You are on page 1of 18

‫م‬

‫مناهج الدعوة اإلسالمية‬


‫أوال‪ -‬مفهوم مناهج الدعوة اإلسالمية‬
‫‪#‬المنهج لغة‪ :‬السبيل والطريق البين الواضح المستقيم‬
‫‪#‬المنهج اصطالحا‪:‬‬
‫* النظام والخطة المرسومة للشيء‬
‫*اإلسالم نصا وعرضا وقبول‬
‫‪#‬أركان منهج الدعوة‪:‬‬
‫‪ -1‬الداعية‬
‫‪ -2‬المدعو‬
‫‪ -3‬الخطوات وفق الشرع‬

‫‪#‬الدعوة لغة‪:‬‬
‫*الستغاثة‬
‫*الدعوة إلى التوحيد‬
‫*النداء‬
‫‪#‬الدعوة اصطالحا‪:‬‬
‫*اإلسالم ذاته‬
‫*صرف أنظار الناس إلى عقيدة تفيدهم أو مصلحة تنفعهم‬
‫*ندبة إلنقاذ الناس من ضاللة كادوا يقعون فيها أو مصيبة كادت تحدق بهم‬

‫‪#‬منهج الدعوة‪ :‬الدعوة إلى الصراط المستقيم بإثبات الكمالت ونفي الشبهات من خالل‬
‫العدول‬
‫‪#‬أهداف الدعوة من الجانب العملي‬
‫صناعة اإلنسان المؤمن‬ ‫‪-1‬‬
‫تكوين المدعو المؤمن المتحرك من خالل منهج عملي تطبيقي يحول القول إلى‬ ‫‪-2‬‬
‫الفعال‬
‫صناعة اإلنسان الفاعل المؤثر في الحياة‬ ‫‪-3‬‬
‫إخراج اإلنسان الفاضل النموذج المؤهل ليأخذ مكانا مالئما في قيادة مسيرة الحياة‬ ‫‪-4‬‬
‫وبالجملة‪ :‬صناعة اإلنسان الرسالي‬

‫‪1‬‬
‫‪#‬أهداف الدعوة من جانب المصدر‪:‬‬
‫تعريف اإلنسان بمسلمات الدعوة والمنهج الحسي‬ ‫‪-1‬‬
‫إبراز قوة الدعوة في بدايتها والقدرة على الستمرار‬ ‫‪-2‬‬
‫كشف الذاتية الدعوية‬ ‫‪-3‬‬
‫إيثار السلمية‬ ‫‪-4‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المنهج العاطفي‬


‫‪#‬العاطفة لغة‪ :‬اإلحسان‪ ,‬والبر‪ ,‬والشفقة‬
‫‪#‬العاطفة اصطالحا‪ :‬القوة الباطنة التي يدرك بها اإلنسان ما ل يدركه بشيء من الحواس‬
‫‪#‬النظام الدعوي العاطفي‪ :‬مجموعة األساليب الدعوية التي ترتكز على القلب وتحرك‬
‫الوجدان‬

‫ثانيا‪ :‬أساليب المنهج العاطفي‪:‬‬


‫‪$‬أسلوب الموعظة الحسنة‬
‫‪#‬الموعظة لغة‪ :‬من فعل وعظ مقترن بالبشارة والنذارة‬
‫‪#‬الموعظة اصطالحا‪ :‬القول الحق الذي يلين القلوب ويؤثر في النفوس ويكبح جماح النفوس‬
‫المتمردة ويزيد النفوس المهذبة إيمانا وهداية‬
‫‪#‬أشكالها‪:‬‬
‫‪ -1‬الخطابة‬
‫‪#‬الخطابة‪ :‬مصدر خطب أي أنشأ الكالم المنثور‬
‫‪#‬الخطابة اصطالحا‪ :‬فن مشافهة الجمهور وإقناعه واستمالته‬
‫‪#‬ركناها‪ :‬اإلقناع والستمالة‬
‫‪ -2‬التذكير بنعم للا‪ :‬من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير‬
‫‪ -3‬التعريض وترك التصريح‬
‫‪#‬أسلوب التعريض‪ :‬صيغ تعبيرية غير مباشرة للدللة على معنى آخر اقتضاه الموقف‬
‫الدعوي على ضوء الكتاب والسنة‬

‫‪2‬‬
‫‪#‬آثاره‪:‬‬
‫*دفع الحرج عن المخطئ‬
‫*يؤدي إلى تنمية روابط الثقة بين المتعلم والمعلم‬
‫*يوفر الفرصة لآلخرين للمحاسبة‬
‫‪ -4‬الترغيب والترهيب‬
‫‪#‬الترغيب لغة‪ :‬من رغب في شيء إذا طمع فيه وحرص عليه‬
‫‪#‬الترغيب اصطالحا‪ :‬كل ما يشوق المدعو إلى الستجابة وقبول الحق والثبات عليه‬
‫‪#‬الترهيب‪ :‬من الرهبة وهي الفزع والخوف‬
‫‪#‬الترهيب اصطالحا‪ :‬كل ما يخيف ويحذر المدعو من عدم الستجابة أو رفض الحق أو عدم‬
‫الثبات عليه بعد قبوله‬
‫‪ -5‬القصة المؤثرة‬
‫‪#‬القصة لغة‪ :‬مأخوذة من قص‪ ,‬قصصت الشيء أي تتبعت أثره‬
‫‪#‬القصة اصطالحا‪ :‬القدرة على مخاطبة الناس وتذكيرهم بالعتماد على األحداث والسير‬
‫الماضية‬
‫‪#‬لماذا سميت الحكاية قصصا؟ ألن الذي يقص الحديث يذكر تلك القصة شيأ فشيأ‬

‫‪ -6‬أسلوب قضاء الحاجات‬


‫‪#‬أحب الناس إلى هللا أنفعهم للناس‬
‫‪#‬تأخير الصالة في المسجد النبوي بعد اإلقامة لينظر النبي في حاجات البعض‬

‫‪#‬مجاالت استعمال المنهج العاطفي‪:‬‬


‫*دعوة الجاهل‪ :‬الذي لم يتعلم العلوم‬
‫تعليم النبي من رد العاطس بالسترحام أثناء الصالة‬
‫*دعوة من تجهل حاله‪ :‬ما دار بين النبي و ضمام بن ثعلبة‬
‫*دعوة اآلباء واألبناء واألقارب واألرحام‪ :‬حافظوا على أبنائكم في الصالة‪ ,‬وعودوهم الخير‬
‫فإن الخير عادة‬

‫‪3‬‬
‫‪#‬خصائص المنهج العاطفي‪:‬‬
‫*لطف األسلوب‪ :‬يا أبت لم تعبد‪.......‬‬
‫*سرعة تأثر المدعوين به واستجابتهم لمن يحسن استخدامه‪ :‬ما دار بين النبي والشاب الذي‬
‫طلب منه الرخصة في الزنا‬
‫*تخفيف وطأة العدو والمخالف ودفع أذاه‪ :‬ما حدث مع عمير بن وهب بعد غزوة بدر‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المنهج العقلي‬


‫‪#‬العقل لغة‪ :‬نقيض الجهل‬
‫‪#‬العقل اصطالحا‪ :‬جوهر روحاني مجرد عن المادة في ذاته‪ ,‬مقارن لها في فعله‪ ,‬خلقه هللا‬
‫تعالى متعلقا ببدن اإلنسان؛ ليعرف به الحق من الباطل ويدرك من خالله الفانيات من‬
‫المحسوسات (الجرجاني)‬
‫‪#‬محل العقل‪ :‬اختلف فيه‬
‫*القلب‪ :‬أَفَلَ ْم َيس ُ‬
‫ِيروا فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض فَتَ ُكونَ لَ ُه ْم قُلُوبٌ َي ْع ِقلُونَ ِب َها‬
‫*الدماغ‪ :‬حدوث فقدان الذاكرة نتيجة لصدمة في الرأس‬
‫*الراجح‪ :‬القلب‪ :‬كثرة اآليات القرآنية الدالة عليه‬
‫‪#‬منزلة العقل في اإلسالم‪:‬‬
‫*إحدى كليات اإلسالم وضرورياته‬
‫*مناط التكليف الشرعي‪ :‬إذا سلب هللا ما أوهب فقط أسقط ما أوجب‬
‫*تحريم اإلسالم كل ما يفسد العقل‬
‫*العقل كاألس والشرع كالبناء‬
‫*آلة للتدبر‬
‫*آلة للتمييز بين األشياء‪ :‬إن أجل األشياء موهبة العقل (ابن الجوزي)‬
‫‪#‬المنهج العقلي‪:‬‬
‫*النظام الدعوي الذي يرتكز على العقل‬
‫*مجموعة األساليب الدعوية التي ترتكز على العقل وتدعو إلى التفكير والتدبر والعتبار‬

‫‪4‬‬
‫*طريقة في الدعوة إلى هللا تعتمد على الحجج العقلية والبراهين المنطقية في بيان الحق‬
‫ومناقشة المجادلين بالباطل‬
‫‪#‬مواطن استعماله‪:‬‬
‫*مع المنكرين للمسلمات العقلية‬
‫*مع المعتدين بعقولهم وأفكارهم‬
‫*مع الباحثين عن الحق بتجرد وإنصاف‬
‫هذا الصنف معروفون بعدة عالمات آتية‪:‬‬
‫‪ -1‬اجتناب الهوى‪ :‬العقل صديق مقطوع‪ ,‬والهوى عدو متبوع‬
‫‪ -2‬اجتناب الظن السيء‪ :‬إياكم والظن‪ ,‬فإن الظن أكذب الحديث‬
‫‪ -3‬اجتناب التقليد األعمى‬
‫*مع المتأثرين بالشبهات الباطلة‬
‫‪#‬خصائص المنهج العقلي‬
‫*اعتماده على الستنتاجات العقلية والقواعد المنطقية والفطرية‬
‫*عمق تأثيره في المدعوين‬
‫*إفحام الخصوم والمعاندين‬
‫*ضيق دائرته بالنسبة للمناهج األخرى‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المنهج الحسي‬


‫‪#‬الحس لغة‪ :‬من أحس بشيء أي شعر به‬
‫‪#‬الحس اصطالحا‪ :‬القوة التي ترتسم فيها صور الجزئيات المحسوسة بواسطة الحواس‬
‫الخمس فتطلع عليها النفس من خاللها فتدركها‬
‫‪#‬المنهج الحسي‪:‬‬
‫*النظام الدعوي الذي يرتكز على الحواس‬
‫*مجموعة األساليب الدعوية التي ترتكز على الحواس‬

‫‪5‬‬
‫‪#‬أهمية المنهج الحسي‬
‫*القرآن يركز عليه‬
‫*أسرع الوسائل إقناعا‬
‫*مداره أوسع‬
‫*ترسيخ اإليمان‬
‫‪#‬أدوات استخدام المنهج الحسي‪:‬الحواس الخمس‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أساليب المنهج الحسي‬


‫‪#‬األسلوب لغة‪ :‬الطريقة‪ ,‬يقال‪ :‬سلكت أسلوب فالن‬
‫‪#‬األساليب اصطالحا‪ :‬الطرق التي يسلكها الداعي في دعوته‬
‫‪#‬أساليب المنهج الحسي‬
‫‪ -1‬لفت حواس اإلنسان إلى النظر والتأمل في بديع صنع للا‬
‫فوائده‪:‬‬
‫تحصيل عبادة التفكر‬ ‫‪-1‬‬
‫إتقان العمل‬ ‫‪-2‬‬
‫بيان عبودية الكل لل‬ ‫‪-3‬‬
‫أسلوب التعليم العملي‬ ‫‪-2‬‬
‫‪#‬تعليم األمور العملية التي تحتاج إلى شرح وتطبيق‬
‫‪#‬أهميته‪ :‬بيان ضرورة السنة في حياة المسلمين‬
‫‪ -3‬أسلوب تغيير المنكر باليد‬
‫‪#‬عالقته بالمنهج الحسي‪ :‬أن الداعية حينما يباشر هذا األسلوب يكون ذلك على مرأى‬
‫ومسمع من المدعو (فهو يخاطب حاسة السمع وحاسة البصر)‬
‫‪#‬ضوابطه‪:‬‬
‫*أن يتولى ذلك ولي األمر أو من يقوم مقامه‬
‫*مراعاة العواقب‬

‫‪6‬‬
‫درجات إنكار المنكر عند ابن قيم الجوزية‪:‬‬
‫‪%‬أن يزول ويخلفه ضده (مشروع)‬
‫‪%‬أن يقل وإن لم يزل بجملته (مشروع)‬
‫‪%‬أن يخلفه ما هو مثله (موضع اجتهاد)‬
‫‪%‬أن يخلفه ما هو شر منه (محرم)‬
‫*التدرج في التغيير‬
‫‪%‬التعرف (التجسس)‬
‫‪%‬التعريف‬
‫‪%‬النهي بالوعظ والنصح والتخويف بالل‬
‫‪%‬السب والتعنيف بالقول الخشن‬
‫‪%‬التغيير باليد‬
‫‪#‬أهمية استخدام هذا األسلوب‬
‫*تحقيق خيرية األمة المحمدية‬
‫*التمكين لألمة‪ :‬الذين إن مكناهم في األرض‪.......‬‬
‫*النجاة من الهالك‬

‫‪ -4‬أسلوب القدوة الحسنة‬


‫‪#‬أُو َٰلَئِكَ الَّذِينَ َهدَى َّ‬
‫َّللاُ ۖ فَ ِب ُهدَا ُه ُم ا ْقتَ ِد ْه‬
‫‪#‬العالقة بينها وبين المنهج الحسي‪ :‬أن المدعوين قد يتفاوتون في الفهم واإلدراك لخطاب‬
‫الداعي وكالمه‪ ,‬لكنهم ل يتفاوتون في الشعور بسلوك الداعية وسيرته الحسنة بينهم من خالل‬
‫مشاهدته ومعايشته واإلعجاب به‬
‫‪#‬ضوابط الداعية القدوة‪:‬‬
‫*أن يكون معلوم الحال‬
‫*أن تكون قدوته شاملة‬
‫*أن يصنع الخير ل يتصنعه‬
‫*العمل قبل القول‬

‫‪7‬‬
‫*المحاسبة الدائمة‬

‫‪ -5‬عرض موضوعات الدعوة في مشاهد تمثيلية ومسرحية مفيدة‬


‫‪#‬التمثيل‪ :‬تمثيل طائفة من الناس لحادث متحقق أو متخيل‪ ,‬ل يخرج عن حدود الحقيقة أو‬
‫اإلمكان‬
‫‪#‬حكمه‪ :‬الجواز مع وجود الضوابط‪:‬‬
‫‪-1‬أن يكون هادفا (يعالج القضية الشرعية أو الجتماعية)‬
‫‪-2‬أن ل يمثل أناسا بأعيانهم إل بعد اإلذن والمشورة‬
‫‪-3‬حرمة تمثيل األنبياء على اإلطالق (مجمع عليه)‬
‫‪-4‬حرمة تمثيل شخصيات كبار الصحابة (الخلفاء األربعة‪ ,‬المبشرون بالجنة)‬
‫‪-5‬أن ل يصبح للتمثيل غاية لذاته (التربح)‬
‫‪-6‬عدم التكلف في اإلعداد وعدم اإلسراف في اإلنفاق‬
‫‪-7‬أن ل يحتوي على المحرمات كالكذب والسخرية‬
‫‪#‬أدلة مشروعيته‪:‬‬
‫‪-1‬البراءة األصلية‬
‫‪-2‬القياس على تمثيل جبريل‬
‫‪-3‬التمثيل يجري مجرى ضرب األمثال‬
‫‪-4‬التمثيل من باب إيراد القصص‬
‫‪#‬أهميته‪:‬‬
‫‪-1‬التمثيل أكثر وقعا في النفوس‬
‫‪-2‬رؤية الحدث التاريخي بشكل تمثيلي أرسخ في الذهن من مجرد السماع‬
‫‪-3‬إيصال أي فكرة للمشاهد دون حواجز‬
‫‪-4‬سهولة وسيلة التمثيل في توصيل المعلومات التعليمية دون أي عناء‬
‫‪-5‬التمثيل يخاطب األحاسيس والوجدان‪ ,‬لذلك يكون تأثيره أكثر عمقا‬
‫‪-6‬التمثيل من أكثر الوسائل الترفيهية انتشارا في العالم‬

‫‪8‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مواطن استخدام المنهج الحسي‬
‫‪-1‬عند تعليم األمور العبادية العملية‬
‫‪-2‬في مجال العلوم الطبيعية العملية‬
‫‪-3‬في مجال هداية الذين يعتدون بعقولهم وال يؤمنون إال بالمحسوسات‬
‫‪-4‬في تصحيح العقيدة وتعميق اإليمان في القلب‬
‫‪-5‬التصدي لظاهرة اإللحاد في العصر الحاضر‬
‫‪-6‬غرس المفاهيم الدينية في قلوب المدعوين‬

‫المطلب الرابع‪ :‬خصائص المنهج الحسي‬


‫‪-1‬سرعة التأثير‬
‫‪-2‬عمق التأثير‬
‫‪-3‬سعة دائرة المنهج الحسي‪ :‬كل الناس استطاعوا التعامل معه‬
‫‪-4‬حاجة بعض أساليبه إلى الخبرة واالختصاص‬

‫ركائز مناهج الدعوة اإلسالمية‬


‫‪ -1‬مراقبة للا تعالى (الضمير اإلنساني)‬
‫‪#‬المراقبة‪ :‬دوام علم العبد وتيقنه باطالع الحق على ظاهره وباطنه‬
‫‪#‬خصائصها‪:‬‬
‫‪-1‬الديمومة‬
‫‪-2‬علم القلب بعلم هللا‬
‫‪-3‬الجمع بين المراقبة واألخالق اإليمانية والقلبية من الصفاء واليقين‬

‫‪ -2‬ثقة الداعية بتوفيق للا له‬


‫َّللا فَ َعلَى‬
‫ت َّ ِ‬‫يري ِبآيَا ِ‬ ‫امي َوتَ ْذ ِك ِ‬ ‫وح ِإ ْذ َقا َل ِل َق ْو ِم ِه يَا َق ْو ِم ِإن َكانَ َكب َُر َ‬
‫علَ ْي ُكم َّمقَ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم نَبَأ َ نُ ٍ‬
‫‪َ #‬واتْ ُل َ‬
‫ون‬
‫نظ ُر ِ‬ ‫ضوا ِإلَ َّ‬
‫ي َو َل ت ُ ِ‬ ‫غ َّمةً ث ُ َّم ا ْق ُ‬‫علَ ْي ُك ْم ُ‬ ‫َّللا ت ََو َّك ْلتُ فَأَجْ ِمعُوا أَ ْم َر ُك ْم َو ُ‬
‫ش َركَا َء ُك ْم ث ُ َّم َل َي ُك ْن أَ ْم ُر ُك ْم َ‬ ‫َّ ِ‬

‫‪9‬‬
‫‪ -3‬حرص الداعية على هداية الخلق‬
‫علَ ْي ُكم ِب ْال ُمؤْ ِمنِينَ َر ُء ٌ‬
‫وف َّر ِحي ٌم‬ ‫علَ ْي ِه َما َ‬
‫ع ِنت ُّ ْم َح ِر ٌ‬
‫يص َ‬ ‫سو ٌل ِم ْن أَنفُ ِس ُك ْم َ‬
‫ع ِز ٌ‬
‫يز َ‬ ‫‪ #‬لَقَ ْد َجا َء ُك ْم َر ُ‬

‫الفصل الثاني‬
‫أنواع الفقه الدعوي‬
‫أوال‪ :‬فقه األولويات‬
‫‪#‬هو أقرب المناهج إلى الفطرة اإلنسانية‬
‫المطلب األول‪ :‬حقيقة التدرج في الدعوة اإلسالمية وضرورته‬
‫‪#‬التدرج لغة‪:‬‬
‫* أخذ األمر شيأ فشيأ‬
‫*التقدم شيأ فشيأ‬
‫ْث َل يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫*التصعد درجة درجة‪َ :‬والَّذِينَ َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا َ‬
‫سنَ ْستَد ِْر ُج ُهم ِم ْن َحي ُ‬
‫‪#‬التدرج في اإلصالح‪ :‬التقدم بالمدعو فردا ومجتمعا شيأ فشيأ خطوة بخطوة نحو غاية‬
‫اإلصالح المرجوة من غير مخالفة التشريع اإلسالمي في اإلصالح نظريا وعمليا‬
‫‪#‬شقا التدرج في اإلصالح‪:‬‬
‫*نظري‪ :‬حيث التخطيط والتصور‬
‫*عملي‪ :‬حيث التطبيق والفعل‬
‫‪#‬األولويات لغة‪ :‬جمع أولى بمعنى أحرى وأجدر( لصيق الصلة بمعنى التدرج)‬
‫‪#‬األولويات في الصطالح‪ :‬األعمال التي من حقها التقدم على غيرها ويعتنى بها قبل غيرها‬
‫‪#‬مقصود التدرج‪ :‬ترتيب األولويات وتقديمها شيأ فشيأ‬
‫‪#‬أهمية التدرج في الدعوة اإلسالمية‬
‫‪-1‬مراعاة الفطرة البشرية والطبيعة الكونية‬
‫‪#‬اتصاف التدرج بأنه واع في خطته‪ ,‬وبناء في منهجه‬
‫علَى ْال َع ْر ِش يُ ْغشِي اللَّ ْي َل‬ ‫ض فِي ِست َّ ِة أَي ٍَّام ث ُ َّم ا ْست ََو َٰى َ‬‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬ ‫َّللاُ الَّذِي َخ َلقَ ال َّ‬
‫‪ِ #‬إ َّن َربَّ ُك ُم َّ‬
‫اركَ َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫ت ِبأ َ ْم ِر ِه أَ َل لَهُ ْالخ َْل ُق َو ْاأل َ ْم ُر تَ َب َ‬ ‫س َّخ َرا ٍ‬ ‫س َو ْالقَ َم َر َوالنُّ ُج َ‬
‫وم ُم َ‬ ‫طلُبُهُ َح ِثيثًا َوال َّ‬
‫ش ْم َ‬ ‫ار َي ْ‬ ‫النَّ َه َ‬
‫َربُّ ْالعَالَ ِمينَ‬

‫‪10‬‬
‫‪-2‬اإلصالح التدريجي سبيل اإلصالح الكامل‬
‫‪#‬ألن اإلنسان مفطور على ذلك‪ ,‬ل يتقبل األمر جملة واحدة‪ ,‬وإل نبذه أو صد عنه جملة‬
‫واحدة‬
‫‪-3‬تناسب المنهج المتدرج مع كثرة المشكالت القائمة‬
‫‪#‬إن بناء الدولة وإصالح المجتمع ل بد فيه من التدرج؛ ألن البناء الذي انهدم في عدة قرون‬
‫ل يمكن أن يتم إعادة بناء صرحه في خالل أسابيع أو أعوام قليلة ؛ ولذلك قال كثير من‬
‫المصلحين‪ :‬الزمن جزء من العالج‬
‫‪-4‬التدرج يجمع بين الواقعية والمثالية‪ :‬في المعالجة‬
‫‪-5‬التدرج سبيل الرفق والتيسير‬
‫ج ۚ ِملَّةَ أَ ِبي ُك ْم‬
‫ِين ِم ْن َح َر ٍ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فِي الد ِ‬ ‫َّللا َح َّق ِج َها ِد ِه ۚ ه َُو اجْ تَ َبا ُك ْم َو َما َج َع َل َ‬
‫‪َ #‬و َجا ِهدُوا فِي َّ ِ‬
‫ش َهدَا َء‬ ‫علَ ْي ُك ْم َوتَ ُكونُوا ُ‬ ‫ش ِهيدًا َ‬ ‫سو ُل َ‬ ‫س َّما ُك ُم ْال ُم ْس ِل ِمينَ ِمن قَ ْب ُل َوفِي َٰ َهذَا ِليَ ُكونَ َّ‬
‫الر ُ‬ ‫ِيم ۚ ه َُو َ‬
‫إِب َْراه َ‬
‫ْ‬
‫اَّلل ه َُو َم ْو َل ُك ْم ۖ فَنِ ْع َم ال َم ْولَ َٰى َونِ ْع َم‬
‫َص ُموا بِ َّ ِ‬‫الزكَاةَ َوا ْعت ِ‬ ‫ص َالةَ َوآتُوا َّ‬ ‫َ‬
‫اس ۚ فَأقِي ُموا ال َّ‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫َ‬
‫ير‬‫ص ُ‬‫النَّ ِ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬منهج القرآن الكريم في التدرج في اإلصالح‬


‫أوال‪ :‬التأصيل لمنهج التدرج في اإلصالح منخالل القرآن الكريم‬
‫‪-1‬التدرج في نزول القرآن الكريم‬
‫يال‬ ‫ث َون ََّز ْلنَاهُ ت ِ‬
‫َنز ً‬ ‫علَ َٰى ُم ْك ٍ‬ ‫‪َ #‬وقُ ْرآنًا فَ َر ْقنَاهُ ِلتَ ْق َرأَهُ َ‬
‫علَى النَّ ِ‬
‫اس َ‬
‫‪-2‬اآليات الدالة على تكليف اإلنسان على قدر استطاعته‬
‫يال‬ ‫ث َون ََّز ْلنَاهُ ت ِ‬
‫َنز ً‬ ‫علَ َٰى ُم ْك ٍ‬ ‫‪َ #‬وقُ ْرآنًا فَ َر ْقنَاهُ ِلتَ ْق َرأَهُ َ‬
‫علَى النَّ ِ‬
‫اس َ‬
‫سا ِإ َّل ُو ْس َع َها‬
‫َّللاُ نَ ْف ً‬
‫ف َّ‬ ‫‪َ #‬ل يُك َِل ُ‬
‫ط ْعت ُ ْم َوا ْس َمعُوا َوأَ ِطيعُوا َوأَن ِفقُوا َخي ًْرا ِألَنفُ ِس ُك ْم‬
‫َّللاَ َما ا ْستَ َ‬
‫‪ #‬فَاتَّقُوا َّ‬
‫‪-3‬مراعاة األولويات في الدعوة اإلسالمية‬

‫ثانيا‪ :‬نماذج من القرآن في التدرج في اإلصالح‬


‫‪-1‬منهج القرآن في تحرير الرقيق‬

‫‪11‬‬
‫شدُّوا ْال َوثَاقَ فَإِ َّما َمنًّا بَ ْعدُ َو ِإ َّما‬ ‫ب َحت َّ َٰى ِإ َذا أَثْخَنت ُ ُمو ُه ْم َف ُ‬ ‫الرقَا ِ‬ ‫ب ِ‬ ‫‪ #‬فَإِذَا لَ ِقيت ُ ُم الَّذِينَ َكف َُروا فَ َ‬
‫ض ْر َ‬
‫ض ُكم ِب َب ْع ٍ‬
‫ض‬ ‫ص َر ِم ْن ُه ْم َو َٰلَ ِكن ِل َي ْبلُ َو َب ْع َ‬ ‫ارهَا ۚ َٰذَلِكَ َولَ ْو َيشَا ُء َّ‬
‫َّللاُ َلنتَ َ‬ ‫ب أَ ْوزَ َ‬ ‫ض َع ْال َح ْر ُ‬
‫ِف َدا ًء َحت َّ َٰى تَ َ‬
‫ُض َّل أَ ْع َمالَ ُه ْم‬
‫َّللا فَلَن ي ِ‬
‫سبِي ِل َّ ِ‬‫َوالَّذِينَ قُتِلُوا فِي َ‬
‫‪#‬تحرير الرقيق القديم بالتدرج‪:‬‬
‫َت أَ ْي َمانُ ُك ْم فَكَا ِتبُو ُه ْم ِإ ْن َ‬
‫ع ِل ْمت ُ ْم ِفي ِه ْم َخي ًْرا ۖ‬ ‫*مشروعية المكاتبة‪َ :‬والَّذِينَ َي ْبتَغُونَ ْال ِكت َ‬
‫َاب ِم َّما َملَك ْ‬
‫*عتق أمهات األولد‬
‫س ِط َما ت ُ ْ‬
‫ط ِع ُمونَ أَ ْه ِلي ُك ْم‬ ‫ساكِينَ ِم ْن أَ ْو َ‬
‫عش ََرةِ َم َ‬ ‫ارتُهُ ِإ ْ‬
‫ط َعا ُم َ‬ ‫*العتق طريق لكفارات الذنوب‪ :‬فَ َكفَّ َ‬
‫أَ ْو ِكس َْوت ُ ُه ْم أَ ْو تَحْ ِر ُ‬
‫ير َرقَبَ ٍة ۖ‬
‫‪-2‬منهج القرآن في القضاء على مشكلة الربا‬
‫َّللا ۖ َو َما آتَ ْيتُم ِمن زَ كَاةٍ ت ُ ِريدُونَ َوجْ هَ‬ ‫اس فَ َال َي ْربُو ِعندَ َّ ِ‬ ‫* َو َما آتَ ْيتُم ِمن ِربًا ِل َي ْرب َُو فِي أَ ْم َوا ِل النَّ ِ‬
‫َّللا فَأُو َٰلَئِكَ ُه ُم ْال ُم ْ‬
‫ض ِعفُونَ‬ ‫َّ ِ‬
‫يرا (‪)160‬‬ ‫َّللا َكثِ ً‬
‫سبِي ِل َّ ِ‬‫عن َ‬ ‫ص ِد ِه ْم َ‬ ‫ت لَ ُه ْم َوبِ َ‬‫ت أ ُ ِحلَّ ْ‬‫طيِبَا ٍ‬‫علَ ْي ِه ْم َ‬‫ظ ْل ٍم ِمنَ الَّذِينَ هَادُوا َح َّر ْمنَا َ‬ ‫* فَبِ ُ‬
‫اط ِل ۚ َوأَ ْعتَ ْدنَا ِل ْلكَافِ ِرينَ ِم ْن ُه ْم َ‬
‫عذَابًا أَ ِلي ًما‬ ‫اس ِب ْال َب ِ‬ ‫ع ْنهُ َوأَ ْك ِل ِه ْم أَ ْم َوا َل النَّ ِ‬ ‫َوأَ ْخ ِذ ِه ُم ِ‬
‫الر َبا َوقَ ْد نُ ُهوا َ‬
‫(‪)161‬‬
‫َّللاَ لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْف ِل ُحونَ‬
‫عفَةً ۖ َواتَّقُوا َّ‬ ‫ضعَافًا ُّم َ‬
‫ضا َ‬ ‫*يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َل تَأ ْ ُكلُوا ِ‬
‫الربَا أَ ْ‬
‫الر َبا ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ (‪ )278‬فَإِن لَّ ْم تَ ْف َعلُوا‬ ‫ي ِمنَ ِ‬ ‫َّللاَ َوذَ ُروا َما َب ِق َ‬ ‫* َيا أَيُّ َها ا َّلذِينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّ‬
‫ظلَ ُمونَ (‪)279‬‬ ‫َظ ِل ُمونَ َو َل ت ُ ْ‬
‫وس أَ ْم َوا ِل ُك ْم َل ت ْ‬
‫سو ِل ِه ۖ َوإِن ت ُ ْبت ُ ْم فَلَ ُك ْم ُر ُء ُ‬ ‫ب ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا َو َر ُ‬ ‫فَأْذَنُوا بِ َح ْر ٍ‬
‫‪-3‬منهج القرآن في تحريم الخمر‬
‫الر َبا ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ (‪ )278‬فَإِن لَّ ْم تَ ْف َعلُوا‬ ‫ي ِمنَ ِ‬ ‫َّللاَ َوذَ ُروا َما َب ِق َ‬ ‫* َيا أَيُّ َها ا َّلذِينَ آ َمنُوا اتَّقُوا َّ‬
‫ظلَ ُمونَ (‪)279‬‬ ‫َظ ِل ُمونَ َو َل ت ُ ْ‬
‫وس أَ ْم َوا ِل ُك ْم َل ت ْ‬
‫سو ِل ِه ۖ َوإِن ت ُ ْبت ُ ْم فَلَ ُك ْم ُر ُء ُ‬ ‫ب ِمنَ َّ ِ‬
‫َّللا َو َر ُ‬ ‫فَأْذَنُوا بِ َح ْر ٍ‬
‫اس َو ِإثْ ُم ُه َما أَ ْكبَ ُر ِمن نَّ ْف ِع ِه َما‬ ‫ير َو َمنَافِ ُع ِللنَّ ِ‬ ‫ع ِن ْالخ َْم ِر َو ْال َم ْيس ِِر ۖ قُ ْل فِي ِه َما ِإثْ ٌم َك ِب ٌ‬
‫*يَ ْسأَلُونَكَ َ‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم تَتَفَ َّك ُرونَ‬ ‫َو َي ْسأَلُونَكَ َماذَا يُن ِفقُونَ قُ ِل ْال َع ْف َو َك َٰذَلِكَ يُ َب ِينُ َّ‬
‫َّللاُ لَ ُك ُم ْاآل َيا ِ‬
‫ان‬
‫ط ِ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ع َم ِل ال َّ‬
‫س ِم ْن َ‬ ‫اب َو ْاأل َ ْز َل ُم ِرجْ ٌ‬ ‫ص ُ‬ ‫*يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا إِنَّ َما ْالخ َْم ُر َو ْال َم ْيس ُِر َو ْاألَن َ‬
‫فَاجْ تَنِبُوهُ لَ َعلَّ ُك ْم ت ُ ْف ِل ُحونَ (‪)90‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬منهج النبي في التدرج في اإلصالح‬


‫‪#‬منهج النبي في اإلصالح على غرار القرآن‬
‫‪#‬ترتيب األولويات وفق المنهج النبوي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-1‬تثبيت العقيدة‬
‫‪-2‬بيان القيم الدينية واألحكام العامة‬
‫‪-3‬التكليف باألوامر والنواهي‬
‫قدم في كل ذلك الضروريات الخمس‬
‫أوال‪ :‬المنهج التدريجي من خالل السنة القولية‬
‫‪#‬ما أرشده النبي لمعاذ بن جبل‬
‫ثانيا‪ :‬المنهج النبوي العملي في التدرج‬
‫‪#‬دعوة النبي‪:‬‬
‫‪-1‬السرية‬
‫‪-2‬الفردية‬
‫ِيرتَكَ ْاأل َ ْق َربِينَ‬
‫عش َ‬‫‪-3‬دعوة أولي القربى بشكل علني جزئي‪َ :‬وأَنذ ِْر َ‬
‫ع ِن ْال ُم ْش ِركِينَ‬ ‫ع بِ َما تُؤْ َم ُر َوأَع ِْر ْ‬
‫ض َ‬ ‫‪-4‬الدعوة العامة والجهر العلني التام‪ :‬فَا ْ‬
‫صدَ ْ‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التدرج في اإلصالح عند السلف الصالح‬


‫أوال‪ :‬منهج عمر بن عبد العزيز في التدرج في اإلصالح‬
‫‪#‬وأنا أخاف أن أحمل الناس على الحق جملة فيدعونه جملة‬
‫ثانيا‪ :‬فقه اإلمام مالك في التدرج‬
‫‪#‬تفضيل إطعام األرقاء الراغبين في اإلسالم على تكليفهم بالشرع‬

‫المطلب الخامس‪ :‬تطبيق منهج التدرج في الدعوة اإلسالمية في الواقع المعاصر‬


‫أوال‪ :‬ضوابط التدرج في اإلصالح االجتماعي ومنطلقاته‬
‫َّللا تَأ ْ ُم ُرونِي أَ ْعبُدُ أَيُّ َها‬
‫‪-1‬ال تدرج في العقيدة وال المعلوم من الدين بالضرورة‪ :‬قُ ْل أَفَغَي َْر َّ ِ‬
‫ع َملُكَ َولَتَ ُكون ََّن ِمنَ‬
‫ط َّن َ‬ ‫ي إِلَيْكَ َوإِلَى الَّذِينَ ِمن قَ ْبلِكَ لَئِ ْن أَ ْش َر ْكتَ لَيَحْ بَ َ‬ ‫ْال َجا ِهلُونَ (‪َ )64‬ولَقَ ْد أ ُ ِ‬
‫وح َ‬
‫ْالخَا ِس ِرينَ‬
‫‪-2‬التطبيق الفوري عند اإلمكان‬
‫‪#‬األصل في المأمورات إتيانها على وجه السرعة‪ ,‬وفي المنهيات اجتنابها من غير تبطء‬

‫‪13‬‬
‫سولُهُ أَ ْم ًرا أَن يَ ُكونَ لَ ُه ُم ْال ِخيَ َرة ُ ِم ْن أَ ْم ِر ِه ْم‬
‫َّللاُ َو َر ُ‬‫ضى َّ‬ ‫‪َ #‬و َما َكانَ ِل ُمؤْ ِم ٍن َو َل ُمؤْ ِمنَ ٍة ِإذَا قَ َ‬
‫ض َال ًل ُّم ِبينًا‬‫ض َّل َ‬‫سولَهُ فَقَ ْد َ‬ ‫ص َّ‬
‫َّللاَ َو َر ُ‬ ‫َو َمن َي ْع ِ‬
‫‪-3‬تهيئة األجواء‪ :‬إيجاد البيئة المناسبة للتغيير‬
‫‪-4‬تنظيم خطة التدرج واستيعاب المتعجلين‬
‫‪#‬المقصود أن بعض المسلمين المخلصين المتحمسين لدينهم قد يستعجلون في أمر اإلصالح‪,‬‬
‫ويكونوا عنصر ضغط للتسرع في العمل اإلسالمي‪ ,‬فيجب استيعابهم وتحملهم مع عدم‬
‫الرضوخ لمطالبهم‪ ,‬وأن هذا التسرع مجرد عاطفة قد تصطدم مع الواقع‬
‫‪-5‬مراعاة أولويات العصر وخصوصية الزمان والمكان‬

‫ثانيا‪ :‬مجاالت اإلصالح في العصر الحديث وسبيل التدرج فيها‬


‫‪-1‬التدرج في إصالح نظام العقوبات‬
‫‪#‬التطبيق الفوري تشويه وتعطيل لنصوص الشرع‬
‫‪#‬ل بد من التهيئة‪ :‬ماديا‪ ,‬ونفسيا‪ ,‬واجتماعيا‪ ,‬وعقليا‬
‫‪-2‬بناء الفرد قبل بناء الدولة‬
‫علَ َٰى قَ ْو ٍم َحت َّ َٰى يُغَيِ ُروا َما بِأَنفُ ِس ِه ْم‬ ‫‪َٰ #‬ذَلِكَ بِأ َ َّن َّ‬
‫َّللاَ لَ ْم يَكُ ُمغَيِ ًرا نِ ْع َمةً أَ ْنعَ َم َها َ‬
‫‪#‬بناء اإلنسان مقدم على بناء العمران‬
‫‪#‬تهيئة الفرد‪ :‬ثقافيا‪ ,‬واجتماعيا‪ ,‬وخلقيا‪ ,‬وبدنيا(مساعدا) ثم العمران‬

‫المبحث الثاني‪ :‬فقه الموازنات‬


‫‪#‬التوازن ضروري لما يأتي‪:‬‬
‫‪-1‬تعلق اإلصالح الدعوي بالفرد كما أنه متعلق بالمجتمع‬
‫‪-2‬تشعب ميادين اإلصالح الدعوي‬
‫المطلب األول‪ :‬حقيقة وسطية الدعوة اإلسالمية وتوازنها‬
‫أوال‪ :‬معنى الوسطية والتوازن‬
‫‪#‬الوسطية‪ :‬التوسط بين األمرين (الغلو واإلفراط)‬
‫علَ ْي ُك ْم َ‬
‫ش ِهيدًا‬ ‫سو ُل َ‬
‫الر ُ‬ ‫علَى النَّ ِ‬
‫اس َويَ ُكونَ َّ‬ ‫طا ِلتَ ُكونُوا ُ‬
‫ش َهدَا َء َ‬ ‫‪َ #‬و َك َٰذَلِكَ َجعَ ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمةً َو َ‬
‫س ً‬

‫‪14‬‬
‫‪#‬الوسط‪ :‬الجزء الذي هو بين الطرفين (الطبري)‬
‫‪#‬التوازن‪ :‬عدم إهمال جانب على حسب جانب آخر‬
‫ثانيا‪ :‬الحاجة إلى الوسطية والتوازن في الدعوة اإلسالمية‬
‫‪-1‬أهمية القصد والتوسط‬
‫ص ْوتِكَ ۚ‬
‫ض ِمن َ‬
‫ض ْ‬ ‫‪َ #‬وا ْق ِ‬
‫ص ْد فِي َم ْش ِيكَ َوا ْغ ُ‬
‫‪-‬القصد والتوسط سبيال تحقيق الغاية‬
‫علَ ْي ُك ْم َ‬
‫ش ِهيدًا‬ ‫سو ُل َ‬
‫الر ُ‬ ‫علَى النَّ ِ‬
‫اس َو َي ُكونَ َّ‬ ‫طا ِلتَ ُكونُوا ُ‬
‫ش َهدَا َء َ‬ ‫‪َ #‬و َك َٰذَلِكَ َج َع ْلنَا ُك ْم أ ُ َّمةً َو َ‬
‫س ً‬
‫‪-‬الوسط هو العدل والخيار‪ ,‬وذلك إن الزيادة على المطلوب في األمر إفراط‪ ,‬والنقص عنه‬
‫تقصير وتفريط‪ ,‬وكل من اإلفراط والتفريط ميل عن الجادة القويمة (محمد رشيد رضا)‬
‫‪-2‬التوازن قانون الوجود وشرط االستقرار‬
‫ار ِج ِع ْالبَ َ‬
‫ص َر ه َْل‬ ‫ت ۖ فَ ْ‬ ‫الرحْ َٰ َم ِن ِمن تَف ُ‬
‫َاو ٍ‬ ‫ق َّ‬‫ت ِطبَاقًا ۖ َّما ت ََر َٰى فِي خ َْل ِ‬
‫اوا ٍ‬
‫س َم َ‬ ‫‪#‬الَّذِي َخلَقَ َ‬
‫س ْب َع َ‬
‫ور‬‫ط ٍ‬‫ت ََر َٰى ِمن فُ ُ‬
‫ش ْيءٍ َخلَ ْقنَاهُ ِبقَ َد ٍر‬
‫‪ِ #‬إنَّا ُك َّل َ‬
‫‪-‬الستقرار ل يتحقق إل بالتوازن‬
‫‪-3‬تحقيق التوازن االجتماعي‬
‫‪#‬فقدان التوازن الجتماعي‪ :‬حدوث أي اختالل في النظام الجتماعي‬
‫‪#‬بفقدان التوازن الجتماعي يحدث التخبط بين اإلنسان ونفسه‪ ,‬وبين اإلنسان والمجتمع‪ ,‬وبين‬
‫المجتمع وطبقاته وأفراده‬
‫‪#‬المسلم في عمومه ل يعاني من أزمة في مبدئه الديني‪ ,‬وإنما يعاني من عجزه عن حل‬
‫مشكالته وفق السنن الجتماعية‪ ,‬وهذا العجز سينعكس بدوره على مبدئه‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مظاهر وسطية الدعوة اإلسالمية وتوازنها‬


‫أوال‪ :‬التوازن بين الفردية والجماعية‬
‫أ‪ :‬بين النظام اإلسالمي وغيره من المذاهب‬
‫‪#‬اإلسالم عني بالمجتمع عموما كما أنه عني عناية خاصة بالفئات الضعيفة فيه‪ ,‬وهذا سر ما‬
‫نالحظه في القرآن من تكرار الدعوة إلى اإلحسان باليتامى والمساكين وابن السبيل وفي‬
‫الرقاب‬

‫‪15‬‬
‫‪#‬نظريات اإلصالح األخرى قد أغفلت الجمع بين الفرد والجماعة‪ ,‬كأنهما متصارعان ل‬
‫يمكن الجمع بينهما‬
‫ب‪-‬اإلصالح الدعوي يوازن بين الفرد والجماعة‬
‫‪#‬الفرد والجماعة لكل منهما عمله التكليفي الذي كلفه به الشرع‬
‫‪#‬اإلسالم يؤمن بطيعة اإلنسان المزدوجة فطرته الفردية وميوله إلى الجماعة والتعاون معها‬
‫‪-1‬الموازنة بين الفردية والجماعية في المسؤولية‬
‫سا ِإ َّل ُو ْس َع َها ۚ‬
‫َّللاُ نَ ْف ً‬
‫ف َّ‬ ‫‪َ #‬ل يُك َِل ُ‬
‫‪#‬من جهة مسؤولية الفرد تجاه الجماعة‬
‫*أل كلكم راع‪ ,‬وكلكم مسؤول عن رعيته‬
‫‪#‬من جهة مسؤولية الجماعة تجاه الفرد‪:‬‬
‫*األخذ على يد الفرد وعدم تركه لرغباته وأهوائه‬
‫شدِيدُ ْال ِعقَا ِ‬
‫ب (‪)25‬‬ ‫صةً ۖ َوا ْعلَ ُموا أَ َّن َّ‬
‫َّللاَ َ‬ ‫صيبَ َّن الَّذِينَ َ‬
‫ظلَ ُموا ِمن ُك ْم خَا َّ‬ ‫* َواتَّقُوا فِتْنَةً َّل ت ُ ِ‬
‫‪-2‬الموازنة بين الفردية والجماعية في التكاليف‬
‫ع ِن ْال ُمنك َِر‬ ‫ض ۚ يَأ ْ ُم ُرونَ بِ ْال َم ْع ُر ِ‬
‫وف َويَ ْن َه ْونَ َ‬ ‫‪َ #‬و ْال ُمؤْ ِمنُونَ َو ْال ُمؤْ ِمنَاتُ بَ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم أَ ْو ِليَا ُء بَ ْع ٍ‬
‫‪-3‬الموازنة الجماعية في الحقوق والواجبات‬
‫‪#‬الموازنة بين حريات اإلنسان الشخصية وبين مصالح الجماعة‬
‫عدَّ ُه ْم َ‬
‫عدًّا‬ ‫ع ْبدًا (‪ )93‬لَّقَ ْد أَحْ َ‬
‫صا ُه ْم َو َ‬ ‫الرحْ َٰ َم ِن َ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض إِ َّل آتِي َّ‬ ‫س َم َاوا ِ‬‫‪#‬إِن ُك ُّل َمن فِي ال َّ‬
‫(‪َ )94‬و ُكلُّ ُه ْم آتِي ِه يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة فَ ْردًا (‪)95‬‬
‫‪-4‬الموازنة بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع‬
‫ْي َم ْع ُكوفًا أَن يَ ْبلُ َغ َم ِحلَّهُ ۚ َولَ ْو َل ِر َجا ٌل‬ ‫ع ِن ْال َمس ِْج ِد ْال َح َر ِام َو ْال َهد َ‬ ‫صدُّو ُك ْم َ‬ ‫‪ُ #‬ه ُم الَّذِينَ َكف َُروا َو َ‬
‫صيبَ ُكم ِم ْن ُهم َّم َع َّرة ٌ ِبغَي ِْر ِع ْل ٍم ۖ ِليُد ِْخ َل َّ‬
‫َّللاُ فِي‬ ‫طئُو ُه ْم فَت ُ ِ‬‫سا ٌء ُّمؤْ ِمنَاتٌ لَّ ْم تَ ْعلَ ُمو ُه ْم أَن تَ َ‬ ‫ُّمؤْ ِمنُونَ َونِ َ‬
‫عذَابًا أَ ِلي ًما‬‫َرحْ َم ِت ِه َمن َيشَا ُء ۚ لَ ْو تَزَ يَّلُوا لَ َعذَّ ْبنَا الَّذِينَ َكف َُروا ِم ْن ُه ْم َ‬

‫ثانيا‪ :‬التوازن بين النظرية والعملية‬


‫أ‪-‬التوازن بين العلم والتربية‬
‫‪#‬العلم لغة‪ :‬إدراك الشيء‬

‫‪16‬‬
‫‪#‬العلم اصطالحا‪ :‬العتقاد الجازم الثابت المطابق للواقع‬
‫‪#‬التربية‪:‬‬
‫* تبليغ الشيء إلى كماله شيأ فشيأ‬
‫*تغيير في السلوك‬
‫‪#‬الفرق بين العلم والتربية‬

‫‪17‬‬

You might also like