You are on page 1of 3

‫المية في ‪ 3‬آذار ‪1924‬م‬ ‫ة اإلس‬ ‫ة الخالف‬ ‫دم دول‬ ‫ده‬ ‫بع‬ ‫«أحم د ش وقي ي رثي الخالف ة»‬

‫أحمد شوقي يرثي الخالفة‬

‫بعد أن ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخالفة اإلسالمية في سنة ‪ ،1924‬وأزيل اإلسالم من الوجود السياسي‬
‫ومن المجتمع في األرض كلها‪ ،‬كان من المنتظر طبيعيًا أن يهتز العالم اإلسالمي كله إللغائها وأن تحصل رّج ة عنيفة‬
‫في ك ل مك ان من أجله ا لكن الواق ع أن ه لم يحص ل ش يء من ذل ك‪ ،‬وم ا ج اوز الت أثر س وى أف راد قالئ ل‪...‬‬
‫وكان شعب الهند‪ ،‬أكثر أبناء األمة اإلسالمية تأثرًا على زوال الخالفة اإلسالمية‪ .‬وظه ر في مص ر ت أثر على‬
‫أفراد ظهر في قصائد بعض الشعراء ومن بينهم الشاعر أحمد شوقي‪ ،‬كما ظهر في محاولة عقد مؤتمر للخالفة في‬
‫نة ‪.1924‬‬ ‫اس‬ ‫تي ألغيت فيه‬ ‫نة ال‬ ‫الس‬

‫لقد كان الشاعر أمحد شوقي ـ رمحه اهلل ـ من أكثر الشعراء تأثرًا على اخلالفة‪ ،‬بعد هدمها‪ ،‬وبرز تأثره يف قصيدته‬
‫ا‪:‬‬ ‫ال فيه‬ ‫يت ق‬ ‫ة وال‬ ‫اء اخلالف‬ ‫يت قاهلا يف رث‬ ‫ال‬
‫ونعيِت بين معالم األفراح‬ ‫عادت أغاني العرس رجَع نواِح‬
‫كفنِت في ليِل الزفاف بثوبه‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫ودفنت عند تبلج اإلصباح‬


‫شيعِت من هلع بعبرة ضاحك‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫في كل ناحية‪ ،‬وسكرة صاح‬


‫وبكت عليِك ممالك ونواح‬ ‫ضجت عليِك مآذن ومنابر‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫تبكي عليِك بَم دَم ٍع سَح اح‬ ‫الهند َو اِلهة ومصر حزينة‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫أمحا من األرض الخالفة ماح؟‬ ‫والشام تسأل والعراق وفارس‬


‫وَأتت لِك الجمُع الجالئل مأتمًا‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫فقعدَن فيه مقاعَد األنواح‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫ُقتلت بغير َج ريرة وُج ناح‬ ‫يا للرجال لحّر ة موؤودة‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫مث ينتقل بعد ذلك إىل بيان أن الذين داوت حرهبم ألعداء املسلمني جراح اخلالفة اليت أصيبت هبا‪ ،‬هؤالء قد كان‬
‫ص لحهم م ع احللف اء قتًال للخالف ة وإلغ اًء هلا وأهنم ق د هتك وا بأي ديهم أعظم فخ ر هلم ومزق وه‪ ،‬أهنم نزع وا خ ري م ا ُيتجلى‬
‫وخلعوا أفخر ما ُيلبس‪ ،‬وبني عشية وضحاها بأسرع مما يتصور العقل أطاحوا مبجد الدهر الذي عمروه يف قرون فيقول‪:‬‬
‫قتلك َس لُم ُه مو بغير ِج راح‬ ‫إن الذين َأَس ْت ِج راَح ك حرُبهم‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫موّش ية بمواهب الفّتاح‬ ‫هتكوا بأيديهم َم الَءة فخرهم‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫وَنَض وا عن األعطاف خير وشاح‬ ‫نزعوا عن األعناق خير قالدة‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫قد طاح بين عشّية وَص باح‬ ‫حَس ب أتى طوُل الليالي دونه‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫مث يتحدث عن رابطة اخلالفة كيف أهنا فصمت عراها وقد كانت أكرب عالقة تصل األخ بأخيه وجتمع األرواح إىل‬
‫بعضها‪ ،‬وأهنا كانت تنظم املسلمني بنظام واحد وصف واحد يف مجيع األحوال‪ ،‬وبني أن هذا العمل إمنا فعلة شرير سيء‬
‫ول‪:‬‬ ‫اء فيق‬ ‫ل احلي‬ ‫ق قلي‬ ‫اخلل‬
‫كانت أبَّر عالِئق األرواح‬ ‫وعالقة ُفصمت ُعرى أسباِبها‬
‫جمعة على الِبّر الحضوَر وربما‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫جمعت عليه سرائَر الُنّز اح‬


‫في كل عدوة جمعٍة وَر واح‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫نظَم ت صفوَف المسلمين وخطَو هم‬


‫بالشرِع ِع ربيِد القضاَء َو قاح‬ ‫بكِت الصالَة وتلك فتنُة عاِبٍث‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫مث يعلن أن م ا فعله ه ذا الشرير الوقح إن ه و إال كفر براح أي كفر واض ح يرتكب جه ارًا‪ .‬وه و يشري هنا إىل‬
‫احلديث الشريف يف شأن طاعة اخللفاء الظاملني «قيل يا رسول اهلل أفال ننابذهم بالسيف‪ ،‬فقال‪ :‬ال‪ ،‬ما أقاموا الصالة‪ ،‬إال‬
‫أن تروا كفرًا بواح ًا» فالشاعر يقول إن ما فعله هذا العربيد من إلغاء اخلالفة كفر براح أي ينابذ عليه بالسيف فيقول‪:‬‬
‫وأتى بكفٍر في البالد َبراِح‬ ‫أفتى ُخ ُز عَبلة وقال ضاللًة‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫مث ينحى بالالئمة على األتراك لسكوهتم عنه فيقول‪ :‬هؤالء الذين ألغيت اخلالفة فيهم ومل يفهموا معىن الغائها إمنا‬
‫خلقوا للحرب‪ ،‬فال يتكلمون إال باحلرب وال يسمعون إال بلغ ة احلرب‪ .‬ويقص د من ذل ك الطعن بفهمهم ملع ىن ه ذا األم ر الفظي ع ال ذي أوج ده فيهم فيق ول‪:‬‬

‫ُخ لقوا لفقِه كتيبة وسالح‬ ‫إن الذين جرى عليهم فقُه ه‬
‫أو خوطبوا َس ِم عوا بصّم رماح‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫إن َح ّد ثوا نطقوا بُخ ْر ِس كتائب‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫مث يعتذر عن مهامجته ملصطفى كمال وقد كان ميدحه بأنه إمنا يسري مع احلق حيث كان‪ ،‬واحلق أوىل من الرجال‬
‫حرم ة وأح ق منهم بالنص ر‪ ،‬والرج ل مهم ا عظمت شخص يته فإن ه يه زم إذا م ا ه وجم ب احلق‪ .‬فيق ول‪:‬‬

‫من كنت ادفُع دونه وأالحى‬ ‫استعفُر األخالَق لسُت بجاحد‬


‫قّلدُته المأثرَو من َأمداِح ي‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫مالي ُأطِّو قه الَم الَم وطالما‬


‫وقريُع شهباٍء وكبش ِنطاح‬ ‫هو رك مملكٍة وحائُط دولٍة‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫ُن‬
‫وأقول من رّد الحقوَق ِإباحي؟‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫أأقول من أحيا الجماعة ملحٌد‬


‫وأحق منك نصرٍة وِكفاح‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫الحق أولى من ولِّيك حرمًة‬ ‫‪.‬‬

‫أو خِّل عنَك مواقَف الُنّص اح‬ ‫فامدح على الحق الرجاَل وُلمُه ُم و‬
‫َه َر ٌم غليُظ مناكِب الُصّف اح‬ ‫ومن الرجال إذا انبريت ِلهْد ِم ِه م‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫فإذا قذفَت الحق في َأْج الِد ه‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫تَر ك الصراَع ُمضعَض ع األلواح‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫عقيدة وشريعة من الدولة ومن شؤون احلياة ووضع مكانه‬ ‫مث يطلب أداء النصيحة ملصطفى كمال لعله يرجع عن غيه فقد أزال اإلسالم‬
‫ول‪:‬‬ ‫ة‪ ،‬فيق‬ ‫دين عن الدول‬ ‫ل ال‬ ‫دة فص‬ ‫ر عقي‬ ‫دة الكف‬ ‫ة وعي‬ ‫ريعة الغربي‬ ‫ام الرأمسايل والش‬ ‫ر النظ‬ ‫ام الكف‬ ‫نظ‬

‫إن الجواد يثوب بعد ُج ماح‬ ‫أّدوا إلى الغازي النصيحَة ينتصح‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫كيف احتياُلك في صريِع الراِح‬ ‫إن الغروَر سقى الرئيَس براِح ه‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫والناس نقَل كتائب في الساِح‬ ‫نَق َل الشرائَع والعقائَد والقرى‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫مث يهاجم األتراك ألهنم تركوا مصطفى كمال يفعل ما يشاء‪ ،‬فقد رفعوه إىل مصاف اآلهلة يف التعظيم واطلقوا يده‬
‫فيهم حىت تناول كل ما ح ّر م اهلل‪ ،‬واغرت بطاعة اجلماهري له‪ ،‬وأن ذلك قد كان ألن األمة مل تكن يف ذلك الوقت واعية‪،‬‬
‫واألم ة غ ري الواعي ة ال ت درك قيم ة اجملد وال تس تميت باحملافظ ة علي ه وال تعطى من ه إال الس راب اللم اع‪ ،‬فيق ول‪:‬‬

‫لم تسل بعُد عبادَة األشباح‬ ‫َترَك ته كالشبح المؤّلة أّمة‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫حتى تناول كّل غيِر ُمباح‬ ‫هم أطلقوا يده كقيصَر فيهمو‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫وجد السواد لها هوى المرتاح‬ ‫غّر ته طاعاُت الجموِع ودولة‬


‫لم ُتعَط غير سراِبه اللّم اح‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫وإذا أخذت المجد من أّمية‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫مث خيتتم القصيدة يف حتذير املسلمني من عاقبة الغاء اخلالفة وينهى عن اعطائها للشريف حسني الذي خان األمة‬
‫اإلس المية وح ارب اجليش اإلس المي إىل ج انب اإلجنل يز الكف ار ويعطي نب وءة فيم ا سيحص ل من ج راء الغ اء اخلالف ة بإن ه‬
‫سيكثر دعاة الكفر والضالل لتحويل املسلمني عن دينهم وسيشهد املسلمون يف كل بقعة من بقاع البالد اإلسالمية فتنة‬
‫للمسلمني عن إسالمهم وحتويًال عن احلق إىل الباطل وعن اهلدى إىل الضالل وسيكون الدليل لكل شخص املال واإلرهاب‬
‫ول‪:‬‬ ‫وءة‪ ،‬فيق‬ ‫ه مث خيلص للنب‬ ‫ل أيام‬ ‫ة يف ك‬ ‫رته للخالف‬ ‫ذكر أوًال نص‬ ‫د‪ .‬في‬ ‫د والوعي‬ ‫أي الوع‬

‫لم يوحها غير النصيحة واِح‬ ‫من قائٌل للمسلمين مقالًة‬


‫عن حوِض ها بَيراعٍة نّض اح‬ ‫عهُد الخالفِة فَّي أوُل ذائٍد‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫وهوى لذاِت الحق واإلصالح‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫حّب لذات اهلل كاَن ولم يَز ل‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫حتى أكون َفراَش ة المصباح‬ ‫إني أنا المصباح لست بضائع‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫وفتوُح أنور ُفِّص لت بصفاحي‬ ‫غزوات أدهم ُك ّللت بذوابلي‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫وشبا يراعي غير ذات براح‬ ‫ولت سيوفهما وبان قناهما‬


‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫عْز ل يداَفع دونه بالّر اِح‬ ‫ال تبذلوا ُبْر َد النبّي لعاجز‬
‫ِباألمس أوهى المسلمي ِج راحٍة‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫واليوم مَّد لهم يَد الَج ّر اَح‬‫‪.‬‬


‫َن‬ ‫‪.‬‬

‫يدعو إلى الكذاب أو لَس َج اح‬


‫‪.‬‬
‫فلَتسمُعن بكل أرٍض داعيًا‬ ‫‪.‬‬

‫فيها ُيباع الديُن بيَع َسَم اِح‬ ‫وَلتشهُد ن بكل أرٍض فتنًة‬
‫وهوى النفوِس وحقِد ها الِم لحاِح‬ ‫ُيفتى على ذهِب المعّز وسيِف ه‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫أي أن املعز لدين اهلل الفاطمي حني دخل القاهرة مد الذهب والسيف وقال هذا حسيب وهذا نسيب‪ ،‬فقالوا له أنت‬
‫ك أي على املال واخلوف‪.‬‬ ‫يفىت على ذل‬ ‫هس‬ ‫اعة أن‬ ‫ول الش‬ ‫ول اهلل‪ ،‬فيق‬ ‫ابن بنت رس‬

You might also like