Professional Documents
Culture Documents
محاضرة : 1نشأةاألرطفونيا
تمهيد:
قبل التطرق إلى الحديث عن التسلسل الزمني الذي مرت به األرطفونيا بوضعها الحالي ،فإن الجدير
إذا كان شارل ميشال دولوبي )1789 ،1721( charles Michel deléppeéيتكفل باألطفال الصم في
سنة 1825حيث كان هناك تطبيق للغة اإلشارة وبطريقة ممنهجة في تركيبة اللغة الفرنسية French
Syntax.
.1نشأة االرطفونيا:
استعملت كلمة أرطفونيا Orthophnieأو تقويم النطق للمرة األولى في فرنسا سنة 1828أثناء
تأسيس مركز تقويم النطق لتصحيح النطق ومعالجة التأتاة ومنذ ذلك الحين راحت مجاالت تقويم
النطق تتنوع تتسع مع تطور الطب ( جمال عبد الناصر سليمان)5،2009 ،
حيث بزغت البذور األولىلألرطفونيا في فرنسا على يد مارك كولومباDr Marc Colombatفقد أنشأ
معهد األرطفونيا Institut orthophonique de parisوما بين ( )1851 ،1797قام بتأهيل الحاالت التي
وفيالواليات املتحدة لم تقدم الخدمات في املدارس إال في القرن العشرين ففي عام 1910عينت
وفي عام 1913وضعت مدارس نيويورك برنامجا للتدريب الكالمي ملساعدة األطفال الذين يعانون من
اضطرابات كالمية.
وفي عام 1925أسست أكاديمية لتقويم الكالم والتي أصبحت تعرف الحقا بالجمعية األمريكية للكالم
وفي النصف األول من القرن العشرين أخذت املدارس العامة بتعيين أخصائيين للكالم واللغة ملساعدة
الطلبة املصابين باضطرابات الكالم واللغة الثانية وتطورت أدوات التقييم والكشف عن اضطرابات
الكالم وفقدان السمع وبعد الحرب سعتالكثير من الجامعات إلى تأسيس برامج تدريبية ألخصائي
في سنة 1926بدأت سوزان بورال ميوني Suganne Borel Maisonnyعالجاتها مع األطفال الذين
تعرضوا للعمليات الجراحية حول سقف الحلق (حليمة قادري ،)18 ،2015 ،حيث طلب الدكتور
فوDveauوهو جراح بمستشفى األطفال املعوقين ،كان يهتم أنذاك خاصة باألطفال املصابين بالشق
الحنكي والشق الشفوي كان يطلب من األستاذةبوغال ميزوني Suyane Borel Maisonyالتكفل
باألطفال الذين تجرى لهم جراحة بخصوص االنقسام الحنكي ،حيث كانت تالحظ وتتابع هؤالء بعد
كل عملية جراحية من أجل إيجاد الطريقة املناسبة للتحسين من نوعية النطق والصوت لديهم ،ولقد
وهذا ما جعل الدكتور Veauيرسل لها حاالت أخرى ،كما تم توسيع نطاق تدخلها ليشمل التكفل
بالنطق والكالم عند األطفال غير املصابين باالنقسام الحنكي واتجهت خاصة نحو ميدان إعادة تربية
األطفال الصم ،شيئا فشيئا أصبحت بعد سنوات مصلحة الدكتور Veauتهتم بكل انواع اضطرابات
الكالم.
في سنة 1935تم فتح املركز االجتماعي لعالج املعاقين سمعيا ،ومن يشتكون من اضطرابات في التنفس
أو النطق أو املتأخرين دراسيا من قبل سوزان بوغال ميزوني .Suyane Borel Maisony
.في سنة 1947ساهم صندوق الضمان االجتماعي في عالج االضطرابات اللغوية
.في سنة 1955أصدرت أولى شهادات دراسة في األرطفونيا في كل من جامعة ليون ،باريس ،بورودو،
تولوز ،مارساي ،نانس ي تحت رئاسة سوزان بغال ميزوني ،Suyane Borel Maisonyوقررت حينذاك
في سنة 1963تم تحرير أول مجلة التأهيل األرطفونيrehabilitation Speech therapy.
في 10جويلية 1964أخذ التخصص مكانته الشرعية في فرنسا ،مع إعطاء اسم للشهادة الصادرة في
األرطفونيا شهادة الكفاءة األرطفونيةTificate de Capacite d'orthophonie the certificat of speech .
كما ظهرت خالل هذه الحقبة الزمنية أعمال الباحث François le hucheحيث كانت له أعمال ظهرت
تكفال بإعادة تربية الصوت كما فعل من قبل الدكتور فروكن ومساعديه ،وفي نفس الحقبة من الزمن
ظهرت الباحثةDennis Busquetونشرت كتابها حول الصمم؛ كما ظهرت أعمالBlanche Ducarne
بدأ ت كمختصة في علن النفس العيادي بإعادة تربية اضطرابات النطق عند املصابين بالحبسة،
ونشرت كتابها تحت عنوان "التصنيف في الحبسة وانتشرت أعمالها مع الباحث Alljoinineوكونا
تعد بوغال ميزوني ) (1900-1995أول من أسست األرطفوينا الحديثة كانت تلميذة أبي روسلو
( ) AbbèRosslotمؤسس الصوتيات التجريبية ،حاصلة على ليسانس تعليم تخصصت في الصوتيات
وعملت كرئيسة قسم األرطفونيا في مستشفى "سان فانسون دي بول )San Vausondipolكما عملت
في باريس من 1961 ،1926كما كانت املكلفة األوى بقسم باملستشفى الخاص باألطفال املرى
البيدواغوجية في مجال تعلم القراءة والكتابة والحساب ،كما اخترعت عدة تقنيات صوتية واشارية من
أجل إعادة تربية اضطرابات الكالم واللغة ،ثم وسعت مجال نشاطها فأصبحت تتكفل بالنطق والكالم
عند األطفال غير املصابين بشق الحلق واتجهت خاصة نحو ميدان تربية األطفال الصم(.عباس
سمير.)4،
ومن مؤلفاتها:
-غياب التعبير اللفظي عند الطفل في L'absence d'expression verbale chez l'enfant.1979
وفي 1973كتاب قواعد اللغة بالصور من كتاب الحروف إلى التفكير ....وغيرها من املؤلفات.
بعد الحرب العاملية الثانية وبفضل جهود جون دي أجيريا جيرا John De Ajyriaguarraأصبحت
مصلحة مستشفى رسول متخصصة أساس في التكفل بالحاالت العصبية وحاالت عسر القراءة.
الفدرالية الوطنية لألرطفونيا F.N.Oولقد أغنت هذه الباحثة املكتبات بمقاالتها املتنوعة والتي
إن األرطفونيا في الدول األوروبية تابعة للقطاع الصحي سواء الطبي أو الشبه طبي متأثرا بمؤسسيه
واألبحاث األولى التي أجريت حيث أن معظم الباحثين في األرطفونيا هم لسانيون أو أطباء ،وبصفة
عامة فقد عرفت األرطفونيا أشواطا مختلفة في جميع أنحاء العالم ،نظرا لكون الحاجة إليه ماسة
ونظرا لإلنتشار الكبير الضطرابات اللغة والوقاية منها أصبح ضروريا خاصة وأن التكفل باملصابين
يصبح صعبا وطويل املدى في حالة عدم التشخيص املبكر والدقيق (عباس سمير.)4 ،
.2األرطفونيا في الجزائر:
بدأت األرطفونيا في الجزائر منذ سنة 1973و املعامالت األولى أثبتت أن هناك تبعية للنظام املتبع في
فرنسا الذي ظهر في الخمسينيات بفضل الباحثة بوغال ميزوني وظهر هناك فشل في هذه التبعية نظرا
لعدم وجود مختصين جزائريين قادرين على إتباع نفس الطرق،حيث إلى هذا التاريخ لم يكن موجود أي
أستاذ جامعي في األرطفونيا يستطيع ان يدرس هذا االختصاص للطلبة (عباس سمير.)5 ،2015 ،
لقد أدخل هذا االختصاص الجامعة الجزائرية بمرسوم رقم ( )73-144بتاريخ ،1737/02/28وتابعته
مراسيم مكملة ومعدلةبعد ذلك ،وأول من فكر في فتح االختصاص هو األستاذ البروفيسور القدير عبد
الرحمن الحاج صالح( .)1927،2017بمعهد اللسانيات والصوتيات بجامعة الجزائر حيث عهد إلى
فضلت هذه املقدمة توطينه في معهد علم النفس ،باعتبار أن البعد النفس ي لغوي في األرطفونيا مهم،
وعمل املختصون في علم النفس على دفع الجهات املعنية لتكوين مختصين حاملين لشهادة الليسانس
عوض دبلوم ولم يلب هذا الطلب اال في عام 1987وبقيت األرطفونيا تابعة لعلم النفس فهي لم تعرف
استقالليتها والبرنامج لم يغير ولم يكن خاليا من النقائص خاصة فيما يخص الوسائل والتربصات ألن
األرطفونيا تنفرد في تقنياتها واالختبارات التي تطبقها ،ولم يكن تكوين املختصين األرطفونيين كامال
بالرغم من الجهود التي كانت تبذل للوصل إلى ذلك خاصة من طرف الدكتورة زالل نصيرة التي يعود
إليها الفضل الكبير في إعطاء األرطفونيا فرصة في التكوين والدفاع عن األرطفونيا خاصة في ميدان
العمل ،نظرا لعدم وجود معرفة شاملة بهذا االختصاص من طرف املعنيين وحت العائالت
لقد بدأت دراسة األرطفونيا في الجزائر منذ بداية الثمانينات حيث أنهت الدكتورة زالل دراستها في
املستشفيات والجامعات الفرنسية ودخلت للجزائر للتدريس بجامعة الجزائر منذ السنة الجامعية
.1980- 1979
منذ تلك الفترة بدأت األرطفونيا تأخذ مكانتها فتخرجت عدة دفعات ليسانس وفي سنة 1987فتحت
دراسات ما بعد التدرج (ماجستير) ،كما شرع في أول مشروع بحث في األرطفونيا في معهد علم النفس
بجامعة ،الجزائر.
1990نوقشت 8أطروحات ماجستير وتم تسجيل 5رسائل دكتوراه وأنجز 11ملتقى علمي ،وقد ساعد
مشروع البحث في األرطفونيا في ظهور الجمعية الجزائرية لألرطفونياكما تم اإلتفاق بين جامعة الجزائر
ساهمت البروفيسور نصيرة زالل في تثبيت مجال األرطفونيا كعلم قائم بذاته من خالل املؤشرات
العلمية الدولية باإلضافة إلى املراجع واملقاالت التي نشرت من طرف الباحثة كما ساعدت مشاريع
أما تكوين األرطفونيا في الجزائر فهي تابعة ألقسام علم النفس وعلوم التربية واألرطفونيا وتدرس في
الجامعات منذ سنة الثانية جامعي وتسلم شهادة الليسانس في األرطفونيا بعد أربع سنوات دراسة في
الجامعة ،سنة واحدة جذع مشترك وثالث سنوات تخصص وفق النظام الكالسيكي أما وفق L.M.D
فهي تدرس كمقياس سداس ي لكافة طلبة سنة أولى علوم اجتماعية ويكون التخصص في السنة . 2
في سنة 2008ظهر االختصاص في جامعة تيزي وزو ،وفي سنة السنة ظهر بجامعة قسنطينة3.
أوال :الحاجة االجتماعية إلى تخصص األرطفونيا ،وذلك بظهور اضطرابات لغوية التي دفعت إلى ظهور
هذا التخصص.
ثانيا :اعتمادها على عدة نظريات منها :النظرية النفس لسانية للباحث Austin.Jاوستين Les actes du
pangageبالتركيز على الجانب النفعي في اللغة ،وكذا اعتمادها على النظرية السلوكية واملعرفية بإتباع
ثالثا :تطور االختصاص كان بفضل أعمال مهمة في مجال الطب علم األعصاب ،علم النفس .
رابعا :ومن التخصصات التي أسهمت في ظهور االرطفونيا عدا الطب هي علوم اللغة.
خامسا :كان للطب الفضل في ظهور الخطوات األولى في األرطفونيا ،كما ساهم كذلك في تطورها من
خالل تطور تقنياته كتقنيات الطبية للكشف الوظيفي العصبي ،السمعي ،والتقنيات الجراحية مثاال
سادسا :تطور األرطفونيا كان بفضل التطور النظري للمعارف حول نمو الطفل مثل الكفايات اللغوية