Professional Documents
Culture Documents
1مخبر التمكين االجتماعي والتنمية املستدامة بالبيئة الصحراوية_ جامعة األغواط (الجزائر)،
a.aguenini@lagh-univ.dz
ملخص:
نهدف من خالل هذه الورقة البحثية إلى التعرف على االستراتيجية املتبعة من طرف وزارة التعليم العالي
لترقية النشر العلمي في الجامعة الجزائرية و مراكز البحث العلمي .والكشف عن أهم التحديات التي تقف في
سبيل ترقية هذا النشاط العلمي .وتوصلت هذه الدراسة إلى أن االرتقاء بالنشر العلمي في الجامعات الجزائرية و
مراكز البحوث الوطنية له اهمية بالغة في ترقية البحث العلمي فهما وجهان لعملة واحدة ،وهذا من خالل إعادة
النظر في سياسة النشر الخاصة باملجالت العلمية املحكمة و البحث في سبل توحيد معايير النشر التي تؤرق
الباحثين والتي تختلف من مجلة ألخرى ومن تخصص آلخر .ضرورة املتابعة املستمرة والدائمة من الجهات
الوصية على أمور النشر العلمي في الجزائر للوقوف على أهم املشاكل و املعيقات التي تعترض سبل تطوير هذا
املجال وترقيته.
الكلمات املفتاحية :البحث العلمي؛ األوراق العلمية املنشورة ؛ املجالت العلمية؛ املنصة الجزائرية للمجالت
العلمية ( )ASJP؛معيقات النشر العلمي ؛النشر العلمي؛
***
Abstract:
We aim through this research paper to identify the strategy used by the Ministry of
Higher Education to promote scientific publishing at the Algerian University and
scientific research centers. And revealing the most important challenges that stand in the
way of promoting this scientific activity. This study concluded that upgrading scientific
publishing in Algerian universities and national research centers is of great importance
in promoting scientific research. It varies from magazine to magazine and from one
specialty to another. The need for continuous and permanent follow-up by the
custodians of scientific publishing matters in Algeria to find out the most important
problems and obstacles that stand in the way of developing and promoting this field
Keywords: scientific research; published scientific papers; scientific journals; The
;Algerian Platform for Scientific Journals (ASJP) ; Obstacles to scientific publishing
;Scientific publishing
املؤلف املرسل
*
105
ص ص 116 -105 ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول
.Iمقدمة
شهدت املجتمعات االنسانية في السنوات األخيرة تطورات هامة لم يسبق لها مثيل على الصعيد العلمي
والتكنولوجي حتى أصبح يطلق عليها مجتمعات املعرفة ملا عرفته من تطور كبير في مجال تقنيات االتصال وثورة
املعلومات الرقمية وتكنولوجيا االتصاالت ،كل هذه التطورات عرفت معها تطور في مجال التسجيل لكل ما توصل
إليه االنسان من علوم في الطب و التكنولوجيا و األحياء والفيزياء و العلوم االنسانية و االجتماعية وغيرها...
فتأسست مراكز بحث وجامعات ومخابر علمية التي من خاللها تم تأسيس مجالت و منشورات بحثية ذات معايير
محلية وعاملية لنشر البحوث العلمية التي تساهم في ترقية حياة االنسان و حل مختلف مشكالته.
وبرغم من أن العالم شهد تطورات هائلة في هذا املجال إال أن األمر في العالم العربي يكاد يراوح مكانه حيث
أشارت العديد من البحوث والدراسات العلمية على املستوى العربي ،إلى وجود انخفاض واضح وضعف كبير في
معدالت النشر العلمي في الوطن العربي مقارنة بالنشر العلمي في الدول املتقدمة ،حيث تشير إحدى الدراسات إلى
أن ما ينشر سنويا من البحوث في الوطن العربي ال يتعدى 15ألف بحث ،حيث أن معدل النشر العلمي العربي
يبلغ ( )%10من معدل اإلنتاجية السائدة في الدول املتقدمة وهي نسبة ضعيفة جدا .برغم من أن االنتاج البحثي
في الوطن العربي في مجال النشر خاصة ارتفع من 868,8إلى 145,20ورقة منشورة من2010_2001
(الربان . )2012،و على الرغم من سعي العديد من الحكومات العربية لترقية البحث العلمي في مؤسساتها خاصة
الجامعية إال أن السعي في هذا يظل محتشما و يبقى دائما مرتبط بميزانية البحث التي تخصصها الحكومات لذلك
والتي غالبا ما تكون ضعيفة جدا مقارنة بالدول املتقدمة .والجزائر على غرار معظم الدول العربية سعت في
السنوات األخيرة إلى ترقية النشر العلمي في مختلف املؤسسات التابعة للتعليم العالي خاصة وأنه في كل مرة تنشر
تصنيفات للجامعات العاملية وترتيبها والجامعة الجزائرية غائبة فيها أو تحتل ذيل القوائم املنشورة و هذا طبعا ال
ينم عن نقص الكفاءات والباحثين الجزائريين بقدر ما يفصح عن غياب كبير للمنشورات العلمية و التي تعتمد
عليها الهيئات الدولية في تصنيف الجامعات عبر مختلف دول العالم .وبناء على ما سبق يمكن لنا أن نطرح
التساؤالت اآلتية:
_ما هو واقع ترقية النشر العلمي في الجزائر؟ و ماهي اآلليات التي استخدمتها الدولة الجزائرية لترقية النشر
العلمي لدى باحثيها؟ وما هي معيقات ترقية النشر العلمي في الجامعات ومراكز البحث الجزائرية؟
_ الكشف عن واقع ترقية النشر العلمي في مؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي بالجزائر.
_ التعرف على االستراتيجية املتبعة من طرف الحكومة الجزائرية لترقية النشر العلمي في الجامعة الجزائرية و
مراكز البحث العلمي.
_ التعرف على أهم املعيقات و الصعوبات التي تقف في سبيل ترقية البحث و النشر العلمي في الجزائر.
.1النشر العلمي :تعددت مفاهيم النشر العلمي في الكثير من أدبيات البحث العلمي و يمكن إيجازها من
خالل ما يلي:
106
أقنيين أمينة
هو وسيلة فاعلة إليصال االنتاج الفكري الرصين عبر قنوات خاصة لذلك تكون في اغلبها محكمة ومعترف بها
(دوريات علمية ) لكي تعطى الحماية الفكرية والخصوصية لهذا االنتاج ومن ثم الفائدة العلمية املرجوة منه
(.حسن .)2019،
ويعرفه بدر على أنه ":عبارة عن تثمين لنشاط الباحث ،وهو املخرجات الرسمية للباحث ،التي يستطيع
بواسطتها إطالع الجمهور املختص على اكتشافاته الجديدة ،التي قد تصبح أهميتها مقتصرة فقط على صاحبها إذا
لم يتم نشرها ،وهو التزام على الباحث أمام زمالئه الباحثين في وطنه وفي العالم كله .فهو يكتب من أجل أن
يساهم في املعرفة اإلنسانية وينشر بحوثه إلعالم الجمهور املهتم بنتائجها"( بدر.)1996،
وعليه يمكن القول بأن النشر العلمي هو عملية ايصال املعرفة العلمية الرصينة عبر قنوات محكمة وعلمية
معترف بها و التي تعطي الحماية الفكرية والرسمية لهذه املعرفة من خالل ما يعرف بالدوريات واملنشورات
واملجالت وحتى املؤلفات بغرض تعميم فائدة نشر املعرفة في املجتمعات االنسانية مما يساهم في رقيها وتطورها.
.2.1أهمية النشرالعلمي:
تكمن أهمية النشر العلمي في العديد من االيجابيات التي يمكن ايجازها فيما يلي ( :شرف )2021،
_ تنشيط حركة البحث العلمي واملساهمة الفاعلة في تطوير طرق و أساليب العمل لدى األفراد واملؤسسات من
خالل االطالع على كل ما هو جديد.
_معرفة رصانة البحث العلمي من خالل معرفة عدد اإلشارات إلى البحوث املنشورة في الدراسات األخرى ،وتنمية
الوعي العلمي بضرورة البحث العلمي بين أفراد املجتمع على أوسع نطاق.
_وسيلة لتحقيق منافع معنوية ومادية للمؤلفين .ويتيح الفرصة أمام الباحثين للتعرف على نظرائهم في جامعات
العالم املختلفة وما يترتب على ذلك من تبادل للخبرات والقيام بمشاريع بحثية مشتركة واتفاقيات تعاون بين
جامعاتها.
_ يساعد النشر العلمي علي إمكانية التغلب علي التكرار الحاصل في توجهات البحوث .ويعد السبب الرئيس ي
للنشر هو مشاركة النتائج واملعارف املتوصل إليها مع أقر انهم من الباحثين ،مما يسهم في استمرارية مسيرة العلم
والتطوير املعرفي .إلى جانب الحصول على منحة دراسية أو وظيفة جديدة التي قد تتطلب نشر محدد من
االبحاث العلمية في املجالت ذات التأثير املرتفع في املجتمع العلمي.
_ يعد نشر البحوث العلمية أحد أهم آليات املشاركة وإثراء املعرفة العلمية وتحقيق متطلبات التنمية وفي هذا
الصدد خلص سالجير ماير Salager Mayer 2008في نهاية بحثه بعنوان النشر العلمي في اليلدان النامية:
تحديات املستقيل ،إلى أن العلم و التكنولوجيا و النشر يشكلون مثلث ال غنى عنه لبقاء الدول النامية ،حيث
أصبح النشر العلمي أحد أهم املحطات الرئيسية التي تقيم الجامعات وتصنف عامليا في ضوئها ،باإلضافة إلى كون
النشر العلمي أصبح معيار أساس ي في لترقية األكاديميين.
107
ص ص 116 -105 ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول
كشف السيد أوراق عيد الحفيظ املدير العام للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي بالجزائر أن البحث
العلمي كان ً
غائبا عن واقع االقتصاد واملجتمع الجزائري حتى عام ،1998إذ تم إصدار أول قانون للبحث العلمي،
وأعطيت له أولوية إنشاء الصندوق الوطني لتمويل القطاع ،وخالل البرنامج الخماس ي األول املمتد من 1998حتى
ًّ
ميدانيا وخلق املؤسسات التي تسيره ،بإنشاء ،2002كانت املهمة منصبة على تجسيد مفهوم البحث العلمي
املختبرات وتمويل البحوث وتكليف الباحثين .بعد هذا تم إصدار القانون الثاني الخماس ي للبحث العلمي املمتد
من 2008وحتى ،2012وهي املرحلة التي شهدت إنشاء املديرية العامة للبحث العلمي والتطوير في ،2009وتركزت
مهامها حول ضمان ترقية البحث العلمي بتدعيم القواعد العلمية والتكنولوجية للبالد ،وتحديد الوسائل
الضرورية للبحث والتطوير وتوفيرها ،والعمل على تثمين نتائج هذا البحث ،ودعم تمويل الدولة لكل األنشطة
املتعلقة بالبحث والتطويرhttps://www.scidev.net/mena/features/algeria-scientific-capacity-fund-(.
)/2016_11_24_hafidh-aouragh-1
ويضيف قائال لقد انتقلنا من 600مخبر بحث في عام 2008إلى 1400مخبر في 2016داخل الجامعات ،وكل
الجامعات الجزائرية اآلن أصبحت مهيكلة بمختبرات بحث في كل املجاالت والتخصصات ،ومجهزة بأدوات بحث
بمواصفات عاملية ،وهو ما زاد من عدد الباحثين في كل التخصصاتً ،
أيضا انتقلنا من 1200أستاذ باحث إلى 30
ألف أستاذ داخل الجامعات ،باإلضافة إلى 60ألف طالب دكتوراه .أما خارج الجامعات ،فهناك 30مركز بحث
على املستوى الوطني يشارك فيها 2500باحث دائم ،وهي مراكز تهتم بالبحث التطبيقي والتطوير التكنولوجي
بشكل خاص.
أما فيما يخص النشر العلمي فيرى االستاذ عيد الحفيظ أوراق أن االنعكاسات اإليجابية ً
أيضا كانت على
املنشورات العلمية ،إذ انتقلنا من 12ألف بحث منشور في املجالت العلمية رفيعة املستوى في عام 2008إلى 45
ألف بحث في عام ،2015فمعدل نمو املنشورات العلمية في الجزائرُ ،ي َعد من أعلى املعدالت على املستوى الدولي،
صنفت الجزائر في مراتب متقدمة في القارة األفريقية ،بل إنها تستأثر باملرتبة األولى في بعض وفي هذا املجال ُ
التخصصات؛ مثل الفيزياء ،والكيمياء ،والهندسة والرياضيات.
كل هذه التطورات باإلضافة إلى توجيه تمويل خاص إلنشاء هيئات علمية متخصصة وشراكات دولية ،كان
آخرها افتتاح املعهد الدولي للبحث والتنمية املستدامة التابع لألمم املتحدة في نهايات ،2015أعطى دفعة قوية
لعجلة البحث العلمي.
ورغم ان هذه األرقام تعطي انطباعا ايجابيا و تفاؤال بواقع البحث العلمي في الجزائر إلى أن الواقع يعطي عكس
ذلك تماما فتبقى القراءات ملكانة الجامعة الجزائرية في خريطة الجامعات العاملية ضعيفة جدا ( دائما ما تحتل
املراتب املتأخرة) مقارنة بوصيفاتها من الدول العربية كالجامعات السعودية أو املصرية ،حيث في كل مرة توجه
أصابع االتهام إلى الباحث الجزائري الذي لم يرقى بجامعته إلى مصاف الجامعات الكبرى وبالتالي التشكيك في
كفاءته ومنشوراته ومختلف انتاجاته الفكرية في حين نجد أن الباحث الجزائري املغترب دائما ما يصنف ضمن
أحسن الكفاءات العلمية في الخارج من خالل اختراعاته و تسجيل مختلف اكتشافاته العلمية في الجامعات
العاملية ،إذا أين يكمن الخلل؟
108
أقنيين أمينة
وفقا لقاعدة بيانات Scupusالتي تحتوي على ملخصات ومراجع من مقاالت منشورة في مجالت أكاديميةَّ ،
فإن ً
الجامعات الجزائرية نشرت ما يقارب 500بحث علمي خالل سنة ،2020في حين أنتجت جامعة امللك فهد للبترول
واملعادن السعودية فقط ،في السنة نفسها أكثر من ألفي بحثhttps://www.sasapost.com/scientific-(.
.)/research-in-algeria
يرى الكثير من املحللون بأن النشر العلمي يلعب دورا مهما في ترقية الجامعات الجزائرية اليوم ويعتبر معيارا
أساسيا في تصنيفها و بالتالي أصبح النشر العلمي معيارا لتقدم الجامعات ومراكز البحث حول العالم وعلى هذا
األساس تحاول الدول العربية اليوم ترقية البحث العلمي من خالل ترقية النشر العلمي الذي أضحى ضرورة ال بد
منها.
من خالل قراءاتنا لهذا الجدول يتبين لنا أن حجم اإلنتاج العلمي العربي املنشور في قاعدة بيانات شبكة
العلوم ) ، (ISIللفترة ( ،)2018 -2008ما يقارب ) (410,549بحثا وورقة علمية ،حصلت السعودية على املرتبة
األولى عربيا وبنسبة ( ،)%25تليها مصر في املرتبة الثانية وبنسبة ( ،)%24ثم تونس في املرتبة الثالثة وبنسبة
( ،)%11فالجزائر رابعا وبنسبة ( )%8من ضمن 22دولة عربية و عليه يمكن القول بأن الجزائر تحتل املراتب
األولى عربيا في حجم املنشورات العلمية .وحسب منظمة املجتمع العلمي العربي – أراسكو) (ARSCOالتي تعمد إلى
تتبع حركة النشر العلمي العربي في قاعدة) ، (ISIمرتين على التوالي ،كانت األولى حينما نشرت املنظمة دراسة
(الربان ،)2012 ،بعنوان :حصاد عقد البحث العلمي العربي ( ،)2010 -2001وكشفت نتائجها عن أن اإلنتاج
109
ص ص 116 -105 ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول
الكلي من الدول العربية هو) (135176ورقة ،وأن معظم اإلنتاج العربي يأتي من أربع دول ،وهي :مصر،
السعودية ،تونس ،والجزائر( .الربان .)7 ،2012 ،أما الثانية فكانت منتصف ،2019حينما نشرت املنظمة تقارير
مقتضبة ،عن مالمح البحث العلمي بالوطن العربي للفترة ( .)2018 -2008وفقا لقاعدة بيانات(ISI).
عدد األوراق المؤسسات األكثر إنتاجا عدد األوراق المجال األكثر نشرا
5425 جامعة هواري بومدين للعلوم و 6672 الهندسة الكهربائية واإللكترونية 01
التكنولوجيا
2044 جامعة الجياللي ليابس_ سيدي 1915 علم الحاسوب ،النظرية والطرق 05
بلعباس
تبذل الجزائر جهودا حثيثة في مجال االنتاج و النشر العلمي ،ولديها عدد جيد من املؤسسات البحثية
واملجالت العلمية املتاحة إلكترونيا ،حيث حصلت الجزائر على املرتبة الرابعة عربية و الثانية مغاربيا ،في االنتاج و
النشر العلمي وفقا لقاعدة البيانات (ISI).وحصل مجال الهندسة الكهربائية و االلكترونية على املرتبة األولى بواقع
6672ورقة بحثية ،وكانت جامعة هواري بومدين للعلوم بالعاصمة قد تحصلت على املرتبة األولى باعتبارها
املؤسسة األكثر انتاجا بالجزائر تليها جامعة عنابة ثم قسنطينة .ومن ضمن أهم اآلليات الحديثة لتطوير النشر
العلمي في الجزائر على سبيل املثال ال الحصر نجد تطوير املجالت العلمية و استحداث املنصة الوطنية للمجالت
العلمية ،و التي سوف نتطرق إليها بش يء من التفصيل فيها.
.2املجالت العلمية:
تعرف املجالت العلمية على أنها تلك الوسيلة أو الدعامة األكاديمية لنشر األبحاث و إثراء النقاش بين
الباحثين ،فهي إحدى أهم وسائل االتصال األكاديمي التي تسهم في دعم حركة البحث العلمي واملساهمة في تسريع
عجلته ،وإتاحة و توفير البحوث الجديدة و ايصالها لطالبيها في أسرع وقت ممكن(سدوس وبن سبتي.)2020،
✓ املجالت العلمية املحكمة :وهي مجالت يتم فيها مراجعة البحث وتقييمه من قبل محكمين متخصصين.
✓ املجالت العلمية غير املحكمة :مجالت تنشر موضوعات متنوعة أو متخصصة ،ولكنها ال تلتزم
بالتحكيم ،وغالبا ما تكون مهتمة بالنشر أكثر من التحكيم واملراجعة.
✓ املجالت املتخصصة غير العلمية :مجالت تعنى بالكتابات في مجال معين ،ولكنها ال تلتزم باملعايير
األكاديمية والعلمية.
110
أقنيين أمينة
✓ املجالت العلمية اإللكترونية :مجالت علمية محكمة ولكن ليس لديها إصدار ورقي ،وتعتمد على النشر
اإللكتروني ،وهي غالبا مهتمة بمعامل التأثير وهو مقياس يعكس متوسط عدد االستشهادات ملقاالت
نشرت في تلك املجالت ،ويحسب بقسمة عدد االستشهادات في السنة على العدد الكلي للمقاالت التي
نشرت في السنين السابقتين ( .رمضان) 2020،
وتتحدد املجالت املحكمة الرصينة انطالقا على مجموعة من العناصر املعيارية التي ينبغي أن تكون متوفرة فيها
حتى يمكن اعتماد أبحاثها ،ويمكن رصد أهمها فيما يلي:
_أن تكون صادرة عن جهة علمية عليا مثل الجامعات ومراكز البحث ودور النشر العلمي.
_أن تكون لها هيئة تحرير متخصصة وخبيرة وهيئة استشارية علمية.
_أن تعرض في صفحاتها األولى سياسة النشر وشروطها ،وآلية مراجعة األبحاث الواردة للنشر وتحكيمها.
_أن يكون لها ترقيم دولي محدد( ) ISSNومعامل تأثير ( ،)IFأذا مر على صدورها سنتان(الطحناوي)2021،
وعلى هذا األساس وطبقا للقرار الوزاري رقم 393املؤرخ في 17جوان 2014تحدث لدى وزارة التعليم العالي و
البحث العلمي في الجزائر لجنة علمية وطنية تكلف بتحديد قائمة املجالت العلمية املقبولة لنشر األعمال العلمية
لطلبة الدكتوراه و األساتذة الباحثين و الباحثين الدائمين .وقد تمثل مهام اللجنة العلمية الوطنية لتأهيل
املجالت العلمية ،وتنص املادة الثانية من هذا القرار على ان اللجنة تناط باملهام التالية:
_وضع تحت تصرف األسرة العلمية الوطنية قائمة املجالت العلمية ذات االهتمام املعترف به.
_الفصل في مالئمة املجالت العلمية املؤهلة لنشر األعمال العلمية من أجل مناقشة أطروحات الدكتوراه،
والتأهيل الجامعي التي تعرضها عليها املجالس العلمية ملؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي.
_مرافقة املؤسسات الجامعية و البحثية و األسرة العلمية الوطنية على إنشاء املجالت العلمية الوطنية وفق
املعايير الدولية املعمول بها .وفي هذا اإلطار سعت الوزارة إلى تطوير منظومة النشر العلمي بالجزائر من خالل
استحداث هذه اللجنة التي من شأنها ترقية البحث والنشر العلمي باملؤسسات الجامعية ومراكز البحث .وتثمين
املجالت الجادة التي تعنى بالبحوث األصيلة و الرصينة ،بعيدا عن املجالت التجارية واملفترسة.
)https://services.mesrs.dz/DEJA/fichiers_sommaire_des_textes/26%20A%202%20AR.pdf
والجدول اآلتي يمثل نصيب الجزائر من عدد املجالت العلمية املختلفة املوجودة لديها حسب احصائيات
_2016أما اللجنة _ سابقة الذكر_ فهي تعنى بتصنيف هذه املجالت حسب درجة ج أو Cوالتي تعد شرطا أساسيا
في قبول املناقشات العلمية الخاصة بطلبة الدكتوراه أو الترقيات األكاديمية لألساتذة الباحثين في مختلف
مؤسسات التعليم العالي بالجزائر.
الجدول :03توزيع نشر املجالت العلمية حسب الدول العربية _إحصائيات _2016
111
ص ص 116 -105 ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول
املصدر( :الخطيب)2020،
هي عبارة عن منصة إلكترونية للمجالت العلمية الوطنية من إشراف مركز البحث في اإلعالم العلمي
والتقني) ، (CERISTتهدف إلى تمكين الباحثين الراغبين في نشر أبحاثهم ومقاالتهم العلمية مع اختيار املجلة
العلمية املناسبة الهتماماتهم العلمية و البحثية (.غزال و بورحلي.)2018،
وحرصا من وزارة التعليم العالي و البحث العلمي الجزائرية على االرتقاء بواقع املجالت العلمية الوطنية وترقية
النشر العلمي ،قامت بتأسيس هذه املنصة االلكترونية تم تهيئتها لتكون أرضية الكترونية إلدارة عملية النشر
العلمي وتسهيل إجراءاته ،مع ضمان وصول و إتاحة ما سنشر من مقاالت و اعمال وأبحاث للجميع دون أي
عوائق.
و تغطي املنصة مختلف املجالت العلمية التي تنشر في مختلف التخصصات و هي كاآلتي:
الجدول :04يبين أهم التخصصات املوجودة على املنصة الجزائرية للمجالت العلمية ()ASJP
112
أقنيين أمينة
التمريض الكيمياء
تخصصات أخرى
.1.3دور املنصة الجزائرية للمجالت العلمية ( )ASJPفي دعم البحث و النشرالعلمي في الجزائر:
حصر كال من (سدوس وبن سبتي )2020 ،أهم األدوار التي جاءت بها املنصة الجزائرية للمجالت العلمية في دعم
النشر العلمي فيما يلي:
_وسيلة فعالة في التعريف باإلنتاج العلمي املنشور في املجالت العلمية التي ظلت حبيسة في الشكل الورقي ملدة
طويلة.
_أداة مهمة تساهم في إعالم األساتذة و الباحثين باملجالت العلمية املحكمة لنشر بحوثهم فيها أو االعتماد عليها من
أجل الترقيات العلمية واألكاديمية.
_تساهم بشكل كبير في تداول البحوث في سياق ما يعرف بالنشر األكاديمي الجامعي.
_ وسيلة لتخطي مشاكل النشر في الجامعات الجزائرية من خالل توفيرها إلمكانية إرسال األعمال والبحوث
بطريقة مباشرة إلى فريق عمل املجلة املختارة من طرف الباحث.
_تعتبر مشروع وطني تساهم بشكل كبير في دعم و إثراء املحتوى الرقمي على شبكة االنترنت.
113
ص ص 116 -105 ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول
برغم من الجهود الحثيثة من طرف وزارة التعليم العالي و البحث العلمي للنهوض بمجال النشر العلمي في
الجزائر إال أن هناك العديد من الصعوبات و املعيقات التي تحول دون تحقيق النشر العلمي للعديد من الباحثين
الذين يسعون إلى نشر بحوثهم و انتاجاتهم الفكرية حيث أن النشر العلمي في املجالت املصنفة خاصة أصبح
هاجسا يؤرق معظم األساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه الراغبين في مناقشة أطروحاتهم خاصة وأن الوزارة
الوصية وضعت شرط نشر مقال علمي في مجلة مصنفة معيارا أساسيا للترقية األكاديمية أو مناقشة األطروحات
العلمية ،وهذا ما صعب من وضعية هؤالء وبرزت إلى السطح العديد من الصعوبات واملعيقات التي يمكن
تلخيصها حسب نتائج العديد من الدراسات العلمية العربية و الجزائرية للظاهرة ( حيث أن الواقع الجزائري ال
يختلف كثيرا عن الواقع العربي عموما) في النقاط اآلتية ( :فالتة و زروقي.)2019 ،
__نقص خبرة الباحث العلمية لتحديد متطلبات النشر و تحقيق شروطه واتباع تعليمات املجلة املراد نشر
البحث فيها ،مرورا بشروط النشر في املجالت العلمية ،واملتمثلة في تنسيق الورقة البحثية ،طريقة كتابتها وعدد
الصفحات وكذلك تناسب املوضوع مع مجال تخصص املجلة ،وعدم التقيد بقواعد النشر واختالف كيفية كتابة
الورقة العلمية...الخ
_ بعض البحوث ال ترقى إلى مستوى النشر العلمي نتيجة لعدم وضوح اإلشكالية املطروحة وفرضياتها،أو عيوب
منهجية وغياب البناء املنطقي للمحتوى.
_ كثرة متطلبات قواعد النشر بهذه املجالت ،واالهتمام أحيانا بالجانب الشكلي ( القالب) أكثر من االهتمام
بنوعية البحث وجودته.
_تأخر املجالت بالرد على الباحث بنتائج تقييم بحثه وعدم تقديم أسباب رفض البحث مما يفوت على الباحث
فرصا أخرى في نشر بحثه.
_ ينظر بعض القائمين على املجالت العلمية املحكمة على السير الذاتية للباحث أكثر من البحث وبهذا نجد أنه
يتم تهميش الباحثين الشباب.
_تقوم املجالت العلمية املحكمة الجزائرية بتقويم البحوث و الدراسات بناء على العالقات الشخصية التي ال تمت
بصلة للبحث العلمي.
_ يتم انتقاء أغلب لجان التحكيم وفقا لدرجة الوالء ،وهو أهم معيار إلعادة إنتاج أنماط جديدة من الوالء،
وتزداد املشكلة رسوخا حينما يكون اسم الوسيط كنوع من الوالء املرجعي.
_إن املجالت العربية في غالبيتها بعيدة عن دعم الباحث و غير قادرة على تسويقه عربيا و عامليا.
114
أقنيين أمينة
_ يعتبر التحكيم و االنتقاء من اهم معيقات النشر في املجالت املحكمة في البالد العربية ألنه يخضع ألسباب
ومصالح شخصية ،كما أنه يستغرق عدة أشهر وهي مدة طويلة تضيع على الباحث عدة فرص يتعلق بعضها
بالحرمان من الترقية ،وبعضها بفوات السبق في طرح املوضوع الجديد.
خاتمة:
يعد النشر العلمي الوعاء األساس ي الذي من خالله تقدم البحوث العلمية من طرف األساتذة الباحثين وطلبة
الدكتوراه بالجامعات في مختلف التخصصات العلمية ،و تلعب املجالت العلمية املصنفة عبر مختلف قواعد
البيانات العاملية من أهم املعايير العلمية في التصنيف العاملي للجامعات ،ونظرا ملا يعانيه النشر العلمي في الجزائر
باملجالت الجزائرية املصنفة من صعوبات تقنية وعراقيل بيروقراطية يعتبر من أهم األسباب التي جعلت
الجامعات الجزائرية تغيب عن مختلف التصنيفات العاملية للجامعات .وبرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها
الدولة الجزائرية في سبيل ترقية النشر العلمي في الجزائر إال أن الواقع يكشف عن أزمة حقيقية يعيشها الباحثين
الجزائريين الراغبين في نشر بحوثهم ما يجعل عملية ترقية النشر العلمي في الجزائر بطيئة وضعيفة مقارنة
ببعض الدول العربية.
ومن أجل االرتقاء بمستوى النشر العلمي في الجزائر نقترح مجموعة من التوصيات متمثلة في ما يلي:
_ االرتقاء بالنشر العلمي في الجامعات الجزائرية و مراكز البحوث الوطنية من طرف الوزارة الوصية ملا له من
أهمية في ترقية البحث العلمي وبالتالي املساهمة الفعالة في تنمية املجتمع ،وهذا من خالل الدعم املالي واملادي
لهذا املجال.
_ إعاد ة النظر في سياسة النشر الخاصة باملجالت العلمية املحكمة و البحث في سبل توحيد معايير النشر التي
تؤرق الباحثين و التي تختلف من مجلة ألخرى ومن تخصص آلخر.
_املتابعة املستمرة و الدائمة من الجهات الوصية على أمور النشر العلمي في الجزائر للوقوف على أهم املشاكل و
املعيقات التي تعترض سبل تطوير النشر العلمي وترقيته.
_رفع مستوى التمويل ملختلف أنشط ة البحث و من بينها النشر العلمي والذي هو وجه من أوجه البحث العلمي في
مؤسسات التعليم العالي و ال سبيل لتطويره دون تطوير حقيقي ملنظومة البحث العلمي ككل في الجزائر.
قائمة املراجع:
▪ الخطيب ،خليل محمد ،واقع البحث العلمي في الوطن العربي( :)2018_2008دراسة وصفية تحليلية،
(اليمن :منظمة املجتمع العلمي العربي _ أراسكو_)،2020 ،ص 8_4
▪ الربان ،موزة بنت محمد ،حصاد عقد البحث العلمي العربي ( (،)2010_2001قطر :منظمة املجتمع
العلمي العربي ،أراسكو)2012،
▪ الطحناوي ،محمد ،رفض املجالت العلمية املحكمة للبحوث :الدوافع و األسباب ،وقائع املؤتمر الدولي:
النشر العلمي في املجالت و الدوريات املحكمة ،العوائق والحلول ،الجزء األول14_13 ،مارس
،2021املركز العربي الديموقراطي ،أملانيا.
115
ص ص 116 -105 ترقية النشر العلمي يف اجلزائر بني الواقع واملأمول
▪ بدر ،محمد أصول البحث العلمي ومناهجه .ط (، 9القاهرة :املكتبة األكاديمية),1996،ص.409
▪ حسن ،أسماء حمد خلف ،رؤية استراتيجية لحوكمة النشر العلمي في ضوء املعايير الدولية ،مجلة
مستقبل التربية العربية ،مج، 26ع.2019، 117
▪ رمضان ،عبد املجيد ،الترتيبات األساسية لتقديم ورقة للنشر في مجلة علمية .امللتقى الوطني
الثالث:أساسيات النشر العلمي في املجالت املحكمة :التطورات واالتجاهات الحديثة املنظم يومي 13،14
نوفمبر ، 2019جامعة زيان عاشور بالجلفة ،الجزائر.
▪ سدوس ،رميسة وبن السبتي ،عبد املالك ،املنصة الجزائرية للمجالت العلمية ASJPودورها في ترقية
النشر العلمي الجامعي ،مجلة العلوم االنسانية و االجتماعية ،املجلد ، 6العدد ،1جوان
،2020ص.247_246_243
▪ شرف ،محمد السيد سليمان أحمد ،النشر العلمي في الوطن العربي بين الواقع واملأمول ،وقائع املؤتمر
الدولي :النشر العلمي في املجالت والدوريات املحكمة ،العوائق والحلول ،الجزء الثاني 14_13 ،مارس
،2021املركز العربي الديموقراطي ،أملانيا ،ص 5_3
▪ غزال ،عبد القادر وبورحلي ،وفاء. ،املعرفة العلمية في الفضاء االفتراض ي عبر املواقع اإللكترونية
ملؤسسات التعليم العالي :من ضروريات اإلتاحة إلى سبل اإلغناء :دراسة وصفية تحليلية إلتاحة
الدوريات العلمية عبر املواقع اإللكترونية للجامعات الجزائرية ،ورقة عمل مقدمة إلى الندوة الدولية
الثالثة حول النفاذ الحر ،مدرسة علوم املعلومات 30_28 ،نوفمبر ،الرباط :املركز الوطني للتوثيق( ،
) 2018
▪ فالته ،ليمين و زروقي ،رياض ،صعوبة نشر األبحاث العلمية في املجالت املحكمة وفق معايير البوابة
الجزائرية ،ASJPورقة بحثية مقدمة بمؤتمر دولي حول :نظم التعليم العالي في الوطن العربي بين
التشخيص والتطوير ،يومي 18_16أفريل ،2019بيروت :جامعة رفيق الحريري.
▪ https://www.scidev.net/mena/features/algeria-scientific-capacity-fund-hafidh-aouragh-
_1)/2016_11_24
▪ https://www.sasapost.com/scientific-research-in-algeria/2021_01_20
▪ https://services.mesrs.dz/DEJA/fichiers_sommaire_des_textes/26%20A%202%20AR.
116