You are on page 1of 4

‫موازنة العامة للدولة‪.

‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬دورة الموازنة العامة للدولة‬

‫تمر الموازنة العامة للدولة بعدة مراحل‪ ،‬ابتداًء من مرحلة التحضير واإلعداد‪ ،‬حتى مراحل االعتماد والتنفيذ والرقاب!!ة‪،‬‬
‫ثم تبدأ دورة جديدة لسنة قادمة‪ .‬لذلك‪ ،‬عادة ما يطلق على هذه العملية "دورة الموازنة العام!!ة للدول!!ة"‪ .‬ويمكن تتب!!ع مراح!!ل‬
‫هذه الدورة‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬مرحلة إعداد الموازنة العامة للدولة‬
‫السلطة المختصة بإعداد الموازنة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًال‬
‫ُيَع ّد إعداد الموازنة العامة عم إداري بحت ‪ ،‬تقوم به السلطة التنفيذية في الدولة‪ ،‬أي الحكومة‪.‬‬
‫والشك‪ ،‬أن إعداد الحكومة الموازنة العامة‪ُ ،‬يَع ّد أمرًا طبيعيًا‪ ،‬لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫أ‪ .‬تحتاج الموازنة العامة إلى قدر كبير من التنسيق بين بنودها المختلفة‪ ،‬وهو أمٌر ال يتحقق إّال إذا تولت الحكومة إع!!دادها‪.‬‬
‫أّم ا إذا ُت رك للس!!!لطة التش!!!ريعية إع!!!داد الموازن!!!ة العام!!!ة‪ ،‬فلن يتحق!!!ق التنس!!!يق بين بنوده!!!ا المختلف!!!ة‪ ،‬نظ!!!رًا إلى‬
‫تعدد أعضاء السلطة التشريعية‪ ،‬واختالف اتجاهاتهم السياس!!ية‪ ،‬وانتم!!اءاتهم الحزبي!!ة‪ ،‬ومن َثّم ‪ ،‬تب!!اين مط!!البهم المالي!!ة‪ ،‬إّم ا‬
‫إرضاء لناخبيهم وإّم ا تجاوبًا مع برامج أحزابهم‪ ،‬من دون النظر إلى االعتبارات الفنية واالقتصادية‪ ،‬ومسؤوليات الدولة‪.‬‬
‫ب‪ .‬من األمور المتفق عليها‪ ،‬أن الحكومة هي المسؤولة عن تنفيذ الموازنة العامة‪ ،‬ول!!ذلك فمن المنط!!ق أن تت!!ولى إع!!دادها‪،‬‬
‫ألنها ستحاول أن تكون الموازنة العامة واقعية ودقيقة‪ ،‬حتى يمكن تنفيذها من دون معوقات أو صعاب‪.‬‬
‫ج‪ .‬نظرًا إلى أن الحكومة هي المسؤولة عن تسيير المرافق العامة‪ ،‬لذا‪ ،‬فإنها ُتعّد أقدر السلطات على تقدير اإليرادات العامة‬
‫والنفقات العام!!ة‪ ،‬بدرج!ة كب!!يرة من الدق!!ة‪ ،‬ألنه!!ا أق!!در من غيره!!ا على معرف!!ة احتياج!ات ه!!ذه المراف!!ق من النفق!ات‪ ،‬وم!!ا‬
‫ينتظر أن تدّره من إيرادات‪.‬‬
‫د‪ .‬نظرًا إلى أن الموازنة العامة للدولة هي البرنامج‪ ،‬السياسي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬للحكومة خالل الس!!نة المقبل!!ة‪ ،‬ل!!ذا‬
‫فمن الط!!بيعي أن ُيْت رك للحكوم!!ة إع!!داد الموازن!!ة العام!!ة‪ ،‬ح!!تى ت!!أتى معِّب رة عن ه!!ذا البرن!!امج‪ ،‬ويمكن في النهاي!!ة‬
‫محاسبة الحكومة‪ ،‬عن مدى تنفيذها لما التزمت به‪ ،‬في برنامجها‪.‬‬
‫‪ .2‬سلطة وزير المالية في إعداد الموازنة‬
‫بعد أن تنتهي كل وزارة من تقدير نفقاتها وإيراداتها للسنة المقبلة‪ ،‬يستلزم األمر إجراء تنس!!يق بينه!!ا‪ ،‬ويق!!وم ب!!ه وزي!!ر‬
‫المالية‪ ،‬ألنه أقدر من غيره على إجرائه‪ ،‬إذ تتوافر لديه الصورة العامة والكاملة‪ ،‬لألوضاع المالية للدولة‪.‬‬
‫‪ .3‬خطوات إعداد الموازنة العامة‬
‫يمّر إعداد الموازنة العامة‪ ،‬عادة‪ ،‬بخمس خطوات هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬إعداد إطار مشروع الموازنة العامة‪:‬إذ يتولى وزير المالية إعداد هذا اإلط!ار‪ ،‬ال!ذي يتض!من اتجاه!ات السياس!ة المالي!ة‪،‬‬
‫وإمكاني!!ات الخزان!!ة العام!!ة للدول!!ة في ض!!وء مص!!ادر التموي!!ل المتاح!!ة‪ ،‬داخلي!ًا وخارجي!ًا‪ ،‬ومتطلب!!ات اإلنف!!اق الع!!ام‪ ،‬م!!ع‬
‫ربط ذلك اإلطار بإمكانيات موازنة النق!د األجن!بي من جه!ة‪ ،‬وبالخط!ة العام!ة للتنمي!ة‪ ،‬االقتص!ادية واالجتماعي!ة‪ ،‬من جه!ة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫ب‪ .‬إصدار منشور الموازنة العام ة‪:‬تت!ولى وزارة المالي!ة إص!دار ه!ذا المنش!ور‪ ،‬وإرس!اله إلى جمي!ع ال!وزارات والهيئ!ات‬
‫العامة‪ .‬ويتضمن الخطوط العامة إلعداد مشروع الموازنة‪ ،‬مع بيانات عن عناصر السياسة المالية للسنة المقبل!!ة‪ ،‬إلى ج!!انب‬
‫أسس تقدير النفقات‪ .‬كما يتضمن‪ ،‬كذلك‪ ،‬مواعيد موافاة وزارة المالية‪ ،‬بمشروعات موازنات الوزارات والهيئات العامة‪.‬‬
‫ج‪ .‬إعداد مشروعات موازنات الوزارات والهيئات العامة‪:‬يجرى تش!!كيل لجن!!ة في ك!!ل وزارة أو هيئ!!ة عام!!ة تت!!ولى إع!!داد‬
‫مشروع الموازنة الخاصة بها‪ ،‬وذلك‪ ،‬في ضوء التوجيهات والبيانات‪ ،‬التي يتضمنها منشور الموازنة العامة‪.‬‬
‫د‪ .‬بحث مش روعات موازن ات ال وزارات والهيئ ات العام ة ومناقش تها‪:‬ويج!!رى ذل!!ك في وزارة المالي!!ة‪ ،‬بع!!د أن توافيه!!ا‬
‫ال!!!وزارات والهيئ!!!ات العام!!!ة بمش!!!روعات موازناته!!!ا‪ ،‬حيث تت!!!ولى اإلدارات المختلف!!!ة ب!!!وزارة المالي!!!ة بحث ه!!!ذه‬
‫المشروعات ومراجعتها من الناحية الفني!!ة والحس!ابية‪ ،‬ومناقش!ة المس!ؤولين في ال!وزارات والهيئ!!ات العام!!ة في تفاص!يلها‪،‬‬
‫وطلب ما يحتاجون إليه من بيانات ومستندات‪.‬‬
‫هـ‪ .‬إعداد اإلطار النهائي للموازنة وعرضه على مجلس الوزراء‪:‬بعد أن تنتهي وزارة المالية من بحث ومناقشة مشروعات‬
‫موازن!!ات جمي!!ع ال!!وزارات والهيئ!!ات العام!!ة‪ ،‬تت!!ولى إع!!داد اإلط!!ار النه!!ائي للموازن!!ة‪ ،‬ال!!ذي يتم عرض!!ه على مجلس‬
‫الوزراء‪ ،‬التخاذ قرار في أي نقاط خالف‪ ،‬ثم يحال مشروع الموازنة العامة إلى السلطة التشريعية‪.‬‬
‫أسس تقدير نفقات وإيرادات الموازنة العامة‬ ‫‪.1‬‬
‫ُتعّد سالمة تقدير نفقات وإيرادات الموازنة العامة للدولة المؤشر الحقيقي‪ ،‬لواقعية الموازنة‪ .‬ل!ذلك‪ ،‬تح!اول الس!لطة التنفيذي!ة‬
‫اختي!!ار األس!!لوب األك!!ثر كف!!اءة في تق!!دير نفقاته!!ا وإيراداته!!ا‪ ،‬عن!!د إع!!داد مش!!روع الموازن!!ة العام!!ة للدول!!ة‪ .‬وفيم!!ا يلي‬
‫أهم طرق التقدير‪:‬‬
‫أ‪ .‬طريقة تقدير النفقات العامة‬
‫ُتعّد طريقة "التقدير المباشر" هي الطريقة المتبعة‪ ،‬دائمًا‪ ،‬في تقدير النفق!ات العام!!ة‪ .‬وبمقتض!ى ه!!ذه الطريق!ة ُتق!ّد ر النفق!ات‬
‫طبق!!!ًا لالحتياج!!!ات المعروف!!!ة‪ ،‬ل!!!دى الم!!!وظفين المختص!!!ين في مختل!!!ف ال!!!وزارات والهيئ!!!ات العام!!!ة‪ .‬وفي الظ!!!روف‬
‫الواقعية‪ ،‬تميل الوزارات والهيئات العامة‪ ،‬عادة‪ ،‬إلى المغاالة في تقدير نفقاتها‪ ،‬حتى تض!!من لنفس!!ها ظ!!روف إنف!!اق مالئم!!ة‬
‫للعمل‪ ،‬وحتى يتسنى لها مواجهة أي ظروف طارئة خالل العام‪ .‬ولذلك فإن تقديرات النفقات التي تتولى الوزارات والهيئات‬
‫العامة إعدادها‪ ،‬تتم مراجعتها في وزارة المالية‪ ،‬التي تراعى وجود معدالت لإلنفاق‪ ،‬وتستش!!هد باإلنف!!اق الفعلي في الس!!نتين‬
‫األخيرتين‪ .‬كما أن هناك مراجعة أخرى لتقديرات النفقات ُتجرى في اللجنة الفنية المختصة‪ ،‬في السلطة التشريعية‪.‬‬
‫ب‪ .‬طرق تقدير اإليرادات العامة‬
‫(‪ )1‬طريق ة التق دير المباش ر‪:‬وذل!!ك ب!!أن يس!!تعين المس!!ؤولون‪ ،‬عن إع!!داد الموازن!!ة‪ ،‬بجمي!!ع البيان!!ات والمعلوم!!ات‪ ،‬ال!!تي‬
‫يس!!تطيعون الحص!!ول عليه!!ا‪ ،‬لتحدي!!د اإلي!!رادات المتوقع!!ة‪ ،‬خالل الس!!نة المقبل!!ة‪ .‬ف!!إلى ج!!انب اإلي!!رادات ال!!تي ُحّص لت‬
‫في السنوات األخيرة‪ ،‬يؤخذ في الحسبان التغيرات المتوقعة في الضرائب‪ ،‬والرس!وم المختلف!ة‪ ،‬وك!!ذلك م!!ا ينتظ!ر أن يك!!ون‬
‫عليه النشاط االقتصادي‪ ،‬والدخل القومي… إلخ‪.‬‬
‫(‪ )2‬طريقة حسابات السنة قبل األخيرة‪:‬وذلك بأن ُتقّد ر اإليرادات العامة للسنة المقبلة‪ ،‬على أس!!اس اإلي!!رادات ال!!تي تحققت‬
‫فعال في السنة قبل األخيرة‪ ،‬باعتبار أنها آخر سنة عرفت نتائجها‪ ،‬مع عدم إدخال أي تعديالت على أرقام هذه اإليرادات‪ ،‬إّال‬
‫إذا كان هناك سبب مؤكد يدعو إلى ذلك‪ ،‬مثل‪ :‬فرض ضريبة جديدة‪ ،‬أو زيادة سعر ضريبة قائمة فعًال‪.‬‬
‫(‪ )3‬طريقة الزيادات السنوية‪:‬وذلك بأن ُتقّد ر اإليرادات العامة للسنة المقبلة‪ ،‬على أساس متوسط اإلي!!رادات‪ ،‬ال!!تي ُحِّص لت‬
‫خالل فترة سابقة (ثالث سنوات‪ ،‬عادة)‪ ،‬وُتزاد بنسبة مئوية معينة‪ ،‬تمثل معدل الزيادة في الدخل القومي‪.‬‬
‫‪ .1‬طرق تصوير الحسابات المالية للدولة‬
‫هنـاك طريقتـان لتصـوير الحسابات الماليـة للدولـة‪ :‬طريقـة محاسبـة الحقـوق‪ ،‬وطريقـة محاسبة الخزانة‪.‬‬
‫َّت‬
‫أ‪ .‬الطريقة األولى (محاسبة الحقوق)‪ ،‬وبمقتضاها تتضمن الحسابات المالية للدولة جميع اإليرادات والنفقات‪ ،‬ال!!تي ت!ر َبت‬
‫على تصرفات تمت خالل السنة المالية‪ ،‬بصرف النظر عن تاريخ تحصيل اإليرادات أو دفع النفقات‪.‬‬
‫ومن الواضح‪ ،‬أن الحساب الختامي للحكومة‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬ال ُيقفل عن!!د انته!!اء الس!!نة المالي!!ة‪ ،‬وإنم!!ا يظ!!ل مفتوح!ًا‪ ،‬ع!!دة‬
‫أشهر‪ ،‬بعد انتهائها‪ ،‬حتى تتم جميع عمليات التحصيل والدفع الناتجة عن تصرفات أجريت خالل السنة المالية‪.‬‬
‫ب‪ .‬الطريقة الثانية (محاسبة الخزانة)‪ ،‬وبهذه الطريقة ال تتضمن الحسابات المالية للدول!!ة إّال اإلي!!رادات المحقق!!ة‪ ،‬أي ال!!تي‬
‫ُحِّصلت فعًال‪ ،‬والنفقات المحققة‪ ،‬أي التي ُدفعت فعًال خالل السنة المالية‪ .‬ومن الواض!!ح أن الحس!!اب الخت!!امي للحكوم!!ة‪ ،‬في‬
‫هذه الحالة‪ُ ،‬يقفل يوم انتهاء السنة المالية‪.‬‬
‫عالقة طرق تصوير الحسابات المالية للدولة‪ ،‬بموضوع إعداد الموازنة العامة للدولة‪.‬‬
‫إن نتائج تقدير اإليرادات العامة والنفقات العام!!ة تتوق!!ف‪ ،‬إلى ح!د بعي!!د‪ ،‬على الطريق!ة المتبع!!ة في تص!وير الحس!ابات‬
‫المالية للدولة‪ .‬ففي حالة إتباع طريقة محاس!بة الحق!وق‪ ،‬تتض!من الموازن!ة‪ ،‬لس!نة معين!ة‪ ،‬جمي!ع اإلي!رادات والنفق!ات‪ ،‬ال!تي‬
‫تترتب على الحقوق والديون‪ ،‬التي من المتوقع أن تنشأ خالل السنة‪ ،‬بصرف النظر عن الت!!اريخ ال!!ذي تتم في!!ه المتحص!!الت‬
‫والم!!دفوعات‪ .‬أّم ا في حال!!ة اتب!!اع طريق!!ة محاس!!بة الخزان!!ة‪ ،‬ف!!إن الموازن!!ة العام!!ة لس!!نة معين!!ة‪ ،‬ال تتض!!من س!!وى‬
‫اإليرادات والنفقات التي تتحقق فعًال‪ ،‬خالل السنة‪ ،‬حتى لو ترتبت على حقوق وديون تكون قد نشأت قب!!ل الس!!نة المالي!!ة‪ ،‬أو‬
‫تنشأ بعدها‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مرحلة اعتماد الموازنة العامة للدولة‬
‫السلطة المختصة باعتماد الموازنة‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫تنفرد السلطة التشريعية باعتماد الموازنة‪ ،‬على أساس أنه!ا جه!ة االختص!اص الوحي!دة‪ ،‬ال!تي تت!ولى مراجع!ة الحكوم!ة في‬
‫جميع أعمالها‪ .‬وتعتمد الموازنة قبل تنفي!!ذها‪ ،‬فالس!!لطة التنفيذي!!ة ال تس!!تطيع أن تب!!دأ في التنفي!!ذ إال بع!!د اعتم!!اد الموازن!!ة من‬
‫السلطة التشريعية‪.‬‬
‫وقد يحدث‪ ،‬في الحياة العملية‪ ،‬أن تطول مناقشة السلطة التش!!ريعية لمش!!روع الموازن!!ة العام!!ة‪ ،‬ومن َثّم ‪ ،‬ال ُتعتم!!د (ُيص!!ادق‬
‫عليها) قبل بداية السنة المالية‪ ،‬وفي هذه الحالة‪ ،‬يستمر العمل بالموازنة القديمة‪ ،‬إلى حين اعتماد الموازنة الجديدة‪.‬‬
‫‪ .2‬إجراءات اعتماد الموازنة‬
‫ما أن تتقدم الحكومة بمشروع الموازنة العامة إلى السلطة التشريعية‪ ،‬تتولى اللجنة الفنية المختص!ة (اللجن!ة المالي!ة) دراس!ة‬
‫المشروع‪ ،‬جملة وتفصيًال‪ ،‬وإعداد تقرير عنه‪ ،‬يتضمن مالحظات اللجن!!ة والتع!!ديالت‪ ،‬ال!!تي ت!!رى إدخاله!!ا على المش!!روع‪.‬‬
‫ومن حق هذه اللجنة أن تطلب من مختلف الجهات العامة ما ترى ضرورة الحصول عليه من بيانات ومعلوم!!ات‪ ،‬لالس!!تفادة‬
‫بها‪ ،‬عند دراسة مشروع الموازنة العامة‪ .‬ومن حق اللجنة‪،‬كذلك‪ ،‬أن تستدعى الوزراء والمسؤولين‪ ،‬الذي أسهموا في إع!!داد‬
‫مشروع الموازنة العامة لمناقشتهم‪.‬‬
‫وبعد أن تنتهي اللجنة من إعداد تقريرها‪ ،‬يحال إلى البرلمان‪ ،‬لفحص المشروع‪ ،‬على ضوء هذا التقرير‪ ،‬وما يك!!ون ق!!د ورد‬
‫ب!!ه من مالحظ!!ات‪ .‬وبع!!د أن ينتهي البرلم!!ان من مناقش!!ة مش!!روع الموازن!!ة العام!!ة واعتماده!!ا باب!!ًا باب!!ًا‪ ،‬يق!!ترع على‬
‫المشروع متكامًال‪.‬‬
‫‪ .1‬حق السلطة التشريعية في تعديل تقديرات الموازنة‬
‫من حق أعضاء السلطة التشريعية إبداء المالحظات على كافة بنود مشروع الموازنة العامة‪ ،‬من إيرادات ونفق!!ات‪ ،‬وك!!ذلك‪،‬‬
‫ح!!ق طلب إج!!راء التع!!ديالت بالزي!!ادة أو النقص‪ ،‬لكاف!!ة بن!!ود مش!!روع الموازن!!ة العام!!ة‪ .‬والش!!ك أن ه!!ذا الح!!ق المق!!رر‬
‫للسلطة التشريعية يعّد أمرًا طبيعيًا‪ ،‬وإّال كان اعتماد (تصديق) السلطة التشريعية الموازنة العامة غير ذي معنى‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬على الرغم من ذلك‪ ،‬فإن دساتير معظم الدول تنص على ضرورة موافقة الحكومة على م!!ا يقترح!!ه أعض!!اء الس!!لطة‬
‫التشريعية من تعديالت‪ .‬والواقع أن هذا القيد يرجع إلى أسباب عديدة منها‪:‬‬
‫أ‪ُ .‬يطالب أعضاء السلطة التشريعية‪ ،‬دائم!ًا‪ ،‬بزي!!ادة النفق!!ات العام!!ة‪ ،‬ليس به!!دف المص!!لحة العام!!ة‪ ،‬ولكن لتحقي!!ق مص!!الح‬
‫فئوية‪ ،‬أو لمجرد كسب رضاء ناخبيهم‪.‬‬
‫ب‪ .‬يؤثر تعديل أرقام اإليرادات العامة أو النفقات العامة في التوازن االقتصادي العام‪ ،‬ومن الضروري إعادة النظر فيه‪.‬‬
‫ج‪ .‬ترتبط الموازنة العامة بكٍّل من الخطة العامة والموازنة النقدية‪ ،‬ولذلك فعند تعديل أرقام الموازنة العامة‪ ،‬ال بد من إع!!ادة‬
‫النظر في الخطة العامة والموازنة النقدية‪.‬‬
‫د‪ .‬يؤثر تعديل أرقام الموازنة العامة في مدى إمكانية تنفيذ برنامج الحكومة‪ ،‬الذي التزمت به أمام السلطة التشريعية‪.‬‬
‫لهذه األس!باب‪ ،‬ف!إن األم!ر يقتض!ي ض!رورة الحص!ول على موافق!ة الحكوم!ة على اقتراح!ات الس!لطة التش!ريعية‪ ،‬ب!إجراء‬
‫تعديالت في مشروع الموازنة العامة‬
‫طبيعة قانون ربط الموازنة‬ ‫‪.1‬‬
‫بعد أن ينتهي البرلم!!ان من االق!!تراع بالموافق!!ة على مش!!روع الموازن!!ة العام!!ة بأكمل!!ه‪ ،‬يص!!در قانون!ًا يس!!مى "ق!!انون رب!!ط‬
‫الموازنة العام!!ة"‪ .‬وفي ه!!ذا الق!انون‪ ،‬يتم تحدي!!د ال!رقم اإلجم!!الي لك!!ل من اإلي!!رادات العام!!ة‪ ،‬والنفق!ات العام!!ة‪ .‬كم!!ا ُيرف!!ق‬
‫به جدوالن‪ ،‬يتضمن أحدهما تفصيالت اإليرادات العامة‪ ،‬ويتضمن اآلخر تفصيالت النفقات العامة‪.‬‬
‫ويالحظ أن "قانون ربط الموازنة العامة"‪ ،‬ال يعّد قانونًا‪ ،‬إّال من الناحية الش!!كلية فق!!ط‪ ،‬على أس!!اس أن الموازن!!ة العام!!ة هي‬
‫أح!!د منج!!زات الس!!لطة التش!!ريعية‪ ،‬ال!!تي تص!!در ع!!ادة بق!!انون‪ .‬أّم ا من حيث المض!!مون‪ ،‬ف!!إن الموازن!!ة العام!!ة هي عم!!ل‬
‫إداري ومالي‪.‬‬
‫ًا‬
‫وحتى يظهر بوضوح لماذا ال يعّد "قانونربط الموازنة العامة" قانون ‪ ،‬إال من الناحية الشكلية فقط‪ ،‬ف!!إن أهم أوج!!ه االختالف‬
‫بين هذا القانون والقوانين األخرى هي‪:‬‬
‫إن أي قانون ينطوي على قواعد عامة دائمة‪ ،‬تنظم الحقوق والواجبات والعالقات والمع!!امالت‪ .‬أّم ا "ق!!انون رب!!ط‬ ‫‪.1‬‬
‫ًا‬
‫الموازنة العامة" فهو قانون وقتي لمدة سنة فقط‪ ،‬كما أنه يصدر إلجازة تصرفات معينة‪ ،‬تنفيذ لقوانين سارية‪.‬‬
‫‪ .2‬ال ُينشئ "قانون ربط الموازنة العامة"‪ ،‬بنفسه‪ ،‬ضرائب جديدة‪ ،‬أو يرفع من فئ!!ات الض!!رائب القائم!!ة‪ .‬ل!!ذلك‪ ،‬ف!!إذا‬
‫تضمن جانب اإليرادات حصيلة ضريبة جديدة‪ ،‬أو زيادة في حصيلة ضريبة قائمة‪ ،‬نتيج!!ة زي!!ادة مع!!دالتها‪ ،‬فالب!!د‬
‫أن تصدر لها قوانين مستقلة‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا تأخر صدور "قانون ربط الموازنة العامة"‪ ،‬فإن ذلك ال يعنى توقف إنفاق األموال العامة لتسيير المرافق وأداء‬
‫الخدمات‪ ،‬وال توقف جباية األموال العامة المفروضة بقوانين‪.‬‬
‫‪ .4‬ال يس!!تحدث "ق!!انون رب!!ط الموازن!!ة العام!!ة" أجه!!زة أو مص!!الح عام!!ة‪ .‬ل!!ذلك‪ ،‬إذا تض!!من ج!!انب النفق!!ات العام!!ة‬
‫اعتمادات ألجهزة أو مصالح عامة جديدة‪ ،‬فإن هذه االعتمادات ال تكون قابل!ة للص!رف‪ ،‬إّال بع!!د ص!دور ق!!رارات‬
‫إنشاء تلك األجهزة والمصالح العامة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬مرحلة تنفيذ الموازنة العامة للدولة‬
‫عقب إق!!رار الموازن!!ة العام!!ة للدول!!ة‪ ،‬من الس!!لطة التش!!ريعية‪ ،‬وص!!دور ق!!انون العم!!ل به!!ا‪ ،‬تص!!بح واجب!!ة التنفي!!ذ في‬
‫األمرين التاليين‪:‬‬
‫تحصيل الموارد العامة للدولة‪ ،‬من ضرائب ورسوم‪ ،‬فضًال عن مصادر التموي!!ل األخ!!رى‪ ،‬ال!!واردة في الموازن!!ة‬ ‫‪.1‬‬
‫العامة للدولة‪.‬‬
‫الصرف من اعتمادات االستخدامات‪ ،‬بما ال يجاوز اعتمادات الصرف‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وتلتزم الوحدات اإلدارية‪ ،‬في مج!!ال تنفي!!ذ الموازن!!ة العام!!ة للدول!!ة‪ ،‬بلوائحه!!ا وتعليماته!!ا‪ ،‬فض!ًال عن قواع!!د المراقب!!ة‬
‫الداخلية للمصروفات والمتحصالت الحكومية‪ ،‬الواردة في الالئحة المالية للموازنة والحسابات الحكومية‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬مرحلة الرقابة على تنفيذ الموازنة‬
‫تتولى مجموعة من أجهزة الدولة أعمال الرقابة‪ ،‬الداخلي!!ة والخارجي!!ة‪ ،‬على تنفي!!ذ الموازن!!ة العام!!ة للدول!!ة‪ .‬فباإلض!!افة‬
‫إلى الرقابة الداخلية‪ ،‬التي تنفذها الوحدة اإلدارية الحكومية‪ ،‬وفقًا للوائح واإلجراءات المنظمة ألعمال الص!!رف والتحص!!يل‪،‬‬
‫تتولى عدة أجهزة خارجية الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة للدولة‪ ،‬كرقابة وزارة المالية والبرلمان‪.‬‬
‫إن أهم م!!ا يم!!يز رقاب!!ة تنفي!!ذ الموازن!!ة العام!!ة للدول!!ة‪ ،‬أنه!!ا تعتم!!د على ك!!ل من أس!!لوب الرقاب!!ة المانع!!ة (أي الرقاب!!ة‬
‫قبل التنفيذ)‪ ،‬وهي رقابة داخلية تهدف إلى التحقق من أن التصرفات المالية ُتجرى وفقًا للقواع!!د واإلج!!راءات المنظم!!ة له!!ا‪،‬‬
‫وأسلوب الرقابة الالحقة (أي الرقابة بعد التنفي!ذ)‪ ،‬وتؤديه!ا األجه!زة الخارجي!ة المختص!ة‪ ،‬به!دف التحق!ق من س!المة تنفي!ذ‬
‫العمليات‪ ،‬فضًال عن تقييم أداء تنفيذ الموازنة‪.‬‬

You might also like