You are on page 1of 16

311 - 353 :‫) ص ص‬2123( 13 :‫ العدد‬/31 :‫دفاتر السياسة والقانون الـمجلد‬

‫النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬


The Legal Employment Dismissal System in Case of Office Neglect

*
‫ مقيمي ريمة‬.‫د‬
meguimi.ryma@gmail.com ،‫ الجزائر‬،‫ قالمة‬5491 ‫ ماي‬80 ‫جامعة‬

‫ السنة‬/ ‫ الشهر‬/ ‫ اليوم‬:‫ تاريخ القبول‬‫ السنة‬/ ‫ الشهر‬/ ‫اليوم‬:‫تاريخ المراجعة‬  2020/ 09 /08 :‫تاريخ اإلرسال‬

:‫ملخص‬
‫ أخطر إجراء إداري يتعرض له الموظف العام الذي أهمل‬،‫يعتبر عزل الموظف العام بسبب إهمال المنصب‬
‫ حيث يؤدي إلى حرمانه من الضمانات التأديبية من جهة و يحرمه أيضا من التوظيف من جديد من جهة‬،‫منصبه‬
‫ و نظرا لذلك أحاط المشرع الجزائري عزل الموظف بسبب إهمال المنصب بجملة من القواعد الموضوعية‬،‫أخرى‬
‫ التي يتوجب على السلطة اإلدارية المختصة احترامها قبل إصدارها لقرار العزل و تعد هذه الضوابط‬،‫و اإلجرائية‬
‫ يعتبر قرار العزل الصادر عنها باطل‬،‫بمثابة ضمانات ممنوحة للموظف و في حال مخالفة اإلدارة لهذه الضوابط‬
.‫و عديم األثر‬
:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫عزل الموظف؛ إهمال المنصب؛ اإلعذار؛ إنهاء العالقة الوظيفية؛ الوظيفة العامة‬

Abstract:
The public employee’s dismissal because of office neglect is considered the most serious taken
administrative procedure through which he is deprived of disciplinary guarantees on the one
hand and of being re-employed on the other hand. In view of this, the Algerian legislator has
subjected the dismissal of the employee for office neglect to a set of substantive and procedural
rules the competent administrative authority has to take into account before issuing the
dismissal decision. These rules are considered guarantees that are granted to the employee. If
the administration violates them, the issued dismissal decision will be null void.
Keywords:
Dismissal of employee; office neglect; formal notice; termination of employment relationship;
public office

‫مقيمي ريمة‬.‫*د‬
151
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يلعب الموظف العام دورا بالغ األهمية‪ ،‬لضمان استمرارية المرفق العام‪ ،‬و ذلك من خالل بذل أقصى‬
‫جهد‪ ،‬ألداء المهام الموكلة له على أكمل وجه‪ ،‬و إذا ما أخل بواجباته الوظيفية أو خرج عن مقتضياتها‪ ،‬فإن ذلك‬
‫يؤثر على حسن سير المرفق العام‪ ،‬و قد يؤدي إلى التوقف عن تقديم الخدمة‪ ،‬هذا ما دفع بالمشرع الجزائري‬
‫إلقرار إجراء العزل في مواجهة الموظف الذي يخل بواجباته المهنية‪ ،‬السيما إهمال منصبه نتيجة الغيابات الغير‬
‫مبررة و لمدة معينة يحددها التشريع أو التنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫و يعتبر العزل بسبب إهمال المنصب‪ ،‬أخطر إجراء إداري يمكن أن يتعرض له الموظف خالل مساره‬
‫المهني‪ ،‬مما استدعى تنظيمه عن طريق المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬و ذلك من خالل وضع المشرع لمجموعة‬
‫من الضوابط و الضمانات‪ ،‬التي تكفل حماية الموظف من تعسف اإلدارة العامة‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬فإن أهمية هذه الدراسة‪ ،‬تكمن في خطورة العزل؛ كإجراء صارم يترتب عليه قطع العالقة الوظيفية‬
‫بين الموظف و اإلدارة و كذا منعه من حق التوظيف من جديد بعد عزله من الوظيفة‪ ،‬هذا إلى جانب الخلط بين‬
‫العزل و التسريح كصورتين من صور إنهاء الخدمة‪.‬‬

‫و تهدف هذه الدراسة إلى اإلحاطة بكل ما يتعلق بهذا اإلجراء الخطير الذي يؤثر بصورة مباشرة في الحياة‬
‫المهنية و الشخصية للموظف العام‪ .‬و هذا ما يدفعنا للتساؤل عن مفهوم العزل بسبب إهمال المنصب؟ و كيف نظم‬
‫المشرع الجزائري مسألة عزل الموظف بسبب إهمال المنصب؟ و ما مدى توفيره للحماية الالزمة للموظف من‬
‫تعسف اإلدارة عند اتخاذها لهذا اإلجراء؟‬

‫و اإلجابة على هذه اإلشكالية تقتضي منا إتباع المنهج التحليلي‪ ،‬لتحليل النصوص القانونية و اآلراء الفقهية‬
‫و القرارات القضائية المتعلقة بموضوع الدراسة‪ ،‬إلى جانب توظيف المنهج الوصفي و ذلك لتوضيح و تحديد‬
‫المفاهيم و اإلجراءات المتعلقة بموضوع الدراسة و التي قمنا بتقسيمها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬مفهوم العزل بسبب إهمال المنصب‪:‬‬


‫لما كان هدف الموظف العام هو تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬فإن إخالله بواجباته الوظيفية أو خروجه‬
‫عن مقتضياتها يعرضه للتأديب الوظيفي‪ ،‬و يعتبر العزل أخطر جزاء يمكن أن يتعرض له الموظف بسبب‬
‫إخالله بواجباته المهنية‪ ،‬السيما إهماله لمنصب عمله نتيجة الغيابات الغير مبررة و ذلك بالنظر للنتائج‬
‫المترتبة عنه‪ ،‬سنحاول من خالل ما سيأتي؛ تسليط الضوء على مفهوم العزل و كذا مفهوم إهمال المنصب‪،‬‬
‫ذلك كون العزل هو النتيجة المترتبة عن إهمال الموظف لمنصب عمله‪.‬‬
‫‪ .1.1‬مفهوم العزل‬
‫لإلحاطة بمفهوم العزل سنقوم بتعريفه و تحديد طبيعته القانونية‪ ،‬فيما إذا كان عبارة عن إجراء إداري أو‬
‫أنه عقوبة تأديبية لنصل إلى تمييزه عن مصطلح مشابه له و هو التسريح‪.‬‬
‫‪.1.1‬أ‪ /‬تعريف العزل‬
‫يعتبر عزل الموظف من أقدم المصطلحات و أكثرها استعماال‪ ،‬إال أن مدلوله يختلف من تشريع آلخر و‬
‫من بلد آلخر‪.‬‬
‫العزل في اللغة‪:‬‬
‫من عزل عزال بمعنى أبعده و نحاه‪ ،‬و يقال عزله من منصبه و اعتزل الشيء بعد و تنحى و العزل التنحية و‬
‫عزلته نحيته (ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد‪)5445 ،‬‬

‫‪152‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫التعريف التشريعي للعزل‪:‬‬


‫لم يعرف المشرع الجزائري في األمر ‪ 81/80‬العزل كسبب من أسباب نهاية العالقة الوظيفية‪ ،‬و تطبق‬
‫هذه المالحظة على القوانين السابقة للوظيفة العمومية‪ ،‬حيث لم تعرف هي األخرى العزل‪ ،‬غير أن العزل في األمر‬
‫رقم ‪ 81/80‬له مفهوم خاص يتمثل في فصل الموظف نهائيا و بشكل دائم من الوظيفة العمومية بسبب الغياب عن‬
‫منصبه لمدة ‪ 51‬يوما متتالية دون مبرر مقبول‪ ،‬و يكون ذلك بموجب قرار صادر عن السلطة التي لها صالحية‬
‫التعيين‪( .‬مراد بوطبة‪ ،2850 ،‬صفحة ‪)098‬‬

‫التعريف الفقهي للعزل‪:‬‬


‫العزل اصطالحا هو قطع صلة الموظف العام بالوظيفة‪ ،‬سواء كان ذلك بصورة إرادية أو غير إرادية‪.‬‬
‫(الجمل‪)5401 ،‬‬
‫و قد عرف العزل بأنه‪" :‬انهاء العالقة المهنية للموظف العام و وضع حد لعالقته باإلدارة؛ التي يباشر فيها‬
‫نشاطه‪ ،‬مما يؤدي إلى خلع صفة الموظف عنه‪( ".‬مكي عمام‪ ،2854 ،‬صفحة ‪ )584‬هذا التعريف و إن كان قد‬
‫تناول األثر المترتب على العزل و المتمثل في إنهاء العالقة الوظيفية‪ ،‬إال أنه أغفل تحديد الجهة المختصة بإتخاذ‬
‫قرار العزل و كذا السبب الذي يؤدي إلى عزل الموظف‪.‬‬
‫و هناك من من عرفه على أنه‪ " :‬فصل الموظف عند تخليه عن منصب عملة مدة معينة‪( ".‬زمور كمال‪،‬‬
‫‪ ،2859‬صفحة ‪ )155‬هذا التعريف بدوره و إن كان قد أشار إلى سبب العزل و المتمثل في تخلي الموظف عن‬
‫منصب عمله لمدة معينة –على حد قوله‪ -‬إال أنه لم يشر أيضا إلى الجهة التي لها صالحية القيام بالعزل‪.‬‬
‫و عرف أيضا أنه‪ " :‬إجراء إداري تأديبي أو عقوبة تأديبية استبعادية توقعها السلطة المختصة بالتعيين‪،‬‬
‫ضد الموظف المرتكب لمخالفة إهمال المنصب دون تمكينه من الضمانات التأديبية‪ ،‬مما يؤدي إلى إنها عالقته‬
‫الوظيفية و فقدان صفة الموظف‪ ،‬التي ال يمكن أن يكتسبها مجددا بسبب منعه من التوظيف من جديد في الوظيفة‬
‫العمومية‪( ".‬بدري مباركة‪ ،2828 ،‬صفحة ‪ )515‬و يعتبر هذا التعريف شامال لجميع عناصر المعرف حيث حدد‬
‫بدقة طبيعة العزل و سببه و كذا اآلثار المترتبة عنه‪.‬‬
‫و انطالقا من التعريفات السابقة يمكننا تقديم التعريف اآلتي للعزل‪" :‬هو قرار إداري صادر عن السلطة‬
‫اإلدارية التي لها صالحية التعيين‪ ،‬دون اتباع اإلجراءات و الضمانات التأديبية‪ ،‬بمقتضاه يتم فصل الموظف العام‬
‫و حرمانه نهائيا من التوظيف في الوظيفة العمومية‪ ،‬و ذلك بسبب إهماله لمنصب عمله دون عذر مقبول لمدة‬
‫يحددها القانون‪".‬‬
‫‪.1.1‬ب‪ /‬الطبيعة القانونية لعزل الموظف‬
‫أورد المشرع الجزائري العزل ضمن المواد ‪ 509‬و ‪ 501‬و ‪ 250‬من األمر ‪ 81/80‬المتضمن القانون‬
‫األساسي للوظيفة العمومية (أمر رقم ‪ 81/80‬المتضمن القانون األساسي للوظيفة العمومية‪ ،)2880 ،‬حيث تقع‬
‫المادة ‪ 509‬و المادة ‪ 501‬ضمن الفصل الثالث؛ المعنون باألخطاء المهنية؛ من الباب السابع المعنون بالنظام‬
‫التأديبي‪ ،‬و جاءت المادة ‪ 250‬ضمن الباب العاشر المعنون بإنهاء الخدمة‪ ،‬و لم يدرج المشرع الجزائري العزل‬
‫ضمن العقوبات التأديبية من الباب السابع المعنون بالنظام التأديبي في المادة ‪ 501‬و تضمن التسريح كعقوبة من‬
‫الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫و نصت المادة ‪ 509‬من األمر ‪ 81/80‬على أنه‪ " :‬إذا تغيب الموظف لمدة ‪ 11‬يوما متتالية على األقل‬
‫دون مبرر مقبول‪ ،‬تتخذ السلطة التي لها صالحيات التعيين إجراء العزل بسبب إهمال المنصب بعد االعذار‪ ،‬وفق‬
‫كيفيات تحدد عن طريق التنظيم‪".‬‬

‫‪153‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫و أضافت المادة ‪ 501‬من نفس األمر‪ " :‬ال يمكن الموظف الذي كان محل عقوبة التسريح أو العزل أن يوظف‬
‫من جديد في الوظيفة العمومية‪".‬‬
‫من خالل نص المادتين‪ ،‬يتضح لنا أن العزل هو قرار إداري – بسبب احتوائه على جميع عناصر القرار‬
‫اإلداري‪ ،‬و المتمثلة في كونه؛ عمل قانوني‪ ،‬صادر عن سلطة إدارية‪ ،‬باإلرادة المنفردة و له طابع تنفيذي‪ -‬تتخذه‬
‫السلطة التي لها صالحيات التعيين‪ ،‬حيث يحق لها إصدار قرار العزل بشكل انفرادي دون استشارة أي جهة ‪-‬‬
‫السيما اللجنة المتساوية األعضاء‪ -‬غير أنه يبدو لنا أن المشرع الجزائري لم يحدد صراحة فيما إذا كان العزل‬
‫يعتبر قرار تأديبي أو ال؟‬
‫و قد أدى هذا الفراغ – الموجود على مستوى نص المادتين أعاله‪ -‬إلى تضارب اآلراء حول التكييف القانوني‬
‫للعزل – إذ تكتسي هذه المسألة أهمية بالغة في تحديد مفهومه‪ -‬و قد ذهب بعض الفقه إلى أن العزل – حسب نص‬
‫المادتين ‪ 509‬و ‪ -501‬هو إجراء و عقوبة تأديبية في آن واحد و رجح تكييفه بالعقوبة خاصة و أن المشرع قد‬
‫جمع بينه و بين التسريح من حيث اآلثار‪( ،‬بوقرة أم الخير ‪ ،‬دون ذكر السنة)‪.‬‬
‫و في نفس السياق اتجه البعض إلى القول أن العزل جزاء تأديبي استنادا إلى أن إقصاء الموظف المعزول‬
‫من التوظيف مجددا –حسب نص المادة ‪ -501‬في الوظيفة العمومية هو نفس اإلجراء المتخذ على الموظف‬
‫المسرح تأديبيا‪( .‬بوطبة مراد‪ ،‬صفحة ‪.)099‬‬
‫و نحن بدورنا نرجح هذا االتجاه الذي يكيف العزل على أنه جزاء أو عقوبة تأديبية و ذلك بالنظر لتشدد‬
‫المشرع حوله السيما من خالل إقصاء الموظف المعزول من التوظيف مجددا في الوظيفة العمومية‪.‬‬
‫و ذهب جانب آخر من الفقه إلى القول بأن العزل ليس عقوبة تأديبية و ذلك استنادا إلى عدم إدراج العزل‬
‫ضمن قائمة العقوبات التأديبية المحددة حصرا بموجب المادة ‪ 501‬من القانون األساسي للوظيفة العمومية‪( .‬وهابي‬
‫بن رمضان‪.)2855/2858 ،‬‬
‫و قد تم وضع حد لهذا التضارب في اآلراء حول مسألة التكييف القانوني للعزل بمجرد صدور المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 125/51‬المحدد لكيفيات عزل الموظف بسبب إهمال المنصب (مرسوم تنفيذي رقم ‪ 125/51‬مؤرخ‬
‫في ‪ 82‬نوفمبر‪ 2851‬يحدد كيفية عزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪ ،‬مؤرخة في ‪ 52‬نوفمير ‪ – )2851‬لم‬
‫يصدر هذا النص التنظيمي إال في الثالثي األخير لسنة ‪ ،2851‬أي بعد أزيد من عشر سنوات على صدور األمر‬
‫‪ – 81/80‬حيث نصت المادة ‪ 81‬منه‪ " :‬العزل بسبب إهمال المنصب دون مبرر مقبول‪ ،‬إجراء إداري يتخذ‬
‫بموجب قرار معلل من السلطة التي لها صالحيات التعيين بعد االعذار‪ ،‬بغض النظر عن الضمانات التأديبية و‬
‫القانونية األساسية" من خالل هذا النص يتجلى لنا‪ ،‬أن التنظيم كيف صراحة العزل بأنه إجراء إداري‪ ،‬تصدره‬
‫السلطة المختصة‪ ،‬بغض النظر عن الضمانات التأديبية‪ ،‬و لعل تكييف التنظيم للعزل بأنه إجراء إداري‪ ،‬مرده‬
‫تفادي اإلجراءات الطويلة التي يمر بها اإلجراء التأديبي‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن بعض القوانين األساسية الخاصة ببعض الوظائف‪ ،‬قد تشمل عقوبة العزل بصفتها‬
‫عقوبة تأديبية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للقانون األساسي للقضاة (قانون عضوي رقم ‪ 55/89‬المؤرخ في‬
‫‪ 2889/84/80‬المتضمن القانون األساسي للقضاة‪ ،‬مؤرخة في ‪ )2889/84/80‬حيث اعتبرت المادة ‪ 00‬منه‬
‫العزل من العقوبات التأديبية من الدرجة الرابعة‪ ،‬و تسلط هذه العقوبة على القاضي‪ ،‬حسب نص المادة ‪ 01‬نتيجة‬
‫ارتكابه خطأ جسيم من األخطاء المنصوص عليها في المادة ‪ 02‬من نفس القانون أو بسبب تعرضه لعقوبة جنائية‬
‫أو الحبس في جنحة عمدية‪.‬‬
‫‪.1.1‬ج‪ /‬تمييز العزل عن التسريح‬

‫‪154‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫إن التسريح كعقوبة تأديبية؛ هو االخراج النهائي من الخدمة و هو بذلك يشبه العزل الذي يؤدي إلى قطع‬
‫العالقة الوظيفية بين الموظف و اإلدارة‪ ،‬و بذلك فهذان المصطلحان يتحدان و يتشابهان في الكثير من الجوانب‪،‬‬
‫فكالهما يؤدي إلى إنهاء صفة الموظف‪ ،‬كما أنه ينتج عنهما حرمان الموظف من التوظيف من جديد في أسالك‬
‫الوظيفة العمومية‪( ،‬مكي عمام‪ )2854 ،‬و هو ما صعب التفريق بينهما لدرجة استعمال البعض لهما استعماال‬
‫متقاربا‪.‬‬
‫و على الرغم من التشابه الموجود بين التسريح (التأديبي) و العزل السيما كونهما يؤديان إلى إنهاء العالقة‬
‫الوظيفية بين الموظف و اإلدارة العامة‪ ،‬إال أنهما يختلفان من عدة جوانب‪( .‬بالل بلغالم‪ ،‬سبتمبر ‪)2851‬‬
‫‪ ‬من حيث التسمية‪ :‬يتعرض الموظف المتغيب عن الوظيفة لمدة ‪ 51‬يوما متتالية إلى "قرار العزل" و ذلك‬
‫حسب المادة ‪ 30‬من المرسوم التنفيذي ‪ 021 /11‬و في المقابل يتعرض الموظف المرتكب لخطأ تأديبي‬
‫من الدرجة الرابعة إلى "عقوبة التسريح" للداللة عن حالة إنهاء العالقة الوظيفية بالطريق التأديبي و ذلك‬
‫يتفق مع ما جاء في قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬و قد جاء في قرار صادر عن مجلس الدولة الجزائري‪:‬‬
‫"‪...‬ينبغي على اإلدارة و هي ملزمة بإعالم الموظف الذي صدرت ضده عقوبة التسريح بحقه في الطعن‬
‫و آجال رفع الطعن‪( "...‬قرار رقم ‪ ،10105‬صادر عن مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬الغرفة الثانية‪،2880 ،‬‬
‫غير منشور‪).‬‬

‫‪ ‬من حيث األسباب‪ :‬يصدر قرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب لمدة خمسة عشر(‪ )51‬يوما متتالية‬
‫دون مبرر مقبول‪ ،‬أما قرار تسريح الموظف‪ ،‬فيكون بسبب خطأ مهني من الدرجة الرابعة‪.‬‬

‫‪ ‬من حيث اإلجراءات‪ :‬يتخذ التسريح التأديبي‪ ،‬بعد أخذ الرأي الملزم للجنة المتساوية األعضاء (المادة ‪501‬‬
‫فقرة ‪ 82‬من األمر ‪ )81/80‬بخالف العزل الذي يتخذ بصفة انفرادية‪ ،‬من طرف السلطة اإلدارية‬
‫المختصة بعد االعذار( المادة ‪ 55‬من المرسوم التنفيذي ‪)125/51‬‬

‫‪ ‬من حيث آجال الطعن‪ :‬التسريح التأديبي يمكن أن يكون محل تظلم‪ ،‬من طرف الموظف المعني أمام لجنة‬
‫الطعن المختصة‪ ،‬في أجل أقصاه شهر من تاريخ تبليغ القرار (المادة ‪ 511‬من األمر ‪ )81/80‬في حين‬
‫يمكن التظلم ضد قرار العزل‪ ،‬أمام السلطة اإلدارية المصدرة له‪ ،‬في أجل شهرين من تاريخ التبليغ‪(.‬المادة‬
‫‪ 51‬من المرسوم التنفيذي ‪)125/51‬‬

‫‪ ‬من حيث ابطال القرار من طرف السلطة اإلدارية‪ :‬يمكن للسلطة اإلدارية إلغاء قرار العزل‪ ،‬إذا ما اقتنعت‬
‫بالمبرر المقدم من طرف الموظف‪ ،‬و لكن ذلك بعد أخذ رأي اللجنة المتساوية األعضاء (المادة ‪ 59‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ )125/51‬و في المقابل‪ ،‬يمكن للسلطة اإلدارية إبطال قرار تسريح الموظف – متى‬
‫كان غير مشروع و مخالف ألحكام قانون الوظيفة‪ -‬دون استشارة أو أخذ رأي اللجنة المتساوية األعضاء‪.‬‬

‫‪ .2.5‬مفهوم إهمال المنصب‬


‫لتوضيح مفهوم إهمال المنصب يتعين علينا تحديد المقصود بإهمال المنصب‪ ،‬و شروط تحقق وضعية إهمال‬
‫المنصب و كذا حاالت انتفاءها و ذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪.2.1‬أ المقصود بإهمال المنصب‬
‫حدد المشرع الجزائري المقصود بإهمال المنصب‪ ،‬من خالل نص المادة ‪ 82‬فقرة ‪ 85‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 125/51‬و التي جاء فيها‪ " :‬يعتبر في وضعية إهمال المنصب كل موظف في الخدمة يتغيب خمسة عشر‬

‫‪155‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫(‪ )11‬يوما متتالية على األقل‪ ،‬دون مبرر مقبول‪ ".‬و هو ما يتماشى مع نص المادة ‪ 509‬من قانون الوظيفة‬
‫العامة‪ ،‬و عرف مجلس الدولة الجزائري في قرار صادر عنه التخلي عن المنصب بأنه‪..." :‬التخلي عن المنصب‬
‫هو نتي جة التوقف عن الخدمة دون سبب مقبول و ينجر عنه قطع عالقة العون بالمصلحة بدون االحترام اإلجباري‬
‫لإلجراء التأديبي‪( "...‬قرار رقم ‪ ،885500‬صادر عن الغرفة الثانية‪ ،‬مجلس الدولة‪ ،‬بتاريخ ‪،2885/81/52‬‬
‫غير منشور‪).‬‬
‫من خالل هذين التعريفين يمكن أن نستشف نقطتين أساسيتين‪ :‬األولى هي أن المشرع قد أقر قرينة قانونية‬
‫ال يمكن إثبات عكسها‪ ،‬إال من خالل تقديم مبرر مقبول‪ ،‬فبمجرد الغياب لمدة ‪ 51‬يوما متتالية دون تبرير مقبول‬
‫يعتبر الموظف في وضعية إهمال للمنصب‪ .‬و الثانية هي أنه يدخل ضمن وضعيات التخلي المنطوية تحت مفهوم‬
‫اإلهمال‪ ،‬كل حاالت التوقف عن العمل دون سبب قانوني مقبول و منها حتى تلك التي تنتج عقب انتهاء وضعيات‬
‫قانونية‪ ،‬يكون فيها الموظف متوقفا عن الخدمة؛ كحالة االستيداع و االنتداب و األمومة و العطل التي تفرض التحاق‬
‫الموظف أو الموظفة بمنصبهم‪ ،‬في اليوم الموالي النتهاء كل وضعية‪( .‬مكي عمام‪ ،2854 ،‬صفحة ‪)551‬‬
‫‪.2.1‬ب‪ /‬شروط تحقق وضعية إهمال المنصب‪:‬‬
‫حسب نص المادتين ‪ 509‬من األمر ‪ 81/80‬و ‪ 82‬من المرسوم التنقيذي‪ ،125/1‬فإنه يجب العتبار‬
‫الموظف العمومي في وضعية إهمال المنصب‪ ،‬توفر جملة من الشروط تتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون الموظف في وضعية خدمة‪:‬‬

‫جاء في المادة ‪ 82‬من المرسوم التنفيذي ‪ " 125/51‬يعتبر في وضعية إهمال المنصب كل موظف في الخدمة‪"...‬‬
‫و بذلك‪ ،‬فإنه يشترط لتحقق وضعية إهمال المنصب‪ ،‬أن يكون الموظف في الخدمة أي أن يمارس مهامه فعليا داخل‬
‫اإلدارة التابع لها‪ ،‬و القيام بالخدمة حسب نص المادة ‪ 520‬من األمر ‪ 81/80‬هي وضعية الموظف‪ ،‬الذي يمارس‬
‫فعليا في المؤسسة أو اإلدارة العمومية التي ينتمي إليها‪ ،‬المهام المطابقة لرتبته أو مهام شغل منصب من المناصب‬
‫المنصوص عليها في المادتين ‪ 58‬و ‪ 51‬من هذا األمر‪ ،‬و بذلك‪ ،‬فالموظف الذي يكون في وضعية أخرى‬
‫كاالنتداب‪ ،‬االستيداع‪ ،‬الخدمة الوطنية ‪ -‬و هي الوضعيات المنظمة بموجب المواد من ‪ 511‬إلى ‪ 511‬من األمر‬
‫‪ -81/80‬ال يعتبر في وضعية إهمال المنصب‪ ،‬إال بعد انتهاء المدة القانونية المقررة للوضعية أو الحالة التي كان‬
‫فيها‪ ،‬حيث يجب عليه الرجوع إلى وضعية الخدمة‪ ،‬و إال اعتبر في وضعية إهمال المنصب‪.‬‬
‫‪ ‬غياب الموظف لمدة ال تقل عن خمسة عشر يوما متتالية‪:‬‬

‫يتعين لتحقق وضعية إهمال المنصب‪ ،‬حصول غياب لمدة ال تقل عن ‪ 51‬يوما متتالية دون انقطاع‪ ،‬فإذا حدث‬
‫انقطاع زال السبب‪ ،‬كما يجب أن يكون الغياب بإرادة الموظف ال بتدخل من اإلدارة‪.‬‬
‫و يتعين على اإلدارة أن تتأكد من الغياب الجسماني للموظف عن مكان عمله‪ ،‬ذلك أن حضور الموظف و امتناعه‬
‫عن ضمان القيام بال خدمة ال يمكن اعتباره إهمال للمنصب‪ ،‬بل يخضع للنظام التأديبي المعمول به‪ ،‬على أساس عدم‬
‫تنفيذ المهام الموكلة له‪( .‬مقدم سعيد‪)2858 ،‬‬
‫‪ ‬انعدام العذر المقبول‪:‬‬

‫حتى نكون بصدد إهمال للمنصب البد أن يكون الغياب عن مقر العمل دون عذر مقبول‪ ،‬و يعتبر المبرر مقبوال‪،‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 82‬فقرة ‪ 82‬من المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬كل مانع أو حالة قوة قاهرة خارجين عن إرادة‬
‫المعني‪ ،‬مثبتين قانونا و يرتبطان على وجه الخصوص بما يأتي‪ :‬الكوارث الطبيعية‪ ،‬العجز البدني الناتج عن مرض‬
‫أو حادث خطير‪ ،‬المتابعات الجزائية التي ال تسمح للمعني بااللتحاق بمنصب عمله‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫كما قد نكون بصدد عذر مقبول إذا كان الموظف مرخص له بالتغيب من طرف اإلدارة المستخدمة له‪( .‬لحسين بن‬
‫شيخ أث ملويا‪)2850 ،‬‬
‫‪ ‬قيام اإلدارة بمعاينة الغياب و اعذار الموظف‪:‬‬

‫يتعين على اإلدارة معاينة غياب الموظف الموجود في وضعية إهمال المنصب‪ ،‬بوثيقة مكتوبة تودع في ملفه‬
‫اإلداري( المادة ‪ 89‬من المرسوم التنفيذي ‪ ) 125/51‬و يحرر بذلك محضر أو تقرير خالل اليوم الثاني للتغيب‬
‫بدون عذر مقبول‪ ،‬بمعنى أن يثبت التغيب ليومين متتاليين‪( ،‬لحسين بن شيخ أث ملويا‪ ،2850 ،‬صفحة ‪ )41‬يجب‬
‫على اإلدارة توجيه إعذارين للموظف الغائب عن منصب عمله‪ ،‬قبل إصدار قرار بعزله‪ ،‬حيث ال يمكن إثبات‬
‫وضعية إهمال المنصب‪ ،‬ما لم يتم اعذار الموظف أصال وفقا للكيفيات المحددة في المرسوم التنفيذي ‪125/51‬‬
‫(المادة ‪ 81‬منه)‬
‫‪.2.1‬ج ‪/‬حاالت انتفاء وضعية إهمال المنصب‬
‫أورد المشرع الجزائري حاالت انتفاء وضعية إهمال المنصب ضمن نص المادة ‪ 82‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪125/51‬و قد جاءت هذه الحاالت على سبيل المثال ال الحصر و تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الكوارث الطبيعية‪ :‬مثل الزالزل‪ ،‬الحرائق‪ ،‬و العواصف الثلجية التي تتسبب في قطع الطريق‪...‬إلخ و يتم‬
‫إثبات ها من قبل السلطة اإلدارية المعنية و عادة ما تسلم شهادة إدارية تثبت تعذر التحاق الموظف بمنصب‬
‫عمله بسبب كارثة طبيعية و ذلك في إطار صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي‪( .‬غربي أحسن‪ ،‬عدد‬
‫‪ 81‬سبتمبر ‪)2850‬‬

‫‪ ‬العجز البدني الناتج عن مرض أو حادث خطير‪ :‬مثاله المرض الذي يصيب الموظف بالعجز البدني و‬
‫يجعله ال يستطيع المشي‪ ،‬أو حادث مرور جسماني يستوجب اإلقامة في المستشفى‪( ،‬لحسين بن شيخ أث‬
‫ملويا‪ ،2850 ،‬صفحة ‪ )41‬و يثبت بشهادة طبية مؤشر عليها من قبل مصالح الضمان االجتماعي‪.‬‬
‫(غربي أحسن‪ ،‬عدد ‪ 81‬سبتمبر ‪ ،2850‬صفحة ‪)954‬‬

‫‪ ‬المتابعات الجزائية التي ال تسمح للموظف بااللتحاق بالمنصب‪ :‬كأن يودع في الحبس أو يكون تحت‬
‫تدبير تحديد اإلقامة (لحسين بن شيخ أث ملويا‪ ،2850 ،‬صفحة ‪ )41‬فهذه الحالة خاصة بالمتابعات‬
‫الجزائية فقط و ال تتعلق بالحكم الجزائي السالب للحرية‪ ،‬و تثبت من خالل تقديم الوثائق‪ ،‬التي تثبت‬
‫المت ابعة القضائية في حق الموظف‪ ،‬كأن يقدم نسخة من استدعاء الجهة المختصة مثال‪( .‬خالد سرباح و‬
‫عبد الهادي درار‪)2854 ،‬‬

‫‪ .2‬إجراءات عزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪:‬‬


‫يعتبر العزل أخطر إجراء إداري‪ ،‬يتعرض له الموظف العام الذي أهمل منصبه‪ ،‬حيث يؤدي ذلك‬
‫إلى حرمانه من الضمانات التأديبية من جهة و يحرمه أيضا من التوظيف مستقبال‪ ،‬من جهة ثانية‪( .‬سلطاني‬
‫ليلة‪.)2854 ،‬‬
‫لذلك فرض المشرع الجزائري بعض الضوابط اإلجرائية الضرورية‪ ،‬قبل توقيع قرار العزل من قبل‬
‫السلطة اإلدارية المختصة و هذه الضوابط تعد بمثابة ضمانات ممنوحة للموظف المهمل لمنصب عمله‪،‬‬
‫في مواجهة تعسف اإلدارة‪ ،‬إذ في حال مخالفة اإلدارة لهذه الضوابط‪ ،‬يعتبر قرار العزل الصادر عنها‬

‫‪157‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫باطل و عديم األثر‪ ،‬مما يمنح للمعني ضمانة أخرى و هي طلب إبطال قرار العزل‪( .‬غربي أحسن‪ ،‬عدد‬
‫‪ 81‬سبتمبر ‪ ،2850‬صفحة ‪)951‬‬
‫‪ .5.2‬معاينة غياب الموظف و اعذاره‬
‫أولى المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،125/51‬أهمية بالغة إلجراء االعذار و لكن قبل القيام باالعذار‪ ،‬فرض على‬
‫اإلدارة المستخدمة للموظف ضرورة القيام بمعاينة غياب الموظف‪ ،‬و سنوضح ذلك من خالل ما يأتي‪:‬‬
‫‪.1.2‬أ‪ /‬معاينة غياب الموظف‬
‫يقصد بالمعاينة " انتقال العضو المحقق أو األعضاء المحققين في الوقت المناسب إلى مكان عمل الموظف‬
‫المتهم‪ ،‬من أجل الوقوف على حقيقة ما ارتكبه من مخالفات و هي إجراء من إجراءات التحقيق‪( ".‬بودربالة‬
‫أمحمد‪)2851/2859 ،‬‬
‫و أكد المشرع الجزائري على ضرورة إجراء المعاينة‪ ،‬في نص المادة ‪ 89‬من المرسوم التنفيذي ‪125/51‬‬
‫و بذلك‪ ،‬فغياب الموظف عن منصبه تتم معاينته من طرف اإلدارة المستخدمة للموظف‪ ،‬سواء عن طريق رئيسه‬
‫السلمي أو عن طريق األعوان المكلفين بذلك‪ ،‬على أن يتم بعدها مباشرة‪ ،‬إخطار الجهة اإلدارية المختصة بالتعيين‬
‫و ذلك التخاذ إجراء االعذار في حالة استمرار معاينة غياب الموظف عن منصبه‪ ،‬ألكثر من يومي (‪ )82‬عمل‬
‫متتاليين و هذا حسب ما جاء في المادة ‪ 81‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،125/51‬و من بين اإلجراءات الشكلية‬
‫الجوهرية التي يجب على اإلدارة المختصة االلتزام بها؛ هي تحرير تقرير معاينة الغياب كتابة‪ ،‬و يستخلص ذلك‬
‫من عبارة "‪ ...‬بوثيقة مكتوبة‪ "...‬الواردة في المادة ‪ ،89‬كما أن اإلدارة ملزمة بإيداع تقرير المعاينة في الملف‬
‫التأديبي للموظف‪ ،‬باعتباره أحد مكونات الملف اإلداري‪.‬‬
‫‪.1.2‬ب‪ /‬اعذار الموظف‬
‫يمكن االعذار من إعطاء فرصة للموظف‪ ،‬ليراجع سلوكه و يقرر إراديا الرجوع إلى منصب عمله‪ ،‬كما يمكن‬
‫اإلدارة من معرفة موقف الموظف‪ ،‬قبل اتخاذ قرار العزل‪( .‬لحسين بن شيخ أث ملويا‪)2884 ،‬‬
‫‪ ‬شروط االعذار‪ :‬تضمن المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬جملة من الشروط المتعلقة باالعذار و تتعلق هذه‬
‫الشروط بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬الجهة المختصة باالعذار‪ :‬بالرجوع لنص المادة ‪ 81‬من المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬يتضح أن السلطة‬
‫المؤهلة التخاذ إجراء االعذار هي السلطة التي يعود لها صالحية التعيين و هي نفس السلطة التي يعود‬
‫لها حق عزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪.‬‬

‫‪ ‬شكل االعذار‪ :‬يكون االعذار في شكل رسالة مكتوبة‪ ،‬موجهة للموظف المتغيب من طرف الجهة التي لها‬
‫سلطة التعيين‪ ،‬مما يعني استبعاد االعذار الشفوي‪ ،‬و يجب أن يتضمن االعذار بيان المخالفة المنسوبة‬
‫للموظف‪ ،‬مع إعالمه بضرورة االلتحاق بمنصب عمله فورا أو تبرير غيابه‪ ،‬كما يتعين اإلشارة إلى‬
‫العواقب التي قد يتعرض لها الموظف‪ ،‬في حال تعرضه إلجراء العزل و المتمثلة في فقدانه للضمانات‬
‫التأديبية و كذا عدم إمكانية توظيفه من جديد (غربي أحسن‪ ،‬عدد ‪ 81‬سبتمبر ‪ ،2850‬صفحة ‪ )925‬و‬
‫يستخلص ذلك من نص المادتين ‪ 80‬و ‪ 81‬من المرسوم التنفيذي ‪.125/51‬‬

‫‪ ‬آجال االعذار‪ :‬البد من توجيه اعذاريين للموظف الغائب عن منصبه‪ ،‬و يخضع االعذارين لوجوب احترام‬
‫مدة زمنية معينة‪ ،‬على النحو اآلتي‪( :‬لحسين بن شيخ أث ملويا‪ ،2850 ،‬صفحة ‪)49‬‬

‫‪158‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫‪ ‬االعذار األول‪ :‬عندما يتغيب الموظف دون عذر مقبول؛ لمدة يومين متتاليين و تعاين اإلدارة ذلك‪ ،‬فالبد‬
‫من أن توجه له اعذار إلى آخر عنوان مسجل في ملفه اإلداري و هذا ما ورد في الفقرة األولى من المادة‬
‫‪ 81‬من المرسوم التنفيذي ‪.125/51‬‬
‫‪ ‬االعذار الثاني‪ :‬البد من توجيه اعذار ثاني للموظف المتغيب دون عذر مقبول و ذلك بعد انقضاء خمسة‬
‫(‪ )81‬أيام عمل‪ ،‬ابتداءا من تاريخ االعذار و عدم التحاق الموظف بمنصب عمله و عدم تقديمه لمبرر‬
‫لغيابه‪ ،‬بعد انقضاء هذه المدة و ذلك حسب الفقرة ‪ 82‬من المادة ‪ 81‬سابقة الذكر‪.‬‬

‫و بذلك‪ ،‬فإنه يجب على اإلدارة احترام آجال توجيه االعذار‪ ،‬كما أنه إذا حدث انقطاع في الغياب‪ ،‬فال يمكن‬
‫أن يكون هناك اعذارين متتاليين و إنما تبدأ اإلجراءات من جديد‪ ،‬كما أنه إذا قدم الموظف مبرر مقبول بعد االعذار‬
‫األول‪ ،‬فهنا ال يمكن لإلدارة القيام باعذار ثاني‪ ،‬ذلك أن غياب الموظف في هذه الحالة أصبح معلوم ومبرر لدى‬
‫اإلدارة‪ ،‬مما يؤدي إلى توقيف إجراءات العزل‪( .‬غربي أحسن‪ ،‬عدد ‪ 81‬سبتمبر ‪ ،2850‬صفحة ‪)922‬‬
‫‪ ‬تبليغ االعذار‪ :‬يشترط في االعذار التبليغ الصحيح‪ ،‬و يعتبر التبليغ صحيحا متى تم للمعني شخصيا‪ ،‬إما‬
‫عن طريق البريد برسالة ضمن ظرف موصى عليه مع إشعار باالستالم أو بأية وسيلة قانونية منصوص‬
‫عليها في التشريع أو التنظيم المعمول بهما (المادة ‪ 80‬من المرسوم التنفيذي ‪ )125/51‬كأن يتم بواسطة‬
‫المحضر القضائي‪ ،‬الشرطة اإلدارية أو بواسطة أحد الموظفين‪...‬إلخ و حسب المادة ‪ 81‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ 125/51‬فإن االعذار يعد قانونيا في الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬إذا رفض الموظف المعني بمحض إرادته تسلم اإلشعار باستالم االعذار‪.‬‬
‫‪ -‬إذا امتنع عن سحب الرسالة الموصى عليها المتضمنة االعذار‪.‬‬
‫‪ -‬عندما يتعذر تبليغ االعذار بسبب غياب الموظف المعني عن مسكنه‪.‬‬

‫كما تعتبر المالحظة المدونة من مصالح البريد فوق الظرف البريدي أو اإلشعار باالستالم؛ الذين أعيدا إلى‬
‫اإلدارة في الحاالت المذكورة أعاله‪ ،‬بمثابة تبليغ و بالمقابل‪ ،‬فإنه في حالة عدم استالم المعني لالعذار و إعادة‬
‫الظرف إلى اإلدارة حامال مالحظة؛ مثل ال يقيم في العنوان المذكور أو عنوان غير معروف أو نحو ذلك‪ ،‬فتعتبر‬
‫تلك المالحظة مع ختم البريد بمثابة دليل إثبات تبليغ‪ ،‬و هذا ما جاء في نص المادة ‪ 80‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪.125/51‬‬
‫و قد قضى مجلس الدولة في أحد قراراته بأن عدم استالم الموظف المعني لالعذارين يؤدي إلى القول بأنه ال‬
‫يمكن أخذها بعين االعتبار و بالتالي فقرار العزل غير شرعي‪( .‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪)2889 ،81‬‬
‫‪ ‬آثار االعذار‪ :‬يترتب على إجراء االعذار إحدى الوضعيات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬التحاق الموظف بمنصبه بعد االعذارين مع تقديمه لمبرر مقبول‪ :‬في هذه الحالة‪ ،‬تجري اإلدارة خصما‬
‫من راتبه بسبب غياب الخدمة المؤداة بقدر عدد األيام التي تغيب فيها(المادة ‪ 84‬من المرسوم التنفيذي‬
‫‪ )125/51‬غير أنه‪ ،‬البد من أن ال يستمر الغياب لمدة ‪ 51‬يوما متتالية‪ ،‬ذلك أن االلتحاق بمنصب العمل‬
‫بعد انقضائها و بالرغم من تقديم المبرر المقبول‪ ،‬فإن اإلدارة تصدر مقرر العزل‪ ،‬لكون التغيب خالل تلك‬
‫المدة يقطع العالقة التي تربط الموظف باإلدارة‪( .‬لحسين بن شيخ أث ملويا‪ ،2850 ،‬صفحة ‪)40‬‬

‫‪159‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫‪ ‬التحاق الموظف بمنصب عمله بعد االعذارين دون تقديم مبرر مقبول‪ :‬في هذه الحالة‪ ،‬تجري اإلدارة‬
‫خصما من راتبه بسبب غياب الخدمة المؤداة و الذي يساوي عدد األيام التي تغيب فيها‪ ،‬اضافة إلى ذلك‬
‫توقع عليه اإلدارة عقوبة تأديبية‪ ،‬طبقا لإلجراءات المعمول بها في هذا المجال( المادة ‪ 84‬فقرة ‪ 82‬من‬
‫المرسوم التنفيذي) و نكون هنا بصدد خطأ مهني من الدرجة الثانية طبقا للمادة ‪ 514‬فقرة ‪ 82‬من األمر‬
‫( المادة‬ ‫‪ 81/80‬و المتمثل في اإلخالل بواجب أداء الخدمة و يكون محال للعقوبة من الدرجة الثانية‬
‫‪ 501‬من األمر‪ )81/80‬و المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬التوقيف عن العمل من يوم إلى ثالثة أيام‪.‬‬


‫‪ -‬الشطب من قائمة التأهيل‪.‬‬

‫‪ ‬عدم التحاق الموظف بمنصبه بعد االعذارين و قبل انقضاء مدة ‪ 11‬يوما‪ :‬في هذه الحالة؛ توقف اإلدارة‬
‫صرف راتبه و تتخذ كل التدابير التي من شأنها صون مصلحة المرفق و ضمان حسن سيره(المادة ‪58‬‬
‫من المرسوم التنفيذي)‪.‬‬

‫‪ .2.2‬إصدار قرار العزل بسبب إهمال المنصبب‬


‫أحاط المشرع الجزائري إصدار قرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪ ،‬بشروط وضمانات تتعلق بـ‪:‬‬
‫‪ ‬الجهة المختصة بإصدار قرار العزل‪ :‬وفقا لنص المادتين ‪ 509‬من األمر ‪ 81/80‬و ‪ 81‬من المرسوم‬
‫التنفيذي ‪ ،125/51‬فإن إجراء العزل تتخذه السلطة التي لها صالحيات التعيين‪ ،‬حيث يحق لها إصدار‬
‫قرار العزل بشكل إنفرادي‪ ،‬فهي ليست ملزمة باستشارة أي جهة ‪ -‬السيما اللجنة المتساوية األعضاء‪-‬‬
‫ذلك أن العزل ليس إجراء تأديبي‪.‬‬

‫‪ ‬تسبيب قرار العزل‪ :‬يعتبر تسبيب قرار عزل الموظف من الضمانات األساسية و الجوهرية‪ ،‬التي يجب‬
‫على اإلدارة المختصة االلتزام بها‪ ،‬ذلك للدور الهام الذي يلعبه في تحقيق التوازن بين مصلحة اإلدارة في‬
‫المحافظة على حسن سير مرافقها بانتظام و اطراد و مصلحة الموظف في حماية مركزه القانوني‪.‬‬

‫و قد أكد المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬في المادتين ‪ 81‬و ‪ 55‬منه على ضرورة تعليل قرار العزل‪ ،‬كما‬
‫قضى مجلس الدولة في هذا الشأن بأن‪..." :‬إهمال الموظف لمنصبه دون مبرر مقبول يعد تسبيا كافيا‬
‫ضده‪( "...‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪)2889 ،81‬‬

‫و في حالة عدم قيام اإلدارة بتسبيب قرار العزل‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى بطالنه‪ ،‬بسبب مخالفته ألحكام‬
‫المادتين ‪ 55‬و ‪ 81‬سالفتي الذكر‪ ،‬و هذا ما أكدته المادة ‪ 51‬من المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬و التي جاء فيها‪" :‬‬
‫يعد باطال و عديم األثر كل قرار عزب إلهمال المنصب يتم بصفة مخالفة ألحكام هذا المرسوم‪".‬‬
‫‪ /0.2‬تبليغ قرار العزل‬
‫يعتبر تبليغ القرارات ‪ -‬بما فيها قرار العزل – إجراءا وجوبيا في المواد اإلدارية و إجراءا جوهريا تحت طائلة‬
‫البطالن‪ ،‬و قد أوجبت المادة ‪ 52‬من المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬على اإلدارة المصدرة لقرار العزل‪ ،‬تبليغ‬
‫الموظف المعني بهذا القرار في أجل ال يتجاوز ‪ 80‬أيام ابتداءا من تاريخ توقيعه – و هو نفس األجل الذي حددته‬
‫المادة ‪ 512‬من األمر ‪ 81/80‬و المتعلقة بتبليغ القرار المتضمن العقوبة التأديبية‪ -‬و فق نفس الكيفيات المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ 81‬أعاله و يحفظ في ملفه اإلداري‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫و نالحظ هنا أن المشرع أحال إلى تطبيق المادة ‪ 81‬من نفس المرسوم بشأن كيفيات التبليغ‪ ،‬في حين كان يجدر‬
‫به اإلحالة إلى نص المادة ‪ ،80‬فهي التي تتعلق بكيفية تبليغ االعذار في حين تتحدث المادة ‪ 81‬عن االعذارين و‬
‫آجالهما فقط‪.‬‬
‫لذا يبدو أن هناك خطأ مادي في نص المادة ‪ 52‬فيما يخص اإلحالة إلى كيفيات التبليغ‪ ،‬و بذلك فالتبليغ يتم إما‬
‫بالبريد‪ ،‬برسالة ضمن ظرف موصى عليه مع اإلشعار باالستالم أو بأية وسيلة قانونية‪ ،‬منصوص عليها في التشريع‬
‫و التنظيم المعمول بهما‪.‬‬
‫و تبعا للمادة ‪ 51‬من المرسوم التنفيذي‪ ،‬يجب أن يتضمن قرار العزل مالحظة‪ ،‬تعلم الموظف المعني بكون‬
‫القرار‪ ،‬يمكن أن يكون محل تظلم لدى السلطة اإلدارية المصدرة له‪ ،‬و ذلك في أجل شهرين من تاريخ تبليغه‪ ،‬مع‬
‫اإلشارة بأنه ال يمكن شغل المنصب المالي الشاغر‪ ،‬بعد عزل المعني خالل مدة الشهرين المقررة لرفع التظلم و‬
‫هذا تحسبا إلبطال اإلدارة لقرار العزل و إعادة الموظف لمنصبه‪.‬‬
‫‪ 1‬اآلثار المترتبة عن عزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬
‫يترتب على إصدار و تبليغ القرار المتضمن عزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪ ،‬مجموعة من اآلثار‬
‫القانونية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ .5.1‬إنهاء العالقة الوظيفية‬
‫يؤدي العزل إلى إنهاء العالقة الوظيفية بين الموظف و اإلدارة و يترتب على ذلك ما يلي‪( :‬سلطاني ليلة‪،2854 ،‬‬
‫صفحة ‪)12‬‬
‫‪.1.0‬أ‪ /‬فقدان صفة الموظف العام‬
‫نصت المادة ‪ 250‬من األمر ‪ 81/80‬على‪ " :‬ينتج إنهاء الخدمة التام الذي يؤدي إلى فقدان صفة الموظف‬
‫عن‪...‬العزل‪ "...‬و بفقدان الموظف المعزول لصفته الوظيفية‪ ،‬فإنه يصبح خارج عن إطار سلكه الوظيفي‪ ،‬و بالتالي‬
‫يفقد كل الحقوق المرتبطة بصفته الوظيفية‪ ،‬كما يجرد من كل الوسائل أو اللوازم التي كانت تدل على صفته‬
‫الوظيفية‪ ،‬كتجريده من البطاقة المهنية و كل اللوازم و الوسائل التي كان يستعملها في أداء مهامه‪.‬‬
‫‪.1.0‬ب‪ /‬حرمان الموظف المعزول من التوظيف من جديد‬
‫أقر المشرع الجزائري‪ ،‬بموجب المادة ‪ 501‬من األمر ‪ 81/80‬عدم أمكانية ترشح الموظف المعزول بسبب إهمال‬
‫المنصب إلى الوظيفة العمومية من جديد‪ ،‬حيث جاء في نص المادة " ال يمكن الموظف الذي كان محل عقوبة‬
‫التسريح أو العزل أن يوظف من جديد في الوظيفة في الوظيفة العمومية‪".‬‬
‫نالحظ هنا أن المشرع الجزائري كان قاسيا جدا في أحكام هذه المادة‪ ،‬كما يعد ذلك خرقا ألحكام الدستور التي‬
‫أقرت أن الترشح للوظيفة العمومية حق دستوري مكفول ألي مواطن( المادة ‪ 01‬من التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ ، )2850‬و هو ما تم التأكيد عليه أيضا ضمن مشروع التعديل الدستوري لسنة ‪ 2828‬بموجب المادة ‪ 01‬منه‬
‫(مرسوم رئاسي رقم ‪ 215/28‬مؤرخ في ‪ 51‬سبتمير ‪ ،2828‬يتضمن استدعاء الهيئة االنتخابية لالستفتاء المتعلق‬
‫بمشروع تعديل الدستور)‪ ،‬حيث كان من األجدر أن يحرم الموظف المعزول من حق التوظيف لمدة معينة فقط‪.‬‬
‫و لعل تبرير قساوة هذه العقوبة‪ ،‬هو أن الموظف المهمل لمنصبه دون مبرر مقبول‪ ،‬يدل على استهتاره بمهام‬
‫وظيفته و عدم تقديره لما قد يرتبه انقطاعه عن أداء مهامه‪ ،‬من إخالل بسير عمل المرفق العام‪ ،‬لذلك جعل المشرع‬
‫هذا االنقطاع‪ ،‬سببا لفقدان وظيفته و عدم تمكنه منها من جديد‪ ،‬ردعا له و عبرة لغيره‪( .‬نواف كنعان‪)2880 ،‬‬
‫‪ 2.0‬اآلثار المتعلقة بالجانب المالي‪:‬‬
‫نص المرسوم التفيذي رقم ‪ 125/51‬على اآلثار المالية‪ ،‬الناجمة عن هذا القرار و يمكن تصنيفها على هذا‬
‫النحو‪( :‬بلغالم بالل‪ ،‬سبتمبر ‪ ،2854‬صفحة ‪)008‬‬

‫‪161‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫‪.2.0‬أ‪ /‬قبل صدور قرار العزل‪:‬‬


‫يخصم من راتب المعني‪ ،‬بقدر األيام التي تغيب فيها‪ ،‬إذا ما قدم مبرر مقبول للسلطة اإلدارية‪ ،‬أما في حالة ما‬
‫إذا التحق المعني بمنصبه و لم يقدم مبررا مقبوال للسلطة اإلدارية‪ ،‬فإنه يخصم من راتبه بقدر األيام التي تغيب فيها‬
‫و تسلط علي ه عقوبة تأديبية من الدرجة الثانية و ذلك وفقا لما جاء في المادة ‪ 84‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪.125/51‬‬
‫و يفقد الموظف المعني حقه في الراتب؛ إذا لم يلتحق بمنصبه رغم صحة تبليغ االعذارين و قد أكدت على‬
‫ذلك المادة ‪ 58‬من نفس المرسوم‪ ،‬و يبقى منصب الموظف المعني‪ ،‬شاغال خالل شهرين من تبليغ قرار العزل‪،‬‬
‫حيث نصت الفرة الثانية من المادة ‪ 51‬على أنه‪ " :‬ال يمكن شغل المنصب المالي الشاغر بعد عزل المعني خالل‬
‫األجل المحدد في الفقرة السابقة‪".‬‬
‫‪.2.0‬ب‪ /‬بعد صدور قرار العزل‪:‬‬
‫بعد فوات أجل شهرين‪ ،‬من تاريخ تبليغ قرار العزل‪ ،‬المنصوص عليه في المادة ‪ 51‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ ،125/51‬يمكن شغل منصب الموظف المعزول و يفقد هذا األخير الحق في الراتب المنصوص عليه بموجب‬
‫المادة ‪ 12‬من األمر ‪ ،81/80‬ذلك أنه بمجرد عزله يتم شطبه من تعداد المستخدمين باإلدارة التي كان يتبعها و‬
‫يلغى منصبه المالي و اإلداري معا‪.‬‬
‫إال أنه متى قدم الموظف المعزول مبررا مقبوال خالل أجل الشهرين المحدد في المادة ‪ 51‬سالفة الذكر‪ ،‬تقوم‬
‫اإلدارة بإلغاء قرار العزل‪ ،‬بعد دراسة المبرر و التأكد من صحة المعلومات و صالحية الوثائق المقدمة‪ ،‬بعد أخذ‬
‫رأي اللجنة المتساوية األعضاء المختصة و في هذه الحالة يعاد إدماج الموظف بدون أثر مالي رجعي‪ ،‬و هذا ما‬
‫جاء في نص المادة ‪ 59‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪.125/51‬‬

‫‪ 4‬الضمانات اإلدارية و القضائية للموظف (المنازعة في قرار العزل)‬


‫يكون قرار العزل‪ ،‬قابال للمنازعة فيه بواسطة التظلم أمام الجهة المصدرة له‪ ،‬كما يكون أيضا قابال‬
‫للمخاصمة بواسطة دعاوى اإلبطال‪ ،‬أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة (لحسين بن شيخ أث ملويا‪،2850 ،‬‬
‫صفحة ‪)588‬‬
‫‪1.4‬التظلم اإلداري‬
‫بعد صدور قرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪ ،‬يحق للمعني بالقرار القيام بتظلم إداري‪ ،‬و سنوضح فيما‬
‫يلي أحكام التظلم اإلداري في قرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب و كذا اآلثار المترتبة عن القيام بالتظلم‪:‬‬
‫‪.1.4‬أ‪ /‬أحكام التظلم في قرار عزل الموظف إلهمال المنصب‬

‫يكون التظلم ضد قرار عزل الموظف إلهمال المنصب‪ ،‬جوازيا و ليس وجوبيا و هذا ما يفهم من عبارة‬
‫" ‪...‬يمكن أن يكون محل تظلم‪ "...‬الواردة في نص المادة ‪ 51‬من المرسوم التنفيذي‪ 125/51‬و بذلك‪ ،‬فإنه يمكن‬
‫للمعني اللجوء إلى القاضي اإلداري مباشرة دون القيام بالتظلم‪ ،‬و هذا ما يتماشى مع مقتضيات المادة ‪ 018‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬و التي جاء فيها‪ " :‬يجوز للشخص المعني بالقرار اإلداري‪ ،‬تقديم تظلم إلى‬
‫الجهة اإلدارية مصدرة القرار في األجل المنصوص عليه في المادة ‪ 928‬أعاله‪."...‬‬
‫و حسب المادة ‪ 51‬من المرسوم التنفيذي أعاله‪ ،‬فإن التظلم يكون أمام السلطة التي أصدرت قرار العزل‪،‬‬
‫أي أنه تظلم والئي‪ -‬وليس إلى السلطة اإلدارية التي تعلوها‪ ،‬بمعنى التظلم الرئاسي‪ -‬و هو نفس ما ورد في المادة‬

‫‪162‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫‪ 018‬أعاله‪ .‬و فيما يخص آجال التظلم فقد حددتها المادة ‪ 51‬أعاله‪ ،‬بأجل شهرين ابتداءا من تاريخ التبليغ‪ ،‬و يتم‬
‫مراعاة أحكام المادة ‪ 981‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية في احتساب أجل الشهرين‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن األجل المحدد في المادة ‪ ،51‬جاء استثناءا على آجال التظلم ‪ -‬العامة ‪ -‬الواردة في‬
‫نص المادة ‪ 024‬قانون اإلجراءات اإلدارية و التي حددت بـ ‪ 89‬أشهر من تاريخ التبليغ‪ ،‬و يتم إعمال أحكام المادة‬
‫‪ 51‬تطبيقا لقاعدة " الخاص يقيد العام"‪.‬‬
‫‪.1.4‬ب‪/‬آثار التظلم‪ :‬بعد تقديم التظلم نكون بصدد حالتين‪:‬‬

‫‪ ‬تقديم المتظلم لمبرر مقبول‪ :‬إذا قدم الموظف المعزول مبررا مقبوال‪ ،‬خالل األجل المحدد في المادة ‪51‬‬
‫أعاله‪ ،‬تقوم اإلدارة بإلغاء قرار العزل بعد دراسة المبرر و التأكد من صحة المعلومات و صالحية الوثائق‬
‫المقدمة‪ ،‬و بعد أخذ رأي اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء المختصة‪ ،‬إزاء السلك أو الرتبة الذين ينتمي‬
‫إليهما الموظف المتظلم(المادة ‪ 59‬من المرسوم التنفيذي ‪)125/51‬‬

‫‪ ‬تقديم المتظلم لمبرر غير مقبول‪ :‬في هذه الحالة‪ ،‬تصدر اإلدارة المتظلم أمامها قرارا برفض التظلم و لها‬
‫أيضا أن ترفض التظلم في حالة‪ :‬عدم تقديم المتظلم أي مبرر لغيابه‪ ،‬مكتفيا بعريضة التظلم فقط‪ ،‬و كذلك‬
‫في حالة‪ :‬تقديم التظلم خارج الميعاد المنصوص عليه في المادة ‪ 51‬من المرسوم التنفيذي سالف الذكر‪،‬‬
‫و في هذه الحالة‪ ،‬فاإلدارة ليست ملزمة باستصدار رأي من اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء لرفض‬
‫التظلم‪( .‬لحسين بن شيخ أث ملويا‪ ،2850 ،‬صفحة ‪)585‬‬

‫‪ /2.4‬الدعوى القضائية‬
‫يمكن للموظف الذي صدر في حقه قرار بالعزل‪ ،‬الطعن فيه عن طريق رفع دعوى اإللغاء‪ ،‬أمام الجهة‬
‫القضائية المختصة و المتمثلة إما في المحكمة اإلدارية أو مجلس الدولة و ذلك حسب الجهة اإلدارية التي أصدرت‬
‫القرار – حسب قواعد االختصاص المحددة بموجب المادتين ‪ 085‬و ‪ 485‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫‪ -‬و ميعاد رفع الدعوى هو أربعة أشهر(‪ )89‬من تاريخ تبليغ القرار(المادة ‪ 024‬قانون اإلجراءات المدنية و‬
‫اإلدارية) أو شهرين من تاريخ رفض التظلم و ذلك في حالة قيام الموظف بالتظلم قبل اللجوء للقضاء – وفقا‬
‫ألحكام المادة ‪ 018‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية – و يتعين على المدعي تأسيس دعواه على وجود‬
‫عيب من عيوب المشروعية‪.‬‬
‫و من بين التطبيقات القضائية في هذا الشأن نجد القرار الصادر عن الغرفة الثانية لمجلس الدولة بتاريخ‬
‫‪ 2855/58/51‬تحت رقم ‪( 8800811‬قضية ب‪،‬ع ضد المديرية العامة للجمارك ) و الذي جاء فيه‪... " :‬حيث‬
‫يعتمد المدعي في تبرير دعوى اإللغاء على أن اإلجراءات التأديبية المتخذة ضده لم تكن قانونية و لم تتخذ في‬
‫وقتها المحدد قانونا‪...‬‬
‫‪ ...‬حيث أن ترك المنصب و عدم االلتحاق إليه رغم االعذار المبلغ للموظف‪ ،‬قانونا ال يستوجب إحالة هذا األخير‬
‫على المجلس التأديبي‪ ،‬ب ل يستوجب العزل التلقائي‪ ،‬لكن مع ذلك‪ ،‬فإن المدعى عليها أحالت ملفه على اللجنة‬
‫الوطنية المتساوية األعضاء بتاريخ ‪ 2331/11/21‬و التي قررت عزله‪.‬‬
‫و حيث أن قرار العزل اتخذ طبقا للقانون فيتعين رفض دعوى المدعي لعدم التأسيس‪( "...‬مجلة مجلس الدولة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2851 ،55‬صفحة ‪)551‬‬
‫و أكدت المادة ‪ 51‬من المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬بأن؛ قرار العزل يعد باطال و عديم األثر متى خالف أي‬
‫مقتضى من مقتضيات ذلك المرسوم و ذلك دون تمييز بين نوعية تلك المخالفة جسيمة كانت أو بسيطة‪ ،‬و لعل ذلك‬

‫‪163‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫جاء بغية حث اإلدارة توخي الحذر و عدم التسرع في إصدار قرار العزل‪ ،‬خاصة و أن هذا األخير يتخذ دون‬
‫مراعاة اإلجراءات و الضمانات التأديبية‪( .‬لحسين بن شيخ أث ملويا‪ ،2850 ،‬صفحة ‪)582‬‬
‫و قد جاء في القرار رقم ‪ 1902‬الصادر عن الغرفة الثانية لمجلس الدولة بتاريخ ‪( 2881/82/21‬قضية س‪،‬ر‬
‫ضد مديرية التربية لوالية سطيف) "‪ ...‬حيث أنه يعتبر قرار العزل المتخذ خالل عطلة مرضية شرعية قرار‬
‫مخالف للقانون لعيب في تطبيق المادة ‪ 101‬من المرسوم ‪ 18/91‬المؤرخ في ‪ 1891/30/20‬المتضمن القانون‬
‫النموذجي الخاص بالمؤسسات و اإلدارات العم ومية‪ ،‬لذا يتعين إلغاء القرار المستأنف فيه الذي أساء في تقدير‬
‫الوقائع و تطبيق القانون و بعد التصدي ابطال القرار المطعون فيه المتضمن عزل المستأنف من منصب عمله‪".‬‬
‫(مجلة مجلس الدولة‪ ،‬العدد ‪ ،2889 ،81‬صفحة ‪)500‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة حاولنا بقدر المستطاع تسليط الضوء على أهم النقاط المتعلقة بالنظام القانوني لعزل الموظف‬
‫بسبب إهمال المنصب و قد توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر العزل أخطر إجراء إداري يتعرض له الموظف العام الذي أهمل منصبه حيث يؤدي إلى حرمانه‬
‫من التوظيف من جديد‪..‬‬
‫‪ -‬وردت حاالت انتفاء وضعية إهمال المنصب في المادة ‪ 82‬من المرسوم التنفيذي ‪125/51‬على سبيل‬
‫المثال ال الحصر‪ ،‬بما يفتح المجال أمام إعمال السلطة التقديرية لإلدارة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع المشرع الجزائري من خالل المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬مجموعة من القواعد اإلجرائية التي‬
‫يتو جب على السلطة اإلدارية المختصة التقيد بها قبل اصدارها لقرار العزل و في حالة مخالفة اإلدارة‬
‫لهذه اإلجراءات يعتبر قرار العزل الصادر عنها باطل و عديم األثر‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬السلطة اإلدارية المختصة من إصدار قرار العزل دون أخذ رأي اللجنة‬
‫المتساوية األعضاء من جهة و إلزامها بأخذ رأي هذه اللجنة في حالة إلغاء قرار العزل و إعادة إدماج‬
‫الموظف من جديد من جهة أخرى يخل بقاعدة توازي األشكال‪.‬‬

‫من خالل ما توصلنا إليه من نتائج فإننا نقترح ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬توضيح حاالت المبرر المقبول بشكل واضح و تحديدها على سبيل الحصر ال المثال‪ ،‬بما من شأنه تضييق‬
‫مجال السلطة التقديرية لإلدارة تسهيال لعملية الرقابة القضائية عليها في هذا اإلطار‪.‬‬
‫‪ -‬تدارك الخطأ المادي الذي جاء في نص المادة ‪ 52‬من المرسوم التنفيذي ‪ 125/51‬و المتعلق باإلحالة‬
‫للمادة ‪ 81‬بدال من المادة ‪ 80‬فيما يخص كيفيات تبليغ قرار العزل‪.‬‬
‫‪ -‬احترام قاعدة توازي األشكال فيما يتعلق بأخذ رأي اللجنة المتساوية األعضاء في قرار عزل الموظف‬
‫على غرار أخذ رأيها في حالة إلغاءه أو إلغاء قرار العزل من السلطة المختصة دون أخذ رأي اللجنة‬
‫المتساوية األعضاء على النحو المعمول به في إصدار السلطة اإلدارية المختصة لقرار العزل‪ ،‬و إن كنا‬
‫نرجح االقتراح األخير‪.‬‬

‫‪ -‬تعديل المادة ‪ 501‬من األمر ‪ 81/80‬و ذلك لكونها تتنافى و أحكام الدستور على النحو السابق بيانه من‬
‫خالل تحديد مدة زمنية معينة للحرمان‪ ،‬أقترح أن ال تزيد عن ثالث سنوات‬

‫‪164‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬المعاجم و القواميس‪:‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل جمال الدين محمد‪ )5445(،‬لسان العرب‪ ،‬الجزء ‪ ،55‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب‬
‫زمور كمال‪،)2859(،‬مرشد تطبيقي لتسيير المستخدمين في المؤسسات و اإلدارات العمومية‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫لحسين بن شيخ أث ملويا‪ )2009(،‬المنتقى في قضاء مجلس الدولة‪.،‬دار هومة‪،‬الجزائر‬
‫لحسين بن شيخ أث ملويا‪ .)2850( ،‬تطبيقات المنازعات اإلدارية (المجلد الجزء الثاني)‪ .‬دار هومة‪،‬الجزائر‪.‬‬
‫مقدم سعيد‪ )2858( .‬الوظيفة العمومية بين التطور و التحول من منظور تسيير الموارد البشرية و أخالقيات المهنة‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫نواف كنعان‪ .)2880( .‬النظام التأديبي للوظيفة العامة (اإلصدار الطبعة األولى)‪.‬إثراء للنشر و التوزيع‪ .‬األردن‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرسائل الجامعية‬
‫بودربالة أمحمد‪) 2014/2015(،‬التحقيق التأديبي في الوظيفة العمومية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬جامعة البليدة ‪،02‬كلية الحقوق و‬
‫العلوم السياسية ‪.‬‬
‫بوطبة مراد‪ ،‬نظام الموظفين من خالل األمر ‪،06/03‬أطروحة دكتوراه في القانون العام ‪،‬جامعة الجزائر ‪.01‬‬
‫وهابي بن رمضان‪ .)2855/2858( .‬التسيير التأديبي في قطاع الوظيفة العمومية الجزائري‪ .‬مذكرة ماجستير علوم‬
‫تسيير‪،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير جامعة أبي بكر بلقايد‪.‬تلمسان‪،‬‬
‫رابعا‪ :‬المقاالت‬
‫بدري مباركة‪ )2828(،‬عزل الموظف بسبب إهمال المنصب في التشريع الجزائري‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات‬
‫القانونية و السياسية‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬العدد األول‪.‬‬
‫بلغالم بالل‪ (،‬سبتمبر ‪ ) 2015‬قرار عزل الموظف في الوظيفة العمومية‪ ،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية ‪،‬المجلد العاشر‪،‬‬
‫العدد الثاني‪،‬‬
‫بوقرة أم الخير ‪( .‬دون ذكر السنة)‪ .‬تأديب الموظف وفقا ألحكام القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪،‬مجلة المفكر ‪،‬‬
‫العدد التاسع‪.‬‬
‫سرباح خالد و عبد الهادي درار‪ .)2854( .‬الضمانات القانونية لحماية الموظف العام من قرار العزل‪ .‬مجلة القانون العام‬
‫الجزائري و المقارن‪ ،‬المجلد الخامس (العدد األول)‪.‬‬
‫سلطاني ليلة‪ .)2854( .‬العزل حالة من حاالت اإلنهاء التام للعالقة الوظيفية بين اإلدارة و الموظف في األمر رقم ‪81/80‬‬
‫المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العامة في الجزائر‪ ،‬مجلة القانون العام الجزائري و المقارن‪ ،‬المجلد الخامس (العدد‬
‫األول)‪.‬‬
‫غربي أحسن‪( .‬عدد ‪ 81‬سبتمبر ‪،)2850‬ضمانات عزل الموظف العام بسبب إهمال المنصب‪،‬مجلة دراسات و أبحاث‬
‫المجلة العربية في العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية‪ ،‬المجلد ‪،58‬ص ‪.954‬‬
‫مكي عمام‪ .) 2854( .‬ضمانات عزل الموظف نتيجة إهمال المنصب بموجب القانون الجزائري‪ .‬مجلة القانون العام‬
‫الجزائري و المقارن ‪ ،‬العدد األول‬

‫خامسا‪ :‬النصوص القانونية‪:‬‬


‫أمر رقم ‪ 81/80‬المؤرخ في ‪ 51‬يوليو ‪ ،2880‬المتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪ .‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،90‬مؤرخة في ‪ 50‬يوليو ‪.2880‬‬
‫قانون عضوي رقم ‪ 55/89‬المؤرخ في ‪ 80‬سبتمبر ‪ ،2889‬المتضمن القانون األساسي للقضاة‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪57‬‬
‫‪ ،‬مؤرخة في ‪ 08‬سبتمبر ‪.2004‬‬

‫‪165‬‬
‫ريمة مقيمي ‪ ...‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬

‫قانون ‪ 84/80‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير ‪ ،2880‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪،25‬‬
‫مؤرخة في ‪ 21‬أبريل ‪.2880‬‬
‫قانون ‪ 85/50‬مؤرخ في ‪ 80‬مارس ‪ ،2850‬يتضمن تعديل الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،59‬مؤرخة في ‪ 81‬مارس‬
‫‪.2850‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 215/28‬المؤرخ في ‪ 51‬سبتمبر ‪ ،2828‬يتضمن استدعاء الهيئة االنتخابية لالستفتاء المتعلق‬
‫بمشرع تعديل الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،19‬مؤرخة في ‪ 50‬سبتمبر ‪.2828‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 125/51‬مؤرخ في ‪ 02‬نوفمبر ‪ ،2017‬يحدد كيفيات عزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،66‬مؤرخة في ‪12‬نوفمير ‪2017‬‬
‫سادسا‪ :‬المجالت القضائية‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد ‪.2889 ،81‬‬
‫مجلة مجلس الدولة‪ ،‬مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد ‪.2851 ،55‬‬
‫سابعا‪ :‬القرارات القضائية‬
‫قرار رقم ‪ 885500‬صادر عن مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،2885 ،‬غير منشور‪.‬‬
‫قرار رقم ‪ 10105‬صادر عن مجلس الدولة‪ ،‬الغرفة الثانية‪ ،2880 ،‬غير منشور‪.‬‬

‫‪ ‬كيفية االستشهاد بهذا المقال حسب أسلوب ‪:APA‬‬


‫مقيمي‪ ،‬ريمة ‪ ،)2825( 5‬النظام القانوني لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪،‬‬
‫المجلد ‪ 13.‬العدد ‪ ،)2825( 85‬الجزائر‪ :‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،‬ص‪.‬ص ‪... - ..‬‬

‫‪166‬‬

You might also like