Professional Documents
Culture Documents
شروط-الإرث-و-موانعه 6
شروط-الإرث-و-موانعه 6
1
المحور األول :شروط اإلرث
بعد ما عرفنا أسباب اإلرث في الحصة الماضية ،اآلن ننتقل للحديث عن
شروط اإلرث ،وفق ما تناوله الفقهاء بالشرح والتحليل.
ومن هذه الشروط ما يلي:
أوال :موت الموروث حقيقة أو حكما :و ذلك بأن يثبت موته حقيقة إما
بمشاهدة الجثة ،أو بشهادة الطبيب ،أو بشهادة الشهود ،أو إلحاقه
باألموات حكما كالمفقود الذي انقطع خبره ،وحكم بموته بعد التحري
واألبحاث بمختلف الوسائل المتعارف عليها و لم يحدد جهته ،فيحكم
القاضي بموت المفقود ،و يجعله كمن مات حقيقة ،فيرثه ورثته األحياء.
ومن مات قبل صدور حكم القاضي في ":شأن المفقود" اعتبر بأنه مات
قبل وفاة المفقود ،وال ميراث له فيه ،فإن حضر المفقود بعد ذلك فإنهم
يردون إليه ما بقي في يدهم من مال.
و إلى ذلك أشارت المادة 623 :من قانون األسرة المغربي بما يلي:
"المفقود 1مستصحب الحياة بالنسبة لماله ،فال يورث و ال يقسم بين
ورثته إال بعد الحكم بتمويته ،و محتمل الحياة في حق نفسه ،و كذلك
في حق غيره ،فيوقف الحظ المشكوك فيه إلى أن يبت في أمره".
-1المفقود هو من انقطع خبره و لم تعرف حياته و ال موته ،و يعتبر مستصحب الحياة بالنسبة ألمواله ،فال تقسم بين
ورثته إال بعد صدور الحكم بتمويته ،كما يعتبر محتمل الحياة في حق نفسه و كذا في حق غيره ،فيوقف الحظ المشكوك
فيه إلى أن يبت في أمره.
فإذا كان هو الوارث الوحيد ،فيوقف ما يرثه إلى أن يبث في أمره ،و إذا كان معه ورثة آخرون فيقدر تارة حيا و تارة
أخرى ميتا ،و يوقف الخط المشكوك إلى أن يبث في أمره.
فإن ظهر أنه كان حيا بعد وفاة موروثه ،يستحق ما يرث ،و إذا تبين أنه كان ميتا قبل وفاة موروثه ،فإنه ال يستحق شيئا
و يوزع الحظ المشكوك فيه الذي كان موقوفا على الورثة الذي يستحقونه ،و إذا لم تتبين حياته و ال موته إلى أن صدر
حكم بموته ،فإنه ال يستحق شيئا أيضا ،للمزيد في هذا الصدد ،انظر الدليل العملي لمدونة األسرة ،مطبعة فضالة المحمدية،
السنة ،4002ص.781:
2
ثانيا :وجود الوارث قبل وفاة المورث حقيقة أو تقديرا :كالحمل
وذلك ألن الوارث يخلف المورث بعد موته ،لذلك كان من الضروري
تحقق حياة الوارث بعد موته ،حتى يكون أهال لهذه الخالفة.
و هذا ما أشارت إليه المادة 623 :من مدونة األسرة بقولها:
"يستحق اإلرث بموت الموروث حقيقة أو حكما ،و بتحقق حياة وارثه
بعده".
و بناء على هذه المادة ،نستخلص أن استحقاق اإلرث البد من أمرين:
-األمر األول :التحقق من موت الموروث حقيقة أو حكما.
-األمر الثاني :التحقق من حياة وارث المتوفى بعده.
و من ثم ،فإن حياة الوارث بعد وفاة الهالك شرطا ضروريا في اإلرث،
و ذلك بإثبات حياة الوارث حقيقة أو حكما ،كالجنين في بطن أمه بتوقف
إرثه على والدته حيا.
إذ ،ال خالفة في اإلرث إذا كان الخليفة حيا ،و لو لحظة بعد وفاة الهالك
،وذلك لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه ،أن النبي صلى الله
عليه و سلم قال" :إذا استهل المولود ورث".2
و نصت المادة 663 :من مدونة األسرة على ما يلي:
"ال يستحق اإلرث ،إال إذا ثبتت حياة المولود بصراخ أو رضاع
ونحوهما".
3
فهذه المادة ،بينت أن استحقاق اإلرث يتطلب حياة المولود حيا ،و يكون
ذلك إما بصراخ ،أو تنفس أو حركة و نحوهما ،فإذا ثبتت حياة المولود
بهذه األمور ورث ،و إال فال يستحق اإلرث.
و لكن السؤال المطروح ماذا لو مات اثنان فأكثر من الورثة في وقت
واحد ،و لم يعرف أيهما سبق اآلخر بالموت؟.
فهذه الحالة تحدث عنها الفقهاء ،وأسهبوا الشرح فيها كثيرا.
وسنقتصر على صورة منها ،كأن يموت عدد من أفراد األسرة فيها أبناء
وإخوة في حادثة سير ،و لم يعرف أيهما مات قبل اآلخر.
ففي مثل هذه الحالة ال يمكن نقل ملكية أحدهما إلى اآلخر باعتباره وارثا
،ألنه ال يمكن تحقق حياة أحدهما عند موت اآلخر ،لذلك فإنه ال توارث
بينهما بل تكون تركة كل منهما للورثة األحياء.
وهذا هو المقصود بقول الفقهاء ":ال توارث بين الغرقى و الحرقى
والهدمى".
و قد نصت أيضا مدونة األسرة على هذه الحالة في المادة 623 :بقولها:
"إذا مات عدة أفراد ،و كان بعضهم يرث بعضا ،و لم يتم التوصل إلى
معرفة السابق منهم ،فال استحقاق ألحدهم في تركة اآلخر سواء كانت
الوفاة في حادث واحد أم ال".
ثالث :العلم بجهة اإلرث من زوجية أو قرابة :و هذا الشرط ضروري
لمعرفة المستحق للميراث من غير المستحق ،ومقدار استحقاقه من
التركة .وعلى هذا األساس سارت مدونة األسرة المغربية ،ونصت في
4
المادة 663:على ما يلي" :يشترط في استحقاق اإلرث ما يلي:
-7تحقق موت الموروث حقيقة أو حكما.
-4وجود وارثه عند موته حقيقة أو حكما.
-3العلم بجهة اإلرث".
فهذه المادة نصت على شروط ،فإذا توفرت جميعها في الشخص استحق
اإلرث في تركة الهالك و هي:
-تحقق موت الموروث حقيقة أو حكما ،إذ ال توارث بين األحياء.
-وجود وارثه عند موته حقيقة أو حكما كما في الحمل.
-العلم بجهة اإلرث لمعرفة السبب الذي به يستحق الوارث حق
الميراث.
5
المحور الثاني :موانع اإلرث
قد تحقق في الوارث أسباب اإلرث من قرابة أو زوجية ،وأيضا قد تتوفر
فيه شروط اإلرث ،إال أنه و مع ذلك ال يستحق اإلرث لوجود مانع يمنعه
من ذلك.
و موانع اإلرث سبعة ،حيث جمعها الفقهاء في قولهم" :عش لك رزق"
و هي كاآلتي:
أوال :عدم استهالل المولود :و هو عدم صراخ الصبي حين والدته،
والصراخ دليل على حياة المولود ،فإذا لم يستهل المولود صارخا حين
والدته ،ثم مات من غير سماع بكاء منه ،ال يصلى عليه ،و ال يرث وال
يورث ،ألن عدم استهالله صارخا من عالمات موته.
و قد أشارت مدونة األسرة المغربية إلى هذا المانع في المادة663 :
بقولها" :ال يستحق اإلرث ،إال إذا ثبتت حياة المولود بصراخ أو رضاع
أو نحوهما".
فانطالقا من المادة 663 :المشار إليه أعاله ،أنه إذا ثبت حياة المولود
بصراخ أو رضاع و نحوها فإنه يرث ،وإذا لم يثبت ذلك فال ميراث له.
ثانيا :الشك :والشك هو التردد بين النقيضين بال ترجيح ألحدهما على
اآلخر.
و للشك صور كثيرة منها :الشك في مانع اإلرث في كون القتل عمدا،
أو خطأ.
و كذلك الشك في المتقدم بالموت من المتأخر كأخوين ماتا في حادثة
سير ،ولم يعلم السابق في الموت من المتأخر ،فال توارث بينهما لعدم
6
المورث
توفر أحد شروط اإلرث ،وهو ثبوت حياة الوارث عند موت ّ
وقد نصت مدونة األسرة عن مانع الشك في المادة 623 :بقولها:
"إذا مات عدة أفراد ،و كان بعضهم يرث بعضا ،و لم يتم التوصل إلى
معرفة السابق منهم ،فال استحقاق ألحدهم في تركة اآلخر سواء كانت
الوفاة في حادث واحد أم ال".
فانطالقا من المادة المشار إليها أعاله ،يتبن لنا أنه إذا مات عدة أفراد
من الناس ،و كان بعضهم يرث بعضا ،بسبب هدم أو غرق ،أو حادثة
سير أو غير ذلك ،و لم يعرف السابق منهم موتا حقيقيا ،فال توارث بينهم
لوجود مانع الشك سواء كانت الوفاة في حادث واحد أم ال.
و إلى ذلك أشار أيضا ابن عاصم رحمه الله في التحفة بقوله:
يمتنع اإلرث لجهل من سبق وبين من مات بهدم أو غرق
ثالثا :اللعان :و هو ما يقع بين الزوجين بسبب نفي حمل أو دعوى رؤية
الزنا فيتحالفان ،و يتأبد تحريمها عليه و ال يتوارثان.
عنَة ،فيرث من أمه و ترثه و توأماه شقيقان.
و أما ما تلد المرأة المال َ
و قد ذكر الله عز و جل هذا المانع في القرآن الكريم حين قال:
"و الذين يرمون أزواجهم و لم يكن لهم شهداء إال أنفسهم فشهادة
أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله
عليه إن كان من الكاذبين و يدرؤا عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات
بالله إنه لمن الكاذبين و الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من
3
الصادقين".
-3سورة النور،اآليات3:و7و3و.9
7
و قد أشارت مدونة األسرة إلى هذا المانع (أي اللعان) في المادة662 :
بقولها:
"ال توارث بين مسلم و غير المسلم ،و ال بين ما نفى الشرع نسبه".
رابعا :الكفر أو اختالف الدين :فالمقرر شرعا هو عدم جواز التوارث
بين المسلم والكافر سواء كان كفره أصليا ،أو كان كفره عارضا ،وسواء
كان كتابيا أو غير كتابي مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
4
"ال يرث المسلم الكافر و ال الكافر المسلم".
5
وقوله صلى الله عليه و سلم أيضا" :ال يتوارث أهل ملّتين".
و العلة في انتفاء اإلرث بين المسلم و الكافر هي انتفاء الموالة الشرعية
بينهما.
و ذهب جمهور العلماء إلى القول :بمنع التوريث بين المسلم وغير المسلم
عمال باألحاديث المذكورة أعاله.
فاختالف الدين عند جمهور العلماء إذن مانع من موانع اإلرث .
وقد أشارت مدونة األسرة المغربية إلى هذا المانع أيضا في المادة662 :
بقولها ":ال توارث بين مسلم و غير المسلم."...
و من ثم ،فالمقرر شرعا هو عدم جواز التوارث بين المسلم و الكافر.
لكن يبقى السؤال مطروحا ،و نحن بصدد الحديث عن اختالف الدين
ما حكم ميراث المرتد؟.
المرتد :هو من خرج من ملة اإلسالم بإرادته و اختياره ،وقد أجمع
العلماء على أن المرتد ال يرث غيره من المسلمين ،أما في توريث
8
المسلمين منه ،فيرى جمهور العلماء أن المسلم ال يرث المرتد ،ألنه ال
توارث بين المسلم والكافر ،وأما ماله في هذه الحالة يكون غنيمة
للمسلمين.
6
و يرى األحناف أن مال المرتد يكون لورثته من المسلمين.
خامسا :الزنا :فال توارث بين الزاني و ابنه من الزنا ،إذ ال نسب شرعي
بينهما ،وأما أمه فترثه و يرثها.
والمالحظ بخصوص هذا المانع أن مدونة األحوال الشخصية الملغاة
كانت تنص على هذا المانع بصريح العبارة في المادة 223 :بقولها...":
و ال بين ولد الزنا و الزاني" ،إال أن مدونة األسرة الحالية أشارت
أيضا إلى هذا المانع من خالل المادة 662 :بقولها" :وال بين من نفى
الشرع نسبه".
فالمقرر إذن ،هو عدم جواز التوارث بين ما نفى الشرع نسبه ،و بين
من نفاه عنه ،حيث ال توارث أحدهما في اآلخر ،و هذا هو رأي جمهور
الفقهاء في المسألة ،فالنسب نعمة والزنا جريمة ،فال يصح أن تكون سببا
لنعمة ثبوت النسب ،وهو نفس التوجه الذي سارت مدونة األسرة
المغربية في المادة ،662 :حيث نصت على ما يلي " :ال توارث بين
مسلم وغير مسلم ،وال بين من نفى الشرع نسبه".
9
سادسا :القتل العمد :من مقاصد الشريعة اإلسالمية أنه من استعجل
الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه ،لذلك فإن اإلسالم عاقب القاتل الذي
مورثه بحرمانه من الميراث.
يقوم بقتل ّ
فاألصل إذن في القتل العمد أنه مانع من موانع اإلرث عند الفقهاء،
7
مصداقا لقول رسول الله (ص)":القاتل ال يرث".
و في رواية أخرى يقول صلى الله عليه و سلم" :ليس للقاتل من الميراث
8
شيء".
لمورثه ال يرثه أصال ،ال من المال الذي كان يملكه قبل
ّ فالقاتل عمدا
القتل و ال من الدية ،و هي المال الذي يدفعه القاتل في مقابلة العفو عن
القصاص منه لورثة القتيل ،وإن أتى القتيل بشبهة تدرأ عنه الحد مثل
األب الذي يضرب ابنه قصد تأديبه ،و لم يقصد قتله ،فيموت الولد
متأثرا بذلك الضرب ،فهذه شبهة تدرأ الحد عنه فقط ،و لكنه ال يرث منه
شيئا.
و على رغم اتفاق العلماء قاطبة على أن القتل مانع لإلرث ،إال أنهم
فرقوا بين القتل العمد ،و القتل الخطأ.
ّ
و سوف نعرض أقوال الفقهاء في المسألة بإيجاز فيما يلي:
ذهب األحناف إلى أن القتل الذي يمنع من اإلرث هو القتل العمد
وشبه العمد ،و الخطأ ،والجاري مجرى الخطأ.
10
و ذهب الشافعية إلى أن القتل بجميع صوره يمنع من اإلرث حتى ولو
المورث
ّ كان عن طريق الشهادة ،أو تزكية الشهود ،فإذا شهد على قريبه
بأنه زنى ،و كان محصنا ،فيرجم بناء على هذه الشهادة أو زكى الشهود،
ُمنع من اإلرث.
9
و ذهب المالكية إلى أن القتل العمد فقط هو الذي يمنع من اإلرث،
وهو نفس التوجه الذي سارت عليه مدونة األسرة المغربية ،حيث
نصت على ذلك في المادة 333 :بقولها" :من قتل مورثه عمدا ،وإن أتى
بشبهة ال يرث من ماله ،و ال ديته ،و ال يحجب وارثا.
و من قتل موروثه خطأ ،ورث من المال دون الدية و حجب".
فانطالقا من المادة 666:المشار إليها أعاله ،أن مدونة األسرة فرقت
بين القتل العمد ،و القتل الخطأ.
فالقاتل عمدا ال يرث من تركة المقتول شيئا ،و ال في ديته و ال يحجب
وارثا ،و لو أتى بشبهة كما بيّنا في المثال أعاله ،في عرض حديثنا عن
األب الذي يضرب ابنه بشيء قصد تأديبه ،فيموت االبن متأثرا بذلك
الضرب ،فاألب في هذه الحالة ال يرث ،ألنه قد يكون بهذا الفعل يستعجل
موت ابنه ليأخذ ماله.
و لهذا السبب ،يمنع من الميراث طبعا للقاعدة الفقهية المعمول بها عند
الفقهاء" :من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".
-9للمزيد من االطالع على أقوال الفقهاء في المسألة راجع مصطفى عاشور ،علم الميراث ،المرجع السابق،ص 33:و ما يليها.
11
و أما القتل الخطأ ،فال يعد مانعا من اإلرث في مال المقتول ،غير أن
القاتل عن طريق الخطأ يحرم من الدية ،ولكنه يبقى حاجبا لغيره في
الميراث ،كما بينت المادة 666 :المشار إليها سابقا.
و تجدر اإلشارة هنا ،أن الحكم الذي تبنته مدونة األسرة في حرمان
القاتل عمدا من الميراث ،هو نفس الموقف الذي تبنته التشريعات العربية
في هذا الصدد.10
إال أنه يبقى السؤال مطروحا فيما يتعلق بالمحاولة فما هو الجزاء
المترتب على ذلك في القانون المغربي؟ ،و هل يؤثر هذا الوضع في
الورثة اآلخرين أم ال؟.
المالحظ أن المادة 666 :من مدونة األسرة ،نصت على كل من توفر
فيه القصد الجنائي ،وبالتالي فهي تشمل الفاعل األصلي للجريمة،
والمساهم والمشارك في ارتكابها ،وإذا وقع شك في القتل ،فيجب على
القضاء أن يميز هل كان القتل خطأ أم عمدا؟ ،فإذا كان القتل عمدا،
فالحاصل أن القاتل عمدا يمنع من اإلرث و الدية ،و ال يحجب وارثا.
ولو أتى بشبهة كما في رأينا في المثال أعاله ،كمن ضرب ولده قصد
تأديبه فمات الولد ،فاألب هنا يمنع من إرثه ،طبعا للقاعدة الفقهية المعمول
بها عند الفقهاء" :من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".
12
وأما إذا كان القتل خطأ ،فال مانع من اإلرث في مال المقتول ،غير أنه
يمنع فقط من اإلرث في ديته ،و يبقى القاتل حاجبا لغيره في الميراث.
سابعا :الرق :و هذا مانع تناوله الفقهاء قديما ،واعتبروه من موانع
الميراث ،لكن مدونة األسرة لم تدرجه باعتباره انقرض في زمننا هذا،
ولم يعد له أي وجود ،وبالتالي فال داعي للحديث عنه.
و معناه باختصار شديد "،أن العبد ومن فيه شائبة رق ال يرث و ال
يورث ،إلن اإلرث يقتضي التمليك ،والرقيق ال يملك ألنه و ما يكسبه
لسيده".11
و تسهيال على طلبة العلم وضع الفقهاء رمزا ذات داللة فقهية ،كما تمت
اإلشارة إلى ذلك سابقا ،قصد تسهيل حفظ هذه الموانع ،وجمعوها في
قولهم "عش لك رزق".
و إلى هذه الموانع أشار إليها أيضا العالمة الرسموكي بقوله:
كفر ذي اعتزال
شك لعان ُ يَمنَع اإلرث عدم استهالل
َ12 س َجالَ
إال الوالء عن معتق قد قتال رق زنا و قتل ظلم ُم ْ
وبهذا نكون قد انتهينا من حصة اليوم ،والحمد لله أوال وأخيرا وصلى الله
على سيدنا ونبينا وموالنا محمد ،وعلى آله وأصحابه الطاهرين ،ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين.
-11عبد الكريم بن محمد الالحم " ،تسيير فقه المواريث" ،دار الشبيلة ،الرياض ،الطبعة األولى 3326هــ ،2332ص.39
-12انظر" :إيضاح األسرار المصونة" ،ص.33:
13
14