You are on page 1of 102

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة الجياللي اليابس‪-‬سيدي بلعباس‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫‪ 19‬مارس‪1962‬‬

‫قسم الحقوق‬

‫مطبوعة في مقياس االقتصاد السياسي‬


‫لطلبة السنة األولى ل م د‬
‫د‪.‬مكاوي أمال‬

‫السنة الجامعية‪2017-2016 :‬‬

‫‪1‬‬
‫مقياس االقتصاد السياسي‪:‬‬

‫املقدمة‬

‫كثريا ما نستخدم كلمة "اقتصاد" يف أحاديث الناس وخطبهم إىل ذلك احلد الذي يوحي أبن هلذه الكلمة‬

‫مفهوما واحدا وحمددا‪ ،‬ولكن الواقع أن الكثري جيهلون ماهية علم االقتصاد وتطوراته التارخيية‪.‬‬

‫يعترب مقياس علم االقتصاد السياسي من املقاييس الضرورية اليت يتوجب على الطالب (ة) أن يلم مبفاهيمه‬

‫ومصطلحاته األساسية اليت متكنه من حماولة فهم وتفسري الظواهر االقتصادية فيجب معرفة عالقته ابلعلوم األخرى‬

‫وتداخله معها‪ ،‬لدرجة أن له عالقة أتثري وأتثر‪ ،‬وعليه أيضا معرفة اتريخ هذا الفكر االقتصادي‪ ،‬فاالقتصاد مبعانيه‬

‫ومبادئ احلالية مل يكن وليد اللحظة بل كان منذ القدم‪ ،‬وعليه أيضا معرفة مضمونه وماذا يدرس وعالقته ابملشكلة‬

‫االقتصادية وما معناها‪ ،‬أركاهنا واحللول املقرتحة من النظامني االشرتاكي والرأمسايل هلا‪ ،‬وعليه أيضا معرفة أهم‬

‫النظرايت الفكرية االقتصادية‪ ،‬ما هي أسسها ومبادئها وحىت االنتقادات املوجهة هلا‪ ،‬األنظمة االقتصادية ورأيتها‬

‫لعملية اإلنتاج‪ ،‬النظام اإلسالمي أو االقتصاد اإلسالمي الذي يعترب األكثر جناعة من خالل تعاليمه ومبادئه‬

‫املأخوذة من القرآن الكرمي والسنة النبوية والقياس واإلمجاع‪ ،‬وأخريا حاولنا كاإلضافة على املقرر املطلوب إعطاء‬

‫الطالب مفاهيم ملصطلحات تصادفه يوميا‪ ،‬ولكن ال يعرف ما تعنيه كاالدخار‪ -‬االكتناز‪ -‬لالستثمار‪،‬‬

‫اخلوصصة‪ ،‬وألمهية املقياس –علم االقتصاد السياسي‪ -‬يف حياتنا السابقة واآلتية واحلاضرة‪ ،‬وألننا يف سباق مع‬

‫العوملة أبنواعها‪ ،‬وألنه ال وجود لدولة ال سياسيا وال اجتماعيا بدون أن يكون هلا اقتصاد مهم‪ ،‬فهو ما يفرض‬

‫سيطرهتا على دولتها وعلى العامل ككل ويشكل محاية هلا من أي نوع من الضغوطات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أما الصعوبة اليت صادفتها ابلنسبة هلذا املقياس هي مشكلة الوقت‪،‬الن هذا األخري يعد مقياسا سداسيا الثاين‪،‬‬

‫وهلذا كنت يف سباق مع الزمن‪،‬فمن جانب كمية املعلومات المنتهية يف هذا العلم‪،‬ومن جانب أخر احرتام الزمن‬

‫املسموح به‪.‬‬

‫و ارأتيت طرح إشكالية عامة تتمثل يف‪:‬‬

‫‪ -‬ماهية علم االقتصاد السياسي ؟‬

‫استعنت ابملنهج التحليلي‪ ،‬الوصفي لطرح حماور هذا املوضوع واإلجابة عن هذه اإلشكالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬ومعتمدات على خطة مبسطة لتصل بسهولة للطالب‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬علم االقتصاد السياسي(تطور مفهومه‪،‬أنواعه و عالقاته ابلعلوم األخرى‪،‬مضمونه)‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬تطور الفكر االقتصادي‬

‫املبحث الثالث‪:‬األنظمة االقتصادية‬

‫املبحث الرابع‪ :‬بعض املفاهيم االقتصادية( االدخار‪،‬االكتناز‪ ،‬االستثمار و اخلوصصة)‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املبحث األول‪ :‬علم االقتصاد السياسي(تطور مفهومه‪،‬أنواعه و عالقاته ابلعلوم األخرى‪،‬مضمونه)‪:‬‬

‫االقتصاد علم‪ ،‬وهبذا له لغته و مصطلحاته اخلاصة به‪ ،‬ليتميز هبا عن العلوم األخرى‪ ،‬وليتعارف عليها أهل هذا‬

‫العلم‪ ،‬مثال‪ :‬الطلب‪ ،‬العرض‪ ،‬االستثمار‪ ،‬السوق‪ ،‬البورصة‪ ،‬التضخم‪...‬اخل‪.‬‬

‫وابعتباره علما فله أيضا قواعد وأسس ونظرايت يقوم عليها‪ ،‬وابلتايل علينا معرفة هذه األخرية لنطبقها على‬

‫الواقع له أيضا أدوات نعتمد عليها يف دراستنا له كالتحليل وقياس النتائج‪ ،‬وألنه علم من العلوم االجتماعية مثله‬

‫مثل‪ :‬علم االجتماع‪ ،‬علم النفس‪ ،‬علم السياسة واحلقوق‪...‬اخل‪،‬فهو يتعلق موضوعه ابجملتمعات‪ ،‬وابلتايل تتغري‬

‫وتتبدل احللول االقتصادية بتغري احلالة االجتماعية‪ ،‬فما يصلح كحل اقتصادي جملتمع ما قد ال يصلح آلخر‪،‬‬

‫وهذا عكس العلوم األخرى كعلم الفيزايء‪ ،‬فالظواهر الفيزايئية ال تتغري بتغري الناس واجملتمعات‪ ،‬فاملاء مثال يغلي‬

‫عند ‪ °100‬وهذا اثبت‪ ،‬فال خيتلف ابختالف اجملتمعات من جمتمع فقري وغين‪ ،‬متقدم ومتأخر‪.1‬‬

‫ألنه العلم الذي يدرس السلوك االقتصادي الفردي واجلماعي يف بيئته االجتماعية‪ ،‬وجب علينا التعرف أكثر‬

‫على هذا العلم القائم بذاته‪ ،‬الذي يتميز ابالستمرارية والتغري‪ ،‬إذن فما هو مفهوم علم االقتصاد‪ ،‬وما أنواعه‬

‫وعالقته ابلعلوم االجتماعية األخرى ابعتباره علما يدخل يف طياهتا‪ ،‬و ما مضمون هذا العلم و أساسه ؟‬

‫بداية نعرض مفهوم هذا العلم؟‬

‫املطلب األول‪ :‬تطور مفهوم علم االقتصاد‬

‫تضاربت اآلراء واختلفت حول إعطاء مفهوم دقيق لعلم االقتصاد السياسي وهذا نظرا الختالف وجهات النظر‬

‫الفكرية والفلسفية‪ ،‬فكل اجتاه يعرف االقتصاد السياسي من وجهة نظره ويدافع عنها بتحليالهتم أوال وقبل‬

‫الدخول يف اجتاهاهتم الفكرية ومناهجهم‪ ،‬البد أن تعلم أن علم االقتصاد السياسي من العلوم االجتماعية احلديثة‬

‫النشأة‪ ،‬فقد ظهر هذا العلم منذ أكثر قرنيني ابلرغم من أن البحث فيه كان قبل ذلك‪ ،‬وأول من كان له الفضل‬

‫‪ 1‬صبحي اتترس قريصة‪،‬مقدمة يف االقتصاد‪،‬بدون طبعة‪،‬دار اجلامعات املصرية‪،‬اإلسكندرية‪،1997،‬ص‪.4‬‬

‫‪4‬‬
‫ابكتشافه هو العامل الفلسفي أرسطو وعىن به علم قوانني االقتصاد املنزيل‪ ،‬ومصطلحه اللغوي اإلغريقي كان‬

‫"‪ "oikos" "nomos" "Politikos‬واليت تعين منزل – قانون‪ -‬اجتماعي"‪.1‬‬

‫أما املصطلح "‪ "economie politique‬فقد ظهر ألول مرة عام ‪ 1615‬بفضل الكاتب الفرنسي "‬

‫أنطون دي مونكريستيان‪ )1575-1621( " Antoine de montchrestie‬يف كتابه حبث يف‬

‫االقتصاد السياسي ‪ ، Traite d’économiepolitique‬وحلل استخدامه لكلمة السياسي على انه له‬

‫عالقة بتدبري وإدارة األموال اخلاصة ابلدولة لتوفري ما يلزم اجملتمع من رفاهية‪.‬‬

‫وهبذا نرى انه استند يف مفهومه لعلم االقتصاد السياسي على انه وسع من املفهوم اإلغريقي لالقتصاد وكونه‬

‫يدل‬
‫دل فهو ّ‬
‫جمرد تدبري للشؤون املالية املنزلية ليعطيه نظرة شاملة ليصبح يهتم بشؤون الدولة وثرواهتا‪ ،‬وهذا إن ّ‬

‫على وجود السياسة االقتصادية قبل وجود االقتصاد‪.2‬‬

‫وانتشر بعد ذلك مصطلح " اقتصادي" ‪ "L’économique‬حيث يرى ‪D.H.Robertson‬‬

‫روبرتسون االجنليزي‪ ،‬أن مصطلح ‪ economics‬هناية ‪ ics‬توازي املصطلح الطبيعة ‪ physics‬وديناميك‬

‫‪.dynamics‬‬

‫ابلرغم من أن علم االقتصاد يعين بدراسة العالقات بني النشاط اإلنساين والوسائل املستخدمة لتحقيق هذه‬

‫الغاايت‪ ،‬إال أن له العديد من املفاهيم املختلفة منها ما هو لغوي بني أصل كلمة االقتصاد ومن هو ما هو‬

‫اصطالحي عملي وآخر اصطالحي نظري‪.‬‬

‫هذا ما نبينه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬علي خالفي‪ ،‬املدخل إىل علم االقتصاد مفاهيم‪ -‬مصطلحات – أسئلة – بدون طبعة‪ ،‬أسامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪،2005 ،‬ص‪.18‬‬

‫‪ 2‬عبد اللطيف بن شنهو‪ ،‬مدخل إىل علم االقتصاد السياسي‪،‬بدون ‪5‬‬


‫طبعة‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬اجلزائر‪،2004،‬ص‪.12‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املعىن اللغوي األصلي لكلمة االقتصاد‪:‬‬

‫لالقتصاد معاين لغوية كثرية‪ ،‬فقد يعين به اإلنسان املقتصد الذي يقتصد يف االتفاق فال يسرف وال يبذر‬

‫وال يبالغ‪ ،‬ويعين أيضا طريقة توظيف األموال وجذهبا أو طريقة إنفاقها والضوابط واألصول واملعايري يف ذلك‪.‬‬

‫وقد ذكرت كلمة االقتصاد أيضا يف القرآن الكرمي‪ ،‬فيدل على معىن التوسط أي االعتدال‪ ،‬أي التوازن يف‬

‫األخذ والعطاء‪ ،‬واالقتصاد هو عكس التبذير واإلسراف وهو االستهالك املفرط لقوله تعاىل‪" :‬وال تبذر تبذيرا‪،‬‬

‫إن املبذرين كانوا إخوان الشياطني وكان الشيطان لربه كفورا" اإلسراء اآلية ‪ 27-26‬وسورة لقمان اآلية ‪19‬‬

‫"واقصد يف مشيك" واحلديث الشريف "ما عال مقتصد قط" أي ما افتقر من ال يسرف يف اإلنفاق وتطلق أيضا‬

‫هذه الكلمة –اقتصاد‪ -‬على جمموع الثروة اليت يتطرق فيها اجملتمع‪ ،‬وهلذا نقول اقتصاد وطين‪ ،‬أو قومي‪ ،‬وعلى‬

‫كل شخص يتوىل إدارة أموال املؤسسة أو العائلة أو الدولة فيقال له"مقتصد" وتطلق أيضا على احملاسب الذي‬

‫جيري احملاسبة االقتصادية‪ ،‬ويطلق على عامل االقتصاد الشخص الذي له دراية ابلنظرايت و القواعد اليت حتكم‬

‫النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬املعىن االصطالحي لالقتصاد‪:‬‬

‫فهو العلم الذي يدرس السلوك االقتصادي لألفراد واجملتمعات كاإلنتاج واالستهالك واالدخار وتبادل‬

‫السلع واخلدمات‪ ،‬أي مبنعى آخر يبحث يف كيفية االستخدام وختصيص املوارد االقتصادية النادرة أو احملدودة‬

‫إلشباع احلاجات اإلنسانية املتعددة الغري حمدودة أبقل تكلفة أي هو العلم الذي يسعى حلل املشكلة االقتصادية‪.1‬‬

‫ويعرفه أيضا سامويلسون بول أبنه‪ :‬دراسة كيفية اختيار األفراد أو اجملتمع استخدام املوارد املنتجة يف إنتاج خمتلف‬

‫البضائع عرب الزمن‪ ،‬ومن مث توزيعها على االستهالك اجلالب واملقبل بني خمتلف األفراد واجلماعات يف اجملتمع‪،‬‬

‫وعرفه ألفريد مارشال (‪ )1924-1842‬أبنه العلم املعين بدراسة أعمال اإلنسان للحصول على الرفاهية ويعرفه‬

‫بن عصمان حمفوظ‪،‬مدخل إىل اقتصاد احلديث‪،‬بدون طبعة‪،‬دار العلوم‪،‬ابتنة‪،‬اجلزائر‪،2003،‬ص‪.7‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫آدم مسيث أبنه‪« :‬البحث عن أسباب منو االقتصاد القومي» ويرى ولتحقيق ذلك جيب تقسيم العمل يف‬

‫املؤسسات لزايدة اإلنتاج واإلنتاجية أما دافييد ريكاردو يرى أن املشكل األساسي يف االقتصاد هو مشكل توزيع‬

‫الناتج الكلي بني الطبقات اليت توجد يف اجملتمع‪ -‬طبقة العمال‪ -‬طبقة الرأمسالية وطبقة مالك األراضي‪.‬‬

‫وعدم استعمال وحذف تسمية "سياسي" ‪ "political‬تدل على االهتمام ابلفرد ال الدولة‪ ،‬وبعد ذلك اختلفت‬

‫وجهات النظر‪ ،‬وكل اجتاه يسمي هذا العلم حسب اقتناعه أبفكاره‪،‬فمنهم من يطلق عليه "علم االقتصاد" مثل‬

‫‪ Guitton،Bousquet،Pigou،Barre‬أو من يقتصر على مصطلح "االقتصاد" فقط كالعامل األمريكي‬

‫‪ ،P.samuelson‬والعامل‪ nikitine‬السوفيايت يسميه ابالقتصاد السياسي‪.‬‬

‫ومن هؤالء من يعرف االقتصاد السياسي على أساس فكريت إشباع احلاجات وتكوين الثروات‪ ،‬ويرون على‬

‫هذا األساس أن كل ما يهدف لتحقيق غاية أساسية تشبع احلاجات فهو يدخل يف علم االقتصاد وهذه الفكرة‬

‫عرضتها لالنتقاد فال ميكن توسيع مفهوم االقتصاد على كل حاجة نشبعها وحنققها‪ ،‬فهناك حاجات ال تدخل‬

‫يف جمال النشاط االقتصادي وميكننا إشباعها‪ ،‬كالقراءة أو زايرة متحف مثال‪ ،‬وبعد هذا أعادوا النظر هؤالء‬

‫املفكرين يف هذا التوسع مصرفني وحمددين احلاجة ابحلاجة املادية فقط واليت تدخل يف إطار االقتصاد‪ ،‬وما‬

‫يالحظ عن هذين التعريفني أن األول يوسع ويفتح اجملال مبطلقه ليضم النشاط االقتصادي كل احلاجات والثاين‬

‫يضيفها بتحديدها للحاجات املادية فقط‪.‬‬

‫أما الفكرة الثانية اليت يعتمد عليها أيضا يف وضع مفهوم لالقتصاد‪ ،‬هي تكوين الثروة ومن بني أصحاب هذا‬

‫الفكر آدم مسيث وجون ستيوارت ميل ويعترب ابلنسبة هلم أنه مىت حققت ثروة وزادت تكون أمام قوانني علم‬

‫االقتصاد الذي تكمن مهمته يف وضع دراسة وقوانني لزايدة الثروة‪.‬‬

‫أما ألفريد مارشال "‪ "Alfred.Marchall‬االقتصادي االجنليزي فيتفق مع رأي آدم مسيث وجون ستيوارت‬

‫ميل يف أن االقتصاد علم يضع قوانني لزايدة الثروة ولكن يضيف أيضا أنه يدرس النشاط الفردي واالجتماعي‬

‫‪7‬‬
‫ليحقق الرفاهية أما ساي‪ j.p.say‬فيعرف االقتصاد بتفسريه لزايدة الثروة‪ ،‬فريى أنه علم يدرس كيفية إنتاج وتوزيع‬

‫واستهالك الثروة إال انه هذا الرأي أنتقد ابعتباره يضيف مفهوم الثروة والذي يعين به األموال املادية فقط‪ ،‬يف‬

‫حني هناك خدمات هلا منقصها وقيمتها وحتقق أيضا الرفاهية للفرد واجملتمع وهبذا املفهوم ال تدخل يف إطار علم‬

‫االقتصاد‪ ،‬وهذا غري صحيح‪.‬‬

‫أخريا نرى أن أصحاب هذا االجتاه اعتمدوا بشكل واسع على املعيار املادي‪ ،‬ورأوا إن املادة فقط دون املنفعة‬

‫حتقق الرفاهية‪.1‬‬

‫أ‪ -‬التعريف على أساس فكرة التبادل‪:‬‬

‫زعيم هذا التيار ‪ G.Pirou‬بريو‪ ،‬ويرى أن علم االقتصاد قائم على فكرة التبادل‪ ،‬فكل فرد حباجة لتحقيق‬

‫منفعة ومقابلها يدفع مقابل لفرد آخر‪ ،‬إذن كل عمليات التبادل بني األفراد عن مفهوم االقتصاد وهي مبثابة‬

‫وسيط إلنتاج األموال والسلع واخلدمات‪.2‬‬

‫ومت نقد هذا املوقف وحجج منتقديه انه ال يكون على االقتصاد إال يف املبادلة‪ ،‬بل هناك نشاطات ال تدخل‬

‫يف دائرة التبادل ومع ذلك يهتم علم االقتصاد بدراستها كنشاط الفالح واستهالكه الشخص ملا أنتجه وهو مع‬

‫ذلك يزاول نشاطا زراعيا‪ ،‬ويرون أيضا أن األخذ هبذا التعريف جيعلنا نستبعد االقتصاد العائلي الذي يتم بدون‬

‫مق ابل أو مبادلة وال يدخل يف الدورة االقتصادية‪ ،‬ونفسه احلكم على املرافق العامة اليت تتصف مبجانية خدماهتا‬

‫للمجتمع‪.3‬‬

‫ب‪-‬التعريف على أساس الندرة روبنز ‪:L.robinz‬‬

‫‪ 1‬حممود الطنطاوي اجلاز‪ ،‬مدخل لدراسة االقتصاد السياسي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مؤسسة الثقافة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،2004 ،‬ص‪.25‬‬

‫‪ 2‬مجال الدين لعريسات‪،‬مدخل إىل علم االقتصاد‪،‬بدون طبعة‪،‬دار إسهامات يف أدبيات املؤسسة‪،‬تونس‪،1996،‬ص‪.9‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ 3‬حممود الطنطاوي اجلاز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.27‬‬
‫يرى أصحاب هذا املوقف أن علم االقتصاد هو الذي يدرس كيفية حصول اإلنسان على حاجاته النادرة‬

‫واملتعددة االستعماالت‪ ،‬ولكن بشروط منها‪ ،‬ال ميكن استفادة اإلنسان وحتقيق حاجاته كلها يف وقت واحد‪،‬‬

‫وإمكانياته احملدودة اليت ال تساعده يف اقتنائها وحتقيق غاايته‪ ،‬وطور هنري فيتون ‪ H.Guitton‬هذا املفهوم‬

‫إبضافته لعامل آخر وهو عامل التالؤم‪ ،‬أي أنه للقضاء على الندرة املسببة لعدم إشباع احلاجات اإلنسانية‪،‬‬

‫وجب التكيف أي توزيع السلع املوجودة بصفة كبرية يف مكان ما وزمان ما حبيث تفيض عن احلاجة ونقلها‬

‫ملكان آخر إلشباع حاجات أخرى غري م شبعة وكذلك يرى أن على اإلنسان التضحية ببعض احلاجيات فال‬

‫ميكن إشباع كلها وهنا عليه االختيار وحسب أولوايهتا له‪.‬‬

‫ج‪-‬التعريف املاركسي لالقتصاد السياسي‪:‬‬

‫أما ماركس فقد عمل على تطوير مفهوم االقتصاد السياسي يف كتابه نقد االقتصاد السياسي وحوله إىل علم‬

‫دراسة قوانني تطور اجملتمع‪ ،‬آخذا بكل األفكار السابقة لينتقل علم االقتصاد السياسي لعلم القوانني االجتماعية‬

‫اليت حتكم إنتاج السلع واخلدمات وتوزيعها على املستهلكني إلشباع حاجياهتم الفردية واجلماعية ويوافقه‬

‫االقتصادي أوسكار الجنه"‪ "O.Lange‬واالقتصادي الفرنسي ‪ R.Barre‬يف هذا املفهوم‪.‬‬

‫إذن علم االقتصاد السياسي هو "العلم الذي يدرس العالقات االجتماعية بوضع قوانني اجتماعية لإلنتاج‬

‫والتوزيع واالستهالك وتبادل اخلربات أي عالقات اإلنتاج"‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬فروع االقتصاد و عالقته ببعض العلوم األخرى‪:‬‬

‫لعلم االقتصاد فرعني أساسيني مها االقتصاد الكلي و اجلزئي و له عالقة وطيدة ببعض العلوم ‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬الفروع األساسية لالقتصاد‪:‬‬

‫لعلم االقتصاد فروع عدة‪ ،‬وكل تقسيم يراع فيه املقاربة الزاوية اليت ينظر منها‪ ،‬فهناك اقتصاد وطين أو حملي‬

‫واقتصاد دويل إذا نظران من زاوية اجلنسية أو احلدود اجلغرافية‪ ،‬اقتصاد إجيايب "وصفي" واقتصاد معياري وأنواع‬

‫‪9‬‬
‫أخرى من مدارس األفكار االقتصادية اقتصاد مجاعي‪ ،‬اقتصاد قياسي‪ ،‬اقتصاد بنكي‪ ،‬إال أن علم االقتصاد يهتم‬

‫بنوعني من التحليل االقتصادي مها االقتصاد اجلزئي واالقتصاد الكلي‪.‬‬

‫أوال نتطرق ملفهوم االقتصاد الكلي وهذا يف ما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬اقتصاد الكلي‪:‬‬

‫يف هذا النوع من االقتصاد‪ ،‬يهتم فيه التحليل االقتصادي الكلي بدراسة االقتصاد ككل أي يبحث يف اجملتمع‬

‫ككل‪ ،1‬ظهر هذا املصطلح ألول مرة عند عامل االقتصاد النروجيي ‪Ragnar Frisch‬راجنر فريش ويقصد به‬

‫املقاربة النظرية اليت تدرس االقتصاد من خالل العالقات القائمة بني مكوانت اقتصادية كربى للبلدان‪،‬كتأثري‬

‫الدخل القومي ومعدالت التشغيل وتضخم األسعار‪ ،‬معدل االستهالك الكلي ومعدل اإلنفاق االستثماري‪،‬‬

‫ويدرس أيضا أتثريات كل من السياسة النقدية والسياسة املالية املتبعة يف البلد‪.2‬‬

‫ب‪-‬االقتصاد اجلزئي‪:‬‬

‫أما االقتصاد اجلزئي فهو ذلك القسم من العلم الذي يبحث يف سلوك الوحدات اجلزئية أو التصرفات الفردية مبا‬

‫فيهم األفراد والشركات‪ ،‬كدراسة العرض والطلب السوق‪ ،‬السعر‪ ،‬السلعة‪....‬اخل‪.3‬‬

‫وقد اندى بعض املفكرين االقتصاديني لضرورة التوحيد بني الفرعني وإلغاء هذا التباين بينهما وهذا كان يف أواخر‬

‫السبعينات وأوائل الثمانينات وحجتهم يف ذلك أن االقتصاد اجلزئي الصلب يبىن على االقتصاد الكلي اجليد‬

‫واملؤسس‪ ،‬ويف احلقيقة كل منها – االقتصاد اجلزئي والكلي‪ -‬وجهني لعملة واحدة‪ ،‬واألول خيدم الثاين والعكس‪.4‬‬

‫‪ 1‬أمحد حسني الرفاعي‪ ،‬خالد واصف الوزين‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي بني النظرية والتطبيق‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪،1997،‬ص‪.10‬‬

‫‪2‬عبد الوهاب األمني‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪،‬الطبعة األوىل‪ ،‬احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬األردن‪،2002،‬ص‪.13‬‬

‫‪ 3‬عبد احلميد زعباط ‪ ،‬االقتصاد اجلزئي‪،‬بدون طبعة‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬اجلزائر‪.2001،‬‬


‫‪10‬‬
‫‪ 4‬توفيق عبد الرحيم حسن‪ ،‬مبادئ االقتصاد اجلزئي‪ ،‬بدون طبعة‪،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬االقتصاد و عالقته ببعض العلوم األخرى‪:‬‬

‫من الصعب أن حندد بضبط املكانة اليت جيب أن حيتلها علم االقتصاد من بني العلوم االجتماعية والعلوم‬

‫التقنية وطبيعية‪ ،‬ذلك ألن املواضيع واجلوانب الذي يتعرض هلا هذا العلم تتنوع وتتشابك إىل درجة أهنا ال تشكل‬

‫طابعا عاما منسجما‪ ،‬هذه املالحظة تقود االقتصاديني إىل إعطاء صفات خمتلفة لعلم االقتصاد‪ ،‬الذين يسلطون‬

‫انتباههم على عالقة القائمة بني اإلنسان والطبيعة‪ ،‬يعتقدون أن موضوع االقتصاد يتجلى يف النضال ضد الندرة‬

‫االقتصادية وأنه ابلتايل يدرس األساليب اليت متكن اإلنسان من احلصول على أكرب منفعة ممكنة أبقل جهد ممكن‪،‬‬

‫وهبذا املع ىن فإنه اقتصاد ليس من العلوم اإلنسانية بل هو من العلوم التقنية والواقع أننا إذا أتملنا عن قرب مجيع‬

‫اجلوانب نتناول عالقات خمتلفة ميكن تقسيمها إىل ثالثة أنواع‪.‬‬

‫العالقة بني اإلنسان واإلنسان‪:‬‬

‫وهي اليت تتم عن طريق املعامالت االقتصادية بني األفراد وتعكس مكانتهم يف اجملتمع‪.‬‬

‫العالقة بني اإلنسان والطبيعة‪:‬‬

‫فعندما يباشر إنسان نشاط اقتصادي فهو حياول أن يستخلص أكرب املنافع املمكنة من الوسط الطبيعي‬

‫أبقل نفقات ممكنة‪.‬‬

‫العالقة بني األشياء نفسها‪:‬‬

‫أي بني الطبيعة والطبيعة والتأثري املتبادل بينهما يف عملية اإلنتاج‪ ،‬فمن املعلوم هذه العالقة تتحدد يف‬

‫كثري من األحيان حبجم اإلنتاج وأنواعه وأساليب تنفيذه وكمثال‪ ،‬فإن التأثري الذي ميارسه املناخ على األرض‬

‫حيدد منه اإلنتاج الزراعي برمته‪ ،‬فالعالقة املوجودة بني النبات والرتبة واألرض والتضاريس ومناخها للتأثري على‬

‫‪11‬‬
‫اإلنتاج وهكذا نستخلص أن علم االقتصاد يتعرض لثالثة جوانب خمتلفة منها‪ ،‬اجلانب االجتماعي اإلنساين‪،‬‬

‫اجلانب التقين احملض واجلانب الطبيعي احملض‪.1‬‬

‫وهكذا له عالقة مبجموعة من العلوم‪:‬‬

‫أ‪-‬عالقة علم االقتصاد بعلوم اجلغرافيا و البيولوجيا‪:‬‬

‫اجملموعة تشمل العلوم اليت تدرس الوسط الطبيعي وحتدد ابلتايل املواد املائية اليت يتوفر عليها هذا الوسط أي‬

‫اجلغرافيا بفروعها وعلم اجليولوجيا ودراسته لعلم ابطن األرض الذي يكشف عن املوارد الباطنية القابلة لالستثمار‬

‫اقتصاداي‪.‬‬

‫ب‪-‬عالقة علم االقتصاد العلوم االجتماعية والسياسية‪:‬‬

‫اجملموعة تتناول دراسة الوسط االجتماعي واليت حتدد اإلمكانيات البشرية واالجتماعية والتنظيمية اليت يتوفر‬

‫حيث‬ ‫عليها اجملتمع مثل علم املكان‪ ،‬علم حيدد املوارد البشرية الالزمة يف النشاط االقتصادي وتركيبتها من‬

‫العمر واملهنة والثقافة والتوزيع اجلغرايف‪ ،‬علم االجتماع وهو علم يدرس الرتكيب الطبقي هلؤالء السكان‬

‫وعالقاهتم و أوضاعهم وتقاليدهم وأعرافهم‪.‬‬

‫لعلم االقتصاد عالقة وطيدة بعلم السياسة فمعظم املشاكل االقتصادية تؤثر على السياسة ألهنا أصال‬

‫ذات طبيعة سياسية وحىت القرارات السياسية تنتج عنها نتائج اقتصادية‪ ،‬فمثال حتديد احلد األدىن‬

‫لألجور وفرض الضرائب وغريها‪ ،‬هي قرارات سياسية هلا أبعاد اقتصادية فقط االختالف املوجود يف‬

‫‪ 1‬مجال الدين لعريسات‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.12‬‬

‫‪12‬‬
‫مصدر هذه األخرية يعترب سياسيا ال اقتصاداي‪ ،‬ولكن دائما ابللجوء إىل مستشارين اقتصاديون يفيدونه‬

‫بتحليالهتم االقتصادية واقرتاحاهتم‪.‬‬

‫ت ‪-‬عالقة علم االقتصاد ابلعلوم التقنية‪:‬‬

‫اجملموعة الثالثة هي من العلوم اليت قد تزود االقتصاد ابألرقام الالزمة لقيام البحوث االقتصادية‪،‬‬

‫وهلا دور هام يف التشخيص مثل علم احملاسبة (وطنيا أو حمليا) حتدد نتائج األنشطة االقتصادية‬

‫املمارسة داخل اجملتمع وعلم اإلحصاء الذي حيدد عدد السكان وتنقالهتم‪ ،‬وعلم الرايضيات‪ ،‬علم‬

‫التكنولوجيا‪ ،‬العلوم الطبيعية‪ ،‬علوم الكيمياء والفيزايء‬

‫املطلب الثالث‪ :‬مضمون علم االقتصاد‬

‫يكمن مضمون و حمتوى علم االقتصاد يف املشكلة االقتصادية و حماولة إجياد حل هلا‪.‬‬

‫الفر ع األول‪ :‬املشكلة االقتصادية‪:‬‬

‫يعين علم االقتصاد ابلدراسة والبحث يف املشكلة االقتصادية من انحية أسباهبا وكيفية عالجها‪ ،‬لإلنسان‬

‫احتياجات ورغبات يسعى لتحقيقها بواسطة استخدامه للموارد االقتصادية‪ ،‬ولكن قد يواجه هذا األخري مشكلة‬

‫كبرية‪ ،‬وهي عدم التكافؤ بني ح اجاته واملوارد االقتصادية املتاحة له ولذروهتا النسبية‪ ،‬وهذه هي ما تسمى‬

‫ابملشكلة االقتصادية‪ ،‬واليت يعين علم االقتصاد بدراستها‪ ،‬ويبحث عن أسباهبا وكيفية عالجها‪.‬‬

‫إذن ما هي أسباب وجود املشكلة االقتصادية ؟‬

‫تواجه كل اجملتمعات املشكلة االقتصادية ولكن ختتلف حدهتا من دولة ألخرى بصرف النظر عن طبيعة النظام‬

‫االقتصادي ودرجة التقدم االقتصادي‪ 1‬أوال قبل معرفة األسباب جيب معرفة أوال ما هي احلاجات واملوارد‪.‬‬

‫‪ -1‬سكينة بن محود‪ ،‬مدخل لعلم االقتصاد‪ ،‬بدون طبعة‪،‬دار احملمدية العامة‪ ،‬اجلزائر‪ ،2009 ،‬ص‪.19‬‬

‫‪13‬‬
‫أ‪-‬احلاجات وتعددها‪:‬‬

‫يف احلقيقة ال يوجد تعريف دقيق للحاجات ألهنا غري حمدودة‪ ،‬فلذلك كل ما يرغب فيه اإلنسان هو حاجة‬

‫سواء سلبية (ضارة) أو إجيابية (انفعة) فالتدخني مثال حاجة لكنها مضرة‪ ،‬فاحلاجة االقتصادية ال ينظر يف‬

‫مفهومها السليب واختلف الفالسفة حول مصطلح الرغبة واحلاجة‪ ،‬فريون أن احلاجة تدل على احتياج اإلنسان‬

‫بفعل هلا أي يتضرر بعدم حتقيقها واحلصول عليها‪ ،‬أما الرغبة فهي أعم من األوىل حبيث تدخل مجيع الرغبات‬

‫الضارة واجليدة‪ ،‬ابإلضافة إىل ذلك قد يرغب اإلنسان يف شيء بدون احتياجه له وهذا التفريق بني املصطلحني‬

‫جيعلنا نستنتج أربع فرضيات‪:‬‬

‫‪-‬هناك شيء نرغب فيه وحنن حباجة إليه‪.‬‬

‫‪-‬هناك شيء نرغب فيه وحنن لسنا حباجة إليه‪.‬‬

‫‪-‬هناك شيء ال نرغب فيه وال حنن حباجة له‪.‬‬

‫‪ -‬هناك شيء ال نرغب فيه وحنن حباجة له‪.‬‬

‫أما املفهوم االقتصادي فال فرق بني احلاجة والرغبة ما دام جيب إشباع كالمها‪.‬‬

‫إذن احلاجة هي تلك الرغبة اإلنسانية يف احلصول على وسائل الزمة لوجوده أو للمحافظة عليه أو لتقدمه‪ ،‬دون‬

‫أن يلزم لقيامها أن يكون حائزا لتلك الوسائل وللحاجة شروط إلشباعها‪:‬‬

‫‪ -‬وجود الرغبة أو الشعور ابحلرمان أو اإلحساس ابألمل كاجلوع والعطش مثال‪.‬‬

‫‪ -‬وجود ومعرفة الوسيلة أو املادة االستهالكية ذات املنفعة االقتصادية أي اليت هلا قيمة استعماليه إلطفاء‬

‫هذا احلرمان واألمل‪.‬‬

‫‪ -‬التوافق بني الرغبة والوسيلة املراد استعماهلا‪.‬‬

‫‪ -‬القدرة على استعمال هذه الوسيلة والتصرف فيها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ولإلشارة فليس كل ما حيتاجه اإلنسان يدخل يف ابب احلاجات االقتصادية وابلتايل يف علم االقتصاد‪ ،‬فاحلاجة‬

‫للنوم مثال ليس حاجة اقتصادية يف هذه احلالة ال هتتم ابحلاجة يف حد ذاهتا بل بنتائجها االقتصادية وهلا خصائص‬

‫تنفرد هبا احلاجات االقتصادية ومتيزها عن غريها‪.1‬‬

‫أ‪-1-‬خصائص احلاجات‪:‬‬

‫متيز احلاجات االقتصادية بعدد من اخلصائص منها‪:‬‬

‫أ‪-1-1-‬قابليتها التعدد والتنافسية‪:‬‬

‫متيز احلاجات اإلنسانية بتعددها وتطورها وتزايدها فهي مرتبطة ابلتقدم احلضاري وبتغري اجملتمعات وعاداهتم‪،‬‬

‫فما يعترب حاجة اليوم قد ال يعترب حاجة غدا‪ ،‬وحىت له أشبعت حاجة معينة تظهر حاجات أخرى فهي كثرية‬

‫تفوق القدرة على إشباعها وال حد هلا‪ ،‬وهذا مرتبط أيضا بتقدم اإلنسان يف استغالل الطبيعة‪ ،‬وقد ختتلف مفهوم‬

‫احلاجة بني جمتمع متطور وجمتمع أقل تطورا‪ ،‬فما يعترب حاجة يف الدول األقل تطورا يعترب كمايل يف الدول‬

‫املتقدمة‪.2‬‬

‫أما عن فكرة التنافسية أو االستبدال‪ ،‬فتعين إمكانية حل إشباع حاجة بوسائل متعددة فقد ال يقدر الفرد على‬

‫إشباع حاجة معينة لسبب مثال ارتفاع سعرها ودخله احملدود‪ ،‬وهذا ما يدفع الختيار البدائل املتوفرة واملتاحة‪،‬‬

‫فالرغبة يف شرب القهوة قد تتنافس مع شرب الشاي مثال‪ ،‬الرغبة مثال يف برجمة رحلة لفضاء عطلة صيفية قد‬

‫تتنافس مع الرغبة يف شراء سيارة وهنا تدخل فكرة االختيار اليت سنعرض هلا الحقا‪.‬‬

‫أ‪-2-1-‬التكامل‪ :‬هناك بعض احلاجات املكملة ألخرى‪ ،‬وهكذا ال ميكن إشباعها وحتقيقها إال بتواجد‬

‫حاجات ورغبات أخرى فهي تتكامل مع بعضها‪ ،‬فالرغبة يف شرب القهوة قد ال تتحقق إال إبضافة الرغبة‬

‫يف إضافة كمية من احلليب مثال‪.‬‬

‫‪ 1‬سكينة بن محود‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.19‬‬


‫‪ 2‬حممود الطنطاوي اجلاز‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.8‬‬
‫‪15‬‬
‫أ‪-3-1-‬القابلية لإلشباع و نسبيتها‪ :‬تتصف احلاجات بقابليتها لإلشباع أي إذا كانت هناك هذه‬

‫األخرية‪ ،‬وال ميكن إشباعها فال نكون أمام حاجة اقتصادية وال يتناوهلا التحليل االقتصادي‪ ،‬ويكون إشباع‬

‫الرغبة أو احلاجة ابستعمال سلعة أو خدمة معينة مرة أو عدة مرات‪ ،‬بينما هناك حاجات ال ميكن إشباعها‬

‫إال مبرور مدة معينة كحب املعرفة‪ ،‬فكلما حاولنا إشباع هذه احلاجة زادت عندان حاجات ورغبات أخرى‪.‬‬

‫أما عن نسبية اإلشباع فهذه احلالة ختتلف من فرد لفرد آخر‪ ،‬ومن مكان آلخر‪.‬‬

‫أ‪ 2-‬تصنيف احلاجات االقتصادية‪:‬‬

‫ال يوجد قانون يف علم االقتصاد هلذه احلاجات وترتيبها‪ ،‬وهذا نظرا لشعب الوسائل واألغراض إلشباعها‪،‬‬

‫وألنه ال ميكن وضع حدودية هلذه احلاجات ولكن نرى انه ميكن تصنيفها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬احلاجات اليت ترتبط بتغذية اإلنسان‪ ،‬األكل والشرب‪.‬‬

‫‪ -‬احلاجات اليت ترتبط ابملالبس‬

‫‪ -‬احلاجات اليت ترتبط التنقل‪ ،‬املأوى‪ ،‬النظافة‪ ،‬الرتفيه‪ ،‬العالج‪.1‬‬

‫أ‪ 3-‬أنواع احلاجات‪:‬‬

‫ابعتبار احلاجات هي تلك الرغبات امللحة لدى الفرد للحصول على السلع أو اخلدمات‪ ،‬وألهنا تتصف‬

‫بتجددها وتعددها وألهنا الهنائيتها‪ ،‬فلها أيضا أنواع كمايلي‪:‬‬

‫أ‪-1-3-‬حاجات األفراد‪ :‬أي كل ما حيتاجه الفرد يف اجملتمع كاملأكل واملشرب‪ ،‬الراحة‪.‬‬

‫‪ 1‬كامل بكري وحممود يونس‪ ،‬عبد النعيم مبارك‪ ،‬املوارد واقتصادايهتا‪،‬بدون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بريوت‪،‬دون اتريخ‪،‬ص‪.24‬‬

‫‪16‬‬
‫أ‪-2-3-‬حاجات املنظمات‪ :‬هناك حاجات أيضا للشركات واملؤسسات حىت ابعتبارهم أشخاص معنوية‪،‬‬

‫فلهم أيضا احتياجات كتوزيع منتوجاهتا‪ ،‬التنافس إلعطاء اجلودة واسم هلذه املنظمات‪ ،‬الربح وهي أيضا من‬

‫احلاجيات غري منهية‪.‬‬

‫أ‪-3-3-‬حاجات اجملتمع‪ :‬للمجتمع أيضا حاجات حىت كونه متكون من جمموعة من األفراد‪ ،‬فالفرد له‬

‫حاجات مستقلة يريد إشباعها واجملتمع ككل له أيضا حاجات أخرى يريد حتقيقها كالقضاء على البطالة‪،‬‬

‫القضاء على التضخم لتسديد الديون‪.‬‬

‫وهذا الرتتيب إذ أخذان بفكرة األولوية ولكن هذه الفكرة غريان حجة ألن ما هو ضروري وأويل يف دولة معينة هو‬

‫كمايل يف دولة أخرى‪.‬‬

‫ب‪-‬مفهوم املوارد‪:‬‬

‫تعرف املوارد على أهنا كل الوسائل أو املصادر سواء الطبيعية أو البشرية واليت هي من خلق هللا تعاىل‪ ،‬وتكون‬

‫يف صورة مباشرة وهي الطبيعية‪ ،‬وتكون أمام صورهتا غري املباشرة إذا ما استعملناها إلنتاج السلع واخلدمات اليت‬

‫تؤدي إىل إشباع حاجات اإلنسان‪.1‬‬

‫ب‪-1-‬أنواع املوارد‪:‬‬

‫إذن هناك نوعني من املوارد‪ ،‬موارد طبيعية أو غري اقتصادية‪ ،‬وموارد اقتصادية يهتم هبا علم االقتصاد‪.‬‬

‫ب‪-1-1-‬املوارد الطبيعية (غري اقتصادية)‪ :‬تعترب املوارد الطبيعية خريات أوجدها هللا يف الطبيعة ليستفيد منها‬

‫اإلنسان وحيقق هبا حاجاته ويشبعها‪ ،‬مثل‪ :‬اهلواء املستنشق‪ ،‬الرايح اليت حتتاجها النبااتت‪ ،‬ضوء الشمس الذي‬

‫يضيء جماان‪ ،‬فهذه املوارد ال تتطلب تدخل لإلنسان أي ال تشرتط جهد وال مقابل‪ ،‬وهذا ما جيعلها خارجة عن‬

‫علم االقتصاد‪ ،‬إال يف حالة ما قام اإلنسان إبضافة جهده العضلي والفكري عليها ليغري طبيعتها من مواد طبيعية‬

‫‪ 1‬أمحد حسني الرفاعي‪ ،‬خالد واصف الوزين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪17‬‬
‫إىل مواد مصنعة‪ ،‬ونفس الشيء ابلنسبة للموارد اجملانية‪ 1‬املتوفرة بكثرة فهنا ال تدخل جمال الدراسة االقتصادية‬

‫أيضا حىت ولو كانت حتقق حاجات معينة أو منفعة حمددة مثال‪ :‬فالح ميتلك أرضا ال يستخدمها لتحقيق عائد‬

‫فال تدخل يف املوارد االقتصادية‪ ،‬فالكثري من دول العامل الثالث ال تستطيع استغالل واستخراج بعض املوارد‬

‫املوجودة يف أراضيها نظرا الرتفاع تكاليف االستثمار فيها أو تود االستفادة منها مستقبال فهي ال تدخل يف بوابة‬

‫املوارد االقتصادية ألهنا مل تستغل بعد ومل تساهم يف حتقيق الناتج القومي للدولة وال حتقق الدخل لألفراد‪ ،‬إذن‬

‫تعترب يف هذه احلالة من املوارد االقتصادية املستقبلية أو املخزنة‪.‬‬

‫فمثال املاء يف القريب فقط أصبح موردا اقتصاداي‪ ،‬وهذا بعدما كان موردا طبيعيا‪ ،‬بعدما قام املنتجني ابستغالله‬

‫وإنشاء أانبيب لنقله‪ ،‬وصرف نفقات وأموال عليه‪ ،‬وتغريت صورته من ماء ابملنابع إىل ماء ابلقارورات‪.2‬‬

‫وهبذا ندرك أن املوارد الطبيعية هلا خصائص خترجها من حمور الدراسة يف علم االقتصاد وهي‪:‬‬

‫‪ -‬وفرهتا‪ ،‬فهي موجودة بكميات كبرية يف الطبيعة‪ ،‬وهذا ينفي فكرة الندرة النسبية املوجودة يف املوارد‬

‫االقتصادية‪.‬‬

‫‪ -‬يف االستفادة منها ال تتطلب جمهود ال عضلي وال فكري‪.‬‬

‫تشبع حاجات اإلنسان ورغباته بصورة مباشرة وهي غري مضرة وال تشكل خطرا عليه ومن هددته ابخلطر‬

‫كاألمطار والفيضاانت فهي هلا صبغة اقتصادية‪.‬‬

‫وهكذا فهذا النوع من املوارد ال يدخل يف التحليل االقتصادي‪.‬‬

‫ب‪-2-1-‬املوارد االقتصادية‪:‬‬

‫‪ 1‬حممد جامد عبد هللا‪ ،‬اقتصادايت املوارد‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،1991 ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ 2‬حممود الطنطاوي اجلاز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.26‬‬

‫‪18‬‬
‫هي عكس امل وارد الطبيعية فهي كل مورد حيقق منفعة ويليب حاجة ولكن إضفاء جهد اإلنسان عليه‬

‫واالستعانة بتكاليف إلنتاجه أو استخراجه‪ ،‬املهم تغري صورته األوىل اليت كان عليها‪ ،‬مما جيعلها اندرة وحمدودة‬

‫نسبيا إذا كانت هذه املوارد أقل من الطلب الذي يزيد عليها خاصة إذا كان هلا منافع عدة‪ ،1‬ونقصد هنا ابلندرة‬

‫واحملدودية ليس قلة املوارد بل هي حمدودة إذا ما قارانها ابحلاجات اليت تفوقها‪ ،‬وهكذا ميكننا القول أن هذه‬

‫املوارد‪ ،‬لكي تسمى موارد اقتصادية جيب توفرها على خصائص معينة هي‪:‬‬

‫‪ -‬اتصافها ابلندرة أو احملدودية النسبية ونبه إليها "مالتس" منذ القرن ‪ 18‬حني قال أن معدل منو‬

‫السكان يسري وفق متتالية هندسية بينما الزايدة يف املوارد أتخذ شكل املتتالية العددية‪.‬‬

‫‪ -‬وجود مثن للموارد ويتحدد الثمن هنا ابلنظر لندرهتا‪ ،‬فكلما كانت أكثر ندرة ارتفع مثنها ألن الطلب‬

‫عليها يكثر‪ ،‬فنذرهتا جتعلها تستغل استغالل أفضل‪.2‬‬

‫‪ -‬يتطلب هذا النوع من املوارد جهدا عضلي أو فكري واستخدام املعرفة التقنية ليتحول لالستهالك‪،‬‬

‫وهذا ما جيعلها موردا اقتصاداي أي مواد أولية إىل مواد مصنعة‪.‬‬

‫‪ -‬حركية املواد االقتصادية‪ :‬ال تبقى هذه األخرية اثبتة نظرا لعدم ثبوت زمن معني‪ ،‬فتغري الزمن وتطور‬

‫امل عرفة وفق املستوايت التكنولوجية والثقافية وحىت العوملاتية تنعكس على طلبات ورغبات اإلنسان‬

‫فهي أيضا تتطور وما كان كماليا سابقا أصبح ضروراي اليوم فعلى الرغم من استقرار املعطيات الطبيعية‬

‫إال أن املوارد متغرية وال حدود هلا‪ 3‬وتزداد أمهيتها االقتصادية‪ ،‬فالسكان يف ازدايد وابلتايل تزداد‬

‫حاجاهتم أيضا‪.4‬‬

‫‪ -1‬إميان عطية انصف‪ ،‬مبادئ اقتصادايت املوارد والبيئة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪ ،2007 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -2‬طلعت الدمرداش إبراهيم‪ ،‬املوارد االقتصادية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة القدس‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 3‬احملدودية ال تعين الثبات بل االزدايد والنقصان‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪.20‬‬
‫أمال إمساعيل شاور‪ ،‬املوارد االقتصادية‪ ،‬بدون طبعة‪،‬القاهرة‪،‬مصر‪19 ،‬‬
‫‪ -‬املوارد االقتصادية هلا الصفة التبادلية هلا واستخدامات متعددة‪:‬‬

‫ومعىن هذا أن كل املوارد االقتصادية هلا أكثر من استخدام بديل أي مورد واحد نستخدمه إلنتاج أكثر من‬

‫سلعة‪ ،‬فاملاء مثال يستخدم لري األراضي الزراعية وللشرب ولرتبية احليواانت واالستعماالت املنزلية‪...‬اخل‪ .‬وميكن‬

‫أيضا إحالل مورد من املوارد االقتصادية حمل آخر لتقليل تكاليف اإلنتاج‪ ،‬إذن ميكن تصنيف املوارد االقتصادية‬

‫إىل‪:‬‬

‫وهكذا الندرة هي احملور الرئيسي الذي يدور حوله علم االقتصاد وهي سبب وجوده وسبب خلق املشكلة‬

‫االقتصادية واليت سنتعرض هلا الحقا‪.‬‬

‫ب‪-2-‬تصنيف املوارد االقتصادية‪:‬‬

‫تنقسم املوارد االقتصادية على موارد لالستهالك وأخرى لإلنتاج‪:1‬‬

‫ب‪-1-2-‬وسائل االستهالك‪:‬‬

‫تعرف هذه الوسائل أو املواد على أهنا تلك اليت توجه لالقتناء من قبل اإلنسان‪ ،‬أي بغرض االستهالك‬

‫النهائ ي‪ ،‬فكل منتوج يشبع حاجات ورغبات اإلنسان دون إجراء عمليات حتويلية كاملواد الغذائية واملالبس وهلا‬

‫أقسام أو أنواع وهي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬السلع الضرورية أو اإلجبارية‪ :‬أي تلك السلع اليت ال يقدر اإلنسان أن يتخلى عنها أي كل ما يدخل يف‬

‫رغباته البيولوجية كالطعام والشراب‪.‬‬

‫‪ -‬السلع الكمالية‪ :‬وهي تلك السلع اليت يستطيع اإلنسان التخلي عنها‪ ،‬واحلصول عليها أييت بعد احلصول على‬

‫السلع الضرورية‪.‬‬

‫‪ 1‬أمال إمساعيل شاور‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.21‬‬

‫‪20‬‬
‫ومعيار التفرقة بني هذين النوعني‪ ،‬أمر صعب ابعتبار أن ما يعترب كمايل لشخص قد يعترب ضروري لشخص‬

‫آخر‪ ،‬ونفس الشخص قد يتغري تفكريه واحتياجه بتغري الزمن‪ ،‬فما هو كمايل يصبح ضروري بعد زمن‪.‬‬

‫‪ -‬السلع العادية‪ :‬هي تلك السلع اليت حيكمها الطلب‪ ،‬فكلما زاد دخل املستهلك أو قل سعرها يزيد الطلب‬

‫عليها ويقل ابملقابل إذا قل دخل املستهلك وارتفع سعرها‪.‬‬

‫‪ -‬السلع الدنيا‪ :‬أي تلك اليت يستهلكها اإلنسان الذي يقل دخله ألهنا ذات جودة ضعيفة وسعر منخفض‬

‫ويتخلى عنها بزايدة دخله ليبحث عن سلعة أكثر جودة حىت ولو بسعر مرتفع‪.‬‬

‫‪ -‬الوسائل الدائمة أو املعمرة‪ :‬اليت حيتاج هلا اإلنسان بشكل مستمر ودائم وهلا استعماالت عدة أي ميكن لإلنسان‬

‫استعماهلا عدة مرات واالستفادة مبنفعتها كاملقاعد مثال والسيارات أو الفانية أو املالبس‪ ،‬اآلالت واملعدات‪.1‬‬

‫‪ -‬الوسائل احلظية (آنية)‪ :‬هي كل الوسائل اليت تستعمل للخطة فقط أي ليس هلا استعماالت متعددة بل تستعمل‬

‫ملرة واحدة فقط كاخلبز مثال السيجارة‪...‬اخل أي تستنفد قدرهتا اإلشباعية مبجرد استعماهلا ملرة واحدة‪.‬‬

‫‪ -‬الوسائل املتكاملة‪ :‬وهي تلك الوسائل أو املواد املكملة لبعضها البعض فال تتحقق املنفعة إال ابجتماع بعض‬

‫الوسائل اليت تعترب مهمة تكاملها كالسي ارة فهي حتتاج حملرك وقطع غيار أخرى والورق والقلم‪ ،‬الكهرابء والتلفاز‬

‫وحمول القنوات‪ ،‬اهلاتف النقال والشرحية مثال‪.‬‬

‫‪ -‬الوسائل املتناوبة أو البديلة‪ :‬هي تلك الوسائل اليت تنوب فيها وسيلة مكان وسيلة أخرى إلشباع احلاجة‬

‫والوصول للمنفعة املرغوب فيها‪ ،‬فمثال عوض استعمال احلافلة للنقل نستعمل سيارة أجرة وعوض القهوة أشرب‬

‫شاي‪.‬‬

‫وهناك ابإلضافة للمواد أو الوسائل االستهالكية هناك ابملقابل وسائل إنتاجية‪.‬‬

‫‪ 1‬أمال إمساعيل شاور‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.21‬‬

‫‪21‬‬
‫ب‪-2-2-‬الوسائل اإلنتاجية‪ :‬تدخل يف جمال هذه الوسائل تلك اليت تستعمل يف دائرة اإلنتاج لتصل يف‬

‫األخري على شكل منتوجات اقتصادية بعدما كانت طبيعية وحتولت إىل مصنعة‪ ،‬ولكن هذه األخرية ال أتخذ‬

‫هذا الشكل إال مبرورها على مراحل إنتاجية تستعمل فيها وسائل عمل ومواد عمل زايدة على ذلك أيضا مواد‬

‫إضافية‪.‬‬

‫‪ -‬وسائل العمل‪ :‬هي الوسيط الذي يستعمل كجعل املادة األولية مادة حمولة ومصنعة لتصل يف الصورة االستهالكية‬

‫والتجهيزات املختلفة وهي اآلالت اليت ميارس هبا اإلنسان عمله‪ ،‬فبدوهنا ال يستطيع إجراء أي تغيري على حالة‬

‫املادة األوىل‪.‬‬

‫‪ -‬مواد العمل‪ :‬هي املادة األولية املوجودة يف الطبيعة واليت يتم حتويلها إىل مادة مصنعة أو مادة قابلة لالستهالك‪.‬‬

‫‪ -‬املواد اإلضافية‪ :‬هي املواد املساعدة على حتويل املادة األولية ملادة مصنعة لتتعاون مع وسائل العمل لتجعل يف‬

‫األخري املنتوجات هلا صبغة معينة‪.‬‬

‫‪ -‬وأخريا جيب أن نالحظ أن وسائل العمل هي اليت تستعمل عدة مرات عكس مواد العمل اليت تستعمل ملرة‬

‫واحدة‪.‬‬

‫وهذه الوسائل على اختالف أنواعها هلا قيمة وأمهية اقتصادية‪.1‬‬

‫ب‪-3-‬قيمة املواد االقتصادية‪:‬‬

‫تعين ابلقيمة األمهية االقتصادية وهي وصول الفرد إلشباع حاجاته‪ ،‬وهنا تسمى ابلقيمة االستعمالية أما‬

‫وصول اجملتمع ككل إلشباع احلاجيات العامة فهي تدعى ابلقيمة املتبادلة‪ ،‬ودائما السوق هو املؤشر احلقيقي‬

‫هلذه القيمة ملا حيكم من قانون العرض والطلب والثمن‪.2‬‬

‫‪ 1‬حممد يسرى إبراهيم عيسى "املوارد االقتصادية‪ ،‬ماهيتها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬اقتصادايهتا‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬مصر‪،1996 ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ 2‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬زينب حسني عوض هللا‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1999 ،‬ص‬
‫‪.191‬‬
‫‪22‬‬
‫وكانت هناك نظرايت مفسر للقيمة‪ ،‬فمنهم من يرى أن القيمة ال خترج من كوهنا استعماليه وآخرون يروهنا تبادلية‪.‬‬

‫ب‪-1-3-‬القيمة االستعمالية أو الفردية‪ :‬يرون أنصار هذا الفكر أن القيمة تتحدد مبقدار املنفعة‬

‫اليت حيصل عليها اإلنسان ويستفيد من الشيء مبجرد استعماله إلشباع حاجاته‪ ،‬أما درجة اإلشباع‬

‫فيحددها الشيء املستعمل ومواصفاته‪ ،‬أي أنخذ بعني االعتبار املادة املستعملة يف ح ّد ذاهتا وال‬

‫تتحدد قيمتها ابلسوق‪ ،‬وال شيط لتحققها تداوهلا بدائرة التداول‪ ،‬بل هي قيمة ‪ 17‬شخصية وفردية‬

‫يستطيع اإلنسان حتقيقها منفردا ومنعزال عن اجملتمع أما األصول فهي دائما تصنف على أهنا مدخل‬

‫يف القيمة االستعمالية‪.‬‬

‫ب‪-2-3-‬القيمة التبادلية‪ :‬أنصار هذا الفكر أو املوقف يرون أن القيمة تنحصر يف اجملتمع‬

‫وانتفاعه ابلشيء‪ ،‬ويكون ذلك يف السوق أين يقع التبادل بني أفراد اجملتمع‪ ،‬ويرون انه مىت كانت‬

‫املنفعة مقسمة على جمموعة من األفراد ويتم تبادهلا بشيء آخر حتققت القيمة فالندرة النسبية‬

‫للشيء هي اليت جتعله انفعا وله قيمة‪.1‬‬

‫ويرون أن املبادلة تقوم كما يف السابق ابملقايضة أي الشيء ابلشيء أما اليوم تطور هذا املفهوم وأصبحت السلعة‬

‫هلا قيمة تبادلية نقدية أي مثن وهو ما يعكس قيمتها يف السوق‪ ،‬إذن حيصرون القيمة يف البضاعة املعروضة‬

‫للتداول‪.2‬‬

‫والبضائع هي كل منتوج اقتصادي موجه يف السوق قصد االستهالك من طرق الغري‪ ،‬أي مبعىن املخالفة أي‬

‫بضاعة ال تعرض يف السوق وتدخل دائرة املبادلة ال ينطبق عليها وصف البضاعة‪ ،‬وهذا ما ينفي هذه الصفة‬

‫على املنتوجات اليت يستهلكوهنا أصحاهبا دون املرور على السوق وتفقد بذلك قيمتها التبادلية‪ ،‬فاإلنتاج الزراعي‬

‫مثال يذهب معظمه يف دول العامل الثالث لالستهالك العائلي مما جيعلها ال قيمة تبادلية هلا‪.‬‬

‫‪1‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬زينب حسني عوض هللا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ 2‬حممود الطنطاوي الباز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪23‬‬
‫و اختلف مفهوم القيمة عند االقتصاديون وعواملها احملددة هلا‪ ،‬فكل مفكر اقتصادي يرى مصدرا للقيمة‪.‬‬

‫‪-‬ب‪1-2-3-‬القيمة عند أرسطو‪:‬‬

‫يرى هذا املفكر االقتصادي والذي تعمق يف البحث عن القيمة ومصدرها األساسي‪ ،‬أن القيمة تتحقق‬

‫ابملنفعة االستعمالية أي الفردية واملنفعة التبادلية االجتماعية املبنية على الندرة النسبية‪ ،‬ويرى تكامال بني القيمتني‪،‬‬

‫وجيمع بني املنفعة والندرة‪ ،‬فنحن يف حاجة لكالمها‪.‬‬

‫ب‪2-2-3-‬القيمة عند آدم مسيث‪:‬‬

‫هذا املفكر يرى عكس أرسطو‪ ،‬فهو يشري يف دراسته هلذه النقطة‪ ،‬أن القيمة االستعمالية والتبادلية ال‬

‫تتكامالن وبينهما تناقض‪ ،‬فليس كل ما له قيمة استعماليه كبرية ينتج عنه قيمة تبادلية كبرية بل تكون له قيمة‬

‫تبادلية ضئيلة وضرب جمموعة من األمثلة على ذلك‪ ،‬فاملاء وامللح هلا قيمة قليلة ولكن منفعتهما كبرية‪ ،‬أما األملاس‬

‫والذهب قيمتهم ا كبرية أما منفعتهما ضئيلة (يف احلالة األوىل القيمة االستعمالية > القيمة التبادلية‪ ،‬أما احلالة‬

‫الثانية القيمة االستعمالية < القيمة التبادلية)‪.1‬‬

‫إذن هو يرى أن العمل هو الذي حيدد القيمة‪ ،‬فيجب قياس مقدار العمل الالزم إلنتاج السلع‪ ،‬أما‬

‫يف اجملتمع األكثر تقدما فتقاس القيمة اجلهد املبذول واألرض ورأس املال أي نفقات اإلنتاج‪ ،‬ووضع آدم مسيث‬

‫فرق بني مثنني‪:‬‬

‫الثمن االمسي ‪ :‬وهو مثن السوق أي قانون العرض والطلب‪.‬‬

‫الثمن احلقيقي‪ :‬وهو الثمن الطبيعي‪.2‬‬

‫‪ 1‬حمي حممد مسعد‪ ،‬الوجيز يف مبادئ علم االقتصاد‪،‬بدون طبعة‪ ،‬الدار اجلامعية اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 2‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬زينب حسي عوض هللا‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪24‬‬
‫فالثمن األول حيدده العرض والطلب‪ ،‬أما الثمن الطبيعي فهو ما يعكس الصعوابت واألمل الذي يتعرض‬

‫له صاحب الشيء املراد تثمينه‪.‬‬

‫ويرى آدم مسيث يقاس بتطور اجملتمعات‪ ،‬فمىت كان اجملتمع بدائي كان األمل أكرب‪ ،‬ألهنا تعتمد أكثر‬

‫على العمل وحده‪ ،‬عكس اجملتمعات املتطورة اليت تعتمد ابإلضافة للعمل عل رأس املال وعنصر األرض‪.‬‬

‫‪ -1‬القيمة عند ريكاردو‪:‬‬

‫يرى هذا العامل االقتصادي أن القيمة ال تتحدد ابملنفعة بل مبنفعة اإلنتاج‪ ،‬وال خيتلف ريكاردو مع آدم‬

‫مسيث يف تقسيمه للقيمة اجلارية أو سعر السوق والقيمة احلقيقية أو الطبيعية بل خيتلق معه ويقسم القيمة احلقيقية‬

‫إىل السلع اليت يضاعف عرضها واليت تتحدد قيمتها بكمية العمل وطبيعته‪ ،‬سواء كان عبارة عن اآلالت أو املباين‬

‫الالزمة إلنتاج سلعة أو اجلهد العضلي والفكري للعامل‪.‬‬

‫أما السلع اليت ال ميكن مضاعفة عرضها هي تلك اليت تتصف ابلندرة النسبية‪ ،‬واليت فيها نوع من‬

‫اخلصوصية كالتماثيل والكتب النادرة والتحف‪ ...‬اخل‪.‬‬

‫إذن ريكاردو يرجع حتديد القيمة للعمل وحده واستبعد الربح الذي ال يسهم يف حتديد القيمة ويرى‬

‫أنه العكس أي القيمة هي اليت تسهم فيه‪.‬‬

‫وهكذا نرى أن النظرية التقليدية (الكالسيكية) قد تعرضت جملموعة االنتقادات أمهها‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -1‬أهنا مل تفسر أسعار الكثري من السلع اليت تتمتع بقيمة تبادلية مرتفعة على الرغم من أنه مل يبذل‬

‫جهد كبري يف إنتاجها كاملعادن النفسية اليت سعرها مرتفع بسبب ندرهتا ال للجهد املبذول يف‬

‫إنتاجها‪.1‬‬

‫‪ -2‬مل تفسر النظرية كيف تتغري قيمة السلع مع مرور الوقت لتزداد قيمتها بفعل الزمن ال اجلهد املبذول‪.‬‬

‫‪ -3‬مل ينجح آدم مسيث وريكاردو يف إجياد العالقة بني املنفعة والسعر‪.‬‬

‫القيمة عند احلديني‪:‬‬

‫ظهرت هذه النظرية على أعقاب النظرية السابقة يف الربع األخري من القرن ‪ ،19‬ويرون أصحاهبا أن‬

‫القيمة تتحدد ابملنفعة اليت تعود على املستهلك‪.2‬‬

‫وقسموا أنصار هذه املدرسة املنفعة إىل قسمني أو منفعتني‪:‬‬

‫األوىل املنفعة احلدية والثانية املنفعة الكلية‪.‬‬

‫فاملنفعة احلدية هي اليت تعطيها وحدة منفعية من وحدات املنتوج‪ ،‬أما املنفعة الكلية فهي جمموع املنافع‬

‫اليت تعطيها جمموع الوحدات‪.3‬‬

‫فمىت كانت املنفعة على أشدها تكون حدية ولكن إذا تكررت املنفعة تفقد هذه القيمة لتتحول ملنفعة‬

‫كلية‪.‬‬

‫‪ 1‬حريب حممد موسى عريقات‪ ،‬مبادئ االقتصاد – التحليل اجلزئي ‪ ، -‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2005 ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 2‬حمي حممد مسعد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 3‬حممود الطنطاوي اجلاز‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.24‬‬
‫‪26‬‬
‫مثال‪ ،‬أكل برتقالة واحدة متتعنا ابملنفعة احلدية‪ ،‬أما أكل أكثر من برتقالة تفقدان املنفعة والرغبة الشديدة‬

‫ألكلها‪.‬‬

‫ومفاد ذلك أن اإلنسان ال يستطيع استهالك سلعة معينة إىل ما ال هناية بل هناك حدا إلشباعه‪.‬‬

‫وانتقدت أيضا هذه النظرية‪ ،‬وحاول مارشال اجلمع للحصول على القيمة بني املنفعة والنفقة‪.1‬‬

‫الفرع الثاين ‪:‬أسباب املشكلة االقتصادية‪.‬‬

‫كما سبق وأن رأينا أن لإلنسان رغبات متعددة وكثرية‪ ،‬فكلما قام إبشباع رغبة تتولد عنه رغبة أخرى‬

‫ويطمح للحصول على سلع وخدمات أكثر‪ ،‬فلم يتبقى رغبة اإلنسان حمدودة يف الغذاء واللباس بل تطورت‬

‫بتطوره ‪.2‬‬

‫وتنشأ املشكلة االقتصادية نتيجة احلاجة غري منتهية وال حمدودة لإلنسان أمام ندرة نسبية للموارد‪ ،‬ويف‬

‫هذه احلالة نكون أمام عنصرين‪:‬‬

‫أ‪-‬الندرة النسبية‪.‬‬

‫ب‪-‬مشكلة االختيار‪.‬‬

‫أ‪-‬الندرة النسبية‪.‬‬

‫إذا تكلمنا أوال على الندرة النسبية‪ ،‬فنقول أهنا موجودة يف كافة اجملتمعات ولكن ختتلف درجاهتا‪،‬‬

‫وبسببها ميكن يف ندرة املوارد أو الوسائل اليت تشبع حاجات اإلنسان‪ ،‬ومىت توفرت هذه املوارد وتوازنت أو فاقت‬

‫‪ 1‬حريب حممد موسى عريقات‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬


‫‪ 2‬داوود إبراهيم‪ ،‬حماضرات يف االقتصاد اجلزائي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،1984 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪27‬‬
‫احلاجات انعدمت الندرة النسبية وابلتايل ال وجود ملشكلة اقتصادية وال جمال لعلم االقتصاد يف هذه احلالة ألنه‬

‫مرتبط هبا وهو العلم الذي يدرسها وحياول إجياد احللول هلا‪.1‬‬

‫فهناك ثالثة أسئلة جيب طرحها وجيب اإلجابة عليها وهي‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي السلع واخلدمات املراد إنتاجها؟‬

‫أوال جيب معرفة نوع السلع واخلدمات وكمياهتا املراد إنتاجها‪ ،‬وهل يف ذلك حنن حباجة إىل السلع‬

‫احلرة واليت هي بدون سعر وتكلفة متوفرة بكثرة كاهلواء والشمس‪ ،‬واليت ال يدخل يف إنتاجها عناصر إنتاج بل‬

‫هي موجودة طبيعيا وتشبع حاجات اإلنسان بصورة مباشرة وألكثر من مرة فهي سلع معمرة كالغذاء مثال‪.‬‬

‫والتفرقة بني هذه األخرية والسلع االقتصادية ومدى احتياجنا هلا وهي تلك السلع اليت يدخل يف‬

‫إنتاجها عناصر اإلنتاج لتتغري صورهتا مباشرة إىل غري مباشرة أو مصنعة‪ ،‬وهلا سعر يعكس تكلفة إنتاجها‪ ،‬وهي‬

‫سلع غري معمرة تستهلك ملرة واحدة ومنها ما هو ضروري ال يستطاع التخلي عنه‪ ،‬وما هو كمايل أي أييت يف‬

‫املرتبة الثانية ويطلق على السلع االقتصادية أيضا ابلسلع الرأمسالية‪.2‬‬

‫السؤال الثاين‪ :‬هو كيف تتم عملية إنتاج السلع؟‬

‫وهنا يطرح السؤال حول األسلوب املتبع للحصول على إنتاج للسلع واخلدمات لتلبية حاجات‬

‫اإلنسان‪ ،‬فمثال يراعي عنصر من عناصر اإلنتاج واملتوفر‪ ،‬ففي جمتمع يتوفر على موارد بشرية كبرية‪ ،‬يستخدم فيه‬

‫عنصر العمل ويستفاد من هذه اليد العاملة عوض استخدام اآلالت عكس اجملتمع الذي يعاين من قلة اليد‬

‫العاملة‪ ،‬فيستفاد هنا من اآلالت اليت حتل حملهم‪ ،‬وهكذا يعتمد عنا على عنصر رأس املال‪.‬‬

‫‪ 1‬علي خالقي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪ 2‬داوود إبراهيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.10‬‬
‫‪28‬‬
‫فالعناصر الداخلة يف اإلنتاج تعكس تكلفة السلع وأمثاهنا‪.‬‬

‫والسؤال الثالث املطروح هو‪ :‬ملن ينتج هذه السلع واخلدمات؟‬

‫أو ما هي السوق اليت توجه هلا هذه السلع واخلدمات؟‬

‫يف هذه احلالة تدرس كيفية توزيع اإلنتاج اخلاص ابلسلع واخلدمات ومعرفة بذلك متطلبات السوق‬

‫حسب طلب املستهلكني واألخذ ابالعتبار أيضا العوامل املؤثرة علي الطلب قبل اإلنتاج وأثنائه وبعده لنصل‬

‫إلشباع حاجات املستهلكني‪.‬‬

‫ب‪ -‬االختيار‪:‬‬

‫ألن احتياجات اإلنسان متعددة وغري منتهية‪ ،‬جيد نفسه هذا األخري مضطرا وجمربا على االختيار بني‬

‫حاجات والتضحية أبخرى حبسب درجة االحتياج ليضع بذلك سلما للحاجات األولية والضرورية اليت ال يستطيع‬

‫التخلي عنها‪.‬‬

‫ومشكلة الفرد هي نفسها مشكلة اجملتمع والدولة ككل‪ ،‬فعليهما أيضا التفكري واختيار ما جيب توفريه‬

‫بشكل ملح والتخلي عنه ابلنظر الستخدامات املوارد احملدودة وحماولة إجياد طرق لالستفادة من موارد حمدودة‬

‫إلشباع حاجات كثرية‪.1‬‬

‫وهنا ك مثال اجنليزي يقول أنه "حينما ختتار ختسر" ومفاده أنه ابختيار الفرد مثال شراء عقار خيسر‬

‫مثال شراء سيارة‪ ،‬أي حينما ختتار فرصة معينة فأنت تضيع األخرى‪.‬‬

‫‪ 1‬داوود إبراهيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.10‬‬

‫‪29‬‬
‫ومع صعوبة االختيار والذي يعترب يف حد ذاته مشكلة‪ ،‬حاول الفقه االقتصادي إجياد حلول وعالج‬

‫هلذه مشكلة االقتصادية‪ ،‬فاختلفت بعض األنظمة االقتصادية يف اقرتاحها حلل هلذه األخرية ومنها النظام الرأمسايل‬

‫والنظام االشرتاكي والنظام املختلط‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬تطور الفكر االقتصادي‬

‫املطلب األول‪ :‬الفكر االقتصادي للحضارات الشرقية القدمية‪:‬‬

‫متيزت احلضارات الشرقية القدمية ابلتطور والتنظيم املركزي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬فسواء احلضارة‬

‫املصرية أو البابلية أو حىت الصينية القدمية كلها كانت حضارات منظمة بدقة‪ ،‬وكانت السلطة موضوعة يف يد‬

‫واحدة وهي اليت تسيطر على الوضع واحلياة االقتصادية وتتحكم فيها‪.‬‬

‫عرفت احلضارة املصرية والعراقية منوا واضحا يف جمال الزراعة والري‪ ،‬وهذا ما يعكس اهتمام هذين‬

‫احلضاراتن بتنظيم دقيق هلا‪ ،‬وهذا ما أبعد عنها املشاكل االقتصادية والسياسية واالجتماعية اخلطرية‪ ،‬مل يكن‬

‫هناك مفهوم حمدد للملكية والقيمة لدى هذه احلضارات‪ ،‬حىت الكتاابت املصرية القدمية كانت ذات طابع فلسفي‬

‫ديين وكانت احلياة االقتصادية تستند على السيطرة األبوية‪ ،‬وكان النفوذ الديين والسياسي لطبقة احلكماء ورجال‬

‫الدين الالهويت كبري جدا‪.1‬‬

‫واهتمت هذه احلضارة على الزراعة واألرض ابعتبار هذه األخرية هي املظهر األساسي للثروة وامللكية‪.‬‬

‫أما التجارة فكانت جمازة عن حمرمة‪ ،‬وابلتايل حضيت ابهتمام وكانت متطورة هي أيضا ومرتبطة‬

‫ابلتعاليم الدينية آنذاك‪ ،‬واليت ال تبيح الفائدة (الراب) فيما بني اليهود القدماء يف مصر‪ ،‬وحتيزها مع غريها‪.‬‬

‫‪ 1‬حمي حممد مسعد‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.99‬‬

‫‪30‬‬
‫وهكذا خنلص إىل أنه مل يكن هناك فكرا اقتصادي واضح‪ ،‬حيدد معامل النظام االقتصادي يف تلك‬

‫الفرتة‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬الفكر االقتصادي عند اليواننيني (احلضارة اليواننية القدمية)‪.‬‬

‫حنن نعلم أن البداايت األوىل للحضارة اليواننية كان فيها االقتصاد عائلي ومنها عرف االقتصاد عندهم‬

‫بعلم إدارة املنزل‪.‬‬

‫فكل عائلة تكون وحدة اقتصادية بسيطة مبشكلها واليت ال تتطلب حللول فعالة وأفكار اقتصادية‬

‫ابرزة‪.‬‬

‫ومع تقدم الزمن ظهرت مشاكل معتربة يف العاصمة أثينا نتيجة لتوسع احلضارة اليواننية وازدهار التجارة‬

‫وابلتايل هذا التطور خلق مشاكل لتعقد احلياة االقتصادية فيها‪.‬‬

‫مما جعل املفكرين والفالسفة االقتصاديني يعرضون أفكارهم لوضع قواعد تنظم احلياة االقتصادية وأمههم‬

‫أفالطون وأرسطو‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الفكر االقتصادي ألفالطون‪ 347 – 427( :‬ق م)‪.‬‬

‫كان له كتاب اجلمهورية والقوانني وفيهما تطرق جملموعة من األفكار الفلسفية اليت من شأهنا حل‬

‫بعض املشاكل االقتصادية أمهها‪:‬‬

‫يرى أن نشأة الدولة تعود العتبارات أساسية اقتصادية‪ ،‬ألن حاجات اإلنسان متعددة ومتزايدة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫وهذا ما جيعل الضرورة الجتماع األفراد يف كيان سياسي إلشباع هذه احلاجات‪.‬‬

‫‪ 1‬علي خالفي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.19‬‬

‫‪31‬‬
‫وجعل أفالطون للدولة (املدينة) حيزا مثاليا‪ ،‬فحدد عدد األفراد بـ ‪ 5040‬فردا لتكون املدينة فاضلة‬

‫إبشباع حاجات األفراد وإدارهتا الرشيدة‪.1‬‬

‫ويرى أنه جيب تقسيم العلم والتخصص فيه‪ ،‬ووضع مزااي بني الطبقات االجتماعية‪ ،‬فجعل الطبقة‬

‫العليا احلاكمة للفالسفة واحلكماء مث تليها طبقة النبالء واحملاربون أما الطبقة األخرية فهي للعمال واملزارعني‬

‫والصناع (أصحاب احلرف)‪.‬‬

‫وأفكار أفالطون تنص على إلغاء امللكية اخلاصة للطبقة احلاكمة ألهنا تسبب االحنراف‪ ،‬واهنيار الدولة‬

‫مرتبط ابهنيار هذه الطبقة‪ ،‬فيجب أن تسعى هذه األخرية لتحقيق املصلحة العامة‪.‬‬

‫وحفز على امللكية اخلاصة الفردية للمزارعني والعمال واحلرفيني ألهنم يهدفون للربح واملصلحة اخلاصة‪.‬‬

‫أما الرق والعبيد عند أفالطون فالبد منه ألنه عنصر مرتسخ يف احلضارة اإلنسانية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬الفكر االقتصادي عند أرسطو (‪ 322 – 384‬ق م)‪:‬‬

‫يرى أرسطو تلميذ أفالطون أن املصلحة الفردية قد تتوافق مع املصلحة العامة اجلماعية‪ ،‬فبالدوافع‬

‫الشخصية حتقق الدوافع العامة ورفض إلغاء امللكية اخلاصة حىت ابلنسبة لطبقة احلكام وقد فسر الظواهر‬

‫االقتصادية بعمق فيما خيص القيمة والنقود وامللكية‪ ،‬حيث فرق بني القيمة االستعمالية والتبادلية‪ ،‬ويرى أن الثمن‬

‫العادل هو فكرة أخالقية ومنع االحتكار‪ ،‬والنقود ما هي إال نتيجة لفشل املقايضة‪.2‬‬

‫املطلب الثالث‪ :‬الفكر االقتصادي للحضارة الرومانية‪.‬‬

‫‪ 1‬سكينة محود‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.13‬‬


‫‪ 2‬حمي حممد مسعد‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.99‬‬
‫‪32‬‬
‫يرى الرومانيني أن االهتمام ابألمور االقتصادية عمل غري مشرف وغري الئق للفيلسوف والفكر‪ ،‬ولكن‬

‫كان هناك اهتمام واسع ابلسياسة والتشريع‪ ،‬فقد ميزوا بني ثالثة قوانني وهي‪ :‬القانون املدين ميثل الشريعة الرومانية‬

‫تطبق على الرومانيني فقط‪ .‬القانون الثاين‪ ،‬قانون الشعوب يطبق على كامل الشعوب‪ .‬القانون الثالث‪ ،‬الطبيعي‬

‫ميثل الشريعة اليت ختضع هلا كافة الكائنات احلية‪.‬‬

‫والرومانيني تبع املفكرين الكالسيكيني اإلغريق ويعتربون امللكية اخلاصة غري مقيدة بشروط‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪:‬الفكر االقتصادي يف العصور الوسطى‪:‬‬

‫هذه احلقبة التارخيية متتد من بداية سقوط اإلمرباطورية الرومانية يف القرن اخلامس ميالدي‪ ،‬واستمرت‬

‫لغاية املنتصف الثاين للقرن ‪ 15‬ميالدي (‪ 1450 – 400‬م)‪.1‬‬

‫ومتيزت الفكر االقتصادي يف هذه املرحلة خبضوعه للنظرة الدينية واألخالقية سواء يف أوراب أو يف العامل‬

‫العريب‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬يف أوراب‪.‬‬

‫سادت فلسفة أرسطو يف التدريس طيلة قرون عديدة وكان أتباعه املعروفون ابملدرينني‪ ،‬يهتمون يف‬

‫حتليل على البحث يف القيمة والثمن العادل ومنهم توماس األكويين الذي اندى بتطبيق هذه الفكرة مضيفا عليها‬

‫فكرة األجر العادل والربح العادل فكل احنراف عليهما هو ال أخالقي وأخذ أيضا أبفكار أرسطو وقرارات‬

‫الكنيسة يف حترمي الفائدة أو الراب وكل عمل يدخل يف هذا اجملال فهو غري ديين وال أخالقي‪ ،‬وما نالحظه على‬

‫‪ 1‬اميان عطية انصف‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.23‬‬

‫‪33‬‬
‫هذه األفكار أهنا كانت تسيطر عليها الكنيسة أبفكارها‪ ،‬وهذا ما جيعلها خترج من ابب التحليل العلمي لألفكار‬

‫االقتصادية‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬يف العامل العريب اإلسالمي‪.‬‬

‫كانت التحليالت االقتصادية عن املفكرين العرب غري ممنهجة وغري منسجمة إال مبجيء اإلسالم‬

‫الذي نظم هذه األفكار‪ ،‬ووضع هناية للمجتمع العتيق املبين على السلطة األبوية والقبلية‪ ،‬فاعرتف اإلسالم‬

‫مبجموعة من املبادئ‪.‬‬

‫مبدأ احلرية االقتصادية‪ ،‬مبدأ العدالة االجتماعية‪ ،‬مبدأ امللكية املزدوجة‪ ،‬وأوجد تشريعات اقتصادية‬

‫مهمة يتخذ بعضها صيغة األمر والنهي مستمدة هذه القوانني من القرآن والسنة وأعمال الصحابة واخللفاء‬

‫الراشدين وآراء الفقهاء والفالسفة املسلمني‪.‬‬

‫أمثال ابن خلدون صاحب كتاب التاريخ وابن تيمية وأبو يوسف األنصاري كتاب اخلراج يف عهد‬

‫اخلليفة هارون الرشيد‪ ،‬أو حامد الغزايل يف كتابه (إحياء علوم الدين)‪ ،‬تقي الدين أمحد بن علي املقريزي‪.1‬‬

‫املطلب اخلامس‪:‬املدرسة الكالسيكية‪:‬‬

‫تنقسم إىل التيار الليربايل احلر والتيار اإلصالحي‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬التيار الليربايل‪.‬‬

‫أ‪-‬آدم مسيث (‪:)1790 – 1729‬‬

‫‪ 1‬سكينة محود‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.13‬‬

‫‪34‬‬
‫وهو أب االقتصاد السياسي يف كتابه البحث حول طبيعة وأسباب ثروة األمم الصادر بـ ‪ 1776‬وفيه‬

‫يدافع عن السوق ورأس املال الذي تنظمه املنافسة بصورة تلقائية‪ ،‬ويرى أن العمل جيب تقسيمه ورأس املال جيب‬

‫تقسيمه ورأس املال جيب تكديسه ألهنما سببان يف ثراء األمم ويرى أن املصلحة الفردية هي احملققة للتنافس الفر‬

‫وبلوغ اجلودة املطلوبة يف السوق ويرى أن يد السوق اخلفية هي التوفيق بني املصلحة الفردية والعامة‪ ،‬وكلما‬

‫وجدت ميزة مطلقة يف إنتاج سلعة ما ازدادت ضرورة وأمهية التجارة الدولية‪.‬‬

‫ب‪-‬جون ابتيست ساي (‪:)1832 – 1767‬‬

‫أحد رواد الفكر الكالسيكي وهو فرنسي اجلنسية‪ ،‬أتثر أبفكار آدم مسيث حول احلرية االقتصادية‬

‫وحرية السوق وبني على أساسها نظريته املتعلقة ابلعرض والطيب واملسماة بـ (قانون ساي ‪ )Loi de Say‬له‬

‫مؤلف شهري صدر يف ‪ ،1803‬وعرف ابنتقاده لفكرة آدم مسيث يف القيمة (قيمة العمل) واستبدهلا بنظرية القيمة‬

‫منفعة‪.1‬‬

‫ويرى أن العرض مرتبط بعملية التوزيع للمداخيل تسمح بتسويق إنتاج جديد‪ ،‬ويتعقد أنه ال يكون‬

‫هناك املستوى الكلي أية أزمات انجتة عن إفراط يف اإلنتاج‪.‬‬

‫ت‪-‬دافيد ريكاردو (‪:)1823 – 1772‬‬

‫يسمى أيضا الكالسيكي الكبري‪ ،‬له مؤلف شهري جدا حول "مبادئ االقتصاد السياسي والضرائب‬

‫يف ‪ 1817‬يكمل هذا املفكر أفكار آدم مسيث بتحليل أكثر عمق خاصة يف جمال التوزيع والنمو االقتصادي‪،‬‬

‫‪ 1‬حمي حممد مسعد‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.99‬‬

‫‪35‬‬
‫وكذلك االنعكاسات النقدية على االقتصاد‪ ،‬ويعترب عند الكثري من االقتصاديني كأحد رموز تطوير الفكر‬

‫الكالسيكي وإعطائه صبغة أكثر عمق من انحية التحليل والتنظري‪.‬‬

‫ث‪-‬توماس روبرت مالتس (‪:)1834 – 1766‬‬

‫عرف بنظريته حول السكان يف ‪ ،1795‬ويرى أن عدد السكان يتنامى أكثر وأكثر وفق متتالية‬

‫هندسية بينما األرض ال تسمح سوى بزايدة بطيئة يف املنتوجات وفق متتالية حسابية وهذا ما ينتج عنه نقص يف‬

‫الغذاء والسكن‪.‬‬

‫الفر ع الثاين‪:‬التيار اإلصالحي‪.‬‬

‫يعترب اإلصالحيني كل املفكرين الذين انتقدوا يف مؤلفاهتم النظام الرأمسايل دون الطعن يف وجوده‪،‬‬

‫حيث يسعون إلصالحه من الداخل بغية حتسينه ومن هؤالء املفكرين‪:‬‬

‫جون ستيورات ميل (‪:)1873 – 1806‬اجنليزي اجلنسية‪ ،‬له العديد من املؤلفات االقتصادية منها مبادئ‬

‫االقتصاد السياسي ويرى أنه البد من الفصل بني القوانني اليت حتكم اإلنتاج ونظريتها اليت حتكم التوزيع‪ ،‬ويرى‬

‫أنه البد على النظرايت االقتصادية يف جمملها أن تكون خادمة ملصلح اجملتمع‪ ،‬واندى حبل املشاكل االجتماعية‬

‫اليت تصاحب تطور رأس املال‪ ،‬عن طريق النقاابت والتعاونيات اإلنتاجية‪.‬‬

‫املطلب السادس‪:‬نظرايت املدرسة احلديثة‪.‬‬

‫تنقسم لـثالثة مدارس هي‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫املدرسة النمساوية‪ ،‬مدرسة لوران‪ ،‬مدرسة كامربيل‪:1‬‬

‫هذه املدارس ختتلف قليال يف النظرة الشخصية للظواهر االقتصادية ويف املواضيع والطرق املستعملة‬

‫للوصول إىل النتائج ولكنها رغم ذلك تتميز مبجموعة من اخلصائص‪:‬‬

‫‪ -‬النظرة الليربالية لالقتصاد‪ :‬فهذه املدارس هي امتداد للمدرسة التقليدية فيما يتعلق ابختيار‬

‫االقتصادي حيث أهنا تنطلق أيضا من مبدأ الليربالية لالقتصاد ال خترج من إيطار امللكية اخلاصة‪.‬‬

‫‪ -‬النظرة النفعية‪ :‬حيث تعترب هذه املدارس أن قيمة املنتوجات حتددها املنفعة وال حيددها العمل‪.‬‬

‫‪ -‬النظرة الرايضية‪ :‬يعتمدون يف تفسرياهتم على املنهج الرايضي‪.‬‬

‫املطلب السابع‪:‬مدرسة الكنزية أو احلدية‪.2‬‬

‫مفكريهم االقتصاديني هم ‪:‬‬

‫‪ -‬وليام ستانلي جونيور (‪.)1882 – 1835‬‬

‫‪ -‬كارل منجر (‪.)1921 – 1840‬‬

‫‪ -‬ليون فالراس (‪.)1910 – 1834‬‬

‫اعتمد هؤالء احلديون على أسلوب حتليلهم االقتصادي على األسلوب الرايضي واملقارابت اجلربية‬

‫الرايضية هلذا يطلق عليهم البعض املدرسة الرايضية‪ ،‬وهلذا يرون أنه كان البد للفكر االقتصادي الكالسيكي أن‬

‫يتماشى مع تطور الفكر البشري يف جمال التحليل ابستعمال أساليب رايضية تعطى لالقتصاد صبغة علمية‬

‫واعتمدوا على فرضية الرجل االقتصادي الرشيد‪.‬‬

‫‪ 1‬داوود إبراهيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.10‬‬


‫‪ 2‬داوود إبراهيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.11‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬املنفعة احلدية‪ :‬هي منفعة آخر وحدة يتم استهالكها من طرف الشخص ومدى إشباعها حلاجته‪،‬‬

‫فهي تكون يف تناقص مستمر يف حالة السلع االستهالكية‪.‬‬

‫‪ -‬التكلفة احلدية‪ :‬هي تكلفة آخر وحدة يتم استعماهلا يف اإلنتاج ومدى كفائتها ابلنسبة للعائد‬

‫على االستثمار‪.‬‬

‫املطلب الثامن‪:‬الجتاهات املعاصرة للفكر االقتصادي‪:‬‬

‫يف أواخر الستينات من القرن املاضي‪ ،‬ظهرت العديد من املشاكل االقتصادية كالتضخم والبطالة‪ ،‬ومل‬

‫تنفع يف هذه احلالة السياسات الكنزية التدخلية‪ ،‬فظهر تيار يف الوالايت املتحدة األمريكية على يد ميلتون‬

‫فريدمان (مدرسة شيكاغو)‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬مدرسة شيكاغو‪ :‬قادها هاميتون فريدمان اقتصادي أمريكي حاز على جائزة نوبل يف‬

‫االقتصاد‪ ،‬له مؤلفات شهرية كـ "الرأمسالية واحلرية" و "حرية االختيار"‪ ،‬ويعتمدون يف تفسرياهتم على‬

‫املنهج التجرييب أي أهنم خيتربون قوة النظرايت ويرون أنه على احلكومة أن تقلل كثريا من تدخلها‬

‫لالقتصاد‪ ،‬فهم يعتقدون أن السياسيني يفرتضون أبن احلكومة املثالية ترى إخفاق السوق وميكنها تويل‬

‫األمور ومعاجلة املشكلة ويرون أن هذا غري صحيح فيجب أن نقارن بني األسواق غري مثالية بكل‬

‫عيوهبا وبني احلكومة غري املثالية وبكل املشكالت اليت تكتنف عملها‪.1‬‬

‫الفرع الثاين‪:‬الكنزيون املعتدلون‪ :‬بنيت هذه األفكار يف هناية السبعينات من القرن املاضي‪ ،‬وبنيت‬

‫أفكار املدرسة الكينزية اجلديدة على فرضية التوقعات الرشيدة‪ ،‬ألن الكنزيون اجلدد يعتمدون على‬

‫‪ 1‬اميان عطية انصف‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.23‬‬

‫‪38‬‬
‫فكر توازن السوق بشكل دائم ومستمر‪ ،‬أما األجور واألسعار جامدة لكنها تتحرك لألعلى بشكل‬

‫سهل أما حتركها لألسفل فنادر‪ ،‬فالبطالة ظاهرة متأصلة يف النظام االقتصادي وليس حادث عرضي‪.‬‬

‫واهتموا مبشكل الركود االقتصادي والكساد‪ ،‬وحسبهم أن اخنفاض الطلب الكلي ينتج عنه اخنفاض‬

‫اإلنتاج وتزايد البطالة فهو أخطر من مشكل التضخم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬ظهور الفكر الكالسيكي اجلديد‪:‬‬

‫له جذور يف ‪ ،1961‬حيث طور بعض املفكرين االقتصاديني من أمثال‪ :‬جون ميث نظرية التوقعات‬

‫الرشيدة اليت تفسر سلوك األسواق املالية‪ ،‬ومت تطبيق هذه النظرية وتعميمها على االقتصاد الكلي للدولة من‬

‫طرف "روبرت ليك"‪ ،‬إىل جانب جمموعة من املفكرين من أتباع مدرسة شيكاغو‪.‬‬

‫وقد قام الفكر الكالسيكي اجلديد على أساس التشكيك بفرضيات الفكر الكينزي‪.‬‬

‫ويفرتضون أن االقتصاد يقوم على التوقعات لعدة أسباب منها‪:‬‬

‫‪ -‬التوقعات هلا عالقة مباشرة بقيم املتغريات االقتصادية يف املستقبل كالقيم اخلاصة ابإلنتاج والتشغيل‬

‫واألسعار‪.‬‬

‫‪-‬التوازن يف االقتصاد له عالقة مباشرة ابلتوقعات االقتصادية املستقبلية‪ ،‬أي هناك توقعات معدلة كالرقم‬

‫القياسي ملتغريها كاألجور واألسعار والتوقعات الرشيدة اليت تستند على الرشادة الفردية وسلوك الوحدة‬

‫االقتصادية العقالين والرشيد‪.‬‬

‫فالتوقعات الرشيدة لكل من املنتجني (العرض) واملستهلكني (الطلب) كفيلة بتحقيق التوازن املستمر‬

‫الطويل املدى ابلرغم من حدوث االضطراابت الدورية قصرية املدى‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬األنظمة االقتصادية‪.‬‬

‫يف احلقيقة هناك أربعة أنواع أساسية يف األنظمة االقتصادية‪ ،‬وهي االقتصاد التقليدي أو البدائي‪،‬‬

‫االقتصاد املوجه‪ ،‬االقتصاد السوق‪ ،‬االقتصاد املختلط‪ ،‬االقتصاد اإلسالمي كل هذه األنظمة حاولت أن تعاجل‬

‫املشكلة االقتصادية حمور االقتصاد‪ ،‬فمنها من جنح يف أفكار وانتقد يف أخرى وسنعرضها فيما يلي‪:‬‬

‫املطلب األول‪:‬االقتصاد التقليدي‪.‬‬

‫هذا النوع من االقتصاد هو أقدم نوع يعترب تقليدي‪ ،‬وهو مرتبط ابألماكن اليت حتافظ على التقاليد‬

‫والعادات‪ ،‬وإنتاجهم مرتبط مبعتقداهتم الدينية‪ ،‬وهذه املناطق هي الريفية يف العامل الثاين والثالث أي األقل‬

‫واألضعف تقدما فيعتمد فيها على االقتصاد الزراعي‪ ،‬فلهم صلة وثيقة ابألرض وخدمتها وبذلك يف رأيهم‬

‫يضمنون توفري حاجاهتم املتواضعة مبواردهم الزراعية واليت يستطيعون بيعها ومقايضتها والتجارة فيها على العموم‪.‬‬

‫وهذا النوع من االقتصاد بعيد عن فكرة الربح والفائض عكس االقتصادايت األخرى‪.‬‬

‫ومع هذا يفتقد هؤالء الشعوب إىل املوارد الالزمة اآلالت املساعدة يف حتصيل إنتاجهم‪ ،‬وغالبا ما‬

‫يسيطر عليها ممتلكون هذه املواد واآلالت من أثرايء االقتصادايت األخرى حتت السيطرة والقوة واالستعمار‪.‬‬

‫وانتقد هذا النوع من االقتصاد على أساس أنه حيافظ على القيم والعادات ولكنه يثبت عجلة النمو‬

‫االقتصادي ويفتقد للكثري من مزااي التكنولوجيا واخلدمات املتقدمة املتطورة‪.1‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬لنظام املوجه أو االشرتاكي‪.‬‬

‫‪1‬داوود إبراهيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.17‬‬

‫‪40‬‬
‫ي عترب اثين اقتصاد عرفته البشرية بعد االقتصاد التقليدي من حيث التقدم االقتصادي‪ ،‬يعتمد هذا‬

‫األخري على امللكية العامة لوسائل اإلنتاج‪ ،‬وهبذا تدخل الدولة بشكل كبري يف توجيه السياسات‬

‫االقتصادية عن طريق تبين سياسة املخططات التوجيهية واليت تعتمد على دعم الدولة بشكل مباشر‪،‬‬

‫ويرون أنصاره أن املنفعة العامة واملصلحة العامة مها املعاجلان للمشكلة االقتصادية فما دامت السلطة‬

‫مركزية وبيد الدولة وامللكية مجاعية لوسائل اإلنتاج فهذا جيعل الدولة تستحوذ على اجملاالت احليوية‬

‫واليت توازي بني املوارد واحلاجات اخلاص ابجملتمع‪ ،‬ويرى هذا االقتصاد أنه مىت توفرت احلاجات بكثرة‬

‫والعمل على اإلنتاج الكمي لعالج املشكلة االقتصادية‪.‬‬

‫وانتقد هذا االقتصاد على أساس أنه جيعل الفرد متكال دائما على الدولة‪ ،‬وال ختلق روح املبادرة الفردية‬

‫وال تشجع األفراد على بذل جهودهم يف رفع اإلنتاج وتنويعه وجعله ذا جودة ونوعية ألهنا ال تدخل عنصر الربح‬

‫الذي هو أهم معيار إلغواء األفراد على العمل واالستفادة من احملفزات املادية واملعنوية هذا من جهة ومن جهة‬
‫‪1‬‬
‫أخرى يتوقف جناح سياسة املخططات على وعي وعقالنية من الدولة ومرونة جهازها اإلداري‪.‬‬

‫املطلب الثالث‪:‬نظام أو اقتصاد السوق‪.‬‬

‫يرى أنصار هذا النظام أن املشكلة االقتصادية مشكلة فردية تواجه كل فرد وعليه أن حياول إجياد حل‬

‫هلا ليتالءم مع مصلحته اخلاصة‪ ،‬دون ما تدخل من الدولة وعدم سيطرهتا ال على املوارد احليوية أو على أي‬

‫مورد آ خر يف االقتصاد‪ ،‬وهكذا يكون الفرد له احلرية يف التصرف يف اإلنتاج والدخل وملكية اخلاصة لوسائل‬

‫اإلنتاج للحصول على الربح جيعل حتركات وتداول يف أسعار السلع واخلدمات واالعتماد على جهاز الثمن‪.2‬‬

‫‪ 1‬داوود إبراهيم‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.18‬‬


‫‪ 2‬توفيق عبد الرحيم حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪41‬‬
‫االعتماد على احلرية االقتصادية‪:‬‬

‫وفق للشعار الرأمسايل آلدم مسيث "دعه يعمل أتركه مير"‪ ،‬ومعىن ذلك إعطاء احلرية الفردية يف االستهالك‬

‫واالستغالل‪ ،‬فلك فرد له حرية يف استغالل ماله واتفاقه كما يشاء وعلى ما يشاء أي هو الذي خيتار نوع السلعة‬

‫اليت ينتجها واليت يستهلكها‪.‬‬

‫والرقابة على النشاط االقتصادي تكون بواسطة الثمن الذي يعترب عنصر ميكانيكي أي الذي يعكس‬

‫حتركات وتداول السلع وتفاعلها يف السوق املبين على العرض والطلب أي إنتاج السلع امللح عليها دون تضييع‬

‫للموارد القليلة يف منتجات غري مطلوبة‪.‬‬

‫فاملنتج واملستهلك هلما هدفني‪ :‬األول هدفه حتقيق الربح والثاين إشباع حاجاته اليت حيكمها الثمن‬

‫يبني أي املنتجات طلبا أكثر‪.‬‬

‫وجهاز الثمن يساعد املنتجني على إنتاج كمية كبرية من اإلنتاج أبقل تكلفة وبطرق ذات كفاءة عالية‪،‬‬

‫فحجم اإلنتاج حيدد ابلثمن الذي ينظم طرقه‪.1‬‬

‫فتح جمال املنافسة أيضا من بني مبادئ الرأمسالية‪ ،‬فكل فرد يطمح للربح ابلضرورة ينافس فردا آخر‪،‬‬

‫وهذا ما جيعل الفرد دائما يطمح لالبتكار واالخرتاع جبودة عالية تنافسية‪ ،‬ألن البقاء لألصلح يف السوق‪.‬‬

‫وانتقد هذا االقتصاد أيضا‪ ،‬على أساس أنه صح يفصل بني الدولة والسوق ولكنه يشجع االحتكار‬

‫والطبقية‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪:‬النظام االقتصادي املختلط‪.‬‬

‫‪ 1‬توفيق عبد الرحيم حسن‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪42‬‬
‫هذا النظام أو االقتصاد ميزج بني النظامني (الرأمسايل واالشرتاكي)‪ ،‬حىت أنه يسمى أيضا ابالقتصادي‬

‫املزدوج‪ ،‬هذا النوع من االقتصاد أخذت به بعض الدول مستغلة نقاط ضعف وجتارب الدول السابقة يف النظامني‬

‫فجعلت شق اقتصاد حتكمه أسواق حرة وشق آخر مسيطرة عليه من قبل احلكومة‪ ،‬وجند اشرتاكيات معتدلة‬

‫واجتماعية ودميقراطية على منط دول أوراب كالسويد‪.‬‬

‫يكون السوق حرا من ملكية احلكومة بشكل أكثر أو أقل ابستثناء عدد قليل من اجملاالت الرئيسية‪.‬‬

‫ومع هذا شهدت أمريكا يف السنوات املائة األخرية ارتفاعا يف سلطة احلكومة ومل يكن هذا فقط لفرض‬

‫القوانني واللوائح‪ ،‬لكن كان هناك يف الواقع كسب للسيطرة من قبل احلكومة مما جعلها أكثر صعوبة يف الوصول‪،‬‬

‫وأقل مرونة مع مرور الوقت‪ ،‬وهذه هي النزعة واالجتاه املشرتك بني االقتصادايت املختلطة‪.‬‬

‫ولكن ومع ذلك انتقد على أساس أن حىت هذا النظام مل يسلم مطبقيه من األزمات االقتصادية‪.‬‬

‫املطلب اخلامس‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫جاء الدين اإلسالمي عامة لينظم احلياة البشرية‪ ،‬سواء االجتماعية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬السياسية‪،‬‬

‫الدينية‪ ...‬اخل‪ ،‬فجاء مبجموعة من املبادئ املوجودة يف مصادرة الشرعية (القرآن والسنة)‪ ،‬وحىت يف القياس‬

‫واإلمجاع‪ ،‬واليت توافق وتتالءم مع كل زمان ومكان‪.‬‬

‫نظم الدين اإلسالمي‪ ،‬االقتصاد واألصول واملبادئ االقتصادية‪ ،‬اليت حتكم النشاط االقتصادي سواء‬

‫الزراعة أو الصناعة وحىت التجارة وهذا ما يطلع عليه مبصطلح االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ومن أهم مبادئ االقتصاد اإلسالمي هي أن املال ملك هلل واإلنسان ما هو إال مستخلف فيه‪ ،‬فال‬

‫جيوز له ال أن حيبسه وال إنفاقه فيما ال يرضي هللا‪ ،‬ويضر العبد‪ ،‬وللمال أداة لقياس القيمة ووسيلة للتبادل‬

‫التجاري‪ ،‬وليس سلعة من السلع‪ ،‬فال جيوز بيعه وشراؤه (راب الفضل) وال أتجريه (راب النسيئة)‪.‬‬

‫وقد حدد اإلسالم شروط يف التجارة وهي ثالثة تنظم عملية البيع والشراء وهي البلوغ أي أن يبلغ‬

‫سن معينة تعكس قدرته العقلية ويصطلح عليه يف الشريعة ابحللم‪ ،‬ويف هذه احلالة يؤخذ بتعامالته وتكون صحيحة‬

‫وجائزة‪.‬‬

‫العقل أي أن يكون غري جمنوان يعي ما يفعله ويدركه‪.‬‬

‫عدم احلظر عليه وهو الشخص الذي تغل يده على أمالكه فال يبيع وال يشرتي أي كان السبب سواء‬

‫إلفالسه أو لسفهه‪.‬‬

‫هذا وقد حدد اإلسالم شروطا للبيع‪:‬‬

‫‪ )1‬الرتاضي يف قوله تعاىل‪" :‬إال أن تكون جتارة عن تراضي منكم" سورة النساء ‪.29‬‬

‫‪ )2‬انطباق شروط البائع واملشرتي‪ ،‬على طرفا العقد أي الشروط السابقة‪.‬‬

‫‪ )3‬أن يكون املال مشروعا‪ ،‬أي ال جيوز بيع األشياء النجسة واحملرمة كامليتة واخلنزير واخلمر‪...‬اخل‪.‬‬

‫‪ )4‬أن يكون مملوكا أو يؤذن له ببيعه‪.‬‬

‫‪ )5‬أن يكون مقدورا على تسلمه أي موجود حاال‪.‬‬

‫‪ )6‬أن يكون معلوما وحمددا‪ ،‬أي حمدد املبلغ وحمدد النوع‪.‬‬

‫‪ )7‬أن يكون الثمن معلوما‪ ،‬جيب حتديد الثمن مسبقا قبل انعقاد العقد وإال كان فاسدا‪.‬‬

‫هناك قواعد اقتصادية نص عليها الدين اإلسالمي ومتثل يف‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬املشاركة يف املخاطر أي التساوي يف الربح واخلسارة‪.‬‬

‫‪ -‬امللكية العامة واخلاصة تكلم عليها أيضا اإلسالم (حق الفرد يف امتالك األراضي والعقارات ووسائل‬

‫اإلنتاج املختلفة) وحق ملكية الدولة لثرواهتا‪.‬‬

‫‪ -‬نظام املواريث يف اإلسالم دليل على تفتيت الثروات وعدم تكديسها‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة السوق دون التدخل فيه عن طريق ما يسمى احملتسب‪.‬‬

‫‪ -‬الشفافية‪ ،‬أي خيار الرؤية يف اإلسالم وحرم الدين اإلسالمي الكثري من املعامالت االقتصادية كالراب‬

‫واالحتكار‪ ،‬حترمي االجتار يف القروض‪ ،‬حترمي ما ال ميتلك أي حترمي املقامرة والغرر‪.‬‬

‫‪ -‬حترمي االجتار يف احملرمات وهكذا نستنتج أن االقتصاد اإلسالمي يؤمن ابلسوق ودوره يف االقتصاد‬

‫وشجع التجارة‪ ،‬فمعظم الصحابة كانوا جتارا‪.‬‬

‫مسح االقتصاد اإلسالمي أبدوات تعترب اآلن استثمارية‪ ،‬كاملضاربة واملراحبة واملشاركة واإلجازة والسلم‬

‫وهي الصورة العكسية للبيع اآلجل‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪:‬بعض املفاهيم االقتصادية( االدخار‪،‬االكتناز‪ ،‬االستثمار و اخلوصصة)‬

‫املطلب األول‪:‬االدخار‪.‬‬

‫يقصد ابالدخار ذلك اجلزء من الدخل اجلاري الذي مل يستخدم يف االستهالك اجلاري خالل فرتة معينة‪ ،‬وإمنا‬

‫مت توجيهه لبناء الطاقات اإلنتاجية اليت تعمل على زايدة هذا الدخل أو حتافظ على مستواه احملقق فعال من خالل‬

‫ويف إطار دورة النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫واالدخار قد يكون نقداي أو عينيا‪ :‬فاالدخار النقدي ميثل الصورة الغالبة يف الوقت احلايل‪ ،‬وذلك ألن الطابع‬

‫النقدي يصبغ معظم جوانب النشاط االقتصادي يف االقتصاد املعاصر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫وأيخذ عدة أشكال كاألصول املالية أو األصول السائلة كالودائع اجلارية‪ ،‬وكذلك الودائع االدخارية أبنواعها‬

‫واملدخرات التعاقدية‪ ،‬واليت ميكن حتويلها إىل الصورة السائلة بسهولة نسبية‪.‬‬

‫أما االدخار العيين فيمثل الصورة احملدودة جدا لالدخار يف االقتصاد املعاصر‪ ،‬وقد يتخذ شكل فائض سلعي أو‬

‫فائض عمل‪ ،‬فاألوىل يتوفر يف القطاع الزراعي وذلك يف احملاصيل اليت حيتفظ هبا املزارعون الستخدامها جلذور أو‬

‫الستهالكها يف فرتات اتلية‪ ،‬أما الثاين فيتحقق يف حالة القيام بعمل إضايف يبذل ويتبلور مباشرة يف شكل استثمار‬

‫إنتاجي والصني دليل على ذلك فهي تزيد من االستثمارات دون إنقاص االستهالك اجلاري‪.‬‬

‫واالدخار سواء العيين أو النقدي يؤول يف النهاية لشكل من أشكال االستثمار العيين‪ ،‬وهذه هي العالقة بني‬

‫االدخار ورأس املال واالستثمار‪.1‬‬

‫لالدخار عالقة وطيدة ابالستثمار وسنعرضها يف مايلي‪:‬‬

‫املطلب الثاين‪:‬االكتناز‪.‬‬

‫يتشابه مع االدخار‪ ،‬ألن كل منهما جزء من الدخل اجلاري الذي مل ينفق على االستهالك اجلاري‪ ،‬وخيتلفان‬

‫يف أن االكتناز ميثل احتجاز كجزء من الدخل سواء نقدي أو عيين بعيدا عن دورة النشاط االقتصادي‪ ،‬فهو‬

‫تلك الرغبة يف االحتفاظ ابلثروة ‪ -‬وهذا ما يشابه رأي كينز عن تفضيل السيولة‪ -‬وهذا هبدف دفع املخاطر‬

‫النقدية أو االقتصادية أو السياسية‪ ،‬فاالدخار واالستهالك مها بديال لالكتناز‪.‬‬

‫ويتخذ االكتناز عدة صور منها احتفاظ األفراد ابلذهب أو العمالت األجنبية وكذلك املبالغ السائلة يف‬

‫صورة نقود حيتفظ هبا قطاع األعمال املنظم‪ ،‬كما ميكن أن يكون االكتناز يف صورة نقود حيتفظ هبا األفراد ملدة‬

‫‪ -1‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬مبادئ وسياسات االستثمار‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2010 ،‬ص‪.28‬‬

‫‪46‬‬
‫قصرية جدا مثل احتفاظ املوظف مبرتبه إلنفاقه طوال الشهر – االدخار االحتياطي‪ -‬احتياطيا ملواجهة احلاجة‬

‫لالستهالك يف املستقبل‪.1‬‬

‫املطلب الثالث‪:‬االستثمار‪.‬‬

‫يلعب االستثمار املباشر دورا مهما يف عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬ابعتباره من أهم مصادر التمويل سواء املتوسطة‬

‫األجل أو الطويلة األجل‪.‬‬

‫إال أن االستثمار املباشر أحيط ابهتمام زائد‪ ،‬ملا يرى فيه املستثمر األجنيب‪ ،‬والدول النامية والعربية منها من‬

‫اجيابية‪ ،‬فهذا النوع من االستثمار يسمح فيه ابإلشراف و املراقبة والتحكم‪ ،‬و هذا ما يشعر املستثمر األجنيب‬

‫ابالطمئنان على أموال‪. 2‬‬

‫أما الدول النامية فاهتمامها هبذا النوع من االستثمار واضح‪ ،‬ألنه ال ينقل فقط رؤوس األموال‪ ،‬بل يصحب‬

‫معه نقال للتكنولوجيا بواسطة نقل الفنون اإلنتاجية واملنتجات احلديثة‪ ،‬و كذلك مهارات إدارية و تنظيمية و‬

‫خربات فنية تفتقر هلا الدول النامية‪.3‬‬

‫كما تساهم هذه االستثمارات املباشرة بدمج العمالة الوطنية و جعلها أكثر ختصصا‪ ،‬وابإلضافة ملشاركة الرأس‬

‫املال احمللي‪ ،‬و هذا ما ينتج عنه متخض الفوائد إضافية للدول النامية يف صورة زايدة االستثمارات من قبل القطاع‬

‫اخلاص احمللي‪ ،‬و من مث زايدة العمالة‪ ،‬و ختفيض معدالت البطالة اليت تعاين منها الدول النامية‪.4‬‬

‫‪ -1‬شوام بوشامة‪ ،‬مدخل يف اقتصاد العام‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪ ،2000 ،‬ص‪28‬‬
‫‪ -2‬أمرية حسب هللا حممد‪ ،‬حمددات االستثمار املباشر و غري امل باشر يف البيئة االقتصادية العربية "دراسة مقارنة" تركيا‪-‬كوراي اجلنوبية‪ -‬مصر‪ ،‬بدون‬
‫طبعة‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،2004،‬ص‪.102‬‬
‫‪ -3‬أمرية حسب هللا حممد‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -4‬حيث أن االستثمار األجنيب املباشر كان مسئوال عن ‪ %60‬من الوظائف يف الصناعات التحويلية يف بعض الدول مثل سنغافورة‪.‬‬
‫إن هذه االستثمارات حتقق إيرادات إضافية للدول النامية املضيفة يف صورة ضرائب على املشروعات الناجتة‬

‫عن هذه االستثمارات‪ ،‬كما أهنا ال يرتتب عليها عبء اثبت على ميزان املدفوعات‪ ،‬حيث ال حيصل املستثمر‬

‫األجنيب على أي دخل إال عندما يدر االستثمار رحبا‪ ،‬و ابلتايل فإن السداد مرتبط برحبية املشروع‪ ،‬يف حني أن‬

‫األموال املقرتضة ينبغي خدمتها‪ -‬بغض النظر عن جناح املشروع أو فشله‪ -‬و ابلتايل فإن االستثمارات األجنبية‬

‫املباشرة تنقل املخاطر‪ ،‬املرتتبة على االستثمار من املستثمرين احملليني إىل املستثمرين األجانب‪.‬‬

‫كما تعترب هذه االستثمارات مصدرا للحصول على النقد األجنيب‪ ،‬و هذا عندما يركز على اإلنتاج من أجل‬

‫التصدير‪. 1‬‬

‫إن االستثمارات األجنبية املباشرة‪ ،‬تدفع املنتجني الوطنيني إىل تطوير أساليب إنتاجهم عن طريق حماكاهتم‬

‫للمستثمرين األجانب‪ ،‬هذا فضال عن مسامهتها يف االرتقاء أبذواق املستهلكني‪ ،‬و تطوير أمناط االستهالك‬

‫التقليدية مبا تنتجه من أنواع السلع مرتفعة اجلودة‪ ،‬واليت تروج هلا بوسائل إعالنية متقدمة‪.2‬‬

‫كما حتفز أيضا اخلربات الوطنية على عدم اهلجرة إىل اخلارج مبا يوفره من فرص‪ ،‬وظروف العمل اليت تسعى‬

‫إليها هذه اخلربات خارج البالد‪ ،‬و ابلتايل فإن هذه االستثمارات تعمل على اتفاق عملية استنزاف اخلربات‬

‫الوطنية‪ ،‬و اليت تشكو منها الدول النامية‪ ،‬و هي ما تعرف بظاهرة استنزاف العقول البشرية‪.‬‬

‫ويكون العبء على ميزان املدفوعات يف حالة االستثمار األجنيب املباشر أقل من نظريه يف حالة االستثمار‬

‫األجنيب غري املباشر‪ ،‬و ذلك ألن األرابح يف املراحل األوىل للتنمية تكون قليلة‪ ،‬كما أن احتمال الستعادة رأس‬

‫املال من الدولة املضيفة‪ ،‬يكون أقل إذا ما قورن ابستثمار احلافظة املالية‪.3‬‬

‫‪ -1‬غري أن ذلك ال يتحقق عادة وقد اقتصر على عدد حمدود من الدول و هي الدول حديثة العهد ابلتصنيع فقط ‪.‬‬
‫‪ -2‬حامد عبد اجمليد دراز‪ ،‬السياسات املالية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪،2000 ،‬ص ‪.128-124‬‬

‫‪ -3‬و جيدر ابلذكر هنا أن استثمار احلافظة يتميز عن االستثمار األجنيب املباشر يف أن تكلفته أقل من حيث معدل الفائدة‪ ،‬وميتلك املواطنون‬
‫سيطرة أكرب على استخدامه‪ ،‬و يكون للمسئولني قدرة أكرب على توجيهه‪ ،‬وفقا خلطط و برامج التنمية‪ ،‬إال أنه يفتقد مزااي االستثمار األجنيب‬
‫‪48‬‬
‫املباشر ‪.‬‬
‫و شهد العامل تنافسا جلذب االستثمار املباشر خاصة مع تراجع دور الدولة‪ ،‬و االجتاه حنو اقتصادايت السوق‬

‫احلرة‪ ،‬و اليت تعترب االستثمار األجنيب من أهم آلياهتا‪ ،‬لتحقيق اإلصالح والنمو االقتصادي‪.‬‬

‫و هلذا تتجه الدول وخاصة الدول النامية للتسابق على جذب املستثمرين األجانب‪ ،‬وذلك بتقدمي احلوافز و‬

‫الضماانت‪ ،‬و توفري املناخ االستثماري املناسب واملالئم‪ ،‬وغري املتعارض مع السياسات االقتصادية و الظروف‬

‫االجتماعية و السياسية‪ ،‬و إال كان العائد من هذه االستثمارات األجنبية املباشرة سلبيا‪ ،‬و هذا ما يؤدي إىل‬

‫تدهور اقتصادايت الدول النامية‪.1‬‬

‫و تسعى الدول النامية إىل حتقيق أهداف من وراء استقطاب االستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬و اليت تتمثل فيما‬

‫يلي‪:‬‬

‫‪ -‬دعم ميزان املدفوعات من خالل زايدة الصادرات و احلد من الواردات‪.‬‬

‫‪ -‬زايدة معدالت االستثمار‪ ،‬و من مث زايدة اإلنتاج وحتقيق معدالت مرتفعة من النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -‬زايدة معدالت العمالة‪ ،‬و تقليل البطالة فضال عن تدريب و تنمية القوة العاملة‪.‬‬

‫و قد صرح انئب رئيس الشبكة من أجل احلد من الفقر‪ ،‬و التسيري االقتصادي يف البنك العاملي السيد‬

‫"أواتفيانو كانوتو"‪ ،‬أن الدول النامية أصبحت قاطرة النمو العاملي يف الوقت الذي تستمر فيه الدول الغنية يف‬

‫االستقرار بعد األزمة االقتصادية‪ ،‬مشريا إىل أنه و حسب التقديرات اليت وردت يف دراسة أعدها البنك العاملي‬

‫دليل حول التوجهات املستقبلية للسياسات االقتصادية يف الدول النامية‪ ،‬فإن منو الدول النامية سيبلغ ‪% 6.1‬‬

‫يف ‪ 2010‬و‪ % 5.9‬يف عام ‪ 2011‬يف حني لن يتجاوز منو الدول املتقدمة‪ ،‬و ذات الدخل املرتفع ‪.%2.6‬‬

‫‪ -1‬فمثال ت رتب على التناقض الذي نشأ بسبب الدعم و احلماية لبعض القطاعات يف فنزويال و املغرب‪ ،‬يف الوقت الذي تشجعان فيه االستثمار‬
‫األجنيب املباشر‪ ،‬عدم كفاءة اإلنتاج و من مث حتقيق عوائد سلبية على اقتصادايهتا‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫و أشارت الدراسة أن الدول املصدرة للنفط ملنطقة الشرق األوسط و مشال إفريقيا‪ ،‬السيما اجلزائر تلعب دورا‬

‫حموراي يف تقومي املنطقة بفضل ارتفاع أسعار النفط‪ ،1‬واستقرار أكرب لقطاعها املايل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم االستثمار ‪.‬‬

‫االستثمار مصطلح لغوي له تعريف‪ ،‬و مفهوم خاص فهو مشتق من الثمر أي محل الشجر‪ ،‬وأمثر الشجر‬

‫خرج مثره‪ ،‬وأمثر الرجل معناه كثر ماله‪ ،‬أو مبعىن الذهب و الفضة و مثّر ماله معناه مناه‪ ،2‬و يستفاد هذا املعىن‬

‫من قوله تعاىل ﴿ و كان له مثر فقال لصاحبه وهو حياوره أان أكثر منك ماال و أعز نفرا﴾‪.3‬‬

‫و على ضوء ذلك فقد عرف جممع اللغة العربية االستثمار‪ ،‬أبنه " استخدام األموال يف اإلنتاج‪ ،‬إما مباشر‬

‫بشراء اآلالت و املواد األولية‪ ،‬وإما بطريق غري مباشر كشراء السندات و األسهم"‪.4‬‬

‫أما من الناحية االصطالحية‪ ،‬فقد تعددت التعريفات اليت صيغت لالستثمار األجنيب بتعدد الكتاب الذين‬

‫تناولوا هذا املوضوع‪ ،‬وهذه التعريفات من الكثرة حبيث يصعب اختيار تعريف واحد لالستثمار يضم مجيع‬

‫عناصره‪ ،‬حيث تعددت تعريفات فقهاء القانون و فقهاء االقتصاد‪ ،‬وملا كان االستثمار عملية مركبة جتمع بني‬

‫عناصر اقتصادي ة و أخرى قانونية‪ ،‬فمن الضروري الوقوف على مفهوم االستثمار لدى االقتصاديني حيث عرفوا‬

‫االستثمار‪ ،‬أبنه " قيام املستثمر األجنيب بتحويل كمية من املوارد املالية و التكنولوجية‪ ،‬واخلربة الفنية يف مجيع‬

‫اجملاالت إىل الدول املضيفة"‪.5‬‬

‫‪ -1‬يقدم قطاع احملروقات يف اجلزائر ‪ %41‬من ‪ PIB‬يف سنة ‪ 2000‬و ‪ %77‬من مداخيل الدولة ‪ %97‬من مداخيل االستغالل‪.‬‬

‫‪ -2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬قاموس عريب‪ ،‬من إنتاج فليبس ‪ 19‬ديسمرب‪،1994‬ابب التاء‪ ،‬مادة مثر‪.‬‬
‫‪ -3‬سورة الكهف‪ ،‬اآلية رقم ‪ 37‬من القرآن الكرمي‪.‬‬
‫‪ - 4‬أمحد شرف الدين‪ ،‬استثمار املال العريب ( أتثري فكرته االقتصادية يف ق‬
‫‪50‬واعد قانونية )‪ ،‬جملة غرفة اإلسكندرية التجارية‪ ،‬العدد ‪،436‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬يناير – فرباير ‪ ،1985‬ص ‪.40‬‬
‫‪ 5‬أمحد شرف الدين‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫كما ذهب فريق آخر يف تعريفه لالستثمار‪ ،‬أبنه عبارة عن عملية إمناء الذمة املالية لبلدها من خالل حركة‬

‫رؤوس األموال اململوكة له عرب احلدود‪ ،‬ودخوهلا يف مشروعات اقتصادية تعمل على توفري احتياجات خمتلفة و‬

‫حتقيق أرابح مالية‪ ،1‬و أنه التوظيف طويل املدى لرأس املال يف الصناعة‪ ،‬الزراعة واملواصالت‪ ،‬وغريها من اجملاالت‬

‫االقتصادية املهمة‪.2‬‬

‫و معىن هذا‪ ،‬أن االستثمار عند االقتصاديني إىل توظيف النقود أو األموال‪ ،‬سواء ألجل طويل مخس سنوات‬

‫فأكثر أو متوسط ملدة أكثر من سنة أو أقل من مخس سنوات‪.‬‬

‫و يعين أيضا توظيف النقود يف صورة شراء سلع أو شراء أسهم أو وضع املدخرات‪ ،‬لدى أفراد أو مؤسسات‬

‫تقوم بتوظيفها ‪.3‬‬

‫و حناول أخريا‪ ،‬وضع تعريف االستثمار على سبيل االجتهاد لعلنا نوفق يف ذلك‪ ،‬فنرى أنه التزام تنتقل بواسطته‬

‫رؤوس األموال جبميع صورها ( مادية أو معنوية‪ ،‬نقدية أو عينية‪ ،‬حق فكري أو حق صناعي ) و املوجهة‬

‫لالستثمار‪ ،‬يتم بني مستثمر وطين وأجنيب ال حيمل جنسية الدولة الواقع هبا االستثمار‪ ،‬هبدف جىن األرابح مبا‬

‫يتفق مع قوانني الدولة املضيفة‪ ،‬و ما يتالءم مع خطط التنمية االقتصادية هبا‪.‬‬

‫و االستثمار له أنواع تتمثل يف كل من التجاري و الصناعي‪ ،‬التكنولوجي و املايل‪ ،‬االستثمار املباشر وغري‬

‫مباشر‪ ،‬االستثمار الوطين و األجنيب‪ ،‬اخلاص و العام‪.‬‬

‫ما هي؟ و أين يكمن التفاوت بني األنواع؟‬

‫هذا ما سنعرضه فيمايلي‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬اقتصادايت االستثمار الدويل‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬املكتب العريب احلديث‪ ،‬القاهرة‪ ،1991 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬حازم مجعة‪ ،‬احلماية الدبلوماسية للمشروعات املشرتكة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬عني مشس‪ ،‬القاهرة‪ ،1981 ،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ -3‬صفوت أمحد عبد احلفيظ أمحد‪ ،‬دور االستثمار األجنيب يف تطوير أحكام القانون الدويل اخلاص‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬

‫‪51‬‬ ‫القاهرة‪ ،2000،‬ص‪.21‬‬


‫الفرع الثاين‪ :‬أنواع االستثمار‪.‬‬

‫لالستثمار أنواع خمتلفة حبسب الزاوية اليت ينظر منها‪ ،‬فيتنوع مابني ما هو جتاري يهدف فيه لتحقيق األهداف‬

‫التجارية‪ ،‬ومنه ما هو صناعي يركز فيه على املواد املنتجة وتصنيعها ابلدرجة األوىل‪ ،‬وما هو استثمار تكنولوجي‬

‫يركز أهدافه يف نقل التكنولوجية‪ ،‬وأهم العقود املساعدة على ذلك‪ ،‬وهناك االستثمار املايل أيضا‪ ،‬هذا من انحية‬

‫أو زاوية نوعية النشاط‪.‬‬

‫أما من زاوية كونه استثمارا مباشرا أو غري مباشرا فينظر فيه ملعيار التحكم املباشر أو الفعلي‪ ،‬وهناك أيضا ما‬

‫هو استثمارا حمليا وطنيا أو دوليا‪ ،‬و هذا عندما يكون املستثمر حامال جلنسية بلد أخر‪ ،‬و ما هو خاص أو عام‬

‫ابلنظر للقائم ابملشروع االستثماري‪ ،‬و مدى تبعيته للدولة‪.‬‬

‫إذن ما هي أهم أنواع االستثمار؟ وما هي معايري االختالف بني هذه األنواع؟‬

‫هذا ما سنتطرق إليه فيمايلي‪.‬‬

‫بداية سنتطرق‪ ،‬للنوع األول من االستثمار؟‬

‫ما معىن االستثمار التجاري و الصناعي‪ ،‬و التكنولوجي و املايل؟‬

‫أ‪ -‬االستثمار التجاري و الصناعي‪ ،‬التكنولوجي و املايل‪:‬‬

‫يعتمد االستثمار التجاري على عملية التصدير‪ ،‬و هذا ما جيعله ال يركز على حتويل مركز اإلنتاج يف البلد‬

‫املستقبل‪ ،‬و هلذا تفضله الدول املصدرة على الصناعي‪ ،‬ألنه خيدم موازين مدفوعاهتا عن طريق عقود التصدير‪،‬‬

‫بعكس االستثمار الصناعي الذي يلجأ فيه املستثمر األجنيب إىل التموقع يف البلد املستقبل‪ ،‬و هذا ما جيعل‬

‫الدول املستقبلة هلذا املستثمر تفضله‪ ،‬ابملقارنة ابالستثمار األول ملا له من اجيابية يف زايدة طاقاهتا اإلنتاجية‪،‬‬

‫‪52‬‬
‫وختشاه الدول املصدرة للرأس املال ابعتباره مرتبا إلعادة استرياد املواد املنتجة عن طريق ذلك االستثمار‪ ،‬و مشكال‬

‫بذلك منافسة للمنتجات احمللية‪.1‬‬

‫أما االستثمار التكنولوجي‪ ،‬فهو تلك العمليات اليت تنجزها شركات أجنبية تنطوي على قدر عال من‬

‫التكنولوجيا و اخلربات اإلدارية‪ ،‬و يتجلى العامل التكنولوجي يف قدرة املستثمر األجنيب على إنتاج منتجات‬

‫جديدة‪ ،‬ذات قدرة تنافسية تتيح له التواجد أبسواق الدول املضيفة نتيجة االبتكارات و احلقوق اليت ميلكها‪.‬‬

‫و معىن هذا أن االستثمار‪ ،‬ال يعين فقط نقل رؤوس األموال الضخمة‪ ،‬و إمنا نقل التكنولوجيا‪ ،‬ألن ختلفها‬

‫التكنولوجي قد جيربها على اللجوء إىل االستثمارات األجنبية املباشرة‪ ،‬و هذا ما يظهر يف دول اخلليج العريب‪،‬‬

‫حيث تتميز معظم االستثمارات لديها أبهنا ذات طابع تكنولوجي أكثر منه مايل‪.‬‬

‫إذن يهدف لنقل التكنولوجيا بشكل أويل‪ ،‬فيعتمد على عقود يف ذلك‪ ،‬كعقد املساعدة الفنية‪ ،‬عقد الرتخيص‬

‫الصناعي و التجاري‪ ،‬عقود بيع اجملمعات الصناعية‪ ،‬كعقد املفتاح يف اليد‪ ،‬عقد التدريب‪ ،‬عقد املقاولة من‬

‫الباطن‪ ،‬و هذا النوع من االستثمار تعرض النتقادات عديدة أمهها‪ ،‬أنه ال ينقل التكنولوجيا ابملعىن احلقيقي للبلد‬

‫املضيف لالستثمارات األجنبية ‪.2‬‬

‫أما االستثمار املايل‪ ،‬فهو يتمثل يف حركة رؤوس األموال من و إىل الدولة املضيفة أو املصدرة‪ ،‬حبيث تسمح‬

‫الدولة من خالل أنظمتها القانونية حبرية حتويل أو ترحيل األموال الضرورية‪ ،‬هبدف متويل نشاطات اقتصادية يف‬

‫البلد املضيف‪ ،‬و الذي جيب أن يتوفر على سوق لألوراق املالية أي البورصة‪.‬‬

‫إىل جانب هذا النوع من االستثمارات ‪ ،‬هناك أيضا نوعا أخر يتمثل يف االستثمار املباشر و غري املباشر‪ ،‬فما‬

‫وجه االختالف بينهما؟‬

‫‪ 1‬قادري عبد العزيز‪ ،‬االستثمارات الدولية ( التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬ضمان االستثمارات)‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬اجلزائر‪،2004 ،‬‬

‫ص‪.21‬‬

‫‪53‬‬ ‫‪ 2‬قادري عبد العزيز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫سنجيب عن ذلك فيمايلي‪.‬‬

‫ب‪ -‬االستثمار املباشر و االستثمار غري املباشر‪:‬‬

‫يقصد ابالستثمار املباشر الصفقة املتكاملة‪ ،‬و اليت تشمل جمموعة من املوارد النقدية أو العينية اخلاضعة للتقومي‬

‫اليت جيلبها املستثمر‪ ،‬و كل تنظيم للمشروعات التكنولوجية واخلربات التنظيمية و اإلدارية و املعارف‪ ،‬وأتهيل‬

‫اإلطارات‪.‬‬

‫و سنتعرض الحقا لالستثمار املباشر‪ ،‬عند التطرق حملل عقد االستثمار الدويل املباشر‪.‬‬

‫أما فيما خيص االستثمار األجنيب غري املباشر‪ ،‬فتزايدت أمهيته يف التسعينات‪ ،‬و ما ساعد على انتشار هذا‬

‫النوع من االستثمار االخنفاض النسيب يف أسعار الفائدة‪ ،‬وهذا ما أدى إىل اجتذاب املستثمرين إىل العائد املرتفع‬

‫ا ملتاح لالستثمارات ابألسهم والسندات يف األسواق الناشئة‪ ،‬وهلذا عمدت الدول إىل حترير أسواق رأمساهلا‪ ،‬و‬

‫من العوامل اليت ساعدت على هذا التحرر‪ ،‬استقرار أسعار الصرف و معدالت التضخم‪ ،‬و هكذا مت االهتمام‬

‫هبذا النوع من االستثمار‪ ،‬و هذا ابالعتماد على السياسة التحفيزية لدعم‪ ،‬و زايدة تدفقات رؤوس األموال‪.‬‬

‫و هذا النوع من االستثمار يقتصر على تقدمي األموال فقط‪ -‬لدى يطلق عليه البعض االستثمار املايل‪-‬‬

‫وذلك من طرف املتعاقد مع الدولة‪ ،‬هبدف متويل املشروعات اليت سيتم إنشاؤها‪ ،‬دون أن يكون هلذا املتعاقد أية‬

‫سيطرة أو رقابة على املشروع‪ ،1‬و هو يف الغالب يكون بصورة قروض تقدمها اهليئات اخلاصة أو األفراد أو صورة‬

‫شراء األسهم و السندات الدولية طويلة األجل أي االستثمار يف احلوافظ املالية‪ ،‬و هو استثمار قصري األجل‬

‫‪ -1‬علي حسني ملحم‪ ،‬دور املعاهدات الدولية يف محاية االستثمارات األجنبية اخلاصة يف الدول النامية ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪،‬‬

‫‪ ،1998‬ص ‪.18‬‬
‫‪54‬‬
‫مقارنة ابالستثمار و املبادرة‪ ،1‬و ترتب على هذا االستثمار عدم نقل املهارات و اخلربات الفنية‪ ،‬والتكنولوجية‬

‫احلديثة إىل الدولة املضيفة‪.2‬‬

‫و يكمن معيار التمييز بني ما هو مباشر‪ ،‬و ما هو غري مباشر يف مسألة التحكم الفعلي ‪Controle‬‬

‫‪ Effectif‬يف الشركة‪ ،‬و عليه فإذا كان الشخص املستثمر متحكما يف الشركة‪ ،‬وذلك حسب مقدار املسامهة‪،‬‬

‫فإذا كان له األغلبية فله حق اإلشراف‪ ،‬و هو يعد مستثمرا مباشرا‪ ،‬أما إذا مل يكن فهو غري مباشر‪.3‬‬

‫و يظهر عنصر التحكم أو املراقبة يف التعريف‪ ،‬الذي وضعه صندوق النقد الدويل ‪ F.M.I‬لالستثمار املباشر‪،‬‬

‫"االستثمارات اليت جترى هبدف احلصول على فوائد مستمرة يف شركة متارس نشاطاهتا يف إقليم اقتصاد ليس‬

‫اقتصاد املستثمر‪ ،‬و هدف هذا األخري يتمثل يف احلصول على سلطة قرار فعلية يف تسيري الشركة"‪.4‬‬

‫و االستثمار األجنيب بشقيه املباشر وغري املباشر‪ ،‬مازال قائما إال أن االستثمار األول أصبح الشكل السائد‪،‬‬

‫ألنه يساعد على خلق فرص جديدة للعمل‪ ،‬أيضا يساعد على تنمية املوارد البشرية يف الدول النامية و تدريبها‬

‫و استغالهلا‪ ،‬و يعد مصدرا جيدا و فعاال لنقل التكنولوجيا‪ ،‬و التقنيات احلديثة و املتطورة إىل الدول النامية اليت‬

‫تسعى جلذبه‪.5‬‬

‫و هناك نوع أخر‪ ،‬ينظر فيه من زاوية القائم ابالستثمار‪ ،‬هل هو وطين أو دويل؟ وهل خاص أو عام؟‬

‫سنجيب عن ذلك فيمايلي‪.‬‬

‫ت‪ -‬االستثمار احمللي والدويل‪ ،‬اخلاص و العام‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬


‫‪ -2‬علي حسني ملحم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Carreau D. FLary Th. Feuillard p, Droit International Economique, 3e édition, IGDJ,‬‬
‫‪Paris ,1990, p 566.‬‬
‫‪ -4‬قادري عبد العزيز‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ -5‬مىن حممود مصطفى‪ ،‬املنازعات الدولية لالستثمار األجنيب املباشر و دور التحكيم يف تسوية منازعات االستثمار‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1990،‬ص‪.210‬‬
‫كما هو مبني من العنوان‪ ،‬أنه يعترب كل استثمار وطين أو حملي‪ ،‬ما يقوم به شخص طبيعي أو معنوي حيمل‬

‫جنسية البلد املضيف أو املستقبل لالستثمارات‪ ،‬و ما يكون أجنيب أو دويل‪ ،‬هو كل مستثمر سواء طبيعي أو‬

‫معنوي حيمل جنسية أخرى غري جنسية البلد املضيف‪ ،‬أما االستثمار اخلاص فهو كل استثمار يقوم به شخص‬

‫مستقل عن شخص الدولة‪ ،‬أي شخص عادي ال ميلك سيادة و ال سلطة‪ ،‬عكس االستثمار العام الذي تقوم‬

‫به الدولة أو أحد هيئاهتا وأجهزهتا التابعة هلا‪ ،‬و الذي اختلف فيه كثريا و خاصة يف مسألة خضوع العقود املربمة‬

‫من طرف الدولة لسيادهتا املطلقة أم ال؟ و احتدم النقاش و وصلت اآلراء أبن الدولة يف إبرامها لعقود االستثمار‬

‫تعترب كالشخص العادي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬جذب االستثمار األجنيب واالهتمام مبجموعة من القطاعات ‪.‬‬

‫أ‪ -‬جذب االستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫جذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬وحماولة إرجاع االستثمارات العربية واألجنبية واجلزائرية املوجودة ابخلارج‬

‫وذلك ابلعمل على هتيئة بيئة استثمارية مستقرة واثبتة منها تبسيط اإلجراءات اإلدارية وحتديد جلنة أو وكالة‬

‫واحدة لتوجيه وتقييم هذه االستثمارات وابلتايل الرد املوضوعي السريع على اصطحاب امللفات‪ ،1‬إىل جانب‬

‫تطوير التشريعات والقوانني املنظمة لعمليات االستثمار األجنيب وإزالة القيوم أمامها حماولني قدر اإلمكان أن‬

‫تتجه مشروعات هذا االستثمار إىل اجملاالت األكثر أمهية يف االقتصاد‪.2‬‬

‫‪ 1‬عيد الرمحن تومي‪ ،‬واقع وآفاق االستثمار األجنيب املباشر من خالل اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.45‬‬
‫‪2‬عيد الرمحن تومي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.45‬‬
‫‪56‬‬
‫ويعترب األمر رقم ‪ 03/01‬الصادر يف ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬واملعدل واملتعلق بتطوير االستثمار يف اجلزائر‬

‫كخطوة يف االجتاه الصحيح وحنو زايدة فرص اجلزائر يف استقطاب االستثمار األجنيب وجيب أن تتلوها خطوات‬

‫أخرى يف هذا اجملال‪.1‬‬

‫ب‪ -‬االهتمام ابملؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬

‫تشجيع إنشاء املؤسسات الصغرية واملتوسطة ملا هلذه املؤسسات من أمهية يف عملية التنمية االقتصادية‬

‫وامتصاص البطالة إىل جانب قيام هذه املؤسسات إبعادة أتهيل وتنمية مواردها البشرية ملواكبة متطلبات‬

‫التكنولوجيا احلديثة‪ ،‬الشرط األساسي لتطور هذه املؤسسات وتطور االقتصاد اجلزائري‪.2‬‬

‫ت‪ -‬إصالح اهلياكل والقطاعات االقتصادية‪.‬‬

‫ت‪ -1-‬إعادة االعتبار لقطاع السياحة‪.‬‬

‫إن للسياحة غاايت من املمكن إدراكها بسهولة‪ ،‬فهي القطاع األكثر جذاب لالستثمارات األجنبية‬

‫املباشرة وهي القطاع الذي ميكن أن يسهم يف تطوير القطاعات األخرى‪ ،‬ولذا نرى أن السيادة يف بعض الدول‬

‫حتتل مكانة مرموقة من بني القطاعات األخرى يف االقتصاد انطالقا مما تدره من النقد األجنيب‪ ،‬ويف احلقيقة إذا‬

‫كما أريد أن تكون للسياحة مكانتها الالئقة هبا يف اجلزائر‪ ،‬فإن الطريق املؤدية إليها ال تزال يف بدايتها ومع ذلك‬

‫‪1‬عيد الرمحن تومي‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪. 45‬‬


‫‪ 2‬حممد بلقاسم حسن هبلول‪ ،‬سياسة متويل التنمية وتنظيمها يف اجلزائر‪ ،‬بدون طبعة‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،1991 ،‬ص ‪.142‬‬
‫‪57‬‬
‫فالوصول إىل اهلدف ليس مستحيال إذا تكاثفت اجلهود واستمرت‪ ،‬ومن هذا املنطلق نرى من الضروري تقدمي‬

‫بعض الضوابط الواجب تبنيها إلرساء ثقافة سياحية فعالة منها‪:‬‬

‫‪-‬تسخري وسائل اإلعالم للتعريف ابلكنوز السياحية املتنوعة اليت تزخر هبا بالدان‪.‬‬

‫‪ -‬وضع اسرتاتيجيات سياحية ترتكز على املنطق وتنبثق من واقع اجلزائر وتنفتح على الثقافات‬

‫السياحية يف العامل أتخذ أحسنها وترتك أسوأها‪.‬‬

‫‪ -‬إنشاء معاهد متخصصة يف السياحة تعمل على إرساء ثقافة سياحية لدى القائمني على املرافق‬

‫السياحية املختلفة كل يف موقعة ولدى املواطنني بواسطة اإلشهار للتمكن من استمرارية اجلهود‬

‫وجتسيد األهداف بتكلفة أقل وربح أكرب‪.‬‬

‫‪-‬صياغة منوذج لكل منطقة من املناطق السياحية‪ ،‬حبيث ينفرد كل منوذج عن اآلخر مبا يتالءم‬

‫وطبيعة كل منطقة وما تزخر به من إمكاانت سياحية‪.1‬‬

‫‪-‬إتقان اللغات األجنبية األكثر رواجا يف العامل كاللغة اإلجنليزية من طرف املرشدين إلمكانية التحاور‬

‫والتفاهم وجتنب احلرج الذي قد ينجر عن استعمال لغة ال يفهمها السائح‪.‬‬

‫‪ -‬وجوب التحلي ابللياقة األدبية يف التعامل مع السياح‪ ،‬حمليني كانوا أم أجانب وال ميكن أن حيدث‬

‫ذلك إال ابالختيار الدقيق ألشخاص اعتمادا على معايري موضوعية‪.‬‬

‫‪-‬اعتماد الصدق يف الكلمة والتفاين يف العمل واحلفاظ على األمانة والرزانة يف التعامل‪.‬‬

‫ت‪ -2-‬إعادة االعتبار لقطاع الفالحة‪.‬‬

‫‪ 1‬هدير عبد القادر‪ ،‬واقع السياحة يف اجلزائر وآفاق تطويرها‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.200‬‬

‫‪58‬‬
‫جيب إعادة االعتبار لقطاع الفالحة من خالل سياسة استثمارية جريئة وذلك إبنشاء السدود‪ ،‬الشيء‬

‫الذي يساعد على تنشيط خمتلف املنتجات الزراعية خاصة احلبوب إىل جانب تشجيع البحث الزراعي وزايدة‬

‫الدعم املقدم هلذا القطاع‪ ،‬حيث أن اجلزائر ال تقدم سوى ‪ % 5‬من الدعم إىل الزراعة‪ ،‬يف حني أن املنظمة‬

‫العاملية للتجارة تسمح بدعم أقصى قدره ‪ % 10‬وأن بعض الدول أعضاء فيها تطبق نسب جتاوزت بكثري هذا‬

‫املستوى وصلت احلاالت إىل ‪.%1 50‬‬

‫ت‪ 3-‬إصالح املنظومة البنكية‪.‬‬

‫إصالح املنظومة البنكية‪ ،‬وذلك اببتعادها عن التسيري اإلداري وإتباعها األدوات وقواعد التسيري البنكي‬

‫املتعارف عليها دوليا‪ ،‬فال يعقل أن تبقى ‪ 2800‬ملف طلب قروض مشاريع يف البنك الوطين اجلزائري معلقة‬

‫بسبب أن دراسة هذه امللفات يستغرق أكثر من سنة‪.2‬‬

‫إن احلل األمثل لتطوير النظام املصريف اجلزائري هو خبصخصة البنوك العمومية اليت تعرف ابخلدمة‬

‫الرديئة لغياب املنافسة‪ ،‬فكما هو احلال اليوم نرى الرتدد الواضع من طرف احلكومة احلالية يف فتح رأمسال بنك‬

‫القرض الشعيب اجلزائري رغم أن هذا احلل هو األمثل لتطوير القطاع والذي ال مناص منه‪.‬‬

‫ت‪ -4-‬دعم بعض الصناعات‪.‬‬

‫تقدمي الدعم إىل بعض الصناعات‪ ،‬حيث أن ترتيبات النظام اجلديد للتجارة تسمح بتقدمي أنواع عديدة‬

‫من الدعم الصناعية خاصة الدعم املقدم لربامج البحث والتطوير‪ ،‬حيث ال تتجاوز نسبة نفقات البحث والتطوير‬

‫يف اجلزائر إىل الناتج الوطين اإلمجايل ‪ % 0.3‬وهي نسبة ضعيفة جدا‪ ،‬لذلك جيب تشجيع مشاريع البحث‬

‫‪ 1‬هدير عبد القادر‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.200‬‬


‫‪ 2‬ضياء جميد املوسوي‪ ،‬اإلصالح النقدي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬اجلزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪59‬‬
‫والتطوير واالبتكار‪ ،‬وأن ال تبقى هذه املشاريع يف أدراج املكاتب أو رفوف مكتبات اجلامعات‪ ،‬بل البد أن تلقى‬

‫طريقها إىل التطبيق‪ ،‬وذلك بتوطيد العالقة بني اجلامعات ومراكز البحث واملؤسسات واإلدارة االقتصادية الشيء‬

‫الذي ميكننا من التحكم واستعمال التكنولوجيا احلديثة‪.1‬‬

‫ت‪ -5-‬تنشيط بورصة اجلزائر‪.‬‬

‫وذلك بنهج سياسة إعالمية انجحة ووضع برامج إعالمية كاملة للرتويج عن جماالت وأدوات االستثمار‬

‫يف اجلزائر وتوفري املعلومات املالية اإلحصائية الالزمة للمستثمرين إضافة إىل استعمال بورصة اجلزائر كوسيلة‬

‫خلوصصة املؤسسات العمومية واالستعانة ابخلربات والتجارب األجنبية وتوفري الكادر املؤهل لتسيريها وتطوير‬

‫التشريعات والقوانني املديرة هلذه البورصة تتالءم مع التطورات العاملية يف هذا اجملال‪.2‬‬

‫ت‪-6-‬تعزيز مكانة اجلزائر ومصاحلها على الساحة الدولية‪.3‬‬

‫جاء قرار انضمام اجلزائر إىل املنظمة العاملية للتجارة يف واقع األمر كنتيجة حتمية إلجراء سابق يتمثل‬

‫يف التزام اجلزائر بتطبيق برانمج التعديل اهليكلي والذي ينص بصريح العبارة على توظيف بعض اآلليات اليت تؤثر‬

‫على عنصر العرض خصوصا (كالتعديل اجلبائي‪ ،‬اخلوصصة‪ ،‬تشجيع االستثمارات‪ ،‬حترير األسعار واملبادالت‬

‫التجارية من وإىل األسواق اجلزائرية)‪ ،‬فالسلطة اجلزائرية تراهن على حتقيق اإلصالح االقتصادي بشقيه الكلي‬

‫‪ 1‬موازي بالل‪ ،‬االستثمار والتنمية االقتصادية جتربة اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ 2‬مروان عطون‪ ،‬األسواق املالية والنقدية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪3‬مروان عطون‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.112‬‬
‫‪60‬‬
‫واجلزئي انطالقا من برانمج التعديل اهليكلي‪ ،‬والذي يتزامن مع سنة ‪ 1998‬يعين انتقال االقتصاد اجلزائر إىل‬

‫فلك االقتصادايت اليت تعتمد على آليات السوق وحتقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬حترير املبادالت التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬قابلية العملة الوطنية للتحويل‪.‬‬

‫‪ -‬االستثمار يف خوصصة املؤسسات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬ترشيد النفقات العمومية‪.‬‬

‫ابستثناء التوازانت االقتصادية الكربى املتمثلة يف حترير املبادالت التجارية وحترير األسعار ورفع الدعم‬

‫من مواد االستهالك والشروع يف خوصصة املؤسسة العامة اليت كانت حمور التنمية يف العهود السابقة‪ ،‬فإن احملللني‬

‫االقتصاديني الوطنيني والدوليني جيمعون على أن التوازانت االقتصادية اجلزائية وعلى مستوى اجلهاز اإلنتاجي‬

‫تبقى عالقة وبدون تسوية‪.‬‬

‫فتحرير املبادالت التجارية يف غياب أو ندرة املنتوج اجلزائري وما يعانيه من مصاعب على املستويني‬

‫الكمي والنوعي‪ ،‬جنم عنه تدفقات سلعية أجنبية غزيرة إىل األسواق الوطنية واليت حتمل عالمات جتارية متنوعة‪.‬‬

‫إن هذا التحرر التجاري غري املتكافئ برزت آاثره السلبية على املدى القصري حبيث أصبحت السلع‬

‫األجنبية بديال منافسا للمنتجات الوطنية وال ندهش إذ قلنا أن كثريا من املؤسسات اإلنتاجية العمومية واملتخصصة‬

‫يف النسيج وحتويل املواد الكيمياوية وغريها تعرضت إىل هزات عنيفة أودت هبا يف النهاية إىل احلل والتصفية أو‬

‫إىل اخلوصصة‪.‬‬

‫إن انفتاح السوق اجلزائرية على الشركات األجنبية قد يؤدي إىل إشراك املؤسسات اجلزائرية يف امتحان‬

‫صعب وبدون حتضري تكون نتيجة يف النهاية‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫إلزام املؤسسة اإلنتاجية اجلزائرية على طرح وبيع منتجاهتا يف األسواق العاملية حتت عالمة منتوج‬

‫جزائري‪ ،‬لكن الواقع الذي تعيشه هذه املؤسسات مبختلفة أشكاهلا صغرية متوسطة‪ ،‬كبرية‪ ،‬خاصة أو عامة ال‬

‫يسمح بتحقيق هذه األهداف الطموحة جدا‪.‬‬

‫مما سبق يتبني لنا أن اجلهاز اإلنتاجي لالقتصاد اجلزائري ومبختلف مكوانته يفتقد إىل الكفاءة التنافسية‬

‫الدولية اليت تؤهله ألن ينافس ويكتسب يف األسواق احمللية والدولية‪.‬‬

‫إن هذه العوامل سامهت يف إنعاش اقتصادايت الدول املتقدمة ومكنتها يف احملافة على تفوقها اإلنتاجي‬

‫و التوزيعي وعملت على تطوير قدراهتا التنافسية على املستوى الدويل‪.‬‬

‫إن هذا التحفظ ال يعين البتة الرجوع إىل السياسة االقتصادية التقليدية‪ ،‬واليت تكرس سياسة احلماية‬

‫وغلق األسواق واحتكار السلطات العمومية للتجارة اخلارجية‪ ،‬بل أنه من الضرورية توفري احلد األدىن من الشروط‬

‫والظروف اليت متكن االقتصاد الوطين من اإلقالع ودفع بقوة جهازي اإلنتاج والتوزيع ألن يقوما مبا هو مناط‬

‫هبما‪.‬‬

‫املطلب الرابع‪:‬اخلوصصة‬

‫أصبح من شائع على أمساعنا‪ ،‬كلمات هامة مثل اخلوصصة واخلصخصة واخلوصنة‪ ،‬ختتلف هذه‬

‫التسميات ابختالف اقتصادايت الدول‪ ،‬ودرجة االهتمام ابلقطاع اخلاص‪ ،‬وهذا املصطلح يشري إىل حقائق‬

‫رئيسية من أمهها تقلص االقتصاد االشرتاكي‪ ،‬واحنصار ملكية الدولة وازدايد دور القطاع اخلاص‪.‬‬

‫فبعد سقوط املنظومة االشرتاكية اليت كانت متثل اإلحتاد السوفيايت والدميقراطية الشعبية‪ ،‬صارت هذه‬

‫الدول حنو انتهاج سياسة اخلوصصة‪ ،‬وإعطاء دور أكثر أمهية لقطاع اخلاص ويف عملية التنمية تقف الدول الكربى‬

‫واملؤسسات املالية وراء الدعوى إىل حتويل ملكية الدولة إىل القطاع اخلاص‪ ،‬وجعلت من ذلك تصفية القطاع‬

‫‪62‬‬
‫العام كأحد أهم الشروط لتقدمي املساعدات املالية‪ ،‬هذا إىل جانب الضغوطات اليت يفرضها النظام الدويل اجلديد‪،‬‬

‫واملتمثلة يف إعادة اهليكلة اليت تشكل نقطة التحول حنو االقتصاد السوق‪ ،‬والقطاع اخلاص قد أبرز سيماهتا‪.‬‬

‫وقد أصبحت ظاهرة نقل امللكية من العام إىل اخلاص جتتاح العامل ككل فبعد قرن من التجربة مع‬

‫مناذج خمتلفة من االقتصاد االشرتاكي‪ ،‬أصبحت هناك ضرورة بعدم تدخل الدولة يف حياة االقتصاد وترك اجملال‬

‫للخواص‪ ،‬كما استهدفت الظاهرة حىت الدول الرأس املالية‪.‬‬

‫وكانت هذه من مجلة األسباب اليت أدت ابجلزائر لتتبىن هذا النمط االقتصادي يف حلة قانونية‬

‫هتدف من وراء ذلك‪ ،‬التطلع االقتصادي الدويل اجلديد واملشاركة يف مجلة االتفاقيات االقتصادية وكذا الشراكة‬

‫األوروبية واملنظمة العاملية للتجارة بتحويل اقتصاد التنموي مييل إىل النوعية أكثر من الكمية‪ ،‬وقد اختذت يف ذلك‬

‫مجلة من التشريعات تنظم هذه التحوالت من بينها قوانني خاصة ابالستثمار واخلوصصة ابدئة من ذلك أبوامر‬

‫متهيدية مهدت أرضية اليت تقام عليها هذه التحوالت إىل أن قررت اجلزائر وضع أمر خاص حيدد فيه اخلوصصة‬

‫كطريقة جديدة للتحول وإعطاء فرصة للقطاع اخلاص للخروج من العجز ومت ذلك أبمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪26‬‬

‫أوت ‪.11995‬‬

‫وضحت فيه معىن اخلوصصة واختياراهتا واألجهزة املكلفة بتنفيذها ومل يشهد تعديل املبادئ األساسية‬

‫للخوصصة وإمنا مشل بعض املواد فقط وهي قليلة جدا‪ ،‬كما جاء أمر ‪ 12-97‬املؤرخ يف ‪ 19‬مارس ‪،21997‬‬

‫كما شهد هذا األمر تعديال له وقد جاء كنتيجة لتعديل اجلانب التنظيمي للمؤسسات العمومية وهذا ما نص‬

‫عليه أمر ‪ 04-01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ ،32001‬كما شهدت هذه األوامر تطبيقات عديدة من شركات هلذا‬

‫‪1‬‬
‫األمر‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪.1995‬‬
‫‪ 2‬األمر ‪ 12-97‬املؤرخ يف ‪ 19‬مارس ‪.1997‬‬
‫‪ 3‬األمر ‪ 04-01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪.2001‬‬
‫‪63‬‬
‫النمط كخوصصة جممع صيدال وفندق األوراسي وقطاع التأمني وقطاع املناجم وخوصصة املؤسسات املصرفية‬

‫ومشروع خوصصة الربيد واملوصالت والتعاقد مع شركة أوراس كوم وخوصصة اهلاتف النقال والنقل‪ ،‬كشركة آل‬

‫اخلليفة وهذا ما سوف نتطرق له يف البحوث املستقبلية كل هذه املعطيات جتعلنا نطرح عدة إشكاليات هلذا‬

‫املوضوع احلديث ماذا تعين ابخلوصصة؟‬

‫‪ -‬ما أسباب ظهور هذا املفهوم اجلديد‪ ،‬الدخيل على الدول النامية؟‬

‫‪ -‬ما أهداف هذا املصطلح وأبعاده؟‬

‫‪ -‬ما أنواع هذه األهداف وجماالهتا؟ وعلى ما تقع اخلوصصة‪ ،‬وما هي اختياراهتا وإجراءاهتا املسبقة هلا؟‬

‫الفرع األول‪ :‬مفاهيم اخلوصصة‪.‬‬

‫اختلف االقتصاديون القانونيون على كل شيء مبا يف ذلك التعاريف ومبادئ الكثري من املتغريات‬

‫االقتصادية‪ ،1‬مبا يف ذلك إشكالية اخلوصصة‪ ،‬ومبادئها األساسية من مفاهيم وأسباب وأهداف وأخريا شروط‬

‫موضة العصر – اخلوصصة –‪.‬‬

‫نظرا لالختالف والتضارابت اخلاصة مبفهوم اخلوصصة‪ ،‬هذا املصطلح اجلديد الذي اخرتق كل األبواب‬

‫االقتصادية ودخل من مجيع نوافذه‪.‬‬

‫فكان الكثري من تصادم حول تعريف اخلوصصة وجعلها مصطلح حمددا‪ ،‬فمنهم من عرفها على أهنا‬

‫إلعادة ملكية القطاع العام إىل األفراد‪ ،‬وتعين عند البعض اآلخرين جمرد العودة للعمل آبليات اقتصاد السوق دون‬

‫إعادة االعتبار للقطاع اخلاص‪.‬‬

‫‪ 1‬حممد رايض األبرش‪ ،‬نبيل مرزوق‪ ،‬اخلصخصة (آفاقها وأبعادها)‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬لبنان‪ ،1999 ،‬ص ‪.3‬‬

‫‪64‬‬
‫فما هي االختالفات الواردة على مفهوم اخلوصصة؟‬

‫فهذه االختالفات يف التعاريف تطرقنا إليها يف نقطتني‪:‬‬

‫أ‪ -‬درسنا فيه عن املفهوم االقتصادي للخوصصة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تطرقنا فيه للمفهوم القانوين للخوصصة‪.‬‬

‫أ‪ -‬املفهوم االقتصادي للخوصصة‪.‬‬

‫حىت يف اجملال االقتصادي كان هناك االختالف‪:‬‬

‫فقد عرفها البعض على أهنا متثل مسألة حتويل األصول واملمتلكات ذات الطبيعة العمومية سواء أصوال‬

‫أو ممتلكات إنتاجية أو مالية جتارية أو خدمات وغريها إىل أصول وممتلكات ذات الطبيعة اخلاصة‪.1‬‬

‫ويقصد من هذا التعريف‪" :‬أهنا – اخلوصصة – تغري أو حتويل كل ممتلك عمومي اقتصادي إىل أصول‬

‫وممتلكات خاصة لصاحل أشخاص طبيعيني أو معنويني اتبعني للقانون اخلاص‪.‬‬

‫ومنهم من عرفها على أهنا توسيع امللكية اخلاصة ومنح القطاع اخلاص أمهية كربى يف االقتصاد‪ ،‬أي‬

‫أن الدولة تقوم بتصفية القطاع العام (كليا أو جزئي) عن طريق عقود اإلجيار‪ ،‬ومنح امتيازات‪ ،‬وتسيري توسيع‬

‫امللكية اخلاصة إىل عدم اخلروج املفاجئ‪ ،‬واملباشر للقطاع العام من النشاط االقتصادي‪ ،‬وإمنا يشري إىل اخنفاض‬

‫نصيب الدولة نسبيا وذلك بزايدة نصيب القطاع اخلاص"‪.2‬‬

‫‪ 1‬بوعشة مبارك‪ ،‬اخلوصصة ابعتبارها إحدى األدوات األساسية لإلصالح االقتصادي‪ ،‬عدد ‪،8‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،1997 ،‬‬
‫ص ‪.151‬‬
‫‪ 2‬بوعشة مبارك‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.152‬‬
‫‪65‬‬
‫ومن االقتصاديني الذين رأوا أهنا الوسيلة للتخلص من الوحدات اخلاسرة يف القطاع العام واليت تعين‬

‫أنه بتحول هذه الوحدات إىل القطاع اخلاص ستحقق إنتاجية ورحبية أعلى‪ ،‬وكانت بريطانيا وأسرتاليا من الدول‬

‫الرائدة اليت طبقت هذا املفهوم‪ ،‬رغبة يف انتشال اقتصادها من عثرة وذلك ابلتخلص من أنشطة الدولة اخلاسرة‬

‫وردها إىل القطاع اخلاص أو تشجيعه للخوض فيها‪.1‬‬

‫وهناك من أدرج مفهوم فلسفي للخوصصة‪ ،‬فريى أن املصطلح جاء رغبة منه يف التخلص من االقتصاد‬

‫االشرتاكي ابعتبارها فلسفة اقتصادية واجتماعية بدأت تتقلص من العامل‪ ،‬وذلك نظري التحول حنو اقتصاد السوق‬

‫ومواكبة النظام العاملي اجلديد‪ ،‬أي أهنا الرغبة يف التحول االقتصادي ودول أوراب هي الدول اليت اتبعت هذه‬

‫املفهوم وطبقته ألنه املفهوم الذي يناسب ظروفها‪ ،‬بعض الدول اليت مازالت تتمسك ابلنموذج االشرتاكي مثل‪،‬‬

‫الصني وكواب وبدأت ابلفعل بطريقة بطيئة وغري معلنة تتبىن هذا املفهوم‪.‬‬

‫وهناك عدة تعاريف أفرزهتا مفاهيم اقتصادية مرتبطة ابملرودية والفائدة اليت حيققها السوق‪ ،‬وكذا املنافسة‬

‫ويطلق عليها أيضا التخصص‪ ،‬اخلوصصة‪ ،‬التفريد‪ ،‬التمليك للخواص‪ ،‬إال أن التعاريف ترمجة لكلمة ‪La‬‬

‫‪ Privatisation‬الشائعة يف االقتصاد املعاصر‪.‬‬

‫وابإلضافة للمفاهيم االقتصادية هناك أيضا مفاهيم قانونية وهذا ما سوف تتطرق له يف النقطة التالية‪.‬‬

‫ب‪ -‬املفهوم القانوين للخوصصة‪.‬‬

‫مبا أن اخلوصصة حاليا هي ظاهرة متيز خمتلف السياسات االقتصادية اإلصالحية وبرامج إعادة اهليكلة‪،‬‬

‫ليس فقط يف البلدان النامية بل حىت يف البلدان املتقدمة‪ ،‬وحىت يف مفهومها احلديث – اخلوصصة – ال تعين‬

‫اختفاء أو تراجع كبري لدور الدولة يف تنميتها االقتصادية واالجتماعية والثقافية حتت إشراف الدولة الوطنية‬

‫‪1‬بوعشة مبارك‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.152‬‬

‫‪66‬‬
‫ومازالت اخلوصصة تواجه مطالبني بضرورة اإلبقاء على بعض األنشطة حتت إشراف السلطات العمومية أو‬

‫املؤسسات العامة‪.1‬‬

‫أما على املشرع اجلزائري فتعين اخلوصصة يف ظل األمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 29‬ربيع األول عام‬

‫‪ 1416‬املوافق يف ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية‪ ،‬يف املادة ‪ ،1‬فتنص على أن القيام‬

‫مبعاملة أو معامالت جتارية تتجسد‪:‬‬

‫إما بتحويل ملكية كل األصول املادية أو املعنوية يف مؤسسة عمومية أو جزء منها أو كل رأمساهلا أو‬

‫جزء منه‪ ،‬لصاحل أشخاص معنويني أو طبيعيني اتبعني للقانون اخلاص‪.‬‬

‫إما حتويل تسري مؤسسات عمومية إىل أشخاص طبيعيني أو معنويني اتبعني للقانون اخلاص‪.‬‬

‫ذلك بواسطة صيغ تعاقدية جيب أن حتدد كيفيات حتويل التسيري وممارسته وشروطه "ونالحظ أنه من‬

‫خالل هذه املادة نلمس التعريف الذي أضافه املشرع على معىن اخلوصصة أهنا القيام مبعاملة أو معامالت تتجسد‬

‫يف حتويل ملكية األصول املادية كلها أو جزء منها إىل أشخاص طبيعيني أو معنويني اتبعني للقانون اخلاص أو‬

‫حتويل التسيري املؤسسات العمومية إىل القطاع اخلاص ولكن يف حيز تعاقدي اليت تعدد طريقة وكيفية حتويل هذا‬

‫التسيري‪.‬‬

‫أما عن األمر ‪ 12-97‬املؤرخ يف ‪ 11‬ذو القعدة ‪ 1417‬املوافق ‪ 19‬مارس ‪ 1997‬العدل مت األمر‬

‫رقم ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 29‬ربيع األول ‪ 1416‬املوافق ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬خوصصة املؤسسات العمومية‪ 2‬جاء‬

‫ليحدد مفهومها يف ملكية الرأمسال االجتماعي للمؤسسات العمومية بصفة مباشر أو غري مباشرة لألشخاص‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب مشام‪ ،‬دراسة حول اخلوصصة والتحوالت اهليكلية‪ ،‬العدد ‪،8‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،1997 ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 1‬من األمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 29‬ربيع األول ‪ 1416‬املوافق لـ ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫املعنويني التابعني للقانون العام ويعين ذلك كل ما يدخل يف رأمسال العام مبا فيه االشرتاكيات‪ ،‬األرابح‪ ،‬اخلسائر‪،‬‬

‫ملكية تعين اخلوصصة‪ ،‬ابإلضافة إىل األصول املكونة لوحدة مستمرة مستقلة عن املؤسسات التابعة للدولة‪ ،‬أما‬

‫التعريف الذي جاء به أمر ‪ 04-2001‬املؤرخ يف ‪ 1‬مجادى الثانية عام ‪ 1422‬املوافق لـ ‪ 20‬أوت ‪2001‬‬

‫املتعلق بتنظيم املؤسسات العمومية االقتصادية وتسيريها‪ ،1‬وخوصصتها يقصد ابخلوصصة كل صفقة تتجسد يف‬

‫نقل امللكية إىل أشخاص طبيعيني أو معنويني خاضعني للقانون اخلاص من غري املؤسسات العمومية وتشمل هذه‬

‫امللكية‪:‬‬

‫كل رأمسال املؤسسة أو جزء حتوزه الدولة مباشرة أو غري مباشرة أو األشخاص املعنويون اخلاضعون‬

‫للقانون العام‪ ،‬وذلك عن طريق التنازل عن أسهم أو احلصص اجتماعية أو اكتتاب لزايدة يف الرأمسال وكذلك‬

‫األصول اليت تشكل وحدة استغالل مستقلة يف املؤسسات التابعة لدولة‪ ،‬فهنا املشرع بني لنا مفهوم امللكية املراد‬

‫خوصصتها‪.2‬‬

‫كما تعترب اخلوصصة طريقة من طرف االستثمار وذلك جللب أكرب قدر ممكن املستثمرين سواء وطنني‬

‫أو أجانب وذلك يظهر جليا يف عبارة اإلعادة اهليكلة ابستعادة النشاطات يف إطار خوصصة جزئية أو كلية هذا‬

‫ما جاء يف املادة ‪.32‬‬

‫من املعروف أنه لكل شيء سبب‪ ،‬للخوصصة طبعا كذلك أسباب هي اليت أدت إىل خلق هذا املبدأ‬

‫– اخلوصصة –‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 1‬من األمر ‪ 12-97‬املؤرخ يف ‪ 11‬ذو القعدة ‪ 1417‬املوافق لـ ‪ 19‬مارس ‪.1997‬‬


‫‪ 2‬املادة ‪ 3‬من األمر ‪ 04 – 2001‬املؤرخ يف ‪ 1‬مجادى الثانية عام ‪ 1422‬املوافق لـ ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬املتعلق لتنظيم املؤسسات العمومية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬تسيريها و خوصصتها‪.‬‬
‫‪ 3‬املادة ‪ 2‬من األمر ‪ 03-01‬املؤرخ يف ‪ 11‬ربيع الثاين ‪ 1422‬املوافق لـ‪ 2068‬أوت ‪2001‬املعدل املتعلق بتطوير االستثمار‪.‬‬
‫فما هي هذه األسباب؟ وهذا ما سوف تتطرق له يف املطلب الثاين‪.‬‬

‫الفرع الثاين‪ :‬أسباب اخلوصصة‪.‬‬

‫لكل تغري أو حتول أسباب ودوافع قد تكون اقتصادية حمضة أو سياسية وحىت أسباب اجتماعية ودرسنا‬

‫يف هذا املطلب هذه األسباب حيث قسمناها إىل فرع أول درسنا األسباب السياسية من انحتني داخلية وخارجية‬

‫والفرع الثاين درسنا أسباب اقتصادية أما الفرع الثالث فكان من نصيب األسباب االجتماعية‪.‬‬

‫وأول ما نبدأ به هي األسباب السياسية يف الفرع التايل؟‬

‫أ‪ -‬األسباب السياسية‪.‬‬

‫يعترب اجلانب السياسي يف أي دولة كانت الطابع واملنهج الذي يعكس النظر الداخلية هلذه الدولة‪،‬‬

‫ويعترب كذلك معيار يقاس به اجلانب التنموي هلا يف مجيع اجملاالت وبفساده تفسد مجيع اجملاالت األخرى‪،‬‬

‫اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬قانونية‪ ...‬إدن إن اإلعتبار السياسي تداخل يف مجيع قطاعات الدولة داخليا‬

‫وخاصة القطاع العام الذي يعترب املسرح األول لعرض العمليات السياسية لكبار املسئولني‪ ،‬إذن فاخللل الذي‬

‫أصاب القطاع العام هو أنه أصبح استهالكيا أكثر منه إنتاجيا‪.‬‬

‫وأصبحت البريوقراطية تتغلغل داخل هذا القطاع ابلرغم من تطعيمه بعناصر تنفيذية وإدارية وتقنية‬

‫جديدة‪ ،‬وأ صبح هذا القطاع يتفكك هبيئاته وأنشطته وكان من األفضل أن يرتك إىل القطاع اخلاص‪" ،‬كما أن‬

‫تسري هذا القطاع أصبح يطغى عليه اعتبارات سياسية يف تعني كبار مسؤويل اإلدارة"‪ ، 1‬حيث أصبح فعال هذا‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب مشام‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.194‬‬

‫‪69‬‬
‫القطاع يتم فيه تعني كبار مسؤويل اإلدارة والشؤون الفين‪ ،‬مما أدى إىل انعدام طابعها اإلداري وحتول إىل طابع‬

‫سياسي حمظ‪ ،‬يتماشى وفق لسياسات سياسية معينة خططت هلا للوصول إىل أغراض معينة‪ ،‬ومنهم من يرى أن‬

‫اجلانب السياسي قد قدرة اإلدارة على التحكم يف جانب تسيري وحىت يف حجم العمال‪ ،1‬وهذا اخللط أدى إىل‬

‫فقدان اهلوية الصحيحة لتسيري اإلداري هلذه املؤسسات‪.‬‬

‫وأن هذه األسباب السياسية الداخلية ليست وحدها كافية خللق هذا املفهوم – اخلوصصة – بل‬

‫تدخلت أسباب سياسية خارجية أملتها علينا املنظمات الدولية واملؤسسات املالية العاملية يف شروط وأدوات‬

‫اقتصادية‪ ،‬لكنها كانت ذات بعد سياسي مستغلة للوضع الداخلي املتدهور الذي ألت إليه البالد‪ ،‬ويتمثل هذا‬

‫البعد يف القضاء على النظام االشرتاكي من جذوره إبدخال الدول اليت كانت سابقا اشرتاكية يف النظام األحادي‬

‫"الليربالية" واالقتصاد احلر وهذه امليكانيزمات املالية الدولية أعطت بعد للوصول إىل نتيجة واحدة هي حسب‬

‫املقولة "الكل يف قبضيت"‪.‬‬

‫ولذلك وجدت اجلزائر نفسها حتت رمحة إيديولوجية أحادية الفكر والفلسفة‪ ،‬اليت تشرع حسب‬

‫مصاحلها اخلاصة االقتصادية والسياسية‪ ،‬لذلك قامت ابإلصالحات االقتصادية واهليكيلية تتكيف مع الوضع‬

‫اجلديد من خالل وضع التشريعات وفق منهج يتجاوب مع اإلسرتاتيجية األمريكية ألن هذه األخرية هي اليت‬

‫متلك حق املوافقة يف التمويل من عدمه وتوجيه رؤوس األموال ونقل التكنولوجيا إىل الدول حسب إرادهتا املنفردة‪،‬‬

‫وهذا ما سيظهر يف األسباب االقتصادية جليا اليت هي النقطة التالية‪:‬‬

‫ب‪ -‬األسباب االقتصادية‪.‬‬

‫‪1‬عبد الوهاب مشام‪ ،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.194‬‬

‫‪70‬‬
‫لقد رجح الكثري من رجال السياسة والقانون واالقتصاد إىل أن سبب اخلوصصة هو سبب اقتصادي‬

‫حمظ‪ ،‬ذلك نظرا للخلل الذي أصاب اهليكل االقتصادي برمته وإن اجلزائر كغريها من الدول تعاين من اخنفاض‬

‫معدالت التنمية على املستوى االقتصادي وهذا ما ملسناه جليا يف العشرية األخرية بعدما تفاقمت املشاكل‬

‫جبوانبها املختلفة‪.‬‬

‫فاجلزائر أصبحت تعاين من العجز يف ميزانيتها العامة اجتاه األعباء واملصاريف وهلذا فهي ترى أهنا‬

‫حتاول ختفيض اإلنفاق العام بقدر اإلمكان‪ ،‬وال ميكن أن يتم ذلك إال من خالل ختلص الدول من جزء األنشطة‬

‫العامة وجعل القطاع اخلاص يقوم ملا فيبقى هو املسؤول الوحيد واحملتمل لتكلفتها‪.1‬‬

‫وهلذا ترى الدولة برانمج اخلوصصة يهدف إىل حتقيق االتفاق العام ورفع العبء عن الدولة‪ ،‬ومحايتها‬

‫من وجودها يف جمموعة ديون ال تستطيع اخلروج منها‪ ،‬كما أهنا ترى يف اخلوصصة اجتاه موجب وهو محاية‬

‫املؤسسات الفاشلة من االختفاء وزايدة التدفق يف خزينة الدولة‪ ،‬كما يرى بعض احملللني أن السبب االقتصادي‬

‫متمثل يف إنقاص النفقات العمومية اليت تدعم املؤسسات االقتصادية اخلاسرة‪.2‬‬

‫وفعال هذا القطاع مت اإلفراط يف تكاليفه حىت أصبحت نسبة تدعيمه تفوق نسبة فوائده وإنتاجيته‪.‬‬

‫وكذلك سوء اختيار التكنولوجيا املالئمة للمشاريع‪ ،‬فهذا أيضا سبب يف انعدام سياسة املخططات‬

‫التنموية الصحيحة وانعدام املنهجية اليت ال تتماشى مع الوضع االقتصادي‪ ،‬وأدى هذا أيضا إىل عدم قدرة الدولة‬

‫على مواجهة العجز وانعدام الرقابة املالية وتراكم املخزون وابلتايل مشاكل متعلقة ابلسيولة ابإلضافة إىل سواء‬

‫اختيار الفنيني من ذوي اخلربة والكفاءة العالية اليت ال تتماشى مع تكنولوجيا املشاريع‪ ،‬رغم وجود ‪ %30‬من‬

‫‪1‬عبد الوهاب مشام‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.194‬‬


‫‪ 2‬عبد الوهاب مشام‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.194‬‬
‫‪71‬‬
‫اليد العاملة الفنية القادرة على العمل‪ ،1‬وهذا كله الزالت اإلختالالت الداخلية واخلارجية اليت تعاين منها‬

‫املؤسسات العمومية االقتصادية والتقليل من هيمنة احتكار املؤسسات العمومية مع إدخال عنصر املنافسة لتوفري‬

‫وحتسني نوعية اخلدمات وتطوير اإلدارة وجلب تقنيات جديدة من خالل الشراكة األجنبية‪.2‬‬

‫أما على املستوى اخلارجي فكان البد على اجلزائر أن تدخل بعض التقنيات لرفع املستوى االقتصادي‬

‫تتماشى والوضع االقتصادي واخلارجي سواء جمربة أو خمرية يف إتباع سياسات جديدة تتلوها مجلة تشريعية لضبط‬

‫هذه التقنيات ومن بني هذه األسباب‪:‬‬

‫• ضغوطات املؤسسات العاملية املالية يف انتهاج سياسة اقتصادية تتماشى مع شروطها ومقتضياهتا‬

‫(كصندوق النقد الدويل‪ ،‬البنك العاملي‪ ،‬اتفاقية الشراكة احلديثة واملنظمة العاملية للتجارة) اليت‬

‫تتهيأ اجلزائر للدخول فيها‪.‬‬

‫• تقلبات يف أسعار النفط والبرتول وأسعار الفائدة خاصة اليت تعترب النفط من ضرورايت التصدير‪.‬‬

‫• فتح االقتصاد اجلزائري على االقتصاد الدويل ومتكينه من جماهبة املطالب املتزايدة للسكان‪.3‬‬

‫• حماولة رفع اجلودة للدخول يف املنافسات الدولية ابلتنسيق مع الصندوق النقد الدويل إلنعاش‬

‫القطاع الصناعي‪.‬‬

‫• عدم التمكن من التوصل إىل التحكم التام يف جمال الواردات ونذكر على السبيل املثال حجم‬

‫الزراعة الذي بلغت وارداهتا ‪ 2.5‬دوالر سنة ‪ 1995‬وهذا مؤشر سليب "اختالل امليزان التجاري‬

‫الوطين"‪.‬‬

‫‪1‬عبد الوهاب مشام‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.194‬‬


‫‪ 2‬عبد الوهاب مشام‪،‬املرجع السابق‪،‬ص‪.194‬‬
‫‪ 3‬ندير حسني‪ ،‬مقالة االحتاد األورويب ‪،‬املنظم من طرف احتاد احملامني العرب‪ ،‬فندق السوفيتال‪ ،‬اجلزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪72‬‬
‫ت‪ -‬األسباب االجتماعية‪.‬‬

‫إن ضالة اإلنتاج اليد العاملة الفنية واخلربة وكثرة البطالة أدى إىل عدم االلتزام ابلقواعد انضباط السلوك‬

‫االجتماعي‪ ،‬وكذا ظهور التالعبات االجتماعية يف صور احملسوبية وعدم احملاسبة واإلمهال وانعدام ما يسمى بروح‬

‫املساءلة‪.‬‬

‫وهلذه األسباب رأوا من األجدر – االقتصاديني – أن يتكفل القطاع اخلاص وميتص هذه املشاكل‬

‫على العكس ما كان عليه القطاع العام‪.‬‬

‫كما أن اخلوصصة هي وسيلة للقضاء على التواكل واحملسوبية وعدم التغاضي على احملاسبة املخطئني‬

‫والرشوة وغريها من مشاكل اجملتمع‪.‬‬

‫وللخوصصة ابب واسع يف فتح اجملال أمام حىت عما‪ ،‬للمسامهة يف العروض املعتادة للمسامهة أبسهم وال تنسى‬

‫أنه – اخلوصصة – تفتح جمال لتكنولوجية اليد العاملة للمشاركة يف عجز القطاع االقتصادي‪.‬‬

‫وتعترب اخلوصصة كهدف يف حد ذاهتا‪ ،‬قد تعطي العملية أبعاد سياسية وإيديولوجية أكثر منها اقتصادية‪.1‬‬

‫فما هي األهداف اخلاصة ابخلوصصة؟ وهذا ما سوف نتطرق له يف الفرع الثالث‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف اخلوصصة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب مشام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.192‬‬

‫‪73‬‬
‫إذا قلنا أن اخلوصصة هتدف إىل جعل املؤسسات أكثر جناعة ذات فعالية أكثر يف القيام مبختلف‬

‫وظائفها‪ ،‬فإن السؤال الذي ميكن طرحه هو هل من الضروري خوصصة مؤسسة ما حىت تصبح مرحية وفعالة؟‬

‫لإلجابة على ذلك تتطلب منا متييز بني اخلوصصة كهدف يف حد ذاهتا واخلوصصة كوسيلة من‬

‫الوسائل الرتشيد الوطين‪ ،‬واالنتقال به إىل اقتصاد السوق‪ ،‬هذا التميز هو الذي يسهل عملية اختيار منط اخلوصصة‬

‫وأدواهتا األكثر مالئمة مع ظروف االقتصاد والبلد املطبقة فيه وهذه األهداف ذكرانها يف فروع التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬األهداف السياسية‪.‬‬

‫ب‪ -‬األهداف االقتصادي‪.‬‬

‫ت‪ -‬األهداف االجتماعية‪.‬‬

‫أول ما نبدأ به هي األهداف السياسية‪:‬‬

‫أ‪ -‬األهداف السياسية‪.‬‬

‫من أهم األهداف السياسية الداخلية للخوصصة أهنا حتقق تدرجييا التماشي مع قواعد االستثمار على‬

‫املستوى الوطين‪ ،‬وذلك برفع العجز الذي آلت إليه املؤسسات العمومية ذات الطابع االقتصادي‪ ،‬وكذلك جلب‬

‫أكرب قدر ممكن من املستثمرين وبشكل دقيق لطمأنة هؤالء جيب أن تكون الدولة ذات سياسة مستقرة تشريعيا‬

‫وقانونيا وحق من الناحية األمنية وكذلك إعطاء حقوق دستورية لدى ننادي بتعديل الدستور ليكون موازي‬

‫للقوانني األخرى‪ ،‬وخاصة مبدأ احرتام احلقوق وامللكيات املكتسبة اليت تبىن عليها عملية االستثمار‪ ،‬كطريقة من‬

‫طرق اخلوصصة وكذلك احرتام إجراءات نزع امللكية للمنفعة العامة واالبتعاد عما يسمى ابلنزع االرجتايل‪ ،‬كذلك‬

‫من أهداف اخلوصصة االبتعاد عن سياسة الدعم يف التسيري والتخفيف من تكاليف اإلنتاج من خالل إزاحة‬

‫‪74‬‬
‫احلواجز البريوقراطية والسرعة يف اختاذ القرارات وجتديد أساليب سياسية‪ ،‬وجعلها تواكب أحدث وأحسن الطرق‬

‫لصريورة املؤسسات‪.1‬‬

‫أما على املستوى السياسي اخلارجي فتهدف اخلوصصة إىل التطلع إىل الفكر العاملي االقتصادي‬

‫اجلديد عن طريق هاته األطر السياسية وذلك بدخول اجلزائر كمصدر يف االتفاقيات الدولية واملنظمات العاملية‬

‫كشرط من شروط انضمامها هلا‪ ،‬وكهدف من هاته املنظمات لطغيان املفهوم الليربايل يف العامل‪ ،‬وهذا جللب‬

‫املستثمرين األجانب وكان البد من الدواة اجلزائرية أن تغري من تشريعاهتا اليت ال تتماشى وفقا هلذه السياسات‬

‫مثال ضمان مبدأ احرتام احلقوق وامللكيات اليت يشغل فيها األجنيب جزء كبري ولذلك كان البد من وضع امتيازات‬

‫وضماانت أكثر جناعة لثبات هذا املستثمر داخل الوطن مثال على ذلك احرتام حقوق امللكية املكتسبة وقد‬

‫جاء هذا أيضا يف برتكول أيضا يف املنظمة األوربية حلقوق اإلنسان‪.‬‬

‫إن اهلدف السياسي كان له أثر اقتصادي الذي أجنز عنه عدم الفصل بني السياسة واالقتصاد وهلذا‬

‫منلي األهداف االقتصادية يف النقطة التالية‪.‬‬

‫ب‪ -‬األهداف االقتصادية‪.‬‬

‫متثل هذه األهداف على املستوى الداخلي يف إنعاش االقتصاد الوطين ورفع العجز عنه‪:‬‬

‫• زايدة إيرادات الدولة من الواردات املالية خاصة يف فرتات نقص هذه املوارد‪.‬‬

‫• فسح اجملال للمبادرة اخلاصة والتقليل من التحكم احلكومي يف النشاط االقتصادي أي انسحاب‬

‫التدرجيي للقطاع العام من ميادين اإلنتاج ابالستثناء البعض منها ذات األمهية احليوية واإلسرتاتيجية‬

‫والرتكيز على وظيفة السوق وتنظيمية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب مشام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬

‫‪75‬‬
‫• ختلي الدولة عن القيام مبساعدات العاجزة أو ذات مردودية ضعيفة (القضاء على سياسة الدعم)‪.‬‬

‫• زايدة فرص االستثمار أمام رؤوس األموال املتداولة خارج القنوات الرمسية لالقتصاد الوطين‪ :‬السوق‬

‫السوداء‪.‬‬

‫• إعادة الثقة يف هيكل وقنوات االقتصاد الوطين جيلب االدخار احمللي واخلارجي‪.‬‬

‫• ختفيف تكاليف اإلنتاج من خالل إزاحة احلواجز البريوقراطية والسرعة يف اختاذ القرارات‪.‬‬

‫• جتديد أساليب اإلدارة واإلطارات املسرية‪ ،‬وجعلها تواكب أحسن وأحدث أساليب الطرق العاملية‬

‫يف هذا امليدان‪.1‬‬

‫وكنتيجة لألهداف االقتصادية كانت هناك‪ ،‬كذلك أهداف اجتماعية تتطرق هلا يف النقطة التالية‪.‬‬

‫ت‪ -‬األهداف االجتماعية‪.‬‬

‫تتمثل أهداف اخلوصصة يف هذا اجلانب يف اخنفاض يف الفوارق الطبقية إلعطاء الفرصة للمشاركة‬

‫االجتماعية يف التسيري واإلنتاج داخل هذا القطاع االقتصادي‪ ،‬يف املؤسسات ابإلضافة إىل حتول النقاابت العمالية‬

‫من مناقضني إىل مناصرين لعملية اخلوصصة‪ ،‬وهذا ما يؤدي إىل كسب التأييد السياسي إلقناع هذه املؤسسات‬

‫بعمليات اخلوصصة وكذا بيع منازل الدولة إىل سكان وذلك بتحويل القاعدة العقار "يف القطاع العام إىل مشرتي‬

‫خاص مع شرط احملافظة على أهداف املؤسسة وبعض الشروط اخلاصة اليت تشرتط هلا يف اجلانب القانوين‬

‫للخصوصية‪ ،‬عما يرى البعض منهم أن هذه األخرية الطريقة االستثمارية اهلدف منها امتصاص البطالة وإعطاء‬

‫الفرصة ملشاركة اليد العاملة اخلرية والفنية يف تسيري وشراء هذه املؤسسات لتطبيق خرباهتم الفنية فيها‪ ،‬ونالحظ‬

‫أن هذه النسبة متثل نسبة الشباب املثقفني‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الوهاب مشام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬

‫‪76‬‬
‫لقد وضع املشرع اجلزائري‪ ،‬منهجية الختيار املؤسسات اليت وقعت عليها اخلوصصة‪ ،‬وإجراءات مسبقة‬

‫يف ذلك إذن فما هي هذه االختيارات واإلجراءات املتبعة يف ذلك؟‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اختيارات اخلوصصة واإلجراءات املسبقة هلا‪.‬‬

‫يتوفر كل هذه األسباب واألهداف وجب يف املرحلة احلالية اختيار املؤسسة القابلة للخوصصة‬

‫واإلجراءات املتبعة يف اجملال هذا ما سنتكلم عنه يف املطلب الرابع الذي أدرجناه يف نقطتيني‪:‬‬

‫ملعرفة التجربة اجلزائرية يف اخلوصصة‪ ،‬وما كان اختيارها يف هذا اجملال وجب إدراجها يف النقطة التالية‪.‬‬

‫أ‪ -‬املؤسسة العمومية كاختيار للخوصصة‪.‬‬

‫املؤسسة العمومية يف اجلزائر تشغل جانب هام ملسامهتها يف التنمية االقتصادية‪ ،‬وهذا ما جعلها من‬

‫جانب االجتماعي والسياسي هي اللبنة األساسية لتطبيق الواقع احلقيقي لالقتصاد‪ ،‬ورغم ذلك فهي تشهد‬

‫صعوابت ليست جبديدة علينا منذ مدة طويلة‪ ،‬والشيء الذي جعل هذه األخرية يف الواجهة‪ ،‬هم املؤسسات‬

‫املالية‪ ،‬العاملية اليت أفرزت لنا ما يسمى إبعادة هيكلة املؤسسات العمومية اجلزائري‪ ،‬وأقرنتها إبجراءات أخرى‬

‫تتعلق بربامج اإلصالحات اهليكلية‪ ،‬وهلذا وقع االختيار على املؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬للنهوض من العجز‬

‫واألزمة اليت أصابت القطاع العام‪ ،‬وذلك بعد مفاوضات مرة على مراحل عديدة منذ ‪ 1994‬مع هذه املؤسسات‬

‫املالية وكنتيجة هلذه املفاوضات أمليت علينا شروط للدخول يف اقتصاد السوق املنظم‪ ،‬وكانت اخلوصصة هي‬

‫برانمج إلعادة هيكلة هذه املؤسسات‪ ،1‬وكذلك بسبب االختيار الذي وقع على هذه املؤسسات‪ ،‬هو دورها‬

‫الفعال واألجنع يف االقتصاد الوطين ففشل هذا األخري مرهون بفشل هذه املؤسسات العمومية‪ ،‬وقد آلت هذه‬

‫‪1‬‬
‫‪Leila abdeladim : les privatisations d’entreprises publiques dans les pays du Maghreb‬‬
‫‪(Maroc-Algérie-Tunis) les éditions internationales septembre 1998, page 24-25.‬‬
‫‪77‬‬
‫املؤسسات إىل تدهور واحنطاط بسبب ضعف النفقات العمومية اليت تدعمها وأصبحت الدولة تفرط يف تكاليفها‬

‫حىت أصبحت نسبة تدعيمها تفوق نسبة فوائدها وإنتاجيتها‪.‬‬

‫ابلرغم من تطعيمها جبملة من التشريعات مثل قانون ‪ 01-88‬املؤرخ يف ‪ 22‬مجادى األوىل ‪1408‬‬

‫املوافق لـ ‪ 12‬يناير ‪ 1988‬واملتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية االقتصادية املعدل واملتمم وكذلك‬

‫قانون ‪ 02-88‬املؤرخ يف نفس السنة املتعلق ابلتخطيط املعدل واملتمم للقانون ‪ 03-88‬املؤرخ يف نفس السنة‬

‫واملتعلق بصناديق املسامهة‪ ،‬القانون ‪ 04-88‬املؤرخ يف نفس السنة الذي يعدل ويتمم القانون التجاري وحيدد‬

‫القواعد اخلاصة املطبقة على املؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬إال أن هذه املؤسسات بقية تشكو من العجز‬

‫الذي أصاهبا فكانت الدولة جمربة االختيار هذا النمط االقتصادي كمخرج أيمل فيه‪ ،‬رفع السياسة التنموية‬

‫لالقتصاد اجلزائري‪ ،‬وكي جنسد هذا االختيار وجب املرور ابإلجراءات مسبقة للخوصصة‪.‬‬

‫ب‪ -‬اإلجراءات املسبقة للخوصصة‪.‬‬

‫لتطبيق اخلوصصة البد من توفر إجراءات مسبقة تضمن تسهيالت على أرضية الواقع ونذكر هذه‬

‫الشروط القبلية فيما يلي‪:‬‬

‫• البد كأول خطوة أن تكون املؤسسات العمومية االقتصادية قد مت تطهريها وتعزيز قدراهتا اإلدارية‬

‫مما يسمح هلا بتحويلها‪.1‬‬

‫أي إجراء تقدمي علمي وصارم ألصول هذه املؤسسات حىت وإن تطلب ذلك االستعانة خبدمات خرباء‬

‫ومكاتب دراسات أجنبية ‪.2‬‬

‫‪ 1‬بوعشة مبارك‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬


‫‪ 2‬عبد الوهاب مشام‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬
‫‪78‬‬
‫ابإلضافة إىل هتيئة اجلماهري إعالميا وذلك‪.‬‬

‫بغرض إقناع املؤسسات العمومية وخاصة أبمهية املؤسسة ومن مث اختيار اسرتاتيجيات اليت حتقق أكرب‬

‫قدر ممكن من التأييد السياسي ولتويل اخلوصصة وتنفيذها جيب أن يتوىل وضعها متخصصون مدرسون يف‬

‫امليدان‪.1‬‬

‫وإنشاء وزارة خاصة (جهاز خاص) خيول له مهام برانمج اخلوصصة املتكامل‪ ،‬وكذلك إعادة هيكلة‬

‫النظام املصريف مبا خيدم التوجيهات اجلديدة واملتطلبات ملرحلة االنتقالية وابإلضافة إىل وضع اإلطار القانوين‬

‫لعمليات إنشاء املؤسسات‪ ،‬املنافسة‪ ،‬إبرام العقود‪ ،‬اإلفالس‪ ،‬احملاكم املختصة بذلك اخل‪...‬‬

‫إصدار قانون للعمل حيدد طبيعة العالقات بني أرابب العمل والعمال خاصة يف جماالت‪ :‬التوظيف‪،‬‬

‫التسريح‪ ،‬األجور‪ ،‬التعويضات‪ ،‬التأمينات‪ ،‬اخل‪ ،...‬أي بتعبري آخر لتهيئة الظروف لظهور سوق للعمل وقد‬

‫تستغرق عملية توفري مثل هذه الشروط حسب بعض الباحثني ما بني ‪ 5‬إىل ‪ ،10‬كل هذه التقنيات جاءت‬

‫تفاداي لألخطاء املعتادة للوقوع فيها بسبب انعدام التخطيط وانساب الوظائف واألجهزة لغري متخصصيها وغياب‬

‫اإلسرتاتيجية الواعية‪.‬‬

‫ويعترب األمر ‪ 22-95‬هو القاعدة األولية يف تبين اخلوصصة‪ ،‬كمبدأ للنهوض ابالقتصاد الوطين‪.‬‬

‫‪ -‬فما هي أهم املبادئ اليت جاء هبا األمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪1995‬؟‬

‫الفرع اخلامس‪ :‬اخلوصصة يف ظل األمر ‪.22-95‬‬

‫جاء يف هذا األخري األحكام العامة املنظمة هلذه العملية‪.‬‬

‫‪ 1‬بوعشة مبارك‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬

‫‪79‬‬
‫وقد حدد هذا األمر يف أربعة طرق تطبيقية للخوصصة‪ ،‬ميكن اللجوء إىل إحداها لنقل وحتويل عملية‬

‫ملكية ملؤسسة ما إىل شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون اخلاص‪ ،‬كما أشار إىل األجهزة املكلفة بتنفيذها‬

‫إىل غاية عملية توقيع العقوابت‪.‬‬

‫على التجاوزات يف هذا امليدان وهذا ما أدى إىل تقسيم ثالثة نقاط‪:‬‬

‫أ‪ -‬األحكام العامة الواردة يف األمر ‪.22-95‬‬

‫ب‪ -‬درسنا فيه الطرق اخلاصة ابخلوصصة يف ظل األمر ‪.22-95‬‬

‫ت‪ -‬األجهزة املكلفة ابخلوصصة يف ظل األمر ‪.22-95‬‬

‫وهذا ما سوف نتعرض له ابلتفصيل يف النقطة األول‪.‬‬

‫نبدأ ابلنقطة األوىل لذكر األحكام العامة يف ظل هذا األمر‪.‬‬

‫أ‪ -‬األحكام العامة الواردة يف األمر ‪.22-95‬‬

‫فهذا األمر املتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية‬

‫يشمل املؤسسات اليت متتلك فيها الدولة جزء من رأمساهلا أو كله بتحول ملكية كل األصول املادية أو‬

‫املعنوية يف املؤسسات أو جزء منها‪ ،‬لصاحل أشخاص طبيعيني أو معنويني اتبعني للقانون اخلاص‪ ،‬ويهم هذا األمر‬

‫املؤسسات التابعة للقطاعات التنافسية ويظهر الدولة لضمان استمرارية اخلدمة العمومية عندما ختوصص مؤسسة‬

‫عمومية تضطلع مبهمة اخلدمة العمومية ألن ذلك ميس هدف عام بصفتها صاحبة السلطة والسيادة يف حتقيق‬

‫املنفعة العامة‪ ،‬وال ينطبق هذا القرار أو يرخص له إال أذا كانت الغاية من املؤسسات هذه إصالح املؤسسات أو‬

‫حتديثها وذلك للحفاظ على كل مناصب العمل املأجورة كلها أو بعضها‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ويقصد بذلك أن اخلوصصة مسموح هبا بشرط اإلبقاء على مناصب الشغل كليا أو جزئيا‪ ،‬ابإلضافة‬

‫إىل إبقاء املؤسسة يف حالة نشاط ملدة ‪ 5‬سنوات كحدة أدىن‪ ،‬ويقصد من ذلك إعادة اعتبار وحتديث املؤسسة‬

‫مع شرط يدرج لدى الشخص اخلاص املشرتي للمؤسسة وإبقاء املؤسسة يف نفس التشغيل وملدة ‪ 5‬سنوات هذا‬

‫الشرط قد أقرنه املشرع اجلزائري للحفاظ على نشاط املؤسسة‪.‬‬

‫وقد تعرض املشرع اجلزائري للسهم النوعي يف املادة ‪ 07‬من األمر ‪ 22-95‬وهو الشخص ليس‬

‫خاص ابجلزائر فقط بل جنده أيضا موجود يف إجنليز وفرنسا حيث جاءت به السيدة أتشر سيدة العامل احلر اليت‬

‫مسته ‪.legaldane chare‬‬

‫أو ما يسمى ابلسهم الذهيب الذي نقله الفرنسيون ابسم ‪l’action spécifique‬‬

‫وهذا األسلوب يكون بغرض زايدة رأمسال أو التوسيع للمؤسسة العمومية‪ ،‬وأتخذ هذه اخلوصصة‬

‫طابع احتفاظ الدولة جبزء من األسهم أو أبسهم خاصة (السهم الذهيب) للمحافظة على إمكانية التدخل يف‬

‫جملس اإلدارة وتوجيه االستثمارات أو الرقابة على عمل املنشأة بعد ختصيصها وتلجأ عادة هلا الدولة يف القطاعات‬

‫اإلسرتاتيجية األساسية‪ ،‬وهذا السهم أقرنه ملدة ‪ 5‬سنوات للحفاظ على نشاط املؤسسة‪.1‬‬

‫ولن يطبق هذا األمر على مجيع املؤسسات االقتصادية العمومية بل أهنا حددت على سبيل احلصر‬

‫هذه املؤسسات كما جاء يف برانمج اخلوصصة‪ ،‬خيضع إلعداد قائمة املؤسسات املعينة ابخلوصصة وهذا حسب‬

‫ما جاء يف نص املادة ‪ 2‬من األمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬ويكون هذا التحول داخل دفرت‬

‫‪ 1‬حممد رايض األبرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬

‫‪81‬‬
‫الشروط منصوص عليه وهذا األخري اخلاص حبقوق وواجبات املتنازل واملتنازل له وقد نصت عليه املادة‪ 6‬من‬

‫األمر نفسه‪ ،‬أما عن طرق اخلوصصة فسوف نتطرق هلا يف النقطة التايل‪:‬‬

‫ب‪ -‬طرق اخلوصصة‪.‬‬

‫أدرج املشرع اجلزائري أربعة طرق لتطبيق اخلوصصة وحتويل امللكية‪.‬‬

‫وخصص لكل طريقة فصل مستقل من الباب الرابع من هذا األمر وهذه الطرق قسمناها كالتايل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬التنازل عن طريق السوق املالية‪.‬‬

‫‪-2‬التنازل عن طريق املزايدة‪.‬‬

‫‪-3‬التنازل عن طريق الرتاضي‪.‬‬

‫‪-4‬التنازل عن طريق إبرام عقود اإلدارة (خوصصة التسيري)‪.‬‬

‫وهذا ما سوف نتطرق له يف األقسام التالية‪:‬‬

‫‪-1‬التنازل عن طريق السوق املالية‪:‬‬

‫وقد خصص هلا املشرع اجلزائري يف األمر ‪ 22-95‬مادتني‪:‬‬

‫املادة ‪ 25‬حتتوي على فقرتني وتنص على ما يلي "ميكن أن يتم التنازل ابللجوء للسوق املالية‪ ،‬حسب‬

‫الشروط القانونية والتنظيمية املعمول هبا‪ ،‬إما بعرض بيع أسهم وقيم منقولة أخرى يف بورصة القيم املنقولة‪ ،‬وإما‬

‫بعرض علين للبيع بسعر اثبت وإما بتضافر هذين األسلوبني معا وينبغي عند الدخول إىل بورصة القيم املنقولة أن‬

‫‪ 1‬حممد رايض األبرش‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.169‬‬

‫‪82‬‬
‫يكون حتديد السعر األول مساواي على األقل لسعر العرض الذي حدده اجمللس "ومعناه أن هذه الطريقة تعين‬

‫طرح املؤسسة العمومية املراد بيعها يف السوق املالية أو البورصة وهذه الطريقة ضبطت أبسلوبني اختياريني حددمها‬

‫املشرع يف هذه املادة على سبيل احلصر ال املثال‪ ،‬ومها أسلوب عرض بيع األسهم والقيم املنقولة األخرى يف‬

‫بورصة القيم املنقولة أو بعرض علين للبيع بسعر اثبت أو بدمج األسلوبني معا" تتطلب هذه الطريقة وجود سوق‬

‫مالية نشطة وشفافية عالية يف تقييم أوضاع املنشآت املطروحة للبيع‪ ،‬وختضع إىل شروط قانونية وتنظيمية كأن‬

‫يكون حتديد السعر األول مساواي على األقل لسعر العرض الذي حدده جملس اخلوصصة‪.‬‬

‫ويتم يف هذين األسلوبني وجود وسيط سواء من مؤسسات مالية عامة أو مؤسسات أسهم تعمل‬

‫رئيسيا بصفتها رئيسية جملمع الوسطاء يف عمليات البورصة مثال مؤسسة سوجيفي وكذلك سوفيكوب‪ ،‬الراشد‬

‫املايل‪ ،‬وكذلك شروط تتعلق ابألشخاص الطبيعية واملعنويني (املشرتي) كتحديد اهلوية واتريخ اإليداع واالسم‬

‫التجاري ورقم التسجيل‪.1‬‬

‫وابلضرورة حتديد نوع اخلوصصة جزئية أو كلية وحتديد مثن العرض واتريخ بداية بيع األسهم‪ ،‬وكذلك‬

‫التكاليف املتعلقة ابلعملية كي تكون هذه طريقة داخل قالب قانوين حمض وهذا ما حددته املادة ‪ 26‬من األمر‬

‫‪ 22-95‬اليت تنص "حتدد شروط متلك اجلمهور لألسهم والقيم األخرى املعروضة للبيع وكيفية ذلك عن طريق‬

‫التنظيم"‪ ،‬كما أن هذه الطريقة تتيح لصغار املدخرين املشاركة يف السوق املالية ولكن من الناحية العملية فكبارهم‬

‫هم الذين يلعبون دور كبري يف هذه الطريقة‪.2‬‬

‫غري أن هذه الطريقة هي قليلة التطبيق نظرا للوضع املايل للجهاز املصريف الوطين‪ ،‬ابإلضافة إىل هذه‬

‫الطريقة يوجد طرق أخرى ومنها التنازل عن طريق املزايدة وهذا ما نتطرق له يف القسم ‪.2‬‬

‫‪ 1‬دفرت الشروط‪ ،‬اخلاص ابلعرض العمومي‪ ،‬للبيع واخلاص ابصيدال‪ ،‬الصادر يف ‪.1998 / 12 / 24‬‬
‫‪ 2‬حممد رايض األبرش‪ ،‬املرجع السابق ص ‪.172‬‬
‫‪83‬‬
‫‪ -2‬التنازل عن طريق املزايدة‪:‬‬

‫ويشمل ذلك كل مؤسسة مؤهلة للخوصصة أو أي جزء منها خاضع لذلك ويتم التنازل يف هذه احلالة‬

‫عن األسهم والقيم املنقولة األخرى وكذلك التنازل الكلي واجلزئي يف أصول املؤسسة العمومية القابلة للخوصصة‬

‫عن طريق مزايدة حمدودة أو مفتوحة اآلجال وسواء كانت هذه املزايدة وطنية أو دولية وهنا نلتمس اهلدف احلقيقي‬

‫من اخلوصصة واملتمثل يف فتح اجملال لالستثمار اخلارجي وإعطاء أكرب فرص ممكنة للمنافسة الوطنية واألجنبية‬

‫وجاء مؤكدا لنص املادة ‪.12‬‬

‫واشرتط املشرع اجلزائري يف هذه املادة بعض اإلجراءات كنشر هذه الطريقة "املزايدة يف جريدة رمسية‬

‫لإلعالانت القانونية ويبني هذا اإلعالن إذا ما تعلق مثال ابملزايدة ابألسهم منقولة تتضمن اسم املؤسسة العمومية‬

‫املعنية ومقرها االجتماعي‪ ،‬وهدفها ورأمساهلا والنسبة املئوية لألسهم وكذلك شهادات االستثمار املتنازل عنها‬

‫ونشاط السوق ونتائج االستغالل للسنوات الثالثة األخرية وكذلك سعر عرض التنازل‪ ،‬أما إذا تعلق األمر بتنازل‬

‫عن األصول فيجب ذكر اسم املؤسسة املعنية ومقرها االجتماعي وهدفها ورأمساهلا‪ ،‬وابإلضافة إىل التحقق إذا‬

‫اقتضى األمر‪ ،‬وجيب أيضا اإلشارة إىل هوية الشخص العمومي املالك وأجل تقدمي العروض السعر األدىن للعرض‪،‬‬

‫وجيب على هؤالء املشرتين أن توضع حتت تصرفهم املذكرة اإلعالمية عن الوضعية االقتصادية واملالية للمؤسسة‬

‫أو أصول موضوع التنازل‪ ،‬كذلك دفرت الشروط الذي حيدد شروط التنازل القانونية واملالية االقتصادية‬

‫واالجتماعية‪.2‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ ،2‬من األمر ‪ 03-01‬املؤرخ يف ‪ 01‬مجادى الثانية ‪ ،1422‬املوافق لـ ‪ 20‬أوت ‪ ،2001‬املتعلق بتطور االستثمار‪.‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 27‬من األمر ‪.28-29‬‬
‫‪84‬‬
‫كما أن كراسة الشروط تضبط حتويل ملكية املؤسسات العمومية املخصوصة تسيريها يف دفاتر الشروط‬

‫اخلاصة اليت حتدد فيها حقوق املتنازل واملمتلك وواجباهتا وينص دفرت الشروط عند االقتضاء االحتفاظ املؤقت‬

‫ابلسهم النوعي إال يف فرتة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات وهي حاالت واردة على سبيل احلصر وهذا ما ذكرانه سابقا‪.1‬‬

‫وتنص املادة ‪ 28‬من األمر ‪ 22-95‬على شرط أن يكون سعر البيع على األقل مساواي لسعر‬

‫العرض‪ ،‬كما جيب أن تقدم هذه العروض اخلاصة ابملمتلكني اليت يقدمها العارضون إىل رئيس اجمللس طبقا‬

‫للتشريع املعمول به وتتوىل اللجنة املعينة لفتح الظروف يرأسها رئيس اجمللس أو ممثليه وتتكون هذه األخرية من‬

‫عضو اجمللس خيتاره رئيسه وممثل وزير القطاع املعين وممثلني من جلنة املراقبة كما يبلغ العارضني بتاريخ وساعة فتح‬

‫هذه الظروف‪ ،2‬أما الطريقة الثالثة فهي اليت سنتطرق إليها يف القسم ‪.3‬‬

‫‪ -3‬التنازل عن طريق عقود اإلدارة (خوصصة التسيري)‪:‬‬

‫ونصت عليها املادة ‪ 30‬من هذا األمر وهي املادة الوحيدة الواردة بشأن خوصصة التسيري بينت طرق‬

‫حتقق اخلوصصة‪ ،‬كذلك ألقت التزام على اجلهة العارضة أبن تقدم للعارضني املعنيني دفرت الشروط الذي من‬

‫شأنه حتديد شروط اخلوصصة يف هذا امليدان غري أن هذا النص مل حيلنا إىل عقود إجيار التسيري الواردة يف الباب‬

‫الثاين من القانون التجاري املادة ‪ 203‬و‪ 214‬وما بعدها‪ ،‬غري أن املادة ‪ 32‬من هذا األمر تعرض اهليئة على‬

‫احلكومة تقرير خيص ابللجوء إىل إجراء الرتاضي وتعيني املمتلك املقرتح أو املمتلكني املقرتحني للتفاوض يف التنازل‬

‫أو يف خوصصة التسيري وعند القيام هبذا اإلجراء األخري يكون هنا التفاوض إما للتنازل أو جملرد خوصصة التسيري‬

‫أو جملرد عقد إجيار مع اإلدارة أو عقد تسيري دون امتالك املؤسسة‪.3‬‬

‫‪ 1‬لعشب حمفوظ‪ ،‬سلسلة القانون االقتصادي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬الساحة املركزية‪،‬بن عكنون‪ ،1997،‬ص ‪.90 – 70‬‬
‫‪ 2‬املادة ‪ 29‬من أمر ‪.22-95‬‬
‫‪3‬‬
‫لعشب حمفوظ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.76-75‬‬
‫‪85‬‬
‫واملشرع اجلزائر مل يوضح يف املادة ‪ 30‬ماهية خوصصة التسيري وإجراءاهتا ما عدا ذكره ألهنا حتدد بدفرت‬

‫الشروط وأن تكون حمدودة أو مفتوحة وطنية أو دولية وأخر طريقة كانت عن طريق الرتاضي‪.‬‬

‫‪ -4‬التنازل عن طريق الرتاضي‪:‬‬

‫وهي طريقة استثنائية حسب نص املادة ‪ 15‬من هذا األمر‪ 1‬وميكن اللجوء إليها يف حالة التحول‬

‫التكنولوجي النوعي أو يف حالة ضرورة اكتساب متخصص ويقصد من ذلك أنه يتم هذا العقد يف حالة تغيري‬

‫النوعية الداخلية للمؤسسة أو ضرورة اكتساب مسريين متخصصني ينتج عنها تسيري متخصص وتعرض اهليئة‬

‫على احلكومة تقرير يرخص ابل لجوء إىل إجراءات الرتاضي وتعيني املمتلك املقرتح للتفاوض يف التناول أو يف‬

‫خوصصة التسيري ويتم هذا األخري عن طريق اجمللس حتت سلطة اهليئة وميكنه أن يستعني أبي خبري يرى أن‬

‫مسامهته مفيدة كما يعد اجمللس تقرير ظريف عن نتائج املفاوضات ويرسله إىل اهليئة اليت تبلغه بدورها إىل احلكومة‬

‫من أجل اختاذ القرار بشأهنا والبد من احرتام هذه اإلجراءات وإال اعتربت خمالفة للنظام املعمول به وهذا ما جاء‬

‫يف نص املواد ‪ 31‬إىل ‪ 33‬من أمر ‪.22-95‬‬

‫وكل هذه الطرق البد أن جتسدها أجهزة مكلفة أبمر من القانون للتحكم يف هذه العملية وهذا ما‬

‫سنتطرق إليه يف الفرع ‪.3‬‬

‫ت‪ -‬األجهزة املكلفة ابخلوصصة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 15‬من األمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪.1995‬‬

‫‪86‬‬
‫نص األمر ‪ 22-95‬على ثالثة أجهزة مكلفة بتطبيق اخلوصصة والسهر على احرتام مبادئها‪ ،‬وهذا‬

‫ما عاجلناه يف ثالث أجهزة وقسمناه‪:‬‬

‫ت‪-1-‬اهليئة املكلفة بتنفيذ اخلوصصة‪.‬‬

‫ت‪ -2-‬جملس اخلوصصة‪.‬‬

‫ت‪-3-‬جلنة املراقبة‪.‬‬

‫وأول جهاز نتطرق إليه هو األجهزة املكلفة بتنفيذ اخلوصصة‪.‬‬

‫ت‪-1-‬اهليئة املكلفة بتنفيذ اخلوصصة‪:‬‬

‫نصت عليها املادة ‪ 8‬إىل غاية ‪ 13‬من األمر ‪ 122-95‬حيث تعني احلكومة أو عند احلاجة تعني‬

‫اهليئة املكلفة بتنفيذ اخلوصصة ومهامها يتمثل يف التشاور مع وزراء القطاعات املعينة ومن مهامها ما يلي‪ :‬تنفيذ‬

‫برانمج اخلوصصة الذي صادقت عليه احلكومة وتعرض إجراءات حتويل امللكية أو خوصصة التسيري وكيفياهتا‬

‫على احلكومة الختاذ قرارها بشأهنا‪ ،‬بعد اإلطالع على تقرير اجمللس واللجنة‪ ،‬تطلب من املؤسسات واهليئات‬

‫تبليغها ابلواثئق والدراسات واملعلومات الالزمة إلجناز مهمتها‪ ،‬حتافظ على الصلة الوثيقة جبميع اهليئات املعنية‬

‫بعمليات اخلوصصة بعد استشارة اجمللس تكلف اهليئة عند احلاجة ابقرتاح اإلجراءات على احلكومة وحتدد عن‬

‫طريق التنظيم‪ ،‬ونتمثل هذه اإلجراءات يف‪:‬‬

‫‪ -1‬إجراءات العرض العلين‪.‬‬

‫‪ -2‬إجراءات املزايدة‪.‬‬

‫‪ 1‬املادة ‪ 08‬إىل املادة ‪ 13‬من األمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 26‬أوت ‪.1995‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ -3‬قواعد اإلشهار‪.‬‬

‫‪ -4‬إجراءات االنتقاء القبلي للعارضني وتسجيلهم‪.‬‬

‫‪ -5‬ينجز حتويل امللكية حسب األشكال املطلوبة قانوان بطلب من اهليئة املكلفة ابخلوصصة‪.‬‬

‫‪ -6‬حيدد إجراء التنازل عن األسهم والقيم املنقولة األخرى لصاحل األشخاص طبيعيني‪ ،‬قرار من اهليئة‬

‫املكلفة ابخلوصصة بناء على اقرتاح جملس اخلوصصة‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل هذه اهليئة التنفيذية يوجد أيضا جهاز اثين جملس اخلوصصة‪.‬‬

‫ت‪-2-‬جملس اخلوصصة‪:‬‬

‫نصت عليه املادة ‪ 11‬من األمر ‪ 22-95‬ومت تنصيبه الفعلي يف ‪ 1996/09/21‬واملتعلق خبوصصة‬

‫املؤسسات العمومية‪ ،‬يتكون من ‪ 7‬إىل ‪ 9‬أعضاء مبا فيهم الرئيس خيتار األعضاء حبكم كفاءهتم اخلاصة يف ميدان‬

‫تسيري القانون االقتصادي والتكنولوجي ويعني أعضاء اجمللس مبرسوم تنفيذي ملدة ‪ 3‬سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬أما‬

‫عن مهمة اجمللس متثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تنفيذ برانمج اخلوصصة الذي صادقت عليه احلكومة طبقا لتشريع والتنظيم املعمول هبا‪.‬‬

‫‪ -2‬يديل بتوجيهات ختص سياسة اخلوصصة واملناهج األكثر مالئمة لكل مؤسسة عمومية أو ألصوهلا‪.‬‬

‫‪ -3‬يقوم بتقدير أو يكلف من يقدر قيمة املؤسسات العمومية أو أصوهلا املتنازل عليها‪.‬‬

‫‪ -4‬يعد تقرير ظرفيا عن العرض املقبول ويرسله إىل اهليئة بعد دراسة العرض وانتقادها‪.‬‬

‫‪ -5‬يتخذ كل التدابري الضرورية للقيام خبوصصة املؤسسات العمومية أو أصوهلا‪.‬‬

‫‪ -6‬ميسك السجالت وحيفظ املعلومات ويؤسس إجراءات إدارية لضمان سرية املعلومات‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -7‬ميكن للمجلس عند احلاجة تقومي املؤسسات العمومية القابلة للخوصصة حسب املناهج والتقنيات‬

‫املالئمة يف جمال التنازل الكلي أو اجلزئي عن املؤسسات العمومية أو عن أصوهلا املادية واملعنوية‪.‬‬

‫‪ -8‬حيدد اجمللس فارق األسعار لتحديد سعر عرض التنازل عن األسهم واحلصص والقيم املنقولة‬

‫املختلفة واألصول املادية واملعنوية واملؤسسات العمومية وحصصها‪.‬‬

‫‪ -9‬يرسل تقرير التقومي وفارق األسعار إىل اهليئة اليت تبلغها إىل احلكومة لتوافق عليها بعد استشارة‬

‫اللجنة املكلفة مبراقبة عملية اخلوصصة‪.1‬‬

‫‪ -10‬ينشر اجمللس عن كل عملية اخلوصصة ينوي القيام هبا‪ ،‬تفاصيل منهج اخلوصصة‪ ،‬شروط‬

‫املناقصة يف جريدتنا وطنيتني‪ ،‬أو دوليتني مرتني على األقل بينهما ‪ 07‬أايم‪.‬‬

‫‪ -11‬يقوم إبشهار كل عملية خوصصة بواسطة الوسائل السمعية البصرية‪.‬‬

‫‪ -12‬يتعني على اجمللس أن يقدم للجنة مراقبة عمليات اخلوصصة يف أقرب اآلجال ملف حيتوي على‬

‫تقارير حتليلية وعلى نتائج عمليات منجزة وعن الشروط اليت جيب أن تتوفر يف أعضاء اجمللس‬

‫وذلك حسب املاتني "‪ "07-06‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 104-94‬املؤرخ يف ‪ 02‬شوال‬

‫‪ 1416‬املوافق لـ ‪ 11‬مارس ‪ 1996‬الذي حيدد كيفيات تنظيم جملس اخلوصصة وسريه‪ ،‬وهذه‬

‫الشروط هي‪:‬‬

‫‪ -1‬ال ميكن ألعضاء اجمللس أن يتولوا عضوية جملس اإلدارة أو جملس مراقبة أو مهمة تسيري أي شركة جتارية‬

‫عمومية أو خاصة‪ ،‬أو أن تكون فيها مصاحل أثناء ممارسة مهامه‪.‬‬

‫‪ -2‬يلتزم أعضاء اجمللس ابلسر املهين كل املعلومات اليت قد يطلعون عليها‪ ،‬أثناء ممارسة مهامهم‪.‬‬

‫‪ 1‬لعشب حمفوظ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -3‬ال ميكن ألعضاء اجمللس وكذلك شركائهم عند االقتضاء أن يشرتي بصفة مباشرة أو غري مباشرة أسهما‬

‫أو قيما منقولة أخرى أو أصوال يف شركات خمصصة طوال مدة ممارسة مهامهم و‪ 03‬سنوات بعد‬

‫انتهائها‪.‬‬

‫ابإلضافة إىل هذا اجلهاز هناك جهاز تناط له مهمة املراقبة وهذا مما ستعرض له الفرع الثالث‪.‬‬

‫ت‪-3-‬جلنة مراقبة عمليات اخلوصصة‪:‬‬

‫ونص عليه املرسوم التنفيذي رقم ‪ 105-96‬املؤرخ يف ‪ 22‬شوال املوافق لـ ‪ 1996/03/11‬الذي‬

‫يتضمن حتديد كيفيات تنظيم املراقبة عمليات اخلوصصة وسريها وكذلك كيفيات تعيني أعضاءها وقانوهنم‬

‫األساسي‪.‬‬

‫وحسب املادة الثانية منه تكلف جلنة مراقبة عمليات اخلوصصة ابلفصل يف عمليات اخلوصصة‬

‫ومطابقتها‪ ،‬كما تتمتع هذه اللجنة ابالستقالل املايل واإلداري وهي تتكون‪:‬‬

‫أ‪ -‬من السلك القضائي‪ :‬رئيسا للجنة يتعني بناءا على اقرتاح وزير العدل ويشرتط أن يكون خمتصا‬

‫يف ميدان األعمال‪.‬‬

‫ب‪ -‬ممثل عن اخلزينة ويقرتح الوزير املكلف ابخلزينة‪.‬‬

‫ت‪ -‬ممثل عن القطاع املعين‪.‬‬

‫ث‪ -‬ممثل عن املفتشية العامة للمالية‪ ،‬يعينه الوزير املكلف ابملالية‪.‬‬

‫ج‪ -‬ممثل عن نقابة األجراء األكثر متثيال يف املؤسسة العمومية ويتعني على هؤالء األعضاء أتدية اليمني‬

‫املنصوص عليه يف املادة ‪ 39‬الفقرة (‪ )2‬من القانون ونصها‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫"أقسم ابهلل العظيم أن أقوم مبهميت‪ ،‬أبمانة وصدق وأحافظ على السر املهين‪ ،‬وأراعي يف كل‬

‫األحوال والواجبات املفروضة علي‪ ،‬وأن أسلك سلوك املسئول الرتبية"‪ ،‬كما جيب أن تتوفر فيهم‬

‫نفس شروط أعضاء جملس اخلوصصة وعن مهام اللجنة‪ ،‬تصادق اللجنة اخلاصة به على تقرير‬

‫التقومي‪ ،‬الذي حيدده اجمللس وفارق السعر املقرر وإجراءات التنازل وكيفياته املتوخاة‪ ،‬وذلك خالل‬

‫شهر واحد ابتداء من اتريخ استالمها للملف وعند انقضاء هذا األجل تصبح املصادقة حاصلة‪،‬‬

‫ويف حالة رفض املصادقة ترسل اللجنة تقرير ظرفيا وتقوم اللجنة بسهر على احرتام قواعد الشفافية‬

‫والصدق واإلنصاف يف سري عمليات اخلوصصة‪.‬‬

‫‪ -1‬جتتمع اللجن ة كلما دعت الضرورة وبقوة القانون وذلك جملرد استالمها امللفات اليت يرسلها إليها‬

‫جملس اخلوصصة‪.‬‬

‫‪ -2‬تبلغ اللجنة اهليئة املكلفة ابخلوصصة رأيها يف تقرير التقومي واملعتمد طبقا للمادة ‪ 14‬من األمر‬

‫‪.22-95‬‬

‫‪ -3‬تبلغ اللجنة اهليئة املكلفة ابخلوصصة موافقتها من امللف املتضمن جمموعة عناصر التحليل بشأن‬

‫عملية التنازل وذلك يف أجل أقصاه شهرا من اتريخ استالم امللف‪ ،1‬وتنص املادة ‪ 40‬من األمر‬

‫‪ 22-95‬على ضرورة تزويد اللجنة بكل الوسائل البشرية واملادية الضرورية لتأدية مهمتها كما‬

‫ميكنها‪ ،‬اإلطالع على أية وثيقة مرتبطة بعملية اخلوصصة املعنية كما ميكنها أن تستعني برأي خبري‬

‫ترى أن مسامهته ضرورية‪.‬‬

‫ومل يبقى األمر ‪ 22-95‬بنوده‪ ،‬هو الوحيد الذي حيدد أسلوب اخلوصصة‪ ،‬وهناك أمر آخر وهو‬

‫أمر ‪ 12-97‬املؤرخ يف ‪ 11‬ذي القعدة عام ‪ 1417‬املوافق لـ ‪ 19‬مارس سنة ‪ ،1997‬يعدل‬

‫‪ 1‬لعشب حمفوظ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪91‬‬
‫ويتمم األمر رقم ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 29‬ربيع األول عام ‪ 1416‬املوافق لـ ‪ 26‬أوت ‪1995‬‬

‫واملتعلق خبوصصة املؤسسات العمومية‪.‬‬

‫اخلامتة‪:‬‬

‫رأينا أن علم االقتصاد بنظرايته االقتصادية و أبفكار فقهائه‪ ،‬يساعد كل دولة على التخطيط و‬

‫دراسة اقتصادها و معرفة ما ينقصه و ما يكمله‪ ،‬و على هذا األساس تتخذ كل دولة سياسة‬

‫اقتصادية للوصول إىل تطورا و حتقيق تنمية اقتصادية يصل هبا لالكتفاء الذايت لشعبها و تصدير‬

‫منتجاهتا للعامل‪.‬‬

‫و اجلزائر كأي دولة تسعى لتفعيل املؤسسة اإلنتاجية يف النشاط االقتصادي الوطين وحتضريها‬

‫لأللفية الثالثة ملواجهة التحدايت والضغوطات النامجة عن قرار اجلزائر ابالنضمام إىل املنظمة العاملية للتجارة‬

‫يقتضي ابلضرورة توافر مجلة من العوامل‪:‬‬

‫‪ -‬تشكيل وتوسيع البنية التحتية اليت تساعد على األداء اإلنتاجي املتميز للمؤسسة وتساعد على‬

‫رفع الكفاءة اإلنتاجية هلا (مطارات‪ ،‬طريق سريعة‪ ،‬موانئ‪ ،‬ورش إنتاج غيار‪.)...‬‬

‫‪ -‬استحداث مكاتب متخصصة يف التنشيط الوظيفي للمؤسسات‪ ،‬واليت تستخدم أحدث تقنيات‬

‫التسيري املطبقة على املستوى العاملي‪.‬‬

‫‪ -‬ربط املؤسسة ابملكاتب واملخابر التقنية املتخصصة يف األحباث الصناعية‪ ،‬واليت تقوم بتسويق نتائج‬

‫أحباثها للمؤسسات اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ -‬مكافأة وتشجيع املؤسسات الرائدة و املتفوقة يف جمايل اإلنتاج والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع إجناز النشاطات اإلنتاجية وفقا ملا اتفق عليه ابإلجناز ابلباطن‪ ،‬واليت تقوم هبا مؤسسات‬

‫متخصصة تتميز ابلكفاءة واخلربة يف األداء‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -‬إلزام املؤسسات بعقود الكفاءة واليت جترب املؤسسات العامة أبن ترقي نشاطاهتا اإلنتاجية والتوزيعية‪،‬‬

‫وفقا ملا يتالءم وحتقيق أهدافها بفاعلية كبرية‪.‬‬

‫‪ -‬إلزام عقود الشراكة يف اإلطار اإلقليمي واجلهوي والقاري لالستفادة من الكفاءة والتجربة‬

‫والتخصص الذي مييز نشاط وتسيري هذه املؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع االستثمارات األجنبية املباشرة ملا هلا من أمهية يف توطني التكنولوجيا‪ ،‬وخلق فرص عمل‬

‫وتلبية االحتياجات االستهالكية واإلنتاجية‪.‬‬

‫إن هذه اإلجراءات ال ميكن حتقيقها إال يف إطار إسرتاتيجية محائية انتقائية تستفيد منها املنتجات‬

‫الوطنية لفرتة زمنية حمدودة‪ ،‬تتمكن من خالهلا املؤسسة من اكتساب املناعة الكافية لتجاوز املنافسة األجنبية‪.‬‬

‫‪ -‬و االستقرار التشريعي والقانوين أيضا من شأنه جذب هؤالء املستثمرين ألن كل تشريع ينص على محاية‬

‫أمالك املستثمر من فائدة هذا األخري أن يكون اثبتا ال تعديل فيه‪ ،‬وضرورة التنسيق بني القوانني حىت‬

‫ال تتناقص (قانون االستثمار‪ -‬قانون التجارة‪ ،‬املالية‪ ،‬اجلمارك)‪.‬‬

‫‪ -‬إعطاء ضماانت وامتيازات للمستثمرين األجانب بصيغة قانونية‪ ،‬لتشجيعهم على نقل أمواهلم وخرباهتم‬

‫للدولة املضيفة‪.‬‬

‫‪ -‬إعفاءات مجركية وضريبية جلذب استثماراهتم‪.‬‬

‫‪ -‬اللجوء للتحكيم يف حالة حدوث نزاع مفاجئ‪.‬‬

‫‪ -‬احلرية يف نقل أمواهلم للخارج‪.‬‬

‫‪ -‬تسهيالت إدارية‪ ،‬ابلقضاء على البريوقراطية‪.‬‬

‫‪ -‬حل مشكلة العقار الصناعي اليت ابتت هتدد كل مستثمر‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫املراجع‪:‬‬
‫الكتاب الديين‪:‬‬

‫‪ -‬سورة الكهف‪ ،‬اآلية رقم ‪ 37‬من القرآن الكرمي‪.‬‬

‫القاموس‪:‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬قاموس عريب‪ ،‬من إنتاج فليبس ‪ 19‬ديسمرب‪.1994‬‬
‫‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬ابللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -‬إميان عطية انصف‪ ،‬مبادئ اقتصادايت املوارد والبيئة‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬املكتب اجلامعي احلديث‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ -‬أمحد حسني الرفاعي‪ ،‬خالد واصف الوزين‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي بني النظرية والتطبيق‪،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار‬
‫وائل للنشر‪ ،‬األردن‪.1997،‬‬

‫‪-‬أمال إمساعيل شاور‪ ،‬املوارد االقتصادية‪ ،‬بدون طبعة‪،‬القاهرة‪،‬مصر‪.2000 ،‬‬


‫‪ -‬أمرية حسب هللا حممد‪ ،‬حمددات االستثمار املباشر و غري املباشر يف البيئة االقتصادية العربية "دراسة مقارنة"‬
‫تركيا‪-‬كوراي اجلنوبية‪ -‬مصر‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬الدار اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪.2004،‬‬
‫‪-‬بن عصمان حمفوظ‪،‬مدخل إىل اقتصاد احلديث‪،‬بدون طبعة‪،‬دار العلوم‪،‬ابتنة‪،‬اجلزائر‪.2003،‬‬
‫‪ -‬توفيق عبد الرحيم حسن‪ ،‬مبادئ االقتصاد اجلزئي‪ ،‬بدون طبعة‪،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2008‬‬

‫‪-‬مجال الدين لعريسات‪،‬مدخل إىل علم االقتصاد‪،‬بدون طبعة‪،‬دار إسهامات يف أدبيات‬


‫املؤسسة‪،‬تونس‪.1996،‬‬
‫‪ -‬حامد عبد اجمليد دراز‪ ،‬السياسات املالية‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬

‫‪ -‬حريب حممد موسى عريقات‪ ،‬مبادئ االقتصاد – التحليل اجلزئي ‪ ، -‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار وائل للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2005 ،‬‬
‫‪-‬داوود إبراهيم‪ ،‬حماضرات يف االقتصاد اجلزائي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪.1984 ،‬‬
‫‪ -‬سكينة بن محود‪ ،‬مدخل لعلم االقتصاد‪ ،‬بدون طبعة‪،‬دار احملمدية العامة‪ ،‬اجلزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬شوام بوشامة‪ ،‬مدخل يف اقتصاد العام‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬دار الغرب للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪2000 ،‬‬
‫صبحي اتترس قريصة‪،‬مقدمة يف االقتصاد‪،‬بدون طبعة‪،‬دار اجلامعات املصرية‪،‬اإلسكندرية‪1997،‬‬
‫‪ -‬صفوت أمحد عبد احلفيظ أمحد‪ ،‬دور االستثمار األجنيب يف تطوير أحكام القانون الدويل اخلاص‪ ،‬بدون‬

‫طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2000،‬‬

‫‪ -‬ضياء جميد املوسوي‪ ،‬اإلصالح النقدي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬اجلزائر‪.1993 ،‬‬

‫‪ -‬طلعت الدمرداش إبراهيم‪ ،‬املوارد االقتصادية‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬مكتبة القدس‪ ،‬مصر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬عادل أمحد حشيش‪ ،‬زينب حسني عوض هللا‪ ،‬مبادئ علم االقتصاد‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬

‫‪ -‬عبد احلميد زعباط ‪ ،‬االقتصاد اجلزئي‪،‬بدون طبعة‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬اجلزائر‪.2001،‬‬

‫‪ -‬عبد السالم أبو قحف‪ ،‬اقتصادايت االستثمار الدويل‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬املكتب العريب احلديث‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪-‬عبد اللطيف بن شنهو‪ ،‬مدخل إىل علم االقتصاد السياسي‪،‬بدون طبعة‪،‬ديوان املطبوعات‬
‫اجلامعية‪،‬اجلزائر‪.2004،‬‬
‫‪ -‬عبد املطلب عبد احلميد‪ ،‬مبادئ وسياسات االستثمار‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪2010 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الوهاب األمني‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪،‬الطبعة األوىل‪ ،‬احلامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬األردن‪.2002،‬‬

‫‪ -‬علي خالفي‪ ،‬املدخل إىل علم االقتصاد مفاهيم‪ -‬مصطلحات – أسئلة –بدون طبعة‪ ،‬أسامة للطباعة‬

‫والنشر والتوزيع‪ ،‬اجلزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪ -‬قادري عبد العزيز‪ ،‬االستثمارات الدولية ( التحكيم التجاري الدويل‪ ،‬ضمان االستثمارات)‪ ،‬بدون طبعة‪،‬‬

‫دار هومة‪ ،‬بوزريعة‪ ،‬اجلزائر‪.2004 ،‬‬

‫‪ -‬كامل بكري وحممود يونس‪ ،‬عبد النعيم مبارك‪ ،‬املوارد واقتصادايهتا‪،‬بدون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬بريوت‪،‬دون اتريخ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫‪-‬لعشب حمفوظ‪ ،‬سلسلة القانون االقتصادي‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬الساحة املركزية‪،‬بن‬
‫عكنون‪.1997،‬‬
‫‪-‬حممد بلقاسم حسن هبلول‪ ،‬سياسة متويل التنمية وتنظيمها يف اجلزائر‪ ،‬بدون طبعة‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪-‬حممد جامد عبد هللا‪ ،‬اقتصادايت املوارد‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪.1991‬‬
‫‪ -‬حممد رايض األبرش‪ ،‬نبيل مرزوق‪ ،‬اخلصخصة (آفاقها وأبعادها)‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬دار الفكر املعاصر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -‬حممد يسرى إبراهيم عيسى "املوارد االقتصادية‪ ،‬ماهيتها‪ ،‬أنواعها‪ ،‬اقتصادايهتا‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار املعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪،‬مصر‪.1996 ،‬‬
‫‪ -‬حممود الطنطاوي اجلاز‪ ،‬مدخل لدراسة االقتصاد السياسي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬مؤسسة الثقافة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬

‫‪.2004‬‬

‫‪ -‬حمي حممد مسعد‪ ،‬الوجيز يف مبادئ علم االقتصاد‪،‬بدون طبعة‪ ،‬الدار اجلامعية اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -‬مىن حممود مصطفى‪ ،‬املنازعات الدولية لالستثمار األجنيب املباشر و دور التحكيم يف تسوية منازعات‬
‫االستثمار‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1990،‬‬
‫ابللغة األجنبية ‪:‬‬

‫‪- Carreau D. FLary Th. Feuillard p, Droit International Economique,‬‬


‫‪3e édition, IGDJ, Paris ,1990.‬‬
‫‪-Leila abdeladim : les privatisations d’entreprises publiques dans les‬‬
‫‪pays du Maghreb (Maroc-Algérie-Tunis) les éditions internationales‬‬
‫‪septembre 1998.‬‬
‫رسائل الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ -‬حازم مجعة‪ ،‬احلماية الدبلوماسية للمشروعات املشرتكة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬عني مشس‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1981‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ -‬علي حسني ملحم‪ ،‬دور املعاهدات الدولية يف محاية االستثمارات األجنبية اخلاصة يف الدول النامية ‪ ،‬رسالة‬

‫دكتوراه‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪.1998 ،‬‬

‫رسائل املاجستري‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الرمحن تومي‪ ،‬واقع وآفاق االستثمار األجنيب املباشر من خالل اإلصالحات االقتصادية يف اجلزائر‪،‬‬
‫مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪ -‬موازي بالل‪ ،‬االستثمار والتنمية االقتصادية جتربة اجلزائر‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -‬مروان عطون‪ ،‬األسواق املالية والنقدية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪.1993 ،‬‬
‫‪-‬هدير عبد القادر‪ ،‬واقع السياحة يف اجلزائر وآفاق تطويرها‪ ،‬مذكرة ماجستري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2006 ،‬‬
‫املقاالت‪:‬‬
‫‪ -‬أمحد شرف الدين‪ ،‬استثمار املال العريب ( أتثري فكرته االقتصادية يف قواعد قانونية )‪ ،‬العدد ‪436‬جملة غرفة‬
‫اإلسكندرية التجارية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬يناير – فرباير ‪.1985‬‬
‫‪ -‬بوعشة مبارك‪ ،‬اخلوصصة ابعتبارها إحدى األدوات األساسية لإلصالح االقتصادي‪ ،‬عدد ‪،8‬جملة العلوم‬
‫اإلنسانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.1997 ،‬‬
‫‪ -‬عبد الوهاب مشام‪ ،‬دراسة حول اخلوصصة والتحوالت اهليكلية‪ ،‬العدد ‪،8‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة‬
‫قسنطينة‪.1997 ،‬‬
‫‪-‬ندير حسني‪ ،‬مقالة االحتاد األورويب ‪،‬املنظم من طرف احتاد احملامني العرب‪ ،‬فندق السوفيتال‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫النصوص القانونية ‪:‬‬
‫‪-‬األمر ‪ 22-95‬املؤرخ يف ‪ 29‬ربيع األول ‪ 1416‬املوافق لـ ‪ 26‬أوت ‪ 1995‬املتعلق خبوصصة املؤسسات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪-‬األمر ‪ 12-97‬املؤرخ يف ‪ 11‬ذو القعدة ‪ 1417‬املوافق لـ ‪ 19‬مارس ‪ 1997‬املتعلق لتنظيم املؤسسات‬
‫العمومية واالقتصادية‪ ،‬تسيريها و خوصصتها‪.‬‬
‫‪ -‬األمر ‪ 03-01‬املؤرخ يف ‪ 11‬ربيع الثاين ‪ 1422‬املوافق لـ ‪ 20‬أوت ‪2001‬املعدل املتعلق بتطوير‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫‪-‬األمر ‪ 04 – 2001‬املؤرخ يف ‪ 1‬مجادى الثانية عام ‪ 1422‬املوافق لـ ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬املتعلق لتنظيم‬
‫املؤسسات العمومية واالقتصادية‪ ،‬تسيريها و خوصصتها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫‪01‬‬ ‫املقدمة‪:‬‬
‫‪03‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬علم االقتصاد السياسي (تطور مفهومه‪ ،‬أنواعه وعالقاته ابلعلوم األخرى‪ ،‬مضمونه‪.‬‬
‫‪03‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تطور مفهوم علم االقتصاد‪.‬‬
‫‪05‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املعىن اللغوي األصلي لكلمة االقتصاد‪.‬‬
‫‪05‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬املعىن االصطالحي لالقتصاد‪.‬‬
‫‪09‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬فروع االقتصاد وعالقته ابلعلوم األخرى‬
‫‪09‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الفروع األساسية لالقتصاد‪.‬‬
‫‪09‬‬ ‫االقتصاد الكلي‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪10‬‬ ‫ب‪ -‬االقتصاد اجلزئي‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬االقتصاد وعالقته ببعض العلوم األخرى‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫أ ‪ -‬عالقة علم االقتصاد بعلم السياسة‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫عالقة علم االقتصاد بعلوم اجلغرافيا واجليولوجيا‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫‪12‬‬ ‫ت‪-‬عالقة علم االقتصاد ابلعلوم االجتماعية و السياسية‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫ث‪-‬عالقة علم االقتصاد بعلوم الرايضيات والتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬مضمون علم االقتصاد‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املشكلة االقتصادية‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫أ‪ -‬احلاجات وتعددها‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫أ‪ -1-‬خصائص احلاجات االقتصادية‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫أ‪-1-1-‬قابليتها للتعدد والتنافسية‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫أ‪- 2-1-‬التكامل‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫أ‪-3 -1-‬القابلية لإلشباع ونسبيتها‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫أ‪ -2-‬تصنيف احلاجات االقتصادية‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫أ‪ -3-‬أنواع احلاجات‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫‪16‬‬ ‫أ‪-1-3-‬حاجات األفراد‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫أ‪- 2-3-‬حاجات املنظمات‪.‬‬
‫‪16‬‬ ‫أ‪ -3-3-‬حاجات اجملتمع‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫ب‪ -1 -‬أنواع املوارد‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫ب‪ 1-1-‬املوارد الطبيعية (غري اقتصادية)‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫ب‪ 2-1-‬املوارد االقتصادية‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫ب‪ -2-‬تصنيف املوارد االقتصادية‪.‬‬
‫‪20‬‬ ‫ب‪ 1-2-‬وسائل االستهالك‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫ب‪ 2-2-‬الوسائل اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪22‬‬ ‫ب‪ -3-‬قيمة املوارد االقتصادية‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫ب‪ 1-3-‬القيمة االستعمالية‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫ب‪ 2-3-‬القيمة التبادلية‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫ب‪ 1-2-3-‬القيمة عند أرسطو‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫ب‪ 2-2-3-‬القيمة عند آدم مسيث‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫ب‪ 3-2-3-‬القيمة عند ريكاردو‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫ب‪ 4-2-3-‬القيمة عند احلديني‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أسباب املشكلة االقتصادية‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫أ‪ -‬الندرة النسبية‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫ب ‪ -‬مشكلة االختيار‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬تطور الفكر االقتصادي واألنظمة االقتصادية‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تطور الفكر االقتصادي‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الفكر االقتصادي للحضارات الشرقية القدمية‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬الفكر االقتصادي عند اليوانن (احلضارة اليواننية القدمية)‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫أ‪ -‬الفكر االقتصادي عند أفالطون‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫‪32‬‬ ‫ب‪-‬الفكر االقتصادي ألرسطو‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الفكر االقتصادي للحضارة الرومانية‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الفكر االقتصادي يف العصور الوسطى‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫أ‪ -‬يف أورواب‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫ب‪ -‬يف العامل العريب‪.‬‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬الفكر االقتصادي الليربايل‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫أ‪-‬آدم مسيث‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫ب‪ -‬جون ابتيست ساي‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫ت‪-‬دافيد ريكاردو‬
‫‪36‬‬ ‫ث‪-‬توماس روبرت مالتس‪.‬‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬التيار اإلصالحي‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬نظرايت املدرسة احلديثة‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثامن‪ :‬املدرسة الكنزية أو احلديثة‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع التاسع‪ :‬االجتاهات املعاصرة للفكر االقتصادي‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫أ ‪ -‬مدرسة شيكاغو‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫ب‪ -‬الكنزيون املعتدلون‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫ت‪-‬الفكر الكالسيكي اجلديد‪.‬‬
‫‪40‬‬ ‫املطلب الثاين‪:‬األنظمة االقتصادية‪.‬‬
‫‪41‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬النظام التقليدي‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثاين‪:‬النظام املوجه أو االشرتاكي‪.‬‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬نظام اقتصاد السوق‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الرابع‪:‬النظام االقتصادي املختلط‪.‬‬
‫‪44‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫املبحث الرابع‪ :‬بعض ملفاهيم االقتصادية(االدخار و االكتناز ‪،‬االستثمار و اخلوصصة)‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪46‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬االدخار‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫املطلب الثاين‪:‬االكتناز‪.‬‬
‫‪47‬‬ ‫املطلب الثالث‪:‬االستثمار‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفهوم االستثمار ‪.‬‬
‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أنواع االستثمار‪.‬‬
‫‪53‬‬ ‫أ‪ -‬االستثمار التجاري و الصناعي‪ ،‬التكنولوجي و املايل‪:‬‬
‫‪54‬‬ ‫ب‪ -‬االستثمار املباشر و االستثمار غري املباشر‪:‬‬
‫‪56‬‬ ‫ت‪ -‬االستثمار احمللي والدويل‪ ،‬اخلاص و العام‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬جذب االستثمار األجنيب واالهتمام مبجموعة من القطاعات ‪.‬‬
‫‪57‬‬ ‫أ‪ -‬جذب االستثمارات األجنبية‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫ب‪ -‬االهتمام ابملؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫ت‪ -‬إصالح اهلياكل والقطاعات االقتصادية‪.‬‬
‫‪58‬‬ ‫ت‪ -1-‬إعادة االعتبار لقطاع السياحة‪.‬‬
‫‪59‬‬ ‫ت‪ -2-‬إعادة االعتبار لقطاع الفالحة‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫ت‪ 3-‬إصالح املنظومة البنكية‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫ت‪ -4-‬دعم بعض الصناعات‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫ت‪ -5-‬تنشيط بورصة اجلزائر‪.‬‬
‫‪61‬‬ ‫ت‪-6-‬تعزيز مكانة اجلزائر ومصاحلها على الساحة الدولية‪.‬‬
‫‪63‬‬ ‫املطلب الرابع‪:‬اخلوصصة‬
‫‪65‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفاهيم اخلوصصة‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫أ‪ -‬املفهوم االقتصادي للخوصصة‬
‫‪67‬‬ ‫ب‪ -‬املفهوم القانوين للخوصصة‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أسباب اخلوصصة‪.‬‬
‫‪70‬‬ ‫أ‪ -‬األسباب السياسية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪71‬‬ ‫ب‪ -‬األسباب االقتصادية‪.‬‬
‫‪74‬‬ ‫ت‪ -‬األسباب االجتماعية‪.‬‬
‫‪75‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أهداف اخلوصصة‪.‬‬
‫‪76‬‬ ‫أ‪ -‬األهداف السياسية‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫ب‪ -‬األهداف االقتصادية‪.‬‬
‫‪78‬‬ ‫ت‪ -‬األهداف االجتماعية‪.‬‬
‫‪78‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬اختيارات اخلوصصة واإلجراءات املسبقة هلا‪.‬‬
‫‪78‬‬ ‫أ‪ -‬املؤسسة العمومية كاختيار للخوصصة‪.‬‬
‫‪79‬‬ ‫ب‪ -‬اإلجراءات املسبقة للخوصصة‪.‬‬
‫‪80‬‬ ‫الفرع اخلامس‪ :‬اخلوصصة يف ظل األمر ‪.22-95‬‬
‫‪81‬‬ ‫أ‪ -‬األحكام العامة الواردة يف األمر ‪.22-95‬‬
‫‪83‬‬ ‫ب‪ -‬طرق اخلوصصة‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪-1‬التنازل عن طريق السوق املالية‪.‬‬
‫‪85‬‬ ‫‪ -2‬التنازل عن طريق املزايدة‪:‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪ -3‬التنازل عن طريق عقود اإلدارة (خوصصة التسيري)‬
‫‪87‬‬ ‫‪ -4‬التنازل عن طريق الرتاضي ‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫ت‪ -‬األجهزة املكلفة ابخلوصصة‪.‬‬
‫‪88‬‬ ‫ت‪-1-‬اهليئة املكلفة بتنفيذ اخلوصصة‪.‬‬
‫‪89‬‬ ‫ت‪ -2-‬جملس اخلوصصة‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫ت‪-3-‬جلنة املراقبة‬
‫‪93‬‬ ‫اخلامتة‬
‫‪95‬‬ ‫املراجع‬
‫‪99‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪102‬‬

You might also like