You are on page 1of 97

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامع ـ ــة احمد دراية أدرار‬


‫كلية العلم اإلنسانية واالجتماعية والعلوم اإلسالمية‬

‫قسم العلوم االجتماعية‬


‫بعنوان‪:‬‬

‫الخوف المدرسي وتأثيره على عملية التكيف‬


‫المدرسي لدى تالميذ الطور االبتدائي‬
‫دراسة حالة "ابتدائية نواري نوار بوالية أدرار "‬

‫مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة الماستر في العلوم االجتماعية‬


‫تخصص‪:‬علم النفس المدرسي‬
‫إشراف األستاذ الدكتور‬ ‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬
‫د‪ .‬ابليلة رقية‬ ‫‪ ‬ناصر الزاوية‬
‫‪ ‬برجالغي سعاد‬

‫لجنة المناقشة‬
‫رئيسا‬ ‫جامعة أدرار‬ ‫د‪ .‬امحمدي علي‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫جامعة أدرار‬ ‫د‪ .‬ابليلة رقية‬
‫مناقشا‬ ‫جامعة ادرار‬ ‫د ‪ .‬بنضورة عبد المالك‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪ 0200-0202‬م‪2113 -2110/‬ه‬
‫احلمد هلل الذي بعونه تتم الصاحلات والصالة والسالم على رسوله سيدنا حممد عليه أزكى الصالة وأزكى التسليم وعلى آله وصحبه أمجعني أما بعد‪:‬‬
‫إىل أحب خلقي اهلل بعد رسوله صلى اهلل عليه وسلم إىل من قال فيهم تعاىل ‪ " :‬وأخفض هلما جناح الذل من الرمحة وقل ريب أرمحهما كما ربياين صغريا "‬
‫إىل صاحبة القلب العطوف والصدر احلنون ‪ ،‬إىل من رعتين طوال السنني ‪ ،‬إىل من سهرت الليايل من أجل راحيت وأضاءت يل الدرب بالشموع ‪،‬إىل من كان‬
‫دعاؤها سر جناحي ‪،‬وإىل أول من تلفظت به شفتاي إىل نبع احلنان الصايف‪ ،‬إىل جوهرة جنيت و بلسم جراحي واليت مهما فعلت وقلت وكتبت لن أوافيها‬
‫حقها ولن ألرد هلا فضلها األبدي أمي‪.................‬أمي ‪.............‬أمي جوهريت أطال اهلل يف عمرها وحفظها اهلل‬
‫إىل من يعجز اللسان وجيف القلم عن وصف مجيله الذي أنبتين نباتا حسنا وكان يل سراجا منريا إىل نبع العطاء والسعادة مرشدي وسندي ومنري دريب إىل من‬
‫رباين على طريق االسالم وغرس يف مبادئ األخالق واإلميان وأرشدين إىل طريق الصواب ‪ ،‬إىل الذي حتمل عبء احلياة حىت ال أحس بالنقصان ‪ ،‬إىل من‬
‫علمين العطاء دون انتظار ‪،‬إىل من أمحل امسه بكل افتخار ‪ ،‬إىل أحلى كلمة يرددها اللسان وأمجل كائن عرفت فيه األمان ‪ ،‬إىل من أفىن عمره ليوصلين إىل‬
‫أعلى املراتب أيب الغايل أطال اهلل يف عمره وحفظه اهلل من كل شر‬
‫إىل من أحبهم حبا مجا إخويت وأخوايت كل بامسه ومقامه " مربوكة ‪ ،‬فضيلة ‪ ،‬أمحد ‪ ،‬عبد العزيز ‪ " ،‬وإىل أعمامي " عبد اهلل ‪ ،‬عبد الرمحن ‪ ،‬حلسن ‪ ،‬يعقوب ‪،‬‬
‫عبد القادر" وإىل زوجاهتم " فتيحة ‪ ،‬مسعودة ‪ ،‬فاطمة ‪،‬خدجية ‪،‬فاطمة" وإىل عمايت"فاطمة ‪ ،‬خدجية‪،‬الزهرة ‪ ،‬كرمية "وإىل خايل "عبد اهلل" وإىل خااليت "‬
‫عائشة ‪ ،‬ربيعة" وإىل براعم العائلة كل بامسه وباألخص " عبد العزيز "وإىل كل صديقايت ورفيقات الدرب " نورة ‪ ،‬إكرام ‪ ،‬مباركة "‬
‫وإىل كل من عشت معهم أمجل اللحظات يف احلياة اجلامعية "هاجر ‪ ،‬زينب ‪ ،‬مرمي" وإىل أستاذي الذي ساعدين ودعمين يف عملي "عبا أمحد"‬
‫وأهدي وسام خترجي إىل رفيق دريب وسند حليايت الذي ساعدين يف عملي هذا الذي مل خيلي عليا بالدعم والدعاء طول مشواري الدراسي‬
‫وإىل رفيق طفوليت وأول األصدقاء ‪ ،‬هو السند والظهر الذي ال ينكسر ‪ ،‬هو أب آخر وابن يف بعض األحيان ‪،‬هو اجلندي اجملهول الذي حيميك كأنك وطنه‬
‫اجلميل ‪ ،‬اليت ال حتلو احلياة إال به ‪ ،‬أخي الغايل رمحه اللهوأفسحه اهلل من جنانه‬
‫وأهدي ومسا خترجي ومثرة جهدي إىل كل من حيمل لقب برجالغي من قريب ومن بعيد‬
‫وإىل زميليت يف هذا العمل أهدي هلا مثرة جهدي ووسام خترجي ناصر الزاوية‬

‫سعاد‬
‫الحمد هللا الذي وقفنا اتمم عملنا‬
‫ملخص البحث‬
‫هتدف هذه الدارسة لتسليط الضوء على موضوع تأثري اخلوف املدرسي على عملية التكيف املدرسي‬
:‫حيث متت صياغة الفرضية اإلشكالية العامة على النحو التايل‬, ‫لدى تالميذ السنة األوىل اإلبتدائي‬
‫ما مدى تأثري اخلوف املدرسي على عملية التكيف املدرسي؟‬
‫حيث مت‬, ‫بابتدائية نواري نوار والية أدرار‬,)‫حيث اعتمدنا يف دراستنا على ثالثة حاالت (ذكرين وأنثى‬
‫تطبيق املنهج العيادي باستعمال أدوات البحث متثلت يف دارسة احلالة واملقابلة واملالحظة إضافة إىل‬
‫باإلضافة إىل قياس التكيف املدرسي‬, ‫تطبيق مقياس فوبيا املدرسة للكشف على درجة اخلوف حلاالت‬
‫فتوصلنا من خالل دراستنا أن‬, ‫لكل حالة من حاالت الذين يعانون من اخلوف املدرسي داخل املدرسة‬
‫اخلوف املدرسي يؤثر على عملية التكيف املدرسي داخل املدرسة بالنسبة للحالة اليت قمنا هبا يف دراستنا‬
‫وعدم هتيئة الطفل للدخول املدرسي من الناحية النفسية‬, ‫وقد يعود ذلك اىل التنشئة اخلاطئة االجتماعية‬,
. ‫لتفادي أي مشكل يعرقل مساره الدراسي‬
.‫التكيف املدرسي‬, ‫اخلوف املدرسي‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Research Summary
This study aims to shed light on the issue of the impact of school fear on
the school adaptation process for first-year students, where the general
problematic hypothesis was formulated as follows:
What is the impact of school fear on the school adaptation process?
Where we relied in our study on three cases (male and female), in the
elementary school of NawariNawar, WilayatAdrar, where the clinical
curriculum was applied using the research tools represented in case study,
interview and observation, in addition to the application of the school
phobia scale to detect the degree of fear of cases, in addition to measuring
the school adaptation for each A case of those who suffer from school
fear within the school, so we found through our study that school fear
affects the school adaptation process within the school in relation to the
case that we carried out in our study, and this may be due to the wrong
social upbringing, and the lack of psychological preparation of the child
to enter school in order to avoid Any problem that hinders his academic
path.
Key words: school fear, school adaptation.
‫فهرس المحتويات‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫اإلهداء‬
‫التقدير والشكر‬
‫ملخص البحث‬
‫فهرس المحتويات‬
‫أ‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪:‬مدخل الدارسة‬
‫‪3‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪4‬‬ ‫‪_1‬صياغة فرضية الدارسة‬
‫‪5‬‬ ‫‪_2‬أسباب اختيار الموضوع‬
‫‪6‬‬ ‫‪_3‬أهداف البحث‬
‫‪7‬‬ ‫‪_4‬أهمية البحث‬
‫‪8‬‬ ‫‪_5‬تحديد المفاهيم اإلجرائية‬
‫الفصل الثاني ‪:‬الخوف المدرسي‬
‫‪9‬‬
‫‪9‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪11‬‬ ‫‪_1‬مفهوم الخوف‬
‫‪11‬‬ ‫‪_2‬أسباب الخوف‬
‫‪12‬‬ ‫‪_3‬أعراض الخوف‬
‫‪13‬‬ ‫‪_4‬مفهوم فوبيا المدرسية‬
‫‪15‬‬ ‫‪_5‬ا لنظريات المفسرة لخوف المدرسي‬
‫‪17‬‬ ‫‪_6‬سمات األطفال الذين يعانون من الخوف المدرسي‬
‫‪19‬‬ ‫‪_7‬أعراض الخوف المدرسي‬
‫‪21‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصاللثال ‪ :‬التكيف المدرسي‬


‫‪21‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪22‬‬ ‫أوال _ ماهية التكيف‬
‫‪24‬‬ ‫‪_1‬تعريف التكيف‬
‫‪25‬‬ ‫‪_2‬أنواع التكيف‬
‫‪28‬‬ ‫‪_3‬أساليب التكيف‬
‫‪31‬‬ ‫‪_4‬العوامل األساسية في التكيف‬
‫‪32‬‬ ‫‪_5‬خصائص التكيف‬
‫‪34‬‬ ‫‪_6‬أبعاد و مجاالت التكيف‬
‫‪36‬‬ ‫‪_7‬نظريات التكيف‬
‫‪37‬‬ ‫ثانيا_التكيف المدرسي‬
‫‪38‬‬ ‫‪_1‬تعريف التكيف المدرسي‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪39‬‬ ‫‪_2‬التكيف المدرسي وبعض المفاهيم‬


‫‪41‬‬ ‫‪_3‬أبعاد التكيف المدرسي‬
‫‪42‬‬ ‫‪_4‬مظاهر التكيف المدرسي‬
‫‪43‬‬ ‫‪_5‬محددات التكيف المدرسي‬
‫‪45‬‬ ‫‪_6‬خصائص التكيف المدرسي‬
‫‪46‬‬ ‫‪_7‬أهمية التكيف المدرسي‬
‫‪48‬‬ ‫‪_8‬العوامل المؤثرة على التكيف المدرسي‬
‫‪49‬‬ ‫‪_9‬اضطرابات التكيف المدرسي‬
‫‪51‬‬ ‫‪_11‬عالج مشكلة سوء التكيف المدرسي‬
‫‪51‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنهجية للدارسة‬


‫‪53‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪54‬‬ ‫أوال _الدارسة االستطالعية‬
‫‪55‬‬ ‫‪_1‬اإلطار الزماني والمكاني للدراسة‬
‫‪56‬‬ ‫‪_2‬مواصفات حاالت الدراسة االستطالعية‬
‫‪57‬‬ ‫ثانيا _الدراسة األساسية‬
‫‪59‬‬ ‫‪ _1‬اإلطار الزماني والمكاني للدراسة‬
‫‪61‬‬ ‫‪ _2‬مواصفات حاالت للدراسة‬
‫‪61‬‬ ‫‪ _3‬منهج الدراسة‬
‫‪62‬‬ ‫‪_4‬أدوات الدراسة‬
‫‪63‬‬ ‫خالصة‬

‫الفصل الخامس‪:‬عرض الحاالت ومناقشة النتائج‬


‫‪65‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪66‬‬ ‫‪_1‬تقديم الحاالت‬
‫‪67‬‬ ‫‪_2‬عرض المقابالت وتاريخ أجرائها‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫‪_3‬تحليل معطيات المقياس‬
‫‪71‬‬ ‫‪_4‬تأويل مقابالت الحاالت‬
‫‪71‬‬ ‫‪_5‬ملخص عام عن الحاالت‬
‫‪72‬‬ ‫‪_6‬تحليل نتائج وتفسيرها‬
‫‪73‬‬ ‫الخاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫المالحق‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫للطفل أمهية كربى يف حياة كل اجملتمعات ‪،‬وكلما نقدم اجملتمع يف مضمار احلضارة وكلما زاد اهتمامه بأطفاله‬
‫وزادت أوجه الرعاية اليت يقدمها هلم ‪ ،‬وعلى ذلك فإن تربية الطفل وإعداده للحياة ليس أمرا سهال فقد تعرتي‬
‫هذا الطفل عدة مشكالت نفسية تؤثر عليه فاالهتمام باألطفال ضرب منضروب التحضري والرقي فضال عن‬
‫كونه مطلبا إنسانيا حمتوما والبد أن هتتم اجملتمعات بأطفاهلا وال يقتصر هذا االهتمام على األسرة فقط بل‬
‫أيضا على كل املربني يف املدرسة ‪ ،‬وذلك ألن الطفل اليوم هو رجل الغد ‪ ،‬إمنا يلقاه الطفل من اخلربات سارة‬
‫أو مريرة وقاسية برتك بصماته وأثاره على حياته فرتبية الطفل تربية سليمة نقوده إىل الطريق السوي اخلايل من‬
‫األشواك والعقوبات أما إذا كانت تربية غري سليمة فيستعرضهمشكالت تؤثر على حياته ‪.‬‬
‫ويعد ذهاب الطفل إىل املدرسة هناية عهد وبداية أخرى على املستويني الزمين والنفسي ‪ ،‬إذا أنه خربة‬
‫جديدة يف حياة الطفل الصغري ‪ ،‬لذلك جند األطفال يف بداية التحاقهم باملدرسة يف حالة شديدة من االنزعاج‬
‫والتوتر واالستشارة واخلوف ألهنا تبدو هلم عامل جديدا بكل أبعاده ومعامله ‪ ،‬فبعد أن ظل الطفل لضيق عالقة‬
‫حمدودة باألم واألب واملنزل ‪ ،‬جيد عاملا جديدا يبعد جغرافيا عن منزله ليس فيه أحد من أقارب أو جريانه ‪،‬‬
‫فضال عن عدم وجود والديه معه ‪ ،‬ومن هنا يظهر العديد من األطفال خماوف متباينة ومستويات من القلق‬
‫داخل املدرسة ‪ ،‬كما تعترب املدرسة إحدى العوامل بالغة األمهية من حيث تأثريها ومسامهتها يف منو شخصية‬
‫الطفل ‪.‬‬
‫وأيضا تعترب املدرسة مكان تفتح ومنو إمكانيات الطفل الفكرية والنفسية‪ ,‬فهي متثل عنصرا حمركا لتحقيق‬
‫أداء ذايت وإنتاجي يف حياة الطفل ‪,‬وليحقق هذا األخري التكيف معا البد من التفاعل بني مجيع مركبات‬
‫واملغريات هذه األخرية سواء البشرية أو املادية ‪,‬ولكن وجود أي خلل يف هذه العملية قد يؤدي إىل بعض‬
‫االضطرابات النفسية اليت تنشر بني األطفال يف مرحلة الطفولة ‪,‬ومن بينها خماوف املرضية من املدرسة حيث‬
‫يعرب الطفل فيها عن خوف شديد من حضور هذا الوسط ويرتجم ذلك جبملة من األعراض النفسية واجلسيمة‬
‫‪,‬وتبقى األسباب العامة هلذا االضطراب متعددة ختفي ورائها أسباب خاصة متعلقة أما بشخصية الطفل‬
‫وحميطه األسري أو بعامل آخر أساسي ذلك متعلق باملدرسة ذاهتا كمنظمة مركبة ومعقدة بالنسبة للطفل ‪.‬وهذا‬
‫مما ينعكس سلبا على جوانب النمو املختلفة لطفل والتفاعل واالتصال مع اآلخرين ‪,‬إضافة إىل اضطرابات‬
‫نفسية سلوكية أخرى ‪ ,‬وهناك تأثري آخر ميس اجلانب املعريف ومن حمصلته صعوبات مدرسية عند التلميذ نتيجة‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫فقدان األمن والشعور باخلوف والقلق ‪,‬كل هذا جيعل الطفل يف أطار نفسي ودارسي خاص قد مييز ها‬
‫التسرب الدراسي والفشل الدراسي ‪.‬‬
‫وطبقا لنظرية هرميةاحلاجات عند ماسلو‪Maslow‬اليت تصف احلاجات لدى الفرد إىل حاجات‬
‫بيولوجية وحاجات نفسية تعترب احلاجة إىل األمن من أهم احلاجات النفسية األساسية والضرورية للفرد واليت‬
‫البد من إشباعها حيت يستطيع األطفال داخل املدرسة حتقيق النتائج املعرفية اليت يأتون قصد تعليمها يف‬
‫املدرسة ‪ ،‬ولكن إذا أصبحت املدرسة فاشلة يف توفري األمان وإشباع هذه احلاجة لدى الطفل فإن تعليم الطفل‬
‫وتنشئته سوف يتأثر سلبا وبالتايل ينتشر اخلوف وقد يؤدي بالبعض إىل االعتقاد بأناملدرسةمل تعد هي املكان‬
‫والبيئة املثالية للتعلم والنمو ‪،‬وقد تعمل على خلق مناخ من اخلوف واالضطرابات االنفعالية وهذا ميثل عقبة يف‬
‫عملية التعلم وجيعل املدرسة عاجزة عن القيام بوظائفها الرتبوية وغريها من الوظائف األخرى ‪.‬‬
‫وقد تناولت الدراسة احلالية احدي املشكالت النفسية وهي اخلوف وأثره على التكيف املدرسي وقد احتوت‬
‫الدراسة على مخسة فصول قسمت كما يلي ‪:‬‬
‫اإلشكالية ‪ ،‬الفرضيات ‪ ،‬أمهية املوضوع ‪ ،‬أهداف الدراسة ‪ ،‬وأسباب اختيار املوضوع‪ ،‬مث تطرقنا يف الفصل‬
‫الثاين إىل مفهوم اخلوف وأسبابه ‪ ،‬وأعراض اخلوف‪ ،‬ومفهوم الفوبيا املدرسة ‪ ،‬ونظريات املفسرة للفوبيا املدرسية‬
‫ومسات األطفال الذين يعانون من الفوبيا املدرسية ‪،‬وأعراض اخلوف املدرسي‬
‫أما الفصل الثالث تضمن التكيف املدرسي‪ ،‬مفهوم التكيف ‪ ،‬وأنواعه‪ ،‬وأساليبه ‪،‬وعوامله ‪ ،‬وخصائصه‬
‫‪ ،‬وأبعاده وجماالته ‪ ،‬ونظريات التكيف ‪ ،‬ومفهوم التكيف املدرسي ‪ ،‬والتكيف املدرسي وبعض املفاهيم ‪،‬‬
‫وأبعاده ‪ ،‬ومظاهره ‪ ،‬وحمدداته ‪ ،‬وخصائصه ‪ ،‬وأمهيته ‪ ،‬والعوامل املؤثرة فيه ‪ ،‬واضطراباته ومشكالته ‪ ،‬وعالج‬
‫مشكلة سوء التكيف ‪.‬‬
‫والفصل الرابع يتمثل يف اإلجراءات املنهجية للدراسة والذي يتضمن مفهوم الدراسة االستطالعية‬
‫‪،‬مواصفات حاالت الدراسة االستطالعية ‪ ،‬واإلطار الزماين واملكاين للدراسة ‪ ،‬الدراسة األساسية ‪،‬مواصفات‬
‫حاالت الدراسة ‪ ،‬منهج الدراسة ‪ ،‬وأدوات الدراسة‬
‫ويف األخري تناولنا الفصل اخلامس الذي متثل يف عرض احلاالت ومناقشة النتائج الدراسة ‪.‬‬

‫ب‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫مدخل الدراسة‬
‫‪- 2‬إشكالية الدراسة‬
‫‪- 0‬فرضية الدراسة‬
‫‪- 3‬أسباب اختيار الموضوع‬
‫‪- 1‬أهداف الدراسة‬
‫‪- 5‬أهمية الدراسة‬
‫‪- 6‬التعاريف اإلجرائية‬
‫الفصل االول‪:‬مدخل الدراسة‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يغلب يف اليوم الدخول للمدرسة االبتدائية أن يكون يوما مشهورا يف حياة الطفل وكذلكالوالدين‪ ،‬فإن موقف‬
‫األطفال من املدرسة يف اليوم األول متنوع األشكال وردود الفعل لديهم متأثرة بعدد كبري من العوامل يكون‬
‫بينها موقف األهل و أقوال اإلخوة و األشخاص اآلخرين و اإلعداد السابق هلذا الدخول املدرسي‪ ،‬فالطفل‬
‫اآلن أمام مكان جديد وغري مرتبط و غري مألوفة بعد ما كان يف جو األسرة مليء بالدفء و االطمئنان و‬
‫أشكال املعاملة الوالدين و األساليب اليت اعتاد عليها‪ ،‬وهو اآلن يرتك جو األسرة ليدخل يف وسط جمتمع يبدو‬
‫ضاجا و يضم عدد كبري من األفراد ال يكاد يعرف واحد منهم األخ‪ ،‬وال يعرف وسائل التصرف األساسية يف‬
‫هذا اجملتمع و الضوابط و األساليب لتعايش مع األشخاص الذي أصبح جزء و عضوا منهم بينما كان يف‬
‫البيت ميارس عددا من األساليب الناجحة أو الكافية اليت ختتلف عن البيئة املدرسية وكل هذا التغري الذي يطرأ‬
‫على الطفل الذي يسبب بعض املشاكل التقيد تعيق تكيفه داخل املدرسة كالقلق والتوتر و اخلوف‪ ،‬وكذلك‬
‫قد جيعلهم يعيشون حياة ‪,‬وغري قادرون على مواجهة التحديات اجلديدة اليت تواجههم يف حياهتم سوءا كانت‬
‫يف األسرة أو املدرسة ‪.‬‬
‫ويعد اخلوف من الناس و املدرسة أو اخلوف من املدرسني أشد أنواع اخلوف تأثريا يف حياة الطفل إذ جيعله‬
‫يتحاشى ملوقف يعرضه للمقابلة أو مواجه الناس لكونه يؤدي إىل السيطرة إحساس غريب عليه بأنه حمط‬
‫انتقادهم أو أهانتهم أو بأن يرتكب محاقة تعرضه للسخرية‪ ،‬وهذا يتمثل مشكلة له و يكون غري ا رضي عن‬
‫نفسه و قد يعوق تقدمه يف جماالت حياته الدراسية املختلفة و بالتايل يكون غري متكيف دراسيا فنالحظ أن‬
‫هذه املشكلة تظهر بكثرة عند تالميذ السنة األوىل ابتدائي فهم من يشتكون عادة من هذه املشكلة عدم‬
‫التكيف االجتماعي يف اجلو املدرسي فيجد املعلمون صعوبة بالغة يف ضبطهم‪ ،‬و حماولة جذهبم إىل اجلو‬
‫املدرسي االجتماعي‪ ،‬حيث أهنم قد جيهشون بالبكاء ملدة تفوق األسبوع أحيانا و ال يتوقف األمر عند ذلك‬
‫احلد‪ ،‬بل يصبح التلميذ عاجزا عن التكيف معا زمالئه و معلميه يف الفصل‪ ،‬فال يكون له رفيق يف الفصل وقد‬
‫يكون يف حالة تقلب امل ا زج إىل االنطوائية‪ ،‬وقد أكدت الدراسة اليت أجراها العاملان النفسانيان جرسوهلوملر‪.‬‬
‫أن معرفة مدى املخاوف اليت يعاين منها األطفال ما قبل املدرسة‪ ،‬حيث سجلت خماوفاألطفال والظروف‬
‫املتصل هبا ملدة ‪12‬يوما‪,‬وقد أظهرت نتيجة الدراسة أن خماوف األشياء احلقيقية مثل الضوضاء و األشخاص و‬
‫احلركات املفاجئة كانت تتناقص بتقدم العمر املخاوف من الظواهر الطبيعية مثل الرعد و األمطار فكانت تزداد‬
‫بتقدم العمر‪ ،‬كما لوحظ إن العالمات النفسية املرتبطة باخلوف كانت تتمثل بالبكاء و اهللع كانت تتناقص من‬

‫‪3‬‬
‫الفصل االول‪:‬مدخل الدراسة‬

‫حيث و الشدة كما تقدم الطفل بالعمر و قد أوضحت بعض الدراسات عن خماوف املدرسية اليت يعاين منها‬
‫األطفال وعدم تكيفهم يف البيئة احمليطة هبم ومن بني دراسات نذكر منها‪:‬‬
‫‪_2‬دراسة كاميليا عبد الفتاح و آخرين‪2982‬م‪:‬بعنوان خوف األطفال عند الدخول إىل املدرسة كان هدف‬
‫الدراسة هو التعرف على خماوف األطفال عند دخوهلم إىل املدرسة اختريت عينة الدراسة من ثالث دور‬
‫حضانة و ست مدارس ابتدائية يف مدينة القاهرة حيث بلغ عدد األطفال ‪77‬طفال وطفلة بواقع ‪ 12‬طفل‬
‫و‪63‬طفلة وتكون أدوات الدراسة من االستمارة جلمع البيانات عن األطفال الذين اظهروا اخلوف من املدرسة‬
‫يف األسبوع األول من الدراسة وأظهرت النتائج إن الطفل الذي ليس له خربة باملدرسة أكثر خوفا من اقرأنه‬
‫حيث يبدي عدم انسجامه معهم كذلك أظهرت من النتائج الدراسة أن احلنان الزائد من األم و تدليلها حبيث‬
‫تتساهل معه يف املواقف والتغذية الطبيعية و تأخر الفطام كما إن التشدد يف الرضاعة ووضع جدول لضبط‬
‫اإلخراج يشعر الطفل بعدم الطمأنينة‪ (.‬محمد خير أحمد الفوال‪0220،،‬ص‪).55‬‬
‫‪_0‬دراسة نزل رود جينا ‪:1894‬كان اهلدف منها حتديد العوامل اليت تؤثر على رفض املدرسة لدى أطفال‬
‫املدرسة االبتدائية يف املدارس العامة يف والية أبالش األمريكية وتكونت العينة من ‪40.6‬طفال و طفلة أما‬
‫األدوات فكانت عبارة عن استمارة قصرية وزعت على معلمني أقسام البالغ عددهم ‪166‬معلم‪ ،‬و اليت تدور‬
‫حول املدرسة و سلوك رفض الطفل للمدرسة ‪،‬وأظهرت نتائج الدراسة إن ‪%16.4‬من أطفال العينة بدت‬
‫عليهم أعراض رفض املدرسة بصورة واضحة‪ ،‬و كان اغلب التالميذ الرافضني للمدرسة ذكور وأكثر من الثلث‬
‫كانوا أطفال صغارا وأظهرت الدراسة أيضا وجود جمموعة من العوامل تعد مسؤولية عن سلوك الرفض هي‬
‫النظام الدراسي ‪,‬البعد عن الزمالء أو األشقاء ‪,‬مطالب الدراسية الكثرية ‪(.‬محمد خير أحمد الفوال‪،‬‬
‫‪1121‬ص‪).57‬‬
‫‪_3‬دراسة عباس محمود _مدحت عبد الحميد عبد اللطيف ‪2992:‬بعنوان اخلوف من املدرسة لدى‬
‫األطفال‪ ،‬هدفت الدراسة بتصميم مقياس لتقدير اخلوف املرضي من املدرسة و تقنينه على شرحية من التالميذ‬
‫املدرسة االبتدائية إضافتا إىل معرفة الفروق بني اجلنسني يف اخلوف املرضي من املدرسة‪ ،‬وقد قام الباحثان‬
‫بدراسة استطالعية قوامها (‪ 2) ..‬من التالميذ األقسام الرابعة واخلامسة وكانت العينة مناصفة بني الذكور و‬
‫إلناث بقصد حتقيق من صدق املقياس اخلوف املرضي من املدرسة لدى األطفال و ثباته‪ ،‬وأثبتت الدراسة عدم‬
‫وجود فروق بني اجلنسني فياخلوف املرضي من املدرسة بني التالميذ العينة‪.‬‬
‫بعد استعراض الدراسات حول املخاوف املدرسية اليت قدمها الباحثون و اليت تضمنت أمهالعناصر األساسية‬

‫‪4‬‬
‫الفصل االول‪:‬مدخل الدراسة‬

‫يف دراساهتم من حيث املوضوع والسنة واهلدف والعينة و األدوات املستخدمة أخريا أهم النتائج اليت قد‬
‫حتصلت عليها الدراسة‪ ،‬فقد تناولت و متحورت هذه الدراسات املخاوف لدى تالميذ من املدرسة ‪ ,‬والتعرض‬
‫على أهم العوامل اليت سامهت يف ظهور هذه املخاوف ورفض املدرسة كما أن بعض الدراسات درستاملخاوف‬
‫أكثر شيوعا بينما هنالك دراسات تناولت الفروق بني املخاوف اجلنسني الذكور واإلناث ‪ ,‬إال أن الدراسات‬
‫أمهلت التأثري هذه املخاوف لدى تالميذ االبتدائية يف عملية التكيف املدرسي ومن هنا نطرح التساؤل التايل ‪,‬‬
‫هل يؤثر اخلوف املرضي على التكيف املدرسي عند الطفل ؟‬
‫‪_0‬الفرضية‪:‬‬
‫يؤثر اخلوف املرضي على عملية التكيف املدرسي عند الطفل ‪.‬‬
‫‪_3‬أسباب ودوافع اختيار الموضوع ‪:‬‬
‫‪_2‬الذاتية ‪:‬‬
‫كوننا دارسني يف علم النفس املدرسي ‪ ,‬أردنا أن نسلط الضوء على هذه الفئة اليت حتتاج الرعاية واالهتمام ‪.‬‬
‫‪_0‬الموضوعية ‪:‬‬
‫‪ ‬البحث عن األسباب والعوامل املؤدية للخوف لدى تالميذ اإلبتدائي وتأثريها على التكيف املدرسي من‬
‫أجل التوعية والتحسني أولياء األمور العاملني يف احلق الرتبوي من معلمني ومدراء ومرشدين بطرق سليمة‬
‫‪ ‬معرفة مدى خطورة هذا الشكل يف الوسط املدرسي وخاصة ما يتعلق بالتكيف املدرسي لألطفال املرحلة‬
‫االبتدائية‬
‫‪ ‬عدم توفري يف املدارس االبتدائية على خمتصني ومرشدين مؤهلني اليت يعتمد عليها من الناحية‬
‫الكيفية والنفسية يف إعداد التالميذ إعدادا نفسيا وعلميا كافيا لريتفع به إىل املستوى املطلوب ‪.‬‬
‫‪_1‬أهداف البحث ‪:‬‬
‫_ يهدف هذا البحث إىل تسليط الضوء على من مشاكل الطفولة وهي اخلوف من املدرسة مساعدة األطفال‬
‫الذين يعانون من املخاوف املدرسية يف التكيف املدرسي وذلك باإلرشاد والتكفل‬
‫_معرفة مدى تأثري اخلوف على التكيف املدرسي ‪.‬‬
‫‪ ‬الوصول إىل العالقة اليت تربط بني اخلوف والتكيف املدرسي ‪.‬‬
‫‪ ‬حماولة الوصول إىل حلول واقرتاحات لتحقيق هذا املشكل ‪.‬‬
‫‪ ‬معرفة األسباب املؤدية هلذه املشكلة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل االول‪:‬مدخل الدراسة‬

‫‪ ‬معرفة انتشار هذه الظاهرة عند األطفال‬


‫‪ ‬الوقوف على حقيقة اخلوف املرضي الذي يصدر من التالميذ ومدى تأثريه على التكيف املدرسي ‪.‬‬
‫‪_5‬أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫_تكمن أمهية الدراسة يف نوعية املوضوع املعاجل فيعد موضوع اخلوف املرضي وعالقته بالتكيف املدرسي من‬
‫املواضيع اليت أختلف فيها العلماء واملفكرين ‪.‬‬
‫_نظرا لألمهية الطفولة االبتدائية ومستقبلهم ومدى حتقيق النجاح املدرسي الذي يرتبط بالتكيف املدرسي اجليد‬
‫_لكشف عن مستوى اخلوف عند األطفال يف املدارس ‪.‬‬
‫_للكشف عن تأثريات اخلوف عند األطفال يف املدرسة ‪.‬‬
‫‪_6‬التعاريف اإلجرائية ‪:‬‬
‫‪_2‬الخوف المدرسي ‪ :‬هو حالة انفعالية تظهر لدى األطفال أثناء آو بعد الدخول املدرسي وذلك النتقاله‬
‫من اجلو األسري إىل جو املدرسي وهنا تنشا عملية اخلوف وهو الدرجة املتحصل عليها يف مقياس الفوبيا‬
‫املدرسية من إعداد رياض نايل (‪.)2991‬‬
‫‪_0‬التكيف المدرسي ‪ :‬ويقصد به القدرة يف حتقيق االستقرار النفسي والعقلي واجلسمي باالعتماد على نفسه‬
‫وحتقيق ذاته وإقامة عالقة مع أقرانه يف الصف ‪,‬وحتقيق قدر كاف يف التوازن مع البيئة االجتماعيةواملدرسية وهو‬
‫الدرجات اليت حيصل عليها من املقياس التوافق املدرسي ‪ ،‬يؤثر اخلوف املرضي على عملية التكيف املدرسي‬
‫عند الطفل ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تمهيد‬
‫‪_2‬مفهوم اخلوف املدرسي‬
‫‪_1‬أسباب اخلوف املدرسي‬
‫‪_6‬أعراض اخلوف املدرسي‬
‫‪_1‬مفهوم فوبيا املدرسة‬
‫‪_1‬النظريات املفسرة لفوبيا املدرسة‬
‫‪_3‬مسات األطفال الذين يعانون من فوبيا املدرسة‬
‫‪_7‬أعراض فوبيا املدرسة‬
‫*خالصة‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعترب اخلوف من االنفعاالت الشائعة يف حياة الطفل اليت تالزمه يف مراحل متقدمة من عمره‪ ,‬كما أن للخوف‬
‫عند الطفل اثأر قد تكون سلبية آو اجيابية على شخصية الطفل ويف الفصل سنتطرق إىل مفهوم اخلوف‬
‫املدرسي أو الفوبيا املدرسية بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪_2‬تعريف الخوف‬
‫لغة‪:‬‬
‫الفزع خافه خيافه وخفية وخمافة وخوف الرجل إذا جعل فيه اخلوف وخوفته ‪:‬إذا جعلته حبالة خيافه الناس وقيل ‪:‬‬
‫جعل الناس خيافون منه{إن مادكم الشيطان خياف أولياءه}آل عمران أية ‪.}271‬‬
‫اصطالحا ‪:‬‬
‫يعرف على حسب كل باحث على النحو التايل‪ :‬هناك خوف طبيعي وخوف عادي مثل اخلوف من الكلب‬
‫أو التعرض إيل للعقاب كما إن هناك خوف من انتقاله من البيئة األسرية اىل البيئة املدرسية أو الروضة ألول‬
‫مرة ‪( .‬مسري قوته ‪1111,‬ص‪) 13‬‬
‫يعرف على انه نوع خاص الذي ال يتناسب ملا تقضيه املوقف ‪ ،‬والميكن تفسريه أو التخلص منه بالتفكري وهو‬
‫خارج التحكم اإلرادي كما انه يؤدي إيل حتسني املوقف املخيف ‪(.‬حممد عثمان جنايت ‪,‬دس ‪,‬ص ‪.)11‬‬
‫ويعرف أيضا ‪:‬انه على عاطفة مصيبة سببها إدراك خطر ما إن املخاوف قد تكون مكتسبة أو تعليمية ’وهناك‬
‫خماوف غريزية ‪ ،‬مثل األصوات العالية ‪ ،‬أما املخاوف الغري معقولة تسمى باملخاوف املرضية كاخلوف عند‬
‫األطفال من الظالم والعزلة ’وهناك خماوف نفسية مثل اخلوف من املدرسة ’أو االمتحان فيخاف من الفشل أو‬
‫التعرض للعقاب‪(.‬عبد الغين ‪،299،‬ص‪)219،‬‬
‫لقد تعدد التعاريف حول هذا املوضوع لكن يبقي واحد ‪ ،‬فإن اخلوف عند الطفل حالة انفعالية تصيبه خالل‬
‫مرحلة معينة وقد تزول عند زوال املثري الذي يسبب اخلوف للطفل ‪ ،‬ويف حبثنا هذا ستطرق إىل مفهوم اخلوف‬
‫املدرسي عند بصفة خاصة وحتاول الرتكيز عليه بدقة ‪ ،‬وعلى تأثريه على التكيف املدرسي‪.‬‬
‫‪_0‬أسباب الخوف ‪:‬‬
‫هناك عوامل عديدة تثري وتعزز اخلوف لدى األطفال ‪ ،‬حبيث يصبح اخلوف مظهراملايعانيه الطفل من اضطرب‬
‫نفسي‪ ،‬وختتلف األسباب باختالف البيئة االجتماعية والثقافية اليت ينشأ فيها الطفل وأمهها‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪:2_2‬األساليب الخاطئة في التربية ‪:‬‬


‫يتحدث بعض اإلباء أمام أطفاهلم عن العقاب يف املدارس ‪،‬ويصفون املدرسة واملدرس بأنه قاسي القلب ‪،‬وانه‬
‫يستعمل أسلوبا قاسيا لتأديب األطفال ‪،‬ويذكرون حادث اعتداء وقع بني األطفال يف املدرسة ‪ ،‬األمر الذي‬
‫يؤدي إىل زرع اخلوف والرعب يف نفسه حبيث يصبح خائفا من املدرسة ويتحاشاها بكل األساليبوإن أجرب‬
‫عليها فإنه يصاب ببعض السلوكيات كالتلعثم‪ ،‬والتبول الليلي ‪،‬ومص اإلهبام ‪،‬واإلصابةبأنواع القلق‬
‫واالضطراباتالنفسيةاملتخلفةفالرتبية املبنية على اخلوف فاسدة ضارة ومضادة لكرامة اإلنسان ومنو شخصيته‬
‫‪،‬كما أن األساليبالرتبية املتزمتة والعطف الزائد وعدم املساواة بني األطفال توجد اخلوف لديهم وتؤدي اىل‬
‫فقدان الثقة بكل احمليطني هبم ‪،‬كذلك توقعات اآلباء املبالغ فيها من األساليب اليت تؤدي إىل ظهور اخلوف‬
‫لدىل األطفال ويقمعون انفعاالهتم ‪ ،‬وهذه األساليب ال تستأصل اخلوف عندهم بل تزيد خماوفهم ‪(.‬عبد‬
‫اللطيف حسني فرح ‪ ،1112،‬ص ‪.)22 ،‬‬
‫_‪:0_2‬الجهل‪:‬‬
‫بعكس الوعي واإلدراك ’يكون اجلهل مباهية الشيءدافعا للخوف‪.‬‬
‫_‪:3_2‬التقليد‪:‬‬
‫يتعلم األطفال اخلوف يف كثري من األحيان عن طريق تقليد لكبار واإلخوة والزمالء ’وقد أدلت الدراسات على‬
‫انه يوجد لدى األطفال شديدا اخلوف واحد من الوالدين على األقل مصاب مبخاوف شديدة ’فاألم ختاف‬
‫من احلشرات مثل واملرتفعات فتنقل خوفها غري مباشر الطفاها ‪.‬‬
‫وهذا وقد اقر اغلب املرضى املتقد ميني يف السن والذين يعانون من خماوف أهنم عانوا من اخلوف انثناء‬
‫طفولتهم ‪ ،‬وغالبا ما كانت أماهتم يعاين من خماوف يف طفولتهن‪.‬‬
‫يري البثا حون خوف األطفال الذي يتم تعلمه عن طريق التقليد يكون درجة كبرية من الثبات والبقاء‪(.‬حممود‬
‫‪ ،‬ص‪.)211‬‬ ‫حممد أبوسريع ‪،‬‬
‫‪:1_2‬العامل النفسي‪:‬‬
‫اإلحساس بالذنب واخلوف من االنتقام والعقوبة‪ ،‬واإلحساس بقطاة اجلرمية هي دافعا نفسي يبحثعن‬
‫االضطراب وبروز حاالت اخلوف‬

‫‪11‬‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪:5_2‬التجارب الخاطئة ‪:‬نشأ اخلوف أحيانا لتجارب سيئة ومؤملة مر هبا‪ ،‬كخوف طفل من زيارة الطبيب‬
‫ألنه سبق وحقنه بإبرة موجعة ‪ ،‬وهنا يسعى اإلنسان لتفادي لوقوع يف حالة متشاهبة ‪( ،‬بيري داكوا‪،‬‬
‫االضطرابات النفسية ‪ ،1117 ،‬ص‪.)117‬‬
‫‪:1‬أعراض الخوف ‪:‬‬
‫ميكن تقسيم أعراض اخلوف اىل نوعني ‪:‬‬
‫_األعراضالظاهرية‪ :‬وهي جمموعة من التغريات الطبيعية اليت تطر أعلى اإلنسان وميكن مالحظتها مثل‪:‬‬
‫_ظهور قطرات العرق على الوجه ’واالمحرار يف كثري من األحيان‪.‬‬
‫_جفاف الفم وقد تصعب حركات اللسان يف داخله ’مما يعسر عملية النطق‪.‬‬
‫_شحوب اللون واالصفرار الوجه والذهول‪.‬‬
‫_التعب املفرط وشعور بالتعب‪.‬‬
‫_برودة األطراف والشعور بالقشعريرة ‪.‬‬
‫_الرغبة بالتبول أو الذهابللحمام‪.‬‬
‫_صعوبة يف التنفس‪.‬‬
‫_فقدان الشهية للطعام‪.‬‬
‫_الشعور بفقدان الوعي أوالدخول يف حالة إغماء‪.‬‬
‫_األعراض واآلثار الداخلية‪:‬‬
‫وتؤثر هذه احلالة الشعورية أيضا على داخل اإلنسان مما حيدث فيه من جمموعة من التغريات اليت تربز يف عدة‬
‫صور مثل‪:‬‬
‫‪ ‬الشعور باحلرية ‪.‬‬
‫‪ ‬املزاج‪.‬‬
‫‪ ‬تقلص األوتار الصوتية ‪(.‬شرادينادية ‪ ، 1111 ،‬ص‪.)66‬‬
‫"انطالق من موضوع الدارسة الذي ذكرناه بصفة عامة‪ ،‬فسنحاول تسليط الضوء على العنصر الذي حنن‬
‫بصدده دراسته وهو املخاوف املدرسية اوالفوبيا املدرسية ‪.‬‬
‫‪_2‬المخاوف المدرسية ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تظهر الغالبية من االطفال الرفض الذهاب اىل املدارس ‪ ،‬وتصل اىل مقاومة يف الكثري من األحيان اىل الرفض‬
‫التام ‪ ،‬وعلى الرغم من ان معظم األطفال يظهر لديهم قلق حول الذهاب اىل املدرسة ‪ ،‬فأن هذا غالبا مايزول‬
‫بدون عالج وهناك حاالت يستمر فيها رفض او اخلوف مدة طويلة ‪.‬‬
‫فقد يستخدمون الكثري من احليل املاكرة للبقاء بعيدا عن املدرسة ‪ ،‬فقد تظهر لدى األطفال الذين يعانون من‬
‫خوف مدرسي اغراض بدنية للقلق أكثر مما يظهر لدى األطفال الذين يتهربن من املدرسة ‪ ،‬وخاصة االعراض‬
‫اليت تظهر يف صعوبات األكل والنوم الغري عادي والقي‪.‬‬
‫ففي العادة فأن الطفل يرفض ببساطة ان يذهب اىل املدرسة ‪ ،‬وقد ال يبدي األطفال سببا لرفضهم ملدرسة ‪،‬‬
‫فقد يشكو ن من ان األطفال اآلخرين يتنمرون عليهم ‪ ،‬أو يشعروهنم حباسبة فيما يتعلق مبظهرهم ‪ ،‬او خيشون‬
‫من خلع مالبسهم أمام االطفال اآلخرين آو الدخول اىل املرحاض ‪ ،‬او اخلوف من احد املدرسني ‪ ،‬ويبدي‬
‫بعض األطفال أسبابا أخرى لعدم الذهاب اىل املدرسة كإغماء أو القي‪...‬‬
‫_وتظهر املخاوف الطفل بطريقة غري مباشرة من خالل ظهور اغراض فتشمل الغثيان والصداع ‪ ،‬واإلسهال ‪،‬‬
‫واألمل يف البطن او الساق مع ظهور مشكالت يف األكل واالضطراباتفي النوم ‪ ،‬ومما جيعلهم يوافقون على‬
‫بقائه يف منزل ومبجرد عودته اىل املدرسة صباحا ‪ ،‬فأن اإلصرار على ذهاب اىل املدرسة يولد لديه‬
‫اخلوف‪(.‬حممد عثمان جنايت ’التعايش مع اخلوف ‪ ، 2997 ،‬ص‪.)111‬‬
‫‪-0‬مفهوم فوبيا المدرسية‪:‬‬
‫تعد فوبيا املدرسة احدي خماوف املرضية يف الطفولة واليت جتذب انتباه الكثري وذلك لتأثريها على نفسية‬
‫الطفل ومنون االنفعايل واالجتماعي ‪ ،‬فيشردا فسوان ونيلي "ان فوبيا املدرسية يف أشكاهلا البسيطة ميكن ان‬
‫تكون واحدة من االضطرابات املسببة لإلعاقة يف املراحل الطفولة وتستمر يف ها لعدة سنوات ‪.‬‬
‫_ وتعرف فوبيا املدرسة أيضا على أهنا خوف الطفل الشديد أو احلاد من ذهاب اىل املدرسة ويظل القلق الذي‬
‫يرتبط باملوقف املدرسي قويا وشديدا لدرجة إن الطفل ال ميكنه البقاء باملدرسة ‪.‬‬
‫_ويعرف دافسون وآخرون إن فوبيا املدرسة بأهنا مقاومة الذهاب اىل املدرسة بسب اخلوف حاد مقرتن‬
‫هذا الرعب مصحوبا بإعراض جسمانية خاصة يف اجلهاز اهلضمي‬ ‫باملدرسة ‪ ،‬وعادة يكون‬
‫‪(.‬املعوي)وتستخدم هذه الشكاوى اجلسمية كأداة مساعدة لتربير البقاء يف البيت ‪ ،‬وختتفي هذا الشكاوي‬
‫عندما يتأكد الطفل من أنه لن يذهب اىل املدرسة ‪ ،‬واإلعراض اليت يشتكي منها الطفل إال إغماء أو‬

‫‪12‬‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الشكاوي من امل باملعدة عند اإلفطار ‪(.‬سليمان حجاري ‪،‬فعالية التدريب على املهارات يف سيكولوجية‬
‫التكيف ‪،1111,‬ص‪.)11‬‬
‫وتعرف بأهنا عبارة عن خوف شديد غري منطقي مرتبط بذهاب الطفل اىل املدرسة ’ويصاحب هذا اخلوف‬
‫اضطرابات وجدانية وانفعالية شديدة تظهر يف صورة أعراض مرضية كاخلوف احلاد واملزاج املتقلب ’واالجتاهات‬
‫غري السوية حنو املدرسة ‪(.‬رياض نايل ‪ ،‬دارسة إكلينيكية للبينية النفسية األطفال‪ ،2991 ،‬ص‪.)11‬‬
‫هناك شبه اتفاق بني التعريفات السابقة الذكر يف النقاط التالية ‪:‬‬
‫إن فوبيا املدرسة هي خوف العقالين أو القلق من احلضور اىل املدرسة يؤدي اىل مقاومة الذهاب اىل املدرسة‬
‫‪،‬كما أن فوبيا املدرسة فرتات انقطاع جزئية أو كلية من املدرسة ما جيعلها من مصادر التسرب الدراسي‪.‬‬
‫(زينب شقري ‪ ، 1111 ،‬ص‪.)11‬‬
‫‪:-3‬النظريات المفسرة لفوبيا المدرسة‪:‬‬
‫نظرية التحليل النفسي ‪:‬‬
‫طبقا لنظرية فرويدا يف التحليل النفسي نشأ خماوف املرضية من رغبات غري مرغوب فيها ‪ ،‬كتبها الطفل لينساها‬
‫عندما األنا يف كتب هذه الرغبات ‪،‬وتلح يف ظهور ‪ ،‬تدرك األنا التهديد ‪،‬وتشعر باخلوف الزائد من ظهورها‬
‫‪،‬مث يسقط اخلوف على شيء مثل املاء أو الثعبان أو احلصان أو غريها ‪,‬وتصبح هذه األشياء مصدر اخلوف‬
‫شديد بالنسبة له ’ يسعى اىل اجتبناها واهلروب منها ولذا تكون الفوبيا من وجهة نظرية فرويدا وسيلة اهلروب‬
‫حلماية الشخص اإلفصاح ‪.‬‬
‫يري علماء التحليل النفسي إن فوبيا املدرسة تنشأ عن قلق االنفصال الذي يشعر به الطفل وأمه عند ذهابه‬
‫اىل املدرسة ‪،‬كالطفل املدلل يكون عادة متعلقا بأمه ‪،‬وأمه متعلقة به ‪ ،‬وال يستطيع أي منهما االبتعاد عن‬
‫اآلخر ‪ ،‬وإذا يصبها القلق انفصال عندما يذهب الطفل اىل املدرسة ‪ ،‬ألن الطفل ال يرغب يف ترك أمه وخياف‬
‫ابتعاد عنها ‪ ،‬واألم ال ترغب يف ترك طفلها وختاف عليه فتظهر أعراض اخلوف املدرسي عند الطفل ‪(.‬عبد‬
‫الرمحن عيسوي‪ ،‬أمراض العصر واألمراض النفسية والعقلية ’‪,2997‬ص‪.)21‬‬
‫_النظرية السلوكية‪:‬‬
‫تفسر املدرسة السلوكية أن الفوبيا املدرسة نوع من أنواع التعلم الشرطي ‪ ،‬ارتبطت فيه أحداث استجابة املثري‬
‫األصلي ‪ ،‬بأحداث مثري غري طبيعي ويري السلوكيون إن إزالة أو إضعاف هذه املخاوف يتطلب وجود‬
‫استجابة مناسبة الستجابة اخلوف ‪ ،‬وميكن تعلم هذه االستجابة بطريقة رمسية عن طريق العالج‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ويري إتباع املدرسة السلوكية إن الفوبيا املدرسة قد يتعلمها الفرد من خالل علمية التقليد أو عن طريق الفائدة‬
‫أو األمهية اليت تعود عليه كنتيجة هلذه االستجابة ‪ ،‬فاستجابة التجنب و االبتعاد عن مصادر اخلطر يصاحبه‬
‫املكافأة واإلشباع ‪ ،‬لذلك يتعلمها الطفل فالطفل الذي يرغب يف إن يظل ملتصقا بأمه خيتلق أسبابا لالعتذار‬
‫عن الذهاب إىل املدرسة ‪ ،‬وإذا وافقته أمه يشعر باملكافأة بالبقاء يف املنزل جبوارها وعلى ذلك يتجنب الطفل‬
‫الذهاب اىل املدرسة ‪ ،‬ألن عدم الذهاب يؤدي اىل حصوله على مكافأة وعلى نتائج مرضية بالنسبة له‪(.‬عبد‬
‫الرمحن عيسوي ‪،‬نفس املرجع ‪ ،2997 ،‬ص‪.)21‬‬
‫‪_1‬أنواع الفوبيا المدرسة ‪:‬‬
‫تأخذ فوبيا املدرسة بني األطفال عدة أنواع فقد توصل "هان وبيك" إىل نوعني من الفوبيا املدرسية مها‪:‬‬
‫‪_2_1‬النوع العصبي‪:‬‬
‫وهم أطفال صغار وأ غلبهم من البنات يظهرن ردود فعل دراماتيكية وبداية عاجلة للخوف وهؤالء األطفال‬
‫متكيفني بشكل حسن مع السبب املباشر هلذا النوع وهو وجود عقدة من جهة األم ‪.‬‬
‫‪_0_1‬النوع المزمن‪:‬‬
‫يوجد هؤالء األطفاألكرب سنا من جمموعة األوىل ‪ ،‬وقد تبني أهنم يعانون من اضطرابات انفعالية أكثر وضوحا‬
‫من الفئة األوىل ‪ ،‬إضافة إىل إن هؤالء األطفاألظهروا تارخيا مرضيا فعليا ‪.‬‬
‫إما هري سوف فقد قسم فوبيا املدرسة اىل ثالثة أنواع تبعا للعالقات داخل األسرة واملدرسة‪:‬‬
‫_النوع األول‪:‬وفيه تكون أألم متساحمة واألب هادئ بينما الطفل يف البيت كثري اإلحلاح وكثري املطالب ‪ ،‬ويف‬
‫املدرسة خجول‪.‬‬
‫_النوع الثاني‪ :‬األم متساحمة واألهبادئ بينما الطفل يف البيت مطيع ‪ ،‬ويف املدرسة خجول ‪.‬‬
‫_النوع الثالث‪ :‬األم متساحمة واألب هادئ بينما الطفل يف البيت عنيد ويف املدرسة ودود‪(.‬نفني زيور‬
‫‪،2992،‬ص‪.)211‬‬
‫‪_5‬سمات األطفال الذين يعانون من الفوبيا المدرسة‪:‬‬
‫توجد بعض السمات اليت يشرتط الذين من يعانون من فوبيا املدرسة فيصف جرين وآخرون ‪،‬األشخاص‬
‫الذين يعانون من فوبيا املدرسة باالتكاليةواالعتماد على اآلخرين والعجز االجتماعي‪.‬‬
‫بينما يري رياض نايل بأن األطفال الذين يعانون من فوبيا املدرسة يتسمون باخنفاض يف تقدير الذات‬
‫‪،‬اضطراب الصورة الوالدية التيبدأت متذبذبة بني السليبة واإلمهال وبني احلماية الزائد‪ ،‬اضطراب الصورة الوالدية‬

‫‪14‬‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫اليت يعيش فيها الطفل ‪ ،‬وقد بدت قاسية ومتوحشة يكتنفان الغموض واخلوف اضطراب العالقة بني اإلفراد‬
‫األسرة (األم‪ ،‬األب‪ ،‬اإلخوة )بعضهم البعض ‪ ،‬والطفل الفوبيا لديه مشاعر من اخلزن والكآبة واخلوف من‬
‫العدوان اخلارجي مع وجود ميول عدوانية لديه اجتاه البيئة األسرية واملدرسية ‪ ،‬افتقاره‪ ،‬االتزان االنفعايل‬
‫والوجداين والشخصي ‪.‬‬
‫أما زينب شقري فتذكر أن من مسات شخصية األطفال الذين يعانون من الفوبيا املدرسة العدوانية ‪،‬القلق ‪ ،‬امليل‬
‫إىل االنسحاب واالنعزال‪،‬غري ناضجني اجتماعيا ‪،‬متعلقون بأمهاهتم بدرجة كبرية ‪(.‬زينب شقري ‪ ،‬نفس مرجع‬
‫‪،1111 ،‬ص‪. )169‬‬
‫‪-6‬أعراض فوبيا المدرسة‪:‬‬
‫هناك أعراض اتفق عليها الباحثني الذين حبثوا يف فوبيا املدرسة ومت تقسيم أعراض اىل نوعني مها‪:‬‬
‫‪_2/6‬أعراض جسيمة وتتضمن األعراض التالية‪:‬‬
‫_الصداع ‪،‬الدوخة أو اإلغماء وإال حساس باإلعياء ‪.‬‬
‫_أمل يف املعدة واألمعاء ‪.‬‬
‫_القي‪.‬‬
‫_التبول الالإرادي والذهاب اىل دورات املياه بصورة متكررة‪.‬‬
‫_أمل يف احللق مثل صعوبة البلع ‪.‬‬
‫_اإلسهال‪.‬‬
‫_ارجتاه األطراف وأمل يف الساق ‪.‬‬
‫_شحوب الوجه واالصفرار ‪.‬‬
‫_احلمى الزائدة ونزالت الربد‪.‬‬
‫‪ 0/6‬أعراض نفسية واجتماعية‪:‬‬
‫_البكاء والتوسل لآلهل بالبقاء يف البيت وشدة احلساسية اليت تؤدي إيل البكاء ‪.‬‬
‫_القلق الشديد‪،‬احلزن الشديد واالكتئاب ‪.‬‬
‫_استعمال العنف أحيانا‪.‬‬
‫_التناقص االنفعايل وعدم الثبات االنفعايل‪.‬‬
‫_أحالم اليقظة‬

‫‪15‬‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫_نوبات الغضب أحيانا‬


‫_االنطواء والعزلة االجتماعية‬
‫االنسحاب االجتماعي (نفني زيور ‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،2991،‬ص‪)67‬‬
‫كل هذه األ عراض قد تؤدي عاجال أو أجال اىل املوافقة لبقاء الطفل يف املنزل وال يذهب إىل املدرسة ‪ ،‬ومبجرد‬
‫أن يطمئن الطفل إىل أنه ميكن أن يبقي يف البيت ‪،‬فإن هذه األعراض عادة ما هتدأ أو ختمدفريجع الطفل إىل‬
‫املدرسة ‪،‬فإن القلق واخلوف يتفجر بنفس القوة اليت كان عليها من قبل ‪،‬كما قد تظهر أعراض بشكل أقوى‬
‫من األول مما يشري إىل أن الفوبيا املدرسة قد بقيت قوية ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الخوف المدرسي‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة‪:‬‬
‫نستطيع القول أن اخلوف هو حالة انفعالية طبيعية تظهر يف إشكال متعددة وبدراجات خمتلفة عند‬
‫األطفال‪،‬وهناك بعض املخاوف اليت تقيد الطفل وتساعده على حفظ بقائه وتكفيه ‪،‬وباملقابل توجد خماوف‬
‫تلحق أشد الضرر بالطفل وميكن أن تستمر معه مدى احلياة وباعتبار أن سنوات الطفولة هي األهم يف حياة‬
‫الفرد واليت تقوم عليها حياته النفسية واالجتماعية فإنه من الضروري االهتمام مبشكلة اخلوف املدرسي عند‬
‫األطفال ملا يرتتب عليها من آثار سلبية قد تكون عنصرا هداما لشخصية الطفل فيخرج من مرحلة الطفولة‬
‫شخصا مضطربا وقلقا يعاين من سوء التكيف مما ينعكس على الفرد واجملتمع معا ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬التكيف المدرسي‬
‫_متهيد‬
‫_ أوال ‪ :‬ماهية التكيف‬
‫‪ -2-‬تعريف التكيف‬
‫‪ -1-‬أنواع التكيف‬
‫‪ -6-‬أساليب التكيف‬
‫‪ -1-‬العوامل األساسية يف التكيف‬
‫‪ -1-‬خصائص التكيف‬
‫‪ -3-‬وجماالت التكيف‬
‫‪-7-‬النظريات املفسرة للتكيف‬
‫_ثانيا_ ماهية التكيف املدرسي‬
‫‪ -2-‬تعريف التكيف املدرسي‬
‫‪-1-‬التكيف املدرسي وبعض املفاهيم‬
‫‪ -6-‬أبعاد التكيف املدرسي‬
‫‪-1-‬مظاهر التكيف املدرسي‬
‫‪ -1-‬حمددات التكيف املدرسي‬
‫‪ -3-‬خصائص التكيف املدرسي‬
‫‪ -7-‬أمهية التكيف املدرسي‬
‫‪-2-‬العوامل املؤثرة يف التكيف املدرسي‬
‫‪-9-‬اضطرابات ومشكالت التكيف املدرسي‬
‫‪ -21-‬عالج مشكلة سوء التكيف املدرسي‬
‫خالصة‬
‫متهيد ‪:‬‬
‫تعترب احلياة املدرسية من املعامل الرئيسية اليت مير هبا التلميذ ‪،‬حبيث يقضي معظم أوقاته فيها ‪ ،‬من مرحلة‬
‫الطفولة املبكرة أو ممكن حىت املراهقة املتأخرة ‪،‬حبيث يتعرض فيها العديد من املواقف والظروف وذلك ملا‬
‫تتضمنه املدرسة من زمالء والدراسة ومدرسني وأخصائيني نفسانيني وإىل غري ذلك فهي حياة مليئة بالتفاعل‬
‫تؤثر يف شخصية التلميذ وتتأثر هبا وباليت فإن تكيف التلميذ مع كل هذه الظروف واملواقف جيعله يتوافق مع‬
‫البيئة املدرسية التعليمية مبا فيها من مناهج ومواد دراسية ومعلمني وزمالء ‪.‬‬
‫فاإلنسان أن يعيش مبفرده داخل بيئة مليئة باملثريات املتنوعة اليت يؤثر ويتأثر هبا بطريقة أو بأخرى فاحلياة من‬
‫أساسياهتا التعامل والعطاء بني األفراد حىت تستمر ومن هنا أصبحت العالقات اإلنسانية غاية يف األمهية وحىت‬
‫تسري احلياة االجتماعية بصورة سوية ومقبولة حتتاج إىل عملية التكيف ويف هذا الفصل تناول موضوع التكيف‬
‫املدرسي عند األطفال من ناحية تعريفه وحتديد أهم العوامل املؤثرة يف التكيف املدرسي وأهم مظاهره وأهم‬
‫خصائصه ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أوال _تعريفالتكيف‪:‬‬
‫تعريفأيزنك‪:‬هو عبارة عن حالة اإلشباع التام حلاجات الفرد من جهة وظروف البيئة من جهة أخرى وإجياد‬
‫حالة من االنسجام التام بني الفرد والبيئة املادية واالجتماعية‪.‬‬
‫*تعريفمولي‪ :‬هو العملية الذييحاول الفرد بواسطتها أن حيافظ على مستوى من التوافق الفسيولوجي وهذا‬
‫التوازن يرجع إىل سلوك املوجه حنو ختفيض التوتر وهذا يتضمن حالة من العالقة االجيابية بني الفرد وبيئته ‪.‬‬
‫*تعريفكود‪ :‬هو عملية اكتشاف وتبين أساليب من السلوك تكون مالئمة للبيئة أو التغريات فيها‬
‫*تعريففهمي‪ :‬هو العملية الديناميكية املستمرة اليت يهدف هبا الشخص إىل أن يغري سلوكه ليحدث عالقة‬
‫أكثر توافق بينه وبني بيئته ‪(.‬عبدا للهأبوزعيزع ‪،0225،‬ص‪)309‬‬
‫*تعريف آخر ‪ :‬ميكن تعريف التكيف بأنه عملية ديناميكية مستمرة حياول هبا اإلنسان عن طريق تغيري سلوكه‬
‫أو أفكاره أو مشاعره مما حيقق التوافق بينه وبني نفسه من جهة وبينه وبني البيئة اليت تشمل كل ماحييطبه من‬
‫أفراد ومؤثراتوإمكانياتالوصوإلىل حالة من االستقرار النفسيوالبدين ‪(.‬عبداللهأبوزعيزع‪،0225،‬ص‪)020‬‬
‫تعريف التكيف ‪:‬‬
‫*لغة‪ :‬يعين التألق والتقارب ونقيضه التنافر‬
‫*أما التكيف في معجمالمصطلحاتالتربيةوالنفسية‪ :‬يقصد به تكييف أو تعديل املهارة املكتسبة لتوافق موقف‬
‫أدائيا جديدا‪ ،‬وهي مرحلة ميكن من خالهلا قيام الشخص املاهر بتحويل املهارة أو تطويرها أو باإلضافة‬
‫تعديالت عليها لتناسب هذا املوقف ‪ ،‬والفرد الذي يصل إىل هذا املستوى من األداء املهارى احلركي ميكنه‬
‫أن حيكم بدقة على أداء اآلخرين (معجم مصطلحات التربية النفسية ‪ ،0223 ،‬ص‪)250‬‬
‫*تعريف التكيف في منجد اللغة اإلعالم ‪:‬‬
‫تكيف‪ :‬صار على كيفية من الكيفيات ‪.‬‬
‫وورد أيضا رجل سهل التكيف أي تكيف مع الظروف (المنجد في اللغة واإلعالم ‪،2853،‬ص‪)525‬‬
‫*تعريف التكيف بالمعنى البيولوجي ‪:‬حدد "أبرت" مفهوم التكيف سنة ‪2231‬كان يعين به ما حدث‬
‫حلدقة العني من تغري نتيجة بشدة الضوء الذي يقع عليه ‪ .‬مث أصبح هذا املفهوم يصف سلوك اإلنسان كردود‬
‫أفعال لعديد من املطالب والضغوط البيئية اليت يعيش فيه كاملناخ وغريه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫*تعريفالتكيففيعلماالجتماع‪ :‬وركز هذا املنظور االجتماعي إىل مدى إدراك العالقات االجتماعية البيئية وكذا‬
‫جمموعة املكتسبات االجتماعية والوفاء للجماعة واحلفاظ على املكانة االجتماعية مثال كقبول الطفل تدرجييا‬
‫ما يطلبه منه البيئة أو املدرسة‪( .‬مزاو ‪ ،‬شيخي ‪ ،0222 ،‬ص‪)320‬‬
‫*تعريفالتكيففيعلمالنفس‪ :‬هو القدرة على التعامل مع التغري الداخلي واخلارجي دون اضطراب األنا للداللة‬
‫على التالؤم والتوافق مع الظروف الداخلية واخلارجية بتعديلها أو التحكم فيها‪( .‬الوافي ‪، 0226 ،‬‬
‫ص‪)235‬‬
‫*تعريف آخر ‪ :‬على أنه حالة من االنسجام والوئام والرضا بني اإلنسان وذاته ‪ ،‬بني اإلنسان والبيئة‬
‫االجتماعية واملادية اليت تعيش فيها ‪ ،‬ويؤدي التكيف إىل الشعور بالسعادة والتوافق إىل اخللو من األمراض‬
‫اجلسمية والنفسية ومن الصراعات والتوترات والقلق واملشكالت ‪(.‬العيسوي ‪ ، 0222 ،‬ص‪)05‬‬
‫*تعريفالتكيفعندجونبياجي‪ :‬يعرف كعملية يتم عن طريق التوازن بني مطهرين من مظاهر التفاعل بني الفرد‬
‫والبيئة ‪ ،‬إما أن يدخل على سلوكه التعديل مما يساعد على حتقيق التوازن بينه وبني سلوكه وبني ظروف البيئة‪،‬‬
‫احمليطة به ‪ ،‬بكل مطالبها ‪ ،‬وإما أن حياول التأثري يف البيئة والوسط احمليط به حىت يستجيب هذه البيئة بدورها‬
‫لرغباته وحاجاته يف االجتاه الذي يريده (جمال صقر ‪ ،‬ص ‪)93‬‬
‫*تعريف التكيف‪:‬إن مصطلح التكيف يف األساس مشتق من نظرية "دار وين " حول التطور عام‪، 2219‬‬
‫واليت قرر فيها أن الكائنات اليت تستمر هي اليت ميكنها التوأم مع أخطار وصعوبات العامل الطبيعي ‪( .‬الهابط‬
‫‪ ، 0223 ،‬ص ‪)30‬‬
‫* تعريف التكيف في علم األحياء ‪:‬بأنه البناء البيولوجي والعمليات اليت تساهم يف بقاء األجناس ‪ ،‬فاخلواص‬
‫البيولوجية اليت تتوفر يف الكائن احلي هي اليت تساعده على البقاء واالستمرار ‪(.‬النيال ‪ ، 0225،‬ص ‪239‬‬
‫)‬
‫*تعريف التكيف ‪ :‬هو مصطلح مرتبط بعلم احلياة يدل على تغري يف الكائن احلي بسواء كان يف البناء أم يف‬
‫باقي جيعله أكثر قدرة على احملافظة على حياته أو على بناء جنسيته ‪ ،‬واستخدام املصطلح يف علم النفس‬
‫االجتماعي ليشري إىل تغري سلوك الفرد لكي يتفق مع غريه من األفراد وخاصة بإتباع التقاليد واخلضوع‬
‫لاللتزامات االجتماعية ‪(.‬بدوي ‪،2886،‬ص ‪)29‬‬
‫*تعريف آخر ‪ :‬هو التغريات البنائية أو السلوكية اليت عن اإلنسان وجتعله أكثر مواءمة مع الظروف البيئية اليت‬
‫يعيش فيها ‪( .‬كفافي ‪ ، 2885 ،‬ص ‪) 35‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -0‬أنواع التكيف ‪:‬ونذكر منها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التكيف الذاتي (الشخصي)‪ :‬يعرف على أنه عملية تفاعلية بني الفرد وبيئته ويقوم الفرد من خالل هذه‬
‫العملية إما بتعديل سلوكه أو بتعديل بيئته ويقصد به قدرة املرء على التوفيق بني دوافعه وأدواره االجتماعية‬
‫املتصارعة مع هذه الدوافع الداخلية الفطرية والعضوية والثانوية واملكتسبة وإلرضاء اجلميع إرضاء مناسبا يف‬
‫وقت واحد حىت خيلو من الصراع الداخلي ‪ ،‬كما أن التكيف الذايت يتمثل يف قدر من التقدير الذايت والرضا‬
‫عن النفس على أساس واقعي والذي يؤدي إىل التقليل من اإلحباط والقلق عن طريق السعادة مع النفس وقوة‬
‫الشخصية واالتزان االنفعايل والشعور بالكفاءة وهبذا يعترب أساس تكامل الشخصية واستقرارها ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التكيف االجتماعي ‪ :‬هو قدرة الفرد على بناء عالقة منسجمة بينه وبني البيئة إلشباع حاجاته من جهة‬
‫وتلبية حاجات اجملتمع من جهة ثانية دون أن تعارض وتناقض بني هذه احلاجات ومبعىن آخر أنه العملية اليت‬
‫تنطوي على إحداث تغريات يف الفرد أو البيئة معا بقصد حتقيق االنسجام يف العالقة بينهما ويعرف التكيف‬
‫االجتماعي يف جمال علم النفس االجتماعي باسم عملية التطبيع االجتماعي ‪ ،‬ويتم هذا التطبيع داخل إطار‬
‫العالقات االجتماعية اليت يعيش فيها الفرد ويتفاعل معها سواء كانت هذه العالقات يف جمتمع األسرة أو‬
‫املدرسة أو األصدقاء ‪ ،‬أو اجملتمع الكبري بصفة عامة ويتضمن التكيف االجتماعي السعادة مع اآلخرين‬
‫وااللتزام بأخالقيات اجملتمع ومسايرة املعايري االجتماعية و االمتثال لقواعد الضبط االجتماعي وتقبل التغيري‬
‫االجتماعي والتفاعل االجتماعي السليم والعمل خلري اجلماعة جمموعة من االجتاهات والقيم والعادات واملثل‬
‫السيطرة املواجهة للجماعة والوحدة ألهدافها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬التكيف البيولوجي ‪ :‬يعرف حسب دارون أنه عملية التالؤم اليت يقوم هبا الكائن احلي بني نفسه والعامل‬
‫الطبيعي أو ا لظروف البيئية اليت يعيش فيها سبيل البقاء والتعايش مع البيئة وبالتايل هذا يتطلب منه أن يواجه‬
‫أية تغريات يف البيئة سواء كانت ذاتية أو بيئية وعليه ميكن أن يوصف سلوك اإلنسان طبقا هلذا املفهوم كردود‬
‫أفعال للعديد من املطالب والضغوط البيئية اليت يعيش فيها ‪ ،‬فالتكيف هو عملية الصراع بني الكائن احلي‬
‫وحاجاته وبني شروط البيئة احمليطة ‪ ،‬وهو صراع هبدف الوصول التالؤم بني احلاجاتالشروط ومن هنا فاإلنسان‬
‫البد بأن يتصف باملرونة مواجهة الظروف ليصل إىل التكيف والتالؤم معها ويف هذا السياق يقوم الفرد بامتالك‬
‫تنظيم للشروط الداخلية واخلارجية اليت تسمح له بالبقاء والتكاثر ‪.‬‬
‫د‪ -‬التكيف النفسي ‪ :‬هو العملية املتواصلة اليت يسمى هبا الفرد إىل إحداث تغيري يف سلوكه أو بنائه النفسي‬
‫من أجل إحداث عالقة اجيابية بينه وبني البيئة من أجل مواجهة صعوبات احلياة ومشاكلها املتعددة كاإلحباط‬

‫‪22‬‬
‫والتوتر والضغوط النفسية وإعادة التوازن إىل النفس البشرية اليت تواجه الصراع مبختلف إشكاله للوصول إىل‬
‫حالة من االستقرار والعيش باألمن (إيمان عباس الخفاف ‪،0226،‬ص ‪)335‬‬
‫‪ -3‬أساليب التكيف ‪:‬ميكن أن يلجأ الطفل إىل الكثري من أساليب التكيف وهي حيل دفاعية ميكن‬
‫أنتقافلمن مثريات الضغط من بينها ‪:‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬الحيل الدفاعيةاالستجابة‪:‬‬
‫النكوص ‪ :‬عندما يواجه الطفل مشكالت أو مواقف جديدة وال يستطيع مواجهتها ‪ ،‬فإنه يرتاجع أو يتسحب‬
‫إىل أدوار سابقة من عمرة ‪(.‬مصطفى فهمي ‪ ،2853،‬ص ‪)12‬‬
‫‪-‬اإلنكار ‪:‬معناه أن ينكر األنا أو يتربأ من أحد طريف الصراع األقل أمهية واألشد سلبية ‪.‬‬
‫‪-‬التبرير ‪ :‬حياول بواسطة الطفل إثبات أن سلوكه معقول ولذا يستحق القبول عن الذات واجملتمع ‪(.‬حلمي‬
‫الملحي‪ ،2892،‬ص ‪)66‬‬
‫ب‪ -‬الحيل الدفاعية العدوانية ‪:‬‬
‫العدوان‪ :‬هو رد فعل مباشر لإلحباط يوجهه الفرد حنو الشخص أو الشيء املتسبب يف إعاقته لتحقيق أهدافه‬
‫لتحقيق من الشعور بالفشل ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسقاط‪:‬إسقاط الفرد ما لديه من عيوب ونقائص من الرغبات السلبية على غريه ‪ ،‬للحفاظ على ذاته‬
‫والتحقيق من شدة آالمه ‪(.‬ثائر أحمد غباري‪ ،0222 ،‬ص ‪)09‬‬
‫ج‪ -‬الحيل الدفاعية اإلبداعية ‪:‬‬
‫‪-‬الكبت ‪ :‬هو صراع داخلي ‪ ،‬يلجأ الفرد إىل طرد الذكريات واخلربات املؤملة من دائرة الشعور إىل منطقة‬
‫الالشعور وذلك لتجنب ما يسببه إدراكها من قلق واضطراب ‪( .‬مصطفى فهمي ‪ ،2858 ،‬ص ‪)13‬‬
‫‪ -‬اإلزاحة ‪ :‬حياول الفرد تناول عواطفه وأفكاره وإزاحتها عن املوقف ‪ ،‬بتغريها إىل مواضيع أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬التقمص ‪ :‬هو آلية الشعورية لبناء الشخصية ‪ ،‬باعتماد على اآلخر خبدمة منوذج مع الفرد آخر ودمج‬
‫خصوصياته ومطابقته ‪(.‬محمد السيد الهابط ‪ ،2893 ،‬ص ‪)12‬‬
‫_الكف‪ :‬أو ما يعرف بالكف الفكري ‪:‬يظهر يف جمال الدراسي يتجلى يف أعراض خمتلفة اليت تعرب عن الرغبة‬
‫الالشعورية يف الفشل ‪ ،‬إذ ينخفض لذة العمل ‪ ،‬فيشعر التلميذ بالتعب ويبتعد عن كل ماله عالقة بالدراسة ‪،‬‬
‫حبيث يقل انتباهه أو قد يتعرض الكف يف االنتباه ويكون وراؤه قلق كبري ‪ ،‬ويبعثر االنتباه حىت ال يكون هناك‬
‫تركيز فكري ( الشرادي ‪ ،0222،‬ص ‪)050‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -1-‬العوامل األساسية في التكيف ‪:‬‬
‫‪_2‬إشباع الحاجات األولية الفطرية البيولوجية ‪ :‬وهي وظيفة حيوية تعمل على حفظ بقاء الفرد مثل احلاجة‬
‫إىل الطعام والنوم ‪.‬‬
‫‪_0‬إشباع الحاجات الثانوية المكتسبة ‪:‬وهي تكتسب ونتعلم من البيئة وتتأثر بنوعية التنشئة االجتماعية ‪،‬‬
‫مثل احلاجة إىل األمان واالستقرار واحلاجة إىل األمان واحلرية واحلاجة إىل تقدير النفس واحرتام اآلخرين‬
‫واكتساب املعارف واخلربات اجلديدة ‪.‬‬
‫‪ -6‬معرفة الفرد لذاته ومدى قدراته وإمكانياته ‪:‬إن تعلم الطفل يف املراحل املبكرة من عمره ‪ ،‬على مواجهة‬
‫احلقائق واملشكالت املختلفة مواجهة واقعية ‪ ،‬وحماولة حلها بأسلوب واقعي أي املمارسة املشكالت ‪ ،‬يساعده‬
‫على تقدير لذاته تقديرا واقعيا حقيقيا ‪ ،‬وهو من أهم األمور لذاته تقديرا واقعيا حقيقيا ‪ ،‬وهو من أهم األمور‬
‫اليت تساعده على التكيف والتوافق النفسي مع نفسه ويف مساره التعليمي ‪.‬‬
‫‪-1‬التقبل والرضا الذاتي ‪ :‬من أهم العوامل اليت تؤثر يف سلوك الفرد ‪ ،‬ففكرة الفرد على نفسه إذا كانت‬
‫اجيابية وطيبة تشعره بالرضا ‪ ،‬كان دافعا له جتاه العمل والتوافق مع اآلخرين ‪.‬‬
‫‪-‬المرونة وعدم الجمود ‪:‬إن تقبل الفرد ملثريات اجلديدة يف املواقف احلياتية واالستجابة هلا بشكل مالئم ‪،‬‬
‫هو دليل على التوافق مع احمليط االجتماعي الذي يعيش فيه ‪.‬‬
‫‪ -5‬اكتساب العادات والمهارات ‪:‬إن السلوك اإلنساين التكيفي ‪ ،‬غاية يف األمهية يف اجملاالت احلياتية‬
‫املختلفة وأن تعلم اكتساب املهارات وممارستها االجيابية منذ الطفولة املبكرة يفيد الفرد يف مراحله العمرية التالية‬
‫‪ ،‬حيث ينتقل أثر هذا التعلم واالكتساب انتقاال موجبا إىل املواقف احلياتية املستقبلية ‪ ( .‬عطية ‪،0222 ،‬‬
‫ص ‪)23-20‬‬
‫‪-5-‬خصائص التكيف ‪ :‬تتسم عملية التكيف بعدة خصائص تساعد الفرد للوصول إىل درجة عالية من‬
‫التكيف والصحة النفسية ‪ ،‬وكما ميكن أن نستمد منها مؤشرات واضحة للحكم على األفراد ومدى وصوهلم‬
‫إىل هذه الدرجة من التكيف ومن أمهها ‪:‬‬
‫‪_2‬الخصائص الديناميكية ‪:‬أي االستمرارية وذلك ألن الظروف البيئية تتغري باستمرار ‪ ،‬وإن الفرد يقوم بصفة‬
‫مستمرة بعملية التكيف يف حماوالته لتحقيق التكيف بينه وبني نفسه أوال ‪ ،‬مث بينه وبني البيئة اليت يعيش فيها ‪.‬‬
‫‪ _0‬الخصائص المعيارية ‪:‬وتعين أن التكيف له قيمة معينة وله مفهوم معياري ويرى العلماء على أن معيار‬
‫التكيف مرتبط بقياس القدرة على التكيف مع الظروف اليت تواجه الفرد واجلماعة ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ _3‬الخصائص النسبية ‪:‬مبعىن أن الفرد ميكنه التكيف يف مرحلة وجمال من حياته وعدم التكيف يف مرحلة و‬
‫جمال آخرين منها ‪.‬‬
‫وأن التكيف وسوء التكيف خيتلفان الثقافة السائدة يف اجملتمع فما يعترب تكيف يف جمتمع قد يعترب سوء تكيف‬
‫يف جمتمع آخر ‪ ،‬فكل جمتمع يرى أن العادات والقيم السائدة فيه هي الطريقة الصحيحة وطريقة غريهم هي‬
‫اخلاطئة والسيئة ‪.‬‬
‫‪ _1‬الخصائص الوظيفية ‪ :‬مبعىن أن التكيف ينطوي على وظيفة هي حتقيق االتزان من جديد مع البيئة ‪.‬‬
‫‪-‬كما أنه توجد مجلة من اخلصائص العامة للتكيف نذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬التكيف عملية إرادية ونتاج رغبة الفرد باستثناء التكيف البيولوجي فهويتهم بطريقة آلية دون إرادته ‪.‬‬
‫‪-‬يكون التكيف واضح كلما واجه الفرد عوائق وعقبات شديدة أو جديدة غري تقليدية وخارجة عن خرباته‪.‬‬
‫‪-‬التكيف عملية مستمرة باستمرار حياة اإلنسان أو أي كائن آخر ‪.‬‬
‫‪-‬الصحة النفسية مرتبطة بقدرة الفرد على التكيف ‪ ،‬فالشخص الذي يتكيف تكيفا جيدا مع خمتلف املواقف‬
‫البيئية والعالقات الشخصية يعد دليال المتالكه ومتتعه بصحة نفسية جيدة ‪ ،‬وإن القدرة على التعديل من قبل‬
‫الفرد ملواجهة املتطلبات وإشباع احلاجات ميكن اعتبارها مقياسا للصحة النفسية ‪.‬‬
‫‪-‬تتأثر عملية التكيف بالعوامل الوراثية ‪ ،‬فاملعاق عقليا غري قادر على التكيف ‪.‬‬
‫‪-‬يتسم التكيف بسمة خفض التوتر عند الفرد وإشباع حاجاته ‪(.‬غراب ‪ ،0225 ،‬ص ‪)95‬‬
‫‪ _6‬معايير التكيف ‪ :‬التكيف نوعان مها التكيف احلسن أو السوي ‪ ،‬والتكيف السيء أو غري السوي يقتضي‬
‫التمييز بينهما وجود معيار خارجي يسهل تصنيف السلوك ووضعه يف املكان املناسب له ‪ ،‬ونظرا لكثرة‬
‫االجتاهات املفسرة للسلوك اإلنساين فقد ظهرت العديد من املعايري اليت متننا من حتديد نوع السلوك ‪ ،‬ويتفق‬
‫الباحثون على أن هناك أربعة معايري هي ‪:‬‬
‫‪ _2‬المعيار اإلحصائي ‪:‬يعتمد املعيار اإلحصائي على درجة تكرار السلوك وشيوعه بني الناس أو بني أفراد‬
‫اجلماعة الواحدة فالسلوك الذي يصدر عن األغلبية يف إطار اجلماعة سلوك سوي أما السلوك الذي يصدر‬
‫عن األقلية يف إطار هذه اجلماعة فهو غري سوي ‪.‬‬
‫فمفهوم التكيف طبقا للمعيار اإلحصائي يشري إىل القاعدة املعروفة بالتوزيع أالعتدايل ‪ ،‬والسوية طبقا‬
‫هلذه القاعدة تعين املتوسط العام جملموعة اخلصائص واألشخاص ‪ ،‬والشخص السوي هو الذي ينحرف عن‬
‫املتوسط العام لتوزيع األشخاص أو السمات أو السلوك ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫واملفهوم اإلحصائي بذلك ال يف االعتبار أن التكيف عند الشخص ينبغي أن يكون مصحوبا بالرضا‬
‫عنده وبتكيفه مع نفسه ‪.‬‬
‫‪ _0‬المعيار المثالي ‪ :‬أدى قصور املعيار اإلكلينيكيإىل تبين نظرة أكثر إجيابية يف الشخصية املتوافقة يستند إىل‬
‫حالة من التمكن الكامل من النواحي اجلسمية والعقلية واالجتماعية وليس جمرد اخللو من املرض ‪.‬‬
‫أو مبعىن آخر ‪ :‬يتميز هذا املعيار بوجود اتفاق كبري يف حتديد اجلوانب املثالية يف السمات واخلصائص‬
‫الشخصية فارتفاع نسبة الذكاء مسة مثالية وكذلك اكتمال الصحة وارتفاع مستوى اجلمال وقول الصدق‬
‫واالتزان االنفعايل ‪ ،‬إال أن وجهة النظر املثالية هذه متزامنة يف حتديد السواء إىل درجة إننا لو أخذنا هبا العترب‬
‫كل إفراد اجملتمع غري أسوياء‪(.‬فايد‪ ، 0222 ،‬ص ‪)03‬‬
‫‪_3‬المعيار الحضاري أو الثقافي ‪ :‬وف قا للمعيار الثقايف أو احلضاري فان اجملتمع وثقافته ميثالن حمددات‬
‫رئيسية لبناء الشخصية اإلنسانية بصفة عامة ‪ ،‬وانعكاسها للواقع الثقايف الذي تعيشه ‪ ،‬فاألفراد الذين يتكيفون‬
‫مع ثقافة جمتمعهم هم األشخاص املتكيفون ‪ .‬والثقافة هي وليدة البيئة ومثرة للتفاعل بني األفراد ببيئاهتم من‬
‫اجل تكيفهم ‪ ،‬لذلك من الطبيعي إن جمتمعه ‪ .‬إما الشاذ فهو الذي خيالف تلك القيم واملعايري ‪ .‬ولكن هذا‬
‫املعيار ال ميكن قبوله لكونه يعتمد على اجملتمع ويقلل من قيمة الفرد وقدراته كما إن الفرد واجملتمع ومعايريه‬
‫ليست لكونه ليست حتما صاحلة وهي ختتلف من جمتمع ألخر ‪(.‬أحمد زكي ‪، 2850 ،‬ص‪)05‬‬
‫‪_1‬المعيار الباثولوجي المرضي ‪:‬يتحدد مفهوم التكيف يف ضوء املعيار االكلينيكي لتشخيص االعراض‬
‫املرضية‪ ،‬فالصحة النفسية حتدد على أساس غياب األعراض واخللو من مظاهر املرض ‪ ،‬ولكن التكيف هبذا‬
‫املعىن يعترب مفهوم ضيقا فال يكفي ان خيلو الفرد من األعراض لكي نعتربه متكيفا ‪ ،‬ولكن ينبغي ان تلقي‬
‫أهدافه وطاقاته توظيف فعاال يف مواقف احلياة املختلفة وحيقق ذاته بشكل بناء ألجل حتقيق التكيف ‪.‬‬
‫‪_5‬المعيار الطبيعي ‪ :‬السواء حسب هذا املعيار كل ما يعترب طبيعي من الناحية الفيزيقية أو اإلحصائية ‪،‬‬
‫والسلوك السوي هو الذي يساير األهداف ‪ ،‬والشاذ هو الذي يناقضها ‪ .‬إذا فهذا املعيار ال خيتلف عن النظرة‬
‫االجتماعية واملثالية ‪ ،‬ذلك أن ما هو طبيعي يف جمتمع ما قد يكون غري ذلك يف جمتمع آخر ‪(.‬غباري و أبو‬
‫شعيرة ‪ ، 0222 ،‬ص ‪)08‬‬
‫‪ _5‬مجاالت التكيف ‪ :‬ميكن النظر إىل التكيف من حيث أبعاده وجماالته املتنوعة كما يلي ‪:‬‬

‫‪26‬‬
‫‪- 2‬التكيف الشخصي (االنفعالي)‪:‬ويشمل السعادة مع النفس والرضا عنها ‪ ،‬وإشباع الدوافع األولية (‬
‫اجلوع ‪ ،‬والعطش ‪ ،‬واجلنس ‪ ،‬والراحة ‪ ،‬واألمومة ) والثانوية املكتسبة ( األمن واحلب والتقدير واالستقالل‬
‫)وانسجامها وحل صراعتها ‪ ،‬وتناسب قدرات الفرد وإمكاناته مع مستوى طموحه وأهدافه ‪.‬‬
‫‪ -0‬التكيف االجتماعي ‪:‬ويشمل السعادة مع اآلخرين وااللتزام بقوانني اجملتمع وقيمه والتفاعل االجتماعي‬
‫السوي ‪ ،‬والعمل للخري والسعادة الزوجية ‪ ،‬والراحة املهنية ‪ ،‬ويظهر هذا النوع من التكيف يف اجملاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -2-0‬في الدراسة ‪:‬ويطلق عليه اسم التكيف الدراسي أي جناح الفرد يف املؤسسات التعليمية والنمو‬
‫السوي معرفيا واجتماعيا ‪ ،‬وكذلك التحصيل املناسب ‪ ،‬وحل املشكالت الدراسية مثل ضعف التحصيل‬
‫الدراسي ‪.‬‬
‫‪ -0-0‬األسرة ‪:‬ويطلق عليه اسم التكيف األسري ‪ ،‬وهو أن يسود الوفاق بني الزوجني ‪ ،‬وأن تكون‬
‫العالقات قائمة على املودة والرمحة واحملبة والتعاون ‪ ،‬ويتضمن هذا التكيف منذ البداية ما يسمى بالتكيف‬
‫الزواجي املتعلقة أساسا باختيار الشريك ‪ ،‬وجتانس مستوياهتما الفكرية والثقافية واالجتماعية والعمرية ‪.‬‬
‫‪ 3-0‬في العمل ‪:‬ويطلق عليه اسم التكيف المهني ‪ ،‬ويتضمن اختيار الشخص للمهنة أو العمل الذي‬
‫يناسب قدراته واستعداداته ‪ ،‬وتقبلها ورضاه عنها ‪ ،‬وحماوالته املستمرة لتطويرها واإلبداع فيها وشعوره بالسعادة‬
‫والرضا أيضا ‪(.‬أبو دلو ‪ ،0228 ،‬ص ‪)58‬‬
‫‪ _5‬نظريات التكيف ‪:‬خيتلف تفسري ماهية التكيف باختالف املدارس واالجتاهات النظرية ‪ ،‬ونظرة كل منها‬
‫إىل اإلنسان واحلياة وطبيعة العالقات اإلنسانية ‪ ،‬وظهرت عدة نظريات تناولت التكيف اإلنساين ومنها ‪:‬‬
‫‪ _2‬النظرية البيولوجية ‪ :‬يرى أصحاب هذه النظرية أن مجيع أشكال اإلخفاق يف العمليات التكيفية ينجم‬
‫عنها أمراض تصيب األنسجة ‪ ،‬وخاصة املخ ومثل هذه اإلمراض ميكن توارثها عن طريق اإلصابات واجلروح‬
‫والعدوى أو اخللل اهلرموين الناتج عن الضغط الواقع على الفرد ‪.‬‬
‫‪ _0‬النظرية االجتماعية ‪ :‬يؤكد أصحاب النظرية االجتماعية أن هناك عالقة بني الثقافة وأمناط التكيف ‪، ،‬‬
‫فقد ثبت أن هناك اختالفا يف األعراض اإلكلينيكية لألمراض العقلية بني األمريكيني واإليطاليني من جهة ‪،‬‬
‫وبني األمريكيني وااليرلنديني ‪ ،‬كذلك وجدت فروق يف االجتاهات حنو األمل واألمراض بني اجملموعات يف‬
‫الواليات املتحدة ‪ ،‬ويوضح أنصار هذه النظرية أن الطبقات االجتماعية يف اجملتمع تؤثر يف التكيف ‪ ،‬حيث‬
‫صبغ أرباب الطبقات االج تماعية الدنيا مشاكلهم بطابع فيزيقي ‪ ،‬كما اظهروا ميال قليال لعالج املعوقات‬

‫‪27‬‬
‫النفسية ‪ ،‬يف حني قام ذوو ملعاجلة املعوقات الفيزيقية زمن أشهر أصحاب هذه النظرية جند "فريز ‪ ،‬دهنام‬
‫‪،‬هولنجنزهيد ‪ ،‬وردليك "‪.‬‬
‫‪ _3‬النظريات النفسية ‪ :‬ونذكر منها مايلي ‪:‬‬
‫‪ -2-3‬التحليل النفسي ‪ :‬يرى "فرويد " مؤسس هذه النظرية أن الفرد يولد مزودا بدوافع وغرائز وأن احلياة‬
‫عبارة عن سلسلة من الصراعات يعقبها إشباع احلاجات أو إحباطات ‪ ،‬وعليه فإن الفرد يف صراع بني دوافعه‬
‫الشخصية اليت ال يقبلها اجملتمع من جهة واملطالب االجتماعية من جهة أخرى ‪ ،‬وعليه فال يتم التكيف إال إذا‬
‫استطاعت األنا اليت تعمل وفق مبدأ الواقع على حتقيق التوازن بني متطلبات (اهلو) وحتذيرات ( األنا األعلى )‬
‫ومقتضيات الواقع ‪ ،‬أن حيل الصراع بني (اهلو) و(األنا األعلى )‪.‬‬
‫‪ -0-3-‬النظرية السلوكية ‪ :‬يرى أنصار النظرية السلوكية أن السلوك غري التوافقي يعزي إىل اخلربات اليت‬
‫مرهبا الفرد خاصة يف املراحل األوىل واليت تتسم باالعتمادية على الوالدين ‪ ،‬وسعي األطفال الدائم للحصول‬
‫على استحساهنم ‪ ،‬كما يرى السلوكيون أن التكيف يقوم على اكتساب الفرد جملموعة من العادات املناسبة‬
‫والفعالة يف معاملة اآلخرين واليت تسبق أن تعاملها الفرد وأدت إىل خفض التوتر عنده أو أشبعت دوافعه‬
‫وحاجاته ـ وبذلك دعمت وأصبحت سلوكا يستدعيه كلما وقف يف ذلك املوقف مرة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -3-3‬النظرية اإلنسانية ‪:‬يرى أنصار النظرية اإلنسانية أن اإلنسان الكائن فاعل يستطيع حل مشكالته‬
‫وحتقيق توازنه ‪ ،‬وأنه ليس عبدا للنزعات البيولوجية كاجلنس والعدوان كما يرى أنصار املدرسة التحليلية أو‬
‫للمثريات اخلارجية كما يرى السلوكيون ‪ ،‬وعليه فإن التكيف يف ضوء هذه النظرية يقصد به كمال الفاعلية‬
‫وحتقيق الذات يف حني أن سوء التكيف ينشأ عنه شعور الفرد بعدم القدرة ‪.‬‬
‫وي عد مفهوم الذات به مفهوم حموري يف البناء الشخصي وكذا التكيف النفسي ‪ ،‬وان تقبل الذات يرتبط‬
‫ارتباطا موجبا يتقبل وقبول اآلخرين ‪ ،‬وتقبل الذات يعترب عامال أساسيا يف حتقيق التكيف ‪ ،‬يف حني مفهوم‬
‫الذات السليب يعرب عن عدم التكيف لدى الفرد كما إن تطابق مفهوم الذات الواقعية مع مفهوم الذات املثالية‬
‫لدى الفرد يؤدي إىل التكيف والصحة النفسية وعدم التطابق يؤدي إىل القلق والتوتر وسوء التكيف ‪(.‬غراب ‪،‬‬
‫‪،0225‬ص ‪)95‬‬
‫ثانيا‪ :‬التكيف المدرسي‪:‬يوجد العديد من التعريفات املختلفة للتكيف املدرسي وهذا باختالف وجهات نظر‬
‫الباحثني‪ ،‬نتناول منها‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫*التكيف المدرسي ‪ :‬هو قدرة الفرد على حتقيق التالؤم الدراسي من مث متكنه من عقد عالقات متميزة بينه‬
‫وبني أساتذة وأصدقائه ومشاركته يف خمتلف األنشطة الثقافية ‪( .‬عوض ‪ ، 2882 ،‬ص ‪) 36‬‬
‫*تعريفنوال ‪ :‬ترى نوال أن التكيف املدرسي يعين أن الفرد املتعلم ميكن أن يتكيف أو يتوافق مع البيئة املدرسية‬
‫التعليمية ‪ ،‬مبا فيها من مناهج ومواد دراسية خمتلفة ومعلمني وزمالء ‪...‬اخل ‪ ،‬وإذا كانت هذه البيئة التعليمية‬
‫يشعر بداخلها بالرضا واالرتياح والتقبل ‪ ،‬واالستقرار من خالل األخذ والعطاء بني أفرادها والتفاعل‬
‫االجتماعي بينهم ‪ ،‬وتقدير الذات واحرتامها ‪ ،‬والثقة بالذات ‪ ،‬والتعبري عنها يف جماالت الدراسة املختلفة ‪.‬‬
‫(عطية ‪ ، 0222 ،‬ص ‪) 30‬‬
‫* تعريف آخر ‪ :‬هو السلوك السوي للتلميذ يف مواجهة املشكالت الناشئة عن إشباع حاجاته النفسية‬
‫واالجتماعية وحتقيقها من حالل إقامة عالقات اجتماعية بناءة مع زمالئه ومعلميه ‪ ،‬وإسهاماته الفاعلة يف‬
‫ألوان النشاط املدرسي االجتماعي الثقايف الرياضي ‪( .‬دخان ‪ ، 2885 ،‬ص ‪)22‬‬
‫*تعريف آخر ‪ :‬بأنه حسن توافق التلميذ مع متغريات دراسته وبيئته الدراسية كعالقة باملعلمني والزمالء واملناخ‬
‫الدراسي ‪ ،‬ومنط اإلدارة ونظم االمتحانات ‪ ،‬واملقررات واملناهج الدراسية ‪ ( .‬القريطي ‪ ، 2889 ،‬ص‬
‫‪)65‬‬
‫*تعريف التكيف المدرسي ‪ :‬بأنه جناح الفرد يف املؤسسات التعليمية والنمو السري معرفيا واجتماعيا ‪ ،‬وكذلك‬
‫التحصيل الدراسي املناسب ‪ ،‬وحل املشكالت الدراسية مثل ‪ :‬ضعف التحصيل الدراسي ‪( .‬الديب ‪،‬‬
‫‪ ، 0222‬ص ‪) 29‬‬
‫* تعريف التكيف المدرسي ‪:‬هو حتقيق االستقرار النفسي واالجتماعي والعقلي واجلسمي ‪ ،‬كما يكون‬
‫التلميذ مواظبا على احلضور الفعال ويكون متقدما يف دراسته ويكتسب الصداقات يف بيئته املدرسية اجلديدة‬
‫عن طريق التعاون واللعب واملعاملة احلسنة ‪( .‬ابراهيمي‪ ، 0223 ،‬ص ‪) 68‬‬
‫* تعريف التكيف المدرسي ‪:‬هو تالؤم الطالب مع ما تطلبه املؤسسة الرتبوية من استعداد لتقبل االجتاهات‬
‫والقيم واملعارف اليت تعمل على تطويرها لدى الطلبة ‪ ( .‬ناصر ‪ ، 0226 ،‬ص ‪)28‬‬
‫*تعريف ماجدة بهاء الدين للتكيف المدرسي ‪:‬هو قدرة الطفل على تكوين العالقات الطيبة مع مدرسيه‬
‫وزمالئه يف املدرسة ‪ ،‬كما يظهر من خالل النشاط واستيعاب املواد الدراسية واملواظبة على النظام (عبيد ‪،‬‬
‫‪ ، 0229‬ص ‪) 15‬‬

‫‪29‬‬
‫* تعريف محمد القصاص وناصر الجميعة للتكيف المدرسي ‪ :‬هو عملية مستمرة مرتبطة أساسا مبرحلة‬
‫االنتقال من البيت إىل املؤسسة ‪ ،‬واليت هلا تأثري كبري يف رسم الصورة اليت يتمناها الطفل عن احمليط املدرسي أو‬
‫هو مدى قدرة الطالب على حتقيق احلد املقبول من التأقلم النفسي واالجتماعي واألكادميي سواء كان من‬
‫الطالب العاديني أم ذوي صعوبات التعلم ‪( .‬القصاص و الجميعة ‪، 0223 ،‬ص‪)951‬‬
‫‪-* 2‬تعريف التكيف المدرسي حسب‪ :ENTWISED ALEXANER‬هو مرحلة منو‬
‫مهمة للطفل الذي يتعرض إىل نظام اجتماعي جديد يتطلب منه اكتساب املهارات املتعلقة بالروتني‬
‫داخل القسم ‪ ،‬واملهارات الشخصية "الزمالء واألساتذة" واملهارات األكادميية ‪ (.‬معتوق ‪0221 ،‬‬
‫ص‪) 58‬‬
‫* تعريف التكيف المدرسي ألركوفوأيزنيك ‪:‬‬
‫*تعريف أركوف ‪ :‬هو العملية اليت يتم مبوجبها إقامة عالقة جيدة مع احمليط املدرسي من أساتذة وزمالء ‪.‬‬
‫* أما إيزنيك عرفه بأنه حالة إشباع التام حلاجات الفرد من جهة وظروف البيئية من جهة أخرى وإجياد حالة‬
‫االنسجام التام بني الفرد والبيئة املادية واالجتماعية ‪( .‬حرزلي ‪ ، 0221 ،‬ص ‪) 52‬‬
‫* تعريف التكيف المدرسي ‪ :‬هو العالقة االجتماعية الطيبة واملتبادلة بني التلميذ وزمالئه ومعلميه والقائمة‬
‫على االحرتام املتبادل ‪ ،‬وتقبله للضوابط اليت تسري عليها املدرسة ‪ ،‬واملشاركة الفاعلة يف احلصة الدراسية‬
‫واألنشطة املدرسية كاملهرجانات واأللعاب الرياضية ‪( .‬جبريل ‪ ، 2886 ،‬ص ‪) 360‬‬
‫*تعريف التكيف المدرسي عند جون ليف ‪ :‬هو التعايش مع البيئة املدرسية ‪( .‬محمد عبد العزيز عيد ‪،‬‬
‫‪ ، 2855‬ص ‪) 086‬‬
‫*تعريف آخر ‪ :‬هو تكيف التلميذ مع أجواء املدرسة اليت ينتمي إليها ألول مرة حبيث يتآلف مع نظامها‬
‫الداخلي وشروط التعلم فيها ‪ ،‬وما تتويه من وسائل وأجهزة تعليمية ‪ ،‬فيضطر إىل تغيري الكثري من عاداته‬
‫واجتاهاته لكي يتالءم مع البيئة املدرسية ‪( .‬الرحمان ‪ ، 0222 ،‬ص ‪) 31‬‬
‫*تعريف التكيف المدرسي عند صباح باقر ‪ 2856‬تعرفه ‪:‬هو مدى توافق التلميذ حنو دراسته وتوافقه حنو‬
‫النظام السائد واملناهج املقررة والتفاعل مع ذلك ‪ ،‬مببدأ اعتماده على نفسه دون مساعدة الغري يف توجيه‬
‫سلوكه يف اختيار املخطط ‪( .‬عبد المنعم المليجي ‪ ،‬بدون سنة ‪،‬ص ‪)399‬‬
‫* تعريف التكيف المدرسي ‪ :‬يعرف أركوف (‪ :)2932‬هو أن يكون الطالب قادرا على تكوين عالقات‬
‫مرضية مع مدرسة ورفاق صفه ‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫*يعرف حسين ‪:‬هو بقدرة التلميذ على أن يسلك سلوكا اجتماعيا متالئما مع نفسه وبيئته املدرسية ‪.‬‬
‫*يعرف دباح ‪ :‬بأنه عملية تنسيق حاجات الطالب وانسجامها مع احمليط تغيريا يف العادات وتساميا يف‬
‫الرغبات ‪.‬‬
‫* تعريف آخر ‪ :‬بأنه قدرة الطالبة على االرتقاء بسلوكه ليتالءم مع شروط حميطها املذري وقدرهتا على تكوين‬
‫عالقات مرضية مع كل من معلميها وزمالئها وإدارة مدرستها وعلى املشاركة يف األنشطة املدرسية الالصيفية ‪،‬‬
‫وحتقيقها ملستوى متقدم يف التحصيل الدراسي والذي تعرب عنه الدرجة املرتفعة على مقياس التكيف‬
‫االجتماعي املدرسي ( عبد اهلل أبو زعيزع ‪ ، 0225،‬ص ‪)200‬‬
‫*تعريف التكيف المدرسي ‪ :‬تعترب املدرسة املؤسسة الثانية اليت ينتقل إليها الطفل بعد األسرة هلا متطلباهتا‬
‫ونظمها وقوانينها ‪ ،‬حيث املدرسة توسع لطفل دائرة اجتماعية حيث أهنا تعرفه على مجاعات جديدة من‬
‫الرفاق وفيها يكتسب املزيد من املعايري والنظم االجتماعية فالتكيف املدرسي عند جون ليف هو التعايش مه‬
‫البيئة املدرسية ( محمد عبد العزيز ‪ ، 2855 ،‬ص ‪) 086‬‬
‫‪ -0-‬التكيف المدرسي وبعض المفاهيم ‪:‬‬
‫*التكيف المدرسي والمدرسة ‪ :‬إن دور املدرسة يف الوقاية من الصعوبات واملشكالت اليت يعاين منها الطلبة‬
‫هام جدا ‪ ،‬وعليها أن جتد طريقة جديدة يف إجياد الكفاءات الالزمة اليت تساعد يف حل املشكالت‬
‫والصعوبات اليت يعاين منها الطلبة ‪ ،‬فالعالقة اجليدة بينها وبني الطالب والوسط االجتماعي املدرسي تساهم‬
‫يف تقليص نسبة الطلبة الذين يتسربون منها وبالتايل حتسني املواظبة عليها والنجاح‬
‫الدراسي(‪ ، 2883 ،LOGOULT‬ص ‪)3‬‬
‫*التكيف المدرسي ومستوى الصف الدراسي ‪ :‬يعترب املستوى الصفي للطالب من العوامل اهلامة ذات‬
‫العالقة بتكيف الطالب املدرسي ‪ ،‬ويرى عاقل (‪ )2973‬إن بعض علماء النفس يؤكدون أن طاقات الطالب‬
‫العقلية تنمو بانتقاله من صف آلخر ‪ ،‬ويصبح أكثر قدرة على التكيف مع احمليط ‪ ،‬كما أن احتكاكه مع‬
‫الراشدين من جهة ومع زمالئه يف املدرسة من جهة أخرى يلعب دورا هاما يف تكيفه املدرسي ‪( .‬السقار ‪،‬‬
‫‪ ،2898‬ص ‪) 6‬‬
‫*التكيف المدرسي والمنهاج ‪ :‬أن موقف الطالب من املادة الدراسية يؤثر بدرجة كبرية على درجة تكيفه‬
‫املدرسي وأن هذا املوقف يتحدد مبوقف الطلبة من املعلم وبدرجات اليت حيصل عليها واملعلومات اليت يقدمها‬
‫املعلم للطلبة ‪( .‬منصور ‪ ، 2888 ،‬ص‪)286‬‬

‫‪31‬‬
‫كما ينبغي أن يكون املنهاج صاحلا نفسيا وتربويا ( من حيث اإلحراج ‪ ،‬الطباعة ‪ ،‬الوضوح ‪ )....‬ومتوافقا مع‬
‫مستوى ذكاء املتعلم ولغته ومتكامال يف بيئته الرتبوية (حمدان ‪ ، 2886،‬ص ‪)02‬‬
‫‪ -3‬أبعاد التكيف المدرسي ‪:‬‬
‫*البعد النفسي ‪ :‬ويشمل السعادة مع النفس والرضا عنها ‪ ،‬وإشباع الدوافع األولية ( اجلوع ‪ ،‬العطش ‪،‬‬
‫اجلنس ‪ ،‬الراحة واألمومة ) والثانوية املكتسبة ( األمن ‪ ،‬احلب ‪ ،‬التقدير ‪ ،‬واالستقالل ) وانسجامه وحل‬
‫صراعاهتا وتناسب قدرات الفرد وإمكاناته مع مستوى طموحه وأهدافه ‪.‬‬
‫*البعد العقلي ‪ :‬ويقصد بالبعد العقلي كل من اإلدراك احلسي والتذكر والتفكري والذكاء ‪ ،‬وكذا االستعداد‬
‫لتقبل املواد الدراسية أو قدرة التلميذ على التنظيم وقته والتوفيق بني أوقات الدراسة واملذاكرة والرتفيه ‪.‬‬
‫* البعد االجتماعي ‪ :‬أما البعد االجتماعي فريى حممود عوض أنه قدرة الطالب على حتقيق التالؤم بينه وبني‬
‫أساتذته وزمالئه ‪ ،‬إمنا يساعد على توافقه الذايت ومساته ‪( .‬معتوق ‪ ، 0221،‬ص ‪) 226‬‬
‫‪ -1‬مظاهر التكيف المدرسي ‪:‬لتكيف املدرسي مظاهر حتكم عليه أن الطفل متكيفا مدرسيا وهي ‪:‬‬
‫‪-2‬الراحة النفسية ‪ :‬وتظهر يف غياب حاالت القلق الفراق عن أفراد العائلة والتوتر و اإلحباط وتظاهر يف‬
‫حالة الراحة واالطمئنان واالتزان االنفعايل اليت يعيشها الطفل داخل غرفة الصف ‪ ( .‬نوال محمد عطية‬
‫‪ ، 0222،‬ص ‪)01‬‬
‫من بني مسات التلميذ املتوافق هو قدرة على الصمود إزاء املشكالت اليت تواجهه وتؤدي إىل سوء تكيفه مثل ‪:‬‬
‫القلق واالكتئاب والوسواس القهري ‪...‬اخل واخللو منها يدل على حدوث الراحة النفسية وحسن التكيف ‪( .‬بن‬
‫عائشة ‪ ، 0225 ،‬ص ‪)90‬‬
‫وتتجلى يف غياب حاالت الشعور باالكتئاب والتوتر دون مبالغة يف ذلك ‪ ،‬ألن التكيف يكمن يف القدرة على‬
‫املواجهة مثل هذه األزمات وجتاوزها ‪( .‬شرادي شادية ‪ ، 2885 ،‬ص ‪)52‬‬
‫‪-0‬متابعة الدروس ‪:‬وهي املداومة على احلضور إىل املدرسة ‪(.‬علم النفس والتكيف النفسي واالجتماعي ‪،‬‬
‫‪ 0222‬ص ‪)01‬‬
‫وكذلك أيضا هو حضور التلميذ بصفة عادية واملشاركة داخل القسم ‪( .‬شرادي نادية‬
‫‪ ، 2885 ،‬ص‪)52‬‬
‫هي استغالل ما تسمح به القدرات واإلمكانيات الذاتية اليت يتمتع هبا التلميذ وهذا ما يسمح للتلميذ بإبراز‬
‫ذاته والرفع من معنوياته وهذا ما يؤدي إىل حتصيل دراسي ‪( .‬حفيظة بريقلي ‪ ،0226 ،‬ص‪)29-25‬‬
‫‪32‬‬
‫‪-3‬الكفاية في العمل ‪ :‬هي استغالل القدرات واإلمكانيات الذاتية اليت يتمتع به التلميذ ‪ ،‬وهذا ما يسمح‬
‫للتلميذ بإبراز ذاته والرفع من معنويات وهذا ما يؤدي إىل حتصيل دراسي جيد ‪( .‬شرادي نادية ‪، 2885 ،‬‬
‫ص ‪)52‬‬
‫‪-1‬المشاركة في األنشطة المدرسية ‪ :‬وهي من مظاهر الذي تدل على توافق الفرد مع بيئته املدرسية وتوائمه‬
‫معها مثال مشاركة يف بعض النشاطات الرتبوية والثقافية اليت تنظمها املدرسة ‪( .‬فهمي ‪ ، 2858 ،‬ص ‪)85‬‬
‫حيث جند التلميذ يشارك يف النشاطات الرتبوية والثقافية اليت تنظمها املدرسة ‪(.‬شرادي نادية ‪ ،2885 ،‬ص‬
‫‪)52‬‬
‫‪-5‬القدرة على ضبط الذات و تحمل المسؤولية ‪ :‬أن يتحمل الطفل مسؤولية بعض األعمال اليت يقوم هلا‬
‫وحل بعض املشكالت واختاذ بعض القرارات يف حياته ز حيث أن التلميذ ذو التكيف السليم يستمد قدرته‬
‫من التحكم يف سلوكه من تقدير األمور تقديرا ينبئه بالنتائج وهذا يصبح مسؤوال عن أعماله ‪( .‬فهمي‬
‫‪ ، 2858،‬ص ‪)85‬‬
‫وهي كذلك القدرة على التحكم يف الرغبات ومبحيط الذات وإدراك عواقب األمور ‪ ،‬وكذا النتائج اليت ترتتب‬
‫على أفعاله يف املستقبل حتملها ‪ ،‬أما إذا اعرتض التلميذ عوائق يف سعيه للتكيف ومع حميطه املدرسي ‪،‬‬
‫فستظهر عليه حتما مظاهر و سلوكيات سلبية تعيق بدورها حتصيله الدراسي ‪(.‬شردي نادية ‪ ، 2885 ،‬ص‬
‫‪)52‬‬
‫‪-6‬األهداف الواقعية ‪ :‬من املظاهر اليت تدل على تكيف الفرد اختياره ألهداف ومستوى طموح واقعي‬
‫تتسق مع قدراته وإمكانياته تؤهله يف السعي للوصول إليها وحتقيقها ألن الشخص الذي يضع لنفسه أهداف‬
‫ال يستطيع الوصول إليها وبذلك يعرض نفسه واإلحباط والصراع وهي اليت متثل العوائق اليت تبعد الفرد عن‬
‫التكيف السليم وكذلك بالنسبة للفرد الذي يضع أهدافا تقل بكثري عن قدراته هو شخص غري طموح ‪ ،‬مما‬
‫جيعله غري مفيد جلماعته فال حيقق القبول معها وال يتكيف مع أفرادها ‪( .‬مصطفى ‪ ، 2858 ،‬ص ‪)222‬‬
‫وهذا يعين أن التلميذ يدرك إدراكا يتناسب مع احلقيقة والواقع الذي حييط به ‪ ،‬وطبعا هذا يكون ضمن حدود‬
‫إمكانياته وقدراته ‪ ( .‬بن عائشة ‪ ، 0225 ،‬ص ‪)93-90‬‬
‫‪-5‬األعراض الجسمية ‪ :‬إن خلو اجلسم من األمراض واالضطرابات السيكوسوماتيا ذات املنشأ النفسي‬
‫للفرد املتعلم يدل على قدراته على التكيف السليم ‪.‬‬
‫‪ -9‬العالقة الصحية مع الذات ‪ :‬وتشمل ثالثة أبعاد وهي ‪:‬‬
‫‪33‬‬
‫*فهم الذات ‪ :‬ويعين أن يعرف املرء نقاط القوة والضعف فيه ‪.‬‬
‫*تقبل الذات ‪ :‬أي أن يتقبل املرء ذاته بإجيابياهتاوسلبياهتا ‪.‬‬
‫* أن يسعى الفرد املتعلم إىل تطوير وحتقيق ذاته ‪.‬‬
‫‪ -8‬الشعورباألمن ‪:‬التلميذ املتكيف إجيابيا يشعر باألمن والطمأنينة بصفة عامة وهذا يدل على قدرته على‬
‫مواجهة القلق ‪ ،‬والصراع ‪ ،‬الذي يتعرض له وقدرته على حل املشكالت ضمن إمكانيته وحدود واقعه ‪.‬‬
‫‪ -22‬االستفادة من الخبرة ‪ :‬التكيف املدرسي احلسن هو الذي جيعل التلميذ يقوم بتعديل من سلوكه ضمن‬
‫اخلربات اليت تعرض هلا ‪.‬‬
‫‪ -22‬التناسب ‪ :‬ويعين هذا أن تكون ردود أفعال التلميذ يف املدرسة متناسبة واملوقف الذي مير به والظروف‬
‫اليت حتيط به ‪ ،‬السيما يف اجلانباالنفعايل ‪ ،‬حبيث ال تكون حبساسية زائدة أو بالالمباالة أن حدث هذا دل‬
‫على سوء التكيف املدرسي ‪.‬‬
‫‪ -20‬ضبط الذات ‪ :‬أي أن التلميذ يثق يف قدراته على التحكم يف سلوكياته واندفاعاته ‪.‬‬
‫‪-23‬المرونة ‪:‬حبيث أن الفرد املتعلم أو التلميذ جيد البدائل دائما للسلوك الذي يفشل فيه حىت يصل إىل‬
‫هدفه‪.‬‬
‫‪ -21‬القدرة على بناء عالقات اجتماعية ‪ :‬أي القدرة الفرد املتعلم على بناء عالقات اجتماعية مع‬
‫اآلخرين ضمن حميطه املدرسي ‪ ،‬حبيث أنه جيب أن تتسم العالقة بالفاعلية وقدرته على حتمل املسؤولية وتفهم‬
‫اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ -25‬النجاح الدراسي ‪ :‬يعترب النجاح الدراسي أهم مؤشر للتكيف املدرسي كونه يشري إىل قدرة الفرد املتعلم‬
‫على إشباع حاجاته املعرفية واالنفعالية ودافعيه يف النجاح حىت يزيد مستوى حتصيله وأدائه املدرسي ‪( .‬بن‬
‫عائشة ‪ ، 0225 ،‬ص ‪)93-90‬‬
‫‪ -5‬محددات التكيف المدرسي ‪:‬‬
‫‪ -2‬التلميذ ‪ :‬قبل التحاق التلميذ باملدرسة والطالب باجلامعة يكون قد عاش يف كتف الوالدين واألسرة عامة‬
‫وق دمت له يف أغلب األحيان اخلدمات الالزمة ‪ ،‬وقامت على خدمته فيما حيتاج من أمور احلياة اليومية مثل‬
‫األكل واللباس والتنظيف والرتتيب وغريها ‪ ،‬مث جيد نفسه بعد االنتقال إىل البيئة الثانية وحيدا يف جماهبة ما كان‬
‫يقوم غريه به أن يقوم به بنفسه ‪ ،‬مما قد يولد عنده نوعا من القلق واملعاناة النفسية وهذا يؤثر بطريقة وأخرى‬
‫على املسار الدراسي ‪ ،‬وهناك فئة تتضرر كثريا من هذا االنفصال اليت دعمت كثريا ‪ ،‬ويف مجيع متطلباهتا‬

‫‪34‬‬
‫الشخصية ‪ ،‬ومل تكن هلا خربات االنفصال مسبقا ومل خيترب ذواهتا بالعمل كوحدة مستقلة عن العائلة ميكنها‬
‫التكيف بعيدا عنها وحتقيق البقاء دون مشاكل من أي نوع تذكر ‪.‬‬
‫إن قدرات التلميذ وصفاته الشخصية اخلاصة كاحلالة الصحية واجلنس والسن ومستوى التعليم والسمات‬
‫املزاجية ‪ ،‬والعادات الشخصية ‪ ،‬ومستوى طموحه وعوامل التنشئة االجتماعية واخلربات اليت مير هبا من خالل‬
‫انتمائه إىل مجاعات متعددة كلها هتدف إىل إجياد التكيف (التوافق) بني حاجاته الشخصية ومطالب اجملتمع‬
‫وإىل اجياد نوع من السلوك حيقق رغبات األفراد ويرضى اآلخرين ‪.‬‬
‫إن الطالب يف اجلامعة على غرار التلميذ يف املدرسة من حيث قبوله يف التحاقه باجلامعة وجودة تأهيله‬
‫صحيا وعقليا ونفسيا لتلقي الربامج التعليمية استكماال يف جعبته خالل مسريته التعليمية قبل التحاقه باجلامعة‬
‫أمر مهم وأصبح اليوم يؤدي دورا هاما يف جناح العملية التعليمية من خالل إعطائه الفرصة للتعبري عن رأيه يف‬
‫املناهج الدراسية وكفاءة أعضاء التدريس ‪.‬‬
‫‪-0‬المدرسة ‪ :‬هي مصدر التعبري العلمي ‪ ،‬والثقايف ‪ ،‬واالجتماعي ‪ ،‬واألخالقي ‪ ،‬وهي حمدد رئيسي يفرض‬
‫نفسه ألنه املوطن الثاين للتنشئة االجتماعية بعد األسرة مباشرة ‪ ،‬كل هذه الظروف اليت جيب أن توفرها املدرسة‬
‫لدفع التالميذ للتكيف الصحيح ‪ ،‬وتفاعلهم معه ‪ ،‬بل وتساعدهم على التقدم يف هذا اجملتمع ‪ ،‬كما أن‬
‫املدرسة تعترب نظاما مفتوحا على غريه ‪ ،‬وهي بذلك هتيء ‪ ،‬وتكون وتصدر ما أنتجت إىل اجملتمع املوجودة فيه‬
‫‪ ،‬فهي تنمي الشعور باملسؤولية اجتاه البيئة ‪.‬‬
‫‪ -3‬الزمالء ‪ :‬يلعب الزمالء واألقران دورا كبريا يف االجناز الدراسي خالل فرتة املراهقة ‪ ،‬ونراهم مييلون يف‬
‫اختيار أصدقائهم من البيئة االجتماعية نفسها حيث التقاليد والقيم االجتماعية املشرتكة لذلك ترى أن‬
‫جمموعات صغرية تتألق داخل الصف (القسم) ‪ .‬ولكل جمموعة قيمتها وتصرفاهتا اخلاصة مبا يتفق مع االجناز‬
‫الدراسي فمنها من يعطي أمهية للدرجات املرتفعة حيث يتنافس الزمالء بشكل غري مباشر على التفوق ومن‬
‫اجملموعات ال يهتم كثريا هبذه الناحية ‪ ،‬بل بالناحية االجتماعية ‪.‬‬
‫بعبارة أوضح مجاعة الزمالء يف القسم حتدد مبدأ التكيف املدرسي والتكيف االجتماعي حىت يف‬
‫حياتنا اليومية ‪ ،‬فإننا نرى دائما مجاعة الزمالء جتر بعضنا البعض إىل املدرسة مرورا بالبيوت وهو نوع من الدفع‬
‫إىل عملية التكيف املدرسي والتطبيع االجتماعي ‪ ،‬فعوض غياب التلميذ عن الدروس حيضرها بشكل مستمر‬
‫كلما كان دعم الرفاق له ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -1‬مدير المدرسة ‪ :‬تعترب إدارة املدرسة جممل الفعاليات العلمية والتنظيمية اليت تشمل العالقات بني الطلبة‬
‫داخل الصف وعالقاهتم مع األساتذة واملوجهني ‪ ،‬واملدير وتنظيم األنشطة العلمية وربطها باملواد الدراسية‬
‫وإجراء التقومي املستمر ‪ ،‬أي حنن أمام شبكة معقدة من املعلومات ‪ ،‬ويتطلب إدارة هذه الشبكة أسلوب‬
‫اإلبداع يف جود دميقراطي شفاف ‪ ،‬مع تشجيع التفوق وتوفري جو التكيف السليم ‪ ،‬فلم يعد دور اإلدارة‬
‫واملدير الرقابة على األفراد ‪ ،‬بل حتقيق األهداف الرتبوية ‪ ،‬سعيا لبناء شخصية الطالب السليم املتوازن واملتكامل‬
‫‪ -5‬األستاذ ‪ :‬هو القائد ‪ ،‬املعلم ‪ ،‬املريب ‪ ،‬املنظم واملوجه واملقوم ‪ ،‬املكافئ ‪ ،‬األمنوذج وجناحه يف عمله يعتمد‬
‫على كفايات عدة أمهها ‪ :‬عمله وخربته يف املادة اليت يدرسها ‪ ،‬عمله وخربته يف علم النفس ‪ ،‬حسن تصرفه‬
‫وتعامله مع الطلبة ‪ ،‬وقدرته على إدارة الصف ‪ ،‬وجتمع كل الكتابات العاملية أن األساتذة (هم محلة مفتاح‬
‫التغيري وهم بابه املوصد) ‪ ،‬فيجب أن األستاذ يف قلب أي جهد لتطوير الرتبية يف جمتمعنا ‪ ،‬فالتنظيم اجليد‬
‫داخل السم جينب التناحر ويفسح اجملال لألستاذ ألن يبين العالقات سليمة مع غالبية الطلبة ‪ .‬فيتحقق‬
‫التكيف الدراسي ‪ ،‬غري أن هذا األستاذ ويف عصر املعلومات املتدفقة مل يصبح املصدر الوحيد للمعرفة ‪ ،‬بذلك‬
‫أضحى دوره وسيطا ومسهال بني الطلبة وبني املصادر األخرى وموجها مرشدا أكثر منه ملقنا ‪ ،‬فاألستاذ ال‬
‫غىن عنه يف خصم هذه التقلبات العاملية ألن الوحيد الذي يضمن التكيف الدراسي للتالميذ ويصحح صريورته‬
‫إىل ذلك ما استطاع سبيال ‪.‬‬
‫‪-6‬المنهاج (البرامج) ‪:‬تعد املقررات الدراسية – أو مبا يسمى املنهاج حديثا‪ -‬يف التعليم عامال مهما من‬
‫عوامل النجاح الذي تسعى إليه كل املؤسسات الرتبية والتعليم ‪ ،‬وعليه فال بد أن تبىن على عدد من املقومات‬
‫ومنها ‪:‬‬
‫*التتابع والتسلسل يف التخطيط هلا ‪ ،‬ويكون بناؤها وفقا ملبادئ أعضاء التدريس ‪.‬‬
‫*أن يتم تصميمها من قبل أخصائيني تربويني ونفسانيني وعلميني‪.‬‬
‫*أن تشمل على املهارات واملعارف الضرورية والالزمة لكل مرحلة تعليمية‪.‬‬
‫* ضرورة العاملية والعضوية‪.‬‬
‫*يراعي فيها مبدأ التعليم والتعلم الذاتيني ‪.‬‬
‫كل هذه الشروط أو املقومات تؤدي بالتالميذ إىل حسن التكيف إذا أحسن استيعابه من طرفهم ‪.‬‬
‫‪-5‬النشاطات المدرسية ‪ :‬هو ما تتضمنه املناهج والربامج من أنشطة علمية وفعاليات ومواقف متنوعة‬
‫ليتمكن التلميذ أو الطالب من خالل املشاركة فيها من صقل شخصيته ‪ ،‬وتنمية مهاراته وقدراته للمساعدة‬

‫‪36‬‬
‫على حل املشكالت اليت تواجهه ‪ ،‬وهذا اهلدف األساس الذي توفره املنشط أال وهو نقل اخلربة الرتبوية إىل‬
‫احلياة اليومية فكما ذكر سلفا أن املدرسة توفر اجلو املناسب الختيار املواقف واالستفادة منها يف احلياة العامة‬
‫وهذا هو التكيف عموما ‪ ،‬والتكيف الدراسي أال مطية له ‪.‬‬
‫‪-9‬التقويم (االمتحانات)‪ :‬تؤثر اخلربات السابقة يف التكيف االنفعايل والذي له تأثري فعال يف التكيف‬
‫املدرسي ‪ ،‬فالكل يتذكر رهبة االمتحان ‪ ،‬والرعب املصاحب له ‪ ،‬وهنا ميكن دور الفعاليات السابقة جمتمعة‬
‫(من أستاذ ‪ -‬منهج – مدير بإدارته –الزمالء‪ )...‬يف التهنئة من روع التلميذ واخلروج به إىل بر األمان إذ‬
‫يتوجب على من يقدم االمتحان أن يعمل على هتيئة الطلبة بالتشجيع ‪ ،‬واملالحظة أثناء االمتحان من دون‬
‫االعتماد على الزجر أو التهديد‪ ،‬أو الوعيد فلعل صعوبة االمتحان فاضحة لضخامة املنهاج ‪ ،‬أو غري ذلك من‬
‫املؤثرات اجملاورة له ( حرزيل ‪ ، 1121 ،‬ص ‪)17-11‬‬
‫نالحظ منخالل كل هذه احملددات واليت هي عناصر أساسية يف حدوث التكيف املدرسي فكلها تسهم‬
‫يف حدوث سواء من عالقات ع األستاذ والزمالء ‪ ،‬أو منهاج أو نشاطات تربوية كلها مرتبطة ببعضها‬
‫وحدوثها السليم يؤدي إىل تكيف مدرسي سليم‬
‫‪-8‬خصائص التكيف المدرسي‪ :‬هناك جمموعة من اخلصائص متيز التلميذ املتكيف عن غريه وأمهها‪:‬‬
‫‪-2‬التوافق‪ :‬ويتمثل يف ذلك التوافق الشخصي ويتضمن الرضا والتوافق االجتماعي ‪ ،‬ويشمل التوافق األسري‬
‫والتوافق الدراسي والتوافق املهين‪.‬‬
‫‪-0‬الشعور بالسعادة مع النفس‪ :‬ودالئل ذلك الشعور بالسعادة والراحة النفسية ملا للفرد من ماض نظيف‬
‫وحاضر سعيد ومستقبل مشرف ‪ ،‬واالستفادة من مسرات احلياة اليومية وإشباع الدوافع واحلاجات النفسية‬
‫األساسية والشعور باألمن والطمأنينة والثقة ووجود اجتاه متسامح حنو الذات واحرتام النفس وتقبلها والثقة فيها‬
‫وتقديرالذات حق قدرها‪.‬‬
‫‪ -3‬الشعور بالسعادة مع اآلخرين ‪ :‬ويظهر ذلك يف حب اآلخرين والثقة هبم واحرتامهم وتقبلهم ووجود‬
‫اجتاه متسامح حنو اآلخرين والقدرة على إقامة عالقات اجتماعية دائمة ‪،‬االنتماء للجماعة والقيام بالدور‬
‫االجتماعي املناسب والتفاعل االجتماعي السليم والقدرة والتضحية وخدمة اآلخرين ‪.‬‬
‫‪-1‬تحقيق الذات واستغالل القدرات ‪ :‬يتمثل ذلك يف فهم النفس والتقييم الواقعي املوضوعي للقدرات‬
‫واإلمكانات والطاقات ‪ ،‬وتقبل نواحي القصور وتقبل احلقائق املتعلقة بالقدرات املوضوعية ومتثل مبدأ الفروق‬
‫الفردية ووضع أهداف ومستندات الطموح ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪-5‬مواجهة مطالب الحياة ‪ :‬ودالئل ذلك النظرة السليمة املوضوعية للحياة ومطالبها ومشكالهتا اليومية يف‬
‫مواجهة الواقع والقدرة على مواجهة احباطات احلياة وبذل اجلهود من أجل التغلب على هذه املشكالت‬
‫وحلها وتقدير وحتمل املسؤوليات االجتماعية ‪ ،‬وحتمل السلوك والسيطرة على الظروف البيئية كلما أمكن ‪.‬‬
‫نالحظ أن التكيف املد رسي يتضمن العديد من اخلصائص املهمة اليت إذا توفرت طبعا يف التلميذ فحتما‬
‫سيحقق التوافق واالنسجام والتالؤم الذي من شأنه أن خيدم التلميذ يف حد ذاته ويهيئ له التكيف املدرسي‬
‫السليم مع كل ما حييط به يف بيئته املدرسية ‪( .‬معتوق ‪ ، 0221 ،‬ص ‪)221-220‬‬
‫‪-5‬أهمية التكيف المدرسي ‪:‬‬
‫* يسعى التكيف املدرسي إىل احلد من الشعور باحلرمان وتعزيز الثقة بالنفس والشعور باألمن واالستقرار‪ ،‬كما‬
‫يساهم يف التقليل من املشكالت النفسية اليت قد تعرتض الطالب يف مسريته الدراسية‪.‬‬
‫*القدرة على السيطرة والتحكم يف استقرار التنظيم الرتبوي ‪.‬‬
‫*بلورة شخصية الطالب والتأثري على إنتاجه مستقبال‪ ،‬مما يساعد على تقدم اجملتمع وتطوره‪.‬‬
‫*تكوين عالقات مرضية بني الطالب وزمالئه وبيئته املدرسية‪.‬‬
‫‪-9‬العوامل المؤثرة التكيف المدرسي ‪:‬‬
‫‪-‬أوال‪-‬العوامل الذاتية‪ :‬وهذه العوامل تتعلق بالتلميذ نفسه وتشمل اجلانب النفسي و اجلسمي فاحلالة‬
‫النفسية للمراهق من شعور بالنقص تؤثر على عالقاته بإخوانه يف البيت وزمالئه يف املدرسة مما حيد من تركيزه‬
‫ويف املتابعة الصحية للتلميذ أثر يف تكيفه يف املدرسة ‪ ،‬فالصحة املعتلة تضطر بالتلميذ إىل إكثار التغيب عن‬
‫املدرسة أو إىل إمهال الواجبات املدرسية ‪ ،‬فيهبط مستواه الدراسي كذلك يؤثر ضعف البصر أو السمع يف قدرة‬
‫التلميذ على متابعة الدروس واالستفادة منها ‪ ،‬وهناك أيضا العيوب اجلسمية كالتطرف يف الطول أو القصر أو‬
‫النحافة أو البدانة أو العاهات اجلسمية ‪ ،‬كلها تؤثر فيما يصبو إليه التلميذ من احرتام أو تعاون مع األقران يف‬
‫العمل أو اللعب ‪ ،‬لذلك تعين املدرسة احلديثة برعاية الصحة للتالميذ وعالج أمراضهم فضال عن ختصيص‬
‫مدارس للمعوقني‪(.‬معتوق ‪ ، 0221 ،‬ص ‪)221-220‬‬
‫ثانيا ‪:‬العوامل التربوية‪ :‬هناك العديد من العوامل اليت يتأثر منها التكيف املدرسي ونذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -2-‬العوامل المدرسية ‪ :‬عمل اإلدارة ال يقتصر على جمرد تسيري شؤون املؤسسة بل يتعدى ذلك إىل رسم‬
‫سياسة املدرسة اليت تساعد على الرتبية وتكيف التالميذ ‪ ،‬يقول عبد احلميد مرسي يف هذا الصدد ‪ ":‬ال‬
‫يقتصر عمل اإلدارة على تصريف الشؤون اإلدارية اليومية فحسب ‪ ،‬بل هي مسؤولية على رسم سياسة عامة‬

‫‪38‬‬
‫للمدرسة من شأهنا املساعدة على تربية التالميذ وتكيفهم السوي ‪ ،‬ويتوقف جناح املدرسة إىل حد كبري على‬
‫فهم املدير واملدرسني ‪ ،‬جناح التالميذ واستعداداهتم واهتماماهتم وأساليب املعاملة اليت تساعد على تنمية‬
‫شخصيتهم "‪(.‬عبد الحميد مرسي ‪ ، 2856 ،‬ص ‪)10‬‬
‫إن مدير املدرسة كمسؤول أول يف هذه املؤسسة له دور كبري يف تربية وتوجيه التالميذ وتربيتهم تربية‬
‫صاحلة ‪ ،‬ومبقتضى هذا الدور يكون توجيهه للمدرسني والتالميذ ‪ ،‬ويتوقف جناح املؤسسة إىل حد كبري على‬
‫فهم املدير واملدرسني حلاجات التالميذ وميوهلم وأساليب املعاملة اليت تساعد على تنمية شخصيتهم وعلى‬
‫وقايتهم من الصدمات النفسية وعالج ما ينشأ لديهم من مشكالت ‪(.‬عبد الحميد مرسي ‪ ، 2858 ،‬ص‬
‫‪)351‬‬
‫واملدرس الذي اضطربت نفسه واحتل اجلانب االنفعايل من شخصيته ال ينبت إال تالميذ مضطربني انفعاليا‬
‫ومنحرفني مزاجيا ‪ ،‬فاملدرس الذي ي تصف بأنه شديد امليل إىل العدوان والسيطرة يضطر التالميذ إىل أن يكونوا‬
‫جبناء أميل إىل االنسحاب أو إىل أن يكون الواحد منهم كثري العدوان ‪ ،‬وهم حياولون التنفس عن هذ امليل‬
‫عن طريق معاكسة زمالئهم واختاذ العنف وسيلة للتعاون مع الناس عموما ‪ ،‬وكذلك نالحظ ان املدرس الذي‬
‫حيقر تالميذه ويهون من شأهنم ويسخر بقدراهتم يضطرهم أن يسلكوا سبيل الغش والكذب واخلداع‬
‫‪(.‬سلوى عثمان الصديقي ‪ ، 0220 ،‬ص ‪)200‬‬
‫واإلدارة املدرسية هي جممل الفعاليات التنظيمية والفنية اليت تشمل عالقة التالميذ مع بعضهم وعالقتهم مع‬
‫املعلم واملوجهني واملدير‪ ،‬وتنظيم األنشطة باملواد الدراسية وإجراء التقومي املستمر ‪ ،‬أي ‪ :‬حنن أمام شبكة معقدة‬
‫من العالقات ‪،‬واملطلوب هو إدارة هذه الشبكة باألسلوب اإلبداعي يف جو من الدميقراطية والشفافية وتشجيع‬
‫التفوق ‪ ،‬ذلك إن اإلدارة املدرسية مل تعد جمرد تسيري لشؤون املدرسة تسيريا روتينيا هدفه احملافظة على النظام‬
‫يف املدرسة فقط ‪ ،‬واإلشراف على سري املدرسة ‪ ،‬بل أصبح عملها األساسي يدور حول حتقيق األهداف‬
‫الرتبوية سعيا لبناء شخصية التلميذ البناء السليم املتوازن واملتكامل ‪(.‬الخطيب ‪ ، 0223،‬ص ‪)36‬‬
‫عمل اإلدارة املدرسية ال يقتصر على جمرد التسيري شؤون املؤسسة بل يتعدى ذلك يتعدى ذلك إىل رسم‬
‫سياسة املدرسة اليت تساعد على تربية وتكيف التالميذ ويقول عبد احلميد يف هذا الصدد ال يقتصر عمل‬
‫اإلدارة املدرسية على تصريف الشؤون اإلدارية اليومية فحسب هي مسؤولية على رسم سياسة عامة للمدرسة‬
‫من شأهنا املساعدة على تربية التالميذ وتكيفهم السوي ‪( .‬حفيظة بريقلي ‪ ، 0226 ،‬ص ‪)202‬‬

‫‪39‬‬
‫واملدير الكفء يكون قدوة يف كل شيء فعله قبل قوله ‪ ،‬وجيمع خالصة أفكاره وجتاربه ليقدمها للمعلمني‬
‫والتالميذ باملدرسة ‪ ،‬فهو األب الروحي هلذه املدرسة ‪ ،‬يسأل عن أحوال عدا املعلم وذاك التلميذ يقلب حنون‬
‫عطوف ‪ ،‬يطبق العالقات اإلنسانية يف معامالته ‪ ÷،‬وتتدفق بني جوانبه احلكمة واحلنكة والذكاء واألخالق‬
‫العالية الكرمية يف كل تصرف من تصرفاته ‪ ،‬وال شك أن أسلوب املدير املدرسي يقوم بدورهم يف جناح العملية‬
‫التعليمية ‪ ،‬ويؤثر على الروح املعنوية للعاملني اآلخرين يف املدرسة ‪ ،‬ويرتكز دور اإلداريني يف توفري املناخ‬
‫املناسب لنجاح عملية التعليم وتأمني اخلدمات وأمناط الرعاية املناسبة والوسائل املساعدة ‪(.‬ناصر ‪، 0225 ،‬‬
‫ص ‪)36‬‬
‫و اإلدارة كذلك عند إبراهيمي ‪ :‬هي عملها ال يقتصر على جمرد تسيري شؤون املؤسسة بل يتعدى ذلك‬
‫إىل سياسة املدرسة اليت تساعد على تربية وتكييف التالميذ ‪ ،‬يقول "عبد احلميد مرسي "يف هذا الصدد ‪" :‬ال‬
‫يقتصر عمل اإلدارة املدرسية على تصريف الشؤون اإلدارية اليومية فحسب بل هي مسؤولية على رسم سياسة‬
‫عامة للمدرسة من شأهنا املساعدة على تربية التالميذ وتكييفهم السوي ويتوقف جناح املدرسة إىل حد كبري‬
‫على فهم املدير واملدرسني ‪ ،‬جناح التالميذ واستعدادهم واهتماماهتم وأساليب املعاملة اليت تساعد على تنمية‬
‫شخصية " ‪ (.‬إبراهيمي ‪ ، 0223 ،‬ص ‪)52‬‬
‫‪-0‬التنظيم التربوي ‪ :‬إن الشيء الذي ميكن أخذه بعني االعتبار يف عملية التكيف املدرسي داخل املؤسسة‬
‫الرتبوية هو التنظيم الرتبوي والذي يشمل التجهيزات املادية والبشرية للبيئة املدرسية لذا أكد املختصون على أن‬
‫مفهوم استقرار التنظيم الرتبوي منذ بدأ العام الدراسي من حيث تأثري توزيع املعلمني على أقسامهم واستقرارهم‬
‫يف هذه األقسام وتنقلهم من قسم آلخر أو إجراء تنقالت بني املعلمني من مدرسة ألخرى بعد مرور وقت‬
‫طويل على انتظام الدراسة كل هذا يؤدي إىل أحداث أثر سليب على مستوى التالميذ الدراسي ‪(.‬حفيظة‬
‫بريقلي ‪، 0226،‬ص ‪)202‬‬
‫وأيضا أن الشيء الذي ميكن أخذه بعني االعتبار يف عملية التكيف املدرسي داخل املؤسسة الرتبوية هو‬
‫التنظيم الرتبوي والذي يشمل التجهيزات املادية والبشرية للبيئة املدرسية لذا أكد املختصون على أن ‪ :‬مفهوم‬
‫استقرار التنظيم الرتبوي منذ بدأ العام الدراسي من حيث تأثر نوع املعلمني على أقسامهم واستقرارهم يف هذه‬
‫األقسام وتنقلهم من قسم آلخر أو إجراء تنقالت بني املعلمني من مدرسة إىل أخرى بعد مرور وقت طويل‬
‫على انتظام الدراسة كل هذا يؤدي إىل إحداث أثر سليب على مستوى الدراسي للتالميذ ‪ ،‬كما أن ضبط‬
‫الربامج التعليمي وإعداد الكتب املدرسية إعدادا جيدا من حيث املادة التعليمية ومن حيث الطريقة الرتبوية‬

‫‪41‬‬
‫ومن براعة إخراج هذه الكتب وحسن طباعتها كل ذلك أيضا له أثره اهلامة على مستوى التالميذ التحصيلي‬
‫‪(.‬إبراهيمي ‪ ، 0223 ،‬ص ‪)52‬‬
‫ويقول محمد سالمة ‪ :‬أن الشيء الذي ميكن أخذه بعني االعتبار يف عملية التكيف املدرسي داخل املؤسسة‬
‫الرتبوية هو التنظيم الرتبوية والذي يشمل التجهيزات املادية والبشرية للبيئة املدرسية ‪ .‬لذا أكد املختصون على‬
‫االستقرار التنظيم الرتبوي منذ بدأ العام انتظام الدراسة ‪ ،‬وكل هذا قد يؤدي إىل أثر سليب على مستوى‬
‫التالميذ الدراسي ‪(.‬محمد سالمة آدم ‪ ، 2853 ،‬ص ‪)218‬‬
‫‪-3‬العالقات بين التالميذ أو الزمالء أو جماعة األقران ‪ :‬إن التكيف املدرسي للتالميذ ال يتأثر بعالقتهم‬
‫مع املعلم فحسب ولكن تساهم فيه عوامل أخرى ‪ ،‬من بني هذه العوامل تلك العالقة بالزمالء داخل الفصل‬
‫أو خارجه ذلك أن الفرد له غريزة فطرية للتجمع نابعة من الوسط العائلي الذي يعمل على تنميتها وإبرازها ‪.‬‬
‫ويقول مصطفى فهمي ‪ :‬إىل جانب املدرسة جيب أن يبذل التلميذ من جانبه جهدا ليشرتك يف اجلماعة‬
‫املدرسية اجلديدة ويتكيف معها ‪ .‬ويواصل قوله ‪ :‬إن الصداقة يف املدرسة يقوم على أساس تشابه امليول‬
‫واخلربات وتلعب النوادي دورا هاما يف تكوين مثل هذه الصداقات إما عن طريق االشرتاك يف هذه النوادي‬
‫فيتعلم الطالب كيف يعيش وكيف يتعامل مع اآلخرين وإذا رفض االشرتاك يف النوادي معىن ذلك خوفه من‬
‫الناس أو عدم تكيفه مع البيئة املدرسية ‪(.‬إبراهيمي ‪ ،0223 ،‬ص ‪)52‬‬
‫وتبدأ عملية حتويل الطفل من عالقاته االجتماعية األسرية إىل العالقات االجتماعية اخلارجية واالرتباط بالقرناء‬
‫يف فرتة مبكرة من حياته على شكل زيارات لألقارب أو نزهات بتحرر فيها الطفل من قيود األسرة إىل أن هذا‬
‫التحول يأخذ شكال فعليا عندما يلتحق الطفل باملدرسة ‪.‬‬
‫ويبدأ هذا التحول بالتطور مع مرور الزمن ‪ ،‬حيث يكون أفراد البيئة املدرسية أكرب عدد من أعضاء األسرة مما‬
‫يستدعي بذل الكثري من اجلهد من قبل التلميذ نتيجة املنافسة وبغية حتقيق التكيف مع أكرب عدد من الزمالء‬
‫وإثبات اجلدارة يف حتقيق املكانة االجتماعية ‪ ،‬ويقول(هنسلني)‪،‬إن مجاعة األقران تتكون من جمموعة من األفراد‬
‫يف املرحلة العمرية نفسها ولديهم اهتمامات مشرتكة ‪(.‬لطفي ‪ ، 0222 ،‬ص ‪)20‬‬
‫وتعد عالقة التلميذ بزمالئه من العالقات املهمة يف احمليط املدرسي ‪ ،‬وقد يكون جلماعة الرفاق تأثري يف سلوك‬
‫التلميذ أكثر من تأثري األسرة واملعلمني واملربني ‪ ،‬ذلك إن التلميذ حني ينظم إىل هذه اجلماعات فإنه يشرتك‬
‫مع أعضائها يف االهتمامات واألفكا ر وتشبع رغبات معينة لديه ‪ ،‬وحتقق له مصاحل معينة ‪ ،‬يتعاطف كما أن‬
‫اجلماعة جمال رحب للصداقة والزمالة يشعر فيها التلميذ بكيانه وأمهيته ووضعه االجتماعي ‪ ،‬فهو يتعاطف مع‬

‫‪41‬‬
‫اآلخرين ويتعاطف اآلخرين معه ‪ ،‬كما جيد فيها من يقدم له النصح واإلرشاد ويوجهه لتفادي أخطاؤه كما أن‬
‫اجلماعة مصدر للمعلومات اليت يريد أن يعرفها ‪ ،‬كما أهنا تشبع رغبة التلميذ يف املنافسة والتعاون وتشغيل‬
‫طاقاته ‪ ،‬وحيصل من خالهلا على احرتام اآلخرين ‪(.‬بدور ‪ ، 0222 ،‬ص ‪)32‬‬
‫وأن التكيف الدراسي للتالميذ بعالقاهتم مع املعلم فحسب ولكن تساهم فيه عوامل أخرى من بينها تلك‬
‫العالقة اليت بني الزمالء داخل الفصل أو خارجه ذلك أن الفرد له غريزة فطرية للتجمع نابعة من الوسط العائلي‬
‫الذي يعمل على تنميتها وإبرازها (حفيظة بريقلي ‪ ، 0226،‬ص ‪)202‬‬
‫والتكيف الدراسي للتالميذ ال يتأثر بعالقاهتم مع املعلم فحسب ولكن تساهم فيه عوامل أخرى ومن بينها‬
‫عالقة زمالئه داخل القسم وخارجه ذلك أن الفرد لديه غريزة فطرية اجتماعية ‪ ،‬نابعة من الوسط العائلي الذي‬
‫يعمل على تنميتها وإبرازها ‪.‬‬
‫ويقول مصطفى فهمي ‪":‬إىل جانب املدرسة جيب أن يبذل الطالب من جانبه جهدا ليشرتك يف اجلماعة‬
‫املدرسية اجلديدة ويتكيف معها "‪ ( .‬مصطفى فهمي ‪ ، 2895 ،‬ص ‪)2‬‬
‫‪-1‬المنهج الدراسي وطريقة التدريس ‪:‬إذا كان املنهج الدراسي جمافيا مليول التالميذ وحاجاهتم وإذا كان غري‬
‫متصل مبشكالهتم احليوية ‪ ،‬أو غري متناسب مع قدراهتم فإنه يتوقع أن تكثر بني التالميذ حالت اخلروج على‬
‫النظام واالحتكاك باملدرسني ‪ ،‬وتك ون املادة الدراسية مالئمة بينما طريقة التدريس عقيمة ال تثري الشوق وال‬
‫تشحذ تفكريهم ‪ ،‬وتكون النتيجة سوء التكيف وإخفاق كثري من التالميذ ‪ ،‬وإذا تواىل اإلخفاق فإنه يرتك آثار‬
‫سيئة يف الشخصية ‪( .‬سلوى عثمان الصديقي ‪ ، 0220 ،‬ص ‪)203‬‬
‫وإن الرتبية يف أساسها عملية اجتم اعية نفسية بالفرد ‪ ،‬وتعكس ما يف اجملتمع من قيم وعادات وتقاليد وأمناط‬
‫سلوك ‪ ،‬وهي كذلك أداة اجملتمع يف صنع املستقبل واللحاق بالركب املعاصر من خالل إعداد الفرد وتكوين‬
‫شخصيته تكوينا سويا ‪ ،‬واملنهج هو ‪ :‬أداة الرتبية يف حتقيق أهدافها ‪ ،‬والوسيلة اليت عن طريقها حيقق اجملتمع‬
‫أهدافها وطموحاهتا ‪ ،‬والبيئة اليت يصنع األفراد ضمن إطارها بصورة سوية حبيث تتكامل شخصياهتم ‪ ،‬ومن‬
‫هذا املنطلق تأيت أمهية املنهج الدراسي وخاصة األسس النفسية اليت يقوم عليها ‪ ،‬ويعد املنهج الدراسي‬
‫عنصرامن عناصر العملية التعليمية الرمسية ‪ ،‬وقد حازت املناهج املدرسية على اهتمام كبري من جانب الرتبويني‬
‫من أجل التخطيط العلمي هلا ‪ ،‬فقد أنشئت دوائر خاصة لتقومي املناهج يف معظم دول العامل من أجل التأكد‬
‫من صالحيتها والكشف عن نقاط الضعف فيها ‪ ،‬وحماولة تعديلها وحتسينها حنو األفضل ‪ ،‬ويرى الوكيل‬
‫وحممود (‪ )1112‬أن مفهوم املنهج الذي أصبح يعين وفق الرؤية الرتبوية احلديثة جمموع اخلربات الرتبوية اليت‬

‫‪42‬‬
‫هتيئها املدرسة لتالميذها داخل املدرسة وخارجها بغية مساعدهتم على النمو الشامل يف مجيع النواحي ويضيف‬
‫(مرعي ‪ ،‬واحليلة ‪ ،)1112 ،‬أن خري وسيلة لتحسني عملية التعلم والتعليم تكمن يف تطوير وتقومي املناهج‬
‫الدراسية ‪( .‬البساتين ‪ ، 0222 ،‬ص ‪) 13‬‬
‫ويعد الكتاب املدرسي األداة الرئيسية يف عملية التعلم والتعليم ‪ ،‬وهو ليس جمرد وسيلة تعليمية مساعدة للتالميذ‬
‫بل ركيزة أساسية يف العملية التعليمية ؛ألنه يقدم إطارا عاما للمادة الدراسية ويوجه التلميذ إىل ما سيدرسه من‬
‫معلومات وقد خلص(أيزنر ‪ ،)2999 ،‬أمهية الكتاب املدرسي يف اجلوانب التالية ‪:‬‬
‫‪-‬أ‪ -‬يقدم مستوى يف احملتوى ال ميتلكها إال قليل من املعلمني ‪.‬‬
‫‪-‬ب‪ -‬ينظم احملتوى خول بعض املوضوعات تنظيما منطقيا مبا يكفل ترتيب املادة لألهداف التعليمية ‪.‬‬
‫‪-‬ج‪ -‬يزود املعلمني والتالميذ بنوع من األمان من خالل توضيحه للمرحلة اليت سيسري فيها كل من املعلمني‬
‫والتالميذ فيعرفون ماذا سيأيت يف املنهج ؟ وماذا سيتبع ؟ وأين تنتهي هبم املرحلة ؟‬
‫‪-‬د‪ -‬يقدم للمعلمني األسئلة اليت جيب أن تسأل التالميذ ‪ ،‬ويزودهم مبادة االمتحان اليت سيستخدموهنا‬
‫ويقرتح أنشطة ينهمك فيها التالميذ ويزود املعلمني باإلجابة الصحيحة ‪(.‬ناصر ‪ ، 0225‬ص ‪)11‬‬
‫وأن موقف التلميذ من املادة يؤثر بدرجة كبرية على درجة تكيفه املدرسي وأن هذا املوقف يتحدد مبوقف‬
‫التالميذ من املعلم وبالدرجات اليت حيصل عليها واملعلومات اليت يقدمها املعلم لتالميذه ‪( .‬ناصر ‪، 0225 ،‬‬
‫ص ‪)11‬‬
‫ولكي حيقق املنهج الصحة النفسية والتكيف املدرسي ينبغي أن يكون قريبا من مواقف احلياة الطبيعية ؛ ألن‬
‫حدوث انتقال أثر التعلم يتطلب وجود أوجه تشابه بني املواقف التعليمية يف املدرسة ومواقف احلياة الطبيعية ‪،‬‬
‫وال يقتصر املنهج على اخلربا ت املدرسية فحسب بل جيب أن يتضمن أمورا أخر خترج بالتلميذ إىل البيئة حيث‬
‫يوجد ألوان خمتلفة من النشاط كما ينبغي أن يكون املنهج صاحلا نفسيا وتربويا (من حيث اإلخراج – الطباعة‬
‫– الوضوح ) ‪ ،‬ومتوافقا مع املستوى ذكاء املتعلم ولغته ومتكامال يف بيئته الرتبوية ( حمدان ‪ ، 2886 ،‬ص‬
‫‪) 16‬‬
‫‪-5‬النشاط المدرسي ‪ :‬عرف النشاط املدرسي بأنه ‪ :‬تلك الربامج واألنشطة الثقافية واالجتماعية والفنية‬
‫والرياضية ‪ ،‬اليت تقدم للتالميذ يف إطار املنهج املدرسي ‪ ،‬وتستثري دافعيتهم حنو التفكري والعمل والسلوك ‪،‬‬
‫وتستهدف تعديل سلوكهم ‪ ،‬ومنو شخصياهتم ‪ ،‬إذ ال يعد التالميذ جمرد متلقني ومستقبلني فقط كما يقدم من‬
‫مواد الدراسة ‪ ،‬وإمنا شخصيات إجيابية فاعلة هلا دور نشط يف عملية التعلم ‪ ،‬فالنشاط املدرسي جانب تربوي‬

‫‪43‬‬
‫مهم ويعد جزءا متمما للعملية التعليمية ‪ ،‬وهو ذلك الربامج التعليمي الذي حيقق أهدافا تربوية معينة داخل‬
‫الص ف أو خارجه ‪ ،‬وأثناء اليوم الدراسي أو يعد االنتهاء من الدراسة على أن يؤدي ذلك إىل منو خربة التلميذ‬
‫وتنمية قدراته وهواياته يف االجتاهات الرتبوية واالجتماعية املرغوبة (بدور ‪ ، 0222 ،‬ص ‪)65‬‬
‫وقد يقدم النشاط املدرسي يف داخل الصف أو املدرسة ‪ ،‬ويطلق عليه (النشاط الصفي) ‪ ،‬ويكون أكثر‬
‫التصاقا مبوضوعات الدراسة ‪ ،‬وقد يكون خارج نطاق املدرسة يف شكل رحالت أو مسابقات رياضية‬
‫ومعسكرات ‪ ،‬أو زيارات للبيئة اخلارجية ويطلق عليه (النشاط ّاآلصفي) ‪ ،‬وختططه املدرسة وفقا الهتمامات‬
‫ومستوى نضجهم العقلي واالجتماعي والعاطفي ‪ ،‬ومن مث فالنشاط املدرسي هو كل ما يؤديه املتعلم داخل‬
‫املدرسة أو خارجها قبل احلصة أو يف إثنائها أو بعدها ‪ ،‬بتوجيه من املدرسة (حبيو ‪ ، 2888 ،‬ص‪)59‬‬
‫‪ -6‬شخصية المعلم وعالقته بالتلميذ ‪:‬جناح املعلم ال يعتمد على الشخصية املؤثرة أو القدرة التدريسية‬
‫وإتباعه لطرائق التدريس جيدة فقط و إمنا يعتمد أيضا على ما ميتلكه من فن يف إدارة اجلماعة ‪ ،‬ومىت ما‬
‫حتقق ذلك فيستمع املعلم وتالميذه بالوقت الذي يقضونه معا ‪ ،‬فالتنظيم اجليد داخل الصف جينب التناحر بني‬
‫التال ميذ ويفسح اجملال للمعلم ألن يبين عالقات سليمة مع غالبيتهم ‪ ،‬فدور املعلم ال يتوقف على إعطاء‬
‫الدرس ‪ ،‬بل عليه أن يسأل نفسه هل أكسب املتعلم القدر املناسب من التعلم ‪ ،‬وأن ال يهمل اهلدف من‬
‫التعليم يف غمرة نشاطه اليومي يف إعداد الدروس ويف تعليمها ‪ ،‬فالرتكيز على اهلدف ومراعاة تطبيقه يضمن‬
‫تعلم قدر معني من اخلربات يف زمن حمدد ‪ ،‬واملعلم اجليد هو شخص متقبل لتالميذه كما هك عليه ‪ ،‬والتقبل‬
‫هنا هو حماولة املعلم تبصري املتعلم ذاته ‪ ،‬وهذا يتطلب من املعلم قدرا كبريا من العفوية والثقة بالنفس ‪ ،‬إضافة‬
‫إىل أن املعلم الناجح هو شخص متواضع ينصت لتالميذه ويعدل مواقفه ويطور معارفه وثقافته ‪ (.‬فحول ‪،‬‬
‫‪ ، 0223‬ص ‪)113‬‬
‫كما ينبغي على املعلم أن حيب تالميذه ‪ ،‬ويعاملهم بوجه حمب ‪ ،‬وأن يتوفر لديه توازن عاطفي ‪ ،‬وسيطرة على‬
‫النفس ‪ ،‬وأن يتصف باإلخالص ‪ ،‬وأن يكون صديقا وزميال لتالميذه ‪ ،‬وبإمكانه إدراكهم وعدم جتاهل‬
‫حقوقهم يف حاالت الغضب ‪ ،‬كما ينبغي عليه أيضا أن يتصف بالشجاعة األدبية يف قول (ال أعرف) فكثريا‬
‫ما يعطي املعلمون إجابات غري دقيقة ورمبا غري صحيحة لتالميذهم ‪ ،‬بدال من اعرتافهم بأهنم ال يعرفون‬
‫اجلواب الصحيح ‪ ،‬فيجب على املعلم أن يكون صادقا وأمينا مع نفسه ومع تالميذه ‪ ،‬وال يعيبه أبدا أن يقول‬
‫(ال أعرف االجابة دعونا نبحث عن اإلجابة معا )‪( .‬الحيلة ‪ ،‬ومرعي ‪ ، 0222 ،‬ص ‪)132‬‬

‫‪44‬‬
‫ويف دراسة قام هبا (كامل ‪ )2927‬حول أثر املعلم على تكيف التالميذ واجتاهاهتم حنو العمل املدرسي‬
‫‪ ،‬تبني أن التفاعل االجيايب املباشر وغري املباشر بني املعلم وتالميذه له تأثري على مستوى تكيف التالميذ‬
‫واجتاهاهتم االجيابية حنو العمل املدرسي ‪.‬‬
‫وأن توفر بعض خصائص األبوة يف شخصية املعلم جتعله قريبا من قلوب تالميذه ‪ ،‬حيبونه ويطيعونه بطواعية ‪،‬‬
‫إن مثل هذا احلب إن متكن من نفوس التالميذ فإنه حيقق الكثري باالجتاه الرتبوي السليم ‪ ،‬ألنه يزيد من تعلق‬
‫التالميذ مبعلميهم ‪ ،‬ويزيد من تفاعلهم وجتاوهبم معه ‪ ،‬فيقبلون على التعلم برغبة واندفاع فيكون من نتائجه‬
‫تعلم أكثر رسوخا وأشد أثرا يف بناء شخصيات املتعلمني ‪ ،‬فالتعلم باحلب أفضل طريقة يف التدريس ‪( .‬ناصر‬
‫‪ ، 0225،‬ص ‪) 38‬‬
‫وإن تكوين املعلم بصورة جيدة يساعد على حتويل املعلومات لتالميذ بشكل سهل وبسيط وهلذا فالتكيف مع‬
‫املناهج اجلديدة مرتبطة بشخصية املعلم وتكوينه ‪ ،‬وتتلخص مهمة الدرس لتحقيق التكيف السوي عند‬
‫التالميذ يف أمرين مها ‪:‬‬
‫*التعليم والتوجيه ‪ :‬يستعملهما املعلم مع التلميذ داخل حجرة الدراسة أو خارجها ‪ ،‬فالتفاعل التلميذ مع‬
‫املعلم له أثر كبري يف جناح العملية الرتبوية وحتقيق التكيف داخل املدرسة وخارجها ‪ ،‬هذه الطريقة تساعد على‬
‫التشويق للدرس ورغبتهم يف الدراسة وحب املادة الدراسية ‪( .‬مرسي ‪ ، 2856 ،‬ص ‪) 15-11‬‬
‫‪-5‬المدرسة ‪ :‬إن املدرسة ليست مكانا جيتمع فيه التالميذ للتحصيل الدراسي فقط ‪ ،‬بل هي جمتمع صغري‬
‫يتفاعلون فيه (يتأثرون ويؤثرون ) ‪ ،‬حيث االتصال والشعور املتبادل واألهداف املشرتكة ‪ ،‬فكل ذلك يؤدي إىل‬
‫خلق الروح املدرسية عندهم ‪ ،‬واجلو املناسب لنموهم الفردي واالجتماعي ‪ ،‬كما إن املدرسة ليست جمتمعا‬
‫مغلقا يتفاعل التالميذ داخله مبعزل عن اجملتمع الذي أنشأ هذه املدرسة ‪ ،‬بل هي تعمل على تقوية ارتباط‬
‫التالميذ مبجتمعهم وبيئتهم وتنمية الشعور باملسؤولية اجتاه هذا اجملتمع وتلك البيئة ‪ ،‬وتعترب العالقة بني التالميذ‬
‫واملعلمني من العالقات املهمة فيما يتعلق بالتكيف املدرسي ‪ ،‬ومن خالل هذه العالقة تنجح أو تفشل العملية‬
‫التعليمية ‪ ،‬كما تؤدي هذه العالقة دورا رئيسا يف حل كثري من املشكالت التعليمية والنفسية واالجتماعية ‪،‬‬
‫تلك إن تالميذ املرحلة االبتدائية حبكم سنهم ميرون بكثري من املشكالت الناجتة عن خصائص تلك املرحلة ‪،‬‬
‫فضال عما تضعه الدراسة نفسها من ضغوط على التالميذ ‪ ،‬وما متارسه األسرة عن ضغوط بشأن توقعاهتا‬
‫منهم ‪( .‬كركة ‪ ، 2888 ،‬ص ‪)25‬‬

‫‪45‬‬
‫وجند يف كثري من األحيان أن املدرسة ال تبلي حاجات التلميذ وال حتل مشكالته الدراسية واملدرسية ‪ ،‬وال تتهيأ‬
‫ملواجهة متطلبات منوه العقلي واملعريف واالجتماعي بل تقف عائقا أمامه ‪ ،‬وتتهمه بالكسل ‪ ،‬ومن مث يظهر‬
‫التلميذ سلوكيات ال تتناسب مع املعايري االجتماعية السائدة ‪ ،‬وتأخذ هذه السلوكيات أشكاال خمتلفة تظهر يف‬
‫الصف ‪ ،‬كالعدوان والسخرية والالمباالة واالنطواء وعدم الرغبة يف الدراسة واهلروب من املدرسة ‪،‬ماينعكس‬
‫على حتصيله الدراسي ‪( .‬الديب ‪ ، 0222 ،‬ص ‪) 56‬‬
‫ويف دراسة قام هبا (رمزي ‪ )2993‬حول مستوى التكيف املدرسي لطالب املرحلة املتوسطة وعالقته‬
‫بتحصيلهم الدراسي أظهرت نتائجها أن هناك عالقة اجيابية بني مستوى التكيف املدرسي ومستوى التحصيل‬
‫الدراسي ‪ ،‬كما بينت الدراسة أن كلما زاد التكيف املدرسي زاد التحصيل الدراسي ‪.‬‬
‫ويؤكد (روث ‪)_R0UTH‬قائال ‪ :‬إنه ينبغي على املدرسة أن تكون املكان الذي يتم فيه تطوير املواهب‬
‫وحتريضها ‪ ،‬واملدرسة مهمة أساسية هي تسليح األبناء بسالح العلم واملعرفة واألفكار الصحيحة ‪ ،‬إذ تعد‬
‫املدرسة املؤسسة الثانية بعد األسرة واملكملة كمسريهتا واملتعاونة معها لتحقيق النمو والرتبية للفرد يف مجيعا‬
‫النواحي لكي يصبح عنصرا نافعا يف اجملتمع ‪ ( .‬المخزومي ‪ ، 0222 ،‬ص ‪) 69‬‬
‫وإذا أردنا أن حنقق للتالميذ قدرا من التكيف املدرسي جيب أن يكون املعلمون على وعي كامل بالقواعد العامة‬
‫لالستعانة هبا يف حتقيق تكيف التلميذ يف املدرسة ‪ ،‬وسنعرض فيما يلي بعض هذه القواعد العامة اليت تؤثر يف‬
‫تربية هؤال ء األبناء لتجنبهم التعرض لألزمات النفسية ولنحقق هلم حياة خالية من األزمات والصراع والقلق ‪:‬‬
‫أ‪-‬أن تتاح للتلميذ الفرصة لتأكيد ذاته ‪ ،‬ألنه يف نظر نفسه مل يعد الطفل الذي ال يتاح له أن يتكلم أو أن‬
‫يسمع وهو يسعى أن يكون له مركز بني مجاعته وأن حيصل على اعرتاف هذه اجلماعة بشخصيته ‪.‬‬
‫ب‪ -‬جيب أال تكون فلسفة املدرسة قائمة على الكتب أو أتباع طائفة من صور القسر واالجبار ‪.‬‬
‫ج‪ -‬جيب أال تكون الفصول الدراسية مكتظة ‪ ،‬فالتلميذ يف مثل هذه الفصول نادرا ما يستطيع أن يتعلم يف‬
‫املدرسة بطريقة سوية ‪.‬‬
‫د‪ -‬جيب أن تسعى الرتبية إىل جتيب التعليم يف نفوس التالميذ وبقدر ما تنجح املدرسة يف القيام هبذه العملية ‪،‬‬
‫بقدر ما تستطيع حتقيق التكيف الناجح ‪ ،‬واملقصود بعملية حتبيب التعليم أن جتعل من املناهج الدراسية مواد‬
‫حيبها التلميذ ‪ ،‬وأن جتعل املدرسة مكانا حمبوبا بالنسبة إليه يقضي فيها ساعات مشوقة من هناره ‪( .‬جروان ‪،‬‬
‫‪ ، 0220‬ص ‪) 15‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ -9‬قدرات التالميذ وصفاته ‪ :‬إن قدرات التلميذ وصفاته الشخصية كاحلالة الصحية ‪ ،‬والعمرواملستوى‬
‫التعليمي والسمات املزاجية والعادات الشخصية ومستوى طموحه وعوامل التنشئة االجتماعية واخلربات اليت مير‬
‫هبا من خالل انتمائه إىل مجاعات متعددة كلها عوامل هتدف إىل إجياد التوافق بني حاجاته الشخصية‬
‫ومطالب اجملتمع ‪ ،‬وإىل إجياد نوع من ا لسلوك حيقق رغبات األفراد ويرضى عنه اآلخرون ‪ ،‬كما أن حضوره‬
‫املنتظم يف املدرسة وقدرته على التواصل االجيايب مع املعلمني وحتصيله الدراسي اجليد ‪ ،‬وحبه للمدرسة ‪،‬‬
‫وطموحاته املستقبلية ‪ ،‬وثقته بنفسه ‪ ،‬واملشاركة يف النشاطات املدرسية ‪ ،‬وعدم وجود مشكالت أسرية مدرسية‬
‫‪ ....،‬اخل كل ذلك يؤدي إىل تكيف مدرسي سليم له ‪ ،‬أما التالميذ الذين مل يتمتعوا بقدر واف من املعاملة‬
‫احلسنة من قبل الوالدين ‪ ،‬والذين يتعرضون للنقد املستمر من معلميهم ‪ ،‬ويتعرضون إلحباطات متكررة ‪....‬اخل‬
‫كل ذلك يؤدي إىل سوء التكيف املدرسي لديهم ‪( .‬الصالح ‪ ، 2886 ،‬ص ‪)60‬‬
‫‪ -8‬االمتحانات ‪ :‬إن للخربات السابقة أثرا كبريا يف التكيف االنفعايل حيث يتذكر التالميذ رهبة االمتحانات‬
‫والرعب الذي يتملكهموالذي يتم التعبري عنه بتغري لون الوجه وضربات القلب والتلعثم واالرتباك يف اللحظة‬
‫اليت تسبق توزيع ورقة األسئلة ‪ ،‬وما أن يبدأ التالميذ باإلجابة حىت تزول الرهبة واخلوف تدرجييا حىت إن األمر‬
‫يتحول إىل عمل عادي أشبه بالنشاط املدرسي اليومي ‪ ،‬فيختفي التوتر وينكب التالميذ على التفكري يف‬
‫اإلجابات الصحيحة ‪.‬‬
‫وتؤدي االمتحانات دورا رئيسيا يف تكيف التالميذ املدرسي ‪ ،‬إذ ال بد من وجود نوع من االختبار‬
‫ملعرفةمدى استفادة املعلمني ومدى صالحية أساليب التعليم ‪ ،‬وأن استخدام االمتحانات يف عملية التقومي‬
‫جيب أن تكون سالحا يف التعرف على نواحي القوة والضعف ‪ ،‬أي ‪ :‬يف قضايا التشخيص فاهلدف من‬
‫االمتحانات جيب أال يقتصر على جمرد إعطاء درجة أو عالمة بل جيب أن تكون الغاية منها التعليم ‪ ،‬ومن هنا‬
‫جيب أن يؤهل املعلمون تأهيال تربويا وأكادمييا ‪ ،‬وأن تكون لديهم معرفة بالقياس الرتبوي إذ رغبوا أن يكون‬
‫أداؤهم وإنتاجهم جيدا ‪ ،‬وإذا أرادوا أن يبعثوا الصحة النفسية والتكيف املدرسي يف نفوس تالميذهم‬
‫‪(.‬الزبادي ‪ ، 2882 ،‬ص ‪)253‬‬
‫ثالثا ‪ :‬العوامل الخارجية ‪:‬‬
‫‪-2‬األسرة ‪ :‬إن للجو األسري الذي ينمو فيه التلميذ أثرا كبريا يف حياته وتفاعله مع اآلخرين فاجلو العائلي‬
‫الذي يكون مملوء باخلالفات واالضطرابات النفسية اليت تسود يف البيت هلا تأثري كبري عليه وأيضا دور فعال يف‬
‫تكيف املراهق ‪ ،‬وعالقاته بإخوانه ووالديه ‪ ،‬كل ذلك ميتد تأثريه على احلياة االجتماعية املدرسية ‪ ،‬مثال ذلك‬

‫‪47‬‬
‫ما يتعرض له املراهق يف حاجاته إىل االستغالل ورفض الوالدين له اخلروج عن سلطتها وامتداد ذلك إىل رفض‬
‫األساتذة (كسلطة ) واالستغالل عنهم وعن الزمالء وما ينجم عن ذلك من صراعات تعرب عن عدم تكيف‬
‫اجتماعي مدرسي ‪( .‬معتوق ‪ ، 0221 ،‬ص ‪) 223‬‬
‫وتعترب األسرة املسؤول األول لبناء شخصية الطفل ‪ ،‬فإذا وضعت له األسس الصحيحة ينشأ الطفل سويا‬
‫متمتعا بالصحة النفسية اجليدة ‪ ،‬أما إذا وضعت له أسس غري سوية شب الطفل مريضا عاجزا عن التكيف‬
‫املدرسي األسري ‪ ،‬وهذا ما يؤكده مدرسة التحليل النفسي إذ ترى بأن الطفل يف سنواته األوىل يقلد كل ما يراه‬
‫يف األسرة من عادات وتقاليد وقيم دينية واجتماعية وكيفية التعامل اآلخرين ويكون التعامل التلميذ مع زمالئه‬
‫يف املدرسة وفق ملا احتواه من تراث هذه األسرة فاجلو األسرة الذي يعيش فيه التلميذ له أثر بالغ األمهية يف‬
‫تفاعله مع اآلخرين فالبيت الذي تشوبه اخلالفات العائلية واالضطرابات النفسية يؤثر على تكيف التلميذ‬
‫وعالقاته بإخوانه ووالديه كما يتأثر املظهر العام للتلميذ حبالة األسرة االقتصادية والثقافة ‪( .‬حفيظة بريقلي ‪،‬‬
‫‪ ، 0226‬ص ‪)202‬‬
‫وللجو األسري الذي يعيش فيه التلميذ أثر كبري األمهية يف تفاعله مع اآلخرين " فالبيت الذي تشوبه‬
‫اخلالفات العائلية واالضطرابات النفسية يؤثر على تكيف التلميذ وعالقاته بإخوانه ووالديه ‪ ،‬كما يتأثر املظهر‬
‫العام للتلميذ حبالة األسرة االقتصادية والثقافة" ‪(.‬محمد جمال صقر ‪ ،‬دس ‪ ،‬ص ‪)83‬‬
‫ويف هذا الصدد كذلك قال حممد صربه ‪ :‬إن اجلو األسرة الذي يعيش فيه التلميذ له أثر بالغ األمهية يف تفاعله‬
‫مع اآلخرين ‪ " ،‬فالبيت الذي تشو به العالقات العائلية واالضطرابات النفسية يؤثر على تكيف طفل وعالقاته‬
‫بإخوانه ووالديه ‪ ،‬كما يتأثر املظهر العام للتلميذ حبالة األسرة االقتصادية والثقافية " ‪( .‬محمد صبره علي ‪،‬‬
‫‪ ، 0221‬ص ‪)233‬‬
‫‪ -0‬المجتمع ‪ :‬يتضح من دراسة مشكالت التالميذ يف املؤسسة التعليمية ‪ ،‬مدى تأثري الوسط االجتماعية‬
‫يف سلوكهم واجتاهاهتم النفسية وسريهم يف الدراسة وانتظامهم يف العمل املدرسي ‪ ،‬وال يقتصر األمر على ما‬
‫يكتسبه التلميذ من احلي الذي يعيش فيه من أساليب يف السلوك والتعامل ‪ ،‬بل إن التلميذ أحيانا يكون‬
‫صداقات من أفراد جنسه أو من اجلنس اآلخر فتستوعب قدرا من وقته ونشاطه حبيث يتأثر أحيانا مستواه‬
‫الدراسي ‪( .‬معتوق ‪ ، 0221،‬ص ‪)223‬‬
‫ويتضح بصورة حلية مدى تأثري الوسط االجتماعي على سلوك التالميذ وإدراكهم واجتاهاهتم وانتظامهم يف‬
‫الدراسة من خالل نتائج الدراسات اليت تناولت مشكالت التالميذ يف املدرسة " فاجملتمع له دور ال يستهان به‬

‫‪48‬‬
‫إىل جانب األسرة يف بث الروح التكيف لدى التالميذ من خالل مؤسساته من مساجد ونوادي ثقافية‬
‫ومدا رس ووسائل اإلعالم املختلفة اليت جتعلها عرضة للتأثر هبا ‪ ( .‬محمد خليفة بركات ‪ ، 2858 ،‬ص‬
‫‪)351‬‬
‫وميكن القول أن التكيف عملية اجتماعية ‪ ،‬تقوم على مسايرة الفرد ملعايري اجملتمع واملواصفات الثقافية ‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل القدرة على القيام باستجابات متنوعة تالؤم املواقف املختلفة وتشبع حاجاته ورغباته ‪ ،‬ويف هذا‬
‫الصدد يرى " حاد زهران " التكييف على أن السعادة مع اآلخرين وااللتزام بأخالقيات اجملتمع وتقبل التغيري‬
‫والتفاعل االجتماعي السليم والعمل لصاحل اجلماعة ‪( .‬حفيظة بريقلي ‪ ، 0226 ،‬ص ‪)202‬‬
‫‪ -3‬الوسائل اإلعالم والتطور التكنولوجي ‪ :‬إن انتشار وسائل اإلعالم وغزويها الكبرية على األسرة خاصة‬
‫على األطفال يف سن مبكر أدى باإلدمان عليها وقد تؤثر على اجلوانب اللغوية واملعرفية ووظائفها ‪(.‬توما ‪،‬‬
‫‪ ، 0222‬ص ‪) 22‬‬
‫‪ -1‬المشكالت الصحية والجسمية ‪ :‬إن قصور إمكانيات الطالب البشرية واليت تتمثل يف العاهات‬
‫ا جلسمية كضعف السمع وعدم القدرة على الرؤية الصحيحة ‪ ،‬أو ضعف القدرات العقلية أو االفتقار إىل‬
‫اجلاذبية االجتماعية ‪ ،‬كلها عوامل تساهم يف عدم التكيف الدراسي السليم له داخل حجرات الدراسة ‪.‬‬
‫‪ -5‬عدم إشباع الحاجات بالطرق التي تقررها الثقافة ‪ :‬من املعروف أن اجملال ينشأ فيه الطفل يؤثر تأثريا‬
‫بالغايف منوه من مجيع النواحي فإذا ساعد هذا اجملال على إشباع حاجات الطفل البيولوجية والنفسية أثر ذلك‬
‫تأثريا بارزا يف سلوكه أي يف نظاهر سروره وأساليب تكييفه ‪ ،‬أما إذا تعددت مواقف احلرمان وزادت حدهتا فإن‬
‫شخصيته ستعاين من االضطراب يف مظاهر سلوكه مما جيعله غري قادر على التكيف السليم مع زمالئه وال مع‬
‫مدرسيه وال مع املنهاج الدراسي ‪( .‬هادي مشعان ربيع ‪ ، 0223 ،‬ص ‪) 291‬‬
‫ميكن القول أن التكيف املدرسي يتأثر بكل هذه العوامل حبيث نرى أن العوامل الذاتية واليت تتعلق بالتلميذ‬
‫نفسه من مشاعر وأحاسيس يشعر هبا التلميذ تؤثر حتما على عالقاته مع احمليط اخلارجي باإلضافة إىل العوامل‬
‫الرتبوية واليت تشمل على كل النظام الرتبوي واإلدارة املدرسية واملعلم وعالقاته بالتالميذ وحىت التالميذ فيما‬
‫بينهم تسري وفق نظام متسلسل مما يسنح الفرصة للتلميذ بإعطاء كل ما لديهم وتصديهم لكل املواقف‬
‫اجلديدة ‪ ،‬وكذلك العوامل اخلارجية اليت تشمل األسرة واجملتمع وغريمها من العوامل فاألسرة واجملتمع مها‬
‫عنصرين مهمني يف حياة التلميذ حبيث أغلب تواجده يف أسرته أو حميطه االجتماعي فكل ما يتعرض له سيؤثر‬
‫حتما على سلوكياهتم وانتظامهم يف العمل املدرسي وسريهم يف الدراسة ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -8‬اضطرابات ومشكالت التكيف المدرسي ‪:‬‬
‫‪ -2‬مشكلة قضم األظافر ‪ :‬إن قضم األظافر من اضطرابات الوظائف الفمية مثل عدم االحساس بالطعم أو‬
‫عدم القدرة على البلع وغريها ‪ ،‬وأغلب االطفال يقرضون أظافرهم قلقون ويقضم عادة أظافره ليتخفف من‬
‫حدة شعوره بالتوتر وتظهر املشكلة واضحة عند األطفال قرب الرابعة واخلامسة من العمر ويستمر لفرتات‬
‫متقدمة تصل إىل سن العشرين ‪(.‬سلطانة جابر ‪)0222 ،‬‬
‫* أسباب المشكلة ‪:‬‬
‫‪ -2‬سوء التوافق االنفعايل فيقوم الطفل بقضم األظافر رغبة يف إزعاج الوالدين وحيدث تثبيت تلك العادة‬
‫نتيجة ممارسته املتكررة ورغبته امللحة يف إزعاج األهل متصورا إن يف ذلك عقابا هلم ‪.‬‬
‫‪ -1‬عقاب الطفل لنفسه نتيجة شعوره بالسخط على والديه وعدم استطاعته تفريغ شحنته فيهم فتتجه تلك‬
‫املشاعر العدوانية اليت يكنها جتاههم حنو نفسه (ذاته) ‪.‬‬
‫‪ -6‬طموح األهل الزائد الذي يفوق إمكانيات الطفل فيشعر باخلوف من حتقيق أي شيء فينعكس هذا‬
‫اخلوف يف صورة قلق وتوتر ويكون من مظاهر هذا القلق قضم األظافر ‪.‬‬
‫‪ -1‬وجود منوذج يقلده الطفل إما يف املنزل أو يف املدرسة فيقلد الطفل ذلك الشخص وتتأصل عنده كعادة‪.‬‬
‫* عالج المشكلة‪:‬‬
‫‪ -2-‬تقليم أظافر الطفل أوال بأول وعدم تركهم تطول ‪.‬‬
‫‪ -1-‬توفري اجلو النفسي اهلادئ للطفل وإبعاده عن مصادر اإلزعاج والتوتر‪.‬‬
‫‪ -6-‬وضع مادة مره على أظافر الطفل بشرط تعريف الطفل باهلدف من ذلك ‪.‬‬
‫‪ -1‬مكافأة الطفل ماديا ومعنويا يف تعزيز عدم قرض األظافر فالثواب يفيد أكثر من العقاب‪.‬‬
‫‪ -1‬مناقشة الطفل ولفت نظره بضرورة إقالعه عن هذه العادات املنبوذة من قبل األخرين‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام أجهزة التسجيل مثال تسجيل كلمة "لن أقضم أظافري" على شريط وإمساعه الطفل قبل النوم أو‬
‫أثناء النوم‪.‬‬
‫‪ -7‬إشغال الطفل بأنشطة خمتلفة متتص الطاقة والتوتر كألعاب العجني وطني الصلصال والعاب الرمل واملاء مع‬
‫شغل الطفل بالنشاط اليدوي ‪.‬‬
‫‪ -2‬االبتعاد عن عقاب الطفل وزجره أو السخرية منه‪(.‬شيماء جالل ‪) 0229 ،‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ -0‬التبول الالإرادي ‪ :‬هو من أكثراالضطرابات شيوعا يف مرحلة الطفولة ويعين عدم قدرة الطفل على‬
‫السيطرة على مثانته فال يستطيع التحكم يف انسياب البول ‪ .‬فإذا ما تبول الطفل يف فراشه أثناء نومه مسي تبوال‬
‫ليليا واذا تبول أثناء جلوسه أو وقوفه مسي تبوال هناريا ‪.‬‬
‫وال يعد تبول الطفل ال اراديا حىت سن اخلامسة مشكلة وال يعد تبليل الطفل لفراشه ومالبسه مرات‬
‫)‬ ‫قليلة مشكلة مامل يتكرر العرض ‪( .‬إبراهيم المشرفي ‪ ،‬د س ‪ ،‬ص‬
‫*أسباب التبول الالإرادي‪:‬‬
‫‪ -2‬األسباب الفسيولوجية والعضوية ‪ :‬تعد أمراض اجلهاز البويل املتمثلة يف التهاب املثانة ‪ ،‬التهاب قناة‬
‫جمرى البول ‪ ،‬ضعف صمامات املثانة ‪ ،‬ورمبا التهاب الكليتني ‪ ،‬التهاب فتحة البول ‪ ،‬وكذا ضخم حلمية الفم‬
‫اليت تسبب للطفل صعوبة يف التنفس أثناء النوم وبالتايل االجهاد واستغراق الطفل يف النوم مما يؤدي إلفراغ‬
‫هذه املثانة أثناء االستغراق يف النوم ‪ ،‬كما أن فقر الدم ونقص الفيتامينات إىل الضعف العام لعدم السيطرة‬
‫على عضالت املثانة وكثرة شرب السوائل قبل النوم ‪.‬‬
‫‪ -0‬أسباب وراثية‪ :‬يلعبالعاملدوره يف حدوث هذه املشكلة فريث الطفل هذا السلوك من والديه فهناك دالئل‬
‫حتتاج إىل تأكيدات تشري إىل وجود عالقة وراثية بني اآلباء واألطفال ويف مشكلة التبول الالإرادي كما أن‬
‫هناك عالقة بني تبول األطفال وتبول إخوة هلم ‪ ،‬كما أن الضعف العقلي الناتج عن خلل كروم وزومي يصاحبه‬
‫غالبا تبول الإرادي ‪.‬‬
‫‪ -3‬أسباب اجتماعية وتربوية ‪:‬‬
‫* تقصري األبوين وعجزهم يف تكوين عادة ضبط البول لدى الطفل وعدم مباالة الوالدين مبراقبة الطفل وحماولة‬
‫ايقاظه ليال يف االوقات املناسبة لقضاء حاجته وإرشاده للذهاب اىل احلمام قبل النوم ‪.‬‬
‫*سوء عالقة الطفل بأ مه الذي يعود لألم مما جيعل تدريب الطفل على التحكم بعضالت املثانة صعب‪.‬‬
‫* االهتمام املبالغ فيه يف التدريب على عملية اإلخراج والتبول والنظافة واتباع أسلوب القسوة والضرب واحلرمان‬
‫كي يتعلم الطفل التحكم يف بوله ‪.‬‬
‫*تعويد الطفل على التحكم يف بوله يف سن مبكرة وقد وجد ان حاالت التبول الالإرادي تنتشر بشكل أفضل‬
‫لدى األمهات الاليت يبكرن يف عملية تدريب أطفاهلن على التحكم يف البول ‪.‬‬
‫* تدليل الطفل او محايته والتسامح معه عندما يتبول وهذا يعزز لدى الطفل هذا السلوك ويعتقد انه على انه‬
‫على صواب ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫* التفكك األسري وفقدان الطفل الشعور باألمن كرتك احد الوالدين للمنزل او الطالق وكثرة الشجار من‬
‫الوالدين امام االبناء ‪.‬‬
‫* وجود مشاعر الغرية لدى الطفل كوجود منافس له او زميل متفوق عليه يف املدرسة ‪.‬‬
‫*وفاة شخص عزيز يف األسرة وخاصة اذا كان ممن يعتين بالطفل ‪.‬‬
‫‪ -1‬األسباب النفسية ‪:‬‬
‫* خوف الطفل من الظالم أو بعض احليوانات أو األفالم والصور املرعبة أو من كثرة الشجار داخل املنزل‬
‫‪،‬واخلوف من فقدان الرعاية واالهتمام نتيجة قدوم مولود جديد ‪.‬‬
‫* غرية الطفل عندما يشعر انه ليس له مكانته وان احد اخوته يتفوق عليه فيدفع هذا الطفل اىل النكوص أي ‪:‬‬
‫استخدام اسلوب طفويل يعيد له الرعاية واالهتمام مثل سلوك التبول ‪.‬‬
‫* شعور الطفل باحلرمان العاطفي من جانب األم اما بسبب غياهبا املتكرر او االنفصال بني الوالدين ‪.‬‬
‫* االفراط يف رعاية الطفل ومحايته تنمي عدم ثقته يف االعتماد على نفسه وعدم حتمله مسؤولية التصرفات‬
‫السلبية كالتبول الالإرادي‪(.‬إبراهيم المشرفى ‪ ،‬د س )‬
‫*عالج التبول الالإرادي ‪:‬‬
‫‪ -2‬إراحة الطفل نفسيا وبدنيا بإعطائه فرص كافية للنوم حىت يهدأ جهازه العصيب وخيف توتره النفسي الذي‬
‫قد يسبب له االفراط يف التبول ‪.‬‬
‫‪ -1‬التحقق من سالمة الطفل عضويا وفحص جهازه البويل والتناسلي وجهاز اإلخراج واجراء التحاليل للبول‬
‫والرباز والدم والفحص باألشعة والفحص عند طبيب األنف واالذن واحلنجرة ‪.‬‬
‫‪ -6‬منع الطفل من السوائل قبل النوم ‪.‬‬
‫‪ -1‬التبول قبل النوم وايقاظه بعد عدة ساعات ليتبول ‪.‬‬
‫‪ -1‬تدريبه على العادات السليمة وايقاظه بعد عدة ساعات وكيفية التحكم يف البول ‪.‬‬
‫‪-3‬عدم االسراف يف ختويفه وعقابه وتأنيبه وبث الطمأنينة يف نفسه باملسؤولية بإشراكه مع والديه واإلحياء له‬
‫بأنه يستطيع السيطرة على بوله ‪.‬‬
‫‪ -7‬تشجيعه عندما جند فراشه نظيفا وأنه ذهب لدورة املياه ‪ .‬ومكافئته اذا كان فراشه غري مبلل واخباره انه‬
‫سيحرم من هذه املكافأة ‘ن بلل فراشه ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -2‬جتنب مقارنته بأخوته الذين يتحكمون يف البول وعدم استخدام التهديد واالبتعاد عن السخرية منه و‬
‫التشهري به أمام االخرين ‪(.‬سلطانة جابر ‪) 0222 ،‬‬
‫‪ -3‬الخجل ‪ :‬الطفل اخلجول عادة ما يتحاشى اآلخرين وال مييل للمشاركة يف املواقف االجتماعية ويبتعد‬
‫عنها ويكون خائفا ضعيف الثقة بنفسه وباآلخرين مرتددا ويكون صوته منخفضا وعندما يتحدث اليه شخص‬
‫غريب حيمر وجهه وقد يلزم الصمت وال جييب وخيفي نفسه عند مواجهة الغرباء ويبدأ اخلجل عند األطفالفي‬
‫الفئة العمرية ‪ 6-1‬سنوات ويستمر عند االطفال حىت سن املدرسة وقد خيتفي او يستمر ‪(.‬جمال ماضي ‪،‬‬
‫‪) 0225‬‬
‫*أعراض الخجل ‪:‬أعراض اخلجل ال تكون أعراض دائمة وإمنا هي أعراض مؤقتة تظهر عندما يتعرض‬
‫الشخص ملوقف يسبب له اخلجل ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫* األعراض العضوية ‪ :‬تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫*جفاف احللق‬
‫*تزايد يف سرعة نبضات القلب‬
‫*ارتعاش يف اليدين‪.‬‬
‫*األعراض الظاهرية‪:‬ونذكرها فيما يلي ‪:‬‬
‫*امحرارالوجه و األذنني‪.‬‬
‫* ارتفاع جزئي يف درجة احلرارة‬
‫*التلعثم يف الكالم ‪(.‬ريهام عبد اهلل ‪) 0228 ،‬‬
‫*أسباب الخجل عند األطفال ‪:‬‬
‫‪ -2-‬مشاعر النقص اليت تعرتي نفسية الطفل و ذلك قد يكون بسبب وجود عاهات جسمية مثل العرج او‬
‫طول االنف او السمنة او انتشار احلبوب و البثور و البقع يف وجهه‪ ،‬او بسبب كثرة ما يسمعه من االهل من‬
‫انه دميم اخللق و يتأكد ذلك عندما يكون يقارن نفسه بأخوته أو أصدقائه‪.‬‬
‫و قد تكون مشاعر النقص تتكون بسبب اخنفاض املستوى االقتصادي لألسرة الذي يؤدي اىل لعدم‬
‫قدرة الطفل على جماراة أصدقائه فيشعر بالنقص و بالتايل اخلجل‪.‬‬
‫‪ -1‬التأخر الدراسي‪ :‬ان اخنفاض مستوى الطفل الدراسي مقارنة مبن هم يف مثل سنه يؤدي خلجله‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -6‬افتقاد الشعور باألمن‪ :‬ان الطفل الذي ال يشعر باألمن و الطمأنينة ال مييل إىل االختالط مع غريه اما‬
‫لقلقه الشديد او اما لفقده الثقة بالغري وخوفه منهم فهم يف نظره مهددون له يذكرونه خبجله وخوفا من نقدهم‬
‫له ‪ .‬كذلك الطفل تنتابه تلك املشاعر مع الكبار فيخشى من نقد الكبار وسخريتهم خاصة الوالدين ‪.‬‬
‫‪ -1‬اشعار الطفل بالتبعية ‪ :‬وذلك جيعل الطفل تابعا للكبار وفرضالرقابة الشديدة يشعره بالعجز عند حماولة‬
‫االستقالل وكذلك اختاذ القرارات املتعلقة به لون املالبس وماذا يريد ان يلبس ويكثر الوالدين من احلديث نيابة‬
‫عن الطفل وعدم االهتمام بأخذ رأيه فمثال يقول الوالدين أحيانا ‪( :‬أمحد حيب السكوت ) مع أن هذا الطفل‬
‫مل يتكلم ومل يعرب عم رأيه اطالقا‪.‬‬
‫‪ -1-‬طلب الكمال والتجريح أمام األقران ‪ :‬يلح بعض اآلباء واألمهات يف طلب الكمال يف كل شيء يف‬
‫اطفاهلم يف املشي يف األكل يف الدراسة ويغفل الوالدين عن ان السلوكيات يتعلمها الطفل بالتدريج ‪.‬وهناك‬
‫بعض االباء واالمهات من ال يبايل بتجريح الطفل امام اقرانه وذلك له أكرب األثر يف نفسية الطفل ‪ ،‬وتكرار‬
‫كلمة اخلجل أمام الطفل ونعته هبا فيقبل الطفل هبذه الفكرة وجتعله يشعر باخلجل وتدعم عنده هذه الكلمة‬
‫الشعور بالنقص ‪.‬‬
‫‪ -3-‬الوراثة وتقليد أحد الوالدين ‪ :‬عادة ما يكون لدى اآلباء اخلجولني أبناء خجولني والعكس غري‬
‫صحيح ودعم أحد الوالدين للخجل من الطفل على أنه أدب وحياء جوهري يف اخلجل‪.‬‬
‫‪ -7-‬اضطرابات النمو الخاصة والمرض الجسمي ‪ :‬كاضطرابات اللغة جتنب الطفل االحتكاك باآلخرين‬
‫كما أن إصابته ببعض األمراض مثل احلمى أو اإلعاقة متنعه من االندماج أو حىت االختالط مع أقرانه وجيد يف‬
‫)‬ ‫جتنبهم مرحيا له ‪(.‬‬
‫* عالج اخلجل ‪:‬‬
‫‪ -2‬تشجيع الطفل على الثقة بنفسه و تعريفه بالنواحي اليت ميتاز فيهاعن غريه‪.‬‬
‫‪ -1‬عدم مقارنته باألطفال اآلخرين ممن هم أفضل منه‪.‬‬
‫‪ -6‬توفري قدر كايف من الرعاية والعطف واحملبة‪.‬‬
‫‪ -1‬االبتعاد عن نقد الطفل باستمرار و خاصة عن أقارنه أو أخوته‪.‬‬
‫‪ -1‬جيب أن ال تدفع الطفل للقيام بأعمال تفوق قدراته و مهاراته‪.‬‬
‫‪ -3‬العمل على تدريبه يف تكوين الصداقات و تعليمه فن املهارات االجتماعية ‪(.‬فهد الغاني‪-1) 0226 ،‬‬
‫الخوف المدرسي ‪:‬هو نوع خاص الذي ال يتناسب ملا يقتضينه املوقف ‪ ،‬وال ميكن تفسريه أو التخلص منه‬

‫‪54‬‬
‫بالتفكري وهو خارج التحكم اإلرادي كما أنه يؤدي إىل حتسني املوقف املخيف ‪(.‬محمد عثمان نجاتي ‪ ،‬د‬
‫س ‪ ،‬ص ‪)15‬‬
‫*أسبابه‪:‬‬
‫*طبيعة التنشئة األسرية ‪.‬‬
‫*توتر العالقة بني الوالدين ‪.‬‬
‫* اإلفراط يف الرعاية للطفل من قبل أحد الوالدين أو كليهما وإظهار القلق واخلوف والتحذير املبالغ فيه للطفل‬
‫ومن الناس ومن اخلروج من املنزل‪.‬‬
‫* التعاطف الزائد مع الطفل من قبل أحد الوالدين أو كليهما يف حالة إصابته ببعض التوعك ورعايته وتدليله ‪.‬‬
‫* قيام الوالدين بتوفري مجيع احتياجات الطفل وعدم قيامه بأي شيء بنفسه ‪.‬‬
‫* عدم السماح للطفل بالذهاب لوحده مع أقرانه أو أطفال اجلوار أو شراء أي شيء من أحد احملالت القريبة‬
‫من املنزل ‪(.‬مصطفى أبو سعد ‪ ، 0222 ،‬ص ‪)92- 92‬‬
‫*عالجه ‪:‬‬
‫‪-‬فهم نفسية الطفل وجتنب ختويفه من املدرسة ومنحه اجتاهاتاجيابية اجتاه املدرسة واالبتعاد عن ختويفه من‬
‫املدرسة دون قصد ‪ ،‬وضرورة احلوار مع الطفل ‪.‬‬
‫‪-‬توفر الصفات السليمة واملألوفة عند املعلمني ‪،‬وضرورة االهتمام باإلعداد املعين واألكادميي للمعلم ‪.‬‬
‫‪ -‬جيب على املعلمني جتنب العقاب القاسي والشديد يف السن املبكرة من عمر الطفل لتجنب احتمال ظهور‬
‫املخاوف الشريطية لدى الطفل اجتاه املدرسة ‪.‬‬
‫‪ -‬جعل العالقة بني الطفل واملعلم قائمة على احلب والود والتعاون وذلك حلاجة الطفل إىل ذلك ‪(.‬العاصمي‬
‫‪ ،0225 ،‬ص ‪)31‬‬
‫‪-‬مكافأة الطفل للتقدم الذي حيرزه ألهنا أمور تساعده على اكتساب الشجاعة وعلى حل مشكلة خوفه‬
‫بالتغلب على موضوع اخلوف‪(.‬عماد عبد الرزاق ‪ ،2893 ،‬ص ‪)55‬‬
‫‪ -‬استخدام العالج التدعيمي وتنمية الثقة يف النفس وتشجيع النجاح والشعور به ‪ ،‬وإبراز نواحي القوة‬
‫واالجيابية لدى الطفل ‪ ،‬وتنمية شعوره باألمن أثناء ذهابه إىل املدرسة أو أثناء التواجد هبا (أحالم محمود ‪،‬‬
‫‪ ،0225‬ص ‪)36‬‬

‫‪55‬‬
‫‪-‬استخدام العالج اجلماعي والذي يشمل التشجيع االجتماعي وتنمية التفاعل االجتماعي السليم ‪(.‬سهام‬
‫أبو عطية ‪ ،2898 ،‬ص ‪)56‬‬
‫‪-22‬عالج مشكلة سوء التكيف المدرسي ‪:‬‬
‫‪ -‬اهتمام املعلم مبرا عاة الفروق الفردية بني التالميذ من حيث العمر ‪ ،‬الذكاء ‪ ،‬القدرة التحصيلية‪.‬‬
‫‪-‬االهتمام بالتوجيه الرتبوي أي مساعدة التلميذ لكي يصل إىل أقصى منوه يف جمال الدراسية ‪.‬‬
‫‪-‬االهتمام بالنواحي الصحة وفحص التلميذ فحصا شامال بشكل مستمر ‪.‬‬
‫تعمل املدرسة من جانبها على هتيئة اجلو املدرسي الذي يشجع رغباته وميوله وحيبب املدرسة إليه‪.‬‬
‫‪-‬إعادة النظر دوريا يف املناهج وطرق التدريس وإعادة املعلمني ‪.‬‬
‫‪ -‬قيام املستشار يف التوجيه بدور اجيايب مبساعدة اإلدارة الرتبوية ومجعيات أولياء التالميذ يف رغباهتم وتبادل‬
‫األدوار والتعاون فيما بينهم ‪.‬‬
‫‪-‬ينبغي على املعلم مبراعاة ما يلي عند التعامل مع التالميذ‪.‬‬
‫‪-‬عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل التلميذ بتحقيق أمر ما ‪(.‬هادي مستعان ربيع ‪ ،0225،‬ص‬
‫‪)61-11‬‬

‫‪56‬‬
‫خالصة ‪:‬‬
‫من خالل هذا الفصل تم التعرف على التكيف المدرسي بحيث يقصد به قدرة الفرد المتعلم أو التلميذ‬
‫على تحقيق التوافق والصحة النفسية ‪,‬كما انه يمكن النظر للتكيف المدرسي من خالل ثالثة إبعاد هي‬
‫البعد النفسي والبعد العقلي والبعد االجتماعي ‪ ,‬كما تتناول هذا الفصل مظاهر نذكر منها الراحة النفسية‬
‫والشعور بأال من ‪,‬العالقة الصحية كذلك األعراض الجسيمة وهناك مظاهر أخرى كل هذه المظاهر‬
‫يمكنا من خاللها التأكيد من حدوث التكيف المدرسي وهو يشمل مجموعة من المحددات التي هي‬
‫التلميذ والزمالء ‪,‬مدير المدرسة ‪,‬المعلم ‪,‬التقويم وكل هذه المحددات تساهم في التكيف المدرسي‪.‬‬
‫كما انه يمكن تتدخل عوامل مؤثرة فتعيق وال يتحققالتكيف المدرسي كالعوامل الذاتية التي تشمل‬
‫الجانب النفسي والجسمي للتلميذ وكل هذا فهو يؤثر على عملية التكيف المدرسي‬

‫‪57‬‬
‫الجانب التطبيقي‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬‬
‫اإلجراءات المنهجية للدراسة‬
‫تمهيد‬

‫‪ ‬الدارسة االستطالعية‬
‫‪ ‬اإلطار الزماين واملكاين للدراسة‬
‫‪ ‬مواصفات حاالت الدراسة االستطالعية‬
‫‪ ‬منهج الدراسة‬
‫‪ ‬الدارسة األساسية‬
‫‪ ‬عينة الدراسة‬
‫‪ ‬أدوات الدارسة‬
‫‪ ‬خالصة‬
‫االجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫ينبغي يف كل حبث عملي حتديد إطار منهجي يسري وفقه ‪,‬حىت تتضمن ومصداقية النتائج اليت حيصل عليها‬
‫ومنه حتديد قيمة البحث وعليه فعلى الباحث إن يتبع جمموعة من اخلطوات العلمية حىت يتمكن من الوصول‬
‫اىل نتائج دقيقة وقابلة للتعميم ‪.‬‬
‫ففي دراستنا سنتطرق اىل هذا اجلانب بدء من املنهج املتبع يف الدارسة وخصائصها مث جماالت الدارسة مث عينة‬
‫الدارسة وعليها عرض أدوات الدارسة وخصائصها السيكو مرتية وأخري األساليب األخصائية للنتائج ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫االجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫‪_2‬الدارسة االستطالعية‪:‬‬
‫_مفهوم الدراسة االستطالعية‪:‬هي عبارة عن دراسة استكشافية ‪ ،‬يقوم هبا الباحث للحصول على‬
‫معلومات أولية حول موضوع البحث ‪ ،‬وهتدف إىل استطالع الظروف احمليطة بالظاهرة وكشف جوانبها‬
‫والتعرف على اإلمكانيات املتوفرة يف امليدان ‪.‬‬
‫‪_0‬اإلطار الزماني والمكاني للدراسة ‪:‬‬
‫‪_2‬اإلطار الزماني ‪:‬‬
‫بدأت جمريات الدارسة يف ‪1111/16/11‬إىل ‪ 1111/16/11‬بابتدائية الشهيد نواري نوار أدرار‬
‫‪_0‬اإلطار المكاني‪:‬‬
‫لقد أجريت هذا الدارسة يف مؤسسة التعليمية االبتدائية الشهيد نواري نوار بتليليالن والية أدرار ‪.‬‬
‫‪_3‬مواصفات حاالت الدارسة االستطالعية‪:‬‬
‫مت اختيار حاالت الدارسة على أساس املوضوع دراستنا ‪,‬فتم اختيار ‪16‬حاالت وذلك بتوجيه املعلمة حبكم‬
‫االحتكاك الدائم هبم فقد أشارت املعلمة إىل احلاالت اليت تعاين من خوف مدرسي وهذا تأكد منه بعد تطبيق‬
‫املقياس اخلوف املدرسي ‪,‬حيث أظهرت نتائجه من أن ثالث حاالت تعاين من خوف مدرسي ‪.‬‬
‫حيث أن احلاالت وهذا ما أظهرهتا نتائج املقياس ‪,‬وعدم تكيفهم دراسيا ‪,‬وهذه احلاالت الدارسة مكونة من‬
‫ذكرين ‪3‬سنوات وأنثى ‪3‬سنوات يف ابتدائية الشهيد نواري نوار بتيليالن والية أدرار‪.‬‬
‫_حيث حتصلت احلالة‪2‬ذكر (ع)‪:‬حتصل على درجة ‪211‬وذلك باستناد املقياس وحساب املتوسط احلسايب‬
‫للمقياس وجدنا (‪,)91‬وبالتايل ‪211‬تفوق‪,91‬أذن ‪211‬تفوق ‪91‬وميكننا القول إن احلالة لديها خوف‬
‫مدرسي مرتفع‪.‬‬
‫_كما حتصلت احلالة ‪1‬انثى (ب)‪:‬حتصلت احلالة وفقا للحالة ‪2‬على درجة ‪,211‬كذلك احلالة تعاين من‬
‫خوف مدرسي مرتفع ‪.‬‬
‫‪-‬كما حتصلت احلالة‪6‬ذكر (س)‪:‬حتصل احلالة كذلك وفقا للحالة األوىل على درجة ‪,211‬ويكمنا القول إن‬
‫احلالة لديها خوف مدرسي مرتفع ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬الدارسةاألساسية ‪:‬‬
‫‪_2‬اإلطار المكاني والزماني للدارسة‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫االجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫أ_اإلطارالزماني ‪:‬‬
‫لقد مت حتديد الدارسة األساسية مباشرة بعد حتديد احلاالت املقصودة ابتداء من‪1111/16/17‬إىل‬
‫‪,1111/11/12‬فقد بلغ عدد املقابالت ‪1‬مقابالت لكل حالة‪.‬‬
‫ب_اإلطارالمكاني ‪:‬‬
‫لقد مت إجراء الدارسة األساسية بالسنة األوىل بابتدائية نواري نوار بتليليالن والية أدرار ‪,‬وكانت املقابلة مع‬
‫احلاالت باملساعدة الن احلاالت لديهم وخجل زائد‪.‬‬
‫_‪0‬مواصفات الحالة الدارسة‪:‬‬
‫لقد اقتصرت هذه الدارسة على ثالث حاالت اليت لديهم خوف مدرسي أو فوبيا املدرسة مرتفع ‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تطبيق املقياس على احلاالت املكونة من ذكرين بعمر ست سنوات وأنثى بعمر ست سنوات ‪,‬حبيث‬
‫أثبت املقياسأن احلاالت لديهم خوف مدرسي مرتفع ‪.‬‬
‫منهج الدارسة‪:‬‬
‫حىت نتمكن من القيام بأي دارسة علمية كان البد علينا أن نتبع منهجية معينة ختدم على التكيف املدرسي‬
‫‪ ,‬وهذا يفرض علينا استخدام املنهج اإلكلينيكي ذو التصميم املبين على الدارسة احلالة ‪,‬باعتباره من املناهج‬
‫الدقيقة ’‪.‬‬
‫المنهج اإلكلينيكي ‪:‬‬
‫يسمح هذا املنهج باملالحظة الدقيقة واملستمرة للحالة ‪,‬وهو املنهج الذي يتناسب مع موضوع البحث ‪,‬فقد‬
‫يسمح هذا املنهج مبعرفة السري النفسي ويهدف إىل تكوين بنية واضحة على احلوادث النفسية اليت يكون‬
‫مصدرها الفرد نفسه ‪)p38.1979 perron.(.‬‬
‫وهذا املنهج بدوره يعتمد على دارسة حالة ‪.‬‬
‫دارسة حالة ‪:‬‬
‫يتم االعتماد على هذه الطريقة يف دارسة حالة ‪,‬ألهنا تسمح جبمع اكرب قدر ممكن من املعلومات ‪,‬فهي‬
‫الفحص العميق للحالة الفردية ‪,‬وذلك انطالقا من مال حطة وضعية معينة وربطها بتاريخ املفحوص مما‬
‫يسمح بفهم سلوكه ‪(.‬حسني مصطفي عبد املعلي ‪,1116,‬ص‪)76‬‬
‫أدوات الدارسة‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫االجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫و استخدمه يف املالحظة العيادية واملقابلة العيادية ‪,‬إضافة اىل مقياس اخلوف املدرسي ومقياس التكيف‬
‫املدرسي وهو يتناسب معه ‪.‬‬
‫المالحظة العيادية ‪:‬‬
‫املالحظة هي األداة أساسية جلمع املعلومات حيث ميكن من خالهلا مالحظة سلوك احلالة املراد دراستها‬
‫‪,‬وهي نوع منها املباشرة والغري املباشرة‪,‬وتتناول عدة جوانب منها‪:‬كمالحظة املظهر اجلسماين‬
‫‪,‬املالبس‪,‬واالستجابات احلر كية واالنفعالية ‪,‬ومالحظة كل جوانب املتعلقة باملفحوص‪.‬‬
‫فيعرفها حوليا روش‪:‬على أهنا جمموعة من املهارات الضرورية اإلكلينيكية واليت تتجلى يف مالحظة املريض بوجه‬
‫عام من املظهر اخلارجي إىل تغريات الوجه ونربات الصوت وحركات اجلسم واملوقف الذي يكون عليه املرض‬
‫إثناء اإلجابة عن سؤال ما‪(.‬كمال بكراس‪,2999,‬ص‪)62‬‬
‫وبالتايل فان املالحظة هي األداة أساسية اليت تكمل املقابالت واالختبارات ‪,‬حيث قمنا باملال حظه خمتلف‬
‫السلوكيات اليت أظهرهتا احلالة ‪ ,‬فقد قمنا بتسجيل بعض املالحظات اليت ال حظتها داخل القسم عن كل‬
‫حاالت وهي أن احلاالت ختاف من عقاب املعلمة ‪,‬كما إن احلالة ختاف من الوقوع يف اإلجابة اخلاطئة ‪,‬كما‬
‫الحظنا إن احلالة شديدة التعلق بالوالدين مما يستدعي إحضار احد الوالدين كل يوم إىل املدرسة ‪,‬كما‬
‫الحظت حالة أنثى لديها انطواء وغري متفاعلة داخل القسم ‪,‬كما أهنا حتب إعارة أدواهتا لزمالئها ‪,‬إما احلالة‬
‫األخرية الحظنا عليها انه ال ينزع حمفظته داخل القسم وجيد صعوبة يف استخراج أدواته ‪,‬وال ينجز الواجبات‬
‫املدرسية‪.‬‬
‫المقابلة العيادية ‪:‬‬
‫هي تفاعل تبادل لفظي بني شخصني أو أكثر األول الفاحص والتاين املفحوص ‪,‬حمورها بناء عالقة ناجحة‬
‫وأال مانة كما تعد الوسيلة األوىل يف الفحص النفسي والتشخيصي ‪,‬فاملقابلة ليست فقط تبادل الكلمات‬
‫بني الطرفني بل جتعل منها املساعدة والتشخيص واإلرشاد والعالج وقد استخدمنا يف حبثنا هذا املقابلة‬
‫النصف موجهة وتتضمن جمموعة من األسئلة من اجل احلصول على معلومات ‪,‬وألهنا تعطي للمفحوص‬
‫احلرية يف الكالم بقدر اإلمكان لكشف عن حالته وتفريع مابداخله ‪,‬وقد اكتفينا بتشجيع املفحوص على‬
‫جيد دون إعطاء أي انتقادات أو أحكام قيمة مسبقة وااللتزام مببدأ احليادية ‪,‬وقد اعتمدنا من خالهلا على‬
‫حماور التالية‪:‬‬
‫_التعرف على احلالة والتقرب منها ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫االجراءات المنهجية‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫_التعرف على الوضع العائلي ‪.‬‬


‫_التعرف على تلميذ باملعلمة وزمالئه ‪.‬‬
‫_التعرف على األشياء اليت خياف منها ‪.‬‬
‫_التعرف على األشياء اليت حيبها‬
‫_ التعرف العالقة العائلية للحالة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الخامس ‪:‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬
‫تمهيد‬
‫‪-2‬تقديم الحاالت ‪.‬‬
‫‪-0‬عرض المقابالت وتاريخ أجرائها‪.‬‬
‫‪-3‬تحليل معطيات المقياس‬
‫‪_1‬تأويل المقابالت الحاالت ‪.‬‬
‫‪-5‬ملخص عام عن الحاالت‪.‬‬
‫‪-6‬تحليل النتائج وتفسيرها‪.‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يتضمن هذا الفصل عرض املقابالت احلاالت اليت اجر ينهها معهم وتفسريها مع حتليل نتائج املقياس وتأكد‬
‫من صحة الفرضية املطروحة‪.‬‬
‫‪-2‬عرض المقابالت‪:‬‬
‫‪2-2‬عرض مقابالت الحالة األولى وتاريخ إجرائها‪:‬‬
‫المقابلة األولى ‪:‬أجريت هذه املقابلة بتاريخ ‪ 1111/11/12‬حيث دامت ‪61‬د‪:‬‬
‫االسم‪:‬ع_م العمر‪3:‬سنوات‬
‫املستوي الدراسي‪:‬السنة األوىل االبتدائية‬ ‫اجلنس‪:‬ذكر‬
‫الرتتيب العائلي ‪:‬الثاين‬
‫أجريت هذه املقابلة بابتدائية نواري نوار بتليالن والية أدرار ‪,‬فقد قمنا بالتعرف على احلالة حيث قمنا بكسب‬
‫الثقة يعيش (ع_م)يف أسرة متواضعة مكونة من أب وأم وآخ الكبري وأخت الصغرية ‪,‬كما أن (ع_م )يتميز‬
‫بقامة نوعا ضعيفة نوعا ما مقارنة بزمالئه ‪,‬آما مالبسه وهندامه كان نظيف مرتب ‪,‬فلما قمنا بتحدث مع‬
‫معلمة ‪,‬فاكتفينا هبذا القدر و اخربنا ع_م بالعودة من اجل إكمال املقابلة فوافق وأشار برأسه انه موافق‪.‬‬
‫المقابلة الثانية ‪:‬أجريت بتاريخ ‪:1111/11/16‬بالقسم مدهتا ‪11‬د‬
‫هدفت هذه مقابلة الثانية إىل التعرف على تاريخ احلالة والوضع العائلي والصحي ‪,‬والتحدث عن حياته يف‬
‫العائلة ويف املدرسة ومع زمالئه ‪ ,‬فأجاب انه حيب عائلته األوىل أين ترعرع وكرب وصرح انه حيب أمه وأبه وحنب‬
‫نقعد معهم ومن حبش نقرا ‪,‬وهذا ما تبني أن ع_م مييل إىل أسرته جدا ‪,‬آما بالنسبة لطريقة املعاملة مع‬
‫زمالئه فتميل إىل اجلفاف والربودة من خالل ما الحظته على احلالة ‪,‬وقد كر ر مرة آخرة انه ليحب الدارسة‬
‫‪,‬فقد اكتفينا هبذا القدر ووعدنا باملقابلة األخرى فوافق ع_م ‪.‬‬
‫المقابلة الثالثة‪:‬أجريت بتاريخ ‪1111/16/2‬بالقسم مدهتا‪61‬د‪:‬‬
‫من خالل ما تبني لنا التمرين ‪,‬كما انه خيضر أدواته لكنه جيد صعوبة يف استخراجها ملا تطلب املعلمة من‬
‫ذلك كما انه ال ينزع حمفظته وجيلس وهي معلقة على ظهره ‪,‬حيث انه خط غري واضح وال يكمل دروسه‬
‫يرتك الفراغات ‪,‬كما انه ال يتفاعل انثناء الدرس فيبقي صامتا ‪,‬ومييل للعزلة واالنطواء وهذا ما يشري أن احلالة‬
‫غري متكيف مدرسيا ‪.‬‬
‫المقابلة الرابعة ‪:‬أجريت بتاريخ ‪1111/6/1‬مدهتا‪11‬د‪:‬‬

‫‪63‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫هدفت هذه املقابلة لتطبيق قياس اخلوف ‪,‬وتبني لنا أن هذه احلالة تعاين من خوف مدرسي زائد وهذا ما دفعنا‬
‫إىل التعرف على مدى تأثري اخلوف على التكيف املدرسي ‪,‬كما أن حالة تعاين من عدم التكيف املدرسي‬
‫وهذا رجع إىل شدة اخلوف املدرسي وقد اثر اخلوف على الوضع الصحي حلالة داخل القسم ‪.‬‬
‫_تأويل نتائج المقابالت الحالة األولى ‪:‬‬
‫من خالل املقابالت اليت أجريت مع عبد الرحيم الذي أصبح يعيش يف جو آخر غري جو الذيكان يعتاد عليه‬
‫يف السابق عند عمته‪،‬وهذا ما قد سبب مشكال نفسيا لعبد الرحيم وهو اخلوف من املدرسة والرفض هلذا التغري‬
‫املفاجئ ‪ ،‬واالنطواء وعدم التفاعل داخل القسم ‪ ،‬كما الحظنا أن عبد الرحيم منعزال عن زمالئه يف القسم ويف‬
‫الساح ة ‪ ،‬كما أن عبد الرحيم شديد التعلق بعمته ويعتربها أمه ‪ ،‬وهذا مايعترب تغيري املواضيع وقلق االنفصال‬
‫وهو التهديد بفقدان الشيء احملبوب ‪ ،‬أن احلزن هو االستجابة األساسية للتعبري عن اخلوف ‪ ،‬وهذا ما قد تبني‬
‫لنا من خالل قوله‪ ":‬بغي نروح عند عمتي"‪ ،‬وقد يعترب تغيري املواضيع أكرب عامال لنشوء اخلوف للحالة‬
‫ودخوله املفاجئ للمدرسة أثر عليه كذلك ‪ ،‬كما أن عبد الرحيم غري قادر على التواصل أثناء احلديث معه ‪،‬‬
‫وداخل القسم ال يبادر باملشاركة وهذا ما جعله يعيش مشكلة التكيف من خالل سلوكه وأقواله اليت مجعناها‬
‫خالل هذه الدراسة‪.‬‬
‫_ استنتاج حول الحالة األولى ‪ :‬من خالل النتائج املتحصل عليها ومن خالل املقابالت ‪،‬ونظرا لظروف‬
‫احمليطة باحلالة طيلة املتابعة للحالة فإنه يعاين من سوء التكيف املدرسي بدرجة ‪ ،22‬وبالتايل فإن احلالة تعاين‬
‫من اخلوف املدرسي ‪ ،‬وهذا ما قد أثر عليها يف سوء التكيف املدرسي نتيجة عدم مراعاة الظروف للحالة من‬
‫الناحية النفسية وهي االنفصال الكلي عن منبع احلب و احلنة‬
‫عرض محتوى المقابالت مع الحالة األولى(ع‪.‬م‬

‫التاريخ‬ ‫المدة‬ ‫الهدف‬ ‫عدد‬


‫المقابالت‬
‫‪1111/1/12‬‬ ‫مجع املعلومات عن احلالة (البيانات الشخصية ‪...‬الوضع العائلي ‪61‬د‬ ‫املقابلة‬
‫لألسرة حالة)‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪1111/1/16‬‬ ‫التعرف عن تاريخ حالة والوضع الصحي والنفسي داخل األسرة ويف ‪11‬د‬ ‫املقابلة‬
‫مدرسة‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪64‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫‪1111/6/2‬‬ ‫مجع املعلومات الشخصية حلالة داخل القسم وكيف التعامل مع ‪61‬د‬ ‫املقابلة‬
‫معلمة وذلك با استعانة مبعلمة احلالة‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪1111/6/1‬‬ ‫املقابلة(‪ )1‬القيام بتطبيق قياس مقياس اخلوف ومدى تأثريه على حالة تلميذ ‪11‬د‬
‫داخل القسم‬

‫_ عرض مقابالت الحالة الثانية‪:‬‬


‫العمر‪7:‬سنوات‬ ‫االسم‪:‬ب_ع‬
‫املستوي الدراسي‪:‬أوىل ابتدائي الرتتيب العائلي ‪:‬الثالثة بعد األخت‬ ‫اجلنس‪:‬أنثى‬
‫المقابلة األولى‪:‬أجريت هذه املقابلة بتاريخ ‪1111/6/22‬ودامت ‪61‬د‪:‬‬
‫تتميز ب ع بقامة متوسطة تتناسب مع عمرها ‪ ،‬ولباس مرتب ‪،‬لقد قمنا بأجراء هذه املقابلة من اجل كسب‬
‫الثقة وحتصل على قدر كبري من املعلومات عن احلالة ‪،‬فكانت لديها مشكلة يف التواصل عن احلديث معها يف‬
‫بداية وخجولة نوعا ما‪ ،‬وال ترعب يف احلديث فاكتفينا هبذا القدر ‪.‬‬
‫المقابلة الثانية ‪:‬أجريت بتاريخ ‪1111/6/21‬دامت ‪11‬د‪:‬‬
‫هدفت هذه املقابلة إىل التعرف أكثر على احلالة ب متكونة من أب وأم ‪،‬وأخت وأخ ‪،‬وكانت ب م الطفلة‬
‫املدللة ‪,‬ومتعلقة بأمها وهذا من خالل قوهلا‪":‬ماما تحبني بزاف" وما تضرب ينش وتشري يل واش حنب‪ ،‬أما‬
‫الوضع الصحي فكانت مريضة بالتهاب اللوزتني وتريد أجراء عملية جراحية‪،‬فقد قالت ب م ‪:‬راين مريضة‬
‫وحنب نعقد مع ماما ‪ ،‬وأما الطريقة التعامل مع زمالئها فكانت تتميز جبفاف والربود وهذا من خالل ما‬
‫صرحت هبا ماحنكي معهم وما نعلب معهم ‪ ،‬أما عن األشياء اليت حتبها فأجابت أحب دق جرس ‪ ،‬أما‬
‫األشياء اليت ال حتبها الحتب الذهاب إىل املدرسة فاكتفينا هبذا القدر وودعنا احلالة بلقاء آخر‪.‬‬
‫المقابلة الثالثة ‪:‬أجريت بتاريخ ‪1111/16/26‬مدهتا ‪11‬د‪:‬‬
‫أجريت هذه املقابلة يف القسم بعد االنتهاء من الدرس ‪,‬وكان هدف مقابلة التعرف على الوضع الدراسي لب‬
‫م وذلك مبساعدة معلمة ‪ ,‬مع فقد صرحت املعلمة إن التلميذة حتب إعارة أدواهتا زمالئها ‪,‬كما أهنا تبكي‬
‫على اتقاه األشياء وملا تسأهلا جتاوب نروح عند ماما ‪,‬كما أهنا اتكالية ثقليه يف واجباهتا املدرسية ‪,‬وترتك‬
‫الفراغات يف كرس التمارين ‪,‬وال تتفاعل مع الدرس وال تبادر باإلجابة ميكنا القول أهنا غري متكيفة مدرسيا ‪.‬‬
‫المقابلة الرابعة ‪:‬أجريت بتاريخ ‪1111/16/21‬ودامت ‪61‬د‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫هدف هذا املقابلة إىل تطبيق مقياس اخلوف وكانت باالستعانة مع املعلمة ألننا وجدنا صعوبة يف جتاوب مع‬
‫احلالة ‪,‬ويف أخري توصلنا بان احلالة لديها خوف شديد مما اثر على التكيف املدرسي ‪.‬‬
‫_ تأويل مقابالت الحالة الثانية ‪:‬تنتمي "ب" إىل عائلة طبيعية ‪ ،‬وهي مدللة بني العائلة وشديدة التعلق بأمها‬
‫‪ ،‬كما أن لديها وضع صحي متدهور نوعا ما ‪ ،‬وهذا ما جعلها ترفض الذهاب للمدرسة بالرغم أن العائلة‬
‫توفر هلا كل احتياجات الدراسة وكل ما تطلبه ولكنها ال حتب املدرسة وعدمية التفاعل داخل القسم ‪ ،‬وال‬
‫توجد عنه زميلة ‪،‬وأن كل احلب أسقطته على أمها من خالل ما ذكرته عن تعلقها باألم ‪ ،‬وهذا يعود إىل‬
‫التدليل و احلماية الزائدة الذي جعل احلالة تتمركز حول الذات ‪ ،‬وعدم النضج االجتماعي من حيث أن احلالة‬
‫غري قادرة على إقامة عالقات خارج نطاق األسرة كالصداقة ‪ ،‬أما التدليل املفرط فقد أثر عليها من خالل‬
‫اإلتكالية وعدم القدرة على حل الواجبات املدرسية ‪.‬‬
‫استنتاج حول الحالة الثانية ‪:‬من خالل املقابالت اليت أجريت على احلالة حتصلت على درجة ‪ 26‬وهي‬
‫كذلك أصغر من درجة املتوسط احلسايب والدرجة اليت حتصلت عليها ‪ 26‬اقرتبت من القصوى ‪ ، 11‬وبالتايل‬
‫ميكن القول أن الدرجة املتحصل عليها ضعيفة ‪ ،‬وبأن احلالة تعاين من سوء التكيف املدرسي وسببه هو خوف‬
‫مدرسي شديد لوضع صحي‪.‬‬
‫عرض محتوي المقابالت الحالة الثانية(ب‪.‬ع)‪:‬‬
‫التاريخ‬ ‫المدة‬ ‫الهدف‬ ‫عدد مقابالت الحالة‬
‫‪1111/6/22‬‬ ‫مجع املعلومات (البيانايات الشخصية حلالة ‪...‬وضع ‪61‬د‬ ‫املقابلة (‪)2‬‬
‫العائلي‬
‫‪1111/6/21‬‬ ‫التعرف على حالة ووضع الصحي والنفسي والعائلي ‪11‬د‬ ‫املقابلة (‪)1‬‬
‫داخل املنزل وخارجها‬
‫‪1111/6/26‬‬ ‫إكمال مجع معلومات عن حالة داخل القسم وتعامل ‪11‬د‬ ‫املقابلة (‪)6‬‬
‫معها باستعانة مبعلمة القسم‬
‫‪1111/6/21‬‬ ‫القيام بتطبيق قياس شدة اخلوف مدرسي وتأثريه على ‪61‬د‬ ‫املقابلة (‪)1‬‬
‫تكيف داخل القسم‬

‫‪:3_2‬عرض مقابالت الحالة الثالثة ‪:‬‬


‫االسم‪:‬العمر ‪3:‬سنوات‬

‫‪66‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫املستوى الدراسي‪:‬السنة األوىل‬ ‫اجلنس‪:‬ذكر‬


‫الرتتيب العائلي ‪:‬أول يف العائلة وبعده أخته‬
‫المقابلة األولى ‪:‬أجريت يوم‪1111/1/21‬مدهتا ‪61‬د‪:‬‬
‫أجريت هذه املقابلة جلمع املعلومات حول احلالة م الدارس يف السنة األوىل بابتدائية نواري نوار والية أدرار‬
‫‪,‬وكذلك أجريت من اجل كسب الثقة مع احلالة ‪,‬حيث تتكون أسرة م من أب وأم عاملني ‪,‬وطفلة حديثة‬
‫الوالدة كما كان م خجوال وخائفا وال يرغب يف احلدث ‪,‬فقد أوضحت حلالة عملي حىت ال خياف وأننا نرعب‬
‫مبساعدته فقط دون إرغامه على شيء ‪.‬‬
‫المقابلة الثانية‪:‬قمنا هبا داخل القسم ‪1111/1/21‬مدهتا‪:11‬‬
‫قمنا هبذا املقابلة من اجل التعرف أكثر على احلالة كل من وضع الصحي والنفسي والعائلي حلالة ‪,‬فقد وجدنا‬
‫م بصحة جيدة أما الوضع داخل العائلة فان العائلة توفر مل كل حاجات الضرورة ‪,‬والوالد هو الذي يقوم‬
‫باالعتناء ومساعدة م أكثر من أمه ‪,‬الن هذه األخرية لديها أعمال منزلية وخارج املنزل ‪,‬إما م فقد أمهلته وهذا‬
‫ما جعل م يقول ماما حتب هديل وانأ لتحبين ‪,‬فاكتفينا هبذا القدر ‪.‬‬
‫المقابلة الثالثة‪:‬يوم ‪1111/1/26‬مدهتا ‪:11‬‬
‫أجريت هذه املقابلة من اجل التعرف على جانب دراسي حلالة م ‪,‬كما كانت مبساعدة معلمة لنا فقالت ‪:‬أن‬
‫م ضعيف جدا يف الدارسة ‪ ,‬وان طريقة تعامله داخل القسم مع زمالئه ليوجد تفاعل وحىت انثناء الدرس ال‬
‫يتفاعل معها وهذا ما الحظنا عليه داخل القسم ‪,‬ومن األشياء اليت حيبها دق اجلرس ورؤية والده ألخذه إىل‬
‫املنزل ألنه خياف من الذهاب لوحده إىل منزل وخياف من العقاب من املعلمة‪.‬‬
‫المقابلة الرابعة‪:‬قمنا ‪1111/1/21‬مدهتا‪:11‬‬
‫هدفت هذه املقابلة تطبيق مقياس على احلالة ومعرفة مدى تأثري اخلوف على عملية التكيف مدرسي فوجدنا‬
‫حالة لديها خوف شديد من معلمة وهذا ما أ ثر عليه يف تكيف مدرسي ‪.‬‬
‫تأويل مقابالت حالة الثالثة‪:‬‬
‫من خالل املقابالت اليت قمنا مع م تبني لنا انه يعاين من خوف شديد وخاصة من املعلمة والعقاب ‪,‬كما‬
‫انه يبقي منعزال عن زمالئه ويتفاعل داخل قسم ويبقي صمتا طوال الفرتة الدراسية ‪,‬وهو متعلق جيد بالوالد‬
‫وهذا من خالل إحضاره إىل مدرسة كل يوم ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫_ استنتاج حول الحالة الثالثة ‪:‬حتصلت احلالة الثالثة على ‪ 7‬درجات وهذه الدرجة اقرتبت من الدرجة‬
‫القصوى ‪ ، 11‬وبالتايل فإن احلالة تعاين من سوء التكيف املدرسي وهذا راجع إىل اخلوف الشديد من املعلم‬
‫عرض محتوى المقابالت الحالة الثالثة (م‪.‬م‬

‫التاريخ‬ ‫المدة‬ ‫الهدف‬ ‫عدد المقابالت الحالة‬


‫‪1111/1/21‬‬ ‫مجع معلومات(البنايات الشخصية حلالة والوضع ‪61‬د‬ ‫املقابلة (‪)2‬‬
‫العائلي‬
‫‪1111/1/21‬‬ ‫التعرف على حالة من خالل الوضع الصحي ‪11‬د‬ ‫املقابلة (‪)1‬‬
‫والنفسي والعائلي داخل املنزل وخارجه‬
‫‪1111/1/26‬‬ ‫إكمال مجع معلومات عن حالة داخل القسم ‪11‬د‬ ‫املقابلة(‪)6‬‬
‫ومعرفة كيفية تعامل وتفاعل للحالة داخل قسم‬
‫وذلك باستعانة مبعلمة‬
‫‪1111/1/21‬‬ ‫القيام بتطبيق قياس شدة اخلوف مدرسي ومدى ‪11‬د‬ ‫املقابلة(‪)1‬‬
‫تأثريه على حالة داخل القسم‬

‫االستنتاج العام‪:‬‬
‫ويف األخري من خالل النتائج املتحصل عليها حلاالت ثالثة ومالحظات اليت قمنا على كل حالة ‪,‬ان احلاالت‬
‫لديهم خوف مدرسي مرتفع من خالل نتائج مقياس اخلوف مدرسي لكل حالة من حاالت ‪,‬وهذا ما دفعنا‬
‫ملعرفة مدى تأثري اخلوف املدرسي على عملية التكيف املدرسي ومن خالل تطبيق مقياس التكيف مدرسي تبني‬
‫لنا ان حاالت تعاين من عدم التكيف مدرسيا ومن هنا نستنتج من خالل دراستنا حتقق الفرضية املطروحة‬
‫لكل حاالت ثالثة ‪,‬وذلك يعود إىل التنشئة االجتماعية اخلاطئة ‪,‬وعدم مراعاة املنظومة االجتماعية اخلاصة‬
‫بالطفولة ‪,‬وليس مبقدور أي مؤسسة ان حتل حمل األسرة يف بناء شخصية الطفل ‪,‬لكن ال يكمنا تعميم‬
‫الفرضية على البقية الن هناك ظروف حتكم جمتمعنا‪.‬‬
‫تحليل النتائج وتفسيرها‪:‬‬
‫مناقشة الفرضية على ضوء الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪68‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫إن من خالل دراستنا هذه احملاولة الكشف عن مدى تأثري اخلوف على علمية التكيف املدرسي ‪,‬باالعتماد‬
‫على الدراسات السابقة وقد تناولت موضوع دراستنا وهو اخلوف املدرسي لتالميذ السنة األوىل ابتدئي ‪,‬حيث‬
‫قمنا بصياغة الفرضية ‪:‬‬
‫يؤثر اخلوف املدرسي على علمية التكيف املدرسي ‪.‬‬
‫فمن خالل دخول األطفال للمدرسة وعدم هتيئتهم نفسيا ينشأ لديهم اخلوف من اجلو اجلديد عليهم‬
‫وقد جاءت دراسات دعمت دراستنا من بينها دراسة كاميليا عبد الفتح سنة‪ 2921‬اليت كانت إىل التعرف‬
‫على خماوف األطفال عند دخوهلم إىل املدرسة ‪,‬وأظهرت نتائج الدراسة أن التدليل واحلنان الزائد يؤثر سلبا‬
‫انثناء دخول طفل إىل املدرسة أوىل مرة ‪.‬‬
‫كما يعترب تغيري املواضيع الطفل وعدم هتيئته هلذا التغري كالدخول غاىل املدرسي عامال أساسيا يف‬
‫حدوث املشاكل النفسية‪,‬وهذا ما قد أوضحتها نزول رود جينا ‪, 2921‬واليت هتدف إىل حتديد العوامل اليت‬
‫تؤثر على الرفض املدرسي ‪,‬فقد أثبتت نتائجها أن البعد عن األشقاء والزمالء أو البيئة اليت اعتاد عليها طفل‬
‫عامال أساسيا يف غرس املشاكل النفسية وهو اخلوف ويعد هذا أألخري سبب يف عدم التكيف املدرسي‪.‬‬
‫فمن خالل دارستنا لحالة أولى تتنب لنا أهنا تعاين من سوء التكيف املدرسي وهذا يعود اىل التنشئة اخلاطئة‬
‫وذلك من تعلق الزائد حلالة بأمها وهذا سبب التوتر والرفض واخلوف من املدرسة وعدم التفاعل داخل القسم‬
‫وبقى يف انعزال وعدم قبول املدرسة ‪.‬‬
‫أما الحالة الثانية فهي تعاين من سوء التكيف وهذا يعود إىل اخلوف احلالة من املدرسة ‪,‬وتلك من خالل‬
‫الدراسة اليت قمنا هبا على احلالة ‪,‬فأن احلالة ال تبادر باملشاركة داخل القسم وال تقوم بالواجبات املدرسية‬
‫‪ ,‬وذلك يعود إىل التعليق الشديد باألم وعدم القدرة على حتمل املسؤولية أي عدم حل الواجبات ‪,‬كذلك‬
‫سبب هلا عدم النضج االنفعايل واالجتماعي ‪,‬وبالتايل عدم التكيف احلالة داخل املدرسة واحلصول على نتائج‬
‫ضعيفة‪,‬نتيجة خلوفها من املدرسة ‪.‬‬
‫أما الحالة الثالثة فهو كذلك يعاين من تكيف مدرسيا ضعيف جدا من خالل الدارسة اليت قمنا معه وكل من‬
‫املالحظة واملقابلة واملقياس ‪,‬فوجدنا احلالة لديه التكيف مدرسي ضعيف نتيجة خلوفه من املدرسة ‪,‬وذلك يعود‬
‫إىل ظروف احمليطة باحلالة ‪,‬كل من اإلمهال إالم ‪,‬والغرية من األخت وتعلقه الشديد بالولد ‪,‬وهذا املشاكل‬
‫النفسية أثرت على احلالة لدخوله املدرسية ‪,‬فاإلمهال يتنج الشعور بعدم األمان والشعور بالوحدة واخلجل‬

‫‪69‬‬
‫تحليل ومناقشة النتائج‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫الذي الحظنا ه على حالة وسوء التوافق ‪,‬كما أمه يفتقر إىل النضج االنفعايل واالجتماعي وذلك خالل عدم‬
‫التفاعل داخل املدرسة مع زمالئه ‪.‬‬
‫نستنج من خالل هذه الدارسة أن الفرضية املطروحة قد حتققت بالنسبة حلاالت الثالثة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬
‫أن جتاوز املشكالت النفسية اليت مير هبا الطفل مرتبط إىل حدا بعيد بالوسط األسري ‪,‬بالتحديد بالوالدين‬
‫فاألسرة اليت تتميز باملناخ األسري والصحي من حيث اعتدال قنوات االتصال وتوازن األدوار واالبتعاد عن‬
‫أساليب معاملة األسرية(احلماية والتدليل الزائد )‪,‬سوف هتيئ لطفلها فرض اكتساب السلوك األسري والقدرة‬
‫على مواجهة احلياة والتكيف يف كل جماالت حياة ‪,‬والعائلة هي املدرسة اليت يتعلم منها كل تصرفات اليت حتيط‬
‫به وتؤثر عليه يف دخول مدرسة إضافةإىل اخلوف من املعلمني داخل مدرسة يؤثر على حالة النفسية والصحية‬
‫لتلميذ مما يؤدي إىل سوء عملية التكيف مدرسي‪,‬وكل هذا جيب على األسرة معرفة اليت خياف منها طفل قبل‬
‫دخوله إىل مدرسة حىت يتمكن من التفاعل والتكيف يف مدرسة وملعلم دور كبري يف تعامل مع تالميذه يف قسم‬
‫وهو التعامل الطيف واحلسن حىت يكسب ثقة كل تلميذ وعدم اخلوف منه وتكيف يف مدرسة ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫خاتمة‬

‫التوصيات ‪:‬‬
‫‪ _2‬ينبغي على اآلباء واملربني حتسني املناخ األسري واملدرسي وذلك جبعله مناخ يتسم باألمن والطمأنينة مما‬
‫يشجع الطفل على الذهاب اىل املدرسة ‪.‬‬
‫‪ _1‬إتباع األساليب السوية يف الرعاية واملعاملة وجتنب األساليب الغري الرتبوية اليت تنمي املخاوف يف الطفل‬
‫‪ _6‬الرتكيز على تأقلم الطفل مع جو املدرسة كهدف رئيسي يف البداية بدال من الرتكيز على الواجبات‬
‫املدرسية اليت ترهق الطفل ‪.‬‬
‫‪ _ 1‬استخدام أسلوب التعلم عن طريق اللعب والتعلم الوجداين امللطف كوسيلة تربوية داخل األسرة ‪.‬‬
‫‪ _1‬وضع برامج إرشادية تربوية نفسية ملعاجلة حاالت اخلوف لدى األطفال املدارس اإلبتدائية ‪.‬‬
‫‪ _3‬االهتمامباألنشطة والربامج الرياضية من أجل تعميم روح احملبة والتخفيف من حاالت اخلوف‬
‫‪ _7‬االهتمام جبوانب النفسية وإعطائها أمهية كبرية كالقلق واخلوف من خالل املناهج الرتبوية ‪.‬‬
‫‪ _ 2‬االهتمام ببناء شخصية األطفال عن طريق االهتمام هبوياهتم وتطورها ألهنم هم املستقبل ‪.‬‬
‫‪ _ 9‬االهتمام باملناهج وطرق التدريس اليت يشرحها املعلم للتالميذ داخل القسم ‪.‬‬
‫‪ _ 21‬توعية األهل واملعلمني و اإلدراة املدرسية واملسؤولني يف الدولة باالهتمام وإعداد التالميذ قبل الدخول‬
‫للمدرسة للتقليل من حاالت اخلوف ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬

‫‪ ‬عبد الغاين حممد سعيد (‪,)2997‬أراء علماء النفس يف اخلوف ومثرياته ‪,‬ط‪,2‬مكتبة زهراء الشرق ‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ‬مجال عبد املعطي (‪,)2996‬يف علم النفس الرتبوي‪,‬ط‪,1‬دار البحوث العليمة ‪,‬الكويت‬
‫‪ ‬اجلماين حافظ (‪ ،)2993‬سيكولوجية الطفل ‪،‬املطبعة اجلامعية ‪,‬سوريا‬
‫‪ ‬محدان حممد زياد(‪,)299‬التحصيل الدراسي ‪,‬ط‪,2‬دار الرتبية احلديثة ‪،‬دمشق‬
‫‪ ‬حورية أحسن جاب اهلل(‪,)1121‬النمو واالضطرابات النفسية يف الطفولة واملراهقة ‪,‬اجلزائر‬
‫‪ ‬خامت اجلعافرة (‪,)2992‬االضطرابات السلوكية واالنفعالية ‪,‬ط‪,2‬دار أسامة للنشر والتوزيع ‪,‬عمان‬
‫‪ ‬خلفية بركات حممد (‪,)2991‬علم النفس التعليمي‪,‬ط‪,1‬مكتبة زهراء الشرق ‪,‬مصر‬
‫‪ ‬دخان ‪,‬نبيل كامل حممد(‪,)2997‬التوافق النفسي املدرسي لطلبة الفلسطينيني العائدين من اخلارج يف املرحلة‬
‫اإلعدادية وعالقتهم بتحصيلهم الدراسي ‪ ،‬رسالة املاجستري ‪,‬اجلامعة اإلسالمية ‪,‬األردن‬
‫‪ ‬الزيادي أمحد (‪,)2991‬الصحة النفسية لطفل‪,‬ط‪,2‬دار األهلية ‪ ،‬عمان‬
‫‪ ‬زينب حممود شيقر (‪,)1111‬مقياس املخاوف مرحلة الطفولة (مبكرة ‪,‬متأخرة)‪.‬مكتبة املصرية ‪,‬القاهرة‬
‫‪ ‬سالمة أدم حممد ‪,‬وحداد توفيق (‪,)2976‬علم نفس الطفل‪,‬ط‪,2‬املديرية الفرعية لتكوين ‪,‬اجلزائر‬
‫‪ ‬سليمان حجاري(‪,)1111‬فعالية التدريب على املهارات االجتماعية يف خفض فوبيا املدرسية ‪,‬ط‪,2‬دار النشر‬
‫والتوزيع ‪,‬مصر‬
‫‪ ‬مسري فوته (‪,)1111‬العالج السلوكي مكتبة أفاق ‪,‬عزة‬
‫‪ ‬شرادي نادية (‪,)2921‬الصحة النفسية للطفل ‪,‬إيرتاك للطباعة والنشر و التوزيع ‪,‬القاهرة‬
‫‪ ‬شيماء جالل (‪,)1122‬ظاهرة قضم األظافر عند األطفال أسباهبا وعالجها ‪ ،‬دار الفكر لطبعة والنشر‪ ،‬مصر‬
‫‪ ‬صاحل حممد علي (‪,)2992‬علم النفس التطوري ‪,‬الطفولة ‪,‬املراهقة‪,‬ط‪,1‬دار الفكر للطباعة والنشر ‪,‬العراق‬
‫‪ ‬الصاحل مصلح (‪)2993‬التكيف االجتماعي والتحصيل االجتماعي ‪,‬الرياض دار الفيصل الثقافية للنشر ‪,‬بريوت‬
‫‪ ‬عبد الرمحن عيسوي (‪,)2997‬أمراض العصر واألمراض النفسية والعقلية والسيكولوجية ‪,‬دار املعرفة اجلامعية ‪،‬‬
‫القاهرة‬
‫‪ ‬عبد العزيز حممد(‪,)2991‬يف علم النفس الرتبوي ‪,‬ط‪,1‬دار البحوث العلمية ‪,‬الكويت‬
‫‪ ‬عبد اهلل أبو زعريغ (‪,)1121‬مفاهيم معاصرة يف الصحة النفسية‪,‬ط‪,2‬االكادمييول للنشر والتوزيع ‪,‬عمان‬
‫‪ ‬عصام عبد اللطيف العقاد(‪,)1116‬السلوك العدواين عند األطفال‪,‬ط‪,2‬دار أسامة للنشر والتوزيع ‪,‬األردن‬
‫‪ ‬عالء الدين كفايف (‪,)1111‬االرتقاء النفسي للمراهق ‪,‬دار املعرفة اجلامعية ‪ ،‬جامعة القاهرة‬
‫‪ ‬عوض عباس حممد(‪,)2993‬املوجز يف الصحة النفسية ‪,‬ط‪,2‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‬
‫‪ ‬غائب حممد رشيد(‪,)2991‬اإلرشاد النفسي ومعاجلة املخاوف ‪,‬دار البازوري ‪ ،‬بريوت‬
‫‪ ‬فحول مالك (‪,)1111‬علم النفس الطفولة واملراهقة ‪,‬ط‪,6‬منشورات جامعة دمشق ‪ ،‬سوريا‬
‫‪ ‬فهمي مصطفي (‪,)2927‬الصحة النفسية دراسات يف سيكولوجية التكيف‪ ،‬ط‪ ،6‬مكتبة اخلناجي القاهرة‬
‫‪ ‬القريطي عبد املطلب آمي (‪,)2992‬يف الصحة النفسية ‪,‬دار الفكر العريب ‪,‬دمشق‬
‫‪ ‬كمال أمحد ‪,‬علي سليمان(‪,)2992‬املدرسةو اجملتمع ‪،‬مكتبة أال جنلو مصرية ‪,‬مصر‬

‫‪72‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ ‬كوكة أمحد محدي(‪,)2999‬املراهقة والتكيف ‪,‬دار املعارف العلمية ‪,‬الكويت‬


‫‪ ‬ماهر رزوق(‪,)2921‬املشكالت الصفية السلوكية التعليمية األكادميية مظاهرها وأسباهبا ‪ ،‬دار الفكر للنشر والتوزيع‬
‫‪ ،‬القاهرة‬
‫‪ ‬حممد حسن املعايرة(‪ ، )1117( ، )1111‬املشكالت الصفية السلوكية ‪ ،‬ط‪ ، ,2‬ط‪ ،1‬دار امليسرة للنشر‬
‫والتوزيع والطباعة ‪ ،‬عمان‬
‫‪ ‬حممود عبد الرمحان عيسى (‪ ،)1121‬حتقيق حدة السلوك العدواين لدى األطفال املعاقني عقليا ‪،‬دار العلم واإلميان‬
‫للنشر والتوزيع‬
‫‪ ‬حممود علي قطب اهلمشري (‪ ، )1111‬عدوان األطفال ‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة العبيكة‬
‫‪ ‬مروان عبد اجمليد إبراهيم(‪ ، )1111‬أسس البحث العلمي ‪ ،‬ط‪،2‬إلعداد الرسائل اجلامعية ’مؤسسة الوراق ‪,‬عمان‬
‫‪ ‬املليجي عبد املنعم (‪ ،)2976‬سيكولوجية الطفل ‪ ،‬املطبعة اجلامعية ‪ ،‬سوريا‬
‫‪ ‬منصور علي (‪ ،)2992‬علم النفس الرتبوي ‪ ،‬منشورات جامعة دمشق ‪ ،‬سوريا‬
‫‪ ‬ناصر أماين حممد(‪ ،)1113‬التكيف املدرسي عند املتفوقني واملتأخرين حتصيال يف مادة اللغة الفرنسية وعالقته‬
‫بالتحصيل الدراسي يف هذه املادة ‪،‬جامعة دمشق ‪ ،‬دمشق‬
‫‪ ‬اهلابط حممد السيد(‪ ، )1116‬التكيف املدرسي والصحة النفسية ‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث ‪ ،‬االسكندرية‬
‫‪ ‬هادي شعبان ربيع (‪ ،)1117‬املرشد الرتبوي ودوره الفعال يف حل مشاكل العائلية ‪ ،‬ط‪ ، 2‬دار عامل الثقافية‬
‫‪ ‬هادي منعشان ربيع (‪ ، )1117‬مشكالت األطفال اليومية‪ ،‬دار املعارف املصرية ‪ ،‬مصر‬
‫‪ ‬وفيق صفوت خمتار (‪، )1117‬مشكالت األطفال السلوكية األسباب وطرق والتوزيع ‪ ،‬ط‪ ،2‬دار العلم والثقافة ‪،‬‬
‫القاهرة‬
‫‪ ‬الرسائل‪:‬‬
‫‪ ‬إبراهيمي سعاد(‪، )1116‬إدماج الطفل املعوق مسعيا باملدرسة العادية وعالقته بالتكيف املدرسي ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االجتماعية ‪ ،‬قسم علم النفس وعلوم الرتبية ‪ ،‬جامعة اجلزائر ‪,‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستري يف األرطفونيا ‪،‬‬
‫اجلزائر‬
‫‪ ‬بن عائشة مسية (‪ ،)1121‬أساليب التفكري وعالقتها بالتكيف املدرسي لدى التالميذ املتفوقني دراسيا والعاديني يف‬
‫مرحلة الثانوية ‪ ،‬مذكرة مكلمة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف علم النفس ‪ ،‬ختصص علم النفس املدرسي ‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االجتماعية واإلنسانية واإلسالمية ‪ ،‬جامعة احلاج خلضر ‪,‬باتنة‬
‫‪ ‬حرزيل ‪ ،‬توأمة الشيخ ‪ ،‬املكانة السوسيومرتية وعالقتها بالتكيف املدرسي لدى تالميذ املدرسة االبتدائية ‪ ،‬أول‬
‫نوفمرب مبدنية بوسعادة ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستري يف علم النفس االجتماعي ‪ ،‬جامعة حممد خيضر‬
‫‪,‬بسكرة‬

‫‪73‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

: ‫قائمة المراجع بالفرنسية‬

 r.perron .(1979).les problèmes da la preuve dans les démarches la


psychologies clinque par limite de la psychologie ,français.

74
‫مالحق‬
‫مالحق‬

‫المالحق‪:‬‬
‫استمارة المخاوف المدرسية لدى األطفال‬
‫أيها التلميذ أيتها التلميذة ‪:‬‬
‫إليك مجموعة من الموافق التي تواجهك في المدرسة أقراها جيدا وحدد ما ينطبق عليك بدقة ‪,‬نرجو‬
‫منك أن تتعاون معنا في اإلجابة على كل سؤال بصدق وذلك بوضع عالمة(×)أمام كل إجابة‬
‫صحيحة ‪ ,‬مع العلم أن أجابتك سوف تحظى بالسرية وال تستعل أال لغرض البحث العلمي ‪.‬‬
‫شكر أ جزيال على تعاونكم معنا‬
‫البيانات الشخصية‪:‬‬
‫أنثى‪:‬‬ ‫الجنس ذكر ‪:‬‬
‫السن ‪:‬‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الفقرات‬ ‫رقم الفقرة‬

‫أخاف من الذهاب إلى المدرسة‬


‫‪1‬‬

‫أشعر بضيق عندما يتقرب وقت الدارسة‬ ‫‪2‬‬

‫ال أشعر بعدم األمان أثناء وجودي في المدرسة‬ ‫‪3‬‬

‫ال أتغيب عن المدرسة لمجرد شعوري بألم حفيف‬ ‫‪4‬‬

‫كثير ا ما أتأخر عن الحضور في الوقت الرسمي في‬ ‫‪5‬‬


‫المدرسة‬

‫ابكي عندما أكون في المدرسة‬

‫‪6‬‬
‫كثيرا ما أجد أشخاص غرباء عندما ذهابي إلى‬ ‫‪7‬‬
‫المدرسة‬

‫أصاب بألم خالل وجودي بالمدرسة‬ ‫‪8‬‬


‫أخاف من أتغرض لحوادث المرور من طرف‬ ‫‪9‬‬
‫السيارات التي تسير في طريق المدرسة‬
‫‪74‬‬
‫مالحق‬

‫كثيرا ما أجد كالب متفرسة في طريق المدرسة‬ ‫‪11‬‬

‫أشعر بضيق عندما أكون في القسم‬ ‫‪11‬‬


‫أخاف عندما تهددني أمي بأنها ستنش كوني إلى معلم‬ ‫‪12‬‬
‫أخاف من أن يسألني المعلم أثناء الدرس‬ ‫‪13‬‬
‫يسخر مني المعلم أمام زمالئي‬ ‫‪14‬‬
‫يعاقبني المعلم لمجرد ارتكابي لخطأ بسيط‬ ‫‪15‬‬
‫ال اشعر بالخوف عندما يطلب مني العلم قراءة نص‬ ‫‪16‬‬
‫أخاف من يخر جني المعلم لكتابة على الصبورة‬ ‫‪17‬‬
‫يعاقبني المعلم بقسوة أذا لم أنجر واجباتي المنزلية‬ ‫‪18‬‬
‫يعاقبني المعلم أذا تحصلت على عالمات ضعيفة‬ ‫‪19‬‬
‫يعاقبني المعلم أذا تحصلت مع زميلي الذي يجلس‬ ‫‪21‬‬
‫حلفي‬
‫ال أحرم من ممارسة النشاطات التي أحبها من طرف‬ ‫‪21‬‬
‫معلمي‬
‫أكلف بتنظيف االستراحة من قبل المعلم بسب عدم‬ ‫‪22‬‬
‫انجاز واجباتي‬
‫أتبول في القسم بسب خوفي من المعلم‬ ‫‪23‬‬
‫أوصف بالتلميذ الكسول في القسم من طرف معلمي‬ ‫‪23‬‬
‫اليعاقبني المدير أذا تأخرت عن وقت دخول المدرسة‬ ‫‪25‬‬
‫يعاقبني المدير أذا تحصلت على نتائج ضعيفة في‬ ‫‪26‬‬
‫االختيار‬
‫أهرب بمجرد رؤيتي للمدير في الساحة‬ ‫‪27‬‬
‫ال اشعر بالخوف إثناء دخول المدير إلى القسم‬ ‫‪28‬‬
‫أخاف من طلب أدواتي المسروقة من زمالئي‬ ‫‪29‬‬

‫‪75‬‬
‫مالحق‬

‫الجدول الثاني ‪:‬التكيف المدرسي‬


‫الجنس ‪.................. :‬السن‪................ :‬‬
‫المستوي لدارسي‪:‬‬
‫عزيزي التلميذ في أطار‬
‫انجاز مذكرة تخرج لنيل شهادة الماستر في علم النفس المدرسي بعنوان ‪:‬الخوف المدرسي‬
‫وتايثره على عملية التكيف المدرسي التعاون معي باإلجابة الصريحة والواضحة هو وضع عالمة‬
‫(ْ‪)x‬أمام اإلجابة الصحيحة‬
‫ال‬ ‫تيبطق‬ ‫تتطبق‬ ‫تتطبق تتطبق‬ ‫الرقم الفقرات‬
‫تتطبق‬ ‫نادرا‬ ‫بدرجة‬ ‫تماما غالبا‬
‫متوسطة‬
‫أشعر أحيانا أن الغيرة تقتلني‬ ‫‪1‬‬
‫اشعر أحيانا أنني أعامل معاملة سيئة‬ ‫‪2‬‬
‫في حياتي‬
‫أشترك في العراك أكثر من التالميذ‬ ‫‪3‬‬
‫اآلخرين‬
‫أعتقد انه ال يوجد مبرر مقنع لكي‬ ‫‪4‬‬
‫أضرب زميال‬
‫عندما اختلف مع أصدقائي فاني‬ ‫‪5‬‬
‫اخبرهم برأيي بكل صراحة‬
‫يصعب على الدخول في نقاش مع‬ ‫‪6‬‬
‫اآلخرين الذين يختلفون معي في الرأي‬
‫يمكن أن اسب اآلخرين دون سبب مقنع‬ ‫‪7‬‬
‫اغضب بسرعة وارضي بسرعة أيضا‬ ‫‪8‬‬
‫يبدو عليا االنزعاج بوضوح عندما‬ ‫‪9‬‬
‫اخفق في عمل ما‬
‫أجد رغبة قوية لضرب شخص آخر في‬ ‫‪11‬‬
‫بعض األحيان‬
‫يحاول األشخاص اآلخرون دائما أن‬ ‫‪11‬‬
‫يستفيدوا من الفرصة المتاحة‬
‫اشك في األشخاص الغرباء الذين‬ ‫‪12‬‬
‫يظهرون معاملة لطيفة‬
‫غالبا ما أجد نفسي متخلف عن‬ ‫‪13‬‬
‫اآلخرين حول أمر ما‬
‫اشعر أحيانا أنني كقنبلة على وشك‬ ‫‪14‬‬
‫االنفجار‬
‫يري أصدقائي أنني شخص مثير للجدل‬ ‫‪15‬‬
‫والخالف‬
‫أتعجب لسبب شعوري باأللم نحو‬ ‫‪16‬‬
‫األشياء التي تخصني‬

‫‪76‬‬
‫مالحق‬

‫إذا غضبت فإنني ربما اضرب شخصا‬ ‫‪17‬‬


‫آخر‬
‫عندما يظهر األشخاص اآلخرون لطفا‬ ‫‪18‬‬
‫واضحا فأنني أتسأل عما يريده‬
‫أنا شخص معتدل المزاج‬ ‫‪19‬‬

‫عندما يزعجني أحد فأنا أخبره برأيي‬ ‫‪21‬‬


‫الشخصي‬
‫ألجأ إلى العنف لحفظ حقوقي إذا تطلب‬ ‫‪21‬‬
‫األمر ذلك‬
‫أعلم أن أصدقائي يتحدثون عني في‬ ‫‪22‬‬
‫غيابي‬
‫عندما يشتد غضبي فأنا أحطم األشياء‬ ‫‪23‬‬
‫الموجودة أمامي‬
‫إذا ضربني شخص فأنني أضربه‬ ‫‪24‬‬

‫يعتقد بعض أصدقائي بأنني شخص‬ ‫‪25‬‬


‫متهور‬
‫يزعجني األشخاص اآلخرون حتى‬ ‫‪26‬‬
‫يصل األمر إلى الشجار‬
‫أشعر أحيانا أن األشخاص يضحكون‬ ‫‪27‬‬
‫عليا في عيني‬
‫أغضب أحيانا بدون سبب معقول‬ ‫‪28‬‬
‫سبق لي أن هددت األشخاص اآلخرين‬ ‫‪29‬‬
‫الذين أعرفهم‬

‫‪77‬‬
‫مالحق‬

‫ملحق رقم ‪13‬‬

‫‪78‬‬

You might also like