You are on page 1of 37

‫إعداد الدكتور‬

‫ياسر بن عبد العزيز السلمي‬


‫‪ -1‬مهارات القراءة والفهم والستيعاب‪:‬‬

‫حدد ما ورد فيها من أفكار رئيسة وفرعية‪.‬‬ ‫•‬ ‫• اقرأ البيات قراءة نموذجية‪ • .‬اذكر ما تتحدث عنه القصيدة‪.‬‬

‫‪ -2‬بيان مضمون النص‪:‬‬

‫أ‪-‬وقفة مع أبيات القصيدة‪:‬‬

‫علم‬
‫الشعر َ‬
‫ُ‬ ‫الشعر هكو الكلم الموزون المقفكى‪ ،‬وهكو ديوان العرب‪ ،‬وسجلهم الحافل بالحداث‪ ،‬من حروب‪ ،‬وغارات‪ ،‬وقصكص‪ ،‬وأمثال وحككم‪ ،‬قال عمر بن الخطاب‪-‬رضي الله عنه‪« : -‬كان‬

‫أصح منه» ‪.‬‬


‫ُّ‬ ‫قوم لم يكن لهم علمٌ‬
‫ٍ‬

‫أساسلفهم القرآن الكريم‪ ،‬والحديث النبوي الشريف‪ ،‬قال أبو زيد القرشي‪« :‬نزل القرآن بألسنتهم [أي‪ :‬بألسنة العرب]‪ ،‬واشتقت‬
‫ٌّ‬ ‫ومصدر‬
‫ٌ‬ ‫مصدر من مصادر العلم والمعرفة‪ ،‬والحكمة‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫والشعر‬

‫والسنة ‪.‬‬ ‫العربية من ألفاظهم‪ ،‬واتُخذت الشواهد في معاني الحديث من أشعارهم‪ ،‬وأُسندت الحكمة والداب إليهم»‪ ،‬ويُفهم من ذلك ّ َ‬
‫أن الشعر شاهد وذريعة إلى فهم الدين ّ‬

‫وللشعر أغراض أشهرها‪ :‬الوصف‪ ،‬المدح‪ ،‬العتذار‪ ،‬الفخر‪ ،‬الرثاء‪ ،‬الهجاء‪ ،‬الغزل‪ ،‬الزهد‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قصة إسلم كعب بن زهير (مناسبة القصيدة)‪:‬‬

‫هجكا كعكب بكن زهيكر النكبي الكريكم ﷺ قبكل إسكلمه‪ ،‬فبلكغ ذلكك النكبي ﷺ فأهدر دمكه‪ ،‬فلجكأ كعكب إلكى الحتماء بقكبيلته التكي رفضت‬

‫حمايتكه‪ ،‬فتنقل بيكن القبائل‪ ،‬ولم يجكد مكن يجيره‪ ،‬فضاقت عليه الرض‪ ،‬فاستجاب لنصكح أخيه الذي طالبكه بالمثول أمام الن ّ َبي ﷺ وطلب‬

‫العفو منه‪.‬‬

‫متنكرا‪ ،‬فلما صلى النكبي ﷺ صلة الفجكر‪ ،‬وضع كعكب يده فكي يد النكبي ﷺ‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا رسول اللكه‪َ ّ ،‬‬
‫إن‬ ‫ً‬ ‫فأتى كعكب رسول اللكه ﷺ‬

‫فح َسكر كعكب عكن وجهكه‪ ،‬وقال‪ :‬بأكبي أنكت وأمكي يكا رسكول الله‪ ،‬هذا‬ ‫كع َبكبكن زهيكر أتاك مسكتأمنًا تائبكا‪ ،‬أفتؤمنكه فآتيكك بكه؟ قال‪:‬ﷺ هكو ِ‬
‫آمكن‪َ ،‬‬

‫ُ‬
‫رسولﷺ‪ ،‬وأنشد كعب قصيدته المشهورة (بانت سعاد)‪ ،‬فلما بلغ قوله‪:‬‬ ‫فأمنَه‬
‫مكان العائذ بك‪ ،‬أنا كعب بن زهير‪َ ّ ،‬‬

‫ُ‬
‫ُكككككول‬ ‫سيككككوفالل َّ ِه َم ْسل‬
‫ِ‬ ‫كككككار ٌم مككن‬
‫َو َص ِ‬ ‫ِ‬
‫بكككككككه‬ ‫كككككككاء‬
‫ُ‬ ‫كتض‬
‫كككككور يُ ْس َ‬
‫ٌ‬ ‫سكككككوللَن ُ‬
‫َ‬ ‫الر‬
‫إن ّ‬‫ّ‬
‫ج‪ -‬جماليات البيات‪:‬‬

‫تضمنت قصيدة كعب بن مجموعة من الغراض الشعرية أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬المقدمة الطللية‪( ،‬البيت الول)‪:‬‬

‫نظكم كعكب بكن زهير‪ -‬رضكي اللكه عنكه‪ -‬قصكيدته علكى عادة الشعراء الجاهلييكن فكي بناء القصكيدة العربيكة‪ ،‬بذككر الماككن والبكاء علكى الديار والطلل وذككر اسم‬

‫بعيدا دون أكن تحفكظ العهكد‪ ،‬واصكفًا كيكف فارقتكه سكعاد ورحلت‬
‫ً‬ ‫المحبوبكة‪ ،‬وقكد ظهكر فكي المطلكع حزن الشاعكر الشديكد‪ ،‬وتأثره بفراق محبوبتكه ( سكعاد) التكي رحلكت‬

‫ومقي ّ ًدا بحبها‪.‬‬


‫وحيدا ُمتي ّ ًما ُ‬
‫ً‬ ‫عنه فظل‬

‫‪ -2‬العتذار والستعطاف‪ ،‬البيات (‪:)4،3،2‬‬

‫تُظهكر هذه البيات قلكق الشاعكر وخوفكه مكن العقوبكة‪ ،‬وفكي الوقكت نفسكه يطلكب ويرجكو ويأمكل العفكو والسكماح مكن النكبي ﷺ ‪ ،‬محاول ً تكبرير موقفكه أمام النبي‬

‫ﷺ ‪ ،‬ثم يطلكب مكن الرسول ﷺ التمهل والرفقك‪ ،‬وعدم التسرع فكي الحككم عليكه‪ ،‬وفكي قوله (هداك اللكه) دعاء للنكبي ﷺ‪ ،‬بمعنكى‪ :‬زادك اللكه هدى‪ ،‬فهو الذي أعطاك‬
‫‪ -3‬مدح النبي ﷺ‪ ،‬البيات (‪:)8 ،7 ،6 ،5‬‬

‫أيضكا بالسكيف القاطكع‪ ،‬والتشكبيهان بليغان‪ ،‬ثكم يمتدح كعكب بكن زهيكر الجماعكة المسكلمة التي‬
‫مدح كعكب بكن زهيكر النكبي ﷺ وشبهكه بالنور الذي يُهتدى بهديكه‪ ،‬وشبهكه ً‬

‫قريشكا بالذككر؛ كَ ّ‬
‫لن أغلكب المهاجريكن كانوا منهكا‪ ،‬وقكد اسكتجار كعكب ببعض‬ ‫خ َّصك ً‬ ‫حفكت الرسكول الكريكم ﷺ مكن قريكش‪ ،‬ثكم هاجرت مكن مككة إلكى المدينكة مناصكرة لكه‪ ،‬وإنَّمكا‬

‫أصكحابه لكنهكم تخلوا عنكه؛ لنشغال ككل واحكد منهكم بنفسكه‪ ،‬ثكم يطلكب منهكم إخلء سكبيله‪ ،‬وفكي قولكه ‪ :‬ل( أبكا لَك ُ ُمك) أسكلوب خكبري ً‬
‫لفظكا إنشائ ّيكمعنًكى‪ ،‬فكي ظاهره الدعاء على‬

‫الحق‪،‬‬
‫ّ‬ ‫المخاطبين‪ ،‬لكن المراد تنبيههم‪ ،‬وإعلمهم ّ َ‬
‫بأن كل ما قدره الرحمن كائن لبد من وقوعه‪ ،‬يقول المبرد ‪( :‬ل أبا لك)‪ ،‬كلمة تستعملها العرب للغراء والحث علكى أخذ‬

‫وربما استعملتها الجفاة من العراب عند المسألة والطلب‪ ،‬فيقول القائل للمير والخليفة‪« :‬انظر في أمر رعيّتك ل أبا لك» ‪.‬‬
‫وفيها جفاء وغلظة‪ّ ،‬‬

‫مدحكا خال ًصكا ممتلئًا باليمان‪ ،‬والرغبة‬


‫ً‬ ‫ويظهكر للمخاطكب كَ ّ‬
‫أنمدح كعكب بكن زهيكر للنكبي ﷺ لكم يككن رغبكة فكي مصكلحة دنيويكة‪ ،‬أكو ماديكة كمدح أغلكب الشعراء‪ ،‬بكل كان‬

‫ممزوجكا بالتوبة النصكوح التي ل تلوثها أغراض الدنيكا الدنيئة‪ ،‬وهذه العاطفة الصكادقة التي حملتها تجربة الشاعر كانت سببًا قويًا مكن أسباب عفو النبي‬
‫ً‬ ‫في الدين السلمي‪،‬‬

‫ﷺ عنه‪.‬‬

‫‪ -4‬الحكمة في شعر كعب بن زهير‪ ،‬ويمثلها البيت (التاسع)‪:‬‬


‫‪ -3‬المعجم اللغوي‪ :‬معاني المفردات والجمل‪:‬‬
‫الستعارة‬

‫السكتعارة مبحكث مكن مباحكث علكم الكبيان‪ ،‬وهكي ضرب مكن المجاز اللغوي علقتكه المشابهكة بيكن المعنكى الحقيقكي والمعنى‬

‫المجازي‪.‬‬

‫ُح َِذف َك‬


‫أح ُد طرفيكه ( المشبكه)‬ ‫العاريّةك ‪ ،‬وفكي الصكطلح‪ :‬تشكبي ٌه بليكغ‬
‫ِ‬ ‫اللغكة‪ :‬مأخوذة مكن‬ ‫والسكتعارة فكي‬

‫أو (المشبه به)‪.‬‬


‫الستعارة التصريحية‬

‫أسدا في الطريق»‪.‬‬
‫رأيت ً‬
‫ُ‬ ‫الستعارة التصريحية‪ :‬ما ُحذف منها المشبه‪ُ ،‬‬
‫وص ِ ّرح فيها بلفظ المشبه به‪ ،‬نحو قولنا‪« :‬‬

‫طريقة تحليل الستعارة‪:‬‬

‫أسدا حقيقيًا؟ ل‬
‫*هل يقصد المتكلم أنه رأى ً‬

‫* من الشخص الذي يمكن تشبيهه بالسد؟ الرجل الشجاع‬

‫*ما المقصود من رؤية السد في المثال السابق؟ المقصود من رؤية السد (الرجل الشجاع)‪.‬‬

‫*أين المشبه في المثال السابق؟ الرجل‪.‬‬

‫*هل لفظة (الرجل) موجودة في المثال السابق؟ ل‪ ،‬محذوفة‪.‬‬


‫*نماذج‬

‫الستعارة‬

‫التصريحية‪:‬‬
‫• نشاط قبلي‪:‬‬

‫ِب‬
‫يح َهكا َطيّ ٌ‬ ‫الم ْؤ ِم ِنكال َّ ِذي يَقْ َرأكُ القُ ْرآ َنك ك ََمثَ ِلك الُتْ ُر ّ َ‬
‫ج ِةك‪ِ ،‬ر ُ‬ ‫ول الل َّ ِهك ﷺ ‪َ « :‬مثَ ُلك ُ‬
‫قَا َلك َر ُسك ُ‬ ‫طرفكي ك ٍلك منهكا‪:‬‬
‫حلكل الحديكث التكي إلكى جمكل‪ ،‬وبيّكن َ‬

‫حان َ ِة‪ِ ،‬ر ُ‬ ‫آن َمثَ ُل َّ‬ ‫يح ل ََها َوط ْعم َها ُحل ٌْو‪َ ،‬ومثَ ُل المنَا ِف ِقال َّ ِذي ي َ ْقرأ ُ‬ ‫الم ْؤ ِم ِن ال َّ ِذي ل َ يَ ْق َرأ ُ ال ُق ْر َ‬
‫آن ك ََمثَ ِل ال ّت َْم َر ِة‪ ،‬ل َ ِر َ‬
‫ِب‬
‫يح َها َطيّ ٌ‬ ‫الري ْ َ‬ ‫ال ُق ْر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ِب‪َ ،‬و َمثَ ُل ُ‬
‫َو َط ْع ُم َها َطيّ ٌ‬

‫يح َو َط ْع ُم َها ُم ّ ٌر»‪.‬‬ ‫الحن ْ َظل َ ِة‪ ،‬ل َيْ َ ل‬


‫س ََها ِر ٌ‬ ‫آن ك ََمثَ ِل َ‬
‫ال ُق ْر َ‬ ‫َوط ْعم َها م ٌر‪َ ،‬ومثَ ُل المنَا ِف ِقال َّ ِذي ل َ يَ ْقرأ ُ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ ّ َ‬
‫مسافر» يتغيّر إعرابها بعد دخول النواسخ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫المجردة من النواسخ‪« :‬خال ٌد‬
‫ّ‬ ‫فهذه الجملة السميّة‬

‫مسافر‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫خالدا‬
‫إن ً‬ ‫مسافرا‪ّ .‬‬
‫ً‬ ‫كان خالدٌ‬

‫‪-‬أحوال اسم كان وأخواتها‪:‬‬


‫‪-‬أحوال خبر كان وأخواتها‪:‬‬

‫‪-‬أول‪ :‬المفرد‪ ،‬ونعني به‪ :‬ما ليس جملة‪ ،‬ول شبه جملة‪ ،‬وهو السم‪.‬‬
‫‪-‬ثانيًا‪ :‬الجملة‪ ،‬ونعني بها الجملة السمية أو الفعلية التي ُّ‬
‫تتم بها الفائدة‪.‬‬

‫‪-‬ثالثا‪ :‬شبه الجملة‪ ،‬ونعني به الجار والمجرور الذي تتم به الفائدة‪.‬‬


‫الحروف الناسخة‬
‫إنوأخواتها وخبرها‪:‬‬
‫‪-‬أحوال اسم ّ‬
‫• متى تلغى الحروف ول تعمل؟‬

‫باستثناء‬ ‫‪ ،‬وقوله تعالى ‪:‬‬ ‫‪-‬تلغى إذا دخلت عليها (ما ) الكافة‪ ،‬مثل قوله تعالى ‪:‬‬

‫ليت؛ فقد ورد إعمالها بعد دخول (ما) الكافة‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪-‬إن ولكن إذا خففت لم تعمل‪ ،‬نحو قوله تعالى ‪:‬‬

‫• دخول اللم على السم والخبر‪:‬‬

‫تدخل على المتأخر منهما‪.‬‬

‫‪ ،‬ودخولها على السم نحو قوله تعالى‪:‬‬ ‫فدخولها على الخبر نحو قوله تعالى ‪:‬‬
‫من خصائص العربية (‪)1‬‬

‫أول‪ :‬العراب‪:‬‬

‫سعيدا‬
‫ً‬ ‫العراب سكمة مكن سكمات اللغكة العربيكة وخصكيصة مكن خصكائصها‪ ،‬وعنكه قال ابكن جنكي‪[« :‬العراب] هكو البانكة عكن المعانكي باللفاظ؛ أل ترى أنكك إذا سكمعت (أكرم سكعيدٌ أباه)‪ ،‬و( شككر‬

‫أبوه)‪ ،‬علمت برفع أحدهما ونصب الخر الفاعل من المفعول …» ‪.‬‬

‫ومحوري فكي تكبيين المعانكي وتوضيحهكا‪ ،‬وحكول هذا المعنكى يقول ابن فارس‪« :‬فأما العراب‪:‬‬
‫ٌّك‬ ‫دور مهكم‬
‫تظهر على أواخكر الكلمات العربيكة فحسكب‪ ،‬بكل للعراب ٌ‬
‫حكركا ٍتك ُ‬ ‫فالعرا ُبكليكس مجرد‬

‫زيدا! أكو ما‬ ‫فبكه تتميكز المعانكي‪ ،‬ويوقكف علكى أغراض المتكلميكن؛ وذلكك كَ ّ‬
‫أنقائل ً لكو قال‪ ( :‬مكا أحسكن زيكد) غيكر معرب‪ ،‬أكو (ضرب عمرو زيكد) غيكر معرب‪ ،‬لكم يوقكف علكى مراده‪ .‬فإذا قال‪ :‬مكا أحسكن ً‬

‫أحسن زي ٍد ؟ أبان بالعراب عن المعنى الذي أراده … فهم [العرب] يفرقون بالحركات وغيرها بين المعاني» ‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أحسن زيدٌ‪ ،‬أو ما‬
‫َ‬

‫[التوبة ‪ ]3:‬فخفض «رسوله» وعطفه على المشركين يغير المعنى‬ ‫توضيح لمعانيه‪ ،‬واختلفكالعراب يغير المعنى‪ ،‬فمثل ً في قولكه تعالى ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫فالعراب فرع المعنى‪ ،‬وإعراب النص هو‬

‫ويساوي بين الرسول ﷺ والمشركين فيختل المعنى‪ ،‬ولكن بعكد ظهور حركة آخكر الكلمة في «رسوله» يصكبح المعنكى أكن الله ورسكوله بريئان مكن المشركين‪ .‬وكذلكك الحال في قولكه تعالكى‪:‬‬

‫[ فاطكر‪ ،« ]28:‬فلكو أكن قارئًا قرأ برفكع لفكظ الجللكة ونصكب العلماء لتغيكر المعنكى المراد؛ َّك‬
‫لنالعباد هكم الذيكن يخشون اللكه وليكس العككس‪ ،‬والذي دلنكا علكى الرفكع والنصكب والفاعل‬
‫ومما سبق تتضح أهمية العراب ودوره في كشف المعاني وفهم المراد‪ ،‬فهو ليس مجرد علمات لفظية فحسب بل هو مناط تبيين المعاني وإزالة اللبس عن مقاصدها‪.‬‬

‫فس ر كلم الله‪ ،‬ومنهم مكن أعرب القرآن الكريم‪ ،‬مثل‪« :‬البيان في غريب إعراب القرآن» لبي‬
‫ولما للعراب من أهمية في فهم كلم الله تعالى نجد من النحويين من َّ‬

‫الكبركات ابكن النباري (ت ‪ ٥٧٧‬ه ك)‪ ،‬وكتاب «إعراب القرآكن» للزجاج (ت ‪ ٣١١‬ه ك)‪ ،‬وكتاب «إعراب ثلثيكن سكورة مكن القرآكن» لبكن خالويكه (ت ‪ ٣٧٠‬هك)‪ ،‬وكتاب « التكبيان في‬

‫عنيت بالجوانب النحوية والعرابية في كتاب الله تعالى‪.‬‬


‫إعراب القرآن» لبي البقاء العكبري (ت ‪٦١٦‬هك) … وغيرها كثير من التفاسير التي ُ‬

‫ومنزاوية أخرى فإن العراب يمنح الجملة العربية حرية أكبر من حيث التقديم والتأخير‪ ،‬فيجوز أن تأتي الجملة العربية وفق أي من الصيغ التية‪:‬‬

‫خالدا كتابًا‪ ،‬نجد أن النظام العرابي للغة العربية يجيز أن تأتي على أي من الجمل التية‪:‬‬
‫ً‬ ‫ففي مثل جملة‪ :‬أعطى محم ٌد‬

‫خالدا كتابًا‬
‫ً‬ ‫• محمدٌ أعطى‬ ‫خالدا محمدٌ كتابًا‬
‫ً‬ ‫• أعطى‬

‫خالدا‬
‫ً‬ ‫• كتابًا أعطى محمدٌ‬ ‫خالدا أعطاه محمدٌ كتابًا‬
‫ً‬ ‫•‬

‫لنالعراب إنَّما‬ ‫ٌ‬


‫أصلفي السماء فر ٌعكفي الفعال‪ ،‬كما قال ال ّزَجاجكي‪« :‬وأصل العراب للسماء‪ ،‬وأصل البناء للفعال والحروف؛ كَ ّ‬ ‫وممكا تجدر الشارة إليه أن العراب‬

‫يدخكل في الكلم ليفرق بيكن الفاعكل والمفعول‪ ،‬والمالكك والمملوك‪ ،‬والمضاف والمضاف إليه‪ ،‬وسكائر ذلكك مما يعتور السماء مكن المعاني‪ ،‬وليكس شيء مكن ذلكك في الفعال ول‬
‫ثانيا‪ :‬الترادف‬

‫الترادف لغة‪ :‬التتابع‪.‬‬

‫واصطلحا‪ :‬ألفاظ متحدة المعنى‪ ،‬قابلة للتبادل فيما بينها في أي سياق‪.‬‬


‫ً‬

‫مثل‪ :‬السرور‪ ،‬الحبور‪ ،‬الفرح‪ ،‬البهجة … إلخ‪.‬‬

‫ونحو‪ :‬سيف‪ ،‬مهند‪ ،‬هندي‪ ،‬حسام‪ ،‬صارم‪ ،‬عضب‪ ،‬صقيل‪ ،‬باتر‪ ،‬بتار‪ ،‬القاضب‪ ،‬الصمصام‪ ،‬وتطلق جميعها على السيف … إلخ‪.‬‬

‫ولعل من أبرز أسباب ظهور الترادف في العربية وكثرة اللفاظ المترادفة فيها‪ ،‬هو‪:‬‬

‫• اختلف لهجات العرب‪.‬‬

‫• أن يكون للشيء الواحد في الصل اسم واحد ثم يُوصف بصفات مختلفة‪ ،‬كما سيأتي ذكره في قصة أبي علي الفارسي مع ابن خالويه‪.‬‬

‫• الستعارة من اللغات الجنبية التي كانت تجاور جزيرة العرب‪.‬‬

‫ومما تجدر الشارة إليه أن هناك اختلفًا بيكن اللغويين حول الترادف‪ ،‬وهكل في العربية ترادف أو ل؟ فمنكذ أكن بدأ العلماء بجمع لغكة العرب فكي القرنيكن الثاني والثالكث الهجريين من‬

‫قبائل العرب المعروفكة بفصكاحتها وعدم اختلطهكا بالمكم المجاورة لجزيرة العرب‪ ،‬أخكذ بعضهكم يجمكع الكلمات التكي تدل على معنكى واحكد‪ ،‬كمكا روى ابن فارس عكن شيخه أحمد بن محمد‬
‫فكي المقابكل نجكد أكن هناك فري ًقكا آخكر مكن العلماء نفكى ظاهرة الترادف فكي العربيكة‪ ،‬ومكن أخبارهكم مكا رواه أبكو علكي الفارسكي‪ ،‬حيكث قال‪ « :‬كن ُتكبمجلكس سكيف الدولكة بحلب‪،‬‬

‫واحدا‪ ،‬وهكو السكيف‪ .‬قال ابن خالويكه‪ :‬فأين‬


‫ً‬ ‫وبالحضرة جماعكة مكن أهكل اللغكة‪ ،‬وفيهكم ابكن خالويكه‪ ،‬فقال ابكن خالويكه‪ :‬أحفكظ لل ّسكيف خمسكين اسكما‪ ،‬فتب ّسكم أبكو علكي‪ ،‬وقال‪ :‬مكا أحفكظ لكه إل اس ًكما‬

‫المهن ّد والصارم وكذا وكذا؟ فقال أبو علي‪ :‬هذه صفات‪ ،‬وكأن الشيخ ل يفرق بين السم والصفة‪».‬‬

‫إن من العلماء من كتب وأل َّكف في الفروق اللغوية ما يميز كل لفظ من اللفاظ التي تطلق على الشيء الواحد‪ ،‬ومنهم أبو هلل العسكري في كتابه (الفروق اللغوية)‪ ،‬وذكر طرفًا منها‬
‫بل َّ‬

‫أبو منصكور الثعالكبي فكي كتابه ( فقه اللغكة) ‪ ،‬وأحمكد بن فارسكفي كتابه ( الصكاحبي في فقه اللغكة) ‪ ،‬وأبو الفتح عثمان بن جنكي في كتابه ( الخصكائص) وكلهكم مكن علماء العربيكة في القرن الرابع‬

‫للهجرة‪.‬‬

‫فرق بين المدح والتقريظ‪ ،‬فقال‪« :‬المدح يكون‬


‫خاص ا بها‪ ،‬مكا أورده أبو هلل العسكري في كتابه الفروق اللغوية حين َّ‬ ‫ومكن المثلة على التفريق بين المترادفات‪َّ ،‬‬
‫وأن لكل مفردة معنى ّ ً‬

‫للحي والميت‪ ،‬والتقريظ ل يكون إل للحي‪ .‬وخلفه التأبين ل يكون إل للميت» ‪.‬‬

‫وكذلكك التفريكق بيكن الغضكب وال ُّسكخط‪ ،‬فقال‪ « :‬الغضكب يكون مكن الصكغير علكى الككبير ومكن الككبير علكى الصكغير‪ ،‬وال ُّسكخط ل يكون إل مكن الككبير علكى الصكغير‪ ،‬يُقال‪ :‬سكخط الميكر على‬

‫الحاجكب‪ ،‬ول يُقال‪ :‬سخط الحاجب على المير»‪.‬‬

‫وختاما‪ ،‬فإنه على الرغكم مكن هذا الختلفك‪َ ّ ،‬‬


‫فإن الترادف سمة مكن سمات العربية الدالكة على اتساعها وثرائهكا حيث إن المعنى الواحكد يمكن تأديته بعشرات اللفاظ‪ .‬ول يمكن إنكاره جملة‪،‬‬ ‫ً‬
‫سبحان َ َكالل ّ َ ُه ّمَ َو ِب َ‬
‫ح ْم ِد َك‬ ‫َ‬

‫ت‬ ‫أ َ ْش َه ُد أ َ ْن ل ِإ َ‬
‫له ِإل أن ْ َ‬

‫وب ِإل َيْ َك‬‫ْ‬ ‫ت‬‫أَستَ ْغ ِفر َك َوأ َ‬


‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬

‫تقبلوا تحياتي‬
‫ياسر السلمي‬

You might also like