Professional Documents
Culture Documents
مقـــــــــــدمة
مقـــــــــــدمة
تمـــــــــهيد
تمارس الدولة نشاطها و سلطتها بواسطة موظيفها ،والتي تربطهم بها عالقة تنظيمية
تحكمها القوانين و اللوائح ،وتبعا للوظيفة التي يمارسها الموظف ،تثبت له مجموعة من
الحقوق مقابل التزامه بمجموعة من االلتزامات حيث يسعى إلى القيام بها بكل كفاءة ومهينة
ضمانا لحسن سير الموظف العام واستمرارية النشاط اإلداري وتحفيزا للموظف
المجتهد ،وتشجيعا على مواصلة أدائه تمنح له اإلدارة مجموعة من الحوافز المادية والمعنوية
،يطلق عليها بالترقية .
حيث تساهم الترقية بالنهوض بالجهاز اإلداري ،لكي يحقق غاياته وأهدافه و يتطور
بشكل تصاعدي وعلى هذا األساس ،تحرص جميع الدول على إيجاد نظام ترقية سليم يحقق
أهدافها المرجوة ويحافظ بها كذلك على المهارات والطاقة التي يملكها الموظفين ،وهذا على
غرار المشرع الجزائري الذي اهتم كثيرا بهذا الحق من خالل الكثير من القوانين المتعاقبة،
بداية من األمر رقم 133 -66وصوال إلى األمر 03-06موضوع الدراسة.
_1الحدود الموضوعية :اقتصرت دراستنا على نوع واحد من الحقوق التي يتمتع بها
الموظف ،وهي الترقية بجميع أنواعها ،دون التطرق إلى باقي الحقوق األخرى التي تثبت له
بسبب ممارسته للوظيفة.
_2الحدود الزمانية :اعتمدنا في هذا البحث على قانون الوظيفة العمومية الجزائري من
أول صدور في تشريع صادر في سنة 1966عن طريق األمر ، 66/133الى آخر أمر
وهو األمر 06/03صادر في 2006و المعتمد حاليا باعتباره القانون المنظم لهذا الحق ،مع
اإلشارة في بعض األحيان إلى بعض التشريعات العربية و الغربية المتعلقة بذات الحق.
_3الحدود المكانية :كانت دراستنا منصبة على نظام الترقية متعلق بقانون الوظيف
العمومي في الجزائر ،وبالتالي فهي متعلقة بحق الموظف الجزائري في الترقية.
مــقدمــة
يعتبر نظام الترقية من أهم المرتكزات التي تقوم عليها الوظيفة العامة ،وتحدد العالقة بين
الموظف واإلدارة.
_1األهمية العلمية:
إن هذا النوع من المواضيع تساهم في توعية الموظف وفهمه لحقوقه ،وفي مقابلها
التزاماته باعتبار الترقية الوسيلة التي تشجع الموظف ،حيث عن طريقها يحقق مزايا مادية و
مكانة معنوية أسمى.
_2األهمية العملية:
إن موضوع الدراسة جد متشعب و عميق ،يتصل بأداء الموظف في الوظيفة التي يشغلها.
ولقد طرح نظام الترقية الكثير من اإلشكاالت القانونية وحتى العلمية ،التي يستدعي الخوض
فيها وتناولها من قبل الباحث القانوني تحقيقا الستمرارية المرفق العام وحسن أدائه.
يدفع الباحث العلمي لدراسة موضوع معين ،دون آخر مجموعة من األسباب ،أهمها مايلي:
-1األسباب الذاتية :يفرض التخصص كقانون إداري نفسه على الباحث لتناول هذا النوع
من المواضيع بالدراسة و التحليل ،كما أن شغفنا و محاولة معرفة كل ما يتعلق بالموظف و
عالقته باإلدارة ،دفعنا إلى الخوض في نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري.
_2األسباب موضوعية:
يفرض نظام الترقية نفسه على كل باحث قانوني نظرا لتشعبه من جهة ،واعتبار اإلدارة
طرف الثاني في العالقة.
حيث أصبح يثير الكثير من اإلشكاليات العلمية وفي بعض األحيان تصل إلى درجة التعسف
في استعمال السلطة وإ لحاق الضرر بالموظف ،باعتباره الطرف المستفيد من الترقية .
مــقدمــة
تلعب الترقية دورا هاما في الوظيفة العامة ،لكونها تعتبر من الحوافز األساسية التي تكافئ
الموظف القائم بوظيفته على أكمل وجه ،لذا كانت إشكاليتنا الرئيسية كاآلتي:
كيف عالج المشرع الجزائري نظام الترقية بالشكل الذي يحقق التوازن بين تشجيع
الموظف و تحفيزه من جهة ،واستمرار اإلدارة و القيام بأعمالها من جهة أخرى ؟
-1التعمق في قانون المنظم لنظام الترقية في الجزائر ،محاولة إبراز محاسنه وعيوبه.
-2وضع قواعد و أسس قانونية ،تساهم في الحّد من التجاوزات التي يتعرض لها الموظف
في الممارسة العلمية.
_3إبراز أساس الترقية وبيان معاييرها و مدى كفاءتها وكذلك شروطها و موانعها.
سبقت دراستنا الموسومة بنظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري مجموعة من
البحوث العلمية المتنوعة التي تطرقت للموضوع بإجماله ،أو ألحد عناصره ومن أهمها ما
يلي_1 :دراسة الباحث جمال الدين دندن الموسومة بعنوان النظام القانوني لترقية الموظف
في اإلدارات و المؤسسات العمومية،المجلة األكاديمية للبحوث القانونية و السياسية،العدد
مــقدمــة
األول ،سنة ،2022تناول فيها أسس الترقية و شروط و إجراءات كل نوع فيها فقط ،هذا
األمر الذي ال يتمشى مع الفعالية التنظيمية للترقية ككل ،فدراستنا شملت مفهوم الترقية،
أهدافها ،شروطها ،أنواعها ،معاييرها ،وموانعها و الرقابة على قراراتها .
_2دراسة الباحثة :أمينة وراس نجد أنها تناولت في موضوع أثر الترقية على المسار
المهني في المنظمة،مجلة الدراسات اإلنسانية و االجتماعية ،جامعة وهران،العدد السادس
عشر 02،مارس ،2021حيث ذكرت فيها مفهوم الترقية و أنواعها ،معاييرها ،أساليبها نجد
أنها تناولت موضوع الترقية بنسبة قليلة غير كافية ال تمس جميع جوانب الترقية كما أن
دراستها اختصت بعلم االجتماع على عكس دراستنا القانونية و الشاملة لموضوع الترقية ككل
.
_3دراسة الباحث :المسعود صيلع حيث تناول موضوع الترقية في الوظيفة العمومية
بالجزائر،مجلة مفاهيم الدراسات الفلسفية و اإلنسانية العميقة،جامعة زيان عاشور،الجلفة،العدد
الحادي عشر،أفريل ،2022حيث تطرق لتعريف الترقية ومعاييرها وكذا أنواعها،كانت
دراسته محدودة لم تشمل الفاعلية التنظيمية نظام الترقية وكذا موانعه على غرار دراستنا
التي تطرقنا من خاللها لجميع جوانب نظام الترقية .
ال يخلو أي موضوع من الصعوبات التي قد تواجه الباحث في بحثه و من أهم العوائق
التي واجهتنا في بحثنا هذا هي:
_1وجود المصادر كالجرائد الرسمية و أوامر يقابلها قلة المراجع و المؤلفات التي تخص
الترقية الرتباطها بالوظيفة العمومية في الجزائر
_2صعوبة الدراسة الميدانية و تطبيقية و حتى تنويع المالحق لضيق الوقت .
يتطلب هذا النوع من الدراسة ،استخدام المنهج الوصفي التحليلي ،ألننا بصدد التعرض
لمفهوم الترقية كظاهرة قانونية وبجميع عناصرها كما قمنا أحيانا باستقراء بعض النصوص
المتعلقة بمجال الدراسة ،ضمن ما يتطلبه حدود استخدام المنهج االستقرائي .
مــقدمــة
اعتمدنا في هذه الدراسة على خطة ثنائية تسبقها مقدمة وتنتهي بخاتمة وهي كاألتي:
الفصل األول:
اعتمدنا فيه على ماهية نظام الترقية في قانون الوظيف العمومي الجزائري ولقد خصصنا هذا
الفصل إلى ثالث مباحث كاألتي:
المبحث األول إلى مفه] ]]وم نظ] ]]ام الترقي] ]]ة في ق] ]]انون الوظي] ]]ف العم] ]]ومي الجزائ] ]]ري يتض] ]]من
المطلب األول تعري]]ف نظ]]ام الترقي]]ة لغوي]]ا فقهي]]ا وتش]]ريعا م]]ع بي]]ان أهميت]]ه وأهم أهداف]]ه،أم]]ا
المطلب الث ] ]]اني تض ] ]]من خص ] ]]ائص و أن ] ]]واع الترقي ] ]]ة حيث تن ] ]]اول المطلب الث ] ]]الث ش ] ]]روط و
إجراءات الترقية.
المبحث الثاني :فيحتوي على معايير الترقية ،ولقد تضمن المطلب األول معيار األقدمية ،أما
المطلب الثاني معيار الكفاءة ،و أما المطلب الثالث تضمن األقدمية و الكفاءة معا.
المبحث الثالث :فتناولن]]ا موان]]ع الترقي]]ة في ق]]انون الوظيف]]ة العمومي]]ة الجزائ]]ري و المتمثل]]ة في
مطلبين ،تضمن المطلب األول الموانع العامة الواردة على الترقي]ة أم]ا المطلب الث]اني فح]ددنا
فيه الموانع الخاصة للترقية.
الفصل الثاني:
المبحث األول :ذكرنا الرقابة كضمان على تطبيق نظ]ام الترقي]ة ،حيث تض]من المطلب األول
الرقابة اإلدارية أما المطلب الثاني خصصناه لرقابة القضائية.
المبحث الثاني :حددنا فيه تقييم نظام الترقية في قانون الوظي]]ف العم]]ومي الجزائ]]ري من حيث
إيجابي] ]]ات و س] ]]لبيات الترقي] ]]ة تض] ]]من المطلب األول إيجابي] ]]ات الترقي] ]]ة و أم] ]]ا المطلب الث] ]]اني
سلبيات الترقية.