‫فضائل ومجال اللغة العربية‬

‫ال خيفى على أي دارس للغة العربية أو متكلم هبا‪ ،‬ما تتوفر عليه هذه اللغة من مجالية منقطعة النظري‪،‬‬
‫فهي متعددة الصور والتشبيهات واالستعارات واجملازات‪.‬‬

‫تتعدد مظاهر مجالية اللغة العربية‪ ،‬ولعل من أمهها ما يلي ‪:‬‬

‫الرتادف ومجالية الفروق والدرجات ‪ :‬حيث أنشأت اللغة فروقا دقيقة بني األلفاظ‪ ،‬فمثال كلمة احلب‬
‫يعرب عنها بأكثر من أربعة عشرة لفظا‪ ،‬ختتلف من حيث الدرجة‪ ،‬فهناك احلب واهلوى واهليام وغريها‬
‫من األلفاظ‪ ،‬أما بالنسبة ألفعال احلب فهي أكثر من ذلك بكثري‪.‬‬

‫االشتقاق ( مفردات عديدة ذات أصل واحد ) ‪ :‬يعين املشتق اللفظ الذي أخذ من غريه مع تناسبه يف‬
‫املعىن مع األصل‪ ،‬وهو من اخلصائص اليت متيز اللغة العربية‪ ،‬حيث ميكن اشتقاق اسم الفاعل‪ ،‬واسم‬
‫املفعول‪ ،‬والصفة املشبهة باسم الفاعل‪ ،‬واسم التفضيل‪ ،‬و أمساء املكان والزمان واآللة من املصدر‬
‫حسب رأي البصريني‪ ،‬أو من الفعل حسب رأي الكوفيني‪.‬‬

‫وإذا متت إضافة مزيدات الفعل الثالثي والرباعي فإنه ميكن احلصول على عائلة كبرية من املفردات اليت‬
‫تعادل قاموسا كبريا‪.‬‬

‫احملسنات البديعية ‪ :‬هناك عدة أنواع من احملسنات البديعية كـ السجع واجلناس والطباق والتورية‪ ،‬اليت‬
‫تكشف عن مجالية اللغة ومستوياهتا‪.‬‬

‫اللغة الشعرية ‪ :‬تظهر مجالية اللغة بشكل كبري يف امليدان الشعري‪ ،‬حيث تزخر القصائد الشعرية سواء‬
‫احلديثة منها أو القدمية اليت تعود للعصر الوسيط أو العصر اجلاهلي بلغة شعرية متميزة‪.‬‬

‫واللغة شعرية هي مصطلح شامل يطلق على بناء اجلملة حنويا وصوتيا‪ ،‬كما ينطوي على التقنيات‬
‫الفنية املتعددة من موسيقى وصور شعرية‪ ،‬فـ لغة الشاعر املبدع هي لغة تتميز باحلياة والتنوع وال تقف‬
‫عند طريقة واحدة من طرق التعبري‪ ،‬بل تتنوع من حيث العبارات واألسلوب ‪.‬‬
‫واللغة الشعرية املبدعة حسب النقاد هي تلك اللغة اليت تثري يف القارئ إحساسا باللذة واملشاركة يف‬
‫العمل الفين من خالل التقدمي والتأخري واحلذف والتلوين يف العبارة والضمائر‪ ،‬واإلجياز والفصل بني‬
‫أركان اجلملة‪ ،‬األمر الذي يثري يف املتلقي متعة االكتشاف والتذوق الفين‪.‬‬

‫والعربية نظرا لكوهنا لغة غزيرة وغنية من حيث األساليب والعبارات والصور البالغية والتشكيالت‬
‫النحوية‪ ،‬تتيح للشاعر واملبدع من حرية االختيارات ما ال تتيحه لغة أخرى‪.‬‬