You are on page 1of 11

‫‪:‬األدلة الشرعية‬

‫مفهوم الدليل‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هو الموصل إلى الشيء سواء كان حسيًا أو معنويًا‪ ،‬ويجمع على أدلة‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬هو الذي يصح أن يستدل به‪ ،‬ويتوصل به إلى المطلوب‪ ،‬ويتحقق به العلم او غلبة الظن‪.‬‬
‫‪ -‬يكون الدليل عامًا وشامًال لما يفيد القطع ولما يفيد غلبة الظن‪.‬‬
‫تقسيمات األدلة الشرعية‪:‬‬
‫التقسيم األول‪ :‬باعتبار االتفاق واالختالف في هذه األدلة‪:‬‬
‫هناك أدلة متفق عليها‪ :‬وهي القرآن الكرمي والسنة النبوية واإلمجاع والقياس‪.‬‬
‫‪ -‬خصائص أصل األدلة‪ :‬من ص ‪ 42‬أىل ص ‪ 45‬من الكتاب ضمن املقرر‪.‬‬
‫امت‪3‬از ه‪3‬ذا األص‪3‬ل العظيم [الكت‪3‬اب والس‪3‬نة] خبص‪3‬ائص وتف‪3‬رد بفض‪3‬ائل‪ ،‬وهي أن ه‪3‬ذا األص‪3‬ل وحي من ااهلل تع‪3‬الى‪ ،‬ف‪3‬القرآن الك‪3‬رمي كالم‪3‬ه‪،‬‬
‫والسنة النبوية بيانه ووحيه‪.‬‬
‫وهن‪+‬اك أدل‪+‬ة مختل‪+‬ف فيه‪+‬ا‪ :‬وهي اإلستحس‪3‬ان واإلستص‪3‬حاب واملص‪3‬احل املرس‪3‬لة وش‪3‬رع من قبلن‪3‬ا والع‪3‬رف وم‪3‬ذهب الص‪3‬حايب‪ ،‬وعم‪3‬ل أه‪3‬ل‬
‫املدينة‪.‬‬
‫التقسيم الثاني‪ :‬باعتبار مصد هذه األدلة وداللتها على األحكام‪:‬‬
‫األدلة من حيث داللتها على األحكام تكون أدلة نقلية مصدرها السماع‪ ،‬أو أدلة عقلية مصدرها العقل والنظر‪.‬‬
‫‪:‬الفرق بين الدليل النقلي والدليل العقلي‬
‫• مفهوم األدلة النقلية والعقلية‪:‬‬
‫• الدليل الذي أمر به الشرع أو دل عليه إما أن يكون نقليًا أو عقليًا‪.‬‬
‫• ‪-‬الدليل النقلي‪ :‬ما أثبته الشرع وجاء به النص‪ ،‬فهذا دليل شرعي سمعي نقلي‪،‬‬
‫وسمي هذا النوع من األدلة نقليًا؛ ألنه راجع إلى أمر منقول من الشارع‪.‬‬
‫• ‪.‬الدليل العقلي‪ :‬ما دل عليه الشرع‪ ،‬وأرشد إليه‪ ،‬وجاء النظر إلى إثباته‪ ،‬كاألدلة‬
‫على إثبات التوحيد وحدوث العالم‪ ،‬وسمي هذا النوع من األدلة عقليًا؛ ألنه راجع‬
‫إلى التدبر والتفكر والنظر العقلي‪.‬‬
‫• ‪-‬النقل أصل‪ ،‬والعقل فرع‪ ،‬أدلة األحكام الشرعية إما أن تكون بصريح النقل‪ ،‬أو‬
‫بصحيح العقل من خالل االجتهاد‪ ،‬وهذا ما قام به علماء اإلسالم الذين أعملوا‬
‫عقولهم‪ ،‬وصاغوا القواعد‪ ،‬وكان منهجهم في التعامل مع النصوص بطريقين‪:‬‬
‫‪-1‬النظ‪++‬ر في األلف‪++‬اظ‪ ،‬وم‪++‬ا ت‪++‬دل علي‪++‬ه من مع‪++‬ان ودالالت ظ‪++‬اهرة تحت‪++‬اج إلى ت‪++‬دبر وتأم‪++‬ل في األدل‪++‬ة األخ‪++‬رى‪ ،‬والنظ‪++‬ر في الق‪++‬رائن‬
‫الواردة في ذات السياق‪.‬‬
‫‪-2‬الرب‪+‬ط بين النص‪+‬وص ل‪+‬دفع م‪+‬ا ي‪+‬وهم االختالف أو التع‪+‬ارض‪ ،‬مث‪+‬ل رد المتش‪+‬ابه إلى المحكم‪ ،‬وتخص‪+‬يص الع‪+‬ام‪ ،‬وتقيي‪+‬د المطل‪+‬ق‪،‬‬
‫خ وا‪+‬لمنس‪+‬وخ‪ ،‬وا‪+‬لت‪+‬مي‪+‬يز ب‪+‬ين ا‪+‬ألل‪+‬ف‪+‬ا‪+‬ظ ال‪+‬ت‪+‬ي ‪+‬تك‪+‬ون ‪+‬ع‪+‬لى س‪+‬بيل ال‪+‬حق‪+‬يق‪+‬ة أ‪+‬و تك‪+‬و‪+‬ن ع‪+‬لى‬‫ورد ‪+‬ا‪+‬لمجم‪+ +‬ل إلى‪ +‬ال‪+‬م‪+‬ب‪+‬ين وا‪+‬لم‪+‬فس‪+‬ر‪ ،‬و‪+‬معرف‪+‬ة ‪+‬ا‪+‬لناس‪+ +‬‬
‫سبيل المجاز‪.‬‬
‫‪-‬ه‪+‬ذا الرب‪+‬ط بين النص‪+‬وص أساس‪+‬ه العق‪+‬ل ال‪+‬ذي يق‪+‬وم بك‪+‬ل ذل‪+‬ك في إط‪+‬ار من مب‪+‬ادئ الش‪+‬ريعة اإلس‪+‬المية‪ ،‬ومقاص‪+‬دها العام‪+‬ة لتحقي‪+‬ق‬
‫حق‪+‬ق الع‪+‬دل‪+ ،+‬ح‪+‬يث‪ +‬يق‪+‬وم‪ +‬على‪+ +‬موافق‪+‬ة‪ +‬المعق‪+‬ول‪ +‬للمن‪+‬ق‪+‬ول‪ +‬فالن‪+‬ق‪+‬ل‬ ‫جل‪+‬ب ‪+‬ال‪+‬مص‪+‬ل‪+‬حة‪ ،+‬وي‪+‬درء‪+ +‬الم‪+‬فس‪+‬دة‪+ ،+‬وي ‪+‬‬‫الخ‪+‬ي‪+ +‬ر لإلن‪+‬س‪+‬ان‪+ +،‬وت‪+‬ح‪+‬قي‪+‬ق م‪+‬ا ‪+‬ي ‪+‬‬
‫الص‪+‬حي‪+‬ح ‪+‬ال يتع‪+‬ا‪+‬رض م‪+‬ع مق‪+‬تض‪+‬يات‪+ +‬العق‪+ +‬ل الص‪+‬حي‪+‬ح‪ ،+‬و‪+‬النص‪+‬وص ال‪+‬ش‪+ +‬رع‪+‬ية ‪+‬ال ت‪+‬ت‪+‬ن‪+‬اقض ‪+‬م‪+‬ع ال‪+‬حجج ال‪+‬عقلي‪+‬ة‪ ،+‬و‪+‬اهلل ع‪+‬ز وج‪+‬ل‪ +‬أق‪+‬ام ح‪+‬جت‪+‬ه‬
‫على‪ +‬عباد‪+‬ه بهما‪ +‬أي بالن‪+‬ص الش‪+‬رعي‪ ،‬وبالد‪+‬ليل ال‪+‬عقلي‪ ،‬وما ج‪+‬اء به‪ +‬النص يؤيده ال‪+‬عقل‪.‬‬
‫•نستنتج مما تقدم أن‪:‬‬
‫‪-‬العقل الصريح ال يناقض النقل الصحيح‪ ،‬بل يوافقه ويؤيده‪.‬‬
‫‪ -‬العقل المعارض للنقل الصحيح باطل وليس صحيحًا‪.‬‬
‫•المص‪++‬در العقلي منهج ق‪++‬رآني أثبت‪++‬ه اهلل في كتاب‪++‬ه‪ ،‬وربى الرس‪++‬ول الك‪++‬ريم أص‪++‬حابه على التأم‪++‬ل والتفك‪++‬ير‪ ،‬وق‪++‬راءة ص‪++‬فحات الك‪++‬ون‬
‫المشهو‪+‬د‪ ،‬وصف‪+‬حات ال‪+‬كتاب الم‪+‬قروء حت‪+‬ى يصل ب‪+‬هم إلى طم‪+‬أنينة ا‪+‬لقلب‪ +،‬وقنا‪+‬عة العقل‪ ،‬ويقظة الضمير‪ ،‬وسالمة الوجدان‪.‬‬
‫•نش‪+‬اط‪ :‬ابحث عن األدل‪+‬ة ال‪+‬واردة في الكت‪+‬اب العزي‪+‬ز والس‪+‬نة المطه‪+‬رة ال‪+‬تي ت‪+‬دل على وج‪+‬وب إعمال العقل‪.‬‬
‫‪:‬مرجع األدلة‬
‫مرج‪+‬ع األدل‪+‬ة بأنواعه‪+‬ا إلى الكت‪+‬اب العزي‪+‬ز‪ :‬عن‪+‬د النظ‪+‬ر إلى األدل‪+‬ة بنوعيه‪+‬ا النقلي والعقلي‪ ،‬يت‪+‬بين أنه‪+‬ا ترج‪+‬ع إلى الكت‪+‬اب والس‪+‬نة‪،‬‬
‫فيكونان هما المرجع من وجهين‪:‬‬
‫•األول‪ :‬جهة داللتهما على األحكام الجزئية الفرعية‪ ،‬كأحكام الزكاة والبيوع والعقوبات ونحوها‪.‬‬
‫•الث‪+‬اني‪ :‬جه‪+‬ة داللتهم‪+‬ا على القواع‪+‬د واألص‪+‬ول ال‪+‬تي تس‪+‬تند إليه‪+‬ا األحك‪+‬ام الجزئي‪+‬ة الفرعي‪+‬ة‪ ،‬ك‪+‬داللتهما على أن اإلجم‪+‬اع حج‪+‬ة‬
‫وأصل لألحكام‪ ،‬والقياس حجة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫•ومرجع السنة النبوية إلى الكتاب العزيز من وجهين‪:‬‬
‫•الوج‪++‬ه األول‪ :‬العم‪++‬ل بالس‪++‬نة النبوي‪++‬ة واالعتم‪++‬اد عليه‪++‬ا‪ ،‬واس‪++‬تنباط األحك‪++‬ام منه‪++‬ا‪ ،‬دل على ذل‪++‬ك الق‪++‬رآن الك ‪+‬ريم‪ ،‬ومن األدل‪++‬ة‬
‫الدال ‪+ + + +‬ة عل‪+‬ى وج‪++ + +‬وب ‪+‬ال ‪+‬عم‪++ + +‬ل با‪+‬لس‪++ + +‬نة‪+ ،‬ق‪+‬ول‪++ + +‬ه تع‪++ + +‬الى‪(+ :‬ي‪++ + +‬ا ‪+‬أ ‪+‬يه‪++ + +‬ا ال‪++ + +‬ذي‪+‬ن آمن‪++ + +‬وا أ‪+‬طيع‪++ + +‬وا ا‪+‬هلل وأط‪+‬يع‪++ + +‬وا الرس‪++ + +‬ول و‪+‬أو‪+‬لى ‪+‬األم‪++ + +‬ر‬
‫‪+‬واء‬
‫من‪+‬كم‪.)+‬النس‪+‬اء‪ +،59+:‬وقول‪+‬ه تع‪+‬ا‪+‬ل‪+‬ى‪+( :‬وأ‪+‬طيع‪+‬وا اهلل وأطيع‪+‬وا ‪+‬الر‪+‬س‪+‬ول)‪+ .‬ال‪+‬مائ‪+‬دة‪ +،92:‬و ‪+‬تك‪+‬رار وأ‪+‬طيع‪+‬وا ي‪+‬دل‪ +‬على‪ +‬عم‪+‬وم طاع‪+‬ت‪+‬ه س ‪+‬‬
‫‪+‬مم‪+‬ا أ ‪+‬تى‪ +‬ب‪+‬ه ا‪+‬لك‪+‬ت‪+‬اب ‪+ +‬أو‪ +‬مم‪+‬ا ‪+‬ل‪+‬م ‪+‬ل‪+‬يس‪ +‬في‪+‬ه ‪+‬إلى‪ +‬نص‪+‬وص كث‪+‬يرة‪+ +‬ت‪+‬في‪+‬د ه‪+‬ذ‪+ +‬ا ا ‪+‬لم‪+‬ع‪+‬نى‪+ ،‬مث‪+ +‬ل ق‪+‬ول‪+ +‬ه تع‪+‬ا‪+‬لى‪+ (+ :+‬وم‪+‬ا آت‪+‬ا‪+‬كم ‪+‬ا‪+‬لرس‪+‬ول فخ‪+‬ذوه‪ +‬وم‪+‬ا‬
‫نه ‪+ +‬ا‪+‬كم ع‪+‬ن‪++ +‬ه ف ‪+ +‬ا‪+‬نته‪+‬وا)‪+ .+‬ال‪+‬حش‪++ +‬ر‪ 7:‬وقو‪+‬ل‪++ +‬ه ‪+‬تع ‪+ +‬ا‪+‬لى‪+( +:‬فليح‪++ +‬ذر ال ‪+ +‬ذ‪+‬ين ‪+‬يخ‪++ +‬ال ‪+‬فو‪+‬ن ع‪+‬ن ‪+‬أم‪++ +‬ره أن ‪+‬تص‪++ +‬ي ‪+‬به‪+‬م فتن ‪+ + +‬ة ‪+‬أو يص‪++ +‬يبه‪+‬م ‪+‬ع‪++ +‬ذاب‪+‬‬
‫أليم)‪.‬النور‪63:‬‬
‫•الوج‪+‬ه الث‪+‬اني‪ :‬الس‪+‬نة ج‪+‬اءت لبي‪+‬ان الق‪+‬رآن الك‪+‬ريم وش‪+‬رح معاني‪+‬ه‪ ،‬ب‪+‬دليل قول‪+‬ه تع‪+‬الى‪( :‬وأنزلن‪+‬ا إلي‪+‬ك ال‪+‬ذكر لت‪+‬بين للن‪+‬اس م‪+‬ا ن‪+‬زل‬
‫إ‪+‬لي‪+‬هم و‪+‬لعل‪+‬ه‪+‬م يتفك‪+‬رون‪.+)+‬النح‪+‬ل‪ 44:‬وق‪+‬ول‪+‬ه تع‪+‬ا‪+‬لى‪(+ +:‬ي‪+‬ا ‪+‬أ ‪+‬يه‪+‬ا‪ +‬ال‪+‬ر‪+‬س‪+‬ول‪+ +‬بل‪+‬غ‪+ +‬م‪+ +‬ا أن‪+‬ز‪+‬ل إ‪+‬لي‪+‬ك‪+ +‬م ‪+‬ن رب‪+‬ك)‪.+‬ا‪+‬لم‪+‬ائ‪+‬دة‪ ،67:‬و‪+‬التب‪+‬لي‪+‬غ يش‪+‬م‪+‬ل‬
‫تبليغ الكتاب وبيان معانيه‪.‬‬
‫• نستنتج أن القرآن الكريم كتاب اهلل تعالى هو أصل األصول‪ ،‬ومصدر المصادر‪ ،‬ومرجع األدلة جميعا‪.‬‬
‫•التقسيم الثالث‪ :‬باعتبار القطع والظن‪:‬‬
‫• األدلة من حيث داللتها على األحكام إما أن تكون داللتها قطعية أو ظنية‪ ،‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫•أوًال‪ :‬مفهوم القطعي والظني‪:‬‬
‫• القطع‪ :‬معناه الجزم والعلم واليقين‪ ،‬مع اعتقاد أنه مطابق للحق والواقع‪ ،‬والظن‪ :‬العلم بغير يقين‪ ،‬ويعرف بأنه إدراك الشي مع ترجيحه‪.‬‬
‫•أنواع الظن‪:‬‬
‫•‪-1‬الظن المحمود‪ :‬هو الذي يستند إلى العلم‪ ،‬وذلك ألن ترجيح ظن على ظن ال بد له من دليل‪ ،‬فيكون ترجيحه مستندًا إلى علم ودليل‪.‬‬
‫•وس‪+‬مى ه‪+‬ذا الظن محم‪+‬ودًا‪ ،‬ألن اتباع‪+‬ه اتب‪+‬اع لم‪+‬ا ُعلم رجح‪+‬انه‪ .‬فيك‪+‬ون من يأخ‪+‬ذ ب‪+‬ه متبًع ا للعلم ال للظن‪ ،‬وه‪+‬و اتب‪+‬اع اإلحس‪+‬ان؛ ألن‪+‬ه إذا ك‪+‬ان أح‪+‬د‬
‫ال‪++‬دليلين ه‪++‬و ال‪++‬راجح‪ ،‬فاتباع‪++‬ه ه‪++‬و األحس‪++‬ن وه‪++‬ذا معل‪++‬وم لقول‪++‬ه تع‪++‬الى‪( :‬اتبع‪++‬وا أحس‪++‬ن م‪++‬ا أن‪++‬زل إليكم من ربكم) وقول‪++‬ه تع‪++‬الى‪( :‬ال‪++‬ذين يس‪++‬تمعون‬
‫القول فيتبعون أحسنه)‪.‬‬
‫•‪-2‬الظن المذموم‪ :‬هو الظن المجرد الخالي من العلم‪ ،‬وذلك ألنه ال يكون مستندًا إلى علم ودليل‪.‬‬
‫•وس‪++‬مى ه‪++‬ذا الظن م‪++‬ذمومًا‪ ،‬ألن ورد في الق‪++‬رآن ذم‪++‬ه ق‪++‬ال تع‪++‬الى‪( :‬وق‪++‬الوا م‪++‬ا هي إال حياتن‪++‬ا ال‪++‬دنيا نم‪++‬وت ونحي‪++‬ا وم‪++‬ا يهلكن‪++‬ا إال ال‪++‬دهر وم‪++‬ا لهم‬
‫ب‪+‬ذلك من علم‪ ،‬إن هم إال يظن‪+‬ون)‪.‬الجاثي‪+‬ة‪ ( ،24 :‬وم‪+‬ا لهم ب‪+‬ه من علم إن يتبع‪+‬ون إال الظن وإن الظن ال يغ‪+‬ني من الح‪+‬ق ش‪+‬يئا)‪.‬النجم‪( ،28:‬وم‪+‬ا‬
‫يتبع أكثرهم إال ظنًا إن الظن ال يغني من الحق شيئا)‪.‬يونس‪( ،36:‬إن يتبعون إال الظن وما تهوى األنفس)‪.‬النجم‪.23:‬‬
‫•العمل باألدلة القطعية والظنية‪:‬‬
‫•ال‪+‬دليل الش‪+‬رعي عن‪+‬د األك‪+‬ثرين يفي‪+‬د القط‪+‬ع والظن‪ ،‬وال يخفى أن ال‪+‬دليل القطعي ه‪+‬و‪ :‬م‪+‬ا ك‪+‬ان قطعي الس‪+‬ند والثب‪+‬وت‪ ،‬وقطعي الدالل‪+‬ة أيًض ا‪ ،‬وحكم ه‪+‬ذا‬
‫الن‪++‬وع وج‪++‬وب اعتق‪++‬اد موجب‪++‬ه علم‪++‬ا وعمًال‪ ،‬وأن‪++‬ه ال يس‪++‬وغ في‪++‬ه االختالف‪ ،‬فه‪++‬و يفب‪++‬د العلم وي‪++‬وجب العم‪++‬ل‪ ،‬وه‪++‬ذا مم‪++‬ا ال خالف في‪++‬ه بين العلم‪++‬اء في‬
‫الجملة‪.‬‬
‫•أم‪+‬ا ال‪+‬دليل الظ‪+‬ني‪ :‬فه‪+‬و م‪+‬ا ك‪+‬انت داللت‪+‬ه ظ‪+‬اهرة غ‪+‬ير قطعي‪+‬ة أو ك‪+‬ان ثبوت‪+‬ه غ‪+‬ير قطعي‪ ،‬وحكم ه‪+‬ذا الن‪+‬وع‪ :‬وج‪+‬وب العم‪+‬ل ب‪+‬ه في األحك‪+‬ام الش‪+‬رعية‬
‫باتفاق العلماء المعتبرين‪.‬‬
‫‪:‬العمل باألدلة الظنية‬
‫العم‪++‬ل باألدل‪++‬ة الظني‪++‬ة الظ‪++‬اهرة في األحك‪++‬ام الش‪++‬رعية واجب أيًض ا‪ ،‬طالم‪++‬ا وردت ه‪++‬ذه األدل‪++‬ة‬
‫عن رواة يغلب الظن على ع‪+‬دالتهم‪ ،‬خاص‪+‬ة وأن األم‪+‬ور القطعي‪+‬ة واألخب‪+‬ار المت‪+‬واترة في الش‪+‬رع‬
‫قليل‪++‬ة مقارن‪++‬ة ب‪++‬األمور الظني‪++‬ة وأخب‪++‬ار اآلح‪++‬اد‪ ،‬فل‪++‬و علقن‪++‬ا العم‪++‬ل على م‪++‬ا ثبت باألدل‪++‬ة القطعي‪++‬ة‬
‫فق ‪++‬ط عطلن ‪++‬ا كث ‪++‬يرا من األحك ‪++‬ام‪ ،‬لن ‪++‬درة القواط ‪++‬ع‪ ،‬وقل ‪++‬ة م ‪++‬دارك اليقين‪ ،‬وله‪++‬ذا أج ‪++‬از جمه‪++‬ور‬
‫العلم‪++‬اء التعب‪++‬د بأخب‪++‬ار اآلح‪++‬اد‪ ،‬وت‪++‬رجم أب‪++‬و عبدااهلل محم‪++‬د بن إس‪++‬ماعيل البخ‪++‬اري في جامع‪++‬ه‬
‫الص‪+‬حيح ب‪+‬اب م‪+‬ا ج‪+‬اء في إج‪+‬ازة خ‪+‬بر الواح‪+‬د الص‪+‬دوق في األذان والص‪+‬الة والص‪+‬وم والف‪+‬رائض‬
‫واألحك‪++‬ام‪ ،‬وس‪++‬اق أح‪++‬اديث في وق‪++‬ائع متع‪++‬ددة كله‪++‬ا دال‪++‬ة على إلزام‪++‬ه ص‪++‬لى اهلل علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫بخ‪+‬بر اآلح‪+‬اد‪ ،‬وك‪+‬ان م‪+‬راد البخ‪+‬اري – رحم‪+‬ه ااهلل –أن العم‪+‬ل بخ‪+‬بر الواح‪+‬د دل علي‪+‬ه الكت‪+‬اب‬
‫والس‪++‬نة‪ .‬وغ‪++‬ير خ‪++‬اف تح‪++‬ول ب‪++‬ني س‪++‬ليم إلى الكعب‪++‬ة وهم في ص‪++‬الة الظه‪++‬ر لم‪++‬ا أخ‪++‬برهم رج‪++‬ل‬
‫واح‪+‬د أن‪+‬ه ص‪+‬لى م‪+‬ع الن‪+‬بي علي‪+‬ه الس‪+‬الم الص‪+‬بح إلى الكعب‪+‬ة فاس‪+‬تداروا إليه‪+‬ا ح‪+‬اال‪ ،‬وق‪+‬د انعق‪+‬د‬
‫اإلجماع على قبول قول المفتي فيما يخبر به عن ظنه‪.‬‬
‫‪:‬داللة اللفظ على الحكم (المنطوق)‬
‫الداللة عند علماء األصول هي فهم المعنى من اللفظ‪.‬‬ ‫•‬
‫اللف‪+‬ظ ه‪+‬و ال‪+‬دليل‪ ،‬والمع‪+‬نى الم‪+‬أخوذ من اللف‪+‬ظ ه‪+‬و الم‪+‬دلول علي‪+‬ه‪ ،‬والع‪+‬الم بال‪+‬دليل ه‪+‬و المس‪+‬تدل‪ ،‬وفهم المع‪+‬نى من اللف‪+‬ظ هي‬ ‫•‬
‫الداللة الوضعية ال‪+‬لفظية‪ ،‬وتق‪+‬سم داللة ال‪+‬لفظ إل‪+‬ى ثالثة أق‪+‬سام‪:‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪-1‬دالل‪+‬ة مطابق‪+‬ة‪ :‬ب‪+‬أن ي‪+‬دل اللف‪+‬ظ على معن‪+‬اه ال‪+‬ذي وض‪+‬ع ل‪+‬ه أص‪+‬ال‪ :‬مث‪+‬ل دالل‪+‬ة اس‪+‬م محم‪+‬د على ش‪+‬خص يس‪+‬مى محم‪+‬د‪ ،‬ودالل‪+‬ة‬ ‫•‬
‫ا‪+‬ألسد ‪+‬على ال‪+‬حيوان ال‪+‬مفترس ‪ ،+‬وهي دالل ‪+‬ة على الح‪+‬قيقة لتطابق ا‪+‬للفظ والمعنى‪.+‬‬
‫‪-2‬دالل‪+‬ة تض‪+‬من‪ :‬ب‪+‬أن ي‪+‬دل اللف‪+‬ظ على ج‪+‬زء من معن‪+‬اه ال‪+‬ذي وض‪+‬ع ل‪+‬ه‪ ،‬وذل‪+‬ك الج‪+‬زء داخ‪+‬ل في ض‪+‬منه‪ ،‬مث‪+‬ل قولن‪+‬ا رأيت أس‪+‬دا في‬ ‫•‬
‫ا‪+‬لمعرك‪++‬ة‪ +،‬ف‪++‬إن ه‪++‬ذه دالل‪++‬ة ‪+‬تض‪++‬من على أن ‪+‬األس‪++‬د ي ‪+ +‬راد ب‪++‬ه ض‪++‬منا ‪+‬اإلنس‪++‬ان الش‪++‬جاع‪ +‬ول‪+‬يس ال‪+‬حي ‪+‬و‪+‬ان المف‪++‬ترس‪ ،‬وهي دالل‪++‬ة على‬
‫المجا‪+‬ز و تع‪+‬ني أن اللفظ ت‪+‬ضمن هذا ‪+‬وليس معناه ال‪+‬كامل‪ ،‬وهي ‪+‬داللة ب‪+‬اإلشارة‪.‬‬
‫‪-3‬دالل‪++‬ة ال‪++‬تزام‪ :‬دالل‪++‬ة اللف‪++‬ظ على مع‪++‬نى خ‪++‬ارج عن معن‪++‬اه الحقيقي أو المج‪++‬ازي‪ ،‬مث‪++‬ل دالل‪++‬ة اللف‪++‬ظ على الزم معن‪++‬اه مث‪++‬ل قول‪++‬ه‬ ‫•‬
‫بدالل‪+‬ة الش‪+‬ي على‪ +‬س‪+‬بب‬ ‫تع‪+‬ال‪+‬ى‪( :‬وأح‪+‬ل ‪+‬اهلل ‪+‬ا‪+‬ل‪+‬بيع‪ +‬وح‪+‬رم‪ +‬ال ‪+‬رب‪+‬ا) فإن‪+‬ه ‪+‬دال على‪ +‬ا‪+‬لتفرق‪+ +‬ة بين ال‪+‬بي‪+‬ع وا‪+‬لرب‪+‬ا وه‪+‬و الزم ال‪+‬مع‪+‬نى‪ ،‬وتك‪+‬و‪+‬ن ‪+‬‬
‫وج‪+‬ود‪+‬ه مث‪+ +‬ل د‪+‬الل‪+ +‬ة الش‪+‬ج‪+‬رة على‪ +‬الب‪+‬ذرة‪ ،+‬و‪+‬دالل‪+ +‬ة الث‪+‬م‪+‬ر على ا‪+‬لش‪+‬جرة‪+ ،+‬ودالل‪+‬ة الس‪+‬يارة ‪+‬على ص‪+‬ان‪+‬عها‪ ،‬ود‪+‬الل‪+‬ة المخل‪+‬وق على ‪+‬الخ‪+‬الق‪+،‬‬
‫فهذ‪+‬ه داللة ‪+‬تالزم أو‪ +‬لزوم‪.‬‬
‫دالل‪++‬ة الدالل‪++‬ة‪ :‬ب‪++‬أن يك‪++‬ون الش‪++‬ي بحال‪++‬ة يل‪++‬زم من العلم ب‪++‬ه العلم بش‪++‬ئ آخ‪++‬ر‪ ،‬وم‪++‬ا دل علي‪++‬ه اللف‪++‬ظ ليس ه‪++‬و المنط‪++‬وق ب‪++‬ه ولكن‪++‬ه‬ ‫•‬
‫المفه‪++‬وم‪ +‬من ا‪+‬لل‪+‬ف ‪+‬ظ‪ ،+‬أ‪+‬و م‪++‬ا يقص‪++‬ده‪ +‬المت‪+‬كلم‪+ ،‬ويع‪++‬بر ‪+‬ع‪+‬ن‪++‬ه ‪+‬األص‪++‬ول‪+‬يون بم ‪+‬فه‪++‬وم ‪+‬الخ‪+‬ط ‪+‬ا‪+‬ب‪ ،‬ويس ‪+‬ت‪+‬فاد ف‪+‬ي غ‪++‬ير مح‪++‬ل الن‪+‬طق‪ .‬وي ‪+‬قس‪++‬م‬
‫الداللة إلى ق‪+‬سمين‪ +،‬هما‪ -1 :‬مفهو‪+‬م الموا‪+‬فقة‪ +-2 .‬مفهوم ا‪+‬لمخالفة‪+.‬‬ ‫العل‪+‬ماء داللة ‪+‬‬
‫أوًال‪ :‬مفهوم الموافقة‪ :‬ما وافق المسكوت عنه حكم المنطوق به‪ ،‬وهو‪ ،‬نوعان‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬أن يك‪+‬ون المس‪+‬كوت عن‪+‬ه أولى من المنط‪+‬وق ب‪+‬ه في الحكم؛ ألولويت‪+‬ه في المناس‪+‬بة‪ ،‬مث‪+‬ل تح‪+‬ريم ض‪+‬رب الوال‪+‬دين وش‪+‬تمهما ال‪+‬ذي‬ ‫•‬
‫فه‪+‬من‪+‬ا ‪+‬ه من ‪+‬قول‪+‬ه تع‪+‬الى‪(+ :‬فال ‪+‬تق‪+‬ل‪ +‬لهم‪+‬ا‪ +‬أف)‪ .‬ف‪+‬إ‪+‬ن ا ‪+‬لم‪+‬قص‪+‬ود ت‪+‬ح‪+‬ريم إي‪+‬ذا‪+‬ء الو‪+‬ال‪+‬دي‪+‬ن ‪ ،+‬والض‪+‬رب ‪+‬وا‪+‬لش‪+‬تم‪ +‬أش‪+‬د‪ +‬إي‪+‬ذاء‪+ +‬من الت‪+‬أف‪+‬يف‪+ ،‬ويس‪+‬مى‪+‬‬
‫‪+‬كالم ‪+‬ه‪+‬و‪ +‬م‪+‬ا يف ‪+‬هم‪ +‬من‪+‬ه‪ +‬قط‪+‬ع‪ً+‬ا‪+ ،‬فحر‪+‬م‪+‬ة ‪+‬ض‪+‬رب ‪+ +‬ال‪+‬وال‪+‬دي‪+‬ن ‪+‬وش‪+‬تمه‪+‬ما م‪+‬أخ‪+‬وذ‪+‬ة م‪+‬ن ‪+‬تح‪+‬ريم‪ +‬الت‪+‬أ‪+‬فيف‬
‫ى ال ‪+‬‬
‫خط‪+‬اب ‪+ ،+‬ومع‪+‬ن‪+‬اه أ‪+‬ن فح‪+‬و ‪+‬‬
‫ه‪+‬ذ‪+‬ا ‪+‬فح‪+‬وى ‪+‬ال ‪+‬‬
‫المقصود منه تحريم مطلق اإليذاء‪.‬‬
‫حكم مفهوم الموافقة‪ :‬يفيد القطع في مدلوله‪.‬‬ ‫•‬
‫‪ -2‬أن يك‪+‬ون المس‪+‬كوت عن‪+‬ه مس‪+‬اويًا للمنط‪+‬وق ب‪+‬ه في الحكم‪ ،‬مث‪+‬ل تح‪+‬ريم ح‪+‬رق م‪+‬ال الي‪+‬تيم ال‪+‬ذي فهمن‪+‬اه من قول‪+‬ه تع‪+‬الى‪( :‬إن ال‪+‬ذين‬ ‫•‬
‫ي‪+‬أ‪+‬كلون أم‪+‬وال ‪+‬اليت‪+‬ا‪+‬مى ظلم‪ً+‬ا) ف‪+‬إن ال‪+‬مقص‪+‬ود ت‪+‬ح‪+‬ريم ‪+‬أك‪+‬ل أم‪+‬وا‪+‬ل ال ‪+‬يت‪+‬امى‪+ ،‬واآلي‪+‬ة دال‪+‬ة ‪+‬بمفهومه‪+‬ا ع‪+‬لى تح‪+‬ريم ح‪+‬رق م‪+‬ال الي‪+‬تيم أو إتالف‪+‬ه‪،‬‬
‫وي‪+‬سمى ه‪+‬ذا ل‪+‬حن الخ‪+‬طاب‪ ،‬ووجه تس‪+‬ميته ب‪+‬ذلك ‪+‬أن لحن الخط‪+‬اب هو م‪+‬عنا ‪+‬ه المقص‪+‬ود‪.‬‬
‫ثاني‪ً+‬ا‪ :‬مفه‪+‬وم المخالف‪+‬ة‪ :‬م‪+‬ا خ‪+‬الف المس‪+‬كوت عن‪+‬ه حكم المنط‪+‬وق ب‪+‬ه‪ ،‬مث‪+‬ال ذل‪+‬ك ح‪+‬ديث الن‪+‬بي ص‪+‬لى اهلل علي‪+‬ه وس‪+‬لم"في الغنم الس‪+‬ائمة‬ ‫•‬
‫ق ب‪+‬ه ‪ ،+‬وغ‪+‬ير ا ‪+‬لس‪+‬ائمة مس‪+‬كوت ‪+‬عن‪+‬ه‪+ ،‬وحكم ا‪+‬لمنط‪+‬وق ‪+‬وج‪+‬وب الزك‪+‬اة في‪+‬ه‪،‬‬ ‫زك‪+‬اة" مفهوم‪+‬ه أن غ‪+‬ير الس‪+‬ا‪+‬ئمة ليس ف‪+‬يه‪+‬ا زك‪+‬اة‪ ،‬فا‪+‬لس‪+‬ائمة منط‪+‬و ‪+‬‬
‫وح‪+‬كم المسكوت عن‪+‬ه عدم‪ +‬وجوب ا‪+‬لزكا ‪+‬ة فيه‪ ،‬ويسمى ‪+‬هذا دل‪+‬يل ‪+‬الخطا‪+‬ب‪ ،‬وسما‪+‬ه بعض‪+‬هم لح ‪+‬ن الخ‪+‬طاب أي‪+‬ضًا‪.‬‬
‫• حكم مفه‪++ +‬وم المخالف‪++ +‬ة‪ :‬اختلف‪++ +‬وا في كون‪++ +‬ه دليال وحج‪++ +‬ة فأثبت‪++ +‬ه ق‪++ +‬وم دليال لفظي‪++ +‬ا من حيث اللغ‪++ +‬ة وق‪++ +‬وم من حيث الش‪++ +‬رع‬
‫فاإلباضية والشافعية جعلوه حجة لغوية‪ ،‬وأنكر أبو حنيفة ولم يجعله دليًال‪.‬‬
‫• أقسام مفهوم المخالفة‪ :‬سبعة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫• ‪-1‬مفه‪+‬وم الغاي‪+‬ة‪-2.‬مفه‪+‬وم الع‪+‬دد‪-3.‬مفه‪+‬وم الحص‪+‬ر‪-4.‬مفه‪+‬وم الش‪+‬رط‪-5.‬مفه‪+‬وم اللقب‪-6.‬الوص‪+‬ف‪-7.‬مفه‪+‬وم اإلس‪+‬تثناء‬
‫من النفي‪.‬‬
‫‪-1‬مفهوم الغاية‪ :‬تقييد الشارع الحكم بغاية‪ ،‬يدل على نفي الحكم فيما بعد الغاية‪ ،‬مثل قوله تعالى‪( :‬فإن طلقها فال تحل‬ ‫•‬
‫له من بعد حتى تنكح زوجًا غيره) فيفهم منه أن المطلقة ثالثًا تحل لمطلقها بعد الزواج بزوج آخر استدالًال بمفهوم‬
‫الغاية‪.‬‬
‫‪-2‬مفهوم العدد‪ :‬تقييد الشارع الحكم بعدد مخصوص‪ ،‬يدل على نفي الحكم فيما عدا ذلك العدد‪ ،‬مثل قوله تعالى‪:‬‬ ‫•‬
‫(فاجلدوهم ثمانين جلدة) فيفهم منه أن ما فوق الثمانين محظور‪ ،‬ألن الحكم لو ثبت فيما زاد على العدد المذكور لم يكن‬
‫لذكر العدد فائدة‪.‬‬
‫‪-3‬مفهوم الحصر‪ :‬وهو تقييد الحكم بلفظ يدل على الحصر‪ ،‬وإثبات الحكم فيه‪ ،‬ونفيه عما عداه‪ ،‬ويكون تارة بإما كما‬ ‫•‬
‫في قوله تعالى‪( :‬إنما إلهكم هللا) وتارة يكون بأدوات الحصر األخرى مثل‪( ،‬ما) و (إال) نحو "ما زيد إال قائم"‪ ،‬وإال‬
‫وما أقوى من الحصر بغيرهما‪.‬‬
‫‪-4‬مفهوم الشرط‪ :‬وهو أن يعلق الحكم على شئ بحرف (إن) أو غيره من أدوات الشرط‪ ،‬نحو‪ :‬أكرم زيدًا إن دخل‬ ‫•‬
‫الدار‪ ،‬مفهومه ترك إكرامه إذا لم يدخل الدار‪.‬‬
‫‪-5‬مفهوم اللقب‪ :‬ويكون في األسماء كاسم العلم واسم الجنس‪ ،‬نحو قول القائل‪ :‬أكرم الرجال‪ ،‬مفهومه عند من قال به‬ ‫•‬
‫ترك إكرام النساء‪.‬‬
‫‪-6‬مفهوم الصفة‪ :‬وهو ما كان صفة في المعنى‪ ،‬نحو‪ :‬أكرم الرجال العلماء‪ ،‬مفهومه ترك اإلكرام للرجال غير العلماء‪.‬‬ ‫•‬
‫‪-7‬مفهوم اإلستثناء من النفي‪ :‬وهو أن اإلستثناء من النفي يفهم منه اإلثبات‪ ،‬فلو قال‪ :‬ال عالم في المدينة إال أحمد‪ ،‬فإنه‬ ‫•‬
‫يدل على نفي كل عالم سوى أحمد‪ ،‬وإثبات كون أحمد عالمًا‪ ،‬وإجماع األمة على أن من قال ‪" :‬ال إله إال هللا" يعتبر‬
‫موحدًا مثبتًا األلوهية هلل تعالى‪ ،‬ونافيا لها عن غيره‪.‬‬
‫داللة القرآن الكريم على األحكام‪:‬‬
‫• داللة القرآن الكريم على األحكام العملية‪ ،‬نوعان‪:‬‬
‫• ‪-1‬داللة قطعية‪ :‬وذلك إذا كان اللفظ ال يحتمل إال مدلوًال واحدًا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫• أ‪ -‬قول‪c‬ه تع‪c‬الى‪َ( :‬و اَّل ِذ يَن َيْر ُم وَن اْلُم ْح َص َناِت ُثَّم َلْم َي ْأُتوا ِبَأْرَبَع ِة ُش َه َد اَء َفاْج ِل ُد وُه ْم َثَم اِنيَن َج ْل َد ًة)‪ .‬لف‪33‬ظ‬
‫(مثانني) يف اآلية قطعي الداللة ال حيتمل إال معىن واحدًا هو العدد (مثانني)‪.‬‬
‫• ب‪ -‬قول‪3‬ه تع‪3‬اىل‪ُ( :‬يوِص يُك ُم الَّلُه ِفي َأْو اَل ِدُك ْم ۖ ِلل‪َّ+‬ذَك ِر ِم ْثُل َح ِّظ اُأْلنَثَيْيِن )‪ .‬اآلي‪3‬ة قطعي‪3‬ة الدالل‪3‬ة يف أن نص‪3‬يب ال‪3‬ذكر‬
‫من األوالد ضعف نصيب األنثى‪.‬‬
‫• ‪-2‬داللة ظنية‪ :‬وذلك إذا كان اللفظ حيتمل أكثر من معىن‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫• أ‪ -‬قول ‪33‬ه تع ‪33‬اىل‪َ﴿ :‬وٱۡل ُم َطَّلَٰق ُت َيَتَرَّبۡص َن ِبَأنُفِس ِه َّن َثَٰل َث َة ُقُرٓو ٖۚء )‪ .‬لف ‪33‬ظ الق ‪33‬رء يف اآلي ‪33‬ة حيتم ‪33‬ل معن ‪33‬يني مها احليض والطه ‪33‬ر‪،‬‬
‫وداللت ‪33‬ه على أح ‪33‬د ه ‪33‬ذين املعن ‪33‬يني دالل ‪33‬ة ظني ‪33‬ة‪ .‬وهلذا يك ‪33‬ون النص حمال لالجته ‪33‬اد واختالف اجملته ‪33‬دين‪ ،‬فمنهم من فس ‪33‬ره‬
‫ب‪33‬احليض كاحلنفي‪33‬ة‪ ،‬ومنهم من فس‪33‬ره ب‪33‬الطهر كالش‪33‬افعية‪ ،‬وإذا ك‪33‬انت الدالل‪33‬ة ظني‪33‬ة ت‪33‬أيت الس‪33‬نة بع‪33‬د ذل‪33‬ك لت‪33‬بني املراد‪ ،‬وي‪33‬رجح‬
‫العلماء بأنه احليض لورود أدلة أخرى من السنة النبوية تدل على أن املراد به احليض‪ ،‬وليس الطهر‪.‬‬
‫• ب‪ -‬قول‪c‬ه تع‪c‬الى‪َ( :‬و اْم َس ُح وا ِبُرُءوِس ُك ْم )‪ .‬دالل‪33‬ة املس‪33‬ح على ال ‪3‬رأس يف االي‪33‬ة دالل‪33‬ة ظني‪33‬ة‪،‬‬
‫فه‪33‬و حيتم‪33‬ل مس‪33‬ح مجي‪33‬ع ال‪3‬رأس‪ ،‬وحيتم‪33‬ل مس‪33‬ح بعض‪33‬ه‪ ،‬وذل‪33‬ك بن‪33‬اء على مع‪33‬ىن الب‪33‬اء واس‪33‬تخدامها‬
‫اللغ‪3‬وي من حيث زيادهتا وعمله‪3‬ا‪ ،‬فعلى اعتب‪3‬ار زي‪3‬ادة الب‪3‬اء أي ع‪3‬دم إفادهتا ش‪3‬يئا من حيث املع‪3‬ىن‬
‫يك ‪33‬ون املقص ‪33‬ود من اآلي ‪33‬ة مس ‪33‬ح ال‪3 3‬رأس كل ‪33‬ه‪ ،‬وعلى اعتب ‪33‬ار عم ‪33‬ل الب ‪33‬اء وإفادهتا التبعيض يك ‪33‬ون‬
‫املقصود مسح بعض الرأس‪.‬‬

You might also like