Professional Documents
Culture Documents
1
ﺑﺳم اﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﯾم
ﻣﻘدﻣﺔ:
اﻟﺣﻣد ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ،واﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻋﻠﻲ ﺳﯾدﻧﺎ ﻣﺣﻣد اﻟﻧﺑﻲ اﻷﻣﯾن ،وﻋﻠﻰ آﻟﻪ وﺻﺣﺑﻪ أﺟﻣﻌﯾن
وﺑﻌد:
ﺗﺟﺎرً ﻋن ﺗر ٍ
اض ة ﯾﻘول اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ} :ﯾﺎ أﯾﻬﺎ اﻟذﯾن آﻣﻧوا ﻻ ﺗﺄﻛﻠوا أﻣواﻟﻛم ﺑﯾﻧﻛم ﺑﺎﻟﺑﺎطل إﻻ أن ﺗﻛون
ﻣﻧﻛم{ ]اﻟﻧﺳﺎء ،[٢٩ :ﻓﻠﻘد ﺣرﺻت اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻧظﯾم اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد ،وﺟﻌﻠت ﻟﻬﺎ
ﺿواﺑط وﻣﺣددات ،ﺳﺎﻋﯾﺔ ﻣن ذﻟك ﻟﻣﻧﻊ ﺗﻌدي اﻟﻧﺎس ﺑﻌﺿﻬم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ،وﻣﺧﻔﻔﺔ إﻟﻰ أﻗﺻﻰ
اﻟﺣدود ﻣن ﻣﺷﺎﻛل اﻟﺗﺷﺎﻛل واﻟﺗﺷﺎﺑك ﺑﯾن اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻟﻣﻠﻛﯾﺎت ،ﻫﺎدﻓﺔ ﻣن ذﻟك إﻟﻰ ﺑﻧﺎء ﻣﺟﺗﻣﻊ
وﺗﻧظﯾﻣﯾﺎ.
ً ﻣﺎﻟﯾﺎ
ﻣﺳﺗﻘر ً
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﺗﺷﺎﺑك واﻟﺗﺷﺎﻛل ﻣﺗوﻗﻊ أﻛﺛر ﻓﯾﻣﺎ ﻟم ﺗرد ﺑﻪ ﻧﺻوص ﺻرﯾﺣﺔ ﺻﺣﯾﺣﺔ ،أو وردت
ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻹﺟﻣﺎل دون ﺗﻔﺻﯾﻼت .وﻣن ﻫﻧﺎ ﺑدأت اﻻﺟﺗﻬﺎدات ﻟدى اﻟﻣدارس اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ
وﺿﻊ ﺿواﺑط ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻣﺟﻣﻠﺔ أو اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ أو اﻟﺧﺎﺻﺔ.
وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻐرر وأﺛرﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرﻓﺎت واﻟﻌﻘود ،وﻟﻘد اﺟﺗﻬد اﻟﺳﺎﺑﻘون واﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻣن
اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﺎ ﯾﺗﺻل ﺑﻣوﺿوع اﻟﻐرر وآﺛﺎرﻩ ،ﺣﯾث ﻫو ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺣرﻣﺔ ،ﻗﺎل اﻹﻣﺎم
اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ :اﻷﺻل ﻓﻲ ذﻟك أن اﷲ ﺣرم ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ أﻛل أﻣواﻟﻧﺎ ﺑﯾﻧﻧﺎ ﺑﺎﻟﺑﺎطل ،وذم اﻷﺣﺑﺎر واﻟرﻫﺑﺎن
اﻟذﯾن ﯾﺄﻛﻠون أﻣوال اﻟﻧﺎس ﺑﺎﻟﺑﺎطل ،وذم اﻟﯾﻬود ﻋﻠﻰ أﺧذ اﻟرﺑﺎ وﻗد ﻧﻬو ﻋﻧﻪ ،وأﻛﻠﻬم أﻣوال اﻟﻧﺎس
ﺑﺎﻟﺑﺎطل ،وﻫذا ﯾﻌم ﻛل ﻣﺎ ﯾؤﻛل ﺑﺎﻟﺑﺎطل ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎوﺿﺎت واﻟﺗﺑرﻋﺎت ،وﻣﺎ ﯾؤﺧذ ﺑﻐﯾر رﺿﻰ اﻟﻣﺳﺗﺣق
واﻻﺳﺗﺣﻘﺎق.
وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻌﺎﺻر ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺣﻠﻘﺎت واﻟﻧدوات اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ واﻟﻣؤﺗﻣرات واﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ
ﻣوﺿوع اﻟﻐرر ﺑﺗﻔﺻﯾﻼت ﻣﻔﯾدة وﺷﺎﻣﻠﺔ ،إﻻ أن ﻟﺗﺗطور اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻣؤﺛرة
ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺿوع ﺟﻌﻠت ﻣن اﻟﺿرورة إﻋﺎدة ﻗراءة ﻣﺎ ﻛﺗﺑﻪ اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟﺳﺎﺑﻘون واﻟﻣﻌﺎﺻرون ﻣن اﺟﺗﻬﺎدات
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﻬدف ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺧروج ﺑﺈطﺎر ﺟدﯾد ﻟﻠﻣﺳﺄﻟﺔ أو ﺗوﺿﯾﺢ ﻟﻣﺑﻬم ﻓﯾﻬﺎ أو ﻗﯾﺎس ﺟدﯾد ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻗدﯾﻣﺔ أو إﺿﺎﻓﺔ ﺿواﺑط ﻟﻠﺿواﺑط اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
وﻏﻧﻲ ﻋن اﻟﺑﯾﺎن ﻣﺎ ﺳﺑﺑﺗﻪ اﻷ زﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣن ﺗﺳﺎؤﻻت ﻓﻲ ﻣواﺿﯾﻊ ﻛﺛﯾرة ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻐرر
وأﺛرﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﺑﺗداء واﻧﺗﻬﺎء ،وﻟﻬذا ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎط اﻟﻣﻬﻣﺔ
2
اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﺄﻋﻣﺎل وأﻧﺷطﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ وﻣﺎ اﺳﺗﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﻣن إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﺑﺳﺑب اﻷزﻣﺔ
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ:
ﺗﻧﺎﻗش اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ،وﻋدم اﻟوﻓﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ،وأﺳﺑﺎب ﻋدم ﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ ،ﺳواء ﺑﺳﺑب اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ ،أو ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻌدي واﻟﺗﻘﺻﯾر ﺑﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺷروط اﻟﻌﻘد ،أم
ﺑﺳﺑب اﻟﻣﻣﺎطﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻘود ،أم ﺑﺳﺑب اﻟﻌﯾب ﺑﺎﻟﻣﻌﻘود ،وﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﻛل ذﻟك ﻣن آﺛﺎر ﺗﺷﺗرك
ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺻورة اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﺗﻌرﯾف اﻟﻐرر
اﻟﻐرر ﻟﻐﺔ :اﺳم ﻣﺻدر ﻣن اﻟﺗﻐرﯾر ،وﻫو :اﻟﺧطر ،واﻟﺧدﻋﺔ ،وﺗﻌرﯾض اﻟﻣرء ﻧﻔﺳﻪ أو ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻬﻠﻛﺔ،
وﺑﯾﻊ اﻟﻐرر :أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻏﯾر ﻋﻬدة وﻻ ﺛﻘﺔ .وأﺻل اﻟﻐرر ﻫو ﻣﺎ ﻟﻪ ظﺎﻫر ﻣﺣﺑوب وﺑﺎطن ﻣﻛروﻩ؛
أي أﻧﻪ ﻣﺳﺗور اﻟﻌﺎﻗﺑﺔ .وﻫو اﺳم ﻣﺻدر ﻟـ ﻏرر ،وﻫو داﺋر ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻧﻘﺻﺎن واﻟﺧطر واﻟﺗﻌرض
ﻟﻠﻬﻠﻛﺔ واﻟﺟﻬل .وﻋرﻓﻪ اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ" :ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺟﻬول اﻟﻌﺎﻗﺑﺔ ﻻ ﯾدرى أﯾﻛون أم ﻻ؟".
واﻟﻐرر اﺻطﻼﺣﺎً :ﻫو ﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺳﺗور اﻟﻌﺎﻗﺑﺔ ،وﻫو اﻟذي ﻻ ﯾدرى ﻫل ﯾﺣﺻل أم ﻻ؟ ،وﻫو ﻣﺎ
اﻧطوى ﻋﻠﯾﻪ أﻣرﻩ ،وﺧﻔﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﻋﺎﻗﺑﺗﻪ ،وﻫو اﻟﻣﺟﻬول اﻟﻌﺎﻗﺑﺔ .وﻫو ﻋﻧد أﺑو ﯾﻌﻠﻰ" :ﻣﺎ ﺗردد ﺑﯾن أﻣرﯾن
ﻟﯾس أﺣدﻫﻣﺎ أظﻬر" ،وﻋﻧد اﺑن اﻟﻘﯾم" :ﻣﺎﻻ ﯾﻌﻠم ﺣﺻوﻟﻪ ،أو ﻻ ﺗﻌرف ﺣﻘﯾﻘﺗﻪ وﻣﻘدارﻩ" ،وﯾﻘول
اﻟرﻣﻠﻲ" :اﻟﻐرر ﻣﺎ اﺣﺗﻣل أﻣرﯾن أﻏﻠﺑﻬﻣﺎ أﺧوﻓﻬﻣﺎ" ،وﺟﺎء ﻧص ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻐرر ﻣن ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ:
"اﻟﻐرر :ﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺗﺟﻌل ﺑﻌض أرﻛﺎﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗورة اﻟﻌﺎﻗﺑﺔ )اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ( ،أو ﻫو :ﻣﺎ ﺗردد أﺛرﻩ ﺑﯾن
اﻟوﺟود واﻟﻌدم ،وﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻋﻧدﻫﺎ داﺋرًا ﺑﯾن اﺣﺗﻣﺎل اﻟرﺑﺢ أو اﻟﺧﺳﺎرة".
3
وﻗﺎل اﻟﻣﺎزري" :اﻟﻐرر ،ﻫو ﻣﺎ ﺗردد ﺑﯾن اﻟﺳﻼﻣﺔ واﻟﻌطب" .وﻗﺎل اﺑن ﻋرﻓﻪ اﻟﻐرر ﻫو" :ﻣﺎ ﺷك ﻓﻲ
ﺣﺻول أﺣد ﻋوﺿﯾﻪ أو ﻣﻘﺻودﻩ ﻣﻧﻪ ﻏﺎﻟﺑًﺎ".
واﻟﺧﻼﺻﺔ أن ﺑﯾﻊ اﻟﻐرر ﻫو اﻟﺑﯾﻊ اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﺧطرًا ﯾﻠﺣق أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﯾؤدي إﻟﻰ ﺿﯾﺎع ﻣﺎﻟﻪ.
اﺑﯾﺎ ﯾﻘول:
ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎً :ﻛﺗم ﻋﯾب اﻟﺳﻠﻌﺔ .ﻗﺎل اﻷزﻫري" :ﺳﻣﻌت أﻋر ً
اﻟﻐرر واﻟﺗدﻟﯾس :اﻟﺗدﻟﯾس ً
ﻟﯾس ﻟﻲ ﻓﻲ اﻷﻣر وﻟس وﻻ دﻟس أي :ﻻ ﺧﯾﺎﻧﺔ وﻻ ﺧدﯾﻌﺔ .واﻟﻐرر أﻋم ﻣن اﻟﺗدﻟﯾس".
اﻟﻐرر واﻟﻘﻣﺎر واﻟﻣراﻫﻧﺎت :ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﻌﯾﺎر :اﻟﻐرر ﯾﺷﺑﻪ اﻟﻘﻣﺎر واﻟﻣراﻫﻧﺎت ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗردد وﻋدم
اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،ﻟﻛﻧﻬﻣﺎ ﻟﺗﺣﺻﯾل أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻣﺎل اﻵﺧر ،وﻛﻠﻣﺔ ﻗﻣﺎر أﺧص ﻣن ﻛﻠﻣﺔ ﻏرر،
ﻓﺎﻟﻘﻣﺎر ﻏرر ﻣن ﻏﯾر ﺷك ،وﻟﯾس ﻛل ﻏرر ﻗﻣﺎراً.
ﺣﻛم اﻟﻐرر
4
ﻻ ﯾﺟوز ﺷرﻋﺎ إﺑرام ﻋﻘد ،أو اﺷﺗراط ﺷرط ﻓﯾﻪ ﻏرر ﯾﻔﺳد اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ .واﻟﻐرر اﻟذي ﯾﺗﺿﻣن ﺧدﯾﻌﺔ أو
ﺑﺎطﻼ ،وذﻟك ﻟﺣدﯾث رﺳول
ً ﺗدﻟﯾﺳﺎً ﺣرام وﻣﻧﻬﻲ ﻋﻧﻪ ،واﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﻐرر اﻟﺗﺣرﯾم ،وﻋﻘد ﻓﯾﻪ ﻏرر ﯾﻌد
اﷲ أﻧﻪ "ﻧﻬﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﺣﺻﺎة وﺑﯾﻊ اﻟﻐرر".
وﻗﺎل اﻟﻧووي" :اﻟﻧﻬﻲ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﻐرر أﺻل ﻋظﯾم ﻣن أﺻول ﻛﺗﺎب اﻟﺑﯾوع ﯾدﺧل ﻓﯾﻪ ﻣﺳﺎﺋل ﻛﺛﯾرة ﻏﯾر
ﻣﻧﺣﺻرة ،ﻛﺑﯾﻊ اﻵﺑق ،واﻟﻣﻌدوم ،واﻟﻣﺟﻬول ،وﻣﺎ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ وﻧظﺎﺋر ذﻟك ،وﻛل ﻫذا ﺑﯾﻌﻪ
ﺑﺎطل ،ﻷﻧﻪ ﻏرر ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﻪ ﺗدﻋو إﻟﯾﻪ".
وﻋﻠﺔ اﻟﻧﻬﻲ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﻐرر ﻫو أﻛل اﻟﻣﺎل ﺑﺎﻟﺑﺎطل ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾر أﻧﻪ ﻻ ﯾﺣﺻل اﻟﻣﺑﯾﻊ ،وﻗد ﻧﺑﻪ اﻟﻧﺑﻲ
إﻟﻰ ﻫذا ﺑﻘوﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﺛﻣﺎر ﻗﺑل ﺑدو ﺻﻼﺣﻬﺎ أو ﻗﺑل أن ﺗوﺟد" :أرأﯾت إذا ﻣﻧﻊ اﷲ اﻟﺛﻣر ﺑﻣﺎ ﯾﺄﻛل
أﺣدﻛم ﻣﺎل أﺧﯾﻪ" .أو ﻫو ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ﯾؤدى إﻟﯾﻪ ﻣن اﻟﺗﻧﺎزع ﺑﯾن اﻟﻧﺎس.
أﻗﺳﺎم اﻟﻐرر
ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻐرر ﻣن ﺣﯾث ﻣﻘدارﻩ إﻟﻰ ﻛﺛﯾر وﻣﺗوﺳط وﯾﺳﯾر ،وﯾﻧﻘﺳم ﻣن ﺣﯾث أﺛرﻩ إﻟﻰ ﻣﻔﺳد ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻠﺔ أو
ﻏﯾر ﻣﻔﺳد ﻟﻬﺎ.
اﻟﺷرط اﻷول :أن ﯾﻛون اﻟﻐرر ﻓﻲ ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ،أو ﻣﺎ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫﺎ
ﻛﺛﯾر ،ﻣﺛل اﻟﻬﺑﺔ واﻟوﺻﯾﺔ.
ﻣﺛل :اﻟﺑﯾﻊ ،واﻹﺟﺎرة ،واﻟﺷرﻛﺔ ،ﻓﻼ ﯾؤﺛر اﻟﻐرر ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﺗﺑرﻋﺎت وﻟو ﻛﺎن ًا
واﻟﻐرر ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﻘد أو ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ.
ﻛﺛﯾر
اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ :أن ﯾﻛون اﻟﻐرر اً
-١اﻟﻐرر اﻟﻛﺛﯾر ﻫو :ﻣﺎ ﻏﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ اﻟﻌﻘد ﯾوﺻف ﺑﻪ ،وﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ
اﻟﻧزاع ،وﻫذا ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺑﯾﺋﺎت واﻟﻌﺻور ،وﻣرﺟﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﻌرف .ﻣﺛل :ﺑﯾﻊ اﻟﺛﻣر ﻗﺑل ظﻬورﻩ،
واﻹﺟﺎرة إﻟﻰ أﺟل ﻣﺟﻬول ،واﻟﺳﻠم ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﻐﻠب وﺟودﻩ ﻋﻧد ﺣﻠول أﺟﻠﻪ ،وﻫذا اﻟﻐرر ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد
إﺟﻣﺎﻋﺎ ،...وﻗﻠﯾل
ً ﻓﯾﻔﺳدﻩ .ﻗﺎل اﻟﻘراﻓﻲ" :اﻟﻐرر واﻟﺟﻬﺎﻟﺔ ـ أي ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ـ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم :ﻛﺛﯾر ﻣﻣﺗﻧﻊ
5
ﺟﺎﺋز إﺟﻣﺎﻋﺎً ،...وﻣﺗوﺳط اﺧﺗﻠف ﻓﯾﻪ" .وﯾﻘول اﻟﺑﺎﺟﻲ" :اﻟﻐرر اﻟﻛﺛﯾر ﻫو ﻣﺎ ﻏﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻰ
أﺻﺑﺢ اﻟﻌﻘد ﯾوﺻف ﺑﻪ.
-٢اﻟﻐرر اﻟﯾﺳﯾر :ﻣﺎ ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻪ ﻋﻘد ،وﻟﯾس ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧزاع ،ﻣﺛل :ﺑﯾﻊ اﻟدار دون
ﺷﻬر ﻣﻊ ﺗﻔﺎوت ﻋدد أﯾﺎم اﻟﺷﻬور .وﻫذا اﻟﻐرر ﻻ ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد .ﻗﺎل اﺑن
رؤﯾﺔ أﺳﺎﺳﻬﺎٕ ،واﺟﺎرة اﻟدار ا
ﻣﺎﻧﻌﺎ ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘد؛ ﺑﺧﻼف اﻟﻛﺛﯾر
ً اﻟﻘﯾم" :واﻟﻐرر إذا ﻛﺎن ﯾﺳﯾراً أو ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗراز ﻣﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن
اﻟذي ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗراز ﻣﻧﻪ.
-٣اﻟﻐرر اﻟﻣﺗوﺳط :ﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﯾن اﻟﻛﺛﯾر واﻟﯾﺳﯾر ،ﻣﺛل :ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ اﻷرض ،أو ﻣﺎ ﻻ ﯾﻌرف إﻻ
ﺑﻛﺳرﻩ ،أو إﺟﺎرة اﻟﺷﺟر اﻟﻣﺛﻣر .وﻣﺛل اﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﺟﻌﺎﻟﺔ واﻟﺣراﺳﺔ واﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ اﻟﻣؤﻗﺗﺔ .وﻻ
ﯾؤﺛر اﻟﻐرر اﻟﻣﺗوﺳط ﻓﻲ اﻟﻌﻘد.
ﯾﻘول اﻟﺻدﯾق اﻟﺿرﯾر" :واﻟﻛﺛرة واﻟﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرر ﻣن اﻷﻣور اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟزﻣﺎن
واﻟﻣﻛﺎن واﻷﻧظﺎر؛ وﻟﻬذا ﻓﻠﯾس ﻣن اﻟﺳﻬل وﺿﻊ ﺣد ﻓﺎﺻل ﺑﯾن اﻟﻐرر اﻟﻛﺛﯾر اﻟذي ﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﻘد،
واﻟﻐرر اﻟﯾﺳﯾر اﻟذي ﻻ ﯾؤﺛر ،وﻫذا ﻫو ﺳﺑب اﺧﺗﻼف اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﻐرر".
وﻧﻘل ﻗول اﻟﺑﺎﺟﻲ ﺑﺄن "اﻟﻐرر اﻟﯾﺳﯾر ﻫو ﻣﺎ ﻻ ﯾﻛﺎد ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻪ ﻋﻘد ،واﻟﻐرر اﻟﻛﺛﯾر ﻫو ﻣﺎ ﻛﺎن ﻏﺎﻟﺑﺎً
ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻰ ﺻﺎر اﻟﻌﻘد ﯾوﺻف ﺑﻪ".
وﻗــﺎل اﻟﻘراﻓــﻲ" :اﻟﻐــرر واﻟﺟﻬﺎﻟــﺔ -أي ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــﻊ -ﺛﻼﺛــﺔ أﻗــﺳﺎم :ﻛﺛﯾــر ﻣﻣﺗﻧــﻊ إﺟﻣﺎﻋــﺎً ،ﻛــﺎﻟطﯾر ﻓــﻲ
إﺟﻣﺎﻋﺎ ،ﻛﺄﺳـﺎس اﻟـدار وﻗطـن اﻟﺟﺑـﺔ ،وﻣﺗوﺳـط اﺧﺗﻠـف ﻓﯾـﻪ ،ﻫـل ﯾﻠﺣـق ﺑـﺎﻷول أم
ً اﻟﻬواء ،وﻗﻠﯾل ﺟﺎﺋز
ﺑﺎﻟﺛﺎﻧﻲ؟" .وﻗـﺎل اﺑـن رﺷـد اﻟﺣﻔﯾـد" :اﻟﻔﻘﻬـﺎء ﻣﺗﻔﻘـون ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻐـرر اﻟﻛﺛﯾـر ﻓـﻲ اﻟﻣﺑﯾﻌـﺎت ﻻ ﯾﺟـوز وأن
اﻟﻘﻠﯾل ﯾﺟوز" .وﻗـﺎل اﻟﻧـووي" :ﻧﻘـل اﻟﻌﻠﻣـﺎء اﻹﺟﻣـﺎع ﻓـﻲ أﺷـﯾﺎء ﻏررﻫـﺎ ﺣﻘﯾـر ،ﻣﻧﻬـﺎ :أن اﻷﻣـﺔ أﺟﻣﻌـت
ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ ﺑﯾﻊ اﻟﺟﺑﺔ اﻟﻣﺣﺷوة ٕوان ﻟم ﯾر ﺣﺷوﻫﺎ ،وأﺟﻣﻌوا ﻋﻠﻰ ﺟواز إﺟﺎرة اﻟـدار وﻏﯾرﻫـﺎ ﺷـﻬرًا ،ﻣـﻊ
ـﺳﻌﺔ وﻋـﺷرﯾن ،وأﺟﻣﻌـوا ﻋﻠـﻰ ﺟـواز دﺧـول اﻟﺣﻣـﺎم ﺑـﺄﺟرة ،وﻋﻠـﻰ
أﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون ﺛﻼﺛﯾن ﯾوﻣ ًـﺎ وﻗـد ﯾﻛـون ﺗ ً
ﺟ ـواز اﻟــﺷرب ﻣــن ﻣــﺎء اﻟــﺳﻘﺎء ﺑﻌــوض ﻣــﻊ اﺧــﺗﻼف أﺣ ـوال اﻟﻧــﺎس ﻓــﻲ اﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣــﺎء أو ﻣﻛــﺛﻬم ﻓــﻲ
اﻟﺣﻣﺎم ،ﻗﺎل :ﻗﺎل اﻟﻌﻠﻣﺎء :ﻣدار اﻟﺑطﻼن ﺑﺳﺑب اﻟﻐرر واﻟـﺻﺣﺔ ﻣـﻊ وﺟـودﻩ ﻫـو أﻧـﻪ إذا دﻋـت اﻟﺣﺎﺟـﺔ
إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﻐرر ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗراز ﻋﻧﻪ إﻻ ﺑﻣﺷﻘﺔ ،أو ﻛﺎن اﻟﻐرر ﺣﻘﯾرًا ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊٕ ،واﻻ ﻓﻼ".
6
إذا ﻛﺎن اﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ أﺻﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻔﺳد اﻟﻌﻘد ﻣﺛل :ﺑﯾﻊ اﻟﺛﻣر ﻗﺑل ﺑدو )ظﻬور( ﺻﻼﺣﻪ دون
ﺑﯾﻊ اﻷﺻل )أي اﻟﺷﺟر( ودون ﺷرط اﻟﻘطﻊ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ أﺻﺎﻟﺔ ﻓﻼ ﯾؤﺛر
ﻣﺛل ﺑﯾﻊ اﻟﺷﺟر ﻣﻊ اﻟﺛﻣر ﻗﺑل ﺑدو ﺻﻼﺣﻪ ،أو ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﻟم ﯾوﺟد ﻣن اﻟزرع ﻣﻊ ﻣﺎ وﺟد ﻣﻧﻪ ،أو ﺑﯾﻊ اﻟﺣﻣل
ﻣﻊ اﻟﺷﺎة ،أو ﺑﯾﻊ اﻟﻠﺑن اﻟذي ﻓﻲ اﻟﺿرع ﻣﻊ اﻟﺷﺎة .ﻓﻔﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ" :ﯾﻐﺗﻔر ﻓﻲ اﻟﺗواﺑﻊ ﻣﺎ ﻻ ﯾﻐﺗﻔر
ﻓﻲ ﻏﯾرﻫﺎ".
وأدﻟﺔ ذﻟك:
-١ﻻ ﯾﺟوز أن ﺗﺑﺎع اﻟﺛﻣرة اﻟﺗﻲ ﻟـم ﯾﺑـد ﺻـﻼﺣﻬﺎ ﻣﻔـردةً" ،ﻟﻧﻬـﻲ اﻟﻧﺑـﻲ ﻋـن ﺑﯾـﻊ اﻟﺛﻣـﺎر ﺣﺗـﻰ ﯾﺑـدو
ـؤﺑر ،ﻓﺛﻣرﺗﻬــﺎ
ـﻼ ﺑﻌــد أن ﺗـ ّ
ﺻـﻼﺣﻬﺎ" ،وﻟﻛــن ﻟــو ﺑﯾﻌـت ﻣــﻊ أﺻــﻠﻬﺎ ﺟــﺎز ،ﻟﻘـول اﻟﻧﺑــﻲ " :ﻣــن اﺑﺗــﺎع ﻧﺧ ً
ﻟﻠﺑــﺎﺋﻊ ،إﻻ أن ﯾــﺷﺗرط اﻟﻣﺑﺗــﺎع" .وﻗــد ﻧﻘــل اﺑــن ﻗداﻣــﺔ اﻹﺟﻣــﺎع ﻋﻠــﻰ ﺟـواز ﻫــذا اﻟﺑﯾــﻊ ،وﻗــﺎل" :وﻷﻧـﻪ إذا
ﺗﺑﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓﻠم ﯾﺿر اﺣﺗﻣﺎل اﻟﻐرر ﻓﯾﻬﺎ".
ﺑﺎﻋﻬﺎ ﻣﻊ اﻷﺻل ﺣﺻﻠت ً
-٢ﻻ ﯾﺟــوز ﺑﯾــﻊ اﻟﺣﻣــل ﻓــﻲ اﻟــﺑطن ،ﻟﻣــﺎ روى اﺑــن ﻋﻣــر رﺿــﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣــﺎ" :أن اﻟﻧﺑــﻲ ﻧﻬــﻰ ﻋــن
اﻟﻣﺟر" .وﻧﻘل اﺑن اﻟﻣﻧذر واﻟﻣﺎوردي واﻟﻧووي إﺟﻣﺎع اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﺑطﻼن ﺑﯾﻊ اﻟﺟﻧﯾن؛ ﻷﻧﻪ ﻏرر ،ﻟﻛن
ْ
ﻣطﻠﻘﺎ ﺻﺢ اﻟﺑﯾﻊ ،ودﺧل اﻟﺣﻣل ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع.
ً ﺑﯾﻌﺎ
ﺣﺎﻣﻼ ً
ً ﻟو ﺑﺎع
- ٣ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻠﺑن ﻓﻲ اﻟﺿرع ،ﻟﻣﺎ روى اﺑن ﻋﺑﺎس رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻬﻣﺎ أﻧـﻪ ﻗـﺎل" :ﻻ ﺗـﺷﺗروا اﻟﻠـﺑن
ﻓﻲ ﺿروﻋﻬﺎ ،وﻻ اﻟﺻوف ﻋﻠﻰ ظﻬورﻫﺎ" ،وﻷﻧﻪ ﻣﺟﻬول اﻟﻘدر ،ﻷﻧﻪ ﻗد ﯾرى اﻣﺗﻼء اﻟﺿرع ﻣن اﻟﺳﻣن
ﻓﯾظن أﻧﻪ ﻣن اﻟﻠﺑن ،وﻷﻧﻪ ﻣﺟﻬول اﻟﺻﻔﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻗد ﯾﻛون اﻟﻠﺑن ﺻﺎﻓﯾﺎً وﻗد ﯾﻛون ﻛدرًا ،وذﻟك ﻏرر ﻣـن
ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻠم ﯾﺟز ،ﻟﻛن ﻟو ﺑﯾﻊ اﻟﻠﺑن ﻓﻲ اﻟﺿرع ﻣﻊ اﻟﺣﯾوان ﺟﺎز.
ﻻ؛ ﻷﻧـﻪ
ﻗــﺎل اﻟﻧـووي" :أﺟﻣــﻊ اﻟﻣــﺳﻠﻣون ﻋﻠــﻰ ﺟـواز ﺑﯾــﻊ ﺣﯾـوان ﻓــﻲ ﺿــرﻋﻪ ﻟــﺑنٕ ،وان ﻛــﺎن اﻟﻠــﺑن ﻣﺟﻬــو ً
ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﺣﯾوان ،ودﻟﯾﻠﻪ ﻣن اﻟﺳﻧﺔ ﺣدﯾث اﻟﻣﺻ ّراة".١
أﯾﺎﻣﺎ ﻣﻌدودةً إذا ﻛﺎن ﻣﺎ ﯾﺣﻠب ﻓﯾﻬﺎ
وﻧﻘل ﺻﺎﺣب ﺗﻬذﯾب اﻟﻔروق ﻋن ﻣﺎﻟك أﻧﻪ أﺟﺎز ﺑﯾﻊ ﻟﺑن اﻟﻐﻧم ً
ﻣﻌروﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ،وﻟم ﯾﺟز ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺷﺎة اﻟواﺣدة ،وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻋن ﻣﺎﻟك" :أﻧﻪ ﻻ ﺑﺄس ﺑﺑﯾﻊ
ً
ﻟﺑن اﻟﻐﻧم إذا ﻛﺎﻧت ﻛﺛﯾرةً ،وﺿرب ﻟذﻟك أﺟﻼً ﺷﻬراً أو ﺷﻬرﯾن ،إذا ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ أﺑﺎن ﻟﺑﻧﻬﺎ وﻋﻠم أن
ﻟﺑﻧﻬﺎ ﻻ ﯾﻘطﻊ إﻟﻰ ذﻟك اﻷﺟل ،إذا ﻛﺎن ﻗد ﻋرف وﺟﻪ ﺣﻼﺑﻬﺎ".
-1اﻟﻣﺻراة :ﻫﻲ اﻟﻧﺎﻗﺔ أو اﻟﺑﻘرة أو اﻟﺷﺎة اﻟﺗﻲ ﺣﺑس اﻟﻠﺑن ﻓﻲ ﺿرﻋﻬﺎ ﻣدة ﺣﺗﻰ اﻟﺿرع ﻛﺑﯾرا.
7
اﻟﺷرط اﻟراﺑﻊ :أن ﻻ ﺗدﻋو اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﺷرﻋﺎً إﻟﻰ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻏرر
واﻟﺣﺎﺟﺔ ﻫﻲ :أن ﯾﺻل اﻟﻣرء إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﻟو ﻟم ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﻣﻧوع ﯾﻛون ﻓﻲ ﺟﻬد وﻣﺷﻘﺔ وﻟﻛﻧﻪ ﻻ
ﯾﻬﻠك ،ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻋﺎﻣﺔ أم ﺧﺎﺻﺔ.
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺔ أن ﺗﻛون ﻣﺗﻌﯾﻧﺔ ﺑﺄن ﺗﻧﺳد ﺟﻣﯾﻊ اﻟطرق اﻟﻣﺷروﻋﺔ اﻟﻣوﺻﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻐرض ﺳوى اﻟﻌﻘد
اﻟﻣﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻏرر ﻛﺛﯾر ،ﻣﺛل :اﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺗﺟﺎري ﻋﻧد ﻋدم وﺟود اﻟﺗﻛﺎﻓل.
ﻗﺎل اﻟﻧووي" :ﻣدار اﻟﺑطﻼن ﺑﺳﺑب اﻟﻐرر ،واﻟﺻﺣﺔ ﻣﻊ وﺟودﻩ :أﻧﻪ إذا دﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ارﺗﻛﺎب
اﻟﻐرر ،وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗراز ﻋﻧﻪ إﻻ ﺑﻣﺷﻘﺔ ،أو ﻛﺎن اﻟﻐرر ﺣﻘﯾرًا )ﯾﺳﯾراً( ﺟﺎز اﻟﺑﯾﻊ ٕواﻻ ﻓﻼ".
رﺧص ﻓﯾﻣﺎ ﺗدﻋو اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﻪ ﻣﻧﻪ ،ﻓﺈن ﺗﺣرﯾﻣﻪ وﻗﺎل اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ " :وﻣﻔﺳدة اﻟﻐرر أﻗل ﻣن اﻟرﺑﺎ؛ ﻓﻠذﻟك ِ
أﺷد ﺿرراً ﻣن ﺿرر ﻛوﻧﻪ ﻏررًا".
ﯾﻘول اﻟﺻدﯾق اﻟﺿرﯾر" :ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻐرر ﻏﯾر ﻣؤﺛر أن ﺗﻛون ﻣﺗﻌﯾﻧﺔ ،وﻣﻌﻧﻰ
ﺗﻌﯾﻧﻬﺎ أن ﺗﻧﺳد ﺟﻣﯾﻊ اﻟطرق اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻐرض ،ﺳوى ذﻟك اﻟﻌﻘد اﻟذي ﻓﯾﻪ اﻟﻐرر؛ ﻷﻧﻪ
ﻟو أﻣﻛن اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻐرض ﻋن طرﯾق ﻋﻘد آﺧر ﻻ ﻏرر ﻓﯾﻪ ،ﻓﺈن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻌﻘد اﻟذي ﻓﯾﻪ ﻏرر ﻻ
ﺗﻛون ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ؛ وﻟﻬذا ﻟم ﺗﺟز إﺟﺎرة اﻟﻐﻧم ﻟﺷرب ﻟﺑﻧﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﺟز ﺑﯾﻊ ﻟﺑﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺿرﻋﻬﺎ؛
ﻷن اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﻌﯾﻧﺔ ،إذ ﻓﻲ اﻹﻣﻛﺎن ﺷراء اﻟﻠﺑن ﺑﻌد أن ﯾﺣﻠب ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺟﺎزت إﺟﺎرة اﻟظﺋر ﺑﺎﺗﻔﺎق
اﻟﻔﻘﻬﺎء؛ ﻷن اﻹرﺿﺎع ﻻ ﯾﻛون إﻻ ﻋن ﻫذا اﻟطرﯾق ،ﻓﺎﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣﺗﻌﯾﻧﺔ.
وﺧﺎﻟف اﻟﻧﺷﻣﻲ ﻫذا اﻟرأي ،ﻓﻘﺎل" :وأرى – ﺣﺳب ﻓﻬﻣﻲ ﻟﻬذا اﻟﺷرط – أن ﺗﻘﯾﯾد اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﻧﺎﻓﯾﺔ
ﻟﻠﻐرر ﺑﺄن ﺗﻛون ﻣﺗﻌﯾﻧﺔ ﻓﯾﻪ ﺗﺿﯾﯾق ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻻ ﻣﺑرر ﻟﻪ ،ﻣﺎدﻣﻧﺎ اﻋﺗﺑرﻧﺎ اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻛﻣﺎ
ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﺳﯾوطﻲ" :ﻫﻲ أن ﯾﺻل اﻟﻣرء إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﻟو ﻟم ﯾﺗﻧﺎول اﻟﻣﻣﻧوع ﯾﻛون ﻓﻲ ﺟﻬد وﻣﺷﻘﺔ
وﻟﻛﻧﻪ ﻻ ﯾﻬﻠك" ﻓﻬذا ﻗدر ﻛﺎف ،وﻣﺎدام اﻟﺷرع ﻗد اﻏﺗﻔر اﻟﻐرر ﻓﻲ ﻋﻘد ﻣﺎ ،ورﺑﻣﺎ ﺻﻠﺢ ﻫذا اﻟﻘﯾد ﻟو
ﻛﻧﺎ أﻣﺎم ارﺗﻛﺎب ﻋﻘد ﻏرر ﺿرورة ﻻ ﻣﺟرد ﺣﺎﺟﺔ".
ﺷرطﺎ
ً ﻗﺎل اﻟﻛﺎﺳﺎﻧﻲ ﻋن ﺧﯾﺎر اﻟﺷرط " :إن ﺷرط اﻟﺧﯾﺎر ﯾﻣﻧﻊ اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺣق اﻟﺣﻛم ﻟﻠﺣﺎل ﻓﻛﺎن
ﻣﻐﯾّـرًا ﻣﻘﺗــﺿﻰ اﻟﻌﻘــد وأّﻧــﻪ ﻣﻔــﺳد ﻟﻠﻌﻘــد ﻓــﻲ اﻷﺻــل ،وﻫــو اﻟﻘﯾــﺎسٕ ،واﻧﻣــﺎ ﺟــﺎز ﺑــﺎﻟﻧص وﻫــو ﻣــﺎ ورد أن
ﺣﺑﺎن ﺑن ﻣﻧﻘذ رﺿﻲ اﷲ ﻋﻧﻪ ﻛﺎن ﯾﻐـﺑن ﻓـﻲ اﻟﺗﺟـﺎرات ،ﻓـﺷﻛﺎ أﻫﻠـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻧـﻲ ﻓﻘـﺎل ﻟـﻪ" :إذا ﺑﺎﯾﻌـت
ﻓﻘل :ﻻ ﺧﻼﺑﺔ" ،وزاد ﻓﻲ رواﯾﺔ" :ﺛم أﻧت ﻓﻲ ﻛل ﺳﻠﻌﺔ ﺗﺑﺗﺎﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر ﺛﻼث ﻟﯾﺎل" ،وﻟﻠﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ دﻓﻊ
اﻟﻐﺑن ﺑﺎﻟﺗﺄﻣل واﻟﻧظر".
8
وﻗــﺎل اﻟﻛﻣــﺎل ﻋــن ﻋﻘــد اﻟــﺳﻠم" :وﻻ ﯾﺧﻔــﻰ أن ﺟ ـوازﻩ ﻋﻠــﻰ ﺧــﻼف اﻟﻘﯾــﺎس ،إذ ﻫــو ﺑﯾــﻊ اﻟﻣﻌــدوم ،وﺟــب
اﻟﻣ ــﺻﯾر إﻟﯾ ــﻪ ﺑ ــﺎﻟﻧص واﻹﺟﻣ ــﺎع ﻟﻠﺣﺎﺟ ــﺔ ﻣ ــن ﻛ ــل ﻣ ــن اﻟﺑ ــﺎﺋﻊ واﻟﻣ ــﺷﺗري ،ﻓ ــﺈن اﻟﻣ ــﺷﺗري ﯾﺣﺗ ــﺎج إﻟ ــﻰ
ﻻ ﻋـن اﻟﻘﯾﻣـﺔ ﻓﯾرﺑﺣـﻪ اﻟﻣـﺷﺗري،
اﻻﺳﺗرﺑﺎح ﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋﯾﺎﻟﻪ ،وﻫو ﺑﺎﻟﺳﻠم أﺳﻬل ،إذ ﻻ ﺑد ﻣن ﻛـون اﻟﺑﯾـﻊ ﻧـﺎزً
واﻟﺑﺎﺋﻊ ﻗد ﯾﻛون ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل إﻟﻰ اﻟﺳﻠم ،وﻗدرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ ﺑـﺳﻬوﻟﺔ ،ﻓﺗﻧـدﻓﻊ ﺑـﻪ ﺣﺎﺟﺗـﻪ
اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﻗدرﺗﻪ اﻟﻣﺂﻟﯾﺔ ،ﻓﻠﻬذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺷرع" .وﻗﺎل اﻟﺑﺎﺟﻲ :إﻧﻣﺎ ﺟوز اﻟﺟﻌـل ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـل اﻟﻣﺟﻬـول
واﻟﻐرر ﻟﻠﺿرورة".
وﻗـﺎل اﻟﻧـووي" :اﻷﺻــل أن ﺑﯾــﻊ اﻟﻐــرر ﺑﺎطــل ،ﻟﻣـﺎ روى أﺑــو ﻫرﯾـرة رﺿــﻲ اﷲ ﺗﻌــﺎﻟﻰ ﻋﻧــﻪ "أن اﻟﻧﺑــﻲ
ﻧﻬﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﻐرر" ،واﻟﻣراد ﻣﺎ ﻛﺎن ﻓﯾﻪ ﻏرر ظﺎﻫر ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗراز ﻋﻧﻪ ،ﻓﺄﻣﺎ ﻣﺎ ﺗدﻋو إﻟﯾﻪ اﻟﺣﺎﺟﺔ،
وﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﺣﺗراز ﻋﻧﻪ ﻛﺄﺳﺎس اﻟدار ،وﺷراء اﻟﺣﺎﻣل ﻣـﻊ اﺣﺗﻣـﺎل أن اﻟﺣﻣـل واﺣـد أو أﻛﺛـر ،وذﻛـر أو
أﻧﺛــﻰ ،وﻛﺎﻣــل اﻷﻋــﺿﺎء أو ﻧﺎﻗــﺻﻬﺎ ،وﻛــﺷراء اﻟــﺷﺎة ﻓــﻲ ﺿــرﻋﻬﺎ ﻟــﺑن ،وﻧﺣــو ذﻟــك ،ﻓﻬــذا ﯾــﺻﺢ ﺑﯾﻌــﻪ
ﺑﺎﻹﺟﻣﺎع" .وﺑﻌد أن ﻗرر اﺑن ﻗداﻣﺔ ﻋدم ﺟواز ﺑﯾﻊ اﻟﻠﺑن ﻓﻲ اﻟﺿرع ﻗﺎل" :وأﻣﺎ ﻟـﺑن اﻟظﺋـر ﻓﺈﻧﻣـﺎ ﺟـﺎز
ﻟﻠﺣﺿﺎﻧﺔ ،ﻷﻧﻪ ﻣوﺿﻊ اﻟﺣﺎﺟﺔ".
ﻗﺎل اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ" :اﻟﻐرر ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع ،أوﻟﻬﺎ :اﻟﻣﻌدوم ،ﻛﺣﺑل اﻟﺣﺑﻠﺔ ،واﻟﻠﺑن ،وﺛﺎﻧﯾﻬﺎ :اﻟﻣﻌﺟوز ﻋن
ﻋﺑدا،
ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ،ﻛﺎﻷﺑق ،وﺛﺎﻟﺛﻬﺎ :اﻟﻣﺟﻬول اﻟﻣطﻠق ،أو اﻟﻣﻌﯾن اﻟﻣﺟﻬول ﺟﻧﺳﻪ ،أو ﻗدرﻩ ﻛﻘوﻟﻪ :ﺑﻌﺗك ً
أو ﺑﻌﺗك ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻲ".
9
وﻗﺳﻣﻪ اﻟﻌز اﺑن ﻋﺑد اﻟﺳﻼم إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺿﺎً" .أﺣدﻫﺎ :ﻣﺎ ﯾﻌﺳر اﺟﺗﻧﺎﺑﻪ ﻛﺑﯾﻊ اﻟﻔﺳﺗق واﻟﺑﻧدق واﻟرﻣﺎن
واﻟﺑطﯾﺦ ﻓﻲ ﻗﺷورﻫﺎ ﻓﯾﻌﻔﻰ ﻋﻧﻪ ،واﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣﺎ ﻻ ﯾﻌﺳر اﺟﺗﻧﺎﺑﻪ ﻓﻼ ﯾﻌﻔﻰ ﻋﻧﻪ ،واﻟﺛﺎﻟث :ﻣﺎ ﯾﻘﻊ ﺑﯾن
اﻟرﺗﺑﺗﯾن وﻓﯾﻪ اﺧﺗﻼف ،ﻣﻧﻬم ﻣن ﯾﻠﺣﻘﻪ ﺑﻣﺎ ﻋظﻣت ﻣﺷﻘﺗﻪ ،ﻻرﺗﻔﺎﻋﻪ ﻋﻣﺎ ﺧﻔت ﻣﺷﻘﺗﻪ ،وﻣﻧﻬم ﻣن
ﯾﻠﺣﻘﻪ ﺑﻣﺎ ﺧﻔت ﻣﺷﻘﺗﻪ ﻻﻧﺣطﺎطﻪ ﻋﻣﺎ ﻋظﻣت ﻣﺷﻘﺗﻪ ،إﻻ أﻧﻪ ﺗﺎرة ﯾﻌظم اﻟﻐرر ﻓﯾﻪ ﻓﻼ ﯾﻌﻔﻰ ﻋﻧﻪ
ﻋﻠﻰ اﻷﺻﺢ ﻛﺑﯾﻊ اﻟﺟوز اﻷﺧﺿر ﻓﻲ ﻗﺷرﺗﻪ ،وﺗﺎرة ﯾﺧف اﻟﻌﺳر ﻓﯾﻪ ﻟﻣﺳﯾس اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﯾﻌﻪ ﻓﯾﻛون
ﻓﻌﻠﯾﺎ".
ﻗوﻟﯾﺎ أو ً
اﻷﺻﻠﺢ ﺟوازﻩ ﻛﺑﯾﻊ اﻟﺑﺎﻗﻼء اﻷﺧﺿر ﻓﻲ ﻗﺷرﺗﻪ .ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻐرﯾر ﻗد ﯾﻛون ً
وذﻛر ﻣﻌﯾﺎر اﻟﻐرر أن ﻣﺟﺎل اﻟﻐرر ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﻣﻌﺎوﺿﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﻘد ،وﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ
ﻣﺣﻠﻪ ،وﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ ﺷروطﻪ .ذﻛر اﺑن رﺷد" :واﻟﻐرر ﯾوﺟد ﻓﻲ اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت ﻣن ﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ أوﺟﻪ :إﻣﺎ ﻣن
ﺟﻬﺔ اﻟﺟﻬل ﺑﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ أو ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻌﻘد ،أو ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﺟﻬل ﺑوﺻف اﻟﺛﻣن واﻟﻣﺛﻣون أو ﺑﻘدرﻩ
أو ﺑﺄﺟﻠﻪ إن ﻛﺎن ﻫﻧﺎك أﺟلٕ ،واﻣﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﺟﻬل ﺑوﺟودﻩ ،أو ﺗﻌذر اﻟﻘدرة ﻋﻠﯾﻪ ،وﻫذا راﺟﻊ إﻟﻰ
ﺗﻌذر اﻟﺗﺳﻠﯾمٕ ،واﻣﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﺟﻬل ﺑﺳﻼﻣﺗﻪ أﻋﻧﻲ ﺑﻘﺎءﻩ".
10
-اﻟﻐرر اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن اﻟﺟﻬل ﺑﻧوع اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻔﺳد ﻟﻠﻌﻘد ،ﻣﺛل ﺑﯾﻊ ﺳﯾﺎرة دون ﺑﯾﺎن ﻧوﻋﻬﺎ ،أو ﺑﯾﻊ
دﻧﺎﻧﯾر )ﺑﻌﻘد ﺻرف اﻟﻌﻣﻼت( دون ﺗﺣدﯾد ﻧوﻋﻬﺎ ودون وﺟود ﻋرف ﯾﺣددﻫﺎ.
-اﻟﻐرر اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن اﻟﺟﻬل ﺑذات اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ )ﻋدم ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺳﻠﻌﺔ( ﻣﻔﺳد ﻟﻠﻌﻘد ،ﻣﺛل ﺑﯾﻊ ﺳﯾﺎرة ﻣن
ﺳﯾﺎرات ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌرض ،أو ﺑﯾﻊ ﻗطﻌﺔ أرض ﻣن ﻣﺧطط ﻣﺷروع دون ﺧﯾﺎر اﻟﺗﻌﯾﯾن.
-اﻟﻐرر اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن اﻟﺟﻬل ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣﻔﺳد ﻟﻠﻌﻘد ،ﻣﺛل ﺑﯾﻊ ﺳﻠﻌﺔ ﻏﺎﺋﺑﺔ دون
وﺻﻔﻬﺎ.
-اﻟﻐرر اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن اﻟﺟﻬل ﺑﻣﻘدار اﻟﻣﺑﯾﻊ :وﻣن ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻔﺻﯾل ﺑﯾﻊ اﻟﺟزاف )اﻟﻣﺟﻬول
اﻟﻘدر( ﻣﻔﺳد ﻟﻠﺑﯾﻊ إﻻ إذا ﺗواﻓرت اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻐرر ﻣﻐﺗﻔ ًرا وﻫﻲ أن ﯾﻛون اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣرﺋﯾﺎ ﻋﻧد
اﻟﺑﯾﻊ ،وأن ﯾﻛون ﻣﻣﺎ ﯾﺗﺄﺗﻰ ﻓﯾﻪ اﻟﺣزر )اﻟﺗﺧﻣﯾن( وأن ﯾﻛون ﻓﯾﻣﺎ اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ اﻟﻛﺛرة )اﻟﺟﻣﻠﺔ( ﻻ آﺣﺎدﻩ.
ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﻔﺳدﻩ اﻟﻐرر.
11
-ﯾﻐﺗﻔر اﻟﻐرر ﻓﻲ ﺗﺄﺟﯾل اﻟﺛﻣن إﻟﻰ اﻟﻣواﺳم اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﻣﺛل :اﻟﺣﺻﺎد ،واﻟﻌﺑرة ﺑﺣﻠول اﻟﻣوﺳم اﻟﻣﻌﺗﺎد ﻻ
ﺑﺣﺻول اﻟﺣﺻﺎد ﻓﻌﻼً.
))اﺗﻔق ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء –ﻋدا اﻟظﺎﻫرﯾﺔ -ﻋﻠﻰ أن اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣل ﺷرط ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ،ﻓﻼ ﯾﺻﺢ
ﺑﯾﻊ ﻣﻼ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻛﺎﻟﺑﻌﯾر اﻟﺷﺎرد اﻟذي ﻻ ﯾﻌﻠم ﻣﻛﺎﻧﻪ ،واﺳﺗدﻟوا ﺑﺎﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻬﻰ ﻋن ﺑﯾﻊ
اﻟﻌﺑد اﻵﺑق وﺑﯾﻊ اﻟﺳﻣك ﻓﻲ اﻟﻣﺎء وﺑﯾﻊ اﻟﻐرر وﺑﺎن اﻟﻘﺻد ﻣن اﻟﺑﯾﻊ ﺗﻣﻠﯾك اﻟﺗﺻرف وذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن
ﻓﯾﻣﺎ ﻻ ﯾﻘدر ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ.
ﺑﻌض اﻟﺑﯾوع اﻟﺗﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻏرر ﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم
-١ﺑﯾﻊ اﻟﻌﺑد اﻵﺑق :ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻌﺑد اﻷﺑق واﻟﺟﻣل اﻟﺷﺎرد واﻟﻣﺎل اﻟﺿﺎﺋﻊ ،ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
ﻻ ﺑﺄن ﺑﯾﻊ اﻵﺑق ﻓﺎﺳد ،ﻓﻠو ﺑﺎع اﻵﺑق ﺛم ﻋﺎد ﻣن اﻹﺑﺎق ﻗﺑل اﻟﻔﺳﺦ ﯾﻧﻘﻠب
اﻟﺗﺳﻠﯾم ،ﻟﻛن ﻟﻸﺣﻧﺎف ﻗو ً
12
ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻣن ﻏﯾر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﺟدﯾد ﻋﻘد ﻓﻠو اﻣﺗﻧﻊ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ أو اﻟﻣﺷﺗري ﻣن ﻗﺑوﻟﻪ أﺟﺑر
ً اﻟﻌﻘد
ﻋﻠﻰ ذﻟك.
وﻟو ﻛﺎن اﻵﺑق ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺗري ﺻﺢ اﻟﺑﯾﻊ وﻧﻔذ ،ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﻋﺟز ﻋن اﻟﺗﺳﻠﯾم .وﻟو ﻛﺎن ﻋن طرف
ﺛﺎﻟث وﻓﻲ ﻗدرة اﻟﻣﺷﺗري اﺳﺗﻼﻣﻪ ﺗوﻗف اﻧﻌﻘﺎد اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑض.
وﯾﺻﺢ ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺑﯾﻊ اﻵﺑق إذا ﻋﻠﻣت ﺻﻔﺗﻪ وﻣوﺿﻌﻪ وزاد اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ وﻣﻘدورًا ﻋﻠﯾﻪ .وﯾﺻﺢ ﺑﯾﻊ
اﻵﺑق ﻋﻧد اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ﯾد إﻧﺳﺎن.
-٢ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻣك ﻓﻲ اﻟﻣﺎء :ﻣﻧﻊ رﺳول اﷲ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻣك ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ،وﺻورﺗﻪ أن ﯾﺑﯾﻊ اﻟﺳﻣك ﻓﻲ
اﻟﻣﺎء ﻗﺑل اﻟﺻﯾد ﻓﻼ ﯾﺟوز ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﻟﻛن ﺑﯾﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ﺑﻌد ﺗﻣﻠﻛﻪ )ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺣظﯾرة واﻟﺑرﻛﺔ(
ﻓﺟوزﻩ ﺑﻌﺿﻬم وﻣﻧﻌﻪ آﺧرون.
-٣ﺑﯾﻊ اﻟطﯾر ﻓﻲ اﻟﻬواء :وﻟﻪ ﻧﻔس ﺣﻛم اﻟﺳﻣك ﻓﻲ اﻟﻣﺎء.
-٤ﺑﯾﻊ اﻟدﯾن :ﻧﻬﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟﻛﺎﻟﺊ ﺑﺎﻟﻛﺎﻟﺊ .وﻫو ﺑﯾﻊ اﻟدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن .وﻟﻪ ﺣﺎﻻت ﻣﻧﻬﺎ:
أ -ﺑﯾﻊ اﻟدﯾن ﻧﺳﯾﺋﺔ ﻟﻣن ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﯾن أو ﻟﻐﯾر ﻣن ﻋﻠﯾﻪ اﻟدﯾن ،ﻣﻧﻌﻪ أﻛﺛر اﻟﻔﻘﻬﺎء .وﻟﻪ ﺻورﺗﺎن:
-اﺑﺗداء اﻟدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن :أن ﯾﻘول ﺷﺧص ﻵﺧر اﺷﺗرﯾت ﻣﻧك ﻛذا إردﺑﺎ ﻣن اﻟﻘﻣﺢ ﺗﺳﻠﻣﻬﺎ ﻟﻲ ﺑﻌد ﺷﻬر
ﺑﻛذا دﯾﻧﺎرا ادﻓﻌﻬﺎ ﻟك ﺑﻌد ﺷﻬرﯾن.
-ﻓﺳﺦ اﻟدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن :أن ﯾﺳﻠم اﻟرﺟل اﻟدراﻫم ﻓﻲ طﻌﺎم إﻟﻰ اﺟل ،ﻓﺈذا ﺣل اﻷﺟل ﯾﻘول اﻟذي ﻋﻠﯾﻪ
اﻟطﻌﺎم :ﻟﯾس ﻋﻧدي طﻌﺎم وﻟﻛن ﺑﻌﻧﻲ إﯾﺎﻩ إﻟﻰ اﺟل.
ب -ﺑﯾﻊ اﻟدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن ﻟﻐﯾر اﻟﻣدﯾن وﺗﺳﻣﻰ ﺑﯾﻊ اﻟدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن :أن ﯾﻘول ﺷﺧص ﻵﺧر ﺑﻌت ﻟك
اﻟﻌﺷرﯾن إردﺑﺎ اﻟﺗﻲ ﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻼن ﺑﺧﻣﺳﯾن دﯾﻧﺎرا ﺗدﻓﻌﻬﺎ ﻟﻲ ﺑﻌد ﺷﻬر ،واﻟﻔﻘﻬﺎء ﻣﺧﺗﻠﻔون ﻓﻲ ﺟوازﻩ
ﻟﻠﻣدﯾن وﻟﻐﯾرﻩ .ﻟﻛن اﺑن ﺗﯾﻣﯾﺔ واﺑن اﻟﻘﯾم ﺣﺻرا اﻟﻣﻣﻧوع ﺑﺑﯾﻊ اﻟدﯾن ﺑﺎﻟدﯾن اﺑﺗداء ﻓﻘط ،ﻣﻌﻠﻠﯾن ﺑﺄن
ﺷﻐﻼ ﻟذﻣﺗﯾن ﻣن ﻏﯾر ﻓﺎﺋدة .وﻟم ﯾر اﻟﺻدﯾق اﻟﺿرﯾر ﻫذا اﻟرأي ﺻواﺑﺎ" ،ﻓﺎﻟﻐرض اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻣن
ً ﻓﯾﻬﺎ
ﻣطﻠﻘﺎ ﺳواء ﺑﯾﻊ ﻟﻠﻣدﯾن أو ﻟﻐﯾرﻩ ﺑﻧﻘد أو ﺑدﯾن ﻣﺎ دام
ً ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻣﺗﺻور" ﺛم ﻗﺎل :وأرى ﺟواز ﺑﯾﻊ اﻟدﯾن
ﺧﺎﻟﯾﺎ ﻣن اﻟرﺑﺎ ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾرد ﻧص ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣﻧﻊ أي ﺻورة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺻور ودﻋوى ﻋدم اﻟﻘدرة
ً
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻏﯾر ﻣﺳﻠﻣﺔ".
-٥ﺑﯾﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺎ ﻟﯾس ﻋﻧدﻩ :ﻗﺎل رﺳول اﷲ :ﻻ ﺗﺑﻊ ﻣﺎ ﻟﯾس ﻋﻧدك .واﻟﻣﻘﺻود ﻣﺎ ﻟﯾس ﻣﻣﻠوﻛﺎ
ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ،ﺑﺳﺑب اﻟﻐرر اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم وﻗد اﻟﻌﻘد ،وﯾﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣن ذﻟك ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠم.
وﯾرى اﻟﺿرﯾر أن ﺑﯾﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻠك ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ اﻟﺣﺎل ،أﻣﺎ أن ﯾﺗم اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ﺗﺳﻠﯾم
اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﻌد ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﻓﻼ ﺑﺄس ﺑﻪ.
13
-٦ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺑض :ﻗﺎل رﺳول اﷲ " :ﻓﺈذا اﺷﺗرﯾت ﺑﯾﻌﺎ ﻓﻼ ﺗﺑﻌﻪ ﺣﺗﻰ ﺗﻘﺑﺿﻪ" .واﻟﻣﻔﻬوم ﻫﻧﺎ ﻣن
ﺟﻣﻠﺔ اﻷﺣﺎدﯾث اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻧﻬﻲ ﻋن ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﻟم ﯾﻘﺑض اﻟﻧﻬﻲ ﻋن ﺑﯾﻊ اﻟطﻌﺎم ﻗﺑل ﻗﺑﺿﻪ ،وﯾﻘﺎس
ﻻ ﻛﺎن أو ﻋﻘﺎرًا ،وﻫو ﺧﺎص -ﻋﻠﻰ اﻟراﺟﺢ – ﻓﯾﻣﺎ ﻣﻠك ﺑﺎﻟﺷراء وﺣدﻩ دون أﺳﺑﺎب
ﻋﻠﯾﻪ ﻏﯾرﻩ ﻣﻧﻘو ً
اﻟﺗﻣﻠك اﻷﺧرى ،ﻓﯾﺟوز ﻋﻧد ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﻣﻠك ﺑﻌﻘد ﻻ ﻣﻌﺎوﺿﺔ ﻓﯾﻪ ﻗﺑل ﻗﺑﺿﻪ ﻛﺎﻟوﺻﯾﺔ،
أو ﻣن ﻏﯾر ﻋﻘد ﻛﺎﻹرث .واﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل ذﻟك اﻟﻐرر وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻠﯾم.
ح -اﻟﻐرر اﻟﻧﺎﺷﺊ ﻋن ﻋدم رؤﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد )ﺑﯾﻊ اﻟﻌﯾن اﻟﻐﺎﺋﺑﺔ(
-ﻻ ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻌﯾن اﻟﻐﺎﺋﺑﺔ ﻣن ﻏﯾر ﺻﻔﺔ أو رؤﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ .وﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻌﯾن اﻟﻐﺎﺋﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻔﺔ ،ﺳواء
ﺑوﺻف ﺑﺎﺋﻌﻬﺎ أو طرف آﺧر ،وﯾﺟب أن ﯾﺷﺗﻣل اﻟوﺻف ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠف ﺑﻪ اﻟﺛﻣنٕ ،واذا وﺟد اﻟﻣﺑﯾﻊ
ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠوﺻف ﻟزم اﻟﺑﯾﻊٕ ،واﻻ ﻓﻠﻪ اﻟﺧﯾﺎر.
ً
14
-ﯾﺟوز ﺑﯾﻊ اﻟﻌﯾن اﻟﻐﺎﺋﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرؤﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻗﺑل وﻗت اﻟﻌﻘد ،ﺑﺷرط أﻻ ﺗﺗﻐﯾر ﺑﻌدﻫﺎ.
-ﯾﺟوز اﻟﺑﯾﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣوذج ،وﻫو ﻣﺎ دل ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﺷﻲء.
وﻗد ﻟﺧص اﻟﺻدﯾق اﻟﺻرﯾر ﻣﺟﺎل اﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻻ :اﻟﻐرر ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﻘد وﯾﺷﻣل :ﺑﯾﻌﺗﯾن ﻓﻲ ﺑﯾﻌﺔ وﺻﻔﻘﺗﯾن ﻓﻲ ﺻﻔﺔ ،وﺑﯾﻊ اﻟﻌرﺑﺎن ،وﺑﯾﻊ
أو ً
اﻟﺣﺻﺎة ،وﺑﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﺑذة ،وﺑﯾﻊ اﻟﻣﻼﻣﺳﺔ ،واﻟﻌﻘد اﻟﻣﻌﻠق واﻟﻌﻘد اﻟﻣﺿﺎف.
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻐرر ﻓﻲ ﻣﺣل اﻟﻌﻘد ،وﯾﺗﻔرع ﻫذا اﻟﻘﺳم إﻟﻰ اﻟﻔروع اﻵﺗﯾﺔ :اﻟﺟﻬل ﺑذات اﻟﻣﺣل ،واﻟﺟﻬل ﺑﺟﻧس
ً
اﻟﻣﺣل ،واﻟﺟﻬل ﺑﻧوع اﻟﻣﺣل ،واﻟﺟﻬل ﺑﺻﻔﺔ اﻟﻣﺣل ،واﻟﺟﻬل ﺑﻣﻘدار اﻟﻣﺣل ،واﻟﺟﻬل ﺑﺄﺟل اﻟﻣﺣل،
وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺣل ،واﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌدوم ،وﻋدم رؤﯾﺔ اﻟﻣﺣل.
وﺧﻠص ﻋﺟﯾل اﻟﻧﺷﻣﻲ إﻟﻰ أﻧﻪ ﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻐرر اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺷروط:
-١أن ﯾﻛون اﻟﻐرر ﻛﺛﯾرًا ﺑﺣﻛم اﻟﻌرف أو اﻟﺷرع.
-٢أن ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺷﺎرع ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻛﺛرة ﻓﻲ إﻓﺳﺎد اﻟﻌﻘد.
-٣أن ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ أﺻﺎﻟﺔ.
-٤أﻻ ﺗدﻋو إﻟﯾﻪ اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟﺷدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﻧزل ﻣﻧزﻟﺔ اﻟﺿرورة.
-٥أن ﯾﻛون ﻣﺣل اﻟﻐرر اﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺟﻬل ﻓﻲ ذات اﻟﻣﺣل أو ﺟﻧﺳﻪ أو ﺻﻔﺗﻪ أو ﻣﻘدارﻩ أو
ﻣﻌدوﻣﺎ.
ً أﺟﻠﻪ أو ﻓﻲ ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ،أو ﻋدم رؤﯾﺗﻪ ،أو ﻛﺎن اﻟﻣﺣل
15
وﺗﻌﻠﯾل ﺑطﻼن اﻟﺑﯾﻊ ﻫﻧﺎ :أن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾﻊ ﻏررًا ،ﻓﻌﺳﻰ أن ﻻ ﺗﻠد اﻟﻧﺎﻗﺔ ،أو ﺗﻣوت ﻗﺑل ذﻟك ،ﻓﻬو ﺑﯾﻊ
ﻣﻌدوم وﻣﺎ ﻟﻪ ﺧطر اﻟﻣﻌدوم .وﯾﻣﻛن ﺗﻌﻠﯾﻠﻪ :ﺑﺎﻟﺟﻬﺎﻟﺔ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺗﻌﻠم ﺻﻔﺗﻪ وﻻ ﺣﯾﺎﺗﻪ.
16
اﻟﺟﺎﻧب" .وأﺟﺎز اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ ﺗﺄﺧﯾر اﻟﺗﺳﻠﯾم إﻟﻰ ﯾوﻣﯾن أو ﺛﻼﺛﺔ .وﻣﻧﻬﺎ :أن ﯾﻛون اﻟﻣﺳﻠم ﻓﯾـﻪ ﻋـﺎم اﻟوﺟـود
ﻋﻧد ﻣﺣﻠﻪ ،ﻗﺎل اﺑـن ﻗداﻣـﺔ" :ﻷﻧـﻪ إذا ﻛـﺎن ﻛـذﻟك أﻣﻛـن ﺗـﺳﻠﯾﻣﻪ ﻋﻧـد وﺟـوب ﺗـﺳﻠﯾﻣﻪٕ ،واذا ﻟـم ﯾﻛـن ﻋـﺎم
ﻣوﺟودا ﻋﻧد اﻟﻣﺣل ﺑﺣﻛم اﻟظﺎﻫر ،ﻓﻠم ﯾﻣﻛن ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ،ﻓﻠم ﯾـﺻﺢ ﻛﺑﯾـﻊ اﻵﺑـق ﺑـل أوﻟـﻰ، ً اﻟوﺟود ﻟم ﯾﻛن
ﻓﺈن اﻟﺳﻠم اﺣﺗﻣل ﻓﯾﻪ أﻧواع ﻣن اﻟﻐرر ﻟﻠﺣﺎﺟﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺣﺗﻣل ﻓﯾﻪ ﻏرر آﺧر؛ ﻟﺋﻼ ﯾﻛﺛر اﻟﻐرر ﻓﯾﻪ".
وﻣﻧﻬــﺎ :ﻣﻌرﻓــﺔ أوﺻــﺎف اﻟﻣــﺳﻠم ﻓﯾــﻪ ،وأن ﯾﻛــون ﻣﻣــﺎ ﯾﻧــﺿﺑط ﺑﺎﻟــﺻﻔﺎت ،ﻗــﺎل اﻟراﻓﻌــﻲ" :ﻷن اﻟﺑﯾــﻊ ﻻ
ﯾﺣﺗﻣل ﺟﻬﺎﻟﺔ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ وﻫو ﻋﯾن ،ﻓﻸن ﻻ ﯾﺣﺗﻣﻠﻬﺎ اﻟﺳﻠم وﻫو دﯾن ﻛﺎن أوﻟﻰ" .وﻋﻠل اﺑن ﻋﺎﺑدﯾن
ﻻ
ذﻟك ﺑﻧﻔس اﻟﻌﻠﺔ ،ﻓﻘﺎل" :ﻷﻧﻪ دﯾن وﻫو ﻻ ﯾﻌرف إﻻ ﺑﺎﻟوﺻف ،ﻓﺈذا ﻟم ﯾﻣﻛن ﺿﺑطﻪ ﺑﻪ ﯾﻛـون ﻣﺟﻬـو ً
ﺟﻬﺎﻟﺔ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻛﺳﺎﺋر اﻟدﯾون".
ً
17
ﻣﻧﻌﺎ ﻟوﻗوع اﻟﻐرر ﻓﯾﻬﺎ.
وﻗد اﺷﺗرط اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻋدة ﺷروط ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ ً
18
ﺗﺟوز اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻣﻊ اﻟﻐرر ،إذا ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﻗراﺋن أو ﻋرف ﯾﻌﯾن اﻟﻣوﻛل ﺑﻪ ﻣﺛل :ﺗﻌﻠﯾق اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻣن ﺑﻌض اﻟوﺟوﻩ .وﻫذا ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﺄﺟر ﺣﯾث ﺗﺄﺧذ ﺣﻛم
ً اﻟﺷرط ،أو أن ﯾﻛون اﻟﻣوﻛل ﻓﯾﻪ
اﻹﺟﺎرة ﻓﯾؤﺛر اﻟﻐرر ﻓﯾﻬﺎ .ﻛﻣﺎ ﺗﺟوز اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻣﻌﻠوﻣﺎ ،واﻛﺗﻔﻰ ﻓﻘﻬﺎء
ً ﻓﻘد اﺷﺗرط اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻟﺻﺣﺔ اﻟوﻛﺎﻟﺔ :أن ﯾﻛون اﻟﻣوﻛل ﺑﻪ ﻣﺿﺑوط اﻟﺟﻧس
اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻠم ﺑﻪ ﻣن ﺑﻌض اﻟوﺟوﻩ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻌظم اﻟﻐرر ﻓﯾﻪ ،وﻓﯾﻪ ﻣﺳﺎﺋل:
اﻷوﻟﻰ :إذا وﻛل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم؛ ﻓﻠو ﻗﺎل :وﻛﻠﺗك ﺑﻛل ﻗﻠﯾل وﻛﺛﯾر؛ ﻟم ﯾﺟز ﻷﻧﻪ ﯾﻌظم ﻓﯾﻪ اﻟﻐرر،
ﻗطﻌﺎ؛
ً اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إذا وﻛل ﺑﺗﺻرف ﺧﺎص :ﺑﺄن ﻗﺎل :اﺷﺗر ﻟﻲ ﺳﯾﺎرة ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ :ﺻﺢ وﻟو ﻟم ﯾﺷﺗرط وﺻﻔﺎً
ﻋرﻓﺎٕ ،وان اﻗﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﻗوﻟﻪ اﺷﺗر ﺳﯾﺎرة ،ﻓﺎﻟﻣذﻫب اﻟﻣﻧﻊ؛ ﻷﻧﻪ ﯾﻌظم ﻓﯾﻪ
ﻷن ﻫذا اﻟﻘدر ﯾﻧﻔﻰ اﻟﻐرر ً
اﻟﻐرر.
واﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ :اﻹﻧﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻛل ﺗﺻرف أو ﺷﻲء؛ ﻣﺛل :أﻧت وﻛﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﻛل اﻟﺗﺻرﻓﺎت ،أو
ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء ،أو اﺷﺗر ﻟﻲ ﻣﺎ ﺷﺋت ،أو ﻣﺎ رأﯾت ،ﻏﯾر ﺟﺎﺋزة ﻋﻧد ﻓﻘﻬﺎء اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ وﻓﻘﻬﺎء اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ؛
ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻐرر اﻟﻌظﯾم ،واﻟوﻛﯾل ﯾﻣﻠك ﻛل ﺗﺻرف ﯾﻣﻠﻛﻪ اﻟﻣوﻛل وﺗﺟوز اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻓﯾﻪ ،ﻣﺎ ﻋدا
اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺿﺎرة ﺑﺎﻟﻣوﻛل.
ﻗﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ :ﻟو ﻗـﺎل :وﻛﻠﺗـك ﻓـﻲ ﻛـل ﻗﻠﯾـل وﻛﺛﯾـر ،وﻓـﻲ ﻛـل أﻣـوري ،أو ﻓوﺿـت إﻟﯾـك ﻛـل ﺷـﻲء ،ﻟـم
ﯾﺻﺢ اﻟﺗوﻛﯾل ﻟﻛﺛرة اﻟﻐرر ﻓﯾﻪ.
وﻗــﺎل اﺑــن ﻗداﻣــﺔ" :إن ﻓــﻲ ﻫــذا ﻏــرراً ﻋظﯾﻣــﺎً وﺧط ـراً ﻛﺑﯾ ـراً؛ ﻷﻧ ـﻪ ﺗــدﺧل ﻓﯾــﻪ ﻫﺑــﺔ ﻣﺎﻟ ـﻪ وطــﻼق ﻧــﺳﺎﺋﻪ
ٕواﻋﺗﺎق رﻗﯾﻘﻪ وﺗزوج ﻧﺳﺎء ﻛﺛﯾرة ،وﯾﻠزﻣﻪ اﻟﻣﻬور اﻟﻛﺛﯾرة واﻷﺛﻣﺎن اﻟﻌظﯾﻣﺔ ﻓﯾﻌظم اﻟﻐرر".
ﻋﻠﻣﺎ ﺗﻧﺗﻔﻲ ﺑﻪ اﻟﺟﻬﺎﻟﺔ اﻟﻔﺎﺣﺷﺔ واﻟﻣﺗوﺳطﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺟﻬﺎﻟﺔ اﻟﯾﺳﯾرة
واﺷﺗرط اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻠم ﺑﺎﻟﻣوﻛل ﺑﻪ ً
ﻓــﻼ ﺗــﺿر واﻟﺟﻬﺎﻟــﺔ اﻟﻔﺎﺣــﺷﺔ ﻫــﻲ ﺟﻬﺎﻟــﺔ اﻟﺟــﻧس ،ﻓﻠــو وﻛﻠــﻪ ﺑــﺷراء داﺑ ـﺔ ﻟــم ﯾــﺻﺢ ،ﻷن اﻟداﺑــﺔ ﺗــﺷﻣل
اﻟﻔرس واﻟﺣﻣﺎر واﻟﺑﻐل.
واﻟﺟﻬﺎﻟــﺔ اﻟﻣﺗوﺳــطﺔ ﻫــﻲ ﺟﻬﺎﻟــﺔ اﻟﻧــوع اﻟـذي ﺗﺗﻔــﺎوت ﻗــﯾم آﺣــﺎدﻩ ﺗﻔﺎوﺗـ ًـﺎ ﻓﺎﺣــﺷﺎً ،ﻛــﺄن ﯾوﻛﻠــﻪ ﺑــﺷراء دار،
أﯾﺿﺎ إﻻ إذا ﺑﯾن اﻟﺛﻣن أو اﻟﺻﻔﺔ ﻟﺗﻘل اﻟﺟﻬﺎﻟﺔ.
ً ﻓﻬذﻩ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺻﺢ
ـﺷﺎ -ﻛــﺄن
واﻟﺟﻬﺎﻟــﺔ اﻟﯾــﺳﯾرة ﻫــﻲ ﺟﻬﺎﻟــﺔ اﻟﻧــوع اﻟﻣﺣــض -اﻟﻧ ـوع اﻟــذي ﻻ ﺗﺗﻔــﺎوت ﻗــﯾم آﺣــﺎدﻩ ﺗﻔﺎوﺗــﺎً ﻓﺎﺣـ ً
ﯾوﻛﻠﻪ ﺑﺷراء ﻓرس ﻓﺈن اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺗﺻﺢ.
وﺗﺟوز ﻋﻧد اﻟﻣﺎﻟﻛﯾﺔ اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺟﻬﺎﻟﺔ اﻟﻣوﻛل ﻋﻠﯾﻪ وﯾﻌﯾﻧﻪ اﻟﻌرف.
19
ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻣن ﺑﻌـض اﻟوﺟـوﻩ ،وﻻ ﯾـﺷﺗرط ﻋﻠﻣـﻪ ﻣـن ﻛـل وﺟـﻪ،
ً وﯾﺷﺗرط اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﻛل ﻓﯾﻪ أن ﯾﻛون
ﻷن ﺗﺟــوﯾز اﻟوﻛﺎﻟــﺔ ﻟﻠﺣﺎﺟــﺔ ﯾﻘﺗــﺿﻲ اﻟﻣــﺳﺎﻣﺣﺔ ،ﻓﯾﻛﻔــﻲ أن ﯾﻛــون اﻟﻣوﻛــل ﻓﯾــﻪ ﻣﻌﻠوﻣـ ًـﺎ ﻋﻠﻣـ ًـﺎ ﯾﻘــل ﻣﻌــﻪ
اﻟﻐرر.
وﯾﺷﺗرطون ﻓﻲ اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﺷراء ﺑﯾﺎن اﻟﻧوعٕ ،واذا ﺗﺑﺎﯾﻧت أوﺻﺎف ﻧوع وﺟـب ﺑﯾـﺎن اﻟـﺻﻧف أﯾـﺿﺎً ،وﻟﻛـن
ﻻ ﯾﺷﺗرط اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻷوﺻﺎف ،وﻫذا ﻓﯾﻣـﺎ ﯾـﺷﺗرى ﻟﻐﯾـر اﻟﺗﺟـﺎرة ،أﻣـﺎ ﻣـﺎ ﯾـﺷﺗرى ﻟﻠﺗﺟـﺎرة ﻓـﻼ ﯾﺟـب
ﻓﯾﻪ ذﻛر اﻟﻧوع وﻻ ﻏﯾرﻩ ،ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻘول :اﺷﺗر ﻟﻲ ﻣﺎ ﺷﺋت ﻣن اﻟﻌروض.
ﻓرﺳﺎ ﺑﻣﺎ ﺷﺋت ﻟم ﯾـﺻﺢ اﻟﺗوﻛﯾـل ﺣﺗـﻰ ﯾـذﻛر اﻟﻧـوع وﻗـدر اﻟـﺛﻣن؛ ﻷﻧـﻪ
وﻗﺎل اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ :ﻟو ﻗﺎل اﺷﺗر ﻟﻲ ً
وﻗدر اﻟﺛﻣن ﺻﺢ ﻻﻧﺗﻔﺎء اﻟﻐرر.
ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺷراؤﻩ واﻟﺷراء ﺑﻪ ﯾﻛﺛر ،ﻓﯾﻛﺛر ﻓﯾﻪ اﻟﻐرر ،ﻓﺈن ذﻛر اﻟﻧوع ّ
أﺛر اﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﺷروط :اﻟﺷرط اﻟذي ﯾﺣدث ﻏرراً ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﻘد أو ﻣﺣﻠﻪ
ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر" :ﯾﻔﺳد اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺷرط ﯾﺣدث ﻏررا ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﻘد ،ﻣﺛل :ﺷرط ﺧﯾﺎر ﺑوﻗت
ﻣﺟﻬول ،أو ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻪ ،ﻣﺛل :ﺑﯾﻊ اﻟﺛﻧﯾﺎ ﺑﺄن ﯾﺑﯾﻊ ﺷﯾﺋﺎ وﯾﺳﺗﺛﻧﻲ ﺑﻌﺿﻪ دون ﺗﻌﯾﯾن أو أن ﯾﺑﯾﻊ ﻋﻣﺎرة
وﯾﺳﺗﺛﻧﻲ طﺎﺑﻘﺎ ﻣﻧﻬﺎ دون ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ،إﻻ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺳﺗﺛﻧﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎ ﻓﯾﺟوز".
ﺟﻠﯾﺎ أن ﻟﻠﻐرر أﺛر ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟﻌﻘود وﻧﻔﺎذﻫﺎ ،وﻓﻲ ﺣﺎل اﻟﺗﺳﺎﻫل ﺑﺎﻟﺗﺣرز
وﻣﻣﺎ ﺳﺑق ﯾظﻬر ﻟﻧﺎ ً
ﻣن ﺷروطﻪ ﺗﻧﻘﻠب اﻟﻌﻘود إﻟﻰ ﺑﺎطﻠﺔ أو ﻓﺎﺳدة أو ﻏﯾر ﺟﺎﺋزة .ﻓﻣﺎ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻘد
اﺗﺧﺎذﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ؟ وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻘود؟ ﺧﺎﺻﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎل ظﻬور طﺎرئ ﺑﻣﻧﻊ ﻣن اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘود.
20
ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻻﺗﻔﺎق واﻟﺗراﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﻪ ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻﻠﺣﺗﯾﻬﻣﺎ ،ﻓﻘد ﺑرﻓﻌﺎ أﻣرﻫﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم
ﻟﻠﺑت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،وﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣن ﺗﻔوﯾت وﻗت وﺟﻬد وﻣﺎل ،وﻗد ﯾﺗراﺿﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣﻛﯾم ،أو
ﯾﺗراﺿﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ،أو رد اﻟﻣﺑﯾﻊ ﺑﺎﻟﻌﯾب ،أو ﺗﺄﺟﯾل اﻟدﯾن ،أو اﻟﺗﺛﺑت ﻣن ﻋدم اﻟﺗﻌدي
واﻟﺗﻘﺻﯾر ،أو ﺗوزﯾﻊ اﻟﺧﺳﺎرة ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ،أو أي ﺣل ﯾﺳرع ﻣن ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺧﺳﺎرة ﻋن اﻟطرﻓﯾن.
-١ذﻫب اﻟﺣﻧﻔﯾﺔ واﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷﺗري ﻟﯾس ﻟﻪ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟﻣﻌﯾب وﯾﺄﺧذ ﻧﻘﺻﺎن
اﻟﻌﯾب؛ ﻷن اﻟﻔﺎﺋت وﺻف ،واﻷوﺻﺎف ﻻ ﺗﻘﺎﺑل ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﺛﻣن ﻓﻲ ﻣﺟرد اﻟﻌﻘد؛ وﻷن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟم
أﯾﺿﺎ ﻣﻣﻛن
ً ﯾرض ﺑزوال اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻋن ﻣﻠﻛﻪ ﺑﺄﻗل ﻣن اﻟﻣﺳﻣﻰ ﻓﯾﺗﺿرر ﺑﻪ ،ودﻓﻊ اﻟﺿرر ﻋن اﻟﻣﺷﺗري
21
ﺑﺎﻟرد ﺑدون ﺗﺿررﻩ ،وﻷن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻣﻌﯾب دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﺿﺎ ﺑﻪ وﯾﻣﺗﻧﻊ اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟﻧﻘﺻﺎن ،ﻷن اﻟﻧﺑﻲ
ﺟﻌل ﻟﻣﺷﺗري اﻟﻣﺻراة اﻟﺧﯾﺎر ﺑﯾن اﻹﻣﺳﺎك ﻣن ﻏﯾر أرش أو اﻟرد.
وﻗــﺎل اﻟﺣﻧﻔﯾــﺔ :إن وﺟــد اﻟﻣــﺷﺗري اﻟﻌﯾــب ﺑــﺑﻌض اﻟﻣﺑﯾــﻊ ﻗﺑــل اﻟﻘــﺑض ﻟــﺷﻲء ﻣﻧــﻪ ﻓﺎﻟﻣــﺷﺗري ﺑﺎﻟﺧﯾــﺎر إن
ﺷﺎء رﺿﻲ ﺑﺎﻟﻛل وﻟزﻣﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣنٕ ،وان ﺷﺎء رد اﻟﻛل وﻟﯾس ﻟﻪ أن ﯾرد اﻟﻣﻌﯾب ﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺣـﺻﺗﻪ ﻣـن
اﻟﺛﻣن؛ ﻷن اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻻ ﺗﻣﺎم ﻟﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﻘﺑض ،وﺗﻔرﯾق اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻗﺑل ﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎطل.
ٕوان ﻛـﺎن اﻟﻌﯾــب ﺑﻌــد اﻟﻘـﺑض ﻓــﺈن ﻛــﺎن اﻟﻣﺑﯾـﻊ ﺷـﯾﺋﺎً واﺣــداً ﺣﻘﯾﻘـﺔً وﺗﻘــدﯾرًا ﻓــﺈن اﻟﻣـﺷﺗري إن ﺷــﺎء رﺿــﻲ
ﺑﺎﻟﻛــل ﺑﻛــل اﻟــﺛﻣنٕ ،وان ﺷــﺎء رد اﻟﻛــل واﺳــﺗرد ﺟﻣﯾــﻊ اﻟــﺛﻣن ،وﻟــﯾس ﻟــﻪ أن ﯾــرد ﻗــدر اﻟﻣﻌﯾــب ﺧﺎﺻـ ًـﺔ
ﺑﺣﺻﺗﻪ ﻣن اﻟﺛﻣن.
ٕوان ﻛــﺎن أﺷــﯾﺎء ﺣﻘﯾﻘـ ًـﺔ وﺗﻘـدﯾراً ﻓﻠــﯾس ﻟــﻪ أن ﯾــرد اﻟﻛــل إﻻ ﻋﻧــد اﻟﺗراﺿــﻲ ،وﻟــﻪ أن ﯾــرد اﻟﻣﻌﯾــب ﺧﺎﺻـ ًـﺔ
ﺑﺣﺻﺗﻪ ﻣن اﻟﺛﻣن.
وﻣذﻫب اﻟﺷﺎﻓﻌﯾﺔ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻟﻣـﺷﺗري ﺷـﯾﺋﯾن ﻓـﻲ ﺻـﻔﻘﺔ واﺣـدة رد اﻟـﺑﻌض إن ﻛـﺎن اﻟﺑـﺎﻗﻲ ﻣـﺎ زال ﻣﻠﻛـﻪ،
ﻓـﺈن رﺿــﻲ ﺑــﻪ اﻟﺑــﺎﺋﻊ ﺟــﺎز ﻋﻠــﻰ اﻷﺻــﺢٕ ،وان ﻛــﺎن اﻟﺑــﺎﻗﻲ زال ﻋــن ﻣﻠﻛــﻪ ﺑ ـﺄن ﻋــرف اﻟﻌﯾــب ﺑﻌــد ﺑﯾــﻊ
ﺑﻌض اﻟﻣﺑﯾﻊ ،ﻓﻔﻲ رد اﻟﺑﺎﻗﻲ طرﯾﻘﺎن أﺻﺣﻬﻣﺎ :اﻟﻘطﻊ ﺑﺎﻟﻣﻧﻊ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﺑﺎﻗﯾﺎً ﻓﻲ ﻣﻠﻛﻪ.
22
ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺗري ﻟم ﯾﻔت ﻓﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ﯾردﻩ ،وﯾﺄﺧـذ ﺟﻣﯾـﻊ اﻟـﺛﻣن ،وﻟـﯾس ﻟـﻪ اﻟﺗﻣـﺳك ﺑﺎﻷﻗـل اﻟـﺳﺎﻟم ورد اﻷﻛﺛـر
اﻟﻣﻌﯾب ،وﻟو ﻓﺎت ﻋﻧد اﻟﻣﺷﺗري ﻟﻛﺎن ﻟﻪ رد اﻟﻣﻌﯾب ﻣطﻠﻘﺎً ،ﻗل أو ﻛﺛر ،وﯾﺄﺧذ ﺣﺻﺗﻪ ﻣن اﻟـﺛﻣن إﻟـﻰ
ﺛﻣﻧﺎ ،أو ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻣﻌﯾب ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ.
ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺑﯾﻊ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ إن وﻗﻌت ً
ﯾﻛﺎ ﻓـﻲ
ﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﻣن اﻟﻣﻘوم ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑـل اﻟﻣﻌﯾـب .وﻗـﺎل اﺑـن اﻟﻘﺎﺳـم :ﻻ ﯾرﺟـﻊ ﺷـر ً
وﻗﺎل أﺷﻬب :ﯾرﺟﻊ ﺷر ً
اﻟــﺛﻣن ﻟــﺿرر اﻟ ــﺷرﻛﺔٕ ،واﻧﻣــﺎ ﯾرﺟــﻊ ﺑﺎﻟﻘﯾﻣ ــﺔ ،وﺷـ ّـﺑﻪ ﻓــﻲ رد اﻟﺟﻣﯾ ــﻊ أو اﻟﺗﻣــﺳك ﺑــﺎﻟﺟﻣﯾﻊ ،أو ﯾﺗﻣ ــﺳك
ﺑﺎﻟﺑﻌض اﻟﺳﺎﻟم ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﺛﻣن ٕوان ﻟم ﯾﻛن اﻷﻛﺛـر ﻛﺄﺣـد ﻣـزدوﺟﯾن ﻣـن ﺧﻔـﯾن وﻧﻌﻠـﯾن وﺳـوارﯾن وﻗـرطﯾن
وﻣــﺻراﻋﻲ ﺑــﺎب -ﻣــن ﻛــل ﻣــﺎ ﻻ ﯾــﺳﺗﻐﻧﻰ ﺑﺄﺣــدﻫﻣﺎ ﻋــن اﻵﺧــر -ﻓﻠــﯾس ﻟــﻪ رد اﻟﻣﻌﯾــب ﺑﺣــﺻﺗﻪ ﻣــن
اﻟﺛﻣن إﻻ أن ﯾﺗراﺿﯾﺎ ﺑذﻟك.
أﻣﺎ ووﻟدﻫﺎ ،ﻓﻠﯾس ﻟﻪ رد اﻟﻣﻌﯾب ﻣﻧﻬﻣﺎ واﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﺳﻠﯾم وﻟو ﺗراﺿﯾﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟـك ،ﻟﻣـﺎ
وﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﻌﯾب ً
ﻓﯾﻪ ﻣن اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻷم ووﻟدﻫﺎ ،ﻣﺎ ﻟم ﺗرض اﻷم ﺑذﻟك.
وأﻣﺎ اﻟﻣﺛﻠﻲ واﻟﻣﻘوم اﻟﻣﺗﺣد واﻟﻣوﺻوف ﻓﺣﻛﻣﻪ ﻣﻐﺎﯾر ﻟذﻟك ،ﻓﻠو اﺷﺗرى رﺟل ﻋﺷرة أﺛواب ﻣوﺻوﻓﺔً أو
ﻋﺷرة أرطﺎل أو أوﺳق ﻣن ﻗﻣﺢ ﻓﺎﺳﺗﺣق أﻛﺛرﻫﺎ أو أﻗﻠﻬـﺎ أو وﺟـد ﺑـﻪ ﻋﯾﺑ ًـﺎ ﻓـﻼ ﯾـﻧﻘض اﻟﺑﯾـﻊ ،ﺑـل ﯾرﺟـﻊ
ﺑﻣﺛــل اﻟﻣوﺻ ــوف أو اﻟﻣﺛﻠ ــﻲ ،وﻟ ــﻪ أن ﯾﺗﻣــﺳك ﺑﺎﻟﺑ ــﺎﻗﻲ ﺑﺣ ــﺻﺗﻪ ﻣ ــن اﻟــﺛﻣن ﻓ ــﻲ اﻻﺳ ــﺗﺣﻘﺎق ،وﺑﺎﻟ ــﺳﺎﻟم
واﻟﻣﻌﯾب ﻓﻲ اﻟﻌﯾب.
ـدا ﻛــدار وﻏﯾ ـرﻩ ﻓﺎﺳــﺗﺣق اﻟــﺑﻌض ﻗــل أو ﻛﺛــر ﻓﺎﻟﻣــﺷﺗري ﻣﺧﯾــر ﺑــﯾن اﻟﺗﻣــﺳك
وأﻣ ـﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﻣﺑﯾــﻊ ﻣﺗﺣـ ً
واﻟرد.
-٣ذﻫب اﻟﺣﻧﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻣﺷﺗري إذا أراد إﻣﺳﺎك اﻟﻣﻌﯾب وأﺧذ أرش اﻟﻧﻘص ﻓﻠﻪ ذﻟك ،وﻟو ﻟم ﯾﺗﻌذر
اﻟرد ،رﺿﻲ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑدﻓﻊ اﻷرش أو ﺳﺧط ﺑﻪ؛ ﻷﻧﻪ ظﻬر ﻋﻠﻰ ﻋﯾب ﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﻪ ،ﻓﻛﺎن ﻟﻪ اﻷرش ﻛﻣﺎ ﻟو
ﺗﻌﯾب ﻋﻧدﻩ .وﻷﻧﻪ ﻓﺎت ﻋﻠﯾﻪ ﺟزء ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ ،ﻓﻛﺎﻧت ﻟﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻌوﺿﻪ ،ﻛﻣـﺎ ﻟـو اﺷـﺗرى ﻋـﺷرة أﻗﻔـزة
ـﺳﻌﺔ ،وﻷن اﻟﻣﺗﺑــﺎﯾﻌﯾن ﺗراﺿــﯾﺎ ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻌــوض ﻓــﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ اﻟﻣﻌــوض ،ﻓﻛــل ﺟـزء ﻣــن اﻟﻌــوض
ﻓﺑﺎﻧــت ﺗـ ً
ﯾﻘﺎﺑﻠﻪ ﺟزء ﻣن اﻟﻣﻌوض ،وﻣﻊ اﻟﻌﯾب ﻓﺎت ﺟزء ﻣﻧـﻪ ﻓﯾرﺟـﻊ ﺑﺑدﻟـﻪ وﻫـو اﻷرش ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﻔـض إﻟـﻰ اﻟرﺑـﺎ،
ﻛﺷراء ﺣﻠﻲ ﺑﻔﺿﺔ ﺑزﻧﺗﻪ.
اﺣدة ،ﻓﻠﯾس ﻟﻪﺻﻔﻘﺔ و ً
ً طﻌﺎﻣﺎ أو ﻧﺣوﻩ ﻓﻲ وﻋﺎءﯾن ً ﺻﻔﻘﺔ واﺣدةً ،أو اﺷﺗرى
ً ٕوان اﺷﺗرى رﺟل ﻣﻌﯾﺑﯾن
إﻻ ردﻫﻣــﺎ ﻣﻌ ـ ًﺎ أو إﻣــﺳﺎﻛﻬﻣﺎ واﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑــﺎﻷرش؛ ﻷن ﻓــﻲ رد أﺣــدﻫﻣﺎ ﺗﻔرﯾﻘـ ًـﺎ ﻟﻠــﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺑــﺎﺋﻊ ﻣــﻊ
إﻣﻛﺎن أن ﻻ ﯾﻔرﻗﻬﺎ -أﺷﺑﻪ رد ﺑﻌض اﻟﻣﻌﯾب اﻟواﺣد -ﻓﺈن ﺗﻠف أﺣد اﻟﻣﻌﯾﺑﯾن وﺑﻘﻲ اﻵﺧر ﻓﻠﻠﻣﺷﺗري
رد اﻟﺑﺎﻗﻲ ﺑﻘﺳطﻪ ﻣن اﻟﺛﻣن ﻟﺗﻌـذر رد اﻟﺗـﺎﻟف ،واﻟﻘـول ﻗـول اﻟﻣـﺷﺗري ﻓـﻲ ﻗﯾﻣـﺔ اﻟﺗـﺎﻟف ﻣـﻊ ﯾﻣﯾﻧـﻪ؛ ﻷﻧـﻪ
ﻣﻧﻛر ﻟﻣﺎ ﯾدﻋﯾﻪ اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻣن زﯾﺎدة ﻗﯾﻣﺗﻪ.
23
ٕواذا ﻛــﺎن أﺣــدﻫﻣﺎ ﻣﻌﯾﺑـ ًـﺎ واﻵﺧــر ﺳــﻠﯾﻣﺎً ،وأﺑــﻰ اﻟﻣــﺷﺗري أﺧــذ اﻷرش ﻋــن اﻟﻌﯾــب ﻓﻠــﻪ ردﻩ ﺑﻘــﺳطﻪ ﻣــن
اﻟﺛﻣن؛ ﻷﻧﻪ رد ﻟﻠﻣﺑﯾﻊ اﻟﻣﻌﯾب ﻣن ﻏﯾر ﺿرر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺋﻊ ،وﻻ ﯾﻣﻠك اﻟﻣﺷﺗري رد اﻟﺳﻠﯾم ﻟﻌدم ﻋﯾﺑﻪ إﻻ
أن ﯾﻧﻘﺻﻪ ﺗﻔرق ﻛﻣﺻراﻋﻲ ﺑﺎب وزوﺟـﻲ ﺧـف ،أو ﯾﺣـرم ﺗﻔرﯾـق ﻛﺟﺎرﯾـﺔ ووﻟـدﻫﺎ وﻧﺣـوﻩ ﻛﺄﺧﯾﻬـﺎ ،ﻓﻠـﯾس
دﻓﻌﺎ ﻟﺿرر اﻟﺑﺎﺋﻊ أو ﻟﺗﺣرﯾم اﻟﺗﻔرﯾق.
ﻣﻌﺎ أو اﻷرش ً
ﻟﻠﻣﺷﺗري رد أﺣدﻫﻣﺎ وﺣدﻩ ،ﺑل ﻟﻪ ردﻫﻣﺎ ً
24
ﻟو اطﻠﻊ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻋﻠﻰ ﻋﯾب ﻓـﻲ اﻟـﺷﻲء اﻟﻣـﺳﺗﺄﺟر ﻓـﻲ ﻣـدة اﻟﻌﻘـد ،وﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﻌﯾـب ﯾﺧـل ﺑﺎﻻﻧﺗﻔـﺎع
ـدﯾﺛﺎ،
ـدﯾﻣﺎ أم ﺣ ً
ﺑﺎﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﯾﻪ وﯾﻔـوت اﻟﻣﻘـﺻود ﺑﺎﻟﻌﻘـد ﻣـﻊ ﺑﻘـﺎء اﻟﻌـﯾن ،ﻓﻠـﻪ اﻟﻔـﺳﺦ ﺳـواء أﻛـﺎن اﻟﻌﯾـب ﻗ ً
وﺳواء أﻛﺎن ﻗﺑل اﻟﻘﺑض أم ﺑﻌدﻩ.
ﻓﻛل ﻣﺎ ﯾﺣول ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر واﻟﻣﻧﻔﻌـﺔ ﻣـن ﺗﻠـف اﻟﻌـﯾن اﻟﻣـﺳﺗﺄﺟرة أو ﻏـﺻﺑﻬﺎ أو ﺗﻌﯾﺑﻬـﺎ ﻛﺟﻣـوح اﻟداﺑـﺔ
ﺳوءا ﺗﻔﺳﺦ ﺑﻪ اﻹﺟﺎرة.
ً وﺣدوث ﺧوف ﻋﺎم ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺳﻛﻧﻰ اﻟدار أو ﻛﺎن اﻟﺟﺎر
ﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺟدوﻟﺔ اﻟدﯾن ﯾواﺟﻪ ﺻﻌوﺑﺎت ﺟﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﯾﻘول اﻟﻘري" :ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم
أن اﻟﻧﺷﺎط اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺑﻧوك ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻫو اﻻﺋﺗﻣﺎن وﺷﺎﻧﻬﺎ ﺷﺎن ﻛﺎﻓﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘطﺎع
اﻟﺧﺎص ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻷرﺑﺎح وﻟﻛن اﻷرﺑﺎح ﻻ ﺗﺗﺣﻘق إﻻ إذا اﻟﺗزم اﻟﻌﻣﯾل ﺑﺗﺳدﯾد دﯾﻧﻪ ﻓﻲ أﺟﻠﻪ اﻟﻣﺣدد
وﺑدون ﻣﻣﺎطﻠﺔ وذﻟك ﻷن اﻻﺋﺗﻣﺎن اﻟذي اﺷرﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟزﻣن ﻓﺈذا ﻣﺎطل اﻟﻌﻣﯾل ﻓﻲ اﻟﺳداد ﻟم
ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك اﻟرﺑﺢ اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﺣﺗﻰ ﻟو ﺳدد اﻟدﯾن ﺑﻛﺎﻣﻠﻪ.
ورب ﻗﺎﺋل إن اﻟدﯾون ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﻣوﺛﻘﺔ ﺑﺿﻣﺎﻧﺎت ﻋﯾﻧﯾﺔ وﺷﺧﺻﯾﺔ ورﻫون وﻏﯾرﻫﺎ ﻓﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻرف
إذا ﻣﺎطل اﻟﻌﻣﯾل ﻓﻲ اﻟﺳداد إﻻ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﻬﺎ واﺳﺗﺧﻼص دﯾوﻧﻪ ﻟﻛن اﻷﻣر ﺧﻼف ذﻟك إذ ﻣن
اﻟﻣﻌروف أن ﻗوة اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻟﯾﺳت ﻫﻲ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﺗﻣوﯾل ﺑل اﻷﺳﺎس ﻫو اﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﯾل أﺿف
إﻟﻰ ذﻟك أن ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ ﺑﺣﻛم ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﻫو أﻣر ﯾﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ
طوﯾﻼ وﯾﻛون اﻟرﺑﺢ ﻗد ﻓﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧك.
واﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻋﻧد أﻛﺛر اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗدل ﻋﻠﻰ أن اﻷﻓراد إذا ﺗرك ﻟﻬم اﻟﺣﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺎرب
رﻛﺑوا اﻟﻌظﺎﺋم وﻣﺎل أﻛﺛرﻫم ﻟﻠﻣﻣﺎطﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺳدﯾد اﻟدﯾون ﻷﻣﻧﻬم اﻟﻌﺎﻗﺑﺔ
وأﺛر ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ أن ﺑﺎﻟﻐت ﻓﻲ طﻠب اﻟرﻫون واﻟﺿﻣﺎﻧﺎت ﻣﻣﺎ ﺣﺻر ﻣن ﻓرص
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺗﻣوﯾل ﻓﻲ ﻓﺋﺔ اﻷﺛرﯾﺎء اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت .ﻛﻣﺎ اﻓﺗرﺿت اﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
أن ﻛل ﻋﻣﯾل ﻣظﻧﺔ اﻟﻣﻣﺎطﻠﺔ وﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك اﺗﺟﺎﻫﻬﺎ إﻟﻰ رﻓﻊ ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ ﺣﺗﻰ ﺗﻌوض ﻋن ﺗﻠك
اﻟﻣﻣﺎطﻠﺔ إذا ﺣﺻﻠت ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻋن ﺗﻠك ﺑﻌد ﺛﺑﺎت اﻟدﯾن ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻌﻣﯾل
25
ﻷﻧﻪ رﺑﺎ ﻣﺣرم .وﺻﺎرت اﻟﺑﻧوك ﻋﺎﺟزة ﻋن اﺟﺗذاب اﻟﻌﻣﻼء اﻟﻣﻣﺗﺎزﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﻣﺎطﻠون وذﻟك
ﻟﻌﺟزﻫﺎ ﻋن اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻌﻣﯾل اﻟﻣﻠﺗزم واﻟﻣﻣﺎطل.
ﻟﻘد ﺣﺛت اﻟﺷرﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳن اﻷداء وأﻣرت ﺑرد اﻷﻣﺎﻧﺎت واﻟدﯾون إﻟﻰ أﺻﺣﺎﺑﻬﺎ وﻣﻧﻌت اﻟﻣﻣﺎطﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟدﯾون إﻻ أن ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن ﻣﻌﺳرا ﻋﺎﺟزا ﻋن اﻟوﻓﺎء.
ﻋﺎ -إﻻ اﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﻔوات اﻟﻔرﺻﺔ
إن ﻣﺑدأ ﻣﻌﺎﻗﺑﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟﻣﻠﺊ اﻟﻣﻣﺎطل ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﺷر ً
اﻟﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟرﺑﺢ -ﻛﻣﺎ إن اﻟﺑﻧوك إذا اﻟﺗزﻣت ﺑﺿرورة إﺛﺑﺎت ﻣﻼءة اﻟﻣﻣﺎطل ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن
ﻣﺟﺎزاﺗﻪ ﻓﺎن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺗﻛون أﻣرًا ﺑﻌﯾد اﻟﻣﻧﺎل وﯾﺄﻣن اﻟﻣﻣﺎطﻠون اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺷﺟﻌﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﺎدي
أﻛﺛر .وان اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻟﻠﻣﺻرف اﻟداﺋن ﻣﺣﺳوب ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟزﻣن ﻓﻼ ﯾﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺢ ﻟﻠﺑﻧك
ﺑﻣﺟرد اﺳﺗرداد اﻟدﯾن ﺑل ﺑﺳدادﻩ ﻓﻲ اﻷﺟل اﻟﻣﺣدد.
إن ﻣﺑدأ ﻏراﻣﺎت اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻗﺎﺋﻣﺔ وﯾﺟوز اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﻣﺎطل ﻣﻠﺊ ،ﻋﻠﻰ أن ﯾﻧﺷﺄ ﺻﻧدوق
ﺧﺎص ﺗﺻب ﻓﯾﻪ ﻫذﻩ اﻟﻐراﻣﺎت وﯾوﺟﻪ إﻟﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺑر واﻟﺧﯾر ﺑﻬدف ﺗﺣﻘق اﻟردع اﻟﺿروري ﻟﺣﺳن
ﺳﯾر اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ دون ﺗﺣﻘق اﻟرﺑﺎ ﻓﻼ ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ اﻟداﺋن ﺣﺗﻰ ﺗؤول إﻟﻰ اﻟرﺑﺎ".
26
ﻗد ﯾﺗﻔق اﻟطرﻓﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟطرف اﻟﻣﺳؤول ﻋن اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻷﻋﻣﺎل ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺎ،
وﻋﻧدﻫﺎ ﯾﺣﺗﺎج اﻷﻣر إﻟﻰ إﺛﺑﺎت ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﺗﻌد أو ﺗﻘﺻﯾر ﻣن ﻗﺑل اﻟوﻛﯾل أو اﻟﻣدﯾر أو
اﻟﻣﺿﺎرب أو اﻷﺟﯾر أو اﻟﺷرﯾك .وﻋﻠﯾﻪ ﻧوﺿﺢ ﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺳﺎﻟﺔ اﻟﺗﻌدي واﻟﺗﻘﺻﯾر.
اﻟﺗﻌدي ﻟﻐﺔ :ﻣن ﺗﻌدى وﯾﻌﻧﻲ ﻋﻧد ﻋﺎﻣﺔ أﻫل اﻟﻠﻐﺔ ﻣﺟﺎوزة اﻟﺣد واﻟﻘدر واﻟﺣق ،واﻟﺗﻌدي واﻻﻋﺗداء
ﻋن ﺟﻣﯾﻊ أﻫل اﻟﻠﻐﺔ واﺣد ،وﻋﻧد ﺑﻌﺿﻬم أﻧﻬﻣﺎ ﻟﯾﺳﺎ ﻛذﻟك ،ﻓﺎﻟﺗﻌدي ﯾﺗطﻠب أن ﯾﺳﺑﻘﻪ إذن ﻣن
اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل وﻓق ﺣد ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وأﻣﺎ اﻻﻋﺗداء ﻓﺎﻧﻪ ﻻ ﯾﺗطﻠب
وﺟود إذن ﻣﺳﺑق ﻣن اﻟﻣﺗﻌدى ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻪ ﻟﻠﻣﺗﻌدي ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﺎن اﻻﻋﺗداء اﻋم
ﻣن اﻟﺗﻌدي .ﻓﺎﻟﺗﻌدي ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ ﻣﺟﺎوزة اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣق اﻟﻣﺷروع وﻫو ﻓﻲ اﻷﻣوال واﻻﻋﺗداء ﯾﻧﺻرف
إﻟﻰ ﺗﺻرف اﻹﻧﺳﺎن ﻓﯾﻣﺎ ﻟﯾس ﻟﻪ ﺣق ﻓﯾﻪ ﻣطﻠﻘﺎ وﻫو ﻓﻲ اﻷﻣوال واﻷﻋراض واﻷﻧﻔس.
واﻟﺗﻌدي اﺻطﻼﺣﺎً :ﻋﻧد اﻟﺟﻣﻬور ﻟﻪ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ،ﻓﻬو ﻋﻧد ﺑﻌﺿﻬم :ﻣﺟﺎوزة اﻟﻣرء ﻋﻣداً
اﻟﺣد اﻟذي ﺳﻣﺢ ﺑﻪ اﻟﺷرع أو اﻟﻌرف أو ﻣﺎ اﺗﻔق طرﻓﺎ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻧد اﻟﺗﺻرف ﺑﻣﺎل اﻟﻐﯾر.
وﯾرى ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن أن اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﻛوارث ﻏﯾر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ داﺧﻠﺔ ﺿﻣن داﺋرة اﻟﺗﻌدي
أو اﻟﺗﻘﺻﯾر اﻟﺧﻔﯾﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻌﺻر ﻓﺎﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺗﻛون أﺳﺑﺎﺑﻬﺎ ﻗﻠﺔ اﻟدراﯾﺔ ﺑﻌﺎﻟم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﻣوﯾل
أو ﻗﺻر اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﺂﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻻﺑد ﻣن إدراﺟﻬﺎ ﻣن ﺿﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻌدي واﻟﺗﻘﺻﯾر ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻌﺻر.
واﻟﺗﻘﺻﯾر ﻟﻐﺔ :اﻟﺗواﻧﻲ واﻟﺗﻬﺎون واﻟﺗﻔرﯾط ﻓﻲ اﻷﻣر واﻟﺗﻘﺻﯾر ﻋن اﻷﻣر ﺗرك اﻟﺷﻲء ﻋﻧد ﻋدم اﻟﻘدرة
ﻋﻠﯾﻪ .واﺻطﻼﺣﺎ :ﻟﻪ ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي .وﻓﻲ اﻟﺷرع :إﺿرار ﺑﺎﻟﻐﯾر ﺑﻐﯾر ﺣق.
وﻋﻧد ﺑﻌض اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن :اﻟﺗﻘﺻﯾر ﻫو اﻟﺗواﻧﻲ ﻋﻣداً ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺎ أﻣر ﺑﻪ اﻟﺷرع أو اﻟﻌرف أو ﺑﻣﺎ
اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ طرﻓﺎ اﻟﻌﻘد وذﻟك ﻋﻧد اﻟﺗﺻرف ﺑﻣﺎل اﻟﻐﯾر.
27
أوﻻً :أﻧواع اﻟﻌوارض:
ﺗﻧﻘﺳم اﻟﻌوارض ﻣن ﺣﯾث أﺛرﻫﺎ إﻟﻰ ﻋوارض ﻣﻌدﻟﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ،وﻋوارض ﻣﻧﻬﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﺳﺑب ﺧﺎرﺟﻲ.
ﻛﻠﯾﺎ أو ﺟزﺋﯾﺎً :إذا ﻫﻠك ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻗﺑل ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻠﺗزم ﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ
-٢ﻫﻼك ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ً
ﯾﻬﻠك ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﻟﻣﻠﺗزمٕ ،واذا ﻫﻠك ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﻛﻠﻪ ﺑﻔﻌل اﻟﻣﻠﺗزم ﻟﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻬﻠك ﻋﻠﻰ
28
ﺣﻛﻣﺎ أو ﺑﻌﺎرض ﺳﻣﺎوي ﻻ ﯾد
ً ﺿﻣﺎﻧﻪٕ ،واذا ﻫﻠك ﺑﻌﺿﻪ ﻓﻲ ﯾد اﻟﻣﻠﺗزم ﻗﺑل ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﺣﻘﯾﻘﺔ أو
ﻟﻪ ﻓﯾﻪ ﯾﺛﺑت ﺣق اﻟﺧﯾﺎر ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﻟﻪ.
ﻣﻣﻠوﻛﺎ ﻟﻐﯾر اﻟﻣﻠﺗزم ﺑﺗﺳﻠﯾﻣﻪ أو
ً -٣اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام إذا اﺳﺗﺣق ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ﺑﺄن ظﻬر
اﻟﻣﺗﺻرف ﻓﯾﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻠزم رد اﻟﻌوض إﻟﻰ ﻣن اﻧﺗزع ﻣﻧﻪ ﻣﺣل اﻻﻟﺗزام ٕواذا اﺳﺗﺣق ﺑﻌﺿﻪ ﺑطل
اﻻﻟﺗزام ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺑﻌض وﻛﺎن ﻟﻠﻣﻠﺗزم ﻟﻪ ﺣق اﻟﺧﯾﺎر ﻓﻲ اﻟﺑﺎﻗﻲ :إن ﺷﺎء أﺧذﻩ ﺑﺣﺻﺗﻪ ﻣن
اﻟﻌوض ٕوان ﺷﺎء ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﻟﺗﻔرق اﻟﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﯾﻪ.
-٤اﻟﻔﺳﺦ ﻟﻸﻋذار إذا وﻗﻊ ﻓﻲ اﻹﺟﺎرة ﻋذر طﺎرئ وﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﺿرر ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺎد ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣق
ﻟﻠطرف اﻟﻣﺗﺿرر ﻓﺳﺦ اﻹﺟﺎرة وﯾﺣق اﻟﻔﺳﺦ ﻟﺻﺎﺣب اﻟﻌذر إن ﻛﺎن اﻟﻌذر ظﺎﻫرًا وﺑﺎﻻﺗﻔﺎق
إن ﻛﺎن ﻣﺣل اﺷﺗﺑﺎﻩ .وﻋﻧد اﻻﺧﺗﻼف ﯾرﺟﻊ ﻟﻠﺗﺣﻛﯾم أو اﻟﻘﺿﺎء .وﯾﻧظر اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷرﻋﻲ رﻗم
٩ﺑﺷﺎن اﻹﺟﺎرة واﻹﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺗﻬﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻣﻠﯾك واﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷرﻋﻲ ر ﻗم ٣٤ﺑﺷﺎن إﺟﺎرة
اﻷﺷﺧﺎص.
-٥اﻟﺟواﺋﺢ :ﻛل ﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﺎع دﻓﻌﻪ وﻟو ﻋﻠم ﺑﻪ ﻏﯾر ﺟﻧﺎﯾﺔ اﻵدﻣﻲ وأﺛر ﻫذا اﻟﻌﺎرض – ﻓﻲ
اﻷﺻل – ﯾظﻬر ﻓﻲ ﺑﯾﻊ اﻟﺛﻣﺎر واﻟزروع ﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ وﻗوع اﻟﺟﺎﺋﺣﺔ أن ﯾﺳﻘط ﻣن اﻟﺛﻣن
ﻣﻘدار ﻣﺎ أﺻﺎب اﻟزرع وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻪ إﺳﻘﺎط ﻣﺎ زاد ﻋن أﺟرة اﻟﻣﺛل ﻣن أﻗﺳﺎط اﻹﺟﺎرة اﻟﻣﻧﺗﻬﯾﺔ
ﺑﺎﻟﺗﻣﻠﯾك إذا ﻓﺎت اﻟﺗﻣﻠﯾك ﺑﺳﺑب ﻻ دﺧل ﻓﯾﻪ ﻟﻠﻣﺳﺗﺄﺟر.
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟدراﺳﺔ:
-١ﺑﯾﻧت اﻟدراﺳﺔ أﻫﻣﯾﺔ ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺿواﺑط واﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز ﺑﻌض اﻟﻐرر ﻓﻲ اﻟﻌﻘود ،وذﻛرت
أﻫم اﻷﻗوال اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺿواﺑط ،ﺑﺷﻛل ﯾﻣﻛن اﻹﺣﺎطﺔ ﺑﻬﺎ ﺧﻼل ﺗﺻﻣﯾم أو ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
ﻋﺎ ،ﻟﻛن اﻟﻘدر اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﻪ ﻣن اﻟﻐرر ﻟﻪ ﺿواﺑط
-٢ﻟﯾس ﻛل ﻋﻘد ﻓﯾﻪ ﻏرر ﻫو ﻣﻣﻧوع ﺷر ً
وﺷروط ﻣرت ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ.
-٣ﻗد ﯾﻛون اﻟﻐرر ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻌﻘد أو وﺻف وﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻌﻘود وﺛﻣﻧﻪ وﻣﻛﺎﻧﻪ وﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ،وﻛل ذﻟك
ﯾؤﺛر ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺎذ اﻟﻌﻘد وﺻﺣﺗﻪ.
-٤ﺗظﻬر أﻫﻣﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﺿواﺑط واﻟﺷروط ﻋﻧد اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد ،وﻛﻠﻣﺎ راﻋﻰ اﻟطرﻓﺎن
ﻫذﻩ اﻟﺷروط أﻣﻛﻧﻬﻣﺎ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻫم ﻓﻲ ﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻬﻣﺎ.
29
-٥ﺗطرأ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل ظروف ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن اﻹرادة ﺗﻣﻧﻊ ﻣن اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﻌﻘود وﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻘود ﻓﻲ
وﻗﺗﻪ أو ﺑﺣﺳب ﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،وﻟﻬذﻩ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ أﺣﻛﺎم ﻓﻘﻬﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻣﻌﯾﺎر ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ذﻛرﺗﻪ اﻟدراﺳﺔ.
-٦ﯾﻣﻛن ﻟطرﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻋدة ﺣﻠول ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻘود ﻓﻲ وﻗﺗﻪ
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ،وﻣن ذﻟك اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻟﺧﺳﺎرة ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،أو إﺛﺑﺎت اﻟﺗﻌدي
ً
واﻟﺗﻘﺻﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﺟﯾر أو اﻟوﻛﯾل أو اﻟﻣﺿﺎرب أو اﻟﺷرﯾك وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻣﻠﻪ ﻟﻠﺧﺳﺎرة ،أو إﻋﺎدة
ﺟدوﻟﺔ اﻟدﯾن وﻓق اﻟﺷروط اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،أو ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد اﻟﻣﺑرم ،أو ﻗﺑول اﻹﻗﺎﻟﺔ ،أو ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
اﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ ﺗراﻋﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرﻓﯾن ﺑﻣﺎ ﯾﻘﻠل ﻣن ﺧﺳﺎرﺗﻬﻣﺎ.
30
-١٠اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷرﻋﻲ ) (٣١ﺿﺎﺑط اﻟﻐرر اﻟﻣﻔﺳد ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣراﺟﻌﺔ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟﺑﺣرﯾن.
-١١ﻣﻌﯾﺎر اﻟﺷرﻋﻲ ) (٣٦اﻟﻌوارض اﻟطﺎرﺋﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ واﻟﻣراﺟﻌﺔ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،اﻟﺑﺣرﯾن.
31