You are on page 1of 18

‫الرياضي‪...................................

‬‬
‫سنوية)– اجمللد – (‪ – )11‬العدد – (‪2012 – )95‬‬ ‫فلسفة الرتويحجملة الرافدين للعلوم الرياضية (نصف‬

‫فلسفة الرتويح الرياضي املعاصر من منظور الشريعة االسالمية‬


‫م‪.‬د‪ .‬هديل داهي عبداهلل *‬
‫* فرع العلوم الرياضية‪/‬كلية الرتبية الرياضية‪/‬جامعة املوصل‪/‬العراق ‪hadeel_dahi@yahoo.com‬‬

‫(االستالم ‪ 23‬تشرين االول ‪ ......... 2011‬القبول ‪ 10‬كانون الثاني ‪) 2012‬‬

‫امللخص‬

‫تظير أىمية البحث في التعرؼ الى ضوابط الشريعة اإلسبلمية وحكميا مف ممارسة الترويح الرياضي المعاصر‬
‫لئلنساف المسمـ البالغ وتكمف مشكمة البحث في طرح التساؤليف اآلتييف ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ما ىو موقؼ الشريعة اإلسبلمية مف الترويح الرياضي المعاصر في ضمف حدود الكتاب والسنة النبوية ؟‬
‫ٕ‪ -‬وما ىي فمسفة ضوابط الشريعة اإلسبلمية لممارسة الترويح الرياضي المعاصر ؟‬
‫وىدؼ البحث التعرؼ إلى فمسفة الترويح الرياضي المعاصر مف منظور الشريعة اإلسبلمية بمفيومو العاـ‪.‬وافترضت‬
‫الباحثة في أف الشريعة اإلسبلمية تنظر لممارسة الترويح الرياضي المعاصر نظرة ايجابية في ضوء الضوابط التي تحكـ‬
‫الترويح الرياضي ‪.‬‬
‫وتـ استخداـ المنيج الوصفي بأسموب البحث المكتبي ‪،‬ولجمع المعمومات تـ استخداـ أسموب تحميؿ المحتوى‬
‫لممصادر العممية والنصوص الشرعية ‪ ،‬وما يستخرج منيا مف إحكاـ وتوجييات تربوية ‪ ،‬وضوابط تحكـ الفرد لبلستمتاع‬
‫باألنشطة الترويحية المختمفة‪.‬ومف عرض النتائج ومناقشتيا تـ التوصؿ إلى االستنتاجات اآلتية‪:‬‬
‫الحكـ العاـ ل مرياضة في اإلسبلـ ىو الجواز ألف األصؿ في األشياء اإلباحة ‪ ،‬وال يحرـ شيء إال بدليؿ قطعي‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫وثابت‪ ،‬إذاً الترويح الرياضي مشروع باإلسبلـ‪ٕ.‬‬
‫الترويح الرياضي المعاصر لو مقاصده الشرعية‪ ،‬وضوابطو التي يجب أف تتحقؽ فيو ليبقى عمى جوازه‪ -ٖ.‬ضرورة‬ ‫ٕ‪-‬‬
‫أال تميي ممارسة الترويح الرياضي عف واجب شرعي مثؿ الصبلة والصياـ والحج وغيره مف المناسؾ‪.‬‬
‫وفي ضوء االستنتاجات أوصت الباحثة بما يأتي ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬أف تسعى الجامعات وسيما اإلسبلمية فضآل عف جميع الدعاة إلقامة المقاءات المختمفة كالندوات والمحاضرات‬
‫والممارسات العممية لبعض أنشطة الترويح كاألمسيات الشعرية وغير ذلؾ‪ ،‬إلبراز سماحة اإلسبلـ في ىذا األمر‪ ،‬وترسيخ‬
‫مفيوـ الترويح بالرؤية الشرعية لو في نفوس الناس‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬السعي الجاد في إيجاد أنواع ووسائؿ لممارسة الترويح الرياضي ضمف حدود ومنظور الشريعة اإلسبلمية ‪.‬‬
‫*الكلمات المفتاحية ‪ :‬فلسفة الترويح ‪ -‬منظىر الشريعة‬
‫‪Contemporary philosophy of recreation sports from the perspective of‬‬
‫‪Islamic law‬‬
‫‪Lecturer.Dr.Hadeel.D.Abdullah‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The importance of the research is appeared to know Islamic law inspects and its judge in‬‬
‫‪practicing recreational sports for adult Muslim. The problem with research asks the‬‬
‫‪following questions: 1 - What is the position of Islamic law in contemporary sports‬‬
‫‪recreation within the boundaries of the holy Quraan and prophet? 2 - What is the‬‬
‫‪philosophy of Islamic law practicing contemporary sports entertainment? The aim of the‬‬
‫‪research to identify the contemporary philosophy of recreation sports from the‬‬
‫‪952‬‬
...................................‫فلسفة الرتويح الرياضي‬
perspective of Islamic law in its conception of the year. And I assumed that the researcher
in Islamic law to consider the practice of contemporary recreation sports a positive
outlook in light of the regulations governing recreational sports.
Descriptive approach was used in a manner desk research, and information gathering
method is used content analysis of the sources of scientific and religious texts, and
extracted them from tightening and educational guidance, and regulations governing the
individual to enjoy the various recreational activities . And viewing the results and
discussion reached the following conclusions: The general provision of sport in Islam is
permissible because the origin of things permitted, and shall not be refused anything but
evidence is unequivocal and consistent, if recreation Sports project Islam. 2 - recreation
sports the contemporary purposes of legitimacy, and controls that must be met where to
stay on the permissible 0.3 - should not distract the practice of sports for recreation and
religious duty such as praying, fasting, pilgrimage and other rituals.
In light of the findings the researcher recommended the following:
1. Seek private universities, as well as all the Islamic propagandists to set up various
meetings such as symposia, lectures and practicing some recreation al activities as poetical
soiree etc., to highlight the tolerance of Islam in this matter, and consolidate the concept of
legitimate recreation vision in persons themselves.
2. Strive to find the types and means to exercise recreation and sport within the
*Keywords: Contemporary philosophy - perspective of law.

: ‫ التعريف بالبحث‬-ٔ
: ‫ المقدمة واهمية البحث‬1-1
‫ ( وقد تـ استخداميا في بادئ‬Recreation) ‫إف مصطمح الترويح مترجـ مف أصؿ التيني وىو كممة‬
‫األمر لتعريؼ النشاط اإلنساني "الذي يتـ اختياره عف دافع شخصي و الذي يؤدي إلى تنشيط الفرد ليكوف قاد ار عمى‬
‫ ( تعني إعادة‬Re) ‫ إذ إف المقطع األوؿ‬، )ٕٕٖ، ٜٕٔٛ،‫ممارسة عممو وكممة الترويح تعني إعادة الخمؽ"(القوصي‬
‫ ( يعني الخمؽ ويفيـ أيضا مف مصطمح الترويح أنو التجديد أو االنتعاش‬Creation( ‫بينما المقطع الثاني مف الكمـ‬
‫ولما كاف لكؿ فرد منا فمسفتو الخاصة ضمف حدود اهلل (عز وجؿ) التي تتمحور في‬. ‫كحصيمة لممارسة أنشطتو‬
‫التي تحدد لو أنماط حياتو التي يريدىا وتوجيو‬، ‫مجموعة مف المبادئ واألفكار االقتصادية والسياسية والترويحية‬
‫ فالفمسفة الترويحية ضرورية لمفرد ألف الحاجة‬، ‫الدارة حياتو التي يطمؽ عمييا األساس الفمسفي أو الفمسفة الحياتية‬
‫ وعادة ما نضع الترويح في مكاف جانبي مف حياتنا و ال نعطيو‬،‫لمترويح عف النفس حاجة إنسانية و ليا أىميتيا‬
‫ فالترويح مظير مف مظاىر النشاط اإلنساني‬.‫ ال يدرؾ مدى أىمية الترويح بالنسبة لو ولممجتمع‬،‫أل ٌف الفرد‬، ‫أىمية‬
‫إني ألقوؿ‬: ‫ وعف أبي ىريرة رضي اهلل عنو قاؿ(قالوا يا رسوؿ اهلل إنؾ تداعبنا قاؿ‬. ‫الذي يتميز بالصحة و االتزاف‬
‫ح‬357/4 ) ‫ (رأوه الترمذي في سننو كتاب العيديف‬.‫أف التبسـ والدعابة والمزاح مف أخبلؽ الرسوؿ‬: ‫"ووجو الداللة‬.( ً‫حقا‬
‫"إلف الترويح وما فييا مف‬، ‫ ( فالنشاط الترويحي ييدؼ إلى السعادة التي ينشدىا كؿ فرد ميما اختمؼ‬1990)
«‫)وعف سيدنا عمي (رضي اهلل عنو) قاؿ‬ٛ، ‫ت‬.‫ب‬، ‫الفكاىة والسرور ام ار البد منو لبلنساف في ىذه الحياة"(البغدادي‬
‫ وقد وجد الفرد‬.)ٖٖٜ، ‫ ٗٔٗٔىػ‬،‫فانو تمؿ كـ تمؿ االبداف» (السمعاني‬، ‫روحوا القموب وابتغوا ليا طرؼ الحكمة‬
‫ فميما اختمؼ‬،‫مر الزماف طرئقاً لمتعبير عف نفسو في انواع الترويح والنشاط الترويحي الرياضي الذي يمارسو‬ّ ‫عمى‬
‫ وىناؾ نزعة طبيعة لئلنساف في‬.‫الزماف و المكاف فاف طبيعة االفرد البشرية و مستمزماتو تبقى واحدة ال يميزىا شيء‬

962
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫ممارسة أالنشطة التي يعبر في يا عف نفسو و أفكاره‪ ،‬و اتجاىاتو وآرائو مف خبلؿ ما نسميو بالترويح واألنشطة‬
‫الترويحية الرياضية ‪ .‬و يشير كبل مف( كماؿ درويش وأميف الخولي ‪" ) ٜٜٔٓ،‬عمى أف الترويح الرياضي يعد أحد‬
‫مياديف التربية البدنية الميمة و التي يجب أال نتجاىميا‪ ،‬و كذلؾ فإف الترويح يرتبط ارتباطا وثيقاً بالفمسفة ‪ ،‬و يتضح‬
‫ذلؾ مف خبلؿ الدور الذي تمعبو الفمسفة في الترويح و ىو تحديد معالـ الترويح كمينة وظاىرة اجتماعية وترويحية‬
‫انسانية"(درويشوالخولي‪)ٜٜٔٓ،ٖٓ،‬‬
‫إف عبادة اهلل (عز وجؿ) تيدؼ لتيذيب اإلنساف واالرتقاء بو‪ ،‬وليس لحرمانو‪ ،‬كما جعؿ لمحياة معنى تتمحور‬
‫متيقنا‪ ،‬وأمبلً يسعى إليو ويسعد بو‪ ،‬ويشكؿ لو ستارة تقيو مف السقوط في مصائب الدنيا‪ ،‬فقد‬
‫ً‬ ‫حولو‪ ،‬ولئلنساف ىدفًا‬
‫تكوف فمسفة الترويح التي تأتي ثمرة ألوقات الفراغ أو ترتبط بيا تشير إلى أىمية الوقت وقيمتو في حياة المسمـ‪،‬‬
‫وكيؼ أف اإلسبلـ أنقذه مف العبث والضياع ‪ ،‬كما قاؿ النبي )صمى اهلل عميو وسمـ) في الحديث الذي رواه اإلماـ‬
‫البخاري في صحيحو عف ابف عباس ( رضي اهلل عنيما) قاؿ‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ)‪( :‬نعمتاف‬
‫مغبوف فييما كثير مف الناس الصحة والفراغ) (رواه البخاري في صحيحو‪،ٕٚ٘/ٔٔ،‬رقـ ‪ٕٙٗٔ،ٔٗٔٛ‬ىػ ‪-‬‬
‫‪ٜٜٔٚ‬ـ )‪ .‬فجػػاء اإلسػػبلـ ليقرر أف اإلنساف المسمـ‪ ،‬ىو الذي يغتنـ ويوظؼ الزمف‪ ،‬ويممكو‪ .‬لذلؾ نقوؿ إف مف أىـ‬
‫جوانب الحياة التي يتجمى فييا األمر بجبلء‪ ،‬قضية فمسفة الشريعة االسبلمية في مفيوـ الترويح الرياضي ‪ ،‬التي‬
‫أصبحت إحدى القضايا الميمة في مجتمعنا المعاصر‪ ،‬ومما شجع عمى تناوؿ ىذا البحث الميـ قمة الدراسات في‬
‫ىذا الموضوع مف وجية الشريعة االسبلمية ؛ إذ تحولت الكثير مف المؤسسات الترويحية في عصرنا مف مؤسسات‬
‫رياضية وترويحية إلى مؤسسات ليو بعيدة عف قيـ النشاطات الترويحية االنسانية والرياضية‪ ،‬ومف ىنا برزت اىمية‬
‫البحث في غرس المفاىيـ الوسطية واالعتداؿ‪ ،‬والتأكيد عمى االرتباط الوثيؽ بقيـ األمة وثوابتيا بعيداً عف التشدد‬
‫واإلفراط ‪ ،‬مما يحتـ عمى أىؿ العمـ والفكر القياـ بواجبيـ في التصحيح والمناصحة والبناء‪ ،‬والتعرؼ إلى ضوابط‬
‫الشريعة اإلسبلمية وحكميا مف ممارسة الترويح الرياضي المعاصر لئلنساف المسمـ البالغ ‪" .‬الف األنشطة الترويحية‬
‫التي يمارسيا أفراد المجتمع ظاىرة اجتماعية ‪ ،‬تتأثر كغيرىا مف الظواىر االجتماعية األخر بقيـ المجتمع ‪،‬وثقافتو ‪،‬‬
‫وأفكاره ‪ ،‬وعاد اتو ‪ ،‬وتقاليده ‪ ،‬وغالبا ما تكوف األنشطة الترويحية السائدة في المجتمع نابعة منيا أو متأثرة‬
‫بيا"‪(.‬مصطفى‪(ٕٙ ، ٜٜٔٓ ،‬‬
‫‪ 2-1‬مشكمة البحث‪:‬‬
‫خالط الترويح الرياضي المعاصر كثير مف الممنوعات التي تتعارض مع منظور الشريعة اإلسبلمية‬
‫‪،‬ولكوف الترويح الرياضي بأنواعو المختمفة يحتؿ مكاف الصدارة في برامج الترويح العامة ‪ ،‬وفي خضـ التداخؿ‬
‫الثقافي المعاصر اختمط األمر عند المسمـ في مفيومو وفمسفتو لممارسة الترويح الرياضي‪ ،‬والشؾ أف لمجميع الحؽ‬
‫في ممارسة أنواع الترويح بالطرائؽ المشروعة كافة في مجتمعنا اإلسبلمي وذلؾ عمى وفؽ إمكانياتيـ وظروفيـ‪ ،‬إذ‬
‫تسيـ األنشطة الترويحية في بناء الشخصية والسموؾ حتى أصبحت الحضارة لمببلد تقاس بكيفية استثمار وقتيا‪.‬‬
‫فكيفية ممارسة الترويح الرياضي المعاصر‪ ،‬أو الترفييي بالمصطمح الثقافي لمحضارة المعاصرة‪ ،‬دوف أف يتعارض‬
‫مع النظرة االسبلمية ‪ ،‬والذي يصؿ الينا عف طريؽ وسائؿ االتصاؿ الحديثة‪ ،‬واالحتراؼ‪ ،‬والعولمة ‪،‬فضآل عف‬
‫االنفتاح عمى العالـ الخارجي بيف كؿ الشعوب مما يؤثر عمى فمسفة المفيوـ االسبلمي لمنشاط الترويحي عامة‬
‫والرياضي خاصة‪ .‬لذلؾ ال بد أف يحكـ الترويح فمسفة خاصة ضمف ضوابط الديف االسبلمي المشروعة وسنة‬
‫الرسوؿ الكريـ محمد (عميو الصبلة والسبلـ) ‪ .‬وىذا ما اقره سمؼ االمة بعد رسوؿ اهلل (عميو السبلـ والصبلة) في‬

‫‪962‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫مبدأ الترويح فيذا ابو الدرداء (رضي اهلل عنو) يقوؿ"اني الستجـ ببعض الباطؿ ليكوف لي انشط في الحؽ"‬
‫أيضا أف لكؿ عصر وسائمو التي تتعامؿ مع ظروفو وتطوراتو‬
‫(اليندي‪،‬كنزالعماؿ‪،‬جٖ‪)ٖ،ٜٙٙ،‬وال بد مف االعتراؼ ً‬
‫ومشكبلتو‪ ،‬وال يمكف أف تتعامؿ مع كؿ العصور والمتغيرات بالوسائؿ نفسيا ‪ .‬مف ىنا ظير مشكمة البحث في كثرة‬
‫المخالفات الشرعية مف خبلؿ السماع‪ ،‬أو المشاىدة‪ ،‬أو الممارسة لكثير مف وسائؿ الترويح المعاصرة‪ .‬وخطورة‬
‫السير في ممارسة الترويح بمفيوـ الحضارة المعاصرة الوافدة مف دوؿ العالـ‪ ،‬والتي تؤدي إلى سقوط الفرد وانسبلخو‬
‫مف قيمو‪ ،‬وأخبلقو‪ ،‬ومبادئو والغزو الفكري والثقافي لمختمؼ الببلد اإلسبلمية‪ ،‬وسعة انتشار ذلؾ‪ ،‬وال سيما في ظؿ‬
‫التطور التكنولوجي‪ ،‬والتقني في مخاطبة الناس‪ ،‬وايصاؿ الفكرة‪ .‬مما يؤدي بنا إلى طرح التساؤليف األتييف ‪ :‬ما ىو‬
‫موقؼ الشريعة اإلسبلمية مف الترويح الرياضي المعاصر ضمف حدود الكتاب والسنة النبوية ؟وما ىي فمسفة ضوابط‬
‫الشريعة اإلسبلمية لممارسة الترويح الرياضي المعاصر؟‪1‬‬
‫‪ 3-1‬هدف البحث‪:‬‬
‫ٔ‪ ٔ-ٖ-‬فمسفة الترويح الرياضي المعاصر مف منظور الشريعة اإلسبلمية لممسمـ البالغ ‪.‬‬
‫‪ 4-1‬فرضية البحث‪:‬‬
‫ٔ‪ ٔ-ٗ-‬تنظر الشريعة االسبلمية لممارسة الترويح الرياضي المعاصر نظرة ايجابية في ضوء الضوابط التي تحكـ‬
‫الترويح الرياضي ‪.‬‬
‫‪ 5-1‬مجاالت البحث‪:‬‬
‫‪ 1-5-1‬المجال الزماني‪ٕٓٔٔ/ٙ/ٕٓ:‬ـ ولغاية ٔ‪ ٕٓٔٔ/ٕٔ/‬ـ‪.‬‬
‫‪ 2-5-1‬المجال المكاني‪:‬كمية التربية الرياضية‪/‬جامعة الموصؿ ‪.‬‬
‫‪ 6-1‬تحديد المصطمحات‪:‬‬
‫ٔ‪ 1-6-‬فمسفة ‪ :‬يعرؼ محمد منير مرسي ( ٕ‪ ٜٔٛ‬ـ ) أف الفمسفة تسعى إلى فيـ طبيعة األشياء ودراسة طرائؽ‬
‫التفكير واألدوات التي يستخدميا في المعرفة ‪ ،‬والسعي لدراسة مشكمة السموؾ اإلنساني ومعالجة القيـ ‪.‬‬
‫(مرسي‪)ٜٕٔٛ،ٗ٘،‬‬
‫‪ 2-6-1‬تعريف الشريعة (الشرع) اصطالحاً‪:‬‬
‫عبارة عف األحكاـ والقوانيف التي سنت لممصمحة سواء أكانت لمفرد أـ المجتمع وسواء أكانت متعمقة باألفعاؿ أـ‬
‫بالعقائد أو تيذيب النفس‪ .‬وىي قد تكوف سماوية إذا كاف المشرع ليا ىو اهلل تعالى كالشريعة اإلسبلمية‪.‬وقد تكوف‬
‫مدنية إذا كاف المشرع ليا ىو اإلنساف كشريعة حمورابي‪(.‬بف عمي ‪ ٕٔٗٚ،‬ىػ ‪)ٖ،‬‬
‫ٔ‪3-6-‬الترويح الرياضية‪:‬ىو النشاط الرياضي الذي يتميز بالحركة و التعبير عف المنافسة أو اإلتقاف وىو يتميز‬
‫بتعدد فروعو ويناسب جميع الميوؿ والرغبات مثؿ جميع الرياضات باألدوات وبدوف أدوات والرياضات الفردية‬
‫والجماعية‪ (.‬أبو سمؾ‪)ٕٔ، ٕٓٓٓ ،‬‬
‫* الترويح الرياضي ‪:‬ىو ذلؾ النوع مف الترويح الذي تتضمف برامجو العديد مف المناشط البدنية والرياضية ‪ ،‬كما‬
‫أنو يعد أكثر أنواع الترويح تأثي ار عمى الجوانب البدنية والفسيولوجية لمفرد الممارس ألوجو مناشطو التي تشتمؿ عمى‬
‫األلعاب والرياضات‪(.‬عبد العاطي ‪)ٚ، ٕٓٓ٘ ،‬‬
‫‪ -2‬الدراسات النظرية والدراسات السابقة ‪:‬‬
‫‪ 1-2‬الدراسات النظرية ‪:‬‬

‫‪969‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫‪1-1-2‬مفهوم الفمسفة‪ :‬يحتاج اإلنساف إلى ما يقود تفكيره ويوجو أفعالو ابتداء مف مواجية ظروفو الحياتية اليومية‬
‫وانتياء إلى مواجية مصيره ‪ ،‬والفمسفة ىي تراث الفكر االنساني فيما يتصؿ بالتصدي لقضايا اإلنساف العقمية وما‬
‫يحيط بو مف الكوف وعبلقة اإلنساف بثوابت ومتغيرات الوجود في ىذا الكوف ‪ .‬وتمعب الفمسفة في طرح التساؤالت‬
‫التي ىي جوىر كؿ فكر وأساس كؿ قضية ‪ ،‬فنحف في أمس الحاجة إلى ما يوضح لنا الوجود مف خبلؿ نظرة شاممة‬
‫والى ما يربط أفكارنا وأفعالنا مف اجؿ خير اإلنسانية ‪( .‬محمود ‪ )ٛٓ، ٕٖٓٓ ،‬والفمسفة تتعامؿ مع الحقائؽ مف‬
‫أجؿ التحميؿ وبناء النظريات والمبادىء التي تيتـ بطبيعة الواقع ‪ ،‬ألف الفمسفة ليست بنيات خاصة مف المعمومات‬
‫لكنيا بنية مف األ فكار المنتظمة المرتبة المتماسكة ‪ ،‬والفيمسوؼ ىو اإلنساف الذي يجتيد في فيـ ما حولو بطريقة‬
‫ذات معنى تتصؼ باالنتظاـ ويتفؽ ك ُؿ مف (عمي عبد العاطي‪ٜٜٔ٘ ،‬ـ) و(مسعد عمى محمود‪ ٕٖٓٓ،‬ـ) عمى أف‬
‫الفمسفة كممو مستمدة مف المغة البلتينيو و أصميا (‪ (Philo‬و تعني حب أو محبة (‪ )Sophia‬و مف ثـ فكممة‬
‫)‪ (Philosophic‬تعني حب المعرفة أو الحكمة أي تعني الرغبة في البحث مف اجؿ اكتشاؼ الحقائؽ ومناقشة ىذه‬
‫المعمومات وتقييميا ثـ جمع المعمومات التي تدور حوؿ اإلنساف والكوف بطريقو يسيؿ فيميا وتقييميا ‪ ،‬واالعتقاد‬
‫الفكري والسموؾ العممي عمى وفؽ ما تـ التوصؿ إليو مف حقائؽ ‪( .‬عبد العاطي ‪( )ٔ٘ ،ٕٓٓ٘،‬محمود ‪ٕٖٓٓ ،‬‬
‫‪ )ٛٔ،‬ويرى (توفيؽ الطويؿ‪ )ٜٔٙٚ،‬أف الفبلسفة والمفكريف قد اختمفوا وتناقضوا في ماذا تعني محبة الحكمة ؟ وما‬
‫زاؿ ىذا التناقض واالختبلؼ قائما منذ أف نشأ ىذا المصطمح إلى يومنا ىذا ‪ ،‬والبعض يرى أنيا عمـ دراسة السموؾ‬
‫اإلنساني في عبلقتو بالكوف مف حولو ‪ ،‬وثالث يرى أنيا مفيوـ جامع بما فيو مف جماد وحيواف ونبات ولكؿ فمسفة‬
‫ظيرت لمكوف واإلنساف والحياة ‪( .‬الطويؿ‪)ٙٙ ،ٜٔٙٚ،‬‬
‫‪ 2-1-2‬الفرق بين التشريع والشريعة‪:‬‬
‫إف التشريع‪ :‬ىو سف تمؾ األحكاـ والقوانيف واألنظمة‪.‬‬
‫يع ٍة ِم ْف األ َْم ِر))‪( .‬الشرع) قاؿ تعالى‪:‬‬
‫والشريعة‪ :‬ىي القوانيف نفسيا واألنظمة واألحكاـ‪ .‬بقولو تعالى‪َ (( :‬عمَى َش ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ع‬
‫اجا))‪ ،‬وتترادؼ كممة ( َش ْرع) و(شرعة) و(شريعة) والشارع أسـ فاعؿ مف الفعؿ َش َر َ‬ ‫(( ل ُك ٍّؿ َج َعْمَنا مْن ُك ْـ ش ْرَعةً َو ِمْنيَ ً‬
‫سف األحكاـ لتنظيـ حياة الناس‪ ( .‬ابف فارس‪)233/2 ، 1998 ،‬‬ ‫وضع أو َّ‬
‫َ‬ ‫ع بمعنى جعؿ أو أنشأ أو‬ ‫َي ْش َر ُ‬
‫الفرق بين الشريعة اإلسالمية والدين والفقه‪:‬‬
‫الشريعة في المغة‪ :‬تطمؽ عمى الطريقة المستقيمة‪ .‬وعند الفقياء (األحكاـ التي شرعيا اهلل لعباده عمى لساف‬ ‫ٔ‪-‬‬
‫رسوؿ مف الرسؿ)‪ .‬وسميت األحكاـ شريعة الستقامتيا وعدـ انحرافيا‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬اإلسبلمية نسبة إلى اإلسبلـ‪ ،‬واإلسبلـ لغة مصدر أسمـ وىو يستعمؿ في االصطبلح الشرعي‪ ،‬بمعنى الخضوع‬
‫واالنقياد ألمر اهلل والتسميـ لقضائو وأحكامو والرضى بو (النجار‪ )ٖ ،ٕٓٓٚ،‬دعا اهلل إلى أمة مسممة‪ ،‬واف األنبياء‬
‫اف َحنِيفًا ُم ْسمِ ًما]‪ ،‬واإلسبلـ والديف والشريعة قد‬ ‫ِ‬ ‫وديِّا والَ َن ِ‬
‫ص َرانيِّا َولَك ْف َك َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫اىيـ َييُ ِ‬ ‫السابقيف كانوا مسمميف [ما َك ِ ِ‬
‫اف إْب َر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫بل َـ ِد ًينا)) )سورة‬ ‫يت َل ُك ْـ ِ‬
‫اإل ْس َ‬ ‫ض ُ‬
‫ت عَمْي ُكـ نِعمتِي ور ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫ت لَ ُك ْـ د َين ُك ْـ َوأَتْ َم ْم ُ َ ْ ْ َ‬‫تكوف مترادفة مثؿ قولو‪(( :‬اْلَي ْوَـ أَ ْك َمْم ُ‬
‫األنعاـ‪،‬أية ‪.(ٖٛ‬‬
‫‪ 3-1-2‬مفهوم فمسفة الترويح‪ :‬الترويح أكثر مف نشاط ‪ ،‬فالنشاط وسيمة وليس غاية في ذاتو ‪ ،‬أما الغاية فيي‬
‫ذلؾ التغير في الحالة االنفعالية واإلحساس بالغبطة والسعادة التي تعمؿ عمى شحف البطارية اإلنسانية" البشرية"‪.‬‬
‫(مقاييس المغة‪ ،‬البف فارس‪ ).ٗ٘ٗ/ٕ :‬ويوجد العديد مف النظريات والتفسيرات لكممة الترويح تفوؽ اصطبلح المعب‬
‫في نظرياتو وتفسيراتو وىناؾ مف يفسر المعب والترويح تفسي ار واحدا ويفسر الترويح عمى أنو رد فعؿ عاطفي أو‬

‫‪962‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫حالة نفسية وشعور يحسو الفرد قبؿ وأثناء وبعد ممارستو لنشاط ما سمبيا أو إيجابيا ويتـ في أثناء وقت الفراغ ‪" ،‬و‬
‫يكوف الفرد متبوعا برغبة شخصيو أي حرية االختيار وغرضو في ذاتو فالترويح أكثر مف نشاط ‪ ،‬فالنشاط وسيمة‬
‫وليس غاية في ذاتو ‪ ،‬أما الغاية فيي ذلؾ التغير في الحالة االنفعالية واإلحساس بالغبطة والسعادة التي تعمؿ عمى‬
‫شحف البطارية اإلنسانية البشرية فالترويح يعد جزءا بالغ األىمية مف التربية فمف خبلؿ اشتراؾ األفراد في برامجو‬
‫يكتسبوف الميارات الحركية البلزمة لقضاء أوقات فراغيـ بطريقو مثمره كما يساعد عمى التنمية البدنية و النفسية و‬
‫العقمية و االجتماعية ‪ .‬والفرد حيف يمارس النشاط الترويحي بطريقة موجيو مبنية عمى األسس العممية والتربوية فاف‬
‫عممية التربية تتـ في نفس الوقت ‪.‬وليست عممية التربية فقط ىي الناتج النيائي لمممارسة الترويحية ‪ ،‬بؿ أنو مف‬
‫خبلؿ شغؿ وقت الفراغ بنشاط بناء وىادؼ تتكوف الشخصية االنسانية‪،‬البناءه الطموحة‪،‬والمبدعة(المصدر السابؽ‬
‫‪)ٗ٘٘،‬‬
‫‪ 4-1-2‬مقاصد الترويح في االسالم‪:‬‬
‫خمؽ اهلل عز وجؿ اإلنساف لغاية وىدؼ محدد ال يصح لو أف يحيد عنو أو يتجاوزه‪ ،‬أال وىو عبادتو سبحانو في‬
‫لجف و ْا ِإلنس ِإ َّال ِليعبد ِ‬
‫وف))( ) سورة‬ ‫قت ْا ِ‬
‫كؿ حركات اإلنساف وسكناتو فقد قاؿ عز وجؿ‪ (( :‬و ما َخ ََْل ُ‬
‫الذاريات ‪:‬أية ‪ ، ) 56‬أي إنما خمقتيـ؛ آلمرىـ بعبادتي ال الحتياجي ليـ؛ وليقروا بعبادتي طوعا أو إكراىا(تفسير ‪:‬‬
‫ابف كثير‪ ،) 239/4،‬واف جاءت الشريعة اإلسبلمية جاءت بمقاصد عظيمة البد مف تحقيقيا فبلبد لممسمـ أف يحرص‬
‫عمى تيديؼ سموكو بأف يجعؿ لكؿ عمؿ يقوـ بو ىدفاً واضحاً أو مقصداً يتفؽ مع اليدؼ الكمي والمقاصد العامة‬
‫لئلسبلـ ولذلؾ فإف لمترويح عامة والرياضي خاصة مقاصد وأىدافاً يمكف إجماليا فيما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬تجديد النشاط وتقوية اإلرادة‪.‬‬
‫إف لمترويح أثر يمحظ عمى النفس بتجديد نشاطيا ولذلؾ يجد المتأمؿ في التشريع اإلسبلمي أمثمة كثيرة مثؿ‬
‫تشريع عيد الفطر بعد وقت الجد والعبادة بالصياـ والقياـ وغيرىا مف النوافؿ‪.‬وعيد األضحى بعد يوـ‪ :‬عبادة ودعاء‬
‫وتضرع وصياـ لغير الحاج‪ ،‬والعيد ىو البيجة والسعادة التي تجدد لمقمب حيويتو وحياتو‪.‬‬
‫‪ - 2‬إظهار سماحة اإلسالم‪.‬‬
‫إف الشريعة اإلسبلمية مبناىا عمى مبدأ التيسير ورفع الحرج والسماحة والتشديد يصمح عبلجا في ظروؼ‬
‫خاصة لجماعة معينة‪ ،‬ولمرحمة مؤقتة‪ ،‬ولكف الشريعة العامة لكؿ الناس ولكؿ األجياؿ(مدخؿ لدراسة الشريعة‬
‫اإلسبلمية ‪:‬القرضاوي‪ ،‬ص‪ ) 125‬وقاؿ اهلل تعالى‪(( :‬يأُييا آلَذيف ءامنوا اتقوا اهلل وقولوا قوالً سديداً ُيصمح ل ُكـ أعممكـ‬
‫ز عظيِماً)) (سورة األحزاب‪،‬ايةٓ‪. )ٚٔ-ٚ‬‬ ‫ويغفر ل ُكـ ُذُنوبكـ َو َمف يطع اهللَ َورسولو فَ َقد فَاَز فَو اً‬
‫والترويح فيو إعبلـ لآلخريف بسماحة الديف وواقعتيو وىو أمر مطموب لما ثبت عف عائشة بنت أبي بكر( رضي‬
‫اهلل عنيما)‪" :‬دخؿ عمييا ابي بكر (رضي اهلل عنو) في أياـ التشريؽ وعندىا جاريتاف تغنياف وتضرباف بالدؼ فسبيما‬
‫وخرؽ دمييما فقاؿ رسوؿ اهلل دعيما فإنيا أياـ عيد"‪ (.‬رواه ابف حباف في صحيحو‪ 1178 / 131)،‬ج‪)5869‬وقد فيـ‬
‫السمؼ ومف اتبعيـ ىذه المقاصد فقاؿ أحد السمؼ ألصحابو ليبيف ليـ ىذه السماحة"كاف أصحاب رسوؿ اهلل‬
‫يتبادحوف بالبطيخ واذا كانت الحقائؽ كانوا ىـ الرجاؿ"( السمسمة الصحيحة ‪،‬االلباني(٘ٔ‪ ٜٚٚ/‬ج ٖ٘ٗ)‪.‬‬
‫‪ -3‬التهيئة النفسية وازالة التوتر أو (التكيف النفسي السميم) *‪.‬‬

‫*اهداف الترويح من منظور إسالمي‪:‬عبد العزيز الدغييثر‪ ،‬نقال عن ‪http/www. Isiamsc lct‬‬

‫‪962‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫اإلنساف مجبوؿ عمى التقمب مف حاؿ إلى حاؿ ويشعر تحت الضغط بالتوتر والعصبية‪ ،‬ولذلؾ شرع اإلسبلـ‬
‫لئلنساف في حاؿ توتره وخوفو بعض الوسائؿ الترفييية‪ ،‬ومثاؿ ذلؾ‪ :‬ليمة الزفاؼ حيف يصيب كؿ طرؼ بوجس وقمؽ‬
‫مف الموقؼ‪ ،‬فشرع الضرب بالدؼ وذكر األناشيد التي تؤدي الغرض‪.‬كما ورد في حديث الربيع بنت معوذ بف عفراء‬
‫"جاء النبي فدخؿ خيمة بني عمي فجعمت جويريات يضربف بالدؼ ويندبف مف قتؿ مف آبائيف يوـ بدر‪ ،‬ثـ قالت‬
‫إحداىف‪ :‬وفينا نبي يعمـ ما في غد فقاؿ‪ :‬دعي ىذه‪ ،‬وقولي بالذي كنت تقوليف"( رواه البخاري في صحيحو‬
‫(ٖ‪ )ٜٔٙٚ/‬ح ٓٓ‪.)ٗٛ‬وكما ورد ضرب الدفوؼ في وقت الحرب‪،‬وايضاً ورد في السنة النشيد وقت العمؿ‬
‫الشاؽ(رواه مسمـ في صحيحو (ٔ‪ ٖٔٗٔ/‬ح ٘ٓ‪ .)ٔٛ‬وكذلؾ ماورد في الحديث قوؿ النبي‪( -‬صمى اهلل عميو‬
‫وسمـ)‪" :‬إف األنصار قوـ غزؿ فمو بعثتـ معيا مف يقوؿ‪ ":‬أتيناكـ أتيناكـ فحيانا وحياكـ"(رواه ابف ماجة في‬
‫سننو(ٔ‪ ٕٙٔ/‬ح‪)ٜٔٓٙ‬‬
‫‪ - 4‬تنمية الروح االبتكارية والتحميمية‪:‬‬
‫الترويح يؤدي إلى توسيع أسموب التعميـ وتجديد النشاط وتنمية حواس التذوؽ السمعي أو البصري أو الفني‬
‫أو األدبي‪ ،‬ويمكف اإلشارة إلى ظيور طريقة التعميـ بالترفيو وىي مف الطرائؽ التعميمية الحديثة‪ ،‬وتعني‪ :‬بإيصاؿ‬
‫المعمومات العممية بطريقة محببة وبسيطة‪ ،‬فظيرت البرامج التعميمية المقرونة بألعاب تجريبية وترفييية متنوعة‪(.‬‬
‫العودة‪ٔٗٔٗ،‬ىػ‪")ٗٛ،‬وقد كاف مف العادات التي أقرىا الشرع استعماؿ الدمى لمصغيرات‪ ،‬فقد ورد عف أـ المؤمنيف‬
‫عائشة( رضي اهلل عنيا) أنو كاف ليا فرس لو جناحاف") ‪ (.‬رواه أبو داود في سننو(ٗ‪ ٕٖٛ/‬ح ٖ‪.)ٕٜٗ‬وكذلؾ‬
‫المسابقات الثقافية‪ ،‬لمعرفة األحدؽ لما جاء في حديث ابف عمر‪ :‬أف النبي( صمى اهلل عميو وسمـ) قاؿ‪" :‬إف مف‬
‫الشجر شجرة ال يسقط ورقيا‪ ،‬وانيا مثؿ المؤمف فخاض الناس إلى شجرة البوادي فوقع في نفسي أنيا النخمة"(رواه‬
‫مسمـ في صحيحو (ٔ‪ ٕٗٔٙ/‬ح ٓٔ‪.) ٕٛ‬‬
‫‪6-1-2‬أغراض الترويح الرياضي ‪:‬‬
‫األفراد‪.‬‬ ‫لجميع‬ ‫أساسي‬ ‫دافع‬ ‫يعد‬ ‫والنشاط‬ ‫لمحركة‬ ‫الدافع‬ ‫أف‬ ‫‪:‬حيث‬ ‫حركي‬ ‫غرض‬ ‫*‬
‫*غرض االتصال باألخرين ‪:‬تعد سمة محاولة االتصاؿ باألخريف مف خبلؿ استخداـ الكممة المكتوبة أو المنطوقة ىي‬
‫سمة يتميز بيا كؿ البشر وأف قص القصص ‪ ،‬المناقشات االجتماعية والمحادثات وقراءة الشعر والقصة القصيرة إلى‬
‫‪.‬‬ ‫واألفكار‬ ‫اآلراء‬ ‫وتبادؿ‬ ‫باآلخريف‬ ‫االتصاؿ‬ ‫في‬ ‫الرغبة‬ ‫تشبع‬ ‫االنشطة‬ ‫ىذه‬ ‫كؿ‬ ‫أخر‬
‫* غرض تعميمي ‪:‬عادة ما تدفع الرغبة في المعرفة إلى التعرؼ عمى كؿ ما ىو في دائرة الفرد وعادة ما يبحث الفرد‬
‫عف اىتمامات جديدة تميد لو معرفة ما يجيمو‬
‫* غرض ابتكاري فني‪ :‬تنعكس الرغبة في االبتكار واالبداع الفني عمى االحاسيس والعواطؼ واالنفعبلت وكذلؾ‬
‫تعتمد الرغبة البتكار الجماؿ تبعاً لما يتذوقو الفرد‬
‫* غرض اجتماعي ‪:‬إف الرغبة في أف يكوف الفرد مع األخريف مف أقوى الرغبات االنسانية فاالنساف اجتماعي بطبعو‬
‫وىناؾ جزء ليس بالقميؿ في الترويح المنظـ أو غير المنظـ يعتمد أساساً عمى تحقيؽ الحاجة إلى األنتماء‪.‬‬
‫‪6-1-2‬مميزات النشاط الترويحي الرياضي ‪ :‬لمنشاط الترويحي فعؿ السحر عمى االنساف ميما كاف عمره ‪ ،‬فخبراتو‬
‫ممتعة ‪ ،‬ومف الصعب حصر جميع الفوائد المستفادة مف ممارستو لكف يمكف القوؿ أنو يشكؿ االنساف ويعيد تكيفو‬
‫مع المجتمع ويساعده في قيامو بأدواره بنجاح فضبلعف المميزات الجسمية العديدة‬
‫المتعة بغرض المتعة وليس بغرض الوصوؿ إلي مستوى عاؿ أواتقاف في األداء‪.‬‬

‫‪965‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫‪ ‬عمؿ النشاط الترويحي الرياضي عمى تنمية وتناسؽ ومرونة عضبلت الجسـ والتوافؽ العضمي العصبي‪.‬‬
‫‪ ‬يعمؿ النشاط الترويحي الرياضي عمى رفع مستوى الحيوية والجمد ومقاومة التعب‪.‬‬
‫‪ ‬يعمؿ النشاط الترويحي الرياضي عمى التخمص مف الضغط العصبي ومف ثـ يعمؿ عمى اإلحساس الراحة‪.‬‬
‫‪ ‬يعمؿ النشاط الترويحي الرياضي عمى رفع كفاءة األجيزة المختمفة كالجياز الدوري التنفس‬
‫‪ ‬يعمؿ النشاط الترويحي الرياضي عمى التخمص مف الطاقة الزائدة‪.‬‬
‫‪ 2-2‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ 1-2-2‬دراسة محمد السيد الوكيل (‪ )1984‬الترويح في المجتمع االسالمي‪ :‬تناوؿ الباحث الحديث عف الترويح‬
‫مف الجوانب النفسية واالجتماعية واالقتصادية ‪،‬ثـ تحدث عف الترويح في العصر الجاىمي ‪ ،‬وانواعو السائدة في ذلؾ‬
‫الوقت ‪ ،‬ثـ توسع في الحديث عف الترويح في المجتمع االسبلمي ‪ ،‬ويذكر مف انواعو المباحة ‪ ،‬المنضبطة‬
‫بالضوابط الشرعية ‪ ،‬ثـ ختـ حديثو بذكر انواع الترويح الممنوع في الشريعة االسبلمية ‪،‬اذ اف دعـ وجية نظره‬
‫بالنصوص الشرعية‪ ،‬واقواؿ الفقياء المسمميف‪.‬‬
‫‪ 2-2-2‬دراسة خالد فهد العودة (‪ )1993‬حول الترويح التربوي من الوجهة االسالمية‪:‬تناوؿ الباحث مفيوـ‬
‫الترويح ‪ ،‬وموقؼ االسبلـ منو ‪ ،‬وعبلقتو بالتربية االسبلمية ‪ ،‬والضوابط العامة التي وضعتيا الشرعية لممارسة‬
‫الترويح‪ ،‬ثـ انتقؿ الباحث بالحديث عف انواع الترويح في العصر النبوي ‪ ،‬وطبيعة ممارستو ‪ ،‬ثـ تحدث عف واقع‬
‫الترويح في المجتمعات االسبلمية المعاصرة‪ ،‬وموقؼ االسبلـ منيا‪ ،‬ثـ ختـ دراستو بوضع تصور مقترح لمترويح‬
‫التربوي في المؤسسات االجتماعية ‪،‬كاالسرة ‪ ،‬والمدرسة‪ ،‬والنادي ‪ ،‬ووسائؿ االعبلـ ‪ ،‬مف جية طبيعتو ومف جية‬
‫اخرى مجاالتو واىدافو ‪ ،‬اذ عالج الباحث فقرات دراستو مف الوجية التربوية االسبلمية‪.‬‬
‫‪ 3-2-2‬دراسة عبدا هلل ناصر السد حان (‪ )2222‬حول الترويح في العصر النبوي ‪:‬تناوؿ الباحث اىمية الوقت‬
‫في التصور االسبلمي ‪ ،‬واورد االيات واالحاديث الدالة عف اىمية الوقت ‪ ،‬وتحدث عف مفيوـ الترويح وخصائصو ‪،‬‬
‫ثـ تحدث عف الترويح في االسبلـ ومبدا مشروعيتو ‪ ،‬وموافقتو لمطبيعة االنسانية وحاجاتيا الفطرية ‪ ،‬ثـ توسع‬
‫الباحث في الحديث عف ضوابط الترويح في المجتمع االسبلمي ‪ ،‬فشمؿ الحديث الضوابط المتعمقة بذات النشاط‬
‫الترويحي ‪ ،‬مف جية نوعو ‪،‬وما يصاحبو وما يتضمنو ‪ ،‬والضوابط المتعمقة بنوع المباس الذي يتخذه الممارس‬
‫لم ترويح ‪ ،‬ثـ ختـ الباحث دراستو بذكر اىداؼ الترويح في المجتمع النبوي التي كانت تمارس في ذلؾ العصر ‪ ،‬مثؿ‬
‫المسابقة عمى االقداـ ‪ ،‬والفروسية ‪ ،‬والمصارعة ‪،‬والرمي ‪ ،‬والسباحة ‪ ،‬وحمؿ االثقاؿ ونحوىا‪.‬‬

‫‪ -3‬إجراءات البحث ‪:‬‬


‫‪ 1-3‬منهج البحث ‪ :‬تـ استخداـ المنيج الوصفي باسموب البحث المكتبي"وىو الذي يجمع المادة العممية مف‬
‫مظام نيا في المراجع والمصادر المختمفة‪ ،‬ومف ثـ تصنيفيا وتبوبييا حسب فقرات البحث ليعالج موضوعات البحث‬
‫‪،‬ويصؿ الى النتائج والتوصيات"‪.‬في اعطاء صورة شاممة بطريقة تحميؿ المحتوى لمبلءتو وطبيعة البحث ‪(.‬باحارث‬
‫‪)ٔٗ،ٕٓٓٛ،‬‬
‫‪ 2-3‬أدوات البحث ‪ :‬تـ استخداـ أسموب تحميؿ المحتوى لممصادر العممية والنصوص الشرعية ‪ ،‬وما يستخرج منيا‬
‫مف احكاـ وتوجييات تربوية ‪ ،‬وضوابط تحكـ الفرد لبلستمتاع باألنشطة الترويحية المختمفة إلف تحميؿ المحتوى‬
‫"يقتصر عمى وصؼ الظاىر ‪ ،‬وما قالو االنساف او كتبو صراحة فقط دوف المجوء الى تأويمو"‪.‬‬

‫‪966‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫( العساؼ ‪" ) ٕٖٖ، ٜٜٔٛ،‬‬
‫وىنا تشترؾ البحوث الوصفية مع البحوث التاريخية في ىذا المجاؿ"‪(.‬عريفج‪)ٖٔٔ، ٜٔٛٚ،‬‬
‫‪ -4‬عرض ومناقشة النتائج‪:‬‬
‫‪ 1-4‬عرض النتائج ‪:‬‬
‫‪ -1-4‬الضوابط الشرعية لمترويح الرياضي‪:‬‬
‫يحكـ الترويح عف النفس ووسائمو وأدواتو مجموعة مف الضوابط الشرعية العامة التي إذا التزـ المسمـ بيا‬
‫أصبح حبلال‪ ،‬واذا انحرؼ عنيا أصبح حراما‪ ،‬استنبطيا الفقياء مف مصادر الشرعية اإلسبلمية لتكوف دستو ار ممزما‬
‫لممسمميف عند الترويح عف أنفسيـ‪ ،‬مف ىذه الضوابط ما يأتي‪:‬‬
‫‪-1‬أف يكوف الترويح بنية صادقة وخالصة لمتقوية والتنشيط عمى األعماؿ والعبادات والتقرب إلى اهلل (سبحانو‬
‫وتعالى) ‪ ،‬بمعنى أف تكوف كؿ األعماؿ والعبادات لمتقرب إلى اهلل (سبحانو وتعالى) ألف األصؿ أف تكوف كؿ‬
‫األعماؿ صالحة‪ ،‬ولوجو اهلل خالصة ليس فييا شيء ليوى النفس األمارة بالسوء‪ .‬ودليؿ ذلؾ قوؿ الرسوؿ (صمى اهلل‬
‫عميو وسمـ) " إنما األعماؿ بالنيات وانما لكؿ امرئ ما نوى‪ ،‬فمف كانت ىجرتو إلى اهلل ورسولو فيجرتو إلى اهلل‬
‫ورسولو ومف كانت ىجرتو إلى دنيا يصيبيا أو امرأة ينكحيا فيجرتو إلى ما ىاجر إليو " (صحيح البخاري‪ ،‬الباب‬
‫األوؿ‪ ،‬صحيح مسمـ‪ ،‬الكتاب ٖٖ‪ ،‬حديث رقـ ٘٘ٔ)‪.‬‬
‫آمُنوا‬ ‫َّ ِ‬
‫يف َ‬
‫‪ -2‬أال يميي الترويح عف عبادة اهلل وذكره‪ ،‬فكؿ ما يميي عف ذكر اهلل فيو حراـ لقولو تعالى‪َ (( :‬يا أَيُّيَا الذ َ‬
‫الد ُكـ عف ِذ ْك ِر المَّ ِو ومف ي ْفع ْؿ َذلِ َؾ فَأُولَئِ َؾ ىـ َ ِ‬
‫وف )) ( المنافقوف أية ‪.) ٜ‬‬ ‫الخاس ُر َ‬ ‫ُُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫الَ تُْم ِي ُك ْـ أ َْم َوالُ ُك ْـ َوالَ أ َْو ُ ْ َ‬
‫‪ -3‬أال يؤدي الترويح إلى المفاسد وارتكاب الذنوب‪ ،‬فكؿ ما يؤدي إلى حراـ فيو حراـ‪ ،‬ودرء المفاسد مقدـ عمى جمب‬
‫المصالح‪ ،‬ولقد حذرنا رسوؿ اهلل( صمى اهلل عميو وسمـ) عف ذلؾ فقاؿ‪ " :‬إف الحبلؿ بيف واف الحراـ بيف وبينيما‬
‫أمور مشتبيات‪ ،‬ال يعمميف كثير مف النا س فمف اتقى الشبيات فقد استب أر لدينو وعرضو‪ ،‬ومف وقع في الشبيات وقع‬
‫في الحراـ كالراعي يرعى حوؿ الحمى يوشؾ أف يرتفع فيو‪ ،‬أال واف لكؿ ممؾ حمى أال واف حمى اهلل محارمو " (رواه‬
‫البخاري‪ ،‬باب ‪ ،ٕٜ‬صحيح مسمـ‪ ،‬الكتاب ٕٕ‪ ،‬حديث رقـ ‪ ٔٓٚ‬و ‪.)ٔٓٛ‬‬
‫‪-4‬أال يميي الترويح عف ال قياـ بالفرائض والواجبات مف العبادات واألعماؿ أو قضاء مصالح المسمميف أو الدعوة‬
‫إلى اهلل (عز وجؿ) فالتوازف في حياة المسمـ واجب‪.‬‬
‫‪ -5‬أال يكوف الترويح مضيعة لموقت بدوف نفع أو جدوى فالوقت ىو الحياة قاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ‪" :‬‬
‫نعمتاف مغبوف فييما كثير مف الناس الصحة والفراغ "‬
‫(رواه البخاري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬باب ‪.)ٜٜٔٓ،ٖٛ‬‬
‫‪ -6‬عدـ اإلسراؼ في الترويح حتى ال يصؿ إلى درجة اإلدماف‪ ،‬ويصبح إلشباع النفس األمارة بالسوء‪ ،‬ويخرج مف‬
‫مجاؿ العبادات والطاعات واإلسراؼ في كؿ شيء محرـ في اإلسبلـ قاؿ تعالى‪َ (( :‬و ُكمُوا َوا ْش َرُبوا َوالَ تُ ْس ِرفُوا إَِّنوُ َ‬
‫ال‬
‫الم ْس ِرِف َ‬
‫يف )) (األعراؼ اية ٖٔ )‪.‬‬ ‫ب ُ‬ ‫ُي ِح ُّ‬
‫‪ -7‬أف تكوف وسائؿ وأدوات الميو والترويح مشروعة‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر‪ :‬حرـ اإلسبلـ النرد وآالت‬
‫الموسيقى ما عدا الدؼ‪ ،‬وحرـ المصايؼ التي فييا العري والمجوف واالختبلط بالفاسقيف كما حرـ السياحة إلى أماكف‬
‫المعصية وحرـ الرحبلت المختمطة التي ترتكب فييا المعاصي‪.‬‬

‫‪962‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫‪1-1-4‬أحاديث الرسول وتوجيهاته بشأن ممارسة الترويح الرياضي‪ :‬اىتـ الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ أشد‬
‫االىتماـ بحث المسمميف عمى ممارسة الرياضة وال سيما تمؾ األنشطة ذات القيمة العالية في إكساب جسـ اإلنساف‬
‫المياقة البدنية والميارة والصحة والترويح المباح‪.‬فقاؿ رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) " المؤمف القوي خير وأحب‬
‫إلى اهلل مف المؤمف الضعيؼ وفي كؿ خير"وفي صحيح مسمـ عف عقبة قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو‬
‫وسمـ) يقوؿ‪ " :‬وأعدوا ليـ ما استطعتـ مف قوة‪ ،‬أال إف القوة الرمي‪ ،‬وكررىا ثبلث مرات "‪ ،‬وىكذا فسر لنا الرسوؿ‬
‫(صمى اهلل عميو وسمـ) المقصود بالقوة سواء في حديثو "المؤمف القوي" أو في اآلية الكريمة )(وأعدوا ليـ ما‬
‫استطعتـ مف قوة ) وذكر ابف القيـ أف شيؿ األثقاؿ عمؿ مباح كالصراع (المصارعة)‪ ،‬ومسابقة األقداـ (الجري)‪ ،‬فقد‬
‫مر الرسوؿ (صمى اهلل عميو وسمـ) بقوـ يربعوف حج اًر ليعرفوا األشد منيـ فمـ ينكر عمييـ ذلؾ‪.‬‬
‫وىكذا أقر الرسوؿ ىذا التباري الشريؼ في ( الربع) وىي رياضة قديمة ولـ ينكرىا فيي تنمي القوة وبعض صفات‬
‫المياقة البدنية‪ ،‬كما سابؽ الرسوؿ بيف الخيؿ ففي الصحيحيف عف حديث ابف عمر‪ ،‬قاؿ‪":‬سابؽ رسوؿ اهلل (صمى اهلل‬
‫عميو وسمـ) بيف الخيؿ فأرسمت التي ضمرت منيا وأمدىا الحيفاء إلى ثنية الوداع‪ ،‬والتي لـ تضمر أمدىا مف ثنية‬
‫الوداع حوالي ستة أو سبعة أمياؿ‪ ،‬والمسافة بيف ثنية الوداع إلى مسجد بني زريؽ ميؿ واحد‪" .‬‬
‫وفي مجمع الزوائد عف عبد اهلل بف عمر "‪:‬أف النبي صمى اهلل عميو وسمـ سبؽ بيف الخيؿ وراىف" رواة الحديث ثقات‬
‫ورد عف النبي (صمى اهلل عميو وسمـ) أنو سابؽ بيف الخيؿ وىذا دليؿ عمى الترغيب برياضة الفروسية ‪ .‬وىذا يدؿ‬
‫عمى أف الرسوؿ (صمى اهلل عميو وسمـ) لـ يكف موقفو مف السباؽ مجرد السماح بو‪ ،‬وانما الحض عميو‪ ،‬بؿ وتكريمو‬
‫لمفائز‪.‬وذكر أبو ىريرة عف النبي صمى اهلل عميو وسمـ أنو قاؿ‪ « :‬ال سبؽ إال في خؼ‪ ،‬أو حافر‪ ،‬أو نصؿ » (ورد‬
‫في الجامع الصغير لمسيوطي ‪.( ٜٛ،‬وقد فسره ابف القيـ عمى معنيف‪ ،‬األوؿ أنو ال تعطي تعني الجعؿ (المكافأة) إال‬
‫عف ىذه المسابقات الثبلث‪ ،‬أو أنو ال يجوز المسابقة عمى غيرىا بعوض (برىاف) ويميؿ ابف القيـ إلى المعنى‬
‫الثاني‪.‬وفي سنف أبي داود عف ابف عمر " أف النبي (صمى اهلل عميو وسمـ) سبؽ بيف الخيؿ وفضؿ القرح في‬
‫الغاية‪".‬وفسر ابف القيـ القرح عمى أنيا جمع قارح‪ ،‬وىو الجواد الذي دخؿ عامة الخامس‪.‬‬
‫وجاء في( البخاري عف أنس بف مالؾ أنو كاف لمنبي صمى اهلل عميو وسمـ) ناقة تسمى الغضباء وكانت ال تسبؽ‪،‬‬
‫فسبقيا أعرابي‪ ،‬فقاؿ الرسوؿ صمى اهلل عميو وسمـ‪ " :‬حؽ عمى اهلل أف ال يرتفع شئ مف الدنيا إال وضعو‪".‬‬
‫وقد حض رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) عمى الرمي بالقوس والسيـ وأكد عمى تعمميا أشد التأكيد‪ ،‬وقد قاؿ ابف‬
‫الرياضة‪.‬‬ ‫أنواع‬ ‫أفضؿ‬ ‫يقصد‬ ‫وأفضميا‪،‬‬ ‫اإلطبلؽ‬ ‫عمى‬ ‫األنواع‬ ‫ىذه‬ ‫أجؿ‬ ‫أنيا‬ ‫عنيا‬ ‫القيـ‬
‫وفي( صحيح مسمـ مف حديث عقبة بف عامة أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ)‪ « :‬مف تعمـ الرمي ثـ تركو‬
‫فميس منا » أو « فقد عصاني» ‪.‬وفي لفظ آخر عف الطبراني قاؿ رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) "مف تعمـ الرمي‬
‫فنسيو كاف نعمة أنعميا اهلل عميو فتركو"‪ .‬ولقد رغب رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ في الرماية بالقوس وحث‬
‫المسمميف عمى التمسؾ بيذه الرياضة النبيمة‪ ،‬وفضميا عف ما سواىا مف سائر ألواف الرياضة بما في ذلؾ ركوب‬
‫الخيؿ‪.‬لقد حض رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) عمى الرمي بالقوس والسيـ وأكد عمى تعمميا أشد التأكيد وعف‬
‫جابر أنو قاؿ‪ :‬شكا ناس إلى الرسوؿ )صمى اهلل عميو وسمـ) مف التعب‪ ،‬فدعا ليـ‪ ،‬وقاؿ‪« :‬عميكـ بالنسبلف » أي‬
‫اإلسراع في المشي‪،‬فانتسمنا(ٕ)فوجدناه أخؼ عمينا قاؿ رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) كؿ شيء ليس مف ذكر اهلل‬
‫فيو ليو إال أربع خصاؿ‪ :‬مشى الرجؿ بيف الغرضيف‪ ،‬وتأديبو فرسو‪ ،‬ومبلعبتو أىمو‪ ،‬وتعممو السباحة » والمشي بيف‬
‫الغرضيف يقصد بو التحرؾ ما بيف ىدفي الرمي بالقوس وتأديب الفرس بمعنى تدريبو وتعميمو‪.‬وفي ىذا الحديث يشير‬

‫‪962‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫الرسوؿ (صمى اهلل عميو وسمـ) إلى الميو (الترويح) الحبلؿ الذي يؤجر عميو المسمـ‪.‬وقد فسر ابف القيـ ىذا الحديث‬
‫بأنو لو لـ يكف في النضاؿ إال أنو يزيؿ اليـ‪ ،‬ويدفع الغـ عف القمب لكاف ذلؾ كافياً في فضو‪ ،‬وقد جرب ذلؾ‬
‫أىمو‪.‬وفي ذلؾ إشارة واضحة لمقيـ الترويحية لمرياضة‪ ،‬والتي يتصور البعض أنيا‪ ،‬أي الرياضة‪ ،‬إنما جعمت لممنافسة‬
‫فقط‪.‬وفي رواية لمطبراني عف صالح بف كيساف عف عقبة بف عامر‪ :‬قاؿ الرسوؿ (صمى اهلل عميو وسمـ) " األرض‬
‫ستفتح عميكـ وتكفوف المؤنة فبل يعجز أحدكـ أف يميو بأسيمو" ‪.‬ىذا الحديث يؤكد المعنى نفسو في الحديث السابؽ‬
‫في أىمية مزاولة الرياضة عمى سبيؿ الترويح‪ ،‬فممارس الرمي في عيد الرسوؿ‪ ،‬وما تبله مف عصور كمف رمى‬
‫عصفوريف أو أكثر بحجر واحد فيو ترويح‪ ،‬ولياقة وميارة‪ ،‬وفي الوقت نفسو تدريب عمى أعماؿ الجياد‪ ،‬وىو أحد‬
‫األىداؼ الكبرى لمدولة اإلسبلمية ‪ ،‬وىكذا جمع الرسوؿ بيف أكثر مف قيمة في نشاط واحد لو بعد ترويحي (مباشر)‬
‫ولو بعد جيادي غير مباشر أو بعيد المدى وىذه المعالجة تفيد في صياغة األىداؼ التربوية لؤلطفاؿ والشباب بحيث‬
‫يجب أف تناؿ منا وقفو‪ ،‬بوصفيا أسموباً تربوياً ذكياً في صياغة المرامي وصبغيا بالمعب والترويح‪.‬وورد عف رسوؿ‬
‫اهلل( صمى اهلل عميو وسمـ) أنو قاؿ‪:‬‬
‫"عمموا أبنائكـ السباحة والرماية‪ ،‬ونعـ ليو المؤمنة في بيتيا المغزؿ‪ ،‬واذا دعاؾ أبواؾ فأجب أمؾ‪".‬‬
‫وال يوجد أي شؾ اآلف في أف أجمؿ وأبيج ألواف الرياضة الترويحية ىي الرياضيات المائية‪ ،‬فيي أعمى األنشطة‬
‫الترويحية قيمة وفائدة فضبلً عما يصاحبيا مف مشاعر ممتعة وما يعقبيا مف إزالة التوتر واليموـ‪.‬‬
‫قاؿ رسوؿ اهلل )صمى اهلل عميو وسمـ)‪ « :‬ما تشيد المبلئكة مف ليوكـ إال الرىاف والنضاؿ»(الجامع الصغير‬
‫لمسيوطي‪ .)ٖٕٔ،‬والرىاف ىو المسابقة بيف الخيؿ‪ ،‬والنصاؿ ىو الرمي بالقوس والسيـ ‪.‬ولقد كاف سباؽ الخيؿ‬
‫ومشاىدتو الممتعة مف األمور التي تثير المشاعر البيجة وتضفي السرور‪ .‬وورد في الصحيحيف ‪:‬عف عائشة(رضي‬
‫اهلل عنيا ) قالت‪ :‬دخؿ عمي رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ وعندي جاريتاف‪ ،‬تغنياف بغناء بعاث‪ :‬فاضطجع عمى‬
‫الفراش وحوؿ وجيو‪ ،‬ودخؿ أبو بكر فانتيزني‪ ،‬وقاؿ‪ :‬مزمارة الشيطاف عند النبي (صمى اهلل عميو وسمـ) فأقبؿ عميو‬
‫رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) فقاؿ‪( :‬دعيما)‪ .‬فمما غفؿ غمزتيما فخرجتا‪ .‬وكاف يوـ عيد‪ ،‬يمعب السوداف بالدرؽ‬
‫والحراب‪ ،‬فإما سألت النبي (صمى اهلل عميو وسمـ) واما قاؿ‪( :‬تشتييف تنظريف)‪ .‬فقمت‪ :‬نعـ‪ ،‬فأقامني وراءه‪ ،‬خدي‬
‫عمى خده‪ ،‬وىو يقوؿ‪( :‬دونكـ يا بني أرفدة ‪).‬حتى إذا مممت‪ ،‬قاؿ‪( :‬حسبؾ)‪ .‬قمت‪ :‬نعـ‪ ،‬قاؿ‪( :‬فاذىبي(‪.‬‬
‫‪2-1-4‬وقائع ممارسة الرسول صمى اهلل عميه وسمم لمرياضة بنفسه‪:‬قاؿ تعالى (لقد كاف لكـ في رسوؿ اهلل أسوة‬
‫حسنة ) لـ يكف موقؼ رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ ) مف الرياضة مجرد الحث والترغيب في دفع المسمميف عمى‬
‫ممارستيا‪ ،‬ولـ يكتؼ بتوضيح أدوارىا في الجياد في سبيؿ اهلل وثواب ذلؾ عند اهلل عز وجؿ‪ ،‬وانما أعطانا القدوة‬
‫والمثؿ في ذلؾ فقد ثبت عنو )صمى اهلل عميو وسمـ) أنو مارس الرياضة بنفسو في وقائع عديدة ثابتة في سنتو‬
‫المطيرة‪ .‬وقد جاء في صحيح البخاري عف سممة بف األكوع قاؿ‪ :‬مر النبي( صمى اهلل عميو وسمـ) عمى نفر مف أسمـ‬
‫ينتضموف بالسوؽ‪ ،‬فقاؿ‪ « :‬ارموا بني إسماعيؿ فإف أباكـ كاف رامياً‪ ،‬ارموا وأنا مع بني فبلف »‪ .‬قاؿ‪ :‬فأمسؾ أحد‬
‫الفريقيف بأيدييـ فقاؿ رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ‪ « :‬ما لكـ ال ترموف؟ » قالوا‪ :‬كيؼ نرمي وأنت معيـ؟‪ ،‬فقاؿ ‪":‬‬
‫«ارموا وأنا معكـ كمكـ "‪.‬وذكر السيوطي في رسالتو (المسارعة إلى المصارعة )ما أخرجو البييقي في (الدالئؿ) ما‬
‫ذكره ركانة بف عبد يزيد ػ وكاف أشد الناس‪ ،‬قاؿ ‪:‬كنت أنا والنبي صمى اهلل عميو وسمـ في غنيمة ألبي طالب نرعاىا‬
‫في أوؿ ما رأى إذ قاؿ لي ذات يوـ‪ « ،‬ىؿ لؾ أف تصارعني؟ »‪ ،‬قمت لو أنت؟‪ ،‬قاؿ‪ « :‬أنا »‪ ،‬فقمت عمى ماذا؟‬
‫قاؿ‪ « :‬عمى شاة مف الغنـ » فصارعتو فصرعني‪ ،‬فأخذ مني شاة‪ ،‬ثـ « ىؿ لؾ في الثانية» ‪ ،‬قمت‪ :‬نعـ‪ ،‬فصارعتو‬

‫‪962‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫فصرعني‪ ،‬وأخذ مني شاة‪ ،‬فجعمت أتمفت ىؿ يراني إنساف‪ ،‬فقاؿ مالؾ‪ ،‬قمت ال يراني بعض الرعاة فيجترئوف عمي‪،‬‬
‫وأنا في قوى مف أشيدىـ‪ ،‬قاؿ‪ :‬ىؿ لؾ في الصراع الثالثة ولؾ شاة "‪ ،‬قمت‪ :‬نعـ‪ ،‬فصارعتو فصرعني‪ ،‬فأخذ شاة‪،‬‬
‫فقعدت كئيب ًا حزين ًا‪ ،‬فقاؿ‪ " :‬مالؾ " ؟ قمت‪ :‬إني راجع إلى عبد يزيد وقد أعطيت ثبلثاً مف نعاجو‪ ،‬والثاني أني كنت‬
‫أظف أني أشد قريش‪ ،‬فقاؿ‪ " :‬ىؿ لؾ في الرابعة "‪ ،‬فقمت ال بعد ثبلث‪ ،‬فقاؿ أما قولؾ في الغنـ فإني أردىا عميؾ "‪،‬‬
‫فردىا عمي‪ ،‬فمـ يمبث أف ظير أمره‪ ،‬فأتيتو فأسممت‪ ،‬فكاف مما ىداني اهلل أني عممت أنو لـ يصرعني يومئذ بقوتو‪،‬‬
‫ولـ يصرعني يومئذ إال بقوة غيره "ويتضح لنا جمياً في سياؽ الحديث الشريؼ‪ ،‬أف الرسوؿ (صمى اهلل عميو وسمـ) قد‬
‫التزـ بأخبلؽ المسمـ عند انتصاره فرد إليو غنمو في سماحة وعف طيب خاطر وىو ما يطمقوف عميو في الرياضة‬
‫المعاصرة (الروح الرياضية)‪ ،‬أو المعب النظيؼ‪ .‬وفي مسند اإلماـ أحمد وسنف أبي داود ‪ ،‬مف حديث أـ الؤمنيف‬
‫عائشة (رضي اهلل عنيا) قالت ‪":‬سابقني النبي (صمى اهلل عميو وسمـ) فسبقتو فمبثنا حتى إذا أرىقني المحـ سابقني‬
‫فسبقني قاؿ‪ « :‬ىذه بتمؾ »‪ .‬وفي رواية أخرى‪ ،‬أنيـ كانوا في سفر فقاؿ النبي صمى اهلل عميو وسمـ ألصحابو تقدموا‬
‫فتقدموا‪ ،‬ثـ قاؿ لعائشة (رضي اهلل عنيا)‪ .‬سابقيني فسابقيا فسبقتو‪ ،‬ثـ سافرت معو أخرى فقاؿ ألصحابو‪ « :‬تقدموا‬
‫» ثـ قاؿ سابقيني فسبقتو ػ ثـ سابقني وسبقني ػ فقاؿ " ‪:‬ىذه بتمؾ" ومف الميـ أف نعمد إلى ىذا الحديث الشريؼ‬
‫فندرسو دراسة وافية في ضوء عدة اعتبارات إسبلمية ىامة تتمثؿ في‪:‬‬
‫ػ مخاطبة الرسوؿ (صمى اهلل عميو وسمـ) ألصحابو بأف « يتقدموا » قبؿ أف يساؽ عائشة في المرتيف‪ ،‬فمف الواضح‬
‫أف ىناؾ حكمة في ذلؾ‪ ،‬فبل يشاىدىا الرجاؿ وىي تجري‪ ،‬إذا فيناؾ آداب شرعية يجب أف تراعي في رياضة المرأة‬
‫المسممة‪ ،‬فكمنا نعمـ ما يكوف عميو جسـ المرأة مف حاؿ في أثناء الجري ‪.‬‬
‫ػ إف الرسوؿ لـ يحرـ المرأة مف حقيا في الرياضة والترويح ما دامت في أطار الشرع الحنيؼ‪.‬‬
‫ػ أف ما يعمد إليو بعض المتزمتيف مف منع تاـ لرياضة المرأة حتى ولو كانت في اإلطار الشرعي‪ ،‬ال يمكف تفسيره‬
‫إال أنيا مخالفة لمسنة النبوية الشريفة‪ ،‬فضبلً عف إضعاؼ صحة ولياقة (أميات المسمميف) واصابتيف بأمراض قمة‬
‫الحركة والسمنة وارىاؽ القمب‪ ،‬األمر الذي يثمر لنا خمقاً ضعيفاً وأجياالً وىنة غير صحيحة‪.‬قاؿ ابف إسحاؽ في‬
‫المغازي‪ :‬حدثني عاصـ بف عمر بف قتادة أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ رمى بقوسو يوـ أحد حتى أندقت سيتيا‬
‫فأخذىا قتادة بف النعماف فكانت عنده‪.‬وذكر ابف القيـ أف الرسوؿ (صمى اهلل عميو وسمـ) أبصر ترقوة أبي بف خمؼ‬
‫مف فرجة في سابغة الدرع والبيضة فطعنو بحبتو فوقع أبي عف فرسو وكسر لو ضمع وكاف ذلؾ يوـ أحد‪.‬ذكر‬
‫السيوطي في رسالة [الباحة في فضؿ السباحة] إلى تعمـ رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) السباحة‪ ،‬وذلؾ عندما بمغ‬
‫ست سنيف خرجت بو أمة إلى أخوالو بني عدي ابف النجار‪ ،‬إذ نزلت بو في دار النابغة‪ ،‬فأقامت بو عندىـ شير‬
‫فكاف رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) يذكر أمو اًر في مقامو ذلؾ فكاف يقوؿ‪ " :‬ىينا نزلت بي أمي‪ ،‬وفي ىذا الدار‬
‫النجار‪".‬‬ ‫بف‬ ‫عدي‬ ‫بني‬ ‫بئر‬ ‫في‬ ‫العوـ‬ ‫وأحسنت‬ ‫المطمب‬ ‫عبد‬ ‫بف‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫أبي‬ ‫قبر‬
‫‪ 2-4‬مناقشة النتائج ‪:‬حفمت سنة رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو وسمـ) وسيرتو العطرة الشريفة بالمواقؼ والوقائع‬
‫واألحداث واألقواؿ التي تشيد بمكانة الرياضة والنشاط البدني في اإلسبلـ‪ .‬فمقد كاف رسوؿ اهلل (صمى اهلل عميو‬
‫وسمـ) قوياً يحب القوة وال عجب‪ ،‬فاإلسبلـ ديف قوة وغمبة فضبلً عف كونو شريعة ودستور حياة‪.‬‬
‫يقوؿ الشيخ إبراىيـ البرؾ أف ىذا الديف العظيـ بقرآنو الكريـ وسنة رسولو (صمى اهلل عميو وسمـ) لـ يترؾ أم اًر مف‬
‫أمور الديف والدنيا إال ونبينا إلى أوجو الخير فيو لنتبعيا‪ ،‬كما نبينا إلى أوجو الضر فيو لنتجنبيا‪ ،‬ومف ضمف ذلؾ‬
‫الرياضة‪.‬مف خبلؿ عرض الضوابط الشرعية لممارسة الترويح الرياضي ‪،‬نجد اف فمسفة الترويح الرياضي المعاصر‬

‫‪922‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫تأتي ثمرة ألوقات الفراغ أو ترتبط بيا ونشير ىنا إلى أىمية الوقت وقيمتو في حياة المسمـ‪ ،‬وكيؼ أف اإلسبلـ أنقذه‬
‫اإلنساف باإلسبلـ‪ ،‬أف يقدر لمزمف دوره في الفعؿ‬
‫ُ‬ ‫مف العبث والضياع ‪ ،‬الذي كاف يحيط بالرؤية الجاىمية ‪.‬إذ استطاع‬
‫الحضاري‪ ،‬وينظر إليو كقيمة‪ ،‬وأف يمتقط الفرصة التاريخية‪ ،‬ويتحقؽ بالتفكير االستراتيجي‪ ،‬الذي يمكنو مف التبصر‬
‫وتقدير العواقب والمآالت‪ ،‬ومف حسف التعامؿ مع المتاح‪ ،‬مف خبلؿ رؤية شمولية‪ ،‬تستصحب الزمف بأبعاده الثبلثة‪:‬‬
‫الماضي‪،‬والحاضر‪،‬والمستقبؿ فجػػاء اإلسػػبلـ ليقرر أف اإلنساف المسمـ‪ ،‬ىو الذي يغتنـ ويوظؼ الزمف‪ ،‬ويممكو‪..‬‬
‫عدا غيبيِّا غير منظور‪ ،‬تحقؽ مف‬
‫ممتدا آخر لمحياة والزمف‪ ،‬أضاؼ ُب ً‬
‫ً‬ ‫عدا‬
‫ونستطيع أف نقوؿ ‪:‬بأف اإلسبلـ أضاؼ ُب ً‬
‫خبللو الحس بالزمف في الدنيا‪ ،‬واستشعار المسؤولية عنو في اآلخرة‪ ،‬وادراؾ سنة األجؿ في ضوئو‪ (( :‬لكؿ أجػؿ‬
‫كتاب )) (الرعد أية ‪ ،(ٖٛ‬وايقاظ الحس المستقبمي‪ ،‬واإلعداد لو‪ ،‬والتفكير بالتداعيات والعواقب‪ ..‬وىذا ىو السبيؿ‬
‫قدر اإلسبلـ النشاط البدني و الرياضي حؽ قدره‪ ،‬فقد ناؿ في عيد النبي األكرـ المكانة‬ ‫لبناء الحضارات‪َ .‬‬
‫ٍ‬
‫فضبل عف ذلؾ ورد في السنة‬ ‫المرموقة‪ .....،‬كما ربط الرسوؿ بيف بعض النشطات الرياضية و الجياد و الثواب‬
‫النبوية ما يدؿ عمى استخداـ النشاط البدني و الرياضي بيدؼ الترويح عف النفس‪ ...‬كما كاف رسوؿ اهلل (صمى اهلل‬
‫عميو و سمـ) يحضر منافسات الفروسية و يكافئ المتفوقيف فييا األمر الذي يدؿ عمى التوجو الرياضي التنافسي‬
‫(رغـ ما يتضمنو ذلؾ مف بعد عسكري)‪ .‬و مف بيف األنشطة البدنية المذكورة آنفا في األحاديث فضبل عف الرماية‬
‫بالقوس و السيـ و ىي األفضؿ عند نبينا الكريـ‪ ،‬الفروسية‪ ،‬السباحة‪ ،‬واستخداـ الحراب‪ ،‬والمصارعة‪ ،‬والجري‪،‬‬
‫والمشي و رفع األثقاؿ (الحجارة الثقيمة)‪ (.‬الطاىر ‪ ٕٓٓٔ،‬ـ‪)ٗ٘،‬إلى جانب ذلؾ لـ يحرـ رسوؿ اهلل (صمى اهلل‬
‫عميو و سمـ) المرأة مف حقيا في النشاط البدني و الترويح مع مراعاة اآلداب الشرعية لذلؾ‪ ،‬و يجب التأكيد ىنا عمى‬
‫العناية ا لفائقة التي أوالىا الرسوؿ الكريـ لؤلطفاؿ و بيف أىمية المعب بالنسبة ليـ‪ .‬و قد تبع الخمفاء الراشدوف و‬
‫الصحابة الكراـ و التابعوف (رضواف اهلل عمييـ أجمعيف) سيرة نبييـ و سنتو فيما يتعمؽ بالنشاط البدني و الرياضي‪،‬‬
‫إذ كانوا ممارسيف لو و دعاة لذلؾ‪ ( .‬الطائي ‪ٜٜٜٔ ،‬ـ ‪ )ٙٙ،‬كما أكد عمماء اإلسبلـ و مربوه وأطباؤه عمى أىمية‬
‫النشاط البدني والرياضي واليدؼ الصحي الذي تحققو و ضرورة مراعاة الفروؽ الفردية ومف ىنا نمحظ أف أىداؼ‬
‫"التربية" البدنية في المجتمع اإلسبلمي كانت متنوعة حيث شممت البعد العسكري و الصحي و الترويحي و الرياضي‬
‫وتؤيد الباحثة المسمميف في حساب الزمف ‪ ،‬مف خبلؿ مبلحظة الظواىر الكونية وحركتي الشمس والقمر وتعاقب الميؿ‬
‫والنيار‪ ،‬وربط أداء العبادات التي تمثؿ أركاف اإلسبلـ وتقيـ بناءه ‪-‬بالزمف‪ ..‬فممصبلة زمف وحساب‪ ،‬ولمزكاة َح ْو ٌؿ‬
‫َىمَّة وأشػير معمومات‪ ،‬ولمصوـ شير ورؤية ىبلؿ‪ ،‬فأي تساىؿ‪ ،‬أو غفمة عف الزمف ‪،‬‬ ‫ونِصاب‪ ،‬ولمحج مواقيت وأ ِ‬
‫يحرـ المسمميف االجر والثواب‪, .‬ومف ىنا ترى الباحثة أف الترويح عف النفس يجب أف يكوف محسوبا حتى اليؤثر‬
‫عمى العبادات واألعماؿ والواجبات األخرى‪ ،‬ألف عمر اإلنساف أىـ مف أف يضيع بيف المعب والميو‪ ،‬ومف اآلثار‬
‫المؤكدة لمبدأ الترويح في اإلسبلـ ما يروى عف عمي (رضي اهلل عنو) "أجموا ىذه القموب‪ ،‬والتمسوا ليا طرائؼ‬
‫الحكمة‪ ،‬فإنيا تمؿ كما تمؿ األبداف"‪ ،‬ولكف ذلؾ مشروط بأال يتعارض مع شيء مف شرائع اإلسبلـ وضوابطيا‪ ،‬أو‬
‫يكوف فيو إشغاؿ عف عبادة مفروضة‪ .‬فالضابط االوؿ لممارسة الترويح الرياضي ىو النية الصادقة والمقصد الحسف‬
‫في أف تكوف الرياضة وسيمة إلعداد اإلنساف ليكوف قوياً ليواجو أعداءه ‪ ،‬أو تكوف وسيمة لتقوية األبداف‬
‫وتنشيطيا‪،‬والستجماـ المباح ‪ ،‬روحوا قموبكـ ساعة بعد ساعة ‪ ،‬فإف القموب إذا كمت عميت‪ . ,‬لتعيف المسمـ عمى‬
‫القياـ بالواجبات المنوطة بو في الحياة فينبغي مراعاة المقصد الحسف عند مزاولة الرياضة ‪ ،‬حتى يؤجر المرء ‪ ،‬فإنو‬
‫قد تقرر عند الفقياء( رحميـ اهلل عز وجؿ ) أف األمور بمقاصدىا‪ ،‬استدالالً بقوؿ النبي (عميو الصبلة والسبلـ ) في‬

‫‪922‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫الحديث المتواتر الجامع المانع‪(:‬إنما األعماؿ بالنيات)(البخاري عف عمر)اما الضابط الشرعي الثاني في ممارسة‬
‫الترويح الرياضي أال تميي الرياضة عف واجب شرعي ‪ ،‬قاؿ تعالى((رجاؿ ال تمييييـ تجارة و ال بيع عف ذكر اهلل)(‬
‫سورة النور‪ :‬أية ‪ (3‬ويؤكد (السدحاف‪" )ٕٔٗٔ،‬إف تزايد وتطور الوسائؿ الترويحية‪ ،‬لشغؿ الوقت‪ ،‬أصبحت كثيرة‬
‫ومن توعة حتى ال نكاد نحصييا‪ ،‬ونرى البعض مف المسمميف يمارسوف الترويح واالنشطة الرياضية بمعزؿ عف‬
‫الضوابط الشرعية‪ ،‬التي ينبغي أف يراعييا المسمـ في أثناء ممارستو لمنشاطات الرياضية" ‪(.‬السدحاف‪ ٕٔٗٔ،‬ىػ ‪)ٛ،‬‬
‫ومف الضوابط أيضا وجوب ستر العورات والبعد عف مواطف إثارة الغ ارئز‪ ،‬إذاً ‪ :‬وجوب ستر العورات والبعد عف‬
‫مواطف إثارة الغرائز ‪ ،‬ف بعض ألعاب الكرة يكثر فييا كشؼ العورات عمى وجو مثير لمفتنة ‪ ،‬وىذا ال يجوز ‪ ،‬ومف‬
‫الرياضات ما يمارسيا النساء فقط ‪ ،‬ويكشفف فيو المواطف التي نيى الشرع عف كشفيا ‪ ،‬سواء كاف ذلؾ الكشؼ‬
‫بحضرة رجاؿ أـ نساء ‪ ،‬كؿ ذلؾ محظور شرعاً ‪ ،‬وبعض الرياضات تشتمؿ عمى ما يثير الغرائز ‪ ،‬كاالختبلط‬
‫المحرـ ‪ ،‬الذي يمكف أف يحدث في أثناء ممارسة الرياضة ‪ ،‬والنصوص الشرعية تؤكد عمى خطورة اختبلط الرجاؿ‬
‫بالنساء ‪ ،‬إذاً ‪ :‬فبل يجوز ممارسة ىذه الرياضات المشتممة عمى ىذه المحرمات‪ .‬فعدـ االختبلط بيف الجنسيف لما‬
‫ص ِارِى ْـ َوَي ْحفَظُوا‬ ‫يفضي ذلؾ إلى نظر بعضيـ إلى بعض ‪ ،‬واهلل( عز وجؿ) يقوؿ‪ُ :‬ق ْؿ لِْممؤ ِمنِيف ي ُغ ُّ ِ‬
‫ضوا م ْف أَْب َ‬ ‫ُْ َ َ‬
‫ص ِارِى َّف َوَي ْحفَ ْ‬ ‫ات ي ْغض ْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫وجيُ َّف َوالَ‬
‫ظ َف فُُر َ‬ ‫ض َف م ْف أَْب َ‬ ‫وف * َوُق ْؿ لْم ُم ْؤ ِمَن َ ُ‬ ‫وجيُ ْـ َذل َؾ أ َْزَكى لَيُ ْـ إِ َّف الموَ َخبِ ٌير بِ َما َي ْ‬
‫صَن ُع َ‬ ‫فُُر َ‬
‫َّ‬
‫ض ِرْب َف بِ ُخ ُم ِرِى َّف َعمَى ُجُيوبِ ِي َّف (سورة النور أية ٖٓ‪ .)ٖٔ-‬ولمحديث الذي يرويو‬ ‫يف ِز َينتَيُ َّف إِال َما ظَيَ َر ِمْنيَا َوْلَي ْ‬ ‫ِ‬
‫ُيْبد َ‬
‫أسامة بف زيد رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل صمى اهلل عميو وسمـ قاؿ ‪ :‬ما تركت بعدي فتنة ىي أضر عمى الرجاؿ‬
‫مف النساء متفؽ عميو‪ .‬فضبل عف أف ما يناسب الذكور مف األنشطة الترويحية في الغالب ال يناسب اإلناث ‪ ،‬وكذا‬
‫العكس ‪ .‬ووفقاً لنصوص ابف رشد وجوب استعماؿ القياس العقمي‪.‬وبيذا يتضح تشديده عمى كممات النظر‪،‬‬
‫واالعتبار‪ ،‬والتفكر‪ ،‬والرؤية‪ ،‬ويعتبرىا أدلة دينية عمى وجوب النظر العقمي في الموجودات‪" .‬فاعتبروا يا أولي‬
‫األبصار" "أولـ ينظروا في ممكوت السموات واألرض"أفبل ينظروف إلى اإلبؿ كيؼ خمقت والى السماء كيؼ رفعت"‬
‫"ويتفكروف في خمؽ السموات واألرض‪.‬وأيضا عدـ ممارسة "النشاط الترويحي الذي يصاحبو أذية بقوؿ أو فعؿ‬
‫ات بِ َغْي ِر َما ا ْكتَ َسُبوا َفقَِد‬
‫لآلخريف ‪ ،‬أو ضرر بدني أو معنوي لآلخريف ‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬والَِّذيف يؤُذوف اْلمؤ ِمنِيف واْلمؤ ِمَن ِ‬
‫َ َ ُْ َ ُ ْ َ َ ُ ْ‬
‫احتَ َممُوا ُب ْيتَ ًانا َوِاثْ ًما ُمبِ ًينا ‪ .‬ولمحديث المتفؽ عميو أف رسوؿ اهلل( صمى اهلل عميو وسمـ) قاؿ ‪" :‬المسمـ مف سمـ‬ ‫ْ‬
‫المسمموف مف لسانو ويده"‪ .‬ومف ىنا نستطيع اف نشاىد منحى النشاط لطبيعي والترويحي لمفرد‬

‫‪929‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬

‫منحنى النشاط الطبيعي‬

‫‪%100‬‬

‫‪%50‬‬

‫صفر ‪%‬‬
‫‪ 8‬صباحا ً‬ ‫‪ 12‬ظهراً‬ ‫مساء‬
‫ً‬ ‫‪5‬‬

‫سوغ ابف رشد دراسة المنطؽ‪.‬وأكد القياس بآية "واعتبروا يا أولي األبصار"‪ .‬ويقوؿ ابف رشد مثؿ قوؿ‬
‫وبيذا الشكؿ ّ‬
‫الكندي في أننا يجب أف نأخذ الحقائؽ حتى لو كاف قائميا مف ممة غير ممتنا‪ ،‬وأف النظر في كتب القدماء واجب‬
‫بالشرع وأف الفرد ال يستطيع أف يحصؿ العمـ وحده ويجب أف نستفيد مف بعضنا البعض ومف السابقيف شرًعا‪( .‬بف‬
‫رشد ‪)ٜٙ، ٜٔٛٙ،‬‬
‫٘‪ -‬االستنتاجات والتوصيات والمقترحات ‪:‬‬
‫‪ 1-5‬االستنتاجات ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الحكـ العاـ ل مرياضة في اإلسبلـ ىو الجواز ألف األصؿ في األشياء اإلباحة ‪ ،‬وال يحرـ شيء إال بدليؿ قطعي‬
‫وثابت‪ ،‬إذاً الترويح عامة والرياضي خاصة مشروع باإلسبلـ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الترويح الرياضي المعاصر لو مقاصده الشرعية‪ ،‬وضوابطو التي يجب أف تتحقؽ فيو ليبقى عمى إباحتو‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬اف االنتشار الواسع لمترويح الرياضي المعاصر وحجمو المتزايد يعطي لو اىمية عظمى في ىذا العصر ‪ ،‬فينبغي‬
‫االىتماـ بو وجعمو في خدمة المبادءى االسبلمية‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬الترويح أنواع منو المباح ومنو المحرـ‪ ،‬أما المباح كالرمي والمسابقة بيف الخيؿ‪ ،‬واإلبؿ‪ ،‬واألقداـ‪ ،‬وما يحمؽ‬
‫بيـ‪ ،‬والسباحة‪ ،‬والشعر‪ ،‬والمزاح بضوابطو‪ ،‬والمعب بالرماح والحراب‪ ،‬وغير ذلؾ‪.‬‬
‫٘‪ -‬ضرورة أال تميي ممارسة الترويح الرياضي عف واجب شرعي مثؿ الصبلة والصياـ والحج وغيره مف المناسؾ‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬أف تكوف ممارسة النشاط الترويح والرياضي وسيمة إلعداد اإلنساف ليكوف قوياً ليواجو أعداءه ‪ ،‬وىي أرفع صور‬
‫الرياضة ‪.‬‬
‫‪ -ٚ‬أف ترتبط ممارسة النشاط الترويح والرياضي بمقاصد يؤمف بيا اإلنساف ‪ ،‬فقد أصبحت الرياضة مف الوسائؿ‬
‫التي تتحقؽ بيا األىداؼ لتقوية العزيمة واالصرار وبناء الشخصية واالرادة القوية‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬وجوب ستر العورات اثناء ممارسة الترويح الرياضي‪ ،‬والبعد عف مواطف إثارة الغرائز‪.‬‬
‫‪ -ٜ‬النصوص الشرعية تؤكد عمى خطورة اختبلط الرجاؿ بالنساء ‪ ،‬فبل يجوز ممارسة الرياضات المشتممة عمى ىذه‬
‫المحرمات‪.‬‬
‫‪922‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫ٓٔ‪ -‬عدـ ممارسة الترويح الرياضي الخطر فقد حرـ االسبلـ قير الروح والجسد‪.‬‬
‫ٔٔ‪ -‬البعد عف المكاسب المحرمة في الترويح الرياضي كالمقامرة وعقود البلعبيف الخيالية‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬ضرورة اشاعة الضوابط االسبلمية لممارسة الترويح الرياضي في المجتمع ‪،‬وبما يضمف ممارستو في حدود‬
‫الشريعة االسبلمية‪.‬‬
‫‪ 2-5‬التوصيات والمقترحات‪-:‬‬
‫ٔ‪ -‬أف تسعى الجامعات والسيما اإلسبلمية وكذا جميع الدعاة إلقامة المقاءات المختمفة كالندوات والمحاضرات‬
‫والممارسات العممية لبعض أنشطة الترويح كاألمسيات الشعرية وغير ذلؾ‪ ،‬إلبراز سماحة اإلسبلـ في ىذا األمر‪،‬‬
‫وترسيخ مفيوـ الترويح بالرؤية الشرعية لو في نفوس الناس‪.‬‬
‫ٕ‪-‬السعي الجاد في ايجاد انواع ووسائؿ لممارسة الترويح الرياضي ضمف حدود الشرع‪.‬وبما يحقؽ اليدؼ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬السعي الجاد الى محاولة التقميؿ مف تاثير العولمة والوسائؿ الحديثة لبلسراؼ في مشاىدة االنشطة الترويحية‬
‫والرياضية المحرمة‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬االىتماـ بالترويح الرياضي مع محاولة ضبطو واصبلحو بالضوابط الشرعية‪.‬‬
‫المصادر العربية واالنكميزية‪:‬‬
‫‪ ‬با حارث ‪،‬عدناف حسف (‪ )ٕٓٓٛ‬انواع الترويح التربوي المبلئـ لمفتاة في ضوء التربية االسبلمية‪ ،‬بحث‬
‫منشور في مجمة المجتمع ‪،‬جدة ‪،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ ‬ابف حباف ‪ ،‬محمد بف حباف التميمي (ٗٔٗٔ)ىػ ‪:‬صحيح ابف حباف ‪ ،‬تحقيؽ شعيب االرناؤوط ‪ ،‬طٕ‪،‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ ‬ابف فارس ‪:‬أحمد أبو الحسف ت ‪ 395‬ىػ معجـ المقاييس في المغة‪ ،‬تحقيؽ شياب الديف‬
‫‪ ‬أبو عمرو ‪ ، 1998 ،‬ط ‪ ،2‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ ‬االلباني ‪ ،‬محمد ناصر الديف (ٖٓٗٔ) ىػ ‪:‬سمسمة االحديث الصحيحة ‪،‬طٖ ‪،‬المكتب االسبلمي ‪،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ ‬البخاري‪،‬محمد بف إسماعيؿ أبو عبد اهلل ( ‪ )1422‬ىػ‪ :‬صحيح البخاري‪ ،‬المحقؽ ‪:‬محمد زىير بف ناصر‬
‫الناصر ‪،‬طٔ‪ ،‬دار طوؽ النجاة لمنشر ‪،‬مصورة عف السمطانية بإضافة ترقيـ محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫‪ ‬أبو سمؾ ‪:‬أحمد عبد العزيز )‪ )2000‬التربية الترويحية في اإلسبلـ ‪:‬أحكاميا وضوابطيا‬
‫‪ ‬الشرعية‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬األردف‪ 1420 ،‬ىػ ‪.،‬‬
‫‪ ‬البغدادي‪ ،‬جماؿ الديف أبو الفرج (ب‪،‬ت) صيد الخاطر ‪،‬مكتبة دار الفكر لمنشر والتوزيع ‪ ،‬عماف‪.‬‬
‫‪ ‬بف رشد ‪،‬ابي الوليد محمد بف احمد (‪: ) ٜٔٛٙ‬كتاب فصؿ المقاؿ وتقرير ما بيف الشريعة والحكمة مف‬
‫االتصاؿ ‪،‬دار المشرؽ ‪،‬المطعبة الكاثولكية‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪ ‬بف عمي ‪ ،‬ياسيف(‪ )ٕٔٗٚ‬ىػ ‪:‬االصطبلح والتعريؼ في الثقافة اإلسبلمية‪،‬بحث منشور في مجمة الزيتونة ‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ ‬الترمذي ‪ ،‬أبو عيسى محمد بف عيسى بف سورة(ب‪،‬ت) ‪ :‬الجامع الصحيح لمترمذي ‪،‬تحيؽ كماؿ يوسؼ‬
‫الحوت دار الكتب العممية لمنشر‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ ‬الخادمي ‪،‬محمد بف محمد بف مصطفى (ب‪،‬ت) بريقة محمودية في شرح المحمودية‪،‬دار احياء الكتب‬
‫العربية‪،‬بيروت‪.‬‬

‫‪922‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫‪ ‬درويش‪ ،‬كماؿ‪ ،‬والحماحمي‪ ،‬محمد (‪ٜٔٛٙ‬ـ)‪ .‬الترويح وأوقات الفراغ في المجتمع المعاصر ‪ ،‬طٔ‪،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،‬القاىرة ‪.‬‬
‫‪ ‬درويش ‪،‬كماؿ والخولي‪،‬أميف ‪ )ٜٜٔٓ(،‬الترويح وأوقات الفراغ في المجتمع المعاصر‪ ،‬طٕ‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي ‪،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ ‬السد حاف‪ ،‬عبد اهلل بف ناصر بف عبد اهلل (ٕٓٓٓ) الترويح في العيد النبوي‪ :‬أىدافو ووسائمو ‪ ،‬مجمة‬
‫البحوث اإلسبلمية‪ ،‬دار اإلفتاء السعودية‪ ،‬عدد‪ ،ٙٓ :‬ص‪ ،ٕٕٕ :‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪ ‬السد حاف‪ ،‬عبد اهلل بف ناصر بف عبد اهلل (ٕٔٗٔ ىػ) ‪ :،‬الترويح عف النفس آثاره‪ ،‬أىدافو‪ ،‬وسائمو‬
‫‪،‬طٕ‪.‬السعودية ‪.‬‬
‫احمد محمد عبد‬ ‫‪ ‬السمعاني ‪ ،‬أبو سعيد عبد الكريـ ‪ ٔٗٔٗ(،‬ىػ)‪:‬أدب اإلمبلء واالستمبلء ‪،‬تحقيؽ‬
‫الرحمف‪،‬مكتبة الغرباء األثرية لمنشر ‪،‬المدينة المنورة‪.‬‬
‫‪ ‬الطاىر ‪ ،‬نعيـ‪ٕٕٔٗ (.‬ىػ|ٕٔٓٓـ )الحضارة اإلسبلمية‪ .‬طٕ‪ .‬دار البازوري العممية لمنشر والتوزيع ‪،‬‬
‫عماف‪.‬‬
‫‪ ‬الطائي عبد الرزاؽ(‪ٜٜٜٔ‬ـ) ‪ :‬التربية البدنية والرياضة في التراث العربي اإلسبلمي‪ .‬دار الفكر لمنشر‪.‬‬
‫عماف‪.‬‬
‫‪ ‬الطويؿ ‪،‬توفيؽ (‪1967‬م) ‪ :‬أسس الفمسفة ‪ ،‬دار النيضة العربية ‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ ‬عبد العاطي‪ ،‬محمد عبد المنعـ )ٕ٘ٓٓ) قياس اتجاىات تبلميذ المرحمة الثانوية نحو ممارسة الترويح‬
‫الرياضي‪،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية التربيةالرياضية لمبنيف باليرـ‪،‬جامعة حمواف‪،‬مصر‪.‬‬
‫‪ ‬عريفج ‪،‬سامي وآخراف (‪: )ٜٔٛٚ‬مناىج الحث العممي واساليبو ‪،‬دار مجدالوي لمنشر ‪،‬طٔ‪،‬األردف‪.‬‬
‫‪ ‬العساؼ ‪،‬صالح بف حمد(‪ )ٜٜٔٛ‬المدخؿ الى البحث في العموـ الساوكية‪،‬شركة العبيكاف لمطباعة‬
‫والنشر‪،‬طٔ ‪،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ ‬العجموني‪ ،‬اسماعيؿ بف محمد (٘ٓٗٔ)ىػ ‪،‬كشؼ الخفاء ‪،‬تحقيؽ احمد الفبلش‪،‬طٗ ‪،‬الرسالة لمنشر‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ ‬العودة‪ ،‬خالد فيد (ٗٔٗٔ)ىػ ‪ :‬الترويح التربوي –رؤية اسبلمية‪ ،‬طٔ ‪ ،‬دار المسمـ ‪،‬الرياض‪.‬‬
‫‪ ‬القرضاوي ‪ ،‬يوسؼ (ٕٔٗٔ)ىػ ‪:‬دخؿ لدراسة الشريعة االسبلمية ‪ ،‬مكتبة وىبة ‪ ،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪ ‬القوصي ‪ ،‬عبد العزيز (ٕ‪: )ٜٔٛ‬أسس الصحة النفسية ‪،‬ط‪،ٚ‬مكتبة النيضة المصرية ‪،‬القاىرة‪.‬‬
‫‪-ٕٚ ‬محمود ‪ ،‬مسعد عمي (ٖٕٓٓ) ‪:‬مدخؿ التربية البدنية والرياضية ‪،‬ط ٕ ‪ ،‬دار السبلـ لمنشر والطباعة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫مرسي ‪،‬محمد منير (ٕ‪ : )ٜٔٛ‬فمسفة التربية اتجاىاتيا ومدارسيا ‪ ،‬عالـ الكتب – القاىرة ‪.‬مصر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬محمد بف عيسى بف سورة بف موسى بف الضحاؾ‪ .‬وقيؿ‪ :‬محمد بف عيسى بف يزيد بف سورة بف السكف‪.‬‬
‫الترمذي الضرير‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫السممي‬
‫ُّ‬ ‫وقيؿ‪ :‬محمد بف عيسى بف سورة بف شداد بف عيسى‬
‫‪ ‬مصطفى ‪ ،‬يحيى بسيوني (ٓ‪ )ٜٜٔ‬البدائؿ اإلسبلمية لمجاالت الترويح المعاصرة ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ ‬النجار ‪،‬مصمح عبدالحي \العدد ٘‪ ٚ‬بتاريخ\ٔ\‪،ٕٓٓٚ\ٛ‬مجمة البحوث الفقيية المعاصرة ‪،‬مكة المكرمة‪،‬‬

‫‪925‬‬
‫فلسفة الرتويح الرياضي‪...................................‬‬
‫‪ ‬اليندي ‪ ،‬عبلء الديف المتقي (‪ ٜٔٗٓ‬ىػ) كنز العماؿ ‪،‬تحقيؽ بكري حياني وصفوة السقا‪،‬موسسة الرسالة ‪،‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫‪ ‬الوكيؿ ‪،‬محمد السيد (ٗ‪ )ٜٔٛ‬الترويح في المجتمع االسبلمي‪،‬دار السبلمة‪،‬السعودية‪.‬‬

‫‪926‬‬

You might also like