You are on page 1of 7

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/348311094

‫ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ واﻟﺨﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺘﻤﻴﺰ وﺿﻮاﺑﻂ اﻟﺠﻤﻊ‬-‫اﻟﺪرس اﻟﺨﺎﻣﺲ‬

Conference Paper · January 2021

CITATIONS READS
0 10,935

1 author:

‫ﺑﻠﺨﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ آﻳﺖ ﻋﻮدﻳﺔ‬


Université de Ghardaia
58 PUBLICATIONS 0 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by ‫ ﺑﻠﺨﻴﺮ ﻣﺤﻤﺪ آﻳﺖ ﻋﻮدﻳﺔ‬on 07 January 2021.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫د‪ .‬آيت عودية بلخري حممد‪ ،‬دروس موجزة للسداسي األول من مقياس قانون املسؤولية اإلدارية‪ ،‬موجهة لطلبة السنة األوىل ماسرت‪ ،‬ختصص القانون اإلداري‪ ،‬السنة اجلامعية‬

‫‪ .0202/0202‬قسم احلقوق‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة غرداية‪.‬‬

‫الدرس اخلامس‬
‫اخلطأ املرفقي واخلطأ الشخصي‪ :‬معايري التمييز وضوابط اجلمع‬
‫بالرغم من أن اخلطأ يصدر عن العون البشري دائما إال أن نسبته وحتمل تبعاته ال تقع دائما‬

‫على العون‪ ،‬فوجب بذلك التمييز بني اخلطأ املرفقي الذي ينسب للمرفق وتتحمله اإلدارة‪ ،‬واخلطأ‬

‫الشخصي الذي ينسب للعون العمومي والذي جيب عليه حتمله‪ ،‬حيث تقضي مثال املادة ‪411‬‬

‫من القانون رقم ‪ 41-44‬املتعلق بالبلدية‪" :‬البلدية مسؤولة مدنيا عن األخطاء اليت يرتكبها‬

‫رئيس اجمللس الشعيب البلدي ومنتخبو البلدية ومستخدموها أثناء ممارسة مهامهم أو مبناسبتها‪/.‬‬

‫وتلزم البلدية برفع دعوى الرجوع أمام اجلهة القضائية املختصة ضد هؤالء يف حالة ارتكابهم خطأ‬

‫شخصيا"‪ .‬هذه االستقاللية بني اخلطئني‪ :‬املرفقي والشخصي‪ ،‬ال تعين عدم التداخل بينهما من‬

‫الناحية العملية‪ ،‬مما يفرض وضع ضوابط تعاجل ذلك ضمن متطلبات املصلحة العامة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التمييز بني اخلطأ املرفقي واخلطأ الشخصي‬


‫أرسى كل من الفقه والقضاء معايري فاصلة بني اخلطأ املصلحي واخلطأ الشخصي؛ تبنى‬

‫املشرع بعضها يف وقت الحق‪ .‬وللتفصيل أكثر يف هذا الشأن‪ ،‬نتعرض فيما يلي ألبرز تلك املعايري‬

‫سواء لدى الفقه أو لدى القضاء‪:‬‬


‫‪ -4‬املعايري الفقهية للتمييز بني اخلطأ املرفقي و اخلطأ الشخصي‬
‫اقرتح الفقه عدة معايري للتمييز بني األخطاء املرفقية واألخطاء الشخصية؛ من بينها‪:‬‬

‫أ‪ -‬معيار األهواء الشخصية‬


‫وقال به الفقيه الفرنسي"ادوارد الفرييار"‪ ،‬والذي يرى أن اخلطأ يكون شخصيا إذا كان‬

‫العمل الضار مطبوعا بطابع شخصي يكشف عن اإلنسان بضعفه ونزواته وعدم تبصره‪ ،‬أما إذا‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬آيت عودية بلخري حممد‪ ،‬دروس موجزة للسداسي األول من مقياس قانون املسؤولية اإلدارية‪ ،‬موجهة لطلبة السنة األوىل ماسرت‪ ،‬ختصص القانون اإلداري‪ ،‬السنة اجلامعية‬

‫‪ .0202/0202‬قسم احلقوق‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة غرداية‪.‬‬

‫كان العمل الضار غري مطبوع بطابع شخصي‪،‬و ينبئ عن موظف عرضة للخطأ والصواب‪،‬‬

‫فاخلطأ حني ذاك يكون مصلحيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬معيار الغاية‬


‫ينسب هذا املعيار إىل الفقيه "ليون دجيي"‪ ،‬ويقوم على أساس الغاية من التصرف‬

‫اإلداري اخلاطئ‪ ،‬فإذا كان املوظف قد تصرف ليحقق أحد األهداف املنوط باإلدارة حتقيقها‬

‫واليت تدخل يف وظيفته اإلدارية‪ ،‬فإن خطأه يندمج يف أعمال اإلدارة‪ ،‬وينسب إىل املرفق العام‪.‬‬

‫أما إذا تصرف املوظف بقصد حتقيق أغراض ال عالقة هلا بالوظيفة ليشبع رغبته اخلاصة‪ ،‬فإن‬

‫اخلطأ يف هذه احلالة يعد شخصيا‪.‬‬

‫ج‪ -‬معيار االنفصال عن الوظيفة‬


‫قال بهذا املعيار الفقيه الفرنسي" هوريو"‪ ،‬ويذهب إىل أن اخلطأ يعترب شخصيا إذا أمكن‬

‫فصله عن الوظيفة‪ .‬ساير املشرع اجلزائري هذا الرأي‪ ،‬حيث اعترب يف املادة ‪ 14‬األمر رقم‬

‫‪ 11-10‬املتضمن القانون االساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬أنه‪" :‬إذا تعرض املوظف ملتابعة‬

‫قضائية من الغري‪ ،‬بسبب خطأ يف اخلدمة‪ ،‬وجيب على املؤسسة أو اإلدارة العمومية اليت ينتمي‬

‫إليها أن حتميه من العقوبات املدنية اليت تســلط عليه ما مل ينسب إىل هذا املوظف خطأ شخصي‬

‫يعترب منفصال عن املهام املوكلة له"‪.‬‬

‫يكون اخلطأ منفصال ماديا عن الوظيفة‪ ،‬إذا ظهر االنفصال بشكل مادي ملموس وذلك إذا‬

‫كانت واجبات ومقتضيات الوظيفة العامة ال تتطلب القيام مبثل هذا العمل أصال‪ .‬كأن يقوم أحد‬

‫أعوان الضبط اإلداري بإطالق أعرية نارية أثناء عملية ملكافحة الشغب دون أن يتلقى األمر‬

‫بذلك‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬آيت عودية بلخري حممد‪ ،‬دروس موجزة للسداسي األول من مقياس قانون املسؤولية اإلدارية‪ ،‬موجهة لطلبة السنة األوىل ماسرت‪ ،‬ختصص القانون اإلداري‪ ،‬السنة اجلامعية‬

‫‪ .0202/0202‬قسم احلقوق‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة غرداية‪.‬‬

‫أما االنفصال املعنوي أو الذهين‪ ،‬فإنه يتحقق إذا كان العمل وإن كان يبدو يف ظاهره يدخل‬

‫يف دائرة واجبات الوظيفة باتصاله بها اتصاال ماديا‪ ،‬إال أنه إذا استطعنا أن نطلع على نية فاعله‪،‬‬

‫جند أنه قصد به إحداث أضرار للغري‪ .‬كأن يصدر الرئيس املختص قرارا يعاقب فيه مرؤوسه ال‬

‫لشيء إال ألنه خيالفه سياسيا أو لنزاع شخصي معه‪.‬‬

‫‪-2‬املعايري القضائية للتمييز بني اخلطأ الشخصي واملرفقي‬


‫القضاء اإلداري ال يأخذ بالنظريات الفقهية – السابق ذكر أهمها‪ -‬إال على سبيل‬

‫االسرتشاد‪ ،‬وفضل إقرار معايري عملية متيز اخلطأ الشخصي عن اخلطأ املرفقي‪:‬‬

‫أ‪ -‬اخلطأ منقطع الصلة كلية بوظيفة العون العمومي‬


‫هي احلالة الطبيعية والعادية للخطأ الشخصي‪ ،‬واليت تقوم عندما يكون اخلطأ املرتكب‬

‫واملنسوب إىل املوظف ال عالقة له بعمله الوظيفي إطالقا‪ ،‬كأن يقصر يف واجب تولي رقابة ابنه‬

‫القاصر‪.‬‬

‫ب‪ -‬اخلطأ اجلنائي‬


‫يعترب القضاء اإلداري األخطاء اجلنائية كأخطاء شخصية غالبا‪ ،‬وإن اتصلت يف بعض‬

‫األحيان اتصاال ماديا باملرفق العام‪ .‬وهذا على حنو ما قضى به جملس الدولة بتاريخ‬

‫‪( 2114/10/10‬يف قضية ورثة م‪.‬ع ضد بلدية أوالد فايت) بانعدام اخلطأ املرفقي‪ ،‬ووجود‬

‫خطأ شخصي حلارس بلدي ارتكب جناية القتل العمد بسالح اخلدمة ضد املواطن م‪.‬ع‪ ،‬وجاء‬

‫يف حيثيات القرار‪" :‬حيث أن دراسة األوراق احلاضرة خالية من ما يفيد أن السيد هـ‪.‬ر الذي‬

‫توبع بتهمة القتل العمدي‪ ،‬والذي ارتكب األفعال اليت تركب منها موضوع النزاع‪ ،‬كان وقت‬

‫ارتكابه لتلك الوقائع يف تأدية وظيفته أو بسببها‪ ،‬وحبسبه فإن خطأ املصلحة مبفهوم القانون‬

‫اإلداري غري متوفر‪ ،‬واملستأنف عليها غري مسؤولة‪ ،‬واملسؤول عن التعويض هو الفاعل نفسه"‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫د‪ .‬آيت عودية بلخري حممد‪ ،‬دروس موجزة للسداسي األول من مقياس قانون املسؤولية اإلدارية‪ ،‬موجهة لطلبة السنة األوىل ماسرت‪ ،‬ختصص القانون اإلداري‪ ،‬السنة اجلامعية‬

‫‪ .0202/0202‬قسم احلقوق‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة غرداية‪.‬‬

‫ج‪ -‬اخلطأ اجلسيم‬


‫هو خطأ غري عمدي كاإلهمال وعدم احليطة‪ ،‬غري أنه يتميز عنها من حيث درجة‬

‫جسامته‪ ،‬واليت تقدر على ضوء ظروف وقوع الفعل أو على اعتبار خطورة ما يرتتب على هذا‬

‫السلوك‪ .‬كأن يطلب أحد اجلنود إدخاله للمستشفى‪ ،‬إال أن الطبيب العسكري يرفض ذلك‬

‫فيموت اجلندي‪ .‬تبنى املشرع اجلزائري هذا املعيار يف املادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪01-07‬‬

‫املتضمن إعداد مسح األراضي العام وتأسيس السجل العقاري‪ ،‬واليت تقضي بأن‪" :‬تكون الدولة‬

‫مسؤولة بسبب األخطاء املضرة بالغري واليت يرتكبها احملافظ أثناء ممارسة مهامه‪ .‬ودعوى‬

‫املسؤولية احملركة ضد الدولة جيب أن ترفع يف أجل عام واحد ابتداء من اكتشاف فعل الضرر‬

‫وإال سقطت الدعوى‪ /.‬وتتقادم الدعوى مبرور مخسة عشر عاما ابتداء من ارتكاب اخلطأ‪.‬‬

‫وللدولة احلق يف رفع دعوى الرجوع ضد احملافظ يف حالة اخلطأ اجلسيم هلذا األخري"‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬ضوابط اجلمع بني اخلطأ املرفقي واخلطأ الشخصي‬


‫على ضوء ما سبق؛ إذا كان هناك خطأ مرفقي فإن اإلدارة هي من يتحمل مسؤولية جرب‬

‫الضرر الناجم عنه‪ ،‬أما إذا كان هناك خطأ شخصي‪ ،‬فالعون العمومي هو الذي يتحمل مسؤولية‬

‫جرب الضرر‪ .‬إال أن الوقائع العملية املتشابكة قد خففت من حدة وإطالق هذه القاعدة بربوز‬

‫حاالت تشرتك فيها أخطاء مرفقية مع أخطاء شخصية ألعوان عموميني يف إحداث الضرر‪،‬‬

‫وحاالت أخرى حيتم فيها املنطق القانوني قيام مسؤولية اإلدارة بالرغم من أن الضرر كان نتاجا‬

‫خالصا خلطأ شخصي‪ .‬ونتيجة لذلك ظهرت "نظرية اجلمع"‪ ،‬واليت ميكن أن نفصل فيها ببيان‬

‫حاالت قيامها واآلثار املرتتبة عنها‪.‬‬

‫‪ -4‬حاالت اجلمع‬
‫وتتمثل يف حالتني‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪ .‬آيت عودية بلخري حممد‪ ،‬دروس موجزة للسداسي األول من مقياس قانون املسؤولية اإلدارية‪ ،‬موجهة لطلبة السنة األوىل ماسرت‪ ،‬ختصص القانون اإلداري‪ ،‬السنة اجلامعية‬

‫‪ .0202/0202‬قسم احلقوق‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة غرداية‪.‬‬

‫أ‪ -‬اجلمع بني األخطاء‬


‫وهي حالة اشرتاك األخطاء الشخصية واملرفقية يف إحداث الضرر‬
‫ب‪ -‬اجلمع بني املسؤوليات‬
‫وتكون يف حالة األخطاء الشخصية غري املنفصلة متاما عن الوظيفة‪ .‬يف هذه احلالة خطأ‬

‫واحد فقط هو مصدر الضرر‪ ،‬وهو اخلطأ الشخصي للعون العمومي والذي يفرتض أن يقيم‬

‫مسؤولية العون الشخصية فقط‪ ،‬إال أنه نظرا لالرتباط املادي أو املعنوي هلذا اخلطأ باملرفق العام‪،‬‬

‫خلص القضاء إىل إقامة مسؤولية املرفق العام أيضا‪ ،‬واليت تظهر يف حالتني‪:‬‬

‫* حالة األخطاء الشخصية املرتكبة أثناء القيام باخلدمة‪ :‬مبعنى أن تكون الوظيفة هي اليت‬

‫وضعت بني يدي املوظف أسباب ارتكاب اخلطأ‪ .‬ويكون األمر كذلك إذا ارتكب اخلطأ أثناء‬

‫تنفيذ اخلدمة أو مبناسبتها ومثاهلا أن خيرج جندي مناوب إىل حفل أقيم جبوار الثكنة‪ ،‬ويف حالة‬

‫ابتهاج أطلق رصاصة مبسدس اخلدمة أصابت أحد احلاضرين خطأ‪.‬‬

‫* حالة األخطاء الشخصية املرتكبة خارج اخلدمة‪ :‬تقوم هذه احلالة عندما تكون بعض األعمال‬

‫املرتكبة ذات عالقة وطيدة مع املرفق‪ .‬وذلك بأن تسهل الصفة الوظيفية أو وسائلها ارتكاب‬

‫اخلطأ‪ .‬ومثال هذه احلالة أن يقوم طبيب عمومي ويف خارج أوقات العمل ويف غري مناسبتها‬

‫بإجراء عملية جراحية ملريض ينتج عنها عاهات مستدمية‪ .‬إذ لوال صفة الطبيب ملا مسح له‬

‫بإجراء العملية‪.‬‬

‫‪ -2‬نتائج اجلمع‬
‫تظهر نتائج مجع األخطاء ومجع املسؤوليات يف الدعويني اآلتيتني‪:‬‬
‫أ‪ -‬دعوى املتضرر‬

‫‪5‬‬
‫د‪ .‬آيت عودية بلخري حممد‪ ،‬دروس موجزة للسداسي األول من مقياس قانون املسؤولية اإلدارية‪ ،‬موجهة لطلبة السنة األوىل ماسرت‪ ،‬ختصص القانون اإلداري‪ ،‬السنة اجلامعية‬

‫‪ .0202/0202‬قسم احلقوق‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة غرداية‪.‬‬

‫ينتج عن اجلمع متتع املتضرر حبق اخليار يف املالحقات اليت ميكن مباشرتها سواء ضد‬

‫اإلدارة‪ ،‬أو ضد العون أو كالهما‪ ،‬إال أن هذا ال مينحه حق احلصول على تعويض مضاعف‬

‫عما هو مستحق‪.‬‬
‫ب‪ -‬دعوى الرجوع‬
‫واليت ميكن أن ترفعها اإلدارة على العون أو العكس‪ ،‬وذلك تناسبا مع ما اختاره املضرور‬

‫وما مت دفعه من تعويض‪.‬‬

‫‪6‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like