Professional Documents
Culture Documents
? 1694681376
? 1694681376
بطاقة فهرسة
2
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ﮋ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﮊ [ األعراف :
]43
3
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
موافقة
إىل طالب علم أو باحث مخلص يحرص عىل التنمية البشرية أن يستعين باإلقتباس من
هذا الكتاب المتواضع ما شاء بأى أسلوب وألى غرض دون الحاجة إىل إذن خاص أو
موافقة من المؤلف.
4
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
إهداء
إخالص،،،
5
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
مقدمة الكتاب
أمحد اهلل عز وجل عىل نعمه الكثيرة التى أنعم اهلل هبا عىل .والفضل هلل وحده سبحانه وتعاىل
فهو وىل التوفيق ،فلوال توفيق اهلل ومشيييه ته ل ما تمك نم من إخراه هذا الك تاب هبذه
يعترف المؤلف بالدور الكبير ألسيياتذته والباحثين الذين سييبقوه بأبحامهم ومراجعهم
ومحاضراهتم وأفكارهم.
فلوال هذا الفكر العظيم بما قدموه من أفكار لما تمكن المؤلف من اسييتيعاب ومعالجة
فما هى إال رغبة من المؤلف ىف اإلسييتمرار بالبحث العلمى وتقديم ما توصييل إليه من
علم.
وال هدف الرئيسييل ل هذا الك تاب هو ت قديم م فاهيم وتعريف مفصيييل إلدارة الموارد
6
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
حيث يتم توضيح طبيعة المتغيرات البيهية المعاصرة وأمرها عىل اإلدارة.
كما يأمل المؤلف أن يكون قد أكد عىل اإلهتمام بالمسييتقبل وقدم نموذه وأسيياليب
عملية للتفاعل من خالل فكرة بسيطة هى فكرة التطلع إىل مستقبل أفضل.
7
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
الفصل األول
8
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ظهرت أمهية الحاجة إىل إدارة الموارد البشييرية بصييورة واضييحة بعد الحرب العالمية
األوىل بسييبب ما أحدمته هذه الحرب من عجز يف الموارد البشييرية ،وكذلظ ظهور ونمو
النقابات العمالية وظهور الكثير من المشييكالت الناتجة عن كبر حجم المنظمات ،وايادة
الوعل بأمهية ودور إدارة الموارد البشرية ،لذلظ كان من الضروري تخصيص إدارة الموارد
البشييرية بالمنظمات لتتوىل شييهون القوى البشييرية ،وايادة القدرة التنافسييية بينها وبين
المنظمات األخرى.
وإدارة الموارد البشرية هل مجيع األنشطة اإلدارية المرتبطة بتحديد احتياجات المنظمة
من الموارد البشييرية وتنمية قدراهتا ورفع كفاءهتا ومنحها التعويو والتحفيز والرعاية
الكاملة هبدف االسييتفادة القصييوى من جهدها وفكرها من أجل تحقيق أهداف المنظمة
9
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
نظرا ل ما أ حدم ته المتغيرات والتوج هات ال عالم ية وروا فد ها اإلقليم ية والمحل ية من
تأميرات جذرية يف م فاهيم اإلدارة ال جديدة ،وما نتج عن ذلظ من عناية فائ قة بالموارد
البشيير ية باعت بار ها حجر األسييياس والمورد األهم ا لذي تعت مد عل يه اإلدارة يف تحقيق
أهدافها « ،وقد تبلور هذا االقتناع الكامل بالدور الرئيسييل للموارد البشييرية يف مجموعة
األسييا التالية التل يتضييمنها هيكل الفكر اإلداري الجديد( ،»)1وقد اختلفم وجهات
النظر يف تحديد تعريف موحد إلدارة الموارد الب شرية ،وهذا أمر طبيعل و صحيح ناتج عن
ويرى( )2أن إدارة الموارد البشرية هل «ذلظ النشاط اإلداري المتمثل يف وضع تخطيط
للقطاع ،الذي سيييضييمن دائمية وجود القوى العاملة التل تحتاه إليها المنظمة ،ودائمية
إمدادها بالعناصر البشرية المطلوبة ،كما يتمثل هذا النشاط يف تنمية العاملين
وتحسييين أدائهم ورفع ك فاءاهتم الفن ية ،والعلم ية واالسييتمرار ية ف يه ،وحثهم عىل
المشيييار كة بوالئهم ا لذايت لتحقيق أ هداف المنظ مة ،و يد خل يف كل هذا توفير المزا يا
والحوافز المادية واألدبية والمعنوية ،إلشباع حاجاهتم أو رغباهتم الفردية والجماعية » .
يف حين يقول ))Lakhdar et al., 2004أن إدارة الموارد البشييرية كوظيفة تختص
بتكوين هيكل منا سب من الموارد الب شرية ذات م ستوى منا سب من القدرات والمهارات
المطلوبة لمقابلة احتياجات المنظمة ،مم تدريب وتنمية هذه المهارات باسييتمرار وأيضييا
مكافأة عادلة ،تتفق مع المجهودات التل تبذل مم تحقيق نوع من التكامل والتنسيييق بين
مصيييالح األفراد والمنظ مة ،ومنع حدوو أو تضيييارب بينه ما ،وأخير ًا توفير الر عا ية
ويرى (مصييطفى أبو بكر« )2004 ،أن األفراد جزء من العملية اإلدارية الكلية وجزء
من المنظمة التل تعمل فيها ،وجزء أيضيي ًا من المجتمع الذي يحيط هبا ،وهل مسييهولة عن
اختيار العاملين وا ستثمار جهودهم وتوجيه طاقاهتم وتنمية ممار ساهتم وتحفيزهم وبحث
وأورد (عبد الحكيم الخزامل)2003 ،تعريف ًا لها بأ هنا « جذب وتنمية األفراد الذين
يمتلكون المواهب والخيال الالامين للشركات لكل تتنافا يف بيهة متغيرة ومعقدة».
11
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
أما (النمر وآخرون) فيرى أهنا هل «فن اجتذاب العاملين واختيارهم وتعيينهم وتنمية
السييتخراه أفضييل ما فيهم من طاقات وتشييجيعهم عىل بذل أكبر قدر ممكن من الجهد
والعطاء».
ويعرف (حسيينين) إدارة الموارد البشييرية المعاصييرة عىل «أهنا البرامج والسييياسييات
ّ
والسييلوكيات التل تنعكا عىل خلق مزايا تنافسييية واسييتراتيجية للشييركات من خالل
مدى قدرة المديرين عىل القيام بالتحليل البيهل وكيفية وضييع االسييتراتيجيات
12
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
قدرة المديرين عىل استخدام أساليب خلق وتنمية الدافعية وتحفيز الموظفين».
ويرى (محمد إبراهيم)أن تعريف إدارة الموارد البشييرية من منظور اسييتراتيجل بأهنا
قبل الحياة الوظيفية للعاملين ،مثل تصييميم وتحليل وتوصيييف الوظائف وتحديد
المسارات الوظيفية.
أمناء الحياة الوظيفية ،من خالل تدريب ونقل وترقية وتقييم أداء وتحفيز.
بعد انتهاء الحياة الوظيفية( ،بلوغ سن هناية الخدمة) وتشمل التواصل المستمر مع
كما عرف (أمحد إبراهيم) أن اإلدارة اال ستراتيجية للموارد الب شرية بأهنا «ذلظ الن شاط
ا لذي يع مل عىل تحقيق غا ية المنظ مة وأ هداف ها ورؤيت ها ،وذ لظ من خالل تر مجة
االستراتيجية العامة للمنظمة إىل استراتيجية متخصصة يف قضايا الموارد البشرية وتتضمن
ما ييل:
ضعف التكامل بين أن شطة الموارد الب شرية و ضعف التكامل والتن سيق بين إدارة
13
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
تعاين أنشطة التدريب والتنمية من نواحل قصور مثل تحديد االحتياجات التدريبية،
وتقييم ال تدر يب ،وأيضيييا عدم اقت ناع كثير من الق يادات ب جدوى ال تدر يب ،وضييعف
كما أو ضح (رم ضان)أن هناك قيم وأنماط سلوك سائدة يف المنظمات الم صرية والتل
تعبر عن ممارسات إلدارة الموارد البشرية وفيما ييل أهم هذه الممارسات»:
تركيز إدارة الموارد البشييرية يف المنظمات المصييرية عىل النواحل الروتينية ،وعدم
ضعف التكامل بين أن شطة الموارد الب شرية ،حيث ت سود الفردية يف أداء كل ن شاط
عىل حدة وأي ضا عىل م ستوى المنظمة واألن شطة الرئي سية األخرى مثل الت سويق والتمويل
واإلنتاه.
14
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ويرى المؤلفبعد ا ستعراض المفاهيم المتعددة إلدارة الموارد الب شرية أهنا سل سلة من
اإلجراءات واألسييا هتدف إىل تنظيم األفراد للحصييول عىل أقصييى فا ئدة ممك نة من
الكفاءات الب شرية وا ستخراه أف ضل طاقاهتم من خالل وظائف التخطيط ،اال ستقطاب،
االخت يار ،التعيين ،وال تدر يب ،والتقويم ،والحوافز ال مال ية والمعنو ية ،ك ما تنطوي إدارة
الموارد البشييرية عىل ممارسيية العملية اإلدارية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة العنصيير
البشري يف المنظمة.
15
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
تقوم إدارة الموارد البشييرية بممارسيية عملها يف ظل ظروف ومتغيرات بيهية تؤمر فيها وتتأمر
هبا ،وبالتايل يجب األخذ يف االعت بار لت لظ المتغيرات البيهية حتى تسييتطيع المنظمة تحقيق
األهداف المطلوبة بكفاءة وفعالية من أجل تحقيق األهداف التل تسييعى المنظمة إىل تحقيقها،
ومن هذه األن شطة اختيار وتعيين األفراد وتدريبهم ،تحفيزهم ،تح سين ظروف العمل ،وتحقيق
العدالة التنظيمية فيما بينهم ،وتتفق أهداف إدارة الموارد البشييرية مع أهداف المنظمة ،وعندما
يتم تحليل أهداف المنظمات بصفة عامة نجد أهنا تنطوي عىل هدفين مها:
الك فاءة ،وتتم ثل من خالل العال قة بين مدخالت العمل ية اإلن تاج ية ومخر جا هتا،
حرص المنظمة عىل تحقيق أقصى استخدام لمواردها البشرية ،والعدالة ،وهل تتوقف عىل
التوظيف ،والتدريب والتقييم والحوافز ،أدى ذلظ يف النهاية إىل رضيياء العاملين ،ويمكن
قياس العدالة من ااويتين مها المنظمة والعاملين ،إذ تسييتطيع المنظمة تحقيق العدالة من
خالل مالحظة نسيييب التظلمات والشييكاوى ودرجة خطورهتا وتأميرها عىل معنويات
16
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ويف ضييوء هذين الهدفين األسيياسيييين للمنظمات (أي هدف الكفاءة والعدالة) يمكن
-1الح صول عىل األفراد األكفاء للعمل يف مختلف الوظائف من أجل إنتاه ال سلع أو
-2تحقيق انتماء ووالء األفراد للمنظمة والمحافظة عىل رغبتهم يف العمل فيها وايادهتا
-3اال ستفادة الق صوى من جهود العاملين يف إنتاه ال سلع أو الخدمات وفق المعايير
يف البيهة.
-5إيجاد ظروف عمل جيدة تمكن العاملين من أداء عملهم بصييورة جيدة وتزيد من
-6إيجاد سييياسييات موضييوعية تمنع سييوء اسييتخدام العاملين وتتفادى المهام التل
17
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
كما يرى (راشد وأمحد )2001 ،أن هناك آراء مختلفة حول أهداف إدارة الموارد البشرية،
ولعل منشييأ هذه االختالفات يرجع إىل ماضييل األفراد التعليمل والتدريبل وإىل التجارب التل
تجمعم لديهم يف مجال ال صناعة ،وأهم هذه اآلراء ،الهدف اإلن ساين ،هدف الكفاءة اإلنتاجية،
وي ضيف محمد أن األهداف اال ستراتيجية إلدارة الموارد الب شرية تتمثل يف نوعين من
األهداف المرتبطة وهل تحسييين إنتاجية المنظمة :إن الهدف من مفهومه العام يشييير إىل
ال سل سلة الكلية من اإلجراءات واألن شطة التل تمار سها اإلدارة لم ضاعفة تحقيق الهدف
الوظيفل المو ضوعل للمنظمة ،والوقاية التنظيمية وهذا الهدف مرتبط بالهدف األول لكنه
يحافظ عىل التنظيم القائم كوحدة تسييير بخطى متقدمة دائما يف وجه الضييغوط الداخلية
والخارجية.
وباإلضافة إىل األهداف االستراتيجية السابقة فإن هناك مجموعة من األهداف التنظيمية
-2إي جاد ال حافز لدى القوى ال عام لة لت قديم أقصييى مجهود ممكن لتحقيق أهداف
المشروع.
18
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-5اختيار أكفاء األشخاص لشغل الوظائف الخالية والقيام بإعدادهم وتدريبهم للقيام
-7إمداد العاملين بالمنظمة بكل البيانات التل يريدوهنا الخاصيية بالمنظمة ومنتجاهتا
و سيا ساهتا ولوائحها وتو صيل آرائهم واقتراحاهتم للم سهولين قبل اتخاذ قرار معين يؤمر
عليهم.
-9توجيه العاملين سييياسيييا لتوعيتهم بمدى أمهية دورهم يف تحقيق أهداف خطة التنمية
19
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ثالثًا
ثال اثا وظائف إدارة املواردوظائف
البرشيةإدارة املوارد البشرية
يمكن تقسيييم وظائف إدارة الموارد البشييرية إىل وظائف إدارية ووظائف تنفيذية ،كما
ييل:
-1التخطيط ،ح يث هتتم وظي فة التخطيط بتخطيط احت يا جات المنظ مة من القوى
ال عام لة ك م ًا ونو ع ًا ،التل تضييمن تحقيق أ هداف المنظ مة ،ومواج هة المشيييا كل والتنبؤ
-3التوجيه ،ويقصييد هبا توجيه جهود األفراد نحو تحقيق أهداف المنظمة وقد تندره
هذه الوظيفة تحم عدة مسييميات ،وتحم أي مسييمى من المسييميات فإن الهدف من هذه
20
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-4الرقابة ،إن عملية الرقابة تعتبر وظيفة إدارية تتعلق بتنظيم األنشييطة والتنسيييق بينها
طبقا لخطة العمالة المحددة ،بناء عىل تحليل األهداف أو األنشييطة األسيياسييية للتنظيم،
-1اسييتقطاب العمالة ،وهل تعتبر أوىل الوظائف التنفيذية إلدارة الموارد البشييرية،
وهتتم بتحديد احتياجات المنظمة من القوى العاملة كم ًا ونوع ًا ،بحيث تضييمن تحقيق
أهداف المنظمة.
-2تنمية العاملين ،فبعد حصييول المنظمة عىل القوى العاملة الالامة كم ًا ونوع ًا بما
يتفق مع متطلبات أهداف المنظمة البد من تنمية مهاراهتم بصييفة مسييتمرة لرفع مسييتوى
الكفاءة وتحسين األداء ،وهذا يتم من خالل التدريب المستمر ،وذلظ لضمان سالمة تنفيذ
العمل.
-3التعويو أو الم كا فأة ،وتعتبر وظي فة التعويو أو الم كا فأة من الو ظائف ال ها مة
إلدارة الموارد البشييرية ،وتختص هذه الوظيفة بتحديد هيكل عادل لألجور أو المكاف ت
بما يتفق مع الجهد المبذول من القوى العاملة يف المنظمة ،بمعنى أن مدير إدارة الموارد
21
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
تكمن أمهية إدارة الموارد الب شرية باالهتمام بالمورد الرئي سل يف المنظمة وهم األفراد،
وال تو جد منظ مة دون إدارة موارد بشيير ية ،ح يث تقوم بتطوير م هارات األفراد ال عاملين
بالمنظمة ودراسة مشاكل األفراد ومعالجتها ،واختيار األفراد المناسبين لشغل الوظائف.
وتحتل الموارد البشييرية مكان الصييدارة بين الموارد التل تحتاجها المنظمات لتحقيق
أهدافها ،ذلظ أن المنظمات ال تسييتطيع أن تحقق أهدافها إال من خالل العنصيير البشييري
لديها .فأمهية الموارد البشييرية تنبع من دورها المؤمر يف كفاءة المنظمات وكفايتها ،ألن
األفراد هم الذين يصييممون المنتجات والخدمات ويقدموهنا ،وهم الذين يتحكمون يف
نوعيتها ،وهم الذين يواعون المواد المادية ،ويضعون االستراتيجيات الشاملة للمنظمات.
ومن هنا فإن نجاح المنظمة يعتمد بصييورة رئيسيية عىل نوعية القوى العاملة فيها ،وعىل أداء
هذه القوى .ويف الواقع ،فإن الموارد الب شرية ت ضيف للقيمة ،يف حين ت ضيف كل الموارد
األخرى للتكاليف.
لذا من البديهل القول أنه بدون توافر األفراد األكفاء ،ي صبح من الم ستحيل ألية منظمة
22
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
البرشية
خامسا اسرتاتيجيات إدارة املوارد خامسًا
ا
اسرتاتيجيات إدارة املوارد البشرية
تختلف اسييتراتيج يات أداء الموارد البشيير ية وتت فاوت من الم حاوالت الفرد ية غير
المخططة ،وتصييل إىل محاوالت إعادة البناء الشييامل للمنظمة ،وأن المنظمات تواجه يف
سييعيها اىل تحقيق أهدافها متغيرات ،سييواء من داخل المنظمة أو من خارجها ،وتؤمر تلظ
المتغيرات عىل األوضيياع والظروف السييائدة التل تخل بالتوااانات والتقديرات ،ومن مم
يجب عىل المنظمة اختيار االستراتيجية المناسبة التل تجعل المتابعة واالستثمار اإليجابل
للمتغيرات عنصيير ًا أسيياسييي ًا يف نجاح تطبيق االسييتراتيجية ،وسييوف يتم توضيييح بعو
يعرف (ماي كل) إدارة الموارد البشيير ية عىل أ هنا «مفهوم اسييتراتيجل إلدارة أصييول
المنظمة من خالل مسامهة العاملين فردي ًا ومجاعي ًا يف الوصول إىل أهداف المنظمة».
والت نافا عىل المسييتق بل ،وا لذي يكمن يف حز مة الم هارات والك فاءات التل تمتلك ها
المنظمة من خالل ما يقدمه العاملون من أفكار وابتكارات حديثة تضيف منافع غير متوقعة
23
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ويعرفها (أمحد سيد مصطفل) بأهنا «مدخل استراتيجل إلدارة أهم أصول المنظمة ،أال
وهو العاملين هبا الذين يسييهمون بشييكل فردى ومجاعل يف تحقيق أهدافها ،وجوهر هذه
اإلدارة هو تحقيق ميزة تنافسييية للمنظمة من خالل توظيف فاعل لعمالة عالية المهارة
وتضيييف (راوية حسيين) قولها «أنه أصييبح اصييطالح اإلدارة االسييتراتيجية للموارد
البشرية اصطالحا شائع االستخدام ،باعتبار أن هدف اإلدارة االستراتيجية للموارد البشرية
هو االستغالل الفعال لهذه الموارد لتحقيق المتطلبات واألهداف االستراتيجية للمنظمة».
ويبين ()Schulerأهنا «ذلظ الجانب من العملية اإلدارية المت ضمن لعدد من الوظائف
واألنشطة التل يتم ممارستها بغرض إدارة العنصر البشرى بطريقة فعالة وإيجابية بما يحقق
ويف ند ( خالد ع بد الرحيم )2003 ،إدارة الموارد البشيير ية من خالل « :أ هنا اإلدارة
تخطيط واقعى للموارد الب شرية ،وتوظيف مالئم للموارد الب شرية ،وتدريب دقيق ،ومتابعة
مستمرة وتطوير للموارد البشرية لتحقيق المواءمات بين البيهة والمنظمة والفرد والوظيفة»
.
24
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
وي شير (م صطفى محمود أبو بكر) إىل أمهية الموارد الب شرية بقوله« :إن قدرة أى منظمة
عىل تحقيق أهدافها بالمسييتوى المطلوب يعتمد عىل كفاءة األفراد ىف أدائهم للعمل وكفاءة
وتو ضح (عايدة خطاب) ا ستراتيجية الموارد الب شرية عىل أهنا «عملية اتخاذ القرارات
المتعلقة بنظام الموارد البشييرية ،والتل تعمل عىل تحقيق تكيف نظام الموارد البشييرية مع
الظروف البيه ية المحي طة ،وعىل تدعيم اسييتراتيج يات المنظ مة وتحقيق أ هداف ها
االستراتيجية».
ويظهر (عيل مح مد ع بد الو هاب) الموارد البشيير ية عىل أ هنا «عقول تتمتع بم هارات
منفردة تجعلها قادرة عىل النظر من عدة جوانب والتفكير يف عدة اتجاهات ،للوصييول إىل
ويؤكد (عيل السييلمل)عىل أن الموارد البشييرية تمثل رأس مال فكرى للمنظمات «أن
مفهوم رأس المال الفكري ي صاحب مفهوم رأس المال الب شري ،ويق صد به قيمة الموارد
الب شرية المتاحة للمنظمة مح سوبة بقدر ما أنفق عليها من تدريب وتعليم ورعاية اجتماعية
ويرى المؤلف أنه يجب عىل المنظمات تبنل االستراتيجية المناسبة التل تتوافق مع
توقعاهتا وإمكانياهتا واال ستفادة من تجارب ال شركات الرائدة واتباع األ ساليب والمناهج
25
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
جدير ًا بالذكر أن الكاتب ركز عىل دور إدارة الموارد البشرية وهو(االستقطاب والتعيين
–التدريب – تقييم األداء – التعوي ضات– وال صحة وال سالمة) ،وفيما ييل عرض مخت صر
-1االستقطاب والتعيني:
هل عملية الح صول عىل العدد والخليط المنا سب من الموارد الب شرية ،حيث تتم هذه
العملية يف ضوء عملية التحليل الوظيفل ،وتخطيط الموارد البشرية وتبدأ ،عملية التوظيف
باال ستقطاب ،وتت ضمن سل سلة األن شطة المعنية بجذب األعداد المؤهلة من المر شحين
لوظيفة معينة ،وتتزايد األعباء يف عملية التوظيف بمنظمات الخدمات عنها يف المنظمات
اإلنتاجية ،إذ تعتمد جودة الخدمة المقدمة عىل مهارات وقدرات مقدمل الخدمات من
الموارد البشري.
26
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-2التدريب:
يعرف ال تدر يب بالجهود المخطط ل ها ،والتل هتدف إىل تعليم ال عاملين ال جدارات
والمعارف ،والمهارات المتعلقة باألعمال التل يقومون هبا يف الوقم الحا ضر ،أما التطوير
فيتجاوا ما هو آين ليتم توسيييع المهارات والجدارات العامة المتعلقة بالمسييتقبل وعىل
المدى البعيد ،وحتى يتحقق الهدف من عمليتل التدريب والتطوير ال بد وأن ينقل ما تم
تعلمه واكتسيييابه من مهارات وقدرات أمناء التدريب إىل التطبيق العميل أمناء أداء المهام
والواجبات الوظيفل.
هل العملية التل تتضييمن قياس وتقييم نتائج أداء العاملين وما يقومون به من أعمال،
ويرتبط تقييم األداء بفرص الترقية وتوضيييح المسيييار الوظيفل ،ويعتبر حافز ًا لمزيد من
التعلم والتطور لمواكبة المتطلبات األوسييع ،واألكثر تعقيد ًا للوظائف األعىل يف السييلم
27
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-4التعويضات:
وتشييمل مجيع الدفعات المالية والمكاف ت والمنافع غير المالية التل تقدمها المنظمة
لل عاملين ،بغرض جذب الموارد البشيير ية المؤه لة ،والم حاف ظة عىل ما هو متوفر يف
المنظمة ،وتعتبر التعويضييات من أهم العوامل التل تؤمر عىل دافعية األفراد للنمو والتطور
واالسييتمرار بعملية التعلم ،ومحفز ًا لمزيد من اإلنتاجية والسييعل لتحسييين أداء المنظمة
.
ككل
-5الصحة والسالمة:
تنبع أمهية الحفاظ عىل صحة و سالمة الموارد الب شرية من أمهية الموارد الب شرية نفسها
باعتبارها المورد األهم للمنظمة ،حيث يؤمر مدى صحة وسالمة تلظ الموارد عىل رغبتهم
ومقدرهتم عىل العمل وبالتايل عىل مسييتوى أدائهم وإنتاجيتهم وبالنتيجة إنتاجية المنظمة
ككل ،باإل ضافة إىل ارتباط مدى اهتمام وعناية المنظمة ب صحة أفرادها بم ستوى الر ضاء
الوظيفل لديهم ب شكل مبا شر ،ويمكن تو ضيح كل من عن صري ال صحة وال سالمة المهنية
فيما ييل:
28
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
أ -الصحة:
يق صد هبا محاية الموارد الب شرية من األمراض الج سدية والنف سية المحتمل إ صابتها هبا
يف مكان العمل ،والتل يكون سييببها إما المناا المادي العام ،أو الفرد ،أو طبيعة العمل
(الوظيفية) ،وهذه األمراض ال تحدو فور ًا إنما مع مرور الزمن ،حيث تتم اإلصيييابة هبا
نتيجة التعرض المسييتمر لمسييبباهتا ،وهذا يعنل أن حدومها ليا آني ًا إنما تحدو بشييكل
والنفسية).
يقصد هبا محاية الموارد البشرية من األذى والضرر الذي تسببه لهم حوادو محتملة يف
م كان الع مل ،و هذا األذى تظهر نتيج ته فور ًا ،كالكسييور ب كا فة أنواع ها ،والجروح،
والحروق ،واالختناق ،إلخ ،أي بمعنى آخر السييالمة تعنل (سييالمة الفرد من الحوادو
29
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-1إن مسييهولية األمن والسييالمة المهنية هل مسييهولية مجيع العاملين ،بغو النظر عن
مستواهم اإلداري أو نوع الوظائف التل يمارسوهنا ،وتعتبر إدارة الموارد البشرية المسهولة
بالدرجة األوىل عن وضع وتنفيذ ومتابعة برامج الصحة والسالمة المهنية يف المنظمة.
-2إن تنفيذ الم سهولية يقت ضل وجود أن شطة إدارية من سقة ومتعاونة بأ سلوب ي ضمن
-3إن األساليب واإلجراءات الفعلية لتطبيق برامج وسياسات الحماية والرعاية يجب
أن يكون هدفها وقاية اإلنسييان ضييد ما يؤمر عىل قدراته العقلية والعضييلية وكذلظ الحفاظ
30
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
سابعًا
املستقبليةاحلديثة
املوارد البرشية
ساب اعا الرؤية املستقبلية إلدارةالرؤية
إلدارة املوارد البشرية احلديثة
يمكن تصور الرؤية المستقبلية إلدارة الموارد البشرية – حتى تكون قادرة عىل مواجهة
-1الميزة التنافسييية للموارد البشييرية ،حين تكون قادرة عىل إحداو تميز العاملين
بكفاءة عالية ،تعليم راق ،تدريب مالئم ،الوالء ،االلتزام ،والرقابة الذاتية التل تقلل من
الحاجة لإلشراف.
-2تمكين الموارد الب شرية ،ويق صد به الم شاركة الفعالة من جانب األفراد ،وتحويل
-3الوصف الوظيفل ،حيث يتقادم الوصف الوظيفل بمجرد وضعه ،وذلظ لما تتطلبه
األعمال من تغيرات يف اإلجراءات التل تتبع بخطوات معينة للوصول إىل النتائج المطلوبة.
31
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-5التفكير اإل بداعل واالبت كاري ،فال بد من االهت مام باالبت كار نتي جة للتغيرات
-6ب ناء فرق الع مل ،ح يث كا نم إدارة العنصيير البشييري تعرف قدي م ًا بإدارة
المسييتخدمين ،مم سييميم بإدارة األفراد ،واآلن إدارة الموارد البشييرية ،الموارد العقلية أو
-7اإلدارة الجديدة باألهداف ،وهل ظهرت كمفهوم حديث وممار سة جديدة لإلدارة
يف منت صف القرن الع شرين ،حيث أن منهجها ين سجم مع كثير من النظريات والممار سات
-8تطوير نظم قيادة األفراد ،حيث أن الموظفين المبتكرين يحتاجون إىل قيادة مبتكرة
32
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
إدارة الموارد البشرية وإستراتيجيات إدارة الموارد البشرية ،كما تم تناول العالقة بين إدارة
الموارد البشييرية تمهيدا لتحقيق التميز اإلداري يف المنظمات تمهيد ًا لدراسيية أمهية إدارة
ك ما يرى المؤلف أن دور الموارد البشيير ية يف تحقيق التميز اإلداري للمنظ مات ي عد
عن صر ًا جوهري ًا للتح سين الم ستمر للتميز اإلداري ،والذي يتطلب تغيير ًا فكري ًا و سلوكي ًا
وفن ي ًا يف المنظ مة ،وإن إ حداو هذا التغيير ال يمكن أن يقوم به إال المورد البشييري ذو
ال قدرات االبت كار ية واإل بداع ية ا لذي يخلق الميزة الت نافسيي ية للمنظ مة من خالل التميز
33
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
الفصل الثاني
التميز املؤسسي
34
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
أولا املقدمة
أوالً
املقدمة
المؤسسات المتميزة هى التى تحرص عىل ترمجة رؤيتها ورسالتها وغاياهتا اإلستراتيجية
إىل واقع ملموس من أجل تحقيق طموحاهتا والتى تسييعى من خاللها إىل دعم وتشييجيع
التميز واإلبداع من مختلف أنشطة ومجاالت عملها ،ومن الضرورى أن نؤكد ىف البداية أن
األداء التنظيمى المتميز مل يعيييييد أحد الخيارات المطروحة أمام المنظمات ،بل هو حتمية
فرضييتها عىل المنظمة العديد من الظروف والقوى الخارجية ،والتميز ليا له حدود أو
موانع فالتميز هو نمط فكر إدارى يمكن أن يحدو ىف منظمة صغيرة أو كبيرة ،منظمة تقدم
خدمة أو ت صنع سلعة ،منظمة حكومية أو غير حكومية .ففى ظل التغيرات الحا صلة مل تعد
المنظ مات م طال بة بتحقيق األداء فقط وإن ما التميز ىف األداء كضييرورة من أ جل الب قاء
واإلستمرار ويمثل األداء قدرة المنظمات عىل بلوغ األهداف باإلستخدام األمثل للموارد،
ويعبر ع ن مدى قيام الموارد البشييرية بمهامها وفق معايير محددة من خالل القيام بعملية
( )1غااى2014،ص.8
35
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ت سعى المنظمة ح سب إ ستراتيجية التميز إىل التفرد بخ صائص معينة ىف المنتج تكون
ذات قيمة عالية بالنسييبة للعميل ويمكن تحقيق تميز المنتج من خالل رفع مسييتوى كفاءة
إسييتخدام الموارد أو جودة التصييميم واإلنتاه وأسيياليب التسييويق أو إبتكار طرق جديدة
لإلنتاه أو ايادة سرعة اإلستجابة إلحتياجات العميل وتوسيع خدمات ما بعد البيع(.)1
فالتميز مفهوم جامع يشير إىل الغاية األساسية لإلدارة ىف المنظمات المعاصرة من ناحية
ويرمز للسييمة الرئيسييية التى يجب أن تتصييف هبا من ناحية أخرى .ولقد اسييتعمل مفهوم
التميز للتعبير عن األداء كما وجد له صدى ىف تقارير الجودة والجودة الشاملة،
إىل جانب ت شجيع المبادرات التطويرية والعمل عىل ت صميم آليات مؤ س سية ومحفرة
للتميز واإلبداع ،وذلظ تشييجيعا ألفضييل الممارسييات اإلدارية والمبادرات اإلبداعية عىل
ثانيًا
ثان ايا تعريف التميز
تعريف التميز
قبل البدء من اإلشييارة إىل مصييطلح التميز من حيث المعنى اللغوى ىف اللغتين العربية
واإلنجليزية.
ىف اللغة العربية :وردت كلمة التميز ىف المعجم الوسيط كأسم مصدر من الفعل (تميز)
ويقال :تميز القوم أى انفردوا ،وقيا سا عىل ذلظ فإن المؤ س سة المتميزة هى المؤ س سة
ىف اللغة اإلنجليزية :وردت كلمة Excellenceىف القاموس المو سوعى بمعنى تفوق
أو امتياا ،وإتقان ،وإبداع :شييىء يبدع به الشييخص ويتميز به عن األخرى .هناك أكثر من
المتميزة.
37
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
الشامل.
جدير بالذكر أن التميز ال يعنى فقط مجرد النجاح ولكن يشييمل النجاح والتفرد من
أجل البقاء والنمو( .)1يجب أن تبرا المنظمة تميزا وسيييادة ىف أدائها ،وعندما تحقق ذلظ
ستعزا من فرص بقائها نشيطة ىف عامل األعمال .فالنمو والتميز وجهان لعملة واحدة بما أن
التميز ىف مفهوم اإلدارة المعا صرة ليا مجرد شعارا يرفع ىف محلة إعالنية أو يافطات تعلق
عىل جدران المنظمة ،بل هو نظام متكامل يضم كل فعاليات اإلدارة الحديثة وتقنياهتا هبدف
رفع م ستوى األداء واالنجاا إىل درجات متعالية تتفوق هبا المنظمة عىل المناف سين .أى أن
الت ميز ال يأتى صيييدفة وال يحقق بالتمنى ،بل يتحقق التميز من مجمل جهود العاملين ىف
والتميز عبارة عن أ سلوب للحياة يمكن أن يحدو ىف منظمة صغيرة أو كبيرة ،حكومية
أو غير حكومية ،تقدم خدمة أو تصيينع سييلعة ،فهو نمط فكرى وفلسييفة إدارية تعتمد عىل
منهج يرتبط بكيفية إنجاا نتائج ملموسيية للمنظمة لتحقيق المواانة ىف إشييباع احتياجات
األطراف كافة،
سييواء من أصييحاب المصييلحة او المجتمع ككل ،ىف إطار مقافة من التعلم واإلبداع
والتح سين الم ستمر( )1والتميز كذلظ مفهوم كىل و شامل غير قابل للتجزئة ،بمعنى أنه ال
يمكن تصور تميز منظمة ما متميزة ىف مجال معين بينما ينهار األداء ىف المجاالت األخرى،
فالتواان والتشابظ سمتان أساسيتان للتميز ىف مختلف قطاعات المنظمة ،وهو يشتمل عىل
بعدين من محاور اإلدارة الحديثة مها أن غاية اإلدارة الحقيقية هى السعى إىل تحقيق التميز،
واآلخر أن كل ما يصدر عن اإلدارة من أعمال وقرارات وما تعتمد من نظم وفعاليات تتسم
بالتميز ،والب عدان مت كامالن ويعتبران وجهين لعم لة وا حدة وال يتحقق أ حد مها دون
اآلخر(.)2
ويعرف (اايد )2003،التميز بأنه :تفوق المنظمة بإسييتمرار عىل أفضييل الممارسييات
العالمية ىف أداء مهماهتا ،وترتبط مع عمالئها والمتعاملين معها بعالقات التأييد والتفاعل،
وتعرف قدرات اداء منافسيهاومعرفة نقاط الضعف والقوة الخارجية ،والبيهة المحيطة هبا.
و ُي ستخلص مما سبق أن التميز ي سبقه تخطيط إ ستراتيجى فعال وااللتزام بادراك رؤية
مشييتركة يسييودها الهدف ،وكفاية المصييادر ،والحرص عىل األداء وسييعى المنظمة اىل
ويرى الكاتب بأن التميز هو :أن يفوق أداء المنظمة األداء المتوقع سييواء من المنظمة
نفسها ،أو ان يتفوق عىل مثيالهتا ىف السوق ،أو أن يفوق توقعات العمالء من تلظ المنظمة.
وهناك مالمة محاور رئيسية ىف تفسيرها لمفهوم تميز المنظمة وذلظ عىل النحو التاىل:
40
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ثالثًا
ثال اثا املحاور الرئيسية يف تفسري التميز
احملاور الرئيسية يف تفسري التميز
يعد الهدف األسييمى من تطبيق معايير التميز ىف المؤسييسييات الحديثة هو إحداو نقلة
تطويرية وقفزة ىف األداء المؤ س سى وي ساعد القادة عىل اكت ساب طموحات تحقق الكفاءة
والتميز ىف األداء وصييوال إىل المسييتوى العالمى ،وبما ينعكا عىل إمراء روح المنافسيية ىف
يشييير هذا المفهوم إىل منظومة متكاملة لنتائج أعمال المنظمة ،ىف ضييوء تفاعلها مع
عنا صر بيهتها الداخلية والخارجية ،التى تقودها إىل التفرد والتفوق االيجابى عىل غيرها من
وهو حالة من تفرد وتفوق المنظمة عىل أداء غيرها من المؤسييسييات المماملة ىف مجال
العمل وظهوره بال صورة التى تميز المؤ س سة وتبراها وتعىل شأهنا بالن سبة للمؤ س سات
األخرى( )1فالتميز يمثل الخبرة المقدرة من المعرفة الصييريحة واإلجرائية لمنظمة معينة،
والتى تعكا األداء المتفرد الناجح والكفء الموجه ألداء أية مهمة بطريقة متميزة(.)2
ويشييير هذا المفهوم إىل محصييلة الجهود التى تبذلها منظمة الخدمة لتحديد توقعات
العمالء عن الخدمات التى تؤديها من أجل تحسييين وتطوير أداء هذه الخدمات لتقديم
فالتميز يعبر عن تقديم لمسيية إضييافية تتجاوا توقعات العميل فتكون المنظمة دائما
البديل الوحيد للعمالء الحاليين ،كما تكون االختيار األفضييل لعمالء مرتقبين لما يحقق
أن التميز هو الوضييوح ىف التعرف عىل العمالء وتفهم مطالبهم وإحتياجاهتم وإهتمام
عناصيير المنظمة كافة بتلبية تلظ اإلحتياجات والمتطلبات المسييتقبلية غير المتوقعة من
ويحقق المنافع ألصحاب المصلحة بشكل متواان لألفراد والمجتمع بأسره ،فالمنظمة
المتميزة تعمل عىل تطوير وإدامة تقديم قيمة مضافة للشركاء ،وتحظى المتطلبات الروتينية
التى تعمل فيها المنظمة ،والسييعى من أجل الفهم واالسييتجابة لتوقعات المتعاملين مع
الذى يفوق متطلبات االحتياجات الحالية ،ولديها القدرة لبذل كل ما بوسييعها لتحقيق
و ُيسييتخلص من تلظ المحاور الثالمة أن التميز مفهوم يشييمل تلظ المحاور مجتمعة
فهو يؤدى إىل مفهوم شيييا مل للتميز ،فهى أن تمتاا وتتفوق وتنفرد المنظ مة ىف األداء عن
مثيالهتا من المنظمات
فهى أن تقوم بشكل متواان بتقديم أفضل الممارسات ىف أداء مهامها وعملياهتا بوضعها
سيا سات وإ ستراتيجيات تركز عىل األفراد العاملين والمتعاملين وكل أ صحاب الم صلحة
رابعًا
راب اعا دوافع األداء املتميز
دوافع األداء املتميز
تتبنى المنظمات ىف العصيير الحديث فكرا إداريا من أجل التميز ولذلظ فإهنا تسييتجيب
للعديد من القوى الداعمة للتميز ،ويمكن بصفة عامة تحديد أهم القوى الداعمة كما يىل:
.1التغير السريع:
التغير هو الثابم الوحيد الذى تتعامل معه منظمات ىف عصييرنا الحديث ،فال شييظ أن
الظروف البيهية الحديثة تميزت بدرجة عالية من التغير .فاإلنسييان نفسييه يتغير ىف كل مرة،
والسييبب الرئيسييى لحدوو هذا التغيير هو تغير ظروف البيهة الخارجية( ،)1وتعرف البيهة
الخارجية عىل أهنا القوى الخارجية التى تؤمر عىل نشيياط وقرارات المنظمة وتتأمر هبا وهى
نقطة البداية ونقطة النهاية للمنظمة ،فمن حيث كوهنا نقطة بداية فإن األعمال هى المصييدر
األسيياسييى للحصييول عىل الموارد التنظيمية مثل المواد الخام ،ورؤوس األموال والعمالة
والمعلومات عن السييوق ،أما من حيث كوهنا نقطة هناية فإن بيهة األعمال هى المسييتهلظ
غيرت العولمة االقتصييادية حدود المنافسيية بصييورة واسييعة وتتضييح هذه الصييورة ىف
ظهور منافسييين جدد باسييتمرار وتزايد حدة المنافسيية بصييورة عامة ىف األسييواق المحلية
والعالمية والمتمثلة بمظاهر عديدة ،منها اإلنتاه المسييتمر لخدمات ومنتجات مبتكرة
وبجودة عال ية ،وشيييدة اإل بدا عات المتالح قة ،وات جاه منظ مات األع مال للب حث عن
تحالفات اسييتراتيجية مفتوحة من منظمات األعمال العالمية األخرى ،األمر الذى يفرض
عىل المدراء اال ستراتيجيين ىف المنظمة ضرورة إتخاذ وتنفيذ ا ستراتيجية كقوة تمكنهم من
تفاعلم كل المتغيرات السييابقة لتضييع عىل المنظمات الحديثة مسييؤولية البحث عن
الذات ومحاولة التميز عن المنظمات المنافسيية عىل أن التميز يحقق للمنظمة االسييتقرار
ويضاعف من فرص بقاءها وإستمرارها بشكل أكبر بكثير من تلظ الشركات التى وضعم
( )1ياسين،2008،ص.19
45
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
إن المنظ مات التى تطبق اإلدارة االسييتراتيج ية تع مل بشيي كل أكثر ك فاءة من ت لظ
الق يادة المتميزة تحرص عىل تطبيق ال غا يات االسييتراتيج ية للمؤسييسييية سييع يا إىل
االسييت خدام األم ثل للموارد والتكنولوج يا بح يث يشيي مل ذ لظ اقت ناء النظم واألجهزة
التكنولوجية الحديثة ،ومن جانب آخر تح سين وتطوير ما يمتلكه من أجهزة ونظم وبرامج
تكنولوجية ،فيجب أن تبرا التقارير اإلدارية عدد الخدمات التى تمارسييها ىف اسييتخدام
النظم التكنولوجية(.)1
ب -المشيياركة ىف اختيار وتقييم الموارد التكنولوجية البديلة والحديثة بما يتماشييى مع
الشكل ()2
المصدر( :اايد،2007،ص)16
بالرغم من األ سباب التى سبق اإل شارة إليها ،إال أن البعو قد يراها غير كافية لظهور
األداء المتميز ،و هذا نتي جة لت كاليف التميز التى تعتبر عال ية جدا ،أو أ هنا نوع من الترف
اإلدارى الذى ال يمكن أن تحققه كل المنظمات ،ولكن مهما كانم هذه التكلفة عالية فإن
تكلفة عدم التميز تكون أعىل ويمكن تقسيم تكاليف التميز إىل(:)1
( )1اايد،2007،ص.16
47
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
تكاليف مباشرة :وهى التكاليف التى تظهر ىف سجالت المؤسسة ،وتنقسم بدورها
إىل:
ب -تكاليف التقييم :تتضمن تكاليف الفحص والتقييم وكتابة تقارير األداء.
ت -تكاليف الشكل :تت ضمن تكاليف التالف وإعادة الت صنيع وتكاليف عاله شكاوى
العمالء.
تكاليف غير مباشييرة :وهى التكاليف التى ترتبط بالموقف التنافسييى للمؤسييسيية
ت -تكاليف عدم القدرة عىل تعظيم اإلستفادة من قدرات ومهارات العاملين واستغالل
48
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
الشكل ()3
من ال شكل ال سابق يت ضح لنا أن تحقيق م ستوى عال من التميز يؤدى ب شكل مبا شر إىل
خفو تكاليف تميز بصفة عامة وتكاليف الفشل بصفة خاصة أو ما يسمح بتحقيق الوفر ىف
التكاليف.
49
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
خامسًا
خامسا أنواع التميز املؤسيس
أنواع التميز املؤسسي ا
.1التميز القيادى:
الق يادة العل يا ل ها تأمير م باشيير عىل التميز ،وذ لظ من خالل تنم ية قدرات األفراد،
وتشييجيعها لهم بالتوجه نحو اإلبداع والتميز ،وذلظ من خالل تميزها بالمهارة القيادية
وعال قة الع مل الف عا لة ،وال قدرة عىل التفكير المت جدد ا لذى يبت عد عن التقل يد ،و كذ لظ
اهتمامها بت شجيع المناف سة بين األفراد للتو صل إىل أفكار جديدة ،كما أن القيادة العليا إذا
تبنم إ ستراتيجية الباب المفتوح ،ودعم االت صاالت المبا شرة بينها وبين األفراد ،فإن ذلظ
يتيح تبادل المعلومات المتعلقة بفاعلية المنظمة ،والقدرة عىل مناقشييتها والوصييول إىل
اقتراحات وإبتكار حلول جديدة لم شاكلها ،وهناك مجموعة من الن شاطات التى يجب أن
يقوم هبا القادة لتشجيع ظهور التميز ىف المنظمة ،فنظام الالمركزية ىف العمل داخل المنظمة
يسييهل إنسييياب المعلومات واألفكار االبتكارية بين العاملين والقيادة العليا مباشييرة دون
حواجز بيروقراط ية ،كذ لظ فإن ال قدرة االبت كار ية لدى األفراد ت تأمر بنمط الق يادة
الديمقراطية.
50
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
إن القائد المتميز الذى ي ستطيع رؤية كثير من الم شكالت ىف الموقف الواحد ،فهو يعى
األخطاء ونواحى النقص والق صور ،ويحا بالم شكالت وال شظ أن األ شخاص الذين
تزداد ح سا سيتهم إلدراك أوجه الق صور والم شكالت ىف المواقف كافة ،تزداد فر صتهم
لخوض غمار البحث واإلبداع فيها ،فإذا قاموا بذلظ فإن االحتمال سيييزداد أمامهم نحو
التميز(.)1
إن فهات المتعاملين كافة يعدون بمثابة مسييتهلكين للسييلع والخدمات ،وعندما يتم
الحصييول عىل سييلعة ال تلبى حاجات فهات المتعاملين أو تزيد من توقعاهتم فإن هؤالء
المتعاملين يلجهون إىل المنافسييين للتعامل معهم .وىف ظل إدارة التميز فإن اللجوء إىل هذه
النتائج يعد مؤشييرا عىل ان شيييها ما يتم خطأ ىف أسييلوب تقديم الخدمة التى أدت إىل إنتاه
هذه الخدمة وهذه األغراض تقضييى إىل خطة عمل ،لتصييحيح هذه األخطاء أو نواحى
القصييور وال شييظ أن اسييتخدام المدخل الهيكىل لحل المشيياكل يجعل ياإلمكان التحرك
)1(Borghini،2013،p.226
( )2النعيمى ،وآخرون،2008،ص .43
51
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
و حدد( )1أن ه ناك مجمو عة من القوا عد التى تع مل عىل تطوير آل ية ت قديم ال خد مة
للعمالء ومنها:
و ضع العميل بالدرجة األوىل وت شمل االرتقاء بم ستوى الخدمات المقدمة لتقابل
توقعات العميل كما تشييمل محاولة فهم رغبات العمالء ومحاولة تقديمها عىل الوجه
األمثل.
بناء عالقة طويلة األمد وذلظ من خالل مد يد العون والمسيياعدة للعميل بعد أن
التعرف عىل إمكانات المنظمة ونقاط الضييعف لديها والعمل عىل تعزيز إمكانات
عدم إلقاء اللوم عىل الموظفين أمام العمالء بل القيام بتحليل الموقف واالعتذار
)1(Hughes,2003,p.22.
52
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
العمل عىل تعزيز مفهوم ضمان الجودة لدى العاملين ىف الخدمة المقدمة للعمالء.
.3التميز البشرى:
ويقصيييد بلفظ «موارد بشييرية» كل العمالة الدائمة والمؤقته التى تعمل ىف المنظمة
وبمعنى آخر فإن لفظ العمالة يشييير إىل القيادات التنظيمية ورؤسيياء الوحدات التنظيمية ىف
ومن هذا المنطلق فإن البيهة األساسية ألى منظمة هى العنصر البشرى وعىل مر العصور
كان االهت مام الريهسييى لل باحثين والم مارسييين ىف م جال اإلدارة هو الب حث عن كيف ية
فاإلنسييان هو نقطة البداية والنهاية ،فهو المكون األسيياسييى للمنظمة وهو غايتها ىف
النهاية .ولذلظ فإنه من المنطقى أن يكون العنصيير البشييرى هو أحد المحاور األسيياسييية
)1(Daft,2000,p.22.
53
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
وترجع أمهية العنصيير البشييرى إىل عدة أسييباب منها :أن اإلنسييان هو متخذ القرار وهو
فما من شيييظ أنه برغم األسييياليب الكمية الحديثة ىف مجال عملية اتخاذ القرارات
التنظيمية ،إال أن العنصيير البشييري هو بكل المقاييا العنصيير الحاكم ىف عملية إتخاذ
القرارات.
فمن ال صعب أن نتخيل أن مجرد امتالك المنظمة للو سائل الم ساعدة عىل إتخاذ القرار
يعنى بال ضرورة اال ستغناء عن الفكر الب شرى ىف اتمام عملية إتخاذ القرارات ،ومن ال شكل
التاىل الذى يوضييح موقع القيادة والموارد البشييرية والخدمات ىف نموذه تميز المؤسييسيية
والذى أ صبح إطارا علميا وعمليا يتم العمل به ىف غالبية دول العامل وبما يهدف إىل تقيم
54
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
التعليم واإلبداع
productivity
55
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
.5التغير Change
56
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
سادسًا
سادسا مداخل إدارة التميز
ا
مداخل إدارة التميز
تسييعل معظم المنظمات إيل إدارة ما يسييمل بالتميز كأحد األسيياليب التل تسيياعد عيل
الوضع التنافسل للمنظمة ،وهذا الوضع تشكله مخا قوي تنافسية وهل كما ييل-:
ويري البعو أن لكل منظمة إستراتيجية تنافسية شاملة هل خليط لألهداف المستهدفة
من قبل المنظمة وو سائلها لتحقيق هذه األهداف .وت شمل صياغة اإل ستراتيجية التناف سية
57
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
)2الفرص والتهديدات.
)4التوقعات اإلجتماعية.
ب) مداخل إدارة التميز :تتعدد مداخل إدارة التميز يف منظمات األعمال بين دراسييات
أكاديمية وبحوو علمية،ودراسات ميدانية ،ومن أهم هذه المداخل كما ييل-:
-1األفراد العاملين.
-3العمليات.
-4المنتجات.
58
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
مانيا :الدراسيية الميدانية التل قام هبا (توماس بيترا) أحد خبراء اإلدارة يف الواليات
المتحدة ،حيث قام هبذه الدراسيية للتعرف عيل أسييباب التميز يف منظمات األعمال ،وقد
خره بمجموعة من المبادئ األ سا سية التل ت ستخدمها ال شركات المتميزة لكل تبقل عيل
-5اإلندماه يف التنفيذ.
59
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
كما يرى المؤلف أن كل األعمال بما فيها المؤسييسييات العامة ،والخاصيية ،والتطوعية
وتساعد عملية التقيم الذايت بإستخدام النموذه عىل التعرف عىل مواطن القوة والفرص
للتحسييين والتى يمكن لكل شييخص ىف المؤسييسيية أن يعالجها من أجل تحقيق أهداف
واقعية.
60
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
التميز المؤسييسييل والمحاور الرئيسييية ىف التميز ودوافع األداء المتميز ،وكذلظ األسييباب
الداعمة للتميز وأنواع التميز المؤسييسييل ،ومداخل إدارة التميز والتحديات التل تواجه
المنظمات وإدارة التميز لمواجهتها ،التل يتناولها الكاتب يف الفصييل الثالث وعرض ما
61
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
الفصل الثالث
التميز اإلداري
62
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
يستند التميز اإلداري إىل إطار فكري واضح يعتمد عىل التكامل والترابط ،ويلتزم منطق
التفكير المنظومل الذي يرى المنظمة عىل أهنا منظومة متكاملة تتفاعل عنا صرها وتت شابظ
63
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
إن مفهوم التميز ليا حديث االكتشاف ،حيث تشير الدراسات إىل أن هذا المفهوم كان
) Mightter،Braverأي أفضييل األحوال ،شييجاعة ،وأكثر هؤالء ،أما عند اإلغريق فقد
كان أصييال لكلمة تتكون من مقطعين األول ( )ARويعنل تدفق الضييوء أو الخير ،والثاين
وظهر عىل قمة التطورات التل بعثتها مورة المعرفة مفهوم جامع يبلور الغاية األ ساسيية
لإلدارة يف المنظمة المعاصرة من ناحية ،ويبرا السمة الرئيسية التل يجب أن تتصف هبا من
ناحية أخرى ،ذلظ هو مفهوم التميز ،وي شير التميز إىل بعدين محوريين يف اإلدارة الحديثة،
أولهما أن غاية اإلدارة الحقيقية هل السعل إىل تحقيق التميز بمعنى إنجاا نتائج غير مسبوقة
تتفوق هبا عىل كل من يناف سها ،بل وتتفوق هبا عىل نف سها بمنطق التعلم ،ومانيهما أن كل ما
يصدر عن اإلدارة من أعمال وقرارات وما تعتمده من نظم وفعاليات يجب أن يتسم بالتميز
أي الجودة الفائقة الكاملة التل ال تترك مجاال للخطأ أو االنحراف ويهيئ الفرص الحقيقية
كل يتحقق تنفيذ األعمال الصحيحة تنفيذا صحيحا وتاما من أول مرة.
اعتماد ًا كلي ًا وتام ًا عىل استثمار الرصيد المعريف المتراكم والمتجدد باستمرار وتيسير السبل
للتعلم التنظيمل حتى يتم تفعيل تلظ المعرفة عىل أرض الواقع(.)1
ومن خالل الرجوع إىل األدبيات والدرا سات ال سابقة يعرض الباحث بعو التعريفات
ترى (تغر يد ع يد) أن إدارة التميز هل «ال قدرة عىل توفيق وتنسيييق ع ناصيير المنظ مة
وت شغيلها يف تكامل وترابط لتحقيق أعىل معدالت التفاعلية ،والو صول بذلظ إىل م ستوى
المخر جات ا لذي يحقق رغ بات وم نافع وتوق عات أصيي حاب المصييل حة المرتبطين
بالمنظمة».
ويرى (عيل أمحد) أهنا «الجهود التنظيمية المخططة التل هتدف إىل تحقيق التحسييينات
وعرف ها (مح مد عادل اا يد) بأ هنا «ت لظ الجهود التنظيم ية المخط طة التل هتدف إىل
ويرى المؤلف من خالل ما سييبق من تعريفات إلدارة التميز أن إدارة التميز هل «تطبيق
المنظمة لمجموعة من الممكنات التل تدعم تحقيق النتائج المرغوبة وفق أهدافها وبما
يضمن لها التميز لمجموعة من الممكنات التل تدعم تحقيق النتائج المرغوبة وفق أهدافها
66
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ثانيًا
السلمي)(علي السلمي) عناصر (عيل
التميز اإلداري ثان ايا عنارص التميز اإلداري
-1غا يات وأ هداف المنظ مة ،وهل الخطوة األوىل يف ب ناء منظ مة تتحقق في ها إدارة
التميز.
-2القيادة اإلدارية للمنظمة ،تعتبر القيادة اإلدارية االستراتيجية ذات القدرات المعرفية
-3الجودة الشيياملة ،حيث تتحقق إدارة التميز حين يعم االلتزام بالجودة بمعنى أداء
العمل يف المنظمة وفق الموا صفات وبالم ستوى الذي ير ضل الزبون أو الم ستفيد ،سواء
-4التطوير المسييتمر ،وهو يعتبر من مقومات إدارة التميز ،إذ يتيح للمنظمة أن تكون
دائم ًا يف موقف أفضل من المنافسين ،وأن يكون لها السبق يف تطوير المنتجات والخدمات
ونظم األداء بما يكفل لها التفوق يف الو صول األ سرع إىل األ سواق وتوفير منافع ومميزات
67
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-5العاملين ذوي المعرفة ،فاألداة الحقيقية والقوة الفاعلة يف تحقيق غايات وأهداف
المنظمة هل الموارد البشييرية المختارة بعناية والموفر لهم تنمية مسييتمرة وتدريب هادف
واسييتثمار لقدراهتم الفكرية والمعرفية ،حيث أن إدارة التميز يف األسيياس هل إدارة متميزة
للموارد البشرية.
-6عوائد ومنافع متواانة ،حيث تسييعى إدارة التميز إىل تحقيق عوائد ومنافع متواانة
-7ب ناء وتنم ية العال قات ،ح يث تع مل إدارة التميز عىل ب ناء وتنم ية العال قات
والشراكات مع مختلف الطوائف واألطراف الذين ترتبط هبم المنظمة ،ويكون من سمات
التميز القدرة عىل اسييتثمار وتوظيف تلظ العالقات والشييراكات يف سييبيل تعظيم فرص
68
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ثالثًا
ا
ثالثا أمهية التميز اإلداري أهمية التميز اإلداري
يعتبر التميز اإلداري االختيار المهم الذي البد منه لمواجهة تحديات البيهة الراهنة،
ومن أجل توضيح هذه األمهية كان لزام ًا توضيح مظاهر هذه البيهة وهل كالتايل (تغريد):
-1التغيرات مابتة وسييريعة ،فال يمكن ألي منظمة أن تتمكن من االسييتمرار يف تحقيق
نجاحات وفق نفا النهج دون البحث عن طرق جديدة ،وذلظ ألن البيهة التل تعمل فيها
ذات طابع يت سم بالتغيير والتطوير ال سريع ،وبالتايل فالبد للمنظمة التخطيط للم ستقبل من
أن يكون السييوق مفتوح وبدون حدود ،وهذا يعنل منافسيية مفتوحة وبال حدود أيضييا،
-3المحافظة عىل مكان ومكانة المنظمة ،حيث أن األداء غير المتميز يفقد المنظمة
قدرهتا عىل السيطرة عىل المكان الذي تعمل فيه ونفوذها ومكانتها يف سوق العمل.
69
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-4الجودة :أصييبحم الجودة هل األسيياس الذي يبنل عليه المسييتهلكين خياراهتم يف
ظل تنوع البدائل والمنافسة العالمية بالنسبة لهم ،فال بديل عن استخدام الجودة.
-5مورة تكنولوجيا المعلومات واالتصال ،فال تستطيع المنظمة أن تعمل وتبقى بدون
مواكبة التقدم الحا صل يف تكنولوجيا المعلومات واالت صال الحا صل والذي يؤمر ب شكل
كبير عىل بيهة األعمال ،حيث أصبحم المنظمات تسعى لتطوير قدراهتا التنافسية من خالل
تطوير قدراهتا التكنولوجية واالتصالية وهذا بدوره ال يتأتى إال من خالل إدارة التميز.
70
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
رابعًا
راب اعا متطلبات التميز اإلداري
متطلبات التميز اإلداري
يتضييح من خالل الحديث سييابق ًا عن أمهية إدارة التميز أهنا تتطلب توافر مجموعة من
المقومات هل(:)1
-2هياكل تنظيمية مرنة ومتناسييبة مع متطلبات األداء وقابلة للتعديل والتكيف مع
-4نظام معلومات متكامل يضم آليات لرصد المعلومات المطلوبة وتحديد مصادرها
-5نظام متطور إلدارة الموارد البشييرية يبين القواعد واآلليات لتخطيط واسييتقطاب
-6ن ظام مت كا مل لتقييم األداء الفردي وأداء مجمو عات وفرق الع مل وو حدات
األعمال اال ستراتيجية واألداء المؤ س سل بغرض تقويم اإلنجااات بالقياس إىل األهداف
72
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
خامسًا
خامسا فوائد التطبيق الناجح للتميز اإلداري
ا
فوائد التطبيق الناجح للتميز اإلداري
أوضحم دراسة( )1أن فوائد التطبيق الناجح لمدخل إلدارة التميز تتمثل فيما ييل:
-1ايادة الربحية من خالل عمل األ شياء صحيحة من أول مرة وتجنب األخطاء لعدم
إعادة األعمال مرة أخرى ،وذلظ يؤدي إىل تخفيو التكلفة ومن مم ايادة الربحية.
-2تقوية المركز التنافسييل للمنظمة من خالل تقديم سييلعة أو خدمة ذات جودة عالية
-3تقديم سلعة أو خدمة بالوقم الذي ينا سب العمالء ،وذلظ يؤدي لك سب ر ضاء
ومقة العمالء والتميز عىل المنافسين والحصول عىل حصة أكبر يف السوق.
والتكيف مع المتغيرات البيهية ،وذلظ بشكل مستمر مما يؤدي للبقاء واالستمرار.
والمحافظة عىل البيهة والصحة العامة ،ومن مم يشعر المجتمع بأن المنظمة خير دعم وسند
له.
-6تخفيو معدل دوران العمل من خالل الحفز المادي والمعنوي والعمل الجماعل
الذي يتمثل يف روح الفريق والتعاون ،وهذا يؤدي إىل والء وانتماء للمنظمة وعدم تركها.
-9توسيع أفق القيادة العليا ،وذلظ بتوجيه تفكيرها للتخطيط االستراتيجل ،مما يؤدي
وقد استطاعم المنظمات التل اعتمدت عىل أسلوب إدارة التميز أن تحقق نتائج باهرة،
واكتسييبم مركز ًا قوي ًا بين المنظمات الرائدة يف العامل ،هذا ويمكن إلقاء الضييوء عىل المزايا
التل حققت ها ت لظ المنظ مات من خالل مجمو عة من الظواهر اإلي جاب ية من ها ،انخ فاض
شييكاوى العمالء ،انخفاض التكاليف (ايادة الكفاءة) ،ايادة حصيية المنظمة يف السييوق،
انخفاض معدالت حوادو وإصييابات العاملين ،انخفاض العيوب والذي يؤدي إىل ايادة
رضاء العمالء ،تخفيو الوقم المستغرق يف دورة التصنيع ،وايادة العائد عىل االستثمار،
وتعتبر هذه العوائد أو المزايا المحققة السابقة بمثابة أدلة مؤكدة نتيجة تطبيق أسلوب إدارة
التميز.
74
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ويف مجال التعليم العايل تم رصيييد العديد من الفوائد والنتائج المحققة نتيجة تطبيق
مدخل إدارة التميز ،وقد أوضييحم إحدى الدراسيييات أن العديد من منظمات التعليم
الجامعل يف الواليات المتحدة األمريكية التل طبقم مفاهيم وممارسييات إدارة التميز قد
حققم مالو نتائج رئيسييية هل :ايادة جودة الخدمة التعليمية ،تحسييين األداء واإلنتاجية،
وتقليل التكاليف.
ويتضييح مما سييبق أمهية التميز اإلداري للمنظمات ،وهذا ما دفع المؤلف ليكون أحد
75
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
سادسًا
سادسا معوقات تطبيق التميز اإلداري
ا
معوقات تطبيق التميز اإلداري
يواجه تطبيق مدخل إدارة التميز يف المنظمات –سييواء كانم صييناعية أم خدمية –
مجموعة من المعوقات التل قد تؤدي إىل عدم تحقيق إدارة التميز لألهداف التل تسييعى
إليها.
حيث أشييار ()Brocka, 1992إىل وجود العديد من المعوقات التل تقف أمام تطبيق
-2ال شعور بأن تطبيق األ ساليب التكنولوجية كفيل وحده بتحقيق التح سين الم ستمر
والجودة الشاملة.
-3السعل نحو تطبيق إدارة التميز بدون البناء عىل مبادئ أساسية ومقومات متوفرة.
-4إلقاء اللوم دائم ًا عىل القوى العاملة وإغفال دور اإلدارة العليا والقيادة اإلدارية.
-5التركيز عىل أنشيي طة الفحص والتفتييف يف تحقيق الجودة وإ مهال م بدأ أن الجودة
76
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ويشير (سامل) إىل وجود العديد من المعوقات التل تواجه إدارة التميز ،ومن أمهها:
-1التغيير المسييتمر يف القيادات اإلدارية ،مما يحول دون تمكنها من السيييطرة عىل
-3تعدد المستفيدين وتنوع مطالبهم واختالف مستوياهتم ،بل وتعارض تلظ المطالب
-5انعدام النموذه المثايل للجهاا اإلداري الفعال ،والذي يمكن االسييترشيياد بمنهجه
-6مشكلة طول الوقم الذي يتطلبه إنجاا األعمال عند استخدام نموذه إدارة التميز.
وأوضييحم دراسيية (أمحد مرسييى )1996 ،أنه يمكن تصيينيف المعوقات التل تواجه
المجموعة األوىل :وهل معوقات األخذ بمفهوم إدارة التميز ،وهل تشمل:
77
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-1عدم توافر الكوادر الفن ية التل ال يمكن االعت ماد علي ها يف تدعم الث قا فة الالا مة
-2طبيعة عمل المنظمة أو المسييتفيد من خدماهتا ،حيث يتطلب األخذ بمفهوم إدارة
-3الحاجة إىل وقم طويل ونفقات كثيرة قبل تحقيق فوائد من تطبيق هذا المفهوم.
المجمو عة ال ثان ية :وهل المعو قات التل تق لل من ن جاح األ خذ بمفهوم إدارة التميز،
وتشمل:
-4التسرع يف تطبيق مدخل إدارة التميز دون اإلعداد المسبق والجيد لهذا النظام.
78
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ويف مجال التعليم ،أوضييح (جيوفري )1999 ،أن أهم المعوقات التل تواجه تطبيق
-1صييعوبة فهم حاجات العم يل وتوق عاته وتصييوراته ومراقبت ها يف م جال التعليم
الجماعل ،حيث توجد صعوبة يف فهم كيف يؤول هذا المنحنل داخل بيهة العمل الجامعية.
-2التحدي الخاص بت صميم ا ستراتيجية تزود بقيادة قادرة عىل جذب وهتيهة العاملين
-3عدم وجود الحماس الشيييديد لتطبيق إدارة التميز لالعتقاد بأن هذا التطبيق يهدد
الحرية األكاديمية.
-4صييعوبة تطبيق التفاعل النشييط بين المعلم والمتعلم والذي يقع ضييمن نماذه
-5صعوبة تحديد كيفية تقييم إدارة التميز بدون أخذ أهداف المنظمة وقيمها ال سائدة
يف االعتبار.
79
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
وأو ضحم درا سة (يو سف )2005 ،أن هناك بعو المعوقات المتعلقة بتطبيق إدارة
-1المواقف السلبية لبعو العاملين يف الجامعات لتطبيق مدخل إدارة التميز فيها.
-2شعور األكاديميين بأن تطبيق إدارة التميز سيمنحهم اال ستقاللية التل يتمتعون هبا،
وصييعوبة التوفيق بين ما يتمتعون به من تفويو للسييلطة وما تفتضيييه إدارة التميز لتحقيق
-3مقافة المنظمة السائدة يف الجامعات ترعى وتشجع وتكافئ اإلنجااات الفردية أكثر
ت لظ هل بعو المعوقات التل تقف أمام تطبيق التميز اإلداري بالمنظ مات ،ومن مم
80
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
سابعًا
ساب اعا نامذج التميز اإلداري
مناذج التميز اإلداري
جدير بالذكر أن نماذه التميز اإلداري مستمدة من نماذه الجودة الشاملة ،وتتمثل هذه
النموذج األوربي:
يعتمد النموذه عىل قاعدة أسيياسييية من فكر الجودة الشيياملة ،حيث ظهر من فعاليات
االت حاد األوربل إلدارة الجودة وا لذي أنشييئ ىف ال عام The European ( 1988
التميز ىف األداء وخدمة العمالء وتحقيق المنافع ألصحاب المصلحة من العاملين وغيرهم
والمجتمع بأسييره يتحقق من خالل الق يادة التل تقوم عىل صيي يا غة السيي ياسيييات
81
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
واألسا التل تركز عليها أفكار وأنماط اإلدارة ىف هيييذا النمييوذه هل:
المال.
وذلظ لتطوير أداء العمليات وتجديد المنت جات والخدمات وتفادي العيوب واألخ طاء
82
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ويقدم النموذه األوربل منهجية واضييحة تسيياعد اإلدارة لتحقيق الجودة يطلق عليها
وتتم المنهجية يف شييكل دورة تبدأ بتحديد النتائج المطلوبة ،مم اتخاذ إسييلوب محدد
والعالقات ،مم تفعيل هذه الممكنات (وفق النموذه) ووضييعها موضييع التنفيذ وإطالق
طا قا هتا ،وتجري عمل يات الم تاب عة وتقويم األداء والكشييف عن االنحرا فات مم أ خذ
وهو يتشييابه مع نموذه الجودة األوربل يف المنطلق العام والفلسييفة ،ويمثل أداة مهمة
تسييتفيد به المنظمة يف إجراء عمليات التقويم الذايت وفق مرجعية من المعايير واألدوات
ونظم الق ياس يحتوي ها النموذه ،و به مالو مجمو عات من ت لظ الم عايير ،وا حدة من ها
تتعلق بمنظمات األعمال والثانية بالمنظمات التعليمية ،والثالثة بالمنظمات العاملة ىف
المجال الصحل.
83
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
المحرك النظام
المصييدر :براون ،مارك ،شييهادة بالدريج للجودة ،ترمجة مركز التعريب ،والترمجة ،الدار العربية للعلوم ،بيروت،
لبنان.
84
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
تقوم منظمة ديمنج بمنح جائزة بإسييمه لألفراد والهيهات التل تحقق إنجااات مهمة ىف
مجال رقابة الجودة ،وتقدم للشييركات اليابانية وغير اليابانية ،وتقوم الجائزة عىل أسيياس
نموذه يركز فقط عىل العمليات المؤدية إىل الجودة الشييياملة دون النظر للنتائج النهائية،
وتحديثها.
.4التحليل للمشييكالت التل تواجه الجودة للتعامل معها وخطط عالجها والتقنية
.5التخطيط للمسييتق بل مع ب يان الموقف ال حايل للجودة ،مم مدى االلتزام بتنف يذ
الخطط.
85
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
.7تأكيد الجودة ،أي تفاصيييل عملية تأكيد الجودة من تصييميم مم تفتييف أمناء األداء
.8تأميرات الجودة ،سييواء كانم نتائج ملموسيية أو غير ملموسيية وكيف أمرت عىل
أعمال المنظمة.
تسمح عملية الستة سيجما بتمكين منظمات األعمال لتحسن بصورة كبيرة فيما يختص
بعملياهتا األسيياسييية وهيكلها ،وذلظ من خالل تصييميم ومراقبة أنشييطة األعمال اليومية
بحيث يتم تقليل الفاقد واسييتهالك المصييادر ،وىف نفا الوقم تلبية احتياجات العميل
وأضافم الستة سيجما لمفاهيم الجودة ،لتشمل القيمة االقتصادية واالستخدام العميل لكل
من المنظمة والمسييتهلظ ،لتصييبح الجودة حالة كائنة يف كل عناصيير عالقة العمل ما بين مقدم
الخدمة والعميل.
86
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ويكون التعامل مع الجودة عىل أساس أهنا مسألة شخصية للقائد الذي يريد أن يصل إىل
الستة سيجما.
وعىل ذلظ فالستة سيجما من أصعب األهداف التل يرغب التنفيذيون يف الوصول إليها
الرئيسية
االستراتيجية الخارقة
فهم مستويات األداء الحالية القياس – التحليل الوصف
87
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
وجدير بالذكر أن مؤلف الكتاب ركز عىل النموذه األوروبل للتميز حيث أنه من أهم
نماذه التميز اإلداري الشائع استخدامه يف العامل المعاصر ،واهتمم الدراسة هبذا النموذه
ألنه يت ضمن متغيرات تمثلم يف (تميز القيادة – تميز السياسات /االستراتيجيات – إدارة
الموارد البشرية – إدارة العمليات – االتصاالت – األداء المايل – نتائج رضا العمالء –
نتائج رضيييا العاملين – نتائج التأمير عىل المجتمع – نتائج فعالية المنظمة والدرجة
الكلية للتميز اإلداري) ومن مم ت ستطيع المنظمة الو صول إىل مرتبة التميز اإلداري يف حالة
88
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ثامنًا
ثامناا إدارة املوارد البرشية ودورها يف حتقيق التميز اإلداري
إدارة املوارد البشرية ودورها يف
حتقيق التميز اإلداري
يتحقق التميز اإلداري بعوامل كثيرة من أمهها إدارة الموارد البشييرية ،حيث أهنا لها دور
كبير يف رفع كفاءة وتطوير العنصيير البشييري ،وتنامى هذا الدور يف عصيير العولمة حيث أن
الموارد البشييرية هل من أهم وأخطر العوامل التل تؤدي إىل تحقيق قدرة تنافسييية وميزة
تناف سية للمنظمات يف ع صر العولمة ،ومن مم فإن إدارة الموارد الب شرية تقوم بدور له بالغ
ويرى المؤلف أن دور إدارة الموارد البشييرية يف تحقيق التميز اإلداري بالمنظمات يف
ظل التحديات المعا صرة قد ألقم بمردوداهتا بكافة أ شكالها بما يوجب إحداو تح سين
لمجموعة المعارف والمهارات واالتجاهات التل يجب توافرها يف برامج إعداد وتح سين
التميز اإلداري يف المنظمات يف ظل التقدم العلمل الهائل المواكب لتلظ المتغيرت عن
طريق اسييتبدال الصييورة التقليدية إلدارة الموارد البشييرية القائمة عىل التركيز عىل المنظور
والتحديات التل تواجهها المنظمات اإلقليمية والدولية ،ومن مم فإنه ال يوجد منظمات
بدون تحديات.
89
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
تاسعًا
تاس اعا الختالف بني منهج التميز اإلداري ومنهج إدارة اجلودة الشاملة
االختالف بني منهج التميز اإلداري
ومنهج إدارة اجلودة الشاملة
يمكن إرجاع ضعف نجاح إدارة الجودة الشاملة ليا فقط للمفهوم ولكن للطريقة التل
قدمم من خاللها داخل المنظمات ،وإىل األسييلوب التل اسييتخدمه المديرين ،واىل الكم
الكبير من األخطاء ،مثل االتصييال والتدريب والبنية التحتية وفرق العمل والمشييروعات
وعليه فإن إحداو التغيير من إدارة الجودة الشيياملة إىل التميز ،حدو من خالل الهيهة
األوروبية إلدارة الجودة والهيهات االستشارية إلدارة المعرفية ،وعىل هذا األساس استخدم
مصييطلح التميز عىل إنه يتضييمن بعو المطالب التل ينبغل عىل أفراد اإلدارة العليا تلبيتها،
وهل االنحياا لألداء وال سلوك والتركيز بالكامل عىل العميل ،االبتكار وااللتزام واإلنتاجية
ويرى مؤلف الك تاب أن التميز وإدارة الجودة الشيييام لة مها تعبيران متراد فان ،ح يث
يتفوق التميز عىل الجودة ال شاملة لدرجة غير م سبوقة ،وينفرد بإ شباع مجيع رغبات العمالء
والعاملين يف المنظمة ،وبالتايل فالتميز درجة أعىل من الجودة ،حيث أن التميز هو االمتداد
ويبين الجدول التايل مالمح وسمات منهجل إلدارة الجودة الشاملة وإدارة التميز.
ت شكل فل سفة إدارة الجودة ال شاملة تشييكل فلسييفة إدارة التميز يف تحفيز
تركز عىل هي كل فرعل للث قا فة تحسييين األنشييطة التل تقود اىل التميز الفلسفة
والقيمة وتح سين الم ستمر يف جودة يف إشييباع رغبات األفراد والتأمير عىل
التو جه بالعم يل والق يادة واألفراد التو جه بالعم يل والق يادة وو حدة
ومنهج العمل ية ومنهج ن ظام اإلدارة ال هدف واإلدارة بالعمل يات وتطوير
المبادئ
األفراد والتعلم المسييتمر واالبت كار والتحسين المستمر وصنع القرار.
والتحسين.
91
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
وإشيي باع رغ بات العمالء وتطور وإشيي باع رغ بات العم يل يقوم عىل
األداء
الن تائج (ن تائج العم يل ون تائج األفراد العاملين.
تعتبر شييكال مفهوم يا وفلسييف يا يحتاه التميز اىل االهتمام بشييكل أكبر
ومنظور قوي ال يمكن نشره ب سهولة ألسيياسيييات التوجه بالجودة ومن مم المشكلة
ويرى ال كا تب من ال جدول السيييابق أن منهج التميز اإلداري يعتبر منه ج ًا بديالً وهو
االمتداد لمنهج إدارة الجودة الشيياملة ،وأن كافة العالقات واالرتباطات التل تنطبق عىل
92
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
عاشرًا
عارشا أبعاد التميز اإلداري
ا
أبعاد التميز اإلداري
-1القيادة:وهو يعكا أ سلوب قادة المظمات يف تنمية وت سيير األداء لتحقيق ر سالتها
-2ال سيا سات واال ستراتيجيات :وهل تعكا أ سلوب المنظمات يف تحقيق ر سالتها
الحديثة ،ويعتبرها البعو العمود الفقري للعملية اإلدارية ،كوهنا تمثل الجوهر الحقيقل
لنشاط المنظمة من جانب ،وتعمل عىل بناء التكامل بين وظائف المنظمة من جانب آخر.
وتتعدد التعريفات الواردة لمبدأ إدارة العمليات ،الذي تعتبره العديد من المراجع من
أهم م بادئ إدارة الجودة ،إال إ هنا تعطل نفا المعنى ،ف قد ُعر فم إدارة العمل يات بأ هنا
العملية التل بواسييطتها تتدفق المصييادر خالل نظام محدد ،و ُتد تمج و ُت تح بول وبأسييلوب
93
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ك ما عر فم إدارة العمل يات بأ هنا التصييميم ،والعمل ية ،والتحسييين ألنظ مة اإلن تاه
المسؤولة عن خلق السلع والخدمات الرئيسية ،التل قررت إدارة المنظمة إنتاجها .وتتكون
العمليات من كل األن شطة التل تؤدي إىل إنتاه المنتجات وبال شكل الذي يشبع احتياجات
العمالء ،وعىل هذا فإن إدارة العمليات هتتم بالطري قة التل تنتج في ها المنت جات .وتعرف
المنتجات ،وهل مسييؤولة عن تجميع وهتيهة المدخالت المطلوبة ومعالجتها ،ومن مم
ويعت مد تحقيق الن تائج بك فاءة دا خل المؤسييسييية ،عىل إدارة مجيع األنشيي طة دا خل
المؤ س سة ،من خالل نموذه العملية ( ،)Process Modelوتنطلق فل سفة هذا النموذه
من كل عمل يحدو داخل المؤسييسيية ،يمكن تقسيييمه إىل مجموعة من العمليات ،ولكل
عملية منها مجموعة من المدخالت ،يتم تحويلها إىل مخرجات محددة بممارسة مجموعة
من المدخالت،
يتم تحويلها إىل مخرجات محددة بممارسييية مجموعة من اإلجراءات ،ولكل عملية
عميل واحد أو أكثر ،ي ستفيد من مخرجاهتا ،ولها مورد واحد يقدم مدخالهتا ،ويحكم هذه
المحور األول :يتضييمن آل يات األداء ووسيييائ له التنف يذ ية ،كالمه مات واألدوات
المنظ مات لتوضيييح توج ها هتا وأ هداف ها لل عاملين ولل عامل ال خارجل ،وإختالف طرق
االتصيياالت اإلدارية يبين المهارة التل يجب توافرها يف القائمين عىل مركز االتصيياالت
اإلدارية يف اختيار الو سيلة المنا سبة لل شخص المنا سب مع المعلومة المنا سبة ،فاالت صال
يعت مد عىل م بادئ لالتصيييال الف ّعال لكل يحقق أ هداف المنظ مة ،لذا ي جب معر فة هذه
االتصيياالت االجتماعية لكل يسييتشييعر األفراد العاملين أن المنظمة جزء منهم و هم جزء
من ها ،و بال تايل بذل أقصييى طا قاهتم ،و هذا هو االت جاه التقيمل ال حد يث يف المنظ مات
الناجحة ،لذا ال يمكن التقليل من شأن االتصاالت اإلدارية يف المنظمات وباألخص عندما
-5األداء المايل:إن األداء المايل أحد األسيياليب المهمة يف تحديد وضييع المؤسييسيية
ماليا ،فهو يك شف عن الكثير من العقبات التل تعتبر سببا يف بعو الم شاكل المطروحة يف
المؤسسة ،ويعتبر كذلظ تقييم األداء المايل جانبا بالغ األمهية من جوانب وظيفة الرقابة.
-6رضيياء العمالء:يعتبر الغرض األسيياسييل لكل شييركة من تقديم جودة عالية هو
الحصييول عىل رضيياء العمالء ،ألن تحقيق األرباح ال يتم إال من خالل إشييباع إحتياجات
ورغبات العمالء بطريقة أكثر فعالية من المنافسييين ،ويعرف رضيياء العمالء بأنه« :الحالة
التل يتم فيها مقابلة إحتياجات ورغبات وتوقعات العميل ،أو التفوق عليها ،مما يؤدي إىل
إعادة شييراء العميل لنفا المنتج والوالء المسييتمر للشييركة» ،كما أنه «إسييتجابة العميل
لتقييم الفرق المدرك بين توقعاته أو أي معيار آخر لألداء الفعيل للمنتج،
96
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
كما هو مدرك بعد اإلستهالك» ،ويعرف أيض ًا بأنه« :الحالة النفسية التل تنتج سلوك ًا عندما
تحاط العواطف بالتوقع غير المحقق ،وتتصييل بالشييعور األويل للفرد الناتج عن الخبرة
السابقة» ،وبالرغم من إختالف التعاريف السابقة إال أن هناك عناصر أساسية ينطوي عليها
الر ضاء أال وهل اإل ستجابة لتوقعات العمالء ومقابلة إحتياجاهتم بإجابية وإهتمام ،ويقوم
وهل العمل ية التل يقوم األفراد عن طريق ها بإخت يار وتنظيم وتفسييير المعلو مات
المتوافرة يف البيهة المحيطة من أجل التوصل إىل معان ومفاهيم وتكوين صورة معينة عنها،
وتتأمر العوامل المؤمرة عىل إدراك العميل لجودة الخدمة بعدة عوامل هل :سييعر الخدمة،
الجوانب الملموسة للخدمة ،لقاء العمالء بموظفل الخدمة ،والصورة الذهنية للشركة.
تلعب توقعات العمالء دور ًا حيوي ًا يف الحكم عىل جودة الخدمة التل تقدمها الشييركات
المختلفة ،حيث يقوم العمالء بتقييم مسييتوى الجودة من خالل مقارنة ما يحتاجونه أو
97
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
ولتحقيق سييمعة متميزة يف مجال الخدمة ،فيجب عىل الشييركات أن تقدم بإسييتمرار
مسييتويات من الخدمة تتوافق مع أو تتجاوا توقعات العمالء ،حيث تكمن أعظم فرصيية
إلرضيياء العمالء والحفاظ عليهم يف إيجاد الوسييائل لتحقيق توقعاهتم للخدمة أو تجاوا
تلظ التوقعات ،بحيث تكون الخدمة تجربة ممتعة للعميل تجعله يكرر التعامل المسييتقبيل
مع الشركة(.)1
تجارب سييابقة تتعلق بالخدمة والتل يسييتخدمها الفرد كمعيار أو قياس يتم عىل أسيياسييه
الحكم عىل أداء الخدمة ،ويلعب رضيياء العميل دور ًا كبير ًا يف تقييم الخدمة ،ويكون التقييم
-7رضاء العاملين:
إن الشعور بالرضا لدى العاملين هو حصيلة التفاعل بين ما يريده الفرد وبين ما يحصل
عليه فعال يف موقف معين .وعىل ذلظ فالعالقة بين العمل والشييعور بالرضييا تتوقف عىل
كون ذلظ العمل سبيل أو مصدر لألفراد لتحقيق حاجات يريدوهنا بشدة(.)3
( )1مجال الدين محمد مرسل ،د /مصطفى محمود أبو بكر.
( )2عفاف عبد المنعم التطاوي ،مرجع سبق ذكره.
( )3عيل السلمل ،مرجع سبق ذكره ،ص.82
98
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
كما أن الر ضا تعبير عن ال سعادة التل تتحقق عن طريق العمل بالتايل فهو مفهوم ي شير
إىل مجموعة المشاعر الوظيفية أو الحالة النفسية التل يشعر هبا الفرد نحو عمله(.)1
إن التأمير الناشييئ عن المجتمع سييالح ذو حدين فكما يمكن أن يكون التأمير إيجابي ًا
مثمر ًا فإنه من الممكن جد ًا أن يكون التأمير سييلبي ًا مدمر ًا ففل حالة نشييأة الفرد يف مجتمع
سيوي فإنه يشيب عىل أسيا ومبادئ سيليمة نابعة من اقتناعه بما نشيأ وتربى عليه وبالتايل
يكون فرد ًا صالح ًا ونافع ًا لمجتمعه ولوطنه أما لو نشأ يف بيهة خارجة عىل القانون أو ساخطة
عىل المجتمع فإنه يف هذه الحالة يكبر وقد تربى عىل الغدر وعدم الشييعور باألمان ومن هنا
تنشأ الشخصية السيكوباتية الكارهة للمجتمع ولكن تأمير البيهة ال يؤدي بالضرورة إىل هذه
النتيجة فقد يكون األهل غير صييالحين وينشييأ ابنهما صييالح ًا أو العكا كما أن ظروف
المجتمع قد تتغير من حول الفرد مما يؤدي إىل اختالف جذري يف شييخصيييته وسييلوكه
بالتبعية(.)2
-9فعالية المنظمة:
يرى البعو ان فعالية المنظمات تتحدد بمدى قدرهتا عىل تحقيق أهدافها ،فهناك من
يعرف ف عال ية المنظ مة بأ هنا «:قدرة المنظ مة عىل تحقيق أ هداف ها وتعت مد هذه ال قدرة و
ك ما تعرف الف عال ية بأ هنا :ال قدرة عىل تحقيق األ هداف مه ما كا نم اإلم كا نات
المستخدمة يف ذلظ .فهل تمثل العالقة بين األهداف المحققة واألهداف المحددة وتعطى
العالقة كالتايل :األهداف المحققة ÷ األهداف المحددة ،فالمنظمة الناجحة قادرة عىل
تركيز م صادرها عىل األن شطة التل تعود عليها بالنتائج (الفعالية) .لذا فهل تتبنى قيمة عمل
األشياء الصحيحة(.)2
كما يمكن تعريف الفعالية التنظيمية بأهنا «قدرة التنظيم عىل تحقيق األهداف طويلة
وقصيييرة ال مدى والتل تعكا موااين القوى للج هات ذات ال تأمير ومصيييالح الج هات
إدارة التميز اإلداري ،وفوائد التطبيق الناجح ،كما تم عرض أهم معوقات التميز اإلداري،
وبعو النماذه مثل النموذه األوروبل الذي يعتمد عىل قاعدة أسيياسييية من فكر الجودة
الشيييام لة ،ح يث ظهر من فاعل يات االت حاد األوروبل إلدارة الجودة ،وركز عىل العمالء
والقيادة الفعالة واألهداف الواضييحة واإلدارة بمنطق العمليات المتكاملة وتنمية وتمكين
األفراد العاملين بالمنظمة ،والنموذه األمريكل الذي يتشييابه مع نموذه الجودة األوروبل
يف المنطلق العام والفلسييفة وهو يمثل أداة مهمة تسييتفيد به المنظمة يف إجراء عمليات
التقييم الذايت وفق مرجعية من المعايير واألدوات ونظم القياس التل يحتويها النموذه ،أما
النموذه الياباين يقوم عىل أسيياس منح جوائز باسييم األفراد والهيهات التل تحقق إنجااات
مهمة يف مجال رقابة الجودة وتقدم للشييركات اليابانية وغير اليابانية ،حيث يركز هذا
النموذه عىل العمليات المؤدية اىل الجودة الشييياملة دون النظر للنتائج النهائية ،وتناول
مؤلف الكتاب أوجه الفروق بين منهج التميز اإلداري ومنهج إدارة الجودة الشاملة.
ومن نتائج درا سة ،شريف محمد يو سف«،دور إدارة الموارد الب شرية يف تحقيق التميز
اإلداري بالمنظمات» ،دراسيية ميدانية ،درجة دكتوراه الفلسييفة يف إدارة الموارد البشييرية،
101
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-1وجود تأمير مو جب جوهري دال إحصيييائ ي ًا ل لدر جة الكل ية لدور إدارة الموارد
والسييالمة المهنية) عىل كل بعد من أبعاد المتغير التابع منفرد ًا (القيادة –السييياسييات/
-2وجود تأمير مو جب جوهري دال إحصيييائ ي ًا ل لدر جة الكل ية لدور إدارة الموارد
والسييالمة المهنية) عىل كل بعد من أبعاد المتغير التابع منفرد ًا (األداء ال مايل – رضييياء
-3وجود تأمير موجب جوهري دال إحصييائي ًا لكل بعد منفرد ًا من أبعاد إدارة الموارد
-4وجود تأمير موجب جوهري دال إحصيييائي ًا للتفاعل المشييترك بين أبعاد المتغير
المستقل مجتمعة (إدارة الموارد البشرية) عىل الدرجة الكلية للتميز اإلداري.
102
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-5وجود فروق ذات داللة إحصييائية يف األمهية النسييبية لتأمير أبعاد المتغير المسييتقل
(إدارة الموارد البشيير ية) (اإلسييتق طاب والتعيين – ال تدر يب والتطوير – تقييم األداء–
حيث يؤكد الكتاب عىل التأمير اإليجابل لدور إدارة الموارد البشييرية عىل تحقيق التميز
بالمنظمة ،لذلظ البد من تحقيق التميز اإلداري بالمنظمات العاملة بالشييركات عامة لتحقيق
ويف ضوء ما سبق يقترح الكاتب القائمين عىل أي إدارة لتحقيق التميز اإلداري ،وذلظ
عن طريق االهتمام بتطبيق وظائف إدارة الموارد البشييرية تطبيق ًا عملي ًا ،ويمكن للمنظمة
ويجب تطوير مناهج وطرق التدريب هبدف تنمية عوامل اإلبتكار واإلبداع مع التن سيق
بين ال سيا سات التدريبية التكنولوجية لتحديد اإلحتياجات التدريبية عىل الم ستوى الفردي
103
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
وي جب ع مل ن ظام مت كا مل لتقييم األداء الفردي وأداء مجمو عات وفرق الع مل
ووحدات األعمال اإل ستراتيجية واألداء المؤ س سل بغرض تقويم اإلنجااات بالقياس إىل
األهداف ومعايير األداء المقررة والتعرف عىل نقاط القوة والضييعف يف األداء واإلسييتعانة
االهتمام باختيار القيادات وتحقيق الشييفافية وتقدير الرؤسيياء لألداء المتميز يف العمل،
والذي يؤدى إىل رفع كفاءة العمل ،وتطوير المهارات والخبرات لدى العاملين وضييرورة
تطبيق أساليب اإلدارة الحديثة ،كالجودة الشاملة واإلبداع واالبتكار يف المنظمات لضمان
وضييرورة تحل يل ن قاط الضييعف والقوة ىف األداء ،والتعرف عىل الفرص والم خاطر
104
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
املراجع References
.1عيل السييلمل« ،إدارة الموارد البشييرية االسييتراتيجية» ،دار غريب للطباعة والنشيير
.2من صور أمحد من صور ،المبادئ العامة يف القوى العاملة ،ال صادر عن وكالة الكويم
.،2004 ،
.4مصييطفى محمود أبو بكر ،الموارد البشييرية ،مدخل لتحقيق الميزة التنافسيي ية،
.5ع بد الحكم أ محد الخزامل ،إدارة الموارد البشيير ية إىل أين الت حد يات الت جارب
.6النمر ،سييعود محمد وآخرون .اإلدارة العامة األسييا والوظائف .الرياض :مطابع
الفرادق.1994 ،
.7حسيينين السيييد طه ،إدارة الموارد البشييرية :المدخل لمواجهة تحديات القرن
105
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
.8محمد محمد إبراهيم ،إدارة الموارد البشييرية( ،اإلسييكندرية :الدار الجامع ية،
.)2009
.9أمحد ماهر ،اإلدارة االستراتيجية للموارد البشرية لدى اإلدارة العليا يف مصر ،مجلة
كلية التجارة للبحوو العلمية – كلية التجارة ،جامعة اإلسكندرية – العدد األول – المجلد
رمضان محمود عبد السالم ،وآخرون ،إدارة الموارد البشرية ،كلية التجارة .10
عادل حرحوش صالح ،مؤيد سعيد السامل ،إدارة الموارد البشرية – مدخل .11
راشييد محمد عبد الجليل ،أمحد فؤاد سييامل ،إدارة الموارد البشييرية يف القرن .12
محمد محمد إبراهيم ،إدارة الجودة الشيياملة من المنظور اإلداري :مدخل .13
سييعيد شييعبان حامد ،االتجاهات الحديثة إلدارة الموارد البشييرية ،بحث .14
106
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
الحكومية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة العلوم والتكنولوجيا ،اليمن.2008 ،
ماان فارس رشيييد ،إدارة الموارد البشييرية ،األسييا النظرية والتطبيقات .16
شييريف محمد يوسييف ،دور التمكين الوظيفل يف تحسييين أداء الموارد .17
أمحد سيد م صطفى ،إدارة الموارد الب شرية ،المهارات المعا صرة ىف إدارة .20
راو ية حسيين« ،إدارة الموارد البشيير ية» ،المك تب ال جامعل ال حد يث، .21
اإلسكندرية.1999 ،
107
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
خالد عبد الرحيم مطر الهيتى ،إدارة الموارد البشييرية ،مدخل اسييتراتيجى، .23
مصييطفى محمود أبو بكر ،الموارد البشيير ية ،مد خل تحقيق الميزة .24
عا يدة سيي يد خ طاب ،إدارة الموارد البشيير ية( ،ال قاهرة :مكت بة عين .25
شما.)2008،
عيل محمد عبد الوهاب وآخرون ،إدارة الموارد البشييرية (القاهرة :مكتبة .26
للنشر.)2001،
مح مد سيييامل محمود إبراهيم ،اإلدارة االسييتراتيج ية وآ مار ها عىل أداء .28
المنظمات العامة بالتطبيق عىل الشركة المصرية لالتصاالت ،رسالة دكتوراه غير منشورة،
108
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
عقييل ،عمر و صفل ،إدارة الموارد الب شرية المعا صرة ،الطبعة األوىل ،دار .31
تغريد عيد ،دور إدارة التميز يف تطوير أداء منظمات التعليم العايل يف ال ضفة .32
غااى ،عىل عىل« ،الممار سات التطبيقية لمعيار الموارد وال شراكات كأحد .33
معايير الممكنات لتحقيق التميز المؤ س سل» ،مجلة المدير الناجح ،سل سلة التميز ،العدد
جودة ،محفوظ أمحد« ،إدارة الجودة ال شاملة ىف األجهزة ال شرطية العامة»، .34
109
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
السامل ،مؤيد سعيد« ،خواطر ىف اإلدارة المعاصرة » ،المنظمة العربية للتنمية .35
ح سن صادق ح سن عبد اهلل ،ال سيد عيل ح سن األمير ،نحو تطبيق إدارة .38
الجودة الشاملة – دراسة تطبيقية عىل الموظفين اإلداريين بجامعة الكويم ،المجلة العلمية
– التجارة والتمويل ،كلية التجارة جامعة طنطا ،المجلد الثاين للعدد األول.2008 ،
110
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
سيييامل سييعيد القحطاين ،إدارة الجودة الكلية وإمكانية تطبيقها يف القطاع .42
الحكومل ،اإلدارة العامة ،الرياض ،معهد اإلدارة العامة ،السيينة الثانية والثالمون ،العدد
.1993 ،78
أ محد مرسييل أ محد الخواص ،مفهوم إدارة الجودة الشيييام لة بين النظر ية .43
والتطبيق يف القطاع الصييناعل بالمملكة العربية السييعودية ،مجلة الدراسيييات المال ية
والتجارية ،كلية التجارة ببنل سويف ،جامعة القاهرة ،العدد الثالث.1996 ،
جيوفري دوهريت ،تطوير نظم الجودة يف التعليم ،تر مجة عد نان األ محد .44
111
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
تطبيقات إدارة الجودة الشيياملة يف منظمات التعليم،يوسييف أمحد أبو فارة .45
، كلية التربية، مملكة البحرين، جودة التعليم الجامعل، المؤتمر التربوي الخاما،العايل
مركز، ترمجة عال أمحد إصالح، ستة سيجما،مايكل هاري وريتشارد ترويدر .49
112
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
عبيدات ،سييليمان ،مقدمة يف ادارة االنتاه والعمليات ،دار المسيييرة للطبع .51
محمد بن عبدالعزيز الرا شد ،إدارة الجودة ال شاملة ،درا سة نظرية ونموذه .52
مقترح لها يف مكتبة الملظ فهد الوطنية ،مجلة مكتبة الملظ فهد الوطنية ،يونيو .٢٠١١
محزة نعرورة وآخرون ،دراسة األداء المايل يف المؤسسة االقتصادية (دراسة .53
حالة مؤسسة مطاحن ليطورال) ،مذكرة تخره تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الليسانا
الفجوة بين توقعات العمالء وتقييمهم لجودة الخدمة وتأمير ذلظ عىل مؤشييرات األداء:
دراسييية ميدانية بالتطبيق عىل محطات الخدمة وشييركات البترول ،رسيييالة دكتوراة غير
محمد سييعد السييمراين ،دراسيية للعوامل المؤمرة عىل القدرة التنافسييية .55
للخطوط الجوية العربية السعودية ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة عين شما :كلية
التجارة.2006 ،
113
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
عيل محمد عبد الوهاب ،عايدة سيييد خطاب« :إدارة األفراد والعالقات .56
محمد عبد الجواد أمحد حجااي ،تأمير المجتمع عىل سييلوك األفراد ،مقال .57
58. http://kenanaonline.com/users/gawad/posts
نجاة قريشييل ،القيم التنظيمية و عالقتها بفعالية التنظيم ،رسييالة ماجسييتير .60
محمد قاسييم القريويت ،نظرية المنظمة و التنظيم ،عمان ،دار وائل للنشيير و .61
التوايع.2000 ،
114
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
-عضييو هي هة تدريا (من تدب) /قسييم إدارة األع مال – جام عة مصيير للعلوم
والتكنولوجيا.
البريد اإللكتروين:
sherif_moh2000@yahoo.com
115
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
حمتويات الكتاب
116
أهمية املوارد البشرية يف التميز املؤسسي واإلداري
117