You are on page 1of 10

‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬

‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫ملخص محاضرات مقياس‬


‫ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن المتأمل ألقسام الفلسفة كنمط متميز من التفكير يجدها مرتكزة على مباحث أساسية‬
‫ثالث ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مبحث المعرفة اإلبيستمولوجيا ‪Epistemologie‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبحث الوجود األنطولوجيا ‪Ontologia‬‬
‫ثالثا‪ :‬مبحث القيم االكسيولوجيا ‪Axiologie‬‬
‫ويعد مبحث المعرفة واالبستمولوجيا من كبريات مباحثها واقسامها فهو يقوم على‪:‬‬
‫• مبحث المعرفة أو اإلبستمولوجيا )‪(Epistemologie‬‬
‫البحث في األنساق الفلسفية و فيما اذا كانت معرفة الحقيقة ممكنة او غير ممكنة‪ ،‬واذا‬
‫كانت ممكنة فما وسيلتها‪ :‬هل هي العقل مستقال عن التجربة‪ ،‬كما يقول العقليون‪ ،‬أم هي‬
‫العقل معتمدا على التجربة حتى في مبادئه األساسية‪ ،‬كما يرى ذلك التجريبيون؟ ثم ما هي‬
‫حدود هذه المعرفة وما قيمتها‪ :‬هل العقل قادر على معرفة الحقيقة المطلقة لو أتيحت له‬
‫المقوالت الالزمة كما يقول العقليون والتجريبيون‪ ،‬أم أنه قادر فقط على معرفة الحقيقة‬
‫النسبية‪ ،‬اي المتأثرة بتركيب اعضاء الحس والتركيب الخاص للعقل‪ ،‬وغير قادر على‬
‫معرفة الحقيقة المطلقة‪ ،‬كما يقول كانط؟ ثم ما طبيعة هذه المعرفة‪ :‬هل هي صورة عقلية‬
‫مطابقة ألصل خارجي موضوعي كما يقول الواقعيون او الماديون‪ ،‬أم هي صورة عقلية‬
‫إلحساسات روحية ليس وراءها شيء مادي‪ ،‬كما يقول المثاليون؟ واخيرا ما وظيفة‬
‫المعرفة‪ :‬هل هي جهد يبذل ال شباع الميل إلى المعرفة لتكميل النفس اإلنسانية كما يقول‬
‫القدماء اصحاب نظرية العلم للعلم‪ ،‬ام انها ذريعة بيولوجية وسالح حيوي يحقق النجاح في‬
‫الحياة ويمكن من التغلب على مصاعبها‪ ،‬كما يرى «البراجماتيون»‪ ،‬أم انها نشاط واع‬
‫يهدف الى تحرير اإلنسانية من جميع انواع االستالب‪ ،‬وخاصة االستالب الطبقي‪،‬‬
‫وممارسة تمكن من السيطرة على الطبيعة واستغاللها كما يقول الماركسيون؟‬
‫وانطالقا من هذا نجد أن مصطلح االبستمولوجيا مربوط بالفلسفة و هذا ما يقودنا الى‬
‫تناوله بمختلف أبعاده ونبحث في تأصيل هذا المفهوم و ارتباطه بالعلم والصبغة العلمية‬
‫بمختلف صورها‪.‬‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫تعريف االبستمولوجيا‪:‬‬
‫يعد مفهوم االبستمولوجيا أحد أبرز المفاهيم الفكرية بشكل عام‪ ،‬والفلسفية بشكل خاص‪،‬‬
‫وهو مصطلح استخدم ألول مرة من قبل الفيلسوف االسكتلندي جيمس فريدريك فيرير‪ ،‬فما‬
‫هي االبستمولوجيا؟ وماهي أبرز المفاهيم المنبثقة عن هذا المفهوم؟‬
‫األصل اللغوي للمصطلح‪:‬‬
‫مصطلح اال بستمولوجيا تعود جذوره للغة اليونانية وهو مؤلف من مقطعين‬
‫)‪(episteme‬وتعني العلم أو المعرفة‪ ،‬و )‪ (logos‬وتعني دراسة أو نظرية‪ .‬ومن هنا‬
‫تكون ترجمتها إلى العربية نظرية العلوم أو دراسة العلوم‪ .‬وهناك مقاربات لغوية أخرى ‪.‬‬
‫المقاربة االصطالحية‪:‬‬
‫مصطلح ابستمولوجيا يدور في محورين‪:‬‬
‫‪ -‬المحور األول في االصطالح المعاصر ويعني الدراسة النقدية للعلوم والتي تهتم‬
‫بدراسة العلوم وموضوعاتها وفرضياتها وأهميتها ونتائجها ويمكن القول بأن‬
‫أن كانت تتعلق بالوجود كامالا‪.‬‬‫اإلبستمولوجيا أصبحت تهتم بدراسة العلوم بعد ّ‬
‫‪ -‬والمحور الثاني هو اإلبستمولوجيا في سياق الفلسفة وهي دراسة المعرفة والفرق‬
‫بينها وبين العلم واإلدارك وطرق تحصيل المعرفة وهو قسم من أقسام الفلسفة الثالثة‬
‫التي تهتم بدراساتها فلسفة (اإلبستمولوجيا)‪ ،‬كما تقدم التعريف بها‪ ،‬و (األنطولوجيا)‬
‫وتعني تعلم الوجود والتي تهتم بدراسة ظاهرة الوجود وأصل الوجود والهدف منه‪،‬‬
‫و(األكسيولوجيا) وتعني علم المعايير أو علم األخالق وتهتم بدراسة المعايير كالحق‬
‫والخير والجمال ماهيتها وما األحكام المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪ -‬قراءة في تعريف اندري الالند لمصطلح االبيستمولوجيا‪:‬‬


‫و قد تعددت التعاريف االصطالحية حول كلمة ابستمولوجيا و في ما يلي نركز على‬
‫تعريف اندري الالند في معجمه الفلسفي وأبعاده بقوله‪ ”:‬هي فلسفة العلوم‪ ،‬لكن بمعنى‬
‫أكثر دقة ال تخص االبستمولوجيا فقط دراسة المناهج العلمية التي هي موضوع‬
‫الميتودولوجيا و التي تعد جزء من المنطق‪ ،‬كما أنها ليست تركيبا أو توقعا حدسيا للقوانين‬
‫العلمية على الطريقة الوضعية أو التطورية‪ ،‬إنها في جوهرها هي الدراسة النقدية لمبادئ‬
‫وفرضيات و نتائج مختلف العلوم‪ ،‬و الهادفة إلى تحديد أصلها المنطقي ال النفسي‪ ،‬و‬
‫قيمتها و مدى موضوعيته ‪".‬‬
‫من خالل تحليل تعريف الالند يتضح ما يلي‪:‬‬
‫• أن االبيستمولوجيا هي فلسفة العلوم ‪.‬‬
‫• أن االبيستمولوجيا ليست الميتودولوجيا‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫• وانها ليست تركيبا للقوانين العلمية ‪.‬‬


‫• هي في األساس الدراسة النقدية للعلم‪:‬‬
‫✓ نقد المبادئ والبحث في األصول التي يقوم عليها العلم‪.‬‬
‫✓ نقد الفرضيات العلمية‪.‬‬
‫✓ نقد النتائج والنظريات العلمية من حيث مدى منطقيتها وموضوعيتها‬
‫وحدودها‪.‬‬
‫✓ والبحث في قيمة تلك النتائج العلمية‪.‬‬
‫ونجد هذا التعريف أقرب إلى مفهوم االبستمولوجيا بالمعنى المعاصر‪.‬‬
‫عالقة االبستمولوجيا بالعلم ‪:‬‬
‫من خالل تعريف الال ند لالبيستمولوجيا تظهر العالقة الوثيقة بين االبيستمولوجيا والعلم‬
‫حيث تركز الدراسات االبيستمولوجية على دراسة العلم دراسة نقدية من المبادئ الى النتائج‬
‫الى المنهج الى حدود العلم وموضوعيته في محاولة لتطويره ‪ .‬في المقابل يمنح العلم‬
‫لالبيستمولوجيا قضايا بحثية متجددة من مختلف فروعه توسع مجال الدراسات‬
‫االبيستمولوجية ‪.‬‬
‫االبيستمولوجيا ونظرية المعرفة ‪:‬‬
‫واإلبستيمولوجية بوصفها الدراسة النقدية للعلم تختلف عن نظرية المعرفة ‪.‬ففي حين تتناول‬
‫نظرية المعرفة ‪ théorie de la connaissance‬عملية تكون المعرفة اإلنسانية من‬
‫حيث طبيعتها وقيمتها وحدودها وعالقتها بالواقع‪ ،‬وتبرز – بنتيجة هذا التناول – اتجاهات‬
‫اختبارية وعقالنية ومادية ومثالية‪ ،‬فإن موضوع اإلبستيمولوجية ينحصر في دراسة‬
‫المعرفة العلمية فقط‪.‬‬

‫وإذا كانت اإلجابات التي تقدمها نظرية المعرفة «اطالقية» وعامة وشاملة‪ ،‬فإن‬
‫اإلبستيمولوجية تدرس المعرفة العلمية في وضع محدد تاريخياا‪ ،‬من دون أن تنزع نحو‬
‫إجابات مطلقة‪.‬بل ترى اإلبستيمولوجية في التعميمات الفلسفية لنظرية المعرفة عائقا ا أمام‬
‫تطور المعرفة العلمية‪ .‬ذلك أن التصورات الزائفة عن المعرفة تؤثر سلبيا ا في مجال‬
‫المعرفة العلمية‪ ،‬وخاصة حين تضع حدودا ا للعلم ‪.‬فاإلبستيمولوجية ليست استمرارا ا لنظرية‬
‫المعرفة في الفلسفة بل هي تغير كيفي في النظر إلى عالقة الفلسفة بالعلم‪ ،‬وتجاوز للتناقض‬
‫بين نظرية المعرفة والعلم‪.‬‬

‫موضوع االبيستمولوجيا ‪:‬‬

‫تعالج االبيستمولوجيا العلم فهو موضوعها ‪ ،‬وهناك إبستيمولوجية عامة موضوعها العلم‬
‫من دون تمييز العلوم الطبيعية عن العلوم اإلنسانية‪.‬‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫واستنادا ا إلى ذلك‪ ،‬فإن اإلبستيمولوجية مع كونه مبحثا ا حاز على استقالله النسبي في‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬تظل مبحثا ا فلسفياا‪ .‬خاصة ألنها تسعى إلى صوغ نظرية عامة في‬
‫المعرفة العلمية‪ .‬وال أدل على ذلك من محاولة جون بياجيه إشادة نظرية في التكوين النفسي‬
‫للعلم‪.‬‬

‫ومما يؤكد انتماء اإلبستيمولوجية إلى الفلسفة‪ ،‬تحولها إلى علم معياري‪ ،‬هو معالجتها‬
‫مسائل العلم بطرح تساؤل حول ما يجب أن يكون عليه العلم و هي النظرة المعيارية‪.‬‬
‫وفي نفس الوقت ثمة مشكالت إبستيمولوجية لمجموعة من العلوم أو لعلم جزئي بعينه‪ .‬ومن‬
‫ثم فإن هناك إبستيمولوجية خاصة وإبستيمولوجية جزئية‪ ،‬إلى جانب اإلبستيمولوجية العامة‪.‬‬

‫ومن القضايا االبيستمولوجية في العلوم الطبيعية نجد ما طبيعة القانون في هذه العلوم؟ ما‬
‫دور مقوالت الحتمية والمصادفة واالحتمال والغائية؟ كما أن هناك مشكالت خاصة بالعلوم‬
‫اإلنسانية‪ :‬كالموضوعية والفهم والتفسير والجانب األيديولوجي ألحكامها‪ .‬والعالقة بين‬
‫المنطقي والتاريخي في المعرفة اإلنسانية‪ ،‬وإمكانية قيام نظرية اجتماعية‪ ،‬وهل هناك‬
‫مالمح قانونية عامة في السيرورة االجتماعية أم أن الواقعة االجتماعية واقعة فريدة من‬
‫نوعها؟ إن هذه المشكالت وغيرها هي موضع اإلبستيمولوجية الخاصة بالعلوم اإلنسانية‪.‬‬

‫لكن العلوم الجزئية تواجه هي األخرى مشكالت خاصة بها‪ ،‬بسبب استقاللها‬
‫النسبي‪.‬فإبستيمولوجية العلوم الحيوية تطرح جملة من المسائل منها‪ :‬هل هناك غائية في‬
‫التطور الحي؟ وما العالقة بين مفهوم الطفرة والتطور التدريجي في العالم الحي؟ وما الدور‬
‫الذي يقوم به‪ ،‬منهجياا‪ ،‬مفهوم البيئة في تفسير الظواهر الحية؟ ‪ .‬كما نجد مشكالت‬
‫إبستيمولوجية خاصة بعلم التاريخ كتحديد معنى الواقعة التاريخية الموضوعية في علم‬
‫التاريخ‪ ،‬وهل التاريخ قابل للتفسير أو للفهم‪ .‬هل هناك حتمية تاريخية؟ وغيرها‪.‬‬

‫أسس االبستمولوجيا‪:‬‬
‫تقوم االبستمولوجيا على المرتكزات و األسس التالية ‪:‬‬
‫‪ 1‬التحليل االبستمولوجي للمعرفة العلمية ‪ :‬ينطلق التحليل االبيستمولوجي للمعرفة العلمية‬
‫بعد مرحلة الـتأمل العقلي حيث يركز على تحليل أهم عناصرها و بنيتها وبعدها تتبعها‬
‫مرحلة النقد ‪.‬‬
‫‪ 2‬النقد االبستمولوجي للمعرفة العلمية ‪ :‬يقصد به اخضاع المعرفة العلمية للفحص من‬
‫خالل كشف عيوبها من جهة ونقاط قوتها من جهة أخرى حيث يقوم االبيستمولوجي‬
‫بالتعمق في تلك المعرفة التي توصل اليها العلم و يعمل على استنباط عيوبها في اطار نقد‬
‫بناء غايته تطوير المعرفة‪.‬‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫‪- 3‬العائق االبستمولوجي ‪ :‬يقصد بالعائق اإلبستمولوجي كل ما يعترض سبيل العلم‬


‫فيعرقل تقدمه و يعطل سيره ويخرجه عن منحاه ‪ ،‬و يرتبط هذا اإلصطالح أيضا بغاستون‬
‫باشالر االبيستمولوجي الفرنسي‪ ،‬الذي بين أن العوائق ليست عوائق خارجية تتعلق بتعقد‬
‫الظواهر المدروسة ‪ ،‬و ال هي متعلقة بضعف حواسنا و محدودية عقلنا البشري ‪ ،‬بل هي‬
‫عوائق نفسية قبل كل شيء ‪ ،‬ألن أهم ما يجمد تطور العلم هو التشبت باألحكام المسبقة و‬
‫اآلراء الشخصية ‪ ،‬و رفض كل جديد مخالف لما تم التعود عليه‪ ،‬وهذه العوائق‬
‫اإلبستمولوجية يمكن أن تكون عوائق إجتماعية ونفسية أو دينية وأخالقية‪.‬‬
‫وهناك عدة أمثلة يمكن تقديمها حول العائق اإلبستمولوجي‪ ،‬كالعائق الديني المتمثل في‬
‫اإلضطهادات التي تعرض لها علماء الفلك في الفترة الحديثة وباألخص جيراردو برونو‪،‬‬
‫الذي تعرض للحرق من طرف الكنيسة جراء خروجه عن النمط التفكيري المسيحي بدفاعه‬
‫عن مركزية الشمس و دوران األرض حول الشمس‪ ،‬خالفا للمعتقد المسيحي الذي كان‬
‫يعتبر أن األرض هي مركز الكون وأن الشمس تابعة في دورانها لألرض التي هي‬
‫المركز‪ ،‬ناهيك عن ما تعرض له العالم غاليلي غاليلو‪ ،‬الذي دافع عن نفس فكرة جيراردو‬
‫برونو‪ ،‬أي التاكيد على مركزية الشمس عوض مركزية األرض ‪ ،‬مما عرضه للمحاكمة‬
‫من طرف بابا الكنيسة التي جعلته يتنازل عن أفكاره و يرتد عنها‪.‬‬
‫‪ 4‬القطيعة االبستمولوجية ( القفزات االبستمولوجية) ‪:‬‬
‫مفهوم القطيعة اإلبستمولوجية هو مفهوم طرحه الفيلسوف وعالم االجتماع الفرنسي‬
‫غاستون باشالر في كتابه "الثورة العلمية" (‪ .)1934‬يشير هذا المفهوم إلى القفزات الكيفية‬
‫في تطور العلوم‪ ،‬والتي تتميز بتجاوز المفاهيم والنظريات العلمية السابقة وتأسيس مفاهيم‬
‫ونظريات جديدة‪.‬‬
‫من األمثلة التي توضح معنى القطيعة االبستمولوجية‪ ،‬تلك القطيعة التي وسعت من نطاق‬
‫الهندسة االقليدية بإبتكار هندسات ال اقليدية طورت مفهوم الفضاء بشكل عام ‪ ،‬و كذلك‬
‫مسألة القطيعة بين الفيزياء الكالسيكية التي ميزت الفترة الحديثة ‪ ،‬و الفيزياء المعاصرة ‪،‬‬
‫وكذلك القطيعة اإلبستمولوجية بين مبادئ علم اجتماع كونت و علم اجتماع ماكس‬
‫فيبر‪ ،‬بشكل مختصر إن القطيعة اإلبستمولوجية هي صفة تميز الفكر اإلنساني‪ ،‬وبدون‬
‫قطيعة إبستمولوجية سيصبح الفكر جامدا في مكانه‪.‬‬

‫الروح العلمية ‪:‬‬


‫تناول الفيلسوف الفرنسي «بول موي» مسألة الروح العلمية التي يجب أن يتحلَّى بها‬
‫العا ِلم؛ كالثقافة األخالقية‪ ،‬والدهشة‪ ،‬وحب االستطالع‪ ،‬والنزاهة‪ ،‬والصبر‪ ،‬والزهد‪،‬‬
‫والشجاعة و الموضوعية و الوضعية وغيرها‪.‬‬
‫فحسبه الروح العلمية وليدة حب االستطالع الذي يدفع العالم إلى جمع الظواهر التي‬
‫كثير من األحيان يقتضي‬
‫بصبر ودقة‪ ،‬وفي ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تثير اهتمامه‪ ،‬ويجب أن تُجمع هذه الظواهر‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫ي في هذا‬ ‫ا‬
‫وفضال عن ذلك فإن ال ُمض َّ‬ ‫البحث عنها شجاعة‪ ،‬إذ ينطوي على مخاطرات‪،‬‬
‫البحث يقتضي نزاهةا هي ألزم لوازم روح النقد‪.‬‬
‫ولكن ينبغي أن يكمل الخيال الروح العلمية‪ ،‬إذ ليس ثمة علم ال تتد َّخل فيه فروضنا‬
‫وتفسيراتنا لما يقع تحت المالحظة‪ ،‬غير أن هذا الخيال يختلف في نوعه عن خيال الفنان‪،‬‬
‫عا لدى العا ِلم منه لدى الفنان‪ .‬وإذن فبعض الصفات التي ت ُ َعد قوا اما‬ ‫وإن لم يكن أق َّل اتسا ا‬
‫للروح العملية «خارجة عن المجال العقلي» وهي تنتمي إلى مجال األخالق بوج ٍه خاص‪.‬‬
‫ومع ذلك فمن الخطأ أن نعتقد أن العا ِلم ال يعدو أن يكون إنسا انا أمي انا يتميَّز بقدْر كبير من‬
‫الدقة‪ .‬فالعلم ينطوي على تحصي ٍل غير قليل‪ ،‬يكت ِسبه العا ِلم عن طريق الثقافة العلمية؛ بل‬
‫ضا ‪.‬‬
‫عن طريق الثقافة الفلسفية والجمالية أي ا‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فالروح العلمية تفترض التسليم بمعتقدات خاصة تُعبر عنها بعض‬ ‫ا‬
‫المبادئ‪ ،‬مثل مبدأ الحتمية )‪ (déterminisme‬الذي يستبعد فكرة الجبر المحض‬
‫‪fatalisme‬ويستبعد‪ ،‬على نح ٍو ما‪ ،‬القول بالصدفة ‪(Hasard‬إذ إن حساب االحتماالت‬
‫ليس حساباا للصدفة؛ بل هو حساب لما تتض َّمنه الصدفة الظاهرية من حتمية معروفة)‪.‬‬
‫وللعلم مبدأ آخَر هو مبدأ النسبية‪ ،‬الذي أدى إلى كشوفٍ هامة والذي أصبحت له أهميةٌ‬
‫خاصة وسط التطور الذي يعرفه العلم‪.‬‬
‫أنواع المعارف ‪:‬‬
‫وإلى جانب مسألة تاريخ العلم تبحث اإلبستيمولوجية في مسألة تصنيف العلوم‪ .‬وهي مسألة‬
‫عالجتها الفلسفة من قبل‪ ،‬غير أن اإلبستيمولوجية رفضت التصنيف السكوني للعلوم الذي‬
‫يقوم على أساس تصنيف الملكات الذي يعود إلى أرسطو‪ .‬إذ ص ّنفت العلوم وفقا ا للملكات‬
‫عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪1-‬ملكة العقـل‪ :‬وتشمل الرياضيات والفيزياء والفلسفة‪.‬‬

‫‪2-‬ملكة الذاكرة‪ :‬وتشمل التاريخ والتاريخ الطبيعي‪.‬‬

‫‪3-‬ملكة الخيال‪ :‬وتشمل الشعر‪.‬‬

‫كما تجاوزت اإلبستيمولوجية تصنيف العلوم على أساس االنتقال من أكثر العلوم عمومية‬
‫وبساطة إلى أكثرها خصوصية وتعقيداا‪ ،‬وهو تصنيف يعود إلى أوغست كونت‪.‬مع ذلك‬
‫يتفق اإلبستيمولوجيون على تصنيف موحد للعلوم فهناك التصنيف الجدلي للعلوم الذي قدمه‬
‫اإلبستيمولوجي السوفييتي ب‪ .‬كيدروف الذي يرى أن العلوم ثالثة أنواع‪:‬‬

‫العلوم الطبيعية‪ ،‬والعلوم االجتماعية‪ ،‬والعلوم الفلسفية‪ ،‬متأثرا بأنغلز ‪.‬ولكنه رأى أن هناك‬
‫علوما ا متوسطة بين العلوم السابقة‪ ،‬فالعلوم التطبيقية‪ :‬كالزراعة والطب‪ ،‬تقع بين العلوم‬
‫الطبيعية والعلوم االجتماعية‪ .‬والرياضيات تقع بين العلوم الطبيعية والعلوم الفلسفية‪ .‬ويرتبط‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫علم النفس بجميع العلوم األخرى إذ يرتبط بالعلوم الطبيعية من طريق نظرية النشاط‬
‫العصبي ويرتبط بالعلوم االجتماعية عن طريق علم اللغة ويرتبط بالعلوم الفلسفية عن‬
‫طريق المنطق ونظرية المعرفة‪ .‬أما الفلسفة فإنها تنفذ إلى جميع العلوم ألنها تمدها بالمنهج‬
‫العام‪.‬‬

‫أما جان بياجيه ف قد قسم العلوم إلى مجموعات أربع‪ :‬العلوم المنطقية الرياضية والعلوم‬
‫الفيزيائية والعلوم البيولوجية والعلوم النفسية – االجتماعية ومنها األلسنية وعلم االقتصاد‪.‬‬
‫وبين هذه العلوم عالقة متبادلة‪.‬‬

‫بينما قدم ميشال فوكوتصنيفا ا آخر للعلوم مؤسسا ا على مجال المعرفة العام ذي األبعاد‬
‫الثالثة و يتمثل في‪:‬‬

‫البعد األول‪ :‬هو العلوم الرياضية والفيزيائية‪ ،‬وهي العلوم التي يقوم نظامها على تسلسل‬
‫استنباطي للحقائق البدهية أو التي يتم التدليل عليها بالبرهان‪.‬‬

‫والبعد الثاني‪ :‬هو علوم الحياة واالقتصاد واللغة‪ .‬وهي علوم تدرس ظواهر مستقلة لكنها‬
‫ترتبط بروابط كليّة‪ ،‬وما يربط بين البعد األول والثاني هو استخدام الرياضيات‪.‬‬

‫البعد الثالث‪ :‬الفلسفة‪ ،‬يرتبط هذا البعد بالبعد الثاني بتشابه الموضوعات‪« .‬الحياة واإلنسان‬
‫والرموز» كما يرتبط بالبعد األول بإضفاء صفة الصورية على الفكر‪.‬‬

‫أما العلوم اإلنسانية فالمكان لها في تصنيف كهذا وهذا اليعني أنه ال وجود لها‪ ،‬بل هي‬
‫موجودة على تخوم العلوم السابقة‪ .‬فعلم النفس يعتمد على النموذج البيولوجي‪ .‬ذلك ألنه‬
‫يدرس كل ما هو امتداد للوظائف البيولوجية‪ ،‬وما يؤدي إلى قيام تمثل لدى اإلنسان‪.‬ويعتمد‬
‫علم االجتماع على علم االقتصاد‪ ،‬ألن موضوعه اإلنسان الذي ينتج ويستهلك ويقيم عالقات‬
‫مع المجتمع الذي يعيش فيه‪.‬وعلم اآلداب واألساطير يجد نموذجه في علم اللغة‪.‬‬

‫ومهما يكن من اختالف في تصنيف العلوم‪ ،‬فإن هذا التصنيف يهدف إلى تحديد العالقة‬
‫المتبادلة بين العلوم‪ ،‬من حيث موضوعاتها ومناهجها‪ .‬وتحديد أوجه التشابه واالختالف بين‬
‫أشكال المعرفة العلمية ومن الصعب تقديم تصنيف تام للعلوم ذلك ألن هناك علوما ا جديدة‬
‫دائما ا وانقساما ا مستمرا ا للعلوم القديمة‪ .‬واكتشافا ا لترابطات تنشئ علوما ا متوسطة كالكيمياء‬
‫الحيوية والفيزياء الحيوية والكيمياء الجيولوجية وغيرها‪.‬‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫مصادر المعرفة العلمية ‪:‬‬


‫وإذا كانت االبستمولوجية مبحثا ا موضوعه المعرفة العلمية‪ ،‬وهدفه التحليل النقدي لها‪،‬‬
‫فما هي مشكالت العلم التي تتطلب تدخالا إبستيمولوجياا؟‬
‫تعد مشكلة المسار الذي تسلكه المعرفة العلمية ومصدر المعرفة العلمية واحدة من أهم‬
‫مشكالت اإلبستيمولوجية‪.‬ولقد انقسم اإلبستيمولوجيون – في النظر إلى هذه المشكلة – إلى‬
‫فريقين‪ :‬فريق نظر إلى مسار العلم على أنه سيرورة متصلة مستمرة ال انقطاع فيها وال‬
‫انفصال‪.‬وفريق آخر رأى أن مسار العلم مسار انقطاع واضطرابات وأزمات وثورات‪.‬‬

‫الطرح ‪ :1‬العلم سيرورة متصلة – النظرة التراكمية‪:-‬‬


‫ويعد إميل ميرسون ‪ Emil Meyerson‬وليون برنشفيك ‪Léon Brunschvicg‬أهم‬
‫دعاة االتجاه الذي يقول باالستمرارية‪ .‬والمعرفة العلمية – من وجهة نظر هذا االتجاه –‬
‫استمرار وتطور للمعرفة العادية‪ .‬كما أن كل معرفة علمية جديدة هي استمرار للمعرفة‬
‫العلمية السابقة فتاريخ العلم سلسلة يتولد بعضها من بعض بتراكمية‪ .‬وما التغير الذي يحدث‬
‫في العلم إال تغير تدريجي‪ .‬ويدللون على صحة رأيهم بالتطور التدريجي للمنهج العلمي‬
‫وطريقة انتشاره‪.‬‬
‫فالمنهج العلمي االستقرائي الحديث تمتد جذوره في الماضي الى أرسطو‪ ،‬وقد ت َّم‬
‫انتشاره واستيعابه شيئا ا فشيئا ا عن طريق علماء متخصصين في العلوم الطبيعية والسيما في‬
‫علم الفيزياء‪ .‬أما من حيث لغة العلم‪ ،‬فيرى أنصار االستمرارية أنها استمرار للغة العامة‪،‬‬
‫مع تميز لغة العلم من هذه األخيرة بطابعها الرمزي‪.‬‬

‫الطرح ‪ :2‬مسار العلم هو القطائع و االزمات ‪:‬‬

‫أما االتجاه الثاني الذي يقول بالالاستمرارية وأهم ممثليه غاستون باشالر‪ ،‬وتوماس‬
‫كوهن ‪ Th. Cohn‬لوي ألتوسير ‪ Louis Althusser‬وميشيل فوكو ‪Foucault‬فإنه‬
‫ينطلق – على العكس من االتجاه السابق – من أن تاريخ العلم تاريخ ْ‬
‫قط ٍع بين المعارف‬
‫العلمية البالية والمعارف الباقية والذي يفصل بين هذين النمطين من المعرفة العلمية هو‬
‫مفهوم القطيعة اإلبستيمولوجية‪ .‬ليست المعرفة العلمية امتدادا ا للمعرفة العامية‪ ،‬بل هي‬
‫انتقال من التجربة إلى العقلنة ‪ rationalization‬ومن المالحظة المضطربة إلى المعرفة‬
‫الموضوعية‪.‬‬
‫ولو صح أن المعرفة العلمية هي استمرار للمعرفة العامية لصح أن يكون اختراع‬
‫المصباح الكهربائي استمرارا ا للمصباح العادي‪.‬ولكن األمر ليس على هذا النحو‪ ،‬فاختراع‬
‫المصباح الكهربائي ثمرة معرفة علمية بالعالقات بين الظواهر‪ ،‬ودراسة وصلت مرحلة‬
‫التعبير عن هذه العالقات بصيغ رياضية‪.‬‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫كما أن المنهج العلمي ذاته اليقوم على االستمرارية‪ ،‬فكتاب ديكارت «مقال في المنهج» ال‬
‫ينطوي اليوم على أي فائدة تذكر في البحث العلمي‪ ،‬كما أن منهج بيكون االستقرائي لم يعد‬
‫صالحا ا في تحصيل المعرفة العلمية‪.‬‬

‫ولغة العلم – هي األخرى – تختلف اختالفا ا كليا ا عن اللغة العادية‪ ،‬فاللغة التي تستخدمها‬
‫الفيزياء ذات داللة مختلفة عن اللغة العادية‪ .‬حتى لو استعارت الفيزياء لغتها من هذه‬
‫ذرة في اللغة العادية‪.‬ولغة العلم‬
‫ذرة في الفيزياء معنى مختلف عن كلمة ّ‬ ‫األخيرة فلكلمة ّ‬
‫ومناهجه معياران أساسيان في حدوث القطيعة اإلبستيمولوجية‪.‬‬

‫فلغة العلم لغة متجددة دائما ا والعلم صوغ مستمر للمفاهيم والمصطلحات‪ ،‬إلى حد تغدو معه‬
‫لغة العلم الجديدة مختلفة عن لغة العلم القديمة‪.‬فلغة المنطق الرمزية الجديدةعند بارتراند‬
‫َرا ِس ْل مختلفة كليا ا عن لغة منطق أرسطو القديمة‪ ،‬ألن لغة المنطق الرمزية ال تحتمل أكثر‬
‫من معنى واحد‪.‬‬

‫وقد توصل مؤسسو علم الفيزياء الحديث إلى أن المنهج االستقرائي أصبح عاجزا ا عن‬
‫قراءة كتاب الطبيعة‪ ،‬ولهذا عولوا على المنهج االستنباطي الرياضي‪ .‬ولقد توصل نيوتن‬
‫إلى نظريته في الميكانيك وقانون الجاذبية عن طريق المنهج االستنباطي وليس عن طريق‬
‫االستقراء‪ .‬وهذا ما يبين ان المعارف العلمية تنتج عن القطيعة االبيستمولوجية و القفزات‪.‬‬

‫الموضوعية العلمية ‪:‬‬


‫الموضوعية في البحث العلمي هي خاصية لجوانب مختلفة من العلم‪ ،‬والموضوعية ترى‬
‫ان االفكار والطرائق والنتائج العلمية والعلماء انفسهم ال يجب ان يتأثروا باالفكار الفردية‬
‫أي ابعاد الذاتية‪ ،‬او وجهات النظر المعينة‪ ،‬او االحكام القيمية او االهتمامات الشخصية‪،‬‬
‫الموضوعية العلمية تعتبر مثالية للبحث العلمي‪ ،‬وهي سبب جيد لتقدير المعرفة العلمية‬
‫واساس لسلطة العلم في المجتمع‪.‬‬
‫وأغلب النقاشات المركزية في فلسفة العلم و االبيستمولوجيا لها عالقة بالموضوعية‬
‫بوسيلة او بأخرى‪ ،‬التأكيد ومشكلة االستقراء‪ ،‬اختيار النظرية والبحث العلمي‪ ،‬الواقعية‪،‬‬
‫التفسير العلمي‪ ،‬القياس والتقدير‪ ،‬دليل إحصائي قابلية إعادة االنتاج‪ ،‬العلم المسند بالدليل‪،‬‬
‫كلها امثلة عن الموضوعية العلمية‪ ،‬لذلك فإن فهم دور الموضوعية في العلم مربوط بها‪.‬‬
‫ليس من الغريب سماع عبارة “هذا شخصي للغاية” في نوع من المناقشات االكاديمية‪،‬‬
‫عادة ا ما يعنيه الشخص في مثل هذه اإلعالنات ان البيان الذي قدمه هو امر تفسيري وربما‬
‫يكون هناك عدد من المواقف المختلفة التي يتخذها المرء تجاه هذه القضية‪ ،‬قد يؤكد المرء‬
‫ان الشخص الذي يصدر اإلعالن يستخدم الخطاب االكاديمي ليقول رايه العلمي الشخصي‪.‬‬
‫السنة األولى علم اجتماع‬ ‫مقياس ابيستمولوجيا العلوم االجتماعية‬
‫أ‪ .‬كريمة بودرواز‬

‫الذاتية ببساطة تتعرف على البشر على انهم كائنات حكيمة تدرك وجودها وذاتيتها‪ ،‬وترى‬
‫عاقال وواعياا ومدر اكا لذاته كفرد وقادر على التصرف كشخص حر‪،‬‬ ‫ا‬ ‫الذاتية بان الفرد كائ انا‬
‫والذاتية تؤخذ على انها تتعلق بموضوع ما‪ ،‬او وجهة نظر او نظرة الشخص الفردية إلى‬
‫العالم وهي عكس الموضوعية فما كان ذاتيا هو فقد لصبغة الموضوعية اذ أن الضرورة‬
‫المنطقية تفرض ضبط مصطلح الموضوعية من خالل فهم مصطلح الذاتية‪ .‬تستخدم الذاتية‬
‫اليوم على نطاق واسع واصبح لديها الكثير من المعاني‪ ،‬التعريف االدق للذاتية هو االفكار‬
‫والمعتقدات والرغبات التي تشكل هوية الشخص الذاتية‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬يتم في البحث العلمي تقديم الذاتية على انها عكس الموضوعية‪ ،‬وينظر إلى‬
‫الموضوعية على انها غياب التحيز في البحث العلمي‪ ،‬بينما الذاتية ضمنياا تعادل التحيز‪،‬‬
‫في نماذج البحث التقليدية التي نشأت من العلوم الطبيعية‪ ،‬ينظر إلى الموضوعية على انها‬
‫عنصر اساسي في اجراء البحث االكاديمي وإعادة توجيه الفهم العام لمجال ما‪ ،‬وعلى نحو‬
‫ذلك‪ ،‬يجب ان تكون الذاتية محدودة ألقصى حد في هذا البحث كي يتم تعميمه فيما يتعلق‬
‫بالنتائج‪.‬‬
‫تبقى االبيستمولوجيا دراسة نقدية خاصة بالمعرفة العلمية عامة وبالعلوم كفروع خاصة‬
‫غايتها المساهمة في تطوير النظريات والنتائج العلمية بمنهج التحليل النقدي البناء ‪.‬‬

You might also like