You are on page 1of 76

‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬

‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫التدمير الذاتى من منظور تربوى إسالمى‬

‫د‪ /‬أحمد عبد الرسول محمد مصطفى‬


‫مدرس بقسـ التربية اإلسبلمية‬
‫كمية التربية بالدقيمية – جامعة األزىر‬

‫الممخص ‪:‬‬
‫أصبح أمر مكاجية سمكؾ التدمير الذاتى فى عصرنا الحاضر ضركرة تربكية‬
‫فرضتياالتغيرات االجتماعية المتسارعة كضغكط الحياة عمى الفرد ‪ ،‬كما بات أمر استعادة‬
‫اإلنساف لذاتو كالتصدم لعكامؿ االنحداربالذات التي تغذييا السمككيات المنحرفة لمنفس‬
‫البشرية‪ ،‬كالكقاية مف آثارىا السمبية كاجب تربكل ‪ ،‬ألف خطكرة التدمير لمذات تكمف فى شيكع‬
‫األسباب المحفزة عمى ظيكره فى حياتنا المعاصرة‪ ،‬فالفرد يعانى مف ضخامة الضغكط فى‬
‫حياتو‪ ،‬كما يعانى مف غياب التصالح مع الذات نتيجة الطغياف المادل كافتقاد التكازف‬
‫الركحى‪ ،‬كمف ثـ أصبح الفرد مفتقدا لميكية الذاتيةالتى تدعـ استق ارره النفسى‪ ،‬كالمحفز لو‬
‫عمى اإليجابية السمككية كقيامو بمسئكلياتو‪.‬‬
‫كتيدؼ ىذه الدراسة إلى بياف مفيكـ التدمير الذاتى‪ ،‬كآثاره السمبية عمى الذات اإلنسانية‪،‬‬
‫كاألسباب الدافعة لسمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كسمات الشخصية المدمرة ذاتيا‪ ،‬كمعرفة أىـ‬
‫مراحؿ تطكر سمكؾ التدمير الذاتى ‪ ،‬كالكقكؼ عمى أساليب احتكائو مف المنظكر التربكل‬
‫اإلسبلمى‪ ،‬ككيفية مكاجيتو كالكقاية منو‪ ،‬كاتبعت الدراسة المنيج الكصفى التحميمى كالمنيج‬
‫األصكلى‪ ،‬كأشارت النتائج إلى أف التزاـ المنيج التربكل اإلسبلمى يمثؿ أحد الدعائـ الرئيسة‬
‫لحماية الفرد مف سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كالمحافظة عمى ذات اإلنساف مف االنييار كالتدىكر‪،‬‬
‫ككشفت الدراسة عف أساليب احتكاء سمكؾ التدميرالذاتى مف المنظكر التربكل اإلسبلمى‪،‬‬
‫كالتى ليا الدكر اإليجابى فى كسر حمقة التدمير الذاتى لدل الفرد كالتحرر مف قيكده كأسبابو‪،‬‬
‫كما كشفت الدراسة عف الدكر التربكل الفاعؿ لممؤسسات التربكية فى التكجيو الفكرل لمفرد‪،‬‬
‫كتشكيؿ عاداتو كتقاليده كميكلو‪ ،‬كالتى تكفؿ حماية الفرد ككقايتو مف التدمير الذاتى‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية لمبحث‪ :‬التدمير‪ ،‬الذاتى‪ ،‬منظكر‪ ،‬تربكل‪ ،‬إسبلمى‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
2022 ‫الجزء الثاني‬ ‫مجلة كلية التربية‬

Abstract:
Self-destruction
from an Islamic educational perspective
The issue of confronting self-destructive behavior in our time has become an
educational necessity imposed by the rapid social changes and the pressures of
life on the individual, just as it has become a matter of human self-recovery and
addressing the factors of regression that are fueled by the deviant behaviors of
the human psyche and the prevention of their negative effects is educational duty,
Because the danger of self-destruction lies in the prevalence of the motivating
reasons for its appearance in our contemporary life, the individual suffers from
huge pressures in his life, as he suffers from the absence of reconciliation with
the self as a result of material tyranny and lack of spiritual balance, and then the
individual has become lacking the self-identity that supports his psychological
stability, and the motivator His positive behavior and the fulfillment of his
responsibilities.
This study aims to clarify the concept of self-destruction and its negative effects
on the human self, the reasons behind self-destructive behavior, self-destructive
personality traits, identifying the most important stages of the development of
self-destructive behavior, identifying the methods of containing it from the Islamic
educational perspective, and how to confront and prevent it, The study followed
the descriptive analytical approach, and the fundamentalist method, and the
results indicated that the commitment to the Islamic educational curriculum
represents one of the main pillars to protect the individual from self-destructive
behavior and preserve the human being from collapse and deterioration. The
study revealed methods of containing self-destructive behavior from the Islamic
educational perspective, which have a positive role in breaking The cycle of self-
destruction in the individual and liberation from his restrictions and causes, The
study also revealed the active educational role of educational institutions in the
intellectual guidance of the individual, and the formation of his habits, traditions
and tendencies, which ensure the protection of the individual and protect him from
self-destruction.
Key Words: Self-destructive, Perspective , educational, Islamic.

119
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫المقدمة‬
‫خمؽ اهلل اإلنساف فى أحسف تقكيـ‪ ،‬كأكتى مف التكريـ كالتفضيؿ بما كىبو اهلل مف نعمة‬
‫العقؿ‪ ،‬كتسخيرمافى الككف لخدمتو‪ ،‬كما أنزؿ إليو الرساالت اليادية لو‪ ،‬كالتى ختمت‬
‫باإلسبلـ الديف الذل اليتعارض ما فطر عميو اإلنساف‪ ،‬كما يكازف بيف حاجاتو الركحية‬
‫كالمادية‪ ،‬كبيف الدنيا كاالخرة‪ ،‬كما ىذب مف غرائزه كدكافعو ببل إفراط أك تفريط‪ ،‬قاؿ تعالى "‬
‫ىح ًسف ىك ىما أ ٍ‬
‫ىح ىس ىف المَّوي إًلى ٍي ىؾ ىكىال‬ ‫الد ٍن ىيا ىكأ ٍ‬‫ص ىيب ىؾ ًم ىف ُّ‬ ‫الدار ٍاْل ًخرةى كىال تىنس ىن ً‬
‫ى‬ ‫ى ى‬ ‫اؾ الموي َّ ى‬
‫ك ٍابتى ًغ ًفيما آتى ى َّ‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫ب اٍلم ٍف ًسًديف"(القصص ‪ ،)ٕٕ:‬كقاؿ تعالى " ًرجا هؿ الَّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫اد في ٍاأل ٍىرض إ َّف الموى ىال ييح ُّ ي‬ ‫تىٍب ًغ اٍلفى ىس ى‬
‫الزىك ًاة ي ىخافيكف يكما تىتىىقمَّ ً ً‬ ‫ً‬ ‫تيٍم ًيي ًيـ تًجارةه كىال ب ٍيع عف ًذ ٍك ًر المَّ ًو كًاقى ًاـ الص ى ً‬
‫كب‬
‫ب فيو اٍل يقمي ي‬ ‫ي‬ ‫ى ىٍ ن‬ ‫َّبلة ىكًايتىاء َّ ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ ىى ى ى ه ى‬
‫ص يار"(النكر‪.)ّٕ:‬‬ ‫ىك ٍاأل ٍىب ى‬
‫كجاءت السنة النبكية مؤكدة لمبدأ التكازف كالكسطية‪ ،‬فعمى الفرداشباع رغباتو فى إطار‬
‫الحد المقبكؿ الذل الإفراط فيو كالتفريط‪ ،‬كاليحرـ ذاتو مف رغباتيا كحاجاتيا‪ ،‬فقد ركل عف‬
‫بي صمَّى اهللي عميو كسمَّـ‪،‬‬ ‫الن ّْ‬‫اج َّ‬ ‫كت ٍأزىك ً‬ ‫النبى صمى اهلل عميو كسمـ أنو" جاء ثى ىبلثىةي رٍى وط إلى بي ً‬
‫يي‬ ‫ى‬ ‫ى ى‬
‫كىا‪ ،‬فىقالكا‪ :‬كأ ٍىي ىف ىن ٍح يف‬ ‫ُّ‬
‫يخبًيركا ىك َّأنيي ٍـ تىقىال ى‬ ‫بي صمَّى اهللي عميو كسمـ‪ ،‬ىفمى َّما أ ٍ‬
‫َّ‬ ‫اد ًة َّ‬
‫الن ّْ‬ ‫كف عف ًع ىب ى‬ ‫ىي ٍسأىلي ى‬
‫أما ىأنا‬ ‫أح يد يى ٍـ‪َّ :‬‬
‫قاؿ ى‬ ‫ىخ ىر‪ ،‬ى‬ ‫قد يغ ًف ىر لو ما تىقى َّدـ ًمف ىذ ٍنبً ًو كما تىأ َّ‬ ‫بي صمَّى اهللي عميو كسمَّـ؟! ٍ‬ ‫ًم ىف َّ‬
‫الن ّْ‬
‫ى‬
‫اء‬
‫الن ىس ى‬ ‫أعتىًزيؿ ّْ‬ ‫آخ ير‪ :‬ىأنا ٍ‬ ‫كقاؿ ى‬ ‫ى‬ ‫الد ٍى ىر كىال أي ٍف ًط ير‪،‬‬‫أصكـ َّ‬
‫آخ ير‪ :‬ىأنا ي ي‬ ‫كقاؿ ى‬ ‫ى‬ ‫يصمّْي المٍَّي ىؿ ىأب ندا‪،‬‬
‫فإني أ ى‬ ‫ّْ‬
‫يف يقمتي ٍـ ىك ىذا‬ ‫ًَّ‬ ‫اء ىرسك يؿ المَّ ًو صمَّى اهللي عميو كسمَّـ إلي ًيـ‪ ،‬فى ى‬
‫قاؿ‪ٍ :‬أنتييـ الذ ى‬ ‫فبل أتىىزَّك يج ىأب ندا‪ ،‬فى ىج ى‬
‫يصمّْي كأ ٍىرقي يد‪ ،‬كأىتىىزَّك يج‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًَّ ً‬ ‫ىما كالمَّ ًو ّْإني ىأل ٍ‬
‫كـ كأي ٍفط ير‪ ،‬كأ ى‬ ‫أص ي‬ ‫ىخ ىشا يك ٍـ لمو كأىتٍقىا يك ٍـ لو‪ ،‬لىكّْني ي‬ ‫ك ىك ىذا؟! أ ى‬
‫فميس ًمّْني"(البخارل‪ ،‬ح رَّٔٓ)‬ ‫ب عف يسنَّتي ى‬ ‫فمف ىرًغ ى‬ ‫اء‪ ،‬ى‬ ‫ّْ‬
‫الن ىس ى‬
‫كسعى اإلسبلـ إلى تحقيؽ حاجات اإلنساف الركحية مف تزكية لمنفس‪ ،‬كالتماس مكارـ‬
‫ط ىمئً ُّف‬
‫آمينكا ىكتى ٍ‬ ‫يف ى‬
‫ًَّ‬
‫األخبلؽ كالقيـ الخمقية باعتبارىا ضركرية الستقامة حياتو‪ ،‬قاؿ تعالى " الذ ى‬
‫يقميكبيـ بًًذ ٍك ًر المَّو أىال بًًذ ٍك ًر المَّ ًو تى ٍ ً‬
‫كب"(الرعد‪ ،)ِٖ:‬كألف فى البعد عف المنيج اإلليى‬ ‫ط ىمئ ُّف اٍل يقمي ي‬ ‫ي يٍ‬
‫ً‬
‫ض ىعف ذ ٍك ًرم‬ ‫ىع ىر ى‬
‫كاىماؿ تحقيؽ الحاجات الركحية غياب لبلستقرار النفسى‪ ،‬قاؿ تعالى" ىك ىم ٍف أ ٍ‬
‫ىع ىمى"(طو‪.)ُِْ:‬‬ ‫ام ًة أ ٍ‬ ‫ً‬
‫ضن نكا ىكىن ٍح يش يرهي ىي ٍكىـ اٍلق ىي ى‬
‫ً‬
‫فىًإ َّف لىوي ىمعي ىشةن ى‬
‫كلقد نيى اإلسبلـ عف ايذاء النفس كتكجيو االنتقاـ إلى الذات‪ ،‬ألف ذلؾ يخالؼ التكريـ‬
‫اإلليى لذات اإلنساف ككجكب المحافظة عمييا‪ ،‬كتجنيبيا كؿ ما يمحؽ الضرر بيا‪ ،‬قاؿ‬
‫تعالى "كلقدكرمنا بنى آدـ"(اإلسراء‪ ، )َٕ:‬فالذات اإلنسانية ليست ممكا لصاحبيا‪ ،‬كاليمتمؾ‬
‫حرية التصرؼ فييا‪ ،‬فبليجكز لو المساس بيا‪ ،‬أكاالعتداء عمييا بأل شكؿ مف أشكاؿ‬

‫‪120‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫اإليذاء‪ ،‬أكاالنتقاـ أكغير ذلؾ‪ ،‬قاؿ تعالى "كال تقتمكا أنفسكـ إف اهلل كاف بكـ‬
‫رحيما"(النساء‪ ، )ِٗ:‬كما قاؿ صمى اهلل عميو كسمـ" ىمف تىىرَّدل ًمف ىجىب وؿ فىقىتى ىؿ ىن ٍف ىسوي‪ ،‬فىيك في‬
‫ىن ًار ىجيىنَّ ىـ ىيتىىرَّدل فيو ىخالً ندا يم ىخمَّ ندا ًفييىا أ ىىب ندا‪ ،‬ىك ىمف تى ىحسَّى يس ِّما فىقىتى ىؿ ىن ٍف ىسوي‪ ،‬فى يس ُّموي في ىي ًد ًه‬
‫يدتيوي في ىيًد ًه ىي ىجأي بًيىا‬ ‫يد وة‪ ،‬فى ىحًد ى‬ ‫ىيتى ىحسَّاهي في ىن ًار ىجيىَّن ىـ ىخالً ندا يم ىخمَّ ندا ًفييىا أ ىىب ندا‪ ،‬ىك ىمف قىتى ىؿ ىن ٍف ىسوي بً ىحًد ى‬
‫طنً ًو في ىن ًار ىجيىنَّ ىـ ىخالً ندا يم ىخمَّ ندا ًفييىا أ ىىب ندا"(البخارل‪.)ٕٕٖٓ ،‬‬ ‫في ىب ٍ‬
‫كمف المقاصد العميا لمشريعة اإلسبلمية حفظ الذات اإلنسانية مف التعرض لسكء أك مكركه‪،‬‬
‫كما أكدت عمى ضركرة المحافظة عمى سبلمة البدف‪ ،‬كعدـ إرىاقو بالطاقة الزائدة‪ ،‬أكالحاؽ‬
‫الضرر بو‪ ،‬كتحريـ كؿ مافيو إضرار بالبدف‪ ،‬أكاالعتداءعميو‪ ،‬فقد قاؿ صمى اهلل عميو كسمـ"‬
‫قاؿ‪ :‬فبل‬ ‫ى‬ ‫سكؿ المَّ ًو‪،‬‬ ‫مت‪ :‬ىبمىى يا ىر ى‬ ‫كـ المٍَّي ىؿ؟ يق ي‬‫يار كتىقي ي‬ ‫كـ َّ‬
‫الن ى‬ ‫يخ ىب ٍر َّأن ىؾ تى ي‬
‫ص ي‬ ‫يا ىع ٍب ىد المَّ ًو‪ ،‬ألى ٍـ أ ٍ‬
‫ؾ‬‫ؾ ىعمىٍي ىؾ ىحقِّا‪ ،‬كا َّف لً ىزٍك ًج ى‬ ‫ؾ ىحقِّا‪ ،‬كا َّف لً ىع ٍينً ى‬ ‫فإف لً ىج ىسًد ىؾ ىعمى ٍي ى‬‫كن ٍـ‪َّ ،‬‬ ‫ص ٍـ كأى ٍف ًط ٍر‪ ،‬كقي ٍـ ى‬ ‫تى ٍف ىع ٍؿ‪ ،‬ي‬
‫فسئً ىؿ‬ ‫ً َّ ً‬
‫تمشي إلى بيت المو ي‬ ‫ى‬ ‫ىعمى ٍي ىؾ ىحقِّا"(البخارل‪ ،)ُٓٗٗ ،‬كما ركل أف امرأة "نذرت أف‬
‫يمركىا‬ ‫ني عف ىمشيًيا‪،‬‬ ‫لغ ّّ‬ ‫إف المَّ ىو ى‬ ‫فقاؿ‪َّ :‬‬ ‫ى‬ ‫عميو كسمَّ ىـ عف ذلً ىؾ‬ ‫نبي المَّ ًو صمَّى المَّو ً‬
‫ي‬ ‫ُّ‬
‫ب"(الترمذل‪.)ُّٓٔ ،‬‬ ‫فمتىرىك ٍ‬
‫كيعد الديف اإلسبلمى المنيج المتكامؿ كالشامؿ لجميع جكانب الحياة‪ ،‬كىك السبيؿ لتحقيؽ‬
‫السعادة كالصحة النفسية‪ ،‬كما يعد المنيج القكيـ لتحقيؽ السبلـ لمذات اإلنسانية‪ ،‬كالنمك‬
‫السكل لمشخصية‪ ،‬قاؿ تعالى "ياأييا الناس قد جاءتكـ مكعظة مف ربكـ كشفاء لما فى‬
‫الصدكركىدل كرحمة"(يكنس‪ ،)ٕٓ:‬كقاؿ تعالى "ىك الذل بعث فى األمييف رسكال منيـ يتمك‬
‫عمييـ آياتو كيزكييـ كيعمميـ الكتاب كالحكمة كاف كانكا مف قبؿ لفى ضبلؿ مبيف"(الجمعة‪)ِ:‬‬
‫كتعددت أساليب اإلسبلـ فى ىداية كارشاد اإلنساف إلى السمكؾ السكل المستقيـ‪ ،‬فتارة‬
‫اف‬ ‫ّْ‬ ‫تككف اليداية بأسمكب القدكة‪ ،‬قاؿ تعالى " لَّقى ٍد ىكاف لى يكـ ًفي رس ً َّ ً‬
‫يس ىكةه ىح ىس ىنةه ل ىمف ىك ى‬ ‫كؿ المو أ ٍ‬ ‫ىي‬ ‫ى ٍ‬
‫ىي ٍريجك المَّوى ىكاٍل ىي ٍكىـ ٍاْل ًخ ىر ىكىذ ىك ىر المَّوى ىكثً نيرا"(األحزاب‪ ،)ُِ:‬كتارة تككف بأسمكب اإلقناع‬
‫ً‬ ‫كاالستدالؿ العقمى‪ ،‬قاؿ تعالى " ىك ًم ٍف ىآياتً ًو أَّىن ى‬
‫ض ىخاش ىعةن فىًإ ىذا أ ٍىن ىزٍل ىنا ىعمى ٍييىا اٍل ىم ى‬
‫اء‬ ‫ؾ تىىرل ٍاأل ٍىر ى‬
‫اىا لى يم ٍحيًي اٍل ىم ٍكتىى"(فصمت ‪ ،)ّٗ:‬كتارة تككف بأسمكب خطاب‬ ‫ت إً َّف الًَّذم أ ٍ‬
‫ىح ىي ى‬ ‫ت ىكىرىب ٍ‬‫اىتىَّز ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ؽ‬‫اء فىأ ٍىن ىبتٍىنا بً ًو ىح ىدائً ى‬ ‫ات ك ٍاألىرض كأ ٍىن ىز ىؿ لى يكـ ًمف الس ً‬
‫َّماء ىم ن‬ ‫ى‬ ‫ٍ ى‬ ‫َّم ىاك ى ٍ ى ى‬
‫ؽ الس ً‬
‫ىم ٍف ىخمى ى ى‬ ‫الكجداف‪ ،‬قاؿ تعالى "أ َّ‬
‫ً‬ ‫َّ ً‬ ‫و‬
‫كف"( النمؿ‪،)َٔ :‬‬ ‫ىف تيٍنبًتيكا ىش ىج ىرىىا أىإًلىوه ىم ىع المو ىب ٍؿ يى ٍـ قى ٍكهـ ىي ٍعدلي ى‬ ‫اف لى يك ٍـ أ ٍ‬‫ات ىب ٍي ىجة ىما ىك ى‬ ‫ىذ ى‬
‫كييدؼ اإلسبلـ مف ذلؾ إلى ضماف المحافظة عمى النفس البشرية مف االنحراؼ‪ ،‬كضماف‬

‫‪121‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫االستقرار النفسى‪ ،‬كالتكازف الركحى الذل يجنب اإلنساف عكامؿ االضطراب النفسى‪،‬‬
‫كالكصكؿ بو إلى السمكؾ السكل اإليجابى‪.‬‬
‫كعمى المسمـ أف يسعى دائما لتطكير ذاتو لما لذلؾ مف تأثير إيجابى عمى الذات كالشعكر‬
‫بالرضا‪ ،‬ألف تطكير الفرد لذاتو يكسبو القدرة عمى ضبط الذات‪ ،‬كما يكسبو التحكـ فى‬
‫اس تجاباتو السمككية كظيكرىا بصكرة متكازنة‪ ،‬كما يجعؿ الفرد عمى دراية بقدراتو‪ ،‬كمؤىبلتو‬
‫التى تميزه عف غيره‪ ،‬كالتكجيو األمثؿ نحك استثمارىا بصكرة تحقؽ لو أىدافو كطمكحاتو التى‬
‫يسعى لتحقيقيا‪ ،‬كما تجعمو قاد ار عمى إدارة كتنظيـ كقتو كتحديد أكلكياتو‪ ،‬كالتفكير بطريقة‬
‫إيجابية‪ ،‬كتجنب التفكير السمبى فى النظر لؤلمكر‪ ،‬كلذلؾ انعكاسو اإليجابى عمى ذات الفرد‬
‫بتحديد أىدافو فى الحياة ‪ ،‬كالقدرة عمى التعامؿ مع أل ضغكط‪ ،‬أكمشكبلت تكاجيو بشكؿ‬
‫اليؤثربالسمب عمى ذاتو‪ ،‬كيحقؽ الفاعمية الذاتية لمفرد‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫أدل تعقد الحياة اإلنسانية فى الكاقع المعاصر إلى تفاقـ مصاعب كضغكط الحياة ‪،‬‬
‫كتعددت مشاكؿ اإلنساف‪ ،‬كزادت األعباء عميو‪ ،‬كبات تحقيؽ اإلنساف لمعظـ حاجاتو‬
‫كطمكحاتو مف األمكر المحاطة بعكامؿ المشقة كالمعاناة‪ ،‬كىذه الظركؼ كالضغكط الحياتية‬
‫الصعبة كالمتبلحقة‪ ،‬أدت إلى زيادة معاناة اإلنساف كفرضت عمى ذاتو معايشة الصراع‬
‫الفكرل كالنفسى‪ ،‬كما أدت إلى زيادة الضغكط النفسية عمى الفرد بصكرة انعكست عمى حياتو‬
‫بالسمب‪ ،‬كأدت إلى كقكع ذات اإلنساف فى دائرة الشعكر باليأس كاإلحباط‪ ،‬مما أضعؼ قدرة‬
‫الفردعمى العمؿ كاإلنجاز‪ ،‬كما أضعفت قدراتو عمى اإليجابية فى التعامؿ مع المكاقؼ‬
‫كالمشكبلت التى تكاجيو األمر الذل دفع الفرد إلى االستسبلـ كالرككف لمكاقع دكف محاكلة منو‬
‫لمتغيير‪.‬‬
‫كالتدمير الذاتى مف السمككيات السمبية الخاطئة التى تعرقؿ النمك النفسى السكل لمفرد‪ ،‬كتحد‬
‫مف أنشطتو االجتماعية ‪ ،‬كتفسد عبلقاتو االجتماعية‪ ،‬حيث يعد الفرد نتاج البيئة كالظركؼ‬
‫االجتماعيةالمحيطة بو ‪ ،‬كما أنو لتمؾ الظركؼ البيئية كالخبرات كالضغكط فى المجتمع‬
‫تأثيرىاالكبيرعمى الفرد‪ ،‬كما أنيا تشكؿ أحدالعكامؿ التى تؤدل بو إلى تعرضو لمكثير مف‬
‫المشكبلت السمككية كالنفسية‪.‬‬
‫كيؤثر سمكؾ التدمير الذاتى عمى الجانب الركحى كاألخبلقى لمفردمما يشكؿ تيديدا لممجتمع‬
‫فى المستقبؿ مف ناحية ‪ ،‬أك يككف سببا مف األسباب الداعية إلى تفكير الفرد فى االقداـ عمى‬

‫‪122‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫االنتحار‪ ،‬أكاالتجاه نحكالممارسات السمككية الخاطئة كتعاطى المخدرات‪ ،‬كاإلدماف‪ ..‬كغيرىا‪،‬‬


‫لمتخمص مف ضغكطو كمتاعبو مف ناحية أخرل‪ ،‬كما لفت نظر الباحث فى الكاقع المعايش‬
‫تعدد سمككيات التدمير الذاتى بيف األفراد فى المجتمع فى الفترة الماضية‪ ،‬كاالقداـ عمى‬
‫جرائـ التطاؿ آثارىا الفرد فقط بؿ تطاؿ األسرة بأكمميا‪ ،‬كمف ىنا تأتى المشكمة فالمخاطر‬
‫التى يفرزىا سمكؾ التدمير الذاتى عمى شخصية الفرد كاستق ارره‪ ،‬ليا دكر كبير فى التأثير‬
‫عمى مقدار تكافؽ الفرد مع ذاتو‪ ،‬كتكافقو االجتماعى‪ ،‬األمر الذل سينعكس سمبا عمى قدرات‬
‫كطاقات اإلنساف‪ ،‬بصكرة تفقده التكازف كالتكافؽ االجتماعى‪ ،‬كما تؤدل بو إلى االضطراب‬
‫كاالنحراؼ السمككى‪ ،‬كلذلؾ فسمكؾ التدمير الذاتى يمثؿ أحد المكضكعات الميمةالتى ينبغى‬
‫االىتماـ بيا بدراستو‪ ،‬كتحديد مبلمحو كأبعاده‪ ،‬ككيفية التصدل لو كمقاكمة عكامؿ انتشاره‬
‫بيف أفراد المجتمع‬
‫كيختمؼ سمكؾ التدمير الذاتى عف غيره مف المفاىيـ النفسية األخرل‪ ،‬فيك سمكؾ يسيـ فى‬
‫كجكده عدد مف األسباب كالعكامؿ‪ ،‬كأخرل تقاكمو كتضعفو‪ ،‬كما أف ىذا السمكؾ يظير بسبب‬
‫عكامؿ مكتسبة في غالبيتيا كليست أصيمة في بنية الفرد‪ ،‬كىذا يستكجب إبراز العكامؿ الدافعة‬
‫لمفرد باتجاه سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كعكامؿ الكقاية منو‪ ،‬خاصة كأف فقداف الذات يؤدم إلى‬
‫الشعكر باإلحباط كاليأس‪ ،‬مما يدفع الذات إلى ممارسات سمككية خاطئة قداليقتصر ضررىا‬
‫عمى الفرد ذاتو‪ ،‬بؿ تتسع دائرة الضرر لتشمؿ اْلخريف ‪ ،‬كمف ىنا تأتي ضركرة دراسة ىذا‬
‫السمكؾ بتبياف العكامؿ كاألسباب المؤدية لو كالتداعيات المرتبطة بو‪ ،‬كسبؿ الكقاية منو‪،‬‬
‫كآليات احتكائو كالتصدل لو‪ ،‬كبالتالي يمكف صياغة مشكمة الدراسة الحالية عمى النحك التالي‪:‬‬
‫ما التدمير الذاتى مف منظكر تربكل إسبلمى؟ كيتفرع مف ىذا التساؤؿ الرئيس األسئمة‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما مفيكـ التدمير الذاتى ؟ ما سمات الشخصية المدمرة ذاتيان؟‬
‫‪ -‬ما العكامؿ المسببة لسمكؾ التدمير الذاتى لدل الفرد ؟‪ ،‬كما سمبياتو؟‬
‫‪ -‬ماأساليب كقاية الفرد مف سمكؾ التدميرالذاتى كفؽ المنظكر التربكل اإلسبلمى؟‬
‫‪-‬ما طرؽ كآليات احتكاء سمكؾ التدمير الذاتى كمكاجيتو مف منظكر تربكل إسبلمى؟‬
‫‪ -‬ما دكر بعض المؤسسات التربكية فى كقاية الفرد مف سمكؾ التدمير الذاتى؟‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تكتسب الدراسة أىميتيا مف خبلؿ مايمى‪:‬‬
‫‪123‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫ُ‪ -‬تمثؿ الدراسة الحالية محاكلة جادة لدراسة سمكؾ التدمير الذاتى لدل الشخص‪ ،‬ككيفية‬
‫الكقاية منو‪ ،‬كاحتكاء أسبابو مف منظكر تربكل إسبلمى‪.‬‬
‫ِ‪ -‬التصدل لمفيكـ نفسى متعدد األبعاد‪ ،‬كمتداخؿ مع غيره مف المفاىيـ النفسية مف حيث‬
‫األسباب‪ ،‬مف أجؿ التكصؿ لفيـ ىذا السمكؾ كالحدمف انتشاره‪ ،‬كالكقاية مف آثاره السمبية‪،‬‬
‫كمساعدة اإلنساف عمى استعادتو لذاتو كفؽ المنظكر التربكل اإلسبلمى‪.‬‬
‫ّ‪ -‬الكشؼ عف مؤشرات التدمير الذاتى ألنو ليس بالضركرة تعرض الفرد لضغكط نفسية‪،‬‬
‫كظركؼ قاسية‪ ،‬كى ينتج عنيا التدمير الذاتى‪ ،‬فقد تبدك مؤشرات التدمير الذاتى عمى‬
‫شخص يعيش ظركؼ حياة طبيعية‪.‬‬
‫ْ‪ -‬ندرة الدراسات كالبحكث التربكية التى تناكلت مكضكع الدراسة عمى الرغـ مف العائد‬
‫االيجابي ليذه الدراسة‪ ،‬ككنيا تسيـ فى تبصير أفراد المجتمع بخطر ىذا السمكؾ‪ ،‬مما‬
‫يساعد عمى احتكائو‪ ،‬كالكقاية منو‪.‬‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫تيدؼ الدراسة إلى ‪:‬‬
‫ُ‪ -‬تحديد مفيكـ التدمير الذاتى‪ ،‬كبياف مظاىره كأسبابو‪ ،‬باعتباره أحد معكقات النضج‬
‫الذاتى لمفرد‪.‬‬
‫ِ‪ -‬الكشؼ عف سمبيات التدمير الذاتى فى جكانب حياة الفرد المختمفة ‪.‬‬
‫ّ‪ -‬معرفة أىـ كسائؿ كأساليب الكقاية مف التدمير الذاتى كفؽ المنظكر التربكل اإلسبلمى‪.‬‬
‫ْ‪ -‬تحديد طرؽ احتكاء التدمير الذاتى‪ ،‬كآليات استعادة الذات مف المنظكر التربكل‬
‫اإلسبلمى‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬إبراز دكر بعض المؤسسات التربكية فى حماية الشخص مف التدمير الذاتى‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫تستخدـ الدراسة المنيج الكصفى التحميمى الذل يعتمد عمى التحميؿ " لمعمكمات كافية‬
‫كدقيقة عف ظاىرة أك مكضكع محدد‪ ،‬أك فترة أك فترات زمنية معمكمة‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ‬
‫الحصكؿ عمى نتائج عممية‪ ،‬ثـ تفسيرىا بطريقة مكضكعية‪ ،‬بما ينسجـ مع المعطيات الفعمية‬
‫لمظاىرة "( دكيدرل ‪ ،) ُّٖ ، َََِ ،‬كما يعرؼ بأنو "ىك الطريقة المنظمة لدراسة حقائؽ‬
‫راىنة‪ ،‬متعمقة بظاىرة أك مكقؼ أك أفراد‪ ،‬أك أحداث ‪ ،‬أكأكضاع معينة بيدؼ اكتشاؼ‬
‫حقائؽ جديدة‪ ،‬أكالتحقؽ مف صحة حقائؽ قديمة كآثارىا‪ ،‬كالعبلقات التى تتصؿ بيا‪،‬‬

‫‪124‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كتفسيرىا ‪ ،‬ككشؼ الجكانب التى تحكميا "(ربيع ‪ ،)ِٔ ،ََِٔ ،‬كىذا المنيج يعتمد عمى‬
‫تجميع الكتابات كالدراسات البحثية فى المجاؿ كتحميميا بيدؼ الكشؼ عف طبيعة مفيكـ‬
‫التدمير الذاتى مف حيث خصائصو كمؤشراتو‪ ،‬كالعكامؿ المساىمة فى حدكثو‪ ،‬كأساليب‬
‫احتكائو كفؽ المنظكر التربكل اإلسبلمى‪.‬‬
‫كما تستخدـ الدراسة المنيج األصكلى الذل يعتمد عمى االستفادة مف اْليات القرآنية‪،‬‬
‫كاألحاديث النبكية بيدؼ الكشؼ عف مفيكـ التدمير الذاتى كأساليب مكاجيتو مف المنظكر‬
‫التربكل اإلسبلمى‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫عمى حد عمـ الباحث ال تكجد دراسة سابقة تعرضت لمكضكع التدمير الذاتى مف‬
‫منظكرتربكل إسبلمي‪ ،‬كسيعرض الباحث ألىـ الدراسات ذات الصمة غير المباشرة بمكضكع‬
‫الدراسة‪ ،‬كأىـ ماتكصمت إليو مف نتائج‪:‬‬
‫‪ -‬أوال‪:‬دراسات عربية‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة عالء الدين (‪:)2003‬‬
‫ىدفت الدراسة إلى قياس مدل انتشار حاالت الشعكر بالذنب الحاد‪ ،‬كمعرفة العبلقة بيف‬
‫الذنب كعقاب الذات لدل عينة مف طمبة الجامعة الياشمية‪.‬‬
‫كتكصمت الدراسة إلى مجمكعة مف النتائج مف أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬كجكد نسبة مرتفعة بمغت َّ‪%‬مف اصؿ عينة الدراسة تعانى مف الشعكربالذنب المرتفع ‪.‬‬
‫‪ -‬كجكد ارتباط داؿ بيف متكسط درجات الشعكربالذنب‪ ،‬كمتكسط درجات العقاب ‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجة إلى دراسات لقياس المتغيرات‪ ،‬كالديناميات الشخصية المرتبطة بالذنب كعقاب‬
‫الذات‪.‬‬
‫‪-‬ضركرة إجراء دراسات مستقبمية باستخداـ مقاييس لمصحة النفسية‪ ،‬أكاألمراض النفسية‪،‬‬
‫كقياس ارتباطيا بنكعية الذنب‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة العتيق وآخران(‪:)2016‬‬
‫ىدفت الدراسةإلى التعرؼ عمى المتغيرات النفسية‪ ،‬كاالجتماعية المرتبطة باإلدماف‬
‫المختمط لدل عينة مف المراىقيف‪ ،‬كعبلقتيما بالرغبة فى تدمير الذات‪ ،‬التعرؼ عمى العبلقة‬
‫االرتباطية بيف اإلدماف المختمط‪ ،‬كالرغبة فى تدمير الذات لعينة مف المراىقيف‪ ،‬كضع تصكر‬

‫‪125‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫مستقبمى لمكاجية اإلدماف المختمط لدل المراىقيف‪ ،‬التعرؼ عمى دكر البيئة كاالعبلـ فى‬
‫كيفية الحد مف ىذه الظاىرة‪.‬‬
‫كتكصمت الدراسة إلى عدة نتائج أىميا‪:‬‬
‫‪ -‬كجكد عبلقة ارتباطية عكسية بيف المتغيرات النفسية المرتبطة باإلدماف المختمط‪ ،‬كالرغبة‬
‫فى تدمير الذات لكؿ مف عينة مف يتعاطى أكثر مف مخدر‪ ،‬كعينة مف يتعاطى مخدر كاحد‪.‬‬
‫‪ -‬تكجد عبلقة ارتباطية عكسية بيف المتغيرات النفسية المرتبطة باإلدماف المختمط‪ ،‬كالرغبة‬
‫فى تدمير الذات‬
‫إلجمالى عينة الدراسة‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة حمدان(‪:)2016‬‬
‫تيدؼ الدراسة إلى التعرؼ عمى التطكر التاريخى الضطراب التكحد‪ ،‬كالنظريات المفسرة‬
‫لو‪ ،‬كتكضيح معنى إيذاء الذات كالتعرؼ عمى مظاىره‪ ،‬كآثاره عمى الشخصية‪ ،‬كالنظريات‬
‫المفسرة لو‪ ،‬كطرؽ اإلرشادكالعبلج‪ ،‬كتصميـ برنامج إرشادل لخفض سمكؾ إيذاء الذات لدل‬
‫أفراد العينة‪ ،‬كالتحقؽ مف فاعميتو‪ ،‬ك مساعدة األطفاؿ التكحدييف كأسرىـ‪ ،‬لتحقيؽ قدر أكبر‬
‫مف التفاعؿ كالتكافؽ النفسى كاالجتماعى‪.‬‬
‫‪-‬كأسفرت نتائج الدراسة عف فاعمية البرنامج المقترح فى خفض سمكؾ إيذاء الذات لدل‬
‫األطفاؿ ذكل اضطراب التكحد عينة الدراسة‪ ،‬كتـ التحقؽ مف فاعمية بقاء األثر بعد انقضاء‬
‫فترة المتابعة ثبلثة شيكر مف التطبيؽ‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة مغامس(‪:)2020‬‬
‫استيدؼ البحث التعرؼ عمى مستكل إيذاء الذات لدل طمبة المرحمة المتكسطة‪ ،‬كأساليب‬
‫المعاممة الكالدية المتبعة مع طمبة المرحمة المتكسطة‪ ،‬ك الكشؼ عف العبلقة بيف المتغيريف‬
‫إيذاء الذات‪ ،‬أساليب المعاممة الكالدية‪.‬‬
‫‪ -‬أظيرت نتائج الدراسة ظيكر بعض سمككيات إيذاء الذات لدل عينة البحث ‪ ،‬أما فيما‬
‫يخص اليدؼ الثانى فقد استخرج الباحث كؿ أسمكب مف أساليب المعاممة الكادية الخمسة‬
‫التابعة فى تربية األبناء عمى حدة ‪ ،‬كأظيرت النتائج كجكد عبلقة ايجابية بيف إيذاء الذات‬
‫كاألساليب (التسمط‪ ،‬الحزـ‪ ،‬اإلىماؿ )‪ ،‬ككجكد عبلقة سمبية بيف إيذاء الذات‪ ،‬كأسمكب‬
‫التسامح‪ ،‬كعدـ كجكد عبلقة بيف إيذاء الذات‪ ،‬كأسمكب التذبذب‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫ثانيا‪:‬دراسات أجنبية‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة(‪)1988()Baumeister, Scher‬‬
‫ىدفت الدراسة إلى الكشؼ عف العبلقة بيف الشعكربالذنب كالرغبة فى عقاب الذات‪ ،‬كتكصؿ‬
‫الباحثاف إلى أف الطمبة الذيف يؤذكف أنفسيـ فعبل كيمحقكف بالفشؿ بأىدافيـ الدراسية‬
‫كمشاريعيـ المستقبمية بكسائؿ مثؿ األحكاـ السيئة‪ ،‬كاإلستجابات غير التكافقية‪ ،‬كمف خبلؿ‬
‫النتائج غير المحسكبة لؤلساليب الفاشمة‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ الحصكؿ عمى الراحة كالمتعة اْلنية‬
‫المباشرة‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة)‪(1991)( J.C.; Hermann, J.L. , B.A.; Berry, van der Kolk‬‬
‫هدفت الدراسة إلى الكشف عن العالقات بين صدمات الطفولة ‪ ،‬والتعلق المتقطع ‪ ،‬وتدمير‬
‫الذات ‪ ،‬باستخدام كل من البيانات التاريخية والمستقبلية‪ ،‬كأسفرت الدراسة عف النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬صدمة الطفكلة تساىـ في بدء سمكؾ التدمير الذاتي‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير طبيعة الصدمة‪ ،‬كعمر األشخاص في كقت الصدمة عمى شخصية‪ ،‬كشدة سمكؾ‬
‫التدمير الذاتي ‪.‬‬
‫‪ -‬المرضى الذيف يحاكلكف االنتحار بشكؿ متكرر‪ ،‬أكاالنخراط في إيذاء ذاتي مزمف ىـ‬
‫عرضة لمرد عمى الضغكط الحالية كعكدة لصدمة الطفكلة‪ ،‬كاإلىماؿ‪ ،‬كاليجر‪.‬‬
‫‪ -‬تؤدم التجارب المتعمقة بالسبلمة الشخصية‪ ،‬كالغضب‪ ،‬كاالحتياجات العاطفية إلى حدكث‬
‫نكبات انفصامية‪ ،‬كسمكؾ مدمر لمذات‪.‬‬
‫‪ -3‬دراسة( ‪) 2009 ،Masala‬‬
‫ىدفت الدراسة إلى الكشؼ عف ارتباط تشكيو الذات كالسمكؾ اإلجرامى باإلصابة‬
‫باضطراب الشخصية‪ ،‬كأكدت الدراسة أف تشكيو الذات‪ ،‬كالسمكؾ اإلجرامى لدل المصابيف‬
‫باضطراب الشخصية‪ ،‬أمر شائع تسبب الكثير مف المعاناة ليس فقط لمفرد‪ ،‬كلكف أيضا‬
‫لممجتمع بشكؿ عاـ‪ ،‬كىناؾ حاجة ضركرية إلى مزيد مف العمؿ فى ىذا المجاؿ لتحسيف إدارة‬
‫ىؤالء المرضى‪ ،‬كمف النتائج التى تكصمت ليا الدراسة أف تشكيو الذات أحد آليات المكاجية‬
‫لدل المصابيف عندما يقعكف تحت ضغط شديد مثؿ التنفيس‪ ،‬أك مشاعر الغضب العارمة‪ ،‬أك‬
‫األلـ العاطفى الذل اليمكنيـ السيطرة عميو‪ ،‬يمكف استخداـ تشكيو الذات كشكؿ مف أشكاؿ‬
‫التعبير عف المشاعر السمبية‪ ،‬احتمالية أف يككف سبب السمكؾ المدمر لمذات متعدد العكامؿ‬
‫التى قد تشمؿ عكامؿ نفسية كعكامؿ اجتماعية‪ ،‬كعدـ القدرة عمى التكيؼ لمحصكؿ عمى ما‬

‫‪127‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫يريد‪ ،‬كالبيئة األسرية فى مرحمة الطفكلة المبكرة‪ ،‬كالصدمات الجسدية كالعاطفية‪ ،‬أك عكامؿ‬
‫بيكلكجية‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة(‪:)2011()Allahvirdiyani( ،)Bazmi( ،)Kahnamouei‬‬
‫ىدفت الدراسة إلى الكشؼ عف العبلقة بيف التكجو الدينى الداخمى كالخارجى‪ ،‬ككؿ مف‬
‫االكتئاب كالقمؽ‪ ،‬كالضغط النفسى لدل كبار السف‪ ،‬كأظيرت نتائج الدراسة كجكد عبلقة دالة‬
‫احصائيا بيف التكجو الدينى الداخمى‪ ،‬ككؿ مف االكتئاب كالقمؽ كالضغط النفسى‪ ،‬كما أظيرت‬
‫نتائج الد ارسة كجكدعبلقة إيجابية دالة إحصائيا بيف التكجو الدينى الخارجى‪ ،‬ككؿ مف‬
‫االكتئاب‪ ،‬كالقمؽ كالضغط النفسى‪.‬‬
‫‪ -5‬دراسة) ‪(2013 ،Gobal‬‬
‫ىدفت الدراسة إلى تكضيح العبلقة بيف االكتئاب‪ ،‬كاحتراـ الذات‪ ،‬كالرضا عف الحياة بيف‬
‫طبلب الجامعة فى بنجبلديش‪ ،‬كاستخدـ الباحث مقياس احتراـ الذات‪ ،‬كمقياس الرضا عف‬
‫الحياة‪ ،‬كمقياس االكتئاب‪ ،‬كتكصمت الدراسة إلى كجكد عبلقة سمبية بيف االكتئاب‪ ،‬ككؿ مف‬
‫احتراـ الذات‪ ،‬كالرضا عف الحياة بيف طبلب الجامعة‪.‬‬
‫‪ -6‬دراسة(‪:)2015)(Yari Gvion,Amit Fachler‬‬
‫ىدفت الدراسة إلى الكشؼ عف سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كعبلقتو بالصدمات كالتجارب المؤلمة‬
‫لدل المراىقيف‪ ،‬حيث الحظ المعالجيف لممراىقيف أف ىناؾ مرضى يؤذكف أنفسيـ بشكؿ‬
‫متكرر‪ ،‬عمى الرغـ مف أف ىذا يكلد القمؽ كالغضب لدل مف حكليـ‪ ،‬إال أنيـ غالبا ما‬
‫يظيركف غير مباليف بعكاقب سمككياتيـ غير القادرة عمى التكيؼ‪ ،‬كقدمت الدراسة نظرية‬
‫(نكشبيتز‪ ، (Noshpitz‬التى تؤكد أف األنا السمبية المثالية‪ ،‬كالصدمة تعمبلف معا لتقكية‬
‫السمكؾ المدمر لمذات‪ ،‬كيكجد العديد مف أكجو التشابو بيف األفكار المعذبة التى تحدث بعد‬
‫التعرض لحادث صادـ‪ ،‬كاألفكار المعذبة التى تنبع مف المثالية المعذبة لمذات‪.‬‬
‫كتكصمت الدراسةإلى أف تركيز (‪ (Noshpitz‬عمى األنا المثالية يكشؼ العديد مف مظاىر‬
‫السمككيات المدمرة لمذات‪ ،‬كيمكف أف يساىـ فى العمؿ مع المراىقيف الذيف عانكا مف‬
‫الصدمات‪.‬‬
‫‪ -‬التعقيب عمى الدراسات السابقة ‪:‬‬
‫لـ يجد الباحث دراسات سابقة تناكلت مكضكع التدميرالذاتى كأساليب احتكائو مف منظكر‬
‫تربكل إسبلمى‪ ،‬كاستفادت الدراسة الحالية مف الدراسات السابقة ذات الصمة غير المباشرة‬

‫‪128‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫بمكضكع الدراسة في تحديد مفيكـ التدمير الذاتى‪ ،‬كبياف مؤشراتو كخصائصو‪ ،‬كمراحؿ‬
‫تطكر سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كمااستفاد الباحث مف ىذه الدراسات في تحديد جكانب مشكمة‬
‫الدراسة ‪ ،‬كتختمؼ الدراسة الحالية عف تمؾ الدراسات مف حيث تناكؿ سمكؾ التدمير الذاتى مف‬
‫منظكر تربكل إسبلمى‪ ،‬كبياف أساليب احتكائو كمكاجيتو‪ ،‬كالحد مف انتشاره‪.‬‬
‫*خطوات البحث‪:‬‬
‫أوال‪:‬مفهوم التدمير الذاتى ‪:‬‬
‫يعد التدمير الذاتى أحد أعراض االضطرابات النفسية التى يعانى منيا اإلنساف ‪ ،‬حيث‬
‫يدفعو إلى تضخيـ أخطائو‪ ،‬كاالرتياح بالحديث عنيا‪ ،‬كفقداف التكازف النفسى‪ ،‬كتحيطو ىالة‬
‫مف الطاقة السمبية التى تمنعو مف القياـ بمسئكلياتو المتعددة بشكؿ إيجابى‪ ،‬فيكعرض نفسى‬
‫يتسـ بمبالغة الفرد فى القسكة عمى ذاتو كالمكـ ليا عمى سمككيات خاطئة‪ ،‬كلكنو يبالغ فى‬
‫تضخيـ ىذه األخطاء‪ ،‬نتيجة لمشعكر بالدكنية كعدـ الثقة بالذات‪ ،‬كتعرض الفرد لمكاقؼ‬
‫كضغكط أدت إلى تككف صكرة مشكىة لمذات لديو‪ ،‬فيصبح لديو دكافع تجعمو يبالغ فى القسكة‪،‬‬
‫كاالنتقاـ مف الذات فى محاكلة فاشمة منو لتصحيح ما تقكـ بو مف سمككيات خاطئة‪.‬‬
‫كيعدغياب العبلقة اإليجابية بيف الشخص كذاتو‪ ،‬كافتقاده لمتصالح مع ذاتو‪ ،‬دافعا إلى‬
‫التخاصـ مع النفس‪ ،‬كبمركر الكقت يتحكؿ الخصاـ إلى عداء‪ ،‬ثـ سمكؾ االنتقاـ كالقسكة‪،‬‬
‫كالتدميرلمذات‪ ،‬كقد يتصكر البعض أف عدـ التصالح كالخصاـ مع الذات يأتى بصكرة مفاجئة‪،‬‬
‫كلكنو محصمة لتراكـ العديد مف الضغكط كالصدمات كالذكريات المؤلمة داخؿ الشخص‪،‬‬
‫كالتى تظؿ كامنة بداخمو لحيف اكتماؿ دائرتيا النفسية‪ ،‬ثـ تبدأ فى الظيكر عمى شكؿ‬
‫سمككيات تتسـ بالقسكة كاالنتقاـ مف الذات‪ ،‬كمف أمثمة ىذه السمككيات االنتحار‪ ،‬أكتعاطى‬
‫المخدرات‪ ،‬أكاالنتماء إلى الجماعات المضممة‪ ،‬كتنفيذ مخططاتيا التى تخدـ رغبة الفرد فى‬
‫تكجيو االنتقاـ كاإليذاء لمذات‪ ،‬فيقدـ عمى تفجير ذاتو‪ ،‬فينتقـ مف نفسو كيفتؾ باْلخريف‪ ،‬كفى‬
‫حقيقة األمر أف ىذا اليعبر سكل عف رغبة كامنة داخؿ الفرد لتدمير ذاتو‪ ،‬كالخطر الذل‬
‫ينبغى مكاجيتو ىك إقحاـ الديف كمتنفس لمف يعانى مف افتقاد ذاتو ‪ ،‬كجعمو كسيمة لمتعبير عف‬
‫مخزكف مف الضغكط‪ ،‬كالتراكمات لدل الفرد اْلتية مف ظبلمية الفكرليذه الجماعات المضممة‪،‬‬
‫ألف ذلؾ يمثؿ انتحار جماعى‪ ،‬كتدمير ذاتى لمف ينتمكف ليذا الفكر المنحرؼ البغيض‪.‬‬
‫كممارسة القسكة كالتعذيب لمذات قد تككف مف األمكر المعتادة لدل أصحاب الديانات‬
‫األخرل كنكع مف التعبير عف طمب الغفراف بتعذيب الذات كالجسد سبب الخطيئة‪ ،‬كلكف‬
‫‪129‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫خطكرة االنتقاـ كالتدمير لمذات يكمف فى شيكع األسباب المحفزة عمى ظيكره فى حياتنا‬
‫المعاصرة‪ ،‬فالفرد يعانى مف ضخامة الضغكط فى حياتو‪ ،‬كما يعانى مف غياب التصالح مع‬
‫الذات نتيجة الطغياف المادل كافتقاد التكازف الركحى‪ ،‬كنتيجة لذلؾ أصبح الفرد مفتقدا لميكية‬
‫الذاتيةالتى تدعـ االستقرار النفسى لديو‪ ،‬كالمحفز لو عمى اإليجابية السمككية‪ ،‬كقيامو‬
‫بمسئكلياتو‪.‬‬
‫كسمكؾ التدمير الذاتى يتعارض بشكؿ مباشر مع بغية النفس كرغبتيا لمكصكؿ لمسعادة‬
‫كاألماف النفسى‪ ،‬أما الرغبة فى إلحاؽ الضرربالنفس‪ ،‬كعدـ حمايتيا كاإلىانة لمذات كاذالليا‪،‬‬
‫كاقتراف السمبية فى كافة تعامبلت الفرد المختمفة‪ ،‬كالبحث عف أسباب تكليد الشقاءكالمعاناة‬
‫لمذات‪ ،‬فيذا أمر غير طبيعى ألنو كيؼ يمكن أن يرغب شخص ما في إيذاء ذاته ؟ خاصة‬
‫أف ىذا السمكؾ لف يجمب لمذات إال اإلحباط كالقمؽ كالتكتر كعدـ االستقرار النفسى‪.‬‬
‫كفى الكاقع المعايش قد تبدك مؤشرات التدمير الذاتى مبلحظة‪ ،‬كيمكف التعرؼ عمييا حيث‬
‫تككف رغبة الفرد فى تدمير أك تشكيو الذات كاضحة بتعاطيو لممخدرات مثبل‪ ،‬أك تعريض‬
‫الذات لميبلؾ‪ ،‬كعمى الرغـ أف ىذه المظاىر لمتدمير الذاتى يمكف التعرؼ عمييا كتككف‬
‫كاضحة بدرجةكبيرة‪ ،‬إال أنيا ليست األشكاؿ األكثر شيكعا لسمكؾ التدمير الذاتى ألف أشكالو‬
‫األكثر شيكعا غالبا ما تككف فى أشكاؿ خفية لسمكؾ التدمير الذاتى لدل الفرد‪ ،‬تياجـ ذاتو‬
‫بالحرماف مف السعادة‪ ،‬كافتقاداالستقرار النفسى‪.‬‬
‫كقد يرل مف يسمؾ سمكؾ التدمير الذاتى أف إلحاؽ الضرر بالذات يجمب لو نكعا مف اليدكء‬
‫كالشعكر بالراحة‪ ،‬كالتخمص مف التكتر الذل يعانيو نتيجة االحساس بالتقصير‪ ،‬إال أف ذلؾ‬
‫الشعكر مؤقت سرعاف ما يعقبو شعكر بالذنب كالندـ‪ ،‬كاالرتداد كالعكدة إلى المشاعر السمبية‬
‫التى كاف يعانى منيا الفرد قبؿ تدمير ذاتو‪ ،‬كمثاؿ ذلؾ التدخيف فيك عمى المدل الطكيؿ لف‬
‫يجمب لو مشاعر الرضا‪ ،‬بؿ قد يزداد األمر سكءا‪ ،‬كلكف يرل الفردالمدمرذاتيا أف الحصكؿ‬
‫عمى السعادة المحظية لف يتأتى بدكف دفع الثمف المستحؽ لتمؾ السعادة‪ ،‬كلكف مع شعكر‬
‫بعدـ الرضا عف الذات‪.‬‬
‫كترل (أميف‪ )َِِِ ،‬أف التدمير الذاتى يمثؿ مجمكعة سمككيات يقكـ بيا الشخص تؤدل‬
‫إلى فقداف أكضياع ىدؼ‪ ،‬أك شئ كصؿ إليو‪ ،‬أك كاد يصؿ إليو بعد أف كاف حمما يعمؿ مف‬
‫أجمو‪ ،‬ألف كراىية الذات أشبو بمف يككف فى داخمو شخص يتنمر عميو‪ ،‬فيك ينتقده كيصدر‬
‫عميو األحكاـ‪ ،‬كيجعمو يشعر بأنو عديـ القيمة أكفاشؿ ‪ ،‬كيقنعو ىذا المتنمر فى داخمو بأف‬

‫‪130‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫الناس المحيطيف بو ينظركف إليو نفس النظرة‪ ،‬كيؤدل ذلؾ إلى مزيد مف القمؽ‪ ،‬كالشعكر بأنو‬
‫مف الصعب عميو أف يتحمؿ ذاتو ‪.‬‬
‫‪ -‬كيرل (‪)Preston Ne‬أف "تدمير الذات" ىكمجمكعة مف األفكار السمبية غيرالكاقعية تبعدؾ‬
‫عف األداء عمى أفضؿ كجو"‬
‫عرؼ )‪ (Kell‬التدمير الذاتي" أنو سمككيات تنطكم عمى ميؿ عاـ لبلنخراط في أعماؿ تزيد‬ ‫‪-‬ك ٌ‬
‫مف احتماؿ مكاجية عكاقب سمبية في المستقبؿ‪ ،‬كتقمؿ مف احتماؿ تحقيؽ نتائج إيجابية في‬
‫المستقبؿ؛ ربما يككف بعض األفراد أكثر استجابة دستكرنيا لؤلحاسيس ذات النغمة المؤثرة‬
‫أكثرمف اإلدراؾ المكجو لممعمكمات‪.‬‬
‫‪ -‬كيرل (‪")Quest M, Dr. T‬أف السمكؾ المدمر لمذات ىك أم فعؿ متعمد لو تأثير سمبي‬
‫كغالبا ما يككف المصابكف بو غير‬
‫ن‬ ‫عمى عقمؾ أك جسدؾ‪ ،‬كيمكف أف يأتي بأشكاؿ عديدة ‪،‬‬
‫مدركيف لمدل الضرر الذم يسببو سمككيـ المدمر لمذات ألنفسيـ أك لآلخريف‪".‬‬
‫كماعرؼ "عمماء النفس التدمير النفسي عمى أنو‪ :‬مجمكعة األفكار المخزنة في البلكعي‬
‫لمشخص‪ ،‬كالتي تترجـ عمى ىيئة سمككيات مدمرة أك مضرة لو‪،‬كمف ضمف السمككيات‬
‫الخاصة بتدمير الشخص لذاتو أك محاكالت االنتحار حرؽ كقطع الجمد أك تناكؿ المكاد‬
‫المخدرة"‪.‬‬
‫كيرل "عمماء النفس أف التدمير الذاتي أك النفسي في حد ذاتو ليس إال كسيمة دفاعية مف‬
‫العقؿ البلكاعي لمشخص لتجنب األلـ النفسي‪ .‬كما يعد التدمير النفسي آلية يقكـ بيا البلكاعي‬
‫لحماية الشخص مف خطر ما أك تخكيؼ الشخص مف الخركج مف منطقة الراحة الخاصة بو‬
‫أك السير في طريؽ التغيير‪ ،‬كيمكف أف يقكـ الشخص بتدمير ذاتو دكف أف يعي ذلؾ‪ ،‬أك يعي‬
‫كيدمر فييا أيضا مف حكلو")‬ ‫أنو يقكـ بسمككيات معينة يدمر فييا ذاتو‪،‬‬
‫‪(https://mafahem.com/sl_17868‬‬
‫‪ -‬كيرل الباحث أف التدمير الذاتى مف الحاالت النفسية التى تسيطر عمى الفردمعرفيا ككجدانيا‬
‫كسمككيا‪ ،‬تؤدل بو إلى سمكؾ متعمد يحدث آثا ار سمبية عمى ذات الفرد تؤدل إلى الشعكر‬
‫بالعجز كاالستسبلـ تجاه أحداث كضغكط الحياة المختمفة ‪ ،‬كتقترف باإلحباط كاليأس‪،‬‬
‫كاالفتقاد لمفاعمية كالحيكية الذاتية‪ ،‬كتأتى فى صكرة سمككيات تدؿ عمى االستسبلـ كتقبؿ‬
‫الكاقع دكف محاكلة لتغييره مع الميؿ إلى عدـ تقدير الذات‪ ،‬كاعتبارىا أكبر أعدائو‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫‪ -‬كمن خالل ما تقدم من تعريفات سابقة لمتدمير الذاتى‪ ،‬فقد اشتق الباحث التعريف التالى‬
‫لمفهوم التدمير الذاتى‪:‬‬
‫سمكؾ مكتسب فى صكرة أفكار سمبية نتيجة تعرض الفرد لمكاقؼ كضغكط فى حياتو أدت إلى‬
‫تككف صكرة مشكىة لمذات لديو‪ ،‬تحدث مجمكعة مف التغيرات السمككية كالنفسية تتمثؿ فى‬
‫انخفاض تقديرالذات لديو‪ ،‬فيصبح لديو دكافع تجعمو يبالغ فى القسكة كاالنتقاـ مف الذات فى‬
‫محاكلة منو لتصحيح سمككيا الخاطئ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬سمات الشخصية المدمرة ذاتيا‪:‬‬
‫ىناؾ مجمكعة مف المظاىر المميزة لسمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬تبدك آثارىا كسماتيا كاضحة لدل‬
‫الشخصية المدمرة ذاتيامف أىميا‪:‬‬
‫‪ -1‬الميل إلى التسويف وتأجيل اإلنجاز‪:‬‬
‫أخطر مظاىر سمكؾ التدمير الذاتى التسكيؼ كتأجيؿ األعماؿ‪ ،‬كتأجيؿ أداء الكاجبات‬
‫كالحقكؽ‪ ،‬كخطكرة التسكيؼ تكمف فى أنو ضياع لعمر اإلنساف ببل فائدة كالمنفعة‪ ،‬كما أف‬
‫التسكيؼ كالميؿ لتأجيؿ اإلنجازيؤدل إلى إخفاؽ اإلنساف فى الكصكؿ ألىدافو‪ ،‬كمف ثـ كضع‬
‫الذات فى مكضع بعيد عف مقاصدىا العميا كطمكحاتيا التى تبتغييا‪ ،‬كلذا يعد التسكيؼ مف‬
‫المعكقات التى تعكؽ الفردعف بمكغ التغيير اإليجابى لمذات‪.‬‬
‫مف أىـ مظاىر الشخص الذل يعانى مف سمكؾ التدمير الذاتى الميؿ لتأجيؿ إنجاز‬
‫األعماؿ كالمياـ المكمؼ بياإلى كقت الحؽ‪ ،‬كتأخير ما يعمـ أكلكية كأىمية تقديمو ‪ ،‬كقد يمجأ‬
‫المدمر ذاتيا إلى التأجيؿ كالتسكيؼ خكفا مف تكقع الفشؿ‪ ،‬أكمشاعر القمؽ التى تصاحب بداية‬
‫األعماؿ كالمياـ‪ ،‬أكاكماليا كما يرتبط بيا مف اتخاذ الق اررات‪.‬‬
‫كالبد مف تكافر شركط لمحكـ عمى أف تصرؼ المدمر ذاتيا يتجو نحك التأجيؿ كالتسكيؼ‪،‬‬
‫فبلبد كأف يرتبط بالتأجيؿ نتائج عكسية‪ ،‬كأف يككف التأجيؿ الحاجة إليو ‪ ،‬أكأف يككف التأجيؿ‬
‫سببا فى عدـ إنجاز األعماؿ كعدـ اتخاذ الق اررات فى الكقت المحدد ليا‪ ،‬كسمبيات التسكيؼ‬
‫سيئة عمى ذات الفردحيث يؤدل بو إلى زيادة التكتركانعداـ الثقة لديو‪ ،‬كالشعكر بالذنب نتيجة‬
‫ضياع الفرص كالندـ ‪ ،‬مما يزيد مف شعكر الشخص باالنييار الذاتى‪ ،‬كتكجيو القسكة كالعقاب‬
‫لمذات‪.‬‬
‫كمف العكامؿ التى تسيـ فى ميؿ اإلنساف إلى التسكيؼ كالتأجيؿ الخكؼ مف الفشؿ‪ ،‬كعدـ‬
‫تحقيؽ النجاح ‪ ،‬كغياب الطمكح كضعؼ اإلرادة ‪ ،‬كفقداف اليمة كالنشاط ‪ ،‬كعدـ بذؿ الجيد‬

‫‪132‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كالرككف لمكسؿ كالراحة ‪ ،‬كطكؿ األمؿ بتكقع طكؿ العمر‪ ،‬فى حيف أف اهلل عزكجؿ حث عباده‬
‫عمى اإلقداـ كالمبادرة إلى األعماؿ الصالحة كالطاعات كعدـ التأجيؿ‪ ،‬فقاؿ تعالى " ىك ىس ًاريعكا‬
‫يع َّد ٍ ً ً‬ ‫ات ك ٍاألىرض أ ً‬ ‫و‬ ‫ً ً‬
‫يف"(آؿ عمراف‪ ،)ُّّ:‬كما‬ ‫ت لٍم يمتَّق ى‬ ‫َّم ىاك ي ى ٍ ي‬
‫ضيىا الس ى‬ ‫إًلىى ىم ٍغف ىروة م ٍف ىرّْب يك ٍـ ىك ىجَّنة ىع ٍر ي‬
‫حذر سبحانو كتعالى مف عاقبة التراخى كالتسكيؼ بعد فكات األكاف ‪ ،‬فقاؿ تعالى" ىحتَّى إً ىذا ىج ى‬
‫اء‬
‫ت ىك َّبل إًَّنيىا ىكمً ىمةه يى ىك قىائًمييىا ىك ًم ٍف‬ ‫يما تىىرٍك ي‬ ‫ىعم يؿ ً ً‬
‫صال نحا ف ى‬
‫ّْ‬
‫كف ‪ .‬لى ىعمي أ ٍ ى ى‬ ‫ب ٍارًج يع ً‬ ‫اؿ ىر ّْ‬‫ت قى ى‬‫ىح ىد يى يـ اٍل ىم ٍك ي‬
‫أى‬
‫ً‬
‫كف"(المؤمنكف‪ ،)ََُ ،ٗٗ:‬كما حث الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ‬ ‫ىكىرائ ًي ٍـ ىب ٍرىزهخ إًلىى ىي ٍكًـ يي ٍب ىعثي ى‬
‫عمى ضركرة المبادرة إلى الطاعات باستغبلؿ الكقت الحاضر قبؿ انشغاؿ اإلنساف باألحداث‬
‫اؿ ًفتىننا ىك ًقطى ًع‬
‫باألعم ً‬
‫ٍى‬ ‫المستقبمية التى قد تمييو عف الطاعات فقاؿ صمى اهلل عميو كسمـ" ىب ًاد يركا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫المٍَّي ًؿ الم ًًٍ‬
‫صبً يح ىكاف نرا‪ ،‬ىيبًيعي د ىينوي‬ ‫الريج يؿ يم ٍؤ ًمننا ىكيي ٍمسي ىكاف نرا‪ ،‬أ ٍىك يي ٍمسي يم ٍؤ ًمننا ىكيي ٍ‬
‫صبً يح َّ‬ ‫ظمـ‪ ،‬يي ٍ‬ ‫ي‬
‫الد ٍن ىيا"(مسمـ‪)ُُٖ:‬‬ ‫ض ًم ىف ُّ‬ ‫بع ىر و‬ ‫ى‬
‫‪ -2‬رفض تحمل المسئولية‪:‬‬
‫يميؿ مف يعانى مف التدمير الذاتى إلى تجنب المسئكلية كرفض تحمؿ المياـ المككمة إليو‬
‫كالتيرب منيا‪ ،‬لذا يحاكؿ تجنب المسئكلية كاتخاذ أسيؿ طريؽ عند االقتراب مف المكقؼ‪،‬‬
‫لشعكره بالضغكط كعدـ القدرة عمى المقاكمة ليا‪ ،‬كافتقاد الثقة فى قدراتو‪ ،‬مما يضعو فى‬
‫أزمات متعددة‪ ،‬كيفقده القدرة عمى القياـ بمسئكلياتو‪ ،‬كما يعمؿ عمى خداع الذات بإلقاء المكـ‬
‫عمى اْلخريف دكف تحمؿ جزنء مف المسئكلية‪ ،‬كأف ذلؾ لـ يكف خطأه‪ ،‬كيمكف القكؿ أنو‬
‫شخص اليسعى لتحقيؽ ذاتو‪ ،‬كاليريد مكاجية األخطاء‪ ،‬أك يتعمـ منيا‪ ،‬أك التغمب عمييا‪،‬‬
‫كمعرفة أسبابيا‪ ،‬بؿ يبحث عف األخطاء كيضخمياكيقؼ أماميا مكتكؼ األيدل ‪ ،‬كىذا يكشؼ‬
‫عما يعانيو مف انييار الذات ‪.‬‬
‫كاإلنساف المتكازف نفسيا اليتمنى اليركب مف المسئكلية‪ ،‬بؿ يرل تحمؿ المسئكلية السبيؿ‬
‫لتحقيؽ ذاتو‪،‬‬
‫" كشعكر الفرد بأنو قادر عمى تحمؿ المسئكلية كحاجتو أف يشعر أنو أنجز عمبل ذا قيمة‬
‫كفائدة لمغير‪ ،‬كحاجة الفرد لبلستقبلؿ كالتطكر كالنمك فى قدراتو كخبراتو أف ذلؾ يرفع قيمتو فى‬
‫نظر الغير كيدفع اْلخريف أف ينظركا إليو بتقدير"‪(.‬بدر‪)ُُٓ ،ُِٖٗ ،‬‬
‫كتحمؿ المسئكلية تعنى"تحمؿ الشخص نتيجةالتزاماتو كق ارراتو كاختياراتو العممية مف الناحية‬
‫اإليجابية كالسمبية أماـ اهلل فى الدرجة األكلى‪ ،‬كأماـ ضميره فى الدرجة الثانية‪ ،‬كأماـ المجتمع‬
‫فى الدرجة الثالثة"(يالجف‪ ،)ُّّ ،ُٕٕٗ ،‬فمبدأ تحمؿ المسئكلية مف المبادئ المقررة فى‬
‫‪133‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫اإلسبلـ‪ ،‬كالتى تؤكد عمى مسئكلية اإلنساف عف أفعالو كجميع تصرفاتو حيث قاؿ المكلى‬
‫عزكجؿ "إف السمع كالبصر كالفؤاد كؿ أكلئؾ كاف عنو مسئكال"(اإلسراء‪ ،)ّٔ:‬كفى إقرار ىذا‬
‫المبدأ أكد الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ عمى أىمية المسئكلية كتحمؿ تبعاتيا‪ ،‬كالقياـ بأعبائيا‬
‫أىمً ًو‬ ‫اع كىك ىم ٍس يؤك هؿ عف ىرًعيَّتً ًو‪ ،‬ك َّ‬
‫الريج يؿ في ٍ‬ ‫اـ ىر و‬ ‫ً ًً ً‬
‫كم ٍس يؤك هؿ عف ىرعيَّتو؛ فىاإل ىم ي‬ ‫اع ى‬ ‫فقاؿ‪ ":‬يكمُّ يك ٍـ ىر و‬
‫الخ ًاد يـ‬
‫اع ىيةه كىي ىم ٍس يؤكلىةه عف ىرًعيَّتًيىا‪ ،‬ك ى‬
‫اع كىك مسؤك هؿ عف رًعيَّتً ًو‪ ،‬كالم أرىةي في ب ٍي ًت ىزك ًجيا ر ً‬
‫ٍ ى ى‬ ‫ى‬ ‫ىٍ‬ ‫ى‬ ‫ى ٍي‬ ‫ىر و‬
‫سكؿ المَّ ًو صمَّى اهللي عميو‬‫ت ىىؤىال ًء ًمف ر ً‬
‫ى‬
‫ً‬
‫قاؿ‪ :‬فى ىسم ٍع ي ي‬‫اع كىك ىم ٍس يؤك هؿ عف ىرًعيَّتً ًو‪ .‬ى‬ ‫اؿ ىسيًّْد ًه ىر و‬ ‫في م ً‬
‫ى‬
‫اع كىك ىم ٍس يؤك هؿ عف‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الريج يؿ في ىماؿ أبيو ىر و‬ ‫قاؿ‪ :‬ك َّ‬ ‫َّ‬
‫بي صمى اهللي عميو كسم ىـ ى‬ ‫َّ‬ ‫ب النَّ َّ‬ ‫ً‬ ‫كسمَّ ىـ‪ ،‬كأ ٍ‬
‫ىحس ي‬
‫اع ك يكمُّ يك ٍـ ىم ٍس يؤك هؿ عف ىرًعيَّتً ًو " (البخارل‪.)َِْٗ ،‬‬ ‫ىرًعيَّتً ًو‪ ،‬فى يكمُّ يك ٍـ ىر و‬
‫‪ -3‬التركيز عمى المعوقات‪:‬‬
‫يركز مف يعانى مف التدمير الذاتى عمى كضع المعكقات كالعقبات أماـ كؿ فرصة سانحة ‪،‬‬
‫بدال مف استغبلؿ اإليجابيات التى قدتتضمنيا تمؾ المعكقات كالبناء عمييا لمكصكؿ إلى‬
‫األىداؼ‪ ،‬فالغالب عمى ىذه الشخصية عدـ الرغبة فى اإلنجاز كالشعكر باالستسبلـ‪ ،‬كالرككف‬
‫إلى الفشؿ كاستدعاء أسبابو‪ ،‬بدال مف مكاجية التحديات كالتغمب عمييا‪ ،‬كمع كؿ محاكلة يفشؿ‬
‫فى تحقيقيا يتكلد لديو شعكر عدـ استطاعة القياـ بيذا األمر‪ ،‬كأنو فكؽ طاقتو‪ ،‬كضركرة عدـ‬
‫االستم اررفيو‪ ،‬كدائما ما يشعر بالحب لذاتو عند النجاح‪ ،‬كيكرىيا كيميؿ لبلنتقاـ منيا كتكجيو‬
‫المكـ ليا عند حدكث الفشؿ‪ ،‬كمع اإلستمرار في ذلؾ يتحكؿ لديو النجاح إلى فشؿ كشعكر‬
‫بعدـ استحقاؽ النجاح‪.‬‬
‫كمف الطبيعى أف اإلنساف الذل يسعى لتنمية ذاتو اليفكر فى الصعكبات كالمعكقات التى قد‬
‫تظير فى طريؽ تحقيؽ إنجازاتو‪ ،‬بؿ يحاكؿ التغمب عمييا مف أجؿ الكصكؿ ألىدافو كصقؿ‬
‫ذاتو‪ ،‬كىذا ما أمر بو اإلسبلـ حيث يعد تغيير الذات ىك األساس كالمنطمؽ ألل تغيير ‪ ،‬قاؿ‬
‫تعالى "إف اهلل اليغير مابقكـ حتى يغيركا ما بأنفسيـ "(الرعد‪ ، )ُُ:‬كىذا يستمزـ إصبلح‬
‫النفس كتطكرىا ‪ ،‬كالسعى لتحقيقيا‪ ،‬مف أجؿ سعادة الفرد كجعؿ حياتو ذات معنى كقيمة‪.‬‬
‫‪ -4‬االنتقاد الدائم لمذات ‪:‬‬
‫اإلنساف لنفسو كالكقكؼ عمى مزاياىا كايجابياتيا ‪ ،‬كتعرؼ عيكبيا كنقائصيا‬ ‫يمثؿ إدراؾ‬
‫كالنجاح ‪ ،‬ألنو بدكف إدراؾ اإلنساف لقدراتو فمف يجيد تكظيفيا التكظيؼ‬ ‫سبيؿ اإلنجاز‬
‫أف عدـ إدراؾ اإلنساف لنقاط ضعفو يجعؿ مف الصعكبة عبلجيا أك تفادل‬ ‫اإليجابى‪ ،‬كما‬
‫عف التدمير الذاتى الذل يدفعو إلى الرككف عف العمؿ كاإلنجاز‪.‬‬ ‫أضرارىا‪ ،‬بعيدا‬

‫‪134‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كالنقد الذاتى ال يعني أف يقعد المرء عف العمؿ أك يتراخى فى بمكغ مرتبة الكماؿ‪ ،‬بؿ ىك‬
‫السعي كبذؿ الجيد لبمكغ الكماؿ‪ ،‬كىك عممية مستمرة مدل الحياة‪ ،‬فاإلنساف اليتكقؼ عف‬
‫العمؿ كالتقييـ كتصحيح المسار‪ ،‬إال أف األمر يختمؼ لدل صاحب الشعكر بالتدمير الذاتى‪،‬‬
‫حيث يسيطر عميو حالة دائمة مف النقد المعكؽ لمذات‪ ،‬ذلؾ النقد السمبي المبنى عمى النظرة‬
‫التشاؤمية لمحياة‪ ،‬كالتى يتكلد عنيا القناعة بعدـ الجدكل كالقصكر كالعجز ميما بذؿ مف‬
‫مجيكد‪ ،‬كمايرتبط بالنقد الدائـ لمذات مشاعر كراىية الذات كالنفكر منيا كاالستسبلـ لميكاجس‬
‫كالرككف لمعجزكعدـ اإلنجاز‪ ،‬كتذكر اإلخفاقات التى تعرض ليا‪ ،‬دكنما رغبة في التغيير‪،‬‬
‫كمف خبلؿ النقد الدائـ لذاتو تضعؼ ىمتو عف تحقيؽ األىداؼ‪ ،‬كتكجيو المكـ ليا بصكرة‬
‫تدفعو لميأس كاالستسبلـ ‪.‬‬
‫كنقد الذات فى اإلسبلـ ليس اليدؼ منو إحباط الفرد‪ ،‬بؿ ييدؼ إلى االرتقاء بالنفس إلى‬
‫الكماؿ كالخير الذل يرفع قدرىا كيعمى مف شانيا‪ ،‬كيقييا عكامؿ االنحراؼ‪ ،‬كيقكميا مف أل‬
‫اعكجاج عف المنيج اإلسبلمى‪ ،‬كىذا يكلد فى النفس اإليجابية‪ ،‬كعكامؿ االستقرار النفسى الذل‬
‫يؤىميا لممستقبؿ بجدية بعيدا عف إنييار الذات‪ ،‬قاؿ تعالى "قد أفمح مف زكاىا ‪ ،‬كقد خاب‬
‫مف دساىا"‪(.‬الشمس‪.)ٗ،َُ:‬‬
‫‪ -5‬المقارنة بالغير والشعور بالدونية‪:‬‬
‫مف مؤشرات التدمير الذاتى لدل الفرد دكاـ عقد المقارنات بينو كبيف غيره بدال مف‬
‫التركيزعمى ذاتو‪ ،‬كتكجيو ىذه المقارنات بينو كبيف نفسو‪ ،‬كما حققو مف إنجازات فى الماضى‪،‬‬
‫كانجازاتو الحالية كتطمعاتو المستقبمية‪ ،‬كلذلؾ يغمب عمى ىذه الشخصية االنفصاؿ عف الكاقع‬
‫كعدـ معايشة الحاضر‪ ،‬كسيطرة النزعة الداعية إلفساد كؿ لحظة فى حياتو‪ ،‬فأكثر مايصيب‬
‫اإلنساف بالقمؽ كالتكتر التفكير فى الماضى أك الخكؼ مف المستقبؿ كعدـ معايشة الحاضر‪،‬‬
‫بدال مف التركيز عمى العمؿ كاالجتياد الذل دعا إليو اإلسبلـ‪ ،‬قاؿ تعالى "كقؿ اعممكا فسيرل‬
‫اهلل عممكـ كرسكلو كالمؤمنكف"‪(.‬التكبة‪)َُٓ:‬‬
‫كعقد المقارنات بيف الشخص كاْلخريف قد تكلد لدل الشخص الشعكر باليأس‪ ،‬ألف‬
‫المقارنة غيرمنطقية كعكاقبيا غير محمكدة‪ ،‬فكؿ شخص لو مف الظركؼ كالتحديات التى‬
‫تختمؼ عف اْلخريف‪ ،‬كبدال مف تركيزالفرد عمى عقد المقارنات بيف ذاتو كبيف اْلخريف‪ ،‬ينبغى‬
‫عميو النظرة بكاقعية إلى ذاتو كقدراتو‪ ،‬كالبيئة التى يعيش فييا‪ ،‬كالسعى إلى زيادة كتعزيز‬
‫قدراتو كامكانياتو باالجتياد كالتعمـ كالعمؿ دكف التأثر بما يممكو اْلخركف‪ ،‬أكالعمؿ عمى تغيير‬
‫‪135‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫مستكل بيئتو حسب االستطاعة‪ ،‬أكتخفيض سقؼ تطمعاتو كآمالو حسب قدراتو ‪ ،‬ألف التركيز‬
‫عمى الذات يجمب النجاح ‪ ،‬أما عقد المقارنات اليجمب سكل الشعكر باإلحباط كاليأس‪.‬‬
‫كمف يقارف نفسو باْلخريف فيراىاأقؿ مف غيره لديو مشكمة فى تقديره لذاتو‪ ،‬فميما امتمؾ‬
‫مف المكاىب كالقدرات يراىا قميمة كغير كافية‪ ،‬كمعمكـ أف الشعكر بالذات كبحجـ الذات يبدأ‬
‫مف الشخص‪ ،‬فتعظيـ الذات أك التقميؿ مف شأنيا يبدأ مف صاحبيا‪ ،‬ثـ ينتقؿ بعد ذلؾ لمف‬
‫حكؿ الشخص فى المجتمع‪ ،‬فعػدـ الثقة بالنفس أمػاـ اْلخػر‪ ،‬كالنظرة الدكنية لمذات كالنظر‬
‫لآلخر عمى أنو دائما األفضؿ‪ ،‬مع االستصغار كاإلقبلؿ مف الذات مقارنة باْلخر‪ ،‬يؤدل إلى‬
‫الشعكر باليأس كاإلحباط‪ ،‬الذل يدفعو إلى تكجيو عكامؿ االنتقاـ كالقسكة لمذات‪.‬‬
‫فالكاجب عمى الفرد القناعة بما كىبو اهلل عزكجؿ لعباده مف القدرات كاالستعدادات ‪،‬‬
‫كاالجتياد كالتطمع لمستكل أفضؿ دكف التأثر بما يمتمكو اْلخركف مف القدرات كاإلمكانيات‪،‬‬
‫ألف التفكير فيما يمتمكو اْلخركف بطريقة سمبية ‪ ،‬يضعؼ الطاقات الكامنة فى داخؿ اإلنساف‪،‬‬
‫كيفقده الثقة بالذات كيضعؼ مف السعى نحك النجاح ‪ ،‬فحب الخيرلآلخريف كتقديـ المساعدة‬
‫ليـ شرط مف شركط اإليماف‪ ،‬كمما يضفى عمى النفس الشعكر بالسعادة كاالستقرار النفسى‪،‬‬
‫يؤكد ذلؾ قكؿ الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ "اليؤمف أحدكـ حتى يحب ألخيو ما يحب‬
‫لنفسو"(البخارل‪.)ُّ ،‬‬
‫‪- 6‬ليس لديه أهداف‪:‬‬
‫تتكقؼ مسيرة اإلنساف فى حياتو عمى كجكد ىدؼ يسعى لتحقيقو مف أجؿ تغييرالكاقع‬
‫المعايش‪ ،‬كرفع مستكاه الفكرل كالمادل‪ ،‬ألف األىداؼ ىى الطاقة المحركة لمحياة‪ ،‬كىى التى‬
‫تحفظ حياة اإلنساف مف الفكضى كالتشتت‪ ،‬كبدكف كجكد ىدؼ لدل اإلنساف تصبح حياتو ببل‬
‫معنى‪ ،‬كمعمكـ أف كجكد ىدؼ لدل اإلنساف يعزز مف ثقتو بذاتو كقدراتو‪ ،‬كينمى لديو‬
‫اإليجابية‪ ،‬كما يجعمو فى مأمف مف أف يككف عرضة لبلستيداؼ مف اْلخريف‪ ،‬أما السمة‬
‫الغالبة عمى مف يعانى مف التدمير الذاتى التشتت كعدـ كضكح الرؤية كاليدؼ‪ ،‬الذل يجعمو‬
‫يتخاذؿ عف السعى كراء أىدافو بحجة أنيا أكبر مف قدراتو‪ ،‬كىذا ما يجعؿ حياةالفرد عرضة‬
‫لكثير مف الضغكط كالمشكبلت كاألزمات النفسية‪ ،‬كما يجعؿ لديو قبكؿ بالكضع الراىف مع‬
‫افتقاد الرغبة فى تحسينو أك تجاكزه‪ ،‬ألف تحديد اليدؼ يساعد عمى االنضباط الذاتى‪.‬‬
‫إف تحديد األىداؼ "عادة ثمينة كحاسمة فى حياتنا كيجب أف تعتمد عمى إدراؾ حقيقة لما‬
‫نريد‪ ،‬كحتى التككف العممية ركتينية‪ ،‬أكتخمك مف التعبير الحقيقى عف شخصياتنا‪ ،‬كحتى‬

‫‪136‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫التتأثر بظركفنا الطارئة أك تقييمنا السطحى لحياتنا‪ ،‬أك نقع ضحية لتقميد اْلخريف أك‬
‫ارضائيـ‪ ،‬فإننا يجب أف نغكص فى أعماؽ ذكاتنا كنتعرؼ عمى أنفسنا كنكتشؼ دكافعنا‬
‫كحاجاتنا كامكاناتنا الحقيقية"(القعيد‪ُِِْ ،‬ق‪)ُٖٓ ،‬‬
‫فالكاجب عمى الفرد التفكير فى كؿ مايقكـ بو كالبحث عف مؤىبلتو كقدراتو التى تمنحو‬
‫القدرة عمى التعمـ ‪،‬كتطكير ذاتو ككقايتيا مف االنييار‪ ،‬كتحديد أىدافو ككيفية الكصكؿ إلييا‪،‬‬
‫كحؿ ما يعترضو مف مشكبلت قدتعكقو‪ ،‬كىذا ما يمنح ذات الفرد االستق اررالنفسى كمقاكمة‬
‫عكامؿ تكجيو المكـ كالقسكة لمذات‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم الرضا عن الحياة‪:‬‬
‫يكاجو اإلنساف عمى امتداد حياتو بعض المشاعرالسمبية مف كقت ْلخر‪ ،‬كلكف إذا طالت‬
‫مدتيا كظمت فى تزايد دكف سبب منطقى‪ ،‬دؿ ذلؾ عمى كجكد خمؿ نفسى‪ ،‬كعدـ ثقة الفرد‬
‫كتقديره لذاتو‪ ،‬كافتقاده لمقدرة عمى مكاجية المكاقؼ الصعبة‪ ،‬كىذا مايدفع اإلنساف‬
‫نحكمشاعرعدـ الرضا عف الحياة‪ ،‬كعدـ تقبؿ األكضاع الحياتية ‪ ،‬كيسبب لديو العديد مف‬
‫الضغكط التى تدفعو إلى عدـ الرضا عف حياتو‪ ،‬كعف ذاتو‪ ،‬كالتى تفقده السعادة فى عممو‬
‫كفى عبلقاتو االجتماعية‪ ،‬كمف يعانى مف مشاعر القسكة تجاه الذات يخضع لتأثيرات الضغكط‬
‫كاألحداث الصعبة فى الحياة‪ ،‬كتنعكس عمى ذاتو بتدنى احترامو ليا‪ ،‬كتفاقـ المشاعر السمبية‬
‫تجاه الذات ‪ ،‬كما يعانى مف األزمات النفسية بصفة مستمرة ‪.‬‬

‫كمعمكـ أف الحياة الدنيا دار ابتبلء كاختبار قاؿ سبحانو كتعالى"إنا جعمنا ماعمى األرض زينة‬
‫ليا لنبمكىـ أييـ أحسف عمبل"(الكيؼ‪ ،)ٕ:‬كقاؿ تعالى" الذم خمؽ المكت كالحياة ليبمككـ أيكـ‬
‫عز كج ٌؿ‪ -‬عمى عباده‬ ‫أحسف عمبل كىك العزيز الغفكر"(الممؾ‪ ، )ِ:‬فكاف مف سنف اهلل ‪ٌ -‬‬
‫ؼ كاٍل يجكًع كىن ٍق و‬ ‫ً‬ ‫ً و‬
‫ص ّْم ىف‬ ‫ى‬ ‫اإلبتبلء في الحياة الدنيا‪ ،‬قاؿ اهلل تعالى" ىكلىىنٍبمي ىكَّن يكـ ب ىش ٍيء ّْم ىف اٍل ىخ ٍك ى‬
‫اؿ ك ٍاألىنفي ً َّ ً‬ ‫ً‬
‫يف"(البقرة‪.)ُٓٓ:‬‬ ‫س ىكالث ىم ىرات ىكىب ّْش ًر الصَّابً ًر ى‬ ‫ٍاأل ٍىم ىك ى‬
‫كاإلنساف المتكازف نفسيا ىك مف يقابؿ الضغكط كالصدمات بالصمكد كالصبر‪ ،‬كال يعطى‬
‫مجاال لسيطرة األكىاـ كالكساكس عمى نفسو‪ ،‬كليعمـ أف االبتبلءبالمصائب كاألحزاف كاليمكـ‬
‫جعمو اهلل عزكجؿ مف كفارات الذنكب لممؤمف كرفعة لدرجاتو فى اْلخرة ‪ ،‬حيث قاؿ الرسكؿ‬
‫كص وب‪ ،‬كىال ىى ٍّـ كىال يح ٍزوف كىال أ نذل كىال‬ ‫ً ً‬ ‫ً‬
‫ص وب كىال ى‬ ‫الم ٍسم ىـ‪ ،‬مف ىن ى‬ ‫يب ي‬ ‫صمى اهلل عميو كسمـ " ما ييص ي‬
‫ط ىاياه"(البخارل‪.)ُْٓٔ ،‬‬ ‫الش ٍك ىك ًة يي ىشا يكيىا‪َّ ،‬إال ىكفَّىر المَّوي بيىا ًمف ىخ ى‬ ‫ىغ ٍّـ‪ ،‬حتَّى َّ‬
‫‪137‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كفى التصدل لسمكؾ التدمير الذاتى يجب تربية المسمـ عمى الرضا كالتقبؿ لكؿ شئ فى‬
‫الحياة سكاء كاف إيجابيا أك سمبيا بالنسبة لو ‪ ،‬حتى اليعرض ذاتو ألزمات نفسية تعصؼ بيا‪،‬‬
‫أل ف عدـ الرضا بالكاقع الحياتى بإيجابياتو كسمبياتو ‪ ،‬كالنظرة لمحياة باعتبارىا استحقاؽ كمى‬
‫لو‪ ،‬ينعكس عمى الفرد بعدـ الشعكر بالرضاعف الحياة التى يعيشيا‪ ،‬كيطمع فى استحقاؽ‬
‫المزيد‪ ،‬بؿ يرل أنو جدير بامتبلؾ كؿ شئ فى الحياة‪.‬‬
‫‪- 8‬الخوف والقمق من المستقبل ‪:‬‬
‫مف األمكر الشائعة بيف أفراد المجتمع الخكؼ مف المستقبؿ ‪ ،‬الذل قد تككف األحداث‬
‫كالظركؼ كالمتغيرات التى تحدث سببا فى حدكثو عند بعض األشخاص ‪ ،‬لكف مف يعانى مف‬
‫التدمير الذاتى لديو قمؽ مف المستقبؿ يتعمؽ بالخكؼ مف الخطكات التى ستقكده لمنجاح فى‬
‫المستقبؿ‪،‬فيك غير مؤىؿ لذلؾ ‪ ،‬لذا يعانى مف المبالغة فى التركيز عمى الماضي‪ ،‬كالمعاناة‬
‫مف الحاضرالمعايش‪ ،‬كعدـ التفاؤؿ كافتقاد األمؿ فى المستقبؿ‪ ،‬كبالتالي انعداـ فرص الشعكر‬
‫باألمف‪ ،‬كىذا الشعكر ما يكلد لدل المدمر ذاتيا البلمباالة السمككية كاالنفعالية كالرككف‬
‫كاالستسبلـ لمكاقع بكؿ آالمو‪ ،‬كانحسار الطمكحات لديو‪ ،‬دكنما محاكلة لمتغيير نتيجة‬
‫الشعكرباإلحباط كالعجز كاليأس مف تغيير الكاقع المعايش‪.‬‬
‫كلذا يجب تربية الفرد عمى مكاجية ىذا الشعكر باستغبلؿ الحاضركالتركيز فيو بمداكمة‬
‫النشاط كالجيد كالعمؿ‪ ،‬كعدـ االستسبلـ لؤلكىاـ كالكساكس‪ ،‬كعدـ االنشعاؿ بيكاجس الماضى‬
‫كأحزانو‪ ،‬أكاستيبلؾ التفكير فى شبح المستقبؿ كمخاكفو‪ ،‬كى يتخمص مف كافة المخاكؼ التى‬
‫قد يككف ليا انعكاسات سمبية عمى سمككو‪ ،‬كمف ثـ ينعـ بالراحة كاليدكء النفسى‪ ،‬كليذا كجو‬
‫الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ المسمـ إلى ما ينبغى أف تككف عميو عبلقتو بالدنيا‪ ،‬فقد ركل عف‬
‫بم ٍن ًكبًي‪ ،‬فىقى ى‬
‫اؿ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ ً َّ‬
‫أخ ىذ ىرسك يؿ المو صمى اهللي عميو كسمـ ى‬ ‫عبد اهلل بف عمر أنو قاؿ ‪ " :‬ى‬
‫ت فبل تىٍنتى ًظ ًر‬ ‫أم ىس ٍي ى‬
‫ابف يع ىم ىر يقك يؿ‪ :‬إ ىذا ٍ‬‫ككاف ي‬
‫ى‬ ‫يب أك ىعابًر سبً و‬
‫يؿ"‪،‬‬ ‫ي ى‬ ‫يك ٍف في ُّ‬
‫الد ٍن ىيا ىك َّأن ىؾ ىغ ًر ه ٍ‬
‫ض ىؾ‪ ،‬ك ًم ٍف ىح ىياتً ىؾ‬ ‫صحَّتً ىؾ لًمر ً‬
‫ىى‬
‫كخ ٍذ ًمف ً‬‫ي‬ ‫اء‪،‬‬
‫الم ىس ى‬
‫ً‬
‫ت فبل تىٍنتىظ ًر ى‬‫أص ىب ٍح ى‬
‫اح‪ ،‬كا ىذا ٍ‬ ‫َّب ى‬
‫الص ى‬
‫لً ىم ٍكتًؾ"(البخارل‪).ُْٔٔ ،‬‬
‫‪ -9‬استهال ك الطاقة الذاتية باإلقبال عمى تحديات كبيرة‪:‬‬
‫مف مؤشرات التدمير الذاتى لدل الفرد استنفاذ طاقتو فى أمكر تفكؽ قدراتو‪ ،‬كاإلقباؿ عمى‬
‫تحديات كبيرة بدكف استعداد‪ ،‬أكحتى اإلقداـ عمييا بصكرة متدرجة ‪ ،‬كذلؾ يعد مف باب‬

‫‪138‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫اإلسراؼ كتحميؿ النفس بما الطاقة ليا‪ ،‬كما يفكؽ استعداداتياسكاء فى المجاؿ العممى‪ ،‬أك‬
‫مجاؿ العمؿ‪.‬‬
‫كينبغى مراعاة التكازف فى الطبيعة البشرية فى أداء المياـ كالقياـ بالكظائؼ‪ ،‬كاألخذ فى‬
‫االعتبار أف مسايرة تكازف الطبيعة البشريةيقتضى مراعاة المكاءمة بيف العمؿ كالراحة‪،‬‬
‫كالحماس كالسككف‪ ،‬تجنبا إلرىاؽ الذات‪ ،‬أما التجاىؿ التاـ لمطبيعة البشرية كعدـ مراعاة ذلؾ‪،‬‬
‫ينذر بفقداف استمرار فاعمية الفرد كأف يؤدل عممو عمى غير الكجو المقبكؿ‪ ،‬أكتككف النتائج‬
‫المرجكة مف عممو أقؿ مف المتكقع ‪ ،‬فضبل عف أف تحميؿ النفس فكؽ طاقتيا قد يؤدل إلى‬
‫نتائج عكسية‪ ،‬كليذا حذر الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ مف تحميؿ ذات اإلنساف بما الطاقة‬
‫أح ىد يك ٍـ إ ىذا‬
‫فإف ى‬ ‫عنو َّ‬
‫الن ٍكيـ‪َّ ،‬‬ ‫ب ٍ‬ ‫صمّْي ىفٍم ىي ٍرقي ٍد‪ ،‬حتَّى ىي ٍذ ىى ى‬
‫أح يد يك ٍـ كىك يي ى‬ ‫لو بو‪ ،‬فقاؿ ‪ ":‬إ ىذا ىن ىع ىس ى‬
‫ب ىن ٍف ىسو"(البخارل‪ ،)ُِِ ،‬فحمؿ النفس عمى‬ ‫اع هس‪ ،‬ال ىي ٍد ًرم لى ىعمَّوي ىي ٍستى ٍغ ًف ير فىىي يس ُّ‬‫صمَّى كىك ىن ً‬
‫ى‬
‫أداء العبادة مع عدـ التحمؿ قديؤدل إلى نتائج عكسية‪.‬‬
‫كالمسمـ مأمكر بالعمؿ عمى قدر طاقتو كاستطاعتو‪ ،‬كجعؿ نشاطو فى إطارطاقتو‪ ،‬دكف‬
‫إىانة لمذات أك إذالؿ ليا‪ ،‬فقديضع اإلنساف نفسو أماـ اختبارصعب ‪ ،‬كالضماف لمنجاح فيو‪،‬‬
‫كىذا ماينعكس بالسمب عمى ذاتو ‪ ،‬كلذا حذرالرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ مف ذلؾ بقكلو "ال‬
‫الببلء لما ال‬ ‫ً‬ ‫يتعرض مف‬ ‫نفسو ؟ ! قاؿ ‪:‬‬ ‫ً ُّ‬ ‫ً َّ‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫نفسو‪ ،‬قالكا ‪ :‬ككيؼ ييذؿ ى‬ ‫لممؤمف أف ييذؿ ى‬ ‫ينبغي‬
‫يؽ"(الترمذل‪ ، ) ِِْٓ ،‬فضبل عف أف مف لكازـ الطبيعة البشرية االسترخاء كالراحة بيف‬ ‫يي ًط ي‬
‫فترات النشاط‪ ،‬كىذا التكازف ىكالسبيؿ لضماف االيجابية كالتكظيؼ الفعاؿ لطاقة الفرد‪ ،‬كتحقيقو‬
‫ألىدافو‪ ،‬كاالرتقاء بذاتو‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬مراحل التدمير الذاتى‪:‬‬
‫يمثؿ التدمير الذاتى أحد سمات الشخصية السمبية التى تخضع لمتطكركالتزايد‪ ،‬كتأخذ فى‬
‫تطكرىا المراحؿ التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحمة التنشئة السمبية المبكرة‪:‬‬
‫تبدأ ىذه المرحمة مف بدايات حياة اإلنساف ‪ ،‬فقد يفتقد الشخص فى بدايات حياتو الرعاية‬
‫الجيدة كاالىتماـ مف قبؿ الكالديف‪ ،‬كما يفتقد الشعكر باألمف فى ظؿ كجكده فى أسرة مفككة‪،‬‬
‫أكقد يتعرض لمعقاب المتكرر مف قبؿ المعمميف بالمدرسة نتيجة التقصير فى القياـ بالكاجبات‬
‫المطمكبة منو‪ ،‬كؿ ذلؾ يؤدل بالشخص إلى سيطرة شعكراليأس عمى ذاتو‪ ،‬كالعجز عف‬

‫‪139‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫مكاجية ذلؾ‪ ،‬مما يجعؿ مف التنشئة السمبية فى بدايات مراحؿ نمك الشخص أحد الدكافع‬
‫لسمكؾ التدمير الذاتى كتكجيو االنتقاـ لذاتو‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحمة التصور الخاطئ لطبيعة الذات أو الحياة أواآلخرين‪:‬‬
‫يعانى الشخص المدمر ذاتيا مف سيطرة بعض المفاىيـ الخاطئة عمى تفكيره عف ذاتو‬
‫كحياتو كاْلخريف ‪ ،‬كالتى غالبا ما تككف ناتجة عف تجاربو السمبية فى الحياة‪ ،‬كبسيطرة ىذه‬
‫المفاىيـ عمى الشخص يصبح ليا تأثير كبير عمى الطريقة التى يعيش بيا حياتو‪ ،‬كيعززىذا‬
‫التصكر الخاطئ لديو مف تصاعد كتزايد التفكير فى التدمير لذاتو‪ ،‬كما تسيطر عميو المشاعر‬
‫السمبية‪ ،‬كفقداف األمؿ فى المستقبؿ‪ ،‬فإذا كاجو صعكبات كأزمات فى الحياة يتغمب عميو‬
‫شعكر اليأس كعدـ استحقاقو لمكجكد فى الحياة‪ ،‬كاذا تعرض لئليذاء مف قبؿ اْلخريف يسيطر‬
‫عميو شعكر كجكب أف يككف سيئا مثؿ اْلخريف‪ ،‬كىذا يتناقض مع ما دعا إليو اإلسبلـ‬
‫بضركرة تربية المسمـ عمى التميز كعدـ التقميد األعمى‪ ،‬فقاؿ صمى اهلل عميو كسمـ" ال تىككنكا‬
‫أحسف‬ ‫أنفسكـ‪ ،‬إف‬ ‫ّْ‬ ‫َّ‬ ‫أحسف َّ‬
‫ى‬ ‫أحسنا‪ ،‬كاف ظممكا ظمىمنا‪ ،‬كلىكف كطنكا ى‬ ‫اس‬
‫الن ي‬ ‫ى‬ ‫تقكلكف‪ :‬إف‬
‫ى‬ ‫إمعةن‪،‬‬
‫َّ‬
‫حسنكا‪ ،‬كاف أساءكا فبل تظمًمكا"‬
‫الناس أف تي ً‬
‫َّ ي‬
‫( الترمذل‪ ،‬ح رََِٕ)‪.‬‬
‫‪-3‬مرحمةالخوف المستمر وفقدان الشعور باألمان‪:‬‬
‫يعانى الشخص المدمر ذاتيا فى ىذه المرحمة مف الخكؼ المستمر مف اْلخريف ‪ ،‬كمف‬
‫دكاـ الشعكر بعدـ األماف نتيجة المركر بظركؼ صعبة‪ ،‬أك حدكث خسارة مفاجئة سكاء كانت‬
‫مادية أكمعنكية‪ ،‬أكصدمة نفسية‪ ،‬كالشعكر بالخكؼ قديككف عميقا‪ ،‬فيصؿ بالمدمر ذاتيا إلى‬
‫سيطرةالخكؼ عمى جنبات ذاتو‪ ،‬كاليكاجس التى تجعمو يرل اْلخريف فى المجتمع أعداء‬
‫يتربصكف بو مف أجؿ إيذائو كاإلضرار بو‪ ،‬كبالتالى يصبح الشخص دائـ القمؽ كاليكاجس‬
‫كالخكؼ مف كؿ شخص‪ ،‬ككؿ شئ فى الحياة ‪ ،‬كىذا يشجع المدمر ذاتيا عمى معاقبة نفسو‬
‫ألنيا المسئكلة عما يعانيو‪ ،‬كالكقكع فى دائرة الصراع الداخمى الذل يمثؿ معكقا لو عف التقدـ‬
‫كاإلنجاز‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحمةعدم القدرة عمى التكيف وحماية الذات ‪:‬‬
‫يتعرض الكثير مف الناس لمعديد مف الضغكط كالمشكبلت الحياتية‪ ،‬كينجح أغمب الناس‬
‫فى القدرة عمى التكيؼ مع ىذه الضغكط كالمتغيرات الحياتية‪ ،‬لكف البعض يفتقدالتكيؼ‬
‫كالمكاجية مما يدفعو إلى سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كىذه الضغكط المتبلحقة عمى الشخص تؤدل‬

‫‪140‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫إلى الشعكر بفقداف األمؿ ‪ ،‬كعدـ االستمتاع بالحياة‪ ،‬كاتخاذ ق اررات متيكرة كغير حكيمة يمكف‬
‫أف تصؿ إلى اإلدماف أكالتفكير فى االنتحار‪ ،‬لكضع حد لمضغكط التى تؤثر بصكرة‬
‫سمبيةعمى حياتو بناء عمى ما تكلد لديو مف القناعة بذلؾ ‪.‬‬
‫كيقع مف يعانى مف التدمير الذاتى فى كراىية الذات كرد فعؿ لصدمة تعرض ليا أك مكقؼ‪،‬‬
‫كيترتب عمى ذلؾ قمة االنتاج كتكقؼ اإلنجازكالعزلة االجتماعية‪ ،‬كبدؿ مف االستفادة مف‬
‫األخطاء كاعادة البناء الذاتى يكجو انتقامو نحك الذات‪ ،‬كألف الذات ىى مصدر العطاء‬
‫كتحقيؽ النجاح ‪ ،‬يفتقد القدرة عمى التكيؼ نتيجة اإلخفاقات المتكررة كالعجزعف تحقيؽ‬
‫اإلنجاز‪ ،‬فطريؽ استعادة بناء الذات كحمايتيا‪ ،‬كمنحيا حؽ التقدير كتطكيرىا كتنميتيا‪ ،‬أىـ‬
‫عامؿ مف عكامؿ تحقيؽ الفرد لمتكيؼ كالتعايش بصكرة إيجابيةمع ذاتو كاْلخريف‪.‬‬
‫‪ -5‬مرحمةاخفاء المشاعروالذات الحقيقية‪:‬‬
‫فى ىذه المرحمة يحاكؿ الشخص المدمر ذاتيا اخفاء الشعكر الداخمى بالخكؼ المسيطر‬
‫عمى نفسو‪ ،‬محاكال إظيار السيطرة عمى النفس أماـ اْلخريف رغبة فى الحصكؿ عمى القبكؿ‬
‫كالتقديرلدييـ‪ ،‬كمف أجؿ أف يجعؿ سمككو الظاىر إيجابيا يمقى القبكؿ كالمكافقة لدل الناس‪،‬‬
‫بصكرة التعبر عما بداخمو مف تكتر كصراع داخمى ‪ ،‬لذا فيك دائـ التبرير لما يقكـ بو مف‬
‫سمككيات‪ ،‬كأف تصرفاتو تقع فى نطاؽ مايريده ‪ ،‬فإذا بدا لآلخريف ميمو لمعزلة كاالنطكاء يفسر‬
‫ذلؾ بأنو ممارسة التدبر كالتفكر‪ ،‬كيفسر ما يعانيو مف كىف كضعؼ بأنو زىد ككرع ‪ ،‬كيفسر‬
‫انيزاميتو كاستسبلمو بأنو طاعة‪. ...‬‬
‫كالشؾ أف الكذب كالتبرير لمسمكؾ مف المدمرات لذات اإلنساف ‪ ،‬فيك مصدرنفكرلآلخريف‬
‫مف الفرد‪ ،‬كانعداـ الثقة فى التعامؿ معو‪ ،‬عمى النقيض فإف صدؽ تعامؿ الفرد مع ذاتو كمع‬
‫اْلخريف‪ ،‬كعدـ استخداـ الكذب كالتبرير سبيبل لميركب مف مشاكمو كمايعانيو مف أحداث‬
‫كضغكط الحياة يسيـ إلى حد كبير فى تنمية ذاتو كتطكرىاكحمايتيا مف التدمير كاالنييار‪.‬‬
‫ىذه ىى مراحؿ تطكر سمكؾ التدمير الذاتى ‪ ،‬كلذلؾ فإف التدخؿ المبكرلمسيطرة عمى ىذا‬
‫المرحؿ ىك عندما يبدأ‬‫ا‬ ‫السمكؾ كمقاكمتو أمر بالغ األىمية‪ ،‬ألف الخطر الحقيقي في تمؾ‬
‫الشخص الذل يعانى مف التدمير الذاتى في القناعة بكذبو كتصديقو‪ ،‬حينئذ سيصؿ الشخص‬
‫إلى النتيجة األكثر احتماال كىي التخمص مف النفس بالتفكير فى االنتحار‪.‬‬
‫رابعا‪:‬مجاالت التدمير الذاتى‪:‬‬

‫‪141‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫يتغمؿ التدمير الذاتى فى شتى جكانب الحياة‪ ،‬لكف تبدك آثاره السمبية عمى النفس بكضكح‬
‫لدل الشخص الذل يعا نى منو‪ ،‬ألنو مف الممكف أف يسبب لو الكثير مف المشكبلت فى‬
‫حياتو الخاصة كالعامة‪ ،‬كأعمالو كعبلقاتو‪ ،‬كفيما يمى بعض المجاالت األكثر شيكعا لمتدمير‬
‫الذاتى‪:‬‬
‫‪ -1‬مجال العالقات االجتماعية‪:‬‬
‫تمعب شخصية الفرد كالسمكؾ الذل يسمكو فى التعامؿ مع اْلخريف دك ار أساسيا فى تنمية‬
‫ذاتو أك تدميرىا‪ ،‬كىناؾ مف العيكب الشخصية التى تسيـ فى تدمير الذات كما تؤثر فى بناء‬
‫عبلقات اجتماعية مع اْلخريف كالكذب كاألنانية‪ ،‬سرعة الغضب‪ ،‬كلذا فالتحمى باألخبلؽ‬
‫الحسنة كالسمككيات اإليجابيةىى األساس فى بناء عبلقات إجتماعية إيجابية‪.‬‬
‫كيحتاج غالبية األفراد إلى العبلقات اإليجابية فى حياتيـ الشخصية أك المينية‪ ،‬كلكف‬
‫البعض مف الناس اليقكـ بتطكير عبلقاتو‪ ،‬كيفتقد القدرة عمى إنشاء عبلقات إيجابية‪ ،‬أك يقكـ‬
‫بتخريب ىذه العبلقات ‪ ،‬مما يؤدل إلى الشعكر باالغتراب كالعزلة‪ ،‬مما قد يؤثر تأثي ار سمبيا‬
‫ع مى الحالة النفسية لمفرد‪ ،‬كالقدرة االنتاجية لو فى مكاف العمؿ‪ ،‬فكجكد الفرد فى مكاف العمؿ‬
‫مع اْلخريف يتطمب المحافظة عمى عبلقات مينية تتسـ باإليجابية‪ ،‬كتجعؿ الفرد فى مأمف مف‬
‫حدكث المشكبلت بينو كبيف اْلخريف‪.‬‬
‫كالشخص مطالب بمراجعة حياتو كعبلقاتو مع اْلخريف حتى يتمتع بصحة نفسية جيدة‪ ،‬فقد‬
‫يككف الشخص ذاتو ىك سبب العبلقات المتكترة مع اْلخريف‪ ،‬كىذا يستمزـ معالجة جكانب‬
‫القصكرفى عبلقاتو‪ ،‬كدكاـ التكاصؿ معيـ ‪ ،‬كالكقكؼ عمى السمككيات غير المقبكلة لدل‬
‫اْلخريف‪ ،‬كقد نيى اإلسبلـ عف العزلة كعدـ االختبلط باْلخريف حتى يتمتع بصحة نفسية‪،‬‬
‫ً‬
‫الناس ك‬ ‫كيستطيع التكيؼ مع مجتمعو كبيئتو‪ ،‬قاؿ صمى اهلل عميو كسمـ "المؤ ًم يف الذم ييخالًطي‬
‫أذاى ٍـ"(‬
‫صبر عمى ي‬ ‫اس ك ال ىي ي‬ ‫أذاى ٍـ ‪ ،‬أفض يؿ مف المؤ ًم ًف الَّذم ال ييخالًطي َّ‬
‫الن ى‬ ‫ىيصبًير عمى ي‬
‫الترمذل‪.)َِٕٓ ،‬‬
‫يتضح مما سبؽ أف مجاؿ العبلقات االجتماعية كأحد مجاالت التدمير الذاتى يتضمف‬
‫العديد مف السمككيات المدمرة التى قد تظير دكف شعكر مف الفرد فى عبلقاتو‪ ،‬فالغالب أف‬
‫مف يعادم ذاتو كال يحترميا سيتصرؼ بسمككيات تجعمو يفقد احتراـ مف حكلو كيخسر تقديرىـ‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫‪ -2‬مجال العمل‪:‬‬
‫الشؾ أف مساعدة الفرد فى الحصكؿ عمى المعمكمات الكافية عف المينة التى يعمؿ بيا‪،‬‬
‫كالمكاصفات البلزمة لمنجاح بيا‪ ،‬فى ضكء تفيـ الفرد لذاتو ككقكفو عمى قدراتو كاستعدادتو‬
‫كميكلو‪ ،‬كتقديـ الدعـ لو كالخبرات البلزمة لذلؾ‪ ،‬يسيـ ذلؾ فى تحقيؽ عكامؿ االستقرار‬
‫النفسى لدل الفرد كيجنبو عكامؿ الصراع كاالضطراب‪ ،‬ألنو قد يشعر الفرد بأنو اليستحؽ ىذه‬
‫الكظيفة أك أنيا أكبر مف قدراتو ‪ ،‬كبالتالى يسمؾ سمككيات تؤدل لفقدانو ىذه الكظيفة‪ ،‬أك‬
‫نتيجة ليذه السمككيات قد يستغنى عنو صاحب العمؿ‪.‬‬
‫فقديتمتع الشخص بالمكىبة كالقدرة عمى االنتاج فى مجاالت العمؿ المختمفة ‪ ،‬كعمى الرغـ‬
‫مف ذلؾ فإف عدـ قبكؿ الدعـ كاالستفادة مف خبرات اْلخريف قد يؤدل باإلنساف لمتدمير الذاتى‬
‫‪ ،‬ألف رفض اإلنساف لممساعدة الخارجية فى مكقؼ يحتاج فيو إلييا يخالؼ السمكؾ المنطقى‬
‫الداعى لذلؾ ‪ ،‬كخير شاىد عمى ذلؾ مكاجية الشخص لمشكمة فى العمؿ اليستطيع حميا ‪،‬‬
‫كمع تكرار المحاكالت لـ يتمكف مف الكصكؿ لحؿ ‪ ،‬كىك مطالب بتقديـ الحؿ ليذه المشكمة‪،‬‬
‫فالسمكؾ اإليجابى يبنى عمى طمب الدعـ كالمساعدة مف ذكل الخبرات‪ ،‬أما مف يعانى مف‬
‫التدمير الذاتى يميؿ إلى إتماـ أعمالو منفردا ميما كاف األمر صعبا‪ ،‬كميما كانت النتائج‬
‫كلككاف عمى حساب ذاتو كاإليذاء ليا ‪.‬‬
‫‪ -3‬مجال الصحة‪:‬‬
‫كالتدمير الذاتى فى مجاؿ صحة الفرد يبدأ بإىماؿ الصحة الجسميةمف خبلؿ الميؿ لمكسؿ‪،‬‬
‫كعدـ ممارسة الرياضة‪ ،‬أك أل نشاط بدنى‪ ،‬كالسير كعدـ إعطاء الجسـ الحد الكافى مف النكـ‬
‫كالراحة‪ ،‬كاإلفراط فى المأكؿ كالمشرب‪ ،‬كما يدفعو التدمير الذاتى لتناكؿ المكادالمخدرة كنكع‬
‫مف اليركب مف الكاقع الذل يعانى منو التى تؤثربالسمب عمى صحتو الجسمية كقدراتو العقمية‪،‬‬
‫كالنتيجة السمبية لذلؾ سمكؾ منحرؼ ييدد ذات الفرد كاْلخريف‪ ،‬فاإلىماؿ فى الصحة الجسدية‬
‫يؤثر فى مستكيات الطاقة كالحافز نحك إنجاز المياـ كالتكميفات المكمؼ بيا الشخص‪ ،‬فضبل‬
‫عف ككنو غالبا ما يؤثر فى نمط حياتو كانجازاتو‪.‬‬
‫"إف اهلل تعالى قد خمؽ اإلنساف فى أحسف تقكيـ ‪ ،‬كسكاه كعدلو ليعيش حياة الفعالية‬
‫كاإلنجاز‪ ،‬متحمبل مختمؼ الظركؼ كالمصاعب إذا ما اتخذ االحتياطات البلزمة لممحافظة‬
‫عمى نفسو ‪ ،‬كمارس حياتو بتكازف فى التغذية كالعمؿ كالعبادة كالحركة كالنكـ الكافى كالراحة‬

‫‪143‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫المعقكلة كالعبلقات االجتماعية ‪ ،‬كامتنع عف كؿ الممارسات التى تؤذيو كتضره"(جماؿ الديف‪،‬‬


‫ََِٗ‪) ُِْ ،َِْ ،‬‬
‫‪ -4‬مجال العالقات األسرية‪:‬‬
‫اىتـ اإلسبلـ بالعبلقة بيف الزكجيف ككضع ليا مف القكاعد التى تكفؿ تنظيميا عمى أفضؿ‬
‫ما يككف ‪ ،‬كما كضع مف التعاليـ كالكصايا كالتكجييات ما يحقؽ السعادة لمزكجيف‪،‬‬
‫كيساعدىما عمى تجاكز كؿ المشكبلت كاألزمات التي قد تعترض حياتيما الزكجية‪ ،‬كما‬
‫أقرالقكاعد كالضكابط‪ ،‬التي تضمف حقكؽ ككاجبات كؿ طرؼ تجاه اْلخر‪ ،‬كتكفر لمزكجيف‬
‫الحياة المستقرة‪ ،‬كلؤلبناء األماف كاالستقرار‪.‬‬
‫كالتدمير الذاتى فى العبلقات بيف الزكجيف يحدث بطرؽ متعددة فقد يتـ التدمير الذاتى عف‬
‫طريؽ حب السيطرة كدفع الطرؼ اْلخر لمتغيير بغض النظر عف قبكؿ الطرؼ اْلخر لذلؾ‬
‫أكعدـ تقبمو‪ ،‬فيك اليشعر بالرضا عف عبلقتو بزكجتو‪ ،‬كباالستياء مف سمككياتيا‪ ،‬كيرغب فى‬
‫تغييرىا‪ ،‬بدال مف تغيير ذاتو‪ ،‬كلكف ماال يدركو المدمر ذاتيا أف التغيير يتـ بالنصح كاإلرشاد‬
‫كاليتـ باإلجبار ‪ ،‬كلذلؾ أمر المكلى عزكجؿ نبيو بتقديـ النصح كالكعظ لمف لـ يؤمف كعدـ‬
‫إجبارىـ عمى اإليماف‪ ،‬قاؿ تعالى "فذكر إنما أنت مذكر‪.‬لست عمييـ بمسيطر"(الغاشية‪،ِِ :‬‬
‫ُِ)‪،‬كما حث النبى صمى اهلل عميو كسمـ عمى حسف العشرة فقاؿ" ىال ىي ٍف ىر ٍؾ يم ٍؤ ًم هف يم ٍؤ ًم ىنةن‪ٍ ،‬‬
‫إف‬
‫"(مسمـ‪.)ُْٔٗ،‬‬ ‫آخر‬
‫ض ىي منيا ى‬ ‫ىك ًره منيا يخميقنا ر ً‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫كيككف التدمير الذاتى فى العبلقات الزكجية نتيجة ربط مقدار ما يتمتع بو الشخص مف‬
‫السعادة كالتعاسة بالطرؼ اْلخر‪ ،‬فيعانى مف عدـ ثبات كتغير مشاعر السعادة أك التعاسة‬
‫لديو‪ ،‬كعدـ استقرار ىذه المشاعر ناتج عف ارتباطيا بمزاج كتصرفات الطرؼ األخر‪ ،‬كما أف‬
‫العمؿ عمى إرضاء الطرؼ اْلخربصفة مستمرة يؤدل إلى الشعكر باإلرىاؽ كاإلجياد العاطفى‪،‬‬
‫فضبل عف القصكر فى تحقيقو مما يقكد الشخص لمتدمير الذاتى‪.‬‬
‫كما يككف التدمير الذاتى فى العبلقات الزكجية مرجعو الشعكر بعدـ استحقاؽ الطرؼ‬
‫اْلخر‪ ،‬األم ر الذل يدفع الشخص إلى افتعاؿ األزمات كالمشاكؿ ‪ ،‬كانعداـ التكاصؿ بينيما‬
‫بغرض االبتعادكقطع العبلقة بينيما‪ ،‬لسيطرة شعكرداخمى عمى الشخص بعدـ استحقاؽ‬
‫استمرار العبلقة بينيما‪ ،‬كيسعى لتخريب ىذه العبلقة بدكف كعى كبشتى الطرؽ‪.‬‬
‫‪ -5‬مجال األصدقاء‪:‬‬

‫‪144‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫تعد الصداقة مف الركابط االجتماعيةالتى تساعد فى تككيف العبلقات االجتماعية بيف األفراد‬
‫فى المجتمع‪ ،‬ككجكد األصدقاء فى حياة الشخص يسيـ فى تحقيؽ االتزاف النفسى كالسعادة‬
‫لمفرد‪ ،‬كالتقميؿ مف القمؽ كالتكتر لديو‪ ،‬كمايساعد كجكد األصدقاء فى حياة الفرد عمى تطكير‬
‫ال ذات‪ ،‬كتعزيز ثقتو بنفسو كزيادة تقديره كاحترامو لذاتو‪ ،‬كالصديؽ لو دكر فى الدعـ كالمساندة‬
‫لمشخص فى التعامؿ مع ضغكط الحياة كالتغمب عمى األزمات كالتحديات التى قد يتعرض‬
‫ليا‪ ،‬كاحداث التغييرات اإليجابية فى حياة الفرد‪.‬‬
‫كالعبلقات بيف األصدقاء منيا العبلقات اإليجابية التى تعزز مف عكامؿ االستقرار النفسى‬
‫لدل الفرد‪ ،‬كمنيا العبلقات السمبية المؤذية التى تؤدل بالشخص إلى افتقاد الشعكر باألماف‪،‬‬
‫كعدـ االحتراـ‪ ،‬كانعداـ الثقة‪ ،‬كتحكميا المنفعة كالمصمحة‪ ،‬كاالستغبلؿ كاألنانية‪ ،‬كىذا النكع‬
‫مف العبلقات يدمر العبلقات بيف األصدقاء‪ ،‬كيضعؼ مف عممية التكاصؿ بينيـ‪ ،‬كيمكف القكؿ‬
‫أف ىذا النكع مف العبلقات اليدعـ االستقرار النفسى لمفرد حتى يقدـ أفضؿ مالديو‪ ،‬كاليساعده‬
‫عمى أف يككف أفضؿ‪ ،‬كما أف ىذا العبلقات السمبية تغذل عكامؿ اإلحباط كالقمؽ كالتكتر لدل‬
‫الفرد‪ ،‬كتجعمو عرضة لمتدمير الذاتى‪ ،‬نظ ار لما يعانيو الشخص مف صراع دائـ مع نفسو جراء‬
‫عبلقة الصداقة التى تربطو بالصديؽ السمبى‪ ،‬كصفاتو التى تؤذيو بشكؿ دائـ‪ ،‬كلقد أشار‬
‫القرآف الكريـ إلى آثار الصديؽ السمبى عمى الفرد بصرفو عف االستقامة كالعدكؿ بو إلى طريؽ‬
‫الضبلؿ‪ ،‬فقاؿ سبحانو كتعالى"ياكيمتى ليتنى لـ أتخذ فبلناخميبل‪.‬لقد اضمنى عف الذكر بعد إذ‬
‫جاءنى ككاف الشيطاف لئلنساف خذكال"(الفرقاف‪ ،)ِٖ ،ِٗ:‬كما حث الرسكؿ صمى اهلل عميو‬
‫كسمـ عمى صداقة الصالحيف كتجنب صداقة أىؿ الفساد كالضبلؿ ألنيـ سبيؿ الخسراف‬
‫يس السَّكًء‪ ،‬ىك ً‬
‫حام ًؿ‬ ‫يس الصَّالً ًح‪ ،‬كاٍل ىجمً ً‬ ‫الجمً ً‬
‫ٍ‬ ‫كالفشؿ‪ ،‬فقاؿ صمى اهلل عميو كسمـ" َّإنما ىمثى يؿ ى‬
‫أف تى ًج ىد منو‬ ‫ً‬ ‫الم ٍس ًؾ‪َّ :‬‬‫حام يؿ ً‬
‫ير‪ ،‬فى ً‬ ‫كناف ًخ ً‬
‫الك ً‬ ‫ً‬ ‫الم ٍس ًؾ‪،‬‬
‫ً‬
‫تاع منو‪ ،‬كا َّما ٍ‬ ‫أف تىٍب ى‬
‫أف يي ٍحذ ىي ىؾ‪ ،‬كا َّما ٍ‬
‫إما ٍ‬
‫إما أف ي ٍح ًر ى ً‬ ‫كناف يخ ً‬
‫ً‬
‫يحا ىخبًيثىةن"(مسمـ‪)ِِٖٔ ،‬‬ ‫أف تى ًج ىد ًر ن‬
‫ياب ىؾ‪ ،‬كا َّما ٍ‬
‫ؽث ى‬ ‫ير‪ ٍ َّ :‬ي‬‫الك ً‬ ‫يحا طىي ىّْبةن‪،‬‬‫ًر ن‬
‫فالكاجب عمى الفرد حتى يككف فى مأمف مف التدمير الذاتى كتراجع ذاتو تخير األصدقاء‬
‫ذكل األدكار اإليجابية فى حياتو ‪ ،‬ألف األصدقاء السمبييف قد يشكمكا عامبل مف عكامؿ ىدـ‬
‫كتخريب لذات الفرد‪.‬‬
‫خامسا‪:‬سمبيات التدمير الذاتى‪:‬‬
‫تتعدد أشكاؿ السمكؾ المدمر لمذات ‪ ،‬فقد يكجو نحك المجتمع‪ ،‬كقد يككف باإليذاءالنفسى‪،‬‬
‫كالتيرب مف المسئكلية‪ ،‬أكاالتجاه نحك اإلدماف‪ ،‬أك فقداف الكضع االقتصادل المستقر‪ ،‬كىذا‬
‫‪145‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫السمكؾ لو العديد مف اْلثار السمبية عمى المستكل النفسى‪ ،‬كالبدنى كالعقمى‪ ،‬كاالجتماعى‪،‬‬
‫كاالقتصادل لمفرد‪ ،‬كفيما يمى بياف ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -‬على المستوى النفسى ‪:‬‬
‫مف اْلثار السمبية لمتدمير الذاتى عمى المستكل النفسى البلمباالة‪ ،‬كافتقادالفاعمية كالحيكية‬
‫كتبمد المشاعر نتيجة ما يتعرض لو مف ضغكط بصفة مستمرة‪ ،‬كما يتعرض مف مشكبلت‬
‫ذاتية ترفع مف مستكل التشتت فى التفكير كعدـ التركيز‪ ،‬فافتقاد الفاعميةالذاتية يكلد لديو‬
‫الشعكربالبلمباالة‪ ،‬كالتبمد الحسى‪ ،‬كالنفكر مف الحياة‪ ،‬كعدـ القبكؿ بيا‪ ،‬كما يمكف أف يصاب‬
‫باإلحباط عند التعرض لمشكمة‪ ،‬كيدرؾ أنيا تتطمب مجيكدا ضخما لمكصكؿ لحؿ ليا‪.‬‬
‫كما يسيطر التشاؤـ كاليأس عمى مجريات حياتو مف خبلؿ التشبث باألفكار السمبية تجاه‬
‫كؿ شئ‪ ،‬كجعميا محكرلتفكيره‪ ،‬حتى تتكلد لديو القناعة بأنو اليكجد شئ ذك قيمة يستحؽ الحياة‬
‫مف أجمو‪ ،‬كمف األثار السمبية عمى المستكل النفسى التى تنعكس عمى ذكل التدمير الذاتى‬
‫الشعكر بانعدا ـ القيمة كقمة المؤىبلت كضعؼ القدرات مقارنة بالغير مف أفراد المجتمع نتيجة‬
‫ضعؼ في الشخصية‪ ،‬كالقصكر في التككيف النفسي العاـ‪ ،‬مع الميؿ إلى التقميؿ مف شأف‬
‫الذات كاستصغارىا‪ ،‬كافتقادالشعكر بكاقعو الذاتى كىكيتو الشخصية ‪ ،‬كالشعكر بالعجز كضعؼ‬
‫اإلرادة ‪ ،‬كعدـ القدرة عمى مكاجية أحداث الحياة كالتعامؿ مع األزمات‪ ،‬كانعداـ األمؿ فى‬
‫مستقبؿ مشرؽ‪.‬‬
‫كىذا الشعكر بالعجز ما اليقبمو اإلسبلـ كاليرتضيو لممؤمف‪ ،‬فقد كاف الرسكؿ صمى اهلل عميو‬
‫كسمـ يتعكذ مف العجزكعدـ القدرة‪ ،‬كيربى الصحابة عمى مقاكمة ىذا الشعكر‪ ،‬فعف أبى سعيد‬
‫كبلما إذا قمتىوي ؛‬ ‫ّْ‬ ‫رسكؿ المَّ ًو ؟ ! ى‬
‫قاؿ ‪ :‬أفبل أعم يم ىؾ ن‬ ‫ى‬ ‫كديكف يا‬
‫ه‬ ‫ىمكـ ًلزىمتني‬
‫ه‬ ‫اؿ رج هؿ ‪:‬‬ ‫الخدرل" ق ى‬
‫أصبحت كاذا‬
‫ى‬ ‫قاؿ ‪ :‬يق ٍؿ ‪ -‬إذا‬
‫قمت ‪ :‬بمى ‪ ،‬ى‬ ‫قاؿ ‪ :‬ي‬ ‫دين ىؾ ؟ ! ى‬ ‫عنؾ ى‬‫ىم ىؾ كقضى ى‬ ‫أذىب المَّوي َّ‬
‫ى‬
‫سؿ كأعكيذ بً ىؾ‬‫جز كال ىك ً‬
‫الحزف ‪ ،‬كأعكيذ بً ىؾ مف ى‬
‫الع ً‬ ‫اليـ ك ً‬ ‫مف ّْ‬ ‫أمسيت ‪ - :‬المَّ َّ‬
‫يـ ! ّْإني أعكيذ بً ىؾ ى‬ ‫ى‬
‫ىمي‬ ‫ب اهللي ّْ‬ ‫قاؿ ‪ :‬ففع ي ً‬ ‫الر ً‬
‫يف كقى ٍي ًر ّْ‬ ‫بة َّ‬
‫الد ً‬ ‫خؿ كأعكيذ بً ىؾ مف غمى ً‬‫الب ً‬ ‫الج ً‬
‫فأذى ى‬
‫مت ذلؾ ى‬ ‫ى‬ ‫جاؿ‪ .‬ى‬ ‫بف ك ي‬ ‫مف ي‬
‫كقضى ىعّْني ىديني" (سنف أبى داكد‪)ُٓٓٓ ،‬‬
‫كلقد جاء اإلسبلـ باألسس كالمبادئ التى تحفظ صحة اإلنساف النفسية‪ ،‬كتمده بعكامؿ‬
‫االستقرار كاليدكء النفسى‪ ،‬ألف اإليماف باهلل يمد المسمـ باألفكار كالتصكرات اإليجابية التى‬
‫تحميو مف التشتت كاألكىاـ كالكساكس التى تتعمؽ بكجكده‪ ،‬كمصيره كغايتو فى الحياة‪ ،‬كما أف‬
‫اإليماف مف العكامؿ الدافعة لممسمـ نحك اإليجابية السمككية بالقكؿ كالفعؿ‪ ،‬أضؼ إلى ذلؾ أف‬

‫‪146‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫اإليماف باهلل يربى فى المسمـ التككؿ عمى اهلل كالقبكؿ بقضاء اهلل كقدره‪ ،‬فيك يأخذ باألسباب‬
‫كيقبؿ بالنتائج سكاء كانت إيجابية أكسمبية ببل مبالغة فى الفرح بتحقيؽ النجاح‪ ،‬أك قنكط كيأس‬
‫إذا فشؿ فى تحقيؽ األىداؼ المرجكة‪ ،‬قاؿ تعالى " لكيبل تأسكا عمى مافاتكـ كالتفرحكا بما‬
‫آتاكـ"(الحديد‪.)ِّ:‬‬
‫كيرل الباحث ضركرة المحافظة عمى صحة الفردالنفسية‪ ،‬كتجنيبو عكامؿ الخكؼ‬
‫كاالضطراب ‪ ،‬كاالبتعاد عف مصادر التيديد التى تشكؿ خط ار عمى ذاتو‪ ،‬كمساعدتو عمى‬
‫تجاكز مشكبلتو كأزماتو التى تكاجيو فى حياتو‪ ،‬بالتقميؿ مف آثارىا‪ ،‬كالدعـ لو فى مكاجية‬
‫عكاقبيا‪ ،‬لضماف االستق اررالنفسى لمفرد‪ ،‬كالبعد عف دائرة الصراع النفسى الذل يكجو سمككياتو‬
‫كجية منحرفة‪.‬‬
‫‪ -‬عمى المستوى البدنى‪:‬‬
‫جميع أشكاؿ السمكؾ المدمر لمذات سكاء منيا مايتعمؽ باإلضرار بالجسد كالتدخيف‪ ،‬أك‬
‫تعاطى المخدرات كغيرىا‪ ،‬ليا تأثير سمبى عمى الصحة الجسمية‪ ،‬فطاقة الجسـ البشرل مرنة‬
‫تستكعب القدر الكبير مف الضغكط ثـ يعكد لطبيعتو‪ ،‬أما مف يعانى مف سمكؾ التدمير الذاتى‬
‫يميؿ إلى تدمير ما يتمتع بو الجسـ مف مركنة طبيعية تؤىؿ الجسـ الستعادة كضعو الطبيعى‪،‬‬
‫كبدالمف المحافظة عمى ىذه المركنة يميؿ إلى إلحاؽ الضرر‪ ،‬كاألذل المستمر بالجسـ‪ ،‬مما‬
‫ينتج عنو تراكـ العديد مف الضغكطات التى تؤدل إلى تزايد االضطرابات الصحية الخطيرة‬
‫لدل الفرد‪ ،‬فتؤثر عمى البنية الجسدية كالصحية لئلنساف ‪.‬‬
‫كلقد أكداإلسبلـ عمى ضركرة المحافظة عمى صحة اإلنساف البدنية‪ ،‬مف خبلؿ االىتماـ‬
‫بصحتو النفسية ‪،‬كبعبلج األمراض التى قدتصيب نفس اإلنساف كاليـ كالحزف كالغضب‪،‬‬
‫كالبعد عف أسباب التيمكة‪ ،‬كالتى ليا تأثير كبير عمى صحتو البدنية ‪ ،‬فقاؿ تعالى "كالتمقكا‬
‫بأيديكـ إلى التيمكة"(البقرة‪ ،)ُٗٓ:‬كقاؿ أيضا"كالتقتمكا أنفسكـ إف اهلل كاف بكـ‬
‫رحيما"(النساء‪ ،)ِٗ:‬كدائما ماييدؼ اإلسبلـ امتبلؾ العبد القكة البدنية التى تؤىمو لمقياـ‬
‫بالتكاليؼ الشرعية‪ ،‬كممارسة أعمالو‪ ،‬كالمياـ المكمؼ بيا‪ ،‬كتحقيؽ األىداؼ المرجكة ‪ ،‬فقد قاؿ‬
‫صمى اهلل عميو كسمـ "المؤمف القكل خير كأحب إلى اهلل مف المؤمف الضعيؼ كفى كؿ‬
‫خير"(مسمـ‪.)ِْٔٔ ،‬‬
‫‪ -‬عمى المستوى العقمى‪:‬‬

‫‪147‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫مف اْلثار السمبية لسمكؾ التدمير الذاتى إلحاؽ الضرر بالعقؿ كالقدرات العقمية لئلنساف‪،‬‬
‫كيعدالعقؿ البشرل ىك المسيطر كالمكجو لئلنساف نحك أىدافو فى الحياة‪ ،‬كالشخص الذل‬
‫يعانى مف سمكؾ التدمير الذاتى يكجو العقؿ نحك ىدؼ خطير ىكتكليد األفكارالمكجية لتدمير‬
‫الذات‪ ،‬كذلؾ يعمؿ مف يعانى التدمير الذاتى عمى تكجيو العقؿ نحك إعداد المكاقؼ التى‬
‫تسبب السمكؾ المدمر لمذات ‪ ،‬كما أف سمطة عقؿ المدمر لمذات التتكقؼ عند ىذا الحد فقط‪،‬‬
‫بؿ تتحكـ فى ردكد األفعاؿ الناتجة عف ىذا السمكؾ كتكجيييا كجية منحرفة تصؿ بصاحبيا‬
‫إلى التفكير فى إنياء حياتو باالنتحار‪ ،‬فاليركب مف الكاقع قد يؤدل بالشخص المدمر ذاتيا‬
‫إلى تعطيؿ القكل العقمية‪ ،‬كالحد مف قدرة العقؿ عمى حماية ذاتو‪ ،‬كاعطاء العقؿ سمطة ايذاء‬
‫الذات بشتى الطرؽ ‪.‬‬
‫كفى مكاجية سمكؾ التدمير الذاتى يجب تربية الفرد عمى السيطرة عمى العقؿ كالتحكـ فى‬
‫ردكد أفعالو كاستجاباتو السمككية‪ ،‬كىذا ما دعا إليو الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ حيف يسيطر‬
‫عمى اإلنساف مشاعر الغضب بضركرة مقاكمة الغضب‪ ،‬كالتحكـ فى الذات عند كقكعو بقكلو"‬
‫ض ًب"(البخارل‪، )ُُْٔ ،‬‬ ‫ؾ ىن ٍف ىسوي ًع ٍن ىد ى‬
‫الغ ى‬ ‫يد الذم ىي ٍممً ي‬
‫ُّرىع ًة‪ ،‬إنَّما ال َّشًد ي‬ ‫الشًد ي‬
‫يد بالص ى‬
‫يس َّ‬ ‫ل ى‬
‫كاليتأتى ذلؾ بدكف قناعة الفرد بذاتو كقدراتو‪ ،‬باإلضافة إلى النظرة اإليجابية لكؿ مايقابمو مف‬
‫أحداث‪ ،‬كتكظيؼ قدراتو العقمية عمى تصحيح كتعديؿ كؿ ما ىك سمبى مف السمككيات‪،‬‬
‫كتكجيييا الكجية اإليجابية‪.‬‬
‫كما ينبغى األخذ بو فى مكاجية التدمير الذاتى محافظة اإلنساف عمى التكازف العقمى بتنمية‬
‫العقؿ‪ ،‬كبناء القدرات العقمية‪ ،‬كتطكيرىا عف طريؽ القراءة كاالطبلع‪ ،‬كتطكير خبرات الفرد‬
‫المعرفية‪ ،‬كاكتساب ميارات إبداعية جديدة‪ ،‬كتنكع مصادر ثقافاتو‪ ،‬كانفتاحو عمى العمكـ‬
‫األخرل‪.‬‬
‫‪ -‬عمى المستوى االجتماعى‪:‬‬
‫لمتدمير الذاتى أثر سمبى عمى مشاعر الشخص كعبلقاتو مع اْلخريف فى المجتمع ‪ ،‬كيمتد‬
‫ىذا التأثير ليشمؿ ضعؼ القدرة عمى التكافؽ االجتماعى‪ ،‬كالذل ينعكس بشكؿ كاضح فى‬
‫سمككياتو كعبلقاتو مع اْلخريف فى المجتمع‪ ،‬فالمدمر ذاتيا يرل نفسو اليستحؽ عبلقات‬
‫اجتماعية جيدة‪ ،‬فيك يميؿ إلى العزلة كاالنطكاء عمى ذاتو‪ ،‬كعدـ طمب المساعدة كالدعـ مف‬
‫اْلخريف‪ ،‬ألنو يرل دائما عدـ استحقاؽ التقدير الذاتى‪ ،‬كيشعر بأنو يستحؽ اإلساءة كعدـ‬
‫التكريـ كاالحتراـ مف اْلخريف فى المجتمع‪ ،‬كلذا قد يتصكر الشخص الذم يدمر ذاتو أنو مف‬

‫‪148‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫خبلؿ عزؿ نفسو عف اْلخريف‪ ،‬فإنو يقدـ خدمة لممجتمع‪ ،‬لكنو في الكاقع يؤذل نفسو ككؿ مف‬
‫ييتـ بو‪ ،‬كىذا ما يجعؿ سمكؾ التدمير الذاتى مف أسباب عدـ التكافؽ االجتماعى‪ ،‬كغياب‬
‫االستقرار المجتمعى‪.‬‬
‫كلذا يجب تربية الفرد عمى اكتساب ميارات التكاصؿ الفعاؿ مع اْلخريف‪ ،‬ألف كجكد‬
‫االختبلؼ بيف األفراد مف المبادئ المقررة فى القرآف الكريـ‪ ،‬قاؿ تعالى "كلكشاء اهلل لجعمكـ‬
‫أمة كاحدة"(المائدة‪ ،)ْٖ:‬كقاؿ تعالى"كما كاف الناس إال أمة كاحدة فاختمفكا"(يكنس‪ ،)ُٗ:‬كىذا‬
‫يستكجب التعاكف كالتكاصؿ كالقبكؿ لآلخريف كبناء العبلقات االجتماعية‪ ،‬كتبادؿ الخبرات‬
‫كالمعمكمات بيف األفراد ‪ ،‬التى يكتسب الفرد مف خبلليا التكيؼ كعدـ الشعكر باالغتراب أكالنبذ‬
‫االجتماعى‪ ،‬ألف اإلنساف اليستطيع العيش فى انعزاؿ عف مجتمعو كبيئتو التى يعيش‬
‫فييا‪،‬فاإلنساف اجتماعى بطبعو‪.‬‬
‫كمكاجية سمبيات التدمير الذاتى عمى المستكل المجتمعى‪ ،‬تتطمب التكازف االجتماعى لمفرد‬
‫"ف العمؿ عمى تغيير نفسؾ مف الداخؿ يجب أف يتكازل مع انشاء عبلقة التعاكف مع اْلخريف‪،‬‬
‫بؿ إف النجاح فى العبلقات العامة عادة ما يككف مرحمة الحقة لمنجاح فى داخؿ نفسؾ‪،‬‬
‫كالعمؿ عمى تنمية شخصيتؾ البد أف ييدعـ باكتساب ميارات التفاكض كادارة الكقت‪ ،‬كتبادؿ‬
‫الثقة مع الناس ال بد أف يتكاكب مع ذكاء عاطفى يحميؾ مف أف تسمـ لآلخريف أك تتيح ليـ‬
‫فرصة الستغبللؾ كخداعؾ"(جماؿ الديف‪)ُْٖ ، ُْٓ ،ََِٗ ،‬‬
‫‪ -‬عمى المستوى االقتصادي‬
‫تشتمؿ حياة اإلنساف فى الجانب االقتصادل عمى العديد مف األمكر التى قد تحمؿ الربح‬
‫فى البعض منيا ‪ ،‬كالخسارة فى البعض اْلخر‪ ،‬كىناؾ مف يعتقد أف الربح أىـ ىدؼ في‬
‫الحياة‪ ،‬كاليمكف قبكلو بالخسارة ‪ ،‬كيشكؿ عائقا أماـ تحقيؽ أىدافو‪ ،‬بؿ قديتزايد التأثير‬
‫فيصاب باإلحباط جراء ذلؾ‪ ،‬مما يقحـ الفرد فى دائرة الصراع النفسى كرد فعؿ لمخسارة التى‬
‫ربما تككف عامبل أساسيا فى إحداث خمؿ فى البنية الذاتية لمفرد‪.‬‬
‫كمف اْلثار السمبية المترتبة عمى ذلؾ فقداف الشخص لمكضع االقتصادل كنتيجة حتمية‬
‫ألكضاع اقتصادية سيئة‪ ،‬أكعدـ الكفاء بالديكف كتراكميا عميو‪ ،‬كالعجز عف السداد‪ ،‬أك‬
‫النخفاض المستكل الدراسى مثبل‪ ،‬أكالفشؿ فى العمؿ كالمجاالت األخرل التى تؤثر عمى‬
‫المستقبؿ االقتصادل لمشخص‪ ،‬مما يزيد كيعمؽ مف الضغكط عمى الشخص‪ ،‬مما يدفعو إلى‬

‫‪149‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫ممارسة المزيد مف سمكؾ التدميرالذاتى كنكع مف العقاب لمذات لتقصيرىاعف الكفاء بالتزاماتيا‬
‫المادية ‪ ،‬كالعجز عف البمكغ لمستكل اقتصادل يرل ذاتو جدي ار بو‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬أسباب التدمير الذاتي‪:‬‬
‫يكجد مجمكعة مف العكامؿ التى تدفع الشخص نحكالتدمير الذاتى‪ ،‬كالكقكع فى دائرة السمكؾ‬
‫المدمر لمذات‪ ،‬كفيما يمى أىـ األسباب التى تؤدل بالشخص إلى االتجاه نحك سمكؾ التدمير‬
‫الذاتى‪:‬‬
‫‪ -1‬ضعف الوازع الدينى وغياب المرجعية الدينية‪:‬‬
‫يعد ضعؼ الكازع الدينى مف أسباب تفكير اإلنساف فى التدمير الذاتى ‪ ،‬ألف ضعؼ الكازع‬
‫الدينى يترتب عميو غياب الرقابة الذاتية عمى تصرفات الفرد كسمككو ‪ ،‬كمف ثـ يصبح عرضة‬
‫لبلنحراؼ السمككى‪ ،‬كارتكاب المعاصى كالذنكب‪ ،‬ألف الديف ينظـ عبلقة اإلنساف بخالقو‪،‬‬
‫كعبلقتو بنفسو‪ ،‬كعبلقتو بغيره مف أفراد المجتمع‪ ،‬كلذلؾ أثره اإليجابى فى السمكؾ اإلنسانى‪،‬‬
‫كبغياب الكازع الدينى يقع التعارض‪ ،‬كتتعطؿ مصادر الصبلح في اإلنساف‪ ،‬مما يسبب لو‬
‫القمؽ النفسي ‪ ،‬كاالنحراؼ السمككي‪.‬‬
‫إف تحقيؽ السبلـ النفسى يكمف في اتباع الفرد لمنيج خاؿ مف التناقض ‪ ،‬كىذا المنيج ىك‬
‫اإليماف باهلل كالتزاـ أكامره كنكاىيو ‪ ،‬يكفؿ ىذا المنيج تحقيؽ اليداية لمنفس البشرية الشتمالو‬
‫عمى التصكر األكمؿ لمحياة ‪ ،‬الذل يتسع ليشمؿ كافة المعامبلت اإلنسانية بصكرة دقيقة‬
‫كمنظمة لكافة العبلقات بيف البشر‪ ،‬كفى ذلؾ ضماف لسبلـ الفرد كالمجتمع‪ ،‬مف خبلؿ‬
‫التكافؽ بيف متطمبات المجتمع كحاجات الفرد‪ ،‬مما يككف لو األثر البالغ في إرساء دعائـ‬
‫األماف لذاتو‪.‬‬
‫كمف ىنا كاف لممرجعية الدينية أثرىا في حياة المجتمع‪ ،‬فالديف ليس بمعزؿ عف الحياة‪ ،‬بؿ‬
‫ىػػك كثيػػؽ الصػػمة بيػػا‪ ،‬كلػػو رسػػالتو فػػي تنظػػيـ الحيػػاة االجتماعيػػة كتكاصػػؿ تقػػدميا كتطكرىػػا‪،‬‬
‫كارتباط الديف بالحياة يجعؿ مف الضركرم الرجكع إليو في عبلج مشكبلت المجتمػع‪ ،‬كالتكصػؿ‬
‫لحمػكؿ ليػػا فػي ضػػكء مبػػادئ الػديف الصػػحيحة ‪ ،‬كىػػذا يؤكػد أىميػػة المرجعيػػة الدينيػة فػػي إيجػػاد‬
‫المجتمع السميـ كحماية أفراده مف الصراع كاالضطراب النفسى‪.‬‬
‫فاإلنساف مف حيث ىك إنساف في حاجة منذ نشأتو إلى الكازع الدينى كالمرجعية الدينية التى‬
‫تػػنظـ حياتػػو‪ ،‬كتحقػػؽ اليػػدكء كالسػػكينة لنفسػػو‪ ،‬كالطمأنينػػة لقمبػػو‪ ،‬كيبنػػى عميػػو جكانػػب حياتػػو‬
‫كنشاطو فبل تتمػزؽ ذاتػو‪ ،‬كال يحػدث التشػتت كال يدركػو القمػؽ كالحيػرة‪ ،‬فػبل يصػدر عنػو شػيء‬

‫‪150‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫إال بإيحػػاء منيػػا‪ ،‬كال يقػػدـ عمػػى فعػػؿ إال إذا كػػاف مكافق ػان لمبادئيػػا ‪ ،‬فتسػػتقيـ حياتػػو كسػػمككياتو‪،‬‬
‫ففػػارؽ كبيػػر بػػيف حيػػاة اليدايػػة‪ ،‬كبػػيف حيػػاة يتقمػػب صػػاحبيا فػػى الحيػرة كالضػػبلؿ‪ ،‬قػػاؿ تعػػالى "‬
‫أكمف كاف ميتان فأحييناه كجعمنا لو نك انر يمشي بو في الناس كمف مثمو في الظممات ليس بخارج‬
‫منيا كذلؾ زيف لمكافريف ما كانكا يعممكف"(األنعاـ‪)ُِِ:‬‬
‫‪-2‬التغافل عن السنن اإللهية فى الكون‪:‬‬
‫يخضع الككف لسنف كقكانيف ثابتة التتغير‪ ،‬كيترتب عمى ىذه السنف نتائج ثابتة التقبؿ‬
‫التعديؿ أك التغي ير‪ ،‬ألف األسباب ال تتخمؼ عف مسبباتيا‪ ،‬كمرتبطة بيا‪ ،‬قاؿ تعالى "فمف تجد‬
‫لسنت اهلل تبديبل كلف تجد لسنت اهلل تحكيبل"(فاطر‪ ،)ّْ:‬كلكف البعض قد يرل فى الدافعية‬
‫كالحماس أساس لتحقيؽ أىدافو‪ ،‬كيتغافؿ عف سنف اهلل الككنية‪ ،‬مف أف تحقيؽ األىداؼ يحتاج‬
‫إلى مراحؿ‪ ،‬تتطمب الجيد كالتخطيط مف أجؿ التحقيؽ كالكصكؿ إلييا‪ ،‬أما إرادة تحقيؽ اليدؼ‬
‫دكف الخضكع ليذه السنف‪ ،‬فيك نكع مف الخياؿ الذل يخرج عف دائرة الحقيقة كالكاقع‪ ،‬كحيف‬
‫يفشؿ الفرد عف بمكغ ىدفو يصاب باإلحباط‪ ،‬كيرجع عكامؿ الفشؿ إلى الذات‪ ،‬كقد حذر‬
‫الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ مف عكاقب ىذا السمكؾ‪ ،‬كعف اإلعجاب بالذات كاحتقار‬
‫أىمى يكيي ٍـ"(مسمـ ‪.)ِِّٔ،‬‬
‫اس فىيك ٍ‬ ‫الريج يؿ‪ :‬ىىمى ىؾ َّ‬
‫الن ي‬ ‫قاؿ َّ‬
‫اْلخريف‪ ،‬فقاؿ‪ ":‬إذا ى‬
‫كالكاجب عمى اإلنساف "الذل لـ يصنع قكانيف الككف كاالجتماع البشرل‪ ،‬كاليقدر عمى‬
‫تجاكز ىذه القكانيف كالسنف‪ ،‬كال عمى تعطيميا أك اختراقيا‪ ،‬سكل العمـ بيا عمى الييئة التى‬
‫فطرىا عمييا صانعيا‪ ،‬ثـ تسخيرىا فيما خمقت ألجمو‪ ،‬فإف كاف جاىبل بالسنف أك مسخ ار ليا‬
‫فى غير ما كضعت ألجمو‪ ،‬كانت العاقبة خسرانا مبينا" (مبلؿ‪.)ِٕٔ ،َُِِ ،‬‬
‫‪ -3‬الشعور بالذنب‪:‬‬
‫جبؿ اإلنساف عمى ارتكاب األخطاء‪ ،‬قاؿ صمى اهلل عميو كسمـ "كؿ ابف خطاء كخير‬
‫الخطائيف التكابكف"( الترمذل‪ ، )ِْٗٗ،‬كأكدع اهلل فيو االستعداد لفعؿ الخير كالشر‪ ،‬ككىبو‬
‫القدرةعمى التمييزبينيما بالعقؿ كالعمـ ‪ ،‬فكقكع األخطاء مف اإلنساف أمر طبيعى‪ ،‬كالعصمة‬
‫ألحد مف ال بشر سكل األنبياء كالمرسميف‪ ،‬كلكف قد يستحكذ عمى اإلنساف شعكر بالذنب‪ ،‬كلكـ‬
‫النفس كتأنيب الضمير‪ ،‬كىذا الشعكر شعكر إيجابى يصدر مف نفس ذكية‪ ،‬كىى مف أفضؿ‬
‫األنفس عند اهلل عزكجؿ‪ ،‬كتقكـ بدكر الرقيب عمى العبد‪ ،‬تكجو لصاحبيا المكـ كتشعره بالذنب‬
‫عمى فكات طاعة أك ارتكاب معصية‪ ،‬قاؿ تعالى "كالأقسـ بالنفس المكامة"(القيامة‪.)ِ:‬‬

‫‪151‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫لكف ىذا الشعكر الذل يعترل اإلنساف قد يخرج عف حد االعتداؿ كالتكازف إلى حد المبالغة‬
‫فيو‪ ،‬بصكرة تدعك صاحب ىذا الشعكر إلى ممارسة القسكة عمى ذاتو‪ ،‬كنكع مف التطيير‬
‫لمذات كعقابيا عمى التقصير فى أمر مف األمكر‪ ،‬كأيضا التخمص مف عذاب الشعكر بالذنب‬
‫الذل يعايشو‪ ،‬مما ينتج عنو العديد مف العكاقب السمبية عمى ذات الفرد نفسيا كاجتماعيا‬
‫كبدنيا‪ ،‬تمنعو عف القياـ بمسئكلياتو عمى الكجو األكمؿ‪.‬‬
‫كيجب أف يعمـ اإلنساف أف الشيطاف يتخذ مف الشعكر بالذنب كالمبالغة فية طريقا إلفساد‬
‫عبلقة العبد بخالقو‪ ،‬كمحاكلة لمتشكيؾ فى قبكؿ تكبة اهلل عمى عباده‪ ،‬فى حيف أف اهلل‬
‫عزكجؿ كعد عباده بقبكؿ التكبة الصادقة مف العبد جراء اقترافو لمذنكب كالمعاصى‪ ،‬قاؿ‬
‫ً‬ ‫ً ًً‬ ‫ًَّ‬
‫كف"(الشكرل ‪،)ِٓ:‬‬ ‫تعالى " ىك يى ىك الذم ىي ٍقىب يؿ التٍَّكىبةى ىع ٍف ع ىباده ىكىي ٍعفيك ىع ًف السَّي ىّْئات ىكىي ٍعمى يـ ىما تى ٍف ىعمي ى‬
‫ظمً ٍـ ىن ٍف ىسوي ثيَّـ ىي ٍستى ٍغ ًفر اهللى ىي ًجًد اهلل ىغفيك انر‬ ‫كءا أىك ىي ٍ‬ ‫عم ٍؿ يس ن‬ ‫كقاؿ أيضا" ىك ىمف ىي ى‬
‫َّرًحيمان"(النساء‪.)َُُ:‬‬
‫كبدال مف لجكء اإلنساف لتبكيت الذات كتكجيو المكـ الزائد ليا ‪ ،‬فعميو أف ينظر لمعبلج‬
‫الربانى‪ ،‬الذل يدعكه لمتكبة كتجديد المسار فى عبلقتو باهلل عزكجؿ‪ ،‬فالمعصية كالذنب ال‬
‫يمثبلف نياية المطاؼ كال نياية عبلقة الفرد بالحياة‪ ،‬كال اإلحباط كعدـ السعادة‪ ،‬فمحكالذنب‬
‫كالمعصية مقترف باستتباعو بالتكبة كاالستغفار‪ ،‬فقد قاؿ صمى اهلل عميو كسمـ "اتؽ اهلل حيثما‬
‫كنت كاتبع السيئة الحسنة تمحيا كخالؽ الناس بخمؽ حسف"(الترمذل‪،)ُٖٕٗ ،‬كىذا إف دؿ‬
‫فإنما يدؿ عمى سيطرة الكساكس كاليكاجس عمى المدمر ذاتيا‪ ،‬كضعؼ الذات لديو الذل‬
‫يجعمو يقع فى دكامة المكـ لمذات ‪.‬‬
‫‪ -4‬الهروب من الفشل ‪:‬‬
‫التدمير الذاتى شعكرسمبى يتزايد غالبا فى أكقات اإلخفاقات‪ ،‬كيتزايد ىذا الشعكر نتيجة‬
‫تزايد اإلحباط الناتج عف عكامؿ الفشؿ كفقداف عكامؿ النجاح‪ ،‬كاليركب مف الفشؿ يمجأ إليو‬
‫مف يعانى مف التدمير الذاتى لمتغمب عمى اخفاقاتو‪ ،‬بدال عف مكاجيتو بتحديد األخطاء‬
‫كجكانب التقصير ‪ ،‬إنما باليركب مف مكاجيتو‪ ،‬فسمكؾ التدمير الذاتى الذل يسيطر عمى الفرد‬
‫أساسو ما ألـ بو مف عجز كفشؿ‪ ،‬ألف أكثر مايضعؼ ذات الفرد كعزيمتو ىك االحساس‬
‫بالفشؿ‪ ،‬كعدـ النجاح فى إنجاز المياـ المطمكبة منو‪ ،‬فيسعى إلى اليركب مف المكاجية أك‬
‫التأجيؿ‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كيتطمب التغمب عمى الفشؿ "أف يقؼ المرء عمى أرض ثابتة خالية مف االنكسار‪ ،‬كالخكؼ‪،‬‬
‫كالقمؽ‪ ،‬ليتسنى لو التفكير بشكؿ صحيح‪ ،‬فالماضى لف يستطيع أحد تغييره‪ ،..‬بؿ البد مف‬
‫مراجعة ما مضى ‪ ،‬كتحديداألخطاء كجكانب التقصير‪ ،‬فإف لـ يستطع المرء تداركيا فعمى‬
‫األقؿ أال يكررىا‪ ،‬أما المستقبؿ فبليعرفو أحد إال اهلل‪ ،‬كقديككف أفضؿ مف الحاضر أك‬
‫الماضى‪ ،‬فمـ القمؽ ؟" ( المحرج‪ ،‬د‪.‬ت‪ ، ) ٗ ،ٖ ،‬فقدكجو الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫المؤمف إلى ضركرة األخذباألسباب مع االعتماد كاالستعانة بمسبب األسباب سبحانو كتعالى‪،‬‬
‫فقاؿ صمى اهلل عميو كسمـ "احرص عمى ماينفعؾ كاستعف باهلل كالتعجز‪ ،‬كاف أصابؾ شيء فبل‬
‫فإف لك تفتح عمؿ‬ ‫َّ‬ ‫قدر اهلل كما شاء فعؿ‪،‬‬ ‫تقؿ لك ّْأني فعمت كاف كذا ككذا‪ ،‬كلكف قؿ َّ‬
‫الشيطاف"(مسمـ‪) ِْٔٔ ،‬‬
‫كلذا يجب تربيةالمسمـ عمى العمؿ عمى تخفيؼ اْلثار السمبية الناجمة عف الفشؿ‪ ،‬كتجاكز‬
‫عكامؿ االنكسارلتحقيؽ النجاح"إف الفشؿ اليحطـ إال النفس اليزيمة‪ ،‬أما النفس القكية فيى التى‬
‫تتخذ مف فشميا يعدة لنجاحيا‪ ،‬إنيا ترأب صدعيا بأمؿ قكل‪ ،‬كما ترأب صدفة البحر صدعيا‬
‫بمؤلؤة‪("..‬عبدالفتاح‪)ُِ ،َُٗٗ ،‬‬
‫‪ -5‬الجهل ونقص المعرفة ‪:‬‬
‫يعد الجيؿ مف الدكافع التى تدفع اإلنساف إلى سمكؾ التدمير الذاتى ‪ ،‬كبسيطرة الجيؿ عمى‬
‫اإلنساف كنقص المعرف ة كالخبرات لديو‪ ،‬اليستطيع التحرر مف األكىاـ التى تتحكـ فيو كتسيطر‬
‫عميو‪ ،‬كما يصعب عميو التمييز بيف ما ىك إيجابى كسمبى‪ ،‬كما ىك صكاب كخطأ‪ ،‬كالتصكر‬
‫الخاطئ الذل يسيطر عمى المدمر ذاتيا نتيجة الجيؿ أف إلحاؽ الضرركاألذل بالذات ىك‬
‫الذل يحقؽ لمنفس التخمص مف آالميا ألف "الجيؿ كضعؼ اإلدراؾ يجعؿ اإلنساف يتأثر‬
‫بالشبو كيظف السئ حسناكالحسف سيئا"(المسيركآخركف‪ ،) ِْْ ،ُِٖٗ ،‬فقدقاؿ اهلل تعالى‬
‫"أفمف زيف لو سكء عممو فرآه حسنا"(فاطر‪. ) ٖ ،‬‬
‫كما حذر الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ مف اْلثار السمبية لمجيؿ كعدـ العمـ‪،‬مكجيا‬
‫الصحابة إلى أف القضاء عمى الجيؿ يككف بالتعمـ‪ ،‬فقد ركل عف بف عباس عف النبى صمى‬
‫ثـ احتى ىمـ فسأ ىؿ‬ ‫أس ًو َّ‬‫منا حجر فشجَّو في ر ً‬
‫ي‬ ‫رجبل َّ ى ه‬ ‫فأصاب ن‬ ‫ى‬ ‫خر ٍجنا في سفى ور‬
‫اهلل عميو كسمـ " ى‬
‫أنت تقدر عمىى ً‬
‫الماء‬ ‫ً‬ ‫فقاؿ ىؿ تى ًجدكف لي رخصةن في التَّ ُّ ً‬
‫يمـ فىقالكا ما نج يد لى ىؾ يرخصةن ك ى ي‬ ‫ى‬ ‫أصح ىابوي ى‬
‫يخبً ىر بذلً ىؾ ى‬
‫فقاؿ قىتمكهي قتمىيي يـ المَّوي أال‬ ‫بي صمَّى المَّو ً‬
‫عميو كسمَّ ىـ أ ٍ‬ ‫ي‬ ‫فمما ًقدمنا عمىى َّ‬
‫الن ّْ‬ ‫فمات َّ‬
‫ى‬ ‫فاغتس ىؿ‬
‫ى‬
‫جرحوً‬
‫يتيمـ كيعصر ‪ ..‬عمىى ً‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫كاف ىي ٍكفيو أف َّ ى‬ ‫السؤا يؿ َّإنما ى‬ ‫العي ُّ‬
‫اء ّْ‬ ‫سألكا إ ٍذ لىـ يعمىمكا َّ‬
‫فإنما شف ي‬
‫‪153‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫جسد ًه"(صحيح أبى داكد‪ ،)ّّٔ ،‬كاإلنساف مطالب‬ ‫ً‬ ‫سائر‬


‫ى‬
‫ً‬
‫كيغس ىؿ‬ ‫يمسح عمييا‬
‫ى‬ ‫ثـ‬
‫خرقةن َّ‬
‫باكتساب المعرفة كالرقى الفكرل‪ ،‬ألف ذلؾ مف العكامؿ المساعدة عمى تيذيب العقؿ كزيادة‬
‫الثقة لدل الفرد فى قدراتو كمؤىبلتو‪ ،‬كالمحافظة عمى ذاتو مف أسباب االنييار‪.‬‬
‫‪ -6‬الميل لممثالية والتشددوعدم تقبل األخطاء‪:‬‬
‫مف األمكر األساسية التى تؤدل إلى النجاح تقبؿ األخطاء كالعمؿ عمى تجاكزىا‪ ،‬كمسامحة‬
‫النفس عمييا‪ ،‬أما مف يعانى مف التدمير الذاتى يظؿ فى صراع مع ذاتو باشتراطو لممثالية‪،‬‬
‫كعدـ تقبؿ األخطاء‪ ،‬كتكجيو المكـ الدائـ لمنفس‪ ،‬كارىاؽ الذات بأحكاـ قاسيةعند كؿ خطأ ميما‬
‫كاف بسيطا‪ ،‬كلزكـ التشدد‪ ،‬كاختيار البدائؿ الجالبة لممشقة كالبعد عف التيسير‪ ،‬كىذا مخالؼ‬
‫لمنيج التربية اإلسبلمية الداعى العتماد اليسر كتجنب المشقة عمى النفس كالزاميا بما يفكؽ‬
‫طاقتيا‪،‬فقد ركل عف بف عباس أنو"بينما النبى صمى اهلل عميو كسمـ يخطب إذا ىك برجؿ قائـ‬
‫فى الشمس ‪ ،‬فساؿ عنو ‪ ،‬قالكا ‪:‬ىذا أبك إسرائيؿ نذر أف يقكـ كاليقعد كاليستظؿ كاليتكمـ‬
‫كيصكـ ‪ ،‬قاؿ ‪:‬مركه فميتكمـ كليستظؿ كليقعد كليتـ صكمو"(سنف ابى داكد‪.)ََّّ ،‬‬
‫كاإلنساف فى حياتو قد يخطئ‪ ،‬كقد يصيب‪ ،‬يفشؿ كينجح ‪ ،‬كيتعمـ مف أخطائو كأخطاء‬
‫االخريف‪ ،‬كاليكجد إنساف لـ يخطئ طكاؿ حياتو‪ ،‬فقدقاؿ رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ " يك ُّؿ‬
‫آدـ ىخطَّاء ك ىخ ٍير ى َّ ً‬
‫كف"(الترمذل‪ ، )ِْٗٗ،‬فبل مجاؿ لممثالية كالتشدد‪ ،‬كقد‬ ‫يف التََّّك ياب ى‬
‫الخطائ ى‬ ‫ه ى ي‬ ‫ٍاب ًف ى ى‬
‫حذر النبى صمى اهلل عميو كسمـ مف انتياج التشدد‪ ،‬فبل مغاالة‪ ،‬كالتكميؼ لمنفس بما الطاقة‬
‫أح هد َّإال‬
‫يف ى‬
‫الد ى‬ ‫يف يي ٍسهر‪ ،‬كلى ٍف يي ىش َّ‬
‫اد ّْ‬ ‫إف ّْ‬
‫الد ى‬ ‫ليا بو‪،‬كأف الديف مبناه عمى اليسركعدـ المشقة فقاؿ‪َّ ":‬‬
‫الدٍل ىج ًة"(البخارل‪. )ّٗ،‬‬ ‫كشيء ًم ىف ُّ‬
‫و‬ ‫الرٍك ىح ًة‬ ‫استى ًع يينكا ى‬
‫بالغ ٍد ىكًة ك َّ‬ ‫ً‬
‫ىغمىىبوي‪ ،‬فى ىس ّْد يدكا كقى ًاريبكا‪ ،‬كأ ٍىبش يركا‪ ،‬ك ٍ‬
‫فاألثر السمبى عمى الذات مف جراء اعتماد التشدد فى حياتو‪ ،‬كالبحث عف المثالية التى‬
‫ىى مطالبة لمنفس بأداء يفكؽ طاقتيا‪ ،‬كعدـ تقبؿ األخطاء‪ ،‬كالتكقع المستمر لمنجاح‪ ،‬يؤدل‬
‫بالفرد إلى سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كتكجيو المكـ الدائـ لمذات جراء الكقكع فى األخطاء‪ ،‬كما‬
‫يؤدل ذلؾ إلى النبذ لو مف قبؿ اْلخريف‪ ،‬كعدـ تقبمو اجتماعيا‪.‬‬
‫كالكاجب تربية اإلنساف عمى مسامحة النفس عمى األخطاء‪ ،‬كالتصالح مع الذات‪ ،‬كالترحيب‬
‫بالتقدـ التدريجى‪ ،‬مع السعى لتحقيؽ األفضمية‪ ،‬مع األخذ باالعتبار أف النجاح كالفشؿ قريف‬
‫لكؿ مسعى كىدؼ‪ ،‬لضماف عدـ تعريض الذات اإلنسانية لبلنييار‪.‬‬
‫‪ -7‬عدم الرضا عن الواقع المعايش‪:‬‬

‫‪154‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫يظير التدمير الذاتى فى حياة اإلنساف‪ ،‬جراء عدـ الرضا كالقبكؿ لمكاقع الذل يعايشو‬
‫كاستحقاقو فى الحياة‪ ،‬فالشخص المدمر ذاتيا دائـ الترديد (ليس ىذا ما استحقو مف الحياة )‪،‬‬
‫غير كاع أف االستحقاؽ الحقيقى ىك الشعكر بأف اإلنساف لديو القدرة فى الحصكؿ عمى مايريد‬
‫فى الكقت المناسب كبالطريقة المناسبة‪ ،‬فالشعكر بعدـ األحقية فيما ترغب فيو يمثؿ معكقا‬
‫نحك الكصكؿ إليو كتحقيقو‪ ،‬فالكاقع الذل نعايشو أيا كاف ىك مانستحقو فى الحياة‪ ،‬كاهلل‬
‫عزكجؿ اليظمـ أحدا مف عباده‪ ،‬قاؿ تعالى "كما ظمميـ اهلل كلكف كانكا أنفسيـ‬
‫يظممكف"(النحؿ‪.)ّّ:‬‬
‫فالحكمة اإلليية تقؼ دائما كراء كؿ استحقاؽ لئلنساف فى ىذه الحياة‪ ،‬كمف الصعب‬
‫اإلدراؾ الكامؿ إلرادة اهلل عزكجؿ فى الككف‪ ،‬كاإلنساف مطالب بالبحث فى مجريات حياتو عف‬
‫األفكار السمبية التى قدتسيطر عميو كتدفعو إلى كاقع اليقبمو‪ ،‬كما أنو أيضا مطالب بالبحث‬
‫عف األسباب التى أدت لمفجكة بيف مايستحقو كبيف االستحقاؽ العاـ الذل ىك أساس الحياة‪.‬‬
‫‪ -8‬الركون إلى الماديات‪:‬‬
‫مف العكامؿ المشجعة عمى ظيكر التدمير الذاتى تقديس الفرد لمماديات كحب الماؿ‪،‬‬
‫آمينكا بًالمَّ ًو‬
‫كتناسى أنو مستخمؼ عمى ىذا الماؿ مف قبؿ المكلى عزكجؿ‪ ،‬قاؿ سبحانو كتعالى" ً‬
‫ىجهر ىكبً هير"(الحديد‪،)ٕ:‬‬ ‫آمينكا ًمن يك ٍـ ىكأىنفىقيكا لىيي ٍـ أ ٍ‬‫يف ى‬
‫ىنفقيكا ًم َّما جعمى يكـ ُّمستى ٍخمىًف ً ً ًَّ‬
‫يف فيو فىالذ ى‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ىى‬
‫كرسكلً ًو كأ ً‬
‫ىى ي ى‬
‫كغيرمدرؾ أف المبادئ كالقيـ أىـ بكثيرمف الماديات التى التمثؿ القيمة الحقيقية فى حياة‬
‫آد ىـ‪ :‬ىمالًي‪ ،‬ىمالًي‪،‬‬ ‫ابف ى‬ ‫قاؿ‪ :‬يقك يؿ ي‬ ‫اإلنساف ‪ ،‬فقدركل عف النبى صمى اهلل عميو كسمـ "‪ ...‬أنو ى‬
‫ت‬‫ص َّد ٍق ى‬
‫ت‪ ،‬أ ٍىك تى ى‬
‫فأبمى ٍي ى‬
‫ت ٍ‬ ‫ت‪ ،‬أ ٍىك لىبً ٍس ى‬ ‫ت فأ ٍف ىن ٍي ى‬ ‫آد ىـ‪ً -‬مف ىمالً ى‬
‫ؾ َّإال ما أى ىكٍم ى‬ ‫ىؿ لى ىؾ ‪-‬يا ٍاب ىف ى‬‫قاؿ‪ :‬ىك ٍ‬‫ى‬
‫ت؟( مسمـ‪.)ِٖٗٓ ،‬‬ ‫ض ٍي ى‬
‫فأم ى‬
‫ٍ‬
‫كيميؿ مف يدمر ذاتو إلى التعمؽ الشديد بالماديات‪ ،‬كيعدىا مصدر سعادتو‪ ،‬بؿ كيعمؽ كؿ‬
‫آمالو كأىدافو عمييا‪ ،‬كيرل أف كؿ مكسب مادل ىك مصدر فرح لو‪ ،‬فى انحراؼ كاضح عف‬
‫منيج التربية اإلسبلمية الداعى إلى عدـ تعمؽ النفس بالماديات كالفرح بيا‪ ،‬أكبناء اْلماؿ‬
‫كاألىداؼ عمييا‪ ،‬كانما يككف تطمع النفس إلى الكماؿ كالرقى‪ ،‬كاإلقباؿ عمى األعماؿ الصالحة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ًً ً‬ ‫َّ ً‬
‫كف"(يكنس‪،)ٖٓ:‬‬ ‫ض ًؿ المو ىكبً ىر ٍح ىمتو فىبً ىذل ىؾ ىفٍم ىي ٍف ىريحكا يى ىك ىخ ٍيهر م َّما ىي ٍج ىم يع ى‬‫قاؿ تعالى " يق ٍؿ بًفى ٍ‬
‫المانع مف فرح اإلنساف بصكرة متكازنة‪ ،‬كبدكف مبالغة‪ ،‬أكاالحتفاء بالماديات‪ ،‬ألنو كمما كاف‬
‫الفرح بالماديات كالتعمؽ بيا أكثرلدل الفرد‪ ،‬كانت العكاقب السمبية عمى ذات اإلنساف مف‬
‫خكؼ فكاتيا أشد كأكثر‪ ،‬فضبلعف أف ذلؾ قد يؤدل بو إلى عدـ االعتراؼ بالقيـ الخمقية‪.‬‬
‫‪155‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫‪ -9‬الجهد البدنى أساس االستحقاق فى الحياة‪:‬‬


‫يركز مف يعانى مف التدمير الذاتى عمى أف أساس استحقاقو فى الحياة‪ ،‬يبنى عمى مقدار ما‬
‫يقدـ مف مجيكد بدنى‪ ،‬كال مجاؿ عنده لمجانب العقمى كما ينتجو مف أفكار‪ ،‬أكالجانب النفسى‬
‫كما يجمبو مف مشاعركعكاطؼ كأحاسيس‪ ،‬لذلؾ فيكيرل أف انتظاـ ممارسة الجيد البدنى ىك‬
‫ما يجعمو يستحؽ الشئ‪ ،‬فيك يبالغ فى طاقاتو كمجيكداتو بأكثر مف البلزـ‪ ،‬كالمجاؿ عنده‬
‫لبلعتراؼ بالكاقع كال القبكؿ بو‪ ،‬فقد ييقدـ مف يعانى مف التدمير الذاتى عمى سمكؾ جراء‬
‫اعتقاده أنو يستحؽ األفضؿ دائما‪ ،‬فمثبل قد يشترل سمع باىظة الثمف‪ ،‬كنكع مف إثبات الذات‬
‫أماـ اْلخريف‪ ،‬أكأ ماـ نفسو أف لديو القدرة عمى شراء ىذه السمع كنكع مف التحدل‪ ،‬كالخركج‬
‫عف المألكؼ مع أف دخمو المادل‪ ،‬كمستكاه االقتصادل اليسمح بذلؾ‪ ،‬مما يزيد مف معاناتو‬
‫كآالمو النفسية‪ ،‬كيدفعو إلى تكجيو االنتقاـ نحك ذاتو جراء تقصيرىا‪.‬‬
‫‪ -10‬استبعاد التفكير العقمى واعتمادالتفكيرالخطى النظرى‪:‬‬
‫التفكيرالخطى النظرل نكع مف التفكير يعتمد عمى الربط بيف األسباب كالنتائج كطريقة لحؿ‬
‫المشكبلت التى تعترض اإلنساف فى حياتو‪ ،‬كلكف ىذا النكع مف التفكير يسيـ فى خمؽ بيئة‬
‫مناسبة لسمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬ألف مف يعتمد ىذا النكع مف التفكير فى حياتو يتعامؿ مع‬
‫خطكات مجردة كمتدرجة‪ ،‬كأسباب نظرية مكتكبة لتحقيؽ األىداؼ‪ ،‬كيمثؿ ذلؾ عائقا لو مف‬
‫التقدـ كالرقى فى الحياة‪ ،‬ألنو اليقدـ عمى أمر إال بدارستو دراسة متكاممة مف خبلؿ التخطيط‬
‫لو كدراسة األسباب كالنتائج كالتأكد منيا‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كخطكرة ىذا النكع مف التفكير أنو قد يقكد الشخص إلى اإللحاد لعدـ قناعتو كاعترافو إال بما‬
‫ىك مشاىد كمممكس‪ ،‬كىذا إف دؿ فإنما يدؿ عمى االنحراؼ الفكرل لدل مف يعانى مف التدمير‬
‫الذاتى‪ ،‬بينما يميؿ الشخص الذل يتمتع بالتفكير العقبلنى إلى االنطبلؽ مف اإلمكانيات‬
‫المتاحة‪ ،‬كبذؿ الجيد كالسعي‪ ،‬كاألخذ باألسباب مع التككؿ عمى اهلل‪ ،‬كطمب العكف كالسداد‬
‫منو سبحانو‪ ،‬قاؿ تعالى" ىك ىمف ىيتىىك َّك ٍؿ ىعمىى المَّ ًو فىيي ىك ىح ٍسيبوي إً َّف المَّوى ىبالًغي أ ٍىم ًرًه قى ٍد ىج ىع ىؿ المَّوي لً يك ّْؿ‬
‫ىش ٍي وء قى ٍد نار "(الطبلؽ ‪ ،)ّ:‬كمما ركل عف الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ أنو" قاؿ رج هؿ يا‬
‫كتكك ٍؿ"(الترمذل‪ ،)ُِٕٓ ،‬كما يتمتع‬ ‫اعقميا َّ‬ ‫أتكك يؿ؟ قاؿ ً‬ ‫أتكك يؿ أك أيطمقييا ك َّ‬ ‫أعقمييا ك َّ‬ ‫رسكؿ ً‬
‫اهلل ً‬ ‫ى‬
‫ذكل التفكير العقبلنى بالقدرة عمى تجاكز القناعات السمبية الميددة لمذات‪ ،‬كبناء القناعات‬
‫اإليجابية التى تخدـ رسالة اإلنساف كأىدافو فى الحياة‪ ،‬ففارؽ كبير بيف كبل النكعيف مف‬
‫التفكير‪ ،‬التفكيرالخطى الذل ييدد الذات اإلنسانية‪ ،‬كالتفكير العقمى الذل يدعـ الذات اإلنسانية‪.‬‬
‫سابعا‪:‬أساليب احتواء التدمير الذاتى وفق المنظور التربوى اإلسالمى ‪:‬‬
‫يكجد العديد مف األساليب التى يمكف أف تسيـ فى كقاية الشخص مف سمكؾ التدمير الذاتى‪،‬‬
‫ىذه األساليب ليا دكر إيجابى فى كسر حمقة التدمير الذاتى‪ ،‬كالتحرر مف قيكده كأسبابو‪ ،‬كمف‬
‫أىـ ىذه األساليب مايمى ‪:‬‬
‫‪ -1‬قبول الذات‪:‬‬
‫قبكؿ الذات ىك"شعكر الفرد بالرضا عف نفسو كماىى بدكف (شركط‪ ،‬رفض‪ ،‬انتقاد‪،‬‬
‫إصدارأحكاـ)‪ ،‬مع كعى الفرد بنقاط قكتو كنقاط ضعفو‪ ،‬كبحدكد قدراتو كاستعداداتو‪ ،‬كبمميزاتو‬
‫كعيكبو‪ ،‬مع كجكدرغبة لديو فى تعديؿ ىذه العيكب" (النمر‪.) ٖ ،َُِٔ ،‬‬
‫كقبكؿ الذات يسمح لمفردبالتغيير‪ ،‬ألف الفرد حيف يتقبؿ ذاتو‪ ،‬يبدأ حياة جديدة‪ ،‬يحاكؿ مف‬
‫خبلليا التغمب عمى الكاقع المعايش بدال مف الشعكر باإلحباط كاليأس الذل ينتابو جراء‬
‫الصراع ضد الكاقع المعايش‪ ،‬فقديقبؿ الفردبالمكاف الذل يقيـ فيو‪ ،‬كلكف ىذا ال يعني عدـ‬
‫التطمع نحك االقامة ببيت أفضؿ‪ ،‬كىذا ىك الذم يدفع اإلنساف لمعمؿ كاإلنجاز‪ ،‬كالى تطكير‬
‫الذات كالنجاح المستمر‪ ،‬مع مصارحة الذات كالكقكؼ عمى المقدار الحقيقى لقدراتيا‬
‫كامكانياتيا‪.‬‬
‫كتبقى نقطة االرتكاز الذل يدكر فى نطاقيا قبكؿ الذات‪ ،‬كىى ما ىى عكائؽ كصكؿ‬
‫الفردلقبكلو لذاتو؟ كبالتالى يعمؿ الفرد عمى التغمب عمى ىذه العقبات‪ ،‬كمف ثـ تغيير ىذا الكاقع‬

‫‪157‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫‪ ،‬حتى يتسنى لو الكصكؿ إلى قبكؿ الذات‪ ،‬كىذاما يجنب الفرد التفكير فى اإليذاء أك المكـ‬
‫لمذات‪.‬‬
‫كيتطمب قبكؿ الذات قناعةالفرد بما يتمتع بو‪ ،‬كبما ىك عميو‪ ،‬كتقبؿ ذلؾ‪ ،‬كالتكيؼ معو‬
‫كتحقيؽ النجاح‪ ،‬كماأنو اكتشاؼ لمقدرات كالطاقات مف أجؿ تفعيميا كاستثمارىا مع الرضا‬
‫كالقبكؿ بذلؾ‪ ،‬كفقداف الفرد لقبكؿ الذات يؤدل الى عدـ إيمانو بقدراتو كمؤىبلتو‪ ،‬كبالتالى‬
‫الشعكر باإلحباط كاليأس الذل يقكده إلى التفكير فى التدمير الذاتى‪.‬‬
‫‪ -2‬التفاؤل وعدم اليأس‪:‬‬
‫التفاؤؿ ىك تكقع اإليجابى كاألفضؿ كانتظار حدكث الخير فى المستقبؿ‪ ،‬عمى النقيض‬
‫التشاؤـ فيك تكقع سمبى لمقادـ مف األحداث يجعؿ اإلنساف يتكقع حدكث األسكأ‪ ،‬كىذا ما عده‬
‫اإلسبلـ مف باب الضبلؿ‪ ،‬كالجيؿ بقدر اهلل كعظمتو‪،‬كسعة رحمتو‪ ،‬فقاؿ عزكجؿ "كمف يقنط‬
‫مف رحمة ربو إالالضالكف "(الحجر‪ ،)ٓٔ:‬كقاؿ أيضا"كالتياسكا مف ركح اهلل إنو الييأس مف‬
‫ركح اهلل إال القكـ الكافركف"(يكسؼ‪ ،)ٖٕ:‬كما نيى الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ عف‬
‫التشاؤـ‪،‬كالتكجيو نحكالتفاؤؿ‪ ،‬كاالستبشار بالكممة الطيبة‪ ،‬فقاؿ‪":‬العدكل كالطيرة كأحب الفأؿ‪،‬‬
‫قالكا يارسكؿ اهلل ‪:‬كما الفأؿ؟قاؿ‪:‬الكممة الطيبة"(سنف الترمذل‪.)ُُٔٓ ،‬‬
‫كسمكؾ المسمـ اإليجابى يستند إلى االلتزاـ بالتفاؤؿ‪ ،‬كتكقع الخيرفى كافة أمكره‪ ،‬ألف التزاـ‬
‫التفاؤؿ باب مف التككؿ عمى اهلل كحسف الظف بو سبحانو كتعالى‪ ،‬كتجنب األمكر غير‬
‫الكاقعية‪ ،‬كالتى تقكـ عمى التخيؿ كقياس األمكر بنظرة تبتعد عف الكاقع كالحقيقة‪ ،‬أما التشاؤـ‬
‫ففيو بعد عف التككؿ عمى اهلل عزكجؿ‪ ،‬كاساءة الظف بو‪ ،‬كليذا انعكاسو السمبى عمى ذات‬
‫الفرد‪ ،‬ألف التشاؤـ يجمب لصاحبيااأللـ النفسى‪ ،‬كالقمؽ كالتكتر قبؿ كقكع األمكر ‪.‬‬
‫كبالتفاؤؿ يستطيع اإلنساف السيطرة عمى ذاتو ‪ ،‬كصناعة مستقبمو بشكؿ إيجابى كفعاؿ ‪،‬‬
‫انطبلقا مف إيمانو باألسباب كالحمكؿ‪ ،‬كايمانو بضركرة التغمب عمى المعكقات مف خبلؿ رؤية‬
‫الكاقع كتممس جكانب الخير فيو‪ ،‬كلمتفاؤؿ دكر كبير فى اعتدالية التفكير العقمى لئلنساف‪،‬‬
‫يكجيو نحك البحث عف الحمكؿ‪ ،‬كتحصيؿ النتائج المرجكة‪ ،‬كما يحميو مف سيطرة التشاؤـ‬
‫كالسخط عمى ذاتو عند كقكع ضرر‪ ،‬كالى ذلؾ يشير قكؿ الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ " ىع ىجنبا‬
‫ً‬ ‫ذاؾ أل و‬ ‫أم ىرهي يكمَّوي ىخ ٍيهر‪،‬‬
‫اء ىش ىك ىر‪،‬‬
‫أصابتٍوي ىس َّر ي‬
‫ى‬ ‫ىحد َّإال لٍم يم ٍؤ ًم ًف‪ٍ ،‬‬
‫إف‬ ‫كليس ى ى‬ ‫ى‬ ‫الم ٍؤ ًم ًف‪َّ ،‬‬
‫إف ٍ‬ ‫أل ٍىم ًر ي‬
‫كاف ىخ ٍي نار لو"(مسمـ‪ ،)ِٗٗٗ ،‬كبذلؾ "يتخمى‬ ‫ص ىب ىر فى ى‬‫اء‪ ،‬ى‬
‫ض َّر ي‬
‫كاف ىخ ٍي نار لو‪ ،‬كا ٍف أص ىابتٍوي ى‬ ‫فى ى‬
‫اإلنساف عف التفكير السمبى الذل يحد مف قدراتو‪ ،‬كيضيع جيكده فى سبيؿ تحقيؽ ما يصبك‬

‫‪158‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫إليو مف أىداؼ فى حياتو ‪ ،‬كىذا يجعؿ حياة اإلنساف بمثابة سمسمة مف المتاعب كاألحاسيس‬
‫السمبية‪ ،‬بؿ إف التفكير السمبى يدفع إلى العديد مف النتائج السمبية مثؿ األمراض النفسية‬
‫كالعضكية‪ ،‬كالشعكر بالخكؼ كعدـ الرضا‪ ،‬كالفكرة السمبية فى حد ذاتيا مجرد كممات داخمية‬
‫يستخدميا اإلنساف‪ ،‬كلكف ما يجعميا خطرة ىك تكرارىا كتخزينيا حتى تصبح عادة يستخدميا‬
‫اإلنساف فى حياتو"( الفقى ‪. ) ُٔٔ ،ََِٕ ،‬‬
‫كما يساعد التفاؤؿ عمى تحسيف الصحة النفسية كالبدنية لمشخص‪ ،‬ألف سيطرة اليكاجس‬
‫كالتشاؤـ كالقمؽ كتكقع األسكء مف األمكر‪ ،‬يؤثر عمى الشخص جسديا كيجعمو مريضا بدكف‬
‫عمة ظاىرة‪ ،‬بؿ إف التفاؤؿ يمد اإلنساف بالقدرة عمى مقاكمة األمراض كتجاكزىا كاالستجابة‬
‫لمشفاء‪ ،‬بعكس المتشائـ الذل يركف إلى االستسبلـ كيبحث عف كسائؿ لميركب مف ما يعانيو‬
‫مف أكىاـ كىكاجس تسيطر عمى ذاتو‪.‬‬
‫كمف يعانى مف التدمير الذاتى بحاجة إلى بث األمؿ كالكاقعية فى ذاتو‪ ،‬كأف يدرؾ أف‬
‫الحياة التخمكمف العقبات كالمشكبلت‪ ،‬كأف كجكد ذلؾ فى الحياة اليعنى عدـ كجكد الحمكؿ‬
‫ليا‪ ،‬أكاليأس فى مكاجيتيا‪ ،‬كانما البد مف التسمح بركح التفاؤؿ‪ ،‬كالقدرة عمى تحكيؿ المشكمة‬
‫كاألزمة إلى استثمار إيجابى ينطمؽ منو اإلنساف إلى تحقيؽ أىدافو كاالرتقاء بذاتو‪ ،‬ألف‬
‫اليأس كالسخط كسيطرة اإلحباط عمى نفس اإلنساف يجعؿ نظرتو لمحياة نظرة سكداكية تدفعو‬
‫إلى مزيد مف القمؽ كاإلحباط‪ ،‬كحب العزلة كاالنطكاء‪ ،‬كانعداـ ثقتو باْلخريف‪ ،‬كتكجيو سياـ‬
‫االنتقاـ كالتدمير نحك ذاتو‪ ،‬كمع استمرار مثؿ ىذا النمط مف السمكؾ تسيطرعمى الفرد أفكار‬
‫التخمص مف الذات باالنتحار‪.‬‬
‫‪ -3‬الدعم الذاتى ورفع التقدير بالذات‪:‬‬
‫لمدعـ الذاتى كتقدير الذات أىمية كبيرة في حياة الفرد‪ ،‬فيك يؤثر في كيفية إدراؾ الفرد‬
‫لضغكط كىمكـ الحياة‪ ،‬كأساليب المكاجية الفعالة ليا‪ ،‬كعدـ االنسحاب كاالستسبلـ ليذه‬
‫اليمكـ كالضغكط‪ ،‬بؿ يجب التخمص مف المشكبلت ألف تراكميا اليساعد عمى تحقيؽ الذات‪،‬‬
‫فقد يتعرض لضغكط نفسية فى فترات مف حياتو‪ ،‬كماأنو قد يمر بحاالت مف الضعؼ فى‬
‫العزيمة كالمكاجية‪ ،‬نتيجة عكامؿ اليأس كاإلحباط التى قد يمر بيا‪ ،‬مما يستدعى التدخؿ مف‬
‫اْلخريف إلنقاذه‪ ،‬كالرفع مف معنكياتو كالدعـ لو‪ ،‬فتقديـ الدعـ الذاتى لمفرد يمثؿ الجانب الكقائى‬
‫الذل يساعد الفرد عمى التكيؼ مع الضغكط كالظركؼ‪ ،‬كالتفاعؿ معيا بشكؿ أفضؿ بدعـ‬
‫التقدير الذاتى‪ ،‬ألف إىماؿ ذلؾ قديؤدل بالفرد إلى سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كقد نيى الرسكؿ‬
‫‪159‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫صمى اهلل عميو كسمـ عف تحقير اإلنساف لذاتو كعدـ تقديرىا‪ ،‬فعف عائشة قاؿ رسكؿ اهلل صمى‬
‫اهلل عميو كسمـ‪" :‬ال يقكلف أحدكـ‪ :‬خبثت نفسي‪ ،‬كلكف ليقؿ‪ :‬لقست نفسي"(البخارل‪)ُٕٔٗ ،‬‬
‫أم‪ :‬غثت أك ضاقت ‪.‬‬
‫كتتمثؿ أىمية الدعـ الذاتى لمفرد لما لو مف أثر فعاؿ فى حماية الفرد لذاتو كزيادة تقديره‬
‫ليا‪ ،‬كما أنو يكلد شعك ار إيجابيا لدل الفرد يجعمو يتفاعؿ مع ضغكط الحياة بصكرة متكازنة‬
‫تبعده عف دائرة الصراع النفسى‪ ،‬فالظركؼ التى يمر بيا الفرد قد تدفعو إلى فقداف الثقة بالذات‬
‫أكاالحساس بضعؼ قدرىا‪ ،‬كلذا فالفرد يحتاج إلى الدعـ لذاتو مف اْلخريف‪ ،‬كمساعدتو عمى‬
‫التغمب عمى ضغكط الحياة بأساليب إيجابية‪ ،‬كدعـ الفرد فى االحتفاظ بالتكازف النفسى‪،‬‬
‫كتجنيب الفرد عكامؿ التيديد لذاتو‪" ،‬فالتدعيمات الذاتية ىى تغذية راجعة لمسمكؾ اإليجابى‬
‫المرغكب فيو لتعزيز السمكؾ كتقكيتو‪ ،‬بحيث ينعكس ذلؾ عمى قدرتو عمى ضبط الذات‬
‫"(الظاىر‪.)ََِْ ،‬‬
‫كيكجد العديد مف المصادرالمحيطة بالفرد‪،‬كالتى ليا دكر فاعؿ فى عممية الدعـ الذاتى‬
‫لمفرد‪ ،‬فمف خبلؿ األسرة يمكف تقديـ الدعـ الذاتى ألبنائيا بتكفير األجكاء اإليجابية التى تبعث‬
‫عمى األماف النفسى‪ ،‬ككذلؾ بإمكاف األسرة تقديـ الدعـ العاطفى ألبنائيا الذل يشتمؿ عمى‬
‫الحب كاالحتراـ الذاتى‪ ،‬كاإلسياـ فى تككيف العبلقات االجتماعية سكاء داخؿ محيط األسرة أك‬
‫خارجيا‪ ،‬كما يمكف ألصدقاء الفرد تقديـ الدعـ الذاتى لو عند مركره بأزمة أك محنة‪ ،‬كلذلؾ"فإف‬
‫استخداـ ىذا األسمكب فى المراحؿ المبكرة سيككف لو آثار إيجابية مستقبمية عمى التفكيربشكؿ‬
‫مستمرلكؿ سمكؾ يقكـ بو الفرد "(الخطيب‪ ،)َٖ ،ٕٓ ،ََِّ ،‬كدكر األصدقاء فى تقديـ‬
‫الدعـ الذاتى لمفرد دك اريجابى‪ ،‬يتمثؿ فى بث ركح األمؿ فى نفسو‪ ،‬كاإلصرار عمى تجاكز‬
‫األزمات‪ ،‬فالصديؽ الجيد دائماما يككف مصدر عكف لصديقو عمى الطاعة‪ ،‬كالعمؿ الصالح‬
‫فى الدنيا كاْلخرة‪ ،‬قاؿ تعالى" األخبلء يكمئذ بعضيـ لبعض عدك إال المتقيف"(الزخرؼ‪.)ٕٔ:‬‬
‫فاليدؼ مف تقديـ الدعـ الذاتى لمفرد ىك مساعدتو عمى التعرؼ عمى ذاتو‪ ،‬كما يتمتع بو‬
‫مف قدرات كطاقات تؤىمو لمكصكؿ إلى أىدافو‪ ،‬مف أجؿ اكتشاؼ الذات كالسعى لتحقيقيا‪،‬‬
‫كاستشعار قدرىا‪ ،‬مف أجؿ تجنيب الفرد سيطرة سمكؾ التدمير الذاتى عميو‪ ،‬كمف أجؿ‬
‫المحافظة عمى الذات مف االنكسار‪ ،‬أكتكجيو عكامؿ اإليذاء لنفسو‪ ،‬أكالتدميرلذاتو‪.‬‬
‫ْ‪ -‬الثقة بالنفس وقوة الذات‪:‬‬

‫‪160‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫تعدالثقة بالنفس مف األساليب الداعمة لمذات فى مكاجية سمكؾ التدميرالذاتى‪،‬كىى التى‬


‫تحددحياة الفرد‪ ،‬كمقدارما يتمتع بو مف تكافؽ مع ذاتو كمع مجتمعو‪ ،‬باإلضافة إلى أنيا تعنى‬
‫القناعة بالقدرات التى منحيا اهلل لمفرد كالرضا بيا‪ ،‬كالتكيؼ معيا‪ ،‬كالقدرة عمى مكاجية ظركؼ‬
‫كضغكط الحياة بكافة أنكاعيا بشكؿ إيجابى كفعاؿ‪ ،‬فالثقة بالنفس تكسب الفرد اإلحساس‬
‫باإلعتزاز بمياراتو ككفاءاتو‪ ،‬كقدرتو عمى تحكيؿ أفكاره إلى أفعاؿ عمى أرض الكاقع‪.‬‬
‫كالتقدير اإليجابي لمنفس يتكقؼ عمى بناء الثقة فى الفرد كمعرفة نفسو جيدا‪ ،‬كحب نفسو‬
‫كما ىى ال كما تيرل في اْلخريف‪ ،‬أك تعجب بما لدييـ‪ ،‬كعندما يحب اإلنساف نفسو كيقدرىا‬
‫حؽ قدرىا سكؼ يسعى حتما لتطكيرىا‪ ،‬كتقديـ األفضؿ ليا‪ ،‬فيتحقؽ لديو الشعكر بالطمأنينة‬
‫النفسية‪ ،‬كاالرتياح فى حياتو‪ ،‬الذل يجنبو عكامؿ السخط‪ ،‬كعدـ الرضا عف الذات‪.‬‬
‫كترتبط قدرة الفرد عمى مكاجية عكامؿ التدمير الذاتى بمقدار مايتمتع بو مف الثقة‬
‫بالنفس‪،‬كذلؾ ألف اإلنساف الغير كاثؽ مف نفسو عادة ما يبحث عف ما يخرجو مف دائرة‬
‫اإلحساس بالنقص‪ ،‬مما يجعمو غير راض دائمان بما يممؾ مف قدرات كمؤىبلت‪ ،‬أما الثقة‬
‫بالنفس فتبعث فى اإلنساف شعك ار أف اإلنساف ليس بما يممؾ مف أشياء‪ ،‬كلكف بما يستطيع أف‬
‫يحقؽ مف نجاح عمى أرض الكاقع في الحياة‪ ،‬فكمما كاف تقدير الفرد لنفسو إيجابيا سيككف‬
‫أكثر إيجابية‪ ،‬كبإدراؾ اإلنساف لما يتمتع بو مف إيجابيات فالكاجب عميو استثمارىا‪ ،‬كذلؾ إذا‬
‫تعرؼ عمى نقاط ضعفو فإنو يحرص عمى تقكيتيا‪ ،‬كتتكافر لديو الشجاعة الكافية لمكاجية ذلؾ‬
‫كالتغمب عميو‪.‬‬
‫إف بناء القكة الذاتية لمفرد كالثقة بالنفس يمثؿ نقطة ارتكاز لتقكية السمكؾ اإليجابى فى‬
‫الفرد‪ ،‬كيعتمد عمى ثقة الفرد فى قدرتو عمى التغمب عمى الصعكبات كحؿ المشكبلت‪ ،‬كادراكو‬
‫لنقاط قكتو كنقاط ضعفو‪ ،‬مع حسف التكظيؼ لنقاط قكتو فى مكاجية مصاعب كضغكط‬
‫الحياة‪ ،‬كالتغمب عمييا‪ ،‬كممارسة الفرد لذلؾ يكسبو الثقة بالنفس‪ ،‬كاحترامو لذاتو‪ ،‬كما يمنحو‬
‫القدر الكافى مف الدعـ النفسى كاالجتماعى‪ ،‬كما يعززمف قدرة الفرد عمى التكافؽ االجتماعى‪،‬‬
‫كضماف التزامو بالضكابط‪ ،‬كالمعايير االجتماعية فى مكاقؼ الحياة المختمفة‪.‬‬
‫‪ -5‬محاسبة النفس‪:‬‬
‫النفس البشرية كاسعة المطامع تتطمع لممزيد‪ ،‬كال تتكقؼ عند حد‪،‬فحب الماؿ يقع ضمف‬
‫يد" (العاديات‪ ، )ٖ:‬فالنفس البشرية مفطكرة‬‫ب اٍل ىخ ٍي ًر لى ىشًد ه‬
‫أكلكيات النفس‪ ،‬قاؿ تعالى" ىكًاَّنوي لً يح ّْ‬
‫عمى حب التممؾ‪ ،‬فيى كاسعة المطامع ال تقؼ عند حد إذا لـ تقابؿ بالمجاىدة‪ ،‬كالتيذيب‬
‫‪161‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫لمتخفيؼ مف ىذا الطمع‪ ،‬قاؿ تعالى" كالذيف جاىدكا فينا لنيدينيـ سبمنا كاف اهلل لمع‬
‫المحسنيف"(العنكبكت‪ ،)ٔٗ:‬كيرل )خكالدة ‪ ،ََِْ ،‬صِِٖ) أف"النفس عدكة لدكد لصاحبيا‬
‫إف أطمؽ ليا العناف ‪ ،..‬كىى مطية ذلكؿ إف أمسؾ بزماميا‪ ،‬كفطميا عف الشر‪ ،‬ككبح‬
‫جماحيا‪ ،‬كسيطر عمييا بعقمو كايمانو‪ ،‬كىيمف عمييا بإرادتو كاحسانو"‪ ،‬كيؤكد ذلؾ قكؿ الرسكؿ‬
‫اهلل صمى اهلل عميو كسمـ "الكيس مف داف نفسو‪ ،‬كعمؿ لما بعد المكت‪ ،‬كالعاجزمف أتبع نفسو‬
‫ىكاىا كتمنى عمى اهلل األمانى"(الترمذل‪.)ِْٓٗ ،‬‬
‫كمحاسبة النفس المنظمة تضفى عمى العبد حالة مف التكازف كاالستق اررالنفسى‪ ،‬كتنمي في‬
‫الذات الشعكر بالمسئكلية‪ ،‬كتقييـ األعماؿ كالتصرفات‪ ،‬فمحاسبة النفس ضركرية لمكقكؼ عمى‬
‫اإليجابيات كالسمبيات‪ ،‬ألف التعزيز لما ىك إيجابى داعـ لمكاصمة تحقيؽ النجاح‪ ،‬كمحاسبة‬
‫النفس محاكلة الكتشاؼ مكاطف الضعؼ كالتقصيرلمتعديؿ كالتصحيح‪ ،‬بدال مف الرككف إلى‬
‫التدمير الذاتى‪ ،‬كالتحطيـ لمنفس‪ ،‬كالكصكؿ إلى الفشؿ‪ ،‬كفقداف الثقة بالذات‪،‬ألف "تقييـ الذات‬
‫ىك أحد االستراتيجيات المعرفية التى تيدؼ إلى تيذيب كتنقية السمكؾ اإلنسانى مف خبلؿ‬
‫تقييمو مع المعايير السمككية المعركفة‪ ،‬أكالتى تـ تحديدىا‪ ،‬كيتـ فى ىذه االستراتيجية التمييز‬
‫بيف مايقكـ بو الفرد مف سمكؾ غير مرغكب فيو‪ ،‬كما يجب أف يقكـ بو الفرد مف سمككيات‬
‫مرغكبة"(تركى‪.)ِٓ ،ََِْ ،‬‬
‫كمحاسبة الذات ىى مراجعة كتقييـ لمنفس‪ ،‬كالكقكؼ عمى األسباب كطرؽ العبلج‪ ،‬كمحاكلة‬
‫تجاكز الماضى بسمبياتو‪ ،‬بدال مف الكقكؼ عنده‪ ،‬كانزاؿ العقاب كاالنتقاـ مف الذات جراء‬
‫الفشؿ دكف التأمؿ فى أسبابو‪ ،‬كمحاكلة التفكير فى عبلج جكانب القصكر‪ ،‬مف أجؿ تصحيح‬
‫المسار‪ ،‬فمحاسبة النفس ضركرية لمكقاية مف عكامؿ التدمير الذاتى‪ ،‬كمساعدة اإلنساف عمى‬
‫االستقرار النفسى‪ ،‬كالتطكير لذاتو‪.‬‬
‫‪-6‬التوبة وتصحيح المسارالسموكى‪:‬‬
‫تعد التكبة كتصحيح سمكؾ الفردمف األساليب التى ليا القدرة عمى الحدمف سمكؾ التدمير‬
‫الذاتى ‪ ،‬فارتكاب الذنكب كالمعاصى لو انعكاسو السمبى عمى ذات الفرد‪ ،‬فتمحؽ بو‬
‫االضطراب كالقمؽ‪ ،‬كعدـ االرتياح كالضيؽ‪ ،‬كالتكبة تحرر المذنب مف الخطيئة‪ ،‬كتشعره‬
‫بالراحة كالطمأنينة النفسية‪ ،‬ألف دكر التكبة التربكل "إعادة التكازف الركحى لئلنساف‪ ،‬كابعاده‬
‫عف اضطرابات الشخصية كاألمراض النفسية‪ ،‬فاإلقبلع عف الذنكب كتركيا نيائيا‪ ،‬كشعكر‬
‫المرء بأف اهلل سبحانو كتعالى يغفر الذنكب كيقبؿ تكبة عباده‪ ،..‬كؿ ىذا يمنح اإلنساف أمبل‬

‫‪162‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫جديدأ فى الحياة ‪ ،..‬فيمارس نشاطو كحياتو بطاقة جديدة ‪ ،..‬كمف ىنا تعد التكبة مف العكامؿ‬
‫الميمة فى تحقيؽ الصحة النفسية كالجسمية معا‪ ،‬كفى تككيف الشخصية السكية‬
‫المتزنة"(سمطاف‪ ،) ُْٓ ،ُٖٗٗ ،‬فالتكبة باب يسع كؿ تائب تشجيعان لو عمى البعد عف‬
‫المعاصي كاْلثاـ‪ ،‬كترغيبان لو في اإلقباؿ عمى اهلل عزكجؿ‪ ،‬كمف ثـ يشعر بالتفاؤؿ كالراحة‬
‫ىس ىرفيكا‬ ‫النفسية ‪ ،‬حينما يعمـ أف اهلل يقبؿ التكبة مف عباده‪ ،‬قاؿ تعالى " يق ٍؿ يا ًعب ًاد ًَّ‬
‫يف أ ٍ‬
‫م الذ ى‬ ‫ى ى ى‬
‫يـ‬ ‫الذينكب ج ًميعا إًَّنو ىك اٍل ىغفيكر َّ ً‬
‫عمىى أىنفي ًس ًيـ ىال تى ٍق ىنطيكا ًمف َّر ٍحم ًة المَّ ًو إً َّف المَّو ي ٍغ ًفر ُّ‬
‫الرح ي‬ ‫ي‬ ‫ى ى ن ي يى‬ ‫ى ى ي‬ ‫ى‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬
‫"(الزمر‪.)ّٓ:‬‬
‫كالتكبة مف األساليب المحققة لؤلماف فيى تسيـ فى شفاء النفس مف األمراض النفسية‪،‬‬
‫ألنيا"تؤدل كتدفع إلى إصبلح الذات‪ ،‬كتقكيميا كى التقع مرة أخرل فى األخطاء كالمعاصى‪،‬‬
‫كيساعد ذلؾ عمى زيادة تقدير اإلنساف لنفسو‪ ،‬كزيادة ثقتو فييا‪ ،‬كرضائو عنيا‪ ،‬كيؤدل ذلؾ‬
‫إلى بث الشعكر باألمف كالطمأنينة فى نفسو "(نجاتى‪.)ِْٕ ،ُِٖٗ ،‬‬
‫كتتميز التكبة كأسمكب لتحقيؽ األماف لمنفس اإلنسانية في المنيج اإلسبلمي‪ ،‬بككنيا‬
‫تشتمؿ عمى االعتراؼ بالذنب مع عقد العزـ عمى عدـ االنحراؼ‪ ،‬فيي عيد بيف العبد كربو‪" ،‬‬
‫فاعتراؼ المؤمف بذنبو‪ ،‬كاستغفاره هلل‪-‬سبحانو كتعالى‪ ، -‬كتكبتو إليو يحكؿ دكف محاكلة‬
‫إقصاء فك رة الذنب عف الذىف‪ ،‬كتؤدم في النياية إلى الكبت البلشعكرم لفكرة الذنب‪ ،‬غير‬
‫أف كبت الذنب يكلد الشعكر بالدكنية‪ ،‬فتظير ىذه الطاقة االنفعالية في صكرة قمؽ غامض‬
‫مبيـ يزعج اإلنساف‪ ،‬كيسبب لو كثير مف التكتر النفسي‪ ،‬فيحاكؿ أف يخفؼ مف حدتو‬
‫بااللتجاء إلى أعراض األمراض النفسية ‪ ،..‬كليذا كاف تذكر المؤمف لذنكبو ‪ ،‬كاعترافو بيا ‪،‬‬
‫كاستغفاره اهلل ‪ -‬سبحانو كتعالى‪ -‬عف ارتكابو ليا كتكبتو إليو إنما يعمؿ عمى كقايتو مف الكبت‬
‫البلشعكرم لئلحساس بالذنب المسبب لقمقو‪ ،‬فيخؼ تأنيبو لنفسو‪ ،‬كيصبح أكثر تقببلن لذاتو"(‬
‫نجاتى‪.) ِْٕ ،ُِٖٗ ،‬‬
‫كمف ىنا فإنو إذا كانت الخطيئة‪ ،‬أك الذنب ظاىرة مرضية تنتاب النفس البشرية‪ ،‬فتمحؽ‬
‫بيا عكامؿ القمؽ كالصراع النفسي الذل يؤدل بيا إلى التدمير الذاتى‪ ،‬فإف النفس ما لـ تمبث‬
‫أف تبحث عما يحقؽ ليا األماف كالسبلـ النفسي‪ ،‬فتسارع إلى التكبة ‪ ،‬كتسارع إلى كؿ سمكؾ‬
‫إيجابي تعكيضان عما ألـ بيا مف جراء الخطيئة‪ ،‬كمف ثـ يمكف تكظيؼ أسمكب التكبة في‬
‫مقاكمة سمكؾ التدمير الذاتى لدل الفرد‪ ،‬كتعديؿ المسار السمككى كالنفسى لو نحك اإليجابية‬
‫كالطمأنينة النفسية مف خبلؿ بناء الذات الجديدة كاستعادة قدرتياعمى العطاء‪.‬‬
‫‪163‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫‪ -7‬ذكر اهلل‪:‬‬
‫يمثؿ ذكر اهلل‪ -‬عز كجؿ‪ -‬عبادة مف العبادات التي أمر بيا اإلسبلـ‪ ،‬كما يمثؿ السبيؿ إلى‬
‫القضاء عمى المخاكؼ‪ ،‬كاألفكارالسمبية كالكساكس التى تسيطر عمى اإلنساف‪ ،‬كىكمف‬
‫األساليب الفاعمة فى مقاكمة سمكؾ التدمير الذاتى‪ " ،‬فيك عبلج ناجع لتكتر النفس البشرية‬
‫كقمقيا يعيد إلي يا األمف كاليدكء كالطمأنينة كالسكينة ‪ ،‬كيشفي القمب كيغذم الركح‪ ،‬كيزيؿ‬
‫الكساكس‪ ،‬كيككف الذكر بالقمب كالمساف حتى يثمر استقامة الجكارح‪ ،‬كتقكيـ السمكؾ كالمراقبة‬
‫هلل ‪-‬عز كجؿ ‪ -‬في كؿ قكؿ كعمؿ‪ ،‬فيشعر المؤمف أف عيف اهلل ال تغفؿ كال تناـ تراقبو في‬
‫كؿ حركاتو كسكناتو‪ ،‬كبذلؾ تفيض األنكار اإلليية‪ ،‬كتغمر قمب المؤمف فيككف عبدان ربانيان‬
‫ممتزمان كمكاظبان عمى ذكر اهلل "(حساف‪ ،)ّٗٓ ،ََُِ ،‬قاؿ تعالى " الذيف آمنكا كتطمئف‬
‫قمكبيـ بذكر اهلل أال بذكر اهلل تطمئف القمكب "(الرعد‪.)ِٖ:‬‬
‫كتعد عبادة ذكر اهلل ‪ -‬عز كجؿ‪ -‬العبلج لما قد يصيب المسمـ مف غفمة بسبب مصاعب‬
‫الحياة كمشاغميا‪ ،‬فيك طريؽ السكينة كالطمأنينة "فذكر اهلل إذ يبعث في النفس األمف‬
‫كالطمأنينة ‪ ،‬فيك ببل شؾ عبلج لمقمؽ الذم يشعر بو اإلنساف حينما يجد نفسو ضعيفان عاج انز‬
‫أماـ ضغكط الحياة كأخطارىا‪ ،‬ال سند لو كال معيف" (نجاتى‪ ،)ِِٕ ، ُِٖٗ ،‬فالتزاـ النفس‬
‫بذكر اهلل يكسب ذات اإلنساف الطمأنينة‪ ،‬كالصفاء‪ ،‬كالرضااإلليى‪ ،‬يؤكد ذلؾ قكؿ الرسكؿ‬
‫الم ىبلئً ىكةي‪ ،‬ىك ىغ ًش ىيتٍيي يـ‬ ‫َّ ً َّ َّ‬ ‫َّ‬
‫كف الموى ىع َّز ىك ىجؿ إال ىحفتٍيي يـ ى‬‫صمى اهلل عميو كسمـ " ىال ىي ٍق يع يد قى ٍكهـ ىي ٍذ يك ير ى‬
‫يمف ًع ٍن ىدهي"(مسمـ‪.)ََِٕ ،‬‬ ‫َّ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ت عمييـ السَّك ىينةي‪ ،‬ىكىذ ىك ىريى يـ الموي ف ى‬ ‫الر ٍح ىمةي‪ ،‬ىكىن ىزلى ٍ‬
‫َّ‬
‫فيناؾ فرؽ بيف المبلزـ لذكر اهلل فيك ينعـ باألماف كالطمأنينة‪ ،‬ألنو في معية اهلل‪ ،‬كبيف‬
‫البعيد كالغافؿ عف ذكر اهلل‪ ،‬ألنو " كمما غفؿ اإلنساف عف ذكر اهلل قمت قيمة أعمالو‪،‬‬
‫كضعفت قكة إيمانو‪ ،‬كانتكست معنكياتو‪ ،‬كاختفت طمأنينة القمب‪ ،‬كتأثرت حركة القمب‪،‬‬
‫كنتيجة لذلؾ يبدأ اإلنساف يميؿ إلى اتباع أىكاء نفسو أكثر مف طاعة اهلل كرسكلو" (بيرزاده‪،‬‬
‫ُّٗٗ‪،)ُِٕ ،‬فمخالفة أمر اهلل كاإلعراض عف ىديو سبيؿ القمؽ كالضيؽ كالسخط‪ ،‬كفقداف‬
‫الطمأنينة‪ ،‬كتكالب اليمكـ عمى العبدفى حياتو‪ ،‬قاؿ تعالى " كمف أعرض عف ذكرل فإف لو‬
‫معيشة ضنكا "(طو‪.)ُِْ:‬‬
‫كينظر اإلسبلـ إلى عبادة ذكر اهلل عمى أنيا أحد األساليب الفاعمة في تحقيؽ السبلـ‬
‫النفسي‪ ،‬الذم يبصر الفرد باْلثارالسمبية لمسمككيات المنحرفة عمى ذات اإلنساف‪،‬كالتى تدفعو‬
‫إلى الكقكع فى دائرة القمؽ كالتكتر‪،‬كالتى تغذييا الكساكس كالتى سرعاف ما تظيرعمى ىيئة‬

‫‪164‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫سمكؾ منحرؼ كالتدميرالذاتى‪،‬ألف " أفكار السكء‪ ،‬كخكاطر الشر مف الشيطاف الذم يغتنـ‬
‫فرصة االختبلؿ االنفعالي الحاصؿ‪ ،‬فيمقى بخكاطره ككساكسو لعميا تجد مدخبلن لتصدير أفكا انر‬
‫كارادات كعزائـ كأفعاالن‪ ،‬يتدخؿ الشيطاف في األسباب المثيرة لبلنفعاالت فيرتب في حياة‬
‫الشخص أحداثان‪ ،‬أك يثير في نفسو ذكريات مؤلمة تثكر عندىا انفعاالتو‪ ،‬يستغؿ ىذا االنفعاؿ‬
‫ليكسكس لو بأفكار تدفعو إلى سمككيات منحرفة ‪.‬‬
‫كدكر الذكر ىك التصدم ليذه األفكار السمبية كليس إماتة االنفعاؿ كاقتبلعو مف النفس‪،‬‬
‫فالشيطاف يثير االنفعاالت ليستغؿ الحالة النفسية الناشئة عنيا‪ ،‬قاؿ تعالى " إنما النجكل مف‬
‫الشيطاف ليحزف الذيف آمنكا كليس بضارىـ شيئان إال بإذف اهلل كعمى اهلل فميتككؿ المؤمنكف‬
‫"(المجادلة‪ ،)َُ:‬فعندما يمجأ الشخص لمذكر يككف فى أماف مف تمؾ األفكار الشريرة‬
‫كالمتشائمة‪ ،‬فيكاجو حينئذ انفعاال طبيعيان غير مثقؿ بأفكار أخرل غريبة عنو‪ ،‬ثـ يككف ىذا‬
‫عكنا لو عمى تجاكز ىذا االنفعاؿ بعد تجاكز األفكار التي حاكلت أف تتخفى مف كرائو‬ ‫الذكر ن‬
‫كتتسرب مف خبللو "(حساف‪)َْْ ،َّْ ،ََُِ ،‬‬
‫إف ذكر اهلل يسيـ فى السيطرة عمى األفكار كالتصكرات السمبية‪ ،‬كالمخاكؼ كالكساكس ‪،‬‬
‫كيحمى اإلنساف مف سيطرتيا عمى ذىنو‪ ،‬أك التأثيرعمى سمككياتو‪ ،‬كيبقى األثر الفاعؿ لمذكر‬
‫في تحقيؽ السبلـ النفسي‪ ،‬كالتكجيو السمككي لمفرد نحك اإليجابية‪ ،‬كالرضا عف الذات‪ ،‬كليذا‬
‫أمر اهلل سبحانو كتعالى المؤمنيف بالمحافظة عمى الذكر‪ ،‬قاؿ تعالى" يا أييا الذيف آمنكا اذكركا‬
‫اهلل ذك انر كثي انر كسبحكه بكرة كأصيبلن " (األحزاب‪)ِْ ،ُْ:‬‬
‫‪ -9‬التنفيس االنفعالى‪:‬‬
‫يعيش الفرد حياتو‪ ،‬التى قد تفرض عميو مكاجية العديد مف الضغكط كالمشكبلت كالتغمب‬
‫عمييا‪ ،‬كمما يستعيف بو الفرد المجكء لمتنفيس االنفعالى عف ىذه المشاكؿ كالضغكط بصكرة‬
‫سميمة لتفادل اْلثار السمبية ليا عمى ذاتو‪،‬كاستعادة الفرد لتكازنو‪ ،‬كيقصدبالتنفيس االنفعالى"‬
‫التنفيس عف المكاد كالخبرات المشحكنة انفعاليا‪ ،‬كيتضمف تفريغ العميؿ مابنفسو مف انفعاالتو‪،‬‬
‫أل أنو يعتبر بمثابة تطييرلمشحنات االنفعالية‪ ،‬كتفريغ لمحمكلةالنفسية"(زىراف‪،)َُٖٗ،ِٖٓ،‬‬
‫قاؿ تعالى حكايةعف يعقكب عميو السبلـ لمحالة النفسية التى كصؿ إلييا مف الحزف المتجدد‬
‫فى ن فسو عمى ابنو يكسؼ عميو السبلـ‪،‬كشككاه مف األلـ النفسى الذل ألـ بو "إنما أشكك بثى‬
‫كحزنى إلى اهلل كأعمـ مف اهلل ماالتعممكف"(يكسؼ‪ ،)ٖٔ:‬كقداستخدـ الرسكؿ صمى اهلل عميو‬
‫كسمـ التنفيس االنفعالى عف شعكر الحزف الذل ألـ بو جراء مكت ابنو ابراىيـ‪ ،‬ككاف بمثابة‬
‫‪165‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫سكؿ المَّ ًو َّ‬


‫الرحمة كتحقيؽ التكازف لمنفس ‪ ،‬فقد ركل عف أنس بف مالؾ " ىد ىخٍم ىنا مع ر ً‬
‫صمى اهللي‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫صمى‬‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ً ًً ً‬ ‫عميو كسمَّـ عمىى أىبًي س ٍي و‬
‫ؼ القى ٍي ًف‪،‬‬
‫فأخ ىذ ىرسك يؿ المو ى‬ ‫َّبل يـ‪ ،‬ى‬ ‫يـ عميو الس ى‬ ‫ككاف ظ ٍئ نار إل ٍب ىراى ى‬
‫ى‬ ‫ى‬ ‫ى‬
‫ت‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫كد ىبن ٍفسو‪ ،‬فى ىج ىعمى ٍ‬ ‫يـ ىي يج ي‬ ‫ً‬ ‫يـ‪ ،‬فىقىَّبمىوي‪ ،‬ك ىش َّموي‪ ،‬ثيَّـ ىد ىخٍم ىنا عميو ىب ٍع ىد ى‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫ذلؾ كا ٍب ىراى ي‬ ‫اهللي عميو كسم ىـ ٍإب ىراى ى‬
‫ض ىي المَّوي ٍ‬ ‫ؼرً‬ ‫و‬ ‫صمَّى اهللي عميو كسمَّ ىـ تى ٍذ ًرفى ً‬ ‫ً َّ ً‬
‫عنو‪:‬‬ ‫بف ىع ٍك ى‬ ‫الر ٍح ىم ًف ي‬
‫عبد َّ‬‫اف‪ ،‬فىقا ىؿ لو ي‬ ‫ىع ٍي ىنا ىرسكؿ المو ى‬
‫صمَّى اهللي عميو‬ ‫ؼ َّإنيىا ىر ٍح ىمةه‪ ،‬ثيَّـ أىتٍىب ىعيىا بأ ٍ‬ ‫قاؿ‪ :‬يا ٍابف عك و‬ ‫سكؿ المَّ ًو؟ فى ى‬
‫قاؿ ى‬‫يخ ىرل‪ ،‬فى ى‬ ‫ى ىٍ‬ ‫ت يا ىر ى‬ ‫كأ ٍىن ى‬
‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫َّ‬ ‫كسمَّ ىـ‪َّ :‬‬
‫ضى ىرب ىُّنا‪ ،‬كانَّا بف ىراق ىؾ يا ٍإب ىراى ي‬
‫يـ‬ ‫ب ىي ٍح ىزيف‪ ،‬كىال ىنقيك يؿ إال ما ىي ٍر ى‬ ‫القٍم ى‬
‫الع ٍي ىف تى ٍد ىمعي‪ ،‬ك ى‬
‫إف ى‬
‫كف"‪(.‬البخارل‪.)َُّّ ،‬‬ ‫كن ى‬‫لى ىم ٍح يز ي‬
‫كأكضح الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ أف التنفيس االنفعالى المناسب الذل اليخرج عف‬
‫الضكابط الشرعية جراء مايعترل اإلنساف مف ضغكط كأحزاف‪ ،‬بمثابة تفريع لما داخؿ اإلنساف‬
‫مف شعكر سمبى قد يؤثر فى ذاتو‪ ،‬فقد ركل عف عبد اهلل بف عمر" اشتكى سعد بف عبادة‬
‫شككل لو ‪ ،‬فأتى رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ يعكده مع عبد الرحمف بف عكؼ كسعد بف‬
‫أبى كقاص كعبد اهلل بف مسعكد ‪ ،‬فمما دخؿ عميو‪ ،‬كجده فى غشية ‪ ،‬فقاؿ ‪:‬أقد‬
‫قضى؟ قالكا ‪:‬ال يا رسكؿ اهلل! فبكى رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ‪ ،‬فمما رأل القكـ بكاء‬
‫رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ بككا‪ ،‬فقاؿ‪ :‬أال تسمعكف؟ إف اهلل اليعذب بدمع العيف‪ ،‬كال‬
‫بحزف القمب‪ ،‬كلكف يعذب بيذا‪ -‬كأشا ارلى لسانو‪ -‬أكيرحـ"(مسمـ‪.)ِْٗ ،‬‬
‫كالتنفيس االنفعالى" ىك إعادة ترتيػب كتصحيح األفكار الخاطئة المترتبة عف الصدمة‪،‬‬
‫كتكفير إمكانيػة لمػتعمـ كتبػادؿ الخبرات"(صايمة‪ ،)ََِٓ،ٔ ،‬يقكـ اإلنساف بتفريغ الطاقة‬
‫الداخمية السمبية كالمشاكؿ المكبكتة بداخمو‪ ،‬كالتعبير عف ذلؾ فى صكرة انفعاؿ مناسب بما‬
‫يساعده عمى تفادم آثارىا السمبية عمى الذات‪ ،‬كتحسيف الحالة النفسية لمفردفيشعر باليدكء‬
‫كالراحة النفسية‪ ،‬كما يساعدعمى تجاكز االضطرابات كاألزمات الداخمية‪ ،‬كاضفاء اإليجابية‬
‫عمى سمككيات الفرد‪ ،‬كتعامبلتو مع اْلخريف بشكؿ أفضؿ‪ ،‬كتجنيبو أسباب االضطراب النفسى‬
‫التي قد تككف سببا فى سيطرةالتكتر كالقمؽ عمى ذاتو‪.‬‬
‫‪ -10‬االسترخاء‪:‬‬
‫تمثؿ الحالة النفسية لمفرد عامبل ميما فى حدكث االستجابة لممكاقؼ المختمفة ‪ ،‬فكمما زاد‬
‫االنفعاؿ كالقمؽ كالتكتر النفسى لدل الفرد أدل بو إلى استجابات سمككية تفتقد لئليجابية‪ ،‬ألف‬
‫االنفعاؿ كالقمؽ يضعؼ النشاط العقمى‪ ،‬كيعيؽ التفكيرالمكضكعى لدل الفرد‪ ،‬كيسبب المزيد مف‬
‫االضطراب الفكرل كالكجدانى‪ ،‬كلكف باالسترخاء يستطيع اإلنساف إزالة حالة التكتر كالتغمب‬

‫‪166‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫عميو‪ ،‬فاالسترخاء يسمح لو بتعديؿ استجاباتو تجاه العكامؿ الخارجية التى يتعرض ليا‪،‬‬
‫كالتخمص تدريجيا مف مسببات االضطراب كالتكتر النفسى‪ ،‬ك"االسترخاء عكس التكتر‬
‫العصبى‪ ،‬كىكييدؼ إلى تقميؿ االستثارية العصبية العضمية‪ ،‬كتكفير الجيد الذل يتبدد بغير‬
‫طائؿ‪ ،‬كلئف كاف القميؿ مف التكتر يشحذ اليمـ كيميب الحماس‪ ،‬كيييئ الشخص ذىنيا كبدنيا‬
‫لمكاجية المكاقؼ الصعبة‪ ،‬فإف التكتر الزائد يؤدل عمى االرتباؾ كاختبلط الذىف كعدـ القدرة‬
‫عمى التركيز"(عثماف‪.)ٕ ،ُّٗٗ ،‬‬
‫كجاء المنيج اإلسبلمى مؤكدا عمى ضركرة االسترخاءكاليدكء فى مكاجية األحداث‪،‬‬
‫كضغكط الحياة بااللتجاء لمعبادة‪ ،‬كأداء الصبلة ألنيا تحقؽ الراحة كالطمأنينة النفسية لمفرد‪،‬‬
‫عكده‬ ‫ً‬
‫األنصار ىن ي‬ ‫ير لنا مف‬ ‫ص و‬ ‫ت أنا كأبي إلى ً‬ ‫ابف الحنفي ً‬
‫حمًد ً‬ ‫عبد ً‬
‫اهلل ً‬ ‫فعف ً‬
‫َّة "قاؿ‪ :‬انطم ٍق ي‬ ‫بف يم َّ‬
‫ّْ‬ ‫ً ً‬ ‫فح ً‬
‫يح‪ ،‬قاؿ‪:‬‬ ‫يصمي فأستىر ي‬ ‫بكضكوء لعمي أ ى‬ ‫لبعض أىمو‪ :‬يا جاريةي‪ ،‬ا ٍئتكني ى‬ ‫ض ىرت الصَّبلةي‪ ،‬فقاؿ ٍ‬
‫ى ى‬
‫ً‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫رسكؿ اهلل صمى اهللي عميو كسم ىـ يقك يؿ‪ :‬قي ٍـ يا ببل يؿ فأىر ٍحنا‬ ‫عت‬ ‫ً‬
‫ى‬ ‫فأن ىك ٍرنا ذلؾ عميو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬ىسم ي‬
‫بالصَّبلة"( سنف أبى دكاد‪) ْٖٗٓ ،‬‬
‫كمف ىنا بات مف الضركرل تدريب الفرد لذاتو عمى ممارسة أسمكب االسترخاء النفسى مف‬
‫أجؿ السيطرة عمى سمككياتو فى تعامبلتو المتعددة‪ ،‬كضماف اإليجابية السمككية‪ ،‬كما يعد‬
‫االسترخاءمف األساليب التى تمكف الفردمف تجنب سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كالتزاـ السمكؾ‬
‫اإليجابى‪ ،‬كذلؾ بتزايد قدرات الفرد عمى التحكـ فى انفعاالتو‪ ،‬كتكجيييا التكجيو اإليجابى‬
‫الذل يحافظ عمى ذات اإلنساف‪ ،‬كىذا ما يؤكده المنيج اإلسبلمى مف ضركرة التدريب عمى‬
‫ىدكء‬
‫ن‬ ‫االسترخاءالتاـ فى أم مكقؼ يككف فيو الفرد‪ ،‬كتغيير السمكؾ إلى مكضع يككف فيو أكثر‬
‫استرخاء كما فى حالة الغضب‪ ،‬فقد ركل أف أبا ذر كاف يسقى عمى حكض ماء‪ ،‬فكرد رجؿ‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫عمى الحكض فكسره ‪ ،‬ككاف أبكذر كاقفا‪ ،‬فجمس‪ ،‬ثـ اضطجع‪ ،‬فقيؿ لو لماذا فعمت ىذا؟فقاؿ‬
‫‪:‬سمعت رسكؿ اهلل صمى اهلل عميو كسمـ يقكؿ‪":‬إذا غضب أحدكـ كىك قائـ فميجمس‪ ،‬فإف ذىب‬
‫عنو الغضب‪ ،‬كاال فميضطجع"(سنف أبى داكد‪.)ِْٕٖ ،‬‬
‫‪ -11‬الطموح المؤسس عمى الواقعية‪:‬‬
‫يعتمد نجاح اإلنساف فى تحقيؽ أىدافو فى الحياة عمى الطمكح‪ ،‬كال استقامة لحياة اإلنساف‬
‫بدكف أمؿ كطمكح كاقعى يبذؿ فيو الجيد مف أجؿ تحقيؽ النجاح يكافح مف أجمو عكامؿ اليأس‬
‫كاإلحباط‪ ،‬كيتغمب عمى المصاعب كالضغكط‪ ،‬كىذا مايعكد باإليجابيةعمى الذات كيجنبيا‬
‫عكامؿ الصراع النفسى‪ ،‬كىذا ما دعا إليو اإلسبلـ مف ضركرة تطمع النفس لكؿ ماىك نافع‬
‫‪1‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫بكؿ عزيمة كاصرار‪ ،‬قاؿ صمى اهلل عميو كسمـ "احرص عمى ماينفعؾ كاستعف باهلل‬
‫كالتعجز‪("...‬مسمـ‪ ،)ِْٔٔ ،‬كالشؾ أف الطمكح مطمكب كلكف عندما يكتفى اإلنساف بقميؿ مف‬
‫الطمكح بشكؿ كبير عمى حساب نجاحو كانجازاتو التى يقكـ بيا ‪ ،‬حينئذ يساىـ فى تدمير‬
‫ذاتو‪.‬‬
‫كالطمكح المبنى عمى الكاقعية مف األساليب التى ليا دكر فاعؿ فى مقاكمة سمكؾ التدمير‬
‫الذاتى‪ ،‬أما شركع الفرد فى الذىاب بطمكحاتو بعيدا عف الكاقع كاالستغراؽ فى عالـ المثالية‪،‬‬
‫فيك ضرب مف الخياؿ يبعد اإلنساف عف القبكؿ بالكاقع المعايش كالتمرد عميو‪ ،‬كيصبح عرضة‬
‫لبلضطراب كسيطرة األفكار السمبيةعميو‪ ،‬كلكى يككف الفرد فى مأمف مف عكامؿ التفكير فى‬
‫اإليذاء كالتدمير لذاتو‪ ،‬ينبغى التكفيؽ بيف طمكحاتو كتطمعاتو كالكاقع المعايش‪.‬‬
‫كىذايتطمب إيماف الفرد بقضاءاهلل كقدره ‪ ،‬كحكمتو فى تكزيع األرزاؽ كالنعـ عمى عباده ‪،‬‬
‫كأف ما يحصؿ عميو مف اهلل –عزكجؿ‪ -‬مف السراء يستحؽ الشكر‪ ،‬كمالـ يحصؿ عميو ليس‬
‫خسارة‪ ،‬بؿ ىك مف المقدرات التى تحمؿ فى طياتيا الخير كالحافز لمستقبؿ أفضؿ‪" ،‬فاإليماف‬
‫بالقدرخيره كشره ىك الذل يجنب اإلنساف القمؽ النفسى كيعصمو مف الصراع كالحسرة كالجزع‪،‬‬
‫فبلبد كأف يتقبؿ اإلنساف األحداث بنفس راضية ‪ ،‬كيؤدل ىذا اإليماف بالقدر إلى الشعكر‬
‫بالرضا‪ ،‬فبل تتقمب مشاعراإلنساف‪ ،‬كال تمعب بو حكادث الحياة"(صبحى ‪،)ُٕٕ ،ُٖٗٗ ،‬‬
‫كىذا أمر بو اإلسبلـ بعدـ الحزف عمى ما فات‪ ،‬كلـ يدرؾ مف الدنيا‪،‬كعدـ الفرح بما أكتى‬
‫ٍس ٍكا ىعمىى ىما فىاتى يك ٍـ ىكىال تى ٍف ىريحكا بً ىما آتىا يك ٍـ ىكالمَّوي ىال يي ًح ُّ‬
‫ب يك َّؿ‬ ‫ّْ‬
‫اإلنساف منيا‪ ،‬قاؿ تعالى " ل ىك ٍي ىبل تىأ ى‬
‫كر (الحديد‪ ، )ِّ:‬كقاؿ تعالى" ما أصاب مف مصيبة إال بإذف اهلل‪ ،‬كمف يؤمف باهلل‬ ‫م ٍختى و‬
‫اؿ فى يخ و‬ ‫ي‬
‫ييد قمبو"( التغابف ‪.)ُُ:‬‬
‫إف القبكؿ بمعيار لمنجاح كاإلنجاز المبنى عمى الكاقعية ىك مايحقؽ ضبط سمككيات الفرد‪،‬‬
‫كيجعميا فى إطارمف التكازف‪ ،‬كما يؤدل بالفرد إلى القبكؿ بنجاحاتو كاخفاقاتو‪ ،‬ألف كجكد‬
‫المثالية كارتفاع سقؼ التطمعات لدل الفرد بما اليتكافؽ كمؤىبلتو كقدراتو‪ ،‬يجعؿ مف ذاتو‬
‫أ رضا خصبة لنمك األفكار السمبية كعكامؿ اإلحباط كاإليذاء المكجو لمنفس كرد فعؿ لبلحساس‬
‫بالفشؿ كالتقصير‪.‬‬
‫كتقبميا كالسعى إلى‬ ‫فعمى اإلنساف التأقمـ مع متغيرات الحياة بإيجابياتيا كسمبياتيا‪ٌ ،‬‬
‫تحسينيا‪ ،‬كالى المحافظة قدر اإلمكاف عمى معطياتيا‪ ،‬كتقبؿ الظركؼ القاسية كخيبات األمؿ‬
‫كالتفكير فى إيجاد المخرج منيا‪ ،‬بدال مف تكجيو المكـ كالتقصير لمنفس‪ ،‬كىذا يستمزـ‬

‫‪168‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫الصبركالتحمؿ كالسير فى الحياة بدكف استعجاؿ أكتسرع‪ ،‬كاإليماف بكاقعية الحياة ككاقعية‬
‫الطمكح فييا‪ ،‬يضفى عمى االنساف شعك ار بقبكؿ الذات ‪ ،‬كيخمؽ فيو الدافع لزيادة االنتاج ‪،‬‬
‫كاألمؿ فى مستقبؿ أفضؿ‪ ،‬كقدأرشد النبى صمى اهلل عميو كسمـ إلى مكاجية ىذه الصدمات‬
‫بالتحمى بالصبر‪ ،‬كالتحمؿ كالرضابالكاقع‪ ،‬كالتعامؿ معيا بكاقعية‪ ،‬فقاؿ صمى اهلل عميو كسمـ‬
‫لضر نزؿ بو‪ ،‬فإف كاف البد متمنيان‪ ،‬فميقؿ ‪ :‬الميـ أحينى ما كانت‬‫"ال يتمنيف أحدكـ المكت ٌ‬
‫الحياة خي انر لى‪ ،‬كتكفنى إذا كانت الكفاة خي انر لى"(مسمـ ‪.)َِٖٔ ،‬‬
‫‪ -12‬تجنب المقارنات الذاتية مع اآلخرين‪:‬‬
‫لكؿ فردكضعو المادل كاالجتماعى‪ ،‬كشخصيتو المستقمة التى تميزه عف غيره مف‬
‫أفرادالمجتمع‪ ،‬كمف األسباب التى تؤدل إلى القضاء عمى الذات كفقداف االستمتاع بالحاضر‬
‫كماأىدتو الحياة لمفرد ‪ ،‬مف أف يضع الفرد نفسو مكضع المقارنة مع اْلخريف‪ ،‬كتركيز ىذه‬
‫المقارنة عمى معيا ر كاحد ىك مايفتقده الشخص كيتمتع بو اْلخركف‪ ،‬عمى الرغـ مف أف الفرد‬
‫الذل يقكـ بعقد ىذه المقارنة قد يككف لديو مف المؤىبلت كالقدرات مايميزه عف اْلخريف فى‬
‫جكانب متعددة‪ ،‬ىذا مايجعؿ ىذه المقارنات غير منطقية‪ ،‬كليست فى إطارىا المناسب‪ ،‬فيى‬
‫نابعة مف تصكر خاطئ لدل الفرديضع مف خبللو اْلخريف فى مكضع األفضميو‪ ،‬فضبل عف‬
‫آثارىا السمبية المدمرة لمذات‪ ،‬كما تمثمو مف ضغط نفسى عمى الفرد‪ ،‬كاىتزاز ثقة الفرد بقدراتو‬
‫كطاقاتو‪ ،‬كككنيا مصد ار لتكليد الكراىية كالحقد بيف أفراد المجتمع‪.‬‬
‫فاهلل سبحانو كتعالى أكجد بيف عباده مف التفاكت فى القدرات كاالستعدادات ما يؤىميـ لبث‬
‫ركح التجديد كالتفاعؿ فى الحياة‪ ،‬ألنو سبحانو لـ يرد الحياة جامدة‪ ،‬كما أف أمر التجديد فى‬
‫المجتمع مرتبط بكجكدالتفاكت فى القدرات كالمكاىب كاالستعدادات بيف األفراد‪ " ،‬فكجكدالفركؽ‬
‫الفردية يساعد عمى تحسيف الحياة كسيرىا السير الطبيعى‪ ،‬فالحياة اليمكف أف تقكـ إذا كاف‬
‫الناس جميعا مف درجة ذكاء كاحدة ‪ ،..‬ككجكد الفركؽ الفردية اليعنى أف نحاكؿ القضاء عمييا‬
‫بقدر مايعنى العمؿ عمى ضكء معرفتيا‪ ،‬كاستخداميا لخير الجميع "(محمكد‪،ُّٕٗ ،‬‬
‫ُّ)‪،‬فالطمع فيما يمتمؾ اْلخريف يؤدل إلى شقاء النفس كعدـ القناعة‪،‬كليذا نيى اهلل‬
‫_عزكجؿ_ عباده عف ذلؾ‪ ،‬فقاؿ تعالى"كال تىتىمَّنكا ما فىض ى َّ ً‬
‫ض"‬ ‫َّؿ الموي بًو ىب ٍع ى‬
‫ض يك ٍـ ىعمىى ىب ٍع و‬ ‫ىٍ ى‬ ‫ى‬
‫(النساء‪.)ِّٗ:‬‬
‫كيمكف لمفرد تجنب المقارنات باْلخريف مف خبلؿ الكقكؼ عمى التطكرالحادث فى حياتو‪،‬‬
‫كما كانت عميو أكضاعو فى السابؽ‪ ،‬كما آلت إليو أكضاعو فى الكقت الحالى‪ ،‬كماىى‬
‫‪169‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫تطمعاتو المستقبميةالتى يريد الكصكؿ إلييا‪ ،‬فبدال مف استفراغ كىدر الفرد لطاقاتو فى عقد‬
‫المقارنات مع اْلخريف‪ ،‬تستثمرىذه الطاقات فى التركيز عمى تحقيؽ األفضمية لمذات‪ ،‬فاالكتفاء‬
‫بالذات يغنى عف النظر لمغير‪ ،‬كيجنبيا أسباب الشقاء كاالنييار‪.‬‬
‫ثامنا‪:‬طرق مواجهة التدمير الذاتى واستعادة الذات وفق المنظور التربوى اإلسالمى‪:‬‬
‫تتعدد طرؽ مكاجية سمكؾ التدمير الذاتى لدل الفرد‪ ،‬ككيفية االستعادة لذاتو كفؽ المنظكر‬
‫التربكل اإلسبلمى ‪ ،‬كفيما يمى بياف ذلؾ‪:‬‬
‫‪ -1‬تطويرالذات‪:‬‬
‫يمثؿ تطكير الذات أحد أىـ طرؽ مكاجية التدمير الذاتى‪ ،‬نظ ار ألف تطكير الذات يشمؿ‬
‫تطكير العقؿ كالنفس كالركح‪ ،‬بما ينعكس عمى الفرد باليدكء كاالرتياح النفسى‪ ،‬كحتى يستطيع‬
‫الفرداالرتقاء بذاتو إلى مكانة أفضؿ عميو الشعكر بأىمية ذاتو‪ ،‬أماافتقاد الفرد لمشعكر بأىمية‬
‫ذاتو‪ ،‬إما أف يقكده إلى البقاء مكانو دكف تغيير‪،‬أكالتدىكركاالنييار‪ ،‬كما يسعى الفردلو مف‬
‫تحقيؽ االرتقاء بذاتو تعكد آثاره اإليجابية عميو فى المستقبؿ‪ ،‬أما ارتضاء األمر الكاقع‪ ،‬كعدـ‬
‫السعى لتغييره يصيب الفرد بالممؿ كاإلحباط كاليأس‪ ،‬فذات الفرد ىي أرضو التي يجب عميو‬
‫أف يزرع فييا كؿ مفيد‪ ،‬كأف يتخمص مف كؿ ما ىك ضار حتى يجني ثمار ىذا التغيير الحقان‪.‬‬
‫مف متطمبات تطكيرالفرد لذاتو تحديد أىدافو فى الحياة ‪ ،‬ألف ذلؾ ما يشعر الفرد بأىمية‬
‫كجكده فى الحياة‪ ،‬فعدـ تحديد الفرد ألىدافو فى الحياة ‪ ،‬يجعؿ حياتو أقرب لمعبث كالتشتت‬
‫كعدـ كضكح الرؤية‪ ،‬كىذا ما يجعؿ حياةالفرد عرضة لكثير مف الضغكط كالمشكبلت‪،‬‬
‫كاألزمات النفسية‪ ،‬كما يتطمب أيضا دكاـ كاستم اررية التطكير فى األىداؼ لمكاكبة التغيرات‬
‫كالتطكرات التى تتطمب التجديد كالتطكير‪ ،‬بيذا يشعر الفرد بالعائد اإليجابى لئلنجازكتحقيؽ‬
‫األىداؼ‪ ،‬كيتعاظـ لديو االحساس بأىمية الذات‪ ،‬كيسعى تمقائيا نحك التطكيرلذاتو‪ ،‬فمقتضى‬
‫الحكمة اإللييةأف اهلل عزكجؿ اليسمب نعمة أنعميا عمى العبد حتى يغير ما بنفسو‪ ،‬فيتحكؿ‬
‫مف طاعة اهلل إلى معصيتو‪ ،‬قاؿ تعالى "إف اهلل اليغير مابقكـ حتى يغيركا ما‬
‫بأنفسيـ"(الرعد‪.)ُُ:‬‬
‫فالقاعدة تقكؿ إف اهلل اليغير مابقكـ مف فقر كسقـ كتخمؼ كضعؼ‪ ،‬إلى غنى كصحة‬
‫كعزة كتحضر كقكة‪ ،‬حتى يغيركا ما بأنفسيـ مف أفكار كمفاىيـ‪ ،‬كيغيركا بتغييرىا سمككيـ‬
‫كتصرفاتيـ‪ ،‬كيعدلكا طريقة حياتيـ ‪ ،‬كيحسنكا تعامميـ‪ ،‬فيما بينيـ‪ ،‬كيسككا نظرتيـ إلى أنفسيـ‬
‫كالعالـ مف حكليـ‪ ،‬فيستبدلكا بالحقد كالحسد كالكسؿ كالتكاكؿ كاالعتقادات الكىمية الخرافية‬

‫‪170‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫الفعالية كالمبادرة كالمحبة كالفيـ كالنشاط‪(.‬جماؿ الديف‪ ،)ُْٖ ،ُْٕ ،ََِٗ ،‬فيك تغيير‬
‫دائـ فى االتجاه اإليجابى‪ ،‬كما أنو تجديد كتطكير مستمر لو انعكاسو عمى ذات الفرد كحياتو‪.‬‬
‫كمف مستمزمات تطكير الذات لدل الفرد صقؿ مكاىبو كاستنياض ىممو كتحفيز طاقاتو‪،‬‬
‫ألف اهلل عزكجؿ حينما خمؽ اإلنساف أكدع فيو مف الطاقات‪ ،‬كمنحو العديد مف القدرات‬
‫كاالستعدادات‪ ،‬كاألفراد فى ضكء ذلؾ إمامتفيـ كمدرؾ ليذه الطاقات كالمكاىب‪ ،‬كبالتالى‬
‫يستطيع تحقيؽ أىدافو‪ ،‬كاما لديو قصكر كعزكؼ عف محاكلة التعرؼ عمى مكاىبو كاكتشاؼ‬
‫طاقاتو‪ ،‬فيركف إلى القبكؿ بالكاقع دكف تغيير‪ ،‬فيصيب حياتو بالتعطيؿ‪ ،‬كذاتو بالتيميش‪،‬‬
‫كىناؾ مف األفرادمف اكتشؼ طاقاتو كمكاىبو‪ ،‬كلكف لـ يعط ليا االىتماـ كال الدعـ لتحفيزىا‪،‬‬
‫أك أنو سار بيا فى االتجاه الخاطئ‪ ،‬فأضاع عمى ذاتو االستفادة مف الفرص المتاحة التى‬
‫تسيـ فى تطكيرىا‪.‬‬
‫كما يجب عمى الفرد التحمى بعدة أمكر تعينو عمى تحقيؽ التطكيرلذاتو مثؿ التحمى بإرادة‬
‫صمبة كرغبة قكية فى إنجاز أعمالو بكؿ الظركؼ كتحت الضغكط‪ ،‬كالمركنة فى مكاجية‬
‫الصعكبات‪ ،‬كبدكف اإلرادة كعدـ كجكد الحافز يبقى اإلنساف مكانو دكف تطكير‪.‬‬
‫‪ -2‬التواصل وبناء العالقات اإليجابية مع اآلخرين‪:‬‬
‫يعانى أصحاب التدمير الذاتى إلى الميؿ إلى عدـ طمب المساعدة مف اْلخريف‪ ،‬كاالعتماد‬
‫عمى نفسو لمتكصؿ لما يريد‪ ،‬بؿ يرل أنو الحاجة لو فى التعمـ مف اْلخريف‪ ،‬أكاالستفادة مف‬
‫خبراتيـ‪ ،‬بينما يحتاج الفرد التعرؼ عمى اْلخريف‪ ،‬كعمى أفكارىـ‪ ،‬كمشاعرىـ‪ ،‬كبناء عبلقات‬
‫إيجابية فعالة معيـ‪ ،‬ككسب احتراميـ‪ ،‬فيذه العبلقات اإليجابية مف المصادر الرئيسية لمدعـ‬
‫االجتماعى كالنفسى لمفرد‪ ،‬كما تشكؿ أحد عكامؿ الكقاية لو مف االضطرابات النفسية‬
‫كالسمككية‪.‬‬
‫كيعتمد الفرد فى استعادة الذات إلى التكاصؿ كبناء العبلقات اإليجابية مع اْلخريف‪ ،‬فما‬
‫يقدمو اْلخر مف أفكاركخبرات‪ ،‬تسيـ فى صناعة الكعى المعرفى كالسمككى لدل الفرد‪ ،‬كىذا‬
‫مف شأنو تقكيـ الفرد لسمككو كعاداتو‪ ،‬كالتكصؿ إلى حقائؽ كتفسيرات لمعديد مف المشكبلت‬
‫التى تعترضو فى حياتو‪ ،‬كفى مكاجية عكامؿ التدمير الذاتى التى تؤدل لتقميص عبلقات الفرد‬
‫باْلخريف يجب عمى الفرد إقامة عبلقات إيجابية مع اْلخريف‪ ،‬كالتعمـ منيـ كاكتساب ميارات‬
‫تعامميـ مع المشكبلت‪ ،‬كمراقبة سمككياتيـ فى مكاجية العكائؽ كالعقبات كاالستفادة منيا‪ ،‬كما‬

‫‪171‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫يمكف االستفادة مف خبرات اْلخريف المختمفة بسؤاليـ عف أفضؿ الطرؽ التى يتبعكنيا فى‬
‫التعامؿ مع مشكبلتيـ‪ ،‬كمف ثـ تطبيؽ الفرد فى كيفية التعامؿ مع مشكبلتو الخاصة‪.‬‬
‫كتتعدد اإليجابيات التى يحصؿ عمييا الفرد مف عبلقاتو اإليجابية مع اْلخريف فيى سبيؿ‬
‫لعبلج كثير مف المشاكؿ النفسية التى تعترض اإلنساف‪ ،‬كتعكر صفك عبلقاتو االجتماعية‬
‫التى تمثؿ سندا لمفرد فى حياتو‪ ،‬كما أنيا مصدر ميـ لبلستفادة مف قدرات كاتجاىات اْلخريف‬
‫كمكاىبيـ كامكاناتيـ‪ ،‬كتبادؿ الرؤل كاألفكارلمخركج مف األزمات كالمشكبلت‪ ،‬كصناعة البدائؿ‬
‫المناسبة لمكاجيتيا‪ ،‬إف استماع الفرد لمكالديف‪ ،‬كاألىؿ ‪،‬كاألصدقاء كزمبلء العمؿ‪ ،‬كرؤسائو‬
‫كمرؤكسيو ذك أىميةكبرل لتحقيؽ النجاح‪ ،‬كتحاشى اإلخفاقات الكبيرة‪ ،‬كالصدمات المحتممة‪.‬‬
‫إف مف شركط صناعة الفرد لذاتو االستماع لآلخر‪ ،‬كاإلصغاء جيدا لو‪ ،‬لمتعمـ منو‬
‫كاالستفادة مف خبراتو‪ ،‬فيذا يسيـ فى تطكير كصناعة الفرد لذاتو‪ ،‬أما االنغبلؽ عمى الذات‪،‬‬
‫كمحدكدية عبلقات الفرد باْلخريف‪ ،‬فبل تسيـ إال فى مزيد مف القمؽ كالتكتر‪ ،‬كضعؼ مكاجية‬
‫الكاقع‪ ،‬كقد تؤدل إلى النبذ االجتماعى مف اْلخريف لمفرد‪.‬‬
‫مف ىنا تبدك حاجة اإلنساف إلى اْلخريف‪ ،‬كالتفاعؿ كالتكاصؿ معيـ‪ ،‬يعرض عمييـ أفكاره‬
‫كمشاعره‪ ،‬كيناقش معيـ ما يعانيو مف مصاعب كىمكـ‪ ،‬يستفيد منيـ فى تطكير ذاتو‪ ،‬كفى‬
‫التعامؿ مع تطكرات الحياة كمتغيراتيا‪ ،‬فالعزلة تخمؽ العديد مف المشاكؿ النفسية كالشعكر‬
‫بالتكتر كالقمؽ‪ ،‬الذل يدفع الفرد نحك التفكير فى ايذاء كىدـ الذات ‪.‬‬
‫‪ -3‬المرونة فى مواجهة الواقع‪:‬‬
‫القدرة عمى مكاجية الصعكبات كالمشاعر الشديدة المرتبطة باألحزاف كالصدمات‪ ،‬مف‬
‫الميارات المكتسبة‪ ،‬كالتى ينبغى عمى الفرد تعمميا كمساعدتو عمى التيدئة مف تمؾ المشاعر‪،‬‬
‫فقد يكاجو الفرد فى حياتو العديد مف المشكبلت‪ ،‬كافتقاده لممركنة كالقدرة عمى التماسؾ عند‬
‫الفشؿ فى أمر ما‪ ،‬أك عند مكاجيةالصعكبات التى تعترضو‪ ،‬أما امتبلؾ الفردلممركنة كالقدرة‬
‫عمى إيجاد الحمكؿ المناسبة لمختمؼ مشكبلتو التى تكاجيو فى حياتو العممية‪ ،‬أكالخاصة فى‬
‫الكقت المناسب يضمف لمفرد تجاكزىا‪ ،‬كالتعامؿ مع الضغكط الناجمة عنيابشكؿ أفضؿ ‪،‬‬
‫كتقميؿ آثارىا السم بيةعمى ذاتو قدر اإلمكاف بدال مف التأقمـ مع ىذه المصاعب‪ ،‬بالمجكءإلى‬
‫سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كاليركب مف الكاقع بإدماف المخدرات مثبل‪.‬‬
‫كتحمى الفرد بالمركنة فى مكاجية الضغكط كالمصاعب يمده بالقدرة عمى تحمؿ الشدائد‬
‫كالظركؼ الصعبة كالصدمات النفسية ‪ ،‬فقديكاصؿ الفرد العمؿ عمى الرغـ مما يعانيو مف‬

‫‪172‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫الحزف كاأللـ النفسى ‪ ،‬كىذا اليعنى أف المركنة ىى التحامؿ عمى الذات أك تحميميا فكؽ‬
‫طاقتيا‪ ،‬بقدر ماىى حماية لذات اإلنساف مف عكامؿ القمؽ كالتكترالنفسى‪ ،‬كاكتساب القدرة‬
‫عمى التكيؼ مع مشكبلتو كالرضا بالكاقع‪،‬فمف أىـ أسباب دفع القمؽ الذل يعصؼ بذات‬
‫اإلنساف ىكالرضا بقضاء اهلل كقدره‪،‬ألف العبد قد يكاجو المتاعب كالمشكبلت التى يكرىيا‬
‫‪،‬كالتى تؤثر فى حياتو كعمى آمالو ‪،‬كلكنيا تحمؿ فى طياتيا النفع كالمنح اإلليية لمعبد ‪ ،‬يدؿ‬
‫عمى ذلؾ قكؿ اهلل _عزكجؿ_ "كعسى أف تكرىكا شيئا كىكخير لكـ كعسى أف تحبكا شيئا كىك‬
‫شر لكـ كاهلل يعمـ كأنتـ التعممكف"(البقرة‪.)ُِٔ:‬‬
‫كتستمزـ المركنة اتخاذ إجراءات استباقية فى مكاجية الصعكبات كالمشكبلت‪ ،‬ألف التجاىؿ‬
‫لممشكبلت يؤدل إلى تراكميا‪ ،‬كتراكـ المشكبلت يعكؽ اإلنساف عف الكصكؿ لتحقيؽ الذات‪،‬‬
‫فبلبد مف مكاجية المشكبلت التى تعترض اإلنساف‪ ،‬كالتفكير فيما يجب القياـ بو‪ ،‬كاستباقية‬
‫اإلجراءات التى تحكؿ دكف حدكث المشكبلت‪ ،‬أكالتى تحدمف تفاقـ المشكبلت‪ ،‬كتحجيـ آثارىا‬
‫السمبية عمى ذات الفرد‪.‬‬
‫كيكتسب الفرد مف خبلؿ المركنة فى التعامؿ مع الصدمات التمسؾ باألمؿ‪ ،‬كعدـ‬
‫االنسحاب فى مكاجية المصاعب كاألزمات‪ ،‬كالتفكير المنطقى فى مكاجيتيا ‪ ،‬الذل يؤىمو‬
‫لتجاكز الماضى بيمكمو‪ ،‬كعدـ االستسبلـ لضغكط الحياة كمشكبلتيا‪ ،‬بؿ البد مف التطمع إلى‬
‫المستقبؿ‪ ،‬ألف األمؿ فى التغيير‪ ،‬كتكقع األفضؿ‪ ،‬يكسب الفرد مزيدا مف المركنة‪ ،‬كالقدرةعمى‬
‫التكيؼ‪ ،‬كمكاجية الضغكط كالتحديات الجديدة ‪.‬‬
‫إف امتبلؾ الفرد لممركنة فى مكاجية األحداث كالصعكبات التى تعترضو فى حياتو‪ ،‬كتدعيـ‬
‫قدراتو فى مكاجيتيا‪ ،‬يعززلديو مقكمات الثقة بالنفس‪ ،‬كما يمنحو الثقة فى ذاتو كقدراتو عمى‬
‫التعامؿ مع كافة الضغكط كالمشكبلت كالتيديدات ‪ ،‬كالعمؿ عمى تجاكزىا ‪ ،‬مف أجؿ منح‬
‫الذات االستقرار كاليدكء الذل يجنبيا القمؽ‪ ،‬كالتكترالذل يصاحب ذلؾ‪.‬‬
‫‪ -4‬التعاون مع اآلخرين‪:‬‬
‫يعد التعاكف مف مقكمات المجتمع كأس اررنجاحو‪ ،‬كاليمكف لمفرد القياـ بأعباء كمتطمبات‬
‫الحياة منفردا ‪ ،‬بؿ البد مف التعاكف مع اْلخريف حتى يقكـ بميامو عمى الكجو األكمؿ‪ ،‬كقد‬
‫أمر اهلل عزكجؿ عباده بالتعاكف القائـ عمى البر كالتقكل‪ ،‬كتقديـ األفضؿ لآلخريف فى القكؿ‬
‫كا لفعؿ‪ ،‬قاؿ تعالى "كتعاكنكا عمى البر كالتقكل كال تعاكنكا عمى األثـ كالعدكاف"(المائدة‪،)ِ:‬‬
‫كقاؿ سبحانو"ادفع بالتى ىى أحسف فإذا الذل بينؾ كبينو عدكاة كأنو كلى حميـ‬
‫‪173‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫"(فصمت‪ ،) ّْ:‬كما ركل عف الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ قكلو "إف المؤمف لممؤمف كالبنياف‬
‫يشد بعضو بعضا‪.‬كشبؾ أصابعو "(البخارل ‪.)ُْٖ ،‬‬
‫كيكتسب الفرد مف خبلؿ التعاكف مع اْلخريف الثقة بالنفس‪ ،‬كاحتراـ اْلخريف كآرائيـ كالدعـ‬
‫البلزـ كالقبكؿ‪ ،‬كماأف التعاكف كالعمؿ الجماعى يسيـ فى صناعة اإلنساف لذاتو كحمايتيا مف‬
‫االضطراب‪ ،‬فكثير مف المشكبلت يتـ حميا مف خبلؿ المشاركة الجماعية‪ ،‬كما أنو مف خبلؿ‬
‫تبادؿ الخبرات كالميارات كاألفكار‪ ،‬كالقياـ بالكاجبات االجتماعية بما يتناسب كقدرات كؿ فرد‬
‫كامكاناتو التى تؤىمو لمقياـ بيا‪ ،‬ىذا يرفع مف معدؿ ثقة الفرد بذاتو‪ ،‬كابتعاده عف أسباب‬
‫الخكؼ مف الفشؿ‪ ،‬أكالتراجع عف القياـ بمسئكلياتو كالتصدل ليا‪ ،‬كىذا بدكره سيدعـ الثقة بيف‬
‫أفراد المجتمع‪ ،‬فاإلحساس بالمسئكلية كمراقبة اإلنساف لذاتو مف العكامؿ المعززة لثقة اْلخريف‬
‫بالفرد كقدراتو كمياراتو‪ ،‬كما أنيا تشعره بتحقيؽ ذاتو كاحتراميا مف خبلؿ القبكؿ االجتماعى لو‬
‫مف قبؿ اْلخريف‪ ،‬أما عدـ تحمؿ المسئكليات‪ ،‬كاليركب مف القياـ بالكاجبات المنكطة بو مف‬
‫العكامؿ التى ليا تأثير سمبى عمى ذات اإلنساف‪ ،‬إذ كيؼ لشخص دائـ اليركب مف تحمؿ‬
‫المسئكليات أف يحمى ذاتو؟!‪.‬‬
‫كلمتعاكف بيف أفراد المجتمع دكر ميـ فى تربية الذات اإلنسانية‪ ،‬كاسياـ كبيرفى خمؽ بيئة‬
‫اجتماعية خالية مف العادات‪ ،‬كالقيـ غير المرغكب فييا كاألنانية‪ ،‬كشيكع النفعية‪ ،‬كحب‬
‫الذات‪ ،‬كيساعد عمى استبداليا بماىك مرغكب مف القيـ األخبلقية كاإليثار‪،‬كالمحبة‪ ،‬كاإلخاء‪،‬‬
‫كما يساعد التعاكف مع اْلخريف عمى السرعة فى تحقيؽ األىداؼ‪ ،‬كانجاز األعماؿ كلذلؾ‬
‫انعكاسو اإليجابى عمى ذات الفرد‪ ،‬كعمى المجتمع بالنيضة كالتطكر‪.‬‬
‫‪ -5‬وضوح الهدف‪:‬‬
‫مف األسباب المؤدية لمنجاح كضكح اليدؼ‪ ،‬كالبعد عف الغمكض‪ ،‬كالتدرج فى تحقيقو‪ ،‬كىذا‬
‫ما يشجع عمى تحقيؽ األىداؼ عمى أرض الكاقع‪ ،‬كيبتعد بيا عف الخياؿ كالمثالية "فما مف‬
‫إنساف إال كلو أىداؼ تحددىا سمككيات الحياة ‪ ،‬فإذا كانت سمككيات عفكية كانت أىدافا‬
‫عفكية‪ ،‬ال معنى ليا بالنسبة لمنجاح المقصكد‪ ،‬ألف النجاح يحتاج أىدافا كاضحة محددة‪،‬‬
‫تحددىا سمككيات منظمة فاعمة ىادفة " (كاظـ‪.)َُٗ ،ََِٔ:‬‬
‫فاهلل عزكجؿ خمؽ الككف كنظمو‪ ،‬كجعؿ لو أىدافا بينة ككاضحة‪،‬قاؿ تعالى"إنا كؿ شئ‬
‫خمقناه بقدر"(القمر‪ ،)ْٗ:‬كلما كاف اإلنساف مستخمؼ عمى األرض ‪،‬فالكاجب عميو معرفة‬
‫اليدؼ الذل يعيش مف أجمو‪ ،‬كيسعى لتحقيقو‪ ،‬كاال فإنو كلد كعاش كسيمكت كىكاليدرل لـ‬

‫‪174‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫خمؽ؟ كأيف سيمضى ؟‪،‬فقد قاؿ سبحانو كتعالى "أفمف يمشى مكباعمى كجيو أىدل أمف يمشى‬
‫سكيا عمى صراط مستقيـ"(الممؾ‪ ،)ِِ:‬فأغمب ما يكاجو اإلنساف مف إخفاقات مرجعو عدـ‬
‫كضكح كتحديد األىداؼ‪.‬‬

‫ككضكح اليدؼ كتكافقو مع إمكانيات الفرد‪ ،‬كالرغبة فى تطكير الذات‪ ،‬يجعؿ الفرد يتمتع‬
‫بدكافع نفسية إيجابية‪ ،‬تجعمو يدرؾ أىمية الحياة‪ ،‬كماتعطى الفرد حاف از لمزيد مف العمؿ‬
‫كاإلنجاز يساعده عمى تحقيؽ األىداؼ‪ ،‬كالتطمع نحك مستقبؿ أفضؿ كلو مغزل‪ ،‬يعرؼ ماذا‬
‫يريد؟ ككيفية الكصكؿ لتحقيؽ ما يريد بخطى ثابتة‪ ،‬كحينما يعيش اإلنساف مف دكف أىداؼ‬
‫كاضحة في حياتو‪ ،‬كببل تطمعات مستقبمية نحك األفضؿ‪ ،‬فإنو يفتقد القناعة بالكاقع الذم‬
‫يعيشو‪ ،‬كيصاب بعدـ الفاعمية‪ ،‬كتسيطرعميو مشاعر نفسية سمبية مثؿ القمؽ كاإلحباط ‪ ،‬تدفعو‬
‫نحكالتمرد عمى ذاتو‪ ،‬كاالستسبلـ كعدـ الطمكح‪ ،‬أكالتطمع لمستقبؿ أفضؿ‪.‬‬
‫‪ -6‬اإليجابية‪:‬‬
‫اإليجابية صفة مف الصفات الجالبة لصاحبيا الخير كالنجاح في الدنيا كاْلخرة‪ ،‬فيى تركيز‬
‫عمى النجاح‪ ،‬كابعاد الحتمالية الفشؿ مف خبلؿ التفكير كالسعى‪ ،‬إليجاد الحمكؿ البديمة لكافة‬
‫العقبات التى تكاجو اإلنساف فى حياتو‪ ،‬فاإليجابية تعطى لمحياة قيمة كمعنى كىدؼ‪ ،‬كلقد‬
‫صى‬ ‫ً‬
‫حث القرآف الكريـ عمى اإليجابية كالفاعمية فى المجتمع‪ ،‬قاؿ تعالى " ىك ىجاء م ٍف أى ٍق ى‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫يف…"(يس ‪ ، )َِ:‬كما حث الرسكؿ صمى اهلل‬ ‫اٍل ىمد ىينة ىريج هؿ ىي ٍس ىعى قىا ىؿ ىيا قى ٍكًـ اتَّبً يعكا اٍل يم ٍر ىسم ى‬
‫عميو كسمـ عمى اإليجابية‪ ،‬كالعمؿ ميما كانت الظركؼ دكف النظر لضغكط الكاقع التى‬
‫ت‬‫ام ٍ‬ ‫ً‬
‫قدتعيؽ اإلنساف‪ ،‬كتسبب لو اليأس أك اإلحباط‪ ،‬فقاؿ صمى اهلل عميو كسمـ "إ ٍف قى ى‬
‫ً‬ ‫السَّاعةي كبًيًد أ ً‬
‫كـ ىحتَّى ىي ٍغ ًر ىسيىا ىفٍم ىي ٍف ىع ٍؿ"‪ ،‬كقاؿ صمى اهلل عميو‬
‫ىف ىال ىيقي ى‬ ‫اع أ ٍ‬
‫استىطى ى‬ ‫ىحد يك ٍـ فىسيمىةه فىًإ ٍف ٍ‬
‫ى ىى ى‬
‫كسمـ "مف رأل منكـ منك ار فميغيره بيده‪ ،‬فإف لـ يستطع فبمسانو‪ ،‬فإف لـ يستطع فبقمبو‪ ،‬كذلؾ‬
‫أضعؼ اإليماف " (مسمـ‪)ٕٖ ،‬‬
‫مف ىنا كاف لئليجابية مكانة خاصة‪ ،‬كأىمية محكرية في تحديد نظرة اإلنساف لمحياة‪ ،‬فكمما‬
‫كانت نظرة اإلنساف لمحياة إيجابية‪ ،‬كمما كاف أكثر نشاطا كاسياما فى حياتو‪ ،‬كحيف تتكافر‬
‫اإليجابية فى اإلنساف تجده الشخص الممئ بالطاقة كالحيكية‪ ،‬يحب العمؿ كيتقنو‪ ،‬يحرص‬
‫عمى إسعاداألخريف‪ ،‬كيحب الخير لجميع الناس‪ ،‬كيبادليـ االحتراـ كيتقبؿ آرائيـ كاختبلفيـ‬
‫معو‪ ،‬ينظر لمحياة نظرة إيجابية يحسف استغبلؿ ما قد يتعرض لو مف سمبيات‪ ،‬أك إخفاقات‬
‫‪175‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫لمكصكؿ إلى النجاح كتحقيؽ األىداؼ‪ ،‬كلذلؾ "البد فى اإليجابيةمف تناسى االحساس‬
‫بالنقص‪ ،‬كغمؽ ممؼ السمبيات التى مرت بحياتؾ‪ ،‬كتناسى كؿ الصرعات كاألزمات الماضية‬
‫‪،‬كتجاىؿ كؿ العقبات ‪ ،..‬كالبد مف الثقة فى اإلمكانات‪ ،‬كالثقة باهلل كبنفسؾ "(كاظـ‪،‬‬
‫َْ‪.)ََِٔ،‬‬
‫كلذاتعتبر اإليجابية كاألداء قدر المستطاع‪ ،‬كتعديؿ طريقة اإلنساف فى الحياة‪ ،‬كتغيير‬
‫البرمجة الذاتية لسمككياتو ضركرة حياتية حتى نستطيع أف نفكر بطريقة أكثر فعالية فى‬
‫صناعة الذات‪ ،‬كالتخمص مف األفكار السمبية المكجكدة بداخؿ اإلنساف‪ ،‬كالتى تجعمو يستسمـ‬
‫لؤلمر الكاقع كيعده أم ار حتميا‪ ،‬كاعادة تشكيؿ ىذه األفكار السمبية بطريقة أكثر إيجابية‪ ،‬فقد‬
‫يكاجو اإلنساف عمبل كيرل نفسو ضعيفاعف أدائو‪ ،‬كلكف عمى اإلنساف أف يغير ىذه األفكار‬
‫بصكرة إيجابية‪ ،‬فقد يشعرالفرد بعدـ القدرة عمى إنجاز عمؿ مف األعماؿ فى الكقت الحالى‪،‬‬
‫كلكف يعرؼ أنو باستطاعتو القياـ بذلؾ العمؿ فى المستقبؿ‪ ،‬كمف ىنا كاف لئليجابية دكر ميـ‬
‫فى حماية الذات مف سيطرة األفكار السمبية التى تؤدل إلى التفكير فى سمكؾ التدميرالذاتى‪،‬‬
‫كالتقميؿ مف إحتمالية ظيكره‪.‬‬
‫‪ -7‬البدائل السموكية المناسبة‪:‬‬
‫ىناؾ مف العادات كالتقاليد التى يتكارثيا األجياؿ‪ ،‬كىذا العادات كالتقاليد قد تتماشى مع‬
‫األزمنة كالعصكر‪ ،‬كقديفقد البعض منيا صبلحيتو‪ ،‬كاليتناسب مع التطكرات العصرية‪ ،‬كىذا ما‬
‫يجعؿ القبكؿ بيا أحد المعكقات أماـ تمكيف اإلنساف مف تنمية ذاتو ‪ ،‬كالكاجب عمى‬
‫الفردالتمسؾ بالعادات اإليجابية مما تكارثو مف السابؽ‪ ،‬كتطكير عاداتو كاستبداليا بما يتناسب‬
‫مع المنيج اإلسبلمى‪ ،‬كمتطمبات العصر كتطكراتو‪ ،‬حتى التؤدل إلى شعكرالفرد باالغتراب‬
‫عف الكاقع المجتمعى‪ ،‬كمف ثـ التفكير فى تدمير الذات كاالنتقاـ منيا‪.‬‬
‫كمف األساليب الميمة فى مكاجية سمكؾ التدمير الذاتى ىك مناقشة السمكؾ كمحاكلة تعديمو‬
‫كايجاد البدائؿ السمككية المناسبة‪ ،‬ألف التركيز عمى السمككيات السمبية يعززمف كجكدىا عند‬
‫الشخص ‪ ،‬كتجعمو يزداد تمسكا بيا‪ ،‬أما التغاضى عنيا كاستبداليا ببدائؿ سمككية إيجابية‬
‫يضعؼ مف سيطرةالسمككيات السمبيةعمى الشخص‪ ،‬كلقد أرشد القرآف الكريـ المسمـ إلى‬
‫التمسؾ بالسمككيات اإليجابية البديمة التى تحكؿ بيف الفرد كبيف مشاعراأللـ النفسى‪ ،‬كتكسبو‬
‫الثقة بالذات‪ ،‬كتدعـ لديو التغمب عمى مايكاجيو مف صعكبات فى حياتو‪ ،‬فقاؿ سبحانو‬
‫كتعالى"كعباد الرحمف الذيف يمشكف عمى األرض ىكنا كاذا خاطبيـ الجاىمكف قالكا‬

‫‪1‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫سبلما"(الفرقاف‪ ،)ّٔ:‬كقاؿ سبحانو كتعالى "كالذيف يجتنبكف كبائر اإلثـ كالفكاحش كاذا ما‬
‫غضبكا ىـ يغفركف"(الشكرل‪. )ّٕ:‬‬
‫فاالقبلع عف أل سمكؾ سمبى يمارسو اإلنساف يتكقؼ عمى أمريف ‪:‬‬
‫‪ -‬أكليما‪:‬تكفير البديؿ ليذا السمكؾ‪ ،‬ألف العقؿ البشرل اليتكقؼ عف فعؿ سمكؾ معيف بدكف‬
‫بديؿ لو‪ ،‬مثؿ عادة التدخيف‪ ،‬فإف اإلنساف اليتكقؼ عف ىذه العادة بدكف كجكدالبديؿ المناسب‬
‫الذل يكلد لديو القناعة بالتكقؼ عف ىذه العادة السمبية‪.‬‬
‫‪ -‬ثانييما‪:‬استشعار اإلنساف إيجابية البديؿ السمككى عمى ذاتو‪ ،‬كبدكف ىذا الشعكر قد يعكد‬
‫اإلنساف لما كاف عميو مف سمكؾ خاطئ فى السابؽ‪ ،‬مثؿ مف يدمف المخدرات ‪ ،‬فاستشعاره‬
‫لذاتو فى المستقبؿ بصحة جيدة بعيدا عف اإلدماف يجعمو يتمسؾ بالسمكؾ البديؿ‪ ،‬كاذا لـ‬
‫يتجسد ىذا الشعكر فى نفسو‪ ،‬فإنو سرعاف مايعكدلمسمكؾ الخاطئ مرة أخرل‪.‬‬
‫كلمقاكمة سمكؾ التدمير الذاتى لدل الفرد ينبغى تحديد السمكؾ السمبى لدل اإلنساف المراد‬
‫تغييره ‪ ،‬ثـ البحث داخؿ ذات اإلنساف عف اليدؼ الكامف مف كراء إقدامو عمى ىذا السمكؾ‪،‬‬
‫كالحاجة التى يشبعيا سمكؾ التدمير الذاتى لديو‪ ،‬ثـ معرفة كيفية إشباع ىذه الحاجة‪ ،‬كلكف‬
‫بسمكؾ إيجابى بديؿ‪ ،‬ثـ تحديد ىذا السمكؾ اإليجابى‪ ،‬كادخاؿ السمكؾ اإليجابى الجديد ضمف‬
‫سمككياتو اليكمية بدال مف سمكؾ التدمير المكجو لذاتو‪.‬‬
‫كلكى يصبح البديؿ السمككى اإليجابى جزءامف البنية السمككية لدل الفرد يتطمب ذلؾ‬
‫التدريب العممى المستمر‪ ،‬كااللتزاـ بالتدرج فى الكصكؿ الكتساب كتثبيت السمككيات اإليجابية‬
‫المرغكبة‪ ،‬كىذا ماأكده الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ بضركرة التدريب المستمر لمكصكؿ إلى‬
‫السمكؾ المرغكب‪ ،‬فالسيطرة عمى الغضب كتعمـ الحمـ كالصفح يتـ مف خبلؿ التدريب العممى‬
‫المستمرلمكصكؿ ليذا السمكؾ‪ ،‬فقاؿ صمى اهلل عميو كسمـ""إًَّنما العمـ بًالتَّعمًُّـ‪ ،‬كًاَّنما ً‬
‫الحٍم يـ‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫الش َّر ييكقىوي"(األلبانى‪ ،ُٗٗٓ ،‬رِّْ)‪.‬‬ ‫ؽ َّ‬‫كم ٍف ىيتَّ ً‬ ‫ً َّ ًُّ‬
‫الخ ٍي ىر يي ٍعطىوي‪ ،‬ى‬
‫كم ٍف ىيتى ىح َّر ى‬
‫بالت ىحمـ‪ ،‬ى‬
‫‪ -8‬التخطيط والتوقع لممعوقات‪:‬‬
‫يعد غياب التخطيط كالتكقع عف حياة اإلنساف أمر أقرب لمفكضى كالعبث ‪ ،‬ألف خمك حياة‬
‫اإلنساف مف الضكابط كالمتطمبات كالتخطيط يجعؿ مف أىداؼ اإلنساف التى يريد الكصكؿ‬
‫إلييا أم ار بعيد المناؿ‪ ،‬كما أف التخطيط يساعد عمى كضكح الكجية كالغاية أماـ اإلنساف‪،‬‬
‫فيعمؿ عمى تكجيو طاقاتو نحك األىداؼ‪ ،‬بعيدا عف استيبلكيا بإرىاؽ الذىف كالبدف فيما‬

‫‪177‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫الطائؿ مف كرائو‪ ،‬فأساس نجاح اإلنساف فى حياتو مبنى عمى تخطيط سميـ يساعده عمى‬
‫تحقيؽ النجاح فى حياتو‪ ،‬كتحقيؽ ذاتو‪.‬‬
‫كيساعد التخطيط اإلنساف عمى تخطى العقبات التى تعترضو فى حياتو‪ ،‬كالتى قد تظير‬
‫بشكؿ مفاجئ كتسبب لو التكتر كاالرتباؾ‪ ،‬كما يساعد التخطيط عمى زيادة قابمية اإلنساف عمى‬
‫التأقمـ كالتعايش مع الظركؼ المحيطة‪ ،‬كما أف التخطيط لو دكر إيجابى فى تحديد األكلكيات‪،‬‬
‫كالتنبؤ بالمستقبؿ‪ ،‬ككضع التصكرات كالتكقعات المستقبمية‪ ،‬كزيادة الكعى لدل اإلنساف بما قد‬
‫يكاجيو مف عقبات كمعكقات تعترض نجاحو فى تحقيؽ األىداؼ كاإلنجازات‪ ،‬كالسعى نحك‬
‫تحقيؽ مستقبؿ أفضؿ‪.‬‬
‫كمكاجية التدمير الذاتى تستمزـ التخطيط ألف المستقبؿ اليأتى بصكرة عفكية أك مصادفة‪،‬‬
‫كما يستمزـ التكقع لعكامؿ الفشؿ فى حياة اإلنساف حتى يككف اإلنساف كاعيا لما قد يحدث معو‬
‫فى المستقبؿ‪ ،‬كعمى دراية كاستعداد بكيفية التعامؿ مع ىذه العقبات كالمعكقات‪ ،‬ألف إدراؾ‬
‫الضغكط بشكؿ فعاؿ كمنظـ كعقبلنى ىك الذل يحافظ عمى سبلمة الذات مف عكامؿ‬
‫االضطراب كالقمؽ‪ ،‬الذل يؤدل بيا إلى السمكؾ السمبى‪.‬‬
‫‪ -9‬محدودية الحياة والنظرة الواقعية لها‪:‬‬
‫يعيش اإلنساف فى الحياة كيتناسى أف الحياة محدكدة كيمكف أف تنتيى فى أل لحظة‪ ،‬كأف‬
‫البقاء هلل كحده‪ ،‬مصداقا لقكلو تعالى "كؿ مف عمييا فاف‪ .‬كيبقى كجو ربؾ ذك الجبلؿ كاإلكراـ‬
‫"(الرحمف‪ ،)ِٔ،ِٕ:‬كاف تجاىؿ ىذه الفكرة قد يجر عمى اإلنساف العديد مف المشكبلت‪ ،‬كلذلؾ‬
‫البد مف بناء حياتو عمى أسس أخبلقية كقيـ ثابتة‪ ،‬كالسعى بإيجابية نحك تحقيؽ األىداؼ‪،‬‬
‫كاال فمتى يقكـ الفرد بذلؾ‪ ،‬كعمى الفرد أف يكجو لذاتو التساؤالت التالية‪ :‬ماالذل يمنع الفرد مف‬
‫تحقيؽ أىدافو؟ إف لـ يكف الفرد ذاتو‪ ،‬كأيضا ماالذل يمنع الفرد مف أف يككف سعيدا؟إف لـ يكف‬
‫الفرد ذاتو‪ ،‬كما أف عمى الفرد أف يضع فى اعتباره أف التفكير فى التخمص مف العادات‬
‫كاألفكار السمبية الحقا‪ ،‬قد يككف غير متاح مستقببل‪ ،‬كلذا فالكاجب البدء مف المحظة الحالية‪،‬‬
‫كتجنب التفكير فى السمبيات كالمعكقات‪.‬‬
‫كينبغى عمى اإلنساف النظرة بكاقعية لمدنيا كما يحدث فييا مف أحداث كصعكبات‪ ،‬كأف ذلؾ‬
‫مف األمكر الطبيعية التى قديتعرض ليا الفرد‪ ،‬كتمثؿ أحد المعكقات التى تعترض طريقو نحك‬
‫التقدـ كاإلنجاز‪ ،‬كيجب عمى الفرد عدـ تضخيـ ىذه المعكقات‪ ،‬كاعطائيا مساحة كبيرة مف‬
‫التفكير السمبى‪ ،‬حتى اليصاب باإلحباط كالشعكر بالفشؿ كتكجيو المكـ لمذات لتقصيرىا‪ ،‬كعدـ‬

‫‪178‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫القدرة عمى مكاجية ىذه الصعكبات‪ ،‬كلكف عمى الفرد أف ينظر دائما نظرة كاقعية لؤلمكر‪ ،‬ألف‬
‫السمبيات التى قد يكاجييا قد يتكلد منيا اإليجابيات التى يريدىا‪ ،‬كأصدؽ دليؿ عمى ذلؾ ما‬
‫ركل عف الرسكؿ صمى اهلل عميو كسمـ فى اإلرشاد إلى الكاقعية فى معاممة الزكج لزكجتو ‪،‬‬
‫كتكلد اإليجابيات مف السمبيات التى قد تكجد فى الزكجة‪ ،‬فقاؿ" ىال ىي ٍف ىر ٍؾ يم ٍؤ ًم هف يم ٍؤ ًم ىنةن‪ٍ ،‬‬
‫إف ىك ًرهى‬
‫آخ ىر‪(...‬مسمـ ‪.)ُْٔٗ ،‬‬ ‫منيا يخميقنا ر ً‬
‫ض ىي منيا ى‬ ‫ى‬
‫كما ينبغى أف يكطف اإلنساف نفسو"عمى أنو البد أف يككف فيو عيب‪ ،‬أكنقص‪ ،‬أك أمر‬
‫يكرىو‪ ،‬فإف كجدت ذلؾ‪ ،‬فقارف بيف ىذا كبيف مايجب عميؾ‪ ،‬أكماينبغى لؾ مف قكة االتصاؿ‪،‬‬
‫كاإلبقاء عمى المحبة‪ ،‬كمافيو مف المحاسف كالمقاصد الخاصة كالعامة‪ ،‬كبيذا الغض عف‬
‫المساكئ‪ ،‬كمبلحظة المحاسف تدكـ الصحبة كاالتصاؿ ‪ ،‬كتتـ الراحة كتحصؿ لؾ‪ ،‬لذلؾ فإف‬
‫ىذه النكعية مف الناس التى تفكر بطريقة غير كاقعية التجدىا مرتاحة مطمئنة فى‬
‫حياتيا"(الخاطر‪ُُِْ ،‬ق‪.)ّٔ ،ِٔ ،‬‬
‫تاسعا‪:‬دوربعض المؤسسات التربوية فى الحماية من التدمير الذاتى‪:‬‬
‫يحتاج الفرد إلى الشعكر بالسبلـ النفسى‪ ،‬كالتكافؽ االجتماعي في المجتمع في كافة‬
‫معامبلتو‪ ،‬كتفاعبلتو مع أفراد المجتمع ‪ ،‬كىذا ال يتحقؽ إال مف خبلؿ شعكر الفرد باألماف‬
‫االجتماعي الذم يكسبو التكافؽ النفسي كاالجتماعي‪ ،‬كيجنب الفرد عكامؿ الصراع النفسي‬
‫الذم ييدد ذاتو‪ ،‬كيجعمو عرضة لبلنحراؼ الذم ييدد المجتمع‪ ،‬ككمما قؿ شعكر الفرد بالتكافؽ‬
‫النفسي كاالجتماعي‪ ،‬كمما زادت لديو عكامؿ القمؽ كاالضطراب التي تيدد ذاتو‪ ،‬كمف ثـ‬
‫يدفعو ذلؾ الشعكر إلى االنحراؼ الذم ييدد ذاتو‪ ،‬كاْلخريف في المجتمع ‪.‬‬
‫كمف منطمؽ أف التربية عممية اجتماعية ىادفة تتحقؽ مف خبلؿ مؤسسات تربكية متنكعة‬
‫تيدؼ إلى إعداد اإلنساف لمحياة‪ ،‬تمثؿ المؤسسات التربكية األداة الفاعمة فى تحقيؽ التربية‬
‫ألىدافيا كغاياتيا التربكية مف خبلؿ قياميا بأدكارىا التربكية المنكطة بيا‪ ،‬فيذه المؤسسات ليا‬
‫األثر الفاعؿ في التكجيو الفكرم لمفرد‪ ،‬كتشكيؿ عاداتو كتقاليده كميكلو‪ ،‬كانطبلقا مف األدكار‬
‫التربكية ليذه المؤسسات ‪ ،‬فإنو اليمكف التغافؿ عف ما يمكف أف تؤديو فى كقاية الفرد مف‬
‫سمكؾ التدمير الذاتى كمقاكمة أسبابو‪ ،‬كمف أىـ ىذه المؤسسات ‪:‬‬
‫أ‪ -‬األسرة‪:‬‬
‫تمثؿ األسرة عماد المجتمع‪ ،‬كالمحضف الطبيعى لمطفؿ مف بدايات حياتو‪ ،‬فتمنح األسرة‬
‫أطفاليا ما يشبع حاجاتيـ الركحية كالنفسية كالخمقية كاالجتماعية‪ ،‬بما ينعكس عمى أفراد‬
‫‪179‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫المجتمع نضجا اجتماعيا‪ ،‬كسبلمة فى التفكير كاالتجاىات كالسمككيات "كظمت األسرة عبر‬
‫مراحؿ التاريخ اإلسبلمى تتمتع بقسط كافر مف القيـ اإلسبلمية ‪ ،..‬كمف ثـ كاف لؤلسرة دكرىا‬
‫الحيكل كالفاعؿ فى حياة األمة‪ ،‬كحفظ أمنيا كاستقرارىا مف الداخؿ‪ ،‬كسبب قكتيا كنيضتيا‬
‫كحضارتيا "(الجابر‪ُِّْ ،‬ىػ ‪.)َْ ،‬‬
‫كتمعب األسرة دك انر ميمان في تربية األبناء تربية نفسية قائمة عمى أسس نفسية صحيحة‬
‫ىدفيا تحقيؽ الصحة النفسية لمفرد كابعاده عف الصراعات كاالضطرابات النفسية‪ ،‬كيتكقؼ‬
‫دكر األسرة في التربية النفسية ألبنائيا عمى " تعاضد الكالديف جميعان في تييئة البيئة المنزلية‬
‫لتككف بيئة صالحة ىادئة ينشأ فييا الطفؿ متزنان كاثقان مف نفسو ‪ ،..‬إذ ثبت أف الحياة العائمية‬
‫المضطربة كالمشاحنات بيف أفراد األسرة كبخاصة قطبييا األب كاألـ يؤثراف بشكؿ ممحكظ‬
‫عمى تككيف شخصية مضطربة تنفر مف الحياة كتكرىيا ‪ ، ..‬كثبت أيضان أف أغمب األمراض‬
‫الخمق ية مثؿ األنانية‪ ،‬كالفكضى‪ ،‬كفقداف الثقة بالنفس‪ ،‬كعدـ اإلحساس بالمسئكلية كالنفاؽ إنما‬
‫تبذر بذرتيا األكلى في المنازؿ ‪ ، ..‬كأف مف الصعكبة عمى المدرسة كالمجتمع استئصاؿ تمؾ‬
‫تزمنت‪ ،‬كتمكنت في نفس النشىءأكاألطفاؿ "(عبدالعزيز‪ ،‬د‪.‬ت‪.)ٓٔ ، ٓٓ،‬‬ ‫األمراض إذا ٌ‬
‫كيقع عمى األسرة مسئكلية تربية األبناء تربية سمككية قكاميا التربية عمى السمككيات كالقيـ‬
‫االيجابية‪ ،‬كمقاكمة السمككيات المنحرفة فى المحيط األسرل‪ ،‬كالعمؿ عمى التربية كالتيذيب‬
‫لمسمككيات التى قد تظيربيف األبناء‪ ،‬كىذا يتطمب تككيف االتجاىات االيجابية فى األبناء مف‬
‫خبلؿ غرس القيـ اإلسبلمية‪ ،‬كاألخبلؽ النبيمة فى نفكسيـ‪ ،‬كتتعدد أدكار األسرة كمؤسسة‬
‫منكط بيا حماية األبناء مف سمكؾ االيذاء كالتدمير الذاتى‪ ،‬ألف قياـ األسرة بيذه األدكارسبيؿ‬
‫لحماية الفرد كالمجتمع مف عكامؿ االنحراؼ السمككى كاألمراض االجتماعية‪ ،‬كتتمثؿ ىذه‬
‫األدكار فى ‪:‬‬
‫‪ -1‬القدوة الحسنة‪:‬‬
‫ترتبط فاعمية التربية عند الفرد بالقدكة الحسنة‪ ،‬كالمثؿ األعمى الذل يجد فيو مف األدلة‬
‫كالشكاىد التى يقتنع مف خبلليا بو‪ ،‬كالذل يجد فيو مف التطمعات كاْلماؿ ما يجعمو يحذك‬
‫حذكه‪ ،‬كيتأثر بو عف اقتناع كامؿ ‪ ،‬كالقدكة الحسنة كدكر رئيس لؤلسرة يتطمب أف تككف األسرة‬
‫النمكذج المثالى‪ ،‬فميس مف المقبكؿ مف األبكاف دكاـ الشككل كالسخط عمى الكاقع المعايش‪،‬‬
‫كالنظرة لممستقبؿ بنكع مف اإلحباط أماـ األبناء‪ ،‬بؿ ينبغى عمى األبكاف أف يككنا نمكذجا‬
‫لمتفاؤؿ‪ ،‬كبعث األمؿ كالفاعمية كاإليجابية فى نفكس األبناء‪ ،‬كالتكيؼ مع الضغكط‬

‫‪180‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كالمشكبلت‪ ،‬كفى مثؿ ىذا الجك يصبح التفكير لدل األبناء فى إيذاء الذات‪ ،‬كسمكؾ التدمير‬
‫المكجو لمذات أم ار مستبعدا‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتدال والتوازن فى تمبية مطالب األبناء‪:‬‬
‫يجب تربية األبناء عمى االعتداؿ كالتكازف فى تمبية مطالبيـ كرغباتيـ مف أجؿ تربيتيـ‬
‫عمى تحمؿ المسئكلية‪ ،‬ألف دكاـ تمبية رغبات األبناء بصكرة بعيدة عف التكازف كاالعتداؿ ينمى‬
‫فييـ عدـ الرضا كالتطمع لكؿ جديد‪ ،‬كمتى قصرت األسرة عف الكفاء بمتطمبات األبناء سيطر‬
‫عمييـ شعكر بالسخط كعدـ الرضا ‪ ،‬كسرعاف ما يسعى األبناء بتمبية مطالبيـ كلك بطرؽ غير‬
‫شرعية‪.‬‬
‫فى ضكء ذلؾ فإف دكر األسرة ميـ فى مكاجيةعكامؿ سمكؾ التدمير الذاتى التى تدفع‬
‫الفرد باتجاه المثالية كالبحث عنيا‪ ،‬كلذا فإف تربية األبناء عمى االعتداؿ كالتكازف فى حياتيـ‪،‬‬
‫كتربيتيـ عمى الرضا كالقبكؿ بما كىب اهلل ليـ‪ ،‬كغرس القيـ األخبلقية كالمبادئ اإلسبلمية فى‬
‫نفكسيـ كالتككؿ عمى اهلل‪ ،‬كاألخذ باألسباب‪ ،‬كعدـ التطمع لما فى أيدل اْلخريف‪ ،‬يشكؿ‬
‫الحماية لؤلبناء مف عدـ االستقرار النفسى‪.‬‬
‫‪-3‬تربية األبناءعمى الثقة بالذات‪:‬‬
‫األسرة ليا دكر ىاـ كأساسى فى تربية كتعزيز الثقة بالذات لدل األبناء مف بدايات حياتيـ‪،‬‬
‫كىذا يتطمب تقديـ النصح كاإلرشاد لؤلبناء بصفة دائمة‪ ،‬كترغيب األبناء فى السمككيات‬
‫االيجابية‪ ،‬كالتكضيح لمكاجبات كالمياـ كاألنشطة المطمكبة منيـ‪ ،‬مع عدـ إغفاؿ بث مشاعر‬
‫الحب كالتقبؿ كالدعـ كالتقدير‪،‬كالنجاح فى نفكسيـ‪ ،‬كدكراألسرة فى التربية يبدأ مف إكساب‬
‫األبناء التصكر السمي ـ عف الذات كما يمتمككف مف مكاىب كقدرات‪ ،‬كىذا ما يكسب األبناء‬
‫الرضاعف النفس كالقناعة بالذات بصكرة تقمؿ مف تأثير األفكار السمبيةعمييـ ‪ ،‬فتختفى‬
‫مصادرالتيديد لمذات مف حياتيـ‪.‬‬
‫‪ -4‬تربية األبناء عمى عدم منطقيةاالستحقاق المطمق‪:‬‬
‫مف أىـ األدكار المنكط باألسرة القياـ بيا تربية األبناء عمى عدـ كجكد االستحقاؽ لكؿ شئ‪،‬‬
‫فقد يتمتع البعض مف أفراد المجتمع بقدرات كمؤىبلت كاستعدادات يفتقدىا اْلخركف‪ ،‬فى حيف‬
‫يمتمؾ غيرىـ مف القدرات كالمؤىبلت التى يفتقدىا غيرىـ ‪..‬كىكذا‪ ،‬فتمؾ حكمة اهلل بيف عباده‬
‫ليحدث التكامؿ فى المصالح بيف العباد قاؿ تعالى "كىك الذل جعمكـ خبلئؼ األرض كرفع‬
‫بعضكـ فكؽ بعض درجات ليبمككـ فيما آتاكـ"(األنعاـ‪ ،)ُٔٓ):‬كدكر األسرة ىك تربية األبناء‬
‫‪181‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫عمى عدـ التطمع لما أكتى اْلخركف مف مقدرات كمؤىبلت‪ ،‬كأف امتبلؾ الفرد لكؿ شئ فى‬
‫الحياة أمر غير ممكف‪ ،‬كىذا مايساعد فى حماية األبناءمف عكامؿ اإلحساس بالدكنية‬
‫كالقصكر الذاتى‪ ،‬أكاالنحراؼ السمككى بتكجيو المكـ كالتقصير لمذات‪.‬‬
‫‪ -5‬تصحيح التصور الخاطئ لمفهوم الرزق‪:‬‬
‫يتصكر الكثير مف الناس أف الرزؽ ينحصر فى الماؿ ‪ ،‬عمى الرغـ أف مفيكـ الرزؽ أكسع‬
‫مف أف يحصر فى الجانب المادل‪ ،‬كفى الماؿ‪ ،‬بؿ يشمؿ جكانب حياة اإلنساف‪ ،‬فالعمـ رزؽ‪،‬‬
‫كالصحة رزؽ‪ ،‬كالزكجة الصالحة رزؽ‪ ،‬كمحبة الناس رزؽ‪ ،...‬كدكراألسرة التربكل تجاه‬
‫أبنائيا فى مكاجية سمكؾ التدمير الذاتى التكضيح كالتصحيح لمفيكـ الرزؽ لدل األبناء‪،‬‬
‫كشمكليتو لمعديد مف الجكانب فى حياتو‪ ،‬كأنو اليقتصر عمى الجانب المادل فقط المتمثؿ‬
‫فيما يممكو اإلنساف مف الماؿ فقط‪ ،‬كما أف الرزؽ ينطكل عمى العديد مف المكاىب التى‬
‫يمنحيا اهلل لعباده مف صحة‪ ،‬كقدرة‪ ،‬كذكاء‪ ،‬كحمـ‪ ،‬كشجاعة‪ ، ..‬كأف الرزؽ بيد اهلل كحده‪،‬‬
‫كىك المتكفؿ سبحانو برزؽ العباد‪ ،‬كىذا يساعد فى تربية األبناء عمى عدـ الشعكر باليأس‬
‫َّة َّال تى ٍح ًم يؿ ًرٍزقىيىا‬
‫أكالحزف نتيجة سكء الحالة المادية أك قمة الرزؽ‪ ،‬قاؿ تعالى" ك ىكأىيّْف ّْمف ىداب و‬
‫ى‬
‫يـ"(العنكبكت‪ ،)َٔ:‬كركل عف بف مسعكد" ىح َّدثىىنا ىرسك يؿ المَّ ًو‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َّ‬
‫الموي ىي ٍريزقييىا ىكًايَّا يك ٍـ ىك يى ىك السَّميعي اٍل ىعم ي‬
‫يم ًو‬‫ط ًف أ ّْ‬
‫أح ىد يك ٍـ يي ٍج ىمعي ىخٍمقيوي في ىب ٍ‬ ‫قاؿ‪َّ :‬‬
‫إف ى‬ ‫كؽ‪ -‬ى‬ ‫ص يد ي‬
‫الم ٍ‬
‫ؽ ى‬
‫صمَّى اهلل عميو كسمَّـ ‪-‬كىك الص ً‬
‫َّاد ي‬ ‫ى‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫في ٍؤ ىم ير‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ث الموي ىممى نكا ي‬ ‫ذلؾ‪ ،‬ثيَّـ ىي ٍب ىع ي‬
‫ض ىغةن م ٍث ىؿ ى‬‫ككف يم ٍ‬
‫ذلؾ‪ ،‬ثيَّـ ىي ي‬
‫كف ىعمىقىةن م ٍث ىؿ ى‬ ‫يف ىي ٍك نما‪ ،‬ثيَّـ ىيك ي‬ ‫ٍأرىبع ى‬
‫يد‪ ،‬ثيَّـ يي ٍنفى يخ فيو‬ ‫ىجمىوي‪ ،‬ك ىش ًق ّّي ٍأك ىس ًع ه‬ ‫ب ىع ىممىوي‪ً ،‬‬
‫كرٍزقىوي‪ ،‬كأ ى‬ ‫كيقىا يؿ لو‪ :‬ا ٍكتي ٍ‬ ‫ً و‬
‫بأ ٍىرىب ًع ىكم ىمات‪ ،‬ي‬
‫الرك يح‪(" ....‬البخارل‪.)َِّٖ ،‬‬ ‫ُّ‬
‫إف إدراؾ األبناء لممفيكـ الصحيح لمرزؽ لو مف النتائج كاْلثار اإليجابيةالتى تحافظ عمى‬
‫اإلنساف مف سيطرة عكامؿ اليأس عمى ذاتو‪ ،‬أك التفكير فى التخمص مف الضغكط المتعمقة‬
‫بأمر الرزؽ بتكجيييا لداخؿ الذات كسمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كبتصحيح األسرة لمفيكـ الرزؽ‬
‫لدل أبنائيا يسكد الرضا كالقبكؿ لدييـ بما أنعـ اهلل بو عمييـ ‪ ،‬فبل قمؽ كال حزف كال يأس يؤدل‬
‫بيـ إلى االضطراب السمككى‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬التخطيط لمشاركةاألبناء فى األنشطة الترويحية‪:‬‬
‫مف األدكار التربكية المنكط باألسرة تنفيذىا تجنب تعرض األبناء لمعزلة أكاالنطكاء مف خبلؿ‬
‫تشجيع األبناء عمى المشاركة اإليجابية فى األنشطة االجتماعية كالتركيحية ‪ ،‬مع األخذ فى‬
‫االعتبار ميكؿ كرغبات األبناء‪ ،‬كمف األنشطة المقترحة التنزه‪ ،‬كزيارةاألصدقاء‪ ،‬كاألقارب‪،‬‬

‫‪182‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كزيارة األماكف الجديدة‪ ...‬كغيرىا ‪ ،‬ىذا مما يعزز القناعة فى نفكس األبناء كالتقدير لما‬
‫يتمتعكف بو مف نعـ عمى المستكل المادل كالصحى كاالجتماعى يفتقدىا الكثير مف الناس‪،‬‬
‫كىذا بدكره لو انعكاسو عمى تقدير كحب الذات ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المدرسة‬
‫تمعب المدرسة دك ار ميما فى حماية الطبلب مف سمكؾ التدميركاإليذاء لمذات ‪ ،‬فيى تمثؿ‬
‫الكسط التربكل الذل يقضى الطالب فيو فترة طكيمة مف حياتو مف خبلؿ اليكـ الدراسى‪ ،‬كلذا‬
‫أصبح دكر المدرسة فى تربية الطبلب مف األدكار التى اليمكف إغفاليا‪ ،‬حيث تقكـ المدرسة‬
‫"بتزكيد الطالب بالقيـ كالتعاليـ اإلسبلمية ‪ ،‬كبالمثؿ العميا ‪ ،‬كاكسابو المعارؼ كالميارات‬
‫المختمفة‪ ،‬كتنمية االتجاىات السمككية البناءة‪ ،‬كتييئة الفرد ليككف عضكا نافعا فى بناء‬
‫المجتمع"(المقبؿ‪ُُْٔ ،‬ق‪.)ْٕ،‬‬
‫كيعدالدكرالتربكل لممدرسة متمـ كمكمؿ لدكر األسرة‪ ،‬كاليتـ بمعزؿ عما تحققو األسرة فى‬
‫ذلؾ‪ ،‬كيمكف لممدرسة أف تسيـ فى كقاية الفرد مف سمكؾ التدمير الذاتى مف خبلؿ ‪:‬‬
‫‪ -1‬األنشطة المدرسية ‪:‬‬
‫تعد األنشطة المدرسية مف العكامؿ األساسية فى تشكيؿ سمككيات الطبلب كاالرتقاء بيا ‪،‬‬
‫كتيذيب الغرائز ‪ ،‬كمساعدة الطبلب عمى النمك السكل "كتحقيؽ ذلؾ كمو يتطمب إحداث‬
‫تغييرات جذرية فى سمكؾ الطبلب مف خبلؿ التعميـ المرتبط بالعمؿ ‪ ،‬كىذا اليتأتى إال‬
‫باتاحة الفرص المتنكعة أماـ الطبلب لممارسة أنشطة متنكعة كمبرمجة داخؿ المدرسة‬
‫"(شحاتو‪.)ُٕٗٗ،ُٓ ،‬‬
‫كتقكـ األنشطة "بإشباع الحاجات االنفعالية لمفرد التى قد تخرج في ىيئة سمككيات‬
‫منحرفة‪ ،‬كغير مقبكلة في حالة كبتيا‪ ،‬أك عدـ إخراجيا بشكؿ منضبط ‪ ،‬كما تساعد‬
‫األنشطة عمى التكيؼ االجتماعي‪ ،‬كاالستقرار النفسي كالرضا الذاتي‪ ،‬كتنمية ىكية الفرد‬
‫الذاتية‪ ،‬فيكتسب الصحة النفسية كالتكيؼ النفسي السكم"( السدحاف‪، ََُِ،ِِِ ،‬‬
‫ِِّ)‪.‬‬
‫يمارس الطالب األنشطة المدرسية التى تعزز مف احتراـ الذات لديو‪ ،‬كالشعكر بالرضا عف‬
‫الحياة‪ ،‬كما يقكـ بو مف عمؿ‪ ،‬كما أف ليذه األنشطة دكر كبير فى تربية الطبلب عمى‬
‫اإليجابية‪ ،‬كتحمؿ المسئكلية االجتماعية تجاه أفراد المجتمع‪ ،‬كما أف لؤلنشطة التى يمارسيا‬
‫الطالب بالمدرسة دكر رئيس فى التصدل لمشكبلت الطبلب النفسية كاالجتماعية كالتربكية‪،‬‬
‫‪183‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كتقديـ الحمكؿ المناسبة ليا‪ ،‬كاليخفى عظيـ دكر األنشطة المدرسية فى الكشؼ عف المكاىب‬
‫لدل الطبلب‪ ،‬كالعمؿ عمى دعـ ىذه المكاىب‪ ،‬كتمبية حاجاتيـ‪ ،‬كالمساعدة فى تنميتيا‪.‬‬
‫‪ -2‬تعزيز الثقة بالذات لدى الطالب ‪:‬‬
‫مف أىـ األدكار التربكية لممدرسة فى مقاكمة عكامؿ التدمير الذاتى لدل الطبلب‪ ،‬تعزيز ثقة‬
‫الطالب بذاتو‪ ،‬مف خبلؿ مساعدة الطالب عمى بناء تصكر سميـ عف ذاتو‪ ،‬كما يتمتع بو مف‬
‫قدرات كمؤىبلت‪ ،‬حتى يكتشؼ الطالب الفركؽ الفردية بينو كبيف غيره مف الطبلب‪ ،‬كمقدار‬
‫مايتمتع بو مف مكاىب كميارات يتميزبياعنيـ‪ ،‬كىذا مما يعزز مف فرص التفاعؿ اإليجابى مع‬
‫غيره‪ ،‬أما إىماؿ المدرسة لبناءالثقة فى نفكس الطبلب يؤدل إلى نتائج عكسية تؤثر عمى‬
‫مستكل طمكح كجيد الطبلب‪ ،‬كغالبا ما يؤدل إلى سيطرة اليأس كاإلحباط كاألفكار‬
‫السمبيةعمييـ‪ ،‬التى تدفع الطبلب إلى سمكؾ المكـ كالقسكة تجاه الذات‪.‬‬
‫كليس اليدؼ مف تربية المدرسة لمثقة بالذات لدل الطالب تجاىؿ اْلخر‪ ،‬أك التعالى عمى‬
‫اْلخريف‪ ،‬كلكنو إكساب التمميذ القدرة عمى اكتشاؼ مايتمتع بو مف المؤىبلت كالقدرات التى‬
‫تميزه عف غيره مف جية‪ ،‬مع القبكؿ كالرضا بما يتمتع بو اْلخركف مف مؤىبلت كقدرات‬
‫يتميزكف بيا‪ ،‬كىذا ما يعززمف ثقة الفرد بذاتو‪.‬‬
‫‪ -3‬تشجيع الطموح‬
‫أمر تشجيع الطبلب فى المدرسة عمى الطمكح كالتطمع لمعالى األمكر مف األمكر‬
‫الضركرية‪ ،‬كاذا كاف الطمكح ىك بذؿ الجيد كالرغبة فى تحقيؽ النجاح‪ ،‬فإف مستكل الطمكح‬
‫يسيـ فى تحديد شخصية الطالب كتطمعاتو نحك المستقبؿ‪ ،‬فكمما ارتفع مستكل الطمكح عف‬
‫المستكل المعتدؿ تحكؿ إلى طمع كعدـ قبكؿ كعدـ رضا بما حقؽ الفرد مف إنجازات كأىداؼ‪،‬‬
‫فالطمكح الزائد عف الحد‪ ،‬كالذل يفكؽ قدرات كاستعدادات الشخص يؤدل إلى عدـ القبكؿ‬
‫بالمستكل الذل حققو الفرد‪ ،‬بؿ يتطمع الفرد إلنجازات اْلخريف‪ ،‬كما حققكه حتى كلك كانكا أقؿ‬
‫منو نجاحا فى الكصكؿ ألىدافيـ ‪.‬‬
‫كاذا كاف دكر المدرسة ىك تشجيع الطمكح لدل الطبلب فإنو مف الضركرل ربط ىذه‬
‫الطمكح بما يتمتع بو الطالب مف قدرات كاستعدادات تؤىمو ليذا الطمكح‪ ،‬ألف غياب‬
‫ىذااالرتباط يؤدل إلى أضرار نفسية تمحؽ بالفرد كتشكؿ عائقا نحك بمكغو ألىدافو‪ ،‬كماأف‬
‫تزايد طمكح اإلنساف قد يجعمو إنسانان غير قنكع بما قسمو اهلل لو‪ ،‬كيسعى نحك ما يفكؽ قدراتو‬
‫كطاقتو لمحصكؿ عمى ما يرغب‪ ،‬مما يؤثر بالسمب عمى عقيدتو كسمككو‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫‪ -4‬إحاطة الطالب بالنماذج السموكية‪:‬‬


‫مف المتطمبات التربكية الكاجب تكافرىا بالمدرسة كجكد القدكة الصالحة‪ ،‬كالنماذج السمككية‬
‫اإليجابية في حياة الطالب يقتدم بيا‪ ،‬كترسـ لو طريؽ االلتزاـ بالقيـ كاألنماط السمككية التى‬
‫ينبغى عميو التحمى بيا‪ ،‬فيذه المثؿ العمياتشكؿ أساسا لمطالب يبنى مف خبللو تصكراتو‬
‫كتطمعاتو كاتجاىاتو‪.‬‬
‫كمؤكدا في اكتساب الطالب مف خبلؿ البيئة‬ ‫ن‬ ‫ميما‬
‫دكر ن‬
‫كمف المعمكـ أف القدكة تؤدم نا‬
‫المدرسية األنماط السمككية اإليجابية‪ ،‬لذلؾ ينبغي إحاطة المتعمـ بالمثؿ العميا التي تشكؿ‬
‫المرجعية لمتمميذ في السمكؾ كالقيـ كمعايير المجتمع التي عمى أساسيا ينبغي أف تككف‬
‫استجابات الطالب السمككية‪ ،‬كتمده بالقدرة عمى مكاجية المكاقؼ االجتماعية بصكرة تكسبو‬
‫المحافظة عمى الذات فى مكاجية الصدمات كالضغكط التى قديتعرض ليا فى حياتو‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬المسجد‪:‬‬
‫يقكـ المسجد بالعديد مف األدكار التربكية لما يتميز بو مف خصائص فريدة‪ ،‬مف أىميا ‪ :‬ما‬
‫يتمتع بو مف قدسية فى نفس كؿ مسمـ‪ ،‬كثبات كايجابية القيـ السمككية التى يتعمميا األفراد فى‬
‫رحابو‪ ،‬كيعد مف المؤسسات التربكية التي تؤدم دك انر فى تحقيؽ الطمأنينة كالسكينة لذات‬
‫المسمـ‪ ،‬كذلؾ لدكره الدعكل الداعي إلى التمسؾ باليداية الربانية كالقيـ الخمقية كالركحية‬
‫كالتقرب مف المكلى عز كجؿ‪ ،‬كال يخفى ما ليذا مف أىمية في تعديؿ سمكؾ الفرد‪ ،‬كاتباع سبؿ‬
‫اليداية‪ ،‬كالصراط المستقيـ‪ ،‬كتقكية اإلرادة في مكاجية دكاعي االنحراؼ‪ ،‬بما يضفي عمى نفس‬
‫المؤمف السكينة كالطمأنينة النفسية‪ ،‬ك"أماكف العبادة شأنيا شأف أل مؤسسة تربكية أخرل تؤثر‬
‫فى حياة األفراد تأثي ار تربكيا إلى جانب تأثيرىا الدينى كاألخبلقى"(عبداليادل‪، ََِٗ ،‬‬
‫َّٖ)‪.‬‬
‫كيقكـ الدعاة مف خبلؿ المسجد بعممية اإلرشاد كالتكجيو لؤلفراد نحك السمككيات اإليجابية‪،‬‬
‫كالتى تشتمؿ عمى تربية القيـ األخبلقية‪ ،‬كالترغيب فى السمككيات اإليجابية‪ ،‬كمقاكمة‬
‫السمككيات المنحرفة‪ ،‬كالتحذير مف آثارىا السمبية عمى الذات بتمكف عكامؿ اليأس كاإلحباط‬
‫مف ذات المسمـ‪ ،‬كبعث األمؿ كالطمأنينة‪ ،‬كالتفاؤؿ فى نفكس المخطئيف ‪ ،‬كتشكيؿ الكعى‬
‫ا إليجابى لدييـ‪ ،‬كتمكينيـ مف تجديد المسار السمككى لتيذيب الذات كتقكية اإلرادة‪ ،‬كبناء‬
‫مسمـ مستقيـ العقيدة‪ ،‬كصحيح السمكؾ كالنفس ‪ ،‬قاؿ تعالى " كأف ىذا صراطي مستقيمان‬
‫فاتبعكه كال تتبعكا السبؿ فتفرؽ بكـ عف سبيمو ذلكـ كصاكـ بو لعمكـ تتقكف"( األنعاـ‪.)ُّٓ:‬‬
‫‪185‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫كمف خبلؿ التزاـ المسمـ بالمداكمة عمى التكاجد فى المسجد "كاالستماع إلى الخطب‬
‫كالمكاعظ كاألحاديث النبكية الشريفة‪ ،‬يكتسب األفرادالكثير مف القيـ الجديدة‪ ،‬أكيقمعكف عف قيـ‬
‫تتعارض مع التعاليـ الدينية‪ ،‬كتتبع دكر العبادة األساليب النفسية كاالجتماعية فى غرس قيميا‬
‫الدينية ‪ ،..‬مثؿ الترىيب كالدعكة إلى السمكؾ السكل طمعا فى الثكاب كرضا النفس‪ ،‬كاالبتعاد‬
‫عف السمكؾ المنحرؼ تجنبا لمعقاب كعدـ الرضا عف النفس‪ ،‬كالتكرار كاالقناع كالدعكة إلى‬
‫المشاركة الجماعية‪ ،‬كعرض النماذج السمككية المثالية‪ ،‬كالدعكة الى ترجمة التعاليـ السماكية‬
‫إلى سمكؾ عممى كاقعى فعمى "(العامرل ‪.)ُِّ ،ََُِ ،‬‬
‫كمف األدكار التربكية الميمة لممسجد التقريب بيف كجيات النظر فى المجتمع‪ ،‬كالسعى‬
‫نحكخمؽ نكع مف التكافؽ فى الفكر بيف أفراد المجتمع‪ ،‬كتربية األفراد عمى التعاكف كالتكامؿ مف‬
‫خبلؿ استغبلؿ التبايف فى القدرات كاالستعدادات فيما بينيـ‪ ،‬مما يساعد عمى التكامؿ كاختفاء‬
‫التنافس كالصراع بيف األفراد‪ ،‬كصكال لعبلقات اجتماعية يسكدىا الكد كاالحتراـ المتبادؿ‪،‬‬
‫كيعزز ذلؾ مف مقاكمة عكامؿ الصراع بيف األفراد كالطبقات فى المجتمع‪ ،‬كتمكيف األفراد مف‬
‫مكاجية الضغكط االجتماعيةالمتعددة كالتغمب عمييا‪ ،‬ألف الصراع النفسي يقمؿ مف مشاركة‬
‫األفراد كانخراطيـ في المجتمع‪ ،‬كمف ثـ االضطراب النفسى كنتيجة فعمية لمعزلة كعدـ التكافؽ‬
‫االجتماعى ‪" ،‬ففى المسجد يتحاكر المسممكف كيتناقشكف كيطرحكف المشكبلت الدينية التى‬
‫تكاجو المسمميف‪ ،‬كىـ فى كؿ ذلؾ ييعممكف الفكر‪ ،‬كيشحذكف القريحة‪ ،‬كيبحثكف عف الحمكؿ‬
‫فتثرل خبراتيـ‪ ،‬كتزكك ثقافاتيـ‪ ،‬كتتسع مداركيـ‪ ،‬كقد يجدكف فيما يسمعكف سبيبل إلى تعديؿ‬
‫سمككيـ‪ ،‬كتغيير نظرتيـ إلى األمكر كاتباع جادة الصكاب"(السيد‪ ،ُٗٗٗ ،‬ص ّّ)‪.‬‬
‫كفي ضكء ذلؾ يمكف القكؿ أف دكر الدعاة بالمساجد بما يمتمككف مف مقكمات تؤىميـ‬
‫لمعديد مف األدكار التربكية عامبلن ميمان لمنيكض برسالة المسجد في مقاكمة سمكؾ التدمير‬
‫الذاتى لدل األفراد‪ ،‬كذلؾ مف خبلؿ العبلج النفسى ألمراض النفكس كربط القمكب بالمنيج‬
‫الربانى الستعادة التكازف النفسى لممسمـ‪ ،‬تتبدل أىمية ىذا الدكر فى العصر الحاضرالذل‬
‫يشيد العديد مف أسباب القمؽ‪ ،‬كشيكع األمراض النفسية التى أسيمت فى زيادة عكامؿ القمؽ‬
‫كاليأس كاإلحباط‪ ،‬التى غالبا ماتدفع اإلنساف نحك تكجيو ىذه العكامؿ باتجاه ذاتو باإليذاء‪،‬‬
‫كالتدمير لميركب مف الكاقع الذل يعانيو‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫نتائج الدراسة‬
‫ُ‪ -‬التزاـ المنيج التربكل اإلسبلمى يمثؿ أحد الدعائـ الرئيسية لحماية الفرد مف سمكؾ التدمير‬
‫الذاتى كالمحافظة عمى ذات اإلنساف مف االنييار كالتدىكر‪.‬‬
‫‪ -2‬يمثؿ الضبط الذاتى أساس مف أسس حياة اإلنساف العممية‪ ،‬كبافتقاده اليمكف لمفردتحقيؽ‬
‫أل نجاحات أك طمكحات فى حياتو‪.‬‬
‫ّ‪ -‬ىناؾ مجمكعة مف المظاىرالمميزة لسمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كتبدك آثارىا كسماتيا كاضحة‬
‫لدل الشخصية المدمرة ذاتيا‪.‬‬
‫ْ‪ -‬كشفت الدراسة عف طرؽ كأساليب مكاجية التدمير الذاتى‪ ،‬كاستعادة الذات لدل الفرد مف‬
‫المنظكر التربكل اإلسبلمى‪.‬‬
‫‪-5‬أظيرت الدراسة أساليب كقايةالفرد مف سمكؾ التدميرالذاتى مف المنظكر التربكل اإلسبلمى‪،‬‬
‫كالتى ليا الدكر اإليجابى فى كسر حمقة التدمير الذاتى لدل الفرد كالتحرر مف قيكده كأسبابو‪.‬‬
‫‪ -6‬تتعدد األسباب كالعكامؿ التى قدتدفع الفرد لمكقكع فى دائرة السمكؾ التدميرل لمذات‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬تتنكع أشكاؿ السمكؾ المدمر لمذات‪ ،‬كتتعددآثاره السمبية عمى المستكل النفسى‪ ،‬كالبدنى‪،‬‬
‫كالعقمى‪ ،‬كالمستكل االجتماعى‪ ،‬كاالقتصادل لمفرد‪.‬‬
‫‪ -8‬يخضع التدمير الذاتى باعتباره أحد سمات الشخصية السمبية لمتطكر‪ ،‬كيأخذ فى تطكره‬
‫مراحؿ مف أجؿ السيطرة عمى ذات اإلنساف كتكجيو سمككو الكجية المنحرفة‪.‬‬
‫‪ -9‬يتغمؿ التدمير الذاتى فى شتى جكانب الحياة‪ ،‬لكف تبدك آثاره السمبية عمى النفس بكضكح‬
‫لدل الشخص الذل يعانى منو‪ ،‬كما يسبب لو الكثير مف المشكبلت فى حياتو الخاصة‬
‫كالعامة‪ ،‬كأعمالو كعبلقاتو‪.‬‬
‫َُ‪ -‬كجكد عبلقة ارتباطية بيف سمكؾ التدمير الذاتى‪ ،‬كعدـ القدرة عمى التكيؼ مع الضغكط‬
‫كالصدمات كمتاعب الحياة التى يتعرض ليا الفرد‪.‬‬
‫ُُ‪ -‬بينت الدراسة الدكر التربكل الفاعؿ لممؤسسات التربكية فى التكجيو الفكرل لمفرد‪،‬‬
‫كتشكيؿ عاداتو كتقاليده كميكلو‪ ،‬كالتى تكفؿ حماية الفرد كمقاكمتو لسمكؾ التدمير الذاتى‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬يعد سمكؾ التدمير الذاتى مؤش ار لحالة الضعؼ الذاتى التى يعيشيا الفرد كالتى تقكده‬
‫إلى افتقاد الحيكية الذاتية كاالستسبلـ لمكاقع‪ ،‬كافتقاد ركح المبادرة كمحاكلة التغيير‪ ،‬كالنظرة‬
‫التشاؤمية لمحياة ‪ ،‬كاستصغار الذات كتحقيرىا‪ ،‬بصكرة تقرب صاحب ىذا السمكؾ مف دائرة‬
‫ظمـ الذات التى نيى عنيا اإلسبلـ‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫ُّ‪ -‬يعد التدمير الذاتى لدل الفرد تجسيد لحالة الفراغ الركحى التى يعانى منيا اإلنساف فى‬
‫العصر الحالى‪ ،‬ألف افتقاد الفرد لذاتو لو عبلقة بما يعانيو مف فراغ ركحى‪ ،‬ىذا الفراغ الركحى‬
‫يجعؿ الفرد عرضة لسيطرة األكىاـ كاليكاجس كالكساكس عمى ذاتو‪ ،‬كالتحكـ فى سمككياتو‪،‬‬
‫كتكجيييا الكجية المنحرفةالتى التحقؽ لو االشباع الركحى الذل يبتغيو‪.‬‬
‫ُْ‪ -‬أىمية التربية الذاتية لمفرد كدكرىا فى حماية المجتمع‪ ،‬كتكجيو سمككيات األفراد فى‬
‫االتجاه اإليجابى‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬استعادة الذات يككف باتباع المنيج اإلليى ‪ ،‬كمحاسبة النفس‪ ،‬كاتخاذ التدابير الكاقية‬
‫التى أقرىا اإلسبلـ لمحماية مف سمكؾ التدمير الذاتى كالتحرر مف قيكده كأسبابو‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫فى ضكء ماأسفرت الدراسة مف نتائج يكصى الباحث بمايمى‪:‬‬
‫ُ‪ -‬تنمية الكازع الدينى لدل مف يعانى مف سمكؾ التدمير الذاتى بصكرة تبعث األمؿ فى‬
‫نفكسيـ‪ ،‬كالتفاؤؿ بمستقبؿ أفضؿ ‪.‬‬
‫ِ‪-‬تجديد الخطاب الدينى كتجنيبو دعكات التشدد التى تجعمو يمقى القبكؿ‪ ،‬خطاب دينى قكامو‬
‫القرآف الكريـ كالسنة النبكية كاجتياد عمماء األمة‪ ،‬يسيـ فى جعمو مكضع قبكؿ كتقدير‪ ،‬كمحؿ‬
‫تطبيؽ كاعتماد‪ ،‬كالبعد بالخطاب الدينى عف بث ركح التشاؤـ كاليأس فى نفكس الناس‪.‬‬
‫ّ‪ -‬تفعيؿ دكر األخصائى النفسى فى المؤسسات التعميمية المختمفة لمحد مف انتشار‬
‫السمككيات المنحرفة كالتدمير الذاتى‪ ،‬كاستباقية مقاكمة أسباب ظيكره‪.‬‬
‫ْ‪ -‬إلماـ األئمة كالدعاة بمشكبلت المجتمع كحاجات األفراد‪ ،‬كتكظيؼ خطب الجمعة كما‬
‫سكاىا مف محاضرات كدركس كمكاعظ فى عبلج تمؾ المشكبلت كتمبية تمؾ الحاجات‪.‬‬
‫ٓ‪-‬عقد دكرات لتدريب األخصائيف فى المصحات النفسية كالمؤسسات التربكية‪ ،‬كتبصيرىـ‬
‫بأساليب الكقاية مف سمكؾ التدمير الذاتى لدل األفراد‪ ،‬كربطو بأساليب المنيج التربكل‬
‫اإلسبلمى‪ ،‬كتكظيفو فى العبلج النفسى‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬التأكيد عمى أىمية تضميف المنيج اإلسبلمى ضمف أسس العبلج النفسى‪ ،‬كمقاكمة‬
‫االنحرافات السمككية كاالضطرابات النفسية‪ ،‬ككيفية مكاجيتيا ‪ ،‬كالحد مف آثارىا‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬تكجيو األسرة فى التصدل لمشكبلت األبناء ‪ ،‬كمراقبة سمككياتيـ ‪ ،‬كتجنيبيـ أصدقاء‬
‫السكء ‪ ،‬كاالستفادة مف المؤسسات التركيحية فى مكاجية التأثير السمبى لضغكط الحياة عمى‬
‫األفراد‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫ٖ‪ -‬تطبيؽ أساليب عممية لمكاجية الضغكط التى قديتعرض ليا األفراد فى المجتمع لضماف‬
‫الحصكؿ عمى الدعـ االجتماعى البلزـ لمتغمب عمى كافة المشكبلت كمتاعب الحياة‪ ،‬مع‬
‫االستعانة بالمتخصصيف فى الصحة النفسية‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬تضافر الجيكد التربكية كاالىتماـ بالتربية الذاتية لمفرد ‪ ،‬كارشاده إلى أساليبياالفاعمة‪،‬‬
‫كأىميتيا فى حياتو‪ ،‬كأىميةالدعـ لقدراتو‪ ،‬كحسف استغبلليا‪ ،‬كتكظيفيا التكظيؼ اإليجابى‬
‫الذل يخدـ أىداؼ الفرد‪ ،‬كتطمعاتو كطمكحاتو‪.‬‬
‫َُ‪-‬ضركرة االىتماـ بتعزيز البناء الركحى كاألخبلقى لمطبلب بالمراحؿ التعميمية المختمفة‪،‬‬
‫كعدـ اقتصارالمناىج التعميمية عمى الجانب النظرل كاألكاديمى‪.‬‬
‫ُُ‪ -‬استثمار كسائؿ اإلعبلـ فى تكجيو أفراد المجتمع إلى أىمية التربية لمذات لمكاجية خطر‬
‫التدمير الذاتى عمى الفرد كالمجتمع‪ ،‬كتخصيص البرامج اإلعبلمية اليادفةإلى مقاكمة معكقات‬
‫تربية الفرد لذاتو‪ ،‬كالنيكض بيا‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬عقد الندكات كالمؤتمرات التى مف شأنيا التكعية بعكاقب سمكؾ التدمير الذاتى عمى الفرد‬
‫كالمجتمع‪.‬‬
‫ُّ‪ -‬تكظيؼ برامج االرشاد النفسى فى المراحؿ الدراسية المختمفة لمعمؿ عمى تكفير المناخ‬
‫الصحى فى المجتمع الذل يساعد عمى البناء التربكل المتكامؿ‪ ،‬لتزكيد المجتمع بأفراد‬
‫صالحيف عمى كعى بالتحديات‪ ،‬كلدييـ القدرة عمى تحمؿ المسئكلية‪ ،‬كمقاكمة عكامؿ اليأس‬
‫كاالستسبلـ‪.‬‬
‫ُْ‪ -‬إبراز األدكار الكاجب عمى المؤسسات التربكية المختمفة القياـ بيا‪ ،‬لما ليا مف أثر فعاؿ‬
‫فى التكجيو الفكرل لمفرد‪ ،‬كتشكيؿ عاداتو كتقاليده كميكلو‪ ،‬كالتى تكفؿ حماية الفرد مف‬
‫االضطراب النفسى‪ ،‬كاالنحراؼ السمككى‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫المراجع‬
‫ُ‪ -‬الجابر‪ ،‬أمينة‪ُِّْ(.‬ق)‪ .‬التفكؾ األسرل‪ ،‬سمسمة كتاب األمة‪ ،‬ك ازرة األكقاؼ كالشئكف اإلسبلمية ‪،‬‬
‫العدد (ّٖ) ‪ ،‬السنة (ُِ) ‪ ،‬الدكحة‪ ،‬قطر ‪.‬‬
‫ِ‪ -‬المقبؿ ‪ ،‬محمد بف مقبؿ (ُُْٔق)‪ .‬األوالد وتربيتهم فى ضوء اإلسالم ‪ .‬طّ ‪ ،‬السعكدية‪ ،‬القصيـ‪:‬‬
‫المديرية العامة لممطبكعات‪.‬‬
‫ّ‪ -‬أبكداكد‪ ،‬سميماف بف األشعث السجستانى‪ .)ََِِ(.‬سنن أبى داود‪.‬طُ‪ ،‬الككيت‪ :‬دار غراس لمنشر‬
‫كالتكزيع‪.‬‬
‫ْ‪ -‬األلبانى‪ ،‬محمدناصرالديف‪.)ُٗٗٓ(.‬السمسمة الصحيحة‪ ،‬مج(ُ)‪ ،‬السعكدية‪ ،‬الرياض ‪:‬مكتبة المعارؼ‬
‫لمنشر كالتكزيع‪.‬‬
‫ٓ‪ -‬البخارل ‪ ،‬محمدبف اسماعيؿ‪ .)ََِِ(.‬صحيح البخارى‪ .‬طُ‪ ،‬لبناف‪ ،‬بيركت‪ : ،‬دار بف كثير‪.‬‬
‫ٔ‪ -‬الترمذل ‪ ،‬محمد بف عيسى ‪.)َُِْ(.‬سنن الترمذى‪.‬طُ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪ :‬دار التأصيؿ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬الخاطر‪ ،‬عبداهلل ‪ُُِْ(.‬ق)‪.‬الحزن واإلكتئاب عمى ضوء الكتاب والسنة‪.‬طُ‪ ،‬السعكدية‪،‬‬
‫الرياض‪:‬المنتدل اإلسبلمى لمنشر كالترجمة‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬الخطيب‪ ،‬جماؿ محمد‪.)ََِّ(.‬ميارات تنظيـ الذات‪ ،‬مجمة التربية الخاصة السعودية‪ ،‬دارجامعة‬
‫الممؾ الرياض‪ ،‬السعكدية‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬السدحاف‪ ،‬عبداهلل بف ناصر‪ .)ََُِ(.‬دكر األنشطة الطبلبية فى كقاية الشباب مف االنحراؼ (مدخؿ‬
‫كقائي ) مجمة البحوث األمنية‪ ،‬مركز البحكث كالدراسات بكمية الممؾ فيد األمنية‪ ،‬مج (َُ)‪ ،‬العدد‬
‫(ُٗ)‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعكدية‪.‬‬
‫َُ‪ -‬السيد‪ ،‬عاطؼ ‪.)ُٗٗٗ(.‬التربية اإلسالمية (أصولها – منهجها – معممها ) ‪ ،‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية ‪:‬‬
‫مركز الدلتا لمطباعة ‪.‬‬
‫ُُ‪ -‬الظاىر‪ ،‬قحطاف أحمد‪.) ََِْ(.‬طرق التدريس العامة‪ ،‬ليبيا‪ ،‬طرابمس ‪:‬منشكرات المكتبة الجامعة‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬العامرل‪ ،‬محمدحسف‪.)ََُِ(.‬أثر اإلعالن التمفزيونى عمى الطفل العربى‪.‬طُ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاىرة‪:‬العربى‬
‫لمنشر كالتكزيع‪.‬‬
‫ُّ‪ -‬العتيؽ‪ ،‬أحمدمصطفى‪ ،‬الرصاصى‪ ،‬حناف حسف ‪ ،‬عبدالعظيـ‪ ،‬أشرؼ بيكمى‪ .)َُِٔ(.‬المتغيرات‬
‫النفسية كاالجتماعية المرتبطة باإلدماف المختمط لدل عينة مف المراىقيف كعبلقتيما بالرغبة فى تدمير الذات‬
‫دراسة ميدانية عمى المتردديف بمركز الطب النفسى بالعباسية كمركز الطب النفسى بجامعة عيف شمس‪ ،‬مجمة‬
‫معهد الدراسات والبحوث البيئية‪ ،‬جامعة عيف شمس‪ ،‬مج(ّٓ)‪ ،‬ج(ُ)‪.‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ُْ‪ -‬الفقى‪ ،‬إبراىيـ‪.)ََِٕ(.‬قوة التفكير‪ ،‬طُ‪.‬مصر‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار الراية لمنشر كالتكزيع‪.‬‬
‫ُٓ‪ -‬القشيرل‪ ،‬مسمـ بف الحجاج‪ .)ُُٗٗ(.‬صحيح مسمم‪.‬طُ‪ ،‬لبناف‪.‬بيركت‪ :‬دارالكتب العممية‪.‬‬
‫ُٔ‪ -‬القعيد‪ ،‬إبراىيـ بف حمد ‪ُِِْ(.‬ق)‪.‬العادات العشر لمشخصية الناجحة‪.‬طُ‪ ،‬السعكدية‪ ،‬الرياض ‪:‬دار‬
‫المعرفة لمتنمية البشرية‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫ُٕ‪ -‬النمر‪ ،‬آماؿ زكريا‪(.‬أبريؿَُِٔ )‪" .‬تقبؿ الذات كعبلقتو بكؿ مف تقبؿ اْلخركأساليب التعمؽ لدل طمبة‬
‫الجامعة"‪ ،‬مجمة العموم التربوية‪ ،‬جامعة القاىرة ‪ ،‬ج (ِ)‪ ،‬ع(ِ) ‪ ،‬كمية الدراسات العميا لمتربية ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫ُٖ‪ -‬أميف‪ ،‬نجبلء حاتـ‪،‬الرغبة المستمرة فى إيذاء النفس‪،‬متاح عمى ‪http: //altabah1 aloula. com/‬‬
‫تاريخ الدخكؿ ُٕ‪َِِِ/ٕ/‬‬
‫ُٗ‪ -‬أىـ أسباب التدمير الذاتى‪ ،‬متاح عمى ‪ https://mafahem.com/sl_17868.‬تاريخ‬
‫الدخكؿُٗ‪.َِِِ/ٔ/‬‬
‫َِ‪ -‬بدر‪ ،‬حامدرمضاف‪.) ُِٖٗ( .‬اتجاه إسبلمى لدكافع كحكافز العامميف ‪ ،‬مجمة المسمم المعاصر ‪،‬جمعية‬
‫المسمـ المعاصر‪ ،‬العدد(ّّ)‪.‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ُِ‪ -‬بيرزاده ‪ ،‬عبد الخالؽ ‪)ُّٗٗ(.‬أهمية العمم والذكر في اإلسالم ومدى احتياج اإلنسان إليهما ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫القاىرة‪ :‬مكتبة اإليماف‪.‬‬
‫ِِ‪ -‬تركى‪ ،‬جيادعبدربو ‪.)ََِْ(.‬مهارات تنظيم الذات وعالقتها بالسموك الصفى لدى أطفال صعوبات‬
‫التعمم ‪ ،‬رسالة دكتكراه غير منشكرة ‪ ،‬كمية األميرة رحمة‪ ،‬جامعة البمقاء التطبيقية‪ ،‬السمط‪ ،‬األردف‪.‬‬
‫ِّ‪ -‬جماؿ الديف‪ ،‬جماؿ‪.) ََِٗ (.‬اإلنسان الفعال‪.‬طِ‪ ،‬سكريا‪ ،‬دمشؽ‪:‬دار الفكر‪.‬‬
‫ِْ‪ -‬حسف عبد الغني حساف‪ .)ََُِ(.‬القمؽ النفسي ‪ ،‬كعبلجو فى ضكء اإلسبلـ‪ ،‬حولية كمية الدعوة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬جامعة األزىر‪ ،‬الجزء األكؿ ‪ ،‬العدد(ُٓ) ‪ ،‬القاىرة‪.‬مصر‪.‬‬
‫ِٓ‪ -‬حمداف‪ ،‬أسامة لطفى عبدالحفيظ‪ .)َُِٔ(.‬فاعمية برنامج إرشادي سموكي في خفض سموك إيذاء‬
‫الذات لدى عينة من األطفال التوحديين‪ ،‬ماجستيرغيرمنشكرة‪ ،‬كمية التربية‪ ،‬جامعة أسيكط‪ ،‬أسيكط‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫ِٔ‪ -‬خكالدة‪ ،‬محمكدعبد اهلل ‪ .)ََِْ(.‬عمم النفس اإلسالمى‪ ،‬األردف ‪ ،‬عماف‪:‬دارالفرقاف لمنشر كالتكزيع ‪.‬‬
‫ِٕ‪ -‬دكيدرم‪ ،‬رجاء كحيد‪ .)َََِ(.‬البحث العممى أساسياته النظرية وممارسته العممية‪.‬طُ‪،‬لبناف‪،‬‬
‫بيركت‪ :‬دار الفكر المعاصر‪.‬‬
‫ِٖ‪ -‬ربيع‪ ،‬ىادل مشعاف ‪.)ََِٔ(.‬طرق البحث التربوى ‪ ،‬األردف‪ ،‬عماف‪:‬مكتبة المجتمع العربى‪.‬‬
‫ِٗ‪ -‬زىراف‪،‬حامدعبدالسبلـ‪.)َُٖٗ(.‬التوجيه واإلرشاد النفسى‪.‬طِ‪،‬مصر‪،‬القاىرة‪:‬عالـ الكتب‪.‬‬
‫َّ‪ -‬سمطاف‪ ،‬عبلء الديف محمد‪.)ُٖٗٗ(.‬النفس اإلنسانية بين القرآن الكريم والدراسات النفسية الحديثة‪،‬‬
‫دكتكراه غير منشكرة ‪ ،‬كمية دار العمكـ‪ ،‬جامعة القاىرة‪.‬‬
‫ُّ‪ -‬شحاتو‪ ،‬حسف‪ .)ُٕٗٗ(.‬النشاط المدرسي (مفهومه ووظائفه ومجاالت تطبيقه )‪ .‬طْ‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫القاىرة ‪ :‬الدار المصرية المبنانية ‪.‬‬
‫ِّ‪ -‬صايمو‪ ،‬ضياءالديف مصطفى‪.)ََِٓ(.‬مدى فاعميةبرنامج إرشادى مقترح فى التفريغ االنفعالى‬
‫لمتخفيف من آثار الخبرات الصادمة لدى طمبة المرحمة األساسية العميا‪ ،‬ماجستير غير منشكرة‪ ،‬كمية‬
‫التربية‪ ،‬الجامعة اإلسبلمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فمسطيف‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
‫الجزء الثاني ‪2022‬‬ ‫مجلة كلية التربية‬

‫ّّ‪ -‬صبحى‪ ،‬سيد‪ .)ُٖٗٗ(.‬اإلنسان وصحته النفسية‪ ،‬ستنسؿ كمية التربية ‪ ،‬جامعة عيف شمس ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫ّْ‪ -‬عبد اليادل‪ ،‬نبيؿ أحمد‪ .)ََِٗ(.‬مقدمة فى عمم االجتماع التربوى‪ ،‬األردف‪ ،‬عماف‪ :‬دار اليازكرل‬
‫العممية لمنشر‪.‬‬
‫ّٓ‪ -‬عبدالعزيز‪ ،‬صالح ‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬التربية الحديثة – مادتها‪ ،‬مبادئها‪ ،‬تطبيقاتها العممية‪ ،‬القاىرة ‪ :‬دار‬
‫المعارؼ‪.‬‬
‫ّٔ‪ -‬عبدالفتاح ‪ ،‬سيدصديؽ‪.) َُٗٗ(.‬حياتك من الفشل لمنجاح‪.‬طُ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاىرة‪:‬الدار‬ ‫‪‬‬
‫المصرية المبنانية‪.‬‬
‫ّٕ‪ -‬عثماف ‪ ،‬عبد المطيؼ مكسى‪ .)ُّٗٗ(.‬فن االسترخاء‪ .‬طُ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاىرة‪:‬مطابع الزىراء لئلعبلـ‬
‫العربى‪.‬‬
‫ّٖ‪ -‬عبلء الديف‪ ،‬جيادمحمكد‪.)ََِّ(.‬الشعكر بالذنب لدل عينة مف طمبة الجامعة الياشمية‪ ،‬مجمة العموم‬
‫التربوية‪ ،‬كمية الدراسات العميا لمتربية‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬مج(ُُ)‪ ،‬ع (ْ)‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬ص ص ُٓٔ‪-‬‬
‫ُْٗ‪.‬‬
‫ّٗ‪ -‬كاظـ‪ ،‬محمدنبيؿ‪ .)ََِٔ(.‬كيف تحدد أهدافك عمى طريق نجاحك؟ ‪.‬طُ‪ ،‬مصر ‪ ،‬القاىرة‪ :‬دار‬
‫السبلـ لمطباعة كالنشر كالتكزيع ‪.‬‬
‫‪ -00‬المسير‪،‬محمد أحمد‪ ،‬وآخرون‪ .)1892(.‬فى العقيدة اإلسالمية واألخالق‪ .‬ط‪ ،2‬ستنسل كلية أصول‬
‫الدين‪،‬القاهرة‪ :‬جامعة األزهر‪.‬‬
‫ُْ‪ -‬محمكد‪ ،‬إبراىيـ كجيو‪.)ُّٕٗ(.‬الفروق الفردية فى القدرات العقمية‪.،‬كمية التربية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬طرابمس‪:‬‬
‫منشكرات الجامعة الميبية‪.‬‬
‫‪-42‬مبلؿ‪ ،‬يكنس‪ .)َُِِ(.‬السنف اإلليية في الككف المادم كالحياة البشرية ‪ -‬دراسة قرآنية‬ ‫‪‬‬
‫تأصيمية في المفيكـ كالمكضكع‪ ،‬مجمة الحقيقة‪ ،‬جامعة أحمد دراية‪ ،‬مج(ُُ)‪ ،‬عدد(ِ)‪ ،‬أدرار‪ ،‬الجزائر‪.‬ص‬
‫ص ِٗٔ‪ِٖٕ-‬‬
‫ّْ‪ -‬مغامس‪ ،‬منتظرعبداهلل‪ .)ََِِ(.‬إيذاء الذات كعبلقتو بأساليب المعاممة الكالدية لدل طمبة المرحمة‬
‫المتكسطة‪ ،‬مجمة أبحاث البصرة لمعموم اإلنسانية‪ ،‬كمية التربية لمعمكـ اإلنسانية‪ ،‬جامعة البصرة‪،‬‬
‫مج(ْٓ)‪ ،‬ع(ِ)‪ ،‬البصرة‪ ،‬العراؽ‪.‬‬
‫ْْ‪ -‬نجاتى‪ ،‬محمدعثماف‪.)ُِٖٗ(.‬القرآن وعمم النفس‪.‬طُ‪ ،‬لبناف‪ ،‬بيركت‪:‬دارالشركؽ‪.‬‬
‫ْٓ‪ -‬يالجف‪ ،‬مقداد‪.)ُٕٕٗ(.‬التربية األخالقية اإلسالمية‪.‬طُ‪ ،‬مصر‪ ،‬القاىرة‪:‬مكتبة الخانجى‪.‬‬
‫ثانيا المراجع األجنبية‬
‫‪1- van der Kolk, B.A.; Berry, J.C.; Hermann, J.L. (1991). Childhood origins of‬‬
‫‪self-destructive behavior. American Journal of Psychiatry. 148 (12): 1665–1671.‬‬
‫‪doi: 10.1176/ajp.148.12.1665. PMID 1957928‬‬

‫‪192‬‬
‫عدد أكتوبر‬ ‫جامعة بني سويف‬
2022 ‫الجزء الثاني‬ ‫مجلة كلية التربية‬

2-Yari Gvion,Amit Fachle.(2015). Traumatic experiences and their relationship to


adolescent self-destructive behavior. Journal of Infant, Child, and Adolescent
Psychotherapy. 14 (4): 406
3-Gopal, C. S., Shantan, H., & Paulen, D. (2013). Relation of Depression with
Selfesteem and Satisfaction with Life. The International Journal of Behavioral
Social And Movement Sciences, 2 (1), 268-270.
4- Kelley K, Byrne D, Przybyla DPJ, Eberly C, Eberly B, Greendlinger V, et al.
Chronic self-destructiveness: conceptualization, measurement, and initial
validation of the construct. Motiv Emot. 1985;9:135–51
5- Kelley K, Cheung FM, Singh R, Becker MA, Rodriguez-Carrillo P, Wan CK, et
al. Chronic self-destructiveness and locus of control in cross-cultural
perspective. J Soc Psychol. 1986;126:573–77
6- Masala J. Personality disorder, self-mutilation, and criminal behavior. Prim
Care Companion J Clin Psychiatry. 2009;11(3):123-5.
doi: 10.4088/pcc.08l00653. PMID: 19617948; PMCID: PMC2708012.
7- Kahnamouei , Sanaz barzegar , Bazmi , Mahsa Jabari , Allahvirdiyani ,
Khalil. (2011). Relationship of Religious Orientation (inward-outward) with
Depression, Anxiety and Stress. Procedia - Social and Behavioral Sciences, 30,
2047 – 2049.
8-Baumeister, Roy F. & Scher, Steven J. ( 1988) Self-Defeating Behavior
Patterns Among Normal Individuals, Review and Analysis of Common Self-
Destructive Tendencies, Psychological Bulletin, July, Vol. 104, No. 1, 3-22.
9- Quest M, Dr. T.at/ https://study.com/academy/lesson/self-destructive-
behavior-signs-causes-effects.html.at20/7/2022.
10- Preston Ne, Kelly, at: https://www.bbc.com/arabic/vert-cap-38813505.In
25/6/2022.

193

You might also like