Professional Documents
Culture Documents
01 - الفصل الأول - نص من شعر كعب بن زهير قصيدة البردة - (بَانَتْ سُعَادُ، فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبُولُ)
01 - الفصل الأول - نص من شعر كعب بن زهير قصيدة البردة - (بَانَتْ سُعَادُ، فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبُولُ)
حدد ما ورد فيها من أفكار رئيسة وفرعية. • • اقرأ البيات قراءة نموذجية • .اذكر ما تتحدث عنه القصيدة.
علم
الشعر َ
ُ الشعر هكو الكلم الموزون المقفكى ،وهكو ديوان العرب ،وسجلهم الحافل بالحداث ،من حروب ،وغارات ،وقصكص ،وأمثال وحككم ،قال عمر بن الخطاب-رضي الله عنه« : -كان
أساسلفهم القرآن الكريم ،والحديث النبوي الشريف ،قال أبو زيد القرشي« :نزل القرآن بألسنتهم [أي :بألسنة العرب] ،واشتقت
ٌّ ومصدر
ٌ مصدر من مصادر العلم والمعرفة ،والحكمة،
ٌ والشعر
والسنة . العربية من ألفاظهم ،واتُخذت الشواهد في معاني الحديث من أشعارهم ،وأُسندت الحكمة والداب إليهم» ،ويُفهم من ذلك ّ َ
أن الشعر شاهد وذريعة إلى فهم الدين ّ
وللشعر أغراض أشهرها :الوصف ،المدح ،العتذار ،الفخر ،الرثاء ،الهجاء ،الغزل ،الزهد.
ب -قصة إسلم كعب بن زهير (مناسبة القصيدة):
هجكا كعكب بكن زهيكر النكبي الكريكم ﷺ قبكل إسكلمه ،فبلكغ ذلكك النكبي ﷺ فأهدر دمكه ،فلجكأ كعكب إلكى الحتماء بقكبيلته التكي رفضت
حمايتكه ،فتنقل بيكن القبائل ،ولم يجكد مكن يجيره ،فضاقت عليه الرض ،فاستجاب لنصكح أخيه الذي طالبكه بالمثول أمام الن ّ َبي ﷺ وطلب
العفو منه.
متنكرا ،فلما صلى النكبي ﷺ صلة الفجكر ،وضع كعكب يده فكي يد النكبي ﷺ ،ثم قال :يا رسول اللكهَ ّ ،
إن ً فأتى كعكب رسول اللكه ﷺ
فح َسكر كعكب عكن وجهكه ،وقال :بأكبي أنكت وأمكي يكا رسكول الله ،هذا كع َبكبكن زهيكر أتاك مسكتأمنًا تائبكا ،أفتؤمنكه فآتيكك بكه؟ قال:ﷺ هكو ِ
آمكنَ ،
ُ
رسولﷺ ،وأنشد كعب قصيدته المشهورة (بانت سعاد) ،فلما بلغ قوله: فأمنَه
مكان العائذ بك ،أنا كعب بن زهيرَ ّ ،
ُ
ُكككككول سيككككوفالل َّ ِه َم ْسل
ِ كككككار ٌم مككن
َو َص ِ ِ
بكككككككه كككككككاء
ُ كتض
كككككور يُ ْس َ
ٌ سكككككوللَن ُ
َ الر
إن ّّ
ج -جماليات البيات:
نظكم كعكب بكن زهير -رضكي اللكه عنكه -قصكيدته علكى عادة الشعراء الجاهلييكن فكي بناء القصكيدة العربيكة ،بذككر الماككن والبكاء علكى الديار والطلل وذككر اسم
بعيدا دون أكن تحفكظ العهكد ،واصكفًا كيكف فارقتكه سكعاد ورحلت
ً المحبوبكة ،وقكد ظهكر فكي المطلكع حزن الشاعكر الشديكد ،وتأثره بفراق محبوبتكه ( سكعاد) التكي رحلكت
تُظهكر هذه البيات قلكق الشاعكر وخوفكه مكن العقوبكة ،وفكي الوقكت نفسكه يطلكب ويرجكو ويأمكل العفكو والسكماح مكن النكبي ﷺ ،محاول ً تكبرير موقفكه أمام النبي
ﷺ ،ثم يطلكب مكن الرسول ﷺ التمهل والرفقك ،وعدم التسرع فكي الحككم عليكه ،وفكي قوله (هداك اللكه) دعاء للنكبي ﷺ ،بمعنكى :زادك اللكه هدى ،فهو الذي أعطاك
-3مدح النبي ﷺ ،البيات (:)8 ،7 ،6 ،5
أيضكا بالسكيف القاطكع ،والتشكبيهان بليغان ،ثكم يمتدح كعكب بكن زهيكر الجماعكة المسكلمة التي
مدح كعكب بكن زهيكر النكبي ﷺ وشبهكه بالنور الذي يُهتدى بهديكه ،وشبهكه ً
قريشكا بالذككر؛ كَ ّ
لن أغلكب المهاجريكن كانوا منهكا ،وقكد اسكتجار كعكب ببعض خ َّصك ً حفكت الرسكول الكريكم ﷺ مكن قريكش ،ثكم هاجرت مكن مككة إلكى المدينكة مناصكرة لكه ،وإنَّمكا
أصكحابه لكنهكم تخلوا عنكه؛ لنشغال ككل واحكد منهكم بنفسكه ،ثكم يطلكب منهكم إخلء سكبيله ،وفكي قولكه :ل( أبكا لَك ُ ُمك) أسكلوب خكبري ً
لفظكا إنشائ ّيكمعنًكى ،فكي ظاهره الدعاء على
الحق،
ّ المخاطبين ،لكن المراد تنبيههم ،وإعلمهم ّ َ
بأن كل ما قدره الرحمن كائن لبد من وقوعه ،يقول المبرد ( :ل أبا لك) ،كلمة تستعملها العرب للغراء والحث علكى أخذ
وربما استعملتها الجفاة من العراب عند المسألة والطلب ،فيقول القائل للمير والخليفة« :انظر في أمر رعيّتك ل أبا لك» .
وفيها جفاء وغلظةّ ،
ممزوجكا بالتوبة النصكوح التي ل تلوثها أغراض الدنيكا الدنيئة ،وهذه العاطفة الصكادقة التي حملتها تجربة الشاعر كانت سببًا قويًا مكن أسباب عفو النبي
ً في الدين السلمي،
ﷺ عنه.
السكتعارة مبحكث مكن مباحكث علكم الكبيان ،وهكي ضرب مكن المجاز اللغوي علقتكه المشابهكة بيكن المعنكى الحقيقكي والمعنى
المجازي.
أسدا في الطريق».
رأيت ً
ُ الستعارة التصريحية :ما ُحذف منها المشبهُ ،
وص ِ ّرح فيها بلفظ المشبه به ،نحو قولنا« :
أسدا حقيقيًا؟ ل
*هل يقصد المتكلم أنه رأى ً
*ما المقصود من رؤية السد في المثال السابق؟ المقصود من رؤية السد (الرجل الشجاع).
الستعارة
التصريحية:
• نشاط قبلي:
ِب
يح َهكا َطيّ ٌ الم ْؤ ِم ِنكال َّ ِذي يَقْ َرأكُ القُ ْرآ َنك ك ََمثَ ِلك الُتْ ُر ّ َ
ج ِةكِ ،ر ُ ول الل َّ ِهك ﷺ َ « :مثَ ُلك ُ
قَا َلك َر ُسك ُ طرفكي ك ٍلك منهكا:
حلكل الحديكث التكي إلكى جمكل ،وبيّكن َ
حان َ ِةِ ،ر ُ آن َمثَ ُل َّ يح ل ََها َوط ْعم َها ُحل ٌْوَ ،ومثَ ُل المنَا ِف ِقال َّ ِذي ي َ ْقرأ ُ الم ْؤ ِم ِن ال َّ ِذي ل َ يَ ْق َرأ ُ ال ُق ْر َ
آن ك ََمثَ ِل ال ّت َْم َر ِة ،ل َ ِر َ
ِب
يح َها َطيّ ٌ الري ْ َ ال ُق ْر َ َ ُ َ َ ُ ِبَ ،و َمثَ ُل ُ
َو َط ْع ُم َها َطيّ ٌ
مسافر.
ٌ خالدا
إن ً مسافراّ .
ً كان خالدٌ
-أول :المفرد ،ونعني به :ما ليس جملة ،ول شبه جملة ،وهو السم.
-ثانيًا :الجملة ،ونعني بها الجملة السمية أو الفعلية التي ُّ
تتم بها الفائدة.
باستثناء ،وقوله تعالى : -تلغى إذا دخلت عليها (ما ) الكافة ،مثل قوله تعالى :
. -إن ولكن إذا خففت لم تعمل ،نحو قوله تعالى :
،ودخولها على السم نحو قوله تعالى: فدخولها على الخبر نحو قوله تعالى :
من خصائص العربية ()1
أول :العراب:
سعيدا
ً العراب سكمة مكن سكمات اللغكة العربيكة وخصكيصة مكن خصكائصها ،وعنكه قال ابكن جنكي[« :العراب] هكو البانكة عكن المعانكي باللفاظ؛ أل ترى أنكك إذا سكمعت (أكرم سكعيدٌ أباه) ،و( شككر
ومحوري فكي تكبيين المعانكي وتوضيحهكا ،وحكول هذا المعنكى يقول ابن فارس« :فأما العراب:
ٌّك دور مهكم
تظهر على أواخكر الكلمات العربيكة فحسكب ،بكل للعراب ٌ
حكركا ٍتك ُ فالعرا ُبكليكس مجرد
زيدا! أكو ما فبكه تتميكز المعانكي ،ويوقكف علكى أغراض المتكلميكن؛ وذلكك كَ ّ
أنقائل ً لكو قال ( :مكا أحسكن زيكد) غيكر معرب ،أكو (ضرب عمرو زيكد) غيكر معرب ،لكم يوقكف علكى مراده .فإذا قال :مكا أحسكن ً
أحسن زي ٍد ؟ أبان بالعراب عن المعنى الذي أراده … فهم [العرب] يفرقون بالحركات وغيرها بين المعاني» .
ُ أحسن زيدٌ ،أو ما
َ
[التوبة ]3:فخفض «رسوله» وعطفه على المشركين يغير المعنى توضيح لمعانيه ،واختلفكالعراب يغير المعنى ،فمثل ً في قولكه تعالى :
ٌ فالعراب فرع المعنى ،وإعراب النص هو
ويساوي بين الرسول ﷺ والمشركين فيختل المعنى ،ولكن بعكد ظهور حركة آخكر الكلمة في «رسوله» يصكبح المعنكى أكن الله ورسكوله بريئان مكن المشركين .وكذلكك الحال في قولكه تعالكى:
[ فاطكر ،« ]28:فلكو أكن قارئًا قرأ برفكع لفكظ الجللكة ونصكب العلماء لتغيكر المعنكى المراد؛ َّك
لنالعباد هكم الذيكن يخشون اللكه وليكس العككس ،والذي دلنكا علكى الرفكع والنصكب والفاعل
ومما سبق تتضح أهمية العراب ودوره في كشف المعاني وفهم المراد ،فهو ليس مجرد علمات لفظية فحسب بل هو مناط تبيين المعاني وإزالة اللبس عن مقاصدها.
فس ر كلم الله ،ومنهم مكن أعرب القرآن الكريم ،مثل« :البيان في غريب إعراب القرآن» لبي
ولما للعراب من أهمية في فهم كلم الله تعالى نجد من النحويين من َّ
الكبركات ابكن النباري (ت ٥٧٧ه ك) ،وكتاب «إعراب القرآكن» للزجاج (ت ٣١١ه ك) ،وكتاب «إعراب ثلثيكن سكورة مكن القرآكن» لبكن خالويكه (ت ٣٧٠هك) ،وكتاب « التكبيان في
ومنزاوية أخرى فإن العراب يمنح الجملة العربية حرية أكبر من حيث التقديم والتأخير ،فيجوز أن تأتي الجملة العربية وفق أي من الصيغ التية:
خالدا كتابًا ،نجد أن النظام العرابي للغة العربية يجيز أن تأتي على أي من الجمل التية:
ً ففي مثل جملة :أعطى محم ٌد
خالدا كتابًا
ً • محمدٌ أعطى خالدا محمدٌ كتابًا
ً • أعطى
خالدا
ً • كتابًا أعطى محمدٌ خالدا أعطاه محمدٌ كتابًا
ً •
يدخكل في الكلم ليفرق بيكن الفاعكل والمفعول ،والمالكك والمملوك ،والمضاف والمضاف إليه ،وسكائر ذلكك مما يعتور السماء مكن المعاني ،وليكس شيء مكن ذلكك في الفعال ول
ثانيا :الترادف
ونحو :سيف ،مهند ،هندي ،حسام ،صارم ،عضب ،صقيل ،باتر ،بتار ،القاضب ،الصمصام ،وتطلق جميعها على السيف … إلخ.
ولعل من أبرز أسباب ظهور الترادف في العربية وكثرة اللفاظ المترادفة فيها ،هو:
• أن يكون للشيء الواحد في الصل اسم واحد ثم يُوصف بصفات مختلفة ،كما سيأتي ذكره في قصة أبي علي الفارسي مع ابن خالويه.
ومما تجدر الشارة إليه أن هناك اختلفًا بيكن اللغويين حول الترادف ،وهكل في العربية ترادف أو ل؟ فمنكذ أكن بدأ العلماء بجمع لغكة العرب فكي القرنيكن الثاني والثالكث الهجريين من
قبائل العرب المعروفكة بفصكاحتها وعدم اختلطهكا بالمكم المجاورة لجزيرة العرب ،أخكذ بعضهكم يجمكع الكلمات التكي تدل على معنكى واحكد ،كمكا روى ابن فارس عكن شيخه أحمد بن محمد
فكي المقابكل نجكد أكن هناك فري ًقكا آخكر مكن العلماء نفكى ظاهرة الترادف فكي العربيكة ،ومكن أخبارهكم مكا رواه أبكو علكي الفارسكي ،حيكث قال « :كن ُتكبمجلكس سكيف الدولكة بحلب،
المهن ّد والصارم وكذا وكذا؟ فقال أبو علي :هذه صفات ،وكأن الشيخ ل يفرق بين السم والصفة».
إن من العلماء من كتب وأل َّكف في الفروق اللغوية ما يميز كل لفظ من اللفاظ التي تطلق على الشيء الواحد ،ومنهم أبو هلل العسكري في كتابه (الفروق اللغوية) ،وذكر طرفًا منها
بل َّ
أبو منصكور الثعالكبي فكي كتابه ( فقه اللغكة) ،وأحمكد بن فارسكفي كتابه ( الصكاحبي في فقه اللغكة) ،وأبو الفتح عثمان بن جنكي في كتابه ( الخصكائص) وكلهكم مكن علماء العربيكة في القرن الرابع
للهجرة.
للحي والميت ،والتقريظ ل يكون إل للحي .وخلفه التأبين ل يكون إل للميت» .
وكذلكك التفريكق بيكن الغضكب وال ُّسكخط ،فقال « :الغضكب يكون مكن الصكغير علكى الككبير ومكن الككبير علكى الصكغير ،وال ُّسكخط ل يكون إل مكن الككبير علكى الصكغير ،يُقال :سكخط الميكر على
ت أ َ ْش َه ُد أ َ ْن ل ِإ َ
له ِإل أن ْ َ
تقبلوا تحياتي
ياسر السلمي