Professional Documents
Culture Documents
الانتخابات وجهة نظرة
الانتخابات وجهة نظرة
2024
مجع وترتيب
0
بسم هللا الرمحن الرحيم
املقدمة
احلمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا ،أما بعد :
فال خيفى على شعب هذا البلد احلبيب مبا جرى هذه األايم من أمر االنتخاابت اليت على
األبواب ،فتكلم عنها القاصي والداين ،ودخل يف غورها القريب والبعيد ،فتوارد إيل
األسئلة :ما موقفنا جتاهها ؟ فهل ندخل فيها وننتخب ؟ أم نرتك األمر مير مر السحاب
أايم الصيف وال نلفت إليها أنظاران أصال
فاعلموا ابرك هللا فيكم إن أمر االنتخاابت مما يعم به البلوى يف جل البالد االسالمية ،
فهي الطريق الوحيد املعترب قانونيا لتنصيب اإلمامة يف مثل بلدان إندونيسيا ،ومسألة
اإلمامة من أعظم مسائل الدين وضرورة من ضرورايته حىت أخر الصحابة الكرام دفن جسد
النيب الكرمي حىت متت البيعة خلليفة النيب صلى هللا عليه وسلم
وقد وضع علماؤان سلفا وخلفا كتبا يف هذه القضية ،منها :
فها هي وجهة نظري نظرة سياسية فقهية مقاصدية حول هذه القضية املهمة ،استعانة
هبدي أئمتنا وعلمائنا ومجعا وترتيبا لتقريراهتم وفتاويهم
1
ورتبت مسائل هذه القضية على املباحث االتية :
املقدمة
اخلامتة
ومن ابب األمانة العلمية أقول صراحة أبن كل ما يف هذه الرسالة ال يكون إال جمرد مجعي
لكالم العلماء وتقريراهتم وفتاويهم مث أقوم برتتيبها وتنسيقها ال من حبثي وال جييب
هذا ،وأسأل هللا عز وجل السداد يف القول والعمل ،انه ويل ذلك والقادر عليه
وابهلل التوفيق
2
املبحث األول :
معىن اإلمامة
واملقصود هنا من هذه املعاين الثالث ،هو املعىن األول ،وهي األمامة الكربى ،وقد
عرفها ابن خلدون بقوله " :هي محل الكافة على مقتضى النظر الشرعي يف مصاحلهم
األخروية والدنيوية الراجعة إليها ،إذ أحوال الـدنيا تـرجح كلهـا عنـد الـشـارع إىل اعتبارها
3
مبصاحل اآلخرة ،فهي يف احلقيقة خالفة عن صاحب الشـرع ،يف حراسة الـدين ،وسياسة
5
الدنيا به "
6
وقال املاوردي « :اإلمامة موضوعة خلالفة النبوة يف حراسة الدين ،وسياسة الدنيا »
4
املبحث الثاين :
إن اإلمامة من أعظم واجبات الدين ,والبد للمسلمني من إمام يقيم شعائر الدين ويقيم
العدل ويسوس أحوال الناس ،وينتصف للمظلومني ،قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه
هللا ":جيب أن يعرف أن والية أمر الناس من أعظم واجبات الدين ،بل ال قيام للدين إال
هبا ،فإن بين آدم ال تتم مصلحتهم إال ابالجتماع حلاجة بعضهم إىل بعض" .
وقال معلالً ذلك " :ألن هللا أوجب األمر ابملعروف والنهي عن املنـكر ،وال يتم ذلك إال
بقوة وإمارة ,وكذلك سائر ما أوجبه هللا من اجلهاد والعدل وإقامة احلج واجلمع واألعياد
7
ونصر املظلوم وإقامة احلدود ال تتم إال ابلقوة واإلمارة".
وقد دل على تقرير هذا األمر نصوص كثرية من الشرع ،ومنهـا :قول هللا تعاىل:
ُويل ْاأل َْم ِّر ِّمْن ُك ْم﴾ [النساء.]59 :
ول َوأ ِّ اَّلل وأ ِّ ِّ م ِّ
َطيعُوا المر ُس َ ﴿ايأَيـُّ َها الذ َ
ين َآمنُوا أَطيعُوا مَ َ َ
واملراد أبويل األمر على القول الراجح هم الوالة واألمراء والعلمـاء.8
ووجه االستدالل من اآلية ظاهر جدا حيث إن هللا تعاىل أوجب على املسلمـني طاعة أويل
األمر منهم ،واألمر ابلطاعة دليل على وجوب نصبهم؛ ألن هللا تعـاىل ال أيمر بطاعة من ال
وجود له ،فاألمر بطاعته يقتضي األمر إبجيــاده ،فدل على أن إجياد إمام للمسلمني واجب
عليهم.9
9انظر تفسري اجلصاص ،299-298/2واإلمامة العظمى للدكتور عبد هللا الدميجي ص47
5
ومما دل أيضاً على وجوب اإلمامة قول النيب صلى هللا عليه وآله وسلم ":إذا خـرج ثالثةٌ
يف سف ٍر فليؤمروا َ
أحدهم" .10
قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رمحه هللا " :فإذا كان قد أوجب يف أقل اجلماعات وأقصر
أحدهم،كان هذا تنبيهاً على وجوب ذلك فيما هو أكثر من ذلك"
االجتماعات أن يُوىل ُ
11
.
وقد أمجعت األمة على أمهية اإلمامة ووجوهبا ،ويف مقدمتهم الصحابة فقد أمجعوا على
تعيني خليفة للنيب صلى هللا عليه وآله وسلم بعد وفاته قبل دفنه وجتهيزه ،إىل أن وقع
اختيارهم على الصديق أمجعني.12
10أخرجه أبو داود يف كتاب اجلهاد ،ابب يف القوم يسافرون يؤمرون أحدهم برقم( )2609وصححه الشيخ
األلباين
11جمموع الفتاوى .65/28
6
عة له قولَه صلمى هللا اإلمام األ َْعظَِّم وب ْذ ِّل البـي ِّ ب ِّ ص ِّ ِّ هذا ،وإ من ِّم ْن أ َْعظَِّم األدلمِّة على
َ َْ وجوب نَ ْ
اهلِيَّةٌ» ،15وقولَه: اع ٍة فَِإ َّن موتَـته موتَةٌ ج ِ
َْ َُ َْ َ ام ََجَ َ ِ
س َعلَْيه إِ َم ُ ات َول َْي َ عليه وسلممَ « :وَم ْن َم َ
س ِيف عُنُِق ِه
ات َول َْي َ اع ٍة ل َِق َي هللاَ يَـ ْو َم ال ِْقيَ َام ِة َال ُح َّجةَ لَهَُ ،وَم ْن َم َ « َم ْن َخلَ َع يَ ًدا ِم ْن طَ َ
إمام جيمعهم على ِّدي ٍن ِّ ِِ بـيـعةٌ م َ ِ
ات ميتَةً َجاهليَّةً» « ،وذلك أ من أهل اجلاهلية مل يكن هلم ٌ
16
َْ َ َ
شىت وفَِّرقًا ُمُْتَلِّفني ،آر ُاؤهم ُمتناقِّضةٌ وأداي ُُنم ائف م ٍ
ويتألمُفهم على رأ ٍي واحد ،بل كانوا طو َ
وطاعة األزالم» ،17وأل من املقصود ِّ ِّ
األصنام متبايِّنةٌ؛ وذلك الذي دعا كثريا منهم إىل عبادةِّ
ََ ً ُ
الكلمة وَملُّ الشمل ،وإقامةُ ِّ ِّ ص ِّ ِّ
ين وتنفي ُذ أحكام هللا الد ِّ ب اإلمام األ َْعظَِّم هو اجتماعُ م ْن نَ ْ
نازعات، وفض امل َاستتباب األمنُّ ، ُ اض والظلم ونَ ْشُر العدل ،وصيانةُ األعر ِّ تعاىلَ ،ورفْ ُع ِّ
ُ
ظ
ُْ ف ِّ
وح البالد حوزة أعداء اإلسالم ،ومحايةُ وإنصاف املظلوم ،وجهاد ِّ ُ واألخ ُذ على يَ ِّد الظمامل
ُ
اجبة على ما اقتضاهُ الشرعُ، احلقوق الو ِّ ِّ َخ ُذ ضة املسلمني ،وقَ ْم ُع الش ِّ بـي ِّ
مر والفساد ،وأ ْ َْ
اتب َم ْن معه َم ْسكةٌ ِّم ْن ين ـ رمحه هللا ـ« :وال يـَْر ُ ضعُها يف َمواضعها الشرعية ،قال اجلَُويْ ُّ
ِّ ِّ وو َْ
ضى ِّ ِّ ِّ ِّ الذب عن احلَْوزةِّ والنِّ َ عقل أ من م ٍ
الناس فَـ ْو َ
شرعا ،ولو تُرَك ُ حمتوم ًضال دون ح ْفظ البَـْيضة ٌ
ات الشيطان باع خطو ِّ جامع ،وال يـََزعُهم وازعٌ ،وال يـَْرَدعُهم عن اتِّ ِّ ال جيمعهم على ِّ
احلق ٌ
ت ك العِّظام ،وتَوثـمب ِّ وهلَ َ ُّن اآلراء ُّ ِّ رادعٌ ،مع تفن ِّ
َ ُ النظامَ ، وتفرق األهواء؛ َالنْـتَـثَـَر ُ
ك األرذلون َسَراةَ وملَ َ ادات امل ِّ ت اآلراء املتناقِّضةُ ،وتفمرقَ ِّ الطمغام والعو ُّام ،وحتمزب ِّ
تعارضةَُ ، ُ ُ
ت اإلر
ُ ُ َ ُ
اخلصومات ،واستحوذ على تجامع ،واتمسع اخلَر ُق على الراقع ،وفَ َش ِّ ِّ ِّ ِّ
ُ الناس ،وفُضمت املَ ُ َ َ ْ
اجلماعات ،وال حاجةَ إىل اإلطناب بعد حصول مد ِّت أهل ِّ
الد ِّ
ُ العَرامات ،وتَبد َ ين َذ ُوو َ
7
ت اإلمامةُ موضوعةً البيان ،وما يـزع هللا ابلسلطان أَ ْكثَـر ممما يـزع ابلقرآن» 18؛ لذلك كانَ ِّ
ُ ََ ُ ََ ُ ُ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
ب
صَابن خلدون ـ رمحه هللا ـ« :إ من نَ ْ
خلالفة النُّـبُـ موة يف ح ْفظ الدين وسياسة الدنيا ،قال ُ
إبمجاع الصحابة والتابعني؛ أل من أصحاب ِّ
رسول ف وجوبُه يف الشرع ِّ اجب قد عُ ِّر َ ِّ
َ اإلمام و ٌ
ِّ
وتسليم ِّ
النظر إليه عة أيب بك ٍر رضي هللا عنه هللا صلمى هللا عليه وسلمم عند وفاتِّه ابدروا إىل بـي ِّ
َْ َُ
ضى يف عص ٍر ِّم َن ِّ ٍ ِّ ِّ
يف أمورهم ،وكذا يف ُك ِّل عصر م ْن بعد ذلك ،ومل تُْ َرتك ُ
الناس فَـ ْو َ
ص ِّ
ب اإلمام» .19 ِّ
وجوب نَ ْ إمجاعا ًّ
داال على األعصار ،واستقمر ذلك ً
8
املبحث الثالث :
طرق انعقاد اإلمامة
قال الشوكاينُّ ـ رمحه هللا ـ« :طري ُقها أَ ْن جيتمع مجاعةٌ ِّم ْن ِّ
أهل احلَ ِّل والعقد فيعقدون له
الطلب ف َق ْد
ُ مم منه
الطلب لذلك أم ال ،لكنمه إذا تَـ َقد َ
ُ مم منه
البَـْيعةَ ويقبل ذلك ،سواءٌ تَـ َقد َ
https://ferkous.com/home/?q=art-mois-6120
ٍ
شعيب بن ِّ
حديث َع ْم ِّرو ِّ ابب يف السريمة تَـ ُرُّد على أهل العسكر (ِّ )٢٧٥١م ْن
أخرجه أبو داود يف «اجلهاد» ٌ
21
بن العاص رضي هللا عنهما .وص مححه األلباينُّ يف «إرواء الغليل» (/٧ بن َع ْم ِّرو ِّ عن أبيه عن ِّ
جده عبد هللا ِّ
)٢٦٦رقم.)٢٢٠٨( :
9
ب اإلمارة 22؛ فإذا بُويِّ َع بعد هذا الثابت عنه صلمى هللا عليه وسلمم عن طَلَ ِّ النهي
ُ َوقَ َع ُ
قال على مقتضى ما تَ ُد ُّل عليه ت واليتُه وإِّ ْن أَِّمثَ ابلطلب ،هكذا ينبغي أَ ْن يُ َ انعقد ْ
الطلب َ ِّ
أهل احلَ ِّل والعقد؛ فإُنا هي عة له ِّم ْن ِّ السنمةُ املط مهرة ... ،واحلاصل :أ من املعتَرب هو وقوع البـي ِّ
ُ َْ ُْ ََ ُ
ت على ذلك قام ْ
وحت ُرُم معه املُخالَفةُ ،وقد َ ت به الواليةُ َْاألمر الذي جيب بـَ ْع َده الطاعةُ ويـَثْـبُ ُ ُ
وجتَش ُِّّم السفر وقَطْ ِّع ِّ
النهوض َ ت به احل مجةُ ،»...مثم قال« :قد أَ ْغ َىن هللاُ عن هذا األدلمةُ وثـَبَـتَ ْ
ِّ ِّ
ت
وو َجبَ ْ
ت إمامتُه بذلك َ اإلمام م ْن أهل احلَ ِّل والعقد؛ فإُنا قد ثـَبَـتَ ْ فاوِّز ببَـْيعة َم ْن ابيَ َع َ امل ِّ
َ
للمبايَعة ،وال يصلح ن م ل ك ه ع ِّ
ي با ي ن َأ ِّ
اإلمامة ِّ
ثبوت ِّ
شرط ن ِّ
م ليسو ه، طاعت املسلمني على
ُ ْ ُ َ ُ ُ ُّ َ ْ ْ ُ
مجلة املبايِّعِّني؛ فإ من هذا االشرتا َط يف األمرين الطاعة على الرجل أَ ْن يكون ِّمن ِّ
ْ
ِّ ِّمن ِّ
شرط ْ
ُ
والح ِّقهم» .23 وآخ ِّرهم ،سابِِّّقهم ِّ مردود إبمجاع املسلمني :أ موِّهلم ِّ ٌ
ِّ
ت خالفتُه ابلبَـْيعة ت ُمبايَعةُ أيب بك ٍر الصديق رضي هللا عنه؛ فثَـبَـتَ ْوهبذا الطر ِّيق متم ْ
ت الصحابةُ على ِّ
تقدمي ساع َدةَ ،قال القرطيب ـ رمحه هللا ـ« :وأمجع ِّ سقيفة بين ِّ
ِّ واالختيار يف
َ ُّ
سقيفة بين ِّ
ساع َدةَ يف التعيني» .24 ِّ ِّ
األنصار يف اختالف وقَع بني امل ِّ
هاجرين و ٍ الصديق بعدِّ
ُ َ َ
ول العهد:
الطريق الثاين :ثبوت البيعة بتعيني ِ
ِّ محاية ِّ
األمر إىل من يـراه أَقْ َدر على مه مم ِّة ِّ
وسياسة الدنيا فيَ ْخلَُفه الدين ََ ويل ِّ َ ْ ََ ُ َ وذلك أبَ ْن يـَ ْع َه َد ُّ
كمثْ ِّل ما وقَع ِّمن ِّ
عهد أيب بك ٍر اإلمامة تَـ ْلزم ِّ
بعهد من قَـبـلَهِّ ، ِّ ِّم ْن بـَ ْع ِّده؛ فإ من بـَْيـ َعته على
َ َ ْ َْ ْ َُ
النيب صلمى هللا عليه وسلمم« َ :اي َعْب َد المر ْمحَ ِّن بْ َن حديث عبد الرمحن ِّ ِّ
بن ََسَُرةَ رضي هللا عنه قال :قال ُّ 22وذلك يف
ٍ ِّ ِّ ٍ ِّ ِّ ََسُرةََ ،ال تَ ْسأ َِّل ِّ
علَْيـ َها »...ت َ ت إِّلَْيـ َهاَ ،وإِّ ْن أ ُْعطيتَـ َها َع ْن َغ ِّْري َم ْسأَلَة أُعْن َ
مك إِّ ْن أ ُْعطيتَـ َها َع ْن َم ْسأَلَة ُوكْل َ
اإل َم َارةَ؛ فَِّإن َ َ
ومسلم ابب َمن مل يَ ْسأل اإلمارةَ أعانَهُ هللاُ عليها (،)٧١٤٦ ِّ
ٌ البخاري يف «األحكام» ُ ُّ احلديث[ ُمتمـ َف ٌق عليه :أخرجه
يف «األميان» (].)١٦٥٢
10
ضَرتْه الوفاةُ َع ِّه َد إىل عُ َمَر رضي ِّ
لعُ َمَر رضي هللا عنهما؛ فإ من الصد َ
يق رضي هللا عنه لَ مما َح َ
ت األمةُ على ِّ
انعقاد هللا عنه يف اإلمامة ،ومل يـْن ِّكر ذلك الصحابةُ رضي هللا عنهم ،وقَ ِّد اتـم َف َق ِّ
ُ ْ
يد كما َع ِّه َد غريهمُّ ،
ويدل اإلمامة ِّ
بوالية العهد ،وقد َع ِّه َد ُمعاويةُ رضي هللا عنه إىل ابنه يَز َ
ُ
بن حارثةَ وقال« :فَِإ ْن عليه أ من رسول هللا صلمى هللا عليه وسلمم أعطى الرايةَ يوم ُم ْؤتَةَ زيد َ
قُتِل َزي ٌد ـ أَ ِو است ْش ِه َد ـ فَأَِمريُكم جع َفر ،فَِإ ْن قُتِل ـ أَ ِو است ْش ِه َد ـ فَأ َِمريُكم َعب ُد ِ
هللا بْ ُن ُْ ْ ُْ َ ُ ْ َْ ٌ ُْ َ ْ
خالد بن الو ِّ
رسول هللا صلمى هللا فاستُ ْش ِّه ُدوا ً احةَ» ْ ، َرَو َ
25
ليد ومل يكن ُ َخ َذها ُ ُ مجيعا ،مثم أ َ
ِّ ب ِّ ص ِّ ِّ احلديث م
االستخالف ،قال اإلمام و وجوب نَ ْ دل على مم إليه يف ذلك ،و ُ عليه وسلمم تَـ َقد َ
فاق األمة، «فاالستخالف سنمةٌ اتـم َف َق عليها امل ََلُ ِّم َن الصحابة ،وهو اتِّ ُ
ُ ايب ـ رمحه هللا ـ: اخلطم ُّ
َ
وخلَعُوا ِّربْـ َقةَ الطاعة» .26 ِّ
صا َ ف فيه مإال اخلوار ُج واملارقةُ الذين َش ُّقوا َ
الع َ مل ُخيال ْ
بن جعف ٍر رضي هللا عنهما .وص مححه أمحد شاكر يف ِّ
حديث عبد هللا ِّ 25أخرجه أمحد يف «مسنده» (ِّ )١٧٥٠م ْن
حتقيقه ل« :مسند أمحد» ( ،)١٩٢ /٣واأللباينُّ يف «أحكام اجلنائز» ()٢٠٩
عامل السنن» للخطمايب مع «سنن أيب داود» ()٣٥١ /٣ «26م ِّ
َ
11
ابلقوة والغلبة والقهر:
الطريق الرابع :ثبوت البيعة َّ
حىت أَ ْذ َعنُوا له واستقمر له األمر يف ِّ
احلكم ومتم له حاكم ابلق موة والسيف م ب على ِّ
الناس ٌ
ُ إذا َغلَ َ
إماما للمسلمني وإِ ْن مل يَ ْستَ ْج ِم ْع شرو َ ِّ
أحكامه انفذةٌ،ط اإلمامة ،و ُ ب ً صار املتغل ُ
التمكني؛ َ
ُ
احدا عند ِّ
أهل قوال و ً اخلروج عليه ً
نازعتُه ومعصيتُه و ُ وحت ُرُم ُم َ
بل جتب طاعتُه يف املعروف َْ
الدماء وتسك ِ
ني ِ خري ِم َن اخلروج عليه؛ لِ َما يف ذلك ِم ْن َح ْق ِن السنمة؛ ذلك َّ
ألن طاعته ٌ
وذهاب أمواهلمِ اقة دمائهم، اخلروج عليه ِمن َش ِق َعصا املسلمني وإر ِ ِ َّمهاء ،ولِ َما يف
الد ْ
َ ْ
وتسلُّ ِط أعداء اإلسالم عليهم ،قال اإلمام أمحد ـ رمحه هللا ـ« :ومن َخرج على ٍ
إمام ِّم ْن َ ْ ََ ُ
ضا أو وجه كان ِّأبي ٍ الناس اجتمعوا عليه وأَقَـُّروا له ابخلالفة ِّ ِّ
ابلر َ أئ ممة املسلمني وقد كان ُ
اآلاثر عن رسول هللا صلمى هللا عليه
ف َ صا املسلمني ،وخالَ َ الغَلَبة؛ ف َق ْد َش مق هذا اخلار ُج َع َ
ِ مات ِّميتةً جاهليمةً ،وال ََِي ُّل ُ
اخلروج عليه
ُ السلطان وال قتال وسلممِّ ،فإ ْن مات اخلار ُج َ
ع على غ ِري السن َِّة والطريق» .27فم ْن فَـ َع َل ذلك فهو ُم ْبـتَ ِد ٌ أل ٍ ِ
َحد م َن الناس؛ َ َ
ابن حج ٍر ـ رمحه هللا ـ يف
ظ ُ احلاكم املُتغلِ ِ
ب احلاف ُ ِ وجوب ِ
طاعة ِ اإلَجاع على
َ وقد َح َكى
ُّرر السنيمة» .28
بن عبد الومهاب ـ رمحه هللا ـ كما يف «الد َ
الشيخ حم ممد ُ
«الفتح ،»7/13و ُ
.)٥
«27املسائل والرسائل» لَلمحدي (/٢
بن حم ممد ِّ
بن قاسم (.)٢٣٩ /٧ ُّرر السنيمة يف األجوبة النجدية» لعبد الرمحن ِّ
انظر« :الد َ
28
12
فتنعقد ابالختيار واالستخالف سواءٌ ُ ت هبا اإلمامةُ الكربى:فهذه هي الطُُّر ُق اليت تَـثْـبُ ُ
ومهَا طريقان شرعيمان عهدُ ، ويل ٍمجاعة ختتار ِّم ْن بينِّها م
بتعيني ٍ
ف أو ِّ عهد مستَ ْخلَ ٍ ويل ٍ ِّ
بتعيني ِّ
ُْ
ت بيعتُهم سائَِّر َم ْن كان حتت أهل احلَ ِل والعقد ابالختيار لَ ِّزَم ْ
ُمتمـ َف ٌق عليهما؛ فإذا ابيَـ َعهُ ُ
واليته ،كما تَـ ْلَزُمهم البيعةُ احلاصلةُ ابالستخالف ،وكذا املُْنـ َع ِقدةُ عن ِ
طريق القهر
ب ِّ والغَلَبة؛ فالبَـْيعةُ حاصلةٌ على ُك ِّل أهل القطر الذي تَـ َومىل فيه
ف أو املُتغل ُ
احلاكم املُ ْستَ ْخلَ ُ
ُ
مم ْمن يدخلون حتت واليته أو سلطانه.
13
اعةُ ِيف املَعر ِ
وف» متفق عليه ،وقولِّه صلمى املعصية؛ لقوله صلمى هللا عليه وسلمم« :إِ ََّّنَا الطَّ َ
ُْ
صي ِة ِِ ٍ هللا عليه وسلممَ « :ال طَ َ ِ
هللا َع َّز َو َج َّل» .30 اعةَ ل َم ْخلُوق ِيف َم ْع َ
السلف ِّم َن األصول ـ: َمجَ َع عليه
عد ُد ما أ ْاألشعري ـ رمحه هللا ـ ـ وهو ي ِّ
ُّ ِّ
احلسن قال أبو
ُ ُ
يل شيئًا ِّم ْن أمورهمِّ اعة َّ ِ السم ِع والطَّ ِ
ألئمة املسلمني ،وعلى أ من ُك مل َم ْن َو َ «وأَجعوا على َّ ْ
جار أو
اخلروج عليهم ابلسيفَ ، ُ مت طاعتُه ِّم ْن بـَ ٍر وفاج ٍر ال يـَْلَزُمضى أو َغلَ ٍبة وامتد ْ
عن ِّر ً
َع َد َل» .31
ِّ
األمور مطل ًقا ،إمنا يُطيعوُنم يف «فأهل السن ِّمة ال يُطيعون ُوَالةَ
ُ ابن تيميمة ـ رمحه هللا ـ: وقال ُ
ٱّلِل وأ ِ ِ ِّ ِّ
ول
ٱلر ُس َ
َطيعُواْ َّ ض ْم ِّن طاعة الرسول صلمى هللا عليه وسلمم ،كما قال تعاىل﴿ :أَطيعُواْ ََّ َ
مذهب ِّ
أهل كان «وهلذا ـ: ا أيض ـ ـ هللا رمحه ـ وقال ، ]» ٥٩ [النساء: ﴾ وأُوِل ۡٱأل َۡم ِر ِمن ُك ۡ
م
ُ ً َْ
بن أيب ٍ
طالب رضي هللا عنه .وص مححه أمحد شاكر يف علي ِّ ِّ
حديث ِّ 30أخرجه أمحد يف «مسنده» (ِّ )١٠٩٥م ْن
حتقيقه ل« :مسند أمحد» ( ،)٢٤٨ /٢واأللباينُّ يف «صحيح اجلامع» (.)٧٥٢٠
14
ِّ
الصرب على ظُْلمهم إىل أَ ْن يَ ْس َ
رتيح بـٌَّر أو اخلروج ابلقتال على امللوك البُـغَاة ،و َ
احلديث :تَـ ْرَك ِّ
اح ِّم ْن فاج ٍر» .33
يُ ْسرت َ
ِّ
األمور يف واليتهم وال تعرتضوا عليهم مإال أَ ْن تَـَرْوا النووي ـ رمحه هللا ـ« :ال تُ ِّ
نازعوا ُوَالةَ ُّ وقال
اعد اإلسالم ،فإذا رأيتم ذلك فأَنْ ِّكروه عليهم وقولوا ِّ
ابحلق منهم مْن َكرا ُحم مق ًقا تعلمونه ِّمن قو ِّ
ْ ُ ً
إبمجاع املسلمني وإِّ ْن كانوا فَ َس َقةً ظاملني،
اخلروج عليهم وقتا ُهلم فحر ٌام ِّ ُ حيث ما كنتم ،وأما
أهل السنمة أنه ال يـَْنـ َع ِّزُل السلطا ُن ابلفسق»
َمجَ َع ُ
األحاديث مبَْع َىن ما ذَ َك ْرتُه ،وأ ْ
ُ ظاهَر ِّت
وقد تَ َ
.34
ْمِّ :فإ ْن تَوفمـَر ِّت القدرةُ واالستطاعةُ على تنحيته وتبديلِّه مبسل ٍم الكافر احلُك َ
ُ َّأما إِ ْن تَـ َو ََّّل
إمجاعا؛ أل من هللا تعاىل قالَ ﴿ :وأ ُْوِل ت إزالتُه ً
ِّ ِّ ف ٍء لإلمامة مع أ َْم ِّن ِّ
الوقوع يف املفاسد َو َجبَ ْ ُك ْ
َ
الكافر ال يـُ َع ُّد ِّم َن املسلمني ،وقولِّه صلمى هللا عليه وسلمم: و ]، ٥٩ [النساء: ﴾ مۡٱأل َۡم ِر ِمن ُك ۡ
ُ
« َال ،ما أَقَاموا فِي ُكم َّ ِّ 35
الص َالةَ» ،وقوله صلمى هللا عليه وسلمم« :إَِّال أَ ْن تَـ َرْوا ُك ْف ًرا بَـ َو ً
احا ُ َ ُ
ِع ْن َد ُكم ِمن ِ
هللا فِ ِيه بُـ ْرَها ٌن» ،36وقولِّه صلمى هللا عليه وسلممَ « :الَ ،ما َ َّ
صل ْوا» ،قال ُ
ابن ْ َ
فيجب على ُك ِّل مسل ٍم ُ
القيام يف ُ صه أنمه يـَْنـ َع ِّزُل ابلكفر ً
إمجاعا؛ حج ٍر ـ رمحه هللا ـُ :
«ومل مخ ُ
داه َن فعليه اإلمثُ» .37
وم ْن َ
ابَ ، فم ْن قَ ِّو َ
ي على ذلك فله الثمو ُ ذلكَ :
.)٤٤٤ «33منهاج السنمة» البن تيمية ( .)٧٦ /٢و «جمموع الفتاوى» البن تيمية (/٤
«34شرح النووي على مسلم» (.)٢٢٩ /١٢
بن ٍ
مالك رضي هللا عنه. حديث عوف ِّ ِّ مسلم يف «اإلمارة» (ِّ )١٨٥٥م ْن
أخرجه ٌ
35
ورا تُـْن ِّك ُر َ ِّ «الف ََت» ابب ِّ البخاري يف ِّ
وُنَا »
النيب صلمى هللا عليه وسلمم« َ :س ََرتْو َن بـَ ْعدي أ ُُم ً
قول ِّ ُ ُّ ُ 36متمـ َف ٌق عليه :أخرجه
بن الصامت رضي هللا عنه. ِّ
حديث عُبادةَ ِّ ومسلم يف «اإلمارة» (ِّ ،)١٧٠٩م ْن
ٌ (،)٧٠٥٦
«37فتح الباري» البن حجر (.)١٢٣ /١٣
15
احلكم إبزالتِّه يف ِّ
احلال السياسة و ِّ وإقامة البديل ،أو ال تنتظم أمور ِّ ِّفإ ْن عجزوا عن إزالتِّه ِّ
ُ ُ َ َُ
وه ْم معذورون؛ لقوله تعاىل: خشيةَ االضطراب والفوضى ِّ
صربُ عليه ُ اجب ال م وسوء املآل؛ فالو ُ ُ
ٱستَطَ ۡعتُ ۡم﴾ [التغابن ،]١٦ :وقولِّه صلمى هللا عليه وسلمم« :فَِإذَا أ ََم ْرتُ ُك ْم ٱّلِل ما ۡ
﴿فَٱتَّـ ُقواْ ََّ َ
بِ َشي ٍء فَأْتُوا ِم ْنهُ ما استَطَ ْعتُم» ،وهذا أح ُّق موق ًفا ِّمن اخلروج عليه؛ أل من « َدرء املََف ِ
اس ِد َْ َ َ َ ْ ْ ْ
ۡ ۡ ۡ ۡ
صالِ ِح»؛ لقوله تعاىلَ ﴿ :وَال تُـل ُقواْ ِأبَي ِدي ُكم إِ ََّل ٱلتـَّهلُ َك ِة﴾ [البقرة: أ َْوََّل ِم ْن َجل ِ
ْب املَ َ
.]١٩٥
نفيس يف «الشرح امل ْمتِّع على زاد امل ْستَـ ْقنِّع» (.)٣٢٣ /١١
ٌ
ُ ُ
16
منبيه أنمه إذا تَـعدمد األئ ممةُ والسالطني فالطاعةُ ابملعروف إممنا جتب ل ُك ِّل و ٍ
احد هذا ،وجدير ابلت ِّ
ُ َ َ ٌ
ِّ
السياق عة له على أهل القطر الذي تَـْنـ ُف ُذ فيه أو ِّامره ونواهيهِّ ،
وض ْم َن هذا منهم بعد البـي ِّ
ُ َْ
ساع رقعته وتَباعُ ِّد أطرافه،
انتشار اإلسالم واتِّ ِّ
ِّ 39
يقول الشوكاينُّ ـ رمحه هللا « :وأما بعد
اآلخ ِّر أو ٍ فمعلوم أنه قد صار يف ُك ِّل قط ٍر أو أقطا ٍر الواليةُ إىل ٍ
إمام أو سلطان ،ويف القطر َ َ ٌ
ِّ
ت إىل اآلخ ِّر وأقطاره اليت َ
رجع ْ ُني يف قُطْ ِّر َ أمر وال ٌ األقطار كذلك ،وال يـَْنـ ُف ُذ لبَـ ْعضهم ٌ
عة لهاحد منهم بعد البـي ُِّّد األئ مم ِّة والسالطني ،وجيب الطاعةُ ل ُك ِّل و ٍ واليته؛ فال أبس بتـعد ِّ
َْ َ ََ
قام َم ْن ِّ
اآلخر ،فإذا َ ب القطر َ امره ونواهيه ،وكذلك صاح ُ على أهل ال ُقطْر الذي ينفذ فيه أو ُ
احلكم فيه أَ ْن يـُ ْقتَ َل إذا مل يُ ِّ
ت فيه واليتُه وابيـَ َعهُ أهلُه كان ُ
نازعُه يف القطر الذي قد ثـَبَـتَ ْ
الدخول حتت واليته لِّتَباعُ ِّد األقطار... ،
ُ اآلخ ِّر طاعتُه والب ،وال جتب على أهل القطر َ يـَتُ ْ
ود ْع عنك ما تدل عليه األدلمةَُ ، ناسب للقواعد الشرعية ،واملطابِّ ُق لِّما ُّ ِّ فاع ِّر ْ
َ ُ ف هذا فإنه املُ ُ ْ
ِّ
اإلسالم وما هي ت عليه الواليةُ اإلسالميةُ يف مأوِّل قال يف ُُمالَفته؛ فإ من الفرق بني ما كانَ ْ
يُ ُ
ِّ ِّ عليه اآل َن أَو ِّ
بت ال يَ ْستَح ُّق أَ ْن ُخيَاطَ َوم ْن أَنْ َكَر هذا فهو ُمباه ٌ
ض ُح م ْن َشس النهارَ ، ْ َ
ابحل مجة ألنه ال يـَ ْع ِّقلُها» ( .40انتهى إىل هنا كالم الشيخ فركوس مطوال)
17
املبحث الرابع :
41
االنتخاابت وما موقفنا منها ؟
االنتخاابت من مواليد النظم الدميقراطية اليت تعد من نتاج عقول األغريق القدامى وصنيعهم
؛ وقد توارثتها األجيال –على توسع اترة واحنسار أخرى -حىت عمت يف بالد الكفر ,
وتعدت بلواها فعمت خالل العقود القليلة املاضية إىل بلداننا اإلسالمية ؛ هذه النظم اليت
يزعم أرابهبا أُنا كفيلة أبن تنتج أحكاما مالئمة ألحوال احملكومني حتت شعار (حكم
الشعب ابلشعب) ال تكاد جتد بلدا إسالميا إال وقد ابتلي هبا يف ُمتلف اجلوانب (الفكرية
,والسياسية ,والسلوكية) مع تغافل عن نصوص الشرع املقررة ملا أمجع عليه املسلمون من
أن التشريع حق خالص هلل سبحانه ال يشركه فيه غريه ؛ فليس ألحد أن يشرع ما يتعارض
مع حكم هللا تعاىل -وأما ما سكتت عنه الشريعة فهو عفو-.
ومن لوازم هذه النظم الدميقراطية ما يسمى –اليوم -ابملمارسات االنتخابية الختيار أعضاء
ما يسمى (ابجملالس التشريعية –النيابية , -أو اجملالس احلكومية التنفيذية ,أو حىت رؤساء
اجلمهورايت) .42
وملا كانت هذه املمارسات من األمور احلادثة ؛ كان ال بد من الرجوع إىل تقريرات أهل
العلم لضبط الكالم فيها ؛ والناظر يف كالم أهل العلم املعتربين ؛ يلحظ أُنم قرروا فيها
املسائل التالية:
انظر بني منهجني ( : )10املشاركة يف االنتخاابت النيابية وحنوها .ابلتصرف والزايدة يف 41
http://kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=11441
18
املسألة األوَّل :
األصل أن النظم الدميقراطية اليت من مواليدها االنتخاابت ليس من النظم الشرعية لنصب
الوالة وال الختيار أعضاء أهل احلل والعقد كما مر بيانه ،وهي ُمالفة لكثري من مسلمات
الشرع ،منها :
-أن التشريع من الشعب للشعب مع أن هللا قال :ان احلكم اال هلل
-تسوية الذكر واألنثى يف التصويت مع قوله تعاىل :وليس الذكر كاالنثى
-تسوية العامل ابجلاهل ،وهذا خيالف قوله تعاىل :قل هل يستوي الذين يعلمون
واللذين ال يعلمون
-جواز تنصيب االمام الذي ال يتوفر فيه الشروط الشرعية يف االمامة ،ولو كان
كافرا
43
-وغري ذلك من املخالفات الكثرية
فعليه ،األصل عدم املشاركة يف اي نظام من نظامها ،وال خيرج عن هذا األصل اال
بضوابط شرعية معتربة
ال يصار إىل اعتماد وسيلة االنتخاابت إال يف حالة حتقق وقوع املصلحة الراجحة على
مفسدة املشاركة ؛ ذلك أن يف هذه اجملالس من املخالفات الشرعية الشئ الكثري -كما مر
بيانه امجاال -ومن أراد الوقوف على حقيقة ما فيها فلريجع إىل ما كتب يف بيان أحواهلا -
وهي كثرية وهلل احلمد -ولو مل يكن فيها إال الصفة التشريعية وهي صفة واقعية مالزمة هلا -
انظر :تنوير الظلمات بكشف مفاسد وشبهات االنتخابات للشيخ محمد بن عبد هللا االمام 43
19
حىت أُنا تسمى يف بعض البلدان بـ ـ (اجملالس التشريعية) -لكفى للقول أبن األصل هو املنع
من املشاركة يف هذه اجملالس –حال االختيار -؛ فاملشاركة يف االنتخاابت النيابية –لغري
احلاجة واملصلحة -هو بال ريب من قبيل االعانة على االمث والعدوان وهللا تعاىل يقول
{وتعاونوا على الرب والتقوى وال تعاونوا على االمث والعدوان} ,وهي متضمنة لالقرار
ابالسس اليت قامت عليها العملية االنتخابية وهي أسس ابطلة جيب اجلهر والصدع
مبخالفتها وتعريف الناس حبقيقتها ومدى مباينتها لدين هللا تعاىل ومناقضتها له من بعض
االوجه ,ال الرضوخ هلا واالخنراط يف مسلكها ,وهذا ما صرح به كبار مشايخ الدعوة
السلفية املعاصرين ومنهم الشيخ االلباين ,والشيخ مقبل بن هادي الوادعي –رمحهما هللا
تعاىل -وغريمها " : 44واالنتخاابت السياسية ابلطريقة الدميقراطية حرام أيضاً ال جتوز ،ألنه
املنتخب والناخب الصفات الشرعية ملن يستحق الوالية العامة أو اخلاصة،
ال يُشرتط يف َ
فهي هبذه الطريقة تؤدي إىل أن يتوىل حكم املسلمني من ال جيوز توليته وال استشارته" .
وقال الشيخ العباد –حفظه هللا " :االنتخاابت ليست من الطرق الشرعية ،وإمنا هي من
الطرق الوافدة على املسلمني من أعدائهم ،واحلكم فيها للغلبة ولو كانت األغلبية من أفسد
الناس ،أو كان الذي ينتخبونه من أفسد الناس؛ ألُنم ينتخبون واحداً منهم ،واحلكم
للغلبة ،وحيث يكون الغلبة أشراراً فإُنم سيختارون شريراً منهم .والدخول يف االنتخاابت
إذا مل حيصل من ورائه فائدة ومصلحة فال يصلح" .
وقال يف نفس املوضع " :واحلاصل :أن الدخول يف االنتخاابت ليس على إطالقه ،واألصل
45
أال يدخل فيها إال إذا حصل يف الدخول مصلحة" .
44جملة االصالة" يف "العدد الثاين" بتاريخ \"15مجادى االخرة\ 1413هـ " (ص)22
45كما يف درس شرح الشيخ على سنن أيب داود (ش\)488
20
املسألة الثانية :
أن يكون مقصود املشارك يف االنتخاابت حتقيق املصاحل الشرعية املعتربة من خالل تقرير
األحكام الشرعية اليت فيها مصاحل العباد والبالد أو اإلعانة على تقريرها ؛ ذلك أن من
ثوابت الشريعة اإلسالمية أن احلكم كله هلل سبحانه لقوله تعاىل [أََال لَهُ اخلَْل ُق َواأل َْم ُر تَـبَ َارَك
ين ال َقيِّ ُم ب العالَ ِّمني] ,وقوله تعاىل [إِّ ِّن احلكْم إِّمال هللِّ أَمر أمَال تَـعب ُدوا إِّمال إِّ مايه ذَلِّ ِّ
ك الد ُ ُ َ ُْ ََ ُ ُ هللاُ َر ُّ َ َ
ماس َال يـَ ْعلَ ُمو َن] ,ومن هذه الكلية احلكم يف عبادات الناس ومعاشهم َولَ ِّك من أَ ْكثَـَر الن ِّ
وسياستهم ,فلكل جانب من تلك اجلوانب أحكام ختصها ؛ ال ينبغي أن تتلقى من غري
[وهللاُ َْحي ُك ُم َال
طريق الشرع فاحلكم هلل وحده ال يشرك يف حكمه أحدا ,كما قال سبحانه َ
اب]. ْم ِّه وُهو س ِّريع احلِّس ِّ مع ِّق ِّ ِّ
ب حلُك َ َ َ ُ َ َُ َ
وهلذا فقد ذم سبحانه بين إسرائيل الذين اختذوا من دون هللا مشرعني يطيعوُنم يف حتليللهم
يح ابْ َن ِّ ِّ ِّ ِّ احلرام ,وحترميهم احلالل ,فقال م
َحبَ َارُه ْم َوُرْهبَ َاُنُْم أ َْرَاب ًاب م ْن ُدون هللا َواملَس َ
[اختَ ُذوا أ ْ
اح ًدا َال إِّلَهَ إِّمال ُه َو ُسْب َحانَهُ َع مما يُ ْش ِّرُكو َن].مرَمي وما أ ُِّمروا إِّمال لِّيـعب ُدوا إِّ َهلا و ِّ
َ ُْ ً َ َْ َ َ َ ُ
فمن دخل يف هذه اجملالس بقصد االستقالل ابلتشريع كان له نصيب من وصف الطاغوتية
,وحرم اختياره وانتخابه.
وأما من دخل فيها بقصد حتكيم الشريعة ,وتقليل الشر أو دفعه ؛ فهذا قد أحسن ,
وللمسلمني اختياره وتقدميه.
كما أفتت –بذلك -اللجنة الدائمة لإلفتاء والدعوة واإلرشاد ":سؤال :هل جيوز التصويت
يف االنتخاابت والرتشيح هلا ؟ مع العلم أن بالدان حتكم بغري ما انزل هللا؟.
اجلواب :ال جيوز ملسلم أن يرشح نفسه رجاء أن ينتظم يف سلك حكومة حتكم بغري ما
أنزل هللا ,وتعمل بغري شريعة اإلسالم ,فال جيوز ملسلم أن ينتخبه أو غريه ممن يعملون يف
هذه احلكومة.
21
إال إذا كان من يرشح نفسه من املسلمني أو من ينتخبون يرجون ابلدخول يف ذلك أن
يصلوا بذلك إىل حتويل احلكم إىل العمل بشريعة اإلسالم ,واختذوا ذلك وسيلة إىل التغلب
على نظام احلكم ,على أال يعمل من رشح نفسه بعد متام الدخول إال يف مناصب ال
تتناىف مع الشريعة اإلسالمية ,وابهلل التوفيق ,وصلى هللا على نبينا حممد وأله وصحبه
وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء:
عبد هللا بن قعود (عضو) ..عبد هللا بن غداين (عضو) ...عبد الرزاق عفيفي (انئب
46
الرئيس) ...عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز (الرئيس)" .
املسألة الثالث:
ليس للمسلم (املرشح واملرتشح) أن يتابع ويعمل بكل ما يصدر عن اجملالس النيابية من
تشريعات وقوانني ,بل ما كان منها موافقا للشريعة فيقره ويعمل مبقتضاه موافقة للشرع ال
جمللس النواب ,وما كان منها معارضا للشرع وجب رده وعدم العمل مبقتضاه فضال عن
إقراره ملا ثبت ىف الصحيح عن النىب (صلى هللا عليه وسلم) أنه قال [امنا الطاعة ىف
املعروف] ,وقال [على املسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما مل يؤمر مبعصية] ,
وقال [ال طاعة ملخلوق ىف معصية اخلالق] ,وقال [من أمركم مبعصية هللا فال تطيعوه].
وأما من اتبع اجملالس النيابية فيما تشرعه من قوانني وأحكام فهذا يكون حكمه على
التفصيل الذي شيخ االسالم " :وهؤالء الذين اختذوا أحبارهم ورهباُنم أراباب حيث
أطاعوهم ىف حتليل ما حرم هللا وحترمي ما أحل هللا يكونون على وجهني:
أحدمها :أن يعلموا أُنم بدلوا دين هللا فيتبعوُنم على التبديل فيعتقدون حتليل ما حرم هللا
22
وحترمي ما أحل هللا اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أُنم خالفوا دين الرسل فهذا كفر وقد جعله
هللا ورسوله شركا وان مل يكونوا يصلون هلم ويسجدون هلم فكان من اتبع غريه ىف خالف
الدين مع علمه أنه خالف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله هللا ورسوله مشركا مثل
هؤالء.
والثاىن :أن يكون اعتقادهم وامياُنم بتحرمي احلالل وحتليل احلرام اثبتا لكنهم أطاعوهم ىف
معصية هللا كما يفعل املسلم ما يفعله من املعاصى الىت يعتقد أُنا معاص فهؤالء هلم حكم
أمثاهلم من أهل الذنوب كما ثبت ىف الصحيح عن النىب أنه قال [امنا الطاعة ىف املعروف]
,وقال [على املسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره ما مل يؤمر مبعصية] ,وقال [ال
طاعة ملخلوق ىف معصية اخلالق] ,وقال [من أمركم مبعصية هللا فال تطيعوه].
مث ذلك احملرم للحالل واحمللل للحرام:
ان كان جمتهدا قصده اتباع الرسول لكن خفى عليه احلق ىف نفس األمر وقد اتقى هللا ما
استطاع فهذا ال يؤاخذه هللا خبطئه بل يثيبه على اجتهاده الذى أطاع به ربه ,ولكن من
علم أن هذا خطأ فيما جاء به الرسول مث اتبعه على خطئه وعدل عن قول الرسول فهذا له
نصيب من هذا الشرك الذى ذمه هللا ال سيما ان اتبع ىف ذلك هواه ونصره ابللسان واليد
مع علمه أبنه ُمالف للرسول فهذا شرك يستحق صاحبه العقوبة عليه.
وهلذا اتفق العلماء على أنه اذا عرف احلق ال جيوز له تقليد أحد ىف خالفه ,وامنا تنازعوا
ىف جواز التقليد للقادر على االستدالل ,وان كان عاجزا عن اظهار احلق الذى يعلمه
فهذا يكون كمن عرف أن دين االسالم حق وهو بني النصارى ؛ فاذا فعل ما يقدر عليه
من احلق ال يؤاخذ مبا عجز عنه وهؤالء كالنجاشى وغريه وقد أنزل هللا ىف هؤالء آايت من
كتابه كقوله تعاىل {وان من أهل الكتاب ملن يؤمن ابهلل وما أنزل اليكم وما أنزل اليهم} ,
وقوله {ومن قوم موسى أمة يهدون ابحلق وبه يعدلون} ,وقوله {واذا َسعوا ما أنزل اىل
الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من احلق} .
23
وأما ان كان املتبع للمجتهد عاجزا عن معرفة احلق على التفصيل وقد فعل ما يقدر عليه
مثله من االجتهاد ىف التقليد فهذا ال يؤاخذ ان أخطأ كما ىف القبلة.
وأما ان قلد شخصا دون نظريه مبجرد هواه ونصره بيده ولسانه من غري علم أن معه احلق
فهذا من أهل اجلاهلية وان كان متبوعه مصيبا مل يكن عمله صاحلا وان كان متبوعه ُمطئا
كان آمثا كمن قال ىف القرآن برأيه فان أصاب فقد أخطأ وان أخطأ فليتبوأ مقعده من
47
النار".
جواز أن يبتديء املسلم برتشيح نفسه الستالم املناصب املؤثرة يف سياسة اجملتمع وقيادته
حنو األصلح ,أو األقل ضررا وشرا ,ودليل ذلك طلب يوسف (عليه السالم) من حاكم
مصر الكافر أن يكون وزيرا يف حكومته لقدرته على حتصيل النفع للناس ,كما يف قوله
ظ َعلِّ ٌيم].
ض إِِّّين َح ِّفي ٌ
اج َع ْل ِّين َعلَى َخَزائِّ ِّن األ َْر ِّ
ال ْ
[قَ َ
قال شيخ االسالم " :مث الواليه وان كانت جائزة او مستحبة أو واجبة ؛ فقد يكون يف حق
الرجل املعني غريها اوجب او احب ؛ فيقدم حينئذ خري اخلريين وجواب اترة واستحااب أخرى
,ومن هذا الباب تويل يوسف الصديق على خزائن األرض مللك مصر بل ومسألته أن
جيعله على خزائن االرض وكان هو وقومه كفارا كما قال تعاىل {ولقد جاءكم يوسف من
قبل ابلبينات فما زلتم ىف شك مما جاءكم به} اآلية ,وقال تعاىل عنه {اي صاحىب السجن
أأرابب متفرقون خري أم هللا الواحد القهار ما تعبدون من دونه اال أَساء َسيتموها أنتم
وآابؤكم} اآلية ,ومعلوم أنه مع كفرهم البد أن يكون هلم عادة وسنة ىف قبض االموال
وصرفها على حاشية امللك وأهل بيته وجنده ورعيته وال تكون تلك جارية على سنة
24
األنبياء وعدهلم ومل يكون يوسف ميكنه أن يفعل كل ما يريد وهو ما يراه من دين هللا فان
القوم مل يستجيبوا له لكن فعل املمكن من العدل واالحسان وانل ابلسلطان من اكرام
املؤمنني من أهل بيته مامل يكن ميكن أن يناله بدون ذلك وهذا كله داخل ىف قوله {فاتقوا
48
هللا ما استطعتم}".
فما عد شيخ االسالم تويل الوالايت يف ظل كال احلكومتني حمرما إبطالق بل اجازه وفق
ضوابط معينة ,بل هو يقول يف جمموع الفتاوى ( )68\28عن مكانة يوسف من فرعون
مصر " :وكذلك يوسف كان انئبا لفرعون مصر وهو وقومه مشركون وفعل من العدل
واخلري ما قدر عليه ودعاهم اىل االميان حبسب االمكان".
وقد أخذ بعض أهل العلم من هذه اآلية أنه جيوز للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر
والسلطان الكافر بشرط أن يعلم أنه يفوض إليه يف فعل اليعارضه فيه فيصلح منه ماشاء ,
كما قال القرطيب يف تفسريه هلذه اآلية ,ما نصه " -:قال بعض أهل العلم يف هذه اآلية
مايبيح للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر والسلطان الكافر بشرط أن يعلم أنه يفوض
إليه يف فعل اليعارضه فيه فيصلح منه ماشاء ,وأما إذا كان عمله حبسب اختيار الفاجر
وشهواته وفجوره فال جيوز ذلك.
وقال قوم إن هذا كان ليوسف خاصة وهذا جائز ,واألول أوىل إذا كان على الشرط الذي
49
ذكرانه وهللا أعلم" .
بل قد نص الشنقيطي على أنه إذا تغلب الكافر على بالد املسلمني فتوىل بعضهم والايت
يف ظل حكومة االحتالل جاز ذلك ؛ فقال يف رحلته إىل بيت هللا احلرام (" : )105إن
املؤمنني إذا تغلب عليهم الكافر إبحتالل بلدهم إذا أمكن االنضمام اىل سلطان إسالمي
وجب عليهم ذلك ومل جيز هلم مواالة الكافر وأحرى توليتهم ,الن مواالة املسلمني للكفار
25
مع القدرة على مواالة املسلمني تتضمن الفتنة والفساد الكبري بنص القران العظيم وهو قوله
تعاىل {إال تفعلوا تكن فتنة يف االرض وفساد كبري} ,وقد قال هللا تعاىل {ومن يتوهلم
منكم فإنه منهم إن هللا ال يهدي القوم الظاملني}.
وأما إن املسلمني الذين تغلب عليهم الكفار ال صريخ هلم من املسلمني يستنقذهم بضمهم
إليه ,ومواالهتم للكفار ابلظاهر دون الباطن لدفع ضررههم جائزة لنص القران العظيم وهو
قوله تعاىل {ال يتخذ املؤمنون الكافرين أولياء من دون املؤنني ومن يفعل ذلك فليس من
هللا يف شئ إال أن تتقوا منهم تقاة} ,وكذلك توليتهم بعض املسلمني على بعض يف
اجلاري على أصل مذهب مالك ومن وافقه من أن شرع من قبلنا شرع لنا إن ثبت بشرعنا
إال لدليل يقتضي النسخ.
وإيضاح ذلك أن نيب هللا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا
الصالة والسالم طلب التولية من ملك مصر وأنعقدت له منه وهو كافر كما قال تعاىل
حكاية عنه {إجعلين على خزائن االرض أين حفيظ عليم} فلو كانت التولية من يد
الكافر املتغلب حرام غري منعقدة ملا طلبها هذا النيب الكرمي بن الكرمي بن الكرمي بن الكرمي
من يد الكافر وملا إنعقدت له منه ,ويوسف من الرسل الذين ذكرهم هللا يف سورة االنعام
بقوله {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف} االية ,وقد أمر نبينا (صلى هللا عليه
وسلم) ابالقتداء هبم حيث قال له بعد ذكرهم (عليه وعليهم صالته وسالمه) {اولئك
الذين هدى هللا فبهداهم إقتده} وأمر نبينا (صلى هللا عليه وسلم) ابالقتداء هبم أمر لنا الن
اخلطاب اخلاص ابلنيب (صلى هللا عليه وسلم) يتناول االمة من جهة احلكم ألنه قدوهتم إال
ما ثبتت فيه اخلاصية ابلدليل على ما ذهب إليه أكثر املالكية وهو ظاهر قول االمام
مالك".
بل قد أملح العالمة السعدي إىل تعني هذا التويل بقصد إصالح املوجود ,أو الدفع عن
ب
اإلسالم واملسلمني حبسب القدرة واإلمكان ؛ فقال يف تفسري قوله تعاىل [قَالُوا َاي ُش َعْي ُ
26
ت َعلَْيـنَا بِّ َع ِّزي ٍز] ,
اك َوَما أَنْ َ ضعِّي ًفا َولَ ْوَال َرْهطُ َ
ك لََرمجَْنَ َ ِّ َما نـَ ْف َقهُ َكثِّ ًريا ِّممما تَـ ُق ُ
ول َوإِّ مان لَنَـَر َاك فينَا َ
فقال الشيخ عبد الرمحن انصر السعدي فيه فوائدها كما يف تفسريه " :ومنها :أن هللا يدفــع
عن املؤمنني أبسباب كثرية منها أن هللا يدفع عن املؤمنني أبسباب كثرية وقد يعلمون بعضها
وقد ال يعلمون شيئاً منها .ورمبا دفع عنهم ،بسبب قبيلتهم ،وأهل وطنهم الكفار ،كما دفع
هللا عن شعيب ،رجم قومه ،بسبب رهطه .وأن هذه الروابط ،اليت حيصل هبا الدفع عن
اإلسالم واملسلمني ،ال أبس ابلسعي فيها ،بل رمبا تعني ذلك .ألن اإلصالح مطلوب،
حسب القدرة واإلمكان.
فعلى هذا ،لو سعى املسلمون الذين حتت والية الكفار ،وعملوا على جعل الوالية
مجهورية ،يتمكن فيها األفراد والشعوب ،من حقوقهم الدينية والدنيوية لكان أوىل ،من
استسالمهم لدولة تقضي على حقوقهم ،الدينية والدنيوية ،وحترص على إابدهتا ،وجعلهم
وخ َدماً هلم.
َع َملَةً َ
نعم إن أمكن أن تكون الدولة للمسلمني ،وهم احلكام ،فهو املتعني .ولكن لعدم إمكان
50
هذه املرتبة ،فاملرتبة اليت فيها دفع ووقاية للدين والدنيا مقدمة وهللا أعلم" .
وهلذا فقد أوجبت اللحنة الدائمة مساعدة مساعدة احلزب الذي يعرف منه أنه سيحكم
ابلشريعة اإلسالمية يف االنتخاابت التشريعية ,كما جاء يف فتواها املرقمة ( ) 14676
جوااب عن السؤال التايل ":سؤال :كما تعلمون عندان يف اجلزائر ما يسمى بـ ( :االنتخاابت
التشريعية) ،هناك أحزاب تدعو إىل احلكم اإلسالمي ،وهناك أخرى ال تريد احلكم
اإلسالمي .فما حكم الناخب على غري احلكم اإلسالمي مع أنه يصلي ؟
اجلواب :جيب على املسلمني يف البالد اليت ال حتكم الشريعة اإلسالمية ،أن يبذلوا
جهدهم وما يستطيعونه يف احلكم ابلشريعة اإلسالمية ،وأن يقوموا ابلتكاتف يدا واحدة
27
يف مساعدة احلزب الذي يعرف منه أنه سيحكم ابلشريعة اإلسالمية" .
يف حال انعدام املرشح الكامل ؛ فيصار إىل اختيار األمثل فاألمثل ,وما ال يدرك كماله ال
يرتك من أصله ؛ وال يقال برتك اختيار األمثل لعدم وجود الكامل ,ويعلم هذا من خالل
األوجه التالية:
الوجه األول :إن الواجب يف ابب الوالايت هو تعيني األمثل واألكمل فإن تعذر الكامل
تعني الصريورة إىل من هو مقارب له وهكذا ,كما قال إبن القيم يف الطرق احلكمية
(ص\" : )347وهلذا جيب على كل ويل أمر أن يستعني يف واليته أبهل الصدق والعدل
واألمثل فاألمثل وإن كان فيه كذب وفجور فإن هللا يؤيد هذا الدين ابلرجل الفاجر وأبقوام
ال خالق هلم قال عمر (رضي هللا عنه) ( :من قلد رجال على عصابة وهو جيد يف تلك
العصابة من هو أرضى هلل منه فقد خان هللا ورسوله ومجاعة املؤمنني).
والغالب أنه ال يوجد الكامل يف ذلك فيجب حتري خري اخلريين ودفع شر الشرين وقد كان
الصحابة (رضي هللا عنهم) يفرحون ابنتصار الروم والنصارى على اجملوس عباد النار ألن
النصارى أقرب إليهم من أولئك وكان يوسف الصديق عليه السالم انئبا لفرعون مصر وهو
وقومه مشركون وفعل من اخلري والعدل ما قدر عليه ودعا إىل اإلميان حبسب اإلمكان".
الوجه الثاين :إن الواجب هو إلتزام طريقة أتباع اخللفاء الراشدين يف سائر األمور ,فإذا
عجز اتباع اخللفاء الراشدين عن ذلك قدموا خري اخلريين حصوال وشر الشرين دفعا ,كما
قال شيخ اإلسالم " :فعليك ابملوازنة يف هذه االحوال واالعمال الباطنة والظاهرة حىت
28
يظهر لك التماثل والتفاضل وتناسب احوال اهل االحوال الباطنة لذوي االعمال الظاهرة
ال يسما يف هذه االزمان املتأخرة اليت غلب فيها خلط االعمال الصاحلة ابلسيئة يف مجيع
االصناف لنرجح عند االزدحام والتمانع خري اخلريين وندفع عند االجتماع شر الشرين
ونقدم عند التالزم تالزم احلسنات والسيئات ما ترجح منها فإن غالب رؤوس املتأخرين
وغالب االمة من امللوك واالمراء واملتكلمني والعلماء والعباد واهل االموال يقع غالبا فيهم
ذلك واما املاشون على طريقة اخللفاء الراشدين فليسوا اكثر األمة ولكن على هؤالء املاشني
على طريقة اخللفاء ان يعاملوا الناس مبا امر هللا به ورسوله من العدل بينهم واعطاء كل ذي
حق حقه واقامة احلدود حبسب االمكان اذ الواجب هو االمر ابملعروف وفعله والنهي عن
املنكر وتركه حبسب االمكان فإذا عجز اتباع اخللفاء الراشدين عن ذلك قدموا خري اخلريين
حصوال وشر الشرين دفعا" ,51فإختيار أقل املرشحني شرا هو من قبيل السري على هدي
السلف األولني.
29
لقدير} ,وهذه اآلية أول آية نزلت يف اجلهاد وهلذا قال {الذين أخرجوا من دايرهم بغري
حق إال أن يقولوا ربنا هللا} مث قال {ولوال دفع هللا الناس بعضهم ببعض} ؛ فيدفع
ابملؤمنني الكفار ,ويدفع شر الطائفتني خبريمها كما دفع اجملوس ابلروم النصارى ,مث دفع
النصارى ابملؤمنني أمة حممد" .
فلو خري املسلمون بني ظهور النصارى ,وظهور من هو شر منهم لكان الواجب إختيار
ظهور النصارى على من هو فوقهم يف الشر ,وهكذا احلال يف مسألة اإلنتخاابت حيث
أن املسلمون فيها ُمريون بني األقل شرا واألعظم شرا ,فتعني املصري إىل إختيار من هو
أقل شرا.
الوجه الرابع :إن كان مثة ظاملني متعارضني ,فالذي ينبغي هو أن يعاون من هو أقل
ظلما على من من هو أكثر ظلما حبسب اإلستطاعة ,كما قرر ذلك شيخ اإلسالم يف
منهاج السنة النبوية " :فاألقل ظلما ينبغي أن يعاون على األكثر ظلما فإن الشريعة مبناها
على حتصيل املصاحل وتكميلها وتعطيل املفاسد وتقليلها حبسب اإلمكان ومعرفة خري
اخلريين وشر الشرين حىت يقدم عند التزاحم خري اخلريين ويدفع شر الشرين" ,52وهكذا
معاونة األقل ظلما من املرشحني لإلنتخاابت هو املتعني.
الوجه اخلامس :إن األصل يف ابب إنكار املنكر هو رفعه ابلكلية ,أو تقليله مع بقاء
أصله ,فمن مل يكن قادرا على رفع املنكر ابلكلية ,لكنه كان قادا على السعي يف تقليله
تعني عليه ذلك ,كما قال إبن القيم " :أن النيب (صلى هللا عليه وسلم) شرع ألمته إجياب
إنكار املنكر ليحصل إبنكاره من املعروف ما حيبه هللا ورسوله فإذا كان إنكار املنكر يستلزم
30
ما هو أنكر منه وأبغض إىل هللا ورسوله فإنه ال يسوغ إنكاره وان كان هللا يبغضه وميقت
أهله , .......فإنكار املنكر أربع درجات:
األوىل :أن يزول وخيلفه ضده.
الثانية :أن يقل وإن مل يزل جبملته.
الثالثة :أن خيلفه ما هو مثله.
الرابعة :أن خيلفه ما هو شر منه.
فالدرجتان األوليان مشروعتان والثالثة موضع اجتهاد والرابعة حمرمة" ,53وهكذا املشاركة يف
اإلنتخاابت إن كانت بقصد تقليل املنكر كانت مشروعة.
31
املبحث اخلامس :
فتاوى أهل العلم املعاصرين اجمليزة للمشاركة يف االنتخاابت النيابية بشرطي ( :احلاجة
54
واختيار األصلح)
وألجل ما تقدم من أوجه شرعية ,وغريها فقد جاءت فتاوى اهل العلم قاضية جبواز
املشاركة يف اإلنتخاابت النيابية بقصد املسامهة بتغيري نظام احلكم إن أمكن ,أو بقصد
تقليل الشر الواقع او استجالب اخلري املفقود ومن ذلك:
أوال :فتوى اللجنة الدائمة املؤلفة من (الشيخ :عبد العزيز بن عبد هللا بن ابز (الرئيس) ,
,والشيخ :عبد الرزاق عفيفي (انئب الرئيس) ,والشيخ :عبد هللا بن غداين (عضو) .
صدر عن اللجنة الدائمة الفتوى املرقمة ( ) 14676كما يف جمموع فتاوى اللجنة الدائمة
( )374-372\27جوااب عن السؤال التايل:
"سؤال :كما تعلمون عندان يف اجلزائر ما يسمى بـ ( :االنتخاابت التشريعية) ،هناك
أحزاب تدعو إىل احلكم اإلسالمي ،وهناك أخرى ال تريد احلكم اإلسالمي .فما حكم
الناخب على غري احلكم اإلسالمي مع أنه يصلي ؟
اجلواب :جيب على املسلمني يف البالد اليت ال حتكم الشريعة اإلسالمية ،أن يبذلوا
جهدهم وما يستطيعونه يف احلكم ابلشريعة اإلسالمية ،وأن يقوموا ابلتكاتف يدا واحدة
يف مساعدة احلزب الذي يعرف منه أنه سيحكم ابلشريعة اإلسالمية.
وأما مساعدة من ينادي بعدم تطبيق الشريعة اإلسالمية فهذا ال جيوز ،بل يؤدي بصاحبه
54من كالم الشيخ يف مقالة :بني منهجني ( : )10املشاركة يف االنتخاابت النيابية وحنوها{ - .منتدايت كل
السلفيني})(kulalsalafiyeen.com
32
اح َذ ْرُه ْم أَ ْن اءه ْم َو ْ اح ُك ْم بـَْيـنَـ ُه ْم ِّمبَا أَنْـَزَل م
اَّللُ َوَال تَـتمبِّ ْع أهو ُ
ِّ
إىل الكفر ؛ لقوله تعاىل َ [ :وأَن ْ
ض ذُنُ ِّ
وهبِّ ْم اَّلل أَ ْن ي ِّ
صيبَـ ُه ْم بِّبَـ ْع ِّ ك فَِّإ ْن تَـ َولمْوا فَ ْ
اعلَ ْم أَممنَا يُِّر ُ اَّللُ إِّلَْي َ
ض َما أَنْـَزَل م وك َع ْن بـَ ْع ِّ يـَ ْفتِّنُ َ
يد مُ ُ
ْما لَِّق ْوٍم اَّلل ُحك ً
اس ُقو َن] [ ,أَفَحكْم اجلاهلية يـبـغُو َن ومن أَحسن ِّمن مِّ
َْ َ َ ْ ْ َ ُ َ ُ َ
ماس لََف ِّ
َوإِّ من َكثِّ ًريا ِّم َن الن ِّ
يُوقِّنُو َن] ،ولذلك ملا بني هللا كفر من مل حيكم ابلشريعة اإلسالمية ،حذر من مساعدهتم
[ايأَيـُّ َها
أو اختاذهم أولياء ،وأمر املؤمنني ابلتقوى إن كانوا مؤمنني حقا ،فقال تعاىل َ :
ين أُوتُوا الْكتاب ِّم ْن قَـْبلِّ ُك ْم ِّ ِّ م ِّ مخ ُذوا الم ِّذ م ِّ
ين اختَ ُذوا دينَ ُك ْم ُه ُزًوا َولَعبًا م َن الذ َ َ
الم ِّذين آمنُوا َال تَـت ِّ
َ َ
ني ] ,وابهلل التوفيق ،وصلى هللا على نبينا حممد ِّ ِّ ِّ ِّ
مار أ َْوليَاءَ َواتـم ُقوا م
اَّللَ إ ْن ُكْنـتُ ْم ُم ْؤمن َ َوالْ ُكف َ
وآله وصحبه وسلم".
اثنيا :فتوى الشيخ عبد العزيز بن ابز –رمحه هللا -املنشورة كما يف (جملة لواء
اإلسالم\العدد الثالث\ذو القعدة سنة 1409هـ ،يونيو سنة 1989م) ،ونقلها عن اجمللة
الشيخ مناع القطان يف كتاب "معوقات تطبيق الشريعة اإلسالمية" ،وقد جاءت جو ًااب
لسائل يسأل عن شرعية الرتشيح جمللس الشعب ،وحكم اإلسالم يف استخراج بطاقة
انتخاابت بنية انتخاب الدعاة واإلخوة املتدينني لدخول اجمللس فأجاب َساحة شيخنا
قائالً" :إن النيب ) (قال[ :إمنا األعمال ابلنيات ،وإمنا لكل امرئ ما نوى] ؛ لذا فال حر َج
الشعب إذا كان املقصود من ذلك أتييد احلق ،وعدم املوافقة علىِّ ِّ
مبجلس ِّ
االلتحاق يف
الدعاة إىل هللا.
الباطل ،ملا يف ذلك من نصر احلق ،واالنضمام إىل ُ
الدعاة ِّ
انتخاب ُ كما أنه ال َحَر َج كذلك يف استخراج البطاقة اليت يُستعان هبا على
الصاحلني ،وأتييد احلق وأهله ،وهللا املوفق".
اثلثا :فتوى الشيخ حممد بن صاحل العثيمني –رمحه هللا -جوااب عن السؤال التايل املوجه
إليه يف لقاء الباب املفتوح (ش\" : )211السؤال :ما حكم االنتخاابت املوجودة يف
الكويت ,علماً أبن أغلب من دخلها من اإلسالميني ورجال الدعوة فتنوا يف دينهم؟
33
وأيضاً ما حكم االنتخاابت الفرعية القبلية املوجودة فيها اي شيخ؟!
اجلواب :أان أرى أن االنتخاابت واجبة ,جيب أن نعني من نرى أن فيه خرياً ,ألنه إذا
تقاعس أهل اخلري من حيل حملهم؟ أهل الشر ,أو الناس السلبيون الذين ليس عندهم ال
خري وال شر ,إتباع كل انعق ,فالبد أن خنتار من نراه صاحلاً فإذا قال قائل :اخرتان واحداً
لكن أغلب اجمللس على خالف ذلك ,نقول :ال أبس ,هذا الواحد إذا جعل هللا فيه بركة
وألقى كلمة احلق يف هذا اجمللس سيكون هلا أتثري والبد ,لكن ينقصنا الصدق مع هللا,
نعتمد على األمور املادية احلسية وال ننظر إىل كلمة هللا عز وجل ,ماذا تقول يف موسى
عليه السالم عندما طلب منه فرعون موعداً ليأيت ابلسحرة كلهم ,واعده موسى ضحى يوم
الزينة -يوم الزينة هو :يوم العيد؛ ألن الناس يتزينون يوم العيد -يف رابعة النهار وليس يف
الليل ,يف مكان مست ٍو ,فاجتمع العامل ،فقال هلم موسى (عليه الصالة والسالم)َ :
[ويْـلَ ُك ْم
ٍ ِّ ال تَـ ْفرتوا علَى مِّ ِّ
اب َم ِّن افََْرتى] كلمة واحدة صارت اَّلل َكذابً فَـيُ ْسحتَ ُك ْم بِّ َع َذاب َوقَ ْد َخ َ َُ َ
أمره ْم بـَْيـنَـ ُه ْم] الفاء دالة على الرتتيب والتعقيب قنبلة ,قال هللا عز وجل[ :فَـتَـنَ َازعُوا ُ
والسببية ,من وقت ما قال الكلمة هذه تنازعوا أمرهم بينهم ,وإذا تنازع الناس فهو فشل,
مج َوى], َسُّروا الن ْ
أمره ْم بـَْيـنَـ ُه ْم َوأ َ
[وال تَـنَ َازعُوا فَـتَـ ْف َشلُوا] ؛ [فَـتَـنَ َازعُوا ُ
كما قال هللا عز وجلَ :
والنتيجة أن هؤالء السحرة الذين جاءوا ليضادوا موسى صاروا معه ,ألقوا سجداً هلل,
وسى] ,وفرعون إمامهم ,أثرت كلمة احلق من واحد إمام أمة ِّ ِّ
[آمنما بَرب َه ُارو َن َوُم َ
وأعلنواَ :
عظيمة زعيمها أعىت حاكم.
فأقول :حىت لو فرض أن جملس الربملان ليس فيه إال عدد قليل من أهل احلق والصواب
سينفعون ,لكن عليهم أن يصدقوا هللا عز وجل ,أما القول :إن الربملان ال جيوز وال مشاركة
الفاسقني ,وال اجللوس معهم ,هل نقول :جنلس لنوافقهم؟ جنلس معهم لنبني هلم الصواب.
بعض اإلخوان من أهل العلم قالوا :ال جتوز املشاركة ,ألن هذا الرجل املستقيم جيلس إىل
الرجل املنحرف ,هل هذا الرجل املستقيم جلس لينحرف أم ليقيم املعوج؟! نعم ليقيم
املعوج ,ويعدل منه ,إذا مل ينجح هذه املرة جنح يف املرة الثانية".
34
وقال –رمحه هللا -مؤكدا فتواه جبواز املشاركة يف االنتخاابت كما يف األسئلة القطرية () ,
جوااب على السؤال التايل " :فضيلة الشيخ ,سائل يقول :هل أفتيتم جبواز اإلنتخاابت ؟
وما حكمها؟.
اجلواب :نعم أفتينا بذلك– وال بد من هذا – ألنه إذا فُِّق َد صوت املسلمني ؛ معناه :
متََ ُّحض اجمللس ألهل الشر ,وإذا شارك املسلمون يف اإلنتخاابت ؛ انتخبوا من يرون أُنم
أهل لذلك ,فيحصل هبذا خري وبركة".
وقال الشيخ أمحد بن عبد الرمحن القاضي يف كتابه املاتع مثرات التدوين من مسائل ابن
عثيمني " :مسألة ( 1420/6/29 ( ) 593هـ ) :سألت شيخنا رمحه هللا :عن
املسلمني يف أمريكا ،هل يشاركون يف االنتخاابت اليت جتري يف الوالايت لصاحل مرشح
يؤيد مصاحل املسلمني ؟.
فأجاب ابملوافقة ،دون تردد" .
رابعا :فتوى الشيخ األلباين جوااب عن سؤال جبهة اإلنقاذ كما نشرته جملة األصالة يف
عددها الرابع ":السؤال :ما احلكم الشرعي يف النصرة والتأييد املتعلقني ابملسألة املشار
إليها سابقاً ( االنتخاابت التشريعية )؟
يرشح نفسه ليكون انئبا اجلواب :يف الوقت الذي ال ننصح أحدا من أخواننا املسلمني أن ِّ
يف برملان ال حيكم مبا أنزل هللا ،وإن كان قد نص يف دستوره (دين الدولة اإلسالم) فإن هذا
النص قد ثبت عمليا أنه وضع لتخدير أعضاء النواب الطيِّيب القلوب!! ذلك ألنه ال
يغري شيئاً من مواد الدستور املخالفة لإلسالم ،كما ثبت عمليا يف بعض البالد يستطيع أن ِّ
اليت يف دستورها النص املذكور.
هذا إن مل يتورط مع الزمن أن يُقر بعض األحكام املخالفة لإلسالم بدعوى أن الوقت مل
بعد لتغيريها كما رأينا يف بعض البالد؛ يـُغَ ِّري النائب زيه اإلسالمي ،ويتزاي ابلزي الغريب
حين ُ
قطر مث مسايرة منه لسائر النواب! فدخل الربملان لي ِّ
صلح غريه فأفسد نفسه ،و مأول الغيث ٌ ُْ
35
ينهمر! لذلك فنحن ال ننصح أحدا أن يرشح نفسه.
ولكن ال أرى ما مينع الشعب املسلم إذا كان يف املرشمحني من يعادي اإلسالم وفيهم
مرشمحون إسالميون من أحزاب ُمتلفة املناهج ،فننصح ـ واحلالة هذه ـ كل مسلم أن
ينتخب من اإلسالميني فقط ومن هو أقرب إىل املنهج العلمي الصحيح الذي تقدم بيانه.
أقول هذا ـ وإن كنت أعتقد أن هذا الرتشيح واالنتخاب ال حيقق اهلدف املنشود كما تقدم
بيانه ـ من ابب تقليل الشر ،أو من ابب دفع املفسدة الكربى ابملفسدة الصغرى كما يقول
الفقهاء".
وقال الشيخ –رمحه هللا -كما يف سلسلة اهلدى والنور (ش\ " : )660كل من
االنتخاابت يدور حول قاعدة غري إسالمية ،بل هي قاعدة يهودية صهيونية :الغاية تربر
الوسيلة.
أفصل بني أن يرشح املسلم نفسه يف جملس من جمالس البلدايت ,وبني أن خيتار هو أان ِّ
من يُظَن أن شره يف ذلك اجمللس أقل من غريه.
جيب التفريق -حىت يف االنتخاابت الكربى -وأان كتبت يف هذا إىل مجاعة اإلنقاذ يف
اجلزائر فقد أرسلوا إيل سؤاال عن االنتخاابت ؛ فبينت هلم بشيء من التفصيل ما ذكرت
آنفاً من أن هذه االنتخاابت والربملاانت ليست إسالمية ،وأنين ال أنصح مسلماً أن يرشح
نفسه ليكون انئبا يف هذا الربملان ألنه ال يستطيع أن يعمل شيئاً أبداً لإلسالم ،بل
سيجرفه التيار كما يقع يف كل احلكومات القائمة اليوم يف البالد العربية.
ولكن مع ذلك قلت :إذا كان هناك مسلمون -وهذا موجود مع األسف يف كل بالد
اإلسالم -يرشحون أنفسهم ليدخلوا الربملان بزعم تقليل الشر ؛ فنحن ال نستطيع أن
نصدهم عن ترشيح أنفسهم صداً ألننا ال منلك إال النصح والبيان والبالغ ؛ فإذا كان هو
سريشح نفسه لالنتخاابت الكربى أو الصغرى -على حد تعبريك -؛ فريشح مسلم نفسه
نصراين أو شيوعي أو حنو ذلك.
فإذا ما أمكننا أن نصد املسلم من أن يرشح نفسه سواء لالنتخاب الصغري أو الكبري فنحن
36
خنتاره ,ملاذا؟.
ألن هناك قاعدة إسالمية على أساسها حنن نقول ما قلنا :إذا وقع املسلم بني شرين،
اختار أقلهما شراً.
ال شك أن وجود رئيس بلدية مسلم هو بال شك أقل شراً -وال أقول خري -من وجود
رئيس بلدية كافر أو ملحد.
لكن هذا الرئيس حيرق نفسه وهو ال يدري ألنه ملا يرشح نفسه بدعوى أنه يريد أن يقلل
الشر -وقد يفعل -ولكنه ال يدري أبنه حيرتق من انحية أخرى ؛ فيكون مثله كمثل العامل
الذي ال يعمل بعلمه ،وقد قال عليه الصالة والسالم[ :مثل العامل الذي ال يعمل بعلمه
كمثل املصباح حيرق نفسه ويضيء غريه].
نتخب ألننا سنحرتق ِّ
نتخب ؛ ال نرشح أنفسنا لنُ َ هلذا حنن نفرق بني أن نَنتخب وبني أن نُ َ
,أما من أىب إال أن حيرق نفسه قليال أو كثرياً ويرشح نفسه يف هذه االنتخاابت أو تلك ،
فنحن من ابب دفع الشر األكرب ابلشر األصغر خنتار هذا املسلم على ذاك الكافر أو على
ذاك امللحد.
السائل :اي شيخنا أفهم من هذا الكالم أنه ابلنسبة للربملان أو ابلنسبة لالنتخاابت البلدية
إذا ترشح مسلم فالتصويت عليه جائز.
الشيخ :نعم ,لكن من ابب دفع الشر األكرب ابلشر األصغر ،ليس ألنه خري".
خامسا :فتوى الشيخ عبد احملسن العباد ,حيث قال كما يف درس شرحه على سنن أيب
داود (ش\ )488جوااب عن السؤال التايل " :السؤال :هل املشاركة يف االنتخاابت من
تغيري املنكر ابليد ،حيث إن اإلنسان خيتار الرجل الصاحل ليكون حاكماً؟.
اجلواب :هذه االنتخاابت ليست من الطرق الشرعية ،وإمنا هي من الطرق الوافدة على
املسلمني من أعدائهم ،واحلكم فيها للغلبة ولو كانت األغلبية من أفسد الناس ،أو كان
الذي ينتخبونه من أفسد الناس؛ ألُنم ينتخبون واحداً منهم ،واحلكم للغلبة ،وحيث يكون
37
الغلبة أشراراً فإُنم سيختارون شريراً منهم.
والدخول يف االنتخاابت إذا مل حيصل من ورائه فائدة ومصلحة فال يصلح.
ولكن إذا كان سيرتتب عليه مصلحة من أن األمر يدور بني شخصني أحدمها سيء والثاين
حسن ،ولو مل يشارك يف أتييد جانب ذلك احلسن فإنه تغلب كفة ذلك السيئ ،فإنه ال
أبس ابملشاركة من أجل حتصيل تلك املصلحة ودفع املضرة.
بل لو كان األمر يدور بني شخصني أحدمها شرير والثاين دونه يف الشر كما حيصل يف
بعض البالد اليت فيها أقليات إسالمية واحلكم فيها للكفار ،فإذا صار األمر يدور بني
كافرين أحدمها شديد احلقد على املسلمني ,وشديد املعاداة هلم ،ويضيق عليهم ،وال
ميكنهم من أداء شعائرهم ،والثاين مسامل ،ومتعاطف مع املسلمني ،وليس عنده احلقد
الشديد عليهم ،فال شك أن ترجيح جانب من يكون خفيفاً على املسلمني أوىل من ترك
األمر حبيث يتغلب ذلك الكافر الشديد احلقد على املسلمني.
ومعلوم أنه جاء يف القرآن أن املسلمني يفرحون ابنتصار الروم على الفرس ،وهم كفار
كلهم ،لكن هؤالء أخف؛ ألن هؤالء ينتمون إىل دين ،وأولئك يعبدون األواثن وال ينتمون
إىل دين ،وإن كان اجلميع كفاراً ،لكن بعض الشر أهون من بعض.
ومن قواعد الشريعة ارتكاب أخف الضررين يف سبيل التخلص من أشدمها ،فإذا ارتكب
أخف الضررين يف سبيل التخلص من أشدمها فإن هذا أمر مطلوب.
فاحلاصل أن االنتخاابت يف األصل هي وافدة على املسلمني وليست مما جاء به دينهم،
واملشاركة فيها إذا كان سيرتتب على ذلك ترجيح جانب من فيه خري على من فيه شر ولو
ترك ترجح جانب من فيه شر ،فال أبس بذلك ،وكذلك عندما يكون كل منهما شرير،
ولكن أحدمها أخف ،وأريد ترجيح جانب من كان أخف ،كما ذكرت يف حق الكافرين
اللذين يرجح جانب أحدمها من أجل عدم حصول الضرر من ذلك الذي يكون أشد خبثاً
وحقداً على املسلمني ،فإنه واحلالة هذه يسوغ االنتخاب هلذه القاعدة ابرتكاب أخف
الضررين يف سبيل التخلص من أشدمها.
38
فال جيوز أن يشارك يف االنتخاابت إال إذا كان األمر يدور بني خري وشر ،وإذا مل يشارك
يف أتييد اخلري سيتقدم الشرير على غريه ،فيجوز الدخول يف االنتخاابت من أجل حتصيل
هذه املصلحة ،أو يكوان اثنني خبيثني لكن أحدمها أخف على املسلمني من اآلخر،
ميكنهم من إقامة شعائرهم ،فمثل هذا إذا رجح جانبه من قبل األقليات اإلسالمية ال أبس و ِّ
بذلك؛ ألُنم ال خيتارون إماماً للمسلمني ،وإمنا خيتارون واحداً متعاطفاً معهما ،فهما شران
ال بد منهما ،وبعض الشر أهون من بعض ،فمن كان أصلح هلم وأخف ضرراً عليهم فإن
ارتكاب أخف الضررين يف سبيل التخلص من أشدمها أمر مطلوب.
واحلاصل :أن الدخول يف االنتخاابت ليس على إطالقه ،واألصل أال يدخل فيها إال إذا
حصل يف الدخول مصلحة أبن كان األمر دائراً بني شرير وطيب ،أو بني شريرين أحدمها
أخف من اآلخر ،وكان ترك املشاركة يؤدي إىل تغلب من هو أخبث وأشد؛ ففي هذه
احلالة ال أبس بذلك من أجل ارتكاب أخف الضررين يف سبيل التخلص من أشدمها".
سادسا :فتوى الشيخ عبد الرمحن الرباك جوااب عن السؤال التايل " :فضيلة الشيخ عبد
الرمحن بن انصر الرباك -حفظه هللا تعاىل_ :ما حكم االنتخاابت واملشاركة فيها ؟
وماحكم دخول الربملان؟.
اجلواب :احلمد هلل ،والصالة والسالم على رسول هللا ،وعلى آله وصحبه أمجعني ،أما بعد:
فإن االنتخاابت اليت جتري يف البالد اإلسالمية ،سواء كانت النتخاب رئيس الدولة ،أو
ألعضاء الربملان ،أو جملس األمة أو الشعب كما يقال ،هي دخيلة على املسلمني ،انتقلت
إليهم من األمم الكافرة؛ بسبب استيالء دول الكفر على بالد املسلمني ،وبسبب إعجاب
كثري من املسلمني بطرائق الكافرين ،وهي طرائق ُمالفة ملقتضى العقل واملشروع؛ ألن تعيني
املرشحني لالنتخاب يقوم على معايري مادية ،مصدرها األهواء واألغراض البشرية ،مث مع
فساد هذه املعايري ليس اخليار فيها يف احلقيقة لَلمة؛ ألنه ليس إليها ترشيح رئيس الدولة،
وإمنا ختتار أحد املرشمحني ,مث إن اختياره يقوم على الدعاية ،فمن كان أقوى دعايةً وادعاءً
39
كان هو الفائز.
مث إن املع مول يف هذه االنتخاابت على كثرة األصوات من ُمتلف طبقات وفئات الشعب،
مما يتضمن التسوية يف هذا بني عقالئهم وسفهائهم ،وعلمائهم وجهاهلم ،ورجاهلم
ونسائهم ،وبعد هذا كله قد ال يكون فرز األصوات نزيهاً ،بل يكون للرشاوى والوعود يف
هذا أثر كبري ،هذا يف البالد اليت توصف ابحلضارة والتقدم والدميقراطية على حد قوهلم،
واليت هي األصل يف هذه األنظمة.
وأما البالد اليت حذت حذوها من البالد العربية واإلسالمية ،فليس لالنتخاابت اليت ُجترى
فيها حقيقة وال جماز؛ فالرئيس هو الرئيس ،وهو املنتخب بنسبة %99أو أكثر.
ومع هذا كله فمن له من األمة حق االختيار من العقالء والعلماء وصاحلي األمة
ونصائحها ،وأهل النظر فيما يصلح األمة يف أمر دينها ودنياها ،ويف سائر قضاايها
االجتماعية واالقتصادية والسياسية ،فهؤالء ال أثر هلم يف تلك االنتخاابت ،فإُنم بني
ُم ْستَبعد ال يعتد ابختياره فال صوت له يف حساهبم ،أو مغمور ال أثر الختياره يف خضم
الكثرة الكاثرة ،ممن هلم حق التصويت واالختيار من سائر الطوائف والطبقات يف اجملتمع،
وهبذا يتبني أن هذه االنتخاابت بعيدة كل البعد عن صفة اختيار اإلمام ،كما هو مقرر يف
أحكام اإلمامة عند املسلمني ،وكذلك شروط من يـَُرشمح يف هذه االنتخاابتُ ،مالِّفةٌ ألكثر
الشروط املعتربة يف اإلمام ،الذي تثبت واليته ابالختيار حسبما هو مقرر يف الفقه
اإلسالمي.
فتبني مما تقدم أن هذه االنتخاابت الدخيلة على املسلمني ابطلة ،وتنظيمها حرام ،وذلك
ملا سبقت اإلشارة إليه من اشتماهلا على التشبه ابلكفار ،وارتكازها على الدعاية وشراء
األصوات والدعاوى الكاذبة ،وعلى الكثرة الغوغائية اليت تبيع أصواهتا ،بل وتعطي أصواهتا
ملن حيقق أهواءها دون اعتبار خلُلُ ٍق وال دين.
وأما حكم املشاركة يف االنتخاابت ،والدخول يف الربملان فهو موضع اجتهاد ،فإن كان
حيقق مصلحة شرعية راجحة ،ونصرة للحق وختفيفاً للشر والظلم ،من غري مباشرة ملعصية
40
أو التزٍام أبصل من أصول الكفر ،أو موافقة على حكم من أحكام الطاغوت املخالفة
استَطَ ْعتُ ْم} لشرع هللا ،فاملشاركة يف هذا الوجه مشروعة ،عمالً بقوله تعاىل { فَاتـم ُقوا م
اَّللَ َما ْ
.
ومن ترجح عنده يف املشاركة حتصيل هذه املصاحل ،ودرء تلك املفاسد فال عليه إذا شارك
بنية صاحلة ،ومن مل يرتجح عنده حتقيق املصاحل الراجحة ،ومل أيمن من الوقوع يف الباطل
ص َح هلل _تعاىل_ ولرسوله (صلى هللا فليس عليه حرج إذا اعتزل تلك الطوائف كلمها ،ونَ َ
ضىَ ،وال َعلَى عليه وسلم) وللمؤمنني ،كما قال تعاىل{لَيس علَى الض ِّ
ُّع َفاء َوال َعلَى الْ َم ْر َ
َ ْ َ َ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ م ِّ
ني م ْن َسبِّ ٍيل َو م
اَّللُ ين ال َجي ُدو َن َما يـُْنف ُقو َن َحَر ٌج إِّ َذا نَ َ
ص ُحوا مَّلل َوَر ُسول ِّهَ ،ما َعلَى الْ ُم ْحسن َ الذ َ
ور َرِّح ٌيم} ,هذا ما تيسر مجعه ،وهللا تعاىل أعلم" . َغ ُف ٌ
http://albarrak.islamlight.net/index...=view&id=10880
وقال –حفظه هللا -جوااب على السؤال التايل :السؤال :ما قول السادة العلماء أئمة الدين
ودليل املسلمني وورثة األنبياء حفظهم هللا يف حكم املشاركة يف (التصويت يف االنتخاابت)
يف العراق اليت ستقام يف ُناية العام امليالدي احلايل ؟.
علما أن هذه االنتخاابت هي النتخاب أعضاء جملس كتابة الدستور العراقي بصورته
النهائية ،وهؤالء املنتخبون سيضعون قانوان يتحكم مبصري البالد ،والفئة الغالبة على اجمللس
ستكتب الدستور بشكل يضمن مصاحلها ويقوي موقفها ،فقد يرسخ األعضاء بعض
القوانني لنصرة مذهب وطائفة معينة وتقويتها على حساب اآلخر ،وهذا ما يعد له الرافضة
وتدعمهم فيه إيران ابملال والبشر ،أو قد يرسخ األعضاء فصل الدين عن الدولة وحماربة
الدين ،علما أنه سيشارك يف الرتشيح هلذا اجمللس إسالميون من أهل السنة ،وهنالك
الكثري من أهل السنة ممن اليرغبون يف املشاركة فيها مما سيضعف وجودهم فيه ،فما حكم
اإلدالء ابلصوت يف هذه االنتخاابت من حيث الوجوب أو الندب أو اإلابحة أو الكراهة
أو التحرمي ؟.
41
وما حكم مشاركة املرأة يف حال اصطحاهبا من قبل حمرم وأمن االختالط ؟.
وما صفة من جيوز انتخاهبم هلذا اجمللس ؟.
أفتوان مأجورين مع بيان الدليل ابلتفصيل لزايدة اليقني حفظكم هللا ذخرا للمسلمني.
مسلم عراقي غيور.
اجلواب :احلمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا و على آله وصحبه أمجعني و بعد:
(وتَـ َع َاونُوا
استَطَ ْعتُ ْم) (التغابن :من اآلية ، )16وقال عزوجل َ : اَّللَ َما ْقال هللا تعاىل( :فَاتـم ُقوا م
علَى الِّْ ِّرب والتمـ ْقوى وال تَـعاونُوا علَى ِّْ
األ ِّْمث َوالْعُ ْد َو ِّان)(املائدة :من اآلية،)2 َ َ َ ََ َ َ
ِّ
ص ْرُك ْم)(حممد :من اآلية،)7وقال اَّللَ يـَْن ُ ين َآمنُوا إِّ ْن تَـْن ُ
ص ُروا م َ م
وتعاىل(:ايأَيـُّ َها الذ َ وقال سبحانه
اَّللِّ) (الصف :من اآلية.)14 م ِّ
ص َار م ين َآمنُوا ُكونُوا أَنْ َ شأنه(:اي أَيـُّ َها الذ َ
َ جل
فالواجب على املسلم أن يفعل مما أوجب هللا من تقواه ونصر دينه ومن التعاون على الرب
والتقوى ما يستطيع ،كما ينبغي له أن يفعل من اخلري ما يقدر عليه مما يكثر اخلري وخيفف
الشر.
وال ريب أن القوانني اليت تضعها الدول اليت تنتسب لإلسالم ال يراعون فيها ما يوافق
ويطابق أحكام الشريعة ،بل يراعون فيها مصاحل واضعيها واألحزاب اليت ينتمون إليها،
ويوافق أهواء مجهور الناس واألعراف الدولية اليت تعارفت عليها دول الكفر من اليهود
والنصارى واملشركني ومن يقفو أثرهم من سائر الدول.
ومشاركة بعض املسلمني يف وضع هذه القوانني ،غاية ما حيصل من ذلك ختفيف الشر
الذي ينجم عن ختليهم.
فإن ترك املشاركة ميكن للمنافقني واملبتدعني وامللحدين من بلوغ املزيد من أهدافهم من
نشر مبادئهم ومن حماربة اإلسالم واملسلمني وظلمهم ،وعلى هذا فتنبغي املشاركة يف وضع
قانون للعراق ،واملشاركة يف انتخاب املرشحني لوضع القانون ،وذلك لتحقيق الغاية
املنشودة ،وهي دفع شر الشرين وحتصيل خري اخلريين حسب االستطاعة ،ومن هذا
املنطلق ال مانع أن تشارك املرأة يف التصويت ابنتخاب من يعرف ابلعلم والدين واالنتصار
42
لإلسالم مع احلزم وقوة احلجة ،ألن مشاركة املرأة حينئذ فيها نصرة للحق وتقوية جلانبه،
لكن مع االحتشام وااللتزام ابآلداب اليت جاء هبا اإلسالم للمرأة ،واحلذر مما يؤدي إىل
املخالفات الشرعية ،كاالختالط ومزامحة الرجال ،وميكنها تاليف ذلك أبن تستنيب من
يسجل مشاركتها.
وجيب على من يرشح هلذه املهمة هبذه النية ممن يكفر ابلطاغوت ويؤمن ابهلل ويؤمن بقوله
ْم إِّمال ِّمَّللِّ) (األنعام :من اآلية ،)57جيب عليه أن خيلص هلل يف مشاركته تعاىل( :إِّ ِّن ْ
احلُك ُ
وأن جيتهد يف ختفيف الشر ،وأال يطلب هبذه املشاركة عرضاً من الدنيا وال جاهاً عند
الناس ،كما جيب عليه أن يربأ من كل ما يوضع يف القانون من الباطل مما ال يستطيع دفعه،
وليس من احلكمة ترك األمر ألهل الباطل ،حيققون مآرهبم دون أن جيدوا معارضاً من أهل
احلق ،بل لو رشح كافران وكان أحدمها مساملاً للمسلمني واآلخر شديد العداوة لوجب
انتخاب األول لدفع شر اآلخر ،وهكذا يقال يف سائر من يرشح لوضع قانون البالد أو
لرائسة البالد ،أو لوالية من الوالايت ،فينبغي للمسلمني أن جيتهدوا فيما ميكن للخري
ويدفع الشر أو خيففه حسب اإلمكان ،وهللا تعاىل من وراء القصد ،وهللا أعلم.
http://albarrak.islamlight.net/index...=view&id=10880
سابعا :فتوى الشيخ صاحل اللحيدان –حفظه هللا - ,حيث قال جوااب على السؤال التايل :
"السؤال :هللا يبارك فيك اي شيخ ،شيخنا جزاك هللا خريا يعين حنن يف اجلزائر على كل
حال منر يف هذه األايم ابالنتخاابت التشريعية يعين الربملانية ,وعلى كل حال يعين حكمها
شرعا هو معلوم أن هذه األمور الغربية اليت ال عالقة هلا ابإلسالم.
الشيخ :معروف ،معروف إش هي املشكلة.
السائل :يعين اآلن هناك بعض األحزاب ُمالفة حلزب احلاكم ،بدها تصعد للسلطة وكذا،
حنن إذا امتنعنا عن االنتخاابت قد يصعد حزب يضر ابلدعوة السلفية ،فهل يف هذه احلالة
جيوز أن ننتخب مع الرئيس؟.
43
الشيخ :اَسع ،احلزب الذي ختشون انه يفوز فإذا فاز ضر بكم صوتوا ضده.
السائل :حزب الرئيس هو أن شاء هللا الذي فيه خري.
الشيخ :إذا كان شوف أفضل األحزاب صوت معه.
السائل :يعين حزب الرئيس إن شاء هللا ؟!.
الشيخ :ما أدري و هللا ،انتم انظروا يف املوضوع افضل األحزاب صوتوا معه ,بس" .
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=280476
.
اثمنا :فتوى الشيخ عبد هللا العبيالن ,كما يف جوابه عن السؤال التايل " :السؤال :قريبا
سيكون عندان يف اجلزائر االنتخاابت الرائسية ،فهل جيوز لنا االنتخاب من أجل أن بطاقة
الناخب عندان مطلوبة يف بعض الواثئق -كبيع وشراء السيارات مثال , -وابرك هللا فيكم
؟.
اجلواب :انتخب من تعتقد أن يف انتخابه خري للمسلمني ,هذا إذا كان عليك ضرر يف
ترك االنتخاب وإال فاألمر يعود اليك وهللا اعلم" .
http://www.obailan.net/news.php?action=show&id=149
اتسعا:فتوى الشيخ وصي هللا عباس كما يف جوابه على سؤال وجه غليه بتاريخ
, 2007\1\42ونصه ":السؤال من أمريكا عن حكم االنتخاابت -ليس الدخول
يف االنتخاابت -وإمنا هو عن التصويت لبعضهم ملا يرون من حتقيق املصاحل للمسلمني يف
ذلك .وليس األمر قضية التصويت يف االنتخاابت الفدرالية (اليت هي االنتخاابت الكربى)
وإمنا يف االنتخاابت احمللية للذين هلم صالحية يف إعطاء املسلمني أراضي ومباين مهجورة
وما إىل ذلك من املصاحل اليت إذا مل يقم املسلمون ابلتصويت هلم فسيصوت هلم غريهم
وحيصلون على هذه املصاحل .فجزاكم هللا خريا اي شيخنا لو كان لكم نصيحة يف ذلك؟
44
الشيخ :وهللا الذي يظهر يل -إن شاء هللا -إذا كان يرجى وراء هذا التصويت خري
نصوت شخصا ولو كان كافرا ما دام هو قائم مبصاحل املسلمني أو يعد أنه يقوم مبصاحل
املسلمني .فال ينبغي أن ميتنع املسلمون يف التصويت له ،وخاصة إذا كان هناك اشرتاطات
قد يشرتط رئيس املسلمني .مثال حنن نؤتيك أصواتنا بشرط أن تعمل لنا أو ترفع قضاايان
وتؤيد قضاايان .وهذا ليس ألمريكا فقط بل ألي بلد املسلمون فيها أقلية .قد حيتاجون إىل
وضع يد وإحسان على هؤالء الوزراء وغريهم مبثل هذه األعمال حىت هم يقوموا أبعمال
بدهلا يف صاحل اإلسالم واملسلمني.
وعلى ما تفضلت أنت أن خاصة االنتخاابت البلدية وأن الذي يرش أو الذي ينجح قد
يكون يف يده إعطاء بعض األراضي لبناء املدارس .وهذا قد عرفت أُنم يعطون حىت يف
اهلند أيضا ،ففي مثل هذا ينبغي يف احلقيقة أال يتأخروا عن إعطاء أصواهتم أبدا ال يتأخروا،
ألُنم إذا مل يعطوا صوهتم ال يضرهم .وهم ينجحون عن طريق غري املسلمني أيضا ،فلذلك
ينبغي أن يكون هلم يد على هؤالء وإحسان إبعطاء أصواهتم حىت يستفيدوا من إمالتهم
وإمالة آرائهم لقضااي املسلمني وهذا تقتضيه املصلحة العامة اإلسالمية إن شاء هللا ما نرى
فيه.
وقد أفىت به مشاخينا ابهلند وكذلك حىت الشيخ ابن ابز فيما َسعنا -رمحه هللا -كان يفيت
ابالشرتاك يف االنتخاابت وغريها لبعض اإلخوان.
فلذلك -إن شاء هللا -نرجو من هللا أن يكون مستقبل املسلمني خرياً يف كل بلد .إذا
كان هذا األمر أييت خبري فال ينبغي أن يتأخروا.
السائل :جزاكم هللا خريا .تتمة للفائدة اي شيخنا ملن يقول إن يف ذلك إعانة ملن حيكم بغري
ما أنزل هللا.
الشيخ :ليس هذا إعانة ملن حيكم بغري ما أنزل هللا ألننا لو مل نصوت هلم فهم على كل
حال فيما بينهم ينجحون -ينجحون ال شك فيه .فإذاً سواء إن عزلنا عنهم أو إن عزلنا
عن الدنيا كلها هم حاكمني على طريقتهم ...وليس هذا عوان هلم يف إقامة احلكم غري
45
اإلسالمي هم حاكمني حاكمني وقائمني سواء أعطيناهم أصواتنا أو مل نعط .فإذاً حنن
ندخل عليهم بطريق يكون يف صاحل اإلسالم واملسلمني إن شاء هللا.
السائل :جزاكم هللا خريا شيخنا وساحمنا على اإلطالة.
الشيخ :جزاك هللا خريا .وأان عن انشراح الصدر أقول هذا الكالم ألننا َسعنا مشاخينا يفتون
هبذا ،خاصة ما دام يرتتب عليه مصاحل املسلمني .وهو يف اهلند أيضا بعض الناس يفعلون
هكذا؛ بعض الوثنيني للمسلمني يقومون يف الربملان مبصاحلهم وبقضاايهم...وقد يؤيد هللا
الدين ابلكافر أيضا".
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?p=593638
عاشرا :فتوى أهل العلم يف مركز اإلمام األلباين وهم مشاخينا ( :الشيخ حممد موسى آل
نصر ,والشيخ ابسم اجلوابرة ,والشيخ مشهور بن حسن آل سلمان ,والشيخ علي بن
حسن احلليب ,والشيخ حسني العوايشة ,والشيخ زايد العبادي) ,حيث أصدروا جمموعني
البيان التايل " :فتوى يف انتخاابت العراق القادمة...
احلمد هلل ،والصالة والسالم على رسول هللا ،وعلى آله وصحبه ومن وااله.
أما بعد:
ات الواردةُ إلينا يف (مركز اإلمام األلباين) االتصاالت ،واألسئلةُ ،واالستفسار ُ
ُ فقد َكثُـَرت
بشأن بيان احلكم الشرعي املتعلِّق ابملشاركة يف االنتخاابت العراقية؛ لِّما لذلك من ِّصلَة
بـ(السنة) ونُصرِّهتا -خصوصاً ،-وصالح العراق وتعمريهِّ -عُموماً-.
نقول -وابهلل التوفيق-: وجواابً على ذلك ُ
ال خيفى على ذي نظ ٍر ما تُعانيه األُمةُ اإلسالميمةُ من واق ٍع َمري ٍر ألي ٍم ُم ْؤٍذ.
يقول:
جهة أعدائها -كما قد يُظَ ُّن!-؛ فاهلل -تعاىلُ - وليس البالء كلُّه -يف هذاِّ -من ِّ
ُ
ويقول -
{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثري} [الشورىُ ،]30: ٍ ِّ
أنفسكم} [آل عمران.]165: سبحانَه{ :-قل هو ِّمن عند ِّ
ُ ُ
46
عقودَ -ما جيري حال األُم ِّة اإلسالميم ِّة -مْن ُذ ٍ ك عن ِّ البالء الذي َمل يـَْنـ َف م أعظم ِّ لعل ِّمن ِّ
ُ و م
زول القوات األجنبية فيه ،وإعانةُ أهل آخرها نُ ُ أرض (العر ِّاق ) ِّمن ف ٍ على ِّ
ومصائب؛ كان َ َ َت
الباطل هلم.
ومن العام ِّ -من قبل ِّ الشخصي و ِّ
ِّ األلباين) -على املستوى ِّ كز ِّ
اإلمام ولقد كانت لنا يف (مر ِّ
ُ
وحترمي ما جرى -وال يز ُال َجيري -يف العر ِّاق ِّمن ِّ
انتهاك َ ْ استنكار ِّ ِّ بعد -فتاوى ُمتَـ َع ِّد َدةٌ يف ُ
تقتيل وتفج ٍري -أعمى -ال يـُ َف ِّرق بني يك ع مما يـَ َق ُع ِّمن ٍ ِّ الق موات األجنبيمة – ِّ
الصارم-؛ َانه َ
وحم ٍومساٍمل ُ
ابس ِّم
ارب ،بني ذك ٍر وأنثىُ ...ك ُّل ذلك ْ وغري مسلم ،بني صغ ٍري وكب ٍريُ ، مسلم ِّ
اإلسالم واملسلمني! ِّ
إضعاف دور (سنَةَ )2005 ِّ
َ ت يف العراق َ االنتخاابت السابقةُ اليت َجَر ْ ُ ولقد أفْـَرَزت
دوُنم فوقَهم!!. وج َع َل كلمةَ َم ْن َ جودهمَ ، أفقدهم ُو َ (السنمة) يف العراق؛ ِّمـ مما فَـمر َق كلمتَهم ،و َ ُّ
النيب -صلى هللا عليه وسلم« :-ال يـ ْل َدغُ املؤمن ِّمن جح ٍر ممرتَ ْني»ِّ ،
وقول قول ِّ والناظر يف ِّ
ُْ َ ُ ُ ُ
ينظر يف احلال ِّ ِّ ِّ ِّ
اجلليل عبد هللا ِّ الصحايب ِّ ِّ
ظ بغريه»؛ يـَْلَزُمهُ أن َ يد َم ْن ُوع َبن مسعود« :ال مسع ُ
ِّ
وتطبيقاهتا األدلة الشمرعيم ِّة،
ب ما يرت مجح له ِّمن ِّ املفاسد حبَس ِّابملصاحل و ِّ ِّ املشهود ،ويُقارنَه
ُ َ َ
(السن ِّمة) يف
كة ُّ بعد -بيا ٌن شرعي حاسم يؤكِّ ُد فيه لزوم مشار ِّ
َُ ٌ ٌّ الواقعيم ِّة ،ليكو َن منه ُ -
ض ِّع (العر ِّاق) ،وأحو ِّاهلا الطائفيم ِّة، بسبب خصوصيم ِّة َو ْ االنتخاابت العراقيم ِّة القادمة -قريباًِّ - ِّ
ِّ ِّ
البالغ يف َرفْ ِّع لو ِّاء ُّ
(السن ِّمة األثر ُ ِّ
وظروف َها السياسيمة؛ ممما سيكو ُن له -إبذن هللا -فيما نرجوُ -
ِّ
بالدهم. اإلجيايب يف ِّ ِّ ) ،ومجَْ ِّع كلمتِّهمِّ ،
وأتثريهم
حمافظة -حبسب ظروفها-. ٍ مع النمظَ ِّر إىل واقع ِّ
كل
الشر ،ولك من الفقيهَ اخلري ِّمن ِّعرف َ َوَرِّح َم هللاُ َمن قال ِّمن عُلمائنا« :ليس الفقيهُ الذي يَ ُ
الشر الذي خري اخلَْ َرييْ ِّن ،وشمر ال مشمريْ ِّن» :فاخلريُ الذي نراهُ -مجيعاًَ -ج ْلباً ،-و ُّ ف َ الذي يـَ ْع ِّر ُ
وص ْد ٍق، إبخالص ِّ
ٍ كة االنتخابية ِّ
اآلتية - (السنمة) يف املشار ِّ جيتهد ُّ نراهُ -مجيعاً -دفعاً :-أ ْن َ
عادوُنُم -سياسةً ناوئِّ ِّيه ْم ِّمممن يُ َ
ت كلمةُ ُم ِّ لتظهر كلمتُهم ،وتُكْبَ َ
ٍ
وأُلْ َفة واجتم ِّاع كلمةَ -
ٍ
وعقيدةً ،واترخياً مشهوداً مشهوراً ال يُن َك ُر-.
47
ص ِّة...
(السن ِّمة) ِّمن العام ِّة واخلَا م
موم إخوانِّنا ِّم ْن ُّ هبذا نُوصي عُ َ
عظ ِّ -من أهل السنة-: العلم ِّ -من الدُّعاة ،واألئمة ،وأهل ال ُفتيا والو ِّ
َ
طلبة ِّ أما خصوص ِّ
ُ ُ
إطارهم الذي ب موأهم هللاُ مإايهُ -بعيداً عن املنا َكفات السياسية، فنصيحتُنا هلم أن يـَْبـ َق ْوا يف ِّ
ُّصح والتوجيه (العام) ابختيار الشخص األكثر مصلحةً للدنيا واملناقَضات احلزبيمة؛ مع الن ِّ
ُ
والدين ،واألقل مفسدةً على اإلسالم واملسلمني.
ويل التوفيق.
وهللاُ ُّ
آله الصادقني ،وعلى ُخلفائِّه الراشدين، وابرك على نبيِّنا األمني ،وعلى ِّ وصلمى هللاُ وسلم َم َ
حابة -أمجعني-. ص ِّ الع َشرةِّ املبَش ِّ
مرين ،وال م وأُم ِّ
هات املؤمنني ،وبقيم ِّة
ُ َ َ
احلمد هللِّ َر ِّب العاملني.أن ُ وآخر دعواان ِّ
ُ
جلنة الفتوى يف (مركز اإلمام األلباين)
الثالاثء /4رمضان1429/هـ".
أحد عشر :فتوى شيخنا مشهور بن حسن آل سلمان ,حيث قال جوااب على سؤال
وجه إليه يف درس فجر يوم السبت بتاريخ " : 2009\2\7السؤال :هل جيوز املشاركة
يف االنتخاابت اجلماعية من ابب دفع الشر األكرب ابلشر األصغر؟.
اجلواب :نعم؛ إن ترتب عليها آاثر معتربة شرعا ،وقد ذكرت لكم قاعدة أن املنهي عنه
شرعا ال يعامل معاملة املعدوم حسا ،ولو كان ذلك كذلك لكانت قاعدة ارتكاب أخف
الضررين ال وزن هلا بل وال وجود هلا .فمثال :أخواننا يف العراق -نرجوا هللا أن يفك
أسرهم وأن حيرر بالدهم وأن يعيد هلم العافية وأن يطهر بالدهم من الشيعة الشنيعة -ملا
قاطعوا االنتخاابت تسلط عليهم شر اخللق ،فالسين الفاجر خري من رافضي حاقد" .
وقال شيخنا مشهور جوااب على سؤال وجه إليه يف درس فجر يوم السبت بتاريخ
" : 2009\2\14السؤال :ما هو حكم املشاركة يف االنتخاابت العراقية القادمة جملالس
احملافظات؟
48
اجلواب :عندما جرت االنتخاابت ألول مرة وقاطعها إخواننا ففرح الشيعة فرحا شديدا
بذلك فسيطروا على كافة املؤسسات وحتكموا أبهل السنة وشنعوا هبم تشنيعا شديدا؛ لذا
أقول أنه إن ترتب على االنتخاابت حسنات أو خففت بعض السيئات فحينئذ يقال
ابرتكاب أخف الضررين أو املفسدتني؛ أي أن انتخاهبم ألهل السنة وإن كانوا فسقة هو
أفضل من ترك األمر للشيعة .وقبل حدوث هذه النازلة جلس إخوانكم يف هذا البلد على
إثر زايرة بعض إخواننا من العراق وجرى حبث هذا األمر فانشرحت صدورهم إىل املشاركة
يف االنتخاابت من ابب املصاحل املعتربة اليت يقرها العارفون الذين يعرفون حيثيات ما جيري
يف العراق ،فإن هم أصابوا احلق فاحلمد هلل ،وإال فهم مأجورون على اجتهادهم.
وعلى األخوة أن ال يدخلوا يف هذه االنتخاابت وإمنا ينشغلون بتعليم الناس دين هللا ومن
ذلك أن حيضوا عامة أهل السنة إىل انتخاب أهل السنة فقط".
إثنا عشر :فتوى شيخنا علي بن حسن احلليب ,جوااب على السؤال التايل " :السؤال :
صدر من بعض العلماء واملشايخ فتوى جتيز ألهل العراق ابلدخول وخوض األنتخاابت
العراقية ،اال ترون ان مثل هذه الفتوى تفتح الباب لَلحزاب للدخول يف الربملاانت
وخوض األنتخاابت حبجة الظرورات تبيح احملضورات؟.
الناظر بدقة يف موضوع االنتخاابت
اجلواب :أحوال العراق دقيقةٌ جدًّا ،ومعقدة جدًّا ,و ُ
أشرت إليه.
املاضية وإفرازاهتا يرى حقيقة ما ُ
وقد أصدران فتوى يف (مركز اإلمام األلباين) يف جواز ذلك ضمن شروط وضوابط.
مث صدرت فتوى من الشيخ عُبيد اجلابري يف اجلواز -أيضاً-.
فأ ََرى أ من َ
األمر دقيق ،ويدور مع املصاحل واملفاسد ،وال نفتحه مجلةً ،وال نُغلقه ُمجلةً".
http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=%202395
وقال شيخنا علي احلليب –أيضا -جوااب على سؤال وجه إليه على قناة الرمحة يف العام
49
" : 2009السؤال :اإلنتخاابت يف العراق اي شيخ علي ,ما هو رأيك فيها ؟.
اجلواب :انتخاابت العراق :احلقيقة جلسنا مع إخواننا طلبة العلم ,وجلس معنا خنبة من
إخواننا طلبة العلم من العراق وتداولنا املسألة ساعات طويلة ؛ فرأينا أن األمر يتعلق
ابملصلحة واملفسدة ,وأن احلكم املرتبط مبن خيالفون أهل السنة ,ويناقضون أهل السنة –
كما حصل يف الفرتة السابقة -كان له أثره السليب ؛ فنحن جتويزان هلذه االنتخاابت جتويز
من ابب املصلحة ؛ وهذا مل يكن من رأيي كفرد ,وال من رأي إخواين يف األردن –
املشايخ -وإمنا كان بتشاور مع طلبة العلم املعروفني من نفس العراق" .
ثالثة عشر :فتوى الشيخ عبيد اجلابري ,جوااب عن السؤال اآليت " :السؤال :بسم هللا
والصالة والسالم على رسول هللا شيخنا الفاضل الكرمي يف العراق اآلن مقبلون على
انتخاابت حملية يف احملافضات ليس هلا عالقة ابإلنتخاابت السياسية اليت ستكون ُناية هذا
العام ,وإمنا هذه اإلنتخاابت هي انتخاابت حملية داخل احملافظات غايتها تسيري ومتشية
أمور احملافضات.
فإذا دخل هؤالء الناس يف هذه اإلنتخاابت سيكون غايتهم تسيري ومتشية طلبات وخدمات
احملافضات :املسائل اإلنسانية واخلالفية..وغريها من األمور فما رأيكم يف الدخول يف هذه
اإلنتخاابت شيخنا الفاضل الكرمي؟
اجلواب :بسم هللا واحلمد هلل وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله وصحبه أمجعني
أسأل هللا الكرمي رب العرش العظيم أن جيمع عامة أهل العراق وخواصهم على ما رضيه
للعباد وللبالد من اإلسالم والسنة وأن حيرصها وبالدان وسائر بالد أهل اإلسالم من كل
مكروه يقدح يف الدين أو العرض أو النفس أو غري ذلك مما يالد ابهلل سبحانه تعاىل أن
جيري منه.
اإلنتخاابت من األمور الوافدة على أهل اإلسالم ,فهي ليست من الشرع احملمدي ,وإمنا
عربت إلينا من خالل أانس تشبّعوا ابملبادئ الغربية أو غريها من سبل اإلحنراف عن
50
دين هللا احلق أصولِّه وفروعه ,فأوال حنن نستنكرها بقلوبنا وال نطمأن إليها ألُنا بدعة
مروجون هلا عن غريدخلت على أهل اإلسالم عن طريق بعض أهل اإلسالم املنحرفني ِّ
أهل اإلسالم فنفذت ,فأصبحت البد منها.
فإذا تقرر هذا فأقول:
أوال :ال جيوز الدخول يف اإلنتخاابت أصال إال لضرورة تعود على من تركها ابلضرر عليه
يف دينه أو دنياه أو يف كليهما.
واثنيا :هذه الضرورة هلا صور منها:
[الصورة األوىل] :التيقن أو غلبة الظن أنه ال يستويف املسلمون عموما وأهل السنة
خصوصا حقوقهم إذا مل يكن هلم من ميثلهم سواءا يف اجملالس احمللية أو يف املناصب العامة
للدولة ,فلهم أعين ألهل السنة إن متكنوا أن يرشحوا رجال أو رجاال منهم هلذه املناصب
احمللية أو مناصب الدولة من هو صاحب سنة وحادق يف السياسة ويغلب على ظنهم أنه
إذا ويل إنتفع به أهل السنة خاصة واملسلمون عامة.
الصورة الثانية :حينما يتنافس على هذه املناصب املعروضة لإلنتخاابت سواءا كانت عامة
يف احملافظات واملديرايت أو لإلنتخاابت الرائسية وكان املتنافسان أو املتنافسون على سبيل
املِّثال رافضي وسين ,فإين أنصح أهل السنة أن يصوتوا اىل جانب السين ؛ ألن الرافضي إذا
يل افسد يف العباد والبالد ,وكان ضربة قاصمة ألهل السنة وأقل ما يكون منهم األثرة ِّ
َو َ
واإلستبداد وتسخري املصاحل لبين جلدته وشيعته.
اثنيا :إذا تنافس على الرائسة رجل كافر أصليا أو معتقدا مبادئ كفرية توجب ردته ,وهذا
مقيد عندان بعد قيام احلجة عليه ,ومسلم مل يظهر منه إال صالح وخري وهو معروف
ابلعقل وحسن السياسة فإن أهل السنة يرشحون هذا األخري.
صورة اخرى :لو تنافس على الرائسة رجل سين وآخر رافضي أو من ذوي املبادئ املنحرفة
مثل أن يكون شيوعيا أو علمانيا أو بعثيا فإُنم يرشحون صاحبة السنة.
واخلالصة يف شيئني:
51
أوهلما :لسن داعني اىل الدخول يف اإلنتخاابت يف أية دولة كانت على اإلطالق ,بل
األوىل عندان تركها إال يف الظرورة اليت البد منها ,وقد ذكران صورا منها.
ْ
الشيء الثاين :أنه إذا تيقن اهل السنة خاصة واملسلمون عامة أُنم إذا مل يدخلوا يف هذه
اإلنتخاابت يف أي دولة كانت ُهتظم حقوقهم وال تستوىف ألُنم مل يرشحوا أحدا فهنا نرى
أن يدخلوا اإلنتخاابت من أجله ,حتقيقا ملصاحلهم واستفائهم حقوقهم ومتكينهم من أخذ
ما هو حق هلم.
وهاهنا سؤال فهمته من بعض اإلخوان وفحوى هذا السؤال :أن فتواي هاته تعارض ما
صدر مين من نصح املسلمني عامة وأهل السنة خاصة يف العراق ابعتزال الفرق كلها بعدا
عن الفتنة!.
واجلواب –أوال : -اان الزلت على تلك ,الزلت على تلك الفتوى ,وفتواي كانت يف
نصح أبنائنا يف العراق ابعتزال اجلماعات التنظيمية ولست بدعا من القائلني بذلك ؛
فاألئمة من أهل السنة واجلماعة على هذا ,ومن األدلة قوله صلى هللا عليه وسلم حلذيفة
يف حديث طويل [فالزم مجاعة املسلمني وإمامهم قال فإن مل يكن هلم مجاعة وال إمام قال
فاعتزل تلك الفرق كلها] ,وتفصيل هذه الفتوى وبسطها يف جمالس متعددة والظاهر أنه
منشور يف بعض مواقع شبكة اإلنرتنت فلرياجه من شاء.
وأما فتواي يف اإلنتخاابت فكل عاقل كيِّس فطن يدرك ما ترمي إليه وما هتدف إليه وهو
حفظ مصاحل املسلمني عامة وأهل السنة خاصة حينما يتنافس على املناصب سواءا كانت
احمللية أو العامة أانس ُمتلفون فمنهم املستقيم ومنهم املنحرف -كالرافضي والشيوعي
والبعثي -درءا ملفسدة هؤالء وإبعادا هلم عن اإلستيالء الذين يعربون من خالله إىل اإلفساد
يف العباد والبالد فإين أدعوا واحلال هذه أهل السنة أن يرشحوا منهم من يتقون من دينه
وأمانته وحسن سياسته أو يصوتوا إىل من يطمعون يف حتقيقه املصاحل وإفاء احلقوق ودرء
الشر عن البلد وأهله.
هذا ما توصل إجتهادي إليه وهللا أسال أن حيفظ العراق وجيمع خواصها وعوامها على ما
52
رضيه للعباد والبالد من اإلسالم والسنة وصلى هللا وسلم على نبينا حممد وعلى آله
وأصحابه أمجعني.
حرره عبيد بن عبد هللا بن سليمان اجلابري املدرس ابجلامعة االسالمية سابقا ,وكان بعد
عشاء اإلثنني 29من حمرم عام 1430املوافق ل 26من يناير /كانون الثاين عام 2008
وابهلل التوفيق".
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=364968
اربعة عشر :فتوى الشيخ فاحل احلريب ,والذي أفىت جبواز املشاركة يف االنتخاابت (النيابية
التشريعية ,والرائسية ) ُمرجا فتواه ابختيار حزب احلاكم القائم على أصل لزوم الطاعة
وعدم املنازعة ؛ فقال جوااب على السؤال التايل " :السائل :يعين هذه األايم جترى عندان
االنتخاابت الربملانية [و] هناك أحزاب يعين ما حتب الدعوة السلفية وال تريد هبا خريا وحنن
على كل حال موقفنا منها أُنا من األشياء اليت ال تنتمي إىل اإلسالم ال من قريب وال من
بعيد لكن من ابب الضرورة أال جيوز اي شيخ مثال نعطي أصواتنا إىل مثال حزب الرئيس
بصفته انه قد فسح إىل شيء ما إىل السلفية أن تنشط.
الشيخ :ال ال ،انتم ال جيوز لكم أن تعطوا أصواتكم:
أوال :هذا النظام ليس نظام إسالمي.
و اثنيا :هذا النظام انتم إذا صوتكم إىل غريه فكأمنا نزعتم اليد من الطاعة ,و انتم ال جيوز
لكم هذا دينا ,و لذلك انتم ليس أمامكم إال إذا جعلت لكم احلرية أال تصوتوا فيها ،و
إذا فيه ضرر عدم تصويتكم على الرئيس وعلى السلطان الذي هو سلطانكم ،انتم أحرار،
وإال إذا كان فيه ضرر ،و إذا كان هو يستفيد من أصواتكم أو كنتم ملزمني ابلتصويت
فتصوتون للرئيس والتصويت للرئيس أو حلزب الرئيس هذا تصويت يعين لسلطان
لسلطانكم القائم الذي انتم حتت واليته.
السائل :الشيخ يعين أريد أن أوضح لك املسالة حنن لسنا ملزمني يعين ابلتصويت.
53
الشيخ :قد عدم تصويتكم يضر الرئيس نفسه ،يضر لسلطانكم يضر حكومتكم مادام
األمر هكذا صوتوا تصويت للرئيس ،ما أصوت خللع الرئيس أو إىل نزع اليد من الطاعة.
السائل :اي شيخ هذه االنتخاابت ما هي انتخاابت رائسية انتخاابت برملانية ؟!.
الشيخ :الربملانية أيضا ،الربملانية لزم أييت فيها أعضاء و قد أتثر هذه على احلكومة و على
السلطان".
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=280476
.
مخسة عشر :فتوى الشيخ أمحد بن حيىي النجمي –رمحه هللا - ,حيث كان قد عرضت
عليه فتوى ُمتصر فتوى (الشيخ فاحل احلريب) فأقره وأيده ابلقول " :هذا رأي يف حمله جيد
,ال ابس يعين على كل حال ما دام هللا سبحانه وتعاىل أمرك على لسان رسوله ابلوفاء
لوالة األمر ,و أنت أردت هبذا الوفاء لويل األمر فما فيه مانع [أن تضع صوتك] مع
احلاكم يعين ابعتبار أن احلاكم هو يعين كان له وفاء للسلطة القائمة ،ملا هلا من السمع و
الطاعة.
وهللا -يف احلقيقية -أان أقول كما قال الشيخ فاحل أن هذا [التجويز] من ابب التنزل ماهو
جيوز اختيارا ولكن اضطرارا".
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=280476
وأخريا :وهذا الشيخ ربيع بن هادي املدخلي –حفظه هللا -ينسب للشيخ األلباين ,
والشيخ صاحل اللحيدان وغريمها من العلماء ؛ أُنم يف مسألة االنتخاابت النيابية جييزون –
عند احلاجة -املشاركة فيها بشرط اختيار األصلح ؛ كما قال الشيخ ربيع يف مقال (مناقشة
فاحل يف قضية التقليد) " :إن فاحلاً أفىت أبنه جيب على الناس ومنهم السلفيون ومنهم األزهر
أن ينتخبوا يف االنتخاابت اجلزائرية جبهة التحرير ( احلزب احلاكم ) ،فأىب األزهر أن يلتزم
54
هذه الفتوى ،ألسباب منها:
أنه يرى أنه ليس على مثله أن يقلد فاحلاً ؛ ألنه من محلة العلم ,بل وقد ترىب على منهج
السلف ,وله وإلخوانه السلفيني رأي يغاير رأي فاحل ويوافق رأي الشيخ األلباين ويوافق
رأي الشيخ اللحيدان وغريمها من العلماء من أنه عند احلاجة خيتار األصلح" .
قلت :وقد كان الشيخ ربيع –حفظه هللا -أفىت أهل العراق يف العام ( )2005مبشروعية
املشاركة يف االنتخاابت التشريعية اليت كان من املقرر إقامتها يف ذلك العام –كما َسعت
نص فتواه املسجلة أبذين ,وحبضور عدد من األخوة -إال أنه قال ( :ال تنسبوا يل الفتوى
ابجلواز ,لكن انسبوا إىل فتوى الشيخ األلباين ألهل اجلزائر) ,مث عاد الشيخ بعد بضعة
أسابيع وغري فتواه -تبعا لتغري اجتهاده -؛ فصار يفيت أهل العراق ابملنع من املشاركة يف
االنتخاابت.
والشاهد من صنيع الشيخ ربيع أمران:
األول :قوله –حفظه هللا" : -وله وإلخوانه السلفيني رأي يغاير رأي فاحل ويوافق رأي
الشيخ األلباين ويوافق رأي الشيخ اللحيدان وغريمها من العلماء من أنه عند احلاجة
[لالنتخاابت] خيتار األصلح" ,وهو إخبار منه أبن العديد من اهل العلم املعاصرين يرون
" أنه عند احلاجة [لالنتخاابت] خيتار األصلح" ,والشيخ –حفظه هللا -مل يرتض الطعن
مبن يتبىن هذا القول.
الثاين :إن مسألة الفتوى جبواز املشاركة يف االنتخاابت النيابية أو املنع منها ,امر اتبع
الجتهادات أهل العلم ؛ فالعامل قد يرجح القول ابجلواز ,وقد يرجح القول ابملنع ,وقد
خيتار القول ابلوجوب ,وقد يفيت أهل بلد دون من سواهم ,وقد يفيت أهل البلد بفتوى يف
ظرف ,ويغريها تبعا لتغري الظروف ,او تبعا لتغري تصوراته لتلك الظروف واألحوال –وكل
هذا سائغ ألهل االجتهاد من اهل العلم (- .انتهى إىل هنا النقل من موقع كل السلفيني)
وزايدة على ما سبق ،أنقل هنا فتوى الشيخ مشهور سلمان ملا سأله الشيخ خالد ابوزير
عن انتخاابت رئيس اجلمهورية االندونيسية 2024يف تسجيل صويت ،قال حفظه هللا :
55
"مرحبا أبخينا احلبيب الشيخ زايد وأخينا الفاضل أبو أمحد الشيخ خالد وحتيايت إلخواننا
مجيعا يف اندونيسيا ،مشاخينا علموان أن ننتخب وخنتار األصلح أصلح املوجود ولو كان
هذا األصلح هو خري املوجود ،ولكن هنا أنبه على مسألة مهمة أبننا ال نعني أحدا ،فإننا
نعبد هللا تعاىل على حسب قناعاتنا ،فأان مثال يف اندونيسيا وأخوان أبو أمحد يف اندونيسيا
،فأان أختار شخصا وأنت ختتار شخصا ،وحىت اذا كان كبري منا له منزلة وهو خيتار فالان
فال جيوز له ان يلزم االخرين يف اختيار فالان ولكن له ان يبني فيقول :فالن مصلحته كذا
ويفصل ،مث بعد ذلك ننتخب ما نراه أصلح واالقل ضررا ،واما االلزام فال نعرف االلزام
من غري النص ،فااللزام هذه املشكلة وهي العالمة الفارقة بيننا وبني احلزبيني ،فاحلزبيون
عندهم أوامر النتخاب فالن ،سواء أكنت مقتنعا او مل تكن ،اان ممكن أن أقول ال يوجد
اخلري يف اجلميع فال أريد أن أنتخب ،واالخ اخر يقول :ال اان أرى فالان فيجري مباحثة
وبيان مث حنن نعبد هللا تعاىل مبا تطمئن به نفوسنا وكل على حسب قناعاته ،مع التنبيه أن
اجلاهل ال بد أن يتهم رأيه ويقول أن فالان أعلم مين وأكثر داينة مين ...... ،
وأما أن نرتك االنتخاابت ابلكلية ونبقى يف معزل عن تعيني أولياء األمور فهذا مدعى
لعواقب خطرية ،هكذا صنع إخواننا يف العراق مث ندموا بعد ذلك ندما شديدا وكتبنا حنن
من مركز االمام االلباين مع جمموعة من إخواننا رسالة خاصة اىل أخواننا يف العراق ان
ينتخب وال يرتك ويقاطع االنتخاابت وان خيتاروا األحسن ووقعها مجاعة منهم مشاخينا يف
االردن مجيعا .......وجزاكم هللا خريا "
56
املبحث السادس :
فعلى ضوء ما سبق بيانه ،تبني لنا ان الدخول يف االنتخاابت له وجهة نظر شرعي قوي
معترب ،وعليه فتاوى كثري من العلماء املعاصرين مع اعرتايف بوجهة نظر آخر وهو عدم
الدخول واملشاركة مطلقا متسكا ابألصل
فلما كانت اإلمامة العظمى أرفع املناصب الدينية؛ إذ حيل القائم هبا حمل الرسول
الدين ،وسياسة الدنيا به؛ ولذا كثرت ،واشتدت صلى هللا عليه وسلم يف صيانة ِّ
الشروط املطلوبة يف اإلمام؛ لعظم اخلطب ،وحنن نذكر -إن شاء هللا -ما اتفق
األئمة على شرطيته من هذه الشروط هي :
57
-اإلسالم :فال تصح والية الكافر ،قال تعاىل :ولَن َجيعل م ِّ ِّ
اَّللُ ل ْل َكاف ِّر َ
ين َعلَى َ ْ َْ َ
ني َسبِّ ًيال [النساء ،]141:واإلمامة كما يقول ابن حزم :أعظم السبيل .فهي ِّ ِّ
الْ ُم ْؤمن َ
أوىل ابلنفي ،وعدم اجلواز.
-التكليف :ويشمل العقل ،والبلوغ ،فال تصح إمامة الصيب ،واجملنون؛ ألُنما يف
والية غريمها ،فال يوليان على املسلمني.
-الذكورة :فال تصح إمارة النساء؛ حلديث :لن يفلح قوم ولوا أمرهم
امرأة .رواه البخاري من حديث أيب بكرة.
وألن هذا املنصب تناط به األعمال اخلطرية ،واألعباء اجلسيمة؛ مما يتناىف مع
طبيعة املرأة ،وأنوثتها ،فاقتضت حكمة الشرع صرفها عنه ،وعدم تكليفها به؛ رمحة
أوال ،وصو ًان له هو اثنيًا من أن يوكل إىل من ال يستطيع القيام
هبا ،وشفقة عليها ً
به ،فيضيع.
-احلرية :فال يصح عقد اإلمامة ملن فيه رق؛ ألنه مشغول خبدمة سيده .وهذا
القدر من الشروط متفق عليه.
58
ضابط الرتجيح
اب هللاِّ ،فإ ْن عن أيب مسعود عقبة بن عمر :قال رسول هللا " :ويـ ُؤُّم ال َقوَم أَقْـرُؤُهم لِّ ِّكتَ ِّ
ْ َ ْ َ
السن ِّمة َس َواءً ،فأقْ َد ُم ُه ْم ِّه ْجَرةً،
ابلسن ِّمة ،فإ ْن َكانُوا يف ُّفأعلَ ُم ُه ْم ُّ ِّ ِّ
َكانُوا يف القَراءَة َس َواءًْ ،
فإ ْن َكانُوا يف اهلِّ ْجَرةِّ َس َواءً ،فأقْ َد ُم ُه ْم ِّس ْل ًماَ ،وَال يـَ ُؤم من المر ُج ُل المر ُج َل يف ُس ْلطَانِِّّهَ ،وَال
ْرَمتِّ ِّه مإال إب ْذنِِّّه[ .ويف ِّرَوايٍَة] َمكا َن ِّس ْل ًماِّ :سنًّا" .رواه مسلم يـَ ْقعُ ْد يف بـَْيتِّ ِّه علَى تَك ِّ
ني﴾ القصص 26 : قال هللا تعاىل ﴿ :إِّ من خري م ِّن استَأْجرت الْ َق ِّو ُّ ِّ
ي ْاألَم ُ َ َْ َ ْ َ ْ َ
ففي االية داللة على أن الوالية هلا ركنان :القوة واالمانة
قال ابن تيمية " :وينبغي أن يعرف األصلح يف كل منصب ،فإن الوالية هلا ركنان:
ني} [القصص: القوة ،واألمانة ،كما قال تعاىل{ :إِّ من خري م ِّن استَأْجرت الْ َق ِّو ُّ ِّ
ي ْاألَم ُ َ َْ َ ْ َ ْ َ
ني ِّ ،]26وقال صاحب مصر ليوسف عليه الصالة والسالم{ :إِّن َ
مك الْيَـ ْوَم لَ َديْـنَا َمك ٌ
ني} [يوسف ،]54 :وقال تعاىل يف صفة جربيل عليه السالم{ :إِّنمه لََقو ُل رس ٍ
ول ِّ
ُ ْ َُ أَم ٌ
ني} [التكوير.]21 - 19 : َك ِّرٍمي ِّذي قُـ موةٍ ِّعْن َد ِّذي الْ َع ْر ِّش َم ِّك ٍ
ني ُمطَ ٍاع مثَم أ َِّم ٍ
والقوة يف كل ٍ
والية حبسبها ،فالقوة يف إمارة احلرب ترجع إىل شجاعة القلب ،وإىل
اخلربة ابحلروب ،واملخادعة فيها ـ فإن احلرب خدعة ـ و [إىل] القدرة على أنواع
القتال؛ ِّمن رم ٍي وطعن وضرب ،ور ٍ
كوب وك ٍر وف ٍر ،وحنو ذلك ،كما قال تعاىل:
استَطَ ْعتُ ْم ِّم ْن قُـ موةٍ َوِّم ْن} [األنفال .]60 :وقال النيب - ِّ ِّ
{يـُ ْعجُزو َن َوأَع ُّدوا َهلُْم َما ْ
59
ومن تعلم َم
إيل من أن تركبواَ ،
صلى هللا عليه وسلم « :-ارموا واركبوا ،وأن ترموا أحب م
الرمي مث نسيه فليس ِّمنما» .ويف رواية« :فهي نعمةٌ َج َحدها» رواه مسلم.
َ
والقوة يف احلكم بني الناس ترجع إىل العلم ابلعدل الذي دل عليه الكتاب والسنة،
وإىل القدرة على تنفيذ األحكام.
قليال،
واألمانة ترجع إىل خشية هللا تعاىل وترك خشية الناس ،وأال يشرتي آبايته مثنًا ً
وهذه اخلصال الثالث اليت أخذها هللا على كل َمن َح َكم على الناس يف قوله تعاىل:
اخ َش ْو ِّن َوَال تَ ْش َرتُوا ِّآب َايِّيت َمثَنًا قَلِّ ًيال َوَم ْن َملْ َْحي ُك ْم ِّمبَا أَنْـَزَل م
اَّللُ ماس َو ْ
{فَ َال َختْ َش ُوا الن َ
ك ُه ُم الْ َكافُِّرو َن} [املائدة .]44 :وهلذا قال النيب -صلى هللا عليه وسلم :- فَأُولَئِّ َ
عرف احل مق وقضى خبالفه فرجل َ «القضاة ثالثة :قاضيان يف النار وقاض يف اجلنةٌ .
علم احل مق وقضى به ورجل َ
ورجل قضى للناس على جهل فهو يف النارٌ ، فهو يف النارٌ ،
فهو يف اجلنة» رواه أهل السنن فالقاضي اسم لكل َمن حكم بني اثنني ،سواء َُِّس َي
منصواب ليقضي ابلشرع ،أو انئبًا له ،حىت
ً خليفةً أو سلطا ًان أو انئبًا أو واليًا ،أو كان
أصحاب رسول هللا -
ُ َمن حيكم بني الصبيان يف اخلطوط إذا ختايروا .هكذا ذكر
56
صلى هللا عليه وسلم ،-وهو ظاهر"
وكذلك على اإلمام ينبغي ان يكون له حظ من صفات النبوة ،ألن اإلمامة خالفة
النبوة يف حراسة الدين وسياسة الدنيا ،ومن أظهر صفات النبوة :الصدق واألمانة
والتبليغ والفطانة
60
األمانة :أن يكون أمينا يف محل مسؤولية اإلمامة واإلمارة
الفطانة :أن يكون فطنا ذكيا الن اإلمام يواجه مجيع قضااي ومشاكل الدولة ،فال
بد من أخذ القرار االصلح للشعب يف أمورهم الدينية والدنيوية
ولكن ال بد من التنبيه على املسألة املهمة وهي إذا افتقدت هذه املواصفات الختيار
االمام ،فال جيوز ترك التصويت ابلكلية ولكن ليصوت من كان أخف ضررا على
االسالم واملسلمني على قاعدة أخف الضررين
61
اخلامتة
يف ختام هذا البحث ،أود ذكر بعض النتائج ،وهي :
-1أمر االنتخاابت مما يعم به البلوى يف جل البالد االسالمية ،فهي الطريق الوحيد
املعترب قانونيا لتنصيب اإلمامة يف مثل هذا البلد
-2املقصود ابالمامة هنا األمامة الكربى ال الصغرى
-3اإلمامة موضوعة خلالفة النبوة يف حراسة الدين ،وسياسة الدنيا
-4إن اإلمامة من أعظم واجبات الدين
يتم إبحدى الطُُّرق الشرعية التمالية ِّ
اإلمامة الكربى ُّ انعقاد
ُ -5
-االختيار والبيعة ِّم ْن أهل ِّ
احلل والعقد
-ثبوت البيعة بتعيني ِّ
ويل العهد
ويل العهد -ثبوت البيعة بتعيني ٍ
مجاعة ختتار م
-6ثبتت االمامة ولو ابلطرق غري الشرعية ،مثل ابلق موة والغلبة والقهر ،ومنها
التصويت يف االنتخاابت
-7االنتخاابت من مواليد النظم الدميقراطية اليت ال يعرفها االسالم
-8االصل عدم املشاركة فيها
-9إذا ظهرت مصلحة املشاركة يف االنتخاابب فيجوز بل يشرع املشاركة فيها مع
احرتام من رأى عدم االشرتاك مطلقا لَلصل
القضية سياسية فقهية أصولية مقاصدية ،ال منهجية فال يبىن عليها -10
الوالء والرباء
الواجب يف ابب الوالايت هو تعيني األمثل واألكمل فإن تعذر الكامل -11
تعني الصريورة إىل من هو مقارب له
62
هذا فتوى مجهور العلماء املعاصرين ،منهم :اللجنة الدائمة و الشيخ -12
عبد العزيز بن ابز و الشيخ حممد بن صاحل العثيمني و الشيخ األلباين و الشيخ
عبد احملسن العباد و الشيخ عبد الرمحن الرباك و الشيخ صاحل اللحيدان و الشيخ
عبد هللا العبيالن و الشيخ وصي هللا عباس واملشايخ يف مركز اإلمام األلباين و
الشيخ عبيد اجلابري و الشيخ فاحل احلريب و الشيخ أمحد بن حيىي النجمي
أفىت الشيخ مشهور خبصوص أمر انتخاابت اندونيسيا 2024 -13
ابلتصويت لَلفضل واألصلح
ضابط اختيار الرئيس الواجب :االسالم والتكليف والذكورة والكفاية -14
ولو ابلغري واحلرية
ضابط الرتجيح للتصويت :القوة واالمانة والصدق والتبليغ والفطانة -15
ان افتقدت هذه املواصفات ،فالضابط الشرعي هو أخف الضررين -16
ويف اخلتام ،وهللا أسأل ان يرزقنا علما انفعا وعمال صاحلا فإنه ويل ذلك والقادر
فاطر السماوات واألرض ،عاملَ الغيب ِّ عليه ،الله مم م ِّ
رب جربائيل ،وميكائيل ،وإسرافيلَ ،
والشهادة ،أنت حتكم بني عبادك فيما كانوا فيه خيتلفون ،اهدان ملا اختُلِّف فيه من احلق
إبذنك ،إنمك هتدي من تشاء إىل صر ٍ
اط مستقي ٍم َ
وصل هللا وسلم وابرك على خامت النبيني وسيد االنبياء واملرسلني وعلى اله وصحبه
ومن اهتدى هبديه اىل يوم الدين
63
املراجع األساسية :
-1األئمة من قريش ألمحد سابق – حبث تكميلي ملادة السياسة الشرعية جبامعة
املدينة العاملية-
-2طرق تنصيب إمام املسلمني للشيخ حممد علي فركوس
-3املشاركة يف االنتخاابت النيابية وحنوها للشيخ ايب ألعباس يف موقع كل السلفيني
-4االنتخاابت وأحكامها يف الفقه اإلسالمي للشيخ فهد العجالن
64