Professional Documents
Culture Documents
اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
أﻧﺪرﻳﺎس أﻧﺪرﻳﻜﻮﺑﻮﻟﻮس
+
٪ +
+
ﺗﺮﺟﻤﺔ:
ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
أساسيات
التمويل االجتماعي
أندرياس أندريكوبولوس
ترجمة:
جمعية االقتصاد االجتماعي
ح جمعية االقتصاد االجتماعي1445 ،هـ
فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر
أندريكوبولوس ،أندرياس
أساسيات التمويل االجتماعي (نسخة ورقية) / .أندرياس
أندريكوبولوس ؛ باسم بن عبدهلل الزغيبي -ط -. .١الرياض ،
1445ه 170صفحة 24× 17سم
ردمك978-603-04-6618-4 :
-١التمويل أ.الزغيبي ،باسم بن عبدهللا(مترجم) ب.العنوان
(تتضمن الصفحة التالية كامل معلومات حقوق التأليف والنشركما وردت في النسخة
اإلنجليزية للكتاب)
الحمــد هلل رب العامليــن ،والصــاة والســام علــى أشــرف األنبيــاء واملرســلين ،نبينــا محمــد
وعلــى آلــه وصحبــه أجمعيــن .أمــا بعــد:
فــإن جمعيــة االقتصــاد االجتماعــي تأسســت وهــي تحمــل علــى عاتقهــا خدمــة هــذا املجــال
املهــم ،الــذي يســهم بشــكل فعــال فــي تحقيــق مســتهدفات رؤيــة اململكــة العربيــة الســعودية ،ودفــع
عجلــة التنميــة املســتدامة فــي بلدنــا العزيــز.
ولتحقيــق هــذا الهــدف النبيــل اتخــذت الجمعيــة عــدة خطــوات عمليــة مــع شــركائها إلصــدار
الكتــب وترجمتهــا ،ونشــراألبحــاث التطبيقيــة والدراســات املتخصصــة التــي تعنــى بتطويــرمكونــات
قطــاع االقتصــاد االجتماعــي ،والتثقيــف ونشــرالوعــي بأبــرز التطــورات الحديثــة فــي هــذا املجــال،
وخاصــة املتعلقــة بالتمويــل االجتماعــي.
ومــن هــذا املنطلــق يســرالجمعيــة أن تقــدم كتــاب "أساســيات التمويــل االجتماعــي" والــذي
نأمــل أن يســهم بــإذن هللا فــي تأســيس منظومــة االســتثمار االجتماعــي فــي اململكــة ،ونشــر الوعــي
بالفــرص التــي يتيحهــا التمويــل واالســتثمار االجتماعــي.
ونســأل هللا أن يرزقنــا اإلخــاص فــي القــول والعمــل ،وأن يبــارك فــي هــذا اإلصــدار ليحقــق
األهــداف املنشــودة ،وأن يجــزي بالخيــر كل مــن شــارك فــي إعــداده وأســهم فــي نشــره.
أندرياس أندريكوبولوس أستاذ مشا ِرك في مجال التمويل بجامعة إيجة في اليونان.
قائمة المحتويات
221 ّ
الكمي لالستثمارات االجتماعية الفصل الثامن :التقييم
1
ريادة األعمال االجتماعية
سيمكنك بعد قراءة هذا الفصل:
تحدد دور رائد األعمال االجتماعي في مؤسسة األعمال االجتماعية 1 .أن ّ
ِ
تميزبين األنواع المختلفة لمؤسسات األعمال االجتماعية 2 .أن ّ
ِ
المكونات المختلفة لخطة عمل مؤسسة األعمال االجتماعية ّ َّ
3 .أن تتعرف على
ِ
تقيــم إســهام االقتصــاد االجتماعــي وريــادة األعمــال االجتماعيــة فــي الرفــاه 4 .أن ّ
ِ
االجتماعــي والنمــو االقتصــادي
توضح أهمية قياس األثرلريادة األعمال االجتماعية 5 .أن ّ
ِ
مقدمة
ُ
تشــير ريــادة األعمــال إلــى تحمــل املخاطــر املرتبطــة باكتشــاف وإنشــاء وتدشــين
منتجــات وخدمــات مبتكــرة .ويعنــي االبتــكار -فــي ســياق ريــادة األعمــال -علــى أنــه
ميــزة تنافســية مســتدامة يمكــن أن تحقــق الربحيــة مــن خــال إدارة التغييــر
وتلبيــة احتياجــات العمــاء ،بأســلوب يفــوق املؤسســات األخــرىُ .
وتكمــن الركيــزة
األساســية لريــادة األعمــال فــي املؤسســة ،التــي تعتبــرالوحــدة األساســية إلنتــاج الســلع
املحفــز ،ويجمــع بيــن تنظيــم رأس املــالوالخدمــات ،مــع ائــد أعمــال يمــا س دور ّ
ِ ِر ر
ُّ َ َ ّ
ويخطــط لعمليــة اإلنتــاج ،ويضــع التوجــه االســتراتيجي لوحــدة اإلنتــاج. ِ والعمالــة،
ّ
ال تنشــأ املؤسســة فــي ف ـراغ اقتصــادي أو اجتماعــي أو سيا�ســي .فهــي تشـ ِـكل
مركـ ًـزا اللتقــاء عالقــات اإلنتــاج ،ونقطـ ًـة َّ
مميــزة فــي املســار التاريخــي للمجتمــع الــذي
تعمــل فيــه .وتنبــع أهميــة املؤسســة لالقتصــاد مــن ترابطهــا مــع مراكــزااللتقــاء األخــرى
ذات الصلــة باإلنتــاج ،مثــل رائــد األعمــال ،وموظفــي املؤسســة ،واملســتثمرين الذيــن
ً يزودون املؤسســة برأس املالّ ، ّ
1
ومورديها ،وعمالئها ،ومنافســيها ،فضال عن الدولة.
ريــادة األعمــال االجتماعيــة جـ ٌ
ـزء مــن املجــال األوســع لريــادة األعمــال .وعلــى
ّ
هذا النحو ،ورغم احتفاظها ببعض سمات املجال األساسية ،إاّل أن ريادة األعمال
2
تختلــف مــن حيــث التنظيــم والتشــغيل والغــرض.
االجتماعيــة ِ
15
أساسيات التمويل االجتماعي
2 .ال توجــد منفعــة عامــة بالكامــل (أي تتســم بعــدم التنافســية وعــدم االســتبعاد) .علــى ســبيل
املثــال ،تقــل قــدرة مركــز الشــرطة املحليــة علــى توفيــر الحمايــة لســكان منطقــة معينــة مــع
زيــادة الســكان املحلييــن فــوق مســتوى معيــن .وباملثــل ،مــن املمكــن أن تكــون الحضانــة
العامــة فــي منطقــة معينــة غيــرقــادرة علــى خدمــة جميــع األطفــال املقيميــن فــي تلــك املنطقــة،
وهــذا ســيؤدي إلــى اســتبعاد بعــض األطفــال مــن الخدمــة علــى أســاس دخــل والديهــم.
ـوما نظيــر اســتخدام وتتضمــن األمثلــة األخــرى اســتبعاد الســائقين الذيــن ال يســددون رسـ ً
َّ
أج ـزاء مــن شــبكة الطــرق الســريعة الوطنيــة ،أو تقييــد الوصــول إلــى وســط املدينــة ،بنـ ًـاء
علــى الرقــم األخيــر مــن لوحــات أرقــام الســيارات.
17
أساسيات التمويل االجتماعي
وتأسســت املؤسســة علــى يــد ديــرك ميمــر ريمــوس فــي عــام 2011فــي برليــن ،بعــد
ّ
وتوفــر املؤسســة خدمــات تطويــر أن ألهمــه تشــخيص ابنــه بمتالزمــة أســبرجرِ .
البرمجيــات ،وضمــان الجــودة ،وتحليــل البيانــات لقطــاع كبيــرمــن الشــركات .ويعانــي
جميــع مستشــاريها فــي مجــال تقنيــة املعلومــات مــن اضطرابــات طيــف التوحــد .وفــي
توســعت املؤسســة فوصلــت إلــى اململكــة املتحــدة ،وتنشــط اآلن ً
أيضــا عــام َّ ،2016
فــي فرنســا وسويسـرا والواليــات املتحــدة األمريكيــة وإيطاليــا وكنــدا وأســتراليا .ويضــم
مسـ�تثمروها صنـ�دو ق Ananda Social Venture Fundو Virgin Groupو�Es
7.mée Fairbairn Foundationوبينمــا تســعى مؤسســة Auticonإلــى تحقيــق الربــح
ّ
يمثــل اإلدمــاج االجتماعــي لألشــخاص الذيــن يعانــون مــن اضطرابــات طيــف والنمــوِ ،
ً
مكونـ�ا أساسـ�يا فـ�ي هويتهـ�ا .ويعـ ِ�رض الصنـ�دو ق 1-2حالــة مؤسســة �Lively ً ّ
التوحـ�د ِ
،Hoodsوهــي مؤسســة أعمــال اجتماعيــة نشــطة فــي كينيــا.
الصندوق 2-1مؤسسة LivelyHoods
تعالــج مؤسســة LivelyHoodsاملشــكالت االجتماعيــة والبيئيــة فــي األحيــاء الفقيــرة فــي ِ
8
املــدن الكينيــة.
وتأسســت فــي عــام 2011علــى يــد تانيــا الدن ،بوصفهــا منظمــة غيــرهادفــة للربــح ومقرهــا َّ
الواليــات املتحــدة ،ومؤسســة أعمــال اجتماعيــة كينيــة .ويعانــي مــا يقــرب مــن 70%مــن
الشــباب داخــل األحيــاء الفقيــرة الكينيــة مــن البطالــة ،مــع زيــادة صعوبــة العمــل للم ـرأة.
باإلضافــة إلــى ذلــك ،تحـ ِـرق معظــم األســر األخشــاب للطهــي؛ مــا يــؤدي إلــى انبعــاث أبخــرة
ســامة تــودي بحيــاة الكثيــرمــن الكينييــن .وتصــل املشــكالت البيئيــة إلــى ذروتهــا بســبب إزالــة
ُ
الغابــات؛ إذ ق�ضــي علــى 83%مــن الغابــات فــي كينيــا علــى مــدارالســنوات الخمســين املاضيــة.
وتتمثــل اســتجابة مؤسســة LivelyHoodsفــي توظيــف الشــباب الكينــي الذيــن يبيعــون َّ
منتجــات صديقــة للبيئــة فــي األحيــاء الفقيــرة وتدريبهــم .ومــن ثــم؛ يجــد الشــباب الكينــي فــرص
وتتحســن ظروفهــم املعيشــية َّ العمــل والتدريــب واملبيعــات واألعمــال التجاريــة مــن ناحيــة،
بفضــل منتجــات الطاقــة الشمســية (املصابيــح فــي األســاس) ،ومواقــد الطهــي التــي تعمــل
توفــر الطاقــة (والتكاليــف ً ّ
أيضــا) وتحمــي البيئــة بالطاقــة النظيفــة ،واألجهــزة املنزليــة التــي ِ
ى ّ
وتمثــل اإلنــاث واحـ ًـدا وســتين فــي املئــة
والصحــة فــي األحيــاء الفقيــرة الكينيــة مــن ناحيــة أخــر ِ .
َّ
مــن موظفــي مؤسســة ،LivelyHoodsوقــد وفــرت املؤسســة منــذ عــام 2011مــا يقــرب مــن
ودربــت مــا يزيــد علــى 4000شــاب كينــي ،وحققــت وفــورات فــي الطاقــة تزيــد 2000وظيفــةَّ ،
َ
قيمتهــا علــى 22مليــون دوالر أمريكــي ،وأنقــذت أكثــر مــن 700000شــجرة .ولعــل اإلنجــاز
األكثــر أهميــة -فيمــا يخــص مكافحــة الفقــر والحفــاظ علــى التماســك االجتماعــي -كان فــي
18
ريادة األعمال االجتماعية 1
إنشــاء 50%مــن فريــق املبيعــات مشــاريعهن التجاريــة الخاصــة ،مــع هبــوط نســبة تعـ ُّـرض
ـدرب للفقــرإلــى ً 90%
تقريبــا للعــام األول بعــد التدريــب .وفــازت مؤسســة فريــق املبيعــات املـ َّ
LivelyHoodsبكثيــر مــن الجوائــز ،ويتضمــن شــركاؤها فــي التمويــل منظمــات مثــل وكالــة
التنميــة الدوليــة التابعــة للواليــات املتحــدة ،والصنــدوق االســتئماني لش ـراكة الطاقــة
والبيئــة ( ،)EEP Africaومؤسســة ،Rockefeller Foundationوالتحالــف العالمــي مــن
أجــل مواقــد طهــي نظيفــة ،ومؤسســة.Osprey Foundation
ّ
تركــز ريــادة األعمــال االجتماعيــة علــى التصـ ّـدي ألوجــه انعــدام املســاواة ِ
االقتصاديــة واالجتماعيــة ،مــن خــال توفيــر
تــركِّــز ري ــادة األعــمــال االجتماعية
الغــذاء والســكن والرعايــة الطبيــة والتعليــم
عــلــى الــتــص ـدّي ألوجــــــــه انــــــــعــــــــدام للمحتاجيــن ،ومــن خــال حمايــة البيئــة،
الــــــــمــــــــســــــــاواة االقــــــــتــــــــصــــــــاديــــــــة وتقديــم املســاعدات الدوليــة فــي حــاالت
واالجتماعية ،مـن خــالل تــوفــيــر 9
الكــوارث الطبيعيــة أو األوبئــة أو الحــروب.
الــــــــغــــــــذاء والــــــــســــــــكــن والـــــرعـــــايــة ّ
تمثــل أحــدوبالنظــرإلــى أن مثــل هــذه األهــداف ِ
الـــــــــــطـــــــــــبـــــــــــيـــــــــــة والــــــــتــــــــعــــــــلــــــــيــــــــم
لـلـمـحـتـاجـيـن ،ومــن خــال حماية
مجــاالت السياســة العامــة ،فمــن املمكــن
الــبــيــئــة ،وت ــق ــدي ــم الــمــســاعــدات القــول إن ريــادة األعمــال االجتماعيــة تحظــى
الـ ــدولـ ــيـ ــة فـ ــي حــــــاالت الـ ــكـ ــوارث بــدور مكمــل -أو بديــل -للجهــود املماثلــة مــن
الطبيعية أو األوبئة أو الحروب. جانــب الدولــة .علــى ســبيل املثــالَ ،
تعمــل
مؤسســة األعمــال االجتماعيــة التــي تتولــى
مكمــل أو ّ
مهمــة إعــادة تأهيــل األشــخاص املدمنيــن علــى املــواد املخــدرة فــي مجــال عمــل ِ
جزئيــا ملركــز إعــادة التأهيــل العــام .إن املكانــة الفريــدة التــي تشــغلها مؤسســة بديــل ً
األعمال االجتماعية بين القطاعين الخاص والعام -والتي تماثل املكانة نفسها التي
ُ
يشــغلها املجتمــع املدنــي - 10تبـ ِـرز دور رائــد األعمــال االجتماعيــة ،وهــو دور يجمــع بيــن
رائد األعمال التقليدي الذي يســعى لتحقيق األرباح ،واملســؤول العام الذي ُيشــا ِرك
ً
فــي توفيــرالســلع العامــة نيابــة عــن الحكومــة (الشــكل .)1-1وألغ ـراض هــذا الكتــاب،
تعـ َّـرف املؤسســات التقليديــة بأنهــا شــركات هادفــة للربــح ،وبــدون أي مســؤولية
اجتماعية.
مؤسسة
القطاع العام األعمال القطاع الخاص
االجتماعية
19
أساسيات التمويل االجتماعي
نظرا ملشاركتهم ويقع رواد األعمال االجتماعية بين القطاعين الخاص والعام؛ ً
أيضــا التحــدي الرئي�ســي الــذي يواجهونــه، فــي توفيــرالســلع العامــة .ويحـ ّـدد مركزهــم ً
ِ
وتحديـ ًـدا توفيــر الســلع العامــة مــن ناحيــة ،والســعي إلــى تحقيــق الجــدوى املاليــة
وتعتمــد جــدوى عمليــة اإلنتــاج مــن املنشــأة الفرديــة علــى تقلبــات ِ مــن ناحيــة أخــرى.
ً
الطلب على املنتجات التي تنتجها ،فضال عن تقلبات املعروض من العمالة ،ورأس
ً َ
تناقضــا املــال ،وغيــر ذلــك مــن املــوارد الضروريــة لعمليــة اإلنتــاج .وهــذا يتناقــض
ُ
حـ ًـادا مــع حالــة توفيــر الســلع العامــة مــن الدولــة ،والتــي تعـ ّـد أكثــر اســتقرا ًرا بكثيــر
(وإن كانــت مــا ت ـزال تخضــع لقواعــد االســتدامة املاليــة) .علــى ســبيل املثــال ،يجــب
عمــال يعانــون مــن علــى مؤسســة األعمــال االجتماعيــة التــي تبيــع حلويــات يصنعهــا ّ
ً
تحديــات اجتماعيــة ونفســية فــي املؤسســة أن تراعــي اعتبــارات الربحيــة ،فضــا عــن
َّ
الوفــاء بالتزاماتهــا املاليــة تجــاه دائنيهــا وموظفيهــا وشــركائها ،فــي الوقــت الــذي تتمكــن
فيــه مــن خدمــة عمالئهــا بطريقــة ُم َ
رضيــة.
ّ
تغطــي ريــادة األعمــال االجتماعيــة مجموعــة واســعة مــن املبــادرات والتدخــات
االجتماعية .ومع ذلك ،تكمن السمة املشتركة الرئيسية لجميع مؤسسات األعمال
االجتماعية في أن غرضها يتجاوز السعي لتحقيق الربح 11.ولتؤهل الشركات أنفسها
لتصبــح مؤسســات اجتماعيــة ،مــن الضــروري أن تهــدف إلــى إحــداث أثــر اجتماعــي
إيجابــي ،بأســلوب ال يختلــف عــن ربحيتهــا فحســب ،بــل وفــي بعــض األحيــان ضدهــا
(الشــكل .)1-2ورغــم ذلــك ،فــإن كل ســعي إلحــداث أثــراجتماعــي ال ُيعتـ ّـد بــه كمثــال
لريــادة األعمــال االجتماعيــة (علــى ســبيل املثــال ،اإلج ـراء الــذي تتخــذه شــركة التبــغ
إلبــاغ الشــباب باألثــر الضــار للتدخيــن ال يجعلهــا مؤسســة أعمــال اجتماعيــة).
أيضــا باالبتــكار االجتماعــي .ويظهــر االبتــكار ترتبــط ريــادة األعمــال االجتماعيــة ً
غالبــا فــي صــورة ش ـراكة بيــن القطــاع العــام والقطــاع الخــاص واملجتمــع االجتماعــي ً
وغالبــا مــا يتجــاوز دور ريــادة األعمــال االجتماعيــة املعتــاد إلــى معالجــة ً املدنــي،12
َّ
املشــكالت االجتماعيــة بهيــاكل جديــدة فعالــة ومســتدامة .علــى ســبيل املثــال ،شــكل
التعــاون بيــن البنــوك والقطــاع العــام واملتطوعيــن واملنظمــات الخاصــة التــي تقـ ِّـدم
الخدمــات االجتماعيــة ابتــكا ًرا فــي حالــة إعــادة دمــج الســجناء الســابقين فــي املجتمــع
َّ
بمدينــة بيتربــورو فــي اململكــة املتحــدة .لــذا؛ تمثــل االبتــكاراالجتماعــي فــي هــذه الحالــة
فــي التغييــر فــي سياســة مكافحــة الجريمــة فــي حــد ذاتهــا ،والتــي تجــاوزت حــدود عمــل
ـكل الجهــات املشــاركة. ريــادة األعمــال االجتماعيــة لـ ٍ
20
ريادة األعمال االجتماعية 1
ترتبــط ريــادة األعمــال االجتماعيــة بأنشــطة غيــر نمطيــة فــي التاريــخ االقتصــادي
ً ّ
الحديــث .وتشـ ِـكل الحركــة التعاونيــة لروبــرت أويــن فــي القــرن التاســع عشــر مثــاال علــى
ذلــك فــي املســار الحديــث لالقتصــاد االجتماعــي .كمــا أن األعمــال املصرفيــة التعاونيــة
وريــادة األعمــال التــي نشــأت علــى مــدار القــرون الثالثــة املاضيــة ،إلــى جانــب أشــكال
املؤسســات التعاونيــة التــي ظهــرت فــي أعقــاب مبــادرات جــان بابتيســت أندريــه غوديــن
فــي فرنســا فــي القــرن التاســع عشــر ،مؤهلــة لريــادة األعمــال االجتماعيــة .وفــي اآلونــة
َّ
األخيــرة ،ســلط التمويــل متناهــي الصغــرفــي االقتصــادات الناشــئة الضــوء علــى الطــرق
تجمــع بيــن الربــح والدعــم املالــي للمعدميــن،التــي يمكــن بهــا لألنشــطة املصرفيــة أن َ
الذيــن لــوال ذلــك الســتبعدوا مــن األســواق النقديــة التقليديــة وأســواق رأس املــال ،مــع
إدراج األولويــات والهيــاكل املحــددة للمجتمعــات املحليــة .كمــا ُيلقــي منــح جائــزة نوبــل
للســام إلــى محمــد يونــس ،تقديـ ًـرا لعملــه الرائــد مــع مصــرف «غراميــن» فــي بنغالديــش،
الضــوء علــى األهميــة االقتصاديــة والثقــل السيا�ســي َّ
املميــزلريــادة األعمــال االجتماعيــة
والتمويــل االجتماعــي (انظــر الفصــل الخامــس ملناقشــة الخصائــص املميــزة للتمويــل
متناهــي الصغــر).
مؤسسة
األعمال
االجتماعية
َ
وغالبــا مــا ُيطلــق علــى االقتصــاد االجتماعــي
ً نموذجيــة تســعى إلــى تحقيــق الربــح.
القطــاع الثالــث أو القطــاع االجتماعــي لالقتصــاد ،ويتجــاوز حــدود مؤسســات
األعمــال االجتماعيــة ،ليشـ َـمل مجموعــة واســعة مــن منظمــات املجتمــع املدنــي التــي
َّ
لتتجنــب بذلــك اإلطــار اإلداري تحظــى باملزايــا املرتبطــة بمرونــة القطــاع الخــاص،
الصــارم (فــي بعــض األحيــان) للخدمــات الحكوميــة ،وتســد الفجــوة فــي السياســات
االجتماعيــة والتعليميــة والثقافيــة والبيئيــة للحكومــةُ .ويعــد االقتصــاد االجتماعــي
ّ ً
ويوظــف مــا يقــرب مــن 6%مــن القــوة العاملــة ،ويشــكل مــا ِ قطاعــا ســريع النمــو،
ّ
نســبته 10%مــن جميــع الشــركات فــي االتحــاد األوروبــي 13.ومــن ثــم؛ يشـ ِـكل تحليــل
ً ً
االقتصــاد االجتماعــي وريــادة األعمــال االجتماعيــة مجــاال مســتجدا فــي النظريــة
االقتصادية للمنشأة ،ودراسة األسواق ،والتنمية االقتصادية.
يعتمــد مصطلــح االقتصــاد االجتماعــي ِ
يــــــــصــــــــعــــــــب الــــــــتــــــــمــــــــيــــــــيــــــــز بــيــن علــى التمييــز بيــن القطاعيــن العــام والخــاص
األنــشـطـة اإلنــتــاجـيـة لـلـقـطـاعـيـن
لالقتصــاد .ورغــم ذلــك ،فــإن التمييــز بيــن
الــعــام وال ــخ ــاص؛ ألن الـمعايير
الـمـخـتـلـفـة الـمـصـمـمـة لـلــتــمــيـيـز
األنشــطة اإلنتاجيــة للقطاعيــن العــام
صمــمُ ّ ً ً
بـيـنـهـمـا قـد تـضـع حـدودًا مختلفة والخــاص ليــس واضحــا دائمــا؛ فقــد ت ِ
بين القطاعين. ـدودا مختلفــة بيــن املعاييــر املختلفــة حـ ً
القطاعيــن .فعلــى ســبيل املثــال ،قــد تتشــابه
ّ
الخدمــات التــي توفرهــا املستشــفيات الخاصــة والعامــة فــي طبيعتهــا ،لكنهــا تختلــف
تمامــا مــن حيــث مصــادرالتمويــل ومجموعــات املر�ضــى الذيــن يدخلــون املستشــفى أو ً
ّ
يوفــرأحــد املرافــق الترفيهيــة البلديــة خدمــات ِ ُيعالجــون فيهــا أو كليهمــا .وباملثــل ،ربمــا
ّ ّ
يوفرهــا أحــد املرافــق الخاصــة ذات الصلــة ،إاّل أنــه أ) ال يســعى إلــى خاصــة مثــل التــي ِ
تحقيق الربحية كهدف على حســاب مصلحة املجتمع املحلي ،ب) وإذا كان تشــغيله
ماليــا .ومــن نفــس املنطلــق، ماليــا ،فقــد تضمــن الحكومــة املحليــة إنقاذهــا ً غيــر ُمجـ ٍـد ً
يمكــن للمتحــف الــذي تــم تشــييده بتبـ ُّـرع خــاص ،ويحتــاج إلــى رســوم دخــول مــن
الــزوار ،أن يقـ ِّـدم خدمــة مماثلــة للمتحــف العــام الــذي شــيدته وزارة الثقافــة (علــى
قدمــة فــي هــذه الحالــة تحديـ ًـدا فــي التاريــخ تتمثــل املنفعــة العامــة املُ ََّّ
ســبيل املثــال ،قــد
الوطني) .ومن ثم؛ تختلف املنظمتان في املقام األول في طرق تمويل بنيتهما التحتية
وعملياتهمــا.
22
ريادة األعمال االجتماعية 1
23
أساسيات التمويل االجتماعي
ّ َّ
االقتصــاد العــام والخــاص تتعلــق بريــادة األعمــال االجتماعيــة ،إاّل أنهــا تختلــف
ً ً
واضحــا .علــى ســبيل املثــال ،فــإن اإلج ـراءات التــي تتخذهــا الشــركة عنهــا اختالفــا
خــارج أنشــطتها اإلنتاجيــة األساســية ،فــي إطــار اســتراتيجيتها لالتصــال التســويقي
علــى ســبيل املثــال ،ال تعتبــر مؤهلــة لريــادة األعمــال االجتماعيــة .وعلــى الرغــم مــن
ـزءاتخصيــص املــوارد للعمــل االجتماعــي ،فــإن املســؤولية االجتماعيــة ال تشـ ِّـكل جـ ً
ومهمــا بمــا يكفــي لألنشــطة األساســية للمنظمــة .فعلــى ســبيل املثــال ،تظــل كبيـ ًـرا ً
شــركة االتصــاالت التــي ترعــى مدرســة شــركة لالتصــاالت ،ولــن تصبــح مؤسســة
ّ
يركــزاالبتــكاروريــادة األعمــال املبتكــرة -فــي هــذه الحــاالتتعليميــة .عــاوة علــى ذلــكِ ،
ّ
-علــى توفيــر الســلع والخدمــات الخاصــة املتعلقــة باألنشــطة األساســية للشــركة،
ـدال مــن توفيــرالســلع العامــة .فعلــى ســبيل املثــال ،قــد ّ ً
تخصــص شــركة االتصــاالت ِ بـ
مــواردا لالبتــكار عــن طريــق توفيــر خدمــات جديــدة لحزمــة االشــتراكات .وفــي الوقــت ً
نفســه ،قــد ترعــى الشــركة وجبــات للمشــردين ً
أيضــا .ومــع ذلــك ،فــإن رعايــة الشــركة
لوجبــات املشــردين ال يمكــن أن تتمتــع بالخصائــص املبتكــرة ملؤسســة التمويــن التــي
ُ
مــن شــأنها أن تشــا ِرك فــي عمــل مماثــل ألعمالهــا األساســية.
وتماشـ ًـيا مــع هــذا املنطــق ،ال تكمــن جميــع مبــادرات الح ـراك املجتمعــي فــي
ّ
تنظــم إحــدى املجموعــات التــي تهتــم بالبيئــة مجــال ريــادة األعمــال االجتماعيــة .فقــد ِ
احتجاجــا ضــد تلــوث الهــواء ،أو أي حــدث آخــريهــدف إلــى زيــادة الوعــي العــام بشــأن ً
َّ ّ ً
ـاطا ر ً
ياديا؛ إذ ال يشـ ِـكل مؤسســة يتمثل هذا املوضوع .بيد أن هذا النشــاط ليس نشـ
تعتمــد علــى االبتــكاروالجــدوى املاليــة
نشــاطها األسا�ســي فــي تنظيــم مشــروعات بيئيــة ِ
للعمليــات .وباملثــل ،فــإن التبــرع الخــاص ملســاعدة املجتمــع علــى التعامــل مــع الشــدائد
فــي أعقــاب الكــوارث الطبيعيــة ال يجعــل املتبــرع رائـ ًـدا لألعمــال االجتماعيــة .وســيصبح
املتبــرع رائـ ًـدا لألعمــال االجتماعيــة إذا أنشــأ آليــة إنتاجيــة ســيتم توجيههــا اســتر ً
اتيجيا
املبتكــرللمشــكالت الناجمــة عــن الكــوارث الطبيعيــة بطريقــة مجديــة ً َ
ماليــا فــي الحــل
(الشــكل .)1-3وبالرغــم مــن أن هــذه الحــاالت ال تضـ ِـرب أمثلــة علــى ريــادة األعمــال
االجتماعيــة ،فإنهــا تحــدث فــي إطــاراالقتصــاد االجتماعــي؛ ألن االقتصــاد االجتماعــي
أوســع يشـ َـمل مؤسســة األعمــال االجتماعيــة وغيرهــا .علــى ســبيل مفهومــا َ
ً يحمــل
ِ
ً
البيــان ،تعــد كثيــرا مــن أنشــطة املجموعــات الخيريــة واملنظمــات ذات االهتمــام
االجتماعي والسيا�سي جزء من االقتصاد االجتماعي ،على الرغم من أنها ال تتضمن
أي نــوع مــن ريــادة األعمــال.
24
ريادة األعمال االجتماعية 1
المسؤولية
االجتماعية
للشركات
ريادة
األعمال االجتماعية
≠ النشاط
االجتماعي
المنح
الخيرية
25
أساسيات التمويل االجتماعي
26
ريادة األعمال االجتماعية 1
مصطلــح عــدم اليقيــن إلــى األســباب الهيكليــة التــي ال يســتطيع رائــد األعمــال االجتماعــي
توقعهــا ،وتؤثــر فــي تحديــد جــدوى مؤسســة األعمــال االجتماعيــة ،والقــدرة علــى
ويكشــف عــدم اليقيــن الفــرص معالجــة املشــكالت االجتماعيــة والبيئيــة َّبنجــاحِ .
والتهديــدات للمؤسســات االجتماعيــة ،ويتعلــق بالعوامــل الداخليــة والخارجيــة علــى
َّ
حـ ٍـد ســواء .فالعوامــل الداخليــة لعــدم اليقيــن تتعلــق بكفايــة املــوارد لتنظيميــة،
ً
والحفــاظ علــى بيئــة عمــل إيجابيــة للموظفيــن ،فضــا عــن املرونــة لضبــط املنظمــة
وعملياتهــا مــع ظهــور تحديــات جديــدة (مثــل الصراعــات املحتملــة الناشــئة عــن تغييــر
فــي تكويــن مجلــس اإلدارة)ّ .أمــا عــن العوامــل
َّ
يُـشـيـر مـصـطـلـح عـدم الـيـقـيـن الخارجية لعدم اليقين ،فهي تتعلق بالتقلبات
إل ـــ ــى األسـ ــبـ ــاب الــهــيــكــلــيــة الــتــي ً
علــى املســتوى االقتصــادي ،فضــا عــن
ال يــســتــطــيــع رائـــــــــد األع ـــ ــم ـــ ــال
التغيي ـرات فــي التقنيــة واللوائــح والتحديــات
االجـتـمـاعـيـة تـوقـعـها ،وتـؤثـر
فـــــي تـــــحـــــديـــــد ج ـــ ــدوى مـؤسـسـة
التــي تعتـ ِـزم مؤسســة األعمــال االجتماعيــة
األعـمـال االجـتـمـاعـيـة ،وقـدرتـها التخفيــف منهــا واملتعلقــة بتأثيــر مؤسســة
عـلـى مــعــالــجــة الــمــشــكــالت األعمــال االجتماعيــة علــى املجتمــع والبيئــة
االجــتــمــاعــيــة والبيئية بنجاح. (فقــد يــؤدي انــدالع حــرب ،علــى ســبيل املثــال،
إلــى تدفــق الالجئيــن) .كمــا تتضمــن العوامــل
أيضــا أوجــه الغمــوض فــي العالقــة بيــن مؤسســة األعمــال الخارجيــة لعــدم اليقيــن ً
االجتماعيــة والجهــات الفاعلــة فــي مجــال األعمــال االجتماعيــة ،ال ســيما الدولــة
يمولــون (التغيي ـرات فــي السياســات واللوائــح) ،وكذلــك العالقــة مــع أولئــك الذيــن ّ
ً ّ
واملورديــن ،وغيرهــم مــن املهنييــن ذوي الصلــة ،فضــا عمليــات املؤسســة ،واملنافســين ِ
أيضــا أن مؤسســة ويوضــح هيــكل شــبكة ريــادة األعمــال االجتماعيــة ً ّ
عــن املجتمــعِ .
األعمــال االجتماعيــة ليســت نتــاج رائــد اعمــال اجتماعــي واحــد فقــط ،بــل نتــاج تفاعــل
20
كثير من الكيانات املتنوعة. مستمرمع ٍ
َّ
تتطلب مواجهة عدم اليقين تحديد أكبرعدد ممكن من مصادرعدم اليقين،
ً
وبــذل مجهــود لتحليــل مثــل هــذه األســباب الهيكليــة ،فضــا عــن خطــة لالســتجابة
ً
ـدال مــن ّ
تبنــي نهــج ســلبي تجــاه املســتقبل الــذي ال يمكــن التنبــؤ لــكل نتيجــة محتملــة .وبـ
بــه ،ينبغــي توجيــه الجهــود نحــو تحليــل البيئــة السياســية واالقتصاديــة واالجتماعيــة
ً
ملؤسســة األعمــال االجتماعيــة ،فضــا عــن إطارهــا الداخلــي ،بحيــث يمكــن التنبــؤ
يتعين على رائد األعمال االجتماعية إدارتها .فعلى ســبيل بالتغيرات والتحديات التي َّ
املثــال ،قــد تواجــه مؤسســة األعمــال االجتماعيــة التــي تقـ ِّـدم الرعايــة الطبيــة لالجئيــن
27
أساسيات التمويل االجتماعي
َّ
حالــة مــن عــدم اليقيــن فيمــا يتعلــق بتدفقــات هــؤالء الالجئيــن ،والــذي يمكــن توقعــه
عــن طريــق تحليــل التطــورات السياســية واالقتصاديــة فــي البلــدان التــي يغادرهــا
الالجئــون والبلــدان التــي يتوجهــون إليهــا .وباملثــل ،إذا كان تدفــق األمــوال إلــى مؤسســة
َّ
األعمــال االجتماعيــة للعــام القــادم غيــر مؤكــد ،فينبغــي أن تكــون مؤسســة األعمــال
التوصــل إلــى تقديــرللموقــف مــن خــال دراســة الوضــع املالــي ُّ االجتماعيــة قــادرة علــى
ملؤيديهــا الرئيســيين .وقــد يــؤدي الركــود االقتصــادي املحتمــل إلــى تقليــل التمويــل عبــر
التبرعــات التــي يقدمهــا النــاس ،ومــع ذلــك قــد ُيســهمون بعملهــم الشــخ�صي .وباملثــل،
يمكــن الكشــف عــن احتماليــة التمويــل مــن املؤسســات الدوليــة الحكوميــة ،مثــل
املفوضيــة األوروبيــة ،عــن طريــق تحليــل الســياق االقتصــادي والسيا�ســي لقيادتهــا.
َّ
ويجب أال تتشــتت اســتجابة مؤسســة األعمال االجتماعية للســيناريوهات املختلفة؛
بتوجــه اســتراتيجي يســاعدها علــى الحفــاظ علــى تماســكها .ويعنــي إذ يجــب أن تحظــى ّ
عــدم اليقيــن فــي إطــارريــادة األعمــال االجتماعيــة التعـ ُّـرض إلــى التغييــر ،كمــا أن إدارة
ٌ عــدم اليقيــن تعــادل إدارة التغييــر .ومــن الواضــح أن اإلدارة ّ
الفعالــة للتغييــر شــرط ِ
21
للبقــاء ولتحقيــق األهــداف االســتراتيجية ملؤسســة األعمــال االجتماعيــة.
ّ
وكما هو الحال في املؤسســات التقليدية ،يجب أن تتحلى االســتجابة الناجحة
لبيئــة األعمــال غيــراملســتقرة باالبتــكار .وبالنســبة ملؤسســة األعمــال االجتماعيــة ،ال
ـرة أو ابتــكا ًرا جديـ ًـدا فحســب ،بــل يشـ َـمل ً ً
أيضــا تلبيــة االحتياجــات يشـ َـمل االبتــكارفكـ
االجتماعيــة والبيئيــة بطريقــة تضمــن دعــم جميــع األطـراف املعنيــة ،بمــا فــي ذلــك مــن
يمولهــا ،واملؤسســات األخــرى ،والدولــة ،واملجتمــع. ّ يعملــون
لصالــح املؤسســة ،ومــن ِ
ومــن ثــمُ ،يشــير االبتــكار إلــى التغيي ـرات فــي األســاليب واألهــداف املرتبطــة بإنتــاج
مؤسســة األعمــال االجتماعيــة ،والتــي تــؤدي إلــى تحقيــق رســالتها باســتمرار ،وإســهامها
اإليجابــي فــي الرعايــة االجتماعيــة بانتظــام .كمــا أن تفضيــات املجتمــع الــذي يســتفيد
من ريادة األعمال االجتماعية ،واإلطاراالجتماعي الذي تعمل فيه مؤسسة األعمال
االجتماعيــة ،ال ُتحــدد محتــوى االبتــكار فحســب ،بــل ُتحــدد اســتدامته ً
أيضــا .علــى
ســبيل املثــال ،إذا كانــت مؤسســة األعمــال االجتماعيــة تدعــم األفـراد املدمنيــن سـ ً
ـابقا
يصنعونهــا ،فــإن توجههــا ونجاحهــا يتحــددان مــن خــال الذيــن يبيعــون املالبــس التــي ّ
ِ ُ
اســتجابتها الحتياجــات األف ـراد الــذي أعيــد تأهيلهــم ،والذيــن يســعون جاهديــن إلــى
الحصــول علــى عمــل واالندمــاج فــي املجتمــع.
28
ريادة األعمال االجتماعية 1
29
أساسيات التمويل االجتماعي
ُ
نفســه في األنشــطة التجارية 24.وتسـ َّـجل املؤسســات التعاونية االجتماعية بوصفها «مؤسســات
متكاملــة» تابعــة للجمعيــات التعاونيــة االجتماعيــة أو «مؤسســات للمنافــع الجماعيــة
صنــف علــى أنهــا مؤسســات واالجتماعيــة» تابعــة للجمعيــات التعاونيــة االجتماعيــة .فاألولــى ُت َّ
متكاملة تابعة للجمعيات التعاونية االجتماعية للفئات الخاصة ،أو مؤسسات متكاملة تابعة
للجمعيــات التعاونيــة االجتماعيــة للفئــات الضعيفــة ،أو جمعيــات تعاونيــة اجتماعيــة ذات
َ
مســؤولية محــدودة .وبموجــب القانــون اليونانــي ،تنشــط تلــك املؤسســات فــي األنشــطة املتعلقــة
ُ
بالتنميــة املســتدامة ،أو تقـ ِّـدم الخدمــات االجتماعيــة ذات املصلحــة العامــة .وتعـ َّـرف الخدمــات
االجتماعيــة ذات املصلحــة العامــة بأنهــا الخدمــات التــي يمكــن للمجتمــع بأكملــه أن ينتفــع بهــا،
ّ ّ والتي ّ
والرضع واألطفال واملعاقين وتوفرالحماية االجتماعية لكبارالسن تحسن جودة الحياةِ ، ِ
َ
واملصابيــن بأمـراض مزمنــة .وتشــمل تلــك الخدمــات التعليــم ،والصحــة ،واإلســكان االجتماعــي،
والوجبــات االجتماعيــة ،ورعايــة األطفــال ،والرعايــة طويلــة األجــل ،والعمــل االجتماعــي .وهــي
مكملــة لاللت ـزام العــام للحكومــة بممارســة السياســة االجتماعيــة. ّ
ِ
وعضويــة املؤسســة التعاونيــة االجتماعيــة مفتوحــة للكيانــات القانونيــة واألفـراد .رغــم ذلك،
تقتصــرمشــاركة الكيانــات القانونيــة علــى ثلــث العــدد اإلجمالــي لألعضــاءّ .أمــا عــن الحــد األدنــى
لعــدد األعضــاء الــازم إلنشــاء «مؤسســة متكاملــة» تابعــة للجمعيــة التعاونيــة االجتماعيــة ،فهــو
ســبعة أعضــاء .ويشـ ِـترط إلنشــاء مؤسســة للمنافــع الجماعيــة واالجتماعيــة تابعــة للجمعيــة
ـهما واحـ ًـدا
التعاونيــة االجتماعيــة فــي اليونــان خمســة أعضــاء علــى األقــل .ويمتلــك كل عضــو سـ ً
علــى األقــل فــي الجمعيــة التعاونيــة .وال يمكــن تقــل قيمــة الســهم عــن 100يــورو .ويتــم الحصــول
علــى األســهم علــى أســاس الحــد األدنــى مــن اإلســهام النقــدي ،والــذي ُيحـ َّـدد فــي اللوائــح الداخليــة
ـوت واحــد، لــكل مؤسســة أعمــال اجتماعيــة .ويشـ ِـارك جميــع األعضــاء فــي الجمعيــة العامــة بصـ ٍ
بصــرف النظــر عــن عــدد األســهم اململوكــة .وفــي الوقــت الــذي قــد ُيسـ َـمح ملؤسســات األعمــال
ً ّ
االجتماعيــة بجنــي األربــاح ،إاّل أنــه ال ُيسـ َـمح لهــا بتوزيــع أربــاح علــى أعضائهــا .وبــدال مــن ذلــك،
ُيطلــب منهــا الحفــاظ علــى 5%مــن أرباحهــا فــي شــكل احتياطيــات .أمــا عــن النســبة املتبقيــة -وهــي
95%من األرباح ُ -فيعاد اســتثمارها لتوســيع األنشــطة والعمليات التجارية ،وتحســين إنتاجية
املوظفيــن ،وزيــادة فــرص العمــل.
ً ّ
وتشـ ِـكل الجمعيــات التعاونيــة ذات املســؤولية املحــدودة حالــة خاصــة مــن
املؤسســات التعاونيــة االجتماعيــة 25.ومــن أمثلتهــا الجمعيــة التعاونيــة االجتماعيــة
ذات املســؤولية املحــدودة التابعــة ملركــزالصحــة النفســية فــي مقاطعــة دوديكانيســيا
ُ
التــي أنشــئت علــى جزيــرة ليــروس فــي اليونــان فــي عــام .2002ويكمــن الغــرض مــن
املؤسســة فــي إدمــاج األشــخاص الذيــن يعانــون مــن حــاالت نفســية فــي الحيــاة
االقتصاديــة واالجتماعيــة ،وفــق االمكانيــات التــي يمكــن تحقيقهــا مــن خــال الطابــع
30
ريادة األعمال االجتماعية 1
31
أساسيات التمويل االجتماعي
فــي شــريحة معينــة مــن الســوق .ومــع ذلــك ،تحــاول مؤسســات األعمــال االجتماعيــة
توفــرلعمالئهــا ً ّ
مزيجــا مــن الســعروالجــودة للمنتجــات البقــاء فــي بيئــة تنافســية ،وأن ِ
التــي تنتجهــا ،والتــي تتــم مقارنتهــا باســتمرار ملعرفــة أوجــه التشــابه واالختــاف مــع
منتجــات املنافســين .علــى ســبيل املثــال ،مــا ت ـزال املؤسســة التعاونيــة االجتماعيــة
يصنعــه أشــخاص يعانــون مــن مشــكالت نفســية واجتماعيــة التــي تنتــج العســل الــذي ّ
ِ
َ
وتبيعــه َمدعـ َّـوة إلــى طـ ْـرح منتــج نهائــي فــي الســوق يتفــوق علــى منتــج الجهــات األخــرى
َّ
ُ
املن ِتجــة.
علــى أي حــال ،ونظـ ًـرا ألن غــرض مؤسســة األعمــال االجتماعيــة هــو مواجهــة
مشــكلة اجتماعية معينة ،فإن اإلجراءات املماثلة التي يتخذها عدد من مؤسســات
األعمــال االجتماعيــة إيجابيــة؛ إذ يمكــن أن تسـ َـمح لــكل مؤسســة بتوجيــه املــوارد
والتركيــزعلــى التحديــات االجتماعيــة والبيئيــة املختلفــة .ومــع ذلــك ،فــإن مؤسســات
تمامــا؛ وتواجــه موار ًدا
األعمــال االجتماعيــة آليــات إنتــاج ،مثــل املؤسســات التقليديــة ً
محــدودة لتحقيــق أهدافهــا اإلنتاجيــة .ومــن ثــم؛ يبــدو أن مفهــوم املنافســة لــه أوجــه
املقرضــون، ّ
عــدة ،بمــا فــي ذلــك الوصــول إلــى التمويــل الرأســمالي (الجهــات املانحــةِ ،
التمويــل الحكومــي وفــوق الحكومــي) ،والعمالــة (ال ســيما العمــل املتخصــص أو
التطوعــي) ،وقنــوات االتصــال مــع الســكان الذيــن يســتفيدون مــن مؤسســة األعمــال
ً
28،27
االجتماعيــة ،فضــا عــن تطويــراالتصــال والتعــاون مــع جميــع األطــراف املعنيــة.
َ
علــى ســبيل املثــال ،تحـ ّـد سياســة الحكومــة املوجهــة لحــل مشــكلة اجتماعيــة معينــة
ـابقا فــي مدينــة بيتربــورو باململكــة املتحــدة) مــن مالءمــة(إعــادة دمــج املُدانيــن سـ ً
التدخــل االجتماعــي مــن القطــاع الثالــث (أوقفــت الحكومــة بعــض اإلج ـراءات التــي
دعمــت هــذا االبتــكار االجتماعــي املحــدد) .وتنبــع القــدرة علــى تمييــز مؤسســة أعمــال
ّ
توفــر ســلعاجتماعيــة جديــدة عــن مؤسســات القطاعيــن الخــاص والعــام ،التــي ِ
ً
عامــة مماثلــة ،فضــا عــن تحديــد إمكانيــة االبتــكاروآفاقــه ،مــن تحليــل بيئــة األعمــال
ملؤسســات القطاعيــن الخــاص والعــام التــي تدعــم توفيــر الســلع العامــة .عــاوة علــى
ذلــك ،تتحـ َّـدد مالمــح مالءمــة إنشــاء مؤسســة أعمــال اجتماعيــة مــن خــال تحليــل
البيئــة التــي تعمــل فيهــا املؤسســة .فقــد يختــار رواد األعمــال االجتماعيــة تحقيــق
غرضهــم االجتماعــيّ ،إمــا عــن طريــق تحســين مؤسســة قائمــة بالفعــل (مثــل توفيــر
األمــوال أو العمــل التطوعــي) أو مــن خــال إنشــاء مؤسســة جديــدة.
تنــدرج التحديــات املهمــة ً
أيضــا أمــام املــوارد البشــرية التــي ً
غالبــا مــا تكــون مــن
املتطوعيــن املتحمســين .كمــا أن املهــارات التنظيميــة وغيرهــا مــن الصفــات مطلوبــة
32
ريادة األعمال االجتماعية 1
ً ً
أيضــا إذا كان املتطوعــون سيشــكلون عامــا لإلنتــاج يمكــن لرائــد األعمــال أن يعتمــد
تماســك مؤسســة األعمــال االجتماعيــة عليــه علــى املــدى الطويــل .وبوجـ ٍـه عــام ،فــإن ُ
كل مــنومرونتهــا يشـ َـمل مواجهــة مجموعــة غيــر متجانســة مــن املوظفيــن .ويبــدأ ٌ
املتطوعيــن واملوظفيــن بأجــر الذيــن يســاهمون فــي حــل مشــكلة اجتماعيــة أو بيئيــة
ّ
ـاس مختلــف .فيميــل املتطوعــون إلــى التحلــي بالتعليــم واالنفتــاح معينــة مــن أسـ ٍ
االجتماعــي واملنهــي ،ويكمــن حافزهــم الرئي�ســي فــي اإلســهام االجتماعــي وتحســين
أيضــا مــن حيــث التزامهــم بالغــرضالشــخصية مــن حيــن ألخــر .ويختلــف املتطوعــون ً
مــن الرفــاه االجتماعــي ،بنـ ًـاء علــى النــوع والعمــر :فنســبة العمــل التطوعــي للرجــال
أعلــى مــن الســيدات ،وأعلــى للمراهقيــن مــن األشــخاص الذيــن تزيــد أعمارهــم علــى
عامــا 29.وتشــبه الصعوبــة التــي تواجههــا مؤسســة األعمــال االجتماعيــة فيمــا ً 55
َّ
يتعلــق بــإدارة املتطوعيــن التحديــات التــي تواجههــا بشــأن قيادتهــا .إن نيــة اإلســهام
االجتماعــي والشــغف بالعمــل ال يحـ ّـان ً
دائمــا محــل االفتقــار إلــى التدريــب واملهــارات
الالزمــة لســامة تشــغيل املؤسســة ،واألهــم مــن ذلــك ،لتوفيــرالســلع العامــة بطريقــة
ّ مبتكــرة وفعالــة ومجديــة ً
ماليــا .عــاوة علــى ذلــك ،ال يشـ ِـكل االفتقــار املحتمــل
ـكلة للمتطوعيــن فحســبً . ً
فغالبــا مــا يهتــم غيرهــم مــن املوظفيــن بذلــك للمهــارات مشـ
َّ ُ
أيضــا؛ فعــدد قليــل منهــم مــدرب علــى األمــور املتعلقــة باالقتصــاد االجتماعــياألمــر ً
َّ
وإدارة مؤسســات األعمــال االجتماعيــة 30ويتمثــل أحــد التحديــات األخــرى التــي
تواجــه إدارة املوظفيــن داخــل مؤسســة األعمــال االجتماعيــة فــي دمــج أســاليب إدارة
املــوارد البشــرية ،مــع الحفــاظ علــى إمكانيــة تحقيــق الكفــاءة اإلنتاجيــة مــن ناحيــة،
واملســاهمة فــي تحقيــق املصلحــة االجتماعيــة مــن ناحيــة أخــرى.
خطة العمل
تمــا ِرس خطــة العمــل دو ًرا حاسـ ًـما فــي نشــأة مؤسســة األعمــال االجتماعيــة
وقابليتهــا لالســتمرار ،كمــا هــو الحــال مــع املؤسســة التقليديــة .وهــي أمـ ٌـر ضــروري فــي
مقدمــي رأس ي ملؤسســة األعمــال االجتماعيــة؛ أي فــي قبــول ّ
االســتعداد االســتثمار
املــال لهــا .ويعتمــد التخطيــط علــى رؤيــة اســتراتيجية رواد األعمــال االجتماعييــن عــن
ً
املشــكلة االجتماعيــة التــي يعتزمــون مواجهتهــا ،فضــا عــن الطريقــة التــي يفهمــون بهــا
الرفــاه االجتماعــي .وتعكــس خطــة العمــل الســيناريوهات الرئيســية لتطـ ُّـور البيئــة
الداخليــة والخارجيــة للمؤسســة ،فضـ ًـا عــن االســتجابات ًّ
للتغيـرات فــي بيئــة أعمالهــا.
باإلضافــة إلــى ذلــك ،تسـ َـمح خطــة العمــل ملؤسســة األعمــال االجتماعيــة بتشــكيل
نظــرة أكثــر منهجيــة عــن مســتقبلها ،ودمــج أنشــطتها ،وتحديــد املــوارد املطلوبــة التــي
33
أساسيات التمويل االجتماعي
َّ
تحتــاج إليهــا .وفيمــا يتعلــق باملــوارد تحديـ ًـدا ،فــإن خطــة العمــل مفيــدة للغايــة فــي جمــع
األمــوال (علــى ســبيل املثــال ،فــي العــرض التقديمــي للجهــات الدائنــة وللمســتثمرين)؛
يعكــس التوقعــات بشــأن املســتقبل ،ويحــد مــن الشــعور بعــدم اليقيــن ،ويعـ ِّـدل فــي مــا ِ
املقابــل املــوارد التــي يرغــب رائــد األعمــال فــي اســتثمارها فــي املشــروع االجتماعــي.
عــاوة علــى ذلــك ،قــد تكــون خطــة العمــل بمثابــة نقطــة مرجعيــة لقيــاس فعاليــة
َّ
مؤسســة األعمــال االجتماعيــة فيمــا يتعلــق باســتخدام املــوارد وتحقيــق أهدافهــا.
تتضمــن خطــة العمــل ملؤسســة األعمــال االجتماعيــة العناصرَّ وبوجـ ٍـه عــام ،يجــب أن
الــواردة فــي الشــكل .1-4
•أهــداف مؤسســة األعمــال االجتماعيــة ،إلــى جانــب رؤيــة مؤسســيها وأهدافهــم.
ويجــب أن تكــون األهــداف واقعيــة ومتوافقــة مــع رؤيــة رائــد األعمــال
يجعــل اســتخداموالكميــة؛ مــا َ
ّ ّ
النوعيــة االجتماعــيُ ،ومحـ َّـددة مــن الناحيتيــن
المــوارد والجهــد المبــذول لتحقيــق األهــداف أكثــر فعاليــة.
•الشــكل القانونــي للمؤسســة ،وهــو أمـ ٌـر فــي غايــة األهميــة لقابليتهــا علــى
31
االســتمرار والنجــاح.
•االنشطة التي يجب متابعتها لتحقيق األهداف.
•الهيكل التنظيمي والعمليات األساسية.
•وصــف البيئــة الداخليــة والخارجيــة .وتشـ َـمل البيئــة الداخليــة المــوارد
المؤسسية ،مثل الثقافة المؤسسية ،والمعلومات ،واإلدارة ،ورأس المال،
واألف ـرادّ .أمــا البيئــة الخارجيــة ،فتشـ َـمل المنافســة (لجمــع األمــوال بهــدف
مواجهــة المشــكالت االجتماعيــة والبيئيــة المماثلــة) ،واإلطــار التنظيمــي ذي
الصلــة ،والهيــاكل علــى نطــاق االقتصــاد ،وخصائــص ســوق رأس المــال،
تعمل مؤسســة األعمال االجتماعية. وســوق المنتجات ،وســوق العمل حيث َ
أيضــا البيئــة السياســية واالجتماعيــة ،والتقنيــة المتاحــة لتوفيــر وتشـ َـمل ً
الســلع العامــة ،وســمات األط ـراف المعنيــة الرئيســية التــي تتواصــل معهــا
ُ
المؤسســة ،والبيئــة الطبيعيــة التــي تعـ ّ ِـرف التحديــات البيئيــة لتوفيــر الســلع
32
العامــة.
ُّ
بوجه عام ،مثل العمل •توقع التدفقات النقدية وتدفقات الموارد المطلوبة ٍ
َّ
التطوعــي والتبرعــات العينيــة .وتتعلــق التوقعــات بتخصيــص المــوارد لعمليــة
34
ريادة األعمال االجتماعية 1
ً
اإلنتــاج ،واإلي ـرادات القادمــة مــن بيــع الســلع العامــة ،فضــا عــن التمويــل.
ُ
وهــذه التوقعــات مهمــة؛ إذ تحـ ِّـدد قــدرة مؤسســة األعمــال االجتماعيــة علــى
ً
تغطيــة التكاليــف الثابتــة والتشــغيلية ،فضــا عــن قــدرة المؤسســة علــى
االســتمرار ،فــي إطــار ســيناريوهات مختلفــة للتغي ـرات فــي بيئــة االقتصــاد
ُ
االجتماعــي .وتعـ ّـد محاســبة التكاليــف فــي غايــة األهميــة لعمليــة التخطيــط -ال
ســيما في حالة مؤسســات األعمال االجتماعية التي تبيع الســلع العامة بســعر
(منخفــض عــادة) -حتــى تظــل المؤسســة قــادرة علــى االســتمرار ،مــع ُّ
تجنــب
التكاليــف الزائــدة (فتحقيــق الهــدف االجتماعــي أكثــر أهميــة مــن الربحيــة).
أيضــا للعالقــة بيــن الســعر كمــا أن محاســبة التكاليــف أمـ ٌـر بالــغ األهميــة ً
ً
وجــودة الســلع المعروضــة ،مقارنــة بالســلع المماثلــة التــي ينتجهــا القطاعــان
الخــاص والعــامُ .ويشــير تقييــم الجــودة ،فــي هــذا التحليــل ،إلــى الطريقــة التــي
يتــم بهــا تقييــم الســلعة أو الخدمــة المحــددة مــن قبــل المســتهلك الــذي يدفــع
ثمنهــا .علــى ســبيل المثــال ،إذا كانــت شــركة أحذيــة تعــرض ً
زوجــا مــن األحذيــة ِ
زوج تبيعهمــا ،فيجــب علــى سياســة تســعيرها أن علــى الفق ـراء مقابــل كل ٍ
ُ َ ً
تضــع أســعارالشــركات المنافســة فــي اعتبارهــا ،فضــا عــن الفائــدة المنتظــر
تحقيقها على يد المستهلكين من تلبية الحاجة االجتماعية وتلبية احتياجهم
ُ
الخــاص للحصــول علــى زوج مــن األحذيــة .وتحـ ِّـدد العالقــة بيــن الســعر(الــذي
يدركــه العمــاء والمواطنــون) والجــودة قــدرة مؤسســة األعمــال االجتماعيــة
علــى االســتمرارمــن الناحيــة الماليــة ،وتحقيــق غرضهــا االجتماعــي .عــاوة علــى
ذلــك ،يجــب علــى خطــة العمــل -عنــد تحليــل بيئــة األعمــال -أن تــدرس اإلجـراءات
ُ
االجتماعيــة األخــرى التــي ت َّتخــذ للتعامــل مــع مســألة توفيــراألحذيــة للفقـراء ،بهــدف
تقديــر إي ـرادات المبيعــات التــي ســتضمن قــدرة المؤسســة علــى االســتمرار.
األنشطة الرامية
الهيكل التنظيمي
إلى تحقيق األهداف
توقعات التدفقات
الشكل القانوني خطة العمل
النقدية
35
أساسيات التمويل االجتماعي
إن الوصــف الدقيــق ملؤسســة األعمــال االجتماعيــة كشــبكة ُيحـ ِّـدد انطــاق املؤسســة
ُ
ينعكــس تطـ ُّـور املؤسســة فــي التأثيــر الواضــح الــذي تحدثــه علــىوآفاقهــا ،فــي الوقــت الــذي ِ
الرفــاه االجتماعــي ،وإســهامها فــي حــل املشــكالت االجتماعيــة والبيئيــة .وتؤثــر فعاليــة شــبكة
َّ
التمويــل ،أو املؤسســات الخاصــة والعامــة ذات الصلــة (فيمــا يتعلــق بامليزانيــة ،أو حجــم
املوظفيــن ،أو حجــم القضايــا االجتماعيــة التــي يتــم التعامــل معهــا) فــي النهايــة علــى قــدرة
ً
املؤسســة علــى تحقيــق رســالتها .ويأتــي فشــل مؤسســة األعمــال االجتماعيــة وإغالقهــا نتيجــة
دججــة باملشــكالت ،وصعوبــة ُّ
التكيــف واملرونــة بهــدف االســتجابة لتشــغيل هــذه الشــبكة املُ َّ
للتغي ـرات فــي البيئــة الداخليــة والخارجيــة (علــى ســبيل املثــال ،عــدم كفايــة فــرص الحصــول
علــى رأس املــال أو العمــل التطوعــي).
ُويحـ ِّـدد كل عنصــر مــن عناصــر بيئــة األعمــال إمكانيــة إنشــاء مؤسســة األعمــال
االجتماعيــة وقدرتهــا علــى البقــاء والتطــور .ففــي البدايــة ،يتســم بــدء العمليــات علــى
َّ
أســاس التبرعــات ورأس املــال األولــي إلقامــة األنشــطة بأفــق زمنــي محــدود ،فيمــا يتعلــق
َ
بالجــدوى املاليــة؛ إذ ُيســتنفد رأس املــال فــي مرحلــة مــا ،وال تكــون إغ ـراءات التبرعــات
َّ ً الجديــدة واضحـ ًـة ً
دائمــا أو ُمجديــة أو أيهمــا .وتتطلــب مواجهــة هــذا التحــدي فــي كثيــرمــن
األحيــان تأميــن مصــادرتمويــل بديلــة مــن مؤسســات الدولــة واملؤسســات فــوق الوطنيــة
(برامــج االتحــاد األوروبــي ،ومــوارد الســلطات املحليــة ،وبرامــج االســتثمار الحكوميــة،
ً
ومــا شــابهها) ،فضــا عــن فــرص الوصــول إلــى األمــوال مــن أســواق رأس املــال املنظمــة
لتأميــن القــروض املصرفيــة علــى ســبيل املثــال .وتعنــي الجــدوى املاليــة -ال ســيما فــي حالــة
ً
التمويــل عــن طريــق البنــوك أو املســتثمرين مــن القطــاع الخــاص (بــدال مــن التبرعــات) -
أن مؤسســة األعمــال االجتماعيــة تحتــاج إلــى إيـرادات مــن األنشــطة اإلنتاجيــة لضمــان
جدواهــا املاليــة ،دون املســاس بطابعهــا االجتماعــي مــن أجــل الربحيــة.
36
ريادة األعمال االجتماعية 1
تحديد اإلطار
الزمني للتقييم
ربط التغيير
االجتماعي
بالمشروع
معيــن (ال يمكــن حــدوث األثــر مــرة واحــدة ،وال يمكــن توقعــه إلــى األبــد) .ومــع
ذلــك ،يســتمر التغيــر االجتماعــي لفتــرة طويلــة بعــد تخصيــص المــوارد ذات
الصلــة وتنفيــذ االســتثمارات االجتماعيــة؛ مــا يجعــل ربــط تغييــر اجتماعــي
معيــن باســتثمارمعيــن أكثــرصعوبــة .فعلــى ســبيل المثــال ،قــد يــؤدي مشــروع
ماليــا إلــى تغييــراجتماعــي كبيــرلســنواتاإللمــام باألمــور الماليــة للمســتبعدين ً
عديــدة بعــد تنفيــذ المشــروع ،ويمتــد إلــى إطــارزمنــي ُي َ
نســب فيــه األثــر ً
حتمــا إلــى
أســباب هيكليــة متعــددة ومتداخلــة ،بخــاف مشــروع اإللمــام باألمــور الماليــة.
يتضمــن قيــاس فعاليــة مؤسســة األعمــال االجتماعيــة جانبيــن قــد َّ 4 .يجــب أن
ّ
يكونــا متعارضيــن فــي بعــض األحيــان :غرضهــا التجــاري مقابــل مهمتهــا المتعلقــة
35
بالرفــاه االجتماعــي.
يختلــف تطويــرطــرق قيــاس األثــراالجتماعــي بنـ ًـاء علــى خصائــص كل منظمــة،
َ
حســب والتــي يتــم تقييمهــا بنـ ًـاء علــى إدارة مواردهــا وأثرهــا .فعلــى ســبيل املثــال ،ي ِ
نمــوذج Grassroot Fundمعــدل العائــد االقتصــادي ملــدة عشــر ســنوات (القيمــة
ـتخدم)ّ ، ّ
املتولــدة عــن أس املــال املُسـ َ
وتطبــق منظمــة Acumenنهــج ِ ر االقتصاديــة ِ
ويعتمــد نمــوذج مؤسســة ِ «البيانــات الخــام» مــع مقاييــس األثــر الخــاص باملشــروع،
Robin Hood Foundationعلــى تحليــل نســبة التكلفــة إلــى الفائــدة ،كمــا يســت ِند
نمــوذج االبتــكارات ملكافحــة الفقــر مــن معمــل عبــد اللطيــف جميــل ملكافحــة
الفقــر إلــى التجــارب العشــوائية املنضبطــة 36.ويكمــن االختــاف الرئي�ســي بيــن هــذه
القياســات ،عــن الطــرق البديلــة للقياســات للمؤسســات التقليديــة ،فــي أن املقاييــس
ً
املعنيــة بمؤسســات األعمــال االجتماعيــة يجــب أن تصـ ّ ِـور الكفــاءة املاليــة ،فضــا
َ
ً
واجتماعيــا ً
اقتصاديــا عــن األثــراملجتمعــي ،وهــذا مــا ُيطلــق عليــه القيمــة املمزوجــة،
ُ(تعــرف القيمــة املمزوجــة ً
أيضــا بالقيمــة املشــتركة) 37.وال تتأثــرنتائــج التقييــم بتقييــم
املســتثمرين واملوظفيــن والدولــة فحســب ،بــل بتقييــم املجتمــع نفســه ً
أيضــا .ونظـ ًـرا
خصصــة ملعالجــة القضايــا االجتماعيــة والبيئيــة مــن خــال ألن مــوارد املجتمــع ُم َّ
القطــاع الثالــث لالقتصــاد ،فــإن تركيــز املجتمــع وتوقعاتــه علــى املحــك.
فــي الوقــت الــذي يقــدم تحليــل األداء التنظيمــي ملحــة عامــة عــن املؤسســة
ً والظــروف الخاصــة التــي ُتحـ ِّـدد تطورهــا ً
حتمــا ،فضــا عــن املشــكلة االجتماعيــة
َ
الك ّ
ميــة يجعــل أو البيئيــة التــي تحــاول معالجتهــا ،فــإن التنـ ُّـوع الكبيــر فــي األســاليب
تنقل اليد العاملة ورأس صعبا .وباملثل ،فإن ُّ أمرا ًاملقارنات بين املنظمات املختلفة ً
38
ريادة األعمال االجتماعية 1
ّ
املــال بيــن األغ ـراض االجتماعيــة ومؤسســات األعمــال االجتماعيــة املختلفــة يشـ ِـكل
تتجاهــل املعاييــراملحاســبية املشــتركة لتســجيل أداء املؤسســة مســألة َ ً
تحديــا .وربمــا
التنـ ُّـوع عبــر املؤسســاتّ ،
لكنهــا تسـ َـمح بإج ـراء مقارنــات عبــر فت ـرات زمنيــة وفيمــا بيــن
القطاعــات وعلــى الصعيــد الدولــي 38.وبطريقــة مماثلــة ،فــإن إيجــاد طريقــة مشــتركة
سيسـ ِـهم في زيادة فعالية إدارة مواردها، لوصف أثرمؤسســات األعمال االجتماعية ُ
سيسـ ِّـهل عمليــة صنــع الق ـرارمــن قبــل املســتثمرين ـيعزز مــن مســاءلتها .كمــا أنــه ُ
ّ
وسـ ِ
االجتماعييــن ،وموظفــي االقتصــاد االجتماعــي ،والحكومــة التــي تحتــاج إلــى مواجهــة
ُ ً
املشــكالت االجتماعيــة نفســها ،فضــا عــن النــاس املســتهدفين (انظــرالفصــل الثامــن
مفصــل عــن أهميــة نظــم قيــاس فعاليــة ريــادة األعمــال لالطــاع علــى عــرض تقديمــي َّ
االجتماعيــة ومزاياهــا ونقــاط ضعفهــا).
خاتمة
القــوى املحركــة لريــادة األعمــال االجتماعيــة هــي ِنتــاج تطــورات ُمحـ َّـددة فــي
دور الدولــة ومؤسســة األعمــال االجتماعيــة فــي توفيــر الســلع العامــة ،ودورهــم فــي
ً
التحديــات البيئيــة ،والتنميــة املســتدامة؛ فضــا عــن القــوى املحركــة للرأســمالية
العامليــة؛ وفــي النهايــةُّ ،
التغي ـرات فــي املفاهيــم وطريقــة مشـ َـاركة املجتمــع فــي حــل
املشــكالت االجتماعيــة والبيئيــة.
فمــن ناحيــة ،أظهـ َـرت األزمــة املاليــة فــي عــام 2008اآلثــار الســلبية آلليــة
الســوق (ال ســيما األســواق النقديــة وأســواق رأس املــال) ،وتســببت فــي العديــد
ّ
مــن املشــكالت االجتماعيــة؛ مــا ُيسـ ِـلط الضــوء علــى الحاجــة إلــى سياســة حكوميــة
للرفــاه االجتماعــي 39.ومــن ناحيــة أخــرى ،كان لألزمــة االقتصاديــة أثــر ســلبي علــى
املجــال املالــي؛ إذ عانــت معظــم الحكومــات مــن قيــود الســيولة التــي عولجــت مــن
40
خــال تخفيــض اإلنفــاق الحكومــي والحــد مــن سياســات الرعايــة االجتماعيــة.
ُ
ومــن ثــم؛ تأتــي املبــادرة الخاصــة ملــلء الف ـراغ ،وتسـ ِـهم فــي التخفيــف مــن املشــكالت
االجتماعيــة ،عــن طريــق توســيع نطــاق األنشــطة الخاصــة التــي تتجــاوز دور األعمــال
الخيريــة واملنظمــات غيــر الحكوميــة ذات الطابــع االجتماعــي أو البيئــي .عــاوة علــى
ّ
ذلــك ،قــد يســت ِند نشــاط القطــاع الخــاص إلــى التعــاون الخــاق مــع القطــاع العــام؛
يجهــزالقطــاع العــام البنيــة التحتيــة الال مــة لتوفيــرالســلع العامــةّ ،
ويتبنــى مبــادئ إذ ّ
ز ِ
التنظيــم واإلدارة الفعالــة إلنتــاج الســلع والخدمــات مــن أجــل الرفــاه االجتماعــي ،مثل
املؤسســة الخاصــة ً
تمامــا 41.باإلضافــة إلــى ذلــك ،تجــدراإلشــارة إلــى أن تراجــع القطــاع
39
أساسيات التمويل االجتماعي
العــام وظهــور مؤسســات األعمــال االجتماعيــة فــي آن واحــد ليــس مــن ســمات فت ـرات
األزمــات فقــط .وكان عنصـ ًـرا أساسـ ًـيا ً
أيضــا فــي املقترحــات السياســية التــي تــم طرحهــا
علــى مــدار الســنوات األربعيــن املاضيــة ،والتــي تهــدف إلــى تقليــل دور القطــاع العــام،
42
واالســتعاضة عنــه بالقطــاع الخــاص.
ويرتبــط الجمــع بيــن القطاعيــن الخــاص والعــام ،وإش ـراك األف ـراد العادييــن فــي
توفيــرالســلع العامــة -مــع تــرك اعتبــارات الربــح ً
جانبــا فــي كثيــرمــن األحيــان -بمجموعة
واســعة مــن التشــكيالت التنظيميــة وأنشــطة الرفــاه االجتماعــي التــي تت ـراوح بيــن
تضامــن املنظمــات التعاونيــة والتعــاون بيــن أفـراد املجتمــع ذوي األولويــات املشــتركة، ُ
وشــريحة ريــادة األعمــال فــي األعمــال الخيريــة باإلضافــة إلــى املســتثمرين االجتماعييــن.
ً
وينشــأ هــذا التنــوع مــن خــال أطــراجتماعيــة واقتصاديــة وأخالقيــة مختلفــة ،فضــا
ّ
يولــد ردود أفعــال مختلفــة -علــى املســتوى الفــردي عــن املســارات الشــخصية؛ مــا ِ
والجماعــي -وينطــوي علــى تقديــر كبيــر للقيمــة .وكثيـ ًـرا مــا تــؤدي مشــاركة القطــاع
ً
الخــاص إلــى تحســين الكفــاءة فــي توفيــرالســلع العامــة ،مقارنــة بتوفيــرالســلع العامــة
ّ
تحقــق وفــرة فــي املــوارد النادرة
مــن القطــاع العــام ،عــن طريــق تطبيــق أســاليب مبتكــرة ِ
وكفــاءة فــي عمليــة اإلنتــاج.
عــاوة علــى ذلــك ،فــإن مشــاركة القطــاع الخــاص فــي توفيــرالســلع العامــة تزيــد
مــن أهميــة الجــدوى املاليــة كمعيــارملعالجــة أي مشــكلة اجتماعيــة أو بيئيــة .ومــن ثــم؛
ُ َ
عالــج املشــكلة إذا لــم َّ
يتوصــل الفــرد إلــى املــوارد املطلوبــة .وبعبــارة أخــرى ،يجــب قــد ال ت
التفكيــر فــي جــدوى االعتمــاد علــى القطــاع الخــاص ملعالجــة املشــكالت االجتماعيــة؛
ألن االســتجابات تســتند فــي كثيــر مــن األحيــان علــى معاييــر الجــدوى املاليــة وحدهــا.
فهــل يمكننــا املخاطــرة بالعمــل مــن دون منفعــة عامــة بســبب عــدم الجــدوى املاليــة
ملنظمــة غيــرحكوميــة أو ملؤسســة أعمــال اجتماعيــة؟ بطبيعــة الحــالُ ،يعـ ّـد التفكيــر
ّ ً ً
فــي الجــدوى املاليــة أمـ ًـرا ضروريــا أيضــا مــن جانــب الحكومــة التــي ِ
توفــرالســلع العامــة،
وإن كان ذلــك مــن زاويــة مختلفــة .فعلــى ســبيل املثــال ،سيســتمر تشــغيل أحــد
ُ ُ
مكــن أن تملــى إذا أدارأفـراد املستشــفيات العامــة إلــى أبعــد بكثيــرمــن الحــدود التــي ي ِ
43
تميــزوا بــإرادة قويــة لتقديــم مســاهمة اجتماعيــة. عاديــون املستشــفى ،حتــى لــو َّ
باإلضافــة إلــى ذلــك ،فــإن توفيــرالســلع العامــة علــى يــد أفـراد عادييــن يربــط هــذه
ّ
املوفــرة لهــا .فعلــى ســبيل املثــال ،ال يحـ ّـل تنظيــم
الســلع بالتطلعــات السياســية للجهــة ِ
الوجبــات للفق ـراء مــن «املواطنيــن فقــط» محـ ّـل السياســة االجتماعيــة التــي كان
40
ريادة األعمال االجتماعية 1
ّ
يوفــرفــي كفــاءة املؤسســة الرأســمالية فــي املعركــة ضــد املشــكالت االجتماعيــة؛ مــا ِ
تعمــل كنظــام اإلنفــاق الحكومــي علــى مثــل هــذه القضايــا 45.ومــن ناحيــة أخــرى ،قــد َ
للتضامــن االجتماعــي يقــف ضــد مبــادئ اقتصــاد الســوق .ومــن ثــم؛ تتحـ َّـدد مالمــح
شــكل مؤسســة األعمــال االجتماعيــة وأثرهــا االجتماعــي مــن خــال تكويــن أيديولوجــي
ّ
وسيا�ســي واقتصــاديُ ،يحـ ِّـدد طبيعــة املشــكالت االجتماعيــة وخياراتنــا لحلهــا.
.why-social-entrepreneurs-are-taking-lead
أسئلة المراجعة
1ما المقصود بمؤسسة األعمال االجتماعية؟ .
2ما المقصود باالقتصاد االجتماعي؟ .
3ما دور رائد األعمال االجتماعية؟ .
4ما مدى أهمية خطة العمل لنشرمؤسسة أعمال اجتماعية؟ .
5ما الفرق بين مؤسسة األعمال االجتماعية والشركة التقليدية؟ .
6ما أهمية قياس األثرفي ريادة األعمال االجتماعية؟ .
مالحظات
تجــدر اإلشــارة فــي البدايــة إلــى أن هــذا التعريــف ال يشـ َـمل جميــع ســمات ريــادة األعمــال
ُ
التــي تؤثــر فــي النشــاط االقتصــادي وتحـ ِّـدد مســاره فــي التطــور .فريــادة األعمــال ظاهــرة متعــددة
الجوانــب ،وهــي فــي غايــة األهميــة إلعــادة إنتــاج االقتصــاد الرأســمالي وتحويلــه ،انظــر )(1921
Knightو .(1942) Schumpeterولالطــاع علــى مقدمــة عــن ريــادة األعمــال ،انظــر Barringerو
،(2018) Irelandو Zacharakisو آخريــن ( ،)2020و Hisrichوآخريــن (.)2020
1حــول االختالفــات بيــن املؤسســات التقليديــة ومؤسســات األعمــال االجتماعيــة فيمــا .
َّ
يتعلــق باملــوارد والرســالة وتقييــم أداء ريــادة األعمــال ،انظــر Certoو )Miller (2008
علــى ســبيل املثــال.
2االبتــكار مبــدأ رئي�ســي لـ ٍ
ـكل مــن ريــادة األعمــال االجتماعيــة والتقليديــة .انظــر Drayton .
)(2002علــى ســبيل املثــال.
Ebrahim3وآخــرون ( ، )2014و .)Osorio-Vega (2019تتضمــن العوائــق التــي تحــول .
ـودا خاصــة علــى اكتســاب صفــة العضويــة فــي مؤسســة دون االنح ـراف عــن الرســالة قيـ ً
َّ األعمــال االجتماعيــة أو فقدانهــا ،وقيـ ً
ـودا تتعلــق باســتخدام املــوارد.
4على سبيل البيان ،انظر Pindyckو .)Rubinfield (2018 .
5املوقع اإللكتروني.https://thistlefarms.org : .
6املوقع اإللكتروني./https://auticon.co.uk : .
7املوقع اإللكتروني.https://livelyhoods.org : .
42
ريادة األعمال االجتماعية 1
8لالطــاع علــى مقدمــة عــن ريــادة األعمــال االجتماعيــة ،انظــر )Brooks (2008و Chahine .
)(2016و Kikculو ،)Lyons (2020على ســبيل املثال.
9ربمــا ُيعـ َّـرف املجتمــع املدنــي بأنــه مجموعــة مــن األعمــال الجماعيــة وغيــر الحكوميــة .
للمواطنيــنّ ،
تعبــر عــن اهتماماتهــم وتطلعاتهــم .ويضــم املجتمــع املدنــي املنظمــات غيــرِ
الحكوميــة والجمعيــات املهنيــة والنقابــات واملنظمــات الخيريــة واملنظمــات الدينيــة ومــا
شــابهها.
10.حــول دوافــع رواد األعمــال االجتماعييــن ،انظــر Christopoulosو )Vogl (2015و
Roundyوآخريــن (.)2017
Vickers11.وآخرون (.)2017
12.املوقع اإللكتروني.https://ec.europa.eu/growth/sectors/social-economy_en :
13.حــول األنــواع املختلفــة لــرواد األعمــال االجتماعيــة ،مــن حيــث الحجــم واألهــداف وعمــق
محــاوالت التدخــل االجتماعــي ،انظــر Zahraوآخريــن (.)2009
َّ
14.حــول تنـ ُّـوع مؤسســات األعمــال االجتماعيــة فيمــا يتعلــق بالبيئــة االجتماعيــة ،انظــر
Defournyو ،)Nyssens (2010و Liuوآخريــن (.)2013
15.لتوضيــح معالــم ريــادة األعمــال االجتماعيــة ومراجعــة التعريفــات ،انظــر Alegreوآخريــن
وتحمــل مجموعــة التعريفــات والتصنيفــات الخاصــة ( )2017و Saebiوآخريــن (ِ .)2019
ً ّ
بمؤسســة األعمــال االجتماعيــة داللــة أيديولوجيــة .وهــي تشـ ِـكل أيضــا تصورنــا عــن نطــاق
االقتصــاد االجتماعــي ونشــاطه – Teasdaleوآخــرون (.)2013
16.على سبيل املثال.)Santos (2012 ،
.)Hayek (197617.
18.تختلــف أســاليب القيــادة عبــر مختلــف البيئــات الثقافيــة التــي تعمــل بهــا مؤسســات
األعمــال االجتماعيــة ( Leeو Kellyعــام .)2019
19.حــول طبيعــة شــبكة املؤسســات االجتماعيــة ،انظــر Guoو )Bielefeld (2014علــى
ســبيل املثــال.
20.انظر Eti-Tofingaوآخرين ( ،)2018و Akingbolaوآخرين ( ،)2019على سبيل املثال.
21.حــول االقتصــاد التضامنــي ،انظــر Nikolopoulosو )Kapogiannis (2013وUtting
،)(2015علــى ســبيل املثــال.
ً
22.حــول فعاليــة الجمعيــات التعاونيــة بوصفهــا أشــكاال قانونيــة للمؤسســات االجتماعيــة،
43
أساسيات التمويل االجتماعي
44
ريادة األعمال االجتماعية 1
36.حــول القيمــة املشــتركة فــي إطــار ريــادة األعمــال االجتماعيــة ،انظــر PorterوKramer
.)(2011
37.انظــر )Nicholls (2018حــول االختالفــات بيــن املحاســبة املاليــة ومحاســبة األثــر
االجتما عــي.
.)Mohseni-Cheraghlou (201638.
.)Ronchi (201839.
40.حــول تنفيــذ مبــادئ اإلدارة فــي إدارة املؤسســات العامــة ،انظــر Flynnو)Asquer (2016
علــى ســبيل املثــال.
Hayllar41.و.)Wettenhall (2013
42.يتنبــأ )Dart (2004بــأن معاييــر الجــدوى املاليــة لجهــة اإلنتــاج مــن األف ـراد ســتحوز علــى
أرضيــة مقابــل معاييــر األثــر االجتماعــي فــي مجــال ريــادة األعمــال االجتماعيــة ،إلــى الحــد
الــذي تعــزز فيــه الهيئــات االقتصاديــة ل ـ «اقتصــاد الســوق» إضفــاء الشــرعية علــى معاييــر
الجــدوى املاليــة فــي املجتمــع.
Roy43.و.)Hackett (2017
44.علــى ســبيل املثــال ،فــي حالــة الســكان األصلييــن فــي أســتراليا ،كان تخفيــض دعــم الدخــل
ً
مصحوبــا بجهــد لدعــم ريــادة األعمــال بيــن هــؤالء النــاس ،كآليــة للتنميــة الحكومــي
َّ
االقتصاديــة – .)Halouva (2015وتوصلــت )Gerrard (2017إلــى اســتنتاجات مماثلــة
َّ
تتعلــق بريــادة األعمــال االجتماعيــة والرعايــة االجتماعيــة للمشـ َّـردين فــي أســتراليا.
المراجع
Akingbola, K., Rogers, S.E., and Baluch, A., 2019. Social enterprise as change. In:
K. Akingbola, S.E. Rogers, and A. Baluch, eds. Change management in nonprofit
organizations: Theory and practice. Palgrave Macmillan, 171–186. https://doi.
org/10.1007/978-3-030-14774-7.
Alegre, I., Kislenko, S., and Berbegal-Mirabent, J., 2017. Organized chaos: Mapping
the defini-tions of social entrepreneurship. Journal of Social Entrepreneurship,
8(2), 248–264. https://doi.org/10.1080/19420676.2017.1371631.
Barringer, B.R., and Ireland, R.D., 2018. Entrepreneurship: Successfully launching
new ven-tures. 6th Edition. Upper Saddle River, NJ: Pearson.
45
أساسيات التمويل االجتماعي
Besley, T., and Ghatak, M., 2017. Profit with purpose? A theory of social
enterprise. American Economic Journal: Economic Policy, 9(3), 19–58. https://
doi.org/10.1257/pol.20150495.
Brooks, A.C., 2008. Social entrepreneurship: A modern approach to social value
creation. Upper Saddle River, NJ: Pearson Prentice Hall.
Certo, S.T., and Miller, T., 2008. Social entrepreneurship: Key issues and
concepts. Business Horizons, 51(4), 267–271. https://doi.org/10.1016/j.
bushor.2008.02.009.
Chahine, T., 2016. Introduction to social entrepreneurship. CRC Press. https://doi.
org/10.1201/b19475.
Christopoulos, D., and Vogl, S., 2015. The motivation of social entrepreneurs:
The roles, agen-das and relations of altruistic economic actors. Journal of Social
Entrepreneurship, 6(1), 1–30. https://doi.org/10.1080/19420676.2014.954254.
Dart, R., 2004. The legitimacy of social enterprise. Nonprofit Management &
Leadership, 14(4), 411–424. https://doi.org/10.1002/nml.43.
Defourny, J., and Nyssens, M., 2010. Social enterprise in Europe: At the crossroads
of market, public policies and third sector. Policy and Society, 29(3), 231–242.
https://doi.org/10.1016/j.polsoc.2010.07.002.
Doyle Corner, P., and Ho, M., 2010. How opportunities develop in social
entrepreneurship. En-trepreneurship Theory and Practice, 34(4), 635–659.
https://doi.org/10.1111%2Fj.1540-6520.2010.00382.x.
Drayton, W., 2002. The citizen sector: Becoming as entrepreneurial and competitive
as busi-ness. California Management Review, 44(3), 120–132.
Ebrahim, A., Battilana, J., and Mair, J., 2014. The governance of social
enterprises: Mission drift and accountability challenges in hybrid organizations.
Research in Organizational Behavior, 34, 81–100. https://doi.org/10.1016/j.
riob.2014.09.001.
Ebrahim, A., and Kasturi, V., 2014. What impact? A framework for measuring the
scale and scope of social performance. California Management Review, 56(3),
118–141. https://doi.org/10.1525%2Fcmr.2014.56.3.118.
Engelke, H., Mauksch, S., Darkow, I.-L., and Von der Gracht, H.A., 2015.
Opportunities of social enterprise in Germany – Evidence from an expert survey.
Technological Forecasting and So-cial Change, 90(Part B), 635–646. https://doi.
46
ريادة األعمال االجتماعية 1
org/10.1016/j.techfore.2014.01.004.
Eti-Tofinga, B., Singh, G., and Douglas, H., 2018. Facilitating cultural change in
social enterpris-es. Journal of Organizational Change Management, 31(3), 619–
636. https://doi.org/10.1108/JOCM-12-2016-0296.
Flynn, N., and Asquer, A., 2016. Public sector management. 7th Edition. London:
Sage.
Gerrard, J., 2017. Welfare rights, self-help and social enterprise: Unpicking
neoliberalism’s mess. Journal of Sociology, 53(1), 47–62. https://doi.
org/10.1177%2F1440783315607388.
Guo, C., and Bielefeld, W., 2014. Social entrepreneurship: An evidence-based
approach to creat-ing social value. San Francisco: Jossey-Bass.
Halouva, M., 2015. From self-determination to self-appreciation: Neoliberalism
and social en-terprise in indigenous Australia. In: S. Paunksnis, ed. Dislocating
globality: Deterritorializa-tion, difference and resistance. Leiden: Brill, 231–259.
Hayek, F.A., 1976. Law, legislation and liberty: A new statement of the liberal
principles and political economy. Volume II: The mirage of social justice. London:
Routledge.
Hayllar, M.R., and Wettenhall, R., 2013. As public goes private, social emerges: The
rise of social enterprise. Public Organization Review, 13(2), 207–217. https://doi.
org/10.1007/s11115-013-0234-y.
Hazenberg, R., Bajwa-Patel, M., Roy, M.J., Mazzei, M., and Baglioni, S., 2016. A
comparative overview of social enterprise “ecosystems” in Scotland and England:
An evolutionary perspec-tive. International Review of Sociology, 26(2), 205–222.
https://doi.org/10.1080/03906701.2016.1181395.
Hisrich, R.D., Peters, M.D., and Shepherd, D.A., 2020. Entrepreneurship. New
York, NY: McGraw-Hill Education.
Katz, R.A., and Page, A., 2010. The role of social enterprise. Vermont Law Review,
35(1), 59–103.
Kikcul, J., and Lyons, T.S., 2020. Understanding social entrepreneurship: The
relentless pursuit of mission in an ever changing world. 3rd Edition. New York,
NY: Routledge. https://doi.org/10.4324/9780429270406.
Knight, F., 1921. Risk, uncertainty and profit. Boston and New York: Houghton
Mifflin Com-pany.
47
أساسيات التمويل االجتماعي
Kyriakidou, O., and Salavou, E., 2014. Social entrepreneurship. Athens: Rosili. In
Greek.
Lee, B., and Kelly, L., 2019. Cultural leadership ideals and social entrepreneurship:
An interna-tional study. Journal of Social Entrepreneurship, 10(1), 108–128.
https://doi.org/10.1080/19420676.2018.1541005.
Liu, G., Eng, T.-Y., and Takeda, S., 2013. An investigation of marketing capabilities
and social enterprise performance in the UK and Japan. Entrepreneurship Theory
and Practice, 39(2), 267–298. https://doi.org/10.1111%2Fetap.12041.
Mancino, A., and Thomas, A., 2005. An Italian pattern of social enterprise: The
social coopera-tive. Nonprofit Management and Leadership, 15(3), 357–369.
https://doi.org/10.1002/nml.73.
Mohseni-Cheraghlou, A., 2016. The aftermath of financial crises: A look on human
and social wellbeing. World Development, 87, 88–106. https://doi.org/10.1016/j.
worlddev.2016.06.001.
Neck, H., Brush, C., and Allen, E., 2009. The landscape of social entrepreneurship.
Business Ho-rizons, 52(1), 13–19. https://doi.org/10.1016/j.bushor.2008.09.002.
Nicholls, A., 2018. A general theory of social impact accounting: Materiality,
uncertainty and empowerment. Journal of Social Entrepreneurship, 9(2), 132–
153. https://doi.org/10.1080/19420676.2018.1452785.
Nikolopoulos, T., and Kapogiannis, D., 2013. Introduction to social and solidarity
economy. Athens: I ekdosis ton synadelfon. In Greek.
Osorio-Vega, P., 2019. The ethics of entrepreneurial shared value. Journal of
Business Ethics, 157, 981–995. https://doi.org/10.1007/s10551-018-3957-4.
Pindyck, R., and Rubinfield, D.L., 2018. Microeconomics. 9th Edition. Upper
Saddle River, NJ: Pearson.
Porter, M., and Kramer, M., 2011. Creating shared value. Harvard Business Review,
Janu-ary/February1–17.
Ronchi, S., 2018. Which roads (if any) to social investment? The recalibration of
EU welfare states at the crisis crossroads (2000–2014). Journal of Social Policy,
47(3), 459–478. https://doi.org/10.1017/S0047279417000782.
Roundy, P.T., Holzhauer, H., and Dai, Y., 2017. Finance or philanthropy? Exploring
the motiva-tions and criteria of impact investors. Social Responsibility Journal,
13(3), 491–512. https://doi.org/10.1108/SRJ-08-2016-0135.
48
ريادة األعمال االجتماعية 1
Roy, M.J., and Hackett, M.T., 2017. Polanyi’s “substantive approach” to the
economy in action? Conceptualising as a public health “intervention”. Review of
Social Economy, 75(2), 89–111. https://doi.org/10.1080/09581596.2016.1249
826.
Saebi, T., Foss, N.J., and Linder, S., 2019. Social entrepreneurship research: Past
achievements and future promises. Journal of Management, 45(1), 70–95.
https://doi.org/10.1177%2F0149206318793196.
Santos, F.M., 2012. A positive theory of social entrepreneurship. Journal of
Business Ethics, 111(3), 335–351. https://doi.org/10.1007/s10551-012-1413-4.
Schumpeter, J., 1942. Capitalism, socialism and democracy. New York: Harper and
Brothers.
Smith, W.K., Gonin, M., and Besharov, M.L., 2013. Measuring social business
tensions: A re-view of research agenda. Business Ethics Quarterly, 23(3), 407–
442. https://doi.org/10.5840/beq201323327.
Stecker, M.J., 2016. Awash in a sea of confusion: Benefit corporations, social
enterprise and the fear of “greenwashing”. Journal of Economic Issues, 50(2),
373–381. https://doi.org/10.1080/00213624.2016.1176481.
Stevens, R., Moray, N., and Bruneel, J., 2015. The social and economic mission
of social enter-prises: Dimensions, measurement, validation, and relation.
Entrepreneurship Theory and Practice, 39(5), 1051–1082. https://doi.
org/10.1111%2Fetap.12091.
Teasdale, S., Lyon, F., and Badlock, R., 2013. Playing with numbers: A methodological
critique of the social enterprise growth myth. Journal of Social Entrepreneurship,
4(2),113–131.https://doi.org/10.1080/19420676.2012.762800.
Utting, P., 2015. Social and solidarity economy: Beyond the fringe. London: Zed
Books.
Varvarousis, A., Galanos, C., Tsitsirigos, G., Bekridaki, G., and Temple, N., 2018.
Report on the social and solidarity economy in Greece. Athens: British Council.
In Greek.
Vickers, I., Lyon, F., Sepulveda, L., and McMullin, C., 2017. Public service
innovation and multi-ple institutional logics: The case of hybrid social enterprise
providers of health and wellbeing. Research Policy, 46(10), 1755–1768. https://
doi.org/10.1016/j.respol.2017.08.003.
49
أساسيات التمويل االجتماعي
Zacharakis, A., Corbett, A.C., and Bygrave, W.D., 2020. Entrepreneurship. 5th
Edition. Hoboken, NJ: John Wiley & Sons.
Zahra, S.A., Gedajlovic, E., Neubaum, D.O., and Shulman, J.M., 2009. Motives,
search processes and ethical challenges. Journal of Business Venturing, 24(5),
519–532. https://doi.org/10.1016/j.jbusvent.2008.04.007.
50
يمكنكم الحصول على النسخة الورقية
من الكتاب
عبر موقع مكتبة جرير
https://www.jarir.com/arabic-books-630686.html