Professional Documents
Culture Documents
Book1 16872
Book1 16872
إ ْعداد ال ّ
طالب
خلف عليان خلف الحيصة
إشراف
الدكتور عادل سلمان بقاعين
جامعة ْ
مؤتَة٢٠١١،م
اإل ْھداء
أ
الشكر والتقدير
ال ّشك ُر ِLأ ّوالً وأخ ْيراً،ﺛُ ﱠم ألُستاذي ال ّدكتور:عادل سلمان البقاعين ،الّذي ر َعى
جاج ﺣتّى استَوى على ُسو ِقه. ث ﺑعناي ِته وا ْھتما ِمه،وق ﱠو َم ما أصاﺑَه ِمن ا ْع ِو ٍ ھذا البحْ َ
الفاضل: ِ كما أتو ﱠجه ﺑخا ِلص ال ّش ْك ِر أل ْعضا ِء لَجْ ن ِة ال ُمناق َش ِة:األ ْستاذ ال ّدكتور
الفاضل:ِ ضل :س ْيف ال ّد ْين طه الفُقَراء ،وال ّدكتور يحْ يى عطية عباﺑنة ،وال ّدكتور الفا ِ
عالء الدين أﺣمد غرايبةِ ،لتَفَضﱡ لِھم ﺑقَبُو ِل ُمناق َشة ھذا البحْ ث ،فلَھُم َجز ْي ُل ال ﱡش ِ
كر و َعظ ْي ُم
ط ِعنايَ ِتي وا ْھ ِتما ِمي،ف ْھ َي الب َ ْل َسم الّذي يَ ْش ِفي ِج َ
راح اال ْم ِتنا ِن ،وست ُكون ُمالﺣظاتُھُم َم َح ﱠ
ھذا البحْ ث.
ث ِطباعةً و ُمرا َجعةً و ِق َرا َءةً و َت ْشج ْيعاً،وﷲُ وأ ْش ُكر ُك ﱠل َم ْن ساھَم ِﺑھذا البحْ ِ
ال ُموْ ف ﱢ ُ
ق.
ب
فھرس المحتويات
الصفحة المحتوى
أ اإلھداء
ب الشكر والتقدير
ج فھرس المحتويات
ه الملخص ﺑاللغة العرﺑية
ز الملخص ﺑاللغة اإلنجليزية
١ المق ّدمة
الفصل األول
٥ ً
١-١اإل ْعراب "لغة "
٧
٢-١اإل ْعراب "اصطالﺣًا
١٠ ٣-١الحركات اإلعراﺑية ودَوْ رھا في الكالم
١٤ ٤-١الفتحة والمفعولي ّة
١٥ ٥-١الجملة العرﺑية عند النحاة القدامى والمحدﺛين
٢٥ ٦-١األسلوب
٢٦ الفصل الثاني "التراكيب السماعيّة في باب المفاعيل "
٢٧ ١ -٢المفعول ﺑه
٤٠ ٢-٢المفعول المطلق
٦٦ ٣-٢المـفعول مـعه
٧٦ ٤ -٢المـفعول لـه
٨٥ ٥-٢المفعول فيـه
الفصل الثالث "األساليب النحويّة"
٩٨ ١-٣أسلوب االختصاص
١٠٧ ٢-٣أسلوب اإلغـراء
١١٣ ٣-٣أسلوب التـحذير
١٢١ ٤-٣أسلوب االشتغال
١٣٣ ٥-٣أسلوب التعجـﱡب
١٤٣ ٦-٣أسلوب االستثناء
١٥٣ ٧-٣أسلوب النﱢــداء
١٧٠ الخاتمة
١٧٢ المراجع
ج
ال ُملَ ﱠخص
سةً تَ ْر َك ْي ِبيﱠةً ِدال ِليﱠة ً
ت ِدرا َ
صوبَا ِ األَ◌َ سا ِل ْي ُب الخا ﱠ
صةُ بال َم ْن ُ
ﻣؤتة٢٠١١،م
د
Abstract
The special methods of accusatives –significance structural study
ه
ال ُمقَ ّد َمة
ق ن ِبيّا ً أُ ﱢميّا ً عربيّاً،ھَدانا بالح ﱢاإلسالم،وب َعث فيْنا ْ ِ الحم ُد ) الّذي أ ْنعم عليْنا ِب ِنعْمة
ﱠالح وال رﱠشا ِد،والصّالةُ والسّال ُم على خيْر البَري ّ ِة ِنب ّي الھُدى طريق ال ِھداي ِة والص ِ ِ إلى ِ
ّالم،وعلى َم ْن تَ ِب َعه وسا َر على ھ ْديه إلى ض ُل الصّال ِة والس ِ وال ﱡنور سيْدنا ُمح ﱠمد عليه أ ْف َ
ﱢين .............،وب ْع ُد: ُوم الد ِ ي ِ
ب اللغَويﱠ ِة ﱡ س ِداللة التﱠراكي ِ تَبْرز أھميّةُ ھذه الدﱢرا َسةُ،في أنّھا تت َِجه نحْ و ت َل ﱡم ِ
ب اال ْنفعاليّ ِة ال ُم َعبﱢر ِة ،من خالل تحليل ھذه السّماعيﱠ ِة في باب ال َمفاع ْي ِل،وفي باب األ َسالي ِ
ب اال ْنفعاليّ ِة ال ُم َعبﱢر ِة ب اللﱡغَوي ﱠ ِة السّماعي ﱠ ِة في باب ال َمفاع ْي ِل ،وفي باب األ َسالي ِ التﱠراكي ِ
ْب ص ِةْ ،إذ ب َحث ال ﱡنحاة القُدا َمى ھذه التراكي َ ت الخا ﱠ ت الدﱢالال ِ والتي َع ﱠدھا ال ﱡنحاة من ذوا ِ
ت ُمت َعدﱢدةً طار فِ ْكر ِة العا ِم ِل ،أوْ ما يُ ْع َرف بالجُمل اإلسْناديﱠ ِة ،وق ﱠد ُموا تعْليال ٍ السﱠماعيﱠةَ في إ َ
ب اللﱡغَوي ﱠ ِة ،في حيْن د َر َسھا بعض االسم َم ْنصُوبا ً في ھذه التراك ْي ِ ِ ِلبيا ِن ِعلﱠة َم ِج ْيء
ت ال ُج َم ِل ص ِة َذوا ِ ب الخا ﱠ ظ ِري ﱠ ِة العا ِم ِل ،و َع ﱡدوھا من باب األ َسالي ِ ال ُمحْ َدثين ب ِعيْداً عن ن َ
ﱠت على ھذه الھَيْئ ِة، ﱡالت لُغَويّةٌ وترْ ِكيْبيﱠةٌ حتى استقر ْ غي ِْر اإلسْناديﱠ ِة ،ج َرى فيْھا ت َحو ٌ
ت َمجْ َرى ال َمثَ ِل،ال ي ْد ُخلُھا تبَ ﱡد ُل أوْ ت ْغ ﱡي ٌر ،بلْ تُ ْستَعْم ُل على صوْ ر ِتھا الّتي دت وج َر ْ ف َجم ْ
ب.
ُس ِم َعت عن الع َر ِ
ب السّماعيﱠ ِة ُرف ع ْند ال ﱡنحا ِة بالتﱠراكي ِ ليل ما ع ِ ت ْھ ِدف ھذه الدﱢراسة ُ إلى تحْ ِ
ب اال ْنفعاليّة المعبّرة ت وفي باب األ َسال ْي ِ ب ال َم ْفعُوال ِ ص ِة في با ِ اللغَويﱠ ِة الخا ﱠ ب ﱡ واأل َسالي ِ
ت التّع ِ
ْبير ُ ْ
ت ترْ ِكيْبا و ِداللة ،إذ تُ َع ﱡد الدﱢاللة ِمن أ ْعلى ُمسْتويا ِ ً ً المنصُوبا ِ ْ الخاصة،في باب َ
ْرفة ھذه الدﱢالل ِة إنّما يَتَأَتﱠى الل َغ ِة وتَ َذ ﱡو ِقھا ،والوصو ُل إلى َمع ِ ت تَفَھ ِﱡم ﱡ ي ،وأرْ قَى حاال ِ اللغَو ﱢ ﱡ
ب ب اللﱡغَوي ﱠ ِة السّماعي ﱠ ِةفي باب المفاعيل ،وما يُ ْع َرف باألسال ْي ِ من تحْ لي ِْل ھذه التّراكي ِ
ت بھا العرب ﱠيةُ، اللغَوي ﱠ ِة الّتي َحفل ْ صةُ من الظوا ِھ ِر ﱡ ص ِةْ ،إذ تُ َع ﱡد ھذه األساليبُ الخا ّ الخا ﱠ
ضا يخ ُد َم غ َر ً أن ْ اللغَويّ ِة السّماعي ّ ِة ال يقَ ُع ا ْع ِتباطا ً بلْ ال بُ ّد ْ ب ﱡ والنﱠصْ ب في ھذه التراكي ِ
كانتْ ي الخاصﱢ ال بُ ﱠد لَھا ِمن وظيْف ٍة نحْ ويّةً ب ﱡ
اللغَو ﱢ بت في التﱠرْ كي ِ ص ْ ِدالليّا ً ،ف ُكلﱡ كلم ٍة نُ ِ
تظھ ُر في آ ِخ ِر إن الف ْتحةَ التي ْ بْ ،إذ ﱠ أ ْم ِدالليﱠةً ،تُعْربُ ِمن خال ِل موْ ِقعھا في ھذه التراك ْي ِ
أن تُ َؤدﱢي دوْ راً ِدالل ّياً في تَوْ جيْه ص ِة ال بُ ﱠد ْ ب اللﱡغَويﱠ ِة الخا ﱠ ب في ھذه التراك ْي ِ الم ْنصو ِ االسم َِ
ص ِة.ب الخا ﱠ ال َمعْنى في ھذه األسال ْي ِ
أن ن ْعتَمد عليْھا في أحْ يا ٍن َكثيْر ٍة ت السا ِبق ِة والتي يُ ْم ِكن لَنا ْ أ ﱠما فيْما يتَعلﱠق بالدراسا ِ
ي:في بحْ ِثنا ھذا،فھ َ
. ١إحْ يا ُء النّحو إلبْراھيم ُمصطفى.
ي. . ٢النّحو الجدي ُد لعبْد ال ُمتعال الصّعيد ّ
. ٣في نحْ و اللﱡ َغ ِة وتراك ْي ِبھا،للدكتور خليل أحمد عمايَرة.
ت القُرآنيّ ِة والشواھ ِد ب في اآليا ِ يير اإل ْعرا ِ ت األسْلوبيّ ِة في ت ْغ ِ . ٤أثَ ُر التحويال ِ
الشعريّ ِة،للدكتور يحْ َيى عطية عبابنة.
يِ ،دراسةً تطبيقيّةً في ديوان ال ّشابﱢي، ْ . ٥أساليبُ الجمل ِة اإل ْفصاحيّ ِة في النّحو العرب ﱢ
للدكتور عبْد القادر َمرْ عي الخليل.
القاعدة التركيب ّي ِة والقيْم ِة الدﱢالل ﱠي ِة،إ ْعداد خلدون الحنيطي .وھدف ِ . ٦ال َم ْنصُوبات بيْن
ھذه الدراسة األسناد ،وبيان ھل الفتحة أثر لعامل؟وھل ھي علم للمفعولية ؟
ضوْ ء إحْ يا ِء ال ّنحو،إلبْراھيم ُمصْ طفى ،إ ْعداد ع ﱠمار البوالصة. . ٧ال َم ْنصُوبات في َ
١
ب في كتاب سيْبوي ِه ،إ ْعداد عبد ﷲ كنا َعنة. . ٨الصﱢراع بيْن التراك ْي ِ
ب السﱠماعي ﱠ ِة ْحث في َمسْأل ِة التراك ْي ِ أن ُخصوصيﱠةَ ھذه الدراس ِة ُمتَأَتﱢيَةٌ من أنّھا تب ُ إ ّال ﱠ
ب اللﱡغَويﱠ ِة اال ْنفعالي ﱠ ِة ال ُم َعبﱢر ِة المفاعي ِْل،وباب األ َسالي ِ ت في باب َ الّتي جا َء ْ
االختصاص واإل ْغرا ُء والتﱠحْ ذي ُر ،واال ْشتغال والتّعجﱡب ،واالسْتثنا ُء،والنﱢداء والتي ْ
ظ ٍر بيْن ُمؤيﱢد من النﱠحويين تن َ ب،وما يَ ْنتُج عن ذلك من وجُھا ِ س ﱠماھا ال ﱡنحاةُ باأل َسالي ِ
االسم ال َم ْنصوب في ھذه التراك ْي ِ
ب ِ ُور الف ْتح ِة في آ ِخ ِر ظھ ِ قُدا َمى و ُمحْ َدثين في عا ِمل ُ
ص ِة. اللغَويﱠ ِة السﱠماعي ﱠ ِة الخا ﱠ ﱡ
يان يَبْدأ بعرْ ٍ
ض ض والتﱠناو ِل فق ْد كان في أ ْغلَب األحْ ِ وأ ّما َم ْنھَج الدراس ِة في العرْ ِ
ب ليل التراكي ِ ب ،وما يتَعلﱠق ِبه ِمن مفَاھ ْي َم ،وتحْ ِ ب واإل ْعرا ِ عيل واألسال ْي ِ ِل َم ْفھوم ال َمفا ِ
ب من يط َرأ على ھذه لتراكي ِ صة) ،(١وما ْ ب الخا ﱠ ص ِة أوْ ما يُ ْع َرف باألسال ْي ِ الل َغ ﱠو ِية الخا ﱠ ﱡ
ب،تَبَعا ً وتغيﱡرالحرك ِةاإل ْعرابيﱠ ِة من الرفع إلى النﱠصْ ِ ت،ي ْن َع ِكس أثَرُھا على ال َمعْنىِ ، ت َح ﱡوال ٍ
ت النﱠحْ وي ﱠ ِة. التحوال ِ ﱡ لھذه
ث في ُمقَ ﱠد َم ٍة وثالث ِة فُصُو ٍل وخا ِت َم ٍة، أن ي ُكون البحْ ُ وق ْد ْاقتَضى َم ْنھَج الدﱢراس ِة ْ
ت بال َمصا ِد ِر وال َمرا ِج ِع . ي ْتبَعُھا ثَبَ ٌ
ب لُغةً واصْ طالحا ً ،وآرا َء ھوم اإل ْعرا ِ ث فيْه َم ْف َ الباح ُ
ِ أ ّما الفصْ ل األ ﱠو ُل تنَاو َل
الكالم ،والف ْتحة َ ِ ت اإل ْعرابيﱠةَ ودوْ رھا في توْ جيْه ال ﱡنحا ِة فيْه من ُقدامى و ُمحْ دثين،والحركا ِ
ت النﱠحويﱠةَ التي وال َم ْفعوليﱠةَ ،و َم ْفھو َم الجمل ِة ع ْن َد ال ﱡنحا ِة القُدامى وال ُمحْ دثين ،والتحْ ويال ِ
ي.ب اللﱡغَو ّ ھوم األسْلو ِ وم ْف َ الكالم،أوْ َما يُعْرف بالنﱠظري ﱠ ِة التﱠوليديﱠ ِة ال ﱠتحويليﱠ ِةَ ، ِ تجْ ري في
ت َسماعيّا ً عن التراكيب اللﱡغويﱠةَ الّتي جا َء ْ َ أ ّما الفصْ ل الثّاني فتَناو َل فيْه البا ِح ُ
ث
والم ْفعول لَه، والم ْفعول م َعهَ ، َ طلق، والم ْفعول ال ُم ْ َ الم ْفعول به، المفاعيلَ :
ِ ب في باب العر ِ
ُ
ضعھا ال ﱡنحاةُ القدامى ْ ْ
ب اللغَوي ﱠ ِة،إذ أخ َ ﱡ تالف ال ﱡنحا ِة حوْ َل ھذه التّراك ْي ِ وال َم ْفعول فيه،واخ َ
ْ
للقاعد ِة النﱠحويّ ِة ال َمعْياري ﱠ ِة،وس ّماھا بعضھم بالمسكوكات اللّغويّة،في حيْن د َر َسھا
طار ما يُ ْع َرف بالجُمل غي ِْر اإلسْناد ﱠي ِةِ ،بنا ًء على َم ْفھوم الجُمل ِة ع ْند ال ﱡنحا ِة، ال ُمحْ دَثون في إ َ
ضھم وت عليْه،وس ﱠماھا ب ْع ُ ت يحْ ِمل َمعْن ًى يحْ سُن الس ُك ُ وھو الح ﱡد األ ْدنى من الكلِما ِ
المثَ ِل. ت َمجْ َرى َ بال ُمتَحجﱢرات اللﱡغَوي ﱠ ِة التي ج َر ْ
ت في باب اللغَويﱠةَ التي جا َء ْ ْب ﱡ ث التراكي َ الباح ُ
ِ الث فتَناو َل فيْه أ ّما الفصْ ل الثّ ُ
تصاص واإل ْغرا ُء والتﱠحْ ذي ُر، ِ ْ
االخ ص ِة وھي أساليْبُ اللغَوي ّ ِة اال ْنفعاليﱠ ِة الخا ﱠ ب ﱡ األ َسالي ِ
واال ْشتغال والتّعجﱡب ،واالسْتثنا ُء ،والنﱢدا ِء ،التي ع ﱠدھا ال ﱡنحاةُ ال ُمحْ دَثون من باب
ت َمجْ رى ت على ھذه ال ھَ ْيئَ ِة ،فھي ج َر ْ ص ِة التي َجم َد ْ ب الخا ّ ت الجا ِھز ِة أوْ التراك ْي ِ العبارا ِ ِ
الت نحْ ويﱠة ٌ المثَل ال ي ْد ُخلھا ت ْغيي ٌر أوْ ت ْب ِدي ٌل ،و ِمن ال ُمحْ َدثين َم ْن رأَى أنﱠه ج َرى فيْھا ت َح ﱡو ٌ َ
ت األسْلوبيﱠ ِة).(٢ ِ ْاليحو ﱠ ت بال فُ ر َ ع ْ ُ ي ما إطار
ِ في
ص ِة ب الخا ﱠ ثُ ﱠم جا َءت الخا ِتمة فتَناو َل فيْھا الباحث ما اسْتخلصه ِمن ِدراس ِة األسال ْي ِ
َ ْ ُ ُ ْ
راج ِع.
والم ِ ت بالمصا ِد ِر َ بالم ْنصُوبات ترْ ِكيْباً وأثَرا ً في الدﱢالل ِة وت َِبعھا ثَ َب ٌ َ
) (١
السامرائي ،إبراھيم ،الفعل زمانه وأبنيته،مؤسسة الرس|الة ،بي|روت ،لبن|ان ،ط1983 ،٣م،
ص.٧٢
) (٢
عبابن|ه ،يحي||ى عطي||ة ،أث||ر التح||ويالت األس|لوبية ف|ي تغيي||ر اإلع||راب ف||ي اآلي||ات القرآني||ة
والشواھد الشعرية ،مجلة أبحاث اليرموك،م،١٩٩٣، ١١ص.٤٢-٩
٢
ئ مام،وما يُب ِْر ُالباحث ال يَ ْملك القو َل بأنّه ابْت َدع َشيْئا ً جديْداً وال جا َء بالتﱠ ِ
َ وب ْع ُد ّ
فإن
كت طأ أوْ زَل ﱠ ِة قلَ ٍم،ف ُك ﱡل إ ْنسا ٍن ُع َر َ
ضة ٌ لل َخطَأ ،و َح ْسبُه أنّه ب َذل ِمن ال َج ْھ ِد ما َملَ ْ ن ْف َسه ِمن َخ َ
ي َداه ِمن ق ﱠو ٍة.
وآخراً،ثُ ﱠم ِلل ُم َدرﱢس اإل ْنسا ِن الّذي َغ َمر ِني ب ُحسْن ُخلُقه،ورحابَ ِة وال ّش ْك ُر ) أ ّوالً ِ
األخ ال َودُو ِد
ِ ص ْد ِره ،أُستاذي العزيز الدكتور :عادل سلمان بقاعين،الذي َ
عام َل ِني ُمعاملة َ
جاج حتّى ويم ما أصابَه من ا ْع ِو ٍ ث ْ
وتق ِ ألخ ْيه ،وق ْد ب َذل َجھْداً ُمضْ ِنيا ً في ِقراء ِة البحْ ِ ِ
ا ْستَوى على سُوْ قِه.
ضلين،عُضْ َوي ال ُمناقَش ِة ي الفا َِالص ال ﱡش ْكر وال ِعرْ فا ِن الجزي ِل ألُسْتاذ ّ وأتَق ﱠدم بخ ِ
ْ ْ
اللذين أ ْفت َِخر وا ْعت ﱡَز بأنّني تتَل َمذت على ي ِدي ِھما في َمرْ حلتي البكالوريوس وال َماجستير،
وھُما األستا ُذ الدكتور يحْ يى عطية عبابنة،والدكتور سيْف الدّين طه الفقراء،فلھُما
الفضْ ل وال ِمنﱠةُ بع َد ﷲِ تعالى.
بخالص ال ﱡش ْكر للدكتور عالء الدين أحمد غرايبه الذي تكرﱠم بقَبُول ِ وكذلك أتّق ّدم
العرفان ،وال ّشكر ل ُك ﱢل ھؤال ِء جم ْيعًا وست ُكونْ ِ ُمناقش ِة البحْ ث ،فلَه جزي ُل الش ْكر
مال َحظاتُھم َم َحطﱠ ِعنايَ ِتي وا ْھ ِتما ِمي ،وﷲ الموفﱢق،إنّه نعْم ال ُمولى،و ِنعْم النﱠص ْي ُر.
٣
الفصل األول
اإلعراب لُغةً واصطالحا ً
ُ
اإلعراب لُغةً:
ُ ١ .١
اإلعرابُ َمصْ در"أعرب" وجاء في ُم ْعجم التھذيب لألزھري :اإلعرابُ
أعرب عنه لسانُه وعرّب أي أبان وأفصح، َ والتعريبُ معناھما واح ٌد،وھو اإلبانةُ،ويُقال:
وإيضاحه ،ويُقال
ِ وأعرب عنه الرجل بيّن عنه ،وإنّما ُس ّمي اإلعرابُ إعراباً؛ لتبيينه َ
ضميرك أي ا ِب ْن).(١
ِ في عما أعربْ
نجد معاني أخر لإلعراب"أعرب بِ ، وتحتَ ماد ِة "ع َرب" في لسان العر ِ
ح ّجته،أي أفص َح بھا،وعرّب م ْن ِطقه أيْ ھ ّذبه من اللحن،واإلعرابُ الذي ھو النّحو ،إن ّما
ّ
حن في اإلعراب").(٢ كالمه إذا لم ْيل ْ
َ وأعرب
َ ھو اإلبانة عن المعاني باأللفاظ،
وجاء في أسرار العربي ّ ِة لألنباري ) ٥٧٧ھـ(" إن ْ قال قا ِئل :لم ُس ّمي اإلعرابُ
عربت ِم ْعدة الفصيل" إذا من قوْ لِھمِ " : ق أواخ َر الك ِلمْ ، إعرابا ً ،قيل؛ ألنّه تغيّ ٌر يلح ُ
عربت ِم ْعدة الفصيل ،معناه الف َساد،وكيف يكون العرب" في قولِھمِ " : تغ ّيرت؛ فإنّه قيل " ِ
أزلت عُربه وھو فساده" .
)(٣ اإلعرابُ مأ ُخوذا منه؟ قيل :معنى قو ِلك :أعر ْبت الكال َم؛ أيْ ْ
ألن ال ُم ْع ِرب للكالم كأنّه يتحبّبُ إلى وربّما يكونُ قد ُس ّمي اإلعرابُ إعرابا ً؛ ّ
السامع بإعرابه؛ ِمن قو ِلھم :امرأةٌ َع ُروب،إذا كانت ُمحبّب ًة إلى زو ِجھا ،قال ﷲ تعالى
ھن،فل ّما كان ال ُم ْع ِرب للكالم وكأن ّه
أزواج ّ
ِ .(٤)"∩⊂∠∪ $\/#tø?r& $¹/ããã":أي ُمحبّبات إلى
يتحبّبُ إلى السامع بإعرا ِبهُ ،س ّمي إعرابا ً) ،(٥وفي ذلك يقول ابنُ جنّي )٣٩٢ھـ(في باب
القول في اإلعراب" :ھو اإلبانةُ عن المعاني باأللفاظ").(٦ِ
ّ ّ
وفي َموْ ضع آخ َر يقول ابنُ جني" :وأ ّما لفظه بأنه َمصدر أعر ْبت عن الشيء إذا
وضح عنه،ومنه ع ّر ُ
بت عرب ع ّما في نفسه،أي ُمبيّن له،و ُم ِ أوضحت عنه ،وفالن ُم ِ ُ
الفرس تعريبا ً إذا بزغتُه ،وذلك أن تنسف أسفل حافره ،ومعناه أنّه قد بان ذلك ما كان
ص ْلبلظھوره إلى مرآ ِة العي ِن،بعدما كان َم ْستُوراً،وبذلك تعرف ما له أ ُِ خفيّا ً من أم ِره
ھو أم ِرخو أم سقيم").(٧
) (١
األزھري ،أبو منصور.معجم تھذيب اللغة،المؤسسس|ة العربي|ة للت|أليف والترجم|ة ،تحقي|ق:
رياض زكي قاسم،١٩٦٣ ،ج،٣ص.٢٣٧٩
) (٢
ابن منظور،أبو الفض|ل جم|ال ال|دين محم|د ب|ن مكرم،،لس|ان الع|رب،دار ص|ادر ،بي|روت،
لبنان ،٢٠٠٥ ،مادة)عرب(.
) (٣
اب||ن األنب||اري ،كم||ال ال||دين أب||و البرك||ات .أس||رار العربي||ة ،تحقي||ق :برك||ات يوس||ف ،دار
األرقم ،ط ،١٩٩٩ ،١ص.٤٤
) (٤
سورة الواقعة،آية .٣٧
) (٥
ابن األنباري.أسرار العربية،ص.٤٥
) (٦
ابن جني ،أبو الفتح عثمان ،الخصائص ،تحقيق :محم|د عل|ي النج|ار ،دار الھ|دى ،بي|روت،
لبنان ،ط١٩١٣ ،٢م،ج،١ص.٣٥
) (٧
المرجع نفسه،ص.٣٦
٤
أن يكون من ب ْ أن معنى اإلعرا ِ وقال عب ُد القاھر الجُرجاني )٤٧١ھـ(":اعلم ّ
ب إيضا ُح ألن حقيقة َ اإلعرا ِ
ضحه؛ ّ ضميره ،وأو َِ نفسه،إذا بيّن ما في
أعرب عن ِ
َ قو ِلھم:
المعاني" .
)(١
) (١
الجرجاني،عب||د الق||اھر ،المقتص||د ف||ي ش||رح اإليض||اح،تحقيق:ك||اظم بح||ر المرج||ان،دار
الرشيد للنشر،العراق١٩٨٢،م،ج،١ص.٩٧
) (٢
ابن حنبل،أحمد.مسند اإلمام أحمد بن حنبل،حديث ع|دي ب|ن ُعمي|ر الكن|دي " ب|اب النك|اح"
بيت األفكار الدولية،بيروت،لبنان١٩٩٨،م،ص.١٢٨٢
٥
اإلعراب اصطال ًحا:
ُ ٢ .١
مجار ألفرُق بين ما يدخله ضرْ ب ٍ ّ
قال سيبويه )١٨٠ھـ(":وإنما ذكرت لك ثمانية
من ھذه األربعة مما يحدث فيھا العامل ليس شي ٌء منھا إال وھو يزول عنه،وبين ما يُبنى
دث ذلك فيه من العوامل التي لك ّل عام ٍل غير شي ٍء أحْ َ عليه الحرفُ بنا ًء ال ي َ ُزو ُل عنه ل ِ
ب ،فالرف ُع والج ﱡر ضرْ بٌ من اللّفظ في الحرْ ف ،وذلك الحرْ فُ َحرْ فُ اإلعرا ِ منھا َ
لحروف اإلعراب" .
)(١
ِ والنصبُ والجز ُم
أ ّما ال ُمبرﱢد )٢٨٥ھـ(فقد أشار إلى الحركات اإلعرابية قائالً" :فھذه الحركات"
الشي ُء ُم ْع َربا ً ،فإن كان ْ ويقصد الضمة والفتحة والكسرة "تس ّمى بھذه األسماء إذا كان
حيث ،وقب ُل ،وبع ُد ،قيل له مضموم ،ولم يُقل ُ مبنيًّا ال يزول من حركة إلى أخرى ،نحو:
مرفوع ،ألنّه ال يزول عن الض ّم").(٢
إن النحويين ل ّما رأوا في اإلعراب بقولِهّ " :
َ القاسم الزجّاج ﱢي )٣٣٧ھـ( ِ وح ّد أبو
ً
ت تدلﱡ على المعاني ،وتبين عنھا ،س ّموھا إعرابا ،وكأنّه واألفعال حركا ٍ
ِ أواخر األسما ِء
أنالبيان بما يكون ،ويُس ّمى النحو إعرابا ً واإلعراب نحواً سماعا" .ويرى الزجاجي ّ
ً )(٣
ضھا).(٤ اإلعراب ھو الحركات التي تبين عن معاني اللﱡغَة أيْ تكشفُھا وتزي ُل ُغمو َ
أن اإلعراب "من العلوم الجليلة التي ُخصّت بھا أ ّما ابنُ فارس )٣٩٥ھـ( فيرى ّ
العرب اإلعراب الذي ھو الفارق بين المعاني ال ُمتكافئ ِة في اللﱠ ْفظ ،وبه يُعرف الخب ُر
ضاف من نعوت ،وال ٌ الذي ھو أص ُل الكالم ،ولواله ما ُميّز فاع ٌل من مفعو ٍل ،وال ُم
نعت من توكيد "تأكيد" .
)(٥ تع ّجبٌ من استفھام ،وال صد ٌر من مصدر ،وال ٌ
تمييز المعاني ،ومن خالله يُوقفُ ِ أن اإلعراب يعم ُل على إذاً يرى ابن فارس ّ
ب "زيد" سن زيد ًا" غير ُم ْعر ٍ إن قائال ً لو قال" :ما أحْ َ ض المتكل ﱢمين ،إذ ﱠ على أغرا ِ
ً
سن زيدا! أو يَ ْستف ِھ ُم :ما أحسنُ وقف على ُمراد ِه ھل ھو يتع ّجبُ :ما أحْ َ و"أحسن" لم يُ ْ
صده .
)(٦
ب على المعنى الذي يَ ْق ِ أبان باإلعرا ِ
أعرب َ
َ أحسن زي ٌد .فل ّما
َ زي ٍد؟ أو يخب ُر :ما
آخر الكلم ِة اإلعراب بقوله" :اإلعرابُ تغيي ُر ِ َ ويُع ﱢرف ابنُ ال ﱠدھّان )٥٦٩ھـ(
ُ
ب :رف ٌع ونصبٌ وج ﱞر وجز ٌم ،فالرف ُع الض ّمة التي العامل ،وھو على أربع ِة أضْ ر ٍ ِ بت ْغير
رأيت زيداً، ُ يُح ِدثُھا عام ٌل ،نحو:قام زي ٌد ،والنصبُ الفتحةُ التي يُح ِد ُثھا عام ٌل ،نحو:
) (١
سيبويه،أبو بشر عمرو بن عثمان ،الكتاب،تحقيق:عب|د الس|الم ھ|ارون،دار الجي|ل،بيروت ـ
لبنان ،ط١٩٩١،١م،ج،١ص.١٣
) (٢
المب ّرد،أبو العباس محمد بن يزيد ،المقتضب،تحقيق:محمد عبد الخالق عض|يمة،لجنة إحي|اء
التراث اإلسالمي،القاھرة،مصر١٣٩٩،ھـ،ج،١ص.١٤٢
) (٣
الزج||اجي،أبو القاس||م عب||د ال||رحمن ،اإليض||اح ف||ي عل||ل النحو،تحقي||ق:م||ازن المب||ارك،دار
النفائس ،بيروت،لبنان،ط١٩٩٦،٦م،ص.٩١
) (٤
انظر:المرجع نفسه.ص.٩١
) (٥
اب||ن ف||ارس ،أب||و الحس||ن أحم||د ب||ن ف||ارس ،الص||احبي ف||ي فق||ه اللغ||ة ،تحقي||ق :مص||طفى
الشويحي ،دار بدران للطباعة والنشر،بيروت ،لبنان،ط،١٩٦٣،١ص.٧٧
) (٦
انظر :المرجع نفسه ،ص.١٩١
٦
مررت بزي ٍد ،والجز ُم السكونُ والحذفُ ُ والجرﱡ الكسرةُ التي يُح ِدثُھا عام ٌل ،نحو قو ِلك:
خش").(١ رم ،لم ي َ يضربْ ،لم يَ ِ ِ اللذا ِن يُح ِدثُھما عام ٌل ،نحو :لم
أما ال ُع ْكبَري )٦١٦ھـ(فإنّه يرى"أنّ اإلعراب عند النحويين ھو اختالف آخر
الكلمة واختالف العامل ،فيھا لفظا ً أو تقدير اً").(٢
أن اإلعراب دا ﱞل على ب ثالثة أوجه ،أحدُھاّ : "واألص ُل في عالمات اإل ْعرا ِ
ى عارض في الكلمة ،فكانت عالمتُه حركة ً عارضةً في الكلمة لما بينھما من معن ً
التناسب.
أن الحركة أيس ُر من الحرف ،وھي كافيةٌ في الدﱢاللة على اإل ْعراب. والثانيّ :
الالزم لھا ،فلو ّ
أن الحرف من جملة الصيغ ِة الدال ِة على معنى الكلمةّ ، والثالثّ :
معنيين وفيِ أن ي ُد ﱠل الشي ُء الواح ُد على جُع َل الحرفُ دليالً على اإل ْعراب ،ألدّى ذلك ْ
ك واألص ُل أن يُخَصﱠ ك ﱡل معن ًى بدليل" .ويُشي ُر السّيوط ﱞي )٩١١ھـ(إلى أنّه
(٣ )
ذلك اشترا ٌ
الحادث بالعام ِل ھو اإل ْعراب" .
)(٤ ُ ً
ق الحرك ِة إ ْعرابا ،وإنّما "ليْس ُمطل ُ
اإلعراب عبارة عن الحركات ،وح ّدوه بقولھم" :تغيي ٌر
)(٥
َ وذھب قوم إلى أن
العوامل الداخل ِة عليھا ل ْفظا ً وت ْقديرا" .
ً )(٦
ِ الكلم الختالف أواخر ِ ِ
ي، ﱡ ُ
يبان ما للكلمة من وظ ْيفة ل َغوي ٍة أو ق ْيمة نحْ وي ٍة في الترك ْيب الل َغو ﱢ ٌ فاإلعرابُ
ض َح ويزول اللّبسُ منه. ب ليُع َرف َمعناه ويتّ ِ االسم ال ُم ْع َر ِ
ِ آخر
فھو أث ٌر يت ُركه العام ُل في ِ
ق على القواع ِد النﱠحويّ ِة ْ
التطبي ُ أ ّما ال ُمحدثون فإنّھم َع ّرفوا اإل ْعراب بقو ِلھم":ھو
حال أو عول أو ٍ خبر أو َم ْف ٍ ٍ فاعل أوْ ُم ْبتدأ ،أو ٍ ببيان ما في الكلمة من ف ْع ٍل أو ِ ال ُم ْختلف ِة،
روف،و ُموْ قع ك ّل م ْنھا في ُجملته،وبنائه أو ِ واألفعال وال ُح
ِ غير ذلك من أ ْنواع األسما ِء ِ
غير ذلك" . إ ْعرابه أو ِ
)(٧
ْ
آخر اللف ِظ ،بسبب ﱠ ِ أن اإلعراب ھو تغيّ ُر العالم ِة التي في ويرى عبّاس حسن ّ
العوامل الداخل ِة عليه ،وما ي َ ْقتضيه ك ﱡل عام ٍل ،وفائدتُه أنّه يرمز إلى َم ْعنى ُمعيّ ٍن ِ تغيير
ِ
ْ َ
دونَ غ ْي ِر ِه ،كالفاعليّة وال َمف ُعوليّة ،و ِسواھما ،ولوالهُ الختلطت المعاني ،والتبست ،ولم ْ
اإليـجاز").(٨
ِ بعض ،وھو مع ھذه ال َمزيّة ال ُكب َرى غايـةُ ٍ ضھا عن تر ْق بع ُ ي ْف ِ
خصائص العربيّ ِة بلْ ِمن أش ﱢد ھذه ِ صالح أنّ اإلعراب من صبحي ال ّ ويذكر ُ
ق الوحي ُد بين المعاني وأن ُمراعاته في الكالم ھو الفار ُ ّ ضوحا ً، الخصائص و ُ ِ
) (١
ابن الدّھان ،ابو محمد سعيد المبارك ،ش|رح ال|دروس ف|ي النحو،تحقي|ق:ج|زاء المص|اروة،
دار أسامة ،عمان،األردن،ط٢٠١٠،١م،ص.٩٢
ال ُع ْكب||ري ،أب||و البق||اء عب||د ﷲ ب||ن الحس||ين،اللّباب ف||ي ِعل||ل البن||اء واإلعراب،تحقي||ق:غ||ازي ) (٢
) (١
انظ|ر:الص||الح ،ص||بحي ،دراس|ات ف|ي فق||ه اللغ|ة،دار العل||م للماليين،بي||روت ،لبن||ان،ط،١٠
،١٩٨٣ص.١١٧
) (٢
المرجع نفسه،ص.١١٨
) (٣
الصعيدي،عبد المتعال،النحو الجدي|د،دار الفك|ر العرب|ي ،بي|روت ،لبن|ان) ،د.ط(١٩٧٤ ،م،
ص.٢٤
) (٤
الحم||وي ،ش||ھاب ال||دين أب||و عب||دﷲ ي||اقوت ،معج||م األدب||اء ،دار الكت||ب العلمي||ة ،بي||روت،
َ
لبنان،ط،١٩٩١ ،١ج،١ص.٣٤
) (٥
عبابنه ،يحيى عطية،تطور المصطلح النحوي البصري من سيبويه حتى الزمخشري،جدارا
للكتاب العالمي ،عمان،األردن،ط٢٠٠٦، ١م ،ص.٥٦
) (٦
الجرجاني.المقتصد في شرح اإليضاح،ص.٩
٨
ت اإلعرابي ّ ِة في الكالم وأوضح أبو القاسم الزجاجي )٣٣٧ھـ( دو َر الحركا ِ
تو ُرھا المعاني ،فتكون فاعل ًة ،و َم ْفعولةً ،و ُمضافة ً إن األسما َء ل ّما كانت ت َ ْع ِ بقولِهّ :
صورھا وأبني ِتھا أدلةً على ھذه المعاني ،بل كانت ُمشتركة ً، ّ ِ و ُمضافا ً إل ْيھا ،لم ت ُك ْن في
ضرب زي ٌد عمراً ،فدلّوا َ ئ عن ھذه المعاني ،فقالوا: ب فيھا تُ ْن ِب ُ حركات اإلعرا ِ ُ ُجع ِلت
أن الفع َل وا ِق ٌع به .
)(١
عمرو على ّ ٍ ب
أن الفعل له ،وبنص ِ برفع زي ٍد على ّ ِ
ت دالئ ُل على المعاني،وك ﱡل ذلك ليتﱠ ِس ُعوا في ِ الحركا ھذه ّ
أن اجي
ﱡ جّ الز يرى
رض
ٍ َ
غ يﱢ وأل ،ذلك إلى ھم ت
ِ حاج دنْ ع ل
ِ المفعو أو لفاعل
ِ ا تقديم من كال ِمھم .فيم ﱢكنھم ذلك
والتفريق ب ْين المعاني ْ ت يُمكنُھُم الداللة على المعاني بالغ ﱟي قصدوه ،فمن خالل الحركا ِ
ال ُمتكا ِفئ ِة وتحْ قيق أ ْم ِن اللّ ْبس).(٢
ب يُخالف فيه ما أجْ مع عل ْيه ال ﱡنحاة وھو أنّ طر ٍ ّاجي رأيّا ً ُمغاير اً لق ُ ْ ويور ُد الزج ﱡ
ت دوا ﱞل على المعاني .ولھذا دخلت الكال َم :أنّه لو كان اإلعرابُ إنّما دخل الكال َم الحركا ِ
يكون لك ﱢل م ْعنى إعرابٌ يدلﱡ عليه ال يزو ُل ّإال بزوا ِله، َ للفرق بين المعاني ل َو َجب أن ِ
للوقف ،فلو ْ الوقف ْيلز ُمه السكونُ ألن االس َم في حالة ْ أعربت العربُ كال َمھا؛ ّ ْ "وإنّما
َجعلُوا وصْ ل َه بالسكون أ ْيضا ً لكان ْيلز ُمه اإلسكانُ في الو ْقف والوصْ ِل ،وكانوا يُ ْب ِطئُون
كان لي ْعت ِد َل ك ُمعا ِقبا ً لإل ْس ِ ريك جعلُوا التحْ ري َ عن َد اال ْدراج ،فل ّما وصلُوا وأمكن َھم التحْ ِ
الكال ُم").(٣
ب بقوله ":لو كان كما ز َع َم "قطربٌ " لجاز طر ٍ اجي فسا َد رأي قُ ْ وقد بيّن الز ّج ﱡ
ضاف إل ْيه؛ ألنّ القص َد في ِ خفضُ الفاع ِل م ّرةً ،ورف ُعه أخرى ونصبُه ،وجاز نصبُ ال ُم
ي حرك ٍة أتى بھا المتكلﱢ ُم أجْ زأتُه، ھذا إنّما ھو الحركةُ ت ُعا ِقبُ ُسكونا ً ي ْعتد ُل به الكال ُم ،وأ ّ
نظامِ ب و ِح ْكم ِة فھو ُمخيّ ٌر في ذلك .وفي ھذا فسا ٌد للكالم وخرو ٌج عن أوْ ضاع العر ِ
كال ِمھم").(٤
ت من ض ﱟم ت أواخر الكلما ِ أن ال ﱡنحاة األوائل سمعوا حركا ِ ويرى إبراھي ُم أنيس ّ
ت ِس ّراً ي ّتص ُل اتّصاالً وث ْيقا ً بالمعاني .
)(٥
أن ورا َء تلك الحركا ِ ح وك ْس ٍر ،فَ ُخيّل إل ْيھم ّ وف ْت ٍ
دواالً ّ ت اإلعرابيّة َ ل ْيست من ِب ْنية الكلم ِة ،ول ْيست أن الحركا ِ وذھب أنيس إلى ّ
عناصر البني ِة في ِ ب في رأيي ُع ْنصرا ً من حركات اإلعرا ِ ُ على المعاني ،قائالً" :فل ْيست
إن األصْ ل في ك ّل كلمة ھو يظن الن ّحاةُ ،بل ّ ﱡ الكلمات ،ول ْيست دالئ َل على المعاني كما
ب ،إذ يوقفُ على كل ْيھما سكونُ آخرھا ،سواء في ھذا ما يس ّمى بال ْمبن ﱢي أو ال ُم ْعر ِ
بالسكون ،وت ْبقى مع ھذا ،أو رغم ھذا ،واضحةَ الصيغ ِة لم ْتف ِق ْد من َمعناھا ش ْيئا" .
ً )(٦
ب ل ْيست ش ْيئا ً زائداً أو ثانويّا ً أو أنّھا دخلت الكال َم ا ْعتباطا ً ،ھذا وحركات اإلعرا ِ ُ
ب ل ْيست ش ْيئاً زائداً أو ثانويّا ً ،وھي فحركات اإلعرا ِ ُ كْ ،إذ يقول" : ما يراه مازنُ ال ُمبار ُ
ْ ّ
لم تد ُخلْ على الكالم ا ْعتباطا ً ،وإنّما دخلت ألدا ِء وظيفة أساس ّي ٍة في اللغة ،إذ بھا يتّض ُح
) (١
الز ّجاج ّي ،اإليضاح في علل النحو،ص.٦٩
) (٢
انظر:المرجع نفسه،ص.٧٠
) (٣
الز ّجاج ّي ،اإليضاح في علل النحو ،ص.٧١
) (٤
المرجع نفسه ،ص.٧١
) (٥
أنيس،إبراھيم،من أسرار اللغة،مكتبة اإلنجلو،القاھرة،مصر،ط٥،١٩٧٥ ،٥م،ص.٢٣٧
) (٦
المرجع نفسه،ص.٢٤٢
٩
صلةُ الن ّحويّةُ ب ْين الكلم ِة والكلم ِة في ال ُجملة ويظھ ُر ،وعن طري ِقھا ت ُعرف ال ِ ْ ال َمعنى
األوْ لى" .
)(١
المعنى ،إذ تُساع ُد على ُم ُرونة الت ْعبير ْ وتك ُمنُ أھميّة ُ الحرك ِة اإلعرابي ّ ِة في َمجال َ
دون سالم ِة َ آخر الكلم ِة عا ِئقا ً ِ الكالم ْإذ يكونُ التسكينُ في ِ ت ْقديما ً وتأخيراً ،ووصْ ِل
دون اختال ِط الكالم).(٢ القول ،وفص ِل الكلم ِة عن أخ ِتھا ،بما يُميّ ُز شخصي ُتھا ،ويَحو ُل َ ِ
إن العربيّة تدلﱡ بالحركات على المعاني ال ُمخت ِلفة أ ّما إ ْبراھيم مصطفى فيقولّ :
ول العرب ّي ِة، ص ِ طع أو بقيّ ٍة من أدا ٍء ،وھذا من أ ُ الحركات أثَراً لِ َم ْق ٍ
ُ تكون تلك
َ من غ ْي ِر أن
ًّ
دواال العالمات اإلعرابيّةُ إشارةٌ إلى معا ٍن يُقص ُد إل ْيھا ،فتُجع ُل تلِك الحرك ُ
ات ُ فھذه
عليھا .
)(٣
ي م ْعنى نَحْ ويﱟ ،وھي ُمجرد حركة ويُ ْن ِكر إ ْبراھيم ُمصطفى داللةَ الفتح ِة على أ ﱢ
خفيفة ُم ْستَحبّةْ ،يلجأ ُ إل ْيھا المتكلﱢ ُم العرب ﱡي ليخت َم كال َمه .
)(٤
إن الض ّمةَ عل ُم اإل ْسنا ِد، ي ،قائالًّ : ويشاركه ُ في ھذا الرأي َمھدي ال َم ْخزوم ّ
وإن الفتح ةَ ليس لھا ِداللة ٌ على الم ْعنى ،فالض ّمة ُ ھي الحركة ُ والكسرةَ عل ُم اإلضاف ِةّ ،
التي يُشا ُر بھا إلى كوْ ِن الكلم ِة ُم ْسن َداً ،والكسرة ُ ھي حركةٌ ت َرْ ِمز إلى كو ِن الكلم ِة ُمضافا ً
حين يُري ُدون إلى َ تر ْي ُح إل ْيھا العربُوإن الفتحةَ ھي الحركة ُ الخفيفةُ التي يَ ْس ِ إليھاّ ،
ي َم ْعن ًى إ ْعراب ّي .
)(٥
حين ال تدخ ُل في إسنا ٍد وال إضاف ٍة ،وال تَحْ ِم ُل أ ﱠ آخر الكلم ِة َ تحريك ِ
الحركات اإلعرابي ّةُ ِميزَة من أھ ﱢم الميزات التي تنما ُز بھا العربية عن غيرھا ُ تُع ﱡد
ب اإليجاز كما يرى مازن ال ُمبارك ضرْ بٌ من ضُرو ِ األمر َ
ِ من اللغات ،فھي في حقيقة
قسمان:ِ الحركات في اللغة العربيّة ُ ي " ْإذ يقول" :وھذه في مؤلﱠ◌َ ِفه " نَحْ و َوعي ل ُغَو ﱟ
ِقس ٌم ي ْدخل في ِب ْنية الكلمة ال يتح ّول وال يتب ّدل ،كحركة الجيم في َجعفر و َجميل،
ت ،وقس ٌم ينفص ُل عن الكلمة ،يدخ ُل أواخر ال َمبْنيّا ِ
ِ ت
وكحركة الراء في ف َرج ،وحركا ِ
عليھا ويتح ّول عنھا ،ويتب ّدل تَبَعا ً للوظيْفة النﱠحويّة للكلمة في الجملة ،كحركة الدا ِل في
حضر زيد وكتابُ زي ٍد ورأيت زيداً).(٦
وحركات اإلعراب من ض ّم ٍة وفتح ٍة وكسر ٍة ليست شيْئا ً زا ِئداً أو ثانو ّيا ً كما يرى ُ
ﱡ
الكالم ا ْعتباط ّيا ً ،وإنّما دخلت ألدا ِء وظيْف ٍة أساسيﱠ ٍة في اللغة ،إذ َ بعضُھم" ،وھي لم ت ْدخل
ويظھ ُر ،وعن طريقِھا تُعرفُ الصلةُ النﱠحويةُ بيْن الكلمة والكلم ِة في ْ ضح ال َمعنى بھا يتّ ِ
الجُملة").(٧
) (١
المبارك ،مازن ،نحو وعي لغوي،مؤسسة الرسالة ،بيروت،لبنان ،ط١٩٨٥ ،٢م،ص.٦٣
) (٢
نحوآفاق أفضل للعربية،داروائل للنش|ر ،عم|ان ،األردن،٢٠٠٥ ،
ٍ عمايرة ،إسماعيل أحمد،
ص.١٥٨
) (٣
ُمصْ طفى،إبراھيم.إحياء النحو،لجنة الت|أليف والترجم|ة ،الق|اھرة ،مص|ر) ،د.ط(١٩٥٩ ،م،
ص.٤٥
) (٤
المرجع نفسه،ص.٥٠
) (٥
الم ْخ ُزومي ،مھدي ،في النحو العربي نقد وتوجيه،المكتبة العصرية ،ص|يدا ،بي|روت ،ط،١
َ
١٩٦٤م ،ص.٦٨
) (٦
المبارك،نحو وعي لغوي،ص.٦٢
) (٧
المرجع نفسه،ص.٦٣
١٠
٤ .١الفتحةُ وال َم ْف ُعوليّةُ:
إن كانت إعرابا ً، ت ،وتُس ّمى عن َد سيبويه "نصب ًة"ْ ، تُع ﱡد الفتحةُ من أخفﱢ الحركا ِ
جميع النحويين "فتح ّة" ،واستعما ُل ِ وإن كانت حركةً تدخ ُل في ِب ْنية الكلم ِة تُس ّمى ع ْند ْ
الفتح ِة استعما ٌل قدي ٌم عند اللّ َغويين ،والنصبُ عالمةُ ال َم ْف ُعولي ّة .
)(١
شي ٌء من الكالم ّإال أن ّه َم ْف ُعو ٌل أو الم ْف ُعو ِليّ ِة عن َد النحاة ،فال يُ ْنصبُ ْ والفتحةُ عل ُم َ
أن المنصوبات ب في شافي ِته فيرى ّ ى) ،(٢أ ّما ابنُ الحاج ِ ُمشبﱠه بال َم ْفعول ل َ ْفظا ً أو م ْعن ً
صد ب َعلَم ال َم ْف ُعولي ّة الفتحةَ. ُم ْشت ِملةٌ على علَ ِم ال َم ْفعوليّ ِة) ،(٣ويَ ْق ِ
ي ،إذ إ ّنھا تَ ْنق ُل يير في ال ُم ْستوى النحْ و ﱢ ث ت ْغ ٍ بارزاً في إحدا ِ وتلعبُ الفتحةُ َدوْ َراً ِ
ْ
ولنأخذ الخبر إلى اإلنشاء ،وتُ َم ﱢكنُ المتكلﱢ َم من الت ْعبير ع ّما يَ ْخت ِل ُج في ص ْد ِره، ِ الكال َم من
ذير واإل ْغرا ِء: ھذا المثا َل في باب التحْ ِ
النا ُر النا ُر النا َر النا َر
ﱢ
ت ال ُمتكل ِم وم َشا ِع ِره ِإزا َء ٌ ﱡ
فالجملة ُ األولى جملة ٌ إفصاحيّة تأثر ّية ،تُعبﱢر عن انفعاال ِ
ٌ
طر ب ،وما يوا ِجه ُ من خ َ ط ِ ب ال ُمتكلﱢم اتجاه ال ُم َخا َ ف يب ﱡين الفز َع والخوفَ من جان ِ ُموْ قِ ٍ
والكذب .
)(٤
َ ق ِبه ،أ ّما الجملة ُ الثانيّةُ فھي جملةٌ خبريّةٌ تَحْ تَ ِم ُل الصد َ
ق ُمحْ ِد ٍ
ُ
المعنى ،والفتحة ھي ٌ
أن الفتحةَ ليس لھا داللة على َ ي فيرى ّ الم ْخ ُزوم ّ أ ّما َمھدي َ
العربي ما و َجد إلى الخفّة سبيالً ،وھو رأي ﱡ الحركةُ الخفيفةُ ال ُم ْستَحبّةُ التي يَ ْھ َر ُع إل ْيھا
صوبات).(٥ كثير من ال َم ْن ُ ٍ الخلي ِل في
صة من ِجھة ً ي ،خا ّ بارزا على ال ُم ْستوى النّحو ّ ً ً
ولكننا نقول إنّ للفتحة دوْ را ِ
وأحاسيسه ،
)(٦
ِ ّ
المتكلم الدالل ِة وال سيّما في الجمل اإلفصاحيّ ِة التي تُع ﱢب ر عن انفعاال ِ
ت
ب إال بالفتحة فالم ْعنى ال يظھ ُر في ِم ْثل ھذه األسالي ِ والم ْعنىَ ، َ وھي تعبي ٌر عن القَصْ د
لتبرير
ِ تأويل
ٍ ي ْتقدي ٍر أو وأن ّ◌◌َ أ ﱠ ب لھاّ ، صا ِح ِ ي ال ُم َ غيم الصوت ﱢ ب ،والت ْن ِ وعالم ِة النصْ ِ
ب يُقلﱢل ِم ْن قِ ْي َمت ِھا اإلفصاحيّ ِة ال ُم َعبﱢ َر ِة عن انفعال ب في ِمثل ھذه األسالي ِ ْ حركة ِالنص ِ
وف .
)(٧
لعامل َمحْ ُذ ٍ ٍ ب تَجْ سي ٌد لھذا ال َم ْعنى ،وليس أ َثراً وإن عالم َة النص ِ ال ُمتكلﱢ ِمّ ،
) (١
السا ِمرّائي،فاض||ل ص||الح،معاني النح||و،وزارة التعل||يم العالي،بي||ت الحكمة،جامع||ة بغ||داد،
العراق) ،د.ط(١٩٨٧ ،م،ج،١ص.٢٨
انظر:ال ُمب ﱢرد.ال ُم ْقت َ
) (٢
ضب،ج،٤ص.٢٩٩
) (٣
انظر:الرضي ،رضي الدين محمدبن الحسن ،شرح الكافية ،شرح وتحقيق :عبد العال سالم
مكرم ،عالم الكتب ،بيروت ،لبنان ،ط ٢٠٠٠ ،١/م ،ج،١ص.٢٦٤
) (٤
عمايرة ،خليل أحم|د ،ف|ي نح|و اللغ|ة وتراكيبھا،ع|الم المعرف|ة ،عم|ان ،ط١٩٨٤ ،١م ،ص
١٦١و.١٦٢
) (٥
المخزومي ،في النحو العربي نقد وتوجيه ،ص.٨١
) (٦
مرع||ي ،عب||د الق||ادر خلي||ل ،أس||اليب الجمل||ة اإلفص||احيّة ف||ي النح||و العرب||ي ،مؤسس||ة رام
للتكنولوجيا ،عمان ،االردن ،ط،١٩٩٥،١ص.٧٥
) (٧
المرجع نفسه ،ص.١١٣
١١
أن تقو َل :زي ٌد ق؛ ألنّه يَحْ ُسنُ ْتُحْ َكى بع َد القو ِل ما كان كالما ً لقَوْ ِلك ،نحْ و :قُلْ زي ٌد ُم ْنط ِل ٌ
ق وال تُ ْد ِخل "قلت" ) .(١وعرّف ابنُ جنّي) ٣٩٢ھـ(الجملةَ بقولِه":إنّھا ك ﱡل ٍ
كالم ُمفي ٍد ُم ْنط ِل ٌ
ُمسْت ِق ّل بنف ِس ه").(٢
ي ) ٥٣٨ھـ( فعرّف الكال َم بقولِه" :ال ُم َر ﱠكب من كلمتين ،أُ ْس ِندت أ ّما ال ّز َم ْخ َشر ﱡ
وب ْش ٌرإحداھُما إلى األخرى ،وذاك ال يتأتّى ّإال من اسْمين ،كقو ِلك :زي ٌد أخوكِ ،
ق بَ ْكر ،ويُس ّمى بالجملة").(٣ ضرب زي ٌد ،وانطل َ ِ واسم ،نحْ َو قو ِلك:
ٍ صاحبُك ،أو في فعْل ِ
أ ّما الرّض ّي فعرّف الجملة َ قائالً" :ما تض ّمن اإلسناد األصل ّي سوا ٌء أكانت م ْقصورة ً
الكالم ما تض ّمن اإلسنا َد األصل ﱠي وكان ِ لذا ِتھا أو ال ،كالجملة التي ھي خب ٌر ل ُمبْتد ِإ
كالم جملة ٌ ،وال يَنعكسُ " .
)(٤
ٍ َم ْقصُوراً لذا ِته ،فكلﱡ
الكالم عن َد النحويين ھو كلﱡ لف ٍظ ُمسْت ِق ٍل بنف ِسه َ وابنُ يعيْش )٦٤٣ھـ( يرى أنّ
يجبُ
ط في الكالم حصو ُل الفائد ِة التي ِ تر ُ ُم ِفي ٍد لمعناه ،ويُس ّمى بالجملة ،فھو يَ ْش ِ
)(٥
أ ّما ال ُمح َدثُون فق ْد اختلفت نظرتُھم إلى الجملة وتحدي ِد َم ْفھو ِمھا ،إذ ق ّسم
ص ٍة ،تعتمد على ُر ْكني ق نظر ٍة خا ّ رائي الجملة َ إلى إسناديّ ٍة وغ ْي ِر إسناديّ ٍة ،وف َ السا ِم ﱡ
إن قوْ لَنا: ً
اإلسنا ِدِ ،من حيث ال ُم ْسند إل ْيه وال ُم ْسند ،وعالقتھما معا ،ويقول السامرائ ﱡي " :ﱠ
(١٠ ) ُ
ط اإلفاد ِة متُوا ِف ٌر في ھذه األلفا ِظ واكتبي ،جم ٌل ،وذلك ألنّھا ُم ِفيدةٌ ،وشرْ ُ ِ اكتبْ ،واكتبَا،
) (١
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.١٢٢
) (٢
ابن جني ،الخصائص ،ج ،١ص١٨و.٢٣
) (٣
ص|||ل ف|||ي ص|||نعة اإلعراب،ق|||دم ل|||ه:عل|||يالزمخش|||ري،أبو القاس|||م محم|||ود ب|||ن عمر،المف ّ
أبوملحم،دار مكتبة الھالل،بيروت،لبنان،ط١٩٩٣،١م،ص.٢٣
) (٤
الرضي ،شرح الكافية،ج،١ص.٨
) (٥
اب|ن يعيش،موف||ق الدين،ش||رح المفص|ل،عالم الكت||ب ،بي||روت ،لبن||ان) ،د.ط() ،د.ت( ،ج،١
ص.١٩
) (٦
اب||ن ھش||ام ،جم||ال ال||دين عب||د ﷲ ب||ن يوس||ف ،مغن||ي اللبي||ب ع||ن كت||ب االعاري||ب ،تحقي||ق:
بركات يوسف ھبود ،دار االرقم بن االرقم ،بيروت ،لبنان ،ط،١٩٩٩،١ج،٢ص.٤١٩
) (٧
انظ||ر:اب||ن عقيل،بھ||اء ال||دين عب||دﷲ ،ش||رح اب||ن عقي||ل عل||ى ألفي||ة اب||ن مال||ك ،دار الفك||ر،
بيروت ،لبنان) ،د.ط(،١٩٩١ج،١ص.١٩
) (٨
ابن ھشام ،مغني اللبيب عن كتب االعاريب،ج،٢ص.٣٧٦
) (٩
المرجع نفسه،ص.٣٧٦
) (١٠
السامرائي.الفعل زمانه وأبنيته،ص.٢١١
١٢
ب ھو التي تكت ِسبُ ذلك من الظرف الذي تعلّقت به ،فإذا قل اكتبْ ،في حال وجود ُم َخاط ٍ
ب ھذا ي ْفتقِر إلى اإلسناد ،وعلى ھذا أسلوب الطل َِ تب ،غي َر ّ
أن أن يَ ْك َ طلوبٌ منه ْ ُمح ّم ٌد َم ْ
فھي ليست جمالً إ ْسناديّةً).(١
أن أكث َر الكالم جم ٌل ،والجملةُ مر ّكبةٌ من ُم ْسند و ُم ْسند أ ّما برجشستراسر فيرى ّ
االسم فالجملةُ اسميّةٌْ ،
وإن كان ال ُم ْسن ُد ف ْعالً أو ِ فإن كان كالھما اسماً أو بِ َم ْنزلة إليه؛ ْ
ٌ)(٢
ب َم ْنزلة الفعل فالجملةُ فعلي ّة .
يعرّف إبراھي ُم أنيس الجملة َفي أقصر صورھاھي :أقل قدر من الكالم يُفيد
ى ُم ْست ِق ّال بنفسه ،سوا ٌء تر ّكب ھذا الق ْد ُر من كلمة واحد ٍة او أكثر .فإذا سأل السام َع معن ً
ب الجريم ِة؟ فأجاب"ز ْيد"،فقد ْ
تھمين قائالً :من كان معك وقتَ ارتكا ِ َ القاضي أح َد ال ُم
نطق ھذا المتھ ُم بكالم ُمفي ٍد في أقصر صورة .
)(٣
وع ّرف َمھدي ال َم ْخزومي الجملةَ بأنّھا الصورةُ اللفظيّة ُ للفكرة ،وظيفت ُھا ھي نق ُل
أفكار إلى ِذ ْھن السامع وال ُمتلقﱢي) ،(٤و ير ُد في الجملة الفعليّ ِة بع َد ٍ ما في ِذ ْھن المتكلّ ِم من
كلمات تؤ ّدي وظائفَ لُغويّةً ،يقوم عليْھا تما ُم ال َمعنى ،وتكون ھذه ٌ تمام "اإلسنا ِد" ِ
فيبعثن في َ ت لل َمعنى ال ُمعب ِﱠر عنه بأصْ ِل الجمل ِة "ال ُمسْند وال ُمسْند إليه"، الكلمات ُمت ﱢمما ٍ ُ
ْ
المصْ د ُر الذي يُذك ُر بع َد الفع ِل ت َ ﱢ
ھن ،ومن ھذه ال ُمتعلقا ِ تتأت◌َ لھا بدو ِن ﱠ ﱠ الجملة حياةً لم
وظائف لغوي ّ ٍة .
)(٥
َ ليؤ ّدي ِع ّدةَ
وع ّرفھا ت ّمام ح ّسان بأنّھا الكال ُم ال ُمر ﱠكبُ ال ُمفي ُد ب ُح ْكم أصْ ِل وضْ ِعه ،ور ّكز في
ص ِرھا ،ذلك أنّنا لو وض ْعناھا ُدوْ ن ت بين عنا ِ الكالم ،والعالقا ِ
ِ الجملة على الن ّ َمط و ُر ْتب ِة
نظام لما ت ّمت الفائدةُ).(٦ ٍ
ُ
ق اإلفادة فال يعو ُد التركيبُ ّ ُ
ان ھو اإلفادة ،فإذا لم تتحق ْ فاألص ُل عن َد ت ّمام ح ّس َ
ّ
القوانين الحالي ّ ِة واللفظي ّ ِة .
)(٧
ِ ق الفائدةُ بمجموعة من جملةً ،وتتحقّ ُ
أن الجملة َ صةً في تع َريفِه لل ُجملة ،فيرى ّ فإن له رؤية ً خا ّ الرحمن أيوب ّ ِ أ ّما عب ُد
ليست ُمج ّر َد مجموع ٍة من الكلمات ،بلْ ھي إلى جا ِنب ھذا ،عد ٌد من النماذج التركيبيّ ِة
ت ،وھو"أداةُ تداخل ِة ،وفي الجمل ِة الواحدة ِ◌"ھل قال؟"نَ ُموذ ٌج لترك ْيب الكلما ِ ال ُم ِ
ٌ ٌ
ماض+نَموذ ٌج للت ْنغيم وھو ن َ َغ ٌم ُمتو ﱢسط+نَ َغم ُمرت ِف ٌع ھابط ” َونَ ُموذ ٌج للنّ ْبر ٍ استفھام +فع ُل ٍ
ً
ق ھذا العد ِد من النماذج ال ُمجْ ت ِمع ِة ،إضافة إلى ٌ
وھو "نَ ْب ٌر خفيف ونَ ْب ٌر شديد " وتطبي ُ ٌ
ُ
السكوت عليھا .
)(٨
ت قد يك ﱢونُ الجملةَ الواقعية َ التي تُ ْعطي فائدةً يَحْ سنُ طق بالكلما ِ ال ﱡن ْ
) (١
المرجع نفسه ،ص.٢١١
) (٢
برجشتراسر،التطور النح|وي للغ|ة العربية،أخرج|ه:رمض|ان عب|د التواب،مكت|ب الخ|انجي،
القاھرة ،مصر ،دار الرفاعي ،الرياض ،السعودية) ،د.ط(١٩٨٢،م،ص.١٢٥
) (٣
أنيس،من أسرار اللغة ،ص٢٧٦و.٢٧٧
) (٤
انظر:المخزومي ،مھدي دراسات في النحو العربي قواعد وتطبيق،ط،١٩٨٥ ،٣ص.٨٣
) (٥
انظر:المرجع نفسه،ص.١٠٥
) (٦
حسان ،تمام ،األصول،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،المغرب ،ط) ،١د.ت( ،ص.١٤٧
) (٧
المرجع نفسه ،ص.١٣٨
ْ
أي|||وب ،عب|||د ال|||رحمن ،دراس|||ات نقدي|||ة ف|||ي النح|||و العرب|||ي ،مؤسس|||ة الص|||باح ،الكوي|||ت ) (٨
)د.ط( ،١٩٥٧،ص.١٢٦
١٣
بب الم ْدح والذ ﱢم،وأسلو ِ ُالرحمن أيوب الجملةَ غي َر اإلسناديّ ِة بأسلو ِ ِ وحص َر عبد
إن النّحاةَ جعلوا الجملةَ على نوعين :اسميّةً وفعليّةً، ْ
ب ،وجمل ِة النﱢدا ِء ،إذ يقو ُلّ : التعجﱡ ِ
ب ،ونحن ال وب ْئس ،وجملة َ التع ّج ِ وجعلوا من الجملة الفعلي ّ ِة ،جملةَ ال ّندا ِء ،وجملةَ نِعْم ِ
نوعان :إسناد ّيةٌ ،وغي ُر إسناديّ ٍة ،وھي ِ أن الجملة َ العربيﱠة َ نرى رأي النّحا ِة ھذا ،بل نرى ّ
أن تُع ﱠد من الجمل ب ،وھذه ج ُم ٌل ال يُم ِكنُ ْ وب ْئس ،وجملة ُ التع ّج ِ جملةُ النّدا ِء ،وجملة ُ ِنعْم ِ
ت فعليّ ٍة ليُسْتد ﱠل على فعْلي ِتھا) .(١وھنا يُشيرُ الفعلي ّ ِة ل ُمج ﱠر ِد تأوي ِل النّحا ِة لھا بعبارا ٍ
أن التطريزات من َت ْنغيم ونَ ْب ٍر في تحدي ِد ال َم ْعنى الذي ي ُم ِكن ْ ْ عب ُدالرحم ِن أيوب إلى َدوْ ر
السكوت عليه. ُ ى يَحسنُ ت تُ ْعطي معن ً يُ ْفھ َم من مجموع ِة كلما ٍ
ب من تعريف واح ٌد ،وھو ما تر ﱠك َ ٌ الكال ُم والجملةُ في رأي ع ّباس حسن لھما
السكوت عليه).(٢ ُ ى يَحسنُ كلمتين أو أكث َر ،وله معن ً
نظره ،قائمة ِ أن الجملةَ في الكالم ُمرا ِدفا ً للجملة ،ذلك ّ ِ ورفض خلي ُل عمايرة ع ّد
إذن صود لذا ِته ،وبنا ًء على ذلك ع ّرف الجملةَ بقولِه :فالجملةُ ْ على اإلسناد ال ُمفي ِد ال َم ْق ُ
السكوت عليھا ،وبھذا تكونُ عن َد َم ْن قال بھذا َر ِديفا ً ل ُمصطلح ُ فظ ال ُمفي ُد فائدةً يَحسنُ اللّ ُ
حيث إ ّن ھذا ھو التعريفُ الذي يرتضيه ُجلﱡ النُحا ِة ح ّداً للكالم .
)(٣ ُ لكالم،
ا ِ
غير إسناديّ ٍة، ِ وق ّسم النُحاةُ ال ُمحْ َدثون الجملةَ العربي ّةَ إلى جُم ٍل إسناديّ ٍة و ُج ٍ
مل ُ
أن اإلسناد يُع ﱡد شرْ طا ً طيف حماسة رأيا ً لبرجشتراسر يرى ف ْيه ّ حيث أور َد ُمح ّم ٌد عب ِد اللّ ِ ُ
ضروريّا ً في َوصْ ف العبار ِة بالجملة ،حيث ْإذ خال التركيبُ ِمن اإلسناد واكتفى بنف ِسه َ
فإن ٌ ﱠ ُ ْ ً
المعنى ،ال يُع ﱡد عن َده جملة ،إذ يقو ُل" :الجملة ُمركبة ِمن ُم ْسن ٍد و ُم ْسن ٍد إل ْيهْ ، في أدا ِء َ
وإن كان ال ُم ْسن ُد فعالً أو بمنزلة الفعل االسم ،فالجملةُ اسمي ّةٌْ ، ِ كان كالھ ُما ا ْسما ً أو بمنزل ِة
فالجملةُ فعليّةٌ).(٤
كلمات ُم ْفردة ٌ .أو ٌ الكالم ما ليس بجمل ٍة ،بلْ ھو ِ وقال برجشستراسر" ومن
إن "يا ح َسنُ " تركيبات وصفي ّةٌ أو إضافيّةٌ أو عطفي ّةٌ غي ُر إسناد ّي ٍةِ ،مثا ُل ذلك :النﱢدا ُء ،ف ّ ٌ
بنفسه، سم من جمل ٍة ،وھو مع ذلك كال ٌم ويُش ِبه الجملةَ في أن ّه ُم ْست ِق ﱞل ِ ل ْيس بجمل ٍة ،وال ِق ٍ
ً )(٥ ً
ال يحتا ُج إلى غ ْي ِره ُمظھَرا كان أو ُمق ﱠدرا" . ْ
ص ٍة ق رؤي ٍة خا ّ وغير إسناديّ ِة َو ْف َ
ِ رائي الجملةَ إلى إسناديّ ٍة وق ّسم إبراھي ُم السا ِم ﱡ
حيث اتصافُ ال ُمسن ِد إليه بال ُمسن ِد ،فالجملةُ التي ال ُ ط ب ُع ْنصري اإلسنا ِد وذلك من يرت ِب ُ
يكونُ فيھا اتصافُ ال ُمسْن ِد إليه بال ُمسند غير إسْناد ّي ٍة).(٦
أن تُع ﱠد ُجمال ً إفصاحيّةً أيْ أن ّھا فالجملةُ غي ُر اإلسناديّ ِة ھي الجم ُل التي ي ُ ْم ِكن ْ
غير ذلك من كانت في أ ّو ِل أ ْم ِرھا ت ْعبيراً انفعاليّاً يُعبﱢر عن التع ّجب أو الم ْدح أو الذ ﱢم،أو ِ
) (١
أيوب ،دراسات نقدية في النحو العربي ،ص.١٢٩
) (٢
حسن،النحو الوافي،ج،١ص.١٥
) (٣
عمايرة ،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.٧٦
) (٤
حماس||ة ،محم||د عب||د اللطي||ف.العالم||ة اإلعرابي||ة ف||ي الجمل||ة العربي||ة ب||ين الق||ديم والح||ديث،
الكويت) ،د.ط( ،١٩٨٣ ،ص.٤٨
) (٥
برجشتراسر،التطور النحوي للغة العربية،ص.١٢٥
) (٦
انظر:السامرائي،الفعل زمانه وأبنيته،ص.٢٠
١٤
عناص ِرھا على صيغ ِته ِ المعاني التي أ َخذ التعبي ُر عنھا صورةً َمحْ فوظة ً ثُ ﱠم َجمد بعضُ
التي َو َر َد بھا فجرى َمجْ رى األمثال).(١
تركيبي
ﱟ درس النُحاة والل ّغويون القُدامى الجملة َ العربيّة َ َو ْفق منھجينَ :م ْن ٍ
ھج
أساسه إلى جمل ٍة فعليّ ٍة ،واسميّ ٍة ،وزا َد عليھا الل ّغويّون ِ قُ ّسمت الجملةُ العربيّةُ على
ھج آخ َر يقو ُم على دراسة الجمل ِة، وم ْن ٍ
ال ُمحْ دثون الجملة َ الشرطي ّةَ ،والجملة َ الظرفي ّةََ ،
حيث الجملةُ العربيّة ُ قُ ّسمت على أسا ِسه إلى خبريّ ٍة وإنشائيّ ٍة ،وزاد عليھا ت ّمامُ ُ ِدالليّا ً،
ح ّسان ما يُعرف بالجملة اإلفصاحيّ ِة).(٢
ي، ي َعصْ ر ًّ ھج ل ُ َغو ﱟ
ثُ ّم ُد ِرست الجملة ُ العربي ّةُ من ِقب ِل اللغويين المحدثين َو ْفق َم ْن ٍ
ي الوصف ﱢي) ،(٣وظھر ما ي ُعرف الدراسات الوصفي ّةُ القائمةُ على التحليل الل ّغو ﱢ ُ أسا ُسه
ي التي نادى بھا ن َ ْعو ُم تشو ِم ْس ِكي في العصر ي التحويل ﱢ بنظرية النّحْ و التوليد ﱢ
ث،وأخ َذ ِق ْس ٌم كبي ٌر ِمن علما ِء اللغ ِة العربي ّة ال ُمحْ َدثين في تطبيق قواع ِد ھذه النظري ِة الحدي ِ
ﱢ
المسائل النحوي ّ ِة ال ُمتعلق ِة بالجملة ِ ت تح ّل الكثي َر من على النحو العرب ﱢي و َخ َر ُجوا بتفسيرا ٍ
الكثير من
ِ ي القدرةَ على تحليل ي التحويل ﱢ حيث و َجدوا في ال َم ْنھج التوليد ﱢ العربيّ ِةُ ،
وإظھار ال َم ْعنى ال ُمرا ِد ف ْيھا .
)(٤
ِ التراكيب اللغويّ ِة،
ضوْ ِء النظري ّ ِة التوْ ليديّ ِة التحويليّ ِة أن نق ﱢسم الجملةَ العربيّة َ إلى ويُم ِكنُنا في َ
توليديّ ٍة :اسميّ ٍة وفعلي ّ ٍة ،والتوليديّةُ االسميّةُ في الجملة العربية ي ُم ِكن حصْ رھا في األنماط
اللغويّ ِة اآلتيّة: ﱡ
عرفة +اسم ن ِكرة. أ .اسم َم ِ
رور(+اسم ن ِكرة. ٍ بِ .ش ْبه ُجمل ٍة )ظرفي ّة أو ٍ
جار و َمجْ
أ ّما الجملةُ الفعليّةُ التوليديّةُ،فيُمكنُ حصْ رھا في األنما ِط اللغوي ّ ِة اآلتيّ ِة:
األمر(.
ِ أ .فعل +اسم )أو ما يس ّد َمس ّده،ظا ِھراً أو َمق ّدراً في فعل
ترن بحرف الج ﱢر(. ب .فعل +اسم +اسم )أو اسم ُم ْق ِ
ج .فعل +ضمير ) َم ْفعول به( +اسم َمرْ فوع )فاعل(.
أن ھذه األنماطَ اللغوي ّةَ التوليديّة َ )اسمي ّة أو فعلي ّة( قد يُجْ رى فيھا تغيي ٌر في ّإال ّ
ت ثانويّ ٍة )النﱠ ْبر والتّ ْنغيم( ،فيترتّب َمبا ِنيھا الصرفي ّ ِة )ال ُمورفيمات( ،أوفيمافيھا ِمن فُونيما ٍ
على ذلك تغيي ٌر في المعنى ،فتصْ بح الجملةُ جملةً تحويليّةً في َم ْعناھا ،اسميّةً أو فعلي ّةً في
َم ْبناھا).(٥
ب تحْ تَ ما ّد ِة " َح َو ل" :التحوي ُل لُغةً :تح ّول عنه الشي ُء زال جاء في لسان العر ِ
نيين :يكونُ ت ْغييراً ويكونُ تَ َح ﱡوالً... عنه إلى غ ْي ِره ...حال الشي ُء نف َسه يَ ُحو ُل َحوْ ال ً ِب َم ْع ِ
يُقال :ح ّولوا عنھا تَحْ ويالً و ِح َوالً ...والتحوي ُل َمصْ د ٌر حقيق ﱞي ِمن ح ّول).(٦
) (١
حماسة،العالمة اإلعرابيةفي الجملة العربية بين لبقديم والحديث،الكويت،ص.٩٧
) (٢
انظ|||ر:حس|||ان،تمام،اللغة العربي|||ة معناھ|||ا ومبناھا،الھيئ|||ة المص|||رية العام|||ة للكت|||اب ،ط،٣
،١٩٨٥ص.١٩٠
) (٣
انظر:عمايرة،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.٣٩
) (٤
انظر :مرعي ،أساليب الجملة اإلفصاحية ،ص.٥٩
) (٥
انظ|ر :عم|ايرة ،ف|ي نح|و اللغ|ة وتراكيبھ|ا ،ص .٨٨ومرع|ي ،أس|اليب الجمل|ة اإلفص||احية،
ص.٥٩
) (٦
ابن منظور ،لسان العرب ،مادة )حول(.
١٥
أ ّما التحوي ُل اصْ طالحا ً :ھو انتقا ٌل من ال ِب ْنية العميق ِة إلى ال ِب ْنية السطحيّ ِةْ ،إذ
حال إلى أُ ْخرى ،و ْفق قواع ِد التحوي ِل ال َمعروف ِة فتح ّو ُل الجمل ِة يَ ْعني تَتح ّو ُل الجملةُ من ٍ
لغرض بالغ ﱟي ،والجملة ُ ال ُم َح ﱠو ُل عنھا ھي ما ٍ ب آخ َر ب إلى تركي ٍ انتقالھا من تركي ٍ
تُعرف بالجملة األصْ ل "الجملة النواة" ،والقواع ُد التي تَت َح ّكم بجملة األصْ ِل أو "ال ِب ْنية
العم ْيق ِة أو النوا ِة" ھي القواع ُد التحويليّ ُة).(١
ب إلى آخ َر ،فإن ّه ي ْنت ِق ُل ِمن ُجمل ٍة خبريّ ٍة وال ُمتكلﱢم ع ْندما يُح ﱢول في كال ِمه ِمن تركي ٍ
قف لُغويﱟ دفَ َعه ب َموْ ٍ ي ْستع ِملُھا في َموْ قف ل ُغويﱟ ُمح ﱠد ٍد،إلى نَ ْم ٍط لُغويﱟ آخ َر إنشائيّا ً بسب ِ
ك ك أثَراً نتيجةً لھذا التح ّو ِل ،في ترْ كيب الجمل ِة كما يَ ْتر ُ إلى ذلك التح ّو ِل.األم ُر الذي ي ْتر ُ
تغيير في َم ْعنى الجمل ِة التوليد ّي ِة ،فما ٍ ي ثأ ﱠ أن يُح ِد َ أثَراً في ِدالل ِتھا ،فال ُمتكلﱢم إذا أرا َد ْ
تغيير في ٍ الم ْبنى ُي ْفضي إلى تغيير في َ ٍ يالم ْبنى ،ذلك ألنّ أ ﱠ ي تغييرا ً في َ أن يُجْ ر َ عليه ّإال ْ
لت ِمن ُجمل ٍة ال َم ْعنى،وھذا ما يُس ّميه النحو ّيون ال ُمحْ دثون بالجملة التحويليّ ِة ،أيْ أنّھا تح ّو ْ
تَوليديّ ٍة ،أو ُجمل ِة األصْ ِل "النواة".
التحويل التي ت ْنق ُل الجملةَ من ُجمل ٍة ِ عناصر
ِ ح ّدد اللّغويّون والنحْ ويّون أھ ﱠم
توْ ليديّ ٍة إلى ُجمل ٍة تحْ ويليّ ٍة باألمور اآلتي ِة:
ُ
نصر تحْ ويل ﱟي يَطرأ على الجملة التوليد ّي ِة، ْ ٍ أ ّوالً-الترتيب :ويُقص ُد بالتركيب ك ُع
الفاع ِل على الفعل ،أو ِ كتقديم
ِ والتأخير،
ِ بالتقديم
ِ تغيير على ترْ ِكيب الجمل ِة ٍ إجرا ُء
ت على أ َح ِد تقديم الفضْ ال ِ ِ الخبر على المبتدأ أو ِ تقديم
ِ الفاعل ،أو
ِ ال َم ْف ُعول به على الفعل و
الم ْعنى).(٢ يير في َ ث ت ْغ ٍ األساسيين أو عليھما َمعا ً ،وذلك إلحدا ِ ِ ُر ْكني الجمل ِة
ب":ھو بابٌ كثي ُر الفوائ ِد،ج ﱡم ال َمحا ِس ِنِ ،
واس ُع الجرجاني في أھميّة الترتي ِ ﱡ يقو ُل
ضي ِبك إلى لَ ِطيفِه ،وال تَزا ُل ك عن بد ْي ِعه ،ويُ ْف ِ ف ،بَعي ُد الغاي ِة ،ال يَزا ُل يَ ْفت ﱡر ل َ التص ّر ِ
ْ ُ ً ْ ُ
ت َرى ِش ْعرا يَ ُروقك َم ْسم ُعه ،و َيلطفُ َموْ ق ُعه ،ث ﱠم تنظ ُر فَستَ ِجد سببا قد أراقَك ولطف عندك ْ ُ ً
ظ من مكا ِنه إلى مكا ٍن").(٣ شي ٌء ،و ُح ﱢو َل اللّف ُأنّه قُ ّدم فيه ْ
عناصر التحوي ِل ،ما يُضافُ إلى ِ صر من ثانياً-الزيادة :ويُقص ُد بالزيادة ك ُع ْن ٍ
الجملة النوا ِة "التوليديّ ِة" من كلمات ،س ّماھا النُحاةُ بالفضالت ،والبالغيّون بالق ْيد،
الم ْبنىي زياد ٍة في َ الم ْعنى ،وذلك ألنّ أ ﱠ لتحقيق زياد ٍة في َ ِ تُضافُ إلى الجمل ِة األص ِل
صر اًِ ،لنُبيّ َن حا َل ھَ ْيئ ِة يُقا ِبلھا زيادةٌ في ال َم ْعنى ،فنقو ُل َمثالً:ر َجع القائ ُد ثُ ﱠم نُضيفُ ُم ْنتَ ِ
القائ ِد ع ْندما ر َجع).(٤
فْ ،إذ قال" :ھو بابٌ ْ
الحذ ِ باب
صف َ رجاني أفض َل َم ْن و َ ﱡ ثالثاً -الحذف :يُع ﱡد ال ُج
ك الذ ْك ِر األمر ،ش ِب ْيه بالسحْ ر ،فإنّك ترى ِبه ترْ َ ِ لك ،لَطيفُ ال َمأْخ ِذَ ،عجيبُ لَطيفُ ال َم ْس ِ
ق ما تكونُ إذا لم أزي ُد لإلفاد ِة ،وتَ ِج ُدك أ ْنط ُ ت عن اإلفاد ِةْ ، ص ْم ُأ ْفص ُح ِمن الذ ْك ِر ،فال ّ
ق ،وأت ﱡم ما تكون بَياناً إذا ل ْم تَ ِب ْن ،وھذه جملةٌ ق ْد تنكرھا حتى تُ ْخ ِب َر ،وت ْدفَ َعھا حتى ت ْن ُ
ط ْ
ظ َر").(٥ تَ ْن ُ
) (١
انظ|||ر :حماس|||ة ،محم|||د عب|||داللطيف ،م|||ن األنم|||اط التحويلي|||ة ف|||ي النح|||و العرب|||ي ،مكتب|||ة
الخانجي ،القاھرة ،مصر) ،د.ط( ،١٩٩٠،ص.١٣
) (٢
انظر:عمايرة،في نحو اللغةوتراكيبھا،ص.٨٨ومرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.٦٠
) (٣
الجرجاني،عبد القاھر،دالئل اإلعجاز ،بيروت ،لبنان) ،د.ط(،١٩٧٨،ص.٩٣
) (٤
عمايرة ،في نحو اللغة وتراكيبھا ،ص.٩٦
) (٥
الجرجان ،دالئل اإلعجاز،ص.١١٢
١٦
عناصر التحوي ِل نَ ِقيضا ً للزياد ِة ،أي أنّه ُع ْنص| ٌر م|ن ِ صد بالحذف ُع ْنصراً من ونق ِ ْ
أن الزي|ادةَ ف|ي ال ُجمل|ة التوليديّ| ِة "األص| ُل أو الن|واةُ" يُ ْفض|ي إل|ى عناصر التحوي ِل ،فكما ّ ِ
أن ت ْنقص من الجملة الحذف يَ ْعني ْ
َ الم ْعنى ،فإنّ َ في رض
ٍ َ
غ ل
ِ ِ ة ّ ي التحويل الجملة إلى تحْ وي ِلھا
ف |ات الجمل | ِة ب ْع|د الح| ْ|ذ ِ التوليديّ| ِة اس||ميّةً كان||ت أ ْم فعليّ|ةً ِلغ | َرض ف||ي ال َم ْعنى،وتَ ْبق||ى كلم| ُ
السكوت عل ْيه).(١ ُ تحْ ِم ُل َم ْعن ًى يَحْ ُسن
فإن كلمة َ "زيدا " في سيا ِقھا ً ً
جيب :ز ْيداّ ، ُ
فإن سأ َل أحدھُم قا ِئالًَ :م ْن ضر ْبت؟ وأ َ ْ
وت عليه،فھي ُجملة ٌ قد ُح ِذف ُر ْك ٌن ِم ْن أركانِھا، ي تَحْ ِمل َم ْعن ًى يَحْ سنُ السك ُ اللّغو ّ
الحذف ھو اإليجا ُز ،وھو ت"،فھي ُجملة ٌ تحويليّةٌ ،القصْ ُد ِمن التح ّول ف ْيھا ب ْ وھو"ضر ْب ُ
ص ُح ِمن الذكر،فالجملة ُ ك الذ ْك ِر أ ْف َ عناصر بالغ ِة ال ُمتكلﱢ ِم ،فأ ْنت ترى به ترْ َ ِ ُع ْنص ٌر ِمن
الحذف صارت ُجملة ً تحويليّةً فعلي ّةً. ِ ب ْع َد
ت إلعرابيّ|||ةَ، رابع|||اً:الحركةُاإلعرابيّ|||ةُ:د َرس قُ|||دا َمى ال ﱡنح|||ا ِة واللّ َغ|||ويين الحرك|||ا ِ
|ل ت لَھ|ا ،وسُ| ِئل الخلي| ُل ب|نُ أحم| َد -ر ِح َم|ه ﷲُ -ع|ن ِعلَ ِ ت وتَ ْعل|يال ٍ اولين ت ْقدي َم تَ ْفس|يرا ٍ ُم َح ِ
أخ|ذتَھا أ ْم اخت َر ْعتَھ|ا ب ْ ب وحركا ِته ،التي يُعتَ ﱡل بھا في النحْ و ،فَقيل لَه :ع|ن الع|ر ِ اإلعرا ِ
|ت موا ِق| َع كال ِمھ|ا، وطبا ِعھ|ا ،وعرفَ ْ س|ج ْي ِتھاِ ، ق|ت عل|ى ِ ط ْ إن الع|رب ن َ ِمن ن ْف ِس|ك؟ فق|ا َل :ﱠ
|ت أن|ا ِبم|ا ِع ْن|دي إنّ|ه عل|ة ِلم|ا تلل ُ وإن ل| ْم يُ ْنقَ|ل ذل|ك ع ْنھ|ا ،وا ْع ْ وقامت في ُعقُو ِلھا ِعللُ|هْ ، ْ
ْت ال ِعلّةَ فھ َو الّذي الت َمسْت .
ُ )(٢ فإن أَ ُك ْن أصب ُ َعللتُه ِم ْنهْ ،
ت ب الذين ق ّد ُموا ِم ْث َل ھذه التفسيرا ِ غويين العر ِ ِ أوائل الل ّ ِ ويُع ﱡد ابنُ ِجنﱢي ِم ْن
المعاني باأللفا ِظ ،أال تَرى أنّك إذا َس ِم ْع أ ْكرم سعي ٌد تْ ،إذ يقُو ُل":ھو اإلبانةُ عن َ والتعليال ِ
اآلخر ،الفاع َل ِمن ال َم ْف ُعول" .
)(٣
ِ بأباه ،وش َكر سعيداً أبوه ،علِ ْمت برفع إحْ ِدھما ونصْ ِ
ص ِر التحوي ِل في ال ُجملة صراً ِمن عنا ِ الحركات اإلعرابي ّةُ ُع ْن َ ُ وتُع ﱡد
ت ال ُمتكلﱢ ِم والتي تُ ْعرفُ صةً في األ ْب َواب النحويّ ِة التي تُعبﱢ ُر عن انفعاال ِ التوليديّ ِة،خا ّ
ب صو ِ واالسم ال َم ْن ُ
ِ ب
تصاص والتعجﱡ ِ ِ ْ
ذيرواالخ ْ
بالجملة اإل ْفصاحيّ ِة ِمن ِمثل اإل ْغرا ِء والتحْ
واو المعي َ ِة).(٤ بع َد ِ
تي ِل َوصْ ل صوْ ﱟ فالحركات اإلعرابيّة ليست أث َرا للعوامل أو مج ّرد اقتضا ٍء َ ً ْ ُ ُ
صلة النحوي ّة ب ْين الكلم ِة وعن طريقِھا ت ْعرفُ ال ِ الم ْعنى ويَظھ ُرْ ، ْ ض ُح َ الكالمْ ،إذ ِبھا يتّ ِ ِ
الواحد ِة .
)(٥
ِ والكلم ِة في ال ُجمل ِة
ْ
بارزا في إظھار ً ً
عناص ِر التحوي ِل التي تؤ ّدي دَوْ را ِ ِ خامساً-التّ ْن ِغيُم:يُع ﱡد التّن ِغيُم ِمن
ْ
قط ِ صوْ ِته ع ْن َد نُ ْ إن ال ُمتك ﱢل َم ِمن ِخالل نَبْر ِة َ ي ْإذ ّ ب اللّغو ﱢ ال َمعْنى ال ُمرا ِد ِمن الترْ كي ِ
أن يَسْتد ﱠل على ال َمعْنى ال ُم َراد ،وعرّف اللّغويّون التنغي َم بأنّه ظا ِھرة ٌ ب ي ُ ْم ِكنُ ْ التركي ِ
ُوح .
)(٦
ّامع ِبوض ٍ صله إلى الس ِ ُ ى في ذ ْھ ِنه ويُو ِ صوْ تيّةٌ يُ َعبﱢ ُر ِبھا ال ُمتكل ُم َعن َمعْن ً
ﱢ َ
) (١
انظر :عمايرة ،في نحو اللغة وتراكيبھ|ا ،ص .١٣٤ومرع|ي ،أس|اليب الجمل|ة اإلفص|احيّة،
ص.٦٤
) (٢
الزجاجي،اإليضاح في علل النحو،ص.٦٦
) (٣
ابن جني ،الخصائص،ج،١ص.٥٣
) (٤
عمايرة،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.٦١
مبارك،نحْ َو و ْعي لُغَوي،ص.٧٢ ) (٥
) (٦
مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.٦٨
١٧
صراً تحْ ويليّا ً أيْ الن ْغمةُ الصوتيّةُ التي تَ ْد ُخل على الجملة ص ُد بالتّ ْنغيم ُع ْن َ وي ُْق َ
ب ،و ِمن َمعْنى إلى َمعْنى ،فالجملةُ التوليديّةُ اآلتيةُ: ب إلى با ٍ التوليديّ ِة ،فتح ﱢولُھا ِمن با ٍ
اإلخبا َر، ْ ذات نَغم ٍة ُمسْتوي ٍة ،فھي جُملة ٌ ا ْس ِميّةٌ تَوْ لي ِديّةٌ تُ ِفي ُد ُ ھذا األس ُد.جُملةٌ
الصاعد ِة ِج ّداً تَتَح ّو ُل الجملة ُ إلى جُمل ٍة تحْ ِذيريّ ٍة تَحْ ويليّ ٍة )االس َد (...تُفي ُد ل َ ْفتَ ِ و ِبالنّ ْغم ِة
المقام عن ِذ ْكر جُمل ِة ق في ھذا َ ضي ُ أن الوقتَ يَ ِ صة ً ّير،خا ّ َط ٍ ان ِتبا ِه السا ِم ِع إلى أَ ْمر خ ِ
ف ان ِفعالي أحسّ بِه لَحْ ظةَ وقُ ِ
وع أن ي ُعبﱢ َر عن َموْ قِ ٍ تكل ُم أرا َد ْ األصْ ِل "الـتوْ ِليديّ ِة" ،فال ُم ّ
الخطر).(١
ِ
سلوب:لغةً ُ
٦ .١األ ْ
ب" :يُقَا ُل لل ّسطر من النخيل أ ْسلوبٌ ،و ُك ﱡل ْ ب تَحْ ت ما ّد ِة " َسلَ َ جا َء في ِلسا ِن العر ِ
أساليب،
َ والم ْذھبُ ،ويُجْ م ُع على َ والوجْ ھةُ،
ِ ق يق فھ َو أ ْسلوبٌ ،واأل ْسلوبُ :الطري ُ ط ِر ٍ َ
ب فَنﱢ الن في أسالي ِ لفن ،ويُ َقا ُل :أ َخ َذ فُ ٌ خذ فيه ،واألُ ْسلُوبُ بالض ﱢم :ا ﱡ ق تأْ ُ واأل ْسلوبُ :الطري ُ
الق .
)(٣ ْ ْ
الق َوْ ِل ،أيْ أساليب ِم ْنه" .وھ َو الفَ ﱡن وال َمذھَبُ َمع التقيي ِد ال على االط ِ
)(٢
العبارات اللّفظيّة ُ ال ُمنَ ﱠسقة ُ ُ ض الخيا ِل ،أو ھو األفكار و َعرْ ِ ِ الكالمَ ،وتَأْ ِلي ِفه ألدا ِء
ِ نَ ْ
ظ ِم
ألدا ِء ال َمعاني).(٦
فر ُد به ال ُمتكلﱢم في تأدية الم ْذھبُ الكال ِم ﱡي الذي يَ ْن ِ األسلوب بأنّه َ
َ وع ّرف َعبابنه
قاص ِده).(٧
معا ِني ِه و َم ِ
ص.٦٩
) (٢
ابن منظور،لسان العرب،مادة " سلب ".
) (٣
عبابنه،أثر التحويالت األسلوبية،مجلة أبحاث اليرموك،م،١١ص.١٠
) (٤
اب|||||ن خلدون،عبدالرحمن،ال ُمق ّدم||||||ة،تحقيق:دروي|||||ش الجويدي،المكتبةالعص||||||رية،بيروت،
لبنان،ط،١٩٩٥ ،١ص.٤٢
) (٥
الشايب،أحمد،األسلوب،مكتبة النھضة المصرية،ط١٩٨٨،٨م،ص.٤١
) (٦
المرجع نفسه،ص.٤٦
) (٧
عبابنه،أثر التحويالت األسلوبية،مجلة ابحاث اليرموك،م،١١ص.١٠
١٨
الفصــل الثاني
) (١
انظر:الرضي ،شرح الكافية،ج،١ص ٤٩و.٥١
١٩
١ .٢ال َم ْف ُعول ِبه:
ُول")،(١الفاع ُل الّذي يت َعدّاه ِف ْعلُه إلى َم ْفع ٍ ب" ِ الم ْفعُو َل بِه تحْ ت با ِ
ذكرسيبوي ِه َ
الفاع ِل،نحْ َو قوْ ِلنا :ض َرب ز ْي ٌد عمراً. ِ ي بأنّه :الذي يقَ ُع عليه فِ ْع ُل ويعرّفه ُ ال ّز َم ْخشر ﱡ
والم ْنصوب َ الز ٍم إضمارُه،
ِ إظھا ُره أو ويَ ِج ْي ُء َم ْنصُوبا ً ِبعا ِمل ُمضْ َم ٍر ُمسْتع َْم ٍل ْ
الناس ،زيْدا ً
ِ أضربُ ش ﱠرِ ال ُمسْتع َمل إظھا ُره ،ھ َو قولُك ِل َمن أ َخ َذ يضْ ِربُ القوْ َم ،أو قا َل:
مار اضْ ِربْ ).(٢بإضْ ِ
الفاعل
ِ بالفعل،وال َم ْفعُول ھو الذي نتَج ِعن قيام ِ ﱡ
التأث ُر و َمعْنى ال َم ْفعُوليّ ِة ھو
ِب ْالح َدث "الفعل").(٣
ُول ِبه ھي َع َالقةُ الت َعدﱢي ،فالف ْع ُل ال ُمت َعدﱢي ھ َو الّذي والم ْفع ِ
َ وال َعالقَة ُ بيْن الفع ِل
ْت عليّا ً ،وال ّالزم :ما ف الج ﱢر ،نحْ َو قوْ ِلنا :ضرب ُ ص ُل إلى َم ْفعُوله ِمن دو ِن وا ِسط ِة حرْ ِ يَ ِ
ت ِبز ْي ٍد ،أوْ ال يص ُل إلى مفعولِه ّإال بحْ رف جرﱟ ،نحْ َو :مررْ ُ ليس كذ ِلك ،وھو :ما ال ِ
ص َل بِه ھا ٌء تعُود على غي ِْر أن ت ْت َِم ْفعُو َل َله،نحْ َو :قام ز ْي ٌد ،وعال َمةُ الفع ِل ال ُمتَعدﱢي ْ
ال َمصْ َد ِر ،وھي ھا ُء ال َم ْفعُو ِل ِبه ،نحْ َو" :البابُ أ ْغ َل ْقتُ ُه" .
)(٤
.(٦)∩⊇∉ ßÎ7ßϑø9$# ã≅ôÒxø9$# uθçλm; #x‹≈yδ ¨βÎ) ( >óx« Èe≅ä. ÏΒ $uΖÏ?ρé&uρ Îö©Ü9$# t,ÏÜΖtΒ
و َوصْ ف ُهُ،نحْ َو قوْ ِله تعالَىÈÏϑu‹ø9$# |N#sŒ öΝßγç6Ïk=s)çΡuρ 4 ׊θè%â‘ öΝèδuρ $Wß$s)÷ƒr& öΝåκâ:|¡øtrBuρ":
|Mø‹©9uθs9 öΝÍκön=tã |M÷èn=©Û$# Èθs9 4 ωŠÏ¹uθø9$$Î/ ϵøŠtã#u‘ÏŒ ÔÝÅ¡≈t/ Οßγç6ù=x.uρ ( ÉΑ$yϑÏe±9$# |N#sŒuρ
،(٧) ∩⊇∇∪ $Y6ôãâ‘ öΝåκ÷]ÏΒ |Mø⁄Î=ßϑs9uρ #Y‘#tÏù óΟßγ÷ΨÏΒومصْ َدرُه،نحْ َو قوْ ِله تعالَىßìøùyŠ Ÿωöθs9uρ ":
،" (٨)}¨$¨Ψ9$# «!$#واس ُم ف ْع ِله،نحْ َو قوْ لِه تعالَى.(٩)"( öΝä3|¡àΡr& öΝä3ø‹n=tæ ":
) (١
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٤
) (٢
الزمخشري،المفصل في صنعة اإلعراب،ص.٥٨
) (٣
انظر:ابن ھشام،جمال الدين عبدﷲ ب|ن يوس|ف ،ش|رح ش|ذور الذھب،ش|رح وتعلي|ق :محم|د
السعدي فرھود وآخرين،دار الكتاب المصري،القاھرة،مصر )د.ط(،١٩٩٩،ص.١٧٨
) (٤
ابن عقيل ،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٢٢
) (٥
ابن ھشام ،شرح شذور الذھب،ص.١٧٨
) (٦
سورة النمل،اآلية .١٦
) (٧
سورة الكھف،اآلية .١٨
) (٨
سورة البقرة،اآلية.٢٥١
) (٩
سورة المائدة،اآلية .١٠٥
٢٠
فذھب الكوفي ّون إلى أ ّن العا ِم َل في ال َم ْفعُول َ واخت َلف ال ﱡنحاةُ في عا ِم ِل ال َم ْفعُول بِه، ْ
أن العا ِم َل ضھُم إلى ّ ب الفع ُل والفا ِع ُل ج ِميْعا ً ،نحْ َو" :ض َرب ز ْي ٌد ع ْمراً" ،وذھَب بع ُ النصْ َ
المفعُول َمعْنى ْ الفاع ُل ،وذھَب خلفُ األحْ َم ِر ِمن الكوفيين إلى أنّ العا ِم َل في َ َ ِ ھ َو
الفاعليّ ِة وھو كذ ِلك عا ِم ٌل ِ الفاعل َم ْعنَى ِ ي،والعا ِم ُل في ال َم ْفعُوليّ ِة ،أيْ أنّه عا ِم ٌل َم ْعنَو ﱞ
ُول ج ِميْعا ً ،أيْ والم ْفع ِأن الفع َل َوحْ َده َع ِم َل في الفا ِع ِل َ ي.أ ّما البصْ ريّون فذھبُوا إلى ّ َم ْعنَو ﱞ
ْ
أن العا ِمل في ال َمفعُول بِه ھو الف ْع ُل َوحْ َدهُ .
)(١
ّ
ُول بِه ِھي فِ ْكرة ُ االختالف في تحْ ِديد عا ِم ِل ال َم ْفع ِ ِ إ ّن الّذي دفَع ال ﱡنحاةَ إلى ھذا
أن تُكوّنَ الجُملةُ ِمن ُع ْنصري ِْن ُھ َما ال ُمسْن ُد وال َمسْن ُد إلي ِهِ ،لتَ ْكت ِم َل ِف ْكرة ُ العا ِم ِلَ ،ووجُوب ْ
إن تش ﱡبثَھُم ب ِف ْكرة العا ِم ِل ،من َ َعھُم ْ
ُوجبُهُ ،إذ ّ بي ِ ناص ٍِ ب ال بُ ﱠد َله ِمن ي نَصْ ٍ وإن أ ﱠاإلسْنا ِدّ ،
صةً، عن قَواع ِد ِھم النّحْ ويّ ِة ،دراسة ً َو ِظيْفيّة ً خا ّ ت ْ اللغَوي ّ ِة التي خ َر َج ْ ب ﱡ ِمن درا َسة الترا ِكي ِ
ب
ت ِمن األسالي ِ التراكيب أوْ ال ِعبارا ِ َ ْمال ال َواق ِعي للّغ ِة ،الذي ي َ ُع ﱡد ھذه تقُو ُم على اال ْستَع ِ
واقف انفعاليّ ٍة ُمعيّن ٍة. َ ص ِة التي ْيلجأ ُ إليْھا ال ُمت كلﱢ ُم ِليُعبﱢ َر ِعن َم الخا ّ
صھا في لخ َ سامْ ، ھاره إلى ْأق ٍ وإظ ِ ْ ف الف ْع ِل حذ ِ ت ْ َويُقسﱢم سيبوي ِه )١٨٠ھـ( حاال ِ
ب في ال َم ْفعُول بِه دث النّصْ َ ف العا ِم ِل ّالذي أحْ َ حذ ِ الفعل أيْ ْ ِ ف
بحذ ِصد ْ قوْ لِهَ -:وھُنا ن ْق ِ
ظھَ ٌر ال يَحْ ُسنُ إضْ ما ُرهُ ،و ِف ْع ٌل ارِ :ف ْع ٌل ُم ْ "الف ْع ُل يَجْ ري في األسما ِء على ثَالث ِة َم َج ٍ
إظھا ُرهُ ".و َعبّر ابنُ َيعيْش) ٦٤٣ھـ( )(٢ ك ْ إظھا ُرهُ ،و ِف ْع ٌل ُمضمر ِم ْترُو ٌ ُمضْ َم ٌر ُم ْستَ ْع َمل ْ
أن ال ُمرا َد وال ق ْد ت ُ ْغني َعن اللّف ِظ ،و َذلك ّ إن قَرا ِئ َن األحْ ِ سام الثّالثَ ِة بقوْ ِلهّ " : َع ْن ھ ِذه األ ْق ِ
المعْنى ِبقَريْن ٍة حا ِليّ ٍة أو غي ِْرھا ،لَ ْم يَحْ تجْ إلى المعْنى ،فإِذا ظھَر َ ظ الدّاللَة ُ على َ ِمن اللّ ْف ِ
وإن لَ ْم ي ُْؤتَ ِبه فَ ِل ْالستَ ْغنا ِء ق جا َز ،وكان كالتﱠأْكي ِدْ ، فظ ال ُمطا ِب ِ فإن أُ ِت َي باللّ ِ
قّ ، اللّف ِظ ال ُمطا ِب ِ
ب :ضْ ربٌ ال يَجُو ُز حذفُ العا ِم ِل ،و ْھ َو في ذلك على ثالث َ ِة أضْ ُر ٍ َع ْنهُ ،فلذلك يَ ُجو ُز ْ
وإثباتُهُ،وضرْ بٌ يُحْ َذفُ وال يَجْ و ُز ْإثباتُ ُه").(٣ حذفُهُ ْ ضرْ بٌ يجُو ُز ْ حذفُ العا ِم ِل،و َ ْ
َويُحْ َذفُ الف ْع ُل الّذي يقَ ُع على ال َم ْفعُول َجوازاً إذا د ﱠل عل ْي ِه ق َ ِري َنةٌ حالي ّة أوْ لَ ْفظيّة،
ظھَر فيِھا ِف ْع ٌل ،اكتِفا ًء فَكثيْراً ما يَ ُدو ُر الكال ُم ب ْينَ ال ُمتَخا ِطبين فيَرْ ِسلون ُج َمالً ِفعْليّةً لم يَ ْ
والتراكيب أنّھُ ْم
َ تالعبارا ِ ون ھ ِذه ِ ُون َوھُم يتَبا َد ُل َ ِبما يدُلﱡ علي ِه َم ْن قرا ِئ َن ،وال يَ ْش ُعر َ
ْ
والحذفُ َحذفُوا ِم ْنھا ج ُْزءاً؛ ألنّھُم اكتَفوا بَما ي ُد ﱡل على ال ِفعل ِم ْن دالل ٍة ل ْفظي ّ ٍة أوْ سياقيّ ٍة،
أن ت َرى َر ُجالً ظھَراً أَوْ ُمضْ َمراً ،وذ ِلك في نَحْ وْ " : أن ت ْستَ ْع ِملَه ُم ْ ھُنا بي َْن خَيا َر ْي ِن إ ّما ْ
إظھا ُرهُ فتَقُول :اضْ ِربْ َزيْداً. يَضْ ِربُ َويَ ْش ِت ُم .فتَقُو َل :زيْداً ،تُري ُد اضْ ِربْ زيْداً .ويَجُو ُز ْ
الحديث ِم ْن أجْ لِ ِه ،فتقُول" :حد ْيثَكَ "، ُ ضر َم ْن قُ ِط َع ث ثُ ﱠم ح َ وك َذ ِلك إذا كانَ الر ُج ُل في َحد ْي ٍ
أفاع ْي ُل
ِ رت ِم ْن إ ْنسا ٍن ص َد ْ ال" إذا َ ك "و"أَ ُك ﱠل ھذا ب ُْخ ً ك ،أوْ ا ِت ﱠم َحد ْيثَ َ ت َحد ْيثَ َ أيْ ھا ِ
وفالمحْ ذ ُِ ٌ ْ ﱡ ُ ْ َ
ومعْناهُ" :أتفع ُل ك ﱠل ھذا بُخال" ،وھ ِذه األشيا ُء كلھا َمنصُوبَة بالعا ِمل َ ً ْ ُ ْ البُخَال ِءَ ،
ِلل ﱠدالل ِة َعل َ ْي ِه و َلوْ ظھَر لَجاز" .
)(٤
) (١
اب|||ن األنباري،كم|||ال ال|||دين أب|||و البركات،اإلنص|||اف ف|||ي مس|||ائل الخ|||الف ب|||ين النح|||ويين
البصريين والكوفيين،تحقيق:محمد محيي الدين عبد الحميد)،د.ط(،١٩٨٢،المسألة.١١:
) (٢
سيبويه ،الكتاب،ج،١ص.٢٩٦
) (٣
ابن يعيش ،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٥
) (٤
ابن يعيش ،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٥
٢١
"و ِم ْنهُ قوْ لُك لِ َم ْن َر◌َ ِك ْنت أ ّنه يُر ْي ُد م ّكةَ "م ّكةَ َو َربﱠ الك ْعب َ ِة" ،و ِل َم ْن س ّد َد َسھْما ً:
ُصيبُ ، ﷲ ،تُضْ ِم ُر :ي ُِري ُد ،وي ِ طاس وﷲِ .و ِل ْل ُمسْتھلّيْن إذا َكبﱠروا :ال ِھال َل و ِ َ ال ِقرْ
صرُوا .
)(١
وأ ْب َ
مار لَ ْم أَ َر" ،فَھُنا قَريْنة ُ الحا ِل تدُلﱡ على يوم َر ُجالًِ ،بإضْ ِ َو ِم ْنه كذ ِلك قوْ لُھُمْ :
كال ِ
أظھَرْ ته ف ِلتأْكي ِد البَيان" ،ف ِم ْن وإن ْفإن حذ ْفتَ العا ِم َل ھُنا ف ِل ْال ْستَ ْغنا ِء ع ْنهْ ، المحْ ُذوفْ ". َ
قاصداً في ھَ ْيئَ ِة الحا ّج فقُلْ " م ّكةَ و َربﱢ ِ ج
ﱢ الحا َ ة ھ جْوِ ً اﱢھ
ج َو تمُ ً الجُ ر ْتَ
ي رأ إذا ك ذ ِل
ﷲ" ،على قوْ ِلك :أرا َد أن تقُول" :م ﱠكةَ و ِ ﷲ .ويجُو ُز ْ (٢ )
الكعْب ِة" كأنّك قُ ْلتَ :يُر ْي ُد م ﱠكة َ و ِ
ﷲ .و ِم ْن ذ ِلك قوْ ُله ع ﱠز َو َج ﱠل " (٣)∩⊇⊂∈∪ ( $Z‹ÏΖym zΟ↵Ïδ≡tö/Î) s'©#ÏΒ ö≅t/ ö≅è%" :أيْ :بَلْ
م ﱠكةَ و ِ
نتﱠ ِب ُع ِملّة َ إب
ْراھيم َح ِن ْيفًا ،كأنّه قي َل لَھُم :اتّ ِبعُواِ ،حي َْن ِق ْي َل لَھُمُ " :كوْ نُوا ُھوْ داً أوْ
َ
نَصارى").(٤
)(٥
ب القُرآ ِن ،قوْ لُه تَعالى" zΟ↵Ïδ≡tö/Î) s'©#ÏΒ ö≅t/ ö≅è%" :
وجا َء في التّبْيان في إ ْعرا ِ
يم ،وز َعم الكوفيّون أنّ ت ْقديرهُ :بَلْ ْراھيم ،أوْ قُلْ اتّ ِبعُوا ِملّةَ إبْراھ َ
َ ت ْق ِدي ُرهُ :بَلْ نتﱠ ِب ُع ِملّة َ إب
نَ ُكونُ أَ ْھ َل ِمل ّ ِة إبْراھي َم .ثُ ﱠم قال :والوجْ هُ األ ّو ُل أوْ ُجهُ الوجْ ھَ ْي ِن؛ ألنّك ت ْفت ِق ُر في ھذا ال َو ْج ِه
اف).(٦
ض ِ مارِ ،إضْ ما ُر الف ْع ِل ،و ِإضْ ما ُر ال ُم َ
مار ب ْع َد ِإضْ ٍ إلى ِإضْ ٍ
أن ت ْنتَ ِھي إلى َر ُج ٍل لَ ْم يَ ُك ْن فيأَ ّما ما ال يُحْ َذفُ عا ِملُهُ ،وال يَ ِجبُ ِإضْ ما ُرهُ ،فإنّهُ ْ
أن تَقُو َل لهُ :اضْ ِربْ زيْداً، طرْ ِببا ِل ِه فتقو ُل :زيْداً ،فال بُ ﱠد له من ْ ب ولَ ْم يَ ْخ ُ ضرْ ٍ ِذ ْكر َ
أن " أن يُ ْعرﱠى ِم ْن الف ْع ِل ،نحْ َوْ " : ضعا ً يُ ْقبَح ْ وتقُول لهُ :قَ ْد ض َربْت زيْداً ،أوْ ي ُكونُ موْ ِ
و"قَ ْد " وما أ ْشبَه ذ ِلك).(٧
َصبُ على إضْ مار الف ْع ِل حذفُ الفِعْل وجُوْ با ً فقَ ْد عبّر ع ْنه سيبَوي ِه ِبـ "ما ي ْنت ِ أَ ّما ْ
العبارة َ ضع ْ
حذ ِف ِه يجْ ع ُل ِ وف في َموْ ِ إظھا ُرهُ اس ِت ْغنا ًء ع ْنه") ،(٨ف ِذ ْكر ال َمحْ ُذ ِ ُوك ْ ال َم ْتر ِ
) (١
انظر:الزمخشري،المفص|ل ف|ي ص|نعة اإلع|راب،ص.٥٨واب|ن يعيش،ش|رح المفص|ل،ج،١
ص.١٢٥
) (٢
ابن يعيش ،شرح المفصل ،ص.١٢٥
) (٣
سورة البقرة،اآلية .١٣٥
) (٤
ابن يعيش ،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٥
) (٥
سورة البقرة ،اآلية ١٣٥
) (٦
العكبري،أب|||||و البقاءعب|||||دﷲ ب|||||ن الحس|||||ين،التبيان ف|||||ي إع|||||راب القرآن،تحقي|||||ق :عل|||||ي
البجاوي،مطبع|||ة عيس|||ى الب|||ابي الحلب|||ي)،د.ط()،د.ت(ج،١ص.١٢وانظ|||ر:مك|||ي اب|||ن أب|||ي
طالب ،مشكل إعراب القرآن،تحقيق:ياسين محمود السواحي،مجمع اللغ|ة العربي|ة ،دمش|ق،
س||وريا،١٩٧٤،ج ،١ص.١١٢واألخفش،س||عيد اب||ن مس||عدة،معاني الق||رآن ،تحقي||ق :ف||ايز
فارس الحمد،المطبعة العصرية ،الكوي|ت ،١٩٧٩ ،ج ،١ص .١٥٩والحلب|ي ،ش|ھاب ال|دين
أبو العباس بن يوسف السمين،الدر المصون،تحقيق:علي محمد معوض وآخرين،دار الكتب
العلمية ،بيروت ،لبنان ،ط ،١٩٩٤، ١ج ،١ص.٣٨٣
) (٧
انظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٥
) (٨
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٧٣
٢٢
أن ي الّذي يُوْ ِجبُه ُ ال َمحْ ُذوفُ ال ي ُ ْم ِكنُ ْ ؛ألن األثَ َر الدﱢالل ّ َر ِك ْي َكةً َوخا ِليَة ً ِم ْن أي ّ ِة ِق ْي َم ٍة َج َما ِليّ ٍة ّ
جاني في َدال ِئل اإل ْع ِ
جاز).(١ ﱡ يَ ُد ﱠل عل ْي ِه ال َم ْذ ُكو ُر ،وھذا ما أَشا َر ِإليْه الجﱡرْ
ب العربيّ ِة التي الحذفُ وجُوْ با ً في األ ْمثال العربيّ ِة وأَ ْشبا ِھ ِھا ،وفي الترا ِكي ِ ْ َويقَ ُع
ُوح ،فال عن ف ْعلِھا ،و َت ﱠم ال َم ْعنَى ال ُمرا ُد ِم ْنھا ِبوض ٍ ت ُم ْستَ ْغ ِنيةً ْ ت َمجْ َرى ال َمث ِل ،فجا َء ْ ج َر ْ
عن كيب ْ ديره أوْ تَأْوي ِله؛ ألنﱠه في تقدير ِه وتأْويْل ِه قَ ْد ي ُْخ ِر ُج الترْ َ تَ ُكونُ ِل ْل ُمتكلﱢم حا َجةٌ ِإلى ت ْق ِ
ضع لَه أصْ الً. َمعْناهُ الّذي ُو ِ
ت َك ْث َرةُ االس ِتعْما ِل وال ّد َورا ِن في ف في السماعيا ِ الحذ ِ أن " ِعلّة ْ وي َرى النّحويّون ّ
ب").(٢ كالم العر ِ ِ
ت كذ ِلك ،فال تُغيّر ْ ً
ب ال َمفعُو ِل بِه ِقياسا في األفعال التي ج َر ْ ْ ف ناِص ِ ْ
ووجُوبُ حذ ِ
الب ت ُك ﱠل ش َْي ٍء وال ترْ تَ ِكبُ ،و َقوْ لھم" :ال ِك َ في قوْ ِل ِھم " ُك ﱠل ش َْي ٍء وال َش ِتيْمةَ حُرﱟ " أيْ ِ :أ ْئ ِ
مار أرْ ِسل).(٣ على البَقَ ِر" ،بإضْ ِ
ت فيْھا أسما ٌء َم ْنصُوبةٌ ،و َع ﱠدھا ال ﱡنحاةُ ِم ْن باب ال َم ْفعُو ِل وھ ِذه الترا ِكيْبُ الّتي جا َء ْ
ت في ب ِمن أسما ٍء َم ْنصُوب ٍةُ ،ح ِذ ْفت ْأفعالُھا وبَ ِقيَ ْ ِب ِه َسماعيّا ً ،وھُ َو ما و َرد ع ْن َد العر ِ
ّ
فكأن ب ،وأَ ْغ َلبُھا تَ ِج ْي ُء في األ ْفعا ِل، ق ِبه ِم ْن العر ِ عت ِم ﱠم ْن يُوثَ ُ ت ُم َح ّدد ٍةُ ،س ِم ْ ِسياقا ٍ
َ
ب في أوا ِخ ِر ھذه األسْما ِء. بت ھذا النصْ َ ُ
النُحاةَ يُق ﱢدرُون ويُؤ ﱢولون عوام َل َمحْ ذوْ ف ٍة َجلَ ْ ُ
ب ِم ْن عا ِم ٍل ِلنَصْ ِب ِه ،فَ َحر َكة ُ َو ُكلﱡ ذ ِلك ِبفِعْل نَظَ ِريّ ِة العا ِم ِلِ ،إ ْذ ال بُ ﱠد ِلالسم ال َم ْنصُو ِ
ھان ال ﱡنحا ِة ِب َمعْنى ال َم ْفعُولي ّ ِة ،وأَ ّن الجُملة َ ت في ْأذ ِ ط ْ الف ْتح ِة في أوا ِخر ھذه األسْما ِء ارتَب َ
صران ھُما ال ُم ْس َن ُد وال ُم ْسنَ ُد إلَي ِه أوْ ما ي ُ ْع َرف ِب ْالع َُم ِد، ِ أن يتواف َر فيْھا ُع ْن العربيّةَ ال بُ ﱠد ْ
ُ
دير ُج ْمل ٍة ِلي َ ْكت ِم َل ُع ْنصرا ال ِبنا ِء ،و ِبالتّالي يكت ِم ُل األ ْم ُر الّذي َج َعلھُم يَ ْلجأوْ ن إلى ت َ ْق ِ
المعْنى. َ
أن ِم ْن ُ ً
ين ذھَبُوا َمذھبا ُمغايرا لِما ذھَب إل ْي ِه القدما ُء ،في َرون ّ ً ْ أن بعض ال ُمحْ َد ِث َ إال ّ ّ
ْ
َت تَخلُو ِم ْن عُنصري اإلسْنا ِد ،إذ َع ﱡدوھا وإن كان ْ ْطي َمعنى ْ أن تُوجد تراكيبُ تُع ِ ال ُم ُم ْكن ْ
ص ُح وت عل ْي ِه ،وتُ ْف ِ ب الجُم ِل َغي ِْر اإلسْناديّ ِةَ ،وھي ُج َم ٌل تَحْ ِم ُل َمعْن ًى يَحْ سُنُ ال ﱡس ُك ُ ِمن با ِ
أن نَ ُع ﱠدھا ُج َمال ً ْ ﱢ
َعن ال َمعْنى ال ُمرا ِد الذي ي ُِريْده ال ُمتكل ُم وي ُ َعبﱢ ُر عنه .فھْي ُج َم ٌل ُي ْم ِكن ْ ّ
ح أوْ ب أوْ ال َم ْد ِ كانت في أ ّو ِل أ ْم ِرھا تَع ِْبيراً انفِعاليّا ً ،يُ َعبﱢ ُر َعن الت َع ﱡج ِ ْ إ ْفصاحيّةً ،أيْ أنّھا
صوْ رة ً َمحْ فُوْ ظةً ،ثُ ﱠم جم َد بعْضُ الذ ﱢم ،أوْ غي ِْر ذلك ِمن المعاني الّتي أ َخ َذ التعْبي ُر ع ْنھا ُ ّ
ص ْي َغ ِت ِه الّتي و َر َد ِبھا ،فَ َجرى َمجْ َرى األَ ْمثال).(٤ عناص ِرھا على ِ ِ
أن الفتحة ليْست َعلَما ً ِل َش ْي ٍء خاصﱟ ،ولَ ِكنّھا َعل َ ٌم، أ ّما َم ْھ ِدي ال َم ْخ ُزوم ﱡي فيَرى ّ
خار َجة ً َع ْن ِنطاق اإلسْنا ِد أوْ اإلضاف ِة .
)(٥
َكوْ نُ الكلم ِة ِ
الم ال ُمتكلﱢ ِم يُ َؤدﱢي ِإلى تَ َغي ٍﱡر في وب ﱠي في َك ِ عبابنه فيَرى ِبأ َ ّن الت َح ّو َل األُ ْسلُ ِ ِ أَ ّما
الخبر ِإلى ا ِإل ْنشا ِء ،وھو ما يُعْنى ِبه الت َح ّول ِم ْن َش ْك ٍل َكال ِم ﱟي ِ الم ،فيَ ْنقُله ُ ِم ْن ب ال َك ِ ِإ ْعرا ِ
عالي ما .
)(١ ْ
إِلى َش ْك ٍل َكال ِم ﱟي آ َخ َر ،بِ ِفعْل تَأ ِثي ِْر َمعْنى انفِ ﱟ
) (١
أنظر:الجرجاني،دالئل اإلعجاز،ص.١٦٣
) (٢
السيوطي،جالل الدين،ھَ ْم ُع الھوا ِمع في شرح جمع الجوامع،تحقيق وشرح:عبد الع|ال س|الم
مكرم ،دار البحوث العلمية،الكويت)،د.ط(،١٩٧٧،ج،٣ص.١٩
) (٣
المرجع نفسه،ج،٣ص.١٩
) (٤
انظر:حماسة،العالمة اإلعرابية،ص.٩٧
) (٥
انظر:المخزومي،في النحو العربي نقد وتوجيه،ص.٨١
٢٣
رأي ال ُقدما ِء ِم ْن نَحْ ويين ولُغَويين،قَوْ ُل ف الفِع ِْل وجُوْ با ً في ْ و َم ِن ْشوا ِھد ح ْذ ِ
ضبُعا ً َو ِذ ْئبا ً "كأَ ّن قا ِئلَه ُ يَ ْدعُو على غ َِنم َغي ِْره،فإِذا ِق ْي َل ماذا ت َ ْعنُون ،قالوا: ب" :اللّھُ ﱠم َ الع َر ِ
ﱡ
ضبُعا ً َو ِذ ْئبا ًَ ،فأضْ ِم َر العا ِم ُل ،قال س ْيبَوي ِهُ ":كل ُھ ْم يُفَ ﱢس ُر ما يَ ْنوي "يَعْني اللّھُ ﱠم اجْ َم ْع ِفيْھا َ
يُقَ ﱠد ُر ال َمحْ ُذوْ ف على ھذا ال َوجْ ه).(٢
ضبُعا ً َو ِذ ْئبا ً، المثَ ِل ِبقَوْ لِھم :اللّھُ ﱠم اجْ َم ْع َ ُون ُج ْملةً إسْناديّةً في ھذا َ فالنحاةُ يُقَ ﱢدر َ
ْويغ ح َرك ِة وف ِلتَس ِ دير َمحْ ُذ ٍ ط ﱡرھُم ِإلى ت َْق ِ وھُم ِبذ ِلك يَنطلقُون ِم ْن فِ ْكرة العا ِم ِل ،الّذي يَضْ َ
واح َد ٍة ،فَيَ ْل َجأُون ِإلى التّأْو ْي ِل والتّ ْق ِدي ِْر تس ْي ُر على َو ِتيْر ٍة ِ قواع َدھم ِ ِ ب ،و َيجْ علُون النصْ ِ
ب ال بُ ﱠد له ِمن اإل ْعرابيّ ِة ْإذ ِإ ّن ُك ﱠل َم ْنصُو ٍ ْويغ الح َر َك ِة ِ قيق ُع ْنصري اإلسْنا ِد ،وتَس ِ ِلتحْ ِ
ّ ْ
ب ظا ِھرا أوْ ُمقَ ﱠدرا .فال ِب ْنية ُ ال َعم ْيقَةُ في َرأي ال ﱡنحا ِة القُدا َمى ِلل َمثَل ھي :الل ھُ ﱠم اج َم ْع ً ً ناص ٍ ِ
ضبُعا ً و ِذ ْئبا ً. ّ َ م ُ ھ ّ الل : لُ َ
ث الم
َ َ ر فصا ْمال
ِ ِ ع تاالس ةِ ِ ِ ر ْ
َث ك ل ل ُ عْ ف ال ف ذ ح
ﱠ ُِ م ُ
ث ، ً ا بئْ ذ
ِ و ً اُع ضب
َ
إن الجُملةَ األوْ لى جُملة ٌ ْ َ َ
إ ّن الجُملة األولى ال ت عا ِد ُل في ال َمعْنى الجملة الثانيّة إذ ّ ُ ُ َ
ب،أ ّما الجُملةُ الثانيّة ُ فھي جُملةٌ إ ْنشائيّة تُفي ُد ال ﱡدعا َء ،وال
ٌ ق والك ِذ َ خبريّةٌ تحْ تَ ِم ُل الص ْد َ
ص َد ِم ْنھا ال ﱡدعا َء بال ّش ﱢر على ال َغن َِم. ب ،فال ُمتكلﱢم ق َ ق أوْ الك ِذ َ ص ْد َ تَحْ ت ِم ُل ال ّ
القاعد ِة النّحْ وي ّ ِةِ ضبُعا ً َو ِذ ْئبا ًَ ،و ْف َ
ق فالت ّر ِكيْبُ اللﱡغَويﱡ ال ُمت َ َمثﱢ ُل في ال َم َث ِل :اللﱠھُ ﱠم َ
ال ِمعْياريّ ِة الّتي ي ُ ْم ِكنُ تَ ْم ِثيلُھا ِبما يلي:
ضبُعا ًو ِذ ْئبا ً. َ جُملةٌ تَوْ ليديّةٌ /اللّھُ ﱠم ،اجْ َمع
ضبُعا ً و ِذ ْئباً. َ .... جُملةٌ تحْ ويليّة ٌ /الل ّھُ ﱠم
جُملة ُ ِندا ٍءُ ) ،م ْسنَد ُ +م ْسنَد إليْه( ،فَضْ لةٌ.
ضبُعا و ِذ ْئبا ً( ھي جُملة ٌ تحْ ويل ّيةٌ، اللغَويّة َ ):اللّھُ ﱠم َ أن الجُملةَ ﱡ فالنّحْ ويّون يَ َرون ّ
والفاع ِل َمعا ً.
ِ حذف الف ْع ِل ضبُعا ً و ِذ ْئبا ً(وذ ِلك ِب ْ لت َع ْن جُمل ٍة توْ ليديّ ٍة ھي )اللّھُ ﱠم اجْ َمع َ ُح ﱢو ْ
بق التح ّو ِل األسْلُوب ﱢي اال ْنفعال ﱢي الّذي ط َرأَ على الجُمل ِة فح ﱠولھا ِمن األسْلو ِ أ ّما َو ْف َ
ي إلى األسْلوب اإل ْنشائ ﱢي اال ْن ِفعال ﱢي ،والّذي ع ﱠده ال ﱡنحاةُ ال ُمحْ دثون ھو العا ِم ُل في الخبَر ّ
ب فأَثّر ب ،فالتحوي ُل أ ّوالً ط َرأَ على األسْلو ِ االسم ال َم ْنصو ِ ِ آخ ِر ب في ِ ب ح َرك ِة النّصْ ِ جل ِ ْ
ي. ب في التركيب اللﱡغَو ّ االسم ال َم ْنصُو ِ ِ ظھرت على آ ِخر ْ تحْ ويلُه في الح َرك ِة ،الّتي
ي على النّحْ و اآلتي: ق التح ّو ِل األسْلوب ﱢ التركيب َو ْف َ َ أن نُمثﱢ َل ھذا ويُم ِكنُ لنا ْ
ْمجت ِمعان. و ِذ ْئبٌ ضبُ ٌع َ الل ﱠھُ ﱠم، األصْ ُل /
البنية العميقة /نداء "دعاء" ،مبتدأ مرفوع ،والوو للعطف و"ذئب اسم معطوف،
خبر.
دخَل َم ْعنَى ال ﱡدعا ِء بال ّش ﱢر
فتَح ّو َل التركيبُ أسْلوبيّا ً إلى
ِذ ْئبا ً. و ضبُعا ً َ ّطحيّةُ /الل ّھُ ﱠم ال ِب ْنيةُ الس ْ
ص||وبٌ أ ْس |لُوبيًّا ،ال||واو للعط||ف ،اس||م َمعْط||وف َم ْنص||وب ن||داء "دُع||اء" ،اس | ٌم َم ْن ُ
ب تح| ّوالً الخبر إلى اإل ْنشا ِء ِلتُف ْي َد الدﱡعا َء ،األ ْم ُر الّذي اس|توْ ج َ ِ لت الجُمل ُة أسْلوبيّا ً ِمن فتح ّو ْ
) (١
انظ||ر:عبابن||ة،أثر التح||ويالت األس||لوبية ف||ي تغيي |ر اإلعراب،مجل||ةأبحاث اليرم||وك ،م،١١
ص.٢٩
) (٢
انظر:سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٥٥وابن يعيش.شرح المفصل،ج،١ص.١٢٦
٢٤
ب ،فالنص|ب َدلي| ٌل عل|ى ھ|ذا التح| ّو ِل الّ|ذي ط| َرأَ عل|ى |ع إل|ى النّصْ | ِ الرف ِ في الح َرك| ِة ِم|ن ْ
الخبر.
ِ ف
حذ ِ الجُمل ِة ،إضافةً إلى ْ
االسم،ِ آخر غ الحركةَ اإلعرابيّةَ في ِ دير عا ِم ٍل ِلنُبَ ﱢر َر أوْ نُس ﱢو َ ليس ما ي ْدعو إلى ت ْق ِ
وف ق ْد ي ُِعي ُد الجُملة َ ﱡكوت عليْه ،إِ ْذ بِظُ ِ
ھور ال ُم َق ﱠد ِر ال َمحْ ُذ ِ واض ٌح يَحسُن الس ُ ِ إن ال َم ْعنَى ْإذ ﱠ
ويذھبُ ُمرا ُد ال ُمتكلﱢ ِم المعْنىْ ، يخت ِلفُ َ إلى أصْ ِلھا ق ْب َل التح ّو ِل الّذي ط َرأَ عليْھا ،وبالتّا ِلي ْ
إن ال َمعْنى ق ِبھا ال ُمتكلﱢم ْأقد ُر على َح ْمل ال َمعْنى ال ُم َرا ِد ،بَلْ ّ ط َ ِمن التّح ّو ِل ،فالجُملةُ الّتي ن َ
ب ِمن ذھب إليْه ال ُمحْ دثون في جع ِْل ھذه التراكي ِ َ ض ٌح ال لَبْس فيْه وال ُغ ُموضٌ ،وما وا ِ
اللغ ِة ،واالستعما ِل الواقِع ﱢي ﱡللغ ِة؛ ألنّه ُمل غي ِْر اإلسْناديّ ِة ،وھو ْأقربُ إلى رُوْ ح ﱡ باب الج ِ
ﱢ
ت ال ُمس ﱢو َغ لھا ،ويجْ عل ال ُمتكل َم في ِح ﱟل ِمن قُيو ِد ال ﱡنحا ِة، ْرب تقديرا ٍ ْ يُوفّر على ال ُمع ِ
تراكيب
َ ي ق ْد ي ْفرضُ إ ْنتا َج قف اإلنفعال ّ وأَ ْكث َر ُح ﱢريﱠةً في الت عْبير َعن ُمرا ِد ِهْ ،إذ إنﱠ ال ُموْ َ
واضحا ً للسّا ِمع. ِ ص ِر اإلسْنا ِد ،ويبْقى ال َمعْنى تخلو ِمن عنا ِ لُغَوي ّ ٍةْ ،
قر"ْ ،إذ يُضْ َربُ الب على الب َ ِب" :ال ِك َ أن نراهُ في قوْ ل العر ِ واأل ْم ُر ذاتُه يُم ِكن لنا ْ
ْض ِمن غي ِْر ُمباال ٍة ،يعْني ال ض َر َر عليْك ْض القوْ ِم على بع ٍ ھذا ال َمثَ ُل ع ْند تحْ ريش بع ِ
البقر" وھذا ِ راب على الكالب ،ويُقا ُل" :ال ِك َ َ ب على َمعْنى أرْ ِسلْ فَخلﱢھم ،ونصْ بُ الكال ِ
تخ ِلية المرْ ِء وصنا َع ِته).(١ ألرض" إذا ّقل ْبتُھا للزراع ِة ،ويُضْ ربُ في ْ َ ْت اِمن قـوْ ِلكَ " :ك َرب ُ
ظبا َء على البقَ ِر" ويُضْ رب ع ْند برواي ٍة أ ْخرى حيْث يقُول" :ال ﱢ ُ
وق ْد أوْ ر َدهُ الميْدان ﱡي ِ
ان ِقطاع ما بيْن ال ﱠرجُلين ِمن القَ َراب ِة والصﱠداقَ ِة ،وكان الرجُل في الجاھلي ّ ِة إذا قال
ظبا َء" على َت ِم ْنه ،وكان ع ْن َدھم طالقا ً ،ونصْ بُ "ال ﱢ البقر" بان ْ ِ ظبا َء على ال ْمرأ ِته" :ال ﱢ
البقر ،والبقَ ُر ِكناية ً عن النﱢسا ِء ،و ِم ْنه قوْ ُلھ ُم" :جا ِب ٌر ِ ظبا َء على َرت أوْ اختا َر ال ﱢ َمعْنى اخت ُ
يَجرﱡ بقَره" أيْ ِعيالَ ُه وأ ْھله .
َ )(٢
الكالب على البق َر" ،ويُرْ وى َ ظبا َء على البقَر" ،ويُرْ وى " مخشري :ال ﱢ ويقُول ال ﱠز ْ
راب على البقَر" وفي ثالث ِتھا ي ُجوز ال ّر ْفع على اال ْبتداء والنصْ بُ على إضْ مار "ال ِك َ
الفعل" .أي :الظبا ُء والكالبُ والكرابُ . )(٣
ِ
وجاء في شرْ ح األشموني" :و ُيحْ ذف ناصبتُھا ،أيْ ناصبُ الفضْ ل ِة" إ ْن ع ِل ْمن ْ
الكالب على البقَر ،وھذا القو ُل من َ بالقرين ِة ،وقد ي ُكون حذفُه ُم ْلتزما ً وما كان َمثالً نحْ و:
الكالب").(٤
َ ب ،أيْ أرْ سل أ ْمثال العر ِ
فعالي فإنّه ْيلجأُ إلى النصْ ب؛ ألنهّ ﱟ ْ
أن يُعبﱢر عن موْ قف ان أن ال ُمتكلم إذا أرا َد ْ ﱢ ّإال ّ
إظھار ھذا اال ْن ِ
فعال. األخف واألكث ُر قُ ْدرةً على ْ ﱡ
ت ال َمثَل ب ْين الر ْفع والنصْ ب .أيْ رفع "الكالب" أو نصْ بھا ،يجْ عل وت َع ﱡدد روايا ِ
ت أي ّھما األصْ ل ،وأي ّھما ال ُمتَح ﱢول عن األصْ ل. المر ُء ي ِقف حا ِئراً ب ْين الروايا ِ
) (١
||داني،أبو الفض|||ل أحم|||د ب|||ن محم|||دَ ،مجْ َمع األمث|||ال،تحقيق:محم|||د محي|||ي ال|||دين عب|||د
المي| ﱡ
الحميد،دار الفكر،القاھرة) ،د.ط(،١٩٧٢،ج،٢ص.١٤٢
) (٢
المرجع نفسه،ص.٤٤٤
) (٣
الزمخشري،أبو القاسم محم|ود ب|ن عمر،المستقص|ى ف|ي أمث|ال الع|رب،دار الكت|ب العلمي|ة،
بي|||روت ،ط،١٩٧٧ ،٢ج،٢ص.٦٣وانظ|||ر:الرض|||ي.ش|||رح الرض|||ي عل|||ى الكافي|||ة ،ج،١
ص.٣٤٢
) (٤
األش||موني،أبو الحس||ن ن||ور الدين،ش||رح األش||موني عل||ى ألفي||ة اب||ن مال||ك ،ق||دم ل||ه:حس||ن
محمد،منشورات دار الكتب العلمية،بيروت،لبنان،ط،١٩٩٨ ،١ج،١ص.٤٤٦
٢٥
إن أصْ ل ترْ كيبه على النّحو اآل ِتي: فالنﱠحو ﱡيون يُق ﱢدرون ال ِب ْنيةَ العم ْيقةَ ِلل َمثل بقو ِلھم ّ
الفعل ال َمحْ ذوف يجْ عل معنى ال ُجملة ِ أن ت ْقديرالكالب على البقَرّ ،إال ّ َ َخ ﱢل أوْ أرْ سل
الكالب على البقَر،
َ للمثَل وھو ْ
الب ْنية ال ﱠسطحيّة َ مختلفاً عن نمط النصب ،ال ُمتَمثﱢل في ِ
أن ال َمثل على ترْ كي ِبه ال َم ْسموع ويجْ عل ال ُجملة خبريﱠة ً تحْ ت ِمل الص ْدق والك ِذب ،في ح ْين ّ
فعالي أرا َد ال ُمتكلﱢم ْ
أن ي ْنقل َه إلى ال ُمتلقﱢي. ﱟ يجْ عل ال ُجملة ُجملة ً إ ْنشائيّةً ُمعبﱢرةً عن موْ قف ا ْن
والف ْتحة أثَ ٌر لھذا التح ﱡو ِل الذي ط َرأ على الترْ كيب.
الكالب على البق َر" و ْفق القاعد ِة النﱠحويّة التي َ أن نُمثﱢل الترْ َ
كيب " ويُ ْمكن لنا ْ
ضعھا ال ﱡنحاة على النحْ و اآل ِتي: و َ
الكالب على البقَر ُ /ج ْملةٌ إ ْسناديﱠةٌ.
َ ال ِب ْنيَة العم ْيقة /أرْ سل
الكالب على البقَر.
َ طحي ّة... / الب ْنيَة ال ّس ْ
ِ
وھُنا يظھر ال ُم ْسند وال ُم ْسند إل ْيه في ال ُجملة الفعلي ّة ال ُمقد ﱠرة بـ " أرْ سل ". ْ
أ ّم|ا و ْف |ق التح| ﱡو ِل األ ْس |لوب ﱢي "ال ُجم||ل غ ْي |ر اإل ْس |ناديﱠ ِة " ف |يُ ْمكن لن||ا أن نُمثل||ه عل||ى
ﱢ
النحْ و اآل ِتي:
البقر
ِ على الكالبُ األصْ ل /
بمحْ ذوف خبر.ُ ﱢ
ومجْ رور ُمت َعلق َ جا ﱞر َ ُم ْبتدأ َمرْ فوع.
داخل في َمعْنى التح ّو ِل االنفعال ﱢي ِ
) (١
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٩٢
) (٢
الرضي ،شرح الكافية،ج،١ص.٢٤١وانظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٠
٢٦
ْويغ
ب،وذ ِلك ِلتس ِ االسم ال َم ْنصُو ِ
ِ وفي ھذا ال َمثَ ِل ذھب ال ﱡنحاة إلى ْتقدير عا ِم ِل
االسم ال َم ْنصُوب في ال َمثَلَ :م ْن أنت زيْداً؟ وك ﱡل ذلك ِمن أجْ ل ِ آخ ِر
حرك ِة الفتح ِة في ِ
القاعد ِة النّحْ ويّ ِة " الجُملةُ اإلسْناديّةُ
ِ ق ْ ْ
ص ِر الجُمل ِة إسْناديّا،فتقدي ُر الجُمل ِة َوف َ إ ْكما ِل عنا ِ
تكون على النّحْ و اآلتي: َ " ُي ْم ِكن ْ
أن
زيْداً؟ ) ْتذك ُر( َم ْن أنت / األَصْ ل
"ال ِب ْنيةُ العميْقةُ ”
فضْ لةٌ " ُمت ﱢم َمة ". جُملة ٌ إسْناديّةٌ جُملةٌ إسْناديّة ٌ تا ّمةُ
تا ّمةٌ العناص ِر
ِ
" ال ُم ْسنَد إليه وال ُم ْسنَد“ " َم ْسنَد و ُم ْسنَد إليه“
زيْداً؟ )(... َم ْن أنت ْ
السطحيّةُ/ الب ْنيةُ
ِ
بِ ":كلَيْھما وتَ ْمراً "،أيْ :أ ْع ِطني ِكلَيْھما وتَ ْمراً) .(٥ويُرْ وى ال َمثَل عا ِذ َرك) ،(٤وقَوْ ُل العر ِ
) (١
الميداني،مجمع األمثال،ج،١ص.١٣
) (٢
المرجع نفسه،ج،١ص.٥٢
) (٣
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٣٤١
) (٤
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢١
) (٥
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٣٤٢
٢٧
سي ُء ب ":أَ َح َشفا ً َوسُو َء َك ْيلَ ٍة" ،و َمعْناه :تُ ْع ِطيْني َح َشفا ً وتُ ْ " ِكالھُما وتَ ْمر اً") .(١وقَوْ ُل العر ِ
ال َك ْي َل).(٢
ب ،وما جا َء على شا ِكلتِھا ،في العربيّ ِة ّامرائي في ھذه التراكي ِ ﱡ ضل الس يقو ُل فا ِ
ْ ُج َم ٌل ال تتَص ّرفُ ،أيْ ال ت ْقب ُل الت ْغيي َر ِبت ْق ٍ
خ أوْ عا ِم ٍل عليْھا أوْ خير أوْ ِبإ ْدخا ِل نا ِس ٍديم أوْ تأ ٍ
ْبير ال ُم ْخت ِلف ِة ،فھي ت َْلزم حالةً واحدةً ،و ِمن ذلك ما َكثُر ب التع ِ بغي ِْر ذلك ِمن أسالي ِ
استَ ْعمالُه حتّى صار كال َمثَل،فيُقا ُل كما و َرد وال ت ْغيير ع ّما ُس ِمع،نحْ و:أ ْھالً وس ْھالً،ھذا
ي دارجةً في استعْما ِلنا الواقع ﱢ نج ُد أ ْمثاالً ما تزا ُل ِ وال َز َعما ِتك) ،(٣وفي حيا ِتنا اليومي ّ ِة ِ
ْق" و"ال ّزا َد ق ْب َل الطري ِ ق ق ْب َل ّ الدار" و"ال ّر ِفي َ ِ ب":الجا َر ق ْب َل ﱡللغةِ ،من ِم ْثل قوْ ِل العر ِ
ب ،نحْ و :تخ ّي َر أو ما في َمعْناه ال ّس ْف ِر" فال ﱡنحاةُ يُق ﱢدرُون أ ْفعاالً َمحْ ُذوفة ً لِھذه التراكي ِ
ك. فم الدّاھيَ ِة ،أيْ :ج َعل ﷲ فاھًا لِف ْي َ صدُون َ ك" ويَ ْق ِ وجھّز ،وقوْ لُھم" :فا ًھا ِلف ْي َ
التراكيب ال
َ أن ھذه فھُم ُيقَ ﱢدرُون فِ ْعالً ِلفَھْم ال َمعْنى ،وي َرى ال ﱡنحاةُ ال ُمحْ َدثُون ّ
( ٤ )
ألن ھذه ض ٌح يَ ْفھ ُمه ُ ال ُمتَلَقﱢي،ذلك ّ ألن ال َمعْنى وا ِ نحْ تا ُج فيھا إلى ت ْقدير ف ْع ٍل ِلفَھْم ال َمعْنى؛ ّ
ّكوت عليْه،كما تراكيب ھي ِمن باب الجُم ِل غيْر اال ْسناديّة الّتي تَحْ ِم ُل َمعْن ًى يَحْ سُن الس ُ َ ال
بار الذي ال ي ْقصدُه ال ُمتكلﱢم وال ي ُِريدُه ِمن أن ت ْقدي َر ِف ْع ٍل ل َھا ي ْن ُقلُھا ِمن اإل ْنشا ِء إلى ْ
اإلخ ِ ّ
ي. ﱡ
ب اللغَو ﱢ تاج التركي ِ إ ْن ِ
ب اللﱡغَوي ّ ِة ٌ تُ َع ﱡد ِمن باب الجُم ِل غيْر اإلسْناديّ ِة،التي وب ْع ُد فھذه طائفةٌ من التراكي ِ
غ حركةً إعراب ّيةً، السكوت عليْه ،فال حاجةَ ِبنا إلى ت ْق ِ
دير عا ِم ٍل ِلنُ ُس ﱢو َ ُ تحْ ِمل َمعْنى يَحْ سُن
ْ
ب أوْ عا ِم ٍل ،بَلْ ما اقتضاه الت َح ﱡو ُل ناص ٍ
ِ المنصُوب،ال ِبسبَب ْ االسم َ ِ آخ ِر
ظھرت في ِ ْ
ضحة ً فجاءت ھذه الحركةُ "الفتحة" ِلتَ ُد ﱠل ِداللةً وا ِ ْ ي في َموْ قف ال ُمتكلﱢ ِم، األ ْسلُ ﱡ
وبي اال ْنفعال ﱡ
انفعالي أَحسﱠ ِبه في َموْ قف ﱟ ب ال ُمتكلﱢ ِم ِليُعبﱢ َر عن َموْ قف على تح ّو ٍل ط َرأ على أسْلو ِ
انفعالي ُم َعي ٍّن .وعليه ي ُ ْم ِكن القو ُل إنّھا ُج َم ٌل غ ْي ُر إسْناديّ ٍة ال تحْ تا ُج إلى تأوي ِْل فِعْل أوْ ﱟ
واضحة ُ المعاني ِ ب،فھي ْ
ديره ِليتُ ﱠم اإلسنا ُد،فاإلسْنا ُد ال حاجةَ لَنا ِبه في ِمثل ھذه التراكي ِ ت ْق ِ
ال لَبْس فيْھا وال ُغ ُموض.
ع ،نحْ و قوْ ِلنا":ق َعد ،" ∩⊇∠∪ $Y?$t7tΡ Úواألصْ ل إ ْنباتاً،أوْ دا ّل على نوْ ٍ
)(٥
Ç ö‘F{$# zÏiΒ
القُرْ فصا َء" اوْ دا ّل على ع َد ِد ِه ،نحْ و :ض َر ْبتُه ع ْش َر ضرْ بات،أو دا ّل على آلَ ِت ِه ،نحْ و:
ض َر ْبتُهُ َسوْ طا ً،أو ُك ّل وبعْض،نحْ و قوْ له تعالى."(٦) §∩⊇⊄∪ È≅øŠyϑø9$# ¨≅à2 (#θè=ŠÏϑs? Ÿξsù ":
ح):(٧
الشاعر قيْس ب ِن ال ُمل ّو ِ
ِ وقوْ ِل
)(٨ ﱠ
ان ك ﱠل الظنﱢ ْ
أن ال تَالقيا ُ ﱠ ُ
يَظن ِ ﱠ
وق ْد يجْ َم ُع ﷲ ُ الش ِت ْيتَي ِْن َب ْعدَما
حالي،
ﱟ ق ال ﱡنحاةُ على أنّه يجُوز ِلدليْل مقال ﱟي أوْ لق فقد اتّف َ ط ِ أ ّما عا ِمل ال َم ْفعول ال ُم ْ
ْتثناء
ق باس ِ طل ُ الم ْفعو ُل ال ُم ْ
صب َ المصْ در غيْر ال ُم َؤ ﱢك ِد ،أيْ أنّه ق ْد ي ْنت ِ
(٩ )
حذف عا ِمل َ ْ
ْ
والحذفُ ق ِلت ْقدير عا ِمله وت ْقوي ِته،حذفُ عا ِملِه،ألنّه َمسُوْ ٌ ال َمصْ در ال ُمؤ ﱢكد ،فإنّه ال يجو َز ْ
أ ّما ال ُمؤ ﱢكد فزَعم ابنُ ما ِل ٍك "أنّه ال يُحْ ذفُ عا ِملُه،ألنّه إنّما ِج ْي َء بِه ِلت َ ْقوي ِته
ناف لھ ُما ،ور ﱠده ا ْبنُه بأنّه ق ْد ُح ِذف َجوازا ً ،في قوْ ِلنا":أ ْنت والحذفُ ُم ٍ ْ رير َم ْعناه، وت ْق ِ
َسيْراً" ،و َوجُوباً ،في قوْ ِلنا :أ ْنت سيْراً سيْراً،وفي نحْ وَ ":س ْقيا ً و َر ْعياً").(٢
واختصا ٌر في الكالم ،وال ﱡتوكي ُد فالحذف إيْجا ٌز ْ ْ فالحذفُ وال ﱡتوكي ُد ال يجْ ت ِمعان، ْ
ق ِلل ّدالل ِة عليه َجوازا ً طلَ ِوإطنابٌ فيْه ،أ ّما غ ْي ُر ال ُمؤ ﱠك ِد فيُحذفُ عا ِم ُل ال َم ْفعُول ال ُم ْ ْ إسْھابٌ
ي سي ٍْر سرْ تَ ؟" و ُوجُوبا ً ،فال َمحْ ُذوف َجوازاً ،كقوْ ِلنا ":س ْي َر ز ْي ٍد " ِل َمن قال":أ ﱠ
ت س ْي َر ز ْي ٍد ،وض َر ْبتُه و"ضرْ َبتين" ِل َم ْن قال" :ك ْم ضربْتَ زيْداً؟" والت ْقدي ُر :سرْ ُ
الحذفُ ،كقوْ ِلنا ِل َم ْن ق ِد َم ِمن سفَ ٍر أوْ ْ ت القر ْينَة ُ التي ت ُد ﱡل عليه جا َز قام ْتين .فإذا َ
)(٣
ضرْ بَ ِ
ي سي ٍْر ِسرْ تَ ؟أو قريْنةٌ ْلفظيّة ٌ كقوْ ِلك :أ ﱠ دم .أوْ ِ
(٤ )
دم" أيْ ق ِد ْمتَ خ ْي َر َم ْق ٍ َحج "خ ْي َر َم ْق ٍ
فر،و" َحجّ ا ً َم ْبرُور اً" ِل َمن ق ِد َم ِمن الح ﱢج، س ٍ َمعْنويّةٌ ،نحْ و ":تأ َ ﱡھبا ً َم ْي ُموناً" ِل َم ْن رأ ْيتَه يتَأَھﱠبُ ِل َ
يع ُد وال ي ِفي و" َسعْيا ً َم ْش ُكور اً " ِل َمن س َعى في َمثُوبَ ٍة) .(٥و ِمن ذلك إذا رأيْتَ ر ُجالً ِ
ب،فھو َمصْ د ٌر َم ْنصُوبٌ ب" أيْ "وع ْدتَ ِني َمواع ْي َد َعرْ قُو ٍ وقلتَ ل َهَ ":مواع ْي َد َعرْ قُو ٍ ِبو ْع ِدهْ ،
طب ك ل ْفظُه،اس ِت ْغنا ًء ع ْنه بِما فيْه ِمن ِذ ْك ِر الخ َْلف وا ْك ِتفا ًء ِب ِع ْلم ال ُمخا َ ِبوع ْدت ِني ،ولكنّه تُ ِر َ
بال ُمراد ،وقال الشاعر:
ب أخاهُ ِبيَ ْث ِر ََمواع ْي َد َعرْ قُو ٍ حاو ُل ن ْف َع ُه ُ
ب وواع ْدتَ ِني ماالً أ ِ
المثَ ُل).(٦
ب ب ِه َ وھذا َعرْ قُوبٌ و َعد و ْعداً فأ َ ْخ َلف فَض ِ
ُر َ
ب الخي ِْل على اللّجم" ،وذلك ال َمثَ ُل يُضْ رب ِل َمن ي ْغضبُ على َم ْن ض َوقوْ لُھُم" :غ َ
ب، ض ِ يكون ِش ّدة الغ َ َ ب الخ ْي ِل على اللّ َج ِم"ويجُوز ْ
أن ض َ ضبْت غ َ ال يُرضيه ،وال ُمراد "غ ِ
ذوف .
)(٧
ِ ت ْنصبُ ال َمصْ در بال ِفعل ال َمحْ
دم" أيْ وربﱠما ترْ ف ُع العربُ ھذه المفاعي َل ُكلﱠھا،فتقو ُل ِللقا ِدم ِمن السفَر":خ ْي ُر َم ْق ٍ
ب" أيْ دم خبَراً ِل ُمبْتدأٍ َمحْ ُذوف ،وكذلك " َمواع ْي ُد َعرْ قُو ٍ دم ،فيكونُ خ ْي ُر َم ْق ٍ قُدو ُمك خ ْي ُر َم ْق ٍ
ضبُك ضبُ الخي ِْل على اللّج ِم " أيْ غ َ ب ،و ِم ْثلُه ":غ َ ِعداتُك أوْ ُمواع ْيدُك ُمواع ْي ُد َعرْ قو ٍ
ضبُ الخيْل على اللّجم).(٨ غ َ
ق النحْ ِو اآل ِتي: وف َأن نُحلﱢلَھا ْ ب ِل ْتلك المفاعي ِْل يُ ْم ِكن لَنا ْ ّفع والنصْ ِ ق حالَتي الر ِ ووف َ ْ
ض عُھا للقا ِعدة النّحْ ويّ ِة ال ِمعْياري ّ ِة " ال ُج ْملة اإلسْناديّة التا ّمة " أيْ نُ ْخ ِ
ب الخ ْي ِل على اللّج ِم ض َغ َ غضبْت ِ ال ِب ْنيةُ ال َع ِميْق ُة " ال ُج ْملة ُ التوْ ليديّةُ " /
َمصْ در َم ْنصُوب " فضْ لة ” جُملةٌ إسْناديّةٌ
) (١
انظر:ابن عقيل ،شرح ابن عقيل على االلفية،ج،٢ص.٤٤١
) (٢
ابن ھشام ،أوضح المسالك،ج،٢ص،٢١٦وانظر:الس|يوطي.ھم|ع الھوام|ع ،ج ،٣ص.١٠٥
ابن عقيل ،شرح ابن عقيل على األلفية،ج،٢ص.٤٤١
) (٣
ابن عقيل ،شرح ابن على االلفية،ج،٢ص.٤٤١
) (٤
انظر:الرضي ،شرح الكافية،ج،١ص.٣٠١
) (٥
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١٠٥
) (٦
انظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١١٣
) (٧
انظر:المرجع نفسه،ج،١ص.١١٣
) (٨
انظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج ،١ص.١١٣
٣٠
" ُم ْسنَ ٌد و َم ْسنَ ٌد إليه"
ب الخ ْي ِل على اللّ ِ
جم ض َ
غ َ بالحذف … / ال ِب ْنيةُ السّطحيّةُ "جُملةٌ تحْ ويليّةٌ " ْ
الم ْنصُوب، در َ المصْ ِآخ ِر َ أن يس ﱢوغوا الحركة َ اإلعرابيّة َ في ِ فال ﱡنحاةُ أرادُوا ْ
فكان ال بُ ﱠد ِمن ت ْقدير فِعْل "عا ِمل" أوْ جب ھذه الحركةَ،وھذا كلﱡه ِب َسبب نظري ّ ِة العا ِمل
ظر إلى طبيْع ِة ناصب ،دوْ ن النّ ِ ِ بأن ك ﱠل َم ْنصوب ال بُ ﱠد َله ِمن القسْري ّ ِة التي ت َرى ّ
ي عن موْ ِقفِه اال ْنفعال ﱢ
أن يُعبﱢ َر ْ ﱢ
ف اال ْنفعال ﱢي،الذي ربّما دفَع ال ُمتكل َم إلى ْ ب وال َمو ِق ِ األسْلو ِ
الكالم.
ِ ط ج ُْزءاً ِمن
ساس بأنّه أسْق َ
ِ دوْ ن اإلحْ
ي التحويل ﱢي " جُملةٌ غ ْي ُر إسْناديّ ٍة ": ب اال ْنفعال ﱢ وفق األسْلو ِفالترْ كيبُ اللّغَويﱡ ْ
األصل
على اللّج ِم الخي ِْل ضبُ غ َ
جا ﱞر و َمجْ رور ٌ
ضاف إليه ُم خب ٌر ِل ُم ْبتدإ َمحْ ُذوف
) (١
البي||ت لكع||ب ب||ن مال||ك الص||حابي،في غ||زوة الخن||دق،وھو م||ن ش||واھد اب||ن ھشام،أوض||ح
المسالك،ج،٢ص.٢١٦
) (٢
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص ٢١٦وما بعدھا.
٣١
إنّھا غ ْي ُر مأْ ُخوذ ٍة ِمن أفعا ٍل ْألبتﱠةَ ،ويُقال :بَھْراً في َمعْنى ع َجبا ً ،ونمه قول ابن أبي
ربيعة:
ب)!(١صى والتّرا ِ وال َح َ جم ْ َعد َد النﱠ ِ ت:بَ ْھراً،ثُ ﱠم قالو :تُ ِحبﱡھا؟ قُ ْل ُ
ويُقال بَھْراً لِفُالن ،إذا دُع َي عليه بسو ٍء ،كأنّه قال :تَعْسا ً لَه) .(٢وفي أصْ ل ھذه
دخلت عليْھا كافُ ْ إن أصلَھا و ْي ٌح ،و َو ْي ٌل ،و َويْبٌ ، المصادر يقوْ ل سيبويْه)١٨٠ھـ(ّ : ِ
)..(٣
ب
ال ِخطا ِ
تصب على وجاء في كتاب الجمل في النحو لل ّزجّاج ﱢي ) ٣٣٧ھـ(" في باب ما ي ْن ِ
فصلت َه عن اإلضاف ِة جا َز فيْه ْ إظھارُه،وم ْنه ْقوْ لُھُم :و ْيلَه،وو ْي َحه،فإذا إضْ مار ال َم ْترُوك ْ
والخبر،و" و ْيالً لز ْي ٍد " و" ويْحا ً لَه ِ النصْ بُ والر ْف ُع،كقو ِلك " :و ْي ٌل ِلز ْي ٍد " على االبتدا ِء
أضفت َه ل ْم ي ُج ْز فيه إال النّصْ بُ كقو ِلك :و ْي َحه،و ْيلَه،ألنّك ْ "على تأويْل ْألز َمه ﷲ ُ ذ ِلك ،فإذا
لو رف ْعت َه لم ي ُك ْن لَه خبَ ٌر).(٤
إن ويُعلﱢل ابنُ يعيش ) ٦٤٣ھـ( َم ِج ْي َء ھذه المصا ِد ِر ِمن دوْ ن أفعا ٍل ِبقوْ ِلهّ ":
أن يبْنوا م ْنھا ف ْعالً ال ْعتِالل ع ْي ِنھا وفا ِئھاِ ،لما ْيلزَم ِمن الثﱢقَ ِل في تصْ ريف كرھوا ْ العرب ِ
ط ِرح لذ ِلك،وأجْ روھا َمجْ رى ال َمصا ِد ِر ال ُم ْفرد ِة ال َم ْدع ﱢو ِبھا" .
)(٥ ِف ْع ِلھا لو ا ْستُ ْع ِمل ،فأ ُ ْ
يظھرْ وردت مصا ِد ُر َم ْنصُوبة بإضْ مار فِعْل ،وذلك الفِعل ل ْم ْ ْ وذكر ابنُ يعيش أنّه
مع ھذه المصا ِد ِر،نحْ َو قو ِلك :بال ﱡدعا ِء ِلإل ْنسان" َس ْقياًو َر ْعياً"وال ُمراد َسقاك ﷲُ َس ْقيا ً،
الفعل،
ِ فظ بذلك المصْ د ُر ب َدالً ِمن الل ّ ِ صبا بالفِعل ال ُمضْ َم ِر،و ُج ِعل َ و َرعاك ﷲُ َر ْعيا ً فا ْنت َ
أظھرتَ الفِع َل صار كتِ ْكرار وذ ِلك؛ ألنّھم است ْغنَوا ب ِذ ْكر ال َمصْ در عن ِذ ْكر الفِعل،ولو ْ
ي،وال َمعْنى َم ْفھ ُوم كما يُقا ُلَ :سـال ٌم ي لَك،و َر ْع ٌ الفِعل ،و ِم ْنھم َمن يرْ ف ُع فيَقُولَ :س ْق ٌ
ْ
والتقدي ُر: ب "أَتَوا ِنيا ً وق ْد َج ﱠد قُ َرناؤك" طل َ ٍ
ياق َ
علَـيْكم .ومن المصا ِدر الواقِع ِة في ِس ِ
)(٦
) (١
اب|ن أب||ي ربيع|ة،عمر،ديوان عم||ر اب||ن أب|ي ربيع||ة،دار ص||ادر،بيروت،لبنان،ط،١٩٩٢ ،١
ص.٦٠
) (٢
ابن يعيش ،شرح المفصل،ج،١ص ١٢١وما بعدھا.
) (٣
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.١٣١
) (٤
الزج||اجي ،أب||و القاس||م عب||د الرحمن،الجم||ل ف||ي النحو،حقق||ه وق||دم ل||ه:عل||ي توفي||ق الحم||د،
مؤسسة الرسالة،دار االمل،ارب|د،االردن،ط،١٩٨٨ ،٤ج،٣ص.٣٧٠وال ُع ْكبَري ،ﱡ
اللب|اب ف|ي
علل البناء واإلعراب،ص.٤٦٥
) (٥
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢١
) (٦
ابن يعيش،شرح المفصل ،ج،١ص.١١٤
) (٧
نھر،ھادي،التراكيب اللغوية في العربية ،مطبعة اإلرشاد ،بغداد ،د.ط ،١٩٨٧ص.١٥٩
٣٢
لت ب َدالً ِمن اللّ ْفظ بِه على َم ْذھ ٍ
ب يجاوزوه ألنّھا أشيا ُء ق ْد ُح ِذف م ْنھا الف ْع ُل،وج ُِع ْ ِ ھَھُنا ول ْم
أرادُوه ِمن ال ﱡدعاء .
)(١
المصْ در ب َدالً ِمن فِعله ،وھو َم ِقيْس في ويرى ابنُ َعقيْل) ٧٦٩ھـ(أنّه إذا وقَع َ
األ ْمر والنّھي ،نحوِ ":قياما ً ال قُعُوداً " أيْ قُ ْم ِقياما ً،وال تَ ْقعُد قُعُوداً،وال ّدعاء نحْ وَ :س ْقياً
در وجُوباً).(٢المصْ ِ لَك،أيْ َ :سقاك ﷲُ ،يُحْ ذفُ عا ِم ُل َ
ت "و ْي َحك ،و ْيلَك" وما أن ال ﱡنحاةَ و َجدُوا ھذه ال ُم ْفردا ِ صاحبُ أبو َجناح ّ ِ ويرى
ب وھُم يقُولُونَھا عادةً في ال ﱡدعاء خيْراً أوْ َش ّراً، على شا ِكل ِتھاَ ،م ْنصُوبةً في كالم العر ِ
ب لَھا،ولَ ّما كان أكثَرُھا جا ِمداً ال يُ ْس َمح ص َ فأجْ ھَدُوا أ ْنفُ َسھم كثيْراً في البحْ ث عن نوا ِ
عال ِمن َمعا ِنيْھا ،فك ِلمةُ " َو ْيلك" دير ِفع ٍْل ل َھا ِمن ل ْف ِظھا،فا ْفت َرضوا أنّھا َم ْنصُوبةٌ بأ ْف ٍ بت ْق ِ
صد إليْه العربُ ،ولَم ي ُِريدُوه بلْ ب،و َو ْي َحه تعْني زجْ َره،ونحْ و ذلك ِم ّما ال ي ْق ِ ِب َمعْنى َعذا ٍ
وردت في كال ِمھم وأرادُوا بِھا ال ﱡدعا َء .
)(٣ ْ ھي ص َي ٌغ
ب َسماعا ً في سياقا ٍ
ت ُم َعيّن ٍة، فھذه المصا ِدر ال َم ْنصُوبة التي جاءت عن العر ِ
عدم و ُجو ِد ْأف عا ٍل ِ أن تُ ْذك َر ْأفعالُھا،فھْي َمحْ ُذوفة ٌ وجُوبا ً سماعيّا ً،بلْ عان ُم َعيّن ٍة ،دوْ ن ْ ِل َم ٍ
دير أ ْفعا ٍل ِلھذهأصْ الً.فھي مصا ِد ُر ال ف ْع َل َلھا على َم ْذھب سيبو ْي ِه،وأخ َذ ال ﱡنحاةُ في ت ْق ِ
القاعدةُ النّحْ و ّيةُ،
ِ المصا ِد ِر التي ال فِعْل لَھا في األصْ ل،و ُك ﱡل ذلك ِمن أجْ ل ْ
أن ت ْستَ ِقي َْم
أواخر ھذه المصا ِد ِر ال َم ْنصُوب ِة. ِ ويَ ِجدُوا ُمس ﱢوغا ً للحرك ِة اإل ْعرابي ّ ِة في
أن يُ َح ﱢو َل في ألن ال ُمتكلﱢ َم أرا َد ْ جاءت َم ْنصُوب ًة ّ ْ أن ھذه المصاد َر وفي ظنﱢنا ّ
أن نُ َمثﱢ َل ذلك على النّحْ و اآلتي: الخبر إلى اإل ْنشا ِء ،ويُ ْم ِكن ْ
ِ ي من ْلوبه الكال ِم ﱢ أُس ِ
ق القا ِعدة النّحْ ويّ ِة ال ِمعْياري ّ ِة " الجُم ُل اإلسْناديّةُ ": َو ْف َ
وي َل زي ٍد . ١جُملة ٌ توْ ليدي ّ ٌة ... /
طلَق َم ْنصوب " يُق ﱠد ُر فِ ْع ٌل وفا ِع ٌل ِمن َم ْعنَى ال َمصْ در َ " /م ْفعُول ُم ْ
وھو ُمضاف وزيْد ُمضاف إليه )جُملة ٌ إسْناد ّيةٌ تا ّمةٌ (
وي َل زي ٍد جُملة ٌ تحْ ويليّةٌ ... /
ناب عن فعْله َمصْ در َم ْنصوب َ بالحذفْ
َ
حدث أن نُبي َّن ماكالم ال ُمتكلﱢ ِم فَيُ ْم ِكن لنا ْ ق الت َح ﱡو ِل األُسْلوب ﱢي الذي ط َرأ على ِ . ٢أ ّما و ْف َ
ب " جُملةٌ غ ْي ُر إسْناد ّي ٍة ": ِلھذه التراكي ِ
ِلز ْي ٍد َو ْي ٌل
رفع خبر جا ّر و َمجْ رور في َمح ﱢل ْ مبتدأ مرفوع
َس| ْقيا ً و َج| ْدعاً "أوْ " أ ْم||راً أوْ نَھْي|اً ،نحْ ||و " ِقيام|ا ً ال قُ ُع||وداً "ونحْ ||و قو ِل||ه تع||ا َلىz>÷|Øsù ":
الشاع ِر:
ِ .(١)"É>$s%Ìh9$#وقوْ ل
ين بُجْ َر الحقا ِئ ِ
ب دار َويَرْ ِج ع َْن من ِ يَ ُمرﱡون بال ّدھنا ِخفافاً عيابُھُـــ ْم
بق الما َل نَ ْد َل الثﱠعا ِلــ ِ َف َن ْدالً ُز َر ْي ُ أمورھم
ِ على حيْن ْألھى الناس ُج ّل
المال" حيْث جا َء ال َمصْ د ُر قا ِئما ً َمقَا َم فِ ْعلِه،وھو َ الشا ِھد فيه :قوْ لُه " نَ ْدالً ُز َر ْي ُ
ق
ف) ،(٢و ِمـن ھذا اخط ْ
ِ الم ْقصُو َد ِبه ا ْن ِدل،أيْ طلَب؛ ألنّ َ قوْ لُه ":نَ ْدالً " وھو وا ِقع في ال ّ
ب " َج ْدعاً،و َع ْقراً ،وبُعْداً،وسُحْ قا ً،وب ُْؤساً،و َخ ْيبَةً ودفراً وأفّةً وتفّة ً )."(٣ البا ِ
الم ْقصود به االستفھام َِ در وجُوبا ً إذا وقَع المصْ در بع َد المصْ ِوحذفُ عا ِم ِل َ ْ
التوبي ُخ ،نحو قوْ لھم" :أتَوانيا ً وقد عالك المشيْبُ ؟ "أيْ أت َتوانى وق ْد عالك المشيْبُ ).(٤
در ھُنا ألنّه َم ْقرون ونح َو قو ِلھم":ألُ ْؤما ً ال أبا لك واغترابا ً "حيث حُذف عام ُل المصْ ِ
باسْتفھام توْ بيخي).(٥
حذف الفع ِل فيه حرْ صا ً على ْ
إزجار وأورد الرض ﱡي في شرْ حه ":إنّما و َجب ْ
المصادر ال َم ْنصوب ِة،ويُم ِكن ْ
أن ِ ال ُموب ِﱠخ ع ّما أ ْنكر عليه) ."(٦والنّحاةُ ق ّدروا ِفعالً ِل ِم ْثل ھذه
وفق القاعد ِة النّحويّ ِة ال ِمعْياري ّ ِة " الجُملة اإلسْناديّةُ "على النحْ و اآلتي: نُمثﱢل ھذا التقدي َرْ ،
وقد عالك المشيب تَوانيا ً . ١جُملة توليْدي ّة /أتَتوانى
ْ
جملة إسْناديّة تا ّمة م ْفعول ُمطلق َم ْنصُوب جُملة فعلي ّة تا ّمة اإلسْنا ِد
" ُمسْند و ُم ْسنَد إليه“
وق ْد عالك ال َمشيْبُ تَوانيا ً جُملة تحْ ويليّة بالحذف .... /
اسم منصوب ْ
على االنفعال
" التّوبيخ "
) (١
سورة محمد،آية.٤
) (٢
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٢٠وانظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٢ص.١٠٥
) (٣
انظر:سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣١١
) (٤
ابن عقيل،شرح ابن عقيل على األلفية،ج،٢ص.٤٤٢
) (٥
انظر:ابن ھشام ،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٢١
) (٦
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٢٩
٣٤
ب ال ُمتكلﱢ ِم فغيّ َر المتكلﱢم من ب اال ْنفعال ﱢي اإل ْنشائ ﱢي الذي ط َرأ على أُسْلو ِ
ووفق األُسْلو ِ
ْ .٢
ق ھذا الت ْغيير الذي ط َرأ الخبر إلى اإل ْنشاء بِقصْ د ال ﱡت ِ
وبيخ،فب ّدل الحركةَ اإلعرابيّةَ ِلتوا ِف َ ِ
على أُسْلوبه،على النحْ و اآلتي:
األصل
ك المشيْبُ عال َ وق ْد َوان
ت ٍ أ
ْ
خبر لِ ُمبتدأ َمحْ ذوف "ھذا ” عطف و تحقيق ُجملة فعلي ّة تا ّمة اإلسْنا ِد استفھام
مفعول ُم ْ
طلق َم ْنصوب جُملة إسْناديّة تا ّمة اإلسناد
) ُمسْند و ُم ْسنَد إليْه(
َس ْقيا ً .... جُملة تحْ ويليّة /
َمصْ در َم ْنصوب َ
ناب عن فِعْله ْ
بالحذف“ حذفُ الجُمل ِة اإلسْناديّ ِة ْ "
ي: ُ
-٢و ْفق التح ّول األسْلوب ﱢي اال ْنفعال ﱢ
األصْ ل
لَك يَس ْق ٌ
جا ّر و َمجْ رور ُمبْتدأ مرفوع
ﱢقاب ضرْ با ً ثُ ّم أضاف).(٢ ،"(١)∩⊆∪ É>$s%Ìh9$# z>÷|Øsù (#ρãxx.إنّما ھو :فاضْ ِربوا الر َ
المصد ُر في ھذا َموْ صوال فال ضرْ با ً،وليْس َ ﱢقاب َ المصْ در أيْ :فاضْ ِربوا الر َ صب على َ فنُ ِ
أن صل ِته إذا كان ِب َمعْنى " ْ ألن ال َمصْ در يكونُ ما ب ْع َده ِمن ِ ب عليْهّ ، ديم الرﱢقا ِيُن ﱠك ُر َم ْنك َر ت ْق ِ
صلة َ لَه ،إنّما ھو توْ كي ٌد للفِعل ال غير)،(٣ فإن ل ْم يَ ُك ْن كذلك فال ِ أن ي ْف َعل" ْ ف َعل "،أوْ " ْ
ب" ھو ِفعل ب ال ﱢرقا ِ در "فضرْ َ أن العا ِمل في ھذا المصْ ِ ُون ّصاحب ال ﱡد ﱢر ال َمص ِ ِ وي َرى
يكون ال َمصْ در َ ْ
ﱢقاب وقت ُمالقا ِتكم العد ﱠو ،ومنَع ال ُعكبَريﱡ ْ
أن ُ ْ ْ
ُمقَ ﱠدر تقديرُه فاضْ ِربوا الر َ
ب عن فِعله ،نحْ و: المصْ در النا ِئ ِ نفسُه عا ِمالً ،قال ألنّه ُمؤ ﱢك ٌد ،وھذا أح ُد القوْ لين في َ
ضرْ با ً زيْداً،ھلْ العم ُل َم ْنسُوب إليْه أ ْم إلى عا ِمله).(٤
دره ،إذا كان واقِعا ً في الخبر،وذلك في مسا ِئ َل: ب :وي ْمت ِن ُع ظھو ُر الفع ِل مع َمصْ ِ
ت القرا ِئنُ على ّ ُ ُ
إحداھا:مصا ِد ُر َم ْس ُموعة ٌ َكثر استعْمالھا ِمن دوْ ن أفعالِھا،ودل ْ
صبْراً ال َجزَعاً").(٥ عاملھا ،نحْ و قوْ ِلھم":ح ْمداً و ُش ْكراً ال ُك ْفراً " و" َ
ب؛ ألنّ حذفُ ال ِفعل في ِم ْثل ھذه التراكي ِ ويقوْ ُل الرّض ﱡي في شرْ حه ":وإنّما و َجب ْ
عل في حذفُ ال ِف ِ صال ِبه فا ْس ُتحْ ِسن ْ أن يعْم َل بِھما الفِع ُل ،ويتﱠ ِ ق الفاع ِل وال َم ْف ِ
عول بِه ْ ح ﱠ
ف ما ھو ُموضو ٌع ِل ْل ُحدُوث والتّ َج ﱡد ِد زوم ْ
بحذ ِ وام واللّ ِ
المواض ِع،إ ّما إبانةً بقصْ د ال ّد ِ ِ بعْض
،أيْ ال ِفعل في نحْ وَ ":ح ْمداً لَك،و ُش ْكراً لَك،و َع َجبا ً ِم ْنك .(٦) ...
در مقا َمهُ في الفِعل در وإقامةُ ال َمصْ ِ وذ َكر ابنُ عق ْي ٍل أنّه يَقِلﱡ حذفُ عا ِم ِل ال َمصْ ِ
َرامةً " أيْ :وأ ْك ِر ُمك وعلّل ابنُ عقيْل ذلك علهُ وك َ الم ْقصو ِد ِبه الخب ُر ،نحْ َو قوْ ِلنا " :أ ْف ْ َ
ً
ذوف وجُوبا،وال َمصْ در ٍ ْ
بأن ال َمصْ د َر في ھذه األ ْم ِثل ِة ونحْ وھا َمنصوبٌ ب ِفعل َمحْ ِبقولِهّ ":
ناب َمنابَه في الدﱢاللة على َمعْناه" .
)(٧
أن ال َمصْ در في نحْ و قو ِلناَ :ع َجبا ً ِلي،أصْ لُه أتَ ْع َجبُ ويرى عبد القا ِدر َمرْ عي ّ
طلَق"ُ ،ث ّم ج َرى على الجُملة فاعل" َمحْ ذوف" َ +م ْفعول ُم ْ َع َجبا ً ،فھْي تُساوي " ِفعل ِ +
لت الجُملة إلى الترْ كيب اآلتي+...): بالحذف ْإذ ُح ِذف ال ِفع ُل "أتَعْ َج ب" ،فتَح ّو ْ ْ تحْ و ْي ٌل
لت عن جُمل ٍة توْ ليديّ ٍة،وذلك َمصْ در نا ِئبٌ عن فِعْله َم ْنصوب( ،وھذه جُملةٌ تحْ ويليّةٌ تح ّو ْ
بالحذف والحرك ِة اإلعرابيّ ِة ،فنَتج التركيْبُ اآلتيَ :ع َجبا ً لي ،وھو نا ِتج ْ التح ّو ُل ح َدث
در وإضاف ِة قَ ْي ٍد "جا ّر و َمجْ رور" ونَغَم ٍة صوْ تيّ ٍة صا ِعد ٍة؛ ب ال َمصْ ِ حذف الفِع ِل ونصْ ِ عن ْ
مشاع ِر ال ّد ْھش ِة واال ْس ِت ْغرا ِ
ب).(٨ ِ ألنّھا جُملةٌ تحْ ويليّة ٌ إ ْفصاحيّةٌ تُ ِف ْي ُد التعْبي َر عن
) (١
سورة محمد،اآلية.٤
ال ُمب ﱢرد،ال ُم ْقت َ
) (٢
ضب،ج،٣ص.٢٦٨
) (٣
م ّك|||ي،ابن اب|||ي طالبُ ،م ْش|||كل إع|||راب الق|||رآن،ج،٢ص.٦٧١وانظ|||ر:العكبري،التبي|||ان ف|||ي
إعراب القرآن،ج،٢ص.١٠٥٧
) (٤
انظر:الحلبي،الدر المصون،ج،٦ص.١٤٧
) (٥
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٢٣
) (٦
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٣٠٣
) (٧
انظر:ابن عقيل،شرح ابن عقيل على األلفية،ج،٢ص.٤٤٢
) (٨
انظر:مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.١٤٦
٣٦
ب " َع َجباً"ھو" ھذا َع َجبٌ ” يكون أصْ ُل التركي ِ َ ويذھب َمرْ عي إلى أنّه يُ ْم ِكن ْ
أن
اإلخبا َر بلْ يُريد ْ إخباري ّ ٌة،فل ّما كان ال ُمتك ﱢل ُم ال يُريد ) ُمبْتدأ وخبر( وھي جُملةٌ توْ ليديّةٌ ْ
الخبر ِمن الض ّم ِة ِ ب ح َذف ال ُمبْتدأَ وغيﱠ َر حركة َ اإل ْفصا َح عن مشا ِع ِر ال ّد ْھش ِة واال ْس ِت ْغرا ِ
ي الذي يُريدُه،فأصْ بَحت الجُملةُ تحْ ويليّةً إ ْفصاحيّة ً إلى الف ْتح ِة ِلتَجْ سيد ال َمعْنى اإل ْفصاح ﱢ
مشاعر ال ّد ْھش ِة واال ْس ِت ْغراب فھْي تُساويُ ) :مبْتدأ محذوف( ...واسم ِ ِللتع ِْبير عن
صوْ تيّة صا ِع َدة .
)(١
َم ْنصوب بالتح ّو ِل ِليُ ِف ْي َد التّع ﱡجب و ن َغ َمة َ
جاءت َم ْنصوبةِ ،من ِم ْثلُ ":سب َ
ْحان ْ ُ
ق ال ﱡنحاةُ ِبھذه المصا ِد ِر أسْما ًء أ ْخرى وأَ ْلح َ
جاءت ب َدالً ِمن أفعا ِلھا،فَ ُس ْبحانَ ﷲِ،أيْ بَراءة ً ْ ﷲِ ،و َمعا َذ ﷲِ ،و َريْحان ًة") ،(٢فھي مصا ِد ُر
ويلز ُم اإلضافةَوال يتَصرﱠفُ ، ق م ْنهْ ، لَه ِمن السﱡو ِء ،وليس َمصْ دراً ِلسبّح،بلْ سبّح ُم ْشت ّ
ق لَه بفِعل ِمن ﷲ ،ول ْم يُ ْن َ
ط ْ ق ِ ﷲ ،بِ َمعْنى اس ِترْ زا َ ْحان ِ )،وري َ ﷲ بِ َمعْنى ِعياذاً با ِ ومعا َذ ِ
ﷲ"، ترنا ً م ْع " ُسب َ
ْحان ِ لَ ْفظه فَيُقدّرْ ِمن َمعْناه ،أيْ :استَرْ ُزقَهُ،وال يُ ْستَعم ُل ُم ْفرداً ،بلْ ُم ْق ِ
ْحان ﷲِ "،وال نبﱠه على ذ ِلك).(٣ ه؛ألن سيْبوي ِه ل ْم ْيذ ُكرْ هُ ُم ْقترنا ً مع " ُسب َ ّ وقيْل يُ ْستَعْمل وحْ َد
ذ ِلك).(٣
ديرھا،ھو ان ِطالقُھُم عال ِلھذه المصا ِد ِر وت ْق ِ إ ّن ما ح َمل ال ﱡنحاةَ على البحْ ث عن أ ْف ٍ
ب،وكان ص ٍ ب ِمن نا ِ القاعدة ال ّنحويّ ِة ال ِمعْياري ّ ِة ِ◌ ،التي ت َرى أنّه ال ُب ﱠد ِل ُك ﱢل َم ْنصُو ٍ ِ ِمن
ب التي رس ھذه التراكيبُ دراسةً وظيْفيّةً وصْ فيّةً،و َع ﱡدھا ِمن باب التراكي ِ أن تُ ْد َ األوْ لى ْ
أن نَ ُع ﱠدھا أن ي ْنقُلَه إلى السا ِمع ،في ُ ْم ِكن لَنا ْ عالي،أرا َد ال ُمتكلﱢم ْ قف انفِ ﱟ جاءت ِلتُعبﱢ َر َعن َموْ ٍ ْ
صده فال ُمتلقي ف َ ِھم ما يَ ْق ِ ّكوت عليهْ ، ِمن الجُمل غي ِْر اإلسْناد ّي ِة التي تحْ ِمل َمعْن ًى يَحْ سُن الس ُ
ب ھو أ ْقربُ إلى فإن ما ذھَب إليْه ال ُمحْ َدثون في دراس ِت ِھم ِل ِم ْثل ھذه التراكي ِ ال ُمتكلﱢ ُم ِ ،لذا ّ
ت ال حاجةَ ت و ُمس ﱢوغا ٍ ْرب ت ْقديرا ٍ ي الذي يوفﱢر على ال ُمع ِ واالستع ْ◌مال ﱡ
اللغَو ّ ِ اللغ ِةرُوْ ح ﱡ
لَنا ِبھا،ويجع ُل ال ُمتكلﱢم في ِح ﱟل من قُيود ال ﱡنحا ِة وأكث َر ُح ريّة ً في التعْبير عن ُمرا ِده إذا كان
واضح ِ تخلو ِمن عُنصري اإلسْناد.وال َمعْنى تراكيب لُغَوي ّ ٍة ْ َ ي ي ْقتضي إ ْنتا َج ال ُموقف ﱡ
اللغَو ﱡ
ال لَبْس فيه وال ُغموض.
ناب ال َمصْ در عن فعل أُس ِند السم عيْن ،أيْ أُ ْخ ِبر بِه ع ْنه،وكان الثانية :إذا َ
المصْ در ُمكرّراً ،نحو :ز ْي ٌد سيْراً سيْراً ،والت ْقدير يس ْي ُر سيْراً أوْ "أ ْنت سيْراً سيْر اً" أو َ
ْ ْ ً ّ ْ ً
كان ال َمصْ در َمحْ صُورا ،نحْ و :ما ز ْيد إال سيْرا أوْ "ما أنت إال سيْرا" والتقدي ُر :ما أنت ّ ٌ ً
ّإال تسيْر سيْرا ً أوْ نحْ و قوْ ِلھم" :إنّما أ ْنت س ْي َر البري ِد "ف ُح ِذف العا ِم ُل يسيْر وجُوبا ً ِلما في
الحذفُ جا ِئزا ً فإن ل ْم يو َج ْد ت ْكري ٌر أوْ حص ٌر كان ْ ريرْ ، القائم َمقا َم الت ْك ِ ِ الحصْ ر ِمن التأْكي ِد
أن يُقا َل :ز ْي ٌد يسي ُر سيْراً).(٤ ال وا ِجبا ً،نحْ و :ز ْي ٌد سيْراًْ ،إذ يجُوز ْ
ْضاح " واعل ْم أ ّنھم ق ْد يحْ ِذفون الفع َل ويجْ علون ِ َصد في شرْ ح اإلي وجاء في ال ُم ْقت ِ
المصْ د َر ِع َوضا ً م ْنه،وذلك في نحْ و قو ِلھم" :إنّما أ ْنت سيْراً سيْراً ،يُريدون :تَسيرُون
) (١
انظر:المرجع نفسه ،ص.١٤٦
) (٢
الرضي ،شرح الكافية،ج،١ص.٣٠٣
) (٣
انظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١١٦
) (٤
انظ||||ر:اب||||ن ھشام،أوض||||ح المس||||الك،ج،٢ص.٢٢٣واب||||ن عقيل،ش||||رح اب||||ن عقي||||ل عل||||ى
األلفي|||ة،ج،٢ص.٤٤٦حمودة،ط|||اھر س|||ليمان،ظاھرة الح|||ذف ف|||ي ال|||درس اللغوي،ال|||دار
الجامعية،اإلسكندرية،مصر)،د.ط(،١٩٨٤،ص.٢٣١
٣٧
ت وفي ُمجْ مل حاال ِته ج ُْز ٌء ال يتَ َج ّزأ من األسماء سيْراً" .واإل ْعرابُ في ھذه ال َم ْنصوبا ِ
التي ي ْد ُخلھا).(١
جاءت في ِم ْثل قوْ ِلنا":إنّما ْ ويرى ابنُ يعيش ) ٦٤٣ھـ( أنّ ھذه المصاد َر التي
الناس ”تُقال لِمن ِ ب أ ْنت سيْراً سيْرا ً " و" ما أ ْنت ّإال قَ ْتال ً قَ ْتالً " و" ما أ ْنت ّإال ضرْ َ
إظھار الفع ِل ،وليْس ذلك المصدر عن ْ ِ ويواصله،فاستَ ْغنى ِبداللة ِ يَ ْكثر م ْنه ذلك الفع ُل
اإلخبارعن الغا ِئب كما تسْتع ِمله في ال ُمخاطب، يختصﱡ بال ُمخاطب ،بلْ تسْتع ِمله في ْ ِم ّما ْ
فتقول ":ز ْي ٌد سيْراً سيْراً" إذا أخبَرتَ ع ْنه في ِمثل ذلك ال َمعْنى ،وتقو ُل :أ ْنت الد ْھ ُر سيْراً
وإن رفعْت وق ُ ْلت :ما أ ْنت ّإال س ْي ٌر س ْي ٌر،على ِمعنى سيْراً،وأ ْنت ھذا اليو ُم سيْرا ً سيْراًْ ،
ب وأق ْمتَ الس ْي َر مقا َمه ،ل ْم ي ُد ﱠل على َك ْث َرة الصاح َ
ِ ما أ ْنت إال صا ِحبُ سي ٍْر،وحذ ْفتَ
أخبرتَ أنّه صاحبُ سي ٍْر ال غ ْي َر).(٢ صل ٍة كما َد ﱠل النصْ بُ وإنّما ْ وموا َ
ق القاعد ِة النحْ ويّ ِة ب ونُجْ ري عليه ْ
تط ِبي َ واحداً ِمن ھذه التراكي ِ أن نُمثﱢل ِ ويُ ْم ِكن لَنا ْ
ال ِمعْياريّ ِة " الجُملة اإلسْناديّة"،على النحْ و اآلتي:
األصل
سيْراً سيْرا ً ز ْي ٌد ّإال يس ْي ُر جُملة توليدي ّة /ما
مفعول مطلق منصوب
سيْرا ً سيْراً ز ْي ٌد ّإال ... جُملة تحويلي ّة /ما
مفعول مطلق منصوب جملة إسْناديّة " اسمية ” بالحذف
وعامله محذوف
بأن جُملة َ "ما زيْد ّإال سيْراً سيْراً" ھي جُملة تحْ ويليّة،تح ﱠو ْ
لت فال ﱡنحاة ي َرون ّ
بالحذف من جُملة توليديّ ٍة ھي":ما زيْد ّإال يسي ُر سيْراً سيْراً ".فال ِفعل والفا ِع ُل ق ْد ُح ِذفا ْ
آخر
ِ من الجٌملة التّوليديّ ِة،ويُق ّد ُر في الجُملة التحويليّ ِة ِلتَسوي ِْغ الحرك ِة اإلعرابيّ ِة في
ب.در ال َم ْنصو ِ ال َمصْ ِ
ّلت ِبفعْل ما ط َرأ أن الجُملةَ ق ْد ت َحو ْ ي،فن َِجد ّ ي اال ْنفعال ﱢ وفق التحو ِّل األُسلوب ﱢ أ ّما ْ
ب،وھذا ما ّفع إلى النّصْ ِ الخبر إلى اإل ْنشاء،أيْ ِمن الر ِ ِ على أُسلو ِ
ب ال ُمتكلﱢ ِم تَح ّو ٌل ِمن
أشا َر إليْه ابنُ يعيش في شرْ ح ال ُمفَص ِﱠل).(٣
) (١
انظر:الجرجاني ،المقتصد في شرح اإليضاح،ج،٢ص.٥٩٠
) (٢
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١١٥
) (٣
انظر :المرجع نفسه ،ص.١١٥
٣٨
األصْ ُل
س ْي ٌر. س ْي ٌر ّإال ز ْي ٌد ما
خبر مرفوع عنصر توكيد ُمبْتدأ مرفوع حصْ ر نفي
) (١
سورة محمد،اآلية.٤
) (٢
انظر:ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٢٣
) (٣
ابن عقيل ،شرح ابن عقيل على األلفية،ج،٢ص.٤٤٥
) (٤
ابن يعيش ،شرح المفصل،ج،١ص.،١١٥
) (٥
العكب|ري ،التبي|ان ف|ي إع|راب الق|رآن،ج،٢ص.١١٦٠وانظ|ر:الحلب|ي ،الدرالمص||ون ،ج،٦
ص.١٤٧
٣٩
الرابعة :ال َمصْ در ال ُمؤ ﱢك ُد ِل ْنفسه أوْ ِلغي ِْره.
أ ّما ال ُم َؤ ﱢكد ِلنف ِسه وھو الوا ِق ُع بعْد جُمل ٍة ھي نصﱡ في َمعْناهُ) ،(١أيْ الواقِعة ُ بعْد
ي ْألفٌ عُرْ فا ً أوْ اع ِترافاً ".وقدّر النّحاةُ ف ْعال ً لَه جُمل ٍة ال تحْ ت ِمل غ ْي َره،نحْ و قوْ ِلنا ":لَه عل ﱠ
ذوف،ويُس ّمى ال ُمؤ ﱢكد ٍ بـ "اعت َِرف ا ْع ِترافاً"فـ"اع ِترافاً" َمصْ در َم ْنصوب ِبف ْع ٍل َمحْ
،ب َمعْنى أنّھا ال تحْ ت ِمل ِسواه).(٢
المصْ در ِ ِلن ْف ِسه؛ألنّه ُمؤ ﱢك ٌد ِلجُملة ق ْبلَه،و ن ْفسه َ
ب تحْ ت ِعنوان" ما ي ُكون ال َمصْ در فيْه تَوْ كيْداً ِل ْنف ِسه نصْ با ً " وذلك وو َرد في الكتا ِ
ھم عُرْ فا ً ،و ِم ْثل ذ ِلك قوْ ُل األحْ وص:
ي ْألفُ ِدرْ ٍ نحْ و قو ِلك:لَه عل ﱠ
)(٣
قسماً إليْك مع الصﱡدو ِد أل ْميَ ُل إنّي أل ْمنَحك الصﱡ دُو َد وإنّني
إنّما صار توْ كيداً ِلن ْف ِسه؛ألنّه حيْن قال:لَه عل ﱠي فقد أق ﱠر واعت َرف ،وقال:أل ْميَ ُل
لف ،ولكنّه قال :عُرْ فا ً وق َسما ً توْ كيْداً).(٤ عل ﱠي أنّه بعْد َح ٍ
ق القاعد ِة ھم عُرْ فا ً أوْ ا ْع ِترافاً" و ْف َ ي ْألفُ ِدرْ ٍ أن نُمثﱢ َل قوْ لَھُم" :لَه عل ﱠ ويُم ِكن ْ
النّحويﱢة ال ِمعْياري ﱢ ِة "الجُملةُ اإلسْناديّ ُة" على النحو اآلتي:
ھم اعت َِرف ي أَ ْلفُ ِدرْ ٍ إن األصْ َل فيْھا "لَه عل ﱠ ھم عُرْ فاً أوْ ا ْع ِترافا ً،ق ْي َل ّ . ١لَه عل ﱠ
ي ألفُ ِدرْ ٍ
بالحذف،على النحو ْ لت إلى جُمل ٍة تحْ ويليّ ٍة ا ْع ِترافا ً أوْ عُرْ فا ً " فھذه جُملةٌ توْ ليديّة ٌ تح ّو ْ
اآلتي :
ھم )اعتَرف( عُرْ فا ً أوْ ا ْع ِترافا ً ْألفُ ِدرْ ٍ جُملة توْ ليدي ّة /لَه عل ﱠي
مفعول مطلق منصوب
) (١
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٢٣
) (٢
ابن عقيل،شرح ابن عقيل على األلفية،ج،٢ص.٤٤٩
) (٣
البيت من شواھد الكتاب وينسب للشاعر األحوص.
) (٤
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٨٠وانظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١١٦
٤٠
ّكوت عليْه،وھي ى يَحْ سُن الس ُ دير ھي جُملة ٌ ُمفيْدةٌ تحْ ِمل َمعْن ً فالجُملة ِمن دوْ ِن ْتق ٍ
دير عا ِم ٍل.ّين جُملةٌ غ ْي ُر إسْناديّ ٍة ال تحْ تا ُج إلى ت ْق ِ دثين ِمن ال ﱡنحاة واللّغَوي َ ظ ِر ال ُمحْ َ في ن َ
َت ت ويُ ْسك ُ ھار ال ِف ْع ِل في كَثي ٍْر ِمن التّعْبيرا ِ ْ
ك إظ ِ ضوْ ء ھذا ونحْ ِوه يُفَ ﱠس ُر ترْ ُ وفي َ
عن ت ْق ِ
دير ِفع ٍْل ِب َع ْينِه . ْ
)(١
المصْ در ال ُمؤ ﱢكد لِغي ِْره وھو الوا ِق ُع بعْد جُمل ٍة تحْ تَ ِملُه ُ وتحْ تَ ِم ُل غ ْي َره،نحْ و أ ّما َ
صا ِم ْنه،أيْ أنّھا الباط َل" ،فتَص ْي ُر ِب ِذ ْك ِره ن ًّ
(٢ )
ِ ق ال ً ّ
قوْ ِلھم ":ز ْي ٌد ابْني َحقا " و" ھذا ز ْي ٌد ال َح ﱠ
وف وجُوبا ً، ً
تحْ ت ِم ُل َمعْناه وغ ْي َره،فأ ْعرب ال ﱡنحاةُ " َحقّا" َمصْ دراً َم ْنصوبا ً ِلفعْل َمحْ ُذ ٍ
وألن قوْ لَك: ّ ألن الجُملة َ ق ْبلَه تَصْ ل ُح لَه و ِل َغي ِْره؛ والتقدي ُر :أ َحقﱠهُ َحقًّا،و ُس ّمي ُم َؤ ﱢكداً لِ َغي ِْره؛ ّ ْ
رت أن ال ُمرا َد م ْنھا ال ِبنُ ّوة الحقيْقي ّةّ ،
فتأث ْ صارت الجُملةُ في ّ ْ "أ ْنت ابْني"فل ّما قا َلَ ":حقًّا "
ب ُمغايَر ِة ال ُم َؤثﱢ ِر لِ ْل ُم َؤثﱠ ِر فكان ُمؤ ﱢكداً ِل َغي ِْره ِلوجُو ِصاَ ، ْ
صارت ِبه ن ًّ بالمصْ در؛ألنّھا الجُملةُ َ
فيْه).(٣
ويقو ُل ال ُمبَرﱢد":وذ ِلك قوْ لُك":ھذا ز ْي ٌد ُحقًّا" ،ألَ ّنك ل ّما قُ ْلتَ "ھذا ز ْي ٌد" ف َخبّرتَ ،
ق ق ذ ِلك" ،وكذ ِلك "ھذا ز ْي ٌد الح ﱠ عن قوْ لِك "أ َح ﱞ ق ،فا ْستَ ْغنيتَ ْ إنّما خبّرتَ ِبما ھ َو ع ْندك َح ﱞ
ألن ما ق ْبلَه صا َر ب َدالً ِمن الفعْل،ولو قُ ْلت "ھذا ز ْي ٌد ال َح ﱡق" لكان ر ْفعُه على الباط َل"؛ ّ ِ ال
ق ،وعلى أنّك قلُْ ً
أن تجْ ع َل "زيْدا "ھو ال َح ﱡ ولكن على ْ المعْنىْ ، تين ،وليْس على ذ ِلك َ ِوجْ ھَ ِ
"ھذا ز ْي ٌد " ُث ﱠم قُ ْلتَ " ال َح ﱠق" .
)(٤
ب ناص ٍ دير ِ ت القرآنيّ ِة َمصا ِد ُر َم ْنصُوبةٌ ،اختلَف ال ﱡنحاةُ في ت ْق ِ جاء في بعْض اآليا ِ
ْ
صل اليأسُ الفاع ِل؛ألنّه ح َ ِ ً
بالمصا ِد ِر ُمضافَة إلى ادر،حتّى أنّھم قالُوا:و ِج ْي َء َ المصْ ِ ِلھذه َ
ھار ف ْع ِلھا) ،(٥يقو ُل ﷲُ تعالى§tΒ ”ßϑs? }‘Éδuρ Zοy‰ÏΒ%y` $pκâ:|¡øtrB tΑ$t7Ågø:$# “ts?uρ": إظ ِ ِمن ْ
،"(٦)4 >óx« ¨≅ä. zs)ø?r& ü“Ï%©!$# «!$# yì÷Ψß¹ 4 É>$ys¡¡9$#وقال تعالىŸω ( «!$# y‰ôãuρ":
† ،"(٧) …çνy‰ôãuρ ª!$# ß#Î=øƒäوقوْ لُه تعالىZπtóö7Ϲ «!$# š∅ÏΒ ß|¡ômr& ôtΒuρ ( «!$# sπtóö7Ϲ ":
،"(٨) ∩⊇⊂∇∪ tβρ߉Î7≈tã …ã&s! ßøtwΥuρ ( Zπtóö7Ϲوقوْ لُه تعالىÏ!$|¡ÏiΨ9$# zÏΒ àM≈oΨ|Áósßϑø9$#uρ":
)βr& öΝà6Ï9≡sŒ u!#u‘uρ $¨Β Νä3s9 ¨≅Ïmé&uρ 4 öΝä3ø‹n=tæ «!$# |=≈tGÏ. ( öΝà6ãΨ≈yϑ÷ƒr& ôMs3n=tΒ $tΒ āωÎ
) (١
المخزومي،في النحو العربي قواعد وتطبيق،ص.١٢٧
) (٢
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٢٣
) (٣
ابن عقيل،شرح ابن عقيل على األلفية،ج،٢ص.٤٤٧
) (٤
المب ﱢرد،المقتضب،ج،٢ص.٢١٥
) (٥
الزمخش||ري،ابو القاس||م محم||ود ب||ن عمر،الكش||اف،دار المعرف||ة ،بي||روت ،لبن||ان) ،د.ط(،
)د.ت( ،ج ،٣ص.٣٩٢
) (٦
سورة النمل،اآلية.٨٨
) (٧
سورة الروم.اآلية.٦
) (٨
سورة البقرة،اآلية.١٣٨
٤١
?£åκ÷]ÏΒ ÏµÎ/ Λä÷ètGôϑtGó™$# $yϑsù 4 šÅsÏ≈|¡ãΒ uöxî tÏΨÅÁøt’Χ Νä3Ï9≡uθøΒr'Î/ (#θäótFö6s
ω÷èt/ .ÏΒ ÏµÎ/ ΟçF÷|Ê≡ts? $yϑŠÏù öΝä3ø‹n=tæ yy$oΨã_ Ÿωuρ 4 ZπŸÒƒÌsù ∅èδu‘θã_é& £èδθè?$t↔sù
) (١
سورة النساء،اآلية.٢٤
) (٢
صل في صنعة اإلعراب،ص.٥٦
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٨١وانظر:الزمخشري،المف ّ
) (٣
سورة النساء،اآلية .١٢٢
) (٤
سورة البقرة،اآلية .١٣٨
) (٥
الزمخشري،الكشاف،ج،٣ص.٣٩٢انظر:الحلبي،الدر المصون ج،١ص.٣٨٨
) (٦
انظر:ابن يعيش.شرح المفصل،ج،١ص.١١٧
) (٧
سورة النساء،اآلية.٢٤
٤٢
صوب قال و ذلك جا ِئ ٌز وق ْد َ تاب ﷲِ ،فق ّد َم ال َم ْن
ِبـ) َعلَ ْي ُكم(على اإل ْغرا ِء ،كأنّه قالَ :علَ ْي ُكم ِك َ
ور َد بِه السّما ُع وھ َو القياس").(١
ب على ص َﷲ " نُ ِ رآن ِلم ﱢكي أنّ قولَه تعالىُ ":
صنَ َع ِ ب القُ ِوجاء في ُم ْشكل إ ْعرا ِ
ص َن َع ذلك ب" َد ﱠل على أنّه تعالى َ ال َمصْ در؛ ألنّه تعالى ل ّما قال" :وھ َي تَ ُم ﱡر َم ﱠر السّحا ِ
ص ْن ُع
ص ْن ِع ﷲِ ،ويجُوز نصْ بُه على اإل ْغراء،ويجُوز الرّف ُع على َمعْنى" ذ ِلك ُ ف َع ِمل في ُ
ﷲ").(٢ ِ
وفق القاع ِدة النّحويّ ِة◌ِ " در في اآلية القرآنيّ ِةْ (٣)" «!$# ‰ôãuρ": -١ويُ ْمكن توْ جيهُ ال َمصْ ِ
الجُملة اإلسْناديّة "على النحو اآلتي :
و ْعداً وع َد ُكم ﷲ ُ جُملةٌ توْ ليديّة ٌ/
مفعول ُم ْ
طلق جملة إسْناديّة
و ْع َد ّ ِ
ﷲ .... جُملة تحْ ويليّة/
َمصْ در َم ْنصوب وھو ُمضاف جملة اسْنادية َمحْ ذوفة
ق األُسلو ِ
ب اال ْنفعال ّ
ي: . ٢أ ّما و ْف َ
األصْ ل
ﷲِ و ْع ُد
مضاف إليه مجرور خبر مرفوع لمبتدأ محذوف )ذلك(وھو مضاف
) (١
انظ||ر:اب||ن يعيش،ش||رح المفص||ل،ج،١ص.١١٧والفراء،أب||و زكري||ا يحي||ى ب||ن زياد،مع||اني
القرآن،تحقيق:أحمد يوسف نجاتي وآخرين،الھيئة المص|رية العام|ةللكتاب،ط،٢،١٩٨٠ص
.٨٣ومك|||ي،ابن اب|||ي طالب،مش|||كل إع|||راب الق|||رآن،ج،١ص.١٩٥والعكبري،التبي|||ان ف|||ي
إعراب القرآن،ج،١ص.٣١٦
) (٢
مكي ،مشكل إعراب القرآن،ج،٢ص.٥٤٠وانظر:الحلبي.الدر المصون ،ج،٣ص.٣٤٥
) (٣
سورة النساء،اآلية .١٢٢
) (٤
انظر:ابن عقيل،شرح ابن عقيل على األلفية،ج،٢ص.٤٤٨
٤٣
ي ال ِعالج ﱞي ،في نحْ و قو ِلھم ":لَه َذكا ٌء ذكا ُء الحُكما ِء " ،وفي بُكا ُء الثّ ْكلى "أوْ ألنّه َمعْنو ﱞ
عدم تق ﱡد ِم صاح ِبه).(١مار" ِل ِت ِح ٍ ت صوْ ُ ار صوْ ٌ نحْ و":فإذا في ال ّد ِ
أن تجْ ع َل ت ول ْم تُ ِر ْد ْ حال تصْ وي ٍ ب؛ألنّك مررتَ بِه في ِ ويرى سيْبو ْي ِه " أنّه انتَص َ
ت ُع ِلم أنّه ق ْد كان ثَ ّم عمل صفَةً لأل ّول ،وال ب َدالً ِمنه ولكنّك ل ّما قُ ْلتَ لَه صوْ ٌ اآلخ َر ِ
المعْنى" .
)(٢
فحملت الثاني على َ ّ ْ َ ٌ
فصا َر قولك :له صوْ ت ِبمنزل ِة قو ِلك،فإذا ھو يُص ﱢوت َ َ ُ
أن ھذا ال َمصْ د َر التّ ْش ِبيھ ﱠي َم ْنصوبٌ بفِع ٍل ُمقَ ّد ٍر بيْن الجُملة ويرى ابنُ يعيش ّ
در،يد ّل عليْه الجُملةُ ال ُمتَقدﱢمة ُ ِداللةً سياقيّةً ُم ْغ ِنيَة ً ع ْنه فلِھذا و َجب ْ
حذفُه ال ُمتقَدﱢم ِة وال َمصْ ِ
در) ،(٣أوْ ّ ُ ت صوتَ ِح ٍ ت يُص ﱢو ُ والتقدي ُر " لَه صوْ ٌ ْ
أن العا ِمل مار "،فأقيْم االس ُم َمقا َم ال َمصْ ِ
؛ألن ال َمعْنى " فإذا لَه ب ھو االس ُم الّذي ِب َم عْناه في الجُملة ال ُمتقدﱢم ِة ّ في ال ِمصْ در ال َم ْنصو ِ
عم َل ِف ْعلِه .
)(٤
ويت َمصْ د ٌر يعْم ُل َ ويت " والتّصْ ُ تصْ ٌ
أن نوجﱢه ھذا أن النّحويين ق ْد ق ّدروا فِعالً ِلھذه ال َمصا ِد ِر ال َم ْنصوب ِة فيُم ِكن لَنا ْ و ِبما ّ
ق القاعد ِة النّحويّ ِة ال ِمعياري ّ ِة " الجُملة ُ اإلسْناديّةُ " على النحو اآلتي: ْ
ْب وف َ التركي َ
بُكا َء الثّ ْكلَى يبْكي ب ُكا ٌء جُملة توْ ليدي ّة /لَه
صوب طلَق َم ْن ُ َم ْفعول َم ْ جُملة إسْناديّةٌ جا ّر و َمجْ رور ُمبْتدأ َمرْ فوع
ب ُكا َء الثّ ْكلَى .... بُكا ٌء جُملة تحْ ويليّة /لَه
َمصْ در َم ْنصوب جا ّر و َمجْ رور ُمبْتدأ مرفوع
مضاف
) (١
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج ،٢ص.٢٢٣
) (٢
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٥٦
) (٣
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.٢٢٥
) (٤
انظر:المرجع نفسه،ج،١ص.٢٢٥
٤٤
الخبر إلىِ ب كال ِم ِه من صد التّ ْشبيه ح ّول في أسْلو ِ أن ال ُمتكلﱢ َم ع ْندما ق َ وفي ظنﱢنا ّ
ّدت ھذا بِ ،ليُخا ِلف في الحرك ِة اإل ْعرابي ّ ِة والّتي جس ْ ّفع إلى النّص ِ اإل ْنشا ِء ،فغيّ َر َعن الر ِ
ْويغ الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة. دير عا ِم ٍل " ِفعْل " ِل َتس ِ التح ّو َل،الّذي ال يحْ تاج إلى ت ْق ِ
ْك" ك "،و" َدوالَي َ ك،و َحنانَ ْي َ ك،و َسعْد ْي َ ب َمصا ِد ُر ُمثَنّاةٌ ِمن نحْ و ":لَبﱠ ْي َ وو َرد َعن العر ِ
ُ
ْك" وھذه تلز ُم اإلضافَةَ ،وإضافَتھا ْ َ
ْك" و" َحوالي َ ْك" ،و" َحذا َري َ ْك" ،و" َمجا َزي َ و"وھَذا َذي َ
ت لَتَصر ْ
ﱠفت).(١ ّان أنّھا لوْ أُ ْف ِر َد ْ ب وخالَفَه أبو حي َ شاذة ِلغا ِئ ٍِلظا ِھ ٍر ،وقال ابنُ ما ِل ٍكّ :
ْك" إجابَةٌ بعْد ْك" و" َس ْع َدي َ وقال الخلي ُل َعن ِدالل ِة ھذه التّ ْثني ِة ":أرا َد ِبقَو ِله" :لَبﱠي َ
وكأن ھذه التّ ْثنيةَ أ َش ﱡد َر ُم ِجيْبٌ ّ ، ك في أ ْم ٍر فأنا في األ ْم ِر اآلخ ِ إجابَ ٍة،كأنّه قالُ :كلّما أ َج ْبتُ َ
تو ِكيْداً ").(٢
ورورى سيْبو ْي ِه عن الخليل أنه زعم أنّ ِم ْث َل ھذه المصا ِد ِر ُمثَنﱠاةٌ ،حيْث قال:
ك،ألنّا َس ِمعْناھُم يقُولونَ ":حنان").(٣ ك ،ت َْث ِنيَةٌ ِب َم ْنزل ِة َحنانَ ْي َ
"إنّھا أيْ لَ ْبيَ َ
صب ھذا كما ْك" فا ْنت َ ْك و َس ْع َدي َ أ ّما َعن إ ْعرابِھا فقال سيْبو ْي ِه":وأ ّما قولُك":لَبﱠي َ
أن "لَ ﱠب ْيكَ " ال أخبر َس ْمعا ً وطا َعةً؛ ّإال ّ نزل ِة قوْ ِلك إذا ْ ﷲ" وھو ِب َم ِ صب " ُس ْبحانَ ِ ا ْنت َ
يتَص ّرفُ .
)(٤
،(٥)"È÷s?§x. u|Çt7ø9$# ÆìÅ_ö‘$#وال َمعْنىْ :إلبابا ً َكثيْراً ُمتَتا ِليا ً،ف ُح ِذف ال ِفع ُل ،وأُق ْي َم ال َمصْ د ُر
ضيف َ الم ْفعُول وأُ
الثالث ﱢيُ ،ث ﱠم ُح ِذف َحرْ فُ الج ﱢر ِمن َ فت زَوائدُه و ُر ﱠد إلى ﱡ قامه،و ُح ِذ ْ َم َ
ماع ال َمأْ ُموري ّ ِة
غ ال ْس ِت ِ ال َمصْ د ُر إليْهُ ،ك ﱡل ذلك ِليَ ْف َر َغ ال ُمجيْب ِبسرع ٍة ِمن الت ّ ْلبيَ ِة ،فَيتَفَ ّر ُ
وف بالمكان ِب َمعْنى :أَلَبﱠ ،فال يكونُ َمحْ ُذ َ ِ يكون ِمن لبّى َ حتﱠى ي ْمتثله ،ويجُوز ْ
أن
الزوائ ِد).(٦
ب جاء ِإلفاد ِة التأْكي ِد ول ْيس ِل ْل َعد ِد "التّ ْثنية"، أن ال َمصْ د َر في ِم ْثل ھذه التراكي ِ ربّما ّ
ْك" الواح َد،وأنّه حيْن قال "لَ ﱠبي َ ِ المعْنى على أنّ َم ْن قال لبّى أرا َد العد َد ْ
أن يُفھَ َم َ وال ي ُ ْم ِكن ْ
ي ال تحْ تاجُ ب الجُمل غي ِْر اإلسْناديّ ِة فھ َ يُريد زيادةَ العد ِد ّإال أنّھا َمصا َد ُر َم ْنصوب ٌةِ ،من با ِ
واضحة ُ ال َمعْنى ال ُغ ُموض فيھا. ِ دير عا ِم ٍل ل َھا ف ْھ َ
ي إلى ت ْق ِ
ِفعل +... + ك أصْ لُھا أ َح ﱡن َحنانَ ْي َ
ك ويرى عبدُالقادر مرْ عي ّ
أن َحنانَ ْي َ
حذف الفع ِل = إخباريّةٌ ،ثُ ّم ج َرى على الجُمل ِة تحْ وي ٌل ِب ْ طلَق = جُملة توْ ليدي ّةٌ ْ َم ْفعُول ُم ْ
يطلُب َشيْئا ً ومجْ رور ".ول ّما كان ال ُمتكلﱢ ُم ال ْ َ +...مصْ َدر نا ِئبٌ عن فِعله +قيْد " جا ّر َ
ب،فق ْد ج َرى على مشاع ِر ال ّد ْھش ِة واالسْتغرا ِ ِ ب ،وإنّما يُريد اإل ْفصا َح ْ
عن ِبھذا التركي ِ
) (١
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١٠٩
) (٢
سيبويه،الكتاب،ج،١ص٣٥٠
) (٣
المرجع نفسه،ج،١ص).٣٥١وردت في الكتاب " حواليك "(
) (٤
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٤٩وانظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١١٩
) (٥
سورة الملك،اآلية.٤
) (٦
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٢٩٦
٤٥
الصاعد ِة ِللتّعْبي ِْر عن ال ّدھش ِة ِ الجُملة تحْ وي ٌل آ َخ ُر،وذ ِلك بالنّغم ِة الصوتيّ ِة
ب،فتُص ِبح الجُملة ُ=َ +...مصْ در نا ِئبٌ عن ِفعله +قيْد "جا ّر و َمجْ رور +نَغَمة واالسْتغرا ِ
ب .
)(١
مشاعر الدّھش ِة واالست ْغرا ِ ِ ْ
صوتيّة صا ِعدة جُملة تحْ ويليّةٌ إفصاحيّة ٌ ِللتّعْبير عن
جاءت فيْھا مصا ِد ُر ْ ب اللّغوي ّ ِة التي ي في ِم ْثل ھذه التراكي ِ وھُنا يتَسا َء ُل الجوار ﱡ
طلَتْ وإال بَ ُ
أن يجْ ت ِم َع مع ما ينُوب ع ْنهّ ، صحﱡ ْ "أسما ٌء َم ْنصوبة" :أليْس النا ِئب ِم ّما ال ي ِ
األسلوب
َ أن ھذا ظوا ّ أن ال ﱡنحاةَ لو ال َح ُ التساؤل برأي ي َرى م ْنه ّ ِ ؟ويخ ُرج ِمن ھذا النﱢيابَةُ ْ
يخت ِلف في َمقا ِمه عن فِعل األ ْمر،ولو وأن ھذا ال َمصْ د َر ال ْ يّ ، الكالم ھو أسْلوبٌ إ ْنشائ ﱞ ِ في
ب واأل ْم ِر السْتراحُوا وأراحُوا).(٢ الطل ِ ب ّ ب ج ُْزءاً من أسالي ِ اعت َرفوا بِھذا األسلو ِ
أن ُك ّل ِم ْنصو ٍ
ب إن ُم ْنطلق النحا ِة في تأويال ِتھم،ھي ِف ْكرة ُ العا ِم ِل التي تقو ُم على ّ ّ
ب في أوا ِخ ِر األسما ِء ت َس ّوغوا حركة َ النص ِ ب ِ◌ ،فالنّحاة ِبھذه الت ْقديرا ِ ال بُ ﱠد لَه ِمن ِ
ناص ٍ
النظر إلى تَغيﱡر ال َمعْنى، ِ عناصر اإلسْنا ِد ،دوْ ن ِ ال َم ْنصوب ِة وش ّك ُلوا جُملةً تحْ توي على
إن ال ُمتكلﱢم اللغويّ ِةْ ،إذ ّ ب ﱡ إطالق ھذه التراكي ِ وبُعْده عن ال َمعْنى الذي أرا َده ال ُمتكلﱢ ُم ِمن ْ
ب اللﱡغوي ّ ِة التعْبي َر عن موْ قف لُغويﱟ ا ْنفعال ﱟي ،فحوّل في كال ِمه من صد ِبھذه التراكي ِ ق َ
التركيب الجدي َد ق ْد َ عناصر اإلسْنا ِدّ ،إال ّ
أن ِ يخلو ِمنالخبر إلى اإل ْنشاء ،فأ َ ْنت َج ترْ كيْبا ً ْ
السكوت عليه.وف ِھم ال ُمتلَقﱢي ُمرا َد ال ُمت َكلﱢ ِم. ُ حمل َمعْنى يحْ سُن َ
آخ ِر ِ في َ ة ّ ياإلعراب َ ة الحرك َ
غ و
ﱢ س ُ ن ر ر ب
ِ ِ ٍ ِ ﱢ َ أوْ ُ نل ل م عا ديرْ
تق إلى عو ْ
د ي ما ْس يل هّ نإ إذ
ُ
إن ال َمعْنى واض ٌح ويحْ مل التركيبُ َمعْنى يحْ سن السكوت عليه.بلْ بْ ،إذ ّ االسم المنصو ِ ِ
ٌ ْ ْ
ص ِة التي جاءت عن العرب ووردت فيْھا أسما ٌء َمنصوبة،وھي ْ ب الخا ّ نَعدﱡھا من األسالي ِ
في رأي ال ُمحْ دثين من باب الجُمل غي ِْر اإلسْناديّ ِة.
٣ .٢المفعول معه:
ت ِفعل أوْ اسم فيه واو ِب َمعْنى مع ،تالي ٍة لجُملة ذا ِ
تال ِل ٍ الم ْفعول م َعه :اسم فَضْ لةٍ ، َ
ق والني َل(
يل" ،فـ)الطري َ)(٣
ﱢ
ق" و"أنا سائ ٌر والن َ ّ ُ ُ
َمعناه ،وحروفه نحْ وِ " :سرْ ت والطري َ
صبا على ال َم ْف عول م َعه .وم َما ورد في المثل العربي قولھم ":ر َجعْتَ و َخسْأً نُ ِ
ْ ً
و َذ ّما ً " ،أيْ والبَسْتَ َخسْأ و َذ ّما ً .وس ّماه سيْبوي ِه ال َم ْفعو َل بِه ،إذ يقو ُل":ھذا باب ما (٤ )
َصب فيْه االس ُم؛ ألنّه َم ْفعو ٌل م َعه و َم ْفعو ٌل ِبه) ،"(٥ويرى ّ
أن ْ
يظھ ُر ف ْيه الفع ُل وي ْنت ِ
الواو،وھذه
ِ قامه بتوسّط الواو أو ما يقُوم َم َ
ِ الم ْفعو َل م َعه َم ْنصوبٌ بالفع ِل ال ُمتَقد ِﱢم ق ْب َل َ
) (١
مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.١٤٤
) (٢
الجواري،أحم|||د عب|||د الس|||تار،نَحْ و التيس| ِ
||ير دراس|||ة ونق|||د منھجي،مطبع|||ة المجم|||ع العلم|||ي
العراقي ،بغداد ،العراق) ،د.ط(١٩٨٤،م،ص.١٢٦
) (٣
اب|||ن ھشام،أوض|||ح المس|||الك،ج،٢ص.٢٣٩وانظ|||ر:اب|||ن عقي|||ل.ش|||رح اب|||ن عقي|||ل عل||||ى
االلفية،ج،٢ص.٤٦٥
) (٤
الميداني،مجمع االمثال،ج،١رقم المثل .١٦٢١
) (٥
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٩٧وانظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.٤٨
٤٦
خول على األسْما ِء ،فھي تد ُخل ص ٍة بال ّد ِ أن تعْم َل شيْئاً؛ ألنّھا غ ْي ُر ُم ْخت ﱠ الواو ال يجُوز ْ
على األ ْفعال أيْضا ً).(١
عل لَ ْفظا ً أو الم ْذكور بعْد الواو لمصاحب ِة فِ ٍ وعرّفه الرضي بقوْ له":المفعول م َعه ھو َ
َمعْنى،ويُقصد بال ُمصاحب ِة،أيْ أنّه يُشارك َمعْمول الفع ِل في و ْقت واح ٍد،نحو قو ِلناِ :سرْ ت
وزيْداً ،فزيْد يُشارك ال ُمتكلﱢ َم في السيْر معا ً في وقت واح ٍد،أيْ وقَع س ْي ُرھ ُما َمعا ً).(٢
الواو وال َم ْفعول م َعه. ِ جواز الفصْ ِل بيْن ِ تال لواو" ف ِبه إشارة ٌ إلى عدم وقولُھمٍ " :
صيص على ال ُمصاحب ِة ما ب ْع َدھا لِ َمعْمول العام ِل ِ وقولُھم التي ب َمعْنى م ْع :أيْ التي للتّ ْن
ت وزيْداً ،أو ال ،نحْ و: السابق،أيْ ُمقارنته له بالزما ِنَ ،سواء اشتركا في ال ُح ْكم ،نحْ و :ج ْئ ُ ِ
ف،فإنّھا ت ْقتَضي ال ُمشاركةَ في الح ْك ِم وال ِ ْ
العط واو تْ َ ق فار ذلك وب ،َ ة بشَ والخ ء
ُ الما استوى
ت ْقتَضي ال ُمشاركة َ في ال ّزمان).(٣
عول معه في ُكتب النّحا ِة أنّه ال بُ ّد من ض ُح َلنا ِمن التّعْريفات السابق ِة ِلل َم ْف ِ ويتّ ِ
أن إن ص ﱠح التّعْبي ُر،وھذه العناص ُر أحدُھا :فضْ لة ،وثانيھاْ : عناص َر ِلجُملة ال َم ْفعول م َعهْ ، ِ
أن تكونَ ھذه الواو تاليَة ً يأتي ھذا االس ُم الفضْ لةُ بعْد وا ٍو دال ّ ٍة على ال ُمصاحب ِة ،وثالثُھاْ :
ب قوْ لُھم :كيْف أ ْنت اسم فيْه َمعْناه وحروفُهّ ،إال أنّه ُس ِمع عن العر ِ ت فِعْل أوْ ٍ ِل ُجملة ذا ِ
ب ،ول ْم يح ِملوا وزيْداً ،وما أ ْنت وزيْدا،وقال سيْبوي ِه في ذ ِلك" :وھو قل ْي ٌل في كالم العر ِ ً
الفعل،على َش ْي ٍء لو ظھَر حتّى ْيلفُظوا ِبه ِ الكال َم على ما ،وال كيْف،ولكنّھم ح َم ُلوه على
ْف" .
)(٤
ل ْم يَ ْنقُضْ ما أرادوا ِمن ال َمعْنى ح ْين ح َملُوا الكال َم على ما وكي َ
لم ْفعول م َعه،وھي قضية خالفية عند ابن ب ِل َ بيان الناص ِ ّدت آرا ُء ال ﱡنحا ِة في ِ تعد ْ
الواو،أو ما يقُوم مقا َمه ِبتوسّط ِ صبُ لَه ع ْند سيْبوي ِه الفع ُل ال ُمتَق ﱢد ُم ق ْب َل األنبا ري ،فالنّا ِ
ي بالواو السا ّد ِة َمس ﱠد وإن ل ْم ي ُكن ُمتَعدﱢيا ً في األصْ ل فق ْد قُ ّو َ ألن ھذا الفع َل ْ الواو؛ وذلك ّ ِ
ُ
االسم فنصبَه،كما ت َع ﱠدى الفع ُل الذي ق ّوي بحرف الج ﱢر،نحْ و ِ إلى ل
ُ الفع ھذا ى ﱠ
د َع ت م ْع،ف
تكون ھذهَ ّت بز ْي ٍد " ويرى سيْبويه و ِمن ب ْع ِده البصريّون أنّه ال يُمكن ْ
أن قوْ ِلھم " :م َرر ُ
ألن الواو ال تعْمل،فھي في ب من ب ْع ِدھا؛ وذلك ّ الواو ھي العا ِملة في االسم ال َم ْنصو ِ
ص ٍة بالدخول على ف ال يعْمل،كما أنّھا غ ْي ُر ُم ْخت ّ العط ِ ْ ف،وحرْ فُ عط ٍ ْ األصْ ِل حرفُ
األسْماء).(٥
صاب
َ أن ال َم ْفعو َل م َعه َم ْنصوبٌ ا ْن ِت فش )٢١١ھـ( إلى ّ األخ ِ ْ الحسن
ِ وذھب أبوَ
ٌ
ت م َعه "واق َعة موْ ِق َع" م ْع ُ
ت وزيْدا " أوْ " ق ْم ُ ً ُ
أن الوا َو في قو ِلنا" :ق ْم ُ الظرف ،حيْث ّ ِ
كانت َم ْنصوبة ً ْ حذفتَ م ْع وق ْد ت م ْع ز ْي ٍد،فل ّما ْ "ال َم ْنصوب ِة على الظرْ فيّ ِة ،فكأنّك قُلْ ُق ْم ُ
) (١
ابن يعيش.شرح المفصل،ج،١ص.٤٩
) (٢
انظر:الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٣٣
) (٣
الصبّان.محم|د ب|ن علي،حاش|ية الص|بّان عل|ى ش|رح األش|موني عل|ى ألفي|ة أب|ن مالك،ومع|ه
ش||رح ش||واھد العين||ي،دار أحي||اء الكت||ب العربية،فيص||ل عيس||ى الب||ابي وش||ركاه ،الق||اھرة=،
=مص||ر) ،د.ط() .د.ت( ،ج،١ص.١٣٧وانظ||ر:واب||ن يعيش،ش||رح المفص||ل:ج ،٢ص.٤٨
وانظر:ابن ھشام،شرح شذور الذھب،ص.٢١٧
) (٤
سيبويه.الكتاب،ج،١ص.٣٠٣
) (٥
اب|ن األنباري،اإلنص|اف ف|ي مس|ائل الخالف،مس|ألة.٣٠:واب|ن يع|يش.ش|رح المفص||ل ،ج،٢
ص.٤٩
٤٧
صب ز ْي ٌد،كوْ نُ ھذه الواو ال تحْ ت ِمل نصْ با ً،فھي رف وأقَ ْمتَ الوا َو مقا َمھا ،ان ّت َ الظ ِ على ّ
فِ ،لذا أُ ْع ِطي النّصْ بُ ِلما ب ْع َدھا).(١ حرْ ٌ
ناصب ِ وخالف أبو إسْحق الزجّاج)٣٨٦ھـ(البصْ ريين فيْما ذھبُوا إليْه من َ
الواو يُقَ ﱠد ُر ت ْقديراً في قولِھم " :ما ِ ذوف ب ْع َد ٍ ال َم ْفعو ِل م َعه ،فرأى أنّه َم ْنصوبٌ ب ِفع ٍل َمحْ
صنعْتَ وأباك؟ "أيْ :ما صنعْتَ والبسْت أباك؟ والت ْقدي ُر في قولِھم ":است َوى الما ُء
ألن الفع َل ال يعْمل في ال َم ْفعول وب ْينَھما والبس الخشبةَ؛ ّ َ والخ َشبةَ " ھو :است َوى الما ُء
الواو،وھنا يكون ال َم ْفعو ُل م َعه َم ْنصوبا ً على أنّه َم ْفعو ٌل ِبه ال َم ْفعو ٌل م َعه .
)(٢
أن الوا َو في ِم ْثل جمل"استوى الما ُء ﱡرجاني )٥٤٧ھـ( ّ ﱡ القاھر الجِ ويرى عب ُد
ف، ْ ّ
والخشبةَ،وما صنَعْت وزيْدا،وجاء البرْ ُد والط َيا ِل َس َة" ال ي ْنفَ ﱡك ِمن َمعْنى العط ِ ً
ويقو ُل":أال ت َرى أنّ قوْ لَيْك )استوى الما ُء والخشبةُ ،واستوى الما ُء والخشبةَ( وا ِح ٌد،
ف،لم ْ
العط ِ وكيْف ال يكونُ ذلك واستوى ْتقتَضي فاعلي ِن ،فلو لم ي َ ُكن في الكالم َمعْنى
والطيا ِلسةُْ ،إذ لو قُلّْ والطيَا ِلسةَ ،فھو كقوْ ِلك :جاء البرْ ُد ّ يَج ُْز البتّةَ ،وإذا قُلْ جاء البرْ ُد
ف فائدةً أ ْخرى وھيُ العط ِْ دول عن ْلف ِظ أن في ال َع ِ صحيْحا ً .غير ّ الطيَا ِل َسةَ كان َ جاءت ّ
والطيَا ِل َسة َُ ،ع ِلم أنّك تقُول :اقتَرنا وتصا َحبا .ولو ّ الدﱢاللةُعلى اال ْقتران،فإذا قُلْ جاء البرْ ُد
ف ل ْم يَ ُكن في ن ْفس اللّف ِظ ِداللةٌ على ْ ّ قُ ْلتَ :جاء البرْ ُد
العط ِ ّفع على والطيَا ِل َسة ُ بالر ِ
االقتران والتّصاحُب").(٣ ْ
؛ألن"م|||ع" ||اربُ "م|||ع" ّأن ال|||وا َو َمعْناھ|||ا يُق| ِ ويُش|||ير اب|||نُ ال||| ّدھّا ِن )٥٦٩ھ|||ـ(إل|||ى ّ
وج||دتْ ّ
|اع ،واالجْ تم||ا ُع قري||بٌ م||ن الصﱡ ||حْ ب ِة ،إال أنّ "م||ع"إذا ِ ِلل ُمص|احبَة ،وال||وا َو ْلالجتم| ِ
ّت م||ا ب ْع | َدھا ِبحُك||م اال ْس||ميّ ِة ،وال||وا ُو ليْس||ت عا ِمل |ةً ش |يْئا ً ،ف||إذا قُ||لْ "اس||توى الم||ا ُء ج |ر ْ
لرض| َعھا "،فالت ْق|دي ُرِ وفص|يلَھا ِ كت النّاقةُ والطيا ِلسةَ " و" لو تُ ِر ْ ّ والخشبةَ " و" جاء البرْ ُد
؛ألن ال||وا َو َم ْنقُول|ةٌ م||ن ب||اب ع|ول ّ يص| ّح ْتق||دي ُم ھ||ذا ال َم ْف ِ |ع ھ||ذا ِب معن||ى"م|ع" ،وال ِ ف|ي جمي| ِ
ْطوف عليْه ف|ي حال|ة ال َس| َع ِة ،وھ|ذه ال|وا ُو ُمعدﱢي|ةٌ ِ طوفات ال تتَق ّد ُم على ال َمع ف،وال َم ْع ُ ط ِ ع ْ
ِللفعْل الّذي ق ْبلَھا).(٤
أن ال َم ْفعول م َعه َم ْنصوبُ بال ِفعل الّذي ق ْب َل|ه أو مذھبُ البصْ ريين والّذي يرى ّ أ ّما ْ
المعيّ ِة،فق | ْد فنّ | َده اب||نُ يع||يش ف||ي ش||رْ ح |واو الّت||ي تُف ْي | ُد َمعْن||ى َ مقامهِ ،بتو ّس |ط ال| ِ م||ا يق||و ُم َ
والطيا ِلسةَ،فاألصْ ل استوى ّ ص ِل ،قا ِئالً" :فإذا قُ ْلت استوى الما ُء والخشبةَ،وجا َء البرْ ُد ال ُمف ﱠ
ْ
الما ُء م َع الخشب ِة ،وجاء البرْ ُد مع الطيا ِلس ِة،وكانت الواو "مع " يتَق|ا َرب معنياھُما،وذل|كّ
ضما ُم ،والوا ُو تجْ َمع ما ق ْبلَھا مع م|ا ب ْعدَھا،وتض| ﱡمه إليْھ|ا، ع واال ْن ِ أن َمعْنى "مع" االجتما ُ ّ
َف ل ْفظا ً وت ْعطي معْناھا ،ول| ْم ت ُك ْ|ن ال|وا ُو اسْ|ما ً ي ْع َم|ل فيْ|ه فأقا ُموا الوا َو مقا َم مع؛ ألنّھا أخ ﱡ
) (١
انظ||||ر:اب||||ن األنباري،اإلنص||||اف ف||||ي مس||||ائل الخالف،مس||||ألة،٣٠:واب||||ن يعيش،ش|||||رح
المفصل،ج ،٢ص.٤٩
) (٢
انظر:ابن األنباري،اإلنصاف في مسائل الخالف،مسألة.٣٠:
) (٣
الجرجاني:المقتصد في شرح االيضاح،ص.٦٦١
) (٤
ابن الدھان،شرح الدروس في النحو،تحقيق:ج|زاء مصاروة،دارأس|امة،عمان،االردن،ط،١
٢٠١٠م،ص.١٧٦
٤٨
|واو كم||ا ص |نَعتَ ف||ي |ب،فا ْنتق َل العم | ُل إل||ى م||ا بع | َد ال| ِ ص| َ ال ِفع | ُل كم||ا ع ِم||ل ف||ي "م |ع" النّ َ
اال ْس ِتثنا ِء").(١
كام بيْن ُض األحْ ِ وابنُ يعيش )٦٤٣ھـ( في كال ِمه ھذا يُش ْي ُر إلى عملي ّ ِة تَقار ِ
أن يؤدﱢي ذلك إلى ت َغي ِﱡر أن تتَبا َد َل األحكا َم دوْ ن ْ األلفاظْ ،إذ ي ُ ْم ِكن ِلبعض األلفا ِظ في اللﱡغة ْ ِ
المعْنى. َ
ْ
أن العا ِم َل في ال َمفعو ِل م َعه ھو الفِعل ِبواسط ِة ضح لَنا من رأي البصْ ريين ّ ِ ّ توي
"الواو" التي تف ْي ُد َمعْنى ال ُمصاحب ِة ،و"ھذا رأي سيبو ْي ِه" والّذي ج َعلَھم يأْخذون ِبھذا
بوأن ُك ﱠل َم ْنصو ٍ راب ھو أثَ ٌر لِ ُم َؤثﱢ ٍر ّ بأن اإل ْع َ الرأي ھو العا ِم ُل النّحويﱡ ،وإيمان ُھُم الشد ْي ُد ّ
ق ب ب ْع َد الواو نا ِت ٌج َعن عا ِم ٍل،وبِما أنّه ُس ِب َ االسم ال َم ْنصو ِ ِ ب،ووجو ُد ناص ٍ ِ ال بُ ﱠد لَه ِمن
االسم على َح ﱢد قوْ ِلھم. ِ ِبفعل،فإنّ ھذا الفع َل ھو العا ِم ُل في
ب في ال َم ْفعول م َعه إلى أنّه َم ْنصُوبٌ على فقد ذھبُوا في عا ِمل النّصْ ِ أ ّما الكوفيّون ْ
الخالف ،فإذا قيْل":استوى الما ُء والخشبَ َة" لم يحْ سُن ت ْكري ُر الفع ِل،كما يحْ سُن في قو ِلنا ": ِ
واستوت الخشب ُة" فالخشبةُ لم تَ ُك ْن ِم ْع َو ّجة ً ْ جاء ز ْي ٌد وعُم ُر " فنقو ُل" :استوى الما ُء
صب االس ُم على لواو،االس َم الوا ِق َع ق ْبلَه،فانتَ َ خالف االس ُم الواق ُع ب ْع َد ا ِ َ فت ْستَوي،وعليه فق ْد
رف .
)(٢ ّ
قاعدتُنا في الظ ِ الخالف ،قالُوا وھذه ِ ِ
الخالفُ ْ ،إذ ب في ال َم ْفعو ِل م َعه ھو ِ أن عا ِم َل النصْ ِ وكما ذھَب ال ُكوفيّون إلى ّ
ك ُمسْت ِفداً،و َمعْنى ي َرون بأنّه َم ْنصوبٌ على ال ِخالف؛ ألنّه ل ّما كان َمعْنى التّ ْشري ِ
ح، خالف ال ُمتك ﱢل ُم في الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة من ال ّ
ض ﱢم إلى الف ْت ِ َ الم ْقصو ُد فق ْد ال ُمصاحب ِة ھو َ
تكون ھذه ال ُمخالفة ُ في ال َمبْنى ُمخالَفَة ً في ال َمعْنى .
)(٣
ِل َ
المجْ رور بـالم ْفعو ُل م َعه في اللّغ ِة على َ ُطلق َ ْھيل أنّه ق ْد ي ْ وجاء في شرْ ح التس ِ
ْطوف ال ُمرا ُد ِبه ال ُمصاحبَة،وعلى ِ صاحب ِة ،وعلى ال َمع "مع" أوْ "الباء" التي ِلل ُم َ
ت ع َسالً وما ًء ت ھذا ِبذاك و مزجْ ُ ْ
ال َم ْنصوب بع َد الواو ،نحْ و :جلسْت مع ز ْي ٍد ،ووصل ُ
صر ال َم ْفعو َل م َعه أن عُرْ فَ ال ﱡنحا ِة قد ق َ وما صنعْتَ وأباك وواستوى الما ُء والخشبةَّ ،إال ّ
الواو) .(٤والواو الّتي يَليْھا ال َم ْفعو ُل م َعه ُم َعدﱢيةٌ ال ِ الرابع وھو ال َم ْنصوبُ ب ْع َد ِ على النّ ِ
وع
الم ْذھَبُ الصح ْي ُح).(٥ عا ِملةٌ ،وھذا ھو َ
ھور النّحا ِة في عا ِم ِل ال َم ْفعو ِل م َعه ،ھو الفع ُل أوْ ھب ُج ْم ِ مذ َ أن ْ ويرى الرّض ﱡي ّ
ضع م ْع في بعْض ضعُوا الوا َو في َموْ ِ الواو التي ِب َمعْنى "م ْع " ،وإنّما و َ ِ َمعْناهِ ،بتو ﱡس ِط
) (١
ابن األنباري،اإلنصاف في مسائل الخالف،مسألة.٣٠:وانظ|ر اب|ن يع|يش ،ش|رح المفص|ل،
ج ،٢ص.٤٨
) (٢
ابن األنباري،اإلنصاف ف|ي مس|ائل الخالف،مس|ألة.٣٠:وانظ|ر اب|ن يعيش،ش|رح المفص|ل،
ج ،٢ص.٤٩
) (٣
رض||وان،عبد الرحيم،ف||ي النح||و العربي،مرك||ز الوف||اق الثق||افي ،إرب||د ،األردن) ،د.ت(،
ص.١٠٧
) (٤
ابن مالك ،جمال الدين محمد،،شرح التسھيل تسھيل الفوائد وتكمي|ل المقاص|د،تحقيق:محم|د
عبد القادرعطا وطارق فتحي السيد،دارالكتب العلمية ،بي|روت ،لبن|ان ،ط ،٢٠٠١ ،١ج،٢
ص.١٧٢
) (٥
المرجع نفسه،ص.١٧٣
٤٩
ب ال َمفعو ِل م َعه على ص ِ وفيين في نا ِ َ ي ال ُك أن رأ َ أخص َر لَ ْفظا ً) .(١ورأى ّ واضع ِلكونِه ْ ِ ال ُم
ش في قولِه":لو كان كما قالَه ي األخفَ ِ ْ ي ،وفن َد رأ َ ّ ال ِخالفَ ،مبْن ﱞي على العا ِمل ال َمعْنو ﱢ
واو بِ َمعْنى"م ْع" ُمط ِرداً،نحْ وُ ":كلﱡ َر ُج ٍل وضيْعتُه" ،فالكوفيّون
)(٢ ّ لجا َز النصْ بُ في ُك ﱢل ٍ
أن ال َم ْفعو َل م َعه الف،أيْ ّ ي،وھو َمعْنى ال ِخ ِ ي اعتَ َمدوا على عا ِم ٍل َمعْنو ﱟ في رأي ال ّرض ﱢ
أن يُ ْسنَ َد إلى يص ّح ْ ّ ْ ُ
ھو فَضْ ل ٌة ،ق ْد خالف ُركني اإلسْنا ِد،فالح َدث أث ِبتَ لِل ُمسْن ِد إليْه لكنه ال ِ
ُ ْ َ
ث، ك ال ُمسْن َد إليْه في الح َد ِ الواو ،فال يُ َشار ُ ِ الفَضْ ل ِة وھي ال َم ْفعو ُل م َعه ال َم ْنصوبُ بع َد
ب اقتَضاھا ال ِخالفُ في ب عن َدما خالَفَه في ال ِمعْنى،فحركةُ النصْ ِ ق النصْ َ ولكنّه استَح ﱠ
الواو وما ب ْعدَھا. ِ ال َمعْنى ب ْينَ ما ق ْب َل
ب ال َمفعو ِل م َعه ْ ْ
أن ما ذھب إليْه ال ُكوفيّون في رأي ِھم حو َل ناص ِ ويُم ِكن النظ ُر إلى ّ
ت
وااللتفا ِ ْ المبْنى والترْ كي ِ
ب تجاوز َ
ِ وم ْل َم ٌح طيّبٌ ِل على ال ِخالف،على أنّه ُمحاولة ٌ جا ّدةٌَ ،
عول م َعه ح ْك َم ال ُمسْن ِد إليْه في الجُملة إلى ال َمعْنى ال َمبْن ﱢي على ال ِخالف،ف ُمخالفة ُ ال َم ْف ِ
إن كلمة َ "الما ُء" في جُملة ص ُل اتّصاالً شديْداً بال َمعْنىْ ،إذ ّ السابق ِة عليْه،ھو أ ْم ٌر يتّ ِ
"استوى الما ُء والخشب َة" ق ْد رف َعھا َمعْنى اإلسْنا ِد والفاعليّ ِة،ول ّما ل ْم تُشارك الخشبة ُ الما َء
الخبر إلى ِ أن ال ُمتكلﱢ َم ح ّو َل في كال ِمه من ب،أيْ ّ لت إلى النّصْ ِ ُكم االسْتوا ِء تح ّو ْ في ح ِ
َ )(٣
ف ِلما ق ْبله . المعْنى الجدي ِد وال ُمخا ِل ِ فجاءت الخشبة َم ْنصوبة ً ِليُعب ﱠ َر ِبھا عن َ ُ ْ اإل ْنشا ِء.
أن "مع" ُح ِذفت ِمن جُملة ال َم ْفعُول م َعه اخ ِتصارا ً ي )٦١٦ھـ(إلى ّ وذھب ال ُع ْكبَر ﱡ
ألن مع ِلل ُمصاحب ِة والوا َو لِلج ْمع ب َم ْعنَيّ ْي ِھما؛ ّ ْمت الـوا ُو َمـقا َمھا لِتقا ُر ِ وتوسﱡعا ً وأُ ِقي ْ
ق في الواو َمعْنى الم ْعي ّ ِة عن العمل بأنّه ل ْم ي ْب َ واو َ ي عجْ َز ِ تماع) .(٤ويُعلﱢ ُل ال ُع ْكبَر ﱡ ِ واالجْ
العطف،أال ترى أنّك إذا قُلْ قُ ْم أ ْنت وز ْي ٌد،كان ال َمعْنى أنّك آ ِم ٌر لَھُما،وإذا قُلْ " قُ ْم أ ْنت ِ
ُ ّ
ب دوْ َن ز ْي ٍد،وإنما أمرْ تَه بِمتابع ِة ز ْي ٍد حتى لو ل ْم يَق ْم ز ْي ٌدْ ،لم ّ وزيْداً " كنت آ ِمرا لِل ُمخاط ِ
ً ْ ُ
ب ھُنا أ ّنك إذا رفَعْتَ ّفع والنّص ِ ق بيْن الر ِ يلز ْم ال ُمخاطبُ القيا َم ،ويُضيْفُ قائالً :والفرْ ُ
ولكن تبَعا ً ْ صبْتَ كان الفع ُل لأل ّو ِل كان االس ُم الثاني كاأل ّول في ِنسْبة الفِع ِل إليْه،وإذا ن َ
للثّاني،نحْ و قو ِلھم :اذھَبْ أ ْنت وزيْداً).(٥
األفعال،وليْس لَه ِ أن ال َم ْفعول م َعه ليْس من ُمتَعلﱢقات ومي ّ يرى مھْدي ال َم ْخ ُز ﱡ
ھوم ّإال ما أ ْم َعنوا بالم ْفعول م َعه ل ْم تقُ ْم على أساس َم ْف ِ عالقة ٌ ِبفعْل أو ما يُ ْش ِبھه ،فتَسْميتُه َ
ت آثا ٌر للعوا ِمل بحيْث صاروا ال يتَص ّورُون بأن الحركا ِ فيه ِمن قوْ ٍل بالعا ِم ِل،وز ْع ٍم ّ
اسْما ً َم ْنصوبا ً ّإال وھ َو َم ْع ُمو ٌل لفِع ٍل أوْ َشبي ٍه بالفعْل).(٦
ط بِھا ق ال َم ْفعو َل م َعه ل ْم تُ َؤ ﱢد ما أُ ِن ْي َ بأن الوا َو التي تَ ْس ِب ُ زومي قا ِئالًّ : ﱡ ويُضيف ال َم ْخ
العطف" فيُ ْنصبُ ال َم ْفعو ُل م َعه؛ ألنّه ل ْم يَ ُع ْد شريْكا ً لِما ك أوْ الج ْمع " ْ ِمن وظيْف ِة ال ّت ْشري ِ
ِ
ألن الوا َو الّتي سبَقَ ْتهُ ليْست ھي الواو الّتي رابي ؛ ّ الواو ،فيْما يحْ ِمل ِمن َمعْنى إ ْع ﱟ ِ ق ْب َل
ك ِلما ق ْبلَھا فيْما يترتّبُ عليْه .
)(٧
أن ما ب ْع َدھا شر ْي ٌ تَنُصﱡ على ّ
) (١
الرضي،شرح الكافية،ج،٢ص.٣٤
) (٢
المرجع نفسه،ج،٢ص.٣٤
) (٣
الجرجاني،المقتصد في شرح اإليضاح،ص.٦٦١
العكبري،اللّباب في علل البناء واإلعراب ،ص.٢٨١ ) (٤
) (٥
المرجع نفسه ،ص.٢٨١
) (٦
المخزومي،مھدي،دراسات في النحو العربي قواعد وتطبيق،ط،٣،١٩٨٥ص.١١٥
) (٧
المرجع نفسه ،ص.١١٥
٥٠
ُمل ،فيقو ُل: ْمال فيْما يس ّميه أ ْشباه الج ِ أن النصْ ب كث ْي ُر االستع ِ ويرى ب َرج ْشتراسر ّ
ْبات وصفيّةٌ أوْ إضافيّة ٌ أوْ مات ُم ْفردةٌ أو ترْ كي ٌ الكالم ما ليْس ِبجُمل ٍة ،بلْ ھو كلِ ٌ ِ "و ِمن
ي ِمن صد بأ ْشباه الجمل ما يُعرف في النحو العرب ﱢ ُ ْ
عطف ّية ٌ غ ْي ُر إسْناديّ ٍة " وھو ال يَق ِ
(١ ) ْ
ويظ ﱡن صد ما ينُوب عن الجُملة التا ّم ِةِ ، رور ،وإنّما يَ ْق ِ ِ الظروف والجا ﱢر وال َمجْ ِ
ْ ْ
أن الوا َو في ِمثل ":ما أنت ْ
أن القدماء ِمن النحويين أصابوا في رأي ِھمّ ، ّ ُ ب َر ِج ْشتراسر ْ
أن ب ،وفي تسْمي ِتھم إيّاھا "واو المعي ّ ِة" مع ّ والكال َم "تُؤدﱢي َمعْنى "مع" وتعْم ُل النصْ َ
أصلَھا و َمعناھا ُمتَضا ّدا ِن ِج ّداً،وق ْد تُ ْستَعم ُل في الجُملة الكامل ِة أيْضا ً نحْ و :استوى الما ُء
المثال،وفي كثي ٍْر ِ الواو في ھذا ِ سط ُح الما ِء في ُمسْتوى الخشب ِة،و َمعْنى والخشبةَ،أيْ كان ْ
كأن الواو ترْ مز إلى صيْح ِة ال يُطا ِبق َمعْنى "مع" تَماما ً ،بلْ ھ َو أخصﱡ م ْنه ّ من األ ْم ِثلة الف ِ
)(٢ ْ
السابق ِلھا فيْما بع َده أوْ التّأثّ ِر ِبه . االسم
ِ ش َْي ٍء ِمن تأْثير
ِ
وي ْنت ِقد إبراھي ُم ُمصطفى في مؤلﱠفه "إحياء النّحو" ال ﱡنحاةَ في ال ِتزا ِمھم أصُو َل
أوضاعه ال ُم ْخت ِلف ِة،
ِ الكالم في
ِ الصّنع ِة النّحويّ ِة وفلسفتِھا فھُم أضاعُوا االھتما َم ِبمعاني
إن ِم ْثل :كيْف أ ْنت وأخوك،يجُوز فيه النصْ بُ على فيقو ُل في باب ال َم ْفعول م َعهّ ":
ألنض ﱢع ُفون األ ّو َل ؛ ّ ف،ثُ ّم ي َرون الو َجه الثاني أوْ لى ويُ َ ْ
العط ِ ال َم ْفعوليّ ِة ،والرّف ُع على
أن ِل ُك ﱟل ِمن التّرْ كيبين َمعْنى المفعول م َعه،والحقيقة ُ ّ الواو ل ْم يس ِْبقھا فع ٌل ،يكونُ عا ِمال ً في َ
ال يُ ْغني ع ْنه اآلخ ُر،تقو ُل :كيْف أ ْنت وأخوك؟ أيْ كيْف أ ْنت؟ وكيْف أخوك؟ فإذا قُل
ص ِحيحتان و ِل ُك ﱟل م ْنھما صل َ ِة ما ب ْينَھما ،فال ِعبارتان َ كيْف أ ْنت وأخاك؟ فإنّما تسْأ ُل عن ِ
ص على العا ِمل").(٣ المعءنى ِللحرْ ِ ض ٌع خاصّ ،ولكنّ النّحاةَ ق ْد ن َسوا َ موْ ِ
عول م َعه قا ِئالً": ب ال َم ْف ِ َاح إلى ِخالف ال ﱡنحا ِة في ناص ِ صاحبُ أبو جن ٍ ِ وقد أشار
الم ْفعو ِل ضحا ً بيّنا ً جُملة َ َ الف وا ِ الخ ِ ت النحويّ ِة الّتي يبْدو فيْھا أث َ ُر ِ ْرز الترْ كيبا ِ ولَع ّل ِمن أب ِ
ف وال ْ
العط َ م َعه،فھ َو ال َم ْنصوبُ الّذي يُس ﱡمون َه تَجاوزاً َم ْفعوالً م َعه،يق ُع ب ْع َد وا ٍو ال تُفي ُد
ي القا ِئ ِم فيْما ق ْبلَھا إلى ما بع َدھا،فيكونُ ُكم اإلسْناد ﱢ ال ُمشاركةَ،أيْ ال يؤدﱢي وظيْفةَ ن ْقل ِالح ِ
َث الذي صدَر أن الحد َ فقط،أيْ ّ شاركا ً لَه في العالم ِة اإل ْعرابي ّ ِة،بلْ ھي تُفيْد ال ُمصاح َبةَ ْ ُم ِ
ّ
أن يق َ َع ِمن الثاني اسم آ َخ َر ب ْع َدھا،وفي حضوْ ِره دوْ َن ْ معي ّ ِة ٍ ّابق لَھا وقَع في ِ االسم الس ِ ِ عن
ْ )(٤
ت عنه . ُمشا َركة ٌ لأل ّو ِل في العالم ِة اإلسْناديّ ِة التي صد َر ْ
ي العا ِم ُل فيْه،ال بُ ﱠد ب لُ َغويﱟ َخ ِف َ ير ُد في ترْ كي ٍ ب ِ اسم َم ْنصو ٍ أن ُك ﱠل ٍ فالنّحاة ي َرون ب ّ
النصبِ ،لذا فإنّنا ال ن ِجد شا ِھداً نحْ ويّا ً أو ترْ كيْبا ً لُغَويّا ً ّإال َ ب ،أوْ َجب ھذا ناص ٍِ لَه ِمن
ب فيْه فِعالًِ ،ليُ ُس ﱢوغوا الحركة َ اإلعرابيّة َ " الفتحة " ِلتسْتقي َم القاعدةُ وق ّدرُوا ِلالسم ال َم ْنصو ِ
ث عن يظھ ُر فيْھا التّ َكلﱡفُ في البح ِ ب النّحويّ ِة التي ْ حو ت ُع ﱡج بالتراكي ِ النحويّةُ،وكتبُ ال ّن ِ
ب ،نحْ و قولنا :ما أ ْنت وزيْداً؟ وكيْف أ ْنت وزيْداً؟ وما شأنُك وزيْداً؟ وكيف عا ِمل النص ِ
ب ،بقو ِلھم :ما ْ
أ ْنت وقصْ َعة ً ِمن ثَر ْي ٍد؟ وما َلك وزيْداً؟ فھُم يُق ﱢدرُون أفعاالً ِلھذه التراكي ِ
ك ْنت وزيْداً وكيْف تكونُ وزيْداً؟ وما تصْ نع وزيْداً؟ وما صنعْتَ وزيْداً؟).(٥
) (١
برجشتراسر،التطور النحوي للغة العربية،ص.١٢٥
) (٢
المرجع نفسه،ص.١٢٥
) (٣
مصطفى،إحياء النحو،ص.٣٨
) (٤
أبو جناح ،دراسات في نظرية النحو العربي وتطبيقاتھا،ص.٥٩
) (٥
انظر ابن يعيش ،شرح المفصل ،ج ،٢ص..٥٠
٥١
ُ
التراكيب اللﱡغَويّةَ ِمن دوْ ِن َ دير عا ِم ٍل ،على ال ّر ْغم من ّ
أن فھُم ْيلجأون إلى ْتق ِ
السكوت عليه ،فھي تراكيْبُ من باب الجُم ِل غي ِْر ُ ت فِعلي ّة ،تُعْطي َمعْنى يَحْ ُسن ت ْقديرا ٍ
أركان الجُمل ِة اإلسْناديّ ِة كما يرى َ دير عوا ِم َل لِنُ ِت ﱠم اإلسْناديّ ِة التي ال نحْ تاج فيْھا إلى ت ْق ِ
دون حاج ٍة إلى تكا ُم ِل ِ إن ال َمعْنى واض ٌح ي ْفھ ُمه ال ُمتكلﱢ ُم والسام ُع من النّحاةُ القُدامىْ ،إذ ّ
عناصر اإلسْنا ِد.
ِ
ُ
ب اللغَويّ ِة إذ يقول ":وقولھم :كيْف أنت ّ ِ التراكي ھذه ل ْ
ث م
ﱡ ِزومي خْ م َ ال نا َ ل ﱢحض ويو
الواو وھو " َقصْ َع ًة" َمنصوبٌ ؛ ألنّه تُ ِب َع ِ ھذه ْدع ب جاء الذي م
َ االس وقَصْ َعةً من ثَر ْي ٍد ّ ،
بأن
ك لكانت " القَصْ َعة ُ " َمسْئوالً عن حا ِلھا ْك ،ولو كانت ِللتّ ْشر ْي ِ بوا ٍو ليْست لِلتّ ْشري ِ
ب "القَصْ َعة" الكالم،فال بُ ﱠد ِمن نصْ ِ ِ صد إليْه َم ْن يُرْ ِسل ِم ْث َل ھذا أيضا ً،وليس ذلك ما ي ْق ِ
فعل وال صبْ ھُنا ِب ٍ الواو،ول ْم يُ ْن َِ روجھا لِما دخَل فيْه ما قب َل الواو،و ِل ُخ ِ ِ قبل
ِل ُمخالف ِتھا ما َ
ِب َشبي ٍه ِبف ْعل").(١
،إذ يُضيفُ ال َم ْخزوم ﱡي قا ِئالً ":تنصب " زيْداً " ھُنا و ِم ْثلُه قوله":ما شأ ُنك وزيْد ًا" ْ
؛ألن الشأنَ عطفا ً على" الشأن" ّ رفعُه ْ صحﱡ ْ ريك،و ال ي ِ ألنّه وقَع بعْد وا ٍو ال ت ُد ﱡل على ت ْش ٍ
أن يسْأ َل عن الشأ ِن ض ال ُمتكلﱢ ِم ْ َمسْئو ٌل عنه و" زيداً " خار ٌج عن السؤال،فليس ِمن غ َر ِ
أساس أنّه ِ بالفعل فنَصْ بُه ل ْم يَ ُك ْن ّإال على ِ وعن ز ْي ٍد ،ول ْم يُ ْسبَق " زيد اً" ِبفع ٍل وال َشبي ٍه
خار ٌج ِلما دخَل فيْه ال ّشأنُ ").(٢
ب ﱡ دير عا ِمل لِ ِم ْثل ھذه التراكي ِ ُ
تخلو اللغَويّ ِة،اع ِتقاداً م ْنھم أنّھا ْ فالنّحاة لَجأوا إلى ت ْق ِ
قيق ُع ْنصري دير ِلتَحْ ِ اللجُوء إلى الت ْق ِ من عُنصري اإلسْنا ِد،وبالتّالي ال ُب ﱠد ِمن ّ
اإلسْنا ِد،فقا ُلوا:ما أ ْنت وزيْداً؟ أيْ :ما ُك ْنت وزيْداً؟و ِمنه قولُھم في ال ّشعر:
ﱠاب ِط بالذ ْك ِر الض ِ ُيبَ ﱢر ُح ّ لفما أ ْنت وال ّس ْي َر في ُم ْت ٍ
صب ال ّس ْي َر على أنّه َم ْفعو ٌل م َعه،بإضْ مار والشاھد فيه،قوله":ما أ ْنت وال ّس ْي َر"حيث ن َ
ِفع ٍل يعْم ُل فيْه،ت ْقديرُه ":ما ُك ْنت وال ّسي َْر").(٣
أن ن َرى مدَى وفق القاعد ِة النّحويّ ِة ال ِمعْياريّ ِة "الجملة اإلسْناديّة التا ّم ة" ْ وي ُ ْم ِكن لَنا ْ
الواو على النّحو ِ ب بع َد ب في االسم ال َم ْنصو ِ ث عن عام ِل النصْ ِ ف النّحا ِة في البح ِ ت َكلّ ِ
اآلتي:
إن أصلَھا:ما تكونُ وزيْداً ،أوْ ما ُك ْنت وزيْداً ،أوْ . ١جُملة تحْ ويليّة /ما أ ْنت وزيْداً ،قالوا ّ
ف فِ ْع ِل ما تصْ ن ُع أ ْنت وزيْداً؟ إذن جُملة " ما أ ْنت وزيْداً؟"ھي جُملةٌ ُمتَح ﱢولةٌ ْ
بحذ ِ
ال َك ْينُون ِة يعْني جُملة توليديّة.
زيداً؟ و ما كنت الجملة التوليدية /
فضلة منتصبة عطف " البنية العميقة ” جملة إسنادية تامة
بالعطف ماض ناقص واسمه مستتر وخبره مقدم ٍ فعل
الجملة تحويلية
) (١
المخزومي،في النحو العربي قواعد وتطبيق،ص.١١٦
) (٢
المرجع نفسه ،ص.١١٦
) (٣
البيت ألسامة بن حبيب الھذلي،س|يبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٠٣واب|ن يعيش،ش|رح المفص|ل،
ج ،٢ص .٥٢والس|||يوطي،ھمع الھوام|||ع،ج،٣ص.٩٣واألشموني،ش|||رح األش|||موني ،ج،١
ص.٤٩
٥٢
زيداً؟ و "البنية السطحية“ ما أ ْنت
واو معية جملة إسنادية
اسم منصوب على المصاحبة والمعية مبتدأ وخبر
ب عول م َعه مذا ِھ َب في ال َم ْف ِ أن لل ﱡنحا ِة في ت ْفسير عا ِم ِل النصْ ِ م ّما تقَ ّدم ْنل َحظ ّ
أن ِل ُك ﱢل َمعْمو ٍل عا ِمالً يعْمل طلق خالفُھم ِمن فِكر ِة العام ِل التي تقو ُم على ّ ُمتَعدﱢدةًْ ،إذ ان َ
الواو جع َل ال ﱡنحاةَ يبْحثُون عن ِ ب بع َد
االسم ال َمنصو ِ
ِ آخ ِر
أن ظھو َر الفتح ِة في ِ فيْه ،كما ّ
ب ،وھ َكذا ذھبُوا ص ٍنظرھم ال بُ ﱠد لَه من نا ِ ِ ب في إن ُك ﱠل َمنصو ٍ موجب ھذه الحرك ِةْ ،إذ ْ ِ
أن ال َمعْنى واض ٌح يتأَوّلون ويُقَدﱢرون أفعاال ِلھذه األسما ِء ال َمنصوب ِة ،على الرغم من ّ
ً ْ
واللغويّين الّذين ي َرون أخذنا برأي النّحا ِة ﱡ وت ،وإذا ْ ويحْ ِمل الترْ كيبُ َمعْنى يَحْ سُن الس ُك ُ
أنّه يجُوز في ِم ْثل" :سا َر ز ْي ٌد والنّھ َر" الر ْف ُع والنّصبُ ،فإنّنا ن َرى ربّما أنّ ال ُمتكلﱢ َم ح ّول
في أسْلوبِه الكالمي ،األ ْمر الذي يجْ عله يُغيّ ُر في الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة ِلل ّدالل ِة على ھذا
يكون ذلك على النحو اآلتي: َ التّ ْغ ِ
يير ،ويُ ْم ِكن أن
األصل
الن ْھ ُر و ز ْي ٌد سار
حرف عطف اسم معطوف فاعل فعل
ويرى ال ُمحْ دثون ،أ ّنه ح َدث ت َح ﱡو ٌل في كالم ال ُمتكل ﱢ ِم،است ْدعى ت ْغييراً في الحرك ِة
أضاف
َ ب ،فال ُمتكلﱢم ع ْن َدما قال :سا َر ز ْي ٌد والنّ ْھ َر ،فق ْد ّفع إلى النّصْ ِ
اإلعرابيّ ِةِ ،من الر ِ
ب في ط ِحبين ،فعالمةُ النصْ ِ إلى اشترا ِكھما في ال َمسير َمعْنى جديْداً ھو أنّھما سارا ُمصْ َ
صب االس َم الواق َع "النّ ْھ َر" دلّت على َمعْنى ال َمعي ّة أو ال ُمصاحب ِة ،وذلك؛ ّ
ألن ال ُمتكلﱢم لم ي ْن ِ
الواو ّإال ِليُشي َر إلى َمعْنى ال َمعيّ ِة.
ِ بع َد
) (١
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٢٥وانظ|ر:الس|يوطي،ھمع الھوام|ع ،ج ،٣ص.١٣١
وابن عقيل ،شرح ابن عقيل على االلفية،ج،١ص.٤٥٧
) (٢
الزمخشري،المفص|ل ف||ي ص|نعة اإلع||راب،ص.٨٨وانظ|ر:اب||ن الدھان،ش|رح ال||دروس ف||ي
النحو،ص.١٧٥والجرجاني،المقتصد في شرح اإليضاح،ص.١٦٦
٥٣
ح ُمح ّد ٍد ِلل ّدالل ِة عليْه، واختلَف ال ﱡنحاة في ُمس ّمى ال َم ْفعو ِل ألجْ له،وتحْ دي ِد ُمصْ طلَ ٍ
ْ فس ْيبَو ْي ِه ْيذكرُه في باب"ھذا ما يَ ْنت ِ
قوع األ ْم ِر،المصادر؛ ألنّه عُذ ٌر ِلو ِ ِ َصب من
صفَ ٍة لِما ق ْبلَه،وال ِمنه، كان،وليس ِب ِ صب؛ ألنّه موقو ٌع لَه؛ وألنّه ت ْفسي ُر ِلما ق ْبلَه لِ َم َ فا ْنت َ
فعلت ذاك َحذا َر فا ْنتصب كما ا ْنتصب الدﱢرْ ھَ ُم في قو ِلكِ :ع ْشرون ِدرْ َھما ً،وذلك قولُكْ :
الن،وادﱢخا َر فُ ٍ
الن").(١ وفعلت ذلك َمخافةَ فُ ٍ ال ّش ﱢرْ ،
وس ّماه آخَرون ال َم ْفعو َل ألجْ له،و ِمن أجْ له،وال َمفعو َل لَه) ،(٢فال َم ْفعو ُل ألجْ ِله أ ّولُه
ما فُ ِعل ألجْ ِله فِ ْع ٌل َم ْذكو ٌر،أيْ َمضْ مون الفِع ِل و ِش ْبھ ُه وھو ال َمصْ د ُر ،نحْ و قوْ ِلنا :ض َر ْبتُه
الحدث الّذيَ عوالن ألجْ ِله يُ َعلﱢ ِ
الن ِ ب ُجبْناً)" .(٣فـ)تأْديْبا ً وجُ بْناً( َم ْف تأْديْبا ً ،وق َع ْدت عن الحر ِ
فعلت كذا وكذا ِمن أجْ ِل كذا).(٤ ق ْبل َھُما ،وھُما جواب ِل َمه ،أيْ ِل َم ف َع ْلت كذا وكذا؟ فَيُجابُ ْ :
لم ْفعُول ألجْ لِه ُشرُوطا ً وھي على النحو اآلتي: ضع ال ﱡنحاةُ ِل َ وو َ
ألنأ ّوالً :كوْ نُه َمصْ دراً،نحْ و قو ِلنا" :ضر ْبتُه تأْديْباً" واشتراطُھم ال َمصْ دريّةُ؛ ّ
ك ال ﱠس ْم َن َو ْال َع َس َل قالَه ال ُج ْمھو ُر، أن نقو َلِ " :ج ْئتُ َ وات ،فال يجُوز ْ الذ ُ الحدث ال ّ
ُ البا ِعث ھو
در ،وتأ َ ّولَه على ب ،فالع ِب ْي ُد غ ْي ُر َمصْ ٍ ب "أ ّما ال َع ِب ْي َد فَ ُذو َع ِب ْي ٍد" بال ّنص ِ وزعَم يونسُ بنُ حب ْي ٍ
فال َم ْذكو ُر ُذو َع ِب ْي ٍد ،وأن َكره سيْبوي ِه، ال َم ْفعول لَه،ب َمعْنى َمھْما ي ُْذكر َش ْخصٌ ِألجْ ل ال َعب ْي ِد ْ
در. المصْ ِ ص ْي َر إلى َمعْنى َ دير التّ َم ﱡل ِك ِليَ ِ
وأ ّوله الزجّاج بت ْق ِ
أرض وط ِنه،وال يجُوز ِ ي ِدفاعاً عن ثانياً :وكو ُنه ْقلبِيّا ً،نحْ و قو ِلنا :قاتَل الجُند ﱡ
لعلم" أو "جاء ز ْي ٌد قتاال ِلل ُكفّار" فال يكون َم ْفعوالً ألجْ لِه. ك قِراءةً ِل ْ قولُناِ " :ج ْئتُ َ
ض،نحْ و قو ِلنا ":قع َد عن ثالثا ً :كونُه ِعلّةً،ع َرضا ً كان كال ّر ْغبة أوْ غ ْي َر ع َر ٍ
الحرْ ب ُجبْناً" وال يجُوز قولُنا ":ق َعد ُجلُوْ سا ً " و "ر َجع الق َ ْھقَرى" كونَھُما َمصْ درين ال
تعْلي َل فيْھما.
ك لعاملِه "جُ ْد" شار ٌ ً ْ ً ْ
أن يتّ ِح َد بال ُم َعلل بِه وقتا،نحْ و قو ِلناُ ":ج ْد ُشكرا،فھ َو ُم ِ ﱠ ً
را ِبعاْ :
ْت ال ّس ْف َر"، زمن ال ﱡش ْك ِر ھو ز َمنُ الجوْ ِد ،وال يجُوز نحْ َو قو ِلنا ":تأَھَب ُ َ ت؛ ّ
ألن في الوق ِ
ِلعدَم اتّحا ِدھما في الوق ِ
ت.
أن فاع َل الجُو ِد فاعالً،نحْ و قو ِلناُ ":ج ْد ُش ْكراً "وذلك ّ أن ي ّت ِح َد بال ُم َعلّ ِل بِه ِ خامسا ًْ :
ك إيّاي "فال يجُوز كونُه غ ْي َر ك َم َحبﱠتُ َ ھو ال ُم َخاطبُ ،وھو فاع ُل ال ﱡش ْك ِر.أ ّما قوْ لُناِ ":ج ْئ ُت َ
ُمتﱠ ِح ٍد مع عاملِه في الفاع ِل.
إنّياشي،وقالواّ : ط وض َعه الجرْ م ﱡي وال ُمب ﱢر ُد والر ﱡ سادسا ً :كونُه ن ِك َرة،وھذا الشر ُ
ب الكام ِل ،في َ ْكفي فيه الن ّ ِكرة، ت السب ِ ألن ال ُمرا َد ذ ْك ُر ذا ِ دت فيه "ألْ " فزا ِئدةٌ ؛ ّ و ِج ْ
ُ)(٥
ْرفة . فالتّعْريف زيادةٌ ال يحْ تاج إليْھا.ور ّده سيْبوي ِه وال ُج ْمھور بأنّه يجُوز فيْه ال َمع ِ
) (١
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٦٧
) (٢
انظ||ر:الصبان،حاش||ية الص||بان،ج،١ص.،١٢٣والرضي،ش||رح الكافي||ة،ج،٢ص.٣٠واب||ن
يع||||يش ،ش||||رح المفص||||ل،ج،٢ص.٥٢واألشموني،ش||||رح األش||||موني،ج،١ص.٤٨٠واب||||ن
ھشام،شرح شذور الذھب،ص.١٨٥
) (٣
الرضي،شرح الكافية،ج،٢ص.٢٥
) (٤
انظ|||ر:اب|||ن الس|||راج،ابو بك|||ر محم|||د ب|||ن سھل،األص|||ول ف|||ي النحو،تحقي|||ق:عب|||د الحس|||ين
الفتلي،مؤسسةالرسالة،بيروت،لبنان،ط،١٩٩٩ ،٤ج،١ص.٢٠٦
) (٥
اب|||ن ھشام،أوض|||ح المس|||الك،ج،٢ص.٢٢٧واألشموني،ش|||رح األش|||موني ،ج ،١ص.٤٨١
والصبان ،حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٣
٥٤
ألن ال ّش ْي َء ال يكونُ ق؛ ّ طلَ ٌ فإن كان ف َم ْفعو ٌل ُم ْ فظ الفع ِل ْ أن ال يكونُ ِمن ل َ ِ سابعاًْ :
الفعلِ ،م ْث ُل قوْ ِلنا":ِ نفسه ،نحْ و قو ِلناُ ":ج ْد ُش ْكراً" أيْ ِألجْ ل ال ﱡش ْك ِر ،فلو كان ِمن لِ ْفظ ِعل ّ ًة ِل ِ
ِح ْي َل َم ِح ْيالً "،كان انتصابَه على المصْ دريّ ِة).(١
ط من الشرُوط التي صا ُغوھا ِلل َم ْفعول ألجْ ِله، ويرى ال ّنحاةُ أنّه إذا اخت ّل شرْ ٌ
يجب جرﱡ ه بالالم وي ْمتَ ِن ُع نصْ بُه) .(٢أيْ إذا فقَ َد شَرْ طا ً من ھذه الشرو ِط السابق ِة الذ ْك ِر يَتَعيّنُ ِ
ف التّعْل ْي ِل وحروفُ التّعْل ْي ِل ھي الالم أوْ ِمن أو في أو البا ُء .
)(٣
جرﱡ ه بحرْ ِ
أحوال: ٍ ُ
ثالث أن ال َم ْفعول لَه ال ُمسْتك ِمل لل ّشروط التي صا ُغوھا،لَه وذ َكر ال ﱡنحاة ُ ّ
والالم واإلضاف ِة ،واأل ْغلبُ فيْه النّصبُ ،نحْ و قو ِلنا ": ِ أن يكونَ ُم َجر ّداً عن األلف أحدُھاْ :
ب .
)(٤ ْ
ْت ابني ِلل ّتأ ِد ْي ِ ْت ابني تأ ِديْبا ،ويجُوز جرﱡ ه ،فنقو ُل :ضرب ُ ً ْ ضرب ُ
ف الج ﱢر الالم .
)(٥
ولي أنّه ال يجُوز جرﱡه؛ ألنّ انتصابَه بإسقا ِط حرْ ِ وز َعم ال َج ُز ﱡ
ألن أن أصلَه بالالم؛ ّ رأي على ِخالف ما صرّح ِبه النّحْ ويّونْ ،إذ ي َرى ابنُ يعيش ّ وھذا ْ
ت ِألَ ْد ُخل المدينةَ،أيْ وسرْ ُ ك ِل ُت ْك ِر َم ِنيِ ، الال َم َمعْناھا ال ِعلﱠة ُ والغ َرضُ ،نحْ و قو ِلناِ :ج ْئتُ َ
الغ َرض ِمن َم ِج ْي ِئي اإل ْكرا ُم ،والغ َرض ِمن ال ّسيْر دخو ُل المدين ِة،وال َم ُفعول لَه ِعلﱠةُ الفع ِل
فعول لَه َسوا ٌء ذكَرْ تَه أ ْم ل ْم ْتذ ُكرْ هْ ،إذ العا ِق ُل ال يعْق ُل فعل ِمن م ٍ والغ َرضُ به.وال بُ ﱠد لِ ُك ﱢل ٍ
َرض و ِعل ﱠ ٍة).(٦ٍ ّإال لِغ
والال ِم،فاأل ْكثَر جرﱡه ،ويجُوز النّصْ بُ ،فـ ّ باأللف
ِ يكون ُمحلّى َ والثاني :أن
ْب" و ِم ّما جاء فيْه َم ْنصوبا ً،قو ُل ْت ا ْب ِني التّأْ ِدي َ ب " أ ْكثَ ُر ِمن "ضرب ُ ت ا ْب ِني ِللتّ ْأ ِد ْي ِ "ضر ْب ُ
ال ّش ِ
اعر):(٧
ت ُز َم ُر األ ْع َدا ِء َو َلوْ تَ َوالَ ْ ال أق ُع ُد ْال ُجب َْن َع ِن ْالھَ ْي َجا ِء
صب م ْع َكوْ ِنه َم ْقرونا ً الشاھ ُد فيْهْ " :الجُ ْب َن" فإنّه َمصْ در جاء َم ْفعوالً ألجْ ِله،وق ْد نُ ِ
بالالم ِلل ِدالل ِة على التَعْليل).(٨ بالالم ،وح ﱡقه ال َج ّر ّ ّ
أن يكو ِن ُمضافا ً،نح َو قولِه تعالىu!$tóÏGö/$# ãΝßγs9≡uθøΒr& šχθà)ÏΨãƒ": الثّا ِل ُ
ثْ :
،"(٩)«!$# ÅV$|ÊötΒوي ُجوز فيْھا ْال َوجْ ھان،النّصْ بُ والجّرﱡ على السﱠوا ِء ،نحْ و قو ِلنا:
ْت ا ْب ِني تَأْ ِد ْيبَه ،و ِلتَأْ ِدي ِْبه ،وقولُه تعالىzÏiΒ ΝÍκÍΞ#sŒ#u þ’Îû ÷ΛàιyèÎ6≈|¹r& ÷tβθè=yèøgs†":
ض َرب ُ
) (١
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١٣٣
) (٢
ابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٥٠
) (٣
ابن عقيل ،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٥٠والسيوطي ،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١٣٢
) (٤
ابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٥١
) (٥
الش|||||لوبين،أبوعلي عم|||||ر ب|||||ن محمد،ش|||||رح المقدم|||||ة الجزولي|||||ة الكبير،تحقي|||||ق:ترك|||||ي
العتيبي،مؤسسة الرسالة،بيروت،لبنان،ط ،١٩٩٤ ،٢ج،٣ص.١٠٧٩
) (٦
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٥٣
) (٧
لم يذكر قائله،وھو من الشواھد التي ذكرھا ابن ھشام،أوضح المسالك ج،٢ص.٢٢٨
،وابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٥١
) (٨
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٢٨وابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.،٤٥١
) (٩
سورة البقرة،اآلية.٢٦٥
٥٥
،"(١) ÏNöθyϑø9$# u‘x‹tn È,Ïã≡uθ¢Á9$#فقولُه " َح َذ َر ال َموْ ِ
ت" َم ْنصوبٌ ؛ ألنّه َم ْفعو ٌل لَه وھو
الشاعر:
ِ ْرفة باإلضاف ِة ،و ِم ْثل ُه قوْ ُل َمع ِ
)(٢
َوأ ْع ِرضُ َع ْن َش ْت ِم اللﱠ ِئي ِْم تَ َك ﱡر َما ُ َوأَ ْغ ِف ُر عَوْ َرا َء ْال َك ِري ِْم ا ﱢدخَا َرهُ
والشاھ ُد فيْه قولُه":ا ﱢدخَا َر ُه" حيْث و َقع َم ْفعوالً ألجْ لِ ِهَ ،م ْنصوبا ً م ْع أنّه ُمضافٌ
أن الشاع َر ونلحظ ھُنا ّ لكان سا ِئغا ً َم ْقبوالً ْ ، ار ِه ” َ بالالم فقا َلِ ":ال ﱠد َخ ِ ير ،ولو ج ﱠرهُ ّ ض ِم ِ ِلل ّ
ْرفةً وأ ْخرى نَ ِك َرةً وھو قوْ لُه":تَ َكرﱡ َما" وھُما في بيْت ِ ُ
واحد . أتَى بال َم ْفعول ألجْ لِ ِه م ّرةً َمع ِ
)(٣
وا ِحد).(٣
دت آراؤھُم اختلف النّحاةُ في تحْ دي ِد عا ِم ِل النّصْ ب في ال َم ْفعول ل َه ،وت َع ّد ْ
ع
نز ِ سي إلى أنّه َم ْنصوب ِب ْ الفار ﱡ
ِ رأسھم سيْبو ْي ِه و ِمن ب ْع ِده فذھب نُحاةُ البصْ ر ِة وعلى ِ َ فيْه،
بصاح ِ نصب ال َم ْفعو َل به ال ُم ِ َ َ
الحدث، إن ناصبَهُ ُم ْف ِھ ٌم ض ُح ذ ِلك في قو ِلھمّ : ض ،ويتّ ِ الخا ِف ِ
ُ
ف َجرﱟ ؛ ألنه َجوابٌ لَه.والجوابُ أبَدا على ح َسب السؤا ِل ،فقولك في ً ّ األصل حرْ َ ِ في
بّ ،إال أنّه أ ْسقَط ْ ْ
بِ :ل َم ض َربْت زيْد اً؟ فتقو ُل :ض َر ْبتُه تأ ِديْبا ًِ ،قيْل أصْ لُهِ :للتّأ ِد ْي ِ َجوا ِ
ف ال ِعل ّ ِة ِع ْن َد ُج ْمھور دير حرْ ِ ب ،أيْ أنّه َم ْنصوبٌ بالفع ِل ق ْبلَه على ت ْق ِ
(٤ )
ص َالال َم.ون َ ّ
الخافض).(٥
ِ ب بع َد ن َْز ِ
ع الم ْنصو ِ الم ْفعول ِبه َ البصْ ريين،وھذا يعْني أنّه ِمن باب َ
ط َمعا ً في ك َ عول لَه في نحْ و قو ِلناِ :ج ْئتُ َ ص َل جُملة ال َم ْف ِ أن نَتَص ّو َر أ َ َويُم ِكن لَنا ْ
ت ال ﱡنحا ِة ق ت ْقديرا ِ عن جُمل ٍة تُوْ ليديّ ٍة "األصْ ل" و ْف َ لت ْ ِبرﱢك؛ بأنّھا جُملة تحْ ويليّة ٌ ،تح ّو ْ
بالحذف ْ لط َم ِع في ِبرﱢكَ " ّإال أنّه حدَث فيْھا تح ّو ٌل ك ِل ّ البصْ ريين على النّحْ و اآل ِتيِ " :ج ْئتُ َ
ب ا ْقتَضاه التّ َح ﱡو ُل ِمن جُمل ٍة توْ ليديّ ٍة إلى وت َغ ﱡي ُر الحرك ِة اإلعرابي ّ ِة ِمن الج ﱢر إلى النّصْ ِ
جُمل ٍة تحْ ويليّ ٍة.
ّ
الفعل؛ ألنه ي َق ُع ِ وقوع ٌ ّ ّ ْ ُ ّ
وھذا ما أشا َر إليْه ابنُ يعيش في قولِه":وإنما قلنا إنه ِعلة ِل
ِ
فعلتَ . فعلتَ َ ،كما يق ُع الحا ُل في جواب كيْف ْ في جُواب ِل َم ْ
العلﱠةُ والغ َرضُ ،نحْ وِ :ج ْئتُكَ الالم َمعْناھا ِ ألن ّ أن يكونَ ّ
بالالم؛ ّ وإنّما كان أصلُه ْ
ت ِأل ْد ُخ َل المدينةَ.أيْ الغرضُ ِمن َم ِج ْي ِئي اإل ْكرام") .(٦والفع ُل في رأْي ِلتُ ْك ِر َمني ،و ِسرْ ُ
الزما ً أوْ ُم ْنتَھيا ً بالم ْفعول لَهْ ،إذ يقو ُل ":وال ِفع ُل يكونُ ِ ب َ ابن يعيش ھ َو َم ْن أحْ َدث النّصْ َ ِ
ك ُ َ ّ
ك حذا َر الش ﱢر ،وأ ِت ْيت َ ْ ّ
في التعدي ،ف ُعدﱢي بالالم ،وقد تحْ ذف ھذه الال ُم ،فيُقال :فعلت ذا َ َ ُ ْ ّ َ ّ ّ
الالم وكان موْ ضعُھا نصْ با ً الن،فل ّما حذ ْفت ّ ذار ال ّش ﱢر،ولِ َمخافَ ِة فُ ٍ الن،وأصل ُه ِل َح ِ َمخافة َ فُ ٍ
صب").(٧ بنف ِسه فنَ َ تع ّدى الفع ُل ْ
) (١
سورة البقرة،اآلية .١٩
) (٢
البي||ت لح||اتم الط||ائي وھ||و م||ن ش||واھد اب||ن يعيش،ش||رح المفص||ل،ج،٢ص.٥٤وانظ||ر اب||ن
عقيل ،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٥٣
) (٣
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص .٥٤وانظر ابن عقيل ،شرح ابن عقيل ،ج،٢ص.٤٠٣
) (٤
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١٣٣
) (٥
الصبان،حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٣
) (٦
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٥٣
) (٧
انظر :ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٥٣
٥٦
ب " ف َع ْلتَ أن نتَص ﱠو َر الجُملةَ التوْ ليد ّي ِةِ ،للتّرْ كي ِ ابن يعيش يُم ِكن لَنا ْ ق رأي ِ ْ
ووف َ
ب حذار ال ﱠش ﱢر "،فتَح ّو َل إلى ترْ ك ْي ٍ ِ فعلت ذاك ِل كان في األصْ لْ ": ذاك حذا َر ال ّش ﱢر " بأنّه َ
ك َحذا َر ال ّش ﱢر. فعلت ذا َ الالم،وتَ َغي ِﱡر حرك ِة الج ﱢر إلى النّصْ ب إلى قو ِلناْ ": تحْ ويل ﱟي ب َح ْذف ّ
ق لَه أن ناصب ال َم ْفعو ِل لَه ھو الفع ُل ال ُمق ﱠد ُم عليْه؛ ألنّه ُمال ٍ أ ّما ال ُكوفيّون فيَ َرون ّ
صاب َ َصب ان ِت طلَق،أيْ ي ْنت ِ ت ُجلُوساً") ،(١وعليه فھو َم ْفعول ُم ْ المعْنى،نحْ و":قع ْد ُ في َ
المصا ِد ِر ،وليْس على حرْ ف الج ﱢر.
ْ
ي ،فإذا قلْ ضربْت زيْداً تَأ ِديْبا ً ،فكأنّك قلْ وكأنّه عن َدھم من ِقبَ ِل ال َمصْ در ال َمعْنو ﱢ
فع ْند قو ِلنا ":ضربْت زي ْداً صدون ال َمعْنى ِلل ُجملة السابق ِةِ ، أَ ﱠد ْبتَهُ تَأْ ِديْبا ً) .(٢فھُم بذ ِلك ْيق ِ
ب أن الضرْ َ ْت زيْداً" أيْ ّ ْت زيْداً" ُمساويا ً في ن ِظرھم قوْ لَنا":أَ ﱠدب ُ فإن قولَنا":ضرب ُ تَأْ ِديْبا ًّ ،
ب.وبالتّالي فإنّھما يت َبادالن الدﱢاللةَ فيْما ب ْينَھ ُما. ب التّأ ِد ْي ِضرْ بٌ ِمن أَضْ ُر ِ
أن ال َم ْفعول ألجْ ِله َم ْنصوب،بفعْل ُمضْ َم ٍر أ ّما الزجّاج وھو ِمن البصْ ريين في َرى ّ
ت إ ْكراما ً لَك "أ ْك َر ْمتُك إ ْكراما لَك،حيْث ُح ِذف الفع ُل ً ِمن لَ ْف ِظه،فالت ْقدي ُر في قو ِلناِ ":ج ْئ ُ
يظھر،وھذا َم ْذھَب تف َ ﱠر َد بِه الزجّا ُج وحْ دَه و ُج ِعل ال َمصْ د ُر ِع َوضا ً عن الل ّ ْف ِظ بِه،فلذ ِلك ل ْم ْ
ف).(٣ وفيْه ت َ َكلﱡ ٌ
ت إ ْكراما ً لَك الب ْنيَةَ ال َع ِم ْيقَةَ لِقو ِلناِ " :ج ْئ ُ ص ﱠو َر ِ أن نَتَ َ ّاج يُ ْم ِكن لَنا ْ وو ْفق رأي الزج ِ
أن الجُملة َ التوْ ليديّةَ "األصْ ل" ُح ِذف م ْنھا ك إ ْك َراما ً لَك" ،وھذا يعْني ّ ت أ ْك َر ْمتُ َ "بأنّه" ِج ْئ ُ
ت الجملة ُإلى جُمل ٍة توْ ليديّ ٍة لِتُؤدﱢي َمعْنى آ َخ َر،بي َّن فيْه الفع ُل،و َح ﱠل ال َمصْ د ُر َم َحلﱠهُ فتَح ﱠول َ ْ
السببُ الّذي ِمن أجْ لِه ح َدث الفع ُل.
ب ال َم ْفعول ألجْ لِه ص ِ إ ّن الذي دفَع النّحاةَ ِمن بَصْ ريين و ُكوفيين إلى البحْ ث عن نا ِ
ب ِل ُك ﱢل العاملْ ،إذ ال بُ ﱠد من ناص ٍ ِ ْت و ْفق نظري ّ ِة ھي القاعدةُ النّحويّة ُ ال ِمعْياريّةُ التي بُ ِني ْ
ب دوْ َن االسم ال َم ْنصو ِ ِ ب ظا ِھراً أوْ ُمق ﱠدرا ً لِكي تُ َس ّو َغ الحركةُ اإلعرابيّة ُ في آ ِخ ِر َم ْنصو ٍ
السكوت عليه ِمن دوْ ِن الحاج ِة ُ ص ُح عن َمعْنى يَحْ سُن ي يُ ْف ِ كيب اللﱡغَو ﱠ أن الترْ َ ظ ِر إلى ّ الن َ
الجمل غي ِْر ِ أن نَ ُع ﱠدھا ِمن باب ب.فيُم ِكن لَنا ْ دث ھذا النصْ َ إلى البحْ ث عن عا ِمل أحْ َ
االسم
ِ وت عليه،وما ھذه الف ْتحةُ في آ ِخ ِر اإلسْناديّ ِة التي تحْ ِمل َمعْنى يحْ سُن الس ُك ُ
ي.
اللغو ﱢ ب ﱡ ب ّإال َدل ْي ٌل على ھذا الت ّ َح ّو ِل الذي ح َدث في ھذا الترْ كي ِ المنصو ِ َ
ْ
العامل وأث ِر ِه أن أ َخذ َ ِ ْراف في البحْ ث عن ج اإلس ِ كان ِمن نتا ِئ ِ وبِھذا يقو ُل َعمايرةَ " :
صرفوا عن ُ أواخر ال َك ِل ِم في الجُمل،وان َ ِ ال ﱡنحاة يبْح ُثون عن ُمبرﱢر لِ ُك ﱢل ح َرك ٍة إ ْعرابيّ ٍة على
ظروا إلى الحرك ِة أن ي ْن ُ انصرافا ً كبيْراً،في حيْن كانَ عليْھم ْ ِ ث فيْه ال َمعْنى والبحْ ِ
صد ألن ال ُمتكلﱢم ع ْن َدما يتَكلﱠم إنّما ي ْق ِ اإلعرابيّ ِة على أنّھا ر ْم ٌز ِلتَ َغي ِﱡر ال َمعْنى وليْست ِبأَثَ ٍر؛ ّ
المعْنى غيﱠ َر الحرك َة").(٤ أن يُ َغي ﱢ َر ھذا َ فإن شا َء ْ السامع َم عْنى ِب َع ْي ِن ِهْ ، ِ ُوص َل إلى أن ي ِ ْ
َمام اإلسْنا ِد " ير ُد كثيْراً في ال ُجملة الفعلي ّ ِة بع َد ت ِ ي في َرى أنّه ِ أما مھْدي ال َم ْخ ُزوم ّ
ف لُغَويّةٌ ،يقو ُم عليھا تَما ُم ال َمعْنى،وتُ َع ﱡد ھذه مات لَھا دَوْ ٌر ووظا ِئ ٌ ال ُمسْند وال ُمسْند إليْه "ك ِل ٌ
) (١
الصبان،حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٣
) (٢
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١٣٣
) (٣
السيوطي ،ھمع الھوام|ع،ج،٣ص.١٣٣وانظ|ر:األزھري،خال|د ب|ن عبدﷲ،ش|رح التص|ريح
عل||ى التوض||يح ،دار إحياءالكت||ب العربية،عيس||ى الب||ابي الحلب||ي وش||ركاه) ،د.ط() ،د.ت(،
ج ،١ص.٣٣٧
) (٤
عمايرة،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.١٦٠
٥٧
ھؤالءِ ت" ِل ْل ِمعْنى ال ُمرا ِد التعْبي ُر ع ْن ه في الجُملة األصْ ل،فيَ ْب َع ْثن ت " ُمتَ ﱢم َما ٍ ُ
الكلمات ُم َك ِمال ٍ
ھن).(١ ت للجُملة ِمن دُو ِن ّ ات حيَاةً ل ْم تَتَأ َ ّ ال ُمت َ ﱢم َم ُ
المفعول ألجْ لِه ْ ريجھا في باب َ تخ ِ ب اللغَوي ّ ِة التي اضْ طرب النّحاة في ْ ﱡ و ِمن التراكي ِ
جاءت ُمخَا ِلفة ً ِلل ﱡشروط التي صاغَھا ال ﱡنحاة ُ لصياغ ِة جُمل ِة ال َم ْفعو ِل ألجْ ِله ،قوْ ُل ْ والتي
ب" :أ ّما ال َع ِب ْي َد فَذو َع ِب ْي ٍد " حيْث أو َرد يونسُ بنُ حبيْب،ھذا القو َل عن العرب، ُ العر ِ
عول لَه ،إذ يقو ُل سيْبو ْي ِه ":وز َعم ْ ْ
لت على ال َمف ِ وجاءت كلم ُة "ال َع ِب ْي َد" َم ْنصوبةً َف ُح ِم ْ ْ
أن قوْ ما ً ِمن العرب يقُولون" :أ ّما ال َع ِب ْي َد فَ ُذو َع ِب ْي ٍد ،وأ ّما ال َع ْب ُد فَ ُذو َع ْب ٍد "يجْ رونَه يونسُ ّ
در َسوا ٌء ،وھو قلي ٌل َخ ِبيْث؛ وذلك أنّھم شبﱠھوه بال َمصْ در كما شبﱠھوا الج ﱠما َء َمجْ َرى ال َمصْ ِ
كأن ھؤال ِء أجازَوا:ھو الرج ُل ال َع ِب ْي َد ال َغ ِفيْر بال َمصْ در ،وشبﱠھوا خ ْمستَھم بال َمصْ در ّ
صواب ُه الرّف ُع ،وھو قو ُل والدّرا ِھ َم ،أيْ ِل ْل َع ِب ْي ِد وللدّرا ِھ ِم ،وھذا ال يُتَكلﱠ ُم ِبه وإنّما وجْ ھ ُه و َ
در ،فقال ويونس ،وال أعل ُم الخلي َل خا َلفَھ ُما وق ْد ح َملُوه على ال َمصْ ِ َ ب وأبي ع ْمر العر ِ
ْ ْ ُ
النحويّون :أ ّما العل َم وال َع ِب ْي َد فَذو ِعل ٍم وذو َع ِب ْي ٍد ،وھذا ق ِب ْيحٌ؛ أل ّنك لو أف َر ّدت َه كان الرّف ُع
ُ
در كال َمصْ در ،....وإنّما جاز النصْ بُ في "ال َع ِب ْي َد" الصواب ،ف َخبُث ْإذ أجْ ِري غ ْي ُر ال َمصْ ِ َ
ّ ُ ُ ّ
حيْن لم يجْ َعلھُم َشيْئا َمعْروفا ِب َع ْينِه؛ ألنه يُ َشبﱠه بال َمصْ در والمصدر ق ْد ت ْدخله األلفُ والال ُم ً ً ْ
وينتصب على ما ذكرت لك").(٢
ك ص ْي َر إلى َمعْنى ال َمصْ در ،كأنّه ِقيْل :أ ّما َت َم ﱡل ُ ك ِليَ ِ دير التّ َم ﱡل ِ
بتق ِ وأَ ّولَه الزجّا ُج ْ
يونس وقبﱠ َحه وقال": َ ي تذ ُكرُه ِمن أجْ ِل تَم ﱡل ِك ال َعب ْي ِد ،وق ْد أ ْن َكر سيْبو ْي ِه ْ
رأ َ ال َع ِب ْي ِد ،أيْ َمھْما ْ
ِ َ
ض ْعفِه إذا ل ْم يَ ِر ْد َع ِبيْد اً بأ ْعبا ِئ ِھم").(٣ إنّھا ل ُ َغةٌ خ َِب ْيثَةٌ قَل ْيلَة ٌ ،وإنّما يجُوز على ُ
ّضي تذ ُك ُر ال َع ِب ْي َد) ،(٤وأورد الر ﱡ ذوف :أيْ َمھْما ْ ٍ وجعلَه بعضُ النّحا ِة َمفَعوال ً بِه ِل َمحْ
تُ ،م ْع َربا ً كان أو ال" .
)(٥
جميع اللﱡغا ِ ِ ّفع في إن الو َجه في الر ِ ھذا القو َلّ ،إال أنّه قالّ " :
ت نف ِسه َم ْب ِنيﱠةٌ لِ ِعل ﱠ ٍة ،فأخَذ وجاءت َم ْنصوبة ً وبالوق ِ ْ فكلِمةُ "ال َع ِب ْي َد" ليْست َمصْ دراً
بالن تَسْوي َغ النص ِ ب في ھذا ال َمصْ در،ذلك ّ ال ﱡنحاةُ يَتأ َ ّولُون ويُقَ ﱢدرُون فِعالً أحْ دث النصْ َ
بيلاضطروا في َس ِ ّ طفى؛ ألنّھم ح َملَھم على ذلك،وھذا ما عابَه عليْھم إبراھي ُم ُمصْ َ
ب يَ ِسيْر على َو ِت ْي َر ٍة واحد ٍة).(٦ قواع ِدھم النحويّ ِة ال ِمعْياريّ ِة،وجع ِْل البا ِ
ب الرف ُع ،وھو الوجُه الذي أ ّك َده الظنﱢ بأنّ األصْ ل في ھذه التراكي ِ ونَميل نحْ ن إلى ّ
ب كلم ِة "ال َع ِب ْي َد" على ال َمفُعول أن نصْ َ النصب فيْه ،و ِمن بع ِده ال ﱡنحاةُ ذلك ّ َ سيْبو ْي ِه فق ْد قبّح
أن ط ال َمصْ دريّ ِةّ ،إال ّ عول ألجْ ِله وھو شرْ ُ ب ال َم ْف ِ ألجْ ِله ،فيْه نَ ْقضٌ ِلشر ٍط ِمن ُشرُوط نصْ ِ
ونظن بأنّه ليْس ما ﱡ ال ﱡنحاةَ أخَذوا يتأَوّلُون عا ِمال ً ِليُ َس ﱢو ُغوا الحركة َ اإلعرابيّة َ في آ ِخ ِره،
عامل ،إذا أخ َذنا بما يُعْرف بالتح ّو ِل األُسْلوب ﱢي،وھو ما يُ ْقص ُد ِبه التح ّو ُل ٍ ي ْدعو إلى ت ْق ِ
دير
) (١
المخزومي ،في النحو العربي نقد وتوجيه،ص.١٠٥
) (٢
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٨٩
) (٣
وانظ|||ر:اب|||ن ھشام،أوض|||ح المس|||الك،ج،٢ص . ٢٢٥واألش|||موني.ش|||رح األش|||موني ،ج،١
ص .٤٨١والسيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١٣١
) (٤
الصبان،حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٥
) (٥
الرضي،شرح الكافية،ج،٤ص.٤٨٤
) (٦
مصطفى،إحياء النحو،ص.٣٤
٥٨
انفعالي ما ،وھذا ال َمعنى إ ّما ْ ْ كالمي إلى ش ْك ٍل ِمن َش ْك ٍل
أن ﱟ كالمي آ َخ َر بِفع ِْل تأ ِ
ثير َمعْنى ﱟ ﱟ
يكون م ْدحا ً أوْ َذ ّما ً أوْ َش ْتما ً أوْ تَ َرحُما ً أوْ فَ ْخرا ً إلى غي ِْر ذلك ِمن المعاني العاطفي ّ ِة).(١
َ
األصل
فَ ُذو َع ِب ْي ٍد ال َع ِب ْي ُد أ ّما
داخ ٌل في َمعْنى ّ
الذ ﱢم ِ
) (١
عبابنة،أثر التحويالت األسلوبية في اإلعراب،مجلة أبحاث اليرموك،م،١١ص.٢٩
٥٩
ظرفا ً: ٥ .٢ال َم ْف ُعول ف ْيه وھو ال ُم َ
س ّمى ْ
ت أووق ٍ طرا ٍدِ ،من اسم ْض ﱢمن َمعْنى في ِبا ﱢ ع ّرف ال ﱡنحاةُ ال َم ْفعول فيْه بقولِھم :ما ُ
جار َمجْ َراه) ،(١وذ ِلك نحْ و قو ِلنا ":
ٍ ضت ِدالل ُته على أح ِدھما أو اسم َع َر َ
اسم مكا ٍن أو ٍ ِ
ُ
اليوم،وق ْمت فيِ ص ْمت في َ ّ ُ
اليوم ،وق ْمت الليلةَ ،وجلسْت مكانَك "والتقدي ُر فيهُ : َ ص ْمت ُ
اللّيلة ،وجلَسْت في مكا ِنك) .(٢وقولُه تعالى،(٣)"Æìôϑ¡¡=Ï9 y‰Ïè≈s)tΒ $pκ÷]ÏΒ ß‰ãèø)tΡ $¨Ζä. $‾Ρr&uρ ":
أيْ " في أما ِكن.
دير "في" أيْ تصبا ً على ْتق ِ صناع ِة النّحْ و ھو ما كان ُم ْن ِ أھل ِ والظرفُ في عُرْ ف ِ ّ
ث طراد،نحْ و قو ِلنا ":ا ْم ُك ْ ض ﱠمن َمعْنى "في" دوْ َن لَ ْف ِظھا ِبا ﱢ اسم وقت أوْ اسم مكان َت َ أن ُك ﱠل ِ ْ
ض ﱠمنان َمعْنى "في"؛ ألنّھما مكان و)أَ ْز ُمنا ً( اسم زمان،وھُما ُم َ ٍ ھُنَا أَ ْز ُمنا " فـ )ھُنا(اس ُم
رف ق ْد ﱢف للظّ ِ أن ال ُم َعر َظ ھُنا ّ ونلح ُ ث واالحْ تراز)ْ .(٤ للواقع فيْھما ،وھو ال ُم ْك ُ َم ْذكوران
ِ
فإن ْت ال ّش َام " ّ دخلت البيتَ ،و َس َك ْنت الدا َر ،وذھَب ُ طراد " ِمن نحْ و قو ِلناْ ": احتَرز بقوْ ِله " ِبا ﱢ
ض ّمنَه َمعْنى"في" ليس ولكن تَ َ ْ ض ّمن َمعْنى"في" ار وال ّش ِام تَ َ ت وال ّد ِ ُك ﱢل واح ٍد من البي ِ
ألن الظرفي ّ ِة؛ ّ ط ﱠر ِداً ،فاألسْما ُء الثالثةُ َم ْنصُوبةٌ على التّ ْش ِبيْه بال َم ْفعول بِه ال على ّ ُم ْ
ض ﱢمنَة َمعْنى"في"ول ِكن ليس طراد ،وھذه األسما ُء ُمتَ َ ض ﱠمنَ َمعْنى"في" ِبا ﱢ الظرفَ ھو ما تَ َ
طرا ٍد).(٥ِبا ﱢ
الم ْفعول فيْه ،فالبصْ ريّون يس ّمون َه ح يدلﱡ على َ واختلَف ال ﱡنحاةُ في وضْ ع ُمصْ طلَ ٍ
األقطار ،وليْس اس ُم الوعا ُء ال ُمتَناھي ْ رف ھو ِ الظ َ بأن ّ ضھم الكوفيّون ّ ظرْ فا ً ،واعتَر َ
الزمان أو المكا ِن كذ ِلك،وأُجيْب بأنّھم ت َج ّو ُزوا ذلك واصْ طلَحوا عليْه وال َمشا َحة في ِ
صفَ ًة) ،(٦وقيْل ِلم ُس ﱢمي ظرْ فاً؟ قيْل؛ ِ ُه بوأصحا ي
ِ ﱡسائ ك وال ، ً ّ
ال ح م
ُ َ َء ّا ر الف اه م
ّ وس ، طالح االصْ
ألنّه ل ّما كان َم َح ّالً ِلأل ْفعال ُس ﱢمي ظرفا ً ت ْشبيھا ً باألواني التي ت َِحلﱡ األشيا ُء فيھا،و ِلھذا
الظروف " َمحا ّل " ِلح ُلول األشيا ِء فيْھا).(٧ َ س ﱠمى الكوفيّون
ألن األفعا َل يت بذ ِلك؛ ّ والمكان َمفعو ٌل فيْه،و ُس ّم ْ ِ أن ظرْ ف ﱠي الزما ِن فال ﱡنحاةُ ي َرون ّ
كاإلنا ِء ،الحالﱡ فيه غ ْيرُه ،ولذلك س ّماھا البعضُ تق ُع فيھا ،وتَ َح ﱡلھا ،وال تُ َؤثﱢر فيْھا،فھي ْ
أَوْ ِعيَةً ،وبعضُھم َمحا ّل).(٨
ف الج ﱢر الّذي ھو "في"، فالظرفُ عن َد النّحويين ما كان َم ْنصوباً على َمعْنى حرْ ِ ّ
يوم الج َُمع ِة، المعْنى في ِ أن َ ْت خلفَك ،أال ت َرى ّ يوم الجمع ِة ،وجلس ُ ت َ نحْ و قو ِلنا :خرجْ ُ
) (١
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٣١وانظر:ابن مالك،شرح التسھيل،ج،٢ص.١٢٩
) (٢
ابن األنباري،أسرار العربية،ص.١٤١
) (٣
سورة الجن،اآلية .٩
) (٤
اب||ن ھشام،أوض||ح المس||الك،ج ،٢ص.٢٣١واب||ن ھشام،ش||ذور ال||ذھب ،ص .١٨٦وانظ||ر:
الصبان ،حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٧
) (٥
ابن عقيل ،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٥٦
) (٦
الصبان،حاشية الصبان،ج،١ص.٢٦انظر:ابن السراج،األصول في النحو،ج،١ص.٢٠٤
) (٧
ابن األنباري،أسرارالعربية،ص.١٤١وانظر :السامرائي،معاني النحو،ج،٢ص.٣٠٢
العكبري،اللّباب في علل البناء واإلعراب،ج،١ص.٦٣٨ ) (٨
٦٠
حرف الج ﱢر "في" إذا ظھَر وع ِمل الج ﱠر ل ْم يس ﱡموه ظرْ فا ً وكان اسْما ً َ خل ِفكّ ،إال ّ
أن وفي ْ
سائر األسما ِء ال َمجْ رور ِة).(١ ِ بمنزل ِة
الزمان
ِ ت ِداللتُه على اس َْم ﱢي ض ْ ضح المسا ِلك ما ع َر َ وذكَر ابن ھشام في أوْ ِ
والمكان :أسما ُء الع َد ِد،نحْ و قو ِلنا: ِ والمكا ِن أربعة أشيا َء ج َرت َمجْ رى ِدالل ِة الزما ِن
ت ع ْشرين يوْ ما ً ،و ِسرْ ت ثال ِثين فَرْ َسخا ً ،وما أُ ِفيْد ِبه ُكلﱢيﱠ ُة أحدھما أو ج ُْز ِئ ْيتَه،نحْ و ِسرْ ُ
بعض َ اليوم،أو ِسرْ ُ
ت ِ بعض
َ خ "أوْ " ِسرْ ت اليوم،و ِسرْ ت جمي َع الفرْ َس ِ ِ قو ِلناِ ":سرْ ت جمي َع
الدار"، ِ ھر شرْ ق ّي صفة ً إلح ِدھما،نحْ و قو ِلنا":ج َلسْت طو ْيالً ِمن ال ّد ِ سخ" ،وما كان ِ الفرْ ِ
أن ب ْ حذف ِه،والغالبُ في ھذا النائ ِ ْب عنه بع َد ْ ضاً بإضاف ِة أح ِدھما ثُ ﱠم أُ ِني َ وما كان َمحْ فو َ
ت أو ً
يكون ز َمانا وال بُ ﱠد ِمن كوْ ِنه ُم َعيﱠنا ِلوق ٍ ً َ أن ْ
يكون َمصْ دراً ،وفي ال َمفعو ِل ع ْنه ْ َ
ب ناق ٍة،أو حل َ ك ْ دوم الحا ﱢج،أو ا ْنت َِظ ُر َ ك قُ َ صالةَ العصْ ِر"،أوْ ِج ْئتُ َ ك َ دار،نحْ و قو ِلناِ ":ج ْئتُ َ ِل ِم ْق ٍ
ظي ِْن" ،واألصْ ل ُم ّدةَ )(٢ القار َ
ِ نحْ َر َج ُزوْ ٍر،وقد يكونُ النائبُ اس َم عي ٍْن،نحْ و قو ِلنا":ال أُ َكلﱢ َمه
كان ب ز ْي ٍد " أيْ َم َ ظ ْي ِن،وقد يكونُ ال َمنُوبُ ع ْنه م َكانا ً،نحْ و قو ِلنا ":جلسْت قُرْ َ القار َ
ِ َغ ْيبَ ِة
قُرْ ِب ِه .
)(٣
والظرْ فُ ي ْنقَ ِسم إلى ُم ْبھَم و ُم َؤقّت " ُم ْختصّ "،والظرفُ ال ُم ْبھَم النّكرةُ الّتي ال ّ
الجھات السّت" وعند، ُ تدُلﱡ على َموْ قف ِب َع ْينِه ،نحْ و :حيْن ،وو ْقت،وزمان،وفي المكان":
زمان ِب َع ْي ِنه َم ْخصُوص، ٍ ول َدى ،و َوسْط ،وبيْن ،وإزا َء ،أ ّما ال ُمرا ُد بال ُمؤقّت ما د ﱠل على
رمضان ،وشھْر ال ُمحرم،وي ْنق ِسم ال ُمؤقّت " َ نحْ و :اليو ُم،واللّيلةُ ،ويو ُم الجمع ِة،وش ْھ ُر
ْتعمل اسْما ً وظرْ فا ً،و ِقسْم ال يُسْتع َْمل ّإال ظرْ فا ً.فاالس ُم ال ُم ْختصّ " إلى ِقسْمينِ :ق ْس ٌم ُيس َ
واأليام واللّيالي ِم ّما ِ وف و من أسما ِء السّنين وال ّشھور األ ّو ُل ھو ُك ﱡل ُمتَ َم ﱢك ٍن من الظر ِ
أن ويوم وليل ٍة ،فھذا يجُوز ْ والال ُم واإلضافةُ،نحْ وَ :سنَ ٍة وشھ ٍْرٍ ، ّ يَتَعاقَبُ عليْه األلفُ
ظرف،وتَ ُجرﱠه وال تُقَ ﱢد َر م َعه ك ِلمةَ "في"،نحْ و قو ِلنا :اليو ُم طيّبٌ ٍ تسْتعملَه اسْما ً غ ْي َر
ت ص ْم ُ الظرف ،فتقو ُلُ : ِ صبَھا على أن ت ْن ِ والسنةُ ُمباركةٌ،وأ ْعجبَ ِني اليو ُم،ويجُوز ْ
اسم ت في السن ِة.ف ُك ﱡل ٍ اليوم،وقَ ِد ْم ُِ ت في ص ْم ُ والتقدي ُر ُ ت السنةَ،فھذا ُمقَ ﱠد ٌر ِبفيْ ، اليو َم،وقَ ِد ْم ُ
ص ْتهُ العربُ بالظرفيّ ِة،ول ْم أن تَجْ علَه اسْما ً وظرْ فا ً ّإال ما خ ﱠ من أسما ِء الزما ِن لَك ْ
سماعا ً عنھم .
ْ )(٤
ت ْستَ ْع ِملهُ َمجْ روراً وال َمرْ فوعا ً وذلك ي ُْؤخَذ َ
ب فھو ال يُ َجرﱡ بغي ِْر لزم النصْ َ وال ِق ْس ُم الثاني ما ال يُ ْستَ ْع َمل ّإال ظرْ فا ً،وذ ِلك ما ِ
ب على الظرفي ّ ِة،نحْ و قو ِلنا":أَ ُزورُك يو َم الجُمع ِة َسحراً " إذا كان من ويلز ُم النصْ َ "من" ْ
ف وھو ِبخالف إذا كان نَ ِكرة ً صرﱡ ِ يوم ِب َع ْي ِنه،و ُجرﱢد ِمن أل واإلضاف ِة فھو َم ْمنوع ِمن التّ َ ٍ
." (٦)∩⊂⊆∪ 9ys|¡Î0 Νßγ≈oΨø‹‾gªΥ ":
صرفُ و يَتَص ﱠرفُ ) .(٥نحو قوله تعالى (
فإن ّه َين ِ
) (١
الجرجاني،المقتصد في شرح اإليضاح،ج،١ص.٦٣٢
القارظان:مثنى قارظ،وھما ْ
يذ ُكر بنُ عنزةَ وعام ُر بنُ رھم وكالھما من عنزة خرجا لطلب ) (٢
) (١
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٤٤وانظر:السيوطي ،ھمع الھوامع،ج،٣ص.١٥٣
) (٢
انظر:المبرد،المقتضب،ج،٤ص٣٣٧وما بعدھا.والسيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٥٣
) (٣
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٤٤
) (٤
ابن يعيش ،شرح المفصل ،ج،٢ص.٤٤
) (٥
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٢ص.١٣٧
٦٣
بالحذف ال غ ْي َر،كقو ِلھمِ ":ح ْينَ ِئ ٍذ ْاآل َن" أيْ كان ذ ِلك ِح ْينَ ِئ ٍذ وا ْس َم ْع َ
اآلن).(١ ِ . ٦أو َم ْس ُموعا ً
الظرف َم ْنصوب بعا ِم ٍل ُمضْ َم ٍر،كقو ِلك في جُواب َمن يقو ُل َ ي ي َرى ّ
أن وال ّزمخشر ﱡ
السائر "أسا ِئ ٌر يوم الجمع ِة .وفي َ
المثل يوم الجمع ِة.أيْ ِسرْ ت َ لَك :متى ِسرْ تَ ؟ َ
)(٢
ِ
اآلن،أيْاليو َم وق ْد زا ُل الظ ْھ ُر "وم ْنه قولُھمِ ":ل َمن ذ َك ر أ ْمراً ق ْد تقا َدم زمانُهِ :ح ْينَ ِئ ٍذ َ
كان ذلك ِح ْينَ ِئ ٍذ)."(٣
الواقع خبَراً،فذھب الكوفيّون إلى ِ ب في الظرف عامل النص ِ ِ واختلف النّحاة في
الخالف إذا وقَع خبراً ِلل ُمبتدأ،نحو قو ِلنا":ز ْي ٌد أما َمك،و ُع َمر َصبُ على ِ الظرف ي ْنت ِ َ ّ
أن
بالخالف وذلك؛ ألنّه خب ُر ال ُمبْتدإ َصب ِ ورا َءك ".واحتجﱡ وا لذلك بقو ِلھم :إنّما قُ ْلنا إن ّه ي ْنت ِ
في ال َمعْنى ھو ال ُمبْتدأ،فقو ُلنا :زيْد قائ ٌم،كان القائ ُم في ال َمعْنى ھو زيْد،فإذا ُق ْلنا :زيْد
كان ُمخا ِلفا ً لَهالمعْنى ھو زي ٌد،فل ّما َ أمامك" ھو زيْد،كما كان القائ ُم في َ أمامك ،لم ي ُك ْن " َ َ
الخالف .
)(٤
صب على ِ نُ ِ
الظرف " ال َم ْفعو ُل فيْه " ال يَتَوافَر فيْھا ُمسْند ِ أن جُملة َ ويرى صا ِحب أبو َجناح ّ
أن يكونَ ال ُم ْسنَ ُد ھو َعيْنُ ال ُم ْسنَ ِد إليْه "ال ُم ْبتَدأُ بال َم ْفھوم الذي عرفَه ال ﱡنحاة وح ﱠددُوه ،وھو ْ
" في قو ِلنا :ز ْي ٌد أما َمك).(٥
عل ُمقَ ﱠد ٍر والت ْقدي ُر فيْه،في قو ِلنا" :ز ْي ٌد أ ّما البصريّون في َرون أنّه َم ْنصوبٌ بفِ ٍ
فاعالً ب َدالً من الفع ِل،ع ِم َل فيه أما َمك" أيْ :زيْد استَق ﱠر أما َمك،وبعضُھم ق ّدر اسْما ً ِ
ب،والت ْقدي ُر :ز ْي ٌد ُم ْستَ ِق ﱞر أما َمك).(٦ النصْ َ
صبُ بعا ِم ٍل ُمقَد ٍﱠر ْ ْ ُ
واحت ّج البصريّون لِقو ِلھم ھذا بأنّھم قالوا :إنّما قلنا إنّه ينتَ ِ
اسم من الظرفُ :ك ﱡل ٍَ ألن األص َل في قو ِلنا ":ز ْي ٌد أما َمك" أيْ :في أما ِمك ؛ ّ
ألن وذلك؛ ّ
األز ِمن َ ِة يُراد م ْنه َمعْنى "في" وفي :حرفُ جرﱟ ،وحُروف الج ﱢر ال بُ ﱠد أسما ِء األ ْم ِكن َ ِة أو ْ
باألفعال).(٧
ِ ق ِبه؛ ألنّھا دخ َلت را ِبطةً ترْ ِبط األسما َء لَھا ِمن َش ْي ٍء تتَ َع ﱠل ُ
الظرف "ز ْي ٌد أما َمك" و ْفق رأي ِ أصاب جُملةَ َ َمثل التحو ْي َل الذي أن نَت ّ ويُ ْم ِكن لَنا ْ
دير فِعْل على النحْ و اآلتي: تق ِ البصْ ريين في ْ
لت إلى الجٌملة )ز ْي ٌد استق ﱠر في أما ِمك(،فھذه الجُملةُ الظرفيّة ُ تح ّو ْ الجُملة ُ التوليديّةُ
ف الفع ِل وفاعل ِه الحذف وذلك ْ
بحذ ِ ِ أن أصابَھا عُنص ُر أمامك( بع َد ْ )ز ْي ٌد َ التحْ ويليّة
الكسر
ِ تحول حرك ِة تحويلي آ َخ ُر وھو ﱡ ﱡ حرف الج ﱢر،،ثُ ّم دخلَھا عُنص ٌر ِ وحذف
ِ ال ُمضْ َم ِر
الفتحِ ،لتُصب َح " ز ْي ٌد أما َمك " في صور ِتھا النھائيّ ِة. ِ إلى
أما ِمك في استقَ ﱠر ز ْي ٌد
) (١
اب||ن ھش|||ام ،أوض|||ح المس|||الك،ج،٢ص.٢٣٦وانظ||ر:األش|||موني ،ش|||رح االش|||موني ،ج،١
ص .٤٨٦والصبان،حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٩،والرض ّي ،شرح الكافية ،ج ،٢ص.٢٤
وابن عقيل ،شرح ابن عقيل على االلفية،ج،٢ص.٤٥٨
) (٢
الزمخشري،المفصل في صنعة اإلعراب،ص.٨٢
) (٣
المرجع نفسه ،ص.٨٢
) (٤
ابن األنباري،اإلنصاف في مسائل الخالف،ج،١ص،٢٤٧المسألة.٢٩:
) (٥
انظر:ابو جناح،دراسات في نظرية النحو العربي وتطبيقاتھا،ص.٤٨
) (٦
انظر:ابن األنباري ،اإلنصاف في مسائل الخالف،المسألة.٢٩:
) (٧
انظرالمرجع نفسه ،المسألة.٢٩:
٦٤
أما َمك ... ... ز ْي ٌد
زي ٌد أما َمك
دير ِفعل ِلتُس ّو َغ ْ
المعْنى ال يحتا ُج إلى تق ِ ض ُح َ أمامك" وا ِ َ ي " ز ْي ٌد الترْ كيبُ اللﱡغَو ﱡ
ي التركيب اللﱡغَو ﱠ
َ ب " أما َمك"،فال ُمتكلﱢم عن َدما أ ْنت َج الظرف المنصو ِ ِ ب في حركةُ النص ِ
دير فع ٍل ِلي َ ْكت ِم َل حذف َشيْئاً م ْنه أو أنّه سيحتا ُج إلى ت ْق ِ َ الم ْذكو َر ل ْم ي ُكن في ذھ ِنه أنّه َ
ُ
السكوت ب واض ٌح،فھو تركيبٌ يحْ ِمل َمعْن ًى يحْ سُن ال َمعْنى،فال َم ْعنى في ھذا التركي ِ
ت،ق ْد تُ ْخ ِرج ت وتأْويال ٍ دون الحاج ِة إلى ت ْقديرا ٍ َ عليه،وال ُمتَلَقﱢي ف َ ِھم ما أرا َده ال ُمتكلﱢم
أن ن ُع ﱠدھا من باب الجُمل ي عن ال َمعْنى ال ُمرا ِد م ْنه،فھذه التراكيبُ يُ ْم ِكنُنا ْ التركيب اللّغَو ﱠ
َ
عناصر اإلسْنا ِد،وال ُم ِھ ﱡم ھو ال َمعْنى وضُح ِ غي ِْر اإلسْناد ّي ِة التي ال نحتا ُج فيْھا إلى تكا ُم ِل
أن يُح ﱢول في كال ِمه من حال ِة وبان ِل ُكلﱟ من ال ُمتكلﱢم وال ُمتَلَقﱢي،ورب ّما أنّ ال ُمتكلﱢم ق ْد أرا َد ْ َ
ي) :ز ْي ٌد ب اللغو ﱢﱡ أن أصْ ل التركي ِ ص َده،أيْ ّ الرفع إلى النصْ ب ليُعبﱢ َر عن َمعْنى جدي ٍد ق َ ِ
أن يح ﱢول في كال ِمه فتح ّول التركيبُ إلى " ز ْي ٌد أما َمك(ھو)زيد أما ُمك(،فأرا َد ال ُمتكلﱢم ْ
الظرف ال َم ْنصوب دلي ٌل على ھذا التح ّو ِل. ِ أما َمك " والفتحةُ في
؛ألن األصْ َل في ّ صبُّاس أحْ م ُد بنُ يحيى من الكوفيين إلى أنّه ي ْنت ِ وذھب أبو العب ِ
بالظرف م ْنه
ِ ْ
ب واكتَفى ْ
أمامك،ف ُح ِذف الفع ُل وھو غ ْي ُر َمطلو ٍ َ أمامك ز ْي ٌد " َح ﱠل َ قو ِلنا":
فبَق َي َم ْنصوبا ً على ما كان عليه مع الفع ِل .
)(١
ْدوم من ُك ﱢل وجْ ٍه يكون َم ْنصوبا ً بفع ٍل َمع ٍ َ ور ّده ابن األنباري ؛ ألنّه يؤ ّدي إلى أن
الموْ جو ِد ُكم َ ظھَراً موجودا أو ُمقَدﱠراً في ح ِ يكون ُم ْ َ أن يخلو،إ ّما ْ لَ ْفظا ً وت ْقديْراً ،والفع ُل ال ْ
والمعدوم ال يكون عامال).(٢
ْلب بن يحْ يى ثَع َ ي أبي العبّاِس أحم َد ِ دثين من و ّجه رأ َ أن ِمن ال ُمحْ َ نج ُد ّ ّإال أنّنا ِ
سير، ذھب إليْه ابن األنباري ،بقولِه :وإنّما رمى ثعْلب إلى ھذا التّ ْف ِ َ تو ِجيْھا ً ُمغايراً لِما
الظرف ھذا منصوبٌ ِب ُح ْكم إفاد ِته الظرفي ّ ِة ال َمكانيّ ِة أوْ ال ّزمانيّ ِة،وليْس َ ليُقرﱢر ّ
أن
ي فكان َم ْنصوبا ً ال مرْ فُوعا ً اإلسْنا ُد،أو اإلضافةُ،ف ِبھذا خالفَ ال ُم ْبتَدَأَ في ال ُح ْكم اإلعراب ﱢ
ق ال ُمبْتدأ في إعرا ِبه").(٣ طا ِب ُ الخبر الذي يُ َ ِ تَ ْمييْزاً لَه عن
وذكر النّحاة ال ُمحْ دثون عا ِمالً آ َخ َر ُمغايرا ً ِلما ذھب إليه النّحاةُ القُدامى وھو
ي وھو بعامل َمعنو ﱟ ٍ الظرف
َ إن بعْضاً من الكوفيين يُ َع ﱢلقون عا ِمل اإلسنا ِد أو النّسْب ِة ْ ،إذ ّ
ق ض ْي ُص ﱡح التّ ْع ِليْق بِه ،نحْ و" :السما ُء َم ْلجأ ٌ حي َْن َت ِ اإلسْنا ُد،إذا ل ْم يو َج ْد عا ِم ٌل آ َخ ُر ي ِ
ذات ال ألن ال ُمبْتدأ "السما ُء" ٌ َ والخبر؛ ّ ِ األرضُ " ،فـ )ح ْينَ (ھُنا ُم َعلﱠقَةٌ بالنّسْب ِة بيْن ال ُم ْبتَدإ
الظرف أيضا ً،وال ِ مكان ال يعْم ُل في ٍ الظرف "حي َْن" والخب َر " َم ْلجأ ٌ " اس ُم ِ تعم ُل في
الظرف .
)(٤
ِ أن يعم َل في يو َج ُد عام ٌل ظا ِھ ٌر ي ُ ْم ِكن ْ
ب في دث النصْ َ نظر النّحا ِة ال بُ ﱠد لَه من عام ٍل يُحْ ُ ِ فالظرفُ "ال َم ْفعو ُل ف ْيه" في
ي،فعالقة ُ آخره،فھو فَضْ لة َم ْنصوبة ق ﱠدر لھا النّحاةُ عوام َل بعضُھا ل ْف ِظ ﱞي واآلخ ُر َم ْعنَو ﱞ ِ
) (١
ابن األنباري،اإلنصاف في مسائل الخالف،المسألة.٢٩:
) (٢
ابن األنباري ،اإلنصاف في مسائل الخالف ،المسألة.٢٩:
) (٣
أبو جناح ،دراسات في نظرية النحو العربي وتطبيقاتھا،ص.٤٦
) (٤
حسن،النحو الوافي،ج،٢ص.٢٥١
٦٥
ط بجُمل ِة اإلسنا ِد قبلَھا بعالق ِة ب ھذه الفضْ ل ِة ْإذ إنّھا ترْ تَ ِب ُ اإلسْنا ِد ھي العام ُل في نصْ ِ
الظرفي ّ ِة).(١
الظرف ق ّدرُوه،أو حاولُوا ِ ب في يجدُوا ِفعالً يكونُ عامالً النصْ َ إن لم ِ والنّحاة ْ
الناصب َمعْنى الفع ِل الذي َ البحث عن عام ٍل آخ َر،فقالواَ :معْنى الفع ِل،فن َرى ال ُمبرﱢد ي ُق ﱢد ُر َ
بمعْنى يوم الجمع ِة َ يوم الجمع ِة " في قولِك :ال ُم ْلك لَك َ ل ْم ي ُْذ َكر في الجُملة،فنَصْ بُ " َ
تَ َملﱠك).(٢
ب في يجدُوا ف ْعالً ع ِمل النصْ ِ إن لم ِ أن النّحاة ْ ْإذ يرى صاحبُ أبو َج ٍ
ناح ّ
األفعال).(٣
ِ إن الظروف ت عْم ُل بِھا َر َوا ِئ ُح الظرف،فقالواّ : ِ
ْ
جاءت ب في باب ال َمفعول فيه َو ُع ﱠد َسماعيًّا حيْث ْ و ِم ّما ور َد ِمن أقوا ِل العر ِ
ب في ب َم ْنصوبةً واختلف النّحاة في إيْجا ِد عوام َل أحْ دثَت النصْ َ الظروفُ في ھذه التراكي ِ
ب ظا ِھراً كان أ ْم ُمقَ ﱠدراً،و ُكلﱡ ما خرج ناص ٍ ب ال بُ ﱠد لَه ِمن ِ إن ُك ﱠل َم ْنصو ٍ الظروفْ ،إذ ّ
ِ ھذه
أن إن لم ي ْستَ ِط ْيعُوا ْ ً ّ
عن ھذه القاعد ِة النّحويّ ِة ال َمعْياريّ ِة ُع ﱠد شاذا يُحْ فظ وال يُقاسُ عليْهْ ،
ب، ب،ومن ذلك قولُھم ":ھو ِمنﱢي َم ْق َع َد القا ِبلَ ِة،و َم ْز َج َر ْ
الكل ِ يُقَدﱢروا عا ِمالً يعْمل فيْه النصْ َ
الثريّا،وقال النّحاة :القياسُ ط ﱡ ب،و َمنا َ كائن َم ْق َع َد القا ِبلَ ِة،و َم ْز َجر ال َك ْل ِ ٌ الثريّا".أيْ : ط ﱡ و َمنَا َ
صب ُش ُذوذا ً ولكن نُ ِ
الثريّاْ ، ناط ﱡ ب،وفي َم ِ القابل ِة،وفي َم ْز َج ِر ال َك ْل ِ فيھا ھو ِم ﱢني في َم ْق َع ِد ِ
الظرف" ما َ نظر النّحاة أن يَ ْنصب " ِ وضابط ال ﱡشذو ِذ في ُ وال يُقاس عليهِ ،خالفا ً ِل ْل ِكسائ ﱢي،
أن ي ْنتَصب ِبما يُجا َمعه في اال ْش ِتقاق ِمن أصْ ٍل واح ٍد .
)(٤
صدر َم ِقيْساً،أيْ ْ : ِ ق ِمن ال َم اشت ﱠ
وت عليه،فال المعْنى ،فھي تراكيبُ تحْ مل َمعْنى يحْ سُن الس ُك ُ ُ
التراكيب تا ّمة َ َ وھذه
أن ال َمعنى واض ٌح ال ْويغ الحرك ِة اإلعرابي ّ ِة "النصْ ب" ذلك ّ فعل ِلتَس ِ حاجةَ لَنا إلى تأو ْي ِل ٍ
ب دوْ َن الحاج ِة المعْنى ال ُمراد من التركي ِ ُغ ُموض فيه،وال ُمتكلﱢم وال ُمتَلَقﱢي ُك ﱞل ِم ْنھما ي ْفھ ُم َ
يإن االس ِتعما َل الواقع ﱠ صد منهْ ،إذ ّ التركيب عن ال َمعنى الذي قُ ِ َ إلى ْتقدير فع ٍل ْقد ي ِ
ُخر ُج
أن ھُناك عا ِمال ً قد أن نُف َ ﱢكر في ّ دون ْ َ أن نسْت ْع ِمل ِم ْث َل ھذه التراكي ِ
ب ﱡلل َغ ِة أبا َح لَنا ْ
حُذفْ ،إذ ّإن ال َمعنى واض ٌح وتا ﱞم.
ب
جاءت عن العر ِ ْ ب اللّغَويّ ِة التي اآلن"يُع ﱡد من التراكي ِ َ بِ ":ح ْي َن ِئ ٍذ وقو ُل العر ِ
حين"َ .م ْنصوبٌ ل ْفظا ً ب ِفع ٍل اآلن"و" َ َ أمرا ً تقا َدم ع ْھدُهِ ":ح ْينَ ِئ ٍذ ْ
َسماعا ً،ويُقال لِ َمن يذ ُكر َ
لفتح في َم َح ﱢل نصْ بٍ بفع ٍل اآلن" َمبْن ﱞي على ا ِ ذوف،وھو ُمضاف و" ْإذ " ُمضاف إليه،و" َ ٍ َمحْ
ُ
اآلن ما أقوْ له" كان َكذا،وا ْس َمع َ ْ
الكالم ":كان ما تذكرُه حي َْن إذ َ ُ ْ ِ ْ
آ َخ َر َمحْ ذوف ،وتقدي ُر ُ
(٥ ) ُ
ط َعة ٌ من جُمل ٍة أ ْخرى ،وقيْل أصْ لُه " ،فھُما جُملتان،و َح ْينَ ِئ ٍذ ُم ْقتَطَ َعة ٌ من جُملة،واآلنَ ُم ْقتَ َ
اآلن )"(٦ كان ذلك ِح ْينَ ِئ ٍذ واسْمع َ َ
) (١
حسان،اللغة العربية مبناھا ومعناھا،ص.١٩٦
) (٢
بوالصة،عمار إلياس ،المنصوبات في ضوء إحي|اء النحو،رس|الة دكت|وراة ،غي|ر منش|وره،
الجامعة االردنية،٢٠٠٧ ،ص.٦٣
) (٣
أبو جناح ،دراسات في نظرية النحو العربي وتطبيقاتھا،ص.٢٩
) (٤
انظر:اب|ن ھشام،أوض|ح المس|الك،ج،٢ص.٢٣٧واب|ن عقيل،ش|رح اب|ن عقي|ل عل|ى االلفي|ة،
ج ،٢ص.،٤٦٠
) (٥
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص،٢٣٦حاشية الصفحة.
) (٦
األشموني،شرح األشموني،ج،١ص .٤٨٧والصبان ،حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٩
٦٦
بأن العام َل ھُنا ُح ِذف بال قَرين ٍة ظاھر ٍة،كقو ِلھم":حينئ ٍذ وجاء في شرح الكافية ّ
اآلن").(١اآلن " أيْ كان ذلك حينئ ٍذ واسْمع َ َ
أن أصْ ل ھذا التركيبِ نجد ّ ووفق القاعد ِة النّحويّ ِة ال ِمعْياريّ ِة " الجُملة اإلسْناديّة" ِ ْ
اآلن،وھذه جُملةٌ توْ ليديّةٌ " األص ُل َ كان ذلك ِحيَنئ ٍذ واسْمع ت النّحا ِة ھوَ : و ْفق تقديرا ِ
التركيبَ أن ھذااآلن".أيْ ّ بالحذف إلى جُملة تحْ ويليّ ٍة ھيِ ":ح ْي َن ِئ ٍذ َ ِ "،ج َرى فيْھا تح ّو ٌل
جاء فيْه ظرْ فان حُذف عاملھما.العا ِم ُل األ ّو ُل ھو"كان"والعا ِم ُل الثاني " اسْمع "،وھُما ُ
ف عامليْھما. حذ ِ حدث بيْنھما تَما ُز ٌج بع َد ْ جُملتان في األصْ ِلَ ،
الظروفِ .لتَب ِ
ْرير ِ النصب،في ھذهَ دير عوا ِم َل أحْ دثَت ليْس ھناك ما يدعو إلى ْتق ِ
التراكيب جُم ٌل تحْ ِم ُل َم ْعنَ ًى يحْ سُن َ إن ھذه آخرھا،وي ْك ِفيْنا القو ُلّ : ِ ب في حرك ِة النص ِ
التراكيب َ أن ن ُع ﱠد ھذه عناصر اإلسْنا ِد إذ ي ْم ِكن لَنا ْ ِ السكوت عليه،فال حاجةَ ِبنا إلى تكا ُم ِل ُ
انفعالي أحسﱠ به ﱟ عن َمعْنىصح ْ أن تُ ْف ِ من باب الجُم ِل غي ِْر اإلسْناديّ ِة،التي يُراد ِمنھا ْ
ال ُمتكلﱢم وف َ ِھ َمه ال ُمتلَقﱢي.
ويوم ال ُجمعة ِسرْ ت ص ْمت فيهَ ، الخميس ُِ و ِم ّما ور َد من ذ ِلك قولُھمَ ":
يوم
ْ
والتقديرُ فيه،اليو َم ِسرْ ت فيه،ويو َم الجمع ِة ي ْنط ِلق فيْه عب ُد ﷲِ "،يقو ُل ابنُ يعيش":
ِسرْ ت اليو َم ِسرْ ت فيه،ويْنط ِلق عب ُد ﷲِ يو َم ال ُجمع ِة ي ْنطلِق فيه،ل ّما شغ َْلت الفع َل ع ْنه
ناصبا ً صار ھذا الفع ُل ْتف ِسيرا ً لَه كما تقول الظاھر فأضْ َمرت ِ ِ صلْ إلى ھذا ضميره ل ْم ي ِ ِ ِب
أن ت ْنصبَه :زيْداً ض َر ْبتُه،فإذا كان الظرفُ ُمت َ َم ﱢكنا ً..كان لك في نصْ به وجھان...أحدُھما ْ
صبَه وال تنوي " في " وھذا ھو أن ت ْن ِ الظرف،وت ْنوي " في " ُمقَدّرةً،واآل َخ ُر ْ ِ طريق
ِ ِمن
الظرف،قُلْ يو َم ِ الكالم،وإذا شغ َْلت الفع َل عنه وق ْد قدﱠرْ تَه تقدي َر ِ ال َم ْفعو ُل على َس َعة
دير ال َم ْفعو ِل قُ ْلت " ُق ْمته" من غي ِْر " في "
)(٢
وإن كان ِبتَ ْق ِ الجمع ِة قُ ْمت فيهْ ،
وأضافَ ابنُ يعيش قائالً ":والرف ُع جائ ٌز نحْ و :يو ُم الجمع ِة ال ِقتا ُل فيه،واليو ُم
ض ٍع ي ُْختار اره في )زي ٌد ض َربْته( ف ُك ﱡل موْ ِ كاختي ِِسرْ ت فيه ،واُ ْختي َر الرف ُع والنصْ بُ ھُنا ْ
ض ٍع ي ُْختا ُر فيه النصْ بُ ھُناك يُختا ُر فيه فيه الرف ُع ھُناك يُختا ُر فيه الرف ُع ھھُنا،و ُك ﱡل موْ ِ
النصْ بُ ھھُنا").(٣
ب اللّغَوي ّة،أص ُل ت النّحا ِة وتأْويْال ِتھم في ِم ْثل تلك التراكي ِ ضح لَنا من ت ْقديرا ِ ويتّ ِ
ص ْمت الخميس صُمت فيه،يعو ُد إلى جُمل ٍة توْ ليديّ ٍة ،ھيُ : ِ ب،نحْ و قو ِلھم :يو َم ھذه التراكي ِ
ف،حيث ُح ِذفت ْ
ص ْمت فيْه،فج َرى تح ّو ٌل في ھذه الجُمل ِة التوْ ليديّ ِة بالحذ ِ الخميس ُ ِ يو َم
الخميس
ِ ي،فتح ﱠو َل التركيبُ إلى جُمل ٍة تحْ ويلي ّ ٍة ھيَ :
يوم ﱡ
ب اللغَو ﱢ الجُملةُ الفِعليّةُ ِمن التركي ِ
ت فيْه. ص ْم ُ ُ
ب كلمة َ "يوم"في قو ِلھم":يوم ص َ ْ
أن يرْ ف َع وين ِ ﱢ ْ
أن النحاةَ أجا ُزوا ِلل ُمتكلم ْ ّ كما نلحظ ّ ْ
ْ ْ
دير"في"أو ِمن ت فيه " والنصْ بُ على وجْ ھي ِن في رأ ِي ِھم،أ ّوالً:على نَيﱠ ِة تق ِ ص ْم ُ الخميس ُ
ِ
الخميس
ِ التركيبُ من باب الجُمل ِة االسْميّ ِة"يو ُم يكونُ الرفع
ِ ديرھا وفي حالة ْ
دوْ ِن نَيﱠ ِة تق ِ
) (١
الرضي،شرح الكافية،ج،٢ص.٢٤
) (٢
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٤٧وانظ|ر:األشموني،ش|رح األش|موني ،ج ،١ص.٤٨٧
والصبان،حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٩وابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٢٣٦
) (٣
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص،٤٧وانظر:األشموني.ش|رح األش|موني ،ج ،١ص،٤٨٧
والصبان .حاشية الصبان،ج،١ص.١٢٩
٦٧
التركيب يكونُ فيه من باب الجُمل ِة الفعلي ّ ِة،التي حُذف م ْنھا
َ ت فيه " أ ّما النصْ بُ ّ
فإن ص ْم ُ ُ
حذوف،
ِ سير أيْ الفع ُل الظاھ ُر يُفَسﱢر أو يُشير إلى الفع ِل ال َم ْ
الفع ُل على شريط ِة التف ِ
أن يُح ﱢول في كال ِمه بِقَصْ ِدالظرف ،وحيْن أرا َد ْ
َ فال ُمتكلﱢم حيْن أرا َد الثبوتَ والجمو َد رف َع
الظرف .
َ نصب
َ ْتمرار
ِ التّ َج ﱡد ِد واالس
أن نت َمثﱠل ذ ِلك أُسْلوبيّا ً:
ويَ ْم ِكن لَنا ْ
األصل"
فيْه ص ْم ُ
ت ُ الخميس
ِ يو ُم
فعل وفاعل جا ﱞر و َمجْ رور ُم ْبتَدأ َمرفوع ُمضاف ُمضاف إليه َمجْ رور
٦٨
الفصل الثالث
المذكور،وھو خب ٌر "كالندا ِء" أيْ جا َء ِ الحكم على بعض أفرا ِد ِ النّحاةُ يت َمثﱠل في قصْ ر
األمر ،واألم ُر على صورة ِ على صور ِة النﱢدا ِء ل ْفظا ً توسّعا ً،كما جاء الخب ُر على صورة
ق الن ﱢدا َء الخبر،لكنّه يُفَ ِ
ار ُ ِ االستفھام ،واالستفھا ُم على صور ِة ِ الخبر ،والخب ُر على صورة ِ
ّ
االختصاص يختلفُ عن الندا ِء في ثما ِني َ ِة أوْ ج ٍه. ْ َ أنكام ،أيْ ّ )(٥
في ثمانيَ ِة أحْ ٍ
المعاني،منھا ْ
الفخ ُر االختصاص،فيرى ال ﱡنحاة أنّه يأتي ِلعد ٍد من َ ِ ُ
أ ّما الباعث على
الشاعر:
ِ نحْ و قو ِل
)(٦
ضا ِئنا َخ ْي َر البَ ِري ﱠ ِة أَحْ َم َدا بإِرْ َ صار َمجْ ٌد ُم َؤثﱠ ٌل ِ لَنا َم ْع َش َر األ ْن
الشاعر:
ِ ض ُع نحو قو ِل أوْ التوا ُ
)(٧
إلى ال َع ْف ِو يا إل َ ِھي ف َ ِقيْــ ُر جُـــ ْد ِب َع ْف ٍو فإِنّ ِني أيﱡھا ال َع ْب ُد
الشاعر:
ِ أو البيانُ ،نحو ِ
قول
)(٨ ْ ْ
عنه ُ وال ھ ُ َو باألبْنا ِء يَـش ِريْنا ْ َ
إنّا بَ ِني نَـ ْھ َش ٍل ال نَ ﱠد ِعي ِأل ٍ
ب
االسم ال ُم َختَصﱢ ،فع ٌل ُمضْ َم ٌر ق ّدرُوه بـ " أَ ُخصّ أو ِ ب
ص َ أن نا ِ وذھَب النّحاة إلى ّ
االختصاص ،فالنّاصبُ لَه فع ٌل ِ أ ْعني" ،أوْ "أ ْمدَح" أو ما فيْه معْناھا،يُشير إلى ُجمل ِة
العامل وح َدھا إذِ ضه فِ ْكرةُ أن ھذا التقدي َر ال ت ْف ِر ُ َمحْ ُذوف وجُوبا ً ،ت ْقديرُه :أَ ُخصﱡ ،والواق ُع ّ
ب، الم ْنصو ِ صيْص ھذا َ تخ ِ ب ،وإنّما ت ْقتَضيْه الدﱢاللةُ على ْ دون ناص ٍ ظھ َر االس ُم م ْنصوبا ً َ
) (١
انظر:ابن يعيش ،شرح المفصل،ج،٢ص.١٧وابن عقيل ،شرح ابن عقي|ل ،ج ،٢ص.٣٠٨
والسيوطي ،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٣٠١
) (٢
ابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٢٩٧
) (٣
ابن حنبل،مسند اإلمام أحمد،ج،٢ج.٤٦٣
) (٤
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٩
) (٥
انظر:الصبان،حاشية الصبان على شرح األشموني،ج،٣ص.١٨٥
) (٦
البي|||||||ت غي|||||||ر منس|||||||وب،وقيل ل|||||||بعض األنص|||||||ار،انظر:اب|||||||ن ھشام،ش|||||||رح ش|||||||ذور
الذھب،ص.٢٣٧والسيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٣١
) (٧
البي||||ت غي||||ر منس||||وب،ابن ھش||||ام ،ش||||رح ش||||ذور ال||||ذھب،ص.٢٣٨والس||||يوطي ،ھم||||ع
الھوامع،ج،٣ص.٢٩
) (٨
البيت للشاعر ھو بشامة بن حزن النھشلي،انظر:ابن ھشام،شرح شذور الذھب،ص.٢٣٩
٧٠
فإن تقدي َر فع ٍل ب،ومن ثُ ﱠم ّ ض ّمنُھا التعْبي ُر بھذا األسلو ِ السامع إليْه،وھي ِداللة ٌ يتَ َ ِ ت ولَ ْف ُ
يُ َع ﱢبر عنھا يبْدو َم ْقبوالً).(١
تر َد أن ِ وذھب بعضُ ال ُمحْ دثين َم ْذھبا ً ُمغايراً ِلمذھب القدما ِءْ ،إذ إنّه من ال ُم ْمكن ْ
السكوت عليه " ا ْن ِطالقا ً من َم ْفھوم ُ تراكيبُ ل ُ ُغويّةٌ عن العربي تُعْطي َمعْنى يحسُن
تخلو من عُنصري اإل ْسنا ِدْ ،إذ ع ّد ت من باب الجُمل غي ِْر وإن كانت ْ الجُملة ع ْند النّحا ِة "ْ ،
صح عن ال َمعْنى ال ُمراد الذي وتف ِالسكوت عليهْ . ُ اإلسْناديّ ِة وھي جُمل تحْ مل َمعْنى يحْ سُن
حذوف ِلنُبَ ﱢر َر ٍ ث عن عام ٍل َم يُريدُه ال ُمتكلﱢم وي ُعبﱢر عنه ،األم ُر الذي ي ُ ْكفيْنا َمشقﱠة البح ِ
اللي ،بل ھي إ َشارةٌ على تحوّل أثر ِد ﱟ الحركةَ اإلعرابيّة َ "الف ْتحة" التي ليْس لَھا أيﱡ ٍ
الخبر إلى اإل ْنشا ِء.
ِ ال ُمتكلﱢم في كال ِمه من
االختصاص ھي جُملةٌ تحْ ويليّ ٌة ا ْس ِميﱠةٌ،وأ ّما َمعناھا ِ ذكر خلي ُل َعمايرة أنّ جُملة
النوع ّإال ِ التواضع أو بيانُ العد ِد أو ِ الفخ ُر والت ْعظي ُم ليس غيْر ،وما جُم ُل الرئيسُ فھو ْ
التعظيم أوْ تُوحي بِه).(٢
ِ ِلتُشي َر إلى َمعنى
العرب َ فالنّحويّون ال ُمحْ دثون يُقدﱢرون ال ِب ْنيةَ ال َعميْقة َ في ِم ْثل قو ِلنا":نحْ ن)أَخصﱡ (
الضمير عليه،فتكون الجملةُ في ِ ْف " ،فالفع ُل ھُنا يُحذف وجُوبا ً لِدالل ِة الناس للضي ِِ أقرى
للضيف(،فھي جُملة ٌ تحْ ويليّة ٌ ِ الناس
ِ العرب أقرى َ َم ْخر ِجھا على النحو اآلتي):نحْ ن
اسْميّةٌ).(٣
العربَ ي ال َمسْموع عن العربِ بقولِھم":نحْ ن التركيب اللﱡغَو ﱠ
َ أن ن ْدرس ويُم ِكن لَنا ْ
للضيف "و ْفق القاعد ِة النّحوي ّ ِة ال ِمعْياريّ ِة على النحو اآلتي: ِ الناس
ِ أق َرى
ضيْف. الناس لل ّ
ِ أ ْق َرى العرب
َ أ ُخصﱡ ال ِب ْنيةُ ال َعمـيْقة /نحْ ن
ضيْف. الناس لل ّ
ِ أ ْق َرى العرب
َ .... الب ْنية السطحية /نحن ِ
إن ْ ً
أن النّحاة ق ْد ق ّدروا فعالً َمحذوفا ِلتكتم َل عناص ُر الجملة الفعلي ّة،إذ ّ وھنا نلحْ ظ ّ
ظھور ھذا ب فيهّ ،إال أ ّنه ب ُ جب النصْ َ ب أوْ َ ك ﱠل م ْنصوب ـ في رأيھم ـ ال بُ ﱠد لَه من ناص ٍ
ح إلى الفخر والم ْد ِ
ِ الھادف إلى
ِ حذوف ق ْد تغيّ َر َمعْنى الجمل ِة من اإل ْنشاء ِ الفعل ال َم
ِ
ي. ﱡ
ب اللغَو ﱢ ب،وھذا ما ال يُريده قائ ُل التركي ِ ق أوْ الك ِذ َص ْد َ
بار الذي يحْ ت ِمل ال ّ اإلخ ِ ْ
الضمير في ِم ْثل قولِه تعالى": ِ الم ْنصوبة َ ب ْع َد ويرى ُشوقي ضيْف أنّ األسما َء َ
وقول
ِ ﱠث)،"(٥ معاش َر األنبيا ِءالنور ُ ِ ،(٤) "∩⊆∪ É=sÜysø9$# s's!$£ϑym …çµè?r&tøΒ$#uρوقو ِله عليْه السالم":نحْ ن
الناس للضيْف " و ْفق ِ العرب أ ْقرى َ ي " نحْ ن التركيب اللﱡغَو ﱠ
َ ْإذ يُ ْمكن لنا ْ
أن نُحلﱢل
ت األُس ُْلوبيّ ِة على النحْ و اآل ِتي: التحوﱡال ِ
الناس للضيْف. ِ أ ْقرى العربُ نحْ ن
جُملة اسمي ّة ُمسْتأنفة خبر ُمبْتدأ
ْ
والفخر داخل َمعْنى الم ْدح
فتح ﱠول التركيْب أسْلوبيّا ً إلى
الناس للضيْف ِ أ ْقرى العرب
َ نحْ ن
جُملة اسميّة في محل رفع خبر مبتدأ " اسم َمنصوب ُمبتدأ
االختصاص على ْ
ْ
والفخر لِغ َرض الم ْدح
الفخر.حيث تح ّول أسلوبيّا ً من الخبر إلى اإل ْنشاء لغرض ْ
أن أن ي ُْخ ِبر،ولكنّه أراد ْ الكالم،إ ْذ لم ْيقصد ال ُمتكلﱢ ُم ِْ وھنا ط َرأ تحو ْي ٌل في أسْلوب
يكون وقعُه أكث َر ق ّوة ً ّ
الكالم من الرّفع إلى النصْ ب ِل َ ِ ي ْمدح وي ْفخر،فغيﱠر في إعراب
وتأثيْرا ً على السّامع.وھذا التأْثي ُر البل ْي ُغ على السّامع تأَتّى من الفتح ِة التي تتَنا َسب مع
الواقع االسْتعمال ﱢي ِللﱡغَة بيْن ِ ي ال ُمستَعْمل في البُعْد اال ْنفعال ﱢي الذي قا َم عليْه الترْ كيبُ اللﱡغَو ﱢ
أبنا ِء ال َجماع ِة اللﱡغَويّ ِة الواحد ِة.
االختصاص،و ِمن ذلك قولُه تعالى" ْ مواض ُع يُ ْنصب فيْھا االس ُم على ِ وفي الت ْنزيل
(٣)∩⊂⊂∪ #ZÎγôÜs? ö/ä.tÎdγsÜãƒuρ ÏMøt7ø9$# Ÿ≅÷δr& ãΝà6Ζtã}§ô_Íh9$# |=Ïδõ‹ã‹Ï9 ª!$# $yϑ‾ΡÎ)߉ƒÌãƒفـ
الخطاب،وقد ضعّف ابن ھشام
ضمير ِ
ِ االختصاص ِلو ُق ِ
وعه بع َد أھل" َم ْنصوب على ْ
" َ
) (١
عمايرة ،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.١٦٥
) (٢
عبابنة،أثر التحويالت األسلوبية،مجلة أبحاث اليرموك،م،١١ص.٢٠
) (٣
سورة األحزاب،آية .٣٣
٧٢
أن يقَع بع َد
ألن األكث َر فيْه ْ
ب؛ ّضمير الخطا ِ
ِ وقوعه بع َد
ِ تصاص ِل
ِ ْ
االخ ب على النصْ َ
ضمير ال ُمتك ﱢل ِم).(١
ِ
وم ْنه قولُه تعالى (٢)"∩⊆∪ É=sÜysø9$# s's!$£ϑym …çµè?r&tøΒ$#uρ ":قال فيْھا سيبو ْي ِه":بلغَنا
ب "وي ْقصد"ح ّمال َة"لم يجْ عل ف نصْ با ً "وا ْمرأ ُته ح ّمالةَ ال َحط ِ ضھم ق َرأ ھذا الحرْ َ أنّ بع َ
وإن كان فِعالً ال يُسْتع َمل ب شتما لَھاْ ، ً ْ ْ
الح ّمالةَ خبَرا ِللمرْ أة ،كأنّه قال":اذك ُر ح ّمالةَ الحط ِ ً
إظھارُه") .(٣فالتقدير:أذ ّم ح ّمالة الحطب. ْ
الذ ﱢم لَھا،وقرأ الباقون":ح ّمال ُة" ب"بال ّنصْ ب على ﱠ عاصم":ح ّمالةَ الحط ِ ِ وقرأ
الخبر أيْ
ِ ْ ً
أن يجْ علَه وصْ فا لقوْ له":وامرأتُه" ،وعلى بالرّفع ف َم ْن رفَع فلَه وجْ ھان على ْ
خبر" . ب،ويكونُ جع َل ِمن َم َس ُد خبَراً بعْد ٍ ھي ح ّمالة ُ الحط ِ
)(٤
جاءت فيْھا أسْما ٌء َم ْنصوبة ٌ على ْ عر العرب ﱢي وتُطا ِلعُنا مواطنُ كثيْرةٌ في ال ّش ِ
بن العبْد: االختصاص،ف ِمن ذلك قو ُل طرْ فةَ ِِ
)(٥
ت وال نَطي ُر ِ ِ سا ئالبا ر
ُ ْ
ي َط ت م يو
ِ ٌ روان َ
ك ْ
ل لَنا يو ٌ َ ِ
ل و م
أن الشاعر ح ّول ت وال نط ْي ُر" مرْ فوعا ً ّإال ّ يكون قولُه":تط ْي ُر البا ِئسا ِ َ األصْ ل ْ
أن
فعالي ُم َؤثﱢ ٍر،يحْ ِمل
ﱟ ص ْدق والك ِذب إلى أُسلوب ا ْن في أُسلوبِه من جُمل ٍة خبريّ ٍة تحْ ت ِمل ال ّ
أن األصْ ل في ھذا ت عاطفيّ ٍة يھْدف ِمن تح ّولِه ھذا إبْرا َز التّرح ِﱡم،و ِم ّما يُشير إلى ّ شَحْ نا ٍ
األمر
ِ ّفع ،وإلى ھذا )(٦
ئ ھو روايتُه بالر ِ طار ٌ
ِ ت "الرّف ُع " وما النّصْ ب فيْه ّإال أ ْم ٌر البي ِ
ً
ب النحْ وي ّ ِة قائال ":فنحْ ن إذن ّ ّراع بيْن التراكي ِ أشا َر الباحث كنا ْعن َة إلى ما يُعْرفُ بالص ِ
الخبر
ِ فإن األ ْمر قد خ َرج َعن ِنطاق صبْنا ّ أما ُم ن َمطيْن ُم ْختلفي الدﱢالل ِة على َح ﱟد ما ،فإذا ن َ
اإلخبار" .
)(٧ والذ ﱡم ال ْ العادي،إلى ن ََم ٍط ا ْنفعال ﱟي يُ ْقصد بِه ال ّش ْتم ّ
) (١
انظر:ابن ھشام،مغني اللبيب عن كتب االعاري|ب،ج،٢ص.٢١٦والس|يوطي،ھمع الھوام|ع،
ج،٣ص.٣٢
) (٢
سورة المسد،اآلية.٤
) (٣
سيبويه،الكتاب،ج،٢ص.٧٠وانظر:ابن ھشام.شرح شذور الذھب،ص.٤٣٤
) (٤
اب||||ن زنجل||||ة،أبو زرع||||ة عب||||د الرحمن،حج||||ة القراءات،تحقي||||ق:س||||عيد األفغاني،مؤسس||||ة
الرس||الة،بيروت،لبنان،ط ١٩٩٧ ،٥م،ص.٧٧٧وانظ||ر:مكي،مش||كل إع||راب الق||رآن ،ج،١
ص .٨٥١الحلبي،ال|||در المص|||ون،ج،٦ص.٥٨٦واالندلس|||ي،أبو حي|||ان،البحر المح|||يط،دار
احياء التراث،بيروت،لبنان،ط١٩٩٠ ،٣م ،ج،٨ص.٥٢٤
) (٥
الشاھد من قصيدة لطرف|ة ب|ن العب|د،انظر:البغدادي،عب|دالقادر ب|ن عمر،خزان|ة األدب ول|ب
لب||||اب لس||||ان العرب،تحقي||||ق:عبدالس||||الم ھارون،الھيئ||||ة العام||||ة المص||||رية للكتاب،مكتب||||ة
الخانجي،القاھرة،ط١٩٧٩ ،٢م ،ج،٢ص.٤١٥
) (٦
انظر:عبابنة،أثر التحويالت األسلوبية ،مجلة أبحاث اليرموك،م،١١ص.٢٢
) (٧
كناعنة،عبد ﷲ محمد،الصراع بين التراكيب اللغوية)دراسة في كتاب س|يبويه(،دار الكت|اب
الثقافي،األردن،إربد،ط،٢٠٠٧، ١ص.٨٨
٧٣
وقال آ َخ ُر:
)(١
ِبإرْ ضا ِئنا خ ْي َر البَريّ ِة أحْ م َدا صار َمجْ ٌد ُم َؤ ﱠث ٌل ِ لَنا َم ْع َش َر األ ْن
لفخ ِر،ولم ي ُِر ْد ح وا ْ تصاص ِبھدف الم ْد ِ ِ ْ
االخ الشا ِھ ُد فيْه أنّه نصْ ب" َمعْش َر"على
ألن ال ّر ْفع ھو علَ ُم اإلسْنا ِدّ ،إال أنّه اإلخبا َرْ ،إذ إنّه لو أرا َد أن يُخ ِبر لرفَع " َم ْع َشر " ؛ ذ ِلك ّ
اإلخبار إلى اإل ْنشاءِ ،ليُعبﱢر ْ والفخر،فغيﱠر في أسْلوبه ِمن ْ اإلخبار إلى الم ْدح ْ خالَف ِمن
فعالي.
ﱟ عن َموْ قف ا ْن
االختصاص،اُ ْستُ ْعملت ھذه التراكيبُ ِ وجاءت تراكيْبُ لُغَوي ّ ٌة ُمتعدﱢدة ِمن باب ْ
ِللتّعْبير عن َمعا ٍن بَالغيّ ٍةْ ،إذ يقو ُل ابنُ يعيْش":ونصْ بُ األسما ِء كنصْ ب ما يُ ْنتصب على
مار أُريْد أوْ أ ْعني أو أ ُخصّ ،فاالختصاصُ نوْ ع ِمن التّعْظيم التعْظيم وال ّش ْت ِم بإضْ ِ
ْظيم ب وسائ ُر التع ِ ط ِلحاضر نحْ َو ال ُمتكلﱢم وال ُمخا َ ِ وال ّش ْتم،وھو أخَصﱡ ِم ْنھما؛ألنّه يكونُ لِ
تخصيصُ ال َم ْذ ِ
كور تصاص يُراد ِبه ْ ِ ب وھذا الضرْ بمن ْ
االخ للحاضر والغائ ِ ِ وال ّش ْت ِم يكونُ
ْظيم وال ّش ْتم ليْس ْظيم وسائ ُر التّع ِ الفخ ِروالتّع ِ ْ وتخليصُه ِمن غي ِْره على سبيل ْ بالف ْع ِل
ال ُمرادم ْنه التّ ْخصيصُ والتّ ْخليصُ ِمن َموْ صوف آ َخ َر،وإنّماال ُمراد الم ْد ُح أوالذ ﱡم .
)(٢
) (١
قائله مجھول،وھو من شواھد ابن ھشام،شذور الذھب،ص.١٩٣
) (٢
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص١٩
) (٣
حسان،اللغة العربية معناھا ومبناھا،ص.٢١٩
) (٤
مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.١١٣
٧٤
صوص
َ أن ھذا االس َم ال َم ْخ ويُضيْف مرْ عي قائالً":ويُ ْكتفى باإلشار ِة إلى ّ
ب"الفتحة" تجْ سي ٌد ِلل َمعْنى اإل ْفصاح ﱢي وليْست أثَراً لعا ِمل وأن عالمةَ النصْ ِ َم ْنصوبٌ ّ ،
ذوف").(١
َمح ٍ
السكوت عليه ،فال حاجةَ ِبنا إلى ُ ى يحْ سُن االختصاص تحْ ِمل َمعْن ً
ِ إذن جُملة ْ
صوص،بلْ ھي ِ الم ْخ
االسم َِ ْ
ظھرت في آ ِخ ِر عامل ِلنُس ﱢوغ الحركةَ اإلعرابيّةَ التي ٍ ت ْق ِ
دير
فجاءت ھذه الحركة ُ ْ تحول ال ُمتكلﱢ ِم في كال ِمه من الخبر إلى اإل ْنشاء، حركةٌ ْاقتضاھا ﱡ
فعالي أحسﱠ ِبه ال ُمتكلﱢ ُم لحْ ظة َ إ ْنتاجه لھذه ﱟ ِلتُ َجسﱢد ھذا التحو َل ال ُم َعبﱢر عن َموْ قف ا ْن
االختصاص من باب الجُمل غي ِْر ِ أن نَ ُع ﱠد ُجملةَ ب اللﱡغَوي ّ ِة ال ُم َعبﱢر ِة،وعليه ي ُ ْم ِكننا ْالتراكي ِ
ي اإلسْنا ِد ِليَ ْكت ِمل َمعْناھا،فال َمعْنى واض ٌح ال لَبْس فيه اإلسْناديّ ِة التي ال تحْ تاج إلى ُع ْنصر ﱢ
المعْنى يتَغيﱠ ُر ويعو ُد إلى وال ُغموض.بل على الع ْكس إذا ما قدﱠرنا ِفعالً َمحْ ذوفا ً فإنّ َ
اإلخبار الذي ل ْم ْيقص ْده ال ُمتكلﱢ ُم.ْ
) (١
المرجع نفسه،ص.١١٣
) (٢
ابن منظور،لسان العرب،مادة "غري".
) (٣
ابن عقيل ،شرح ابن عقيل،ج،٣ص.٢٨٣
) (٤
ابن ھشام،شرح شذور الذھب،ص.٢٤١
) (٥
البيت من الطويل للشاعر مسكين الدارمي،وھو ربيع بن عامر بن أنيق بن شريح ال|دارمي
التميم|||ي)٨٩ھ|||ـ(،ف|||ي ديوان|||ه،ص،٢٩وم|||ن ش|||واھد اب|||ن ھشام،ش|||ذور ال|||ذھب ،ص.٢٤١
واألزھري.شرح التصريح على التوضيح،ج،٢ص.١٩٥
) (٦
انظر:ابن ھشام،شرح شذور الذھب،ص "،٢٤٣الحاشية".
) (٧
انظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٨
٧٥
إظھار الفع ِل في أسلوب اإل ْغرا ِء إن النّحويين القُدامى ل ْم يُجيزوا ْ ومن ھنا يمكن القول ّ :
أن الفعل لم يظھر في االستعمال اللغوي ،فال ِبنية والتكرار،وھذا يعْني ّ ِ العطف
ِ في حال
المتص ّورة في أذھان النحويين غ ْير جائز ٍة في اللسان العرب ّي الفصيح ،فلو قال قائ ٌل
":احْ ذر أيّاك اإلھما َل اإلھما َل " لكانت الجملةُ مرفوضةً نحْ ويّا من وجھة نظر النحويين
القدما ِء،أوھي جملة غير نحويّة بحسب النظريّة التوليديّة التحويليّة.
ّ
الذكر؛الن وبعد ،فكيف لنا أن نع ّد أسلوب اإلغراء من ال ِبنى المعدولة عن أصل
المفروض في البنية األصلية التي استوفت عناصرھا أن تكون ھي ما تكلمت به العرب
وال يكون العدول عن ھذا األصل ّإال من اجل غاية دالليّة.
ألن ال ُمرا َد فيْھا الجم ُع واال ْقترانُ بالواو؛ ّ
ِ وال ي ُعْطف في جُملة اإل ْغرا ِء ّإال
إظھا ُر العام ِل نحْ وْ " :الزَم أخَاك " و يُقال: العطف والت ْكرا ُر جا َز ْ ْ فإن فُقدبال ّزمانْ ،
ضروا وجامعةً حال َم ْنصوب ٌة ِمن دير احْ َ
بتق ِ صب الصالةَ ْ "الصّالةَ جا ِمعةً " نَ ْنصُبھا ،فنَ ْن ِ
العطف والت ْك ِ
رار).(١ ْ صرﱢح بالعام ِل في الصالة لجا َز لِعدم الصال ِة،ولو ُ
رار،نحْ و قو ِلنا" :الع ْھ َد" أو ف أو ت ْك ٍ عط ٍوقد يأتي ال ُم ْغ َرى به ُم ْنفرداً من دوْ ن ْ
أن يظھ َر فنقو ُلْ " :الزَم الع ْھ َد واحْ فَظ ال َعھ َد" الكتاب" ويُضْ مر الفع ُل ھُنا َجوازاً ْإذ يُ ْمكن ْ َ "
ُورثك ال َجما َل ،وقولھم ُ ك أيْ ما ي ِ لكتاب ".ومنه قولھمَ ":جمالَك "أي الزَم َجمالَ َ ُ َ ْ
أو " الزَم ا
ك وتَ َح ّمل الرجُو َع إل ْي ِھم .
)(٢
ك فق ْد أَ ْعريْتَ "أيْ با ِدرْ أَ ْھلَ َ "أَھَلَ َ
أن الفعل في اإل ْغراء يُحْ ذف وجُوبا ً في حالتي الت ْك ِ
رار فال ﱡنحاة ي َرون ّ
الم ْنصوبُ الم ْفعوليّة،أ ّما إذا كان االس ُم َ ويظ ھر االس ُم ال ُم ْغرى به م ْنصوبا ً على َ والعطفْ ، ْ
فإن شاء أن يؤثﱢر في ال َم عْنى.قال سيبو ْي ِهْ " : دون ْ ُم ْفرداً جا َز حذفُ الفع ِل م َعه وظھورُه َ
فعل" .
)(٣
أظھر في ھذه األشيا ِء ما أُضْ ِمر من ٍ ال ُمتكلﱢم ْ
يقو ُل ھادي نھْر" :يُحْ ذف الفع ُل في باب اإل ْغرا ِء وجُوباً و َجوازاً،فيُحذف في
ق)." (٤ ص ْد َق ال ّ ص ْد َق وال ُمرُوءةَ،وال ّ كون ال ُم ْغرى به ُمفرداً،نحْ و :ال ّ
ص ْد َ حال ِ
وفق ما ذھب إليه الفعل في جُمل ِة اإل ْغرا ِء ْ ِ حذفُ أ ّما الدﱢاللة ُ التي ي ُْفضي إليْھا ْ
أن ال ّزمان يَتَناقصُ عن اإل ْت ِ
يان النّحاة ال ُقدامى وبعضُ ال ُمحْ دثين فھو ِللتﱠ ْنبي ِه على ّ
ضياع ال ُم ِھ ﱢم،إضافةً إلى أنّ ظھو َره في بالمحْ ذوف،وأنّ االشتغا َل بذ ْكره يُ ْفضي إلى َ َ
ْ ّ
التركيْب قد يُح ِدث خلال في التركيب؛ ذلك ألنه ال ضرورةَ لذكره،بلْ رب ّما يُخ ّل بتركي ِ
ب ً َ ْ
الجُملة ويُصْ ِبح ح ْشواً ال فائدةَ منه.
جاءت في باب اإل ْغرا ِء ،منھا قولُه تعالى": ْ ض ُع قليلةٌالكريم موا ِ ِ وفي القرآن
.∩⊇⊂∪ (٥)$yγ≈uŠø)ß™uρ «!$# sπs%$tΡ «!$# ãΑθß™u‘ öΝçλm; tΑ$s)sù
) (١
األزھري.شرح التصريح على التوضيح،ج،٢ص،١٩٥وانظر:حم|ودة.ظ|اھرة الح|ذف ف|ي
الدرس اللغوي،ص.٢٢٧
) (٢
الميداني،مجمع االمثال،ج ،١رقم المثل،٦٢رقم المثل.٣٦
) (٣
سيبويه،الكتاب ،ج، ١ص.٢٥٣
) (٤
انظر:نھر،التراكيب اللغوية في العربية،ص.١٨٠
) (٥
سورة الشمس،االية.١٣
٧٦
إن"ناقَ َة" َم ْنصوبةٌ على التحْ ذيرأوعلى اإل ْغراء،والفع ُل فيْھا ُمضْ م ٌر وجُوبا ً)،(١ قيْل ّ
العرب ق ْد ترفَع ما فيْه معنى َ ويص ّح رفعُھا على إضْ مار ُمبْتدأ نحْ و :ھذه ناقةُ ﷲِ؛ ّ
ألن ِ
ذوف
ٍ ب اإل ْغراء م ْنصوباً بفع ٍل َمحْ ُ
الم ْغرى ِبه في أسلو ِ االسم ََ التحْ ذير،لق ْد ع ﱠد ال ﱡنحاة
االسم ال ُم ْغرى به ّإال ِ آخر
ِ ق ﱠدروه بـ" ْال َزم"،وما ت ِلك الحركةُ اإلعرابيّة ُ " الفتحة " في
ومر ﱡد ذلك ُكلﱢه إلى االسم ال ُم ْغرى بهَ ،ِ أن ھُناك عامالً أوْ جب النصْ ب في آ ِخر دلي ٌل على ّ
ب ال بُ ﱠد لَه من أن ُك ﱠل م ْنصو ٍ ْق عُنصري اإلسْنا ِد،فھُم ي َرون ّ العامل،وتحقي ِ
ِ نظريّ ِة
ُ ب،أحْ دث فيْه النصْ ب،فإذا لم ْ
التأويل ِلتحقيْق
ِ يظھر ھذا العام ُل ل َجأوا إلى الت ْق ِ
دير أو ناص ٍ
الفعل في ِم ْثل ھذه ِ ُع ْنصري اإلسْنا ِد وھُما ال ُمسْند وال ُمسْند إليْه،وعلﱠل سيبويْه حذفَ
قائالً ":وإنّما حذفُوا الفع َل في ھذه األشيا ِء حين الحالِ ،
ِ ب ب َك ْثرة االستعما ِل و ِدالل ِة األسالي ِ
وبما ج َرى من الذ ْكر وصار ثنﱠوا لك َْثرتِھا في كال ِمھم واسْتغنا ًء بما ي َرون من الحا ِلِ ،
ال َم ْفعو ُل األ ّو ُل بدالً ِمن اللّفظ بالفع ِل)."(٢
نظر
ِ االستعمال واإلطالةُ في الجملة و ِداللةُ الحا ِل عليھا،ھي دوا ِف ُع في ِ فكثَرة
حذف الف ْع ِل في جُملة اإل ْغراء. سيبويْه ِل ْ
فالنّحاة ق ّدروا العام َل في ھذه األسما ِء ِل َتبْرير الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة "عالمة النصْ ب"
ديرھم جُملة ً طلَبيّة ً تقديرُھا" ْالز َْم في ھذه األسما ِء وبذلك تكونُ جُملة ُ اإل ْغرا ِء حسْب ت ْق ِ
أخَاك").(٣
أن نَتَمثﱠل جُملة اإل ْغرا ِء و ْفق القاعد ِة النّحْ وي ّ ِة ال ِمعْياري ّ ِة التي صاغَھا ويُ ْم ِكننا ْ
ب أوْ َجب النصْ ب ب ال بُ ﱠد لَه من ناص ٍ ال ﱡنحاةُ و ْفق نظريّ ِة العام ِل التي ترى أنّ ُك ّل َم ْنصو ٍ
الشاعر:
ِ فيْه،و ِمثال ذ ِلك قول
إن َم ْن ال أخَا لَه
كّ ، أخَاك أخا َ ْال َز ْم جُملة تَوليدي ّة/
ْ
َمفعول به ) ُمغرى به( +تأكيد ْ ) ِفعل +فاعل ُم ْستَتر(
) (١
انظ||||ر:الصبان،حاش||||ية الص||||بان،ج،٣ص.١٩١والفراء،مع||||اني الق||||رآن ،ج ،٣ص،٢٦٩
والحموز،عب||||د الفتاح،التأوي||||ل النح||||وي ف||||ي الق||||رآن الكريم،مكتب||||ة الرش||||د ،الري||||اض،
السعودية،ط، ١٩٨٤ ،١ج ،١ص.٥٨١وحسن،النحو الوافي،ج،٤ص١٣٤و.١٣٦
) (٢
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٧٥
) (٣
انظر:مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.١٠٩
٧٧
الحذف في جُملة اإل ْغرا ِء على النحْ و اآلتي: فالنّحويّون التّحْ ويليّون يُفَسﱢرون ْ
فعل +فاعل +مفعول به )مغرى به( +تأكيد.
وھُنا ْنلحظ أنّ ال ّنحاة ق ْد قدﱠروا فِعالً ث ﱠم حذفُوه وھُم بذلك يُحقﱢقون ُع ْنصري
ُ
اإلسْنا ِد "ال ُمسْند وال ُمسْند إليه" ِلتَسْويغ الحرك ِة اإلعرابيّ ِة،و ِب ُمقارن ِة جُملة اإل ْغرا ِء "أخَاك
المعْنى بيْن الجُملتين،فالجُملة األوْ لى ھي اختالفا ً في َ أخَاك " ِبجُملةْ " :الزَم أخَاك "ْ ،نلحظ ْ
طب على أ ْم ٍر َمحْ مو ٍد من خالل مشاعر ال ُمتكلﱢم وتَ ْنبيه ال ُمخَا َ ِ جُملة إ ْنشائيّةٌ ُم َعبﱢرة عن
الترغيب فيه والحضّ عليه من دوْ ن ْإلزا ِمه ِبه ،بل ھو ُم َخيﱠ ٌر في ذلك األ ْم ِر،أ ّما ال ُجملة ُ
زام والت ْنفي ِذ).(١
اإلل ِ سبيل ْ ِ الثّانيّةُ فھي جُملة ٌ طلَبيّة ٌ على
الفعل في أُسلوب اإل ْغرا ِء تُع ﱡد ِ وذھب عب ُد الرحيم ِرضوانُ إلى أنّه في حالة ت ْق ِ
دير َ
االسم ھي حركة ُ ِ على ھر ْ
تظ التي ، الفتح حركة فإنّ وعليه ، يﱢ غو ﱡ الل الواقع ُخروجا ً عن
ِ
ُطلَق عليه بالقيْم ِة الدﱢاللي ّ ِة ِل ْلفت َح ِة ْإذ ليْس ث َ َم ة طاقة ٌ أن ي ْ الف أوْ ال ُمخالف ِة أو ما يُ ْم ِكن ّ ال ِخ ِ
ريق بيْن َمعْنى اإل ْغرا ِء و َمعْنى االبْتدا ِء .
)(٢ ْ
تعْبيْريّة في ھذه الكلم ِة لِلتّف ِ ٌ
أن اإلغراء ال يشتمل على االمر فحسب ،وإ ّنما يتعدى ذلك الى ويرى عبابنة ّ
الترغيب في االمر والحضّ عليه .
)(٣
أن ن ْدرُس جُملة اإل ْغرا ِء تحْ ت ما يُس ّمى"بالتحويْل ويضيف َعبابنةُ أنّه ي ُ ْمكن لَنا ْ
ْ األُسلوب ﱢي " ،وھو ما ي ُْق َ
ى صد ِبه التح ّو ُل ِمن ش ْكل كالم ﱟي إلى ش ْكل آ َخ َر ِبفعْل تأ ِ
ثير َمعْن ً
فعالي ما،فھو ْيذھب إلى أنّه ط َرأ تح ّو ٌل على األسْلوب الذي أثّر تحْ ويلُه في الحركة ﱟ ا ْن
ي " التّ ْن ِغيْم" ،وھو تحْ وي ٌل أُسْلوب ﱞي ِبح ﱢد تطريز ﱟاإل ْعرابيّ ِة) ،(٤وما يُرا ِفقه من ُع ْنصر ْ
طق ِبھا أن الت ْنغي َم في جُملة " أخَاك أ َخاك " أش ﱡد وأ ْقوى؛ ذلك ألنّنا ن ْن ُ ذا ِته)ْ ،(٥إذ إ ّننا ن ِج ُد ّ
أن نحْ ُشد أ ْكب َر طاق ٍة من الصّوت إليْصال صاعدة " ْإذ إ ّننا نُريد ْ ِ ِبنَغَمة صوْ تيّ ٍة عالي ٍة"،
الكالم
ِ ْ
أن َكثرة ْ
ي إلى ال ُمتلَقي ِبسُرعة،أ ّما في جُملة الزَم أخَاك أخَاك،ن ِج ُد ّ ﱢ ب ﱡ
اللغَو ﱢ الترْ كي ِ
وتَزا ُح َمه في ال َح ْن َج َر ِة ج َعل الجُملةَ تضْ عف وتَ ْبھُت شيْئا ً فشيْئا ً،وت ِق ﱡل ِح ّدةُ اال ْنفعاال ِ
ت
م ْنھا).(٦
أن ن ْدرُس جُملة أخَاك ذھب إليْه َعبابنة فإنّه يُ ْم ِكن لَنا ْ َ أ ّما و ْفق التح ّو ِل األُسْلوب ﱢي الذي
أخَاك على النّحْ و اآلتي:
إن َم ْن ال أخَا لَه
ّ أ ُخوك أ ُخوك
توكيد مرفوع ُمبْتدأ
دا ِخل ِمعْنى اإل ْغرا ِء
) (١
البيت|||ان:ف|||ي اب|||ن ھشام،ش|||رح ش|||ذور ال|||ذھب،ص،٢٤٤ب|||ال نس|||بة.وانظ|||ر:الس|||يوطي،ھمع
الھوامع،ج،٣ص.٧
) (٢
ابن ھشام،شرح شذور الذھب،ص.٢٤٥
) (٣
كناعنة،الصراع بين التراكيب اللغوية،ص.١٠٣
) (٤
الصعيدي،النحو الجديد،ص.٩٢
) (٥
ابن منظور،لسان العرب،مادة " حذر ".
) (٦
ابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٣ص.٢٨١
) (٧
سيبويه ،الكتاب،ج،١ص.٢٧٣
٧٩
أن العرب"ح َذفوا الفعل ِمن إيّاك ل َكثَرة است عْما ِلھم إي ّاه في وذ َكر سيْبو ْي ِه ّ
الكالم،فصار بدالً ِمن الفعل،فكأنّه قال :اح َذر األس َد)."(١
ب؛ كما أنّ "أ ْن ت" اس ُمه وأَشار ال ُمبرﱢد إلى أنّ " إيّاك" اس ُم ال ُمكنّى ع ْنه في النصْ ِ
ضاف قائالً ":فل ّما كانت "إيّاك" ال تقَع ّإال اسْماً فصالن) ،(٢وأ َ في الر ْفع،وھ ُما ُم ْن ِ
ألن األ ْمر كانت ب َدالً من الفعل،دالﱠةً عليه ،ولم تقَع ھذه الھيْئةُ ّإال في األ ْمر؛ ّ ْ ِل َم ْنصوب،
ق ْنف َسك ْ
قولك :إيّاك واألَس َد يا فتَى،وإنّما التأوي ُل :اتﱠ ِ ُكلﱠه ال يكونُ ّإال ب ِفعل وذلك ُ
واألَس َد").(٣
إللزام يظھر ،وذ ِلك ْ فعل ال ْ مار ٍ فالتّحْ ذير ِمن ال َم ْنصوب على ال َم ْفعول بِه بإضْ ِ
ب االحْ تراز من َم ْكرُوه بـ " إيّا " أوْ ما ج َرى مجْ َراه)."(٤ ال ُمخَاط ِ
ذيرْ ،إذ يقول ابنُ يعيش ": ُ
ذير تُ ْفھم من تعْريف ال ﱡنحا ِة ألسْلو ِ
ب التّحْ ِ ف ِداللةُ التّحْ ِ
إظھارُه ،نحْ و قو ِلك في ب َم ّما ي ْنتَصب على إضْ مار الفع ِل ال َم ْتروك ْ أن ھذا الضرْ َ اعلَم ّ
الجدار أن يُصا ِدفَه ومن ِ الجدا َر ال ِجدا َر،إذا ُك ْنت تُح ﱢذره من األس ِد ْ التّحْ ذير :األَس َد األَس َدِ ،
أن ْيقرُب م ْنه ِلئال يقَع عليْه أوْ ينَاله،....وان ِتصابُ ھذه األسما ِء ب ِفعل ُمضْ َم ٍر ال ُمتَداعي ْ
أن ينالَك،ف ُح ِذفَت ھذه األفعا ُل ل َكثرتھا في الجدا َر ْ ق ِ أن يُصا ِدفَك،واتﱠ ِ ق األس َد ْ ت ْقديرُه اتﱠ ِ
كال ِمھم،و ِل ِدالل ِة الحا ِل وما ج َرى من الذ ْكر عليْھا)."(٥
ور ُمجْ ت َ ِم َع ٍة :أ ّولھا: أن ي ْشتَمل على ثالث ِة أ ُم ٍ واألصْ ل في أسْلوب التّحْ ذير ْ
"ال ُمح ﱢذ ر" وھو ال ُمتكلﱢم الذي يو ّجه ُ التَ ْنبيه لِغيْره.
حذر " وھو الذي يتﱠ ِجه إليْه التَ ْنب ْيهُ. ثانيھا " :ال ُم ﱠ
ثالثھا :ال َمحْ ُذور أو ال ُم َح ﱠذر م ْنه،وھو :األ ْمر ال َم ْكروه الذي يَصْ در ِب َسببه التَ ْنبيهُ،وھذا
األمور الثالث ِة).(٦
ِ ص ر األسْلوبُ على بعض تلك األصْ ل ق ْد يَتُ ﱡم ال َعدُو ُل عنه أحيانا ً،فيُ ْق َت َ
أن حذفُ الفع ِل ِللتﱠ ْنبيْه على ْ الحذفُ في جُملة التّحْ ذير عبَثا ً،بلْ إنّه يقَع ْ ْ وال يقُع
وأن اال ْشتغا َل ب ِذ ْكره يُ ْفضي إلى ت ْفويت ص ُر عن اإل ْتيا ِن بال َمحْ ذوفّ ، ال ّزمان يتَقا َ
ظھورُه في الجُملة إرْ باكا ً لَھا ،وذ ِلك ألنّه ال حاجةَ ِبنا ث ُ ال ُم ِھ ﱢم،إضافةً إلى أنّه رب ﱠما يُحْ ِد ُ
ف حذ ِإلى ذ ْك ِره،وھذا ما أشار إليْه الرﱠض ﱡي في شرْ ِحه على الكافيَ ِة ،ع ْن َدما تح ّدث عن ْ
ف ْ
الحذ ِ اختصاصُ وجُود ب على التﱠحْ ذير قائالً ":و ُح ْكمه ْ الم ْنصو ِ العام ِل في االسْم َ
ق ض ْي ُ داالً على ُمقَاربَة ال ُم َح ﱠذ ِر م ْنه ِلل ُم َح ﱢذر بحيْث ي ِ بال َمحﱠذر منه ال ُم َكرﱠر ويكون ت ْك ِر ْيرُه ّ
ريره،وال يتﱠ ِسع لذ ْكر العام ِل أبل ِغ ما يُ ْمكن وذلك بتَ ْك ِ حذ ِر م ْنه على ْ الوقت ّإال عن ذ ْكر ال ُم ﱠ ُ
مع ھذا ال ُم َكرﱠر ".
)( ٧
إن ال ُمتكلﱢم ذيرْ ،إذ ّالفعل من جُملة التﱠحْ ِ ِ ت ع ْند ال ﱡنحا ِة ھو ال ّدا ِف ُع ِلحْ ذف ق الوق ِ فض ْي ُ
ِ
رع ما يُ ْمكن من ﱠ ﱢ
صل كال ُمه إلى ال ُمتلَقي وھو ال ُم َحذر بأس ِ "ال ُم ِح ﱢذ َر" ھ ﱠمه الوحي ُد ْ
أن يَ ِ
) (١
سيبويه ،الكتاب ،ج،١ص.٢٧٣
) (٢
المبرد،المقتضب،ج،٣ص.٢١٢
) (٣
المرجع نفسه،ج،٣ص.٢١٢
) (٤
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٤
) (٥
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٢٩
) (٦
حسن،النحو الوافي،ج،٤ص.١٢٦
) (٧
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٤٨١
٨٠
ق به فيُ َخ ﱢوفُه الوقت،فال ي ُِطيْل في كال ِمه على أ ْبلَ ِغ ما يُ ْمكن ِلتَ ْنبي ِه ال ُم َح ﱠذ ِر عن خطَر يُحْ ِد ُ ْ
ويُب ِْعدُه عن ال ُم َح ﱠذر م ْنه.
ذير":فإذا ما رأيْتَ إ ْنسانا ً يَسيْر ب التّحْ ِ الم ْخ ُزومي ُمبيﱠنا ً ِداللةَ أسْلو ِ ويقو ُل مھْدي َ
أن تصْ د َمه،فقُ ْلت لَه:السيّارةَ السيّارةَ،ا ْنتبَه وأ ْفلَتَ ق،وھو غا ِف ٌل عن سيار ٍة تُوْ ِشك ْ طر ْي ٍ في َ
أن ب و ِمن لَحْ ن القو ِل أنّك إنّما تُريْد ْ الخطا ِ ياق ِ
ُرف من ِس ِ من خطَر كان وشيْكا ً،وع ِ
ظ الفع ِل " أن يسْمع م ْنك ْلف َ طر السيار ِة،في ْنجُو م ْنھا ولم ت َ ُكن به حاجةٌ إلى ْ تُ َح ﱢذ َره من خ َ
صرﱢح ِبل ْف ِ
ظ ه").(١ أن تُ َ احْ َذر " ،وال حاجةَ ِبك إلى ْ
وأن ُك ﱠل العامل ،ﱠ
ِ لالسم ال ُم َح ﱠذ ر منه،ان ِطالقا ً ِمن ف ْكرة ِ صبا ًويقدﱢر ال ﱡنحاة ف ْعالً نا ِ
ب أوْ َجب النﱠصْ ب فيْه،فاألسما ُء ال َم ْنصوبةُ في جُملة التّحْ ِ
ذير ب ال بُ ﱠد لَه من ناص ٍ َم ْنصو ٍ
ْويغ الحرك ِة اإلعرابيّ ِة "الفتحة"،وبذلك تكونُ والت ألفعا ٍل ُح ِذفت ثُ ﱠم قُدﱢرت ِلتَس ِ ٌ ھي َم ْع ُم
باع ْد "،وما أشبَه ذلك من ذير جُملةً فعليّةً طلبيّة ً تقُديرُھا"احْ َذر"أو" نَ ﱢح "،أو" ِ جُملة التّحْ ِ
األفعال ال ُمق ﱠدر ِة.
ي العرب ﱢي بأ ْنما ٍط لُغَوي ّ ٍة ُم ْخت ِلف ٍة أوْ ردَھا النّحاةُ في اللغَو ﱢ ويقَع التّحذي ُر في الترْ كيب ﱡ
ُم َؤلﱠفا ِتھم النّحويّ ِة،وھي على النحْ و اآلتي:
أن يُسْ|تعمل التّحْ |ذي ُر بل ْف|ظ" إيّ|اك" أوأ َخوا ِتھ|ا ،نحْ |و :إيّا ُكم|ا ،إيّ|ا ُك ّن، النّ َمط أل ّو ُلْ :
ب م|ع مط و َجب إضْ ما ُر النّاص| ِ فصل ،وفي ھذا ال ّن ِ ب ال ُم ْن ِ ضمير ال ُمخاط ِ ِ إيّا ُكم ،باس ِتعْمال
عط|ف أ ْم ال ،أو ج|ا َء َمجْ |روراً ب|الحرْ ف " ِم|ن " نحْ |و ق|و ِلھم" : ( ٢ )
ٌ فوعه،سوا ٌء و ِج|د َمرْ ِ
َ
إيّ|اك األ َس | َد،وإيّاي والش| ﱠر " ،كأنّ||ه ق||ال :إيّ||اك ف||اتﱠقينﱠ واألس | َد،وكأنّه ق||ال :إيّ||اي أل ﱠتق |يَنﱠ
( ٣ ) ّ
وال ّش ﱠر،فإيّاك ُمتَقﱠى،واأل َس ُد وال ّش ﱡر ُم ﱠت ِقيان).(٤وقولُھم:
)(٥
ك ال ِمرا َء فَإنﱠهُ إلى ال ﱠش ﱢر َد ﱠعا ٌء و ِلل ّش ﱢر جا ِلبُ ك إيّا َ فإيﱠا َ
أن ينف َعك ْ مق،فإنّه ي ُريْد ْ ونحْ َو قو ِلھم :إيّاك ِمن التﱠوا ِني،أوْ قو ِلھم :إيّاك ِمن ُم َؤخَا ِة األحْ ِ
طا ُل النصْ ِر" ضرّك) ،(٦وقولھم" :إيّاك وما يُ ْعتَ ُذر منه " و" إيّاك والبَغ َي ،فإنّه ِع َ فيَ ُ
خلفَ أ ْعقا ِبھا ".
)(٧ ك الرّجا ُل ْ ور فَت َْق ِذفُ َ ب اال ُم ِ و"إيّاك والسآمةَ في طلَ ِ
أن يأ ِتي التّحْ ذير اسْما ً ظا ِھراً نا ِئباً عن "إيّا" ،وي ْشتَمل ھذا النّمطُ النّمط الثانيْ :
جاءت ْ ك فاألرسْا ُل ض َ ب ِلل ُم َح ﱠذر،نحْ و قولِھمَ ":حوْ َ بكاف ِخطا ٍ ِ على اسم ظا ِھ ٍر َم ْخ ٍ
توم
ف عط ٍ فإن اإل ِب َل ت َْز َد ِح ُم على ْالما ِء ،وي ُْؤتَى به ِمن غيْر ْ ك ّ ض َ ظ َحوْ َ ك) " (٨أي احْ فَ ْ تَ ْعت َِر ُ
كيب أن ظھو َره يُخ ِرج الترْ َ ْ ّ ٌ ْ
ك،أوْ َرأيَك،أوْ ع ْينَك،وإظھا ُر الفع ِل جائز،إال ّ ْ
نحْ و قو ِلنا :نف َس َ
ْ
ق رأ َسك ،أو ن ﱢح رأ َسك،أو جا ِنبْ رأ َسك ،أو يُذكر االسم
)(٩
ذير،نحْ و قو ِلنا :اتﱠ ِ من باب التّحْ ِ
العطف،نحْ و قو ِلنا " :شأنَك والح ﱠج " كأنّه قال :عليْك ْ االسم الظا ِھ ُر النائبُ عن "أيّا" مع
) (١
المخزومي،في النحو العربي قواعد وتطبيق،ص.١٢٦
) (٢
ابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٣ص.٢٨١
) (٣
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٧٣
) (٤
المرجع نفسه،ص.٢٧٤
) (٥
البيت بال نسبة في كتاب سيبويه،ج،١ص.٢٧٩
) (٦
حسن،النحو الوافي،ج،٤ص.١٣٠
) (٧
الميداني،مجمع األمثال،ج،١رقم األمثال على التوالي .١٧٢،٢٧٩،٣٧٠
) (٨
الميداني،مجمع األمثا ل/١،رقم .١١١٦
) (٩
انظر:سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٧٥وعباس،النحو الوافي،ص.١٣٠
٨١
ونفسه،كأنّه قال:د ْع ا ْم َرأ ً مع ْنف ِسه) .(١وقولھم: شأنَك مـع الح ﱢج ،وقـولُھم كذلك ":ا ْم َرأ ً ْ
ق رأ َسك ط" وھو يُ َح ﱢذره،وكأنّه يقول له :اتﱠ ِ ْف،ورأ َسك والحائ َ ماز رأ َسك وال ّسي َ " ِ
ْ
ط وقد يأتي االس ُم الظا ِھ ُر النائبُ عن " إيّا " َم ْكرراً،نحْ و قو ِلنا :نف َسك ْ (٢ ) والحائ َ
ن ْف َسك،ع ْينَك ع ْينَك.
ديران ُم ْخت ِلفان،إذا كان ُيقَال في ِ ويرى السّامرائي أن ّه قد يكون ِللتّعْبير الواح ِد ت ْق
أنفإن ھذا يُ ْمكن ْ والجدا َرّ ،
ِ أ ْكث َر من َموْ طن،ولِ ُك ﱟل م ْنھما َمعْن ًى،وذلك نحْ و قولِھم :رأ َسك
والجدا َر،أيْ :ِ أن يُرا َد ِبه َخ ﱢل رأ َسك يُرا َد ِبه التّحذي ُر،أيْ :احْ فَظ رأ َسك من ال ِجدار،وي ُ ْمكن ْ
ذير).(٣ فالجدا ُر َم ْفعو ٌل م َعه وھو ليْس من باب التّحْ ِ إن ش ْئتِ ، بالجدار ْاضْ ِرب رأ َسك ِ
ف أوْ تَ ْكرار،وقيْل إنّه جائ ُز ْ ﱠ
أن يُسْتعم َل ال َم َحذر م ْنه دوْ ن عط ٍ النّمط الثالثْ :
ومرْ فو ِعه،أيْ يُ ْقتَصر بِه على ِذ ْكر ال ُم َح ﱠذ ِر م ْنه وھو األ ْمر الحذف بالنّسبة ِللعام ِل َ ِ
ال َم ْكروه،نحْ و قولنا ِلتحْ ذير الطف ِل من النار أوْ ال ّسيّار ِة ،قائ ِلين له:النا َر،أو السيّارةَ،
ّ َ ّ ْ
ذوف مع َمرْ فو ِعه ق ْد ي ُْخ ِرجِ أن ظھو َر ال َمحْ والت ْقدي ُر فيْه:احْ َذر النّا َر،أو احْ َذر السيّارةَّ ،إال ّ
كيب من باب التّحْ ِ
ذير).(٤ الترْ َ
حذ ر م ْنه ُم َكرﱠراً أو َمعْطوفا ً عليْه ِم ْثلُه بالواو أن يُسْتع َم َل ال َم ﱠ
أ ّما النّمط األخيْر فھو ْ
والمعْطوفُ عليه نحْ و قو ِلنا :البرْ َد دوْ ن غي ِْرھا،نحْ و قو ِلنا :ال َبرْ َد البرْ َد،أو األ َس َد األ َس َدَ ،
ق،أو ِشبْه ط َر،أوْ ت َجنﱠب أو اتﱠ ِوالتقدي ُر :احْ َذر البرْ َد واحْ َذر ْالم َ ط َر،ال َكس َل والتّوان َيْ ، والم َ
ذلك ِم ّما ي ُ ْفھَم من السﱠياق .
)(٥
! « #$ πs %s $Ρt
! ™ã θ
« #$ Α ß ‘u Ν
ö λç ;m Α
)t $
الكريم قولُه ت َعالىs ùs ":
ِ وم ْنه في القرآن
ت على أُسْلو ِ
ب ْ ،"(٦) ∩⊇⊂∪ $yγ≈uŠø)ß™uρإذ ذ َكر ال ﱡنحاة وال ُمفَسﱢرون ّ
أن اآلية َ ا ْشتملَ ْ
بت ص ْ تداء على النّاق ِة و ُشرْ بِھاْ ،إذ يقول الفرّا ُء :نُ ِ
صالح ِمن اال ْع ِ ٍ ذيرِ ،لتُح ﱢذر قو َم
التّحْ ِ
،لجاز وكان ْ
التقدي ُر مار ُم ْبتَدإ نحْ و :ھذه َ
عت على إضْ ِ ذير،ولو ُر ِف ْ ﷲ(على التّحْ ِ كلِم ُة)ناق ةَ ِ
ي ":ناقة َ ذير ،ويُضيفُ البَغَو ﱡ )(٧
العرب ق ْد ترْ فَع ِبما فيْه َمعْنى التّحْ ِ
َ "ھذه ناقةُ ﷲِ "؛ ّ
ألن
ﷲ و َذ َروا ُشرْ بَھا من ﷲِ ”أيْ احْ َذروا ع ْق َر ناقة ﷲِ،و" ُس ْقياھا" ُشرْ بھا،أيْ ذ َروا ناقةَ ِ
ب قولُھم "أَ ْھلَك واللّ ْي َل " أيْالما ِء،فال ت ْع َرضوا ِللماء يو َم َشرابِھا) ."(٨و ِمن أ ْمثال العر ِ
) (١
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٧٥
) (٢
انظ|||ر:س|||يبويه،الكتاب،ج،١ص.٢٧٥وانظ|||ر:اب|||ن يعيش،ش|||رح المفص|||ل ،ج ،٢ص.٢٧
وانظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٥
) (٣
السامرائي،الجملة العربية،ص.٩٦
) (٤
عباس،النحو الوافي،ج،٤ص ١٢٩و.١٣١
) (٥
المرجع نفسه،ج،٤ص.١٢٨
) (٦
سورة الشمس،االية .١٣
) (٧
الفراء،معاني القرآن،ج،٣ص.٢٦٩
) (٨
البغوي،أبو محمد الحسن بن مسعود،معالم التنزيل،حققه وشرح أحاديثه:محمد عبدﷲ النمر
وآخرون،دار طيبة للنشر والتوزيع،الرياض،السعودية،ط)،٤د.ت(،ج،٨ص.٤٤٠
٨٢
ْداني بقوْ ِله ْاذ ُكرْ أَ ْھلَك وب ُ ْع َدھم ع ْنك واحْ َذراللّ ْي َل
ك وبا ِدر اللّ ْي َل ،وق ﱠد َره ال َمي ﱡ با ِدرْ أَ ْھلَ َ
ك وال َح َج َر").(٢ظ ْل َمتَه) .(١ومنه قولھم "أعو ُر َع ْينَ َ و ُ
ق القاعد ِة ذير و ْف َ
ب التّحْ ِ واحداً ِمن أ ْنماط جُمل أُسْلو ِ نمطا ً ِ أن ن ْدرُس َ ويُ ْم ِكننا ْ
ب ظري ّة اإلسْنا ِد ،التي ُسلﱢطت على بعض التراكي ِ النّحْ ويّ ِة ،التي ِقوا ُمھا ِف ْكرة العامل ون َ
وإخضا ِعھا ريجھاْ ، تخ ِ جاءت فيھا أسما ٌء َم ْنصوبة واختلف ال ﱡنحاة في ْ ْ اللغَويّ ِة،التي ﱡ
آخ ِر ْرير الحرك ِة اإل ْعرابي ّ ِة وھي "الف ْتحة" التي برزَت في ِ ِللقواع ِد ال ّنحويّ ِة ال ِمعْياري ّ ِةِ ،لتَب ِ
االسم ال َم ْنصوب في جُملة التّحذير ،نحو قو ِلھم :األ َس َد األ َس َدْ ،إذ ق ّدر النّحاة فعال ً ِ
ُ َ ً
َمحْ ذوفاَ ،مرْ فوعا بقو ِلھم :احْ ذر األس َد األسد،ومه قولھم"ال ﱠد َم ال ﱠد َم والھَ ْد َم الھَ ْد َم" أيْ
)(٣ ً
دير ج َعلوا عناص َر الجمل ِة ت ْكتَ ِمل،فھي جُم ٌل ك ال ﱠد ِم واحْ َذر الھَ ْد َم ،وھُم بذ ِلك الت ْق ِ احْ َذر َس ْف َ
العناصر اإلسْناديّ ِة من ُمسْند و ُمسْند إليه ،وبالتّالي تُبَرﱠر الحركة ُ ِ إسْناديّةٌ فعْليّةٌ ُم ْكت ِمل ُة
ب نظر النّحاة أنّه ال بُ ﱠد لِ ُك ّل َم ْنصوب من ناص ٍ ِ االسم ال َم ْنصوبْ ،إذ في ِ اإل ْعرابيّة ُ في ِ
آخر
أن نت َمثﱠل عناص َر جُمل ِة التّحْ ذير و ْفق قاعد ِة النّحا ِة القائم ِة أوْ جب النصْ ب فيه،ويُ ْمكن ْ
على نظريّة العام ِل ،على النحْ و اآل ِتي:
األس َد األس َد احْ َذر جُملة توْ ليدي ّة " ال ِب ْنية العميْقة "/
األس َد األس َد ... السطحيّة "/ْ جُملة تحْ ويلي ّة " ال ِب ْنية
يظھر ال ُمسْند وال ُمسْند إليْه وھ ُما الجُملة الفعليّة ُ " احْ َذر +الفا ِعل ال ُمسْتتر وھُنا ْ
دير عناص َر والم ْفعول بَه "األس َد "،والتوْ كيْد " األس َد"،وھُم بذلك ق ْد ح ﱠققُوا بھذا الت ْق ِ َ
االسم ال َم ْنصوب"األس َد ". ِ ر
ِ آخ في ة
ِ ّ يراب ْ
ع إلا ة
ِ الحرك رَ ظھو وا ُ
غ و س
ِ َّ ،و ة ّ يْناد
س اإل ة
الج ِ
ُمل
َسويغ الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة ِ ووجﱠه إبْراھي ُم ُمصْ طفى ن ْقداً ِلل ﱡنحاة الّذين لَجأُوا إلى الت ْقدير ِلت
االسم ال َم ْنصوب على ال ّتحْ ذير).(٤ ِ " الف ْتحة " في ِ
آخر
أ ّما و ْفق التّح ﱡو ِل األسْلوب ﱢي "الجُم ُل غ ْي ُر اإلسْناديّ ِة" في َرى َعبابنة في بحْ ِثه
ت األُسْلوبيّ ِة األ ْعراب َي ِة في اآليات القرآن ّي ِ" يُ ْمكن لَنا ْ
أن نَ ُح ﱠل وسوم بـ " أثَ ُر التﱠحْ ويْال ِ ِ ال ُم
ﱡ
ب الل غَوي ّ ِة،ودا َر حولَھا بعض التراكي ِ ِ ْ
ت اإل ْعرابيّ ِة التي جاءت في ْ
الكث ْي َر من اإلشكاال ِ
تحو ِل ال ُمتكلﱢ ِم في كال ِمه ﱢر لَهُ ،معْت ِمداً على ﱡ ذوف وغي ِْر ُمقَد ٍ ٍ ﱢر ِلفع ٍل َمحْ ج َد ٌل واس ٌع بيْن ُمقَد ٍ
بُ ،م ْنتَ ِقداً عبَابنة ال ﱡنحاة َب والترْ كي ِ يير اإل ْعرا ِ كاف ِلتَ ْغ ِ ٍ من الخبر إلى اإل ْنشاء،وھذا سبَبٌ
ْزيا ً ذ ِلك ت األُسْلوبيّ ِة في اإل ْعرا ِ
بُ ،مع ِ القُدا َمى أنّھُم ل ْم ْيلتَ ِفتُوا إلى أصْ ِل ظا ِھر ِة التّحْ ويْال ِ
ضيْف قا ِئالً ":أ ّما ال ُمحْ دَثون فق ْد ي،ويُ ِ كير النّحْ و ﱢ العامل على التّ ْف ِ ِ إلى سيْطرة نظري ّ ِة
أن كثيْراً ِمن ھذه التحول( ِم ْثل :نظريّ ِة ت ُشو ِمسْكي وأوْ ھَمان الّذي ي َرى ْ ﱡ ت َح ﱠدثُوا ع ْنه)
ْتعم َل ي ُ ْم ِكن تحْ و ْيلُه إلى ِع ﱠدة التركيب ال ُمس َ َ أن اختياريﱟ ،أيْ ّ طابع ٍْ ُ
ذات التّحْ ويْال ِ
ت
أن يَحْ دُث ت ْغيي ٌر يُ َؤثﱢر تأَثيْراً كبيْراً في ِداللة ھذا ّطح ﱢي،دوْ ن ْ تراكيب على ال ُمسْتوى الس ْ َ
) (١
الميداني،مجمع االمثال،ج،١رقم المثل.٢١٧
) (٢
المرجع نفسه،ج،٢رقم المثل.٢٣٩٢
) (٣
المرجع نفسه،ج،١رقم المثل .١٣٩٧
) (٤
مصطفى،إحياء النحو،ص.٣٤
٨٣
صل بالتراك ْي ِ
ب التي ب،ك َما أوْ ضح العالقةَ بيْن ال ِب ْنيَة الس ْ
ّطحيّ ِة وال َعميْق ِة فيْما يتﱠ ِ الترك ْي ِ
يُ ْم ِكن اس ِت ْغاللُھا أُسْلوبيّا ً)." (١
ي في جُمل ِة التّحْ ذير على النحْ و اآلتي: أن نتَمثﱠل ھذا التح ّو َل األسْلوب ﱠ ويُ ْمكن لَنا ْ
األس ُد األس ُد ھذا
توْ كيد ب َدل َمرْ فوع ُمبْتدأ مرفوع
داخل في َمعْنى التّحْ ذير ِ
فتح ّول أسْـلوبيّا ً إلى
األس َد األس َد ....
توْ كيد َم ْنصوب اسم َم ْنصوب على التّحْ ذير
ي " ھذا األس ُد األس ُد " فھي ي التحْ ذير ﱢ ب اللﱡغَو ﱢ تحو ٌل أُسْلوب ﱞي على التركي ِ فط َرأ ﱡ
لت إلى جُملة إ ْنشائيّ ٍة فأصْ بحت على النحْ و اآل ِتي":األس َد األس َد " ِلھدف جُملةٌ خبَريّةٌ ح ﱢو ْ
فجاءت الحركةُ اإل ْعرابيّة ُ ْاقتضا ًء ِلھذا التح ﱢولْ ،إذ يقو ُل عبّاس ْ التّحْ ذير من أ ْمر َم ْكرو ٍه،
ب،كالرّفع،فيُقال :النا ُر على ط ال ُم َح ﱠذ ِر م ْنه ضبْطا ً آ َخ َر غيْر النصْ ِ يص ّح ض ْب ُ حسنِ ":
اعتبارھا َمثالً ُمبْتدأ خبَرُه َمحْ ذوف ".
)(٢
ِ
فالجُملة :النّا َر أوْ األس َد،جُملة تحْ ويليّة ٌ ل ِجمل ٍة توْ ليديّ ٍة ھي :ھذه النّا ُر،ثُ ﱠم ج َرى
صبت كلمة ُ بالحذف اع ِتماداً على اإلشار ِة أو على السﱢياق الذي تُقال فيْه،فنُ ِ ْ عليْھا تحْ وي ٌل
ﱢ ْ ْ
ّفع ِل ُتش ْي َر إلى اإلخبار الذي ال يقصدُه ال ُمتكلم في َمقام ال ّتحْ ذير،ولَ ّما "النّارُ " في حال ِة الر ِ
أن يُغيّ َر في أح ِد أجْ زا ِء ھذه الكلم ِة في اإلخبار كان عليْه ْ كان ال ُمتكلﱢ ُم يُريد َمعْن ًى غ ْي َر ْ
الجُملةِ ،لت ُعبﱢر عن صور ٍة ذ ْھني ّ ٍة أُ ْخرى،فأُجْ ِري التّ ْغيي ُر في فُوْ ِني ِْم ِ◌ الحركة،فا ْستُ ْب ِدلَت
ذير).(٣الفتحة ُ بالض ّمة ِليُ َعبﱠ َر بِھا عن التّحْ ِ
ي آ َخ ُر باإلضاف ِة إلى"الزيادة" أ ّما الجُملة "األس َد األس َد" فق ْد دخلَھا ُع ْنصر تحْ ويل ﱞ
ف وت َحوﱡ ِل الحرك ِة ْ
بالحذ ِ ويل آ َخ َر ُمتَمثﱢ ٌلإضافةً إلى ما ط َرأ على جُملة"األس َد" ِمن تحْ ٍ
ي زياد ٍة في ال َمبْنى تؤدﱢي ؛ألن أ ﱠ اإل ْعرابيّ ِة،وھو الزيادةُ والتﱢ ْكرار،والتﱢ ْكرا ُر يُ ِفيْد التأك ْي َد ّ
المعْنى).(٤ إلى زياد ٍة في َ
ي ْإذ يقول ":فاألصْ ل اختيار ﱞ ذير ترْ كيْبٌ ْ تركيب جُمل ِة التحْ ِ َ ويفترض عبابنة ّ
أن
إخباراً ،كقو ِلنا":النّا َر النّا َر،األصْ ل فيْھا :ھذه النّا ُر على ُم َجرّد تكون ْ
َ ذير ْ
أن في جُملة التّحْ ِ
سي تغيﱠر إعرابُھا من الر ّْفع ي،وع ْندَما دخلَھا اال ْنفعا ُل النّ ْف ﱡ ي ْاف ِتراض ﱞ ظر ﱞ الخبر ،ھذا أ ْم ٌر ن َِ
ُ ُ ْ ّ ْ ُ َ
إلى النصْ ب،ھذا باإلضاف ِة إلى ما دخلھا من عنصر التنغي ِْم،وھو تحْ و ْي ٌل أ ْسلوب ﱞي ِبح ﱢد ّ
ذا ِته)."(٥
العامل منَعھُم من دو ِن شَكﱟ ِ ﱡث ال ﱡنحا ِة القُدامى ِبف ْكرة فإن تَ َشب َو َمھما يَ ُكن من أ ْم ٍر ّ
ي ِللﱡغَة الّذي صةً تقو ُم على االسْتعمال الواقِع ﱢ ب دراسةً وظيْفيّةً خا ّ من دراس ِة ھذا التراكي ِ
) (١
انظر:عبابنة،أثر التحويالت األسلوبية،مجلة أبحاث اليرموك،م،١١ص.١٧-١٤
) (٢
حسن،النحو الوافي،ج،٤ص١٢٨
) (٣
عمايرة،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.١٦١
) (٤
انظر:مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.١٠٨
) (٥
عبابنة،أثر التحويالت األسلوبية،مجلة أبحاث اليرموك،م،١١ص.٢٩
٨٤
ص ِة التي ْيلجأُ إليْھا ال ُمتَكلﱢ ُم ِليُعبﱢر عن ب الخا ّالتراكيب اللﱡغَويّةَ من باب األسالي ِ
َ يَ ُع ﱡد ھذه
ذير جُملةٌ إ ْفصاحيّةٌ ا ْنفعاليّةٌ تأ َ ﱡث ِريّةٌ،تحْ ِمل ي ُم َعيّن ْ
يطلبُه السﱢيا ُ
ق،ف ُجملة التحْ ِ َموْ قف لُغَو ﱟ
انطالقا ً من َم ْفھوم الجُمل ِة ع ْند السكوت عليه من دوْ ن ت ْق ٍ
دير أو تأوي ٍلِ ، ُ َمعْنى يحْ سُن
النّحا ِة.
سلوب االشْتغال:
ُ ٤ .٣
ب:ال ﱠش ْغ ُل وال ﱡش ْغ ُل كلّھا واح ٌد،والج ْم ُع أ ْش|غال و ُش| ُغول،ويُقال: جاء في لسان العر ِ
ضعيْفةٌ).(١ اشتَغل به و ُش ِغل ِبه ،وأنا شاغ ٌل له،وال يُقال أ ْشغ َْلتُهُ؛ ألنّھا لُ َغ ٌة َ
االشتغال تحْ ت ما ّد ِة " ال َم ْنصوب على إضْ مار ِ وأو َرد سيبو ْي ِه في كتابه أس َ
ْلوب
ُ
ِفع ِل يُفَسﱢره ما بع َده،نحْ و :زيداً ضر ْبتُه ،أو ما أضْ ِمر عاملُه على شريْط ِة الت ّ ْفسير .
)(٣ (٢ )
ميره أو ُمتعلﱢقهض ِ اسم بع َده فع ٌل أو شبْھه ُم ْشت َِغل ع ْنه ِب َ وعرّفه النّحاة بقو ِلھمُ :ك ﱡل ٍ
الكت|اب قرأتُهْ ،
ومؤت|ةَ َ ص|به،نحو قو ِلن|ا":زيْ|داً ض|ر ْبتُه،أو لو سُ|لﱢط علي|ه ھ|و أوْ ُم ِ
ناس|بُه لن َ
تومناسبُه نحو قو ِلنا " :زيْداً م|ررْ ت ِبه،وزيْ|داً ض|ربْت غال َم|ه،أو زي|داً حبسْ| ُ ِ أحْ بَ ْبتُھا"،
عل ْي||هِ ،بفعل ُ◌ف ﱢس||ره م||ا بع َده،يُق | ﱠدر عل||ى الت||والي :ض||ربت ،ق||رأت ،أحبب||ت ،وج||اوزت،
وأھنت والبست ).(٤
الموض ِع وقد ُش ِغل
ِ أن ال َم ْفعول إذا وقَع في ھذا ويقول ال ُمبرﱢد)٢٨٦ھـ(":اعلَم ّ
ألن الّذي بع َده ت ْف ِسيرٌله ،نحْ و قولك:أزيْداً
(٥ )
صب بالفعل ال ُمضْ َم ِر؛ ّ الفع ُل عنه ،انتَ َ
ضر ْبتَه ،وقولِه تعالى9≅≈n=|Ê !$‾ΡÎ)#]ŒÎ)’Å∀©9 ÿ…çµãèÎ7®K‾Ρ #Y‰Ïn≡uρ $¨ΖÏiΒ #Z|³o0r& (#þθä9$s)sù":
.(٦)∩⊄⊆∪ @ãèß™uρ
زم إضْ مارُه ما أُضْ ِمر على الال ِي ) ٥٣٨ھـ(:ومن ال َم ْنصوب ّ مخشر ﱡويقول ال ّز ْ
ْت زيْداً ضر ْبتُهّ ،إال أنّك ال سير،في قو ِلك :زيْداً ضر ْبتُه ،كأنّك قلْ ضرب ُ شريْط ِة ْ
التف ِ
ْت أخاه،و ِب ْشراً ضرب ُ
ْت ت به،وع ْمرا ً لقي ُ بر ُزه است ْغنا ًء عنه بت ْف ِ
سيره،ومنه :زيْداً مررْ ُ تُ ِ
ي كثيْر والر ْف ُع أجْ و ُد )."(٧غالمه،وقال سيبو ْي ِه " :النصْ بُ عرب ﱞ
َ
ب ال ُمتَقد ِﱢم يجُوز فيه
ِ صو ْ
ن م
ِ َال االسم ذلك في ل األصْ ّ
أن(ھـ ٧٦١ )ھشام ابن يرى و
ضع دير وھو الرّف ُع باالبْتدا ِء ،وما بع َده في مو ِ وجْ ھان أحدُھما :را ِجح لسالم ِته من الت ْق ِ
) (١
ابن منظور،لسان العرب،مادة " شغل ".
) (٢
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٨١
) (٣
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٢٩وانظر:الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٤٢٤
) (٤
انظر:الرضي،شرح الكافية،ج ،١ص.٤٢٤والسيوطي ،ھمع الھوام|ع،ج ،٥ص.١٤٩واب|ن
ھشام،ش|||رح ش|||ذور ال|||ذھب،ص،١٧٨اب|||ن ھشام،أوض|||ح المس|||الك،ج ،٢ص.١٥٨واب|||ن
عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٢ص. ،٤٠٤والسيوطي جالل ال|دين،المطالع الس|عيدة ف|ي النح|و
والص||||||||||||||||||||رف والخط،تحقي||||||||||||||||||||ق:نبھ||||||||||||||||||||ان ياس||||||||||||||||||||ين حس||||||||||||||||||||ين،الجامعة
المستنصرية)،د.ط(١٩٧٧،م،ج،٢ص.٢٠٢
المب ﱢرد،ال ُم ْقتضب،ج،٢ص.٧٤ ) (٥
) (٦
سورة القمر،االية.٢٤
) (٧
الزمخشري،المفصل في صنعة اإلعراب،ص.٧٦
٨٥
الكالم ح ْينَ ِئ ٍذ اسميّة،والثاني :أ ْم ٌر َمرْ جوح الحْ تيا ِجه إلى ِ رف ٍع على الخبري ّ ِة،و ُجملة ْ
الت ْقدير،وھو النصْ بُ ،فإنّه َم ْنصوب ِبفع ٍل ُموافِق ِللفعل ال َمذكور وجُوبا ً،فما بع َده ال َم َح ﱠل
الكالم ح ْينَ ِئ ٍذ فعلي ّة).(١
ِ له من اإل ْعراب؛ ألنّه ُمفَ ﱢس ٌر،وجُملةُ
االشتغال تتَر ّكبُ ِمن أركا ٍن ثالث ٍة: ِ وجُملة
أن يصْ لح ِللعمل فيْماُ ْ ً ْ ً
أ ّولھاَ :مشغول وھو العا ِمل نصْ با أو رفعا،ويُشترط فيه ْ ْ ُ
قبلَه،فيَ ْشمل الفع َل ال ُمتَصرﱢف واس َمي الفاع ِل وال َم ْفعول.
أن يعْمل فيه العام ُل أو ُمناسبُه ق الّذي شأنُه ْ وثانيھا:م ْشغول ع ْنه وھو االسم الساب ُ
أن يكونَ ُمتقدﱢماً فليْس من االشتغا ِل ب لو ُس ﱢلط عليه ،ويُ ْشترط فيه ْ الرف َع أو النصْ َ
،نحْ و:ضربْته زيْدا.
لم ْشغول أو من تت ﱠمة أن يكون ضميْراً َمعْموالً ِل َ ط ْوثالثُھاَ :م ْشغول بِه ويُ ْشتر ُ
َمعْمولِه).(٢
االسم ال ُمتقدﱢم ھو الفع ُل ال َمحْ ذوفُ الّذي يُفسﱢره الفع ُل الظاھ ُر بع َدهْ ،إذ ِ وناصبُ
سيره،فـ" زيْداً " في بتف ِ يظھر لالسْتغنا ِء ْ ب ال ْ االسم ال َم ْنصو ِ ِ ناصب ھذاَ يرى سيبو ْي ِه ّ
أن
ْت زيْداً نصب بفِعل ُمضْ َمر،يُفسﱢره الفع ُل الظاھ ُر ،أيْ :ضرب ُ قو ِلنا :زيْداً ض َر ْبتُهِ ،
ْت زيْداً لقيْت ْت أخاه"،فكأنّك نصبْتَ زيْداً بقو ِلك :البس ُ ض َر ْبتُه،وإذا ْقلنا " :زيْداً لقي ُ
أخاه،ويُضيف سيبويْه ھذا ت ْمثي ٌل ال يُتكلﱠم به).(٣
ي ب االشتغا ِل و ْفق ما ي َراه اللﱡغويّون والنّحْ ويّون،أنّه تركيْبٌ لُغَو ﱞ وحقيقة ُ أَسْلو ِ
ﱢر ِلما ُح ِذف من ب ال ُمتقدﱢم،والفع ِل ال ُمتأ ﱢخ ِر وال ُمفس ِ الم ْنصو ِ االسم َ
ِ يُحْ ذف م ْنه الفع ُل ب ِدالل ِة
ي،فالفع ُل ال ُمتأ ﱢخر يُش ﱢكل جُملة ً فعليّةً تحْ توي على َم ْفعول ضم ْي ٍر،نحْ و ب اللﱡغَو ﱢ التركي ِ
قو ِلنا :زيْداً ض َر ْبته .
ُ )(٤
راوي،مطبعة حسّان،ط،٢،١٩٨٥ج،٢ص.٧
) (٥
انظ||||||ر:المبرد،المقتض||||||ب،ج،٢ص.٧٤واب||||||ن ھشام،أوض||||||ح المس||||||الك ،ج ،٢ص.١٦١
والسيوطي،المطالع السعيدة،ج،١ص.٢٠٥
) (٦
انظر:سيبويه ،الكتاب،ج،١ص.٨١وابن عقيل ،شرح ابن عقيل،ج،٢ص٤٠٥
٨٦
ظھ َ َر معْناه من دوْ ن لف ِظه،نحو قو ِلنا ":زيْداً مررتَ بِه" فتُقدﱢر ف ْعال ً ُمضْ َمراً يُوافِق ال ُم ْ
ت به) ،(١وھذا ما ذھب إليْه البصْ ريّون،فاالس ُم ال َم ْنصوبُ ت زيْداً مررْ ُ ْ
جاوز ُ َمعْنى،
سير أيْ يُف ﱢسرُه الفع ُل الظاھ ُر .
)(٢ ْ
مر على شريْط ِة التف ِ صب بفعْل ُمضْ ٍ ال ُمتق ﱢد ُم عن َدھم ُن ِ
ألن ھذه الھا َء الظاھر ال ُم ْشت ِغ ِل بالھا ِء؛ ّ ِ أ ّما الكوفيّون في َرون أنّه م ْنصوبٌ بالفعل
واالسم ال ُمتقد ِﱢم معا ً ،فأوقَع فيْھما ِ االسم ال ُمتَقد ِﱢم،فأثَ ُر الفع ِل امت ﱠد إلى الضمير ِ ض م ْي ُرھي َ
عامل واح ٍد وھو الفعْل .
)(٣
ب َمعا،فھ ُما َمعْموالن ِل ٍ ً النصْ َ
االسم ال َم ْشغو ِل ع ْنهْ ،إذ يرى ِ بوانقَسم الكوفيّون إلى فريْقين في مسأل ِة ناص ِ
ى غي َر عام ِل في بالظاھر ،أيْ الفعل ال ُمؤ ﱠخر على كوْ نِه ُم ْل َغ ً ِ الناصب
َ أنال ِكسائ ﱡي ّ
ْ
بأن الضمي َر ق ْد ال يتع ّدى إليْه الفع ُل ّإال بحرْ ف جرﱟ ،فكيْف يُلغَى؟ الضمير ،و ُر ّد عليه ْ ِ
والضمير
ِ م االس في أيْ، ْھما يف ل ٌ عام الفعل أنّ ء
ُ ّا
ر الف رأى و . )(٤
ر
َ الظاھ االسم
َ ب وي ْن ِ
ص
زوم تعدﱢي الفع ِل ال ُمتَعدﱢي،إلى واح ٍد،إلى ْاثنيْن،وال ُمتَعدﱢي إلى ْاثنين إلى معا ً،و ُر ّد عليه بل ُ ِ
ثالث ٍة ،وھو خرْ ٌم للقواع ِد).(٥
ور ّد ابن األنبا ري) ٥٧٧ھـ(مذھب الكوفيين حين جعلوا ناصب االسم المشغول
عنه ھو الفعل الواقع على الھاء،وقرّبوا ھذا األمر بالتمثيل له،قائال:كما قالوا "أكرمت
؛ألن زيداً ھو بدل؛ ألنّه قد تأخر عن المبدل منه،وأ ّما )زيداً ضربته( فزيد إيّاك زيداً " ّ
تقدم على الھاء فال يجوز أن يكون بدال منه).(٦
االسم ال َم ْنصوب ال َم ْشغو ِل ع ْنه ِ ور ّد أبنُ يعيش ما ذھب إليْه الكوفيّون في ناص ِ
ب
إن كان ِمن ِجھة وھو الفع ُل الظاھ ُر في رأي ِھم،قائالً :ھو قوْ ٌل فاسدٌ؛ ألنّ ما ذكرُوه ْ
صحيْحا ً،فإنّه فاس ٌد من ِجھة اللّف ِظ،وكما ت ِجب ُمراعاةُ ال َمعْنى،كذ ِلك ْتلزم ُمراعاة ُ ال َمعْنى َ
صناعة ل ْفظيّ ٌة،واللّ ْفظ فظ،وھذه ِ أن الظاھ َر وال ُمضْ َمر ھَھُنا َغيّ َرا من ِجھة الل ّ ِ اللّف ِظ ،وذ ِلك ّ
أن يتع ﱠدى إلى آ َخ َر).(٧ ضميره،واشتغا ِله به ،ف َلم يَج ُْز ْ ِ مفعولَه بتَعدﱢيه إلى ق ْد استَوْ فى ْ
االسم ِِ صب وابنُ يعيْش في رأي ِه ھذا يُوا ِفق ما ذھب إليْه البصريّون في نا ِ
ْت زيْداً وتقديرُه "ضرب ُ ب بإضْ مار فع ٍل يف ﱢسرُه ھذا الظاھ ُرْ ، ال َم ْشغو ِل ع ْنه والنص ِ
وإن كان الفع ُل بع َده وا ِقعا ً عليه من ِجھة ال َمعْنى،فإنّه ال أن ھذا االس َم ْ ضر ْبتُه" ،وذلك ْ
بضميره،فاسْت َوفى ما ِ ّ
أن يعْمل فيْه من ِجھة الل ْف ِظ من ِقبَل أنّه ق ْد اشتَغل ع ْنه يجُوز ْ
أن يتع ﱠدى إلى زيْد؛ أل ّن ھذا الفع َل إنّما يتع ّدى إلى َم ْفعو ٍل تضيه من التعدﱢي،فل ْم يَج ُْز ْ ْيق ِ
واح ٍد ال إلى َم ْفعوليْن).(٨
أن القول بالحذف جاء ل ُمراعاة الصّناعة النحويّة ويُبنى على قول ابن يعيش ّ
مذھب الكوفيين ُمقيدة وإن كان المعنى ال يطلبه ،ولھذا جاءت اجتھاداته في تفنيد ْ ْ
) (١
انظر:ابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٠٥
) (٢
المرجع نفسه،ج،٢ص.٤٠٥
) (٣
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص٣٠و.٣١
) (٤
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٢ص.١٥٨
ّ
انظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٢ص.١٥٨وابن ھشام.شرح اللمحة البدريّة،ج،٢ص.٨ ) (٥
) (٦
ابن األنباري،األنصاف في مسائل الخالف،المسألة.١٣
) (٧
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص٣٠و.٣١
) (٨
المرجع نفسه،ج،٢ص.٣١
٨٧
بالقواعد المعياريّة التي تسعى إلى طرْ د التراكيب النحويّ ِة على وتيْر ٍة واحد ٍة بقطع
النظر عن المعنى المتحصّل تبَعًا لذلك.
أخض َعه ال ﱡنحاة إلى نظري ّة يتّضح لَنا م ّما ُذكر سابقا ً أنّ أسْلوب االشتغا ِل ق ْد ْ
إن قانون اإلسْنا ِد ع ْند ال ﱡنحاة سير الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة "الف ْتحة" ْإذ ّ العام ِل وذلك ِلغايات ت ْف ِ
ب والم ْنصوب ال بُ ﱠد له من ناص ٍ َ عامل،
ٍ أن ُك ﱠل َمعْمو ٍل ال بُ ﱠد لَه من يقو ُم على ِف ْكرة ّ
ب فيْه ،ولو تحرﱠر ال ﱡنحاةُ من ھذه النظريّ ِة النﱠحوي ّ ِة وق ِبلوا االس َم ال َم ْنصوب أوْ َجب النّصْ َ
على االشتغا ِل في جُملة":زيْداً أ ْكر ْمتُه"على أنّه َم ْفعول بِه تبَعا ً لِما ي ْقتَضيه ال َمعْنى،وليْس
ترعوا بابا ً جديْداً).(١ يخ ِ أن ْ لَھم ْ
ب اال ْشتغا ِل قا ِئمة ً على فِ ْكرة االسم ال َم ْشغو ِل في أُسْلو ِ ِ كانت ِف ْكرة نصْ ِ
ب ْ ول ّما
العام ِل في ْأذھان ال ﱡنحا ِة،فقَ ْد ھا َجمھا بعْضُ ال ﱡنحا ِةْ ،إذ رأَوا فيْھا سيْفا ً ُم ْشھَراً في وجّه
ب ال ﱠنحو،فھذا ابنُ َمضا ِء القُرْ طب ﱢي،يُھا ِجھا،وي ْدعو إلى إلغا ِئھاْ ،إذ يقُول في ذ ِلك ": أبوا ِ
األفعال ال ُمتعدﱢي ِة إلىِ أن " ض َربْت " من وھذه د ْعوى ال دل ْي َل عليْھا ّإال ما ز َع ُموا ِمن ّ
إن لم يَ ُكن ظا ِھرا ً ناصبْ ،
ِ َم ْفعول واح ٍد،وقد تع ﱠدى إلى الض ِميْر،وال بُ ﱠد لِزيْد ِمن
ناصب" .
)(٢
ب ال بُ ﱠد لَه ِمن ِف إال وضْ ُع قاعد ٍة " ُك ّل َم ْنصو ٍ ﱡ
التكل ِ ف ُمق ﱠدراً،وال ي ْدعو إلى ھذا
ناص ب").(٢ ِ
وسا َر على نھْج اب ِن مضاء في ُمھاجمة فِ ْكر ِة العام ِل عد ٌد من النّحويين
ق عويْصٌ ،و ﱠع َر ال ﱡنحاة فيْه ال ُمحْ دثين،م ْنھم إبراھي ُم ُمصْ طفىْ ،إذ يقول ":ھو بابٌ دق ْي ٌ
األخ ْي ُرِ ْت،أوْ زيْداً لق ْيتُه،وھذا التركيبُ الف فيْه ،فنقول :زيْداً لقي ُ الخ َ ث،وأ ْكثَرُوا ِ البحْ َ
باالسم
ِ ضع االشتغالْ ،وألجْ ِله ُخ ِلق البابُ " .ويُضيْف قا ِئالً ":إنّك إذا أردْتَ
(٣ )
وحْ َده ُمو ِ
يكون ُمتَح ﱠدثا ً ع ْنه ُم ْسنَداً إليْه فليْس ّإال َ ال ُمتَقدﱢم على الفعْل في ِم ْثل :ز ْي ٌد رأ ْيتُهْ ،
أن
أن ھذا االس َم إنّما ِسيْق تَتَ ﱠمة ً ِللحديْث الكالم،وإذا أردْتَ ّ ِ ضعه من الرّف ُع،واالس ُم في َموْ ِ
وبَيَاناً لَه،ال تتَح ﱠدث ع ْنه،فالح ُكم النصْ بُ ،تقول :زيْدا ً لقَ ْيته ".
ُ )(٤
وأن جُملت َه األسْلوبيّةُ ھي ب التﱠوكيْدّ ، ْلوب اال ْشتغا ِل من با ِ وع ﱠد خليْل َعمايرة أس َ
ي توْ كي ٍد ،ھُما :الترْ ِت ْيب وال ﱢزيا َدة،ويُ َع ﱡد االس ُم ال َم ْشغو ُل ع ْنه جُملةٌ تحْ ويليّة ٌ ُ
ذات ُع ْنصر ﱢ
َم ْفعوالً َحقيْقيّا ً قُدﱢم ِللتﱠوْ كيد والضﱠميْر ُم َؤ ﱢكداً لَه .
)(٥
ْ
ّالح يكونُ ويُضيْف َعمايرة قائالً ":فالتﱠ ْقدي ُم والتّأخي ُر ع ْند عُلما ِئنا ِمن ال ﱠسلَف الص ِ
أل ْم ٍر يتَعلﱠق بالنﱢيﱠ ِة ال ّداخليّ ِة ال ُمرْ ت ِبطَ ِة بال َمعْنى في ِذ ْھن ال ُمتكلﱢم").(٦
المعْنى أن ال ُمتكلﱢم إنّما أرا َد توْ كي َد ج ُْز ٍء من َ ويقول َعمايرة أيْضا ً ":ونحْ ن ن َرى ﱠ
ُم َمثﱠالً ِبجُزء من الجُملة وليْس بالجُملة ُكلﱢھا،بال َم ْفعول ِبه فقَ ﱠدمه").(٧
ب االشتغا ِل قُدﱢم ِلغَرض فاالس ُم ال َم ْنصوب ال ُمتَق ﱢد ُم وال َم ْشغو ُل ع ْنه في أسْلو ِ
ب في ُجملة الطال ِ وتث ِبيْته في ِذ ْھن ال ُمتَلقﱢي ،وعليْه تكون كلمةُ ّ وبيان األھميﱠ ِة ِْ التﱠوْ كيد،
ضيا ً والھا ُء ضميْرا ً الطالب أ ْكر ْمت َه" م ْفعوالً به ُمق ﱠدما ً لِغَرض التوْ كي ِد،وأ ْك َر ْمت ِفعالً ما ِ َ "
ﱠ ْ )(٨
الم ْفعو ِل ِبه وھ َو توْ كي ُد اللف ِظ . ديم َ صالً ُذ ِكر توْ كيْداً لِغَرض ِمن ت ْق ِ ُمتﱠ ِ
ض ُع كثيْرة ٌ ِج ّداً جا َء فيْھا االس ُم ال ُمتق ﱢد ُم َم ْنصوبا ً على الكريم موا ِ ِ ويشيْع في القرآن
)(٩
االشتغال،ومنه قوله تعالى ∩⊂∪ ÉΟƒÏ‰s)ø9$# Èβθã_óãèø9$%x. yŠ$tã 4®Lym tΑΗ$oΨtΒ çµ≈tΡö‘£‰s% tyϑs)ø9$#uρ
) (١
انظر:المرجع نفسه،ص٦٣و.٦٤
) (٢
البزرة،أحم|||د مختار،أس|||اليب التوكي|||د م|||ن خ|||الل القرآن،مؤسس|||ة عل|||وم الق|||رآن ،دمش|||ق،
سوريل ،وبيروت،لبنان،ط)،١د.ت(،ص.١٢
) (٣
انظر:المرجع نفسه،ص١٢و.١٣
) (٤
ضيف،شوقي،تيسير النحو،دار المعارف،القاھرة،مصر)،د.ط(١٩٨٦،م،ص.١١٧
) (٥
عمايرة،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.٥٦
) (٦
المرجع نفسه،ص.٨٩
) (٧
المرجع نفسه،ص.١٩٥
) (٨
انظر:عمايرة،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.١٩٦
) (٩
سورة يس،اآلية.٣٩
٨٩
مناز َل،
ِ القمر،
ِ ضاف؛ ألنّه ال َم ْعنى ِلتقديْر ْنف ِ
س ٍ مناز ل"من ْتق ِ
دير ُم ِ وال بُ ﱠد في"قدﱠرْ ناه
ي ث َمانيَةٌ ِ
وع ْشرون م ْن ِزالً ي ْن ُزل الق َم ُر ُك ﱠل ليْل ٍة في وا ِحد ٍة مناز َل وھ َ
ِ وال َمعْنى قدﱠرْ نا َم ِس ْي َره
ُ )(١
دير ُم ْست ٍَو ال يتَفاوت . ْ
ص ُر ع ْنه على تق ٍ َطاه وال يتَقا َ م ْنھا،ال يتخ ّ
ْ
كانت عام بخلَقھا ل ّماصب األ ْن َ وم ْنه قولُه ت َعالى ،(٢)∩∈∪ $yγs)n=yz zΟ≈yè÷ΡF{$#uρ":ن َ
االسم واو أو فا ٌء أو كال ٌم يُحْ تمل
ِ اسم ب ِذ ْكره قب َل
عام وا ٌو،كذ ِلك ُك ّل فع ٍل عا َد على ٍ في األ ْن ِ
الحرف الذي قيْل االس ُم فيْه،ففيْه وجْ ھان :الر ْف ُع والنصْ بُ ،أ ّما النصْ بُ
ِ ن ْقلُه الفع َل إلى ذلك
لالسم الذي ھي م َعه،وقوله ِ أن تجْ عل الوا َو ظرْ فاًفكأن تجْ ع َل الوا َو ظرْ فا ً لِلفعل ،والرف ُع ْ
ْ
تعالى."(٣)∩⊇⊂∪ ϵÉ)ãΖãã ’Îû …çνuÈ∝‾≈sÛ çµ≈oΨøΒt“ø9r& ?≈|¡ΣÎ) ¨≅ä.uρ :
وقوله تعالى ،"(٤)∩⊄∪ $Y7≈tGÅ2 çµ≈oΨøŠ|Áômr& >ó_x« ¨≅ä.uρ"ً :والوجْ ه في كالم العر ِ
ب
الذ ْكر أو ل ْم ي ُكن؛ أل ّنه في ْ
مذھَب آخره راج ٌع من ّ
رف ُع " ُكلّ " في ھذي ِن الحرْ فين كان في ِ
إمام ُمبيْن) ."(٥ومنه قوله تعالىšχô‰ç7ø9$#uρ ": ما ِم ْن َش ْي ٍء ّإال ق ْد أحْ صيْناهُ في ٍ
_ ،(٦)∩⊂∉∪ /ä3s9 $yγ≈oΨù=yèyقرأ نا ِف ٌع والس ْب َعة "والبُ ْدنَ " َم ْنصوب على اال ْش ِ
تغال ،أيْ و َج ْ
علنا
أن البُ ْد َن،وقُ ِرئ" :والبُدْنُ " على االبْتداء) ،(٧وھذا يعْني أنّه من ناحي ٍة ترْ كيب ْي ٍة ي ُ ْمكن لنا ْ
ت ن ْقرأَ كلِمةَ " البُ ْدن " ر ْفعا ً ونصْ با ً بدلي ِل القراء ِة بھا ِمن ِقبَ ِل القُرﱠا ِء،فقراءةُ الر ِ
ّفع و ﱢجھَ ْ
وف يفسﱢره الفع ُل الظاھَ ُر ،فھ َو فعل َمحْ ُذ ٍ
دير ٍت على ت ْق ِ ب و ﱢجھَ ْ على االبْتداء،وقراءةُ النصْ ِ
أن الض ّمةَ دلي ٌل على اإلسْناد الذي ھو ال ُمبْتدأ )ال ّر ْفع(أ ّما سير ي ُد ﱡل على ّمن ِجھَة الت ْف ِ
وفق ْ
رأي النﱡحاة القُدا َمى. النصْ بُ ،فھو يد ﱡل على علَم ال َم ْفعولي ّ ِة ْ
رائي ْتفسيراً ُمناسبا ً ل ِقراءة النصْ بُ ،م ْن ِكرا ً ح ْم َل النصْ ب على
وق ّدم فاض ُل السّا ِم ﱡ
االشتغا ِل،وھو رأْي أ ْق ربُ إلى روْ ح اللﱡغةْ ،إذ يقُول ":ليْس ثَ ﱠمة اشتغا ٌل وال َم ْشغول
ْرب االس ُم ال ُمتَقدﱢم
أن يُع َ ع ْنه،وإنّما ھو أسْلوب خاصﱞ يُ َؤ ﱢدي غ َرضا ً ُمعيﱠنا ً،ويُ ْمكن ْ
) (١
الزمخش||||ري ،الك ّش||||اف،ج،٣ص.٢٨٦وانظ||||ر:االندلس||||ي،البحر المح||||يط ،ج ،٧ص.٣٣٦
والحلبي ،ال|در المص|ون،ج،٩ص.٢٧٠والنح|اس،أبو جعف|ر أحم|د،إعراب الق|رآن ،تحقي|ق:
زھير غزي،عالم الكتب،مكتبة النھضة،ط،١٩٨٨ ،٣ج،٣ص.٣٩٤
) (٢
سورة النحل،اآلية.٥
) (٣
سورة اإلسراء،اآلية .١٣
) (٤
سورة النبأ ،اآلية .٢٩
) (٥
الفراء ،معاني القرآن ،ج،٢ص.٩٥
) (٦
س|ورة الحج،آي|ة ،٣٦وانظ|ر:س||ورة الحجر،آي|ة ،،٢٧س|ورة آل عمران،آي||ة ،١٩٢و،١٩٥
وسورة يوسف،آية.٦
) (٧
األندلسي،البحر المحيط،ج،٧ص.٥٠٩
٩٠
الناصب مبْن ﱞي على نظريّ ِة َ صبا ً ّ
؛ألن ألن ْنذ ُكر له نا ِ َم ْشغوالً ع ْنه َم ْنصوبا ً وال داع َي ْ
ب،فالعربُ ھُم الّذين ف َعلُوا ھذا)."(١ العام ِل التي ال موْ ِجب لھا،وإذا كان ال بُ ﱠد من الجوا ِ
ب الرّف َع الم ْنصو ِ أجازت في االسم ال ُمتَقدﱢم َ ْ ب فإنّ اللﱡغَة إذاً ف ِمن ِجھَة التركي ِ
ي: ضب ٍُع ال َفزار ﱢ ،إذ يقُول الرّبي ُع بنُ َ ب ِشعْراً ْ ب،ون ِجد ذلك في كالم العر ِ والنصْ َ
)(٢
والمطَ َرا
وأخشى ال ﱢريَا َح َ وحْ ِدي ْ ت ب ِه إن َم َررْ ُ أخ َشاهُ ْ ب ْ وال ﱢذ ْئ َ
ب أخ َشى ال ﱢذ ْئ َ ب على إضْ مار الفع ِل كأنّه قالْ : والشاھ ُد فيْه ھو نصْ بُ الذئ ِ
ي جيّد .
)(٣
أخ َشاه،وقد ذ َكر سيْبو ْي ِه أنّه ق ْد يُ ْبتَدأُ به فيُرفَ ُع ع ْند ذ ِلك،وھو ا ْستعما ٌل عرب ﱞ ْ
وفق القاعد ِة النّحويّ ِة ال ِم ْعياريّة تراكيب االشتغا ِل الثالثةَ ْ َ رسأن ن ْد َ ويُ ْم ِكننا ْ
َبرير الح َرك ِة عناصر اإلسْنا ِد ِلت ِ ِ القائم ِة على نظريّ ِة العام ِل ،التي َس َعت إلى تحْ ِ
قيق
ترض النّحاة القُدامى والنّحويّون ب ال ُمتقد ِﱢمْ ،إذ يَ ْف ِ الم ْنصو ِ االسم َ ِ آخر
ِ اإل ْعرابيّ ِة في
سطحيّ ٍة ب ِفعل قانو ِن ْ لت إلى ِب ْنيَة ْلوب االشتغا ِل لَه ِب ْنيَة ٌ َعميْقةٌ تح ﱠو ْ أن أس َ ال ُمحْ دثون ّ
ْ
الظاھر ال ُمفَسﱢر،وتقدي ُم ِ الفعل
ِ الفعل بدليْل ِ ف،أيْ حذفُ ْ
ديم والحذ ِ ْ
القائم على التق ِ ِ حويل
ِ التّ
كيز ْتفكي ِْره على ْ ْ ال َم ْفعو ِل به لِغ
ب ا ْن ِتباه ال ُمتلَقﱢي،وترْ ِ وجل ِ َرض التّأكي ِد وبَيا ِن األھميّة ِ
ب ال ُمتَق ﱢد ِم دوْ ن غي ِْره،وذلك على النحْ و اآل ِتي: االسم ال َم ْنصو ِ
زيْداً ض َر ْبتُه. ض َرب ُ
ْت الجُملةُ التّوليديّةُ " ال َعميْقة ُ "/:
زيْداً ض َر ْبتُه. ... ّطحيّةُ "/ الجُملة ُ التّحْ ويليّةُ " الس ْ
فجُملة)زيْداً ض َر ْبته(جُملة ٌ تا ّمةُ اإلسْنادُ ،قدﱢر الفع ُل فيھا َمحْ ذوفا ً ِلت َ ْكتمل عناص ُر
الظاھر
ِ اإلسْنا ِد،وأُ ْع ِربت كلمة ُ " زيْداً " فيْھا َم ْفعوال ً به على االشتغا ِل،أيْ اشتغا ُل الفع ِل
االسم ال ُمتقدﱢم )ال َم ْشغول عنه(،و ُك ّل ذلك ِلتَسو ِ
يغ ِ بالضﱠمير ال ُمتأ ﱢخر،الذي يعُود على
إن ُك ّل َم ْنصوب انطالقا ً من قو ِلھمّ : الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة " الفتحة " الظاھر ِة على "زيْداً " ِ
النصب فيْه. َ ب أوْ َجب ال بُ ﱠد له من ناص ٍ
االسمِ بأن ي ُح ﱠل لَنا لُ ْغ َز نصْ ِ ي،والذي يُ ْمكن ْ ُ
أ ّما على و ْفق التح ّو ِل األسلوب ﱢ
آخره،ويُب ِْرز القيمة ِ ب ال ُمتقدﱢم ،وي ُعلﱢ َل ظھو َر الحر َكة اإلعرابيّ ِة "الفتحة" في ال َم ْنصو ِ
أن األصْ ل في ِم ْثل إن النّحويين الذين أخَذوا بأسْلوب التح ﱡو ِل ي َرون ّ الدالليّة ِلتقَ ﱡد ِمهْ ،إذ ّ
فالم ْعنى ضر ْبتُه"ھو ":زي ٌد ض َربْته"فيكون زي ٌد ُم ْبتَدأً والجُملةُ بع َده خبَراً لَهَ ، َ ب"زيْداً ترْ كي ِ
أن يُغيّر في كال ِمه إلفاد ِة َم ْعنَى ال ُمرا ُد من الرّفع ھو اإلخبا ُر،ول ّما أرا َد ال ُمتكلﱢم ْ
ّفع إلى بيان األھميّ ِة والتّأكي ِد،فغيﱠر في الح َركة اإل ْعرابيّ ِة من الر ِ قاصداً من ورا ِئه َ آ َخ َرِ ،
ْ
ب من الخبر إلى اإل ْنشاء ،وإلى ھذا أشا َر سيْبوي ِه،إذ يقُول ": ب ،تبَعا ً لت َغيﱡر األسْلو ِ النصْ ِ
فالنّصْ ب عرب ﱞي كثي ٌر وال ّر ْف ُع أجْ َو ُد ".
)(٤
) (١
السامرائي،معاني النحو،ج،٣ص.٥٥١
) (٢
البيت من شواھد الكتاب،ج،١ص.٤٦وانظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٧ص.١٠٥
) (٣
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٤٦
) (٤
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٨٢
٩١
داخل في َمعْنى التّأْكي ِد واألھميّ ِة ِ
ً
تح ﱠول أسْلوبيّا إلى
ض َربْته زيْداً
صلة ع ّما ق ْبلَھا " جُملة فعلي ّة تا ّمة اإلسْنا ِد " ُم ْنف ِ اسم منصوب
أسلوبيا ً على االنفعال
" األھمية والتأكيد "
أن ي " زيْداً ض َربْته" ِمن تح ّو ٍل أس ﱟ
ْلوبي ي ُ ْمكن لَنا ْ اللغَو ﱢ ب ﱡ وما ي ْنط ِبق على الترْ كي ِ
ت به " ب اال ْشتغا ِل وھ ُما " :زيْداً مررْ ُ ب أسْلو ِ نُجْ ريه على الترْ كيبين اآلخَرين من تراكي ِ
و" زيْداً ض َربْت غال َم ه".
ي إلى أنّ ال ﱡنحاة يتَكلﱠفُون في ت ْقدير العام ِل في حال ِة ويُشيْر عب ُد ال ُمتعال الصّعيد ّ
االسم ال َم ْنصوب ت َك ﱡلفا ً،وال سيّما في ال ِمثالين الثّاني والثّالث وھُما ":زيْداً ِ النصْ ب قب َل
ً
ت بِه"،فيُقدﱢرون:عظ ْمت زيْدا أ ْك َر ْمت أخَاه،وجا َو ْزت أو ﱠ ً
ت أخَاه"و"زيْدا م َررْ ُ أك َر ْم ُ
كور،وال ُمقَ ﱠد َر في العامل ال َم ْذ ِ ِ ألن العام َل ال ُمق ﱠد َر فيْھما غ ْي ُر ت به،وذ ِلك ّ البَسْت زيْداً م َررْ ُ
الز ٌم فكيْف مع ھذا يُفَ ﱢس ُر أح ُدھُما اآل َخ َر . ث ُمت َ َع ﱟد ،وال َم ْذ ُكور ِ الثّال ِ
)(١
االسم ِ المعْنى واح ٌد في باب اال ْشتغا ِل عند ر ْف ِع أن َ ويُضيف الصّعيديﱡ :والحقيقة ّ
ُوجب التقديران فيْه على السّواء،إذا لم ي َ ُكن ھُناك ما ي ِ العامل أوْ نصْ ِبه ،ولھذا جا َز ْ ِ قب َل
السابق
ِ ص ُد ال ُح ْكم على االسم ّفع يَ ْق ِأن ال ُمتكلﱢم ع ْند الر ِ ك ّ أحدُھما أو ي َرجﱢحه،وال ش ﱠ
الم ْنصوب ُم ْبتَدأً َمحْ كوما ً بالجُملة بع َده،فكذلك يكونُ قصْ ده عن َد النصْ ب،ويكونُ االس ُم َ
ي إلحاق باب اال ْشتغا ِل عليْه كما يكون ُم ْبتَدأ َمحْ كوما ً عليْه ع ْند ال ّر ْفع) .(٢وي ْقتَرح الصّعيد ﱡ
إن وأخوا ِتھا).(٣ ِبباب االبْتدا ِء ،كوْ نُ ال ُمبْتدإ ي َقع اسْما ً َم ْنصوبا ً بعْد ّ
العامل جعلَھم ي ُقدﱢرون ف ْعال ً َمحْ ذوفاً ِ ﱡث النّحا ِة ب ِف ْكرة فإن ت َشب َ و َمھما يَ ُكن من أ ْم ٍر ّ
عناصر الجُملة اإلسْناد ّي ِة في جُملة اال ْشتغا ِلِ ،لتَسْويغ الحرك ِة ِ " ل ْفظا ً أوْ َم ْعنَ ًى " ِلتحْ ِ
قيق
أن ال ُمحْ دثين ل ْم يَر ُْقھُم ھذا االسم ال َم ْنصوب ال ُمتَقدﱢمّ ،إال ّ ِ آخر
ِ اإل ْعرابيّ ِة " الف ْت َحة " في
تراكيب االشتغا ِل من باب الجُمل غي ِْر َ لالسم ال َم ْنصوب ال ُمتقدﱢم،ف َع ﱠدوا ِ التخريج
ي جيّد المعْنى،وھو رأ ٌ قيق َ عناصر اإلسْنا ِد ِلتحْ ِ ِ اإلسْناديّ ِة،التي ال تحْ تاج إلى تكَا ُمل
أن الجُملة ھي الح ﱡد األ ْدنى من طلق من َم ْفھوم الجُملة ع ْند ال ﱡنحاة القُدامى الّذين ي َرون ّ ي ْن َ
السكوتُ االشتغال تحْ ِمل َمعْنى يحْ سُن ِ السكوت عليْه،وجُملة ُ ى يحْ سن ت تحْ ِمل َم ْعن ً الكلما ِ
ّ
فعل،ق ْد يجْ عل ظھورُه الجملة َ رك ْي َكةً بعيْدةً عن ال َمعْنى ال ُمرا ِد الذي دير ٍ عليه من دوْ ن ْتق ِ
وجلبُ ان ِتباه ْ
االسم ال َم ْشغول ع ْنه،وھو التأك ْي ُد وإبْرا ُز األھمي ّ ِة ْ ِ يھْدف إليْه ال ُمتكلﱢمِ ،من ل ْف ِظ
لم ْفعولي ّة وال أثَرا ً لعام ٍل،بل ھي فإن الف ْتحة ليْست بعلَم ِل َ االسم،وبالتّالي ّ ِ ال ُمتكلﱢم إلى ھذا
بالغي
ﱟ ب،لِغَرض تحو ُل ال ُمتكلﱢم في كال ِمه من الر ّْف ِع إلى النّصْ ِ ﱡ ضاھاحركةٌ ْاقت َ
وق.
ط ِ ي ال َم ْن ُ ب اللﱡغَو ﱢ الحاصل في الترْ كي ِ ِ التحو ِل
ﱡ صده،فھي دل ْي ٌل على ھذا ق َ
) (١
الصعيدي،النحو الجديد،ص.١٩٢
) (٢
المرجع نفسه ،ص..١٩٢
) (٣
المرجع نفسه،ج.١٩٢
٩٢
ّعجب:سلوب الت ﱡ ٥ .٣أ ْ
عجب منه،ي ْع َجب ب:العُجْ ب وال َع َجب يُجمع على أ ْعجاب،وق ْد ِ جا َء في ِلسان العر ِ
ﱡ
ع َجبا ً،وت َعجﱠب واستَعْجبواالس ِتعْجاب ِش ﱠدة الت َعجﱡ ب ،وقال الزجّاج أصْ ُل الع َجب في الل َغة:
ّ
عجبْت من كذا ،وقيْل ال َع َجب :النّظَر أنّ اإل ْنسان إذا رأى ما ي ْنكره وي ِق ّل ِم ْثله،قال :قد ِ
وف وال ُمعْتا ٍد).(١ إلى َش ْي ٍء غ ْي ُر مأْ ُل ٍ
فس ع ّما َخ ِفي سببُه) ،(٢وقال وعرّف ال ّنحاة التّ َعجﱡب بقو ِلھم" :ھو ا ْنفعا ُل النّ ِ
آخَرون :إنّه است ْعظا ُم ز َيا َدة في وصْ ف الفاع ِل َخفِي سببُھا،وخ َرج بھا ال ُمت َعجﱠب م ْنه عن
ُرف سببُه ال يُمكن ْ
أن نظا ِئره أو قَ ﱠل نظ ْيرُه وال بُ ّد أن ْيُجْ ھل سبَبُ ال ُمتَعجّب م ْنه،فالّذي ع ِ
ُرف السبَبُ ُ
بطل الع َجبُ . تتَعجﱠب ِمنه ،وقيْل :إذا ع ِ
)(٣
ي يحْ صُل ع ْند ال ُمتعجﱢب ع ْند رؤيَ ِته أو ُمشاھد ِته ما يُجْ ھل فالتّ َعجﱡب َمعْن ًى ا ْنفعال ﱞ
سببُه،ويَ ِق ﱡل أوْ ي ْندُر وجو ُد ِم ْث ِله،األ ْم ُر الذي يُثيْر ال ّد ْھشَة وال َح ْي َرة ،فإذا ما رأيْت أ ْمرا ً
( ٤ )
،"(٧) ∩⊄∇∪ šχθãèy_öè? ϵøŠs9Î) §ΝèO öΝä3‹Í‹øtä† §ΝèO öΝä3çG‹Ïϑム§ΝèO ( öΝà6≈uŠômr'sùوقولُه
) (١
ابن منظور،لسان العرب،مادة " عجب ".
) (٢
الجرجاني،علي بن محمدالشريف،التعريفات،مكتبة لبنان ،بيروت ،لبنان) ،د.ط(١٩٦٩ ،م،
ص.٦٥
) (٣
انظ|||ر:اب|||ن عص|||فور،علي ب|||ن محم|||د،المقرب،تحقيق وتعلي|||ق ودراس|||ة:ع|||ادل أحم|||د عب|||د
الموجود،وعلي محمد معوض،دار الكتب العلمية،بيروت،لبنان،ط،١٩٩٨ ،١ص.١٠٨
) (٤
انظر:ابن يعيش،شرح المفص|ل،ج،٧ص.١٤٢واألشموني،ش|رح االش|موني،ج،٢ص.٢٦٢
واألزھري،شرح التصريح على التوضيح،ج،٢ص.٨٦
) (٥
انظر:حسن ،النحو الوافي،ج،٣ص.٣٣٩
) (٦
اب|||||ن ھشام،أوض|||||ح المس|||||الك،ج،٣ص.٢٥٠وانظ|||||ر:األزھري،ش|||||رح التص|||||ريح عل|||||ى
التوضيح،ج،٢ص.٨٦وحسن،النحو الوافي،ج،٣ص.٣٤٥
) (٧
سورة البقرة،اآلية.٢٨
) (٨
سورة الحاقة،اآلية ١و.٢
٩٣
ت ال ُمتكلﱢم ب ي ُ ْعتَمد فيْھا على نغَمة صوْ ِ عبارات ت َعجُبيﱠةٌ ُس ِمعت عن العر ِ ٌ وھي
ﱠ ْ
ونبْر ِته ،وما يُح ِدثه من تح ﱡو ٍل في كال ِمه من الخبر إلى اإلنشاء ِللتعْبير عن َموْ قف ُ
بْ ،إذ يرى عب ُد القادر َمرْ ع ّي أنّ أصلَھا طقِه لھذه التراك ْي ِ فعالي أحسﱠ به و ْقت نُ ْ ﱟ ا ْن
ولكن ھذه الجم َل استعْملَھا بعضُ أبنا ِء لإلخبار،فھي في األصْ ل جُمل خبَريﱠةٌ ،ﱠ ْ التﱠوْ ليدي
مواقف ا ْنفعاليّ ٍة ُم َعيﱠن ٍة،ول ﱠما
َ ب في ب وال ﱠد ْھش ِة واالسْتغرا ِ مشاعر اإل ْعجا ِ
ِ الل َغ ِة ِللتﱠعْبير عن ﱡ
بَذت ِداللة ً ا ْنفعاليّة ً فأصْ ب َحت من التراكي ِ واقف أَخ ِْ ت َكرﱠر استعمالُھا في ِم ْثل ھذه ال ُم
ثال).(٢ال َم ْس ُكوك ِة التي تجْ ِري َمجْ َرى األ ْم ِ
أن ُج ْملةَ "سُبحانَ ﷲ " ھي ُج ْملة فال ﱡنحاة القُدامى والنّحويّون التّحْ ويليّون ي َرون ّ
أنفاعلِه،أيْ ّ ْحان ﷲ،فھُم يُقدﱢرون ف ْعال ً َمحْ ذوفا ً مع ِ ي :أُ َسبﱢ ُح سب َ تحْ ويليّة ،أصلُھا التّوليد ّ
ظھارُه) ،(٣ثُ ﱠم ح ﱢولت ھذه الجملة ُ ُوك إ ْالم ْتر ِ
ْحان "تُ ْنصب بإضْ مار الفع ِل َ ھذه الكلمةَ "سب َ
ب وال ّد ْھش ِة واالسْتغرا ِ
ب مشاعر اإل ْعجا ِ
ِ صاح عن ف والنغَم ِة الصاعد ِة ْ
لإلف ْ
بالحذ ِ الفعليّةُ
ِ
فأصْ بحت الجُملةُ تحْ ويليّة ً إ ْفصاحيّةً ِللتﱠ َعجﱡ ب):(٤
ﷲ ُس ْبحانَ ال ُج ْملةُ التّوْ ليديّةُ :أُ َسبﱢح
طلق َم ْنصوب ُمضاف و ُمضاف إليه َم ْفعول ُم ْ ُج ْملة فعليّة
ﷲ ْحان
ُسب َ الجُملةُ التﱠحْ ويليّةُ ....:
ُمضاف إليه َمصْ در نا ِئب عن
الصاعدة
ِ فعْله مع القيْم ِة
َد ﱠل على َمعْنى التّعجﱡ ب
ي من خالل تح ّول ال ُمتكلﱢم في كال ِمه من ْ
اإلخبار وربُ ﱠما ح َدث فيْھا تح ﱡول أسْلوب ﱞ
ب من الر ْﱠفع إلى النﱠصْ ب تبَعا ًإلى اإل ْنشاء،وبالتّالي أ ّدى ھذا التح ﱡو ُل إلى تَغيﱡر اإل ْعرا ِ
ِلتح ّول السﱢياق وعلى النّحْ و اآل ِتي :األصْ ل
ﷲِ ُسبْحانُ
ُمضاف إليه خبر َمرْ فوع لِ ُمبْتدإٍ َمحْ ذوف
ت ْقديرًه قوْ ِلي أو تس ِ
ْبيحي
) (١
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٥٣وانظر:األزھري،شرح التصريح على التوضيح ،ج،٢
ص.٨٦
) (٢
انظر:مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.٨٥
) (٣
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٣٢٢
) (٤
انظر:مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.٨٨
٩٤
أ ّما التعجﱡب القياس ﱡي فلَه صيْغتان،ھُما ":ما أَ ْف َعل َه"و" ْأف ِعلْ ِب ه") ،(١وق ْد ت َع ﱠددت آرا ُء
ال ﱡنحا ِة في ھاتيْن الص ْيغَتين على ال ّر ْغم من اتﱢحا ِد م ْعنَيي ِھما وھ َو التعجﱡ ب،ودبﱠ ِخ ٌ
الف
بيْن ال ﱡنحاة حو َل "ما " في" أ ْف َعل" ھل ھو فعْل أ ْم اس ٌم؟ وھلْ " أَ ْف ِعلْ " فعْل أ ْم ٍر على
اض؟الحقيْقة أ ْم فعْل َم ٍ
بالمفعول به أ ْم ال؟ ْ ب "أف ِعلْ " ھلْ ھو ُم َشبﱠھه َ ْ َ الم ْنصُوب بع َد صيْغ ِة التع ﱡج ِ واالس ُم َ
ْ
ب " أف ِعلْ بِه"،إذ يُ َع ﱡدْ َ ْ
االسم ال َمجْ رور بالباء بع َد صيْغ ِة التع ﱡج ِ ِ و ِخالفُھم في إ ْعراب
ت ِل َمحْ ض اإل ْنشا ِء ال َم ْقصو ِد م ْنه ص ْ ص َب اإل ْنشائيّ ِة التي ُخ ﱢ ب ِمن األسالي ِ أسْلوبُ التعجﱡ ِ
التعجﱡبُ ،فال ِداللةَ فيْھا على ز َمن عن َد ال ﱡنحا ِة).(٢
أن يُعبﱢر عن َموْ قِف ا ْنفعال ﱟي ب تُسْتع َمالن عن َدما يُريْد ال ُمتكلﱢ ُم ْ ص ْيغَتا التعجﱡ ِ
ْظامه،فيَ ْنطقُه على ھ ْيئَة رؤي ِة أ ْم ٍر يُثيْر استغرابَه واس ِتعْجابَه واس ِتع َ داخلي،أحسّ به عن َد ْ ﱟ
َ َ
َم ْخصُوص ٍة ،نحْ و قو ِلناَ :ما أجْ َم َل السﱠما َء! أوْ أحْ ِس ْن ِبز ْي ٍد!
أن تتَوافَر في الفعْل الّذي يُصاغا ِن ب،ال بُ ﱠد ْ صيْغ ِتي التع ﱡج ِ وصا َغ ال ﱡنحاة ُشروطا ً ِل ِ
ك إنّه ي ُكون ف ْعالً ،ثُالثيّا ًُ ،متَصرﱢفا ً ،قا ِبالً للتّفاضُل ،و َمبْنيّا ً لل َمعْلوم، م ْنهْ ،إذ يقُول ابنُ مال ٍ
فاع ِله على أ ْف َع َل فَعْالء).(٣ وأن ال ي ُكون اس ُم ِ وتا ّما ً،و ُم ْثبتاًْ ،
أ ّما الص ْيغَة األوْ لى ِللتعجﱡب وھي " َما أ ْف َعلَه " فق ْد أو َر َدھا سيبو ْي ِه في كتابِه تحْ ت
ِع ْنوان " :ھذا بابُ ما ع ِمل ع َمل الف ْع ِل،فلَم يجْ ِر َمجْ َراه،ول ْم يتَ َم ﱠك ْن ت َم ﱡكنَه،وذ ِلك قوْ لُكَ :ما
ﷲ،ود َخلَه َمعْنى ﷲ !،وز َعم الخل ْي ُل أنّه ب َم ْنزلِة قو ِلكَ :ش ْي ٌء أحْ َس َن ع ْب َد ِ أحْ َس َن ع ْب َد ِ
أن تُقدﱢم عب َد ﷲ وتُؤ ﱢخر ما،وال تُزيْل شيْئا ً ب،وھذا ت ْمث ْي ٌل فلَ ْم يُتكلﱠم ِبه،وال ي ُجوز ْ الت َعجﱡ ِ
ْ
ضعه،فال تقول في "ما يُحْ ِسن" وال َش ْيء ِم ّما ي ُكون في األفعال ِسوى ھذا" .
)(٤ ُ عن َموْ ِ
ويقول ال ُمبرﱢد) ٢٨٦ھـ("ھذا بابُ الفع ِل ّالذي يتَعدﱠى إلى َم ْفعول وفاعلُه َم ْب َھ ٌم،وال يتَصرّفُ
ألن ال َمعْنى لَز َمه على ذ ِلك،وھو بابُ ويلزم طريْقةً واحدةً؛ ّ ف غيْره من األ ْفعالْ ، تصرﱡ َ
ْ ً
التّعجﱡب،وذلك قولك :ما أحْ َس َن زيْدا! وما أك َر َم عب َد ﷲ! وما اس ٌم ُمرْ ت ِفع باالبْتداء ،وأحْ َس َن ُ
ب د َخلَه مع ما،وال فتقديرُهَ :ش ْي ٌء أحْ َسنَ زيْداًّ ،إال َمعْنى التّع ﱡج ِ خبرُه،وھو فعْل،وزيْداًَ :م ْفعو ٌل بهْ ،
ي ُكون ذلك في َش ْي ٍء غيْر "ما ").(٥
الص ْيغَتينْ ،إذ المعْنى في ِ ب َ وأشا َر ابنُ ِجنّي) ٣٩٢ھـ(في كتابه اللﱡ َم ِع في العربية إلى تقا ُر ِ
نظ ْير قو ِلناَ ":ما أ ْف َع َل " وعليْه ت ُكون جُملةُ "أحْ ِس ْن ِبزيْد " أن ص ْيغَة " أ ْف ِعلْ ِب ه"ھي ِ ذھَب إلى ّ
ومعْناھا أحْ َس َن ضع ر ْف ٍعَ ، أن البا َء وما ع ِملَت فيْه في َموْ ِ ھي " َما أحْ َس َن زيْداً!"،وي َرى ّ
ز ْي ٌد ،أيْ صا َر ذا ُح ْس ٍن).(٦
ب " :م|ا أجْ َم| َل السّ|ما َء! " صيْغة التع ﱡج ِ وقَد اختَلف ال ﱡنحاة في إ ْعراب "ما" التي جا َءت في ِ
دون غي ِْرھا من األسْما ِء؟ ب بما َ و ِل َم خصﱡ وا التعجﱡ َ
) (١
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٣ص٢٥٠
) (٢
حسن،النحو الوافي،ج،٢ص.٣٤٢
) (٣
انظر:ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٣ص.٢٥٣وابن عقيل.شرح ابن عقيل،ج،٣ص.١١٩
) (٤
سيبويه،الكتاب،ج،١ص.٧٢
) (٥
المبرد،المقتضب،ج،٤ص.١٧٣
ﱡ
|ان،اللمع،تحقيق:حام||د المؤمن،ع||الم الكتب،بيروت،لبن||ان،
انظ||ر:اب||ن جني،أب||و الف||تح عثم| ) (٦
ط١٩٨٥ ،١م،ص.١٩٨
٩٥
ص|حﱡ أنّھ|ا ن ِك|رةٌ ض|ع لَھ|ا م|ن اإل ْع|راب ،واأل َ أن "م|ا " ال موْ ِ سائي)١٨٩ھـ(إل|ى ّ وذھب ال ِك ﱡ
ْ
بإيقاع الفعْل على ال ُمتَعجﱠب منه،القتضا ِء ِ ُ
تا ّمةٌ ب َمعْنى َش ْيء،خبريّة ُمقيﱠد بھا اإلبْھا ُم ث ﱠم اإل ْعال ُم
ب ذلك).(١
التعجﱡ ِ
ْرفةٌ نا ِقصةٌ ب َمعْنى الّذي،وما األخفَش )٢١٥ھـ( َم ْذھبا ً آ َخ َر في "ما" ْإذ يقول إنّھا مع ِ وذھَب ْ
صفَة،فمحلّه الر ْف ُع وعليْھما فالخب ُر موضع له،أو ن ِكرة نا ِقصة وما بع َدھا ِ ِ صلَة فالبع َدھا ِ
ً
ًمحْ ذوف وجُوبا،أيْ َ :ش ْي ٌء ع ِظي ٌم .
)(٢
أن " ما أحْ َس َن السّما َء! " ھي جُملة ٌ ُم َر ّكبةٌ من ُمبْتدإ وخبَ ٍر،فما َذكر ابنُ يعيش ) ٦٤٣ھـ( ّ
صوف ب َمعْنى َش ْي ٍء،كأنّك ُق ْل َش ْي ٌء
ٍ رف ٍع،وھي ھُنا غ ْي ُر َموْ صو ٍل وال َموْ ضع ْ اس ُم ُمبْتدإ في موْ ِ
ٌ)(٣ ً
أحْ َس َن السما َء ول ْم ي ُِر ْد شيْئا بع ْي ِنه إنّما ھي ُمبْھ َمة .
سائر األسما ِء؟ قيْل إلبْھام ِھا،وال ّش ْي ُء ِ ب بـ"ِما" ِمن بيْن وإذا سأَل سائ ٌل ِلم خصﱡوا التعجﱡ َ
) (١
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٥ص.٥٦
) (٢
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٣ص.٢٥١وابن عقيل.شرح ابن عقيل،ج ٣ص.١١٩
) (٣
اب||||ن يعيش،ش||||رح المفص||||ل،ج،٧ص،١٤٢وانظ||||ر:العكبري،اللب||||اب ف||||ي عل||||ل البن||||اء
واإلعراب،ص.١٩٧
) (٤
انظ|||ر:اب|||ن يع|||يش.ش|||رح المفص|||ل،ج،٧ص.١٤٢والورّاق،أب|||و الحس|||ن محم|||د،ال ِعلل ف|||ي
النحو،تحقيق:مھا مازن المبارك،دار الفكر المعاصر ،بيروت ،لبنان ،دمش|ق ،س|وريا ،ط١
،٢٠٠٠،ص.١٨٦وابن األنباري،أسرار العربية،ص.١٠١
) (٥
انظ|||||ر:األشموني،ش|||||رح األش|||||موني،ج،٢ص.٢٦٣واألزھري،ش|||||رح التص|||||ريح عل|||||ى
التوضيح،ج،٢ص.٨٦
) (٦
ابن األنباري،اإلنصاف في مسائل الخالف،المسألة .١٥
) (٧
المرجع نفسه،المسألة.١٥
) (٨
المرجع نفسه،المسألة.١٥
٩٦
وفق ر ُْؤي ِة الكوفيين ھي،ماُ :م ْبتَدأ،وأ َح َس َن :خبَ ٌر َم ْنصوب ب "ما أحْ َس َن زيْداً !" ْ التعجﱡ ِ
ْ
ح؛ألنه ُم َشبﱠه بال َمفعول .
)(١ ّ ْ ْ ُ ْ
ِل ُمخالف ِة ال ُم ْبتَدإ،وزيْدا:اس ٌم منصوبٌ وعالمة نصْ ِبه تنوينُ الفت ِ ً
الكوفيين م ْنصوبةٌ على ال ِخالف،أيْ ُمخَالفَة ُ ال ُمبْتدإ.إنّ ال ُمتَم ّعن َ فل ْفظَة " أحْ َس َن " ع ْند
ب":ما أجْ َم َل السما َء!"أوْ " ما يج ُد أنّھم ا ْفتَرضُوا ِلصيْغ ِة الت َع ﱡج ِ فيْما ذھَب إليْه ال ﱡنحاةِ ،
أحْ َس َن زيْداً! " جُملةً توْ ليديّةً ھيَ ":ش ْي ٌء أجْ َم َل السّما َء ".
لت إلى ُج ْمل ٍة تحْ ويليّ ٍة ":ما أجْ َم َل السّما َء!" أوْ "ما أحْ َس َن " َش ْي ٌء أجْ َم َل زيدا " ُح ﱢو ْ
ب،فالجُملةُ التّوليديّ ُة األصْ ُل ھي ُج ْملةٌ خبَريّةٌُ ،ح ﱢولت إلى ُج ْمل ٍة زيْداً! إل ْنشاء التّعجﱡ ِ
إ ْنشائيّ ٍة ت َعجﱡ بيّ ٍة ا ْنفعالي ّ ٍة،على النحْ و اآل ِتي:
زيْداً أحْ َس َن َع ِظ ْي ٌم َش ْي ٌء جُملة توْ ليدي ّة/
َم ْفعول بِه َم ْنصوب جُملة فعليّة نعْت ُمبْتدأ
والفاعل مستتر
زيْداً أحْ َس َن .... ما جُملة تحْ ويليّة/
َم ْفعول بِه َم ْنصوب جُملة فعلي ّة ُمبْتدأ
والفاعل مستتر
ْ ُ
ب ھي جُملةٌ تحْ ويليّة أصْ لھا التّوْ ليديﱡ " :ما +أف َع َل
ٌ أن جُملةَ التعجﱡ ِ وي َرى ال ُخول ﱡي ّ
َ +... +متَعجﱠبٌ م ْنه َم ْنصوب...ما ْأف َع َل! .ويُخا ِلف عب ُد القا ِدر َمرْ عي ال ُخول ﱠي في
(٢ )
ت ط ْْبير عن اال ْنفعال،ارْ تبَ َ بْ ،إذ ي َرى أنّھا جُملةٌ توْ ليديّةٌ ِللتّع ِ نظر ِته ِألصْ ل جُمل ِة التّعجﱡ ِ ْ
ب،وليْس ب وال ﱠد ْھش ِة واالسْتغرا ِ شاع ِر اإل ْعجا ِ بم ِ صھا في ِذ ْھن ال ُمتكلﱢ ِم َ بترْ كي ِْبھا وخَصا ِئ ِ
األ ْم ُر كما ي َرى ال ُخول ﱡي بأن ّھا ُج ْملة ٌ تحْ ويليّة .
ٌ)(٣
الص ْي َغة ُ الثانيَةُ وھي ":أ ْف ِعلْ بِه " نحْ و :أحْ ِس ْن بز ْي ٍد،فق ْد أجْ َمع ال ﱡنحاة على ف ْعلي ّ ِة "
الوقف ؛ألنّه على لَ ْف ِظه) ،(٥وھو فعْل َم ْنقو ٌل من " ْأف َع َل" الّتي ْ ْأف ِعلْ ") ،(٤ويُبْنى على
ص ْيرُورة،حيْث أ َرادُوا ال ُمبالَ َغة َ وال َم ْد َح،بذ ِلك الف ْع ِل،نحْ و قو ِل ِھم " :أَ ْن َح َز الر ُج ُل " أيْ ِلل ﱠ
التعجﱡب ِمن َ ال فيه ال ﱡنحا ُز،وأ َغ ﱠد البع ْي ُر،أيْ صا َر ذا ُغ ﱠد ٍة،فكذ ِلك إذا أرادُوا صا َر ذا َم ٍ
ُ
ص ْيغَة األ ْم ِر،فقالوا: ْ ُ ْ
ال َك َرم وال ُحس ِْن،نقَلوه إلى "اك َرم" و" أحْ َس َن " ث ﱠم تع ﱠجبُوا منه ِب ِ ُ
ومعْناه الخبَ ُر .
)(٦
ْكان آ ِخ ِره َقط ِع ھ ْمزتِه،وإس ِ ظ األ ْم ِر في ْ ظ ل َ ْف ُ أ ْك ِر ْم،و أَحْ ِس ْن،اللﱠ ْف ُ
إن ْلفظَه ل َ ْفظُ األ ْم ِر،و َمعْناه الخبَ ُر،وھ َو في األصْ ل فِعْل أ ّما البصْ ريّون فقالُوا فيْه ّ
الظا ِھر، االسم ّ
ِ ص ْيغَة أ ْف َع َل ِب َمعْنى صا َر ذا...فقَبُ َح إسْنا ُد صيْغ ِة األ ْم ِر إلى ماض على ِ ٍ
َت البا ُء في الفاع ِل ليَص ْي َر على صُورة ال َم ْفعول بِه،نحْ و قوْ لِھم " :ا ْمرُرْ ِبز ْي ٍد "، فز ْيد ْ
ت).(٧ولذ ِلك ْالتُ ِز َم ْ
) (١
الصبان،حاشية الصبان،ج،٣ص.١٨
) (٢
الخولي،محم||د عل||ي.قواع||د تحويلي||ة للنح||و العرب||ي ،الري||اض ،الس||عودية ،ط،١٩٨١، ١
ص٢٠١و.٢٠٢
) (٣
مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.٨٣
) (٤
ابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٣ص،٢٥٣وانظر:األشموني.شرح األشموني،ج،٢ص.٢٦٤
) (٥
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٧ص.١٤٢
) (٦
ابن يعيش،شرح المفصل ،ج،٧ص.١٤٩
) (٧
انظ|||ر:اب|||ن ھشام،أوض|||ح المس|||الك،ج،٢٣ص.٢٥٣واألش|||موني ،ش|||رح األش|||موني ،ج،٢
ص.٢٦٤
٩٧
بفاع ٍل،وليْس
ِ فال َمجْ رور في جُملة "أحْ ِس ْن ِبز ْي ٍد! "ھو الفا ِعلُ؛ ألنّه ال فعْل ّإال
بالباء،وھو الذي ق ْد َكرُم و َحسُن،فاللّ ْفظ يكون فا ِعالً ّإال ال َمجْ رُو ُر ْ َ صحﱡ ْ
أن َمعْناه ما ي َ
بار .
)(١ ب بِ ُمخالفَة سا ِئ ِر ْ
األخ ِ بمعْنى التّع ﱡج ِ
ت البا ُء ھُنا ِلتُ ْؤ ِذ َن َ والـمعْنى عـل ْيه ولَ ُز َم ْ َ ُمحْ تَمل
ت البا ُء مع ُ
ب على لَ ْف ِظ األ ْم ِر في ھذه الص ْي َغ ِة ،وأ ْد ِخلَ ْ وھُم يسْتع ِملون التع ﱡج َ
َ
المعْنى،أ ّما التو ﱡس ُع فظا ِھرٌ؛ ّ
ألن العبار ِة وال ُمبال َغة َ في َ الفا ِع ِل،ق ْي َل أرادُوا بذ ِلك التو ﱡس َع في ِ
تأْديَةَ ال َمعْنى ِبلَ ْفظين أوْ َس ُع ِمن قصْ ِره على لف ٍظ واح ٍد .
)(٢ ْ
أن ص ْي َغة َ " أ ْف ِعلْ ِبه " في نحْ و قوْ ِلنا :أحْ ِس ْن بز ْي ٍد! أنّه ح َدث ضح لَنا م ّما سبَق ّ ويتّ ِ
ظر إلى األصْ ِل ال ُم ْفت َرض عن َد ال ﱡنحا ِة وعلى النّحْ و اآل ِتي: تَ َغ ﱡي ٌر في ھذه الص ْي َغ ِة بالنّ َ
األصْ ل
ز ْي ٌد أَحْ َس َن
فاعل َمرْ فوع ماض َمبْن ﱞي على الف ْتح ٍ فعل
ح وال ُمبال َغ ِة ب وال َم ْد ِ أُ ْد ِخل في َمعْنى التع ﱡج ِ
،(٤)" ∩⊂∇∪ &Î7•Β 9≅≈n=|Êوقوله تعالىϵÏΡρߊ ÏiΒ Οßγs9 $tΒ ٤ô ìÏϑó™r&uρ ϵÎ/ ÷ÅÇö/r& ":
،" (٥)∩⊄∉∪ #Y‰ymr& ÿϵÏϑõ3ãm ’Îû Û‚Îô³ç„ Ÿωuρ <c’Í<uρ ÏΒو ذ َكر ال ّس ِميْنُ ال َحلَ ِب ﱡي ّ
أن ص ْيغَة
جاز ،والھا ُء )ِ ص َره،على سبيْل ال َم ِ ب ھُنا "اآليَة الثانية" ب َمعْنى ما أ ْب َ التعجﱡ ِ
صحﱡ أنّه بل َ ْفظ األ ْم ِر،و َمعْناه ْ
بي قا ِئالً" :وفي ِمثل ھذا ثالثَةُ مذا ِھ َ
ب؛األ َ تَعالى،ويُضيفُ ال َحلَ ﱡ
ضم ْي ُر
َ الفاعل إصْ الحا ً للّ ْفظ.والثّاني :أنّ الفاع َل ِ الخبَ ُر،والبا ُء َم ِز ْي َدةٌ في
ب،أيْ أوْ ِق ْع أيﱡھا ال ُمخاَطبُ .وقيْل ھو أ ْم ٌر حقيْقةٌ ال در.والثّالث :أنّه َ
ضم ْي ُر ال ُمخاطَ ِ ال َمصْ ِ
) (١
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٧ص.١٤٢وانظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٥ص.٥٦
) (٢
العلل في النحو،ص.١٩٣المطالع السعيدة،ج،٢ص.٦٥وانظر:الورّاقِ ، السيوطيَ ، ) (٣
ينسب ھذا الشاھد إلى أمير المؤمنين علي ب|ن أب|ي طال|ب،ابن ھشام،أوض|ح المس|الك ،ج،٣
ص.٢٥٩
) (٤
سورة مريم،اآلية .٣٨
) (٥
سورة الكھف،اآلية.٢٦
٩٨
الكالم.وق َرأ عيْسى بنُ عُمر" :أَ ْس َم َع... ِ ُوم من وأن الھا َء تعُو ُد على الھُ َدى ال َم ْفھ ِ تعجﱡبٌ ّ ،
ص َر ماضيا ً،والفاع ُل ﷲُ تَعالى ،وكذ ِلك الھا ُء في بِه،أيْ :أ ْب َ ِ ص َر " ف ْعالً وأ ْب َ
ِعبا َده،وأس َْم َعھُم ".
)(١
ت ب ال َم ْس ُكوك ِة وال ِعبارا ِ التعجﱡب ِمن التراك ْي ِ َ وذھَب ت ّما ُم حسّانُ إلى أ ّن ص ْي َغ ِتي
ُمل اإلسْناديّ ِة،وال حتّى التّصْ ري ِ
ْف،بلْ ب الج ِ أن تُ ْدخَل تحْ ت با ِ الجا ِھز ِة،التي ال يُ ْم ِكن ْ
ف اال ْنفعاليّ ِة ْتعمال ألفا ٍظ تُ ِشيْر إلى الموا ِق ِ ِ ضي إلى اس ْ
ف التي تُف ِ َع ﱠدھا من باب ال َخ َوا ِل ِ
ف لُغَوي ّ ٍة ص ِة الّتي تُسْتع َمل ِللتﱠعْبي ِْر عن َمواقِ َ ب الخا ﱠ ال ُم َؤثﱢر ِة،فھ ُما ع ْن َده من باب األسال ْي ِ
ويقت َِرح حسّانُ إ ْعرابا ً ُمغايَرا ً ْس)ْ .(٢ واألحاسي ِ
ِ ُم َح ﱠد َد ٍة ِقوا ُمھا اال ْنفعا ُل والتّأ َ ﱡث ُر بال َم ِ
شاع ِر
ت اإل ْعرابيّ ِة اآل ِتيَة: ِلما ذھَب إليْه ال ﱡنحاةُ القُدامى ،وذ ِلك باسْتعمال ال ُم ْفردا ِ
ما أحْ َس َن زيْداً ! .
ب،زيْداًُ :متعجﱠبٌ م ْنه. ب،وأحْ َس َن خا ِلفةُ تع ﱡج ٍ ما :أ َداة تعجﱡ ٍ
أ ْك ِر ْم بز ْي ٍد ! .
ْ )(٣
الال ِم،وزيْدُ :متعجﱠبٌ منه . ض ﱢمنَةٌ َم ْعنَى ّ ب،والبا ُء ُمتَ َ أ ْك ِر ْم :خا ِلفة ُ تع ﱡج ٍ
ت،ھو ا ْن ِطالقُھُم ِمن القا ِعدة إ ّن ما ح َمل ال ﱡنحاة القُدامى على ِم ْثل ھذه الت ْقديرا ِ
ح اللﱡ َغ ِة واض ٌح تا ﱞم،و ُم ْن ِ
سج ٌم م ْع روْ ِ ِ الكالم
َ أن ض ْتھا القاعدةُ النّحويّةُ ،مع ّ ال ُكلي ّ ِة التي فر َ
ْ
ُورھا ت الّتي ُربﱠما ِبظُھ ِ والتقديرا ِْ ْجاز واال ْب ِتعا ِد عن التّأويْال ِ
ت العربيّ ِة في ال َميْل إلى اإلي ِ
بظروا إلى ح َرك ِة النّصْ ِ ص ْيغَت من أجْ ِلهْ ،إذ إنّھُم ن َ ْب عن ال َمعْنى ّالذي ِ ق ْد تُب ِْعد التراكي َ
ب م ْنه،في نحْ و قو ِلنا" :ما أحْ َس َن زيْداً ! " فقَ ﱠدرُوا َمحْ ُذوفا ً ِلتَسْوي ِْغ االسم ال ُمتَع ﱠج ِ ِ آخ ِرإلى ِ
إن أصْ ل الجُمل ِة ھوَ ":ش ْي ٌء أحْ َس َن زيْداً! "، الحرك ِة اإل ْعرابي ّ ِة"الف ْتحة"،بقولِھمّ :
المعْنى،فالجُملة األوْ لى ُجملةٌ إ ْنشائيّةٌ ت َعج ِﱡبيﱠةٌ قا ِئمة ٌ على وال ُج ْملتان ُم ْخت ِلفَتان ِمن حيْث َ
ق ظام،أ ّما الثّانية فھي جُملة ٌ خبَ ِريّة ٌ تحْ تَ ِمل ال ﱢ
ص ْد َ ح واال ْس ِت ْع ِ ب وال َم ْد ِ التعجﱡ ِ
أن ي ُْخ ِب َر السّا ِم َع عن ُحس ِْن ز ْي ٍد .و َما يُقال عن الصيْغ ِة األوْ لى ب،فال ُمتكلﱠ ُم يُريْد ْ وال َك ِذ َ
إن ال َمعْنى ال ُم ْستَفاد ِمن جُملة "أحْ ِس ْن بزيْد!" بالتّأْكيْد ال الثاني ِةْ ،إذ ّ َر ُج على الص ْي َغ ِة ّ يَ ْند ِ
يُعا ِدل ال َمعْنى ال ُم ْستَفاد من جُملة"أحْ َس َن زي ٌد"فاألوْ لى إ ْنشائيّة ت َعجﱡبيﱠة،والثّانيَة جُملة ُ
خبَريﱠةٌ.
ستَ ْثنَى":
س ِتثنا ُء " ال ُم ْ ٦ .٣اال ْ
ضه على بعْض،والثﱠ ْنية: بَ ":ثنَي"،ثَنَى ال ﱠش ْي َء ثَ ْنيا ً،ر ّد ب ْع َ
جاء في ِلسان العر ِ
النﱠ ْخلَة،ال ُم ْست َْثناةُ ِمن ال ُمسا َو َمة،والثن َوة :اال ْس ِتثناء،الثن َوى بالفتح والثنيا والثنوى :ما
ْ ﱡ ْ ﱠ ْ ْ ﱠ ْ ﱢ
ت ياؤُه واواً للتﱠصْ ريف).(٤ ا ْست َْثن ْيتَه،ق ُ ِلبَ ْ
أن تُ ْخ ِرج شيْئا ً م ّما أ ْد ْ
خلتَ ع ّرف ابنُ جنّي)٣٩٢ھـ(االستثنا َء قائالً" :واالسْتثنا ُء ْ
فارس)٣٩٥ھـ(إلى أصْ ل ٍ أخرجتَ م ْنه غ ْي َره") ،(١وأشا َر ابنُ فيْه شيْئا ً أوْ تُ ْدخلَه فيْما ْ
) (١
الحلبي،الدر المصون،ج،٤ص٤٤٨و.٥٠٧
) (٢
انظر:حسان،اللغة العربية معناھا ومبناھا،ص.١١٤
) (٣
انظر:المرجع نفسه،ص١١٤
) (٤
ابن منظور،لسان العرب،مادة ثني.
٩٩
َملت عليْه في أ ﱠو ِل ما لُ ِفظي شيْئا ً من جُمل ٍة اشت ْ االسْتثنا ِء قا ِئالً":أصْ ل االسْتثنا ِء ْ
أن ت ْستَثن َ
اس ثُ ﱠم أُ ْخ ِرجِبه،وھو قولُھُم :خر َج النّاسُ ّإال زيْداً،فقَد كان "زيداً " في جُملة النّ ِ
وم ﱠرةً في الت ْف ِ
صيل").(٢ م ْنھُم،ولذلك ُس ﱢمي استثنا ًء؛ ألنّه ثُنﱢي ذ ْك ُره م ﱠرةً في الجُملة َ
صفَة عا ّم ة،ف ُك ّل تخصيْصُ ِ أ ّما ابنُ يعيش) ٦٤٣ھـ(في ُعرﱠفه قائالً":وحق ْيقَته ْ
قام القو ُم ّإال زيْداً،إنّه ل ْم ي ُكن
ْص است ِثنا ٌء ،فإذا قُلْ َ
تخصي ٍ تخصيْصٌ وليْس ُك ﱡل ْ اس ِتثنا ٍء ْ
ْض َم ْدلولِه َم َجازاً،وھذا َمعْنى قو ِل ّدر،إنّما ذ َك رْ ت ال ُك ﱠل وأ ْنت تُريْد بع َ داخالً تحْ ت الص ِ ِ
أن يتَناولَه الص ْد ُر ".
)(٣
إخرا ُجه ِمن ْْض ِمن ُكلﱟ ،أيْ ْ ٍ ع ب ج
ُ را ْ
إخ ءُ ْتثنا
س اال حويين ال ﱡن
ك ف َح ﱡد االستثنا ِء ھو ال ُم ْخ َرج بـ" ّإال" أو إحْ دى أخوا ِتھا،تحْ ِقيقا ً أو ت ْق ِديراً من َم ْذ ٍ
كور أوْ َمـْترو ٍ
إخرا ُج الثّاني ِمن ُح ْكم األ ّو ِل بـ" ّإال)."(٥وشبّه ابنُ يعيش ال ُمسْتثنى بشَرْ ط الفائد ِة)."(٤فاالستثنا ُء ْ
ضاف قا ِئالً" :وإ ّنما كان أن يكونَ َم ْنصوباً؛أل ّنه كال َم ْفعول).(٦وأ َ ص َل ال ُم ْستَثنى ْ
إن أ َ بال َم ْفعول،وقال ّ
الكالم ال ّت ِام َفضْ َل ًة،و َموْ ِقعه ِمن الجُملة
ِ َم ْنصُوبا ً ِل ِش ْب ِھه بال َم ْفعول،و َوجْه ال َش ِبه بيْنھُما أ ّنه يأْ ِتي ب ْع َد
بأن ال ُم ْست َثنى ُم َشبﱠه بال َم ْفعُول ول ْم يقُلْ إنّه َم ْفعول؛ اآلخ ُر ك َموْ ق ِعه") ،(٧ويُعلﱢل ابنُ يعيْش قولَه ّ
الفاعل ،وأنّه يعْم ُل في ال ُمسْتثنى ِ ألن ال ُمسْتثنى أبَداً بعْضُ ال َمسْتثنى م ْنه،وال َم ْفعو ُل غ ْي ُر ّ
الدار ّإال زيْداً،وال َم ْفعول الحقيْقي ال يعْم ُل فيْه ّإال ل ْفظُ الفع ِل ِ ال َمعان َي،نحْ و قو ِلك :القو ُم في
ظا ِھراً أو ُمضْ َمراً).(٨
ت ُم َعيﱠنة،فيقَع بع َدھا ب النّحويّ ِة ال ُم ِھ ّم ِة التي ت َؤ ﱠدى بأ َ َدوا ٍ ويُ َع ﱡد االسْتثنا ُء ِمن األسالي ِ
الكالم الّذي ق ْبلَه فيُ َؤدﱢي َمعْن ًى جديْداً،يھْدفُ إليْه ال ُمتكلﱢم ِ االس ُم ال ُمسْتثنى َم ْنصوبا ً ب ْع َد ِ
تمام
أني "ال َم ْبنَى" ال بُ ﱠد ْ ب اللﱡغَو ﱢ ي زياد ٍة في الترْ كي ِ إن أ ﱠصيَاغ ِة جُمل ِة االسْتثنا ِءْ ،إذ ّ ِمن ِ
ي ،فقولُنا :عا َد الجُنود،قال ال ﱡنحاة إنّھا جُملة ٌ ﱡ
ب اللغَو ﱢ ي إلى زياد ٍة في َمعْنى الترْ كي ِ يُ ْف ِ
ض َ
ض ْفنا ُع ْنصراً جديْداً إلى ولكن إذا ق ُ ْلنا عاد الجُنود ّإال زيْداً،فنحْ ن أ َ ْ تا ّمة ُ َ
المعْنى،
ضاف ھذا الع ْنص ُر إلى الجُملة َمعْن ًى جديداً وھ َو االسْتثنا ُء،الّذي الجُملةوھو" ّإال"،فأ َ
الم ِج ْي َء للجُنود،و َن ْن ِفيْه عن ت َ ي،فنحْ ن ھُنا نُ ْث ِب ُ ب اللﱡغَو ﱢ يرْ مي إليْه ال ُمتكلﱢم من قوْ ل التركي ِ
ت ّإال فبَ ﱠد ْ
دت ض ْمن الجُنو ِد الّذين عادُوا ،فجا َء ْ أن زيْداً ِمن ِ ز ْي ٍدْ ،إذ ربﱡما يتَ َوھﱠم ال ُمتلَقﱢي ﱠ
بإخراج ز ْي ٍد من ُح ْكم ما قبْل ّإال. ھذا التﱠ َو ﱡھ َم،وذلك ْ
صوب يقَع بع َد ھذه َ الم ْن
واالسم ال ُمسْتثنى َ َ ت ُم َعيّنة إنّ االسْتثنا َء يؤدﱠى بأدوا ٍ
ت ھي :حرْ فان وھ ُماّ :إال ع ْند ت ِبثَماني أدوا ٍ صر ال ﱡنحاة ھذه األدوا ِ ت،فقَد ح َ األدوا ِ
ُ
الجميع،وحا َشا عند سيْبوي ِه،وفعْالن وھ ُما :ليْس وال يكون،و ُمت َردﱢدان بيْن الفعْلي ّة ْ ِ
وسوى " ِ ر
ُ ْ
ي غ " : ُما ھو ْمان س وا ، ه
ِ يْبو يس ْر
ِ يغ د
َ عن َدا عو ،الجميع
ِ د
َ عن َال خ ُما ھو وال َح رْ ِ
ة ّ يف
التصريح،ج،١ص.٣٤٦والصبان،حاشية الصبان،ج،٢ص.١٤١
) (٦
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٧٦
) (٧
ابن يعيش،شرح المفصل ،ج ،٢ص.٧٦
) (٨
المرجع نفسه ،ج ،٢ص.٧٦
١٠٠
أن تتَوافَ َر في جُمل ِة االسْتثنا ِء عناص ُر ُم َح ﱠددةٌ،ق ْد تجْ ت ِمع َمعا ً أوْ بلُغا ِتھا) .(١وال بُ ﱠد ْ
العناص ُر ھي : ِ ق،وھذه ت ْفت َِر ُ
العناصر ھو
ِ المسْتثنى م ْنه،وال ُم ْستَثنى،وأداةُ االستثنا ِء،وال ُح ْك ُم،وما يھ ُ ﱡمنا من ھذه َ
َ ْ ٌ ْ
ال ُمسْتثنَى ال َمنصوبُ ،إذ إن االستثنا َء أنواع ،وال ُمسْتثنى في إعرابِه على خ ْمس ِة ّ ْ ْ
ب ،وھو ثالثةُ ا ْشيا َء،ونحْ ن ب،م ْنھا ما ھو َم ْنصوب أبْدا ً فال يجُوز غ ْيرُه من اإل ْعرا ِ أضْ ُر ٍ
إن ال ُم ْستَثنى في جُمل ِة ْ ً
واجبا،إذ ّ ِ صر على ال َمسْتثنى ال َم ْنصو ِ
ب ْ
في بحْ ِثنا ھذا سنَقت ِ
ب،وذ ِلك ألنّه ُم ْخ َر ٌج م ّما دخَل فيْه ب أو ال ٌم ْنق ِطع ھو واجبُ النصْ ِ وج ِ االستثنا ِء التا ﱢم ال ُم ِ
ْتثنَى ف ْيه ّإال نصْ با ً،أل ّنه ُم ْخ َر ٌج م ّما غ ْيرُه فيقول سيْبوي ِه)١٨٠ھـ(":ھذا بابٌ ال ي ُكون ال ُمس ْ
ھم،وھذا قو ُل الخلي ِل ـ أُ ْد ِخ َل فيْه غ ْيرُه،فع ِمل فيْه ما ق ْبلَه،كما ع ِمل ع ْشرون في الدﱢرْ ِ
بالقوم ّإال أبَاك والقوم فيھا ّإال ِ رح َمه ﷲ ُ ـ وذلك قولُك :أتا ِني القو ُم ّإال أبَاك،وم َررْ ُ
ت ِ
صفة،وكان العا ِم ُل ً ُ َ
داخال فيْما دخَل فيْه ما ق ْبله ول ْم يكن ِ ً ُ ْ
صب األبُ إذ ل ْم يكن ِ أباك،وانتَ َ
الكالم ".
)(٢
ِ فيْه ما قبْله ِمن
ب على ال ُمسْتثنى في جُملة أ ّما األَوْ جُه الثالثةُ التي يُحْ كم فيْھا بالنصْ ِ
كالم ُموْ َجب تا ﱟم،نحْ و قو ِلنا :جا َء ِني القو ُم ّإال ٍ االستثنا ِء،أ ّولُھا :ما ا ْستُ ْثن َي بـ " ّإال" ِمن
ي،فقولُنا :قام ز ْي ٌدُ ،موْ َجب ُم ْثبَتُ ،موْ َجب ؛ صد ِبه أنّه ليْس م َعه نَ ْف ﱞ زيْداً،وال ُموْ َجب ھُنا يُ ْق َ
استفھام،و ُم ْثبَت
ٍ يكون م َعه حرْ فُ ْنفي أو َ يْ ،
بأن جار َمجْ رى ال َم ْنف ﱢٍ ألنّه ليْس ِب َم ْن ﱟ
في وال
من حيْث أنّه ق ْد وقَع).(٣وجاء في قوله تعالى"(٤)∩⊄⊆∪ 4 öΝßγ÷ΨÏiΒ WξŠÎ=s% āωÎ) çµ÷ΨÏΒ (#θç/Î|³sù:قرأَ نا ِف ٌع
نا ِف ٌع وال ّسبْعة" قليالً "وق َرأ األ ْع َمش وغ ْيرُه"قلي ٌل)."(٥والفرْ ق بيْن القرا َءتيْن ت ْفسيريّا ً ْإذ ّ
إن
أن القلي َل ل ْم ي ْشربُوا ذ ِلك الشرْ ب "الك َرع"،الذي ل ْم ي ُْؤ َذ ْن فيْه،أ ّما النصب يُشيْر إلى ّ َ ّ
إن
الطاع ِة،فكأنّه قيْل:فلم يُ ِطيْعوه ّإالوإال ھُنا تُ َؤدﱢي إلى عدم ّ الرّفع فعلَى م ْعنَى:ف َش ِربُوا م ْنه ّ
قلي ٌل ).(٦وم ْنه قولُه تَعالى∩⊂⊃∪ tβθãèuΗødr& öΝßγI=à2 èπs3Í×‾≈n=yϑø9$# y‰yf|¡sù ":
) ،(٧)∩⊂⊇∪ šÏ‰Éf≈¡¡9$# yìtΒ tβθä3tƒ βr& #’n1r& }§ŠÎ=ö/Î) HωÎويقو ُل ال ﱠز رْ كش ﱡي ُمبَيّنا ً ِداللة َ
االستثنا ِء،الذي ع ﱠده ِمن باب التأْكيد وو ُجه التأْكي ِد فيْه يتَأَتﱠى من ْتثنيَة ال ُمسْتثنى ال َم ْنصو ِ
ب
إن فيه َمعْن ًى زا ِئداً على االستثنا ِء،ھو صيلْ ،إذ ّ التف ِ مرّتين ،م ﱠرة ً في الجُملة ،وم ّرة ً في ْ
) (١
انظر :ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٧٧وابن ھش|ام.أوض|ح المس|الك ،ج ،٢ص.٢٥٠
واألزھري ،شرح التصريح على التوضيح،ج،١ص٣٤٧
) (٢
سيبويه،الكتاب،ج،٢ص.٣٣٠
) (٣
اب||ن يعيش،ش|||رح المفص||ل،ج،٢ص.٧٧وانظ|||ر:الصبان،حاش||ية الص|||بان،ج،٢ص ١٤١و
.١٤٢واب||||ن ھشام،أوض||||ح المس||||الك،ج،٢ص.٢٠٥واألشموني،ش||||رح األش||||موني ،ج،١
ص.٥٠٢
) (٤
سورة البقرة،اآلية.٢٤٩
) (٥
األندلسي،البحر المحيط،ج،٢ص.٣٨٨
) (٦
الزمخشري،الكشاف،ج،١ص.٣٨١
) (٧
سورة الحجر،اآلية ٣٠و.٣١
١٠١
ق اجتما َع المالئِك ِة،وفا َرق جم ْي َع تعْظي ُم أ ْم ِر الكب ْي َرة التي أتَى بھا إبْليسُ من كو ِنه خ َر َ
إل األ ْعلى ب ُخرو ِجه م ّما دخلُوا فيْه من السﱡجود آلد َم،وھو ِبمثابة قو ِلك :أ ْم ُر ال َم ِل ِك كذا الم ِ
ووزير ّإال فُالنا ً،فإنّ اإلخبا َر عن َمعْصيَة ال َم ِلك بھذه ٍ أمير
ٍ الناسِ :من
ِ فأطا َع أم َره جمي ُع
الن .
)(١
صاه فُ ٌ الص ْيغَة أ ْبلَ ُغ من قو ِلك :أ َم َر ال َم ِلك ف َع َ
ﱠاجي أنّه إذا كان ما قبْل " ّإال" ُموْ جبا ً،كان ما ب ْع َد " ّإال" وذ َكر ال ّزج ﱡ
أن يكون ما بع َد " ي ْ ّان األ ْندلس ﱢ َم ْنصوباً،كقو ِلك :قام القو ُم ّإال زيْداً .وجا َز ع ْند أبي حي ِ
)(٢
بالقوم ّإال
ِ ّإال " تا ِبعا ً ِلما قب َلھا،فتقول :قام القو ُم ّإال ز ْي ٌد،ورأيْت القو َم ّإال زيْداً،وم َررْ ت
ز ْي ٍد).(٣
ب،والّتي ال ي ُكون فيْھا ال ُمسْتثنى أ ّما ال َوجْ ه الثّاني ِمن الوجُوه الثالث ِة واجبَة ُ النّصْ ِ
ّإال َم ْنصوبا ً وذ ِلك إذا تقدﱠم ال ُم ْستَثنى على ال ُم ْستَثنى م ْنه،نحْ و قو ِلنا :ما جا َء ِني ّإال زيْداً
أ َح ٌد،وما رأيْت ّإال زيْداً أ َحداً،وما م َررْ ت ّإال زيْداً بأ َح ٍد،وقيْل :إنّما لزَم النصْ ب ھُنا في
ال ُم ْستَثنى إذا تق ﱠدم ؛ ألنّه قيْل:إذا تق ﱠدم ال ُم ْستَثنى كان فيْه وجْ ھا ِن،الب َد ُل والنّصْ بُ ،فالب َد ُل
ب،فل ّما ق ﱠد ْمته ا ْمتنَع البد ُل الّذي ھو ھو الوجْ ه ُ ال ُم ْختا ُر،وال ّنصْ بُ جائ ٌز على أصْ ل البا ِ
ألن الب َد َل ال يتق ﱠدم على ال ُم ْب َدل م ْنه،فتَعيﱠن النّصْ بُ الذي ھو ال َمرْ جُوح ّاجح؛ ّ الوجْ ه الر ِ
ين ،وم ْنه قول الشاعر :
)(٥ (٤ )
ضرُورة،و ِمن النّحاة َم ْن يُس ﱢميه أحْ َس َن القَ ِب ْي َح ِ لل ﱠ
ق َم ْذھَبُ ب ْال َح ﱢ ي ﱠإال َم ْذھَ َ و َما ِل َ و َما ِل َي ﱠإال آ َل أَحْ َم َد ِش ْي َعة ٌ
فإن كل َم ِتي " آ َل ق" ّ ھب الح ﱢ مذ َ والشاھد فيْه :قولُه "ما لي ﱠإال آ َل أحم َد،وما لي ﱠإال ْ
ضعين على ما ت ْقتَضيه الموْ ِ
صبا في َ ھب " ُم ْستَثنيان تقدﱠما على ال ُم ْستَثنى م ْنه فَنُ ِ ومذ َْ
العربيّةُ في قواع ِدھا ال ّنحْ ويّ ِة.
األوجه الثالث ِة الّتي يُ ْنصب فيْھا ال ُم ْستَثنى وجُوبا ً وھ َو م ّما ِ الثالث من ُ أ ّما الوجْ ه
ط ِعه ِمن ْ
طع " النقا َ ْ ً ْ
ال ي ُكون ال ُم ْستَثنى فيْه إال َمنصُوبا،وھ َو ما يُس ﱢميه النﱡحاة " ال ُمن َق ِ ﱠ
وجب ط العام ِل على ال ُم ْستَثنى ِ كن تسْلي ُ فإن ل ْم يُ ْم ْ ال ُم ْستَثنى م ْنه إذا كان ِمن غي ِْر نوْ ِعهْ ،
النصْ بُ اتﱢفاقا ً بيْن ال ﱡنحاة،نحْ و قو ِلنا:
) (١
الزركشي،بدر الدين محمد بن عبد ﷲ.البرھ|ان ف|ي عل|وم القرآن،تحقي|ق:محم|د أب|و الفض|ل
إبراھيم ،دار المعرفة،بيروت،لبنان،ط)،٢د.ت(،ج،٣ص.٤٩
) (٢
الزجاجي،الجمل في النحو،ص.٢٣٠
) (٣
األندلسي،البحر المحيط،ج،٢ص.٥٨٩
) (٤
اب||ن يعيش،ش|||رح المفص||ل،ج،٢ص.٧٩وانظ|||ر :والصبان،حاش||ية الص|||بان،ج،٢ص١٤٨
و.١٤٩واألزھري،ش|||رح التص|||ريح عل|||ى التوض|||يح،ج،١ص .٣٥٥واب|||ن ھشام،أوض|||ح
المسالك ،ج ،٢ص .٢٦٦ابن ھشام،شرح اللّمحة البدريّة،ج،٢ص.٢٢٠
) (٥
البيت للشاعر الكميت ب|ن زي|د األس|دي،وھو م|ن ش|واھد،ابن يع|يش ،ش|رح المفص|ل ،ج،٢
ص .٧٩والصبان،حاش|||||ية الص|||||بان،ج،٢ص .١٤٩واألزھري،ش|||||رح التص|||||ريح عل|||||ى
التوضيح،ج،١ص.٣٥٥
١٠٢
ما جا َء ِني أ َح ٌد ّإال ِح َماراً ،وما بال ّدار أ َح ٌد ّإال وتَداً،فھذا ال ُم ْستَثنى وما كان َم ْثله
َم ْنصوب أبَداً،وذلك ِلتَ َع ﱡذر البد ِلْ ،إذ ال يُ ْب َدل في االسْتثنا ِء ﱠإال ما كان بعْضا ً ِلأل ﱠول،وإذا
ا ْمتَنع البد ُل تعيﱠن النصْ بُ ).(١
صب االس ُم جاز،وھ َي اللﱡغَة الفُصْ َحىْ ،إذ يُ ْن َ الح ِ مذھَب أھ ِل ِ مذھبانْ : وھذا الوجْ هُ فيْه ْ
وم ْذھَب أھ ِل بَ ، واجبَةُ النّصْ ِ
ي ِمن أوْ ُج ِه االسْتثنا ِء ِ ال ُم ْستَثنى وجُوبا ً في ھذا الوجْ ِه اللﱡغَو ﱢ
ب،فالنّصْ بُ على األصْ ل،أ ّما الب َد ُل على وجْ ھَيْن ت ِمي ٍْم الّذين ي ُِج ْي ُزون فيْه البد َل والنصْ َ
ُم ُؤ ﱠو ِليْن :أحدُھما:أنّك إذا قُلْ ما جا َء ِني أ َح ٌد ﱠإال ِحماراً،فكأنّك قُلْ ما جا َء ِني ﱠإال ِحما ٌر،ثُ ﱠم
ك فيْه بيْن األ َح ِدين ذكَرْ ت " أ َحداً "توْ كيْداً،في ُكون االسْتثنا ُء ِمن القَ ْدر الّذي وق َ َعت ال ّشرْ َ
ْ
ابن يعيش :ما جا َء ِني والحمار،وھ َي الحيْوانيﱠةُ َمثالً أوْ ال ّش ْي ِئيﱠةُ وي ُكون ت ْقديرُه على َرأي ِ ِ
قام َم ْن م وم ُ ق ي رما
ِ َ ح ال عل َجْ ت ْ
أن :ين
ِ اّ الث ل
ُ وي ْ أّ توال، رٌ ما ح
ِ ﱠ
إال ه ر
ُ ْ
ي غ ٌ
َحيَ أوْ ْ ٌ َ أوْ
د ح أ ء َي
ش وانٌ
َ َ
ﱢجال على سبيْل التّ ْمثي ِْل ال ال َحق ْيقَة .
)(٢
جا َءك ِمن ال ر ِ
وم ْنه قولُه ت َعالىْ ."(٣) ∩⊇∈∠∪ Çd©à9$# tí$t7Ïo?$# āωÎ) AΟù=Ïæ ôÏΒ ÏµÎ/ Μçλm; $tΒ 4 ":إذ أجْ َمع ال ّسبْعة ُ
ئ بر ْف ِع " ﱠإال اتﱢبَا ُع "، على النّصْ ب في االسم ال ُم ْستَثنى " ا ﱢتبَا َع " ،ولو أُ ْب ِدل م ﱠما ق ْبلَه لَقُ ِر َ
الع ْلم).(٤وتَ ِميْم تُ َر ﱢج َحه وتُ ِجيْز االتﱢبا َع على أنّه " اتﱢبا ُع " ب َد ٌل ِمن ِ
الف بيْن ال ﱡنحا ِة في ُموْ ِجب ب ف َدبﱠ ِخ ٌ أ ّما العا ِم ُل في االسم ال ُم ْستَثنى ال َم ْنصو ِ
ب فيْه،وذكَروا بْ ،إذ إنّھم لم يتﱠ ِفقُوا على تحْ دي ِد عا ِم ِل النﱠصْ ِ الم ْنصو ِ
االسم َ
ِ ب في ھذا النصْ ِ
واح ٌد ِمن ث َماني َ ِة مذا ِھ َ
ب: أن العام َل في ال ُم ْستَثنى ِ ّ
مالك ِلسيبو ْي ِه وال ُمبَرﱢد ،
)(٥
ٍ ﱠغ ،وعزَاه ابنُ ﱠ
األول :أنّه "إال" في غيْر االستثنا ِء ال ُمفَر ِ
ّاج وطا ِئفةٌ ِمن ال ُكوفيين إلى ّ
أن ْحق ال ّزج ِ
ّاس ال ُمبَ ﱢر ُد وأبو إس ِ وال ُمبَرﱢد ،وذھَب أبو العب ِ
)(٥
ب ِلل ُم ْستَثنى " ّإال " ِن َيابةً عن أست َْثني،نحو قو ِلنا :أتَا ِني القو ُم ﱠإال زيْداً◌ً ،ف َكأَنﱠنا قُ ْلنا: ص َالنّا ِ
أتَا ِني القو ُم أستثني زيْداً،وض ﱠعفَه ابنُ يعيش) ،(٦وضعّفه األنبا ري حيْن قال :إنّ ھذا
الحروف ال يجُوز).(٧ ِ الحروف ،وإ ْعمال معاني ِ يؤ ّدي إلى إ ْعمال معاني
أن ت ُكون ّإال ھُنا ُم َع ﱢديَةً،ونُ ِسب ھذا الثّاني :أنّه ما قبْل " ﱠإال "ونحْ وه ِمن غي ِْر ْ
الرأي البْـن خَـرُوف،وھـذا الرأي قائ ٌم على ا ْن ِتصاب "غيْر" إذا وقَعت موْ ِق َع" ّإال").(٨ ْ
) (١
اب||ن يعيش،ش||رح المفص||ل،ج،٢ص.٨٠وانظ||ر:الصبان،حاش||ية الص||بان ،ج ،٢ص.١٤٦
والرض||ي ،ش||رح الكافي||ة،ج،٢ص.١٢٢واألزھري،ش||رح التص||ريح،ج،١ص.٣٥٣واب||ن
ھشام،شرح اللّمحة البدريّة،ج،٢ص.٢٢١
) (٢
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٨٠وابن ھشام،أوضح المسالك،ج،٢ص.٦٣وابن ھشام،
شرح شذور الذھب،ص.٢٨٥
) (٣
سورة النساء،اآلية .١٥٧
) (٤
انظر:ابن يعيش،ش|رح المفص|ل،ج،٢ص.٨٠واب|ن ھشام،أوض|ح المس|الك ،ج ،٢ص.٢٦١
واب||ن ھش||ام ،ش||رح ش||ذور ال||ذھب،ص.٢٨٥واألزھري،ش||رح التص||ريح ،ج ،١ص.٣٥٣
والسيوطي ،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٤٨
) (٥
انظر:السيوطي.ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٥٢
) (٦
انظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،٢ص.٧٦
) (٧
ابن األنباري،اإلنصاف في مسائل الخالف،مسألة.٣٤:
) (٨
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٥٢
١٠٣
أن ﱠإال ُم َع ﱢديَةٌ لَه،إلى ما بع َدھا ،وھذا َم ْذھب الثالث :أنّه ما قبْل " ّإال" على ّ
وابن البا َذشي وغيرھم).(١ ِ ي
الفارس ﱢي والسّيراف ﱢ
قام الجُنود ﱠإال
ي،إذ إنّ قولَناَ :ْ ْ
الرابع :أنّه "أنّ " ُمقَ ﱠد َرةٌ ب ْع َد ﱠإال،وھذا مذھَب ال ِكسا ِئ ﱢ
أن زيْداً ل ْم يَقُ ْم).(٢ زيْداً،ھو :ﱠإال ّ
إن " و "ال "، وأن " ﱠإال" ُم َر ﱠكب ٌة من " ْ أن " ُم َخفﱠفة من الثّقيل ِةّ ، الخا ِمس :أنّه بـ " ْ
ب ).(٣ ص َإن " ن َ مذھَب الفرﱠا ِء ،ف َمن غلﱠب ال رفَع،و َمن غلﱠب " ْ وھو ْ
السادس :أنّه ا ْنتَصب ِل ُمخالف ِة األ ّو ِل،فال ُم ْستَثنى يُخا ِلف ال ُم ْستَثنى م ْنهْ ،إذ ّ
إن
ال ُم ْستَثنى ُموْ َجب وال ُم ْستَثنى م ْنه َم ْن ِف ﱞي،وھذا ما عليْه ال ِكسائ ﱡي،نحو قو ِلنا :قام القو ُم ﱠإال
أن زيْداً ل ْم يقُ ْم .زيْداً،وتَأْويلُه :قا َم القو ُم ﱠإال ّ
السابع :أنّ الفع َل ال ُمضْ َمر والضمير عائد على العامل،وال ُمقَدﱠر بـ "ا ْستَث ِني" ،ھو ِ
ّ
مذھَب ال ُمبَرﱢد والزجّاج .
)(٤ ْ
صب " ِدرْ ھ ًما " ب ِع ْشرين في قو ِلنا :ع ْندي ِع ْشرون الكالم كما انتَ َ
ِ الثا ِمن :أن ّه تَما ُم
ِدرْ ھَما ً ،وھو الرّأْي الصوابُ ع ْن َد اب ِن عصْ فور .
)(٥
ي م ْنھاْ ،إذ يقُول :ول ْم يتَ َرجﱠح ع ْندي وأشا َر السّيوط ﱡي إلى أنّه ل ْم يتَرجﱠح عندَه رأ ٌ
) (١
المرجع نفسه،ج،٣ص.٢٥٢
) (٢
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٢٦٦
) (٣
انظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٥٢
) (٤
انظ||||||||||||ر:الس||||||||||||يوطي،ھمع الھوام||||||||||||ع،ج،٣ص ٢٥٢و.٢٥٣والس||||||||||||يوطي،المطالع
السعيدة،ج،١ص.٤٤١
) (٥
العلل في النحو،ص.٢٤٥
سيبويه،الكتاب،ج،٢ص.٣٣٠والورّاقِ ،
) (٦
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٢٥٣
) (٧
انظر:ابن األنباري،اإلنصاف،المسألة.٣٤:وابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٢ص.٤٧١
) (٨
انظر:ابن األنباري،اإلنصاف،المسألة.٣٤:
) (٩
المبرد،المقتضب،ج،٤ص.٣٨٩
) (١٠
المرجع نفسه،ص.٣٩٠
١٠٤
أن ال ﱡنحاة ل ْم يتﱠ ِفقُوا على رأي واح ٍد،فيْما يتَعلﱠق بعام ِل وضح لَنا م ّما سبَق ّ
ب ال أن ُك ﱠل َم ْنصو ٍ َوجب ّ ي التي ت ْست ِ وخالفُھم ھذا َم َر ﱡده إلى نظريّ ِة العام ِل النّحو ﱢ بِ ، النصْ ِ
ب،وذ ِلك ِلت ْكت ِمل عناص ُر اإلسنا ِد في الجُمل ِة االسْتثنائيﱠ ِة ،وبالتّالي تُبَ ﱠر ُر بُ ّد لَه من ناص ٍ
ت ب،فھذه الحركة ُ اإل ْعرابيّةُ ھي الّتي جعل َ ْ االسم ال ُمسْتثنى ال َم ْنصو ِ ِ الفتح في آ ِخ ِر ِ حركة ُ
أندير عام ٍل على ال ﱠر ْغم من ّ االسم ال ُمسْتثنى،وت ْق ِ ِ ب شتّى في ناص ِ
ب ال ﱡنحاةَ ْيذھَبون مذا ِھ َ
ضعت لَه،وفي ذلك يقو ُل ذلك التقدي َر ربﱡما ي ُْخ ِرج الجُملةَ االستثنائيّةَ عن ال َمعْنى الذي ُو ِ
أن السامرائي" :وق ْد ْأل َحق النّحويﱡون ال َمسْتثنى بال َم ْنصوبات كالمفاع ِي ِل،وكأنّھم ق ّدروا ّ ﱡ
فكأن التقدي َر في قو ِلھم :جا َء ِني الواقع بع َد "إال" ھو الفع ُل " أ ْستَثني "ّ ، ّ ِ لالسم
ِ بص َ النا ِ
التقدير ي ُقدﱢر ما ُ ْ ً
القو ُم ﱠإال زيْدا،ما جا َء القو ُم أ ْستَثني م ْنھم زيْدا،والنّحويﱡ حيْن يلجأ إلى ً
ِ
يتﱠ ِفق مع ال َمعْنى،ليَ ِج ْي َء رأيُهُ ُمسْتقيْما ً،ولكنّنا نقو ُلِ :ل َم لَ ْم ي ُقدﱢروا ف ْعالً آ َخ َر غ ْي َر " أ ْستَثني
"و ِل َم ال ي ْستَ ِق ْم تقديرُنا لو ْقلنا جا َء القو ُم وتخلﱠف ز ْي ٌد؟ وبذلك يكونُ االس ُم َمرْ فوعا ً).(١
وعاب إبْراھي ُم ُمصْ طفى على ال ﱡنحاة القُدامى ت ْقدي َرھُم في جُملة االسْتثنا ِء جُملة " َ
ب،و ِلت َ ْكت ِمل نظريّة ُ كلمات ي ُْؤتَى ِبھا ِلتَصْ حيْح اإل ْعرا ِ ٌ ب؛ ألنﱠھا ْويغ النصْ ِ أ ْستَث ِني " ِلتَس ِ
ب .
)(٢
صناع ِة اإل ْعرا ِ صد ِبھا تسْوية ُ ِ العام ِل،ويُ ْق َ
أن ْنل َمس أثَ َر الص ْنع ِة النّحوي ّ ِة في جُملة االستثنا ِءْ ،إذ ع ﱠد النّحاة القُدامى ويُ ْم ِكننا ْ
االستثنا َء من األساليْب اللﱡغَوي ّ ِة التي ي ُحْ َذف فيْھا الفع ُل وي ُ َع ّوض ع ْنه بـ " ﱠإال " ،وي ْبقَى
الفعل على أنّه َم ْفعو ٌل بِه) ،(٣وذلك ِ ف
حذ ِاالس ُم ال َم ْنصوبُ ُمحْ تَفِظاًبحركتِه اإل ْعرابي ّةبع َد ْ
على النّحو اآل ِتي:
زيْدا ً ا ْستَثني جاء الجنو ُد جُملة توْ ليدي ّة /
َم ْفعول به جُملة تا ّمة جُملة تا ّمة ُ اإلسناد
زيْداً ﱠإال جُملة تحْ ويليّة /جاء الجنو ُد
حرف استثناء اسم مستثنى منصوب جملة تامة اإلسناد
فالنّحاة ق ّدروا ف ْعال ً " ا ْستَثني " أوْ َجب النصْ ب في االسم ال ُمسْتثنى ال َم ْنصوب
أن ذلك التقدي َر جع َل ال ُج ْملتين ُم ْخت ِلفتين ِمن حيث َبرير الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة "الفتحة" ّإال ّ لت ِ
المعْنى،فجُملة " قام الجنو ُد ﱠإال زيْداً " ال تُساوي ح ْتما ً جُملةَ " قام الجنو ُد ا ْستَثني زيْداً " َ
ق ال َم ْفعول بِه،إضافة ً ْإذ إن زيْدا في الجُملة الثاني ِة يُ ْع َرب َمفعوال بِه َمنصوبا،أوْ من لوا ِح ِ
ً ْ ً ْ ّ ً ّ
أنواع جُمل ِة ِ قأن ما ب ْع َد ﱠإال ُربﱠما ي ُكون َم ْنصوبا ً،أوْ َمرْ فوعا ً،أوْ َمجْ روراً،و ْف َ إلى ّ
االسْتثنا ِء.
اإلخراجْ ،إذ ب في االسم ال َم ْنصوب قا ِئ ٌم على ْ أن النصْ َ صاحبُ أبو َجناح ّ ِ ي َرى
ب؛ ألنهّ ق النصْ َ المثال استَ َح ﱠ ِ ً ً ﱠ
يقو ُل" :ت ﱠم الكتابُ إال فصْ ال وا ِحدا ،فال ُمسْتثنى في ھذا
أن إلخرا ُج ْيقت َضي ُمخَالفَته في العالم ِة،وال يُ ْمكن ْ ُم ْخ َرج م ّما أ ْدخَلت فيْه غي َره،وھذا ا ْ
تكون ھذه العالمةُ غ ْي َر الفتح ِة") ،(٤ويُضيْف قا ِئالً " :والنّصبُ ال بدي َل ع ْنه فال ُم ْستَثنى َ
) (١
الس|||امرائي ،إب||||راھيم ،النح||||و العرب||||ي نق||||د وبناء،دارعمار،عم||||ان،االردن،ط،١٩٩٧ ،١
ص.١٠٧
) (٢
مصطفى إحياء النحو ،ص.٣٥
) (٣
انظر :الخولي،قواعد تحويلية،ص.١٤٧
) (٤
أبو جناح ،دراسات في نظرية النحو العربي،ص.٥٢
١٠٥
ف لَه في ال ُح ْكم الوظ ْي ِف ﱢي الّذي يُ َؤدﱢيه،وكان صب؛ ألنّه ُم ْخ َر ٌج م ّما ق ْب َله و ُمخا ِل ٌ ھُنا إنّما نُ ِ
ي الّذي يُ َش ﱢكل قرينَة َ ال ُح ْك ِم أن يُخا ِلفَه في ال ّش ْك ِل اإل ْعراب ﱢ من ال ّالزم تبَعا ً لذ ِلك ْ
ب").(١ الوظيْف ﱢي،ودليلَه في عا ّمة الترْ كي ِ
راج
اإلخ ِ ْ ي ،في كالم ال ُمتكلﱢم و ِبنَا ًء على ُع ْنصري أ ّما و ْفق الت َح ﱡو ِل األُسْلوب ﱢ
أن نتَص ﱠور ما ح َدث في جُملة االسْتثنا ِء في قو ِلنا: وال ُمخالَفَ ِة يُ ْم ِكننا ْ
جاء الجنو ُد ﱠإال زيْداً ،األصْ ل جُملة ٌ توْ ليديّةٌ :جاء الجُنو ُد وز ْي ٌد ل ْم يَ ِجئْ ،ح ﱢولت
ت النّحْ ويّ ِة الى جُمل ٍة تحْ ويلي ّ ٍة :جاء الجنو ُد ﱠإال ز ْي ٌد لم َي ِجئْ ،ثُ ﱠم ح َدث بعضُ التحْ ويال ِ
ف الجُمل ِة الفعْلي ّ ِة بع َد " زيْد " فتُصْ ِبح الجُملةُ على النحو اآل ِتي: بإضاف ِة ﱠإال ْ
وحذ ِ
ز ْي ٌد ﱠإال الجنو ُد جاء
بدل مرفوع أداة استثناء فاعل مرفوع ماض
ٍ فعل
فتح ّو ْ
لت الجُملة بال ُمخَالَف ِة أسْلوبيًّا إلى:
زيْداً ﱠإال الجنو ُد جا َء
اسم َم ْنصوب أسْلوبيًّا أداة استثناء فاعل ماض
ٍ فعل
راج واالسْتثنا ِء
اإلخ ِلغ َرض ْ
تكون ھذه العالمة ُ َ َضي ُمخالَفة العالم ِة اإل ْعرابيّ ِة،وال يُ ْمكن ْ
أن اإلخراج ي ْقت ِوھذا ْ
ت والكسرة َ بالمرْ فوعا ِ ص ةٌ َ وألن الض ﱠمة خا ّ ّ ت؛ َف الحركا ِ اإل ْعرابيّةُ غ ْي َر الفتح ِة؛ ألنّھا أخ ﱡ
صةٌ بال َمجْ رورا ِ
ت).(٢ خا ّ
دير فع ٍل "ا ْستَثني" في ُجملة االسْتثنا ِء،غايتُه إن ما ذھَب إليْه النﱡحاة القُدامى في ت ْق ِ ّ
وفق االسم ال َمسْتثنى ال َم ْنصوب،وإقامةُ القاعد ِة النحوي ّ ِة ْ ِ تبري ُر الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة في آ ِخ ِر
ي " ال ُمسْند ب اللﱡ َغو ﱢ عناصر اإلسْنا ِد في الترْ كي ِ ِ صناعةُ اإل ْعرابُ ،في توافُ ِر ما ت ْقتَضيْه ِ
اللغَة واالسْتعمال ح ّ وال ُمسْند إليْه" ،أ ّما ما ذھَب إليْه ال ُمحْ دثون فھو أ ْقربُ إلى روْ ِ
ت ال ُمبَرﱢر لَھا،األ ْم ُر الذي يجْ عل ت وتأويال ٍ ْرب تقديرا ٍ اللّغَويﱢ؛ ألنّه يوفﱢر على ال ُمع ِ
أن نَ ُع ﱠد جُملة َ ْبير عن ُم َرا ِدهْ ،إذ يُ ْم ِكننا ْال ُمتكلﱢم في ِح ﱟل من قُيُود النّحا ِة،وأ ْكث َر ُح ّريﱠةً في التع ِ
عناص ِر اإلسْنا ِد ليَ ْكت ِمل
ِ غير اإلسْناديّ ِة التي ال تتَطلﱠب تكا ُم َل ِ ُمل
االسْتثنا ِء من باب الج ِ
ض ٌح في جُملة االستثنا ِء،و ُكال ِمن ال َمعْنى،وتَ َس ﱠوغ الحركة ُ اإل ْعرابيّة ُ فال َمعْنى ُم ْكت ِم ٌل ووا ِ
الم ْقصود،وھذا يُ ْم ِكننا ر ﱡده إلى َم ْفھوم الجُمل ِة عن َد النّحا ِة المعْنى َ ال ُمتكلﱢم وال ُمتلَقﱢي ق ْد ف ِھ َم َ
السكوت عليه،فال حاجةَ إلى ُ ت تحْ ِمل َم ْعنَ ًى يحْ سُنالّذين ع ﱠرفُوھا بأنّھا أقَ ﱡل ح ﱟد من الكلما ِ
من ْ◌ھا.ص َد ْ ذوف ظُھُوره رب ﱠما يُحْ ِرف الجملة َ عن ال َمعْنى الذي قُ ِ ٍ ت ْق ِ
دير فع ٍل َمحْ
) (١
المرجع نفسه،ص.٥٢
) (٢
الحنيطي،خلدون،المنص|وبات ب|ين القاع|دة التركيبي|ة والقيم|ة الداللية،رس|الة ماجس|تير،غير
منشوره،جامعة مؤتة١٩٩٨،م،ص.١٥٦
١٠٦
سلوب النﱢداء: ٧ .٣أ ْ
ْ
ب تحْ ت مادﱠة " نَ ِدي" النﱢداء :الصوْ ت ِمثل الدﱡعاء،والنّدى :بُ ْع ُد جا َء في ِلسان العر ِ
ي ش ْك ٍل ِمن ت وق ْد نا ِد ْيتَه ِندا ًء ،فال ﱢنداء لُغةً :ال ﱡدعا ُء بأ ﱢ ت،والنﱢدا ُء بر ْف ِع الصوْ ِ الصوْ ِ
ْ ْ
صت لك أو ليُق ِبل عليْك .
)(١ َ ْ
وأن ت ْدعو غي َرك لِيُن ِ ْ ّ
األ ْشكال اللفظيّ ِةْ ،
طلوبُ ْإقبالُه بحرْ ف من أحْ رف وعرّف ال ﱡنحاة النﱢداء "ال ُمنا َدى " بأنّه االسم ال َم ْ
النﱢداء ظا ِھراً أوْ ُمقَ ﱠدراًْ ،إذ ع ﱠد ال ﱡنحاة ال ُمنا َدى من ال َم ْفعول ِبه) ،(٢وجُملة النﱢدا ِء جُمل ةٌ فعْليّة ٌ
فعْلُھا ُمضْ َمر ْتقديرُه أ ْدعو أو أُنا ِدي) ،(٣و ِمن ال ﱡنحاة َم ْن ع ﱠد حرْ ف النﱢداء "يا" نا ِئبا ً عن
ﷲ " أصْ لُه :يا أ ْدعُو ع ْب َد ﷲ،أوْ أ ْدعُو عب ِد ﷲ،يَا إن قولَنا" :يا ع ْب َد ِ الفعْل ال َمحْ ذوفْ ،إذ ّ
وفاعلُه ُم ْستَتر ،وعب َد ﷲِ اإلخبا ُرِ ، صد ِبه اإل ْنشا ُء ال ْ ضارع قُ ِِ حرْ فُ ت ْن ِبيْه ،وأ ْدعُو ف ْع ُل ُم
َم ْفعول به َم ْنصوب،و ُمضاف إليْه .
)(٤
أن أن األصْ ل في ُك ﱢل ُمنا َدى ْ تْ ،إذ ي َرون ّ فال ُمنا َدى عن َد البصريين أ َح ُد ال َم ْفعوال ِ
والناصبُ له فعْل ُمضْ َمر ْتقديرُه أُنا ِدي زيْد اً أوْ أ ْدعُو زيْداً،أوْ أُريْد،وال ِ ي ُكون َم ْنصُوبا ً،
ألن " يا " ق ْد نابَت ع ْنهْ ،إذ إنّك إذا إظھا ُر ذ ِلك الف ْع ِل ال َمحْ ُذوف،بلْ نق ﱢدرُه؛ ّ يجُوز ْ
إخباراً عن صرّحت بالفعْل وقُ ْلت أُنا ِدي أوْ أُريْد زيْداً،وأ ْنت تُري ُد النﱢدا َء صا َر ْ
ت بال ُمنا َدى ،ثُ ﱠم يقَ ُع ْ
اإلخبا ُر ع ْنه فيْما نفس التّصْ وي ِ إخبارا ً وإنّما ھ َو ْ ْنفسك،والنﱢداء ليْس ْ
ً)(٥
ب ْع ُد،فنقُول :نا ِديْت زيْدا .
أن يُضْ َمر كالم ال ﱡنحاة ھذا أنّ األ ْغلب في جُملة النّداء في رأي ِھم ْ والّذي يُ ْفھم من ِ
وأن ال ُمنا َدى َم ْنصوب ِبھذا الف ْع ِل ال ُمق ﱠدر ،أوْ بـ "يَا" السا ّد ِة ويس ﱡد َمس ﱠده حرْ فُ النّدا ِءّ ، فعْل ِ
ومر ﱡد ذلك ُكلّه إلى نظريّ ِة العام ِل الم ْنصوباتَ ، َمس ﱠده،وھو بذ ِلك النصْ ب يُ َع ﱡد من باب َ
ناصب،أوْ ُك ﱠل َمعْمول ال بُ ﱠد لَه من عا ِمل. أن ُك ﱠل َم ْنصوب ال بُ ﱠد له من ِ التي تقُوم على ّ
فالنﱢداء إنّما ھو ن ْفس التّصْ ويت بال ُمنا َدى) ،(٦فھو ال يُع ﱡد جُمل ًة قائمةً بذا ِتھا،يُ ْمكن
السكوت عليْه)ْ ،(٧إذ يقُول ابنُ السرﱠاج في أصوْ لِه" :وأصْ ُل النﱢدا ِء ُ أن تحْ مل َمعْن ًى يحْ سُن ْ
ْرض فيْه االسْتغاثةَ والتّع ﱡجب والم ْدح وال ﱡن ْدبة ) ،"(٨فالنﱢداء ت ْن ِبيهُ ال َم ْدع ﱢو ِليُ ْقبل عليك وتع ِ
الم ْدع ّو "ت ْن ِبيهٌ ،لَه ُح روفٌ خ ْمسةٌ يُنا َدى ِبھا :يَا،وأيَا ،وھ َيا ،وأيْ ،واأل ِلف،وھذه يُنَبﱠه بِھا َ
) (١
ابن منظور،لسان العرب،مادة " ندي ".
) (٢
المبرد،المقتض|||||ب،ج،٤ص.٢٠٢واب|||||ن السراج،األص|||||ول ف|||||ي النح|||||و ،ج ،١ص.٣٢٩
والص|||بان ،حاش|||ية الص|||بان،ج،٣ص.١٣٣واب|||ن ھش|||ام ،ش|||ذور ال|||ذھب،ص.٢٣٦واب|||ن
ھشام،شرح اللمحة البدرية،ص.١٣٠
) (٣
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٧
) (٤
ابن ھشام،شرح شذور الذھب،ص.٢٣٦
) (٥
انظر:المبرد،المقتضب،ج،٤ص.٢٠٢وابن يعيش.شرح المفصل،ج،١ص.١٢٧وابن ھشام،
شرح شذور الذھب،ص.٢٣٦
) (٦
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٧
) (٧
مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.١١٩
) (٨
ابن السرّاج،األصول في النحو،ج،١ص.٣٢٩
١٠٧
ف يسْتع ِملونھا إذا أرادُوا أ ْن ي ِم ﱡدوا أصوا ِتھم لل ﱠش ْي ِء أن أرْ بعةً غ ْي َر األ ِل ِ ال ُمنا َدى " ﱠإال ّ
ائم ال ُم ْست َْث ِق ِل).(١ض أوْ النّ ِْر ِ سان ال ُمع ِ َراخي ع ْنھم،أوْ اإل ْن ِ ال ُمت ِ
ب،ع ْن َد َم ْن الم ْنصو ِ
االسم ال ُمنا َدى َ ِ ب في عامل النّصْ ِ ِ واختلف ال ﱡنحاة حوْ َل
حذفُإظھارُه عن َد سيْبوي ِه،أيْ ْ يُقدﱢرون النﱢداء جُملةً،فھو َم ْنصوب بفعْل ُمضْ َمر َم ْتروك ْ
رأيه على ِجھَة والفاعل "الجُملة الفعلي ّة "ال ُمقَ ﱠدرة بـ "أُنا ِدي أوْ أ ْدعُو" ،وھ َو في ِ ِ الفعل
ِ
أن النﱢداء ليْس بخبَ ٍر ﱠإال أنّھم يُقَدﱢرون ف ْعال ً ب ،وھُم مع ذ ِلك يُجْ ِمعون على ّ ْ
ثيل والتّقري ِ التّ ْم ِ
ھور .وفاعلَه،قيْل إنّما لقَصْ د اإل ْنشا ِء صيْغ فع ُل النﱢدا ِء،وھذا َم ْذھب ال ُج ْم ِ
)(٢
ان الذي سوّغ ھذا الحذف كثرة االستعمال –أي استعمالھم النداء ورأى سيبويه)١٨٠ھـ( ّ
– في كالمھم ،فصاراللفظ بـ)يا(بدال من اللفظ بالفعل .
)(٣
) (١
المرجع نفسه،ج،١ص.٣٢٩
) (٢
انظر :سيبويه،الكتاب،ج،٢ص.١٨٢والسيوطي،ھمع الھوام|ع ،ج ،٣ص .٣٣واألش|موني،
شرح األشموني،ج،٣ص.٢٣
) (٣
انظر:سيبويه،الكتاب،ج،١ص.١٩٢
) (٤
انظ|||||ر:المبرد،المقتض|||||ب،ج،٤ص،٢٠٢واب|||||ن يعيش،ش|||||رح المفص|||||ل ،ج ،١ص.١٢٧
واألشموني ،شرح األشموني،ج،٣ص.٢٣والرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٢٤١
) (٥
األشموني،شرح األشموني،ج،٣ص.٢٤والرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٢٤٦
) (٦
انظر:السيوطي،ھمع الھوامع .٣٣/٣
) (٧
ابن ھشام،شرح شذور الذھب،ص.٢٣٦
) (٨
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٣٣وانظر:الصبان،حاشية الصبان،ج،٣ص.١٤١
١٠٨
تالف اخ َ نج ُد ْصب ال ُمنا َدى" :وھُنا ِ يقُول حماسةُ ُمشيْراً إلى ِخالف ال ﱡنحا ِة حو َل نا ِ
ف،ويَسْتعمل ْ
الحذ ِ قانون
َ حويلْ ،إذ ي ْستَعمل سيبوي ِه ِ سيبوي ِه وال ُمب ﱢر ِد في إجْ راء قوان ْي ِن التّ
ب آ َخ َر ْلوب النﱢدا ِء ُم َح ﱡو ٌل َعن ترْ كي ٍ ْويض،ولكنّھما ُم ْتفِقان على أنّ أس َ ِ قانون التع
َ ال ُمب ﱢر ُد
طوق " .
)(١
ِ ھو "أ ْدعُو زيْد ًا" وھذا الت ْفسير ِللترْ كي ِ
ب ال َم ْن
ب دير ف ْع ٍل "أ ْدعُو " ِلترْ كي ِ أن الذي دفَع ال ﱡنحاةَ إلى ت ْق ِ السامرائي ّ
ﱡ وي َرى إبْراھي ُم
ھب أنّھم َج َعلوا ْ ْ
بأن " يا" س ﱠدت َم َس ﱠد ھذا الفع ِل،وجعلَھم يذھبون ھذا المذ َ النﱢدا ِء أوْ ال ﱡدعا ِء ّ
وأن ال ُمنا َدى َم ْنصوب في الحقيْقة وھو َم ْفعول بِه لِھَذه ال ُمنا َدى في باب ال َم ْنصُوباتّ ،
أن ال ُمنادَى َم ْنصوب باألدا ِة نف ِسھا ِب َس ﱢد الفع ِل الفعل " أ ْدعو " أوْ ّ ِ َاب
األدا ِة التي نا َبت َمن َ
ض ﱡمنھا َمعْناه).(٢ وت َ
ب لِ ْل ُمنادى ويُضيْف السامرائ ﱡي ُمفَنﱢدا ً ما ذھَب إليْه ال ﱡنحاةُ القُدامى في عامل النصْ ِ
إن " يَا " تعْني الفع َل " أ ْدعو " أو نا َبت َمنابَه،ا ْنبَنَى إلى قو ِلنا ھذا ب " :وإذا قُ ْلنا ّ ال َم ْنصو ِ
ص ِة ب الخا ّ أسلوب النّدا ِء من األسالي ِ َ غير شَكﱟ ّ
أن إن " َيا ُمح ﱠم ُد "تعْني أ ْدعو ُمح ﱠمداً،و ِمن ِ ّ
واني لوْ ٍن من ْأل ِ أن،ت ُكون من َقبيْل الجُمل ِة الفعْلي ّ ِة اإلسْناديّ ِة،فليْس فيْھا أ ﱡ التي ال يُ ْمكن ْ
أن " أ ْدعُو ُمح ﱠمداً " جُملة ٌ فعليّةُ إسْناديّةٌ فيْھا ال ُمسْند إليْه وھ َو اإلسْنا ِد،في حيْن ّ
ال ُمتكلﱢ ُم،وال ُم ْسنَد وھو الفعْل "أ ْدعُو" .
)(٣
ضرْ بينَ :م ْنصُ وب في الل ﱠ ْفظ،و َم ْنصُوب في وال َم ْنصوب في ال ِنداء يأ ِتي على َ
ب ھي :ال ُمضافُ ،وال ُمشا ِبه ال َم َح ﱢل) ،(٤فال َم ْنصوب في اللﱠ ْفظ قسﱠمه ال ﱡنحاة إلى ثالثَ ِة أضْ ُر ٍ
ب).(٦ لل ُمضاف،ون ِكرة غ ْي ُر َم ْقصُودة) ،(٥فَھذه األضْربُ الثالثةُ يَ ْستَوْ ِجب َْن النصْ َ
يجب فيْه النصْ بُ ) ،(٧نحْ و أ ّما ال ُمضاف فقيْل إنّه َم ْنصوب على أصْ ِل النﱢدا ِء،الذي ِ
ب في "عبد َﷲِ " ت ْقدي ُر ه" أ ْدعُو أوْ قو ِلنا :يا عب َد ﷲِ،فال ﱡنحاة يُقدﱢرون ف ْعال ً أوْ َجب النصْ َ
أن " يَا " س ﱠدت إظھارُه،وم ْنھم َم ْن رأَى ّ رأي ِھم َمحْ ذوف وجُوبا ً ال يجُوز ْ أُنا ِدي "وھ َو في ْ
أسلوبَ ف ّ
بأن ذوف ،وأخ َذت ُح ْك َمه في العمل،وعلﱠل ﱡالنحاة ھذا ْ
الحذ َ ِ َم َس ﱠد ھذا الفع ِل ال َمحْ
للحذف،وقرينَةُ الحا ِل تد ﱡل عليْه، ْ عناصره
ِ النﱢدا ِء ي ْكثُر اس ِتعْمالُه فلذ ِلك ي ْكثُر تعرﱡضُ
باإلضاف ِة إلى االسْتغنا ِء عن الف ْع ِل بِما يقُوم مقا َمه وھي حروفُ النﱢدا ِء).(٨
وھا َجم ابنُ َمضا ٍء)٦٠٥ھـ(ھذا الت ْقدي َر الذي رأى فيه أنّه ي ُْخ ِرج ُأس َ
ْلوب ال ﱢندا ِء
أخر َج التركيْب عن التقدي َر لِكوْ ِنه ْ اإلخبار) ،(٩فابنُ َمضا ٍء يرْ فُض ھذا ْ من اإل ْنشا ِء إلى ْ
) (١
حماسة،من األنماط التحويلية في النحو العربي،ص.٣٦
) (٢
السامرائي،الفعل زمانه وأبنيته،ص.٢١٢
) (٣
الس|||امرائي،الفعل زمان|||ه وأبنيت|||ه،ص.٢١٢وانظ|||ر:مرعي،أس|||اليب الجمل|||ة اإلفص|||احية،
ص.١١٩
) (٤
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٧
) (٥
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٧وانظ|ر:األشموني،ش|رح األش|موني ،ج ،٣ص.٢٢
والصبان،حاشية الصبان،ج،٣ص.١٣٩والرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٢٤٨واب|ن عقي|ل،
شرح ابن عقيل،ج،٣ص.٢٣٣
) (٦
ابن ھشام،شرح شذور الذھب،ص.٢٣٦
) (٧
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٧
) (٨
انظر:حمودة ،ظاھرة الحذف في الدرس اللغوي،ص.٢٢٦
) (٩
انظر :القرطبي ،الرد على النحاة،ص.٩٠
١٠٩
صد بِه أن الفع َل ال ُمقَ ﱠد َر قُ ِ أن ابن ھشام ي َرى ّ صده ال ُمتكلﱢم وھو اإل ْنشاء ،ﱠإال ّ ُمرا ِده الذي ْيق ِ
اإل ْنشا ُء ال ْ
اإلخبا ُر).(١
عناصر
ِ ديرھم ف ْعالً محذوفا ً لترْ كيْب النﱢداء) ،(٢ي ْھ ِدفُون إلى تكا ُم ِل فال ﱡنحاة في ت ْق ِ
االسم ال ُمنا َدى ِ ب في آ ِخ ِر ظھ ُو ُر حرك ِة النصْ ِ اإلسْناد،ودا ِفعُھم في ذلك ف ْكرةُ العام ِل و ُ
ب ،وھُم بذلك فكان ال بُ ﱠد من البحْ ث عن العا ِمل الّذي أوْ َجب ھذا النصْ َ َ الم ْنصوب، َ
النظر إلى أن ِ ن دوْ ل
ٍ عام د
َ ُوج و ض ر
ِ ْ
َف ت التي ة
ِ ّ ي ْيار ع مِ ِال ة ّ يحو ّ ن ال ة
ِ القاعد ق ْ
وف ُون ر ي س يَ ِ
إن ال ُمتكلﱢم ھ ﱡمه ُ الوح ْي ُد، ص ِة التي تحْ وي نوْ عا ً ِمن اال ْنفعالْ ،إذ ّ ب الخا ّ النﱢدا َء من األسال ْي ِ
وفق النحْ ِو ضه ھذاْ ، تخ ِدم غر َ ت الّتي ْ ْض التّحْ ويْال ِ ت ْن ِب ْيهُ السا ِمع وإثَارةُ ا ْن ِتبا ِھه،فأجْ َرى بع َ
اآل ِتي:
ﷲ
عب َد ِ الجُملة التوْ ليديّةُ :أنَا ِدي
َم ْفعُول ِبه َم ْنصوب،و ُمضاف إليْه. العناص ِر
ِ جُملةٌ تا ّمةُ
)ال ٌمسْند وال ُمسْند إليه(
ﷲ
عب َد ِ جُملةٌ تحْ ويليّة ٌ ...:
ْويض
ِ ذف ثُ ﱠم التع بالحْ ِ
عب َد ﷲِ يَا
ُمنا َدى َم ْنصوب وھو ُمضاف و ُمضاف إليْه. أداةُ ِندا ٍء
أن ْنل َمس الفرْ ق بيْن الجُملتيْن "أنَا ِدي عب َد ﷲِ " و" َيا عب َد ﷲِ " فالجُملة ُ ويُ ْمكن ْ
ت و ْفق القاعد ِة النّحوي ّ ِة وتحقﱠق فيْھا فھي جُمل ٌة سا َر ْ الثانية قدﱠر لَھا ال ﱡنحاةُ ف ْعالً َمحْ ُذوفا ًَ ،
ف في ھذه حذ ٌب،ثُ ﱠم ح َدث ْ ق وال َك ِذ َ ص ْد َ اإلخبا َر الذي يحْ ِمل ال ﱢ ْ عنُصْ را اإلسْنا ِد،وأفَا َدت
الجُمل ِة،حيْث ُح ِذف الفع ُل وا لفاع ُل ال ُمسْت ِتر "أنَا" معا ً وھذه جُملةٌ توْ ليديّةٌ ِب ْنيَتُھا الع ِميْقةُ "
ْويض إلى ُج ْملة تحْ ويليّ ٍة ھي " يا عب َد ﷲِ "،أيْ ف والتّع ْ
بالحذ ِ أنَا ِدي عب َد ﷲِ "ُ ،ح ﱢولَت
ِ
ف ال ﱢندا ِء َم َح ﱠل الفِع ِْل ال َمحْ ذوف وفا ِعلِه. ِب ُحلُو ِل حرْ ِ
وكأن الكال َماإلخبارّ ، ْ كيب ِمن اإل ْنشا ِء إلى أخ َرجوا الترْ َ التقدير ق ْد ْ ِ وھُم ِبھذا
أن الجملةَ الثانيةَ :يا عب َد ﱠ
جوابٌ لِ َم ْن يَسْأل َم ْن تُنا ِدي أوْ َم ْن ت ْدعو؟ في ُِجيْب :عب َد ﷲِ،إال ّ
ُمل غي ِْر اإلسْناد ّي ِة التي ِج ْي َء ِبھا ِلتُعبﱢر عن َمعْنى أن ن ُعدﱠھا من باب الج ِ ﷲ،يُ ْم ِكن لَنا ْ ِ
ﱢ
ب الندا ِء،وربﱡما أن ال ُمتكلم ح ﱠول في كال ِمه من ّ ﱢ ْ
صده ال ُمتكل ُم من إنشا ِء تركي ِ ﱢ فعالي ق َ ﱟ ا ْن
ّامع،وظ ﱠلت ا ْن ِتبا ِه الس ِ الخبر إلى اإل ْنشاء،فأتَى ِبحرْ ف النﱢدا ِءِ ،ليُش ْي َر إلى َمعْنى ال ّت ْن ِبيْه،ول ْف ِ ِ
آخ ِره لِتَ ُد ﱠل على ِ على َت ز ر
َ ب التي ة
ِ ّ يراب ْ
ع اإل هت
ِ حرك على لى األوْ ة
ِ ُمل ج ال في ه ِ ب ل
ُ عو ال َم ْف
إن القُدما َء ل ْم ھذا التح ﱡو ِل،الذي ط َرأ على أسْلوب النﱢدا ِء،وإلَى ھذا يُ ِش ْي ُر َعبَابنة قا ِئالًّ " ":
ت األسْلوب ّي ِة في اإل ْعراب،ويَعُود السبَبُ في ھذا إلَى ْيلتَ ِفتُوا إلى أثَ ِر ظا ِھر ِة التّحْ ويال ِ
ي )."(٣ التف ِكيْر النّحو ﱢ العامل على ْ ِ ظري ّ ِة طر ِة ن َ س ْي َ
؛ألن " َيا " ع ْن َده ُمل الفعْليّ ِة ّ ب الج ِ وابن ھشام)٧٦١ھـ(ع ﱠد قولَنا:يا عب َد ﷲِ من با ِ
كيب " َيا ع ْب َد ﷲِ " ِمن ال ُج مل اب فع ٍْل ،ق ﱠد رُوه بـ "أ ْدعُو" أيْ أنّه ع ﱠد الترْ َ ت منَ َ نابَ ْ
) (١
ابن ھشام ،شرح شذور الذھب ،ص.٢٣٦
) (٢
انظر:ابن يعيش ،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٧واألشموني،شرح األشموني ،ج ،٣ص.٢٣
والسيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٣٧
) (٣
عبابنة،أثر التحويالت األسلوبية،مجلة أبحاث اليرموك،م،١١ص.١٦
١١٠
رأي ِه ھذاْ ،إذ ال يَ ُع ﱡدھا من باب اإلسْناديّ ِة الفعْلي ّ ِة.ويُخا ِلف مھْدي الم ْخزومي ابن ھشام في ْ
َ َ
ب ألن ال ﱢنداء في رأي ِه من باب األسال ْي ِ فعل فيْھا،ذ ِلك ّ يصحﱡ تقدي ُر ٍ ُمل الفعلي ّ ِة وال ِ الج ِ
صةٌ يحسﱡ بِھا ال ُمتكلﱢ ُم والسا ِم ُع ب خاصﱟ ،لَه ِداللة ٌ خا ّ ص ِة التي تُؤدﱢي و ِظيْفة ً ب ُم َر ﱠك ٍ ّ الخا ّ
ت النﱢدا ِء .
)(١
باال ْس ِتعان ِة بغي ِْر أ َدوا ِولَ ْن يُ َؤ ﱠد ھذا األسلوبُ بِغي ِْر ھذا اللّ ْف ِظ وال ْ
أن أسلوب النﱢدا ِء يت َ َك ّون ِمن أدا ِة النﱢدا ِء و ُمنا َدى،وھذا ھ َو ومي ّ الم ْخ ُز ﱡ َ وي َرى
ف األدا ِة وإقا َمةَ الفع ِل ْ
وإن حذ َ ْ ّ
أسْلوبُ ال ﱢندا ِء،وال يُ َؤ ﱠدى ھذا األسلوبُ ب َغيْر ھذا اللف ِظّ ،
ب النﱢدا ِء،ويتَح ّو ُل الكال ُم من كوْ نِه إ ْنشا ًء الذي ق ﱠدرُوه ي ُْذ ِھبُ بالدﱢالل ِة ال َم ْقصُودة من أسْلو ِ
إلى كوْ نِه خبَراً).(٢
ضاف،ف ُح ْك ُمه النّصْ بُ ) ،(٣كال ُمضاف ِ ع ِلل ُمضاف أيْ ال ﱠش ِبيْه بال ُم ضار ُ
ِ وأ ّما ال ُم
وقيْل ھو َما اتﱠصل به ش َْي ٌء ِمن تَمام َمعْناھُه،وذلك نحو قو ِلنا :يَا خيْراً ِمن ز ْي ٍد،يا ك ِثيْرا ً
ضاربا ً زيْداً ،ويا َمضْ رُوبا ً غال ُمه ،ويا طا ِلعا ً ج ْبالً) ،(٤وس ّماه ابن ھشام ِ خ ْي َره ،ويا
ت ال ﱠش ْي َء إذا َم َد ْدته .
)(٥ ْ
طل ُ ول ِمثل قولِھمَ :م َ ْ ُ
ط ﱠول وال َم ْمط ِ بال ُم َ
ْ
وحذفُه ھُنا في رأي ِھم ْ ُ
وق ّدر ال ﱡنحاة ھُنا ف ْعالً ُح ِذف ْتقديرُه "أ ْدعُو أوْ أنا ِدي"،
ت َمنا َبه،فيكونُ الترْ كيب ُاألصْ ُل في أسْلوب أن "يَا" نابَ ْ وا ِجبٌ ،ال يجُوز ظُھورُه،ذلك ّ
ضاف ،على النّحْ و اآل ِتي: ِ النﱢداء ال ﱠشبيْه بال ٌم
جبَال ً طالِعا ً أنا ِدي جُملةٌ توْ ليديّة ٌ/
َم ْفع ُِ◌ول ِبه َم ْنصوب جُملة ٌ فعْليّة ٌ تا ّمة َم ْفعول ِبه
ج ْبالً طالِعا ً ... جُملةٌ تحْ ويليّة ٌ/
ْويض بالحذف والتّع ْ
ِ
جبَالً طالِعاً يَا
وما ي ِجب النصْ بُ فيْه َح ْت ًما في ال ُمنا َدى النّ ِك َرةُ غ ْي ُر ال َم ْقصُود ِة وذلك نحْ و قو ِلنا:
ضع ي ُرا ُد بِه الشا ِئعُ؛ ألن ّه ل ْم يُوجﱢه يَا ر ُجالً ،ويَا ُغالما ً ،فرجُل وغال ٌم في ھذا ال َموْ ِ
صا ً بالنﱢداء ،و ِم ْثل ذ ِلك األ ْع َمى يق ُول" :يا ر ُجالً ُخ ْذ ِبيَ ِد ي" ،ويَا طاب نحْ وھما ُم ْخ َت ّ ال ِخ َ
واجبٌ .
)(٦
ب ِ أجرْ ِني "فال يُرا ُد ر ُجالً بع ْي ِنه أوْ ُغالما ً بع ْي ِنه،فال ّنصْ بُ في ھذا الضّرْ ِ ُغالما ً ِ
الشاع ِر :
)(٧
ِ و ِمثالُه من ال ﱢشعْر قو ُل
أن ال ت ََال ِقيَاان ْ أَيَا َرا ِكبا ً إ ﱠما َع َرضْ تَ فَبَلﱢغا ً نَ َدا َما َ
ي ِم ْن نَجْ َر َ
) (١
انظر:المخزومي،في النحو العربي قواعد وتطبيق،ص.٥٣
) (٢
انظر:المخزومي،في النحو العربي نقد وتوجيه،ص.٣٨
) (٣
انظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٧واألشموني،شرح األش|موني ،ج ،٣ص.٢٣
والسيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٣٧
) (٤
انظر:المراجع أنفسھا ،والصفحات أنفسھا.
ابن ھشام،شرح اللّمحة البدريّة،ص.١٣٢ ) (٥
) (٦
انظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٨واألشموني،شرح األش|موني ،ج ،٣ص.٢٣
وابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج،٣ص.٢٣٥
) (٧
انظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٨واألشموني،شرح األشموني ،ج ،٣ص،٢٢
وابن ھشام،شرح اللمحة البدرية،ص.١٣٣وابن ھشام،شرح شذور الذھب ،ص .٢٣٦وابن
عقيل،شرح ابن عقيل،ج ٣ص.٢٣٥
١١١
صد راكبا ً عيْنه،إنّما أرا َد را ِكبا ً الشا ِھد فيْه نصْ ب " َرا ِكباً"؛ ألنّه ُمنا َدى ْإذ ل ْم ْيق ِ
ض ﱢم.بعيْنه لبَناه على ال ّ ِمن الرﱡكبا ِن يُ ْبلﱢغ خ َب َره ،ولو أرا َد را ِكباً ِ
ب ِبنا ِئهْ ،إذ يقُول سيبوي ِه" : ب ِع ﱠدةً في سبَ َ أ ّما ال ُمنا َدى ال ُم ْف َر ُد فذھَب ال ﱡنحاة مذا ِھ َ
ض ُعھُما واح ٌد،وذلك قولُك :يا ز ْي ُد ويا ورفَعُوا ال ُم ْف َر َد كما رفَعُوا ق ْب ُل وب ْع ُد و َمو ِ
عُم ُر،وت َركوا الت ْنوين في ال ُم ْف َر ِد كما ت َر ُكوه في ق ْب ُل" ).(١
ْرفةً ُي ْبنَى على كان ال ُمنا َدى ُم ْفرداً َمع ِ وقال ابنُ يعيش ":وأ ّما ا ْنتصابُه َم َح ّالً،فإذا َ
ضرْ بين :أ َحدُھما :ما كان َمعْرفةً ق ْب َل ضعه النصْ ب،وذلك على َ ض ﱢم ،وي ُكون َموْ ِ ال ﱠ
النﱢدا ِء،والثّاني :ما كان ُم َعرﱠفا ً في النﱢداء،ولَم ي ُك ْن قب ُل كذلِك)."(٢
فال ُمنادى ال ُم ْف َر ُد يُبْنى على ما يُرْ فع به ل ْفظا ً وھو الض ّمةُ في ال ُم ْفرد،نحْ و قو ِلنا :يَا
|دات ،أوْ ت ْق| ِديراً ،نحْ |و
ْ|دون،ويا ِرجا ُل،وي|ا ِھ ْن ُ ْ|دان،ويا زي َ ز ْي ُد،أوْ نائبُ الض ّم ِة نحْ و :يا زي ِ
قاض|||ي،وما ك|||ان َمبْنيّ|||ا ً قب||| َل النﱢ|||دا ِء،نحْ و :ي|||ا س|||يبو ْي ِه ،ي|||ا َخ ْمس|||ةَ قو ِلن|||ا :ي|||ا ُمو َس|||ى،يا ِ
مذھَب الجُمھور" .
)(٣ ع َش َر،وھذا ْ
وعرض ابن األنباري آلراء ال ﱡنحا ِة في َمسْأل ِة ِبنا ِء ال ُم ْف َرد ْإذ ذھَب الكوفيّ|ون إل|ى
ْ|رب وين،واحتَجﱡ |وا ب|أنّھم و َج|دُوه ال ُمع ِ ﱠف ال ُم ْف َرد َمرْ فو ٌع بغيْر ت ْن ٍ أن االسم ال ُمنا َدى ال ُم َعر َ ّ
المعْنى .
)(٤ ْ
خافض،وھو َمفعُول َ ٍ ب وال رافع وال ناص ٍ ٍ لَه يصْ َحبه من
ض||عه النصْ ||ب؛ ألنّ||ه ي عل||ى الضّ|| ﱢم وموْ ِ أ ّم||ا البص||ريّون ف||ذ َھبُوا إل||ى أنّ||ه َمبْن|| ﱞ
وإن ك|ان ف|ي األصْ |ل ُم ْع َرباً؛ألنّ|ه ي ْ بأن قالُوا :إنّم|ا ْقلن|ا إنّ|ه َم ْب ِن| ﱞ َم ْفعول،و َدلّلُوا على ذلك ْ
ب َمبْنيﱠة فكذ ِلك ما أ ْشبَھھا،ووجْ هُ ال َشبَ ِه بيْنھما من ثالث ِة ب،وكافُ الخطا ِ كاف الخطا ِ َ أ ْشبَه
الخطابُ ،والتعريفُ واإل ْفرا ُد ).(٥ أوج ٍهِ :
وم َر ﱠده أن ال ُمنادى َمبْني على الض| ﱢم ول|يْس بفاع| ٍل وال َم ْف ٍ
ع|ولَ ، وذھب الفرّاء إلى ّ
أن يُق||ال :ي||ا ز ْي | َداه،في ُكون االس | ُم ب |يْن ص||وْ تَيْن أن األصْ ||ل ف||ي النﱢ||داء ْ رأي||ه ھ||ذا إل||ى ّ ف||ي ْ
آخ ِره،فل ّم||ا َكثُ||ر ف||ي كال ِمھ||م اس |تَ ْغنَوا ين وھُم||ا " يَ||ا " ف||ي أ ّو ِل االس| ِ|م واأل ِل||فُ ف||ي ِ َم ِد ْي | َد ِ
االسم على الض ﱢم ت ْش| ِبيْھا ً ِ آخ َر
آخ ِره،وبَنَوا ِ بالصوْ ت األ ّو ِل وھو " يَا " وح َذفُوا األلفَ من ِ
بـ " ق ْب ُل وب ْع ُد إذا قُ ِط َعتا عن اإلضاف ِة).(٦
بفال ُمنادى في رأي ال ُكوفيين ليْس بفاع ٍل وال َم ْفعو ٍل،وھذا يُشيْر إلى ْإلغا ِء التّرْ كي ِ
ب إلى ُع ْنصري اإلسْنا ِد " ي في أسْلوب ال ﱢندا ِء،أيْ ع َد ُم الحاج ِة في ھذا األسْلو ِ اإلسْناد ﱢ
ْ
إن الرّف َع ال يُحْ تاج فيْه إلى عا ِمل على ال ﱠرغم من موْ قِ ِعه في ْ
ال ُمسْند وال ُم َسند إليه "إذ ّ
ب اإلسْناديﱢ؛ ذلك ّ
ألن ْ ْ
التقدي َر والتأوي َل بإلغا ِئھم ِف ْكرةَ الترْ كي ِ ب،كما أنّھم ْألغَوا ْ َم َح ﱢل النصْ ِ
ض ﱠمنَهُ .
)(٧
ب آ َخ َر ال يتَ َ ْلوب النﱢدا ِء إلى أسْلو ٍ الت ْقدي َر ي ُْخ ِرج أس َ
) (١
سيبويه،الكتاب،ج،٢ص.١٨٣
) (٢
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٨
) (٣
انظر:ابن يعيش،شرح المفص|ل،ج،١ص.١٢٨واألشموني،ش|رح األش|موني ،ج ،٣ص.٢١
والس||يوطي،ھمع الھوام||ع،ج،٣ص.٣٨واب||ن ھشام،ش||رح ش||ذور ال||ذھب ،ص .٢٣٦واب||ن
ھشام ،شرح اللّمحة البدريّة،ص.١٣٢
) (٤
ابن األنباري،اإلنصاف في مسائل الخالف،المسألة.٤٥:
) (٥
المرجع نفسه ،المسألة.٤٥:
) (٦
المرجع نفسه ،المسألة.٤٥:
) (٧
انظر:مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.١٢٠
١١٢
وعاب ابن مضاء على النحويين ھذا التأويل ،ألنّه يؤدي الى تداخل اسلوب
االنشاء بأسلوب الخبر).(١
وقد تبنّى عبد الرحمن أيوب ھذه الفكرة حين ذھب إلى أنّ التأويل غير مقبول
من الناحية الداللية ،فال تساوي بين الخبر واإلنشاء).(٢
ب الّتي ألن النﱢداء من األسْالي ِ ويرْ فُض ت ّما ُم حسّان ت ْقدي َر الفع ِل في أسْلوب النﱢدا ِء؛ ّ
قريْنة األدا ِء ،وھي ق َ ِريْنة ْلف ِظيﱠةٌ تا ِبعة ٌ لق َ َرا ِئ ِن التّعْلي ِ
ْق).(٣ ت ْع َت ِمد على ِ
ض ﱡم إذا كان علَما ً أن ال ُمنادى ليْس بِ ُم ْسنَد إليْه وھو يُ َ ي ّتعال الصّعيْد ّ وي َرى عب ُد ال ُم ِ
ت النﱢدا ِء؛صبا كبَا ِقي حاال ِ أوْ ن َ ِكرة ً َم ْقصودةً ،ويُ َعلﱢل سبَب الض ﱢم في ھا ِتين الحال ِتيْن ول ْم يُ ْن َ
ف ت ْن ِو ْي ِنه ال ْشتَبه بال ُمنادى حذ ِصب بع َد ْ ص َد ِبه ُم َعي ٌﱠن ُح ِذف م ْنه التّ ْنوين،فلَو نُ ِ ألنّه إذا قُ ِ
ضاف إلى يَاء ال ُمتكلﱢ ِم؛ وألنّھا ق ْد تُ ْقلَب في باب النﱢدا ِء أ ِلفاً ثُ ﱠم تُحْ َذف وتَ ْبقَى الفتحةُ قبلَھا ِ ال ُم
ض ﱢم ُمشيْرةً إليْھا فنقُول :يا ُغال َما،ويا ُغال ِمي،ويا ُغال َم،فَفَرﱡواًِ ،من النّصْ ب وال َج ﱢر إلى ال ﱠ
ض ﱡم ِبنا ٍء ال حركة ُ إ ْعرا ٍ
ب).(٤ حيْث ال ِش ْبھَة بيَاء ال ُمتك ﱢل ِم وھو َ
وب الض ّمة ُ أن تَنُ َ بلْ ذھَب الصّعيْديﱡ أب ْع َد ِمن ذلك حيْث ي َرى أنّه ِمن ال ُم ْمكن ْ
ت الك ْس َرة عن الف ْتح ِة في ج ْم ِع عن الف ْتحة في ال ُمنادى ال ُم ْف َرد،وال غَرابةَ في ذلك،ف َقد نابَ ْ
أن تُجْ ع َل صرﱠف،ويُ ْمكن ْ االسم الّذي ال يتَ َ ِ ت الف ْتحة ُ عن ال َكسْرة في ال ُم َؤنﱠث السّا ِلم،ونابَ ْ
باس ال ُمنادى ف ْال ِت ِ ُورھا خوْ َ الفتحة ُ ُمقَ ﱠدرة ً في ال ُمنادى ال ُم ْف َرد،ويكونُ الما ِن ُع من ظُھ ِ
ضاف إلى يا ِء ال ُمتكلﱢم،ويُقال في إ ْعراب :يَا ُمح ّم ُد " ُمح ﱠمدُ :منا َدى ِ ال ُم ْفرد بال ُمنادى ال ُم
َم ْنصوب بالض ﱠم ِة ِنيابَة ً عن الف ْتحة،أوْ يُقالُ :مح ﱠمد ُمنا َدى َم ْنصوب ِبف ْتح ٍة ُمقَدﱠرة).(٥
ضع لَھا ال ﱡنحاةُ أس َ
ْلوب أخ َ أن ْنل َمس أثَ َر القاعد ِة النّحويّ ِة ال ِمعْياري ّ ِة الّتي ْ ويُ ْمكن لَنا ْ
إن ي على الض ّمْ ،إذ ّ االسم ال ُمنادى ال ُم ْفر ِد َ
المبْن ّ ِ النﱢدا ِء ِلتَسْويغ الحرك ِة اإل ْعرابي ّ ِة في آ ِخ ِر
فكان ال بُ ﱠد من البحْ ث عن َم ْخ َرج ِلھذه َ ت، ال ُمنادى يُ َع ﱡد في رأي ال ﱡنحا ِة من باب ال َم ْفعوال ِ
ي على الض ﱢم في ضعه نصْ باً)،(٦أيْ أنّه َمبْن ﱞ ال َمسأل ِة فقالُوا إنّه يُ ْبنَى على الض ﱢم ،ويكونُ موْ ِ
ب.َمح ﱢل نَصْ ٍ
صد ُ
ت النحويّ ِة التي ق ِ ّ ّ
عناص ِر التحويال ِ ِ صر من ْ
فجُملة النﱢدا ِء دخَل عليْھا غ ْي ُر ُعن ٍ
الم َح ﱢل ،فالنّحاة يُق ﱢدرُون م ْنھا تَسْوي ُغ الحرك ِة اإل ْعرابيّ ِة "الض ّمة" و ِمن ثُ ﱠم النﱠصْ بُ على َ
وفاع ٍل في ِ مير ال ُمتكلﱢ ِم) ،(٧فھُم ْيفت َِرضُون وجو َد ٍ
فعل ض ِ فاعلِه ال ُمقَ ﱠدر ب َف ْعالً َمحْ ذوفا ً مع ِ
جُملة النﱢدا ِء،ثُ ﱠم ُح ِذفا ِلغَرض ِبنا ِء جُمل ِة النﱢدا ِء،وم ْنھم َمن ذھَب إلى أبْع َد ِمن ذلكْ ،إذ ع ﱠد
ب في االسم ذوف،أوْ ربﱠما ھي من َع ِمل النصْ َ ِ " َيا" نا ِئبةً َمناب ھذا الفع ِل ال َمحْ
ال ُمنادى،فھُم يُقدﱢرون جُملةً توْ ليديّة ً في نحْ و قو ِلنا " :يا ز ْي ُد " ُم َح ّولة عن جُمل ٍة توْ ليديّ ٍة" :
يا أُنا ِدي زيْد ًا"،او أنا ِدي زيْداً .
زيْداً جُملة توْ ليدي ّة /أنَا ِدي
) (١
انظر :القرطبي،الرد على النحاة،ج ٨٩وما بعدھا.
) (٢
انظر :أيوب،دراسات نقدية في النحو العربي ،ج.١٤٦
) (٣
حسّان،اللغة العربية معناھا ومبناھا،ص.١٨٩
) (٤
انظر:الصعيدي،النحو الجديد،ص.٢٥
) (٥
الصعيدي،النحو الجديد،ص١٢٥
) (٦
ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٢٢
) (٧
انظر:حمودة،ظاھرة الحذف في الدرس اللغوي،ص.٢٢٦
١١٣
زيْداً جُملة تحْ ويلي ّة /يَا
بالحذف والتعويض ْ
ْويض ْإذ يقو ُلِ " :من ال َم ْنصوب ِ بالحذف والتّع ْ وأشا َر السّيوط ﱡي إلى ھذا التّح ّو ِل
ھور
ظ ِ ماره أسْبابٌ :اال ْس ِتغنا ُء ب ُ ض ِ الز ِم اإلضْ مار بابُ ال ُمنا َدى ،و ِل ُل ُزوم إ ِ َم ْفعوالً به بفعْل ِ
اإلخبار ـ و َك ْثرةُ االسْتعما ِل،والتّعويضُ م ْنه وإظھا ُر الفع ِْل يُو ِھم ْ ْ َمعْناه وقصْ ُد اإل ْنشا ِء ـ
ھور ". رف النداء يُقَ ﱠدر بـ "أنا ِدي أوْ أ ْدعُو" إ ْنشا ًء،وھذا َم ْذ َھب ال ُج ْم ِ ب َح ِ
)(١
أن ي ُكون " يَا " ال ﱢنداء ُم َوحﱠدة في عملِھا ْإذ ال ي ُ ْعقَل ضرُورة ْ ويُشيْر عَمايَرة إلى َ
ﷲ ُ
صب االس ُم بع َد اليا ِء م ّرةً ويُرْ ف َع م ّر ٍة أ ْخرى،في نحو قولِنا " :يا ُمح ﱠم ُد ويا عب َد ِ أن يُ ْن َ
ْ
يكون عملُھا فيْما ي ِليْھا َ فإن ع ِملَت فيَ ِجب ْ
أن تكون األداةُ عا ِملةً أوْ ُمھ َْملةًْ ، َ " فإ ّما ْ
أن
عامل وھو فعْل النﱢدا ِء،أ ْدعو ٍ وا ِحداً،وليْس األم ُر كذلك،فل ْي َست عا ِملة ً إذاً ولكنّھا تَ ُس ﱡد َمس ﱠد
ص ٍة إذا كان ما يَليْه ُم ْع َربا ً في يكون عملُه فيْما يَ ِليه واحداً،وبخا ّ َ يجب ْ
أن أوْ أُنا ِدي ،وھذا ِ
ب،ول ّما ل ْم ي ُكن كذلك فق ْد ج َعلُوا األصْ ِل،وليْس من األسْماء ال َمبْنيّ ِة في ِلسان العر ِ
ْرف أن نع ِت َم َس ّده أداةُ النﱢدا ِء،دوْ ن ْ ب َم ْفعو ٍل للفعل الّذي س ّد ْ ال َمرْ فو َع مبْنيّا ً في َمح ﱢل نصْ ِ
ب " ُمح ﱠمد)"(٢ االسم ال ُم ْع َر ِ ِ ال ّس ﱠر في ِبناء ھذا
و ِمن ال ُمحْ دثين الّذين عابُوا على ال ﱡنحاة القُدامى ْتقدي َرھم ِلفع ِل النﱢدا ِء ال َمحْ ُذوف
ضاف ،ف َحقﱡه النصْ بُ على ٍ إبْراھي ُم ُمصْ طفى ْإذ يقُول" :ال ُمنادى ليْس بِ ُمسْند وال ب ُم
أن ض ﱡم فيْھا وھي ْ األصْ ل ،الّذي قرﱠرْ ناه وھو َم ْنصوب في ُك ﱢل أحوالِه ،ﱠإال حالَة ً وا ِحدةً يَ ُ
ي ُكون -كما يقُول القُدامى -علَما ً ُم ْفرداً أوْ نَ ِكرةً َم ْقصودةً)." (٣
أن جُملة َ النﱢدا ِء ليْست تا ّمة ً بذا ِتھا؛ فھي ال تُ َؤدﱢي وذھَب عب ُد القا ِدر َمرْ عي إلى ّ
ً
ي في رأي ِه ليْست جُملة،وإنّما ب،فھ َ وت عليْهّ ،إال إذا ْاقت َرنَت ِب َجوا ٍ ى يحْ سُن الس ُك ُ َمعْن ً
ْ
الغافل وال ُمسْتث ِق ِل إلى أ ْم ٍر ِ ْب" يفيد التنبيه،ت ْنبيه ُع ْنصر تحْ وي ٍل دخَل الجُملةَ " الترْ كي َ
يُريدُه ال ُمتكلﱢم َسواء أ َكان ھذا األم ُر خبَراً أو طلبا .
َ ً)(٤
ي جُملة تحْ ويليّةٌ أصْ لُھا ْط " ھ َ أن جُملةَ" :يا ُمح ﱠم ُد أ ْنت نَشي ٌ ويُضيْف مرْ عي ّ
إخباريّة ٌ،أصْ لُھاُ :مبْتدأ +خبَر. نشيط،جُملةٌ توْ ليديّةٌ اسْميّة ٌ ْ ٌ التّوْ ليديﱡ :أ ْنت
ٌ
نشيط أيْ :أنت
خَبر ُمبْتدأ
ُنصر تَ ْنبي ٍه وھ َو النﱢدا ُء ِلتُصْ ِبح الجُملة جُملة ً ِ بزياد ِة ع ثُ ﱠم ج َرى تحْ و ْي ٌل على الجُملة ِ
ُع ْنصر تنبيه ُ +منَبﱠه +الجُملة ُ تحْ ويل ّيةً إ ْفصاح ّية ً تُ ِف ْي ُد التﱠ ْن ِبيه :يا ُمح ﱠم ُد أ ْنت نشيْط
إخباري ّ ٍة إلى جُمل ٍة لت الجملةُ ِمن جُمل ٍة توْ ليديّ ٍة اسمي ّ ٍة ْ التّوليديّةُ "ال ُمبْتدأ والخبَر " ،فتح ﱠو ْ
ِندائيّ ٍة ْإفصاحيّ ٍة إ ْنشائيّ ٍة تُ ِفيْد التﱠ ْنبيه).(٥
) (١
السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٣٣
) (٢
عمايرة،في نحو اللغة وتراكيبھا،ص.٨٤
) (٣
مصطفى،إحياء النحو،ص.٦١
) (٤
انظر:مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية،ص.١٢٠
) (٥
انظر :مرعي،أساليب الجملة اإلفصاحية ،ص .١٢١
١١٤
تركيب الندا ِء دا ﱞل على المعنى في ذاتِه،و ِداللته َمحْ صورة في استرْ عاء َ ّ
لكن
اھتمام السّامع وش ّد انتباھه لِما سيأتي بع َده ،وعليه فھو تركيبٌ ال يحتاج إلى تقدير فعل
ي المقصو ُد محذوفا ً وھو إن ْقلت :يا زيد وتسكت يكون التركيبُ اإلسناد ّ محذوف ؛ألنّك ْ
)أ ْقبل(ُ .ثم ھو من الناحية التركيبية أداة نداء ناصبة ومنادى منصوب أو مبني في محل
ألن نلحقه بالتراكيب اإلسناديّة؛ ألنّه ال يحمل داع ْب من دون تقدير ،فليس من ٍ نص ٍ
إسنادًا بل تنبيه إلى إسنا ٍد بع َده.
كانت جُملة ُ النﱢدا ِء جُملة ً غ ْي َر إسْناديّ ٍة في ِب ْنيَ ِتھا الظاھر ِة فق ْد لجأ َ ال ﱡنحاة إلى ْ ول ّما
أن َمعْنى جُملة النﱢدا ِء في ال ُم َحصﱢلة النھائيّ ِة ھو "أ ْدعُو أو أنَا ِدي ال َمعْنى ،وو َجدُوا ّ
عناصر اإلسْنا ِد في ِ أن ت ْقدي َر ھذا العام ِل يُ َحقﱢق غايَ ِتيْن :األوْ لى :إقامة ُ ووجدُوا ّ "َ ،
الجُمل ِة،واكتمالُھا م ّما يُ َحقﱢق أرْ كان القاعد ِة النحو ّي ِة،وثانيھ ُما :أنّ ھذا العام َل الفعل ﱠي يُ َس ﱢوغ
باشر لجُمل ِة النﱢدا ِء ال يُ ْس ِعفُنا في ظر ال ُم ِ أن الن َ
ب،مع ّ الحركة َ اإل ْعرابيّةَ،وھي حركة ُ النصْ ِ
ماس َمعْنى ال َم ْفعول بِه في تراك ْي ِ
ب النﱢدا ِء).(١ األمر في التﱢ ِ ِ حقيق ِة
ْ
اختصاراً،ويبْقى عملُھا على رأي َم ْن قال إنّه ِج ْي َء حذفُ أدا ِة النﱢدا ِء ْ ص ﱡح ْ وقد ي ِ
ذوف " أنَا ِدي أو أ ْدعُو" أوْ أنّھا ھي العاملةُ في االسم ال ُمنادى ِ الفعل ال َمحْ
ِ ِبھا ِعوضا ً عن
حذفُ َما جا َء ِعوضا ً عن َمحْ ذوفْ ،إذ ال يُ ْعقَل ْ
أن تُقَ ﱠد َر ثُ ﱠم ولكن كيْف يجُوز ْ بْ ، الم ْنصو ِ َ
ف،و ِمن أ ْمث ِلتِھم قولُه تعالى ،"(٢) #x‹≈yδ∩⊄∪ ôtã óÚÌôãr& ß#ß™θãƒ" :وقوله تعالى: تَحْ ِذ َ
كالم
ِ ف النﱢدا ِء " يَا " ي ْكثُر في وحذفُ حرْ ِْ ‘،" (٣) ∇∪ $oΨoK÷ƒy‰yδ øŒÎ) y‰÷èt/ $oΨt/θè=è% ùøÌ“è? Ÿω $oΨ−/u
حرف ال ّندا ِء،و ِمن ھذهِ مواض َع ال يجُوز فيْھا ْ
حذفُ ِ أن النّحاة ح ﱠددُوا بّ ،إال ّالعر ِ
ث نحو :يا لَزيْد ،وال ُمتع ﱠج ِ
ب المواضع مع ل ْفظ الجالل ِة " ﷲ " إذا ل ْم ْتل َحقه المي ُم،وال ُمسْتغا ِ ِ
واسم اإلشار ِة نحو قوْ ِلنا :يا ذا ِ الجنس
ِ واسم
ِ ،ْداه يز يا :نحو ب
ِ دو ْ
ن والم
َ ،لماء ل
ِ يا : منه نحو
غير ال َم ْقصود ِة،وھذا ّ ْ
ِ س َش ْيبَا إلى الصﱢبا ِمن س ِبيْل .النِكر ِة ا ْدعُو فليْس ب ْع َد ا ْش ِتعال الرّأ ِ
ضع الثالث ِة األخيْرة .
)(٤
حذ َفه في الموا ِ مذھب البصْ ريين وج ﱠوز بعضُھم ْ ْ
األمر
ِ بجوازهِ ،م ْث ُل
ِ الف بيْن ال ﱡنحاة،فجزَم ابنُ مال ٍ
ك أ ّما ْ
حذفُ ال ُمنادى ففيْه ِخ ٌ
وال ّدعا ِء،وخ رﱠج عليْه قولَه تَعالى ."(٥) ∩⊄∈∪ ¬! (#ρ߉àfó¡o„ āωr& ":وقد يُحْ ذف ِ
لقيام قرين ٍة
الم ْفعول
سائر َ
ِ قامت قرينة ٌ دالّة ٌ عليه ب ِخالف
ْ عليْه ،فال ُمنادى م ْفعول بِه فيجُوز ْ
حذفُه إذا
به،فإنّه قد يُحْ ذف "نَسْيا ً م ْنسيًّا) ،"(٦وقولُه" :أال يا اسجدوا" بتخفيْف "أال" على أنّھا
) (١
انظر:كناعنة،الصراع بين التراكيب النحوية،ص.١١٠
) (٢
سورة يوسف،اآلية.٢٩
) (٣
سورة آل عمران،اآلية .٨
) (٤
انظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٤٣
) (٥
سورة النمل،اآلية.٢٥
) (٦
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٤٢٥
١١٥
حرفُ تَ ْنبيه و"يا "حرفُ ِندا ٍء أيْ َ :يا قو ُم اسْجدوا،ومن قرأ"¬! (#ρ߉àfó¡o„ āωr&" :
إن" ناصبة لل ُمضارع أُ ْد ِغمت في الم "ال " ،ويسْجدوا فعْل ∪∈⊄∩) ،"(١بت ْشديد ّ
الالم فـ " ّ
ألن ي ْسجُدوا وال زا ِئدة) .(٢وقولُه
ضارع سقَط نونُه بالنصْ ب ،أيْ :فھُم ال ي ْھتَدُونّ ،
ِ ُم
تعالىُ ،"(٣) ∩⊄∈∪ ¬! (#ρ߉àfó¡o„ āωr& ":ك ﱡلھم شدّد ّ
الالم في " ّأال" ّإال ال ِكسائي فإنّه خفﱠفھا
ي فقَال أن " ،ووقَف "أال يَا" ثُ ﱠم ا ْبتدأ " اسْجدُوا)."(٤أ ّما ِقراءة ُ ال ِكسائ ﱢ ولم يجْ َعل فيْھا " ْ
بتخفيف " أال " فإنّه على َمعْنى :أال يَا ھؤال ِء ا ْسجُدوا، ع ْنھا َم ﱢك ﱡي" :أ ّما ِقراءة ُ ال ِكسائي ْ
حرف النﱢداء عليه،وا ْسجُدوا َمبْني على ِ فـ "أال" ِلل ﱠت ْنبيه،ويَا لل ﱢنداء،و ُح ِذف ال ُمنادى ِلدالل ِة
ھذه ال ِقراءة )."(٥
ﱠف ِبأل التّعْريف ذكَره سيبو ْي ِه قائالً ":ھذا بابٌ ال يكون الوصْ فُ ال ُم ْفر ُد فيْه ندا ُء ال ُمعر ِ
ّإال ر ْفعا ً،وال يقع في موقِعه غ ْي ُر ال ُمفر ِد،وذلك قولك :يا أيﱡھا الرﱠج ُل،ويا أيﱡھا
ُ ْ
رحمه ﷲ(كقو ِلك يا ھذا،والرج ُل ي ھھُنا فيْما ز َعم الخلي ُل ) ِ المرْ أتان،فأ ّ
الرﱠجالن،ويا أيﱡھا َ
وصْ ف لَه كما ي ُكون وصْ فا ً ِلھذا،وإنّما صا َر وصفُه ال يكونُ فيْه ّإال الرّفعُ؛ ألنّك ال
أن تقو َل يا أيْ ،وال يا أيّھا وت ْس ُكت؛ ألنّه ُمبْھ ٌم ْيلز ُمه الت ْفسير،فصا َر ھو والرج ُل تسْتطيع ْ
اسم واح ٍد،كأنّك قُلْ يا َرج ُل ".
)(٦
بمنزل ِة ٍ
ي ُمنادى ُمبْھ ٌم وع ّد قولھم " يا أيّھا الرج ُل " من باب ا ْنتصاب ال ُمنادى َم َحالً،فأ ﱡ
ي على الض ﱢم لكوْ ِنه َم ْقصوداً و ُمشار اً إليْه بمنزل ِة يا رجُل،وھا تَ ْنبيه،والرّج ُل نعْت َمبْن ﱞ
ي وصْ لة ً كرھُوا إيال َء أدا ِة النﱢدا ِء ما فيْه األلفُ والال ُم فأتَوا بأ ّ والغ َرض ندا ُء الرّج ِل وإنّما ِ
اسم واحد .
)(٧
وصفَته بمنزل ِة ٍ ي وھا ِ ْ
فصارت أ ّ إلى ندا ِء ما فيْه األلفُ والال ُم،
تماع حرْ ِف ﱢي رأيا ً لبعْض ال ﱡنحاة :إنّما ل ْم يجْ معُوا ب ْي َنھُما كَراھةَ اجْ ي ْ ويورد الرض ّ
ِ ِ
َر وزياد ٍة ال ِ خ اآل في ما ة
ِ الفائد نمِ ما ھ د
ِ أح في فين حرْ ع
َ اجتما ّ
ألن ر؛ َ ظ ن ْهيوف ْريف،
تع ٍ
المحْ ذو ُر اجتما َع التّعْريفين ال ُمتَغايرين بدلي ِل قو ِلك :يا كما في"لقَد"وقا ُلوا:وليْس َ تُ ْستَ ْنكرَ ،
ْريف ِلحُصو ِل االسْتغنا ِء ھذا،ويا عب َد ﷲ،ويا ﷲ،بلْ ال ُم ْمتَنع اجتما ُع أدَا ِتي التّع ِ
بأح ِدھما).(٨
) (١
سورة النمل،اآلية.٢٥
) (٢
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٤٢٦
) (٣
سورة النمل،اآلية.٢٥
) (٤
اب||ن مجاھد،أحم||د ب||ن موس||ى ب||ن العبّاس،الس||بعة ف||ي القراءات،تحقي||ق:ش||وقي ض||يف،دار
المعارف،مصر)،د.ط(١٩٧٢،م،ص.٤٨٠
) (٥
م ّك||ي ب||ن أب||ي طالب،الكش||ف ع||ن وج||وه الق||راءات وعللھ||ا وحججھ||ا،تحقيق:محي||ي ال||دين
رمضان،مؤسسة الرسالة،بيروت،لبنان،ط١٩٨١ ،٢م،ج،٢ص.١٥٨
) (٦
سيبويه،الكتاب،ج،٢ص١٨٨
) (٧
انظر:ابن يعيش،شرح المفصل،ج،١ص.١٣٠والرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٣٧٣
) (٨
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص.٣٧٤
١١٦
دون إ ْدخال أيﱡھا
َ يصحﱡ ُمنادا ِته باليا ِء يخرُج عن ھذا ّإال ْلف ُ
ظ الجالل ِة فإنّه ِ ول ْم ْ
عليْهّ ،إال أنّھا ُح ِذفت في القرآن وع ﱢوض ع ْنھا بالھا ِء والمي ِْم،نحْ و قولِه تَعالىÈ≅è% ":
ُ .(١)" ∩⊆∉∪ Íοy‰≈pꤶ9$#uρ É=ø‹tóø9$# zΝÎ=≈tã ÇÚö‘F{$#uρ ÏN≡uθ≈yϑ¡¡9$# tÏÛ$sù §Νßγ‾=9$#ويعلﱢل سيبوي ِه
؛إال أنّھم قدأن تُنادي اسْما ً فيْه األلفُ والال ُم ْال َبتﱠةَ ّ ذلك بقولِه ":وا ْعلَم أنّه ال يجُوز لَك ْ
ُفارقا ِنه،وكثُر في قالُوا :يا ﷲ ا ْغ ِفر لنا ،وذلك من ِقبَل أنّه اس ٌم ْيلزَمه األلفُ والال ُم ،ال ي ِ
والالم الّتي من ْنفس ِ األلف
ِ كأن األلفَ والال َم فيْه بمنزل ِة ّ كال ِمھم فصا َر
الع َوض ﱢ ّ
ُوف)."(٢وشذ َم ِج ْي ُء قولِھم يا اللھُ ﱠم في الشعْر،أيْ أن يُجْ مع بيْن ِ ﱠ الحر ِ
الشاعر :
)(٣
ِ وال ُم َع ّوض "،يا والميْم " كقو ِل
أقُوْ ُل يَا اللّھُ ﱠم يَا اللّھ ُ ﱠما ث أل َ ﱠما إنﱢي إذا َما َح َد ٌ
والشاھ ُد فيْه قولُه "يا اللّھُ ﱠم " حيْث ج َمع بيْن "يا" والمي ِْم ال ُم َش ﱠدد ِة التي تأْ ِتي
النادر،الّذي يُحْ فظ وال ي ُقاس عليْه. ِ ب الشا ﱢذ ِع َوضا ً ع ْنه،و ُع ﱠد ھذا من با ِ
والنّحاة القُدامى أ ْدر ُكوا القيْمة َ اال ْنفعاليّة َ في بعْض أ ْنماط النﱢداء،كالنّ ْدبَة
والم ْندوب ُمنادى على وجْ ه التفَجﱡ ع، بْ ،إذ يقو ُل الرّض ﱡيَ " : خيم أو الع َج ِ واالسْتغاث ِة والترْ ِ
وكذا ال ُمسْتغاث ُمنادى دخلَه َمعْنى االسْتغاث ِة،وكذا ال ُمت َعجﱠب م ْنه ُمنادى دخ َله َمعْنى
فمعْنى يا ِل ْلماء،ويا ِل ْل ّدواھي :احْ ضُرا حتّى يُتَعجﱠب م ْن ُكما").(٤ بَ ، التعجﱡ ِ
بأنذوف في أسْلوب النﱢدا ِء أو ال َم ْندوب ّ ٍ دير فع ٍل َمحْ إن ما ح َمل ال ﱡنحاة على ْتق ِ ّ
ً ْ
االسم ال ُمنادى ال َم ْنصوب لفظا أوْ ِ ب في اليا َء س ﱠدت َم َس ﱠد الفع ِل ال َمحْ ذوف،فأوْ َجبت النصْ َ
بعيْداً عن نظريّ ِة اإلسْنا ِد وف ْكرة العام ِلْ ،إذ ي ُ ْمكن لنا العاملِ ، ِ َم َحالً،ھو ا ْنطالقُھُم من ف ْكرة
ص ِة التي ْيلجأ ُ إليْھا ال ُمتكلﱢ ُم ِليُعب ﱢر عن ب الخا ّ ب من باب األ َسالي ِ أن نَ ُع ﱠد ِم ْث َل ھذه التراكي ِ ْ
ص ٍة،و َج َريا ِنھا َمجْ رى ت خا ّ ً ً ُ
ف لغَو ّي ٍة ُم َعيﱠن ٍة،إذ إنّھا ترْ ت ِبط ارْ تباطا وثِيْقا بأدوا ٍ ْ ُ م َواقِ َ
ُ )(٥
ويلھا أوْ تبديلھا ،فھ َي جُم ٌل غ ْي ُر إسْناديّ ٍة ال يُ ْمكن ْ
ال َمثَل،فھي ص ْي ٌغ م ْس ُكوكةٌ ال يجُوز تأ ُ
أن ن ُع ﱠدھا من الجُمل الفعلي ّ ِة لِ ُمجرْ د تأْوي ِل النّحا ِة لَھا ب ِعبار ٍة فعلي ّ ٍة،وم ْنھم َم ْن س ّماھا يُ ْمكن ْ
بالجُمل الفعليّ ِة غي ِْر اإلسْناديّ ِة .
)(٦
فأسْلوبُ النﱢداء يت َك ﱡون من أدا ِة ال ﱢنداء و ُمنادى،وھذا األسلوبُ ال ُي َؤ ﱠدى بغيْر ھذا
أن األداةَ ھي العام ُلْ ،يذھَب ظر إلى ّ الفعل مكانَھا أو النّ َ ِ ف األدا ِة وإقامة حذ َوإن ْ اللّ ْفظْ ،
أناإلخبار ،واألصْ ل ّ ب النﱢدا ِء ،ويَ ْنقُل الكال َم من اإل ْنشاء إلى ْ بالدﱢالل ِة ال َم ْقصودة ِمن أسلو ِ
جُملةَ النﱢدا ِء جُملةٌ إ ْفصاحيّةٌ إ ْنشائيّةٌ.
) (١
سورة الزمر،اآلية.٤٦
) (٢
س||||||يبويه،الكتاب،ج،٢ص.١٩٥واب||||||ن جني،س||||||ر ص||||||ناعة اإلع||||||راب ،ج ،١ص.٤٩١
واألش|||||موني ،ش|||||رح األش|||||موني،ج،٣ص.٣٢وال|||||وراق العل|||||ل ف|||||ي النح|||||و ،ص.٢٠٣
وانظر:السيوطي،ھمع الھوامع،ج،٣ص.٤٧
) (٣
انظ|||ر :األشموني،ش|||رح األش||||موني،ج،٣ص.٣٢وب|||ال نس|||بة ف||||ي اب|||ن األنباري،أس||||رار
العربية،ص.٢٣٢وابن عقيل،شرح ابن عقيل،ج ٣ص.٢٣٦
) (٤
الرضي،شرح الكافية،ج،١ص ٣٤٥و.٣٤٦
) (٥
حسان،اللغة العربية معناھا ومبناھا،ص.١١٧
) (٦
أيوب،دراسات نقدية في النحو العربي،ص.١٢٩
١١٧
وربّما ما ذھَب إليْه ال ُمحْ دثون ھو ْأقربُ إلى روْ ح اللﱡ َغ ِة واالسْتعما ِل ِاللﱡغَو ﱢ
ي
ت ال ُم َس ﱢوغ لَھا،ويجْ عل ال ُمتكلﱢم في ت وتأْويال ٍ ْرب ت ْقديرا ٍ
الواقع ﱢي؛ ألنّه يُوفﱢر على ال ُمع ِ
اللغَويﱡ ي ْقتَضيِحلﱟ من قُيُود ال ﱡنحاة وأ ْكث َر ُح ﱢريﱠةً في التعْبير عن ُمرا ِده،إذا كان ال ُموْ قفُ ﱡ
عناص ِر اإلسْنا ِد.
ِ ْب لُغَويﱠة ً ْ
تخلو من أن يُ ْن ِت َج تراكي َ
م ْنه ْ
١١٨
الخاﺗمة
َ
ت ترْ ِكيْبا ً وأثَراً في الم ْنصُوبا ِ ب َ صة َ في با ِ ْب الخا ّ ثت ھذه الدﱢراسةُ األ َسالي َ ب َح ْ
ب سماعيّا ً في باب ال َمفاع ْي ِل وباب األ َسالي ِ ص ةٌ َ ب تراكيْبُ خا ّ الدﱢالل ِةْ ،إذ إنّه و َرد عن العر ِ
اخ ِر األسْما ِء ظھُور الحرك ِة اإل ْعرابي ﱠ ِة في أ َو ِ اللغَويﱠ ِة اال ْنفعالي ﱠ ِة،فاختلف النّحاة في ت ْف ِسيْر ُ ﱡ
دير عوا ِم َل أوْ َجبت ب اللﱡغَويّ ِة السّماعي ﱠ ِةْ ،إذ ل َجأَ النّحْ ويﱡون إلى ْتق ِ ال ُم ْن َد ِر َج ِة في ھذه التراكي ِ
أن ُك ﱠل أ َث ٍر ال بُ ﱠد لَه ِمن العامل التي تقُوم على ّ ِ ب في ھذه األسْما ِء،ا ْن ِطالقا ً ِمن فِ ْكرة النصْ َ
ب،فھُم يُقَدﱢرون ويَتَأ َ ّولون ْأفعاالً ُح ِذفت من ھذه ص ٍ وأن ُك ﱠل َم ْنصوب ال بُ ﱠد لَه من نا ِ ُم َؤثﱢر ،ﱠ
أن ھذه ظ ِر إلى ّ ب اللﱡغَوي ﱠ ِة السّماعيﱠ ِة،وذ ِلك ِلتَبْرير الحر َك ِة)الف ْت َحة(ِ ،من دوْ ن النّ ْ التّراكي ِ
َرضٍ اللغَوي ﱠ ِة ربﱡما ح َدث فيْھا تَ َح ﱡو ٌل في َموْ ِقف ال ُمتكلﱢم ِمن الخبَ ِر إلى اإل ْنشاءِ ،لغ ْب ﱡ التراكي َ
ص َده ال ُمتكلﱢم وف ِھ َمه ال ُمتَلقﱢي. بالغ ﱟي ق َ ِ
ت طار َما يُ ْع َرف بالتّح ّوال ِ ْب اللغَويّةَ في إ َ ﱡ أ ّما ال ُمحْ َدثون فإنّھم د َرسُوا ھذه الت َراكي َ
الطار ِئ،فھُ ْم ي َرون أنﱠھا ِ يف اال ْنفعال ﱢ وفق ال َموْ قِ ِ كالم ال ُمتكلﱢم ْ ِ تط َرأُ على األُسْلُوبيﱠ ِة التي ْ
عناص ِر اإلسْنا ِد ِ ُمل غي ِْر اإلسْناديﱠ ِة الّتي ال نَحْ تا ُج فيْھا إلى ب الج ِ ت َراكيْبٌ لُغَويّة ٌ من با ِ
فھي ُج ْمل غ ْي ُر إسْناديﱠ ٍة تُ َؤدﱢي َمعْناھا ا ْع ِتماداً على قرا ِئ ِن األحْ ِ
وال،أوْ ِليَ ْكتَ ِمل َمعْناھاَ ،
ق،وھو اكبر القرا ِئ ِن ال ﱠدالﱠ ِة على ال َم عْنى. ي الذي ي ُكون عليْه ال َكال ُم،أوْ السﱢيا ُ ال َموْ قِف اللﱡغَو ﱢ
ض َحة ُ ي ت َراكيْبُ لُغَويﱠةٌ وا ِ صلَت إليْه ھذه الدراسةُ أنّه ي ُ ْم ِكن ْ ْ إن أھ ﱠم ما تَ َو ﱠ ﱠ
أن تأ ِت َ
ُ ْ
أن تُقَ ﱢد َر ف ْعالً حُذف منھا رب ﱠما ظھُورُه يُ َؤدﱢي ْ المعْنى ال َلبْس فيْھا وال ُغ ُموضِ ،من دوْ ن ْ َ
ت َعلَما ً ِل ْل َم ْفعوليّ ِة أوْ نا ِت َجةً عن عا ِم ٍل ظا ِھ ٍر أوْ أن الف ْت َح َة ل ْي َس ْ إلى تَ َغي ٍﱡر في ال َمعْنى ،كما ّ
ضاھا ت َح ﱡو ُل ال ُمتكلﱢ ِم في كال ِمه من الخبَر إلى ب ،بلْ إنّھا حركة ٌ ا ْقتَ َ ُمقَ ﱠد ٍر في ھذه التراكي ِ
ي ا ْن ِفعال ﱟي. ف لُغَو ﱟ ْبير عن َموْ ِق ٍ اإل ْنشا ِء ِللتﱠع ِ
ص ِة و َع ﱢدھا ِمن ب الخا ﱠ إن ما ذھَب إليْه ال ُمحْ َدثون في دراس ِتھم ِل ِم ْثل ھذه التراكي ِ ّ
ُمل غي ِْر الواح ِد أو الج ِ ِ ف الط َر ِ ت ﱠ ُمل ذا ِ ت الجا ِھ َز ِة والج ِ ص ِة والعبارا ِ ب الخا ﱠ ب األسالي ِ با ِ
ص ْي َغ التراكيب اللغَويﱠة َ السّماعيﱠ َة،وال ﱢ ﱡ َ أن ن َ ُع ﱠد ھذه ي صائبٌ ،إذ يُ ْم ِكن لَنا ْْ اإلسْناديﱠ ِة،ھو رأ ٌ
ت َمجْ رى المثل ت على ھذه الھَيْئ ِة،و َج َر ْ ت اللغَويﱠ ِة التي َجم َد ْ ﱡ ب ال ُمتَ َحجﱢرا ِ اال ْنفعاليّةَ من با ِ
ال يدخلھا تبديل أو تغير،ربما يغير معناھا ويحرفه عن المعنى الذي أراده المتكلم عندما
أنتج ھذه التراكيب،والفتحة في ھذه التراكيب قيمتھا الداللية تكمن في أنھا تشير إلى
المعنى االنفعالي،وأن ھناك تحوالً طرأ على موقف المتكلم وغير في كالمه من الخبر
إلى اإلنشاء ،لغرض بالغي.
ب ﱡ
إن ما ذ َھب إليْه ال ُمحْ دثون في َعدﱢھم ھذه التراكيْب اللغَوي ّة من باب األسال ْي ِ ُ ّ
ي ﱡ ﱡ
ت ال َم ْس ُكو َكة الجا ِھز ِة ھو أق َربُ إلى روْ ح الل َغ ِة واالسْتعما ِل اللغَو ّ ْ ص ِة أو ال ِعبارا ِ الخا ّ
ت ال ُم َس ﱢوغ لَھا ،ويجْ َعل ال ُمتكلﱢم في ْ ْرب ت ْقديرا ٍ
ت وتأويال ٍ الواقِع ﱢي؛ ألنّه يُ َوفﱢر على ال ُمع ِ
ي الموْ قف االنفعال ّ ان َ ِحلﱟ ِمن قُيُود ال ﱡنحا ِة وأ ْكثَ َر ُح ﱢريﱠةً في التّعْبير عن ُمرا ِده،إذا ك َ
صة ً قا ِدرةً على ح ْم ِل مشا ِع ِره وا ْنفعاال ِته إلى ْب لُغَويﱠةً خا ﱠ أن يُ ْن ِتج ال ُمتكلﱢ ُم تراكي َ ي ْقتَضي ْ
ْس أو ُغ ُموض. ال ُمتَلقﱢي،من دوْ ن لَب ٍ
بعض التراك ْي ِ
ب ِ و َمھَما يَ ُكن من أ ْم ٍر فھذه الدراسةُ ليْست ّإال ُمحاولَةً ِلتَحْ ِ
ليل
ص ِة،وال أ ﱠدعي اللغَوي ﱠ ِة اال ْنفعاليﱠ ِة الخا ﱠ ب ﱡ اللغَويﱠ ِة السّماعيﱠ ِة في باب ال َمفاع ْي ِل واألسال ْي ِ ﱡ
أن أ ُكونَ طاه،وﷲَ أسأ ُل ْ وخط َوةٌ ِمن ُخ َ ْ ال َكما َل فيْھا،وإنّما ھي ُم َحاولةٌ في َم َجال البحْ ِ
ث
١١٩
طأْ ُ
ت ف َق َد ِري أخ َ ت ف ِمنﱠة ٌ ِمن ﷲْ ،
وإن ْ أص ْب ُ ُوع وق ﱠد ْمت َشيْئاًْ ،
فإن َ ت في عرْ ض ال َموض ِ وفﱢ ْق ُ
أنﱠ ِني حا َو ْل ُ
ت،والحم ُد ) ربﱠ العالَميْن على ُك ﱢل ٍ
حال.
١٢٠
ال َمرا ِجع
األخف||ش ،س||عيد ب||ن مس||عدة )١٩٧٩م( .معXXاني القXXرآن ،تحقي||ق :ف||ايز ف||ارس الحم||د،
المطبعة العصرية ،الكويت.
األزھري ،خالد بن عبد ﷲ )د.ت( .شXرح التصXريح علXى التوضXيح ،دار إحي|اء الكت|ب
العربية .عيسى البابي الحلبي.
األزھ||ري ،أب||و منص||ور )١٩٦٣م( .معجXXم ﺗھXXذيب اللغXXة ،المؤسس||ة العربي||ة للت||أليف
والترجمة.
األشموني ،أبو الحسن نور الدين )١٩٩٨م( .شرح األشموني على ألفية ابن مالك ،ق|دم
له :حسن محمد ،منشورات دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان ،الطبعة االولى.
ابن األنباري ،كمال الدين أب|و البرك|ات )١٩٨٢م( .اإلنصXاف فXي مسXائل الخXالف بXين
النحويين البصريين والكوفيين ،تحقيق :محمد محيي الدين عبد الحميد.
اب||ن األنب||اري ،كم||ال ال||دين أب||و البرك||ات )١٩٩٩م( .أسXXرار العربيXXة ،تحقي||ق :برك||ات
يوسف ھبّود ،شركة دار األرقم بن أبي األرقم ،بيروت ،لبنان ،الطبعة االولى.
األندلس||ي ،أب||و حيّ||ان )١٩٩٠م( ،البحXXر المحXXيط ،دار إحي||اء الت||راث ،بي||روت ،لبن||ان،
الطبعةالثالثة.
أنيس ،إبراھيم )١٩٧٥م( ،مXن أسXرار اللغXة ،مكتب|ة اإلنجل|و ،الق|اھرة ،مص|ر ،الطبع|ة
الخامسة.
أيوب ،عب|د ال|رحمن )١٩٥٧م( .دراسXات نقديXة فXي النحXو العربXي ،مؤسس|ة الص|باح،
الكويت )د.ط(.
برجستراسر)١٩٨٢م( ،التطور النحوي للغة العربيXة ،أخرج|ه :رمض|ان عب|د الت|واب،
مكتبة الخانجي ،القاھرة -مصر ،ودار الرفاعي ،الرياض ،السعودية.
البزرة ،أحمد مختار )د.ت( .أساليب التوكيد من خXالل القXرآن ،مؤسس|ة عل|وم الق|رآن،
دمشق ـ سوريا ،وبيروت ،لبنان ،الطبعة االولى.
ولب لباب لسان العرب ،تحقيق: البغدادي ،عبد القادر بن عمر .(١٩٧٩) ،خزانة األدب ّ
عبدالس||الم محم||د ھ||ارون ،الھيئ||ة العام||ة المص||رية للكت||اب ،مكتب||ة الخ||انجي،
القاھرة ،الطبعة الثانية.
البغ||وي ،أب||و محم||د الحس||ن ب||ن مس||عود )د.ت( .معXXالم التنزيXXل ،حقق||ه وش||رح أحاديث||ه:
محمد عبد ﷲ النمر وآخرون ،دار طيبة للنشر ،والتوزيع ،الرياض ،الس|عودية،
الطبعة الرابعة.
بوالصة ،عمار إلياس )٢٠٠٧م( .المنصوبات في ضوء إحياء النحو ،رسالة دكت|وراه،
غير منشورة ،الجامعة األردنية ،بإشراف محمد حسن عواد.
الجرجاني ،عبد القاھر )١٩٧٨م( .دالئل اإلعجاز ،بيروت ،لبنان) ،د.ط(.
الجرج|اني ،عب||د الق||اھر )١٩٨٢م( .المقتصXXد فXXي شXXرح اإليضXXاح ،تحقي||ق :ك||اظم بح||ر
المرجان ،دار الرشيد للنشر ،العراق ،المجلد األول) ،د.ط(.
الجرجاني ،علي بن محمد الشريف )١٩٦٩م( .التعريفات ،مكتبة لبنان ،بيروت ،لبن|ان،
)د.ط(.
١٢١
أبو جناح ،صاحب )١٩٩٨م( .دراسXات فXي نظريXة النحXو العربXي ،دار الفك|ر ،الطبع|ة
االولى.
اب|ن جن||ي ،أب||و الف||تح عثم||ان )١٩١٣م( .الخصXXائص ،تحقي||ق :محم||د عل||ي النج||ار ،دار
الھدى ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الثانية.
ابن جني ،أبو الفتح عثمان )١٩٨٥م( .اللمع فXي العربيXة ،تحقي|ق :حام|د الم|ؤمن ،ع|الم
الكتب ،بيروت لبنان ،الطبعة االولى.
ابن جني ،أب|و الف|تح عثم|ان )١٩٨٨م( .سّ Xر صXناعة اإلعXراب ،دراس|ة وتحقي|ق :حس|ن
ھنداوي ،دار القلم ،دمشق ،سوريا ،الطبعة االولى.
الج||واري ،أحم||د عب||د الس||تار )١٩٨٤م( .نحXXو التيسXXير دراسXXة ونقXXد منھجXXي ،مطبع||ة
المجمع العلمي العراقي ،بغداد -العراق) ،د.ط(.
حسان ،تمام )١٩٨٥م( .اللغة العربية معناھا ومبناھا ،الھيئة المصرية العام|ة للكت|اب،
الطبعة الثالثة.
حسان ،تمام )د.ت( .األصول ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،المغرب ،الطبعة االولى.
حسن ،عباس )د.ت( .النحو الوافي ،دار المعارف ،مصر ،الطبعة الرابعة والخامسة.
الحلبي ،شھاب الدين أبو العباس ب|ن يوس|ف الس|مين ) .(١٩٩٤الXدر المصXون ،تحقي|ق:
علي محمد معوض وآخرين ،دار الكتب العلمية ،بيروت -لبنان ،الطبعة االولى.
حماسة ،محمد عبد اللطيف )١٩٨٣م( .العالمة اإلعرابية في الجملة العربية بين القديم
والحديث ،الكويت) ،د.ط(.
حماسة ،محمد عبد اللطيف ) .(١٩٩٠من األنماط التحويلية فXي النحXو العربXي ،مكتب|ة
الخانجي ،القاھرة -مصر) ،د.ط(.
حمودة .طاھر سليمان )١٩٨٤م( .ظاھرة الحذف في الدرس اللغXوي ،ال|دار الجامعي|ة،
اإلسكندرية -مصر) ،د.ط(.
الحم||وز ،عب||د الفت||اح )١٩٨٤م( .التأويXXل النحXXوي فXXي القXXرآن الكXXريم ،مكتب||ة الرش||د،
الرياض -السعودية ،الطبعة االولى.
الحموي ،شھاب الدين أبو عبد ﷲ ياقوت )١٩٩١م( .معجم األدباء ،دار الكتب العلمية،
بيروت -لبنان ،الطبعة االولى.
ابن حنبل ،أحمد ) .(١٩٩٨مسXند اإلمXام أحمXد ،بي|ت األفك|ار الدولي|ة ،بي|روت -لبن|ان،
)د.ط(.
الحنيط||ي ،خل||دون )١٩٩٨م( .المنصXXوبات بXXين القاعXXدة التركيبيXXة والقيمXXة الدالليXXة،
رسالة ماجستير ،غير منشورة ،جامع|ة مؤت|ة ،إش|راف االس|تاذ ال|دكتور :يحي|ى
عطية عبابنة.
اب||ن خل||دون ،عب||د ال||رحمن )١٩٩٥م( .المقدمXXة ،تحقي||ق :دروي||ش الجوي||دي ،المكتب||ة
العصرية ،بيروت -لبنان ،الطبعة االولى.
الخ||ولي ،محم||د عل||ي )١٩٨١م( .قواعXXد ﺗحويليXXة للنحXXو العربXXي ،الري||اض ،الطبع||ة
االولى.
اب|ن ال|دھان ،أب|و محم|د س|عيد المب|ارك )٢٠١٠م( .شXرح الXدروس فXي النحXو ،تحقي|ق:
جزاء المصاروة ،دار أسامة ،عمان -األردن ،الطبعة االولى.
١٢٢
ابن أبي ربيعة ،عمر ،١٩٩٢ ،ديوان عمر ابن أبي ربيع|ة ،دارص|ادر ،بي|روت ،لبن|ان،
الطبعة االولى.
رضوان ،عبد الرحيم )د.ت( .في النحو العربي ،مركز الفرقان الثق|افي ،إرب|د ،األردن،
)د.ط(.
الرضي ،رضي الدين محمد بن الحسن )٢٠٠٠م( .شرح الكافيXة ،ش|رح وتحقي|ق :عب|د
العال سالم مكرم ،عالم الكتب ،الطبعة االولى.
الزجاجي ،أبو القاسم عبد ال|رحمن )١٩٨٨م( .الجمXل فXي النحXو ،حقق|ه وق|دم ل|ه :عل|ي
توفيق الحمد ،مؤسسة الرسالة ،دار األمل ،إربد -األردن ،الطبعة الرابعة.
الزجاجي ،أبو القاسم عبد الرحمن )١٩٩٦م( .اإليضاح فXي علXل النحXو ،تحقي|ق :م|ازن
المبارك ،دار النفائس ،بيروت -لبنان ،الطبعة السادسة.
الزركش||ي ،ب||در ال||دين محم||د ب||ن عب||د ﷲ )د.ت( .البرھXXان فXXي علXXوم القXXرآن ،تحقي||ق:
محمد أبو الفضل إبراھيم ،دار المعرفة ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الثانية.
الزمخشري ،أبو القاسم محمود بن عمر )١٩٩٣م( .المفصXل فXي صXنعة اإلعXراب ،ق|دم
له :علي أبو ملحم ،دار مكتبة الھالل ،بيروت ،لبنان ،الطبعة االولى.
الزمخشري ،أبو القاسم محمود بن عمر )د.ت( .الكشاف ،دار المعرفة ،بيروت -لبنان.
الزمخشري ،ابو القاسم محمود بن عمر ،(١٩٧٧) ،المستقصي فXي أمثXال العXرب ،دار
الكتب العلمية ،بيروت ،الطبعة الثانية.
حجة القراءات ،تحقيق :سعيد األفغاني، ابن زنجلة ،أبو زرعة عبد الرحمن )١٩٩٧م(ّ .
مؤسسة الرسالة ،بيروت -لبنان .الطبعة الخامسة.
السامرائي ،إبراھيم )١٩٨٣م( .الفعل زمانه وأبنيته ،مؤسسة الرسالة ،بيروت -لبنان،
الطبعة الثالثة.
الس||امرائي ،إب||راھيم ) (١٩٩٧النح||والعربي نق||د وبن||اء ،دار عم||ار ،عم||ان ،األردن،
الطبعة االولى
السامرائي ،فاضل صالح )١٩٨٧م( .معاني النحو ،وزارة التعليم العالي ،بيت الحكمة،
جامعة بغداد ،العراق) ،د.ط(.
الس||امرائي ،فاض||ل ص||الح )١٩٩٤م( .الجملXXة العربيXXة ﺗأليفھXXا وأقسXXامھا ،منش||ورات
المجمع العلمي ،بغداد -العرا) ،د.ط(.
اب||ن الس||راج ،أب||و بك||ر محم||د ب||ن س||ھل )١٩٩٩م( .األصXXول فXXي النحXXو ،تحقي||ق :عب||د
الحسين الفتلي ،مؤسسة الرسالة ،بيروت -لبنان ،األردن ،الطبعة الرابعة.
س||يبويه ،أب||و بش||ر عم||رو ب||ن عثم||ان )١٩٩١م( .الكتXXاب ،تحقي||ق :عب||د الس||الم محم||د
ھارون ،دار الجيل ،بيروت -لبنان ،األردن ،الطبعة االولى.
الس||يوطي ،ج||الل ال||دين )١٩٧٧م( .المطXXالع السXXعيدة فXXي النحXXو والصXXرف والخXXط،
تحقيق :نبھان ياسين حسين ،الجامعة المستنصرية.
الس||يوطي ،ج||الل ال||دين )١٩٧٧م( .ھمXXع الھوامXXع فXXي شXXرح جمXXع الجوامXXع ،تحقي||ق
وشرح :عبد العال سالم مكرم ،دار البحوث العلمية ،الكويت.
السيوطي ،جالل الدين )١٩٨٥م( .األشباه والنظائر في النحو ،تحقيق :عبد الع|ال س|الم
مكرم ،مؤسسة الرسالة ،بيروت -لبنان ،األردن ،الطبعة االولى.
الشايب ،أحمد )١٩٨٨م( .األسلوب ،مكتبة النھضة المصرية ،الطبعة الثامنة.
١٢٣
الشلوبين ،أبو علي عمر بن محمد )١٩٩٤م( .شرح المقدمة الجزولية الكبيXر ،تحقي|ق:
تركي العتيبي ،مؤسسة الرسالة ،بيروت -لبنان ،الطبعة الثانية.
الص||الح ،ص||بحي )١٩٨٣م( .دراسXXات فXXي فقXXه اللغXXة ،دار العل||م للمالي||ين ،بي||روت -
لبنان ،الطبعة العاشرة.
الص|بّان ،محم|د ب||ن عل|ي )د.ت( .حاشXية الصXXبان علXى شXرح األشXXمونيعلى ألفيXة ابXXن
مالك ومعھا شXرح الشXواھد للعينXي ،دار إحي|اء الكت|ب العربي|ة ،فيص|ل عيس|ى
البابي الحلبي ،القاھرة ،مصر) ،د.ط() ،د.ت(.
الصعيدي ،عبد المتعال )١٩٧٤م( .النحو الجديد ،دار الفكر العربي ،بيروت -لبنان.
ضيف ،شوقي )١٩٨٢م( .ﺗجديد النحو ،دار المعارف ،القاھرة -مصر ،الطبعة الثانية.
ضيف ،شوقي )١٩٨٦م( .ﺗيسير النحو ،دار المعارف ،القاھرة -مصر.
الطحّان ،ريمون )١٩٦٨م( .األلسنية العربية ،دار المعارف ،الق|اھرة ،مص|ر ،الطبع|ة
االولى.
عبابنة .يحيى عطية )٢٠٠٦م( .ﺗطXور المصXطلح النحXوي البصXري مXن سXيبويه حتXى
الزمخشري ،جدارا للكتاب العالمي ،عمان ،االردن ،الطبعة االولى.
عبابن||ة ،يحي||ى عطي||ة )١٩٩٣م( .أث||ر التح||ويالت األس||لوبية ف||ي تفس||ير اإلع||راب ف||ي
اآليات القرآنية والشواھد الشعرية ،مجلة أبحاث اليرموك ،المجلد.١١ :
ابن عصفور ،علي بن محمد )١٩٩٨م( .المق ّرب ،تحقيق وتعليق ودراس|ة :ع|ادل أحم|د
عبد الموجود وعلي محمد معوض ،دار الكتب العلمية ،بيروت -لبنان ،الطبع|ة
االولى.
ابن عقيل ،بھاء ال|دين عب|د ﷲ )١٩٩١م( .شXرح ابXن عقيXل علXى ألفيXة ابXن مالXك ،دار
الفكر ،بيروت -لبنان.
العكبري ،أبو البقاء )د.ت( .التبيان في إعراب القرآن ،تحقي|ق :عل|ي البج|اوي ،مطبع|ة
عيسى البابي الحلبي.
العكبري ،أبو البقاء عبد ﷲ ب|ن الحس|ين )١٩٩٥م( .اللبXاب فXي العلXل والبنXاء ،تحقي|ق:
غزي مختار طليمات ،دار الفكر المعاصر ،بيروت -لبنان ،ودمش|ق -س|وريا،
الطبعة االولى.
عمايرة ،إسماعيل أحمد )٢٠٠٥م( .نحو آفاق أفضل للعربية ،دار وائل للنشر ،عم|ان -
األردن.
عم||ايرة ،خلي||ل أحم||د )١٩٨٤م( .فXXي نحXXو اللغXXة وﺗراكيبھXXا ،ع||الم المعرف||ة ،عم||ان -
األردن ،الطبعة االولى.
ابن فارس ،أب|و الحس|ن أحم|د ب|ن ف|ارس )١٩٦٣م( .الصXاحبي فXي فقXه اللغXة ،تحقي|ق:
مصطفى الشويحي ،بدران للطباعة والنشر ،بيروت ،لبنان ،الطبعة االولى.
الفراء ،أبو زكريا يحيى بن زياد )١٩٨٠م( .معاني القرآن ،تحقيق :أحمد يوسف نجاتي
وآخرين ،الھيئة المصرية العامة للكتاب ،الطبعة الثانية.
القرطبي ،ابن مضاء )١٩٤٧م( .الرد على النحXاة ،تحقي|ق :ش|وقي ض|يف ،دار الفك|ر،
القاھرة -مصر) ،د.ط(.
كناعنة ،عبد ﷲ )٢٠٠٧م( .الصراع بين التراكيب النحوية دراسة )في كتاب سيبويه(،
دار الكتاب الثقافي ،إربد ،االردن ،الطبعة االولى.
١٢٤
لوشن ،نور الھدى )د.ت( .مباحث في علم اللغة ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية
-مصر.
اب||ن مال||ك ،جم||ال ال||دين محم||د٢٠٠١) ،م( ،شXXرح التسXXھيل ﺗسXXھيل الفوائXXد وﺗكميXXل
المقاصد ،تحقيق :محمدعبدالقادرعطا ،وطارق فتحي السيد ،دار الكتب العلمية،
بيروت ،لبنان ،الطبعة االولى.
المبارك ،مازن )١٩٨٥م( .نحو وعي لغوي ،مؤسسة الرسالة ،بيروت -لبنان ،الطبعة
الثانية.
المبرّد ،أبو العباس محمد بن يزي|د )١٣٩٩ھ|ـ( .المقتضXب ،تحقي|ق :محم|د عب|د الخ|الق
عضيمة ،لجنة إحياء التراث اإلسالم ،القاھرة -مصر) ،د.ط(.
ابن مجاھد ،أحمد بن موسى بن العباس١٩٧٢ .م ،السبعة في القراءات ،تحقيق :ش|وقي
ضيف ،دار المعارف ،مصر.
المخزومي ،مھدي )١٩٦٤م( .في النحو العربي نقد وﺗوجيه ،المكتبة العصرية ،ص|يدا
-بيروت ،الطبعة االولى.
المخزوم||ي ،مھ||دي )١٩٨٥م( .دراسXXات فXXي النحXXو العربXXي قواعXXد وﺗطبيXXق ،الطبع||ة
الثالثة.
مرع|ي ،عب||د الق||ادر خلي||ل )١٩٩٥م( .أسXXاليب الجملXة اإلفصXXاحية فXXي النحXXو العربXXي،
مؤسسة رام للتكنولوجيا ،عمان ،األردن.
مصطفى ،إبراھيم )١٩٥٩م( .إحياء النحو ،لجنة التأليف والترجمة ،القاھرة -مصر.
مكي بن أبي طالب )١٩٧٤م( .مشكل إعراب القرآن ،تحقيق :ياسين محمود الس|واحي،
مطبوعات مجمع اللغة العربية ،دمشق -سوريا.
م ّكي ،ابن أبي طالب ،(١٩٨١) .الكشف عن وجوه القراءات وعللھا وحجھXا ،تحقي|ق:
محيي الدين رمضان ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،لبنان ،الطبعة الثانية.
اب||ن منظ||ور ،أب||و الفض||ل جم||ال ال||دين محم||د ب||ن مك||رم )٢٠٠٥م( .لسXXان العXXرب ،دار
صادر بيروت ،لبنان ،الطبعة الرابعة.
الميداني ،أبو الفضل أحمد ب|ن محم|د )١٩٧٢م( .مجمXع األمثXال ،تحقي|ق :محم|د محي|ي
الدين عبد الحميد ،دار الفكر.
النحاس ،أبو جعفر أحمد )١٩٨٨م( .إعراب القرآن ،تحقيق :زھير غزي ،عالم الكت|ب،
مكتبة النھضة ،الطبعة الثالثة.
نھر ،ھادي )١٩٨٧م( .التراكيب اللغوية في العربية ،مطبعة اإلرشاد ،بغداد -العراق.
ابن ھشام ،جالل ال|دين اب|ن ھش|ام )١٩٨٥م( .شXرح اللّ ْمحXة البدريXة فXي علXم العربيXة،
تحقيق وشرح وتعليق وتبويب :صالح راوي ،مطبعة حسان ،الطبعة الثانية.
ابن ھشام ،جمال الدين عب|د ﷲ ب|ن يوس|ف )١٩٧٩م( .أوضXح المسXالك إلXى ألفيXة ابXن
مالXXك ،تحقي||ق :محم||د محي||ي ال||دين عب||د الحمي||د ،دار الجي||ل ،بي||روت ،لبن||ان،
الطبعة الخامسة.
اب|||ن ھش|||ام ،جم|||ال ال|||دين عب|||د ﷲ ب|||ن يوس|||ف ) ،(١٩٩٩مغنXXXي اللبيXXXب عXXXن كتXXXب
األعاريب ،تحقيق :برك|ات يوس|ف ھبّ|ود ،داراألرق|م اب|ن أب|ي األرق|م ،بي|روت،
لبنان ،الطبعة االولى.
١٢٥
اب||ن ھش||ام ،جم||ال ال||دين عب||د ﷲ ب||ن يوس||ف )١٩٩٩م( .شXXرح شXXذور الXXذھب ،ش||رح
وتعليق :محمد السعدي فرھود وآخرون ،دار الكتاب المصري ،القاھرة ،مصر.
الورّاق ،أبو الحسن محمد )٢٠٠٠م( .العلل في النحو ،تحقيق :مھا مازن المب|ارك ،دار
الفكر المعاصر ،بيروت -لبنان ،دمشق -سوريا ،الطبعة االولى.
ابن يعيش ،موفق الدين )د.ت( .شرح المفصل ،عالم الكتب ،بيروت -لبنان.
١٢٦