You are on page 1of 155

~1~

~2~
‫والتجمة الشعرية‬‫صدر الكتاب وهو يحمل النص الفارس ر‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫للرباعيات‪َ ،‬‬
‫العرب ال يحتاج النسخة الفارسية‪،‬‬‫ي‬ ‫ووجدت أن القارئ‬
‫أخت ُت ر‬ ‫ً‬
‫ايضا) فقد ر‬
‫التجمة الشعرية العربية‬ ‫(ولجهل بمعرفتها‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫فقط‪ .‬وإجتهدت أن تكون نسخة مماثلة تماما يف التقيم والتتيب‬
‫ً‬
‫وحركات األحرف فجاءت مطابقة تماما لألصل‪..‬‬
‫النجف‬
‫ي‬ ‫الصاف‬
‫ي‬ ‫وبما أن الكتاب األصل يخلو من أي تعريف بشاعرنا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫نسخت تلك ر‬‫ر‬
‫أكت شموال وفائدة فقد جمعت معلومات‬ ‫ي‬ ‫ولك تكون‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫كثتا يك ال أطيل عل القارئ (الذي يمكنه تجاوزها أيضا)‬
‫إخترصتها ر‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫الت ربي أيديكم‪.‬‬
‫فكانت تلك النسخة ي‬
‫عىس أن تنال جهودي بإعداد هذا الكتاب إستحسانكم‪.‬‬
‫الدليم‬
‫ي‬ ‫سالم‬
‫‪2020\9\7‬‬

‫~‪~3‬‬
‫النجف‬
‫ي‬ ‫الصاف‬
‫ي‬ ‫الشاعر أحمد‬
‫بستته الشعرية والنضالية‬‫النجف ر‬
‫ي‬ ‫الصاف‬
‫ي‬ ‫ُي َعرف الشاعر أحمد‬
‫حي‪ ،‬فقد وصفه‬ ‫كقيمة تراثية تستحق التأمل واالنبهار يف كل ر‬
‫"الصاف أكت شعراء العربية"‬
‫ي‬ ‫‪-‬عباس محمود العقاد بقوله‪:‬‬
‫النجف (‪.)1977 - 1897‬‬
‫ي‬ ‫الصاف‬
‫ي‬ ‫أحمد‬
‫وهو أحمد بن عل الصاف الحسيت َ‬
‫العلوي يعود نسبه إىل اإلمام‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫موس بن جعفر الكاظم‬
‫وتوف يف بغداد‪ ،‬وعاش يف إيران‬‫ولد يف مدينة النجف ‪ 1897‬ي‬
‫وسوريا ولبنان وتنحدر أصوله من أرسة علمية دينية يتصل نسبها‬
‫عرف بآل السيد عبد العزيز‪ ،‬عندما بلغ‬ ‫بـاإلمام موس الكاظم ُت َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أخوه األكت محمد‬ ‫الكولتا‪ ،‬فكفله‬
‫ر‬ ‫توف والده بوباء‬
‫عمره ‪11‬عاما ي‬
‫وتلف علومه األدبية والدينية‬ ‫توفيت والدته سنة ‪ 1912‬ر‬ ‫رضا‪ ،‬ثم َ‬
‫وبقية العلوم الطبيعية ومحاضات عن الفلك والكواكب والطب‬
‫َ‬
‫والمعاب‬
‫ي‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ثم درس قواعد اللغة والمنطق وعلم الكالم‬
‫ي‬
‫ً‬
‫المرموقي يف‬
‫ر‬ ‫والبيان واألصول وشيئا من الفقه عل يد أساتذة‬
‫النجف وبدأ يقول الشعر ف سن ُمبكرة‪ ،‬وعند بلوغه سن ر‬
‫العشين‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫إبان الحرب العالمية األوىل انتقل من النجف إىل البرصة بحثا عن‬
‫َ‬
‫العمل‪ ،‬ولكنه لم يحظ بتلك الفرصة لضعف ُبن َيته وإعتالل‬
‫صحته‪ ،‬رفتكها إىل َعبادان بإيران ومنها إىل الكويت‪ .‬ثم عاد للنجف‬
‫خاىل الوفاض‪ ،‬و يف العام ‪1918‬شارك مع أخيه‬ ‫بعد أشهر قليله ي‬
‫يطاب‪ ،‬و يف عام‪1920‬‬ ‫األكت يف ثورة النجف ضد االحتالل الت ي‬
‫~‪~4‬‬
‫العشين‪ُ ،‬‬ ‫سهاما فاع ًل ف ثورة ر‬ ‫ً‬ ‫أ َ‬
‫فحكم عل‬ ‫ي‬ ‫سهم وأخيه كذلك إ‬
‫ُ َ‬
‫يالب‬
‫عاىل الگ ي‬ ‫الذي خفف للسجن‪ .‬أما يف ثورة رشيد ي‬ ‫َ‬
‫أخيه باإلعدام‬
‫عام ‪ 1941‬فقد زج به اإلنگ رلت يف السجن بعد فشل الثورة‪ ،‬يقول‬
‫ُ‬
‫السيد فالح نصيف الحجية يف كتاب شعراء النهضة العربية ص‬
‫ً‬
‫النجف خلسة إىل العراق‪ ،‬وراح ينظم‬ ‫ي‬ ‫‪": 143‬عاد أحمد الصا يف‬
‫حت أل َه َب‬ ‫الشعر الوطت ‪ -‬يهاجم فيه االستعمار والمستعمرين‪ -‬ر‬
‫ي‬
‫اقيي"‪: .‬‬ ‫َ‬
‫الحماس يف قلوب العر ر‬
‫ََْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ا‬ ‫َ ن ُْ َ ْ َ‬
‫يب‬‫اب أو للعند ِل ِ‬ ‫ل ِئ أسجن فما األقفاص إّل ** ِللي ِث الغ ِ‬
‫رقة ا ُلغ ْصن َّ‬ ‫َُ ْ َ ُ‬ ‫َ ُ ْ ً‬ ‫ُ ُ ً‬
‫ال َ‬ ‫َ‬
‫يب‬ ‫ِ‬ ‫ط‬
‫ِ‬ ‫الر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لف‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ن‬‫ف‬ ‫***‬ ‫ما‬ ‫ل‬‫ظ‬ ‫جنوك‬ ‫س‬ ‫لب‬‫ب‬ ‫يا‬ ‫ال‬‫أ‬
‫الصاف من األشخاص المطلوب اعتقالهم‬ ‫العشين كان‬ ‫بعد ثورة ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫فقد صدرت بحقهم عقوبة الشنق غيابيا‪ ،‬فقال يف ذلك‪:‬‬
‫ً‬
‫منبا َي ْع ِل ُن ُج َر َم اإلنجلبن‬ ‫َ‬ ‫َ نْ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ول ِئ أشنق تكن مقب يت **‬
‫اعتقلته القوات التيطانية ذات مرة إث َر وشاية ُملفقة‪ ،‬وزجته يف‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫تفاقمت إثرها حالته الصحية‪ ،‬وشارف عل‬ ‫السجن لمدة ‪ 43‬يوما‬
‫القائمي عل السجن نقلوه تحت الحراسة إىل‬ ‫ر‬ ‫الخطر‪ ،‬لكن‬
‫مستشف سان جورج‪ ،‬ثم أعادوه إىل السجن حينما تماثل للشفاء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فكتب يف مدة سجنة تلك ديوانا كامل بإسم حصاد السجن ومن‬
‫أبيات هذا الديوان‬
‫ُ ْ‬ ‫ن‬
‫ون ** وعافونا ولم ُي ْبدوا إك ِباثا‬ ‫ُ‬
‫ضائ ِع يف ِسج ٍ‬
‫َ‬
‫رمونا كالب ِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َرمونا نف الس ْجن بال َأثاث ** ْ‬
‫فأص َب ْحنا ِل ِس ْج ِنهث ُم أثاثا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬

‫~‪~5‬‬
‫واستطاع التخف والتنقل من بلدة ُألخرى فإنتىه به ُ‬
‫االمر َ‬
‫بالهرب‬
‫ً‬ ‫َ ي ُ‬
‫إىل إيران وعكف هناك عل دراسة اللغة الفارسية وعمل مدرسا‬
‫َ‬
‫عامي ترك‬‫عرب يف المدارس الثانوية يف طهران‪ ،‬وبعد ر‬‫لألدب ال ي‬
‫التدريس واشتغل ر‬
‫بالتجمة والتحرير يف الصحف اإليرانية‪.‬‬
‫تدهورت‬‫َ‬ ‫عاد للعراق بعد ‪ 8‬سنوات قضاها يف إيران‪ ،‬لكن صحته‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫فنصحه األطباء‬ ‫المختلفة‬ ‫وتكالبت عليه االمراض‬ ‫بشكل رسي ــع‬
‫َ‬
‫بالسفر لسوريا أو ُلبنان إلعتدال طقسيهما مما ُيعينه عل الراحة‬
‫واالستشفاء‪.‬‬
‫وصل لسوريا يف صيف‪1930‬فطاب له المقام فيها لسنوات‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متنقل ربي سوريا ولبنان‪.‬‬ ‫طويلة‪ ،‬فأمض خاللها ‪ 46‬عاما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لقد عاش شاعرنا سنينا عجافا‪ ،‬فكانت حياته ممزقة ربي السقم‬
‫واليتم واأللم والحرمان‪ ،‬فهو القائل‪:‬‬
‫ش‬ ‫ً َْ‬ ‫نا‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫حامال نع يِ‬ ‫أمش ِبه ِ‬‫ي‬ ‫إذا‬ ‫جسم مش ِب ٍه ِجسم می ٍت ** ي‬
‫كأت‬ ‫ٍ‬ ‫أسب ِب‬
‫ً‬
‫فعاش ُمعاناة وصفها بغربة‬ ‫َ‬ ‫(ف لبنان)‬ ‫وطنه ي‬ ‫الصاف خارج‬ ‫ي‬ ‫ُسج َن‬
‫ً‬
‫قائل‪:‬‬ ‫َ َ‬
‫داخل الغربة فأنشد‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ریب!؟‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫إنسان‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ج‬‫یف بس ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سجنا ** فك َ‬ ‫اإلنسان‬
‫ِ‬ ‫غربة‬
‫ِ‬ ‫أری ن يف‬
‫َ‬
‫تكريم‪ ،‬أو‬
‫ي‬ ‫النجف مهرجان‬ ‫ي‬ ‫للصاف‬ ‫ي‬ ‫الع َجب إنه لم ُيقم‬ ‫عجب َ‬ ‫ومن أ َ‬
‫وعظم مراتبهم‪،‬‬ ‫عجبي ُ‬ ‫كتة ُ َ‬ ‫حت أمسية تكريمية ف حياته‪ ،‬رغم ر‬ ‫ر‬
‫الم ر‬ ‫ي‬
‫الكثتون إلجل ذلك لكن بال طائل‪ ،‬ألنه لم يألف‬ ‫َ َ‬
‫وقد تحايل عليه ر‬
‫عج ربي‪ ،‬من الذين ال‬ ‫الم َ‬ ‫س بأذنه أحد ُ‬ ‫المجاملة‪ .‬وحصل أن َه َم َ‬ ‫ُ‬
‫ً‬
‫الصدى» فإعتت هذا‬ ‫واآلخر َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫المحك‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫الطائر‬ ‫َيعرفهم‪ ،‬قائل أنت «‬

‫~‪~6‬‬
‫معتتا تلك الكلمات خالية من المجاملة ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫والمحاباة وما‬ ‫هو مهرجانه‬
‫إليهما‪ ،‬وعندها قال‪:‬‬
‫ت َم ْن؟ قال َم ْن بشعرك ُ‬
‫هاموا‬
‫ُ ُْ ُ‬
‫ل‬‫ق‬ ‫**‬ ‫ـالم‬ ‫س‬ ‫أعر ُف ْه َ‬
‫قال‬ ‫جاء َم ْن َلم ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جات عىل الرصيف ُيق ُ‬ ‫فمهر ن‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫الم لـي َ‬ ‫الس ُ‬ ‫ذاك َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ـام‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫**‬ ‫هرجانا‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫إن كان‬
‫ر‬ ‫َ‬
‫شوف للشعراء فقال‪:‬‬ ‫ي‬ ‫و ُسئ َل ذات مرة يف لبنان عن إمارة أحمد‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫سأل َت نـن الشعر ُاء أي َـن ُ‬ ‫ْ‬
‫ـول ُمطل ِق‬ ‫ٍ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫إيليـ‬ ‫‪:‬‬ ‫ـت‬ ‫ب‬ ‫فأج‬ ‫**‬ ‫أمب ْ‬
‫هم‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫أمتكم ** فأنا ر ُ‬ ‫فقلت‪ :‬ذاك ر ُ‬ ‫ُ‬
‫األمت ألمة لم تخلق‬ ‫قالوا‪ :‬وأنت!‬
‫اإلنجلت ُیعللونه کل یوم‬ ‫ر‬ ‫وعندما إشتد علیه المرض يف السجن وکان‬
‫أبرقوا إىل حکومة العراق یسألونها رأیها فیه‪ ،‬وقد مر علیه‬ ‫بأنهم َ‬
‫ً‬
‫وعشون یوما وهو َیستغیث من الداء وهم ال یسمحون‬ ‫سبعة ر‬
‫ً‬
‫قائل‪:‬‬ ‫بنقله إىل المستشف‪ ،‬ولما اشتدت علیه وطأة الداء أنشأ‬
‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫أصب ِحت َس َلو يت ** من السق ِم‪َ ،‬عدي ألضل يع‬ ‫ُس ِجنت وقد‬
‫ْ‬ ‫بالصب َب ْر َح ا‬ ‫ُ ُ‬
‫الج لم َین َج ِع‬ ‫ولکن ِع َ‬
‫ي‬
‫ا‬ ‫**‬ ‫قام‬
‫ِ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬
‫عالج َّ‬ ‫أ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ی‬ ‫َ ن َّ‬
‫فیع فلم َیشف ِع‬ ‫الش ُ‬ ‫دی ** وراح‬ ‫ووّل ُس ً‬ ‫بیب‬‫الط ُ‬ ‫تات‬ ‫أ ي‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َْ‬
‫ومهما َعراک فال ت ْج َز ِع‬ ‫بار ** ِ‬
‫ْ‬
‫وکم ِقیل مدد مدی اإلص ِط ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫بار ** فإن ِزدت ن يف َمد ِه ُیقط ِع‬
‫ْ ْ ُ‬
‫ط‬ ‫ص‬ ‫َوک ْم َذا َأ َمد َمدی اإل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ْ َ ُْ‬ ‫ْ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ولکن ُه ْم صادفوا ُعقدة ** بأم ِري تع ين ِحج األلم يع‬
‫ّ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فِک فلم ت ْس ِط ِع‬ ‫حکومة لبنان قد راجعت ** فرنسا ِل ي‬
‫رج ِع‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ت َفرنسا إّل اإلنگ ن‬ ‫َ ْ‬
‫لب ** تر ِاجعهم جل ِمن م ِ‬ ‫ِ‬ ‫وراح‬

‫~‪~7‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫اق ** ول ْل َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مر ل ْم ُی ْصد ِع‬ ‫ِ‬ ‫باأل‬ ‫وم‬‫ِ ِ‬‫ی‬ ‫ر‬ ‫الع‬
‫ِ‬ ‫لب‬
‫ِ‬
‫وقد َر َ‬
‫اجع اإلنگ ن‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬‫ْ‬ ‫ون ** َ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫فقلت‪ْ :‬‬ ‫ُ‬
‫ویا أیها الخلق قولوا َم يع‬ ‫إعجبوا أیها الس ِامع‬ ‫‪:‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ ْ ً‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫! َأمن ُق َّ‬
‫طبا َعىل د َو ٍل أ ْرَب ـ ِع؟‬ ‫صت أ ْم ِمن ض ِع ِف ِهم ** خ‬ ‫ت‬
‫ي ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫والعشين من شهر يونيو‬ ‫ر‬ ‫رحل شاعرنا عن الحياة يف السابع‬
‫(حزيران) سنة ‪ 1977‬يف وهج الحرب االهلية اللبنانية برصاصة‬
‫قناص يف منتصف يناير ‪1976‬وهو يبحث عن رغيف خت يأكله‬
‫بعد أن أمض ثالثة أيام لم يذق فيها الطعام‪ ،‬فحمله بعض المارة‬
‫َ‬
‫وله يف أصابته قول ُه‪:‬‬ ‫ُ‬
‫إىل مستشف المقاصد‪،‬‬
‫الم ْوت َها َأنا َس ُ‬
‫الم‬ ‫ئ الرصاص َن َف ْذت ض ْم َن َمعارك ** َف َب ْغم َأ ْنف َ‬
‫َب ْ نَ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫ولم يطل بها مكوثه بالمشف لصعوبة الوضع القائم آنذاك‪ ،‬فنق َل‬
‫َ ُ َ ً‬ ‫إىل بغداد وقد كف َب َرص ُه َ‬
‫قعدا ال يستطيع‬ ‫قبل عودته وأصبح م‬
‫ً‬
‫قائل‪:‬‬ ‫الحراك فأنشد‬
‫َ‬ ‫َْ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ًَ‬
‫للدار ما أقساها ** أسمع ِببغداد وال أراها‬
‫ِ‬ ‫ة‬ ‫يا عود‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫وببغداد أجر َيت له عملية جراحية ناجحة إلخراج الرصاصة من‬
‫ً َ ً‬ ‫ُ َ‬
‫اده ذلك نحوال وضعفا فتوف بعد عدة أيام وهو يف‬ ‫َصدره‪ ،‬فز‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً َ ً‬ ‫ً‬
‫ال ـ"‪"80‬من عمره‪ ،‬بعد أن ترك تراثا شعريا خصبا‪ ،‬وترجمة دقيقة‬
‫َ‬
‫الخيام‪.‬‬ ‫لرباعيات‬
‫الفارس وقد عرف به‬
‫ي‬ ‫شهت يف الشعر‬
‫والرباعيات نمط من الشعر ر‬
‫عمر الخيام‪ ،‬وهو غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام‬
‫فارس‪ ،‬وعالم‬
‫ي‬ ‫المعروف بعمر الخيام (‪ )1131-1048‬وهو شاعر‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يف الفلك والرياضيات‪ .‬ولعلها كت َبت يف أوائل القرن الـ‪2‬عش‬
‫ر‬

‫~‪~8‬‬
‫ويجء العنوان من صيغة الجمع للكلمة‬‫الميالدي‪ 865 /‬هــ‪ ُ ،‬ي‬
‫الفارس‪.‬‬ ‫شت إىل قالب من قوالب الشعر‬ ‫ر‬
‫والت ت ر‬
‫ي‬ ‫العربية رباعية‪ ،‬ي‬
‫والرباعية مقطوعة شعرية من أربعة أبيات تدور بخصوص موضوع‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عط وجهة نظر تامة الوضوح‪ .‬وقد تتفق قافية الشطرين‬ ‫ي‬ ‫ُمحدد‪ ،‬لت‬
‫َ‬
‫األوىل فقط‪ ،‬أو تتفق َجميع الشطور األربعة يف قافية واحدة‪.‬‬

‫~‪~9‬‬
‫كلمة ُ‬
‫المعرب‬

‫َ‬
‫أول ما قرأت من رباعيات الخيام هو تعريب االديب السيد وديع‬
‫لم‬
‫ىس قراءتها حينذاك بحيث نقلت يت من عا ي‬ ‫البستاب‪ ،‬وقد أثرت يف نف ي‬
‫ي‬
‫خياىل وديع ملؤه اللذة والهناء‪ ،‬فوددت لو بقيت‬
‫ي‬ ‫المحسوس إىل عالم‬
‫فيه وال أنتقل إىل هذا العالم المادي المفعم باآلالم واالتعاب‪.‬‬
‫لنفىس إن كان هذا أثر التعريب فما هو أثر االصل يا ترى؟ من‬ ‫ي‬ ‫وقلت‬
‫ُ‬
‫األصل‪ .‬الن‬
‫ي‬ ‫الحي أخذت اسىع للوصول إىل ينبوع الرباعيات‬ ‫ذلك ر‬
‫َ‬
‫السوا ر يف واالنهار مهما نق َيت البد وأن تحمل مع النم رت العذب فضالت‬
‫ُ‬
‫وزوائد تعكر لونه وتفسد طعمه فشعرت بالحاجة إىل تعلم الفارسية‬
‫ولكت كنت يف بيئة عربية واألسباب لم تكن متوفرة لدي لبلوغ‬ ‫ي‬ ‫وآدابها‬
‫تلك االمنية فحدث بعد حينأن ثار العراق ثورته الكتى‪ ،‬ثم انتهت‬
‫رتت الظروف إىل مغادرة بالدي‬ ‫فاضط ي‬ ‫الثورة بانكسار الجيش الوطت‪،‬‬
‫ر‬ ‫ي ً‬
‫واتخاذ طهران عاصمة الفرس دارا لهجر يب‪.‬‬
‫الفارس‬ ‫هم الوحيد فيها درس االدب‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫أقمت يف طهران ثما يب سن ري كان ي‬
‫والنفوذ إىل معانيه الدقيقة ومراميه السامية ألصل منها إىل الينبوع‬
‫فت به‬‫الصاف الذي سالت منه خياالت عمر الخيام الشاعر الذي ُشغ ُ‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫الفرس‪.‬‬ ‫باف شعراء‬ ‫من دون ر‬
‫ي‬
‫ىس‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫س المتلة ال يت كانت تتوق اليها نف ي‬ ‫ثم بلغت من درس االدب الفار ي‬
‫ُ‬
‫نجف) يف أمهات‬‫ي‬ ‫وأخذت أكتب واترجم وأن رش بأسم (سيد أحمد‬
‫الصحف الفارسية‪ .‬كصحيفة (شفقق رسخ) و (كوشش) و (اقدام)‬
‫االدب بطهران ومجلة (تعليم‬ ‫ي‬ ‫ومجلة (أرمغان) لسان حال النادي‬

‫~ ‪~ 10‬‬
‫فتت وزارة معارف إيران ان اترجم لها كتاب علم النفس‬ ‫وتربيت) ثم كل ي‬
‫شتك بتأليفه الفاضالن المرصيان السيدان‬ ‫الذي ا ر‬

‫مي هناك ف رتجمته‬ ‫(عل الجارم ومصطف أم ري) ل ُيدرس يف دار المعل ر‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫س بطهران‪ .‬وحينذاك‬ ‫لها‪ .‬وبعدئذ انتخبت عضوا يف النادي االد يب الفار ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اخذت اطالع الرباعيات بالفارسية فوجدت تعريب االستاذ البستا يب‬
‫رغم ما اشتمل عليه من سمو وابداع لم يكن يمثل مع االسف من‬
‫الرباعيات إل قشورها التاقة واصدافها الالمعة وكان له العذر يف ذلك‬
‫ً‬
‫اذ لم يكن عارفا بالفارسية رفتجم سباعياته عن اإلنگ رلتية ومن أجل‬
‫بف الدر واللباب يف كت مرصود لم تستطع ان تفك طالسمه‬ ‫ر‬
‫ذلك ي‬
‫جمي‪ .‬كل ذلك حرك رغب ر يت إىل محاولة فك تلك الطالسم‬ ‫ر‬
‫قرائح المت ر‬
‫واكتشاف ما اختبأ يف ذلك الكت لع يل أستطيع أن اتحف قراء العربية‬
‫غت المحبوبة ال بتلك الخياالت الشعرية المعروفة ال ر يت تدفع إىل‬ ‫ر‬
‫ل ي‬
‫التشائم وتدعو إىل اللذات فحسب‪ ،‬بل بتلك اللئاىل المكنونة ال ر يت‬
‫الخيام الفلسفية ونكاته االدبية البديعة‪.‬‬ ‫َ‬
‫تمثل آراء‬
‫ضت فيه من العقبات مما‬ ‫ر‬
‫وقد أدركت حينئذ خطورة موق يف وما يعت ي‬
‫غرو فإن نقل المعت‬ ‫يدركه كل من عاب ترجمة الشعر بشعر مثله‪ ،‬وال َ‬
‫ً‬
‫األصل بحيث ال يبدو‬ ‫ي‬ ‫بالمعت‬ ‫فاظ‬ ‫حت‬‫اال‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫خرى‬ ‫أ‬ ‫ىل‬ ‫إ‬ ‫ة‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫من‬ ‫ا‬
‫عر‬ ‫ش‬
‫َُ‬
‫عليه أثر التكلف يف ال رتجمة أمر شاق تهيأ دونه العزائم وتقف الهمم‬
‫حائرة أمامه ولكن الرغبة رس النجاح والعشق يجتاح العراقيل ويذلل‬
‫ُ ُ‬ ‫الصعوبات فانرص ُ‬
‫فت وك يل رغبة نحو التعريب وأخذت أجرب قريح ر يت‬
‫يف ترجمة بعض رباعيات عرضتها عند ترجمتها عل أدباء الفرس‬
‫العارفي بالعربية وآدابها فقابلوها باألصل وأبدوا اعجابهم فيها‬ ‫ر‬
‫أواىل الس يىع وافرغ الجهد ثالث‬ ‫وب عل اكمال العمل فأخذت ي‬ ‫وشجع ي‬
‫حت‬ ‫سنوات كامالت لم يكن ىل فيها شغل سوى اتمام هذا العمل ر‬
‫ي‬
‫هم الوحيد أثناء‬ ‫مسي رباعية‪ .‬وكان ي‬ ‫أكملتها ثالثمائة وإحدى وخ ر‬

‫~ ‪~ 11‬‬
‫ً‬
‫التعريب متجها ألمرين‪ :‬األول األمانة يف النقل واالحتفاظ بالمعت‬
‫ُ‬
‫حت ظهر أك رت الرباعيات كأنه قد ترج َم كلمة بكلمه‪.‬‬
‫االصل ر‬
‫ي‬
‫الثاب‪ :‬تقريب التعريب بقدر الطاقة من الذوق العر يب وكان ذلك‬‫ي‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫يلجئ يت أحإنا إىل أن أفرغ الرباعية الواحدة يف أ كت من عشين سبكا حت‬
‫الواف بأداء المعت والمطابق للذوق العر يب‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أختار من بينها السبك‬
‫ً‬
‫بخياىل الشعري يف سبيل تحقيق هذه المهمة‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أضج‬
‫ي‬ ‫وكث رتا ما كنت‬
‫وريما يرى القارئ االديب كلمات يف ال رتجمة يمكن ابدالها بأحسن منها‬
‫ولكن ليثق من يأب قد آثرت هذه الكمات عل غ رتها (مما هو أنسب‬
‫األصل‪.‬‬
‫ي‬ ‫منها للذوق) لئال يؤدي تبديلها إىل خلل يف المعت‬
‫ىسء من الترصف إل عندما أعجز‬ ‫كنت أحيد عن هذا الغرض ر ر‬ ‫وما ُ‬
‫وآب ب ي‬
‫ي‬
‫األصل‪ .‬وهناك رباعيات جميلة لم‬ ‫ي‬ ‫عن كل الوسائل لالحتفاظ بالمعت‬
‫ر‬
‫أستطع مع افراغ الجهد أن أبرز معانيها المهمة كاملة يف التجمة مع‬
‫ً‬
‫الموافقة للذوق العر يب فنكبت عن ترجمتها مع رتفا بعجزي وقصوري‪.‬‬
‫ولما أن أكملت التعريب عرضته عل أدباء الفرس فقابلوه باألصل‬
‫َ‬
‫وأكتوه غاية األكبار وإليك ما فاه به أكت شعراء الفرس المعاضين وهو‬
‫حسي بهار الملقب (بملك الشعراء) قال إن هذا التعريب مع‬‫ر‬ ‫محمد‬
‫ً‬
‫كونه مطابق لألصل جدا فهو يفوقه من حيث البالغة واألسلوب كهذه‬
‫الرباعية‪:‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬ ‫يحض نف ورد الخدود ً‬
‫َ‬
‫العطبا‬ ‫أشواكه‬
‫ِ‬ ‫فن ** إّل وكابد من‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫لم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ َ َ‬
‫المشط لم تبلغ أنامله ** أصداغ أغيد ما َينش ِعب شعبا‬
‫أنظر إّل ِ‬
‫والرباعية اآلتية‪:‬‬

‫~ ‪~ 12‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ا َ‬ ‫ً‬
‫ريم‬
‫ذل ** وليس يدور حسب ِرضا الك ِ‬ ‫أيا فلكا يرت كل ن ٍ‬
‫ت تهوي ** بذي َ َ‬
‫ْ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫باللئيم‬
‫ِ‬ ‫ش ٍف وتسمو‬ ‫ك نف ِبك ِشيمة أن رح‬
‫وأعت به العّلمة‬
‫ي‬ ‫وال أنىس ما قاله يىل أحد كبار العلماء واألدباء هناك‬
‫العرب للشاه المخلوع‪،‬‬
‫ي‬ ‫الملقب بصدر األفاضل الذي كان ُيدرس األدب‬
‫قال بعد إن اطلع عل الرباعيات بتمامها‪( :‬أكاد أعتقد أن الخيام نظم‬
‫ر َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ً‬
‫فعتت عليه‬ ‫العرب منها‬
‫ي‬ ‫رباعياته بالعربية والفارسية معا وقد فقد‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫غرض من اثبات هذه الشواهد هو الفخر‬ ‫ي‬ ‫وإنتحلته لنفسك)‪ .‬لم يكن‬
‫ً‬
‫غرض يشهد هللا أن أجعل القارئ العر يب واثقا من انه‬ ‫ي‬ ‫والتبجح بل كل‬
‫ُ‬
‫إذا قرأ التعريب فكأنه قرأ األصل بال أدب فرق‪.‬‬
‫ُ‬
‫االدب يف طهران قطعا‬ ‫ي‬ ‫وقد ن رشت مجلة (أرمغان) لسان حال النادي‬
‫َ‬
‫من التعريب مقرونة باألصل مع مقدمة ضاهية نوهت فيها بمكانة هذا‬
‫ُ‬
‫س‬‫إب أرسلت نماذج من الرباعيات مصحوبة بأصلها الفار ي‬ ‫التعريب‪ .‬ثم ي‬
‫لمتزا محمد خان‬ ‫من حرف األلف إىل حرف الدال للعالمة المتبحر ا ر‬
‫القزوي يت (القيم يف باريس منذ ع رشات السن ري والعارف بمعظم اللغات‬
‫االوربية والعضو يف مؤتمر المست رش رقي بأ كسفورد والذي كان العضد‬
‫تشق اإلنگ رلتي المرحوم األستاذ "برون" يف ن رش الكتب‬ ‫االيمن للمس ر‬
‫ُ‬
‫الفارسية والتعليق عليها) وطلبت منه ان يقايس تعري يت هذا بما ترجم‬
‫من الرباعيات إىل سائر اللغات‪ .‬فأجاب يت بكتاب يجمع ربي تقريظ‬
‫ُ‬
‫وانتقاد يراهما القارئ؛ ضمن كتابه الذي أثبت أصله وتعريبه يف صدر‬
‫الرباعيات ‪...‬‬
‫ألب لم أحتفظ‬
‫أما انتقاد االستاذ العّلمة فينحرص بالوزن فحسب ذلك ي‬
‫نفىس بوزن خاص يطرد‬
‫ي‬ ‫صل [أع يت بحر الدوبيت] ولم اقيد‬
‫بالوزن اال ي‬
‫فيىع يف ذلك أمران‪:‬‬
‫يف جميع الرباعيات وش ي‬
‫~ ‪~ 13‬‬
‫أحدهما االهتمام بأداء المعت االص يل يف أي وزن أمكن إذ أن ذلك هو‬
‫ً‬
‫غرض الوحيد من ال رتجمة‪ ،‬وكنت لذلك أضطر أحيانا أن أجيل ال رتجمة‬
‫ي‬
‫الواف بأداء المعت‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫يف بضعة أوزان حت أعت من بينها عل الوزن‬
‫ي‬
‫والثاب‪ :‬أن األذن تمل من إستماع نغمة واحدة‪ ،‬وتميل إىل التنوع‪ ،‬فما‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ٌّ‬ ‫ر‬
‫الوزن إل نوع من الموسيف‪ ،‬وكل يعرف كيف يعتي السمع الملل‬
‫عند استماع القطعة الموسيقية ذات اللحن الواحد المتكرر ا ُلمعت عنه‬
‫اليوم بموس ريف الهمج‪ .‬وكيف يرتاح السمع عند استماع القطعة‬
‫ً‬ ‫الموسيقية ذات االلحان المتنوعة ومثل ذلك ُي َ‬
‫للعي أيضا عند‬
‫عرض ر‬
‫مشاهدة الروضة ذات الزهر الواحد أو الروضة ذات الزهور المختلفة‪.‬‬
‫العارفي‬
‫ر‬ ‫س ليسهل عل‬ ‫هذا وقد طبعت الرباعيات مع أصلها الفار ي‬
‫باللغتي المقايسة ربي االصل والتعريب‪.‬‬ ‫ر‬
‫ُ‬
‫ختي أحداهما النسخة ال ر يت‬ ‫س عل نس ر‬ ‫وقد إعتمدت يف األصل الفار ي‬
‫سم) المطبوعة يف‬ ‫َ‬
‫جمعها الكاتب البحاثة األديب (السيد رشيد اليا ي‬
‫طهران والثانية؛ النسخة ال ر يت طبعها عن نسخة قديمة وقابلها عل‬
‫االلماب الدكتور(فريد ريـ ـخ روزن)‪..‬‬
‫ي‬ ‫نسخ كث رتة المست رشق‬
‫ُ‬
‫ونظرا إىل الدقة ال ر يت توخيتها يف التعريب فقد فتحت المجال اآلن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫لكتاب العربية وأدباءها ليدققوا النظر يف فلسفة الخيام ويقابلوا بينها‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫اب الخيام مأخوذة عن‬ ‫وبي فلسفة (المعري) فإ يب رأيت كث رتا من مع ي‬ ‫ر‬
‫المعري يف(لزومياته) أو يف (سقط الزند) وبعضها مأخوذة عن شعراه‬
‫آخرين وعل سبيل المثال نذكر ما ي يل‪:‬‬
‫قال المعري‪:‬‬
‫ُ ا ن‬ ‫َّ‬ ‫َّ ُ َّ‬
‫ُ‬
‫الحال‬ ‫َّ‬
‫استقرت ي يت‬ ‫لن كيف‬
‫لنشوة ** تجه ي‬
‫ٍ‬ ‫تمنيت أن الخمر َحلت‬
‫~ ‪~ 14‬‬
‫ً‬
‫وقال أيضا‪:‬‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫یً‬ ‫أيأت ٌ‬
‫ات‬
‫هموم وأحز ي‬
‫ي‬ ‫فتحمل شيئا من‬ ‫نن يجعل الخمر حلة **‬
‫ي ي‬
‫وأخذ الخيام هذا المعت فقال ما تعريبه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ا‬
‫األنام‬
‫ِ‬ ‫دون كل‬
‫قوت ِمن ِ‬
‫وأرسل ** يّل ِ ي‬ ‫رزق ِ‬‫رت إفتح يّل باب ٍ‬
‫ي‬
‫آالم‬
‫ُ‬ ‫ُ ُن‬ ‫َ ا‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وأ ِدم نشوة الطال يّل حن ** تذهل ين ما عشت من ي‬
‫وقال المعري‬
‫ُ‬ ‫لم فكيف إذا َ‬ ‫وليس لنا بها ** ع ٌ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫األقب‬ ‫حوتها‬ ‫ِ‬ ‫أرواحنا معا‬
‫الخيام فقال‪:‬‬ ‫َ ُ َ‬
‫أخذه‬
‫الم َبهم‬
‫الممات ُ‬ ‫ش الحياة لو َّأن ُه َيبدو َلنا ** َل َبدا َلنا ش َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مت ماذا ُ‬
‫تعلم‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫شها ** فغدا إذا ما‬ ‫ج ِ َّ‬ ‫َ‬
‫وأنت ا‬ ‫ن‬ ‫َلم ا‬
‫تعلم َّ‬
‫ي‬
‫وفيات االعيان‬ ‫وقال أبو الحسن الباخرزي‪ :‬المبجم نف ا‬
‫ي‬
‫ً َ‬
‫حرق عودا‬ ‫يا صاحب العودين ال تهملهما ** حرك لناعودا وأ ِ‬
‫أخذه الخيام فقال ما تعريبه‪:‬‬
‫َ ا‬ ‫وهلم بالعودين واكتمل َ‬ ‫َّ‬
‫وأحرق عودا‬‫ِ‬ ‫عود‬
‫ٍ‬ ‫عىل‬ ‫ع‬ ‫ق‬‫الهنا **و‬
‫أيت من ترصف المعر ربي هو نظم الرباعيات وتقسيمها‬ ‫ومن غريب ما ر ُ‬
‫إىل أناشيد حيث جعلوا كل رباعية مرتبطة باألخرى مع ان كل رباعيه يف‬
‫االصل مستقلة بمعناها ال عالقة لها باألخرى أصال‪ ،‬وقد ُجم َعت يف‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الفارسية غالبا مرتبة عل حروف الهجاء وال شك أنه ما استطاع‬
‫الم رتجمون أن يجعلوها سلسلة متصلة الحلقات إل بعد أن ترصفوا‬
‫~ ‪~ 15‬‬
‫بمعناها فأتوا بالشعر القديم ال رش ر يف عل نمط الشعر العرصي الغر يب‪.‬‬
‫ً‬
‫ومما يجدر التنويه عليه ان اسم الرباعية كان ُيطلق قديما عل االربعة‬
‫أشطر كما يف رباعيات الخيام ال ر يت يتألف كل منها من بيت ري كما انها‬
‫س دخيل يف العربية‪ُ ،‬يسم (بحر الدوبيت) أي بحر‬ ‫وردت يف بحر فار ي‬
‫البيتي ولكن بعض المتأخرين من أدباء العرب كإلياس فرحات والشيخ‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫ع يل ال رش يف قد أطلقوا اسم الرباعية عل أربعة ابيات تشبيها لها‬
‫بيتي فحسب‪.‬‬ ‫برباعيات الخيام يف ح ري ان رباعيات الخيام تتألف من ر‬

‫اف‬
‫أحمد الص ي‬

‫~ ‪~ 16‬‬
~ 17 ~
~ 18 ~
~ 19 ~
‫(تعريب كتاب العّلمة المتبحر الم رتزا محمد خان القزوي يت)‬
‫‪45 AVENUE REILLE, 45 PARIS 14‬‬
‫‪ 15‬محرم سنة ‪1345‬‬
‫‪ 26‬يوليو ‪1926‬‬

‫سيدي العّلمة الفاضل ُ‬


‫المعظم‪:‬‬
‫أما من خصوص ترجمة رباعيات الخيام ال ر يت تفضلت وأرسلت يىل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نموذجا منها وطلبت ر ي يأب فيها تلطفا منك فأقول يف الجواب‪ :‬أما من‬
‫حيث اللفظ أي من حيث فصاحة ال رتجمة وبالغتها فال أرى يىل‬
‫ً‬
‫اب‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫إي‬ ‫ب‬‫ي‬ ‫كو‬ ‫ىل‬‫إ‬ ‫ا‬
‫ظر‬ ‫صالحية إبداء الرأي وإعطاء الحكم يف ذلك فأ يب ن‬
‫ُ‬
‫اب الذي ُولدت عليه ربما أستطيع أن أدرك‬ ‫الجنس‪َ .‬واللغة الفار ي‬
‫س لس ي‬
‫الم رت َجم عنه "أي الرباعيات االصلية" أما ال رتجمة العربية فبما‬ ‫ُحسن ُ‬
‫ُ‬
‫أن اللغة العربية ليست بلغ ر يت االصلية‪ .‬وأنا أجن يت عنها فكيف أستطيع‬
‫ُ‬
‫أقض وأحكم يف هذا الموضوع خصوصا أزاء فاضل فحل مثل‬ ‫ي‬ ‫أن‬
‫مت يف هذا الشأن ال شك أنه سيكون من‬ ‫سيادتك‪ ،‬وكل حكم يصدر ي‬
‫ً‬
‫قبيل الرجم بالغيب واتباع الظنون واألوهام ونوعا من التصنع والتكلف‬
‫ئ َع َ‬‫ً‬
‫رف نفسه ولم يتعد طوره‪ .‬لقد جعل ابن خلدون‬ ‫فرحم هللا أمر‬
‫يل‪:‬‬
‫عنوان أحد فصول مقدمته ما ي‬
‫(فصل يف تفس رت الذوق يف مصطلح أهل البيان وبيان أنه ال يحصل‬
‫ً‬
‫ربي من العجم)‬
‫غالبا للمستع ر‬

‫~ ‪~ 20‬‬
‫فاذا كان حصول هذا الذوق غ رت ممكن للمستعرب ري فمعلوم ماذا يكون‬
‫طج محدود‬‫ثل ليس لديه من العربية إل إطالع س ي‬ ‫الحال ُ يف شخص م ي‬
‫وإ يب ألوكل الحكم يف ذلك إىل ذوقك اللطيف وذوق سائر أدباء‬
‫العرب المعاضين‪.‬‬
‫غاية ما يمكن أن أبدي ر ي يأب به بدون أن أ خرج عن حدودي هو من‬
‫حيث المعت أي من حيث مطابقة ال رتجمة لألصل وتأدية الغرض‬
‫صل للشاعر يف ال رتجمة‪.‬‬ ‫األ ي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أشهد هللا يأب قلما رأيت ربي ال رتاجم ال ر يت ال ت َعد وال تحض للخيام يف‬
‫اللغات المختلفة ترجمة صحيحة ومطابقة لألصل ك رتجمة سيادتك‪.‬‬
‫ه ترجمة‬ ‫ر‬
‫أحسن التجمات لرباعيات الخيام يف اللغات المختلفة ي‬
‫االنجلتي (في رت جرالد) وترجمته مع انها من حيث الشاعرية‬ ‫ر‬ ‫الشاعر‬
‫عت يف غاية الجودة فمن حيث المطابقة‬ ‫والفصاحة والبالغة لفظا وم ً‬
‫يعت أن ال ُمشار‬ ‫صل للشاعر فيها فراغ كث رت ي‬ ‫لألصل وبيان الغرض األ ي‬
‫إليه ترجمها ترجمة حرة للغاية ولم يتقيد بإتباع الخيام وحفظ أغراضه‬
‫صل ولو عل‬ ‫ي‬ ‫واداء معانيه يف ال رتجمة بحيث أصبحت معرفة المعت اال‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫الح َدس ف أغلب رباعيات " ر‬
‫فيت جرالد" متعشة وكث رتا ما َب ُعد‬ ‫ي‬
‫سبيل َ‬
‫ً‬
‫عن األصل بدرجة أصبح حدس األصل معها محاال‪ .‬أما با ر يف تراجم‬
‫فيت جرالد‬ ‫الخيام الشعرية فقد ُأخ َذت ف األغلب عن ترجمة ر‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ارس‪ ،‬لذلك أصبحت تلك التاجم كتجة‬ ‫االنجلتي ال عن األصل الف ي‬ ‫ر‬
‫فيت جرالد بل أشد منها (ألنها ترجمة عن ترجمة) يف أنها غ رت مطابقة‬ ‫ر‬
‫ُ‬
‫وف هذه األواخر ترج َمت رباعيات الخيام بواطة‬ ‫لألصل وحرة للغاية‪ .‬ي‬
‫ُ‬ ‫السباع إىل العربية ُ‬
‫حت أبدي‬ ‫وطب َعت ف مرص لكت إىل اآلن لم َأرها ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫فىه وإن‬ ‫ر ي يأب فيها‪ .‬أما ترجمة سيادتك أع يت ‪ 86‬رباعية ال يت أرسلتها يىل ي‬
‫َ‬
‫أعت جهة الوزن) َب ُعدت عن‬ ‫كانت من طراز جديد ومن جهة واحدة ( ي‬
‫~ ‪~ 21‬‬
‫صل (بحر الدوبيت يف‬ ‫َ َ‬
‫األصل ألنك لم تبق عل وزن الرباعيات األ ُ ي‬
‫َ‬
‫إصطالح المتأخرين من شعراء العرب) ولم تقيد نفسك يف جميع‬
‫الرباعيات بوزن وبحر واحد ولكن من حيث مطابقة ال رتجمة لألصل‬
‫( يف الحدود ال ر يت يسيغها لك التقيد بالوزن والقافية يف ال رتجمة الشعرية‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫كثتا ك رثتا يف الخروج من‬
‫فالحق واالنصاف كما عرضت لك أجدت ر‬
‫عهدتها ولعله يمكن أن ُيقال إن هذه ال رتجمة أقرب جميع ال رتجمات‬
‫الشعرية للخيام بال إستثناء‪ .‬فشكر هللا مساعيك الجميلة وجزاك هللا‬
‫ً‬
‫عن الشعر واالدب أحسن الجزاء حيث عرفت إىل ادباء العرب شاعرا‬
‫من أ كت شعرائنا له يف جميع اقطار أوروبا وأ رمتكا شهرة واسعة ولم يكن‬
‫يت هذه الخدمة الالئقة‬ ‫يجهله إل اخواننا العرب وها أنت قد أد َ‬
‫ً‬
‫لآلداب الفارسية والعربية معا‪.‬‬

‫المخلص الحقي ر يف‬


‫محمد القزوي يت‬

‫~ ‪~ 22‬‬
‫شعر الخيام وفلسفته‬
‫كلفنا حرصة االستاذ االديب المحا يم السيد أديب الت ر يف (مدرس التاريـ ـخ‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫والمعلمي قبل ومدرس اللغة العربية‪،‬‬
‫ر‬ ‫ست التجه رت‬
‫والجغرافيا يف مدر ي‬
‫ست التجه رت والمعلمات بدمشق) أن يتحفنا بموجز عن‬ ‫وآدابها ف مدر ر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫شعر الخيام وفلسفته الشتغاله بهذا الموضوع ووضعه فيه كتابا خاصا‪،‬‬
‫ُ‬
‫كيما نصدر به هذه الرباعيات‪ ،‬فتفضل حفظه هللا بكلمة مستعجلة‬
‫ه؛‬ ‫اشتملت عل ما يروي الغلة‪ .‬يف الموضوع المشار إليه وهذه ي‬
‫(نظرة مستعجلة)‬
‫يف شعر الخيام وفلسفته‬
‫لم يكن الخيام نفسه عندما نظم رباعياته وجمعها يحلم بما سيكون لها‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫من الشأن بعده‪ ،‬وخصوصا عند أمم غريبة عنه وطنا وجنسا ولغة‬
‫ً‬
‫ودينا! لقد لقيت هذه الرباعيات ما لم يكن بحسبان الخيام وال ر‬
‫غته‬
‫من التهافت واالقبال عل دراستها ونقلها إىل لغات العالم المتمدن يف‬
‫أوربا وأمريكا‪.‬‬
‫وقد يستغرب االنسان ما لقيته هذه الرباعيات من العناية مع أنها‬
‫الختة مما أنتجته قرائح أبناء فارس من الوجهة األدبية‪،‬‬
‫ختة ر‬ ‫ليست ر‬
‫األدب يف ذروة الذروة ال ر يت لم يستطع التحليق فيها‬
‫ي‬ ‫وليس مقام الخيام‬
‫ُ‬
‫إليها أدباء الفرس‪ ،‬فما هو الباعث يا ترى لهذا التفوق والرجحان‬
‫األدب؟ لقد أجاب عن هذا االستاذ العّلمة الفيلسوف ال رت يك رضا توفق‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫بك يف كتابه (رباعيات الخيام) فقال ان هذا الفوز الذي كتب لرباعيات‬
‫َ‬
‫الخيام ُمنبعث عن فهم الخيام لمعت الحياة وفق عقيدة المدنية‬
‫اتت هذه العقيدة االساسية يف رباعياته‬‫الحاضة وذوقها‪ .‬وأفادته بدس ر‬

‫~ ‪~ 23‬‬
‫بأسلوب شعري بديع ولم تلتفت أمم الغرب إىل الخيام هذا االلتفات‬
‫وروب معاض حكيم وعملت بما يف‬ ‫إل ألنها نظرت إليه نظرها إىل أ ي‬
‫عرف الخيام يف الغرب‬ ‫تعاليه من حكمة ومضت عل طريقته‪ .‬ولم ُي َ‬
‫ويذيع صيته إل بواسطة الشاعر اإلنگ رلتي االديب‬
‫ُ‬ ‫فيت جرالد ‪ - ) Fitz gerald -‬ر‬ ‫( ر‬
‫متجم رباعياته ‪ -‬وأما يف ال رشق فإنه‬
‫جي ولم ُي َعد يف عداد الشعراء‪ .‬وقد ثبت‬ ‫الرياضيي والمن ر‬
‫ر‬ ‫ش يف زمرة‬ ‫ُح ر َ‬
‫ً‬
‫سنت (‪ )506‬و(‪)508‬‬ ‫ي‬
‫حيا ف رَ‬
‫ي‬ ‫بالوثائق ال ر يت ُع رت عليها أن الخيام كان‬
‫للهجرة وأنه ُدفن يف (نيسابور) من إيران‪.‬‬

‫شاعرية الخيام‬
‫ه‪ :‬الخمرة‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ان أكت الكمات المتددة عل السمع عند تالوة شعر الخيام ي‬
‫والحانة والسا ر يف والكوز والعود والناي والمغ يت وأمثال ذلك ‪ -‬وجل‬
‫المعاب ال ر يت ينطوي عليها‪ :‬العمر رسي ــع الزوال فيجب أن ننتهز الفرص‬
‫ي‬
‫قبل فواتها ‪ -‬نحن ال ندري من أين أتينا وال ندري إىل أين نذهب‬
‫فلنحسن االستمتاع بهذه األيام القليلة ال ر يت نعيشها‪ .‬ليس يف طوق‬
‫سء كما وجدناه وال‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫بىع أن نقبل كل ي‬ ‫ُالبش الوصول إىل المعرفة فين ي‬
‫نفسد عل أنفسنا ملذاتها‪ .‬وغ رت ذلك‪ .‬وبعبارة مخت َرصة يمكن أن ُيقال‬
‫َ‬
‫معاب الخيام يف شعره تنحرص يف هذا المرصاع‬ ‫ي‬ ‫إن جميع ما تحوم حوله‬
‫َ‬
‫العدمي!) والحق أن الخيام كسا برباعياته‬
‫ر‬ ‫العرب‪( :‬اغنموا الفرصة ربي‬
‫ي‬
‫ارس بمطارف ال تبل عل األيام وحباه أحسن ما يحبو شاعر‬ ‫األدب الف ي‬
‫ً‬
‫لغة من عبقرية ونبوغ‪ ،‬وكان موفقا يف إنتقاء ألفاظه فاالنسجام‬
‫غت النكدة والسهولة‬‫والسالسة والتشبيهات واالستعارات اللطيفة ر‬
‫وعدم ا لتكلف‪ ،‬كل ذلك من الصفات البارزة يف شعره‪ .‬وعباراته‬
‫المعاب الدالة عل‬
‫ي‬ ‫وإفاداته تقوم حق القيام بإداء ما ُيحملها إياه من‬
‫~ ‪~ 24‬‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫مشبه وفلسفته‪ .‬وان شعرا يحوي عل مثل هذه الم رتات المتنوعة‬
‫ُ َ‬
‫ويضمن يف شطوره األربعة ما يحتاج ررسحه إىل عدة صفحات من‬
‫المعاب الحكمية العالية المتينة لهو دون شك محصول عبقرية فذة‬
‫ُ‬ ‫ي ً‬
‫ونبوغ نادرا‪ .‬وقد كان سلوك الخيام فيما كتبه مسلك الريب والشك‪.‬‬
‫وهزؤه بأهل زمانه وطباع معاضيه‪ ،‬وجرأته يف القول عل تعدى حدود‬
‫الدين واآلداب‪ ،‬واستعماله الكنايات المرة يف الطعن والتشنيع عل‬
‫الزهدة والورع‪ ،‬كل ذلك مما حمل أهل زمانه أن‬ ‫المرائي من أدعياء ُ‬
‫ر‬
‫ر ً‬
‫دواع خمول ذكره يف إيران وذيوعه يف‬ ‫ي‬ ‫ينظروا إليه رسرا‪ .‬وقد يكون من‬
‫الغربيي وتقديرهم له أنه سبق زمانه بعصور من‬ ‫ر‬
‫واحتام‬ ‫الغرب‬
‫ر‬
‫َ‬
‫حت أنه لم يوجد يف إيران من يفتش عن آثاره ويــهتم‬ ‫الوجهة الفكرية‪ ،‬ر‬
‫ُ‬
‫بطبعها! وكم نجد من العيب والقبح والخطأ يف نسخ الرباعيات‬
‫الفارسية المطبوعة يف إيران والهند اذا قيست بنسخ الرباعيات‬
‫والت ريي والتصوير‬‫متجمة ف أوروبا وأمريكا من جهة االتقان ر‬ ‫ال ر‬
‫ي‬
‫المتوف سنة‬
‫ي‬ ‫القرنيي‬
‫ر‬ ‫والتهذيب!‪ .‬وقال (تيوفيل غوتيه) أحد أدباء‬
‫(‪ )1872‬صاحب المؤلفات الكث رتة عند ذكره الخيام ما يأ ر يب‪( :‬إن‬
‫الخيام تحتوي جميع مقاطع هاملت قطعة قطعة)‪.‬‬ ‫َ‬
‫رباعيات‬
‫قال الحكيم المؤرخ (أرنست رينان) يف بعض كتبه يف صدد مؤازرته ب ري‬
‫أحد الشعراء والخيام‪( :‬وليس له قوة الخيام وال تهكمه ومزاحه المر‪،‬‬
‫إباح مثله !)‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وهو الذي لم يشاهد يف عرص من العصور شاعر ي‬
‫رنسيي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫المستش رقي الف‬ ‫وقال المسيو (باربيه دومنياد) وهو من أعاظم‬
‫َ‬
‫(أليس بعد حادثة غريبة ظهور شاعر يف إيران يف‬ ‫عند ذكره الخيام‪:‬‬
‫ً‬ ‫القرن الحادي ر‬
‫نظتا لغوته وهانري‬ ‫عش للميالد يكون كما قال رينان‪ ،‬ر‬
‫هاينه!)‪ .‬كان الخيام ينظم شعره رباعيات‪ ،‬والرباعية قطعة مستقلة‬
‫َُ‬
‫فيها وحدة الشكل والمضمون‪ .‬وتعد أعال أنواع الشعر الف ي‬
‫ارس‬
‫~ ‪~ 25‬‬
‫والمضمون الشكل إذا حاكت برودها يد شاعر له مقدرة وجدارة‪.‬‬
‫وفحول الشعراء يمهدون للغرض الشعري الذي يرمون إليه يف الشطور‬
‫وف الشطر الرابع يفرغون النتيجة ال ر يت مهدوا لها‬ ‫الثالثة االوىل‪ ،‬ي‬
‫والذين ينظمون الرباعيات يف فارس ُيعدون بالمئات ولكن الخيام‬
‫ويكف لمعرفة‬ ‫ي‬ ‫نسيج وحده وهو أستاذ األساتذة يف نظم الرباعيات‪،‬‬
‫غته يف مرماها‬ ‫ذلك المقايسة ألي رباعية من رباعياته وأية رباعية ل ر‬
‫ً‬
‫ه‬ ‫ومعناها يظهر الفرق ُ جليا يف االتجاه واالسلوب والبيان‪ .‬هذه ي‬
‫العالمة الفارقة ال ر يت تم رت شعر الخيام من غ رته‪ 0‬وقد اشار إىل الجهات‬
‫َ‬
‫ال ر يت يمكن تفريق شعر الخيام بها عن غ رته (م رتزا محمد خان قزوي يت)‬
‫المقيمي يف باريس اليوم يف رسالة ن رشها‬ ‫ر‬ ‫وهو من أعاظم أدباء الفرس‬
‫ُ‬
‫بالفرنسة مع (كلود آنيت) أحد الكتاب الفرنس ريي فقال‪( :‬إن الفكر‬
‫َ‬
‫الذي يضمنه الخيام إحدى رباعياته فكر معقول ج يل وواضح‪ .‬ال‬
‫ً‬
‫حاال عليه‪.‬‬ ‫تأتلف معه العناض األجنبية المدسوسة فيه‪ .‬وتظهر آثارها‬
‫َ‬
‫ألن الخيام ال يتقيد بمسائل الشك وااليمان‪ ،‬فال التدقيق بزعمه وال‬
‫ً‬
‫فكت والشعور يفيدنا شيئا‪ .‬و َسيان َمن إشتغل بالعلم أو بالدين لحل‬ ‫الت ر‬
‫معت هذه الخليقة وكشف معضلتها فكل منهما عاجز‪ .‬فهو يقول نحن‬
‫َ‬
‫ال نستطيع إدراك أية حقيقة كانت‪ .‬وليس وراء هذا ال رتى ثواب وال‬
‫ً‬
‫طرف حياتنا إل أياما قص رتة‬ ‫ي‬ ‫تنقض ربي‬
‫ي‬ ‫عقاب!‪ . .‬وليست األيام ال ر يت‬
‫ُ‬
‫يجب أن نسارع إىل إنتهازها ولو كانت موقتة!‪ .‬وليست الحقيقة‬
‫رَ‬ ‫ر‬
‫الشاب‬ ‫وتفء كالحلم إل‬
‫المجردة أليام هذه الحياة ال يت تتقلص ي‬
‫وتعشق الجمال والشباب ونور القمر يقع عل األفاريز واالطناف‪،‬‬
‫َ‬
‫تهت لها جنبات الفلوات والكروم‪ .‬والورود حينما تف رت‬ ‫ونغمات الناي ر‬
‫ر‬
‫سء‬ ‫بت إرسائيل كل ي‬ ‫عنها االكمام!‪ .‬وهو الذي يقول لنا بعد أسفار ي‬
‫باطل وفان !‪ .‬فلنغتنم ملذاتنا فليست الغاية من الحياة إل هذا !‪.‬‬

‫~ ‪~ 26‬‬
‫وللخيام نفاذ فكر ونظر خاص وشفافية يف البيان‪ ،‬وسعة قريحة‬
‫وخيال‪ ،‬وبعد عن االطناب يف الكالم تجعل له مكانة سامية خاصة ربي‬
‫ُ‬
‫شعراء الفرس المتزين)‪ .‬وال شك أنه دس ربي لئاىل شعر الخيام ر‬
‫كثت‬
‫شتة إىل معان‬‫من الرباعيات ذات المغازي الصوفية والعبارات الم ر‬
‫َ‬
‫مزاجية سمجة! ح رت أن ترجمة (في رت جرالد) النفيسة لم تخ ُل من كث رت‬
‫من هذا النوع المدسوس الذي ال يجوز أن ُين َسب إىل الخيام‪ .‬ومما ال‬
‫ريب فيه ان سلوك عمر الخيام أهاج عليه المتصوفة من أهل زمانه‬
‫َ‬
‫فهاجموه بشدة ولعل بعض من دس عل الخيام هذه الرباعيات‬
‫ُ‬
‫خت‬ ‫الصوفية رم إىل تتيره وتتيــهه وأنه أراد أن يختم شيخوخته ب ر‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫سء من ناحيته الدينية‪ .‬وهذا يفنده قول الخيام يف‬ ‫فأصح يفكر يف كل ي‬
‫إحدى رباعياته‪:‬‬
‫ط خواهم كرد **باموي سفيد قصد يم خواهم كرد‬
‫من دامن زهد وتوبه ي‬
‫بيمانهء عمر من بهفتاد رسيد**اين دم نكنم نثشاط يك خواهم كرد‬
‫ىس إىل الخمرة بشعري‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫أي؛ (إ يب سأطوي ذيل الزهد ُ والتوبة‪ ،‬وسأم ي‬
‫عي فإن لم أنشط يف هذا الوقت‬ ‫األبيض هذا! وها أنا قد بلغت السب ر‬
‫ر‬
‫فمت أنشط؟)‪.‬‬
‫َ‬
‫ليس يف شعر الخيام غايات خاصة كالدين والوطن واإلنسانية واألخالق‬
‫تفكت خاص وطبيعة فلسفية خاصة‪ ،‬ورغم‬ ‫يرم اليها‪ ،‬بل أن له طراز ر‬
‫‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ي َ‬
‫لغته وقد‬ ‫أن الخيام لم يكن مقلدا يف شعره فقد نسبت إليه المحاكاة ر‬
‫حذا حذوه كث رتون من شعراء الفرس وأثروا بأفكاره وظواهر هذا التأثر‪،‬‬
‫ً ُ‬ ‫ً‬
‫شتازي) و(ناض خشو)‬ ‫ضعيفا كان أو قويا‪ ،‬تشاهد يف (حافظ ر‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫وغتهما أما المتأخرون فلم يكن بينهم أك رت توفيقا يف محاكاة الخيام‬ ‫ر‬
‫الفارس‬
‫ي‬ ‫(متزا عباس خان أديب) األديب‬ ‫ومجاراته من المرحوم ر‬

‫~ ‪~ 27‬‬
‫َ‬
‫غت بعيد‪ .‬فقد كانت روح الخيام ترفرف عل كل‬ ‫المتو يف من عهد ر‬
‫رباعية من رباعياته‪ ،‬وتشم عبقات أفكاره يف كل ما نظمه وحاىك الخيام‬
‫ً‬
‫به‪ ،‬وليس يف المعا يب فحسب بل يف االلفاظ أيضا‪.‬‬

‫فلسفة الخيام‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫دلت الوثائق ال ر يت وصلتنا عل ان الخيام لم يكن أخصائيا يف العلوم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الرياضية والحكمية فحسب بل كان فوق ذلك شاعرا ممتازا ومفكرا من‬
‫ً‬
‫أكابر المفكرين وقد وضع مؤلفات فلسفية وفقا لرأي خاص‪ ،‬وكان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يعت أنه ليس مفكرا فحسب‬ ‫عي‪ .‬وهذا ي‬ ‫أستاذا يف ا ًلفلسفة لعلماء مت رش ر‬
‫بل فيلسوفا صاحب طريقة ومذهب‪.‬‬
‫المؤلفي والرواة والنقاد يف فهم أفكار الخيام وتعي ري‬
‫ر‬ ‫وقد أخطأ أ ك رت‬
‫ً‬
‫عقيدته الفلسفية والدينية‪ .‬مع أنه من النادر أن نجد كالخيام كاتبا بت‬
‫عقيدته عل أحكام معينة معلومة ووضح أفكاره ببيان وبالغة كبيانه‪.‬‬
‫ُ‬
‫فلسفة الخيام الالأدرية ‪Agnostisisme‬‬
‫َ‬
‫إن الخيام يف مسائل (ما وراء الطبيعة) أي يف مسائل (الوجود المطلق)‬
‫والمعاد) ‪Agnostique‬و (حقائق األشياء) و (حقيقة الروح) و (المبدأ‬
‫من صنف الفالسفة الال أبالي ري (الذين يع رتفون بالجهل ويرون أنض‬
‫ُ‬
‫طاقة الب رش ال تستطيع أن تحيط بمثل هذه المسائل‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ان بعض رباعيات الخيام تدل عل أنه كان مؤمنا بقدرة قاهرة فوق‬
‫داب رسمدي هو (هللا)‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫ر‬
‫بوجود صم ي‬‫ً‬
‫وه (القدرة الكلية) وهو قانع‬
‫ً‬ ‫البش ي‬
‫وبحث يف (الحقيقة المظلة) بحثا مشبعا وأفاد أنها (فوق العقل‬
‫والمعرفة)‪ .‬وإذا الحظنا بعض رباعياته نستطيع القول أن (القدرة‬
‫الكلية) ال ر يت آمن بها تشبه (الوجود المطلق) الذي قالت به الفلسفة‬

‫~ ‪~ 28‬‬
‫أك رت من أن تشبه (هللا) يف االديان‪ .‬ومهما يكن األمر فإن الخيام ليس‬
‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ىسء مما تجب رعايته من أمور‬ ‫(منكرا) كما أنه ليس (متدينا ً) ولم يعبأ ب ً ي‬
‫الشع‪ .‬أما الذي أشغله دائما واعتت جدا بالكتابة عنه فهو تلك‬ ‫ر‬
‫المعمعيات الشمدية ال ر يت حار لها الفالسفة والعلماء وأغرقوا يف‬
‫التفك رت العميق من أجلها‪.‬‬
‫َ‬
‫غته من كبار الفالسفة يقول بعدم إمكان الوصول إىل معرفة‬ ‫والخيام ك ر‬
‫أرسار األزل‪ .‬ولن يتيش إلنسان حل هذه المعمعيات‪ .‬وكل َمن أشتغل‬
‫يف المسائل الفلسفية يعلم أنه ما من أحد توغل يف طلب الكشف عن‬
‫ً‬
‫حقيقة الموجودات المحسوسة إل وعاد بالخيبة يائسا من الوصول‪.‬‬
‫ألن صور الحادثات ال ترتبط بالحقيقة المطلقة وإنما ترتبط بأجهزتنا‬
‫الحسية‪ .‬وجميع ما ندركه من الموجودات انما يكون ادراكنا له بسبب‬
‫قابليتنا الحسية‪..‬‬
‫وتلخص كما ر‬ ‫ُ‬
‫يأب‪( :‬ان‬
‫ي‬ ‫واقوال الصوفية وعلماء الطبيعة متفقة يف ذلك‬
‫ما وصلنا إليه من علم يف الكائنات ليس هو الحقيقة والواقع‪ ،‬وهو علم‬
‫موافق لوسائلنا االدراكية‪ .‬وعل هذا ال يكون العلم نفس المعلوم‪ .‬ولو‬
‫ُ‬
‫ُجهزنا بآالت إدراك ر‬
‫غت هذه اآلالت لكنا رأينا األشياء عل غ رت ما نراها‬
‫َ‬
‫غت هذا اإلدراك)‪ ،‬ولعدم تقيد الخيام بالدين ال يمكننا‬‫االن وألدركناها ر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫عد ُه َورعا تقيا وال حكيما صوفيا‪ ،‬والبد من َعد ُه من (األحرار‬
‫تفكتهم‪ ،‬وهذا ليس معناه أن ُه (جاحد)‪.‬‬
‫قلي) يف ر‬ ‫المست ر‬
‫فلسفة الخيام اإلنقالبية )‪(Mobilism‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫لقد كان نظر الخيام إىل الحادثات) نظرا فلسفيا علميا ينطبق إنطباقا‬
‫شديد ًا عل الفلسفة العلمية ر‬
‫أالت ذهب إليها الفالسفة الطبيعيون‪،‬‬
‫ي‬
‫(‪)Les Naturalistes‬‬
‫~ ‪~ 29‬‬
‫المفمص َحة عن آراءه وأفكاره ال ر يت من هذا القبيل‬
‫وإسقراء رباعياته ُ‬
‫متي (فالسفة اإلنقالب ‪-‬‬ ‫ر‬
‫يجعلنا نقطع بأنه من المت ر‬
‫عرف‬‫‪ (Philosophie du changement‬وهذه الفلسفة ُت َ‬
‫َ‬
‫بالموييلزم‪ .‬ف يف نظر الخيام‪( :‬أن هذه الكائنات سيل يستمر يندفع من‬
‫األزل إىل آخر األبد‪ .‬واإلنسان يف هذا السيل كدقاق العيدان يقذفها‬
‫ض بها‪ ،‬وهو يف ذلك جاهل ال يدري من أين رأب وال إىل أين يذهب‪.‬‬ ‫ويم ي‬
‫جميع العناض يف تركب وانحالل دائم‪ ،‬األجزاء البسيطة ال ر يت تركب‬
‫ً‬
‫ه دائما يف تجمع وتفرق‪ ،‬واإلنسان الذي‬ ‫منها مادة الموجودات‬
‫ُ‬ ‫ي رَ‬
‫الكبت الذي نسميه‬
‫يموت وتودع جثته بطن التى‪ ،‬ذلك المعمل ر‬
‫(الطبيعة)‪ ،‬تتحلل عناضه وتتبع رت‪ .‬وقد يدخل بعض هذه العناض‬
‫ُ‬
‫المتبع رتة يف عفصة رسوة أو زهرة خب رتة‪ 0‬وربما صار بعضها اآلخر إىل‬
‫ً‬
‫طي فيصنع منه الخزاف عروة إلبريق أو أذنا لجرة! ولعل يف‬ ‫كتلة ر‬
‫ر‬
‫أ كواب ال رشاب ال ر يت يطوف بها السا يف ذرات من جمجمة كيخشو أو‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫قحف جمشيد‪ ..‬وربما كانت الزنابق ال ر يت تزين ضفاف الجداول شفة‬
‫حسناء أو قلب معمود! وهكذا يستمر العالم يف هذا االنحالل وال رتكيب‬
‫دون أن يعرف االنقطاع أو التوقف‪ ..‬فإذا تبع رتت العناض وتفرقت يف‬
‫أجسام أخرى فليس من الممكن أن تعود لتؤلف لجسم األول!‬
‫ه من األمور‬ ‫ر‬
‫وهذه األفكار المستخرجة من أكت رباعيات الخيام ي‬
‫المسلمة ال ر يت تكون المبادئ االوىل والمعتقدات األصلية لفلسفة‬
‫عيي ومن المسلم عند أهل‬ ‫مرغوبة معروفة يف كل زمان عند الطبي ر‬
‫ر‬
‫الت‬
‫المعرفة أن العقيدة األساسية للمادية (‪ )Naterialisme‬ي‬

‫~ ‪~ 30‬‬
‫قتب َ‬‫ُ‬
‫ه هذه‪ .‬ونستطيع‬ ‫ي‬ ‫عية‬ ‫ي‬ ‫طب‬‫ال‬ ‫لوم‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫مها‬‫حكا‬‫أ‬‫و‬ ‫صولها‬ ‫أ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫القول إن هذه الفلسفة ه ال رت أ َ‬
‫لهمت الخيام أجمل رباعياته وأشدها‬ ‫ي ي‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تأثتا ووقعا يف النفس‪ .‬وما يفيد هذا المعت ك رثت يكاد يبلغ ‪ %75‬منها‬ ‫ر‬
‫َ‬
‫تشاؤم الخيام‪:‬‬
‫ً‬
‫كان الخيام متشائما وهذا التشاؤم نتيجة إعتقادية لفلسفته ال ر يت تجر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫حتما إليه ألنها تميت األ َمل وتدخل عل القلب اليأس‪ ..‬ومن كان يعتقد‬
‫أن ال فائدة من أعماله وان ال ثواب وال عقاب عليها يف عالم غ رت هذا‬
‫الطتة واالرتماء يف أحضان‬‫العالم ال مندوحة له عن االستسالم إىل ر‬
‫التشاؤم‪ ..‬والذي ال يؤمن بالبعث بعد الموت والحياة األخروية ويعتقد‬
‫َ‬
‫وىل عليها‬ ‫ي‬ ‫ان الغاية َعدم ُمطلق تكتنف ظلمات القنوط نفسه وتست‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويجره اثره إىل التشاؤم فالتشاؤم بهذا االعتبار ليس غريزيا أو فطريا‬
‫يتطت من‬
‫وإنما هو عارض يتسلط عل الذهن وخاصة الذهن المفكر ف ر‬
‫رَ‬ ‫ر‬
‫ولك يستطيع‬ ‫سء‪ ،‬وال يرى من جميع ما يراه إل صفحة الش‪ .‬ي‬ ‫كل ي‬
‫اإلنسان تبديد الهواجس المؤدية إىل اليأس وشقاء اإلنسانية أوض‬
‫الفالسفة التمسك بحقائق اإليمان والرجوع إىل التدين‪ ،‬والفالسفة‬
‫غت قليل‬‫الذين يجدون يف الدين والتدين راحة اإلنسانية وسعادتها هم ر‬
‫اليوم‪ .‬وفكرة التشاؤم هذه ساقت الخيام إىل العدمية (‪(Nihilism‬‬
‫السء إذا‬ ‫ر‬
‫كما تنطق بذلك بعض رباعياته‪ ،‬فهو يرى أن حياة اإلنسان ي‬
‫َ‬
‫قيست باألبدية‪.‬‬
‫َ‬
‫وأن ال نفع من الحياة ألن الموت بالمرصاد‪ ..‬وأقول‪ :‬هب أنك شعلة‬
‫َ‬
‫مصت هذه الشعلة اإلنطفاء فإذا إنطفأت فإنك ال‬ ‫رسور وغبطة‪ ،‬أليس ر‬
‫السء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫سء!‪ .‬ثم يقول إذا كان األمر كذلك فإن هذه الدنيا وما فيها ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫وهب أنك قدح جمشيد فال بد أن َك ستتحطم فإذا تحط َ‬ ‫َ‬
‫مت فإنك ال‬
‫~ ‪~ 31‬‬
‫سء! عل أن فلسفة التشاؤم هذه‬ ‫ر‬ ‫سء!‪ .‬وجميع ما نقول ون‬ ‫ر‬
‫سمع ال ي‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ه من خصائص فلسفة الخيام النظرية أما فلسفة العملية فإنها‬ ‫ي‬
‫فلسفة سعادة وهناء وفلسفة شهوات وملذات فهو يحض يف كث رت من‬
‫رباعياته عل ما تقضيه هذه األيام القليلة من العمر يف اللذات والنيل‬
‫من حظوظ الدنيا‪ .‬فهو بذلك (أبيقوري) التعة يجد السعادة يف‬
‫مطاوي اللذائذ والمشتهيات‪ .‬ومن أروع رباعياته يف هذا المعت قوله‪:‬‬
‫م خوردن وشاد بودن ن‬
‫آبئ منست * فارغ بودنز كفر ودين‪ ،‬دين منست‬ ‫ي‬
‫كابئ تو چيست *كفتا‪ :‬دل خرم تو ن‬
‫كابئ منست‬ ‫كفتم بعروس دهر ن‬
‫ر‬
‫عادب‪ ..‬ودي يت ترك الكفر والدين!‪.‬‬ ‫أي؛ أن إحتساء الخمرة والفرح من‬
‫ي‬
‫قلت لعروس الدهر ما مهرك؟ قالت قلبك الفرح هو مهري!) وهذه‬
‫ُ‬
‫اتت أربعة تش رت إىل مذهب‬ ‫المصاريـ ـع األربعة من هذه الرباعية دس ر‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الخيام ورأيه يف الحياة والكتاب الغربيون أكت ما يشبهون الخيام‬
‫الروماب و يأب العالء المعري وغوته‬
‫ي‬ ‫بأبيقور و (لوكريسيوس)‪ .‬الشاعر‬
‫ر ر ُ رَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وشونبهاور وهاينة ‪ -‬والحق ان الخيام َ‬
‫أليق مرشح رس يف ليحش مع‬
‫نحاه يف مقطعاته‬ ‫هذه الزمرة فإن قسم ًا من رباعياته ال يعدو بعض ما ُ‬
‫الروماب (لوكريسيوس) الذي يمثل يف شعره آراء أبيقور أحسن‬ ‫ي‬ ‫الشاعر‬
‫ُ ً‬ ‫ُ‬
‫تمثيل‪ .‬أما مشابهته أل يب العالء فمما ال شبهة فيه‪ :‬فإن أفكار الشاعرين‬
‫الحكيمي وإعتقاداتهما متماثلة‪ ،‬وال ندحة عن القول بأن الشاعر‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الخيام تتبع أسفار أ يب العالء الذي سبقه إىل عالم الخلود بس رتي أو‬
‫تأثتها فيه‪ .‬ومن الغريب أن‬ ‫بعي سنة ولم يستطع أن يفلت من ر‬ ‫س ر‬
‫كثت من المسائل الفلسفية واالعتقادية‬ ‫ابهي يف ر‬
‫الحكيمي المتش ر‬
‫ر‬ ‫هذين‬
‫ر ُ َ‬
‫يختلفان كل االختالف يف بعض وجهات نظرهما حت يخيل أنهما‬
‫اجي ُهما‬
‫شخصيتان متناقضتان‪ .‬والظاهر أن ذلك نا رس من إختالف مز َ‬

‫~ ‪~ 32‬‬
‫وتعيي دستور‬ ‫ر‬ ‫ظرتيهما إىل الدنيا وإىل حل قضية الحياة‬ ‫الذي أثر ف ن َ‬
‫ي‬
‫َ‬
‫العمل من أجله فكان من جراء ذلك أن وقعا نتائح عملية متباينة كل‬
‫التباين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ثم أن تشاؤم يأب العالء لم يكن كتشاؤم الخيام نظريا وشعريا بل كان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تشاؤما حقيقيا قاهرا مظلما‪ .‬وكان أبو العالء وقورا يف تفكره جديا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صحيح النظر ولذلك أ رب شعره وقورا فلسفيا عل أسلوب مت ري موجز‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بليغ‪ .‬عاش أبو العالء ما عاش زاهدا متقشفا بعيدا عن اللذات‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫والش َهوات فكان ينظر دائما إىل لذائذ الدنيا نظرة إزدراء ويحض بأقواله‬
‫الفلسفية األخالقية عل العيش الحر يف ظالل القناعة والزهد‪ .‬أما‬
‫فتوني‬
‫س فهو من غواة االنهماك باللذات والم ر‬ ‫الخيام الشاعر الفار ي‬
‫بالجمال ومن الذين يعرفون كيف يستمتعون بمتع الحياة ولذائذها‬
‫وكيف يوقفون س رتهم عل ما تقتضيه فهو (أبيقوري) عاقل معتدل‬
‫المولعي بإلقاء دروس الفضيلة‬ ‫ر‬ ‫وليس له أي قول يدل عل أنه من‬
‫قي من‬ ‫ر‬
‫واألخالق عل الناس‪ ،‬بينما نجد أن المستش رقي والمدق ر‬
‫رجاالت الغرب ُمجمعون عل أن قضايا االخالق أشغلت أبا العالء أكتر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫من قضايا االعتقاد‪ ،‬وان الذي أكسبه موقعا ممتازا ربي الحكماء ليس‬
‫الحث عل النيل من لذائذ الدنيا بل حثه عل الفضيلة والزهد‬
‫ودساتت ليس‬ ‫ر‬ ‫والقناعة‪ ،‬وقد نجد يف أسفاره بعض قواعد أخالقية‬
‫ً‬
‫يتبي أن ربي هذين‬ ‫باإلمكان مهما جهدنا أن نجد خ رتا منها‪ .‬ومن هذا ر‬
‫ابهي كل التشابه يف عقائدهما الفلسفية و يف موقفهما‬ ‫حكيمي المتش ر‬
‫ر‬ ‫ال‬
‫ً‬
‫الرصي ــح تجاه األديان والمذاهب فروقا بارزة باعتبار مغايرة المشارب‬
‫واألمزجة‪ ..‬وبقدر ما أحسن أبو العالء تمثيل السجية الممتازة للعرق‬
‫َ‬
‫الفارس كذلك تمثيل سجية‬ ‫ي‬ ‫ام الذي هو منه إستطاع الخيام‬ ‫الس ي‬
‫العرق اآلري‪ ،‬وهذه المباينة يف الطباع تجعلنا نعد الشاعر أبا العالء من‬

‫~ ‪~ 33‬‬
‫س‬ ‫الرواقيي )‪ (Les stoiciens‬والشاعر الفار ي‬ ‫ر‬ ‫حيث فلسفته من‬
‫َ‬
‫وريي)‪ .‬واتفاق الشاعرين يف بعض النظريات‬ ‫الخيام من (االبيق ر‬
‫الفلسفية ال يمنع من االختالف يف الفلسفة العملية‪ .‬وأما يف الفلسفة‬
‫َ‬ ‫ً ً‬
‫تشابها تاما ومن أبرز الشواهد االنقالبية فان ربي أ يب العالء والخيام‬
‫عل ذلك قصيدة أ يب العالء ال ر يت مطلعها‪:‬‬
‫َ اُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ ْ ن ی‬
‫شاد)‪.‬‬‫باك وال ت َرنم ِ‬‫(غ ُب مج ٍد يف ِمل ين واع ِتقادي** نوح ٍ‬
‫َ‬
‫وهذه القصيدة نجد جميع ما فيها من األفكار يف رباعيات الخيام‪ .‬وأما‬
‫َ‬
‫فىه من جهة تشاؤمهما‪ .‬وأما شبهة بفول رتت‬ ‫مشابهة الخيام لشوبنهاور ي‬
‫غت أن إستهزاءات‬ ‫ىس فهو من جهة عدم المباالة بالدين ر‬ ‫الشاعر الفرن ي‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫نفول رتت وتهكماته الدقيقة الرقيقة ال نجد لها مثيل يف رباعيات الخيام‪.‬‬
‫وأما االشمتاز من الناس والنفرة منهم فليسا من طبيعة فول رتت وال من‬
‫َ‬
‫طبيعة الخيام‪ .‬وأما غوته أعظم شخصة أدبية ممتازة يف القرن الثامن‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫سف إىل الكائنات يشبه نظر الخيام لكن أثره‬ ‫عش فإن نظره الفل ي‬
‫ً ً‬
‫واسلوبه واعتقاده يف هللا والب رش يختلف اختالفا تاما عن الخيام‪.‬‬
‫وف‪:‬‬
‫هل الخيام ص ي‬
‫َ‬
‫إن القطع أن الخيام صو يف ال يخلو من الخطأ فإن كث رت من األعاظم‬
‫َ‬
‫الذين عاضوا الخيام لو جاءوا بعده لن ُيخطئوا يف معرفة مذهب‬
‫َ‬
‫الخيام ر‬
‫والقفط ونجم الدين الرازي‪ .‬أما الغز ي‬
‫اىل‬ ‫ي‬ ‫اىل‬
‫مام الغز ي‬
‫َ‬
‫ومشبه كاإل‬
‫وبي الخيام عدة اجتماعات كان البحث يدور فيها حول‬ ‫فقد وقع بينه ر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اىل ان الخيام فيلسوف ُمخالف‬ ‫َ‬
‫مسائل علمية وفلسفية‪ ،‬ولما علم الغز ي‬
‫َُ‬ ‫له كل المخالفة ف ال ر َ‬
‫مشب واالعتقاد قطع صلته به‪ ،‬كما رواه‬ ‫ي‬
‫ط) فإن ذكر يف كتابه‬ ‫(الشهرزوري) يف كتابه (نزهة األرواح) وأما َ (القف ي‬
‫وقفَ‬‫َ‬
‫(إخبار العلماء بأخبار الحكاء) عند ذكره الخيام قوله‪( :‬وقد‬
‫~ ‪~ 34‬‬
‫سء من ظواهر شعره فنقلوها إىل طريقتهم‬ ‫ر‬
‫متأخرو الصوفية عل ي‬
‫وتحاضوا بها يف مجالسهم وخلواتهم‪ ،‬وبواطنها حيات لل رشيعة لواسع‬
‫ومجامع لألغالل جوامع)‪ ،‬وأما (نجم الدين الرازي) فإنه أشار إىل‬
‫سف دهري طبي يىع!)‪..‬‬ ‫ُ‬
‫الخيام يف كتابه (مرصاد العباد) وقال عنه أنه (فل ي‬
‫وهذه االقوال ضيحة يف أن الخيام ليس من الصوفية‪ .‬ال سيما نجم‬
‫الدين الرازي فإنه من كبار الصوفية وقوله هذا فصل‪ .‬أما الذين توهموا‬
‫َ‬
‫صوف فقد َبنوا وهمهم هذا عل بعض أفكار أوردها‬ ‫ًي‬ ‫أن الخيام شاعر‬
‫الخيام يف رباعياته عفوا فحملوها عل محمل التصوف‪0‬وبعض األفكار‬
‫ً‬
‫نقد تكون مشاعا ربي مذاهب متعدد؛ فال يمكن فهم التخصيص منها‪.‬‬
‫وارباب المذاهب يعرفون كيف يفرقون أقوال شيعة مذهبهم من‬
‫َ‬
‫غتها‪ .‬وجميع ما ورد يف رباعيات الخيام من االفكار ال ر يت توهم التصوف‬ ‫ر‬
‫محمولة عل ما ذكرناه‪ .‬هذا ما أردنا اإللماع اليه من شعر الخيام‬
‫اعي يف ذلك االيجاز تارك ري ال رشح واالستقصاء إىل رسالتنا‬ ‫وفلسفته مر ر‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫(شعر الخيام وفلسفته) ال ر يت ستمثل بالطبع قريبا‪ ،‬ولعلنا أصبنا الهدف‬
‫يف إخراجنا هذه الكلمة المستعجلة والرسالة ألننا نعتقد أننا بذلك قد‬
‫ً‬
‫سددنا فراغا من هذه الناحية يف مكتبة األدب العر يب‪ ،‬وهللا سبحانه من‬
‫وراء القصد‪.‬‬

‫ر‬
‫التف‬ ‫دمشق‪:‬‬
‫أديب ي‬

‫~ ‪~ 35‬‬
‫إتقان هذي الب ِاج ُم‬ ‫وج ن يف‬
‫هاديا ** ُلر َ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ك‬ ‫وح‬ ‫ر‬ ‫أرسلت‬ ‫قد‬ ‫ام‬ ‫َأ ا‬
‫خي ُ‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫لميذ ُلرح َك ن‬ ‫نا َ‬
‫التمائ ِم‬
‫ِ‬ ‫قبل َحل‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫مار‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫**‬ ‫األىس‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ِ‬ ‫فإت‬‫ي‬
‫ُ ْ َ َ ْ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ن ْ َ‬
‫ئ ِنلت ِم ْن َب ْع ِد التشاؤ ِم لذة ** فما ِنلت ِمن دنياي غ ِب التشاؤ ِم‬ ‫لِ‬

‫~ ‪~ 36‬‬
‫رباعيات‬
‫َ‬
‫الخيام‬

‫حرف األلف‬
‫~ ‪~ 37‬‬
‫‪1‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ك يل ذرات هذه األرض كانت‬
‫ُ ً ي‬
‫الش ُموس َ‬
‫ذات َب َهاء‬ ‫أوجها ك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أجل عن وجهك الغبار برفق‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ ٌّ‬
‫فهو خذ لكاعب حسناء‬
‫‪2‬‬
‫وحا من َعالم ي‬ ‫ُ ً‬
‫الطهر َج َاءت‬ ‫إن ر‬
‫َ‬ ‫َ َ ً َ َ َ‬
‫التاث بالغ َتاء‬ ‫لك ضيفا ما‬
‫ً‬ ‫إسقها أ ك ُؤ َ‬
‫س الصبوح َصباحا‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫الم َساء‬
‫ان َ‬ ‫قب َل توديعها أو‬
‫‪3‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫من تحرى َحقيقة الدهر أض َج‬
‫الحز ُن َو ُ ُ‬
‫الش ُور َس َ‬
‫واء‬ ‫عن َد ُه ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إن َيكن َحادث الز َمان َس َيفت‬
‫س أو َ‬
‫هناء‬ ‫َفل َي ُكن ُك ُّل ُه أ ً‬

‫~ ‪~ 38‬‬
‫‪4‬‬
‫البهاء‬ ‫قالت ال َور َد ُة َال خ ـ ـ ـد ك َخدي ف َ‬
‫ي‬
‫اب‬ ‫م‬
‫َ َ َ ً‬
‫رصا ل َ‬ ‫ع‬ ‫ىع‬ ‫ت‬ ‫ب‬‫ي‬ ‫ن‬‫م‬ ‫م‬ ‫م‬‫َفإىل َم الظل ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫البل ُب ُل الغ ـ ـريد يف لحن الغناء‬ ‫اب ُ‬ ‫فأ َج َ‬

‫البكاء‬ ‫من َي ُكن َيض َح ُك َيو َم ًا َيقض َحو ًال ب ُ‬

‫‪5‬‬
‫س ُيد َرى ب َمن َطق َوق َياس‬
‫لي َ‬
‫َ‬
‫أي َوقت َد َارت به الزرق ُاء‬
‫َ ً‬ ‫ُ ُ‬
‫أو َم رت تصبح الس َم ُاء خ َرابا‬
‫َ‬ ‫قد َت َد َ‬
‫اعت َوان َهد من َها البن ُاء‬
‫‪6‬‬
‫َ‬ ‫َدع َعن َك حر َ‬
‫الو ُجود َواهنأ‬ ‫ص ُ‬

‫إن أح َس َن الده ُر أو أ َس َاء‬


‫ارسب‬‫الحبيب َو ر َ‬‫َواع َبث ب َشعر َ‬

‫هب َاء‬
‫دا ف َ‬ ‫َ ً‬
‫غ‬ ‫ض‬ ‫م‬‫ي‬‫َفال ُعم ُر َ‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫~ ‪~ 39‬‬
‫‪7‬‬
‫ر ُ‬ ‫اعد ُت ُ‬
‫إن َت َو َ‬
‫فاف ألنس‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫َ َ ُُ َ َ َ َ‬
‫الهيفاء‬ ‫وسعدتم بالغادة‬
‫وس ُ‬
‫الح َميا‬ ‫الس راف ُك ُؤ َ‬ ‫َو َأد َار َ‬
‫ي‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫وب يف ررسب ـ َها بالد َعاء‬ ‫ر‬ ‫َفاذ ُك ُ‬
‫ي‬
‫‪8‬‬
‫ً‬ ‫القي ُت ُم أخ َ‬ ‫َ َ‬
‫الي َيوما‬ ‫إن ت‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اي عند اللقاء‬ ‫فأطيلوا ذكر‬
‫ري‬ ‫َ َ‬
‫الشب َدوري‬ ‫َوإذا َما أ رب لدى‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫س عل الغ َتاء‬ ‫ي‬ ‫أ‬‫ك‬ ‫وا‬‫يق‬ ‫فأر‬
‫‪9‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫إن كن َت ال تف َت س َوى مرة‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫فاف َن َو َدع هذا األ َس َوالشقاء‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َوكن كأن لم تحو ذا الجلد أو‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫العناء‬ ‫ذا الد َم َواللح َم َوخل‬

‫~ ‪~ 40‬‬
‫‪10‬‬
‫َ ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫قد خ َاط َب الس َمك األ ُوز ُمناديا‬
‫ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َس َي ُع ُ‬
‫ف هناءا‬ ‫ود َم ُاء النهر فاص‬
‫ً َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َفأ َج َ‬
‫واء فل َتك أل ـ‬ ‫اب إن نصبح ش‬
‫ي َ ََ ً َ‬
‫رسابا َبعدنا أو َماءا‬ ‫ـ ـدنيا‬
‫‪11‬‬
‫َ ُ ُ َ ُ َ َ ُ ُ‬
‫قامة فأخو النىه‬ ‫ما الكون دار إ‬
‫أوىل به أن ُيدم َن الصهباءا‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫أطف ب َماء الكرم ن رتان األس‬
‫َ‬
‫اله َواء ه َباءا‬ ‫ف َتذ َه ُب ف َ‬ ‫َفل َسو َ‬
‫ي‬
‫‪12‬‬
‫ََ‬ ‫َط َ‬
‫م ُعم ُر ال َحبيب فقد‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫ال ك َ‬
‫َ َ‬
‫الب ال َيو َم خ ر َت نع َماء‬
‫أو َ‬
‫ي‬
‫وم أن‪:‬‬ ‫َف َقد َ َرنا ىل َو َمر ُي ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫" أحسن َوألق اإلح َسان يف ال َماء"‬

‫~ ‪~ 41‬‬
‫‪13‬‬
‫رَ َ َ َ ي َ َ‬
‫الرفقاء‬ ‫إخت بدهرك قلة‬
‫َ‬ ‫َواص َحب َبنيه َوأ َ‬
‫نت َعن ُهم ناء‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ف َمن اع َت َمد َت َعليه إن تنظر ُه يف‬
‫ُ َ َ‬
‫َع ري ال َبص ر َتة أعظم األعداء‬
‫‪14‬‬
‫ُُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫التنظ َرن إىل الف رَت َوفنونه‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َوانظر لحفظ ُع ُهوده َو َوفائه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فإذا َرأي َت ال َمر َء ق َام ب َعهده‬
‫ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫فاحسبه فاق الكل يف َعل َيائه‬
‫‪15‬‬
‫يت‬ ‫ب‬ ‫وح َف ُقم َ‬
‫ح‬ ‫آن الص ُب ُ‬‫َ‬
‫د‬ ‫ق‬
‫َ‬
‫ل‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َو َهات الر َاح َو ر َ‬
‫ارسع بالغناء‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فكم (جمشيد) أر َدى أو (ق َباد)‬
‫ج ُء ال َصيف أو َم ير الشتاء‬ ‫َ‬
‫م ي‬
‫جمشيد‪ :‬أحد ملوك الفرس القدماء وكان مشهو ًرا بانهماكه ف ُ‬
‫المسكرات‬ ‫ًي‬
‫ويقال له أيضا كيباد وكيخشو‬‫والملذات‪ .‬قباد‪ :‬أحد ملوك الفرس األكارسة ُ‬

‫~ ‪~ 42‬‬
‫‪16‬‬
‫ت‬‫ان َف ر ً‬‫َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ما شهد النار والجن‬
‫َُ َ َ‬
‫أ يي امرئ من هناك قد َجاء‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لم ن َر مما نر ُجو َونحذ ُر ُه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫إال صفات تحك َوأس َماء‬
‫‪17‬‬
‫َ َ ً‬ ‫َ‬
‫ش ذنبا‬ ‫إن ت ُجد يىل بال َعفو لم أخ‬
‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬
‫أو ت َهب يىل زادا أمن ُت ال َعن َاء‬
‫َ‬ ‫أو ُت َبيض بال َعفو َ‬
‫ىه فإ يب‬ ‫ي‬ ‫ج‬‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لس ُت أخ رىس َصحيف ر يت السو َد َاء‬
‫حرف الباء‬
‫‪18‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قد ان َط َوى سف ُر الش َباب َواغ َتدى‬
‫اح ش َت ًاء ُمجدبا‬ ‫َ ُ َ‬
‫ربيع أفر ي‬
‫َ َ‬
‫له يف ل َط رت كان ُيدع بالص َبا‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َم رَت أ رب َوأي َوقت ذه َبا‬

‫~ ‪~ 43‬‬
‫‪19‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫لىه قل يىل َمن خال من خطيئة‬ ‫إ ي‬
‫يء م َن الذنب‬ ‫ف ُت َرى َع َ‬
‫اش ال َت ُ‬ ‫َوكي َ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫إذا كن َت تجزي الذن َب م يت بمثله‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ف َما الفرق َما َبي يت َو َبينك َيا َر يب‬
‫‪20‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫َيا َباقيا َره َن الرياء َو َرائ َحا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لقص رت َعيشك يف َعناء ُمتعب‬
‫وح من َبعد الر َدى‬ ‫ول أي َن َت ُر ُ‬
‫أ َت ُق ُ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫المد َام َوأي َن َما شئ َت اذهب‬ ‫هات‬
‫‪21‬‬
‫ول أال‬ ‫النوم َذا َعقل َي ُق ُ‬‫َ‬
‫َرأي ُت يف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َيجن َري الف رَت من نومه َط َرَبا‬
‫ً‬ ‫َ ر َ َ ُُ َ َ َُ‬
‫المو رب فقم َعجل‬ ‫حت م ترقد ك‬
‫ُ‬
‫التى ُحق َبا‬ ‫ف َته َج ُع ف َجوف ر َ‬ ‫َف َسو َ‬
‫ي‬

‫~ ‪~ 44‬‬
‫‪22‬‬
‫َ‬
‫األفالك أل َع َ‬ ‫ََ َ‬
‫اب العب‬ ‫غدونا لذي‬
‫ُ ُ َ ً‬
‫ول َمقاال لس ُت فيه بكاذب‬ ‫أق‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َعل نطع هذا الكون قد لع َبت بنا‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫َو ُعدنا ل َصندوق الفنا بالت َعاقب‬
‫‪23‬‬
‫أو ُل َدف رَت َ‬
‫الم َعاب َ‬
‫اله َوى‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َوإنه َبي ُت قصيد الش َباب‬
‫َيا َجاه ًل َمع َت َ‬
‫اله َوى إن َما‬
‫َ‬ ‫َمع َت َ‬
‫الح َياة ال ُح يب َواالنجذاب‬
‫‪24‬‬
‫السحب‬‫ف ُ‬ ‫إن َتح ُل ل َدى الربيع ك ي‬
‫رُ‬ ‫َ َ َ‬
‫لشب‬ ‫َحد األزهار فاب َتدر ل‬
‫َفال َيوم يدي الرو َضة َت َرت ُ‬
‫اح َومن‬
‫العشب‬ ‫ف َتز َده ب ُ‬ ‫َذراتك َسو َ‬
‫ي‬

‫~ ‪~ 45‬‬
‫‪25‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تز َد ُاد َح ر َتة َعق يل كل َداج َية‬
‫الدر َمس ُك ُ‬
‫وب‬
‫َ ي‬
‫َوالدم ُع َحو ي َىل مثل‬
‫س من َو َساوسه‬ ‫َ َ َ ُ َ‬
‫ال يمت يل جام رأ ي‬
‫س ُيم ُأل َجام َو ُه َو َمق ُلوبُ‬‫َولي َ‬

‫‪26‬‬
‫َ‬
‫الراح يف الدار الخ َراب‬ ‫َقد َحظ َينا بالغ َنا َو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوف َرغنا من ُم َت الرح َمة أو خوف العقاب‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫َو َس َمونا ثم َعن َماء َونار َوت َراب‬
‫ُ َ َ ُ َ ً‬ ‫َ‬
‫عا َره ُن ر َ‬
‫الشاب‬ ‫فالك َسا َوالكأس والعقل م‬
‫‪27‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أ َما ت َرى األزه َار ف َيها َعبثت َيد الص َبا‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫َومن َج َمال َها غدا ال ُبل ُب ُل َيشدو َط َرَبا‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ف َبادر الزه َر َو َدع َعنك األ َس َوالك َرَبا‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ف َهذه األزه ُار كم زهت َوكم َع َادت ه َبا‬

‫~ ‪~ 46‬‬
‫‪28‬‬
‫ور ف َ‬
‫الجنـ‬ ‫ال َقوم أط َ‬
‫يب ال ُح َ‬ ‫َق َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـة قل ُت ال ُمد ُام عند َي أط َيب‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فاغنم النقد َوات ُرك الدي َن َواعلم‬
‫َ‬ ‫الط ُبول ف ُ‬ ‫أن َصو َت ي‬
‫البعد أعذب‬ ‫ي‬
‫‪29‬‬
‫َُ َ ُ ُ ً َ‬ ‫إن َت ر َ‬
‫شب المدام أسبوعا فال‬
‫سا رُ َ‬ ‫ُ َ ُ ً‬ ‫ََ َ‬
‫رسب ـ َها‬ ‫تدع لدى الجمعة قد‬
‫َ ُ َ ُ ُ‬
‫الجم َعة عندي اس َت َو َيا‬ ‫ألسبت و‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال تع ُبد األي َام َواع ُبد َرب ـ َها‬
‫‪30‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫هذا أ َوان الص ُبوح َوالط َرب‬
‫ُ َُ َ‬ ‫َ‬
‫َونح ُن َوال َحان َوابنة العنب‬
‫ُ‬
‫أص ُمت َنديم َهل َذا َم َح ٌّل ُت ر ً‬
‫ف‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ارسب َوخل ال َحديث َواج َتنب‬ ‫َو ر َ‬

‫~ ‪~ 47‬‬
‫‪31‬‬
‫َ‬
‫رسب الر َاح ألجل الط َرب‬ ‫لم أ ر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يت َواط َراح األ َدب‬
‫ي‬ ‫د‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫أو‬
‫ً‬ ‫ُ ُ َ َ َ‬
‫الح َياة ُدون َعقل لحظة‬ ‫رمت‬
‫َ‬ ‫َفهم ُت ب ي‬
‫السكر ل َهذا الس َبب‬
‫‪32‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫الغ َ‬ ‫ال عش ُ‬
‫اب ُمغ َرما‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫إ‬ ‫ت‬
‫ُ َُ‬
‫المدام الذائ ُب‬ ‫َو َعل َيدي تت‬
‫َ َ َ ً‬ ‫َ ُ‬
‫قالوا َس َيق َب ُل منك َ يربك تو َبة‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫اَّلل قابل َها َوال أنا تائ ُب‬ ‫ال‬
‫‪33‬‬
‫َ‬ ‫َُ َ‬
‫ال تتب ق يط َعن الراح فكم‬
‫وب التائ ُب‬ ‫َتو َبة من َها َي ُت ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫قد شدا ال ُبل ُب ُل َوال َور ُد زها‬
‫وب الشار ُب؟‬ ‫أب َذا ال َوقت َي ُت ُ‬

‫~ ‪~ 48‬‬
‫‪34‬‬
‫ً‬ ‫َنفىس َتم ُ‬
‫يل إىل ال ُح َميا َدائما‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫السم ُع َيه َوى مع َزفا َو َ َرب َابا‬
‫َو َ‬
‫َ َُ ُ ً ََ َ َ‬
‫اي فلي َت ُهم‬ ‫إن يصنعوا كوزا ثر‬
‫ئوه َم َدى الز َمان رَ َ‬
‫رس َابا‬ ‫أن َيمل ُ‬

‫‪35‬‬
‫ً ََ‬ ‫َما َخل َق ُ‬
‫اَّلل َر َاحة َوهنا‬
‫ً‬
‫اش ُمف َردا َع َزَبا‬
‫إال ل َمن َع َ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫َمن ت َرك االنف َر َاد َواق ر َتنا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فقد َج َت َبعد َر َاحة ت َع َبا‬
‫‪36‬‬
‫ً َ‬ ‫َ‬
‫أ رب يب ل َهذا الكون ُمض َطربا فلم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تزد ي َىل إال َح ر َتة َوت َع يج ُب‬
‫ُ‬
‫َو ُعد ُت َعل كره َولم أدر أن يت‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يم أذه ُب‬ ‫ل َماذا أتي ُت الكون أو ف‬

‫~ ‪~ 49‬‬
‫‪37‬‬
‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬
‫اب إذا َما‬ ‫كل َيوم أنوي المت‬
‫َج َاءب اللي ُل َعن ُك ُؤوس ر َ‬
‫الشاب‬ ‫ي‬
‫َ َ َ ُ ي ُ‬
‫الزهور َوإ يب‬ ‫اب فصل‬ ‫فأت ي‬
‫فيه َيا َرب َتائب َعن َم َ‬
‫اب‬‫ي‬ ‫ت‬
‫‪38‬‬
‫َ َ‬ ‫َما َز َ‬
‫ال ظ ٌّل َعل األزهار للسحب‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َولم َي َزل ي َب َميل البنة العنب‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫س ذا َوق َت الك َرى َوأدر‬ ‫فال تنم لي‬
‫َ‬ ‫سا َحبيت َفإن الشم َ‬ ‫ً‬
‫س لم تغب‬ ‫ي‬ ‫كأ‬
‫‪39‬‬
‫َ ََ َ‬
‫ل َماذا غداة الر يب َرك َب هذه ال ـ‬
‫اس َب َها الر يب‬ ‫اض لم ُيحكم َت َن ُ‬
‫ـ َع َن َ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫يم خ َر ُاب َها‬ ‫إذا راق مبناها فف‬
‫َ‬ ‫َُ َ ً َ‬
‫ت فم َمن أ رب ال َعي ُب‬ ‫َوإن لم ترق مب‬

‫~ ‪~ 50‬‬
‫‪40‬‬
‫ً‬ ‫ُ ً‬ ‫ُ‬
‫َو َجام َي ُروق ال َعق ُل لطفا َورقة‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َو َي ـهفو َعليه القل ُب من شدة ال ُحب‬
‫اف ال ُو ُجود ب ُصنعه‬ ‫َت َف َ‬
‫ي َخز ُ‬
‫ري‬ ‫َ َ‬
‫التب‬ ‫ش ُه من َبعد ذاك َعل‬
‫َو َيك ُ‬

‫‪41‬‬
‫التى َو َب َت الس َما‬‫كم للذي َب َس َط رَ َ‬
‫من لو َعة ب ُق ُلوب َنا َو َع َذ ُ‬
‫اب‬
‫َ‬
‫كم من شفاه كال َعقيق َو ُطرة‬
‫َ َ ُ‬
‫كالمسك أو َد َع َها حقاق ت َراب‬
‫‪42‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أنظر ح َس َابك َما أتي َت به َو َما‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫تغدو به من َبعد َمه َما تذهب‬
‫ف الر َدى‬ ‫أ َت ُق ُ‬
‫ول ال أح ُسو الطال َخو َ‬

‫شب‬ ‫شب َوإن لم َت ر َ‬‫وت إن َت ر َ‬


‫َس َت ُم ُ‬

‫~ ‪~ 51‬‬
‫‪43‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كم رس ُت طفل ل َتحصيل ال ُعلوم َوكم‬
‫أص َبح ُت َبع ُد ب َ‬
‫يىس ل َها َطرَبا‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫ت‬
‫يت َما َبلغ ُت س َوى‬ ‫َفاس َمع خ َت َام َحد ر‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ ً ُ‬
‫أ يب ُبدئ ُت ت َرابا ثم ُعد ُت ه َبا‬
‫‪44‬‬
‫َُ ً‬ ‫َ َ‬
‫ىه يىل فؤادا‬ ‫أال ارحم يا إل ي‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من األشجان أمىس يف عذاب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫َورجل يب َس َعت لل َحان قدما‬
‫َوكف ًا أم َسكت َق َد َح ر َ‬
‫الشاب‬
‫حرف التاء‬
‫‪45‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫إج َعلوا قو ر يب الطال َوأحيلوا‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫كه ُرَب َاء الخدود لل َياقوت‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوإذا ُم يت فاج َعلوا الر َاح غس يل‬
‫وب‬ ‫َوم َن الكرم َفاص َن ُعوا َت ُاب ر‬
‫ي‬
‫~ ‪~ 52‬‬
‫‪46‬‬
‫ُ َ َ ً‬ ‫َي ُق ُ‬
‫ول ال ُمتقون غدا َس َتح ر َت‬
‫َعل َما ُكن َت ف َهذي َ‬
‫الح َياة‬ ‫ي‬
‫ل َذا اخ رَت ُت ال َحب َيب َة َو ُ‬
‫الح َميا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ رَ َ َ َ َ َ‬
‫ألحش هكذا بعد الممات‬
‫‪47‬‬
‫ً‬ ‫َ َ‬
‫َج َاء من َحاننا الند ُاء ُس َح رتا‬
‫َ‬ ‫َ ً َ َ‬
‫َيا خليعا قد ه َام بال َحانات‬
‫َ َ ُُ َ َُ ً‬ ‫ُ‬
‫قم ل يك نمأل الكؤوس مداما‬
‫س ال َح َياة‬‫َقب َل أن َتم َتل ُك ُؤو َ‬
‫ي‬
‫‪48‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫هب الدن َيا ك َما ته َو ُاه كانت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َوكن َت ق َرأ َت أسف َار ال َح َياة‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوهبك َبلغ َت َها مئ َت ري َحوال‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫ف َماذا َبعد ذاك س َوى ال َم َمات‬

‫~ ‪~ 53‬‬
‫‪49‬‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أل َبد ُر شق بنوره َجي َب الد َح‬
‫َ َ‬ ‫َ ر َ َ َ َ‬
‫ارسب فلن تل رف كذي األوقات‬ ‫ف‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َواهنأ َوال تأ َمن ف َهذا ال َبد ُر كم‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ض ُء فوق ث َرى لنا َو ُرفات‬ ‫َ ُ‬
‫سي ي‬
‫‪50‬‬
‫ً‬
‫إن نل ُت من حن َطة َرغيفا‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫َوكوز خمر َوفخذ شاة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوكان إل يف َم يىع بقفر‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فق ُت بذا عيشة ال ُوالة‬
‫‪51‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫ال ذرة َعقل َع َاد ُمنتبها‬ ‫من ن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فلم ُيضع من ثم ري ال ُعمر لحظ َته‬
‫ً‬
‫إما َس َىع لر َضاء اَّلل ُمج َتهدا‬
‫ُ‬
‫س الطال َواخ َت َار َر َاح َته‬
‫أو َعب كأ َ‬

‫~ ‪~ 54‬‬
‫‪52‬‬
‫َ َ َ ً‬ ‫ُ‬
‫العة تابعا‬ ‫َما اس َطع َت كن ل َب يت الخ‬
‫َ‬
‫َواهدم بن َاء الصوم َوالصل َوات‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َواس َمع َعن الخيام خ ر َت َمقالة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسب َوغن َورس إىل الخ ر َتات‬ ‫إر َ‬

‫‪53‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫ُ‬
‫أحس الطال عنك يزل هم الورى‬ ‫ُ‬
‫تتهاَ‬‫رَُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫وقلة األمور أو ك‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َوال ت َجانب كيم َي َاء قه َوة‬
‫َ ُ‬ ‫ُتز ُ‬
‫ف علة قط َرت َها‬ ‫يل أل َ‬

‫‪54‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬
‫وم ذوي هذي الق ُبور ت َحللت‬ ‫جس‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫ي ُبخار قد َعال َو ُرفات‬ ‫فب ر‬
‫ض َعت ُه ُم‬ ‫َف َما َهذه الر ُاح ال رت َ َ‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫َولم َين َهلوا من َها س َوى ُج ُر َعات‬

‫~ ‪~ 55‬‬
‫‪55‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يت ن ر ُتك ال َهم يف غد‬ ‫ب‬ ‫ح‬‫َه ُلم َ‬
‫ي‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َونغنم قص ر َت ال ُعمر قب َل ف َوات‬
‫َ َ ً‬ ‫ُ‬
‫َستم ُع َعن ذي الدار رحل َتنا غدا‬
‫َ‬
‫ب َسب َعة آالف م َن السن َوات‬
‫‪56‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان نص ُ‬
‫ف َرغيف يف ال َح َياة له‬ ‫َمن ك‬
‫ُ‬
‫َو َمسكن فيه َمث َو ُاه َو َر َاح ُته‬
‫الم َف ر ً‬
‫ت‬ ‫لم َيغ ُد َسي َد َشخص أو ُغ َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ف َهنه فلقد َراقت َمعيش ُته‬
‫‪57‬‬
‫ً‬ ‫ُ ُ‬
‫إىل ال َحان أغدو كل َيوم ُم َبكرا‬
‫العات‬‫َوأص َح ُب فيه َثم أه َل ال َخ َ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ َ َ َ َ‬
‫رسار هب يت هد َاية‬ ‫فيا عالم األ‬
‫اجاة‬ ‫دا َألغ ُدو ل يلد َعا َوال ُم َن َ‬
‫َُ ً‬
‫ورش‬

‫~ ‪~ 56‬‬
‫‪58‬‬
‫َ‬ ‫ت جئ ُ‬‫ال َتح َس َب َ‬
‫ىس َوال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ت‬ ‫ي‬
‫الم َعن َتا‬
‫يق ُ‬ ‫َق َطع ُت َوحدي َذا الطر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إن َيك منه َجوهري َو َمنش يت‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َمن أنا َوأي َن كن ُت َو َم رَت‬
‫‪59‬‬
‫ً َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫كن كالشقائق ُممسكا كأسا لدى الن ـ‬
‫َ‬
‫ـ ـ ر ُتوز َمع َوردية ال َوجنات‬
‫التى‬ ‫ف ُتصب ُح ك ر َ‬ ‫ارسب َفإن َك َسو َ‬ ‫َو ر َ‬
‫ً‬
‫َض َعة ب َس رت الدهر ذي النك َبات‬
‫‪60‬‬
‫ألرسب به‬ ‫اي َف ر َ‬ ‫أل َيو ُم َيو ُم ص َب َ‬

‫اب‬ ‫الشاب َوأج َتت لذ ر‬ ‫س ر َ‬ ‫كأ َ‬


‫ي‬ ‫ي‬
‫ََ‬ ‫ُ‬
‫التزر فيه لي َي َمر فقد َحال‬
‫اب‬ ‫ال َغز َو إن َي ُك َمر َف ُه َو َح َي ر‬
‫ي‬

‫~ ‪~ 57‬‬
‫‪61‬‬
‫ي‬ ‫َُ َ َ َُ ُ َ‬
‫أح ُسو المدام وال أعربد قط أو‬
‫اسات‬ ‫كف ُت َم يد ل َما َع َدا الك َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تدري ل َما اخ رت ُت الطال؟كيال أ َرى‬
‫اب‬ ‫عا ف َذ ر‬ ‫َ ُ ً‬ ‫َ َ‬
‫يا صاح مثلك مول ي ي‬
‫‪62‬‬
‫َُ ُ ُ َ‬
‫وح يف كل شكل‬ ‫إن َبدري يل‬
‫ً َ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫َح َي َوانا َطورا َو َطورا ن َباتا‬
‫َ َ ُ َُ ُ َ َ َ َ‬
‫ات فال َمو ـ‬ ‫ال تخله يزول هيه‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫وف إن َيف َن َوصفه َيب َق ذاتا‬
‫ـ ُص ُ‬

‫‪63‬‬
‫َ َ ً‬
‫ما ب َجميع أ َ‬
‫رسار ال َو َرى‬ ‫يا عال‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َونص ر َتهم يف ال َعجز َوالك ُرَبات‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ ً‬
‫كن قابل ُعذري إليك َوتو َب ر يت‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َيا قاب َل األعذار َوالتو َبات‬
‫حرف الجيم‬

‫~ ‪~ 58‬‬
‫‪64‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ج َوال‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫خ‬‫ال‬ ‫ة‬ ‫يا زبد‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫تصبح م َن الدن َيا ب َه ٍّم ُمزعج‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َواجلس ب َزاو َية اع ر َتالك َوانظ َرن‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫اب َدهرك نظ َرة ال ُم َتفرج‬ ‫أل َع َ‬

‫‪65‬‬
‫ُ َ َ َ َ ََ ُ ً‬
‫قم قبل غارة األس مكرا‬
‫َ ُ ي‬ ‫ُ‬
‫َوادع ب َها َوردية تجلو الد َح‬
‫ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫فلس َت َيا هذا الغ يت َعس َجدا‬
‫ُ‬ ‫َح رت ُت َو َارى ف ر َ‬
‫التى َوتخ َر َجا‬ ‫ي‬
‫حرف الحاء‬
‫‪66‬‬
‫اك ال َق َ‬‫َ َ‬
‫رص الذي َضم َجمشي ـ‬ ‫إن ذ‬
‫ََ َ َ َ‬
‫األق َداحاَ‬ ‫َ‬
‫ـد َوفيه تناول‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َولدت ظب َية الفال خشف َها في ـ‬
‫ـه َوأم َىس إىل ابن َ‬
‫آوى َم َر َاحا‬

‫~ ‪~ 59‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ف كان َيصيد ال ـ‬ ‫َيا ل َبه َر َام كي‬
‫ُ ً‬ ‫َ‬
‫ش من قب ُل غد َوة َو َر َو َاحا‬ ‫َوح َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ف قد َص َاد ُه القب ـ‬ ‫فانظر اآلن كي‬
‫ـ ُر َوأم َىس ال َيس َتط ُ‬
‫يع َب َر َاحا‬
‫‪67‬‬
‫َ‬
‫ت ال َو َرى منك أد َرى‬ ‫َنح ُن َيا ُمف ر َ‬
‫ي‬
‫السكر َر ُاح‬‫لم ُتزل َعقل َنا َم َدى ي‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ َ ََ َ َ‬
‫أنت تحسو دم األنام ونحسو‬
‫َد َم كرم َفأ يي َنا الس َف ُ‬
‫اح‬
‫‪68‬‬
‫ًَ‬ ‫َ‬ ‫إىل َم ُت َ‬
‫اب لل ُمقدر محنة‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َومن َ‬
‫ىس بأت َراح‬
‫ي‬ ‫م‬‫ت‬ ‫ار‬‫ك‬ ‫ف‬‫األ‬ ‫ل‬ ‫اط‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رس ًور َواقض َده َرك بال َهنا‬ ‫َفعش ف ُ ُ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فلم َيكلوا أم َر الق َضا لك َيا َصاح‬

‫~ ‪~ 60‬‬
‫‪69‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َعم أنا من َراح ال َم ُجوس بنش َوة‬
‫َ‬ ‫َ َ ٌّ َ‬
‫ب خليع لم أزل ُمدم َن الراح‬ ‫وص‬
‫َ ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫َي َرى ك يل حزب يف َرأيا َو َمذهبا‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ىس كيف َما كن ُت َيا َصاح‬‫وإ يب لنف ي‬
‫َ‬

‫‪70‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َدع للص ُبوح َمليك الن َهار‬
‫الس ُطوح‬‫َو َال َح َس َنا ال َفجر َفو َق ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َون َادى ُمنادي األىل بكروا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫أال َف ر َ ُ‬
‫ارسبوا آن َوق ُت الص ُبوح‬
‫‪71‬‬
‫َ َُ َ‬ ‫َ‬
‫ألفج ُر ال َح فقم لنا َيا َصاح‬
‫ُ َ َ َ‬
‫اجك من َعقيق الراح‬ ‫َوامأل زج‬
‫َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ َ‬
‫ف َز َمان أنسك إن َيفت لم تلقه‬
‫ََ ي َ ُ ُ َ ََ َ‬
‫اعة األف َراح‬ ‫وتظل تنشد س‬

‫~ ‪~ 61‬‬
‫‪72‬‬
‫التح‬‫س رَ‬ ‫َال َتغر َسن ال َح َشا َغر َ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫َواق َرأ َحيي َت َدائما سف َر الف َرح‬
‫َ‬
‫َو َعاقر الر َاح َونل أق َض ال ُم َت‬
‫َفال ُعم ُر َما أق َ َ‬
‫رص ُه ك َما ات َضح‬
‫‪73‬‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ف ت ُعو ُد أد َر َاج الفنا‬‫َبادر فسو‬
‫ان من َك ي‬ ‫َ َ َرُ ُ ُ َ َ‬
‫الرو ُح‬ ‫وستتك الجثم‬
‫ً َ‬
‫ارسب َوعش َجذال فلس َت ب َعالم‬ ‫َو ر َ‬
‫ُ َ‬
‫من أي َن جئ َت َوأي َن َبعد ت ُرو ُح‬
‫‪74‬‬
‫ََ ً‬
‫للصوم َوالصل َوات مل ُت تن يسكا‬
‫َ ً‬
‫دا ب َن َ‬ ‫َََ َ َ‬
‫اح‬‫ي‬ ‫ج‬ ‫غ‬ ‫ىس‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫فتيقنت‬
‫َ ً ََ ُ َ ُ ُ ُ َ‬
‫وء بنس َمة‬ ‫أسفا فقد نقد الوض‬
‫ال بنصف ُجر َعة َراح‬ ‫َوالصو ُم َز َ‬

‫‪75‬‬

‫~ ‪~ 62‬‬
‫الروح‬ ‫رسب الر َاح َف َ‬
‫ىه ُرو ُح ي‬ ‫إر َ‬
‫ي‬
‫َ‬
‫َبل َس ُم النفس َوال َحشا ال َمج ُروح‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َوإذا َما َدهاك ُطوفان ه ٍّم‬
‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫فانج في َها فذي َسفينة نوح‬
‫حرف الخاء‬
‫‪76‬‬
‫َ‬
‫ض فل رَ ُتق ي َىل أو َي ُسؤ‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫إ َذا ُ‬
‫العم ُر َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َو َسيان إن أهلك ب َبغد َاد أو َبلخ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫فقم َواح ُس َها فالشه ُر كم َبعد َسلخه‬
‫ض َومن َها إىل َسلخ‬ ‫م‬‫ي‬‫إىل ُغرة َ‬
‫ي‬
‫حرف الدال‬
‫‪77‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال ُيورث الده ُر إال ال َهم َوالك َمدا‬
‫ُ ََ‬ ‫َ ً‬
‫َوال َيو َم إن ُيعط شيئا َيس َتلبه غدا‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َمن لم َيجيئوا ل َهذا الدهر لو َعل ُموا‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ ُ َ‬
‫َماذا نكابد منه َما أتوا أ َبدا‬

‫~ ‪~ 63‬‬
‫‪78‬‬
‫ُّ َ‬ ‫ُ‬
‫إن لم َيكن َحظ الف رَت يف َدهره‬
‫َ‬
‫إال الر َدى َو َم َر َارة ال َعيش الردي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َسعد الذي لم َيح ر َت فيه لحظة‬
‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫َحقا َوأس َعد منه َمن لم ُيولد‬
‫‪79‬‬
‫َ َ‬
‫لثم ُت من َجرة الصه َباء َمرشف َها‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬
‫حرصا ألسأل منها عيشة األبد‬
‫َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫فق َابلت شف ر يت باللثم قائلة‬
‫َ‬ ‫ً َ ر َ َ‬
‫ارسب فإما ُرح َت لم تعد‬ ‫رسا أال‬
‫‪80‬‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬
‫اح قد ان َجل‬ ‫ئوسك فالصب‬ ‫أترع ك‬
‫يق َح ُس َ‬
‫ودا‬ ‫َر َاحا ل َها َيغ ُدو ال َعق ُ‬
‫َ‬ ‫َو َه ُلم بال ُع َ‬
‫ودين َواك َتمل ال َهنا‬
‫َوقع َعل ُعود َوأحرق ُعو َدا‬

‫~ ‪~ 64‬‬
‫‪81‬‬
‫إ َرتشف َها َف َذا ل َعمري ال ُخ ُل ُ‬
‫ود‬
‫فيه َتم َت ُاز للش َباب ُع ُه ُ‬
‫ود‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬
‫ذا أوان األزهار والراح والصح ـ‬
‫ـ ُب َن َش َاوى َفاه َنأ َف َه َذا ال ُو ُج ُ‬
‫ود‬
‫‪82‬‬
‫ُ َ‬
‫وف ُيصلح أم َرنا‬‫يد َج َاء َف َس َ‬
‫ُ‬
‫ألع‬
‫وف َت ُع ُ‬
‫َوالر ُاح لإلبريق َس َ‬
‫ود‬
‫َ‬ ‫ُ ي‬
‫َو َيفك َعن هذي ال َحم رت ل َج َام َها‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫بالصوم َوالصل َوات هذا العيد‬
‫‪83‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫س لذا ال َعالم ابتداء‬ ‫لي‬
‫ي‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫َيبدو َوال غ َاية َو َحد‬
‫ً‬ ‫َولم أجد َمن َي ُق ُ‬
‫ول َحقا‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫من أي َن جئنا َوأي َن نغدو‬

‫~ ‪~ 65‬‬
‫‪84‬‬
‫َ َ‬
‫إن لم ُيطق أ َحد منا َض َمان غدا‬
‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فطب بذا ال َوقت نفسا َوان َتعش كبدا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ارسب َعل َضوء ذا ال َبدر ال ُمن رت فكم‬ ‫َو ر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض ُء َبعد َومنا ال َي َرى أ َحدا‬ ‫ُ‬
‫ي ي‬
‫‪85‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫لي َجالس َت َمن ته َو ُاه ُعمرا‬
‫ُ‬
‫َوذق َت َجمي َع لذات ال ُو ُجود‬
‫َ َ َ َُ ُ ي‬
‫ف تفارق الدن َيا كأن‬ ‫فسو‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫الذي شاهدت ُحلم يف ه ُجود‬
‫‪86‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َال َتخ َ‬
‫ش َحادثة الز َمان فإن َها‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لي َست بدائ َمة َعلينا َرس َمدا‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َواغنم قص ر َت ال ُعمر يف َط َرب َوال‬
‫َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ش الغدا‬ ‫تح َزن َعل أمس وال تخ‬

‫~ ‪~ 66‬‬
‫‪87‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َع َاد الس َح ُ‬
‫اب َعل الخ َمائل َباكيا‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ش ال َيصفو بدون الرصخد‬ ‫فالعي‬
‫َ َ‬ ‫َهذي الرَي ُ‬
‫اض ال َيو َم ُمن ر َته لنا‬
‫َ‬
‫ه يف غد‬ ‫اض ُر َفات َنا َ‬
‫َفل َمن َري ُ‬
‫ي‬
‫‪88‬‬
‫َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ً‬
‫أرى أناسا عل الغتاء قد هجدوا‬
‫َُ‬ ‫َ َ رَ ً‬
‫شا َتح َت أط َباق ر َ‬
‫التى َرقدوا‬ ‫ومع‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫َوإن نظر ُت ل َصح َراء الفناء أ َرى‬
‫َ ً ُ‬ ‫َ ً َ‬
‫قوما ت َولوا َوقوما َبعد لم َير ُدوا‬
‫‪89‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫إجلس إىل الراح تبلغ ُملك َمح ُمود‬
‫َ‬
‫َوأصغ لل ُعود تس َمع لح َن َد ُاود‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جء أو َما أ رب َو َمض‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫دع ذكر ما لم ي ي‬
‫َ َ َ َ َ َ‬
‫َواآلن فاهنأ ف َهذا خ ر ُت َمق ُصود‬

‫~ ‪~ 67‬‬
‫‪90‬‬
‫ُ‬
‫األىل َبل ُغوا الك َم َ‬
‫ال َوأص َب ُحوا‬ ‫إن‬
‫رس َاج النادي‬‫ي َصحبه ُم َ‬ ‫َما َب َ‬
‫ر‬
‫اح َبل َحكوا‬ ‫لم َيكش ُفوا َحل َك الد َ‬
‫ي‬
‫ي‬
‫ُ ُ َ ً ُ ََ َُ‬
‫أسطورة ثم انثنوا لرقاد‬
‫‪91‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اب يف فصل الربيع َرشا‬ ‫لي س ي‬
‫ق‬
‫َ‬ ‫ً َ ً‬
‫اقا ُتنع ُ‬
‫ش الكبدا‬ ‫يف الروض كأسا ده‬
‫َُ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ال ف ر يت‬‫َوإن َيكن لم يرق هذا المق‬
‫ُ َُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فالكل ُب َيف ُضل يت إن أذكر الخلدا‬
‫‪92‬‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫َيا َرب إنك ذو لطف َوذو ك َرم‬
‫ُ َُ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫يم ال َيدخلن ال ُمذن ُب الخلدا‬ ‫فف‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ود إع َط ُاء َدار الخلد ُمتقيا‬
‫َما ال ُج ُ‬
‫ََ‬ ‫يُ‬ ‫َ‬
‫إن ال َع َط َاء ألص َحاب الذنوب ندى‬

‫~ ‪~ 68‬‬
‫‪93‬‬
‫َ‬
‫اآلمال أفني ُت ُعمري‬ ‫ب َجميل َ‬
‫ً‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫ُدون أن أبلغن َيوما ُم َر َادا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أنا أخ رىس أن ال ُي َساعد يب ال ُعم ـ‬
‫ـ ُر َألشف م َن الز َمان ال ُف َؤاداَ‬
‫ي‬
‫‪94‬‬
‫ي َ‬
‫َي ُبثك َعقل للس َع َادة َطالب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َمدى كل َيوم نص َحه َو ُي َرد ُد‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫أال اغنم قص ر َت ال ُعمر لس َت بنب َتة‬
‫ُ‬
‫ه تح َصد‬
‫ُ‬
‫ا‬‫م‬‫ود َف َتن ُمو َبع َد َ‬
‫َت ُع ُ‬
‫ي‬
‫‪95‬‬
‫ُ ُ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ود بخلقهم‬ ‫أال إن َمن زانوا الوج‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫أتوا َوت َولوا ثم َيأتون من َبعد‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فكم يف الس َما َواألرض خلق َوأنفس‬
‫َ َر َ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ف الفر ُد‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫جء له‬ ‫ت ي‬

‫~ ‪~ 69‬‬
‫‪96‬‬
‫َ َ‬
‫َدع ذك َر أمس ف ُه َو قد َمر َو َدع‬
‫َ َ ُ‬
‫ذك َر غد فإنه َما َو َر َدا‬
‫َ‬
‫يما لم َيرد َو َما َمض‬ ‫َال ُتع َن ف َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو ر َ‬
‫ارسب لئل َيذه َب ال ُعم ُر ُسدى‬
‫‪97‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫لس ُت لدير َصالحا كل َوال ل َمسجد‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ا ُ‬
‫َّلل أد َرى ب رت ًى كون منه َج َسدي‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َال د َ ُ‬
‫ين أو دن َيا َوال أر ُجو الجنان يف غد‬
‫َ‬ ‫ك ُمومس َدم َ‬
‫يمة أو كفق رت ُملحد‬
‫‪98‬‬
‫َ َ َ‬
‫ل َهل كنا تجري الس َم ُاء َو َما ل َها‬
‫َ ُ ُُ َ‬
‫ال نفوسنا من َمق َصد‬ ‫إال اغتي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫إجلس ب َ‬
‫اه الروض َوارتشف الطل‬ ‫ي‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َفالرو ُ‬
‫ض َين ُب ُت من ثرانا يف غد‬

‫~ ‪~ 70‬‬
‫‪99‬‬
‫َ َ‬
‫الماء يف النهر أو كالري ــح َوس َط فل‬ ‫ك َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س من ُعمرنا َوىل َولم َي ُعد‬ ‫األم ُ‬
‫َ‬
‫َيو َمان َما عش ُت ال أع َت بأمره َما‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َيوم ت َوىل َو َيوم َبعد لم َيرد‬
‫‪100‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اك ال َق َ‬
‫رص الذي ز َاح َم ال ـ‬ ‫إن ذ‬
‫وك ُس ُجوداَ‬ ‫ُ ُُ ُ‬ ‫ُُ َ َ َ‬
‫أفق وخرت له المل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َه َت َ‬
‫ف الورق يف ذ َر ُاه ُينادي‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫أي َن َمن َص ر ُتوا ال ُملوك َعبيدا‬
‫‪101‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫أق ُطف َو َعاقر كأ َس َها َم َع شادن‬
‫الز ُهور ُخ ُد َ‬ ‫َ ً‬
‫دا َو ي‬
‫ودا‬ ‫كالشو ق‬
‫َ‬
‫ف َس َيغ َتدي كال َورد من كف الر َدى‬
‫َثو ُب ال َح َياة ُم َخض ًبا َمق ُد َ‬
‫ودا‬

‫~ ‪~ 71‬‬
‫‪102‬‬
‫َ‬
‫يت َوال‬ ‫ج‬ ‫َما َن َف َع الده َر َ‬
‫م‬
‫ي‬
‫ََ‬
‫يل غدا‬ ‫ح‬ ‫ر‬‫َيز ُيد ُه َشأ َن ًا َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬
‫ما سمعت أذناي من قائل‬
‫َ َ‬
‫َما نف ُع ذا ال َعيش َو َجد َوى الر َدى؟‬
‫‪103‬‬
‫ً‬ ‫ً ُ ُ َ‬
‫رس ُور َحشا َيفوق لدي أجرا‬ ‫ُُ‬
‫َ‬
‫َعل تعم رت أن َحاء ال ُو ُجود‬
‫ً‬
‫َو ُجعل ال ُحر باإلح َسان َعبدا‬
‫ُ ُ َ‬
‫أ َر ُاه َيفوق تحر َير ال َعبيد‬
‫‪104‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫للنجم َيعلو زف رتي كل َداج َية‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫َو َسي ُل دم يىع َي ُمد ال َبح َر يف َمدد‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ف نح ُسو الر َاح َبعد غد‬ ‫قد قل َت يىل سو‬
‫َ‬ ‫َ ي‬
‫ل َعل ُع ُمر َي ال َيم َتد يب لغد‬

‫~ ‪~ 72‬‬
‫‪105‬‬
‫َ َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫خل ال َهن َاء ف ُع ُم ُرنا نفس َومن‬
‫ُ‬ ‫يد َذر ُ‬‫َ‬
‫التى َوق َباد‬ ‫ات ر َ‬ ‫َجمش‬
‫َ ُ ُ ُ َ ُ َُ َ‬
‫اب س َوى‬ ‫ليس الوجود وعمرنا ال ي‬
‫ف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوهم َوتضليل َو ُحلم ُرقاد‬
‫‪106‬‬
‫َ َ َ‬
‫ال شيخ ل ُمومس " أنت َسك َرى"‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫كل آن ب َصاحب لك َوجد‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫فأ َج َابت "إ يب ك َما قل َت" لكن‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫أن َت ك َما لدى الناس تبدو؟‬
‫‪107‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫َدع كل قلب لم ُي َمازجه ال َه َوى‬
‫ُ‬
‫أ َح َو ُاه َدير أم َح َو ُاه َمسجد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫َوبدف رت ال ُعشاق َمن خط اس ُمه‬
‫َ ُ َُ‬ ‫ُ‬
‫لم َيعنه خلد َونار توقد‬

‫~ ‪~ 73‬‬
‫‪108‬‬
‫َ َُ‬ ‫َ َ َ‬
‫َيا َصاح َب الدل هذا الفج ُر ال َح فقم‬
‫ََ‬ ‫َو َغن َو ر َ‬
‫ارسب وأطف ُحرقة الكبد‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َُ‬
‫ف َمن ت َراهم هنا لن َيل َبثوا أ َمدا‬
‫َولن َي ُع َ‬
‫ود م َن ال َماض َ‬
‫ي من أ َحد‬ ‫ر‬
‫‪109‬‬
‫ي َ‬ ‫َ ُ ُ َ ُ‬ ‫ال َم ُ‬
‫ال إن لم يغد ذخر أو يىل النىه‬
‫َ َ ُ َ ُ‬
‫فالفاقدون له ب َعيش أنكد‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أض َج ال َبنف َسج ُمطرقا من فقره‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َوال َور ُد َيض َحك القتناء ال َعس َجد‬
‫‪110‬‬
‫ً‬ ‫َ َ َ ُ َ‬
‫كان هذا الكوز مث يل َعاشقا‬
‫ً‬
‫َوالها يف صدغ ظ يت أغ َيد‬
‫ً‬ ‫َُ َ‬
‫َوأ َرى ُعر َوته كانت َيدا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َطوقت جيد َحبيب أج َيد‬

‫~ ‪~ 74‬‬
‫‪111‬‬
‫ُ‬
‫س إن أقل‬ ‫ُت َسائ ُلت َما َهذه النف ُ‬
‫ي‬
‫ي‬ ‫َحق َيق َت َها َيض ُفو الك ُ‬
‫الم َو َيم َتد‬
‫َ ُ‬
‫س من َبحر َبدت ثم إن َها‬
‫ه النف ُ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫يب بذاك ال َبحر َيا َصاح من َبعد‬ ‫تغ‬
‫‪112‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ق َضينا َولما نقض َوا أ َس يف ال ُم َت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َومن َج ُل ذي الزرقاء لج بنا َح َصدا‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫فلهف ُاه َما كدنا لنف َتح َطرفنا‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫إىل أن فنينا ُدون أن ندرك القصدا‬
‫‪113‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أ َيا َخز ُ‬
‫اف إن تش ُعر ف َحاذر‬
‫َ‬ ‫إىل َم ُته ُ‬
‫ي أن َت ث َرى الع َباد‬ ‫ر‬
‫ُ َ ُ ً‬ ‫َ َ‬
‫َس َحق َت َبنان إفريدون ظلما‬
‫َ ُ‬
‫شى ق َباد‬ ‫َو ُدس َت الكف من ك‬

‫~ ‪~ 75‬‬
‫‪114‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ج إذا َما كن َت ُمس َتمعا‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫إليك‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ال تلب َسن ثو َب تدليس َعل ال َج َسد‬
‫ال ُعم ُر َيف َت َو ُعق َت ال َمرء َدائ َمة‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫يعن بفان عيشة األبد‬ ‫فل تب‬
‫‪115‬‬
‫َ ََ َ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ف ال‬‫قد قيل يىل رمضان جاء فسو‬
‫ُ‬ ‫ً َ‬ ‫َتسط ُ‬
‫يع َرشفا البنة ال ُعنقود‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ىس بخ َتام شع َبان الطل‬ ‫فسأح ي‬
‫ت‬
‫َعل ل َت َ‬
‫رص َع يت ل َيوم العيد‬
‫‪116‬‬
‫َ َ‬ ‫يُ َ‬ ‫ُ‬
‫الشور فكم بفكرك فك ُروا‬ ‫خذ ب‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫باألمس ُدون ُبلوغ أدب َمق َصد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوان َعم فإن ُه ُم بأمس قر ُروا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لك ُدون أن تد ُعوه ُم أمر الغد‬
‫‪117‬‬

‫~ ‪~ 76‬‬
‫َ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫َيا َمن ت َولد من َسبع َوأ َرب َعة‬
‫ىع ُمج َتهد‬ ‫َو َر َاح من َها ُي َعاب َس َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َ َ‬ ‫ر َ َ‬
‫رسب فكم لك قد كرر ُت َموعظ ر يت‬ ‫إ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إن ُرح َت ُرح َت َولم ترجع َولم ت ُعد‬
‫‪118‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َال َع َ‬
‫اف ال ُمدام َوال‬‫ي‬
‫يش ىل بس َوى َ‬
‫ص‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ً ُ‬
‫أطيق حمل بدون الراح للجسد‬
‫ر َ ُ‬ ‫َ َ ي َ َ‬
‫اف ُيناول يت‬
‫ما أطيب السكر والس ي‬
‫َ‬
‫ُُ‬ ‫ً َ‬
‫كأسا َوتع َج ُز َعن أخذ الكؤوس َيدي‬
‫حرف الراء‬
‫‪119‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫َما لل َبقا هاد َوإن َيك فالطل‬
‫س أف َضل ُمرشد ال ُم َت َح رت‬ ‫َوالكأ ُ‬

‫س ب ُمسعدي‬ ‫الر ُاح ُمؤن َس رت َفلي َ‬


‫ي‬
‫َ‬ ‫َم ُاء ال َح َياة َو َال ح َي ُ‬
‫اض الكوثر‬
‫(‪ )1‬المقصود من السبع‪ :‬األفالك السبعة‪ ،‬ومن األرَب ـع‪ :‬العناض األربعة‬

‫~ ‪~ 77‬‬
‫‪120‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫خذ الكوز َواألقد َاح َيا ُمن َية ال َحشا‬
‫َو ُطف به َما بالروض يف ضفة النهر‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫فكم قد هذا الده ُر من قد شادن‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كئوسا َوإبريقا ل َصاف َية الخمر‬
‫‪121‬‬
‫َ‬
‫َولكم ررسب ُت الر َاح َح رت إن أغب‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اع م َن ري َ‬
‫التاب َعب ر ُتها‬ ‫يف الرمس ض‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أو َمر َمخ ُمور َعل قتي انتشا‬
‫َ َ ي َ َ َ‬
‫من َها َوأفقد ُه النىه تأث ر ُتها‬
‫‪122‬‬
‫َ َ‬
‫َعل َم تأ َس للذنب َيا ُع َم ُر‬
‫َ َ ُ ُ‬
‫يد ال ُه ُم ُ‬
‫وم َوالفك ُر‬ ‫ماذا تف‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ال َعف َو َعمن لم َيجن َمعص َية‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َعف ُو َعمن َع َض ف َما ال َحذ ُر‬

‫~ ‪~ 78‬‬
‫‪123‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ض َمدى ال ُعمر‬ ‫ي‬ ‫ق‬ ‫ت‬ ‫ص‬ ‫ر‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إىل م به‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫َوتصبح لإلث َراء َوالفقر يف فكر‬
‫ُ‬
‫ف ُيعق ُبه الر َدى‬ ‫ارسب َف ُعمر َسو َ‬ ‫أ َال ر َ‬

‫السكر‬ ‫َحقيق بأن َتقضيه بالنوم َو ي‬

‫‪124‬‬
‫ده َرت بال َبدر َو ي‬‫َ‬
‫الزه َرة الس َما‬ ‫ُمذ از‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫إىل اآلن لم ُيو َجد ألذ م َن الخمر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َيا َع َج يت من َبائع الراح هل َي َرى‬
‫أ َعز م َن الصه َباء إن َب َ‬
‫اع َها َي رشي‬
‫‪125‬‬
‫إن ديت ال َه َنا َو َرش ُ‬
‫ف ال ُح َميا‬ ‫ي‬
‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫َوابت َعادي عن كل دين وكفر‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫قل ُت َماذا َيكون َمه ُر َع ُروس الد ـ ـ‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ـ ـ هر قالت َجذالن قلبك َمهري‬

‫~ ‪~ 79‬‬
‫‪126‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫كان َيبدو قب يل َوقبلك ُصبح‬
‫َ َُ ُ َ‬ ‫َو ُد ً‬
‫ح َوالسما تدور ألمر‬
‫َ َ ري َ َ َ‬
‫اب فقد َما‬ ‫َطأ برفق هذا الت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كان إن َسان َع ري ظ يت أغر‬
‫‪127‬‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إن كن ُت قب ُل أتي ُت الدنيا بدون اخت َيار‬
‫َ ً‬ ‫ً‬
‫ف أر َح ُل َحتما َعن َها غدا باضط َرار‬
‫َو َسو َ‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َُ َ‬
‫يم َرسيعا َواعقد ن َطاق اإلزار‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫فقم‬
‫َ‬
‫اف ال ُعقار‬ ‫ص‬
‫ي‬
‫الدن َيا ب َ‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ َ‬
‫ل‬ ‫س‬ ‫غ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫َف َسو َ‬
‫ي‬
‫‪128‬‬
‫َ‬
‫عش َوال ُمد َام ب َضفة النهر‬
‫َ‬ ‫َو َدع ال ُه ُم َ‬
‫وم ب َجانب تجري‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ي فعش‬ ‫ر‬ ‫م‬‫الث‬ ‫ر‬ ‫م‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫يومان‬
‫َطل َق ال ُم َحيا َباس َم الثغر‬

‫~ ‪~ 80‬‬
‫‪129‬‬
‫َ َ ُ َ‬
‫شاهدت أل يف َجرة يف َمع َمل‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تد ُعو َولم تف َتح بنطق فاها‬
‫َ َ َُ‬ ‫َ َ‬
‫فإذا بإحداها تنادي أي َن َمن‬
‫َ َ َ َ َ َ َ رَ َ َ‬ ‫َ‬
‫رساها‬ ‫َصن َع الجرار وباعها و‬
‫‪130‬‬
‫َ‬
‫كقط َرة َع َادت إىل الخ َضم أو‬
‫ك َذرة َقد َر َج َعت إىل ر َ‬
‫التى‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫أتي َت للدن َيا َو ُعد َت َحاكيا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ً َ‬
‫ذ َب َابة َبدت َوغ َابت أث َرا‬
‫‪131‬‬
‫ف َحول‬ ‫لي ُعمر َت َصاح أل َ‬
‫ي‬
‫َ َ ً‬ ‫َ َ َ ََ ُ َ‬
‫اف هذي الدار قهرا‬ ‫فسوف تع‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬
‫َوإن تك َسائل أو َرب تاج‬
‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫ََ‬
‫فذان غدا َس َيس َتو َيان قد َرا‬

‫~ ‪~ 81‬‬
‫‪132‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َس َىع لق ُصور الخلد َوال ُحور َمع رش‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬
‫َوإن فريقا بال ُج َزاف قد اغ رتا‬
‫ُ‬
‫َس َيبدو ل ُهم إن َين َجل الس ر ُت أن ُه ُم‬
‫َنأوا َعن َك أق َض النأي ف َذل َك ال َم َ‬
‫شى‬ ‫ي‬
‫‪133‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ك يل ُعشب َيبدو بضفة نهر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫قد ن َما من شفاه ظ يت أغر‬
‫َ ً‬ ‫َال َت َطأ َوي َح َك الن َب َ‬
‫ات احتقارا‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ف ُه َو نام من ُمزهر الخد نرص‬
‫‪134‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ي أفق ال ظ ُهو َر لغوره‬ ‫ما ب ر‬
‫ر َ َ‬
‫رسب فإن الده َر لج ب َجوره‬ ‫إ‬
‫س الر َدى‬ ‫َواج َرع ب َدور َك َصاب ًرا كأ َ‬
‫َ ُ ي َ َ ُ ُ‬
‫ف َيذوق َها يف َدوره‬ ‫فالكل سو‬

‫~ ‪~ 82‬‬
‫‪135‬‬
‫َ َ‬
‫ف ال ُمد َامة أي َوقت‬ ‫َأل َرتش ُ‬
‫األو َقات َقدراَ‬ ‫َ َ ُ ر َ َ َ‬
‫وإن يك أرسف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َمأل ُت الدن من عنب َحلل‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫فقل َّلل ال َيج َعله خم َرا‬
‫‪136‬‬
‫ُ َ َ‬
‫س خل يت‬ ‫ؤ‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ج‬ ‫أ َيا َفل ًكا َ‬
‫ي‬
‫ي‬
‫َ‬
‫َفلس ُت َحري ًا أن َت ُسو َمت األ َ‬
‫رسا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫إذا كن َت ته َوى غ ر َت ُح ٍّر َو َعاقل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فلس ُت ك َما قد خل َت يت ال َعاق َل ال ُحرا‬
‫‪137‬‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫أال لي َت الث َو َاء َيكون أو أن‬
‫ُ َ َ‬
‫َيكون لنا انت َهاء يف ال َمس رت‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َولي َت لنا َوإن َسلفت ق ُرون‬
‫َ َ ُ َ ي ُ‬
‫الزهور‬‫َر َج ًاء أن سننبت ك‬

‫~ ‪~ 83‬‬
‫‪138‬‬
‫ً َ‬ ‫َ‬
‫َرأي ُت يف َحانة َشيخا ف ُقل ُت ل ُه‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫" أال تخ ُتنا َعمن َم َضوا خ َ َتا"‬
‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َق َ‬
‫ال‪" :‬ارتشف َها فكم أمثالنا َر َحلوا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َولم َي ُع ُ‬
‫ودوا َولم نش َهد ل ُهم أث َرا"‬
‫‪139‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫َم َرر ُت ب َمع َمل الخزاف َيوما‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫َوكان َيجد يف ال َع َمل الخط رت‬
‫َ ُ ً َ َ‬ ‫َ‬
‫رى ث َراها‬ ‫َو َيصن ُع للجرار ع‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫س األم رت‬ ‫َيد الشحاذ أو رأ‬
‫‪140‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ىس‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ت‬ ‫و‬‫ق‬ ‫ىه‬‫ي‬ ‫ف‬ ‫اح‬
‫الر‬ ‫ت‬
‫ي‬ ‫اط‬‫ع‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َواسقن َيها َوإن تزد يف خ َماري‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫إن هذي الدن َيا أ َساط ر ُت َوهم‬
‫َ‬
‫َوخ َيال َوال ُعم ُر كالري ــح َساري‬

‫~ ‪~ 84‬‬
‫‪141‬‬
‫ً‬ ‫َ ً ََ‬
‫السوق خزافا غدا َدئبا‬ ‫َرأي ُت ف ي‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َي ُدو ُ‬
‫س يف الط ري َركل غ ر َت ذي َحذر‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ي َيد ُعو ل َسان ال َحال منه أال‬ ‫َوالط ُ‬
‫ر‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫قد كن ُت مثلك فارفق يب َوال ت ُجر‬
‫‪142‬‬
‫َ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ‬
‫قي َل خلد غدا َو ُحور َوكوثر‬
‫ً َ‬
‫أن ُهر من طل َوشهد َو ُسكر‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َعل ذكرها أدر ي َىل كأسا‬
‫َ َ‬ ‫َ ً‬
‫إن نقدا من ألف َدين ألجدر‬
‫‪143‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫َيقولون ُحور يف الغداة َو َجنة‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوثمة أن َهار م َن الشهد َوالخمر‬
‫َ ً‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬
‫إذا اخ رت ُت َحو َر ًاء هنا َو ُمد َامة‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َف َما َ‬
‫س يف ذا َوه َو َعاق َبة األمر‬ ‫البأ ُ‬

‫~ ‪~ 85‬‬
‫‪144‬‬
‫ً‬
‫ما أ َث َار م َن ر َ‬ ‫َ‬
‫التى‬ ‫كم فتنة قد‬
‫إذ كو َن ال َباري َث َر َ‬
‫اي َو َصو َرا‬
‫َ َ ُ ُ ََ َ َ َ‬
‫أنا ال أطيق ترقيا عما أنا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫يت أف َرغو ُه ك َما ت َرى‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ف‬ ‫فيه‬
‫‪145‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ض َسعدك ال َيو َم زه‬ ‫في َم َو َرو ُ‬
‫َ ُ‬ ‫ي َ‬
‫كفك من كأس ال ُمدام تصف ُر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر َ َ َ‬
‫رسب ف َهذا الده ُر خصم غادر‬ ‫إ‬
‫ش‬‫ف َيع ُ ُ‬‫َو َني ُل مثل ال َيوم َسو َ‬

‫‪146‬‬
‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫هات ذؤ َب ال َعقيق َو َس َط ز َجاج‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هات خ ر َت ال َجليس لألح َرار‬
‫إن َما َعال ُم ري َ‬
‫التاب كري ــح‬
‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ‬
‫ض ُمشعا فج بال ُعقار‬ ‫ين ي‬ ‫ق‬

‫~ ‪~ 86‬‬
‫‪147‬‬
‫ً ًَ‬ ‫َ َ َ َ ُ‬
‫َما تصن ُع األفلك َيوما طينة‬
‫ش َها َو ُترج ُع َها ر َ‬
‫التى‬ ‫إال َو َتك ُ‬
‫َ ُ َ ً ََ‬ ‫َ‬
‫رى غدا‬ ‫لو كان َيح َتم ُل السحاب ث‬
‫األعزة ُممطراَ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬
‫لنشورنا بدم‬
‫‪148‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫إذا كن َت تس َىع يف ال َح َياة ل َمط َعم‬
‫َ َ‬
‫شب أو َمل َبس فلك ال ُعذ ُر‬ ‫إىل َم ر َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ ََ َ َ َ‬
‫ىع ذاهب‬ ‫ي‬ ‫الس‬‫ف‬ ‫وفيما عدا هاتيك‬
‫َه َب ًاء َف َحاذر أو َيض َ‬
‫يع به ال ُعم ُر‬
‫‪149‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫يع بغيثه الصح َر َاء َواألـ ـ‬ ‫غ َس َل الرب‬
‫َ َ‬
‫ـ ف َر ُاح َع َادت للز َمان فأزه َرا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ررس َب َو ُمخ َرص العذار ب َرو َضة‬
‫التى‬‫ل َت ُش َمن من َرمسه اخ َرص ر َ‬

‫~ ‪~ 87‬‬
‫‪150‬‬
‫ف ال َمنية َدو َح ر يت‬ ‫َم رَت اق َتل َعت ك ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َو ُعد ُت لدى أقدام َها أت َعف ُر‬
‫ُ َ َ‬ ‫َف َل َتص َن ُ‬
‫يت س َوى كوز قرقف‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫وا‬‫ع‬
‫ُ‬ ‫َ ً‬
‫ش‬ ‫ما َفأن رَ ُ‬ ‫َع َىس َيم َت يل بالراح يو‬
‫‪151‬‬
‫ي‬
‫لم َيب َق م يت يف الدن َيا س َوى َر َمق‬
‫َ‬ ‫َولي َ‬
‫س يف ال َيد من َصح يت س َوى الكدر‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫لم َيب َق يىل من طل أمس س َوى قدح‬
‫اف م َن ال ُع ُمر‬ ‫َولس ُت أعل ُم َما ال َب ر‬
‫ي‬
‫‪152‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َح رت َم ذك ُرك للجنان أو ال َجحيم ال ُمس َع َره‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رس ُج ال َم َساجد أو ُبخو ُر األدي َره‬
‫َوإىل َم رَت ُ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أنظر إىل لوح الق َضا َواس َتجل َواق َرأ أس ُط َره‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ًُ‬ ‫َف ُ‬
‫اَّلل قدما كل َما ه َو كائن قد قد َره‬

‫~ ‪~ 88‬‬
‫‪153‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ك يل شوك َيدو ُسه َح َي َوان‬
‫ً َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫كان صدغا أو َحاجبا لغرير‬
‫َ‬
‫ي يف ذ َرى كل قرص‬
‫ُ‬ ‫َوك َذا الل ُ‬

‫س َملك أو إص َبع ل َوزير‬ ‫َرأ ُ‬

‫‪154‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ال تغ َض َي َعل النش َاوى َوال رتم‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ُ َ ي ُ‬
‫السلوك وس رتة األخيار‬ ‫حسن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ر َ َ‬
‫ارسب فلس َت ب رشب ـ َها أو ترك َها‬ ‫و‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫تر ُد الجنان َوأن َت ُطع َمة نار‬
‫‪155‬‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫أ َخ ُ‬
‫يش َبعد َوال‬ ‫اف أن ال أع‬
‫ُأدر َك َجم َع الر َفاق إن َح َ ُ‬
‫رصوا‬
‫يش ب َها‬ ‫َفل َنغ َتنم لحظ ًة َنع ُ‬
‫ُ َ ُ‬
‫ل َعل من َبعد َينفد ال ُع ُم ُر‬

‫~ ‪~ 89‬‬
‫‪156‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫قالوا أال إن النش َاوى يف لط‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫قول له َعق ُل ال ُمفكر ُمنك ُر‬
‫َ‬
‫إن كان َمن َيه َوى َو َيسك ُر يف لط‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َس ر َتى الجنان ك َر َاحة ال َيد تصف ُر‬
‫‪157‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫اب م َن الصه َباء لم أصح لحظة‬ ‫أر ي‬
‫َ‬
‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫َوأث َم ُل َح رت إن تكن ليلة القدر‬
‫ُ َ ُ ً َُ ُ ُ ً‬
‫أعانق دنا أو أقبل أ كؤسا‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫َوك يف بجيد الكوز تب رف إىل الفجر‬
‫‪158‬‬
‫ُ‬ ‫َو َشيخ ب َنوم ي‬
‫السكر ُمغف َرأي ُته‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫َولم تب َق فيه فطنة َوش ُعو ُر‬
‫ُ َ ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َح َساها َوأغف َوه َو نش َوان قائل‬
‫َُ‬
‫ىه لطيف بالع َباد غفو ُر‬ ‫إل ي‬

‫~ ‪~ 90‬‬
‫‪159‬‬
‫َ‬
‫اط الخمر‬ ‫ع‬‫يل ىل َقلل َت َ‬
‫َقد ق َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫بأي ُعذر لم ت َزل يف ُسكر‬
‫اف‬ ‫ُنو ُر الط َل ُعذري َو َخ يد الس ر‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ف َهل ت َرى أو َضح من ذا ال ُعذر‬
‫‪160‬‬
‫َ‬
‫إن أج َر َام ذا الر َواق ال ُم َعل‬
‫ي َ َ‬ ‫َ‬
‫األفكاراَ‬ ‫َح ر َتت من ذوي النىه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إحتفظ يف ررسيف َعقلك َوأنظر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َدو َر هذي ال ُمدب َرات َح َي َارى‬
‫‪161‬‬
‫ً‬ ‫ُقم أ يي َها الشي ُخ اللب ُ‬
‫يب ُم َسارعا‬
‫اك الطفل ُيذري ب ر َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫التى‬ ‫وانظر لذ‬
‫ي َبرـ ـ‬ ‫َفان َصح ُه أن ُيذري برفق َع َ‬
‫ر‬
‫ُ‬
‫ـ ـ َويز َو ُمخ ق َب َاد ُسل َطان ال َو َرى‬

‫~ ‪~ 91‬‬
‫‪162‬‬
‫َ َ‬
‫لم َيه َن يف هذا الز َمان س َوى امرء‬
‫َ‬ ‫ََ َ ُ ُ َ َ‬
‫ود بخ رته َوب رشه‬ ‫عرف الوج‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أو غافل َعن نفسه َوز َمانه‬
‫َ‬
‫لم َيدر َما يف نفسه أو َدهره‬
‫‪163‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هل ال َج ُام َمه َما تم ُصنعا َودقة‬
‫َ َ ً‬
‫ش ُه َمن كان ُمنتشيا ُسك َرا‬ ‫َي َرى ك َ‬
‫َ ً‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫َفف َ‬
‫يم َب َرى الخلق َساقا لطيفة‬
‫شا‬ ‫سا َوكف ًا ُثم َيك ُ‬
‫ش َها ك َ‬ ‫ََ ً‬
‫ورأ‬
‫‪164‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لو كان يىل كاَّلل يف فلك َيد‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫لم أبق لألفلك من آثار‬
‫َ‬ ‫َ ً َُ‬ ‫َ‬
‫َوخلق ُت أفل كا تد ُور َمكان َها‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َوتس ر ُت َحس َب َمشيئة األح َرار‬

‫~ ‪~ 92‬‬
‫‪165‬‬
‫َ َ َ‬
‫رسع َما َيس ر ُت َرك ُب ال ُعمر‬ ‫ما أ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫قم فاغنم لحظة ال َهنا َوالب رش‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َدع هم غد ل َمن َيه يمون به‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ض فج بالخمر‬
‫والليل سين ي‬
‫ق‬
‫‪166‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫قالوا َدع الر َاح َس َتل رف ال َبل‬
‫ط ُمس َع َره‬ ‫من َها َو ُتل رَف ف ل ً‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن َعم َولكن نش َو ر يب لحظة‬
‫ي‬
‫أحل م َن الدن َيا َم َع اآلخ َره‬
‫‪167‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أو َجدت يت َيا َرب من َعدم َو يىل‬
‫ُ َ‬ ‫َ ً‬ ‫َ‬
‫أسدي َت فضل َما له مقد ُار‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُعذري بأ يب عند ُحكمك َعاجز‬
‫ََ َ ُ‬ ‫ً‬
‫اي غ َب ُار‬ ‫َما َد َام َيوما من ثر‬

‫~ ‪~ 93‬‬
‫‪168‬‬
‫َ‬
‫كم ُجب ُت من َواد َو َسهل ُدون أن‬
‫ُ‬
‫أحط ب َتحس ري ل َبعض أموري‬
‫ُ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫قد َرس يب أن ال َح َياة قد انق َضت‬
‫شور‬‫َعت َوإن َت ُك َما ان َق َضت ب ُ ُ‬
‫ي‬
‫‪169‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َقد َد َ‬
‫اع َبت ري ــح الص َبا ال َور َد َوقد‬
‫شا‬‫اج اله َز َار ُحس ُن ُه َفاس َتب رَ َ‬
‫َه َ‬
‫إجلس ل َدى الزهر َفكم َعل ر َ‬
‫التى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫تناث ُر األزه ُار إذ نح ُن ث َرى‬

‫الثاب من الرباعية المذكورة بشكل آخر هذا تعريبه‪:‬‬ ‫َ‬


‫وقد ورد البيت ي‬

‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫إجلس بظل الزهر فاألزهار كم‬
‫لتى‬‫التى َب َدت َو َع َادت ل ر َ‬
‫م َن ر َ‬

‫~ ‪~ 94‬‬
‫‪170‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أال لي َت َر يب َيقل َب الكون َبغ َتة‬
‫ً َ ُ‬ ‫ُ‬
‫َو ُينشؤ ُه َحاال ألنظ َر َما َيجري‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فإما َيزيد الرزق يىل أو ُيم ُيت يت َو َيم ُحو‬
‫َ‬
‫ور من َدف رت الدهر‬ ‫م ال َمس ُط َ‬ ‫اس َ‬
‫ي‬
‫‪171‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫هات ال ُمد َام ف يف الفؤاد ل َواعج‬
‫َ‬
‫َوال ُعم ُر مث ُل الزئ َبق الفرار‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫إن َهض ف َيقظة ُعمرنا نوم َو َما‬
‫َ‬
‫ن ُار الص َبا إال ك َماء َجاري‬
‫‪172‬‬
‫َ ُ َ َ ً‬ ‫ي‬ ‫َ ُ‬
‫اب بنا غدا‬ ‫قالوا َس َيش َتد الحس‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َيض ُ‬
‫يق َصد ُر َحبيبنا يف ال َمح رش‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أ َيكون من َح َسن س َوى َح َسن إذن‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َح ُسنت َع َواق ُبنا فطب َواس َتب رش‬

‫~ ‪~ 95‬‬
‫‪173‬‬
‫اع ر يت‬‫َسأل ُت َك َهل َز َادت ب ُملك َك َط َ‬
‫َ‬ ‫َو َهل أن َق َصت من ُه َخطا َي َ‬
‫اي من قدر‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فدع يت َو َدع نرصي ف َطب ُعك َبان يىل‬
‫طء َعن النرص‬ ‫َرسي ــع لخذ َالن َ‬
‫ب‬
‫ي‬
‫‪174‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أسلك سبيل ب يت الحانات واسع إىل‬
‫َراح َو ُعود َوظ يت يبهج النظرا‬
‫َ َ ُ ُ‬
‫الم ري كوز طال‬ ‫يف الكف كأس وفوق‬
‫َ‬
‫يت ال ُح َميا َوات ُرك ال َهذ َرا‬ ‫ر َ َ‬
‫إرسب حب ي‬
‫‪175‬‬
‫َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ض شقائق‬ ‫لم َين ُم يف الصحراء رو‬
‫ً‬
‫ألمت‬
‫ر‬ ‫جرى‬ ‫دما‬ ‫إال وكان‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫َوكذاك ك يل ُو َريقة ب َبنف َسج‬
‫َ َ‬
‫خال َبدا منا بخد غرير‬

‫~ ‪~ 96‬‬
‫‪176‬‬
‫َ َ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫إن كن َت تفقه َيا هذا الفقيه فلم‬
‫ً‬
‫تلحو فالسفة دانو بأفكار‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫هم َيب َحثون َعن ال َباري َو َصن َعته‬
‫ُ‬
‫وان َت تبحث عن حيض وأقذار‬
‫‪177‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أتدري ل َماذا ُيصبح الديك َصائحا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ُي َردد لح َن النوح يف غرة الفجر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُينادي لقد َمرت م َن ال ُعمر ليلة‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوها أن َت لم تش ُعر بذاك َولم تدري‬
‫‪178‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫هذا الف َض ُاء الذي فيه نس ر ُت َحك‬
‫َ ً َ‬ ‫َف ُان َ‬
‫وس سحر خ َياليا لدى النظر‬
‫َ‬ ‫س َوال َف ُان ُ‬
‫وس َعال ُمنا‬ ‫اح ُه الشم ُ‬ ‫مص َب ُ‬
‫َو َنح ُن َنب ُدو َح َي َارى فيه ك ي‬
‫الص َور‬

‫~ ‪~ 97‬‬
‫‪179‬‬
‫َ َ ً َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ت شوكه‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫ف‬ ‫دا‬‫ر‬‫و‬ ‫ل‬‫ن‬‫أ‬ ‫م‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬
‫َ ُ ً َ‬
‫َوإن لم أنل نورا كفت عند َي الن ُار‬
‫َ‬ ‫ُ َ ً‬
‫َوإن لم أ كن شيخا ب ُتد َوتك َية‬
‫َ َ َ َ ُ‬
‫ت ناقوس َو َدير َوزن ُار‬‫فحس ي‬
‫‪180‬‬
‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫دخل ُت يف ال َحان نش َوانا َوكان به‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫شيخ َعل َمتنه كوز َوقد َسك َرا‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫فقل ُت هل م َن اَّلل اع ر َتاك َحيا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َق َ‬
‫ال احس َها فه َو َيعفو َوات ُرك ال َهذ َرا‬
‫حرف الزاي‬
‫‪181‬‬
‫َ ََ‬
‫َعن ال َهم أعرض َما اس َت َطع َت َوال تدع‬
‫َ‬
‫ل َما َمر أو َما لم َيرد يف ال َحشا َوخ َزا‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َوعش َوارتشف َواهنأ فلس َت بآخذ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل َرمسك من فلس َوإن تم َتلك ك َتا‬

‫~ ‪~ 98‬‬
‫حرف الس ري‬
‫‪182‬‬
‫َ َ‬
‫َيا ل َهذا القلب ال َبئيس ال ُم َعت‬
‫َ‬ ‫لم ُيفق من َه َوى ال َ‬
‫اس‬
‫ي‬ ‫ق‬ ‫ال‬ ‫يب‬ ‫ب‬ ‫ح‬
‫ً‬ ‫َََ‬
‫ُمذ أ َد ُاروا ُسلفة ال ُحب قدما‬
‫ُ َ َ‬ ‫َمألوا من َ‬
‫اس‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫ة‬ ‫اش‬ ‫ش‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫د‬
‫‪183‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫َح رت َم أصبح يف ه ٍّم بأ ي َب هل‬
‫س‬ ‫أه َت َوأح َز ُن أو ُأثري َوأب َتئ ُ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫هات ال ُمد َام فإ يب لس ُت أعل ُم هل‬
‫س‬ ‫َم رَت َز َفر ُت ل َصدري َيرج ُع الن َف ُ‬

‫‪184‬‬
‫س َومن‬‫الر ُاح أط َي ُب ىل من ُملك ُطو َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫شى َوتخت ال َملك ق ُابوس‬ ‫َرسير ك َ‬
‫ُ‬
‫َوإن َما أنة السك رت يف َس َحر‬
‫الزهد َوالتق َوى ب َتدليس‬ ‫َخت م َن ي‬
‫ر‬

‫~ ‪~ 99‬‬
‫‪185‬‬
‫ُ َ َ َ‬
‫س أل رف لديه‬ ‫ُرب َط رت يف طو‬
‫س ذي ال ُعل َوال َباس‬ ‫س َق ُابو َ‬ ‫َرأ َ‬
‫ً‬ ‫َو ُه َو َيد ُعو ُه أ يي َها الرأ ُ‬
‫س لهفا‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ ي ُ َ َ‬
‫أين صوت الطبول واألجراس‬
‫‪186‬‬
‫َ ُ َ ُ َ َُ َ ُ ََ‬
‫ودنا‬ ‫أال قم لنحسوها ونعمل ع‬
‫ُ‬
‫َونبد َل ُحس َن الصيت بال َعار َوالرجس‬
‫َ ََ يَ‬ ‫ً َ‬
‫الت رف‬ ‫َو َدعنا نبع بالكأس سجادة‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫ش فوق الصخر ق ُار َورة القدس‬ ‫ونك‬
‫‪187‬‬
‫اس أن َت َوإن‬‫ش الن ُ‬ ‫إن اش َت َهر َت َف رَ ي‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫كن َت ان َز َوي َت فقد َعاني َت ُوس َواسا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫لو كن َت خرصا َوإل َياسا ُسعد َت بأن‬
‫اسا‬‫ف الن َ‬‫َال ُتع َر َفن َوأن َال َتعر َ‬

‫~ ‪~ 100‬‬
‫‪188‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َدع كل َمف ُروض َو َمندوب َومن‬
‫اسا‬‫ُقوت ل َدي َك َفأطع َمن الن َ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ال تؤذ خل َق اَّلل أو تغ َتب ُه ُم‬
‫دا َف َهات الك َ‬
‫اسا‬
‫ُ َ ً‬ ‫َ‬
‫َوأنا الضم ري غ‬
‫‪189‬‬
‫اجة‬ ‫َيا َخم ُر َما أح َلك َوس َط ُز َج َ‬

‫اس‬ ‫ح‬‫ال َعقل ال َ‬‫َتاَّلل أنت ع َق ُ‬


‫ي‬
‫َُ ً‬ ‫َ‬ ‫َال ُتمهل َ‬
‫ي َمن احت َساك هني َهة‬ ‫ر‬
‫ُ ُ‬ ‫َ ر ُ‬
‫يت كن َهه للناس‬ ‫حت ي‬
‫ب‬‫ت‬
‫‪190‬‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إذا از َدانت الدن َيا لديك فل تثق‬
‫س‬‫يب َوكي ُ‬ ‫ب َما لم َيثق فيه لب ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫فمثلك كم آت إلي َها َوذاهب‬
‫َ ً‬
‫ظا ب َها َف َس ُتخل ُ‬ ‫َُ‬
‫س‬ ‫فقم َواخ َتلس ح‬

‫~ ‪~ 101‬‬
‫‪191‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َمرت ل َيال نح ُن لم نغمض ب َها‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫َطرفا َولم ن ر ُتك دهاق الكاس‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫قم نح ُس َها قب َل الص َباح فكم له‬
‫ََ ُ ر ً َ َ‬ ‫ََ‬
‫ف بل أنفاس‬ ‫نفس ونحن ل‬
‫‪192‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لم َيب َق غ ر ُت اسم م َن اللذات أو‬
‫َ ُ ي ََ‬
‫السلفة من َجليس كيس‬ ‫غ رت‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ال تلق من َيدك ال ُمد َام ف َما َب ر يف‬
‫األ ك ُؤ ُ‬‫َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫س‬ ‫يف الكف هذا اليوم غ رت‬
‫حرف الش ري‬
‫‪193‬‬
‫ََ‬ ‫ي‬ ‫َ َ‬
‫هات ال ُمد َام ف َما الدن َيا س َوى نفس‬
‫َ‬ ‫ُ َ ً ُ‬ ‫َ‬
‫َيكفيك َعيشك آنا منه ُمن َتعشا‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫إهنأ بكل الذي َيأ ر يب الزمان به‬
‫َ َ‬
‫س َيجري ك َما َيه َوى ام ُرؤ َوتشا‬ ‫َفلي َ‬

‫~ ‪~ 102‬‬
‫حرف الصاد‬
‫‪194‬‬
‫ص‬‫لو َتس رف الطو َد َالع رَ َت ُاه الرق ُ‬
‫ي‬
‫َمن َين َتقص الر َاح َففيه النق ُ‬
‫ص‬
‫َ‬ ‫َح رت َم َت ُق ُ‬
‫ول يىل َعن الراح ف ُتب‬
‫ص‬ ‫َهذي ُروح ب َها ُي َرب الشخ ُ‬

‫حرف الضاد‬
‫‪195‬‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ض حزينا‬ ‫أنظر العمر كيف يم ي‬
‫ض‬ ‫ق‬ ‫ف ُيودي َو َ‬
‫ي‬ ‫َفاب َتدر ُه َف َسو َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َما َرأي ُت ال َهن َاء ُعمري فله يف‬
‫َ َ َ َُي ََ‬
‫ض‬‫لحياة كذا تمر وتم ي‬

‫~ ‪~ 103‬‬
‫‪196‬‬
‫ي ل َمسجد‬ ‫إ َذا َما أ َتي َنا َخاشع َ‬
‫ر‬
‫َفلم َنأت َنقض للص َلة ُف ُر َ‬
‫وض َها‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫رسقنا منه َسج َادة َو ُمذ‬ ‫لكن‬
‫َع َر َاها البل جئ َنا لك َنس َتع َ‬
‫يض َها‬ ‫ي‬
‫العي‬
‫حرف ر‬
‫‪197‬‬
‫َما أه َر َق الس راف ُس َل ًفا ف ر َ‬
‫التى‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫إال َوأطفأ ن َار قلب ُمولع‬
‫ً َ َ‬ ‫َُ‬
‫أتظ ين َراحا ذلك ال َم َاء الذي‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ُيودي ب َمائة علة يف األضلع‬
‫‪198‬‬
‫ح َو َميت‬ ‫إلىه َو ُمجري ُكل َ ٍّ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫َو َرب الس َما ذات الن ُجوم الس َواطع‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لي كن ُت ذا ُسوء فإنك َسيدي‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫َو َما ه َو ذن يت إن تكن أن َت َصان يىع‬

‫~ ‪~ 104‬‬
‫‪199‬‬
‫الده ُر من ُعمر َي لحظة َو َما‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َجي ُحون إال قط َرة من أد ُم يىع‬
‫الن ُار من أح َزان َنا رَ َ‬
‫رس َارة‬
‫ُ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫َوالخلد لحظة ال َهناء ال ُمشع‬
‫‪200‬‬
‫ً َ‬ ‫ُ‬
‫كن ُت َبازا فطر ُت من َعالم الس ـ‬
‫ـر َألغ ُدو َعن ال َحضيض َرفيعاَ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫َحيث إ يب لم أل َق للش أهل‬
‫ُ َ َ‬
‫ُعد ُت من َحيث قد أتي ُت َرس َيعا‬
‫‪201‬‬
‫إن َيهو كال ُك َرة ال ُو ُج ُ‬
‫ود ب ُهوة‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يت َوأنا ب ُسكر َي هاج ُع‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫لم َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫باألمس يف َحان ال ُمدام ُرهن ُت َوالـ ـ‬
‫َ‬ ‫ـ َخم ُار كا َن َي ُق ُ‬
‫ول َ"رهن ناف ُع"‬

‫~ ‪~ 105‬‬
‫‪202‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ‬
‫ذ اللب ال ُيصبح يف ه ٍّم َعديم ال َمنف َعة‬
‫ً ُ ُ‬
‫ش ُب الر َاح ت َباعا يف كؤوس ُم ر َت َعة‬ ‫َو َي ر َ‬
‫أل َه يم ف ال َقلب َوف ال ُكوز ال ُم َد ُام ُم َ‬
‫ود َعة‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ ً‬
‫اف الطل َواح َت َم َل ال َهم َم َعه‬ ‫سا ل َمن َع َ‬ ‫بؤ‬
‫‪203‬‬
‫َ‬ ‫ان َيجري الده ُر َعك َ‬‫َ َ‬
‫س َم َرامنا‬ ‫إذا ك‬
‫َ‬ ‫يَ‬ ‫َ‬
‫ف َهل جدنا ُيجدي أو الفك ُر َينف ُع‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ ً‬
‫َجلسنا ز َمانا َحائرين ألننا‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫إىل ال َعيش أب َطأنا َولل َموت نشع‬
‫حرف الفاء‬
‫‪204‬‬
‫َنح ُن َنب ُ‬
‫يع التخ َت َوالت ـ‬
‫اج ب َصوت المع َزف‬ ‫ـ َ‬
‫َ َ‬
‫َونش رتي ب ُسب َحة الر ـ‬
‫َ َ َ‬
‫س قرقف‬ ‫ـ ـ َياء كأ‬

‫~ ‪~ 106‬‬
‫‪205‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َم َرر ُت أمس بخزاف ُيدق ُق يف‬
‫ً‬
‫التى َدائبا من ُدون إن َصاف‬ ‫ُصنع ر َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫شاهد ُت إن لم ُيشاهد غ ر ُت ذي َب َرص‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ث َرى ُجدودي بك يف كل خزاف‬
‫‪206‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُُ َ ُ‬
‫حسن األمور وقبحها من نحونا‬
‫ف‬‫َوم َن ال َق َضا َف َرح َو ُحزن ُمدن ُ‬
‫َال َتع ُز ل َألف َلك تل َك َفإنهاَ‬
‫أو َه ب رَشع ال ُحب من َك َوأض َع ُ‬
‫ف‬
‫‪207‬‬
‫َ‬ ‫َمن َن َ‬
‫ال يف ال َيو َم ري ُجر َعة َماء‬
‫َ‬
‫ورة َو َرغيفا‬
‫من َجرة َمك ُس َ‬
‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ل َم َيغ َتدي َعبدا ل َمن ه َو مثله‬
‫َُ َ َ‬ ‫ً‬
‫أو َسائما َمن ُدونه تكليفا!؟‬

‫~ ‪~ 107‬‬
‫‪208‬‬
‫ً‬ ‫َ ً‬ ‫ُ َ‬
‫قم نص َطبح َها خم َرة َوردية‬
‫يف َرنة ال ُعود َو َصوت المع َزف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫أصح فأيام التاوي ــح انقضت‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َوال َي َ‬
‫وم عيد فلنش للقرقف‬
‫‪209‬‬
‫َيا َده ُر َهل بالذي َتأتيه َتع رَت ُ‬
‫ف‬
‫الظلم َتع َتك ُ‬‫َ َ َ َ َ ُّ‬
‫ف‬ ‫ألم تزل بزوايا‬
‫ً‬ ‫َ َ ً‬ ‫ُ‬
‫يم نعيما َوالكر َيم َعنا‬ ‫ط اللئ‬
‫ي‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ف‬ ‫َال َشك إما ح َمار أن َت أو َخر ُ‬

‫‪210‬‬
‫َ ً َ َ َ‬
‫وم ال َج َزا‬
‫ان َي ُ‬ ‫غدا إذا ما ك‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫قد ُرك َيغد َو َح َس َب ال َمعرفه‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فنل صفات َح ُسنت إن َما‬
‫َ‬
‫ش إن ُمت بشكل الصفه‬
‫َ‬ ‫ُتح رَ ُ‬

‫~ ‪~ 108‬‬
‫‪211‬‬
‫َ َ ً‬ ‫ُ‬
‫أل َبحث يف الدهر لم ُيثمر لنا ث َمرا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ف َما ن َح ُاه ام ُرؤ بالحك َمة ات َصفا‬
‫ً‬ ‫َ ُ ً ُ‬ ‫ُ‬
‫ك يل امرئ هز غصنا منه ُمض َطربا‬
‫َ ر َ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫اآلب كما سلفا‬ ‫اليوم كاألمس و ي‬
‫‪212‬‬
‫َ َُ‬
‫َيد ي َىل يف جام وأخرى بمصحف‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫ف‬ ‫َو َطو ًرا أ َنا ال َجاب َو َطو ًرا أ َنا ال َع ي‬


‫ي‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يش َو َما يىل تح َت ذا األفق َمبدأ‬ ‫أع ُ‬

‫ف‬ ‫َف َل ُمسلم َمحض َو َال كافر ض ُ‬

‫حرف القاف‬
‫‪213‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت َوضأ إذا َما كن َت يف ال َحان بالطل‬
‫َ‬ ‫َ ً َ َ‬ ‫َ‬
‫ف َمن َيف َتضح شأنا فل َير ُج أن َير رف‬
‫َ‬
‫أدر يىل ال ُح َميا إن س ر َت َعفاف َيا‬
‫َ َ ر َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫يق له َرتقا‬ ‫قد انشق حت ال نط‬

‫~ ‪~ 109‬‬
‫‪214‬‬
‫ً‬ ‫إن َمن َال َز ُموا ال َم َحار َ‬
‫يب ليل‬
‫َ ُ‬
‫األىل َع َاق ُروا ُك ُؤو َ‬
‫س الرحيق‬ ‫و‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫غرق الك يل َما بهم ق يط ناج‬
‫َ َ ُ ُّ َ‬
‫َوغفوا كل ُهم ف َما من ُمفيق‬
‫‪215‬‬
‫َ‬
‫هات َها كالشقيق أو كال َعقيق‬
‫َ‬
‫َوأسل بالد َما ف َم اإلبريق‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫وم غ ر ُت كأس ال ُح َميا‬ ‫ما يىل الي‬
‫اف الضم رت َرفيق‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من صديق ص ي‬
‫‪216‬‬
‫ود من ُدون َس ر‬ ‫َ َُ ُ‬
‫وق ال ُو ُج ُ‬
‫اف‬
‫ي‬ ‫ال ير‬
‫اف‬ ‫َو ُم َدام َو َصوت َناي ع َر ر‬
‫ي‬
‫َ َ ََ‬ ‫َ‬
‫ش َما تفكر ُت فيه‬ ‫ال أ َرى العي‬
‫يُ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ي الرفاق‬ ‫غ ر َت نيل الشور رب‬

‫~ ‪~ 110‬‬
‫‪217‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ رَ َ َ ي ُ‬
‫الصبح ال ُمشعش ُع فل َيكن‬ ‫مت انبلج‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫بكفك للصه َباء َجام ُم َروق‬
‫َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫َيقولون إن الر َاح ُم ٌّر َمذاق َها‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫فقل َت إذن فالر ُاح َح ٌّق ُم َحق ُق‬
‫‪218‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ َ ًَ‬
‫الدهر ما صاف امرأ كل وكم‬
‫ُ‬
‫من َعاشق أر َدى َومن َمعشوق‬
‫َ ً‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ات ال َيح ر َت ل َعم ُرك َمرة‬ ‫من م‬
‫س َج َام َرحيق‬‫ُأخ َرى َف َبادر َواح ُ‬

‫‪219‬‬
‫َ‬
‫فك َرت يف الدين أق َوام كما‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َح َار َب َ‬
‫ي الشك َوالقطع فريق‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫َفإ َذا ال َهات ُ‬
‫ف َيد ُعوهم أ َيا‬
‫ُ َ َ َ َ َ َ‬
‫ُبله ال هذا َوال ذاك الطريق‬

‫~ ‪~ 111‬‬
‫‪220‬‬
‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫زين َت َوجنة ذياك ال َمليح لنا‬
‫َيا َرب يف ُسن ُبل كالمسك ذي َع َبق‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫َو ُرح َت تأ ُم ُر أن ال تنظ َرن له‬
‫ً َ ُ‬ ‫ك َما َت ُق ُ‬
‫ول "أمل كأسا َوال ترق"‬
‫‪221‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫َيحلو لدى الن ر ُتوز يف الزهر الندى‬
‫ََُ ُ‬
‫الم َحيا الشائ ُق‬
‫وق ف الروض ُ‬
‫وير ي‬
‫َ ُ َ َ َ َُ ُ َ ُ ُ‬
‫األمس مر فما يروق حديثه‬
‫ً ََ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ومك َرائ ُق‬ ‫فاهنأ َو َدع أمسا في‬
‫‪222‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َما عش َت أ َ‬
‫رس الدهر فاج َهد َوارتشف‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اس الطل َما ُدم َت تحم ُل َطوقه‬ ‫ك َ‬
‫ان أو ُل َنا وآخ ُ َرنا ر َ‬
‫التى‬
‫َ‬
‫إن ك‬
‫رَ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫التى ال فوقه‬ ‫فاح َسب كأنك يف‬

‫~ ‪~ 112‬‬
‫‪223‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ال أنا َعالم َوال أن َت رس ال ـ‬
‫ُ‬
‫ـ دهر أو َحل ُمشكل منه َدقا‬
‫َ َ‬ ‫َن َتظت َخل َ‬
‫ف الس َتار فإن زا ـ ـ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ـ ـ َل فل أن َت َوال أنا ثم نت رف‬
‫‪224‬‬
‫بكر الربيع َو َمر الش َتاء‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫َح َياتك تبل َوأو َراق َها‬
‫َ َ َ َ َ ر َ َ‬
‫ارسب فإن ال ُه ُموـ ـ‬ ‫فل تأس و‬
‫ُ‬
‫الس يم َوالر ُاح ترَياق َها‬ ‫ه ي‬ ‫ـ ـ ـ َم َ‬
‫ي‬
‫‪225‬‬
‫ََ‬ ‫ُ ُ َُ َ‬ ‫َ‬
‫وح هلم فاف َتح َحاننا‬ ‫آن الصب‬
‫رساق‬ ‫َهذي ُذكاء َته يم باإل ر َ‬
‫ُ ََ َ َُ‬ ‫َ‬
‫إن كان ُيشع للفناء ز َماننا‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ف َهلم يف كأس إ يىل دهاق‬

‫~ ‪~ 113‬‬
‫‪226‬‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫إن َهذي الك َ‬
‫اس الظريفة ُصنعا‬
‫َ‬ ‫ُ َ ُ ُ‬
‫كشت ثم ألقيت يف الطريق‬
‫ً‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ال ت َطأها َويك احتقارا فقدما‬
‫َ َ‬
‫َصن ُعوها من كأس َرأس َسحيق‬
‫‪227‬‬
‫َ ُ َُ‬ ‫َ‬
‫اح فقم أرق ب ُزجا َجة‬ ‫َراق الصب‬
‫اف‬ ‫َب راف ُس َل َقة ليل َنا َيا َس ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ثم اسق يت كأسا َو َبادر لحظة‬
‫اف‬ ‫ول َفال َغ ُد َب ر‬‫من ُعم َرنا َس رَ ُت ُ‬
‫ي‬
‫حرف الكاف‬
‫‪228‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َيا قل ُب إن َيمنحك ذا الدهر األس‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َو َس َيف َج َعنك باغت َيال َح َياتكا‬
‫َ‬ ‫َفاغ َنم ب َه َذا الروض أو َق َ‬
‫ات ال َهنا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قب َل ام ر َتاج ن َباته ب ُرفاتكا‬

‫~ ‪~ 114‬‬
‫‪229‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ال تدع ال َهم َيع رتيك َوال‬
‫َ‬ ‫َيضق ب َك ال َعي ُ‬
‫ش َواطرح ك َمدك‬
‫ض َوالم َي َاه َوطب‬ ‫َو َالزم الرو َ‬
‫َ‬
‫التى َج َسدك‬ ‫َمن َقبل أن َيع ُ َ‬
‫رص ر َ‬

‫‪230‬‬
‫أل َقي َت ف ُكل َمن َهج رَ َ‬
‫رسكا‬ ‫ي‬
‫ً َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫َوقل َت َمن َيحظ خط َوة هلكا‬
‫َ‬
‫بالذنب أغ َري َت يت َوتن ُس ُب يىل‬
‫َ‬ ‫َ ً ُ‬
‫ذنبا َوك يل األحكام يف َيدكا‬
‫‪231‬‬
‫ف َيف َت‬ ‫ُقم َو َدع َهم َعالم َسو َ‬
‫َ‬ ‫َواغ َتنم لحظ َة ي ُ‬
‫الشور لديكا‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫إن َيكن يف الز َمان أدب َوفاء‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫لم تصل نو َبة ال َهناء إليكا‬

‫~ ‪~ 115‬‬
‫‪232‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ف َي ُحو ُم القل ُب َيوما َعل‬ ‫كي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫غ رتك أو َيب يىع ه َو ًى َمع ه َواك‬
‫ً‬ ‫ََ‬ ‫ُُ‬
‫وع لم تدع لحظة‬ ‫إن دم ي‬
‫َ َ َ ُ‬
‫ت ترنو ل َحبيب س َواك‬ ‫عي ي‬
‫‪233‬‬
‫ُ ُ َ ُ ُ ر َ َ َ ً‬
‫اب تائبا‬ ‫قلت سأترك الش‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ف ُه َو َد ُم الكرم َولس ُت أسفكه‬
‫َ‬ ‫ً ُ‬ ‫َق َ‬
‫ال ي َىل ال َعق ُل أجدا قل َت ذا؟‬
‫ُ‬ ‫ُقل ُت ل َقد َم َازح ُت‪ ،‬كي َ‬
‫ف أت ُركه؟‬
‫‪234‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫َيا َمن ُيفك ُر ليله َون َه َار ُه‬
‫َ‬
‫بال َعيش هل خف َت َيو َم َر َداكا‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إرجع لنفسك َواصح َوانظر لحظة‬
‫ُ‬
‫فع َل الز َمان َو ُصن َعه بس َواكا‬

‫~ ‪~ 116‬‬
‫‪235‬‬
‫َ‬ ‫أ َنا َعب ُد َك ال َ‬
‫اض فأي َن ر َضاكا‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َولقد َدع قل يت فأي َن َسناكا‬
‫ان ب َط َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫اعة‬ ‫إن كن َت تمن ُحنا الجن‬
‫ً َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫َيك ذا لنا َبيعا فأي َن َع َطاكا‬
‫حرف اللم‬
‫‪236‬‬
‫ً‬
‫السكر َوالصه َباء ُمف َتتنا‬ ‫أص َبح ُت ب ي‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َفف َ‬
‫يم ُيك ر ُت يىل هذا ال َو َرى ال َعذال‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َيا لي َت كل َح َرام ُمسكر أل َرى‬
‫َ َ َ‬
‫ت من ذنبه ثمل‬ ‫ف الكون ُكل َف ر ً‬
‫ي‬
‫‪237‬‬
‫ََ‬ ‫ََ‬
‫عش َوابنة الكرم يف هناء‬
‫َ‬
‫ارسب َو َدع َباط َل الخ َيال‬ ‫َو ر َ‬
‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫فالبن ُت َمه َما تكن َح َراما‬
‫ُ َ َ َ‬
‫أط َي ُب من أمها الحلل‬

‫~ ‪~ 117‬‬
‫‪238‬‬
‫َ ََ ُ‬ ‫ُ‬
‫أ َرى كل خلن ال َوفاء تفرقوا‬
‫َ‬
‫ي َضي ــع للر َدى َوقتيل‬ ‫َف َب َ‬
‫ر‬
‫ً َ‬ ‫رَ َ ر َ َ ً‬
‫رسابا َواحدا غ ر َت أن ُهم‬ ‫رسبنا‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫به ثملوا من قبلنا بقليل‬
‫‪239‬‬
‫ي َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أ َيا قل ُب َما تدري بش أو يىل النىه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َولس َت لذا الرمز الدقيق ت َرى َحل‬
‫ً‬ ‫َ َ َ َُ َ‬
‫م َن الراح فاصنع ها هنا لك َجنة‬
‫َ‬ ‫َ َ َُ ُ‬ ‫ََ‬
‫فثم جنان هل تفوز ب َها أو ال‬
‫‪240‬‬
‫َ‬ ‫ُ ً‬
‫ك َش ُت كوزا للطل َعن َجهل‬
‫ُ ُ َ َ ً‬
‫انا َسل َ‬
‫يب ال َعقل‬ ‫إذ كنت نشو‬
‫َ‬
‫ف َر َاح َيد ُعو بل َسان ال َحال‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫مثلك قد كن ُت َوتغدو مث يل‬

‫~ ‪~ 118‬‬
‫‪241‬‬
‫ُ ُ رَ‬
‫يس َيدري رس ال ُو ُجود ابن أنت‬ ‫ل َ‬
‫َوب َتكوينه َت َح ُار ال ُع ُق ُ‬
‫ول‬
‫َما أ َرى لل َف رَت س َوى الرمس َمث ً‬
‫وى‬
‫َوه َو له يف حك َاية َس َت ُطو ُل‬
‫‪242‬‬
‫ُ‬ ‫إن ُم يت َفاك ُت ُموا ُر َف ر‬
‫اب َواج َعلوا‬‫ي‬
‫َ‬
‫ي ال َمل‬ ‫آخ َر أمري عظ ًة َب َ‬
‫ر‬
‫َ‬
‫اي َواصن ُعوا‬ ‫َوبالط َل ام ُز ُجوا َث َر َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫من طينه غ َط َاء َراقود الطل‬
‫‪243‬‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ذا َيو ُمك َراق َوال َه َو ُاء اع َتدال‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َوالرو ُ‬
‫ض ب َواكف الغ ُيوث اغت َسل‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوال ُبل ُب ُل بال َب َهار ن َادى َجذال‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قد أفلح َمن أل كؤس الراح َجل‬

‫~ ‪~ 119‬‬
‫‪244‬‬
‫ً‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫م قم وأت يت ُم َعجل‬‫يا صن ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َو ُحل يف ُحسنك يىل َما أشكل‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َوهات يت كوز ال ُمدام قب َل أن‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ُيصن َع من ُرفاتنا كوز الطل‬
‫‪245‬‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫خي ُام طب إن نل َت نش َوة قرقف‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫َو َح َباك َورد يي الخدود و َصاال‬
‫َ ََ‬
‫ه الفنا‬ ‫ود‬‫ج‬‫ان َعاق َب ُة ال ُو ُ‬
‫َ‬
‫إن ك‬
‫ي‬
‫ً َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫فاف ُرض فناك َوعش َسعيدا َباال‬
‫‪246‬‬
‫س َج َام َها‬ ‫إ َذا نل َت رطل َقر َقف َفاح ُ‬
‫ي‬
‫اق أو َمح َفل َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫اىل‬
‫ي‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫اع‬ ‫م‬‫ت‬ ‫اج‬ ‫ل‬‫ك‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َما َيع َت يت َباري ال ُو ُجود بشارب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اىل‬
‫ي‬ ‫ث‬ ‫م‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫ق‬‫ذ‬ ‫لمثلك أو َيه َت يم يف‬

‫~ ‪~ 120‬‬
‫‪247‬‬
‫ج ُء َوان َعم‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اض وما سي ي‬ ‫دع الم ي‬
‫َ ً‬
‫اسات الش ُمول‬ ‫سا بك َ‬ ‫َوطب نف‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫َوأنف ُسنا ُم َع َارات فأطلق‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رس َاح النفس من قيد ال ُعقول‬
‫ََ‬

‫‪248‬‬
‫َ ُ َ رَ َ َ ً‬
‫أخذت بدفت األيام فاال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َج َاء ند ُاء ذي ذوق َو َعقل‬
‫ُ‬
‫َسعيد َمن له إلف ك َبدر‬
‫ُين ر ُت َوليلة يف ُطول َحول‬
‫‪249‬‬
‫ُ ُّ َ‬
‫كل َما قد َرأي َت يف الدهر َوهم‬
‫ال‬‫َوالذي ُقل َت أو َسمع َت َخ َي ُ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً َ ََ‬
‫َباطل قد غدو َت يف األرض تعدو‬
‫َوك َذا االنز َو ُاء ف الدار ُ‬
‫آل‬ ‫ي‬

‫~ ‪~ 121‬‬
‫‪250‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫أع يب الطل َعمدا َومث يل ذو حج‬
‫َ‬
‫رسب ـ َها َسهل‬‫الن َىه رُ ُ‬
‫َ ي‬
‫له َيغ َتدي عند‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫ما بارت َش َ‬ ‫ً‬ ‫َد َرى ُ‬
‫اف للطل‬ ‫ي‬ ‫اَّلل قد‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فإن أج َتنب َها َينقلب عل ُمه َجهل‬
‫‪251‬‬
‫َيا َنديم أدر َعق َ‬
‫يق ال ُح َميا‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوأرح يت من هم قيل َوقال‬
‫َ َ ُ َ َ َ َ ُ‬
‫ف ت َسوي‬ ‫واسع يف كوزها فسو‬
‫اىل‬ ‫ف الل َ‬
‫ي‬ ‫من َث َر َانا ُكو ًزا أ ُك ي‬
‫ي‬
‫‪252‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َيا قل ُب هب أنك نل َت األ َمل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َرو ُ‬
‫ض أف َراحك بالنبت َحل‬
‫دى‬‫َفلس َت ف َروض ال َه َنا س َوى َن ً‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َه َوى ل َدى الليل َوف ي‬
‫الصبح َعل‬ ‫ي‬

‫~ ‪~ 122‬‬
‫‪253‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ضبنا يف كل قطر َوف ٍّج‬ ‫كم‬
‫َ‬ ‫ً َ َ ًَ‬
‫َواديا كان أو فلة َو َسهل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫لم نجد َمن َيقو ُل َمن َع َاد من ذا‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ك الطريق الذي َمض فيه قبل‬
‫‪254‬‬
‫ُأن ُظر ل ُسوء ف َعال أف َلك السماَ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫اىل‬
‫ي‬ ‫خ‬ ‫ك‬ ‫اق‬ ‫ف‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬‫وانظر لدهر‬
‫َ َ ُ َ ً‬ ‫َ‬
‫َما اس َطع َت فاه َن ال َيو َم ال تنظر غدا‬
‫ُ‬ ‫َ ََ‬
‫وما تقض َوانظ َرن لل َحال‬ ‫أ‬
‫‪255‬‬
‫َ ً‬ ‫ُ ُ َ‬
‫يل ب َهذا الكون َطر يف ُمدققا‬ ‫أج‬
‫ً َ َ‬ ‫ُ‬
‫َوأمع ُن فيه فك َرة َوتأ يمل‬
‫َ ُُ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ رَ‬
‫سء نظرته‬ ‫فسبحان ر يب كل ي‬
‫َ‬ ‫َرأي ُت به َ‬
‫س ل َعي يت ُم َمثل‬‫ي‬ ‫أ‬ ‫ي‬

‫~ ‪~ 123‬‬
‫‪256‬‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ىس الفد ُاء لكل كفء َعارف‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫أهوي َعل قد َميه غ ر َت ُم َبال‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ُ‬
‫أتريد َمعرفة ال َجحيم بكنه َها‬
‫ُ‬
‫يم ل ُصح َبة ال ُجهال‬
‫إن ال َجح َ‬

‫‪257‬‬
‫ً‬ ‫َبادر َز َم َان َك َواح ُ‬
‫س الر َاح َصاف َية‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫فال ُعم ُر َيو َمان لن نلق ُاه إن ك ُمل‬
‫ً‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫تدري بدن َياك نح َو ال ُعدم َسائ َرة‬
‫َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ َ ً‬
‫فكن ن َهارا َوليل بالطل ثمل‬
‫‪257‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬
‫قم هات َها َوردية مسكية‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫َو َداو من هذا الفؤاد العلل‬
‫َ ً ُ َ‬ ‫َ‬
‫َوإن ت ُرم ُمفرحا َيجلو األ َس‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فأحرص ال ُعو َد َو َياقو َت الطل‬

‫~ ‪~ 124‬‬
‫‪259‬‬
‫َ‬
‫أ َيا َمن أ رب يب لل ُو ُجود بقد َرة‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫َو ُربي ُت يف نع َمائه أتدل ُل‬
‫َ ََ‬
‫َسأم َتح ُن العص َيان َمائة َحجة‬
‫اح َك أج َزلُ‬ ‫َألعل َم َذنت أم َس َم ُ‬
‫ي‬
‫‪260‬‬
‫رسب َفكم َس َت َن ُام ف َقعر ر َ‬
‫التى‬ ‫إر َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َيا َصاح ُدون َحليلة َوخليل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ال تفش ذا الش الخ يف لدى امرئ‬
‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫لن تزه َو األزها ُر َبعد ذ ُبول‬
‫‪261‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫إن لم َيكن َر ي َب قد ش َاء َما‬
‫ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫شئ ُت ف َهل ُيمكن يت فعله‬
‫ً َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫فإن َيكن ش َاء َص َوابا ف َما‬
‫ُ ُّ ُ‬ ‫َ‬
‫شئ ُت س َو ُاه خ َطاء كله‬

‫~ ‪~ 125‬‬
‫‪262‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أل َيو َم َما لك يف أمر الغداة َيد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َولي َ‬
‫س فك ُر غد إال م َن الخ َبل‬
‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫فاغنم َبقية ُعمر إن تكن َيقظا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فال ُعم ُر َيف َت بل ُبطء وال َم َهل‬
‫‪263‬‬
‫س َو َما‬ ‫لم َتحظ َيا َقلت ب َغ رت أ ً‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ي َ َُ ُ َ ً‬
‫تنفك ترزأ بكرة وأصيل‬
‫ً‬ ‫يم َتخذت جس َ‬ ‫َيا َنف ُ‬
‫م َمسكنا‬‫ي‬
‫سف َ‬
‫َ‬
‫ي َرحيل‬‫إن ُكنت َعن ُه َس رُتمع َ‬
‫ر‬
‫حرف الميم‬
‫‪264‬‬
‫ً‬
‫اف فكرا‬ ‫ُي َدق ُق َذل َك ال َخز ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يق الفهيم‬ ‫ب ُصنع الط ري تدق‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫إال َم َي ُسو ُمه َدوسا َولكما‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ي غ ر َت ث َرى ال ُج ُسوم؟‬‫يخال الط ر‬

‫~ ‪~ 126‬‬
‫‪265‬‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ ُ ُ َ‬
‫ود ذا الكون من َبحر الخفاء َبدا‬ ‫وج‬
‫ُ‬ ‫ً َ‬
‫رس ُه لم َيي َيوما لدى األ َمم‬‫َو ي‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ال َوهما َعن َحقيقته‬‫ُك يل امرئ َق َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوال َح يق َما ف َاه فيه َواحد بفم‬
‫‪266‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫أز َه َ‬
‫يم ف َبادر‬‫ي‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ا‬‫ي‬ ‫ض‬ ‫و‬‫الر‬ ‫ر‬
‫رى َو ُيمىس َعد َ‬
‫يما‬ ‫َف َس َيغ ُدو َث ً‬
‫ي‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ف ت َرى ال َور‪..‬‬ ‫إرتشف َواق َتطف فسو‬
‫ابا َوالنب َت فيه َهش َ‬ ‫َ َُ ً‬
‫يما‬ ‫‪..‬د تر‬
‫‪267‬‬
‫َ‬ ‫شب الر َاح َفا ر َ‬ ‫إن َت ر َ‬
‫رسب َمع ذوي أ َدب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أو ذي َج َمال َصقيل الخد ُمبتسم‬
‫َ ً‬ ‫َو َدع َت َعاط َي َها َب َ‬
‫ي ال َمل َعلنا‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ر َ َ َ‬
‫ارسب خف ًاء َوال تك رت َوال تدم‬ ‫و‬

‫~ ‪~ 127‬‬
‫‪268‬‬
‫َ‬ ‫ي ُ َ‬
‫الصبح َر َاية َجيش الظلم‬ ‫َط َوى‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫يم َوهات ال ُمدام‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫فقم يا‬
‫س ال ُمقل َت ري‬ ‫َو ُفك ل َنا َنرج َ‬
‫َ ُ َ َ َ ُ ُ َ‬
‫يل ال َمنام‬ ‫وقم فلسوف تط‬
‫‪269‬‬
‫َح رت َم أن َت أس رت للون َوالطعم َوالشم‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫َو ُمق َتف كل زين َوكل ش ري ُمدمم‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫فإن تكن َم َاء َع ري ال َح َياة أو بت زم َزم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ود ُع الرم َ‬
‫س َحت َما لدى الق َضاء ال ُم َحتم‬ ‫َس ُت َ‬

‫‪270‬‬
‫َ َ ُ َ َ َ‬
‫ج من َدهرك الك َر َما‬ ‫يا نفس ال ت ي‬
‫ت‬
‫ر‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوال م َن الفلك الدوار ُمغ َتن َما‬
‫ُ ُ َ‬
‫َيزيد َداؤك إن َد َاويته أل َما‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َعن َد َو ُاه َوأحم يل السق َما‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫ع‬ ‫أ‬‫ف‬

‫~ ‪~ 128‬‬
‫‪271‬‬
‫ُ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ف َيدو ُم‬ ‫َسنف َت َوهذا الكون سو‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوتذه ُب أس َماء لنا َو ُر ُسو ُم‬
‫ُ َ َ ً‬ ‫َ ُ‬
‫ك َما لم نكن َوالكون كان ُمنظما‬
‫َس َنف َت َو َيب رَف َبع ُد َوه َو َنظ ُ‬
‫يم‬
‫‪272‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ي ُ‬
‫الصبح َوانشق َجي ُب الظلم‬ ‫بد ا‬
‫َ‬
‫س ال ُمدام‬‫َف ُقم َو َدع ال َهم َواح ُ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫فكم من َص َباح َس َيبدو لنا‬
‫ي َ‬ ‫َ‬
‫الرغام‬ ‫َونح ُن ن َيام ب َبطن‬
‫‪273‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ ً‬
‫خذ نصبا من َدور َدهرك َواجلس‬
‫س ال َج َاما‬ ‫الشور َواح ُ‬ ‫َفو َق َعرش ي ُ‬
‫اَّلل َعن ُذ ُنوب َو َط َ‬
‫اعا‪..‬‬ ‫ت ُ‬ ‫َع َ‬
‫ي‬
‫َ‬
‫‪...‬ت فأدرك م َن الز َمان ال َم َر َاما‬

‫~ ‪~ 129‬‬
‫‪274‬‬
‫َ ُ َ َ‬
‫ف نف س‬ ‫ع َط ُاء الدن يعدل أل‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوتعد ُل ُملك ذي الدن َيا ال ُمد ُام‬
‫يل َمسح الراح عندي‬ ‫أ َرى مند َ‬
‫ُ َ َ‬
‫له فوق الط َيال َسة اح ر َت ُام‬
‫‪275‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫َحقيقة الكون لي َست عند ناظر‬
‫َ َ َ َ َ َ ي َ َ‬
‫األلمُ‬ ‫سوى مجاز ففيم الهم و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َجار َده َرك َواخ َضع للق َضاء فلن‬
‫َ َ َ ُ َ‬ ‫ُ َ َ‬
‫يل َما قد خطه القل ُم‬‫يق تبد‬ ‫تط‬
‫‪276‬‬
‫َ َ َ‬
‫ت َساقطنا ك َط رت يف ش َباك‬
‫َ‬ ‫ُت َ‬
‫اب من أذى الدهر اهت َض َاما‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َيبدو‬ ‫َونخب ُط يف ف َضاء لي‬
‫َ ُ‬ ‫ُ ٌّ‬
‫له َحد َولم نبلغ َم َر َاما‬

‫~ ‪~ 130‬‬
‫‪277‬‬
‫َ‬
‫أن َت أبدع َت يت م َن ال َماء َوالط ـ‬
‫م‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫اف‬ ‫ـ ـي ك َما َقد َن َسج َت أل َي َ‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫رس م يت َيلو ُح َوخ رت‬ ‫ُك يل رَ ٍّ‬
‫َ َُ َ ُ‬
‫أن َت قدرته ف َما ه َو ُج ُر يم‬
‫‪278‬‬
‫ُ َ َ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫س خلع ُته فوق دن‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ثوب‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوت َيمم ُت يف ث َرى ال َحان َحر َما‬
‫ً‬
‫اب أل رف لدى ال َحان ُعمرا‬
‫َ َ‬
‫س‬‫َف َع َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫ضاع مت َب َ‬ ‫َ‬
‫ي ال َمدارس قد َما‬ ‫ي ر‬
‫‪279‬‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫تقل ُل الر ُاح تك ي َت ال َو َرى‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ه ت ُح يل ُمشكلت ال َعالم‬ ‫و ي‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يس ال ُمد َام َمرة‬ ‫اق إبل ُ‬ ‫لو ذ‬
‫أ رَب بأل َف َسج َدة َ‬
‫آلدم‬ ‫ي‬

‫~ ‪~ 131‬‬
‫‪280‬‬
‫السك َارى‬ ‫َتار َك الراح َال َت ُذم ي‬
‫َ‬
‫األ َثامُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إن أوفق أتب ويمج‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫باجتناب الطل اف َتخر َت َوتأ ر يب‬
‫َ ُ َ‬ ‫ُُ‬
‫بذنوب ل َها ال ُمد ُام غل ُم‬
‫‪281‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫نو ُر ال َبص ر َتة نح ُن يف َع ري الح َج‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫َوكذاك نح ُن القصد من ذا ال َعالم‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ ُ َ‬
‫ود قد اس َتد َار كخاتم‬ ‫هذا الوج‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ش نح ُن بفص ذاك الخاتم‬ ‫النق‬
‫‪282‬‬
‫َ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اب األ َس‬ ‫ت ُحوك يىل يا دهر جلب‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ك َما تش يق يىل ر َدا التن يعم‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫تعيد يىل ري ــح الص َبا نارا ك َما‬
‫ُ َ ُ َ َ َُ ً َ‬
‫م‬‫تص رت الماء ترابا يف ي‬
‫ف‬

‫~ ‪~ 132‬‬
‫‪283‬‬
‫َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫إذا لم نكن يف الدهر نب رف ف َعيـش ـنا‬
‫ب ُدون ال ُح َميا َوال َحبيب َذم ُ‬
‫يم‬
‫َ‬
‫ام يف قديم َو َحادث‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إىل م اهتم ي‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َوسيان َبعدي َحادث َوقد ُيم‬
‫‪284‬‬
‫َ‬ ‫َد َعا ال َور ُد إب ُيو ُس ُ‬
‫ف الروض فأنظ ُروا‬ ‫ي‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫م‬‫ي‬ ‫ف‬ ‫ة‬ ‫ء‬‫و‬ ‫ل‬ ‫م‬‫م‬ ‫ت‬ ‫الت‬ ‫ب‬ ‫ة‬‫وت‬ ‫كياق‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫فقل ُت أبن يىل من َعل َمات ُيو ُسف‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫ال انظ َرن ثو يب ال ُمخض َب بالدم‬ ‫فق‬
‫‪285‬‬
‫م‬‫َحل فكري ف الكون ُكل ُم َع ً‬
‫ي‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫التى ألوج الن ُجوم‬ ‫من َحضيض ر َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫قد ت َبين ُت كل َمكر َوم ٍّر‬
‫فيه إال رس الر َدى ال َمح ُتوم‬

‫~ ‪~ 133‬‬
‫‪286‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أنا لس ُت أقن ُط من خالق‬
‫ُُ‬ ‫َ‬
‫وب الج َسام‬ ‫رحيم لعبء ذ ي‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫إ َذا ال َي ُ‬
‫وم ُم يت َضي ـ َـع الطل‬
‫ُ َ ً‬
‫َس َيعفو غدا َعن َرميم العظام‬
‫‪287‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ُُ َ َ‬
‫ل ُحكم القضا وكل أمورك ما احتوى‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ َ‬
‫ك َيانك أع َصابا َوجلدا وأعظ َما‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫َدع ال َمن من خ ٍّل وإن َيك َحاتما‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َوللخصم ال تخ َضع َوإن َيك ُرس ُت َما‬
‫‪288‬‬
‫ُ‬
‫إن األوىل أض َحوا أ َس َارى َعقولهم‬
‫َ‬ ‫َ َُ َ َ َ‬
‫شة فاقد ُم َتندم‬ ‫ذهبوا بح‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رسب َو ُعد كاألغب َياء فإن ُهم‬
‫إر َ‬
‫َ ً‬
‫َص ُاروا زبيبا يف أ َوان الحرصم‬

‫~ ‪~ 134‬‬
‫‪289‬‬
‫اب رزق َوأرسل‬ ‫َر َب اف َتح ىل َب َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ََ‬ ‫َىل ُق ر‬
‫وب من ُدون َمن األنام‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوأدم نش َوة الطل ي َىل َح رت‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫تذهل يت َما عش ُت َعن آال يم‬
‫‪290‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إ يب َوإن ذق ُت الغ َر َام َوقل يىل‬
‫َ‬
‫من ُمب َهم األرسار ما لم يفهم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ي َبص ر َت ر يب‬ ‫ي َف َتح ُت َع َ‬ ‫وم ح َ‬ ‫َفال َي َ‬


‫ر‬ ‫ر‬
‫أص َبح ُت أعل ُم أن يت لم أعلم‬
‫‪291‬‬
‫َ َ ُ ُ َ ً‬
‫يق ن َواال‬ ‫َبادر اليوم إذ تط‬
‫َوأزل َعن َح َشا الر َفاق ال ُه ُم َ‬
‫وما‬
‫س ب َباق‬ ‫إن ُمل َك ال َح َمال لي َ‬
‫َف َس َتل َق ُاه َبغ َت ًة َمع ُد َ‬
‫وما‬

‫~ ‪~ 135‬‬
‫‪292‬‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫إن تكن َيا ند ُيم نارا ب َصخر‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َس َيجري إليك َجاري الح َمام‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫غن فالكون من ث َر ًى َوه َواء‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ك يل أنفاسنا فج بال ُمدام‬
‫‪293‬‬
‫َُ‬ ‫ً‬
‫إن ظبيا به اس َت َه َام فؤادي‬
‫ً َ‬
‫َع َاد َصبا بشادن ُمس َت َه َاما‬
‫َ ُ ُ ً َ‬ ‫َ ُ‬
‫اب‬
‫كيف أرجو من بعد برءا ل ي‬
‫د‬
‫َ‬ ‫َو َطبيت أض َج ُي َ‬
‫اب السق َاما‬ ‫ي‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫‪294‬‬
‫ً‬ ‫إن َرآب الس ر‬
‫اف ل َجد َو ُاه أهل‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫َعم يت يف ف َواضل اإلن َعام‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫اب‬
‫ي‬ ‫ق‬ ‫س‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ذ‬‫وإ‬
‫َ َ َ‬
‫فوق قدري ب َع َادة اإلك َرام‬

‫~ ‪~ 136‬‬
‫‪295‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ ً‬
‫أ َيا فلكا ُي َر يب كل نذل‬
‫َ َ ُ‬
‫س َيد ُور َحس َب ر َضا الكريم‬ ‫ولي‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ً‬
‫كف بك شي َمة أن ُرح َت تهوي‬
‫َ‬ ‫ذي رَ َ‬
‫رسف َوتس ُمو باللئيم‬
‫‪296‬‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أألفق كأس فوقنا مقلوبة‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫األح َزمُ‬ ‫كم تح َت َها خدع اللبيب‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أنظر وداد الكأس مع كوز الطل‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫شفة َعل شفة َو َبين ُه َما َد ُم‬
‫‪297‬‬
‫ُ ُ َ‬
‫رس ال َح َياة لو أنه َيبدو لنا‬ ‫ي‬
‫ل َب َدا ل َنا ي‬
‫رس ال َم َمات ال ُمب َه ُم‬
‫َ‬
‫ح رسها‬ ‫لم َتعل َمن َوأن َت َ ٌّ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ً َ‬
‫فغدا إذا ُمت َماذا تعل ُم؟‬

‫~ ‪~ 137‬‬
‫‪298‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َحلق ُت بالفكر من فوق الس َما أل َرى الـ ـ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ـ ـجنان َوالن َار َواألل َو َاح َوالقل َما‬
‫َ ُ َ َ‬
‫اع الح َج فيك الجنان زهت‬
‫َ‬
‫د‬ ‫َف َص َ‬
‫اح َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوالن ُار شبت َوفيك اللو ُح قد ُرق َما‬
‫‪299‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫إن الذي َن ت َرحلوا من قبلنا‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ن َزلوا بأجداث الغ ُرور َون ُاموا‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ر َ َ ُ َ‬
‫م‬
‫ي‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫يق‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ي‬‫ذ‬ ‫ه‬ ‫إرسب وخذ‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ك يل الذي قالوا لنا أوه ُام‬
‫‪300‬‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫لم تقل يىل َما قل َت إال لحقد‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬
‫زاعما أن يت بل إسلم‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أنا أق َرر ُت بالذي قل َت لكن‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫أأن َت أهل لمثل هذا الكلم؟‬

‫~ ‪~ 138‬‬
‫‪301‬‬
‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫َيا َمن غدو َت ل َجوكان الق َضا ك َرة‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ف ش َاء َوال تنبس ببنت فم‬ ‫رس كي‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف َمن َر َم بك يف ال َميدان ُمض َطربا‬
‫َ‬
‫أد َرى َوأعل ُم َما َيجري م َن القدم‬
‫‪302‬‬
‫ي‬
‫إىل َم َوأن َت للدن َيا َحزين‬
‫َو َطر ُف َك َدامع َوال َقل ُب َ‬
‫ام‬
‫ي‬ ‫د‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫فعش َجذالن َوارتشف ال ُح َميا‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َونل أق َض ال َهنا قب َل الح َمام‬
‫‪303‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫إن الق َض َاء ألمر ال ُي َر يد َو َما‬
‫َ‬ ‫يب ذي ال َهم إال ي‬ ‫َنص ُ‬
‫السق ُم َواألل ُم‬
‫ُ َ َ َ ُ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫وم الفؤاد فلن‬ ‫إن تقض عمرك مهم‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َ ً‬
‫تزيد شيئا َعل َما خطه القل ُم‬

‫~ ‪~ 139‬‬
‫‪304‬‬
‫َ ً‬
‫ي َىل نقدا َساق َو ُعود َو َروض‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َولك ال َوعد يف غد بالنعيم‬
‫َ َ َ‬
‫يث الج َنان َوالنار ف َمن َجا‪...‬‬ ‫دع حد‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪َ ...‬ء م َن الخلد أو َمض لل َجحيم؟‬
‫حرف النون‬
‫‪305‬‬
‫َ‬ ‫الش ُهب َق َ‬ ‫َ ُ ي‬
‫ال يىل أف َتع ُزو‬ ‫ف لك‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ي َىل ُحك َم القضاء يف األ ك َوان‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫لو غدا يىل يف الس رت أدب اخت َيار‬
‫َ‬
‫لم تجد يب أ ُدو ُر كال َح ر َتان‬
‫‪306‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أح َس ُن من زهد الف رَت َعن ريا‬
‫َ‬
‫ف ال ُح َميا َواقتف ُاء الح َسان‬
‫َرش ُ‬
‫َ‬
‫إن كان أه ُل ال ُحب َوالراح يف‬
‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫ً َ َ َ‬
‫ط فلن تل رف امرأ يف الجنان‬ ‫ل‬

‫~ ‪~ 140‬‬
‫‪307‬‬
‫ي َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫إذا كن َت تعل ُم رس الدب‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َفف َ‬
‫يم َو َحت َام هذا ال َعنا‬
‫َ‬
‫إذا الده ُر لم َيجر َحس َب ال َم َرام‬
‫َ‬
‫يف ال َهنا‬ ‫َفعش َما َحيي َت َحل َ‬

‫‪308‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫ىه يف الحياة ولم‬ ‫إن لم أطعك إل ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫أطهر النفس من أدران عصيان‬
‫َ َ ً‬ ‫َفلي َست النف ُ‬
‫س من َجد َواك قان َطة‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫إذ لم أقل ق يط إن ال َواحد اثنان‬
‫‪309‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫كم يف ال َمدارس َوالص َوامع أنفس‬
‫َ‬ ‫ان َو َتخ َت ر‬‫َ َ‬ ‫َتر ُ‬
‫ىس الن ر َتانا‬‫ي‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫و‬‫ج‬
‫َ‬ ‫لكن َمن َع َر َ‬
‫ف اإلله َورس ُه‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫لم ُيشغلن بذي األ ُمور َجنانا‬

‫~ ‪~ 141‬‬
‫‪310‬‬
‫َ ََ ُ‬
‫أ َرى أجداثنا تب َت بلي‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ً‬
‫غدا َيا َصاح إن نرد ال َمنونا‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫َو ُيصن ُع من ث َرانا َبعد لي‬
‫ُ َ ُُ ُ َ َ‬
‫ور اآلخرينا‬‫به تبت قب‬
‫‪311‬‬
‫َصي ُاد َذا الدهر أل رَف ال َحب ف رَ َ‬
‫رسك‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬
‫ف َص َاد َصيدا َوقد َسم ُاه إن َسانا‬
‫َ ُ ي َ َ رَ ٍّ ُ َ َ َ َ‬
‫رس منه قد نشئا‬ ‫فكل خ رت و‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َو َر َاح َيع ُزو ل َهذا الخلق عص َيانا‬
‫‪312‬‬
‫ً‬
‫ي َحوال‬ ‫َال ُت َؤمل َما َفو َق ست َ‬
‫ر‬
‫َ‬ ‫ل َك ُعم ًرا َو َالزم ي‬
‫السك َر َواهنا‬
‫َ ُُ َ َ ً‬
‫س ُمداما‬ ‫َوال َزم الدن والكؤو‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قب َل أن َيصن ُعوا ُرفاتك دنا‬

‫~ ‪~ 142‬‬
‫‪313‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ز َم ُن ال َورد ذا َوضفة نهر‬
‫َو َرياض َوبض ُع ُحور ح َسان‬
‫ً‬ ‫َ َ َ‬
‫س فالنش َاوى َص َباحا‬ ‫َعاط يت الكأ‬
‫َ‬
‫ُحر ُروا من َم َساجد َوجنان‬
‫‪314‬‬
‫َُُ‬ ‫اس ُ‬‫َعق ُيق َك الر ُاح َوالك َ‬
‫ات َمعدنه‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫َوالر ُاح ُروح م َن ال َجام اص َطفت َبدنا‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫س ز َجاج بالطل َضحكت‬ ‫َوإن كأ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫دمع د ُم القلب يف أثنائه ك َمنا‬
‫‪315‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اَّلل كل ف َعالنا‬ ‫قد كان َيدري‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫من َيوم َصو َر طيننا َو َب َرانا‬
‫َ‬ ‫َ ً ُ‬ ‫َ َ‬
‫لم نرتكب ذنبا بدون ق َضائه‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫فإذن ل َماذا ندخ ُل الن ر َتانا؟‬

‫~ ‪~ 143‬‬
‫‪316‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫إن َت ُرم أن َت َن َ‬
‫ال ُعمرا َصحيحا‬
‫َ َ‬ ‫َُ ً َ‬
‫َوفؤادا ال َيحم ُل األح َزانا‬
‫َ ُ‬ ‫لرتشف َ‬ ‫َ َ‬
‫اف الطل كل آن‬ ‫ي‬ ‫ص‬ ‫ف‬
‫ً َ َ‬ ‫ل َت َن َ‬
‫الش َور آنا فآنا‬
‫ال ي ُ‬

‫‪317‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫إذا لم َيكن عل ُم ال َيق ري ب ُممكن‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫شان‬ ‫لنا َوانق َض ُاء ال ُعمر بالشك خ‬
‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫فل َين َب يىع أن ن ر ُتك الر َاح لحظة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َوسيان ح َ‬
‫ي ال َجه ُل َصاح َونش َوان‬ ‫ر‬
‫‪318‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫غسلو يب بالراح َبعد ال َمنون‬
‫يت‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫ُ َ‬
‫ت‬ ‫ف‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫ك‬ ‫ال‬‫و‬ ‫َواذ ُك ُرو َها َ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َ ُ َ‬ ‫َول َدى ال َح ر‬
‫اب‬‫ي‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ت‬‫د‬ ‫ر‬‫أ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ش‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫من ث َرى َباب َحانة فاطل ُبو يب‬

‫~ ‪~ 144‬‬
‫‪319‬‬
‫ََ َ َ ُ َ‬
‫ي كفرنا َوالدين‬ ‫نف س ب ر‬
‫ََ َ َ َ َ‬
‫ي شكنا َوال َيق ري‬ ‫نف س ب ر‬
‫َما أ َرى َحاص َل ال َح َياة س َو ُاه‬
‫ُ‬ ‫يُ َ‬ ‫َ‬
‫الشور قب َل ال َمنون‬ ‫فاقضه ب‬
‫‪320‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ال ُبل ُب ُل قد شدا َعل األغصان‬
‫َ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َف ر َ‬
‫ارسب َصه َباءها َم َع الند َمان‬
‫ً‬ ‫َ َ َُ‬
‫َوال َور ُد زها فقم َو َبادر َعجل‬
‫َ‬
‫َيو َم ري م َن ال َهناء يف ال ُبس َتان‬
‫‪321‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬
‫إذا كان َعدال قس َمة الرزق يف ال َو َرى‬
‫َ‬ ‫ً ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫فلن َيجدوا فيه َمزيدا َونق َصانا‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫فل تك يف فكر ل َما لم َيكن َوعش‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل َعم ُرك ُحر النفس من كل َما كانا‬

‫~ ‪~ 145‬‬
‫‪322‬‬
‫َ‬ ‫ك َش َت َيا َرب إبر َ‬
‫يق ال ُمدام ك َما‬
‫ُ َ‬ ‫َس َدد َت ىل َب َ‬
‫اب َعي ر‬
‫ىس َحيث َما كنا‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫َ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫أنا ررسب ُت َوتبدي أن َت َعرَبدة‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ رَ َ‬
‫م‪ ،‬هل كن َت نش َوانا؟‬ ‫ليت التى ي‬
‫بف‬
‫‪323‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫لو كن ُت َرب اخت َيار َما أتي ُت إىل ال ـ‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ـدن َيا َولم أرتحل َعن َها َولم أبن‬
‫ً‬ ‫َ َ َ َ‬
‫حء أ َبدا‬‫ي‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫و‬‫ل‬ ‫ب‬
‫ما كان أسع ي‬
‫د‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫للدهر َيوما َولم أر َحل َولم أ كن‬
‫‪324‬‬
‫ُ‬
‫ألده ُر َيا َخي ُام َي َتأ من َف ر ً‬
‫ت‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ىس م َن األيام يف أش َجان‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ي‬
‫ر َ َ ََ ُ َ َ َ َ َ‬
‫إرسب عل نغم زجاجة قرقف‬
‫َ َ‬ ‫َقب َل انك َسار ُز َج َ‬
‫اجة األبدان‬

‫~ ‪~ 146‬‬
‫‪325‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َح رت َم يف ه ٍّم ل َما َيأ ر يب َوهل‬
‫َ‬ ‫يع ال َحازم َ‬ ‫َيجت َجم ُ‬
‫ي س َوى ال َعنا‬ ‫ر‬ ‫ي‬
‫س ب َزائد أو ُمنقص‬ ‫ال َه يم لي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يف الرزق فال رتم ال َم َشة َوال َهنا‬
‫‪326‬‬
‫َ َ‬ ‫َ ً َ‬
‫س بفان‬ ‫عش هنيئا فالده ُر لي‬
‫الن ُجو ُم َذ َ‬ ‫َ َ َ رَ ي‬
‫ات اق ر َتان‬ ‫وستبف‬
‫ُ َ َ ً َ‬
‫َو َس َيغدو ث َراك لبنا ف ُيب يت‬
‫ُ‬
‫يف ق ُصور للناس أو إي َوان‬
‫‪327‬‬
‫اب‬ ‫ر‬ ‫لس ُت أدري َهل اإلل ُه َب َ‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫لجنان األخ َرى أو الن ر َتان‬
‫َ ً‬
‫ي َىل نقدا َساق َو َروض َو َراح‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َولك ال َوعد يف غد بالجنان‬

‫~ ‪~ 147‬‬
‫‪328‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫هد ُرك َن اإلي َمان ذن يت َوأن َىس‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ذن َب َمن َر َاح َيع ُبد األوثانا‬
‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أنا أخ رىس ذن يت َم رَت َوزنو ُه‬
‫َ‬
‫ش الم ر َتانا‬
‫َيو َم َح رش أن َيك َ‬

‫‪329‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إذا َما َج َاءنا َر َم َضان ُيل رف‬
‫َ‬ ‫به ال َقي ُد الثق ُ‬
‫يل َعل ح َجانا‬
‫اس َح رت‬‫َفأغفل َيا إلىه الن َ‬
‫ي‬
‫َ ً َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫َيخالوا أن شواال أتانا‬
‫‪330‬‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫َحل الس َما ثور َوثور غدا‬
‫َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫ض بقرن ري‬ ‫يحتمل األر‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫أنظر ب َع ري ال َعقل كي َما ت َرى‬
‫َ َ َ‬ ‫َقط َ‬
‫ي ثو َرين‬ ‫يع َحم رت رب‬

‫~ ‪~ 148‬‬
‫‪331‬‬
‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َسأطو َين َصاح أعل َم النفاق غدا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوأق ُصدن بشي يت الر َاح َوال َحانا‬
‫ً َ‬ ‫ً‬ ‫َبلغ ُت َسبع َ‬
‫ي َحوال كامل ف َم رَت‬ ‫ر‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أل رف ال َهن َاء إذا لم ألقه اآلنا؟‬
‫‪332‬‬
‫ً َ‬ ‫َضم جس ُم ي‬
‫الز َجاج ُروحا ف َحاىك‬
‫ينا ُيح ُ‬‫َ َ ً‬
‫يط يف أر ُج َوان‬ ‫ياسم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ل َعمري فال َج ُام َجامد َماء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضم يف القلب َسائ َل الن ر َتان‬
‫‪333‬‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫قد أص َبح ال َحان بنا َعامرا‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫َوكم نقضنا من َم َتاب لنا‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َما ُيصن ُع ال َعف ُو بل َمأثم‬
‫ُ َ َ‬
‫أل َعف ُو َيز َدان بآثامنا‬

‫~ ‪~ 149‬‬
‫‪334‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إن َمن أد َركوا ال َمناص َب ذاقوا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُج َرع ال َهم َواأل َس أل َوانا‬
‫س َيه َوى‬ ‫َو َعجيب أن الذي لي َ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫ر َص ُهم ال َي َرونه إن َسانا‬
‫‪335‬‬
‫َُ ََ ً‬ ‫َ‬
‫َح رت َم َصو ُمك َوالصلة تن يسكا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫فدع ال َم َساجد َواق ُصدن ال َحانا‬
‫َ َ َ َ ً‬ ‫َ ر َ َ َ َ َ‬
‫ف ت َرى ُرفاتك ت َارة‬ ‫وارسب فسو‬
‫ُ ً َ َ‬ ‫ُ ً ُ‬
‫كوزا َوأخ َرى أ كؤسا َودنانا‬
‫‪336‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أت َمت د َيوان شعر َونصفا‬
‫ُ َ‬
‫من َرغيف َوكوز َصه َباء َحان‬
‫َ‬ ‫ُ ً‬
‫َو ُجلوسا َم َع ال َحبيب بقفر‬
‫َ َ َ‬
‫ذاك خ رت من ُملك ذي ُسل َطان‬

‫~ ‪~ 150‬‬
‫‪337‬‬
‫اب‬ ‫ر‬ ‫ي ُجو ُد اإلله َف َ‬
‫اض َب َ‬ ‫ح َ‬
‫ر‬
‫ي‬
‫ما َح َ‬‫ً‬ ‫َوب َدرس ال َغ َ‬
‫اب‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ق‬ ‫ام‬‫ر‬
‫َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اضة قل يت‬ ‫َولقد َصاغ من قر‬
‫اب‬ ‫اح كت ال َم َ‬
‫ع‬ ‫َبع َد َه َذا مف َت َ‬
‫ي‬
‫‪338‬‬
‫َ‬
‫َح رت َم أب يت َعل َسطح الم َياه لقد‬
‫ُ َ ً َ ُ ً َ َ‬
‫َسئمت ديرا وعبادا ألوثان‬
‫ال إ يب من أهل ال َجحيم َو َمن‬ ‫َمن َق َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أ رب م َن الخلد أو َوىل لن ر َتان؟‬
‫‪339‬‬
‫َ َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ف َعنا‬ ‫َح رت َم تصبح لألط َماع حل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫َح ر َتان تعدو ب َهذا الكون ُمف َتتنا‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َ َ ََ‬
‫ض َوكم َيأتون َبعد َوكم‬
‫مضوا و ي‬
‫م‬‫ن‬
‫َ‬
‫َيم ُضون من ُدون أن َيحط ام ُرؤ ب ُم َت‬

‫~ ‪~ 151‬‬
‫‪340‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كن ح َمارا يف َمع رش ُج َهلء‬
‫َ‬ ‫َُ ُ ُ ُ‬
‫أيقنوا أنهم أولو العرفان‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ف ُه ُم َيح َس ُبون لل َجهل َمن ليـ ـ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫س ح َمارا خلوا م َن اإلي َمان‬
‫ــ َ‬

‫‪341‬‬
‫َ‬ ‫ُ َ يُ‬
‫الرؤوس َوأبدى‬ ‫َمن َب َرى أ كؤس‬
‫َُ‬ ‫َ َ‬
‫عند تكوين َها أ َدق الفنون‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫كب كأسا من فوق َمائ َدة الكو‪..‬‬
‫ُ‬ ‫َ ً َ ُ‬
‫‪..‬ن دهاقا قد أتر َعت بال ُجنون‬
‫‪342‬‬
‫َ ً‬
‫فا ل َقلب لي َ‬
‫س ُيذكيه ال َه َوى‬ ‫أس‬
‫َ‬ ‫َ َ ً َ َ َ ُ َ‬
‫يم ق يط بشادن‬ ‫شغفا وليس يه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َيو َم أض َي ُع ق يط من َيوم امرئ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َيقضيه ُدون غ َرام ظ يت فاتن‬

‫~ ‪~ 152‬‬
‫‪343‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لو ارتكب ُت خ َط َايا الناس كله ُم‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫لكن ُت أر ُجو لذن يت منك غف َرانا‬
‫رص يب‬ ‫َقد َقل َت إن َك َيو َم ال َعجز َتن ُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ال َعج َز أعظ ُم يىل من َعجز َي اآلنا‬
‫حرف الهاء‬
‫‪344‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إىل َم أ َساك َعل الفان َيه‬
‫َ ً‬ ‫أ َن َ‬
‫يشة َباق َيه!‬ ‫ال ام ُرؤ ع‬
‫ُ َ َ ُ َ‬
‫ارية تس ر َتد‬ ‫ه النفس ع‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يشة ال َع َ‬
‫اريه‬ ‫فعش َمع َها ع‬
‫‪345‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫إن كانت األفلك ضد ذوي البصائر جاريه‬
‫َ‬ ‫إن شئ َت ُقل َ‬
‫ه َسب َعة أو شئ َت ُعد ث َمان َيه‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ً‬
‫دا َو َخلف َت األ َ‬
‫اب َباق َيه‬‫ي‬ ‫م‬ ‫وإذا رحلت غ‬
‫اب ال َباد َيه‬ ‫َفل َيأ ُكلن َك َنم ُل َقت َك أو ذ َئ ُ‬

‫~ ‪~ 153‬‬
‫‪346‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إذا َما َص َحو ُت َعدم ُت ال َهنا‬
‫ي َ‬ ‫َ‬
‫َو َمه َما َسكر ُت فقد ُت النىه‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫َولكن َبين ُه َما َحالة‬
‫ٌّ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ش َوالقل ُب رق ل َها‬ ‫ه العي‬
‫ي‬
‫حرف الياء واأللف المقصورة‬
‫‪345‬‬
‫ي ك يف َورج يل‬ ‫ُمن ُذ َمت ُت َب َ‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫غل هذا الده ُر الد ي يب َيديا‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫أ َسفا َيحس ُبون يف ال َح رش ُعمرا‬
‫َ َ‬
‫َمر يب ُدون شادن َو ُح َميا‬
‫‪346‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ََ‬
‫س لو نفضت غ َب َار ال ـ‬ ‫أ يي َها النف‬
‫َ َ‬
‫ـ ـجسم أض َج فوق الس َما لك َمأ َوى‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫لك َعرش فوق الس َماء ف َعيب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ض األرض مثوى‬ ‫ي‬ ‫ت‬‫ر‬ ‫ت‬‫و‬ ‫يت‬
‫ي‬ ‫ج‬‫ت‬ ‫أن‬

‫~ ‪~ 154‬‬
‫‪349‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫م َن ال َعار أن تس َىع ل َتحصيل شه َرة‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫َوأن تش َت يك من ُجور ذا الفلك ال َبل َوى‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫لي تغد من عطر ال ُح َميا بنش َوة‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ً‬ ‫ُ‬
‫َيكن لك خ رتا من غ ُرورك بالتق َوى‬
‫‪350‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫إ يب َوإن كن ُت لذن يت يف شقا‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬
‫فلس ُت َيائسا ككفار أل َورى‬
‫أر ُجو َوإن ُم يت ب ُسكري َس َح َرا‬
‫ط‬ ‫احا َوظب ًيا ف ج َنان أو ل ً‬
‫َ ً‬
‫ر‬
‫ي‬
‫‪351‬‬
‫َ َ َ َ َ ُ‬
‫س ال ُعلوم أج َمع َها‬ ‫دع عنك در‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َوأشف بأصداغ شادن َسق َمك‬
‫َواهرق بكاس َد َم ي‬
‫الز َجاج َوطب‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫من قبل أن َيهرق ألز َمان َد َمك‬
‫َ‬
‫تم‬
‫~ ‪~ 155‬‬

You might also like