You are on page 1of 23

‫الفصل الثان‪:‬‬

‫مقومات التذوق الفن‬

‫تمهيد‬ ‫▪‬
‫عب العصور‪:‬‬ ‫نشأة التذوق الفن وتطوره ر‬ ‫ى‬ ‫▪‬
‫الفن عند العرب‬ ‫ى‬
‫‪ -‬الذوق ي‬
‫اإلسالم‬
‫ي‬ ‫العرب‬ ‫ري‬ ‫‪ -‬الفن‬
‫ى‬
‫الفن يف اإلسالم‬ ‫ى‬
‫‪ -‬الجمال والتذوق ي‬
‫تقريب المفهوم‬ ‫▪‬
‫اإلدراك البرصى‬ ‫▪‬
‫جوهر الجمال‬ ‫الطبيعة‪ْ ،‬‬ ‫▪‬
‫الفن وأهميتة وفوائده‪:‬‬ ‫ى‬ ‫▪‬
‫تعريف التذوق ي‬
‫الفن وعلم الجمال‬ ‫ى‬
‫‪ -‬التذوق ي‬
‫الفن‬ ‫ى‬
‫‪ -‬أبعاد التذوق ي‬
‫ى‬
‫الفن‬
‫‪ -‬عنارص التذوق ي‬
‫الفن‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬خصائص المتذوق ي‬
‫ى‬
‫الفن‬
‫‪ -‬مراحل التقدير والتذوق ي‬
‫‪ -‬تربية التذوق‬
‫اإلحساس والمشاعر‪:‬‬ ‫▪‬
‫‪ -‬اإلنفعال والتذوق‬
‫‪ -‬اإلحساس بالجمال‬
‫ّ‬
‫‪ -‬اإلحساس بالجمال ‪ ..‬و نعمة التذوق‬
‫والفن عند هيجل‬ ‫ى‬ ‫الطبيع‬ ‫الجمال‬ ‫▪‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الطبيع‬
‫ي‬ ‫الجمال‬ ‫▪‬
‫ى‬
‫الفن‬ ‫▪‬
‫الجمال ي‬
‫الجمال والحضارة‬ ‫▪‬
‫الشكل والمضمون‬ ‫▪‬
‫ى‬
‫سمات ومراحل التذوق الفن‪:‬‬ ‫▪‬
‫ى‬
‫الفن‬
‫الن يمر بها المتذوق عند استجابته للعمل ي‬ ‫‪ -‬الخطوات ي‬
‫‪ -‬النماط اإلدراكية لشخصية المتذوق‬
‫ى‬
‫‪ -‬أسس الستجابة الجمالية للشكل الفن‬
‫مواصفات الشخص المبدع‬ ‫▪‬

‫‪26‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫ى‬
‫مضامي تسقط الضوء عليه من‬ ‫يتناول هذا الفصل أهم المقومات الساسية للتذوق ى‬
‫الفن‪ ،‬وما يشمله من‬
‫الفن لألعمال الفنية‬ ‫ى‬
‫التاريخ والسس العلمية القائمة عىل عملية التذوق ى‬ ‫خالل دراسة الجانب‬

‫ـاع‪ ،‬دون أن يشــعر هــو‬ ‫ى‬


‫والتذوق رصورى لنه يـؤثر علـى كيان الفرد السلوىك الكلـي ومكانته فـي الوسـط اإلجتم ي‬
‫بــذلك‪.‬‬
‫ى‬
‫كما يتضمن بيان نفعية التذوق ‪ :‬حينما يبحث الفرد يف أشكال الشياء وملمسـها‪ ،‬وكيانهـا الكلـي‪ ،‬ويعجـب‬
‫يمبهـا عـن غبهـا‪ ،‬تلك هـي نفعية التذوق الن تحولت حب الجمال والسـتمتاع به التــذوق‬ ‫ـي ى‬ ‫بهيئتهـا حـ ى‬
‫ـاب هـو المتلقـي‬‫ى‬ ‫ى‬
‫الفنــي ه ـو عمليــة اتصــال‪ ،‬وعمليــة التصــال‪ ،‬تقتضــي وجــود طــرفي احـدهما هـو المرسـل والث ي‬
‫بينهمـا قنـاة للتوصـيل‪ ،‬ورسـالة محمولـة علـى هذه القناة‪.‬‬

‫عب العصور التاريخية والتعريف بالتذوق ى‬


‫الفن وأهميته وفوائده وأبعاده الفنية‬ ‫كما يتضمن التذوق ى‬
‫الفن ر‬
‫تمبه عن أى ىشء أخر‪ ،‬إىل جانب مراحل تقدير التذوق ى‬
‫الفن‪ ،‬وكيفية تربية‬ ‫وعنارصه وأهم خصائصه الن ى‬
‫الفن‪ ،‬والحساس بالجمال‪ ،‬ومفهوم الجمال‬‫الفن واإلحساس به‪ ،‬وأهم النفعالت المرتبطة بالتذوق ى‬
‫التذوق ى‬
‫الفن‪ ،‬والنماط الدراكية لشخصية المتذوق‪ ،‬وأسسالستجابة‬ ‫عند الفالسفة‪ ،‬وسمات ومراحل التذوق ى‬
‫الفن‪ ،‬ومواصفات الشخص المبدع‪.‬‬‫للشكل ى‬

‫عب العصور‪:‬‬
‫نشأة التذوق الفن وتطوره ر‬
‫عب العصور القديمة وتطور مفهومه بإختالف كل عرص من العصور‬ ‫شاهد التذوق ى‬
‫الفن مراحل متعددة ر‬
‫وفيما يىل سوف نتناول بعض من المراحل الهامة ىف التذوق ى‬
‫الفن ومنها‪:‬‬

‫الفن عند العرب‪:‬‬


‫ي‬ ‫الذوق‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫الفن يعد أحد الركائز الساسية ذات التأثب العميق ى يف الفنون التشكيلية‪ ،‬ويناقش مختلف‬
‫ى‬
‫ل شك وأن التذوق ي‬
‫أنواع الفنون وذلك من خالل الخوض ى يف تفسبها وتقييمها وتحليلها ووصفها وإصدار الحكم عليها بهدف‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫الوظيق الصحيح‬
‫للمتلق والمتذوق للفن عالوة عىل وضع القيم الفنية يف مسارها َّ ي‬‫ًي‬ ‫كشفها وتقريب صورتها‬
‫َّ‬
‫ات عىل مناهج الببية الفنية فإنها تنصب نحو‬ ‫ى‬
‫ات وتطور ٍ‬ ‫يف إنتاج العمال الفنية‪ ،‬ونتيجة لما نشهده من تغيب ٍ‬
‫خاص‪ ،‬ومما سبق ينحرص مفهوم‬ ‫بشكل‬ ‫عام والببية الفنية‬ ‫ى‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل ٍ‬
‫ٍ‬ ‫المشوع الشامل لتطوير مناهج التعليم‬
‫ى‬
‫الفن ضمن النقاط التالية‪:‬‬
‫التذوق ي‬

‫بي أربعة عنارص (المتذوق‪ ،‬والفنان‪ ،‬والناقد‪ ،‬والعمل ى‬


‫الفن‪ ،‬أو ى‬ ‫ٌ‬
‫قائمة ى‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫بي المرسل‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كة‬‫مشب‬ ‫تفاعلية‬ ‫عملية‬
‫والنواح الفنية ى يف‬
‫ي‬ ‫وتدقيق إلبراز القيم الجمالية‬
‫ٍ‬ ‫وتمحيص‬
‫ٍ‬ ‫تأمل‬
‫ٍ‬ ‫والمتلق‪ ،‬والرسالة‪ ،‬والوسيلة)‪ .‬عملية‬
‫ي‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫العمال التشكيلية‪ .‬عملية داخلية تحدث ى يف داخل المتذوق (المستمتع) من خالل التفاعالت النفعالية‬

‫‪27‬‬
‫ى‬
‫فن ما‪ .‬يمكن إيجاز التعريف العام‬
‫والن تهز مشاعره ووجدانه عند رؤيته لعمل ي‬
‫والخيالية ي‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫والنفسية والذهنية‬
‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬
‫الفن عىل أنه موهبة حباها هللا يف داخل اإلنسان تعطيه المقدرة رؤية ما هو جميل يف قلب الشياء‬ ‫ى‬
‫للتذوق ي‬
‫بي مجموعة‬‫الموجودة ىف الطبيعة مع تدريب الحواس الن خلقها هللا لإلنسان عىل تذوق الوحدة أو التناغم ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الن تدركها تلك الحواس‪.‬‬ ‫ى‬
‫العالمات الشكلية من بي الشياء ي‬

‫اإلسالم‪:‬‬
‫ي‬ ‫العرن‬
‫ري‬ ‫الفن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مكوناته من حيث الصنوف الكثبة ى يف مجالت الزخرفة والبنية‬
‫ومتعددا ىف ّ‬
‫ي‬ ‫اإلسالم متنوعا‬
‫ي‬ ‫يعتب الفن‬
‫ر‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وف تطوير الفنون العربية‬
‫العرب ي‬
‫ري‬ ‫والشكال‪ ،‬وقد لعبت القصور العربية دورا مهما يف تطوير نشأة الخط‬
‫والن كانت تتمثل ى يف الفسيفساء وفن النقش عىل السجاد والفخار والخشب والنسيج والبسط‬ ‫اإلسالمية ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫تزيي‬ ‫والخزف والمعادن والعاج عالوة عىل فنون الكتاب مثل‪ :‬الرسوم التوضيحية واللوحات ي‬
‫الن كان يتم بها‬
‫المخطوطات والكتب‪.‬‬

‫الفن يف اإلسالم‪:‬‬
‫ي‬ ‫الجمال والتذوق‬
‫إن لكل إنسان رؤية وردود فعل حول الجمال كمفهوم‪ ،‬والجمال كانطباع تجاه أشياء مادية وروحية مختلفة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يتذوق جمالها عقليا‪ ،‬تبك ى يف نفسه إحساسا بالبهجة والرتباك والنشوى والدهشة‪ .‬فهو المقياس‪ ،‬الذي‬
‫العقىل‬
‫ي‬ ‫المتلق‪ ،‬النطباع واإلحساس بالبهجة‪ ،‬سواء كان عن طريق التأمل‬
‫ي‬ ‫الن تبك لدى‬
‫يحدد جمال المادة‪ ،‬ي‬
‫أو السمع أو النظر أو التذوق‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ )7‬بعض نماذج الفن السالم‬

‫‪28‬‬
‫تقريب المفهوم‪:‬‬
‫َّ‬
‫صاحب َها إىل مراعاة مشاعر اآلخرين‪ ،‬وأحوالهم‪،‬‬
‫َ‬ ‫الن تدعو‬ ‫َّ‬
‫الذوق هو الحاسة المعنوية الشفافة ي‬ ‫•‬

‫الفن الجميل ىف َ‬
‫العالقة مع اآلخرين‪.‬‬ ‫أدبيات التعامل مع الناس‪ ،‬وهو ُّ‬
‫وظروفهم‪ ،‬وهو َّ‬
‫ي‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫والذوق أيضا ظاهري ومعنوي‪ ،‬وهنا نعدد بعض مظاهر الذوق الذي جاء به اإلسالم‪ ،‬وأوىص به‬ ‫•‬

‫النن‪ ،‬وكان هو فيه القدوة والمثل‪.‬‬


‫ري‬
‫داخىل نزن به المور المادية‬ ‫مبان‬ ‫تنبن عىل أصل ىف الفطرة ى‬
‫البشية‪ ،‬أي ى‬ ‫هو ملكة عند اإلنسان ى‬ ‫•‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ومعن السليم أي الصحيح‬ ‫ى‬ ‫كتذوق الطعام ومعنوية كتذوق السلوك و الجمال واإلحساس به‪،‬‬
‫والجيد‪.‬‬
‫ويقصد به جمال التعامل وجمال الترصف‪ ،‬وجمال الموقف‪ ،‬وجمال الخطاب‪ ،‬وجمال السلوك‪،‬‬ ‫•‬

‫الخبة الجمالية‬
‫ر‬ ‫وجمال العمل‪ ،‬وجمال النظام وقد تعرضت العلوم التجريبية لتفسب جوانب‬
‫باف‬
‫حاسن البرص والسمع‪ ،‬وتفوقها عىل ي‬
‫ي‬ ‫الخبة بنشاط الحواس لسيما‬
‫ووضحت كيف ترتبط هذه ر‬
‫أكب قدرة عىل فهم الشكال المجردة ر‬
‫وأكبها قدرة عىل الكشف عن‬ ‫الحواس‪ ،‬لن هذه الحواس ر‬

‫الخارح‪ ،‬ويستعمل الفرد حواسه لتنمية ذوقه السليم عىل كافة المستويات‪.‬‬
‫ر ي‬ ‫طبيعة العالم‬

‫والقرآن الكريم يوجه أنظارنا وانتباهنا كثبا إىل مظاهر الجمال ى يف هذا الكون‪ ،‬باعتبار أن النظر إىل هذا‬
‫الجمال أقل ما فيه أنه نوع من التحسينات لهذه الحياة‪.‬‬

‫معن الجمال من حيث مفهومه‪ ،‬وماهيته‪،‬‬ ‫والجمالية من منظور فريد النصاري‪ :‬علم يبحث ىف ى‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ى ى‬
‫تعن أن الجمال فيه حقيقة جوهرية‪ ،‬وغاية مقصدية‪ ،‬فما‬ ‫ومقاييسه‪ ،‬ومقاصده‪ .‬فالجمالية يف ي‬
‫الشء ي‬
‫ً‬
‫ُو ِجد إل ليكون جميل‪.‬‬

‫والجمال ىف اإلسالم أصل أصيل‪ ،‬سواء من حيث هو قيمة دينية‪ :‬عقدية ى‬


‫وتشيعية‪ ،‬أو من حيث هو‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫كوب‪ ،‬وكذا من حيث هو تجربة وجدانية إنسانية‪.‬‬
‫مفهوم ي‬

‫‪29‬‬
‫بي الحقيقة‬ ‫بي الطبيعة والتمثال‪ ،‬أو ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫َ‬
‫مفهوم ْيها الغرب واإلسالم كالفرق ى‬ ‫والفرق ى يف الجمالية من‬
‫ً‬
‫الن يبدعها المسلم ثابتة قارة ى يف متحف (اللوفر)‪ ،‬بل حية يشكلها بإبداعه‬
‫والخيال‪ ،‬إذ لم تكن الصورة ي‬
‫ًّ‬
‫بي صوم وتبتل‪ ،‬وانقطاع يصله كليا بالمأل العىل‪.‬‬‫بي ركوع وسجود‪ ،‬وطواف وسع‪ ،‬أو ى‬ ‫اليوم ى‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫اإلدراك البرصي‪:‬‬
‫المرب‪ ،‬واإلدراك‬
‫ي‬ ‫هو القدرة عىل تفسب البيئة المحيطة‪ ،‬من خالل تفسب المعلومات ضمن الضوء‬
‫ً‬
‫الناتج يعرف أيضا بـ "الرؤية"‪ .‬العنارص الفسيولوجية المختلفة للرؤية تعرف جميعها بالنظام البرصي‪،‬‬
‫ّ‬
‫كب لألبحاث ى يف علم النفس‪ ،‬وعلم اإلدراك‪ ،‬وعلم العصاب‪ ،‬والبيولوجيا الجزيئية؛ حيث‬ ‫محط الب ى‬ ‫وه‬
‫ي‬
‫تعرف جميعها بعلم الرؤية‪.‬‬
‫الطبيعة‪ْ ،‬‬
‫جوهر الجمال‪!..‬‬
‫ّ‬ ‫كيف ّ‬
‫نعرف الجمال؟ وكيف نحدد جوهره وأسسه الموضوعية؟ فهل الجمال كل ما ترتاح إليه عينا‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫يكق لتعريف الجمال‬ ‫اإلنسان؟ هل هو كل ما يعجبنا ويفرحنا ويشدنا إليه‪ ،‬وما يثب إعجابنا؟ أم ذاك ل ي‬
‫خق "الجمال الظاهري" الذي تراه العينان القبح والبشاعة‪.‬‬ ‫ُ ى‬
‫السام ‪..‬ربما ي ي‬
‫ي‬ ‫الحقيق‬
‫ي‬ ‫وتحديد جوهره‬

‫جف هذا النبع ل يندثر الجمال‬ ‫يجف‪ ،‬فإذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫وننطلق من الطبيعة فه ْنب ُع الجمال ّ‬
‫الفياض ‪ ...‬الذي ل‬ ‫ي‬
‫تفن الحياة وتموت الكائنات كلها ‪..‬أي ل حياة إذا ماتت الطبيعة‪ ،‬فالحياة مرتبطة‬ ‫فحسب‪ ،‬إنما ى‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫نم لديه شعوره به الذي‬ ‫بالطبيعة‪ ،‬والجمال مرتبط بالطبيعة‪ .‬تشبع الطبيعة حاجة اإلنسان للجمال‪ ،‬وت ي‬
‫تنوع موضوعاتها‪ ،‬وثرائها بما ُي ْـمتع أبصارنا ويبعث الراحة‬ ‫كبش نشعر ىف ّ‬ ‫نحو الطبيعة‪ ،‬لننا ى‬‫يرتبط بالميل ْ‬
‫ي‬ ‫ُ ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ى يف جوانحنا بما تمثله من شفافية وط ْه ٍر ونقاء‪ ،‬فنحن نستمتع بتعدد ألوان أوراق الشجر‪ ،‬وبدقة نظامها‬
‫بي خطوطها‪ ،‬والن ّتتصف بالرشاقة والنقاء ‪ ..‬من ذاك ر‬
‫نعب ى يف‬ ‫البناب‪ ،‬وبالنسجام العجيب والعالقات ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫اللوب‪ ،‬واإلحساس بالرحابة المكانية‪،‬‬ ‫ى‬ ‫اء‬ ‫الطبيعة عىل معايب التناسق والتوازن‪ ،‬وعىل تجسيدات ر‬
‫الب‬
‫ي‬
‫الضوب‪ ،‬وبتناغمات الكائنات ى يف هذه الطبيعة‪.‬‬
‫ي‬ ‫وبالصفاء‬

‫الفن وأهميتة وفوائده‪:‬‬


‫ي‬ ‫تعريف التذوق‬

‫تعريف التذوق الفن‪:‬‬


‫كببا من حياتنا اليومية مما سيساعدنا عىل القيام بمزيد من الجمال والشياء ى ى‬
‫المبلية‬ ‫جزءا ً‬‫قد يكون الفن ً‬
‫أكب جمال ‪ ،‬عندما نحيط أنفسنا بالجمال ‪ ،‬يصبح الفن ىف الواقع ً‬
‫جزءا‬ ‫الكب غرابة بشكل ر‬ ‫ر‬ ‫البسيطة والشياء‬
‫ي‬
‫ً‬
‫الجماىل هو متعة معروضة أمامنا بدال من البحث عنها والستمتاع‬
‫ي‬ ‫من حياتنا وشخصيتنا ‪ ،‬ومن فوائد التذوق‬
‫وف كل ما نختاره‪.‬‬‫ى‬ ‫ى‬
‫بها يف كل ما نقوم به ي‬

‫‪30‬‬
‫ى‬
‫المستهلكي اليوم معرفة بمبادئ التصميم وأساسيات الذوق الرفيع‪ ،‬و الذوق الجيد ‪،‬‬ ‫يجب أن يكون لدى‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الفن يف مجال الفن‪.‬‬
‫فهناك مراحل التذوق ي‬

‫الن يكون فيها المظهر‬ ‫ى‬


‫الفن عىل أنه هو تطبيق مبادئ التصميم والفن عىل المشاكل ي‬ ‫ويتم تعريف التذوق ي‬
‫الداخىل‬
‫ي‬ ‫ه الشياءالمأخوذة ى يف العتبار‪ ،‬عىل سبيل المثال ‪ ،‬ى يف تصميم قطعة فنية للديكور‬ ‫وكذلك المنفعة ي‬
‫مب يىل ‪ ،‬يمكن للذوق الجيد أن يجعل هذه‬ ‫مبل لعائلة أو غرفة دراسة طفل أو مكتب ى ى‬ ‫لمبلك ‪ ،‬أو تأثيث ى ى‬‫ىى‬
‫المشاري ــع ناجحة‪.‬‬

‫أهمية التذوق الفن‪:‬‬


‫وجود الذوق الرفيع ى يف الفن والتصميم يساعد عىل كل فرد أن يفهم ويطبق عنارص الفن ومبادئ‬ ‫•‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اقتصاديا وجميًل‪،‬‬ ‫التصميم ى يف اختيار التصميمات الداخلية وترتيبها‪ ،‬يجب أن يكون الختيار والبتيب‬
‫ً‬
‫إن تنمية الذوق السليم يمكن الفرد من الحكم بشكل صحيح‪ ،‬يتم تحديد الجمال أيضا من‬
‫الجماىل ومعرفة جودة العنارص المختارة‪ ،‬الفكرة سائدة للغاية أنه ى يف الزخرفة ‪ ،‬يجب‬
‫ي‬ ‫خالل التذوق‬
‫الشء إذا كان له “جودة” فنية‪ .‬بعض المعايب الساسية للتطوير‪.‬‬ ‫ى ى‬
‫تزيي ي‬
‫وجود الذوق السليم لدي الشخص المتذوق عند استخدام الزخرفة ‪ ،‬يجب أن تكون بسيطة‪ ،‬الزخرفة‬ ‫•‬
‫الن تحيط بنا‪ ،‬يتأثر مذاق‬
‫ه واحدة من أسوأ العيوب‪ ،‬يتشكل الذوق إىل حد كبب من الشياء ي‬ ‫الزائدة ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫أفراد الرسة بشكل عام بالشياء الن يختارها صانع ى ى‬
‫المبل‪ ،‬إنه امتياز لألطفال أن يطوروا ذوقا جيدا ‪،‬‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫مبل يوجد فيه انتقاء يف الختيار ‪ ،‬والبتيب حيث يتم تحقيق الجمال والذوق‬ ‫الذين يعيشون ىف ى ى‬
‫ي‬
‫ً‬
‫تلقائيا‪.‬‬
‫ى‬
‫لهدفي هما البتيب‬ ‫مساعدة الفن والتصميم ىف تأثيث ى ى‬
‫المبل‪ :‬التصميم هو اختيار المواد وترتيبها‬ ‫•‬
‫ي‬
‫والتجميل‪ ،‬إذن التصميم هو أي ترتيب للخطوط والشكال واللوان والقوام‪ ،‬لقد اشتمل عىل مشكلة‬
‫اختيار هذه الخطوط والشكال واللوان‪ ،‬المواد المستخدمة باإلضافة إىل خلق الجمال ى يف المنتج‬
‫ً‬
‫النهاب‪ ،‬الهداف والمبادئ التوجيهية إلنشاء التصاميم يجب استخدام عنارص الفن وفقا لمبادئ‬ ‫ي‬
‫الن ترد باختصار أدناه كمبادئ توجيهية‬‫التصميم من أجل تحقيق أهداف الجمال والتعبب والوظيفة ي‬
‫إلنشاء التصميمات‪.‬‬

‫فوائد التذوق الفن‪:‬‬


‫الجماىل حيث يقدم اإلنفتاح عىل العالم‬
‫ي‬ ‫تقدير الجمال من حولك‪ ،‬وهو واحد من أهم فوائد التذوق‬ ‫•‬
‫ى‬
‫من حولك والجمال الذي يمكن العثور عليه سواء كنت تعيش يف بلدة صغبة أو مدينة كببة فهناك‬

‫‪31‬‬
‫طبيعيا حولنا‪ ،‬فابحث عن اإللهام ى يف كل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منظرا‬ ‫ً‬
‫ساحرا أو‬ ‫ً‬
‫قديما‬ ‫الكثب لتقدره حواسك سواء كان ى‬
‫مبن‬
‫شء‪.‬‬ ‫ى‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫وف اآلخرين‪ ،‬فهناك أيضا الكثب من الجمال الذي يمكن أن يوجد بداخلنا‬ ‫إظهار الجمال يف نفسك ي‬ ‫•‬
‫جميعا وبعض الصفات الجميلة مثل اللطف والمودة والرعاية والكرم كلها أشكال من الجمال‪.‬‬ ‫ً‬
‫تعلم البساطة والناقة إىل أقىص الحدود‬ ‫•‬
‫وم‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫خلق أجواء رائعة وممتعة‪ ،‬حيث يساعدنا خلق أجواء يف حياتنا اليومية عىل تغيب الروتي الي ي‬ ‫•‬
‫ويسمح لنا بإستخدام كل حواسنا الجمالية‪.‬‬
‫الجماىل عىل توسيع آفاقك واستكشاف الموضوعات أو النشطة‬ ‫ي‬ ‫تطوير الذات‪ ،‬حيث يعمل التذوق‬ ‫•‬
‫شء جديد‪.‬‬ ‫ى‬
‫الن تهمك‪ ،‬وممارسة هواية أو تعلم ي‬‫ي‬

‫الفن وعلم الجمال ‪:‬‬


‫ي‬ ‫‪ -‬التذوق‬
‫الن تشارك ى يف إنشاء العمال الفنية البرصية أو السمعية‬ ‫ى‬
‫الفن هو مجموعة متنوعة للغاية من النشطة البشية ي‬
‫تعب عن المهارة التخيلية أو الفنية للمؤلف‪ ،‬وتهدف إىل تقدير جمالها أو‬‫الن ر‬
‫أو المنفذة وهو العمال الفنية ي‬
‫قوتها العاطفية‪.‬‬
‫ى‬
‫والن تشمل الصور أو الشياء يف مجالت مثل الرسم والنحت‬ ‫ه الفنون المرئية‪ ،‬ي‬
‫أقدم أشكال الفن الموثقة ي‬
‫تضمي العمارة كأحد الفنون المرئية‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬‫ى‬ ‫والطباعة والتصوير والوسائط المرئية الخرى‪ً ،‬‬
‫غالبا ما يتم‬
‫مثل الفنون الزخرفية‪ ،‬فإنه ينطوي عىل إنشاء أشياء حيث تكون العتبارات العملية لالستخدام ىرصورية‪،‬‬
‫ً‬
‫بطريقة ل تكون عادة ى يف فن برصي آخر‪ ،‬مثل اللوحة‪.‬‬

‫يمكن وصف الفن من حيث المحاكاة أنه تمثيله للواقع أو التعبب أو نقل المشاعر أو الصفات الخرى‪ ،‬عىل‬
‫الرغم من أن تعريف ما يشكل الفن متنازع عليه وتغب بمرور الوقت‪ ،‬إل أن الوصاف العامة تركز عىل فكرة‬
‫المهارة التخيلية أو الفنية النابعة من القدرة ى‬
‫البشية واإلبداع‪ ،‬عندما يتعلق المر بالتعرف البرصي عىل عمل‬
‫بالرصورة ً‬
‫كثبا مع‬ ‫فن‪ ،‬ل توجد مجموعة واحدة من القيم أو السمات الجمالية‪ ،‬لن تشبك لوحة الباروك ى‬ ‫ى‬
‫ي‬
‫ً‬
‫يعتب فنا‪.‬‬
‫قطعة أداء معارصة ‪ ،‬لكن كالهما ر‬

‫عىل الرغم من الطبيعة الن تبدو غب قابلة للتحديد للفن ‪ ،‬إل أنه توجد ً‬
‫دائما بعض اإلرشادات الرسمية‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫الفن فقط‬ ‫ى‬
‫الجماىل والتحليل‪ ،‬الشكلية هو مفهوم يف نظرية الفن يتم فيه تحديد القيمة الفنية للعمل ي‬
‫ي‬ ‫للحكم‬
‫ى‬
‫مرب بحت‪ ،‬مع الخذ يف العتبار‬ ‫من خالل شكله‪ ،‬أو كيفية صنعه‪ ،‬تقيم الشكلية العمال عىل مستوى‬
‫ي‬
‫ً‬
‫العنارص المتوسطة والتكوينية بدال من أي إشارة إىل الواقعية أو السياق أو المحتوى‪.‬‬

‫وغالبا ما درست الفن من خالل التفاعل ى‬


‫بي المبادئ و العنارص الفنية‪ ،‬وتشمل مبادئ فن الحركة والوحدة‬
‫والوئام ومتنوعة‪ ،‬والتوازن‪ ،‬وعىل النقيض‪ ،‬نسبة و نمط‪ ،‬وتشمل العنارص الملمس والشكل والمساحة‬

‫‪32‬‬
‫ى‬
‫الفناني عىل تنظيم‬ ‫والشكل واللون‪ ،‬والقيمة و الخط‪ ،‬تساعد التفاعالت المختلفة ى‬
‫بي عنارص ومبادئ الفن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حسيا مع منح المشاهدين أيضا إطارا لتحليل الفكار الجمالية ومناقشتها‪.‬‬ ‫أعمال فنية ممتعة‬

‫الفن‪:‬‬
‫ي‬ ‫أبعاد التذوق‬
‫الساش المتأصل ى يف معظم التخصصات الفنية هو النية الساسية لمناشدة المشاعر اإلنسانية‬ ‫ي‬ ‫الهدف‬
‫الن نستخدمها كل يوم‪ ،‬مثل‬ ‫ً‬
‫والتواصل معها‪ ،‬تضيف الفنون الزخرفية قيما جمالية وتصميمية إىل الشياء ي‬
‫الكرش‪ ،‬العالج بالفن هو نوع حديث من العالج يركز عىل الفوائد العالجية للفن باستخدام طرق‬ ‫ي‬ ‫الزجاج أو‬
‫شء يمكن‪ ،‬ى يف الواقع‪،‬‬ ‫ى‬
‫المفاهيم ونظرية ما بعد ً الحداثة‪ ،‬ثبت أن أي ي‬
‫ي‬ ‫ونظريات مختلفة‪ ،‬منذ إدخال الفن‬
‫أن يسم الفن‪ ،‬يمكن القول أن الفنون الجميلة تمثل استكشافا لحالة اإلنسان ومحاولة لفهم أعمق للحياة‬
‫ى‬
‫الفن‪:‬‬
‫والبعاد الساسية للتذوق ي‬
‫ى‬
‫اإلنساب‪،‬‬ ‫الن تؤلف أساسيات الوجود‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫• الحالة البشية ‪:‬الخصائص والحداث الرئيسية والمواقف ي‬
‫مثل الولدة والنمو والعاطفة والطموح والرصاع والوفاة‪.‬‬
‫ً‬
‫أساسا لقيمته الجمالية‪.‬‬ ‫التشكيىل تم إنشاؤه‬ ‫• الفنون الجميلة ‪:‬الفن‬
‫ي‬
‫ى‬
‫الفن أو المظهر‪.‬‬
‫• الجمالية ‪:‬تتعلق بالتأثب ي‬

‫الساش المشبك لمعظم أشكال الفن هو النية الساسية لمناشدة المشاعر اإلنسانية والتواصل‬
‫ي‬ ‫الهدف‬
‫الن تؤدي إىل‬ ‫معها‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المصطلح واسع بشكل ل يصدق وينقسم إىل العديد من الفئات الفرعية‬
‫ي ً‬
‫غايات نفعية وزخرفية وعالجية وتواصلية وفكرية‪ ،‬يمكن اعتبار الفن‪ ،‬بأوسع أشكاله‪ ،‬استكشافا لحالة‬
‫اإلنسان‪ ،‬أو ً‬
‫نتاجا للتجربة ى‬
‫البشية‪.‬‬

‫الحقيق الصيل؟ أم أن‬ ‫ّ‬


‫والتعرف عىل الجمال‬ ‫تذوق الجمال واإلحساس به‪،‬‬ ‫كل كائن قادر عىل ّ‬‫هل ُّ‬
‫ي‬
‫ى‬
‫معرف‬ ‫وخبة ومستوى‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫والتعرف عليه يحتاج إىل طاقة وقدرات‪ ،‬وملكات رفيعة‪ ،‬بل ر‬ ‫اإلحساس بالجمال‬
‫الخبة والختصاص‪ ،‬أن ليس كل إنسان يملك القدرة‬ ‫ر‬ ‫معي ‪ ..‬ونعتقد كما يعتقد العديد من ذوي‬‫ّ ى‬
‫ّ‬
‫منا‪:‬‬ ‫ّ‬
‫فتذوق الجمال يحتاج‬ ‫لستيعاب وإدراك الجمال‪.‬‬

‫ى‬ ‫ْ‬
‫وتطع عليه الغرائز والنوازع‬ ‫نشط ناضج‪ ،‬فالعقل الخامل الذي تغلب عليه البالدة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .1‬إىل عق ٍل‬
‫مبات الجمال‪ ،‬ومن ّ‬
‫ثم‬ ‫تعرف عىل ى‬ ‫البهيمية ل يملك القدرة عىل العثور عىل الجمال‪ ،‬ول ال ّ‬
‫ّ‬
‫والتنعم به‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وتذوقه‬ ‫اإلحساس به‪ ،‬وتحديد جوهره‪،‬‬
‫َ‬ ‫قلب ُم ٍّ‬ ‫ْ‬
‫الن تنب الطريق عىل مواطن الجمال والتوقف عندها والتأثر بها‪.‬‬ ‫ي ي‬‫ه‬ ‫فالمحبة‬ ‫‪،‬‬‫حب‬ ‫‪ .2‬إىل‬
‫بي جدران أربعة‪،‬‬ ‫حساسة‪ ،‬فاإلنسان الذي اعتاد أن ى‬
‫يقىص حياته ى‬ ‫عي نشطة ومشاعر مرهفة ّ‬ ‫‪ .3‬إىل ى‬
‫ي‬
‫ى‬
‫والبساتي‪ ،‬والذي ل يرى من الحياة غب وجهها الحالك‪ ،‬ل يدرك‬ ‫ل يدرك جمال نهر تعانقه المروج‬

‫‪33‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الن ترى من الحياة غب جانبها المادي وقد صارت عبدا مملوكا‬ ‫الجمال ول يعيه البتة‪ ،‬والنفس ي‬
‫ّ‬
‫للمال‪ ،‬لعمري فالجمال تراه إال فيما ُيضاف كل يوم لها من عقارات وأوراق نقدية‪.‬‬
‫سوية‪ ،‬متسامحة ترى الوجود كله جميال ‪ ..‬إىل أخالق رفيعة سامية‪ ..‬نفس‬ ‫مبنة‪ّ ،‬‬ ‫طيبة‪ ّ ،‬ى‬
‫‪ .4‬إىل نفس ّ‬
‫ميالة للقبح والبشاعة ى يف أذى الغب ‪..‬نفس‬
‫والحب والجمال‪ ،‬والفضيلة‪ ،‬غب ّ‬ ‫ّ‬ ‫تنطوي عىل الخب‬
‫ى‬
‫طيبة تعتقد الطيبة يف غبها‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الروح‪ ،‬والجانب‬ ‫خبة بالحياة ومكوناتها‪ ،‬وإىل إدراك للوجود‪ ،‬وإىل قناعة بالموازنة ى‬
‫بي الجانب‬ ‫‪ .5‬إىل ر‬
‫ي‬
‫الحش والجانب المعنوي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المادي‪ ،‬ى‬
‫ي‬ ‫وبي الجانب‬

‫الفن‪:‬‬
‫ي‬ ‫عنارص التذوق‬
‫ى‬
‫الفن‪:‬‬
‫يىل نذكر أهم عنارص عملية التذوق ي‬ ‫فيما ي‬
‫ً‬
‫ى‬
‫المتابعي لها‪.‬‬ ‫والن تلعب دورا ى يف التأثب بالناس‬ ‫ى‬
‫• المجهود المبذول يف صنع العمال الفنية ي‬
‫الفن والذي تكتمل أهمية وجوده بوجود الشخص المتذوق للجانب‬ ‫ى‬
‫• الشخص القائم عىل هذا العمل ي‬
‫الجماىل ى يف أعماله‪.‬‬
‫ي‬
‫ى‬
‫• اإلنسان الذواق للجوانب الفنية‪ ،‬حيث تكتمل أهميته بالبامن مع وجود العمل‬
‫ى‬
‫الفن ‪.‬‬
‫ي‬

‫الفن‪:‬‬ ‫خصائص ُ‬
‫المتذوق‬
‫ي‬
‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫يأب‪:‬‬
‫الفن مجموعة من الخصائص من أهمها ما ي‬ ‫ل بد أن تتوافر يف المتذوق للعمل ي‬
‫ََ‬
‫بملكة اإلحساس بوجود الجمال‪.‬‬ ‫• التمتع‬
‫ى‬
‫الفن عليها‪.‬‬
‫الن يحتوي العمل ي‬‫• امتالك سمة الستجابة للمثبات الجمالية ي‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫والتميب ى‬
‫بي العمال الفنية وأخذ الحكم بما هو جميل منها وما هو قبيح‪.‬‬ ‫• القدرة عىل المفارقة‬
‫مصداقية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫التحكيم بكل‬ ‫•‬

‫الفن‪:‬‬
‫ي‬ ‫مراحل التقدير والتذوق‬
‫ٌ ّ ٌّ‬
‫انية وكما نشاهد الجمال ونتذوقه ى يف اإلبداع الذي يصنعه غبنا ونصنعه نحن أيضا‪ ،‬فإن‬ ‫الجمال نعمة رب‬
‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫الن كرم هللا بها عباده يف الطبيعة أفسح وأجمل وأكب جاذبية ؛ حيث يغمرنا الجمال‬
‫موضوعات الجمال ي‬
‫ى يف عالم الزهار والطيور وسفوح الجبال‪ ،‬وجداول النهار‪ ،‬وشاللت المياه المنحدرة‪ ،‬وكثبان الرمال الذهبية‬
‫عز وعال ى يف شأن تكريمه‪:‬‬
‫وف شكل اإلنسان الذي قال الخالق ّ‬‫ى‬
‫‪،‬والنخيل الباسق‪ ،‬ومغيب الشمس‪ ،‬ي‬

‫‪34‬‬
‫َ ََْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َّ ْ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ ْ َ ُ ْ ى ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َّ ِّ َ‬ ‫َََ ْ َ َْ َ‬
‫ات َوفضلناه ْم َعىل ك ِث ٍب ِم َّم ْن خلقنا‬‫﴿ ولقد ك َّرمنا ب ِ ى ين آدم وحملناهم ِ يف ال ر ِّب والبح ِر ورزقناهم َ ِمن الطيب ِ‬
‫ان ىف أ ْح َسن َت ْقو ٍيم ﴾ ى‬‫ََ ْ َ ََْ ْ ْ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َْ‬
‫التي‪.. 4 :‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫تف ِضيل ﴾ الرساء‪ ،70:‬وقال أيضا‪ ﴿ :‬لقد خلقنا ِالنس ِ ي‬

‫وف النجوم المتأللئة‪ ،‬والقمر وهو يغمر الكون‬ ‫نسعد بالجمال ونحن نتذوقه ىف سماء الليل الصافية‪ ،‬ى‬ ‫كما ْ‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫نتذوق الجمال ى يف الغيمة‪ ،‬ى يف قوس قزح‪ ،‬ى يف الضباب وهو يدث ُـر ما حولنا بغاللة شفافة منعشة‪،‬‬ ‫بضيائه ‪ّ ..‬‬
‫نتذوقه ى يف عيون‬
‫ّ‬ ‫تتشبــها ى يف نشوة ‪..‬الجمال‬
‫وتجمع قطراته وه تنساب والرض ى ّ‬
‫ي‬
‫ُّ‬ ‫نتذوقه ى يف نزول الغيث‬
‫وف عيون المها وابتسامات الطفال‪ ،‬ى يف ألوان السماك وشاط البحر ورماله الذهبية‪ ،‬وأمواجه ‪ ..‬ى يف‬ ‫ى‬
‫الضباء‪ ،‬ي‬
‫وه متمايلة بما حملت من ثمار الخب ‪ ..‬ى يف الخضار بألوانها‬ ‫ى‬
‫حقول الزرع المبامية‪ ،‬يف السنابل ّالناضجة ي‬
‫ّ‬ ‫ى‬
‫وه مدالة‪،‬‬ ‫ى‬
‫وتدىل الثمار بألوانها وأشكالها يانعة شهية يف عراجي النخلة ي‬ ‫ي‬ ‫المختلفة ‪ ..‬ى يف الشجار المثمرة‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫مثقلة بحبات التمر ى يف لونها‬
‫وف ملكها الورد بدون‬ ‫وف الزهار بألوانها وأريجها ‪ ..‬ي‬ ‫الذهن الرائق الشفاف ‪ ..‬ي‬
‫ري‬
‫منازع ‪..‬ولدى اإلنسان العامل وقد أبدع وأجاد وأتقن‪ ،‬لدى الموظف وقد أخلص‪ ،‬لدى البائع وقد أحسن‬
‫ّ‬
‫َع ْرض بضاعته واستقبل الزبون باشا وكان رحيما ى يف تسعبة بضائعه‪ ،‬ولدى ‪ ...‬ولدى ‪..‬ولدى‪..‬‬

‫الشكل رقم (‪)8‬‬

‫تربية التذوق‪:‬‬
‫بي السلوك المهذب وغب المهذب هو نوع من الببية‪ ،‬فالفرد الـذي يب رب عىل الـذوق السـليم‪ ،‬لشـك‬ ‫الفرق ى‬
‫سـيختلف عـن الفرد الذى ل يـرى فرق ًـا ب ى‬
‫ـي سـلوك وآخـر‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫بمرحلتي رئيسيت ى‬
‫ي هما‪:‬‬ ‫ى‬ ‫يمر التذوق‬

‫‪ -1‬مرحلة البحث والمعاناة‪:‬‬


‫ً‬
‫يـزاول الفرد فيها انواعـا مختلفـة مـن النشـاط تتضـمن بطريـق غيـر مباشـر عامـل التـذوق كجـزء‬
‫مـن مقوماتهـا‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلـة اإلكتسـاب‪:‬‬
‫ـزء حتم ًـا لسـلوكه‪ ،‬فإنه سيتمكن من تطبيقه فى‬
‫إذا مـا اكتسـب الفرد عامـل التـذوق وأصـبح ج ً‬
‫ي‬
‫المواقف المختلفة‪.‬‬

‫خبات مباكمة ى يف خياله وقدراته المعرفيـة ويدرك خ ـالل ممارســته‬ ‫الفن‪ :‬عندما يمتلك الفرد ر‬ ‫ويمارس التذوق ى‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫يتماش بعضها مع البعض الخر‪.‬‬ ‫للعمــل الفنــي أنواعــا مــن العالقــات الجمالية المتوافقــة التــي‬

‫اإلحساس والمشاعر‬
‫الفن نفسه أي اإلهتمام والتعاطف واإلحساس مع هذا‬ ‫الفن من وجود مشاعر تجاه العمل ى‬ ‫يأب التذوق ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الن يعتقد الكثب من الناس أنه‬ ‫ى‬
‫عاطق وهذه الطريقة ي‬
‫ي‬ ‫أكاديم وغب‬
‫ي‬ ‫العمل‪ ،‬ولسوء الحظ أن تاري ــخ الفن‬
‫يجب عليهم التعامل بها‪ ،‬ولكن ماذا لو تعاملنا مع الفن كوسيلة للبحث عن الفهم؟ ماذا لو حاولنا ربط العمل‬
‫الن يدخل بها الممثلون إىل الشخصية من أجل دور ى يف فيلم أو مشحية؟ ماذا لو‬ ‫بشكل مشابه للطريقة ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫المعن المتأصل يف الفن؟‬ ‫حاولنا تذوق وشعور ورؤية وسماع‬

‫اإلنفعال والتذوق‪:‬‬
‫ى‬
‫وجداب ‪‬أمـا الفنـان فهـو‬ ‫يعتقــد بعــض المفكــرين ب ـأن اإلســتجابة اإلنفعاليــة للعمــل الفنــي مرتبطــة بــدافع‬
‫ي‬
‫ى‬
‫الفن‪.‬‬
‫يعب عن االنفعال من خالل نتاجه ي‬ ‫ر‬
‫ً‬
‫فالفنـان ل يسـع إلـى تصـوير الشياء الجميلة فقط‪ ،‬بل إنه كثبا ما يختار موضـوعات رديئة‪ ،‬ويعبـر عنهـا‬
‫بطريقـة حيـة دون أن يقلل من ردائتها أو يحاول إخفاء سوء شكلها‪.‬‬

‫ى‬
‫المعن بالجمال) ‪.‬‬ ‫ـتطيق (‬‫يعتب مصدر لإلنفعــال السـ‬
‫إن تـذوق الصـورة فـي حد ذاته ر‬
‫ي‬

‫والفنــان ل يســع إلــى "خلــق الجمــال ولكنه يمكن أن يعالج أي موضوع لن الفـن هو اللغـة المعبـرة عـن‬
‫الن تقيد الفكار‪.‬‬
‫اإلنفعـالت فـي مقابل اللغة العادية ي‬

‫‪36‬‬
‫والقدرة التعببية اإلنفعالية تكون داخل العمـل الفنـي ولـيست خارجه وعندئـذ يصـبح العمـل الفنـي مجـرد‬
‫منبـه إلثـارة اإلنفعـال‪.‬‬

‫والتـذوق الفنـي يـتم عـن طريـق اسـتجابة انفعاليـة للعمـل الفنـي بموضـوعات قبيحـة أو جميلـة‪.‬‬

‫إخـالص الفنـان ىف عمله ى‬


‫الفن أهميـة عظمـى فـي النظرة اإلنفعاليـة للتذوق والتـي سـتنعكس بدورها عىل‬
‫المتذوق‪.‬‬

‫اإلحساس بالجمال‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نصع جيدا لصوت الفن ى يف دخائلنا؛‬
‫ي‬
‫يتعي علينا أن ى‬
‫ى‬ ‫اإلحساس بالجمال قيمة فذة نحتاجها كثبا ى يف حياتنا‪ ،‬لذا‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫تحفب أفكار المشاهد بما يطلق‬ ‫المتذوقي من شأنها‬ ‫فهو يمثل نتاجا لعنارص إبداعية مبتكرة ذات أثر بالغ عىل‬
‫عليه الستجابة الجمالية‪.‬‬
‫الجماىل‪،‬‬ ‫للوع‬ ‫اللماب "هيجل" أن علم الجمال هو فلسفة الفن الجميل‪ ،‬إنه فلسفة‬ ‫ى‬ ‫يرى الفيلسوف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫وفلسفة للقدرة عىل اإلبداع الكب صدقا وجماال‪ ،‬فلسفة للتذوق الكب قدرة عىل الستيعاب‪.‬‬

‫والسؤال الذي يفرض نفسه علينا بإلحاح هو‪ :‬ما المقصود بالجمال ى يف الفنون؟ إن المقصود بذلك هو‪:‬‬
‫الجماىل للفن وهو الذي يجعل من الفن فنا‪ ..‬وسؤال آخر يطرح‬ ‫الفن للبعد‬‫الجانب الذي يحتويه العمل ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫نفسه‪ :‬ما الذي ى‬
‫يمب الفنان المبدع عن الفنان العادي‪..‬‬

‫الفن هو من اختيار الفنان لبعض ما ى يف‬


‫ى‬
‫الفن؟ والفرق أن الجمال ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫وما هو الفرق بي الغث والثمي بالجمال ي‬
‫وخباته ورؤيته وفلسفته وأسلوبه‪ ،‬وإذا ما حاول‬ ‫الطبيعة‪ ،‬ثم يحذف ويضيف عليها من إحساسه ومشاعره ر‬
‫ى‬
‫ه‪ ،‬فإنه بذلك لن يضيف شيئا جديدا عليها‪ ،‬ول عىل جمالها وف هذه الحالة يتحول‬ ‫الفنان رسم الطبيعة كما ي‬
‫إىل مهارة ى يف النقل والمحاكاة‪ ...‬ويبتعد عن أي مظهر من مظاهر اإلبداع‪ ،‬بل يصبح مجرد موثق‪ ،‬وأداة تسجيل‬
‫ى‬
‫الطبيع‪ ،‬لن الفن نتاج الروح؛‬
‫ي‬ ‫الفن أسم من الجمال‬ ‫وهذه ليست مهمة الفنان عىل اإلطالق‪ .‬نجد الجمال ي‬
‫فبما أن الروح أسم من الطبيعة فإن هذا السمو ينتقل إىل نتاج الفنان‪.‬‬

‫إن دور الفنان ىف جميع الحوال يبق هو المحور الرئيش الذي يحدد قيمة العمل ى‬
‫الفن؛ فبقدر ما يكون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫الفن‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الفنان موجودا يف لوحته‪ ،‬ببصمته‪ ،‬وأسلوبه‪ ،‬وشخصيته‪ ،‬ورأيه يف كل ما حوله‪ ،‬بقدر ما يكون العمل ي‬
‫موفقا وناجحا وله قيمته التشكيلية محصنا بالجانب الفكري الذي ى‬
‫يمبه عن غبه‪..‬‬

‫فالفن هو إبداع‪ ،‬فيه الذكاء فيه الخيال‪ ،‬فيه التجديد‪ ،‬فيه الدهشة والمفاجأة فيه حرية الفنان الصيل‪ ،‬كما‬
‫ً‬ ‫ىً‬
‫ومعن‪ ،‬ليس ً‬ ‫تأمل الجمال ًّ‬‫أن ُّ‬
‫أمرا دخيل عىل حضارتنا اإلسالمية؛ فهو من أصول هذا الدين الحق‪،‬‬ ‫حسا‬

‫‪37‬‬
‫ُّ‬
‫التعبد بالتأمل والنظر‪ ،‬وقد ورد عن رسول هللا صىل هللا عليه‬ ‫وكتاب هللا ‪ -‬عز وجل‪ -‬مملوء بالحث عىل‬
‫وسلم ‪" :‬إن هللا جميل يحب الجمال"‪ .‬هنا بالضبط ريبز لنا ى‬
‫معن الفن للفن‪.‬‬
‫ً‬ ‫كل هؤلء ى‬ ‫َّ‬
‫والمثقف‪ ،‬وغبهم‪ُّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫المعلم ُ‬
‫والم ِّ‬
‫ينبع أن يكونوا أهل للقول‬
‫ي‬ ‫والمرشد والناصح‪ ،‬والكاتب‬
‫ِ‬ ‫وجـه‪،‬‬ ‫إن‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الجميل‪ ،‬والفعل الجميل‪ ،‬والص رب الجميل‪ ،‬والصفح الجميل‪ ،‬وحن الهجر الجميل!‬

‫ّ‬
‫التذوق‪:‬‬ ‫اإلحساس بالجمال ‪ ..‬و نعمة‬
‫اإلحساس بالجمال‪ ،‬والميل نحوه مسألة فطرية متجذرة تحيا ىف أعماق النفس ى‬
‫البشية ؛ فالنفس اإلنسانية‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫السوية تميل إىل الجمال‪ ،‬وتشتاق إليه‪ ،‬وتنفر من القبح وتنأى عنه بعيدا ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن الطبيعة اإلنسانية تنجذب إىل كل ما هو جميل؛ وقد ورد عن رسول هللا صىل هللا عليه وسلم ‪ " :‬إن هللا‬
‫يحب الجمال " ‪ .‬واإلحساس بالجمال والوله به‪ ،‬والعتناء به‪ ،‬واقتناء الشياء الجميلة قد يقوم بها‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫جميل‬
‫ّ‬
‫اإلنسان تلقائيا بفعل ذاك الميل الفطري المتجذر ى يف أعماق النفس ‪ ...‬شاء هللا سبحانه وتعاىل المبدع البديع‬
‫َ‬ ‫الخالق أن يجعل من الجمال ىف ّ‬
‫شن ُصوره َمـناط رضا وسعادة لدى اإلنسان‪.‬‬ ‫ي‬
‫تذوق الجمال والتمتع به يختلف ى‬ ‫لكل إنسان‪ ،‬والكيد أن ّ‬‫شاع ّ‬‫ٌّ ُ ٌ‬
‫بي فرد وآخر‪،‬‬ ‫إن استصاغة الجمال حق م‬
‫ّ‬
‫يمس جانبا من الجوانب‪ ،‬أو عنرصا من‬ ‫ومن أمة إىل أخرى‪ ،‬ومن عرص إىل آخر ‪ ،‬لكنه اختالف محدود قد‬
‫ّ‬
‫الن تشكل القيمة الجمالية‪.‬‬
‫العنارص ي‬

‫اإلدراك والوصف‪:‬‬
‫هو الخطوة الوىل ى يف التذوق فعىل الشخص أن يدرك ما هو العمل الذي أمامه ول بأس من كتابة الفكار‬
‫ه‬ ‫الذاتية حول ما ّ‬
‫تم إدراكه‪ ،‬وتدوين السئلة عن حقيقة العمل ى‬
‫الفنية التشكيلية ي‬
‫ً‬
‫الفن المتناول‪ ،‬فاللوحة‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫المتذوق‪،‬‬ ‫لتحاك‬ ‫وأهدافا‬ ‫عبارة عن مساحة رسمها أو صورها إنسان بعواطفه وروحه وألوانه وض ّمنها أفكارا‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫فه ى يف النهاية عمل استخدم فيه العقل والعاطفة معا‪.‬‬
‫ي‬

‫ْ‬
‫جوهر الجمال ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫كيف ّ‬
‫نعرف الجمال ؟ وكيف نحدد جوهره وأسسه الموضوعية ؟ فهل الجمال كل ما ترتاح إليه عينا‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫يكق لتعريف الجمال‬ ‫اإلنسان؟ هل هو كل ما يعجبنا ويفرحنا ويشدنا إليه‪ ،‬وما يثب إعجابنا ؟ أم ذاك ل ي‬
‫ُ ى‬
‫خق " الجمال الظاهري" الذي تراه العينان القبح والبشاعة‪..‬‬ ‫السام ‪..‬ربما ي ي‬
‫ي‬ ‫الحقيق‬
‫ي‬ ‫وتحديد جوهره‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فه نبع الجمال الفياض ‪ ...‬الذي ل يجف‪ ،‬فإذا جف هذا النبع ل يندثر الجمال‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وننطلق من الطبيعة ي‬

‫‪38‬‬
‫فحسب‪ ،‬إنما ى‬
‫تفن الحياة وتموت الكائنات كلها ‪..‬أي ل حياة إذا ماتت الطبيعة‪ ،‬فالحياة مرتبطة بالطبيعة‪،‬‬
‫ٌ‬
‫مرتبط بالطبيعة ‪.‬‬ ‫والجمال‬

‫نحو الطبيعة‪ ،‬لننا ى‬ ‫نم لديه شعوره به الذي يرتبط بالميل ْ‬ ‫ُ‬
‫وت ّ‬ ‫ُ‬
‫كبش‬ ‫ي‬ ‫للجمال‪،‬‬ ‫اإلنسان‬ ‫حاجة‬ ‫الطبيعة‬ ‫شبع‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ى‬ ‫نشعر ىف ّ‬
‫تنوع موضوعاتها‪ ،‬وثرائها بما ُي ْـمتع أبصارنا ويبعث الراحة يف جوانحنا بما تمثله من شفافية وطه ٍر‬ ‫ي‬
‫بتعدد ألوان أوراق الشجر‪ ،‬وبدقة نظامها البناب‪ ،‬وبالنسجام العجيب والعالقات ى‬ ‫ّ‬
‫بي‬ ‫ي‬ ‫نستمتع‬ ‫فنحن‬ ‫ونقاء‪،‬‬
‫نعب ى يف الطبيعة عىل معايب التناسق والتوازن‪ ،‬وعىل‬ ‫خطوطها‪ ،‬والن ّتتصف بالرشاقة والنقاء ‪ ..‬من ذاك ر‬
‫ي‬
‫ى‬
‫الضوب‪ ،‬وبتناغمات الكائنات يف هذه‬ ‫اللوب‪ ،‬واإلحساس بالرحابة المكانية‪ ،‬وبالصفاء‬ ‫ى‬ ‫الباء‬‫تجسيدات ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ْ َ‬
‫والحقيقة أن إعجاب اإلنسان بجمال اللون وال َـولـه به‪ ،‬يتجىل عىل سبيل المثال ى يف ألوان ريش الطاووس‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫يتحرك ‪ ..‬وكذلك إحساسنا بالرضا والرتياح ونحن نتمىل الجو‬ ‫ّ‬ ‫والتناسق ى يف تمدده‪ ،‬وخيالء الطاووس ّلما‬
‫كون‬ ‫كل ذلك يرجع إىل ْ‬ ‫المشبع باللون ىف منظر غروب الشمس‪ ،‬وانبهارنا بالنضارة اللونية ىف ىرسوقها‪ّ ،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫بن البش‪ ،‬وأشدهم جذبا‪.‬‬ ‫اإلحساس باللون هو من أكب أنواع الشعور بالجمال شيوعا بي ُ ّ ي‬
‫محركة فيهم‬ ‫عميق ىف دواخل النفوس‪ ،‬فتظهر بهيئة ملموسة ساحرة تارة تحفز أغلب الناس ّ‬ ‫ٌ‬ ‫لأللوان ٌ‬
‫تأثب‬
‫ي‬
‫إيماب ‪ ،‬وروحانيات ‪ ،‬واعتقادات تتداخل ى يف كنف‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫كل إنسان‪ ،‬وتارة أخرى بنفس‬ ‫المتماش مع ّ‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫الجماىل‬
‫ي‬ ‫الذوق‬
‫ْ‬ ‫ٌ‬
‫الدين والعراف ‪ ،‬وحن السطورة لدى بعض الشعوب ‪...‬إن اللون هو صفة للنور والضوء‪ ،‬وأن للنور‬
‫جل المعتقدات‪.‬‬ ‫السماوي اآلب من الشمس قدسية وحظوة يكتسيها ىف ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫حسية أو جمالية ‪ ،‬وارتبط اللون بمصدرين‬ ‫و ىف العقيدة اإلسالمية جاءت دللت اللون تعببية أو رمزية أو ّ‬
‫ي‬
‫ى‬
‫جوهريي ‪ :‬أولهما‪ ،‬النور القادم من السماء المقبن بالخالق العىل ‪ ،‬فهو ( نور هللا ) سبحانه وتعاىل ‪ ،‬أو (نور‬
‫كلمن " ظلمة‬ ‫تداخل لغوي ذو دللت ى‬
‫بي‬ ‫ٌ‬ ‫وثمة‬ ‫ِّ‬
‫المنور لدواخل النفس المظلمة ‪ّ ..‬‬ ‫القلوب ) بما يعنيه اإليمان‬
‫ُي‬ ‫ُ‬
‫المناف لجمال العدل ‪ ،‬وهكذا فكل انحراف واختالل هو ق ْبح لنه‬ ‫ى‬ ‫" و " ظلم " المقبن بق ْبح الظلم والطغيان‬
‫ي‬
‫ٌ‬
‫ابتعاد عن الجمال الواجب اقبانه بإرادة هللا؛ وبذلك فإن اللون وجماله يقبن مع وجود الضياء‪ ،‬ثم يتداخل‬
‫اإلله ‪ .‬وأصبح السود المظلم لدى أغلب شعوب الرض رمزا للحزن‪،‬‬ ‫ي‬ ‫المفهوم مع العدل والقسطاس‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫والمشة يف العراف الشعبية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫المشعة الفاتحة دليال عىل الحبور‬ ‫واللوان‬

‫والفن عند هيجل‪:‬‬


‫ي‬ ‫الطبيع‬
‫ي‬ ‫الجمال‬
‫سع الروح‬
‫يعبعن ي‬
‫ليمكن دراسة الفن والجمال بشكل مستقل عن المبادئ الرئيسية لفلسفة هيجل‪ ،‬لنه ر‬
‫حش‪ .‬وبذلك‬
‫ي‬ ‫ويعب عن ذلك بشكل‬
‫السع‪ ،‬اذ تتموضع فيه الروح ر‬
‫ي‬ ‫نحو الحقيقة‪ ،‬والفن هو أحد اشكال هذا‬

‫‪39‬‬
‫يشكل الجمال موقعآ مهمآ ى يف فلسفته لما لهو أثر ى يف فلسفته‪ ،‬وقد صاغ نظريته ى يف الجمال بالرجوع اىل تاري ــخ‬
‫الفن‪ ،‬فهو نظر اىل الجمال من خالل الفن‪ ،‬وجعل الفن هو الذي يظهر الجمال الحق‪ ،‬أي بعكس الجمال‬
‫محارصات للجمال فظهرت ى يف كتابه (دروس ى يف‬ ‫ى‬ ‫الطبيع الذي لم تظهر فيه الروح‪ .‬وقد أفرد هيجل عدة‬ ‫ي‬
‫فلسفة الجمال)‪.‬‬

‫الطبيع‪:‬‬
‫ي‬ ‫الجمال‬
‫يعتب هيجل من القالئل الذين كان لهم الفضل ى يف التعمق ى يف مفهوم الجمال‪ ،‬ولقد ظفر علم الجمال عنده‬ ‫ر‬
‫ى‬
‫ميتافبيقيآ‪.‬‬ ‫الجماىل مسلكآ‬ ‫ى‬
‫بشهرة واعجاب ل مثيل لها‪ .‬وقد سلك يف عرضه لمذهبه‬
‫ي‬
‫محارصاته ى يف‬
‫ى‬ ‫حش‪ ،‬لذلك يبدأ هيجل‬ ‫ي‬ ‫معي لتمثيل الحقيقة واظهارها ى يف طابع‬
‫ى‬ ‫ويرى هيجل الجمال نمط‬
‫وبي عالم‬ ‫بي عالم الظواهر ى‬ ‫علم الجمال بالرد عىل كانت‪ ،‬ويرى أن ماوصل اليه كانت هو نتيجه لفصله ى‬
‫ين والمطلق‪.‬‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الشن يف ذاته‪ ،‬بينما الجمال ليس تجريدآ لملكة الفهم‪ ،‬وانما هو يف ذاته الع ي‬
‫العقىل وهو الجمال‬ ‫ي‬ ‫وبذلك يرفض هيجل منذ البداية الجمال ى يف الطبيعة لنه يرى أنه لجمال سوى الجمال‬
‫الطبيع لنه‬ ‫الفن أرف من الجمال‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫الموجود يف الفن‪ ،‬لنه نتاج العقل مع الحساس‪ ،‬اذآ هيجل يرى الجمال ي‬
‫متولد من العقل وهو من نتاج الروح‪ ،‬وأن كل مايأتينا من الروح اسم مما هو موجود ى يف الطبيعة ‪.‬‬
‫بي المفهوم والواقع‪.‬‬ ‫والجمال هو الفكرة المتصورة الن توحد ى‬
‫مبارسة ى‬
‫ي‬

‫ى‬
‫والفن أن الفكرة‬ ‫الطبيع‬ ‫بي الجمال‬ ‫ى‬
‫والتمب ى‬ ‫الطبيع بوصفه أول تعبب عن الجمال‪،‬‬ ‫ويرى هيجل أن الجمال‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الطبيع هو الجمال الناقص‪ ،‬والجمال فكرة والفكرة تتقدم بأتجاه الواقع‬
‫ي‬ ‫ه الجمال الكامل ى يف ذاته‪ ،‬بينما‬ ‫ي‬
‫وه لتلق هذا الواقع ال من الذاتيه الواقعية المطابقة للمفهوم‪.‬‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الحقيق هو الذي يتجسد يف الفكرة والمضمون ل يف الشكل الخالص‪ ،‬حن‬ ‫وبذلك يرى هيجل الجمال‬
‫ي‬
‫عب التاري ــخ‪ ،‬من سيطرة المادة اىل سيطرة الفكرة ومن الشكل‬
‫اصبح الجمال عنده عبارة عن فكرة تطورت ر‬
‫اىل المضمون‪.‬‬

‫الفن‪:‬‬
‫ي‬ ‫الجمال‬
‫التجىل المحسوس للفكرة‪ ،‬اذ مضمون الفن ليس شيئآ سوى الفكار‪ ،‬اما‬ ‫ي‬ ‫رأينا سابقآ عند هيجل الجمال هو‬
‫الفن فأنها تستمد بنيتها من المحسوسات والخيالت‪ ،‬والفن اذا بلغ غايته‬‫ى‬
‫الن يظهر عليها الثر ي‬ ‫الصورة ي‬
‫وف مجال الفن تتجىل‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫فأنه ليلبث أن يسهم مع الدين والحياة يف تفسب المطلق والقاء الضوء عىل جوانبه‪ ،‬ي‬
‫الحش‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجماىل عن طريق الوسيط‬
‫ي‬ ‫الحقيقة أي المطلق‬

‫‪40‬‬
‫الفن ويحرص ان ل تكون‬ ‫ى‬
‫سيعب عنها من خالل العمل ي‬‫ر‬ ‫الن‬
‫وعىل الفنان أن يفكر مليآ ويتأمل بعمق الفكرة ي‬
‫الفن‬‫ى‬
‫ه الغاية الحقة للعمل ي‬
‫ى‬
‫النساب وهذه ي‬
‫ي‬ ‫بمعزل عن الحقائق الجوهريه ى يف الحياة ونشاطات المجتمع‬
‫عند هيجل‪.‬‬
‫الطبيع‪ ،‬وذلك أن العقل والعقل وحده قادر عىل الحقيقة ويستوعبها ى يف‬
‫ي‬ ‫الفن ارف من الجمال‬‫ى‬
‫اذآ الجمال ي‬
‫ذاته حن أن مايكون جميآل ليكون جميأل حقآ البامشاركة ى يف هذا العنرص الرف وكشن مخلوق‪ ،‬وبــهذا‬
‫المعن اذا كان هناك جمال ى يف الطبيعة‪ ،‬فأنه ليكشف نفسه ال عىل أنه انعكاسآ للجمال الذي يمت للعقل‪.‬‬
‫ى‬

‫والفن عند هيجل ليس تقليدآ للطبيعة أو محاكاة لها‪ ،‬وأنما يتخذ وسيطا للتعبب عن الجوانب المختلفة‬
‫ى‬
‫النساب‪.‬‬ ‫للوجود‬
‫ي‬
‫ى‬
‫المبارسة‪،‬‬ ‫ويرى أن الفن ليس له من غرض سوى التعبب عن عالقة الذات بالموضوع ى يف مستوى الوحدة‬
‫بي الذهن والحساس عن طريق‬ ‫وجوهر الجمال هو التوافق الوضع الذي يحققه الجمال نفسه فيما ى‬
‫ي‬
‫الن‬
‫التحرر الذي ينجم عنه‪ ،‬والفن عنده يقظة الحساسات المالئمة المحببه عن طريق خلق الشكال ي‬
‫تعط مظهرآ للحياة‪ ،‬فالفن هو وحده القادر عىل التعبب عن الباطن والظاهر وعن الفكرة بالشكل ولوجود‬
‫ي‬
‫للجمال ال بالفن‪.‬‬
‫ى‬
‫الفن أن يكون غاية نفعية كأن يستعمل الفن كأداة للتعليم أو‬
‫ويرى ايضآ أن الفنان ليستهدف من عملة ي‬
‫ى‬
‫الدين‪.‬‬ ‫الوعظ‬
‫ي‬
‫ويربط هيجل الجمال بالحقيقة ويرفض أن يكون الجمال تعببآ عن الواقع‪ ،‬أذ الجمال ليس سوى تحديد‬
‫يعب عن المطلق ليتعامل‬ ‫خاص يتم به التعبب عن الحقيق وينكشف لنا‪ .‬وبذلك الفن عند هيجل ى‬
‫حي ر‬ ‫ي‬
‫تجىل الفكرة‬
‫بالتصورات المجردة بل هو يجمع اليها العيانات الحسية‪ ،‬ومن هنا يعرف هيجل الجمال هو ي‬
‫الفن لن الجمال‬‫ى‬
‫الطبيع ‪ ،‬وأنما يتعلق بالجمال ي‬
‫ي‬ ‫بطريقة حسية‪ ،‬وأن موضوع الستطيقا ل يتناول الجمال‬
‫الوع ونتاج الحرية وماهو من انتاج الروح‬ ‫يع لنه من ابداع الروح وخلق‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫يف الفن أرفع مكانه من الجمال الطب ي‬
‫يحمل طابعها ويكون اسم من الطبيعة‪.‬‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الطبيع‪ُ :‬يعد ( روسو ) أول من دعا إىل تقدير الطبيعة وتمجيدها ‪ ،‬ولقد قدم (‬‫ي‬ ‫الفن والجمال‬
‫ًي‬
‫والجمال ى‬
‫الحقيق هو الذي يعكس وجه الطبيعة‬ ‫ي‬ ‫رسكن ) مذهبا ى يف استلهام الطبيعة وتمجيدها ‪ ،‬فرأى أن الفن الكامل‬
‫الكىل وهكذا نجد أن آراء بعض فالسفة الجمال تذهب إىل أن الفن مرآة للطبيعة وكان نتيجة هذا العتقاد‬ ‫ي‬
‫ىف مجال الطبيعة وأثرها عىل العمال الفنية أمثال آراء ( ديدرو ) و ( رسكن ) و ( رينان ) وقد غاىل الخب فى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫تمجيد الطبيعة حيث يشب إىل " إننا ل نجد يف الطبيعة بأرسها أدب خطأ يف الرسم‪ ،‬بل ربما كان الدب إىل‬
‫الصواب أن نقرر ‪ :‬أن العالم جميل إىل أن تمسه يد اإلنسان‪" .‬‬

‫‪41‬‬
‫ويرى ( كونستابل ) أن فن رؤية الطبيعة ىرصب مكتسب من الفن يحتاج إىل الكثب من ر‬
‫الخبة والمران ويشب‬
‫( ديالكروا ) إىل إن الطبيعة تعد " معجم يرجع إليه الفنان حينما تعوزه المعرفة الفنية فنحن نعود إىل‬
‫لك نستفتها الرأي بخصوص اللون الصحيح أو التفصيالت الجزئية الدقيقة‪" .‬‬ ‫الطبيعة ي‬

‫ّ‬
‫إن التجاه إىل تقليد الطبيعة ى يف الفن اتجاه قديم اإلنسان ‪ ،‬فقد بدا اإلنسان ى يف محاكاة الطبيعة ى يف الفن ‪ ،‬وقد‬
‫الرصب من الفنون الذي ى‬
‫يتوح التقليد‬ ‫اجتمع الكثب من علماء الجمال بذلك عىل أن الفن الصيل هو ذلك ى‬
‫الطبيع أنما ينطوي عىل أسم آيات الجمال‪.‬‬ ‫ي‬ ‫أو المحاكاة‪ ،‬من الطبيعة لن الواقع‬

‫ى‬ ‫ّ‬
‫الفن يقوم عىل الصنعة والمهارة الفنية ويظهر إبداع الفنان وجهده الخالق وقد يتداخل الجمال‬
‫إن الجمال ي‬
‫ى‬
‫الفن لكنهما ل يتطابقان مثلما تجسد اللوحات الفنية مناظر طبيعية وعند إصدار الحكام‬
‫الطبيع مع الجمال ي‬
‫ي‬
‫شء جميل عىل‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫والثاب ي‬
‫ي‬ ‫الفن والجمال الطبي يع ‪ ،‬فالول عمل جميل‬
‫الجمالية لبد من التفريق بي الجمال ي‬
‫ى‬
‫الفن والجمال هو ما يستثب إعجابنا‬ ‫ى‬
‫الن يستخدمها الفنان يف عمله ي‬ ‫أن الطبيعة تنطوي عىل العنارص الولية ي‬
‫فن‪.‬‬‫ى‬ ‫ى‬
‫ويشعرنا باللذة يف أي عمل ي‬

‫ّ‬
‫تحاك الطبيعة محاكاة تقليدية فينتج عن ذلك‬
‫ي‬ ‫الن ل‬
‫إن علم الجمال المعارص يؤكد عىل المحاكاة المستنبة ي‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫الشخىص‪ ،‬والجمال ل يصبح جميل بالطبيعة فحسب بل يصبح كذلك‬ ‫ي‬ ‫يتمب بالنطباع‬ ‫عالم خاص ‪ ،‬فردي‬
‫خبته وذكائه وعمق موهبته‪.‬‬
‫نتيجة جهد وعمل الفنان‪ ،‬ونتيجة ر‬

‫يشب ( بيكاسو ‪ ) 1975 - 1881‬إىل ( أن الطبيعة والفن ظاهرتان مختلفتان تمام الختالف ) ونجد أن ما‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نسميه ى يف الطبيعة ( قبحا ) قد يصلح أن يكون موضوعا جميل للفن ‪ ،‬وإل فهل يقل الشحاذون الذين رسمهم‬
‫ً‬
‫( موريلو ) جماال ودقة صنعة عن العذارى والحسناوات الالب صورهن بريشته الساحرة ‪ ،‬وبــهذا فأن اشد ما‬
‫ً‬
‫ى يف الطبيعة قبحا قد يكتسب ى يف مجال الفن صبغة استطيقية واضحة ‪ ،‬وإذا نظرنا اآلن إىل موقف علماء‬
‫والفناني المعارصين من مشكلة العالقة ى‬
‫بي الفن والطبيعة ‪ ،‬فأن التجاه السائد بينهم يميل إىل‬ ‫ى‬ ‫الجمال‬
‫ى‬
‫رفض نظرية ( التقليد ) أو ( المحاكاة ) ‪ ،‬فالفن حسب تعبب ( هربرت ريد ) يشكل تلك الرغبة العارمة يف خلق‬
‫عالم متسق من الصور الحيوية‪.‬‬

‫ّ‬
‫البعة الطبيعية ى يف الفن فهو بال مراء ( اندريه مالرو المولود‬
‫الرصبات إىل ى ى‬
‫الفن الذي وجه أقىص ى‬
‫ي‬
‫إن الناقد ى‬
‫ً‬
‫الكالسيك كونه فنا يقوم عىل التقليد أو المحاكاة … ويرى ( مالرو ) (‬
‫ي‬ ‫سنة ‪ ) .189‬فهو يقلل من أهمية الفن‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫إن الغرب هو الذي ظن أن التشابه ) ‪ (Resemblance‬عامل جوهري يف الفن وأما يف أفريقيا وجزائر المحيط‬

‫‪42‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بق – التقليد – مجهوال‪ ،‬فضل عن إننا نالحظ أن المحاكاة لم تتخذ صورتها المعروفة عندنا‬
‫الهادي ‪ ،‬فقد ي‬
‫الشق القىص …‬ ‫ىف كل من مرص وبالد النهرين ى‬
‫وببنطة وبلدان ى‬
‫ي‬

‫ّ‬
‫الطبيع فالفنان ل يرى من الطبيعة إل‬
‫ي‬ ‫أكب مما هو مركز ى يف العالم‬‫الفن ر‬‫ى‬
‫وإن برص الفنان موجه نحو العالم ي‬
‫حي أن اإلنسان العادي ل يحفل بالفن أنما يرتبط بما يعمله أو يريد أن يعمله ى يف‬ ‫حالة عالقة باآلثار الفنية ىف ى‬
‫ي‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫شء‬ ‫يخء منطويا عىل ي‬ ‫يعب عن الحقيقة‪ ،‬فإن فنه لبد أن ر ي‬ ‫الطبيعة ومهما أدع الفنان أنه يصور الوقائع أو ر‬
‫الفناني عندما يرسمون مناظر طبيعية فأنهم ل‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الخبال‪ ،‬ويرى ( أندريه مالرو ) أن‬ ‫من التحوير أو التبديل أو‬
‫الن تعمل‬ ‫ى‬
‫يقلدون الطبيعة وإنما يقلدون فناني ًآخرين قد تأثروا بهم‪ ،‬ويمثل الفنان عند ( مالرو ) اإلرادة ي‬
‫ً‬
‫بالمادة عملها لتكون منها عمل جماليا هو عالم الفن‪.‬‬

‫ّ‬
‫إن اإلنسان ومستوى تطوره ريبز لنا تركيب متداخل ( مادة – فكرة – فعل ) هما عىل درجة قصوى من‬
‫الهمية‪ ،‬إذ أن اإلنسان ى يف هذه اللحظة يجد نفسه ى يف مجال الحرية ‪ ،‬أنه يسمو عىل الطبيعة بكونه يترصف‬
‫ى‬
‫الفن‬
‫الطبيع من مجال النقد ي‬
‫ي‬ ‫حيالها حسب فكرة وتخطيط ‪ ،‬وأن عالم الجمال المعارص يخرج الموضوع‬
‫ى‬
‫اإلنساب‪.‬‬ ‫الوع‬ ‫ى‬
‫اإلنساب‪ ،‬وإنما نقدر هذا الجمال من خالل‬ ‫ى‬
‫الفن لنه ليس ثمرة البتكار والخلق‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫والتذوق ي‬

‫الجمال والحضارة‪:‬‬
‫الجماىل‪ ،‬والتعامل مع الجمال ُب ْعدا أساسيا ى يف الحضارة‬
‫ي‬ ‫ويشكل الموقف من القيم الجمالية‪ ،‬واإلبداع‬
‫ى‬
‫وتنتق وسائل التعبب عنه فيها‪ ،‬وتنعدم صناعة موضوعاته‬ ‫ي‬ ‫الن تخلو من الجمال‪،‬‬‫اإلنسانية ‪..‬فالحضارة ي‬
‫تلن أشواقه النفسية ونزعته الفطرية إىل‬ ‫ّ‬
‫له حضارة متخلفة‪ ،‬ل تتجاوب مع مشاعر اإلنسان‪ ،‬ول ر ي‬ ‫فيها‪ ،‬ي‬
‫تعب ى يف اآلن نفسه عن إنسانيته‪.‬‬ ‫ّ‬
‫والحق والجمال‪ ،‬ول ّ‬
‫ر‬ ‫الخب‬

‫قد لعب الجمال والفن بمعناه الواسع دورا كببا ىف حياة اإلنسان‪ْ ،‬إذ كان وما يزال مظهرا من مظاهر ّ ى‬
‫تمب‬ ‫ي‬
‫عما ّ‬
‫يحسه من مشاعر وانفعالت‪.‬‬ ‫اإلنسان العاقل عن باف المخلوقات‪ ،‬ووسيلة تعبب هذا اإلنسان ّ‬
‫ي‬

‫الن يعيش فيها وبعيدا‬


‫وكلما ارتفع مستوى هذا التعبب‪ ،‬ارتفع معه مستوى هذا اإلنسان‪ ،‬ومستوى الحضارة ي‬
‫ويتذوقه فى‬
‫ّ‬ ‫عن الفلسفة وأهلها‪ ،‬فاإلنسان العادي السوي مثلما يشاهد الجمال ى يف عالم الطبيعة يشاهده‬
‫ي‬
‫الن يبدع فيها‬ ‫الشياء الجميلة الن يقتنيها‪ ،‬ويلحظه ىف اإلبداع ى‬
‫الفن الذي يصنعه اإلنسان كالعمارة ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫الن تحاذيها من الجانبي مساحات ظللتها أشجار وزينت بالزهور‬ ‫المهندسون والبناؤون‪ ،‬والطرق الفسيحة ي‬
‫ى‬
‫الممبة‪.‬‬ ‫تفوح عطرا‪ ،‬وساحات بديعة‪ ،‬ومساجد تألقت بعمارتها اإلسالمية‬

‫‪43‬‬
‫كما أن اإلنسان السوي يشاهد الجمال وينعم به ىف اللوحة الفنية‪ ،‬المالبس الزاهية‪ ،‬ترتيب ُغرف ى ى‬
‫المبل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫والف ُرش والزراب‪ ،‬فى‬ ‫والبنية‬ ‫ى‬
‫الواب‬ ‫ف‬ ‫ى‬ ‫والنقوش‪،‬‬ ‫الزخارف‬ ‫الكريم‪،‬‬ ‫آن‬
‫القر‬ ‫تيل‬
‫ر‬ ‫ت‬ ‫الخط‪،‬‬ ‫المزخرفة‪،‬‬ ‫تب‬ ‫الك‬
‫ري ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫الشخ‪ ،‬والوزن الشعري العذب‪ ،‬يف الكالم الحسن‪ ،‬يف الحوار الهادئ‪،‬‬ ‫ر ّ‬ ‫الموسيق الصيل والصوت‬ ‫اإليقاع‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى يف الحبام المتبادل‪ ،‬يف فن اإلصغاء للغب‪ ،‬يف حسن التعامل مع الجار‪ ،‬مع الصدقاء‪ ،‬يف صلة الرحم‪ ،‬مع‬
‫ى‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫المبل وخارجه‪ ،‬ى يف الحفاظ عىل البيئة‪.‬‬ ‫الزمالء ىف العمل‪ ،‬ىف آداب الكل‪ ،‬ىف سلوك النظافة ىف داخل ى ى‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫الشكل والمضمون‪:‬‬
‫والن يتكون منها موضوع اإلنتاج‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الفن ي‬
‫الفن‪ ،‬بمعن أن الشكل هو عنارص التشكيل ي‬ ‫يعد الشكل ظاهر العمل ي‬
‫يعب به عن إبداعاته‬ ‫ى‬
‫الفن‪ ،‬أما المضمون فهو الفكرة أو الطريقـة التـي يعـرض بهـا الفنـان فنـه أو السلوب الذي ر‬
‫ي‬
‫الفنية‪ ،‬وعن فكره الذى يوصله إىل المتذوق‪.‬‬

‫سمات ومراحل التذوق الفن‪:‬‬


‫عوامـل ومبـادئ العمـل الفنـي الناجح الن يسـتجيب لهـا الجمهـور المتذوق‪:‬‬
‫‪ -1‬مبـدأ الوحـدة العضـوية فــي العمــل الفنــي‪.‬‬
‫‪ -2‬مبـدأ التنـوع‪ ،‬فقـد يكـون للموضـوع الواحد أصداء وتكرارات وتنوعـات‪.‬‬
‫‪ -3‬مبـدأ التـوازن‪.‬‬
‫ـي الشـكال المختلفـة‪.‬‬ ‫‪ -4‬مبـدأ التماثـل ) السـيمبية( أو مبـدأ التوافـق ب ى‬
‫‪ -5‬مبـدأ اإليقـاع أي اإلنتقـال مـن أجـزاء أو وحـدات زمانيـة تتخللهـا فتـرات أو سـكون‪.‬‬
‫‪ -6‬الحركـة‪.‬‬
‫‪ -7‬مبـدأ التنـوع‪.‬‬

‫الفن‪:‬‬
‫ي‬ ‫الن يمر بها المتذوق عند استجابته للعمل‬
‫الخطوات ي‬
‫التوقــف والسـتغراق‪ :‬فـي حالـة المشاهدة أو التأمل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ـاىل منعزل‪.‬‬ ‫العزلة أو الوحدة‪ :‬بقاء المتـذوق والموضـوع المتأمـل فـي عــالم جمـ ي‬ ‫‪-2‬‬
‫الحســاس‪ :‬شعور المتذوق بأنه ليدرك ىش من حوله سوى العمل ى‬
‫الفن‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الموقــف الحدســي‪ :‬ل يعتمـد علــى الســتدلل أو ر‬
‫البهنــة أو الســتقراء‪ ،‬وإنمــا يعتمـد علــى الحــدس‬ ‫‪-4‬‬
‫ـاحء‪.‬‬
‫والعيــان المباشـر واإلدراك المفـ ر ي‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ـاطق‪ ،‬مرتبطــة‬ ‫ـداب‪ :‬إسـتجابة شخصـية متعلقة بالطـابع الوج ي‬
‫ـداب‪ ،‬الع ـ ي‬ ‫ـاطق أو الوجـ ي‬
‫الطــابع العـ ي‬ ‫‪-5‬‬
‫بالشــعور مبتع ــدة عــن أي تصــور عقل ــي‪.‬‬
‫الفن‪ ،‬مثل ذكريــات وعو اطــف ماضــية‬ ‫الت ــداع‪ :‬حالة تثب عواطف وانفعالت المتذوق إزاء العمل ى‬ ‫‪-6‬‬
‫ي‬
‫تتعلــق بعمــل فنــي جميــل مماثــل أو مشــابه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ى‬
‫ه المرحلـة الخيـرة‪ ،‬حيـث يضـع المتـذوق نفسـه موضـع‬‫الوجداب والتعاطفً الرمزي‪ً :‬ي‬
‫ي‬ ‫التقمص‬ ‫‪-7‬‬
‫العمـل الفنـي‪ ،‬ويحكـم‪ ،‬جماليـا عليـه حكمـا‪.‬‬

‫النماط اإلدراكية لشخصية المتذوق‪:‬‬


‫يوجد أربعة أنمــاط إدراكــية يمثــل كــل مــنها طريقــة مختلفــة فــي ادراك الموضــوعات الجماليــة‬
‫والستجابة لها وه‪:‬‬
‫ابط‪ :‬يـدرك المعطيـات الحسـية ويربطهـا بمعطيـات وتجـارب حياتيـة مــن ذكريــات أو‬ ‫‪ -1‬الب ي‬
‫ى‬
‫الماىص‪.‬‬ ‫ى‬
‫تداعيات بتجربة يف‬
‫ي‬
‫الفسيولوح‪ :‬أفـراد هـذه الفئـة يحكمـون علـى العمل ى‬
‫الفن مـن خـالل التـأثبات الشخصـية‬ ‫ر ي‬ ‫‪-2‬‬
‫لطبيعة احساسهم ونوعيتها التـي يثبهـا فـيهم وتبعا لطبيعة احساسهم ونوعيتها‪.‬‬
‫الموضوع‪ :‬يحلل ــون الموض ــوع ب ــالرجوع إل ــى مق ــاييس ومقارن ــات وتحلــيالت موضــوعية‬
‫ي‬ ‫‪-3‬‬
‫تحــتكم إلــى موقــف عقلــي‪ ،‬حيــث ليتأثرون بردود أفعــالهم الشخصــية‪ ،‬بــل يعتمدون عىل‬
‫معــايب موضــوعية‪.‬‬
‫الفن بطريقـة مفعمـة بالحيويـة والعمـق‪ .‬ويتميــزون بنغمــة‬ ‫‪ -4‬الشخىص‪ :‬يتـذوقون العمل ى‬
‫انفعاليــة قويــة وينظرون إىل العمل ى‬
‫الفن علـى إنـه لـه حياة وقابل للتأمل‪.‬‬

‫أسس الستجابة الجمالية للشكل الفن‪:‬‬


‫الفن ينتظم وفق مجموعة من السس التـي تتحـدد مـن خالها العالقات ى‬
‫بي عنارصه‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫الشكل يف العمل ي‬
‫الساسية لحداث اإلسـتجابة عنـد المتلقـي‪ ،‬وتتمثـل هـذه السس ىف‪:‬‬
‫‪ -1‬التوازن ‪Balance‬‬
‫‪ -2‬الوحدة ‪Unity‬‬
‫‪ -3‬التنوع ‪Variety‬‬
‫‪ -4‬الهيمنة (السيادة) ‪Dominance‬‬
‫‪ -5‬التكرار ‪Repetition‬‬
‫‪ -6‬النسجام ‪Harmony‬‬
‫‪ -7‬التباين )التضاد( ‪( Contrast‬‬
‫‪ -8‬التدرج‪Gradation‬‬

‫مواصفات الشخص المبدع‪:‬‬


‫إن الفنان المبدع هو مصدر التذوق والمسـؤل الول فـي العمليـة الفنيـة‪.‬‬
‫الفن لك يستجيب له المتذوق ه‪:‬‬ ‫والمور الن يجب عىل الفنان أن يراعيها ىف عمله ى‬

‫‪45‬‬
‫الـدوافع الفكريـة تجـاه مصادر المعرفـة بصـورة عامـة والفنـون بصـورة خاصـة كونها رسالة‬ ‫‪-1‬‬
‫المتلق المتخصص وغب المتخصص‪.‬‬ ‫ي‬ ‫فكرية تخبق‬
‫الن تشكل بؤرة اهدافه‪.‬‬ ‫ى‬ ‫‪-2‬‬
‫وظائفية العمل الفن للفنان واغراضه المستعملة ي‬
‫اإلمكانيـات التقنيـة إلنجـاز العمل ى‬
‫الفن‪ ،‬ومـا تتطلبـه مـن وعـي عـال بخصـائص التقنيـات‬ ‫‪-3‬‬
‫وطرقها المتعددة‪.‬‬
‫التكلفـة اإلنتاجيـة للعمـل الفنـي والتـي تتطلب وجـود قـدرة لـدى الفنـان علـى إجراء‬ ‫‪-4‬‬
‫حسابات أولية رسيعة‬

‫الشكل رقم (‪)9‬‬

‫ّ‬
‫يرى بعض علماء الجتماع والنفس أن المبدع هو الشخص الذي يملك مجموعة من السمات أو القدرات‬
‫الن يظهر تأثبها ى يف سلوكه‪ ،‬مثل الطاقة‪ ،‬والمرونة‪ ،‬والقدرة عىل اإلدراك الدقيق للثغرات‪ ،‬واإلحساس‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫بالمشكالت‪ ،‬والصالة يف التفكب‪ ،‬ويكون الشخص مبدعا إذا ظهرت لديه تلك السمات أو بعضها بدرجة‪.‬‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫يتمب بها الشخاص المبدعون عن غبهم‪:‬‬ ‫الن‬
‫وف هذا السياق إليكم بعضا من السمات والصفات ي‬ ‫ي‬

‫‪ -1‬الطالقة‪:‬‬
‫أكب‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫وتمثل القدرة عىل إنتاج عدد كبب من الفكار يف فبة زمنية محددة‪ ،‬كالقدرة عىل وضع الكلمات يف ر‬
‫ى‬
‫المعن‪ ،‬والقدرة عىل إعطاء كلمات ترتبط بكلمات معينة‪ ،‬والقدرة‬ ‫قدر ممكن من الجمل والعبارات ذات‬
‫عىل التصنيف الشي ــع للكلمات ى يف فئات‪ ،‬وتصنف الطالقة إىل عدد من القسام منها‪:‬‬
‫وتعن معدل سيل الفكار المولدة ى يف زمن محدد‪ ،‬ومن أمثلتها ذكركل الستخدامات‬
‫ي‬
‫‪ -‬الطالقة الفكرية‪ :‬ى‬
‫ً‬
‫أكب عدد ممكن من العناوين المناسبة لموضوع قصة‬ ‫الممكنة ِل"كوب الشاي" مثل‪ ،‬أو كتابة ر‬
‫ما‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ى‬
‫المعاب‬
‫ي‬ ‫أكب عدد ممكن من الجمل واللفاظ ذات‬ ‫‪ -‬الطالقة اللفظية‪ :‬ويقصد بها القدرة عىل إنتاج ر‬
‫الن تبدأ بحرف الباء‪ ،‬أو كتابة عدد من الجمل‬ ‫أكب عدد ممكن من الكلمات ي‬ ‫المختلفة‪ ،‬مثل كتابة ر‬
‫ى‬
‫العي عىل سبيل المثال ‪:‬‬ ‫المكونة من ثالث كلمات تبدأ كل كلمة منها بحرف‬
‫‪ -2‬المرونة‪:‬‬
‫وه بهذا عىل النقيض من‬ ‫ويقصد بها القدرة عىل التكيف الشي ــع مع المواقف أو المشاكل الجديدة‪ ،‬ي‬
‫التصلب أو الجمود والوقوف عند فكرة أو طريقة بعينها‪ ،‬ومن المرونة ما يتعلق بقدرة الشخص عىل‬
‫تنتم إىل فئة أو مظهر بعينه‪ ،‬ومنها ما يتعلق‬
‫ي‬ ‫الن ل‬
‫تلقاب عدد متنوع من الستجابات ي‬‫ي‬ ‫إنتاج وبشكل‬
‫بالسلوك الناجح لمواجهة موقف أو مشكلة بعينها‪ ،‬وتصنف المرونة إىل عدد من القسام‬
‫منها‪:‬‬
‫تنتم إىل فئة أو‬
‫ي‬ ‫‪ -‬المرونة التلقائية أو العفوية‪ :‬ويقصد بها قدرة الفرد عىل إعطاء استجابات متنوعة‬
‫ه ى يف ىرسب الماء أو ىرسب العصب أو‬‫مظهر بعينه مثل لو كانت قائمة الستعمالت المحتملة للكوب ي‬
‫الشب‪.‬‬‫ىرسب الشاي‪ ،‬إلخ‪ ،‬حيث إن كل هذه الستعمالت تنتم إىل مفهوم ى‬
‫ي‬
‫‪ -‬المرونة التكيفية‪ :‬وهنا يقوم الفرد بتغيب فئة الستعمال أو طريقة الستعمال أو بناء أساليب جديدة‬
‫ى يف التعامل مع المشكلة‪.‬‬
‫تعرف المشكالت ‪:‬‬‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫إن الشخص المبدع لديه الحساسية المرهفة لتعرف المشكالت يف الموقف الواحد‪ ،‬فهو يراقب‬
‫ونواح القصور ى يف الفكار الشائعة‪ ،‬ويرى ى يف الشياء ما ل يرى الفرد العادي كالشخص الذي‬
‫ي‬ ‫الثغرات‬
‫بي السطور‪ ،‬وينظر ى‬
‫بعي ثالثة‪.‬‬ ‫يقرأ ما ى‬

‫‪ -4‬الصالة‪:‬‬
‫ى ّ‬
‫وتعن أن الشخص المبدع ل يكرر أفكار اآلخرين وينفر من حلولهم التقليدية للمشكالت‪ ،‬فأفكاره‬ ‫ي‬
‫ممبة غب مألوفة ‪ .‬وتمثل الصالة أعىل درجات سلم اإلبداع‪ ،‬وإذا نظرنا إليها ى يف ضوء كل من‬ ‫جديدة ى‬
‫فه‪:‬‬
‫الطالقة والمرونة نجد أنها تختلف عن كل منهما‪ ،‬ي‬
‫الن يعطيها الفرد كما ى يف الطالقة‪ ،‬بل تعتمد عىل قيمة تلك الفكار‪،‬‬‫‪ -‬ل تشب إىل كمية الفكار اإلبداعية ي‬
‫ونوعيتها ومدى جدواها‪ ،‬وهذا ما ى‬
‫يمبها عن الطالقة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬ل تشب إىل نفور الفرد من تكرار تصوراته وأفكاره هو شخصيا‪ ،‬بل تشب إىل نفوره من تكرار ما يفعله‬
‫مبها عن المرونة‪.‬‬‫اآلخرون‪ ،‬وهذا ما ي ى‬
‫‪ -5‬الحتفاظ بالتجاه ‪:‬‬
‫ى‬ ‫أن الشخص المبدع لديه القدرة عىل الب ى‬ ‫ّ‬
‫كب لفبات طويلة يف مجال اهتمامه بالرغم من‬ ‫ومعناها‬
‫ُّ‬ ‫ى‬
‫الن تحدث نتيجة للتغب يف مضمون الهدف‪ ،‬وتعد‬ ‫الن تثبها المواقف الخارجية‪ ،‬أو ي‬ ‫المعوقات ي‬
‫وصا فى‬‫ً‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫الن تسهم يف أداء المبدع لعمله‪ ،‬خص‬ ‫القدرة عىل مواصلة التجاه من القدرات الساسية ي‬
‫زمن طويل لالنتهاء منه‪ ،‬فعىل سبيل‬ ‫ى‬
‫اإلبداع إىل امتداد ي‬
‫ي‬ ‫مجال العلوم‪ ،‬حيث يحتاج فيها العمل‬

‫‪47‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫المثال يقال إن "آينشتاين" ظل معنيا بمشكلته العلمية الرئيسية لمدة سبع سنوات‪ ،‬وأن أفكار‬
‫عشة‪.‬‬‫الشط ترجع جذورها إىل سن مبكرة عندما كان ىف الخامسة ى‬‫"بافلوف" عن الفعل المنعكس ى‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪48‬‬

You might also like