Professional Documents
Culture Documents
Bahs Dakhil Fi Tafsir
Bahs Dakhil Fi Tafsir
ومن اإلسرائيليات {:ما ذكره بعض المفسرين ،عند تفسير قوله تعالى :قيل لها ا ْد ُخ ِلي
ير قَالَ ْ
ت ص ْر ُح ُم َم َّرد ِمن قَ َو ِار َ
ساقِ ْي َها قَا َل ِإ َّنهُ َ
عن َ ت َشفَ ْ ص ْر َح ،فَلَ َّما َرأ َ ْتهُ َح ِس َب ْتهُ لُ َّجةٌ َ ،و َك َ
ال َّ
ب ْال َعالَ ِمينَ } ( النمل :اآلية ) ٤٤ ظلَ ْمتُ َن ْفسِي َوأ َ ْسلَ ْمتُ َم َع ُ
سلَ ْي َمانَ َّ ِ
َّللا َر ِ ب ِإلَى َ َر ِ
فقد ذكر ابن جرير ،والثعلبي ،والبغوى ،والخازن ،وغيرهم « :أن سليمان أراد أن
يتزوجها ،فقيل له :إن رجليها كحافر الحمار ،وهى شعراء الساقين ،فأمرهم ،فبنوا له هذا
القصر على هذه الصفة ،فلما رأته حسبته لجة ،وكشفت عن ساقيها لتخوضه ،فنظر سلمان
،فإذا هي أحسن الناس قدما ً وساقا ً ،إال أنها كانت شعراء الساقين ،فكره ذلك ،فسأل اإلنس
ما يذهب هذا ؟ قالوا :الموسى ،فقالت بلقيس لم تمسنى حديدة .وكره سليمان ذلك ،خشية
أن تقطع ساقيها ،فسأل الجن :فقالوا :ال ندرى ،ثم سأل الشياطين ؟ فقالوا :إنا نحتال لك
حتى تك ون كالفضة البيضاء ،فاتخذوا لها النورة والحمام ،فكانت النورة والحمام من يومئذ
وأن الشياطين خافوا لو تزوجها سليمان ،وجاءت بولد ،أن يبقوا في عبوديته ،فصنعوا له
هذا الصرح الممرد ،فظنته ما ًء ،فكشفت عن ساقيها لتعبره ،فإذا هي شعراء ،فاستشارهم
سليمان :ما يذهبه ؟ فجعلت له الشياطين النورة
قال العالمة ابن كثير في تفسيره ،بعد أن ذكر بعض المرويات :واألقرب في مثل هذه
السياقات :أنها متلقاة عن أهل الكتاب ،مما وجد في صحفهم ،كرواية كعب ،ووهب ،
سامحهما هللا فيما نقاله إلى هذه األمة من أخبار بني إسرائيل من األوابد ( ، )٣والغرائب ،
والعجائب مما كان ،وما لم يكن ،ومما حرف ،وبدل ،ونسخ ،وقد أغنانا هللا عن ذلك بما
هو أصح منه ،وأنفع ،وأوضح ،وأبلغ ،وهلل الحمد والمنة
والحق :أن سليمان -عليه الصالة والسالم -أراد ببنائه الصرح :أن يريها عظمة ملكه ،
وسلطانه ،وأن هللا -سبحانه وتعالى -أعطاه من الملك ،ومن أسباب العمران والحضارة
مالم يعطها ،فضال عن النبوة التي هي فوق الملك ،والتي دونها أية نعمة ،وحاشا لسليمان -
عليه السالم -وهو الذي سأل هللا أن يعطيه حكما ً يوافق حكمه ـ أي هللا ،فأوتيه -أن يتحايل
هذا التحايل ،حتى ينظر إلى ما حرم هللا عليه ،وهما ساقاها ،وهوأجل من ذلك وأسمى
ولوال أنها رأت من سليمان ما كان عليه من الدين المتين ،والخلق الرفيع ،لما أذعنت إليه
لما دعاها إلى هللا الواحد الحق ،ولما ندمت على ما فرط منها من عبادة الكواكب والشمس ،
وأسلمت مع سليمان هللا رب العالمين
الحمد هلل بنعمة هللا ،عسى هللا النجاح في الدنيا و اآلخرة ،و العلم ينتفع به آمين اللهم
آمين