You are on page 1of 30

‫بعض الّد راسات السابقة ‪ :‬تتناول عرضًا موجزًا ألهم الدراسات السابقة التي تمّك ن الباحث من‬ ‫‪‬‬

‫جمعها واإلطالع عليها وبالشكل اآلتي ‪:‬‬


‫المحلية‬
‫حسام الدين وخلف ‪2021،‬‬ ‫اسم الباحث‬ ‫‪-1‬‬
‫والسنة‬
‫قياس وتحليل أثر الناتج المحلي اإلجمالي على االنفاق االستثماري في العراق للمدة‬
‫عنوان الدراسة‬
‫‪1990-2018‬‬
‫بيان أثر الناتج المحلي االجمالي على االنفاق االستثماري في االقتصاد العراقي‬
‫اهداف الدراسة‬
‫والتعرف على طبيعة العالقة بين متغيرات الدراسة‬
‫بحث علمي‬ ‫نوع الدراسة‬
‫األسلوب التحليلي واالسلوب الكمي‬ ‫منهج الدراسة‬
‫ان هناك عالقة توازنيه طويلة االجل بين الدخل واالنفاق االستثماري وان االنفاق‬
‫االستثماري يعتمد بشكل كبير على الدخل أي أن العالقة طردية بين االنفاق‬ ‫ابرز نتائج الدراسة‬
‫االستثماري والدخل‪ ،‬فيما بلغ الميل الحدي لالستثمار ‪%0.13‬‬
‫اسعد والكبيسي‪2019 ،‬‬ ‫‪-2‬اسم الباحث‬
‫والسنة‬
‫أثر اجمالي السكان على النفقات العامة في العراق‪ :‬دراسة قياسية للمدة (‪-1991‬‬
‫عنوان الدراسة‬
‫‪)2018‬‬
‫تحديد عالقة وتأثير اجمالي السكان على النفقات العامة خالل المدة البحث‪ ،‬من خالل‬
‫تطبيق نماذج التكامل المشترك ايمانًا من الباحثين بان لعدد السكان دور كبير وأثر بالغ‬ ‫اهداف الدراسة‬
‫في حجم النفقات العامة في العراق‬
‫بحث علمي‬
‫نوع الدراسة‬

‫منهج الدراسة‬

‫استقراريه سلسلتي النفقات العامة واجمالي السكان في الفروق األولى باستخدام‬


‫اختباري االستقراريه ‪ ADP‬و‪ PP‬ووجود عالقة تكامل مشترك في المدى الطويل‬
‫ابرز نتائج الدراسة‬
‫ووجود عالقة في المدى القصير او ما تعرف بنموذج تصحيح الخطأ‪ ،‬إذ وجد معامل‬
‫تصحيح الخطأ سالب ومعنوي‬

‫‪1‬‬
‫عكاوي وحسن‪2017 ،‬‬ ‫‪-3‬اسم الباحث والسنة‬
‫تحليل العالقة بين تقلبات أسعار النفط الخام واإلنفاق الحكومي في العراق للمدة (‬
‫‪)2014-2004‬‬ ‫عنوان الدراسة‬

‫تحليل العالقة بين أسعار النفط الخام واإلنفاق الحكومي في العراق‪ ،‬واختبار‬
‫هدف الدراسة‬
‫طبيعة واتجاه العالقة بينهما‬
‫بحث علمي‬ ‫نوع الدراسة‬
‫األسلوب التحليلي واالسلوب الكمي‬ ‫منهج الدراسة‬
‫ظاهر‪ ،‬عبد الحميد‪1988،‬‬ ‫‪-4‬اسم الباحث والسنة‬
‫أثر اإليرادات العامة في تطور النفقات االعتيادية‪ :‬دراسة تحليلية‬ ‫عنوان الدراسة‬
‫قياس وتحليل اثر اإليرادات العامة بأنواعها في تطور النفقات االعتيادية في‬
‫اهداف الدراسة‬
‫العراق للمدة ‪1980-1958‬‬
‫بحث علمي‬ ‫نوع الدراسة‬
‫أسلوب التحليل المقارن واألسلوب الكمي‬ ‫منهج الدراسة‬
‫مثلت اإليرادات النفطية ‪ %43.7‬من إيرادات الميزانية االعتيادية في فترة‬
‫الدراسة وبلغت هذه النسبة ‪ %62.5‬في الفترة الثانية منها تليها من حيث األهمية‬
‫ابرز نتائج الدراسة‬
‫النسبية الضرائب الكمركية‪ ،‬اما األنواع األخرى من اإليرادات فلم تمثل سوى‬
‫‪ %23‬من اجمالي اإليرادات العامة كمتوسط لفترة الدراسة‬
‫الدراسات العربية‪:‬‬
‫الضي‪ ،‬محمد ‪2022‬‬ ‫‪-1‬اسم الباحث‬
‫والسنة‬
‫أثر تغيرات أسعار النفط العالمية على االنفاق العام في السودان‬
‫عنوان الدراسة‬

‫دراسة أهمية النفط في االقتصاد العالمي والمحلي فضال عن تقدير اثر التغيرات‬
‫اهداف الدراسة‬
‫في أسعار النفط العالمية على االنفاق العام في السودان‬
‫بحث مقدم الى المجلة العربية للعلوم اإلنسانية واالجتماعية‬ ‫نوع الدراسة‬
‫المنهج الوصفي والقياسي‬ ‫منهج الدراسة‬
‫ان ارتفاع أسعار النفط يؤدي الى ارتفاع االنفاق العام وان العالقة بين االنفاق العام‬
‫ابرز نتائج الدراسة‬
‫في الفترة السابقة واالنفاق العام في الفترة التالية لها طردية‬
‫عزيزة‪ ،‬عبيد‪2017 ،‬‬ ‫‪-2‬اسم الباحث‬

‫‪2‬‬
‫والسنة‬
‫أثر الدين العام على االنفاق الحكومي دراسة تطبيقية على الدين العام للسلطة‬
‫عنوان الدراسة‬
‫الفلسطينية للمدة (‪)2013-1997‬‬
‫تحديد حجم الدين العام بشقيه الداخلي والخارجي‪ ،‬والتعرف على مؤشرات‬
‫المديونية في فلسطين‪ ،‬وتحديد أثر الدين العام على اإلنفاق الحكومي بشقيه الجاري‬ ‫اهداف الدراسة‬
‫واالستثماري‬
‫رسالة ماجستير مقدمة الى كلية التجارة في الجامعة اإلسالمية بغزة‬ ‫نوع الدراسة‬
‫األسلوب الوصفي والتاريخي والتحليلي‬ ‫منهج الدراسة‬
‫أن االقتصاد الفلسطيني يعد عاجزًا وغير قادر على تحمل أعباء الدين العام‪ ،‬وأنها‬
‫قد بلغت الحدود القصوى في استدانتها من المصارف المحلية وأنه كلما ارتفعت‬
‫ابرز نتائج الدراسة‬
‫نسبة حجم الدين العام من الناتج المحلي اإلجمالي ارتفع حجم النفقات الجارية‬
‫كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي‬
‫علي والسبعاوي‪2022 ،‬‬ ‫‪-3‬اسم الباحث‬
‫والسنة‬
‫اثر المتغيرات االقتصادية في حجم االنفاق العام – ماليزيا أنموذجًا للمدة (‪-1990‬‬
‫عنوان الدراسة‬
‫‪)2020‬‬
‫تحليل تأثير المتغيرات االقتصادية الكلية في االنفاق الحكومي فضال عن تقويم‬
‫سلوك االنفاق الحكومي في الدولة عينة البحث و التعرف عل طبيعة هذا االنفاق‬ ‫اهداف الدراسة‬
‫ومكوناته‪.‬‬
‫بحث علمي‬ ‫نوع الدراسة‬
‫المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الكمي‬ ‫منهج الدراسة‬
‫وجود عالقة طردية معنوية بين االنفاق الحكومي والمتغيرات اجمالي تكوين راس‬
‫المال الثابت‪ ،‬الدين العام وعدد السكان وعالقة عكسية معنوية بين المتغير المعتمد‬ ‫ابرز نتائج الدراسة‬
‫االنفاق الحكومي ونمو اجمالي الناتج المحلي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪-8‬اسم الباحث‬
‫والسنة‬

‫عنوان الدراسة‬

‫اهداف الدراسة‬
‫نوع الدراسة‬
‫منهج الدراسة‬
‫ابرز نتائج الدراسة‬

‫‪-9‬اسم الباحث‬
‫والسنة‬

‫عنوان الدراسة‬

‫اهداف الدراسة‬
‫نوع الدراسة‬
‫منهج الدراسة‬
‫ابرز نتائج الدراسة‬

‫إستنتاجات الدراسات السابقة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تتقاسم هذه الدراسة مع دراسات سابقة لنفس الموضوع وعلى هذا األساس يمكن اعتبارها ُم كملة‬
‫لمسيرة البحث العلمي في مجال التهرب الضريبي‪ ،‬وأن الدراسات السابقة تمثل خطوات سير في‬
‫طريق البحث في هذا الموضوع‪ ،‬كما إن دراستنا ستكون خطوة جديدة في هذا الطريق‪ ،‬أكدت اغلب‬
‫الدراسات على ضرورة تقويم أداء اإلدارة الضريبية وعالقته بالحصيلة الضريبية وكذلك تطوير‬
‫السياسة والتشريع الضريبي وإ حداث إصالح في النظم الضريبية ومعرفة أسباب التهرب الضريبي‪،‬‬
‫واوجه التشابه بين البحث والدراسات السابقة تكمن في الجانب النظري ‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار النظري للضريبة والموازنة العامة‬
‫تمهيد‬
‫يستقطب موضوع التهرب الضريبي حيزًا متزايدًا من إهتمام صانعي السياسة المالية ومتخذي‬
‫القرار المالي‪ ،‬وذلك لتنامي حجم األموال وعدد المتهّر بين‪ ،‬فأصبح لزامًا على الدول أن تهتَم بهذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬التي ُتلقي بضاللها على االقتصاد وبهدف تمويل ميزانيتها السنوية‪ ،‬ومن أجل تحقيق أهداف‬
‫الّض رائب التي تسعى الدولة لتحقيقها وتفعيل دور الّض رائب‪ ،‬نجد من الّض روري أن يتوفر مستوى‬
‫إستجابة للضرائب المفروضة‪ ،‬وفقًا للتغيرات االقتصادية التي تعمل على زيادة حصيلة اإليرادات‬
‫الّض ريبية لُتشكل مصدرًا لتمويل خزينة الدولة‪ ،‬إذ ال يمكن أن تؤدي الّض ريبة الدور المنوط بها؛ إال إذا‬
‫توفرت المعرفة باألسس وقواعد الّض ريبة‪.‬‬

‫وعند مناقشة التهّر ب الضريبي البد من المعرفة الكاملة بالضرائب واليات فرضها وبالموازنة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬ودراسة جوانبها من المفهوم والخصائص‪ ،‬ليتسنى فهم الربط والتأثير بينهما‪ ،‬وألن‬
‫التهرب الضريبي يؤثر على الموارنة في تمويل الدولة لنفقاتها العامة‪ ،‬يندرج عدم تسديد الّض ريبة‬
‫سواء ضريبة مباشرة أو غير مباشرة تحت مفهوم التهرب الضريبي‪ ،‬وإ زاء ذلك أخذت مفاهيم الّض ريبة‬
‫تتوسع ولها أبعادًا واسعة تميزت بمحتوياتها الدينامكية‪ ،‬وإ ختالف الوسائل المعتمدة في دراستها‪.‬‬

‫وبذلك سيتم في هذا الفصل ُم ناقشة ما يلي ‪:‬‬

‫الضريبة‪ :‬التعريف‪ ،‬المراحل‪ ،‬القواعد ‪.‬‬ ‫‪-1-1‬‬


‫‪ -1-2‬الهيكل الضريبي في العراق والتهرب الضريبي وأنواعه‪.‬‬
‫‪ -1-3‬الموازنة العامة واطارها العام‪.‬‬
‫‪ -1-1‬الّض ريبة ‪ /‬التعريف‪ ,‬المراحل‪ ,‬القواعد‬
‫‪ -1-1-1‬تعريف الّض ريبة‪:‬‬
‫أموال يدفعها الفرد جبرًا للدولة ُم ساهمة منُه في دفع التكاليف واألعب‪e‬اء العام‪e‬ة وبش‪e‬كل نه‪e‬ائي‪ ،‬من‬
‫دون أْن يعود عليه نفع خاص مقابل دفع الّض ريبة (بهنس‪ ،‬ياسر‪.)9: 2014،‬‬
‫لق‪ee‬د اختل‪ee‬ف العلم‪ee‬اء والُك ّت اب في مش‪ee‬اربهم وق‪ee‬راءاتهم ال‪ee‬ذي أّد ى إلى إختالف وجه‪ee‬ات نظ‪ee‬رهم في‬
‫تحديد مفهوم الّض ريبة؛ ونظرًا لذلك فمنها ما هو تقليدي ومنها ما هو معاصر‪.‬‬
‫فالّض ريبة ُم ش‪e‬تقة من الكلم‪e‬ة الالتيني‪e‬ة " ‪ " Taxare‬وتع‪e‬ني قيم‪e‬ة أو تق‪e‬ديرًا وفق‪ًe‬ا ل‪e‬ذلك تع‪e‬رف‪ ،‬بأّنه‪e‬ا‪:‬‬
‫مب‪ee‬الغ ي‪ee‬دفعها األف‪ee‬راد للدول‪ee‬ة‪ ،‬بص‪ee‬فة إلزامي‪ee‬ة وقانوني‪ee‬ة وف‪ee‬ق تش‪ee‬ريعات يقره‪ee‬ا المجلس التش‪ee‬ريعي للبرلم‪ee‬ان‬
‫والوالية‪ ،‬بموجب الصالحيات الممنوحة لهم دستوريًا (‪.)Lashwant,2020: 5‬‬

‫‪5‬‬
‫ويعرفه ‪ee‬ا دب ‪ee‬وس أّنه ‪ee‬ا‪ :‬األم ‪ee‬وال النقدي ‪ee‬ة ال ‪ee‬تي تتحص ‪ee‬ل عليه ‪ee‬ا الدول ‪ee‬ة من األف ‪ee‬راد ج ‪ee‬برًا‪ ،‬دون مقاب ‪ee‬ل‬
‫بهدف تحقيق منفعة عامة (دبوس‪ ،‬مصطفى‪.)114 :2019 ،‬‬
‫أو ‪ :‬مبلغ مالي تستقطعه الدولة جبرًا من الُم كلفين شركات أم أفراد‪ ،‬بدون مقابل لتمويل‬
‫االحتياجات العامة (القبالن‪ ،‬غازي ‪.)91: 2015 ،‬‬
‫أو أنه‪e‬ا األم‪e‬وال ال‪e‬تي ي‪e‬دفعها األف‪ee‬راد بطريق‪e‬ة إجباري‪e‬ة وليس‪e‬ت طوعي‪e‬ة للدول‪e‬ة للمس‪e‬اهمة في األعب‪e‬اء‬
‫العام ‪ee e e‬ة‪ ،‬دون الحص ‪ee e e‬ول على منفع ‪ee e e‬ة شخص ‪ee e e‬ية مقاب ‪ee e e‬ل تل ‪ee e e‬ك االم ‪ee e e‬وال ال ‪ee e e‬تي ي ‪ee e e‬دفعها (‪Shirly and‬‬
‫‪.) Karen,2020 :3‬‬
‫ويرى الباحث من خالل التعريفات السابقة للضريبة ُيمكن َأْن ُتعرف على انها مبل‪ee‬غ إجب‪ee‬اري نق‪ee‬دي‬
‫يلتزم االفراد بدفعه للدولة‪ ،‬تبعًا لقدرة المكلفين خالل فترة زمني‪e‬ة معين‪e‬ة‪ ،‬وتق‪e‬در ع‪e‬ادة بس‪e‬نة ومن دون أْن‬
‫يحصل المكلف بدفع الضريبة على مقابل شخصي للمشاركة في تغطية نفق‪ee‬ات الدول‪ee‬ة المتنوع‪ee‬ة‪ ،‬وتحقي‪ee‬ق‬
‫االهداف االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي تسعى الدولة الى تحقيقها‪.‬‬
‫‪ -2 -1-1‬خصائص الّض ريبة‬
‫من خالل مفه‪ee‬وم الّض ريبة والتع‪ee‬اريف اآلنف‪ee‬ة ال‪ee‬ذكر‪ُ ،‬يمكنن‪ee‬ا تحدي‪ee‬د خص‪ee‬ائص الّض ريبة األساس‪ee‬ية‪،‬‬
‫كما تم ذكرها في بعض المصادر ‪:‬‬
‫الّض ريبة فريض ‪ee‬ة مالّي ة ُت دفع على ش ‪ee‬كل مبل ‪ee‬غ م ‪ee‬الي‪ ،‬لكون النق ‪ee‬ود مقياس‪ًe e‬ا للقيم مرتبط ‪ee‬ة ب ‪ee‬التطور‬ ‫‪.1‬‬
‫الح‪ee‬الي ووس‪ee‬يلة لتس‪ee‬ديد ال‪ee‬ديون‪ ,‬فالجباي‪ee‬ة نق‪ee‬دًا ه‪ee‬و األفض‪ee‬ل من الجباي‪ee‬ة العيني‪ee‬ة؛ الّن ف‪ee‬رض الّض ريبة‬
‫عيني‪ًe‬ا ُيحّم ل الّد ول‪ee‬ة نفق‪ee‬ات وتكاليف كب‪ee‬يرة ت‪ee‬ذهب لجم‪ee‬ع الم‪ee‬واد العيني‪ee‬ة ونقله‪ee‬ا وخزنه‪ee‬ا وحمايته‪ee‬ا م‪ee‬ع‬
‫إحتمالية تعرضها للتلف (الخرسان‪ ،‬محمد‪.) 14 :2018 ،‬‬

‫ُتدفع الّض ريبة بصورة إجبارّية لكون العالقة بين الُم كلف والدولة هي عالقة قانونية وليس‪e‬ت تعاقدي‪e‬ة‬ ‫‪.2‬‬
‫يمكن المناورة بتفاصيلها من حيث تحديد سعرها ووقت دفعها (البدراني‪ ،‬قبس‪.)189: 2010 ،‬‬
‫ُتف‪ee‬رض الّض ريبة دون ُم قاب‪ee‬ل‪ ,‬أي أّن الف‪ee‬رد الُم كل‪ee‬ف ب‪ee‬دفع الّض ريبة ال يحص‪ee‬ل على أّي ة خ‪ee‬دمات أو‬ ‫‪.3‬‬
‫منافع خاصة تقابل الّض ريبة‪ ،‬التي قام بتأديتها للدول‪e‬ة‪ ،‬وإ ّنم‪e‬ا ي‪e‬دفعها إس‪e‬تنادًا لكون‪e‬ه عض‪ee‬وًا في الحي‪e‬اة‬
‫اإلجتماعي‪ee e‬ة‪ ،‬وأّن الُم كل‪ee e‬ف ب‪ee e‬دفع الّض ريبة ال ُيمكن‪ee e‬ه اس‪ee e‬ترداد المب‪ee e‬الغ ال‪ee e‬تي دفعه‪ee e‬ا ب‪ee e‬أي ش‪ee e‬كل من‬
‫األش ‪ee‬كال(عواض ‪ee‬ه‪ ،‬حس ‪ee‬ين‪ .)382 :2013 ،‬فالدول ‪ee‬ة تحص ‪ee‬ل على الّض رائب من اإلي ‪ee‬رادات العام ‪ee‬ة‬
‫لتستخدمها لإلنفاق العام بغية تحقيق المنفعة العاّم ة ( يونس‪ ،‬منصور‪.)108 :2004،‬‬

‫‪ -3 -1-1‬أهداف الّض ريبة‪:‬‬


‫إّن الغاي ‪ee‬ة من جم ‪ee‬ع الّض رائب هي لتحقي ‪ee‬ق مجموع ‪ee‬ة أه ‪ee‬داف تختل ‪ee‬ف زماني ‪ًe‬ا ومكاني ‪ًe‬ا وفق ‪ًe‬ا لطبيع ‪ee‬ة‬
‫الدولة وفلسفتها‪ ،‬وهذا يجعلها متعددة األهداف ومتشعبة النواي‪e‬ا مقارن‪ًe‬ة بالماض‪e‬ي‪ ،‬فح‪e‬تى الق‪e‬رن العش‪e‬رون‬

‫‪6‬‬
‫كان ه‪ee‬دف الّض ريبة ه‪ee‬و الم‪ee‬ال ال‪ee‬ذي تس‪ee‬تخدمه الّس لطات لس‪ee‬د نفقاته‪ee‬ا العام‪ee‬ة‪ ،‬ف‪ee‬المفهوم التقلي‪ee‬دي للض‪ee‬ريبة‬
‫آنذاك يعتمد على الفكرة التي تقول‪( :‬اّن الّض ريبة شّر ال ُبد منه) وللّض ريبة أهداف إقتصادية وإ جتماعي‪ee‬ة‬
‫وسياسية (الخطيب‪ ،‬وشامية ‪ .)152 :2005،‬وُيمكن تقسيمها إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬هدف مالي يروم إلى تأمين اإليرادات الدائمة لخزانة الدولة عن طريق ف‪e‬رض الّض ريبة على جمي‪e‬ع‬
‫األش‪ee e‬خاص الّطبيع‪ee e‬يين واالعتب‪ee e‬اريين‪ ،‬وه‪ee e‬ذا م‪ee e‬ا نج‪ee e‬دُه في البل‪ee e‬دان المتقدم‪ee e‬ة ال‪ee e‬تي ترتف‪ee e‬ع به‪ee e‬ا نس‪ee e‬بة‬
‫اإليرادات الّض ريبية إلى الّناتج القومي اإلجمالّي (الخطيب‪ ،‬وطافش ‪ :2008،‬ص‪.) 24‬‬
‫ه‪ee‬دف إجتم‪ee‬اعي ي‪ee‬روم الى إع‪ee‬ادة توزي‪ee‬ع ال‪ee‬دخل بين المواط‪ee‬نين‪ ،‬ف‪ee‬الجزء األكبر من الّض رائب يق‪ee‬ع‬ ‫‪.2‬‬
‫على ع‪ee‬اتق أص‪ee‬حاب ال‪ee‬دخول المرتفع‪ee‬ة ليتم ص‪ee‬رفه في تغطي‪ee‬ة نفق‪ee‬ات الدول‪ee‬ة على الخ‪ee‬دمات الص‪ee‬حية‬
‫والتعليمية‪ ،‬مّم ا ينعكس إيجابًا على أصحاب الدخول المتدنية (‪.)Yashwant, 2020:5‬‬
‫هدف إقتصادي تلج‪e‬أ في‪e‬ه الدول‪e‬ة إلى حماي‪e‬ة المنتج‪e‬ات المحلّي ة ال‪e‬تي ال تس‪e‬تطيع من مواجه‪e‬ة ومنافس‪e‬ة‬ ‫‪.3‬‬
‫الصناعات األجنبية المستوردة‪ ،‬عن طريق فرض الّض رائب على الّس لع المستوردة الذي يتسبب في‬
‫أرتف‪ee‬اع أس‪ee‬عارها مم‪ee‬ا يه‪ee‬يئ األج‪ee‬واء المناس‪ee‬بة لخل‪ee‬ق منافس‪ee‬ة أفض‪ee‬ل للص‪ee‬ناعات المحلي‪ee‬ة (أب‪ee‬و نص‪ee‬ار‪،‬‬
‫محمد وأخرون‪.)6 :2009 ،‬‬

‫‪ -4 -1-1‬مراحل تطور الّض ريبة بالفكر الكالسيكي والكينزي‪.‬‬


‫قب ‪ee e‬ل نش ‪ee e‬أة التجمع ‪ee e‬ات البش ‪ee e‬رية‪ ،‬لم يكن هن ‪ee e‬اك أي ن ‪ee e‬وع من أن ‪ee e‬واع الّض رائب‪ ،‬حيث كانت ه ‪ee e‬ذه‬
‫المجتمع‪ee‬ات تم‪ّe‬ر بظ‪ee‬روف معيش‪ee‬ية بس‪ee‬يطة يس‪ee‬ودها االكتف‪ee‬اء ال‪ee‬ذاتي حينه‪ee‬ا‪ ،‬وبع‪ee‬د اس‪ee‬تقرار تل‪ee‬ك الجماع‪ee‬ات‬
‫وتطّو ر حياة األنسان‪ ،‬ظهرت الحاجة إلى توافر األمن الداخلي والخارجي لتلك الجماعات‪ ،‬وتزامن ذل‪ee‬ك‬
‫م‪ee‬ع ظه‪ee‬ور الّس لطة ال‪ee‬تي تعه‪ee‬دت بتوف‪ee‬ير الحماي‪ee‬ة واألمن‪ ،‬مّم ا أّد ى إلى ظه‪ee‬ور الّض رائب به‪ee‬دف اإلنف‪ee‬اق‬
‫على حاجات المجتمع العاّم ة‪ ،‬وقد خولت الّس لطة العامة بجمعها (عفانة‪ ،‬والقطاونة‪.)3 :2008 ،‬‬
‫وكان للّظ روف اإلجتماعي‪ee e‬ة واإلقتص‪ee e‬ادية‪ ،‬األث‪ee e‬ر الواض‪ee e‬ح في تط‪ee e‬ور نظ‪ee e‬ام الّض ريبة‪ ،‬إذ م‪ee e‬رت‬
‫الّض ريبة بمراحل عديدة‪ ،‬حسب تطور الفكر االقتصادي والمالي‪ ،‬ومن هذه المراحل‪:‬‬
‫‪ .1‬الّض ريبة في الفكر الكالسيكي ( المدرسة التقليدية )‪:‬‬
‫ُي عد العالم الفرنسي بودان أول الباحثين في األصول المالية في أوربا‪ ،‬وتاله آدم سميث الذي ع‪ee‬الج‬
‫قضايا الّض رائب المختلفة في كتابه المشهور " ثروة االمم" ‪ ،1776‬الذي دعا فيه إلى عدم تدخل الدول‪ee‬ة‪،‬‬

‫‪7‬‬
‫واعتمادها على آلية السوق (اليد الخفية) ‪ ،‬وثم تاله قانون سآي المعروف بقانون المنافذ (الع‪ee‬رض يخل‪ee‬ق‬
‫الطلب)‪ ،‬الذي ينص على أّن كل إنتاج يخلق لذاته منفذًا كافيًا‪ ،‬لكون حاجات األفراد ال متناهية‪ ،‬وبالتالي‬
‫إبعاد الدولة عن مجال األنشطة اإلقتصادّي ة‪ ،‬فيقتصر دورها على حماية األفراد من أّي عدوان خارجي‪،‬‬
‫وتحقيق اإلستقرار الّد اخلي للدولة (ساحل‪ ،‬محمد‪.)2020:10 ،‬‬
‫وت ‪ee‬أثرت ه ‪ee‬ذه المدرس ‪ee‬ة بأفكار المدرس ‪ee‬ة الّطبيعي ‪ee‬ة؛ إذ ركزت على أّن الّنظ ‪ee‬ام الّط بيعي ه ‪ee‬و ال ‪ee‬ذي‬
‫يس‪ee‬يطر على الحي‪ee‬اة اإلقتص‪ee‬ادّية وتحقي‪ee‬ق الف‪ee‬رد لمص‪ee‬لحته الّش خص‪ee‬ية‪ ،‬ال‪ee‬تي تتحّك م في تص‪ee‬رفاته‪ ،‬وبالت‪ee‬الي‬
‫تدفع‪ee‬ه إلى تحقي‪ee‬ق المص‪ee‬لحة العاّم ة‪ ،‬وق‪ee‬د ن‪ee‬ادى أص‪ee‬حاب ه‪ee‬ذه المدرس‪ee‬ة بع‪ee‬دم التوس‪ee‬ع بف‪ee‬رض الّض رائب‬
‫والح ‪ee‬د منه ‪ee‬ا‪ ،‬فض‪ًe e‬ال عن مط ‪ee‬البتهم بمب ‪ee‬دأ حيادي ‪ee‬ة الموازن ‪ee‬ة العام ‪ee‬ة وتخفي ‪ee‬ف القي ‪ee‬ود على حركة التج ‪ee‬ارة‬
‫وتضييق حدودها (العتيبي‪ ،‬ضرار وزمالئه‪.) 89 :2018 ،‬‬
‫‪ .2‬الّض ريبة في الفكر االقتصادي الكنزي ( المدرسة الكينزية )‬
‫تزامنًا مع التغيرات الجذرية في الفكر الرأس‪e‬مالي ب‪e‬رزت النظري‪e‬ة الكينزي‪e‬ة‪ ،‬ال‪e‬تي ينص‪e‬ب إهتمامه‪e‬ا‬
‫بشروط تحقق التوظيف الكام‪ee‬ل في ض‪ee‬وء اإلفتراض‪ee‬ات المخالف‪e‬ة للمدرس‪ee‬ة الكالس‪ee‬يكية‪ ،‬ومن أهم م‪ee‬ا ُيم‪ee‬يز‬
‫هذه النظرية سياستها النقدية ضد األزمات والتقلبات اإلقتصادية ( مسعود‪ ،‬سميح‪.)2010:17 ،‬‬
‫وقدم اإلقتصادي كينز إنتقاداته ألصحاب النظري‪e‬ة الكالس‪e‬يّك ية وفكرة الي‪e‬د الخفي‪e‬ة ال‪e‬تي يس‪e‬تخدمونها‬
‫ألح‪ee e‬داث الت‪ee e‬وازن التلق‪ee e‬ائي‪ ،‬وي‪ee e‬رى كي‪ee e‬نز أّن الوس‪ee e‬يلة المهم‪ee e‬ة ال‪ee e‬تي تح‪ee e‬ول من دون إنهي‪ee e‬ار المؤسس‪ee e‬ات‬
‫االقتصادية هي أن تتدخل الدولة‪ ،‬عن طريق فرض ضريبة بسعر مرتفع على أصحاب ال‪ee‬دخول العالي‪ee‬ة‪،‬‬
‫وفي الوقت ذاته ُتخفض أو ُتعفي من الّض ريبة أصحاب الّد خول المحدودة (هيج و تونير‪.)2020:32 ،‬‬
‫نشر االقتصادي كينز نظريته المشهورة في ع‪e‬ام ‪ ،1936‬به‪ee‬دف تحدي‪ee‬د أس‪ee‬باب وت‪ee‬دابير اإلنق‪e‬اذ من‬
‫الركود الرأس ‪ee‬مالي‪ ،‬وأسس ‪ee‬ت النظري ‪ee‬ة اإلجتماعي ‪ee‬ة وفق‪ًe e‬ا إلدارة الّطلب‪ ،‬وأكد االقتص ‪ee‬ادي كي ‪ee‬نز على أّن‬
‫طبيعة العمل واإلنتاج في بلد معين يعتمد بشكل رئيس على الطلب الفعال‪ ،‬ويت‪ee‬وجب على الدول‪ee‬ة الت‪ee‬دخل‬
‫في إقتصاد السوق الحرة‪ ،‬وتطبيق السياسات المالية لتوجي‪ee‬ه أتجاه‪ee‬ات طلب المس‪ee‬تهلك‪ ،‬من خالل اإلنف‪ee‬اق‬
‫ال‪ee‬واعي‪ ,‬حيث أّن المب‪ee‬دأ الت‪ee‬وجيهي لت‪ee‬دخل الحكوم‪ee‬ة ه‪ee‬و أن تج‪ee‬ري الدول‪ee‬ة تغ‪ee‬يرات في النظ‪ee‬ام الض‪ee‬ريبي‬
‫والقيود المفروضة على أسعار الفوائد وإ جراء العديد من الّتدابير لتوف‪ee‬ير اإلغاث‪e‬ة للفق‪e‬راء والع‪e‬اطلين عن‬
‫طري‪ee e‬ق م‪ee e‬دفوعات التحوي‪ee e‬ل المالي‪ee e‬ة بين األف‪ee e‬راد‪ ،‬وبالت‪ee e‬الي يعم‪ee e‬ل على تحف‪ee e‬يز طلب المس‪ee e‬تهلكين‪ ،‬ووفق‪ee e‬ا‬
‫للنظرية الكينزية تنتش‪e‬ر البطال‪e‬ة من ع‪e‬دم كفاي‪e‬ة الطلب الفع‪e‬ال‪ ،‬مّم ا يقل‪e‬ل من اإلس‪e‬تهالك‪ ،‬وبم‪e‬ا أّن الفق‪e‬راء‬
‫أق‪ee‬ل إس‪ee‬تهالكًا من األغني‪ee‬اء‪ ،‬فمن الض‪ee‬روري زي‪ee‬ادة الّض رائب على األغني‪ee‬اء‪ ،‬ثم ُيع‪ee‬اد توزيعه‪ee‬ا من خالل‬
‫تحويل المدفوعات للفقراء وزيادة اإلنفاق على االستهالك وتقليل المدخرات‪ ،‬ليتحقق الّتوازن اإلقتصادي‬
‫الكلي (‪.)Uechi,2020 :9‬‬
‫‪ - 5 -1-1‬قواعد الّض ريبة‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫ُيعد المفّك ر اإلقتصادي آدم سميث ‪ Adam Smith‬أول من وضع عددًا من القواعد األّس اس‪ee‬ية‬
‫للّض ريبة في كتاب‪ee‬ة المش‪ee‬هور(ث‪ee‬روة االمم) ع‪ee‬ام ‪ " The Wealth Of Nations" 1776‬حيث يتض‪ee‬من‬
‫مجموعة المبادئ واألسس‪ ،‬التي يجب أن ُتؤخذ بعين االعتبار من قب‪ee‬ل الُم ش‪ّe‬ر ع‪ ،‬لدرج‪ee‬ة أّن ه‪ee‬ذه القواع‪ee‬د‬
‫قد ُع دت كدستور تخضع له أحكام القانون الضريبي‪ ،‬ومن أهم هذه القواعد ‪:‬‬
‫‪.1‬قاعدة العدالة‪ :‬تعني مساهمة جميع رعاي‪e‬ا الّد ول‪e‬ة ب‪e‬دفع الّض رائب لتموي‪e‬ل الّنفق‪e‬ات العام‪e‬ة‪ ،‬وه‪e‬ذه المس‪e‬اهمة‬
‫تكون حس ‪ee‬ب دخ ‪ee‬ولهم اإلجمالّي ة وتطبيق ‪ee‬ا لقاع ‪ee‬دة العدال ‪ee‬ة‪ ،‬نج ‪ee‬د أّن الق ‪ee‬وانين الّض ريبية في بعض‬
‫الّد ول في الوقت الحالي ق‪e‬د أعفت ج‪e‬زءًا من دخ‪e‬ول األف‪e‬راد من دف‪e‬ع الّض رائب‪ ،‬كم‪e‬ا في الق‪e‬وانين‬
‫العراقية التي أعفت ُج زءًا من دخل الفرد اإلجمالي الخاضع للّض ريبة‪ ،‬كمس‪ee‬اهمة من قب‪ee‬ل الّد ول‪ee‬ة‬
‫لرفع المستوى المعاشي لهذه الطبقة في المجتمع (عواد‪ ،‬فتحي‪.)131: 2013،‬‬
‫‪ .2‬قاع‪ee‬دة اليقين‪ :‬تع‪ee‬ني أّن تكون الّض ريبة مح ‪ّe‬د دة ومؤّك دة على مب‪ee‬دأ اليقين من دون أي غم‪ee‬وض‪ ،‬ومن‬
‫الض ‪ee‬روري أن يكون الُم ّك ل‪ee‬ف على دراي ‪ee‬ة ب ‪ee‬دفع الّض ريبة‪ ،‬من حيث الوع‪ee‬اء الض ‪ee‬ريبي وس ‪ee‬عر الّض ريبة‬
‫وموعد دفعها وجميع ما يتعلق بالّض ريبة من إجراءات لتحديد موقفه المالي؛ لم‪e‬ا ل‪e‬ه من ت‪e‬أثير على وف‪ee‬رة‬
‫الحص‪ee‬يلة الّض ريبية باعتب‪ee‬ار أّن أّي تش‪ee‬ريع ض‪ee‬ريبي يحم‪ee‬ل تفس‪ee‬يرين مختلفين‪ ،‬ف‪ee‬اّن الُم كل‪ee‬ف س‪ee‬وف يخت‪ee‬ار‬
‫التفس‪ee‬ير ال‪ee‬ذي ُيناس‪ee‬به‪ ،‬األم‪ee‬ر ال‪ee‬ذي ي‪ee‬دفع الُم ّك ل‪ee‬ف إلى الته‪ee‬رب من الّض ريبة (طاق‪ee‬ة‪ ،‬والع‪ee‬زاوي‪:2010 ،‬‬
‫‪.)91‬‬
‫‪ .3‬قاع‪ee‬دة المالئم‪ee‬ة‪ :‬تع‪ee‬ني أن تكون جمي‪ee‬ع أحكام الّض ريبة مالئم‪ee‬ة ألح‪ee‬وال الُم ّك لفين ونفس‪ee‬يتهم‪ ،‬من حيث‬
‫اختي‪ee e‬ار الوع‪ee e‬اء وأس‪ee e‬لوب تحدي‪ee e‬ده‪ ،‬وطريق‪ee e‬ة الجباي‪ee e‬ة الّض ريبية‪ ،‬وموع‪ee e‬دها‪ ،‬بمع‪ee e‬نى أن يكون تحص‪ee e‬يل‬
‫الّض ريبة في ال‪ee‬وقت ال‪ee‬ذي يكون المكل‪ee‬ف ق‪ee‬د حص‪ee‬ل على ال‪ee‬دخل الخاض‪ee‬ع للض‪ee‬ريبة (ن‪ee‬ور ال‪ee‬دين حام‪ee‬د‪: ،‬‬
‫‪.)2016‬‬
‫‪ .4‬قاعدة االقتصاد‪ :‬تعني يجب على الحكومة أن تسعى جاهدة على تقليل نفق‪e‬ات تحص‪ee‬يل الّض رائب إلى‬
‫أقل قدر ُم مكن‪ ،‬مقارنة مع ما يق‪e‬وم ب‪e‬ه الُم كلف‪e‬ون بدفع‪e‬ه إلى خزين‪e‬ة الدول‪e‬ة‪ ،‬وت‪e‬برز أهمي‪e‬ة ه‪e‬ذه القاع‪e‬دة في‬
‫المب‪e‬الغ ال‪e‬تي تق‪e‬وم الدول‪e‬ة بإنفاقه‪e‬ا لتحص‪e‬يل الّض رائب ومراقبته‪e‬ا ومن‪e‬ع ح‪e‬االت الّته‪e‬رب من دفعه‪e‬ا‪ ،‬لدرج‪e‬ة‬
‫أّن بعض الدول تكون مترددة أحيانًا في فرض الّض ريبة على الدخل الزراعي أو ضريبة األراضي التي‬
‫تكون في الق‪ee‬رى وخ‪ee‬ارج ح‪ee‬دود المدين‪ee‬ة؛ ذل‪ee‬ك أذا م‪ee‬ا ق‪ee‬ورنت في إيراداته‪ee‬ا المنخفض‪ee‬ة (خص‪ee‬اونة‪ ،‬جه‪ee‬اد‪،‬‬
‫‪ .)132 :2010‬وهناك بعض القواعد األخرى ال‪ee‬تي ق‪ee‬ام بعض االقتص‪ee‬اديون مث‪ee‬ل باس‪ee‬تبل ‪" "Bastable‬‬
‫بإضافتها‪ ،‬لهذه القواعد والتي تتمثل باآلتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قاعدة المرونة‪ :‬تعني أن تكون الّض ريبة مرنة يمكن من خاللها الحصول على إيرادات أكثر‬
‫بصورة تلقائية بزيادة دخول االشخاص‪ ،‬بعبارة أخرى أن تكون قابلة للتغير بسهولة‪ ،‬بحيث‬
‫تواكب التغيرات باختالف الظروف االقتصادية ‪.),kath , 2001:7) Nightingale‬‬

‫‪9‬‬
‫ب‪ -‬قاعدة اإلنتاجية ‪:‬ويقصد بقاعدة اإلنتاجية يجب أن تقدم الّض ريبة إيرادًا كافيًا للدولة من دون‬
‫احداث تغير سلبي على عملية االنتاج في االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ت‪ -‬قاعدة البساطة تعني أن يكون النظام الضريبي بسيطًا وسهل الفهم وغير معقد‪.‬‬

‫ث‪ -‬قاعدة المناسبة‪ :‬يعني أن يتم اختيار االوقات واالوضاع لجباية الّض رائب ‪ ،‬وأن يراعى ما يمّر‬
‫به البلد من أوضاع اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية‪.‬‬
‫ج‪ -‬قاعدة التنوع ‪ :‬أي أن تتسم االيرادات الّض ريبية بالّتنوع واالختالف وأن ال يتم حصرها بنوع‬
‫واحد الّن ذلك سيجعل من يتحمل العبء نوع واحد من المكلفين (الججاوي والعنبكي‪:2016 ،‬‬
‫‪ .)28‬وأن االخالل بأي قاعدة من قواعد الّض ريبة األساسية سيؤدي للتهرب الضريبي‪.‬‬

‫‪ - 6 -1-1‬أنواع الّض رائب في النظام المالي‪:‬‬


‫ُيقسم ُك تاب المالية العامة الّض رائب السائدة في اي نظام من النظم الّض ريبية المقارنة على قس‪ee‬مين‪،‬‬
‫هم‪ee‬ا ‪ :‬الّض رائب المباش‪ee‬رة ‪ ) )Direct taxes‬والّض رائب غ‪ee‬ير المباش‪ee‬رة (‪ ،)Indirect taxes‬ويتف‪ee‬ق‬
‫ُع لم‪ee e e‬اء المالي‪ee e e‬ة العام‪ee e e‬ة على أّن الّض رائب على ال‪ee e e‬دخل ورأس الم‪ee e e‬ال ُيع‪ee e e‬د من الّض رائب المباش‪ee e e‬رة‪،‬‬
‫والّض رائب على اإلنفاق واالستهالك من الّض رائب غير المباشرة‪.‬‬
‫فالّض رائب المباش ‪II‬رة ‪ :‬هي م‪ee e‬ا يتم فرض‪ee e‬ه على ال ‪ّe e‬د خل أو على رأس الم‪ee e‬ال أو أن تف‪ee e‬رض على‬
‫وجود الثروة ‪ -‬الدخل‪ -‬ورأس المال تحت يد الممّو ل‪.‬‬
‫أما الّض رائب غير المباشرة ‪ :‬يقص‪ee‬د به‪ee‬ا أن تف‪ee‬رض الّض ريبة بص‪ee‬ورة غ‪ee‬ير مباش‪ee‬رة على عناص‪ee‬ر‬
‫ثروة الّد خل ورأس المال‪ ،‬وليس على ذات وجود الثروة‪ ،‬ومنها م‪ee‬ا يتم فرض‪ee‬ه على االس‪ee‬تهالك واإلنف‪ee‬اق‬
‫أو الّتداول أو بعض الوقائع كاستيراد البضائع (ياسين‪ ،‬فؤاد‪.)13 :2013 ،‬‬
‫إذ تلعب الّض رائب غ ‪ee‬ير المباش ‪ee‬رة دورًا أساس ‪ee‬يًا في تموي ‪ee‬ل ودعم ال ‪ee‬دول الّنامي ‪ee‬ة‪ ،‬أذا تمكنت الدول ‪ee‬ة من‬
‫تطويرها وتوجيهها‪ ،‬لتكون أكثر عدالة‪ ،‬إلحداث آثار توزيعية حقيقية‪ ،‬عند تمويل الّد عم‬

‫ونظرًا لصعوبة الوصول إلى فيصل دقيق يمكن من خالله تميز الّض رائب المباشرة عن الّض رائب‬
‫غير المباشرة‪ ،‬فقد تم وضع عدة معايير منها ‪:‬‬
‫‪ .1‬المعيار اإلداري‪ :‬يقوم على فكرة أّن الّض ريبة المباشرة ُتجبى بموجب جداول أسمية‪ُ .‬ي ذكر فيه‪ee‬ا أس‪ee‬م‬
‫المكلف‪ ،‬ومقدار المادة الخاضعة للضريبة‪ ،‬ومبلغ الّض ريبة الواجب دفعه‪ ،‬وغيرها من المعلومات‪ ،‬وُتعد‬
‫الّض ريبة غ‪ee‬ير مباش‪ee‬رة حينم‪ee‬ا يتم جبايته‪ee‬ا عن‪ee‬د كل واقع‪ee‬ة ت‪ee‬ؤدي إلى فرض‪ee‬ها كالّض ريبة الجمركي‪ee‬ة عن‪ee‬د‬
‫عبور حدود الدولة (الججاوي‪ ،‬طالل وآخرون‪. )30 :2013،‬‬
‫‪ .2‬معي‪ee‬ار الق‪ee‬درة على نق‪ee‬ل الّض ريبة ‪ :‬وفق‪ee‬ا له‪ee‬ذا المعي‪ee‬ار ف‪ee‬اّن الّض ريبة ُتع‪ee‬د مباش‪ee‬رة اذا تحم‪ee‬ل عبئه‪ee‬ا من‬
‫قام بدفعها للخزانة العامة‪ ،‬وُتعد غير مباشرة إذا لم يتحمل عبئها وقام بنقلها إلى جهة ُأخرى‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ .3‬معيار ثبات المادة الخاضعة للضريبة‪ُ :‬تع‪e‬د الّض ريبة مباش‪ee‬رة إذا فرض‪ee‬ت على وع‪e‬اء يّتص‪ee‬ف بالثب‪ee‬ات‬
‫واالس‪ee‬تقرار كال‪ee‬دخول وال‪ee‬ثروات‪ ،‬وُتع‪ee‬د ض‪ee‬رائب غ‪ee‬ير مباش‪ee‬رة إذا فرض‪ee‬ت على أح‪ee‬داث عارض‪ee‬ة وغ‪ee‬ير‬
‫مس‪ee‬تقرة كالّض رائب على االس‪ee‬تهالك والجمركي‪ee‬ة والنش‪ee‬اطات األخ‪ee‬رى غ‪ee‬ير المباش‪ee‬رة (األعس‪ee‬ر‪ ،‬خديج‪ee‬ة‪،‬‬
‫‪.)2016:148‬‬

‫الهيكل الضريبي والتهرب الضريبي وأنواعه‬ ‫‪-1-2‬‬


‫‪ -1-2-1‬الّض رائب المباشرة‪:‬‬
‫تمث ‪ee‬ل الّض رائب ال ‪ee‬تي ت ‪ee‬دفع ض ‪ee‬منيًا م ‪ee‬ع األس ‪ee‬عار الخاّص ة بالّس لع أو الخ ‪ee‬دمات حيث يق ‪ee‬وم المكّل ف‬
‫بتس‪ee e e‬ليم مق‪ee e e‬دارها للخزان‪ee e e‬ة‪ ،‬ولكن المس‪ee e e‬تهلك ه‪ee e e‬و ال‪ee e e‬ذي يتحم‪ee e e‬ل عبء الّض ريبة (عج‪ee e e‬ام‪ ،‬وس‪ee e e‬عود‪، ،‬‬
‫‪.)2018:117‬‬
‫وتقسم والّض رائب المباشرة على ‪:‬‬
‫‪ .1‬الّض ريبة على ال ‪ee‬دخل‪ :‬تق ‪ee‬ع على ع ‪ee‬اتق كل ربح يحقق ‪ee‬ه المكل ‪ee‬ف وال يخض ‪ee‬ع لض ‪ee‬ريبة أُخ رى‪ ،‬خالل‬
‫فترة زمنية سواًء كانت شهرًا او سنة‪ ،‬وتقس‪e‬م ه‪e‬ذه الّض ريبة على األج‪e‬ور وال‪e‬رواتب واالرب‪e‬اح الص‪e‬ناعية‬
‫والتجاري ‪ee‬ة‪ ،‬عاّم ة على جمي ‪ee‬ع عناص ‪ee‬ر ال ‪ee‬دخل المكل ‪ee‬ف ب ‪ee‬اختالف مص ‪ee‬ادرها وانواعه ‪ee‬ا (ن ‪ee‬ور‪ ،‬واخ ‪ee‬رون‪،‬‬
‫‪.)17: 2008‬‬
‫‪ .2‬الّض ريبة على رأس المال‪ :‬تفرض على رأس المال والّثروة التي يملكها الّش خص سواء كانت أم‪ee‬واًال‬
‫ثابتة أو منقولة في وقت معين وتكون ذات ُم عدل ُم نخفض ال يمس أال ُج زءًا ُم عين من رأس م‪e‬ال ال‪e‬دخل‬
‫ويطلق عليه بالّض ريبة العادية المفروضة على رأس المال ( نور‪ ،‬والشريف‪.)17 :2002 ،‬‬
‫‪ -1-2-2‬الّض رائب غ‪I‬ير المباش‪II‬رة ‪ :‬كل ض‪ee‬ريبة ي‪ee‬دفعها الُم كل‪ee‬ف ويس‪ee‬تطيع نق‪ee‬ل عبء ه‪ee‬ذه الّض ريبة‬
‫إلى ش‪ee‬خص آخ‪ee‬ر ويتم‪ee‬يز ه‪ee‬ذا الن‪ee‬وع بس‪ee‬هولة الجباي‪ee‬ة ووف‪ee‬رة الحص‪ee‬يلة الّض ريبية‪ ،‬أذ ُتمث‪ee‬ل ح‪ee‬والي ثل‪ee‬ثي‬
‫اإلي ‪ee‬رادات الحكومي ‪ee‬ة الس ‪ee‬يادية في ال ‪ee‬دول النامي ‪ee‬ة‪ ،‬ب ‪ee‬الرغم من أن ه ‪ee‬ذه الّض رائب تتم ‪ee‬يز بس ‪ee‬هولة جبايته ‪ee‬ا‬
‫وغ‪ee e‬زارة حص‪ee e‬يلتها‪ ،‬إال أنه‪ee e‬ا من وجه‪ee e‬ة نظ‪ee e‬ر العدال‪ee e‬ة الّض ريبية أس‪ee e‬وأ الّض رائب‪ ،‬ألنه‪ee e‬ا ُتف‪ee e‬رض على‬
‫اإلستهالك الّس لعي دون تمييز بين دخول األفراد المختلفة ( يوسف‪ ،‬أحمد‪.) 128 :2019 ،‬‬

‫تقسم الّض رائب غير المباشرة إلى ما يلي ‪:‬‬


‫‪ .1‬الّض رائب على االس‪ee e e‬تهالك‪ :‬الّض رائب ال‪ee e e‬تي يقتطعه‪ee e e‬ا المش‪ee e e‬روع كل س‪ee e e‬نة من األرب‪ee e e‬اح ويق‪ee e e‬وم‬
‫بتخصيص ‪ee‬ها لمواجه ‪ee‬ة الّنقص في قيم ‪ee‬ة األص ‪ee‬ول اإلنتاجي ‪ee‬ة الّثابت ‪ee‬ة نتيج ‪ee‬ة اإلس ‪ee‬تعمال أو ظه ‪ee‬ور ُم ع ‪ee‬دات‬
‫واختراعات حديثة تحل محل األصول القديمة (‪.)Seidman, 2009 :227‬‬

‫‪11‬‬
‫أ‪ .‬الّض ريبة الكمركي‪ee‬ة‪ :‬تف‪ee‬رض على الّس لع والبض‪ee‬ائع عن‪ee‬د اجتيازه‪ee‬ا ح‪ee‬دود بل‪ee‬د معين دخ‪ee‬وًال أو خروج ‪ًe‬ا‪،‬‬
‫وُتف ‪ee‬رض لتحقي ‪ee‬ق ه ‪ee‬دف م ‪ee‬الي من خالل خض ‪ee‬وع بعض الس ‪ee‬لع المس ‪ee‬توردة للّض ريبة أو لتحقي ‪ee‬ق أه ‪ee‬داف‬
‫سياس‪ee e‬ية لحماي‪ee e‬ة المجتم‪ee e‬ع أخالقي ‪ًe e‬ا وص‪ee e‬حيًا‪ ،‬كفرض‪ee e‬ها على المش‪ee e‬روبات الكحولي‪ee e‬ة (االنص‪ee e‬اري‪ ،‬بالل‪،‬‬
‫‪. )2017:133‬‬
‫ب‪ .‬ض‪ee‬رائب االنت‪ee‬اج‪ :‬يف‪ee‬رض ه‪ee‬ذا الن‪ee‬وع من الّض رائب على اإلنت‪ee‬اج المحلي‪ ،‬وتتخ‪ee‬ذ من الس‪ee‬لع الُم نَتج‪ee‬ة‬
‫محليًا وع‪e‬اًء له‪e‬ا‪ ،‬وتش‪e‬به الّض رائب الكمركي‪e‬ة لح‪e‬د م‪e‬ا لكنه‪e‬ا تختل‪e‬ف معه‪e‬ا من حيث وعائه‪e‬ا الض‪e‬ريبي ألن‬
‫وعاء الّض ريبة الجمركية (ضريبة إستيراد) أي الّس لع المنتجة خارج البلد‪ ،‬أّم ا وعاء ض‪ee‬ريبة اإلنت‪ee‬اج ه‪ee‬و‬
‫الّس لع المنتجة محليًا داخل البلد (‪.)Ockert , 2019 :402‬‬
‫‪ .2‬ضرائب التداول‪ :‬تف‪e‬رض عن‪e‬د حص‪ee‬ول انتق‪e‬ال ش‪e‬يء من ملّك ي‪e‬ة ش‪e‬خص إلى آخ‪e‬ر‪ ،‬مث‪e‬ل رس‪e‬م الّتس‪e‬جيل‬
‫عن‪ee‬د انتق‪ee‬ال ُم لكي‪ee‬ة العق‪ee‬ار‪ ،‬وتع‪ee‬د من وجه‪ee‬ة نظ‪ee‬ر البعض أن ض‪ee‬ريبة التركات هي ض‪ee‬ريبة على الت‪ee‬داول‬
‫بينما يرى البعض اآلخر أنها ضريبة مباشرة على رأس المال وأن ض‪ee‬رائب الدمغ‪e‬ة* ال‪e‬تي تف‪e‬رض على‬
‫عملية تداول األسهم والسندات هي من ضرائب التداول (نور‪ ،‬والشريف‪.)2002:18،‬‬
‫وتتس‪ee‬م بغ‪ee‬زارة حص‪ee‬يلتها الّض ريبية واعت‪ee‬دال أس‪ee‬عارها وبس‪ee‬اطة إجراءاته‪ee‬ا‪ ،‬األم‪ee‬ر ال‪ee‬ذي يجع‪ee‬ل الكث‪ee‬ير من‬
‫الدول تلجأ اليها لزيادة وارداتها (أبو كرش‪ ،‬مصباح‪.)168 : 2004 ،‬‬

‫وض ‪ee‬رائب العق ‪ee‬ارات والش ‪ee‬ركات هي الّض رائب ال ‪ee‬تي يتم فرض ‪ee‬ها على رأس الم ‪ee‬ال أو الّث روة وه ‪ee‬و م ‪ee‬ا‬
‫َيمتلكه الّش خص من أم‪ee‬وال عقاري‪ee‬ة أو منقول‪ee‬ة في وقت معين س‪ee‬واء كانت ه‪ee‬ذه األم‪ee‬وال ُم نتج‪ee‬ة‪ ،‬أو غ‪ee‬ير‬
‫منتجة مثل العقارات المبنية واألراضي واألسهم والسندات والنقود (كراجه‪ ،‬والعبادي‪.)16 :2002 ،‬‬

‫‪ -1-2-3‬سعر الّض ريبة واقتصادات منحنى الفر‬


‫سعر الّض ريبة النسبي أي يبقى ثابتًا حّتى وإ ن تغير وعاء الّض ريبة‪ ،‬كف‪e‬رض الّض ريبة على ال‪ee‬دخل‬
‫بنسبة ‪ ،%10‬سيكون هذا الس‪e‬عر ثابت‪ًe‬ا‪ ،‬ويتم تطبيق‪e‬ه على كاف‪e‬ة ال‪e‬دخول المرتفع‪e‬ة أو المنخفض‪e‬ة‪ ,‬أو يكون‬
‫الس‪ee‬عر تص‪ee‬اعديا‪ ،‬أي اّن ه يتغ‪ee‬ير وفق‪ًe‬ا لتغ‪ee‬ير وع‪ee‬اء ض‪ee‬ريبته‪ ،‬س‪ee‬واء باالرتف‪ee‬اع أو اإلنخف‪ee‬اض‪ ،‬وبه‪ee‬ذا تكون‬
‫العالق‪ee‬ة طردي‪ee‬ة بينهم‪ee‬ا كون الس‪ee‬عر يتح‪ee‬رك تبع‪ًe‬ا لتح‪ee‬رك ذل‪ee‬ك الوع‪ee‬اء‪ ،‬وتعم‪ee‬ل الّض رائب المباش‪ee‬رة بنج‪ee‬اح‬
‫كب‪ee‬ير عن تط‪ee‬بيق مب‪ee‬دأ س‪ee‬عر الّض ريبة التص‪ee‬اعدي‪ ،‬م‪ee‬ع وج‪ee‬وب مالحظ‪ee‬ة اّن المبالغ‪ee‬ة في زي‪ee‬ادة مع‪ee‬دالت‬
‫الّض رائب المباش‪ee‬رة التص‪ee‬اعدية س‪ee‬وف ت‪ee‬ؤدي إلى زي‪ee‬ادة الته‪ee‬رب الض‪ee‬ريبي‪ ،‬ولكون الّض رائب المباش‪ee‬رة‬
‫ُتفرض على الثروات والدخول‪ ،‬فاّن أثرها على تشويه األسعار النسبية يكون مح‪e‬دودًا‪ ،‬بعكس الّض رائب‬
‫غير المباشرة التي تفرض على االس‪ee‬تهالك واالس‪ee‬تيراد والّتص‪ee‬دير‪ ،‬وت‪ee‬ؤّد ي إلى تش‪ee‬ويه كب‪ee‬ير في االس‪ee‬عار‬
‫النسبية لمختلف السلع ( يوسف‪ ،‬احمد‪.) 126: 2019 ،‬‬
‫*‬
‫ضريبة الدمغة تفرضها الدولة على أنواع معينة من المعامالت التي تتضمنها وثائق مكتوبة‪ ،‬وتتخذ عادة طابًعا بقيمة معينة يلصق على الوثيقة ومن‬
‫ذلك طوابع بالدمغة التي يتعين وضعها على اإليصاالت والعرائض و األوراق القضائية وقد زادت أهمية ضريبة الدمغة زيادة كبيرة على أثر اتساع‬
‫نطاق المعامالت المكتوبة‬

‫‪12‬‬
‫وق‪ee‬د يكون س‪e‬عرًا تنازلي‪ًe‬ا‪ ،‬أي عكس الّس عر الّتص‪ee‬اعدي‪ ،‬وتكون العالق‪ee‬ة عكس‪ّe‬ية بين س‪e‬عر الّض ريبة‬
‫والوع‪ee‬اء الض‪ee‬ريبي ‪ .‬الش‪I‬كل (‪ )1-1‬يوض‪I‬ح ع‪I‬رض اتجاه‪I‬ات أس‪I‬عار الّض ريبة (التص‪I‬اعدي والتن‪I‬ازلي‬
‫والنسبي)‬

‫الشكل من أعداد الباحث باالعتماد على (العلي‪ ،‬عادل‪(2007،110 ،‬‬


‫إن تحديد مقدار الّض ريبة بعد تحدي‪ee‬د وعاؤه‪ee‬ا أم‪ee‬ر في غاي‪ee‬ة األهمّي ة لتحدي‪ee‬د م‪ee‬ا ُيمكن اس‪ee‬تقطاعه من‬
‫ذلك الوعاء‪ ،‬بوص‪ee‬فه ض‪ee‬ريبة‬
‫س‪ee‬ع‬ ‫وه ‪ee e e e‬ذا م ‪ee e e e‬ا يع ‪ee e e e‬رف بس ‪ee e e e‬عر‬ ‫سعر‬ ‫السعر التصاعدي‬
‫س‪ee e‬عر‬
‫ريبة‪ ،‬ال ‪ee‬ذي ُيع ‪ee‬رف بأن ‪ee‬ه‬ ‫ر الّض‬
‫الضريبة‬ ‫الضريبة‬
‫الضريبة‬
‫التنازليإلى وعائه ‪ee e‬ا‬
‫السعرّض ريبة‬ ‫نس ‪ee e‬بة ال‬
‫السعر النسبي ‪%20‬‬ ‫‪30‬‬
‫(العلي‪ ،‬ع ‪ee e e e e e e e e e e e‬ادل‪:2007 ،‬‬
‫‪.)06‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬
‫وارتف ‪ee‬اع س ‪ee‬عر الّض ريبة ُيع ‪ee‬د‬ ‫‪10‬‬
‫‪ee e e10‬دفع‬
‫‪e‬باب ال ‪ee e e‬تي ت‬‫وعاء‪e‬د األس ‪e e e‬‬
‫أح ‪e e e‬‬ ‫وعاء الضريبية‬
‫‪50‬‬ ‫الضريبة‬
‫الُم كل‪ee e‬ف للته‪ee e‬رب الض‪ee e‬ريبي‪،‬‬
‫إذا ش ‪ee‬عر الُم كل ‪ee‬ف ب ‪ee‬أن الّض ريبة تقتط ‪ee‬ع‬ ‫‪200‬‬ ‫‪300‬‬ ‫وع‪ee e‬اء الّض ريبة‬

‫من دخل‪ee e‬ه ج‪ee e‬زءا كب‪ee e‬يرًا‪ ،‬وت‪ee e‬رتب على ه‪ee e‬ذا األم‪ee e‬ر ع‪ee e‬دم كفاي‪ee e‬ة م‪ee e‬ا تبقى ل‪ee e‬ه‬ ‫‪100‬‬

‫إلحتياجات‪ee‬ه الض‪ee‬رورية‪ ،‬أو ش‪ee‬عور الُم نتج أن إرتف‪ee‬اع الّض رائب على اإلنت‪ee‬اج أح‪ee‬د أس‪ee‬باب ارتف‪ee‬اع تكاليف‬
‫اإلنتاج بحيث ال يتمكن من تحقيق أرباح وضعف قدرته على المنافسة (‪.)Kahn,2019:205‬‬
‫وتج‪ee‬در اإلش‪ee‬ارة إلى إختالف نس‪ee‬ب الّته‪ee‬رب لكل ض ‪ee‬ريبة بحس‪ee‬ب ارتف‪ee‬اع مع‪ee‬دلها‪ ،‬فالّض ريبة ال‪ee‬تي‬
‫تكون مع‪ee‬دالتها عالي‪ee‬ة ت‪ee‬دفع الُم كلفين للته‪ee‬رب منه‪ee‬ا بأي‪ee‬ة وس‪ee‬يلة‪ ،‬واالعتق‪ee‬اد الّس ائد ق‪ee‬ديمًا‪ ،‬أن أس‪ee‬هل طريق‪ee‬ة‬
‫لزيادة حصيلة اإليرادات الّض ريبية هي عن طريق رفع س‪e‬عر ض‪e‬ريبتها‪ ،‬إس‪e‬تنادًا للعالق‪e‬ة الطردي‪e‬ة القائم‪e‬ة‬
‫بين س‪ee‬عر الّض ريبة وحص‪ee‬يلتها‪ ,‬وبقي ه‪ee‬ذا اإلعتق‪ee‬اد س‪ee‬ائًد ا إلى أن ج‪ee‬اء االقتص‪ee‬ادي الش‪ee‬هير آرث‪ee‬ر الف‪ee‬ر (‬
‫‪ ،) Laffer Arther‬ال‪ee‬ذي أكد على وج‪ee‬ود عالق‪ee‬ة عكس‪ee‬ية جدلي‪ee‬ة بين س‪ee‬عر الّض ريبة وحص‪ee‬يلتها‪ ،‬أي أن‬
‫إرتفاع س‪e‬عر الّض ريبة ال ي‪e‬ؤّد ي إلى زي‪e‬ادة الحص‪e‬يلة الّض ريبية دائم‪ًe‬ا‪ ،‬بس‪e‬بب وص‪ee‬ول س‪e‬عر الّض ريبة ح‪e‬دًا‬
‫معين أس ‪ee‬ماه الف ‪ee‬ر بس ‪ee‬عر الّض ريبة االمث ‪ee‬ل (‪ ) The Optimum‬س ‪ee‬وف تص ‪ee‬ل الحص ‪ee‬يلة الّض ريبية إلى‬
‫أقص ‪ee‬ى ح ‪ee‬د ممكن‪ ،‬فعن ‪ee‬د تج ‪ee‬اوز س ‪ee‬عر الّض ريبة المع ‪ee‬دل األمث ‪ee‬ل يح ‪ee‬دث إنعكاس في العالق ‪ee‬ة بين الس ‪ee‬عر‬
‫والحص‪ee e e‬يلة الّض ريبة وتب‪ee e e‬دأ الحص‪ee e e‬يلة باالنخف‪ee e e‬اض ُك لم‪ee e e‬ا يرتف‪ee e e‬ع س‪ee e e‬عر الّض ريبة (‪Abawajy and‬‬
‫‪.)Others,2019:532‬‬

‫‪13‬‬
‫ويعتق‪ee‬د البعض من أنص‪ee‬ار المدرس‪ee‬ة الكينزي‪ee‬ة‪ ،‬ومنهم الف‪ee‬ر ب‪ee‬أن إس‪ee‬تخدام الحكوم‪ee‬ة للض‪ee‬ريبة به‪ee‬دف‬
‫زيادة حصيلة اإلي‪e‬رادات وتحري‪e‬ك الطلب الكلي خط‪e‬وة مب‪e‬الغ فيه‪e‬ا لكونه‪e‬ا تتجاه‪e‬ل ت‪e‬أثيرات زي‪e‬ادة العبء‬
‫الض‪ee‬ريبي على الح‪ee‬وافز‪ ،‬فط‪ee‬رح ُم نح‪ee‬نى ُع رف بأس‪ee‬م ُم نح‪ee‬نى الف‪ee‬ر (‪ )Laffer Curve‬أذ يُنص على أن‬
‫مع ‪ee‬دالت الّض ريبة المرتفع ‪ee‬ة ق ‪ee‬د تخفض عوائ ‪ee‬دها وبالت ‪ee‬الي تتقّلص القاع ‪ee‬دة الّض ريبية‪ .‬كونه ‪ee‬ا تعم ‪ee‬ل على‬
‫تخفيض الّنشاط االقتصادّي ( الخيكاني‪ ،‬والموسوي‪.)59 :2015،‬‬
‫وُتمثل الّنظري‪e‬ة ال‪e‬تي وض‪e‬عها الخب‪e‬ير االقتص‪ee‬ادي‪( ،‬آرث‪e‬ر الف‪e‬ر) في ج‪e‬انب الع‪e‬رض إلظه‪e‬ار العالق‪ee‬ة‬
‫بين مع‪ee e‬دالت الّض رائب ومق‪ee e‬دار اإلي‪ee e‬رادات الّض ريبية ال‪ee e‬تي تجمعه‪ee e‬ا الدول‪ee e‬ة‪ ،‬اذ يتم إس‪ee e‬تخدام الُم نح‪ee e‬نى‬
‫لتوضيح حجة الفر بأن ُخ فض ُم عدالت الّض رائب أحيانًا ُيمكن أن يزيد إجمالي اإليرادات الضريبّية‪.‬‬

‫الشكل (‪ )2-1‬يوضح العالقة بين معدالت الّض رائب ومقدار اإليرادات الّض ريبية‬

‫االي‪e e e‬‬
‫رادات الضريبية‬

‫‪R3‬‬

‫‪R2‬‬

‫‪R1‬‬

‫‪30%‬‬ ‫‪80% 90%‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫معدل الّض ريبة‬

‫الشكل من اعداد الباحث باالعتماد على (المهايني‪) 168 :2010،‬‬

‫فعن‪ee e‬د إرتف‪ee e‬اع مع ‪ّe e‬د ل الّض ريبة من ‪ % 30‬الى ‪ ،% 80‬ف‪ee e‬إن ذل‪ee e‬ك س‪ee e‬يؤّد ي إلى زي‪ee e‬ادة اإلي‪ee e‬رادات‬
‫الّض ريبية من ‪ R1‬الى ‪ ،R3‬وحينم ‪ee e‬ا يكون مع ‪ee e‬دل الّض ريبة عن ‪ee e‬د مس ‪ee e‬توى ‪ ،% 80‬ف ‪ee e‬إن االي ‪ee e‬رادات‬
‫الّض ريبية ستكون عند المستوى ‪ ،R3‬لكن عند زيادة مع‪ee‬دل الّض ريبة الى ‪ % 90‬س‪ee‬يالحظ أن اإلي‪ee‬رادات‬
‫الّض ريبية تنخفض الى مس ‪ee‬توى ‪ ،R2‬ألن الكث ‪ee‬ير من الّض ريبية يقت ‪ee‬ل الّض ريبة‪ ،‬ومن المؤكد أن الدول ‪ee‬ة‬
‫ستقوم بتخفيض نفقاتها العامة (أسماعيل‪ ،‬ميثم‪.)157 :2016 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -1-2-4‬التهرب الضريبي وأنواعه‬
‫‪ -1-2-4-1‬مفهوم التهرب الضريبي‪:‬‬
‫الَته ‪ee‬رب لغ ‪ee‬ة ه ‪ee‬و مص ‪ee‬در الفع ‪ee‬ل ( َه َر َب ) يق ‪ee‬ال‪ :‬ه ‪ee‬رَب يه ‪ee‬رُب هرب‪ًe e‬ا‪ ،‬إذا كان ج ‪ee‬ادًا في الف ‪ee‬رار‬
‫مذعورًا (الرازي‪ ،‬محمد‪.) 693 :1983 ،‬‬
‫ويعّر فه بش‪e‬ارة‪ :‬يه‪e‬رُب معن‪e‬اه يف‪e‬ر‪ ،‬س‪e‬رًا يختفي‪ ،‬يت‪e‬وارى أي ي‪e‬ترك منطق‪e‬ة س‪e‬لطة الحكم لتجنب عاقب‪e‬ة‪،‬‬
‫أو يهرب بأموال مس‪e‬روقة‪ ،‬أو يخفي غنيم‪e‬ة حص‪e‬ل عليه‪e‬ا بط‪e‬رق غ‪e‬ير مش‪e‬روعة (فره‪e‬ود‪ ،‬ولي‪e‬د‪:2011 ،‬‬
‫‪.)11‬‬
‫وتع ‪ee‬د ظ ‪ee‬اهرة الّته ‪ee‬رب الّض ريبي من الّظ واهر الخط ‪ee‬رة ال ‪ee‬تي يق ‪ee‬ترن وجوده ‪ee‬ا بوج ‪ee‬ود الّض ريبة‪،‬‬
‫وباتت تشكل هذه الظاهرة ض‪e‬ررًا كب‪e‬يرًا في المجتم‪e‬ع‪ ،‬فهي تحق‪e‬ق خس‪e‬ارة كب‪e‬يرة بالخزين‪e‬ة العاّم ة للدول‪e‬ة‪،‬‬
‫نتيج ‪ee‬ة انخف ‪ee‬اض حص ‪ee‬يلة اإلي ‪ee‬رادات الّض ريبية إليه ‪ee‬ا‪ّ ،‬م م ‪ee‬ا ي ‪ee‬ؤدي إلى عج ‪ee‬ز الدول ‪ee‬ة عن قيامه ‪ee‬ا بعملي ‪ee‬ات‬
‫اإلنف‪ee‬اق لجمي‪ee‬ع األنش‪ee‬طة والمش‪ee‬اريع الض‪ee‬رورية للمجتم‪ee‬ع‪ ،‬إض‪ee‬افة إلى أن الته‪ee‬رب ُيش‪ee‬كل أح‪ee‬د المعوق‪ee‬ات‬
‫التي تعيق سير عملية التنمية االقتصادية‪ .‬ويتضح من خالل البحث في الكتب والمص‪ee‬ادر اإلنكليزي‪ee‬ة عن‬
‫مفهوم الّتهرب الّض ريبي تعددها وتباينها وإ ختالفها‪ ،‬كٌل حسب مصدره‪ ،‬فمطلح ‪" " Tax Evasion‬‬
‫يقص‪ee‬د ب‪ee‬ه الته‪ee‬رب أو الغش الض‪ee‬ريبي‪ ,‬ومص‪ee‬طلح "‪ "Tax Avoision‬يقص‪ee‬د ب‪ee‬ه َتجنب الّض ريبة ‪،‬‬
‫وأما " ‪ " Tax Dodging‬فيقصد به المراوغة واإلفالت من الّض ريبة‪,‬‬
‫وأم ‪ee‬ا "‪ " Fraude Fiscal‬فتع ‪ee‬ني االحتي ‪ee‬ال الم ‪ee‬الّي ‪ ،‬ويتب ‪ee‬نى الب ‪ee‬احث ُم ص ‪ee‬طلح "‪"Tax Evasion‬‬
‫الذي ُيعبر عن التهرب أو الغش أو الّتحايل الّض ريبي‪ ,‬ولكون كل تهرب من ضريبة م‪e‬ا‪ ،‬ال ب‪e‬د أن يكون‬
‫مص‪ee‬حوبًا بني‪ee‬ة س‪ee‬يئة‪ ،‬من الُم كل‪ee‬ف الُم ته‪ee‬رب‪ ,‬وبت‪ee‬دبير ُم خّط ط ل‪ee‬ه ُم س‪ee‬بقًا للقي‪ee‬ام ب‪ee‬التهرب‪ ,‬وأّن كّل عملّي ة‬
‫ته‪ee e‬رب ينتج عنه‪ee e‬ا حرم‪ee e‬ان الخزان‪ee e‬ة من إي‪ee e‬راد كان األج‪ee e‬در أن تس‪ee e‬تفيد من‪ee e‬ه الّد ول‪ee e‬ة لتموي‪ee e‬ل المش‪ee e‬اريع‬
‫اإلقتصاّد ية والّتنموّية‪.‬‬
‫يقصد بالتهرب الّض ريبي أن يَتخلص الُم كلف من دفع الّض ريبة المتوجبة عليه ُك لي‪ًe‬ا أو ُج زئي‪ًe‬ا‪ ،‬دون‬
‫أن يعكس عبئها على الغير (‪.)Wiley,2018: 5‬‬
‫وعّر ف‪ee‬ه الخرس‪ee‬ان‪ :‬بأّن ه ُم حاول‪ee‬ة الُم كل‪ee‬ف بالّض ريبة التخلص من أعباؤه‪ee‬ا‪ ،‬وع‪ee‬دم االل‪ee‬تزام الق‪ee‬انوني‬
‫بأدائها‪ ،‬أو َتخلص الُم كلف من دفع الّض ريبة الُم توجبة عليه كلّيًا أو جزئيًا‪ ،‬ويتم التهرب ع‪e‬ادة قب‪e‬ل الب‪e‬دء‬
‫بفترة الدفع أو خاللها‪ ،‬باستخدام وسائل معينة غير مشروعة (الخرسان‪ ،‬محمد‪.)2018:351 ،‬‬
‫ويعّر ف‪ee‬ه رم‪ee‬زي‪ :‬بأّن ه ظ‪ee‬اهرة ي‪ee‬ترتب عليه‪ee‬ا خس‪ee‬ارة أو فق‪ee‬دان ج‪ee‬زء مهم من إي‪ee‬رادات الدول‪ee‬ة‪ ،‬نتيج‪ee‬ة‬
‫للكم الهائ‪ee‬ل من اإلعف‪ee‬اءات الّض ريبية واالمتي‪ee‬ازات‪ ،‬بغض النظ‪ee‬ر عّم ا إذا كان ه‪ee‬ذا الته‪ee‬رب ُيع‪ee‬د انتهاكًا‬
‫ألحكام الق‪ee‬انون أم ال (محم‪ee‬ود ‪ ،‬رم‪ee‬زي‪ .)151 :2019 ،‬أو التخلص من أداء الّض ريبة كلي ‪ًe‬ا أو جزئي ‪ًe‬ا‬

‫‪15‬‬
‫مم‪ee‬ا يقل‪ee‬ل حص‪ee‬يلة الدول‪ee‬ة من اي‪ee‬رادات الّض ريبة ويض‪ee‬يع عليه‪ee‬ا حقه‪ee‬ا‪ ،‬ويع ‪ّe‬د ه‪ee‬ذا الّتعري‪ee‬ف ش‪ee‬امًال لمع‪ee‬نى‬
‫التهرب‪ ،‬خاصة إذا وضع في الحسبان أّن الته‪e‬رب ش‪e‬يء غ‪e‬ير ملم‪e‬وس دائم‪ًe‬ا‪ ،‬وال يمكن رص‪ee‬ده في وقت‪e‬ه‬
‫بس‪ee‬هولة‪ ،‬مّم ا ُي لقي مهم‪ee‬ة إثب‪ee‬ات الّته‪ee‬رب على ع‪ee‬اتق اإلدارة‪ ،‬و يأخ‪ee‬ذ طرق ‪ًe‬ا إحتيالي‪ee‬ة أو غش ‪ًe‬ا لع‪ee‬دم دف‪ee‬ع‬
‫الّض ريبة في أي مرحلة من مراحلها (‪.)Raftery,2020: 3‬‬
‫ويرى الباحث أّن التهرب الضريبي‪ :‬هو إمتناع الُم كلف عن دفع الضريبة الواجبة ُك لّيًا أو ُج زئي ‪ًe‬ا‪،‬‬
‫أو ع‪ee‬دم اإلق‪ee‬رار ب‪ee‬دفع الض‪ee‬ريبة المترتب‪ee‬ة علي‪ee‬ه‪ ،‬وذل‪ee‬ك بإخف‪ee‬اء ُج زء من الوع‪ee‬اء الض‪ee‬ريبي وتق‪ee‬ديم بيان‪ee‬ات‬
‫مغ‪ee‬ايرة للواق‪ee‬ع‪ ،‬مّم ا ي‪ee‬ؤثر على حص‪ee‬يلة الدول‪ee‬ة وحرم‪ee‬ان خزينته‪ee‬ا من بعض اإلي‪ee‬رادات الض‪ee‬ريبية‪ ،‬ويع‪ee‬د‬
‫هذا التصرف من الظواهر الخطيرة والسيئة التي انتشرت في أغلب ال‪e‬دول نامي‪e‬ة كانت أم متقدم‪e‬ة‪ ،‬فه‪e‬و‬
‫جريمة اقتصادية لها آثارها السلبية بكافة المجاالت االجتماعية واالقتصادية والمالية‪.‬‬

‫‪ -1-2-4-2‬أنواع الّتهرب الضريبي‬


‫نظ‪ee‬رًا لخط‪ee‬ورة الته‪ee‬رب الض‪ee‬ريبي وأهميت‪ee‬ه ح‪ee‬اول علم‪ee‬اء المالي‪ee‬ة العام‪ee‬ة تقس‪ee‬يمُه على ع‪ee‬دة أن‪ee‬واع‬
‫وعلى ُأسس مختلفة وكما يأتي‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬التهرب من حيث مشروعيته ‪:‬‬
‫‪ .1‬التهرب الّض ريبي المشروع ‪ ُ:‬يقصد به استفادة الُم كلف من بعض الّثغرات القانوّني‪ee‬ة بغي‪ee‬ة ع‪ee‬دم تحق‪ee‬ق‬
‫الّض ريبة علي‪ee e‬ه بص‪ee e‬ورة ص‪ee e‬حيحة‪ ،‬وال يكون ُم لزم ‪ًe e‬ا ب‪ee e‬دفعها‪ ،‬بمع‪ee e‬نى أّن الف‪ee e‬رد يتمّك ن من التخلص من‬
‫االل ‪ee‬تزام ب ‪ee‬دفع الّض ريبة من دون أن يكون ُم خالف ‪ًe‬ا للق ‪ee‬انون‪ ،‬ويح ‪ee‬دث الته ‪ee‬رب المش ‪ee‬روع بتجنب الواقع ‪ee‬ة‬
‫المنش‪ee‬ئة للض‪ee‬ريبة‪ ،‬فيق‪ee‬وم الُم كل‪ee‬ف باالس‪ee‬تعانة بأش‪ee‬خاص من أص‪ee‬حاب الخ‪ee‬برة لمعرف‪ee‬ة ط‪ee‬رق التخلص من‬
‫الّض ريبة‪ُ ،‬م ستندين في ذلك إلى ثغرات أو خلل بالتشريع الضريبي (‪.)Markus Seiler,2016 : 2‬‬
‫‪ .2‬الته ‪ee e‬رب الض ‪ee e‬ريبي غ ‪ee e‬ير المش ‪ee e‬روع‪ :‬يق ‪ee e‬وم الُم كل ‪ee e‬ف ببعض األفع ‪ee e‬ال واألس ‪ee e‬اليب المخالف ‪ee e‬ة للق ‪ee e‬انون‪،‬‬
‫لتخفيض مق‪e‬دار الّض ريبة المس‪e‬تحقة علي‪e‬ه‪ ،‬ومن أس‪e‬اليب الته‪e‬رب غ‪e‬ير المش‪e‬روع ال‪e‬تي ُيمكن أن يلج‪e‬أ اليه‪e‬ا‬
‫الُم كل ‪ee‬ف لتخفيض مق ‪ee‬دار الّض ريبة المفروض ‪ee‬ة علي ‪ee‬ه قي ‪ee‬ام الُم كل ‪ee‬ف ب ‪ee‬تزوير ال ‪ee‬دفاتر والس ‪ee‬جالت من أج ‪ee‬ل‬
‫التالعب بمصادر دخله ونفقاته (أبو نصار‪ ،‬واخرون‪.)2009:27 ،‬‬
‫ويشير االقتصادي ‪ Slemrod‬وزمالؤه إلى أّنه بالرغم من إمكانية الُم كلف أن يؤكد أن الش‪ee‬رعية‬
‫هي الح‪ee e‬د الفاص‪ee e‬ل‪ ،‬بين الته‪ee e‬رب والتجنب الض‪ee e‬ريبي إال أّن ه‪ee e‬ذا الح‪ee e‬د غ‪ee e‬ير واض‪ee e‬ح عملي ‪ًe e‬ا‪ .‬ففي بعض‬
‫األحيان يكون القانون نفسه غير واضح‪ ،‬أو واضح لكن يجهله الُم كلف ‪.))Kirchler,2007:5‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التهرب الضريبي من حيث معيار الحجم أو المقدار‪:‬‬
‫‪ .1‬التهرب الكلّي ‪ :‬يقصد به تخلص الُم كلف من أداء مبلغ الّض ريبة كّله‪ ،‬فإذا اس‪ee‬تطاع الش‪ee‬خص المكل‪ee‬ف‬
‫بأساليبه الملتوية ووسائله اإلحتيالي‪e‬ة أن ُيض‪ّe‬يع على الخزين‪e‬ة العام‪e‬ة كّل ض‪e‬ريبة ُم س‪e‬تحقة على ن‪e‬وع معين‬
‫من النش ‪ee‬اط ال ‪ee‬ذي يمارس ‪ee‬ونه كته ‪ee‬رب السماس ‪ee‬رة أص ‪ee‬حاب الح ‪ee‬رف والمهن الح ‪ee‬رة وغ ‪ee‬يرهم من ال ‪ee‬ذين ال‬

‫‪16‬‬
‫تكون ل‪ee‬ديهم تص‪ee‬اريح بمزاول‪ee‬ة عملهم ولم يتم إدراجهم في الس‪ee‬جالت الّض ريبة‪ ,‬ومن األمثل‪ee‬ة أيض‪ًe‬ا إخف‪ee‬اء‬
‫الدخل الخاضع للضريبة لسنة معينة عن الدائرة الّض ريبية وعدم دفع الُم كل‪e‬ف كام‪e‬ل المبل‪e‬غ المق‪e‬رر علي‪e‬ه‬
‫قانونًا كضريبة الّد خل‪.‬‬
‫‪ .2‬التهرب الجزئّي ‪ :‬يقصد به تخّلص الُم كلف من أداء جزء من مبلغ الّض ريبة ال‪ee‬تي بذمت‪ee‬ه‪ ،‬باتب‪ee‬اع أح‪ee‬د‬
‫وس‪ee‬ائل االحتي‪ee‬ال والُغش ال‪ee‬تي ُتش‪ee‬كل ُم خالف‪ee‬ة ألحكام الق‪ee‬انون الض‪ee‬ريبي‪ ،‬ال‪ee‬تي ُيع‪ee‬اقب عليه‪ee‬ا الق‪ee‬انون‪ ،‬ومن‬
‫أمثلت‪e‬ه ‪ :‬تس‪e‬جيل المبيع‪e‬ات بأس‪e‬عار تق‪e‬ل عن س‪e‬عر بيعه‪e‬ا الحقيقي‪ ،‬أو إخف‪e‬اء الُم كل‪e‬ف لج‪e‬زء من مبيعات‪e‬ه‪ ،‬أو‬
‫قيام الُم كلف بتقديم بيانات غير صحيحة (عاكوم‪ ،‬محمد‪.)2019:50 ،‬‬
‫وق‪ee‬ام بعض ُخ براء ص‪ee‬ندوق النق‪ee‬د ال‪ee‬دولي ومنهم االقتص‪ee‬ادي (‪ ،)Silvan‬بدراس‪ee‬ة ممارس‪ee‬ة الته‪ee‬رب‬
‫الضريبي‪ ،‬وقسّم ها على أربعة أنواع هي ‪( :‬سهر‪ ،‬حيدر‪.)489 :2018 ،‬‬
‫‪‬الُم كلفون غير المسجلون لدى إدارة الّض ريبة‪.‬‬
‫‪‬الُم كلفون الُم سجلون الذين لم يقدموا إقرارات ضريبية سنوية‪.‬‬
‫‪‬الُم كلفون الذين يفصحون عن دخولهم أو اّية معلومات ُتقلل من مقدار الّض ريبة المفروضة عليهم‪.‬‬
‫‪‬الُم كلفون ال‪e‬ذين يتخلف‪e‬ون عن تس‪e‬ديد الّض رائب المفروض‪e‬ة عليهم بم‪e‬وجب إق‪e‬رار منهم أو تق‪e‬دير إدارة‬
‫الّض ريبة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬التهرب الضريبي من حيث حدود اإلقليم‪:‬‬


‫‪ .1‬الته‪e‬رب الض‪ee‬ريبي ال‪ّe‬د اخلي ‪ :‬يق‪e‬ع داخ‪e‬ل ح‪e‬دود الدول‪e‬ة ذاته‪e‬ا ويتم‪e‬يز ه‪e‬ذا الن‪e‬وع من الته‪e‬رب بأن‪e‬ه س‪e‬هل‬
‫المتابعة والمكافحة؛ ألن حدوثه داخل حدود الدولة يجعله خاضعا للسيادة اإلقليمّية للّد ولة‪ ،‬وبالتالي يكون‬
‫من حق السلطة اللجوء لجميع الوسائل التشريعية والفنية واإلدارية‪ ،‬التي بحوزتها في س‪e‬بيل مجابه‪e‬ة ه‪e‬ذا‬
‫النوع من التهرب وكشف ومعاقبة المتهربين (محمود‪ ،‬رمزي‪.)154 :2019 ،‬‬
‫‪.2‬الته‪e‬رب الض‪e‬ريبي الخ‪e‬ارجي (ال‪e‬دولي)‪ :‬أح‪e‬د أش‪e‬كال الته‪e‬رب الض‪e‬ريبي‪ ،‬ال‪e‬ذي يتم عن طريق‪e‬ه االحتف‪e‬اظ‬
‫بمبالغ كبيرة من األموال خارج البلد‪ ،‬وتصبح بذلك غير خاضعة للّض ريبة حينم‪ee‬ا يفش‪ee‬ل دافع‪ee‬و الّض رائب‬
‫بامتثالهم لاللتزامات الّض ريبية في أماكن إقامتهم (‪.)Charles Vellutini,2019: 25‬‬

‫‪ -1-2-4-3‬أسباب التهرب الضريبي ‪:‬‬


‫إّن أسباب التهرب الضريبي متعددة وكث‪e‬يرة ويص‪e‬عب حص‪e‬رها في إط‪e‬ار ع‪e‬ام‪ ،‬لكون ه‪e‬ذه األس‪e‬باب‬
‫تختل ‪ee‬ف بطبيع ‪ee‬ة حاله ‪ee‬ا من بل ‪ee‬د آلخ ‪ee‬ر ب ‪ee‬اختالف األوض ‪ee‬اع اإلقتص ‪ee‬ادّية والمالّي ة والسياس‪ّe e‬ية والّتش ‪ee‬ريعات‬
‫الّض ريبية الّس ائدة فيها‪ ،‬ومستوى الوعي العام وكف‪e‬اءة األجه‪e‬زة وفعالي‪e‬ة اإلج‪e‬راءات‪ ،‬ويمكن تقس‪e‬يمها على‬
‫جزئيين مهمين ‪( :‬المهايني‪ ،‬والخطيب‪.)245: 2006 ،‬‬

‫‪17‬‬
‫األوّل يعود إلرادة الشخص الُم كلف بدفع الّض ريبة‬ ‫‪‬‬
‫والّثاني تهرب خارج عن إرادته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وقد تم تقسيم األسباب الخاصة بالتهرب الضريبي وفق اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1-2-4-4‬أسباب التهرب العائدة للُم كلف ‪:‬‬
‫تكون ه ‪ee‬ذه األس ‪ee‬باب سياس ‪ee‬ية تع ‪ee‬ود إلى ردة فع ‪ee‬ل الُم كلفين على ظلم وق ‪ee‬ع عليهم من قب ‪ee‬ل الُح كام‬
‫وش‪ee‬عورهم الس‪ee‬لبي تج‪ee‬اه سياس‪ee‬ة البل‪ee‬د في اإلنف‪ee‬اق الحكومي‪ ،‬أو أس‪ee‬باب أخالقي‪ee‬ة ترج‪ee‬ع للمس‪ee‬توى األخالقي‬
‫ودرجة الوعي الوطني السائد في البلد ‪.‬‬
‫‪ .1‬األس‪ee‬باب الّس ياس‪ee‬ية‪ :‬إّن سياس‪ee‬ة اإلنف‪ee‬اق الع‪ee‬ام ال‪ee‬تي يتبعه‪ee‬ا نظ‪ee‬ام الّد ول‪ee‬ة تلعب دورًا اساس‪ee‬يًا في الته‪ee‬رب‬
‫الض‪ee e‬ريبي‪ ،‬فكلم‪eee‬ا كانت الدول‪eee‬ة كف‪eee‬ؤة في إس‪eee‬تخدام األم‪eee‬وال‪ ،‬تنخفض مي ‪ee‬ول الُم كلفين نح ‪ee‬و الته‪eee‬رب من‬
‫الّض ريبة‪ ،‬في‪eee‬ؤدي ذل‪eee‬ك إلى ش‪eee‬عور المكلفين ب‪eee‬أّن م‪eee‬ا تم دفع‪eee‬ه ع ‪ee‬اد عليهم بفائ ‪ee‬دة عام ‪ee‬ة وأزدي‪eee‬اد ثقتهم‬
‫بالحكومة‪ ،‬أي ثقتهم تجاه اإلنفاق العام‪ ,‬لكن أذا بددت الدول‪e‬ة حص‪e‬يلة الّض رائب بنش‪e‬اطات ال تع‪e‬ود ب‪e‬النفع‬
‫على المواط‪ee e‬نين من المؤكد أنهم س‪ee e‬يبذلون قص‪ee e‬ارى جه‪ee e‬دهم لرف‪ee e‬ع الظلم ويتهرب‪ee e‬ون من دف‪ee e‬ع الّض ريبة‬
‫كطريقة لمقاومة الّظلم الذي حل بهم (عاكوم‪ ،‬محمد‪.) 2019:57 ،‬‬
‫‪ .2‬األسباب االخالقية واإلجتماعية‪ :‬يرتب‪e‬ط ه‪e‬ذا ال‪e‬دافع إجتماعي‪ًe‬ا بدرج‪e‬ة رض‪e‬ا الُم كل‪e‬ف عن أداء الحكوم‪e‬ة‬
‫ودوره‪ee‬ا في تق‪ee‬ديم كاف‪ee‬ة الخ‪ee‬دمات للمواط‪ee‬نين‪ ،‬بطريق‪ee‬ة تتناس‪ee‬ب م‪ee‬ع م‪ee‬ا يتم دفع‪ee‬ه من الّض رائب‪ ،‬ف‪ee‬إذا م‪ee‬ا‬
‫أحّس الُم كلف بوجود نوعًا من التقصير الحكومي في أداء واجباتها‪ ،‬كإقام‪e‬ة المش‪e‬اريع الخدمّي ة في عم‪e‬وم‬
‫منطقته‪ ،‬أو توفير الخدمات الضرورية‪ ،‬كالصحة والتعليم له ولكافة افراد اس‪e‬رته‪ ،‬فإن‪e‬ه يتول‪e‬د لدي‪e‬ه ش‪e‬عور‬
‫داخلي ب‪ee‬أّن م‪ee‬ا يدفع‪ee‬ه من ض ‪ee‬ريبة ال ُيقابل‪ee‬ه منفع‪ee‬ة مناس‪ee‬بة مباش‪ee‬رة‪ ،‬أو غ‪ee‬ير مباش‪ee‬رة‪ ،‬مّم ا ي‪ee‬دفع الُم كل‪ee‬ف‬
‫للتهرب الضريبي (الوادي‪ ،‬وابراهيم‪.)2010:9 ،‬‬
‫أّم ا أخالقي ‪ًe‬ا ف ‪ee‬إّن الش ‪ee‬عور االخالقي في كث ‪ee‬ير من ال ‪ee‬دول وخاص ‪ee‬ة النامي ‪ee‬ة تج ‪ee‬اه االل ‪ee‬تزام الض ‪ee‬ريبي‬
‫ضعيف جدًا‪ ،‬لدرجة أّنه ساد اعتقاد لدى الكثير من أفراد المجتمع أّن سرقة الخزينة العامة للدولة ال ُتعد‬
‫سرقة‪ ،‬بل ُتعد مهارة ولباقة ومكس‪ًe‬ب وه‪e‬ذا الّش عور يتض‪ّe‬م ن ق‪ee‬درًا كب‪e‬يرًا من الخط‪e‬ورة‪ ،‬وُيع‪e‬بر ه‪e‬ذا الفع‪e‬ل‬
‫عن االستهتار بالقيم واألخالق (المهايني‪ ،‬محمد‪.)147 :2010 ،‬‬

‫‪ -1-2-4-5‬أسباب التهرب الخارجة عن إرادة الُم كلف ‪:‬‬


‫‪.1‬األسباب التشريعية ‪ :‬عدم دقة الّتشريعات الّض ريبية التي غالب‪ًe‬ا م‪ee‬ا تص‪ee‬در في البل‪ee‬دان النامي‪ee‬ة وُتص‪ee‬اغ من‬
‫قب ‪ee‬ل أش ‪ee‬خاص غ ‪ee‬ير أكف ‪ee‬اء‪ ،‬وكثرة الّثغ ‪ee‬رات‪ ،‬فض ‪ًe‬ال عن ع ‪ee‬دم إش ‪ee‬راك الع ‪ee‬املين في حق ‪ee‬ل التط ‪ee‬بيق في‬
‫إع ‪ee‬داد الق ‪ee‬وانين المالي ‪ee‬ة‪ ،‬وتعقي ‪ee‬د الّتش ‪ee‬ريع الض ‪ee‬ريبي عام ‪ee‬ل مهم أيض ‪ًe‬ا يعم ‪ee‬ل على الته ‪ee‬رب الض ‪ee‬ريبي‪،‬‬
‫كالتخفيض ‪ee‬ات واإلعف ‪ee‬اءات ال ‪ee‬تي يتض ‪ee‬منها الّتش ‪ee‬ريع‪ ،‬ال ‪ee‬تي تخل ‪ee‬ق مش ‪ee‬كالت لل ‪ّe‬د وائر المالّي ة وتزي ‪ee‬د من‬
‫احتمالية التهرب الضريبي للمكلفين (الخطيب‪ ،‬وشامية‪.) 2005:217 ،‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ .2‬األس‪ee‬باب اإلدارّي ة ‪ :‬إّن ع‪ee‬دم كف‪ee‬اءة اإلدارة الّض ريبية ي‪ee‬ؤدي إلى ظلم الُم كل‪ee‬ف‪ ،‬وب‪ee‬دوره يقل‪ee‬ل من ميل‪ee‬ه‬
‫ألداء الّض ريبة الواجبة‪ ,‬فاإلدارة الّض ريبية هي الجهة التي تختص بتنفيذ القوانين والتحق‪ee‬ق من س‪ee‬المة‬
‫تطبيقه‪ee e‬ا لحماي‪ee e‬ة حق‪ee e‬وق الّد ول‪ee e‬ة من جه‪ee e‬ة‪ ،‬وحق‪ee e‬وق الُم كلفين ش‪ee e‬ركات أو أف‪ee e‬رادًا من جه‪ee e‬ة ُأخ‪ee e‬رى (‬
‫‪.)Vopava and Others, 2018: 12‬‬
‫‪ .3‬األس ‪ee‬باب االقتص ‪ee‬ادية‪ :‬يت ‪ee‬أثر الته ‪ee‬رب الض ‪ee‬ريبي ب ‪ee‬الظروف اإلقتص ‪ee‬ادية في اّي دول ‪ee‬ة‪ ،‬فعن ‪ee‬د إنتع ‪ee‬اش‬
‫القطاع‪e‬ات اإلقتص‪ee‬ادية في أوق‪ee‬ات الرخ‪ee‬اء وإ نع‪ee‬دام البطال‪ee‬ة‪ ،‬ف‪ee‬إّن إرتف‪e‬اع متوس‪ee‬ط دخ‪ee‬ل الف‪e‬رد س‪ee‬يؤدي الى‬
‫زيادة المق‪e‬درة الفردي‪e‬ة على إيف‪e‬اء االلتزام‪e‬ات الّض ريبية المفروض‪e‬ة علي‪e‬ه‪ ،‬وهن‪e‬ا نج‪e‬د أّن الّته‪e‬رب يق‪e‬ل أو‬
‫ينع‪ee‬دم لكون الُم كل‪ee‬ف ال يش‪ee‬عر بعبء الّض ريبة المفروض‪ee‬ة علي‪ee‬ه لزي‪ee‬ادة دخل‪ee‬ه وال يوج‪ee‬د داعي للته‪ee‬رب‬
‫طالم ‪ee‬ا أن المق ‪ee‬درة المالي ‪ee‬ة مرتفع ‪ee‬ة لدي ‪ee‬ه‪ ،‬فض‪ًe e‬ال عن أّن ال‪ّe e‬د خول المرتفع ‪ee‬ة للمكلفين في ف ‪ee‬ترة االنتع ‪ee‬اش‬
‫س‪ee‬يؤدي إلى ظه‪ee‬ور فئ‪ee‬ات جدي‪ee‬دة من ال‪ee‬دخول إلى الوع‪ee‬اء الض‪ee‬ريبي‪ ،‬األم‪ee‬ر ال‪ee‬ذي يقتض‪ee‬ي بع‪ee‬دم وج‪ee‬ود‬
‫مس ‪ee‬وغ لزي ‪ee‬ادة أس ‪ee‬عار الّض ريبة أو ف ‪ee‬رض ض ‪ee‬رائب جدي ‪ee‬دة‪ ،‬وبالت ‪ee‬الي س ‪ee‬يقل الته ‪ee‬رب (الفالح‪ ،‬محم ‪ee‬د‪،‬‬
‫‪.)189 :2017‬‬
‫‪ -1-2-5‬آثار التهرب الضريبي‪:‬‬
‫ُتعد ظاهرة التهرب الضريبي ضارة من ج‪e‬وانب ع‪e‬دة‪ ،‬فهي ُتلح‪e‬ق الض‪e‬رر بالخزين‪e‬ة العام‪e‬ة للدول‪e‬ة‪،‬‬
‫وت‪ee e‬ؤدي إلى تعطي‪ee e‬ل المش‪ee e‬اريع العام‪ee e‬ة‪ ،‬و ُتض‪ee e‬ر ب‪ee e‬الُم كلفين ال‪ee e‬ذين ليس ل‪ee e‬ديهم الق‪ee e‬درة على الته‪ee e‬رب من‬
‫الّض ريبة أو أنهم يق‪ee‬درون‪ ،‬ولكنهم ال َيق‪ee‬دمون على ه‪ee‬ذا الّتص‪ّe‬ر ف لحس‪ee‬هم الوط‪ee‬نّي ‪ّ ،‬م م‪ee‬ا يجعلهم يتحمل‪ee‬ون‬
‫العبء الضريبي بدرجة أكثر من غيرهم (الشوابكة‪ ،‬سالم‪.)2015:140 ،‬‬
‫هناك عدة آثار اقتصادية ومالية للتهرب الضريبي يمكن تلخيصها بما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬أث‪ee‬ر الته‪ee‬رب الض‪ee‬ريبي على تموي‪ee‬ل التنمي‪ee‬ة ‪ُ :‬تع‪ee‬د التنمي‪ee‬ة االجتماعي‪ee‬ة واالقتص‪ee‬اّد ية أهم األه‪ee‬داف الرئيس‪ee‬ة‬
‫لل‪ee‬دول الّنامي‪ee‬ة‪ ،‬وب‪ee‬اختالف اتجاهاته‪ee‬ا السياس‪ee‬ية‪ ،‬ويش‪ee‬كل الته‪ee‬رب الض‪ee‬ريبي أح‪ee‬د الج‪ee‬وانب ال‪ee‬تي ُتعي‪ee‬ق‬
‫الوص‪ee‬ول لتحقي‪ee‬ق ه‪ee‬ذا اله‪ee‬دف من خالل الخس‪ee‬ارة ال‪ee‬تي ُتلح‪ee‬ق بخزين‪ee‬ة الدول‪ee‬ة العاّم ة (ع‪ee‬اكوم‪ ،‬محم‪ee‬د‪،‬‬
‫‪.) 222 :2019‬‬

‫‪.2‬أث‪ee‬ر الّته‪ee‬رب الض‪ee‬ريبّي على إدارة المش‪ee‬روعات‪ :‬إن انتش‪ee‬ار الته‪ee‬رب الض‪ee‬ريبي في األنش‪ee‬طة اإلقتص‪ee‬ادية‬
‫ي ‪ee‬ؤدي إلى ج ‪ee‬ذب األف ‪ee‬راد وأم ‪ee‬والهم الى المج ‪ee‬ال ال ‪ee‬ذي ُتت ‪ee‬اح لهم فرص ‪ee‬ة الته ‪ee‬رب من دف ‪ee‬ع الّض ريبة‪،‬‬
‫وبالتالي تنخفض نفقات اإلنتاج لهذا النش‪ee‬اط بمق‪e‬دار الّض ريبة‪ ،‬أو ُتش‪ee‬كل زي‪ee‬ادة في اإلي‪ee‬راد ّم م‪ee‬ا يعطي‬
‫ميزة لالستثمار فيه (الخرسان‪ ،‬محمد‪.)2018:364 ،‬‬
‫‪.3‬أثر الّتهرب الضريبي على اإلستهالك واإلدخ‪e‬ار واإلس‪e‬تثمار‪ :‬يتوق‪e‬ف حجم اإلس‪e‬تهالك على المي‪e‬ل الح‪e‬دي‬
‫لإلس‪ee‬تهالك من جه‪ee‬ة وعلى مس‪ee‬توى ال‪ee‬دخل من جه‪ee‬ة أخ‪ee‬رى‪ ،‬أذ ت‪ee‬ؤدي الّض رائب إلى إنخف‪ee‬اض دخ‪ee‬ل‬
‫األف‪ee‬راد‪ ،‬وبالت‪ee‬الي إنخف‪ee‬اض في مس‪ee‬توى اإلس‪ee‬تهالك واإلدخ‪ee‬ار‪ ،‬ويتض‪ee‬ح أث‪ee‬ر الته‪ee‬رب الض‪ee‬ريبي على‬

‫‪19‬‬
‫اإلقتص ‪ee‬اد الوط ‪ee‬ني‪ ،‬عن ‪ee‬د تخفيض مع ‪ee‬دل االدخ ‪ee‬ار ورف ‪ee‬ع مع ‪ee‬دل االس ‪ee‬تهالك‪ ،‬ال ‪ee‬ذي يعم ‪ee‬ل على توق ‪ee‬ف‬
‫العديد من مش‪e‬اريع الدول‪e‬ة‪ ،‬وأن ت‪e‬أثير الته‪e‬رب على إنخف‪e‬اض ُم ع‪e‬دل اإلدخ‪e‬ار يظه‪e‬ر في ال‪e‬دول الّنامي‪e‬ة‬
‫بشكل كبير بسبب ه‪e‬روب رؤوس األم‪e‬وال خ‪e‬ارج البل‪e‬د‪ ،‬عن طري‪e‬ق عملي‪e‬ات التحوي‪e‬ل الخ‪e‬ارجي ال‪e‬تي‬
‫ُتس‪ee‬بب عج‪ee‬زًا في الم‪ee‬دخرات المحلي‪ee‬ة على وف‪ee‬اء احتياج‪ee‬ات اإلس‪ee‬تثمار وأتس‪ee‬اع فج‪ee‬وة التموي‪ee‬ل (عب‪ee‬د‪،‬‬
‫سهاد‪.)477-2013:476 ،‬‬
‫‪.4‬أث‪ee‬ر الّته‪ee‬رب الض ‪ee‬ريبي على العدال‪ee‬ة االجتماعي‪ee‬ة‪ :‬ي‪ee‬ؤّد ي الته‪ee‬رب الض ‪ee‬ريبي إلى عج‪ee‬ز الّد ول‪ee‬ة في تحقي‪ee‬ق‬
‫أهدافها االجتماعية‪ ،‬التي تسعى إليها من خالل فرضها للّض رائب‪ ،‬كإحداث تع‪ee‬ديل في توزي‪ee‬ع ال‪ee‬ثروة‬
‫بين المواط ‪ee e‬نين لرف ‪ee e‬ع المس ‪ee e‬توى المعاش ‪ee e‬ي للطبق ‪ee e‬ات الفق ‪ee e‬يرة‪ ،‬والتقلي ‪ee e‬ل من الفروق ‪ee e‬ات الشاس ‪ee e‬عة بين‬
‫الطبقات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ .5‬أثر الّتهرب الضريبي على حركة رؤوس األموال‪ :‬ظه‪e‬رت األهمّي ة الكب‪e‬يرة للتّه رب بع‪e‬د أن ُفرض‪ee‬ت‬
‫الّض رائب على رؤوس األموال المنقولة‪ ،‬سواء داخل الّد ولة أم خارجها‪ ،‬إذ يتم نقل رؤوس األموال من‬
‫ال‪ee‬دول ال‪ee‬تي يرتف‪ee‬ع فيه‪ee‬ا س‪ee‬عر الّض ريبة ل‪ee‬دول أخ‪ee‬رى يكون فيه‪ee‬ا الس‪ee‬عر الض‪ee‬ريبي منخفض ‪ًe‬ا‪ ،‬أو دول لم‬
‫تفرض بها ضرائب بعد (عليمات‪ ،‬خالد‪.)153-2020:152 ،‬‬
‫‪ .6‬أثر الّتهرب الضريبي على الّص ناعات الوطنية ‪:‬يؤدي الّتهرب الضريبي إلى زيادة كمية النقد الُم تاح‬
‫لدى المتهربين ضريبًا‪ ،‬األمر الذي يدفعهم لزيادة إنف‪e‬اقهم االس‪e‬تهالكي وزي‪e‬ادة إقب‪e‬الهم على إس‪e‬تيراد الس‪e‬لع‬
‫األجنبي ‪ee‬ة‪ ،‬ويس ‪ee‬عى المش ‪ee‬رع إلى حماي ‪ee‬ة االنت ‪ee‬اج الوط ‪ee‬ني في ال ‪ee‬دول الّنامي ‪ee‬ة منه ‪ee‬ا‪ ،‬مقاب ‪ee‬ل تمُتعه ‪ee‬ا ب ‪ee‬الجودة‬
‫والّتنوع‪ ،‬وهو ما تفتقده الصناعة الوطنية في بداية نشأتها (الخرسان‪ ،‬محمد‪.)367 :2018 ،‬‬

‫‪ -1-3‬الموازنة العامة وإ طارها العام‬


‫ُتع‪ee‬د الموازن‪ee‬ة العاّم ة من أهم األدوات المالّي ة للحكوم‪ee‬ة‪ ،‬فمن خالله‪ee‬ا ُيمكن للدول‪ee‬ة أن تعكس فاعلي‪ee‬ة‬
‫ممارسة المستوى الديمقراطي‪ ،‬الذي يؤثر على جميع مفاصل الدولة السياس‪ee‬ية واالقتص‪ee‬ادية واالجتماعي‪ee‬ة‬
‫والثقافية‪ ،‬ولكون تطبيق الموازنة يرتبط بجميع الميادين‪ ،‬فهي تعد المرآة العاكسة لفلس‪ee‬فة وأه‪ee‬داف الّد ول‪ee‬ة‬
‫وسلطتها التنفيذية‪ ،‬وتعمل على تحديد مسار حي‪e‬اة الدول‪e‬ة االقتص‪e‬ادية‪ ،‬فهي تمث‪e‬ل بش‪e‬كل ع‪e‬ام عص‪e‬ب حي‪e‬اة‬
‫الّد ولة‪ ،‬وبدونها تتعطل كاّفة مشاريع الّد ولة وأعمالها‪.‬‬
‫إن للموازن ‪ee‬ة العام ‪ee‬ة تعريف ‪ee‬ات عدي ‪ee‬دة تختل ‪ee‬ف ب ‪ee‬اختالف الج ‪ee‬انب‪ ،‬ال ‪ee‬ذي يري ‪ee‬د أن يبين ‪ee‬ه المؤل ‪ee‬ف أو‬
‫الباحث‪ ،‬و فيما يلي بعض التعريفات الواردة في كتب الموازنة العامة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -1-3-1‬مفهوم الموازنة العامة‬
‫الموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة لغ‪ee‬ة على وزن مفاعل‪ee‬ة من الفع‪ee‬ل وازن‪ ،‬حيث نق‪ee‬ول وازنت بين ش‪ee‬يئين‪ ،‬والعام‪ee‬ة‬
‫هو لفظ مأخوذ من الفعل عم‪ ،‬أي بمعنى شمل‪ ،‬فالعام هو ِخ الف الخاص والعامة ِخ الف الخاصة أي ال‬
‫تختص الموازنة العامة باألموال بفرد دون اآلخر‪ ،‬بل هي لعامة الناس (ساحل‪ ،‬محمد‪.)37 : 2020 ،‬‬
‫الموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة اص‪ee‬طالحا هي ُخ ط‪ee‬ة تّض م تق‪ee‬ديرًا لنفق‪ee‬ات الدول‪ee‬ة وإ يراداته‪ee‬ا لف‪ee‬ترة قادم‪ee‬ة غالب ‪ًe‬ا م‪ee‬ا‬
‫تكون سنة ويكون هذا التقدير في ضوء األهداف المتّنوع‪e‬ة ال‪ee‬تي تس‪ee‬عى الّس لطة السياس‪ee‬ية لتحقيقه‪ee‬ا (عج‪ee‬ام‬
‫و سعود‪.)341 :2018 ،‬‬
‫أو برن ‪ee‬امج م ‪ee‬الي‪ ،‬يق ‪ee‬وم على أس ‪ee‬اس الّتخمين ‪ee‬ات الّس نوية‪ ،‬إلي ‪ee‬رادات ونفق ‪ee‬ات وتح ‪ee‬ويالت الّص فقات‬
‫العينية للحكومة (الداودي‪ ،‬زينب‪.) 2013:29 ،‬‬
‫أو حص‪ee‬ول الّد ول‪ee‬ة على م‪ee‬وارد من قب‪ee‬ل مؤسس‪ee‬اتها العام‪ee‬ة واس‪ee‬تخدام تل‪ee‬ك الم‪ee‬وارد لتوف‪ee‬ير خ‪ee‬دمات عام‪ee‬ة‪،‬‬
‫وتنبع منها ثالث‪e‬ة أدوار (الّتخص‪e‬يص‪ ،‬الّتوزي‪e‬ع‪ ،‬الّتنمي‪e‬ة اإلقتص‪e‬ادّية) إذ يجب على الحكوم‪e‬ة أوًال أن ُتق‪e‬رر‬
‫ماهي الخدمات التي سُتنجم عن تخصيص هذه األموال‪ ،‬وثانيًا تحدد من سيستفيد من توزيع هذه األموال‬
‫وأخيرًا‪ ،‬تقرر الحكومة ماهي مستويات الدخل ونمو الوظائف الوظائف المطلوبة للحفاظ على االستقرار‬
‫(‪.)Menifield,2017:2‬‬
‫وي‪ee‬رى الب‪ee‬احث من خالل م‪ee‬ا تق‪ee‬دم من التعريف‪ee‬ات اآلنف‪ee‬ة ال‪ee‬ذكر أن الموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة هي خط‪ee‬ة مالي‪ee‬ة‬
‫مس‪ee‬تقبلية معتم‪ee‬دة‪ ،‬تتض‪ee‬من إي‪ee‬رادات الدول‪ee‬ة ونفقاته‪ee‬ا المق‪ee‬درة‪ ,‬لف‪ee‬ترة مح‪ee‬ددة غالب‪ee‬ا م‪ee‬ا تكون س‪ee‬نة قادم‪ee‬ة من‬
‫أجل تحقيق االهداف االقتصادية واالجتماعية للدولة‪.‬‬
‫ومن خالل المفاهيم السابقة يتبين أن للموازنة العامة عدة خصائص ُيمكن إيجازها باآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1-3-2‬خصائص الموازنة العاّم ة‬
‫هناك خصائص عديدة تتميز بها الموازنة تتمّثل بما يلي‪:‬‬
‫خط‪e‬ة مالي‪e‬ة‪ :‬تع‪e‬د الموازن‪e‬ة العام‪e‬ة خط‪e‬ة مالي‪e‬ة قص‪e‬يرة االج‪e‬ل‪ ،‬الن م‪e‬دتها س‪e‬نة مالي‪e‬ة واح‪e‬دة‪ ،‬تتض‪e‬من‬ ‫‪.1‬‬
‫كافة ُس بل اإلنفاق العام للدولة وكافة البرامج والمشاريع التي ترغب الحكومة في تنفي‪ee‬ذها خالل ه‪ee‬ذه‬
‫الس ‪ee e e‬نة‪ ،‬والط ‪ee e e‬رق والوس ‪ee e e‬ائل ال ‪ee e e‬تي تموله ‪ee e e‬ا من مختل ‪ee e e‬ف مص ‪ee e e‬ادر االي ‪ee e e‬رادات العاّم ة للّد ول ‪ee e e‬ة (‬
‫‪. )Rubin,2017:3‬‬
‫‪ .2‬الموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة توق‪ee‬ع (تق‪ee‬دير)‪ :‬أي تحدي‪ee‬د المب‪ee‬الغ ال‪ee‬تي ُيطمح بالحص‪ee‬ول عليه‪ee‬ا من مص‪ee‬ادر اإلي‪ee‬رادات‬
‫الُم ختلفة‪ ،‬وتقدير أرقام يتوقع أن يّتم إنفاقها خالل فترة زمنية محددة بالغالب تكون سنة واحدة ‪.‬وذل‪ee‬ك‬
‫عن طري‪ee e‬ق قي‪ee e‬ام الحكوم‪ee e‬ة ع‪ee e‬بر مرافقه‪ee e‬ا العام‪ee e‬ة بتق‪ee e‬دير كاف‪ee e‬ة النفق‪ee e‬ات ال‪ee e‬تي تتوق‪ee e‬ع الدول‪ee e‬ة إنفاقه‪ee e‬ا‬
‫واإليرادات التي يمكن ان تتحصل عليها إال أن ه‪e‬ذا التوق‪e‬ع أق‪e‬رب م‪e‬ا يكون للواق‪e‬ع (الش‪e‬وابكة‪ ،‬محم‪e‬د‪،‬‬
‫‪.)2015:238‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ .3‬يصادق عليها البرلم‪e‬ان أو الس‪e‬لطة التش‪e‬ريعية‪ :‬إعتم‪e‬اد الس‪e‬لطة التش‪e‬ريعية على التق‪e‬ديرات والتوقع‪e‬ات ال‪e‬تي‬
‫تقوم بها الحكومة‪ ،‬الخاصة بإيراداتها ونفقاتها العامة لسنة قادمة‪ ،‬وإ قرار هذه التقديرات والمص‪ee‬ادقة‬
‫عليه ‪ee‬ا ه ‪ee‬و األم ‪ee‬ر ال ‪ee‬ذي يج ‪ee‬يز للحكوم ‪ee‬ة أن تعم ‪ee‬ل على تنفي ‪ee‬ذ بن ‪ee‬ود الموازن ‪ee‬ة العام ‪ee‬ة طبق‪ًe e‬ا للبرن ‪ee‬امج‬
‫التفصيلي الذي حددت‪e‬ه‪ ،‬وبالت‪e‬الي ال تعتم‪e‬د الموازن‪e‬ة العام‪e‬ة نهائي‪e‬ة إال بع‪e‬د إعتماده‪e‬ا والتص‪e‬ديق عليه‪e‬ا‬
‫بواسطة السلطة البرلمانية (الفالح‪ ،‬محمد‪. )2017:197 ،‬‬
‫‪ .4‬تعبير عن اهداف الّد ول‪e‬ة المالي‪e‬ة واالقتص‪e‬ادية‪ :‬يتطلب اإلش‪e‬ارة إلى م‪e‬ا ُتحدث‪e‬ه مض‪e‬امين الموازن‪e‬ة من آث‪e‬ار‬
‫إجتماعي‪ee‬ة و إقتص‪ee‬ادية وسياس‪ee‬ية‪ ،‬لكون الموازن‪ee‬ة هي اإلط‪ee‬ار ال‪ee‬ذي يعكس اختي‪ee‬ار الحكوم‪ee‬ة أله‪ee‬دافها‬
‫وإ دارته ‪ee‬ا ال ‪ee‬تي ت ‪ee‬ؤدي إلى تحقي ‪ee‬ق تل ‪ee‬ك األه ‪ee‬داف في ض ‪ee‬وء إط ‪ee‬ار ُيع ‪ee‬بر عن نش ‪ee‬اطات المجتم ‪ee‬ع كاف ‪ee‬ة‬
‫(عواضه وقطيش‪. ) 2013:47 ،‬‬

‫‪ -1-3-3‬أدوات الموازنة العاّم ة للدولة‬


‫نظرًا للمهام الواس‪e‬عة ال‪e‬تي تض‪ee‬طلع به‪e‬ا الموازن‪e‬ة العام‪e‬ة للدول‪e‬ة‪ ،‬فهي ترن‪e‬و لتحقي‪e‬ق غاي‪e‬ات وأه‪e‬داف‬
‫عديدة أهمها ‪( :‬الخفاجي‪ ،‬والهيتي‪.)2018:2015 ،‬‬
‫‪ .1‬الموازن‪ee‬ة أداة التخطي‪ee‬ط‪ :‬ويقص‪ee‬د ب‪ee‬ه رس‪ee‬م سياس‪ee‬ة مالي‪ee‬ة للّس نة المقبل‪ee‬ة‪ ،‬إذ تح ‪ّe‬د د األه‪ee‬داف والوس‪ee‬ائل‪ ،‬فيتم‬
‫تق‪ee e‬دير نفق‪ee e‬ات تل‪ee e‬ك الوس‪ee e‬ائل‪ ،‬ومقارنته‪ee e‬ا ب‪ee e‬الموارد المالي‪ee e‬ة المتاح‪ee e‬ة‪ ،‬ال‪ee e‬تي تس‪ee e‬تخدم لتحقي‪ee e‬ق األه‪ee e‬داف‬
‫الموض ‪ee‬وعة‪ ،‬ويتض ‪ee‬من التخطي ‪ee‬ط وض ‪ee‬ع ب ‪ee‬دائل مختلف ‪ee‬ة‪ ،‬واآلث ‪ee‬ار الس ‪ee‬لبية واإليجابي ‪ee‬ة‪ ،‬ال ‪ee‬تي تنتج عن ‪ee‬د‬
‫استخدام أحد هذه الوسائل‪.‬‬
‫‪ .2‬أداة لإلدارة‪ :‬ويقصد بها تحديد برامج وحجم اإلنفاق العام للسنة المقبلة بطريق‪e‬ة تقديري‪e‬ة‪ ،‬مم‪e‬ا يعم‪e‬ل على‬
‫إعط‪ee e‬اء المس‪ee e‬ؤولين اإلداريين إمكاني‪ee e‬ة التأكد من الحص‪ee e‬ول على الم‪ee e‬وارد المالّي ة‪ ،‬وض‪ee e‬رورة ُح س‪ee e‬ن‬
‫استخدامها بالوسائل االقتصادية العقالنية‪ ،‬لُتعطي م‪ee‬ردودًا أكبر وتحقيق‪ًe‬ا كامًال لأله‪ee‬داف وتكاليف أق‪ee‬ل‬
‫‪.‬‬
‫‪ .3‬أداة لمراقب‪ee‬ة التنفي‪ee‬ذ‪ :‬ويقص‪ee‬د به‪ee‬ا ف‪ee‬رض الرّقاب‪ee‬ة المالي‪ee‬ة والقانوني‪ee‬ة على تنفي‪ee‬ذ ال‪ee‬برامج الخاص‪ee‬ة باألعم‪ee‬ال‬
‫والخدمات‪ ،‬وبحسب الطرق أو البدائل‪ ،‬التي اختيرت لتنفي‪ee‬ذها‪ ,‬وتع‪ee‬د المراقب‪ee‬ة من المه‪ee‬ام أو الواجب‪ee‬ات‬
‫ال ‪ee‬تي تن ‪ee‬اط‪ ،‬بالمس ‪ee‬ؤولين في كاف ‪ee‬ة اإلدارات المتنوع ‪ee‬ة‪ ،‬ذل ‪ee‬ك لمعرف ‪ee‬ة المش ‪ee‬كالت ال ‪ee‬تي تواج ‪ee‬ه عملي ‪ee‬ة‬
‫التنفي ‪ee e e‬ذ‪ ،‬وإ يج ‪ee e e‬اد الحل ‪ee e e‬ول ح ‪ee e e‬تى يمكن التخلص منه ‪ee e e‬ا أو التخفي ‪ee e e‬ف من ح ‪ee e e‬دتها (عج ‪ee e e‬ام و س ‪ee e e‬عود‪،‬‬
‫‪. ) 2018:373‬‬

‫‪ -1-3-4‬أهمية الموازنة العامة للدولة‬

‫‪22‬‬
‫تكتسب الموازنة العامة في المالية الحديث‪ee‬ة‪ ،‬دوراً مهم‪ًe‬ا وأبع‪ee‬ادًا اقتص‪ee‬ادية وسياس‪ee‬ية واجتماعي‪ee‬ة في‬
‫دول الع‪ee e‬الم‪ ،‬ب‪ee e‬الرغم من اختالف أنظمته‪ee e‬ا الّس ياس‪ee e‬ية‪ ،‬ومن أب‪ee e‬رز النت‪ee e‬ائج ال‪ee e‬تي ت‪ee e‬رتبت على زي‪ee e‬ادة ه‪ee e‬ذه‬
‫األهمية تطور دور الموازنة في المالية الحديثة عّم ا كان سائدًا عليه لدى مفكري المالية التقليدية‬
‫وتتلخص تلك الجوانب على النحو اآلتي ‪:‬‬

‫أوًال ‪ :‬أهمّي ة الموازن‪I‬ة العاّم ة في الج‪I‬انب الّس ياس‪ّI‬ي ‪ :‬تحت‪ee‬ل الموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة سياس‪ee‬يًا أهمي‪ee‬ة بالغ‪ee‬ة كونه‪ee‬ا‬
‫تمث‪ee‬ل األداة ال‪ee‬تي ُيمكن للس‪ee‬لطة التش‪ee‬ريعية من خالله‪ee‬ا مراقب‪ee‬ة عم‪ee‬ل الحكوم‪ee‬ة بص‪ee‬فة دوري‪ee‬ة‪ ،‬فهي وس‪ee‬يلة‬
‫ض ‪ee‬غط يس ‪ee‬تخدمها البرلم ‪ee‬ان لي ‪ee‬ؤثر على عم ‪ee‬ل حكومت ‪ee‬ه‪ ،‬وإ جباره ‪ee‬ا على إتب ‪ee‬اع منهج سياس ‪ّe‬ي معين يحق‪ee‬ق‬
‫االهداف االجتماعية والسياسية للبلد (‪. )Charles,2017: 4‬‬
‫ثاني‪I‬ا‪ :‬أهمّي ة الموازن‪I‬ة من الّناحي‪I‬ة االقتص‪I‬ادّية واالجتماعّي ة‪ :‬تتعل‪ee‬ق بمف‪ee‬اهيم العدال‪ee‬ة االجتماعّي ة وتقلي‪ee‬ل‬
‫الف‪ee‬وارق الطبقّي ة والّر ف ‪ee‬اه االجتم ‪ee‬اعي‪ ،‬أذ تعكس األه ‪ee‬داف ال ‪ee‬تي تض ‪ee‬عها الموازن ‪ee‬ة وتنف‪ee‬ذها الحكوم ‪ee‬ة فيم ‪ee‬ا‬
‫يخص ج‪ee e‬انب الّر فاهي‪ee e‬ة اإلجتماعي‪ee e‬ة وم‪ee e‬دى إهتمامه‪ee e‬ا في االرتق ‪ee‬اء بخ‪ee e‬دمات الّتعليم والّص حة والكهرب‪ee e‬اء‬
‫المجانّي في مختلف مراحله وتطوير الخدمات الصحية ومد شبكات الم‪ee‬اء وإ يص‪ee‬ال الكهرب‪ee‬اء والعدي‪ee‬د من‬
‫الخدمات‪ .‬التي تختص في إعادة توزيع الدخل القومي وتكشف السياس‪ee‬ة الّض ريبية م‪ee‬ا إذا كانت الحكوم‪ee‬ة‬
‫تعمل على تقليل الفوارق بين دخول االف‪ee‬راد من خالل الّض رائب التص‪ee‬اعدية وتحقي‪ee‬ق العدال‪ee‬ة االجتماعي‪ee‬ة‬
‫(طاقة والعزاوي‪.) 172: 2017،‬‬

‫الشكل (‪ )3-1‬أهمية الموازنة العامة‬

‫أهمية الموازنة العامة‬


‫اإلجتماعية‬ ‫اإلقتصادية‬ ‫السياسية‬

‫وسيلة إلعادة توزيع‬ ‫وسيلة لتدخل الدولة في‬ ‫وسيلة ضغط للبرلمان‬
‫الدخل‬ ‫النشاط االقتصادي‬ ‫على الحكومة‬

‫‪23‬‬
‫المصدر‪ :‬إعداد الباحث باالعتماد على (ساحل‪ ،‬محمد‪)46 :2020،‬‬
‫‪ -1-3-5‬وظ‪II‬ائف الموازن‪II‬ة العام‪II‬ة للدول‪II‬ة‪ :‬إن للموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة وظ‪ee‬ائف متع‪ee‬ددة‪ ،‬يمكن إيجازه‪ee‬ا بم‪ee‬ا‬
‫يلي‪)Irene,2017: 3( :‬‬
‫الوظيف‪ee e‬ة الّتنظيمي‪ee e‬ة‪ :‬أن تكون الموازن‪ee e‬ة منظم‪ee e‬ة بص‪ee e‬ورة عقالني‪ee e‬ة ومنطقي‪ee e‬ة‪ ،‬تتمّي ز بالوض‪ee e‬وح‬ ‫‪.1‬‬
‫والّش فافية‪ ،‬بحيث إن يكون التص ‪ee e‬رف بالم ‪ee e‬ال الع ‪ee e‬ام يس ‪ee e‬عى لتحقي ‪ee e‬ق أه ‪ee e‬دافًا تتعل ‪ee e‬ق بالسياس ‪ee e‬ة‬
‫االقتصادية المحلية والدولية‪ .‬وتتحّد د ه‪e‬ذه الوظيف‪e‬ة بالتقني‪e‬ة المس‪e‬تخدمة في نظ‪e‬ام إع‪e‬داد الموازن‪e‬ة‪،‬‬
‫وذلك من الجانب الذي يتم في‪e‬ه احتس‪e‬اب اإلي‪e‬رادات والنفق‪e‬ات‪ ،‬وآلي‪e‬ة تق‪e‬ديم ملخص عن الموازن‪e‬ة‪،‬‬
‫يوضح فيه العالق‪ee‬ات والرواب‪e‬ط بين اإلدارات العام‪e‬ة المختلف‪e‬ة عن‪e‬د تص‪ee‬رفها بالم‪e‬ال الع‪e‬ام‪ ،‬وت‪e‬أثير‬
‫ذلك على كافة قطاعات االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ .2‬الوظيف‪e‬ة الّس ياس‪e‬ية‪ :‬للموازن‪e‬ة العام‪e‬ة وظيف‪e‬ة س‪e‬يادية‪ ،‬ألن الق‪e‬رارات والتعليم‪e‬ات ال‪e‬تي تض‪ee‬عها اإلدارات‬
‫والمصالح العامة ُتعبر عن مضمون سيادة الّس لطة المالكة للقرار السياسي‪ ،‬لهذا فإن الموازنة العامة تع‪ee‬د‬
‫إح‪ee e‬دى أدوات المؤسس‪ee e‬ات السياس‪ee e‬ية الم‪ee e‬ؤثرة على أم‪ee e‬وال المجتم‪ee e‬ع‪ ،‬من ناحي‪ee e‬ة تنظيم ص‪ee e‬رفها والحف‪ee e‬اظ‬
‫عليها‪ .‬نظرا لحاجة الموازنة إلى تخطيط ومراقبة عملية التنفيذ‪ ،‬يعني ذل‪e‬ك أن الق‪e‬رارات تص‪e‬در اوال من‬
‫قبل السلطة التشريعية التي تعد صاحبة القرار (عجام و سعود‪.) 346-345 :2018 ،‬‬
‫‪ .3‬وظيفة التوزيع وإ عادة توزي‪e‬ع ال‪e‬دخل وال‪e‬ثروة‪ :‬تكمن وظيف‪e‬ة إع‪e‬ادة التوزي‪e‬ع باس‪e‬تثمار القط‪e‬اع الخ‪e‬اص‬
‫في المشاريع التي تحقق له أعلى األرباح وبالتالي فإنه يقوم بإنت‪e‬اج الس‪e‬لع والخ‪e‬دمات ال‪e‬تي تحق‪e‬ق الربحي‪e‬ة‬
‫فق‪ee e‬ط أم‪ee e‬ا الّس لع والخ‪ee e‬دمات‪ ،‬ال‪ee e‬تي ال تحق‪ee e‬ق أرباح‪ee e‬ا فتعم‪ee e‬ل الدول‪ee e‬ة على توفيره‪ee e‬ا وتمويله‪ee e‬ا عن طري‪ee e‬ق‬
‫الّض رائب‪ ،‬وبه‪ee‬ذا ف‪ee‬إّن الّد ول‪ee‬ة تعم‪ee‬ل على إع‪ee‬ادة توزي‪ee‬ع ال‪ee‬دخل وال‪ee‬ثروة بين الفق‪ee‬راء واالغني‪ee‬اء من خالل‬
‫السلع والخدمات العامة حتى يتم تقليل التفاوت بين هذه الطبقات (الخياط واخرون‪.) 47 :2016 ،‬‬

‫‪ -1-3-6‬قواعد الموازنة العامة‬


‫أثن‪ee‬اء التط ‪ّe‬و ر الت‪ee‬اريخي ظه‪ee‬رت ع‪ee‬دة قواع‪ee‬د لعم‪ee‬ل الموازن‪ee‬ة تحكم تحض‪ee‬ير الموازن‪ee‬ة‪ ،‬واله‪ee‬دف من‬
‫هذه القواعد واألسس هي أن تكون الموازنة محددة وواضحة‪ ،‬ومن أبرز هذه القواعد هي ‪:‬‬
‫قاع ‪ee‬دة وح ‪ee‬دة الموازن ‪ee‬ة العام ‪ee‬ة‪ :‬يقص ‪ee‬د به ‪ee‬ا أن ُت درج كاف ‪ee‬ة الّنفق ‪ee‬ات واإلي ‪ee‬رادات العام ‪ee‬ة المتوّقع ‪ee‬ة‬ ‫‪-1‬‬
‫خالل الّس نة المقبل ‪ee‬ة في وثيق ‪ee‬ة واح ‪ee‬دة أي في موازن ‪ee‬ة واح ‪ee‬دة‪ ،‬لوض ‪ee‬وحها وس ‪ee‬هولتها‪ ،‬لمن يري ‪ee‬د‬
‫الوقوف على حقيقة المركز المالي للدولة (الشوابكة‪ ،‬سالم‪.) 240 :2015 ،‬‬
‫قاع ‪ee‬دة س ‪ee‬نوية الموازن ‪ee‬ة العام ‪ee‬ة‪ :‬نتج عن ش ‪ee‬يوع مب ‪ee‬دأ الموازن ‪ee‬ة ض ‪ee‬رورة الموافق ‪ee‬ة على ف ‪ee‬رض‬ ‫‪-2‬‬
‫ضرائب بصورة دورّية لسد الّنفقات العامة‪ ،‬أي توّقع نفقات الّد ولة وإ يراداته‪ee‬ا بص‪ee‬فة دورّي ة كل‬
‫س‪e‬نة‪ ،‬وال يع‪e‬ني أن تتواف‪ee‬ق الّس نة الميالدّي ة م‪e‬ع الس‪e‬نة المالي‪e‬ة عن‪e‬د تط‪e‬بيق س‪e‬نوّية الموازن‪e‬ة‪ ,‬وإ نم‪e‬ا‬

‫‪24‬‬
‫يف‪ee‬ترض أن تكون م‪ee‬دة الموازن‪ee‬ة أث‪ee‬نى عش‪ee‬ر ش‪ee‬هرًا‪ ,‬له‪ee‬ذا يجب التم‪ee‬يز بين الس‪ee‬نة المالي‪ee‬ة والس‪ee‬نة‬
‫الميالدية (الكرخي‪ ،‬مجيد‪.) 2015:28 ،‬‬
‫قاعدة شمول أو عمومّية الموازنة العاّم ة ‪ :‬يقصد بها شمول الموازنة العامة على جمي‪ee‬ع النفق‪ee‬ات‬ ‫‪-3‬‬
‫واإلي ‪ee‬رادات العام ‪ee‬ة‪ ،‬مهم ‪ee‬ا أختلفت أنواعه ‪ee‬ا‪ ،‬وتع ‪ee‬ددت مص ‪ee‬ادرها من دون أي نقص أو اقتط ‪ee‬اع‪،‬‬
‫ويقض‪ee e‬ي ه‪ee e‬ذا المب‪ee e‬دأ رب‪ee e‬ط الّنفق‪ee e‬ات الموازن‪ee e‬ة بإيراداته‪ee e‬ا العام‪ee e‬ة ربط ‪ًe e‬ا وثيق ‪ًe e‬ا‪ ،‬فالحص‪ee e‬ول على‬
‫اإلي ‪ee e‬رادات العام ‪ee e‬ة يتطلب بالمقاب ‪ee e‬ل ص ‪ee e‬رف نفق ‪ee e‬ات عام ‪ee e‬ة وص ‪ee e‬رف بعض الّنفق ‪ee e‬ات ي ‪ee e‬ؤّد ي إلى‬
‫تحصيل إيرادات عامة (خصاونة‪ ،‬جهاد‪.) 331: 2010 ،‬‬
‫قاع‪e‬دة ت‪ee‬وازن الموازن‪ee‬ة ‪ :‬يت‪ee‬وجب به‪ee‬ذه القاع‪e‬دة أن تتع‪ee‬ادل إي‪ee‬رادات الّد ول‪ee‬ة م‪ee‬ع نفقاته‪ee‬ا (من خالل‬ ‫‪-4‬‬
‫إستبعاد القروض وخلق وسائل دفع جديدة)‪ .‬إن زيادة الّنفقات عن اإليرادات لموازنة معينة ُيدل‬
‫على وج‪ee‬ود عج‪ee‬ز بالموازن‪ee‬ة‪ ،‬وال يخفى الجمي‪ee‬ع أن ه‪ee‬ذا العج‪ee‬ز معن‪ee‬اه في الواق‪ee‬ع العملي تتحّم ل‬
‫الس‪ee e e‬نوات المقبل‪ee e e‬ة س‪ee e e‬داده‪ ،‬األم‪ee e e‬ر ال‪ee e e‬ذي يتع‪ee e e‬اكس م‪ee e e‬ع قاع‪ee e e‬دة الّس نوية (الجني‪ee e e‬دي‪ ،‬ص‪ee e e‬خر‪،‬‬
‫‪.)2017:294‬‬

‫‪ -1-3-7‬مراحل دورة الموازنة العامة‬


‫يطلق االقتصاديون الماليون لف‪e‬ظ دورة الموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة‪ ،‬على الم‪ee‬دد الزمني‪ee‬ة المتداخل‪ee‬ة‪ ،‬والمتعاقب‪ee‬ة‪،‬‬
‫ال‪e‬تي تم‪e‬ر به‪e‬ا الموازن‪e‬ة العام‪e‬ة للقي‪e‬ام بالمه‪e‬ام المش‪e‬تركة بين الّس لطة التش‪e‬ريعية والتّنفيذي‪e‬ة‪ .‬وتم‪e‬ر في دورة‬
‫ُم س ‪ee‬تمرة‪ ،‬تتض ‪ee‬من مراح ‪ee‬ل يت ‪ee‬داخل فيه ‪ee‬ا كّل من الماض ‪ee‬ي والمس ‪ee‬تقبل بالحاض ‪ee‬ر‪ ،‬خالل الس ‪ee‬نة المالي ‪ee‬ة (‬
‫‪ .)Uechi,2020 :54‬حيث تتعاقب وتتكرر عامًا بعد عام‪ ،‬تقسم دورة الموازنة العاّم ة إلى ‪:‬‬
‫‪ .1‬مرحلة تحضير وإ عداد الموازنة العامة‪ :‬تضم العمليات اإلداري‪e‬ة ال‪e‬تي تختص به‪e‬ا الس‪e‬لطة التنفيذي‪e‬ة إذ‬
‫يحق للحكومة أن تضع من السياسات والبرامج ما تراه مناسبًا‪ ،‬في ظ‪e‬ل الظ‪e‬روف السياس‪e‬ية واالقتص‪e‬ادية‬
‫والمالية السائدة‪ ،‬وأن تطالب الحكومة بكل ما تجده ضروريًا لتنفيذ سياساتها وبرامجها‪ ،‬والقيام بوظائفه‪ee‬ا‬
‫(السمان واخرون‪.) 301 :2009 ،‬‬
‫‪ .2‬مرحلة إقرار الموازن‪e‬ة العام‪e‬ة واعتماده‪e‬ا‪ :‬تمث‪e‬ل الص‪e‬يغة النهائي‪e‬ة للموازن‪e‬ة العام‪e‬ة ال‪e‬تي ُتع‪e‬دها الس‪e‬لطة‬
‫التنفيذي‪ee‬ة من خالل الس‪ee‬لطة المالي‪ee‬ة‪ ،‬وال‪ee‬تي تتمث‪ee‬ل ب‪ee‬وزارة المالي‪ee‬ة‪ ،‬ويتم رفعه‪ee‬ا للس‪ee‬لطة التش‪ee‬ريعية إلتخ‪ee‬اذ‬
‫الق ‪ee‬رار باعتماده‪eee‬ا‪ ،‬ليكون مش‪eee‬روع الموازن‪eee‬ة بش‪eee‬كله النه‪eee‬ائي القاب ‪ee‬ل للتنفي ‪ee‬ذ (ذنيب ‪ee‬ات‪ ،‬محم‪eee‬د‪:2003 ،‬‬
‫‪.) 289‬‬
‫‪ .3‬مرحل‪ee‬ة تنفي‪ee‬ذ الموازن‪ee‬ة‪ :‬تنتق‪ee‬ل الموازن‪ee‬ة في ه‪ee‬ذه المرحل‪ee‬ة من الج‪ee‬انب النظ‪ee‬ري الى الج‪ee‬انب التط‪ee‬بيقي‬
‫العملي‪ ،‬فتباش‪ee e‬ر من خالله‪ee e‬ا الهيئ‪ee e‬ات والمؤسس‪ee e‬ات وال‪ee e‬وزارات‪ ،‬بتس‪ee e‬يير الخ‪ee e‬دمات والمش‪ee e‬روعات ال‪ee e‬تي‬
‫اعتمدتها السلطة التشريعية‪ ،‬مع مراعاة الكفاءات الفنية الجيدة عن تنفيذ الموازنة (القيسي‪ ،‬اعاد‪2015 ،‬‬
‫‪.) 101:‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ .4‬مرحلة مراجعة ومراقبة الموازنة‪ :‬تهدف هذه المرحلة لتأكيد على أن تنفيذ الموازنة تم وفق‪ee‬ا للسياس‪ee‬ة‬
‫المرسومة وإ ن االعتمادات التي سبق اعتمادها وإ قرارها تحقق فعال توظيفه‪e‬ا للنش‪e‬اطات المخصص‪ee‬ة له‪e‬ا‪,‬‬
‫وأن هذه المرحل‪e‬ة ال تقتص‪e‬ر على المراجع‪e‬ة الدفتري‪e‬ة والمس‪e‬تندية‪ ،‬وتط‪e‬بيق الل‪e‬وائح والق‪e‬وانين فحس‪e‬ب‪ ،‬ب‪e‬ل‬
‫تتضمن وضع أنماط ومع‪e‬ايير تع‪e‬د أساس‪e‬ا للمراجع‪e‬ة وكش‪e‬ف أي خط‪e‬أ أو تب‪e‬ذير باس‪e‬تخدام الم‪e‬وارد المتاح‪e‬ة‬
‫(االعسر‪ ،‬خديجة‪.) 244 :2016،‬‬
‫‪ .5‬مرحل‪ee e‬ة الحس‪ee e‬ابات الختامي‪ee e‬ة‪ :‬يع‪ee e‬رف الحس‪ee e‬اب الخت‪ee e‬امي بأن‪ee e‬ه عب‪ee e‬ارة عن بي‪ee e‬ان بالنفق‪ee e‬ات ال‪ee e‬تي أنفقت‬
‫واإليرادات التي حصلت فعال خالل الفترة التي سرت فيه‪ee‬ا الموازن‪ee‬ة الموض‪ee‬وع عنه‪ee‬ا الحس‪ee‬اب الخت‪ee‬امي‪.‬‬
‫وُي عد الحساب الختامي بعد انتهاء السنة المالية ببضعة شهور‪ ،‬ذلك بواسطة السلطة التنفيذية‪ ،‬ويعتمد من‬
‫قبل السلطة التش‪e‬ريعية‪ .‬ويفي‪e‬د في التع‪e‬رف على م‪e‬دى ص‪ee‬حة‪ ،‬ومطابق‪e‬ة‪ ،‬تق‪e‬ديرات إي‪e‬رادات ونفق‪e‬ات الدول‪e‬ة‬
‫ال ‪ee‬تي تض ‪ee‬منتها الموازن ‪ee‬ة العام ‪ee‬ة‪ ،‬للواق ‪ee‬ع الفعلي‪ ،‬كم ‪ee‬ا إن الحس ‪ee‬اب الخت ‪ee‬امي يس ‪ee‬اعد في إع ‪ee‬داد تق ‪ee‬ديرات‬
‫الموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة للس‪ee‬نة المالي‪ee‬ة المقبل‪ee‬ة إذ يعتم‪ee‬د موظف‪ee‬و (ب‪ee‬احثو) الموازن‪ee‬ة‪ ،‬على أرق‪ee‬ام الحس‪ee‬اب الخت‪ee‬امي‬
‫الفعلي‪ee‬ة لس‪ee‬نوات س‪ee‬ابقة عن‪ee‬د تق‪ee‬ديرهم إلي‪ee‬رادات ونفق‪ee‬ات الموازن‪ee‬ة العام‪ee‬ة للس‪ee‬نة المالي‪ee‬ة المقبل‪ee‬ة (عص‪ee‬فور‪،‬‬
‫محمد‪.)25: 2009 :‬‬

‫‪ -1-3-8‬هيكل الموازنة العامة‪ :‬يّتكون هيكل الموازنة العامة مما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلي‪ee‬رادات العام‪ee‬ة‪ :‬تتض‪ee‬من اإلي‪ee‬رادات العام‪ee‬ة مجم‪ee‬وع ال ‪ّe‬د خل ال‪ee‬ذي تس‪ee‬تلمه الحكوم‪ee‬ة‪ ،‬ع‪ee‬بر خزينته‪ee‬ا‪،‬‬
‫لمواجهة النفقات العامة‪ ،‬ويكون على شكل مبالغ نقدية (الجميل‪ ،‬سرمد‪.)135 :2008 ،‬‬
‫وتمثل اإليرادات العامة جميع الموارد التي تتحصل عليها الدولة بصفتها الس‪e‬يادية س‪e‬واء كان ذل‪e‬ك مقاب‪e‬ل‬
‫خ‪ee‬دمات تق‪ee‬دمها لألف‪ee‬راد (الرس‪ee‬وم) أو ب‪ee‬دون مقاب‪ee‬ل (الّض رائب)‪ ،‬فض‪ًe‬ال عن إي‪ee‬رادات أمالك الدول‪ee‬ة‪ ،‬إي‪ee‬راد‬
‫الدومين الخاص والع‪e‬ام ولق‪e‬روض العام‪e‬ة س‪e‬واء كانت داخلي‪e‬ة أو خارجّي ة‪ ،‬فض‪ًe‬ال عن المص‪e‬ادر الطبيعي‪e‬ة‬
‫إيرادات النفط الذي يعد مص‪ee‬درًا أساس‪e‬يًا ومهم‪e‬ا في ج‪e‬انب اإلي‪e‬رادات العام‪e‬ة لل‪e‬دول الريعي‪e‬ة‪ ،‬فتش‪e‬كل ب‪e‬ذلك‬
‫نس ‪ee‬ب عالي ‪ee‬ة من إي ‪ee‬رادات الموازن ‪ee‬ة العام ‪ee‬ة‪ ،‬مقارن ‪ee‬ة م ‪ee‬ع اإلي ‪ee‬رادات األخ ‪ee‬رى ال ‪ee‬تي ال تش ‪ee‬كل س ‪ee‬وى نس ‪ee‬ب‬
‫ض‪ee‬ئيلة‪ ،‬وبه‪e‬ذا يمث‪e‬ل المتغ‪e‬ير المس‪e‬تقل ال‪e‬رئيس ال‪e‬ذي ُيس‪e‬يطر على عملي‪e‬ة الموازن‪e‬ة العام‪e‬ة ( خي‪e‬اط‪ ،‬ع‪e‬دنان‬
‫واخرون‪.)42: 2016 ،‬‬
‫‪ .2‬النفقات العامة‪ :‬تطور مفهوم النفق‪e‬ات العام‪e‬ة بتط‪e‬ور دور الدول‪e‬ة واختلفت النظ‪e‬رة الحديث‪e‬ة عن النظ‪e‬رة‬
‫التقليدي ‪ee‬ة له ‪ee‬ا‪ ،‬إذ تمث ‪ee‬ل مبل ‪ee‬غ نق ‪ee‬دي يخ ‪ee‬رج من ذم ‪ee‬ة الدول ‪ee‬ة المالي ‪ee‬ة أو مؤسس ‪ee‬اتها‪ ،‬كم ‪ee‬ا تتض ‪ee‬من النفق ‪ee‬ات‬
‫المخصصة جميعًا‬
‫وُتقسم النفقات العامة من الناحية االقتصادية إلى قسمين هما ‪( :‬الجنيدي‪ ،‬صخر‪.)107 :2017 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫أ‪ -‬الّنفق‪e‬ات التش‪ee‬غيلّية‪ :‬تمث‪ee‬ل نفق‪e‬ات المع‪ee‬امالت التش‪ee‬غيلية للوح‪ee‬دات وال‪ee‬وزارات‪ ،‬أي يس‪ee‬تلزم إنفاقه‪ee‬ا لتس‪ee‬يير‬
‫اعمال‪ ،‬الدوائر العامة ولها آثار مختلفة على االنتاج واالستهالك‪.‬‬
‫ب‪ -‬الّنفق‪ee‬ات االس‪ee‬تثمارّية‪ :‬تنف‪ee‬ق للمش‪ee‬اريع االس‪ee‬تثمارية‪ ،‬ويتم‪ee‬يز اإلنف‪ee‬اق االس‪ee‬تثماري‪ ،‬بأن‪ee‬ه يمث‪ee‬ل المح‪ee‬دد‬
‫الث‪ee‬اني لل‪ee‬دخل الوط‪ee‬ني بع‪ee‬د االس‪ee‬تهالك‪ ،‬وت‪ee‬برز أهميت‪ee‬ه من كون‪ee‬ه أكثر العوام‪ee‬ل معرض‪ًe‬ا للتقلب ووفق‪ًe‬ا‬
‫لذلك تحدث تقلبات عدة بالنشاط االقتصادي ‪.‬‬

‫‪ -1-3-9‬العالقة بين الموازنة العامة والتهرب الضريبي وفقًا ألنواع الضرائب‬

‫ُيعد تدخل الدولة في االقتصاد من األمور الّض رورية والمهمة ‪ ،‬لتحقيق أهداف منها زيادة‬
‫اإليرادات المالية؛ لهذا ُتعد الضرائب المباشرة وغير المباشرة من أهم الوسائل‪ ،‬التي تتدّخ ل بها الدولة‬
‫في االقتصاد‪ ،‬الّس يما وأن الضرائب المباشرة من أكثر الضرائب‪ ،‬التي يحصل فيها تهرب ضريبي‪،‬‬
‫ألنه الُيمكن نقلها إلى اآلخرين‪ ،‬حينما تقع المسؤولية دفع ضريبة (تأثير الضريبة)‪ ،‬وعبء تلك‬
‫الضريبة (حدوث الضريبة)‪ ،‬على عاتق الشخص نفسه‪ ،‬يتم دفع الضريبة المباشرة مباشرة من قبل نفس‬
‫الشخص الذي تم فرضها عليه‪ ،‬بمعنى آخر‪ ،‬يتحمل الشخص الذي ُتفرض عليه الضريبة عبء‬
‫الّض ريبة المباشرة‪ ،‬والشخص الذي يتم تحصيل الضريبة منه هو أيًض ا الشخص الذي يتحمل العبء‬
‫النهائي للضريبة‪ ،‬كضريبة الدخل وضريبة الشركات (األرباح)‪ ،‬وبهذا ينعكس التهرب مباشرة على‬
‫إيرادات الدولة‪،‬‬
‫أما الضريبة غير المباشرة المتمثلة بالتعرفة الكمركية‪ ،‬وهي أيضًا ذات عنصر مهم في تمويل‬
‫نفقات الموازنة العامة‪ ،‬وتتأثر الموازنة العامة من خالل عبء الّض ريبة‪ ،‬الذي ُيمكن أن ينتقل إلى‬
‫المستهلكين اعتماًد ا على المرونة السعرية للطلب‪ ،‬ومرونة العرض للمنتج؛ لذلك ينتهي األمر‬
‫بالمستهلكين إلى دفع بعض أو كل أي ضريبة غير مباشرة‪ ،‬وبالوقت الحالي ال ُيمكن أن تفرض تلك‬
‫الضرائب بدون أن يكون هناك إنعكاس على الموازنة العامة‪ ،‬فعلى سبيل المثال تفضل الحكومة فرض‬
‫ضرائب غير مباشرة على السلع غير المرنة كالسجائر والبنزين ألن الضريبة تسبب إنخفاضًا طفيًفا في‬
‫الكمية المستهلكة ونتيجة لذلك سيكون إجمالي اإليرادات من الضريبة أكبر‪ ،‬ويتغير الطلب على كال‬

‫‪27‬‬
‫المنتجين قليًال عند رفع سعر علبة السجائر أو لتر من الوقود‪ ،‬ويؤدي إرتفاع األسعار وإ رتفاع‬
‫الضرائب إلى إرتفاع حاد في إجمالي اإليرادات الضريبية الحكومية‪.‬‬
‫وبهذا فان التهرب الضريبي وإ نعكاسه على اإليرادات والّنفقات يعتمد على توعية الضريبة‬
‫نفسها وهذا التأثير يختلف‪ ،‬باختالف اقتصاديات الدول والسياسات الضريبية التي تتبعها‪ ،‬فبعض‬
‫اقتصاديات الدول يستنزف التهرب الضريبي نسبة كبيرة منها‪ ،‬ذلك أن االستنزاف من اإليرادات‬
‫العامة‪ ،‬سيؤثر على إنفاق الدولة‪ ،‬وهذا يعني تقليص إيرادات الموازنة العامة للدولة من الموارد المالية‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة تجد الدولة صعوبة في القيام بجميع واجباتها األساسية تجاه مواطنيها‪ ،‬كما يضعف‬
‫التهرب الضريبي ثقة المجتمع بالدولة ودورها في تحقيق الخدمات العامة الالزمة لمواطنيها‪ ،‬ويقّلل‬
‫الّثقة في اإلدارة المالية مما يؤثر سلًب ا على حجم النفقات وااليرادات مرة أخرى‪.‬‬
‫أن جميع الدول مهما كان مستواها المالي تقوم بفرض ضرائب ُم ختلفة‪ ،‬وهذا نظرًا لما حققته‬
‫من عوائد مالية ُتمكنها من دفع عجلة تمويل الموازنة العامة‪ ،‬وهنا توجد ثالث مصالح تتعلق بالضريبة‬
‫وعالقتها بالتهرب‪ ،‬وهي مصلحة الدولة ومصلحة المجتمع ومصلحة الُم كلف‪ ,‬فمن أهداف الدولة‬
‫ومعالجتها لعجز الموازنة هو تحقيقها إيرادات كافية لخزينة الدولة فضًال عن تحقيق أهداف اقتصادية و‬
‫اجتماعية فضًال عن الهدف المالي لها‪ ,‬وهذا يتحقق من خالل إنخفاض حجم التهرب وإ رتفاع‬
‫اإليرادات‪ ،‬وإ نخفاض التهرب وإ نخفاض النفقات العامة‪ ،‬أما مصلحة الُم جتمع ترى بأن الضرائب وسيلة‬
‫لتحقيق التوازن اإلجتماعي‪ ،‬ولكنه يرى أن تكون الضريبة تستهدف كل المجتمع‪ ،‬أما الُم كلف يرغب‬
‫في المعاملة الضريبية العادلة فال ُيكلف بأكثر من طاقته‪ ،‬وأال توجه نحو التهرب (اسماعيل‪,‬رمضان‪،‬‬
‫‪.)2001:43‬‬
‫لهذا ومن أجل التخّلص من الّتهرب الّض ريبي نادى االقتصادّي االنكليزّي آدم سميث‬
‫‪ ))AdamSmith‬في كتابه ثروة االمم بوجوب الرضوخ للقواعد لمعالجة التهرب الضريبي التي ينبغي‬
‫أن يقوم عليها النظام الضريبي األمثل للتوفيق بين المصالح الثالثة التي تتعارض في بعض جوانبها‬
‫(السيد‪ ,‬سامي‪ .) 100 :2005 ،‬وَي ميل سميث إلى األخذ بالضريبة النسبية‪ ،‬أي أن تكون الضريبة‬
‫ُم ناسبة مع مستوى الدخل فبزيادة دخل الُم كلف تزداد الخدمات التي يحصل عليها من الدولة‪ ،‬ولم‬
‫يخالف سميث في هذا الطرح سوى اإلقتصادي (ساي) أذ قال بأن الضريبة التصاعدية النسبية يكون‬
‫عبئها على الفقير اكثر من الغني‪ ,‬أما الفكر المالي الحديث فقد أخذ بنظرية التضامن اإلجتماعي لتبرير‬
‫فرض الضرائب وكيفية تحقيق العدالة بتطبيقها وفقًا لهذه النظرية كل ُم كلف ال يسدد الضريبة كمقابل‬
‫للخدمات التي يحصل عليها بل ُم ساهمة منه في تحمل أعباء النفقات العامة‪( ،‬العلي‪,‬عادل‪: 2008 ،‬‬
‫‪.)126‬‬
‫أذ البد من تقليل نفقات جباية الضريبة‪ ،‬ويكون الفرق بين ما يدفعه الُم كّلفون من ضريبة‪ ،‬وما‬
‫يدخل منها إلى خزانة الّد ولة العامة‪ ،‬في أكبر فرق ممكن‪ ،‬أي خفض النفقات إلى أعلى حّد ممكن‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫لزيادة المبالغ الداخلة إلى خزانة الّد ولة العامة إلى أكبر قدر ممكن‪ ,‬وهذا األمر يتطلب فرض الضرائب‬
‫التي تكثر إيراداتها وتقل نفقاتها (الخطيب‪,‬شامية‪ .)159 :2007,‬ومن الضروري أن يكون سعر‬
‫الضريبة غير مرتفعًا فيدفع بالُم كلفين بأدائها إلى السعي للتهرب منها‪ ,‬وأن تكون أيضًا مفروضة على‬
‫جميع األموال واألشخاص الخاضعين لها دون تهرب بعضهم فيكون ذلك لآلخرين دافعًا للتهرب من‬
‫دفعها أسوتًا بمن تمكن من التهرب منها فتنخفض إنتاجيتها‪ ,‬وال بد أن تكون الضريبة المنتجة ذات‬
‫عبء غير محسوس‪ ,‬لكونها تختفي ضمن سعر السلع و الخدمات و ال يشعر المكلف بحجم ما يدفعه‬
‫منها سنويًا (عمر‪ ،‬محمد‪.)2009:92 ،‬‬
‫إن ضريبة المبيعات على السلع الضرورية تؤمن للخزينة العامة موردًا كبيرًا نظرًا ألتساع‬
‫وعائها ِا ال أنها تفتقر للعدالة‪ ،‬فتصيب الغني والفقير على حّد سواء (البسطامي‪ ,‬مؤيد‪.)25 :2006 ،‬‬
‫لذلك عند معرفة حجم التهرب الضريبي البد من قياسه بمدى نسبة مساهمته بهيكل الموازنة أي‬
‫بالفقات وااليرادات‪ ،‬وقياس نسبة التهرب المباشر بالغير المباشر‪.‬‬

‫خالصة الفصل االول‬

‫ما ُيمكن استخالصه من هذا الفصل أن مفاهيم الّتهرب الّض ريبي المتعددة في شكلها العام‬
‫المتداخل في طرحها المتداخل‪ ،‬لذلك لم يقّد م التشريع الضريبي الحديث تعريفًا للتهرب الضريبي؛ لكّنه‬
‫اقتصر على أشكال ومظاهر التعداد‪ ،‬تاركًا تعريف الفقهاء والمعّلقين‪ ،‬ألّن أي تعريف ال ُيمكن أن يشمل‬
‫جميع تقنيات الّتهرب‪ ،‬لكن المعروف بأن التهرب الضريبي آفة عالية الخطورة‪ ،‬أعتبر دافع الّض رائب‬
‫والمتهرب من دفع الّض ريبة إذا لجأ إلى البعض تقنيات الغش أو الغش إلخفاء حقيقة المبلغ الخاضع‬
‫للضريبة وتضمن التهرب الضريبي عنصر اإلحتيال المرتكب على الخزانة وعادة ما يتم تنفيذه من‬
‫خالل شكل من أشكال اإلخفاء أو الخداع بقصد التهرب أو إلغاء ضريبة أو دفع الّض ريبة‪ ،‬بأّنه‬
‫االحتيال المالي‪ ،‬يعين في أغلب األحيان جريمة القانون‪ ،‬لذلك يتم استخدام هذا المفهوم دائًم ا بطريقة‬
‫سلبّية ويختلف عن ذلك الذي يحدد إمكانيات تجنب الّض رائب القانونية التي يوفرها االستخدام الذكي‬
‫لتخفيف أو حّتى التحايل على قانون الّض رائب‪ ،‬يجادل الباحثون بأن التهرب الضريبي هو عدم دفع‬
‫الّض رائب للسلطات المالية عمًد ا كلًيا أو جزئًي ا‪ ،‬ألي سبب من األسباب‪.‬‬
‫إّن أسباب التهرب الضريبي متعددة وكثيرة ويصعب حصرها في إطار عام‪ ،‬لكون هذه‬
‫األسباب تختلف بطبيعة حالها من بلد آلخر باختالف األوضاع االقتصادية والمالّية والسياسّية‬
‫والّتشريعات الّض ريبية الّس ائدة فيها‪ ،‬ومستوى الوعي العام وكفاءة األجهزة وفعالية اإلجراءات‪ ،‬ويمكن‬

‫‪29‬‬
‫تقسيمها على جزئيين مهمين األوّل يعود إلرادة الشخص الُم كلف بدفع الّض ريبة والّثاني تهرب خارج‬
‫عن إرادته‪.‬‬

‫إن االهتمام بالتّهرب الّض ريبي ليست الغاية منه جمع األموال لدى الدولة بقدر ماله عالقة‬
‫باآلثار التي يتسبب بها‪ ،‬وأولها الموازنة العامة وهيكلها المتمثل بالنفقات واإليرادات العامة‪ ،‬وهي بذلك‬
‫تستند على ما تجبيها الدولة‪ ،‬ذلك أن الموازنة تعتمد على التخطيط المالي الذي يعتمد على األموال‬
‫المتحصلة سواء من الّض ريبة أو غيرها‪.‬‬

‫‪30‬‬

You might also like