‫خــــــاتــــــــمة‬

‫خات ــمة‬

‫يعد موضوع الترقية من أهم الموضوعات التي عالجهـا المشـرع الجزائـري ووضـع‬
‫لها أساسا قانونيا ينظمها وهو قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬باعتبــار أن نظــام الترقيــة لــه‬
‫دور كبــير في المجتمــع بصــفة عامــة و اإلدارات العموميــة بصــفة خاصــة‪ ،‬وانطالقــا‬
‫من التج ــارب ال ــتي م ــرت به ــا الجزائ ــر في نظ ــام الترقي ــة ق ــامت في ك ــل م ــرة على‬
‫تجاوز و تفادي األخطــاء الــتي كــانت تعــاني منهــا سـابقا‪ ،‬إلى أن توصــلت إلى النظــام‬
‫الحـ ــالي وهـ ــو األمـ ــر ‪ 03-06‬الـ ــتي قـ ــامت من خاللـ ــه إلى إصـ ــالحات هامـ ــة لنظـ ــام‬
‫الترقية وال يزال حتى اآلن قيد التعديل و التطور‪.‬‬
‫يبقى موض ــوع الترقي ــة موض ــوع متش ــعب المع ــالم كم ــا أن فك ــرة الفعالي ــة التنظيمي ــة‬
‫فك ـ ــرة نظري ـ ــة ال يمكن تطبيقه ـ ــا مئ ـ ــة بالمائ ـ ــة ألن اإلدارة العام ـ ــة دائم ـ ــا في تط ـ ــور‬
‫مستمر‪ ،‬كما أن اإلدارة تهتم بحقوق أخرى للموظف غير الترقية‪.‬‬
‫من خالل دراستنا لموضوع الترقيـة توصـلنا لمجموعـة من النتـائج نعرضـها كم ــا‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪-1‬تع ـ ــد الترقي ـ ــة ح ـ ــق من حق ـ ــوق الموظ ـ ــف غاي ـ ــة يطمح إليه ـ ــا ك ـ ــل الم ـ ــوظفين‬
‫العمومــيين‪ ،‬ألنهــا تفســح المجــال أمــامهم للوصــول إلى مناصــب عليــا‪ ،‬وتحفــزهم على‬
‫بــذل جهــد أكــثر وتمتــع بمزايــا ماديــة و معنويــة طيلــة مســاره المهــني‪ ،‬ولإلدارة دورا‬
‫أساسا في هذا بحكم أن لها سلطة التعيين‪.‬‬
‫‪ -2‬يهــدف نظــام الترقيــة إلى االرتقــاء بمســتوى فاعليــة وكفــاءة الجهــاز اإلداري في‬
‫الدولــة‪ ،‬وحصــوله على أفضــل الكفــاءات البشــرية‪ ،‬وفي الــوقت نفســه يمكن أن يكــون‬
‫وســيلة تــؤدي إلى تعطيــل هــذا الجهــاز‪ ،‬وتخلي عن المــوظفين الممــيزين وخاصــة إذا‬
‫ما توسعت اإلدارة في سلطتها وأخذت بأسلوب الترقية باالختيار‪.‬‬

‫‪ -3‬إن الترقيــة تتم وفــق أســس موضــوعية وليســت شخصــية والبــد من تــوفر جملــة‬
‫من الشروط المحددة في األمر ‪.03-06‬‬
 ‫خــــــاتــــــــمة‬

‫‪-4‬تتوقف طبيعة القانونية للترقية على طبيعة العالقة بين الموظف العام و اإلدارة‬
‫العامة‪ ،‬فهذه العالقة ذات طابع تنظيمي وليست عالقة تعاقدية‪ ،‬فإن الموظف‬
‫يخضع للقوانين واللوائح الوظيفية دون رضاه أو قبوله‪.‬‬

‫‪ -5‬إعطاء دور فعال وقيمة للمستوى التكويني و العلمي للموظفين العموميين‬

‫المراد ترقيتهم‪.‬‬

‫‪ -6‬الترقية هي بمثابة قرار إداري يكون لإلدارة الحق في إصداره أو االمتناع‬

‫عن ذلك طبقا لمقتضيات الصالح العام‪.‬‬

‫ومن خالل نتائج السابقة توصلنا لمجموعة من االقتراحات نستعرضها كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬ضرورة القيام بدورات تكوينية ذات قيمة عالية في األسالك و الرتب و‬

‫اشتراكها بنظام الترقية لدى الموظف العام‪.‬‬

‫‪ -2‬البد من وضع معايير تكون موضوعية و دقيقة وبعيدة كل البعد عن الذاتية و‬

‫المحاباة التي تكون بين الموظفين المترشحين للترقية مع مراعاة مبدأ العدل و‬
‫المساواة‪.‬‬

‫‪-3‬وجوب صدور نصوص تنظيمية توضح أسس الترقية والشروط التي تتعلق‬
‫بكل أنواع خاصة بالترقية‪ ،‬البد أيضا من توضيح موانع االستفادة من الترقية‪.‬‬

‫‪-4‬وجوب تفعيل أجهزة الرقابة اإلدارية من حيث نتائج أداءها و فعالية أجهزتها‬
‫اإلدارية‪.‬‬