Professional Documents
Culture Documents
Artificial Intelligence (Legal Approach) : Summary
Artificial Intelligence (Legal Approach) : Summary
*
بن عثمان فريدة
ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ :ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ:
جامعة لونيسي علي – البليدة ( 2الجزائر)
ﺩﻓﺎﺗﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ:
benatmanefaridaa@gmail.com
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎﺻﺪﻱ ﻣﺮﺑﺎﺡ ﻭﺭﻗﻠﺔ -ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ:
ﺑﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ،ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ:
تاريخ اإلرسال 2020 /02 /09 :تاريخ القبول 2020/03/17 :تاريخ النشر2020/06/01 :
ﻣﺞ ,12ﻉ2 ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ/ﺍﻟﻌﺪﺩ:
ملخص:
ﻧﻌﻢأهم آثار التكنولوجيا الحديثة ،فهو ثمرة عقود من الزمن بذل فيه االنسان ما أمكن ﻣﺤﻜﻤﺔ:
يعتبر الذكاء االصطناعي من
2020خلق عقل اصطناعي يفكر معه ويساعده وينوبه في بعض المهام .هذه الخطوة ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ:أموال للوصول إلى
من معرفة و ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
القانونية الحالية التي يعتبرها البعض عاجزة على حل المشاكل القانونية التي
نظومة156
ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:لها أثرها على واقع الم- 168
كان
قد يثيرها الذكاء االصطناعي مما يستوجب التوجه لتنظيم قانوني خاص بهذه التكنولوجيا ،وفي مقابل ذلك
1060744 ﺭﻗﻢ :MD
يتخوف البعض من هذه الخطوة ويدعو إلعمال القواعد الموجودة مع تعديالت طفيفة دون الخوض في غمار
ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ وتغييرات جذرية في القواعد الموجودة مما قد تؤدي لتغيير المنطقﺑﺤﻮﺙ تعديالت ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ:
قواعد جديدة قد ينجر عنها خلق
Arabic ﺍﻟﻠﻐﺔ:القانوني الحالي ككل.
EduSearch,الشخصية القانونية.
الملكية الفكرية، المسؤولية،
EcoLink, خوارزميات،
IslamicInfo, المفتاحية :الذكاء االصطناعي،
HumanIndex ﻗﻮﺍﻋﺪالكلمات
ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ،ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
Summary :
http://search.mandumah.com/Record/1060744 ﺭﺍﺑﻂ:
Artificial intelligence is considered one of the most important effects of modern technology, as
it is the fruit of decades in which man has made as much knowledge and money as possible to
reach the creation of an artificial mind that thinks with him, helps him and turns him into
some tasks.
This step had an impact on the reality of the current legal system, which some consider
unable to solve the legal problems that artificial intelligence may raise, which necessitates the
orientation of a legal organization for this technology.
In return, some people fear this step and call for the implementation of the existing rules with
minor amendments without going into the midst of creating new rules that may result in
fundamental changes and changes in the existing rules, which may lead to changing the
current legal logic as a whole.
Key words : artificial intelligence, algorithms, responsibility, intellectual property, legal
personality.
156
– :) ص ص ( : العدد/ :الـمجلد دفاتر السياسة والقانون
*
بن عثمان فريدة
) (الجزائر2 جامعة لونيسي علي – البليدة
benatmanefaridaa@gmail.com
2020/06/01 : تاريخ النشر 2020/03/17 : تاريخ القبول 2020 /02 /09 :تاريخ اإلرسال
:ملخص
فهو ثمرة عقود من الزمن بذل فيه االنسان ما أمكن،يعتبر الذكاء االصطناعي من أهم آثار التكنولوجيا الحديثة
هذه الخطوة.من معرفة وأموال للوصول إلى خلق عقل اصطناعي يفكر معه ويساعده وينوبه في بعض المهام
كان لها أثرها على واقع المنظومة القانونية الحالية التي يعتبرها البعض عاجزة على حل المشاكل القانونية التي
وفي مقابل ذلك،قد يثيرها الذكاء االصطناعي مما يستوجب التوجه لتنظيم قانوني خاص بهذه التكنولوجيا
يتخوف البعض من هذه الخطوة ويدعو إلعمال القواعد الموجودة مع تعديالت طفيفة دون الخوض في غمار
خلق قواعد جديدة قد ينجر عنها تعديالت وتغييرات جذرية في القواعد الموجودة مما قد تؤدي لتغيير المنطق
.القانوني الحالي ككل
. الشخصية القانونية، الملكية الفكرية، المسؤولية، خوارزميات، الذكاء االصطناعي:الكلمات المفتاحية
Summary :
Artificial intelligence is considered one of the most important effects of modern technology, as
it is the fruit of decades in which man has made as much knowledge and money as possible to
reach the creation of an artificial mind that thinks with him, helps him and turns him into
some tasks.
This step had an impact on the reality of the current legal system, which some consider
unable to solve the legal problems that artificial intelligence may raise, which necessitates the
orientation of a legal organization for this technology.
In return, some people fear this step and call for the implementation of the existing rules with
minor amendments without going into the midst of creating new rules that may result in
fundamental changes and changes in the existing rules, which may lead to changing the
current legal logic as a whole.
Key words : artificial intelligence, algorithms, responsibility, intellectual property, legal
personality.
* المؤلف المرسل
156
بن عثمان فريدة
مقدمة:
شهدت السنوات األخيرة تطورا كبيرا في ميدان الذكاء االصطناعي والروبوتيك نتيجة التقدم الهائل في
التكنولوجيا ومعالجة المعطيات ،وهذا في ظل ظهور ثروة البيانات الضخمة ( )BIG DATAكفاعل جديد تتميز
به الدول المتقدمة عن غيرها .من بين التطبيقات الظاهرة للذكاء االصطناعي النظام المبرمج لمساعدة الطبيب في
المجال الطبي ،السيارات الذكية ،الوكيل الذكي ،الروبوتات وغيرها من التطبيقات التي أصبح لها دورا فاعال في
المجتمعات المتطورة السيما منها الواليات المتحدة االمريكية ،اليابان والصين ،فرنسا وألمانيا .هذه التكنولوجيا
الجديدة مثلت نقلة نوعية في المجتمعات المتطورة من حيث توفير الراحة والرفاهية ومساعدة األفراد في إنجاز
مهامهم االجتماعية والمهنية ،لكن في ذات الوقت فتحت الباب علي مجموعة من المسائل الفلسفية ،األخالقية وكذا
القانونية.
يمثل الذكاء االصطناعي تحد جديد للقانون في مستويات عدة وهذا من حيث مدى إمكانية تطبيق القواعد القانونية
الموجودة على جميع المسائل القانونية التي يمكن ان يثيرها الذكاء االصطناعي كالملكية الفكرية ،نظام المسؤولية
العقدية أو التقصيرية الى جانب المسؤولية الجزائية ،حماية المعطيات الشخصية ،المنافسة وغيرها من المسائل
التي عالجها القانون بحكم االنسان فاعال فيها ،فكيف سيكون االمر لو كان الذكاء االصطناعي هو محركها
األساسي؟
حاول العديد من الفاعلين في ميدان الذكاء االصطناعي لفت انتباه القانونيين الى ضرورة العمل و بجدية علي
خلق قواعد قانونية جديدة خاصة بالذكاء االصطناعي و استبعاد تطبيق القواعد التقليدية ،وكانت حجتهم األساسية
في ذلك الطبيعة الخاصة التي تتميز بها هذه التكنولوجيا ،و قد بدأت فعال الخطي تسير في هذا الطريق لكن
بوتيرة بطيئة متخوفة ،حيث بادرت السعودية بمنح جنسيتها للروبوت صوفيا سنة ،2017كما أقر البرلمان
االوروبي قواعد مدنية خاصة بالروبوتات في مجال المسؤولية و أوصي بمنحها شخصية قانونية خاصة بها ،هذا
كله بين معارض و مؤيد .باإلضافة الى ذلك بادرت مجموعة من مصممي الذكاء االصطناعي الى طلب
االعتراف لهذا األخير بحقوق الملكية الفكرية باعتبار وصوله الي حد االبداع واالبتكار .هذه الخطي وان كانت
متباطئة دفعتنا لطرح العديد من التساؤالت حاولنا تجميعها في اإلشكالية التالية:
ماهي الطبيعة الخاصة للذكاء االصطناعي؟ وهل تستوجب طبيعته تنظيما قانونيا خاصا به؟
في محاولة متواضعة حاولنا اإلجابة عن هذه اإلشكالية في شقين ،تناولنا في الجانب األول الطبيعة الخاصة
للذكاء االصطناعي من خالل معرفة حقيقته العلمية ومدى اعتباره شخصا قانونيا ،وفي الشق الثاني تطرقنا الي
األسباب الحقيقية نحو التوجه الى تنظيم قانوني خاص بالذكاء االصطناعي واآلثار القانونية لذلك.
-1الذكاء االصطناعي ذو طبيعة خاصة:
حاول االنسان منذ القدم أن يطور نفسه من خالل استعماله ألهم ملكة منحها إياه هللا عز وجل ،أال وهو العقل.
هذه النعمة ميزته عن الحيوان واألشياء ،فكانت قدرته على التفكير واالدراك والتعلم واالستنباط واالستخالص
والحفظ هي مصدر قوته منذ القدم.
بعد الثورات العديدة التي قام بها االنسان لتطوير نفسه ال سيما الثورة الصناعية ،عمل في النصف الثاني للقرن
السابق على أن تكون ثورته هذه المرة معرفية أساسها التطور التكنولوجي والمعرفي ،وهو ما دفعه للبحث عن
مساعد له ،فانتقل من مجرد آلة بسيطة تحفظ له المعلومات وترتبها ثم تقدمها إليه كيفما أراد الي خلق نظام
يحاكي الذكاء البشري من خالل قدرته على التعلم والحفظ واالستنتاج ليفكر معه وربما يصل قبله إلى إيجاد
الحلول ،وهذا ما سمي بالذكاء االصطناعي.
157
الذكاء االصطناعي (مقاربة قانونية)
158
بن عثمان فريدة
القدرة علي التأثير في هذه البيئة بواسطة مؤثرات معينة ويستعمل الوكيل الذكي بكثرة في إبرام عقود التجارة
االلكترونية (فرح ،2017 ،ص . )16
باستعراض أهم تطبيقات الذكاء االصطناعي نستنتج أنه مفهوم جديد ذو طبيعة خاصة باعتباره محاك للذكاء
البشري في أهم تطبيقاته ،وهذا من خالل مجموعة من الميزات لعل من أهمها قدرته على التعلم واالدراك من ثم
استقالليته في إحداث أثار ملموسة بعيدا عن إرادة المستخدم.
قدرة الذكاء االصطناعي في التعلم و االدراك ال يعني في الحقيقة تقريبه من الذكاء البشري ،لكن ان يكون قادرا
على تغيير افعاله بحسب خبرته ،وبالتالي ان ال يكون مربوطا باألفعال التي برمج عليها في األصل نتيجة قدرته
على التعلم واقع يعطيه إمكانية ان يطور نفسه بنفسه ،فاألفعال التي برمج عليها في اصله ال تمثل اال إعطائه
القدرة علي التعلم و لكن ليس التعلم في حد ذاته ) .( Leemans,2017, p5لكن السؤال الذي قد يتبادر في
اذهانها في هذه الجزئية ،هل قدرة الذكاء االصطناعي في التعلم يعني القدرة على التفكير واالدراك؟
هناك من يؤيد فكرة قدرة الذكاء االصطناعي على التفكير ،هذه الميزة التي تعني التطبيق الحقيقي للمنطق الذي
يعتمد في أساسه على الربط بين المعطيات ،القياس واالستنتاج .وهو ما دفع العديد من علماء الحوسبة و االعالم
االلي الى التمييز بين الحاسوب الرقمي أي الذكي و الحاسوب اإللكتروني الذي يتبع قواعد معينة ال يمكن ان
يحيد عنها ،وهنا نصل الى ما يسمي بالتفكير االصطناعي الذي نتج عنه الذكاء االصطناعي(Doh-
).Djanhoundy,2018,p 8-9
لعل الميزة الثانية التي يختص بها الذكاء االصطناعي هو استقالليته في احداث أثار معينة من خالل اتخاذ
قرارات انفرادية بعيدة عن إرادة المستخدم .فالذكاء االصطناعي مستقل باعتبار توفره على حد ادني من
المعلومات والتي تشكل بالنسبة له دعما من مصممه ،إضافة الى المعلومات التي يكتسبها من بيئته و في اثناء
أدائه لعمله ،فتكون له القدرة على المبادرة بطريقة استباقية مع اظهار نوع من المرونة في ذلك ،و هذا في القيام
بمبادرات و تقديم اقتراحات للمستخدم فضال عن التفاعل و الرد على الطلبات الموجهة له من هذا األخير
(مسعود ،218 ،ص.)141-140
االستقاللية وفقا لقواعد 2012/8373 ISOهي القدرة على تنفيذ مهام معينة انطالقا من حالة معينة
واستنتاجات دون تدخل االنسان .و عليه يمكن اعتبار حرية اتخاذ القرار هو ضمان لوجود مفهوم الذكاء
االصطناعي المتميز عن البرمجيات و الحوسبة العادية التي تعمل في اطار وضعه لها المستخدم ،وتكون جميع
قرارتها متوقعة عكس الذكاء االصطناعي الذي ال يمكن توقع قراراته).( Troi,2017,p16-17
لقد جسدت الروبوت صوفيا الواقع الفعلي الذي وصل اليه الذكاء االصطناعي وتطبيقاته ،فقد كانت اول روبوت
صنعته مؤسسة هانسون روبوتيكس حيث اظهرت صوفيا ذكاء اصطناعيا أبهر الجميع من خالل تعرفها على
الوجوه والتحاور مع الناس خالل جلسات مؤتمر مبادرة مستقبل االستثمار الذي انعقد في الرياض سنة .2017
تعد صوفيا أول روبوت تحصلت على جنسية في التاريخ.
-2-1الذكاء االصطناعي في طريق الشخصنة:
لقد اعترفت العديد من االتفاقيات الدولية والتشريعات الوضعية بطريقة غير مباشرة بخصائص ودور الذكاء
االصطناعي وتطبيقاته ،لكنها لم تتضمن معالجة شاملة للجوانب المختلفة المتعلقة به ،أين تعاملت معها بنفس
الطريقة باعتبارها تنتمي لمجموعة واحدة دون التمييز بينها تبعا لدرجة تطورها واستقالليتها .كما خلطت بين
مفهوم االستقاللية واألتممة لهذه البرامج ،فمعظمها اعتبر اعماله امتدادا لمستخدميها .وعلى الصعيد الدولي فان
القانون النموذجي للتجارة االلكترونية لم يتطرق صراحة للذكاء االصطناعي وانما أشار الي رسائل البيانات التي
يتم انشاؤها اوتوماتيكيا بواسطة أجهزة الكومبيوتر دون تدخل بشري .كما تطرقت اتفاقية األمم المتحدة
159
الذكاء االصطناعي (مقاربة قانونية)
بخصوص استخدام الخطابات االلكترونية في العقود الدولية الي األفعال التي تقوم بها نظم المعلومات أي الوكالء
االلكترونيون .الواليات المتحدة االمريكية ومن خالل القوانين المنظمة للمعامالت االلكترونية اعترفت بالوكالء
االلكترونيين وبصحة العقود التي يبرمونها وكذلك عرف الوكيل االلكتروني في القانون الموحد للمعلومات
المتعلقة بصفقات الحاسوب.
على الصعيد األوروبي وفي إطار تنظيم التجارة االلكترونية لم يشر مباشرة للذكاء االصطناعي وتطبيقاته ولكن
سمح بإبرام العقود بالوسائل االلكترونية ،لكن النقلة القانونية النوعية التي حدثت بخصوص االعتراف بالذكاء
االصطناعي هو قرار البرلمان األوروبي لسنة 2017حول قواعد القانون المدني بشأن الروبوتات أين يعترف
بخصوصية الروبوتات المزودة بقدرة التعلم وضرورة تطوير قواعد جديدة للمسؤولية تأخذ بعين االعتبار مدى
تطور الروبوتات وسيطرة المستخدم البشري عليها (الدحيات ،2019 ،ص .)27-25
الجزائر ،وفي خضم القوانين التي صدرت مؤخرا في إطار تنظم المعامالت االلكترونية ،ال سيما قانون التجارة
االلكترونية ،05/18لم يشر المشرع الجزائري تماما الى الذكاء االصطناعي وتطبيقاته بطريقة مباشرة او غير
مباشرة ،وهذا ما يجعلنا في حيرة من النقائص التي تعاب على هذا القانون ،على عكس بعض التشريعات
الوضعية التي اشارت بطريقة غير مباشرة للذكاء االصطناعي من خالل صحة معامالت الوكيل االلكتروني او
كما سمته بعض التشريعات بالوسيط االلكتروني مثل دولة االمارات العربية المتحدة.
في بداية المطاف كانت اآلالت الكالسيكية تتميز بحجمها عند إنجازها من خالل ما تتضمنه من معدات
وكابالت ،فهي مرئية للجميع حاضرة ماديا ولم يكن هنالك أي شك في اعتبارها من الناحية القانونية شيئا تنطبق
عليه القواعد المتعلقة باألشياء .لكن هذا الفرض لم يعد مجديا كثيرا امام مفهوم الذكاء االصطناعي محل دراستنا
فهو في حقيقة االمر سلوك يمكن الخلط في مدي ماديته).( Troi,p13
لقد فرق القانون بين األشخاص واألشياء ،فالشيء أكثر التصاقا وأشد ارتباطا بالحق العيني منه بالحق الشخصي،
فالحق العيني سلطة قانونية مباشرة على الشيء محل الحق ومن ثم يتصل صاحب الحق بالشيء اتصاال مباشرا
دون وسيط ،فالشيء هو كل ما يصلح أن يكون محال للحقوق المالية (السنهوري ،1952،ص .)6وعليه كل ما
هو غير انساني يعتبر من األشياء ،وبالتالي ال يمكن أن تكون لها شخصية قانونية .فالشخصية القانونية في الفقه
الدولي هي الحق واالهلية في اكتساب الحقوق والقدرة على التصرف ،وهي ميزة مقررة لإلنسان أي الشخص
الطبيعي بواسطة مجموعة من االتفاقيات الدولية واإلقليمية لحقوق االنسان تتيح له القدرة على اكتساب الحقوق
وتحمل االلتزامات (الجبوري ،2017 ،ص .)484فالشخصية القانونية تم إقرارها للشخص الطبيعي باعتباره
حرا وأهال الكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات وعليه هناك من يري ان الحرية في اكتساب الحقوق وتحمل
االلتزامات هي التي تكسب الشخصية القانونية وليس األنسنة في حد ذاتها ،فهي إقرار لواقع وليس ابتكارا قانونيا
الفتراض (الخطيب ،2018،ص .)105لم يتوقف االمر عند هذا الحد لكن المتطلبات الحديثة التي يعيشها العالم
خاصة في الناحية االقتصادية واالجتماعية فرض على العديد من األنظمة اعطاء الشخصية القانونية لغير
االنسان قصد منح مجموعة من الحقوق ،وهذا ما جعل الشخصية تتعدى الجانب المادي للوجود االعتباري،
فظهر ما يسمي بالشخص االعتباري أو الشخص المعنوي لتمكين صاحبها من الحقوق وتحمل االلتزامات كما هو
االمر في الشركات ومؤسسات الدولة حتى انه وصل االمر ببعض األنظمة الي تحميل الشخص االعتباري
المسؤولية الجزائية.
الذكاء االصطناعي حقيقة هو سلوك يحاكي الذكاء البشري إلحداث اثار معينة من خالل اتخاذ القرارات بطريقة
حرة ومستقلة ،لكن يعتمد في أصله على الخوارزميات التي لها مدخالت ومخرجات ال يمكن ان تتم اال بمجموعة
من الوسائل المادية الملموسة .فنحن هنا امام مشكل حقيقي ،هل الذكاء االصطناعي شيء أم شخص ،وان كان
كذلك ففي أي طائفة يمكن شخصنته؟
160
بن عثمان فريدة
احتمال اعتبار الذكاء االصطناعي شيئا يمكن إلغائه باعتبار أنه يتعارض مع أهم ميزة فيه أال وهي القدرة على
التعلم والتطور ومن ثم االستقاللية في إحداث آثار معينة ،خاصة االستقاللية التي قد تجعله أهال الكتساب الحقوق
وتحمل االلتزامات وهذا ماال يتوافق ومعنى الشيء مبدئيا .وعليه احتمال شخصنة الذكاء االصطناعي وارد
وقابل للطرح لعدة أسباب لعل من أهمها تلك االستقاللية والحرية في اتخاذ القرار بعيدا عن إرادة المستخدم التي
تدعونا للتفكير على من تقع المسؤولية .كذلك هذا الذكاء الذي يمكن أن يخلق أو يتوصل الى ما لم يستطع أن
يصل إليه ذكاء العقل البشري فهل يمكن أن يكون هذا االبتكار ملكا للذكاء االصطناعي في حد ذاته؟
هذه التساؤالت دفعت ببعض من له عالقة بالذكاء االصطناعي من مفكرين ومهندسي برمجيات وقانونيين لتبني
طرح إكساب الذكاء االصطناعي الشخصية القانونية في مقابل مجموعة أخرى متخوفة من حدوث ما قد شهدناه
في أفالم الخيال العلمي ،أين يصبح للذكاء االصطناعي مكانة خاصة تجعله محصنا من االنسان الذي ابتدعه مما
قد يؤدي به الى االضرار بالبشرية.
من الجانب القانوني كان البرلمان األوروبي أول المبادرين إلعطاء الذكاء االصطناعي أهمية واضحة وملموسة،
من خالل ابتداع قواعد خاصة متعلقة بالمسؤولية المدنية للروبوتات سنة 2017كما سبقت اإلشارة اليه،
وأظهرت قبولها لفكرة شخصنة الذكاء االصطناعي ،لكن إن مشينا في هذا الطرح ،ففي أي خانة قد نصنف
الذكاء االصطناعي باعتباره شخصا قانونيا؟
فعال و كما سبق أن ذكرنا ،فإن الشخص الطبيعي يمتلك الشخصية القانونية ليس بحكمه بشريا فقط و إنما لقدرته
على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ،لكن ال يمكن في أي حالة من الحاالت إعطاء الذكاء االصطناعي نفس
مكانة االنسان ،فبالرغم من أن الروبوت صوفيا حاولت إيهامنا بذلك من خالل تعرفها علي وجوه البشر و تجاذب
اطراف الحديث معهم ،لكن في نظرنا يبقى االنسان من ابداع الخالق وال يمكن له هو في حد ذاته خلق مثيل له،
وإن حاولنا تشبيه الروبوت باإلنسان فهذا تقليل من قيمته كإنسان ،أما من الناحية القانونية فمنح الشخصية
القانونية للذكاء االصطناعي مثله مثل الشخص الطبيعي يمنحه العديد من الحقوق التي قد ال تتماشي و طبيعته
فيصبح له اضافة ال الحق في الحياة ،الحق في التعبير واحترام الحياة الخاصة والحق في االنتخاب والعمل فهي
حقوق في نظرنا ال تتماشي اال والطابع البشري ،باإلضافة إلى ذلك فالشخص الطبيعي يتميز بماديته ،فهل الذكاء
االصطناعي له نفس الطبيعة ؟ وعليه احتمال اعتبار الذكاء االصطناعي شخصا قانونيا طبيعيا ملغي.
الشخص المعنوي مجموعة من األشخاص أو مجموعة من األموال منحها القانون الشخصية القانونية التي تؤهلها
الكتساب الحقوق وتفرض عليها بعض االلتزامات ،فجانب من أنصار الشخصية المعنوية أكدوا على أنّ الحقوق
سلطة إرادية ويعبر الشخص المعنوي عن إرادته من خالل ممثليه الذين يعبرون بدورهم عن إرادة جميع
األشخاص المنظمين لهذا الشخص المعنوي ،وتكون هذه اإلرادة المشتركة متميزة عن مختلف إرادات االفراد
المكونين له (مذهب اإلرادة) (باينة ،2005،ص . )232-221
الذكاء االصطناعي هو سلوك ناتج عن خوارزميات ،او مجموعة من البرامج المنظمة .والبرنامج هو هندسة
منطقية تجسد الكيان المعنوي للذكاء االصطناعي ،لكن لتنفيذه البد من عملية كهربائية مادية .هناك من يقول ان
البرنامج في حد ذاته عبارة عن معلومة وبالتالي من الناحية القانونية حق معنوي وأحسن دليل على ذلك هو
اعتبارها من ضمن المصنفات الرقمية المحمية بموجب اتفاقيات وقوانين الملكية الفكرية وهذا ما قد يوحي إلى
المادية الذكاء االصطناعي (مسعود ،ص ،)144وفي ذات الوقت ال تنطبق عليه مقومات فكرة الشخصية
المعنوية التي سبق وأن تطرقنا إليها وإن كانت تتقاطع معها في ميزة االستقاللية والحرية في اتخاذ القرار.
لقد تبني البعض فرضية انتقدها البعض اآلخر تفيد ان يكتسب الروبوت باعتباره أحد اهم تطبيقات الذكاء
االصطناعي الشخصية القانونية باعتباره شخصا الكترونيا أو افتراضيا أين يكون مسؤوال عن التعويض في
161
الذكاء االصطناعي (مقاربة قانونية)
مواجهة الغير .هذه الفرضية تبناها تقرير البرلمان األوروبي لسنة 2017المتعلق بقواعد القانون المدني الخاص
بالروبوت والتي دعت إلى خلق في أقرب اآلجال شخصية قانونية خاصة بالروبوتات حتي تعتبر الروبوتات
المستقلة كأشخاص الكترونية مسؤولة ملزمة بتعويض االضرار التي تلحقها بالغير)Mazeau,2018,p 5-6
( .فحسبهم الشخص االلكتروني هو كل روبوت يتخذ قرارات مستقلة بطريقة ذكية او يتفاعل بطريقة مستقلة مع
الغير ،والروبوت في حقيقة االمر هو آلة تحمل ذكاء اصطناعيا في العالم المادي وعليه فالروبوت هو ذكاء
اصطناعي غير ظاهر او افتراضي أين يمكن لذلك الذكاء أن يظهر استقالليته .وعليه يمكن للروبوت ان يحل
محل االنسان إلتمام مهام معينة حسب البرلمان األوروبي ،وهذا ما دفع به للبحث عن طبيعة انتماء الروبوت من
حيث المجموعات القانونية الموجودة (شخص طبيعي ،شخص معنوي ،حيوان او شيء) ،وعليه فهو يرى أنه ال
يمكن إدخاله ضمن أحد المجموعات هاته ،وانما يحتاج لمجموعة جديدة تحمل شخصية قانونية خاصة بهذا
التطبيق للذكاء االصطناعي .البعض من القانونيين كانوا يرون أن القانون قابل للتطبيق على المعامالت
االلكترونية لكن في نهاية المطاف كان ذلك صعبا مما دفعهم في األخير الى ابتداع قواعد خاصة بالمعامالت
االلكترونية ال سيما تلك المتعلقة بالمعطيات ،نفس الشيء بالنسبة للذكاء االصطناعي الذي بدأ يأخذ مكانه شيئا
فشيئا في حياة االنسان االجتماعية واالقتصادية وغيرها من المجاالت مما يجعلها مصدرا للمسؤولية وهذا ما
يبرر توجه االتحاد األوروبي .فالروبوت حسب هذا التوجه يعتبر كشخص في المنظومة القانونية مثله مثل
الشخص المعنوي ،هذا النظام القانوني الجديد يتطلب تعاون كل من له عالقة بخلق و استعمال الروبوت
(المصمم ،مطور معالجة المعلومات ،المصنع ،المستعمل) وعليه خصائص هذه الشخصية القانونية الجديدة تبقى
غامضة). ( Siary,2017
-2التوجه نحو تنظيم قانوني خاص بالذكاء االصطناعي:
واقع ممارسات الذكاء االصطناعي في حياة االفراد المتجسد من خالل االستعمال المتكرر والممتد للسيارات
الذكية والروبوتات وكذا األنظمة المبرمجة في مجال الصحة واالقتصاد والقانون ،دفع مصممي ومالكي
ومستعملي الذكاء االصطناعي للمطالبة بنظام قانوني خاص به قصد تجنيبهم تحمل المسؤولية القانونية عن
قرارات و أفعال هذه التكنولوجيا بحكم أنها قد أصبحت تقوم بمهامها بعيدا تماما عن سيطرتهم وباستقاللية ،كما
أن بعضهم دعا لالعتراف بحقوق الملكية الفكرية لهذا الذكاء الذي أصبح قادرا على االبداع واالختراع ،لكن
هذا التوجه وإن كان قد بدأ فعال فإنه خلق خوفا وقلقا كبيرين من حيث اثاره التي يرى األغلبية انها ال تتوافق و
المنطق القانوني .
-1-2المسؤولية والملكية الفكرية أساس التوجه
التحدي القانوني األول الذي قد يواجه القانون متعلق بالمسؤولية القانونية عن سلوك الذكاء االصطناعي باعتباره
وصل الى مرحلة اتخاذ قرارات مستقلة بعيدة تماما عن إرادة البشر ،وهذا من خالل إحداث ضرر للغير في
إطار المسؤولية المدنية أو بارتكاب جرائم تحت لواء المسؤولية الجزائية .لذلك نتساءل في هذا المقام إن كانت
القواعد التقليدية وكذا المستحدثة للمسؤولية المدنية يمكن ان تغطي مسؤولية الذكاء االصطناعي في حالة اضراره
بالغير.
أساس المسؤولية للتعويض عن الضرر الذي يلحق بالغير هو اكتساب الشخصية القانونية التي يمنحها القانون
للشخص الطبيعي والشخص المعنوي وفق أسس وشروط معينة .هناك مجموعة من فقهاء القانون الذين حاولوا
البحث عن أساس المسؤولية المدنية للذكاء االصطناعي ،فاتجه جانب منهم إلى إسقاط قواعد المسؤولية التقليدية
( عقدية و تقصيرية ) وكذا مسؤولية المنتج للوصول الى الطرف الذي يتحمل التعويض عن كل ضرر قد يلحق
الغير جراء الذكاء االصطناعي مع بعض التعديالت الطفيفة علي تلك القواعد واستبعادهم لفكرة شخصنة الذكاء
االصطناعي باعتباره ورغم تميزه باالستقاللية في إحداث آثار معينة دائما مرتبط بالبشر قبل اتخاذه للقرار ،فال
162
بن عثمان فريدة
يمكن أن نكون بصدد ذكاء اصطناعي ان لم تكن هنالك خوارزميات معينة يكسبها إياه المصنع كمرجعية للتعلم و
القياس ثم االستنتاج التخاذ قراراته ،كذلك ال يمكن ابدا أن يتخذ الذكاء االصطناعي قرارات معينة إال بعد
تشغيله من طرف البشر(المطروشي. ) 2018 ،
ذهب بعض من الفقه األوروبي إلى اعتبار الذكاء االصطناعي أداة انطالقا من اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة
بالخطابات االلكترونية والعقود الدولية ،أين أوجبت هذه األخيرة مسؤولية كل من برمج الحاسوب للتصرف نيابة
عنه وبالتالي يقع عبء تعويض الضرر الذي قد يحدثه الذكاء االصطناعي للغير على صاحبه أو مستعمله وفقا
لقواعد المسؤولية عن فعل الغير أو المسؤولية باإلنابة ،لكن هذا الطرح يتناقض واستقاللية الذكاء االصطناعي
في اتخاذ القرارات بعيدا عن ارادة مالكه أو مستعمله.
وهناك جانب آخر اعتبر الذكاء االصطناعي منتوجا وبالتالي تطبق قواعد المسؤولية التي تلزم المنتج بالتعويض
عن الضرر الذي يحدثه المنتوج المعيب للغير ،لكن تعرض هذا الجانب للنقد كذلك باعتبار أنه من الصعب اثبات
العيب في الذكاء االصطناعي ألن هذا األخير له القدرة على التعلم والتطور وهذا ما قد يجعل عملية اثبات العيب
في المنتوج لحظة إنتاجه فالتمييز بين الضرر الذي احدثه الذكاء االصطناعي بسب قراراته المستقلة والضرر
الذي يكون نتيجة عيب في المنتوج في حد ذاته صعب (بن طرية ،2018،ص .)125-124وذهب بعض من
الفقه األمريكي إلى توصيف المسؤولية المدنية للذكاء االصطناعي استنادا إلى السوابق القضائية االمريكية ،لكن
هذا التوجه اعتمد في أساسه على التطبيقات العملية للذكاء االصطناعي كالسيارات الذكية ومحاولة توصيفها من
خالل تشبيهها بالمصاعد أو االحصنة (بن طرية ،ص )127لكن هذا التوجه وإن كان يخول للقضاء البحث في
مجمل القواعد القانونية القائمة إليجاد أساس للمسؤولية فانه قد يكون عاجزا أمام التطبيقات الكثيرة للذكاء
االصطناعي في العديد من المجاالت الطبية ،الهندسية ،والتجارية وحتى القانونية.
في نفس السياق حاول جانب من الفقه الفرنسي تأسيس المسؤولية المدنية للذكاء االصطناعي على القواعد
القانونية الموجودة والمطبقة في القانون المدني ،فالذكاء االصطناعي فيه العديد من األطراف التي يمكن اعتبارها
مسؤولة عن الضرر الذي يحدثه (المصمم ،الصانع ،المستعمل...،الخ) ،فالمسؤولية على أساس الخطأ ال يمكن
تطبيقها في نظرهم على الذكاء االصطناعي بحكم تأسيسها على االدراك الذي ال يمكن نسبه في أي حال من
األحوال للذكاء االصطناعي رغم استقالليته ،فتوجهوا مباشرة للبحث في المسؤولية دون خطأ فكانت المسؤولية
عن حراسة األشياء األكثر مالءمة ).( El Kaakour,2017, p 37-38
تؤسس المسؤولية عن األشياء على أساس أن حارس الشيء هو المسؤول عن فعل الشيء الذي يكون تحت
رقابته ،أين يكون الحارس قادرا على التوجيه والتسيير ومراقبة الشيء .هذا التصور يجعل من الذكاء
االصطناعي شيئا خاضعا لتوجيه ورقابة حارسه وهذا ماال يتماشى تماما وحقيقته ،فهو يتميز بقدرته على التعلم
واستقالليته في اتخاذ قراراته دون أي توجيه .ضف إلى ذلك صعوبة تحديد من يمكن اعتباره حارسا على الذكاء
االصطناعي ،هل مصممه أو مالكه أم مستعمله ،ومن من بين هؤالء له القدرة على توجيهه ومراقبته وهو في
حقيقة االمر وجد ليكون حرا بعيدا عن أي رقابة أو توجيه (بن طرية ،ص.)129
هناك من توجه الى تطبيق قواعد المسؤولية عن المنتوج المعيب باعتبارهم الذكاء االصطناعي منتوجا قد يشوبه
عيب يلحق ضررا بالغير .هذا التوجه وإن كان في نظر األغلبية هو األصلح في الوقت الراهن لتأسيس مسؤولية
الذكاء االصطناعي فإن تطبيقه تكتنفه العديد من الصعوبات ألن اعتبار الذكاء االصطناعي منتوجا يدعونا
للرجوع الى معني المنتوج الذي اعتبرته القوانين المقارنة ماال منقوال وهذا ماال يتوافق وطبيعة الذكاء
االصطناعي الالمادية التي سبق وأن تطرقنا اليها .وإذا سلمنا باعتبار الذكاء االصطناعي منتوجا وفقا لهذا التوجه
163
الذكاء االصطناعي (مقاربة قانونية)
فهل من السهل اثبات العيب الذي كان سببا في احداث الضرر بالموازاة مع ميزة التعلم والتطور التي يمتلكها
الذكاء االصطناعي؟
توجه البرلمان األوربي الى وضع قواعد خاصة بالمسؤولية المدنية للروبوتات سنة ،2017وكانت هذه أهم
مبادرة قانونية أظهرت نية بداية تنظيم قانوني خاص بالذكاء االصطناعي ،فقد أقر البرلمان مسؤولية ما يسمى
بالنائب اإلنساني المسؤول عن الروبوت والذي قد يكون المصنع ،المشغل ،المالك أو المستعمل ،وهذا بحسب
ظروف الحادث الذي سببه الروبوت من جهة ودرجة السيطرة الفعلية للنائب اإلنساني عن الروبوت من جهة
أخرى ،وهذا خالفا لنظرية مسؤولية حارس األشياء التي تفترض وقوع الخطأ (القوصي ،2018،ص .)88
وقد دعا البرلمان األوروبي في ذات القواعد الى ضرورة خلق شخصية قانونية خاصة بالذكاء االصطناعي
يمكنها هي تحمل المسؤولية في حالة حدوث ضرر وهذا من خالل تأمين يضمن هذا التعويض (تقرير البرلمان
األوروبي رقم 2017/27الصادر في 30ماي .)2017
هذا التوجه الجديد لوضع منظومة قانونية للذكاء االصطناعي دعت إليه العديد من المنظمات المتعلقة بالذكاء
االصطناعي في الواليات المتحدة االمريكية باعتبار أن المسؤولية عن أفعال الذكاء االصطناعي تثير مخاوف كل
من له عالقة به ألنهم على دراية كافية بأن فكرة السيطرة على قرارات وأفعال الذكاء االصطناعي باتت مستحيلة
في ظل التطور الهائل الذي وصلت اليه هذه التكنولوجيا وهو ما يمثل خطرا علي كل من له عالقة به في اطار
تحمل المسؤولية ،فمثال في مجال استعمال الذكاء االصطناعي في القانون ،اعتمد قاض في والية ويسكنسون
ضد لوميس سنة 2016على الذكاء االصطناعي لتقدير مدى عود المجرم الى االجرام و هذا ما جعله يحكم عليه
بستة سنوات سجنا دون أن يحاول القاضي فهم طريقة عمل الخوارزميات التي أفضت إلى تلك النتيجة ،وبالتالي
احتمال خطأ الذكاء االصطناعي لم يكن محل نقض و هذا ما قد يمثل خطرا فعليا لتطبيقاته (ماير . )2018،
مخاوف كل من له عالقة بالذكاء االصطناعي من مصمم ومصنع ومالك ومستعمل في إطار المسؤولية المدنية
والذي أخذ يوجه إلى تنظيم قانوني خاص بالذكاء االصطناعي لم يكن العامل الوحيد في ذلك .لقد كان للملكية
الفكرية في هذا الجانب دورا فاعال حيث أن طرح فكرة قدرة الذكاء االصطناعي على التعلم والتطور ومن ثم
إحداث آثار معينة قد تصل به الى ما قد لم يصل إليه البشر ،دعا البعض إلى التفكير في مدى اعتبار تلك األفعال
ابداعا في حد ذاته يستوجب حمايته ،وإن كانت كذلك فما هي الحقوق المجاورة لهذا االبتداع ومن هو مالكها؟
الملكية الفكرية تشمل كل ابداع أو ابتكار أو اختراع متميز ليس مجرد أفكار عادية ،وكذا اإلتيان بأفكار جديدة
متميزة لم تكن موجودة أو كانت موجودة وتم تطويرها .هذا االبداع تميز به العقل البشري في اغلب الحيان وفي
بعض األحيان أصبح للذكاء االصطناعي يقوم بدور المساعد للمبتكرين والمخترعين ،ولكن ماذا لو كان هذا
االبداع من صنع الذكاء االصطناعي وحده؟
اعتبر ريان ابوت و هو محام مختص ببراءات االختراع أنه يمكن اعتبار الذكاء االصطناعي مخترعا ،و لقد ق ّدم
في الواليات المتحدة االمريكية طلبات لبراءتي اختراعين متعلقين بالضوء التحذيري ومستوعب غذائي ،لكن تلك
الطلبات سجلت باسم ذكاء اصطناعي اسمه دابوس ايه أي ،وهو ذكاء اصطناعي ابتدعه ستيفن ثيلر ،أي أن هذا
األخير صمم هذا الذكاء و زوده بخوارزميات عامة ومعلومات قام من خاللها هذا النظام باختراع ما سبق ذكره،
لكن لم يكن ابدا بوسع ثيلر الوصول لهذا االبتداع ألنه ال عالقة له باألضواء والمستوعبات ،ولم يرد المكتب الى
يومنا هذا على هذا الطلب.
يري البعض انه ال يمكن اعتبار الذكاء االصطناعي مخترعا ألن المخترع في حقيقة االمر فرد ينتسب لشركة
معينة كموظف او متعاقد وملكية البراءة تعود للشركة وال يمكن للذكاء ان يكون موظفا أو متعاقدا ،هذا بغض
النظر على أن براءة االختراع تنسب لألشخاص الطبيعية فال يمكن للحيوانات ان تمتلك حقوق الملكية الفكرية.
كما ان هناك من يرى انه ال يمكن أبدا للذكاء االصطناعي العمل دون مساعدة بشرية حتى وإن تمثل ذلك في
164
بن عثمان فريدة
مجرد تشغيله ،ضف على ذلك أنّ اعتبار الذكاء االصطناعي مخترعا يفرض عليه مجموعة من االلتزامات لعل
من أهمها توقيع العقود الترخيص ورفع الدعاوي ،وهذا غير ممكن عمليا في نظرهم.
في المقابل وردا علي كل هذه االحتماالت يري ابوت أنه يجب إيجاد حل لهذه المعضلة حيث أنه من المعلوم أن
للذكاء االصطناعي عالقة بالعديد من األطراف التي جعلته قادرا علي التعلم و تطوير نفسه والقياس واالستنتاج
بداية بمصممه ونهاية بمستعمليه ،وعليه قد يكون من الصعوبة تحديد الطرف الجدير ببراءة االختراع في حالة
ابتداع الذكاء االصطناعي الختراع معين (تشين .)2020 ،
-2-2تعارض المنطق القانوني وحقيقة الذكاء االصطناعي:
الخطوة التي قامت بها السعودية في خضم المناقشات والمبادرات نحو توجه لتنظيم قانوني للذكاء االصطناعي
بين مؤيد وعارض جعلت الجميع يقفون أمام فرضيات باتت واقعا ملموسا في حالة صمت رهيب ينم عن
مخاوف عديدة ،لقد منحت السعودية كدولة جنسيتها للروبوت صوفيا هذا لم يكسبها فقط شخصية قانونية خاصة
تتماشي وطبيعة الذكاء االصطناعي وإنما أكسبها حقوقا وفرض عليها واجبات أكثر من الذي كان مطلوبا.
إن حصول صوفيا على جنسية سعودية ،منحها الحق في الحياة الخاصة كالحق في اختيار الدين والحق في
الزواج في مقابل واجب عدم االضرار بالغير والمساس بحياتهم الخاصة ،كما انه لصوفيا باكتسابها للجنسية حق
وواجب االنتخاب .هذه الخطوة تعتبر حافزا للتفكير حول البعد الفعلي للتنظيم القانوني للذكاء االصطناعي الذي
كان أساسه في حقيقة االمر تحمل المسؤولية وحقوق الملكية الفكرية.
لقد وجه 156خبيرا في القانون والذكاء االصطناعي من 14دولة أوروبية مذكرة اعتراض شديدة اللهجة لوقف
النقاش داخل البرلمان األوروبي حول منح شخصية قانونية للذكاء االصطناعي ،الن هذا يستدعي بالضرورة
تمتعها بباقي الحقوق كالحق في الزواج والتملك ،واعتبروا ذلك مجرد محاولة من المصنعين للتنصل من
مسؤوليتهم اتجاه منتوجاتهم (حسين.)2018 ،
األساس الذي اعتمده التوجه لضرورة تنظيم قانوني خاص بالذكاء االصطناعي هو قدرته على اتخاذ القرار
بشكل مستقل عن مستخدميه باعتباره قادرا على التعلم واالستدالل والحساب واالدراك والحفظ ،لكن وكما قلنا
سابقا هل يمكن للذكاء االصطناعي ان يفكر او يوصف بالذكاء؟
هذا االمر يبقي خالفيا ألنه الي يومنا ال يمكن إيجاد وصف حقيقي للذكاء البشري في حد ذاته فهو ظاهرة ال
يمكن مالحظتها مباشرة وكل ما يظهر منها نواتجها (مذكور ،2020 ،ص ،)94فكيف لنا إذا وصف الذكاء
االصطناعي الذي يبقي الى يومنا يعتمد على االنسان ليزوده بالخوارزميات الالزمة حتى يمكنه العمل إضافة
لعملية تشغيله .وعليه ومن الناحية القانونية اكساب الشخصية القانونية للذكاء االصطناعي يبقي فرضا ال يتوافق
والمنطق القانوني حتى وإن كانت من نوع خاص ،أي كما سماها البعض بالشخصية االلكترونية ،وحجتنا في
ذلك أن أساس الشخصية القانونية هو القدرة علي تحمل االلتزامات واكتساب الحقوق ،فهل يمكن للذكاء
االصطناعي بمختلف تطبيقاته ليس الروبوت فقط أن يمارس حقوقه كالحق في الزواج وهو في حقيقة االمر
يتميز بال ماديته ،وكيف له أن يبرم العقود حتى وان كان ذلك ممكنا من خالل تطبيق الوكالء االذكياء.
إن الشخص االلكتروني ليس باستطاعته ابرام بعض العقود كالهبة والزواج فهي تعتمد على االدراك والعاطفة
اإلنسانية ،كما انه ال يمكنه وإن تم منحه الشخصية القانونية أن يرفع الدعاوي .وبغض النظر عن ال ماديته فهو
ال يمكن له أن يقدر مدى تضرره خاصة إن كان الضرر معنويا.
إن الشخصية القانونية للذكاء االصطناعي تستوجب قيام مسؤوليته حيال الغير وهذا يعني البحث في المراحل
التي اتبعها وكذا خوارزمياته لمعرفة حقيقة اتخاذه القرار الذي تسبب في الضرر وهذا ما قد يتعارض مع أهم
165
الذكاء االصطناعي (مقاربة قانونية)
مقومات الذكاء االصطناعي أال وهو الكشف عن أسرار عمل نظامه ،وهذا ما يمثل مساسا بحقوق الملكية
الفكرية .باإلضافة إلى ذلك فإن كشف أسرار أسس الذكاء وعمله من شأنه أن يوقف لزاما عملية تطوره.
إذا اعترفنا فرضا بالشخصية القانونية للذكاء االصطناعي ،وبالتالي نعترف بقيام مسؤوليته ،هل يمكنه دفع تلك
المسؤولية؟ وما هي اآلليات الالزمة لذلك وهل تتوافق مع طبيعة هذه التكنولوجيا؟
إن منح الشخصية القانونية للذكاء االصطناعي يعني خلق منظومة قانونية خاصة بغير البشريين وهذا ما يعني
مجتمعا آخر في موازاة المجتمع البشري وهذا قد ينم عن الوقوع بالضرورة في اشكاالت عديدة فيما بين
المجتمعين قد يؤدي في النهاية الي انصاف أحد عن اآلخر وهذا ما يتعارض تماما والكرامة اإلنسانية التي خلق
القانون أصال لحمايتها والمحافظة عليها.
إذا كان منشأ االعتراف للذكاء االصطناعي بالشخصية القانونية هو إسناد المسؤولية عن الضرر الذي يسببه،
فهل سيكون ذلك منصفا فعال للمضرور.
كذلك وفي إطار المسؤولية الجزائية التي تعتمد على العقاب الذي يكون في غالبيته ماديا ال يمكن في الواقع
تجسيده على الذكاء االصطناعي الموصوف بال ماديته .ضف الى ذلك أن هذا الذكاء الذي أكد داعموه على انه
يمكن أن يصل الى ما لم يصل اليه العقل البشري وبأن قراراته غير متوقعة ،فكيف سيكون االمر لو كانت تلك
القرارات غير المتوقعة تهدد أمن واستقرار البشرية.
القانون يبقي دائما ثمرة الممارسات اإلنسانية علي وجه األرض ،وضع قصد فرض نظام يجعل البشر يعيشون
في أمن وسالم واستقرار ،و الذكاء االصطناعي يعتبر واقعا ال مفر منه يزيد توغله في حياة البشر يوما بعد يوم،
لكن هل فعال أضحي من الواجب أن يحظى هذا الذكاء االصطناعي بشخصية قانونية فقط إليجاد سبل قانونية
متعلقة بالمسؤولية و كذا الملكية الفكرية ؟ ،أم انه يجب على القانونيين تكييف القواعد القانونية الموجودة مع هذا
التطور السريع و الرهيب للتكنولوجيا دون خلق منافس حقيقي لإلنسان في اكتساب الحقوق و تحمل الواجبات،
يبقي الموضوع للنظر .
خاتمة:
االنفجار التكنولوجي الهائل في نهاية هذا القرن ووصول العقل البشري الى ابتكار ذكاء يحاكي ذكاءه ،ساعد على
تطوير ظروف معيشتنا وتسهيل حياتنا من خالل توفير كل أساليب الراحة والرفاهية ،لكن هذا االمر خلق معه
تساؤالت ومشكالت عديدة حاولنا طرح البعض منها المتعلق بالجانب القانوني.
فكان من أهمها المجموعة التي يمكن ان يصنف فيها الذكاء االصطناعي باعتبار أن اهم ما يميزه عن
التكنولوجيا األخرى قدرته على التعلم واالستنباط واالستنتاج وبالتالي تطوير نفسه واتخاذ قراراته بكل حرية
واستقاللية ،فأصبح تصنيف الذكاء االصطناعي في مجموعة األشياء أمرا يلغي قيمته وواقعه الفعلي ،كما أن
اعتباره شخصا مثله مثل االنسان ال يتماشى بداية وكرامة االنسان في حد ذاته ،كما أنه يبقي نظاما ال ماديا يبعده
عن مفهوم الشخص الطبيعي .إن التفكير في تصنيف الذكاء االصطناعي في خانة الشخص المعنوي يصطدم
وحقيقته المستمدة من قراراته المنفردة والمستقلة عن إرادة أي كان عكس الشخص المعنوي الذي يعبر عن إرادة
مشتركة من خالل ممثل معين .فأصبح السعي إلى خلق شخص قانوني جديد يسمي الشخص االلكتروني أو
االفتراضي احتماال غير بعيد.
األسباب الرئيسية التي قادت الى وضع خطوة أولى في طريق تنظيم قانوني خاص بالذكاء االصطناعي هو تعثر
قواعد المسؤولية الحالية إلنصاف المضرور وتعويضه عن الضرر الذي أصابه .فرغم أنّ الفقه سار في نهج
تأسيس مسؤولية الذكاء االصطناعي وفق قواعد مسؤولية حارس األشياء فإنّ ذلك قد يتعارض وحقيقة هذه
166
بن عثمان فريدة
التكنولوجيا التي أضحت حرة ال تخضع ألية رقابة أو توجيه .كما أن البعض حاول تكييفها ضمن قواعد مسؤولية
المنتج وهو ما خلق صعوبة في مجال االثبات ما قد يفقد المضرور حقوقه.
أما التوجه لمنح شخصية قانونية للذكاء االصطناعي حتى يتحمل هو المسؤولية ،فهو أمر يستوجب ذمة مالية
خاصة به اقترح ان تكون تأمينا معينا ،فهذا غير كاف باعتبار التأمين ذو قيمة محددة وفي ذات الوقت تكون
خدعة قانونية تسمح للبشريين بالتنصل من المسؤولية.
إن كان الذكاء االصطناعي قادرا فعال على االبداع واالختراع وبالتالي التفكير في منحه حق الملكية الفكرية فان
ما توصل اليه في حقيقة االمر هو مجموعة جهود بشرية منحته تلك القدرة وعليه يبقى االمر مبهما لمن له الحق
فعال في حقوق الملكية.
إن الوصول الي مرحلة االعتراف بعالم افتراضي ينظمه القانون قد يقلب الموازين من نعمة الي نقمة تصبح فيها
المصلحة البشرية في صراع مع عالم افتراضي ال محالة ،وهذا ما قد يخلق مشاكل أكثر تعقيدا من تلك الموجودة
حاليا .االمر أصبح صعبا فعال بعد مبادرة السعودية في منح الروبوت صوفيا الجنسية فاألمر وإن كان ظاهريا
محل استهزاء األغلبية لكنه يمثل واقعا يحمل في طياته مخاوف عبرت عنه القلة وبقيت حبيسة عقول واذهان
األغلبية.
المقاالت :
-ايمان ايت مهدي ، 2019 ،الشبكات العصبية االصطناعية و محاكاة سلوك المورد البشري في بيئة العمل ،
مقال منشور في مجلة افاق علوم اإلدارة و االقتصاد ،الجزائر ،المجلد /3العدد ، 1ص .152
-جبار لطيفة ،2017دور نماذج الذكاء االصطناعي في اتخاذ القرار ،مقال من مجلة العلوم اإلنسانية ،الجزائر،
العدد ، ،1ص .15
-احمد قاسم فرح ، 2017 ،استخدام الوكيل الذكي في التجارة االلكترونية ،مقال مجلة الفكر الجزائر العدد،16
ص .16
-عماد الدحيات ،2019 ،نحو تنظيم قانوني للذكاء االصطناعي في حياتنا ،مقال مجلة االجتهاد للدراسات
القانونية واالقتصادية ،المجلد 8العدد ، 5الجزائر ،ص 27-25
-حيدر الجبوري ،2017 ،الحماية الدولية للحق في الشخصية القانونية ،مقال منشور في مجلة المحقق الحلبي
للعلوم القانونية و السياسية ،سوريا ،العدد ، 3ص .484
-محمد الخطيب ، 2018 ،المركز القانوني لإلنسآلة ،مقال منشور في مجلة كلية القانونية الكويتية العالمية ،
الكويت ،العدد ، ، 4ص 105
167
الذكاء االصطناعي (مقاربة قانونية)
-نريمان مسعود ،2018 ،المسؤولية عن فعل األنظمة االلكترونية الذكية ،مقال من مجلة حوليات الجزائر ،ج
1العدد ، 31ص .141-140
-معمر بن طرية ،قادة شهيدة ،2018 ،اضرار الروبوتات و تقنيات الذكاء االصطناعي تحد جديد للقانون ،
مقال منشور في مجلة حوليات الجزائر ،عدد خاص ،ص 125-124
-همام القوصي ،2018إشكالية الشخص المسؤول عن تشغيل الروبوت ،مقال في مجلة جيل ،لبنان ،العدد 25
،ص 88
-مذكور مليكة ، 2020 ،هل المعرفة خاصية إنسانية فعال ؟ ،االكاديمية للدراسات االجتماعية و اإلنسانية ،
المجلد ، 12العدد ، 1ص 94
مقاالت منشورة في مواقع الكترونية
-سالم المطروشي ،المسؤولية القانونية لمنظومة الذكاء االصطناعي ،2018 ،مقال منشور في الموقع
االلكتروني www alkhaleej.aeتاريخ االطالع جانفي 2020
-الري قرين ماير ،مسؤولية الذكاء –حين يخفق الذكاء االصطناعي قد تكون انت الملوم ، 2018، -مقال
منشور في الموقع االلكتروني https://www.scientificamerican.comتاريخ االطالع جانفي 2020
-انجيال تشين ،هل يمكن للذكاء االصطناعي أن يصبح مخترعا ،مقال منشور في 27جانفي 2020علي
الموقع االلكتروني https://technologyreview.aeتاريخ االطالع جانفي 2020
-عبير حسين ،الزواج و التملك أهم مخاطر منج الروبوتات الشخصية القانونية ،مقال منشور في افريل 2018
عبر الموقع www.alkhaleej.aeتاريخ االطالع جانفي 2020
مراجع أخري :
-قرار البرلمان األوروبي رقم 2017/27الصادر في 30ماي .2017
-قواعد االيزو 2012/8373 ISOلسنة .2012
168