Professional Documents
Culture Documents
النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب the legal employment dismissal system in case of office neglect
النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب the legal employment dismissal system in case of office neglect
*
مقيمي ريمة.د
meguimi.ryma@gmail.com ، الجزائر، قالمة5491 ماي80 جامعة
السنة/ الشهر/ اليوم: تاريخ القبول السنة/ الشهر/ اليوم:تاريخ المراجعة 2020/ 09 /08 :تاريخ اإلرسال
:ملخص
أخطر إجراء إداري يتعرض له الموظف العام الذي أهمل،يعتبر عزل الموظف العام بسبب إهمال المنصب
حيث يؤدي إلى حرمانه من الضمانات التأديبية من جهة و يحرمه أيضا من التوظيف من جديد من جهة،منصبه
و نظرا لذلك أحاط المشرع الجزائري عزل الموظف بسبب إهمال المنصب بجملة من القواعد الموضوعية،أخرى
التي يتوجب على السلطة اإلدارية المختصة احترامها قبل إصدارها لقرار العزل و تعد هذه الضوابط،و اإلجرائية
يعتبر قرار العزل الصادر عنها باطل،بمثابة ضمانات ممنوحة للموظف و في حال مخالفة اإلدارة لهذه الضوابط
.و عديم األثر
:الكلمات المفتاحية
.عزل الموظف؛ إهمال المنصب؛ اإلعذار؛ إنهاء العالقة الوظيفية؛ الوظيفة العامة
Abstract:
The public employee’s dismissal because of office neglect is considered the most serious taken
administrative procedure through which he is deprived of disciplinary guarantees on the one
hand and of being re-employed on the other hand. In view of this, the Algerian legislator has
subjected the dismissal of the employee for office neglect to a set of substantive and procedural
rules the competent administrative authority has to take into account before issuing the
dismissal decision. These rules are considered guarantees that are granted to the employee. If
the administration violates them, the issued dismissal decision will be null void.
Keywords:
Dismissal of employee; office neglect; formal notice; termination of employment relationship;
public office
مقيمي ريمة.*د
151
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
مقدمة:
يلعب الموظف العام دورا بالغ األهمية ،لضمان استمرارية المرفق العام ،و ذلك من خالل بذل أقصى
جهد ،ألداء المهام الموكلة له على أكمل وجه ،و إذا ما أخل بواجباته الوظيفية أو خرج عن مقتضياتها ،فإن ذلك
يؤثر على حسن سير المرفق العام ،و قد يؤدي إلى التوقف عن تقديم الخدمة ،هذا ما دفع بالمشرع الجزائري
إلقرار إجراء العزل في مواجهة الموظف الذي يخل بواجباته المهنية ،السيما إهمال منصبه نتيجة الغيابات الغير
مبررة و لمدة معينة يحددها التشريع أو التنظيم المعمول بهما.
و يعتبر العزل بسبب إهمال المنصب ،أخطر إجراء إداري يمكن أن يتعرض له الموظف خالل مساره
المهني ،مما استدعى تنظيمه عن طريق المرسوم التنفيذي 125/51و ذلك من خالل وضع المشرع لمجموعة
من الضوابط و الضمانات ،التي تكفل حماية الموظف من تعسف اإلدارة العامة.
لذلك ،فإن أهمية هذه الدراسة ،تكمن في خطورة العزل؛ كإجراء صارم يترتب عليه قطع العالقة الوظيفية
بين الموظف و اإلدارة و كذا منعه من حق التوظيف من جديد بعد عزله من الوظيفة ،هذا إلى جانب الخلط بين
العزل و التسريح كصورتين من صور إنهاء الخدمة.
و تهدف هذه الدراسة إلى اإلحاطة بكل ما يتعلق بهذا اإلجراء الخطير الذي يؤثر بصورة مباشرة في الحياة
المهنية و الشخصية للموظف العام .و هذا ما يدفعنا للتساؤل عن مفهوم العزل بسبب إهمال المنصب؟ و كيف نظم
المشرع الجزائري مسألة عزل الموظف بسبب إهمال المنصب؟ و ما مدى توفيره للحماية الالزمة للموظف من
تعسف اإلدارة عند اتخاذها لهذا اإلجراء؟
و اإلجابة على هذه اإلشكالية تقتضي منا إتباع المنهج التحليلي ،لتحليل النصوص القانونية و اآلراء الفقهية
و القرارات القضائية المتعلقة بموضوع الدراسة ،إلى جانب توظيف المنهج الوصفي و ذلك لتوضيح و تحديد
المفاهيم و اإلجراءات المتعلقة بموضوع الدراسة و التي قمنا بتقسيمها على النحو اآلتي:
152
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
153
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
و أضافت المادة 501من نفس األمر " :ال يمكن الموظف الذي كان محل عقوبة التسريح أو العزل أن يوظف
من جديد في الوظيفة العمومية".
من خالل نص المادتين ،يتضح لنا أن العزل هو قرار إداري – بسبب احتوائه على جميع عناصر القرار
اإلداري ،و المتمثلة في كونه؛ عمل قانوني ،صادر عن سلطة إدارية ،باإلرادة المنفردة و له طابع تنفيذي -تتخذه
السلطة التي لها صالحيات التعيين ،حيث يحق لها إصدار قرار العزل بشكل انفرادي دون استشارة أي جهة -
السيما اللجنة المتساوية األعضاء -غير أنه يبدو لنا أن المشرع الجزائري لم يحدد صراحة فيما إذا كان العزل
يعتبر قرار تأديبي أو ال؟
و قد أدى هذا الفراغ – الموجود على مستوى نص المادتين أعاله -إلى تضارب اآلراء حول التكييف القانوني
للعزل – إذ تكتسي هذه المسألة أهمية بالغة في تحديد مفهومه -و قد ذهب بعض الفقه إلى أن العزل – حسب نص
المادتين 509و -501هو إجراء و عقوبة تأديبية في آن واحد و رجح تكييفه بالعقوبة خاصة و أن المشرع قد
جمع بينه و بين التسريح من حيث اآلثار( ،بوقرة أم الخير ،دون ذكر السنة).
و في نفس السياق اتجه البعض إلى القول أن العزل جزاء تأديبي استنادا إلى أن إقصاء الموظف المعزول
من التوظيف مجددا –حسب نص المادة -501في الوظيفة العمومية هو نفس اإلجراء المتخذ على الموظف
المسرح تأديبيا( .بوطبة مراد ،صفحة .)099
و نحن بدورنا نرجح هذا االتجاه الذي يكيف العزل على أنه جزاء أو عقوبة تأديبية و ذلك بالنظر لتشدد
المشرع حوله السيما من خالل إقصاء الموظف المعزول من التوظيف مجددا في الوظيفة العمومية.
و ذهب جانب آخر من الفقه إلى القول بأن العزل ليس عقوبة تأديبية و ذلك استنادا إلى عدم إدراج العزل
ضمن قائمة العقوبات التأديبية المحددة حصرا بموجب المادة 501من القانون األساسي للوظيفة العمومية( .وهابي
بن رمضان.)2855/2858 ،
و قد تم وضع حد لهذا التضارب في اآلراء حول مسألة التكييف القانوني للعزل بمجرد صدور المرسوم
التنفيذي رقم 125/51المحدد لكيفيات عزل الموظف بسبب إهمال المنصب (مرسوم تنفيذي رقم 125/51مؤرخ
في 82نوفمبر 2851يحدد كيفية عزل الموظف بسبب إهمال المنصب ،مؤرخة في 52نوفمير – )2851لم
يصدر هذا النص التنظيمي إال في الثالثي األخير لسنة ،2851أي بعد أزيد من عشر سنوات على صدور األمر
– 81/80حيث نصت المادة 81منه " :العزل بسبب إهمال المنصب دون مبرر مقبول ،إجراء إداري يتخذ
بموجب قرار معلل من السلطة التي لها صالحيات التعيين بعد االعذار ،بغض النظر عن الضمانات التأديبية و
القانونية األساسية" من خالل هذا النص يتجلى لنا ،أن التنظيم كيف صراحة العزل بأنه إجراء إداري ،تصدره
السلطة المختصة ،بغض النظر عن الضمانات التأديبية ،و لعل تكييف التنظيم للعزل بأنه إجراء إداري ،مرده
تفادي اإلجراءات الطويلة التي يمر بها اإلجراء التأديبي.
و تجدر اإلشارة إلى أن بعض القوانين األساسية الخاصة ببعض الوظائف ،قد تشمل عقوبة العزل بصفتها
عقوبة تأديبية ،كما هو الحال بالنسبة للقانون األساسي للقضاة (قانون عضوي رقم 55/89المؤرخ في
2889/84/80المتضمن القانون األساسي للقضاة ،مؤرخة في )2889/84/80حيث اعتبرت المادة 00منه
العزل من العقوبات التأديبية من الدرجة الرابعة ،و تسلط هذه العقوبة على القاضي ،حسب نص المادة 01نتيجة
ارتكابه خطأ جسيم من األخطاء المنصوص عليها في المادة 02من نفس القانون أو بسبب تعرضه لعقوبة جنائية
أو الحبس في جنحة عمدية.
.1.1ج /تمييز العزل عن التسريح
154
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
إن التسريح كعقوبة تأديبية؛ هو االخراج النهائي من الخدمة و هو بذلك يشبه العزل الذي يؤدي إلى قطع
العالقة الوظيفية بين الموظف و اإلدارة ،و بذلك فهذان المصطلحان يتحدان و يتشابهان في الكثير من الجوانب،
فكالهما يؤدي إلى إنهاء صفة الموظف ،كما أنه ينتج عنهما حرمان الموظف من التوظيف من جديد في أسالك
الوظيفة العمومية( ،مكي عمام )2854 ،و هو ما صعب التفريق بينهما لدرجة استعمال البعض لهما استعماال
متقاربا.
و على الرغم من التشابه الموجود بين التسريح (التأديبي) و العزل السيما كونهما يؤديان إلى إنهاء العالقة
الوظيفية بين الموظف و اإلدارة العامة ،إال أنهما يختلفان من عدة جوانب( .بالل بلغالم ،سبتمبر )2851
من حيث التسمية :يتعرض الموظف المتغيب عن الوظيفة لمدة 51يوما متتالية إلى "قرار العزل" و ذلك
حسب المادة 30من المرسوم التنفيذي 021 /11و في المقابل يتعرض الموظف المرتكب لخطأ تأديبي
من الدرجة الرابعة إلى "عقوبة التسريح" للداللة عن حالة إنهاء العالقة الوظيفية بالطريق التأديبي و ذلك
يتفق مع ما جاء في قانون الوظيفة العمومية ،و قد جاء في قرار صادر عن مجلس الدولة الجزائري:
"...ينبغي على اإلدارة و هي ملزمة بإعالم الموظف الذي صدرت ضده عقوبة التسريح بحقه في الطعن
و آجال رفع الطعن( "...قرار رقم ،10105صادر عن مجلس الدولة الجزائري ،الغرفة الثانية،2880 ،
غير منشور).
من حيث األسباب :يصدر قرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب لمدة خمسة عشر( )51يوما متتالية
دون مبرر مقبول ،أما قرار تسريح الموظف ،فيكون بسبب خطأ مهني من الدرجة الرابعة.
من حيث اإلجراءات :يتخذ التسريح التأديبي ،بعد أخذ الرأي الملزم للجنة المتساوية األعضاء (المادة 501
فقرة 82من األمر )81/80بخالف العزل الذي يتخذ بصفة انفرادية ،من طرف السلطة اإلدارية
المختصة بعد االعذار( المادة 55من المرسوم التنفيذي )125/51
من حيث آجال الطعن :التسريح التأديبي يمكن أن يكون محل تظلم ،من طرف الموظف المعني أمام لجنة
الطعن المختصة ،في أجل أقصاه شهر من تاريخ تبليغ القرار (المادة 511من األمر )81/80في حين
يمكن التظلم ضد قرار العزل ،أمام السلطة اإلدارية المصدرة له ،في أجل شهرين من تاريخ التبليغ(.المادة
51من المرسوم التنفيذي )125/51
من حيث ابطال القرار من طرف السلطة اإلدارية :يمكن للسلطة اإلدارية إلغاء قرار العزل ،إذا ما اقتنعت
بالمبرر المقدم من طرف الموظف ،و لكن ذلك بعد أخذ رأي اللجنة المتساوية األعضاء (المادة 59من
المرسوم التنفيذي )125/51و في المقابل ،يمكن للسلطة اإلدارية إبطال قرار تسريح الموظف – متى
كان غير مشروع و مخالف ألحكام قانون الوظيفة -دون استشارة أو أخذ رأي اللجنة المتساوية األعضاء.
155
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
( )11يوما متتالية على األقل ،دون مبرر مقبول ".و هو ما يتماشى مع نص المادة 509من قانون الوظيفة
العامة ،و عرف مجلس الدولة الجزائري في قرار صادر عنه التخلي عن المنصب بأنه..." :التخلي عن المنصب
هو نتي جة التوقف عن الخدمة دون سبب مقبول و ينجر عنه قطع عالقة العون بالمصلحة بدون االحترام اإلجباري
لإلجراء التأديبي( "...قرار رقم ،885500صادر عن الغرفة الثانية ،مجلس الدولة ،بتاريخ ،2885/81/52
غير منشور).
من خالل هذين التعريفين يمكن أن نستشف نقطتين أساسيتين :األولى هي أن المشرع قد أقر قرينة قانونية
ال يمكن إثبات عكسها ،إال من خالل تقديم مبرر مقبول ،فبمجرد الغياب لمدة 51يوما متتالية دون تبرير مقبول
يعتبر الموظف في وضعية إهمال للمنصب .و الثانية هي أنه يدخل ضمن وضعيات التخلي المنطوية تحت مفهوم
اإلهمال ،كل حاالت التوقف عن العمل دون سبب قانوني مقبول و منها حتى تلك التي تنتج عقب انتهاء وضعيات
قانونية ،يكون فيها الموظف متوقفا عن الخدمة؛ كحالة االستيداع و االنتداب و األمومة و العطل التي تفرض التحاق
الموظف أو الموظفة بمنصبهم ،في اليوم الموالي النتهاء كل وضعية( .مكي عمام ،2854 ،صفحة )551
.2.1ب /شروط تحقق وضعية إهمال المنصب:
حسب نص المادتين 509من األمر 81/80و 82من المرسوم التنقيذي ،125/1فإنه يجب العتبار
الموظف العمومي في وضعية إهمال المنصب ،توفر جملة من الشروط تتمثل في:
أن يكون الموظف في وضعية خدمة:
جاء في المادة 82من المرسوم التنفيذي " 125/51يعتبر في وضعية إهمال المنصب كل موظف في الخدمة"...
و بذلك ،فإنه يشترط لتحقق وضعية إهمال المنصب ،أن يكون الموظف في الخدمة أي أن يمارس مهامه فعليا داخل
اإلدارة التابع لها ،و القيام بالخدمة حسب نص المادة 520من األمر 81/80هي وضعية الموظف ،الذي يمارس
فعليا في المؤسسة أو اإلدارة العمومية التي ينتمي إليها ،المهام المطابقة لرتبته أو مهام شغل منصب من المناصب
المنصوص عليها في المادتين 58و 51من هذا األمر ،و بذلك ،فالموظف الذي يكون في وضعية أخرى
كاالنتداب ،االستيداع ،الخدمة الوطنية -و هي الوضعيات المنظمة بموجب المواد من 511إلى 511من األمر
-81/80ال يعتبر في وضعية إهمال المنصب ،إال بعد انتهاء المدة القانونية المقررة للوضعية أو الحالة التي كان
فيها ،حيث يجب عليه الرجوع إلى وضعية الخدمة ،و إال اعتبر في وضعية إهمال المنصب.
غياب الموظف لمدة ال تقل عن خمسة عشر يوما متتالية:
يتعين لتحقق وضعية إهمال المنصب ،حصول غياب لمدة ال تقل عن 51يوما متتالية دون انقطاع ،فإذا حدث
انقطاع زال السبب ،كما يجب أن يكون الغياب بإرادة الموظف ال بتدخل من اإلدارة.
و يتعين على اإلدارة أن تتأكد من الغياب الجسماني للموظف عن مكان عمله ،ذلك أن حضور الموظف و امتناعه
عن ضمان القيام بال خدمة ال يمكن اعتباره إهمال للمنصب ،بل يخضع للنظام التأديبي المعمول به ،على أساس عدم
تنفيذ المهام الموكلة له( .مقدم سعيد)2858 ،
انعدام العذر المقبول:
حتى نكون بصدد إهمال للمنصب البد أن يكون الغياب عن مقر العمل دون عذر مقبول ،و يعتبر المبرر مقبوال،
حسب نص المادة 82فقرة 82من المرسوم التنفيذي 125/51كل مانع أو حالة قوة قاهرة خارجين عن إرادة
المعني ،مثبتين قانونا و يرتبطان على وجه الخصوص بما يأتي :الكوارث الطبيعية ،العجز البدني الناتج عن مرض
أو حادث خطير ،المتابعات الجزائية التي ال تسمح للمعني بااللتحاق بمنصب عمله.
156
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
كما قد نكون بصدد عذر مقبول إذا كان الموظف مرخص له بالتغيب من طرف اإلدارة المستخدمة له( .لحسين بن
شيخ أث ملويا)2850 ،
قيام اإلدارة بمعاينة الغياب و اعذار الموظف:
يتعين على اإلدارة معاينة غياب الموظف الموجود في وضعية إهمال المنصب ،بوثيقة مكتوبة تودع في ملفه
اإلداري( المادة 89من المرسوم التنفيذي ) 125/51و يحرر بذلك محضر أو تقرير خالل اليوم الثاني للتغيب
بدون عذر مقبول ،بمعنى أن يثبت التغيب ليومين متتاليين( ،لحسين بن شيخ أث ملويا ،2850 ،صفحة )41يجب
على اإلدارة توجيه إعذارين للموظف الغائب عن منصب عمله ،قبل إصدار قرار بعزله ،حيث ال يمكن إثبات
وضعية إهمال المنصب ،ما لم يتم اعذار الموظف أصال وفقا للكيفيات المحددة في المرسوم التنفيذي 125/51
(المادة 81منه)
.2.1ج /حاالت انتفاء وضعية إهمال المنصب
أورد المشرع الجزائري حاالت انتفاء وضعية إهمال المنصب ضمن نص المادة 82من المرسوم التنفيذي
125/51و قد جاءت هذه الحاالت على سبيل المثال ال الحصر و تتمثل فيما يلي:
الكوارث الطبيعية :مثل الزالزل ،الحرائق ،و العواصف الثلجية التي تتسبب في قطع الطريق...إلخ و يتم
إثبات ها من قبل السلطة اإلدارية المعنية و عادة ما تسلم شهادة إدارية تثبت تعذر التحاق الموظف بمنصب
عمله بسبب كارثة طبيعية و ذلك في إطار صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي( .غربي أحسن ،عدد
81سبتمبر )2850
العجز البدني الناتج عن مرض أو حادث خطير :مثاله المرض الذي يصيب الموظف بالعجز البدني و
يجعله ال يستطيع المشي ،أو حادث مرور جسماني يستوجب اإلقامة في المستشفى( ،لحسين بن شيخ أث
ملويا ،2850 ،صفحة )41و يثبت بشهادة طبية مؤشر عليها من قبل مصالح الضمان االجتماعي.
(غربي أحسن ،عدد 81سبتمبر ،2850صفحة )954
المتابعات الجزائية التي ال تسمح للموظف بااللتحاق بالمنصب :كأن يودع في الحبس أو يكون تحت
تدبير تحديد اإلقامة (لحسين بن شيخ أث ملويا ،2850 ،صفحة )41فهذه الحالة خاصة بالمتابعات
الجزائية فقط و ال تتعلق بالحكم الجزائي السالب للحرية ،و تثبت من خالل تقديم الوثائق ،التي تثبت
المت ابعة القضائية في حق الموظف ،كأن يقدم نسخة من استدعاء الجهة المختصة مثال( .خالد سرباح و
عبد الهادي درار)2854 ،
157
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
باطل و عديم األثر ،مما يمنح للمعني ضمانة أخرى و هي طلب إبطال قرار العزل( .غربي أحسن ،عدد
81سبتمبر ،2850صفحة )951
.5.2معاينة غياب الموظف و اعذاره
أولى المرسوم التنفيذي رقم ،125/51أهمية بالغة إلجراء االعذار و لكن قبل القيام باالعذار ،فرض على
اإلدارة المستخدمة للموظف ضرورة القيام بمعاينة غياب الموظف ،و سنوضح ذلك من خالل ما يأتي:
.1.2أ /معاينة غياب الموظف
يقصد بالمعاينة " انتقال العضو المحقق أو األعضاء المحققين في الوقت المناسب إلى مكان عمل الموظف
المتهم ،من أجل الوقوف على حقيقة ما ارتكبه من مخالفات و هي إجراء من إجراءات التحقيق( ".بودربالة
أمحمد)2851/2859 ،
و أكد المشرع الجزائري على ضرورة إجراء المعاينة ،في نص المادة 89من المرسوم التنفيذي 125/51
و بذلك ،فغياب الموظف عن منصبه تتم معاينته من طرف اإلدارة المستخدمة للموظف ،سواء عن طريق رئيسه
السلمي أو عن طريق األعوان المكلفين بذلك ،على أن يتم بعدها مباشرة ،إخطار الجهة اإلدارية المختصة بالتعيين
و ذلك التخاذ إجراء االعذار في حالة استمرار معاينة غياب الموظف عن منصبه ،ألكثر من يومي ( )82عمل
متتاليين و هذا حسب ما جاء في المادة 81من المرسوم التنفيذي ،125/51و من بين اإلجراءات الشكلية
الجوهرية التي يجب على اإلدارة المختصة االلتزام بها؛ هي تحرير تقرير معاينة الغياب كتابة ،و يستخلص ذلك
من عبارة " ...بوثيقة مكتوبة "...الواردة في المادة ،89كما أن اإلدارة ملزمة بإيداع تقرير المعاينة في الملف
التأديبي للموظف ،باعتباره أحد مكونات الملف اإلداري.
.1.2ب /اعذار الموظف
يمكن االعذار من إعطاء فرصة للموظف ،ليراجع سلوكه و يقرر إراديا الرجوع إلى منصب عمله ،كما يمكن
اإلدارة من معرفة موقف الموظف ،قبل اتخاذ قرار العزل( .لحسين بن شيخ أث ملويا)2884 ،
شروط االعذار :تضمن المرسوم التنفيذي 125/51جملة من الشروط المتعلقة باالعذار و تتعلق هذه
الشروط بما يلي:
الجهة المختصة باالعذار :بالرجوع لنص المادة 81من المرسوم التنفيذي 125/51يتضح أن السلطة
المؤهلة التخاذ إجراء االعذار هي السلطة التي يعود لها صالحية التعيين و هي نفس السلطة التي يعود
لها حق عزل الموظف بسبب إهمال المنصب.
شكل االعذار :يكون االعذار في شكل رسالة مكتوبة ،موجهة للموظف المتغيب من طرف الجهة التي لها
سلطة التعيين ،مما يعني استبعاد االعذار الشفوي ،و يجب أن يتضمن االعذار بيان المخالفة المنسوبة
للموظف ،مع إعالمه بضرورة االلتحاق بمنصب عمله فورا أو تبرير غيابه ،كما يتعين اإلشارة إلى
العواقب التي قد يتعرض لها الموظف ،في حال تعرضه إلجراء العزل و المتمثلة في فقدانه للضمانات
التأديبية و كذا عدم إمكانية توظيفه من جديد (غربي أحسن ،عدد 81سبتمبر ،2850صفحة )925و
يستخلص ذلك من نص المادتين 80و 81من المرسوم التنفيذي .125/51
آجال االعذار :البد من توجيه اعذاريين للموظف الغائب عن منصبه ،و يخضع االعذارين لوجوب احترام
مدة زمنية معينة ،على النحو اآلتي( :لحسين بن شيخ أث ملويا ،2850 ،صفحة )49
158
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
االعذار األول :عندما يتغيب الموظف دون عذر مقبول؛ لمدة يومين متتاليين و تعاين اإلدارة ذلك ،فالبد
من أن توجه له اعذار إلى آخر عنوان مسجل في ملفه اإلداري و هذا ما ورد في الفقرة األولى من المادة
81من المرسوم التنفيذي .125/51
االعذار الثاني :البد من توجيه اعذار ثاني للموظف المتغيب دون عذر مقبول و ذلك بعد انقضاء خمسة
( )81أيام عمل ،ابتداءا من تاريخ االعذار و عدم التحاق الموظف بمنصب عمله و عدم تقديمه لمبرر
لغيابه ،بعد انقضاء هذه المدة و ذلك حسب الفقرة 82من المادة 81سابقة الذكر.
و بذلك ،فإنه يجب على اإلدارة احترام آجال توجيه االعذار ،كما أنه إذا حدث انقطاع في الغياب ،فال يمكن
أن يكون هناك اعذارين متتاليين و إنما تبدأ اإلجراءات من جديد ،كما أنه إذا قدم الموظف مبرر مقبول بعد االعذار
األول ،فهنا ال يمكن لإلدارة القيام باعذار ثاني ،ذلك أن غياب الموظف في هذه الحالة أصبح معلوم ومبرر لدى
اإلدارة ،مما يؤدي إلى توقيف إجراءات العزل( .غربي أحسن ،عدد 81سبتمبر ،2850صفحة )922
تبليغ االعذار :يشترط في االعذار التبليغ الصحيح ،و يعتبر التبليغ صحيحا متى تم للمعني شخصيا ،إما
عن طريق البريد برسالة ضمن ظرف موصى عليه مع إشعار باالستالم أو بأية وسيلة قانونية منصوص
عليها في التشريع أو التنظيم المعمول بهما (المادة 80من المرسوم التنفيذي )125/51كأن يتم بواسطة
المحضر القضائي ،الشرطة اإلدارية أو بواسطة أحد الموظفين...إلخ و حسب المادة 81من المرسوم
التنفيذي 125/51فإن االعذار يعد قانونيا في الحاالت اآلتية:
-إذا رفض الموظف المعني بمحض إرادته تسلم اإلشعار باستالم االعذار.
-إذا امتنع عن سحب الرسالة الموصى عليها المتضمنة االعذار.
-عندما يتعذر تبليغ االعذار بسبب غياب الموظف المعني عن مسكنه.
كما تعتبر المالحظة المدونة من مصالح البريد فوق الظرف البريدي أو اإلشعار باالستالم؛ الذين أعيدا إلى
اإلدارة في الحاالت المذكورة أعاله ،بمثابة تبليغ و بالمقابل ،فإنه في حالة عدم استالم المعني لالعذار و إعادة
الظرف إلى اإلدارة حامال مالحظة؛ مثل ال يقيم في العنوان المذكور أو عنوان غير معروف أو نحو ذلك ،فتعتبر
تلك المالحظة مع ختم البريد بمثابة دليل إثبات تبليغ ،و هذا ما جاء في نص المادة 80من المرسوم التنفيذي
.125/51
و قد قضى مجلس الدولة في أحد قراراته بأن عدم استالم الموظف المعني لالعذارين يؤدي إلى القول بأنه ال
يمكن أخذها بعين االعتبار و بالتالي فقرار العزل غير شرعي( .مجلة مجلس الدولة ،العدد )2889 ،81
آثار االعذار :يترتب على إجراء االعذار إحدى الوضعيات التالية:
التحاق الموظف بمنصبه بعد االعذارين مع تقديمه لمبرر مقبول :في هذه الحالة ،تجري اإلدارة خصما
من راتبه بسبب غياب الخدمة المؤداة بقدر عدد األيام التي تغيب فيها(المادة 84من المرسوم التنفيذي
)125/51غير أنه ،البد من أن ال يستمر الغياب لمدة 51يوما متتالية ،ذلك أن االلتحاق بمنصب العمل
بعد انقضائها و بالرغم من تقديم المبرر المقبول ،فإن اإلدارة تصدر مقرر العزل ،لكون التغيب خالل تلك
المدة يقطع العالقة التي تربط الموظف باإلدارة( .لحسين بن شيخ أث ملويا ،2850 ،صفحة )40
159
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
التحاق الموظف بمنصب عمله بعد االعذارين دون تقديم مبرر مقبول :في هذه الحالة ،تجري اإلدارة
خصما من راتبه بسبب غياب الخدمة المؤداة و الذي يساوي عدد األيام التي تغيب فيها ،اضافة إلى ذلك
توقع عليه اإلدارة عقوبة تأديبية ،طبقا لإلجراءات المعمول بها في هذا المجال( المادة 84فقرة 82من
المرسوم التنفيذي) و نكون هنا بصدد خطأ مهني من الدرجة الثانية طبقا للمادة 514فقرة 82من األمر
( المادة 81/80و المتمثل في اإلخالل بواجب أداء الخدمة و يكون محال للعقوبة من الدرجة الثانية
501من األمر )81/80و المتمثلة في:
عدم التحاق الموظف بمنصبه بعد االعذارين و قبل انقضاء مدة 11يوما :في هذه الحالة؛ توقف اإلدارة
صرف راتبه و تتخذ كل التدابير التي من شأنها صون مصلحة المرفق و ضمان حسن سيره(المادة 58
من المرسوم التنفيذي).
تسبيب قرار العزل :يعتبر تسبيب قرار عزل الموظف من الضمانات األساسية و الجوهرية ،التي يجب
على اإلدارة المختصة االلتزام بها ،ذلك للدور الهام الذي يلعبه في تحقيق التوازن بين مصلحة اإلدارة في
المحافظة على حسن سير مرافقها بانتظام و اطراد و مصلحة الموظف في حماية مركزه القانوني.
و قد أكد المرسوم التنفيذي 125/51في المادتين 81و 55منه على ضرورة تعليل قرار العزل ،كما
قضى مجلس الدولة في هذا الشأن بأن..." :إهمال الموظف لمنصبه دون مبرر مقبول يعد تسبيا كافيا
ضده( "...مجلة مجلس الدولة ،العدد )2889 ،81
و في حالة عدم قيام اإلدارة بتسبيب قرار العزل ،فإن ذلك يؤدي إلى بطالنه ،بسبب مخالفته ألحكام
المادتين 55و 81سالفتي الذكر ،و هذا ما أكدته المادة 51من المرسوم التنفيذي 125/51و التي جاء فيها" :
يعد باطال و عديم األثر كل قرار عزب إلهمال المنصب يتم بصفة مخالفة ألحكام هذا المرسوم".
/0.2تبليغ قرار العزل
يعتبر تبليغ القرارات -بما فيها قرار العزل – إجراءا وجوبيا في المواد اإلدارية و إجراءا جوهريا تحت طائلة
البطالن ،و قد أوجبت المادة 52من المرسوم التنفيذي 125/51على اإلدارة المصدرة لقرار العزل ،تبليغ
الموظف المعني بهذا القرار في أجل ال يتجاوز 80أيام ابتداءا من تاريخ توقيعه – و هو نفس األجل الذي حددته
المادة 512من األمر 81/80و المتعلقة بتبليغ القرار المتضمن العقوبة التأديبية -و فق نفس الكيفيات المنصوص
عليها في المادة 81أعاله و يحفظ في ملفه اإلداري.
160
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
و نالحظ هنا أن المشرع أحال إلى تطبيق المادة 81من نفس المرسوم بشأن كيفيات التبليغ ،في حين كان يجدر
به اإلحالة إلى نص المادة ،80فهي التي تتعلق بكيفية تبليغ االعذار في حين تتحدث المادة 81عن االعذارين و
آجالهما فقط.
لذا يبدو أن هناك خطأ مادي في نص المادة 52فيما يخص اإلحالة إلى كيفيات التبليغ ،و بذلك فالتبليغ يتم إما
بالبريد ،برسالة ضمن ظرف موصى عليه مع اإلشعار باالستالم أو بأية وسيلة قانونية ،منصوص عليها في التشريع
و التنظيم المعمول بهما.
و تبعا للمادة 51من المرسوم التنفيذي ،يجب أن يتضمن قرار العزل مالحظة ،تعلم الموظف المعني بكون
القرار ،يمكن أن يكون محل تظلم لدى السلطة اإلدارية المصدرة له ،و ذلك في أجل شهرين من تاريخ تبليغه ،مع
اإلشارة بأنه ال يمكن شغل المنصب المالي الشاغر ،بعد عزل المعني خالل مدة الشهرين المقررة لرفع التظلم و
هذا تحسبا إلبطال اإلدارة لقرار العزل و إعادة الموظف لمنصبه.
1اآلثار المترتبة عن عزل الموظف بسبب إهمال المنصب
يترتب على إصدار و تبليغ القرار المتضمن عزل الموظف بسبب إهمال المنصب ،مجموعة من اآلثار
القانونية تتمثل فيما يلي:
.5.1إنهاء العالقة الوظيفية
يؤدي العزل إلى إنهاء العالقة الوظيفية بين الموظف و اإلدارة و يترتب على ذلك ما يلي( :سلطاني ليلة،2854 ،
صفحة )12
.1.0أ /فقدان صفة الموظف العام
نصت المادة 250من األمر 81/80على " :ينتج إنهاء الخدمة التام الذي يؤدي إلى فقدان صفة الموظف
عن...العزل "...و بفقدان الموظف المعزول لصفته الوظيفية ،فإنه يصبح خارج عن إطار سلكه الوظيفي ،و بالتالي
يفقد كل الحقوق المرتبطة بصفته الوظيفية ،كما يجرد من كل الوسائل أو اللوازم التي كانت تدل على صفته
الوظيفية ،كتجريده من البطاقة المهنية و كل اللوازم و الوسائل التي كان يستعملها في أداء مهامه.
.1.0ب /حرمان الموظف المعزول من التوظيف من جديد
أقر المشرع الجزائري ،بموجب المادة 501من األمر 81/80عدم أمكانية ترشح الموظف المعزول بسبب إهمال
المنصب إلى الوظيفة العمومية من جديد ،حيث جاء في نص المادة " ال يمكن الموظف الذي كان محل عقوبة
التسريح أو العزل أن يوظف من جديد في الوظيفة في الوظيفة العمومية".
نالحظ هنا أن المشرع الجزائري كان قاسيا جدا في أحكام هذه المادة ،كما يعد ذلك خرقا ألحكام الدستور التي
أقرت أن الترشح للوظيفة العمومية حق دستوري مكفول ألي مواطن( المادة 01من التعديل الدستوري لسنة
، )2850و هو ما تم التأكيد عليه أيضا ضمن مشروع التعديل الدستوري لسنة 2828بموجب المادة 01منه
(مرسوم رئاسي رقم 215/28مؤرخ في 51سبتمير ،2828يتضمن استدعاء الهيئة االنتخابية لالستفتاء المتعلق
بمشروع تعديل الدستور) ،حيث كان من األجدر أن يحرم الموظف المعزول من حق التوظيف لمدة معينة فقط.
و لعل تبرير قساوة هذه العقوبة ،هو أن الموظف المهمل لمنصبه دون مبرر مقبول ،يدل على استهتاره بمهام
وظيفته و عدم تقديره لما قد يرتبه انقطاعه عن أداء مهامه ،من إخالل بسير عمل المرفق العام ،لذلك جعل المشرع
هذا االنقطاع ،سببا لفقدان وظيفته و عدم تمكنه منها من جديد ،ردعا له و عبرة لغيره( .نواف كنعان)2880 ،
2.0اآلثار المتعلقة بالجانب المالي:
نص المرسوم التفيذي رقم 125/51على اآلثار المالية ،الناجمة عن هذا القرار و يمكن تصنيفها على هذا
النحو( :بلغالم بالل ،سبتمبر ،2854صفحة )008
161
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
يكون التظلم ضد قرار عزل الموظف إلهمال المنصب ،جوازيا و ليس وجوبيا و هذا ما يفهم من عبارة
" ...يمكن أن يكون محل تظلم "...الواردة في نص المادة 51من المرسوم التنفيذي 125/51و بذلك ،فإنه يمكن
للمعني اللجوء إلى القاضي اإلداري مباشرة دون القيام بالتظلم ،و هذا ما يتماشى مع مقتضيات المادة 018من
قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،و التي جاء فيها " :يجوز للشخص المعني بالقرار اإلداري ،تقديم تظلم إلى
الجهة اإلدارية مصدرة القرار في األجل المنصوص عليه في المادة 928أعاله."...
و حسب المادة 51من المرسوم التنفيذي أعاله ،فإن التظلم يكون أمام السلطة التي أصدرت قرار العزل،
أي أنه تظلم والئي -وليس إلى السلطة اإلدارية التي تعلوها ،بمعنى التظلم الرئاسي -و هو نفس ما ورد في المادة
162
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
018أعاله .و فيما يخص آجال التظلم فقد حددتها المادة 51أعاله ،بأجل شهرين ابتداءا من تاريخ التبليغ ،و يتم
مراعاة أحكام المادة 981من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية في احتساب أجل الشهرين.
و تجدر اإلشارة إلى أن األجل المحدد في المادة ،51جاء استثناءا على آجال التظلم -العامة -الواردة في
نص المادة 024قانون اإلجراءات اإلدارية و التي حددت بـ 89أشهر من تاريخ التبليغ ،و يتم إعمال أحكام المادة
51تطبيقا لقاعدة " الخاص يقيد العام".
.1.4ب/آثار التظلم :بعد تقديم التظلم نكون بصدد حالتين:
تقديم المتظلم لمبرر مقبول :إذا قدم الموظف المعزول مبررا مقبوال ،خالل األجل المحدد في المادة 51
أعاله ،تقوم اإلدارة بإلغاء قرار العزل بعد دراسة المبرر و التأكد من صحة المعلومات و صالحية الوثائق
المقدمة ،و بعد أخذ رأي اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء المختصة ،إزاء السلك أو الرتبة الذين ينتمي
إليهما الموظف المتظلم(المادة 59من المرسوم التنفيذي )125/51
تقديم المتظلم لمبرر غير مقبول :في هذه الحالة ،تصدر اإلدارة المتظلم أمامها قرارا برفض التظلم و لها
أيضا أن ترفض التظلم في حالة :عدم تقديم المتظلم أي مبرر لغيابه ،مكتفيا بعريضة التظلم فقط ،و كذلك
في حالة :تقديم التظلم خارج الميعاد المنصوص عليه في المادة 51من المرسوم التنفيذي سالف الذكر،
و في هذه الحالة ،فاإلدارة ليست ملزمة باستصدار رأي من اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء لرفض
التظلم( .لحسين بن شيخ أث ملويا ،2850 ،صفحة )585
/2.4الدعوى القضائية
يمكن للموظف الذي صدر في حقه قرار بالعزل ،الطعن فيه عن طريق رفع دعوى اإللغاء ،أمام الجهة
القضائية المختصة و المتمثلة إما في المحكمة اإلدارية أو مجلس الدولة و ذلك حسب الجهة اإلدارية التي أصدرت
القرار – حسب قواعد االختصاص المحددة بموجب المادتين 085و 485من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية
-و ميعاد رفع الدعوى هو أربعة أشهر( )89من تاريخ تبليغ القرار(المادة 024قانون اإلجراءات المدنية و
اإلدارية) أو شهرين من تاريخ رفض التظلم و ذلك في حالة قيام الموظف بالتظلم قبل اللجوء للقضاء – وفقا
ألحكام المادة 018من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية – و يتعين على المدعي تأسيس دعواه على وجود
عيب من عيوب المشروعية.
و من بين التطبيقات القضائية في هذا الشأن نجد القرار الصادر عن الغرفة الثانية لمجلس الدولة بتاريخ
2855/58/51تحت رقم ( 8800811قضية ب،ع ضد المديرية العامة للجمارك ) و الذي جاء فيه... " :حيث
يعتمد المدعي في تبرير دعوى اإللغاء على أن اإلجراءات التأديبية المتخذة ضده لم تكن قانونية و لم تتخذ في
وقتها المحدد قانونا...
...حيث أن ترك المنصب و عدم االلتحاق إليه رغم االعذار المبلغ للموظف ،قانونا ال يستوجب إحالة هذا األخير
على المجلس التأديبي ،ب ل يستوجب العزل التلقائي ،لكن مع ذلك ،فإن المدعى عليها أحالت ملفه على اللجنة
الوطنية المتساوية األعضاء بتاريخ 2331/11/21و التي قررت عزله.
و حيث أن قرار العزل اتخذ طبقا للقانون فيتعين رفض دعوى المدعي لعدم التأسيس( "...مجلة مجلس الدولة،
العدد ،2851 ،55صفحة )551
و أكدت المادة 51من المرسوم التنفيذي 125/51بأن؛ قرار العزل يعد باطال و عديم األثر متى خالف أي
مقتضى من مقتضيات ذلك المرسوم و ذلك دون تمييز بين نوعية تلك المخالفة جسيمة كانت أو بسيطة ،و لعل ذلك
163
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
جاء بغية حث اإلدارة توخي الحذر و عدم التسرع في إصدار قرار العزل ،خاصة و أن هذا األخير يتخذ دون
مراعاة اإلجراءات و الضمانات التأديبية( .لحسين بن شيخ أث ملويا ،2850 ،صفحة )582
و قد جاء في القرار رقم 1902الصادر عن الغرفة الثانية لمجلس الدولة بتاريخ ( 2881/82/21قضية س،ر
ضد مديرية التربية لوالية سطيف) " ...حيث أنه يعتبر قرار العزل المتخذ خالل عطلة مرضية شرعية قرار
مخالف للقانون لعيب في تطبيق المادة 101من المرسوم 18/91المؤرخ في 1891/30/20المتضمن القانون
النموذجي الخاص بالمؤسسات و اإلدارات العم ومية ،لذا يتعين إلغاء القرار المستأنف فيه الذي أساء في تقدير
الوقائع و تطبيق القانون و بعد التصدي ابطال القرار المطعون فيه المتضمن عزل المستأنف من منصب عمله".
(مجلة مجلس الدولة ،العدد ،2889 ،81صفحة )500
خاتمة:
من خالل هذه الدراسة حاولنا بقدر المستطاع تسليط الضوء على أهم النقاط المتعلقة بالنظام القانوني لعزل الموظف
بسبب إهمال المنصب و قد توصلنا إلى النتائج التالية:
-يعتبر العزل أخطر إجراء إداري يتعرض له الموظف العام الذي أهمل منصبه حيث يؤدي إلى حرمانه
من التوظيف من جديد..
-وردت حاالت انتفاء وضعية إهمال المنصب في المادة 82من المرسوم التنفيذي 125/51على سبيل
المثال ال الحصر ،بما يفتح المجال أمام إعمال السلطة التقديرية لإلدارة العامة.
-وضع المشرع الجزائري من خالل المرسوم التنفيذي 125/51مجموعة من القواعد اإلجرائية التي
يتو جب على السلطة اإلدارية المختصة التقيد بها قبل اصدارها لقرار العزل و في حالة مخالفة اإلدارة
لهذه اإلجراءات يعتبر قرار العزل الصادر عنها باطل و عديم األثر.
-تمكين المرسوم التنفيذي 125/51السلطة اإلدارية المختصة من إصدار قرار العزل دون أخذ رأي اللجنة
المتساوية األعضاء من جهة و إلزامها بأخذ رأي هذه اللجنة في حالة إلغاء قرار العزل و إعادة إدماج
الموظف من جديد من جهة أخرى يخل بقاعدة توازي األشكال.
-تعديل المادة 501من األمر 81/80و ذلك لكونها تتنافى و أحكام الدستور على النحو السابق بيانه من
خالل تحديد مدة زمنية معينة للحرمان ،أقترح أن ال تزيد عن ثالث سنوات
164
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
قائمة المراجع
أوال :المعاجم و القواميس:
ابن منظور ،أبو الفضل جمال الدين محمد )5445(،لسان العرب ،الجزء ،55دار صادر ،بيروت.
ثانيا :الكتب
زمور كمال،)2859(،مرشد تطبيقي لتسيير المستخدمين في المؤسسات و اإلدارات العمومية ،دار بلقيس للنشر ،الجزائر.
لحسين بن شيخ أث ملويا )2009(،المنتقى في قضاء مجلس الدولة.،دار هومة،الجزائر
لحسين بن شيخ أث ملويا .)2850( ،تطبيقات المنازعات اإلدارية (المجلد الجزء الثاني) .دار هومة،الجزائر.
مقدم سعيد )2858( .الوظيفة العمومية بين التطور و التحول من منظور تسيير الموارد البشرية و أخالقيات المهنة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.
نواف كنعان .)2880( .النظام التأديبي للوظيفة العامة (اإلصدار الطبعة األولى).إثراء للنشر و التوزيع .األردن.
ثالثا :الرسائل الجامعية
بودربالة أمحمد) 2014/2015(،التحقيق التأديبي في الوظيفة العمومية ،مذكرة ماجستير،جامعة البليدة ،02كلية الحقوق و
العلوم السياسية .
بوطبة مراد ،نظام الموظفين من خالل األمر ،06/03أطروحة دكتوراه في القانون العام ،جامعة الجزائر .01
وهابي بن رمضان .)2855/2858( .التسيير التأديبي في قطاع الوظيفة العمومية الجزائري .مذكرة ماجستير علوم
تسيير،كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير جامعة أبي بكر بلقايد.تلمسان،
رابعا :المقاالت
بدري مباركة )2828(،عزل الموظف بسبب إهمال المنصب في التشريع الجزائري ،مجلة األستاذ الباحث للدراسات
القانونية و السياسية ،المجلد الخامس ،العدد األول.
بلغالم بالل (،سبتمبر ) 2015قرار عزل الموظف في الوظيفة العمومية ،مجلة العلوم القانونية و السياسية ،المجلد العاشر،
العدد الثاني،
بوقرة أم الخير ( .دون ذكر السنة) .تأديب الموظف وفقا ألحكام القانون األساسي العام للوظيفة العمومية،مجلة المفكر ،
العدد التاسع.
سرباح خالد و عبد الهادي درار .)2854( .الضمانات القانونية لحماية الموظف العام من قرار العزل .مجلة القانون العام
الجزائري و المقارن ،المجلد الخامس (العدد األول).
سلطاني ليلة .)2854( .العزل حالة من حاالت اإلنهاء التام للعالقة الوظيفية بين اإلدارة و الموظف في األمر رقم 81/80
المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العامة في الجزائر ،مجلة القانون العام الجزائري و المقارن ،المجلد الخامس (العدد
األول).
غربي أحسن( .عدد 81سبتمبر ،)2850ضمانات عزل الموظف العام بسبب إهمال المنصب،مجلة دراسات و أبحاث
المجلة العربية في العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية ،المجلد ،58ص .954
مكي عمام .) 2854( .ضمانات عزل الموظف نتيجة إهمال المنصب بموجب القانون الجزائري .مجلة القانون العام
الجزائري و المقارن ،العدد األول
165
ريمة مقيمي ...النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
قانون 84/80المؤرخ في 21فبراير ،2880يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،الجريدة الرسمية عدد ،25
مؤرخة في 21أبريل .2880
قانون 85/50مؤرخ في 80مارس ،2850يتضمن تعديل الدستور ،الجريدة الرسمية عدد ،59مؤرخة في 81مارس
.2850
مرسوم رئاسي رقم 215/28المؤرخ في 51سبتمبر ،2828يتضمن استدعاء الهيئة االنتخابية لالستفتاء المتعلق
بمشرع تعديل الدستور ،الجريدة الرسمية عدد ،19مؤرخة في 50سبتمبر .2828
مرسوم تنفيذي رقم 125/51مؤرخ في 02نوفمبر ،2017يحدد كيفيات عزل الموظف بسبب إهمال المنصب ،الجريدة
الرسمية عدد ،66مؤرخة في 12نوفمير 2017
سادسا :المجالت القضائية
مجلة مجلس الدولة ،مجلس الدولة الجزائري ،العدد .2889 ،81
مجلة مجلس الدولة ،مجلس الدولة الجزائري ،العدد .2851 ،55
سابعا :القرارات القضائية
قرار رقم 885500صادر عن مجلس الدولة ،الغرفة الثانية ،2885 ،غير منشور.
قرار رقم 10105صادر عن مجلس الدولة ،الغرفة الثانية ،2880 ،غير منشور.
166