You are on page 1of 30

‫ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬

‫ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻲ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻴﻦ ﺷﻤﺲ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ‪ -‬ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺩﺍﻟﻴﺎ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﺁﺩﻡ‪ ،‬ﻫﺒﺔ ﺍﻟﻠﻬ)ﻢ‪ .‬ﻣﺸﺎﺭﻙ(‬ ‫ﻣؤﻟﻔﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ‪:‬‬

‫االجتماعية ومشكلة الفقر يف مصر‬ ‫العدالة‬


‫ﻣﺞ ‪ 15‬ﻋﺪﺩ ﺧﺎﺹ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2011‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪342 - 369‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪115287‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫إعداد‪:‬‬ ‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪EcoLink‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺼﺮ‪ ،‬ﺍﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬ﺍﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫هبة اهلل آدم‬
‫ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮﺩ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬ﻣﺎﻟﻴﺰﻳﺎ‪ ،‬ﺗﻨﻤﻴﺔ‬ ‫داليا الزيادي‬
‫ﺍﻟﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻨﺠﻼﺩﻳﺶ‪ ،‬ﺍﻟﻤﻜﺴﻴﻚ‪ ،‬ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ‬
‫مساعد‬ ‫ﻟﻼﺳﻜﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ مدرس‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫مساعد‬
‫مدرس‬
‫كلية التجارة عٌن مشس‬ ‫كلية التجارة عٌن مشس‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/115287‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫‪3122‬‬

‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺩﺍﻟﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﺁﺩﻡ‪ ،‬ﻫﺒﺔ ﺍﷲ‪ .(2011) .‬ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‪.‬ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻲ‪ ،‬ﻣﺞ‬
‫‪ 15‬ﻋﺪﺩ ﺧﺎﺹ‪ .369 - 342 ،‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪115287/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﻱ‪ ،‬ﺩﺍﻟﻴﺎ‪ ،‬ﻭ ﻫﺒﺔ ﺍﷲ ﺁﺩﻡ‪" .‬ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ‪".‬ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻲﻣﺞ ‪ 15‬ﻋﺪﺩ‬
‫ﺧﺎﺹ )‪ .369 - 342 :(2011‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪115287/Record/com.mandumah.search//:http‬‬

‫العدالة االجتماعية ومشكلة الفقر يف مصر‬

‫إعداد‪:‬‬

‫هبة اهلل آدم‬ ‫داليا الزيادي‬


‫مدرس مساعد‬ ‫مدرس مساعد‬
‫كلية التجارة عٌن مشس‬ ‫كلية التجارة عٌن مشس‬

‫‪3122‬‬

‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫العدالة االجتماعية ومشكلة الفقر يف مصر‬

‫إعداد‪:‬‬

‫هبة اهلل آدم‬ ‫داليا الزيادي‬


‫مدرس مساعد‬ ‫مدرس مساعد‬
‫كلية التجارة عٌن مشس‬ ‫كلية التجارة عٌن مشس‬

‫‪3122‬‬
‫العدالة االجتماعية ومشكلة الفقر يف مصر‬

‫املقدمة‬

‫تعد مشكلة الفقر من أكرب التحديات اليت تواجه البشرية‪ ،‬ويعد القضاء عليه أو احلد منه ضرورة‬

‫اقتصادية وسياسية فضال عن أهنا ضرورة أخالقية أوال‪ .‬فالفقر ظاهرة يف غاية التعقيد‪ ،‬فأسباهبا‬

‫متشابكة مابٌن أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية حسب الطبيعة اخلاصة لكل‪ .‬وألنه‬

‫ظاهرة معقدة ومتشابكة وأسبابه كثًنة ومتعددة‪ ،‬يتتب على ذلك أن احللول والسياسات‬

‫واالستاتيجيات ادلطروحة لعالجه أيضا يف غاية الصعوبة‪.‬‬

‫ويف هذا السياق ضلاول من خالل هذا البحث دراسة العالقة بٌن العدالة االجتماعية وسياسات‬

‫اإلقالل من الفقر‪ ،‬وذلك بالتكيز على التجربة ادلصرية يف هذا الشأن‪ .‬وسوف نبدأ أوال‪ ،‬باستعراض‬

‫طبيعة العالقة اليت تربط مابٌن العدالة االجتماعية ومشكلة الفقر‪،‬وثالثا‪،‬أهم التجارب الدولية يف‬

‫مواجهة مشكلة الفقر‪ ،‬ومث رابعا‪ ،‬آليات وبرامج اإلقالل من الفقر يف مصر‪ .‬وأخًنا‪ ،‬سوف نقوم‬

‫باستعراض اخلالصة وأهم التوصيات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬العالقة بني العدالة االجتماعية ومشكلة الفقر‬

‫تعترب مشكلة الفقر يف مقدمة ادلشاكل اليت تقف أمام ربقيق التنمية ادلستدامة‪ .‬ويشكل الفقر –‬

‫وما يرتبط به من حرمان حلاجات اإلنسان األساسية – خطرا على االستقرار واالجتماعي واألمين‬

‫داخل الدولة‪ .‬فهو يولد بيئة خصبة تنمو هبا أشكال سلتلفة من االضلراف والتطرف وادلعارضة اجلازلة‬

‫‪343‬‬
‫اليت قد تستهدف الدولة ذاهتا يف هناية األمر‪ .‬ومن مث أعلية سياسات وآليات استهداف الفقر‬
‫(‪)1‬‬
‫يف السعي ضلو ربقيق العدالة االجتماعية داخل الدولة‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن اذلدف األول لأللفية هو زبفيض فقر الدخل‪ ،‬إال أن الفقر ظاهرة متعددة‬

‫األبعاد ويعترب فقر الدخل أحد جوانبها فقط‪ .‬فال بد أن تكون النظرة للفقر متعددة اجلوانب تأخذ‬

‫بعٌن االعتبار جانب القدرة اإلنسانية‪ ،‬حيث أن الفقر ال يتعلق فقط باطلفاض الدخل أو االتفاق‬

‫أو عدم التمكن من إشباع احلاجات الضرورية‪ ،‬بل يعين يف األساس احلرمان من القدرات البشرية‬

‫األساسي ة مثل تدين الرعاية الصحية وعدم احلصول على مستوى التعليم ادلناسب‪ ،‬وتدهور البيئة‬

‫السكنية‪ ،‬وعدم توافر مستوى األمان االجتماعي‪ ،‬ويشكل هذا كله سلسلة متصلة من مظاهر الفقر‬

‫ومسبباته‪.‬‬

‫وبذذذلك يتض ذ لنذذا أن الفقذذر هذذو النقذذيض للتنميذذة البش ذرية دبذذا ينطوي ذه مذذن حرمذذان ي ذ دى إىل‬

‫االسذتبعاد أو التهمذذيجا االجتمذذاعي‪ ،‬أي عذذدم قذذدرة الفقذراء يف احلصذذول علذذى اخلذذدمات األساسذذية مذذن‬

‫تعليم وصحة وسكن وتدريب‪.....‬اخل‬

‫وإذا كان النمو االقتصادي هو من أحد أهم العوامل اليت ت دي إىل حذدوث التنميذة يف بلذد‬

‫مذذا‪ ،‬إال أنذذه ال يعتذذرب يف حذذد ذاتذذه ضذذمان كذذاف دلشذذاركة الفقذراء يف عوائذذد هذذذا النمذذو‪ .‬ومذذن هنذذا تتضذ‬

‫أعليذذة أن يكذذون اقتسذذام هذذذا النمذذو علذذى نطذذاق واس ذ بذذٌن أف ذراد اجملتم ذ – مذذن خذذالل مراعذذاة العدالذذة‬

‫االجتماعيذة يف التوزيذ – حذ يكذذون ذلذذذا النمذو األثذذر اإلغلذامل ادلرتقذذب يف معاجلذذة الفقذر بكافذذة صذذور‬

‫وأبعاد ‪ .‬فكلما كان توزي عوائد النمو االقتصادي بٌن السذكان أكثذر عدالذة‪ ،‬كلمذا زادت احتمذاالت‬

‫(‪ )1‬مركز ادلعلومات ودعم ازباذ القرار‪ "،2006 ،‬أساليب وآليات استهداف الفقراء دراسة منهجية"‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2006‬ص(‪.)7‬‬

‫‪344‬‬
‫اطلفذذاض الفقذذر مذ زيذذادة معذذدل النمذذو االقتصذذادي داخذذل الدولذذة‪ .‬ولذذذلك غلذذب أن يكذذون اسذذتهداف‬

‫الفقر هذو اذلذدف الرئيسذي لعمليذة النمذو االقتصذادي داخذل الذدول‪ ،‬حيذث أنذه يف نفذس الوقذا الذداف‬

‫األساسي وراء ربقيق هذا النمو ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬اإلطار الفكري آلليات وسياسات اإلقالل وسياسات اإلقالل من الفقر‬

‫‪ .2‬سياسات اإلقالل من الفقر‬

‫هتذذدف سياسذذات اإلقذذالل مذذن الفقذذر إىل التذذأثًن علذذى سلتلذذف ادلت ذًنات الذذيت ربذذد مذذن درجذذة‬

‫تفشي أو عمق الفقر‪ .‬وتشتمل سياسذات واسذتاتيجيات اإلقذالل مذن الفقذر علذى رلموعذة السياسذات‬

‫السذذعرية (مثذذل تقذذدًن دعذذم مباشذذر للسذذل ال ذائيذذة)‪ ،‬ورلموعذذة سياسذذات الذذدخول (مثذذل التحذذويالت‬

‫العينية والنقدية)‪ ،‬ورلموعة سياسات األجور وسوق العمل (مثل ربديد األجذور الذدنيا وتذوفًن رلذاالت‬

‫التذ ذذدريب والتأهي ذ ذذل)‪ ،‬ورلموع ذ ذذة سياسذ ذذات اإلنت ذ ذذاج (مث ذ ذذل ربدي ذ ذذد أسذ ذذعار الص ذ ذذرف وأس ذ ذذعار الفائ ذ ذذدة‬
‫(‪)2‬‬
‫والسياسات االئتمانية احملابية للفقراء)‪.‬‬

‫‪ .3‬سياسات استهداف الفقر‬

‫يشًن مفهوم استهداف الفقراء إىل عملية ربديد الفئات الفقًنة وادلستحقة لتوجيه ادلوارد العامة ذلا‬
‫(‪)3‬‬
‫وتتم عملية ربديد استهداف الفقراء عرب مرحلتٌن‬ ‫سواء كانا يف صورة نقدية أو عينية‪.‬‬

‫متعاقبتٌن‪ .‬تقوم األوىل بالتمييز مابٌن األسر الفقًنة وغًن الفقًنة باالستعانة ببعض ادلعايًن ادلوضوعية‬

‫)‪ (2‬علي عبد القادر علي‪" ،‬الفقر م شرات القياس والسياسات"‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬ادلعهد العرمل للتخطيط بالكويا‪ ،‬ص(‪-9‬‬
‫‪)10‬‬
‫وآخرون‪" ،‬مقاييس وم شرات الفقر والالمساواة والطرق ادلختلفة الستهداف الفقراء"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز العقد االجتماعي ‪ ،2011 ،‬ص ‪116‬‬
‫)‪ (3‬هبة الليثي‬

‫‪345‬‬
‫احملددة ألحقية حصول األسر على مزايا برامج االستهداف‪ .‬وهتتم ادلرحلة الثانية باستبعاد األسر غًن‬
‫(‪)4‬‬
‫الفقًنة من االستفادة من الربامج ادلقدمة‪.‬‬

‫وبالرغم من عدم وجود تعريف موحد دلفهوم الفقر بسبب طبيعته متعددة األبعاد إال أن ربديد‬

‫الفقراء وغًن الفقراء أمر يف غاية األعلية يف إطار عملية االستهداف‪ ،‬ويعترب شرطا ضروريا‬
‫(‪)5‬‬
‫لنجاحها‪.‬‬

‫ويشتمل مفهوم استهداف على فكرة استبعاد آخرين شلن ليسوا يف حاجة للمساندة من قبل‬

‫برنامج االستهداف ادلوضوع‪ .‬ومن مث يتض لنا أحد أهم تكاليف االستهداف واليت تتمثل يف‬

‫خطأين أساسيٌن وعلا‪ :‬خطأ االستبعاد والذي يتضمن تصنيف الفقراء على أهنم غًن فقراء‪ ،‬وخطأ‬
‫(‪)6‬‬
‫التسرب الذي ينطوي على تصنيف غًن الفقراء على أهنم فقراء‪.‬‬

‫ويوجد أربعة أنواع من سياسات استهداف الفقر‪ :‬االستهداف ادلستند إىل التقييم الفردي‪،‬‬

‫االستهداف الطبقي‪ ،‬االستهداف اجملتمعي‪ ،‬االستهداف الذاي‪.‬‬

‫مصر باستخدام ادلس الدميوجرايف الصحي ‪ ،2005‬مركز ادلعلومات ودعم ازباذ القرار‪ ،‬ص(‪)5‬‬
‫)‪ (4‬إيناس زكريا زلمد‪"،2008 ،‬ضلو منظومة الستهداف الفقر يف‬
‫‪(5) Bossley. Timothy and Ravi Kanpur(1990( . “The Principles of Targeting”. The‬‬
‫‪world Bank, Development Economics, Policy, Research and Extend Affairs‬‬
‫‪Dissemination Center, Poverty Working Paper, Washington‬‬
‫‪6‬‬
‫‪( ) De Janvry, Alain and Elisabeth Sadoulet (2004), “Social Programs and the Art of‬‬
‫‪Targeting”, Handout No.5 , Department of Agricultural and Resource Economics,‬‬
‫?‪University of Berkeley, U.S.A‬‬

‫‪346‬‬
‫الجدول رقم (‪:)2‬سياسات استهداف الفقر‬

‫أوال ‪:‬االستهداف املستند إىل التقييم الفردي‬


‫‪-2‬اختيار سبل المعيشة‬
‫‪ -‬يتم ربديد األسر الفقًنة‪/‬غًن الفقًنة استنادا إىل معيار دخل الفرد‪ /‬األسرة‪.‬‬ ‫وصف سلتصر‬
‫‪ -‬يتم تقييم مدى استحقاق األسر‪/‬األفراد(كل حالة على حدة)بواسطة الباحث‬
‫االجتماعي‪/‬اجلهة ادلختصة عن تقدًن األفراد‪ /‬األسر ما يثبا صحة بيانات الدخل‬
‫أو عن طريق زيارة منزلية‪ /‬مقابلة جلم البيانات أو عن طريق التحقق من صحة‬
‫بيانات الدخل باالستعانة بطرف ثالث‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب دقيق يف الوصول إىل الفئات ادلستحقة للربامج االجتماعية‪.‬‬ ‫ادلزايا‬
‫‪ -‬ارتفاع التكلفة اإلدارية ادلصاحبة جلم البيانات والتحقق منها وضمان ربديثها‬ ‫ادلساوئ‬
‫باستمرار‪.‬‬
‫‪ -‬ميل األسر إىل عدم اإلفصاح عن دخوذلا‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التطبيق يف حالة عدم وجود سجالت رمسية للدخل أو وجود القطاع غًن‬
‫الرمسي ‪.‬‬
‫عوامل صلاح التطبيق ‪ -‬توافر بيانات تفصيلية عن الدخل واإلنفاق‪.‬‬
‫‪ -‬توافر النظم اإلدارية الالزمة لعمليات تسجيل الدخل والتحقق من صحة البيانات‪.‬‬

‫‪-3‬اختبار سبل المعيشة البديلة‬


‫‪-‬يتم ربديد ادلستفيدين بناءا على رلموعة من اخلصائص سهلة ادلشاهدة والقياس‬ ‫وصف سلتصر‬
‫وتعرب عن مستوى معيشة األسرة لألسر وتتمثل يف درجة جودة ادلسكن وحجم‬
‫األسرة وادلستوى التعليمي لرب األسرة وملكية األصول والسل ادلعمرة ومكان اإلقامة‬
‫(ريف‪/‬حضر)‬
‫‪-‬يتم حساب دليل نقاط لكل أسرة على حدة ػلدد مستوى معيشتها‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تقييم مدى استحقاق األسر للحصول على مزايا الربامج االجتماعية‪.‬‬

‫‪343‬‬
‫‪ -‬يعاجل أوجه القصور يف اختيار سبل ادلعيشة‪.‬‬ ‫ادلزايا‬
‫‪ -‬ادلت ًنات ادلستخدمة ادلعربة عن مستوى معيشة األسرة بسهولة مشاهدهتا وقياسها‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع التكاليف اإلدارية ادلرتبطة بتطبيقه يف بعض احلاالت‪.‬‬ ‫ادلساوئ‬
‫‪ -‬يتطلب مراجعة دورية خلصائص األسرة لضمان دقتها وحداثتها‪.‬‬
‫عوامل صلاح التطبيق ‪ -‬وجود نظم إدارية تستوعب االحتياجات الفنية والبشرية للنظام وعملية االستقصاء‬
‫عن خصائص األسر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستهداف الطبقي‬
‫‪-2‬االستهداف الجغرافي‬
‫‪ -‬يتم ربديد معيار استحقاق األسر‪/‬األفراد على أساس انتمائها دلنطقة‪/‬إقليم‬ ‫وصف سلتصر‬
‫ج رايف معٌن يتوق تركيز الفقر هبا‪.‬‬
‫‪ -‬يتم االعتماد على بيانات تعداد السكان من مسوح األسر‬
‫‪ -‬يتطلب هذا األسلوب استخدام أسلوب خرائط الفقر وخباصة للمناطق الص ًنة‬
‫مثل القرى وادلراكز‪.‬‬
‫‪ -‬من األساليب اليت يسهل درلها م أساليب االستهداف األخرى كاختبار سبل‬ ‫ادلزايا‬
‫ادلعيشة البديلة‪.‬‬
‫‪ -‬اطلفاض التكلفة اإلدارية ادلصاحبة لتطبيقه‪.‬‬
‫‪ -‬تتوقف نتائج تطبيقه على مدى دقة البيانات اليت تتضمنها خرائط الفقر وعلى‬ ‫ادلساوئ‬
‫حيز ادلناطق اجل رافية اليت يتم استهدافها‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل التسرب ل ًن الفقراء الذين يقيمون يف مناطق تركز الفقراء‪.‬‬
‫عوامل صلاح التطبيق ‪ -‬وجود خريطة للمناطق الفقًنة على مستويات تفصيلية عالية‪.‬‬
‫‪ -‬ربديث خرائط الفقر بصفة دورية ‪.‬‬
‫‪ -‬يفضل التطبيق م األساليب األخرى كاالستهداف اجملتمعي والذاي واختبار سبل‬
‫ادلعيشة البديلة‪.‬‬
‫‪ -3‬االستهداف الديموجرافي‬
‫‪ -‬يتم ربديد ادلستهدفٌن حبسب التكيب الدميوجرايف لألسر‪ ،‬فتتم عملية االختبار‬ ‫وصف سلتصر‬
‫وفقا للتكيب العمري(استهداف فئات األطفال‪ ،‬كبار السن‪).....‬أو حبسب التكيب‬

‫‪343‬‬
‫النوعي(استهداف النساء احلوامل أو ذوي االحتياجات اخلاصة ‪.)....‬‬
‫‪ -‬سهولة التطبيق فهو ال ػلتاج إيل إجراءات إحصائية معقدة أو بيانات على درجة‬ ‫ادلزايا‬
‫عالية من التفصيل‪.‬‬
‫‪ -‬من األساليب سهلة الدمج م أساليب أخرى مثل اختيار سبل ادلعيشة البديلة‬
‫وػلقق نتائج أفضل يف التطبيق رلتمعا م األساليب األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬اطلفاض التكاليف اإلدارية ادلصاحبة لتطبيقه‪.‬‬
‫‪ -‬ذات تأثًن زلدود يف حالة تطبيقها دبفردها ‪.‬‬ ‫ادلساوئ‬
‫عوامل صلاح التطبيق ‪ -‬دمج هذا األسلوب م أساليب االستهداف الذاي واجل رايف‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬االستهداف اجملتمعي‬
‫‪ -‬االعتماد على جلنة أو طلبة سبثل م سسات اجملتم ادلدين واجلمعيات األهلية يف‬ ‫وصف سلتصر‬
‫ربديد قوائم استشادية بأمساء األسر الفقًنة ادلستحقة لالستفادة من برامج‬
‫االستهداف‪.‬‬
‫‪ -‬اطلفاض التكلفة اإلدارية لالستهداف‪.‬‬ ‫ادلزايا‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل ت طية األسر الفقًنة نتيجة ألن النخبة احمللية لديها معلومات‬
‫تفصيلية عن مستوى معيشة األسر بشكل أفضل شلا هو متوفر لدى األجهزة‬
‫وادل سسات اإلدارية األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية حدوث صراعات بٌن النخبة احمللية نتيجة اختالف وجهات النظر حول‬ ‫ادلساوئ‬
‫األسر ادلستحقة لربامج االستهداف حيث تعترب هذ االختيارات يف بعض األحيان‬
‫متحيزة وغًن موضوعية‪.‬‬
‫عوامل صلاح التطبيق ‪ -‬تطبيق االستهداف اجملتمعي داخل رلتم زلدود لضمان معرفة النخبة احمللية‬
‫باجلماعة ادلستهدفة وباحتياجاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيقه م االستهداف الدميوجرايف واالستهداف اجل رايف‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬االستهداف الذاتي‬
‫‪ -‬يعتمد ربديد ادلستفيدين من الفقراء على فرض تكلفة معينة على غًن الفقراء‬ ‫وصف سلتصر‬
‫ذبعلهم ال يقبلون على االستفادة من مزايا هذا الربنامج‪ ،‬قد تأخذ شكل تكلفة‬
‫االنتظار يف طوابًن للحصول على أجور متدنية مقابل فرص العمل أو تتمثل يف‬

‫‪343‬‬
‫احلصول على سل ذات جودة منخفضة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يتطلب صب معلومات عن دخل األسر واألفراد أو معرفة خصائص األسر‬ ‫ادلزايا‬
‫ادلتقدمة لالستفادة من الربنامج‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع معدل ت طية الفقراء ووصول مزايا الربنامج إىل مستحقيه حيث تتناسب‬
‫طبيعة الربنامج م ظلط استهالك الفقراء‪.‬‬
‫‪ -‬اطلفاض التكاليف اإلدارية ادلصاحبة للتطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬تكلفة نفسية على الفقراء لتصنيفهم االجتماعي كفقراء وحصوذلم على سل دنيا‬ ‫ادلساوئ‬
‫أو أجور متدنية‪.‬‬
‫عوامل صلاح التطبيق ‪-‬دعم السل اليت يستهلكها الفقراء(السل الدنيا) وال يقبل عليها ل ًن الفقراء‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التجارب الدولية يف مىاجهة مشكلة الفقر‬

‫‪ .2‬تجربة ماليزيا‬

‫لقد سبكنا ماليزيا يف خالل ثالثة عقود(‪ )2000-1970‬من زبفيض معدل الفقر من‬

‫‪ %52.4‬إيل ‪ .%5.5‬تقوم فلسفة التنمية يف ماليزيا على فكرة أن التنمية البشرية تقود إىل‬

‫ادلساواة يف الدخل‪ ،‬وعليه فإن مكاسب التطور االقتصادي غلب أن تنعكس إغلابيا على ادلواطنٌن‬

‫يف ربسٌن نوعية حياهتم دبا يشمل توفًن الضروريات من ال ذاء والعالج والتعليم واألمن‪ ،‬وأن يكون‬

‫أول ادلستفيدين من هذا النمو االقتصادي هم الفقراء والعاطلون عن العمل وادلرضى واجملموعات‬
‫(‪)7‬‬
‫العرقية األكثر فقرا يف اجملتم واألقاليم األقل ظلوا‪ .‬وتتمثل برامج التنمية يف ماليزيا فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬برنامج التنمية لألسر األشد فقرا‪ :‬ويقدم فرصا جديدة للعمل ادلولد للدخل بالنسبة‬

‫للفقراء‪ ،‬وزيادة اخلدمات ادلوجهة للمناطق الفقًنة ذات األولوية هبدف ربسٌن نوعية احلياة‪ .‬وقام‬

‫(‪ )7‬أضبد عبد العظيم‪ ،‬ادلعهد العرمل للتخطيط‪ ،‬ذبارب دولية‪ :‬ذبربة ماليزيا يف التنمية‪www.arab.api.org ،‬‬

‫‪353‬‬
‫الربنامج بإنشاء العديد من ادلساكن للفقراء بتكلفة قليلة وترميم وتأهيل ادلساكن القائمة وربسٌن‬

‫بنائها وظروف السكن فيها بتوفًن خدمات ادليا النقية والكهرباء والصرف الصحي‪.‬‬

‫ب‪ -‬برنامج أمانة أسهم "اليوميبترا"‪ :‬وهو برنامج سبويلي يقدم قروضا بدون فوائد للفقراء من‬

‫السكان األصليٌن (البوميبتا) وبفتات مساح تصل إىل أرب سنوات‪ ،‬وميكن للفقراء أن يستثمروا‬

‫بعضا من هذ القروض يف شراء أسهم بواسطة ادل سسة نفسها‪.‬‬

‫ج‪ -‬برنامج أمانة اختيار ماليزيا‪ :‬وهو برنامج غًن حكومي تنفذ رلموعة من ادلنظمات األهلية‬

‫الوطنية من الواليات ادلختلفة‪ ،‬ويهدف إىل تقليل الفقر ادلدق عن طريق زيادة دخول األسر األشد‬

‫فقرا‪ ،‬وتقدًن قروض بدون فوائد للفقراء‪ .‬وتقدم احلكومة من جانبها قروضا للربنامج بدون فوائد من‬

‫أجل سبويل مشروعاته للفقراء يف رلال الزراعة ومشروعات األعمال الص ًنة‪.‬‬

‫د‪ -‬المنح الحكومية‪ :‬ادلتمثلة يف اإلعانات ادلالية للفقراء أفرادا وأسرا‪ ،‬مثل تقدًن إعانة شهرية‬

‫تتاوح بٌن ‪ 260-130‬دوالرا أمريكيا دلن يعول أسرة وهو معوق أو غًن قادر على العمل بسبب‬

‫الشيخوخة‪.‬‬

‫ه‪ -‬تقديم القروض‪ :‬وذلك بدون فوائد لشراء مساكن قليلة التكلفة للفقراء يف ادلناطق‬

‫احلضرية‪.‬وأسسا احلكومة صندوقا لدعم الفقراء ادلتأثرين بأزمة العمالت اآلسيوية يف ‪ ،1997‬ربدد‬

‫اعتماداته يف ادلوازنة العامة للدولة سنويا‪ ،‬إىل جانب اعتمادات مالية أخرى رغم زبفيض اإلنفاق‬

‫احلكومي عقب األزمة ادلالية وتباط االقتصاد العادلي‪ ،‬وذلك لصاحل مشروعات اجتماعية موجهة‬

‫لتطوير الريف‪ ،‬واألنشطة الزراعية اخلاصة بالفقراء‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫و‪ -‬توفير مرافق البنية األساسية‪ :‬االجتماعية منها واالقتصادية وهذا يف ادلناطق النائية الفقًنة‪،‬‬

‫دبا يف ذلك مرافق النقل واالتصاالت السلكية والالسلكية وادلدارس واخلدمات الصحية والكهرباء‪،‬‬

‫وصلحا أيضا يف توسي قاعدة اخلدمات األساسية يف ادلناطق السكنية الفقًنة باحلضر يف إطار‬

‫استاتيجية ‪.2020‬‬

‫ز‪ -‬توفير الرعاية الطبية‪ :‬من خالل إتاحة دعم أكثر لألدوية اليت يستهلكها الفقراء واألدوية‬

‫ادلنقذة للحياة‪ ،‬كما أن إتاحة الفرصة للقطاع اخلاص يف فت ادلركز الصحية والعيادات اخلاصة جعل‬

‫الدولة تركز على العمل الصحي يف الريف وادلناطق النائية‪ ،‬وتقدم خدمات أفضل ورلانية يف جانب‬

‫الرعاية الصحية للحوامل واألطفال‪.‬‬

‫ح‪ -‬برامج أخرى ‪ :‬القيام بأنشطة يستفيد منها السكان الفقراء مثل إقامة ادلدارس الدينية اليت‬

‫تتم دبساعدة األفراد وتساهم يف دعم قاعدة خدمات التعليم وتشجي التالميذ الفقراء على البقاء يف‬

‫الدراسة‪.‬‬

‫‪.3‬تجربة بنجالديش‬

‫لقد قاما بنجالديجا بتطبيق سياسة استهداف الفقر باختبار وسائل ادلعيشة البديلة‬

‫وذلك من خالل ذبربة بنك جرامٌن الذي مت من خالله تنفيذ برامج دلساندة الفقراء‪.‬وتتلخص ذبربة‬

‫بنك جرامٌن يف تقدًن قروض متناهية الص ر لألسر الفقًنة ‪/‬شديدة الفقر يف ادلناطق الريفية‪.‬‬

‫واذلدف من هذا الربنامج هو تقدًن اخلدمات ادلالية إىل أولئك الذين قد يتم استثنائهم من النظام‬

‫ادلايل الرمسي‪.‬وحجم االئتمان متناهي الص ر الذي يتم منحه يكون يف ال الب ص ًن‪ ،‬ويف ادلتوسط‬

‫‪353‬‬
‫أقل من ‪ 500‬دوالر أمريكي‪ ،‬وقد استطاع هذا الربنامج ربقيق معدل صلاح بنسبة ‪ %95‬فقد ارتف‬
‫(‪)8‬‬
‫معدل ظلو دخل الفرد حبوايل ‪ %32‬خالل فتة زمنية ال تتعدى السنتٌن ونصف السنة ‪.‬‬

‫‪ .4‬تجربة المكسيك‬

‫تعترب ذبربة ادلكسيك مثال آخر ناج لتطبيق االستهداف باختبار وسائل ادلعيشة البديلة‪ .‬فقد‬

‫قاما ادلكسيك منذ عام ‪ ، 1997‬بتطبيق برنامج اجتماعي للقضاء على الفقر ادلدق يف ادلناطق‬

‫الريفية يعرف باسم ‪ ،PROGRESA‬وهو يهدف إىل تقدًن ادلساندة االجتماعية يف رلاالت‬

‫التعليم والصحة والت ذية لألسر ادلستهدفة‪ .‬وقد اعتمد ذلك الربنامج على ادلساعدات ادلالية اليت مت‬

‫توجيهها إىل األسر الفقًنة اليت هتتم بتعليم أبنائها كمحفز لتخفيف ظاهرة عمالة األطفال‪،‬‬

‫باإلضافة إىل الزيارات الدورية للعيادات الصحية‪ .‬وقد ازبذت هذ ادلساعدات ثالثة أشكال هي‪:‬‬

‫أوال‪ ،‬من ومساعدات لاللتحاق بادلدارس لتعليم األطفال‪ ،‬ثانيا‪ ،‬تقدًن اخلدمات الصحية األساسية‬

‫لكل أفراد األسرة اليت مت تضمينها رلانا‪ ،‬وأخًنا‪ ،‬تقدًن ربويالت نقدية وإعانات غذائية من أجل‬

‫ربسٌن أسلوب الت ذية لألسر الفقًنة خاصة األطفال والنساء‪.‬‬

‫وقد حقق هذا الربنامج نتائج مشجعة جدا‪ ،‬شلا دف رلموعة من دول أمريكا الالتينية دبحاكاهتا‬
‫(‪)9‬‬
‫مثل شيلي وكولومبيا‪.‬‬

‫(‪ )8‬مركز ادلعلومات ودعم ازباذ القرار ‪" ،2003 ،‬ذبارب دولية استاتيجيات التصدي للفقر"‪ ،‬العدد الثاين‪-‬يناير ‪.2003‬‬
‫(‪ )9‬مركز ادلعلومات ودعم ازباذ القرار‪" ،2006 ،‬أساليب وآليات استهداف الفقراء‪/‬دراسة منهجية"‪ ،‬أكتوبر‪.2006‬‬

‫‪353‬‬
‫رابعا‪ :‬آليات وبرامج اإلقالل من الفقر يف مصر‬

‫‪.2‬الوضع الراهن لمشكلة الفقر في مصر‬

‫لقد بل ا نسبة الفقر يف مصر ‪ %21.6‬عام ‪( 2009‬مقابل ‪ % 19.6‬عام ‪ ،)2005‬وترتف‬

‫النسبة يف حالة الشباب يف الفئة العمرية (‪ 29-18‬سنة) إىل ‪ .%23.2‬ويالحظ ارتفاع معدالت‬

‫الفقر بصورة كبًنة جدا يف الريف مقارنة باحلضر حيث وصلا النسبة إىل ‪ %29‬مقابل ‪%11‬‬

‫على التوايل‪ ،‬وذلك م تناميها بدرجة أكرب يف الريف خالل الفتة (‪ .)10( )2009-2005‬الشكل‬

‫رقم (‪)1‬‬

‫ووفقا خلريطة الفقر يف مصر‪ ،‬فإن أكثر من مليون أسرة فقًنة تعيجا يف األلف قرية األكثر فقرا‪،‬‬

‫ويبلغ إصبايل عدد سكاهنا ضلو ‪ 5‬مليون نسمة ميثلون ‪ %46‬من إصبايل سكان هذ القرى‪.‬ويشكل‬

‫عدد الفقراء يف هذ القرى ضلو ‪ %54‬من إصبايل سكان الريف الفقراء يف مصر‪ ،‬وضلو ‪ %42‬من‬

‫إصبايل السكان يف اجلمهورية‪.‬‬

‫(‪ )10‬اجلهاز ادلركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪.2011 ،‬‬

‫‪354‬‬
‫ووفقا لتقرير الفقر يف مصر الصادر عن وزارة التخطيط والتعاون الدويل‪ )11(،‬بلغ عدد القرى‬

‫األكثر فقرا ‪ 1141‬قرية تنتشر عرب إحدى عشرة زلافظة بتعداد سكاين ‪ 11.8‬مليون نسمة‪ ،‬ميثل‬

‫الفقراء منهم ضلو ‪ %45‬من اإلصبايل‪.‬‬

‫وهناك تفاوتات إقليمية شاسعة من حيث معدالت الفقر‪ ،‬حيث أن ادلناطق الريفية يف‬

‫الوجه القبلي هي أكثر ادلناطق حرمانا‪ ،‬حيث أن حوايل ‪ %44‬من سكاهنا يعانون من الفقر الناتج‬

‫عن تدين مستوى الدخل‪ ،‬ويتض ذلك من اجلدول التايل‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)2‬معدالت الفقر للمناطق الجغرافية المختلفة والفئة العمرية للسكان‬
‫(لعام ‪)3112‬‬

‫معدل الفقر لألفراد(‪)%‬‬ ‫المناطق الجغرافية‬

‫لكافة األفراد‬ ‫الفئة العمرية (‪32-21‬سنة)‬


‫‪6.9‬‬ ‫‪8.2‬‬ ‫احملافظات احلضرية‬
‫‪7.3‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫ادلناطق احلضرية يف الوجه البحري‬
‫‪16.7‬‬ ‫‪19.3‬‬ ‫ادلناطق الريفية يف الوجه البحري‬
‫‪21.3‬‬ ‫‪22.7‬‬ ‫ادلناطق احلضرية يف الوجه القبلي‬
‫‪43.7‬‬ ‫‪44.3‬‬ ‫ادلناطق الريفية يف الوجه القبلي‬
‫‪21.6‬‬ ‫‪23.2‬‬ ‫مصر‬
‫ادلصدر‪ :‬مس دخل وإنفاق واستهالك األسرة ‪ ،2009/2008‬وزارة التخطيط‬

‫‪11‬‬
‫) وزارة التخطيط والتعاون الدويل‪" ،2009،‬تقرير الفقر يف مصر"‪www.mop.gov.eg ،‬‬ ‫(‬

‫‪355‬‬
‫‪.3‬آليات وبرامج اإلقالل من الفقر في مصر‬

‫أ‪ .‬برامج االستهداف الذاتي واالستهداف المباشر‬

‫لقد قاما احلكومة ادلصرية بتنفيذ رلموعة برامج للدعم يف شكلية النقدي والعيين سواء كان‬

‫مباشرا أو غًن مباشر‪ .‬واجلدير بالذكر أهنا جلأت يف كثًن من األحيان إىل االستهداف دبفهومه‬

‫الواس أي تقدًن ادلساندة االجتماعية للجمي دون ربديد صباعة معينة تكون هي ادلستفيدة أو‬

‫ادلستهدفة‪ ،‬أو اللجوء إىل إحدى أشكال االستهداف دبفهومه الضيق‪ ،‬وعادة ما كان ينحصر يف‬

‫االستهداف الذاي الذي يعتمد على اختيار ذاي من قبل ادلشتكٌن‪ .‬ومن مث يتض لنا االعتماد‬

‫على أبسط صور االستهداف األمر الذي أدى إىل صعوبة ربديد اجلماعة ادلستفيدة وادلستحقة فعليا‬

‫للمساندة بسبب عدم وجود معايًن واضحة وزلددة يتم على أساسها ربديد الفقراء‪.‬‬

‫فبالنسبة لربامج الدعم ادلباشر صلد أن السل متاحة للجمي فقراء وغًن فقذراء علذى حذد سذواء‪ ،‬إال‬

‫أهنذذا تنطذذوي علذذى تكلفذذة علذذى غذذًن الفقذراء تتمثذذل يف الوقذذا ادلفقذذود داخذذل طذوابًن االنتظذذار للحصذذول‬

‫عل ذذى ه ذذذ الس ذذل (رغي ذذف اخلب ذذز البل ذذدي وال ذذدقيق)‪ .‬األم ذذر ال ذذذي ي ذذدعو إىل أن طريق ذذة االس ذذتهداف‬

‫ادلطبق ذذة لتق ذذدًن الس ذذل ه ذذي االس ذذتهداف ال ذذذاي‪ .‬أم ذذا الس ذذل التمويني ذذة فه ذذي تنط ذذوي عل ذذى أس ذذلوب‬

‫االسذتهداف ادلباشذر اعتمذادا علذى بيانذات الذدخل‪ .‬ولسذوء التطبيذق ادلتمثذل يف عذدم التأكذد مذن صذحة‬

‫البيانات اخلاصة دبستويات الدخول‪ ،‬أدى ذلك إىل ارتفاع معدالت التسرب‪.‬‬

‫نض ذذيف إىل ب ذرامج الذذدعم السذذابقة ب ذرامج مسذذاندة اجتماعيذذة أخ ذذرى‪ ،‬وال ذذيت زب ذذتص بتقذذدًن بعذذض‬

‫اخلذدمات األساسذية كذذالتعليم والصذحة‪ ،‬أن هذذ الذربامج تواجذه عذذددا مذن أوجذه القصذذور‪ ،‬يتمثذل أعلهذذا‬

‫‪356‬‬
‫يف ارتفذذاع معذذدالت التسذذرب هبذذا‪ ،‬حيذذث ال يصذذل الذذدعم إىل مسذذتحقيه‪ ،‬باإلضذذافة إىل حذذدوث بعذذض‬

‫التشوهات يف األسعار ويرج هذا القصور إىل ‪:‬‬

‫‪ ‬عدم وجود التحديث الالزم للربنامج نتيجة االفتقار إىل عمليات الرقابة والتقييم ادلستمر اليت‬

‫من شأهنا التعرف على أوجه القصور‪.‬‬

‫‪ ‬زلاولة اختيار حلول من البدائل ادلتاحة‪ ،‬قد حال دون الوصول إىل النتائج ادلرجوة حيث لن‬

‫تستط هذ الربامج الوصول إىل مستحقي الدعم‪.‬‬

‫ويف موازنة عام‪ )12( 2012/2011‬يالحظ مراعاة البعد االجتماعي من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة اإلنفاق على قطاع احلماية االجتماعية‪ ،‬وأعلها ادلخصصات ادلالية لدعم وخفض‬

‫تكلفة ادلعيشة (كمعاش الضمان االجتماعي ودعم السل التموينية ودعم البتول)‪ ،‬وذلك بنسبة‬

‫‪ %27‬إىل ضلو ‪ 145‬مليار جنيه‪ ،‬وبنسبة ‪ %30‬من ادلصروفات العامة‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة اإلنفاق على قطاع التعليم بنسبة ‪ %10‬ليصل إىل ‪51.8‬مليار جنيه بنسبة‬

‫‪ %10.6‬من صبلة ادلصروفات العامة‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة سلصصات اإلنفاق على قطاع الصحة‪ ،‬بنسبة ‪ %17‬إىل ضلو ‪ %23.8‬مليار جنيه‪،‬‬

‫بنسبة ‪ %5‬من ادلصروفات العامة‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة اإلنفاق على اإلسكان وادلرافق اجملتمعية‪ ،‬بنسبة ‪ %39‬من ‪ 12‬مليار جنيه إىل‬

‫‪16.8‬مليار جنيه‪.‬‬

‫‪ ‬من إعانة بطالة قدرها مليار جنيه ضمن منظومة متكاملة للتدريب ومكافحة البطالة‪.‬‬

‫(‪ )12‬ادلصدر وزارة ادلالية‪ ،‬مشروع ادلوازنة العامة للدولة للعام ادلايل ‪.2012/2011‬‬

‫‪353‬‬
‫‪ ‬زيادة سلصصات العالج على نفقة الدولة من ضلو ‪2.5‬مليار جنيه إىل ‪ 3.5‬مليار جنيه‬

‫خالل خطة ‪ 2012/2011‬بنسبة ‪ .%40‬وزيادة سلصصات أدوية العالج اجملاين دببلغ نصف‬

‫مليار جنيه‪.‬‬

‫‪ ‬زبصيص‪ 22.4‬مليار جنيه لدعم السل التموينية‪ ،‬م زبصيص ‪ 2‬مليار جنيه لدعم‬

‫ادلزارعٌن لشراء القم احمللي والذرة بأعلى من األسعار العادلية تشجيعا للمزارعٌن على زيادة‬

‫اإلنتاج احمللي‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة دعم السل البتولية بنسبة ‪ %16.4‬من ‪ 81.1‬مليار جنيه إىل‪ 95.5‬مليار جنيه‬

‫م ترشيد الدعم‪ ،‬وبصفة خاصة دعم السوالر وال از الطبيعي‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة الدعم ادلخصص لإلسكان من خالل توفًن ‪ 1.5‬مليار جنيه كدعم إسكان زلدودي‬

‫الدخل‪ ،‬بنسبة زيادة ‪ %50‬عن موازنة العام السابق‪.‬‬

‫ب‪ .‬مبادرة تنمية األلف قرية األشد فقرا‬

‫أعلنا احلكومة ادلصرية عام ‪ 2007‬عن عزمها استهداف ال ‪ 1000‬قرية األكثر فقرا (من بٌن‬

‫إصبايل ما يقرب من ‪ 5000‬قرية) وذلك يف سياق اإلجراءات اليت تتخذها للتصدي للفقر‪ .‬وقد مت‬

‫ربديد األلف قرية األكثر فقرا باالعتماد على خريطة الفقر اليت مت حساهبا عام ‪ 2006‬من خالل‬

‫وزارة التنمية االقتصادية‪ .‬وقد مت ترتيب ادلناطق احلضرية وادلناطق الريفية وفقا لنسبة السكان ربا‬

‫خط الفقر القومي‪ .‬ووفقا لنتائج خريطة الفقر‪ ،‬فإن نصف سكان األلف قرية األكثر فقرا هم من‬

‫الفقراء (‪ 5‬مليون نسمة من بٌن ‪ 12-11‬مليون نسمة) بينما ترتف نسبة الفقراء يف األلف قرية‬

‫األشد فقرا لتصل إىل ثالثة أرباع السكان يف هذ القرى‪ .‬كما توض نتائج خريطة الفقر أيضا أن‬

‫‪353‬‬
‫‪ 762‬قرية من بٌن األلف قرية األكثر فقرا تق يف زلافظات ادلنيا‪ ،‬أسيوط‪ ،‬وسوهاج‪ .‬ومن بٌن أفقر‬
‫(‪)13‬‬
‫ألف قرية تضم سوهاج وحدها ‪ 59‬قرية‪.‬‬

‫وتتضمن خطة استهداف األ لف قرية األكثر فقرا زبصيص حجم استثمارات ضخم يف حزمة‬

‫متكاملة من اخلدمات األساسية‪ .‬وهتدف ادلبادرة إىل ربسٌن نوعية حياة السكان يف األلف قرية‬

‫ادلستهدفة بصورة مستدامة‪ ،‬من خالل توفًن اخلدمات األساسية‪ ،‬وتسهيل احلصول عليها بصورة‬

‫عادلة وبتكلفة مناسبة تعمل على زبفيض مستوى الفقر والتهميجا للفئات األكثر عرضة لذلك‪.‬‬

‫وقد نفذت بالفعل ادلرحلة التجريبية من هذا الربنامج يف وحدتٌن زلليتٌن (ننا والعصايد) يف زلافظيت‬

‫بين سويف والشرقية (‪ )2009-2007‬واستهدفا تلك ادلرحلة حوايل ‪ 180000‬نسمة يف‬

‫الوحدتٌن احملليتٌن حبجم استثمارات بلغ ‪ 325‬مليون جنيه مصري‪.‬‬

‫بدأت احلكومة ادلصرية تنفيذ ادلرحلة األوىل من مبادرة تنمية ال ‪ 1000‬قرية األكثر فقرا يف ستة‬

‫زلافظات يف أكتوبر عام ‪ 2008‬يف ظل الدروس ادلستفادة من تنفيذ ادلرحلة التجريبية‪ .‬وتتضمن‬

‫هذ ادلرحلة االستثمار يف احلزمة ادلتكاملة من اخلدمات األساسية واليت تضم ‪ 12‬برنامج‪ :‬البنية‬

‫التحتية للتعليم الرمسي‪ ،‬فصول زلو األمية‪ ،‬ادلرافق الصحية‪ ،‬خدمات اإلسعاف‪ ،‬الوحدات السكنية‬

‫اجلديدة‪ ،‬مرافق الصرف الصحي‪ ،‬الطرق اجلديدة‪ ،‬تطوير وإنشاء وحدات إلدارة ادلخلفات‪،‬‬

‫خدمات ادلطافئ‪ ،‬مرافق الشباب والرياضة‪ ،‬توفًن القروض متناهية الص ر من خالل صندوق التنمية‬

‫احمللية والصندوق االجتماعي للتنمية‪ ،‬خدمات التضامن االجتماعي‪ ،‬عالوة على خدمات الربيد‪.‬‬

‫‪)13( http://www.1000qarya.gov.eg‬‬

‫‪353‬‬
‫تتضمن ادلبادرة أيضا حزمة من برامج بناء القدرات‪/‬التدريب للعاملٌن يف تقدًن اخلدمات‪ ،‬مثل‬

‫تدريب األطباء العاملٌن يف الوحدات الصحية وادلمرضات واإلداريٌن‪ ،‬والعاملٌن يف أجهزة التنمية‬

‫احمللية‪ ،‬وميسري فصول زلو األمية‪ ،‬والعاملٌن يف وحدات التضامن االجتماعي‪ .‬كما يتم تنفيذ عدد‬

‫زلدود من ضبالت التوعية من خالل برامج البيئة والتنمية احمللية‪ .‬وبالنسبة للقروض متناهية الص ر‪،‬‬

‫يتوىل توفًنها كل من الصندوق االجتماعي للتنمية‪ ،‬ووزارة التنمية احمللية ووزارة التضامن االجتماعي‪.‬‬

‫وتستهدف قروض وزارة التضامن االجتماعي (برنامج األسر ادلنتجة) فئات زلددة من السكان‬

‫حسب معايًن موضوعية‪ ،‬يف حٌن مت ربديد سعر الفائدة على قروض وزارة التنمية احمللية على أساس‬

‫فائدة ‪ %6‬م تطبيق معايًن أكثر مرونة يف االستهداف‪ ،‬يف حٌن تتوجه قروض الصندوق‬

‫االجتماعي للتنمية ضلو الفئات ذات الدخول األعلى دبعدل فائدة يصل إىل ‪ %11‬ومن ادلقرر أن‬

‫يتم تنفيذ هذ الربامج يف ‪ 151‬قرية بإصبايل استثمارات يصل إىل ‪ 4.3‬مليار جنيه مصري دبتوسط‬

‫‪ 29‬مليون جنيه لكل قرية‪.‬‬

‫ت‪ .‬البرنامج القومي لإلسكان االجتماعي‬

‫تسعى وزارة اإلسكان إىل إنشاء ضلو ‪ 42‬ألف وحدة سكنية جديدة يف القرى األكثر فقرا ويتم‬

‫زبصيصها أساسا لألسر الشابة‪ .‬وسيتم تنفيذ بناء ‪ 27‬ألف وحدة بتكلفة إصبالية تبلغ‪ 1.4‬مليار‬

‫جنيه خالل الثالث سنوات القادمة‪.‬‬

‫وقد قاما وزارة اإلسكان خالل ‪ 2010/2009‬بتخصيص ‪ 4.2‬مليار جنيه لتحسٌن ادليا‬

‫الصاحلة للشرب يف هذ القرى ويف عدد قليل من ادلناطق احلضرية‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬فإنه من‬

‫ادلخطط االنتهاء من ‪ 102‬مشروعا للصرف الصحي يف هذ القرى خالل عامي ‪2011/2010‬‬

‫‪363‬‬
‫و ‪ ،2012/2011‬ويبلغ إصبايل قيمة االستثمارات يف هذ ادلشروعات‪ 1.2‬مليار جنيه‪ .‬ويف إطار‬

‫ذلك تقوم كل من وزارة الصحة ووزارة التعليم بتوفًن اخلدمات الصحية وبناء ادلدارس خلدمة هذ‬
‫(‪)14‬‬
‫ادلشروعات‪.‬‬

‫ث‪ .‬المشروع القومي الستهداف األسر األولى بالرعاية‬

‫وينفذ ذلك ادلشروع من خالل وزارة التضامن والعدالة االجتماعية‪ .‬ويرتكز هذا ادلشروع على‬

‫نوعٌن رئيسيٌن من آليات استهداف الفقر وعلا االستهداف اجل رايف واالستهداف الكيفي‪ .‬ويهدف‬

‫هذا ادلشروع إىل‪:‬‬

‫‪ ‬ربديد األسر األشد احتياجا للرعاية االجتماعية‬

‫ربديد احتياجات األسر ادلستحقة للرعاية والدعم‬ ‫‪‬‬

‫رصد مدى مالئمة اخلدمات اليت تقدمها الدولة للوفاء هبذ االحتياجات الفعلية ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫بناء قاعدة بيانات عن األسر األشد فقرا احتياجا للرعاية االجتماعية‬ ‫‪‬‬

‫وض سياسات وبرامج الرعاية االجتماعية بطريقة تتالئم واحتياجات األسر‬ ‫‪‬‬

‫ويف إطار خطة التنمية لعام ‪ ،2011/2010‬مت رصد استثمارات قدرها حوايل ‪ 941‬مليون‬

‫جنيه لتمويل برامج االستهداف اجل رايف لتنمية القرى األكثر احتياجا‪ .‬أما خطة عام‬

‫‪ ،2012/2011‬فقد رصدت ضلو ‪ 719‬مليون جنيه حبسب القطاعات اخلدمية على النحو‬
‫(‪)15‬‬
‫التايل‪:‬‬

‫(‪ )14‬وزارة التخطيط والتعاون الدويل‪ ،2011 ،‬خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية لعام ‪2012/2011‬‬
‫(‪ )15‬وزارة التخطيط والتعاون الدويل‪ ،2011،‬خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية لعام ‪2012/2011‬‬

‫‪363‬‬
‫‪ ‬إسكان ومرافق‪ 3.5 :‬مليون جنيه‬

‫‪ ‬خدمات صحية‪ 40 :‬مليون جنيه‬

‫‪ ‬تنمية اجتماعية‪ 42 :‬مليون جنيه‬

‫‪ ‬تنمية زللية‪ 150 :‬مليون جنيه‬

‫‪ ‬خدمات تعليمية‪182.3 :‬مليون جنيه‬

‫ج‪ .‬برنامج تطوير العشوائيات‬

‫ػلتل برنامج تطوير العشوائيات أعلية كبًنة نظرا لتفاقم األوضاع بادلناطق العشوائية وخطورهتا على‬

‫االستقرار االجتماعي والسياسي بالدولة‪ .‬ومن ادلخطط تنفيذ برنامج تطوير العشوائيات يف خالل‬

‫عشرة سنوات تنتهي حبلول عام ‪ ،2020‬وبتكلفة إصبالية ‪ 8.5‬مليار جنيه‪ .‬وقد بدأ صندوق تطوير‬

‫العشوائيات بأعمال احلصر والتصنيف للمناطق العشوائية‪ .‬وقد مت رصد ‪ 695‬منطقة غًن سلططة‬

‫سبثل ‪ %60‬من الكتلة العمرانية‪ ،‬وبكثافة ‪ 500‬شخص ‪/‬فدان‪ ،‬وتوفر احلد األدىن من السكن‬

‫اآلمن وتتطلب تنمية متوسطة وطويلة األجل‪ .‬باإلضافة إىل ‪ 404‬منطقة غًن آمنة سبثل ‪ %5‬من‬
‫(‪)16‬‬
‫الكتلة العمرانية‪ ،‬بكثافة ‪ 200‬شخص‪ /‬فدان وتتطلب تدخال حامسا وفوريا‬

‫(‪ )16‬صندوق تطوير العشوائيات‪ ،‬اخلطة القومية لتطوير ادلناطق العشوائية‪ ،‬أبريل ‪.2011‬‬

‫‪363‬‬
‫ح‪ .‬برامج اإلقالل من الفقر في إطار خطة التنمية لعام ‪3123/3122‬‬

‫إن أحد ادلرتكزات األساسية خلطة التنمية لعام ‪ 2012/2011‬هو التوجه ضلو التقليل من حدة‬

‫الفقر يف إطار استاتيجية تنموية طويلة ادلدى تستهدف القضاء على مشكلة الفقر‪ ،‬وذلك من‬
‫(‪)17‬‬
‫خالل انتهاج ثالثة رلموعات من الربامج‪:‬‬

‫‪ ‬المجموعة األولى ‪:‬تستهدف مواجهة اطلفاض مستوى الدخل من خالل زلور التش يل‬

‫حيث أنه سوف يتم توفًن قروض للمشروعات الص ًنة ومتناهية الص ر‪ .‬ويتطلب ذلك بدور تفعيل‬

‫برامج اإلقراض متناهي الص ر واجلمعيات األهلية وبرامج دعم األسر ادلنتجة‪ ،‬وبنك ناصر‬

‫االجتماعي لزيادة التمويل ادلتاح ذلذ ادلشروعات‪ ،‬باإلضافة إىل تعزيز دور اجلهاز ادلصريف يف مساندة‬

‫ادلشروعات الص ًنة من خالل إنشاء إدارات متخصصة لتمويل هذ النوعية من ادلشروعات‪.‬‬

‫‪ ‬المجموعة الثانية‪ :‬تركز على برامج التنمية البشرية دبعىن االستثمار يف رأس ادلال البشري من‬

‫خالل تفعيل سياسات التدريب والتعليم والصحة وسياسات اإلسكان وادلرافق العامة ادلوجهة‬

‫للفئات االجتماعية األقل دخال‪.‬‬

‫‪ ‬المجموعة الثالثة‪ :‬تضم برامج شبكات الضمان االجتماعي وتشمل نظم التأمينات‬

‫وادلعاشات واإلعانات والدعم السلعي والنقدي‪.‬‬

‫)‪ (17‬وزارة التخطيط والتعاون الدويل‪ ،2011 ،‬خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية لعام ‪2012 /2011‬‬

‫‪363‬‬
‫خ‪. .‬الجمعيات األهلية واستهداف الفقر في مصر‬
‫إن اجملتم ادلصري يعاين من العديد من ادلشكالت والقضايا ولكن القضية ادلطروحة اآلن على‬
‫الساحة هي قضية الفقر‪ ،‬وذلك ألن الفقر يعترب من أحد ادلشكالت اخلطًنة اليت هتدد فئات اجملتم‬
‫ادلصري والسبب يف ذلك حرمان هذ الفئة من التعليم‪ ،‬والرعاية الصحية‪ ،‬ونقص فرصهم يف سوق‬
‫العمل ألهنم غًن متعلمٌن وليس لديها من التدريب الكايف الذي ي هلهم للحصول على وظيفة‬
‫بدخل شهري ثابا أو عمل مشروع ص ًن‪ ،‬ويأي هنا دور اجلمعيات األهلية ألهنا هي علزة الوصل‬
‫بٌن الفئات الفقًنة ادلهمشة واحلكومة‪ ،‬فاجلمعيات األهلية تعترب دبثابة القناة الشرعية اليت من ادلمكن‬
‫أن يلجأ إليها الفقراء بطلب ادلساعدة ويتمثل هذا الدور يف اآلي‪:‬‬
‫‪ ‬سبكٌن الفقراء وبناء قدراهتم من خالل االهتمام زلو األمية والتعليم والتدريب وهذا من‬
‫شأنه تعزيز فرصهم يف زيادة دخلهم‪.‬‬
‫‪ ‬ادلساعلة يف النهوض الشامل باجملتم احمللي يف ادلناطق العشوائية من خالل تطوير البنية‬
‫األساسية (ادلساكن والصرف الصحي)‬
‫‪ ‬ربوالت يف منهجية عمل اجلمعيات األهلية‪ ،‬فبعد أن تعتمد أسلوب الرب واإلحسان‪ ،‬أي‬
‫العالقة ادلادية ادلباشرة بٌن مان ومتلق‪ ،‬اذبها إىل منهجية تطوير االعتماد على الذات (القروض‬
‫الدوارة والتدريب والتأهيل) لتوفًن فرص العمل‪.‬‬
‫‪ ‬توفًن الرعاية الصحية من خالل توفًن األطباء يف كافة التخصصات‪ ،‬زبفيض سعر الكشف‬
‫وتكاليف العالج‪ ،‬توفًن القوافل العالجية‪ ،‬توفر اجلمعيات األهلية فرصة الكشف الدوري باجملان‬
‫للمرأة ادلعيلة وأسرهتا‪.‬‬
‫‪ ‬االهتمام بتمكٌن ادلرأة‪ ،‬من خالل ادلشاركة يف التوعية والتثقيف الصحي‪ ،‬واالهتمام بادلرأة‬
‫ادلسنة‪ ،‬وتعمل اجلمعيات األهلية كذلك على سبكٌن ادلرأة سياسيا بتثقيفها بالقوانٌن اخلاصة حبقوق‬
‫اإلنسان وحقوق ادلرأة وتدريب ادلرأة على ادلشاركة السياسية كما تقوم برعاية ضحايا العنف وتقدم‬
‫اخلدمات الطبية والنفسية والقانونية ذلن‪ ،‬كما تقوم برعاية ادلرأة الفقًنة ومساعدهتا من خالل‬
‫ادلشروعات الص ًنة‪.‬‬

‫‪364‬‬
‫اخلالصة والتىصيات‬

‫يعترب الفقر من أهم القضايا اليت تقف أمام أية زلاولة للتنمية االقتصادية واالجتماعية يف أية‬

‫دولة‪ .‬وقد دف ذلك العديد من الدول النامية إىل تبين سياسات وبرامج هتدف إىل زيادة مستوى‬

‫معيشة األفراد يف زلاولة لإلقالل من معدالت الفقر هبا‪.‬‬

‫وتتضمن سياسات اإلقالل من الفقر العديد من الربامج اليت ميكن باتباعها (تطبيق برنامج واحد‬

‫أو أكثر) تقليص مستوى الفقر وربسٌن مستويات ادلعيشة للطبقات الفقًنة ‪/‬وادلعدمة‪ .‬وتشتمل تلك‬

‫الربامج على سبيل ادلثال ال احلصر‪ :‬توفًن فرص عمل للفقراء‪ ،‬التعليم والتدريب (تنمية ادلهارات‬

‫البشرية)‪ ،‬شبكات األمان االجتماعي‪ ،‬التوازن اإلقليمي يف توفًن اخلدمات األساسية للسكان‬

‫وتكاف الفرص ‪ ،‬تفعيل دور ادلنظمات غًن احلكومية‪ ،‬االهتمام بالرعاية الصحية ودعمها للفئات‬

‫الفقًنة ال ًن قادرة‪ ،‬االهتمام بالبنية األساسية وزيادة فرص حصول الفقراء على اخلدمات األساسية‪،‬‬

‫توفًن اخلدمات ادلالية للفقراء من خالل م سسات التمويل متناهي الص ر‪.....‬اخل‪.‬‬

‫ويتطلب اإلقالل من الفقر إحداث ظلو اقتصادي قابل لالستمرار وإتباع سياسات توزيعية تقلل‬

‫من درجة عدم ادلساواة يف توزي الدخل بٌن سلتلف فئات اجملتم ‪ ،‬ومن هنا تظهر أعلية تضمٌن‬

‫البعد اخلاص بالعدالة االجتماعية عند صياغة وإعداد استاتيجيات وبرامج اإلقالل من الفقر‪.‬‬

‫وقد تبنا احلكومة ادلصرية العديد من الربامج والسياسات لإلقالل من الفقر‪ ،‬حيث ازبذت‬

‫العديد من التدابًن اجلادة ضلو تنمية الريف ادلصري ومواجهة الفقر من خالل برنامج االستهداف‬

‫‪365‬‬
‫اجل رايف‪ .‬وذلك باالعتماد على حزمة متكاملة من ادلشروعات التنموية هتدف يف ادلقام األول إىل‬

‫ربسٌن نوعية حياة السكان الفقراء وزبفيف حدة الفقر وربقيق مفهوم التمكٌن احلقيقي‪.‬‬

‫ويف إطار ما سبق‪ ،‬ميكننا تلخيص أهم التوصيات ادلقتحة لتعزيز اجلهود ادلبذولة لإلقالل من‬

‫الفقر يف مصر يف النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة وجود وعي تام بأعلية النمو االقتصادي م االعتاف بعدم كفايته لضمان مشاركة‬

‫الفقراء يف شبار النمو االقتصادي‪ .‬فيجب على واضعي السياسات مراعاة العدالة يف توزي شبار‬

‫التنمية بٌن فئات الشعب ادلختلفة‪ ،‬على أن تكون األولوية للطبقات الفقًنة وادلهمشة من السكان‪.‬‬

‫ولضمان القدرة على التأثًن على حالة الفقر‪ ،‬البد من توزي عوائد النمو االقتصادي على نطاق‬

‫واس ‪ .‬ويف إطار ذلك البد من التنسيق بٌن الوزارات ادلعنية واجملتم ادلدين والقطاع اخلاص وتوزي‬

‫العمل بٌن هذ اجلهات بصورة تساعد على ربقيق مصاحل الفقراء‪.‬‬

‫‪ ‬أعلية النهوض جبمي اجملاالت اليت من شأهنا زيادة معدالت الناتج احمللي اإلصبايل‪ .‬وهنا‬

‫غلب التكيز على الدور الذي تقوم به ادلشروعات الص ًنة وادلتناهية الص ر يف هذا الشأن‪ .‬فال بد‬

‫من التعامل م قضية تنمية ادلشروعات الص ًنة ومتناهية الص ر على أهنا إحدى أهم األولويات‬

‫على ادلستوى الوطين‪ .‬ويتطلب ذلك وجود تنسيق كامل للجهود بٌن صبي القطاعات والكيانات‬

‫احلكومية وغًن احلكومية‪ .‬كما يتطلب ذلك أعلية دعم وتنمية م سسات التمويل الرمسية وم سسات‬

‫التمويل البديلة ح يتم توفًن كافة ادلساعدات ادلالية ادلطلوبة لدعم مثل تلك ادلشروعات‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة االهتمام بتحسٌن وتسهيل إمكانية حصول الفقراء على التدريب ادلهين والتعليم‬

‫ادلتواصل واخلدمات الصحية‪.‬‬

‫‪366‬‬
‫‪ ‬سبكٌن ادلرأة من االستفادة من أنظمة الرعاية االجتماعية واالهتمام بإقامة مظالت‬

‫وشبكات األمان االجتماعي للفقراء‪ ،‬وذلك م التكيز على أعلية ضمان حصول النساء الفقًنات‪،‬‬

‫خاصة ادلعيالت وربات األسر على ادلساعدات ادلالية‪.‬‬

‫‪ ‬ضرورة العم ل على رف م سسات العمل التطوعي وأجهزة اجملتم ادلدين واالستفادة من‬

‫إمكانية وصوذلا إىل الفئات احملتاجة وتعزيز هذ اإلمكانيات‪ .‬وهنا تظهر أعلية الدور الذي تقوم به‬

‫اجلمعيات وادل سسات األهلية يف هذا الشأن‪.‬‬

‫‪ ‬أعلية وجود خريطة للفقر ت طي كافة زلافظات اجلمهورية وزلدثة بصفة دورية‪ ،‬حيث يتم‬

‫صب بيانات مصنفة حسب نوع اجلنس والعمر وصبي جوانب النشاط االقتصادي ووض م شرات‬

‫إحصائية لتيسًن تقييم األداء االقتصادي‪ ،‬وذلك م مراعاة البعد اخلاص النوع االجتماعي‪.‬‬

‫‪ ‬غلب على أي استاتيجية للحد من الفقر أن تراعي ربقيق التوازن بٌن ادلناطق اجل رافية‬

‫ادلختلفة م إعطاء أولوية للمناطق األكثر حرمانا‪ ،‬وهي ادلوجودة يف صعيد مصر وخاصة الريف‪.‬‬

‫‪363‬‬
‫املراجع‬

‫أوال‪ :‬املراجع العربية‬

‫‪ ‬مركز ادلعلومات ودعم ازباذ القرار‪ "،2006 ،‬أساليب وآليات استهداف الفقراء‪ /‬دراسة‬

‫منهجية"‪ ،‬أكتوبر ‪.2006‬‬

‫‪ ‬علي عبد القادر علي‪" ،‬الفقر م شرات القياس والسياسات"‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬ادلعهد‬

‫العرمل للتخطيط بالكويا‪.‬‬


‫مقاييس وم شرات الفقر والالمساواة والطرق ادلختلفة الستهداف الفقراء"‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز العقد االجتماعي‬
‫‪ ‬هبة الليثي وآخرون‪"،‬‬

‫‪.2011،‬‬
‫مصر باستخدام ادلس الدميوجرايف‬
‫‪ ‬إيناس زكريا زلمد‪" ،2008 ،‬ضلو منظومة الستهداف الفقر يف‬

‫الصحي ‪ ،2005‬مركز ادلعلومات ودعم ازباذ القرار‪.‬‬


‫التنمية‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ماليزيا‬ ‫ذبربة‬ ‫دولية‪:‬‬ ‫ذبارب‬ ‫‪،‬‬
‫‪ ‬أضبد عبد العظيم‪ ،‬ادلعهد العرمل للتخطيط‬

‫‪www.arab.api.org‬‬
‫‪ ‬مركز ادلعلومات ودعم ازباذ القرار ‪" ،2003 ،‬ذبارب دولية استاتيجيات التصدي للفقر"‪،‬‬

‫العدد الثاين‪-‬يناير ‪.2003‬‬

‫‪ ‬مركز ادلعلومات ودعم ازباذ القرار‪" ،2006 ،‬أساليب وآليات استهداف الفقراء‪/‬دراسة منهجية"‪ ،‬أكتوبر‬

‫‪.2006‬‬

‫‪ ‬اجلهاز ادلركزي للتعبئة العامة واإلحصاء‪.2011 ،‬‬

‫‪363‬‬
،"‫ "تقرير الفقر يف مصر‬، 2009 ،‫ وزارة التخطي\ط والتعاون الدويل‬

www.mop.gov.eg
.2012/2011 ‫ مشروع ادلوازنة العامة للدولة للعام ادلايل‬،‫ وزرا ادلالية‬

‫ خطة التنمية االقتصادية واالجتماعية لعام‬،2011 ،‫ وزارة التخطيط والتعاون الدويل‬

.2012/2011

.2011 ‫ أبريل‬،‫ اخلطة القومية لتطوير ادلناطق العشوائية‬،‫ صندوق تطوير العشوائيات‬

.‫ وزارة التخطيط‬،2009/2008 ،‫ مس دخل وإنفاق واستهالك األسرة‬

http://www.1000qarya.gov.eg ‫مبادرة تنمية األلف قرية األشد فقرا‬ 

‫ املراجع األجنبية‬:‫ثانيا‬

 Bosley. Timothy and Ravi Kanpur (1990( . “The Principles of


Targeting”. The world Bank, Development Economics, Policy,
Research and Extend Affairs Dissemination Center, Poverty Working
Paper, Washington
De Janvry, Alain and Elisabeth Sadoulet (2004), “Social Programs
and the Art of Targeting”, Handout No.5 , Department of Agricultural
and Resource Economics, University of Berkeley, U.S.A

363

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like