫الحموضة وعدم اإلقتصار على التفاح‪.‬‬
‫مثال‪ :‬ل‪###‬و ورد في في اللس‪###‬ان‪ :‬س‪###‬ألت اإلم‪###‬ام "ع" عن ال‪###‬دم يس ‪##‬قط في ه ‪##‬ذا العص ‪##‬ير من الرم‪###‬ان‪ .‬فيق ‪##‬ول‬
‫اإلم‪##‬ام‪ :‬ال تش‪##‬ربه‪ .‬فالعل‪##‬ة المقط‪##‬وع به‪##‬ا من حرم‪##‬ة ش‪##‬رب ه‪##‬ذا العص‪##‬ير ه‪##‬و س‪##‬قوط ال‪##‬دم لمك‪##‬ان نجاس‪##‬ته‪.‬‬
‫وعليه‪##‬ا ال يمكن الوق‪##‬وف على أص‪##‬ل العص‪##‬ير في الحرم‪##‬ة ب‪##‬ل يش‪##‬مل ح‪##‬تى العص‪##‬ائر األخ‪##‬رى والم‪##‬اء في‬
‫الق‪##‬دح أو الش‪##‬اي ونح‪##‬و ذل‪##‬ك‪ .‬فال خصوص ‪##‬ية لعص ‪##‬ير الرم‪##‬ان‪ .‬بع‪##‬د بي‪##‬ان العل‪##‬ة المنقح‪##‬ة كم‪##‬ا ه‪##‬و واض ‪##‬ح‬
‫واألمثلة كثيرة في هذا المجال‪.‬‬
‫(‪)٦‬‬
‫‪ ) ٢‬مفه‪## #‬وم المخالف‪## #‬ة‪ :‬وه‪## #‬و عكس مفه‪## #‬وم الموافق‪## #‬ة‪ .‬ويع‪## #‬بر عن‪## #‬ه م‪## #‬ا ك‪## #‬ان الحكم في‪## #‬ه مخالف‪## #‬ا للحكم في‬
‫المنط‪##‬وق‪ .‬ف‪##‬إن ك‪##‬ان الحكم في المنط‪##‬وق ه‪##‬و الحرم‪##‬ة ف‪##‬الحكم في المفه‪##‬وم مخالف‪##‬ا ل‪##‬ه‪ .‬وه‪##‬و الحّلي‪##‬ة ومثل‪##‬وا‬
‫على ذلك بقول‪ :‬إذا لم تذّك الشاة فال تأكل لحمها‪ .‬فإن حكم المنطوق هنا هو حرمة أكل لحم الش‪##‬اة إذا لم‬
‫تذّك ‪ .‬وحكم المفهوم هو حليتها إذا ذّك يت‪.‬‬
‫بالت‪##‬الي م‪##‬ؤدى مفه‪##‬وم المخالف‪##‬ة [اإلنتف‪##‬اء عن‪##‬د اإلنتف‪##‬اء] وعلي‪##‬ه فه‪##‬و معّل ق على موض‪##‬وع معين‪ .‬بص‪##‬رف‬
‫النظر عن طبّيعة التعّليق مرة على شرط وأخرى على وصف وغيرها من القيود المذكورة‪.‬‬
‫فإذا ثبت قيد الموضوع فبها ونعمت وإ ال فال‪.‬‬
‫ولمفهوم المخالفة أقسام‪:‬‬
‫منها ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفه ‪##‬وم الش ‪##‬رط‪ :‬مثال‪ .‬إذا تكلمت أثن ‪##‬اء الص ‪##‬الة تبط ‪##‬ل‪ .‬ف ‪##‬إن حص ‪##‬ل الش ‪##‬رط بطلت الص ‪##‬الة وإ ن لم‬
‫يحصل الشرط فال بطالن‪ .‬على أن تكون داللة الجملة الشرطية على إنتفاء الحكم عند إنتفاء الشرط‪.‬‬
‫إذن‪ :‬الجمل‪##‬ة الش‪##‬رطية ت‪##‬دل بمنطوقه‪##‬ا على ثب‪##‬وت الج‪##‬زاء عن‪##‬د ثب‪##‬وت الش‪##‬رط بحس‪##‬ب الوض‪##‬ع‪ .‬وال إش‪##‬كال‬
‫في أن‪##‬ه عن‪##‬د إنتف‪##‬اء ‪ -‬القي‪##‬د ‪ -‬وه‪##‬و ‪ -‬الش‪##‬رط ‪ -‬ينتفي ‪ -‬الج‪##‬زاء ‪ -‬المعّل ق في الجمل‪##‬ة الش‪##‬رطية‪ .‬وإ نم‪##‬ا‬
‫وق ‪##‬ع الكالم بينهم كم ‪##‬ا ذك ‪##‬روا في أص ‪##‬ل الجمل ‪##‬ة الش ‪##‬رطية ه ‪##‬ل له ‪##‬ا مفه ‪##‬وم‪ .‬بحيث إذا إنتفى الش ‪##‬رط ينتفي‬
‫ط ‪##‬بيعي الج ‪##‬زاء أو ط ‪##‬بيعي الحكم‪ .‬وعلى ف ‪##‬رض مب ‪##‬نى المش ‪##‬هور وه ‪##‬و وج ‪##‬ود مفه ‪##‬وم له ‪##‬ا ه ‪##‬ل ه ‪##‬و ث ‪##‬ابت‬
‫بالوضع أو باإلطالق أو بإطالق الشرط كم‪#‬ا ه‪#‬و مب‪#‬نى الن‪#‬ائيني أو بحكم العق‪#‬ل أو بالقرين‪#‬ة كم‪#‬ا ه‪#‬و مب‪#‬نى‬
‫الخرساني [ص‪##‬احب الكفاي‪#‬ة] وه‪#‬ذه التفريع‪#‬ات متروك‪#‬ة للمط‪#‬والت وغيره‪#‬ا ك‪#‬البحث عن حقيق‪#‬ة الرب‪#‬ط بين‬
‫الج ‪##‬زاء والش ‪##‬رط ه ‪##‬ل هي أداة الش ‪##‬رط كم ‪##‬ا ه ‪##‬و مب ‪##‬نى الش ‪##‬هيد الّص در األول أو هي ت ‪##‬رتيب هيئ ‪##‬ة الجمل ‪##‬ة‬
‫الشرطية كما نسب للمحقق األصفهاني‪ .‬وما يتفرع من هذا المطلب هناك‪.‬‬
‫وكي‪##‬ف ك‪##‬ان‪ :‬ذك‪##‬روا بأن‪##‬ه يش‪##‬ترط في دالل‪##‬ة الجمل‪##‬ة الش‪##‬رطية على إنتف‪##‬اء الحكم عن‪##‬د إنتف‪##‬اء الش‪##‬رط ثالث‪##‬ة‬
‫أمور مترتبة‪:‬‬
‫أولها‪ :‬المالزمة بين الشرط وجوابه‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬تبعية الجواب للشرط‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬إنحصار السببية بالشرط للجواب بمعنى ليس هناك سبب آخر يترّتب عليه الجواب‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬عدم وجود قرينة تصرف الجملة عن داللتها على المفهوم‪.‬‬
‫مثال‪##‬ه‪ :‬قول‪##‬ه تع‪##‬الى {من ش‪##‬هد منكم الش‪##‬هر فليُص مه} البق‪##‬رة ‪ /‬منط‪##‬وق‪ :‬اآلي‪##‬ة من ك‪##‬ان حاض‪##‬را في ش‪##‬هر‬
‫الصيام يجب عليه الصوم‪ .‬ومفهومها‪ :‬من لم يكن حاضرًا في شهر الصيام فال يجب عليه الصوم‪.‬‬
‫ونص حديث‪ :‬س‪#‬ألت أب‪#‬ا عب‪#‬د اهلل "ع" عن الش‪#‬اة ت‪#‬ذبح‪ .‬فال تتح‪#‬رك ويه‪#‬رق منه‪#‬ا دم كث‪#‬ير عبي‪#‬ط؟ فق‪#‬ال‪ :‬ال‬
‫تأكل‪ .‬إن عليا "ع" كان يقول‪ :‬إذا ركضت الرجل أو طرفت العين فكل‪[ .‬الوسائل]‬
‫ومنطوق الرواية‪ :‬إذا ركضت رجل الشاة أو طرفت عينها يحّل أكله‪##‬ا‪ .‬ومفهومه‪##‬ا‪ :‬إذا لم ت‪##‬ركض رجله‪##‬ا‬
‫أو تطرف عينه‪ .‬فال يحّل أكلها‪.‬‬
‫(‪)٧‬‬
‫ثاني ‪##‬ا‪ :‬مفه ‪##‬وم الوص ‪##‬ف‪ .‬وه ‪##‬و الجمل ‪##‬ة المش ‪##‬تملة على موص ‪##‬وف وص ‪##‬فه‪ .‬الدال ‪##‬ة على الحكم باإلنتف ‪##‬اء عن ‪##‬د‬
‫إنتف ‪##‬اء الوص ‪##‬ف‪ .‬والوص ‪##‬ف ه ‪##‬و ك ‪ّ#‬ل م ‪##‬ا يص ‪##‬لح أن يك ‪##‬ون قي ‪##‬دا لموض ‪##‬وع الحكم‪ .‬أي ش ‪##‬رطا لتعّل ق الحكم‬
‫بموصوفه‪ .‬بحيث إذا إنتفى الوصف عن الموصوف ينتفي الحكم‪.‬‬
‫مثال‪ :‬إذا ورد ‪ -‬أك‪##‬رم الفق‪##‬ير الع‪##‬ادل ‪ -‬ف‪##‬إن مف‪##‬اد ه‪##‬ذه الجمل‪##‬ة أو ق‪##‬ل منطوقه‪##‬ا ه‪##‬و ثب‪##‬وت الحكم ب‪##‬اإلكرام‬
‫عن‪##‬د تحق‪##‬ق ه‪##‬ذا القي‪##‬د الوص‪##‬في في موض‪##‬وعه‪ .‬وم‪##‬ع إنتف‪##‬اء العدال‪##‬ة ينتفي م‪##‬وجب الحكم الشخص‪##‬ي ال‪##‬وارد‬
‫على الجملة‪.‬‬
‫أو قول‪##‬ه تع‪##‬الى { ُح رمت ‪ ..‬ورب‪##‬ائبكم الالتي في ُحُج وركم من نس‪##‬ائكم الالتي دخلُتم بهّن } النس‪##‬اء ‪/٢٣ /‬‬
‫وهن‪##‬ا الحرم‪##‬ة ‪ -‬الحكم ‪ -‬محك‪##‬وم على الرب‪##‬ائب ‪ -‬موض‪##‬وع الحكم ‪ -‬إذ كّن متص‪##‬فات ب‪##‬أنهن من النس‪##‬اء‬
‫الالتي قد دخلن بهّن ‪ -‬قيد الحكم ‪-‬‬
‫أو قول‪##‬ه‪ :‬مط‪##‬ل الغ‪##‬ني ظلم [الوس‪##‬ائل] ومف‪##‬اد الح‪##‬ديث ه‪##‬و أن الظلم ‪ -‬الحكم ‪ -‬محك‪##‬وم ب‪##‬ه على المط‪##‬ل ‪-‬‬
‫الموضوع ‪ -‬على كون المماطل متصفا بالغنى ‪ -‬قيد الحكم ‪-‬‬
‫وكي ‪##‬ف ك ‪##‬ان‪ :‬مثال إذا انتفت العدال ‪##‬ة ‪ -‬أك ‪##‬رم الفق ‪##‬ير الع ‪##‬ادل ‪ -‬ينتفي م ‪##‬وجب الحكم الشخص ‪##‬ي بلح ‪##‬اظ أن‬
‫تقييد العدالة في الخطاب هو لإلحتراز من غيره ممن ال يشمله الحكم‪ .‬نعم" قد يكون هن‪#‬اك س‪#‬بب أو عل‪#‬ة‬
‫أخ‪##‬رى لألك‪##‬رام غ‪##‬ير العدال‪##‬ة بالت‪##‬الي إذا انتفت العدال‪##‬ة انتفى خص‪##‬وص وج‪##‬وب األك‪##‬رام المعّل ق عليه‪##‬ا وال‬
‫ينتفي ط ‪##‬بيعي األك ‪##‬رام ال ‪##‬ذي ق‪###‬د يك ‪##‬ون ل ‪##‬ه أس ‪##‬باب في خط ‪##‬اب آخ ‪##‬ر‪ .‬ومن هن ‪##‬ا ذهب المش ‪##‬هور على أن‬
‫الوص‪##‬ف ال مفه‪##‬وم ل‪##‬ه‪ .‬يع‪##‬ني م‪##‬ع إنتف‪#‬اء الوص‪##‬ف المقي‪##‬د ب‪##‬ه ال ينتفي ط‪##‬بيعي الحكم بحس‪##‬ب مقتض‪##‬ى قاع‪#‬دة‬
‫إحترازية القيود‪.‬‬
‫والمتحص‪## #‬ل‪ :‬ومن هن‪## #‬ا تع‪## #‬رف المقول‪## #‬ة الش‪## #‬هيرة لالم‪## #‬ام الحس‪## #‬ين(ع) بح‪## #‬ق س‪## #‬فيره وابن عم‪## #‬ه مس‪## #‬لم بن‬
‫عقيل(رض) بما مضمونها "إني ارسلت اليكم اخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي"‬
‫وه‪##‬ذه ش‪##‬هادة اعالئي‪##‬ة من قب‪##‬ل المعص‪##‬وم لس‪##‬فيره الخ‪##‬اص‪ .‬فعالوة على االخ‪##‬وة االيماني‪##‬ة والعالق‪##‬ة النس‪##‬بية‬
‫عضدها بالشهادة التوثيقية‪ ،‬لعل من له اطالع والمام أصولي يعرف معنى كلم‪#‬ة االم‪#‬ام الحس‪#‬ين(ع) بح‪#‬ق‬
‫ابن عمه اذ ان اثبات الشيء ال ينفي ما عداه ‪.‬‬
‫ل‪##‬ذا عن‪##‬دما ارس‪##‬ل اإلم‪##‬ام الحس‪##‬ين(ع) ابن عم‪##‬ه وس‪##‬فيره الى الكوف‪##‬ة فق‪##‬د وص‪##‬فه بم‪##‬ا يلي‪ :‬بعثت اليكم أخي‬
‫وابن عمي وثقتي من أهل بيتي‪ ،‬وهذا التوثيق عالي لصدوره من جهة معصومية‪،‬‬
‫طبعا ان توثيق االمام البن عمه ال يعني عدم وثاقة غيره كي‪##‬ف ال والعب‪##‬اس بن علي(ع) ل‪##‬ه حض‪##‬وره في‬
‫الوسط آنذاك‪،‬‬
‫من هن‪##‬ا ق‪##‬الوا في علم األص‪##‬ول إن وص‪##‬ف زي‪##‬د ب‪##‬الكرم ال يالزم وال يع‪##‬ني ع‪##‬دم ك‪##‬رم عم‪##‬رو ‪ ،‬وه‪##‬ذا م‪##‬ا‬
‫نسميه أصوليا بمفهوم الوصف وهو باطل أكي‪#‬دا‪ ،‬فأثب‪#‬ات الك‪#‬رم له‪#‬ذا الف‪#‬رد او الوثاق‪#‬ة ال يع‪#‬ني غ‪#‬يره ليس‬
‫بكريم او ليس بثقة‪،‬‬
‫(‪)٨‬‬
‫ثالث‪##‬ا‪ :‬مفه‪##‬وم الغاي‪##‬ة‪ .‬وه‪##‬و الجمل‪##‬ة المش‪##‬تملة على مغ‪##‬يّى وغاي‪##‬ة الدال‪##‬ة على الحكم باإلنتف‪##‬اء عن الغاي‪##‬ة وم‪##‬ا‬
‫بع‪##‬دها‪ .‬وه‪##‬ذا المفه‪##‬وم وق‪##‬ع بينهم في‪##‬ه خالف ه‪##‬ل جمل‪##‬ة الغاي‪##‬ة له‪##‬ا مفه‪##‬وم بالت‪##‬الي ينتفي ط‪##‬بيعي الحكم عن‬
‫موضوعه الثابت للمغيّى عند بلوغ الغاية ام ال؟‬
‫ذهب المحق ‪##‬ق الخ ‪##‬وئي في [المحاض ‪##‬رات] على أن داللته ‪##‬ا على المفه ‪##‬وم أق ‪##‬وى دالل ‪##‬ة من دالل ‪##‬ة الش ‪##‬رط‬
‫علي ‪##‬ه‪ .‬بينم ‪##‬ا ذهب الس ‪##‬يد الش ‪##‬هيد الّص در في [البح ‪##‬وث] إلى أن الغاي ‪##‬ة ال مفه ‪##‬وم له ‪##‬ا وهي مفه ‪##‬وم ج ‪##‬زئي‬
‫كالوص‪##‬ف‪ .‬وه‪##‬ذا الخالف مبن‪##‬ائي بينهم وحاص‪##‬له‪ :‬م‪##‬ا ه‪##‬و الظ‪##‬اهر من جمل‪##‬ة الغاي‪##‬ة بلح‪##‬اظ رجوعه‪##‬ا ه‪##‬ل‬
‫للحكم أو الموض‪##‬وع او المتعّل ق‪ .‬في قب‪##‬ال ع‪##‬دم الف‪##‬رق بالنتيج‪##‬ة من أص‪##‬ل س‪##‬واء ك‪##‬انت راجع‪##‬ة الحكم أو‬
‫للموضوع أو للمتعّلق فهذا ليس مورد ما نحن فيه على هذا اإلختصار‪.‬‬
‫نعم" يراد بالغاية هنا التحديد الذي تعطيه أدوات الغاية في اللغة مث‪#‬ل‪ :‬إلى وح‪#‬تى‪ .‬فقول‪#‬ه تع‪#‬الى{ثم اتم‪#‬وا‬
‫الص‪## #‬يام إلى اللي‪## #‬ل} البق‪## #‬رة‪ /٧٨/‬اداته‪## #‬ا هي ‪ -‬إلى ‪ -‬والغاي‪## #‬ة ‪ -‬اللي‪## #‬ل ‪ -‬والمغ‪## #‬يّى ‪ -‬الص‪## #‬وم‪ .‬وحكم‪## #‬ه‬
‫الوجوب‪.‬‬
‫وفي الحديث‪ :‬ك‪#‬ل ش‪#‬يء حالل حّتى تع‪#‬رف بأن‪#‬ه ح‪#‬رام بعين‪#‬ه‪[ .‬الوس‪#‬ائل] أداة الغاي‪#‬ة ‪ -‬ح‪#‬تى ‪ -‬والغاي‪#‬ة ‪-‬‬
‫معرف‪##‬ة الح‪##‬رام ‪ -‬والمغ‪##‬يّى ‪ -‬ه‪##‬و الش‪##‬يء أو ق‪##‬ل حكم‪##‬ه وه‪##‬و الحلي‪##‬ة‪ .‬بالت‪##‬الي ش‪##‬رط الدالل‪##‬ة ‪ -‬دالل‪##‬ة جمل‪##‬ة‬
‫الغاية على إنتفاء الحكم عن الغاية وما بع‪#‬دها ‪ -‬أن تك‪#‬ون الغاي‪#‬ة قي‪#‬دا للحكم ‪ -‬كالش‪#‬رط ‪ -‬وع‪#‬دم وج‪#‬وب‬
‫قرينة تصرف الجملة عن داللتها على المفهوم‪.‬‬
‫فقوله {ثم اتموا الصيام إلى الليل} أن الليل هنا غير داخلة في حكم المغيّى ‪ .‬وهو وجوب الصوم‪ .‬وقول‪##‬ه‪:‬‬
‫ك‪##‬ل ش‪##‬يء ط‪##‬اهر ح‪##‬تى تعلم بأن‪##‬ه نجس‪[ .‬الوس‪##‬ائل] ه‪##‬و أن الغاي‪##‬ة ‪ -‬العلم ب‪##‬النجس ‪ -‬غ‪##‬ير داخ‪##‬ل في حكم‬
‫المغيّى ‪ .‬وهو ‪ -‬الطهارة ‪-‬‬
‫(‪)٩‬‬
‫العام والخاص ‪:‬‬
‫الع‪##‬ام‪ :‬ه‪##‬و اللف‪##‬ظ ال‪##‬دال بالوض‪##‬ع على ش‪##‬موله لجمي‪##‬ع أف‪##‬راد متعلق‪##‬ه‪ .‬أو ق‪##‬ل ه‪##‬و م‪##‬ا يفي‪##‬د الش‪##‬مول والس‪##‬ريان‬
‫واإلس‪##‬تيعاب في األف‪##‬راد وعلى ح ‪ّ#‬د تعب‪##‬ير اآلخون‪##‬د في [الكفاي‪##‬ة] ه‪##‬و ش‪##‬مول المفه‪##‬وم لجمي‪##‬ع م‪##‬ا يص‪##‬لح أن‬
‫ينطب‪## #‬ق علي‪## #‬ه‪ .‬من قبي‪## #‬ل لف‪## #‬ظ ‪ -‬العلم‪## #‬اء ‪ -‬بص‪## #‬رف النظ‪## #‬ر عن طبيع‪## #‬ة ه‪## #‬ذه اإلس‪## #‬تفادة من قبي‪## #‬ل األداة‬
‫الموض ‪##‬وعة للدالل ‪##‬ة على المع ‪##‬نى مث ‪##‬ل ‪ -‬ك ‪##‬ل ‪ -‬أو من س ‪##‬ياق معين يفي ‪##‬د ه ‪##‬ذا المع ‪##‬نى ك ‪##‬النكرة في س ‪##‬ياق‬
‫النفي‪ .‬وكي‪##‬ف ك‪##‬ان‪ :‬الش‪##‬مول ق‪##‬د يك‪##‬ون لفظي‪##‬ا وق‪##‬د يك‪##‬ون بمق ‪ّ#‬د مات الحكم‪##‬ة‪ .‬والبحث في المق‪##‬ام ه‪##‬و بحث‬
‫بالوض‪## #‬ع‪ .‬والبحث عن دالل‪## #‬ة المطل‪## #‬ق على إس‪## #‬تيعاب الحكم لجمي‪## #‬ع أحوال‪## #‬ه يك‪## #‬ون ب‪## #‬اإلطالق وبمق ‪ّ# #‬د مات‬
‫الحكمة كما هو المش‪#‬هور بينهم‪ .‬وعن‪#‬د التع‪#‬ارض يق‪ّ#‬د م الش‪#‬مول اللفظي على الش‪#‬مول اإلطالقي ألن االول‬
‫يصلح أن يكون بيانا للمطلق الذي عّلق الحكم فيه على الطبيعة‪ .‬فال تجري فيه مقّد مات الحكمة‪.‬‬
‫وبالمحصلة‪ :‬الشمول بحس‪#‬ب الم‪#‬دلول اللفظي يمس‪#‬ى بالع‪#‬ام األص‪##‬ولي في مقاب‪#‬ل اإلطالق الش‪#‬مولي‪ .‬كلف‪#‬ظ‬
‫‪ -‬ك‪##‬ل ‪ -‬وم‪##‬ا يرادفه‪##‬ا من اي للغ‪##‬ة ك‪##‬انت‪ .‬ألن الش‪##‬مول في مث‪##‬ل ذل‪##‬ك يك‪##‬ون م‪##‬دلول اللف‪##‬ظ بحس‪##‬ب الوض‪##‬ع‬
‫على ما ذكروا‪.‬‬
‫نعم" مثل ‪##‬وا على ذل ‪##‬ك بق ‪##‬ول‪ :‬ك ‪ّ#‬ل مس ‪##‬تطيع يجب علي ‪##‬ه الحج‪ .‬ف ‪##‬إن كلم ‪##‬ة ‪ -‬ك ‪ّ#‬ل ‪ -‬لف ‪##‬ظ ع ‪##‬ام ي ‪ّ#‬د ل على أن‬
‫وجوب الحج‪ .‬وهو الحكم هن‪#‬ا‪ .‬يش‪#‬مل جمي‪#‬ع أف‪#‬راد متعّل ق ‪ -‬ك‪ّ#‬ل ‪ -‬وه‪#‬و ‪ -‬مس‪#‬تطيع ‪ -‬وهم ك‪ّ#‬ل ف‪#‬رد من‬
‫أف‪##‬راد ‪ -‬المس‪##‬تطيع ‪ -‬وذل‪##‬ك لعم‪##‬وم لف‪##‬ظ ‪ -‬مس‪##‬تطيع ‪ -‬لجمي‪##‬ع المس‪##‬تطيعين‪ .‬بس‪##‬بب دخ‪##‬ول كلم‪##‬ة ‪ -‬ك‪ّ#‬ل ‪-‬‬
‫عليه‪.‬‬
‫وألفاظ العموم‪ :‬هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬كّل {كل نفس ذائق‪#‬ة الم‪#‬وت} األنبي‪#‬اء‪ /٣٥/‬وم‪#‬ا ج‪#‬رى مج‪#‬رى ‪ -‬ك‪ّ#‬ل ‪ -‬مث‪#‬ل‪ :‬جمي‪#‬ع وعام‪#‬ة‪ .‬وكاف‪#‬ة‪.‬‬
‫وتمام ‪..‬‬
‫ثانيا‪ :‬وقوع النكرة في سياق النفي‪ .‬نحو‪ :‬ال شريك هلل تعالى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وقوع النكرة في سياق النهي‪ :‬نحو‪ :‬ال تشتم أحدا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬الجمع المعرف بأل‪ .‬نحو‪ :‬أحترم العلماء‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬المفرد المعرف بأل‪ .‬نحو‪ :‬أحترم المؤمن‪.‬‬
‫مثال العام‪ :‬قوله تعالى {إن اهلل يحب التوابين ويحب المتطهرين} البقرة‪/٢٢٢ /‬‬
‫وللعموم بينهم أقسام‪:‬‬
‫‪ ) ١‬العموم اإلستغراقي‪ .‬وهو تعّلق الحكم بالطبيعة بنحو يشمل جمي‪##‬ع أفراده‪##‬ا بنح‪##‬و اإلنحالل أو التك‪##‬ثر‪.‬‬
‫إلى أحكام متكثرة ومتعددة بعدد أفراد تلك الطبيع‪#‬ة‪ .‬من قبي‪#‬ل ‪ -‬أك‪#‬رم ك‪#‬ل ع‪#‬الم ‪ -‬وه‪#‬و يس‪#‬مى بالش‪#‬مولي‬
‫أيضا‪ .‬فإن لكل فرد من أفراده امتثال‪##‬ه أو معص‪##‬يته‪ .‬اي ق‪##‬د يتحق‪#‬ق االمتث‪##‬ال في بعض األف‪##‬راد وق‪##‬د تتحق‪#‬ق‬
‫المعصية في بعض تلك األفراد‪ .‬بالتالي المطلوب هو األكرام للكّل ‪.‬‬
‫‪ ) ٢‬العموم البدلي‪ .‬وهو كسابقه في تعّلق أفراد الطبيعة ولكن ال بنحو اإلنحالل والتكثر‪ .‬ب‪##‬ل بنح‪##‬و الب‪##‬دل‬
‫أو البدلّي ة‪ .‬من قبي ‪##‬ل ‪ -‬أك ‪##‬رم عالم ‪##‬ا ‪ -‬فإن ‪##‬ه وإ ن ش ‪##‬مل الجمي ‪##‬ع ب ‪##‬العنوان الكّلي ولكن ‪##‬ه يتحق ‪##‬ق المطل ‪##‬وب‬
‫بمصداق واحد من ذلك الكّل ‪ .‬نعم" المعصية تتحقق بترك الكّل ‪.‬‬
‫‪ ) ٣‬العموم المجموعي‪ .‬وهو أيضا تعّلق الحكم بالطبيعة على نحو الجميع كمنظومة مترابطة فيما بينها‪.‬‬
‫‪ -‬كاإليمان باألئمة االثنى عشر ‪ -‬فهو وإ ن كان إنحالليا متك‪#‬ثرا على ع‪#‬دد أف‪#‬راده لكن بش‪#‬رط اإلجتم‪#‬اع‪.‬‬
‫ول‪##‬ذا ال يق‪##‬ال لمن لم ي‪##‬ؤمن بإم‪##‬ام من األئم‪##‬ة بأن‪##‬ه إم‪##‬امي أث‪##‬نى عش‪##‬ري‪ .‬ح‪##‬تى ل‪##‬و آمن بأح‪##‬د عش‪##‬ر إم‪##‬ام‪.‬‬
‫بالتالي اإلمتثال يتحقق بااليمان بجميعهم والمعصية تتحقق بترك وأحد منهم‪.‬‬
‫( ‪) ١٠‬‬
‫الخ‪##‬اص‪ :‬وه‪##‬و اللف‪##‬ظ ال‪##‬ذي ال ي ‪ّ#‬د ل على الش‪##‬مول لجمي‪##‬ع أف‪##‬راده وه‪##‬و ض ‪ّ#‬د الع‪##‬ام‪ .‬أو ق‪##‬ل ه‪##‬و لف‪##‬ظ وض‪##‬ع‬
‫لمعنى معلوم أو لمسّم ى معلوم على اإلنفراد‪ .‬كقولنا في تخصيص الفرد ‪ -‬زيد ‪ -‬وفي تخص‪##‬يص الن‪##‬وع‬
‫‪ -‬رج ‪## #‬ل ‪ -‬وفي تخص ‪## #‬يص الجنس ‪ -‬إنس ‪## #‬ان ‪ -‬على م ‪## #‬ا أف ‪## #‬اد الشاش ‪## #‬ي في [أص ‪## #‬ول الشاش ‪## #‬ي] بالت ‪## #‬الي‬
‫الخاص‪ :‬هو الحكم [على ما ذك‪##‬ر المظف‪#‬ر في أص‪##‬ول الفق‪#‬ه] ال‪##‬ذي ال يش‪##‬مل إال بعض أف‪##‬راد موض‪##‬وعه أو‬
‫المتعّلق أو المكّلف‪ .‬أو أنه اللفظ الداّل على ذلك‪.‬‬
‫فكل مستطيع يجب عليه الحج إال العاجز تعني بع‪##‬د فهم الع‪##‬ام ‪ -‬ك‪##‬ل مس‪##‬تطيع ‪ -‬ال يش‪##‬مل الحكم من ثبت‬
‫في حقهم العجز لورود تخصيص ‪ -‬إال العاجز ‪-‬‬
‫وينقسم الخاص إلى‪:‬‬
‫‪ ) ١‬متصل‪ .‬وهو الذي يقترن بالعام في سياق الكالم من قبيل {وال تنكحوا م‪##‬ا نكح اب‪##‬اؤكم من النس‪##‬اء إال‬
‫ما قد سلف} النساء ‪/٢٢‬‬
‫‪ ) ٢‬المنفصل‪ .‬وهو عكس المتصل حيث التخصيص جاء في سياق كالم آخر من قبيل ‪ -‬أحترم العلماء‬
‫‪ -‬ثم بعد زمان آخر يقول ‪ -‬ال تحترم الفاسد من العلماء ‪ -‬ويمكن تمثيل ذلك بقوله تعالى {يا أيها ال‪##‬ذين‬
‫آمن‪## #‬وا إذا قمتم إلى الص‪## #‬الة فاغس‪## #‬لوا وج‪## #‬وهكم واي‪## #‬ديكم إلى المراف ‪## #‬ق وامس‪## #‬حوا برؤس‪## #‬كم وارجلكم إلى‬
‫الكعبين} المائدة ‪ /٦‬فإنه يشمل المحدث وغيره‪.‬‬
‫الخاص‪ :‬قلت ألبي عبد اهلل (ع) قوله تعالى {إذا قمتم إلى الصالة} ما يعني بذلك إذا قمتم إلى الصالة؟‬
‫قال‪ :‬إذا قمتم من النوم‪ ..‬فإنه خاص بالمحدث‪.‬‬
‫وكيف كان‪ :‬ال فرق بالنتيجة بين الخاص سواء كان متصال أو منفصال غاية الفرق أن العام مع الخاص‬
‫المتص ‪##‬ل ال ي ‪##‬دل على العم ‪##‬وم وذل ‪##‬ك القتران ‪##‬ه مباش ‪##‬رة بالخ ‪##‬اص ‪ -‬من ‪##‬ع انعق ‪##‬اد الظه ‪##‬ور في الع ‪##‬ام بس ‪##‬بب‬
‫اإلتصال ‪ -‬بخالف العام المنفصل فإنه يدل على عمومه ولكنه مخصص بالتالي‪.‬‬
‫وعليه‪ :‬ال عمل بالعام إال بعد الفحص عن المخصص‪ .‬فإذا ثبت أن اللفظ المخصوص نص به‪##‬ذا المع‪##‬نى‬
‫المخص‪#‬وص فيجب العم‪#‬ل ب‪#‬ه‪ .‬وأم‪#‬ا إذا ك‪#‬ان الخ‪#‬اص ظ‪#‬اهرًا في ه‪#‬ذا المع‪#‬نى ‪ -‬مثال ‪ -‬فال ب‪#‬د من البحث‬
‫عن حجي‪##‬ة الظ‪##‬واهر‪ .‬وبع‪##‬د إح‪##‬راز الظه‪##‬ور وإ ثب‪##‬ات الحجّي ة له‪##‬ذا الظه‪##‬ور ص‪##‬ح أن يحتج ب‪##‬ه الم‪##‬ولى على‬
‫المكلف‪.‬‬
‫وق‪##‬د بحث‪##‬وا في المط‪##‬والت عن حجّي ة الع‪##‬ام بع‪##‬د التخص‪##‬يص وه‪##‬ل يبقى الع‪##‬ام حج‪##‬ة في الب‪##‬اقي كم‪##‬ا ذهب‬
‫المشهور ام تنتفي حجيته؟ وهل الع‪#‬ام بع‪#‬د التخص‪##‬يص يك‪#‬ون مج‪#‬ازا ام ال؟ وغيره‪#‬ا من التفريع‪#‬ات وال‪#‬تي‬
‫تطلب في المطوالت مما ال يسعنا اإلستعراض في المقام‪.‬‬
‫( ‪) ١١‬‬
‫المطّلق والمقّيد‪:‬‬
‫عرفوا المطلق بأنه اللفظ الداّل على شموله ألفراد متعّلقه بعد ت‪##‬وّفر مق‪##‬دمات الحكم‪##‬ة‪ .‬أو ه‪##‬و م‪##‬ا دّل على‬
‫مع ‪##‬نى ش ‪##‬ائع في جنس ‪##‬ه‪ .‬ويقابل ‪##‬ه المقّي د ال ‪##‬ذي عرف ‪##‬وه‪ :‬بأن ‪##‬ه ه ‪##‬و اللف‪##‬ظ ّال‪##‬ذي ال ي ‪##‬دّل على الش ‪##‬مول ألف ‪##‬راد‬
‫متعّلق‪##‬ه‪ .‬بالت‪##‬الي المطّل ق م‪##‬أخوذ من اإلطالق واإلرس‪##‬ال والش‪##‬يوع ويقابل‪##‬ه التقّيي‪##‬د وعلي‪##‬ه يكون‪##‬ان وص‪##‬فين‬
‫للفظ بإعتبار المعنى‪ .‬وهو بمنزلة التعميم والتخصيص والفارق بين المطّلق والعام هو أن العم‪##‬وم ش‪##‬مول‬
‫يفيد اإلستغراق ما تناوله على جهة الجمع‪ .‬والمطّلق يعّم الصالحّية أي على البدل ال الجمع‪.‬‬
‫واإلطالق من قبي‪##‬ل {أح‪##‬ل اهلل ال‪##‬بيع} البق‪##‬رة ‪ /٢٧٥‬والتقي‪##‬د من قبي‪##‬ل {ومن قت‪##‬ل مؤمن‪##‬ا خط‪##‬أ فتحري‪##‬ر رقب‪##‬ة‬
‫مؤمنة} النساء ‪/٩٢‬‬
‫وق‪##‬الوا‪ :‬أن التقاب‪##‬ل بين المطّل ق والمقّي د ه‪##‬و من ب‪##‬اب تقاب‪##‬ل الملك‪##‬ة وع‪##‬دمها‪ .‬ألن اإلطالق ه‪##‬و ع‪##‬دم التقيي‪##‬د‬
‫فيم‪##‬ا من ش‪##‬أنه أن يقّي د‪ .‬فيتب‪##‬ع اإلطالق في اإلمك‪##‬ان‪ .‬أي أن‪##‬ه إذا أمكن التقيي‪##‬د في الكالم وفي لس‪##‬ان ال‪##‬دلّي ل‬
‫أمكن اإلطالق كما نص المشهور ومنهم المحقق النائيني‪ .‬بينما المحق‪#‬ق الخ‪#‬وئي ذهب إلى أن التقاب‪#‬ل ه‪#‬و‬
‫من تقابل التضاد ال العدم والملكة على تقرير ذكره في [المحاضرات]‪ .‬أو هو من قبيل تقابل التناقض ‪-‬‬
‫السلب واإليجاب ‪ -‬كما هو مبنى الشهيد الّص در األول كما في [بحوثه]‬
‫ويحتاج في إثبات اإلطالق إلى مؤونة أو قل إلى قرينة ذكروه‪#‬ا ب‪#‬التعريف أعاله "ت‪#‬وفر مق‪ّ#‬د مات الحكم‪#‬ة"‬
‫وال ‪##‬تي من خالله ‪##‬ا يمكن إس ‪##‬تفادة اإلطالق‪ .‬المهم معرف ‪##‬ة مع ‪##‬نى مق‪ّ# #‬د مات الحكم ‪##‬ة‪ .‬ويمكن اختص ‪##‬ار ه ‪##‬ذه‬
‫المق ‪##‬دمات بم ‪##‬ا حاص ‪##‬له‪ :‬اوال‪ :‬إمك ‪##‬ان اإلطالق والتقي ‪##‬د أي أن الموض ‪##‬وع يقب ‪##‬ل القس ‪##‬مة قب ‪##‬ل ف ‪##‬رض تعل ‪##‬ق‬
‫الحكم به ثانيا‪ :‬عدم وجود قرين‪#‬ة على إرادة التقي‪#‬د‪ .‬ثالث‪#‬ا‪ :‬أن يك‪#‬ون الش‪#‬ارع حينم‪#‬ا تكلم ب‪#‬المطلق في مق‪#‬ام‬
‫بي‪##‬ان الحكم للعم‪##‬ل ب‪##‬ه فعال‪ .‬ال في مق‪##‬ام أص‪##‬ل تش‪##‬ريعه حيث يحتم‪##‬ل أن هن‪##‬اك م‪##‬ا يفي‪##‬د المطل‪##‬ق وق‪##‬د آخ‪##‬ر‬
‫الشارع بيانه‪ .‬ويمكن اختص‪##‬ار ذل‪#‬ك ب‪#‬القول‪ :‬إح‪#‬راز ك‪#‬ون المتكلم في مق‪#‬ام البي‪#‬ان وليس في مق‪#‬ام اإلجم‪#‬ال‬
‫أو اإلهمال وعدم وجود قرينة متصلة أو منفصلة معّينة للمراد‪.‬‬
‫والخالص‪## #‬ة‪ :‬بع‪## #‬د فحص الفقي‪## #‬ه من أن اللف‪## #‬ظ في اآلي‪## #‬ة أو الرواي‪## #‬ة الم‪## #‬راد االس‪## #‬تدالل به‪## #‬ا أو بهم‪## #‬ا تفي‪## #‬د‬
‫اإلطالق يبحث عن المقيدات فيما لو كانت‪ .‬فإن وجد المقيد فيحكم على ضوءه وإ ن لم يوج‪#‬د مقي‪#‬د فيحكم‬
‫ب‪## #‬اإلطالق بع‪## #‬د تط‪## #‬بيق قاع‪## #‬دة الظه‪## #‬ور‪ .‬وهن‪## #‬اك تفص‪## #‬يالت وتش‪## #‬ققات تركناه‪## #‬ا رعاي‪## #‬ة لإلختص‪## #‬ار يمكن‬
‫مراجعتها في مظانها‪.‬‬
‫( ‪) ١٢‬‬
‫األصول اللفظّية‪:‬‬
‫وهي على ح‪ّ#‬د تعب‪##‬ير العالم‪##‬ة الفض‪##‬لي‪ .‬قواع‪##‬د وض‪##‬عت من قب‪##‬ل العلم‪##‬اء إلثب‪##‬ات مقص‪##‬ود المتكلم‪ .‬أو ق‪##‬ل‪:‬‬
‫هي األص‪## #‬ول النافّي ة إلحتم‪## #‬ال إرادة غ‪## #‬ير المع‪## #‬نى الظ‪## #‬اهر من الكالم‪ .‬بالت‪## #‬الي‪ :‬هي أص‪## #‬ول ظهوراتّي ة‬
‫إقتضائية تصلح ألن تكون مرجعا عند الشك في إرادة المتكلم لغيرها‪.‬‬
‫على أن الش‪##‬ك في اللف‪##‬ظ على نح‪##‬وين على م‪##‬ا ذك‪##‬ر الش‪##‬يخ المظف‪##‬ر [أص‪##‬ول الفق‪##‬ه] أوال‪ :‬الش‪##‬ك في وض‪##‬عه‬
‫لمعنى من المعاني‪ .‬ثاني‪#‬ا‪ :‬الش‪#‬ك في الم‪#‬راد ب‪#‬ه بع‪#‬د ف‪##‬رض العلم بالوض‪##‬ع‪ .‬ك‪#‬أن يش‪#‬ك في أن المتكلم بقول‪#‬ه‬
‫"رأيت أس‪###‬دا" معن‪###‬اه الحقيقي أو معن‪###‬اه المج‪###‬ازي‪ .‬م‪###‬ع العلم ب‪###‬أن ه ‪##‬ذا اللف ‪##‬ظ وض ‪##‬ع لمعن ‪##‬اه الحقيقي وه‪###‬و‬
‫الحي‪##‬وان المف‪##‬ترس‪ .‬ف‪##‬إذا ش‪##‬ك الس‪##‬امع من المتكلم عن أي مع‪##‬نى يتح‪##‬دث ويقص‪##‬د فالحم‪##‬ل في المق‪##‬ام يك‪##‬ون‬
‫على الظاهر إال إذا كانت هناك قرينة صارفة‪.‬‬
‫"وإ ص‪##‬الة الظه‪##‬ور" القاع‪##‬دة الرئيس‪##‬ية عن‪##‬دهم بال كالم‪ .‬وك‪##‬ذا "أص‪##‬الة الحقيق‪##‬ة" "وأص‪##‬الة العم‪##‬وم" "وأص‪##‬الة‬
‫اإلطالق" يع ‪##‬ني األص ‪##‬ل في الكالم ه ‪##‬و الحقيق ‪##‬ة واألص ‪##‬ل في الكالم ه ‪##‬و العم ‪##‬وم واألص ‪##‬ل في الكالم ه ‪##‬و‬
‫اإلطالق‪.‬‬
‫( ‪) ١٣‬‬
‫التعارض بين الخبرين‪ :‬والمرجحات‪.‬‬
‫ويسمى أيضا بالتعادل والترجيح‪ .‬أو التعارض بين األدلة أو التعارض بين الحجج‪.‬‬
‫التعارض‪ :‬ه‪#‬و التك‪#‬اذب بين الخ‪#‬برين م‪#‬ع ف‪##‬رض أن كال منهم‪#‬ا مت‪#‬وفر على ش‪#‬روط الحجّي ة‪ .‬الن‪#‬ه م‪#‬ع فق‪#‬د‬
‫أح ‪##‬د الش ‪##‬روط ال يحص ‪##‬ل التك ‪##‬اذب‪ .‬ألن مع ‪##‬نى التع ‪##‬ارض أم ‪##‬ا أن يق ‪##‬ال عن ‪##‬ه تن ‪##‬افي أو تن ‪##‬اقض من حيث‬
‫الم ‪##‬دلول المط ‪##‬ابقي أو اإلل ‪##‬تزامي‪ .‬مثال‪ :‬يك ‪##‬ون على مس ‪##‬توى ال ‪##‬دليلين ك ‪##‬أن يك ‪##‬ون أح ‪##‬د األدل ‪##‬ة الوج ‪##‬وب‬
‫واآلخ‪##‬ر الحرم‪##‬ة أو ع‪#‬دم الوج‪##‬وب‪ .‬بالت‪##‬الي إذا وص‪##‬ل ه‪##‬ذا التع‪##‬ارض إلى مرحل‪##‬ة اإلس‪##‬تحكام أو اإلس‪##‬تقرار‬
‫فهنا بينهم كالم‪.‬‬
‫وأسباب التعارض‪ :‬أمور‪ :‬ضياع بعض القرائن عن بعض النصوص‪ .‬وتصرف بعض الرواة بالنق‪##‬ل في‬
‫المع‪##‬نى أو بالمض‪##‬مون‪ .‬نس‪##‬يان ال‪##‬راوي فق‪##‬رة من رواي‪##‬ة مثال‪ .‬خط‪##‬أ بالنق‪##‬ل أو ب‪##‬الفهم عن‪##‬د بعض ال‪##‬رواة أو‬
‫تقية ونحو ذلك من أمور‪.‬‬
‫المدار في التعارض هو في خصوص الحديث‪.‬‬

‫وقد وضعت قواعد لرف‪#‬ع التع‪#‬ارض بغي‪#‬ة الوص‪#‬ول للحكم الش‪#‬رعي‪ .‬منه‪#‬ا ت‪#‬رجيح خ‪#‬بر على آخ‪#‬ر بم‪#‬رجّح‬
‫أو بطرح الخبرين معا‪ .‬والرجوع إلى دليل ثالث‪.‬‬
‫وعالجه‪ :‬بحسب القاعدة األولية‪:‬‬
‫قوالن‪ :‬أح‪#‬دهما‪ :‬التس‪#‬اقط‪ .‬اي ط‪#‬رح ك‪#‬ل من الخ‪#‬برين وع‪#‬دم األخ‪#‬ذ بهم‪#‬ا‪ .‬والرج‪#‬وع إلى األص‪##‬ول العملّي ة‬
‫واألخذ بما ينتهي إليه وهو ما عليه أهل التحقيق‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬التخيير‪ .‬وهو األخذ بأحد الخبرين‪.‬‬
‫والتخيير في المقام على آراء‪:‬‬
‫‪ )١‬التخيير باألخذ بأحد الخبرين‪.‬‬
‫‪ )٢‬التوقف بالفتوى على طبق أحدهما والرجوع إلى ما هو األحوط في العمل‪.‬‬
‫‪ )٣‬وجوب األخذ بالخبر المطابق لإلحتياط منهما‪.‬‬
‫والمرجح‪#‬ات‪ :‬الش‪#‬هرة الروائي‪#‬ة اوال‪ :‬وثاني‪#‬ا‪ :‬موافقته‪#‬ا الكت‪#‬اب‪ .‬ثالث‪#‬ا‪ :‬مخالفته‪#‬ا العام‪#‬ة‪ .‬ومن ش‪#‬اء فل‪#‬يراجع‬
‫مقبول‪##‬ة عم‪##‬ر بن حنظل‪##‬ة للوق‪##‬وف على المرجح‪##‬ات المنصوص‪##‬ة‪ .‬وفي قبائله‪##‬ا مرجح‪##‬ات غ‪##‬ير منصوص‪##‬ة‬
‫فيه ‪##‬ا خالف بينهم‪ .‬وإ ن ك ‪##‬ان األك ‪##‬ثر قبله ‪##‬ا من قبي ‪##‬ل ال ‪##‬ترجيح الس ‪##‬ندي بالنتيج ‪##‬ة م ‪##‬ا علي ‪##‬ه المش ‪##‬هور ه ‪##‬و‪:‬‬
‫وجوب األخذ بكل مرجح يوجب األقربية إلى الواقع نوعا‪.‬‬
‫( ‪) ١٤‬‬
‫السنة‪:‬‬
‫من األدل ‪##‬ة االجتهادي ‪##‬ة بع ‪##‬د الكت ‪##‬اب هي الس ‪##‬نة‪ :‬وق ‪##‬د عرفوه ‪##‬ا في اللغ ‪##‬ة‪ :‬هي مطل ‪##‬ق الطريق ‪##‬ة ومن ‪##‬ه قول ‪##‬ه‬
‫تع ‪##‬الى{ولن تج ‪##‬د لس ‪##‬نة اهلل تب ‪##‬ديال} األح ‪##‬زاب‪ /٦٢/‬وقي ‪##‬ل خص ‪##‬وص الطريق ‪##‬ة المحم ‪##‬ودة‪ .‬ق ‪##‬ال ابن ف ‪##‬ارس‪.‬‬
‫السنة‪ :‬هي السيرة وسنة رسول اهلل "ص" هي سيرته‪[ .‬معجم مقاييس اللغة]‬
‫واصطالحا‪ :‬عندنا هي قول المعصوم ‪ -‬النبي أو اإلمام ‪ -‬وفعل‪##‬ه وتقري‪##‬ره‪ .‬وال كالم في حجّي ة الس‪##‬نة ‪-‬‬
‫النبوية ‪ -‬عند فقه‪#‬اء العام‪#‬ة أو األش‪#‬مل منه‪#‬ا وم‪#‬ا يعم االئم‪#‬ة "ع" إمامي‪#‬ا‪ .‬وق‪#‬د اس‪#‬تدلوا على الحجّي ة بم‪#‬ا ال‬
‫مزيد عليه في المطوالت‪.‬‬
‫وتتم دراس‪##‬ة الس‪##‬نة بنح‪##‬وين‪ :‬أوله‪##‬ا النص ‪##‬وص اللفظي‪##‬ة المتني‪##‬ة وم‪##‬ا ذكرن‪##‬اه في مبحث الق‪##‬رآن الك‪##‬ريم من‬
‫مفاهيم ونحو ذلك يذكر هنا نفس الكالم‪.‬‬
‫وثانيها‪ :‬السلسلة السندية‪ .‬بالتالي الحديث الشريف تارة يكون مقطوع الص‪##‬دور وه‪##‬و إم‪##‬ا بنح‪##‬و الت‪##‬واتر أو‬
‫هو مقترن بما يفيد القطع بصدوره‪ .‬وتارة ال يكون الخبر او الحديث مقط‪##‬وع الص‪##‬دور وه‪##‬و المع‪##‬بر عن‪##‬ه‬
‫بخ‪###‬بر الواح‪###‬د أو اخب‪###‬ار اآلح‪###‬اد‪ .‬وكي‪###‬ف ك‪###‬ان‪ :‬النظ‪###‬ر اوال يك ‪##‬ون تحت رعاي ‪##‬ة علم الرج ‪##‬ال وت‪###‬ارة لعلم‬
‫الح‪##‬ديث لمعرف‪##‬ة الرواي‪##‬ة المعت‪##‬برة من ع‪##‬دمها‪ .‬وثالث‪##‬ا‪ُ :‬ينظ‪##‬ر إلى علم أص‪##‬ول الفق‪##‬ه لمعرف‪##‬ة حجّي ة الرواي‪##‬ة‬
‫من حيث السند‪.‬‬
‫وخبر الواحد أما أن يكون مسندا وهو م‪#‬ا اش‪#‬تمل على جمي‪#‬ع أس‪#‬ماء روات‪#‬ه وم‪#‬رة يك‪#‬ون مرس‪#‬ال‪ .‬وه‪#‬و م‪#‬ا‬
‫لم يش‪## #‬تمل على ك‪## #‬ل أو بعض روات‪## #‬ه‪ .‬والمس‪## #‬ند أم‪## #‬ا أن يوص‪## #‬ف بأن‪## #‬ه معت‪## #‬بر‪ :‬وه‪## #‬و م‪## #‬ا حص‪## #‬ل الوث‪## #‬وق‬
‫بصدوره ‪ -‬وهو حجة ‪ -‬وأما أن يكون غير معتبر عندهم وال يوصف بالحجّية بينهم‪.‬‬
‫على أن المعتبر يقسم إلى‪:‬‬
‫الصحيح‪ .‬وهو من كان جميع رواته من اإلمامية العدول وهو حجة بال كالم‪.‬‬
‫والموثوق‪ .‬وهو ما رواه الّثقات إمامية وغيرهم‪ .‬وهو حجة على رأي أكثر علماء األصول‪.‬‬
‫والحسن‪ .‬وهو ما كان رواته مجموعة من الممدوحين رجالّيا أو من الّثقات والعدول والمم‪##‬دوحين أو من‬
‫الّثقات والممدوحين أو العدول والممدوحين وهو حجة على رأي األكثر‪.‬‬
‫والض‪##‬عيف‪ .‬المنج‪##‬بر بعم‪##‬ل الفقه‪##‬اء‪ .‬وه‪##‬ذا وان ك‪##‬ان ال ثق‪##‬ة ببعض روات‪##‬ه إال أن الفقه‪##‬اء عمل‪##‬وا بمض‪##‬مونه‬
‫وهو حجة على األكثر‪.‬‬
‫والمرسل‪ :‬أما أن يكون ثقة وهو ما ينس‪#‬به إلى المعص‪#‬وم راو يطمئن علم‪#‬اء الرج‪#‬ال إال أن‪#‬ه ال ي‪#‬روي إال‬
‫عن ثقة‪ .‬وهو حجة على األكثر‪.‬‬
‫والمرس‪##‬ل غ‪##‬ير الثق‪##‬ة‪ .‬وه‪##‬و م‪##‬ا ينس‪##‬ب للمعص‪##‬وم ب‪##‬راو مجه‪##‬ول الح‪##‬ال في كيفي‪##‬ة روايت‪##‬ه‪ .‬وه‪##‬و ليس بحج‪##‬ة‬
‫بينهم إال إذا كان الفقهاء عملوا بمضمونه‪.‬‬
‫وفي دراسة المتن فهو كما ذكرنا في ما سبق حول النص القرآني تقريبا بل تحقيقا فراجع‪.‬‬
‫والخالص‪##‬ة‪ :‬عالق‪##‬ة أحك‪##‬ام الس‪##‬نة بأحك‪##‬ام الكت‪##‬اب‪ .‬م‪##‬رة بالتش‪##‬ريع‪ .‬فم‪##‬ا لم ي‪##‬ذكره الكت‪##‬اب ت‪##‬ذكره الس‪##‬نة‪ .‬من‬
‫قبيل حرمان القاتل من الميرات إذا قتل موروثه‪ .‬وتحريم الجمع بين ال‪#‬زواج بالعم‪#‬ة وابن‪#‬ة أخيه‪#‬ا‪ .‬أو بين‬
‫الزواج بالخالة وابنة اختها إال بإذن العمة والخالة ونحو ذلك‪.‬‬
‫وم ‪##‬رة تك ‪##‬ون العالق ‪##‬ة تاكيدي ‪##‬ة فم ‪##‬ا نص علي ‪##‬ه الكت ‪##‬اب من أحك ‪##‬ام الس ‪##‬نة تؤك ‪##‬ده وتحث على اإلتي ‪##‬ان ب ‪##‬ه أو‬
‫ترك‪#‬ه‪ .‬كأح‪#‬اديث وج‪#‬وب الص‪#‬الة والص‪#‬يام وحرم‪#‬ة الظلم والع‪#‬دوان‪ .‬وم‪#‬رة تك‪#‬ون الس‪#‬نة بياني‪#‬ة‪ .‬فم‪#‬ا أجمل‪#‬ه‬
‫الكتاب تفصله السنة الشريفة‪ .‬كبيان أج‪##‬زاء الص‪##‬الة وش‪##‬رائطها وقس على ذل‪##‬ك‪ .‬أو عالق‪##‬ة الس‪##‬نة بالكت‪##‬اب‬
‫تخص‪##‬يص من قبي‪##‬ل تخص‪##‬يص آي‪##‬ة الم‪##‬يراث {يوص‪##‬يكم اهلل في أوالدكم لل‪##‬ذكر مث‪##‬ل ح‪##‬ظ االنث‪##‬يين} النس‪##‬اء‪/‬‬
‫‪ /١١‬بالحديث ‪ -‬ال يرث القاتل ‪ -‬أو عالقة تقييد مطلقات الكتاب مث‪#‬ل تقيي‪#‬د قط‪#‬ع ي‪#‬د الس‪#‬ارق من مفص‪##‬ل‬
‫أصول االصابع‪ .‬هذا ما يمكن إختصاره في الجملة على هذه العجالة‪.‬‬
‫( ‪) ١٥‬‬
‫اإلجماع‪:‬‬
‫اإلجم‪##‬اع‪ :‬ه‪##‬و إتف‪##‬اق جماع‪##‬ة من الفقه‪##‬اء أح‪##‬دهم المعص‪##‬وم‪ .‬ومع‪##‬نى دخ‪##‬ول رأي المعص‪##‬وم ه‪##‬و أن يك‪##‬ون‬
‫اإلجم‪##‬اع كاش‪##‬فا عن رأي‪##‬ه بالت‪##‬الي ق‪##‬وام اإلجم‪##‬اع ه‪##‬و الكش‪##‬ف عن رأي المعص‪##‬وم فم‪##‬تى ُع لم أن المعص‪##‬وم‬
‫أح‪##‬د المجمعين على الحكم يتحق‪##‬ق اإلجم‪##‬اع الش‪##‬رعي ويك‪##‬ون بالنتيج‪##‬ة حج‪##‬ة على م‪##‬ا أف‪##‬ادوا‪ .‬يع‪##‬ني حجّيت‪##‬ه‬
‫تدور مدار وجود المعصوم فيه‪.‬‬
‫وهذا يعني وكما قال السيد الحكيم في [المحكم في أصول الفقه ‪ ]٢٠٥/٣‬إن اإلجماع ليس حجة في نفسه‬
‫بل المالك في حجيته هو كونه موافقا للمعصوم "ع" فالحجة إنما هي قول المعصوم ال قول المجمعين‪.‬‬
‫وينقسم اإلجماع إلى‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اإلجماع المنقول‪ :‬وهو ك‪#‬ل إجم‪#‬اع لم يحص‪#‬له الفقي‪#‬ه بنفس‪#‬ه‪ .‬وإ نم‪#‬ا ينقل‪#‬ه إلي‪#‬ه من حص‪##‬له من الفقه‪#‬اء‬
‫اآلخرين‪ .‬نعم" وقع كالم في حجية مثل ه‪#‬ذا اإلجم‪#‬اع بينهم ومح‪#‬ل البحث أو الكالم ه‪#‬و اإلجم‪#‬اع المنق‪#‬ول‬
‫بخبر الواحد‪ .‬بالتالي ثبوت حجية هذا اإلجماع متوقف على ثبوت حجّية خبر الواحد‪.‬‬
‫ثاني‪##‬ا‪ :‬اإلجم‪##‬اع المحٌص ل أو الحقيقي‪ :‬وه‪##‬و ك‪##‬ل إجم‪##‬اع يحص‪##‬له الفقي‪##‬ه بنفس‪##‬ه بتتب‪##‬ع اق‪##‬وال المف‪##‬تين‪ .‬وه‪##‬و‬
‫المشهور بينهم لكون‪#‬ه كاش‪#‬فا حقيقي‪#‬ا عن س‪#‬نة المعص‪#‬وم وه‪#‬و أح‪#‬د أدل‪#‬ة اإلس‪#‬تنباط‪ .‬ويس‪#‬تدلون على مدرك‪#‬ه‬
‫بالمالزمة العقلّي ة بين تحقق اإلجماع وبين قول المعصوم "ع" من باب قاعدة اللطف‪ .‬ألن اإلم‪##‬ام على م‪##‬ا‬
‫أف‪##‬ادوا يت‪##‬دخل عن‪##‬د حص‪##‬ول إجم‪##‬اع على خط‪##‬أ ومخالف‪##‬ة الواق‪##‬ع‪ .‬على م‪##‬ا ذك‪##‬ر ص‪##‬احب [مص‪##‬باح األص‪##‬ول]‬
‫الخوئي نقال عن الطوسي‪.‬‬
‫وإ ن ك ‪##‬انت ه ‪##‬ذه القاع ‪##‬دة تم مناقش ‪##‬تها عن ‪##‬د المت ‪##‬أخرين ولم ي ‪##‬ر المحق ‪##‬ق الخ ‪##‬وئي وال الش ‪##‬هيد الّص در األول‬
‫تماميتها في بحوثهم وللكالم تفصيل مطول فراجع مظانه‪.‬‬
‫( ‪) ١٦‬‬
‫العقل‪:‬‬
‫ومن أدلة اإلستنباط هو العقل‪ .‬أو قل دلي‪#‬ل العق‪#‬ل‪ .‬وه‪#‬و ك‪ّ#‬ل ُح كم عقلي ينهي أو ينتهي إلى القط‪#‬ع ب‪#‬الُح كم‬
‫الشرعي‪.‬‬
‫بالت‪###‬الي ليس المقص‪###‬ود بالعق ‪##‬ل التوس‪###‬ل باإلستحس‪###‬ان والقي‪###‬اس والنظ ‪##‬ر في العل ‪##‬ل والمالك ‪##‬ات والمص‪###‬الح‬
‫والمفاسد بداعي التشريع على ما قرر في محله‪.‬‬
‫نعم" مقص‪##‬ودهم بالعق‪##‬ل ه‪##‬و مدركات‪##‬ه‪ .‬أو ق‪##‬ل الم‪##‬دركات العقلّي ة أو المالزم‪##‬ات العقلّي ة البديهي‪##‬ة‪ .‬كإس‪##‬تحالة‬
‫إجتماع النقيضين وتوقف حصول أمر على مقدماته المنحصرة به‪.‬‬
‫فإذا حكم الشارع بوجوب إمتثال شيء من األشياء بآية قرآنية أو بحديث معتبر وك‪##‬ان ه‪##‬ذا الوج‪##‬وب مثال‬
‫متوق‪#‬ف على مقدم‪#‬ة ال يمكن إمتث‪#‬ال ذل‪#‬ك الوج‪#‬وب إال من خالل ه‪#‬ذه المقدم‪#‬ة وتحقيقه‪#‬ا‪ .‬فالعق‪#‬ل هن‪#‬ا يحكم‬
‫بالمالزمة بين وجوب الشيء شرعًا ووجوب مقدمته حكما‪ .‬كما هو مبنى وجوب مقدمة الواجب‪.‬‬
‫وه‪##‬ذا يع‪##‬ني ع‪##‬دم جع‪##‬ل العق‪##‬ل برأس‪##‬ه دليًال مس‪##‬تقًال أو مص‪##‬درًا من مص‪##‬ادر التش‪##‬ريع وإ نم‪##‬ا هي مالزم‪##‬ات‬
‫عقلّي ة بديهي‪#‬ة ألحك‪#‬ام ش‪#‬رعية ثابت‪#‬ة ب‪#‬دليل ق‪#‬رآني أو نص ح‪#‬ديثي‪ .‬ول‪#‬ذا تس‪#‬مى ه‪#‬ذه المالزم‪#‬ات بينهم بغ‪#‬ير‬
‫المستقالت العقلّي ة‪ .‬ألنها مالزمات ألحكام موجودة برتبة سابقة‪.‬‬
‫إذن‪ :‬توجد عندنا مستقالت عقلّية وغير المستقالت العقلّية‪.‬‬
‫المس‪##‬تقالت العقلّي ة‪ :‬وهي م‪##‬ا ك‪##‬انت مق‪#‬دمتا القي‪##‬اس االس‪##‬تداللي فيه‪##‬ا عقلي‪##‬تين‪ .‬كحكم العق‪#‬ل بحس‪##‬ن ش‪##‬يء ثم‬
‫حكمه بأن كّل ما حكم به العقل حكم به الشرع نحو ‪ :‬العدل حسن بحكم العق‪##‬ل‪ .‬وك‪##‬ل م‪##‬ا ه‪##‬و حس‪##‬ن بحكم‬
‫العقل هو حسن بحكم الشرع‪ .‬بالتالي العدل حسن بحكم الشرع‪.‬‬
‫غ‪#‬ير المس‪#‬تقالت العقلّي ة‪ :‬وهي م‪#‬ا ك‪#‬انت إح‪#‬دى مق‪#‬دمتي القي‪#‬اس االس‪#‬تداللي فيه‪#‬ا غ‪#‬ير عقلّي ة ‪ -‬ش‪#‬رعية ‪-‬‬
‫واألخرى عقلّي ة‪ .‬كحكم العقل بوجوب المقدمة لحكم الشرع بوجوب ذي المقدمة نحو ‪ :‬قطع المس‪##‬افة إلى‬
‫مك‪##‬ة مقّد م‪##‬ة ألداء ال‪##‬واجب الش‪##‬رعي ‪ -‬الحج ‪ -‬وك ‪ّ#‬ل مقدم‪##‬ة ألداء ال‪##‬واجب الش‪##‬رعي واجب‪##‬ة بحكم العق‪##‬ل‪.‬‬
‫بالنتيجة‪ :‬قطع المسافة واجبة بحكم العقل‪.‬‬
‫ثم قالوا‪ :‬قطع المسافة واجب بحكم العقل‪ .‬وكّل ما هو واجب بحكم العقل واجب بحكم الش‪#‬رع‪ .‬بالنتيج‪#‬ة‪:‬‬
‫قطع المسافة إلى مكة واجب بحكم الشرع‪.‬‬
‫( ‪) ١٧‬‬
‫غير المستقالت العقلّية‪:‬‬
‫اإلجزاء المقصود عندهم هو ‪ :‬أن اإلتيان بالمأمور به على وجهه هل يقتضي اإلج‪##‬زاء عن أم‪##‬ره أو عن‬
‫الواقع؟‬
‫أو قل أن اإلجزاء‪ :‬وهو اإلكتفاء بإمتثال أمر عن أمر‪ .‬كإجزاء التميم عن الوضوء بعد التعذر عن الماء‬
‫ونح‪##‬و ذل‪##‬ك‪ .‬وإ ال في األص‪##‬ل ع‪##‬دم اإلكتف‪##‬اء أو ع‪##‬دم اإلج‪##‬زاء إال بع‪##‬ذر يع‪##‬ني الحكم األولي وج‪##‬وب إتي‪##‬ان‬
‫المأمور به بالحكم الواقعي اإلختياري ‪ -‬الوضوء ‪ -‬ولكن لوجود ع‪#‬ذر أو م‪##‬انع ونح‪##‬و ذل‪##‬ك تص‪##‬ل النوب‪##‬ة‬
‫للحكم اإلضطراري‪ .‬فهنا يحكم الشارع باالجزاء وك‪#‬ذا ل‪#‬و جه‪#‬ل المكل‪#‬ف األم‪#‬ر ال‪#‬واقعي ‪ -‬طه‪#‬ارة الث‪#‬وب‬
‫‪ -‬وهو مكلف بالصالة بذلك الثوب‪ .‬فيص‪##‬ار إلى األم‪##‬ر الظ‪##‬اهري والحكم بالت‪##‬الي بطه‪##‬ارة الث‪##‬وب ال‪##‬ذي ال‬
‫يعلم نجاسته طبقًا لقاعدة الطهارة الظاهرية‪ .‬بالتالي إذا امتثل المكلف وفق األم‪##‬ر اإلض‪##‬طراري أو األم‪##‬ر‬
‫الظاهري هل يجزيه عن إمتثال األمر االختياري عن‪#‬د الق‪#‬درة علي‪#‬ه فيم‪#‬ا بع‪#‬د؟ أو ه‪#‬ل ص‪#‬الته مجزي‪#‬ة بع‪#‬د‬
‫العلم بحقيقة نجاسة الثوب فيما بعد؟‬
‫نعم" اتفق‪##‬وا على إج‪##‬زاء اإلتي‪##‬ان بالفع‪##‬ل وف‪##‬ق األم‪##‬ر اإلض‪##‬طراري عن‪##‬د تع‪##‬ذر اإلتي‪##‬ان بالفع‪##‬ل وف‪##‬ق األم‪##‬ر‬
‫اإلختي ‪##‬اري أو وق ‪##‬وع المكل ‪##‬ف في ح ‪##‬رج من ‪##‬ه بأن ‪##‬ه مج ‪##‬ز بال كالم ب ‪##‬دعوى تش ‪##‬ريع األحك ‪##‬ام اإلض ‪##‬طرارية‬
‫للتخفيف والتوسعة على المكلفين‪ .‬وتحصيال للمص‪#‬الح الواقعي‪#‬ة األولي‪#‬ة‪ .‬وليس من التخفي‪#‬ف والتوس‪#‬عة أن‬
‫يكلفهم الشارع بإمتثال األمر االختياري ثانيا أداء أو قضاء‪.‬‬
‫ولكن‪ :‬المش‪##‬هور ذهب إلى أن اإلتي‪##‬ان بالم‪##‬أمور ب‪##‬ه وف‪##‬ق األم‪##‬ر الظ‪##‬اهري غ‪#‬ير مج‪##‬ز عن‪##‬د انكش‪##‬اف الواق‪##‬ع‬
‫يقينا‪ .‬كمن عرف يقينًا بأن ثوبه الذي حكم به سابقآ بالطهارة وفق القاعدة بأنه واقعا نجس‪.‬‬
‫بالنتيج ‪##‬ة‪ :‬اتف ‪##‬ق الك ‪##‬ل على إج ‪##‬زاء اإلتي ‪##‬ان بالم ‪##‬أمور ب ‪##‬ه ب ‪##‬األمر ال ‪##‬واقعي عن أم ‪##‬ره ال ‪##‬واقعي‪ .‬وأن اإلتي ‪##‬ان‬
‫بالم‪#‬أمور ب‪#‬ه ب‪#‬األمر اإلض‪#‬طراري يج‪#‬زي عن أم‪#‬ره اإلض‪##‬طراري ‪ -‬الث‪#‬انوي ‪ -‬وأن اإلتي‪#‬ان بالم‪#‬أمور ب‪#‬ه‬
‫باألمر الظاهري يجزي عن أم‪#‬ره الظ‪#‬اهري‪ .‬بالت‪#‬الي يس‪#‬قط التكلي‪#‬ف بالك‪#‬ل بع‪#‬د اإلتي‪#‬ان بالم‪#‬أمور ب‪#‬ه‪ .‬ألن‬
‫تحص‪##‬يل الم‪##‬أمور ب‪##‬ه ‪ -‬وبص‪##‬رف النظ‪##‬ر عن العن‪##‬وان واقعي ظ‪##‬اهري إض‪##‬طراري ‪ -‬ف‪##‬األمر يس‪##‬قط قه‪##‬را‬
‫وال يبقى موضوع لألمتثال‪.‬‬
‫وعلى حّد تعبير المحقق الخوئي‪ :‬أن المكلف إذا جاء بالمأمور به وأتى به خارجا واج‪##‬دا لجمي‪##‬ع األج‪##‬زاء‬
‫والشرائط حصل الغرض منه ال محالة وسقط األمر وإ ال لزم الخلف أو عدم إمكان اإلمتثال أب‪##‬دا أو بق‪##‬اء‬
‫األمر بال مالك وال مقتضي ‪ ..‬والجميع محال ‪ ..‬الخ ‪ ..‬ما ذكر في [المحاض‪##‬رات ج‪ ]٢‬والكالم في ه‪##‬ذا‬
‫المبحث تفصيل مطول‪.‬‬
‫( ‪) ١٨‬‬
‫مقّد مة الواجب‪:‬‬
‫مقّد مة الواجب‪ :‬وهي كّل فعل ال يتم الواجب إال به‪.‬‬
‫أقسامها‪:‬‬
‫الف ‪ -‬تنقسم مقّد مة ال‪#‬واجب إلى قس‪#‬مين‪ .‬هم‪#‬ا‪ :‬اوال‪ :‬مقّد م‪#‬ة الوج‪#‬وب ‪ -‬المقّد م‪#‬ة الوجوبي‪#‬ة ‪ -‬أو مق‪ّ#‬د مات‬
‫وجوبي ‪##‬ة ‪ -‬وهي ال ‪##‬تي يتوق ‪##‬ف عليه ‪##‬ا وج ‪##‬وب ال ‪##‬واجب كالق ‪##‬درة والعق ‪##‬ل والبل ‪##‬وغ ونحوه ‪##‬ا من قي ‪##‬ود الحكم‬
‫وشرائط تحققه وتنجزه‪ .‬أو قل كاإلستطاعة بالنسبة إلى الحج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مقّد مة الواجب أو قل المق‪ّ#‬د مات الوجودي‪#‬ة‪ .‬وهي م‪#‬ا يتوق‪##‬ف عليه‪#‬ا وج‪#‬ود ال‪#‬واجب‪ .‬بع‪#‬د ف‪##‬رض ع‪#‬دم‬
‫تقيي‪##‬د الوج‪##‬وب به‪##‬ا‪ .‬كالوض‪##‬وء بالنس‪##‬بة للص‪##‬الة والس‪##‬فر بالنس‪##‬بة إلى الحج‪ .‬وه‪##‬ذه المق‪ّ#‬د مات هي المطل‪##‬وب‬
‫بحثها في المقام‪ .‬ألن هذه المقّد مة أو المقّد مات الوجودية ‪ -‬مقّد مة الواجب ‪ -‬يتوق‪##‬ف عليه‪##‬ا إمتث‪##‬ال ايج‪##‬اد‬
‫الواجب‪ .‬من دون أن تكون دخيلة في إيجابه على ما ذكروه‪.‬‬
‫ب ‪ -‬وتقسم المقّد مة الوجودية إلى قسمين‪ :‬هما‪:‬‬
‫اوال‪ :‬المقّد م‪##‬ة أو المق‪ّ#‬د مات الداخلي‪##‬ة ب‪##‬المعنى األخص ك‪##‬األجزاء‪ .‬وهي ج‪##‬زء ال‪##‬واجب الم‪##‬ركب ك‪##‬الركوع‬
‫في الصالة‪ .‬وكما تالحظ التقيد جزء داخل في جزء الواجب المركب وهو الصالة‪.‬‬
‫ثاني ‪ً##‬ا‪ :‬المقّد م‪###‬ة الخارجي‪###‬ة‪ .‬وهي ك ‪ّ##‬ل م‪###‬ا يتوق‪###‬ف علي‪###‬ه ال‪###‬واجب‪ .‬ول ‪##‬ه وج ‪##‬ود مس ‪##‬تقل خ ‪##‬ارج عن وج‪###‬ود‬
‫ال ‪##‬واجب‪ .‬وكم ‪##‬ا ت ‪##‬رى المق‪ّ##‬د مات أو المقدم ‪##‬ة الخارجي ‪##‬ة ال تك ‪##‬ون فيه ‪##‬ا ذات القي ‪##‬د داخال س ‪##‬واء ك ‪##‬ان التقي ‪##‬د‬
‫خارجا كالشرط‪ .‬أو كان التقيد خارجًا‪ .‬وهي المقّد مات الهادئة والمعدات على ما ذكروا‪.‬‬
‫وكيف كان‪ :‬المقّد مة أو المقّد مات الخارجية تنقسم إلى قسمين أيضا‪ :‬هما‪:‬‬
‫‪ ) ١‬المقّد م‪##‬ة العقلّي ة‪ .‬وهي ك‪##‬ل أم‪##‬ر يتوق‪##‬ف علي‪##‬ه وج‪##‬ود ال‪##‬واجب توقف‪#‬ا واقعي‪ً#‬ا‪ .‬يدرك‪##‬ه العق‪#‬ل بنفس‪##‬ه ب‪##‬دون‬
‫توسط الشرع‪ .‬كتوقف الحج على قطع المسافة‪.‬‬
‫‪ ) ٢‬المقّد مة الشرعية‪ .‬وهي كّل أمر يتوقف عليه الواجب توقفا ال يدرك‪#‬ه العق‪#‬ل بنفس‪#‬ه ب‪#‬ل يثبت ذل‪#‬ك من‬
‫طريق الشرع كتوقف الصالة على الطهارة واستقبال القبلة‪.‬‬
‫ثم إنهم تح ‪##‬دثوا عن المق‪ّ# #‬د مات المفوت ‪##‬ة أو المقّد م ‪##‬ة المفوت ‪##‬ة لل ‪##‬واجب‪ .‬وهي ك‪ّ# #‬ل مقدم ‪##‬ة ورد وجوبه ‪##‬ا في‬
‫الشريعة قبل زمان ذيها في الموقتات‪ .‬يعني الواجب يفوت بفواتها وهي تل‪##‬ك المق‪ّ#‬د مات الوجودي‪##‬ة‪ .‬ي‪##‬ؤدي‬
‫عدم تحصيلها إلى فوت القدرة على تحصيل الواجب في ظرف‪##‬ه‪ .‬كوج‪##‬وب قط‪##‬ع المس‪##‬افة للحج قب‪##‬ل حل‪##‬ول‬
‫أيام‪##‬ه ووج‪##‬وب غس‪##‬ل الجناب‪##‬ة قب‪##‬ل الفج‪##‬ر للص‪##‬وم والص‪##‬الة‪ .‬والمش‪##‬هور ي‪##‬رى أنه‪##‬ا ‪ -‬اي ه‪##‬ذه المقّد م‪##‬ة ‪-‬‬
‫واجبة عقال بل وشرعا‪ .‬أما بمالك المالزمة بين حكم العقلية والشرع أو بتنّج ز المالك المولوي في حق‬
‫المكلف‪.‬‬
‫وق‪##‬د وق‪##‬ع الكالم بينهم في وج‪##‬وب مقّد م‪##‬ة ال‪##‬واجب‪ .‬أو ق‪##‬ل المالزم‪##‬ة بين وج‪##‬وب الش‪##‬يء ووج‪##‬وب مقّد مت‪##‬ه‪.‬‬
‫حيث ذهب جماع ‪## #‬ة إلى ثب ‪## #‬وت المالزم ‪## #‬ة ب ‪## #‬القول إذا ثبت ش ‪## #‬يء ب ‪## #‬دليل ش ‪## #‬رعي فق ‪## #‬د وجبت مقّد مت ‪## #‬ه أو‬
‫مقّد ماته‪ .‬وذهب جماعة من تأخر من أهل التحقيق إلى عدم الوجوب مطلق‪ً#‬ا‪ .‬ب‪##‬القول إلى ع‪#‬دم وج‪##‬ود ه‪##‬ذه‬
‫المالزم‪##‬ة في مرحل‪##‬ة الجع‪##‬ل واإلعتب‪##‬ار وإ ن وج‪##‬دت في مرحل‪##‬ة الش‪##‬وق واإلرادة‪ .‬ول‪##‬ذا ق‪##‬الوا‪ :‬ب‪##‬أن مقّد م‪##‬ة‬
‫ال‪## #‬واجب غ‪## #‬ير واجب‪## #‬ة ش‪## #‬رعا وإ نم‪## #‬ا تجب بحكم العق‪## #‬ل في بعض الم‪## #‬وارد كالمقّد م‪## #‬ة المفوت‪## #‬ة او المقّد م‪## #‬ة‬
‫المواصلة ‪..‬‬
‫( ‪) ١٩‬‬
‫الضد‪:‬‬
‫والبحث في المقام هو في أن األمر بالشيء هل يقتضي النهي عن ض‪##‬ده ال‪##‬ذي يمانع‪##‬ه أو يزاحم‪##‬ه‪ .‬أم أن‪##‬ه‬
‫ال يقتضي ذلك؟‬
‫إذن‪ :‬مدارية البحث حول مسألة اقتضاء األمر بالشيء النهي عن ضده أو عدم النهي عن ضده‪.‬‬
‫ويقصد بالضد‪ :‬هو ك‪ّ#‬ل معان‪#‬د ومن‪#‬اف‪ .‬ويقص‪#‬د باإلقتض‪#‬اء‪ :‬ه‪#‬و البّد ي‪#‬ة ثب‪#‬وت النهي عن الض‪#‬د عن‪#‬د األم‪#‬ر‬
‫بالشيء‪.‬‬
‫ويقصد بالنهي‪ :‬هو اإللزام بالترك‪.‬‬
‫وق‪##‬د مثل‪##‬وا علي‪##‬ه‪ :‬ب‪##‬األمر الف‪##‬وري بإزال‪##‬ة النجاس‪##‬ة مثال عن المس‪##‬جد‪ .‬ه‪##‬ل يقتض‪##‬ي النهي عن أداء الص‪##‬الة‬
‫حتى إزالتها‪ .‬أم أنه ال يقتضي‪.‬‬
‫وه‪#‬ذا المث‪#‬ال س‪#‬يق ح‪#‬ول الض‪##‬د الخ‪#‬اص ‪ -‬الوج‪#‬ودي ‪ -‬كالص‪##‬الة‪ .‬كم‪#‬ا يوج‪#‬د ض‪##‬د ع‪#‬ام بمع‪#‬نى ال‪#‬ترك‪ .‬اي‬
‫ترك المأمور به ‪ -‬العدمي ‪-‬‬
‫ومن هنا قسموا الضد إلى قسمين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬الضد العام‪ .‬وهو الترك ‪ -‬ترك المأمور به ‪-‬‬
‫ثانيهما‪ :‬الضد الخاص‪ .‬وهو المعاند الوجودي‪ .‬اي القيام بفعل يمنع القيام بفعل المأمور به‪.‬‬
‫الضد العام‪ :‬ذهب أكثر العلماء ‪ -‬حيث وقع فيه الكالم ‪ -‬إلى أن األمر بالش‪##‬يء يقتض‪##‬ي النهي عن ض‪##‬ده‬
‫العام نهيا شرعيا‪ .‬وإ ن اختلفوا بالتالي بالدليل على هذا المذهب‪.‬‬
‫ذهب بعض المحققين إلى أن األم‪##‬ر بالش‪##‬يء ال يقتض‪##‬ي النهي عن ض‪##‬ده الع‪##‬ام نهي‪##‬ا ش‪##‬رعيا‪ .‬وذل‪##‬ك ‪ -‬ألن‬
‫نفس األمر بالشيء على وجه الوجوب كاف في الزجر عن تركه‪ .‬فال حاجة إلى جع‪##‬ل للنهي عن ال‪##‬ترك‬
‫من الشارع زيادة على األمر بذلك الشيء ‪-‬‬
‫وعلى كل حال‪ :‬نتيجة القول األول والثاني هو المنع من الضد الع‪##‬ام إال أن المن‪##‬ع بن‪##‬اء على الق‪##‬ول األول‬
‫يستند إلى النهي الشرعي المستكشف من األمر بالشيء والمنع بن‪##‬اء على الق‪#‬ول الث‪##‬اني يس‪##‬تند إلى ط‪##‬بيعى‬
‫األمر بالشيء‪.‬‬
‫نعم" األمر بالشيء يقتضي النهي عن ضده العام ‪ -‬تركه ‪ -‬على أي نحو يكون؟‬
‫‪ ) ١‬فقد قي‪#‬ل ب‪#‬أن اإلقتض‪#‬اء هن‪#‬ا كم‪#‬ا ق‪#‬الوا‪ :‬بنح‪#‬و العيني‪#‬ة‪ .‬بمع‪#‬نى‪ :‬األم‪#‬ر بالش‪#‬يء عين النهي عن ترك‪#‬ه ‪-‬‬
‫الضد العام ‪-‬‬
‫‪ ) ٢‬وقي‪##‬ل ان اإلقتض‪##‬اء هن‪##‬ا ه‪##‬و بنح‪##‬و التض‪##‬من‪ .‬بمع‪##‬نى‪ :‬أن األم‪##‬ر بالش‪##‬يء يتض‪##‬من النهي عن ترك‪##‬ه أو‬
‫يدل ضمنا على النهي عن تركه‪.‬‬
‫‪ ) ٣‬وقي‪##‬ل اإلقتض‪##‬اء هن‪##‬ا بنح‪##‬و المالزم‪##‬ة‪ .‬أي المالزم‪##‬ة بين األم‪##‬ر بالش‪##‬يء والنهي عن ترك‪##‬ه‪ .‬بمع‪##‬نى أن‬
‫األم‪##‬ر بالش‪##‬يء ي‪##‬دل ب‪##‬اإللتزام أو الدالل‪#‬ة اإللتزامي‪##‬ة على النهي عن ترك‪##‬ه‪ .‬بص‪##‬رف النظ‪##‬ر عن طبيع‪##‬ة ه‪##‬ذه‬
‫المالزمة هل هي بنح‪#‬و الل‪#‬زوم ال‪#‬بين ب‪#‬المعنى األعم أو الل‪#‬زوم ال‪#‬بين ب‪#‬المعنى األخص على اختالف بينهم‬
‫وتفصيل طويل‪.‬‬
‫الضد الخاص‪ :‬هو أن القول بإقتضاء األمر بالشيء النهي عن ضده الخاص يتف‪##‬رع على الق‪##‬ول بإقتض‪##‬اء‬
‫األمر للنهي عن ضده العام‪.‬‬
‫وق‪##‬د وق‪##‬ع الكالم بينهم في أن األم‪##‬ر بالش‪##‬يء ه‪##‬ل يقتض‪##‬ي النهي عن ض‪##‬ده الخ‪##‬اص أم‪##‬ا بإعتب‪##‬ار المقّد مي‪##‬ة‬
‫وأم ‪##‬ا بإعتب ‪##‬ار المالزم ‪##‬ة على تفص ‪##‬يل ليس هن ‪##‬ا محل ‪##‬ه‪ .‬وكي ‪##‬ف ك ‪##‬ان‪ :‬الثم ‪##‬رة في ال ‪##‬نزاع في مس ‪##‬ألة الض ‪##‬د‬
‫الخ‪#‬اص تظه‪#‬ر في ال‪#‬تزاحم بين واج‪#‬بين أح‪#‬دهما موس‪#‬ع واآلخ‪#‬ر مض‪##‬يق‪ .‬كالص‪##‬الة في أول ال‪#‬وقت وإ زال‪#‬ة‬
‫النجاس ‪##‬ة عن المس ‪##‬جد‪ .‬وك ‪##‬ذا وق ‪##‬وع ال ‪##‬تزاحم بين واج ‪##‬بين كالهم ‪##‬ا مض ‪##‬يق ولكن ‪##‬ه أح ‪##‬دهما أهم من اآلخ ‪##‬ر‬
‫كالصالة في آخر الوقت وإ زالة النجاسة عن المسجد وهذا ما ال ينبغي تفصيله في هذا اإلختصار‪.‬‬
‫( ‪) ٢٠‬‬

‫إجتماع األمر والنهي‪:‬‬


‫ويع ‪##‬ني االلتق ‪##‬اء اإلتف ‪##‬اقي بين الم ‪##‬أمور ب ‪##‬ه والمنهي عن ‪##‬ه في ش ‪##‬يء واح ‪##‬د بحيث يتعل ‪##‬ق األم ‪##‬ر ب ‪##‬ه بعن ‪##‬وان‬
‫ويتعلق النهي به بعنوان آخر‪.‬‬
‫وقولهم ‪ -‬االلتقاء اإلتفاقي لألمر والنهي ‪ -‬إجتماع األمر والنهي ال بنح‪##‬و التع‪##‬ارض كم‪##‬ا في ‪ -‬ص‪##‬ل ‪-‬‬
‫و ‪ -‬ال تصل ‪-‬‬
‫وانما القصد من هذا اإلجتماع ما كان قابال للتصور في حق المولى الحكيم‪.‬‬
‫ويعني باألمر‪ :‬اإللزام بالفعل‪.‬‬
‫ويعني بالنهي‪ :‬اإللزام بالترك‪.‬‬
‫وعليه تكون المسألة مدارها اإلجابة عن سؤال حاصله‪ :‬ه‪##‬ل يمكن إجتم‪##‬اع األم‪##‬ر والنهي في فع‪##‬ل‪ .‬واح‪##‬د‬
‫أو يستحيل ذلك؟‬
‫ذهب بعض العلماء إلى جواز اإلجتماع وامكانه‪ .‬وذهب آخرون إلى امتناعه واستحتالته‪ .‬وما علي‪##‬ه أه‪##‬ل‬
‫التحقيق هو الجواز واإلمكان‪.‬‬
‫والكالم ليس في إجتم ‪##‬اع األم‪##‬ر بالطبيع ‪##‬ة أو الج ‪##‬امع م ‪##‬ع النهي عن ف ‪##‬رد منه ‪##‬ا‪ .‬من قبي ‪##‬ل أم ‪##‬ر ‪ -‬ص ‪##‬ل ‪-‬‬
‫ونهي ‪ -‬ال تص‪##‬ل في الحم‪##‬ام ‪ -‬فه‪##‬ذا ال كالم في‪##‬ه من أص‪##‬ل‪ .‬ب‪##‬ل ح‪##‬ول اجتم‪##‬اع األم‪##‬ر والنهي في م‪##‬ورد‬
‫واح‪##‬د م‪##‬ع تع‪##‬دد العن‪##‬وان‪ .‬وه‪##‬ل يمكن اإلجتم‪##‬اع في م‪##‬ورد بلح‪##‬اظ عن‪##‬وان معين ومنهي‪##‬ا عن‪##‬ه بلح‪##‬اظ عن‪##‬وان‬
‫آخر فإن أمكن ‪ -‬فهو مبنى من ذهب لجواز اإلجتماع أو ال يمكن كما هو مذهب من من‪##‬ع على تفص‪##‬يل‪.‬‬
‫بالتالي كّل فريق استدل على مدعاه بادالة طويلة عريضة ال تخلو من تعقيد‪.‬‬
‫المهم قسموا هذا اإلجتماع إلى قسمين‪:‬‬
‫الف ‪ -‬ما يقع من المكلف مع وجود المندوحة ‪ -‬أي وجود مجال للتخلص منه ‪-‬‬
‫ب ‪ -‬ما يقع من المكل‪#‬ف م‪#‬ع اإلض‪#‬طرار ‪ -‬أي م‪#‬ع ع‪#‬دم وج‪#‬ود مندوح‪#‬ة ‪ -‬ومثل‪#‬وا على األول ‪ -‬الص‪#‬الة‬
‫في األرض المغص‪##‬وبة م‪##‬ع س‪##‬عة ال‪##‬وقت ‪ -‬وكم‪##‬ا ت‪##‬رى ف‪##‬إن ه‪##‬ذا الفع‪##‬ل باعتب‪##‬اره ‪ -‬ص‪##‬الة ‪ -‬م‪##‬أمور ب‪##‬ه‪.‬‬
‫وباعتباره تصرفا بمال الغير منهيا عنه ألنه تصرف بغير رضا صاحبه أو مالكه‪.‬‬
‫ف ‪##‬إن وج ‪##‬دت المندوح ‪##‬ة ‪ -‬المج ‪##‬ال ‪ -‬يمكن تالفي المش ‪##‬كل فال ت ‪##‬زاحم وال ن ‪##‬زاع‪ .‬وإ ال وق ‪##‬ع ال ‪##‬تزاحم بين‬
‫الواجب والحرام ومن هنا وقع النزاع بينهم في تقديم أي منهما على اآلخر؟‬
‫وكيف كان‪ :‬فإن النتيجة على رأي والقول باإلمتناع وعدم الجواز هي‪:‬‬
‫الف ‪ -‬العبادة تقع فاسدة في هذه الصورة مع العلم بحرمة التصرف باألرض المغصوبة‪.‬‬
‫ب ‪ -‬وعلى رأي من يرّج ح جانب األمر تكون العبادة صحيحة‪ .‬ألنه ال نهي حتى تقع فاسدة‪.‬‬
‫والنتيجة على القول بجواز اإلجتماع وامكانه‪ .‬هي وقوع العبادة ‪ -‬الصالة ‪ -‬ص‪#‬حيحة‪ .‬وذل‪#‬ك لألختالف‬
‫في جهة أو عنوان تعلق النهي وجهة أو تعلق األمر‪ .‬فإن كًال منهما متعل‪#‬ق بجه‪#‬ة غ‪#‬ير الجه‪#‬ة ال‪#‬تي تعل‪#‬ق‬
‫بها اآلخر‪.‬‬
‫ومع اإلضطرار‪ :‬وال مندوحة في المقام فهنا يكون اإلضطرار على نحوين‪:‬‬
‫الف ‪ -‬أن يف‪#‬رض اإلض‪#‬طرار ب‪#‬دون علم س‪#‬بق اختي‪#‬ار المكل‪#‬ف في الجم‪#‬ع بين الم‪#‬أمور ب‪#‬ه والمنهي عن‪#‬ه‪.‬‬
‫كصالة السجين في األرض المغصوبة مع ضيق الوقت‪ .‬وهنا الصالة واجبة والحرمة في التصرف كما‬
‫هو واضح ولكن المكلف اضطر بطبيعة وضعيته أن يعصي األمر أو يعصي النهي‪.‬‬
‫وحكمه‪ :‬الرجوع القوى المالكين فإن كان المالك اقوى ُقدم جانب األمر ويس‪##‬قط النهي عن الفعلّي ة‪ .‬وإ ن‬
‫ك‪## #‬ان مالك النهي أق‪## #‬وى ُق دم ج‪## #‬انب النهي‪ .‬كمن انحص‪## #‬ر عن‪## #‬ده انق ‪##‬اذ حي‪## #‬وان مح‪## #‬ترم من الهالك بهالك‬
‫إنسان‪.‬‬
‫ب ‪ -‬أن يحص ‪##‬ل اإلض ‪##‬طرار بس ‪##‬وء إختي ‪##‬ار المكل ‪##‬ف ‪ -‬وه ‪##‬و عكس من ك ‪##‬ان بغ ‪##‬ير اختي ‪##‬اره كم ‪##‬ا م ‪##‬ر ‪-‬‬
‫كالذي تعمد دخول دار مغصوبة ثم يسارع للخروج منها تخلصا من إستمرار الغصب‪.‬‬
‫وحكم‪##‬ه‪ :‬يجب علي‪##‬ه ت‪##‬رك الغص‪##‬ب الزائ‪##‬د ب‪##‬الخروج من ال‪##‬دار م‪##‬ع أن حركت‪##‬ه في الخ‪##‬روج أيض‪##‬ا محرم‪##‬ة‬
‫يستحق عليها العقاب ألنها من أفراد ما هو منهي عنه وقد وقع في هذا المحور والدوران بس‪##‬وء اختي‪##‬اره‬
‫على حّد تعبير المظفر في ‪ -‬أصول الفقه ج‪- ٢‬‬
‫وتركن‪## #‬ا التطوي‪## #‬ل للمط‪## #‬والت من قبي‪## #‬ل ه‪## #‬ل المس‪## #‬ألة أص‪## #‬ولية كم‪## #‬ا علي‪## #‬ه المش‪## #‬هور ام هي من المب‪## #‬ادئ‬
‫التص‪#‬ديقية للمس‪#‬ألة األص‪#‬ولية‪ .‬وم‪#‬ا ه‪#‬و ف‪#‬رق ه‪#‬ذه المس‪#‬ألة عن مس‪#‬ألة إقتض‪#‬اء النهي للفس‪#‬اد‪ .‬وه‪#‬ل الج‪#‬واز‬
‫واالمتن‪#‬اع يبتني‪#‬ان على نظ‪#‬ر العق‪#‬ل أو الع‪#‬رف‪ .‬وه‪#‬ل يتعل‪#‬ق الج‪#‬واز واالمتن‪#‬اع بتعل‪#‬ق األحك‪#‬ام بالطب‪#‬ائع أو‬
‫بتعل‪##‬ق األحك‪##‬ام ب‪##‬األفراد والمص‪##‬اديق‪ .‬وه‪##‬ل يبتني‪##‬ان على أص‪##‬الة الماهي‪##‬ة ام الوج‪##‬ود وك‪##‬ذا ه‪##‬ل يبتني‪##‬ان على‬
‫التضاد بين األحكام أو عدم التضاد وكذا هل يبتني‪##‬ان على ال‪##‬تركيب اإلنض‪##‬امي أو االتح‪##‬ادي وه‪##‬ل يبتني‪##‬ان‬
‫على حيثيتين تقييديتين أو تعليليتين وغيرها من التفريعات التي ال طائل منها في ما نحن فيه‪.‬‬
‫( ‪) ٢١‬‬
‫إقتضاء النهي الفساد‪:‬‬
‫ويع ‪##‬بر عن ه ‪##‬ذه المس ‪##‬ألة‪ :‬ه ‪##‬ل النهي عن الش ‪##‬يء يقتض ‪##‬ي فس ‪##‬اده‪ .‬أو ق ‪##‬ل النهي عن الش ‪##‬يء ه ‪##‬ل يقتض ‪##‬ي‬
‫فساده‪ .‬يعني هل أن النهي إذا تعّلق بشيء يستلزم فساده وبالتالي وقوعه غ‪#‬ير ص‪#‬حيح إذا ق‪#‬ام ب‪#‬ه المكل‪#‬ف‬
‫باإلتيان به‪ .‬أو ال يستلزم فساده؟‬
‫إذن‪ :‬المدار حول ثبوت أو عدم ثبوت المالزمة العقلّية بين النهي عن الشيء وفساده‪.‬‬
‫والبحث هنا عن‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النهي عن العبادة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬النهي عن المعاملة‪.‬‬
‫يع‪##‬ني البحث يك‪##‬ون ح‪##‬ول العب‪##‬ادات والمع‪##‬امالت من جه‪##‬ة أن النهي عنه‪##‬ا ه‪##‬ل يقتض‪##‬ي فس‪##‬ادها ام ال؟ وإ ن‬
‫ك ‪##‬انت الحص ‪##‬ة األوس ‪##‬ع هي الجه ‪##‬ة العبادي ‪##‬ة بنكت ‪##‬ة أن العب ‪##‬ادة مش ‪##‬روطة بالني ‪##‬ة القربي ‪##‬ة هلل تع ‪##‬الى وبالت ‪##‬الي‬
‫ضرورة إحراز المالك أو قل المصحح لتحصيل اإلجزاء وابراء الذمة‪.‬‬
‫فالنهي عن العبادة ‪ -‬هنا ‪ -‬كّل تكليف اشترط فيه قصد التقرب به إلى اهلل تعالى كالصالة والصوم‪.‬‬
‫ومثلوا له‪ :‬النهي عن صوم يوم العيدين وص‪##‬الة الح‪#‬ائض والنفس‪#‬اء والنهي عن ق‪##‬راءة س‪#‬ورة العزيم‪#‬ة في‬
‫الص ‪##‬الة‪ .‬والنهي عن الص ‪##‬الة في اللب ‪##‬اس المغص ‪##‬وب‪ .‬والنهي عن الجه ‪##‬ر ب ‪##‬القراءة في موض ‪##‬ع اإلخف ‪##‬ات‬
‫والنهي عن اإلخف‪##‬ات ب‪##‬القراءة في موض‪##‬ع الجه‪##‬ر وهك‪##‬ذا دولي‪##‬ك‪ .‬وكم‪##‬ا ت‪##‬رى النهي في المق‪##‬ام ه‪##‬و النهي‬
‫المتعّل ق بنفس العب‪##‬ادة‪ .‬وال كالم عن‪##‬د المش‪##‬هور في داللت‪##‬ه على الفس‪##‬اد‪ .‬والمكل‪##‬ف إذا ج‪##‬اء بالعب‪##‬ادة المنهي‬
‫عنها تقع بالتالي فاسدة وغير ص‪##‬حيحة‪ .‬لوج‪#‬ود مالزم‪#‬ة واض‪##‬حة بين ه‪#‬ذا النهي وبين فس‪#‬اد متعّلق‪#‬ه وع‪#‬دم‬
‫صالحيته للتقرب فيه الى اهلل كون هذه العبادة المنهي عنها مبغوضه لديه تعالى‪.‬‬
‫بعبارة أكثر وضوحا النهي كاشف عن المبغوضية بقول مطلق عند المشهور‪.‬‬

‫وك‪##‬ذا النهي المتعّل ق بج‪##‬زء العب‪##‬ادة كق‪##‬راءة العزيم‪##‬ة في الص‪##‬الة فالمش‪##‬هور نص على بطالنه‪##‬ا‪ .‬وعلى ح‪ّ#‬د‬
‫تعب‪##‬يرهم أن النهي عن جزئه‪##‬ا ‪ -‬اي ج‪##‬زء العب‪##‬ادة ‪ -‬يقتض‪##‬ي فس‪##‬ادها‪ .‬ألن الج‪##‬زء عب‪##‬ادة يفس‪##‬د ب‪##‬النهي‪.‬‬
‫وفساده ‪ -‬اي هذا الجزء ‪ -‬مستلزم لفساد الكل‪.‬‬
‫والنهي إذا تعّل ق بش ‪##‬رط العب ‪##‬ادة الخ ‪##‬ارج عنه ‪##‬ا‪ .‬كم ‪##‬ا ل ‪##‬و نهى الش ‪##‬ارع عن تطه ‪##‬ير ث ‪##‬وب الص ‪##‬الة بالم ‪##‬اء‬
‫المغصوب‪ .‬فهذا الفرض ال يتعّلق به النهي وبالت‪#‬الي ال يقتض‪##‬ي الفس‪#‬اد ب‪#‬ل وال دخ‪#‬ل ل‪#‬ه في ح‪#‬ريم ال‪#‬نزاع‬
‫من أصل لعدم المؤثرية في أصل الصالة على ما نص عليه في [الكفاية]‬
‫وأما إذا تعّلق النهي بالوصف المالزم للعبادة كما ل‪##‬و نهى الش‪##‬ارع عن الجه‪##‬ر في ص‪##‬الة الظه‪##‬ر فالمس‪##‬ألة‬
‫خالفية بينهم ومنهم من ذهب لعدم الفساد ومنهم من التزم بالفساد على تفصيل في محله‪.‬‬
‫هذا كله في مسألة النهي عن العبادة وهنا ايضا النهي عن المعاملة‪.‬‬
‫وقد نوعوا البحث حول المعاملة إلى النوعيين التاليين‪:‬‬
‫أل ‪##‬ف ‪ -‬النهي عن العق ‪##‬د اإلنش ‪##‬ائي‪ .‬ك ‪##‬النهي عن ال ‪##‬بيع وقت الن ‪##‬داء لص ‪##‬الة الجمع ‪##‬ة‪ .‬في قول ‪##‬ه تع ‪##‬الى {إذا‬
‫نودي للصالة من يوم الجمعة فأسعوا إلى ذكر اهلل وذروا البيع} سورة الجمعة‪/٩/‬‬
‫والمع ‪##‬روف بينهم أن ه ‪##‬ذا الن ‪##‬وع من النهي ال ي ‪##‬دل على فس ‪##‬اد المعامل ‪##‬ة إذ لم تثبت المناف ‪##‬اة‪ .‬ال عقال وال‬
‫عرفا ‪ -‬يعني عدم وجود مالزمة بين النهي عن المعاملة وفسادها ‪-‬‬
‫ب ‪ -‬النهي عن نفس المعامل ‪##‬ة ‪ -‬وجوده ‪##‬ا ‪ -‬ك ‪##‬النهي عن بي ‪##‬ع المص ‪##‬حف‪ .‬وق ‪##‬د ذهب بعض العلم ‪##‬اء إلى‬
‫فس ‪##‬اده وذهب آخ ‪##‬رون إلى ع ‪##‬دم إقتض ‪##‬اء النهي فس ‪##‬اد المعامل ‪##‬ة‪ .‬وهن ‪##‬اك كالم طوي ‪##‬ل في الموض ‪##‬وع لمن‬
‫رغب أن يراجع‪.‬‬
‫( ‪) ٢٢‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫األدلة الفقاهّية‪ :‬وتسمى األصول العملّية األربعة‪.‬‬
‫فالمكّلف الملتفت إلى الحكم الشرعي تحصل له إحدى حاالت ثالث‪:‬‬
‫‪ ) ١‬القطع‪ )٢ .‬الظن‪ )٣ .‬الشك‪ .‬فإن حصلت له القطع فبه‪##‬ا ونعمت وال من‪##‬اص من أتب‪##‬اع الحج‪##‬ة العقلّي ة‬
‫والعمل وفقها‪ .‬وإ ن حصل له الظن فاألصل فيه عدم الحجّية إّال إذا دّل الدليّل القطعي على ص‪ّ#‬ح ة العم‪#‬ل‬
‫به‪ .‬وإ ن حصل له الشك فيجب حينئذ العمل وفق القواعد التي قررها العقل والنقل للشاك‪.‬‬

‫ثم إن الفقي‪##‬ه إنم‪##‬ا ينتهي لألص‪##‬ول العملّي ة إذا لم يكن تحت ي‪##‬ده دلي‪ّ#‬ل قطعي ك‪##‬الخبر المت‪##‬واتر مثال او دلي‪ّ#‬ل‬
‫علمي كالظنون المعتبرة التي دّل على حجّي تها الدليل القطعي‪ .‬وتسمى باألمارات‪.‬‬
‫وبكلمة واحدة ال تصل النوبة للدليّل الفقهاتي إال بعد فقدان دليّل الكتاب أو السنة او العقل أو اإلجماع‪.‬‬
‫وهذه األصول أو األدلة الفقاهاتية‪ :‬هي‪:‬‬
‫اوال‪ :‬أصالة البراءة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أصالة التخيير‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬أصالة اإلحتياط‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬اإلستصحاب‪.‬‬
‫إذن‪ :‬المتحصل‪ :‬أن مجال الرجوع له‪#‬ذه األدل‪#‬ة ه‪#‬و الش‪#‬ك ب‪#‬الحكم ال‪#‬واقعي‪ .‬ال‪#‬ذي يع‪#‬ني الجه‪#‬ل ب‪#‬ه والي‪#‬أس‬
‫من تحصيله‪.‬‬
‫وذل‪##‬ك ألن المكّل ف مط‪##‬الب بإمتث‪##‬ال الحكم ال‪##‬واقعي وال‪##‬ذي يمكن إس‪##‬تفادته من األدل‪##‬ة اإلجتهادي‪##‬ة‪ .‬نعم" م‪##‬ع‬
‫الجهل واليأس من تحصل الدليّل هناك تصل النوبة للحكم الظاهري تيسيرا من اهلل لعباده ولطفا بهم‪.‬‬
‫( ‪) ٢٣‬‬
‫البراءة‪:‬‬
‫دّل ال ‪##‬دليّل على أن الوظيف ‪##‬ة العملّي ة لمن ش ‪##‬ك ب ‪##‬التكّليف ‪ -‬حس ‪##‬ب تعب ‪##‬ير المش ‪##‬هور ‪ -‬ه ‪##‬و ال ‪##‬براءة وع ‪##‬دم‬
‫وجوب اإلحتياط‪.‬‬
‫والبراء تقّس م الى قسمين‪:‬‬
‫‪ ) ١‬البراءة الشرعية‪ .‬وهي الوظيفة الشرعية النافية للحكم الشرعي عند الشك فيه واليأس من تحص‪##‬ليه‪.‬‬
‫ولهم على هذا األصل جملة من األدلة‪ :‬منها {ال يكلف اهلل نفس‪ً#‬ا إال م‪##‬ا أتاه‪##‬ا} الطالق‪ /٧/‬ومعناه‪##‬ا أن اهلل‬
‫ال يكّل ف الن‪#‬اس إال باألحك‪#‬ام الواص‪#‬لة إليهم وه‪#‬و مع‪#‬نى ال‪#‬براءة الش‪#‬رعية‪ .‬ومنه‪#‬ا‪ :‬ح‪#‬ديث‪ .‬رف‪#‬ع عن أم‪#‬تي‬
‫تس‪## #‬عة‪ :‬الخط‪## #‬أ والنس‪## #‬يان وم‪## #‬ا اكروه‪## #‬وا علي‪## #‬ه وم‪## #‬ا ال يعلم‪## #‬ون وم‪## #‬ا ال يطيق‪## #‬ون وم‪## #‬ا اض‪## #‬طروا إلي‪## #‬ه ‪..‬‬
‫الحديث ‪ ..‬وعليه أن أحك‪##‬ام الش‪##‬ارع التكلّيفي‪##‬ة والوض‪##‬عية بي‪##‬د اهلل تع‪##‬الى‪ .‬وه‪##‬ذا النص دّل على رف‪##‬ع الحكم‬
‫اإللزامي في حالة الشك وهو معنى البراءة الشرعية‪.‬‬
‫‪ ) ٢‬ال‪##‬براءة العقلي‪##‬ة‪ .‬وهي الوظيف‪##‬ة المؤمن‪##‬ة من قب‪##‬ل العق‪##‬ل عن‪##‬د عج‪##‬ز المكّل ف عن بل‪##‬وغ حكم الش‪##‬ارع أو‬
‫وظيفته‪.‬‬
‫وق‪##‬دم أس‪##‬تدلوا على الم‪##‬دعى بالقاع‪##‬دة المش‪##‬هورة بينهم ‪ -‬قبح العق‪##‬اب بال بي‪##‬ان ‪ -‬أو ق‪##‬ل ‪ -‬التع‪##‬ذيب ف‪##‬رع‬
‫البيان ‪ -‬فال عقاب بال بيان واصل إلى المكّلف بعد فحص المكّلف عن الدليل في مظانه‪.‬‬
‫نعم" الس‪##‬يد الش‪##‬هيد الّص در األول استش‪##‬كل على ك‪##‬برى بره‪##‬ان المش‪##‬هور ‪ -‬قبح العق‪##‬اب بال بي‪##‬ان ‪ -‬ول‪##‬ذا‬
‫اسس مسلكه الخاص ‪ -‬مسلك حق الطاعة ‪ -‬على تفصيل في محله‪.‬‬
‫التخي ‪##‬ير‪ :‬وم ‪##‬يزان جري ‪##‬ان أص ‪##‬الة التخي ‪##‬ير ه ‪##‬و بع ‪##‬د ع ‪##‬دم إمك ‪##‬ان اإلحتي ‪##‬اط ‪ -‬الموافق ‪##‬ة القطعي ‪##‬ة ‪ -‬ويقس ‪##‬م‬
‫التخيير إلى‪:‬‬
‫‪ ) ١‬التخي‪##‬ير الش‪##‬رعي‪ .‬وه‪##‬و جع‪##‬ل الش‪##‬ارع وظيف‪##‬ة إختي‪##‬ار إح‪##‬دى األم‪##‬ارتين ‪ -‬بع‪##‬د ف‪##‬رض ت‪##‬وفر الحجّي ة‬
‫والشروط ‪ -‬المكّلف عند تعارضهما وعدم إمكان الجمع بينهما أو ترجيح أحدهما على األخرى‪.‬‬
‫‪ ) ٢‬التخيير العقلي‪ .‬وهو الوظيفة العقلّية التي يصدر عنها المكّلف عن‪#‬د دوران األم‪#‬ر بين المح‪#‬ذورين ‪-‬‬
‫الوجوب والحرمة ‪ -‬وعدم تمكنه من المخالفة القطعية‪.‬‬
‫وال‪##‬دوران في المق‪##‬ام يجتم‪##‬ع ت‪##‬ارة م‪##‬ع الش‪##‬ك ب‪##‬التكّليف إذا ك‪##‬ان نوع‪##‬ه مجه‪##‬وال‪ .‬وم‪##‬ع الش‪##‬ك في المكّل ف ب‪##‬ه‬
‫تارة أخرى إذا كان الشك نوعه معلوما والمتعّلق مرددا بين أمرين غير قابيلن لإلحتياط‪.‬‬
‫واألول‪ :‬كتردد العبادة في أيام اإلستظهار بين كونها واجبة أو محرمة‪ .‬فهنا تكّليف واحد مجهول نوع‪##‬ه‪.‬‬
‫فلو كانت المرأة حائضا فنوع التكّليف هو الحرمة ولو كانت مستحاضة فنوع التكّليف هو الوجوب‪.‬‬
‫والث‪## #‬اني‪ :‬كم‪## #‬ا إذا علم أن واح‪## #‬دة من الص‪## #‬التين واجب‪## #‬ة وُأخ‪## #‬رى محرم‪## #‬ة‪ .‬وت‪## #‬ردد أمرهم‪## #‬ا بين الظه‪## #‬ر‬
‫والجمعة‪ .‬فالنوع هنا معلوم‪ .‬وهو أن هنا واجبا ومحرما‪ .‬غير أن الموضوع مردد بين الجمعة والظه‪##‬ر‪.‬‬
‫فالجمع لكال القسمين عدم إمكان الموافقة القطعية على ما ذكروا‪.‬‬
‫بعب‪##‬ارة أخ‪##‬رى‪ :‬إذا دار أم‪##‬ر المكّل ف بين أن ي‪##‬أتي بالش‪##‬يء على نح‪##‬و الل‪##‬زوم ألن‪##‬ه واجب وبين أن يترك‪##‬ه‬
‫على نح ‪##‬و الل ‪##‬زوم ألن ‪##‬ه ح ‪##‬رام‪ .‬ولم يتمكن ح ‪##‬تى من المخالف ‪##‬ة القطعي ‪##‬ة ال ‪##‬تي تع ‪##‬ني ع ‪##‬دم ص ‪##‬دوره‪ .‬ال عن‬
‫الوج‪#‬وب وال عن الحرم‪#‬ة‪ .‬اي ان ال يفع‪#‬ل وان ال ي‪#‬ترك الس‪#‬تحالة ذل‪#‬ك‪ .‬فإن‪#‬ه والح‪#‬ال ه‪#‬ذه ليس ل‪#‬ه إال أن‬
‫يتخير أحدهما أما الفعل وأما الترك ألن واقعه ال يخلو عن أحدهما‪.‬‬
‫( ‪) ٢٤‬‬
‫اإلحتياط‪ :‬ويقسم إلى‪:‬‬
‫‪ ) ١‬اإلحتي‪##‬اط الش‪##‬رعي‪ .‬وه‪##‬و حكم الش‪##‬ارع بل‪##‬زوم اإلتي‪##‬ان بجمي‪##‬ع محتمالت التك‪##‬اليف أو إجتنابه‪##‬ا عن‪##‬د‬
‫الش‪##‬ك به‪##‬ا والعج‪##‬ز عن تحص‪##‬يل واقعه‪##‬ا‪ .‬م‪##‬ع إمك‪##‬ان اإلتي‪##‬ان به‪##‬ا جميع ‪ً#‬ا أو اجتنابه‪##‬ا‪ .‬وه‪##‬ذا اإلحتي‪##‬اط عن‪##‬د‬
‫الكثير من العلماء ليس بحجة لعدم نهوض أدلته‪.‬‬
‫‪ ) ٢‬اإلحتياط العقلي‪ .‬وهو حكم العق‪#‬ل بل‪#‬زوم الخ‪#‬روج عن عه‪#‬دة التكّلي‪#‬ف المنج‪#‬ز‪ .‬وه‪#‬و عن‪#‬دهم حج‪#‬ة بال‬
‫كالم واستدلوا عليه بقاعدة ‪ -‬اإلشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقي‪#‬ني ‪ -‬وقاع‪#‬دة ‪ -‬وج‪#‬وب دف‪#‬ع الض‪##‬رر‬
‫المحتمل ‪ -‬راجع [مبادىء أصول الفقه‪ .‬بتصريف] للعالمة الفضلي‪.‬‬
‫واإلستصحاب‪ :‬وهو حكم الشارع ببقاء اليقين في ظرف الشك من حيث الجري العملي أو قل ه‪#‬و‪ :‬إبق‪#‬اء‬
‫ما كان على ما كان‪ .‬وهذا أصل عند المتأخرين وإ ن كان أمارة ظنية عند المتقدمين‪.‬‬
‫المهم‪ :‬إذا توفرت أركانه جرى اإلستصحاب‪ .‬واألركان‪ :‬هي‪:‬‬
‫يقين سابق ‪ -‬قبل حالة الشك ‪ -‬وشك الحق‪ .‬ووحدة المتعّلق ‪ -‬الشيء ‪ -‬ونحو ذلك [األصول العامة]‬
‫وق‪##‬د اس‪##‬تدلوا على اإلستص‪##‬حاب بجمل‪##‬ة من األدل‪##‬ة تراج‪##‬ع في مظانه‪##‬ا‪ .‬والحم‪##‬د هلل رب الع‪##‬المين والص‪##‬الة‬
‫والس ‪##‬الم على محم ‪##‬د األمين وآل ‪##‬ه الط ‪##‬اهرين‪ .‬تم إنج ‪##‬از ك ‪##‬تيب {المختص ‪##‬ر المفي ‪##‬د في أص ‪##‬ول الفق ‪##‬ه بثوب ‪##‬ه‬
‫الجديد}‬

‫علي األصولي‬
) ٢٥ (

You might also like