Professional Documents
Culture Documents
مجلس الادارة وحوكمة المؤسسة العمومية
مجلس الادارة وحوكمة المؤسسة العمومية
ملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على دور مجلس اإلدارة كآلية داخلية في حوكمة املؤسسات
العمومية االقتصادية على ضوء بعض النظريات التعاقدية وعلى ضوء املالحظات التجريبية امليدانية .وقد
تمت معالجة موضوع الدراسة من زاويتين مختلفتين أساسيتين هما :الهياكل واملهام .كما تم إسقاط
الجانب النظري على املالحظات امليدانية في بعض املؤسسات العمومية االقتصادية وذلك على خلفية
نظرية الحوكمة ونظرية الوكالة.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها :أن مجلس اإلدارة كآلية للحوكمة لم يؤثر على طبيعة
حوكمة املؤسسات االقتصادية العمومية ونجاعتها ،إضافة إلى أن هذه الهيئة التنظيمية تنشط ضمن بيئة
اقتصادية الزالت تتميز ببصمة الدولة كقوة عمومية مؤثرة في قرارات املؤسسة العمومية االقتصادية.
كلمات مفتاحية :حوكمة ،مجلس إدارة ،نماذج حوكمة املؤسسات ،آلية داخلية للحوكمة.
تصنيفات G30 :JEL؛ G34؛ G38
Abstract:
The objective of this study is to highlights the role of the board of directors as an internal
mechanism in the governance of public economic institutions in the light of some contractual
theories and in the light of empirical field observations. The subject was addressed from two
different basic angles: structures and tasks.
Where rotation when analyzing, the theoretical aspect was dropped on field
observations in some public economic institutions, against the background of governance
theory and agency theory.
__________________________________________
املؤلف املرسل :موالي علي ،اإليميلmoulai.ali@univ-oran1.dz :
109
موالي علي
Therefore, the study reached several results such as: the board of directors as a
governance mechanism did not affect the nature and efficiency of the governance of public
economic institutions. That, this regulatory body is active within an economic environment,
that is still characterized by the imprint of the state as a public force influencing the decisions
of the public economic institution.
Keywords: Governance; board director; corporate governance models, internal mechanism
of governance.
Jel Classification Codes : G30 ; G34 ; G38
.1مقدمة:
إن دراسة موضوع حوكمة الشركات ال بد أن يشتمل على كتابات العاملين بارن ومينز
باعتبارهما أول من اهتم بدراسة هيكل امللكية وأثرها على أداء املؤسسات الحديثة (BROUARD ,F
) .)et DI VITO , 2008إذ يرتكز هذا االهتمام على العالقة القائمة بين املالكين واملديرين املسيرين
حيث يميل كل طرف إلى تجسيد هذه العالقة على النحو األمثل في سياق عالقة وكالة تكون بين
املالكين حملة األسهم واملديرين املسيرين أثناء تجسيد عملية الحوكمة.
في نموذج الحوكمة ،تتميز الدراسات التجريبية بهيمنة اإلطار التعاقدي لنظرية الوكالة
) (Fama E F et Michael C.J, 1983أين يتم تسليط الضوء على مجلس اإلدارة ( )CAباعتباره ً
جهازا
ً
مركزيا للحكومة من خالل بعدين :أحدهما يتعلق ببنيته والثاني بمهمته.
1.1إشكالية البحث:
مما تقدم يمكن طرح إشكالية الدراسة وفق الصيغة التالية:
هل كان ملجلس اإلدارة بصفته آلية داخلية لحوكمة املؤسسة دورفعال في حوكمة املؤسسات
العمومية االقتصادية في الجزائر ؟
2.1فرضيات البحث:
انطالقا من اإلشكالية املطروحة تقوم الدراسة باختبار الفرضيات التالية:
مجلس اإلدارة كآلية للحوكمة لم يؤثر على طبيعة حوكمة املؤسسات االقتصادية العمومية، •
ونجاعتها.
110
مجلس اإلدارة وحوكمة املؤسسة العمومية
طريقة ممارسة الرقابة على املؤسسات االقتصادية العمومية كان لها اثر كبير على الحذر •
الشديد لدى أعضاء مجالس اإلدارة عند التصويت على اللوائح ،وكبح مبادرات التسيير لدى
املسيرين الرئيسيين (املدراء العامين).
3.1أهمية البحث:
تنبثق أهمية الدراسة من أن دور املؤسسات العمومية االقتصادية الزال مهما على مستوى
االقتصاد الوطني كموضوع الساعة ،وكونه يتطرق إلى آلية من آليات حوكمة هذه املؤسسات فإنه
يضفي عليه صفة األصالة.
4.1أهداف البحث:
يتمثل هدف الدراسة في تسليط الضوء على هذين البعدين ودورهما في عمل هذه الهيئة
اإلدارية في املؤسسات العمومية ،حيث تشمل هذه األبعاد ما يلي:
أ-البعد الهيكلي :الذي يتضمن:
تعيين أعضاء مجلس اإلدارة وانتخاب رئيس هذا املجلس -
مساهمات أعضاء مجلس اإلدارة الخارجيين. -
ب-البعد املهماتي :النابج عن قبول التفويض :يشمل ما يلي:
تحديد األهداف. -
مراقبة وتقييم أداء الشركات. -
4.1منهج البحث:
من أجل تحديد وتطويق عناصر اإلجابة على هذه اإلشكالية ارتكزنا من الناحية النظرية على
النظريات التعاقدية للمنظمات وال سيما نظرية الوكالة ،من خالل االعتماد على املالحظات املستقاة
من وظائفنا املمارسة فعال على مستوى املؤسسات االقتصادية العمومية وذات الصلة مباشرة
بموضوع البحث (عضو في مجلس إدارة عدة مؤسسات عمومية ،ورئيس مجلس إدارة ،ومدير عام)،
يجعل من املنهجية املتبعة في كتابة هذه الدراسة منهجية نوعية أساسها إعادة تجربة مع سرد حقائق
مرصودة.
5.1هيكل البحث:
لتحقيق الغرض املرجو من البحث ،قمنا بتناول الدراسة من خالل ثالثة محاور أساسية
واملتمثلة في:
111
موالي علي
سمحت هذه املفاهيم ألوليفي ويليامسون بإضفاء الطابع الرسمي على اآلليات التي تضمن
تنسيق األنشطة االقتصادية داخل الشركة بخالف التبادل أو التسلسل الهرمي (Chevalier,J,
2003).
• كما أن مفهوم الحوكمة مفهوم مركزي في نظرية العالقات الدولية .وسوف يعمل هذا النظام
ً
على حساب األشكال الجديدة لتنظيم مجتمع دولي يتزايد تجزئته وتباينه ويظل السؤال مطروحا
بشأ ن "كيفية الجمع بين كل الجهات الفاعلة العاملة على الساحة الدولية لتنظيم املشاكل العاملية
،والتي لديها تعاريف مختلفة وال تهمها بنفس الدرجة(Smouts M.C p136, 1998).
في تخصصات أخرى ،في العلوم السياسية مثال) (Leca,Jean, 1995أو في العلوم اإلدارية ،تم
تأكيد املفهوم بسبب التحوالت العميقة في العالقات بين الدولة والجهات الفاعلة العامة أو
الخاصة الوطنية أو الدولية في املجتمع ) ،(Chevalier.J, 2003التي تؤثر على الخيارات املشتركة
والتي أصبح من املهم تشكيلها والتفاوض بشأنها .وهذه التغييرات في عالقات الدولة بشركائها هي
العواقب املترتبة على إعادة توزيع دورها (الدولة).
وقد اختارت الدولة الجزائرية أن تعيد النظر في أحد أدوارها في هذه القضية ،وهو دور املسير،
ً
وأن تنقله عمدا إلى جهات فاعلة أخرى (عامة أو خاصة .واختارت الدولة أيضا أن تعيد النظر في
دورها في إدارة الشؤون الحضرية للمجتمع أو أن تبدي الرغبة في ذلك من خالل زيادة الالمركزية في
سلطتها على الصعيد املحلي.
وبعد ذلك ،سوف يكون االتجاه ،بفضل إعادة توزيع األدوار ،هو منح الدولة مكان امليسر ،
والوسيط ،والوكيل اإلقليمي للحوكمة)(Olivier Petit, 2003) (Pitseys .John, 2010
ولذلك ،فإن املالحظة هي أن مفهوم الحوكمة ،بتنوع استخداماته في عدة مجاالت ،يجعل
منه مفهوما متعدد الجوانب .ويشير العديد من املؤلفين)(Paye .Olivier, (Gaudin.J.P, 2002
) ، 2005إلى الجانب غير املحدد من مفهوم الحوكمة ،أو الجانب الشامل (Lacroix, I, et Saint
)arnaud,p.o, 2012
ويقال إن مفهوم الحوكمة كان ضحية لنجاحه ،وأصبح أحد هذه الكلمات الشاملة ،وهو
أحد املفاهيم الجامعة التي أصبحت تلجأ إلى معاني شديدة التنوع.
وفي هذا التنوع في استخدام املفهوم ،وفي سياق هذا املقال ،فإن املفهوم الذي اعتمده
االقتصاديون هو الذي يهمنا ،لذلك ،فإننا مهتمون بحوكمة املؤسسات من منظور اآلليات التي تكفل
تنسيق األنشطة االقتصادية داخل املؤسسة.
113
موالي علي
التنفيذيين ،في حين تشير الحوكمة ،باستخدام التعبير املأثور لروالند بيريز ،إلى انه يعني إدارة
اإلدارة ( (Charreaux. et Schatt. , 2006, p. 5)"management du (management.
ومن ثم ،فإن حوكمة املؤسسات هي مجموعة القواعد التي تؤثر على عمل املؤسسة ال سيما
فيما يتعلق باتخاذ القرارات والرقابة ،وبالتالي فهي تشمل "القواعد الرسمية وغير الرسمية،
واملمارسات املقبولة ،وآليات التنفيذ وآليات املكافآت والجزاءات ،الخاصة والعامة على حد سواء،
ً
والتي تحكم معا العالقة بين أولئك الذين يسيطرون بفعالية على املؤسسة (املسيرين) واملساهمين،
ً
أو بين املسيرين وأصحاب املصلحة ،تبعا لتصميم الحوكمة املختار واملتبع" ( Proulx et
.)2010 ،Larochelle2010 p3
3.2املناهج املختلفة في حوكمة املؤسسات:
نظرا لصعوبة تعريف مفهوم الحوكمة ،يتم تحليل حوكمة املؤسسات باستخدام ثالثة
ً
عموما بأسماء مختلفة وهي :النهج التعاقدي (أو التقليدي) ،والنهج املع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرفي مناهج ،يشار إليها
(أو اإليجابي) ،والنهج التنظيمي الذي نذكره باختصار شديد في هذا املقال.
1.3.2النهج التعاقدي أو التقليدي:
ً
طبقا لهذا النهج فإن حوكمة املؤسسات تغطي كل املؤسسات والقواعد واملمارسات التي
تضفي الشرعية على سلطة املسيرين (. )Charreaux.G 1997a
كان التعريف في أصله يشمل فقط العالقة بين املساهمين واملديرين املسيرين وغطى أيضا
العالقة بين املساهمين واملديرين املسيرين وافترض أن أنظمة الحوافز والتحكم الخاصة بهؤالء
تعتمد بشكل أساس ي على الهيكل التمويلي للمؤسسة ،وال سيما تركيبة املساهمين ومجلس إدارتها.
وقد أظهر هذا النهج قصوره مع تطور املؤسسة من حيث الشكل والتنظيم واملسؤولية تجاه بيئتها
وأصحاب املصلحة فيها الن نظام حوكمة املؤسسات عليه أن يكون قادرا على خلق القيمة والحد من
التناقص غير الطبيعي و غير العادي في قيمة األصول (املادية أو املالية) التي تؤثر على هذه القيم(la .
)valeur partenarialeتذبذب هذه القيمة حساس جدا ويتأثر كثيرا بنموذج وأسلوب حوكمة
املؤسسة ألن فعالية أنظمة الحوكمة ال يمكن أن تنشأ اال في إطار يسع جميع أصحاب املصلحة .كما
يجب دراسة هذه الفعالية من منظور منهجي ،مع األخذ في االعتبار العمليات امللموسة لخلق القيمة
من قبل الشركة (.)Charreaux et Desbrières 1998
115
موالي علي
116
مجلس اإلدارة وحوكمة املؤسسة العمومية
غالبا ما ينتج هذا االنخفاض أو فقدان القيمة أو عجز في األداء من الصراعات بين أصحاب
املصلحة في املؤسسة عند تخصيص املوارد املالية للشركة (فحص امليزانية السنوية أو تقسيم األرباح
وتخصيصها.
إن اإلصالحات االقتصادي) (NACEUR HADJ, 1989التي بدأتها الجزائر في أوائل تسعينيات
ً
القرن العشرين تندرج في هذا السياق اذ تمثل جزءا من هذا املنطق حيث اضطرت البنوك
واملؤسسات املالية إلى لعب دور املمول والوفاء بكل تعهدات هذه املؤسسات لفترة طويلة (قبل
اإلصالحات).
إن الهدف األساس ي من هذه اإلصالحات هو تمكين املؤسسات العمومية من إنتاج الثروة،
من خالل شكل آخر من أشكال الحوكمة حيث تؤول قيادة املؤسسة العمومية الى مجلس اإلدارة.
.3مجلس اإلدارة كآلية حوكمة داخلية للمؤسسة العمومية
إن مجلس اإلدارة هو إحدى آليات الحوكمة ،حتى إنه يمثل في بعض األحيان مركز بعض
تعريفات الحوكمة (. )Charreaux, G 1997bوهي مدرجة كآلية داخلية لدورها في السلوك
االستراتيجي للمؤسسة ،وفي حل تضارب املصالح ( ، ).Fama .E.F et Jensen M.C 1983aاألمر الذي
دفعنا إلى االهتمام بأدائها الفعلي على مستوى املؤسسة العمومية االقتصادية.
ً
مجلس اإلدارة هو هيئة غير محايدة من وجهة نظريات الحوكمة .فضال عن نموذج الكفاءة
ً
واألداء ،فإن مجلس اإلدارة يقدم نفسه أيضا باعتباره "أداة للقوة ،والهيمنة ،والسعي إلى الحصول
على الريع (االستيالء على القيم) ،خلق معايير اجتماعية لإلنتاج وما إلى ذلك"). (Charreaux, G 2000
ال يمكن إجراء تحليل لعمل مجلس اإلدارة على مستوى املؤسسة العمومية إال فيما يتعلق باملهام
والخصائص التالية الخاصة بهذه الهيئة والتي تشكل الجزء الثالث من هذا املقال.
.4خصائص عمل مجلس إدارة املؤسسة العمومية ،كنتيجة اإلسقاط النظري
يتسم عمل مجلس إدارة املؤسسة العمومية كآلية خارجية للحوكمة بالعوامل التالية:
1.4حجم مجلس اإلدارة وتعيين أعضائه:
يشير حجم مجلس اإلدارة إلى عدد أعضائه حيث يمكن لعدد األعضاء داخل أي مجلس إدارة
أن يؤثروا على أداء املؤسسة وفعاليتها .لقد أوضحا بيرس و زهرا)(Pearce, J A et Zahra S. A 1992
العالقة اإليجابية بين حجم مجلس اإلدارة واألداء .لقد أكد هذه العالقة على نحو مماثل ،دالتون
)(Dalton, Daily ,Johnson,Ellstrand 1999وعلى نحو خاص بالنسبة للمؤسسات الصغيرة واعتبر
هذه العالقة سلبية .هذا هو الحال أيضا مع يرماك .دال ،الذي يبرز العالقة السلبية بين حجم
117
موالي علي
مجلس اإلدارة واألداء .ويؤكد هذه النتيجة كل من (Godard, L 1998) Godardفي فرنسا ودالتون
في الواليات املتحدة.
لكن عند ممارسة الحوكمة ،يمكن مالحظة أن حجم مجلس اإلدارة غير ثابت و يتقلب ويتغير
من مؤسسة إلى أخرى ،وبنسب كبيرة ومتفاوتة.
مورين ،فرانسوا ) (Morin, F1974توصل إلى أن متوسط حجم مجلس اإلدارة يكون في حدود
, 09لكن بالنسبة ملاتي) ، (Maati, J.1998.فقد أكد أن الحجم املتوسط ملجلس اإلدارة يكون في
حدود ً 14عضوا.
وفيما يخص حجم مجلس إدارة املؤسسة العمومية فقد حدده القانون التجاري في املادة 610
من القانون التجاري املعدل ويخص املؤسسة العمومية االقتصادية ذات األسهم .املالك هم من
يحدد عدد أعضاء مجلس االدارة .يكون حجم مجلس االدارة في حدود 03إلى 12عضو وطوال املدة
ً
املحددة قانونا لألعضاء). (Maati, J.1998.
عدد أعضاء مجلس االدارة في املؤسسة العمومية االقتصادية هي مسألة امتثال تنظيمي أكثر
ً
من كونه هدفا إلدارة حقوق التصويت عند اتخاذ القرارات اإلستراتيجية التي تحدد قابلية املؤسسة
لالستمرار وأدائها .وهذا ناتج عن طبيعة املساهمين وعددهم .ما معنى أن يكون األعضاء كلهم يمثلون
مصالح مساهم واحد املتمثل في الدولة أوفي الحامل ألسهم الدولة ؟ هذا تساؤل هام بالنظر إلى
كيفية اخذ القرار داخل املؤسسة العمومية االقتصادية وابان مداوالت أعضاء مجلس اإلدارة.
(Moulai.A, 2021).
يحدد عدد أعضاء مجلس اإلدارة امتثاال لألحكام املنصوص عليها في القانون التجاري الن
ً ً
االهتمام بتنظيم القرار داخل هذه الهيئة ليس هدفا مهما بالنسبة للمؤسسة ،وذلك راجع إلى نظام
اتخاذ القرار في املؤسسة االقتصادية العمومية ,أين تقع مسؤولية صنع القرار االستراتيجي ،التي
تشكل املهمة الرئيسية للهيئة ،على عاتق جهات فاعلة وهيئات إدارية أخرى تعمل كمالك وحملة
أسهم مفوضين من طرف الدولة .والحظنا في بعض املؤسسات العمومية الناشطة في قطاع األشغال
العمومية ،أن حجم مجلس اإلدارة الذي يعد تسعة اعضاء ينتمون الى قطاعات مختلفة ،يعوق
األداء السليم لهذه الهيئة اإلدارية ويزيد من تعقيد مهامها ويمدد اجال اتخاذ القرارات وهذا ما يراه
مثال ، (Jenssen.M1993) Jensen.الذي يؤيد فكرة أن مجالس اإلدارة التي تتألف من عدد كبير من
سبعة أو ثمانية أعضاء ال يعملون بفعالية ومن السهل على املسير الرئيس ي أن يسيطر عليهم .لذا
118
مجلس اإلدارة وحوكمة املؤسسة العمومية
فان مجلس اإلدارة الذي يتجاوز حجمه سبعة ،يتوقع أن يسيطر عليه املسير ويتحكم فيه و في
قراراته.
ومع ذلك ،فإن تأثير حجم مجلس اإلدارة على قدرته اإلشرافية وعلى أداء الشركة ال يزال
غامضا بسبب تباين النتائج ومشاكل الوكالة (ليبتون ولورش)). (Lorsch.M et J W1992 ً
زيادة على طريقة تحديد حجم مجلس اإلدارة ،التي تميز املؤسسات االقتصادية العمومية ،فإن
عملية تعيين اعضائه هي نفسها حاملة للخصائص التي ثبت أنها سبب التضارب بين األعضاء أثناء
اتخاذ القرارات داخل هذه الهيئة وهذا ناتج عن طرق التعيين.
إن عملية التعيين هذه تشبه إلى حد ما عملية تعيين مديري الوحدات أو املديرين العامين في
زمن املؤسسة االشتراكية و/أو العمومية ) (Bouyacoub, A 1987بحيث لم تؤثر التغييرات
التنظيمية املختلفة التي مست تسيير وإدارة رأس املال السوقي للدولة على طريقة التعيين .يتم
التفويض من طرف حامل األسهم الوحيد املمثل للدولة على أسس ال يعلمها إال من له صالحية
التفويض .لهذا يشكل التعيين ملجالس إدارة املؤسسات االقتصادية العمومية عائقا آخر في نظام
حوكمتها ويؤثر مباشرة على الغرض املقصود من املؤسسة العمومية االقتصادية والذي أسست له
الدولة بموجب قانون استقاللية املؤسسات أال وهو خلق وإنتاج الثروة.
2.4دورأعضاء مجلس اإلدارة الخارجيين:
إن أعضاء مجلس اإلدارة الخارجيين هم قائمين باإلدارة توكل لهم مهام عن طريق تفويض من
أصحاب رأس املال أي املالك لكي يشكلوا في مجلس إدارة املؤسسة إال أنهم ال ينتمون إلى املؤسسة
نفسها وال حتى إلى القطاع الذي تنشط فيه املؤسسة.
ثم إن التحليل النظري ملجلس اإلدارة يعطي دورا مركزيا ملا يسمى بأعضاء مجلس اإلدارة
الخارجيين الذين يكونون مسؤولون عن حماية مصالح املساهمين وأصحاب رأس املال الذين
فوضوهم لحماية مصالحهم داخل املؤسسة.
ً ً
وقد أظهرت الدراسات) (Baysinger,et Butler.1985ان هناك تأثيرا إيجابيا وعالقة بين
األداء الذي ينتظره املساهمين والنسبة املئوية للقائمين باإلدارة الخارجيين في مجلس االدارة .بينما
أظهرت دراسات أخرى (Hermalin,et Weisbach 2003-4) ،أن املؤسسات التي يتدهور أداؤها تميل
اكثر إلى زيادة نسبة القائمين باإلدارة الخارجيين مع اإلشارة إلى أنها مؤسسات يعتمد نظام حوكمتها
على معايير مالية بحتة كمؤشرات لألداء .تخص هذه املعايير عائد االستثمار أو التغيير اإليجابي في
قيمة السهم أو أي مؤشر اخر يمكنها من تحقيق ذلك.
119
موالي علي
وهذا ال ينطبق على املؤسسة العمومية ،ألن الغرض منها يختلف عن الغرض من املؤسسة
ً
الخاصة تماما.
تخضع أهداف املؤسسة العمومية ملنطق االقتصاد الكلي ،على الرغم من أن التعبير عنها
(االهداف) يكون على مستوى االقتصاد الجزئي .إن مؤشر معدل استخدام الط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاقة اإلنتاجية،
أو معدل رقم األعمال املحقق ،والتي ال تزال قيد االستخدام كمؤشرات نجاعة على مستوى
املؤسسات العمومية ،هو التعبير القوي عن هذا املنطق.
يختلف تصور القائم باإلدارة الخارجي في مجلس إدارة املؤسسة العمومية عنه في املؤسسة
الخاصة الن على مستوى مجالس إدارة املؤسسات العمومية املالحظة ميدانيا ،يتم تعيين أعضاء
مجلس اإلدارة الخارجيين ،بالرجوع إلى أرباب عملهم وليس بالرجوع إلى مهاراتهم الخاصة اذ ً
غالبا
ما يرتبط وجود أعضاء مجلس اإلدارة الخارجيين في مجالس اإلدارة للمؤسسة العمومية إلى طبيعة
القيود والعراقيل اإلدارية لهذه املؤسسة إذ تعتقد ،أنها يمكن بهذه الطريقة إيجاد أجوبة وحلول
لهذه القيود .نحن ندعم هذا االدعاء بموجب مالحظاتنا امليدانية الخاصة ببنية بعض مجالس إدارة
املؤسسات العمومية.
بالنسبة لبعض هذه املجالس ومما الحظناه في بعض املؤسسات العمومية التابعة لقطاع
مواد البناء ،تتسم بنيتهم بوجود قائمين باإلدارة خارجيين ينتمون إلى القطاع املصرفي وقد ارتبط
اختيارهم ارتباطا وثيقا بالبرنامج االستثماري لهذه املؤسسات الذي شهد تأخيرا في معالجته على
املستوى املصرفي .وتنطبق نفس املالحظة على مجالس إدارة مؤسسات عمومية أخرى تنشط في
قطاع األشغال العامة.
ويميل أصحاب رأس املال واملالك(العموميين) إلى تفويض بعض القائمين باالدارة الخارجيين
نسبة إلى طبيعة نشاط مؤسساتهم األصلية كاملؤسسات االقتصادية الناشطة في قطاع الصيـ ـ ـ ـ ـانة
أو حتى املؤسسات املنافسة طمعا في نقل خبرتهم الخاصة ومقاربتهم ونظرتهم إلى حوكمة املؤسسات
وحوكمة الوظيفة التي ينتمون إليها (الصيانة أو املالية).
تبين في الواقع من بنية بعض مجالس إدارة املؤسسات العمومية التي انتهجت هذه السياسة
في التفويض إن هؤالء القائمين باإلدارة الخارجيين بارعين في نقل نموذج مؤسسة االنتماء في
الحوكمة أكثر من تحسين مستوى حوكمة املؤسسة التي ينشطونا فيها كقائمين باإلدارة ،وبالتالي فان
أداء هؤالء يعكس خلل في اختيار مالك املؤسسة وتفويضاتهم.
120
مجلس اإلدارة وحوكمة املؤسسة العمومية
هذا التأكيد تدعمه املالحظات امليدانية خالل السنوات من 1999إلى 2002في إحدى
املؤسسات العمومية الناشطة في صناعة االسمنت واآلجر الكلس ي وحتى قطاع األشغال العمومية.
لقد أدى التفويض وبحجم مبالغ فيه ،للقائمين باإلدارة الخارجيين غير املدركين وغير امللمين
بصناعة األسمنت ،على سبيل املثال ،إلى تأييد بعض القرارات التي تفضل أنواع االستثمار التي ليس
لها تأثير بتاتا على تحسين أداء نظام اإلنتاج من حيث معدالت استخدام القدرات اإلنتاجية للمصنع.
الترجمة امليدانية لهذه القرارات تمثلت في تدهور الكفاءة التقنية للمصنع باإلضافة إلى التضارب
الدائم مع الشريك االجتماعي الذي سجل تراجع في مستوى األجور نتيجة تراجع اإلنتاج و بالتالي
تراجع و غياب العالوات الشهرية املدفوعة نضير تحقيق األهداف اإلنتاجية الشهرية. .
هذه النتائج دفعت املالك من بعد ما تبين له خطأه االستراتيجي إلى اتخاذ قرار بشأن إعادة
تشكيل مجلس إدارة هذه املؤسسة .من ضمن املالحظات األخرى التي تؤيد االتجاه النضري الغير
مؤيد لتعيين القائمين باإلدارة الخارجيين في مجالس إدارة املؤسسات ما عرفه مجلس إدارة مؤسسة
عمومية إلنتاج الطوب الكلس ي .لقد تم تعيين قائمين باإلدارة خارجيين ينتمون إلى مؤسسات إنتاجية
منافسة تنتج منتوج موجه لنفس االستعمال وبسعر أعلى.
هذه البنية ملجلس إدارة هذه املؤسسة قادها مباشرة وببساطة إلى التصفية بسبب تضارب
املصالح داخل مجلس اإلدارة ،حيث ال يمكن لقائم باإلدارة أن يتخذ قرارات في غير صالح مؤسسته
األصلية.
3.4تحديد األهداف:
غالبا ما نجد األهداف املسطرة أساس قياس أداء املؤسسة العمومية اإلنتاجية التي ترتكز
على معايير كمية حيث يعتبر معدل استغالل الطاقة اإلنتاجية للمصانع املعيار األساس ي املعبر عن
الكفاءة التقنية وعن نجاعة الحوكمة.
ويعد تحديد وتحقيق األهداف املسطرة أهم شروط عقد العمل الخاص باملدير العام
(املسير الرئيس ي) في املؤسسات العمومية لسببين رئيسيين:
أ -األهداف هي املرجع املثالي لقطع عالقة العمل املفروض قيامها على أساس عالقة وكالة
(خالد الزعبي )2013 ،أين يكون املفوض هو ممثل املساهم العمومي والوكيل هو املدي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـر العام
أو الرئيس املدير العام.
ب -األهداف هي األساس لتحديد تعويض املسير الرئيس ي عند فسخ العقد.
121
موالي علي
وهذان السببان وخاصة السبب الثاني يفسران استخدام املالك العمومي لنظام (الحوافز-
الرقابة) ،الذي يمكن أن يفعل من خالل مجلس اإلدارة ،وهو ما يفسر االهتمام الذي يبديه املالك
العمومي من اجل التحكم مسبقا في تعيين أعضاء مجلس اإلدارة .
في الوقت الذي يجب أن تسير املؤسسة ً
وفقا للرؤية النظرية الكالسيكية الجديدة بما يحقق
مصلحة املساهمين وحدهم (تعظيم الربح وتحسين قيمة األسهم) ،يجب علي املؤسسة العمومية
االقتصادية إن تستجيب ألهداف ذات صلة مع وظيفة فعالة تؤديها كأداة (the instrumentale
) functionنيابة عن الدولة بضفتها املساهم الرئيس ي واملالك الوحيد للمؤسسات االقتصادية.
وقد تبين أن األهداف املتصلة بالوظيفة األساسية للمؤسسة كانت هي األنسب لفهم ومعرفة
دور مجلس اإلدارة في تحقيق أهداف املؤسسة العمومية االقتصادية ،وتمثل الفعالية التقنية
أفضل مؤشر على تحقيق األهداف ،وهي أداة السياسة االقتصادية للدولة داخل املؤسسة
العمومية.
إن املؤسسة العمومية حتى وأنها اقتصادية إال أن األهداف التي تحددها هي مهام أكثر منها
أهداف .فمكافحة التضخم عن طريق التدخل في األسعار بتحديد هامش الربح )(SGP/GICA, 2003
مثال والبطالة عن طريق فرض التوظيف ) (DRH GICA OUEST, 2005 ET 2006وإشباع السوق
الوطنية للسلع والخدمات بغض النضر عن التكلفة الحقيقية للسلعة.
وينبغي تحقيق جميع هذه األهداف بزيادة معدل استخدام الطاقة اإلنتاجية للمصانع
بتحسين أداءها وزيادة فعاليتها التي ال يوجد لضعفها تبرير “… .وأيا كانت األهداف األخرى ،بغض
النظر عن ثقلها ،ال يوجد مبرر لعدم الفعالية التقنية " (.)1996 Pestieau P, Gathon H-J p1226
وعدم الفعالية التقنية هو الذي اتسمت به سياسة تحديد األهداف على مستوى املؤسسات
العمومية االقتصادية ،وهو خيار يمثل صلب تقييم أداء املؤسسة العمومية االقتصادية وأداء
املسير الرئيس ي أو املدير العام.
4.4طريقة وأسلوب تقييم أداء املؤسسة العمومية االقتصادية:
كثيرا ما تكون مؤشرات أداء املؤسسات العمومية االقتصادية ذات طابع كمي ،مثل معدل
استخدام القدرة اإلنتاجية ،ومستوى رقم األعمال املحقق ،أو مزيج من أكثر املؤشرات شيوعا في
تحديد األهداف وكلها يغلب عليها الطابع الكمي.
ويشكل استخدام هذه األنواع من األهداف جزءا من منطق الغرض من املؤسسات
العمومية حتى ولو كانت اقتصادية .ويمكن قياس هذه املؤشرات بسهولة ،ويستخدمها املالك أو
122
مجلس اإلدارة وحوكمة املؤسسة العمومية
ممثليه لتقييم أداء املؤسسة وفعالية حوكمتها بحيث يكون مجلس اإلدارة هو الهيئة املسؤولة عن
تنفيذ شروط تحقيق هذه األهداف .وهو األداة القانونية األنسب لتقييم مستوى األداء الذي تم
تحقيقه.
مستوى األداء هذا منصوص عليه مسبقا في عقد العمل القائم على أساس عالقة وكالة قائمة
بين املفوض وهو مجلس اإلدارة في هذه الحالة واملوكل وهو املسير الرئيس ي.
يبين عقد العمل صراحة األهداف التي تحدد للمسير مع طريقة حسابها وآليات تقييمها.
وبجدر بنا القول من منضور املالحظات التي الحظناها عند املفاوضات حول عقد العمل املنشأ
لعالقة وكالة بين الطرفين أن تحديد مستوى األهداف يختلف باختالف العالقة القائمة بين املفوض
او ممثله والوكيل من جهة وبين الوكيل ومجلس إدارته من جهة أخرى.
تحوي بعض عقود العمل أهداف مبالغ فيها وأخرى متقاعس فيها مع غموض آليات تقييمها.
هذه الطريقة في حوكمة األهداف لم تكن لتحسن من أسلوب حوكمة املؤسسات العمومية
االقتصادية ،بل تصبح جوهر النزاعات بين أعضاء مجلس اإلدارة واملسير الرئيس ي من جهة وحتى
بين أعضاء مجلس اإلدارة واملساهمين أو ممثليهم.
تؤدي املبالغة في تحديد األهداف إلى اإلخالل بعقد العمل لعدم تحقيق األهداف ،وهو شرط
محدد بوضوح في عقد العمل .ومن ناحية أخرى ،فإن التقليل من شأن هذه األهداف او التقاعس
فيها يؤدي إلى االستفادة من عالوات تحقيق األهداف مع االستفادة من املشاركة في األرباح بالقدر
الذي يحدده املالك في آخر السنة املالية.
وتكمن مخاطر األهداف في تصميمها بل في تقييمها بصفة رئيسية .ويندرج هذا التقييم في
نطاق سلطة وصالحيات مجلس اإلدارة ألنه يحدد القواعد التي يتم إدماجها في عقد عمل املسير
الرئيس ي.
إن هذا العقد ،بأهدافه وطريقة تقييمه املفروضتين التي ال تمت للعالقات التعاقدية بصلة
) ، (Moulai.A, 2003ال يعكس أي عالقة وكالة بين املفوض والوكيل ويكون بهذا سبب في جعل
عملية فهو يعقد مهمة املراقبة والتقييم التي يمارسها مجلس اإلدارة وتزيد من فرص النزاعات التي
غالبا ما تكون لصالح الوكيل .وعليه فانه سرعان ما تتحول مراقبة حوكمة املؤسسة وطبيعة العالقة
مع املالك آو مع ممثله وطريقة تقييم األداء املنتهجة أما إلى أدلة لصالح الوكيل أو ضده وهذا حسب
ما أريد باملسير الرئيس ي من طرف مجلس إدارة املؤسسة الذي يستند في قراراته على مستويات األداء
املحققة .وبالتالي ،فإن الشروط الالزمة إلقامة عالقة وكالة تكون غير مستوفاة ويبقى تقييم نجاعة
123
موالي علي
حوكمة املؤسسة العمومية االقتصادية ذاتيا ،مما يثير يعيد طرح إشكالية الرقابة في املؤسسة
العمومية االقتصادية.
.4خاتمة
من خالل مالحظاتنا التجريبية والجانب النظري وانطالقا من نظرية الوكالة التي تم حشدها
لهذه املناسبة ،نستنتج أن املؤسسة العمومية االقتصادية لم يكن بمقدرتها التميز واالبتعاد عن
منطق الحوكمة املبني على العالقات الهرمية وعلى السلطة .هذه العالقات هي التي ميزت دائما نشاط
املؤسسة العمومية من خالل كل مراحل تحولها (من املؤسسة االشتراكية إلى املؤسسة العمومية إلى
املؤسسة العمومية االقتصادية).
لم تتمكن اإلصالحات االقتصادية املنبثقة عن قانون استقاللية املؤسسات ،الذي أسس
مجالس إدارة املؤسسات االقتصادية العمومية كآليات حوكمة تتماش ى مع الغرض الجديد
للمؤسسة االقتصادية ،من تعطيل العالقات الهرمية كأسلوب للحوكمة.
وجود نظام تعاقد مبني على عالقات تعاقدية رسمية على مختلف املستويات الهرمية
والتنظيمية في املؤسسة العمومية االقتصادية ال يجعل منه بديال عن العالقات الهرمية والعالقات
السل طوية التي ميزت املؤسسة العمومية ألنه لم يؤثر على إشكالية اخذ القرار داخل املؤسسة
العمومية االقتصادية.
إن نظام العقود الحرة ،ال ينتج تأثيراته على أسلوب حوكمة املؤسسة العمومية االقتصادية
إال إذا تم تفعيل نظام "الحافز – الرقابة" (. ،(Guery.L, 2010 n 08) )Guery.L
وال يزال هذا الثنائي محدودا للغاية ويعيقه نظام صنع القرار في املؤسسة العمومية
االقتصادية وال يمكن أن يكون األمر على العكس من ذلك ،حيث أن اإلصالحات االقتصادية "لم
ً
تستهدف علنا أي انتقال إلى اقتصاد السوق") ، (BOUYACOUB.A, 1997وبالتالي ،تقلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـص
أو استبعاد تام لتدخل الدولة.
اتضح أن هذا الزوج "الحافز – الرقابة" ،مثل آليات الحوكمة ،رهينة الطبيعة العمومية
لرأس مال املؤسسة ،مما يؤثر على صالحية الرقابة علما بأنها تعود قانونا إلى مجلس اإلدارة .طبيعة
رأس مال املؤسسة العمومية االقتصادية وتداخل مفهوم الدولة كمالك وكسلطة قوض من
الصالحيات القانونية ملجلس اإلدارة كهيئة لحوكمة املؤسسة العمومية.
من هذا استنتجنا أن مجلس إدارة املؤسسة العمومية االقتصادية في الوقع وحقيقة ما هو
إال هيئة لتكييف قرارات املالك الحقيقي لرأس املال (الدولة) ولم يرق إلى أن يكون آلية للحوكمة
124
مجلس اإلدارة وحوكمة املؤسسة العمومية
يؤثر على طبيعة حوكمة املؤسسات االقتصادية العمومية ,ونجاعتها او هيئة تنظيمية فعالة
لحوكمة ممتلكات الدولة في إطار عالقة وكالة كاملة.
ال يمكن لهذه الهيئة (مجلس اإلدارة) أن تتصرف أو تحدد أي من سياسات املؤسسة
العمومية االقتصادية.
ال يمكن ملجلس اإلدارة مثال أن يقوم بتحديد أجر املسير الرئيس ي ،الذي يشكل أساس نظام
الرقابة ،أو يحدد سياسات األسعار أو األجور واألحكام واالستهالك واالندماج والتنازالت.
كل هذه القرارات ،التي تدخل ضمن السلطة والصالحيات املصرح بها قانونا ملجلس اإلدارة
الزالت بيد الدولة وهذا ما يشكل التناقض الرئيس ي بين صالحيات هذه الهيئة وحقيقة ممارسة هذه
الصالحيات.
في الواقع مجالس إدارة املؤسسات العمومية االقتصادية ،تقوم فقط باعتماد القرارات
التي تتخذها الدولة وممثليها .مثل الهامش األقص ى ملنتجات معينة ،والتحويالت املجانية للمعدات
بين الشركات ،ومستويات األحكام الواجب اتخاذها ومقصدها ،والنظم ومعدالت االستهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالك التي
ال تزال مركزية .فمثل هذه القرارات ،التي تفلت عن صالحيات هذه اآللية الداخلية للحوكمة،
تكشف لنا أن إعادة توزيع القوة االقتصادية ،وإعادة تنظيم الوضع االجتماعي ،وتحويل توزيع
الدخل ،لم تحدث (بيناشنو .)1998 ،إنها تبين عناد الدولة في مراقبة املؤسسات العمومية وسلوكها
االستراتيجي من خالل آليات تنظيمية موازية تستند إلى حجم مجلس اإلدارة ،والقائمين باإلدارة
الخارجيين ،وتحديد األهداف ،وتعيين محافظي الحسابات وغيرها ،وتتأكد بهذا صحة الفرضية
الثانية للمقال.
مجالس إدارة املؤسسات العمومية لم تتمكن من االرتقاء إلى مستوى آليات الحوكمة
الداخلية ،األمر الذي يؤكد أن املؤسسة العمومية وإن كانت اقتصادية ال تزال في خدمة الدولة كقوة
عمومية ولم تستطع أن تفرض عالقتها مع الدولة كمالك لوسائل اإلنتاج ولرأس املال.
لهذا السبب فإن الدولة كقوة عمومية مطالبة بتحديد موقفها من عاملين أساسيين كليهما
يختص بمجلس اإلدارة كآلية داخلية للحوكمة ،وهما:
أوال :البعد الرقابي لحوكمة املؤسسة العمومية االقتصادية من منطق الدولة كقوة عمومية
ثانيا :املكانة الحقيقة للعقد بصفته وسيلة قانونية قادرة على التحكيم بين الثنائي " الحافز
واملراقبة" معا.
125
موالي علي
هذا املوقف من الدولة املالكة من شأنه أن يعزز فكرة جنسية الشركات التي أثارت الوطنية
ً
. (Cohin.E 2006) والتي يتم االحتجاج بها علنا في اقتصاديات أخرى،االقتصادية
: قائمة املراجع.5
• hadj Naceur .A.R .)1989( .les cahiers de la réforme 1 .ALGER: ENAG.
• Argyris et Donald 2001 .Apprentissage organisationnel .De Boeck Supérieur.
• Baysinger,et Butler.1985 .) (بال تاريخ.Corporate governance and the board of directors:
Performance effects of changes in board composition . Journal of Law, Economics & ,
Organization 1.124–101 الصفحات،
• Bertrand.Elodie .)2017 ,4( .Ronald coase, un siécle d'économie .idées économiques et
sociales.57–52 الصفحات،
• Bouyacoub, A 1987 .La gestion de l’entreprise industrielle publique en Algérie T1 .
ORAN :Office des publications universitaires.
• Bouyacoub.A .)1997( .L'entreprise publique et l'économie de marché .LES CAHIERS DU
CREAD V11 39.34-23 الصفحات،
• Braudel, F .)2018( .La dynamique du capitalisme .Flammarion.
• BROUARD ,F et DI VITO .)2008( . Identification des mécanismes de gouvernance
applicable au PME .communication présentée lors du CIFEPME ,9éme congrés
international francophone en entrepreneuriat et PME . LOUVAIN- La Neuve, Belgique.
• Charreaux et Desbrières 1998 .) (بال تاريخ.Gouvernance des entreprises: valeur
partenariale contre valeur actionnariale .Finance contrôle stratégie 1–57 الصفحات،
.88
• Charreaux, G 1997b .Le gouvernement des entreprises: Corporate Governance,
théories et faits .Paris, France.: les éditions Economica.
• Charreaux, G 2000 .) (بال تاريخ.Le conseil d’administration dans les théories de la
gouvernance . Revue du financier 127.17–6 الصفحات،
• Charreaux, G .)2011( .Quelle théorie pour la gouvernance? De la gouvernance
actionnariale à la gouvernance cognitive et comportementale .Université de
126
مجلس اإلدارة وحوكمة املؤسسة العمومية
• Jenssen.M1993 .) (بال تاريخ.La révolution industrielle moderne, la sortie et l'échec des
systémes de controle .journal of finance vol48.
• Lacroix, I, et Saint arnaud,p.o .)2012 ,3( .La gouvernance: tenter une définition .Cahiers
de recherche en politique appliquée 4.37–19 الصفحات،
• Leca,Jean .)1995( .Gouvernance et institutions publiques: L’Etat entre sociétés
nationales et globalisation .Paris: commissariat général du plan.
• Létourneau.A.p. 01 , 2009( .hors série 06 .)les théories de la gouvernance .pluralité de
discours et enjeux éthiques .revue en sciences de l'environement.
• Lorsch.M et J W1992 .) (بال تاريخ.A modest proposal for improved corporate governance .
The business lawyer.77–59 الصفحات،
• Maati, J.1998 .) (بال تاريخ.Taille optimale et interconnexions des conseils
d’administration .marché financier et gouvernement de l'entreprise.
• Morin, F1974 .La structure financière du capitalisme français: situations et
transformations .Calmann-Lévy.
• Moulai.A 2021 .) (بال تاريخ.Processus de Décision et Entreprise publique .Revue
Algérienne d'économie et gestion.
• Moulai.A( .juin, 2021 .)Processus de décision et entreprise publique .Revue Algérienne
D'Economie et de Gestion.1082-1058 الصفحات،
• Moulai.A .)2003( .Rapport d'Audit du contrat de travail de cadre dirigeant .
• Olivier Petit( .Janvier, 2003 .)le role de l'Etat dans le cadre de la decentralisation . ,
document du centre de documentation de l'urbanisme DGUHC ، Olivier petit : Le rôle
de l’Etat dans le cadre de la décentralisation, document du Centre de Documentation
de l’Urbanisme DGUHC Janvier 2003. .
• Paye .Olivier .)2005 ,1( .la gouvernance:d'une notion polysémique à un concept
politologique .Etudes Internationales.40–13 الصفحات، 36
• Paye, o .)2005 ,1( . La gouvernance: D’une notion polysémique à un concept
politologique .Études internationales 36.40–13 الصفحات،
128
مجلس اإلدارة وحوكمة املؤسسة العمومية
129