Professional Documents
Culture Documents
الفصل الاول1
الفصل الاول1
منهج الدراسة
1
عكاوي وحسن2017 ، -3اسم الباحث والسنة
تحليل العالقة بين تقلبات أسعار النفط الخام واإلنفاق الحكومي في العراق للمدة (
)2014-2004 عنوان الدراسة
تحليل العالقة بين أسعار النفط الخام واإلنفاق الحكومي في العراق ،واختبار
هدف الدراسة
طبيعة واتجاه العالقة بينهما
بحث علمي نوع الدراسة
األسلوب التحليلي واالسلوب الكمي منهج الدراسة
ظاهر ،عبد الحميد1988، -4اسم الباحث والسنة
أثر اإليرادات العامة في تطور النفقات االعتيادية :دراسة تحليلية عنوان الدراسة
قياس وتحليل اثر اإليرادات العامة بأنواعها في تطور النفقات االعتيادية في
اهداف الدراسة
العراق للمدة 1980-1958
بحث علمي نوع الدراسة
أسلوب التحليل المقارن واألسلوب الكمي منهج الدراسة
مثلت اإليرادات النفطية %43.7من إيرادات الميزانية االعتيادية في فترة
الدراسة وبلغت هذه النسبة %62.5في الفترة الثانية منها تليها من حيث األهمية
ابرز نتائج الدراسة
النسبية الضرائب الكمركية ،اما األنواع األخرى من اإليرادات فلم تمثل سوى
%23من اجمالي اإليرادات العامة كمتوسط لفترة الدراسة
الدراسات العربية:
الضي ،محمد 2022 -1اسم الباحث
والسنة
أثر تغيرات أسعار النفط العالمية على االنفاق العام في السودان
عنوان الدراسة
دراسة أهمية النفط في االقتصاد العالمي والمحلي فضال عن تقدير اثر التغيرات
اهداف الدراسة
في أسعار النفط العالمية على االنفاق العام في السودان
بحث مقدم الى المجلة العربية للعلوم اإلنسانية واالجتماعية نوع الدراسة
المنهج الوصفي والقياسي منهج الدراسة
ان ارتفاع أسعار النفط يؤدي الى ارتفاع االنفاق العام وان العالقة بين االنفاق العام
ابرز نتائج الدراسة
في الفترة السابقة واالنفاق العام في الفترة التالية لها طردية
عزيزة ،عبيد2017 ، -2اسم الباحث
2
والسنة
أثر الدين العام على االنفاق الحكومي دراسة تطبيقية على الدين العام للسلطة
عنوان الدراسة
الفلسطينية للمدة ()2013-1997
تحديد حجم الدين العام بشقيه الداخلي والخارجي ،والتعرف على مؤشرات
المديونية في فلسطين ،وتحديد أثر الدين العام على اإلنفاق الحكومي بشقيه الجاري اهداف الدراسة
واالستثماري
رسالة ماجستير مقدمة الى كلية التجارة في الجامعة اإلسالمية بغزة نوع الدراسة
األسلوب الوصفي والتاريخي والتحليلي منهج الدراسة
أن االقتصاد الفلسطيني يعد عاجزًا وغير قادر على تحمل أعباء الدين العام ،وأنها
قد بلغت الحدود القصوى في استدانتها من المصارف المحلية وأنه كلما ارتفعت
ابرز نتائج الدراسة
نسبة حجم الدين العام من الناتج المحلي اإلجمالي ارتفع حجم النفقات الجارية
كنسبة من الناتج المحلي اإلجمالي
علي والسبعاوي2022 ، -3اسم الباحث
والسنة
اثر المتغيرات االقتصادية في حجم االنفاق العام – ماليزيا أنموذجًا للمدة (-1990
عنوان الدراسة
)2020
تحليل تأثير المتغيرات االقتصادية الكلية في االنفاق الحكومي فضال عن تقويم
سلوك االنفاق الحكومي في الدولة عينة البحث و التعرف عل طبيعة هذا االنفاق اهداف الدراسة
ومكوناته.
بحث علمي نوع الدراسة
المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الكمي منهج الدراسة
وجود عالقة طردية معنوية بين االنفاق الحكومي والمتغيرات اجمالي تكوين راس
المال الثابت ،الدين العام وعدد السكان وعالقة عكسية معنوية بين المتغير المعتمد ابرز نتائج الدراسة
االنفاق الحكومي ونمو اجمالي الناتج المحلي.
3
-8اسم الباحث
والسنة
عنوان الدراسة
اهداف الدراسة
نوع الدراسة
منهج الدراسة
ابرز نتائج الدراسة
-9اسم الباحث
والسنة
عنوان الدراسة
اهداف الدراسة
نوع الدراسة
منهج الدراسة
ابرز نتائج الدراسة
الفصل األول
4
اإلطار النظري للضريبة والموازنة العامة
تمهيد
يستقطب موضوع التهرب الضريبي حيزًا متزايدًا من إهتمام صانعي السياسة المالية ومتخذي
القرار المالي ،وذلك لتنامي حجم األموال وعدد المتهّر بين ،فأصبح لزامًا على الدول أن تهتَم بهذه
الظاهرة ،التي ُتلقي بضاللها على االقتصاد وبهدف تمويل ميزانيتها السنوية ،ومن أجل تحقيق أهداف
الّض رائب التي تسعى الدولة لتحقيقها وتفعيل دور الّض رائب ،نجد من الّض روري أن يتوفر مستوى
إستجابة للضرائب المفروضة ،وفقًا للتغيرات االقتصادية التي تعمل على زيادة حصيلة اإليرادات
الّض ريبية لُتشكل مصدرًا لتمويل خزينة الدولة ،إذ ال يمكن أن تؤدي الّض ريبة الدور المنوط بها؛ إال إذا
توفرت المعرفة باألسس وقواعد الّض ريبة.
وعند مناقشة التهّر ب الضريبي البد من المعرفة الكاملة بالضرائب واليات فرضها وبالموازنة
العامة للدولة ،ودراسة جوانبها من المفهوم والخصائص ،ليتسنى فهم الربط والتأثير بينهما ،وألن
التهرب الضريبي يؤثر على الموارنة في تمويل الدولة لنفقاتها العامة ،يندرج عدم تسديد الّض ريبة
سواء ضريبة مباشرة أو غير مباشرة تحت مفهوم التهرب الضريبي ،وإ زاء ذلك أخذت مفاهيم الّض ريبة
تتوسع ولها أبعادًا واسعة تميزت بمحتوياتها الدينامكية ،وإ ختالف الوسائل المعتمدة في دراستها.
5
ويعرفه eeا دب eeوس أّنه eeا :األم eeوال النقدي eeة ال eeتي تتحص eeل عليه eeا الدول eeة من األف eeراد ج eeبرًا ،دون مقاب eeل
بهدف تحقيق منفعة عامة (دبوس ،مصطفى.)114 :2019 ،
أو :مبلغ مالي تستقطعه الدولة جبرًا من الُم كلفين شركات أم أفراد ،بدون مقابل لتمويل
االحتياجات العامة (القبالن ،غازي .)91: 2015 ،
أو أنهeا األمeوال الeتي يeدفعها األفeeراد بطريقeة إجباريeة وليسeت طوعيeة للدولeة للمسeاهمة في األعبeاء
العام ee e eة ،دون الحص ee e eول على منفع ee e eة شخص ee e eية مقاب ee e eل تل ee e eك االم ee e eوال ال ee e eتي ي ee e eدفعها (Shirly and
.) Karen,2020 :3
ويرى الباحث من خالل التعريفات السابقة للضريبة ُيمكن َأْن ُتعرف على انها مبلeeغ إجبeeاري نقeeدي
يلتزم االفراد بدفعه للدولة ،تبعًا لقدرة المكلفين خالل فترة زمنيeة معينeة ،وتقeدر عeادة بسeنة ومن دون أْن
يحصل المكلف بدفع الضريبة على مقابل شخصي للمشاركة في تغطية نفقeeات الدولeeة المتنوعeeة ،وتحقيeeق
االهداف االجتماعية واالقتصادية والسياسية التي تسعى الدولة الى تحقيقها.
-2 -1-1خصائص الّض ريبة
من خالل مفهeeوم الّض ريبة والتعeeاريف اآلنفeeة الeeذكرُ ،يمكننeeا تحديeeد خصeeائص الّض ريبة األساسeeية،
كما تم ذكرها في بعض المصادر :
الّض ريبة فريض eeة مالّي ة ُت دفع على ش eeكل مبل eeغ م eeالي ،لكون النق eeود مقياسًe eا للقيم مرتبط eeة ب eeالتطور .1
الحeeالي ووسeeيلة لتسeeديد الeeديون ,فالجبايeeة نقeeدًا هeeو األفضeeل من الجبايeeة العينيeeة؛ الّن فeeرض الّض ريبة
عينيًeا ُيحّم ل الّد ولeeة نفقeeات وتكاليف كبeeيرة تeeذهب لجمeeع المeeواد العينيeeة ونقلهeeا وخزنهeeا وحمايتهeeا مeeع
إحتمالية تعرضها للتلف (الخرسان ،محمد.) 14 :2018 ،
ُتدفع الّض ريبة بصورة إجبارّية لكون العالقة بين الُم كلف والدولة هي عالقة قانونية وليسeت تعاقديeة .2
يمكن المناورة بتفاصيلها من حيث تحديد سعرها ووقت دفعها (البدراني ،قبس.)189: 2010 ،
ُتفeeرض الّض ريبة دون ُم قابeeل ,أي أّن الفeeرد الُم كلeeف بeeدفع الّض ريبة ال يحصeeل على أّي ة خeeدمات أو .3
منافع خاصة تقابل الّض ريبة ،التي قام بتأديتها للدولeة ،وإ ّنمeا يeدفعها إسeتنادًا لكونeه عضeeوًا في الحيeاة
اإلجتماعيee eة ،وأّن الُم كلee eف بee eدفع الّض ريبة ال ُيمكنee eه اسee eترداد المبee eالغ الee eتي دفعهee eا بee eأي شee eكل من
األش eeكال(عواض eeه ،حس eeين .)382 :2013 ،فالدول eeة تحص eeل على الّض رائب من اإلي eeرادات العام eeة
لتستخدمها لإلنفاق العام بغية تحقيق المنفعة العاّم ة ( يونس ،منصور.)108 :2004،
6
كان هeeدف الّض ريبة هeeو المeeال الeeذي تسeeتخدمه الّس لطات لسeeد نفقاتهeeا العامeeة ،فeeالمفهوم التقليeeدي للضeeريبة
آنذاك يعتمد على الفكرة التي تقول( :اّن الّض ريبة شّر ال ُبد منه) وللّض ريبة أهداف إقتصادية وإ جتماعيeeة
وسياسية (الخطيب ،وشامية .)152 :2005،وُيمكن تقسيمها إلى ما يلي:
.1هدف مالي يروم إلى تأمين اإليرادات الدائمة لخزانة الدولة عن طريق فeرض الّض ريبة على جميeع
األشee eخاص الّطبيعee eيين واالعتبee eاريين ،وهee eذا مee eا نجee eدُه في البلee eدان المتقدمee eة الee eتي ترتفee eع بهee eا نسee eبة
اإليرادات الّض ريبية إلى الّناتج القومي اإلجمالّي (الخطيب ،وطافش :2008،ص.) 24
هeeدف إجتمeeاعي يeeروم الى إعeeادة توزيeeع الeeدخل بين المواطeeنين ،فeeالجزء األكبر من الّض رائب يقeeع .2
على عeeاتق أصeeحاب الeeدخول المرتفعeeة ليتم صeeرفه في تغطيeeة نفقeeات الدولeeة على الخeeدمات الصeeحية
والتعليمية ،مّم ا ينعكس إيجابًا على أصحاب الدخول المتدنية (.)Yashwant, 2020:5
هدف إقتصادي تلجeأ فيeه الدولeة إلى حمايeة المنتجeات المحلّي ة الeتي ال تسeتطيع من مواجهeة ومنافسeة .3
الصناعات األجنبية المستوردة ،عن طريق فرض الّض رائب على الّس لع المستوردة الذي يتسبب في
أرتفeeاع أسeeعارها ممeeا يهeeيئ األجeeواء المناسeeبة لخلeeق منافسeeة أفضeeل للصeeناعات المحليeeة (أبeeو نصeeار،
محمد وأخرون.)6 :2009 ،
7
واعتمادها على آلية السوق (اليد الخفية) ،وثم تاله قانون سآي المعروف بقانون المنافذ (العeeرض يخلeeق
الطلب) ،الذي ينص على أّن كل إنتاج يخلق لذاته منفذًا كافيًا ،لكون حاجات األفراد ال متناهية ،وبالتالي
إبعاد الدولة عن مجال األنشطة اإلقتصادّي ة ،فيقتصر دورها على حماية األفراد من أّي عدوان خارجي،
وتحقيق اإلستقرار الّد اخلي للدولة (ساحل ،محمد.)2020:10 ،
وت eeأثرت ه eeذه المدرس eeة بأفكار المدرس eeة الّطبيعي eeة؛ إذ ركزت على أّن الّنظ eeام الّط بيعي ه eeو ال eeذي
يسeeيطر على الحيeeاة اإلقتصeeادّية وتحقيeeق الفeeرد لمصeeلحته الّش خصeeية ،الeeتي تتحّك م في تصeeرفاته ،وبالتeeالي
تدفعeeه إلى تحقيeeق المصeeلحة العاّم ة ،وقeeد نeeادى أصeeحاب هeeذه المدرسeeة بعeeدم التوسeeع بفeeرض الّض رائب
والح eeد منه eeا ،فضًe eال عن مط eeالبتهم بمب eeدأ حيادي eeة الموازن eeة العام eeة وتخفي eeف القي eeود على حركة التج eeارة
وتضييق حدودها (العتيبي ،ضرار وزمالئه.) 89 :2018 ،
.2الّض ريبة في الفكر االقتصادي الكنزي ( المدرسة الكينزية )
تزامنًا مع التغيرات الجذرية في الفكر الرأسeمالي بeرزت النظريeة الكينزيeة ،الeتي ينصeب إهتمامهeا
بشروط تحقق التوظيف الكامeeل في ضeeوء اإلفتراضeeات المخالفeة للمدرسeeة الكالسeeيكية ،ومن أهم مeeا ُيمeeيز
هذه النظرية سياستها النقدية ضد األزمات والتقلبات اإلقتصادية ( مسعود ،سميح.)2010:17 ،
وقدم اإلقتصادي كينز إنتقاداته ألصحاب النظريeة الكالسeيّك ية وفكرة اليeد الخفيeة الeتي يسeتخدمونها
ألحee eداث التee eوازن التلقee eائي ،ويee eرى كيee eنز أّن الوسee eيلة المهمee eة الee eتي تحee eول من دون إنهيee eار المؤسسee eات
االقتصادية هي أن تتدخل الدولة ،عن طريق فرض ضريبة بسعر مرتفع على أصحاب الeeدخول العاليeeة،
وفي الوقت ذاته ُتخفض أو ُتعفي من الّض ريبة أصحاب الّد خول المحدودة (هيج و تونير.)2020:32 ،
نشر االقتصادي كينز نظريته المشهورة في عeام ،1936بهeeدف تحديeeد أسeeباب وتeeدابير اإلنقeاذ من
الركود الرأس eeمالي ،وأسس eeت النظري eeة اإلجتماعي eeة وفقًe eا إلدارة الّطلب ،وأكد االقتص eeادي كي eeنز على أّن
طبيعة العمل واإلنتاج في بلد معين يعتمد بشكل رئيس على الطلب الفعال ،ويتeeوجب على الدولeeة التeeدخل
في إقتصاد السوق الحرة ،وتطبيق السياسات المالية لتوجيeeه أتجاهeeات طلب المسeeتهلك ،من خالل اإلنفeeاق
الeeواعي ,حيث أّن المبeeدأ التeeوجيهي لتeeدخل الحكومeeة هeeو أن تجeeري الدولeeة تغeeيرات في النظeeام الضeeريبي
والقيود المفروضة على أسعار الفوائد وإ جراء العديد من الّتدابير لتوفeeير اإلغاثeة للفقeراء والعeاطلين عن
طريee eق مee eدفوعات التحويee eل الماليee eة بين األفee eراد ،وبالتee eالي يعمee eل على تحفee eيز طلب المسee eتهلكين ،ووفقee eا
للنظرية الكينزية تنتشeر البطالeة من عeدم كفايeة الطلب الفعeال ،مّم ا يقلeل من اإلسeتهالك ،وبمeا أّن الفقeراء
أقeeل إسeeتهالكًا من األغنيeeاء ،فمن الضeeروري زيeeادة الّض رائب على األغنيeeاء ،ثم ُيعeeاد توزيعهeeا من خالل
تحويل المدفوعات للفقراء وزيادة اإلنفاق على االستهالك وتقليل المدخرات ،ليتحقق الّتوازن اإلقتصادي
الكلي (.)Uechi,2020 :9
- 5 -1-1قواعد الّض ريبة:
8
ُيعد المفّك ر اإلقتصادي آدم سميث Adam Smithأول من وضع عددًا من القواعد األّس اسeeية
للّض ريبة في كتابeeة المشeeهور(ثeeروة االمم) عeeام " The Wealth Of Nations" 1776حيث يتضeeمن
مجموعة المبادئ واألسس ،التي يجب أن ُتؤخذ بعين االعتبار من قبeeل الُم شّeر ع ،لدرجeeة أّن هeeذه القواعeeد
قد ُع دت كدستور تخضع له أحكام القانون الضريبي ،ومن أهم هذه القواعد :
.1قاعدة العدالة :تعني مساهمة جميع رعايeا الّد ولeة بeدفع الّض رائب لتمويeل الّنفقeات العامeة ،وهeذه المسeاهمة
تكون حس eeب دخ eeولهم اإلجمالّي ة وتطبيق eeا لقاع eeدة العدال eeة ،نج eeد أّن الق eeوانين الّض ريبية في بعض
الّد ول في الوقت الحالي قeد أعفت جeزءًا من دخeول األفeراد من دفeع الّض رائب ،كمeا في القeوانين
العراقية التي أعفت ُج زءًا من دخل الفرد اإلجمالي الخاضع للّض ريبة ،كمسeeاهمة من قبeeل الّد ولeeة
لرفع المستوى المعاشي لهذه الطبقة في المجتمع (عواد ،فتحي.)131: 2013،
.2قاعeeدة اليقين :تعeeني أّن تكون الّض ريبة مح ّeد دة ومؤّك دة على مبeeدأ اليقين من دون أي غمeeوض ،ومن
الض eeروري أن يكون الُم ّك لeeف على دراي eeة ب eeدفع الّض ريبة ،من حيث الوعeeاء الض eeريبي وس eeعر الّض ريبة
وموعد دفعها وجميع ما يتعلق بالّض ريبة من إجراءات لتحديد موقفه المالي؛ لمeا لeه من تeأثير على وفeeرة
الحصeeيلة الّض ريبية باعتبeeار أّن أّي تشeeريع ضeeريبي يحمeeل تفسeeيرين مختلفين ،فeeاّن الُم كلeeف سeeوف يختeeار
التفسeeير الeeذي ُيناسeeبه ،األمeeر الeeذي يeeدفع الُم ّك لeeف إلى التهeeرب من الّض ريبة (طاقeeة ،والعeeزاوي:2010 ،
.)91
.3قاعeeدة المالئمeeة :تعeeني أن تكون جميeeع أحكام الّض ريبة مالئمeeة ألحeeوال الُم ّك لفين ونفسeeيتهم ،من حيث
اختيee eار الوعee eاء وأسee eلوب تحديee eده ،وطريقee eة الجبايee eة الّض ريبية ،وموعee eدها ،بمعee eنى أن يكون تحصee eيل
الّض ريبة في الeeوقت الeeذي يكون المكلeeف قeeد حصeeل على الeeدخل الخاضeeع للضeeريبة (نeeور الeeدين حامeeد: ،
.)2016
.4قاعدة االقتصاد :تعني يجب على الحكومة أن تسعى جاهدة على تقليل نفقeات تحصeeيل الّض رائب إلى
أقل قدر ُم مكن ،مقارنة مع ما يقeوم بeه الُم كلفeون بدفعeه إلى خزينeة الدولeة ،وتeبرز أهميeة هeذه القاعeدة في
المبeالغ الeتي تقeوم الدولeة بإنفاقهeا لتحصeيل الّض رائب ومراقبتهeا ومنeع حeاالت الّتهeرب من دفعهeا ،لدرجeة
أّن بعض الدول تكون مترددة أحيانًا في فرض الّض ريبة على الدخل الزراعي أو ضريبة األراضي التي
تكون في القeeرى وخeeارج حeeدود المدينeeة؛ ذلeeك أذا مeeا قeeورنت في إيراداتهeeا المنخفضeeة (خصeeاونة ،جهeeاد،
.)132 :2010وهناك بعض القواعد األخرى الeeتي قeeام بعض االقتصeeاديون مثeeل باسeeتبل " "Bastable
بإضافتها ،لهذه القواعد والتي تتمثل باآلتي :
أ -قاعدة المرونة :تعني أن تكون الّض ريبة مرنة يمكن من خاللها الحصول على إيرادات أكثر
بصورة تلقائية بزيادة دخول االشخاص ،بعبارة أخرى أن تكون قابلة للتغير بسهولة ،بحيث
تواكب التغيرات باختالف الظروف االقتصادية .),kath , 2001:7) Nightingale
9
ب -قاعدة اإلنتاجية :ويقصد بقاعدة اإلنتاجية يجب أن تقدم الّض ريبة إيرادًا كافيًا للدولة من دون
احداث تغير سلبي على عملية االنتاج في االقتصاد الوطني.
ت -قاعدة البساطة تعني أن يكون النظام الضريبي بسيطًا وسهل الفهم وغير معقد.
ث -قاعدة المناسبة :يعني أن يتم اختيار االوقات واالوضاع لجباية الّض رائب ،وأن يراعى ما يمّر
به البلد من أوضاع اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية.
ج -قاعدة التنوع :أي أن تتسم االيرادات الّض ريبية بالّتنوع واالختالف وأن ال يتم حصرها بنوع
واحد الّن ذلك سيجعل من يتحمل العبء نوع واحد من المكلفين (الججاوي والعنبكي:2016 ،
.)28وأن االخالل بأي قاعدة من قواعد الّض ريبة األساسية سيؤدي للتهرب الضريبي.
ونظرًا لصعوبة الوصول إلى فيصل دقيق يمكن من خالله تميز الّض رائب المباشرة عن الّض رائب
غير المباشرة ،فقد تم وضع عدة معايير منها :
.1المعيار اإلداري :يقوم على فكرة أّن الّض ريبة المباشرة ُتجبى بموجب جداول أسميةُ .ي ذكر فيهeeا أسeeم
المكلف ،ومقدار المادة الخاضعة للضريبة ،ومبلغ الّض ريبة الواجب دفعه ،وغيرها من المعلومات ،وُتعد
الّض ريبة غeeير مباشeeرة حينمeeا يتم جبايتهeeا عنeeد كل واقعeeة تeeؤدي إلى فرضeeها كالّض ريبة الجمركيeeة عنeeد
عبور حدود الدولة (الججاوي ،طالل وآخرون. )30 :2013،
.2معيeeار القeeدرة على نقeeل الّض ريبة :وفقeeا لهeeذا المعيeeار فeeاّن الّض ريبة ُتعeeد مباشeeرة اذا تحمeeل عبئهeeا من
قام بدفعها للخزانة العامة ،وُتعد غير مباشرة إذا لم يتحمل عبئها وقام بنقلها إلى جهة ُأخرى.
10
.3معيار ثبات المادة الخاضعة للضريبةُ :تعeد الّض ريبة مباشeeرة إذا فرضeeت على وعeاء يّتصeeف بالثبeeات
واالسeeتقرار كالeeدخول والeeثروات ،وُتعeeد ضeeرائب غeeير مباشeeرة إذا فرضeeت على أحeeداث عارضeeة وغeeير
مسeeتقرة كالّض رائب على االسeeتهالك والجمركيeeة والنشeeاطات األخeeرى غeeير المباشeeرة (األعسeeر ،خديجeeة،
.)2016:148
11
أ .الّض ريبة الكمركيeeة :تفeeرض على الّس لع والبضeeائع عنeeد اجتيازهeeا حeeدود بلeeد معين دخeeوًال أو خروج ًeا،
وُتف eeرض لتحقي eeق ه eeدف م eeالي من خالل خض eeوع بعض الس eeلع المس eeتوردة للّض ريبة أو لتحقي eeق أه eeداف
سياسee eية لحمايee eة المجتمee eع أخالقي ًe eا وصee eحيًا ،كفرضee eها على المشee eروبات الكحوليee eة (االنصee eاري ،بالل،
. )2017:133
ب .ضeeرائب االنتeeاج :يفeeرض هeeذا النeeوع من الّض رائب على اإلنتeeاج المحلي ،وتتخeeذ من السeeلع الُم نَتجeeة
محليًا وعeاًء لهeا ،وتشeبه الّض رائب الكمركيeة لحeد مeا لكنهeا تختلeف معهeا من حيث وعائهeا الضeريبي ألن
وعاء الّض ريبة الجمركية (ضريبة إستيراد) أي الّس لع المنتجة خارج البلد ،أّم ا وعاء ضeeريبة اإلنتeeاج هeeو
الّس لع المنتجة محليًا داخل البلد (.)Ockert , 2019 :402
.2ضرائب التداول :تفeرض عنeد حصeeول انتقeال شeيء من ملّك يeة شeخص إلى آخeر ،مثeل رسeم الّتسeجيل
عنeeد انتقeeال ُم لكيeeة العقeeار ،وتعeeد من وجهeeة نظeeر البعض أن ضeeريبة التركات هي ضeeريبة على التeeداول
بينما يرى البعض اآلخر أنها ضريبة مباشرة على رأس المال وأن ضeeرائب الدمغeة* الeتي تفeرض على
عملية تداول األسهم والسندات هي من ضرائب التداول (نور ،والشريف.)2002:18،
وتتسeeم بغeeزارة حصeeيلتها الّض ريبية واعتeeدال أسeeعارها وبسeeاطة إجراءاتهeeا ،األمeeر الeeذي يجعeeل الكثeeير من
الدول تلجأ اليها لزيادة وارداتها (أبو كرش ،مصباح.)168 : 2004 ،
وض eeرائب العق eeارات والش eeركات هي الّض رائب ال eeتي يتم فرض eeها على رأس الم eeال أو الّث روة وه eeو م eeا
َيمتلكه الّش خص من أمeeوال عقاريeeة أو منقولeeة في وقت معين سeeواء كانت هeeذه األمeeوال ُم نتجeeة ،أو غeeير
منتجة مثل العقارات المبنية واألراضي واألسهم والسندات والنقود (كراجه ،والعبادي.)16 :2002 ،
12
وقeeد يكون سeعرًا تنازليًeا ،أي عكس الّس عر الّتصeeاعدي ،وتكون العالقeeة عكسّeية بين سeعر الّض ريبة
والوعeeاء الضeeريبي .الشIكل ( )1-1يوضIح عIرض اتجاهIات أسIعار الّض ريبة (التصIاعدي والتنIازلي
والنسبي)
من دخلee eه جee eزءا كبee eيرًا ،وتee eرتب على هee eذا األمee eر عee eدم كفايee eة مee eا تبقى لee eه 100
إلحتياجاتeeه الضeeرورية ،أو شeeعور الُم نتج أن إرتفeeاع الّض رائب على اإلنتeeاج أحeeد أسeeباب ارتفeeاع تكاليف
اإلنتاج بحيث ال يتمكن من تحقيق أرباح وضعف قدرته على المنافسة (.)Kahn,2019:205
وتجeeدر اإلشeeارة إلى إختالف نسeeب الّتهeeرب لكل ض eeريبة بحسeeب ارتفeeاع معeeدلها ،فالّض ريبة الeeتي
تكون معeeدالتها عاليeeة تeeدفع الُم كلفين للتهeeرب منهeeا بأيeeة وسeeيلة ،واالعتقeeاد الّس ائد قeeديمًا ،أن أسeeهل طريقeeة
لزيادة حصيلة اإليرادات الّض ريبية هي عن طريق رفع سeعر ضeريبتها ،إسeتنادًا للعالقeة الطرديeة القائمeة
بين سeeعر الّض ريبة وحصeeيلتها ,وبقي هeeذا اإلعتقeeاد سeeائًد ا إلى أن جeeاء االقتصeeادي الشeeهير آرثeeر الفeeر (
،) Laffer Artherالeeذي أكد على وجeeود عالقeeة عكسeeية جدليeeة بين سeeعر الّض ريبة وحصeeيلتها ،أي أن
إرتفاع سeعر الّض ريبة ال يeؤّد ي إلى زيeادة الحصeيلة الّض ريبية دائمًeا ،بسeبب وصeeول سeعر الّض ريبة حeدًا
معين أس eeماه الف eeر بس eeعر الّض ريبة االمث eeل ( ) The Optimumس eeوف تص eeل الحص eeيلة الّض ريبية إلى
أقص eeى ح eeد ممكن ،فعن eeد تج eeاوز س eeعر الّض ريبة المع eeدل األمث eeل يح eeدث إنعكاس في العالق eeة بين الس eeعر
والحصee e eيلة الّض ريبة وتبee e eدأ الحصee e eيلة باالنخفee e eاض ُك لمee e eا يرتفee e eع سee e eعر الّض ريبة (Abawajy and
.)Others,2019:532
13
ويعتقeeد البعض من أنصeeار المدرسeeة الكينزيeeة ،ومنهم الفeeر بeeأن إسeeتخدام الحكومeeة للضeeريبة بهeeدف
زيادة حصيلة اإليeرادات وتحريeك الطلب الكلي خطeوة مبeالغ فيهeا لكونهeا تتجاهeل تeأثيرات زيeادة العبء
الضeeريبي على الحeeوافز ،فطeeرح ُم نحeeنى ُع رف بأسeeم ُم نحeeنى الفeeر ( )Laffer Curveأذ يُنص على أن
مع eeدالت الّض ريبة المرتفع eeة ق eeد تخفض عوائ eeدها وبالت eeالي تتقّلص القاع eeدة الّض ريبية .كونه eeا تعم eeل على
تخفيض الّنشاط االقتصادّي ( الخيكاني ،والموسوي.)59 :2015،
وُتمثل الّنظريeة الeتي وضeعها الخبeير االقتصeeادي( ،آرثeر الفeر) في جeانب العeرض إلظهeار العالقeeة
بين معee eدالت الّض رائب ومقee eدار اإليee eرادات الّض ريبية الee eتي تجمعهee eا الدولee eة ،اذ يتم إسee eتخدام الُم نحee eنى
لتوضيح حجة الفر بأن ُخ فض ُم عدالت الّض رائب أحيانًا ُيمكن أن يزيد إجمالي اإليرادات الضريبّية.
الشكل ( )2-1يوضح العالقة بين معدالت الّض رائب ومقدار اإليرادات الّض ريبية
االيe e e
رادات الضريبية
R3
R2
R1
فعنee eد إرتفee eاع مع ّe eد ل الّض ريبة من % 30الى ،% 80فee eإن ذلee eك سee eيؤّد ي إلى زيee eادة اإليee eرادات
الّض ريبية من R1الى ،R3وحينم ee eا يكون مع ee eدل الّض ريبة عن ee eد مس ee eتوى ،% 80ف ee eإن االي ee eرادات
الّض ريبية ستكون عند المستوى ،R3لكن عند زيادة معeeدل الّض ريبة الى % 90سeeيالحظ أن اإليeeرادات
الّض ريبية تنخفض الى مس eeتوى ،R2ألن الكث eeير من الّض ريبية يقت eeل الّض ريبة ،ومن المؤكد أن الدول eeة
ستقوم بتخفيض نفقاتها العامة (أسماعيل ،ميثم.)157 :2016 ،
14
-1-2-4التهرب الضريبي وأنواعه
-1-2-4-1مفهوم التهرب الضريبي:
الَته eeرب لغ eeة ه eeو مص eeدر الفع eeل ( َه َر َب ) يق eeال :ه eeرَب يه eeرُب هربًe eا ،إذا كان ج eeادًا في الف eeرار
مذعورًا (الرازي ،محمد.) 693 :1983 ،
ويعّر فه بشeارة :يهeرُب معنeاه يفeر ،سeرًا يختفي ،يتeوارى أي يeترك منطقeة سeلطة الحكم لتجنب عاقبeة،
أو يهرب بأموال مسeروقة ،أو يخفي غنيمeة حصeل عليهeا بطeرق غeير مشeروعة (فرهeود ،وليeد:2011 ،
.)11
وتع eeد ظ eeاهرة الّته eeرب الّض ريبي من الّظ واهر الخط eeرة ال eeتي يق eeترن وجوده eeا بوج eeود الّض ريبة،
وباتت تشكل هذه الظاهرة ضeررًا كبeيرًا في المجتمeع ،فهي تحقeق خسeارة كبeيرة بالخزينeة العاّم ة للدولeة،
نتيج eeة انخف eeاض حص eeيلة اإلي eeرادات الّض ريبية إليه eeاّ ،م م eeا ي eeؤدي إلى عج eeز الدول eeة عن قيامه eeا بعملي eeات
اإلنفeeاق لجميeeع األنشeeطة والمشeeاريع الضeeرورية للمجتمeeع ،إضeeافة إلى أن التهeeرب ُيشeeكل أحeeد المعوقeeات
التي تعيق سير عملية التنمية االقتصادية .ويتضح من خالل البحث في الكتب والمصeeادر اإلنكليزيeeة عن
مفهوم الّتهرب الّض ريبي تعددها وتباينها وإ ختالفها ،كٌل حسب مصدره ،فمطلح " " Tax Evasion
يقصeeد بeeه التهeeرب أو الغش الضeeريبي ,ومصeeطلح " "Tax Avoisionيقصeeد بeeه َتجنب الّض ريبة ،
وأما " " Tax Dodgingفيقصد به المراوغة واإلفالت من الّض ريبة,
وأم eeا " " Fraude Fiscalفتع eeني االحتي eeال الم eeالّي ،ويتب eeنى الب eeاحث ُم ص eeطلح ""Tax Evasion
الذي ُيعبر عن التهرب أو الغش أو الّتحايل الّض ريبي ,ولكون كل تهرب من ضريبة مeا ،ال بeد أن يكون
مصeeحوبًا بنيeeة سeeيئة ،من الُم كلeeف الُم تهeeرب ,وبتeeدبير ُم خّط ط لeeه ُم سeeبقًا للقيeeام بeeالتهرب ,وأّن كّل عملّي ة
تهee eرب ينتج عنهee eا حرمee eان الخزانee eة من إيee eراد كان األجee eدر أن تسee eتفيد منee eه الّد ولee eة لتمويee eل المشee eاريع
اإلقتصاّد ية والّتنموّية.
يقصد بالتهرب الّض ريبي أن يَتخلص الُم كلف من دفع الّض ريبة المتوجبة عليه ُك ليًeا أو ُج زئيًeا ،دون
أن يعكس عبئها على الغير (.)Wiley,2018: 5
وعّر فeeه الخرسeeان :بأّن ه ُم حاولeeة الُم كلeeف بالّض ريبة التخلص من أعباؤهeeا ،وعeeدم االلeeتزام القeeانوني
بأدائها ،أو َتخلص الُم كلف من دفع الّض ريبة الُم توجبة عليه كلّيًا أو جزئيًا ،ويتم التهرب عeادة قبeل البeدء
بفترة الدفع أو خاللها ،باستخدام وسائل معينة غير مشروعة (الخرسان ،محمد.)2018:351 ،
ويعّر فeeه رمeeزي :بأّن ه ظeeاهرة يeeترتب عليهeeا خسeeارة أو فقeeدان جeeزء مهم من إيeeرادات الدولeeة ،نتيجeeة
للكم الهائeeل من اإلعفeeاءات الّض ريبية واالمتيeeازات ،بغض النظeeر عّم ا إذا كان هeeذا التهeeرب ُيعeeد انتهاكًا
ألحكام القeeانون أم ال (محمeeود ،رمeeزي .)151 :2019 ،أو التخلص من أداء الّض ريبة كلي ًeا أو جزئي ًeا
15
ممeeا يقلeeل حصeeيلة الدولeeة من ايeeرادات الّض ريبة ويضeeيع عليهeeا حقهeeا ،ويع ّeد هeeذا الّتعريeeف شeeامًال لمعeeنى
التهرب ،خاصة إذا وضع في الحسبان أّن التهeرب شeيء غeير ملمeوس دائمًeا ،وال يمكن رصeeده في وقتeه
بسeeهولة ،مّم ا ُي لقي مهمeeة إثبeeات الّتهeeرب على عeeاتق اإلدارة ،و يأخeeذ طرق ًeا إحتياليeeة أو غش ًeا لعeeدم دفeeع
الّض ريبة في أي مرحلة من مراحلها (.)Raftery,2020: 3
ويرى الباحث أّن التهرب الضريبي :هو إمتناع الُم كلف عن دفع الضريبة الواجبة ُك لّيًا أو ُج زئي ًeا،
أو عeeدم اإلقeeرار بeeدفع الضeeريبة المترتبeeة عليeeه ،وذلeeك بإخفeeاء ُج زء من الوعeeاء الضeeريبي وتقeeديم بيانeeات
مغeeايرة للواقeeع ،مّم ا يeeؤثر على حصeeيلة الدولeeة وحرمeeان خزينتهeeا من بعض اإليeeرادات الضeeريبية ،ويعeeد
هذا التصرف من الظواهر الخطيرة والسيئة التي انتشرت في أغلب الeدول ناميeة كانت أم متقدمeة ،فهeو
جريمة اقتصادية لها آثارها السلبية بكافة المجاالت االجتماعية واالقتصادية والمالية.
16
تكون لeeديهم تصeeاريح بمزاولeeة عملهم ولم يتم إدراجهم في السeeجالت الّض ريبة ,ومن األمثلeeة أيضًeا إخفeeاء
الدخل الخاضع للضريبة لسنة معينة عن الدائرة الّض ريبية وعدم دفع الُم كلeف كامeل المبلeغ المقeرر عليeه
قانونًا كضريبة الّد خل.
.2التهرب الجزئّي :يقصد به تخّلص الُم كلف من أداء جزء من مبلغ الّض ريبة الeeتي بذمتeeه ،باتبeeاع أحeeد
وسeeائل االحتيeeال والُغش الeeتي ُتشeeكل ُم خالفeeة ألحكام القeeانون الضeeريبي ،الeeتي ُيعeeاقب عليهeeا القeeانون ،ومن
أمثلتeه :تسeجيل المبيعeات بأسeعار تقeل عن سeعر بيعهeا الحقيقي ،أو إخفeاء الُم كلeف لجeزء من مبيعاتeه ،أو
قيام الُم كلف بتقديم بيانات غير صحيحة (عاكوم ،محمد.)2019:50 ،
وقeeام بعض ُخ براء صeeندوق النقeeد الeeدولي ومنهم االقتصeeادي ( ،)Silvanبدراسeeة ممارسeeة التهeeرب
الضريبي ،وقسّم ها على أربعة أنواع هي ( :سهر ،حيدر.)489 :2018 ،
الُم كلفون غير المسجلون لدى إدارة الّض ريبة.
الُم كلفون الُم سجلون الذين لم يقدموا إقرارات ضريبية سنوية.
الُم كلفون الذين يفصحون عن دخولهم أو اّية معلومات ُتقلل من مقدار الّض ريبة المفروضة عليهم.
الُم كلفون الeذين يتخلفeون عن تسeديد الّض رائب المفروضeة عليهم بمeوجب إقeرار منهم أو تقeدير إدارة
الّض ريبة.
17
األوّل يعود إلرادة الشخص الُم كلف بدفع الّض ريبة
والّثاني تهرب خارج عن إرادته.
وقد تم تقسيم األسباب الخاصة بالتهرب الضريبي وفق اآلتي:
-1-2-4-4أسباب التهرب العائدة للُم كلف :
تكون ه eeذه األس eeباب سياس eeية تع eeود إلى ردة فع eeل الُم كلفين على ظلم وق eeع عليهم من قب eeل الُح كام
وشeeعورهم السeeلبي تجeeاه سياسeeة البلeeد في اإلنفeeاق الحكومي ،أو أسeeباب أخالقيeeة ترجeeع للمسeeتوى األخالقي
ودرجة الوعي الوطني السائد في البلد .
.1األسeeباب الّس ياسeeية :إّن سياسeeة اإلنفeeاق العeeام الeeتي يتبعهeeا نظeeام الّد ولeeة تلعب دورًا اساسeeيًا في التهeeرب
الضee eريبي ،فكلمeeeا كانت الدولeeeة كفeeeؤة في إسeeeتخدام األمeeeوال ،تنخفض مي eeول الُم كلفين نح eeو التهeeeرب من
الّض ريبة ،فيeeeؤدي ذلeeeك إلى شeeeعور المكلفين بeeeأّن مeeeا تم دفعeeeه ع eeاد عليهم بفائ eeدة عام eeة وأزديeeeاد ثقتهم
بالحكومة ،أي ثقتهم تجاه اإلنفاق العام ,لكن أذا بددت الدولeة حصeيلة الّض رائب بنشeاطات ال تعeود بeالنفع
على المواطee eنين من المؤكد أنهم سee eيبذلون قصee eارى جهee eدهم لرفee eع الظلم ويتهربee eون من دفee eع الّض ريبة
كطريقة لمقاومة الّظلم الذي حل بهم (عاكوم ،محمد.) 2019:57 ،
.2األسباب االخالقية واإلجتماعية :يرتبeط هeذا الeدافع إجتماعيًeا بدرجeة رضeا الُم كلeف عن أداء الحكومeة
ودورهeeا في تقeeديم كافeeة الخeeدمات للمواطeeنين ،بطريقeeة تتناسeeب مeeع مeeا يتم دفعeeه من الّض رائب ،فeeإذا مeeا
أحّس الُم كلف بوجود نوعًا من التقصير الحكومي في أداء واجباتها ،كإقامeة المشeاريع الخدمّي ة في عمeوم
منطقته ،أو توفير الخدمات الضرورية ،كالصحة والتعليم له ولكافة افراد اسeرته ،فإنeه يتولeد لديeه شeعور
داخلي بeeأّن مeeا يدفعeeه من ض eeريبة ال ُيقابلeeه منفعeeة مناسeeبة مباشeeرة ،أو غeeير مباشeeرة ،مّم ا يeeدفع الُم كلeeف
للتهرب الضريبي (الوادي ،وابراهيم.)2010:9 ،
أّم ا أخالقي ًeا ف eeإّن الش eeعور االخالقي في كث eeير من ال eeدول وخاص eeة النامي eeة تج eeاه االل eeتزام الض eeريبي
ضعيف جدًا ،لدرجة أّنه ساد اعتقاد لدى الكثير من أفراد المجتمع أّن سرقة الخزينة العامة للدولة ال ُتعد
سرقة ،بل ُتعد مهارة ولباقة ومكسًeب وهeذا الّش عور يتضّeم ن قeeدرًا كبeيرًا من الخطeورة ،وُيعeبر هeذا الفعeل
عن االستهتار بالقيم واألخالق (المهايني ،محمد.)147 :2010 ،
18
.2األسeeباب اإلدارّي ة :إّن عeeدم كفeeاءة اإلدارة الّض ريبية يeeؤدي إلى ظلم الُم كلeeف ،وبeeدوره يقلeeل من ميلeeه
ألداء الّض ريبة الواجبة ,فاإلدارة الّض ريبية هي الجهة التي تختص بتنفيذ القوانين والتحقeeق من سeeالمة
تطبيقهee eا لحمايee eة حقee eوق الّد ولee eة من جهee eة ،وحقee eوق الُم كلفين شee eركات أو أفee eرادًا من جهee eة ُأخee eرى (
.)Vopava and Others, 2018: 12
.3األس eeباب االقتص eeادية :يت eeأثر الته eeرب الض eeريبي ب eeالظروف اإلقتص eeادية في اّي دول eeة ،فعن eeد إنتع eeاش
القطاعeات اإلقتصeeادية في أوقeeات الرخeeاء وإ نعeeدام البطالeeة ،فeeإّن إرتفeاع متوسeeط دخeeل الفeرد سeeيؤدي الى
زيادة المقeدرة الفرديeة على إيفeاء االلتزامeات الّض ريبية المفروضeة عليeه ،وهنeا نجeد أّن الّتهeرب يقeل أو
ينعeeدم لكون الُم كلeeف ال يشeeعر بعبء الّض ريبة المفروضeeة عليeeه لزيeeادة دخلeeه وال يوجeeد داعي للتهeeرب
طالم eeا أن المق eeدرة المالي eeة مرتفع eeة لدي eeه ،فضًe eال عن أّن الّe eد خول المرتفع eeة للمكلفين في ف eeترة االنتع eeاش
سeeيؤدي إلى ظهeeور فئeeات جديeeدة من الeeدخول إلى الوعeeاء الضeeريبي ،األمeeر الeeذي يقتضeeي بعeeدم وجeeود
مس eeوغ لزي eeادة أس eeعار الّض ريبة أو ف eeرض ض eeرائب جدي eeدة ،وبالت eeالي س eeيقل الته eeرب (الفالح ،محم eeد،
.)189 :2017
-1-2-5آثار التهرب الضريبي:
ُتعد ظاهرة التهرب الضريبي ضارة من جeوانب عeدة ،فهي ُتلحeق الضeرر بالخزينeة العامeة للدولeة،
وتee eؤدي إلى تعطيee eل المشee eاريع العامee eة ،و ُتضee eر بee eالُم كلفين الee eذين ليس لee eديهم القee eدرة على التهee eرب من
الّض ريبة أو أنهم يقeeدرون ،ولكنهم ال َيقeeدمون على هeeذا الّتصّeر ف لحسeeهم الوطeeنّي ّ ،م مeeا يجعلهم يتحملeeون
العبء الضريبي بدرجة أكثر من غيرهم (الشوابكة ،سالم.)2015:140 ،
هناك عدة آثار اقتصادية ومالية للتهرب الضريبي يمكن تلخيصها بما يلي:
.1أثeeر التهeeرب الضeeريبي على تمويeeل التنميeeة ُ :تعeeد التنميeeة االجتماعيeeة واالقتصeeاّد ية أهم األهeeداف الرئيسeeة
للeeدول الّناميeeة ،وبeeاختالف اتجاهاتهeeا السياسeeية ،ويشeeكل التهeeرب الضeeريبي أحeeد الجeeوانب الeeتي ُتعيeeق
الوصeeول لتحقيeeق هeeذا الهeeدف من خالل الخسeeارة الeeتي ُتلحeeق بخزينeeة الدولeeة العاّم ة (عeeاكوم ،محمeeد،
.) 222 :2019
.2أثeeر الّتهeeرب الضeeريبّي على إدارة المشeeروعات :إن انتشeeار التهeeرب الضeeريبي في األنشeeطة اإلقتصeeادية
ي eeؤدي إلى ج eeذب األف eeراد وأم eeوالهم الى المج eeال ال eeذي ُتت eeاح لهم فرص eeة الته eeرب من دف eeع الّض ريبة،
وبالتالي تنخفض نفقات اإلنتاج لهذا النشeeاط بمقeدار الّض ريبة ،أو ُتشeeكل زيeeادة في اإليeeراد ّم مeeا يعطي
ميزة لالستثمار فيه (الخرسان ،محمد.)2018:364 ،
.3أثر الّتهرب الضريبي على اإلستهالك واإلدخeار واإلسeتثمار :يتوقeف حجم اإلسeتهالك على الميeل الحeدي
لإلسeeتهالك من جهeeة وعلى مسeeتوى الeeدخل من جهeeة أخeeرى ،أذ تeeؤدي الّض رائب إلى إنخفeeاض دخeeل
األفeeراد ،وبالتeeالي إنخفeeاض في مسeeتوى اإلسeeتهالك واإلدخeeار ،ويتضeeح أثeeر التهeeرب الضeeريبي على
19
اإلقتص eeاد الوط eeني ،عن eeد تخفيض مع eeدل االدخ eeار ورف eeع مع eeدل االس eeتهالك ،ال eeذي يعم eeل على توق eeف
العديد من مشeاريع الدولeة ،وأن تeأثير التهeرب على إنخفeاض ُم عeدل اإلدخeار يظهeر في الeدول الّناميeة
بشكل كبير بسبب هeروب رؤوس األمeوال خeارج البلeد ،عن طريeق عمليeات التحويeل الخeارجي الeتي
ُتسeeبب عجeeزًا في المeeدخرات المحليeeة على وفeeاء احتياجeeات اإلسeeتثمار وأتسeeاع فجeeوة التمويeeل (عبeeد،
سهاد.)477-2013:476 ،
.4أثeeر الّتهeeرب الض eeريبي على العدالeeة االجتماعيeeة :يeeؤّد ي التهeeرب الض eeريبي إلى عجeeز الّد ولeeة في تحقيeeق
أهدافها االجتماعية ،التي تسعى إليها من خالل فرضها للّض رائب ،كإحداث تعeeديل في توزيeeع الeeثروة
بين المواط ee eنين لرف ee eع المس ee eتوى المعاش ee eي للطبق ee eات الفق ee eيرة ،والتقلي ee eل من الفروق ee eات الشاس ee eعة بين
الطبقات االجتماعية.
.5أثر الّتهرب الضريبي على حركة رؤوس األموال :ظهeرت األهمّي ة الكبeيرة للتّه رب بعeد أن ُفرضeeت
الّض رائب على رؤوس األموال المنقولة ،سواء داخل الّد ولة أم خارجها ،إذ يتم نقل رؤوس األموال من
الeeدول الeeتي يرتفeeع فيهeeا سeeعر الّض ريبة لeeدول أخeeرى يكون فيهeeا السeeعر الضeeريبي منخفض ًeا ،أو دول لم
تفرض بها ضرائب بعد (عليمات ،خالد.)153-2020:152 ،
.6أثر الّتهرب الضريبي على الّص ناعات الوطنية :يؤدي الّتهرب الضريبي إلى زيادة كمية النقد الُم تاح
لدى المتهربين ضريبًا ،األمر الذي يدفعهم لزيادة إنفeاقهم االسeتهالكي وزيeادة إقبeالهم على إسeتيراد السeلع
األجنبي eeة ،ويس eeعى المش eeرع إلى حماي eeة االنت eeاج الوط eeني في ال eeدول الّنامي eeة منه eeا ،مقاب eeل تمُتعه eeا ب eeالجودة
والّتنوع ،وهو ما تفتقده الصناعة الوطنية في بداية نشأتها (الخرسان ،محمد.)367 :2018 ،
20
-1-3-1مفهوم الموازنة العامة
الموازنeeة العامeeة لغeeة على وزن مفاعلeeة من الفعeeل وازن ،حيث نقeeول وازنت بين شeeيئين ،والعامeeة
هو لفظ مأخوذ من الفعل عم ،أي بمعنى شمل ،فالعام هو ِخ الف الخاص والعامة ِخ الف الخاصة أي ال
تختص الموازنة العامة باألموال بفرد دون اآلخر ،بل هي لعامة الناس (ساحل ،محمد.)37 : 2020 ،
الموازنeeة العامeeة اصeeطالحا هي ُخ طeeة تّض م تقeeديرًا لنفقeeات الدولeeة وإ يراداتهeeا لفeeترة قادمeeة غالب ًeا مeeا
تكون سنة ويكون هذا التقدير في ضوء األهداف المتّنوعeة الeeتي تسeeعى الّس لطة السياسeeية لتحقيقهeeا (عجeeام
و سعود.)341 :2018 ،
أو برن eeامج م eeالي ،يق eeوم على أس eeاس الّتخمين eeات الّس نوية ،إلي eeرادات ونفق eeات وتح eeويالت الّص فقات
العينية للحكومة (الداودي ،زينب.) 2013:29 ،
أو حصeeول الّد ولeeة على مeeوارد من قبeeل مؤسسeeاتها العامeeة واسeeتخدام تلeeك المeeوارد لتوفeeير خeeدمات عامeeة،
وتنبع منها ثالثeة أدوار (الّتخصeيص ،الّتوزيeع ،الّتنميeة اإلقتصeادّية) إذ يجب على الحكومeة أوًال أن ُتقeرر
ماهي الخدمات التي سُتنجم عن تخصيص هذه األموال ،وثانيًا تحدد من سيستفيد من توزيع هذه األموال
وأخيرًا ،تقرر الحكومة ماهي مستويات الدخل ونمو الوظائف الوظائف المطلوبة للحفاظ على االستقرار
(.)Menifield,2017:2
ويeeرى البeeاحث من خالل مeeا تقeeدم من التعريفeeات اآلنفeeة الeeذكر أن الموازنeeة العامeeة هي خطeeة ماليeeة
مسeeتقبلية معتمeeدة ،تتضeeمن إيeeرادات الدولeeة ونفقاتهeeا المقeeدرة ,لفeeترة محeeددة غالبeeا مeeا تكون سeeنة قادمeeة من
أجل تحقيق االهداف االقتصادية واالجتماعية للدولة.
ومن خالل المفاهيم السابقة يتبين أن للموازنة العامة عدة خصائص ُيمكن إيجازها باآلتي :
-1-3-2خصائص الموازنة العاّم ة
هناك خصائص عديدة تتميز بها الموازنة تتمّثل بما يلي:
خطeة ماليeة :تعeد الموازنeة العامeة خطeة ماليeة قصeيرة االجeل ،الن مeدتها سeنة ماليeة واحeدة ،تتضeمن .1
كافة ُس بل اإلنفاق العام للدولة وكافة البرامج والمشاريع التي ترغب الحكومة في تنفيeeذها خالل هeeذه
الس ee e eنة ،والط ee e eرق والوس ee e eائل ال ee e eتي تموله ee e eا من مختل ee e eف مص ee e eادر االي ee e eرادات العاّم ة للّد ول ee e eة (
. )Rubin,2017:3
.2الموازنeeة العامeeة توقeeع (تقeeدير) :أي تحديeeد المبeeالغ الeeتي ُيطمح بالحصeeول عليهeeا من مصeeادر اإليeeرادات
الُم ختلفة ،وتقدير أرقام يتوقع أن يّتم إنفاقها خالل فترة زمنية محددة بالغالب تكون سنة واحدة .وذلeeك
عن طريee eق قيee eام الحكومee eة عee eبر مرافقهee eا العامee eة بتقee eدير كافee eة النفقee eات الee eتي تتوقee eع الدولee eة إنفاقهee eا
واإليرادات التي يمكن ان تتحصل عليها إال أن هeذا التوقeع أقeرب مeا يكون للواقeع (الشeوابكة ،محمeد،
.)2015:238
21
.3يصادق عليها البرلمeان أو السeلطة التشeريعية :إعتمeاد السeلطة التشeريعية على التقeديرات والتوقعeات الeتي
تقوم بها الحكومة ،الخاصة بإيراداتها ونفقاتها العامة لسنة قادمة ،وإ قرار هذه التقديرات والمصeeادقة
عليه eeا ه eeو األم eeر ال eeذي يج eeيز للحكوم eeة أن تعم eeل على تنفي eeذ بن eeود الموازن eeة العام eeة طبقًe eا للبرن eeامج
التفصيلي الذي حددتeه ،وبالتeالي ال تعتمeد الموازنeة العامeة نهائيeة إال بعeد إعتمادهeا والتصeديق عليهeا
بواسطة السلطة البرلمانية (الفالح ،محمد. )2017:197 ،
.4تعبير عن اهداف الّد ولeة الماليeة واالقتصeادية :يتطلب اإلشeارة إلى مeا ُتحدثeه مضeامين الموازنeة من آثeار
إجتماعيeeة و إقتصeeادية وسياسeeية ،لكون الموازنeeة هي اإلطeeار الeeذي يعكس اختيeeار الحكومeeة ألهeeدافها
وإ دارته eeا ال eeتي ت eeؤدي إلى تحقي eeق تل eeك األه eeداف في ض eeوء إط eeار ُيع eeبر عن نش eeاطات المجتم eeع كاف eeة
(عواضه وقطيش. ) 2013:47 ،
22
تكتسب الموازنة العامة في المالية الحديثeeة ،دوراً مهمًeا وأبعeeادًا اقتصeeادية وسياسeeية واجتماعيeeة في
دول العee eالم ،بee eالرغم من اختالف أنظمتهee eا الّس ياسee eية ،ومن أبee eرز النتee eائج الee eتي تee eرتبت على زيee eادة هee eذه
األهمية تطور دور الموازنة في المالية الحديثة عّم ا كان سائدًا عليه لدى مفكري المالية التقليدية
وتتلخص تلك الجوانب على النحو اآلتي :
أوًال :أهمّي ة الموازنIة العاّم ة في الجIانب الّس ياسّIي :تحتeeل الموازنeeة العامeeة سياسeeيًا أهميeeة بالغeeة كونهeeا
تمثeeل األداة الeeتي ُيمكن للسeeلطة التشeeريعية من خاللهeeا مراقبeeة عمeeل الحكومeeة بصeeفة دوريeeة ،فهي وسeeيلة
ض eeغط يس eeتخدمها البرلم eeان لي eeؤثر على عم eeل حكومت eeه ،وإ جباره eeا على إتب eeاع منهج سياس ّeي معين يحقeeق
االهداف االجتماعية والسياسية للبلد (. )Charles,2017: 4
ثانيIا :أهمّي ة الموازنIة من الّناحيIة االقتصIادّية واالجتماعّي ة :تتعلeeق بمفeeاهيم العدالeeة االجتماعّي ة وتقليeeل
الفeeوارق الطبقّي ة والّر ف eeاه االجتم eeاعي ،أذ تعكس األه eeداف ال eeتي تض eeعها الموازن eeة وتنفeeذها الحكوم eeة فيم eeا
يخص جee eانب الّر فاهيee eة اإلجتماعيee eة ومee eدى إهتمامهee eا في االرتق eeاء بخee eدمات الّتعليم والّص حة والكهربee eاء
المجانّي في مختلف مراحله وتطوير الخدمات الصحية ومد شبكات المeeاء وإ يصeeال الكهربeeاء والعديeeد من
الخدمات .التي تختص في إعادة توزيع الدخل القومي وتكشف السياسeeة الّض ريبية مeeا إذا كانت الحكومeeة
تعمل على تقليل الفوارق بين دخول االفeeراد من خالل الّض رائب التصeeاعدية وتحقيeeق العدالeeة االجتماعيeeة
(طاقة والعزاوي.) 172: 2017،
وسيلة إلعادة توزيع وسيلة لتدخل الدولة في وسيلة ضغط للبرلمان
الدخل النشاط االقتصادي على الحكومة
23
المصدر :إعداد الباحث باالعتماد على (ساحل ،محمد)46 :2020،
-1-3-5وظIIائف الموازنIIة العامIIة للدولIIة :إن للموازنeeة العامeeة وظeeائف متعeeددة ،يمكن إيجازهeeا بمeeا
يلي)Irene,2017: 3( :
الوظيفee eة الّتنظيميee eة :أن تكون الموازنee eة منظمee eة بصee eورة عقالنيee eة ومنطقيee eة ،تتمّي ز بالوضee eوح .1
والّش فافية ،بحيث إن يكون التص ee eرف بالم ee eال الع ee eام يس ee eعى لتحقي ee eق أه ee eدافًا تتعل ee eق بالسياس ee eة
االقتصادية المحلية والدولية .وتتحّد د هeذه الوظيفeة بالتقنيeة المسeتخدمة في نظeام إعeداد الموازنeة،
وذلك من الجانب الذي يتم فيeه احتسeاب اإليeرادات والنفقeات ،وآليeة تقeديم ملخص عن الموازنeة،
يوضح فيه العالقeeات والروابeط بين اإلدارات العامeة المختلفeة عنeد تصeeرفها بالمeال العeام ،وتeأثير
ذلك على كافة قطاعات االقتصاد الوطني.
.2الوظيفeة الّس ياسeية :للموازنeة العامeة وظيفeة سeيادية ،ألن القeرارات والتعليمeات الeتي تضeeعها اإلدارات
والمصالح العامة ُتعبر عن مضمون سيادة الّس لطة المالكة للقرار السياسي ،لهذا فإن الموازنة العامة تعeeد
إحee eدى أدوات المؤسسee eات السياسee eية المee eؤثرة على أمee eوال المجتمee eع ،من ناحيee eة تنظيم صee eرفها والحفee eاظ
عليها .نظرا لحاجة الموازنة إلى تخطيط ومراقبة عملية التنفيذ ،يعني ذلeك أن القeرارات تصeدر اوال من
قبل السلطة التشريعية التي تعد صاحبة القرار (عجام و سعود.) 346-345 :2018 ،
.3وظيفة التوزيع وإ عادة توزيeع الeدخل والeثروة :تكمن وظيفeة إعeادة التوزيeع باسeتثمار القطeاع الخeاص
في المشاريع التي تحقق له أعلى األرباح وبالتالي فإنه يقوم بإنتeاج السeلع والخeدمات الeتي تحقeق الربحيeة
فقee eط أمee eا الّس لع والخee eدمات ،الee eتي ال تحقee eق أرباحee eا فتعمee eل الدولee eة على توفيرهee eا وتمويلهee eا عن طريee eق
الّض رائب ،وبهeeذا فeeإّن الّد ولeeة تعمeeل على إعeeادة توزيeeع الeeدخل والeeثروة بين الفقeeراء واالغنيeeاء من خالل
السلع والخدمات العامة حتى يتم تقليل التفاوت بين هذه الطبقات (الخياط واخرون.) 47 :2016 ،
24
يفeeترض أن تكون مeeدة الموازنeeة أثeeنى عشeeر شeeهرًا ,لهeeذا يجب التمeeيز بين السeeنة الماليeeة والسeeنة
الميالدية (الكرخي ،مجيد.) 2015:28 ،
قاعدة شمول أو عمومّية الموازنة العاّم ة :يقصد بها شمول الموازنة العامة على جميeeع النفقeeات -3
واإلي eeرادات العام eeة ،مهم eeا أختلفت أنواعه eeا ،وتع eeددت مص eeادرها من دون أي نقص أو اقتط eeاع،
ويقضee eي هee eذا المبee eدأ ربee eط الّنفقee eات الموازنee eة بإيراداتهee eا العامee eة ربط ًe eا وثيق ًe eا ،فالحصee eول على
اإلي ee eرادات العام ee eة يتطلب بالمقاب ee eل ص ee eرف نفق ee eات عام ee eة وص ee eرف بعض الّنفق ee eات ي ee eؤّد ي إلى
تحصيل إيرادات عامة (خصاونة ،جهاد.) 331: 2010 ،
قاعeدة تeeوازن الموازنeeة :يتeeوجب بهeeذه القاعeدة أن تتعeeادل إيeeرادات الّد ولeeة مeeع نفقاتهeeا (من خالل -4
إستبعاد القروض وخلق وسائل دفع جديدة) .إن زيادة الّنفقات عن اإليرادات لموازنة معينة ُيدل
على وجeeود عجeeز بالموازنeeة ،وال يخفى الجميeeع أن هeeذا العجeeز معنeeاه في الواقeeع العملي تتحّم ل
السee e eنوات المقبلee e eة سee e eداده ،األمee e eر الee e eذي يتعee e eاكس مee e eع قاعee e eدة الّس نوية (الجنيee e eدي ،صee e eخر،
.)2017:294
25
.4مرحلة مراجعة ومراقبة الموازنة :تهدف هذه المرحلة لتأكيد على أن تنفيذ الموازنة تم وفقeeا للسياسeeة
المرسومة وإ ن االعتمادات التي سبق اعتمادها وإ قرارها تحقق فعال توظيفهeا للنشeاطات المخصصeeة لهeا,
وأن هذه المرحلeة ال تقتصeر على المراجعeة الدفتريeة والمسeتندية ،وتطeبيق اللeوائح والقeوانين فحسeب ،بeل
تتضمن وضع أنماط ومعeايير تعeد أساسeا للمراجعeة وكشeف أي خطeأ أو تبeذير باسeتخدام المeوارد المتاحeة
(االعسر ،خديجة.) 244 :2016،
.5مرحلee eة الحسee eابات الختاميee eة :يعee eرف الحسee eاب الختee eامي بأنee eه عبee eارة عن بيee eان بالنفقee eات الee eتي أنفقت
واإليرادات التي حصلت فعال خالل الفترة التي سرت فيهeeا الموازنeeة الموضeeوع عنهeeا الحسeeاب الختeeامي.
وُي عد الحساب الختامي بعد انتهاء السنة المالية ببضعة شهور ،ذلك بواسطة السلطة التنفيذية ،ويعتمد من
قبل السلطة التشeريعية .ويفيeد في التعeرف على مeدى صeeحة ،ومطابقeة ،تقeديرات إيeرادات ونفقeات الدولeة
ال eeتي تض eeمنتها الموازن eeة العام eeة ،للواق eeع الفعلي ،كم eeا إن الحس eeاب الخت eeامي يس eeاعد في إع eeداد تق eeديرات
الموازنeeة العامeeة للسeeنة الماليeeة المقبلeeة إذ يعتمeeد موظفeeو (بeeاحثو) الموازنeeة ،على أرقeeام الحسeeاب الختeeامي
الفعليeeة لسeeنوات سeeابقة عنeeد تقeeديرهم إليeeرادات ونفقeeات الموازنeeة العامeeة للسeeنة الماليeeة المقبلeeة (عصeeفور،
محمد.)25: 2009 :
-1-3-8هيكل الموازنة العامة :يّتكون هيكل الموازنة العامة مما يلي :
.1اإليeeرادات العامeeة :تتضeeمن اإليeeرادات العامeeة مجمeeوع ال ّeد خل الeeذي تسeeتلمه الحكومeeة ،عeeبر خزينتهeeا،
لمواجهة النفقات العامة ،ويكون على شكل مبالغ نقدية (الجميل ،سرمد.)135 :2008 ،
وتمثل اإليرادات العامة جميع الموارد التي تتحصل عليها الدولة بصفتها السeيادية سeواء كان ذلeك مقابeل
خeeدمات تقeeدمها لألفeeراد (الرسeeوم) أو بeeدون مقابeeل (الّض رائب) ،فضًeال عن إيeeرادات أمالك الدولeeة ،إيeeراد
الدومين الخاص والعeام ولقeروض العامeة سeواء كانت داخليeة أو خارجّي ة ،فضًeال عن المصeادر الطبيعيeة
إيرادات النفط الذي يعد مصeeدرًا أساسeيًا ومهمeا في جeانب اإليeرادات العامeة للeدول الريعيeة ،فتشeكل بeذلك
نس eeب عالي eeة من إي eeرادات الموازن eeة العام eeة ،مقارن eeة م eeع اإلي eeرادات األخ eeرى ال eeتي ال تش eeكل س eeوى نس eeب
ضeeئيلة ،وبهeذا يمثeل المتغeير المسeتقل الeرئيس الeذي ُيسeيطر على عمليeة الموازنeة العامeة ( خيeاط ،عeدنان
واخرون.)42: 2016 ،
.2النفقات العامة :تطور مفهوم النفقeات العامeة بتطeور دور الدولeة واختلفت النظeرة الحديثeة عن النظeرة
التقليدي eeة له eeا ،إذ تمث eeل مبل eeغ نق eeدي يخ eeرج من ذم eeة الدول eeة المالي eeة أو مؤسس eeاتها ،كم eeا تتض eeمن النفق eeات
المخصصة جميعًا
وُتقسم النفقات العامة من الناحية االقتصادية إلى قسمين هما ( :الجنيدي ،صخر.)107 :2017 ،
26
أ -الّنفقeات التشeeغيلّية :تمثeeل نفقeات المعeeامالت التشeeغيلية للوحeeدات والeeوزارات ،أي يسeeتلزم إنفاقهeeا لتسeeيير
اعمال ،الدوائر العامة ولها آثار مختلفة على االنتاج واالستهالك.
ب -الّنفقeeات االسeeتثمارّية :تنفeeق للمشeeاريع االسeeتثمارية ،ويتمeeيز اإلنفeeاق االسeeتثماري ،بأنeeه يمثeeل المحeeدد
الثeeاني للeeدخل الوطeeني بعeeد االسeeتهالك ،وتeeبرز أهميتeeه من كونeeه أكثر العوامeeل معرضًeا للتقلب ووفقًeا
لذلك تحدث تقلبات عدة بالنشاط االقتصادي .
ُيعد تدخل الدولة في االقتصاد من األمور الّض رورية والمهمة ،لتحقيق أهداف منها زيادة
اإليرادات المالية؛ لهذا ُتعد الضرائب المباشرة وغير المباشرة من أهم الوسائل ،التي تتدّخ ل بها الدولة
في االقتصاد ،الّس يما وأن الضرائب المباشرة من أكثر الضرائب ،التي يحصل فيها تهرب ضريبي،
ألنه الُيمكن نقلها إلى اآلخرين ،حينما تقع المسؤولية دفع ضريبة (تأثير الضريبة) ،وعبء تلك
الضريبة (حدوث الضريبة) ،على عاتق الشخص نفسه ،يتم دفع الضريبة المباشرة مباشرة من قبل نفس
الشخص الذي تم فرضها عليه ،بمعنى آخر ،يتحمل الشخص الذي ُتفرض عليه الضريبة عبء
الّض ريبة المباشرة ،والشخص الذي يتم تحصيل الضريبة منه هو أيًض ا الشخص الذي يتحمل العبء
النهائي للضريبة ،كضريبة الدخل وضريبة الشركات (األرباح) ،وبهذا ينعكس التهرب مباشرة على
إيرادات الدولة،
أما الضريبة غير المباشرة المتمثلة بالتعرفة الكمركية ،وهي أيضًا ذات عنصر مهم في تمويل
نفقات الموازنة العامة ،وتتأثر الموازنة العامة من خالل عبء الّض ريبة ،الذي ُيمكن أن ينتقل إلى
المستهلكين اعتماًد ا على المرونة السعرية للطلب ،ومرونة العرض للمنتج؛ لذلك ينتهي األمر
بالمستهلكين إلى دفع بعض أو كل أي ضريبة غير مباشرة ،وبالوقت الحالي ال ُيمكن أن تفرض تلك
الضرائب بدون أن يكون هناك إنعكاس على الموازنة العامة ،فعلى سبيل المثال تفضل الحكومة فرض
ضرائب غير مباشرة على السلع غير المرنة كالسجائر والبنزين ألن الضريبة تسبب إنخفاضًا طفيًفا في
الكمية المستهلكة ونتيجة لذلك سيكون إجمالي اإليرادات من الضريبة أكبر ،ويتغير الطلب على كال
27
المنتجين قليًال عند رفع سعر علبة السجائر أو لتر من الوقود ،ويؤدي إرتفاع األسعار وإ رتفاع
الضرائب إلى إرتفاع حاد في إجمالي اإليرادات الضريبية الحكومية.
وبهذا فان التهرب الضريبي وإ نعكاسه على اإليرادات والّنفقات يعتمد على توعية الضريبة
نفسها وهذا التأثير يختلف ،باختالف اقتصاديات الدول والسياسات الضريبية التي تتبعها ،فبعض
اقتصاديات الدول يستنزف التهرب الضريبي نسبة كبيرة منها ،ذلك أن االستنزاف من اإليرادات
العامة ،سيؤثر على إنفاق الدولة ،وهذا يعني تقليص إيرادات الموازنة العامة للدولة من الموارد المالية،
وفي هذه الحالة تجد الدولة صعوبة في القيام بجميع واجباتها األساسية تجاه مواطنيها ،كما يضعف
التهرب الضريبي ثقة المجتمع بالدولة ودورها في تحقيق الخدمات العامة الالزمة لمواطنيها ،ويقّلل
الّثقة في اإلدارة المالية مما يؤثر سلًب ا على حجم النفقات وااليرادات مرة أخرى.
أن جميع الدول مهما كان مستواها المالي تقوم بفرض ضرائب ُم ختلفة ،وهذا نظرًا لما حققته
من عوائد مالية ُتمكنها من دفع عجلة تمويل الموازنة العامة ،وهنا توجد ثالث مصالح تتعلق بالضريبة
وعالقتها بالتهرب ،وهي مصلحة الدولة ومصلحة المجتمع ومصلحة الُم كلف ,فمن أهداف الدولة
ومعالجتها لعجز الموازنة هو تحقيقها إيرادات كافية لخزينة الدولة فضًال عن تحقيق أهداف اقتصادية و
اجتماعية فضًال عن الهدف المالي لها ,وهذا يتحقق من خالل إنخفاض حجم التهرب وإ رتفاع
اإليرادات ،وإ نخفاض التهرب وإ نخفاض النفقات العامة ،أما مصلحة الُم جتمع ترى بأن الضرائب وسيلة
لتحقيق التوازن اإلجتماعي ،ولكنه يرى أن تكون الضريبة تستهدف كل المجتمع ،أما الُم كلف يرغب
في المعاملة الضريبية العادلة فال ُيكلف بأكثر من طاقته ،وأال توجه نحو التهرب (اسماعيل,رمضان،
.)2001:43
لهذا ومن أجل التخّلص من الّتهرب الّض ريبي نادى االقتصادّي االنكليزّي آدم سميث
))AdamSmithفي كتابه ثروة االمم بوجوب الرضوخ للقواعد لمعالجة التهرب الضريبي التي ينبغي
أن يقوم عليها النظام الضريبي األمثل للتوفيق بين المصالح الثالثة التي تتعارض في بعض جوانبها
(السيد ,سامي .) 100 :2005 ،وَي ميل سميث إلى األخذ بالضريبة النسبية ،أي أن تكون الضريبة
ُم ناسبة مع مستوى الدخل فبزيادة دخل الُم كلف تزداد الخدمات التي يحصل عليها من الدولة ،ولم
يخالف سميث في هذا الطرح سوى اإلقتصادي (ساي) أذ قال بأن الضريبة التصاعدية النسبية يكون
عبئها على الفقير اكثر من الغني ,أما الفكر المالي الحديث فقد أخذ بنظرية التضامن اإلجتماعي لتبرير
فرض الضرائب وكيفية تحقيق العدالة بتطبيقها وفقًا لهذه النظرية كل ُم كلف ال يسدد الضريبة كمقابل
للخدمات التي يحصل عليها بل ُم ساهمة منه في تحمل أعباء النفقات العامة( ،العلي,عادل: 2008 ،
.)126
أذ البد من تقليل نفقات جباية الضريبة ،ويكون الفرق بين ما يدفعه الُم كّلفون من ضريبة ،وما
يدخل منها إلى خزانة الّد ولة العامة ،في أكبر فرق ممكن ،أي خفض النفقات إلى أعلى حّد ممكن،
28
لزيادة المبالغ الداخلة إلى خزانة الّد ولة العامة إلى أكبر قدر ممكن ,وهذا األمر يتطلب فرض الضرائب
التي تكثر إيراداتها وتقل نفقاتها (الخطيب,شامية .)159 :2007,ومن الضروري أن يكون سعر
الضريبة غير مرتفعًا فيدفع بالُم كلفين بأدائها إلى السعي للتهرب منها ,وأن تكون أيضًا مفروضة على
جميع األموال واألشخاص الخاضعين لها دون تهرب بعضهم فيكون ذلك لآلخرين دافعًا للتهرب من
دفعها أسوتًا بمن تمكن من التهرب منها فتنخفض إنتاجيتها ,وال بد أن تكون الضريبة المنتجة ذات
عبء غير محسوس ,لكونها تختفي ضمن سعر السلع و الخدمات و ال يشعر المكلف بحجم ما يدفعه
منها سنويًا (عمر ،محمد.)2009:92 ،
إن ضريبة المبيعات على السلع الضرورية تؤمن للخزينة العامة موردًا كبيرًا نظرًا ألتساع
وعائها ِا ال أنها تفتقر للعدالة ،فتصيب الغني والفقير على حّد سواء (البسطامي ,مؤيد.)25 :2006 ،
لذلك عند معرفة حجم التهرب الضريبي البد من قياسه بمدى نسبة مساهمته بهيكل الموازنة أي
بالفقات وااليرادات ،وقياس نسبة التهرب المباشر بالغير المباشر.
ما ُيمكن استخالصه من هذا الفصل أن مفاهيم الّتهرب الّض ريبي المتعددة في شكلها العام
المتداخل في طرحها المتداخل ،لذلك لم يقّد م التشريع الضريبي الحديث تعريفًا للتهرب الضريبي؛ لكّنه
اقتصر على أشكال ومظاهر التعداد ،تاركًا تعريف الفقهاء والمعّلقين ،ألّن أي تعريف ال ُيمكن أن يشمل
جميع تقنيات الّتهرب ،لكن المعروف بأن التهرب الضريبي آفة عالية الخطورة ،أعتبر دافع الّض رائب
والمتهرب من دفع الّض ريبة إذا لجأ إلى البعض تقنيات الغش أو الغش إلخفاء حقيقة المبلغ الخاضع
للضريبة وتضمن التهرب الضريبي عنصر اإلحتيال المرتكب على الخزانة وعادة ما يتم تنفيذه من
خالل شكل من أشكال اإلخفاء أو الخداع بقصد التهرب أو إلغاء ضريبة أو دفع الّض ريبة ،بأّنه
االحتيال المالي ،يعين في أغلب األحيان جريمة القانون ،لذلك يتم استخدام هذا المفهوم دائًم ا بطريقة
سلبّية ويختلف عن ذلك الذي يحدد إمكانيات تجنب الّض رائب القانونية التي يوفرها االستخدام الذكي
لتخفيف أو حّتى التحايل على قانون الّض رائب ،يجادل الباحثون بأن التهرب الضريبي هو عدم دفع
الّض رائب للسلطات المالية عمًد ا كلًيا أو جزئًي ا ،ألي سبب من األسباب.
إّن أسباب التهرب الضريبي متعددة وكثيرة ويصعب حصرها في إطار عام ،لكون هذه
األسباب تختلف بطبيعة حالها من بلد آلخر باختالف األوضاع االقتصادية والمالّية والسياسّية
والّتشريعات الّض ريبية الّس ائدة فيها ،ومستوى الوعي العام وكفاءة األجهزة وفعالية اإلجراءات ،ويمكن
29
تقسيمها على جزئيين مهمين األوّل يعود إلرادة الشخص الُم كلف بدفع الّض ريبة والّثاني تهرب خارج
عن إرادته.
إن االهتمام بالتّهرب الّض ريبي ليست الغاية منه جمع األموال لدى الدولة بقدر ماله عالقة
باآلثار التي يتسبب بها ،وأولها الموازنة العامة وهيكلها المتمثل بالنفقات واإليرادات العامة ،وهي بذلك
تستند على ما تجبيها الدولة ،ذلك أن الموازنة تعتمد على التخطيط المالي الذي يعتمد على األموال
المتحصلة سواء من الّض ريبة أو غيرها.
30