Professional Documents
Culture Documents
مقياس الاستراتيجية والتخطيط المالي لـ غلاب فاتح
مقياس الاستراتيجية والتخطيط المالي لـ غلاب فاتح
من إعداد:
الدكتور غالب فاتح
أستاذ محاضر -أ –
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
قسم :علوم التسيير
البريد االلكترونيfatih.ghelab@univ-msila.dz :
محتويات املقياس
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية والستراتيجية املالية
02 تمهيد
02 .1مدخل لالستراتيجية
04 .2أهمية الدارة االستراتيجية
05 .3مستويات االستراتيجية
06 .4مراحل القيام باالستراتيجية
08 .5مفهوم االستراتيجية املالية
11 .6التحليل والخيارات االستراتيجية
11 1.6التحليل االستراتيجي
11 1.1.6تحديد املوقف االستراتيجي :تحليل )(SWOT
12 2.1.6عناصر تحليل سوات SWOT
15 2.6الخيار االستراتيجي
15 1.2.6مصفوفة BCG
18 2.2.6نموذج مصفوفة ADL
19 3.2.6نمـوذج ماكينسـىMc Kinsey
21 .7حدود ومـجاالت تطيـق هذه النمـاذج
23 خالصة
24 أسئلة املحاضرة رقم :11
املحاضرة الثانية :التخطيط املالي
62 تمهيد:
62 .1التخطيط املالي
62 .2أهداف التخطيط املالي
62 .3أهمية التخطيط املالي
62 .4أنواع التخطيط املالي
03 .5مراحل التخطيط املالي
03 .6العوامل التي تساعد على نجاح التخطيط
06 .7مزايا التخطيط املالي
06 .8العوامل املؤثرة على التخطيط املالي
I
محتويات مقياس :االستراتيجية والتخطيط املالي
II
محتويات مقياس :االستراتيجية والتخطيط املالي
III
مقدمة
ويف األخري أمل أن جيد الطلبة األعزاء يف هذه املطبوعة ما يفيده ،وهللا املوفق.
أ
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
1
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
تمهيد:
في ظل الوضع الراهن زادت املنافسة بين املؤسسات مهما كان نشاطها سواء املحلية والدولية على
حصد أكبر حصة سوقية من حيث الريادة في عالم االعمال ،وبتالي يمكن اعتبار عملية تشخيص الواقع
تشخيصا دقيقا الختيار وتنفيذ برنامج اعمالها الطويل واملتوسط االجل نتيجة حتمية تعتمد بالدرجة األولى
على صياغة االستراتيجيات الخاصة بها ملعرفة عمالءها ومورديها ومنافسيها ...الخ ،كخطوة تسلك بها
طريقها الى االستمرار في تحقيق أهدافها.
وباعتبار املال هو املورد األكثر حساسية في عالم االعمال ،يعتبر التمويل شريان أو عصب حياة
املؤسسات االقتصادية ،حيث يجب أن تضخ األموال بدقة في القنوات املختلفة حتى تحقق
األهداف التشغيلية واالستراتيجية املسطرة من قبل املؤسسة ،ولهذا فهي بحاجة إلى استراتيجية مالية التي
يعبر عليها من خالل خطط مالية طويلة األمد ،واالستراتيجية املالية هي جانب االستراتيجية التي تدخل في
نطاق اإلدارة املالية ،والتي سوف تشمل القرارات املتعلقة باالستثمار والتمويل وأرباح األسهم.
.1مدخل لالستراتيجية
1.1محتلف املفاهيم
تستمد كلمة االستراتيجية جذورها من الكلمة اليونانية Strategosوالتي إرتبط مفهومها بالخطط
املستخدمة في إدارة املعارك وفنون املواجهة العسكرية ،حيث يعرفها قاموس ( Webesters new
( dictionaryعلى أنها" :علم ترجمة و تخطيط العمليات الحربية " ،1إال أنها امتدت بعد ذلك إلى مجال
الفكر اإلداري وصارت مفضلة االستخدام لدى املؤسسات االقتصادية وغيرها من املنظمات األخرى ،حيث
عرفها ( ( Tomas1988بأنها" :خطط و أنشطة املنظمة التي يتم وضعها بطريقة تضمن خلق درجة من
التطابق بين رسالة املنظمة و أهدافها ،و بين هذه الرسالة و البيئة التي تعمل بها بصورة فعالة و ذات كفاءة
عالية " 2مهتمة بتحليل بيئتها وتحقيق املبادرة والريادة في مجال نشاطها.
وتشير التعاريف اآلتية إلى النشأة العسكرية ملصطلح االستراتيجية ،وارتباطها الوثيق بالحروب حيث
عرفها:3
1نبيل محمد مرس ي ،اإلدارة االستراتيجية :تكوين وتنفيذ استراتيجيات التنافس ،دار الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر ،د ط ،3002 ،ص .94
2اسماعيل محمد السيد ،اإلدارة االستراتيجية :مفاهيم ومجاالت التطبيق ،املكتب العربي الحديث ،مصر ،د ط ،9444 ،ص .03
3عبد الرحمن حسن الشهري ,تطور العقائد واالستراتيجيات العسكرية ،,الرياض :مكتبة امللك فهد الوطنية..3009 ،
2
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
وبدخول مصطلح االستراتيجية الى امليادين السياسية واالجتماعية واالقتصادية بدأت تظهر وجهات
نظر حول االستراتيجية اذ يرى البعض ارتباطها بالقرارات التي يتم اتخاذها بغرض تحقيق اهداف معينة،
أما على مستوى عالم االعمال فهناك العديد من الكتاب والباحثين قدموا مفاهيم حول االستراتيجية ،
حيث يعرفها:
، Ansoff وهو أحد رواد الفكر اإلداري بأنها " :تصور املنظمة عن العالقة املتوقعة بينها وبين
بيئتها ،بحيث يوضح هذا التصور نوع العمليات التي يجب القيام بها على املدى البعيد ،والحد الذي
يجب أن تذهب إليه املنظمة ،والغايات التي يجب أن تحققها" .
Chandler االستراتيجية بأنها تحديد املنظمة ألهدافها وغاياتها على املدى البعيد ،وتخصيص
املوارد لتحقيق هذه االهداف والغايات.
Quinn فقد عرف االستراتيجية بأنها " :األنموذج أو الخطة التي تتكامل فيها األهداف الرئيسية
والسياسات واإلجراءات ،ومتابعة أنشطتها للتأكد من تحقيق الترابط التام«.
Drucker االستراتيجية بأنها :عملية مستمرة لتنظيم وتنفيذ القرارات الحالية ،وتوفير
املعلومات الالزمة ،وتنظيم املوارد والجهود الكفيلة لتنفيذ القرارات وتقييم النتائج بواسطة نظام
معلومات متكامل وفعال "
3
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
إن هدف أي منظمة من املنظمات هو البقاء واإلستقرار واإلستمرار والنمو ،وإن األهداف السابقة
التتحقق إال بوجود إدارة فاعلة تستطيع أن تحقق هذه املطالب ،وقد كان لتوجه املنظمات نحو التخطيط
اإلستراتيجي عالقة كبيرة بنجاح هذه املنظمات ،حيث إتضح أن املنظمات التي أخذت بمفهوم اإلدارة
اإلستراتيجية كانت ذات أداء أفضل من تلك املنظمات التي لم تأخذ بهذا املفهوم .وكذلك توصلت الدراسات
التي أجراها الباحثون اإلداريون أمثال :أنسوف ،وهارولد و برت ،إيستلك ماكدونالد وغيرهم ،إلى أن
املنظمات التي تمارس التخطيط اإلستراتيجي تتفوق على تلك التي التمارسه ،وتزداد أهمية اإلدارة
اإلستراتيجية عندما تعمل منظمات األعمال في بيئة متغيرة .
وتبرز أهمية اإلدارة اإلستراتيجية ملنظمات األعمال من خالل قدرتها على رسم غايات املنظمة وأهدافها
وتحديد التوجهات طويلة األمد لبلوغ تلك األهداف في مدى زمني مالئم وسط بيئة تتسم بالسرعة وعدم
التأكد ،والقيام بمتابعة التنفيذ وتقييم النتائج ومدى التقدم لبلوغ األهداف ،ومواجهة التحديات التي
تتعرض لها منظمات األعمال مثل :
التسارع الكمي والنوعي في البيئة الخارجية :حيث أن عصرنا هو عصر السرعة ،كما أن
ظاهرة التغير هي السمة الجوهرية للعقود القريبة املاضية والعقد الحالي .
تدعيم املركز التنافس ي لزيادة قدرة املنظمة على مواجهة الظروف التنافسية الشديدة
املحلية منها والدولية .
تخصيص املوارد واإلمكانيات بطريقة فعالة حيث يتم استخدام املوارد املتاحة بطريقة
تتالءم واحتياجات املنظمة .
زيادة دعم التفكير االستراتيجي للمدراء ،وتنمية عادات التفكير في املستقبل .
توفير فرص املشاركة لجميع املستويات اإلدارية في تخطيط وتنفيذ أهداف املنظمة.
املساهمة في التوجه لالهتمام باملعرفة كقوة استراتيجية.
مواجهة التحديات لتي تواجه املنظمات وانتقاء أفضل الخيارات املتاحة للمنظمة.
4
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
.3مستويات االستراتيجية
ال يستطيع أي شخص القول بأن اإلستراتيجية توضع فقط على مستوى اإلدارة العليا ،فكل املديرين في
جميع املستويات اإلدارية يشاركون في وضع االستراتيجية ،ويمكن وضع ثالث مستويات لإلستراتيجية ،و
هذه املستويات تختلف حسب حجم املؤسسة و حسب طبيعة نشاطها وتتمل هذه املستويات فيما يلي:
مستوى اإلستراتيجية العام هو مستوى املجموعة ككل ،وهو يتعلق باملؤسسة أكثر مما يتعلق بأعمالها
الخاصة بأعمالها الخاصة :مجموعة املؤسسات املشتركة في هذا املجلس ،مجموعة األسواق ،مجموعة
العالمات .في هذا املستوى السؤال الهام هو في أي مجال العمل تكون هذه املجموعة حاضرة ،و اإلستراتيجية
التطويرية التي يتبعها ،حيث أنه يتعلق بتعيين امليزانيات ،و يوضع االختيار بين التركيز أو التنويع ،النمو
الداخلي أو الخارجي (إعادة شراء املؤسسات).
أهداف هذه املجموعة ( النمو ،املردودية ،العودة لالستثمار ،رفع قيمة رأس املال...الخ) ترتبط في جميع
األعمال ،حيث أن املؤسسة في هذا املستوى مسؤولة عن نتائجها أمام الشركاء في املجموعة(1).
يشير مفهوم وحدة األعمال ( )business unitإلى قطاع أعمال يطلق عليه " "Divisionأو خط إنتاج
معين ( )Product lineأو مركز ربحية ( ،)Profit centerو يشترط في ذلك أن تقوم هذه الوحدة ـ مهما كان
املسمى الخاص بها ـ بإنتاج وتسويق مجموعة محددة من املنتجات املترابطة فيما بينها و خدمة مجموعة
معينة من العمالء و التعامل مع نوعية معينة من املنافسين في ذات النشاط) .(2فعلى سبيل املثال كلية
العلوم االقتصادية و التسيير لها وحدة عمل إستراتيجية ( )USBبالنسبة إلى جامعة سعد دحلب البليدة.
و بشترك في وضع هذه اإلستراتيجية رؤساء هذه الوحدات و رؤساء النشطة الرئيسية فيها ،و يشترط
تناسق هذه اإلستراتيجيات مع اإلستراتيجية الكلية للمؤسسة ،و القرارات اإلستراتيجية على هذا املستوى
تتمثل في تحديد تشكيلة املنتجات و الخدمات للمنظمة و نواحي التطوير الذي يمكن إدخاله على املنتجات
والخدمات ،فتح منافذ توزيع جديدة ،بدء حملة إعالنية أو التركيز على خدمة طبقة معينة من العمالء(3).
1
Lendrevie, autre, Op_cit, p : 642
2نبيل حممد مرسي ،مرجع سابق ،ص 53
(3حممد أمحد عوض ،اإلدارة اإلسرتاتيجية األصول واألسس العلمية ،الدار اجلامعية ،مصر ،0222 ،ص 12
5
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
في املستوى الثالث اإلستراتيجية هي للمهنة الخاصة داخل وحدة األعمال اإلستراتيجية ( : )USBالتسويق،
البحث و التطوير ،اإلنتاج ،موارد بشرية ... ،إلخ .اإلستراتيجيات املهنية أو اإلستراتيجيات على املستوى
الوظيفي ،توجب تحديد اإلمكانيات املستعملة في كل ميدان من أجل تحقيق األهداف مقابل املنافسين.
هذه اإلستراتيجيات خاضعة لإلتجاهات الكبرى املحددة في مستوى املجموعة و وحدات األعمال(4).
إن اإلستراتيجية عملية مستمرة ذات مراحل متناسقة فال يمكن تقديم مرحلة على ثانية ،و املرحلة الثانية
و مدى نجاحها وفعاليتها مرتبط بمدى نجاح و فعالية املرحلة التي قبلها.
يعتبر التحليل اإلستراتيجي األداة الجوهرية و املكون األساس ي لإلستراتيجية ،فبالرغم من أن اإلستراتيجية و
عملية القيام بها و هو التسيير اإلستراتيجي ينطوي على العديد من األنشطة( التحليل ،التخطيط ،التنفيذ،
الرقابة) إال أن التحليل اإلستراتيجي يبقى أهم هذه األنشطة ،فهو املسؤول عن دراسة و ضبط متغيرات
البيئة التسويقية (التي تطرقنا إليها في املبحث الثالث من الفصل األول) حيث يسعى للوصول إلى املواءمة أو
التوفيق بين الفرص الخارجية و عناصر القوة الداخلية باملنظمة و ذلك في ظل التهديدات الخارجية
وعناصر الضعف الداخلية (1).
تهتم هذه املرحلة بوضع رسالة املؤسسة وكذا تقييم البيئة الداخلية و الخارجية و تحديد الفجوة
اإلستراتيجية ،كما تحتوي عملية صياغة اإلستراتيجية على تحديد اإلستراتيجيات املناسبة ،و على ذلك نجد
أن هذه املرحلة تشمل مجموعة من األنشطة تتمثل في (2):
1مزوغ عادل ،البيئة التسويقية و أدوات التحليل اإلسرتاتيجي ،رسالة ماجستري ،كلية العلوم الٌتصادية و التسيري ،جامعة سعد دحلب البليدة ،1003 ،ص
201
2عبد العزيز صاحل بن حبتور ،اإلدارة اإلسرتاتيجية :إدارة جديدة يف عامل متغري ،دار امليسرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان ،األردن ،الطبعة األوىل،1002 ،
ص 21
6
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
يقصد بتنفيذ اإلستراتيجية الجموع الكلي لألنشطة و االختيارات الالزمة لوضع اإلستراتيجيات املختارة
موضع التنفيذ ،حيث أنها تلك العملية التي من خاللها تتحول اإلستراتيجيات والسياسات إلى تصرفات
فعلية من خالل تنمية البرامج،و املوازنات و اإلجراءات(3).
و بصفة أساسية يمكن القول بأن وضع اإلستراتيجية/اإلستراتيجيات موضع التنفيذ يتطلب (4):
ـ وجود هيكل تنظيمي مالئم (بناء هيكل جديد ،تدريب و تعيين قوى عاملة ،إنشاء وحدات جديدة ،تعديل
الهيكل الحالي...الخ)
ـ مالئمة اإلستراتيجيات للسياسات التنظيمية الحالية أو تعديل السياسات التي تتعارض مع اإلستراتيجيات
املوضوعة.
ـ التأكد من أن النظم املطبقة حاليا تتالءم و متطلبات تنفيذ اإلستراتيجيات مثل نظم األجور و الحوافز،
نظم املعلومات ،نظم االتصال ،نظم الرقابة ،نظم التخطيط.
ـ أن تكون اإلستراتجيات الوظيفية (التسويقية و املالية أو اإلنتاجية...الخ) تلعب دورا أساسيا في تحديد
جدوى اإلستراتيجيات املوضوعة على مستوى املنظمات أو األعمال ككل.
وهي عبارة عن الخطوة األخيرة من مراحل اإلستراتيجية بحيث توضع هذه األخيرة ملواجهة وتعديل و تطوير
املستقبل و الذي يتميز بوجود عوامل داخلية وخارجية باستمرار ،فتخضع كل اإلستراتيجيات لعملية
التقييم وهذا ملعرفة مدى تناسبها مع التغيرات التي تحدث في البيئة الداخلية و الخارجية ،باإلضافة إلى هذا
فإن هناك ثالث أنشطة رئيسية لتقييم اإلستراتيجية وهي (1):
) (3اثبت عبد الرمحن إدريس ،مجال الدين حممد مرسي ،مرجع سابق ،ص 22
) (4عبد السالم أبو قحف ،اإلدارة اإلسرتاتيجية و تطبيقاهتا ،دار املعرفة اجلامعية ،مصر ،الطبعة األوىل ،1000 ،ص 82
) (1عبد العزيز صاحل بن حبتور ،مرجع سابق ،ص 25
7
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
ـاتخاذ اإلجراءات التصحيحية ،البد من اإلشارة إلى أن املراجعة و التقويم ضروريتان ،فالنجاح في
الغد يتوقف على أداء أنشطة اليوم.
يعتبر املال هو األساس في قيام نشاط املؤسسة ،وعلى ضوء هذا تظهر وجهات النظر حول كيفية اختيار
الهيكل املناسب ومدى تأثر ذلك على الخيار االستراتيجي الذي تتبناه املؤسسة وانعكاسه على األداء الداخلي.
االستراتيجية املالية تعني ٍاختيار معايير ٍاتخاد القرارات االستراتيجية تهدف لتوجيه بشكل بات و ملدة
طويلة نشاطات و هياكل تنظيم املؤسسة ) ، (Les critères de décisionوذلك النها تهدف لتوجيه بشكل
بات وملدة طويلة نشاطات وهياكل تنظيم املؤسسة1.
واالستراتيجية املالية تقوم بتحديد االستراتيجيات املمكنة القادرة على تعظيم القيمة الحالية الصافية
لكيان ما ،وتخصيص موارد رأس املال الشحيحة بين الفرص املتنافسة وتنفيذ ورصد االستراتيجية املختارة
لتحقيق األهداف املعلنة2.
واألسواق الجديدة.
املرحلة الثالثة :وهي مرحلة تقدير واختيار الوسائل الواجب استعمالها لتحقيق هذه االستراتيجية،
ويؤدي التحليل املالي د و را أساسيا في هذه املرحلة إذ يقيم االستثمارات املزمع إنجازها.
املرحلة الرابعة :و هي املرحلة األخيرة التي تعكس االستراتيجية العامة الخاصة بالبحث و تجنيد
املوارد املالية املالئمة و تحقيق التركيب التقني للعمليات ( ٍاقتراض ،زيادة رأس املال).
1
belletante.b, comptabilite et finance , ed: hatier, paris, 1991, p257.
2
formulation of financial strategy , fo rmulation of financial strategy , 5/18/2009 , p 03.
3
Loc.cit.
8
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
يعتبر جانب التمويل من الجوانب الهامة والجديرة بالدراسة ،فاملال عنصر أساس ي على حياة الفرد
وكذلك حياة كل املؤسسات االقتصادية سواء التي تهدف إلى تحقيق الربح او التي تقدم خدمات وسيتم
التركيز هنا على اإلدارة املالية داخل املؤسسات االقتصادية أو ما يعرف بالتمويل اإلداري Managerial
Financeوينظر لها بانها فن وعلم إدارة األموال The art and science of managing money؛
قبل أن نبدأ بتعريف اإلدارة املالية البد من تعريف االدارة والتي تتمثل بأنها نشاط اجتماعي متعلق
بتنفيذ األعمال بواسطة اآلخرين ،فإذا كانت هذه األعمال تتعلق باملشاريع االقتصادية التي تهدف الى الربح
سميت ادارة االعمال ( ،)Business Managementوإذا كانت متعلقة بسياسات الدولة سميت اإلدارة
العامة ( ،) Administration Managementوإن كانت متعلقة بتدبير األموال واستخداماتها سميت االدارة
املالية (.)Financial Management
هي ذلك النشاط الذهني الذي يختص بالتخطيط والتنظيم واملتابعة لحركتي الدخول والخروج
لألموال الحالية واملرتقبة من والى املنظمة؛
هي تلك اإلدارة التي تقوم بنشاطات مالية متنوعة من خالل تنفيذها لوظائف فنية متخصصة
كالتحليل املالي ،تقييم املشروعات ،إعداد وتفسير التقارير املالية ،امليزانيات التقديرية ،االندماج،
إعادة التنظيم املالي وغيرها ،ومن خالل تنفيذها لوظائف إدارية كالتخطيط ،التنظيم ،التوجيه،
الرقابة ولكن بصيغة مالية ،وبإنجاز الوظائف بكفاءة تستطيع تحقيق األهداف املحددة لها،
وبالتالي املساهمة في تحقيق أهداف املنشأة؛
عرفها lutzبأنها عملية تحديد املصروفات وااليرادات العامة ثم تحصيل وتدبير األموال العامة
وتولي أمور انفاقها؛
هي تلك الوظيفة املالية التي تهتم بتنظيم حركة األموال ( تدفقات نقدية داخلة وتدفقات نقدية
خارجة) الالزمة لتحقيق اهداف املشروع والوفاء بالتزاماته املالية التي عليه في الوقت املحدد ،حتى
ال يتعرض املشروع الى عسر مالي سواء كان فني ام حقيقي؛
وقد وضعت هيئة األمم املتحدة تعريف لإلدارة املالية في الدليل الذي أعدته عن موازنة البرامج واألداء،
أي ان اإلدارة املالية هي دورة مستمرة في العمليات املترابطة التي تساهم في اتخاذ اإلدارة للقرارات األساسية
وتتضمن هذه العمليات:
9
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
budgeting املوازنة
funding التمويل
accouting املحاسبة
reporting التقارير
بصفة عامة اإلدارة املالية في البدء تعتبر عملية processإدارية تتعلق االستغالل املثل والعقالني للموارد
املالية و بإدارة التدفقات النقدية الداخلية والخارجة لدى املؤسسة االقتصادية ،مع البحث عن بدائل
التمويل التي تصب في صالح املؤسسة من اجل تعظيم قيمتها وتحقيق أهدافها املراد تحقيقها سواء على
املدى القصير او الطويل.
تتمثل في:
اس ـ ـ ـ ــتراتيجيـة هيكــل التمويـل :تختص هـذه االس ـ ـ ـ ــتراتيجيــة بتـدبير موارد التمويـل طويلــة اآلجــل
للمنظم ــة ويتكون هيك ــل التموي ــل للمنظم ــة أموال امللكي ــة والتي تتض ـ ـ ـ ــمن رأس امل ــال اململوك
واالحتياطات واألرباح املحتجزة وهو ما يعرف بمصطلح حقوق امللكية
اس ـ ــتراتيجية إدارة األص ـ ــول :تمتد مسـ ـ ـئولية الوظيفة املالية إلى مجاالت إدارة األص ـ ــول س ـ ــواء
كانت أصوال طويلة اآلجل أو قصيرة اآلجل.
اسـ ـ ــتراتيجية توزيع األرباح :تعتبر األرباح عنص ـ ـ ـرا هاما السـ ـ ــتمرار أعمال املنظمات ،ولهذا فان
اآلمر يتطلـ ــب ض ـ ـ ـ ــرورة وض ـ ـ ـ ــع اس ـ ـ ـ ــتراتيجيـ ــة تحـ ــدد حجم األربـ ــاح التي تحتف بهـ ــا املنظمـ ــة
كاحتياطيات حتى يمكنها االستمرار في أداء نشاطها.
10
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
1.6التحليل االستراتيجي
يأخذ مفهوم التحليل االسـ ـ ــتراتيجي أبعاد مختلفة تعود الختالف املجال الذي يعنى به واألغراض املبتغاة
منه ،فقد أش ـ ـ ــير إليه بتعلقه بفهم املوقف االس ـ ـ ــتراتيجي للمنظمة ومعرفة التغيرات التي س ـ ـ ــتحدث في بيئتها
وكيف تتــأثر بهــا أنش ـ ـ ـ ــطتهــا ،ومــا هي مص ـ ـ ـ ــادر قوتهــا في ظــل تلــك التغيرات ،ومــا هي طموحــات كــل من املــدراء
وأص ـ ـ ــحاب املص ـ ـ ــالح وغيرهم ،و كيف س ـ ـ ــيؤثر املوقف الحالي في أحداث املس ـ ـ ــتقبل .Johnson & Scholes
ويشــكل التحليل االســتراتيجي ضــمن الرؤية الشــاملة املســتقبلية احد األركان الرئيســة للخطط اإلســتراتيجية
ً
معبرا عن ــه بتقييم البيئ ــة ال ــداخلي ــة لتح ــدي ــد قوة واقت ــدار املنظم ــة و ض ـ ـ ـ ــعفه ــا من ج ــان ــب وتقييم البيئ ــة
الخارجية وتحديد الفرص والتهديدات من جانب آخر.
وبتالي فإن أغراض التحليل االسـتراتيجي بأنه الخطوة األولى لإلدارة اإلســتراتيجية ملراقبة بيئة املنظمة عبر
زاويتين تحـدد األولى الفرص والتهـديـدات الحـالية واملس ـ ـ ـ ــتقبلية ،وتقدر الثانية ما تملكه املنظمة من جوانب
قوة وض ـ ـ ـ ــعف ،وينبضي أن يكون غرض امل ــدراء من التحلي ــل هو تش ـ ـ ـ ــخيص بيئ ــات متع ـددة تؤدي املنظم ــة
ً
عملياتها فيها ،فضـ ـ ـ ــال عن ضـ ـ ـ ــرورة أن تمكن نتائج التحليل من إنشـ ـ ـ ــاء جوانب قوة الوحدة واسـ ـ ـ ــتعداداتها
لتأمين ما يجب القيام به وتمكينها من رؤية أية مشكالت مستقبلية.
تعود فكرة تحليل SWOTإلى عام 7591حيث قدم Philip Sielzniطروحاته الخاص ـ ـ ــة باملالءمة
ً
بين العوامــل الــداخليــة للمنظمــة و ظروف البيئــة الخــارجيــة ثم طورت هــذا الفكرة الحقــا من قبــل مجموعــة
أس ـ ــاتذة اإلدارة العامة من مدرس ـ ــة هارفارد لألعمال والس ـ ــيما Learned and Andrewsكي تص ـ ــبح أداة
11
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
كلمــة SWOTهي اختص ـ ـ ـ ــار ألربع كلمــات بــاإلنجليزيــة تمثــل العنــاص ـ ـ ـ ــر األربع التي تقوم عليهــا عمليــة تحليــل
ُ
السـ ــوات ، SWOTوالتي ظهرت نتيجة البحوث التي أجريت في معهد سـ ــتانفورد للبحوث عام ،9490تتعلق
تلك الكلمات بتحليل البيئة الداخلية والخارجية وهي:
تحليل سوت
القوة :هي بعض العن ــاص ـ ـ ـ ــر املتوافرة في املنظم ــة والتي تس ـ ـ ـ ـ ــاهم بش ـ ـ ـ ـك ــل ايج ــابي في العم ــل أوهي
الخصـائص التي تعطي املنظمة إمكانيات جيدة تعزز عناصـر القوة وتسـاهم في انجاز العمل بمهارة
وخبرة عـاليـة .وتتمثـل عنـاص ـ ـ ـ ــر القوة في منظمـات اإلعمـال بكفـاءة املوارد املـالية ،وتوافر الكفاءات
اإلدارية والتنظيمية ،وانخفاض تكاليف اإلنتاج ،ووجود شـ ــبكة واسـ ــعة لتسـ ــويق املنتجات ،وقدرة
ً ً
عالية للتنافس ،وتحقيق ميزة سـوقية عالية ،وامتالك املنظمة إنتاجا أحسن ،واسما بارزا وسمعة
قويــة ،وتكنلوجيــا مثــاليــة ،ثم تقــديم أفض ـ ـ ـ ــل الخــدمــات للمس ـ ـ ـ ــتهلــك .وتكمن قوة املنظمــة أيض ـ ـ ـ ــا
الدخول في ائتالفات أو مش ـ ـ ــاريع مش ـ ـ ــتركة وتعاونية مع ش ـ ـ ــركاء ذوي خبرة وإمكانات أداء عالية من
اجل تعزيز مكانتها وتفوقها في الصناعة .
12
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
وان أية منهجية لدراسة وتحليل الفرص والتهديدات يفترض في األقل أن تمر بثالث مراحل أساسية هي
)aالتعرف وبشـ ـ ـ ــكل دقيق على طبيعة الفرص املتاحة وتوص ـ ـ ــيفها وذلك من اجل معرفة مدى مالءمتها
مع إمكانيات املنظمة الداخلية .
)bتقييم الفرص املتــاحــة وتقــدير جــدواهــا .وذلــك من اجــل معرفــة هــل إن املخــاطرة التي تكتنفهــا تعــادل
املردود أو ال .فـاملخـاطرة التي تكتنف الفرص ـ ـ ـ ــة يجـب إعطـاؤها كل االهتمام وال يمكن إغفالها ألنه ال
يمكن البدء بتنفيذ تلك الفرص ـ ـ ــة إال إذا عرفنا ما تحويه من مخاطرة من اجل معرفة ما يناس ـ ـ ــبها من
إمكانيات املنظمة .
)cإيجــاد الحلول للمش ـ ـ ـ ــكالت التي يمكن إن تظهر وتوفير املوارد املــاديــة والبش ـ ـ ـ ــريــة التي تتطلبهــا عملي ـة
تنفيذ تلك الفرص.
إن محــددات الفرص هي الزمــان ،واملكــان ،والفعــل الص ـ ـ ـ ــحيح القــادر على اس ـ ـ ـ ــتثمــار الفرص ـ ـ ـ ــة
والتقــاطهــا قبــل أن تكون في متنــاول تــأثير املنظمــات األخرى املوجودة في الس ـ ـ ـ ــوق فوجودهــا في ميــدان
األعمال ال يتولد من فراغ وإنما في ض ــوء التغيرات الطارئة في أوض ــاع األس ــواق والتكنلوجية أي ظهور
أس ـ ــواق جديدة أو إمكانية تطوير تكنلوجيا جديدة وتطبيقها وتص ـ ــنيع منتجات وخدمات ذات نوعية
عالية الجودة وهذا يعني إن الفرص ـ ــة يمكن أن تكون فكرة نس ـ ــتطيع تحويلها إلى خدمة أو س ـ ــلعة أو
موقف ما يمكن للمنظمة اسـ ـ ــتثماره لتحسـ ـ ــين املوقف التنافس ـ ـ ـ ي للمنظمة ،بشـ ـ ــرط أن يكون ذلك
13
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
ً
متناس ــبا مع الرؤية االس ــتراتيجية لتلك املنظمة فض ــال ًًعن تناس ــب تلك الفرص ــة مع نقاط قوتها من
اجل تحقيق النتائج املرجوة من الفرصة املعينة .
التهـديدات :العقبات التي تقف أمام املنظمة وتحد من تحقيق أهدافها ،أو تقلل من قدرة املنظمة
على اس ـ ـ ـ ــتغالل الفرص املتــاحــة أمــامهــا وتتمثــل التهــديــدات احتمــال دخول منــافس ـ ـ ـ ــين جــدد زيــادة
مبيعات املنتجات البديلة ،نمو بطئ في السـوق .كما تعرف الفرصة بكونها اضطراب معين يحدث
في البيئــة الخــارجيــة للمنظمــة والــذي قــد يؤدي إلى إحــداث آثــار عكس ـ ـ ـ ـيــة مع أهــداف املنظمــة ".إن
التهـديـدات قــد ال تكون موجودة وإنمـا قــد تـدل على احتمــاليـة ظهورهــا في مـدة زمنيــة قريبـة أو بعيــدة
املؤش ـ ـ ـ ـرات واالتجــاهــات التي تظهر في الس ـ ـ ـ ــوق أو في التطورات والتغيرات التي تحص ـ ـ ـ ــل في البيئــة
االقتصادية واالجتماعية والتكنولوجية.
حيث الشكل املوالي يوضح كيفية التعامل مع عناصر البيئة الداخلية والخارجية:
شكل:12
14
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
جدول رقم:11
االستراتيجيات املعتمدة ضمن تحليل مصفوفةSWOT
البيئة الداخلية
نقاط الضعف نقاط القوة البيئة الخارجية
استراتيجية عالجية الفرص استراتيجية هجومية
استراتيجية االنسحاب التهديدات استراتيجية دفاعية
2.6الخيار االستراتيجي
االختيار االس ـ ـ ــتراتيجي هو قرار إختيار بديل من بين البدائل اإلس ـ ـ ــتراتيجية ،الذي يمثل أفض ـ ـ ــل تمثيل
لرس ـ ـ ـ ــالــة املنظمــة وأهــدافهــا اإلس ـ ـ ـ ــتراتيجيــة .ويتض ـ ـ ـ ــمن القرار التركيز على بعض البــدائــل املنتقــاة ،والقيــام
ً
بتقويم تلك البدائل وفقا ملجموعة من األدوات التي تس ـ ـ ــاعد في إعتماد البديل اإلس ـ ـ ــتراتيجي األكثر مالءمة .
ً
وتس ـ ــتلزم عملية اإلختيار نوعا من التفكير والتحليل اإلس ـ ــتراتيجي ،وكذلك تحتاج إلى عدد من األدوات التي
تس ـ ــتخدم في تقويم البدائل اإلس ـ ــتراتيجية املتاحة من أجل تض ـ ــييق عدد تلك البدائل ،و تقليص الخيارات
أمام املدراء إلتخاذ البديل املناسب .
يطلق على أدوات تقييم البدائل اإلس ـ ـ ـ ــتراتيجية املتاحة بنماذج تحليل محفظة األعمال ،وتس ـ ـ ـ ــاعد هذه
النماذج في تقويم مستوى األداء وإعتماد الخيار اإلستراتيجي املناسب
1.2.6مصفوفة BCG
ً ً
أن محفظة املنتج قد حققت نجاحا متميزا في وضع االستراتيجيات الخاصة باملنتجات املتعددة التي
تتعامل بها املؤسسات وخاصة فيما يتعلق بتحقيق املزيج السلعي ،لذلك ُيعد النجاح الذي توصلت إليه تلك
ُ
تصميمه املؤسسات بمثابة القبول الجيد لهذا النموذج والذي كسب شهرة من خالل االستخدام والذي تم
من قبل مجموعة بوسطن االستشارية ،وبما أن هذا النموذج يتعلق باالستثمارات فإنه يمكن أن يطلق عليه
بنموذج تحليل معدل النمو والحصة السوقية للمنتج وله صلة بثالثة جوانب رئيسة وهي
-3التدفقات النقدية
15
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
وعلى هذا فأن النموذج يعتمد في التحليل على معيارين أساسيين هما -:
أن هذا النموذج يقوم بتقسيم منتجات املؤسسة الى أربعة مجاميع ،إذ يمثل حصة السوق النسبية
املحور االفقي أما املحور العمودي فيمثل معدل نمو السوق ،كما موضح في الشكل التالي:
مصفوفة BCG
مصفوفة BCG
عالي
وعادة ما تتميز املنتجات التي تقع في هذا املربع بأنها ذات حصة سوقية منخفضة ،أي أن مركزها التنافس ي
ضعيف ،ولكن معدل النمو مرتفع كما أن توجهات املؤسسات غير معلومة وعلى هذا فإن عليها أن تكثف
االستثمارات في تلك املنتجات إذ التوقعات قد تشير الى إن املبيعات قد تزداد وهذا سبب كافي لجعل املؤسسة
16
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
ً
تعطي فرصة للتغيير لجعل تلك املنتجات أن تصبح نجوما في املستقبل ،ولكن باملقابل قد ال يتحقق هذا
الطموح وتصبح في مربع الوضع القلق ،وبالتالي تكون طبيعة توجه املؤسسة يتصف باالزالة ،وعلى ذلك
يمكن أن نقول أن عالمة االستفهام تمثل املرحلة االولى أو عادة ما تسمى بمرحلة تقديم السلعة في منحنى
دورة حياة املنتج(الحسيني.)3009 :
وتمثل املنتجات السوقية العالية ،أي أن حصتها السوقية عالية ولكن معدل نموها في السوق ضعيف،
ُ
وبالتالي فأن هذه املنتجات ت َولد تدفقات نقدية ،أي إنها مربحة أكثر مما تحتاجه في االنتاج والتسويق ،وعلى
هذا فأن التدفقات النقدية يجب أن تستخدم إليجاد مجاالت ذات فرص ربحية عالية (نجوم ،عالمات
استفهام ) لذلك يجب أن تصمم ستراتيجيات قادرة على املحافظة على الحصة السوقية ،كما أن هذا املربع
يمثل مرحلة النضوج في منحنى دورة حياة املنتج.
وهي املنتجات التي تقع في الجانب االيسر من املصفوفة وهي تستهلك استثمارات قليلة وفي ذات الوقت
فإنها تحقق تدفقات نقدية واطئة ،وهذا ما يستدعي إجراء عملية الشطب على أغلب املنتجات ضمن هذا
املربع ،ولكم باملقابل قد ال يكون إزالة جميع املنتجات ضمن هذا املربع ضروري اذ إن هناك استراتيجيات
يمكن توظيفها لتحقيق أرباحها على املدى القصير كما تبدأ املؤسسة بالسعي الى تخفيض املصاريف
التسويقية واالقتصار على بيع املنتجات الى املستهلكين من ذوي الوالء العالي ولديهم الرغبة في شراء تلك
املنتجات دون الحاجة الى االعالن عنها كما يمكن إزالتها على املدى البعيد ،ويمثل هذا املربع مرحلة التدهور
في منحنى دورة حياة املنتج.
17
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
درجة نضج الصناعة :وهذا املتغير يتأسس من خالل تحديد املرحلة التي يمر بها املنتوج من
مراحل دورة حياة املنتج إما إنطالق ،نمو ،نضج وتدهور .ويتم تحديد املرحلة من خالل التوازن
بين ثمانية عوامل املتمثلة فيما يلي - :معدل النمو ،الطاقة الكامنة في النمو ،إتساع خطوط
املنتوج ،عدد املنافسين ،إنتشار الحصص السوقية بين املنافسين ،والء املستهلكين ،قيود
الدخول للسوق ،التكنولوجيـا.
الوضع التنافسـي :هذا املتغير يسمح بتحديد الوضعية التنافسية للمؤسسة في الصناعة
مقارنة بمنافسيها ،وتقييم الوضعية التنافسية ال تكتمل إال بإدراج أهمية النشاط في التقييم
ً
إذ أن كل نشاط يمكن أن يكون ذو أهمية مستقبال .حيث يمكن أن تأخذ الوضعية التنافسية
شكال مما يلي :مهيمنة ،قوية ،مالئمة ،يمكن الدفاع عنها ،ضعيفـة(.)9
حيث تم صياغة النموذج في شكل مصفوفة مكونة من 30خانة مزدوجة املداخل حسب املتغيرين
املعتمدين كما يلـي:
محور الفـواصل :يوضح مدى نضج الصناعة من خالل التموقع في مرحلة من مراحل دورة
حياة املنتج من اإلنطالق إلى التدهـور.
محور التراتيـب :يوضح الوضعية التنافسية للمؤسسة مقارنة بمنافسيها في الصناعة من
الهيمنة إلى الضعف ،كما يوضحه الشكل املوالي:
()2 Stratigor: Politique générale de l'entreprise, 3ème édition, dunod, Paris, 2001, P 108.
18
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
Source : Stratigor: Politique générale de l'entreprise, 3ème édition, dunod, Paris, 2001,
P 108.
3.2.6نمـوذج ماكينسـىMc Kinsey
هذه الطريقة طورت من قبل مكتب استشارة آخر ،أال وهو مكتب Mc Kinseyمع شركة General
Electricالتي كانت لها عالقات مع ،وهذا خالل السنوات األولى من عشرية السبعينات من القرن املاض ي.
فهي تتميز ،هي األخرى ،بنفس ما تتميز به طريقة أو نموذج الـ .BCGحيث بنت هذه األخيرة ،هي
األخرى ،مالحظاتها حول تحليل حافظة األوراق على برامترين إثنين:
19
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
إذن يمكن القول أن هذه الطريقة أو هذا النموذج مبني على نفس األسس التي بني عليها النموذج
السابق )( (B.C.Gمصفوفة املشاركة والنمو في السوق) .والفارق الوحيد يكمن في عدد األبعاد على املصفوفة
والتي أصبحت ذات األبعاد ثالثة على ثالثة بدال من إثنين على اثنين ،كما هو موضح على الشكل املوالي:
فكل هذه النماذج تدخل في إطار مستمر ،والتي تنطلق من منطلق أكثر شمولي إلى منطلق أكثر وسيلة،
كما هو موضح على الشكل املوالي:
20
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
إن عملية تحديد حدود ومجاالت استخدام هذه النماذج ،تكمن في الوظائف التي تقوم عليها .فمن
خالل ما تقدم أعاله ،يبدو بأن هذه النماذج لها وظائف عملية ،هيكلية ،ظرفية وإيديولوجية.
وملعرفة هذه الحدود ،من املمكن معرفة املزايا والعيوب لهذه النمادج الثالث ،وعلى ضوء ذلك تحديد
املجال األمثل لتطبيق كل واحد منها.
نموذج BCG
بإعتبار أن هذا النموذج يعطي األولوية للنصيب النسبي في السوق ومعدل نمو النشاط ،فهو يمثل
االختيار األكثر عملي بالنسبة للفترة التي ظهر فيها (وهي فترة السبعينات) مع بعض النماذج األخرى
كنموذج Mc Kinseyو ADLالذين تطرقنا إليهما .فتحديد معدل النمو للنشاط وحساب نصيب املؤسسة
في السوق تجاه املنافسين اآلخرين ،يشكالن عمليات بسيطة ،وفي متناول جل املؤسسات التي اتبعت
استراتيجية التنويع ،إن هذا النموذج يمتاز بطابعه امليكانيكي ،فأثر التجربة يلعب دورا كامال لو "كانت
التكلفة تشكل االمتياز التنافس ي الوحيد" .هذا الطابع ال يمكن تطبيقه على النشاطات الفنية أو الخاصة
باملوضة أو االبتكارات الجديدة أين يكون أثر الخبرة ضعيف؟ وكذلك أيضا في حالة كون حكم املستهلكين
مدعم بمعايير أخرى غير التكاليف ،كالنوعية ،الصورة ،التكنولوجيا و الخدمة؟ وكمثال على ذلك
شركة ، Rank- Xeroxفرغم انفرادها بإنتاج آالت السحب في العالم ،فقد شن عليها الهجوم من طرف
مؤسسات يابانية ذات الحجم الصغير التي استخدمت الحبر املسحوق ) ( Tonnerوالتي انطلقت من العدم.
وعليه فالفرضية التي انطلق منها نموذج ) (BCGيمكن اعتبارها كحاجز أمام الرئية الديناميكية ،وبالتالي
فهذا النموذج ال يمكن تطبيقه على كل الحاالت .وعليه فإن مجال تطبيقه في األساس يقتصر على النشاطات
الناضجة ،و على االبتكارات التكنولوجية الضعيفة ،مع منتجات معيارية .أي يمكن تطبيقه بالنسبة
إلستراتيجية األحجام.
نموذجMc Kinsey
إن هذا النموذج يستخدم طريقة التقييم للوضعية التنافسية كـ ADLحيث يقوم هذا األخير على أساس
عمر املنتوج والذي يمكن أن يكون قابل للزوال أو للتحسين وبالتالي يمكن التركيز على هذا الجانب بدال من
منحنى الخبرة ،وعليه يمكن القول بأن هذا النمودج قد ركز على النوعية والتكنولوجيا ،فهو يقدم نفس
االمتيازات (العاملية والحقيقية) ونفس الحدود (التجريبية).
21
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
فهذا النموذج ُيدخل أو يأخذ بعين االعتبار مفهوم التكامل أي يمكن تطبيقه على املؤسسات التي لها
نشاطات عديدة مرتبطة بمفهوم التعاون أو التآزر ،ويعتبر من جهة أخرى أقل تناقض مع ما هو عليه
بالنسبة لحقيبة األوراق ،والتي تفترض نشاطات متجانسة ومستقلة .وبهذا الصدد فإن نموذج Mc
Kinseyيختلف جذريا عن كل من النموذجين BCG" ، "ADLوليس بالنموذج الحقيقي لحافظة األوراق.
ففلسفته يمكن التعبير عنها بـ " :ال تعملوا ما عملوه منافسيكم ،استخدموا مزاياكم التنافسية حتى يمكنكم
االختالف".
نموذج ADL
على العكس ملا هو عليه نموذج ، BCGفإن نموذج ّ A.D.L
يقيم الوضعية التنافسية للمؤسسة بطريقة
نوعية .فإجابة عن النقد السابق ،فهو يفترض بأن املنافسة ال تبنى فقط على التكاليف واألسعار ،ولكن
على القوة النسبية للمؤسسة بالنسبة ملنافسيها.
فاختيار دورة الحياة كمقياس لقطاع يدخل بعد أساس ي (وهو تجديد األنشطة) في تحليل حافظة
األوراق .فهو متغير أكثر نجاعة بالنسبة ملعدل النمو الفوري) ، (instantanéوالذي من املمكن أن يعرف
تغيرات ظرفية مهمة وأكثر ديناميكية على أساس أننا ال ننظر فقط للماض والحاضر الذي يقوم بمقارنة
خصائص مالية ،هياكل تنافسية ووسائل تطبيق ) (actionاستراتيجية خاصة ،فهو الوحيد الذي يسمح
باألخذ في الحسبان الديناميكية التنافسية.
إن هذا النموذج يقترح قائمة للعوامل الهامة للنجاح ،إال أن األفراد هم الذين يحددون لكل نشاط
العوامل التي ،حسب رأيهم ،تكون مصدر النجاح ،والذين فيما بعد يقومون بترجيحها )عن طريق اإلختيار
والترجيح) وذلك بإدخال املوضوعية في التحليل وإبعاد الصرامة العلمية.
22
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
خالصة:
يعتبر املال هو األساس في قيام نشاط املؤسسة ،وعلى ضوء هذا تظهر وجهات النظر حول كيفية اختيار
الهيكل املناسب ومدى تأثر ذلك على الخيار االستراتيجي الذي تتبناه املؤسسة وانعكاسه على األداء الداخلي.
االستراتيجية املالية تعني ٍاختيار معايير ٍاتخاد القرارات االستراتيجية تهدف لتوجيه بشكل بات و ملدة طويلة
نشاطات و هياكل تنظيم املؤسسة ) ، (Les critères de décisionوذلك ألنها تهدف لتوجيه بشكل بات وملدة
طويلة نشاطات وهياكل تنظيم املؤسسة.
23
املحاضرة األولى :ماهية االستراتيجية واالستراتيجية املالية
24
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
25
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
تمهيد:
التخطيط يعتبر من أهم وظائف اإلدارة في أي نشاط في شتى املجاالت ألن نجاح النشاط أو فشله في
تحقيق أهدافه يعود إلى دقة التخطيط التشخيص الجيد ألي عمل والذي يتضمن جمع البيانات
واملعلومات ودراستها وتحليلها ،حيث يتم رسم السياسة املتبعة من طرف املديرين واختيار أفضل البديل
األمثل من بين البدائل املتاحة واتخاذ أفضل القرارات.
.0التخطيط املالي
هو عبارة عن التنبؤ باملستقبل وما يتعلق به من الناحية املالية ودراسة ما يتعلق به سواء بالسلب أو
باإليجاب ،حتى تتمكن الجهة املسؤولة من إيجاد الحلول املناسبة للمشكالت التي تواجه املنظمة أو الفرد
على املدى القريب أو البعيد ،كما يوضح التغييرات املحتملة والتحديات املتوقعة بما يتوافق مع أهداف
املنظمة أو الفرد.
كما عرف التخطيط املالي بأنه نوع من أنواع التخطيط الذي يهتم بكيفية الحصول على األموال الالزمة
للمشروع من مصادرها املختلفة بأقل التكاليف وأفضل الشروط كما يهتم بكيفية استثمار هذه األموال
بحيث تحقق أفضل وأعلى العوائد للمشروع وبأقل األخطار وهو علم له قواعد وأصول ويحتاج إلى خبرة في
التطبيق والقدرة على التنبؤ وتحليل املاض ي واالعداد للمستقبل.
كما إنه ُي ّ
عرف باملنظور املتكامل ملعرفة طرق الحصول على األموال وكيفية االستفادة منها وتوظيفها
بطريقة فعالة بما يخدم أهداف املنظمة ،وال شك أن له دور رئيس ي في نجاح أي مؤسسة تقوم بتطبيقه
بشكل صحيح.
ويعرف بأنه عملية التنبؤ باالحتياجات املالية املستقبلية اعتمادا على املستويات املتوقعة لنشاط
الشركة واالستعداد لتدبير تلك االحتياجات من مصادرها املختلفة بأقل التكاليف وأفضل الشروط.
من خالل التعاريف املقدمة يتبين أن التخطيط املالي هو التنيؤ باالحتياجات املالية املستقبلية من خالل
تحديد مصادر التمويل املتاحة والوقوف على الخيارات املفضلة أي وضع تقديرات وافتراضات وتصورات
دقيقة مبنية على اسس علمية عما يتوقع حدوثه خلل فترة زمنية محددة في املستقبل.
26
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
)1تجنب التبذير املالي في عمليات تعطيل النقد الذي يمتلكه املشروع عن االستثمار املربح أو اضطرار
املشروع لالقتراض بفائدة تقلل من ارباح املشروع ؛
)2التنسيق املتكامل بين الوظيفة املالية و الوظائف االخرى في املشروع مثل وظيفة الشراء و البيع و
االنتاج .ليتحقق التعاون والتكامل في اداء كل إدارة ملهمتها املرسومة في مخططات املشروع؛
)3تحقيق السيولة النقدية املالئمة بالكميات الالزمة ,و باألوقات املناسبة بحسب ظروف املشروع
حتى ال يتوقف عن الدفع أو يلجأ لالقتراض لسداد املستحقات؛
)4امكانية مواجهة الظروف الطارئة والتي يضع املخططون املاليون احتماالتهم التي يمكن ان تؤثر على
املركز املالي للمشروع في املستقبل ورسم خطة ملواجهة الظروف غير املتوقعة حتى يستمر املشروع
في تحقيق أهدافه املرسومة؛
)5تجنب االعتماد على التقديرات الخاصة واآلراء الشخصية في معالجة املسائل املالية والتي قد ينتج
عنها أخطار تكون عواقبها غير سليمة على نتائج اعمال املشروع؛
)6استغالل أموال املشروع في أوجه نشاطه بدرجة تحقق أفضل ربحية ممكنة وتوجيه استثمار النقد
الفائض في مجاالت قصيرة أو متوسطة أو طويلة بحسب ظروف املشروع؛
)7تدعيم املركز املالي للمشروع بما يحقق لجميع املتعاملين معه التوقيت املناسب للتدفقات النقدية
فال يؤجل دفع املستحقات مثال كما يتيح الفرصة للمشروع بان يعطي العمالء فرصا من االئتمان
تشجعهم على التعامل معه وزيادة ثقتهم بمركزه املالي.
كنجو كنجو ،إبراهيم وهبي فهد ,اإلدارة المالية ،عمان ، 1997 ،ص 124 1
27
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
للتخطيط املالي دور رئيس ي في نجاح املؤسسة فهو يحدد األهداف ،ويوجه الجهود لتحقيقها ،ويحد خطر
التعرض لالضطرابات املالية ،ويزيد فعالية الرقابة بتوفير معايير لقياس األداء ،ويشجع التفكير املستقبلي،
ويدعم القدرة على التعامل مع املتغيرات بمختلف أنواعها ،ويرفع كفاءة األداء بالتنسيق بين اإلدارات
واألقسام املتنوعة ،ويحفز العاملين لتحقيق أهداف املؤسسة.
من املعروف أن نجاح أي مشروع قائم على جودة التخطيط املالي حيث يضم عدد من املميزات وهي:
)1يعمل التخطيط املالي على تحديد األهداف املنشودة كما إنه يوجه الجهود لتحقيق هذه األهداف.
)3يساعد في زيادة فاعلية الرقابة التي تعمل على توفير معايير مقاييس األداء.
التخطيط املالي له أنواع متعددة حسب األهداف التي يسعى من أجل تحقيقها ،ومن أهم أنواع
التخطيط املالي ما يلي:
ا
أوًل :ا
تبعا للمدة الزمنية
تخطيط بعيد املدى :وهو تخطيط لفترة تتراوح من سنتين إلى 01سنوات؛ ويساهم في تحديد
ً
السياسات املالية ،ويرتكز عادة على املصادر األساسية للحصول على املال ،وكيفية تطبيق الخطط
االستثمارية ،والبرامج ،واألبحاث الخاصة بالخدمات ،أو املنتجات الجديدة ،وكيفية سداد
القروض ،وإمكانية التعاون مع املنظمات املختلفة.
تخطيط قصير املدى :هو التخطيط لفترة زمنية ممتدة لعام ،أو أقل؛ وبذلك يعد جزء من
28
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
ثانيا :ا
تبعا ملدى شمول الخطة ا
تخطيط شامل :يتضمن التخطيط املالي لجميع أنشطة املؤسسة ،ويتحدد في ضوءه التخطيط
الجزئي.
تخطيط جزئي :تخطيط متعلق بنشاط ،أو مشروع ،أو مجال واحد.
ا
ثالثا :ا
تبعا ًلستعمال الخطة
تخطيط لالستعمال مرة واحدة :وهو تخطيط لفترة مؤقتة ،حيث يستخدم إلنتهاز فرصة ،أو
تخطيط متعدد اًلستعمال :يتمثل في التخطيط املالي األساس ي لتيسير العمل.
وهناك أنواع مختلفة واملتنوعة من الخطط املالية :بيان القيمة الصافية الشخصية :بيان األصول
ُ
والخصوم وجعلهم معيار لقياس التقدم نحو األهداف املالية .تخطيط التدفق النقدي :حيث يتوقع الفرد
أو الشركة النفقات قصيرة األجل وطويلة األجل مقابل التدفق النقدي املتوقع ،ويجب تخطيط التدفق
النقدي بشكل مناسب إلن تخطيط التدفق النقدي غير الصحيح يمكن أن يؤدي إلى اإلفالس .التخطيط
ُ
اًلستثماري :وهو بأن تعتمد الخطة االستثمارية على املدخرات .تخطيط التأمين :التغطية التأمينية على
ً
املدى الطويل نوع حاسم للغاية للتخطيط املالي ويعتمد على نمط الحياة الفردية ويجب التحليل أوال قبل
شراء أي تأمين ً
تالفيا للظروف الغير متوقعة .استراتيجية التقاعد :هو ما يحدث في حياة كل فرد وهي واحدة
من أهم أنواع التخطيط املالي وهو تحديد األهداف املالية لدخل التقاعد بسبب ارتفاع التضخم وارتفاع
مستوى املعيشة والبدء في االدخار واالستثمار في وقت مبكر للتقاعد .التخطيط الضريبي :والتخطيط
الضريبي السليم يهدف إلى تحقيق الحد األقص ى من توفير التمويل .التخطيط العقاري :يعد إنشاء األصول
ُ ُ
نوع مهم من التخطيط المالي ُويحقق ثروة أو يمكن أن يحقق خطة تقاعد جيدة حيث تعتبر العقارات
استثمار منخفض املخاطر وعائد مرتفع .خطة استثمارية طويلة األجل :وهي خطة استثمارية تهتم
بتخصيص األصول ألهداف استثمارية محددة لوقت طويل في املستقبل.
29
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
)2رسم السياسات املالية :التي تعتبر بمثابة الدليل و املرشد للعاملين في مجال االدارة املالية عند
اتخاذهم قراراتهم و يراعى عند وضع هذه السياسات ان تحقق مصالح املنشأة و أن ال تكون
متعارضة مع السياسات االخرى املوضوعة في أقسام املنشاة املختلفة .
ومن الضروري ان تنسجم السياسات املالية مع السياسة العامة للمنشأة و مع االهداف املوضوعة ألن
السياسات املالية توضع من أجل املساهمة في تحقيق االهداف و ليس من أجل تأخير أو عرقلة الوصول
لهذه األهداف .
)3ترجمة السياسات املالية إلى اجراءات مفصلة :حتى يمكن تنفيذها بدقة و تساعد هذه التفاصيل
و االجراءات على تبسيط العملية االدارية .
30
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
)4توفيراملرونة الالزمة لتنفيذ اًلجراءات املالية :حيث يجب ان تكون اإلدارة مستعدة دائما لتعديل
أو حتى التغيير الكامل لألهداف املالية قصيرة األجل وكذلك السياسات واإلجراءات املالية حتى
يمكن االستفادة من تغير األحوال والظروف.
وبشكل أكثر تفصيال ،تتم عملية التخطيط حسب الخطوات الرئيسية التالية:
وضوح االهداف.
التكامل و التنسيق :التكامل يعني التوحيد بين بين خطط النشاط املختلفة بحيث تعمل كلها
ككل متكامل نحو تحقيق غرض واحد .أما التنسيق فهو تحقيق وحدة الغرض أو التصرف .
والتكامل نحتاج إليه في مرحلة اعداد الخطة ,أما التنسيق ففي مرحلة تنفيذ الخطة .
املرونة :أي أن تتناسب الخطة و تتماش ى مع الظروف و يمكن تعديلها إذا اقتضت الظروف .
2عبد المعطي أرشيد ،حسني خربوش ،أساسيات اإلدارة المالية ،عمان ،1995 ،ص 194
31
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
يمكن التخطيط املالي ملؤسسة من تقييم آثار القرارات االستثمارية واملالية ومدى أثرها في مستقبل
املؤسسة ،وبهذه الصفة يحقق التخطيط املالي للمؤسسة مجموعة من املزايا التي يصعب ،أو حتى يستحيل
الحصول عليها بوسائل أخرى ،وأهم هذه املزايا:
الطاقة اإلنتاجية املتوفرة :والتي تعبر عن القدرة اإلنتاجية للمنظمة للعمل بأقص ى كفاءة. )0
سياسات اإلئتمان :وهي عبارة عن طريقة جني األرباح وغيرها. )2
سياسة التمويل :وهي الطرق املختلفة لتوفير العوامل املالية سواء عن طريق اإلقتراض ،أو )3
األرباح السابقة أو غيرها.
عوامل خارجية :وهي التي تشمل جميع العوامل الخارجية املحيطة باملنظمة مثل العوامل )4
اإلقتصادية ،العوامل اإلجتماعية ،العوامل السياسية وغيرها.
32
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
من أهم الركائز األساسية لتطوير أي منظمة هو وضع تخطيط مالي مميز يحدد األهداف التي تسعى
إليها هذه املنظمة وبالتالي سيتم تحديد مصادر التمويل املختلفة باإلضافة إلى القدرة على إتخاذ القرارات
املالية الصائبة والتي ينعكس أثرها بشكل مباشر على أهداف املنظمة ،إلى جانب القدرة على اإلدخار بشرط
ُ
عدم التأثير على أوجه الصرف األساسية حتى تصل املنظمة إلى الغرض املنشأة من أجله.
)1مبدأ الواقعية:
الخطة املالية الفعالة يجب أن تعد ضمن إمكانيات املنشأة املتاحة فليس للخطة قيمة إال إذا نفذت
لذلك البد من إعداد الخطط املالية على أساس املوارد املالية املتاحة بما يسمح بتنفيذ األهداف املرجو
تحقيقها حتى ال تكون الخطة املالية أداة تعجيز وبالتالي عدم االستفادة منها كمعيار رقابي.
)1مبدأ املرونة:
ال يمكن أن تكون الخطة املالية جامدة أو ساكنة في ظل ظروف اقتصادية وفنية تتميز بالتغير السريع.
)1مبدأ الوضوح:
لضمان إخراج الخطة إلى حيز التنفيذ البد أن تكون واضحة ومصاغة بلغة مبسطة يسهل على املعنيين
بالتنفيذ فهمها
كلما كان التنبؤ بأحداث املستقبل مطابق للمستقبل نفسه كان أساس التخطيط سليم.
)6مبدأ التعاون:
تؤسس العملية التخطيطية على تعاون وجهد مشترك من قبل كافة العاملين في املنشأة وذلك ألن
التخطيط العلمي يحتاج إلى مدخالت من مختلف أجزاء ووحدات املنشأة .كما أن التخطيط الجيد
33
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
ً
يتطلب توفير عنصر االلتزام أي أن التخطيط يجب أن يكون لفترة من الوقت كافيا لإليفاء بااللتزامات
امللقاة على عاتق الشركة وهذا لن يتحقق إال من خالل الجهد املشترك الذي من خالله تتاح الفرص
ألفكار وآراء جديدة يمكن االستفادة منها.
)7مبدأ التوقيت:
التخطيط املالي الفعال البد أن يراعي مبدأ التوقيت الزمني الذي يعد من أهم املبادئ التي يجب أن
تعد على أساسها الخطة املالية فمهمة التخطيط املالي ال تكمن بالكشف عن االحتياجات املالية لفترة
مقبلة فقط بل العمل على تأمينها في الوقت املناسب وعند الحاجة إليها.
)8مبدأ الشمولية:
حتى يقض ي التخطيط املالي على التناقضات واملشكالت واالختناقات من ناحية والتنسيق بين
ً
القرارات املتخذة في كافة اإلدارات من ناحية أخرى البد أن يكون شامال لكافة أنشطة املنظمة.
)9مبدأ اًلستمرارية:
ال بد أن تكون عملية التخطيط املالي مستمرة ،ال تنتهي بانتهاء إعداد الخطة املالية إذ البد أن
تستمر هذه العملية اثناء التنفيذ وذلك للمتابعة بهدف كشف االنحرافات والتعرف على أسبابها
والعمل على تصحيحها من أجل تالفيها واستبعادها عند إعداد الخطط املالية الجديدة.
)01مبدأ التنسيق:
)00مبدأ املسؤولية:
البد من تحديد مسؤولية كل العاملين في املنشاة عند اعداد الخطة املالية وعند تنفيذها ملنع محاولة
االفراد التهرب من واجباتهم ولتسهيل تحديد املسؤول عند حدوث الخطأ ومحاسبته.
أهمية التخطيط املالي تكمن بتالفي الضياع والتبذير بموارد املنشأة املتاحة لذلك البد للخطة املالية
ً ً
من استغالل املوارد املالية استغالال أمثال وذلك بإنفاقها على القنوات التي تعطي أكبر عائديه ممكنة.
34
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
يعد التخطيط املالي االستراتيجي من املقمومات الهامة في بناء نظم تقييم االداء باملنظمات في بيئات
االعمال الحديثة والتي تتصف بالحاجة امللحة واملستمرة لتطوير االداء ليس فقط االداء الحالي بل االداء
املستقبلي هذا باإلضافة الى تزايد اهمية تطوير استراتيجيات التحليل وقياس االنحرافات في االداء لترشيد
وتطوير عمليات صنع القرار املالي .من ضمن أدوات التخطيط املالي نجد:
0.01امليزانيات التقديرية:
امليزانيات التقديرية هي أدوات تخطيطية ذات توجه مستقبلي تهدف املؤسسات من خاللها الى التنبؤ
بمستوى النشاط املمكن تحقيقه ،والنتائج املالية املمكن الوصول إليها عند مستوى النشاط املستقبلي
املتوقع ،وتعتبر امليزانيات التقديرية أدوات كمية أو تعبيرات رقمية عن خطط إدارة املؤسسة ،وانطالقا من
هذه النظرة الكمية ،يمكن تعريف امليزانيات التقديرية بأنها " تنبؤ بإجمالي اإلنتاج واملبيعات واالستثمار
والتمويل وتوزيع االرباح لفترة مستقبلية محددة" .ويقصد بالتنبؤ أنه (عملية استكشاف للمستقبل وتقدير
مسبق ألحداثه وأرقامه باالعتماد على تحليل البيانات الخاصة باملحيط الذي تعمل فيه املؤسسة).
35
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
وال ينقص من مجموعة األهداف هذه ويعيبها االنتقادات التي يوجهها الكثيرون للتخطيط املالي ،كقيامه
على كثير من الفرضيات ،ولوجود الكثير من عدم التأكد بشأن ما سيتم مستقبال ،األمر الذي قد يجعل
النتائج الفعلية في كثير من الحاالت بعيدة عن الواقع الفعلي .وبالرغم من صعوبة إنكار مثل هذه االتهامات
إال أن التخطيط يبقى أداة هامة تساعد املؤسسة في تحديد توجهها ،ويساعدها في تعرف االنحراف عن
األهداف ،وباإلضافة لكون امليزانيات التقديرية أدوات تخطيطية تهدف الى رسم صورة ملوقف املؤسسة
املالي في نهاية الفترة املعدة عنها الخطة ،فإنها أيضا أداة رقابة تساعد إدارة املؤسسة في األمور التالية :
اتخذت إدارات املؤسسات ثالثة مواقف من امليزانيات التقديرية ،تراوحت بين اإليجابية املطلقة
والسلبية املطلقة ،ويمكن تلخيص هذه املواقف بما يلي:
)1املوقف السلبي :ويرى أن امليزانية التقديرية ليست إال تصورا نظريا غير قابل لاللتزام به وتنفيذه،
فال جدوى إذن من استخدامه أو األخذ به.
)2املوقف الحيادي :ويرى أن امليزانية التقديرية ليس إال تقليدا للمؤسسات األخرى التي تستخدم
مثل هذه األداة التي ال تضر وال تنفع ،ولكن البد من استعمالها طاملا أن املنافسين يستعملونها.
)3املوقف اإليجابي :ويرى أن امليزانية التقديرية أداة هامة في التخطيط والتنفيذ والرقابة واملتابعة،
لذا ال بد من االستفادة من هذه األداة.
ال توجد هناك قاعدة محددة بخصوص طول الفترة التي تعد عنها امليزانية التقديرية ،لكن هناك ضابطين
عامين مستعملين في تحديد طول مثل هذه الفترات هما:
36
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
أن تكون الفترة من القصر بحيث يمكن إعداد التقديرات املستقبلية بدقة معقولة.
هذا وقد جرت العادة أن تعد امليزانيات التقديرية ملدة سنة واحدة ،حيث تعتبر فترة السنة قصيرة؛ و
ضمانا للوصول الى رقابة فعالة ،قد يكون من األنسب تقسيم الفترة الكلية للميزانية التقديرية الى فترات
جزئية مثل شهر ،أو ثالث أشهر ،أو أربعة أشهر ليتزامن موعد إعدادها و ذروة الدورة التجارية ،إذ تزيد
االستفادة من امليزانيات التقديرية كلما كان موعد إعدادها يتطابق و موعد النشاط األقص ى للمؤسسة.
ويقوم إعداد امليزانية التقديرية بدرجة كبيرة على التنبؤ باملستقبل ،مستندا الى افتراضات عديدة
بخصوص حجم النشاط االقتصادي و قدرات املؤسسة ،لذا يتوجب مراجعتها دوريا ،و تعديلها وفق
املتغيرات التي تستجد على املؤسسة نفسها ،أو على املحيط العام الذي تعمل فيه.
تقدير املقبوضات النقدية املتوقعة } التدفق النقدي الداخلي { و تتكون املقبوضات من
عدة مصادر :
)1املبيعات التقديرية و هناك عاملين يجب أخذهما بعين االعتبار و هما :
فقد تتبع الشركة سياسة البيع النقدي بمعنى أنها تطلب املشتري أن يسدد نقدا ثمن البضاعة التي
اشتراها وقد تطلب منه سداد جزء من قيمة البضاعة نقدا وسداد الجزء اآلخر بعد فترة تحددها الشركة.
)2املقبوضات املتوقع تحصيلها من الذمم املدينة والتي تتمثل بما تبقى من املبيعات
اآلجلة.
)3املقبوضات النقدية املتوقعة من مصادر أخرى مثل بيع بعض األصول وإيجار
العقارات املؤجرة للغير والفوائد الدائنة وأرباح األسهم.
37
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
تقدير املدفوعات النقدية املتوقعة :وتتكون من االلتزامات املطلوبة من الشركة خالل فترة
إعداد امليزانية:
)1املدفوعات املتوقعة ثمنا لقيمة املشتريات املتوقعة وتعتمد هذه املدفوعات على
عاملين:
تقدير صافي هذه التدفقات من خالل مقارنة التدفقات النقدية الداخلة بالتدفقات
النقدية الخارجة.
5.0.01الرصيد النقدي:
يمثل رصيد النقدية في اخر املدة والظاهر في نهاية كل شهر الرصيد في اول املدة مضاف اليه صافي
التدفق النقدي ،اي ان رصيد اخر املدة يساوي (رصيد اول املدة) ( +املقبوضات النقدية -املدفوعات
النقدية) ،وعند تدوير رصيد اخر املدة الى الشهر الذي يليه سيصبح هو رصيد اول املدة لهذا الشهر وهكذا،
اي ان رصيد اول املدة في بداية كل شهر يساوي رصيد اخر املدة للشهر السابق.
38
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
يمكن االستفادة من القوائم املالية التقديرية لغايات الرقابة على أداء املؤسسات ،ويساعد على تحقيق
هذه الغاية إعداد قوائم تقديرية شهرية ،والقيام بمقارنة النتائج الفعلية املحققة مع تلك التي كانت متوقعة
حسب الخطط املالية .وتتمثل ميزة هذا النوع من الرقابة في إيجاده لنظام تحذير مبكر للتعرف على املشاكل
املالية قبل حدوثها.
تقوم شركة الهضاب بإعداد املوازنة النقدية عن االالشهر الثالثة األخيرة من عام ،2108وقد توافرت
بيانات عن املبيعات الفعلية لالشهر أوت وسبتمبر 2108على النحو التالي 211 :ألف دج 411 ،ألف دج .من
املتوقع أن تحقق الشركة مبيعات في األشهر املوالية إعداد الخطة النقدية على النحو التالي 811 :ألف دج،
611ألف دج 411 ،ألف دج في أكتوبر ونوفمبر وديسمبر 2108تتبع الشركة سياسة لتحصيل املبيعات على
ً
التالي% 21 :من املبيعات يتم تحصيلها نقدا % 51 ،يتم تحصيلها بعد شهر % 31 ،يتم تحصيلها بعد شهرن
ستحصل الشركة على 61ألف دج توزيعات أسهم في شهر ديسمبر .2108
الحل:
التدفقات النقدية الداخلة لشركة الهضاب لألشهر أكتوبر -نوفمبر -ديسمبر 2108
39
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
متحصالت أخرى:
تابع للمثال :تبين املدفوعات املتوقعة لشركة الهضاب خالل مدة الخطة النقدية على النحو التالي:
املشتريات تمثل % 71من قيمة املبيعات .شروط السداد:
ً
-0يتم سداد %01من قيمة املشتريات نقدا.
-2يتم سداد % 71من قيمة املشتريات بعد شهر % 21 ،بعد شهرين.
-3ستقوم الشركة بإجراء توزيعات مقدارها 41ألف دج في شهر أكتوبر.
-4يتم سداد إيجار شهرى مقداره 01آالف دج.
-5تمثل األجور % 21من قيمة املبيعات.
-6يتم سداد 51ألف دج ضرائب في شهر ديسمبر .2108
-7سيتم شراء آلة جديدة تكلفتها 261ألف دج يتم سداد قيمتها في شهر نوفمبر.
-8سيتم دفع فوائد مقدارها 21ألف دج في شهر ديسمبر ،2108مدفوعات أخري 41ألف دج تستحق
ً
أبضا في شهر ديسمبر .2108
40
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
التدفقات النقدية الخارجة لشركة الهضاب لالشهر الثالثة األخيرة من عام ( 1108القيم باأللف
دج)
51 ضرائب
11 فوائد
ً
إستكماال لبيانات شركة الهضاب تبين أن الرصيد النقدي آخر شهر سبتمبر 01ألف دج تتبع الشركة
ً
سياسة االحتفاظ بحد أدنى لألمان النقدي مقداره 51ألف دج شهريا ٠
41
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
املوازنة النقدية التقديرية لشركة الهضاب عن الثالث االشهر األخيرة من عام ( 2108القيم باأللف دج)
1.01تحليل التعادل:
يعتبر تحليل العالقات بين الحجم والتكاليف واألرباح ،أو ما يسمى بتحليل التعادل ،أحد األساليب التي
يعتمد عليها املحاسب اإلداري في توفير البيانات الالزمة للتخطيط واتخاذ القرارات في األجل القصير.
يعرف تحليل التعادل بأنه ذلك املستوى من النشاط الذي تتعادل عنده اإليرادات اإلجمالية مع التكاليف
اإلجمالية ،بحيث ال يكون هناك ربح أو خسارة ،أو بعبارة أخرى املستوى الذي تكون عنده األرباح تساوي
الصفر وأي مستوى نشاط أعلى من نقطة التعادل يحقق ربح ،وأي مستوى نشاط أقل من نقطة التعادل
يحقق خسارة.
أن جزءا هاما من عملية التخطيط املالي تتعلق بتخطيط األرباح والعمل على زيادتها واملحافظة على
استقرارها فإذا أرادت مؤسسة أن تطرح في السوق سلعة جديدة أو سلعة محسنة أو تضيف خطا إلى
خطوط اإلنتاج أو أن تقوم بإنشاء وحده إنتاجية جديد ة فأنه سيترتب على هذه العملية مصاريف (تكاليف
رأسماليه أو تشغليه ) إضافية كما سينتج عنها إيرادات إضافية ولعله من الضروري قبل عملية التوسع
والتحقق من جدواها وذلك بتقدير الحد األدنى من اإلنتاج واملبيعات الالزمة لتغطية التكاليف على األقل
ومقارنة ذلك بحجم الطلب املتوقع في السوق ،فإذا كان الطلب املتوقع يساوي أو أكثر من الحد األدنى
42
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
املطلوب لإلنتاج واملبيعات ،فأن عملية التوسع تكون مربحه أما إذا كان الطلب املتوقع اقل من كمية الدنيا
املطلوبة من اإلنتاج واملبيعات ،فإن العملية تكون خاسره ،وتتم عملية تخطيط األرباح باستعمال أداة
تحليل التعادل .أن حجم األرباح يعتمد على حجم املبيعات وبالتالي على الطلب في السوق الذي يتأثر
باإلضافة إلى عدة عوامل أخرى ،باألوضاع االقتصادية ،فإذا ازدادت املبيعات ازدادت األرباح ،وإذا نقصت
املبيعات نقصت األرباح (أو ظهرت الخسائر) لكن الزيادة أو النقصان في األرباح الناتجة عن تقلب املبيعات
تتأثر إلى حد كبير بنسبه التكاليف الثابتة في هيكل التكاليف ونسبة الدين في هيكل التمويل ،فإذا كانت
هاتين النسبتين مرتفعتين فأن نسبة تغيير صغيره في املبيعات تؤدي إلى نسبه تغير كبيرة في األرباح الصافية
للشركة.
يعتمد تحليل التعادل على أنه من املمكن في املدى القصير تصنيف التكاليف إلى نوعين :تكاليف متغيرة
variable Costتكاليف ثابتة fixed costsومن الطبيعي ال توجد على املدى الطويل تكاليف ثابتة ,ألن
الشركة تستطيع أن تغير تكاليفها الثابتة بتغيير موجوداتها الثابتة وطاقتها اإلنتاجية .تعرف التكاليف
املتغيرة باملصاريف التي تتغير مباشرة مع حجم اإلنتاج مثل العمالة املباشرة واملواد األولية واملساعدة
والوقود والزيوت والشحوم والكهرباء واملاء واالتصاالت وعمولة البيع ...الخ .أما التكاليف الثانية فهي
املصاريف التي ال تغيير مع حجم اإلنتاج بل تبقى ثابتة بغض النظر عن الكمية أملنتجة مثل أجور العمالة
غير املباشرة ،رواتب اإلدارة ،إهالك املوجودات الثابتة ،اإليجارات ،الفائدة على الديون والضرائب
العقارية ...الخ.
)1هندسيا :يمكن تحديد كمية التعادل بتقدير (أي بحساب ) التكلفة املتغيرة واإليرادات لكل من
مستويات اإلنتاج املختلفة وكذلك تقدير التكلفة الثابتة ثم رسم كل من هذه العالقات كما في
الشكل املوالي:
43
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
شكل رقم:10
إذ يقيس املحور األفقي كميات اإلنتاج املباع بالوحدات ويقيس املحور العمودي اإليرادات والتكاليف
يمثل الخط املستقيم ( )FCاملوازي للمحور األفقي التكاليف الثابتة ويمثل الخط املتقطع ( (TCإجمالي
التكاليف ،حيث يتقاطع مع املحور العمودي عند التكاليف الثابتة عندما يكون حجم اإلنتاج صفرا ويتزايد
مع اإلنتاج بمعدل ثابت هو الكلفة املتغيرة (.)V
أن الفرق بين إجمالي التكاليف والتكاليف الثابتة يمثل التكاليف املتغيرة لكل من مستويات اإلنتاج.أما
عالقة اإليرادات فتتمثل بالخط املستقيم ( )TRالذي يبدأ من نقطة األصل عندما تكون املبيعات صفرا
ويتزايد بمعدل ثابت هو سعر البيع للوحدة بازدياد اإلنتاج واملبيعات مارا بعالقة إجمالي التكاليف .وتدعى
نقطة تقاطع اإليرادات الكلية مع التكاليف الكلية بنقطة التعادل .حيث تكون اإليرادات مساوية للتكاليف
.أما حجم اإلنتاج املقابل لنقطة التعادل فيمثل كمية التعادل .ويالحظ أنه على مستويات إنتاج أدنى من
نقطة التعادل فإن الشركة تتحمل خسائر من التشغيل ،أما على مستويات اإلنتاج أعلى من نقطة التعادل
فأنه تحقق أرباحا من التشغيل .
)2تحديد نقطة التعادل رياضيا ( جبريا) :قد يكون من الصعب تحديد نقطة التعادل بدقه عن
طريق الرسم لذا فأنه من األسهل الحصول على كمية التعادل جبريا وذلك باملعادلة اآلتية:
44
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
𝐶𝐹التكاليفالثابتة 𝐶𝐹
كمية التعادل =Q =
VC P−VCالتكاليف املتغيرةP−السعر
وقد تم الوصول إلى هذه املعادلة باالعتماد على املفهوم األساس ي لتحليل التعادل أي من املساواة ما بين
اإليرادات الكلية TRوالتكاليف الكلية TC
Q*P=FC+Q*VC
Q*P-Q*VC=FC
Q=FC/P-VC
= Qكمية املبيعات
والحصول على املبيعات بالدينار أي نقطة التعادل بالدينار كمية التعادل بالوحدات في السعر :
أوعن طريق تقسيم التكاليف الثابتة على نسبه عائد املساهمة الذي مساوي :
مثال :تنتج شركة الشرق لألدوات الكهربائية سلعة واحدة وتبيعها بسعر 251دج للوحدة وتبلغ املبيعات
5111111دج (خمس ماليين) وتقدر التكاليف الثابتة 0111111دينار والتكاليف املتغيرة 3111111دج
الحل:
املبيعات بالدينار 5000000
= كمية اإلنتاج بالوحدات = 21111وحدة =
السعر 250
45
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
=2511111 = 250×100000
ت ثابتة 1000000
= كمية التعادل ب دج = 1000000
150−250 = 2511111دج =
عائد املساهمة ×100 40%
250
.00الهيكل املالي:
يمكن تعريف الهيكل املالي (أو البنية املالية) للمؤسسة بأنه الصورة التي تعكس املصادر التمويلية
ملختلف أصولها .وتختلف تكلفة التمويل من مورد مالي إلى آخر حسب الطبيعة ،فإذا كان مصدر التمويل
هو االستدانة فإن املؤسسة في وضع مخاطرة ،نظرا لكونها ملزمة بتحمل تكلفة األموال التي حازت عليها على
عندئذ نقول أن املؤسسة أمام ما يسمى بتكلفة االستدانة
ٍ سبيل االستدانة مهما كانت مردودية تلك األموال.
.Coût d’endettementبينما إذا كان مصدر التمويل هو األموال الخاصة فإن األمر يختلف تماما ،حيث
أن املؤسسة في هذه الحالة أمام ما يعرف باسم تكلفة األموال الخاصة ،إذ أن هذا املصدر من التمويل يمثل
ملكية في رأس مال املؤسسة ،وهي بالتالي على عالقة باألرباح املتوقعة من طرف املساهمين .وعليه فإن
املؤسسة معرضة ملخاطرة تحقيق مردودية مساوية على األقل ملا هو متوقع من طرفهم .
كما أنه قد يكون مصدر تمويل املؤسسة مزيجا من املوردين السابقين ،وهي الحالة األكثر شيوعا،
ومن ثم تتحمل املؤسسة النوعين من التكلفة (تكلفة االستدانة وتكلفة األموال الخاصة) ،عندها تكون أمام
ما يسمى بتكلفة رأس املال.
46
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
.01مصادرالتمويل
مصادر قصيرة األجل :هو ذلك النوع من التمويل الذي تكون فيه مدة إستحقاق القرض أو .I
التمويل سنة أو أقل من سنه ويكون عادة ألجل اإلستثمار في املوجودات املتداولة ويتكون التمويل
3
قصير األجل من:اإلئتمان املصرفي ،اإلئتمان التجاري واألوراق التجاري.
)1اإلئتمان املصرفي :تعتمد املؤسسات التجارية والصناعية في ممارسة أنشطتها إعتماد كبير جدا على
البنوك ،وذلك في مجاالت عديدة منها،تسهيل عمليات الدفع واإلستيراد والتصدير إلى جانب توفير
اإلئتمان الالزم لتمويل إحتياجاتها في النمو والتطور4.
)2اًلئتمان التجاري :تقوم منشأة األعمال بشكل عام ،بشراء ما تحتاجه من مستلزمات تدخل في
عملياتها وأنشطتها التشغيلية من منشآت أخر ى وتظهر قيمة هذه املستلزمات في سجالت املنشأة
تحت عنوان الحسابات أو الذمم الدائنة ،ويطلق على هذا النوع من التمويل مصطلح االئتمان
التجاري املكتسب ،ويشكل هذا املصدر النسبة األكبر من إجمالي املديونية قصيرة اآلجل5.
)3األوراق التجارية :هي عبارة عن صكوك مكتوبة طبقا ألوضاع شكلية حددها القانون تمثل نقودا
تستحق الدفع في مكان معين وتقبل التداول بالطرق التجارية ،ولألوراق التجارية عدة خصائص
تميزها عن غيرها من األوراق التجارية األخرى ،حيث أنها تمثل حقا نقديا ،وتقبل التداول بالطرق
التجارية وهي أوراق قصيرة األجل وجرى العرف على قبولها كأداة وفاء تقوم مقام النقد6.
)1القروض املباشرة متوسطة األجل :تمثل هذه القروض نوعا من القروض التي تلزم املنشأة عند
الحصول عليها بسداد كل من أصل القرض والفائدة املستحقة في تاريخ معين،وتخضع عملية
اإلقتراض في هذه الحالة لشروط اإلتفاق مابين املنشأة واملقرض في ما يتعلق بمعدل الفائدة وتاريخ
االستحقاق وأسلوب السداد،وعادة تتراوح فترة االقتراض مابين ثالثة إلى خمسة عشر عاما7.
-3عبد احلليم كراجة وآخرون ،اإلدارة والتحليل املايل ،أسس مفاهيم ـتطبيقات ،ط ،2دار اهلناء للنشر والتوزيع ،عمان،2002 ،ص.54
-4أمين شنطي وآخرون ،مقدمة يف اإلدارة و التحليل املايل ،ط،1دار البداية للنشر،عمان،2010،ص.42
-5عدانن اتهب النييمي،ساي ن كاي ارخراشة ،أساسيات يف اإلدارة املالية ،ط،1دار امليسرة والتوزيع،عمان،2002 ،ص.154
-6ابلييساوي حممد الطاهر ،الوجيز يف شرح األوراق التجارية ،ط،2دار هومة لطباعة والنشر،2002 ،ص.2
-7حممد صاحل احلناوي وهنال فريد مصطفى ،اإلدارة املالية التحليل املايل للمشروعات األعمال ،ط ،1دار النشر مكت اجلاميي احلديث ،مصر،ص.224-252
47
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
)2اإلستئجار :هو عقد يلتزم بموجبه املستأجر ) (lesseeبدفع مبالغ محددة بمواعيد متفق عليها
ملالك ) (l’essorأصل من األصول لقاء انتفاع األول بالخدمات التي يقدمها األصل املستأجر لفترة
معينة .
مصادر التمويل طويلة األجل :وهي الجزء املكمل ملكونات الهيكل املالي وتمثل املصادر الطويلة .III
األجل أساسا في:
األسهم العادية :يمثل السهم العادي مستند ملكية له قيمة إسمية ،دفترية و سوقية وتتمثل
القيمة اإلسمية القيمة املدونة على وثيقة السهم أما القيمة الدفترية فتمثل قيمة األسهم أما
القيمة السوقية للسهم فتتمثل السعر الذي يتداول به السهم في السوق ويعني هذا أن إحتمال
أن يحصل أصحاب األسهم العادية على عوائد أكبر من العائد الذي يحصل عليه حاملي
السندات وتصاحبها مخاطر للمالك؛
األسهم املمتازة :هي التي تحظى بمقتض ى نظام الشركة التي تصدرها ،8وهي األسهم التي يتقرر
لحاملها أكثر مما هو مقرر لحملة األسهم العادية مثل األولوية في الحصول على أرباح حتى ولو لم
يتبق لحملة األسهم العادية أية حصة من األرباح التي يتقرر توزيعها ،ومن بين خصائصها حق
األولوية في الحصول على األرباح وبنسبة محددة9؛
األرباح املحتجزة :هي الجزء الغيراملوزع من األرباح على املساهمين خالل السنة ا ملالية السابقة
فادا حققت شركة ما أرباحابقيمة 01مليون ليرة واتخذت إدارة الشركة من خالل الجمعية
العمومية قرار بعدم توزيع هذه األرباح على املساهمين وهذه األرباح تعد أرباحا محتجزة.
تمثل املديونية ما ينبغي على املؤسسة الوفاء بقيمتها في تاريخ الحق ويؤخذ اإلقتراض طويلة اآلجل صورتين
أساسيتين هما القروض طويلة األجل ،السندات وفي ما يلي املالمح الرئيسية لكل منهما:
1مجال ليمارة ،رايس حدة ،مداخلة بعنوان:حتدايت السوق املايل اإلسالمي ،امللتىى الدويل،حول ييايات التمويل وأثرها على االقتصادسات واملؤيسات ،هبسكرة-21،
22نوفمرب.2002 ،
-2فيصل حممود الشواوره ،االستثمار يف بورصة األوراق املالية (األسس النظرية والعلمية) ،ط ،1دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،2002 ،ص. 24
48
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
القروض طويلة األجل :هي قروض تحصل عليها املؤسسة من املؤسسات املالية كالبنوك
وشركات التامين ،وقد يصل تاريخ االستحقاق ثالثين عام ،ومن أهم الخصائص املميزة للقروض
انه يتم االتفاق على شروط (معدل الفائدة ،تاريخ االستحقاق ،الرهانات )....،بتفاوض بين
املقرض واملقترض.10
السندات :مستند مديونية تصدره الشركة أو أية هيئة أخرى ،وهو بمثابة إنفاق أو عقد بين
املستثمر أو املدخر(املقرض) والشركة (املقترض) وبمقتض ى هذا اإلتفاق يقرض الطرف األول
مبلغا محددا للطرف الثاني الذي يتعهد بدوره برد أصل القرض والفوائد املترتبة عليه في تواريخ
املستحقات محددة سلفا وتمتد فترة استحقاق السندات عادة من 21إلى 31سنة.11
يعتبر الرفع املالي استراتيجية مالية ،تنتهجها عادة املؤسسات التي تكون فيها معدالت املرودية
التجارية (الهوامش) ضعيفة ،وذلك بهدف تحقيق مستوى عالي من املردودية املالية .وتتوقف جودة األداء
املالي على كفاءة املؤسسة في توجيه ومراقبة عدة متغيرات مالية واقتصادية ،وأهم تلك املتغيرات الهيكل
املالي ،والذي يعكس السياسة التمويلية للمؤسسة .فتبرز خطورة الهيكل املالي في كونه ذو أثر كبير على
مردودية املؤسسة وربما على بقائها ،وخاصة إذا كان هذا األثر ال يظهر إال بعد مدة من الزمن .ومن هذا
املنطلق ندرك أهمية استخدام مفهوم األمثلة في اختيار املؤسسة لهيكلها املالي.
وبتعبير آخر ،عند استهداف املؤسسة ملستوى معين من األداء املالي ،البد لها أن تختار وتنتهج سياسة مالية
كفيلة بتوجيه مختلف املوارد املالية األقل تكلفة إلى استخدامات ذات مردودية .ليس هذا فقط ،بل وكذلك
محاولة املؤسسة إيجاد تقابل قيمي وزمني بين مواردها واستخداماتها ،بهدف تحقيق التوازن املالي ،ذلك ألن
اإلخالل بذلك سيؤدي باملؤسسة حتما إلى أزمة خزينة -عاجال أم آجال -سببها الخطأ في السياسة التمويلية.
إن زيادة الرفع املالي في فترة زمنية يعتمد أساسا على الهيكل املالي املكتسب من طرف املؤسسة ،حيث تساعد
عدة عوامل في تحديد هيكلها .وفي هذا اإلطار البد من مراعاة وجهات نظر كل من املساهمين ،املقرضين
واملسيرين.
املساهمون :يساعد ارتفاع نسبة املساهمين على الحصول على نتائج أكبر ،جراء ارتفاع ربحية
األصول ،كما أن انخفاض نسبة الهيكل املالي يؤدي إلى الحصول على عوائد أقل .ويحرص
10
-منري اهبراهيم هندي ،االدارة املالية مدخل حتليل معاصر ،مرجع يبق دكره ،2002 ،ص.422
-5حممد صاحل احلناوي واخرون ،أساسيات اإلدارة املالية ،ط ،1الدار اجلاميية لنشرو التوزيع ،االيكندرية ،2001،ص.54
49
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
ّ
وتنصب كل اهتماماتهم على جانب هيكل املساهمون على أن تكون مديونية املؤسسة أقل ما يمكن،
األموال الخاصة.
املقرضون :إذا كانت نسبة املديونية السابق ذكرها أقل من ½ ،فهذا يعني أن طاقة االقتراض
تجاوزت حدها األقص ى؛ مما يصعب إيجاد مقرضين جدد .وللخروج من هذه الوضعية ،يتحتم على
املؤسسة الزيادة في أموالها الخاصة ،األمر الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة الهيكل املالي.
املسيرون :على غرار اهتمام املساهمين واملقرضين بجوانب معينة داخل املؤسسة ،فإن اهتمام
ّ
ينصب أيضا على مدى فعالية املؤسسة ،وكذلك السياسة املالية املتبعة ،ألن املؤسسة املسيرين
تمثل مصدرا لدخول Revenusاملسيرين (سواء كانوا مسيرين ومساهمين في نفس الوقت أو
مسيرين فقط).
املالءمة :أي على املنشأة أن تمول املوجودات الثابتة بأموال دائمة ( أموال خاصة ,قروض
متوسطة و طويلة األجل ) و أن تمول املوجودات املتداولة بأموال قصيرة األجل ...و آية ذلك ...أنه
على املنشأة استثمار األموال بشكل تتمكن فيه هذه األموال من تسديد أعباءها من االيرادات التي
تحققها بنفسها .
الدخل :بمستطاع املؤسسات التجارية تحسين العوائد التي تحققها على أموال أصحابها عن طريق
االقتراض بكلفة أقل من العائد املحققة على املوجودات .و من أهم املميزات التي يحققها التمويل
عن طريق االقتراض الثابت الكلفة ( في الحاالت التي تكون فيها كلفة االقتراض أقل من العائد على
املوجودات فقط ) هو تحسين العائد على حقوق أصحاب املؤسسة بشكل أفضل مما لو كانت
عمليات املؤسسة ممولة جميعها من قبل أصحابها أي دون اقتراض أما إذا كانت كلفة االقتراض
أعلى من العائد على املوجودات فإن ذلك سيؤدي إلى انخفاض العائد على حقوق املالكين .هذا
وتستفيد املنشأة من الوفر الضريبي الن الفوائد تقتطع من األرباح قبل خضوعها للضريبة .
الخطر :ينظر للخطر من منظورين :خطر التشغيل وخطر التمويل .ويرتبط الخطر األول بطبيعة
النشاط الذي تمارسه املؤسسة و الظروف االقتصادية التي تعمل فيها حيث ينبغي على املؤسسة
عدم االعتماد على االقتراض ألن عدم انتظام حجم النشاط سيؤثر في قدرة املؤسسة على خدمة
دينها و قد تتعرض لإلفالس إذا كانت أعباء خدمة الدين أكبر من قدرتها .أما خطر التمويل فينتج
50
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
عن زيادة االعتماد على االقتراض في تمويل عمليات املؤسسة و يؤدي مثل هذا االعتماد املتزايد إلى
زيادة أعباء خدمة الدين و قد يؤدي إلى إفالس املؤسسة و عندما تواجه املؤسسة الفشل تتهدد
مصالح املالكين أكثر من غيرهم ألنهم آخر من يحصل على حقه عند توزيع األرباح أو عند تصفية
املؤسسة .
املرونة :و يمثل هذا العامل امكانية تعديل مقدار مبلغ التمويل في الزيادة أو النقصان تبعا في
التغيرات الرئيسة في مقدار الحاجة إلى األموال .فعند القتراض مثال لتمويل املوجودات املتداولة ....
فإن االدارة املالية تبحث عن مصدر تمويل قصير األجل إلى جانب ذلك فهي تستخدم املصدر الذي
يعطيها امكانية زيادة مقدار التمويل عند الحاجة أو الحرية في تسديد جزء أكبر من املبلغ املقرر
تسديده في حالة توفر السيولة غير املستخدمة لديه تبعا للتقلبات و الظروف املوسمية .و
املشروع بحاجة إلى عامل املرونة في حالتي التوسع و الحاجة لألموال و في حالة االنكماش و تقليل
االموال املستخدمة .
التوقيت :إن الهدف األساس ي الذي تسعى اإلدارة املالية جاهدة في تحقيقه في عملية االقتراض هو
تقليل تكلفة االموال املقترضة .و التوقيت أحد العوامل األساسية في تحقيق هذا الهدف و يرتبط
ارتباطا وثيقا بعنصر املرونة و أحد أهم آثاره.
51
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
خالصة
للتخطيط املالي دور رئيس ي في نجاح املؤسسة فهو يحدد األهداف ،ويوجه الجهود لتحقيقها ،ويحد خطر
التعرض لالضطرابات املالية ،ويزيد فعالية الرقابة بتوفير معايير لقياس األداء ،ويشجع التفكير املستقبلي،
ويدعم القدرة على التعامل مع املتغيرات بمختلف أنواعها ،ويرفع كفاءة األداء بالتنسيق بين اإلدارات
واألقسام املتنوعة ،ويحفز العاملين لتحقيق أهداف املؤسسة.
52
املحاضرة الثانية :إطار عام للتخطيط املالي
53
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
54
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
تمهيد:
إن اتخاذ القرارات اإلدارية من املهام الجوهرية والوظائف األساسية وقلب وجوهر وظيفة املدير،
فبينما يعد التخطيط ،والتنظيم ،والتوجيه ،الرقابة ،الوظائف الرئيسية لإلدارة ،فإننا نجد أن اتخاذ
القرارات هو ذلك النشاط الذي يتضمن كل الوظائف السابقة ،حيث يعتبر مقدار النجاح الذي تحققه أية
مؤسسة متوقف في املقام األول على قدرة وكفاءة القادة اإلداريين وفهمهم للقرارات اإلدارية وأساليب
اتخاذها ،ومن جهة أخرى على إمكانياتهم التي تضمن رشد وصواب القرارات وفاعليتها ،تهتم نظرية اتخاذ
القرارات في خصائص القرار واملفاهيم املتعلقة به وتصنيفها من مراحل ومواقف ومعايير وأساليب تحليل
املشكالت وقواعد وآليات صنع واتخاذ القرارات وسبل تنفيذها ومراجعتها ومراقبة تنفيذها.
فى ظل التقدم الحالي فى مختلف مجاالت العلوم حدث تغير وتطور كبير في النظرة إلى الدور الذي يلعبه
اتخاذ القرارات في نجاح املؤسسة وفي تحقيق وبلوغ أهدافها وأصبح القرار يتخذ بناءا على دراسات علمية
وبحوث دقيقة.
.1مفهوم القرار:
يعرف القرار االداري بانه اختيار أحسن البدائل املتاحة بعد دراسة النتائج املتوقعة من كل بديل في
تحقيق األهداف املطلوبة .ويعرف كذلك بأنه اختيار أنسب و ليس امثل البدائل أمام القرار إلنجاز الهدف
أو االهداف املوجودة ,أو حل املشكلة التي تنتظر الحل املناسب .كما عرف أيضا بأنه ...ذلك التصرف
الشعوري الذي يرمي الى اختبار او استعمال احسن و سيلة للوصول الى غايتها أو استعدامها لتحقيق هدف
ما ،ويعرف بانه عملية اتخاذ القرارات بأنها هي عملية اختيار بديل من بين بديلين محتملين أو أكثر لتحقيق
هدف أو مجموعة من األهداف خالل فترة زمنية معينة في ضوء معطيات كل من البيئة الداخلية والخارجية
للمنظمة.
)1أنها عملية تتصف بالعمومية والشمول واالستمرار ويمارسها جميع املديرين وعلى جميع املستويات.
)4ان القرار اإلداري ال يتخذ ب معزل عن بقية القرارات التي سبق اتخاذها ،كما تصل إلى املستقبل
وتؤثر فيه
55
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
)5إنها تتأثر بعوامل ذات صبغه إنسانية واجتماعية نابعة من شخصية متخذ القرار والذين
يساهمون معه في اتخاذه.
)1تعتبر اتخاذ القرارات من ا ملهام األساسية للمدير بحيث أن قدرة املدير على اتخاذ القرار هي التي
تميزه عن غيره من أعضاء التنظيم اإلداري.
)2تعدد وتداخل األهداف التي تشهدها التنظيمات اإلدارية الحديثة ووجود التعارض بينها أحيانا مما
زاد من املشاكل التي تواجه القيادات االداريه ،وهذا يتطلب ا اتخاذ العديد من القرارات ملواجهه
هذه املشاكل.
)3بدون عملية اتخاذ القرارات تتوقف العملية اإلدارية ويتوقف العمل ككل.
تعتبر القرارات االدارية وسيلة علمية و فنية حتمية ناجعة لتطبيق السياسات و االستراتيجيات
للمنظمة في تحقيق أهدافها بصورة موضوعية و علمية ،تلعب القرارت االدارية دورا مهما ،في تجسيد
تكييف ,تفسير و تطبيق األهداف و السياسات و االستراتيجيات العامة في املنظمة .تؤدي القرارات االدارية
عن طريق عملية اتخاذ القرار ,دورا هاما في تجميع املعلومات الالزمة للوظيفة االدارية عن طريق استعمال
و سائل علمية و تكنولوجية متعددة ومختلفة للحصول على املعلومات الالزمة للتنظيم االداري .
تكتشف القرارات االدارية عن سلوك و موقف و الرؤساء االداريين ,و تكشف عن القوى و العوامل
الداخلية الضاغطة على متخذي القرار .األمر الذي يسهل مهمة الرقابة على هذه القرارات ,و التحكم فيها
والتعامل مع هذه املواقف و الضغوط مستقبال بصورة حسنة .تعتبر القرارت االدارية وسيلة الختيار
وقياس مدى قدرة القادة و الرؤساء االداريين في القيام بالوظائف و املهام االدارية املطلوب تحقيقها و
إنجازها ,بأسلوب علمي وعملي .تعتبر القرارات االدارية ميدانا واسعا للرقابة االدارية.
56
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
تعتبر اتخاذ القرارات محور العملية اإلدارية ،ذلك أنها عملية متداخلة في جميع وظائف اإلدارة
ونشاطاتها ،فعندما تمارس اإلدارة وظيفة التخطيط فإنها تتخذ قرارات معينة في كل مرحلة من مراحل وضع
الخطة سواء عند وضع الهدف أو رسم السياسات أو إعداد البرامج أو اختيار أفضل الطرق والبدائل
واألساليب لتشغيلها وتنفيذها .عندما يتخذ املدير وظيفته القيادية فإنه يتخذ مجموعة من القرارات سواء
عند توجيه مرؤوسيه وتنسيق مجهوداتهم أو دوافعهم وتحفيزهم على األداء الجيد أو حل مشكالتهم،
وعندما تؤدي اإلدارة وظيفة الرقابة فإنها ً
أيضا تتخذ قرارات بشأن تحديد املعايير املالئمة لقياس نتائج
األعمال ،والتعديالت التي سوف تجريها على الخطة ،والعمل على تصحيح األخطاء إن وجدت ،وهكذا تجري
عملة اتخاذ القرارات في دورة مستمرة مع استمرار العملية اإلدارية نفسها
.4أنواع القرارات:
57
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
قرارات غير متكررة :تعالج مواقف ال تتكرر كثيرا ،حتى وإن تكررت يكون مداها الزمني
طويال بحيث تنتفي عنها صفة التكرار ،مثال :طلبيات البيع الخاصة ،التوقف املؤقت عن
النشاط ،إضافة أو استبعاد منتج من تشكيلة املنتجات ،إنشاء مصنع جديد أو إضافة خط
إنتاجي ( توسع في الطاقة ) .
)4حسب ظروف اتخاذ القرار:
قرارات في ظل ظروف التأكد :نتائج كل بديل مؤكدة ،بمعنى توافر املعلومات التي تمكن من
التنبؤ بنتائج كل بديل مسبقا وقبل التنفيذ.
قرارات في ظل املخاطرة :لكل بديل نتائج متفاوتة ولكل منها درجة احتمال معروفة ،بمعنى
نقص التأكد التام فيما يتعلق بنتائج البدائل املختلفة ولكن مع وجود احتماالت لكل حدث
من األحداث.
قرارات في ظل ظروف عدم التأكد :لكل بديل نتائج متفاوتة ولكن درجة احتمال تحقق كل
منها غير معروفة ،بمعنى توجد حالة عدم التأكد عندما ال يستطيع املدير اعطاء احتماالت
للنتائج املرتبطة بالبدائل املختلفة لحل مشكلة ما.
.Iتحديد املشكلة:
االستكشاف :تعني متابعة املوقف الحالي في ضوء الظروف املتغيرة والتي قد تؤدي إلى ظهور مشكلة.
التعرف الدقيق على نوع املشكلة :ويتطلب ذلك تحديد دقيق لحجم االختالف بين املوقف الحالي
واملوقف املطلوب.
مرحلة التشخيص :تتضمن تجميع بيانات إضافية وتحديد املتغيرات املؤثرة في هذه املشكلة.
تتمثل الخطوة الثانية في عملية صنع القرار بالتعرف على البدائل املمكنة واملتوفرة ملعالجة
املشكلة ،ويعتمد هذا األسلوب على أربعة مبادئ هي:
58
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
عدم نقد األفكار املطروحة.
تعتمد هذه الخطوة على حصر مزايا وعيوب كل بديل وذلك قبل اختيار أي بديل من البدائل ويجب تقييم
ً
كل بديل بطريقة منطقية وطبقا لستة معايير على األقل وهما :إمكانية التطبيق – الجودة – القبول –
التكاليف – إمكانية التصحيح – األخالقية.
.IVتنفيذ الحل:
واقعيته ودقته.
.Vتقييم النتائج:
ً
يحتاج املديرون إلى متابعة تنفيذ القرار وتحقيق التقدم وفقا ملا هو مخطط.
59
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
شكل رقم:10
تحديد املشكلة
تنفيذ الحل
تقييم النتائج
قرارات مبرمجة:
تعتبر قرارات مبرمجة ,ألن معايير الحكم فيها عادة ما تكون واضحة ,و غالبا ما تتوفر املعلومات الكافية
بشأنها و من السهل تحديد البدائل فيها ,و يوجد تأكد نسبي بشأن البدائل املختارة ,و هي قرارات متكررة
روتينية و محددة جيدا .لها اجراءات معروفة و محددة مسبقا للتعامل معها .
قرارات غيرمبرمجة:
عادة ما تظهر الحاجة التخاذها عندما تواجهة املؤسسة املشكلة ألول مرة وال توجد خبرات مسبقة
بكيفية حلها ,و التوجد معايير واضحة لتقييم البدائل .و االختيار بينها ,و لذلك فإن الظروف التي تسود
60
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
هذه الحالة هي ظروف عدم التأكد بشأن بدائل نتائج التصرفات البديلة ,و نتيجة لهذه الخصائص ,فان
كل قرار يتم صنعه وفقا ملتطلبات و ظروف و خصائص املشكلة ,و التوجد أنماط موحدة لحل هذا النوع
من املشكالت ،ويمكن ملتخذ القرار في هذه الحالة استخدام حكمه الشخص ي و تقييمه و رؤيته للمشكلة ،
و هي قرارات غير متكررة وكل منها له طبيعته املميزة و غالبا ما تكون على درجة من األهمية ،و التمييز بين
جدول رقم:10
تصنيف القرارات
أساسيات
قرارات غيرمبرمجة قرارات مبرمجة
التفرقة
غير منتظمة وغير متكررة روتينية ومتكررة طبيعتها
معايير الحكم
يمكن استخدام الحكم الشخص ي واضحة
فيها
ظروف اتخاذ
عدم تأكد نسبي تأكد
القرار
الخبرة ،برامج الحاسوب املتطورة الطرق الكمية وبرامج الحاسوب الجاهزة أدوات الحل
61
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
.7العوامل املؤثرة في عملية اتخاذ القرارات:
انطالقا من األساس الذي يثبت بأن املؤسسة عبارة عن نظام مفتوح ،فإن أي مؤسسة إذا تتأثر قراراتها
اإلدارية بعوامل عديدة وقد يكون تأثيرا سلبيا عليها أو إيجابيا ،وقد تعيقها عن الصدور بالصورة الصحيحة
أو تؤدي إلى التأخير في إصدارها أو تجعلها تلقي الكثير من املعارضة سواء من املنفذين لتعارض القرارات
مع مصالحهم أو من املتعاملين مع املؤسسة لعدم تحقيقها لغاياتهم ومصالحهم.
وقد تكون بعض العوامل حافزا التخاذ قرارات صائبة وفي الوقت املناسب كامتالك املؤسسة لنظام
معلومات جيد أو كفاءة متخذ القرار من حيث الخبرة واملؤهالت والقدرات العلمية.
املدير متخذ القرار :تعتبر الصفات الشخصية وامليزات النفسية والقدرات الفنية واملؤهالت
واالتجاهات واألغراض وامليول واألخالقيات التي يتميز بها املدير متخذ القرار تتصل بشكل وثيق
بهذه الصفات والقدرات واالنتماءات التي يتميز بها متخذو القرارات.
املؤثرات السلوكية في اتخاذ القرارات :هناك عوامل ومتغيرات سلوكية عديدة تؤثر بشكل مباشر
على عملية اتخاذ القرارات بعضها يتعلق تأثيره بمراحل معينة لهذه العملية والبعض اآلخر يكون
تأثيره على سيرورة العملية ككل وتتمثل بعض هذه العوامل في قيم وقناعات متخذ القرار
واتجاهاته ،شخصيته ،الضغوط النفسية واملسؤوليات االجتماعية واألخالقية واألغراض
الشخصية واملحفزات.
تأثيراملساعدون واملستشارون :تتأثر قرارات املدير بنوعية العالقة بينه وبين مساعديه من جهة
وبينه وبين املستشارين الذين يستعين املدير بخبراتهم وتخصصاتهم من جهة أخرى ،فبحكم قربهم
منه يمكن أن يؤثروا في توجيه قراراتهم كما أن أسلوب تفكيرهم بل وطريقة عرضهم للمواضيع
وتحليلها تؤثر أيضا على فعالية القرار.
62
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
العوامل التنظيمية: ب-
نمط التنظيم اإلداري واالتصاالت :فالتنظيم اإلداري تحكمه فلسفة معينة وقيم ومصالح،
ينعكس تأثيرها على سلوك املدير والعاملين ويؤثر بالتالي على اتخاذ القرارات وعلى تنفيذها ،ومن
أهم العوامل التي تؤثر في فلسفة التنظيم ،وبالتالي على القرارات حجم وحدات العمل وتوزيعها
الجغرافي ،وأيضا تعدد املستويات اإلدارية في التنظيم يعتبر من العوامل املؤثرة في اتخاذ القرارات
إذ كلما ارتفع املستوى اإلداري في التسلسل الهرمي للمؤسسة كلما كانت قراراته أكثر أهمية.
أما بالنسبة لالتصاالت اإلدارية وطرقها فهي من الوسائل الهامة التي يمكن للمدير متخذ القرار ،عن
طريقها ،الحصول على املعلومات والبيانات الالزمة التخاذ القرارات ،ومن هذا فإن سالمة القرارات اإلدارية
ورشدها يعتمد على سالمة وفعالية االتصاالت التي يجريها املدير للحصول على املعلومات ،ويدخل في ذلك
نجاعة الوسائل واألجهزة املستعملة في إيصال املعلومات.
ثقافة املؤسسة (الثقافة التنظيمية) :إن الثقافة التنظيمية تؤثر إيجابيا في تكوين أنظمة اتصال
فعالة ومفتوحة.فالثقافة التنظيمية القوية واملؤثرة توفر مناخا تنظيميا مالئما التخاذ قرارات
نفسها ودرجة املخاطرة التي تتحملها اإلدارة من جراء صنع وتنفيذ هذه القرارات ،ويتضح الدور
اإليجابي املؤثر لإلدارة التنظيمية في تهيئة قيم ومبادئ وتقاليد مشتركة للعمل والسلوك التنظيمي
في إطار البنية التنظيمية للمؤسسة بمختلف مستوياتها اإلدارية ومراكز صنع القرارات.
تأثير أنماط قيادة اإلدارية :تتأثر القرارات اإلدارية من حيث الشكل أو الطريقة التي تصدر بها
بأنماط القيادة اإلدارية والصفات التي يتميز بها املدير متخذ القرار كما يلي:
القائد الذي يصنع القرار ويعلنه :القائد هذا يعرف املشكلة ويبدأ بوضع الحلول البديلة ويختار
بنفسه الحل األفضل ويبلغ قراره للمرؤوسين لتطبيقه فهو ال يأخذ بعين اإلعتبار ما يعتقده أو
يفكر به اآلخرون ...وقد يلجأ إلى إقناع األفراد بالقوة .
القائد الذي يعرض قرار غير نهائي يخضع للتغيير :هذا النوع من السلوك اإلداري يسمح
للمرؤوسين بالتأثير على اتجاه القرار ونوعيته إال أن القائد هنا هو الذي يقوم بجميع مراحل عملية
اتخاذ القرار ثم يقدم هذا القرار الذي تم اختياره إلى املرؤوسين لكي يعطيهم الفرصة إلبداء آرائهم
ويأخذ في اهتمامه ردود األفعال فهو قد يغير قراره ،ولكنه في النهاية صاحب القرار النهائي ،والهدف
من هذا العرض هو محاولة جلب آلراء تكون ناجعة.
63
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
القائد الذي يحدد املشكلة ويشجع الجماعة على صنع القرار :هنا القائد يقدم درجة كبيرة من
الحرية للمرؤوسين فالجماعة هي التي تصنع القرار واختيار الحل املناسب ،ويشجع اإلبداع ويحفز
على ذلك.
تأثيرالتنظيمات غيرالرسمية:
هذه التنظيمات غير الرسمية قد تشكل مراكز قوة فعالة تؤثر على معظم القرارات املتخذة من
طرف التنظيم الرسمي فقد تعارض قرارات تمس أعضاءها وقد تساعد في نجاحها ،حينئذ يجب على
املدير أن يأخذ في اعتباره قبل أي قرار مطالبهم وتطلعاتهم من جهة وأن يشركهم في اتخاذ القرارات من
جهة أخرى.
تأثيررسالة املؤسسة:
إن رسالة املؤسسة مشتقة من البيئة التي تعمل فيها املؤسسة ومن املجتمع التي تنتمي إليه وهي
مهمة أساسية ولها تأثير كبير على القرارات املتخذة من طرف املديرين ألنها تعمل على:
تحديد مجاالت األعمال التي ستقوم املؤسسة الدخول فيها أي أن قرار الدخول في مجال معين
يكون مقيد بهذه الرسالة.
تحديد الشرعية القانونية واالجتماعية للمؤسسة وبالتالي تخضع كل قرارات املدراء لهذه الشرعية.
تحديد الفلسفة العامة للمؤسسة تجاه كل من الزبائن واملجتمع و أطراف التعامل األخرى
واملنتجات التي تقدمها فتكون قرارات املديرين في إطار هذه الفلسفة.
تحديد كيفية تأمين املوارد املادية واملالية والبشرية وكيفية تخصيصها وهذا ما يجعل متخذ القرار
مقيد بهذه الكيفية إذا ما تعلق قراره بتأمين مورد مالي مثال أو تخصيصه.
– 2املتغيرات البيئية الخارجية :
أ -البيئة الخارجية العامة :هي تلك املتغيرات التي تأتي من خارج املؤسسة و التي تؤثر في مسارها بشكل
حتمي و لكن املؤسسة ال تستطيع أن تؤثر فيها بل تحاول أن تتأقلم معه وبالتالي تخضع بعض قرارات
املؤسسة له املتغيرات فال يتخذ أي قرار دون دراسة املتغيرات وتشمل هذه املتغيرات ما يلي:
املتغيرات االقتصادية (النظام االقتصادي السائد) :يؤثر النظام االقتصادي السائد على
املؤسسة من ناحية فعالية قراراتها بما يفرض عليها من قيود وتهديدات وباملقابل ما يوفر لها من
فرص جديدة وتشجيع األعمال وبالتالي يفترض أن تأتي قرارات القيـادات اإلدارية ملؤسسات
منسجمة مع االتجاه االقتصــادي املعتمد في الدولة.
64
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
وتشمل هذه املتغيرات ما يلي:
ميزان املدفوعـات:
يعبر عن الفارق بين الصادرات والواردات .تعتمد الدولة إلى التقليل من الواردات وزيادة الصادرات
وهذا ما يؤدي إلى خلق فرص بالنسبة إلى بعض الصناعات املحلية وذلك بتدعيمها من طرف الحكومة
وباملقابل هناك تقييد بالنسبة للمؤسسات التي تعمل على استراد البضائع املشابهة للصناعات املحلية ثم
بيعها في الداخل.
السياسات املالية والنقدية :وهي سياسات تتخذ لعالج الوضع االقتصادي في الدولة وهي
تؤثر تأثيرا ملحوظا على قرارات املؤسسات.
السياسـات املـالية :وهي التي تهتم بالنفقات الحكومية والضرائب وتعتبر الحكومة من حيث
املبالغ التي تنفقها مشتريا ضخما يحدد نوع الصناعات التي يمكن أن تستفيد من هذا اإلنفاق.
السياسـات النقديـة :وهي التي تهدف إلى التحكم في كمية النقود املطروحة للتداول في املجتمع
والتحكم في أسعار الفائدة وكمية النقود املتوفرة لإلقراض وهذا يؤثر على قرارات املؤسسة
والخاصة بالبحث عن مصادر تمويل املشروعات االستثمارية.
وهناك أيضا بعض املتغيرات التي لها تأثير واضح على قرارات املؤسسة وهي معدل النمو االقتصادي
والناتج القومي اإلجمالي ومعدل الدخل القومي والفردي ونسبة البطالة.
البيئة السياسية والتشريعات القانونية :ال تعمل املؤسسة بمعزل عن البيئة السياسية فالقرارات
التي تأخذها القيادة السياسية تؤثر على عمل املؤسسات كذلك فإن القوانين التي تصدرها الدولة
قد تعرف املؤسسات في أعمالها أو قد تسهل الفرص إلنشاء وتكوين بعض املؤسسات الجديدة.
ولذلك فإن البيئة السياسية والقانونية تعتبر من العناصر الهامة والتي لها تأثير بالغ ونجد في البيئة
السياسية مثال:
مدى تدخل الحكومة في مجال األعمال ( الخوصصة وتنظيم العمل ...،الخ).
مدة االستقرار السياس ي وتنظيم العمل لألحزاب و التنظيمات السياسية.
نظام الحد السائد في الدولة ونمط القيادة ( ديمقراطية ،دكتاتورية).
فكل هذه الجوانب لها تأثير قوي ومباشر على قرارات القيادات اإلدارية في املؤسسات.
65
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
66
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
أساليب تقليدية في اإلنتاج فإن جودة أو نوعية املنتوج تكون رديئة إذا نسبناها إلى تلك التي تستعمل
إلنتاجها بأساليب حديثة وتقنيات متطورة ،فتكون ذات جودة عالية وتكاليف أقل.
تأثير التغير التكنولوجي على االتصاالت واملعلوماتيات :إن التأثير التكنولوجي أحدث تغيرا على
مستوى وسائل االتصال واملعلوماتية وبالتالي أثر بشكل مباشر على أداء املؤسسات وكل النشاطات
التي يقوم بها.
العوامل الدولية :ال شك أن العوامـل التي تقوم بها الدولة ما أو مجموعة من الدول تؤثر على أداء
املؤسسات بشكل مباشر أو غير مباشر ومن أهم الجوانب التي ينبغي التطرق إليها في هذا الصدد
ما يلي:
التجمعات االقتصادية:
تدخل العديد من الدول في تكتالت اقتصادية تهدف من خاللها إلى تسهيل حركة التجارة فيما بينها
والحصول على قوة سياسية تمكنها من فرض إدارتها على املجتمع الدولي
( السوق األوروبية املشتركة )...،وهذه التجمعات يمكن أن تخلق فرصا سوقية وتزيد اتساع األسواق أمام
املؤسسات أو قد تعني تهديدات لهذه املؤسسات متمثلة في القيود الجمروكية املرتفعة من دخول األجانب
في أسواق تلك الدول املتكتلة.
العالقات الدولية:
إن العالقات املوجودة بين الدول تؤثر على أداء املؤسسات وفي قدرتها على التعامل مع األسواق
الخارجية حيث أن سوء العالقة بين حكومتين تعني تقييدا للمؤسسات في إحدى الدولتين أن تتعامل مع
نظيرتها في الدولة األخرى.
البيئة الخارجية الخاصة:
تتكون البيئة الخارجية الخاصة من:
املنافسون :وهم جميع املؤسسات التي تعمل في قطاع واحد ،ويشمل موضوع املنافسون مايلي:
oشدة املنافسة والتي تعبر عن قوة املؤسسات في السوق.
oخصائص السوق وهيكله.
oمدى تطور السوق ونموه.
املستهلكون :فاملستهلكون هم غاية املؤسسة حيث تسعى الى إشباع حاجياتهم ،فللمستهلكين
تأثيرا قويا على املؤسسة وقراراتها وذلك ما يؤدي باملؤسسة الى التعرف على طبيعة املستهلكين
الحاليين قبل اتخاذ قرار اإلنتاج أو البيع أو غيره.
67
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
الوكاالت الحكومية :تعمل كمصدر للقوانين التي تحكم أداء املؤسسات في بيئة األعمال .كما
تعمل في تقديم دعم للمؤسسات وغيرها.
املوردون :هم الذين يمدون املؤسسة بما تحتاجه من مواد أولية وغيرها فيؤثرون على املؤسسة
من خالل قوة املساومة ودرجة الندرة في عناصر املدخالت التي تحتاجها.
.8معوقات عملية عملية اتخاذ القرارات:
تتصف عملية اتخاذ القرارات بالصعوبة والتعقيد فكثيرا ما يجد اإلداري نفسه معرضا لكثير من العوائق
التي تمنعه من الوصول إلى القرار املناسب وهذه العوائق تتمثل فيما يلي:
)1صعوبة إدراك املشكلة وتحديدها :كثيرا ما تكون املشاكل التي يراجعها اإلداري مرتبطة ببعضها
وتتداخل مسبباتها مع نتائجها مما يجعل اإلدارة غير قادرة على تمييزها بدقة وبالتالي تتجه جهودها
ملعالجة املظاهر الفرعية للمشكلة واألعراض وتهمل املشكلة األساسية لعدم قدرتها على تحديدها
وتعريفها.
)2عدم القدرة على تحديد األهداف :إن متخذي القرارات يسعون دائما إلى تحقيق مجموعة من
األهداف من وراء هذه القرارات وهذه األهداف ترتبط ببعضها البعض أحيانا وقد تتعارض أحيانا
أخرى كما قد تختلف من حيث أهميتها مما يتطلب من اإلداري أوال التمييز بين األهداف املهمة
واألقل أهمية وكذلك للتنسيق بين األهداف.
)3عدم القدرة على تقييم البدائل :في بعض االحيان يجد اإلداري صعوبة في تقييم البدائل حيث
يصعب عليه إيجاد معايير يستخدمها لتقييم وتحديد املزايا والعيوب لكل بديل وتزداد هذه
الصعوبة حينما تتعدد األهداف.
)4صعوبة االختيار واملفاضلة بين البدائل :تعد القدرة على املفاضلة بين البدائل وتحديد مدى
سالمة القرار وصحته من أهم املشاكل التي تواجهها اإلدارة عند اتخاذها لقرارات مختلفة وخاصة
عند التشابه النسبي بين كل بديل ،أو عدم معرفة قيمة كل نتيجة أو عدم توفر املعلومات الكافية
وكذا عدم قدرة على التنبؤ بالنتائج املرتبة عن كل بديل من البدائل املتاحة.
)5نقص املعلومات والبيانات الالزمة :يعد عدم توفر املعلومات الكافية التخاذ القرار من أهم
الصعوبات التي تواجه متخذ القرار ،إذ تعد املعلومات من أهم موارد املؤسسات في العصر
الحديث ،حيث يجب أن تعطي صورة محددة عن بيئة العمل وظروفها وإمكانيته ،توضح لها
األوضاع القائمة خارج املؤسسة وداخلها وتساعد في اتخاذ قرارات سليمة.
68
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
.9القرارات املالية االستراتيجية:
تشير القرارات املالية االستراتيجية في علم اإلدارة املالية إلى عملية تخطيط وتنظيم وتوجيه األنشطة
املالية والرقابة عليها على سبيل املثال عملية تخصيص واستغالل أموال املنظمة وبعبارة أخرى فهي تعني
تطبيق مبادئ اإلدارة العامة على املوارد املالية ألي تنظيم .
القرارات االستثمارية التي تتضمن االستثمار في األصول الثابتة ( أو ما يعرف بإعداد املوازنة
ً
الرأسمالية . ) Capital budgetingأيضا يعتبر االستثمار في األصول املتداولة جزء من عملية
اتخاذ القرارات االستثمارية والتي يطلق عادة عليها قرارات رأس املال العامل Working
. Capital Decisions
القرارات املالية والتي تتعلق بعملية الحصول على التمويل والتي تعتمد على القرار الخاص بتحديد
نوع املصدر وفترة التمويل وتكلفة العوائد ذات الصلة.
ويتعين على اإلدارة املالية اتخاذ قرارات تتعلق بتوزيعات األرباح حيث يتم توزيع صافي األرباح بصفة
عامة أما بتوزيعها على املساهمين قد يتم احتجازها بناء على خطط املنشأة سواء بغرض التوسع في أعمالها
أو تنويعها .
تهتم اإلدارة املالية بصفة عامة بعملية تخصيص املوارد والرقابة على املوارد املالية ،ولذلك تتمثل
األهداف ذات الصلة في اآلتي:
ضمان توزيع عوائد على املساهمين على نحو كافي حيث سيعتمد ذلك على حجم الربحية والسعر
السوقي للسهم باإلضافة إلى توقعات املساهمين؛
ضمان االستخدام األمثل لألموال .أو متى تم تخصيص األموال يتعين استخدامها على نحو يضمن
تعظيم العوائد ذات الصلة وعند أدنى تكلفة؛
ضمان وجود حماية لالستثمار ،بمعنى إنه يجب أن يتم استثمار األموال في مشروعات آمنة حتى
يمكن أن يتم تحقيق معدل عائد مقنع وكافي؛
69
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
تخطيط هيكل تمويل سليم ،حيث يجب أن تكون تركيبة رأس املال سليمة وواضحة بحيث يتم
الحفاظ على موازنة مالئمة بين رأس املال املقرض ورأس املال من املساهمين ( حقوق امللكية
)Equity
تؤدي إدارة التمويل في اي منشأة وظائف عديدة بهدف تحقيق األهداف املوضحة بعاليه .وبصفة عامة
ً
يعتبر نطاق وظيفة التمويل واسع جدا .وهي تتكون من األنشطة التالية :ـ
يجب أن تقوم إدارة التمويل بتقدير املتطلبات الرأسمالية للمنشأة بدقة سواء لالحتياجات طويلة أو
قصيرة األجل .وعند تقدير املتطلبات الرأسمالية للمنشأة يجب أن تستعين إدارة التمويل بموازنات
األنشطة العديدة للمنشأة على سبيل املثال موازنة املبيعات ،موازنة اإلنتاج ،وموازنة املصروفات وما إلى
ذلك والتي يتم إعدادها عن طريق األقسام األخرى املعنية .ففي املرحلة األولية يتم إجراء التقدير عن طريق
ً
املطورين ولكن بمرور الزمن يتم إجرائه عن طريق إدارة التمويل .وما لم يكن التنبؤ املالي صحيحا فإن
املشروع من املحتمل أن يتعرض إلى صعوبات بسبب املغاالة أو النقص في األموال .حيث يضمن التقدير
الصحيح إمكانية إتاحة األموال بالقيمة وفي الوقت املطلوب .وعند تقدير متطلبات األموال فإن طبيعة
وحجم املنشاة وخطة التحديث والتوسيع يجب أن يتم إعطائها تركيز وانتباه مستحق .
يقصد بهيكل رأس املال نوع وتناسب األوراق املالية املحتملة للحصول على األموال املطلوبة ،ومتى تم تحديد
إجمالي متطلبات األموال فإنه يتم اتخاذ القرار الخاص بنوع األوراق املالية التي يجب أن يتم إصدارها
والتناسب النسبي بينها .ويجب أن تقوم إدارة التمويل بتحديد الخلطة السليمة للقروض وحقوق امللكية .
ً
كما يجب أن تقرر أيضا النسبة أو املؤشر بين القروض طويلة األجل وقصيرة األجل .وعند تحديد تلك
املؤشرات فإن تكلفة الحصول على التمويل من املصادر املختلفة يجب أن تعتمد على دراسة الفترة التي
يجب خاللها أن تكون األموال مطلوبة باإلضافة إلى مراعاة العوامل األخرى العديدة .وبصفة عامة يمكن
القول بأن التوازن الصحيح بين املخاطر والعوائد يجب أن يتم إحداثه .
70
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
يمكن للشركة الحصول على األموال من مصادر مختلفة على سبيل املثال من حملة األسهم أو السندات
أو البنوك أو املؤسسات املالية أو اإليداعات العامة ..الخ .قبل طرح عملية الحصول على األموال يتعين أن
يتم اتخاذ قرار بخصوص املصدر التي يتعين الحصول على املال منه .أن االختيار بين مصادر التمويل يجب
ً
أن يتم عمله على نحو حريص جدا بأخذ عدد من العوامل في الحسبان على سبيل املثال تكلفة أموال الطرح
،التخفيف من امللكية والرقابة وما إلى ذلك .
)4استثماراألموال .
إن األموال التي يتم الحصول عليها من مصادر مختلفة يجب أن يتم استثمارها بحرص في أصول عديدة
،سواء قصيرة األجل باإلضافة إلى الطويلة األجل من أجل تعظيم العائد على االستثمار .عند اتخاذ القرارات
الخاصة باالستثمار في األموال أصول طويلة األجل فإن التقييم السريع للبدائل العديدة يجب أن يتم عمله
من خالل املوازنة الرأسمالية ،وتحليل تكلفة الفرص البديلة وكثير من األساليب األخرى املستخدمة في
تقييم املقترحات الرأسمالية .ويجب أن يتم استثمار جزء من األموال طويلة األجل في رأس املال العامل
للشركة .وعند اتخاذ القرار الخاص باستثمار األموال في األصول طويلة األجل يتعين أن تسترشد اإلدارة
بمبادئ أساسية ثالثة هي األمن والربحية والسيولة .عند اتخاذ القرارات الخاصة باستثمار األموال في رأس
املال العامل فإن اإلدارة املالية يجب أن تسعى نحو إدارات اإلنتاج والتسويق في الشركة من أجل تقدير
األموال التي يتعين االرتباط بها في تحديد املخزون في املنتجات التامة وسياسة االئتمان إلدارة التسويق وفي
االنفاق على املواد الخام وتوريدات املصنع إلدارة اإلنتاج .
تتمثل املسئولية الرئيسية إلدارة التمويل في التحقق من أن النقدية املطلوبة متاحة في الوقت املناسب
للتيسير السلس في إدارة املنشأة ـ إن النقدية تعتبر مطلوبة لشراء املواد الخام والسداد للدائنين والدفع
ً
للعاملين باإلضافة إلى الوفاء بمصروفات األعمال اليومية .إن إمكانية الحصول على النقدية يعد ضروريا
للحفاظ على األفضلية الخاصة بالسيولة واالئتمان باملنشأة .إن املغاالة في تدبير النقدية يجب أن يتم تجنبها
حيث إنها تنعكس على زيادة أعباء وتكلفة الحصول على األموال .
فإذا كان هناك أي زيادة في النقدية باملغاالة يتعين أن يتم استثمار تلك الزيادة في أصول نقدية قريبة
على سبيل املثال في استثمارات يمكن أن يتم تحويلها إلى نقدية بدون أي قيود زمنية .ويجب أن يتم إعداد
ً ً
قائمة التدفق النقدي عن طريق القسم حيث إن التعرف على الحاجة الصحيحة للنقدية يعتبر أمرا جوهريا
لتحقيق هدف الربحية والسيولة .
71
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
ً
ويجب أن تتخذ اإلدارة املالية قرارها مقدما فيما يتعلق بمقدار النقدية الواجب االحتفاظ به للوفاء
بااللتزامات الجارية للشركة.
يتمثل أحد الوظائف الرئيسية إلدارة التمويل في تخصيص الفائض القابل للتصرف .فبعد سداد كافة
الضرائب يمكن تخصيص الفائض املتاح ألغراض ثالثة هي :ـ
يقع على اإلدارة املالية التزام فحص األداء املالي لألموال املستثمرة في املنشأة .وهناك عديد من األساليب
لفحص األداء من خالل معدل العائد على االستثمار أو الرقابة عن طريق املوازنة والرقابة على التكلفة
ً ً
واملراجعة الداخلية وتحليل املؤشرات وتحليل نقطة التعادل كما يجب أن تضع اإلدارة املالية تركيزا أساسيا
على التخطيط املالي.
إن وظائف التمويل تعتبر صعبة عند فصلها عن وظائف اإلنتاج والتسويق وغيرها ولكنها قابلة للتحديد
بسهولة .إن وظيفة الحصول على األموال واستثمارها في األصول باإلضافة إلى توزيع العوائد املكتسبة من
ً ً ً ً ً
األصول على املساهمين معروفة نسبيا على أنها تمثل قرارا تمويليا وقرارا استثماريا باإلضافة إلى كونها قرار
توزيع للربح .وتحاول املنشأة أن تقوم باملوازنة بين التوقعات النقدية الداخلة عند أداء تلك الوظائف وهذا
ما يطلق عليه بقرار السيولة.
72
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
.11االستراتيجية في اإلدارة املالية
تشير اإلدارة املالية االستراتيجية إلى دراسة التمويل املرتبط بدراسة النظرة طويلة األجل لألهداف
اإلستراتيجية للمنشأة .أما اآلن أصبحت اإلدارة املالية يشار إليها على نحو متزايد باإلدارة املالية اإلستراتيجية
وذلك بغرض إعطائها إطار مرجعي متزايد .
ويتمثل الهدف من اإلدارة املالية في تعظيم ثروة املساهمين .وللوفاء بذلك الهدف يستلزم من الشركة مسار
عمل طويل األجل وذلك هو ما يتالئم معه السياق االستراتيجي.
تدور اإلدارة املالية االستراتيجية بصفة أساسية على تحديد االستراتيجيات املمكنة القادرة على تعظيم
القيمة السوقية للمنظمة فهي تتضمن تخصيص املوارد الرأسمالية النادرة فيما بين الفرص التنافسية كما
َ
تتضمن أيضا تطبيق ومتابعة االستراتيجية املختارة من أجل إنجاز األهداف املتفق عليها.
وتتضمن القرارات الرئيسية التي تقع داخل نطاق االستراتيجية املالية اآلتي :ـ
القرارات املالية ،والتي تتعامل داخل نموذج التمويل أو خلطة رأس مال امللكية ورأس مال
القروض .ومن املمكن أن يتم تغيير إجمالي قيمة الشركة عن طريق التغيير في هيكل رأس
املال للشركة ومن ثم يمكن أن توجد الخلطة املالية املثلى حيث يتم تعظيم القيمة
السوقية للشركة.
القرار االستثماري ،ويتضمن ذلك القرار االستخدام املربح ألموال املنشأة والسيما من
خالل املشروعات طويلة األجل (املشروعات الرأسمالية) .وبسبب أن العوائد املستقبلية
املرتبطة بمثل تلك املشروعات تعتبر غير معروفة على وجه التأكد فأن القرارات
االستثمارية تتضمن بالضرورة دراسة املخاطر .ولذلك يتم تقييم املشروعات باالرتباط
بعوائدها املتوقعة واملخاطر ذات الصلة.
73
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
خالصة
فالتنظيم اإلداري تحكمه فلسفة معينة وقيم ومصالح ،ينعكس تأثيرها على سلوك املدير والعاملين
ويؤثر بالتالي على اتخاذ القرارات وعلى تنفيذها ،ومن أهم العوامل التي تؤثر في فلسفة التنظيم ،وبالتالي على
القرارات حجم وحدات العمل وتوزيعها الجغرافي ،وأيضا تعدد املستويات اإلدارية في التنظيم يعتبر من
العوامل املؤثرة في اتخاذ القرارات إذ كلما ارتفع املستوى اإلداري في التسلسل الهرمي للمؤسسة كلما كانت
قراراته أكثر أهمية.
74
املحاضرة الثالثة :التخطيط املالي واتخاذ القرار
أسئلة املحاضرة الثالثة:
75
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
76
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
تمهيد:
تحتل الرقابة املالية أهمية كبيرة في العملية اإلدارية وتعد من أهم ركائز هذه العملية ،وال بد من تنظيم
عملية الرقابة بشكل يجعل منها أداة فاعلة في تطوير وتوجيه النشاط اإلداري بكياناته املختلفة.
كما إن وجود أنظمة كفاءة وفعاله للرقابة املالية في أية منظمة يعتبر من األمور الهامة في نجاح تلك املنظمة
في تحقيق أهدافها ،نظرا ملا تشكله أنظمة الرقابة املالية من أساس مهم من بين األسس التي تقوم أو ترتكز
عليها تلك املنظمة.
.1الرقابة:
يعرف هنري فايول الرقابة كوظيفة إدارية بأنها :التأكد ما إذا كان كل ش يء يحدث طبقا للخطة
املوضوعة والتعليمات الصادرة واملبادئ املحددة ،وغرضها اإلشارة إلى نقاط الضعف واألخطاء ملعالجتها
ومنع تكرار حدوثها .ويمكن تعريف الرقابة بأنها عملية منتظمة يتأكد من خاللها املدراء من مدى تنفيذ
الخطط وتحقيق األهداف وباستخدام طرق فعالة وذات كفاءة عالية ،ويصف Robert J. Mockler
األجزاء الضرورية في العملية الرقابية control processفيقول أن الرقابة اإلدارية هي عبارة عن جهد
منظم systematic effortلتحديد مقاييس لألداء لتحقيق األهداف املخططة1
يقصد بالرقابة املالية في املفهوم الحديث على أنها مجموعة العمليات الالزمة ملتابعة أعمال تنفيذ
الخطط والسياسات املوضوعة بقصد التعرف على االنحرافات ومعالجتها في الوقت املناسب ،إضافة إلى
املحافظة على املال العام من عمليات االختالس أو الضياع أو سوء االستعمال ،كما أن أهمية الرقابة املالية
ال تقل عن أهمية الرقابة في الجوانب الوظيفية األخرى داخل أي منظمة أو منشاة وال يكتفي بالرقابة على
أيضا نشاط رقابي فاعل كمية وجودة اإلنتاج والشراء والتخزين وعلى األفراد والتسويق ما لم يكن هناك ً
يحكم التصرفات املالية؛ لضمان سير األمور كما يجب ولغاية الوصول إلى أهداف املنظمة.
َ
كذلك فان أهمية الرقابة املالية تنبع من ك ِونها رقابة قانونية ومالية تحكم التصرفات املالية واملحاسبية
واإلدارية ذات الطابع املالي ،وامليزانيات بأنواعها في املنظمة ،وقوائم اإليرادات والنفقات والسجالت
املحاسبية ،وذلك لغرض التأكد من مطابقتها للقواعد والقيود واملعايير والصالحيات املالية.
1
Aldage and Stearn “Management” by south western publishing co. cincinnati,ohio
2,ED 1991
77
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
كما تنبع أهميتها من كونها رقابة مالية تقوم بمراقبة القوائم املالية بأنواعها كميزانية املنظمة العامة ،وقائمة
األرباح والخسائر ،وميزانية تدفق األموال ،باإلضافة إلى رقابة وتقييم ربحية املنظمة ومديونيتها ،هذا
باإلضافة إلى القيام بعملية الرقابة على التصرفات اإلدارية ذات الطابع املالي ،والتي تؤثر بشكل مباشر على
تكلفة وربحية املنظمة خالل فترة زمنية محددة.
أي أن الرقابة املالية تستمد أهميتها من كونها نظام شامل ،يتطلب التكامل بين املفاهيم القانونية
كاألنظمة والتعليمات واملفاهيم واملبادئ االقتصادية واملحاسبية واإلدارية ،والتي تهدف في النهاية إلى
املحافظة على أموال املنظمة ،وضمان استغاللها بالطريقة التي تؤدي إلى رفع كفاءة املنظمة ،والنهوض
بفاعلية نشاطاتها وتحقيق أهدافها.
العمل الرقابي يهدف إلى القيام بالكشف عن االنحرافات في العمل ،للقيام باإلجراءات التصحيحية
سلفا للخطة ،وعلية فإن العملية الرقابية تمر بمراحل وهي الال مة لضمان تحقيق األهداف املوضوعة ً
ز
كاآلتي2:
اتخاذ اإلجراءات التصحيحية ،الخطوة التي بدونها ال تكون هناك رقابة منتظمة ،وال مخرجات صحيحة.
ُ َ
والتحقق من بلوغ األهداف، هكذا وبمراجعة األداء ،وقياس النتائج ،ومقارن ِتها مع اإلنجاز املخطط،
ً
وصوال إلى التنفيذ املنتظم تكتمل مراحل العملية الرقابية ،وتكون قد ُح ِققت األهداف التي تسعى إليها
املنظمة.
2عباس علي،الرقابة االدارية في منظمات األعمال ،اثراء للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن ،8002 ،ص ص .41-14:
78
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
إن مسئولية وظيفة التخطيط تختلف باختالف املستويات اإلدارية ولذلك فإن مسئولية وظيفة الرقابة
تختلف باختالف املستوى وبالتالي فإن هناك ثالث مستويات رقابية تعمل على زيادة احتماالت تحقيق
الخطط والسياسات واألهداف املحددة وهي3:
ً
أوال :الرقابة االستراتيجية Strategic Control :
ً
وهذا النوع من الرقابة يتضمن مراقبة ومتابعة العوامل البيئية األكثر تعقيدا والتي يمكنها التأثير وبصورة
كبيرة على مدى تطبيق الخطط االستراتيجية ،كما ويتضمن تقييم جوهر أو فحوى اإلجراءات التنظيمية
االستراتيجية املتخذة والتأكيد على تنفيذ الخطط االستراتيجية كما خطط لها ،وتساهم الرقابة
االستراتيجية في وضع خطط رقابية تكتيكية وتشغيلية ،والجدير ذكره أن الرقابة االستراتيجية تتم وبصورة
أساسية من خالل مدراء اإلدارة العليا Top-Level Managersالذين يتمتعون بالخبرة وبالنظرة
الشمولية لكل أنشطة وأقسام املنشأة املختلفة .
ً
ثانيا :الرقابة التكتيكية Managerial Control/ Tacticah Control :
وهي نوع من أنواع الرقابة التي تقوم بها اإلدارة الوسطى Middle Managementوالتي تركز على تقييم
عملية التنفيذ للخطط التكتيكية ،متابعة النتائج الدورية املرافقة لعملية التنفيذ ،متابعة مدى التقدم
ومدى تحقيق األقسام( )4ألهدافها وبرامجها وموازنتها و متابعة التقارير األسبوعية والشهرية للخطط ،
ويمكننا القول أن الرقابة التكتيكية يمكنها املشاركة مع الرقابة االستراتيجية من خالل تقديم املعلومات
املتعلقة بالقضايا االستراتيجية .
ً
ثالثا :الرقابة التشغيلية Operational Control :
وهذا النوع من الرقابة يقوم به مديري املستويات اإلدارية الدنيا Low-Level Mangersمن خالل
اإلشراف على تنفيذ الخطط التشغيلية ،متابعة النتائج اليومية لألنشطة ،اتخاذ اإلجراءات الصحيحة عند
الطلب ،إعداد الجداول ،املوازنات ،القواعد ،ومخرجات محددة عادة ما تكون مخصصة لألفراد .
ً
والرقابة التشغيلية تقدم تغذية راجعة عما يجري في املنشأة وعلى املدى القريب وللتعرف أيضا على مدى
تحقيق كل من األهداف القصيرة والطويلة األجل.
3ا لصباح عبد الرحمن ،مبادئ الرقابة اإلدارية ،دار الزهران للنشر والتوزيع-عمان ، 7991 ،ص.701
79
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
.5أنواع الرقابة
بالنظر إلى أنشطة النظام اإلداري أو ما يسمى بميكانيكية العملية اإلدارية فإننا نجدها تعتمد على ثالث
مراحل رئيسية حيث تبدأ بتوفير املدخالت ومن ثم عملية التحويل وتنتهي بتحويل املدخالت إلى مخرجات
وبالتالي فإن هذا النظام يحتاج إلى أنواع رقابة مختلفة.
الرقابة املسبقة :وهي عبارة عن مجموعة من األساليب واإلجراءات التي يستخدمها املدير في تحديد
واكتشاف أي عوامل قد تحد من نجاح العملية اإلدارية وبصورة مبكرة مما يؤدي إلى تجنب ظهور
أية مشاكل ومراقبة أية تغييرات .فعلى املستوى التشغيلي operational levelفإن الرقابة املسبقة
تتطلب من املدير تركيز جهوده نحو اختيار املدخالت والسياسات واإلجراءات بعناية كاملة للحد
قدر اإلمكان من أية مشاكل محتملة .
أما املستوى االستراتيجي strategic levelفإن الرقابة املسبقة قد صممت لتنبيه وتحذير املدير من أية
تغييرات بيئية من شأنها التأثير على تحقيق األهداف التنظيمية الطويلة األجل .Long-term objectives
4
site.iugaza.edu.ps › ybaher › files › 8040/08 › 4.docالرقــابة
80
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
ً
ثانيا :أنواع الرقابة طبقا للتوقيت
-1الرقابة املتزامنة
أما على املستوى االستراتيجي فتتمثل الرقابة املتزامنة على النتائج الشهرية ومن ثم الفصلية وكذلك
األحداث واملراحل الهامة للتعرف على طبيعة التقدم التنظيمي والعمل على اتخاذ التعديالت الضرورية .
-2الرقابة الالحقة
وهي مجموعة األساليب واإلجراءات والتعريفات التي تركز على مخرجات األنشطة التنظيمية بعد انتهاء
عملية التشغيل واإلنتاج أي أن الرقابة الالحقة تركز جهودها على املنتج النهائي وعلى سبيل املثال تقوم
شركة General Electricبتفتيش دقيق للثالجات بعد تجميعها.
وتلعب الرقابة الالحقة على املستوى الشغيلي ثالث أدوار رئيسية :
تزود املدير التنفيذي باملعلومات التي يحتاجها وذلك لتقييم فعالية األنشطة التنظيمية التي تقع
تحت سيطرتهم ؛
تحذير وتنبيه املسئولين عن الحاجة إلدخال تعديالت على املدخالت أو العملية اإلنتاجية نفسها .
أما على املستوى االستراتيجي فإن الرقابة الالحقة تزود اإلدارة العليا Top Managementباملعلومات
التي تستخدم في عملية تغيير وتعديل خطط املنشأة املستقبلية . Future Plans
81
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
وتهدف الرقابة اإليجابية إلى التأكد من أن األنشطة واإلجراءات والتصرفات تسير وفق األنظمة
والقوانين واللوائح والتعليمات الخاصة باملنشأة لتجنب الوقوع في املخالفات واألخطاء بما يكفل تحقيق
األهداف.
والفرق بين الرقابة اإليجابية والرقابة السلبية هو أن الرقابة اإليجابية تهدف إلى ضمان حسن سير
العمل وليس تصيد األخطاء كما تهدف الرقابة السلبية .
ويهدف هذا النوع من الرقابة إلى حسن استخدام املوارد البشرية واملادية من خالل متابعة وتقييم
جميع األنشطة اإلدارية املختلفة في املنظمة بما فيها الخدمات املقدمة وتمتد لتشمل املستويات اإلدارية
املختلفة ،الهيكل التنظيمي ،طرق العمل شئون األفراد والنواحي املالية الفنية فهي تشمل مكاتب البريد
واألحوال املدنية والجامعات واملؤسسات الحكومية والوزارات والبلديات وجميع املرافق التابعة لها .ومن
األجهزة الحكومية املسئولة عن مراقبة األعمال اإلدارية الحكومية في فلسطين هو هيئة الرقابة العامة .
ويهدف هذا النوع من الرقابة إلى حماية األموال من خالل التأكد من حجة التصرفات املالية بعد
مراجعة املتحصل من اإليرادات واملتصرف من النفقات وأنها تمت وفق للقوانين والتعليمات والقواعد
العامة للميزانية ومن أمثلة األجهزة الحكومية املركزية التي تقوم بهذه املهمات وزارة املالية ،سلطة النقد
الفلسطينية ،هيئة الرقابة العامة.
82
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
ويهدف هذا النوع من الرقابة إلى التركيز على املشرفين الفنيين في املجاالت املهنية املختلفة كاألعمال
الهندسية والتصميم اإلنتاجية والفنية والقانونية وتقوم هيئات التفتيش الفني على مثل هذا النوع من
الرقابة .
ويتركز هذا النوع من الرقابة على مجموعة األعمال واألنشطة واملعامالت املتكررة وقد تكون يومية
وتتمثل هذه األنشطة في إجراءات أو أساليب أو مراحل العمل ومن أمثلتها إجازة املوظفين ،مشتريات األثاث،
البريد الوارد والصادر ،حفظ السجالت والوثائق .
وتتمثل طرق الرقابة اإلدارية املستخدمة في إطار تلك اإلجراءات الروتينية على ما يلي :خريطة سجل
اآللة وتوضح كمية العمل الذي تؤديه كل آله,و بيان الوقت الضائع دون استخدام وذلك على هيئة شكل
بياني يظهر عدد الساعات التي اشتغلتها اآللة الواحدة كل يوم من أيام العمل و ما أنتجته من وحدات سلعية
خالل تلك الساعات .أما سجل العامل فالغرض منه التوصل إلي معرفة الوقت الذي يستغرقه العامل في
عمله ومقدار اإلنتاج الذي حققه في ذلك الوقت و الغرض من هذا السجل هو التعرف على مدى إنجاز
العامل لواجباته خالل الوقت املقرر .أما خريطة التصميم فهي توضح طريقة سير العمل وفقا لتسلسل
العمليات و مراحلها و تختلف عن خريطة سجل العامل في أنها توضح العمليات التي تتأخر عن موعدها .أما
خريطة تقدم العمل فهي توضح مركز العمليات من حيث ما هو مطلوب عمله مثال في أوامر التشغيل التي
أعهد بها إلى اآلالت و ما تم إنجازه.
عادة ما يشمل املشروع على مجموعة من املراحل وغالبا ما تكون هذه املراحل بمثابة مجاالت تمارس
فيها الرقابة اإلدارية بغرض التأكد من أن التصرفات واإلجراءات تسير وفقا للوائح والقوانين واألنظمة بما
يكفل تحقيق أهداف املشروع والتنبؤ باألخطاء واالنحرافات املحتملة.
83
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
ويركز هذا النوع من الرقابة على كمية العمل من حيث عدد الوحدات املنتجة ،عدد ساعات العمل ،
عدد اآلالت املستخدمة ،عدد الوحدات املباعة كل ذلك يهدف إلى معرفة مدى الزيادة أو النقصان والعمل
على معالجة االنحرافات إن وجدت .
ويهدف هذا النوع من الرقابة إلى التأكد من مدى مطابقة السلعة للمواصفات واملعايير املطلوبة
ً
واملحددة مسبقا أو تلك الخاصة بالرقابة على جودة السلعة من حيث الشكل واللون والحجم والتكلفة
والدقة والضمانة.
84
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
ويمارس هذا النوع من الرقابة من قبل املنظمات واألحزاب والنقابات والصحافة وجماعات الضغط .
وقد تستخدم هذه املنظمات أساليب إيجابية تتمثل في مؤازرة ومناصرة وتأييد والتضامن مع املؤسسات أو
تستخدم أساليب سلبية تتمثل في املظاهرات والشكاوي وأعمال الشغب .
ويمثلها أعضاء البرملان أو املجلس التشريعي أو مجلس النواب ولجانه املنبثقة عنه سواء كانت دائمة
أو مؤقتة ويهدف هذا النوع من الرقابة إلى مناقشة ومتابعة القوانين والسياسات والتشريعات العامة
الخاصة سواء بمنظمات القطاع الخاص أو العام وحق السؤال واستجواب أعضاء وموظفي الهيئات
واملؤسسات والوزارات الحكومية بما فيهم رئيس الدولة.
وتمثلها بعض املحاكم اإلدارية املتخصصة والتي تهتم في الحكم على املخالفات والقضايا واالنحرافات التي
ترفع من قبل الجهات املعنية سواء كانت فرد أو مؤسسة .
والجدير ذكره أن الرقابة الخارجية عادة ما تتبع رئاسة الجهاز التنفيذي أو رئيس الدولة ملنحها سلطات
ومكانة رسمية وشعبية قادرة على تذليل العقبات من طريقها .
وهو نوع آخر من الرقابة التشريعية على عمل الجهاز التنفيذي في الدولة وهو موظف يعين من قبل
املجلس التشريعي أو البرملان في وظيفة قضائية عليا ويتمتع بسلطة البحث والتحري في أي عمل إداري في
األجهزة الحكومية ويتلقى الشكاوي و التظلمات من املوظفين الرسميين أو الجمهور أو الصحافة أو وسائل
اإلعالم وأعضاء البرملان فيقوم بالبحث والتحري ومن ثم يقدم هو ومعاونيه توصياته لإلدارة املعنية ويقدم
85
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
تقرير سنوي باألعمال التي قام بالتحقيق فيها وتوصياته في تجسين وتطوير العمل اإلداري في األجهزة
الحكومية.
ويقصد بها الرقابة التي تمارسها املنظمة بنفسها على عملياتها وأنشطتها كما يقصد بها مراقبة املوظف
على نفسه مراقبة ذاتية دون تدخل من أحد .
وتقوم عليها إدارة خاصة بالرقابة أو وحدة إدارية أو لجنة رقابية أو أشخاص من داخل املؤسسة ومن
األمثلة على مثل هذه األجهزة املتخصصة وحدة الحسابات ،وحدة شئون األفراد ،وحدة الرقابة املالية،
وحدة التفتيش العام .
وأساسها طبيعة التدرج الرئاس ي ووظيفته واملستويات اإلدارية املختلفة بمعني أنها تمارس من قبل كل
موظف في مستوى إداري أعلى على موظف تابع لوحدته اإلدارية ولكن في مستوى إداري أدنى .
ويهدف هذا النوع من اإلدارة إلى التأكد من حسن سير العمل في الوحدات اإلدارية املختلفة كما انه
مسئول عن التأكد من تعليماته وتوجيهاته وكذلك توجيهات وتعليمات رؤسائه الصادرة إن كانت منفذة
بصورة مرضية .
رقابة شاملة :overall controlويتم ممارستها على جميع األعمال واألنشطة أو النتائج الكلية .7
املكلف بها فرد أو مجموعة من األفراد أو مؤسسة .
رقابة جزئية : particle controlويتم ممارستها على أنشطة معينة ومحدودة . .2
رقابة مفاجئة :وتمارس على شكل جوالت تفتيشية مفاجئة . .3
86
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
الرقابة الدورية :ويقصد بها اإلشراف الدوري على األنشطة املختلفة أو على النتائج باستخدام جوالت
تفتيشية ميدانية أو تقارير دورية سواء كانت يومية أو أسبوعية أو شهرية أو فصلية
)1املوازنة التخطيطية :وتعتبر من أهم األدوات املستخدمة في الرقابة فهي تحوي على معايير من أجل
مقارنة اإلنجاز الفعلي وقياس األداء.
)2التحليل املالي :ويعتبر الخطوة األساسية في الرقابة ألنه يتضمن مقارنة الخطط املوضوعة
ومستوى تنفيذها ،من خالل تحليل القوائم املالية و التحليل عن طريق النسب املالية املختلفة.
)3التقاريراملالية .
)4نتائج املراجعة الداخلية والخارجية.
التقاريرالرقابية:
هي وسيلة اتصال داخلية معدة بطريقة موضوعية طبقا لألصول العلمية يقدمها املحاسب اإلداري
إلى املستويات اإلدارية املختلفة وتتضمن مقارنة األداء الفعلي باملخطط وأسباب الفروق بغرض ترشيد
القرارات الرقابية.
يتعين على املحاسب عند إعداد التقارير الرقابية أن يأخذ في اعتباره مايلي:
التقارير ترتبط بالهيكل التنظيمي للمنشأة ،مع مراعاة ان درجة اإلجمال والتركيز تزيد بارتفاع
املستوى اإلداري املقدم إليه التقرير ،يدرج بالتقرير العناصر التي تخضع لرقابة وتحكم املسؤول
املقدم إليه التقرير ،والعناصر التي يجب أن يكون على علم بها لو لم تكن داخل نطاق رقابته
وتحكمه).
توضح للمسؤول مستوى األداء الواجب عليه تحقيقه خالل الفترة الزمنية التي يغطيها
التقرير.
توضح للمسؤول مستوى األداء الذي حققه فعال خالل الفترة الزمنية التي يغطيها
التقرير.
5
http://almerja.com/reading.php?idm=65801
87
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
تسلط األضواء على تلك العوامل التي تحتاج إلى مزيد من اهتمام املسؤول في املستقبل.
ولكي تحقق التقارير الغايات املطلوبة منها يجب ان تتمتع بالخصائص التالية :املوضوعية ،الشمول،
الوضوح.
وبالنظر الى مشروع النظام املحاسبي املالي الجديد أفضل خيار حسب مجلس املحاسبة الوطني
( )CNCلتحسين النظام املحاسبي الجزائري والذي يندرج في إطار تحديث اآلليات التي تصاحب اإلصالح
االقتصادي.
حيث يحتوي هذا النظام في تطبيقه على جزء مهم من معايير املحاسبة والتقارير املالية الدولية املنصوص
عليها في إطار عرض القوائم املالية . IAS/IFRS
حيث عرف القانون 11-07الصادر بتاري 25نوفمبر 2007النظام املحاسبي في املادة 03منه ،وسمي
صلب هذا النص باملحاسبة املالية" :املحاسبة املالية نظام لتنظيم املعلومات املالية يسمح بتخزين معطيات
قاعدية عديدة وتصنيفها ،تقييمها ،وتسجيلها ،وعرض كشوف تعكس صورة صادقة عن الوضعية املالية
وممتلكات الكيان ،ونجاعته ،ووضعية خزينته في نهاية السنة املالية"6.
حيث تتكون مبادئ النظام املالي املحاسبي على الخواص النوعية التالية7:
)1املالئمة ( :)pertinenceأي يجب أن تكون املعلومات املقدمة في القوائم املالية مالئمة الحتياجات
متخذي القرار ،وأن تكون املعلومات مالئمة للمستخدمين إذا كان لها تأثيرات على القرارات
االقتصادية التي يتخذونها ،وذلك عن طريق مساعدتهم في تقييم األحداث املاضية والحالية أو
املستقبلية.
)2املعلومات ذات املصداقية ( :)la fiabilitéبمعنى أن تكون املعلومة صادقة وخالية من األخطاء
ويثق فيها مستخدموها ،وتكون املعلومة صادقة إذا تم تحضيرها حسب املبادئ التالية:
الحياد؛
اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،47بتاريخ 25نوفمرب ،7004القانون11 - 07املتعلق ابلنظام احملاسيب املايل ،املادة ،00ص.3 6
7
Conseil national de la comptabilité, projet de système comptable financier, Juillet 2006, p8.
88
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
الحيطة والحذر؛
الشمولية.
)3القابلية للمقارنة ( :)comparabilitéفاملعلومات تعد ،تنشر وتحضر احتراما الستمرارية الطرق
وتسمح املعلومة للمستخدمين القيام بمقارنات ذات معنى عبر الزمن وما بين املؤسسات
االقتصادية.
)4املعلومة واضحة وسهلة الفهم ( :) intelligibilitéاملعلومات القابلة للفهم أو الواضحة هي
معلومة سهلة الفهم من قبل املستخدمين الذين يملكون معارف أساسية في التسيير واملحاسبة
واالقتصاد ولديهم الرغبة في دراسة املعلومات.
)1الدقة :accuracy
إن النظام الرقابي الذي يعتمد على بيانات ومعلومات غير دقيقة سينتج عنه قرارات إدارية رقابية غير
قادرة على مواجهة أو حل املشكالت املتعلقة بالعملية اإلنتاجية و حتى يكون النظام الرقابي دقيق يجب إن
يعتمد على بيانات ومعلومات مثبتة وصحيحة.
)2االقتصاد : economy
ً
إذ أي نظام رقابي فعال يجب أن يكون اقتصاديا بمعني أن يساوي النظام الرقابي تكلفته فالهدف األساس ي
من وجوده هو ضبط العمليات والنشاطات املختلفة في املؤسسة للحد قدر اإلمكان من إهدار التكاليف
فإذا كانت تكلفة النظام الرقابي املستخدم تفوق الفوائد املحققة منه فهذا قد يعني أن هناك انحراف أدي
إلى زيادة التكلفة عما هو مقرر وبالتالي أصبحت العملية الرقابية انحرافا بحد ذاتها.
8
› https://vb.ckfu.org › attachmentsالرقــابة
89
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
والجدير ذكره هنا هو أن مسالة االقتصاد في األنظمة الرقابية هي مسالة نسبية نظرا للتفاوت في الفوائد
واملزايا ونظرا الختالف النشاط والتكاليف ،ومن هنا البد من التركيز على عملية التوازن االقتصادي بين
عائد الرقابة وتكلفتها.
إن أي نظام رقابي ال يكون واضحا ومفهوما فال قيمة له وقد يؤدي إلى الوقوع في األخطاء كثيرة ويحبط
املوظفين ومن ثم سيتم تجاهله فبعض النظم الرقابية وخاصة تلك التي تقوم على املعادالت الرياضية
وخرائط التعادل ،التحاليل اإلحصائية والتفصيلية ال يفهمها املديرون الذين يجب عليهم استخدامها بل
ً ً ً
يجب أن يستند على شرحا وافيا ومفصال لكل أداة من أدواته.
حتى يكون النشاط الرقابي املستخدم فعال يجب أن يتالءم مع طبيعة األعمال واألنشطة في املؤسسة
،فالنظام الرقابي املستخدم في عملية تقييم أداء األفراد في املؤسسة يختلف عن ذلك املستخدم في اإلدارة
املالية كما وتختلف النظم الرقابية املستخدمة في إدارة تسويق عنها في إدارة املشتريات وبالرغم من أن هناك
مجموعة من األساليب التي يمكن استخدامها وتطبيقها بصفة عامة في مجموعة امليزانيات ،نقطة التعادل،
النسب املالية ،إال إننا ال نستطيع االفتراض أن هناك أسلوب رقابي أمثل يمكن استخدامه في كل مجال كما
يختلف األسلوب املستخدم في املنشأة الكبيرة عنه في املنشأة الصغيرة.
)5املرونة : Flexibility
إن النظام الرقابي الجيد والفعال والقادر على االستمرار هو ذلك النظام الذي يمكن تعديله ليس فقط
ملواجهة الخطط املتغيرة والظروف غير املتوقعة وإنما هو ذلك النظام الرقابي القادر على انتهاز أي فرصة
جديدة دون تغيير جذري في معامله األساسية وبالتالي فإن القليل من الشركات التي تواجه بيئة مستقرة وال
ً
تحتاج إلى مرونة وعلى سبيل املثال فإن املوازنة التقديرية تقوم مثال على أساس التنبؤ بمستوي معين من
املبيعات وقد تحدث بعض املعوقات أو الظروف أو املتغيرات البيئية التي تحول دون تحقيق هذا املستوى
من املبيعات الذي تم تقديره مما يفقد نظام الرقابة فعاليته إذا لم يكن مرنا بالقدر الذي تستخدم فيه
أدوات أخري كما ينبغي أيضا ملدير اإلنتاج مثال أن يكون مستعدا ملقابلة حاالت الفشل الناشئة عن تعطل
إحدى اآلالت أو غياب أحد العاملين الفنيين أو انقطاع التيار الكهربائي.
90
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
يجب أن ال تقتصر النظم الرقابية املستخدمة على اكتشاف االنحرافات الحالية أو املتزامنة مع العملية
اإلنتاجية وإنما على املدير أن يسعى جاهدا للحصول على أساليب رقابية تمكنه من التنبؤ باالنحرافات قبل
وقوعها واتخاذ اإلجراءات التصحيحية التي من شأنها تفادي إهدار التكاليف التي قد تكون جسيمة وعلى
سبيل املثال ال يستطيع املدير أن يقف مكتوف األيدي حين يكتشف أن السيولة النقدية قد نفذت من
املؤسسة منذ شهرين سابقين.
إن أي نظام رقابي فعال هو ذلك النظام الذي ال يشير فقط إلى االنحرافات الجوهرية عن املعايير
املوضوعة ولكنه النظام الذي يوضح ويقترح مجموعة من الخطوات واألعمال أو اإلجراءات لتصحيح
االنحرافات هذا يعني أن النظام الرقابي يجب أن يشير إلى املشكلة وحلولها وهذا يتطلب من املخطط أن
ً
يضع مسبقا مجموعة من اإلرشادات في الحاالت التي يتوقع أن تكون فيها انحرافات فعلي سبيل املثال إذا
انخفض العائد املتحقق من بيع وحدة واحدة %5أن يتبعه مباشرة انخفاض عائد في التكلفة.
إن النظام الرقابي ال يستطيع رقابة كل الخطوات واألنشطة و املمارسات واإلجراءات وإذا حدث هذا
فإن تكلفته قد ال تكون مبررة ولهذا يجب التركيز على العوامل والنقاط االستراتيجية واألنشطة والعمليات
واألحداث الحرجة واملعقدة والتي قد تؤدي وتهدد أمن وسالمة أصول وممتلكات الشركة فإذا كانت تكاليف
العمال على سبيل املثال $20,000وكانت التكاليف البريدية %5، $50من تكاليف العمال أفضل من التركيز
على تخفيض %20من التكاليف البريدية.
91
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
إن عملية الرقابة تتكون من مجموعة من الخطوات سواء في تحديد املعايير الرقابية تجميع بيانات
ومعلومات عن األداء الفعلي ،مقارنة األداء الفعلي باملعايير ومن اتخاذ إجراءات تصحيحية وبالتالي فإن
نقص في إحدى الخطوات السابقة قد يؤدي إلى عدم فعالية النظام الرقابي.
)11املشاركة :Participation
ينبغي ألي نظام رقابي فعال أن يكون مقبول لجميع األعضاء املوظفين في الشركة وحتى يكون هناك قبول
فالبد من مشاركة األعضاء في تصميم هذا النظام وخاصة عند وضع املعايير الرقابية فكلما كانت هناك
ً ً ً
مشاركة كلما كان هناك قبوال كلما كان هناك تعهدا والتزاما بالتنفيذ واملتابعة كلما أدى ذلك إلى نجاح
العملية الرقابية وتحقيق أهدافها.
فعالية النظام الرقابي ترتبط ارتباط وثيق بالتنظيم كونه األداة الرئيسية لتنسيق األعمال وتوضيح
العالقات وتحديد الواجبات واملسئوليات كما هو مركز توزيع املهام وتفويض السلطات لذلك ال يجوز أن
يمارس الرقابة إال من كانت سلطته تسمح بذلك فاملدير في التنظيم الرسمي هو املركز التي تتركز فيه وظيفة
الرقابة على من يخضع له من فرد و أما التنظيم الغير رسمي فال يجوز له ممارسة الرقابة وإال سيؤدي إلى
اإلخالل واإلساءة بنظام العمل.
)13املوضوعية : objectivity
أي نظام رقابي فعال يجب أال يخضع ملحددات واعتبارات شخصية فعندما تكون األدوات
واألساليب الرقابية املستخدمة شخصية فإن شخصية املدير أو شخصية املرؤوس قد تؤثر على الحكم
ً
على األداء وتجعله حكما غير سليم ولهذا يجب أن تتميز األنظمة الرقابية باملوضوعية ،واملعايير املوضوعية
قد تكون معايير كمية مثل التكاليف أو ساعات العمل للوحدة أو تاري االنتهاء من العمل كما قد تكون
معايير نوعية مثل برامج أفضل تدريب أو تحقيق نوع محدد من التحسين في جودة ونوعية األفراد واملهم هنا
ً
أنه بغض النظر عن نوع املعيار املوضوعي يجب أن يكون املعيار قابال للتحديد واالختيار التدقيق.
92
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
إن العملية األساسية املستخدمة في الرقابة تظهر في شكل املوالي وتتكون هذه العملية من مجموعة
خطوات .
ال
ال
93
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
األخالقية التي تحكم طبيعة االستثمار التي تنوي اإلدارة القيام بها وعلى وجه العموم فإن املعايير تخدم ثالث
أغراض رئيسية متعلقة بسلوك وتصرفات املوظفين وهي :
)1تساعد املوظفين على فهم وإدراك ما تتوقعه اإلدارة منهم وتوضح لهم الكيفية التي سيتم من خاللها
تقييم أعمالهم مما يدفعهم إلى القيام بأعمالهم بفعالية وكفاءة.
)2تعتبر قاعدة البحث والتحري والكشف عن الصعوبات واملعوقات الوظيفية املتعلقة ببعض القيود
الشخصية للموظف مثل نقص القدرات ،التدريب ،الخبرة أو أية قيود من شأنها أن تحد من تأدية
العامل لعمله على أفضل وجه وبالتالي فإن تحديد املعوقات الوظيفية أو ما يسمى بالعجز الوظيفي
قد يعزز دور اإلدارة في كشف االنحرافات وتصحيحها قبل أن تصبح هذه األخطاء أكثر خطورة
ويتعذر على اإلدارة معالجتها .
)3تساعد على التخفيف من حدة التأثيرات الناتجة عن التعارض في األهداف بين املوظفين واإلدارة
مما يؤدي إلى زيادة معدل الحوادث ،زيادة معدل السرقات ،زيادة معدل الفاقد من املادة الخام ،
زيادة عطل اآلالت واملعدات .
املعايير هي عبارة عن ترجمة للخطط و األهداف والسياسات واإلجراءات والبرامج الخاصة بكل منشأة
وهذا يعني أن كل برنامج وكل هدف وكل سياسة وكل اجراء قد تصبح كلها معايير تستخدم لقياس األداء
الفعلي أو املتوقع .
9الشنواني صالح ،التنظيم اإلداري في قطاع األعمال ،دار المعارف ،مصر 4644 ،ص461.
94
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
.1معاييرالتكلفة :
ً
وتتعامل مع املقاييس النقدية أو املالية والتي غالبا تسود وتنتشر في املستويات التشغيلية فهي تصنع
قيم نقدية لتكاليف العمليات ومن أمثلتها مقدار تكلفة العامل تكلفة ساعة العمل تكلفة املولد تكلفة
املبيعات لكل دوالر .
.2معاييررأس املال:
وهي نوع من أنواع معايير التكلفة ولكنها مرتبطة براس املال وليس بتكلفة العمليات وتظهر نتيجة لتطبيق
املقاييس النقدية على البنود املادية ولذلك فهي مرتبطة بامليزانية العمومية ومن أمثلتها معدل العائد على
االستثمار معدل دوران راس املال نسبة اإلقراض لحق امللكية .
.3معاييراإليرادات :
وترتبط هذه املعايير عادة بالقيم النقدية ومن أمثلتها اإليراد عن كل راكب ،املسافة كيلو متر في منشأة لنقل
ركاب ،والقيمة بالدوالر لكل طن حديد مباع ،ومتوسط املبيعات لكل عميل … إلخ .
* معاييرغيرملموسة :
وهي تلك املعايير التي يتعذر التعبير عنها بمقاييس عددية أو كمية سواء كانت مادية أو نقدية ومن أمثلتها
معايير تحديد كفاءة املدير ،مدي نجاح برنامج العالقات العامة ،األمانة التي يتمتع بها رؤساء األقسام،
معايير قياس الوالء واالنتماء وقياس حجم العالقات اإلنسانية داخل العمل رغم التقدم الكبير في علم
النفس وعلم االجتماع ونجاحهم في تقديم األساليب التي جعلت من املمكن اإلملام بامليول والدوافع
اإلنسانية وعلى كل حال فإن استخدام املعايير غير امللموسة آخذ في التناقص وذلك من خالل تحويل
األهداف النوعية إلى أهداف كمية .
وتعتمد عملية قياس األداء على مدى صدق وصحة املعايير املوضوعة ومدى قابليتها لقياس النشاط
املنوي فحصه واملعايير الرقابية وحدها ال تمكن من تقييم األداء وكشف االنحرافات في غياب مقاييس األداء
الفعلي واملطلوب هنا هو قياس درجة الكفاءة في إنجاز األعمال باستخدام معايير متنوعة تتناسب مع الش يء
املراد قياسه .
95
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
وتتمثل هذه الخطوة بمقارنة األداء الفعلي باملعايير املوضوعة حيث تعتمد هذه الخطوة وبدرجة كبيرة
على طبيعة املعلومات التي تم تجميعها من قبل املدير والتي تمكنه من تقييم األداء وحساب االنحرافات
والكشف عن نقاط القوة والضعف ،ومن خالل هذا التقييم يتمكن املدير من تقدير ما إذا كانت
االنحرافات ضمن الحدود املسموح بها أم أنها تحتاج إلى بعض التصحيح ؟ ففي حالة خروج األداء عن املعيار
ً
مع بقاءه داخل الحدود املسموح بها فهذا يستوجب أيضا تدخل املدير ألن هذا يعني أن هناك نقطة ضعف
قد ال ترقى ملستوى االنحراف ولكنها تعتبر ظاهرة تحتاج إلى دراسة وتتطلب من املدير تجهيز تقارير خاصة
بهذه الحالة ،أما االنحراف فإنه يعني التدخل السريع لتصحيحه وتلعب اإلدارة باالستثناء Management
ً ً
By Exemptionفي هذه الخطوة مجاال كبيرا حيث تختصر الخطوات الرقابية للمدير .
املقصود باإلدارة باالستثناء هي مبدأ رقابي يوجب تدخل املدير في حاالت للحصول على بيانات رقابية تفيد
ً
وتؤكد وجود انحرافات جوهرية عن املعيار .أي من املمكن للمدير وتسهيال للرقابة أن يتجاوز عن بعض
األخطاء واالنحرافات التي ال تؤثر على األهداف على أن يركز فقط على األخطاء االستثنائية .
.2توصيل املعلومات والبيانات إلي الشخص املسئول عن معرفة االنحرافات ومعالجتها بالكيفية
والوقت املناسبين .
و تتنوع طرق قياس األداء حسب تعدد أوجه النشاط من منشأة ألخرى ،وتتطلب عملية القياس
والتقييم مراعاة العوامل التالية:
10المغربي ،كامل ،زويلف مهديي ،وآخرون ،أساسيات في اإلدارة ،دار الفكر في النشر والتوزيع ،4661 ،ص.466
96
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
وتتوقف درجة الدقة في القياس على طبيعة العمل نفسه بل وعلي براعة املدير في تحديد نوعية البيانات
واملعلومات التي يحتاجها وفي كيفية استخدام تلك البيانات واملعلومات .
من الضرورة بمكان أن تهتم اإلدارة بقياس النتائج الكمية كرقم املبيعات وبالنتائج الكيفية كقدرة مدير
املنشأة في الحفاظ على العمالء الحاليين أو استجالب عمالء جدد.
ومثال ذلك متابعة رضاء العاملين من خالل مقاييس متعددة فيها :معدل دوران العاملين ونسبة
الغياب والبطء في األداء وحاالت عدم الرض ي التي تظهر على بعض العاملين وعدد ونوعية مقترحات
العاملين .فقياس هذه الحاالت يمكن أن يعكس مدى رض ي العاملين عن التنظيم وبالتالي يتم توفير
معلومات لإلدارة عن اتجاهات العاملين تفيد في التخطيط والتنظيم والرقابة ،فمتابعة الحاالت الخاصة
من قبل الرقابة يمكن من معرفة أسباب أي انحراف أو تكدر أو عدم الرضا .
ً
ويجب أن تهتم الرقابة هنا باألعراض والظواهر التي تظهر أثناء سير العملية التنفيذية ألنها تعني أن أمرا
ً
غير عاديا يحدث ويؤدي إلي نتائج خطيرة ،ويؤكد هذا أهمية استخدام أسلوب الرقابة املستمرة التي ال تنتظر
تحقيق األداء بل تساير التنفيذ وتتوقع اتجاهاته .
وعند استخدام األعراض كمقاييس رقابية يجب مراعاة العوامل والظروف الخارجية املسببة لتلك
األعراض .
يستخدم أسلوب التنبؤ أو التوقع في حالة اتباع أسلوب الرقابة املستمرة املوجهة بغرض اتخاذ قرار
تصحيحي واتباع هذا األسلوب يستخدم كمؤشر لحدوث انحرافات أكثر منه لقياس النتائج الكلية
فاستخدام التنبؤ في قياس النتائج يفيد بدراسة احتياجات املستهلكين وكذلك للتنبؤ بالزيادة أو االنخفاض
املتوقع في املبيعات من خالل اعتبارات الكمية والجودة والوقت والتكلفة .
97
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
ويحدث ذلك عندما يصعب تقييم كل النتائج الفعلية فيستخدم نظام العينات للتغلب على هذه
ً
املشكلة فالرقابة على جودة األغذية مثال تتم عن طريق فحص عينات من اإلنتاج وهكذا الشأن في فحص
عينات من األدوية للحكم على جودة اإلنتاج من هذا الصنف .
ح .طرق الحصول على معلومات عن النتائج الفعلية (ways of obtaining information’s on
)actual results
يحتاج األمر في مرحلة التقييم إلي الحصول على معلومات وبيانات دقيقة من شأنها أن تعكس النتائج
الفعلية ،و أهم هذه الطرق :
املالحظة الشخصية والحوار واالجتماعات والتقارير الرقابية ويأتي إلى جانب ذلك من حيث األهمية
عامل السرعة في وصول التقارير الرقابية إلي املسئول عن اتخاذ القرارات التصحيحية .
يتمثل الهدف األساس لعملية الرقابة بتصحيح األخطاء واالنحرافات فمجرد الكشف عن األخطاء
ً
واالنحرافات ال يعني شيئا للمؤسسة وال يفيدها إال إذا اقترن بخطوات تصحيحية تعيد العمل إلى مساره
ً ً
الصحيح وفقا ملا كان مخططا له والتصحيح يعني العمل على إزالة األسباب والعوامل التي نتج االنحراف
بتأثيرها .وتعتبر االنحرافات السلبية ومعالجتها املوجبة هي الخطوة األساسية للعملية الرقابية .أما بالنسبة
لالنحرافات فينبغي على املدير معالجتها بعد التعرف على أسبابها وفي بعض الحاالت قد تكون االنحرافات
املوجبة كبيرة ومتكررة وهذا يشير إلى أن املعيار الرقابي والذي سبق وصفه أقل مما كان يجب أن يكون عليه
وحينئذ يتم التصحيح بتعديل املعيار الرقابي ومن هنا يمكن القول أن تصحيح االنحراف أو تعديله
ٍ حاله
عادة ما يتخذ ثالث أشكال :
98
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
إن عملية الرقابة ال تعطي ثمارها من جراء املقاييس أو مقارنة اإلنتاج الفعلي باملقاييس املوضوعة بل من
جراء اتخاذ القرارات الضرورية لتصويب األعمال الفعلية وإغالق الفجوة بينها وبين املعايير املرغوبة وبالتالي
فإن اإلجراء التصحيحي قد يتم من جراء استخدام الوسائل التالية :
كلما ازداد تغير الظروف كلما انحرفت النتائج الفعلية عن مسارها الطبيعي وتباعدت األهداف التي تم
تحقيقها عن األهداف املطلوبة في األصل ،ولهذا يجب العمل ما أمكن علي تعديل ظروف العمل بما يتطابق
واالفتراضات التي بنيت عليها الخطة.
وهنا يمكن القول أن الخطط ليست قانون يحذر تعديلها فهي نتيجة االجتهادات الشخصية وتفسير
العوامل البيئية وافتراض استمراريتها في املستقبل فهي عرضة لألخطاء وعلى املسئول مراقبتها من الحين
لآلخر.
إن وضع الخطط الجيدة أو إدخال تعديالت عليها عند الحاجة أو التدريب أو التوجيه واإلرشاد ال تؤدي
إلى تحقيق األهداف املنشودة بل يجب أن تقوم اإلدارة باالهتمام والعناية بالعنصر اإلنساني وحفزه لبذل
أقص ى جهوده في تحقيق تلك األهداف .
يجب على املسئول أن يفرق بين األسباب والظواهر قبل اتخاذ أي إجراء تصحيحي من خالل معالجة
أسباب املرض الجذرية وليس العرضية .
99
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
.1الوقت املناسب لوصول املعلومات :أي هل جاءت املعلومات في حينها ألنها قد تصبح ال فائدة لها وال
يعول عليها إذا لم تصل في الوقت املناسب .
.2الثقة باملعلومات :وتعود الثقة suitable time reliabilityإلى صحة املعلومات وخلوها من األخطاء
امليكانيكية والكتابية .
.3صحة املعلومات :فقد تكون املعلومات موثوق بها ألنها تخلو من األخطاء إال أنها غير صحيحة فالصحة
validityتأتي من صدقها في الكشف واإلفصاح عن الش يء املراد بدقة وموضوعية ودافعية حيث إننا ال نقر
أن استخدام مجمل املبيعات كمؤشر لربحية املشروع .
.4إرسال املعلومات إلى الجهات املختصة :تسلم املعلومات إلى الجهات املختصة أو املعنية باألمر وصاحبة
السلطة واملسئولية والقادرة على اتخاذ القرار .
4محمد عبد الفتاح ياغي ،الرقابة في اإلدارة العامة ،كلية العلوم االدارية ،جامعة الملك سعود ،الطبعة األولي ،4621ص . 481-21
100
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
خالصة:
ب
الرقابة ة ةةة َمجموعة ة ةةة مة ة ةةن التطبيقة ة ةةات املسة ة ةةتخدمة مة ة ةةن أجة ة ة ِةل الوصة ة ةةول إلة ة ةةى الكفة ة ةةاءة اإلدارية ة ةةة ،وتعتبة ة ةةر
ً
ُج ة ةةزءا م ة ةةن نظ ة ةةام ال ة ةةتحكم ال ة ةةداخلي ف ة ةةي املؤسس ة ةةات ،وته ة ةةدف إل ة ةةى دع ة ةةم تنفي ة ةةذ كاف ة ةةة األعم ة ةةال ف ة ةةي األوق ة ةةات
ًُ ُ ُ
املناس ة ةةبة ،واملرتبط ة ةةة م ة ةةع السياس ة ةةات اإلداري ة ةةة ،وأيض ة ةةا تع ة ةةرف الرقاب ة ةةة اإلداري ة ةةة بأنه ة ةةا األفع ة ةةال أو الق ة ةةوة
ُ ُ
الت ة ةةي تحق ة ةةق الس ة ةةيطرة عل ة ةةى العم ة ةةل ،وه ة ةةي ِم ة ةةن الوس ة ةةائل القانوني ة ةةة املس ة ةةتخدمة ف ة ةةي التنظ ة ةةيم والتوجي ة ةةه
ُ
اإلداري ]٢[،ومة ة ةةن التعريفة ة ةةات األخة ة ةةرى للرقابة ة ةةة اإلدارية ة ةةة هة ة ةةي األفعة ة ةةال املرتبطة ة ةةة بالسة ة ةةيطرة علة ة ةةى األشة ة ةةياء
ُ ُ
أو األش ة ة ة ة ةةخاص ،م ة ة ة ة ةةن خ ة ة ة ة ةةالل ف ة ة ة ة ةةرض الس ة ة ة ة ةةلطة املناس ة ة ة ة ةةبة واملرتبط ة ة ة ة ةةة ف ة ة ة ة ةةي نج ة ة ة ة ةةاح الرقاب ة ة ة ة ةةة
101
املحاضرة الرابعة :الرقابة املالية
)1قدم تعاريف للمفاهيم التالية :الراقابة ،الرقابة املالية ،الرقابة االسترتيجية ،الرقابة
اإلدارية؟
)2ماهي خطوات العملية الرقابة؟
)3فيما تتمثل أدوات الرقابة؟
)4ما عالقة اإلدارة املالية بالرقابة املالية؟
)5ماهي مراحل تطبيق نظام الرقابة؟
102
قسم :علوم تسيري كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /جامعة حممد بوضياف -املسيلة
مقياس :االسرتاتيجية والتخطيط املايل مسار :سنة اثلثة ليسانس
املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة1 :سا و03د
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
[NOM DE
104
]L’AUTEUR
Dr: ghellab fateh
قسم :علوم تسيري كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /جامعة حممد بوضياف -املسيلة
مقياس :االسرتاتيجية والتخطيط املايل مسار :سنة اثلثة ليسانس
املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة1 :سا و03د
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
السؤال الرابع ( 5ن) :ماهي أهداف الرقابة املالية؟
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
[NOM DE
105
]L’AUTEUR
Dr: ghellab fateh
قسم :علوم تسيري كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /جامعة حممد بوضياف -املسيلة
مقياس :االسرتاتيجية والتخطيط املايل مسار :سنة اثلثة ليسانس
املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة1 :سا و03د
السؤال األول ( 5ن) :أصبحت اإلدارة املالية تعىن يف الوقت احلاضر بدراسة واختاذ العديد من القرارات املالية؛ قدم تعريف
شامل لإلدارة املالية؟ وماهي أهم القرارات اليت تتخذ على مستوى هذه األخرية؟
....................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
السؤال الثاين ( 5ن) :تتضمن عملية الصياغة االسرتاتيجية حتديد كال من :اهلدف ،الرسالة ،االسرتاتيجية وسياسات
املؤسسة ،وضح كل منها (مفاهيم) ؟
....................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
................................................................................................ ...........................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
[NOM DE
106
]L’AUTEUR
Dr: ghellab fateh
قسم :علوم تسيري كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /جامعة حممد بوضياف -املسيلة
مقياس :االسرتاتيجية والتخطيط املايل مسار :سنة اثلثة ليسانس
املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة1 :سا و03د
السؤال الثالث ( 5ن) :ماهي أهم العوامل املؤثرة على التخطيط املايل؟
....................................................................................................................
...........................................................................................................................
....................................................................................................................... ....
...........................................................................................................................
............................................................................................................. ..............
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
....................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
................................................................................................................... ........
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
[NOM DE
107
]L’AUTEUR
Dr: ghellab fateh
قسم :علوم تسيري كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /جامعة حممد بوضياف -املسيلة
مقياس :االسرتاتيجية والتخطيط املايل مسار :سنة اثلثة ليسانس
املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة1 :سا و03د
....................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
....................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
................................................................................................ ...........................
.......................................................................................... .................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
[NOM DE
108
]L’AUTEUR
Dr: ghellab fateh
قسم :علوم تسيري كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري /جامعة حممد بوضياف -املسيلة
مقياس :االسرتاتيجية والتخطيط املايل مسار :سنة اثلثة ليسانس
املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـدة1 :سا و03د
....................................................................................................................
...........................................................................................................................
..................................................................................................................... ......
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
....................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
................................................................................................ ...........................
.......................................................................................... .................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
...........................................................................................................................
[NOM DE
109
]L’AUTEUR
Dr: ghellab fateh
الخاتمة
يمكن القول ّ
بأن الوظيفة املالية تعتبر النواة الرئيسية في املؤسسة االقتصادية وذلك من خالل إدارة
ّ
شؤونه املالية بالشكل السليم الذي يمكن املنظمة من الوصول إلى الهدف املراد تحقيقه .حيث يعكس كل
من دورها وأهدافها األهمية التي وجدت من أجلها هذه الوظيفة .كما ّأن الوظيفة ترتبط بشكل مباشر
باإلدارة املالية وذلك من أجل جعل هذه الوظيفة تترجم إلى أفعال ،كما ّأن الوظيفة املالية تربط بكل من
الصحيح نحو تحقيق األهداف املسطرة، عملية التخطيط املالي والرقابة وذلك من أجل جعلها تأخذ املسار ّ
تشير القرارات املالية االستراتيجية في علم اإلدارة املالية إلى عملية تخطيط وتنظيم وتوجيه األنشطة
املالية والرقابة عليها على سبيل املثال عملية تخصيص واستغالل أموال املنظمة وبعبارة أخرى فهي تعني
تطبيق مبادئ اإلدارة العامة على املوارد املالية ألي تنظيم .
وتمثل نطاق وعناصر تلك القرارات في اآلتي :القرارات االستثمارية التي تتضمن االستثمار في األصول
ً
الثابتة ( أو ما يعرف بإعداد املوازنة الرأسمالية . ) Capital budgetingأيضا يعتبر االستثمار في األصول
املتداولة جزء من عملية اتخاذ القرارات االستثمارية والتي يطلق عادة عليها قرارات رأس املال العامل
. Working Capital Decisionsالقرارات املالية والتي تتعلق بعملية الحصول على التمويل والتي تعتمد على
القرار الخاص بتحديد نوع املصدر وفترة التمويل وتكلفة العوائد ذات الصلة.
ويتعين على اإلدارة املالية اتخاذ قرارات تتعلق بتوزيعات األرباح حيث يتم توزيع صافي األرباح بصفة
عامة أما بتوزيعها على املساهمين قد يتم احتجازها بناء على خطط املنشأة سواء بغرض التوسع في أعمالها
أو تنويعها .
111
قائمة املراجع
نبيل محمد مرس ي ،اإلدارة االستراتيجية :تكوين وتنفيذ استراتيجيات التنافس ،دار الجديدة للنشر ،اإلسكندرية ،مصر ،د ط،3002 ، )1
اسماعيل محمد السيد ،اإلدارة االستراتيجية :مفاهيم ومجاالت التطبيق ،املكتب العربي الحديث ،مصر ،د ط.1111 ، )3
عبد الرحمن حسن الشهري ,تطور العقائد واالستراتيجيات العسكرية ،,الرياض :مكتبة امللك فهد الوطنية..3002 ، )3
حممد أمحد عوض ،اإلدارة اإلسرتاتيجية األصول واألسس العلمية ،الدار اجلامعية ،مصر.0222 ، )4
)5مزوغ عادل ،البيئة التسويقية و أدوات التحليل اإلسرتاتيجي ،رسالة ماجستري ،كلية العلوم الٌتصادية و التسيري ،جامعة سعد دحلب البليدة،5005 ،
)6عبد العزيز صاحل بن حبتور ،اإلدارة اإلسرتاتيجية :إدارة جديدة يف عامل متغري ،دار امليسرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،عمان ،األردن ،الطبعة األوىل،
.5004
)7عبد السالم أبو قحف ،اإلدارة اإلسرتاتيجية و تطبيقاهتا ،دار املعرفة اجلامعية ،مصر ،الطبعة األوىل.5000 ،
)8كنجو كنجو ،إبراهيم وهيب فهد ,اإلدارة املالية ،عمان. 7997 ،
)9عبد املعطي أرشيد ،حسين خربوش ،أساسيات اإلدارة املالية ،عمان.7995 ،
)70عبد احلليم كراجة وآخرون ،اإلدارة والتحليل املايل ،أسس مفاهيم ـتطبيقات ،ط ،5دار اهلناء للنشر والتوزيع ،عمان.5006 ،
)77أمين شنطي وآخرون ،مقدمة يف اإلدارة و التحليل املايل ،ط،7دار البداية للنشر،عمان.5070،
)75عدانن اتب النعيمي،ساس ن كاسب ارخراشة ،أساسيات يف اإلدارة املالية ،ط،7دار امليسرة والتوزيع،عمان.5007 ،
)73ابلعيساوي حممد الطاهر ،الوجيز يف شرح األوراق التجارية ،ط،5دار هومة لطباعة والنشر.5008 ،
)74حممد صاحل احلناوي وهنال فريد مصطفى ،اإلدارة املالية التحليل املايل للمشروعات األعمال ،ط ،7دار النشر مكتب اجلامعي احلديث ،مصر.
)75مجال لعمارة ،رايس حدة ،مداخلة بعنوان:حتدايت السوق املايل اإلسالمي ،امللتىى الدويل،حول سياسات التمويل وأثرها على االقتصادسات
واملؤسسات ،بسكرة55 -57،نوفمرب.5006 ،
)76فيصل حممود الشواوره ،االستثمار يف بورصة األوراق املالية (األسس النظرية والعلمية) ،ط ،7دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان.5008 ،
)77منري ابراهيم هندي ،االدارة املالية مدخل حتليل معاصر ،مرجع سبق دكره .5003 ،
)78حممد صاحل احلناوي واخرون ،أساسيات اإلدارة املالية ،ط ،7الدار اجلامعية لنشرو التوزيع ،االسكندرية.5007،
)79عباس علي ،الرقابة االدارية يف منظمات األعمال ،اثراء للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،عمان ،األردن.5008 ،
)50االصباح عبد الرمحن ،مبادئ الرقابة اإلدارية ،دار الزهران للنشر والتوزيع-عمان. 7997 ،
)57اجلمهورية اجلزائرية الدميىراطية الشعبية ،اجلريدة الرمسية ،العدد ،74بتاريخ 25نوفمرب ،5007الىانون11 - 07املتعلق ابلنظام احملاسيب املايل ،املادة
.،03
)55الشنواين صالح ،التنظيم اإلداري يف قطاع األعمال ،دار املعارف ،مصر. 7966 ،
)53املغريب كامل ،زويلف مهديي ،وآخرون ،أساسيات يف اإلدارة ،دار الفكر يف النشر والتوزيع.7994 ،
)54حممد عبد الفتاح ساغي ،الرقابة يف اإلدارة العامة ،كلية العلوم االدارية ،جامعة امللك سعود ،الطبعة األويل .7987