You are on page 1of 24

‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬

‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬


‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫الداء السكري كاضطراب سيكوسوماتي لدى المراهق المتمدرس‬
‫بمرحلة التعليم المتوسط‬
‫‪ -‬دراسة عيادية ل‪ 22‬حالات بولاية تيزي وزو‪-‬‬
‫‪Diabetes mellitus as a psychosomatic disorder in an adolescent attending‬‬
‫‪middle school education –Clinical study of 03 cases in Tizi Ouzou state-‬‬
‫جامعة مولود معمري –‬ ‫فطيمة شعالل * ‪Fatima CHALAL‬‬
‫إلارشاد املدرس ي‬
‫تيزي وزو‪ /-‬الجزائر‬ ‫(‪)fati93psycho@yahoo.fr‬‬
‫جامعة مولود معمري –‬ ‫النفس‬ ‫أ‪.‬د‪/‬فريدة بوروبي رجاح ‪ Pr/Farida BOUROUBI REDJAH‬علم‬
‫تيزي وزو‪ /-‬الجزائر‬ ‫الاجتماعي‬ ‫(‪)f.bouroubi@yahoo.fr‬‬

‫‪DOI : 10.46315/1714-012-001-041‬‬
‫إلارسال‪0205/20/51 :‬القبول‪ 0205/21/02:‬النشر‪0202 /25 /51 :‬‬
‫ملخص‪ :‬تهدف الدراسة الحالية للتعرف على ما إذا بإمكان أن نعتبر الداء السكري اضطرابا سيكوسوماتيا وظيفيا ال‬
‫عضويا لدى الفرد‪ ،‬كونه من بين ألامراض املزمنة والعضوية التي تصيب الكثير من ألافراد في الوقت الراهن‪ ،‬ولهذا أردنا‬
‫دراسة هذا املرض إكلينيكيا على (‪ )30‬حاالت من املراهقين املتمدرسين ببعض متوسطات والية –تيزي وزو‪ -‬بعدما تبين أنه‬
‫بإمكانه أن يرجع الداء السكري إلى أسباب نفسية كالخوف‪ -‬إلاحباط‪ -‬القلق‪ -‬الصراعات والضغوطات النفسية‪،‬الخ‪ ،‬وبهذا تم‬
‫التوصل إلى أن الداء السكري لدى الحاالت الثالثة راجع إلى أسباب نفسية كثيرة ومتعددة أين بإمكاننا تصنيفه من بين‬
‫الاضطرابات السيكوسوماتية‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬الداء السكري؛ الاضطراب السيكوسوماتي؛ مرحلة املراهقة‪.‬‬
‫‪Abstract: The current study aims to find out whether we can consider diabetes as a functional, inorganic,‬‬
‫‪psychosomal disorder in the individual, as it is among the chronic and organic diseases that afflict many‬‬
‫‪societies at the present time, and for this we wanted to study this disease clinically on 03 cases of adolescents‬‬
‫‪schooled in the state of Tizi Ouzou - after it was found that diabetes can be attributed to psychological causes‬‬
‫‪such as fear - frustration - anxiety - conflicts and psychological pressures ... etc., and by this we concluded that‬‬
‫‪diabetes in the three cases is due to many and multiple psychological causes, where we can classify it among‬‬
‫‪the psychosomatical disorders.‬‬
‫‪Keywords : Diabetes ; psychosomatic disorder; adolescence.‬‬

‫ُ‬
‫*‪ -‬الباحث املرسل‪fati93psycho@yahoo.fr :‬‬

‫‪577‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ -1‬مقدمة وإشكالية الدراسة‬
‫أ‬
‫إن الفصل بين الجسد والنفس َلمر في غاية الصعوبة كونهما ش يء واحد‪ ،‬إذ ال يمكن‬
‫معالجة الجسد وحده نظرا ملا تلعبه النفس البشرية من دور في غاية ألاهمية‪ ،‬لهذا ظهر في علم‬
‫النفس مفهوم إلاضطرابات النفسجسمية (السيكوسوماتية)‪.‬‬
‫فتستحوذ إلاضطرابات النفسية التي يمكن أن يتعرض لها ألافراد في حياتهم على اهتمام‬
‫القائمين بالعمل في مجال الصحة النفسية‪ ،‬سواء كانوا سيكولوجيين أو أطباء نفسيين (معمرية‪،‬‬
‫ب‪ )21 ،0222،‬والتي من شأنها أن تؤثر على الجانب الجسدي‪ ،‬ومن خاللها تؤدي إلى إضطرابات‬
‫نفسية جسمية (‪ )Psychosomatic‬فينجم عنها اضطرابات جسمية حقيقية ذات منشأ نفس ي كالقلق‬
‫والتوتر النفس ي‪ ،‬إلاجهاد‪ ،‬ألارق‪ ،‬الاكتئاب‪ ،‬التعب الشديد‪ ،‬ألازمات النفسية(الوقفي‪،‬ر‪،‬‬
‫‪ ،)025،،121‬فنجد عدم فائدة الدواء في تأثيره على علة املرض العضوي جراء إلانفعاالت النفسية‬
‫التي تكون هي املسيطرة على عدم تفاعل الدواء‪ ،‬وفي هذه الحالة يتسبب بطريقة غير مباشرة‬
‫وصحيحة في تكوين آلية الدفاع للفيروس (الجاموس‪ ،‬ن‪)022،،5، ،‬؛ ف (‪ )% 01-02‬من الوفيات‬
‫تحدث دون سابق إنذار وفي أحسن حالة من الصحة والنشاط َلصحابها دون أن نعرف السبب‪،‬‬
‫ونجد من الناس من ينتقلون من مستشفى إلى آخر‪ ،‬ومن عيادة إلى ثانية‪ ،‬ويرون عشرات ألاطباء‬
‫الذين يؤكدون لهم (سالمة أجسامهم) عضويا من أي مرض‪ ،‬ومع ذلك فهم يعانون من القلق‬
‫وإلاكتئاب وأحيانا التشنج وإلاضطراب دون أن يعرفوا لذلك سببا‪ ،‬وهذا ما جعل الطبيب‬
‫(برغمان) يقول أمام ‪ 52222‬طبيب في محاضرة بجامعة (ميونيخ)‪" :‬أضمن لي بقاء الهدف‪ ،‬وأنا‬
‫أضمن لك أن كل مريض يشفى وكل مرض يزول‪ ،‬ولقد عاش مرض ى كثيرون وعمروا دون أدوية‪،‬‬
‫ومات آخرون رغم أكداس ألادوية والعالجات حولهم بفترة قصيرة" (عطوف‪ ،‬م‪.)،،-5488،،2 ،‬‬
‫فارتبط إنتشار مشكلة إلاضطرابات السيكوسوماتية بالحضارة الحديثة وما أدت إليه من‬
‫إضطرابات في العالقات إلاجتماعية بين ألافراد‪ ،‬كما أدى التقدم التكنولوجي والصناعي إلى تغييرات‬
‫شديدة الوضوح في ثقافات املجتمعات وعاداتهم وتقاليدهم‪ ،‬مما أدى إلى زيادة القلق والصراع‬
‫والتنافس القاتل‪ ،‬فضال عن الظروف إلاقتصادية كالفقر والبطالة والتهديد بالجوع إلى غير ذلك‬
‫من ظروف تستفز الفرد وتثير في نفسه العداوة والبغضاء والقلق والخوف‪ ،‬في الوقت الذي ال‬
‫يسمح له بالتعبير عن هذه إلانفعاالت تعبيرا صريحا ومن ثم تكون هذه ألاحداث التي يمر بها الفرد‬
‫يوما بعد يوم سببا في نمو وتزايد إلاضطرابات السيكولوجية لديه‪( .‬شقير‪ ،‬ز‪ ، (13،0220 ،‬وبالتالي‬
‫فردود ألافعال غير املتوازنة (الخلل الهيموستازي) يتحول إلى مرض جسمي بأي جهة في الجسم‬
‫ويصيب عضوا معينا وبذلك يحدث املرض النفسجسمي‪َ ،‬لنه ال توجد ذرة من سلوك أو نوع من‬
‫‪578‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫انفعال دون أن ترافقها تغيرات عضوية‪ ،‬فمجرد القلق في النفس يصاحبه في الجسم خفقان‬
‫وارتجاف وتعرق وشحوب عن طريق جهاز عصبي يغذي جميع ألاحشاء الداخلية لإلنسان وهو‬
‫الجهاز العصبي الذاتي بشقيه السمبتاوي والبراسمبثاوي‪( .A.N.S :‬عطوف‪ ،‬م‪.)15-12 ،5488 ،‬‬
‫وتتميز إلاضطرابات النفسجسمية (السيكوسوماتية) حسب الباحث حسن عبد‬
‫املعطى(‪ )5484‬باَلعراض الجسمية التي تحدثها عوامل انفعالية يطول بقاءها‪ ،‬ويكون الفرد غير‬
‫واع شعوريا بهذه الحالة إلانفعالية‪ .‬ومن النتائج التي تترتب على إستمرار الحالة إلانفعالية ملدة‬
‫طويلة هو أنها قد تؤدي إلى إضطراب النشاط الفيزيولوجي السوي‪ ،‬فالتغيرات الفيزيولوجية التي‬
‫تصاحب حاالت إلانفعال كالخوف والقلق مثال إذا دامت لفترة طويلة قد تؤدي إلى إضطرابات‬
‫سيكوسوماتية (أمراض نفسية املنشأ جسمية املظهر) (نقال عن‪ :‬يردقار وآخ‪ ،‬بدون تاريخ‪)01-01،‬؛‬
‫وأكثر هذه إلاضطرابات النفسجسمية (السيكوسوماتية) إنتشارا في العالم هو داء السكري‪،‬‬
‫فحسب منظمة الصحة العاملية فقد تجاوز عدد املصابين بالسكري ‪ ،00‬مليون نسمة في جميع‬
‫أنحاء العالم‪ ،‬وأن أكثر من ‪ %82‬من وفيات السكري تحدث في البلدان املنخفضة الدخل والبلدان‬
‫املتوسطة الدخل‪ .‬ومن املتوقع أن يصبح السكري سابع أسباب الوفاة الرئيسية في العالم بحلول‬
‫عام ‪( 0222‬منظمة الصحة العاملية‪.)0251،‬‬
‫وتدل إلاحصائيات على أن أكثر من ‪ %12‬من مرض ى السكر ال يشكون من أعراضه قطعا‬
‫بالرغم من أنهم يعانون منه‪ ،‬ومعرضون ملضاعفاته على املدى الطويل‪ ،‬وقد يكتشف مرضهم عن‬
‫طريق الصدفة مثال عند زيارة الطبيب للكشف العام‪ ،‬أو إلجراء عملية جراحية‪ ،‬أو َلي سبب من‬
‫ألاسباب‪ .‬أي أن عدم وجود أعراض مرض السكر ال تعني عدم وجود املرض‪ ،‬والجلوكوز في الدم هو‬
‫املصدر ألاساس ي للطاقة الحرارية التي تحتاجها أعضاء الجسم للقيام بواجباتها الفيزيولوجية‪،‬‬
‫وعندما يختل أداء هذا الواجب في الجسم ينقص وزن املريض الذي ال يتجاوز عمره الثالثين عاما‪،‬‬
‫بالرغم من زيادة شهيته وكمية طعامه‪ ،‬أما أولئك الذين تجاوزت أعمارهم ألاربعين فلسبب غير‬
‫معروف يزداد وقفهم فوق الطبيعي‪ ،‬ولهذا الوزن الزائد عامل كبير في سبب وجود املرض‬
‫(الحسنين‪ ،‬ع‪ ،‬بدون سنة‪ ،)55 ،‬أين يكون السبب عائد إلى الجانب الانفعالي للفرد مؤكدا على ذلك‬
‫الباحث احمد عكاشة (‪ )5484‬مصرحا بان الاضطرابات العضوية يلعب فيها العامل الانفعالي دورا‬
‫هاما قويا أساسيا‪ ،‬بحيث يعاني املريض من القلق الذي يمكن أن يحدد أحيانا حياته والاكتئاب‬
‫(نقال عن‪ :‬يردقار و آخ‪ ،‬بدون تاريخ‪.)01-01 ،‬‬
‫وإلاصابة باَلمراض النفسجسمية (السيكوسوماتية) ال تقتصر فقط على البالغين‪ ،‬بل حتى‬
‫على املراهقين –غالبا ما يصاب املراهقين في هذه املرحلة باالضطراب النفس‪-‬جسمي‬
‫‪579‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫(السيكوسوماتي) الشائع أال وهو الداء السكري‪ -‬فهم يعيشون جراء ذلك صدمة نفسية كبيرة‪َ ،‬لن‬
‫نمط عيشهم يتغير ككل؛ حتى أنهم يعيشون حالة يأس وعدم ثقة وخوف من املستقبل‪ ،‬وألاصعب‬
‫من ذلك هو إنكار هم وعدم تقبلهم لهذه ألامراض‪ ،‬مما يسبب لهم عدم التوازن النفس ي من قلق‪-‬‬
‫ارتباك‪ -‬ضغط‪ -‬خوف‪ -‬انفعال وحتى عدم الشعور باَلمن‪ ،‬الخ)‪،‬فكلها اضطرابات تعمل على‬
‫إحداث خلل في حياة هذا املراهق ما يؤدي إلى فقدان التوازن وانخفاض مستوى تقدير الذات‬
‫والتفاعل مع املجتمع لديه‪ ،‬ملا تحمله من أعراض سلبية على مستوى التوافق لديه بشتى أشكاله‬
‫(التوافق النفس ي‪ -‬ألاسري‪ -‬املدرس ي‪...‬الخ)؛ ونجد أن هناك العديد من الدراسات التي تؤكد ذلك‪،‬‬
‫ومنها دراسة الباحث عبد الحميد شحام (‪ )0258‬التي تطرقت إلى الاضطرابات النفسجسمية‬
‫(السيكوسوماتية) وخصوصيتها عند الطفل واملراهق‪ ،‬بحيث توصلت إلى جدلية العالقة بين‬
‫النفس والجسد وبذلك أكدت الارتباط الوثيق بين الصحة النفسية والجسدية؛ بحيث أنه إذا‬
‫اعتري الاضطراب ألاولى أختل التوازن الهيموستازي الجسدي‪ ،‬مما يؤهله لالضطراب وفق الشروط‬
‫ترتبط باملواقف النفسية وبشخصية املتعرض لها‪ ،‬ومن جهة العضو املصاب تتعلق بمدى‬
‫استعداده للتأثر باالختالل‪ .‬غير أن طبيعة العوامل النفسية املساهمة في ذلك عند املراهق تتعلق‬
‫ببعض الصدمات النفسية‪ ،‬صورة الجسم‪ ،‬واستعمال الجسم للتحكم والسيطرة على املحيط‪،‬أو‬
‫الحاجة إلى إثبات الوجود‪ ،‬وكذا إلافراط في النشاط الفكري أو العضلي‪.‬‬
‫أما دراسة واضح غنية (‪ )025،‬التي طبقت على ‪ 222‬مراهق ومراهقة في البيئة الجزائرية‪ ،‬فقد‬
‫هدفت إلى الكشف عن ''العالقة املوجودة بين تأكيد الذات والاضطرابات السيكوسوماتية لدى‬
‫املراهقين املتمدرسين'' ‪ ،‬بحيث توصلت إلى وجود عالقة سالبة بين السلوك التأكيدي والاضطرابات‬
‫السيكوسوماتية لدى هؤالء املراهقين املتمدرسين‪ ،‬بمعنى انه كلما زاد تأكيد الذات نقصت‬
‫الاضطرابات السيكوسوماتية‪ ،‬ما يؤكد أن الاضطرابات السيكوسوماتية لدى املراهقين من املمكن‬
‫أن تكون نتيجة نقص تأكيد الذات‪ .‬فحسب ‪ Lazarus‬فان تأكيد الذات يحصر كل أشكال التعبير‬
‫الانفعالي املقبولة اجتماعیا من الحقوق واملشاعر‪ ،‬ویشمل ذلك التعبير عن الغضب والضیق‬
‫(الانزعاج) واملشاعر إلایجابیة كاإلعجاب والحب والفرح‪( .‬عبد السالم‪ ،‬ع‪)12 ،0225 ،‬‬
‫أما فيما يخص الداء السكري‪ ،‬فقد وجدنا أن دراسة الباحثين حمريط نوال وبوسنة عبد‬
‫الوافي زهير (‪ ،)0258‬قد درست موضوع ''مستوى املساندة الاجتماعية لدى املراهق املصاب بالداء‬
‫السكري''‪ ،‬أين طبقت الدراسة في البيئة الجزائرية على ‪ 512‬مراهق (من كال الجنسين) مصاب‬
‫بالداء السكري‪ ،‬وتوصلت النتائج إلى أن مستوى املساندة الاجتماعية لدى املصابين بالداء‬

‫‪580‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫السكري جاء متوسط‪ ،‬في حين انه ال توجد فروق ذات داللة احصائية في املساندة الاجتماعية لدى‬
‫املراهق تعزى ملتغير الجنس ‪.‬ومدة املرض‪.‬‬
‫ولهذا أوجب تقديم الرعاية النفسية واملادية لألفراد املصابين بالداء السكري منهم املراهقين‬
‫بصفة خاصة وذلك بتقديم التوعية واملساندة الاجتماعية لتجاوز مخاطر وعواقب إلاصابة‬
‫والتخفيف من أضرارها املستقبلية التي تصيب املريض‪ ،‬وكذا العمل على الوقاية والحذر‬
‫والتخفيف من ألاسباب املؤدية إلى انتشار هذا املرض الذي أصبح في انتشار وزيادة مرتفعة أصبح‬
‫يهدد كل دول العالم؛ الن املساندة الاجتماعية التي يتلقاها املراهق املصاب بالداء السكري من‬
‫خالل الجماعات التي ينتمي إليها كاَلسرة وألاصدقاء والزمالء في العمل أو املدرسة أو النادي تقوم‬
‫بدور كبير في خفض آلاثار السلبية لألحداث واملواقف السيئة التي يتعرض لها‪ ،‬وإتاحة عالقات‬
‫اجتماعية مرضية متميزة بالحب والود والثقة‪ ،‬تعمل كحواجز أو مصدات ضد التأثير السلبي‬
‫لضغوط الحياة على الصحة النفسية والجسمية للمراهق‪.‬‬
‫وهذا ما دفعنا لالهتمام بموضوع الداء السكري كاضطراب نفسجسمي (السيكوسوماتي) لدى‬
‫املراهقين املتمدرسين‪ ،‬خاصة أن مرحلة املراهقة تعد من بين املراحل املهمة والصعبة التي يمر بها‬
‫الفرد في حياته بأكملها‪ ،‬نظرا ملا تحمله في طياتها من مشاكل نفسية‪ ،‬سلوكية وحتى الصحية‪ ،‬التي‬
‫تستدعي العناية بها ودراستها دراسة دقيقة ملعرفة أسباب املشكل أو الاضطراب الذي يعاني منه‬
‫املراهق‪ .‬والغالب ما في ألامر أن أي اضطراب يمر به املراهق يعود في املقام ألاول إلى ما يمر به من‬
‫ضغوط واضطرابات نفسية شديدة مما يجعله في مرحلة الصراع النفس ي املستمر طيلة فترة‬
‫املراهقة‪ ،‬إضافة إلى الجو ألاسري بما في ذلك أساليب املعاملة الوالدية السلبية التي تبناها ألاولياء‬
‫مع أبنائهم (كالرفض‪ -‬التهديد‪ -‬الحرمان‪ -‬الضرب‪ ،‬الخ)‪ ،‬دون أن ننس ى ذكر الجو املدرس ي بما عليه‬
‫من واجبات ومشاكل دراسية تزيد آالمه وتحد من أنشطته الاجتماعية الذي يؤدي إلى خلق ضغوط‬
‫نفسية تؤثر على حياة املراهق‪،‬التي إذا ما تراكمت وكبتت من شأنها أن تزيد حتى من عزلة املراهقين‬
‫أو انتهاج سلوكات غير عقالنية بسبب املشاكل النفسية والاجتماعية وألاكاديمية التي تحد في ألاخير‬
‫من توافقهم النفس ي وضياع أهدافهم في الحياة وخاصة التأثير على صحتهم الجسدية كظهور الداء‬
‫السكري كاضطراب نفسجسمي (السيكوسوماتي) جراء التفكير في املستقبل والخوف منه‪.‬‬
‫وذلك من خالل طرح التساؤل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬هل يمكن اعتبار الداء السكري من بين الاضطرابات السيكوسوماتية (لها منشأ نفس ي وليس‬
‫عضوي) لدى املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط؟‬

‫‪581‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪-2‬فرضية الدراسة ‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن اعتبار الداء السكري من بين الاضطرابات السيكوسوماتية (لها منشأ نفس ي وليس‬
‫عضوي) لدى املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط‬

‫‪-3‬أهمية الدراسة ‪:‬‬


‫تتجلى أهمية الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على موضوع الداء السكري كاضطراب نفسجسمي (السيكوسوماتي)‪ ،‬وكيف‬
‫بإمكانه أن يؤثر بشكل سلبي على حياة املراهق املتمدرس‪.‬‬
‫‪ -‬املساهمة في إثراء موضوع الاضطرابات النفسجسمية (السيكوسوماتية)‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن ألاسباب التي تؤدي إلى ظهور الداء السكري لدى املراهقين‪.‬‬
‫‪ -‬استثمار نتائج هذه الدراسة في دراسات أخرى‪.‬‬
‫‪-4‬تحديد مفاهيم الدراسة إجرائيا ‪:‬‬
‫‪ -1.1‬الداء السكري‪:‬‬
‫هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج ألانسولين بكمية كافية‪ ،‬أو عندما‬
‫يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال لألنسولين الذي ينتجه‪ .‬وفي عينة دراستنا‪ ،‬هو ذلك‬
‫الاضطراب الذي يدخل ضمن الاضطرابات السيكوسوماتية التي يعاني منها املراهقين (من كال‬
‫الجنسين) املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط‪.‬‬
‫‪ -4.1‬الاضطراب السيكوسوماتي‪:‬‬
‫هي اضطرابات جسدية ناشئة عن اضطرابات نفسية‪ ،‬والتي يحدث فيها خلل في أحد أعضاء‬
‫الجسم نتيجة اضطرابات انفعالية مزمنة ترجع إلى عدم اتزان بيئة املريض‪ .‬وفي هذه الدراسة‪،‬‬
‫الاضطراب السيكوسوماتي هو الداء السكري الذي يصاب به املراهقين املتمدرسين بمرحلة‬
‫التعليم املتوسط من كال الجنسين‪.‬‬
‫‪ -4.1‬املراهقة‪:‬‬
‫هي فترة انتقالية حرجة‪ ،‬تقع بين مرحلتي الطفولة والنضج‪ ،‬وتتميز بحدوث تغيرات نفسية‪،‬‬
‫فيزيولوجية‪ ،‬انفعالية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬سلوكية‪...‬الخ‪ .‬وفي عينة دراستنا هم املراهقين (من كال‬
‫الجنسين‪ ،‬واملتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط) الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 51-50‬سنة‬
‫واملصابين بالداء السكري الراجع إلى الخلل الوظيفي ‪ -‬على الصعيد الجهاز النفس ي‪ -‬والذي تبين‬
‫بعد القيام بفحوصات طبية استبعدت السبب أو الخلل العضوي لهذا الاضطراب‪ ،‬بينما تبين في‬
‫‪582‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ألاخير انه اضطراب نفسجسمي سيكوسوماتي بعد زيارة أخصائيين نفسانيين قاموا بتطبيق‬
‫مقاييس خاصة بذلك‪.‬‬
‫‪-5‬تحديد مفاهيم الدراسة اصطالحا ‪:‬‬
‫‪ -1.1‬الداء السكري‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف عبد العزيز معتوق احمد حسين‪'' :‬مرض السكر هو عدم قدرة الجسم على‬
‫استهالك الجلوكوز املوجود في الدورة الدموية بطريقة طبيعية‪ ،‬ويأتي هذا العجز إما عن نقص‬
‫كامل في كمية هرمون ألانسولين الذي يفرزه البنكرياس‪ ،‬أو نتيجة عدم فعالية ألانسولين املوجود‬
‫بكثرة على خاليا الجسم‪ ،‬وفي كلتا الحالتين ترتفع نسبة السكر في الدم‪ ،‬وعدم استهالك السكر‬
‫يجعل املريض يشعر بجوع زائد متواصل ورغبة في التبول الكثير الذي يسبب جفافا في اللسان‬
‫والجلد‪ ،‬وعطشا شديدا وحكة في الجسم‪( .‬الحسنين‪ ،‬ع‪ ،‬بدون تاريخ‪.)55 ،‬‬
‫‪ ‬هو تغير دائم في الكيمياء الداخلية للشخص‪ ،‬تنتج عنه زيادة كبيرة في معدالت الغلوكوز‬
‫في الدم‪ ،‬ويعود السبب إلى نقص في هرمون ألانسولين الذي ينتجه البنكرياس في مجرى الدم ليكون‬
‫لها تأثير في أجزاء أخرى في الجسم‪( .‬بيلوس‪ ،‬ر‪)0252،2،،‬‬
‫ومن خالل التعاريف السابقة للداء السكري‪ ،‬جاز لنا القول بان الداء السكري هو عدم قدرة‬
‫الجسم على استهالك الجلوكوز املوجود في الدورة الدموية بطريقة طبيعية‪ ،‬ويأتي هذا العجز إما‬
‫عن نقص كامل في كمية هرمون ألانسولين الذي يفرزه البنكرياس‪ ،‬أو نتيجة عن عدم فعالية‬
‫ألانسولين املوجود بكثرة في خاليا الجسم‪.‬‬
‫‪ -4.1‬الاضطراب السيكوسوماتي‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف عطوف محمود ياسين‪ :‬الاضطراب السيكوسوماتي هو اضطراب يحدث نتيجة‬
‫الختالل شديد أو مزمن في التوازن الهيموستازي في (كيمياء) الجسم نتيجة لضغوط سيكولوجية‬
‫نفسية‪ .‬فهو مرض جسمي ذو جذور نفسية ويظهر على شكل استجابات وردود أفعال عضوية في‬
‫أحد ألاجهزة الهضمية أو القلب أو الرئتين أو العضالت أو الجلد أو أي حاسة من الحواس الخمس‬
‫كما يشمل الغدد والجهاز الدموي والبولي والتناسلي‪ .‬ويؤكد (والتركوفيل‪ -‬وتيموثي) في كتابهما‪ :‬علم‬
‫النفس الشواذ‪ Abnormal Psychology :‬بان نسبة املرض ى في املستشفيات العقلية والنفسية ملرض ى‬
‫ألامراض السيكوسوماتية تتراوح بين (‪)%12-،2‬وتصل في مجال الطب الصناعي والعمال من (‪-22‬‬
‫‪ )%21‬وفي امليدان العسكري تقع في مقدمة ألامراض وأعالها‪ .‬ويذكر (برادي‪ -‬وسانفورد)‪Brady and :‬‬
‫‪ Sanford‬نماذج لها مثل‪( :‬الربو‪ -‬الصداع النصفي‪ -‬ارتفاع ضغط الدم‪ -‬قرحة املعدة أو القولون‪-‬‬

‫‪583‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫التهابات الجلد‪ -‬النزيف املعدي الداخلي‪ -‬أمراض القلب‪ -‬أمراض املغص وإلامساك‪ -‬الجلطة‬
‫الدموية‪ -‬البول السكري وغيرها‪( .)...‬عطوف‪ ،‬م‪.)5488،20،‬‬
‫‪ ‬تعريف حسن مصطفى عبد املعطى‪'' :‬الاضطرابات السيكوسوماتية هي مجموعة من‬
‫ألامراض والشكوى التي تكون ألاعراض فيها طبية واضحة تماما‪ ،‬ويدخل ضمنها اضطراب أو خلل‬
‫أو إصابة بعض ألاجهزة في جسم املريض‪ ،‬ولكنها ترتبط ارتباطا وثيقا بمتغيرات وعوامل نفسية‬
‫أبرزها العوامل الدافعية‪ ،‬العوامل الانفعالية والوجدانية‪ ،‬الضغوط البيئية‪ .‬ومن أمثلة هذه‬
‫الاضطرابات‪ :‬الربو الشعبي‪ ،‬قرح املعدة وألامعاء‪ ،‬ضعف الدم الجوهري‪ ،‬أمراض الشريان التاجي‪،‬‬
‫الصداع النصفي‪ ،‬التهاب املفاصل الروماتيزمي‪ ،‬الطفح الجلدي‪ ،‬الاكزيما‪ ،‬تضخم الغدة‬
‫الدرقية‪ ...‬الخ‪ ،‬وهذه الاضطرابات تحتاج إلى عالج نفس ي إلى جانب العالج الجسمي‪( .‬عبد املعطى‪،‬‬
‫ح‪)0222،02،‬‬
‫‪ ‬ويميل الطب الحديث إلى الاعتقاد بان جميع العلل الجسمية هي إلى حد ما نفسية‪ ،‬ترجع‬
‫إلى القلق والضغوط النفسية وغير ذلك من عوامل إلاثارة الانفعالية املستديمة حيث تحدث‬
‫تغييرا في كيميائية الدم ووظائف ألاعضاء الجسمية وجهاز املناعة الجسمي‪ ،‬وينظر آلان إلى‬
‫ألامراض النفسية الجسمية كما لو أنها ''أمراض أسلوب الحياة'' التي تنتج عن التظافر بين‬
‫العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية‪( .‬الوقفي‪ ،‬ر‪.)025،،121 ،‬‬
‫‪ ‬تعريف بولجراف بختاوي‪'' :‬هي ألامراض التي يحدث بها تلف في جزء من أجزاء الجسم أو‬
‫خلل في وظيفة عضو من أعضائه وتكون من الجدة وإلاصرار بحيث ال يفلح العالج الطبي املعروف‬
‫في شفائها شفاء تاما الستمرار الاضطراب الانفعالي املسبب لها''‪( .‬بولجراف‪ ،‬ب‪)22 ،0251،‬‬
‫ومن خالل التعاريف السابقة‪ ،‬يتبين لنا أن الاضطرابات السيكوسوماتية املختلفة التي يعاني‬
‫منها الفرد تعتبر نفسية املنشأ‪ ،‬بحيث ترجع إلى أسباب أو أزمات أو ضغوط نفسية واجتماعية‪ ،‬وال‬
‫ترجع إلى أسباب تلف أو خلل عضوي من بين أعضاء الجسم‪ .‬واهم الاضطرابات ألاكثر شيوعا في‬
‫عصرنا الحالي‪ ،‬منها ما يلي‪ :‬السمنة‪ -‬ضغط الدم‪ -‬البول السكري‪ -‬الربو الشعبي‪ -‬الصرع‪ -‬بعض‬
‫الاضطرابات الجلدية‪ -‬بعض اضطرابات الفم وألاسنان‪ -‬قرحة املعدة والقولون والاثنى عشر‪-‬‬
‫إلاسهال‪ ...‬الخ‪ ،‬بحيث يتوجب العالج النفس ي للحد أو إلانقاص من حدة الاضطراب السيكوسوماتي‬
‫والشعور به أكثر من العالج الكيميائي‪.‬‬

‫‪584‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ -4.1‬مرحلة املراهقة‪:‬‬
‫‪ ‬تعريف ناصر الشافعي‪'' :‬املراهقة في علم النفس يعني الاقتراب من النضج الجسمي‬
‫والعقلي والنفس ي والاجتماعي‪ ،‬ولكنه ليس النضج نفسه‪َ ،‬لنه في مرحلة املراهقة ال يصل إلى اكتمال‬
‫النضج إال بعد سنوات عديدة قد تصل إلى عشرة سنوات'' (الشافعي‪ ،‬ن‪)52 ،0224 ،‬‬
‫‪ ‬تعتبر املراهقة مرحلة ديناميكية لبناء الهوية‪ ،‬تتميز بتفاعل جدلي بين الهوية الشخصية‬
‫املحددة على أن مجموع منظم من التجارب والعواطف والتمثالت واملشاريع املستقبلية املرتبطة‬
‫بالذات وإلاحساس بوحدة واستمرارية هذه الذات واستقرارها في الزمان واملكان‪ ،‬والهوية‬
‫الاجتماعية التي تتشكل في مجملها من التفاعل مع آلاخرين ومن الانتماء إلى أشكال مختلفة يرتكز‬
‫بعضها على خصائص فسيولوجية مثل الجنس أو السن‪ ،‬وبعضها آلاخر يرتكز على الانتماء إلى‬
‫طبقات وجماعات اجتماعية‪ .‬ويأخذ مصطلح املراهقة معان مختلفة ومتواصلة بعضها ببعض‪،‬‬
‫فهي مفهوم زمني وفترة امتداد تبدأ حوالي السنة العاشرة حسب تحديد املنظمة العاملية للطفولة‬
‫حتى الثامنة عشر من حياة الفرد وهذا يتوازى مع بلوغ السن القانونية واملدنية حسب املشرع‬
‫الجزائري ‪ Majorité civile‬ويتأثر بعوامل البلوغ والنمو الفسيولوجي والعوامل الاجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫(مقدم‪ ،‬خ‪)14 -18 ،0250 ،‬‬
‫‪ ‬املراهقة هو التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفس ي وإلاجتماعي‪ ،‬فاملراهق ال يترك‬
‫عالم الطفولة ويصبح مراهقا بين عشية وضحاها‪ ،‬ولكنه ينتقل انتقاال تدريجيا‪ ،‬ويتخذ هذا‬
‫الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه‪ .‬والجدير بالذكر أن وصول الفرد إلى النضج‬
‫الجنس ي ال يعني بالضرورة انه قد وصل إلى النضج العقلي‪ ،‬وإنما عليه أن يتعلم الكثير ليصبح‬
‫راشدا وناضجا‪ ،‬ويمكن أن نفسر نمو املراهق املتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعاالته‬
‫بأنه نوع من النمو البركاني‪ ،‬حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجيا وهرمونيا وكيماويا وذهنيا‬
‫وانفعاليا‪ ،‬ومن الداخل والخارج عضويا (الفيفي‪ ،‬ع‪)22 ،0252 ،‬‬
‫فاملراهقة بتعدد مراحها وأشكالها‪ ،‬تعود بالدرجة ألاولى إلى أنها مرحلة معقدة مقلقة ال بد‬
‫من كل فرد تجاوزها‪ ،‬وذلك ملا تحمله كل فترة من فتراتها من تغيرات وتطورات مختلفة من مراهق‬
‫آلخر‪ ،‬من مجتمع آلخر‪ ،‬من بلد آلخر‪ ،‬من حقبة َلخرى‪ ،‬وذلك على كل ألاصعدة (ألاخالقية‪،‬‬
‫النفسية‪ ،‬الاجتماعية‪ ،‬الفسيولوجية‪ ،‬الانفعالية‪ ،‬الخ)‪.‬‬

‫‪585‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ -6‬املنهج وطرق معالجة املوضوع‪:‬‬
‫‪ -1.6‬الدراسة إلاستطالعية‪:‬‬
‫‪ ‬أهداف الدراسة إلاستطالعية‪:‬‬
‫تعتبر الدراسة الاستطالعية خطوة مهمة وأساسية من بين مجموعة الخطوات التي يقوم بها‬
‫الباحث إلجراء البحث العلمي‪ ،‬وبما أن موضوع هذه الدراسة يتمحور حول ''الداء السكري‬
‫كاضطراب سيكوسوماتي لدى املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط''‪ ،‬لذا تمثلت‬
‫ألاهداف من هذه الدراسة الاستطالعية في هذه الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫▪الاحتكاك بميدان الدراسة حيث يتم التعرف بشكل أفضل على متغيرات الدراسة‪ ،‬وجمع‬
‫معطيات متعلقة باملراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط املصابين بالداء السكري‬
‫كاضطراب سيكوسوماتي‪.‬‬
‫▪الحصول على أكبر قدر ممكن من املعلومات التي ستؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار منهج‬
‫الدراسة وعينة الدراسة‪.‬‬
‫▪استخراج عينة الدراسة ألاساسية‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق في الدراسة الاستطالعية مقياس‬
‫ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل من ‪ ،)5442( Ubriche et Fitgerald‬ولقد‬
‫تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي (‪.)5442‬‬
‫▪ جمع كذلك أكبر قدر ممكن من املعلومات لبناء دليال للمقابلة العيادية والتي تستعمل كأداة‬
‫لجمع املعطيات في الدراسة ألاساسية‪.‬‬
‫▪التأكد من مدى فعالية مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل‬
‫من ‪ ، )5442(Ubriche et Fitgerald‬والذي تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم‬
‫العتبي (‪.)5442‬‬
‫▪التدريب على تطبيق أدوات الدراسة ألاساسية‪ ،‬وفهم تعليماتها‪ ،‬وكذلك التعرف على‬
‫صعوبات التطبيق التي قد تعرقل سير الدراسة ألاساسية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولم يتم التوقف عن الدراسة إلاستطالعية‪ ،‬إال بعدما لوحظ ّأنها لم تعد تأتي بمعلومات‬
‫جديدة‪،‬أي أصبح هنا كتكرار في املعلومات‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫عينة الدراسة الاستطالعية‪:‬‬
‫يبلغ حجم الدراسة الاستطالعية عشرة (‪ )52‬حاالت (‪ 21‬إناث‪ 2، /‬ذكور) مصابة بالداء‬
‫السكري في بعض متوسطات والية تيزي وزو‪ ،‬تتراوح أعمارهم ما بين ‪50‬و‪51‬سنة ‪.‬‬

‫‪586‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪‬‬ ‫أدوات الدراسة إلاستطالعية ‪:‬‬
‫‪ .‬مقابلة نصف موجهة على شكل حوار وجه لوجه‪.‬‬
‫‪ .‬مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) الذي أعد من طرف كل من ‪Ubriche et‬‬
‫‪ ،)Fitgerald (1990‬ولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي (‪.)5442‬‬
‫‪‬‬ ‫مراحل الدراسة إلاستطالعية‪:‬‬
‫تم فيها إجراء مقابلة نصف موجهة على شكل حوار وجه لوجه مع (‪)52‬‬ ‫أ‪ -‬املرحلة ألاولى‪َّ :‬‬
‫حاالت مصابة بالداء السكري في والية تيزي وزو‪ُ ،‬و ِّ ّجــهوا نحو أهداف الدراسة مع ترك حرية نسبية‬
‫عات ال جدوى‪ ،‬وكان الهدف من‬ ‫لهم للتعبير والنقاش‪ ،‬وحتى ال يخرجون عن املوضوع ويأتون ُّ‬
‫بتوس ٍ‬
‫هذه املرحلة بناء دليل املقابلة التي ستكون أداة للدراسة ألاساسية‪.‬‬
‫تم فيها مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل‬ ‫ب‪ -‬املرحلة الثانية‪َّ :‬‬
‫من( ‪،)5442( Ubriche et Fitgerald‬ولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي‬
‫(‪،)5442‬مع (‪ )52‬حاالت مصابين بالداء السكري في بعض متوسطات والية تيزي وزو؛ بهدف التأكد‬
‫من فعالية هذا املقياس‪ ،‬ومن ثم استخراج عينة الدراسة ألاساسية‪.‬‬
‫ج‪ -‬املرحلة الثالثة‪ :‬قدم دليل املقابلة لعدة أساتذة في علم النفس العيادي وعلم النفس‬
‫الصحة للحكم على صالحيته‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫نتائج الدراسة إلاستطالعية‪:‬‬
‫‪ ‬تم التأكد من صالحية أدوات الدراسة واملتمثلة في دليل املقابلة العيادية النصف موجهة‬
‫ومقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل من ‪،)5442(Ubriche et Fitgerald‬‬
‫ولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي (‪.)5442‬‬
‫‪ ‬تم استخراج عينة الدراسة ألاساسية من خالل تطبيق مقياس ألاعراض النفسجسدية‬
‫(السيكوسوماتية) من طرف كل من ‪ ،)5442(Ubriche et Fitgerald‬ولقد تمت ترجمته إلى اللغة‬
‫العربية من طرف الباحث أدم العتبي (‪)5442‬؛ حيث تم استبعاد(‪)22‬حاالت بسبب عدم إدراجها‬
‫ضمن الاضطرابات السيكوسوماتية بعد تطبيق املقياس عليها‪.‬‬
‫وعليه تم التوصل خالل تطبيق مقياس ألاعراض السيكوسوماتية على املراهقين املصابين‬
‫بالداء السكري‪ ،‬إلى ثالث حاالت مصابة بالداء السكري السيكوسوماتي من أصل (‪ )52‬حاالت‪ ،‬في‬
‫حين تم استبعاد ‪ 22‬حاالت مصابة بالداء السكري العضوي ال الوظيفي‪.‬‬

‫‪587‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ -4.6‬الدراسة ألاساسية‪:‬‬
‫‪ ‬منهج الدراسة ألاساسية‪:‬‬
‫تم الاعتماد على املنهج العيادي‪ ،‬فهو يقوم على دراسة حاالت فردية‪ ،‬دراسة شاملة مركزة‬
‫وعميقة للوصول إلى أهم ما يميز كل حالة من خصائص فردية حيث تتحدد القيمة الحقيقية‬
‫للمعلومات الخاصة‪ ،‬بمكانة الفرد بالنسبة للجماعة عن طريق القيم والتقويم‪ ،‬باإلضافة إلى ما‬
‫تقدمه هذه املعلومات عن الفرد‪ ،‬وإعطاء صورة حقيقية عنه (الوافي‪ ،‬ع‪ ،‬بدون تاريخ‪ .)12 ،‬ويعتمد‬
‫هذا املنهج على أسلوب دراسة حالة التي تعتبر طريقة من طرق جمع وتنظيم ودراسة املعطيات‪،‬‬
‫بحيث نستطيع أن نرسم من خاللها صورة كلية لوحدة معينة في العالقات وألاوضاع الثقافية‬
‫املتنوعة‪ ،‬كما تعتبر في الوقت نفسه تحليال دقيقا للموقف العامل لفرد‪.‬‬
‫ويعتبر املنهج العيادي ألانسب لهذه الدراسة‪َ ،‬لن هذه ألاخيرة تهدف إلى الوصول إلى معرفة ما‬
‫إذا من املمكن اعتبار الداء السكري كاضطراب نفسجسدي (سيكوسوماتي) لدى املراهق‬
‫املتمدرس بمرحلة التعليم املتوسط‪ ،‬وذلك من خالل جمع أكبر قدر ممكن من املعلومات حول‬
‫تاريخ الحالة لغرض الوصول إلى ألاسباب التي أدت بالحالة لإلصابة بالداء السكري كمنشأ نفس ي‬
‫وليس عضوي‪.‬‬

‫‪ ‬مكان وزمان إجراء الدراسة ألاساسية‪:‬‬


‫يتطلب البحث عمال ميدانيا‪ ،‬ولهذه الدراسة اختيرت عينتها من بعض متوسطات والية تيزي‬
‫وزو‪ ،‬وتم تطبيق أدوات الدراسة (املقابلة واملقياس) في مكاتب مستشاري التوجيه وإلارشاد النفس ي‬
‫للمتوسطات التي تدرس فيها الحاالت‪. .‬‬
‫أما من حيث الزمن فقد استغرقت الدراسة شهرجانفي‪.0205‬‬
‫أدوات الدراسة ألاساسية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تنفرد كل دراسة علمية بمجموعة من ألادوات التي تفرضها طبيعة املوضوع‪ ،‬وفي هذه الدراسة تم‬
‫تطبيق ألادوات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املقابلة العيادية النصف موجهة‪:‬‬
‫تعتبر املقابلة العيادية من بين أهم الطرق التي تستعمل في املنهج العيادي لجمع املعلومات على العميل‬
‫بعد طرح أسئلة عن حياته من طرف ألاخصائي النفساني‪ .‬قد عرفها ''فيصل عباس'' على أنها من التقنيات‬
‫التي ال يمكن الاستغناء عنها عند القيام ببحث علمي في املجال العيادي‪َ ،‬لنها تسمح بالتقرب أكثر من‬
‫املريض‪ ،‬وجمع املعلومات والبيانات وتهيئة الفرصة أمام ألاخصائي إلاكلينيكي للقيام بدراسة شاملة‬

‫‪588‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫للحاالت العيادية‪ ،‬وذلك عن طريق املحادثة الهادفة والفهم الشامل ملا يعانيه العميل‪( .‬عباس‪ ،‬ف‪،5424 ،‬‬
‫‪.)520‬‬
‫وتم الاعتماد في هذه الدراسة على املقابلة النصف موجهة التي قمنا بإعدادها سلفا قبل مقابلة‬
‫العميل‪ ،‬والهدف من ذلك هو الحصول على العفوية الكاملة للمفحوص والحصول كذلك على عناصر‬
‫معرفية وتفاصيل حول تاريخ الحالة لتحليل مضمونها الحقا‪.‬‬
‫في هذا النوع من املقابلة العيادية النصف املوجهة نجد ما يسمى بدليل املقابلة العيادية الذي يتضمن‬
‫مجموعة من ألاسئلة املنتظمة في ستة (‪ )21‬محاور وهي كالتالي‪:‬‬
‫املحورألاول‪ :‬حول البيانات الشخصية والذي يشمل الاسم‪ ،‬السن‪ ،‬املستوى الدراس ي والاقتصادي‪...‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬حول البيانات إلاكلينيكية يضم التاريخ الصحي (نوع املرض‪ ،‬مدة ظهوره‪ ،‬سبب ظهور‬
‫املرض‪.)...‬‬
‫املحور الثالث‪ :‬يضم بيانات تخص التغيرات الفيزيولوجية التي حدثت بعد إلاصابة بالداء السكري‪.‬‬
‫املحور الرابع‪ :‬يضم أسئلة حول التغيرات النفسية التي حدثت بعد إلاصابة بالداء السكري‪.‬‬
‫املحور الخامس‪ :‬يضم أسئلة حول آلاثار الناجمة من إلاصابة بالداء السكري‪..‬‬
‫املحور السادس‪ :‬يضم أسئلة حول النظرة إلى املستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) ل ‪:)1991(Ubriche et Fitgerald‬‬
‫صمم مقياس ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل من ‪Ubriche et Fitgerald‬‬
‫(‪ ،)5442‬ولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي (‪ .)5442‬ويقيس هذا املقياس‬
‫مستوى ظهور ألاعراض النفسجسدية‪ ،‬ويتكون من ‪ 05‬عرضا سيكوسوماتي‪ ،‬بحيث يجيب املفحوص على‬
‫املقياس وفقا لسلم متدرج من ‪ 1‬إحتماالت؛ وعلى املفحوص إلاجابة على كل بند للتعبير على مدى انطباق‬
‫أو عدم انطباق العرض النفسجسدي عليه‪ ،‬فللتنقيط إستخدمت نقاط تتراوح بين ‪ 5‬و ‪ 1‬لتدل على‬
‫مستوى العرض النفسجسدي‪.‬‬
‫ال أشعر‪ ،5 :‬أشعر نادرا‪ ،0 :‬أشعر أحيانا‪ ،2 :‬أشعر غالبا‪ ،، :‬أشعر دائما‪.1 :‬‬
‫‪ ‬حجم عينة الدراسة ألاساسية وطريقة اختيارها‪:‬‬
‫تتكون عينة هذه الدراسة من ثالثة (‪ )22‬حاالت مصابة بالداء السكري السيكوسوماتي‪ ،‬املدرجة‬
‫ضمن املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط واملنحدرين من والية تيزي وزو‪ ،‬والتي اختيرت‬
‫بطريقة قصدية‪ .‬وتعتبر هذه الطريقة من املعاينات الاحتمالية‪ ،‬ويقصد بها سحب عينة من مجتمع البحث‬
‫بانتقاء العناصر املقيدة طبقا لنسبتهم في هذا املجتمع‪ ،‬وكذا لتوفر بعض الخصائص في أفراد العينة دون‬
‫غيرهم ولكون تلك الخصائص هي املهمة بهذه الدراسة لتوفي بالغرض؛ ومن أهم خصائص الدراسة‬
‫ألاساسية أنها من املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط من كال الجنسين (ذكرين وأنثى واحدة)‬
‫واملصابين بالداء السكري املدرج ضمن الاضطرابات السيكوسوماتية‪.‬‬
‫‪589‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ ‬نتائج الدراسة ألاساسية‪:‬‬
‫‪-‬تقديم حاالت الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬الحالة ‪( 01‬ط‪ .‬ب)‪:‬‬
‫مكان إجراء املقابلة‪ :‬مكتب مستشار التوجيه وإلارشاد النفس ي للمتوسطة التي تدرس فيها الحالة‪.‬‬
‫تم التحدث مع‪ :‬الحالة‪.‬‬
‫ط‪ .‬ب تلميذة تبلغ من العمر ‪51‬سنة من دائرة عين الحمام والية –تيزي وزو‪ ،-‬تترتب املرتبة ألاولى بين‬
‫إخوتها قبلها أختين وأخ ذو خمسة سنوات‪ ،‬وتعتبر فائقة الجمال والرشاقة وهندام جيد بدون أية عاهة‬
‫جسمية وتتميز بالفطنة والذكاء‪ ،‬تدرس في السنة الرابعة متوسط مهذبة وأخالقها عالية نجيبة ومحبة‬
‫للعلم‪ ،‬بحيث أن معدالتها الفصلية ال تقل عن ‪ ،02/5،‬وليست من النوع الذي يكون العديد من‬
‫الصداقات‪ ،‬فلها صديقة مقربة واحدة تتفاهم معهاَلنها نجيبة ويتفاهمان معا‪.‬‬
‫تعيش هذه الحالة في أسرة نووية متوسطة الدخل‪ ،‬فأبوها يعمل حارس في مستشفى وأمها ماكثة بالبيت‬
‫تعمل على إرضاء زوجها وأوالدها كونها ذات أخالق عالية‪ ،‬وتتلقى دعما ماديا من أبوها املتقاعد (عمل سابقا‬
‫في فرنسا) ‪ ،‬فهذه ألاسرة مفعمة بالحب والحنان والاحترام؛ لكن فيما مض ى كانت الحالة تعيش مع والديها في‬
‫أسرة ممتدة تحتوي على الجدة وألاعمام وأبناء ألاعمام وزوجاتهم وذلك منذ والدتها حتى سن الخامسة في‬
‫أجواء محاطة باملشاكل والالتفاهم خاصة بين ألام وهذه ألاسرة املمتدة‪ ،‬فقرر الوالدين بناء منزل خاص بهما‬
‫لتفادي املشاكل وتربية ألابناء تربية صالحة‪ ،‬فتعيش مع والديها من دون حرمان عاطفي من طرفهم أين‬
‫يوفرون َلبنائهم كل ما يلزمهم ليدرسوا جيدا‪.‬‬
‫تعاني الحالة من الداء السكري املزمن منذ أن كان عمرها ثالثة عشرة (‪ )52‬سنة‪ ،‬فتفاقم وضع حالتها‬
‫إلى أن وصلت إلى درجة استعمال حقنة ألانسولين التي تأخذها بنفسها‪ ،‬إلى جانب الخضوع لحمية مناسبة‬
‫ملرضها‪ .‬بحيث أكد ألاطباء بعد تشخيص الحالة أن سبب املرض ليس عضوي وإنما عبارة عن اضطراب‬
‫وظيفي يعود إلى اختالل في هرمونات جسمها بسبب اضطرابات نفسية‪ ،‬وهذا ما أكده ألاخصائيين النفسيين‬
‫الذين لجأت إليهم وشخصوا حالتها‪.‬‬
‫‪ ‬الحالة (‪( )02‬س‪ .‬ب)‪:‬‬
‫مكان إجراء املقابلة‪ :‬مكتب مستشار التوجيه وإلارشاد النفس ي للمتوسطة التي تدرس فيها الحالة‪.‬‬
‫تم التحدث مع‪ :‬الحالة‪.‬‬
‫س‪ .‬ب تلميذ يبلغ من العمر ‪ 5،‬سنة من والية –تيزي وزو‪ ،-‬هزيل الجسم يدرس في السنة الثانية‬
‫متوسط ومعيد لنفس السنة‪ ،‬مستوى تحصيله الدراس ي دون املتوسط‪ ،‬تحتل هذه الحالة الرتبة الخامسة‬
‫وألاخيرة بعد أربعة بنات‪ ،‬مستواهم الاقتصادي جيد‪ ،‬لكنه ينحدر من أسرة مفككة جراء طالق والديه بسبب‬
‫مشاكل عائلية منها عدم تفاهم الطرفين والخالفات اليومية التي يعيشانها بسبب مشاكل يقوم بافتعالها ألاب‬
‫أين كان يهدد زوجته في كل مرة بالطالق وإعادة الزواج من امرأة أخرى‪ ،‬فكان يضربها ويتسلط عليها وال ينفق‬
‫‪590‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫على ألاسرة كما يجب حتى ولو أن الدخل املادي للعائلة جيد كون ألاب يعمل مقاول‪ ،‬فقررا الانفصال عن‬
‫بعضهما‪ ،‬بحيث أن ألاب أعاد الزواج من امرأة أخرى عندما كان عمر الحالة ‪ 52‬سنوات‪ ،‬ثم أعاد ألاب الزواج‬
‫بعد سنة واحدة فقط من الطالق فانصرفت ألاخوات للعيش مع أمهن‪ ،‬بينما بقيت الحالة مع ألاب وزوجة‬
‫ألاب برغبة من ألاب وإغواء ابنه باَلموال وشراء كل ما يريده‪ ،‬لكن الحالة تعرضت للضرب والتعنيف من طرف‬
‫ألاب بسبب املشاكل التي تخلقها زوجة ألاب‪ ،‬وكان يهرب من البيت وال يعود إليه إال بعد يوم كامل مفتعال‬
‫املشاكل مع أصدقائه ما يؤدي إلى الشجار والعنف‪ ،‬وبعدها انصرف للعيش مع أمه وهو في سن ‪ 52‬ما ادخله‬
‫في حالة اكتئاب وصدمة وخوف من املعاملة القاسية التي يتلقاها من طرف ألاب وزوجته‪ .‬وبعدها ظهرت‬
‫أعراض الداء السكري لديه (العطش الشديد‪ ،‬التبول املتكرر‪ )...‬التي تم تشخيصها من طرف ألاطباء ليتبين أن‬
‫الحالة لم تتعرض َلي خلل أو اضطراب عضوي‪ ،‬وإنما السبب هي الاضطرابات النفسية التي تعيشها هذه‬
‫الحالة حسب التشخيص الذي قام به ألاخصائيين النفسانيين‪.‬‬

‫‪ ‬الحالة (‪( )03‬ك‪ .‬ف)‪:‬‬


‫مكان إجراء املقابلة‪ :‬مكتب مستشار التوجيه وإلارشاد النفس ي للمتوسطة التي تدرس فيها الحالة‪.‬‬
‫تم التحدث مع‪ :‬الحالة‪.‬‬
‫ك‪ .‬ف من والية –تيزي وزو‪ -‬يبلغ من العمر ‪ 50‬سنة مهذب وخلوق‪ .‬من أسرة ذات مستوى اقتصادي‬
‫ضعيف‪ ،‬يدرس السنة ألاولى متوسط كونه أعاد السنة الدراسية الن تحصيله الدراس ي دون املتوسط‪،‬‬
‫لديه أخت واحدة تصغر عنه بثمانية (‪ )28‬سنوات‪ .‬أبوه بطال وأمه من أصول عربية (من الجنوب‬
‫الجزائري) ماكثة بالبيت‪ .‬وتعيش هذه ألاسرة الصغيرة في بيت قديم جدا يعود للعائلة كون عائلة الزوج لم‬
‫تقبل الكنة التي تعتبر عربية ألاصل‪ ،‬والجد هو من يعيل هذه العائلة أين يقدم لهم ‪1222‬دج كل أسبوع‪.‬‬
‫وصرحت الحالة بأنها تحب الدراسة وأنها تعمل كل ما بوسعها ملراجعة الدروس وحفظها لتهيئة نفسه‬
‫لالمتحانات لكنها ال تتذكر املعلومات يوم الامتحان وبالتالي فال يتحصل على نتائج جيدة‪ .‬يتعامل ألاب معه‬
‫بقسوة كبيرة فال يتحاور معه وال يتركه يتفرج التلفاز في وقت فراغه‪ .‬فاَلب غالبا ما يخلق مشاكل في البيت‬
‫ويضرب ابنه ضربا مبرحا حتى وانه كسر له رجله في إحدى املرات‪ ،‬ويعامله معاملة قاسية أمام الناس‬
‫والجيران‪ .‬بينما معاملة ألام له تعتبر معاملة جيدة وانه يحب أمه أكثر من أبوه َلنها حنونة معه‪ ،‬إذ صرح‬
‫بأنه يفكر في كل مرة في الانتحار أو الهروب من املنزل لكن حنان ألام الذي يتلقاه منها هي من تركته ينتحر‪.‬‬
‫ظهرت على الحالة أعراضا كثيرة كالتبول املستمر‪،‬‬
‫‪ -‬تحليل مضمون املقابالت العيادية‪:‬‬
‫‪ -‬تحليل الحالة ألاولى (ط‪ .‬ب)‪ :‬يمكن إدراج هذه الحالة عند ظهور عالمات الداء السكري عليها إلى‬
‫مرحلة املراهقة املبكرة‪ ،‬ويعود سبب ظهور هذا املرض إلى أن الحالة قد عاشت أزمات نفسية حادة في‬
‫مرحلة الرضاعة ( املمتدة من نهاية ألاسبوع الثاني إلى نهاية السنة الثانية) والطفولة املبكرة (‪1 -0‬‬
‫‪591‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫سنوات)‪ ،‬إذ انه ليس من الجيد أن يكون الطفل حاضرا للخصومات والشجارات في هذه السن املبكرة‬
‫بسبب عدم نمو الجانب املعرفي لديه كفاية ليتمكن من تفسير كل ما يراه أمامه‪ ،‬وبالتالي فكل التصرفات‬
‫التي ترهق والديه ترهقه هو أيضا وترسخ في ذاكرته ليسترجعها الجانب الالشعوري لديه مستقبال لتؤثر‬
‫على انفعاالته وطريقة تعامله مع آلاخرين‪َ ،‬لن الوالدين في نظر الطفل في هذه املرحلة يعتبران املصدر‬
‫الوحيد لألمن وألامان بالنسبة له‪ ،‬وفي هذا الصدد يضيف العالم النفس ي ''فرويد'' بأن السنوات الخمسة‬
‫ألاولى من حياة الطفل تعتبر من بين املراحل العمرية املهمة في تكوين شخصيته وبناء انفعاالته‪ ،‬وأي‬
‫سلوك غير مرغوب فيه من شأنه أن يؤثر على حياته مستقبال خاصة في مرحلة املراهقة ليخلق لديه‬
‫اضطرابات نفسية أو سلوكية‪ .‬فال يخفى لنا أن مرحلة املراهقة من بين املراحل املهمة في حياة الفرد‪،‬‬
‫باعتبارها جد حساسة ومعقدة تتأثر بكل ما يعيشه الفرد في مرحلة الطفولة وما يتلقاه من طرف املجتمع‬
‫وخصوصا ألاسرة في هذه املرحلة‪ ،‬فأي خلل في مرحلة الطفولة التي تعتبر ممهدة لفترة املراهقة يظهر في‬
‫هذه ألاخيرة تطور السلوك أو الاضطراب حتى مرحلة الرشد أو أكثر ليزداد شدة وحدة‪ ،‬ولهذا أوجب على‬
‫ألاولياء اختيار أسلوب تنشئة أبنائهم وتربيتهم بعيدا عن املشاكل ألاسرية‪ .‬ولكن ما اكتشفناه عند هذه‬
‫الحالة من خالل املقابلة العيادية هو أن تأثير الخوف املتكرر والقلق لديها في مرحلة الطفولة جراء‬
‫الاهانات والشجارات التي تتلقاها ألام من طرف أفراد عائلة زوجها أدى بها إلى ظهور املرض عند الحالة‬
‫بسبب حدوث خلل في الهرمونات الذي أثر على جسدها‪ ،‬ما أدى في ألاخير إلى ظهور اضطراب سيكوسوماتي‬
‫''الداء السكري'' الذي تم الكشف عنه عند تطبيق مقياس ألاعراض السيكوسوماتية لتظهر درجة عالية‬
‫من الشعور بهذه ألاعراض‪ ،‬بحيث أن جسد الحالة لم يستطع مقاومة ذلك الخلل؛ إلى جانب ما عاشته‬
‫الحالة في طفولتها‪ ،‬فمن خالل املقابلة العيادية التي قمنا بها‪ ،‬فقد توصلنا إلى معرفة بأن الحالة غالبا ما‬
‫تكتم مشاعرها وانفعاالتها منذ طفولتها خشية من الانتقاد والتوبيخ‪ ،‬إذ تنطوي على نفسها في بعض‬
‫ألاحيان لتشعر بالكآبة بسبب عدم إخراج ما بداخلها فيظهر نوع من التذبذب في املشاعر والشعور‬
‫بالفراغ‪ ،‬بحيث امتد هذا الكبت حتى مرحلة املراهقة بسبب التعود على ذلك‪ ،‬وبالتالي فالحالة لم تشعر‬
‫بالتحرر والاستقاللية حتى تفرض وجودها وتحدد شخصيتها كما يفعل كافة املراهقين في هذه املرحلة‬
‫العمرية‪ ،‬ما يشعرها دائما بالخجل والارتباك في التكلم والتنفيس الانفعالي‪ ،‬ما جعل مشاعرها تتراكم لتجد‬
‫نفسها تتجه عكس ما تحمله مرحلة املراهقة من مميزات‪ .‬فمن املهم إتاحة املجال للمراهقين للتعبير عن‬
‫أحاسيسهم ومشاعرهم ورغباتهم‪ ،‬وكل ما يريدون أو يطمحون إليه‪ ،‬ففي ذلك ترويح عن النفس‪ ،‬كما أن‬
‫كبيرا في الشعور باَلمان‪ ،‬لتزداد ثقتهم بأنفسهم وليشعروا بقيمتهم ودورهم في الحياة‪ ،‬خشية من‬ ‫أثرا ً‬‫له ً‬
‫عدم توكيد ذاتهم مستقبال والاعتماد على أنفسهم والانعزال عن آلاخرين في كل مرة تتاح لهم فيها الفرصة‪.‬‬
‫وبالتالي فالداء السكري الذي أصاب هذه الحالة من الاضطرابات الوظيفية التي أدت إليها الاضطرابات‬
‫النفسية بعد تشخيص ألاخصائيين النفسانيين لذلك وبعد تفنيد ألاطباء بأن السبب عضوي‪ .‬ليظهر أن‬
‫الداء السكري الذي تعاني منه الحالة هو اضطراب سيكوسوماتي وليس طبي‪ ،‬وكما انه نفس ألامر قد تبين‬
‫‪592‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫معنا بعد القيام بمقابلة عيادية وتطبيق أداة ألاعراض السيكوسوماتية ليتضح في ألاخير بان الحالة تعاني‬
‫من اضطراب سيكوسوماتي‪..‬‬
‫‪ -‬تحليل الحالة الثانية(س‪ .‬ب)‪ :‬يمكن إدراج هذه الحالة ضمن مرحلة املراهقة التي تعتبر من بين‬
‫املراحل العمرية املهمة والحرجة في نفس الوقت‪ ،‬والتي تدعو للقلق والخوف بسبب التجديد املستمر في‬
‫حياة املراهق ملا تسببه هذه املرحلة من صراعات داخلية وخارجية الذي يعود إلى النمو املستمر الذي‬
‫يحدث له‪ ،‬وبالتالي فهذه الحالة تعيش في حالة من الالتوافق والالاستقرار النفس ي جراء الجو ألاسري‬
‫الالسوي الذي يعيش فيه‪ ،‬وبما أن الوالدين هما الركيزة ألاساسية التي تبنى عليهما ألاسر‪ ،‬إال أن أسرة هذا‬
‫املراهق عاشت في الكثير من املواقف التي تتخللها الخالفات الزوجية وعدم إنفاق رب ألاسرة على عائلته‬
‫ليأتي بعد ذلك الضرب والعنف والتسلط ثم الطالق في ألاخير؛ والطالق في هذه ألاثناء يمثل التشتت في‬
‫نظر ألابناء‪ ،‬وبالتالي فصورة ألاب مشوهة في نظر هذا املراهق الذي من املفروض أن يكون أولياءه سندا له‬
‫في كل صغيرة وكبيرة ليمر بهذه املرحلة دون الوقوع في اضطرابات نفسية أو سلوكية‪ ،‬وبالتالي فلم يستطع‬
‫التحكم في نفسه ليؤدي به ذلك إلى تشتت ذهنه وفكره وعدم استطاعته التركيز على دراسته ليظهر ذلك‬
‫على تحصيله الدراس ي‪ .‬وكل هذه الاختالالت والاكتئاب الذي عاشه هذا املراهق لضرب والده له بسبب‬
‫تحريض زوجة أبيه له‪ ،‬ما أدى إلى الكبت وعدم القدرة على التنفيس الانفعالي خاصة وانه في مرحلة‬
‫املراهقة التي تحتاج للتنفيس الانفعالي وإخراج كل املكبوتات‪ :‬فالتسلط ألابوي على ألابناء غالبا ما يضعف‬
‫العالقة داخل ألاسرة‪ ،‬ويحولها من شكل الحب والشعور باَلمان والتعاون إلى شكل من أشكال الرهبة‬
‫والخوف وتنفيذ ألاوامر‪ ،‬إضافة إلى ذلك فباستطاعة هذا التسلط ألابوي أن يؤثر سلبا على املراهق وذلك‬
‫بتقليد السلوك وإسقاطه على آلاخرين في املجتمع الخارجي؛ وذلك بسبب الحاجة إلى التفريغ ّ‬
‫عما يالقيه‬
‫ّ‬
‫الشخص من تسلط‪ ،‬أو محاكاة ملا يراه من سلوكيات والديه‪ ،‬إضافة إلى أنه قد ُيفقد املراهق شعور الثقة‬
‫بالنفس‪ ،‬ويمنعه من القدرة على اتخاذ القرار‪ ،‬وهو من ألاسباب الرئيسية في ظهور حاالت التوتر وسرعة‬
‫ً‬
‫الانفعال والتمرد‪ ،‬وقد يكون سببا في ميله لالنطواء والعزلة‪ ،‬وضياع ألاهداف‪.‬‬
‫وكل هذا قد أدى بهذه الحالة للوقوع في اضطراب من الاضطرابات السيكوسوماتية ''الداء السكري''‬
‫بعدما تبين أن السبب يرجع إلى ألازمات والصدمات النفسية التي عاشها جراء العنف والتسلط الذي‬
‫مارسه ألاب على زوجته قبل الانفصال ثم على هذه الحالة‪ ،‬لذا فبعد التشخيصات الطبية والنفسية وحتى‬
‫املقابلة العيادية واملقياس الذي طبقناه عليه‪ ،‬فقد ظهر بأن السبب وظيفي وليس عضوي وان هذا‬
‫املراهق يعاني من اضطراب سيكوسوماتي‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل الحالة الثالثة (ك‪ .‬ف)‪ :‬تدرج الحالة ضمن مرحلة املراهقة املبكرة التي تبدأ حسب ''رمضان‬
‫دمحم القذافي'' (‪)5424‬من ‪ 50‬سنة إلى حوالي ‪ 51‬سنة والتي تتميز بمجموعة من التحوالت والتقلبات العنيفة‬
‫والعديدة ما يؤدي باملراهق إلى فقدان الشعور بالتوازن (ص‪)041‬؛ ويعود سبب مرض هذه الحالة وإصابتها‬
‫بالداء السكري إلى املعاملة القاسية التي تلقاها هذا الابن من طرف أبيه والتي أثرت بشكل سلبي على حياته‬
‫‪593‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫وعلى تحصيله الدراس ي‪ ،‬الن املعاملة القاسية في حق ألابناء وخصوصا في مرحلة املراهقة من بين‬
‫السلوكات التي تحطم كيان ألابناء وبناء شخصيتهم بناء سليما‪َ ،‬لن ألاسرة في نظر ألابناء هي امللجأ الوحيد‬
‫الذي يحسون فيه باَلمان‪ ،‬ففيها يتعلم الابن خالل ذلك الكثير من القيم والاتجاهات والسلوكات التي‬
‫تساعده على تكوين شخصيته‪ ،‬ونخص الذكر املراهق الذي يحتاج إلى الحوار والثقة بينه وبين والديه‬
‫وتفاهم الوالدين فيما بينهما أيضا ليتعلم الخصال النبيلة والتصرفات املرضية‪ ،‬على عكس الجو ألاسري‬
‫الذي يكثر فيه الصراع والتوتر والخصومات الزوجية وتوتر عالقاتهم فيما بينهم من شأنها أن تؤدي إلى‬
‫مشكالت سلوكية وشخصية غير سوية‪ ،‬وتسلط ألاب على الابن بضربه وتعنيفه ونبذه سبب له الخوف‬
‫والقلق مقارنة بمعاملة والدته له التي تتميز بالعطف والحب والحنان‪ ،‬بحيث أن هذا املراهق فضل ألام‬
‫على ألاب وانه في كل مرة يريد فيها الانتحار أو الهروب من املنزل يتذكر والدته ويتراجع عن القرار‪ ،‬الن ألاب‬
‫أعطى صورة سلبية عليه وبالتالي فهذا املراهق يفقد الثقة في آلاخرين بسبب خذالن أبيه له‪ ،‬إلى جانب‬
‫املستوى الاقتصادي الضعيف التي تعيش فيه هذه ألاسرة‪ ،‬بحيث أن في هذه املرحلة العمرية يبدأ املراهق‬
‫في فهم أمور كثيرة ويحتاج أيضا للتباهي بين الزمالء وألاصدقاء والتركيز أكثر على املظهر الخارجي ليظهر في‬
‫أحسن حال‪ ،‬كون هذه املرحلة مرحلة تتميز بتردد املراهق للمرآة بصفة مستمرة‪ .‬وبالتالي فانعدام كل ذلك‬
‫في حياة هذه الحالة من شأنها أن تخلق لديه احباطات وخجل أمام آلاخرين والشعور باالكتئاب فاالنطواء‪.‬‬
‫فتسلط ألاب ومعاملته القاسية البنه وتحصيله الدراس ي الضعيف ومراهقته التي لم يعشها كباقي‬
‫املراهقين م ن عمره‪ ،‬أسباب جعلت هذا املراهق يدخل في مجموعة من الاضطرابات النفسية كالقلق‬
‫والخوف والاكتئاب وإلاحباط‪ ،‬التي أدت به إلى تذبذب مشاعره وتراكم انفعاالته‪ ،‬ليصاب في ألاخير بالداء‬
‫السكري الوظيفي الذي شخص من طرف ألاخصائيين النفسانيين بعدما تبين من طرف ألاطباء أن سببه‬
‫ليس سبب عضوي ليدرج في ألاخير من بين الاضطرابات السيكوسوماتية‪ ،‬ما ظهر معنا أيضا بعد تحليلنا‬
‫للحالة عن طريق املقابلة العيادية واملقياس الخاص باَلعراض السيكوسوماتية الذي طبقناه على الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم وتحليل نتائج املقياس‪:‬‬
‫بعد الانتهاء من إجراء املقابالت معا لحاالت الثالث‪ ،‬تم تطبيق مقياس ألاعراض النفسجسدية‬
‫(السيكوسوماتية) من طرف كل من ‪ ،)5442( Ubriche et Fitgerald‬ولقد تمت ترجمته إلى اللغة العربية‬
‫من طرف الباحث أدم العتبي (‪ .)5442‬والجدول التالي يوضح النتائج املتحصل عليها‪ :‬والجدول التالي يوضح‬
‫هذه النتيجة‪.‬‬

‫‪594‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫جدول رقم (‪ )11‬يمثل نتائج مقياس ألاعراض السيكوسوماتية على املراهقين املتمدرسين‬
‫بمرحلة التعليم املتوسط‬
‫مصاب‪ /‬غير مصاب باالضطراب‬ ‫الدرجة الكلية‬ ‫الجنس‬ ‫رقم الحالة‬
‫السيكوسوماتي‬
‫مصابة‬ ‫‪011/011‬‬ ‫أنثى‬ ‫الحالة رقم (‪()11‬ط‪.‬‬
‫ب)‬
‫مصاب‬ ‫‪011 /79‬‬ ‫ذكر‬ ‫الحالة رقم (‪()14‬س‪.‬‬
‫ب)‬
‫مصاب‬ ‫‪011 /011‬‬ ‫ذكر‬ ‫الحالة رقم (‪()14‬ك‪.‬‬
‫ف)‬

‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ )25‬أن الحاالت الثالثة تحصلوا على درجات مرتفعة على مقياس‬
‫ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية) من طرف كل من ‪ ،)5442(Ubriche et Fitgerald‬ولقد تمت‬
‫ترجمته إلى اللغة العربية من طرف الباحث أدم العتبي (‪ .)5442‬حيث أن الدرجات جاءت على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ،521/521،520/521،42/522‬واملالحظ أن كل من الحالة (‪( )25‬ط‪ .‬ب) والحالة (‪( )22‬ك‪ .‬ف) يعانون‬
‫أكثر من الحالة (‪( )20‬س‪.‬ب)‪ ،‬إال أن كل الدرجات مرتفعة؛ وهذا يدل على أن الحاالت الثالث يعانون من‬
‫ألاعراض النفسجسدية (السيكوسوماتية)‪ ،‬وبالتالي يعانون الداء السكري الوظيفي‪ .‬وليس العضوي‪.‬‬
‫‪ ‬مناقشة النتائج‪:‬‬
‫نصت فرضية الدراسة على أنه‪ .‬يمكن اعتبار الداء السكري من بين الاضطرابات السيكوسوماتية (لها‬
‫منشأ نفس ي وليس عضوي) لدى املراهقين املتمدرسين بمرحلة التعليم املتوسط‬
‫وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم استعمال أداة لقياس ألاعراض السيكوسوماتية واملقابلة‬
‫العيادية مع الحاالت‪ ،‬فتوصلنا إلى صحة الفرضية‪ ،‬بحيث تحصلنا على درجات مرتفعة لدى عينة‬
‫الدراسة ألاساسية التي تم تطبيق ألاداة عليها‪ ،‬ما يفسر أن لدى الحاالت الثالثة املصابة بالداء السكري‬
‫أعراضا سيكوسوماتية راجعة بالدرجة ألاولى إلى املعاش النفس ي لهؤالء املراهقين وما تعرضوا له من‬
‫صدمات نفسية واحباطات جعلتهم عرضة للداء السكري الوظيفي الذي تبين معنا من خالل املقابلة‬
‫العيادية التي قمنا بها مع الحالة‪ ،‬وكذا ارتفاع النواحي الانفعالية التي تميزت بالحساسية الزائدة والتوتر‬
‫والغضب والقلق والاكتئاب من قبل املفحوصين‪ ،‬وذلك من خالل تصريحهم بذلك خالل املقابلة‬
‫العيادية‪ ،‬وبهذا فقد حققت الدراسة الحالية ألاهداف التي وضعت من أجلها‪.‬‬

‫‪595‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫فعند تعرض التلميذ املريض لصدمات نفسية وانفعالية يحاول الاستجابة والتكيف كجسم حي‪،‬‬
‫ويحاول أيضا الحفاظ على التوازن من خالل نظام الغدد الصماء والجهاز املناعي والجهاز الالإرادي‪ ،‬ومع‬
‫ذلك فإن لم يتمكن من ذلك بشكل كاف سيصاب بأمراض مرتبطة بالتوتر‪ ،‬وبالتالي فالضغوطات املختلفة‬
‫متورطة في بداية عملية ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر لدى هذه الفئة‪ ،‬وهي إحدى ألامراض النفسية‬
‫الجسدية التمثيلية لجهاز إفراز ألانسولين‪ ،‬واملقصود هنا دور العوامل الضاغطة التي يتعرض لها املراهق‬
‫في مسار املرض‪.‬‬
‫ومن خالل البحوث التي قمنا بها في هذا الصدد‪ ،‬توصلنا إلى أن الكثير من ألاطباء على دراية بوجود‬
‫حاالت مرض ى السكري يعانون من بعض املشاكل النفسية وهذه املشاكل هي التي تسبب لهم النوبات‬
‫املكتسبة والانتكاسات (كالغضب أثناء املواقف املزعجة أو املهددة لهؤالء املراهقين وشدة انفعاالتهم)‪،‬‬
‫فالغضب والقلق والتوتر هم سبب في إفراط إفرازات الغدد والتي بدورها تفقد الجسم التحكم‪ ،‬فأساس‬
‫هذه النوبات هي العوامل الخارج ية التي لم يستطع هضمها والتحكم فيها‪ ،‬و بالتالي فتعمل ألاوتار النفسية‬
‫الاجتماعية كعوامل محفزة للنوبات‪ ،‬ومن منظور نفس ي قد تكون ناتجة عن تهديد لدفاعات ألانا إذ يعبر‬
‫املراهق عن انزعاجه من املوقف جسميا من دون التحكم فيه وال في ردود أفعاله‪ ،‬فاملشكل يكمن في‬
‫فقدانه القدرة على التحكم في الجسم‪ ،‬وفقدان القدرة على التعبير عن آالمه ومخاوفه ومعاناته‪.‬‬
‫وقد أجرى الباحثين ‪ Sifneos‬و ‪ Nemiah‬تحقيقات منهجية على املرض ى الذين يعانون من أمراض‬
‫نفسية جسدية كالسيكية والحظوا أن العديد من هؤالء املرض ى واجهوا صعوبة ملحوظة في وصف‬
‫املشاعر الذاتية‪ ،‬وحياة خيالية فقيرة‪ ،‬وقد سمي في علم النفس ب مصطلح ‪ alexithymia‬تم تأطيره في‬
‫عجزا في املعالجة املعرفية للعواطف‪ ،‬ويظهر في صعوبات في التعرف على‬ ‫سياق التحليل النفس ي و تعكس ً‬
‫املشاعر وتمييزها‪ ،‬وصعوبات تحديد وتمييز ألاحاسيس الجسدية لإلثارة العاطفية من أعراض املرض‬
‫الجسدي وصعوبة في إيجاد الكلمات لوصف املشاعر لآلخرين وعمليات تخيلية ضيقة ومحتوى فكري‬
‫يتميز باالنشغال بالتفاصيل الدقيقة لألحداث الخارجية)‪.) Kazufumi Yoshihara , 0251,17‬‬
‫ووفقا لهذين الباحثين فإن مرض ى السكري عاجزين في القدرة على ترميز العواطف والتي تؤدي إلى‬
‫مجموعة متنوعة من املظاهر بما في ذلك ردود الفعل الفسيولوجية غير الطبيعية‪ ،‬وامليل إلى السلوك‬
‫الاندفاعي‪ ،‬وعدم الراحة وتجنب العالقات الاجتماعية‪ ،‬وضعف القدرة على الرعاية الذاتية والتنظيم‬
‫اكيا من خالل تجربتها كمشاعر واعية إلى تضخيم‬ ‫الذاتي‪ ،‬وتؤدي القدرة املحدودة على معالجة املشاعر إدر ً‬
‫ألاحاسيس الجسدية املصاحبة لإلثارة العاطفية و‪ /‬أو ردود الفعل الجسدية كاستجابات فورية لالستثارة‬
‫غير السارة‪ .‬وليس من املستحيل أن نرى لدى هؤالء بعض سمات الشخصية املضطربة كاالكتئاب وكثرة‬
‫الانفعال والغضب الناتجة من إلاحباط وفقدان الثقة بالنفس‪.‬‬
‫كما البد من إلاشارة إلى أن هؤالء املراهقين فقدوا حرية امتالك أجسادهم‪ ،‬فهم دائما تحت أبصار‬
‫الجميع‪ ،‬هؤالء الذين جعلوا منهم أفرادا ضعفاء‪ ،‬مما يعرضهم للنقد املفرط في طريقة ألاكل ونوعية ألاكل‬
‫‪596‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫وإلافراط في شرب املياه والذهاب للمرحاض وأخذ الدواء‪ /‬حقنة ألانسولين ‪ ....‬الخ‪ ،‬وكذا تحميلهم‬
‫مسؤولية الحفاظ على صحتهم في ذلك الوقت الذي يتمتع فيه زمالئهم باالستقاللية‪ ،‬فهم مقيدين بالكثير‬
‫من القوانين التي ترهقهم وترهق نفسيته‪.‬‬
‫وهذا ما تبين لدينا من خالل نتائج تحليل املقابالت العيادية التي قمنا بها مع الحاالت‪ ،‬بحيث توصلنا‬
‫إلى أن الحاالت الثالثة لم تتمكن من ضبط انفعاالتها والتحكم فيها‪ ،‬وهذا ما سبب ذلك الخلل الجسمي‪.‬‬
‫ويضيف في هذا الصدد الباحث أبو جعفر (‪ )8، ،0251‬ليفسر بان الجانب الانفعالي يحتل جزءا مهما في‬
‫الشخصية‪ ،‬حيث أنه يؤثر في توجيه سلوك الفرد وصحته النفسية والجسدية‪ ،‬ويمثل الانفعال جانبا مهم‬
‫في عملية النمو الشامل كونه يعتبر أساس نمو الشخصية السوية ويحفظ السالمة النفسية وما يرتبط‬
‫معها بالسالمة الجسدية‪ ،‬فاإلنسان ال يحتاج إلى توفير احتياجات املأكل واملشرب فقط‪ ،‬لتمده بالنمو‬
‫والصحة الجسدية بل يحتاج إلى إتاحة الفرص أمامه للتعبير عن ذاته وانفعاالته وتدريبه على ضبطها بما‬
‫يتناسب مع املوقف املثير وتعبيره عن انفعاالته بصورة طبيعية‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فاالنفعاالت النفسية تؤثر على حياة إلانسان بشكل عام‪ ،‬وصحته الجسدية بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬في عدة مجاالت على الجهاز العصبي والدوري والهضمي وجميع أجهزة الجسم‪ ،‬وقد بينت نتائج‬
‫الدراسات التي تناولت هذه الفئة أثر الانفعاالت على الصحة الجسمية لدى الفرد كدراسة هادى ( ‪) 025،‬‬
‫التي بحثت أهمية الانفعاالت في حياة إلانسان و انعكاسها الجسدي عليه مما يؤثر على صحته الجسدية‬
‫(الاضطرابات السيكوسوماتية) الناشئة عن اضطرابات نفسية‪ ،‬والتي يحدث فيها خلل في وظائف أحد‬
‫أعضاء الجسم نتيجة اضطرابات انفعالية مزمنة ترجع إلى عدم اتزان بيئة املريض و التي ال ينجح العالج‬
‫الجسدي لشفاء الحالة وحتى وإن استمر على املدى الطويل‪ ،‬و إنما بعالج أسباب التعرض لالنفعاالت‬
‫والتوتر ( هادى‪ ،‬ف‪)12، 025، ،‬‬
‫وتتفق الدراسة الحالية مع الدراسة الجزائرية للباحثتين بن سيد آسية و بن منصور مليكة‬
‫(‪ ،)0258‬التي درست ''العوامل النفسية وعالقتها باملرض السكري''‪ ،‬التي طبقت على ‪ 552‬مريض سكري‬
‫من مختلف الفئات (أطفال‪ ،‬مراهقين‪ ،‬شباب شيوخ)‪ ،‬بحيث توصلت النتائج إلى أن عالقة املرض‬
‫السكري بالعامل النفس ي تعتبر عالقة ثنائية‪ ،‬حيث أن الحالة النفسية السيئة للمريض السكري تؤدي إلى‬
‫اختالل في نسبة السكر في الدم عن الحد الطبيعي والعكس صحيح‪ ،‬وردود فعل املريض السكري تختلف‬
‫من إنسان آلخر وتتمثل في تقبله للمرض ومتابعته للعالج أو رفضه وعدم تقبله للمرض أو للعالج وبالتالي‬
‫تكون هناك الكثير من الضغوطات على املريض السكري وهذه الضغوطات تؤثر نفسيا سلبيا على املريض‬
‫واملحيطين به‪ .‬فوجود مشاكل نفسية تقلل من الاستجابة للعالج وتطيل في التحكم في املرض والحد من‬
‫خطورته ومضاعفته‪.‬‬

‫‪597‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ونظرا للبحوث املكثفة التي قمنا بها فيما يخص الدراسات السابقة التي تطرقت ملوضوع بحثنا‬
‫''الداء السكري كاضطراب سيكوسوماتي لدى املراهق املتمدرس بمرحلة التعليم املتوسط''‪ ،‬فقد وجدنا‬
‫بأنها منعدمة لحد علمنا‪ ،‬وذلك ملقارنة نتائج دراستنا ونتائج الدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -7‬خاتمة عامة‬
‫من خالل عرضنا وتحليلنا للحاالت الثالثة‪ ،‬يتضح لنا أنه يمكن إدراج الداء السكري ضمن‬
‫الاضطرابات السيكوسوماتية التي يمكن أن يتعرض لها الفرد في حياته‪ ،‬والتي ترجع أسبابها إلى اضطرابات‬
‫نفسية (كالقلق‪ -‬الاكتئاب‪ -‬إلاحباط‪ ،‬الخ) خاصة في مرحلة املراهقة‪ ،‬الن هذه املرحلة تعتبر من بين املراحل‬
‫التي تتميز بالضعف والحساسية من جهة ومحاولة تكوين الشخصية وفرض الوجود من جهة أخرى‪ ،‬وهذا‬
‫ما يجعل املراهق يتعرض ملشكالت نفسية منها‪ :‬القلق‪ -‬الضيق‪ -‬الارتباك‪ -‬الحزن‪ -‬شدة الانفعال‪ -‬غياب‬
‫الاستقرار‪-‬فقدان التوازن النفس ي‪...‬الخ جراء الصراعات الداخلية والخارجية التي يسببها له املجتمع‬
‫وخاصة املعاملة ألاسرية والوالدية التي تخلق لديه عدم الاتزان وعدم الاستقرار النفس ي‪ ،‬و كل هذه‬
‫الانفعاالت إذا كبتت و تراكمت و لم يتم استخراجها أو ما يسمى في مجال علم النفس ''بالتنفيس‬
‫الانفعالي''‪ ،‬فقد يؤثر بطريقة أو بأخرى على الجانب الفيزيولوجي لديه و هذا ما يؤدي به إلى الوقوع في‬
‫اضطراب سيكوسوماتي‪-‬نفسجسدي‪ .-‬إضافة إلى ذلك فمرحلة املراهقة تتأثر بمرحلة الطفولة‪ ،‬وأي خلل‬
‫في هذه املرحلة يؤثر على مرحلة املراهقة‪.‬‬
‫وأكــدت الكثير من ألابحــاث القديمــة والحديثــة علــى أن الانفعــاالت ال تــؤثر فقــط علــى الوظائف‬
‫الجسدية ولكنها أيضا تسبب أمراضا نفسية وجسدية‪ .‬وهـذا التـأثير النـاتج عـن الاضـطرابات الانفعاليـة‬
‫بمختلـف أنواعهـا ودرجـات شـدتها علـى الحالـة النفسـية لـدى الفـرد والسـيما إذا أعيقـت الطاقـة الانفعاليـة‬
‫عـن الانطـالق فـي ش ــكل س ــلوك خ ــارجي‪ ،‬وازداد تراكمهــا واشــتدت وطأتهــا ممــا يس ــاعد عل ــى تض ــخم‬
‫الاضطرابات والتوترات‪ ،‬فتتسبب في إحداث اضطرابات سيكوسوماتية وظهور أمراض مزمنة كالداء‬
‫السكري‪.‬‬
‫وعلى ضوء ما جاء في هذه الدراسة‪ ،‬نقترح ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إجراء املزيد من البحوث والدراسات حول موضوع الاضطرابات السيكوسوماتية خاصة في‬
‫مرحلة املراهقة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إجراء حصص توعوية حول خطر الاضطراب السيكوسوماتي على حياة املراهق‪.‬‬
‫‪ -‬إجراء حصص لتوعية ألاولياء حول موضوع الاضطرابات السيكوسوماتية وكيف يمكن أن تؤثر‬
‫معاملتهم القاسية على حياة أبنائهم املراهقين‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل ألانشطة‪ :‬كالرياضة وألالعاب الترفيهية الباعثة على إلابداع لغرض التفريغ الانفعالي‬
‫للطاقات املكبوتة داخل املراهق للتمكن من الشعور بالراحة النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة اخذ املراهق إلى أخصائي نفساني عند تعرضه ملشكلة يصعب عليه تحليلها أو تجاوزها‪.‬‬
‫‪598‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫****‬
‫‪ -8‬املصادرواملراجع‬
‫‪.5‬بن سيد‪ ،‬آسية وبن منصور‪ ،‬مليكة (‪ .)0258‬العوامل النفسية وعالقتها باملرض السكري‪ :‬دراسة‬
‫انثروبولوجيا‪ .‬مجلة الفكر املتوسطي للبحوث والدراسات في حوار الديانات والحضارات‪( ،‬مجلد ‪ ،22‬عدد‪/20‬‬
‫سبتمبر ‪ ،)0258‬ص‪-‬ص ‪ .0،1 -022‬الجزائر‪.‬‬
‫‪.0‬بولجراف‪ ،‬بختاوي‪ .)0251(.‬عالقة الاضطرابات السيكوسوماتية بالتوافق لدى طلبة الجامعة‪ .‬مجلة العلوم‬
‫إلانسانية والاجتماعية‪ .‬العدد‪/58‬مارس‪ .0251‬ص‪-‬ص‪ .81-21 .‬الجزائر‪.‬‬
‫‪.2‬بيردقار‪ ،‬أحمد والسلوم‪ ،‬أالء ونصر‪ ،‬أية والهزاز‪ ،‬رزان وسلمان‪ ،‬رشا وبصبوص‪ ،‬غنى وخليل‪ ،‬مالين وسلهب‪،‬‬
‫دمحم وحمدان‪ ،‬يارا‪( .‬بدون سنة)‪ .‬الحاالت النفسية وعالقتها باَلمراض الجسدية‪ .‬مشروع بحث علمي‪ .‬سوريا‪ :‬وزارة‬
‫التربية‪ .‬املركز الوطني للمتميزين‪.‬‬
‫‪.،‬الجاموس‪ ،‬نور الهدى دمحم‪ .)022،( .‬الاضطرابات النفسية‪-‬الجسمية السيكوسوماتية‪ .‬عمان‪ ،‬الاردن‪ :‬دار‬
‫اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪.1‬الحسنين‪ ،‬عبد العزيز معتوق احمد‪( .‬دون سنة)‪ .‬مرض السكر الحلو‪ ..‬واملر‪ .‬سلسلة التوعية الصحية‪.‬‬
‫السعودية‪.‬‬
‫‪ .1‬حمريط‪ ،‬نوال وبوسنة‪ ،‬عبد الوافي زهير‪ .)0258( .‬مستوى املساندة الاجتماعية لدى املراهق املصاب‬
‫بالداء السكري‪ .‬مجلة الباحث في العلوم الانسانية والاجتماعية‪( ،‬العدد‪ /21‬سبتمبر‪ ،)0258‬ص‪-‬ص ‪ .22، -202‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .2‬رودي بيلوس‪ ،‬ترجمة‪ :‬مزبودي‪ ،‬هناء‪ .)0252( .‬مرض السكري (ط‪ .)5‬الرياض‪ :‬دار املؤلف‪.‬‬
‫‪ .8‬الشافعي‪ ،‬ناصر‪ .)0224( .‬فن التعامل مع املراهقين‪ :‬مشكالت وحلول (ط‪ .)5‬بدون بلد نشر‪ :‬دار البيان‪.‬‬
‫‪ .4‬شحام‪ ،‬عبد الحميد‪ .)0258( .‬الاضطرابات النفسجسمية وخصوصيتها عند الطفل واملراهق‪ .‬مجلة العلوم‬
‫الاجتماعية والانسانية‪( ،‬العدد‪ /8‬جوان‪ ،)0258‬ص‪-‬ص ‪ .252-042‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ .52‬شقير‪ ،‬زينب محمود‪ .)0220( .‬سلسلة ألامراض السيكوسوماتية‪ :‬ألامراض السيكوسوماتية (النفس‪-‬‬
‫جسمية) (ط‪ .)5‬املجلد الاول‪ .‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ :‬مكتبة النهضة املصرية‪.‬‬
‫‪ .55‬عباس‪ ،‬فيصل‪ .)5424( .‬الشخصية دراسة حاالت املناهج‪ :‬التقنيات إلاجراءات (ط‪ .)5‬دون بلد نشر‪ :‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ .50‬عبد السالم‪ ،‬علي‪ .)0225( .‬السلوك التأكيدي واملهارات الاجتماعية وعالقتهما بالسلوك الانفعالي للغضب‬
‫بين العاملين والعامالت‪ .‬مجلة علم النفس‪( ،‬العدد‪ .)12‬مصر‬
‫‪ .52‬عبد املعطى‪ ،‬حسن مصطفى‪ .)0222( .‬ألامراض السيكوسوماتية‪ :‬التشخيص‪-‬الاسباب‪-‬العالج (ط‪.)5‬‬
‫القاهرة‪-‬مصر‪ :‬مكتبة زهراء الشرق‪.‬‬

‫‪599‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪)Journal of Social and Human Science Studies‬‬
‫جامعة وهران‪ /20‬المجلد ‪12‬ع ‪0202 /20 /01 .20‬‬
‫‪ISNN: 2253-0592 EISSN: 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬

‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪ .5،‬عطوف‪ ،‬محمود ياسين‪ .)5488( .‬ألامراض السيكوسوماتية (ألامراض النفسجسمية) (ط‪ .)5‬بيروت‪،‬‬
‫لبنان‪ :‬منشورات بحسون الثقافية‪.‬‬
‫‪ .51‬الفيفي‪ ،‬عيس ى بن سليمان‪ .)0252( .‬مرحلة املراهقة من ‪ 05-50‬سنة عند الفتيان‪.‬‬
‫‪ .51‬القذافي‪ ،‬رمضان‪ .)5442( .‬علم النفس النمو (ط‪ .)5‬مصر‪ ،‬الاسكندرية‪ :‬امللكة الجامعة‪.‬‬
‫‪ .52‬معمرية‪ ،‬بشير‪ .)0222( .‬بحوث ودراسات متخصصة في علم النفس‪ .‬الجزء ألاول‪ .‬باتنة‪ ،‬الجزائر‪:‬‬
‫منشورات الحبر‪.‬‬
‫‪ .58‬مقدم‪ ،‬خديجة‪ .)0250( .‬مشروع الحياة عند املراهقين الجانحين‪ :‬دراسة بمركزي إعادة التربية بنين وبنات‬
‫بوهران‪ .‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه‪ .‬الجزائر‪ :‬جامعة السانيا وهران‪.‬‬
‫‪ .54‬منظمة الصحة العاملية‪ .)0251( ،‬الداء السكري‪/https://www.who.int/diabetes/ar.‬‬
‫‪ .02‬هادى‪ ،‬فليب‪ .)025،( .‬الدليل الكامل للعناية الشخصية‪ .‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ :‬مركز التعريب والترجمة‪.‬‬
‫‪ .05‬واضح‪ ،‬غنية‪ .)025،( .‬العالقة بين تأكيد الذات والاضطرابات السيكوسوماتية لدى املراهقين املتمدرسين‪.‬‬
‫مجلة دراسات نفسية‪( ،‬العدد‪ /50‬نوفمبر‪،)025،‬ص‪-‬ص‪.12-2 2‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .00‬الوقفي‪ ،‬راض ي‪ .)025،( .‬مقدمة في علم النفس (ط‪ .)،‬الاردن‪ ،‬عمان‪ :‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪23.‬‬ ‫‪Kazufumi Yoshihara.(2015). Psychosomatic Treatment For Allergic Diseases. Revue Bio Psycho‬‬
‫‪Social Medicine Japan (2015) n° 9:8 p1-6.‬‬

‫‪600‬‬

You might also like