Professional Documents
Culture Documents
الداء السكري كاضطراب سيكوسوماتي لدى المراهق المتمدرس بمرحلة التعليم المتوسط دراسة عيادية ل 03 حالات بولاية تيزي وزو
الداء السكري كاضطراب سيكوسوماتي لدى المراهق المتمدرس بمرحلة التعليم المتوسط دراسة عيادية ل 03 حالات بولاية تيزي وزو
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الداء السكري كاضطراب سيكوسوماتي لدى المراهق المتمدرس
بمرحلة التعليم المتوسط
-دراسة عيادية ل 22حالات بولاية تيزي وزو-
Diabetes mellitus as a psychosomatic disorder in an adolescent attending
middle school education –Clinical study of 03 cases in Tizi Ouzou state-
جامعة مولود معمري – فطيمة شعالل * Fatima CHALAL
إلارشاد املدرس ي
تيزي وزو /-الجزائر ()fati93psycho@yahoo.fr
جامعة مولود معمري – النفس أ.د/فريدة بوروبي رجاح Pr/Farida BOUROUBI REDJAHعلم
تيزي وزو /-الجزائر الاجتماعي ()f.bouroubi@yahoo.fr
DOI : 10.46315/1714-012-001-041
إلارسال0205/20/51 :القبول 0205/21/02:النشر0202 /25 /51 :
ملخص :تهدف الدراسة الحالية للتعرف على ما إذا بإمكان أن نعتبر الداء السكري اضطرابا سيكوسوماتيا وظيفيا ال
عضويا لدى الفرد ،كونه من بين ألامراض املزمنة والعضوية التي تصيب الكثير من ألافراد في الوقت الراهن ،ولهذا أردنا
دراسة هذا املرض إكلينيكيا على ( )30حاالت من املراهقين املتمدرسين ببعض متوسطات والية –تيزي وزو -بعدما تبين أنه
بإمكانه أن يرجع الداء السكري إلى أسباب نفسية كالخوف -إلاحباط -القلق -الصراعات والضغوطات النفسية،الخ ،وبهذا تم
التوصل إلى أن الداء السكري لدى الحاالت الثالثة راجع إلى أسباب نفسية كثيرة ومتعددة أين بإمكاننا تصنيفه من بين
الاضطرابات السيكوسوماتية.
كلمات مفتاحية :الداء السكري؛ الاضطراب السيكوسوماتي؛ مرحلة املراهقة.
Abstract: The current study aims to find out whether we can consider diabetes as a functional, inorganic,
psychosomal disorder in the individual, as it is among the chronic and organic diseases that afflict many
societies at the present time, and for this we wanted to study this disease clinically on 03 cases of adolescents
schooled in the state of Tizi Ouzou - after it was found that diabetes can be attributed to psychological causes
such as fear - frustration - anxiety - conflicts and psychological pressures ... etc., and by this we concluded that
diabetes in the three cases is due to many and multiple psychological causes, where we can classify it among
the psychosomatical disorders.
Keywords : Diabetes ; psychosomatic disorder; adolescence.
ُ
* -الباحث املرسلfati93psycho@yahoo.fr :
577
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-1مقدمة وإشكالية الدراسة
أ
إن الفصل بين الجسد والنفس َلمر في غاية الصعوبة كونهما ش يء واحد ،إذ ال يمكن
معالجة الجسد وحده نظرا ملا تلعبه النفس البشرية من دور في غاية ألاهمية ،لهذا ظهر في علم
النفس مفهوم إلاضطرابات النفسجسمية (السيكوسوماتية).
فتستحوذ إلاضطرابات النفسية التي يمكن أن يتعرض لها ألافراد في حياتهم على اهتمام
القائمين بالعمل في مجال الصحة النفسية ،سواء كانوا سيكولوجيين أو أطباء نفسيين (معمرية،
ب )21 ،0222،والتي من شأنها أن تؤثر على الجانب الجسدي ،ومن خاللها تؤدي إلى إضطرابات
نفسية جسمية ( )Psychosomaticفينجم عنها اضطرابات جسمية حقيقية ذات منشأ نفس ي كالقلق
والتوتر النفس ي ،إلاجهاد ،ألارق ،الاكتئاب ،التعب الشديد ،ألازمات النفسية(الوقفي،ر،
،)025،،121فنجد عدم فائدة الدواء في تأثيره على علة املرض العضوي جراء إلانفعاالت النفسية
التي تكون هي املسيطرة على عدم تفاعل الدواء ،وفي هذه الحالة يتسبب بطريقة غير مباشرة
وصحيحة في تكوين آلية الدفاع للفيروس (الجاموس ،ن)022،،5، ،؛ ف ( )% 01-02من الوفيات
تحدث دون سابق إنذار وفي أحسن حالة من الصحة والنشاط َلصحابها دون أن نعرف السبب،
ونجد من الناس من ينتقلون من مستشفى إلى آخر ،ومن عيادة إلى ثانية ،ويرون عشرات ألاطباء
الذين يؤكدون لهم (سالمة أجسامهم) عضويا من أي مرض ،ومع ذلك فهم يعانون من القلق
وإلاكتئاب وأحيانا التشنج وإلاضطراب دون أن يعرفوا لذلك سببا ،وهذا ما جعل الطبيب
(برغمان) يقول أمام 52222طبيب في محاضرة بجامعة (ميونيخ)" :أضمن لي بقاء الهدف ،وأنا
أضمن لك أن كل مريض يشفى وكل مرض يزول ،ولقد عاش مرض ى كثيرون وعمروا دون أدوية،
ومات آخرون رغم أكداس ألادوية والعالجات حولهم بفترة قصيرة" (عطوف ،م.)،،-5488،،2 ،
فارتبط إنتشار مشكلة إلاضطرابات السيكوسوماتية بالحضارة الحديثة وما أدت إليه من
إضطرابات في العالقات إلاجتماعية بين ألافراد ،كما أدى التقدم التكنولوجي والصناعي إلى تغييرات
شديدة الوضوح في ثقافات املجتمعات وعاداتهم وتقاليدهم ،مما أدى إلى زيادة القلق والصراع
والتنافس القاتل ،فضال عن الظروف إلاقتصادية كالفقر والبطالة والتهديد بالجوع إلى غير ذلك
من ظروف تستفز الفرد وتثير في نفسه العداوة والبغضاء والقلق والخوف ،في الوقت الذي ال
يسمح له بالتعبير عن هذه إلانفعاالت تعبيرا صريحا ومن ثم تكون هذه ألاحداث التي يمر بها الفرد
يوما بعد يوم سببا في نمو وتزايد إلاضطرابات السيكولوجية لديه( .شقير ،ز ، (13،0220 ،وبالتالي
فردود ألافعال غير املتوازنة (الخلل الهيموستازي) يتحول إلى مرض جسمي بأي جهة في الجسم
ويصيب عضوا معينا وبذلك يحدث املرض النفسجسميَ ،لنه ال توجد ذرة من سلوك أو نوع من
578
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
انفعال دون أن ترافقها تغيرات عضوية ،فمجرد القلق في النفس يصاحبه في الجسم خفقان
وارتجاف وتعرق وشحوب عن طريق جهاز عصبي يغذي جميع ألاحشاء الداخلية لإلنسان وهو
الجهاز العصبي الذاتي بشقيه السمبتاوي والبراسمبثاوي( .A.N.S :عطوف ،م.)15-12 ،5488 ،
وتتميز إلاضطرابات النفسجسمية (السيكوسوماتية) حسب الباحث حسن عبد
املعطى( )5484باَلعراض الجسمية التي تحدثها عوامل انفعالية يطول بقاءها ،ويكون الفرد غير
واع شعوريا بهذه الحالة إلانفعالية .ومن النتائج التي تترتب على إستمرار الحالة إلانفعالية ملدة
طويلة هو أنها قد تؤدي إلى إضطراب النشاط الفيزيولوجي السوي ،فالتغيرات الفيزيولوجية التي
تصاحب حاالت إلانفعال كالخوف والقلق مثال إذا دامت لفترة طويلة قد تؤدي إلى إضطرابات
سيكوسوماتية (أمراض نفسية املنشأ جسمية املظهر) (نقال عن :يردقار وآخ ،بدون تاريخ)01-01،؛
وأكثر هذه إلاضطرابات النفسجسمية (السيكوسوماتية) إنتشارا في العالم هو داء السكري،
فحسب منظمة الصحة العاملية فقد تجاوز عدد املصابين بالسكري ،00مليون نسمة في جميع
أنحاء العالم ،وأن أكثر من %82من وفيات السكري تحدث في البلدان املنخفضة الدخل والبلدان
املتوسطة الدخل .ومن املتوقع أن يصبح السكري سابع أسباب الوفاة الرئيسية في العالم بحلول
عام ( 0222منظمة الصحة العاملية.)0251،
وتدل إلاحصائيات على أن أكثر من %12من مرض ى السكر ال يشكون من أعراضه قطعا
بالرغم من أنهم يعانون منه ،ومعرضون ملضاعفاته على املدى الطويل ،وقد يكتشف مرضهم عن
طريق الصدفة مثال عند زيارة الطبيب للكشف العام ،أو إلجراء عملية جراحية ،أو َلي سبب من
ألاسباب .أي أن عدم وجود أعراض مرض السكر ال تعني عدم وجود املرض ،والجلوكوز في الدم هو
املصدر ألاساس ي للطاقة الحرارية التي تحتاجها أعضاء الجسم للقيام بواجباتها الفيزيولوجية،
وعندما يختل أداء هذا الواجب في الجسم ينقص وزن املريض الذي ال يتجاوز عمره الثالثين عاما،
بالرغم من زيادة شهيته وكمية طعامه ،أما أولئك الذين تجاوزت أعمارهم ألاربعين فلسبب غير
معروف يزداد وقفهم فوق الطبيعي ،ولهذا الوزن الزائد عامل كبير في سبب وجود املرض
(الحسنين ،ع ،بدون سنة ،)55 ،أين يكون السبب عائد إلى الجانب الانفعالي للفرد مؤكدا على ذلك
الباحث احمد عكاشة ( )5484مصرحا بان الاضطرابات العضوية يلعب فيها العامل الانفعالي دورا
هاما قويا أساسيا ،بحيث يعاني املريض من القلق الذي يمكن أن يحدد أحيانا حياته والاكتئاب
(نقال عن :يردقار و آخ ،بدون تاريخ.)01-01 ،
وإلاصابة باَلمراض النفسجسمية (السيكوسوماتية) ال تقتصر فقط على البالغين ،بل حتى
على املراهقين –غالبا ما يصاب املراهقين في هذه املرحلة باالضطراب النفس-جسمي
579
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
(السيكوسوماتي) الشائع أال وهو الداء السكري -فهم يعيشون جراء ذلك صدمة نفسية كبيرةَ ،لن
نمط عيشهم يتغير ككل؛ حتى أنهم يعيشون حالة يأس وعدم ثقة وخوف من املستقبل ،وألاصعب
من ذلك هو إنكار هم وعدم تقبلهم لهذه ألامراض ،مما يسبب لهم عدم التوازن النفس ي من قلق-
ارتباك -ضغط -خوف -انفعال وحتى عدم الشعور باَلمن ،الخ)،فكلها اضطرابات تعمل على
إحداث خلل في حياة هذا املراهق ما يؤدي إلى فقدان التوازن وانخفاض مستوى تقدير الذات
والتفاعل مع املجتمع لديه ،ملا تحمله من أعراض سلبية على مستوى التوافق لديه بشتى أشكاله
(التوافق النفس ي -ألاسري -املدرس ي...الخ)؛ ونجد أن هناك العديد من الدراسات التي تؤكد ذلك،
ومنها دراسة الباحث عبد الحميد شحام ( )0258التي تطرقت إلى الاضطرابات النفسجسمية
(السيكوسوماتية) وخصوصيتها عند الطفل واملراهق ،بحيث توصلت إلى جدلية العالقة بين
النفس والجسد وبذلك أكدت الارتباط الوثيق بين الصحة النفسية والجسدية؛ بحيث أنه إذا
اعتري الاضطراب ألاولى أختل التوازن الهيموستازي الجسدي ،مما يؤهله لالضطراب وفق الشروط
ترتبط باملواقف النفسية وبشخصية املتعرض لها ،ومن جهة العضو املصاب تتعلق بمدى
استعداده للتأثر باالختالل .غير أن طبيعة العوامل النفسية املساهمة في ذلك عند املراهق تتعلق
ببعض الصدمات النفسية ،صورة الجسم ،واستعمال الجسم للتحكم والسيطرة على املحيط،أو
الحاجة إلى إثبات الوجود ،وكذا إلافراط في النشاط الفكري أو العضلي.
أما دراسة واضح غنية ( )025،التي طبقت على 222مراهق ومراهقة في البيئة الجزائرية ،فقد
هدفت إلى الكشف عن ''العالقة املوجودة بين تأكيد الذات والاضطرابات السيكوسوماتية لدى
املراهقين املتمدرسين'' ،بحيث توصلت إلى وجود عالقة سالبة بين السلوك التأكيدي والاضطرابات
السيكوسوماتية لدى هؤالء املراهقين املتمدرسين ،بمعنى انه كلما زاد تأكيد الذات نقصت
الاضطرابات السيكوسوماتية ،ما يؤكد أن الاضطرابات السيكوسوماتية لدى املراهقين من املمكن
أن تكون نتيجة نقص تأكيد الذات .فحسب Lazarusفان تأكيد الذات يحصر كل أشكال التعبير
الانفعالي املقبولة اجتماعیا من الحقوق واملشاعر ،ویشمل ذلك التعبير عن الغضب والضیق
(الانزعاج) واملشاعر إلایجابیة كاإلعجاب والحب والفرح( .عبد السالم ،ع)12 ،0225 ،
أما فيما يخص الداء السكري ،فقد وجدنا أن دراسة الباحثين حمريط نوال وبوسنة عبد
الوافي زهير ( ،)0258قد درست موضوع ''مستوى املساندة الاجتماعية لدى املراهق املصاب بالداء
السكري'' ،أين طبقت الدراسة في البيئة الجزائرية على 512مراهق (من كال الجنسين) مصاب
بالداء السكري ،وتوصلت النتائج إلى أن مستوى املساندة الاجتماعية لدى املصابين بالداء
580
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
السكري جاء متوسط ،في حين انه ال توجد فروق ذات داللة احصائية في املساندة الاجتماعية لدى
املراهق تعزى ملتغير الجنس .ومدة املرض.
ولهذا أوجب تقديم الرعاية النفسية واملادية لألفراد املصابين بالداء السكري منهم املراهقين
بصفة خاصة وذلك بتقديم التوعية واملساندة الاجتماعية لتجاوز مخاطر وعواقب إلاصابة
والتخفيف من أضرارها املستقبلية التي تصيب املريض ،وكذا العمل على الوقاية والحذر
والتخفيف من ألاسباب املؤدية إلى انتشار هذا املرض الذي أصبح في انتشار وزيادة مرتفعة أصبح
يهدد كل دول العالم؛ الن املساندة الاجتماعية التي يتلقاها املراهق املصاب بالداء السكري من
خالل الجماعات التي ينتمي إليها كاَلسرة وألاصدقاء والزمالء في العمل أو املدرسة أو النادي تقوم
بدور كبير في خفض آلاثار السلبية لألحداث واملواقف السيئة التي يتعرض لها ،وإتاحة عالقات
اجتماعية مرضية متميزة بالحب والود والثقة ،تعمل كحواجز أو مصدات ضد التأثير السلبي
لضغوط الحياة على الصحة النفسية والجسمية للمراهق.
وهذا ما دفعنا لالهتمام بموضوع الداء السكري كاضطراب نفسجسمي (السيكوسوماتي) لدى
املراهقين املتمدرسين ،خاصة أن مرحلة املراهقة تعد من بين املراحل املهمة والصعبة التي يمر بها
الفرد في حياته بأكملها ،نظرا ملا تحمله في طياتها من مشاكل نفسية ،سلوكية وحتى الصحية ،التي
تستدعي العناية بها ودراستها دراسة دقيقة ملعرفة أسباب املشكل أو الاضطراب الذي يعاني منه
املراهق .والغالب ما في ألامر أن أي اضطراب يمر به املراهق يعود في املقام ألاول إلى ما يمر به من
ضغوط واضطرابات نفسية شديدة مما يجعله في مرحلة الصراع النفس ي املستمر طيلة فترة
املراهقة ،إضافة إلى الجو ألاسري بما في ذلك أساليب املعاملة الوالدية السلبية التي تبناها ألاولياء
مع أبنائهم (كالرفض -التهديد -الحرمان -الضرب ،الخ) ،دون أن ننس ى ذكر الجو املدرس ي بما عليه
من واجبات ومشاكل دراسية تزيد آالمه وتحد من أنشطته الاجتماعية الذي يؤدي إلى خلق ضغوط
نفسية تؤثر على حياة املراهق،التي إذا ما تراكمت وكبتت من شأنها أن تزيد حتى من عزلة املراهقين
أو انتهاج سلوكات غير عقالنية بسبب املشاكل النفسية والاجتماعية وألاكاديمية التي تحد في ألاخير
من توافقهم النفس ي وضياع أهدافهم في الحياة وخاصة التأثير على صحتهم الجسدية كظهور الداء
السكري كاضطراب نفسجسمي (السيكوسوماتي) جراء التفكير في املستقبل والخوف منه.
وذلك من خالل طرح التساؤل التالي:
-هل يمكن اعتبار الداء السكري من بين الاضطرابات السيكوسوماتية (لها منشأ نفس ي وليس
عضوي) لدى املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط؟
581
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-2فرضية الدراسة :
-يمكن اعتبار الداء السكري من بين الاضطرابات السيكوسوماتية (لها منشأ نفس ي وليس
عضوي) لدى املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ألاخير انه اضطراب نفسجسمي سيكوسوماتي بعد زيارة أخصائيين نفسانيين قاموا بتطبيق
مقاييس خاصة بذلك.
-5تحديد مفاهيم الدراسة اصطالحا :
-1.1الداء السكري:
تعريف عبد العزيز معتوق احمد حسين'' :مرض السكر هو عدم قدرة الجسم على
استهالك الجلوكوز املوجود في الدورة الدموية بطريقة طبيعية ،ويأتي هذا العجز إما عن نقص
كامل في كمية هرمون ألانسولين الذي يفرزه البنكرياس ،أو نتيجة عدم فعالية ألانسولين املوجود
بكثرة على خاليا الجسم ،وفي كلتا الحالتين ترتفع نسبة السكر في الدم ،وعدم استهالك السكر
يجعل املريض يشعر بجوع زائد متواصل ورغبة في التبول الكثير الذي يسبب جفافا في اللسان
والجلد ،وعطشا شديدا وحكة في الجسم( .الحسنين ،ع ،بدون تاريخ.)55 ،
هو تغير دائم في الكيمياء الداخلية للشخص ،تنتج عنه زيادة كبيرة في معدالت الغلوكوز
في الدم ،ويعود السبب إلى نقص في هرمون ألانسولين الذي ينتجه البنكرياس في مجرى الدم ليكون
لها تأثير في أجزاء أخرى في الجسم( .بيلوس ،ر)0252،2،،
ومن خالل التعاريف السابقة للداء السكري ،جاز لنا القول بان الداء السكري هو عدم قدرة
الجسم على استهالك الجلوكوز املوجود في الدورة الدموية بطريقة طبيعية ،ويأتي هذا العجز إما
عن نقص كامل في كمية هرمون ألانسولين الذي يفرزه البنكرياس ،أو نتيجة عن عدم فعالية
ألانسولين املوجود بكثرة في خاليا الجسم.
-4.1الاضطراب السيكوسوماتي:
تعريف عطوف محمود ياسين :الاضطراب السيكوسوماتي هو اضطراب يحدث نتيجة
الختالل شديد أو مزمن في التوازن الهيموستازي في (كيمياء) الجسم نتيجة لضغوط سيكولوجية
نفسية .فهو مرض جسمي ذو جذور نفسية ويظهر على شكل استجابات وردود أفعال عضوية في
أحد ألاجهزة الهضمية أو القلب أو الرئتين أو العضالت أو الجلد أو أي حاسة من الحواس الخمس
كما يشمل الغدد والجهاز الدموي والبولي والتناسلي .ويؤكد (والتركوفيل -وتيموثي) في كتابهما :علم
النفس الشواذ Abnormal Psychology :بان نسبة املرض ى في املستشفيات العقلية والنفسية ملرض ى
ألامراض السيكوسوماتية تتراوح بين ()%12-،2وتصل في مجال الطب الصناعي والعمال من (-22
)%21وفي امليدان العسكري تقع في مقدمة ألامراض وأعالها .ويذكر (برادي -وسانفورد)Brady and :
Sanfordنماذج لها مثل( :الربو -الصداع النصفي -ارتفاع ضغط الدم -قرحة املعدة أو القولون-
583
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
التهابات الجلد -النزيف املعدي الداخلي -أمراض القلب -أمراض املغص وإلامساك -الجلطة
الدموية -البول السكري وغيرها( .)...عطوف ،م.)5488،20،
تعريف حسن مصطفى عبد املعطى'' :الاضطرابات السيكوسوماتية هي مجموعة من
ألامراض والشكوى التي تكون ألاعراض فيها طبية واضحة تماما ،ويدخل ضمنها اضطراب أو خلل
أو إصابة بعض ألاجهزة في جسم املريض ،ولكنها ترتبط ارتباطا وثيقا بمتغيرات وعوامل نفسية
أبرزها العوامل الدافعية ،العوامل الانفعالية والوجدانية ،الضغوط البيئية .ومن أمثلة هذه
الاضطرابات :الربو الشعبي ،قرح املعدة وألامعاء ،ضعف الدم الجوهري ،أمراض الشريان التاجي،
الصداع النصفي ،التهاب املفاصل الروماتيزمي ،الطفح الجلدي ،الاكزيما ،تضخم الغدة
الدرقية ...الخ ،وهذه الاضطرابات تحتاج إلى عالج نفس ي إلى جانب العالج الجسمي( .عبد املعطى،
ح)0222،02،
ويميل الطب الحديث إلى الاعتقاد بان جميع العلل الجسمية هي إلى حد ما نفسية ،ترجع
إلى القلق والضغوط النفسية وغير ذلك من عوامل إلاثارة الانفعالية املستديمة حيث تحدث
تغييرا في كيميائية الدم ووظائف ألاعضاء الجسمية وجهاز املناعة الجسمي ،وينظر آلان إلى
ألامراض النفسية الجسمية كما لو أنها ''أمراض أسلوب الحياة'' التي تنتج عن التظافر بين
العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية( .الوقفي ،ر.)025،،121 ،
تعريف بولجراف بختاوي'' :هي ألامراض التي يحدث بها تلف في جزء من أجزاء الجسم أو
خلل في وظيفة عضو من أعضائه وتكون من الجدة وإلاصرار بحيث ال يفلح العالج الطبي املعروف
في شفائها شفاء تاما الستمرار الاضطراب الانفعالي املسبب لها''( .بولجراف ،ب)22 ،0251،
ومن خالل التعاريف السابقة ،يتبين لنا أن الاضطرابات السيكوسوماتية املختلفة التي يعاني
منها الفرد تعتبر نفسية املنشأ ،بحيث ترجع إلى أسباب أو أزمات أو ضغوط نفسية واجتماعية ،وال
ترجع إلى أسباب تلف أو خلل عضوي من بين أعضاء الجسم .واهم الاضطرابات ألاكثر شيوعا في
عصرنا الحالي ،منها ما يلي :السمنة -ضغط الدم -البول السكري -الربو الشعبي -الصرع -بعض
الاضطرابات الجلدية -بعض اضطرابات الفم وألاسنان -قرحة املعدة والقولون والاثنى عشر-
إلاسهال ...الخ ،بحيث يتوجب العالج النفس ي للحد أو إلانقاص من حدة الاضطراب السيكوسوماتي
والشعور به أكثر من العالج الكيميائي.
584
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-4.1مرحلة املراهقة:
تعريف ناصر الشافعي'' :املراهقة في علم النفس يعني الاقتراب من النضج الجسمي
والعقلي والنفس ي والاجتماعي ،ولكنه ليس النضج نفسهَ ،لنه في مرحلة املراهقة ال يصل إلى اكتمال
النضج إال بعد سنوات عديدة قد تصل إلى عشرة سنوات'' (الشافعي ،ن)52 ،0224 ،
تعتبر املراهقة مرحلة ديناميكية لبناء الهوية ،تتميز بتفاعل جدلي بين الهوية الشخصية
املحددة على أن مجموع منظم من التجارب والعواطف والتمثالت واملشاريع املستقبلية املرتبطة
بالذات وإلاحساس بوحدة واستمرارية هذه الذات واستقرارها في الزمان واملكان ،والهوية
الاجتماعية التي تتشكل في مجملها من التفاعل مع آلاخرين ومن الانتماء إلى أشكال مختلفة يرتكز
بعضها على خصائص فسيولوجية مثل الجنس أو السن ،وبعضها آلاخر يرتكز على الانتماء إلى
طبقات وجماعات اجتماعية .ويأخذ مصطلح املراهقة معان مختلفة ومتواصلة بعضها ببعض،
فهي مفهوم زمني وفترة امتداد تبدأ حوالي السنة العاشرة حسب تحديد املنظمة العاملية للطفولة
حتى الثامنة عشر من حياة الفرد وهذا يتوازى مع بلوغ السن القانونية واملدنية حسب املشرع
الجزائري Majorité civileويتأثر بعوامل البلوغ والنمو الفسيولوجي والعوامل الاجتماعية والثقافية.
(مقدم ،خ)14 -18 ،0250 ،
املراهقة هو التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفس ي وإلاجتماعي ،فاملراهق ال يترك
عالم الطفولة ويصبح مراهقا بين عشية وضحاها ،ولكنه ينتقل انتقاال تدريجيا ،ويتخذ هذا
الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه .والجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج
الجنس ي ال يعني بالضرورة انه قد وصل إلى النضج العقلي ،وإنما عليه أن يتعلم الكثير ليصبح
راشدا وناضجا ،ويمكن أن نفسر نمو املراهق املتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعاالته
بأنه نوع من النمو البركاني ،حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجيا وهرمونيا وكيماويا وذهنيا
وانفعاليا ،ومن الداخل والخارج عضويا (الفيفي ،ع)22 ،0252 ،
فاملراهقة بتعدد مراحها وأشكالها ،تعود بالدرجة ألاولى إلى أنها مرحلة معقدة مقلقة ال بد
من كل فرد تجاوزها ،وذلك ملا تحمله كل فترة من فتراتها من تغيرات وتطورات مختلفة من مراهق
آلخر ،من مجتمع آلخر ،من بلد آلخر ،من حقبة َلخرى ،وذلك على كل ألاصعدة (ألاخالقية،
النفسية ،الاجتماعية ،الفسيولوجية ،الانفعالية ،الخ).
585
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-6املنهج وطرق معالجة املوضوع:
-1.6الدراسة إلاستطالعية:
أهداف الدراسة إلاستطالعية:
تعتبر الدراسة الاستطالعية خطوة مهمة وأساسية من بين مجموعة الخطوات التي يقوم بها
الباحث إلجراء البحث العلمي ،وبما أن موضوع هذه الدراسة يتمحور حول ''الداء السكري
كاضطراب سيكوسوماتي لدى املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط'' ،لذا تمثلت
ألاهداف من هذه الدراسة الاستطالعية في هذه الدراسة فيما يلي:
▪الاحتكاك بميدان الدراسة حيث يتم التعرف بشكل أفضل على متغيرات الدراسة ،وجمع
معطيات متعلقة باملراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط املصابين بالداء السكري
كاضطراب سيكوسوماتي.
▪الحصول على أكبر قدر ممكن من املعلومات التي ستؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار منهج
الدراسة وعينة الدراسة.
▪استخراج عينة الدراسة ألاساسية ،وذلك من خالل تطبيق في الدراسة الاستطالعية مقياس
ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل من ،)5442( Ubriche et Fitgeraldولقد
تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي (.)5442
▪ جمع كذلك أكبر قدر ممكن من املعلومات لبناء دليال للمقابلة العيادية والتي تستعمل كأداة
لجمع املعطيات في الدراسة ألاساسية.
▪التأكد من مدى فعالية مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل
من ، )5442(Ubriche et Fitgeraldوالذي تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم
العتبي (.)5442
▪التدريب على تطبيق أدوات الدراسة ألاساسية ،وفهم تعليماتها ،وكذلك التعرف على
صعوبات التطبيق التي قد تعرقل سير الدراسة ألاساسية.
ّ
ولم يتم التوقف عن الدراسة إلاستطالعية ،إال بعدما لوحظ ّأنها لم تعد تأتي بمعلومات
جديدة،أي أصبح هنا كتكرار في املعلومات.
عينة الدراسة الاستطالعية:
يبلغ حجم الدراسة الاستطالعية عشرة ( )52حاالت ( 21إناث 2، /ذكور) مصابة بالداء
السكري في بعض متوسطات والية تيزي وزو ،تتراوح أعمارهم ما بين 50و51سنة .
586
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أدوات الدراسة إلاستطالعية :
.مقابلة نصف موجهة على شكل حوار وجه لوجه.
.مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) الذي أعد من طرف كل من Ubriche et
،)Fitgerald (1990ولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي (.)5442
مراحل الدراسة إلاستطالعية:
تم فيها إجراء مقابلة نصف موجهة على شكل حوار وجه لوجه مع ()52 أ -املرحلة ألاولىَّ :
حاالت مصابة بالداء السكري في والية تيزي وزوُ ،و ِّ ّجــهوا نحو أهداف الدراسة مع ترك حرية نسبية
عات ال جدوى ،وكان الهدف من لهم للتعبير والنقاش ،وحتى ال يخرجون عن املوضوع ويأتون ُّ
بتوس ٍ
هذه املرحلة بناء دليل املقابلة التي ستكون أداة للدراسة ألاساسية.
تم فيها مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل ب -املرحلة الثانيةَّ :
من( ،)5442( Ubriche et Fitgeraldولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي
(،)5442مع ( )52حاالت مصابين بالداء السكري في بعض متوسطات والية تيزي وزو؛ بهدف التأكد
من فعالية هذا املقياس ،ومن ثم استخراج عينة الدراسة ألاساسية.
ج -املرحلة الثالثة :قدم دليل املقابلة لعدة أساتذة في علم النفس العيادي وعلم النفس
الصحة للحكم على صالحيته.
نتائج الدراسة إلاستطالعية:
تم التأكد من صالحية أدوات الدراسة واملتمثلة في دليل املقابلة العيادية النصف موجهة
ومقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل من ،)5442(Ubriche et Fitgerald
ولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي (.)5442
تم استخراج عينة الدراسة ألاساسية من خالل تطبيق مقياس ألاعراض النفسجسدية
(السيكوسوماتية) من طرف كل من ،)5442(Ubriche et Fitgeraldولقد تمت ترجمته إلى اللغة
العربية من طرف الباحث أدم العتبي ()5442؛ حيث تم استبعاد()22حاالت بسبب عدم إدراجها
ضمن الاضطرابات السيكوسوماتية بعد تطبيق املقياس عليها.
وعليه تم التوصل خالل تطبيق مقياس ألاعراض السيكوسوماتية على املراهقين املصابين
بالداء السكري ،إلى ثالث حاالت مصابة بالداء السكري السيكوسوماتي من أصل ( )52حاالت ،في
حين تم استبعاد 22حاالت مصابة بالداء السكري العضوي ال الوظيفي.
587
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-4.6الدراسة ألاساسية:
منهج الدراسة ألاساسية:
تم الاعتماد على املنهج العيادي ،فهو يقوم على دراسة حاالت فردية ،دراسة شاملة مركزة
وعميقة للوصول إلى أهم ما يميز كل حالة من خصائص فردية حيث تتحدد القيمة الحقيقية
للمعلومات الخاصة ،بمكانة الفرد بالنسبة للجماعة عن طريق القيم والتقويم ،باإلضافة إلى ما
تقدمه هذه املعلومات عن الفرد ،وإعطاء صورة حقيقية عنه (الوافي ،ع ،بدون تاريخ .)12 ،ويعتمد
هذا املنهج على أسلوب دراسة حالة التي تعتبر طريقة من طرق جمع وتنظيم ودراسة املعطيات،
بحيث نستطيع أن نرسم من خاللها صورة كلية لوحدة معينة في العالقات وألاوضاع الثقافية
املتنوعة ،كما تعتبر في الوقت نفسه تحليال دقيقا للموقف العامل لفرد.
ويعتبر املنهج العيادي ألانسب لهذه الدراسةَ ،لن هذه ألاخيرة تهدف إلى الوصول إلى معرفة ما
إذا من املمكن اعتبار الداء السكري كاضطراب نفسجسدي (سيكوسوماتي) لدى املراهق
املتمدرس بمرحلة التعليم املتوسط ،وذلك من خالل جمع أكبر قدر ممكن من املعلومات حول
تاريخ الحالة لغرض الوصول إلى ألاسباب التي أدت بالحالة لإلصابة بالداء السكري كمنشأ نفس ي
وليس عضوي.
588
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
للحاالت العيادية ،وذلك عن طريق املحادثة الهادفة والفهم الشامل ملا يعانيه العميل( .عباس ،ف،5424 ،
.)520
وتم الاعتماد في هذه الدراسة على املقابلة النصف موجهة التي قمنا بإعدادها سلفا قبل مقابلة
العميل ،والهدف من ذلك هو الحصول على العفوية الكاملة للمفحوص والحصول كذلك على عناصر
معرفية وتفاصيل حول تاريخ الحالة لتحليل مضمونها الحقا.
في هذا النوع من املقابلة العيادية النصف املوجهة نجد ما يسمى بدليل املقابلة العيادية الذي يتضمن
مجموعة من ألاسئلة املنتظمة في ستة ( )21محاور وهي كالتالي:
املحورألاول :حول البيانات الشخصية والذي يشمل الاسم ،السن ،املستوى الدراس ي والاقتصادي...
املحور الثاني :حول البيانات إلاكلينيكية يضم التاريخ الصحي (نوع املرض ،مدة ظهوره ،سبب ظهور
املرض.)...
املحور الثالث :يضم بيانات تخص التغيرات الفيزيولوجية التي حدثت بعد إلاصابة بالداء السكري.
املحور الرابع :يضم أسئلة حول التغيرات النفسية التي حدثت بعد إلاصابة بالداء السكري.
املحور الخامس :يضم أسئلة حول آلاثار الناجمة من إلاصابة بالداء السكري..
املحور السادس :يضم أسئلة حول النظرة إلى املستقبل.
-مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) ل :)1991(Ubriche et Fitgerald
صمم مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل من Ubriche et Fitgerald
( ،)5442ولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي ( .)5442ويقيس هذا املقياس
مستوى ظهور ألاعراض النفسجسدية ،ويتكون من 05عرضا سيكوسوماتي ،بحيث يجيب املفحوص على
املقياس وفقا لسلم متدرج من 1إحتماالت؛ وعلى املفحوص إلاجابة على كل بند للتعبير على مدى انطباق
أو عدم انطباق العرض النفسجسدي عليه ،فللتنقيط إستخدمت نقاط تتراوح بين 5و 1لتدل على
مستوى العرض النفسجسدي.
ال أشعر ،5 :أشعر نادرا ،0 :أشعر أحيانا ،2 :أشعر غالبا ،، :أشعر دائما.1 :
حجم عينة الدراسة ألاساسية وطريقة اختيارها:
تتكون عينة هذه الدراسة من ثالثة ( )22حاالت مصابة بالداء السكري السيكوسوماتي ،املدرجة
ضمن املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط واملنحدرين من والية تيزي وزو ،والتي اختيرت
بطريقة قصدية .وتعتبر هذه الطريقة من املعاينات الاحتمالية ،ويقصد بها سحب عينة من مجتمع البحث
بانتقاء العناصر املقيدة طبقا لنسبتهم في هذا املجتمع ،وكذا لتوفر بعض الخصائص في أفراد العينة دون
غيرهم ولكون تلك الخصائص هي املهمة بهذه الدراسة لتوفي بالغرض؛ ومن أهم خصائص الدراسة
ألاساسية أنها من املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط من كال الجنسين (ذكرين وأنثى واحدة)
واملصابين بالداء السكري املدرج ضمن الاضطرابات السيكوسوماتية.
589
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
نتائج الدراسة ألاساسية:
-تقديم حاالت الدراسة:
الحالة ( 01ط .ب):
مكان إجراء املقابلة :مكتب مستشار التوجيه وإلارشاد النفس ي للمتوسطة التي تدرس فيها الحالة.
تم التحدث مع :الحالة.
ط .ب تلميذة تبلغ من العمر 51سنة من دائرة عين الحمام والية –تيزي وزو ،-تترتب املرتبة ألاولى بين
إخوتها قبلها أختين وأخ ذو خمسة سنوات ،وتعتبر فائقة الجمال والرشاقة وهندام جيد بدون أية عاهة
جسمية وتتميز بالفطنة والذكاء ،تدرس في السنة الرابعة متوسط مهذبة وأخالقها عالية نجيبة ومحبة
للعلم ،بحيث أن معدالتها الفصلية ال تقل عن ،02/5،وليست من النوع الذي يكون العديد من
الصداقات ،فلها صديقة مقربة واحدة تتفاهم معهاَلنها نجيبة ويتفاهمان معا.
تعيش هذه الحالة في أسرة نووية متوسطة الدخل ،فأبوها يعمل حارس في مستشفى وأمها ماكثة بالبيت
تعمل على إرضاء زوجها وأوالدها كونها ذات أخالق عالية ،وتتلقى دعما ماديا من أبوها املتقاعد (عمل سابقا
في فرنسا) ،فهذه ألاسرة مفعمة بالحب والحنان والاحترام؛ لكن فيما مض ى كانت الحالة تعيش مع والديها في
أسرة ممتدة تحتوي على الجدة وألاعمام وأبناء ألاعمام وزوجاتهم وذلك منذ والدتها حتى سن الخامسة في
أجواء محاطة باملشاكل والالتفاهم خاصة بين ألام وهذه ألاسرة املمتدة ،فقرر الوالدين بناء منزل خاص بهما
لتفادي املشاكل وتربية ألابناء تربية صالحة ،فتعيش مع والديها من دون حرمان عاطفي من طرفهم أين
يوفرون َلبنائهم كل ما يلزمهم ليدرسوا جيدا.
تعاني الحالة من الداء السكري املزمن منذ أن كان عمرها ثالثة عشرة ( )52سنة ،فتفاقم وضع حالتها
إلى أن وصلت إلى درجة استعمال حقنة ألانسولين التي تأخذها بنفسها ،إلى جانب الخضوع لحمية مناسبة
ملرضها .بحيث أكد ألاطباء بعد تشخيص الحالة أن سبب املرض ليس عضوي وإنما عبارة عن اضطراب
وظيفي يعود إلى اختالل في هرمونات جسمها بسبب اضطرابات نفسية ،وهذا ما أكده ألاخصائيين النفسيين
الذين لجأت إليهم وشخصوا حالتها.
الحالة (( )02س .ب):
مكان إجراء املقابلة :مكتب مستشار التوجيه وإلارشاد النفس ي للمتوسطة التي تدرس فيها الحالة.
تم التحدث مع :الحالة.
س .ب تلميذ يبلغ من العمر 5،سنة من والية –تيزي وزو ،-هزيل الجسم يدرس في السنة الثانية
متوسط ومعيد لنفس السنة ،مستوى تحصيله الدراس ي دون املتوسط ،تحتل هذه الحالة الرتبة الخامسة
وألاخيرة بعد أربعة بنات ،مستواهم الاقتصادي جيد ،لكنه ينحدر من أسرة مفككة جراء طالق والديه بسبب
مشاكل عائلية منها عدم تفاهم الطرفين والخالفات اليومية التي يعيشانها بسبب مشاكل يقوم بافتعالها ألاب
أين كان يهدد زوجته في كل مرة بالطالق وإعادة الزواج من امرأة أخرى ،فكان يضربها ويتسلط عليها وال ينفق
590
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
على ألاسرة كما يجب حتى ولو أن الدخل املادي للعائلة جيد كون ألاب يعمل مقاول ،فقررا الانفصال عن
بعضهما ،بحيث أن ألاب أعاد الزواج من امرأة أخرى عندما كان عمر الحالة 52سنوات ،ثم أعاد ألاب الزواج
بعد سنة واحدة فقط من الطالق فانصرفت ألاخوات للعيش مع أمهن ،بينما بقيت الحالة مع ألاب وزوجة
ألاب برغبة من ألاب وإغواء ابنه باَلموال وشراء كل ما يريده ،لكن الحالة تعرضت للضرب والتعنيف من طرف
ألاب بسبب املشاكل التي تخلقها زوجة ألاب ،وكان يهرب من البيت وال يعود إليه إال بعد يوم كامل مفتعال
املشاكل مع أصدقائه ما يؤدي إلى الشجار والعنف ،وبعدها انصرف للعيش مع أمه وهو في سن 52ما ادخله
في حالة اكتئاب وصدمة وخوف من املعاملة القاسية التي يتلقاها من طرف ألاب وزوجته .وبعدها ظهرت
أعراض الداء السكري لديه (العطش الشديد ،التبول املتكرر )...التي تم تشخيصها من طرف ألاطباء ليتبين أن
الحالة لم تتعرض َلي خلل أو اضطراب عضوي ،وإنما السبب هي الاضطرابات النفسية التي تعيشها هذه
الحالة حسب التشخيص الذي قام به ألاخصائيين النفسانيين.
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
سنوات) ،إذ انه ليس من الجيد أن يكون الطفل حاضرا للخصومات والشجارات في هذه السن املبكرة
بسبب عدم نمو الجانب املعرفي لديه كفاية ليتمكن من تفسير كل ما يراه أمامه ،وبالتالي فكل التصرفات
التي ترهق والديه ترهقه هو أيضا وترسخ في ذاكرته ليسترجعها الجانب الالشعوري لديه مستقبال لتؤثر
على انفعاالته وطريقة تعامله مع آلاخرينَ ،لن الوالدين في نظر الطفل في هذه املرحلة يعتبران املصدر
الوحيد لألمن وألامان بالنسبة له ،وفي هذا الصدد يضيف العالم النفس ي ''فرويد'' بأن السنوات الخمسة
ألاولى من حياة الطفل تعتبر من بين املراحل العمرية املهمة في تكوين شخصيته وبناء انفعاالته ،وأي
سلوك غير مرغوب فيه من شأنه أن يؤثر على حياته مستقبال خاصة في مرحلة املراهقة ليخلق لديه
اضطرابات نفسية أو سلوكية .فال يخفى لنا أن مرحلة املراهقة من بين املراحل املهمة في حياة الفرد،
باعتبارها جد حساسة ومعقدة تتأثر بكل ما يعيشه الفرد في مرحلة الطفولة وما يتلقاه من طرف املجتمع
وخصوصا ألاسرة في هذه املرحلة ،فأي خلل في مرحلة الطفولة التي تعتبر ممهدة لفترة املراهقة يظهر في
هذه ألاخيرة تطور السلوك أو الاضطراب حتى مرحلة الرشد أو أكثر ليزداد شدة وحدة ،ولهذا أوجب على
ألاولياء اختيار أسلوب تنشئة أبنائهم وتربيتهم بعيدا عن املشاكل ألاسرية .ولكن ما اكتشفناه عند هذه
الحالة من خالل املقابلة العيادية هو أن تأثير الخوف املتكرر والقلق لديها في مرحلة الطفولة جراء
الاهانات والشجارات التي تتلقاها ألام من طرف أفراد عائلة زوجها أدى بها إلى ظهور املرض عند الحالة
بسبب حدوث خلل في الهرمونات الذي أثر على جسدها ،ما أدى في ألاخير إلى ظهور اضطراب سيكوسوماتي
''الداء السكري'' الذي تم الكشف عنه عند تطبيق مقياس ألاعراض السيكوسوماتية لتظهر درجة عالية
من الشعور بهذه ألاعراض ،بحيث أن جسد الحالة لم يستطع مقاومة ذلك الخلل؛ إلى جانب ما عاشته
الحالة في طفولتها ،فمن خالل املقابلة العيادية التي قمنا بها ،فقد توصلنا إلى معرفة بأن الحالة غالبا ما
تكتم مشاعرها وانفعاالتها منذ طفولتها خشية من الانتقاد والتوبيخ ،إذ تنطوي على نفسها في بعض
ألاحيان لتشعر بالكآبة بسبب عدم إخراج ما بداخلها فيظهر نوع من التذبذب في املشاعر والشعور
بالفراغ ،بحيث امتد هذا الكبت حتى مرحلة املراهقة بسبب التعود على ذلك ،وبالتالي فالحالة لم تشعر
بالتحرر والاستقاللية حتى تفرض وجودها وتحدد شخصيتها كما يفعل كافة املراهقين في هذه املرحلة
العمرية ،ما يشعرها دائما بالخجل والارتباك في التكلم والتنفيس الانفعالي ،ما جعل مشاعرها تتراكم لتجد
نفسها تتجه عكس ما تحمله مرحلة املراهقة من مميزات .فمن املهم إتاحة املجال للمراهقين للتعبير عن
أحاسيسهم ومشاعرهم ورغباتهم ،وكل ما يريدون أو يطمحون إليه ،ففي ذلك ترويح عن النفس ،كما أن
كبيرا في الشعور باَلمان ،لتزداد ثقتهم بأنفسهم وليشعروا بقيمتهم ودورهم في الحياة ،خشية من أثرا ًله ً
عدم توكيد ذاتهم مستقبال والاعتماد على أنفسهم والانعزال عن آلاخرين في كل مرة تتاح لهم فيها الفرصة.
وبالتالي فالداء السكري الذي أصاب هذه الحالة من الاضطرابات الوظيفية التي أدت إليها الاضطرابات
النفسية بعد تشخيص ألاخصائيين النفسانيين لذلك وبعد تفنيد ألاطباء بأن السبب عضوي .ليظهر أن
الداء السكري الذي تعاني منه الحالة هو اضطراب سيكوسوماتي وليس طبي ،وكما انه نفس ألامر قد تبين
592
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
معنا بعد القيام بمقابلة عيادية وتطبيق أداة ألاعراض السيكوسوماتية ليتضح في ألاخير بان الحالة تعاني
من اضطراب سيكوسوماتي..
-تحليل الحالة الثانية(س .ب) :يمكن إدراج هذه الحالة ضمن مرحلة املراهقة التي تعتبر من بين
املراحل العمرية املهمة والحرجة في نفس الوقت ،والتي تدعو للقلق والخوف بسبب التجديد املستمر في
حياة املراهق ملا تسببه هذه املرحلة من صراعات داخلية وخارجية الذي يعود إلى النمو املستمر الذي
يحدث له ،وبالتالي فهذه الحالة تعيش في حالة من الالتوافق والالاستقرار النفس ي جراء الجو ألاسري
الالسوي الذي يعيش فيه ،وبما أن الوالدين هما الركيزة ألاساسية التي تبنى عليهما ألاسر ،إال أن أسرة هذا
املراهق عاشت في الكثير من املواقف التي تتخللها الخالفات الزوجية وعدم إنفاق رب ألاسرة على عائلته
ليأتي بعد ذلك الضرب والعنف والتسلط ثم الطالق في ألاخير؛ والطالق في هذه ألاثناء يمثل التشتت في
نظر ألابناء ،وبالتالي فصورة ألاب مشوهة في نظر هذا املراهق الذي من املفروض أن يكون أولياءه سندا له
في كل صغيرة وكبيرة ليمر بهذه املرحلة دون الوقوع في اضطرابات نفسية أو سلوكية ،وبالتالي فلم يستطع
التحكم في نفسه ليؤدي به ذلك إلى تشتت ذهنه وفكره وعدم استطاعته التركيز على دراسته ليظهر ذلك
على تحصيله الدراس ي .وكل هذه الاختالالت والاكتئاب الذي عاشه هذا املراهق لضرب والده له بسبب
تحريض زوجة أبيه له ،ما أدى إلى الكبت وعدم القدرة على التنفيس الانفعالي خاصة وانه في مرحلة
املراهقة التي تحتاج للتنفيس الانفعالي وإخراج كل املكبوتات :فالتسلط ألابوي على ألابناء غالبا ما يضعف
العالقة داخل ألاسرة ،ويحولها من شكل الحب والشعور باَلمان والتعاون إلى شكل من أشكال الرهبة
والخوف وتنفيذ ألاوامر ،إضافة إلى ذلك فباستطاعة هذا التسلط ألابوي أن يؤثر سلبا على املراهق وذلك
بتقليد السلوك وإسقاطه على آلاخرين في املجتمع الخارجي؛ وذلك بسبب الحاجة إلى التفريغ ّ
عما يالقيه
ّ
الشخص من تسلط ،أو محاكاة ملا يراه من سلوكيات والديه ،إضافة إلى أنه قد ُيفقد املراهق شعور الثقة
بالنفس ،ويمنعه من القدرة على اتخاذ القرار ،وهو من ألاسباب الرئيسية في ظهور حاالت التوتر وسرعة
ً
الانفعال والتمرد ،وقد يكون سببا في ميله لالنطواء والعزلة ،وضياع ألاهداف.
وكل هذا قد أدى بهذه الحالة للوقوع في اضطراب من الاضطرابات السيكوسوماتية ''الداء السكري''
بعدما تبين أن السبب يرجع إلى ألازمات والصدمات النفسية التي عاشها جراء العنف والتسلط الذي
مارسه ألاب على زوجته قبل الانفصال ثم على هذه الحالة ،لذا فبعد التشخيصات الطبية والنفسية وحتى
املقابلة العيادية واملقياس الذي طبقناه عليه ،فقد ظهر بأن السبب وظيفي وليس عضوي وان هذا
املراهق يعاني من اضطراب سيكوسوماتي.
-تحليل الحالة الثالثة (ك .ف) :تدرج الحالة ضمن مرحلة املراهقة املبكرة التي تبدأ حسب ''رمضان
دمحم القذافي'' ()5424من 50سنة إلى حوالي 51سنة والتي تتميز بمجموعة من التحوالت والتقلبات العنيفة
والعديدة ما يؤدي باملراهق إلى فقدان الشعور بالتوازن (ص)041؛ ويعود سبب مرض هذه الحالة وإصابتها
بالداء السكري إلى املعاملة القاسية التي تلقاها هذا الابن من طرف أبيه والتي أثرت بشكل سلبي على حياته
593
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وعلى تحصيله الدراس ي ،الن املعاملة القاسية في حق ألابناء وخصوصا في مرحلة املراهقة من بين
السلوكات التي تحطم كيان ألابناء وبناء شخصيتهم بناء سليماَ ،لن ألاسرة في نظر ألابناء هي امللجأ الوحيد
الذي يحسون فيه باَلمان ،ففيها يتعلم الابن خالل ذلك الكثير من القيم والاتجاهات والسلوكات التي
تساعده على تكوين شخصيته ،ونخص الذكر املراهق الذي يحتاج إلى الحوار والثقة بينه وبين والديه
وتفاهم الوالدين فيما بينهما أيضا ليتعلم الخصال النبيلة والتصرفات املرضية ،على عكس الجو ألاسري
الذي يكثر فيه الصراع والتوتر والخصومات الزوجية وتوتر عالقاتهم فيما بينهم من شأنها أن تؤدي إلى
مشكالت سلوكية وشخصية غير سوية ،وتسلط ألاب على الابن بضربه وتعنيفه ونبذه سبب له الخوف
والقلق مقارنة بمعاملة والدته له التي تتميز بالعطف والحب والحنان ،بحيث أن هذا املراهق فضل ألام
على ألاب وانه في كل مرة يريد فيها الانتحار أو الهروب من املنزل يتذكر والدته ويتراجع عن القرار ،الن ألاب
أعطى صورة سلبية عليه وبالتالي فهذا املراهق يفقد الثقة في آلاخرين بسبب خذالن أبيه له ،إلى جانب
املستوى الاقتصادي الضعيف التي تعيش فيه هذه ألاسرة ،بحيث أن في هذه املرحلة العمرية يبدأ املراهق
في فهم أمور كثيرة ويحتاج أيضا للتباهي بين الزمالء وألاصدقاء والتركيز أكثر على املظهر الخارجي ليظهر في
أحسن حال ،كون هذه املرحلة مرحلة تتميز بتردد املراهق للمرآة بصفة مستمرة .وبالتالي فانعدام كل ذلك
في حياة هذه الحالة من شأنها أن تخلق لديه احباطات وخجل أمام آلاخرين والشعور باالكتئاب فاالنطواء.
فتسلط ألاب ومعاملته القاسية البنه وتحصيله الدراس ي الضعيف ومراهقته التي لم يعشها كباقي
املراهقين م ن عمره ،أسباب جعلت هذا املراهق يدخل في مجموعة من الاضطرابات النفسية كالقلق
والخوف والاكتئاب وإلاحباط ،التي أدت به إلى تذبذب مشاعره وتراكم انفعاالته ،ليصاب في ألاخير بالداء
السكري الوظيفي الذي شخص من طرف ألاخصائيين النفسانيين بعدما تبين من طرف ألاطباء أن سببه
ليس سبب عضوي ليدرج في ألاخير من بين الاضطرابات السيكوسوماتية ،ما ظهر معنا أيضا بعد تحليلنا
للحالة عن طريق املقابلة العيادية واملقياس الخاص باَلعراض السيكوسوماتية الذي طبقناه على الحالة.
-تقديم وتحليل نتائج املقياس:
بعد الانتهاء من إجراء املقابالت معا لحاالت الثالث ،تم تطبيق مقياس ألاعراض النفسجسدية
(السيكوسوماتية) من طرف كل من ،)5442( Ubriche et Fitgeraldولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية
من طرف الباحث أدم العتبي ( .)5442والجدول التالي يوضح النتائج املتحصل عليها :والجدول التالي يوضح
هذه النتيجة.
594
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
جدول رقم ( )11يمثل نتائج مقياس ألاعراض السيكوسوماتية على املراهقين املتمدرسين
بمرحلة التعليم املتوسط
مصاب /غير مصاب باالضطراب الدرجة الكلية الجنس رقم الحالة
السيكوسوماتي
مصابة 011/011 أنثى الحالة رقم (()11ط.
ب)
مصاب 011 /79 ذكر الحالة رقم (()14س.
ب)
مصاب 011 /011 ذكر الحالة رقم (()14ك.
ف)
يتضح من خالل الجدول رقم ( )25أن الحاالت الثالثة تحصلوا على درجات مرتفعة على مقياس
ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل من ،)5442(Ubriche et Fitgeraldولقد تمت
ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي ( .)5442حيث أن الدرجات جاءت على النحو التالي:
،521/521،520/521،42/522واملالحظ أن كل من الحالة (( )25ط .ب) والحالة (( )22ك .ف) يعانون
أكثر من الحالة (( )20س.ب) ،إال أن كل الدرجات مرتفعة؛ وهذا يدل على أن الحاالت الثالث يعانون من
ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) ،وبالتالي يعانون الداء السكري الوظيفي .وليس العضوي.
مناقشة النتائج:
نصت فرضية الدراسة على أنه .يمكن اعتبار الداء السكري من بين الاضطرابات السيكوسوماتية (لها
منشأ نفس ي وليس عضوي) لدى املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط
وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم استعمال أداة لقياس ألاعراض السيكوسوماتية واملقابلة
العيادية مع الحاالت ،فتوصلنا إلى صحة الفرضية ،بحيث تحصلنا على درجات مرتفعة لدى عينة
الدراسة ألاساسية التي تم تطبيق ألاداة عليها ،ما يفسر أن لدى الحاالت الثالثة املصابة بالداء السكري
أعراضا سيكوسوماتية راجعة بالدرجة ألاولى إلى املعاش النفس ي لهؤالء املراهقين وما تعرضوا له من
صدمات نفسية واحباطات جعلتهم عرضة للداء السكري الوظيفي الذي تبين معنا من خالل املقابلة
العيادية التي قمنا بها مع الحالة ،وكذا ارتفاع النواحي الانفعالية التي تميزت بالحساسية الزائدة والتوتر
والغضب والقلق والاكتئاب من قبل املفحوصين ،وذلك من خالل تصريحهم بذلك خالل املقابلة
العيادية ،وبهذا فقد حققت الدراسة الحالية ألاهداف التي وضعت من أجلها.
595
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
فعند تعرض التلميذ املريض لصدمات نفسية وانفعالية يحاول الاستجابة والتكيف كجسم حي،
ويحاول أيضا الحفاظ على التوازن من خالل نظام الغدد الصماء والجهاز املناعي والجهاز الالإرادي ،ومع
ذلك فإن لم يتمكن من ذلك بشكل كاف سيصاب بأمراض مرتبطة بالتوتر ،وبالتالي فالضغوطات املختلفة
متورطة في بداية عملية ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر لدى هذه الفئة ،وهي إحدى ألامراض النفسية
الجسدية التمثيلية لجهاز إفراز ألانسولين ،واملقصود هنا دور العوامل الضاغطة التي يتعرض لها املراهق
في مسار املرض.
ومن خالل البحوث التي قمنا بها في هذا الصدد ،توصلنا إلى أن الكثير من ألاطباء على دراية بوجود
حاالت مرض ى السكري يعانون من بعض املشاكل النفسية وهذه املشاكل هي التي تسبب لهم النوبات
املكتسبة والانتكاسات (كالغضب أثناء املواقف املزعجة أو املهددة لهؤالء املراهقين وشدة انفعاالتهم)،
فالغضب والقلق والتوتر هم سبب في إفراط إفرازات الغدد والتي بدورها تفقد الجسم التحكم ،فأساس
هذه النوبات هي العوامل الخارج ية التي لم يستطع هضمها والتحكم فيها ،و بالتالي فتعمل ألاوتار النفسية
الاجتماعية كعوامل محفزة للنوبات ،ومن منظور نفس ي قد تكون ناتجة عن تهديد لدفاعات ألانا إذ يعبر
املراهق عن انزعاجه من املوقف جسميا من دون التحكم فيه وال في ردود أفعاله ،فاملشكل يكمن في
فقدانه القدرة على التحكم في الجسم ،وفقدان القدرة على التعبير عن آالمه ومخاوفه ومعاناته.
وقد أجرى الباحثين Sifneosو Nemiahتحقيقات منهجية على املرض ى الذين يعانون من أمراض
نفسية جسدية كالسيكية والحظوا أن العديد من هؤالء املرض ى واجهوا صعوبة ملحوظة في وصف
املشاعر الذاتية ،وحياة خيالية فقيرة ،وقد سمي في علم النفس ب مصطلح alexithymiaتم تأطيره في
عجزا في املعالجة املعرفية للعواطف ،ويظهر في صعوبات في التعرف على سياق التحليل النفس ي و تعكس ً
املشاعر وتمييزها ،وصعوبات تحديد وتمييز ألاحاسيس الجسدية لإلثارة العاطفية من أعراض املرض
الجسدي وصعوبة في إيجاد الكلمات لوصف املشاعر لآلخرين وعمليات تخيلية ضيقة ومحتوى فكري
يتميز باالنشغال بالتفاصيل الدقيقة لألحداث الخارجية).) Kazufumi Yoshihara , 0251,17
ووفقا لهذين الباحثين فإن مرض ى السكري عاجزين في القدرة على ترميز العواطف والتي تؤدي إلى
مجموعة متنوعة من املظاهر بما في ذلك ردود الفعل الفسيولوجية غير الطبيعية ،وامليل إلى السلوك
الاندفاعي ،وعدم الراحة وتجنب العالقات الاجتماعية ،وضعف القدرة على الرعاية الذاتية والتنظيم
اكيا من خالل تجربتها كمشاعر واعية إلى تضخيم الذاتي ،وتؤدي القدرة املحدودة على معالجة املشاعر إدر ً
ألاحاسيس الجسدية املصاحبة لإلثارة العاطفية و /أو ردود الفعل الجسدية كاستجابات فورية لالستثارة
غير السارة .وليس من املستحيل أن نرى لدى هؤالء بعض سمات الشخصية املضطربة كاالكتئاب وكثرة
الانفعال والغضب الناتجة من إلاحباط وفقدان الثقة بالنفس.
كما البد من إلاشارة إلى أن هؤالء املراهقين فقدوا حرية امتالك أجسادهم ،فهم دائما تحت أبصار
الجميع ،هؤالء الذين جعلوا منهم أفرادا ضعفاء ،مما يعرضهم للنقد املفرط في طريقة ألاكل ونوعية ألاكل
596
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
وإلافراط في شرب املياه والذهاب للمرحاض وأخذ الدواء /حقنة ألانسولين ....الخ ،وكذا تحميلهم
مسؤولية الحفاظ على صحتهم في ذلك الوقت الذي يتمتع فيه زمالئهم باالستقاللية ،فهم مقيدين بالكثير
من القوانين التي ترهقهم وترهق نفسيته.
وهذا ما تبين لدينا من خالل نتائج تحليل املقابالت العيادية التي قمنا بها مع الحاالت ،بحيث توصلنا
إلى أن الحاالت الثالثة لم تتمكن من ضبط انفعاالتها والتحكم فيها ،وهذا ما سبب ذلك الخلل الجسمي.
ويضيف في هذا الصدد الباحث أبو جعفر ( )8، ،0251ليفسر بان الجانب الانفعالي يحتل جزءا مهما في
الشخصية ،حيث أنه يؤثر في توجيه سلوك الفرد وصحته النفسية والجسدية ،ويمثل الانفعال جانبا مهم
في عملية النمو الشامل كونه يعتبر أساس نمو الشخصية السوية ويحفظ السالمة النفسية وما يرتبط
معها بالسالمة الجسدية ،فاإلنسان ال يحتاج إلى توفير احتياجات املأكل واملشرب فقط ،لتمده بالنمو
والصحة الجسدية بل يحتاج إلى إتاحة الفرص أمامه للتعبير عن ذاته وانفعاالته وتدريبه على ضبطها بما
يتناسب مع املوقف املثير وتعبيره عن انفعاالته بصورة طبيعية.
إضافة إلى ذلك ،فاالنفعاالت النفسية تؤثر على حياة إلانسان بشكل عام ،وصحته الجسدية بصفة
خاصة ،في عدة مجاالت على الجهاز العصبي والدوري والهضمي وجميع أجهزة الجسم ،وقد بينت نتائج
الدراسات التي تناولت هذه الفئة أثر الانفعاالت على الصحة الجسمية لدى الفرد كدراسة هادى ( ) 025،
التي بحثت أهمية الانفعاالت في حياة إلانسان و انعكاسها الجسدي عليه مما يؤثر على صحته الجسدية
(الاضطرابات السيكوسوماتية) الناشئة عن اضطرابات نفسية ،والتي يحدث فيها خلل في وظائف أحد
أعضاء الجسم نتيجة اضطرابات انفعالية مزمنة ترجع إلى عدم اتزان بيئة املريض و التي ال ينجح العالج
الجسدي لشفاء الحالة وحتى وإن استمر على املدى الطويل ،و إنما بعالج أسباب التعرض لالنفعاالت
والتوتر ( هادى ،ف)12، 025، ،
وتتفق الدراسة الحالية مع الدراسة الجزائرية للباحثتين بن سيد آسية و بن منصور مليكة
( ،)0258التي درست ''العوامل النفسية وعالقتها باملرض السكري'' ،التي طبقت على 552مريض سكري
من مختلف الفئات (أطفال ،مراهقين ،شباب شيوخ) ،بحيث توصلت النتائج إلى أن عالقة املرض
السكري بالعامل النفس ي تعتبر عالقة ثنائية ،حيث أن الحالة النفسية السيئة للمريض السكري تؤدي إلى
اختالل في نسبة السكر في الدم عن الحد الطبيعي والعكس صحيح ،وردود فعل املريض السكري تختلف
من إنسان آلخر وتتمثل في تقبله للمرض ومتابعته للعالج أو رفضه وعدم تقبله للمرض أو للعالج وبالتالي
تكون هناك الكثير من الضغوطات على املريض السكري وهذه الضغوطات تؤثر نفسيا سلبيا على املريض
واملحيطين به .فوجود مشاكل نفسية تقلل من الاستجابة للعالج وتطيل في التحكم في املرض والحد من
خطورته ومضاعفته.
597
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ونظرا للبحوث املكثفة التي قمنا بها فيما يخص الدراسات السابقة التي تطرقت ملوضوع بحثنا
''الداء السكري كاضطراب سيكوسوماتي لدى املراهق املتمدرس بمرحلة التعليم املتوسط'' ،فقد وجدنا
بأنها منعدمة لحد علمنا ،وذلك ملقارنة نتائج دراستنا ونتائج الدراسات السابقة.
-7خاتمة عامة
من خالل عرضنا وتحليلنا للحاالت الثالثة ،يتضح لنا أنه يمكن إدراج الداء السكري ضمن
الاضطرابات السيكوسوماتية التي يمكن أن يتعرض لها الفرد في حياته ،والتي ترجع أسبابها إلى اضطرابات
نفسية (كالقلق -الاكتئاب -إلاحباط ،الخ) خاصة في مرحلة املراهقة ،الن هذه املرحلة تعتبر من بين املراحل
التي تتميز بالضعف والحساسية من جهة ومحاولة تكوين الشخصية وفرض الوجود من جهة أخرى ،وهذا
ما يجعل املراهق يتعرض ملشكالت نفسية منها :القلق -الضيق -الارتباك -الحزن -شدة الانفعال -غياب
الاستقرار-فقدان التوازن النفس ي...الخ جراء الصراعات الداخلية والخارجية التي يسببها له املجتمع
وخاصة املعاملة ألاسرية والوالدية التي تخلق لديه عدم الاتزان وعدم الاستقرار النفس ي ،و كل هذه
الانفعاالت إذا كبتت و تراكمت و لم يتم استخراجها أو ما يسمى في مجال علم النفس ''بالتنفيس
الانفعالي'' ،فقد يؤثر بطريقة أو بأخرى على الجانب الفيزيولوجي لديه و هذا ما يؤدي به إلى الوقوع في
اضطراب سيكوسوماتي-نفسجسدي .-إضافة إلى ذلك فمرحلة املراهقة تتأثر بمرحلة الطفولة ،وأي خلل
في هذه املرحلة يؤثر على مرحلة املراهقة.
وأكــدت الكثير من ألابحــاث القديمــة والحديثــة علــى أن الانفعــاالت ال تــؤثر فقــط علــى الوظائف
الجسدية ولكنها أيضا تسبب أمراضا نفسية وجسدية .وهـذا التـأثير النـاتج عـن الاضـطرابات الانفعاليـة
بمختلـف أنواعهـا ودرجـات شـدتها علـى الحالـة النفسـية لـدى الفـرد والسـيما إذا أعيقـت الطاقـة الانفعاليـة
عـن الانطـالق فـي ش ــكل س ــلوك خ ــارجي ،وازداد تراكمهــا واشــتدت وطأتهــا ممــا يس ــاعد عل ــى تض ــخم
الاضطرابات والتوترات ،فتتسبب في إحداث اضطرابات سيكوسوماتية وظهور أمراض مزمنة كالداء
السكري.
وعلى ضوء ما جاء في هذه الدراسة ،نقترح ما يلي:
-إجراء املزيد من البحوث والدراسات حول موضوع الاضطرابات السيكوسوماتية خاصة في
مرحلة املراهقة.
-ضرورة إجراء حصص توعوية حول خطر الاضطراب السيكوسوماتي على حياة املراهق.
-إجراء حصص لتوعية ألاولياء حول موضوع الاضطرابات السيكوسوماتية وكيف يمكن أن تؤثر
معاملتهم القاسية على حياة أبنائهم املراهقين.
-تفعيل ألانشطة :كالرياضة وألالعاب الترفيهية الباعثة على إلابداع لغرض التفريغ الانفعالي
للطاقات املكبوتة داخل املراهق للتمكن من الشعور بالراحة النفسية.
-ضرورة اخذ املراهق إلى أخصائي نفساني عند تعرضه ملشكلة يصعب عليه تحليلها أو تجاوزها.
598
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
****
-8املصادرواملراجع
.5بن سيد ،آسية وبن منصور ،مليكة ( .)0258العوامل النفسية وعالقتها باملرض السكري :دراسة
انثروبولوجيا .مجلة الفكر املتوسطي للبحوث والدراسات في حوار الديانات والحضارات( ،مجلد ،22عدد/20
سبتمبر ،)0258ص-ص .0،1 -022الجزائر.
.0بولجراف ،بختاوي .)0251(.عالقة الاضطرابات السيكوسوماتية بالتوافق لدى طلبة الجامعة .مجلة العلوم
إلانسانية والاجتماعية .العدد/58مارس .0251ص-ص .81-21 .الجزائر.
.2بيردقار ،أحمد والسلوم ،أالء ونصر ،أية والهزاز ،رزان وسلمان ،رشا وبصبوص ،غنى وخليل ،مالين وسلهب،
دمحم وحمدان ،يارا( .بدون سنة) .الحاالت النفسية وعالقتها باَلمراض الجسدية .مشروع بحث علمي .سوريا :وزارة
التربية .املركز الوطني للمتميزين.
.،الجاموس ،نور الهدى دمحم .)022،( .الاضطرابات النفسية-الجسمية السيكوسوماتية .عمان ،الاردن :دار
اليازوري العلمية للنشر والتوزيع.
.1الحسنين ،عبد العزيز معتوق احمد( .دون سنة) .مرض السكر الحلو ..واملر .سلسلة التوعية الصحية.
السعودية.
.1حمريط ،نوال وبوسنة ،عبد الوافي زهير .)0258( .مستوى املساندة الاجتماعية لدى املراهق املصاب
بالداء السكري .مجلة الباحث في العلوم الانسانية والاجتماعية( ،العدد /21سبتمبر ،)0258ص-ص .22، -202الجزائر.
.2رودي بيلوس ،ترجمة :مزبودي ،هناء .)0252( .مرض السكري (ط .)5الرياض :دار املؤلف.
.8الشافعي ،ناصر .)0224( .فن التعامل مع املراهقين :مشكالت وحلول (ط .)5بدون بلد نشر :دار البيان.
.4شحام ،عبد الحميد .)0258( .الاضطرابات النفسجسمية وخصوصيتها عند الطفل واملراهق .مجلة العلوم
الاجتماعية والانسانية( ،العدد /8جوان ،)0258ص-ص .252-042الجزائر،
.52شقير ،زينب محمود .)0220( .سلسلة ألامراض السيكوسوماتية :ألامراض السيكوسوماتية (النفس-
جسمية) (ط .)5املجلد الاول .القاهرة ،مصر :مكتبة النهضة املصرية.
.55عباس ،فيصل .)5424( .الشخصية دراسة حاالت املناهج :التقنيات إلاجراءات (ط .)5دون بلد نشر :دار
الفكر.
.50عبد السالم ،علي .)0225( .السلوك التأكيدي واملهارات الاجتماعية وعالقتهما بالسلوك الانفعالي للغضب
بين العاملين والعامالت .مجلة علم النفس( ،العدد .)12مصر
.52عبد املعطى ،حسن مصطفى .)0222( .ألامراض السيكوسوماتية :التشخيص-الاسباب-العالج (ط.)5
القاهرة-مصر :مكتبة زهراء الشرق.
599
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ()Journal of Social and Human Science Studies
جامعة وهران /20المجلد 12ع 0202 /20 /01 .20
ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.5،عطوف ،محمود ياسين .)5488( .ألامراض السيكوسوماتية (ألامراض النفسجسمية) (ط .)5بيروت،
لبنان :منشورات بحسون الثقافية.
.51الفيفي ،عيس ى بن سليمان .)0252( .مرحلة املراهقة من 05-50سنة عند الفتيان.
.51القذافي ،رمضان .)5442( .علم النفس النمو (ط .)5مصر ،الاسكندرية :امللكة الجامعة.
.52معمرية ،بشير .)0222( .بحوث ودراسات متخصصة في علم النفس .الجزء ألاول .باتنة ،الجزائر:
منشورات الحبر.
.58مقدم ،خديجة .)0250( .مشروع الحياة عند املراهقين الجانحين :دراسة بمركزي إعادة التربية بنين وبنات
بوهران .أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه .الجزائر :جامعة السانيا وهران.
.54منظمة الصحة العاملية .)0251( ،الداء السكري/https://www.who.int/diabetes/ar.
.02هادى ،فليب .)025،( .الدليل الكامل للعناية الشخصية .لبنان ،بيروت :مركز التعريب والترجمة.
.05واضح ،غنية .)025،( .العالقة بين تأكيد الذات والاضطرابات السيكوسوماتية لدى املراهقين املتمدرسين.
مجلة دراسات نفسية( ،العدد /50نوفمبر،)025،ص-ص.12-2 2الجزائر.
.00الوقفي ،راض ي .)025،( .مقدمة في علم النفس (ط .)،الاردن ،عمان :دار الشروق للنشر والتوزيع.
23. Kazufumi Yoshihara.(2015). Psychosomatic Treatment For Allergic Diseases. Revue Bio Psycho
Social Medicine Japan (2015) n° 9:8 p1-6.
600