Professional Documents
Culture Documents
NEW052016 Aa
NEW052016 Aa
يحتاج الجزائر إلى تنويع االقتصاد بعيدا عن الهيدروكربونات ،واعادة تشكيل نموذج النمو
اإلصالحات القوية يمكن أن تدعم النمو وتخلق وظائف جديدة للسكان الشباب الذين تشهد أعدادهم زيادة مستمرة
قال الصندوق في تقييمه األخير إن النمو في الجزائر ظل مستق ار عند معدل %3.9في عام ،2015ولكن
البالد تواجه تحديات مهمة نظ ار لالنخفاض الكبير في أسعار النفط.
وقد بدأت الحكومة ضبط أوضاع المالية العامة وشرعت في بعض اإلصالحات ،ولكن المزيد ال يزال مطلوبا لمواجهة صدمة
أسعار النفط بحجمها واستم ارريتها على نحو كاف ومعالجة مواطن الضعف القائمة منذ وقت طويل .وفي حديث مع نشرة الصندوق
اإللكترونية ،قال جون-فرانسوا دوفان ،رئيس بعثة الصندوق المعنية بالجزائر ،إن الموقف الحالي ،إذا أدير بشكل جيد ،يمثل
فرصة إلعادة تشكيل نموذج النمو الجزائري.
النشرة اإللكترونية :ما هي اآلفاق المتوقعة للجزائر؟ وكيف ترى االحتماالت االقتصادية هناك؟
السيد دوفان :اآلفاق المتوقعة تعتمد كثي ار على تحرك السلطات لمواجهة صدمة أسعار النفط من خالل السياسات .وبفضل
المدخرات التي تراكمت في الماضي ومستوى المديونية شديد االنخفاض ،يستطيع الجزائر التكيف مع الصدمة وتنفيذ اإلصالحات
بالتدريج ،ولكنه ال يستطيع تفويت هذه الفرصة دون اتخاذ إجراء في هذا الصدد.
فعلى المدى القريب ،من المتوقع أن يتباطأ النمو مع اتخاذ الحكومة اإلجراءات الالزمة للضبط المالي .غير أن تنفيذ كتلة حرجة
من اإلصالحات الهيكلية على المدى المتوسط يمكن أن يؤدي إلى اقتصاد أكثر ديناميكية وتنوعا ،مع تحقيق نمو أقوى وخلق
المزيد من فرص العمل .وفي المقابل ،يمكن أن يتسبب عدم كفاية اإلصالحات في مصاعب اقتصادية إذا ما أدى استنفاد حيز
المناورة من خالل المالية العامة والحساب الخارجي إلى عملية تكيف مفاجئة وأكثر حدة.
2
"هبوط أسعار النفط يمثل فرصة إلعادة تشكيل نموذج النمو الجزائري بحيث يوفر فرص عمل على أساس أكثر استم اررية – ".جون-
فرانسوا دوفان ،رئيس بعثة الصندوق المعنية بالجزائر.
النشرة اإللكترونية :هل لك أن تحدثنا أكثر قليال عن تأثير صدمة أسعار النفط على الجزائر؟ هل اتخذت الحكومة أي خطوات
لتخفيض االعتماد على النفط وتنويع االقتصاد؟
السيد دوفان :بالرغم من أن هبوط أسعار النفط لم يترجم بعد إلى تباطؤ في النمو ،فقد أضعف إلى حد كبير أرصدة المالية
العامة والحساب الخارجي في الجزائر ،حيث هبطت اإليرادات النفطية فزاد تدهور وضع المالية العامة – الذي أضعفته بالفعل
زيادة اإلنفاق في أعقاب الربيع العربي .وحدث استنفاد شبه تام لوفورات المالية العامة من أجل تمويل عجز الميزانية الكبير.
وعقب عدة سنوات من الفوائض المريحة ،تحول رصيد الحساب الجاري تحوال حادا إلى العجز ،وبدأ انكماش االحتياطيات الرسمية،
التي ال تزال كبيرة .غير أن الدين العام والخارجي ال يزال منخفضا .ويبدو النظام المصرفي في صحة جيدة بوجه عام ،ولكن
هبوط أسعار النفط يزيد من المخاطر التي تواجه االستقرار المالي.
ولم تكن إجراءات السياسة المتخذة في عام 2015كافية ،ولكن ميزانية 2016تدعو إلى تخفيض حاد في اإلنفاق ،وشرعت
السلطات في بعض اإلصالحات ،بما في ذلك إجراء اإلصالحات الضرورية لنظام الدعم وتعزيز اإلطار االحترازي للقطاع المالي.
وستحتاج السلطات إلى تنفيذ إصالحات هيكلية واسعة النطاق للحد من اعتماد الجزائر على النفط وتنويع االقتصاد.
النشرة اإللكترونية :زادت البطالة هذا العام وهي مرتفعة بين الشباب بوجه خاص (حوالي .)%30فما الذي يمكن أن تقوم به
السلطات لخلق المزيد من فرص العمل وزيادة النمو االحتوائي؟
السيد دوفان :لخلق المزيد من فرص العمل وزيادة النمو االحتوائي ،ينبغي أن تقوم السلطات بتحويل نموذج النمو الجزائري الذي
تقوده الدولة ويعتمد على الهيدروكربونات إلى نموذج أكثر تنوعا يقوده القطاع الخاص .وسيتطلب مثل هذا التحول جدول أعمال
طموح لإلصالح الهيكلي .ومن أهم اإلصالحات تحسين مناخ األعمال ،وذلك على سبيل المثال من خالل تبسيط القواعد التنظيمية
واإلجراءات اإلدارية وتيسير إجراءات بدء األعمال التجارية ،وكذلك فتح االقتصاد أمام مزيد من التجارة واالستثمار ،وتحسين
الحصول على التمويل ،وتطوير أسواق رأس المال ،وتعزيز الحوكمة والمنافسة والشفافية.
3
كذلك ينبغي تحسين تشغيل سوق العمل .وفي هذا الصدد ،تمثل المراجعة الجارية لقانون العمل فرصة طيبة لتعزيز مرونة سوق
العمل مع ضمان الحماية الكافية للعمالة .ومن المهم توثيق الروابط بين النظام التعليمي والقطاع الخاص بما يمكن أن يساعد
على زيادة االتساق بين مهارات طالبي العمل واحتياجات أرباب األعمال.
النشرة اإللكترونية :تقول إن استمرار الضبط المالي سيكون مطلوبا .فهل هناك طريقة جيدة لتنفيذه؟
السيد دوفان :الضبط المالي ضرورة بالفعل الستعادة استم اررية المالية العامة والمساعدة في دعم التكيف الخارجي ،بينما يمكن
أن تساعد اإلصالحات الهيكلية في تخفيف أثر هذا الضبط على النمو .وينبغي إجراء الضبط المطلوب على عدة جبهات ،منها
تعبئة المزيد من اإليرادات غير الهيدروكربونية ،وال سيما بتخفيض اإلعفاءات الضريبية وتعزيز التحصيل الضريبي؛ واحتواء
اإلنفاق الجاري؛ واجراء المزيد من اإلصالحات في نظام الدعم مع حماية الفقراء؛ والحد من االستثمار العام مع إحداث زيادة
كبيرة في مستوى كفاءته؛ وتقوية إطار الميزانية.
ونظ ار للتراجع السريع في وفورات المالية العامة ،سيحتاج الجزائر إلى زيادة االعتماد على مصادر أخرى لتمويل العجز في
المستقبل .وبفضل مستويات الدين المنخفضة ،توجد فرصة لزيادة االقتراض ،بينما يمكن أن يساعد فتح رأسمال بعض المؤسسات
المملوكة للدولة أمام مستثمري القطاع الخاص ،بصورة شفافة ،على تلبية احتياجات التمويل مع تحسين حوكمتها.
النشرة اإللكترونية :أشرت أيضا إلى إصالح الدعم .فما حجم الدعم في الجزائر ،وما الذي ينبغي القيام به في هذا الخصوص؟
السيد دوفان :تشير تقديراتنا إلى بلوغ تكلفة الدعم حوالي %14من إجمالي الناتج المحلي في عام .2015وليست تكلفته على
المالية العامة هي المشكلة الوحيدة؛ فالدعم غير عادل في معظمه ،ويفيد األثرياء أكثر بكثير مما يفيد الفقراء .فعلى سبيل المثال،
تنفق أغنى %20من األسر على منتجات الوقود المدعمة أكثر مما تنفقه أفقر %20من األسر بمتوسط 6أضعاف .وباإلضافة
إلى ذلك ،يشجع الدعم االستهالك المفرط ،ويؤدي إلى تشوهات اقتصادية وبيئية .ويمكن جعل النظام أكثر عدالة مع خفض
تكلفته من خالل زيادة التخفيض التدريجي للدعم المعمم وابداله بنظام للتحويالت النقدية يوجه بدقة إلى أقل األسر دخال.
النشرة اإللكترونية :ما مدى تعرض االقتصاد الجزائري لتداعيات الصراعات اإلقليمية؟
السيد دوفان :الصراعات اإلقليمية مصدر للقلق حتى إذا أسفرت التدفقات التجارية والمالية المنخفضة داخل المنطقة عن أثر
مباشر محدود على االقتصاد الجزائري .وفي هذا السياق اإلقليمي ،من الضروري للغاية الحفاظ على االستقرار االجتماعي .ولكن
الخطر هو أن تؤدي هذه الشواغل إلى صعوبات في التوصل إلى توافق اآلراء الالزم حول اإلصالحات المطلوبة بما ينشئ عقبات
أمام تنفيذها ويسفر في نهاية المطاف عن عملية تصحيح أكثر فجائية .والجتياز هذه المفاضلة ،يمكن أن يكون القيام بحملة
فعالة للتواصل العام عامال مساعدا في رفع الوعي بشأن مزايا اإلصالحات – وال سيما ارتفاع النمو وزيادة المصادر األكثر
استم اررية لتوفير فرص العمل ،ومدى تكلفة التهاون ،وكيفية اقتسام أعباء التصحيح.
النشرة اإللكترونية :أقر الجزائر دستو ار جديدا مؤخ ار لدعم زيادة الشفافية ،وتحسين الحوكمة ،واقامة اقتصاد أكثر اعتمادا على
السوق .فما الدور الداعم الذي يمكن أن يقوم به الصندوق لمساعدة السلطات على تحقيق هذه األهداف؟
4
السيد دوفان :هذه بالفعل أهداف أساسية ،واإلشارة التي أرسلها اعتماد الدستور الجديد مهمة .ومن جانبنا ،ال يزال الصندوق على
التزامه التام بمساعدة الجزائر على تحقيق هذه األهداف والتكيف مع صدمة أسعار النفط ،عن طريق جهودنا المباشرة من خالل
المشورة بشأن السياسات والمساعدة الفنية.
طالع التقرير
مستجدات آفاق االقتصاد اإلقليمي
البيان الصحفي
الصندوق والجزائر