You are on page 1of 764

‫أئثئئ‬

‫المجلدن الثاني‬

‫جر لثئ‬
‫^‪ 11 €11811‬؟‪1£8 0‬آل‪8111‬ل‪٦١‬أ‬

‫\‪٧1‬أل‪ 01 ٢‬د‬

‫الطبعة األولى ‪٢٠١٧‬‬

‫أسس الذين المسيحي‬ ‫صب‪:‬‬


‫المجتد الثاني‬

‫جون كالثن‬ ‫الكاتب‪:‬‬

‫جورج صبرا‬ ‫تحرير وتقديم‪:‬‬

‫القس أديب عوض‬ ‫ترجمة‪:‬‬

‫القس وليد هرموش‬

‫القس د‪ .‬ؤيكتور مكارى‬

‫د‪ .‬سهيل سليما ن‬ ‫تتقيح‪:‬‬

‫تصميم الغالف والتصميم الداخلي‪ :‬دار منهل الحياة‬


‫ه ‪ ١ ٦‬منصورية‪ ،‬المتن ‪ -‬لبنان‬ ‫ص‪.‬ب‪.‬‬
‫‪- ٩٦١٤٤٠١٩٢٢‬‬
‫*‬ ‫هاض‪:‬‬
‫‪*٩٦١٤٥٣٢٤٨١‬‬ ‫فاكس‪:‬‬
‫‪. 00111‬كزة‪-٨111‬سس]‪1٠-[٧‬ة(]@‪±٠0‬ع‪1‬‬ ‫بريد إلكتروني‪:‬‬
‫*‬
‫‪00111‬عةزة‪-٨111‬س‪1‬س‪٢-[١‬ة(‪١٧١٧١٧.1‬‬ ‫موقع إلكتروني‪:‬‬

‫دار منهل الحياة باالشتراك مع كلئة الالهوت للشرق األدنى في بيروت‬ ‫التاشر‪:‬‬

‫‪188^:978-614460-013-9‬‬ ‫الترقيم الدولي‪:‬‬

‫جميع الحقوق باللغة العربية محفوظة لكلئة الالهوت للشرق األدنى في بيروت‪،‬‬
‫وال يجوز استخدام أو اقتباس أي جزء منه من دون إذن التاشر‪،‬‬
‫وللناشر وحده حق إعادة الطبع والنشر من خالل النسخ المطبوعة‬
‫أوأي وسيلة سمعية أوبصرئة أوعبر اإلنترنت في أي مكان‪.‬‬
‫الفصل الحادي عشر‬
‫التبرير باإليمان‪ :‬أوأل التعريف بالكلمة وبالمحتوى‬

‫(التبرير والتجديد‪ ،‬تعريف المصطلحين‪)٤-١ ،‬‬

‫‪ . ١‬موضع عقيدة التبرير ومعناها‬

‫أعتقد أتني شرحت أعاله‪ ،‬بما يكفي من عناية‪ ،‬كيف باإليمان يبقى للبشر سبين وحيد‬
‫السترداد الخالص‪ ،‬بعد أن صاروا تعرت لعنة الناموس إبسبب الخطيئة؛ ‪ .‬كما أعتقد أتني شرحت‬
‫كذلك ما هو اإليمان بعينه‪ ،‬وتلك الحسنات اإللهية التي يجلبها لإلنسان‪ ،‬والثمار التي ينتجها فيه‪١ .‬‬
‫وللحصها ‪ .‬لقد وهبا لنا المسيح من فضل سخاء الله حتى نحوزه ونمتلكه باإليمان ‪ .‬وبمشاركتنا‬
‫فيه‪ ،‬نأخذ في المقام األول نعمة مزدوجة‪ :‬األولى هي أن لنا في السماء — إذ صولحنا مع الله بواسطة‬
‫بر المسيح — أائ رؤوقا بدأل من قاض؛ والثانية — إذ يقذسنا روح المسيح — يمكننا أن ننئي البرء‬
‫وطهارة الحياة‪ .‬أثا بشأن التجديد‪ ،‬وهو العطية الثانية من هائين‪ ،‬فلقد قلك ما يبدو كافيا‪ .‬لذا‬
‫أشرت إلى موضوع التبرير إشارة عابرة‪ ،‬إذ كان من األهلم أن نفهم أؤأل كم يتعجزد اإليمان من‬
‫األعمال الصالحة‪ ،‬إذ من خالله وحده نحصل على البز المجاني برحمة الله؛ كما نفهم طبيعة‬
‫أعمال القديسين الصالحة التي يتعتق بها جزة من هذا السؤال‪ ٢.‬لذا يجب االن أن نناقش هذه‬
‫األمور باستفاضة‪ ،‬بل أن نناقشها واضعين في أذهاننا أن هذا [أي اإليمان؛ هو المحور الرئيس‬
‫الذي يدور حوله الدين‪ ،‬بهدف أن نكرس أكثر اهتمامنا وعنايتنا له‪ .‬هذا ألئك إن لم تدرك أؤأل‬
‫ماهية عالقتك بالله‪ ،‬وطبيعة رأيه فيك‪ ،‬فلن يكون لديك أساس تقيم عليه خالصك وال أساس تبنى‬
‫عليه التقوى نحو الله‪ .‬أثا الحاجة إلى معرفة ذلك فسوف تظهر بأكثر وضوح من المعرفة ذاتها‪.‬‬

‫اإلشارة هنا إلى الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل ‪ ،١٢‬الفقرة األولى؛ الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل ‪ ٢‬و‪ ،٣‬وفي أمكنة أخرى متعذدة‪.‬‬ ‫‪١‬‬
‫انظر أعآله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل ‪ ،٣‬الفقرة ‪١‬؛ والفقرات ‪.١٠-٦‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٦٧٨‬‬

‫‪ .٢‬مفهوم التبرير‬

‫أائ لكي ال نتعكر على العتبة عينها ‪ -‬وقد يحدث هذا إن أقبلنا على مناقشة أمر مجهول ‪-‬‬
‫فلنشرح أؤأل ماذا تعني هذه المصطلحات‪ :‬اإلنسان مبرر في عيني الله‪ ،‬ومبرر باأليمان أو باألعمال‪.‬‬
‫يقال إئه مبزر في عينتي الله من يحسبه الله في حكمه مبزرا‪ ،‬وش فيل من أجل بره هو‪ .‬في الحق‪ ،‬ألن‬
‫الخطيئة رجس في عيني الله‪ ،‬ال يستطيع خاطئ أن يكون مزضغا عنده ما دام يظل خاطائ فيحسب‬
‫هكذا‪ .‬ولذلك أينما كانت الخطيئة ظهر أيصا غضب الله ونقمته‪ .‬ويحسب مبزرا من ال يعتبر في‬
‫حالة خاطئ‪ ،‬بل في حالة إنساز باز؛ ولهذا السبب‪ ،‬يقف ثابائ أمام كرستي دينونة الله فيما يسقط‬
‫جميع الخطاة‪ .‬فإذا دعتي إنسان بريء أمام كرستي قضاء قاض ننصف‪ ،‬حيث إقضى له على أساس‬
‫براءته‪ ،‬دقال إئه مبزر أمام القاضي‪ .‬وهكذا يقف مبزرا أمام الله من قد تحزز من زمرة الخطاة‬
‫فيشهد الله لبزه ويوكده‪ .‬وبالطريقة نفسها‪ ،‬تن وجدت حياته في الطهارة والقداسة التي تستحق‬
‫أن يشهد لها بالبز أمام عرش الله‪ ،‬يقال إئه مبزر باألعمال‪ ،‬أو هو تن بقداسة أفعاله يرضي قضاء الله‪.‬‬
‫على العكس‪ ،‬إذ من ال يفي مقاييس بز األعمال فيتمشك بالبز الذي في المسيح باأليمان‪ ،‬فيلبسه‪،‬‬
‫فهذا هو تن ال يبدو في نظر الله كإنساز خاطئ‪ ،‬بل كإنساز باز‪.‬‬

‫لذلك هكذا نشرح التبرير ببساطة‪ ،‬باده القبول الذي يستقبلنا به الله إلى رحاب نعمته كأبرار‪.‬‬
‫ونقول إئه يتكؤن من تحو الخطايا وعزو بز المسيح‪.‬‬

‫‪ .٣‬داللة الكاب المقدس‬

‫يحتوي الكتاب المقنص على العديد من الشواهد التي توؤد هذه الحقيقة‪ .‬بادئ ذي بدء‪،‬‬
‫ال يمكن إنكار أة هذا هو المعنى الصحيح واألكثر اعتيادا للكلمة‪ .‬ولكن حيث إذ الوقت ال‬
‫يسع لجمع كل النصوص ومقارنتها‪ ،‬يكفي أن دلفت نظر قزائنا إليها إذ إئهم يستطيعون فعل ذلك‬
‫بأنفسهم‪ .‬سأذكر منها البعفى القليل الذي يرتبط بهذا التبرير الذي نتحدث عنه‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬عندما يذكر لوقا أة الشعب إذ سمعوا المسيح بزروا الله [لو ‪٢٩:٧‬؛‪ ،‬وعندما يعلن‬
‫يسوع أة ‪11‬ابكنه برزت ير‪ ،‬جميع تييهااا [لو ‪:٧‬ه‪ ،]٣‬لم يعق في العبارة األولى (ع ‪)٢٩‬‬
‫أة الشعب يمنح التز‪ ،‬ألة التز يظز أبذا مالزائ لله‪ ،‬على الرغم من أة العالم بأسره يسعى جاهدا‬
‫أن ينتزعه عنه‪ .‬كما أئه ال يقصد‪ ،‬في اآلية ‪ ،٣٥‬أن يبزر عقيدة الخالص التي هي في ذاتها بازة‪.‬‬
‫بل إذ كلتا العبارئين تعبران بقؤة ض المعنى ذاته ‪ -‬أي أن ينسب إلى الله وتعليمه الحمد الجدير‬
‫‪٦٧٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫به‪ .‬من جاب اخر‪ ،‬عندما يوتخ المسيح الغريسيين على تبرير ذواتهم [لو ‪١٥: ١٦‬؛‪ ،‬ال يقصد‬
‫أئهم يكتسبون البر بالعمل الصالح‪ ،‬بل ألئهم ‪.‬طموحهم يجرؤون على االستيالء على شمعة البز‬
‫وهم منها أحالء‪ .‬يدرن هذا المعنى بأكثر عمق تن يقن اللغة العبرية‪ :‬ليسوا وحدهم من يلقنون‬

‫لجريمتهم يستون أًاشرازا ‪ ،‬بل أولئك الذين وقع عليهم الحكم باللعنة أيصا‪ .‬فعندما تقول بثسع‬
‫إدهاهي وسليمان سيحسبان مذنبين‪ ،‬التعترف بأي ذنب [ ‪ ١‬مل ‪ )٢١: ١‬ولكئهاتشكوأدها‬
‫وابنها سوف يكسوهما العار‪ ،‬ويحسبان من بين األشرار وسوف يدانان‪ .‬ولكن يبدو من السياق‬
‫أة هذه الكلمة ئذنبين‪ ،‬حتى عندما تقرأ في النص الالتيني‪ ،‬ال يمكن أن تفهم إأل نسبيا‪ ،‬من دون‬
‫أن دفين أي خاصية‪.‬‬

‫أائ ألئها قصل بالحالة الحاضرة‪ ،‬فعندما يقول بولس إة الكتاب سبق فرأى أة الله يبرر األمم‬
‫باإليمان [غل ‪٨:٣‬؛‪ ،‬كيف نفهم ذلك سوى أئه يعني أة الله ينسب البر بواسطة اإليمان؟ وكذلك‬
‫عندما يقول إة الله يبرر الخاطئ الذي هو من االيتام سوغ [رو ‪٢٦:٣‬؛ ما عسى أن يكون‬
‫معنى ذلك إآل أة الناس يحررون من الدينونة التي تستحثها شرورهم بغائدة اإليمان؟ يتجلى هذا‬
‫المعنى بأكثر وضوح في خاتمة مقاله عندما يهتف‪ :‬مره كسقكي على محداري الله؟ الله هو الذي‬
‫يبرر‪ .‬تن هؤ الذي ئي‪٠‬ين؟ أنبيخ هؤ البدي تامق‪ ،‬تن دالخري وام آيائ‪ ...‬ؤائذي‪ ...‬يسفع نيتا‬
‫[االن؛ا [رو ‪٣٤ ،٣٣ :٨‬؛‪ .‬فكأئما قال‪ :‬امن* ذا الذي يوجه االدهام إلى تن منحهم الله حأل؟‬

‫وقن سوف يدين الذين يحفظهم المسيح في حماه؟اا لذا فإة ااًاة يبررا ال تعني إأل أن يبرئ من‬
‫ذنبه تن كان مثهائ‪ ،‬أي أن يؤبد براءته‪ .‬لذلك‪ ،‬كون الله يبررنا بشفاعة المسيح‪ ،‬فهو يحتنا‪ ،‬ال‬

‫بتأكيد براءتنا نحن‪ ،‬بل بإضغاء البر علينا بحيث إتنا الذين لسنا أبرارا في ذواتنا نحسب أبرارا في‬
‫المسيح‪ .‬وهكنا يقال في عظة بولس في األصحاح الثالث عشر من أعمال الرسل‪ :‬إله بواسطة‬
‫المسيح إنادى لكم بخفران الخطايا‪! ،‬اوبهدا تبرز كز تن ثوبر‪ ،‬بر‪ ،‬كل تا لم ثعدزوا اذ تبرروا منه‬

‫يتانوس وئشى [اع ‪٣٩ ،٣٨ :١٣‬؛‪ .‬الحظ التفسير‪ ،‬بأئه بعد غفران الخطايا يوصغهذا التبرير‪.‬‬
‫الحظ أده يفهم منه الفغران بكل وضوح؛ الحظ أئه ‪ -‬أي التبرير ‪ -‬ال عالقة له بأعمال الناموس‪.‬‬
‫الحظ أئه نعمة المسيح وحدها؛ والحظ أة نواله يتم باإليمان‪ .‬وأخيرا الحظ أة الكثارة تتم حين‬
‫يقول إئنا مبررون من خطايانا بواسطة المسيح‪ .‬وهكذا عندما قيل عن العسار إئه نزل من الهيكل‬
‫إلى بيته مبرزا [لو ‪١٤: ١٨‬؛‪ ،‬ال يمكننا أن نقول ائه حصل على الفغران بأي استحقاى لألعمال‪.‬‬
‫هذا إدا ما قيل‪ :‬بعد أن ينال الخاطئ المفغرة لخطاياه‪ ،‬يحسب إنساائ بازا في عين الله‪ .‬لم يصر بازا‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الذين المسيحى‬ ‫‪٦٨٠‬‬

‫باستحسان أفعاله‪ ،‬بل بغغران الله المجاني‪ .‬لذلك عبر أمبروسيوس عن ذلك بطريقه مناسبة عندما‬

‫دعا االعتراف بالخطايا تبريرا قاذوا‪٣.‬‬

‫‪ .٤‬التبريركقبوي ئخبًا به ض ئ؟ الله وكثفقر؛ للخطايا‬

‫ولكي نتفادى الجدل حول كلمة‪ ،‬لن تظل هنالك ريبة إذا نظرنا إلى األمر ذاته كما ؤصف‬

‫لنا‪ .‬يشير بولس إلى التبرير بمعنى نعمة القبول عندما يقول في رسالة [اف ‪ : ١‬ه ‪٦‬؛‪ :‬غثتا بلسي‬
‫زريشوغ الفبسيح لتعسه‪ ،‬حشمك تشر؛ تيسبه‪ ،‬بتذح تجد يعميه التي أدعم بها علثا ني التحبورب ‪.‬‬

‫وهذا يعني الشيء عينه الذي يقوله في موضع اخر‪ :‬أة ‪٠‬االله يبررنا بالمجادا [رو ‪ .]٢٤ :٣‬بل إئه‬

‫في األصحاح الرابع من رسالة رومية يقول عن التبرير أؤأل أئه اايحشا‪,‬ا لإلنسان‪ .‬وال يتردد في‬

‫أن يشمله ضمن غفران الخطايا‪ .‬يقول بولس‪ :‬انمتا ئعون ذاؤد أئائ ني دطويب اإلنشاز الذي‬

‫[رو ‪٧-٦ : ٤‬؛ مز ‪ .]١ :٣٢‬هنا‬ ‫ئجيسك له الله برا بدوز اعتال‪ :‬طوش بئذئ غغزت ادامهم‬

‫يتوضح أده يناقش التبرير كامآل‪ ،‬وليس جزءا منه فحسب؛ كما يتفق مع التعريف الذي أتى به داود‬

‫عندما كان يشيد ببركة من تنحوا مفغرة الخطايا بال مقابل [مز ‪ .]٢-١ :٣٢‬من هذا يتببن أن الير‬

‫الذي يتحذث عنه هو ببساطة ضد الذنب‪ .‬ولكئ النص األروع في هذا المجال‪ ،‬هو حيث يعتم‬

‫أة خالصة سفارة اإلنجيل هي مصالحتنا مع الله‪ ،‬إذ إذ الله مستعد أن يقبلنا إلى نعمته من خالل‬

‫المسيح‪ ،‬غير حاسب لنا خطايانا [‪ ٢‬كو ه‪ .]٢٠-١٨ :‬ليتأتل قرائي النض باكمله‪ .‬ألة بولس‬

‫رضيف بعد قليل هذا الشرح‪ :‬المسيغ الذي لم ئعرف حعلبه جعل غعلبه آللجبنا [‪٢‬كوه‪٢١:‬؛‪،‬‬

‫ليكون وسيلة المصالحة [قارن العددين ‪ ١٨‬و‪ ٠]١٩‬ال ريب في أئه يقصد بكلمة المصالحة‬

‫التبرير‪ .‬كما أئه من المؤنمد أة ما يعتم به في موضع اخر — أئنا مبررون بإطاعة المسيح [رو ه‪:‬‬

‫‪ —]١٩‬ال يمكن أن يظل قائائ ما لم نحسب أبرارا أمام الله في المسيح‪ ،‬من دون أي صله لذواتنا‪.‬‬

‫‪,‬ج ‪ 0‬تسر‬ ‫انظر‪15. 1418(. :‬ال ؛‪ 62. 231‬ط‪8£‬ح) ‪.47‬ت‪8)11171118.‬م ا‪0‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪٦٨١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫(دحض اعتقاد اوسيندر في البز الجوهري ؛‪)١٢ — ٥‬‬

‫ه‪ .‬عقيدة اوسفدر في ابز الجوهري‬

‫أثا اوسيندر فقد اخترع مسحا بشعا سماه البر الجوهري ‪ ٤‬الذي به غلف موضوع التبرير‬
‫بضباب أظلم عقول األتقياء وخزتهم اختبازا حثا لنعمة المسيح‪ ،‬فيما لم يقصد أن ينفي عطية‬
‫التبرير المجانية‪ .‬لذلك‪ ،‬قبل أن أحول الحديث إلى أمور أخرى‪ ،‬أرى من الالزم أن أدحض هذا‬
‫الحلم الطائش‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬هذا التنظير ينشأ من فضوني هزيل وحت استطالع محض‪ .‬نعم إئه يجتع العديد من‬
‫شواهد الكتاب التي بها يبت أة المسيح واحد معنا‪ ،‬وأئنايبدوا واحد معه؛ الحقيقة التي ال‬

‫تحتاج إلى برهان‪ .‬ولكئه إذ ال يالحظ رباط هذه الوحدة‪ ،‬يخدع نفسه‪ .‬ال يصعب علينا أن نجيب‬
‫على صعوباته‪ ،‬ألئنا نؤمن أئنا مئحدون مع المسيح بقوة روحه الخفية‪.‬‬

‫لقد ابتكر ذلك السيد شيائ يقارب المانوقة برغبته أن ينقل جوهر الله إلى األنسان‪ .‬وعن هذا‬
‫نشأت خرافة أخرى من خرافاته‪ ،‬أة ادم صور على شبه الله ألن المسيح كان قد عين مسبائ أن يصير‬
‫النموذج األول للطبيعة البشرية قبل السقوط‪ ٥.‬أائ ألئني أجتهد أن أختصر‪ ،‬فيلزمني أن أرتمز على‬
‫الموضوع الحالي ‪.‬‬

‫يقول إئنا واحد مع المسيح‪ .‬نوافق‪ .‬ولكئنا ال نقبل أة جوهر المسيح ممتزع مع جوهرنا‪.‬‬
‫كما نضيف‪ ،‬إئه قطيق هذا المبدأ خطًا مع ضاللته هذه‪ :‬أة المسيح بزنا ألئه الله األزلي األبدي‪،‬‬
‫مصدر البر‪ ،‬وبر الله عيئه ‪ .‬سيسامحني قرائي إذا ما المست موضوعا تتطلة خئله تعليمي أن دنافش‬
‫في موضوعآخر‪ .‬مع أئه قد يحتلج بأئه ال يعني بعبارة البر الجوهري إأل االتفاق على الرأي‬
‫القائل بأتنا ئحشت أبرارا ألجل خاطر المسيح‪ ،‬فهو مع ذلك قد عير بوضوح عن أئه غير مقتنع‬
‫بذلك البر الذي اقتني لنا بواسطة طاعة المسيح وموته الكثاري‪ ،‬ويزعم أئنا نوهرائ أبرار في الله‬
‫بواسطة سكبه فينا تمأل من جوهره وخواصه‪ .‬لهذا السبب يجادل هكذا ملائ بأن ليس المسيح‬
‫فقط بل االب والروح القدس أيشا يسكنان فينا‪ .‬ومع أتني أقر بصخة ذلك‪ ،‬أقول إة هذا االعتقاد‬
‫قد لواه وعؤجه أوسيندر على نم منحرف؛ فقد كان خرائ به أن يتأتل في كيفية الحلول‪ ،‬أي أة‬
‫اآلب والروح القدس حاألن في المسيح‪ ،‬وأة كز ملء الالهوت حز فيه [كو ‪ ،]٩: ٢‬ولهذا فإئنا‬
‫ك‪٢/‬عغر‪٤‬ع(‪ 1‬؟فر ظ ‪6٢,‬ك‪11‬ة‪081‬‬ ‫يشير كألغن إلى ما كتبه أوسيندر في‪:‬‬ ‫‪٤‬‬
‫انظر كشدسن غ‪٢‬وطرنم‪<6‬ك ؟فر^د ‪٢,‬عيالةاة‪ 0‬ة‪-2‬ة‪; 0 1‬ه‪-4‬أل‪£ 3‬‬ ‫ه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٦٨٢‬‬

‫فيه نقتني كز ملء الالهوت‪ .‬وهكذا‪ ،‬كز ما أتى [ويندر] به عن اآلب والروح بغض النظر عن‬
‫المسيح‪ ،‬ليس له إأل أن يضلل بسطاء العقول ويبعد فكرهم عن المسيح‪.‬‬

‫وبعدئذ يأتي خليط من المواد التي بها يجعلنا الله جزءا منه بسكبه ذاته فينا‪ ،‬إن جاز القول‪ .‬أائ‬
‫عن أئنا ننمو معا في المسيح بقؤة الروح القدس بحيث يصبح هو رأسنا ونحن أعضاءه‪ ،‬فال يعيره‬
‫أدنى أهمية إأل إذا امتزج جوهر المسيح معنا‪ .‬وهو في معالجته لآلب والروح القدس ‪ -‬كما قلت‬
‫— يصرح علائ بما يعني‪ :‬أئنا لسنا مبررين بنعمة الوسيط وحده‪ ،‬أو أة التر مقدلم لنا كليا أو ببساطة‬
‫في شخصه‪ ،‬بل أتنا ئجعل شركاء في بز الله عندما يقحد الله بنا في الجوهر ‪٦.‬‬

‫‪ .٦‬يخلط ويندر ‪ -‬مخطائ ‪ -‬مفغرة الخطايا بالميالد الثاني‬

‫لنفرض أئه اكتفى بالقول إة المسيح‪ ،‬إذ يبررنا باتحاد الجوهر يصبح لنا‪ ،‬ال بحيثية بشريته‬
‫فقط كان رأسنا‪ ،‬بل باعتبار أة جوهر طبيعته اإللهية أيشا ينسكب فينا‪ .‬عندئذ كان يمكنه أن يتلذذ‬
‫بتلك األفكار بأقز من الضرر؛ ولربما لم يكن من الضروري أن ينشب خصام هذا قدره حول هذه‬
‫الضاللة‪ .‬ولكن حيث إذ هذا المبدأ يشبه الحيار [حيوان بحري من الرحويات — مثز يستعمل في‬
‫وصف مادة غير صلبة]‪ ،‬الذي يخفي أذياله العديدة بتغريغ دمه الكدر‪ ،‬يتحقم أن نقاومه بشنة إأل إذا‬
‫قتلنا — عن دراية واعية وعن إرادة راضية ‪ -‬أن نسمح لذلك البر الذي وحده يمنحنا الثقة بأن نفرخ‬
‫بخالصنا‪ ،‬بأن ئنتزغ مائ‪ .‬فإة في هذا المجال برتته يمند االسم بر والفعل أيبررا إلى اتجاهين‪،‬‬
‫بحيث إذ التبرير ال يعني المصالحة مع الله بواسطة العفو المجاني فقط‪ ،‬بل أن يجعز المرء بارا‬
‫أيصا‪ ،‬وأن البر ليس تشيا مجانيا بل القداسة والتقوى اللتان يحدثهما جوهر الله الساكن فينا‪ .‬ثانيا‪:‬‬
‫إئه يعلن بوضوح شديد أة المسيح ذاته هو برنا‪ ،‬ليس بقدر ما أرضى اآلب بعمله الكفاري نيابة عائ‬
‫بصفته كاهائ‪ ،‬بل بكونه اإلله السرمدي والحياة األبدية‪.‬‬

‫ولكي تثبت نقطته األولى ‪ -‬أة الله ال يبزر بمجرد المفغرة بل بالتجديد — يسأل هل كان‬
‫الله يترك من يبزرهم كما كانوا على طبيعتهم بدون تغيير ألئ من رذائلهم‪ .‬ما أمهل الجواب عن‬
‫ذلك! كما أة المسيح ال يمكن أن يمزق أجزاء‪ ،‬هكذا أيصا هذان اللذان نراهما فيه مرتبكين مثا‬
‫ال يمكنهما أن ينفصال‪ ،‬وهما البر والتقديس‪ .‬لذلك كز من يقبلهم الله إلى نعمته‪ ،‬يعف‪ :‬ء عليهم‬
‫أيشا وفي الوقت عينه روح التبتي [رو ‪ : ٨‬ه ‪ ،] ١‬الذي به يجذدهم على صورته‪ .‬فإن كان ال يمكن‬
‫ان المسائل التي ينتقدها كالغن موجودة في‪; 6 1 :‬أل‪٢, )201$€881071 ٨ 4‬جس‪081‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪٦٨٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫أن ينفصل لمعان الشمس عن حرارتها‪ ،‬فهل يجوز القول بأة األرض يدفئها نور الشمس‪ ،‬أو‬
‫أنها وضاء بحرارة الشمس؟ هل يوجد أي مثابة أقرب إلى التطبيق على الموضوع الحالي من هذه‬
‫المقارنة؟ فالشمس‪ ،‬بطاقه حرارتها‪ ،‬نحيي األرض وتثئرها‪ ،‬وبأشقتها تضيئها وتسطع عليها‪ .‬ثئة‬
‫ارتباط متبادل غير قابل للتجزئة‪ .‬والمنطق عينه يمنعنا من أن ننقل الخاصيارت المتغردة من الواحد‬
‫إلى اآلخر‪ .‬وفي ذلك الخلط بين هذين النوعين من النعمة‪ ،‬واللذين يفرضهما علينا اوسيندر‪ ،‬نجد‬
‫سخائ مشابها‪ .‬فألئه إذ يجذد الله أولئك الذين يحسبهم مبررين بالمجان‪ ،‬للحفاظ على البر‪ ،‬يخلط‬
‫أوسيندر تلك الهبة — هبة التجديد — مع هذه النعمة‪ ،‬نعمة القبول المجاني‪ ،‬ويجادل في أدهما‬
‫الشيء الواحد نفسه‪ .‬ولكل الكتاب‪ ،‬على الرغم من أئه يربط بينهما‪ ،‬فإئه يدرجهما منفردين لكي‬
‫يبين لنا نعمة الله المتعددة‪ .‬فالعبارة التي يدؤنها بولس ال تحتوي تكرارا‪ :‬أة المسيح صار لنا من‬
‫الله برا وقداسة [ ‪١‬كو ‪ ٧.]٣٠ : ١‬وأينما يفكر ويحاول االقناع بالحجة‪ ،‬فإئنا نذعوون إلى حياة‬

‫القداسة والطهارة على أساس الخالص المقتنى بثس من أجلنا‪ ،‬من دافع محبة الله األبوية‪ ،‬ومن‬
‫نعمة المسيح‪ ،‬يعئم بأن تكون مبررا يعني شيائ مختلعا عن أن نصئع مخلودا جديدا‪.‬‬

‫أائ في تعائله مع الكتاب المقدس فإذ اوسيندر يشؤه كل نعئل يورده‪ .‬فغي تصريح بولس بأة‬
‫‪,,‬اإليمان يحسب‪.‬ؤا‪ ,,‬ليس اكمن يعمل‪ ,,‬ولكن اكمن يؤمن بالذي يبرر الفاجرا [رو ‪-٤ : ٤‬ه]‪،‬‬
‫يشرح اوسيندر كلمة يبزر بأنها نفيد يجعل بارا‪ .‬وبالطيش نفسه يشؤه األصحاخ الرابع من‬
‫رسالة رومية كليا‪ .‬كما ال يتردد في أن يصبغ بالمراوغة نفسها نصا آخر اقتبسناه مؤحرا‪ :‬مر‪،‬‬
‫دكئتكي على محتاري افه؟ الله هؤ اندي ييرر [رو ‪٣٣:٨‬؛‪ .‬ال يوجد هنا أي مجابة للغموض‬
‫حيث الموضوع بكل بساطة هو موضوع ذنب وتبرئة‪ ،‬والمعنى الذي يقصده الرسول يكمن‬
‫في هذا التضاد‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فإة اوسيندر يبى عدم أهليته كمفشر‪ ،‬ال في منطقه وال في اختياره‬
‫البرهان الكتابي‪.‬‬

‫كذلك يناقش كلمة البر بأقل صحة‪ ،‬إذ يعتقد أة إيمان ابراهيم حسب له برا بعدما‬
‫تفوق بغضائل متغردة‪ ،‬عندما بل المسيح الذي هو بر الله والله ذغسه‪ ٨.‬من هذا يظهر أنه‬
‫لجعل من نصين صحيحين نصا واحدا مشؤلها‪ .‬هذا ألة البز المذكور ههنا ال يمتد على مدى‬
‫دعوة إبراهيم‪ ،‬بل على الرغم من أن تفوق فضائل إبراهيم كان جذ ممغرا‪ ،‬وأئه إذ ثابر فيها‬
‫على مذى بعيد‪ ،‬استطاع أن يزيدها؛ فالروح يشهد بأنه خشن في عيني الله حينما نال نعمة‬
‫‪٢,‬حسا‪08‬‬ ‫و‪ 3٦‬لل نخالن ة‪ £ 3‬ععألحأل‬ ‫انظر‪. :‬ج‪8‬اس‪٢‬أ سال‬ ‫‪٧‬‬
‫آل‪-£ 3‬ة‪; 0 4‬ة‪-3‬اًا‪;6 1‬نخ ‪1, £ 3‬‬ ‫‪٨‬‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٦٨٤‬‬

‫الوعد باإليمان فقط‪ .‬من ثم يتبين — كما يجادل بولس بمهارة ‪ -‬أئه ال مكان لألعمال‬

‫ني التبرير‪.‬‬

‫‪ .٧‬أهمية اإليمان للتبرير‬

‫إئني أسئم باعتراطى اوسيندر أن اإليمان في حذ ذاته ال يمتلك القدرة على التبرير‪ ،‬إأل بقدر ما‬
‫يقبل المسيح‪ .‬ال إذا كان اإليمان يبرر بذاته‪ ،‬أومن خالل قوة كامنة فيه إذا جاز القول؛ فألئه دائائ‬
‫ضعيف وناقص‪ ،‬يستطيع إلى حذ محدود فحسب أن لحدث ذلك؛ وبذلك فالبر الذي بوسحنا‬
‫بجزء يسير من الخالص يكون محييا‪ .‬ونحن ال نتصؤر مثل ذلك‪ ،‬ولكئنا نقول على وجه الدقة‬
‫وجوهر معنى الكلمة إذ الله وحده يبزر؛ ثم ننقل هذا العمل بعينه إلى المسيح حيث إده اعطي لنا‬
‫للبر‪ .‬نشيه اإليمان بنوع من الوعاء؛ ألئنا إن لم نأب فارغين وبروح تائقة لطلب نعمة المسيح‪ ،‬فلن‬
‫نقدر أن نتقيل المسيح؛ من هذا نستنبط أئنا‪ ،‬إذ نعئم بأن المسيح ييل باإليمان قبل أن ننال بزه‪ ،‬ال‬

‫نفصل قدرة التبرير عن المسيح‪.‬‬

‫وفي الوقت عينه‪ ،‬لست أقبل التعابير المشوهة التي يأتي بها هذا السفسطائي عندما يقول‬
‫إذ اإليمان هو المسيح ‪ — ٩‬كما لو كان إناء فخاري كنرا ألئه يخفي فيه ذهيا‪ .‬هنالك تشابه في‬
‫الحجة‪ :‬وهي أة اإليمان‪ ،‬على الرغم من أئه ليس ذا قيمة أوثمن في حذ ذاته‪ ،‬يمكنه أن يبررنا إذ‬
‫يأتي بالمسيح‪ ،‬كما يجعل اإلناء الممتلئ بالمال إنساائ ثريا‪ .‬لذلك أقول إذ اإليمان‪ ،‬وهو مجرد‬
‫األداة لنوال البر‪ ،‬مخلوط ‪ -‬عن جهل ‪ -‬بينه وبين المسيح الذي هو العتة الحقيقية‪ ،‬وفي الوقت‬
‫ذاته منشئ هذا النفع العظيم ووسيطه‪ .‬لقد بينا اآلن كيف ينبغي أن يغهلم معنى كلمة اإليمان في‬
‫مجال الحديث عن التبرير‪.‬‬

‫‪ .٨‬عقيدة اوسيندرأة المسيح برنا نسبه إلى طبيعته اإللهية‬

‫يمضي اوسيندر إلى ما هو أبعد عندما يتحدث عن قبول المسيح‪ :‬فيقول إذ الحصول على‬
‫الكلمة الباطنة يتم من خالل خدمة الكلمة الظاهرة‪ .‬بذلك يبتعد بنا عن كهنوت المسيح وشخص‬
‫الوسيط إلى ألوهيته الخارجية‪ .‬إئنا ال نجرئ المسيح بل نعترف بأن ذاك الذي صالحنا مع االب‬
‫في جسده ومنحنا البر‪ ،‬هوكلمة الله األبدي‪ ،‬وأن عمله كوسيغ لم يكن ممكائ أن بتم بواسطته‪ ،‬أو‬
‫‪9‬‬ ‫ح‪-2‬أل‪, 61‬ه‪٠‬د‬
‫‪٦٨٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫أن نحصل على البر‪ ،‬ما لم يكن هو نفسه األله األبدي‪ .‬أتا رأي أوسيندر فهو‪ :‬ألة المسيح هو الله‬
‫واألنسان‪ ،‬فقد صار برا لنا بحسب طبيعته اإللهية من دون طبيعته البشرئة‪ .‬ولكن إذا حذدنا ذلك‬
‫باأللوهية فحسب‪ ،‬فهذا ال يميز المسيح وحده بل يشمل أيصا اآلب والروح إذ إذ بر الواحد ال‬
‫يختلف عن بر اآلخر‪ .‬ثم إئه إذ كان بطبيعته من البدء أبدائ‪ ،‬ال يجوز القول بأئه جعل من أجلذاا‪.٠‬‬
‫ولكن حتى إذا ستمنا بأة الله لجعل برا من أجلنا‪ ،‬فكيف يتفق ذلك مع ما يقوله بولس إة المسيح‬
‫ضاز لتا‪ ...‬من الله ؤبئ‪ ١ [ ١‬كو ‪]٣٠ : ١‬؟ بالتأكيد‪ ،‬هذا يشير خاصًا إلى شخعس الوسيط؛ يعني أئه‬
‫على الرغم من أة األشارة هنا تتضئن الطبيعة األلهية‪ ،‬فهي مع ذلك تميز التخصيص الذي به يتميز‬

‫الوسيط من االب والروح‪.‬‬

‫يتشبث أوسيندر معجيا بعبارة إرميا حيث تعت بأن يصير الرت برنا [ار ‪ ١‬ه ‪ ١٠ :‬؛ قارن ‪ ٦ : ٢٣‬؛‬
‫‪ ١٦ : ٣٣‬؛‪ .‬ولكئه ال يمكن أن يستنبط من ذلك سوى أة المسيح‪ ،‬الذي هو برنا‪ ،‬هو الله معلون‪ ،‬في‬
‫الجسد [قارن ‪ ١‬تي ‪١٦:٣‬؛‪ .‬في موضع آخر اقتبسنا من موعظة بولسى‪ :‬اكنيشه الله التي التتالها‬
‫بذ مه [اع ‪٢٨: ٢٠‬؛‪ .‬إن كان أحل ليستف من هذا أة الدم الذي كعر به عن الخطايا إلهى‪ ،‬ومن‬
‫طبيعة إلهية‪ ،‬فمن يستطيع أن يقبل ضاللة كهذه؟ ومع هذا‪ ،‬أوسيندر يفتكر أئه نال حيازة كز األمور‬
‫بهذه المماحكة الصبيانية؛ إده يئتغخ ويتباهى ويحشو صفحات عديدة يكنين كالمه — بينما يوجد‬
‫شرع جاهر وبسيط لكلمات الرت الذي‪ ،‬عندما يصبح من نسل داود‪ ،‬يكون بر األبرار‪ .‬أثا إشعياء‬
‫فيعتم بأي معئى يصير ذلك عندما يقول‪1 :‬اؤغئدي ايار بنئرويب يرر كثيرين‪[ 11‬اش ‪٣‬ه‪١١:‬؛‪.‬‬

‫لنالحذ أة المتكتم هنا هو االب‪ ،‬إئه يعين لالبن عمل التبرير؛ إئه يضيف السبب ‪ -‬أال وهوأئه‬
‫[أي االبن؛ بار؛ وإئه حذد الكيفية والوسيلة‪ ،‬كما يقال‪ ،‬في التعليم الذي به يصبح المسيح معروقا‪.‬‬
‫ألئه من األنسب أن دعتبر كلمة (‪٦‬ال‪٦‬ل) مبنيه للمجهول؛ ومن ثم أستنتج أة المسيح لجعل برا عندما‬
‫أحذ لنفسه صورة عبد [في ‪٧: ٢‬؛؛ وثانيا‪ ،‬إئه يبررنا في أئه أظهر نفسه مطيعا لآلب [في ‪٨: ٢‬؛‪.‬‬
‫لذلك ال يفعل ذلك بحسب طبيعته اإللهية بل بالتبرير الذي وضغ عليه‪ .‬ألئه مع أة الله وحده‬
‫هو مصدر البز‪ ،‬وأئنا نحن أبرار باشتراكنا فيه فقط‪ ،‬وألئنا أقصينا عن بره باختالفنا التعيس معه‬
‫[مع إرادته]‪ ،‬وجب أن ئجذ مالذا من محنتنا في تبرير المسيح لنا بقوة موته وقيامته‪.‬‬

‫‪ . ٩‬التبريركعمل الوسيط‬

‫لوكان ألوسيندر أن يعترض على أة هذا العمل — بحكم تغؤقه — يسموعلى الطبيعة البشرية‪،‬‬
‫ولذا يلزم أن ينسك إلى الطبيعة األلهية وحدها‪ ،‬فإئني أستم بالنقطة األولى؛ أتا عن الثانية فأقول إئه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٦٨٦‬‬

‫مضلل ضالأل فادحا‪ .‬ألئه على الرغم من أن المسيح‪ ،‬لو لم يكن الله الحى لم يمكنه أن يظهر نفوسنا‬
‫بدمه‪ ،‬أوقخئنا من الذنب‪ ،‬أولإليجاز‪ ،‬يقوم بوظيفة الكاهن‪ ،‬حيث إذ قوة الجسد ال تضاهي حمأل‬
‫جسيائ كهذا‪ ،‬فإئه مع ذلك‪ ،‬من الموقد أئه أكمل كل هذه األفعال بحسب طبيعته البشرتة‪ .‬ألئنا‬
‫إن سألنا كيف بررنا‪ ،‬يجيبنا بولس بإطاعة المسيح [رو ه‪ .]١٩:‬فهل أطاع باى طريقه أخرى‬
‫غير ارخانه لنفسه صورة عبد [في ‪]٧: ٢‬؟ من ذلك نستنتج أن البر‪ ،‬في جسده‪ ،‬صار لنا‪ .‬كذلك‬
‫بعبار؛ أخرى‪ ،‬يدهشني أن أوسيندر أل يستحي أن يسرد بكثم من التكرار‪ ،‬ارسخ بولس مصدر البر‬
‫في جسد المسيح وحده‪ .‬ا ألئه لجعل الذي لم يغرف حطثه‪ ،‬حطيه أللجبتا‪ ،‬بتصير تحن‪ ،‬ز الله فيه‪1,‬‬
‫[‪٢‬كو ه‪ ٠]٢١ :‬بملء صوته يعئلم اوسيندر بر الله‪ ،‬ويترئم بالنصرة كما لو كان قد أكذ شبح بره‬
‫الجوهرى أتا الكلمات فتعبر عن شيء كثير االختالف‪ ،‬وهو أئنا قد لجعلنا أبرارا بواسطة الكقارة‬
‫‪*.‬‬
‫التي أحرزها المسيح‪ .‬كل تلميذ في المدرسة يعرف أن المقصود من بر الله البر المقبول من الله‪،‬‬
‫كما ورد في إنجيل يوحنا حيث يقارن مجد الله بمجد البشر [يو ‪٤٣: ١٢‬؛ ه‪٤٤:‬؛‪ .‬أعرف أئه‬
‫يدعى أحياائ بر الله ألن الله هو منشئه وهو الذي يوسحنا به‪ .‬أتا القارئ النبيه فسوف يدرك‪ ،‬من‬
‫دون أن أبس بكلمة‪ ،‬أن هذه العبارة تعني فقط أئنا نقف‪ ،‬مدعومين بذبيحة موت المسيح‪ ،‬أمام‬
‫عرش دينونة الله‪.‬‬

‫والكلمة ليست مهمة جدا‪ ،‬بشرط أن ودقق معنا اوسيندر على أئنا مبررون في المسيح بقدر‬
‫ما قد لجعل ذبيحة كقار؛ لنا‪ :‬هذا األمر ال يتطابق مع طبيعته البشرية‪ .‬لهذا السبب أيصا‪ ،‬عندما‬
‫حتم المسيح البر والخالص الذي أتانا به‪ ،‬قئلغ له عهنا وثيائ في جسده‪ .‬فهو يدعو ذاته خبز‬
‫الحياة [يو ‪ ٤٨: ٦‬؛‪ ،‬ولكئه لكي يشرح ذلك يضيف ألن لجشدي ماكل حى‪ ،‬وذمي تشزب حى‬
‫[يو ‪ :٦‬ه ه]‪ .‬ويرى أسلوب التعليم هذا في األسرار المقدسة؛ ومع أئها تولجه إيماننا إلى المسيح‬
‫الكامل وليس إلى نصف المسيح‪ ،‬فهي تعتم بأن كأل من التبرير والخالص يكمن في جسده؛ ليس‬
‫كبشر وحشب يبرر أو يحيي من ذاته‪ ،‬بل ألة الله قد زضي أن يعلئ في الوسيط ما كان خفائ وغير‬
‫قابل لإلدراك في ذاته‪ .‬لذلك أقول عاد؛ إذ المسيح‪ ،‬كما يجوز الحديث‪ ،‬نافور؛ مغتوحه لنا؛ منه‬
‫نستطيع أن نسحل ما قد يخفى عن أنظارنا بال جدوى في ذلك الينبوع الجوفي العميق‪ ،‬فيأتينا في‬
‫شخص الوسيط‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬وبهذا المعنى‪ ،‬لسك أنكز أن المسيح‪ ،‬وهو الله واإلنسان مائ‪،‬‬
‫يبزرنا؛ وأن هذا العمل هو العمل المشترك لالب والروح القدس؛ وأخيرا‪ ،‬إذ البز الذي يجعلنا‬
‫المسيح فيه شركاء معه هو البز األبدي لله األبدي‪ ،‬بشرط أن يقبل وأوسيندر األسباب الواضحة‬

‫والرصينة التي أتيت بها‪.‬‬


‫‪٦٨٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫‪ . ١ ٠‬ما هي طبيعة اقحادنا بالمسيح؟‬

‫فلئأل يخدع أوسيندر البسطاء بغما حكاته‪ ،‬أعترف بأئنا دحرم هذه الفائدة التي ال شبيه لها إلى‬
‫حين أن يصير المسيح لنا‪ .‬لذا فإن ذلك االوحاد بين الرأس واألعضاء‪ ،‬وتلك الشكنى ‪ -‬سكنى‬
‫المسيح في قلوبنا — وباإليجاز‪ ،‬ذلك االثحاد الروحي نعتبره من أعلى درجات األهمية‪ ،‬حيث‬
‫إذ المسيح الذي صار لنا يجعلنا شركاء معه في الهبات التي أعطيت له‪ .‬لذلك لسنا نتأتله خارجا‬
‫عن ذواتنا وكأئنا ننظر إليه من بعد لكي يحسك لنا بره‪ ،‬بل ألتنا نلبسه وألئنا مطقمون في جسده؛‬
‫وباأليجاز‪ ،‬ألئه يتنازل فيقبل أن يجعلنا واحذا معه‪ .‬ولهذا السبب نفتخر بأن لنا شركة بر معه‪.‬‬
‫وهكذا ندحض افتراء اوسيندر الذي ينعي أئه بنا يحسب األيمان برا؛ كما لو كنا نحن ننتزع‬
‫من المسيح حعه‪ ،‬عندما نقول إئنا باأليمان نأتي إليه فارغين لنفسخ مكاائ لنعمته حتى يمألنا هو‬
‫وحده! أثا اوسيندر فبزوضه هذه الوحدة الروحية‪ ،‬يفرض خلكا جسيائ بين المسيح والمؤمنين‪.‬‬

‫ولهذا السبب يدعو بشراسه وخبب كل من ال يعتقدون بهذه الخرافة‪ ،‬خرافة البر الجوهري من‬
‫أئباع زوينغلي‪ ،‬ألئهم ال يعتنقون الرأي القائل بأن المسيح يؤكل جوهرائ في العشاء الرباني‪ .‬أثا أنا‬
‫فأحسبه من أعلى درجات الشرف أن ئهينني إنسان مغرور كهذا‪ ،‬متورط في حبائل خداعه؛ وإن‬
‫يكن ال يهاجمني وحدي‪ ،‬بل أشهر الكائب في العالم مش كان يتبغي أن يحترمهم‪ .‬فهذا ال يهتني‬
‫البئه‪ ،‬إذ إئني لسمت أدافع عن وقبية شخصية خاصه بي‪ .‬ائني أدافع عن هذه المسألة بسبب كوني‬
‫حرا من كل الدوافع الفاسدة‪.‬‬

‫من ثم‪ ،‬إذ إصراره بعنف كبير على البؤ الجوهري وشكنى المسيح الجوهرية فينا يأتي بهذه‬
‫النتيجة؛ أؤأل‪ ،‬إئه يعتقد أن الله يسكب ذاته فينا كخليغ غليظ‪ ،‬تماثا كما يتخيل ذاته يلتهم طعاائ‬
‫مادائ في العشاء الرباني؛ وثانيا‪ :‬أئه [أي الله] ينفخ ببره علينا‪ ،‬وبذلك نصبح حائ أبرارا معه‪ ،‬إذ‬
‫يعتقد أوسيندر أن هذا البر هو الله نفسه‪ ،‬وأئه في الوقت ذاته‪ :‬الصالخ والقداسة أو الكمال التي‬
‫يتصف بها الله‪.‬‬

‫لن أصرف الكثير من الجهد في تفنيد البراهين الكتابية التي يأتي بها‪ ،‬والتي يعؤجها‬
‫ويفشرها بالخطأ من الحياة السماوئة إلى الحالة الحاضرة‪ .‬يقول بطرس‪ :‬في المسيح وهبتا‬
‫لنا المواعيد العظمى والثمينة‪ ...‬لكي نصير شركاء الطبيعة األلهية‪.‬ا [‪٠٢‬ط ‪ .]٤:١‬كما لو كا‬
‫اآلن ما يعد به األنجيل أن نصير عند مجيء المسيح األخير! في الحقيقة‪ ،‬يذكرنا يوحنا بأئنا‬
‫سنرى الله كما هو ألئنا سنصير مثله [ ‪ ١‬يو ‪ .]٢ :٣‬أردث فقط أن أعطي مثأل صغيرا لقرائي‪ .‬ولهذا‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الئ يرق المسيحى‬ ‫‪٦٨٨‬‬

‫أتجاوز هذه التفاهات‪ ،‬ال ألئه يصعب دحضها‪ ،‬بل ألئني لسث أون أن أسهب في الشرح المدقق‬
‫بال ضرورة‪.‬‬

‫‪ . ١ ١‬عقيدة البز الجوهري ألوسيندرتمحوتأكيد الخالص‬

‫ولكئ سائ أكثر يندس في العبارة الثانية التي بها يعتم أوسيندر أئنا أبرار مع الله‪ .‬أفتكر أئني‬
‫اديت بما فيه الكفاية أة هذه العقيدة‪ ،‬وإن لم تكن مؤذية إلى هذه الدرجة‪ ،‬فألئها باردة وعقيمة‬

‫ومنغمسة في غرور ذاتها‪ ،‬لزم أن تكون بحى بغيضة وغير مستساغة لدى القراء األذكياء والورعين‪.‬‬
‫فأن ئضعف (هذه العقيدة) طمأنينتنا في الخالص‪ ،‬وأن ئطيز بنا فوق السحاب لكي تمنع دعاءنا‬
‫إلى الله بقلوب هادئة بعدما‪ ،‬في تاكدنا من الكائرة‪ ،‬استمسكنا بالنعمة‪ ،‬فأن تفعل كز هذا بزعم بر‬

‫مزدوج فهو شر ال يطاق ‪٠‬‬

‫يهزأ اوسيندر مئن يعتمون بأن كون الشخص مبررا هو مصطلح قانوني؛ ألئه يجب أن‬
‫نكوذ أبرارا فعأل‪ .‬ثم إئه يحتقر أكثر االحتقار فكرة أئنا مبررون يغزو البر إلينا بالمجان‪ .‬حسائ إدا‪،‬‬
‫فإن كان الله ال يبررنا بالتبرئة والعفو‪ ،‬فماذا يعني تصريح بولس‪ :‬إذ الله نماذ ني التميح نضايخا‬
‫الغالم لنبه‪ ،‬عير حاسب‪ ،‬لهم حطاتاهم [‪٢‬كوه‪١٩:‬؛ ألده لجعل الذي لم يعرف لخطئه‪ ،‬حطثه‬
‫ألحس‪ ،‬لنصيز رحن ح الله بيه [اآلية ‪]٢ ١‬؟ أؤأل‪ :‬أستنتح أئهم مبررون أولئك الذين تصالحوا مع‬
‫الله‪ .‬وهذا يشمل الوسيلة‪ :‬أن الله يبرر بالعفو‪ ،‬كما أن في نعرآخر يقاس بين التبرير واالدهام لئخلهز‬
‫الغرق‪ .‬وهذا التضاد يوضح جليا أة التعبيز مستعار من استعماله القانونى‪ .‬فكز من تعتم مبادئ‬
‫اللغة العبرتة‪ ،‬بشرط أن يكون عقله يقكا‪ ،‬ال يجهل أة العبارة نشأت من هذا المصدر‪ ،‬واثخذت منه‬
‫اثجاهها ومحتواها‪ .‬حينما يقول بولس إة داود يصف البز بدون أعمال بهذه الكلمات‪ :‬طوبى‬
‫بتذي عغز إدئه ؤثتزت حطئته‪[ 1,‬مز ‪ ١ :٣٢‬؛ رو ‪ ،]٧: ٤‬فليجبني أوسيندر هل كان هذا تعريائ‬
‫كامأل أو نصف تعريف‪ .‬من المؤنمد أة بولس ال يثبن النبي على االعتقاد بأة مفغرة الخطايا جزء‬
‫من التز‪ ،‬أو أئها مجزد شيء مالز؛ لتبرير اإلنسان؛ بالعكس‪ ،‬إئه يتضغن البز بكآيته في الفغران‬
‫المجانى‪ ،‬إذ يعلن مطودا اإلنسان الذي شترت خطاياه‪ ،‬ئن غفر الله إثمه؛ وش لم يحسب الله له‬
‫تعذياته‪ .‬من ثم يحكم ويقز بسعادته ألئه تبزر بهذه الوسيلة‪ :‬ليس من يبل ذاته بل بأن حسب له البز‪.‬‬

‫يرد أوسيندر معترصا بالقول إئه من قبيل اإلهانة لله والتناقض مع طبيعته اإللهية‪ ،‬أن يبزر من‬
‫يبقون بالفعل في حالة الشز‪ .‬بل لنتذنمر ما ولتة قبأل‪ ،‬وهو أة نعمة التبرير ال تنفصل عن التجديد‪،‬‬
‫‪٦٨٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫على الرغم من أة كأل منهما يتميز عن اآلخر‪ .‬ولكن ألئه من المعروف باالختبار أة آثار الخطيئة ال‬
‫تبارح األبرار‪ ،‬فإة تبريرهم لزم أن يكون مختلعا اختالائ تاائ عن إصالح حياتهم نحو حذة الحياة‬
‫[قارن رو‪ .]٤ : ٦‬فالله يبدأ هذه النقطة الثانية في مختاريه‪ ،‬ويطؤرها بالتدريج وأحياائ ببطء مدى‬
‫الحياة‪ ،‬بحيث إتهم يظتون دائائ عرضة لدينونة الموت أمام عرش قضائه‪ .‬ولكئه ال يبزر جزئيا بل‬
‫كلائ وبسخاء‪ ،‬حتى يظهروا في السماء كما لو ألبسوا طهارة المسيح‪ .‬فال يمنح ضمائرنا الساللم‬
‫أفي جزء من التبرير حتى يقرر أئنا مقبولون عند الله ألئنا مبررون كلائ أمامه‪ .‬من هذا يستنتج أة‬
‫عقيدة التبرير تتحرف‪ ،‬بل ثطاح كلائ عندما يفعم عقول الناس بالشلذ فيها‪ ،‬وعندما تتزعزع الثقة‬
‫بالخالص ويتعقر األحرار ومن ال يعرفون الخوف في طلب الله ‪ -‬ال بل عندما ال يتونلد الثبات في‬
‫الفرح الروحي‪ .‬من ثم يجادل بولس ببرهان استخدام األضداد‪ ،‬أة الوراثة ال تأتي من الناموس‬
‫[غل ‪ ،] ١٨:٣‬ألئه إن كان الذين من الناموس ورثه‪ ،‬فقد تعتلل اإليمان [رو‪ .]١ ٤: ٤‬إة اإليمان يهتر‬
‫ويتزعزع إن اهتلم باألعمال‪ ،‬حيث ال أحد‪ ،‬وال أكثر الناس قداسة‪ ،‬يجد فيها — أفي األعمال — ما‬
‫يمكنه االرتكاز عليه‪.‬‬

‫يعئر بولسى أجمل تعبير عن هذا التمييز بين التبرير والتجديد‪ ،‬الموضوعين اللذين يخلط‬
‫اوسيندر بينهما باستعمال عبارة البر المزدوج ‪ .‬فهو إذ يتحذث عن بره هو‪ ،‬أو البر الذي أعطي‬
‫له‪ ،‬وما يستيه اوسيندر البر الجوهري‪ ،‬يقول متعجائ‪ :‬زيجي أرأ اإلسان الئقئ! من ينقذني من‬
‫حشد هذا التوب؟ [رو ‪٢٤: ٧‬؛‪ .‬لكئه إذ يسرع إلى ذلك البر المؤسس على رحمة الله وحدها‪،‬‬
‫ينتصر انتصارا مجينا على كز من الحياة والموت‪ ،‬على الخزي والجوع‪ ،‬على السيف وعلى كذ‬

‫محنه تواجهه‪ .‬المى كشكي غئى محتاري الله؟‪ ,,‬الذين يبررهم [رو ‪]٣٣:٨‬؟ فإتي متيقن أن ال‬
‫شيء [يثدز]ًاذ [ئثصًاتا]ءىهخئةاللهائيضاذتسيح‪[ ...‬رو ‪ . ]٣٩-٣٨ : ٨‬هنا يعلن بوضوح‬
‫أة له برا يكفي وحده كلائ للخالص أمام الله‪ ،‬بحيث ال تنتقص ثقته بافتخاره‪ ،‬وال تقف أمامه عائقا‬
‫بسبب عبودئته التعيسة التي‪ ،‬منذ لحظة‪ ،‬جفئ يرثي لحاله‪ .‬يدرك هذا االختالف بما فيه الكفاية‪،‬‬
‫ويعرفه تماائ جميع القذيسين الذين يرزحون تحت وطأة الذنوب‪ ،‬ولكئهم يتغلبون بثقه منتصرة‬
‫على جميع مخاوفهم‪.‬‬

‫أثا اعتراضى أوسيندر أة هذا ال يالئم طبيعة الله‪ ،‬فينقلب عليه‪ .‬فمع أئه البسى القذيسين‬
‫البر الجوهري هذا كرداء فرائئ‪ ،‬ال يزال مضطرا أن يعترف بأة أحذا ال يستطيع أن يرضي‬
‫الله بدون مفغرة الخطايا‪ .‬فإذا كان هذا صحيحا‪ ،‬فليستم على األقل بأة الذين ليسوا من ذواتهم‬
‫أبرارا يحسبون مبررين على أساس الحصة الثابتة المنسوبة إليهم‪ ،‬كما يقال‪ .‬ولكن إلى أفي‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين المسيحى‬ ‫‪٦٩ ٠‬‬

‫ط يقسم الخاطئ هذا القبول المجاني الذي يحز محق البر؟ أبالرطل أم باألوقية؟ ال ريب أئه‬
‫سيظز معتائ في غير يقين‪ ،‬مترجحا من هذا الجانب إلى ذاك‪ ،‬ألئه لن يبمخ له بأن يفترض في‬
‫نفسه القدر الكافي الذي يحتاج إليه لالطمئنان إلى األمان والضمان‪ .‬فليكفن ئن يزعم أئه يضع‬
‫ناموسا لله عن الحكم في هذه الحالة‪ .‬أتا هذا القول فسيثبت‪ :‬ابكئ ئسرز ني اقزالكه‪ ،‬زتزكز في‬

‫صائك‪,‬ا [مز ‪١‬ه‪.]٤:‬‬

‫ما أكبره افتراة أن يدين [إنسان؛ القاضي األعلى عندما يعفو بالمجان‪ ،‬بحيث ئفرغ هذه‬
‫اإلجابة من قؤتها‪ :‬أًائرا؛ف غتى تن اتراذف‪ ،‬وأنخلم من ازحم‪[ 1,‬خر ‪ ١٩:٣٣‬؛! ومع ذلك‪ ،‬فإذ‬
‫شفاعة موسى التي يحذها الله بهذه الكلمات‪ ،‬لم تطلب من الله أأل يشفق على أحد‪ ،‬بل أن يمحو‬
‫عنهم دهمتهم على الرغم من أدهم مذنبون‪ ،‬وأن يعفو عن جميعهم بالتساوى‪ .‬وعلى هذا األساس‪،‬‬
‫نقول حعا إذ خطايا الضالين قد دفنت‪ ،‬وأئهم مبررون أمام الله ألئه‪ ،‬بسبب كرهه الخطيئة‪ ،‬يستطيع‬
‫أن يحي الذين بررهم وحدهم‪ .‬إذ هذه خثله رائعه للتبرير‪ :‬ألن بر المسيح يكسوهم‪ ،‬ال يرتعدون‬
‫بسبب الدينونة التي يستحعونها‪ ،‬ولغا كانوا ‪ -‬عن حق ‪ -‬يدينون أنغشهم‪ ،‬يحسبون أبرارا من‬

‫خارج ذواتهم‪-‬‬

‫‪ . ١ ٢‬تفنيد اوسيندر‬

‫أتا قرائي فينبغي أن يحذروا فينتبهوا جينا إلى ذلك السر الذي يفتخر اوسيندر بأئه ال يرغب‬
‫في أن يخفيه عنهم‪ .‬فإئه — أؤأل — يوبد بإسهاب وإطناب أئنا ال نحصل على رضى الله بخسبان‬
‫بر المسيح وحده‪ ،‬ألئه يستحيل (وهنا أستعمل كلماته) عليه أن يعتبر تن ال يسلكون بالبر مبررين‪.‬‬
‫وفي النهاية‪ ،‬يستنتج أن المسيح أعطى لنا برا‪ ،‬ليس من قبيل طبيعته البشرية بل اإللهية‪ .‬ومع أن هذا‬
‫يمكنه أن يوجد في شخص الوسيط فقط‪ ،‬فهو على الرغم من ذلك ليس بر األنسان بل بر الله‪ .‬إئه‬
‫ال يجمع النوعين من البر مثا‪ ،‬ولكئه ‪ -‬بكز وضوح ‪ -‬يجرد طبيعة المسيح البشرية من وظيفة‬
‫التبرير‪ .‬كما يهئنا — باألكثر — أن نفهلم أسلوب جداله‪ .‬فغي الموضع نفسه الذي يقتبس فيه القول‬
‫بأن المسيح صار حكمه لنا من الله [ ‪١‬كو ‪٣٠:١‬؛‪ ،‬يقول‪ :‬ولكن هذا ينطبق على الكلمة األبدية‬
‫فقط‪ .‬لذلك فإذ المسيح اإلنسان ليس هو البر‪ .‬وأجيب‪ :‬لقد كان حعا االس الوحيد المولود من الله‬
‫حكمكه األبدية‪ ،‬ولكن هذا االسم يستعمل ‪.‬طريقه أخرى في رسائل بولس‪ ،‬ألة فيه مذحر لجييع‬
‫كوئر الحكمة ؤالعلم [كو ‪٣: ٢‬؛‪ .‬ما كان له مع االب [قارن يو ‪ : ١٧‬ه] أعلنه لنا‪ .‬من ثم‪ ،‬ما يقوله‬
‫بولس ال يشير إلى جوهر اس الله‪ ،‬بل إلى ما هو لغائدتنا‪ ،‬ويالئم طبيعة المسيح البشرية عن حق‪.‬‬
‫‪٦٩١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫فمع أة النور أضاء في الظلمة قبل أن اثخن جسنا [يو ‪ : ١‬ه]‪ ،‬كان النور خفائ إلى أن ظهر المسيح‬
‫بطبيعة اإلنسان‪ ،‬شمس البر‪ ،‬ولذا يقول عن نفسه نور العالم [يو ‪ ١٢ : ٨‬؛ ‪.‬‬

‫ويعترض اوسيندر أيصا — بعباء — بأة قزة التبرير تفوق كثيرا قدرة المالئكة والبشر‪ ،‬حي‪٠‬ث إذ‬
‫هذا ال يعتمد على كرامة أي مخلوى‪ ،‬بل على تعيين الله‪ .‬فإذا شاء للمالئكة أن يصنعوا كائرة لله‪،‬‬
‫فلن يستطيعوا أن ينجزوا شيائ‪ ،‬ألئه لم يئن لهم ذلك‪ .‬ولكن هذا [العمل؛ غئعى للمسيح اإلنسان‬
‫حيث خضع للناموس لكي يفتدينا من لعنة الناموس [غل ‪١٣:٣‬؛ قارن ‪ ٤ : ٤‬؛ ‪.‬‬

‫كذلك‪ ،‬إذ من ينكرون أن المسيح هو برنا بحسب طبيعته اإللهؤة‪ ،‬ينهمهم اوسيندر بوقاحه‬
‫بأئهم يتجاهلون جزذا من المسيح‪ ،‬واألسوأ من ذلك‪ ،‬أئهم يقيمون إلهين‪ ،‬ومع أئهم يقرون بأن الله‬
‫يسكن فينا‪ ،‬فهم ال يزالون ينعون أئنا لسنا مبررين ببر الله‪ .‬فانا إن كائ ندعو المسيح مصدر الحياة‬
‫وننبئها‪ ،‬ونرى أئه اجتاز الموت اللكئ يبين بالنؤت دان ائذي لة تلطان اكزت‪[ 1,‬عب ‪ ١٤: ٢‬؛‪،‬‬
‫لسنا بذلك نجرد المسيح بكتيته من هذا االمتياز‪ ،‬إذ إئه هو الله الذي ظهز في الجسد؛ ولكئنا‬
‫باألحرى نبين كيف يأتينا بر الله حتى نتمثع به‪ .‬وعلى هذه النقطة وقع اوسيندر في خطا فادح‪ .‬إئنا‬
‫ال دنكؤ أن ما قد اعلن لنا بوضوح في المسيح هو بر الله الذي ينبثق منه‪ .‬ولكئنا نؤمن بثبا‪.‬ت أن في‬
‫موت المسيح وقيامته برا لنا وحياة‪ .‬سوف أهمل ذلك الكلم من النصوص التي بها يثقل قراءه بال‬
‫تمييز وبدون اعتبار للبديهة أو الحسل العام‪ ،‬ليشير إلى أئه كتما ورد الحديث عن البر‪ ،‬يلزم فهلم ذلك‬
‫على أئه ‪٠‬البر الجوهري ‪ .‬فمثأل‪ ،‬عندما يناشد داود بر الله أن يعينه‪ ،‬مع أئه يكرر ذلك أكثر من مائة‬
‫مرة‪ ،‬ال يتردد اوسيندر في تشويه نصوص هذا عددها‪.‬‬

‫ألمنا اعتراضه اآلخر فال يقوى عن هذا بمثقال ذرة‪ :‬وهو أن التعريف الصحيح والمالئم للبر هو‬
‫أئه ما يدفعنا إلى العمل السوي‪ ،‬بل إذ الله وحده هو العامل فينا أن نريد وأن نعمل [في‪١٣:٢‬؛‪.‬‬
‫لسث أنكر أن الله يصلحنا بفعل روحه في القداسة وبز الحياة‪ .‬لكن ‪ -‬أؤأل — ينبغي أن نرى هل كان‬
‫يفعل ذلك بذاته ومباشر؛ أو بواسطة يد ابنه الذي عليه سكت‪ ،‬كزى ملء الروح القدس‪ ،‬لكي يوقر من‬
‫غناه ما افتقر إليه أعضاؤه‪ .‬ثم‪ ،‬مع أن البر يتدقق إلينا من عمق ينبوع الوهته الخفى ال يعني ذلك أن‬
‫المسيح الذي قذس ذاته في الجسد ألجلنا [يو ‪ ١٩ : ١٧‬؛ هو برنا بحسب طبيعته اإللهية‪.‬‬

‫وما يضيفه (أوسيندر) ليس أقز سخافة‪ :‬أن المسيح كان بارا بواسطة البر اإللهي؛ ألئه لو لم‬
‫تكن إرادة الله قد أرغمته‪ ،‬لما كان له هو أن يتئم األعمال التي أمر بها‪ ١ ٠.‬فمع أئه قد قيل في موضع‬
‫انظر‪ :‬د‪- 0 3‬أل‪, €071^881071 [١٢ 4‬ا‪1‬جض‪1‬؟ا‪0‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٦٩٢‬‬

‫آخر‪ ،‬إة جميع استحقاقات المسيح نفسه تنبع من مسرة اآلب وحدها‪ ١ ١ ،‬فهذا ال يضيف شيقا إلى‬
‫الخيال الجامح الذي يفتن بها اوسيندر عينيه وعيون البسطاء‪ .‬ألئه ض يسمح ألحد بأن يستنبط أئنا‬
‫في جوهرنا أبرار لمجرد أة الله هو مصدر برنا ورأسه‪ ،‬وأة جوهر بر الله يسكن فينا؟ يقول إشباء‬
‫في افتداء الكنيسة إة الله ابش ابر كيزعا‪[ ٠‬اش ‪ ٩‬ه‪ . ] ١٧:‬هل فعل [الله] ذلك لكي يجرد المسيح‬
‫من السالح الذي أعطاه إياه‪ ،‬لكي ال يصبح المسيح الغادي الكامل؟ ولكئ النبي قصد فقط أة الله‬
‫لم يستعر شيائ خارجا عن ذاته‪ ،‬وال احتاج إلى معونة أحد ليفتدينا‪ .‬لقد أشار بولس إلى ذلك بعبار؛‬
‫أخرى حين قال إئه أعطانا الخالص إلظهار بره [رو ‪:٣‬ه ‪ .]٢‬هذا ال يناقض أبتدا ما عتم به في‬
‫موضع‪1‬خر‪ :‬أئنا مبزرون با‪٠‬طءة اإلنسان الواحد [رو ه ‪ .]١٩:‬باإليجاز‪ ،‬إة من يدمج نوعين من‬
‫البز لجة ال تستريح الغوس التعيسة مطمئثه في رحمة الله وحدها‪ ،‬يتوج المسيح بإكليل من شوك‬

‫باستهزاء [مر ه ‪ ١٧: ١‬إلخ]‪.‬‬

‫(دحض التعاليم المدرسية حول نجوع األعمال الحشية للتبرير‪)٣ ٠ -٣ ،‬‬

‫‪ .١٣‬التبرير باإليمان والكيرير باألعمال‬

‫يتصؤر الكثير من الناس أة البر يتكؤن من اإليمان واألعمال‪ .‬بدايه‪ ،‬لئظهر أة بر اإليمان‬
‫يختلف عن بز األعمال إلى درجة أئه إذا ثبت الواحد انتفى االخر‪ .‬يقول الرسول إئه ا يحسب كل‬
‫شيء نفاية لكي يربح المسيح ويوجد فيه‪...‬وليخس له (من ذاته) بره الذي من الناموس‪ ،‬بل الذي‬
‫بإيمان يسوع المسيح‪ ،‬البر الذي من الله باإليمان [في ‪ .]٩-٨ :٣‬هنا ترى مقارنة لئئضادين‪،‬‬
‫واإلفادة بأة اإلنسان الذي يرغب في أن ينال بز المسيح‪ ،‬عليه أن يهجر بر ذاته‪ .‬لذلك يشير في‬
‫موضع اخر إلى أة ذلك كان سبب سقوط اليهود‪ :‬إذ تمانوا‪ ...‬يغلبون اذ ئبتوا ح ادفسهم للم‬
‫يفصعوا لبؤ الله^ [رو ‪ .]٣: ١ ٠‬إذا كائ بإثباتنا بز أنفسنا نلفظ بر الله‪ ،‬فإئنا لكي ننال األخير يجب‬
‫أن تهجز األول‪ .‬كما أئه يبين هذا الشيء عينه عندما يقول إة افتخارنا ال ينفيه الناموس بل اإليمان‬
‫[رو ‪ .]٢٧: ٣‬من ثم يلزم منطقيا أئه ما دام قد بقتي أقز جزء ممكن من بؤ األعمال‪ ،‬تظز لنا الفرصة‬

‫لالفتخار به‪ .‬أثا إن كان اإليمان ينفي إمكانية االفتخار كليا‪ ،‬فال يمكن أن تكون لبؤ األعمال‬
‫عالقة ببر اإليمان‪ .‬وفي سياق ذلك‪ ،‬يقول بوضوح في الفصل الرابع من رسالة رومية‪ ،‬إئه ال يبقى‬
‫مجال للخداع أوللمراوغة‪ :‬يقول بولس اذ تماذ إبزاهيم ون كؤز باألعتال طهؤحرا‪[ ٠‬رو ‪،]٢ : ٤‬‬
‫انظر أعآله‪ :‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل ‪ ،١٧‬الفقرة ‪.١‬‬ ‫‪١١‬‬
‫‪٦٩٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫ويضيف‪٠ :‬اؤالًكذ لبس لذى الله‪ ,1.‬من ثم يلزم أئه لم يتبرر باألعمال‪ .‬ثم يبني بولس نقالها آخر‬
‫باستخدام األضداد‪ .‬يقول إة األجرة تدفع مقابل عمل‪ ،‬فهي‪ ,‬مثل ذئن‪ ،‬ولكئها ال تدفع كؤبه أوعلى‬
‫سبيل نعمة [رو ‪ .]٤:٤‬أائ البر بحسب النعمة فيست إلى اإليمان‪ .‬ولذا‪ ،‬فإئه ال يقوم على األعمال‪.‬‬
‫وداغا إدا ألحالم الذين يبتدعون برا نابائ من االيمان واألعمال معا‪.‬‬

‫‪ .١ ٤‬وعلى المثال نفسه أعمال المتجددين التشتري برا‬

‫يظل السفسطائيون الذين يتالعبون بتشويههم للكتاب المقدس وبمراوغتهم الفارغة أن لديهم‬
‫وسيلة حاذقة للتحايل‪ .‬فهم يشرحون األعمال بمعنى ما يفعله اإلنسان غير المتجند بعن فقط‪،‬‬
‫بتقيده الحرفى وبمحض إرادته الحزة هو‪ ،‬بغز النظر عن نعمة المسيح‪ .‬ولكئهم ئنكرون أة هذه‬
‫(األعمال) نشير إلى األعمال الروحية‪ ،‬إذ ‪ -‬بالنسبة إليهم ‪١ -‬إلذساندئبرر باإليمان واألعمال معا‪،‬‬
‫بشرط أأل تكون هذه أعماله هو‪ ،‬بل هبات المسيح وثمار التجديد‪ .‬ويقولون إذ بولس تحذث‬
‫بذلك ال ألي سبب إآل إلقناع اليهود الذين كانوا يعتمدون على قدرة ذواتهم‪ ،‬بأنهم كانوا أغبياء‬
‫في نسبتهم البر إلى أنفسهم‪ ،‬حيث إذ روح المسيح وحده يغدقه علينا‪ ،‬وليس من خالل أي جهد‬
‫ناتج من طبيعتنا‪ .‬أائ بعد‪ ،‬فيم باتوا ال يالحظون أنه في المقابلة بين بر الناموس وبز االنجيل‬
‫— األمر الذي يقذمه بولس في موضعآخر‪ -‬تنتفي جميع األعمال‪ ،‬مهما لعبث بألغا؛ ناعمة‬
‫[غل ‪ .]١٢-١١ :٣‬فهو يعتم أة هذًا هو بر الناموس‪ :‬أن من كئل ما يوصي به الناموس ينال‬

‫الخالص؛ أتا هذا فهو بز اإليمان‪ :‬أن يؤمن بأن المسيح مات وقام من األموات [رو ‪ : ١ ٠‬ه و ‪.]٩‬‬

‫على أننا سنرى الحعا‪ ،‬في الموضع الصحيح‪ ،‬أة نعمة المسيح المزدوجة‪ :‬نعمة التقديس‬
‫ونعمة البر مختلفتان‪ ١ ٢.‬من ذلك يثبت أن األعمال الروحية نفسها ال يوجد لها مكان عندما تنسب‬
‫قوة التبرير إلى اإليمان‪ .‬مقولة بولس التي فيها ينكر أن إبراهيم كان له ما يتفاخر به أمام الله — النعل‬
‫الذي أوردناه دوا — إذ إنه لم يكن بارا بأعماله‪ ،‬هي مقولة ينبغي أأل تنحصر في مظهر الفضيلة‬
‫الحرفى والخارجي‪ ،‬أو في قدرة اإلرادة الحزة‪ .‬ولكن مع أة حياة ذلك الشيخ الجليل كانت روحية‬
‫وشبه مالئكية‪ ،‬لم يكن له ما يكفي من فضل أعماله ما يستحق الحصول على البز أمام الله‪.‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل ‪ ،١٤‬الفقرة ‪.٩‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٦٩٤‬‬

‫‪ .١٥‬العقيدة الرومانية في الفعمة واألعمال الصالحة‬

‫جماعة المدرسيين أسد فظاظة إذ يمزجون تلفيقاتهم‪ .‬هؤالء الرجال يلوثون عقول البسطاء‬
‫وغير الحذرين‪ ،‬بعقيد؛ ليست أقز انحطاندا‪ ،‬يموهونها تحت قناع الروح و النعمة وحتى‬

‫تحت رحمة الله التي وحدها تستطيع أن ئطمئن النفس المرتعبة‪ .‬إئنا نعترف مع بولس بأن العاملين‬
‫بالناموس يتبررون أمام الله‪ ،‬ولكن ألئنا جميعا بعيدون عن إطاعة الناموس‪ ،‬نستنبط من ذلك أن تلك‬

‫األعمال التي كان يجب أن تفيد للبز ال تساعدنا البتة ألتنا نفتقر إليها‪.‬‬

‫أما عن جمهور الشعب البابوي‪ ،‬أوهؤالء المدرسيين فإئهم مخدوعون انخداعا مزدوجا هنا‪،‬‬
‫ألئهم بدعون اإليمان إيقان الضمير وينتظرون جزاء استحقاقاتهم من الله‪ ،‬وألئهم ال ئفئرون نعمة‬
‫الله باعتبارها تنسب البر المجاني‪ ،‬بل باعتبارها معونة الروح القدس في السلوك نحو القداسة‪.‬‬
‫يقرأون ما دؤنه الرسول‪ :‬أ‪ ...‬تجب أة ائذي قاري إلى الله يومن رائه مزجوة‪ ،‬ؤائه بحاري ائذيئ‬
‫قثتبوته [عب ‪٦: ١١‬؛‪ .‬ولكئهم ال ببدون التفاائ إلى السبيل الذي به ينبغي أن بطلب‪ .‬فيتوحئح‬
‫من كتاباتهم واستعمالهم لكلمة النعمة أئهم مضئلون‪ .‬يشرح لومبارد أئنا ئعطى التبرير بواسطة‬

‫المسيح بطريقثين‪ .‬أوال‪ ،‬يقول إذ موت المسيح يبررنا‪ ،‬بينما توقظ المحبة من خالله في قلوبنا‬
‫فتصيرنا أبرارا‪ .‬وثانيا‪ ،‬ألن الخطيئة تنطفئ فينا بسب تلك المحبة عينها‪ ،‬ولذا يؤسر الشيطان ومن‬
‫ثم يفقد قدرته على إدانتنا‪ ١٣.‬هنا ترى كيف ينظر إلى نعمة الله وخصوصا في عمل التبرير‪ ،‬بقدر ما‬
‫ترشدنا نعمة الروح القدس إلى األعمال الصالحة‪ .‬يبدو أئه قضن أن يتبغ فكر أوغسطينس؛ ولكئه‬
‫يتبعه مول بعد‪ ،‬بل يحيد بقدر بعيد عن محاكاته على النحو الصحيح‪ .‬ألئه عندما يقول أوغسطينس‬
‫أي شيء بوضوح‪ ،‬يجعله لومبارد غامصا‪ ،‬وإن زلجن في أوغسطينس أي شيء مشوبا ألقز درجة‪،‬‬

‫أفسده لومبارد‪ .‬ولقد استمزت المدارس في سبيل التدهور والثردي‪ ،‬من سيء إلى أسوأ‪ ،‬إلى أن‬
‫غاصت مندفعة إلى الخراب في نوع من البيالجية‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬ينبغي أأل نقبل كلجا رأي‬

‫أوغسطينس أو على أي حال طريقة شرحه‪ .‬ألئه على الرغم من تجريده اإلنسان من كل فضل في‬
‫البر‪ ،‬وغزو؟ كته إلى نعمة الله عززا يستحق إعجابنا به‪ ،‬فإئه مع ذلك بدرج النعمة تحت موضوع‬

‫التقديمس‪ ،‬الذي به نولد ثانية في حذة الحياة بواسطة عمل الروح القدس‪١ ٤.‬‬
‫انظر‪ 192. 795 ٤.( :‬ال) ‪. 1‬ةل ‪ 111.‬ا‪،‬دج ‪,‬كللةألاال‪0‬أ ‪!<.‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫‪0,‬االأ‪8‬أأجل‪٨٦‬‬ ‫‪(; 011‬ا ‪8 11. 581‬الدج‪ 8‬ى ‪.‬ئ ;‪.2 )^8<1 38. 726 £.‬تتأن‬ ‫ض آلم‪٠٠‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪٧. 92(.‬الحم‪. 21 )144. 214; ٤٢.‬ااال‬
‫‪٦٩٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫‪ . ١ ٦‬تبريرنا من وجهة نظر الكتاب المقذس‬

‫أثا حينما يتحذث الكتاب عن بؤ اإليمان‪ ،‬يقودنا ‪٠‬إلى شيء مختلب تماائ؛ وهو أن نحؤل‬
‫أنظارنا من التفكر في أعمالنا نحن‪ ،‬إلى التأثل في رحمة الله وكمال المسيح فقط‪ .‬إئه في الواقع‬
‫يقذم التبرير على الترتيب اآلتي‪ :‬بدايًا يتنازل الله ليحتضن الخاطئ بجوده النقى المجاني‪ ،‬غير‬
‫واجد فيه ما يستحق رحمته سوى حالته التعيسة‪ ،‬إذ يرى اإلنسان خاوائ إطالبا ومجرذا من‬
‫ًاءمابا صالحة؛ فيبحث في ذاته عن السبب الذي ألجله يغين اإلنسان‪ .‬عندئذ يلمسن الله الخاطئ‬
‫بإحساس من فضله كيما يعزو اإلنسان خالصه برتته ‪ -‬وهو في حالة يأس سحيق من أعماله ‪ -‬إلى‬
‫رحمة الله وحدها‪ .‬هذا هو اختبار اإليمان الذي به يحصل الخاطئ على خالصه‪ ،‬عندما يدرك‬
‫من تعليم االنجيل أئه قد صولح مع الله‪ :‬أئه بشفاعة بر المسيح وبغغران خطاياه يتبرر‪ .‬ومع أئه‬
‫يتجند بروح الله‪ ،‬يتأثل في البر األبدي المذخر له‪ ،‬ليس في األعمال الصالحة التي يميل إلى فعلها‪،‬‬
‫بل في بر المسيح الوحيد‪ .‬فعندما يتفكر القارئ في هذه األمور‪ ،‬أحدها تلو اآلخر ‪ ،‬ستئضح له‬

‫نظرتنا من خالل ما شرحناه‪ .‬ومع ذلك يجوز ترتيب هذه النقاط على نحو مختلب قد يتفوق‬
‫على هذا الترتيب؛ ولكئ الغرق يسير جذا‪ ،‬بشرط أن شق بعثها مع بعض‪ ،‬حتى يظل الشرح‬
‫صحيحا وئثبائ‪.‬‬

‫‪ .١٧‬بز اإليمان وبز الناموس بحسب بولس الرسول‬

‫هنا يجب أن نتنكر العالقة التي أقمناها قبأل بين اإليمان واإلنجيل؛ ألئه رقال عن اإليمان إئه‬
‫يبرر ألئه يقبل ويعتنق البن الثعطى في االنجيل‪ ،‬فضأل عن أته حيث إذ البز معكى في اإلنجيل‪،‬‬

‫ال مجال ألي اعتبار لألعمال‪ .‬يشير بولس إلى ذلك تكرارا في مواضع أخرى‪ ،‬لكئه يبينه بأكثر‬
‫وضوح في تظمين‪ .‬فبمقارنة الناموس باإلنجيل في رسالة رومية يقول‪ :‬الفي البر الذي بالناموساا‬
‫[رو ‪:١ ٠‬ه]‪ ٠‬وأتا البر الذي باإليمان‬ ‫إذ االتشان الذي يعفلها [هذه األشياء؛ كحتا بها‬
‫[رو ‪٦: ١ ٠‬؛ فيعلن الخالص إذ ااإن اعترفك بفملف وامنك بقلباذ أن يسوغ رث وأن الله أقامه من‬
‫األموات غلضث‪٠‬ا [رو ‪٩: ١ ٠‬؛‪ .‬أترى كيف يميز بين الناموس واإلنجيل‪ :‬األول ينسب البز إلى‬
‫األعمال‪ ،‬واألخير يمنح البر بعيدا عن معونة األعمال؟ هذا نعز ثهلم يستطيع أن تخرجنا من الكثير‬
‫من الصعوبات‪ ،‬إن يمنا أن البر الذي يونقك بواسطة اإلنجيل قد تحرر من كزى شروط الناموس‪.‬‬
‫هنا يكمن السبب الذي ألجله يقابل باستمرار بين الموعد والناموس كشكين متناقصين بالتبادل‪:‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٦٩٦‬‬

‫الدن كات الوزائة من الائوئس‪ ،‬ظلم ئكئ اتخا من مؤعي [غل ‪ ١٨:٣‬؛؛ إلى جانب نصوص أخرى‬
‫في الفصل نفسه تعبر عن الفكرة ذاتها‪.‬‬

‫من المؤبد أن للناموس نفسه وعوذه‪ .‬لذلك لزم أن يكون لوعود اإلنجيل ما يمبزها ويختلف‬
‫بسببها عن تلك‪ ،‬إأل إذا قلنا بأن المقارنة باطلة‪ .‬ولكن ما عسى أن يكون نوع هذا االختالف سوى‬
‫أن مواعيد اإلنجيل مجانبة وتعتمد حصرا على رحمة الله‪ ،‬بينما تتوقف مواعيد الناموس على شرط‬
‫األعمال؟ فليحجم عن أن يزمجر أحذ علتي معترصا بالقول‪ ،‬إئه البر الذي يقحمه البشر بقدرتهم‬
‫وبحرية إرادتهم على الله هوما يرفضه الله‪ ،‬ألن بولس يعتم بما ال كز‪ ،‬فيه أن الناموس — فيما يوصي‬
‫به — عاجز عن أن يفعل ما صنعه الله بالمسيح [قارن رو ‪ . ]٣: ٨‬ألئه ال يوجد إنسان — ليس من عاتة‬
‫البشر فحسب‪ ،‬بل من أكثر النابس كماأل ‪-‬يستطيع أن يتئم الناموس‪ .‬وبالتمحكيد إذ المحبة هي قفة‬
‫الناموس‪ .‬ولقا يشكلنا روح الله بحسب محبة كهذه‪ ،‬لماذا ال تكون لنا عثة البر؛ ولو أئها ال تصل‬
‫إلى حذ الكمال حتى في القديسين‪ ،‬ولهذا السبب ال تستحق مكافأ؛ عن ذاتها؟‬

‫‪ .١٨‬التبرير ليس أجرة لألعمال‪ ،‬بل عطية مجانية‬

‫أتا النص الثاني فهو هذا‪ :‬الؤلكنرأن كن اخذ كتوز دالائثوس طن الله شاهر‪ ،‬ألن ايار‬
‫باإليمان تحتاال [قارن حب ‪ .]٤:٢‬زلين الائنوس ليسن من اإليمان‪ ،‬تزب االضان الذي يعفلها‬
‫[هذه األشياء؛ دبيا بهاالال [غل ‪ .]١٢-١١ :٣‬كيف تقوم هذه الحجة إأل باالثفاى على أن‬
‫األعمال ال تدخل في حساب اإليمان بل يجب فصلها عنه كلجا؟ يقول إذ الناموس يختلف عن‬
‫اإليمان‪ .‬لماذا؟ ألن األعمال الزمة لبر الناموس‪ .‬يتبع ذلك أئها غير مطلوبة لبز اإليمان‪ .‬يتس جلؤا‬
‫من هذه العالقة‪ ،‬أن الذين يؤرون باإليمان يبررون بدون أى اعتبار الستحقاق األعمال‪ ،‬وفي‬
‫الواقع‪ ،‬بدون أي استحقاى لألعمال‪ .‬إذ اإليمان يتقيل ذلك البر الذي يمنحه اإلنجيل‪ .‬واإلنجيل‬
‫يختلف عن الناموس في أئه ال يربط البر باألعمال‪ ،‬بل يحذد مصدره في رحمة الله وحدها‪ .‬فيجادل‬
‫بولس في رومية هكذا‪ :‬لم يكن إلبراهيم ما يتفاخر به‪ ،‬بل إذ إيمانه حسب له برا [رو ‪٣—٢ : ٤‬؛؛‬
‫ويضيف لزيادة التأكيد‪ ،‬أن بز اإليمان يوجد حيث ال أعمال يكافأ‪ .‬يقول‪ :‬أينما كانت األعمال‪،‬‬
‫يحسب له الآلجرة كذدن؛ أتا ما ئعطى لأليمان فهو نعمة مجانبة [قارن رو ‪-٤ : ٤‬ه)‪ .‬حائ‪ ،‬إذ‬
‫معنى الكلمات الذي يستخدم هناك ينطبق على هذا المقطع أيصا‪ .‬ثم يضيف بعد قليل كذلك ننال‬
‫الميراث من اإليمان‪ ،‬كما من نعمة‪ .‬لذلك يستخلص أن هذا الميراث مجانتي‪ ،‬ألئه يقتبل بااليمان‬
‫[قارن رو ‪ ١٦: ٤‬؛ ‪ .‬كيف يكون ذلك لوال أن االيمان مرتكز كلائ على رحمة الله وبدون مساعدة‬
‫‪٦٩٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫األعمال؟ ويعتم في مقطعآخر‪ ،‬بالمعنى نفسه بال شك‪ ،‬أؤاائ االذ نعن ظهز ح الله بدون الائوئس‪،‬‬
‫ئفهودا له بن الائموس واألب؛‪[ .‬رو ‪٢١ :٣‬؛‪ .‬لذا‪ ،‬إذ يقصي الناموس‪ ،‬يكر بولس أن االعمال‬

‫تساعدنا‪ ،‬وأتنا ننال البز باألعمال؛ بل وعلى العكس‪ ،‬أئنا نأتي فارغين لنناله‪.‬‬

‫‪ . ١ ٩‬باإليمان وحده‬

‫االن يستطيع القارئ أن يرى كيف يتحابل السفسطائيون على عقيدتنا عندما نقول إذ األنسان‬
‫يتبرر باأليمان وحده [رو ‪ .]٢٨:٣‬إئهم اليتجزأون على إنكار أن األنسان يتبرر باإليمان‪ ،‬ألن هذا‬
‫يرذ مكررا في الكتاب المقدس‪ .‬ولكن ألن كلمة وحده لم دنكز في أي موضع‪ ،‬ال يسمحون‬
‫بإضافتها‪ .‬هل صحيح؟ بل بماذا يجيبون عن كلمات بولس هذه‪ ،‬حيث يقول إن البر ال يكون‬
‫من األيمان إن لم يكن بالمجان [رو ‪]٢: ٤‬؟ كيف نفق العطية المجانية مع األعمال؟ وبأي حيل‬
‫شرعية نفابطة يتملصون متا يقوله في نعل اخر‪ :‬إذ بر الله معلن في األنجيل (البشارة السارة)‬
‫[رو ‪]١٧: ١‬؟ فإن كان البر معتائ في اإلنجيل‪ ،‬فمن المؤغد أن ما هو ثغتن فيه ليس بزا مشولها‬
‫‪.‬أو نصف بز‪ ،‬بل هو بر تالم وكلي‪ .‬لذلك ال مكان فيه للناموس‪ .‬إئهم يشددون على استبعاد هذه‬
‫الصفة (صفة وحدانية األيمان) ليس خطأ منهم فحسب‪ ،‬بل هو أسلوب يبعث على السخرية‪.‬‬
‫فالذي يجرد األعمال من كز فاعلية‪ ،‬أال ينسب كل شيء — بما يكفي من البرهان — إلى األيمان‬
‫وحده؟ ماذا ‪ -‬أناشدكم ‪ -‬تعني هذه التصريحات‪ :‬وت ظهر بر الله بدون الناموس [رو‪٢١:٣‬؛؛‬

‫واامتتزرين مجادا بنعمته ا [رو ‪]٢٤ :٣‬؛ و يدوئ اعتاز الائثوس [رو‪]٢٨:٣‬؟‬

‫هنا ئطلعون بحيلة حاذقة‪ ،‬مع أئهم لم يبتكروها من عندهم بل استعاروها من أوريجينس‬
‫وبعض الكياب األقدمين اآلخرين؛‪ ١٥‬فهي على أي حال مضحكة وسخيفة تماثا‪ .‬يثرثرون قائلين‬

‫إذ األعمال الطقسية قد اقصيت‪ ،‬أثا األعمال األخالقية فال تقصى‪ .‬يتحاذقون في الجدل المستمر‬
‫إلى درجة أئهم ال يستوعبون حتى أبسط مبادئ المنطق‪ .‬أيغلوئن أن الرسول كان يهذي عندما‬
‫أش بتلك النصوص ليثين رأيه؟ الئشان ألذي ئعقيا شخا بهاال [غل ‪ ،]١٢ :٣‬وممتوئة كل‬
‫ئن أل يسئ بي لجميع ما هؤ ئكيوب ني كتاب الائثوس [غل ‪ .]١ ٠ :٣‬إأل أن يكونوا قد جتوا‪،‬‬

‫فلن يقولوا إذ الحياة وعدت لحاففلي الطقوس‪ ،‬أو إذ اللعنة ئطقت على من تعذوا وحدهم‬
‫اإلشارة إلى أوريجينس مخطئة‪ .‬األرجح أئها تعود إلى بيآلجيوس كما اقتبسها هيرونيثس‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫‪,‬ج‪٢0111‬جل‬ ‫‪071 #0771071$, ۵. 3‬‬ ‫‪ 071‬ال‪, ):0771771271107‬ح‪<٢08‬ض‪0-٨‬ا)آلج‪8‬د‪80, 1‬اة ;‪30.66‬‬
‫‪#0771071$ 3 )1 17.79(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٦٩٨‬‬

‫على الطقوس‪ .‬إن كانت هذه النصوص ثفهم على أئها تشير إلى الناموس األخالقي‪ ،‬فال شك‬
‫أة األعمال األخالقية ثستبعد من قؤة التبرير‪ .‬هذه الحجج التي يستعملها بولس تتطلع إلى الغاية‬
‫ذاتها‪ :‬من حيث أة بالناموس معرفة الخطئة ^رو ‪ ]٢ ٠ :٣‬فليس البز‪ .‬ألة الناموس ينشئ عصائ‬
‫[رو ‪ : ٤‬ه ‪ ١‬؛ ‪ ،‬ومن ثم ليس البز‪ .‬وألة الناموس ال يمنح الضمير الثقة‪ ،‬فهو ال يستطيع أن ده ب البر‪.‬‬
‫وألة اإليمان يحسب برا‪ ،‬فليس البز جزاء األعمال‪ ،‬بل إنه يمنح وال يربح [رو ‪ .]٥٠٤ : ٤‬وألئنا‬
‫مبررون باإليمان‪ ،‬فليس لنا أحقية الفخر [رو ‪ .]٢٧:٣‬لؤ اغبي تالوس وادر اذ يحبي‪ ،‬لكان‬
‫دالحبيعه التر دالثاتوس‪ .‬لبئ البائت اعتق عتى الكز رحت‪ ،‬الغبيه‪ ،‬بيفعلى القعد س إيمان‬
‫[غل ‪ .]٢٢٠٢١ :٣‬فليثرثروا‪ ،‬إن تجاسروا‪ ،‬أة هذه التصريحات تنطبق على الطقوس‪ ،‬وليس على‬
‫األخالفى‪ .‬فحتى أوالد المدارس يقهقهون لسماع هذا الهزل‪ .‬لذلك لبت‪ ،‬واثقين أنه عندما ثنكر‬
‫على الناموس القدرة على التبرير‪ ،‬فإة هذه التصريحات تنطبق على الناموس بكمله‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٠‬أعمال الناموس‬

‫إذ تعجب أحدهم لماذا يلجأ الرسول إلى تحثن كهذا إذ ال يقبل اعتبار األعمال‪ ،‬فثئة لذلك‬
‫سبت نشرحه‪ .‬على الرغم من أن األعمال هي ذات جدارة عالية‪ ،‬فإئها تكتسب قيمتها من قبول‬
‫الله إياها وليس من حذ ذاتها‪ .‬فتن يتجاسر أن يربى لله ببز أعماني إن لم يقبل الله األعمال؟ ومن‬
‫يجرؤ أن يطلب جزاء إن لم يكن (الله) قد ؤعذ به؟ لذلك فإئه من جود الله وفضله أن تعتبر األعمال‬
‫جديرة بلقب البر مثلما بجزائها‪ .‬ولهذا السبب فإة لألعمال قيمتها ألة األنسان بها يقصد أن يظهر‬
‫طاعته لله‪ .‬ولذلك‪ ،‬لكي يبرهن الرسول على أة إبراهيم لم يكن ليتبرر باألعمال‪ ،‬يعلن في موضع‬
‫آخر‪ ،‬أة الناموس قد اعطي ال أقز من أربعمائة وثالثين عاثا بعد أن قطع العهد [غل ‪ .]١٧:٣‬قد‬
‫يهزأ الجاهل من هذا الجدل على أساس أئه وبل‪ ،‬إعالن الناموس كان يمكن أن يكون هنالك بر‬
‫أعمال‪ .‬ولكن ألئه عتم أئه كانت لألعمال قيمتها العظيمة بشهادة الله وبإجازته فقط‪ ،‬وتلها كحقيقة‬
‫أة األعمال — قبل إعالن الناموس — لم تكن لها قدرة التبرير‪ .‬والسبب الذي نعطيه لذكره الصريح‬
‫لألعمال لما يريد أن يجردها من القدرة على التبرير‪ ،‬هو — بكز وضوح — أة خالوا يمكنه أن يثور‬
‫حولها دون غيرها‪.‬‬

‫ولكئه أحياائ ينفي األعمال بدون استثناء‪ ،‬مثلما يقول مستندا إلى شهادة داود‪ ،‬إة البركة تخذفى‬
‫على من يبزره الله بغض النظر عن األعمال [رو ‪٦:٤‬؛مز ‪ ]٢٠١ :٣٢‬وعلى هذا ال تمنعنا حيلهم‬
‫من استعمال التعبير الحصري [اإليمان وحده]‪ ،‬كمبدأ عام‪.‬‬
‫‪٦٩٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫يحاولون أيشا دون جدوى أن يتحايلوا — يغباء ‪ -‬بتحوير عقيدة التبرير باإليمان وحده فيقولون‬
‫إذ هذا ينتج أعمال المحبة‪ ،‬فبذلك يتوقف البر على المحبة‪ .‬ائنا في الحقيقة نقر مع بولس بأن ليس‬
‫هنالك إيمان اخر فاعز للتبرير سوى االيفان الغاثل بالمحثة [غل ه ‪ .]٦ :‬لكن هذا ال يعني أن‬

‫اإليمان يستمد قدرته على التبرير من أعمال المحبة‪ .‬في الحق إذ اإليمان ال يبرر بأي وسيلة أخرى‪،‬‬
‫إأل بكونه يقودنا إلى الشركة مع بر المسيح‪ .‬وإأل ينهار كز ما يصر عليه الرسول هكذا بشدة‪ .‬يقول‬
‫|اًاما الذي يعمل‪ ،‬وأل تحشب له األجرة غلى تبيل نغمة‪ ،‬بزغلو‪ ،‬سبيرب ذين [رو‪٤:٤‬؛‪ .‬وأثا الذي‬
‫آل ئفقل‪ ،‬ؤلكرذ‪ ،‬يومن‪ ،‬باليي يرز العاحز‪ ،‬فايقانه يحشب له زا ا [رو ‪:٤‬ه]‪ .‬هل كان يمكنه أن‬
‫يكون أوضح من ذلك عندما يجادل هكذا‪ :‬إئه ليس لإليمان بر إآل إذا خال كلائ من أي أعماي دكاوأ‬
‫باألجر؟ وإئه عندئذ يحسب اإليمان برا فقط‪ ،‬حيثما ئعطى البر بواسطة نعمة دي يسدد؟‬

‫(يفقر الخطايا بواسطة بر المسيح وحده‪)٢٣ - ٢١ ،‬‬

‫‪ .٢١‬التبرير‪ ،‬المصالحة‪ ،‬غفران الخطايا‬

‫لنمتحن اآلن صحة القول الوارد في التعريف‪ ،‬وهو أن بر اإليمان هو المصالحة مع الله‪ ،‬والتي‬
‫تقوم حصرائ على مفقرة الخطايا‪ .‬يلزمنا دائائ أن نعود إلى هذه المقولة‪ :‬إذ غضب الله يستقر على‬
‫الجميع ما داموا يستمرون في خطاياهم‪ .‬لقد عير إشعياء عن ذلك جيدا بالقول‪ :‬لها إذ قذ الرت للم‬
‫ئعشر عن اذ دفتعز‪ ،‬زلم دتعز‪ ،‬أذنه عن‪ ،‬اذ دشمغ‪ .‬ئز ارائكم صازت واصئه يغم ؤين‪/،‬إلهكم‪،‬‬

‫زحطاتاكم شتزت زلجهه غنكم خئى أل يشمغاا [اش ‪٢-١ :٥٩‬؛‪ ٠‬تعتمنا أن الخطيئة تفصلنا عن‬
‫الله‪ ،‬إذ يحول الله وجهه عن الخاطئ؛ وال يمكن أن يحدث غير ذلك‪ ،‬حيث إئه من الغريب لبر الله‬
‫أن تكون له أي معامله مع الخطيئة‪ .‬لذلك يعتم الرسول أن اإلنسان يظز عدوا لله إلى أن يستعاد إلى‬

‫النعمة بواسطة المسيح [رو ه‪١ * -٨ :‬؛‪ .‬وهكنا من يستقبله الرب إلى وحدة مع ذاته‪ ،‬فهذا هو‬
‫من يبرره‪ ،‬ألئه ال يستطيع أن يقبله إلى نعمته وال أن يضئه إلى ذاته إأل إذا حوله من خاطي إلى إنساؤ‬

‫بار‪ .‬نضيف أن هذا يحدث بواسطة غفران الخطايا؛ ألئه إذا حكم على من يصالحهم الرب لنفسه‬
‫بمقتضى أعمالهم‪ ،‬فإئهم يغلتون خطا؛‪ ،‬على الرغم منأئهم يجب أن يكونوا قد تحرروا وتطهروا‬
‫من الخطيئة‪ .‬من الواضح‪ ،‬إدا‪ ،‬أن الذين يحتضنهم الله يتبررون — فقط — بكونهم قد تطهروا عندما‬
‫تفشل عنهم براثن الخطيئة بواسطة الفغران‪ .‬ولذا يسئى هذا التبرير — في كلمة ‪ -‬اغفران الخطايا ‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسمدن الذين المسيحى‬ ‫‪٧٠٠‬‬

‫‪ .٢٢‬أدلة كتابية للعالقة الوثيقة بين التبرير ومفغرة الخطايا‬

‫تعبر كلمات بولس التي اقئبسئهاآذائ‪١٦‬ءن كلتا التقطعين ببالغة‪ :‬ائ الله كاذ في الفسيح‬
‫تضابحا الغالم لتفسه خزخاسب لهلم خطاتالهم‪ ،‬زواضائ فيقا كلقه الئضالخه‪٢[٠‬كوه‪. ]١٩:‬ثم‬
‫يضيف بولس خالصة سفارة المسيح‪ :‬أألئه لجغل ائذي للم ئثرف حطئه‪ ،‬غطئه ألحبتا‪ ،‬بتصير دحى‬
‫بئ الله نيه [ ‪ ٢‬كو ه‪ .]٢١ :‬هنا ينكر البر والمصالحة بال تمييز‪ ،‬لكي نفهم أن كأل منهما متضئن في‬
‫االخر بالتبادل‪ .‬إآل أئه يعتم أيصا سبيل الحصول على البز‪ :‬أي عندما ال تحشت لنا خطايانا‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫ال ئعذ تشلن في كيف يبزرنا الله عندما تسمع أئه يصالحنا لذاته بعدم حسبانه لخطايانا‪ .‬هكذا يبرهن‬

‫بولى ألهل رومية‪ ،‬يغاج على شهادة داود‪ ،‬على أن البز يحسب لالنسان بغض النظر عن األعمال‪،‬‬
‫إذ يعلن داود أن اإلنسان المطوب مرى عغز إثمه وسترت خطبته؛ الذي لم يحسب له الرب خطبته‬
‫[رو ‪٨-٦ : ٤‬؛ مز ‪ .]٢-١ :٣٢‬ال شلن هنا أئه استبدل البر بالتطويب‪ ،‬ألئه قعلى أن البر يحدث‬

‫إثر غفران الخطايا؛ ومن ثم ال يوجد ما يدعو إلى تعريعب مختلف‪ .‬على هذا األساس يترتم زكريا‪،‬‬
‫أبو يوحنا المعمدان‪ ،‬بأن معرفة الخالص تكمن في مفغرة الخطايا [لو ‪٧٧: ١‬؛‪ .‬واثبع بولس هذا‬
‫االعتقاد في عظته حول خالصة الخالص التي وعظها لجمهور أنطاكية‪ .‬وكما يذكر لوقا‪ ،‬قد ختم‬
‫بولس موعظته هكذا‪ :‬ائأبكى تغلوائ عئذكلم‪ ...‬ائه دهنا ينادى لكلم بغغزان انفكارا‪ ،‬زيهذا كترز‬
‫كلشئؤمنمنكلائلمشز‪:,‬اأن دجذزوا مئة بتاوئس ثوتى‪[ ,,‬اع‪ .]٣٩-٣٨:١٣‬فالرسول‬
‫يربط غفران الخطايا بالبر بصور؛ يظهر فيها أئهما الشيء عينه‪ .‬ومن ثم يجادل على أساكة صحيح‪،‬‬
‫بأن البر الذي نناله بواسطة نعمة الله هوعطبة مجانبة‪.‬‬

‫وال يلزم أن يبدو هذا التعبير غريبا؛ أن المؤمنين ال يتبررون في نظر الله بفعل األعمال‪ ،‬بل‬
‫بالقبول الحز والمجاني كما ورد مكررا في الكتاب المقدس‪ ،‬وكذلك في كتابات العديد من‬
‫األقدمين‪ .‬هكذا يقول أوغسطينس‪ :‬إذ بز قديسي هذا العالم يكمن في غفران الخطايا أكثر مائ‬
‫في كمال الغضائل‪.‬أ‪ ١٧‬ويقابل ذلك كلمات برنارد المأثورة‪ :‬اًان ال يخطئ فذلك هو بر الله؛ أتا بز‬
‫اإلنسان فهو نعمة الله‪ ١٨ .‬وكان قد قال قبل ذلك‪ :‬المسيح برنا في المفغرة‪ ،‬لذلك وحدهم أبراز‬
‫تن ينالون عفو رحمته‪١ ٩ .‬‬
‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ‪.٤‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫ئ ;‪. xx٧11 )16 41.657‬الل ‪, ٥٠۶ 0/60)1‬جاا‪1‬خ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪11. 419(. :‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫انظر‪XX111.15 8£ )1 183.892(. :‬أ)‪$0‬ا‪§ 0‬أ)‪ $0‬ا‪٢)1, 8610)18 0)1‬ةاالح‪8‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫انظر‪ 183. 880,884(. :‬ا(ل‪ xx11 ,.(01. 6 )١4‬وه ‪,‬كد‪6‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫‪٧٠١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫‪ . ٢ ٣‬أبرار ‪ -‬ليس في ذواتغا بل في المسيح‬

‫من هذا يتضح أيائ أئنا مبررون أمام الله بشفاعة بز المسيح فقط‪ .‬وهذا يعادل القول بأة‬
‫اإلنسان ليس بارا في ذاته‪ ،‬بل ألة بر المسيح وقل إليه بالخسبان؛ وهذا أمر جدير بااللتفات‬
‫المدقق‪ .‬في الحق أة هذا ينفي ذلك الفكر العابث أن اإلنسان يتبرر باإليمان‪ ،‬ألئه بواسطة بر‬
‫المسيح يشارك روخ الله الذي به يجعل بارا‪ .‬إة هذا نضاد كز التضاد للعقيدة التي شرحناها أعاله‪،‬‬
‫إلى حذ استحالة أن يتصالحا مائ‪ .‬ومن البديهى أة من يتحتم أة البحث عن البز خارج ذاته فهومعت‪ ،‬م‬
‫منه في ذاته‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬يوكد الرسول هذا بأوضح عبارة عندما يكتب‪ 11 :‬ائني لم ئقرف حطئه‪،‬‬
‫حطيه أللجلتا‪ ،‬لتبيرك دحن ‪٠‬ح الله فيه‪ ٢[ .‬كوه‪٢١ :‬؛ ‪.‬‬

‫هكذا ترى أة بزنا ليس في ذواتنا بل في المسيح؛ واننا نقتنيه ألئنا شركاء في المسيح فقط؛‬
‫في الحق أئنا معه نمتلك كزغناه‪ .‬وهذا ال يناقض ما يعتم به في موضعآخر‪ ،‬بأئه ألجل الخطيئة قد‬
‫‪٤-٣‬؛‪ ٠‬إة اإلتمام الوحيد‬ ‫ادينت الخطيئة في جسد المسيح لكي يتالم حكم النامويس فينا [رو‬
‫الذي يشير إليه هو ما ذحص‪٠‬ل عليه بالحسبان‪ .‬ألئه بهذا يشاركنا السيد المسيح بره‪ ،‬بطريقه عجيبة‪،‬‬
‫إذ سكب فينا ما يكفي من القدرة التي بها نواجه دينونة الله‪ .‬ومن الواضح جذا أة بولس يعني ذلك‬
‫بعينه‪ ،‬في تصريحآخر سبق فدؤنه‪ :‬ألئة كتا بمعصتة اإلنشاز الواحد لجبز الكبيرون حطاه‪ ،‬هكذا‬
‫ائائ بإغاعب الو حد شيجعإئ الكثيرون ازارا [رو ه‪ ١ ٩:‬؛ ‪ .‬فلئن يعلن أة به وحده نحسب أبرارا‪،‬‬
‫فما عسى أن يعني ذلك سوى أة بزنا يقوم على أساس إطاعة المسيح‪ ،‬ألة إطاعة المسيح لحسب‬
‫لنا كما لو كانت إطاعتنا نحن؟‬

‫لهذا السبب‪ ،‬يبدو لى أة أمبروسيوس أعطى مثاأل لهذا البز فى تزكة يعقوب‪ :‬يشير إلى أئه‪،‬‬
‫إذ لم يكن من ذاته مستحعا لحق البكورتة — حيث تنكر في ثياب أخيه ولبس معطفه تنكزا‪ ،‬أسبغ‬

‫عليه رائحة مقبولة — تحبب إلى أبيه ليحظى بالبركة لذاته فيما تقلد هو شخصية أخيه‪ .‬وهكذا‬
‫نحن نستتر تحت نقاوة المسيح االس البكر الثمينة القدر‪ ،‬فنحسب أبرارا في غيتي الله‪ .‬هذا ما قاله‬
‫أمبروسيوس‪ :‬اكون إسحق قد شم رائحة ثيابه‪ ،‬ربما يعني أئنا مبزرون؛ ال باألعمال بل باإليمان‪،‬‬
‫إذ إة ضعف الجسد يعطل األعمال‪ ،‬أتا بهاء اإليمان الذي ينال استحقاق مفغرة الخطايا فيحجب‪٠‬‬
‫عيوب األفعال‪٢٠ .‬‬

‫هذا في الحقيقة هو الحق‪ ،‬ألئه لكي نظهر أمام وجه الله تفية الخالص‪ ،‬يلزمنا أن نتعكر برائحة‬
‫المسيح الزكية‪ ،‬وأن يكسوكماله رذائلنا ويدفنها‪.‬‬

‫انظر‪ 32.11.36 £.( :‬ا‪8£‬ح) ‪€ 11.11. 9‬اأ‪ 1‬رد‪, 071 [)1001( €171)1 ٠ #٠‬ع‪08‬صد‬ ‫‪٢٠‬‬
‫الفصل الثاني عشر‬

‫يتبغي أن نرفع عقربا إلى عرش قضاء الله‬


‫كي يرسغ اقائعفا بصريره المجاني‬

‫مع‬

‫(التبرير في ضوء جالل الله وكماله‪)٣ - ١ ،‬‬

‫‪ .١‬ليس من إسا؟ بازأمام عرش دينونة الله‬

‫مع أن كز هذه األمور تشهد لكمال صحتها بشهادات واضحة كلمعان الشمس‪ ،‬لن تتوصح‬
‫لنا ضرورتها حتى نضع دعب عيوننا ماذا يجب أن يكون أساس هذا النقاش برتته‪ .‬لذلك‪ ،‬أؤأل‪ ،‬يلزم‬
‫أن نتننمر هذه الحقيقة‪ :‬أن حديثنا ال يتعتق بعدالة محكمة بشرية بل بعدالة منبز قضا؛ سماوي‪ ،‬لئأل‬
‫نقيس بمعاييرنا الصغيرة متانة األعمال الالزمة ألرضاء العدل األلهي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإئه من الئذهل‬
‫كيف يعرف هذا الموضوع بتهؤر وجسارة عظيتين هكذا‪ .‬في الحقيقة أئنا نتعجب متا نراه في‬
‫قوم يتعالى صراخهم وتتجاسر ثرثرتهم حول بز األعمال‪ ،‬أكثر متا نتعجب مئن يبتليهم مرص‬
‫غضال أو ض يسمع صريرهم من جراء قروح تحت الجلد‪ .‬يحدث ذلك من أناس ال يتفكرون‬
‫في عدالة الله التي لم يكن لهم أن يستهزوئا بلي‪ ،‬لو أئهم تأدروا بأقز إحساس بها‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من‬
‫المؤنمد أئها ال تقئم بشيء إن لم ينظز إليها أئها عدالة الله‪ ،‬وذات كما؟ ال يمكن أن يقزبها سوى ما‬
‫كان كامأل وتانا في كز جز؛ وال يدئسه أدنى فساد‪ .‬لم يوجد قط هذا الكمال في إنسان ولن يوجد‬
‫أبذا‪ .‬يستطيع أي إنسا؟‪ ،‬في أروقة المدارس المريبة‪ ،‬أن يثرثر بال تردد أو جدال عن قيمة األعمال‬
‫في تبرير البشر‪ .‬لكئنا عندما نقف أمام حضرة الله يلزمنا أن نضع جانيا تلك التسليات! ألئنا هنالك‬
‫نتعامل مع أمر حذي‪ ،‬وال نشتبك في معارك كالمية طائشة‪ .‬اصر على أن نشئزعقولنا للرن على هذا‬

‫السؤال‪ ،‬إذا أردنا أن نخرغ بغائدة في محاولتنا لفهم البز الحقيقي‪ :‬كيف ئجيمب القاضي السماوي‬
‫عندما تطالبنا بأن ئعطي حسابا؟ لنتصؤر ذلك الديان‪ ،‬ليس كما تتخيله عقولنا بصقه طبيعية‪ ،‬بل‬
‫كما يصؤره لنا الكتاب المقدس‪ :‬ذاك الذي يخسف بهاؤه لمعان النجوم [اي ‪)٩ :٣‬؛ الذي بقدرته‬
‫تذوب الجبال؛ الذي في غضبه يزعزع األرض [قارن اي ‪ :٩‬ه‪]٦-‬؛ اآلخذ الحكماء بحيلتهم‬
‫‪٧٠٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫[اي ه ‪ ١٣:‬ع؛ الذي بجانب نقاوته كز شيء يبيت دنشا [قارن اي ه ‪ : ٢‬ه]؛ والذي بزه ال تحتمله‬

‫المالئكة [قارن اي ‪ ١٨: ٤‬؛؛ والذي يستذنب الكامل [قارن اي ‪]٢٠:٩‬؛ هوإن اشتعلت نار بغضه‬
‫نقد وتنغذ إلى الهاوية السفلى [تث ‪٢٢:٣٢‬؛ قارن اي ‪ .]٦:٢٦‬أقول لندظره جالشا في القضاء‬
‫ليفحص أعمال الناس‪ :‬من يقف واثائ أمام عرشه؟ ئن ثغا يشكل ني تار ايمته؟ يتساءل النبي‪ .‬محن‬
‫البثا؛ [اش‪-١٤:٣٣‬ه‪ ...]١‬فليجرؤ‬
‫*‬ ‫كا تشكن في زائئت ايدئه؟ الشابك بالخق ؤالئقكلم‬
‫أن يأتي أمامه واحد‪ .‬ال‪ ،‬لن يستجيب أحد فيتقذم‪ .‬على العكس‪ ،‬يدوي صون مزعخ‪ :‬إذ كنت‬
‫تزابن اآلدام يا زب‪ ،‬يا سد‪ ،‬وتن يقف؟ [مز ‪٣: ١٣٠‬؛‪ .‬حعا‪ ،‬يتالشى أمامه الكل سريعا‪ ،‬كما‬
‫ورد في مكانآخر‪ :‬أًااالذشان اير من الله؟ ام الرحل اطهؤ من لخالقه؟ لهؤدا عتيدة أل يأدمنهم‪ ،‬ؤإلى‬
‫مالئكته ينيسن حقاوه‪ ،‬وكلم بالحري سغان بوئت من طين‪ ،‬انديز أثاثهم بي الئزاب‪ ،‬ؤدشحقون‬
‫مثل‪ ،‬انك؟ يئئ الصباح وانتشاء يحطمون‪...‬اا [اي ‪ .]٢٠-١٧ :٤‬وأيائ‪ ،‬هودا وديشوه أل‬
‫تأ دمنهم‪ ،‬ؤالشقاؤات عئز كاهزه بعسه‪ ،‬ذلحري نكزوه ؤواسد االتشان السارب االدم نمانقاء!‬

‫[ايه‪:١‬ه‪.]١٦-١‬‬

‫حائ‪ ،‬إئني أقز بأئه في سفر أيوب دشار إلى بر أسمى من حفظ الناموس‪ ،‬ومن الجدير أن نتذنمر‬
‫هذا التمييز‪ .‬ألره حتى إذا أرضى أحدهم الناموس‪ ،‬فلن يستطيع هذا عندئذ أن يجتاز اختباز ذلك‬
‫البز الذي يفوق كز إدراك‪ .‬لذلك حتى أيوب‪ ،‬على الرغم من ضميره النقي‪ ،‬قد احزشته الدهشة‬
‫إذ يرى أته حتى قداسة المالئكة ال تستطيع أن برضي الله إذا هو أراد أن يزن أعمالهم في ميزانه‬
‫السماوي‪ .‬لذلك أترن االن جانبا ذلك البر الذي تحذثنا عنه ألئه يفوق االستيعاب‪ .‬أقول فقط إته‬
‫إذا وحصت حياتنا بمعيار الناموس المكتوب‪ ،‬فنحن حذ يتذاة إذا لم يعذبنا حريق الفزع من اللعنات‬
‫التي ال تحصى والتي بها شاء الله أن ينثين‪ ،‬والتي منها هذه اللعنة الشاملة‪ :‬طغون كز من‪ ،‬أل ئئيت‬
‫‪..‬ا [غل‪١٠:٣‬؛ قارنتث ‪ .]٢٦:٢٧‬بااليجاز‪ ،‬يظز‬ ‫بيججيعائلهؤ‪٠‬كوئتبيكائباال‬
‫هذا التفاش بأكمله هزيأل وسخيائ إن لم يعترف كز إنسا؟ بذنبه أهام الددان السماوى‪ ،‬ويطرح‬
‫ذاته ‪ -‬إذا اهتم بتبرئته ‪ -‬فيقر بأئه ال شيء‪.‬‬

‫‪ .٢‬البز بغيون الثاس والبز أمام الله‬

‫إلى هنا‪ ،‬كان علينا أن ننئلز إلى فوق لنتعتم كيف نقشعر بدأل من أن نتفاخر‪ .‬في الحقيقة ‪ -‬ما‬
‫دامت المقارنة تقف عند حدود دائرة البشر — يبرد ه ل ألي إنسا؟ أن يظل نفسه كقز عنده شيء‬
‫ينبغي أأل يحتقره أقرانه‪ .‬ولكائ عندها نقف أمام الله‪ ،‬تتبند ثقتنا في لمحة بصر وتموت‪ .‬ويحدث‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٧٠٤‬‬

‫الشيء ذاته لنفوسنا في ما يتعتق بالله‪ ،‬مثلما يحدث ألجسادنا تجاه السماوات المنظورة‪ .‬فإذ قؤة‬
‫البصر‪ ،‬ما دامت تقتصر على فحص المرئيات القريبة‪ ،‬تقتنع بقدرتها على التمييز‪ .‬أثا إذ صؤبت‬
‫نحو الشمس‪ ،‬إذ تعميها ويملها شدة اللمعان‪ ،‬تشعر رؤيتنا بالضعف بقدر ما سقرت به من قؤة‬
‫وهي تنظر إلى ما هو تحتها‪ .‬فلنكذ إدا عن خداع ذواتنا بالثقة الفارغة‪ .‬فحتى إن اعتبرنا أنفسنا‬
‫متساوين مع سائر الناس‪ ،‬أوأفضل منهم‪ ،‬يظهر ذلك كال شيء بالنسبة إلى الله‪ ،‬الذي يعود إلى قضائه‬
‫حسر األمور‪ .‬أثا إذا لم يرؤضره جموحنا بهذه األنذارات‪ ،‬فسوف يجيبنا كما أجاربا الغريسيين ‪.‬‬
‫‪1‬االغلم الذئ يرزون انفحكم قدام الائس! ؤلكن‪ ...‬الئشتغلئ عئذ الائس لهز رلجش ودام الله‪/‬ال‬
‫[لو ‪ : ١٦‬ه ‪١‬؛‪ .‬اذهب اآلن واستعلي ببر ك بين الناس فيما يمقته الله من أعالي سمائه!‬

‫لكن ماذا يقول خذام الله الئرسدين حعا بالروح؟ األ تذخل بي اكخاكتة ثغ عيدن‪ ،‬ؤإنه لئ‬
‫يبرز قذاتك حى‪ .‬ا [مز ‪٢ : ١٤٣‬؛ ‪ .‬يتكتم عبد اخر‪ ،‬وإن كان بمش يختلف قليأل‪ :‬الال يتبرر إنسان‬
‫عند الله‪ .‬إن شاء أن يحاحه ال يجيبه صه في ألف [اي ‪ .]٢ : ٩‬هنا إدا نخبر بطبيعة بر الله الذي حعا‬
‫لن ترضيه أي أعمال البشر‪ .‬عندما يمتحن ألوف خطايانا‪ ،‬لن دعلهر حثى من واحدة‪ .‬من الموكد أة‬
‫بولس‪ ،‬تلك األداة المختارة من الله‪ ،‬كان قد أدرك ذلك البر عندما اعترف قائال إئه ال يشعر بشيء‬
‫ضن ذاته‪ ،‬لكئه ليس بذلك مبرزا [ ‪ ١‬كو ‪] ٤ : ٤‬‬

‫‪ . ٣‬أوغسطينس وبرنارد كشاهذبن للبؤ الحقيقي‬

‫هنالك أمثلة عديدة لذلك‪ ،‬ليس في الكتاب المقدس فحسب‪ ،‬بل قد أيد جميع الكقاب األتقياء‬
‫الفكر ذاته‪ .‬فيقول أوغسطينس‪ :‬يرنو جميع األتقياء الذين يرزحون تحت ثقل هذا الجسد اآليل‬
‫إلى الفساد وفي ضعف هذه الحياة‪ ،‬إلى رجاء واحد‪ :‬أة لنا شفيعا واحذا‪ ،‬يسوع المسيح الباز‪،‬‬
‫وهو كعارة عن خطايانا [قارن ‪ ١‬تي ‪ : ٢‬ه—‪ ١٠]٦‬ماذا نسمع؟ إن كان هذا هو رجاءهم الوحيد‪،‬‬
‫فأين الثقة في األعمال؟ ألئه عندما يقول واحد ال يترك مجاأل لرجاء سواه‪ .‬واآلن يقول برنارد‪:‬‬
‫أين‪ ،‬في الحقيقة‪ ،‬يوجد األمان‪ ،‬والراحة الثابتة االمنة للضعغاء إأل في جروح المختص؟ فإئه‬
‫األقوى ليختص‪ ،‬وهنالك أمكن بأكثر اطمئنان‪ .‬إة العالم يتوعدنا‪ ،‬والجسد رثقلنا‪ ،‬وإبليس ينصب‬
‫مكايده‪ .‬وأنا ال أسقط ألوني مؤسس على الصخر المتين‪ .‬أخطأت خطًا شنيعا‪ .‬ضميري مضطرب‪،‬‬
‫ولكئه لن ينزعج ألئني سأتنمجبر جروح الرب‪.‬ال ومن هذه الخواطر يختتم بعدئذ بالقول‪ :‬الذا* فإة‬
‫استحقاقي هو تحتن الرب‪ .‬من الواضح أش لن أفتقز إلى المزايا ما دام ال يخلو هو من الرأفة‪ .‬أائ‬

‫‪,‬جاالغ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫‪٢.‬خ ;(‪ 44. 599‬ا(ل]‪111. ¥.15 )1٧‬له‪!٠‬احم حغكا‪،9‬‬ ‫انظر‪٧. 409(. :‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪٧٠٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫إذا استفاضت رحمات الرب‪ ،‬فكذا يزداد افتخاري‪ .‬هل أتغثى بأعمال بري؟ يا سيد‪ ،‬سأتذكر برك‬
‫وحده‪ ،‬ألئه صار لي أيثما‪ ،‬فقد جعل لي برا من الله‪ .‬وفي موضعآخر‪ :‬إة كز استحقاق اإلنسان‬
‫هو في ونع كز رجائه في مرن‪ ،‬يؤئن اإلنسان بكليته‪ .‬أينما يئعر بالسالم في قرارة نفسه يترك‬
‫المجد لله‪ .‬يقول الك يدوم المجد‪ .‬سأسكن مطمطا متى كان لي سالم‪ .‬إدني ال أطمع في المجد‬
‫لئأل أخسز ما اعطي لي إذا ما أنا اغتصبك ما ليس لي‪ .‬ا ويتكتم بصراحه أكثر في موضع آخر‪:‬‬
‫ألماذا تهك الكنيسة بالميزات ما دام لها ‪ -‬في قصد الله ‪ -‬سبك أعظم للتباهي؟ لذلك ليسردهنالك‬

‫ما يدعو إلى أن تسأل بأي مزايا يمكننا أن نترحى الفوائد‪ ،‬وخصوظدا ألدك تسمع قول النبي‪.‬‬
‫‪٠‬اكزا أللجاكم اتا طماع‪ ...‬بز ألجز اشبي المدوس‪[ ,,‬حز ‪ ٢٢ : ٣٦‬و‪ . ]٣٢‬يكفي تباهيا أن نعتم‬
‫أة المزايا ال تكفي للتباهي‪ .‬وكما ألئه يكفي تباهيا أأل نعتمد على المزايا للتباهي‪ ،‬كذلك يكفي‬
‫الخكلم أن نكوذ بال مزايا‪.‬اا وكونه يستخدم كلمة أمز‪١‬ياأ أو أ‪١‬ستحقاقاتأ بمعنى اا‪١‬ألءماالا له‬
‫عذر إذ كانت هذه عاد؛ زمانه‪ .‬أثا قصده فكان أن يبث الفزع في نفوس الئرائين الذين في شرهم‬
‫غير الئلخم يتصرفون بال حياء ضد نعمة الله‪ .‬لذلك يقول توا‪ :‬يا لسعادة الكنيسة التي ال تنقصها‬
‫استحقاقات بال جسارة االدعاء‪ ،‬أو االدعاء بال استحقاقات‪ .‬فإذ لها أن تتجاسر ولكن ليس بحى‬
‫األعمال‪ .‬ولها أعمال تسعى إلى أن تجعلها جديرة‪ ،‬ولكن ال أن تتباهى بها‪ .‬أليس في االمتناع عن‬
‫االدعاء تتحثق الجدارة؟ بذلك تتباهى بأكثر جرأة من أئها ال تجرؤ أن تذعي‪ ،‬إذ لها فرصة واسعة‬
‫لالفتخار برحمات الله الواسعة ‪٢.‬‬

‫(الضمير والنقد الذاتي ينتزعان مائ كل ادعاء لألعمال الصالحة‪ ،‬ويقوداننا إلى أن نتقبل رحمة‬
‫الله بسرور‪)٨—٤ ،‬‬

‫‪ .٤‬هول دينونة الله ئتهي كل مغالطة الذات‬

‫هذا هو الحق‪ .‬عندما تتعامل الضمائر المتيقظة مع موضوع دينونة الله‪ ،‬تدرك أئه المالذ اآلس‬
‫الوحيد الذي فيه تستطيع التنثس باطمئنان‪ .‬ألن النجوم التي تتألق المعة في الليل‪ ،‬إن كانت دظلم‬
‫عند ظهور الشمس‪ ،‬فماذا نظثه يحدث حتى ألكثر الناس براء؛ بالمقارنة مع نقاوة الله؟ سوف يكون‬
‫ذلك اختبارا قاسيا ينفذ إلى أعمق أفكار القلوب؛ كما يقول بولس الرت الذي سيبير حثايا الئآلم‬
‫العلوب [ ‪ ١‬كو ‪:٤‬ه] وهذا سيضطر الضمائر الئئذسة والمتلكئة إلى أن تنطق بكز ما‬
‫**‬ ‫زيظهز ازاء‬

‫ا ‪٠، 071‬ه‪8‬‬ ‫ح‪//‬‬ ‫انظر‪6 80718 :‬أ{أ ‪ 183.246(; 8617110718 071‬ا(ل‪٧.5 )1\4‬آ (‪ )1*8. 91‬س‪//‬لحك‬ ‫‪٢‬‬
‫‪1. 4,‬اات ;‪0/8071881x1.3‬‬ ‫‪111. 6‬‬ ‫‪183. 1072, 836. 1111(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٧٠٦‬‬

‫كان خفيا أو منسؤا حتى اآلن‪ .‬وهنا يظهر إبليس مشتكيا علينا ومذكزا إدانا بجميع التعذيات التي‬
‫دنفنا إلى ارتكابها‪ .‬ولن يجدينا عندئذ استعراض األعمال الصالحة التي بها وحدها نفتخر اآلن؛‬
‫ألؤ نقاوة األرادة وحدها هي ما سيطلب متا‪ .‬لذلك ينكفئ الرياء مخلودا على أمره‪ ،‬حتى إن كان‬
‫الذي يعرف مقدار‬ ‫اآلن يتبجح مغتتائ بذاته‪ .‬وال ينطبق هذا الرياء على محاولة األنسان فحسب‬
‫ذنبه أمام الله — أن يتباهى أمام الناس‪ ،‬بل على تلك المغالطة أيائ التي يخدع بها األنسان ذاته أمام‬
‫الله‪ ،‬إذ إئنا ميالون بطبيعتنا إلى أن ندش أنفسنا وأن نشبع غرورنا‪ .‬إذ الذين ال يعيرون هذا المشهد‬
‫انتباائ يستطيعون أن يخترعوا ألنفسهم برا ذاتيا ئطمئل إليه نفوسهم وتستريح ولو ألجل مؤقت‪،‬‬
‫لكن سرعان ما تبيده دينونة الله‪ ،‬مثلما يتالشى عند اليقظة ثراء عظيلم يتراكم في لحلم‪ .‬أتا أولئك‬
‫الذين يبتغون بجذية‪ ،‬وأمام الله‪ ،‬قاعدة البر الصحيحة فسوف يجدون — ال محالة ‪ -‬أن جميع‬
‫األعمال البشرية إذا قيمت على أساس ما لها من جدارة‪ ،‬ليست إأل روائ ودئشا؛ وأن الذي يحسبه‬
‫الناس برا ما هوفي عيني الله سوى مجرد إثم؛ وما يعتبر أده تقوى ما هوإأل تلوث؛ وما يظر‪ ،‬أده مجد‬
‫ما هو إأل حزى وعار‪.‬‬

‫ه‪ .‬بطرحعائاإلعجاببالذ‪٠‬ات‬

‫دعونا نهبط من تأتل الكمال األلهي لننظر إلى ذواتنا‪ ،‬بدون تمتي أو تأثير حت الذات‬
‫األعمى‪ .‬ألن ال غرابة في أتنا عميان هكذا في هذا المجال‪ ،‬بسبب أن أحدا مثا ال يحترز من‬
‫وباء ذلك االنغماس الذاتى المتأصل فينا بالطبيعة‪ ،‬كما يعلن الكتاب‪ .‬يقول سليمان‪ :‬اكز طري‬

‫االشاي ئشتقينه بي عئنئه‪[ ,,‬ام ‪ .]٢: ٢١‬وكذلك‪ ،‬اكل وق الئشا؛ تعيه ني عثئ تعسه‪٠‬ا [ام‬
‫‪ .]٢: ١٦‬أي إته‪ ،‬فيما يفتر اإلنسان بمظهر قناع البر الذي يلبسه‪ ،‬يزن الله في ميازينه خفايا عدم‬
‫نقاوة قلبه‪ .‬لذلك‪ ،‬حيث إذ التمتق أبعد ما يكون عن نفع األنسان‪ ،‬دعونا ال نخدع أنفسنا بإرادتنا‬
‫لئال نهلك‪ .‬أثا لكي نمتحن أنفسنا على الوجه الصحيح‪ ،‬فينبغي أن دستنعى ضمائرنا إلى عرش‬
‫قضاء الله‪ .‬ألئه يجب أن تتجرن تماتا في ضوء ذلك القضاء‪ ،‬مواضع فسادنا الخفية‪ ،‬وإأل تبقى‬
‫مدفونه في أعماقنا‪ .‬عندئذ فقط ددرلذ قيمة هذه الكلمات‪ :‬األنسان ال يتبرر عند الله‪ ...‬فهو‬
‫[اي ‪ ،]٦ ،٤ :٢٥‬تغروة واسن [ رجس وفارغ — ترجمة كالثن]‪... ،‬‬ ‫رئة ودودة‬
‫الغارت األتم كاكاءأال [اي ه ‪ .]١٦:١‬رن يخرج الطاهز من النجر‪،‬؟ أل اخدأال [اي ‪.]٤:١٤‬‬
‫عندئذ نختبر ما قاله أيوب عن نفسه‪ :‬اذ برزت تحكم علي ديي‪ ،‬وإذ كنت كاماح دشتنبيي‬
‫[اي ‪ .]٢ ٠: ٩‬ألن الشكوى التي ئغؤه بها النبى على إسرائيل في القديم ال تنطبق على عصر واحد‬
‫‪٧٠٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫فحسب‪ ،‬بل عبر مدى األزمان‪ :‬اكلتا كعنم صلتنا ‪ -‬بلتا كل واجب إلى طريقه [اش‪٣‬ه‪٦:‬؛‪.‬إئهفي‬
‫الحقيقة يشمل هنا جميع من كانوا ستأتيهم نعمة الغداء‪ .‬وينبغي أن ئطيق صرامة هذا االمتحان إلى‬
‫حذ أن تبعث بنا إلى رعب‪ ،‬مهول‪ ،‬وبهذا إلى أهلية نوال نعمة المسيح‪ .‬ألن كز من يظل ذاته قادرا أن‬
‫يتمئع بها يبز نفسه‪ ،‬إآل إذا وغ عنه أؤأل كز تعاني وتعجرف‪ .‬وكتنا يعرف النص القائل‪ :‬األن‪:‬‬
‫‪٠‬االله يعاولم الثشثكتريئ‪ ،‬وا انثئؤاضوئة ؤعطيهم يعمهاااا [ ‪ ١‬بط ه‪:‬ه؛يع‪٦:٤‬؛ام‪. ]٣٤:٣‬‬

‫‪ .٦‬ماهؤة االقضاعأمام الله‬

‫وكيف نقضع إأل بأن نخضع ذواتنا‪ ،‬بكز فاقتنا وإعوازنا‪ ،‬لرحمة الله؟ ألئنا إن ظنتا أئه بقتي لنا‬
‫شيء‪ ،‬فال أدعو ذلك تواضائ‪ .‬كما أعتبر أة الذين ما زالوا يجمعون بين هذين األمزين — أي أئنا‬
‫ينبغي أن نعتبر ذواتنا متواضعين أمام الله‪ ،‬وأن نظل أة لنا برا ذا شأن ‪ -‬عتموا برياء نهلك‪ .‬ألئنا إذا‬
‫كدا نعترف أمام الله بما ال نشعر به‪ ،‬فإئنا نكذب عليه بشناعة‪ .‬ولكئنا ال نستطيع أن نشعر كما يجب‬
‫بدون أن ندوسن تحمت أقدامنا فورا كز ما يمكن أن يبدو حميدا فينا‪ .‬لذلك عندما تسمع قول النبى‬
‫إة الخالص قد اعذ للشعب البائس‪ ،‬واإلذالل لألعين المتعالية [مز ‪٢٧:١٨‬؛‪ ،‬تأمل أؤأل‪ ،‬أة باب‬
‫الخالص ال يبقى مفتوحا إن لم نضع جانيا كز استكبار ونرلى لباس التواضع الكامل؛ وثانيا‪ ،‬إة هذا‬
‫التواضع المطلوب ليس بعصا من السلوك الحسن المنظر الذي به تتنازل بشعرة من حثك للرب‪،‬‬
‫مثلما يدعى الذين ال يتصرفون بالغطرسة أويعينون اآلخرين متواضعين في عيون الناس‪ ،‬على الرغم‬
‫من أئهم يعتمدون على شيء من الوعي للتمؤز‪ .‬لكئه التواضع الذي يعير عن التسليم غير المتكتف‬

‫تصفه كلمة الله ‪-‬‬


‫في كل مكان‪.‬‬ ‫هكذا* ‪٠‬‬
‫‪٠‬‬ ‫واع لتعاستنا وإعوازنا‪ .‬ألته‬
‫صادي ع‬
‫;‬ ‫إحساس‬
‫مح‬ ‫لقلوبنا من جراء‬

‫عندما يتكتم الرب هكذا على فم صفنيا‪ :‬ألئي حينئذ ارغ من‪ ،‬ؤنطاث مئتهجي كبرتائك‪...‬‬
‫ؤأبقي بي ؤشطاك سقيا بايشا وبيائ‪ ،‬ئشؤكلون غتى اب الرت‪ ،‬أال يعرف بمن هم أولئك‬
‫المتواضعون؟ [صف ‪١٢-١١ :٣‬؛‪ .‬إئهم أولئك الذين تنفصهم معرفتهم بمدى فقرهم‪ .‬وفي‬
‫المقابل‪ ،‬يدعو الكتاب المقدس المتكيرين مبتهجين ألة البشر الذين يسعدون بازدهارهم‬
‫يطربون عاد؛ بالفرح‪ .‬ألمنا للمثضعين الذين يشاء أن يختضهم‪ ،‬فال بترن شيائ سوى أن يضعوا رجاءهم‬
‫في الرب‪ .‬وهكذا أيائ في إشعياء‪ :‬وإلى هذا ائظر‪ :‬إلى اليبس ؤالئئشجي الروح ؤالثردعب من‪،‬‬
‫كألمياا [اش ‪ .]٢:٦٦‬وكذلك‪ :‬ااهكذ‪ ١‬واذ الغلى الئزئقغ‪ ،‬شاكن األلى‪ ،‬المدوس اشئة‪ :‬الى‬
‫الثؤضع الثرئقع انثثنسي أشكن‪ ،‬زمغ الثئشجي ؤالئئؤاضع الروح‪ ،‬ألحبى روخ الثوئاضعيئ‪،‬‬
‫زالتي فلب الثئشحءقين‪٠‬ا [اش ‪ ٧‬ه‪ :‬ه ‪. ] ١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الذين المسيحي‬ ‫‪٧٠٨‬‬

‫** إفهم منها جرحا في القلب ال يسمح ألنسا؟ ثلثى على األرض‬
‫المنسحق‬ ‫فكتما تسمع كلمة‬
‫بأن يقوم‪ .‬فإذا أرددن‪ ،‬على أساس قضاء الله‪ ،‬أن برفع مع المئضعين‪ ،‬يتحقم أن يكون قلبك مجروحا‬
‫بهذا االنسحاق‪ .‬إن لم يحدث ذلك‪ ،‬فلسوف يضعك الله بيده القوية فيلحقك الخزي والعار‪.‬‬

‫‪ . ٧‬المسيح يدعوالخطاة‪ ،‬وليس األبرار‬

‫غير مكتتب بكلمات‪ ،‬يصور معتثنا األسمى‪ ،‬في كل كما لو في صورة‪ ،‬منظر التواضع‬
‫الصحيح‪ .‬يأتينا ‪.‬د عسار زقف من بعيد ال يشاء أن يرفغ عينيه نحو السماء‪ ،‬يصني بدموع غزيرة‬
‫الحاطوخ [لو ‪١٣: ١٨‬؛‪ .‬ال نظلن أة هذه عالمات احتشام نصفع‪ :‬أئه‬
‫**‬ ‫الكلم‬
‫** ارحبي‪ ،‬اتا‬ ‫قائال‪:‬‬

‫ال يتجاسر أن ينظر إلى السماء أو أن يقتررن‪ ،‬أو أن يقرغ صدره‪ ،‬فيعترف بأئه خاطئ‪ .‬بل للدرك‬
‫أن هذه شهادان ألحساس قلبتي‪ .‬وفي الجانب اآلخر يضع (يسوع) الفريسى الذي يشكر الله ألئه‬
‫ليس كباقي عامة الناس‪ ،‬فال هو مبتر وال ظالم وال زب؛ وأئه يصوم مرين في األسبوع‪ ،‬ويعسر كز‬
‫ما يقتنيه [لو ‪١٢-١١ :١٨‬؛‪ .‬فغي اعترافه العلني يقر بأة البز الذي له هوعطيه من الله؛ ولكئ ألئه‬
‫واثق من بره‪ ،‬وسيخ ومكروه‪ ،‬ينصرف عن وجه الله‪ .‬يبزر العشار باعترافه بإثمه [لو ‪١٤: ١٨‬؛‪.‬‬
‫من ثم نرى كم من الفضل يقتني لنا اتضاعنا أمام الله‪ ،‬بحيث ال يستطيع القلب أن ينغتخ لنوال‬
‫رحمته إن لم يتفرغ كلائ من كز فكر حول استحقاقه‪ .‬ألده عندما تحتته مثل هذه األفكار يغلئ باب‬
‫الرحمة أمامه‪ .‬ولكي ال يشك أحد في ذلك‪ ،‬أرسل االب المسيخ إلى العالم مكتائ إقاه أن يبتر‬

‫المساكين وليعصعذ منكسري القلب‪ ،‬لينادي للتسبيين بالعتق وللمأسورين باألطالق‪ ،‬ليعري كل‬
‫النائحين‪ ...‬ليعطيهم جماأل عوصا عن الرماد‪ ،‬ودلهئ فرح عوصا عن النوح‪ ،‬ورداء تسبيح عوصا‬
‫عن الروح اليائسة [اش ‪٣- ١ :٦١‬؛ ‪ .‬وبحسب ذلك التكليف [تلك الوصية؛ يدعو إلى مشاركة‬
‫إحساناته المتعبين والثقيلي األحمال وحدهم [مت ‪ ٢٨: ١١‬؛ ‪ .‬وفي نصآخر يقول‪ :‬نلمآت ألذعؤ‬
‫**‬
‫الئؤتة [مت ‪١٣: ٩‬؛‪.‬‬ ‫ارارا نز خطاة إلى‬

‫‪ .٨‬الغطرسة أمام الله والرضا عن الذات الغافل عن األخطار الفحدقة يشذان‬


‫عليغا الطريق إلى المسيح‬

‫لذا‪ ،‬ليتنا تصفي إلى دعوة المسيح مبعدين عن أنفسنا العجرفة واالطمئنان إلى الذات!‬
‫فالعجرفة تنشًا من االقتناع األحمق ببرنا الذاتي‪ ،‬عندما يظئ اإلنسان أة له شيائ ذا استحقاق يركيه‬
‫‪٧٠٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫أمام الله‪ .‬والرضا بالذات يمكنه أن يوجد بدون أي ركو؟ إلى األعمال‪ .‬ألة الكثيرين من الخطاة‬
‫سكارى بحالوة رذائلهم إلى درجة أدهم ال يتفكرون في دينونة الله بل يبيتون في ذهول‪ ،‬إن جاز‬

‫الحديث‪ ،‬وفي حالة نعاس‪ ،‬فال يطمحون إلى الرحمة المقدمة لهم‪ .‬والحاجة إلى النهوض من هذه‬
‫البالدة ليست أقز من الحاجة إلى نبذ‪ .‬أي ثقه بأنفسنا‪ ،‬كيما نسارغ إلى المسيح بال توا؟ أو تعثر‪،‬‬
‫وكيما ‪ -‬في حالتنا الجائعة والخاوية — نمتلئ من جود إحساناته‪ .‬ألئه لن يكون لنا ما يكفي من‬
‫الثقة فيه‪ ،‬إن لم نصبح شديدي االرتياب في أنفسنا؛ ولن يمكننا إطالفا أن نرفغ قلوبنا بالقدر الكافي‬
‫فيه‪ ،‬إن لم تكن قد أمست منحنية فينا؛ ولن يكون لنا ما يكفي من التعزية فيه‪ ،‬إن لم نكن قد اختبرنا‬
‫اإلقفار واألسى في نفوسنا‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬نكون مستعدين أن نختار نعمة الله وأن نعتصم بها‪ ،‬حين نكون قد طرحنا عتا كلجا‬
‫ثقتنا بأنفسنا وادكًانا على تمكيد جوده فقط؛ أوكما يقول أوغسطينس‪ ،‬عندما نعتنق عطايا المسيح‬
‫ناسين كز استحقاي في ذواتنا‪ ٣٠٠.‬ألئه إذا ابتغى فينا أي استحقاقاب فلن نجي؛ إلى عطاياه‪ .‬يتفق‬
‫برنارد مع هذا عندما يقارن المتكبرين بالعفلة األشرار الذين يدعون أقز شيء كاستحقاى لهم ألدهم‬
‫يشتئقؤن لذواتهم — مخطئين ‪ -‬فضل النعمة التي تسري من خاللهم‪ ،‬تماائ كما لو قال حائذ إئه‬
‫غلى من نور الشمس شعاعا كان الجدار قد استقبله من خالل نافذة فيه‪ ٤ .‬فلكي ال نعرخ على هذا‬
‫طويأل‪ ،‬لنلتزم بهذه القاعدة كمبدأ وجيز وفي الحين ذاته كمبدأ عام وموكد‪ :‬أة ض أخلى ذاته ‪-‬‬
‫لسق أقول من البر‪ ،‬وهو غين موجود فيه‪ -‬بل من سبه بر باطل ووهمي‪-‬هوش أمسى جاهرا‬
‫للمشاركة في ثمار رحمة الله‪ .‬ألئه بقدر ما يركن إنسان إلى الرنا بذاته‪ ،‬يعثلل إحسان الله‪.‬‬

‫وًا ‪٢.‬خ ‪!, 38.941:‬لالرط) ‪٧. 2‬الل‪1‬ن ‪, $61)1‬حاال‪81‬ل‪٦‬جال‪٨‬‬ ‫انظر‪11. 891 £.( :‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪8611131)1,‬‬ ‫انظر‪ 183. 836(. :‬طسة) ‪. 5‬اااآ ‪071 ٠ 80718 0/807188‬‬ ‫ع‬
‫الفصل الثالث عشر‬

‫في مالحظة أمزين بشأن التبرير المجاني‬

‫مح‬
‫‪ .١‬التبريريخدم كرامة الله‪ ،‬والوحي يخدم عدله‬

‫هنا بالتأكيد يلزم خصوصا االنتباه إلى أمزين‪ :‬هما أة مجد الرب يجب أن يثبت بال انتقاص‪،‬‬
‫وإذا جاز القول‪ ،‬سليائ بال مساس؛ وأة ضمائرنا تستقر مطمئئة وفي سالم في حضرة دينونته‪.‬‬

‫نرى بأي جذئة‪ ،‬وبكم من التشديد المكرر‪ ،‬يحثنا الكتاب المقدسى حي‪٠‬ث ما يشير الى البر على‬
‫أن نتقنم بالشكر من الله وحده ‪ ٠‬فيشهد الرسول بأن قصد الرب بتبريرنا في المسيح كان إلظهار‬
‫برهأ [رو ‪:٣‬ه ‪ .]٢‬ولكئه ئؤا يضيف طبيعًا هذا اإلظهار‪ ،‬إظهار بزه‪ ،‬في الكلمات‪ :‬أبيكون بارا‬
‫ؤتبزز مر‪ ،‬هؤ بر‪ ،‬اإلشان [أو أس يؤس‪ ],‬بتشوغ‪..،‬ا [رو ‪ .]٢٦:٣‬أال ترى أة بز الله ال يظهر‬
‫كامأل إن لم يكن هو وحده الذي يعتبر بارا‪ ،‬والذي يهب عطية البر المجانية لغير المستحثين؟‬
‫لهذا السبب يشاء أن اكشتئ كز نم‪ ،‬ؤقصيز كل الغانم ثخث بضامر من الله‪[ ٠٠‬رو ‪ . ] ١٩ : ٣‬ألئه ما‬
‫دام لكز إنسا؟ شيء يقوله في الدفاع عن نفسه‪ ،‬فهذا يحول النظر عن مجد الله‪ .‬لذلك يعنم الله‬
‫على فم حزقيال كيف نمجد اسمه في اعترافنا بآثامنا‪ .‬يقول‪ :‬أئدكرون طركلم وكز اغتابكلم التي‬
‫ئثجشتلم زيا‪ ،‬ؤثنقتوذ آنعشكلم يجيع السرور اكي فعلتم [حز ‪ . ] ٤٣: ٢٠‬كشون اوي اائ الرت‬
‫الغرير‪[ .‬حز‪.]٤٤:٢٠‬‬
‫*‬ ‫إذا صئع بكم من آلجز‪ ،‬احي‪.‬آلكطئقكلم‬

‫إن كانت هذه األمور هي بعض مكونات معرفة الله — أي أن يستوقفنا وعينا بجسامة ذنوبنا وأن‬
‫نتأثل كيف يحسن إلينا نحن غير المستحثين — فلماذا نحاول — لما يعود علينا باألذى — أن نسترق‬
‫من الله ولو اليسير من ذئن الشكران له ألجل لطفه المجانى؟ وكذلك‪ ،‬عندما ينادي إرميا قائأل‪ :‬أأل‬
‫ئغئخزة الحكيلم بحكقته‪ ،‬ؤأل يفتجر الجيار زدجيزوبه‪ ،‬ؤأل يفتخر العنئ بغناه‪[ ,1‬ار‪ ،]٢٣:٩‬بل ون‬
‫الملغز ولتعتخز يالرت [ ‪١‬كو ‪٣١ :١‬؛ قارن ار ‪ ،]٢٤: ٩‬أال ئلئح إلى أة مجد الله ينتقص نوعا إذا‬
‫‪٧١١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثالث عشر‬

‫افتخر اإلنسان بنفسه؟ حعا تالئم تلك الكلمات استخدامه لها‪ ،‬عندما يعنم أة كز جزء من أجزاء‬
‫خالصنا يمكث مع المسيح حتى يكون افتخارنا بالرب وحده [ ‪١‬كو ‪٣١ -٣٠ : ١‬؛‪ .‬بهذا يعني أة‬
‫كز من يظئ أة لديه أئ فضل‪ ،‬من ذاته‪ ،‬يثور على الله ويحجب بهاء مجده‪.‬‬

‫‪ .٢‬من يفتخر ببز ذاته يسلب الله كرامته‬

‫هكذا يقوم األمر‪ :‬إئنا ال نمجد الله ما لم نطرح عثا مجد ذواتنا‪ .‬وعلى العكس‪ ،‬لنوبد هذه‬
‫الحقيقة كمبدأ مطلق‪ :‬كز من يتفاخر بذاته‪ ،‬يتفاخر ضد الله‪ .‬يعتبر بولس أة العالم يخضع لله [قارن‬
‫رو ‪ ]١٩:٣‬عندما يتجرد الناس كلائ فقط من أئ إمكانية للتفاخر‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬عندما يعلن إشعياء أة‬
‫تبرير إسرائيل يستقر مع الله‪ ،‬يضيف في الحين ذاته اوكذلك* الحمدا (كما ورد في الترجمة الالتينية‬
‫إلشعياء ه ‪ : ٤‬ه ‪ .)٢‬إئه كما لوكان يريد أن يقوز إة المختارين يبزرون من الله بغية أن يتفاخروا به‬
‫ال بسواه‪ .‬لكئه كان قد عتم في اآلية السابقة أئه ينبغي أن نتفاخر بالرب‪ :‬أي أن نقسم أة أعمال‬
‫بزنا وقوتنا هي في الرب [اش ه‪ .]٢٤:٤‬الحظ أئه لم يطلب مجرد االعتراف البسيط‪ ،‬بل اعتراائ‬
‫موئعا بالثشم لئأل ئظئ به أئه يتم بنوع أو باخر من التواضع المصطثع‪ .‬وال يزعمئ أئ إنسان هنا أئه‬
‫ال يتفاخر بنفسه إطالقا‪ ،‬عندما يتحذث عن بزه ولو بدون تعجرف‪ .‬ألئه ال يمكن أن يكون هنالك‬
‫اعتبار للذات كهذا بدون توليد الثقة‪ ،‬أو أن تكون ثئة ثقة من دون أن توند فخزا‪.‬‬

‫لنتدير إدا في كز مجالي ياقش فيه البز‪ ،‬أن تفغ نصب عيوننا هذا الهدف‪ :‬أن مجد البز ينبغي‬

‫أن يبقى كلائ‪ ،‬تاقا وكامأل‪ ،‬في حوزة الله حيث إته لكي ئظهر بزه هو — كما يشهد الرسول — سكب‬

‫بالمسيح [رو ‪ .]٢٦: ٣‬لذلك في‬


‫*‬ ‫نعمته علينا أليكون [هو] بزا‪ ،‬وليكون [هو] من يبزر ض يؤمن‬
‫نعآلخر‪ ،‬بعد أن أفاد بأن الرب قد ونحنا بالخالص لكي ئظهر مجد اسمه [اف ‪ ،]٦: ١‬مكررا‬
‫القول نفسه‪ ،‬أضاف‪ :‬أألئكلم دالئثقه ئفتضوة‪ ...‬نيك‪ ...‬هؤ ععلئه اؤ‪ .‬كز‪ ،‬من اغتالي كثان‬
‫ئغئبز اخذ [اف ‪ .]٩-٨ : ٢‬كذلك ‪.‬طرس‪ ،‬عندما يبئن أئنا دعينا إلى رجاء الخالص الكي تخبر‬

‫بغضائل الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب [ ‪ ١‬بط ‪ ،]٩: ٢‬يقصد بال ريب أة تمجيد الله‬
‫وحده هو ما يرذ في آذان المؤمنين إلى أن ئغرق تعايلم الجسد في صمت‪ ،‬عميق‪ .‬الخالصة أئه ال‬
‫يمكن لإلنسان‪ ،‬من دون تدنيس كز ما هو مقذس‪ ،‬أن يدعي لذاته قتات بز‪ ،‬إذ بذلك ينتقص من‬
‫مجد بر الله‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٧١٢‬‬

‫‪ . ٣‬نظرة سريعة على بز اإلسان الذاتي ال تمنح الضمير سالنا‬

‫إذا سألنا كيف يهدأ الضمير أمام الله‪ ،‬نجد أن السبيل الوحيد هو أن نمتح البؤ غيز التستحق‬
‫كهبؤ من الله‪ .‬لنتذكر دائائ سؤال سليمان‪ :‬اس ئقوز‪ :‬ادي ركلى قتتي‪ ،‬دطهزت من غدي ا ؟‬
‫[ام ‪٩: ٢ ٠‬؛‪ .‬حعا‪ ،‬إئه ال يوجد تن ليس غارقا في الوحل الذي ال نهاية له! لينزل أكمل الناس إلى‬
‫أعماق ضميره وليحاسب أعماله‪ ،‬عندئذ ماذا يجد؟ هل سيسكن مطمئائ كما لو كانت كز أموره‬
‫سودة مع الله‪ ،‬أو يجد ضميره ممزقا من جزاء عذاب أليم‪ ،‬إذ لو حكم عليه على أساس أعماله يشعر‬
‫في داخله بما يستدعي إدانته؟ إذا نظر الضمير إلى الله‪ ،‬فال بد أن يجذ إتا سالائ مؤنمذا في قضائه‪،‬‬
‫أو أن تكتنغه أهوال جهنم‪ .‬لذلك ال يجدينا أن ننافنش موضوع البؤ إن لم ننشئ برا هكذا راسحا‪،‬‬
‫بحيث يمكنه أن يدعم نفوسنا عند قضاء الله‪ .‬فلتا يكون لنفوسنا ما يمكنها به أن تقف بال خوف‬
‫أهام وجه الله لتتقبل حكمه بال فزع‪ ،‬عندئذ فقط يمكننا أن نتكد أئنا لم نجد برا زائغا‪ .‬لذلك يشذد‬
‫الرسول على هذه النقطة‪ ،‬ولسبب وجيه؛ وأفصل أن أعبر عنها بكلماته هو بدأل من كلماتي‪ .‬اذ‬
‫نماذ الذيل س الائثوس هم و ده‪ ،‬قفن دفطل اإليفان ؤتطل الوغد [رو ‪ .]١٤:٤‬ألئه أؤأل يستنبط‬
‫أن االيمان قد ابطل والفي إذا اعتمن وعد البر على استحقاقات أعمالنا‪ ،‬أو إذا أركن إلى حفظ‬
‫الناموس‪ .‬إذ أحذا ال يستطيع أبذا أن يثق به [أي الوعد] ألئه لن يمكنه إطالقا أن يكون مقتنائ تماائ‬
‫في ذهنه بأئه قد أكمل الناموس‪ ،‬كما أن ال أحد يكتله على االطالق من خالل األعمال‪ .‬ال يلزم أن‬
‫يبحث أحدهم عن برهان على ذلك بعيذا عن نفسه‪ ،‬ألن كز من يريد أن ينظر إلى ذاته بعين األمانة‬
‫يستطيع أن يكون شاهد ذاته‪.‬‬

‫وهذا يري إلى أي حد يدفئ الرياء الناس في األعماق الموحشة عندما يدللون ذواتهم‬
‫بثقة كهذه‪ ،‬حتى ال يترددوا في أن ينصبوا غرورهم قبالة حكم الله‪ ،‬كما لو حاولوا أن يفرضوا‬
‫عليه إرجاء إجراءات قضائه القانونية‪ .‬لكئ اهتماائآخر يقلق ويعذب المؤمنين الذين يفحصون‬
‫نفوسهم بإخالص‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬عندئذ يساور الشك عقل اإلنسان‪ ،‬إلى حذ اليأدس‪ ،‬فيما يحاسب ذاته فيدرك كم هو‬
‫مقدار الذين الذي يرزح تحته‪ ،‬وكم يبعد عن الحال الذي أوصي به‪ .‬انظر كيف يختد اإليمان‬
‫فيتالشى! ألئه أن يكون لالنسان إيمان‪ ،‬يعني أئه ال يترجح أو يتئب أو يرتفع ويهبط أو يتردد أو‬
‫يحار أو يتذبذب — وفي النهاية ييأس! بل باألحرى أن يكون لك إيمان‪ ،‬يعني أن يتقؤى ذهنك‬
‫باألمان الدائم وبالثقة الكاملة‪ ،‬وأن تكون لك نقطة ارتكاز ومكان تزرع فيه قدمك [قارن‬
‫‪١‬كو‪:٢‬ه؛‪٢‬كو‪.]٤:١٣‬‬
‫‪٧١٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثالث عشر‬

‫‪ .٤‬الحرص على بز الذات يلغي المواعيدأيقا‬

‫يضيف بولس كذلك نقطة أخرى‪ :‬أة الموعد يصير الغيا وبال أثر‪ .‬ألئه إذا كان اكتماله يعتمد‬
‫على استحقاقنا‪ ،‬فمتى سوف نكون أخيرا قد وصلنا إلى مكا؟ فيه نستحق بركة الله؟ في الحق أة‬
‫هذه النقطة الثانية تلزم منطقيا عن النقطة األولى‪ :‬سوف يتحثق الموعد ألولئك وحدهم الذين‬
‫يؤمنون به‪ .‬لذلك عندما يخيب اإليمان يبطل الموعد‪ .‬ولذا فإذ الميراث يقوم على أساس اإليمان‬
‫لكي يكمل الموعد بحسب النعمة‪ .‬ألة الوعد يثبت بالتأكيد عندما يرتكز حصزا على رحمة الله‬
‫وحدها‪ ،‬ألة الرحمة والحتى مثصالن أحدهما باآلخر بموجب ربا؛ أبدي‪ .‬معنى ذلك أة كز ما‬
‫يعذ الله به من قبيل رحمته‪ ،‬يفي به أيصا بأمانة‪ .‬وهكنا داود‪ ،‬قبل أن يطلب لنفسه خالصا بموجب‬
‫كلمة الله‪ ،‬يعلن أؤأل أة سببه يكمن في رحمة الله‪ .‬يقول‪ :‬دلدصر زحقئك لقفزتيتي‪ ،‬حشك وؤيذاب‬
‫لفئدك [مز ‪٧٦:١١٩‬؛‪ ،‬وبحق‪ ،‬ألة الله يقطع عهنا بسبب رحمته وحدها‪ .‬وعلى أساس ذلك‬
‫نثبت على هذه النقطة‪ ،‬وكما يجب القول‪ ،‬ونثبت كل رجائنا‪ ،‬من دون أن نضع اعتبارا ألعمالنا أو‬
‫أنذستعيئبها‪٠‬‬

‫يعتمنا أوغسطينس أيصا ذلك‪ ،‬لئأل يظن أتنا نأتي بجديد‪ ،‬يقول ا سوف يملك المسيح في‬
‫خذامه إلى األبد‪ .‬لقد وعد الله بذلك؛ لقد قال الله ذلك‪ ،‬وإن لم يكب هذا‪ ،‬فقد حلف الله بذلك‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬ألة الموعد ثابت ليس على أساس أعمالنا بل بموجب رحمته‪ ،‬يتحتم أن أحذا ال ينادي‬
‫مرتادا‪ ،‬فيما ال يمكنه أن يشلن فيه‪ ١ .‬كذلك برنارد‪ :‬يسأل تالميذ المسيح‪ :‬ادا موذ‪ ،‬كتطيع أن‬
‫يحلض؟اا أما يسوع فيجيب‪ :‬اهذا* بئت القاس عبر ئشئكاع‪ ،‬زلكرع عشن الله كل سي؛ مئقطاغ‪,,‬‬
‫[مت ‪ :١٩‬ه ‪٢٦-٢‬؛‪ .‬إة هذه هي ثقتنا كتها؛ هذه تعزيتتا الوحيدة؛ هذه علة رجائنا بأكملها‪.‬‬

‫ولكئنا إذ نؤمن بقدرته‪ ،‬ماذا نقول عن إرادته؟ من يعلم إن كان [اإلنسان؛ يستحق حيا أو بخصا؟‬
‫[جا ‪ - ١: ٩‬الترجمة الالتينية؛ كن عرف فكر الرب‪ ،‬أو ض صار له مشيرا؟) [رو ‪٣٤: ١١‬؛ قارن‬
‫اش ‪١٣: ٤٠‬؛‪ .‬هنا‪ ،‬واآلن‪ ،‬واضح أئنا بحاجة إلى االيمان ليعيننا؛ هنا يلزم أن يسعفنا الحتى‪ ،‬لكي‬
‫يعتن لنا ما هو خفي في قلب الله بواسطة الروح القدس‪ ،‬وبشهادة الروح تقتنع قلوبنا أئنا أبناء الله‬
‫[رو ‪ ١٦: ٨‬؛ ‪ .‬إئنا بحاجة إلى أن يقنعنا‪ ،‬وذلك بأن يدعونا وبأن يبررنا باإليمان بالمجان‪ .‬وفي هذه‬
‫األمور‪ ،‬ال شك أة هنالك انتقاال معبائ وسيائ من االختيار السابق األبدي إلى المجد العتيد‪.‬ا‪٢‬‬

‫‪,‬جاالأ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫ى‪ !٢.‬؛‪ 37. 1123‬ا‪1<8. 88.1. 5 )1‬‬ ‫انظر‪1٧. 243 ).(:‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪,‬ك‪٢‬ةاللجة‬ ‫‪071‬‬ ‫‪€‬أ{أ‬ ‫انظر‪ ¥.6 )11 183. 523( :‬د‪٢‬فع ‪٥/٥‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧١٤‬‬

‫لنختتم بإيجاز هكذا‪ :‬يبؤن الكتاب المقدس أن مواعيد الله ال تست إن لم دستوعب بثقة‬
‫الضمير الكاملة‪ .‬وأينما كان هنالك شلى أو ريبة‪ ،‬فهذا يلغي المواعيد‪ .‬ألن الشك يعلن أن هذه‬
‫المواعيد ليس من شأنها إأل أن تتذبذب وتترجح إذا هي ارتكزت على أعمالنا نحن‪ .‬لذلك إائ‬
‫أن يبرحنا البر أو أن ال يحسب لألعمال حساب‪ ،‬بل إذ اإليمان وحده ينبغي أن يكون ذا شأن‪،‬‬
‫بحيث تكون طبيعته أن يرجف اآلذان وكفبق العيون؛ بمعنى أن يرتمز على الوعد وحده‪ ،‬وأن يحؤل‬
‫كل فكر بعيدا عن كز استحقاق اإلنسان‪ .‬وهكذا تتحعق نبوءة زكريا الشهيرة‪ :‬عندما يزول إثم‬
‫هذه األرض‪ ،‬الينادي تمز اشابة ريبه ئحك الكذمة ودحث انيته [زك ‪١٠-٩ :٣‬؛‪ .‬هنا يعني‬

‫النبي أن المؤمنين لن يتمئعوا بالسالم الحقيقي حتى يحصلوا على مفقرة الخطايا‪ .‬فيجب علينا أن‬
‫نستوعب هذا المثال في أقوال األنبياء‪ :‬إذ عندما يتحدثون عن ملكوت المسيح‪ ،‬يعذدون بركات الله‬
‫الظاهرة كصؤر للخيرات الروحية‪.‬ومن ثم يدعى المسيح رئيس السالم [اش ‪ ]٦: ٩‬و سالمنا‬
‫[اف ‪ ١٤: ٢‬؛ ألئه يهذئ كز اضطرابات الضمير‪ .‬وإذ نسأل عن الوسيلة‪ ،‬يلزم أن نأتي إلى الذبيحة‬
‫التي ارضي بها الله‪ .‬ألن كز من ال يقتنع بأن الله أرصته تلك الكقارة التي بها احتمل المسيح غضبه‪،‬‬
‫لن يكذ عن أن يرتعد‪ .‬باإليجاز‪ ،‬ينبغي أن نطلب سالمنا في آالم المسيح فادينا وحنها‪.‬‬

‫ه‪ .‬اإليمان بنعمة المسيح المجانية وحدها‪ ،‬يمنحنا سالم الضمير والسرور عند الصالة‬

‫لكن لماذا أستعمل شهادة شبه غامضة؟ ينفي بولس دائكا أن السالم والفرح الهادئ يستقران‬
‫في الضمائر إن لم نقتنع بأئنا مبررون باأليمان [رو ه‪ .]١:‬وفي الوقت ذاته يعلن هذا االطمئنان‪:‬‬
‫ألن محئه الله^ ود اسكبت‪ ،‬ني يوبتا بالروح العذس [رو ه‪:‬ه]‪ .‬فكأدما يقول إذ نفوسنا ال‬
‫تستطيع أن تهدأ إن لم نكن مقتنعين بالتأكيد بأئنا نرضي الله‪ .‬ومن ثم أيائ يقول متعجبا — في‬
‫نعلل آخر — إذ يتكلم بلسان جميع األتقياء‪ :‬من سيفصلنا عن محبة الله التي في المسيح‪...‬؟‬
‫[رو ‪ :٨‬ه‪٣٩ ،٣‬؛‪ .‬إئنا سنرتجف عند أقز نسمة هواء حتى نصل إلى ذاك المالذ‪ ،‬ولكئنا سنظز‬
‫آمنين حتى في ظالم الموت الدامس ما دام الرب يبين لنا أئه هو راعينا [قارن مز ‪ ١ :٢٣‬و‪.]٤‬‬
‫لذلك كز تن يثرثرون أئنا تبررنا باأليمان بسبب عيشنا البار بعد ميالدنا الثاني‪ ،‬لم يتذوقوا البتة‬
‫حالوة النعمة ليتفكروا في أن الله سيغن عليهم‪ .‬وس ثم يختم بأئهم ال يعرفون كيف يصتون على‬
‫النحو الصحيح أكثر من األتراك وسائر األمم الوثنية‪ .‬ألئه كما يشهد بولس‪ ،‬ليس اإليمان صحيحا‬
‫إن لم يعترف ويتذتمر االسم العذب — اسم اآلب؛ كآل بل إن لم يفتح أفواهنا طواعية فتصرخ يا‬
‫ابا اآلثا‪[ ٠‬غل ‪٦: ٤‬؛ رو ‪ :٨‬ه ‪ .] ١‬ويعير عن هذا بأكثر وضوح في موضع آخر إذ يقول‪ :‬أ‪ ...‬به‬
‫‪٧١٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثالث عشر‬

‫[أي المسيح؛ لقا لجزاءه زقدوم بايتايه غذ ثعة‪٠‬ا [اف ‪١٢ :٣‬؛‪ .‬من الموكد أة هذا ال يحدث من‬
‫خالل عطية الميالد الثاني التي‪ ،‬إذ ال تكمل تماائ بينما نحن في الجسد‪ ،‬تتضئن في ذاتها الكثير‬
‫من دواعي الشلن‪ .‬لذلك ينبغي أن نأتي إلى هذا الدواء‪ :‬أن يكون المؤمنون مقتنعين بأن علة رجائهم‬
‫الوحيدة لميراث الملكوت السماوي تكمن في كونهم مبررين مجادا بتطعيمهم في جسد المسيح‪.‬‬
‫أائ بالنسبة إلى التبرير‪ ،‬فإذ اإليمان في حذ ذاته ليس هو الفاعل المؤئر‪ ،‬إذ ال يأتي بشيء متا فيجلب‬
‫لنا فضل الله‪ ،‬بل إئه يتسئم من المسيح ما ينقصنا نحن‪.‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬

‫بداية التبرير وتقدمه المتواصل‬

‫مع‬
‫(اإلنسان في حالته الطبيعية ميت في الخطايا وبحاجة إلى الغداء‪)٦ —١ ،‬‬

‫‪ .١‬أربع فائت من الناس في ما يتعئق بالتبرير‬

‫لكي نوضح هذا الموضوع بصورة أدق‪ ،‬دعنا نختبر نوع البر الذي يجوز أن يحصل عليه‬
‫اإلنسان مدى مسيرة حياته؛ فلنصئغه في أربع فائت‪ :‬إما أن يكون البشر (‪ )١‬عديمي المعرفة عن‬
‫الله إطالائ وبذلك هم منغمسون في الوثنية؛ أو (‪ )٢‬متناولي األسرار المقدسة‪ ،‬ولكئهم بعيشهم‬
‫الدنمس ينكرون الله بأفعالهم بينما يعترفون به بشغاههم‪ ،‬وبذا ينتمون إلى المسيح اسميا فحسب؛‬
‫أو (‪ )٣‬مرائين إذ يحجبون بادعاءاتهم الفارغة شرور تلوبهم؛ أو ( ‪ ) ٤‬متجددين بروح الله وجاعلين‬

‫القداسة الحقيقية جل اهتمامهم‪.‬‬

‫فغي الحالة األولى‪ ،‬عندما يقيمون بحسب ما أوتوا من هبات طبيعية‪ ،‬لن يوجد بهم مثقال ذرة‬
‫من اإلرادة الحسنة من قمة الرأس إلى أخمص القدم‪ ،‬اللهم إأل إذا أردنا أن نقهم الكتاب المقدس‬

‫بعدم الصدق عندما يصف جميع بني آدم بهذه الصفات‪ :‬أئهم ذوو قب أخدع من كل شيء‬
‫ونجيس [ار‪]٩: ١٧‬؛ وأة تصؤر قلب اإلنسان شرير منذ حداثته [تك ‪ ،]٢١ : ٨‬وأة أفكار اإلنسان‬
‫باطلة [مز ‪ ١١: ٩٤‬؛؛ وأة مخافة الله لم تكن أمام وجوههم [قارن خر ‪]٢٠:٢٠‬؛ أن ا ليس من‬
‫**‬
‫بشرا [تك ‪ .]٣:٦‬وبهذه الكلمة يعني‬
‫*‬ ‫الله [مز ‪٢:١٤‬؛‪ .‬فباالختصار الهو‬
‫بينهم فاهم طالب **‬
‫بولمس جميع من يسرد أعمالهم أيها‪ :‬رنى عهازه رجاسة دعار؛ عياد؛ األؤدان سحر عن و حضالم‬
‫عير؛ كحط‪ .‬بخرت سعاق بذعه حشد وعز‪ ...،‬وكل ما يمكن للخيال أن يتصؤره من دنمس ومنكر‬
‫[غل ه‪٢١ - ١٩ :‬؛‪ .‬تلكم إذا ما يحق لهم أن يفتخروا به من استحقاق!‬
‫‪٧١٧‬‬ ‫الكتاب الثاك ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫ولكن إذا تمير إنسان بحميد خلق وكان له مظهر القدامة‪ ،‬فألئنا نعلم أن الله ال يفريه نعان‬
‫ر‬ ‫مح‬ ‫ا‬
‫المظهر‪ ،‬ينبغي أن نستقصي مصدر األعمال عينه إن أردنا أن تحسب لها أي قيمة من الز‪ .‬أقول ينبغي‬
‫أن نتحرى بعمي مصدن ميل الفؤاد الذي تنبع منه تلك األعمال [الصالحة]‪ .‬وهنا ينفتح أمامنا حقل‬
‫فسيح للنقاش‪ ،‬ولكئني أرى أده يمكن أن نتناول الموضوع في كلمات محدودة‪ ،‬لذا سأختعر تعليمي‬
‫على قدر المستطاع‪.‬‬

‫‪ .٢‬الغضاش التي طى بها غير المؤمنين هي عطتة مز‪ ،‬الله‬

‫بدايه‪ ،‬لسك أنكر أة كز الهبات الملحوظة التي تظهر بين غير المؤمنين هي عطايا من عند الله‪.‬‬
‫كما أتي لسك أعارض الرأي السائد‪ ،‬بحيث أجادل في أئه ال يوجد فرق بين العدالة‪ ،‬واالعتدال‪،‬‬
‫والمساواة التي انسم بها [االمبراطور] تيطس و[األمبراطور] تراجان [الرومانيان؛ والجنون‬
‫والعربدة والوحشية التي اشتهز بها [األباطرة] كاليغوال ونيرون ودوميشيانس‪ ،‬أو بين شهوانية‬
‫تيباريوس الفاحشة وعفة وسباسيان‪ .‬ولكي ال أسترسل في سرد الفضائل والرذائل الفرددة‪ ،‬ال أذعي‬
‫عدم التمييز عموائ بين االلتزام بالحق والقانون وازدرائهما من جانب اخر‪ .‬فإة هنالك فاروا كبيرا‬
‫بين األبرار واألشرار بحيث تظهر سمات البر والشر حتى في صو جم الميتة‪ .‬ألئه إن كا نخلط بين‬
‫هذه األمور‪ ،‬فماذا تبثى من ائساق في العالم؟ لذلك فإة الرب لم يحفر في سجايا أفراد بني البشر‬
‫تمييرا كهذا بين مكارم األفعال ومساوئها فحسب‪ ،‬بل جعل يودها أيائ بمشيئة عنايته‪ .‬ها نحن‬
‫نشهد أئه ينعم ببركات الحياة الحاضرة الجئة على من يفرسون الفضيلة بين الناس؛ ال ألة مظهر‬
‫الفضيلة يستحق أقز إحساي منه‪ ،‬بل ألئه يشر بأن يبك كم يثغن البز الحقيقي عندما ال يسمح بأن‬
‫يمضي البز ‪ -‬حتى إن كان ظاهرا أو مختلعا ‪ -‬من دون جزا؛ زمني‪ .‬من ثم يلزم ما قد أقررنا به‪:‬‬
‫وهو أة جميع هذه الفضائل — أو هي في الواقع أشباه الفضائل ‪ -‬هي من عطايا الله حيث ال شيء‬
‫مما يستحق المديح يتأئى من سواه‪.‬‬

‫‪ .٣‬ال فضيلة حقيقية من دون إيمان حقيقي‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإة ما كتبه أوغسطينس صحيح‪ :‬أة جميع من اغتربوا عن دين اإلله الواحد‪ ،‬مهما‬
‫كان ينظر إليهم بعين االعجادب بسبب شهرتهم بالفضيلة‪ ،‬ليسوا غير مستحثين للثواب فقط‪ ،‬بل‬
‫باألحرى مستحثون العقاب‪ ،‬ألدهم بسبب تلوث قلوبهم يدكسون أعمال الله الصالحة‪ .‬فعلى الرغم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٧١٨‬‬

‫من كونهم آالت الله للحفاظ على استقامة المجتمع البشري في البر واالعتدال والوائم والعفاف‬
‫ورباطة الجأش والعقالنية‪ ،‬هم مع ذلك ينفذون أعمال الله الحسنة هذه على نحو رديء‪ .‬ألن ليس‬
‫ما يكبتهم عن عمل الشر هوغيرتهم الحقيقية للصالح‪ ،‬بل هوإلمنا مجرد طموحهم أو حث‪ ،‬الذات‪،‬‬
‫أو دافع فاسدآخر‪ .‬لذلك حيث إذ تلك األعمال الحسنة يشوبها التلوث عينه كما من المصدر‪،‬‬
‫يلزم أأل تعذ بين الفضائل‪ ،‬مثلما ال يجوز أيشا أن تحسب الرذائل التي عاد؛ ما تخدع بسبب شبهها‬
‫للفضيلة‪ .‬باإليجاز‪ ،‬عندما نتننمر الغاية الثابتة التي يهدف إليها دائائ كز ما هو حق — وهي خدمة‬
‫الله — فإذ كز ما يرمي إلى غاية أخرى قد استحق فعأل أن يخسر لقب البر ‪ ٠‬فحيث إتهم — على‬
‫أساس ذلك — ال يتطلعون إلى الغاية التي تفرضها حكمة الله؛ فمهما بدا حسائ ما يفعلونه في‬
‫األداء‪ ،‬هو في الواقع خطيئة بحكم نيته الفاسدة‪ .‬لذا ينتهي أوغسطينس إلى أة كأل من فبريسيوس‬
‫وسيبيوس وكاتو قد أخطأوا في كز عملي صالح‪ ،‬إذ كان ينقصهم جميائ نور اإليمان‪ .‬إئهم لم‬
‫يصؤبوا أعمالهم نحو الغاية التي كان ينبغي لهم أن يصؤبوها‪ .‬ولذا لم يكن لهم البر الحقيقي‪ ،‬ألة‬
‫الواجبات ال تقدر باألعمال بل باألهداف التي ترمي إليها‪١.‬‬

‫‪ . ٤‬بعيدا عن المسيح ال توجد قداسة حقيقية‬

‫فضال عن ذلك‪ ،‬إذا صخ ما يقوله يوحنا‪ :‬ض ليس له ابن الله فليست له الحياة [‪١‬يوه‪١٢:‬؛‪،‬‬
‫فإة من ليس لهم نصيب في المسيح مهما يكونوا‪ ،‬ومهما قد يفعلون أو يتبغون عمله‪ ،‬يسارعون‬
‫طوال حياتهم إلى الدمار وإلى دينونة الموت األبدي‪ .‬يتفق مع هذه الفكرة ما قاله أوغسطينس‪:‬‬
‫تميز ديانتنا بين البار وغير البار‪ ،‬ليس على أساس ناموس األعمال بل بناموس األيمان الذي بدونه‬
‫يتحؤل كز ما يظهر إلى خطايا‪ ٢ .‬كما يعير عن الفكرة ذاتها بلباقه في نعس آخر من كتاباته عندما‬
‫يقارن حماسة أمثال هؤالء بعداء يحيد عن نهح مساره‪ .‬وكلما جاهد متسابق في الثدو خارج‬
‫نهجه‪ ،‬ابتعن عن هدفه‪ ،‬واستحق الرثاء لحاله‪ .‬ولهذا يرى أوغسطينس أئه من األفضل أن يعرغ‬
‫األنسان على الدرب الصحيح من أن يركض حائذا ءذه‪ ٣.‬وأخيرا‪ ،‬حيث إذ ال تقديس بعيدا عن‬
‫الشركة مع المسيح‪ ،‬فمرن‪ ،‬ليس لهم نصيت في المسيح هم أشجار شريرة وجميلة المنظر قادرة‬
‫أن تأتي بثمر‪ ،‬بل إذ ثمرها حلو المذاق‪ ،‬ولكئه ليس جينا أبذا‪ .‬من هذا نفطن بسهولة إلى أن كز‬
‫ما يتفكر فيه إنساة أو يخئلط له أو ينجزه قبل أن يتصالح مع الله باإليمان‪ ،‬ملعون ومتجرد من أي‬

‫جئ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫‪ 1٧. 111. 16 ٤٠ 21, 25-26 )1144. 744‬دس‬ ‫انظر‪749 !.(:‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪,‬جال‪1‬خ‪8‬الجل‪٨٦‬‬ ‫اا‪7‬‬ ‫انظر‪7 ٧. 404(. :‬ا‪1‬د ; ‪ 44. 597 ٤‬ط‪ 111. ٧. 14 )1‬ل‪/٠٠6‬عم ‪٥/٠‬‬ ‫‪٢‬‬
‫وجاالأ‪8‬الجآل‪٨‬‬ ‫انظر‪ 36. 259 £.( :‬ط(ل‪<8. 31.11. 4 )٦١4‬؟‬ ‫‪٣‬‬
‫‪٧١٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫استحقاى للبر‪ .‬ليس هذا فحسب‪ ،‬بل من المؤكد أئه جدير باإلدانة‪ .‬لكن لماذا نجادل في هذا األمر‬
‫كما لوكان في موضع الريبة‪ ،‬بينما قد برهن فعأل شهادة الرسول على أئه ابدون* إيمان ال يمكن‬
‫ألحد أن برضي الله‪[ *,‬عب ‪٦: ١١‬؛؟‬

‫ه‪ .‬البزأمام الله ال يأتي من األعمال‪ ،‬مهما صلحت‪ ،‬بل من النعمة‬

‫أائ البرهان فسيسطع بأكثر لمعان عندما نضع نعمة الله مباشرة قبالة حال اإلنسان الطبيعية‪.‬‬
‫فالكتاب المقدس بأسره يعلن أة الله ال يجد في اإلنسان شيائ يبعثه على فعل الصالح نحوه‪ ،‬بل‬
‫[الله] يأتي أؤأل لإلنسان بدافع سخائه المجانئ‪ .‬ألئه ماذا يستطيع إنسان ميت أن يفعل ليحصل‬
‫على الحياة؟ ولكن [الله] عندما ينيرنا بمعرفة ذاته يحيينا من موت [يو ه ‪ :‬ه ‪ ،]٢‬إلى خليقه جديدة‬
‫[ ‪٢‬كو ه‪ .]١٧:‬وفي هذه االستعارة نرى أة سخاء الله نحونا يفيض مكزرا‪ ،‬سخاة يتميز به تعليم‬
‫الرسول‪ .‬يقول‪ :‬اآه الذي غؤ عنفي في الرحته‪ ،‬من ألجل ئخثته الكثير؛ ائي احيا يفا‪ ،‬ؤثخذ‬
‫ائزامن دالحفا يا الجياتا نغ التسيح‪. . .‬إلخ [اف ‪-٤ : ٢‬ه]‪ .‬وفي موضع آخر في مجال النقاش‬
‫حول إبراهيم كنموذج لدعوة المؤمنين — تحت موضوع إبراهيم كنمودج — يقول‪[ :‬هو] الله‬
‫الذي يفتي الغوى‪ ،‬وئذعو األسياة عير اكؤلجون؛ كأدها نؤلجوذة [رو ‪ .]١٧: ٤‬أنا أسأل‪ :‬إن‬
‫كنا ال شيء‪ ،‬فماذا نستطيع أن نفعل؟ في سياق قصة أيوب‪ ،‬يكبح الرب عجرفته شذة في هذه‬
‫الكلمات‪ :‬من‪ ،‬دعت مني ئأوفته؟ ما ددى كل الئماؤات هؤ لي [اي ‪.]١١ :٤١‬وبولس‪،‬فيشرح‬

‫هذه العبارة [رو ‪ ،]٣٥: ١١‬يستنبط هذا المعنى‪ :‬دعونا ال نفترض أئنا نجيء بأي شي؛ إلى الرب‪،‬‬
‫سوى خزي الفاقة والغراغ الئطتق‪.‬‬

‫لذلك لكي يبرهن على أئنا حصلنا على رجاء الخالص بالنعمة وحدها وليس باألعمال [قارن‬
‫اف ‪ ]٩-٨:٢‬كما ورد في المقطع المذكورآنائ‪،‬؛ يقول‪ :‬األكا* لحى عمله‪ ،‬محلوقين‪ ،‬في التسيح‬
‫يشولح ألغتال ضايحه‪ ،‬قذ شيق الله واعدها لكئ‪ ،‬ثشلك **‬
‫فيها [اف ‪ .]١ ٠: ٢‬فكأئه يقول‪ :‬تن متا‬
‫يستطيع أن يتفاخر بأئه يستشفع الله بز ذاته‪ ،‬بينما تنبع قدرتنا األولية لفعل الخير من التجديد؟ ذلك‬
‫ألئه إذا توقف عمل الصالح على الطبيعة التي لجبلنا عليها‪ ،‬كان أن بعضر الزيث من الحجر أكثر‬
‫احتماأل من أن ينتج متا أي صالح‪ .‬ومتا يثير العجب أة اإلنسان‪ ،‬وقد ادين لخزي وعار هكذا‪ ،‬ما‬
‫انفك يتجاسر على افتراض أئه بقي عنده أي شيء‪ .‬لذا لنعترف بًاة الرب بفضل هذه اآللية العظمى‬
‫ؤالتقته [ ‪٢‬تي ‪ ]٩:١‬وأن‬
‫**‬ ‫** ذغؤة معدسه‪ ،‬آل دئثئخى اغتابتا‪ ،‬ثل بئثتصى‪ ،‬العضد‬
‫ذعاتا‬ ‫من لذئه‪،‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل ‪ ،٣‬الفقرة ‪.٢‬‬ ‫‪٤‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٢٠‬‬

‫‪1‬اظهز لنلف ئغئصتا الله ؤإخشائه أل بأعمال ني بز عملنالها ثخن‪ ،‬تل بمعتصى زلحمته آلضائ‪...‬‬
‫[تي ‪-٤ :٣‬ه‪٧ ،‬؛‪ .‬وبهذا االعتراف‬ ‫حئى إذا ئبززتا يقتبه‪ ،‬تصير ؤزئه خشب) زجا؛ انحبان األبد‬

‫نجرد اإلنسان من البز كلجا‪ ،‬حتى إلى أقل حريء‪ ،‬إلى أن يولد ثانية بالرحمة وحدها‪ ،‬إلى رجاء‬
‫الحياة األبددة‪ ،‬ألئه إن كان بر األعمال يأتي بأي شيء به نتبرر‪ ،‬فباطأل رقال إئنا بالنعمة تبزرون‪.‬‬
‫من الواضح أة الرسول لم يكن مناقصا لمنطقه عندما أعلن مجانية التبرير‪ ،‬إذ يثبت في نعل آخر‬
‫أة النعمة ال تبقى بعن نعمة لو أة األعمال تنفع [رو ‪ .]٦ : ١١‬وماذا غير ذلك يقصد الرب‪ ،‬عندما‬
‫يقول إئه أتى ال ليدعو أتزارا بز حكا؛ [مت ‪] ١٣ : ٩‬؟ وإن كان الخطاة وحدهم هم من يسمح‬

‫لهم بالقبول‪ ،‬فلماذا نسعى إلى الدخول من باب البز الزائف؟‬

‫‪ .٦‬اليستطيع اإلسان أن يساهم بشي؛ نحوتبريره‬

‫تراودني الفكرة دائائ أة ثئة خطرا جسيائ في كوني غير منصف لرحمة الله — عندما أبذل‬
‫كما لو كانت غامضة أو في موضع شف! ولكن لتا‬ ‫جهدا باهتما؛ عظيم كهذا أن أويدها‬
‫كانت إرادتنادمنحرفة بحيث إئنا ال لعطي الله ما هو له‪ ،‬إال إذا ارغمنا على ذلك‪ ،‬أراني ملزائ أن‬

‫أواصل الحديث عن هذا الموضوع بعض الوقت‪ .‬ولتا كان الكتاب المقدس واضخا بما فيه‬
‫الكفاية في هذا األمر‪ ،‬فسأقصر الجدل على استخدام كلماته بدأل منكلماتي‪ .‬فعندما وصف إشعياء‬
‫هالك البشرئة الشامل‪ ،‬أضاف كيفية احيائها بعبارة بليغة‪ :‬نزأى الزت ؤساة بي عئنثه ائه تبدل‬
‫عنز‪ .‬نزأى ائه تبز إتشان‪ ،‬زتخير مرح آئه لبز‪ ،‬سفيع‪ .‬ؤحئطدرك‪ ،‬دزاعه لدعسه‪ ،‬ؤبره هؤ عصنه‬
‫[اش ‪ :٥٩‬ه ‪ .]١٦—١‬أين هي أعمالنا البازة إذا كان النبى صادائ في قوله‪ :‬ليس من أحد ئعين‬
‫الرب أن يسترد خالصه؟ وهكذا نبىآخر‪ ،‬عندما يمثل الرب في عمل مصالحة الخطاة لذاته‪،‬‬
‫يقول‪ :‬ااًالحطثك إتنبي إلى األبد‪ ...‬بالفئ ل ؤالخل ؤاإلحشان والتزاحم‪ ...‬ؤًازحم لوزخائة‬
‫[هو ‪ ١٩ : ٢‬و‪٢٣‬؛ ‪ .‬إن كان ميثاق من هذا النوع ‪ -‬وهو في غاية الوضوح أول عقد عالقتنا بالله ‪-‬‬
‫يعتمد على رحمة الله‪ ،‬فهو ال يترك أساسا ألي بر فينا‪ .‬بل إئني أتمتى أن أعرف مرح الذين يتكؤنون‬
‫أة األنسان ينهت لمواجهة الله ببعض من بز األعمال هل كانوا يغلتون أئه يمكن أن يكون ثتة أي‬
‫بز اخر على األطالق سوى ذاك الذى يقبله الله‪ .‬إن كان من قبيل الجنون أن أفكر هكذا‪ ،‬فما الذي‬
‫يمكنه أن يكون مقبوأل لدى الله متا يأتيه من أعدائه‪ ،‬وهو يرفضهم ويرففى كل أعمالهم بازدراء؟‬
‫الحل يشهد أئنا جميعنا ‪ -‬أقول جميعنا — بغز مائتون‪ ،‬وأعداء أللهنا [رو ه‪١٠:‬؛ كو ‪]٢١: ١‬‬
‫إلى أن نبرر وئقيل في رحاب الصداقة‪ .‬وإن كان التبرير هو بداية [عمل] المحبة‪ ،‬فأي بز أعماي‬
‫‪٧٢١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫يسبقه؟ أثا لكي نتجرد من ذلك الشمخ المهلك‪ ،‬فيدكرنا يوحنا بأمانه كيف أئنا لم نحت الله أؤأل‬
‫[ ‪١‬يو ‪ .]١٠: ٤‬كما أنالرب كان قبألقدعتمناتلك الحقيقة عينهاعلى لسان النبى‪ .‬قال‪ :‬اًاثا‪...‬‬
‫احئهم وخأل‪ ،‬ألن عصبي ود اذدن غئه [هو ‪ ٤ : ١٤‬؛ ‪ .‬فإن كانت محبته قد وهبت ذاتها لنا‪ ،‬فمن‬
‫الموبد أئها لم تتحرك نحونا بدفع من أعمالنا‪.‬‬

‫ولكن جمهرة الجهالء يفترضون أن هذا يعني فقط أن ال أحد بات مستحعا إتمام المسيح‬
‫لغداءنا‪ ،‬ولكئ أعمالنا ساعدت على دخولنا حوزة الغداء‪ .‬ال بل بالحري‪ ،‬مهما كانت كيفية فدائنا‬
‫بواسطة المسيح‪ ،‬وإلى حين ئطئم في شركته بدعوة اآلب‪ ،‬نظز ورثه للظالم والموت وأعداء لله‪.‬‬
‫فإذ بولس يعتم أئنا ال نطهر وال نفتسل من دنسنا بدم المسيح إأل متى يعمل الروح فينا ذلك التطهير‬
‫( ‪١‬كورنتوس ‪ .)١١ : ٦‬وبطرس الذي يريد أن يعبر عن هذا األمر ذاته‪ ،‬يؤكد أن تقديس الروح ناجع‬
‫بلائعه‪ ،‬ورس ذم يشوغ النميح [ ‪ ١‬بط ‪ ٠]٢ :١‬فلئن رششنا بدم المسيح بواسطة الروح للتطهير‪،‬‬
‫دعونا ال نطئ أئنا قبل رسنا بدمه بواسطة الروح‪ ،‬كدا نختلف عن أي خاطى بدون المسيح‪ .‬لذلك‬
‫لنتمشك بهذه الحقيقة‪ :‬إذ بداية خالصنا هي بمنزلة قيامة من الموت إلى الحياة‪ ،‬ألئه متى وجب لنا‬
‫ألجل المسيح أن نؤمن به [في ‪٢٩: ١‬؛‪ ،‬عندئذ أخيرا نبدأ العبور من الموت إلى الحياة‪.‬‬

‫(المراؤون والمسيحبون باالسم‪ ،‬تحت الدينونة‪)٨ — ٧ ،‬‬

‫‪ .٧‬البزمسألة ذات عالقة بالقلب!‬

‫تشمل هذه الحال من أدرجوا في الفئتين الثانية والثالثة المشار إليهما أعاله‪ .‬ألن عدم نقاوة‬
‫الضمير يبرهن على أن هائين الفئئين لم تتجذدا بعد بفعل روح الله‪ .‬ومن جاب‪1‬خر‪ ،‬عدم تجديدهم‬
‫يكشف عن عدم إيمانهم‪ .‬ومن هذا يلضح أئهم لم يتصالحوا بعد مع الله‪ ،‬ولم يتبرروا بعد في عيليه‪،‬‬
‫إذ ينال البشر تلك البعم باإليمان وحده‪ .‬بماذا يمكن للخطاة‪ ،‬وهم متغربون عن الله‪ ،‬أن يأتوا‬
‫إليه إأل بما هو معاد لقضائه؟ إذ جميع األشرار‪ ،‬وخصوصا المرائين‪ ،‬منتفخون بهذه الطمأنينة‬
‫الحمقاء‪ ،‬ألئهم مهما أدركوا كم تفيض قلوبهم بالنجاسات‪ ،‬ال يزالون يظلون أئهم إذا أتوا أعماأل‬
‫تبدو صالحة‪ ،‬فهذه ال تستوجب ازدراء الله لها‪ .‬ومن ثم يبرز الخطأ الخبيث الكامن في أئهم‪ ،‬على‬
‫الرغم من إدانة فكرهم الشرير‪ ،‬ليسوا مضطرين إلى أن يعترفوا بتجردهم من البر‪ .‬وحتى عندما‬
‫تقرون بإثمهم الذي ال يستطيعون إنكاره‪ ،‬ال يزالون ئذعون لذواتهم بعض البر‪.‬‬

‫انخلر الفقرة األولى أعآله‪.‬‬ ‫ه‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٧٢٢‬‬

‫أائ الرت فيستنكر ببالغه ذلك الزهؤ على لسان النبتي‪ :‬يقول ‪٠‬ااشأل الكهنة عن الئريفه‬
‫وائأل‪ :‬إذ حمل‪ ،‬اشان لخائ معدتا في نلزئ دؤبه وش بكندفه خثرا اؤ ‪ ...‬نلغاائ ائ‪ ،‬وهز‪،‬‬
‫قعدلى؟اا والجات الكهته زوارا‪ :‬اال‪ .‬وعال خيي‪ :‬ا‪٠‬إذ كان اصلى بتت تفلى نسا مئ هذ؟‪،‬‬
‫وهل ئقيش؟اا كالجات الكهته زوارا‪ :‬اتحس‪ .‬كاحات خيي زوال‪ :‬اهكذا* هذا السفت‪،‬‬
‫ؤهكذا هذ؟ األثة وذاثي‪ ،‬ئقول الرت‪ ،‬ؤهكذا كز عمل‪ ،،‬أيديهم زفا يعز بوه لهثان‪ .‬هؤ ئجشااا‪٠‬‬

‫[حج ‪ .]١٤-١١ :٢‬ليت هذه الكلمات تصدق معنا‪ ،‬أو دحفر على لوح ذاكرتنا! فإئه ليس من‬
‫إنساخ ممتلئ شرودا طول أيام حياته‪ ،‬يسمح لذاته بأن يقتنغ بما يعلنه الرب هنا بوضوح كهذا‪ .‬إئه‬
‫حالما ينجز إنسان بارع في عمل الشز واجبا يقتضيه الناموس‪ ،‬ال يشلن في أن ذلك يحسب له بزا؛‬
‫أتا الرب فيعلن تقديشا تكشب بسبب هذا العمل الواجب إن لم يكن القلب قد تطهر أؤأل‪ .‬ليس‬
‫هذا فحسب‪ ،‬فإئه يعلن أيشا أن كز األعمال التي تتأئى عن الخطاة ملوثة بنجاسة القلب‪ .‬اخلغ‪،‬‬
‫إدا‪ ،‬صفة البر عن تلك األعمال التي أدانها فم الرب أفعاز دس! ويا لها من مقارنه مالئمة تلك‬
‫التي يستخدمها ليثبت ذلك! فقد إثار االعتراض بأن ما أوصى به الرب هووذوسل ال ينتهك‪ .‬أتا هو‬
‫فيثخذ الجانب المضاد؛ إذ ال عجب في أن األمور التي يقدسها ناموس الرب يلؤثها دنس األشرار‪.‬‬
‫ألن المقدس الذي تتناوله إحدى اليدين تدتسه اليد األخرى النجسة‪.‬‬

‫‪ . ٨‬الشخص والعمل‬

‫وكذا يعالج األمر نفسه بروعة في إشعياء بالقول‪ :‬آل كعودوا كاتون بتعدمة باطلة‪ .‬انحور هؤ‬
‫تكرلههيي‪[ ...‬نغسيتمقت]زهأشالسهرزالشبذؤيذاةاكخقل‪.‬لشثأطيقاإلرؤاالعتكاق‪...‬‬
‫زول سهورم ؤأعتادكم بئعئئها تغسي‪ .‬ضازت غاي ثعأل‪ .‬مللت‪ ،‬خئتها‪ .‬وجيئيشعلون ائدتكم‬
‫اتئر غثئتي م‪ ،‬زان كرتم ‪١‬لضألة أل اشتع‪ .‬آئديكم تال ذائ‪ .‬خسرا‪ .‬قعؤا‪ .‬كعو؛ ض ففل‬
‫الئر‪...‬اا [اش ‪١٦-١٣ :١‬؛ قارن ‪ .]٥٠١ :٥٨‬ماذا يعني هذا؟ هل يعني أن الله يبغض ممارسة‬
‫شريعته؟ من الموقد أئه ال يحتقر أي جانب من التطبيق الحقيقى للناموس‪ ،‬فهو الذي يعتمنا فى كز‬
‫مكان أئه بداية المخافة الحقيقية السمه‪ .‬هما إن ينتفي ذلك يمسي كز ما يعذم له ليس عبائ فقط بل‬

‫وحسا مقيائ‪.‬‬

‫اآلن‪ ،‬ليغفى المراؤون في طرقهم‪ ،‬وليحاولوا باستتار شرهم في قلوبهم أن يربحوا رضا الله‬
‫باألعمال! إئهم بهذا يراكمون غضبه على ذواتهم‪ .‬ألن‪ :‬اائبيحة األسرار تكزلهة الرت‪ ،‬ؤضألة‬
‫الئشثبيويئ تزغاته [ام ه ‪ .]٨: ١‬إئنا لذلك نوقن — بما ال ريب فيه‪ ،‬وهو ما أمسى بديهيا حتى‬
‫‪٧٢٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫لدى من ال اكتراث لهم بثعليم الكتاب المقدس ‪ -‬أن أعمتال مرئ لم يتقدسوا حعا مهما سطعت‬
‫وتألقت‪ ،‬ائما هي هكذا نائية عن البر في عيلي الله حتى إئها حسبت شرورا‪.‬‬

‫ولهذا‪ ،‬صدق حقا تن عتموا بأة مرضاة الله ال يجتنيها أي إنسا؟ باألعمال‪ ،‬بل على العكس؛‬
‫األعمال رضيه فقط إذا كان اإلنسان قد سبق فوجد نعمه في عينيه‪ .‬هنا ينبغي أن نحافن بأمانه على‬
‫الترتيب الذي يقودنا إليه السفر المقذس‪ .‬كب موسى‪ :‬ثظز الرب إلى‪ ،‬هابيل‪ ،‬زقؤبايه [تك‪.]٤:٤٠‬‬
‫أتالحظ كيف يشير إلى أن الله ينظر إلى الشخص أؤأل قبل أن ينظر إلى أعماله؟ لذا ينبغي أن تتلم تنقية‬
‫القلب أؤأل لكي دقتل عند الله األعمال التي تنتج مائ‪ .‬وهدا ما يوده إرميا دائائ‪ :‬أن الئي الرب‬
‫على الحق ال [انظر ار ه ‪٣:‬؛‪ .‬ثم إئه باإليمان وحده تتنقى القلوب‪ ،‬كما تكتم الروح القدس على فم‬
‫بطرس [أعمال ه ‪ .]٩: ١‬ومن هذا يتسن أة األساس األزل يكمن في إيما؟ حقيقى حتي‪.‬‬

‫(المتجددون تبررون باإليمان وحده‪)١١ —٩ ،‬‬

‫‪ .٩‬كذلك ال يفعل المؤمنون الحقيقيون أعماأل صالحة من تلقاء ذواتهم‬

‫لنبحث اآلن فيما هو البز الذي يمتلكه من وضعناهم في الفئة الرابعة‪ .‬نحن نعترف بأئه فيما‬
‫يصالحنا الله لذاته بشفاعة بز المسيح‪ ،‬ويحسبنا أبرارا بمحوخطايانا المجانى‪ ،‬يقترن إحسانه برحمه‬
‫تؤخلنا لسكناه فينا بعمل روحه القدوس؛ وبفضل قوته دمات شهوات أجسادنا يوتا بعد يوم؛ إئنا‬
‫والغاية‬
‫‪٠٠‬‬
‫لحياتنا‪ ،‬ومهؤأ؛ قلوبنا ألطاعة الناموس‪.‬‬ ‫فى نقاو عع حقيقية‬
‫‪ ٠٠‬؛ ‪٠٠‬‬
‫مكرسون للرب‬
‫‪ ٠‬هي‬ ‫*‬
‫أي‬
‫‪٠٠‬‬
‫حقا مقدسون‪،‬‬
‫هي أن تتركز إرادتنا خصوصا على خدمة مشيئته‪ ،‬وأن تعمل بكز وسيله على رفع مجده وحده‪.‬‬

‫ولكن بينما نحن نسلك في سبل الله بإرشاد الروح القدس‪ ،‬فلكي يحفظنا من االنتفاخ بالغرور‬
‫ونسيان أنفسنا ويحمينا من الغرور‪ ،‬تظز فيذاآثار تواقصنا فتمنحنا فرصا للتواضع‪ .‬يقول الكتاب‪:‬‬
‫الأل إنشان حمنيق بي األرض تفتز ضألحا وأل ثحطئاا [جا ‪٢٠ :٧‬؛ قارن ‪ ١‬مل ‪ . ] ٤٦ : ٨‬ما‪.‬هو‬
‫إدا نوع البر الذي يقتنونه من أعمالهم؟ أؤأل‪ ،‬أقول إذ أجود األعمال التي يجوز أن تأتي منهم تبقى‬
‫دائائ مشوبه ويفسدها دنس الجسد‪ ،‬وتختلط بها — إن جاز القول — حثاأل باقية‪ .‬أقول‪ ،‬دع واحذا‬
‫من حذام الله القديسين يختار من مسيرة حياته بأسرها شيها مائ ئغله ويظثه عن جدارة مرموقة‪ .‬دعه‬
‫يتأثل ذلك الشيء ملائ من مختلف جوانبه‪ .‬ال ريب في أئه سوف يشقلم منها نكهة دناسة الجسد‪ ،‬إذ‬
‫إة شففنا بحسن الفعل ليس بأي حال‪ ،‬ما ينبغي أن يكون‪ ،‬وإذ ضعفنا الشديد يحبط هئتنا لمواصلة‬
‫السعي‪ .‬ومع أئنا نالحظ أن الوصمات التي تعيب أعمال القديسين واضحة للعيان‪ ،‬على الرغم‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس اآلين المسيحى‬ ‫‪٧٢٤‬‬

‫من أئنا نقز بأدها لطخات خفيفة‪ ،‬نسأل أنفسنا‪ :‬هل دمسي مهانه في عيي الله التي أمامها حتى‬
‫الكواكب نفسها غير نقية [اي ه ‪ : ٢‬ه؛؟ ال يوجد عمز واحن من أعمال القديسين — إذا حكم عليه‬
‫في حذ ذاته — إأل يستحق جزاة له الخزي والعار‪.‬‬

‫‪ . ١ ٠‬من يحسب أة له في ذاته برا بسيء فهم صرامة الناموس‬

‫يلي ذلك أئه حتى لو جاز أن يكون لنا بعض أعماني كاملة ونقبة‪ ،‬فرغائ من ذلك‪ ،‬كما يقول‬
‫النبى‪ ،‬إذ نعزإثم واحد يكفي لمحوذاكرة كز البز الذي سبق أن عبل [حز ‪٢٤: ١٨‬؛‪ .‬يتفق يعقوب‬
‫معه إذ يقول‪ :‬األن* تن‪ ...‬غقز ني زاحذؤ‪ ،‬قمت ضاز ثجرتا ني انكز [يع ‪ .]١ * :٢‬اآلن حيث‬

‫إذ هذه الحياة الغانية منعدمة النقاء وال تخلو من اإلثم‪ ،‬فمهما أحرزنا من ‪.‬رز‪ ،‬فلن يمكنه أن يأتي‬
‫إلى محضر الله أويحسب لنا برا‪ ،‬عندما ئفسده أو ثطغى عليه أو ددتره الخطايا التي تتبعه تكرارا‪.‬‬

‫ياإليجاز‪ ،‬في ما يتعئق يالسؤال عن بز األعمال‪ ،‬ينبغي أن ال نهتم بعمل الناموس بل بالوصبة‪.‬‬
‫لذلك إذا سعينا لنوال البز ‪.‬رواسطة الناموس‪ ،‬فسوف نحاول ياطأل أن نأتي بعمز وام أو ‪.‬نآخر‪ ،‬لكئ‬
‫ما يتحئم هو إطاعة الناموس بال انقطاع‪ .‬ولذا ال يثل أن الله قحسب لنا برا مز؛ وإلى األبد‪ ،‬ذلك‬
‫الفغران الذي يبزرنا من خطايا الماضي‪ ،‬إذا كائ نظز نسعى بعد ذلك لنيل البز بواسطة الناموس‪،‬‬
‫كما يعتقد البعض بخباء‪ .‬كز ما يمكن أن يفعله هذا هو أن يقودنا إلى رجاء زائف‪ ،‬وأن يهزًا بنا‬
‫ويسخز متا‪ .‬ولتا كان من الئحال أن يأتي منا كماز ما دمنا نلبس هذا الجسد‪ ،‬كما ينطق الناموس‬
‫بحكم الموت والدينونة على كز من ال يحفظون برا كامأل باألعمال‪ ،‬فسوف يجد الناموس دائائ‬
‫أساسا ألدانتنا إأل إذا أبطلثها — على العكس — رحمة الله‪ ،‬وبمغغرؤ مستمزة نتبزأ مكزذا‪ .‬لذا إذ ما‬
‫ولعه بدايه يبقى صحيحا دائائ‪ ،‬أال وهو‪ :‬إن حكم علينا على أساس جدارتنا‪ ،‬فمهما نخعلط بكز‬
‫جهودنا أو نشرع في عمله يكز طاقاتنا‪ ،‬ال نزال نستحق الموت والهالك‪.‬‬

‫‪ .١١‬بز المؤسين هودائائ بز اإليمان‬

‫ال آل أن نصز على هائين النقطئين‪ :‬أؤأل‪ ،‬لم يكن هنالك إطالقا أي عمز ألنساني تقى إأل ؤجذ‬
‫مستحائ لإلدانة إذا امتحن بحسب معايير دينونة الله الصارمة؛ وثانيا‪ ،‬لو ؤجد عمز تقى كهذا‬
‫(األمر الذي يستحيل على أي بشر)‪ ،‬فإئه مع ذلك يوجد ناقضا إذ يضعفه وتدئسه براثن اإلثم الذي‬
‫يبز صاحبه بكز تأكيد‪.‬‬
‫‪٧٢٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫هذا على وجه التحديد هو محور جدلنا [مع البابوين؛‪ .‬فال خصام حول بداية التبرير بيننا‬
‫وبين األكثر تعئآل من المدرسيتين‪ :‬يمكن الخاطئ المحرر من الدينونة أن ينال البز من خالل‬
‫مفغرة الخطايا؛ إأل أدهم يعزفون مصطلح التبرير بأئه عمليه بخلق بها مجددا لطاعة الناموس‬
‫بفعل روح الله‪ .‬إدهم في الحقيقة يصفون بز اإلنسان المتجدد الذي تصالح مع الله مز؛ وإلى‬
‫األبد‪ ،‬بإيمانه بالمسيح بأئه قد يحسب مبزرا في غيتي الله بواسطة األعمال الصالحة وإقبل عنده‬
‫على أساس استحقاقها‪ .‬أثا الرب فيعلن — على العكس — أة اإليمان هو ما حسب بزا إلبراهيم‬
‫[رو ‪٣: ٤‬؛‪ ،‬وذلك ليس عندما كان إبراهيم بعد يعبد األصنام‪ ،‬بل بعد أن كان في سنوات طوال‬
‫قد تميز بقداسة الحياة‪ .‬لذلك‪ ،‬كان إبراهيم قد عبد الله بقلب نقئ زمائ طويال‪ ،‬كما حفظ الناموس‬
‫بقدر ما يمكن إلنساؤ فاؤ أن يحفظه‪ .‬ومع ذلك كان له بر دعامئه اإليمان‪ .‬من هذا نستنبط‪ ،‬على‬
‫أساس منعلق بولس‪ ،‬أن بزه لم يكن من األعمال [اف ‪٩: ٢‬؛‪ .‬ويشبه ذلك أله عندما يقول النبى‪:‬‬
‫اًاالتاؤ بايتابه تحتا [حب ‪]٤:٢‬؛ فإة مقولته ال تنطبق على األثمة واألشرار الذين قد يبزرهم‬
‫بتوجيههم إلى اإليمان‪ ،‬بل تقصد المؤمنين‪ ،‬ولهؤالء يوهب وعد الحياة باإليمان‪ .‬وبولس أيائ‬
‫ييد كز شك عندما يوكد تلك الفكرة باقتباسه هذه اآلية من أقوال داود‪ :‬اطوبى للذي غفر إثمه‬
‫وسترت خطيته‪٠‬ا [مز ‪١ :٣٢‬؛ قارن رو ‪ .]٧: ٤‬من المؤبد أن داود ال يتحذث هنا عن األشرار‬
‫بل عن المؤمنين‪ ،‬مثلما كان هو نفسه‪ ،‬إذ تكتم بإيحاء ضميره‪ .‬لذلك ينبغي أن ال نناز تلك‬
‫النعمة ره واحدة فحسب‪ ،‬بل أن تدوم فينا مدى الحياة‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يشهد بأن سفارة المصالحة‬
‫الميدانية مع الله ال ئعتن ليو؛ واحد أوآخر فقط‪ ،‬بل أن يشهد لها عمأل مستديائ في الكنيسة [انظر‬
‫‪٢‬كو ه‪١٩-١٨ :‬؛‪ .‬وبحسب ذلك‪ ،‬ال يمتلك المؤمنون برا ما داموا على قيد الحياة سوى ما‬
‫وصف هنالك‪ .‬ألة المسيح يبقى أبذا وسيط مصالحتنا مع الله؛ كما تدوم فاعلبة موته دواثا أبدائ‪:‬‬
‫وتلك الفاعلبة هي التطهير‪ ،‬واإلرضاء‪ ،‬والكائرة‪ ،‬وأخيزا الطاعة التامة‪ ،‬وبهذه جميعها تسئر‬
‫خطايانا‪ .‬بولس ال يقول ألهل أفسس إة لنا بداية الخالص من النعمة‪ ،‬بل إئنا بالنعمة مختصون‪،‬‬
‫ايس سفال كئآلتفشخن اخدال [اف ‪.]٩-٨ :٢‬‬

‫(معارضة المدرسيين للتبرير باإليمان‪ ،‬وفحعر عقيدة األعمال النافلة ودحضها‪)٢١ - ١٢ ،‬‬

‫‪ .١ ٢‬مراوغة المعارضين‬

‫المراوغات التي يتذرع بها المدرسبون ههنا للتهزب ال تعود عليهم بغائدة‪ .‬يقولون‪ .‬ليست‬
‫األعمال الصالحة في ذاتها على قدر من األهمبة بحيث تكفي لنوال الخالص‪ ،‬إرما تكمن قيمتها‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين المسيحي‬ ‫‪٧٢٦‬‬

‫في اقبول النعمة‪ .‬ا ومن ثلم‪ ،‬إذ هم مضطرون أن يعترفوا بأن بر األعمال بر منقوض دائائ‪ ،‬بتلمون‬

‫بأئنا في حاجه إلى مفقرة الخطايا ما ذمنا أحياء لكي نكتل ما للبر من نقصان؛ ولكئ األعمال النافلة‬
‫[أي الزائدة على المطلوب؛ ائعيض* عن التعديات التي نقترفها‪ .‬ا‬

‫أجيب بأن قبول النعمة ‪ ،‬كما يستونه‪ ،‬ال يعدو كونه األحسان المجاني الذي به يحتضننا‬
‫اآلب في المسيح‪ ،‬عندما ببسنا براءة المسيح ويقبلها كما لوكانت براءتنا نحن‪ ،‬بحيث إته بفضلها‬
‫يحسبنا مقنسين وأطهارا وأبرياء‪ .‬ألن بر المسيح الذي يتفرد بالكمال‪ ،‬قادر وحده أن يحتمل‬
‫مرأى الله‪ ،‬وأن ذلك البر وحده ما ينبغي أن يقف نيابة عتا أمام القضاء‪ ،‬وأن يؤدي الكفالة المحكوم‬
‫بها علينا‪ .‬وإذ نؤئل بهذا البر ننال غفراائ مستديائ لخطايانا باإليمان‪ .‬ومتى أبسنا هذه النقاوة‪ ،‬ال‬
‫ينسب إلينا دنس نقصاننا ونجتاسته‪ ،‬بل يستثر كما لو كان قد دفن بحيث ال يظهر أهام دينونة الله‪،‬‬
‫إلى أن تأتي الساعة حين يمات فينا األنسان العتيق ويدثر تماائ‪ ،‬وعندئذ يتقبلنا األحسان األلهي‬
‫إلى رحاب السالم المبارك هعآدم الجديد‪ .‬فلننتظر هنالك يوم الرب الذي إذ تعثلى فيه أجسادا ال‬
‫يصيبها الفساد‪ ،‬سوف تقام في مجد ملكوت السماوات [قارن ‪ ١‬كو ه ‪ : ١‬ه ‪ ٤‬وما يتبع؛‪.‬‬

‫‪ .١٣‬من يتحذث عن األعمال اا‪١‬لذافلةاا بسيء فهم حذة مطلب الله‪ ،‬وخطورة الخطيئة‬

‫إن صحت هذه األمور‪ ،‬ال يمكن ألعماني نغطها أن تنيلنا قبوأل عند الله أو أن تجعلنا مرضبين‬
‫لديه؛ كما ال تستعليع األعمال ذاتها أن تناز رضاه‪ ،‬إأل في حال أن إنساتا يكونه قد استبر في بر‬
‫المسيح‪ ،‬يرضي الله وينال مفغرة الخطايا‪ .‬ألن الله لم يعد بجزاء الحياة ألعماني معبنة‪ ،‬بل إته يعلل أن‬
‫من يفعلها فقط يحيا [ال ‪ : ١ ٨‬ه؛‪ ،‬مصودا تلك اللعنة المعروفة نحوكز من ال يقيمون جميع وصايا‬
‫الناموس [تث ‪٢٦:٢٧‬؛ قارن غل ‪١٠ :٣‬؛‪ .‬هذه العبارات تنقض خرافة البر الجزئي كلبة‪ ،‬إذ ال‬
‫مجال ألي بر في السماء سوى الثبات التام في الناموس بأسره‪.‬‬

‫وحديثهم الرخو الذي يفسح المجال للتأويالت المختلفة عن األعمال الزائدة عن‬
‫المطلوب وقدرتها على تعويض كاب لنقصان البر‪ ،‬ال يقوم على أى أساس من األصالة‪ .‬لماذا؟‬
‫أليسوا بذلك يعودون دائائ إلى الموقع الذي ئبك خطأه‪ ،‬أال وهو أن من يحفظ جزءا من الناموس‬
‫مبرر إلى ذلك الحد؟ إتهم‪ ،‬بعدم حياء وبجسارة تختلى كل الحدود‪ ،‬يفترضونه حقيقة ما ال‬
‫يقبله عاقل‪ .‬فالرب كثيرا ما يشهد أته ال يقبل بر أعمال إأل في الثبات الكامل في ناموسه‪ .‬أي‬
‫زيغ هذا عندما نفتقر إلى البر‪ ،‬ولكي ال نظهر مجردين من كل شرف ‪ -‬أي من الخضوع التام‬
‫‪٧٢٧‬‬ ‫الكتاب الثاك ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫لله — أن نتفاخر بغتاب يسير من األعمال‪ ،‬ثم نحاول استكمالها بأفعاني إرضائية أخرى لكي‬
‫نعؤض نقصاننا؟‬

‫لقد سبق أن دحضنا األعمال األرضائية على نحو سديد‪ ٦،‬حتى لينبغي أأل تخطر على بالنا‬
‫ولو في حلم‪ .‬أقول إذ من يتحدثون بؤرا؛ كهذا‪ ،‬ال يدركون كم هو مقيت األثم في غيني الله‪.‬‬
‫كان يجب في الحق أن يفهموا أن بز األنسان برته‪ ،‬لو تكذس مائ في كومة‪ ،‬ما كان ليعوض عن‬
‫خطيئه واحدة‪ .‬لقد رأينا كيف غرد األنسان وصار متروغا من الله من جزاء تعذ واحد‪ ،‬بحيث‬
‫دعان في الوقت عينه كز القدرة على استعادة خالصه [تك ‪١٧:٣‬؛‪ .‬وهكذا افزعمت قدرة الفعل‬
‫االرضائئ‪ .‬وكز ض يتباهى بها ال يمكنه أن ويرضي الله الذي ال يقبل وال يرضى بأي في؛ يأتي من‬
‫أعدائه‪ .‬وأعداء الله هم كز أولئك الذين يحكم عليهم بأئهم خطاة‪ .‬لهذا يلزم أن تسقر خطايانا وأن‬
‫تفغر اثامنا قبل أن يقبز الله أائ من أعمالنا‪ .‬ومن هنا يلزم أة مفغرة الخطايا هبة مجانية‪ ،‬وأن من يقحم‬
‫أي أعماب) إرضائية يزدري تلك المفغرة ازدراء أثيائ‪ .‬لذا دعونا نكون على مثال الرسول ناسين ما‬
‫هو وراء‪ ،‬وممتذين إلى ما هو قذام‪ ،‬وأن نسعى نحو‪..‬لجعالة دعوة الله العليا [في‪١٤-١٣:٣‬؛‪.‬‬

‫‪ . ١ ٤‬حتى إن أكملنا واجسا على أرم وجه‪ ،‬فلن يأتينا ذلك بمجب؛ وعلى أي حال هذا نحال‬

‫إذ نتباة بأعماني نافلة‪ ،‬فكيف يقفق ذلك مع التنبيه الئعطى لنا؛ أئه متى قد فعلنا كز ما امرنا به‪،‬‬
‫ينبغي أن ندعوذواتنا عبيدا بكالين‪ ،‬وأن نقول‪ :‬إرتا غيلتا ائ كاذ يجب غيثا [لو‪١٠ :١٧‬؛؟ وأن‬
‫تتكتم أمام الله‪ ،‬ال يصح أن تذعي أو أن تكذب‪ ،‬بل أن تقرر في قرارة نفسك بماذا توقن‪ .‬لذلك‬
‫لم دطلب‬ ‫في دواخل سريرتنا‪ ،‬أأل نقوم ‪٠٠‬؛‬
‫بواجباب نحوه لم‬ ‫بإخالص ‪٠٠‬‬
‫بح‬ ‫يناشدنا الرب أن ندرن وأن نتفكر‬

‫متا‪ ،‬بل أن نؤدي له الخدمة الواجبة‪ ،‬وبحق! ألتنا خذام تلزمون أن نقوم بخدمات كهذه متعذدة‬
‫بحيث إتنا ال نستطيع أن نؤديها‪ ،‬حتى لو اتجهت كز أفكارنا وجميع أعضائنا إلى الواجبات التي‬
‫يتطتبها الناموس‪ .‬ومن ثم‪ ،‬عبارة امتى* فعلتم كز ما ابرتم بهاا تفيد أن كز أعمال البز التي يمنعها‬

‫البشر إتما هي له وحده‪ .‬كيف نجرؤ إدا ‪ -‬وما ذمنا هكذا بعيدين عن هذا الهدف ‪ -‬أن نتفاخر بأتنا‬
‫ركمنا شيائ يزيد على الكم المطلوب متا؟‬

‫على أئه ال يوجد داع ألن يعترض أى إنساني‪ -‬على الرغم من أئه يفشل في أداء البعض من‬
‫الواجبات الضرورئة — على أن ال شيء يمنعه من السعي لفعل ما يزيد عليها‪ .‬يلزم أن نقبل هذه‬
‫انظر أعاله‪ :‬الفصل الرابع‪ ،‬الفقرات ه‪.٣٩-٢‬‬ ‫‪٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٧٢٨‬‬

‫الحقيقة كلائ‪ :‬أة ال سيء يمكنه أن يخطر على البال ليساهلم في تكريم الله أو محبة الجار إأل قد ورد‬
‫في الناموس‪ .‬ولكن إن كان ذلك واردا في الناموس‪ ،‬فلنكفئ عن التباهي بسخائنا الطوعي في حين‬
‫دجبرنا الضرورة‪.‬‬

‫ه ‪ . ١‬ائنا بكق ما نحن وكق ما لنا لله؛ لذا ال توجد أعمال نافلة‬

‫لتأكيد اعتقادهم‪ ،‬يتخذون من مفاخرة بولس لدى الكورنثيين ذريعة أئه تنازل عائ كان يحق‬
‫له والذي كان ممكائ أن يركن إليه خالنا لذلك لو أئه شاء؛ وأئه لم يكرس لهم ما فرض عليه من‬
‫واجب فحسب‪ ،‬بل تفخل عليهم أيثدا بخدمة مجانئة فوق الواجب [ ‪١‬كو ‪ ١ : ٩‬وما يتبع؛‪ .‬لكن‬
‫كان ينبغي أن يلتفتوا إلى السبب المذكور [في ذلك النص؛‪ ،‬وهو أئه نغق ما فعله لكيال يضع عقبه‬
‫في سبيل الضعفاء [ ‪١‬كو ‪ .]١٢ : ٩‬ألة الحذام األشرار والمضئلينكانوا يركون ذواتهم باستعراض‬

‫اللطف الزائف لكي يربحوا قبول عقائدهم الخطرة‪ ،‬وينفثوا يفخا على اإلنجيل‪ .‬فأمسى ضرورائ‬
‫لبولس إائ أن يعرض عقيدة المسيح للخطر‪ ،‬أو أن يخالفئ تلك الحيل‪ .‬حسائ إذا لو كانت المسألة‬
‫غير ذات شأن لدى المسيحي أن يعقر أوأن يحجم عن أن يعقر‪ ،‬عندئذ‪ .‬ال يد أن أعترف بأة الرسول‬
‫أدى للرب عمأل زائنا على الواجب‪ .‬أثا إذا كان هذا هو الواجب المطلوب من وكيل حكيم‬
‫لإلنجيل‪ ،‬فأقول إئه فعل ما كان ينبغي فعله‪ .‬وأخيرا‪ ،‬حتى إن لم يكن سبب كهذا بئائ‪ ،‬فما قاله يوحنا‬
‫فم الذهب يبقى صحيجا دائائ‪ :‬إة لكق ما نمتلكه المكانة نفسها التي تخطل ممتلكات العبيد‪،‬‬
‫والتي من باب الحق هي مالث‪ ،‬لسئدهم ذاته‪ ٧.‬ويسوع لم يخفب هذه الحقيقة في نله‪ ،‬إذ يسأل ما‬
‫هو الشكر الذي يقذم للعبد متى يعود بعد أدائه العديد من الواجبات طول النهار [لو ‪.]٩-٧ : ١٧‬‬
‫يجوز أئه قد اجتهد في نهاره أكثر مائ كا نجرؤ على أن نطلبه منه‪ .‬حسائ‪ ،‬ومع ذلك فإئه لم يفعل‬
‫شيائ يخرج عن حدود حال كونه عبذا خادائ‪ ،‬ألئه بكق ما له من ودرة مللث‪ ،‬لنا‪.‬‬

‫لست أعني هنا نوع األعمال النافلة التي يريد مثل هؤالء أن يستعرضوها أهام الله‪ ،‬ألئها مجرد‬
‫تفاهات لم يطلبها منهم أو يستحسنها‪ ،‬كما لن يقبلها عندما يقدمون له حسايا عن أنفسهم‪ .‬بهذا‬
‫المعنى وحده نيفق على أة هنالك أعماأل نافلة كالتي ورد ذكرها على لسان النبي عندما قال‪ :‬امن*‬
‫طلب هذا من أيديكم؟ [اش ‪١٢:١‬؛‪ .‬لكن ليتدبروا ما قيل عنها في موضع‪1‬خر‪ :‬يفادا ئزنوذ‬
‫فصه يعني حني‪ ،‬ؤرعئكم لعني سبع؟أ [اش هه‪٢:‬؛‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬ليس مرهعا ألولئك المعثمين‬

‫[السيين؛ أن يجادلوا في هذه االمور تحت الظالل وفي كراسيهم المريحة‪ .‬ولكن متى يجلس‬
‫‪0171111€8 011‬ا‪0111, 1‬أ‪808‬ال‪٢‬غح‬ ‫انظر‪11.4 )16 62. 713 }.( :‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪٧٢٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫ذلك القاضي العظيم على عرش قضائه‪ ،‬فسوف تطير هذه اآلراء الواهية مع الريح‪ .‬هذا ما كان علينا‬
‫أن نبتغيه‪ :‬ما هي الثقة التي يمكن أن نأتي بها إلى عرش دينونته في الدفاع عن أنفسنا‪ ،‬وليس ماذا‬
‫نستطيع ان نتحذث عنه في المدارس وزوايا جدرانها؟‬

‫‪ .١٦‬ال ثقة باألعمال‪ ،‬وال فخر في األعمال‬

‫في هذا الصدد توجدآفتان يتحذد علينا خصوصا أن نطردهما من أذهاننا‪ :‬ينبغي أأل نضع أي‬
‫ثقة ببز األعمال‪ ،‬كما ينبغي أأل نعزو إلى األعمال أي مفخرة‪.‬‬

‫في مجال التعليم‪ ،‬بأئ جميع أعمالنا البارة كريهة في عيني الله ما لم تستمد رائحة زكية من‬
‫براءة المسيح‪ ،‬يثنينا الكتاب المقدس مكررا عن الثقة ببر األعمال‪ .‬فليس لألعمال إأل أن تثير غضب‪،‬‬
‫الله إأل إذا ذعشئها رحمة عفوه‪ .‬لذا فإئها ال تترك لنا شيائ سوى أن نتوسل إلى دقاننا من أجل الرحمة‬
‫معترفين مع داود‪ :‬أئه لن يتبرر أحذ قذامه إن هو دخل في المحاكمة مع عبيده [مز ‪٢: ١٤٣‬؛‪.‬‬
‫أما عندما يقول أيوب‪ :‬ا اذ آدبت ئؤيل بي‪ ،‬وإذ برزت أل أزيغ زأسي‪٠‬ا [اي ‪١ ٥: ١ ٠‬؛‪ ،‬فمع أن‬
‫اهتمامه هو ببر الله األسمى الذي ال يبلغ إليه حتى المالئكة‪ ،‬يبين أنه في ما يتعئق األمر بدينونة الله‪،‬‬
‫ال يتبقى ألي بشر فان سوى أن يصمت‪ .‬وهذا ال يعني فقط أن أيوب يغخل أن قذعن عن رصا‪ ،‬على‬
‫أن يصارغ مخاطرا حتى الهالك مع صرامة الله‪ ،‬بل أئه أيائ لم يختبر في ذاته أي نوع من البر سوى‬
‫ما كان ئذبل من أول وهلة أمام وجه الله‪.‬‬

‫متى تالشت الثقة ببر األعمال‪ ،‬فال بئ أن يزول التباهي بها أيصا‪ .‬ألن من ذا الذي ينسب فضل‬
‫البز إلى األعمال التي ترتعد الثقة بها عند رؤية الله؟ لذلك ينبغي أن نأتي إلى حيث يدعونا إشعياء‪:‬‬
‫كالرث يتبرز ويعتخر كذ تشلي إشزاييلءال [اش ه‪:٤‬ه‪]٢‬؛ ألن ما يقوله في موضع آخر صوات‬
‫وخ‪ ،‬إى الوس الرت يلئتجيدال [اش ‪ .]٣: ٦١‬بهذا يتطقر العقل كما ينبغي متى ال يتكل بأي‬

‫شكلي على الثقة باألعمال‪ ،‬أويتباهى بالمفاخرة بها‪ .‬ولكئ هذا الخطأ قميل الحمقى من الناس إلى‬
‫الزهو بثقه زائغه وكاذبة‪ ،‬ألدهم طالما يؤدعون األعماز قضية خالصهم‪.‬‬

‫‪ .١٧‬يستحيل أن تكون األعمال ءتةقداستئ‪ 1‬بأي حالي من األحوال‬

‫يفترض الفالسفة أربع علل يقتضي التقيد بها في فرز األمور وإنجازها‪ .‬إذا دققنا النظر فيها نجد‬
‫في ما ينعتق بإرساء خالصنا ‪ -‬ال صلة ألحدها باألعمال‪ .‬فالكتاب المقدس يعلن في كز مكا؟‬ ‫أئه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٣٠‬‬

‫أن العتة الفاعلة لنوالنا الحياة األبدية هي رحمة اآلب السماوي ومحبته المعطاة لنا مجاائ‪ .‬المويد‬
‫أن العلة المادية هي المسيح الذي أحرز لنا البز بطاعته‪ .‬فما العلة الصورية‪ ،‬أو االلية المسببة‪ ،‬سوى‬
‫االيمان؟ يحصر يوحنا هذه العلل الثالث في حمله واحدة عندما يقول‪ :‬هكذا أحجة الله العالم‬
‫حقى يذن ايته انوحين‪ ،‬بكتي أل يهلك كل تى يومى به‪ ،‬بل ثكون له الحياة ‪١‬ألبييةاا [يو ‪. ] ١٦: ٣‬‬
‫أتا عن العلة الغائية‪ ،‬فيشهد الرسول بأئها تتكؤن من برهان العدالة اإللهية‪ ،‬وس امتداح إحسان‬
‫الله‪ ،‬وفي الموضع نفسه ينكز ثالثة أمور أخرى تصريحا‪ .‬فيقول ألهل رومية‪٠ :‬االجميع أحكأوا‬
‫واعؤزهلم تجد اؤ‪ ،‬كدريى تجادا بنعمته [رو ‪ ٢٤-٢٣ : ٣‬؛ قارن اف ‪ .]٦:١‬إدا المصدر األول‬
‫والرئيس هو أن الله احتضنا برحمته المجانية‪ .‬ويتبع ذلك القون‪ .‬بالغت‪ ،‬اء الذي ديشوغ التسيح‬
‫[رو ‪ .]٢٤:٣‬هنا تجد‪ ،‬إذا جاز الحديث‪ ،‬العلة المادية التي بها احضر لنا البز‪ .‬وفي الكلمات‬
‫باإليمان بدمه [رو ‪:٣‬ه ‪٢‬؛ يين العلة االلية التي بها يشل إلينا بز المسيح‪ .‬وأخيرا يضيف العلة‬
‫الغائية عندما يقول مبرهائ على بزه‪ :‬إلظهار يه ليكون بارا ويبزر [مبزرا — في الترجمة الالتينية؛‬
‫ض هو ض اإليمان بيسوع [رو ‪٢٦ :٣‬؛‪ .‬ولكي يشير أيقا ‪ -‬في المناسبة — إلى أة هذا التبرير‬
‫يقوم على المصالحة‪ ،‬يقول بوضوح إذ المسيح اعطي بمنزلة المصالحة‪ .‬وكذلك أيصا يعلم‬
‫إلى أفسس‪ ،‬أئنا قبلنا في رحاب نعمة الله من فضل رحمته‬
‫أهل*‬ ‫في األصحاح األول من الرسالة‬

‫المحضة‪ ،‬وأن هذا يحدث شفاعة المسيح‪ ،‬وأئنا نناله باإليمان‪ ،‬وأن جميع األشياء الموجودة‬
‫تؤول إلى اإلشراق الكلي لمدح مجد نعمته [اف ‪ .]١٤-٣ :١‬وإن كائ هكذا نرى أن كز حزي؛‬
‫من خالصنا ال يعتمد على شي؛ فينا‪ ،‬فلماذا ال نزال نثق أو نفتخر باألعمال؟ إذ األعداء األكثر‬
‫مجاهرة بعداوتهم للنعمة اإللهية‪ ،‬ال يستطيعون أن يثيروا معنا جدأل؛ إتا حول العلة الفاعلة أو العلة‬
‫الغائية‪ ،‬البلم إأل إذا أرادوا أن يؤكروا الكتاب المقدس بجملته‪ .‬إئهم يصورون العلة المادية والعثة‬
‫الصورية خطًا كما لو كانت األعمال تقتسم المساحة مع اإليمان ومع بز المسيح‪ .‬أثا الكتاب‬
‫فيصرخ احتجاجا على هذا أيائ‪ ،‬إذ يوكد ببساطة أن المسيح بولنا وحياة‪ ،‬وأن فائدة التبرير نقتنيها‬
‫باإليمان وحده‪.‬‬

‫‪ .١٨‬هع هذا فإذ رؤية األعمال الصالحة يمكنها أن تقؤي اإليمان‬

‫في معظم األحيان يتقؤى القديسون ويتعزون بذكر براءتهم واستقامتهم‪ ،‬ويغلب أحياائ أئهم ال‬
‫يترددون في التصريح بها‪ .‬يحدث هذا بطريقتين‪ :‬إثا بالمقارنة بين ما يهتوئن هم به‪ ،‬واهتمامات‬
‫األشرار االثمة‪ ،‬ومن ثم يستمدون ثقة النصرة‪ ،‬ليس بإطراء بز ذواتهم بقدر ما هو باإلدانة العادلة‬
‫‪٧٣١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫والمستحئة لخصومهم‪ .‬أو أئهم ‪ -‬ال على سبيل المقارنة بالغير بل بينما هم يمتحنون ذواتهم أمام‬
‫الله — يستمدون شيها من راحة النفس والثقة من نقاوة ضمائرهم‪.‬‬

‫سوف ننظر في السبب األول الحائ‪ ٨.‬أائ بشأن الثاني‪ ،‬فدعونا اآلن نشرح بإيجاز كيف ينفق‬
‫معه ما قلذاهآذائ‪ :٩‬تحت دينونة الله‪ ،‬ينبغي أأل نضع أي ثقؤ باألعمال‪ ،‬أو أن نفتخر بأي قيمه لها‪.‬‬
‫هنا يكمن االدفاق‪ :‬أن القديسين‪ ،‬عندما تكون المسألة مسألة تأسيس خالصى نفوسهم وإرسائه‪،‬‬
‫بغض النظر عن األعمال‪ ،‬يحولون أبصارهم نحو صالح الله وحده‪ .‬إئهم ال يلجأون وقبل كل‬
‫شيء إلى ذلك الجود كبداية سعادتهم فحسب‪ ،‬بل يستكلون في كونه تحقيعا لها‪ .‬كما أن الضمير‬
‫المؤسس والمبني على ذلك‪ ،‬يقوم أيصا على اعتبار األعمال‪ ،‬بقدر ما هي شهادات لسكنى الله‬
‫فينا وسيطرته علينا‪ .‬لذلك ما دام ال موقع لهذا االئكال على األعمال إن لم تكن قبأل قد ألقيك ثقة‬
‫فكرك برئتها على رحمة الله‪ ،‬ينبغي أأل برى وكاها عكس ما تعتمد عليه‪ .‬ولذا متى نستثني االثكال‬
‫على األعمال‪ ،‬فانا نعني هذا فحسب‪ :‬ال يجوز أن يعود الفكر المسيحي فينظر إلى قيمة األعمال‬
‫كمساعد صوب نوال الخالصى‪ ،‬بل أن يعتمد اعتمادا كلائ على الوعد المجاني بالبر‪ .‬ولكئنا ال‬
‫نمنعه من دعم هذا اإليمان وتقويته بدالئل من اإلحسان اإللهى نحوه‪ .‬ألنه إذا كانت جميع العطايا‬
‫التي أجزلها الله علينا‪ ،‬متى نتنتمرها‪ ،‬هي مثل أشعة نورانية من الجبين األلهي بها نستنير لكي نتفرى‬
‫فباألكثر تثبمت صحة نعمة األعمال الصالحة هذه‪ ،‬ثبوبا‬ ‫سناء جوده‬ ‫في ذلك السناء األسمى‬
‫تظهر أن روح التبئي قد وهب لنا [قارن رو ‪ : ٨‬ه ‪. ] ١‬‬

‫‪ .١٩‬األعمال كثمارللدعوة‬

‫إدا‪ ،‬عندما يشعر المؤمنون بأن إيمانهم يتقؤى بسبب نقاوة ضميرهم فيبتهجون‪ ،‬فإذ ذلك‬
‫يحدث فقط ألن ثمار دعوتهم تقنعهم بأن الرت اختارهم أبناء له‪ .‬لذلك عندما يقول سليمان بي‬
‫محاوة الرت ثعه سي يد‪ ،‬ه [ام ‪ ،]٢٦:١٤‬وعندما يضرع المؤمنون للرب لكي يسمع لهم الدهم‬
‫ساروا أمامه باستقامه وبساطة قلب [قارن تك ‪٤٠ :٢٤‬؛ ‪٢‬مل ‪ ]٣:٢٠‬فهذان أمران ال يشكالن‬
‫أساسا لتقوية الضمير‪ ،‬بل إذ قيمتهما تكمن في مجرد كونهما عالمة لما قد سبق حدوثه [أي دعوة‬
‫الله]؛ ألئه ال مجال لذلك الخوف الذي يستطيع أن يعطي تأكيدا كامأل‪ .‬كما أن القديسين يدركون‬
‫أة لديهم قدرا من األمانة ال يتعدى كونه مختلفا بالعديد ساثار الجسد‪ .‬ولكن ألئهم يتخذون من‬

‫انظر أدناه‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل ‪ ،١٧‬الفقرة ‪.١٤‬‬ ‫‪٨‬‬


‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل ‪ ،١٢‬الفقرة ‪.٢‬‬ ‫‪٩‬‬
‫جون كالعن‪ :‬أمس الذين المسيحئ‬ ‫‪٧٣٢‬‬

‫ثمار التجديد برهادا على سكنى الروح القدس‪ ،‬من هذا يتشددون بقؤة كبيرة تزكنهم من انتظار‬
‫معونة الرب في جميع احتياجاتهم‪ ،‬وئرون أئهم بهذا يختبرون أبؤته‪ .‬كما أئهم ال يستطيعون فعل‬
‫ذلك إن لم يكونوا أؤأل قد أدركوا إحسان الله المضمون لهم بيقينية الوعد وحدها‪ .‬الدهم إذا شرعوا‬
‫في تقييم ثقة ضمائرهم بمقياس األعمال الصالحة‪ ،‬فلن يجدوا شيائ أكثر ريبه أو أعظلم ودفائ؛ ألده‬
‫حعا إذا قيست األعمال في حذ ذاتها‪ ،‬فإئها بحكم نقص نقاوتها ال تستطيع أن تشهد لنعمة الله‪،‬‬
‫واألسوأ من ذلك أئها بعدم كمالها تستثير غضبه‪.‬‬

‫قصارى الحديث أن أعمال القديسين الصالحة تعلن حسنات الله‪ ،‬بحبك ال تتنافى مع نعمة‬
‫الله المجانية التي فيها يدركون ‪ -‬كما يشهد بولس ‪ -‬قدر العرض والطول والعمق والعلؤا [اف‬
‫‪١٨:٣‬؛‪ .‬فإئه كما لو قال‪ :‬أينما تتحؤل أذهان األتقياء‪ ،‬ومهما كان علؤ ارتفاعها‪ ،‬ومهما امتدت‬
‫في البعد واالئساع‪ ،‬فمع هذا ال ينبغي أن تتحول عن محبة المسيح بل أن تلتزم كليا بالتأتل فيها؛‬
‫ألن كمالها يشمل جميع األبعاد‪ .‬لذلك يقول إئها تفوق وتسمو على كز المعرفة‪ ،‬وإئنا عندما‬
‫نعترف بمقدار حض المسيح لنا‪ ،‬نمتلئ ا‪٠‬إلى غز بز؛ الؤ [اف ‪١٩:٣‬؛‪ .‬وفي موضعآخر‪ ،‬فيما‬
‫يفتخر بولس بأن األتقياء هم المنتصرون في كز سباق‪ ،‬يضيف ئؤا عتة نصرتهم‪ ،‬بالقول‪ :‬البائذي‬

‫احتاال [رو‪٣٧:٨‬؛‪.‬‬

‫‪ .٢٠‬األعمال هبة الله وال يمكن أن تصير للمؤمنين أساسا للثقة بالذات‬

‫نرى اآلن أن القديسين ال يضعون باألعمال ثقة من شأنها أن تعزو شيائ لقيمتها‪ ،‬حك إئهم‬
‫يرونها كهبة فقط من الله بها يتعرفون إحسانه‪ ،‬وكعالمات لدعوتهم بها يحعقون اختيارهم‪ ،‬أو أن‬
‫دخترل إلى درجة البر المجاني الذي نناله في المسيح‪ ،‬إذ إئها (أى الثقة) تعتمد على هذا البز بحيث‬
‫ال وجود لها بدونه‪ .‬يعير عن ذلك أوغسطينس بكلمادب قليلة‪ ،‬ولكن ببالغة‪ ،‬عندما يكتب‪ :‬لست‬
‫أقول للرب‪ :‬وال تحتقر أعمال يدى [مز ‪( ]٨: ١٣٨‬طلبت الله بيدى ولم يخدعني) [مز ‪]٢ :٧٧‬؛‬
‫ولكئني ال أرغي أعمال يدي ألئني أخشى أئك متى تراقبها فقد تجدآثاائ أكثر من االستحقاقات‪.‬‬
‫فهذا وحده أقول‪ ،‬وهذا وحده أسأل‪ ،‬وهذا وحده أرغب‪ :‬ال تحتقر أعمال يديك؛ شاهد فى عمل‬
‫يديك‪ ،‬وليس عملي أنا‪ .‬ألئك إن أبصرك عملي سكديئه؛ أتا إذا رأيك عملك فسوف ئتؤلجئه‪.‬‬
‫فإذ كز أعمال صالحة أفعلها هي مذك‪.‬ال‪ ١ ٠‬ويعطي سببين من أجلهما ال يتجاسر على أن يتبهرج‬
‫بأعماله أمام الله‪[ :‬أؤأل] ألئه إن كانت له أتي أعماني صالحة‪ ،‬ال يرى فيها شيائ من صنعه؛ و[ثاذائ؛ إذ‬

‫انظر‪. 13[ ٧111. 635(. :‬نع‪8. 138, 8‬؟] تد‪٢.‬خ ;‪8. 137. 18 )11 37. 1783‬؟ اسم ‪,‬ثسد‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪٧٣٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫أعماله تغمرها كثرة من الخطايا‪ .‬وس ذلك يغلب على ضميره اإلحساس بالخوف والرعب بدأل‬
‫من الطمأنينة‪ .‬لذا يترحى أن يرفغ الله وجفه على أعماله الحسنة فحسب‪ ،‬حثى إذ يرى فيها نعمة‬
‫دعوته‪ ،‬يمكنه أن يكمل ما نزلح في عمله‪.‬‬

‫‪ .٢١‬معنى ما يخال أماى عن األعمال السدة أي عتة اإلحسانات اإللهؤة‬

‫إذ يبثن الكتاب المقدس أن أعمال المؤمنين الحسنة أسباب ألجلها يحسن الله إليهم‪ ،‬إرما‬
‫يوفد أة ما وصحناه اذائ‪ ١ ١‬يظز ثابائ ال يتزعزع‪ :‬أال وهو أة العتة الفاعلة لخالصنا أصلها محبة الله‬
‫اآلب؛ والعلة المادرة أصلها طاعة المسيح؛ والعتة االلية أصلها إنارة الروح‪ ،‬وهي اإليمان؛ والعته‬
‫الغائية أصلها مدح مجد الله وجوده العظيم‪ .‬وهذه ال تمنع أن الله يتقبل األعمال كما لوكانت علال‬
‫أقز شأائ‪ .‬ولكن كيف يحدث هذا؟ إذ الله يقود أولئك الذين قصدهم برحمته لميراث الحياة األبددة‬
‫إلى الحصول عليها — بحسب تدبيره العادي — بواسطة األعمال الحسنة‪ .‬وما يسبق في ترتيب‬
‫ذلك التدبير يدعوه علة ما يتلوه‪ .‬وبهذه الطريقة يستخرج الحياة األبدية من األعمال‪ ،‬ال بقصد أن‬
‫ينسبها إليها؛ ولكن ألئه يزر الذين اختارهم لكي يمجدهم [رو ‪٣ ٠ :٨‬؛‪ ،‬يجعل النعمة السابقة‪،‬‬
‫التي هي خطوة لما يليها‪ ،‬كما لوكانت العلة‪ .‬أائ متى تتعين العلة الحقيقية‪ ،‬فإئه ال يفرض علينا أن‬
‫نلتجئ إلى األعمال بل يحفظنا في حيز التأتل في رحمته وحدها‪ .‬ما هو هذا التعليم الذي ينادي‬
‫به الرسول عندما يقول‪ :‬احز؛ الحطية دبي تؤت‪ ،‬ؤأما هبة الله وهي حياة اردية [رو ‪ ٢٣: ٦‬؛ ؟‬
‫لماذا ال يقابل الز بالخطية مثلما يقابل الحياة بالموت؟ لماذا ال يجعل الز علة الحياة‪ ،‬مثلما يجعل‬
‫الخطية علة الموت؟ إده بهذا يكسر منطق األضداد‪ .‬لكن الرسول قصد بهذه المقارنة أن يعير عائ‬
‫هو صواب وحق‪ :‬أن الموت علته استحقاقات اإلنسان‪ ،‬أثا الحياة فتركن إلى رحمة الله وحدها‪.‬‬

‫باإليجاز‪ ،‬نستنتج من هذه التعابير أة التعاقب هو المقصود أكثر من قصد العلة؛ ألن الله إذ‬
‫يكوم نعمة فوق نعمة‪ ،‬شخن من النعمة األسبق علة إلضافة الئعم الالحقة حتى ال يترك شيائ مائ‬
‫يثري عبيده‪ .‬كما أده يبسط وفرة سخائه بحيث يجعلنا دائائ نتطلع إلى اختياره المجاني‪ ،‬الذي هو‬
‫المصدر والبداية‪ .‬ألئه‪ ،‬على الرغم من أئه يحك الهبات التي يجزل بها علينا يوائ تلؤ يوم — إذ نرى‬
‫أئها تنبع من ذلك المصدر — يبقى لنا أن نعتصم بذلك القبول المجاني الذي وحده يمكنه أن يدعم‬
‫نفوسنا؛ وهكذا أيائ‪ ،‬أن ئخبغ للعثة األولى عطايا الروح القدس التي يغمرنا بها تباعا‪ ،‬بحبث ال‬
‫تصرفنا هذه بأي حال عن تلك العلة األولى‪ ،‬وهي محبة الله اآلب‪.‬‬

‫انظر أعآله‪ :‬الفقرة ‪.١٧‬‬ ‫‪١١‬‬


‫الفصل الخامسى عشر‬

‫ايفاخر باستحقاقات األعمال يدتر حمدنا لله‬


‫على منحه إتانا الز‪ ،‬وكذلك تأكيد الخالص‬

‫م‪،‬‬

‫(االعتقاد باستحقاق اإلنسان في عملية التبرير يرفضه أوغسطينس وبرنارد وكذلك الكتاب‬
‫المقدس‪)٤-١ ،‬‬

‫‪ .١‬االستفهام الخطًا واالستفهام الصحيح‬

‫لقد انتهينا االن من المسألة الرئيسة في هذه المناقشة‪ :‬إئه لو كان البر مدعوائ باألعمال‪ ،‬فغي‬
‫نظر الله ينهار كلائ؛ وإئه منحصر في رحمة الله وحدها‪ ،‬وفي الشركة في المسيح وحدها‪ ،‬ولذا في‬
‫اإليمان وحده‪ .‬لكن لنالحظ جينا أة هذه هي نقطة تحؤل األمر كي نتفادى االشتباك في الضالل‬
‫السائد‪ ،‬ليس انخداع البسطاء فقط‪ ،‬بل ضالل المتعامين أيشا‪ .‬ألئه حالما يقار السؤال حول التبرير‬
‫باإليمان أو باألعمال‪ ،‬يهرعون إلى تلك النصوص التي ئظهر وكأئها ئنسب إلى األعمال بعض‬
‫االستحقاق في عيثي الله‪ ،‬كما لوكان التبرير باألعمال يبرهن عليه كلائ بإظهار أة لها قيمة ما عند الله!‬

‫لقد بيتا مؤتمنا وبوضوح — أعاله ‪ — ١‬أة بر األعمال يقوم على حفظ الناموس فقط حففا تاائ‬
‫وكامأل‪ .‬من هذا يلزم أة أحذا ال يتبرر باألعمال — حتى إن كان قد توصل إلى أعلى قئة من الكمال‪،‬‬
‫إآل إذا استحال ابهائه ولو بأدنى تعد على الناموس‪ .‬ولذا لثار سؤازآخر منفصل هو‪ :‬على الرغم من‬
‫أة األعمال ال يمكنها بأي وسيله أن تكفي للتبرير‪ ،‬أال يجب أتها تستحق الرضا من الله؟‬

‫‪ .٢‬كلمة ا‪٠‬االستحقاقا‪ ٠‬غيركتابية‪ ،‬كماأي سغوفةبالمخاطر‬

‫يلزمني — بدايه — أن ابدي بعض المالحظات التمهيدية حول كلمة استحقاق ‪ :‬فئن بادر‬

‫إلى إطالقها على أعمال الناس على خلفية دينونه الله‪ ،‬وضع أساسا واهيا جدا لنقاوة اإليمان‪.‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل السابع‪ ،‬الفقرة ‪.٣‬‬ ‫‪١‬‬


‫‪٧٣٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس عشر‬

‫إئني بالطبع أون أن أتجئب المعارك الكالمية‪ ،‬ولكئني أتمتى لو أة الكائب المسيحيين قد التزموا‬
‫االنضباط دائائ بحيمث ال يستبيحون ألنفسهم‪ ،‬بال ضرورة‪ ،‬استعمال تعابير غريبة عن محتوى‬
‫الكتاب المقدس من شأنها أن تنخ امتهاائ فادحا‪ ،‬واليسير من الثمر‪ .‬اسأل‪ :‬ماذا كانت الحاجة إلى‬
‫إقحام كلمة أاستحقًاقأ بينما كان باإلمكان أن ئشرخ قيمة األعمال الصالحة بعبار؛ أخرى ذات‬
‫معنى من دون إثارة لألذى؟ إذ مقدار األذى الذي تحتويه هذه الكلمة لواضخ من الضرر الجسيم‬
‫الذي أوقعته في العالم‪ .‬من الموبد أة هذا المصطلح‪ ،‬وهو جد مفعلم بالزهو‪ ،‬ليس من شأنه سوى‬
‫أن يحجما نعمة الله ويغمر الناس بالعجرفة المنحرفة‪.‬‬

‫إئني اقر بأة بغاب الكنيسة القدامى استخدموا هذا التعبير بصفة اعتيادية؛ ويا ليتهم لم يعطوا‬
‫األخالف مجاأل إلدامة الخطأ بإساءة استعمال كلمة صغيرة واحدة! وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬وردت‬
‫لهم بعض النصوص التي يشهدون فيها أيصا بأئهم لم يقصدوا أن يجحفوا بالحق‪ .‬فغي احدى‬
‫كتاباته تحذث أوغسطينس هكذا‪ ،‬قال‪ :‬ألتصمك هنا استحقاقات الجنس البشري الذي أفسد‬
‫بواسطةآدم؛ ولتشن نعمة الله من خالل يسوع المسيح‪.‬اا وأيائ يقول‪ :‬ال يعزو المؤمنون شيكا‬
‫إلى أعمالهم؛ بل إلى رحمتك وحدها يا **‬
‫الله‪ .‬وكذلك‪ :‬اومتى* يز اإلنسان أة كل الصالح الذي‬
‫له ليس من ذاته بل من إلهه‪ ،‬يز أة كز ما يمتدح فيه ال ينبع من استحقاقاته هو بل من فضل رحمة‬
‫الله‪ ٢.‬تالحظ أئه متى أنكر أوغسطينس على اإلنسان قوة فعل الحسنى‪ ،‬فهو يطيح أيصا أئ وزن‬
‫**‬
‫لالستحقاق‪ .‬وأيصا يقول يوحنا فم ‪-‬ا‪ :-‬إذ أعمالنا‪ ،‬إن كان لنا من األعمال ما ينشًا من دعوة الله‬
‫المعطاة محاائ‪ ،‬إئما هي دين نسذده‪ ،‬أثا عطايا الله فهي نعمة وإحسان وسخاء عظيم‪٣ .‬‬

‫فلنطرخ جانبا الكلمة ذاتها‪ ،‬ونتأمز بالحري الموضوع عينه‪ .‬لقد اقتبستآنائ من برنارد‪:‬‬
‫أاكمًا أئه يكفي لالستحقاق أأل يتجرأ ثصرا على االستحقاق‪ ،‬فأن يخلو اإلنسان من االستحقاق‬
‫يكفي ألجراء القضاء‪ .‬ولكئه وئا يضيف تغسيره الذي فيه يخفف من حذة قوله بما فيه الكفاية إذ‬
‫** فلتهتلم أن تكون لك استحقاقات؛ وعندما تكون لك‪ ،‬اعلم أئها قد لنحت لك‪ .‬ليكن‬
‫لذلك‬ ‫يقول‪:‬‬
‫لديك األمل في الثمر‪ ،‬ثمر رحمة الله‪ ،‬عندئذ تكون قد نجورق من خطر الفقر والعقوق واالذعاء‪.‬‬
‫سعيدة هي الكنيسة التي إتا ال تنقصها االستحقاقات بال ارياء‪ ،‬أو االرتياء بال استحقاقات ا وقبل‬
‫ذلك بقليل‪ ،‬وصح بقدر واب المفاد التقي الذي كان قد استخدم فيه الكلمة‪ .‬فهو يسأل‪ :‬ألماذا‬
‫بعنى الكنيسة بأن تهتم باالستحقاقات فيما لديها سبت أقوى وأضمن لتتفاخر في قصد الله؟ الله ال‬

‫‪, 0)1 ٠‬جاالأ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪8. 139. 18 :‬؟ ‪8,‬الل‪1‬آل‪ 44. 983(; 1<8‬ا(ل‪1‬ذ) ‪٧.31‬ت ‪8)111118‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪8. 84.9 )11 37. 1073(.‬؟ ;(‪ 37. 1814‬ا‪)1‬‬
‫انظر‪1٧. 6 )10 53.321(. :‬آآآ‪)11108 011, #0))1111€8 0)1 0))1€818, 110111.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٣٦‬‬

‫يمكنه أن ينكر ذاته؛ إئه تجري ما زغن به [قارن ‪٢‬تي ‪ .]١٣:٢‬وهكذا ال داعي أن تسأل‪ :‬وبأئ‬
‫استحقاقاربة يمكننا أن نأمل في االحسانات؟ وخصوصا عندما تسمع القول‪ :‬كز‪ ،‬ألجلكم أتا‬
‫صاع‪ ...‬بل ألحل اشبي المدوس‪[ ،‬حز ‪ ٢٢ :٣٦‬و‪٣٢‬؛‪ .‬فألجل االستحقاق‪ ،‬يكفي أن نعرف أة‬
‫االستحقاقاتالتكغي‪.‬أ‪٤‬‬

‫‪ .٣‬تنشأ قيمة األعمال الحسنة بجملتها من نعمة الله‬

‫يبين الكتاب المقدس ما تستحثه كل أعمالنا‪ ،‬عندما يقول إلها ال تستطيع أن تحتمل‬
‫نظر؛ من الله بسبب عدم نقاوتها‪ .‬ماذا إدا سوف يكون استحقاق حفظ الناموس حقفا كامأل‪،‬‬
‫إن وجد ذلك‪ ،‬متى يأمرنا الكتاب بأن نعتبز ذواتنا عبينا بغالين حتى عندما نفعل كل ما هو‬
‫مطلوت مائ [لو ‪]١٠:١٧‬؟ فإئنا لم نعط الرب شيائ لم تطلب مائ‪ ،‬بل ومنا بالخدمات الواجبة التي‬
‫ال تستوجب الشكر‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإة تلك األعمال الصالحة التي تنعم بها علينا يدعوها الرب ااأءمالذا‪٠‬ا وال يشهد‬
‫بأئها مقبولة لديه فقط‪ ،‬بل بأئها سوف رجازى أيائ‪ .‬ومن ثم وجب أن يدفعنا وعد كهذا عظيلم‬
‫المقدار‪ ،‬ألن نتشجع وال نفشل في عمل الخير [قارن غل ‪٩:٦‬؛ ‪ ٢‬تس ‪ ،]١٣:٣‬وأن نقبل لطف‬
‫الله العظيم بشكر حقيقي‪ .‬ال شك في أة كل ما يستحق المدح في األعمال إثما هو من نعمة الله؛‬
‫وليس من مثقال ذزة منها ما يحق لنا أن نعزوه إلى ذواتنا‪ .‬وإة فهمنا ذلك بصدق واجتهاد‪ ،‬فلسوف‬
‫تزول فكرة االستحقاق كتها‪ ،‬ال ثقتنا باالستحقاق فحسب‪ .‬إئنا ال نقشم فضل األعمال الحسنة بين‬
‫الله واالنسان‪ ،‬كما يفعل السفسطائيون‪ ،‬بل تركناه للرب تاائ وكامأل دون انتقاص‪ .‬وإلى اإلنسان‬
‫إثما نعزو هذا وحده‪ :‬أئه يفسد ويلؤث بعدم نقاوته كل ما كان صالخا‪ .‬فإة شيائ ال يخرج من‬
‫إنسان‪ ،‬مهما كان كماله‪ ،‬إأل ويكون موصوائ بالعبب‪ .‬فليحكم الرت إدا على أفضل أعمال البشر‪:‬‬
‫إئه سوف يتعرف فيها حعا إلى بره هو‪ ،‬ولكن إلى خزي اإلنسان وعاره أيصا! إدا‪ ،‬األعمال الحسنة‬
‫تبهج الله وليست تعود على أصحابها بال ثمر‪ .‬فإئها تنال على سبيل الجزاء أوفر إحسانات الله‪ ،‬ال‬
‫ألئها تستحق ذلك بل ألة عطف الله قد قيمها من ذاته هكذا‪ .‬يا له من قنوط أة البشر ال يقنعون‬
‫بغرط سخاء الله الذي يغدق جزاء غير مكتسب على أعمال ال تستحق شيائ‪ ،‬بل يسعون بطموح‬
‫دنيوئ حتى يبدو ما يأتي كلائ من عظم جود الله منسورا إلى استحقاق األعمال!‬

‫‪8217110718 071‬‬ ‫انظر‪٧111. 6 )11 183. 1111(. :‬آ‪50718 0</5071^8 1‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪٧٣٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس عشر‬

‫هنا أناشد كز إنسا؟ أن يحتكئ) إلى المنعلق العام‪ .‬إن كان ألحدهم حق االنتفاع من حقل‬
‫بفضل كرم شخصآخر‪ ،‬فاذعى لذاته أيغما ملكية الحقل‪ ،‬أليس يستحق هذا بسبب جحوده أن‬
‫يفقن ما كان عنده أصال؟ كذلك إن كان عبد قد حرره صاحبه عاد وأخفى حالة كونه عبدا محررا‬
‫فاذعى أئه ون حرا‪ ،‬أال يستحق هذا أن ئخغعز مكانته إلى منزلة عبوديته األولى؟ إة الشبيل السوي‬
‫الوحيد للتمئع باإلحسان هو أأل نذعي لذواتنا أكثر مكا اعطينا‪ ،‬وأأل نستلك حق المديح والحمد‬
‫من صاحب المعروف‪ ،‬بل أن نسلك بحيث يظن ما ش به علينا بيائ أئه من فضله‪ .‬إن كان علينا أن‬
‫نفرض مثل هذا االنضباط نحو البشر‪ ،‬فلينظر كز منا ويتأتل في نوع االنضباط الذي يطلبه الله‪.‬‬

‫‪ .٤‬الدفاع ضد الدليل المضاد‬

‫أعلم أن هؤالء السفسطائيين يسيغون استعمال نصووس معينة ليثبتوا أن عبارة االستحقاق نحو‬
‫الله واردة في الكتاب المقذس‪ .‬يقتبسون جملة من سفر يسوع بن سيراغ تقول‪ :‬دفسح الرحمة‬
‫لكل إنسان مجتاأل بحسب استحقاق أعماله [ه ‪ً ١٦ : ١‬ا؛ وأخرى من الرسالة إلى العبرانيين‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫ا آل دئشؤا ففل الحير ؤالتؤزع‪ ،‬ألئه بدتائخ مثل هذه يشر الله [عب ‪ً ١٦ : ١٣‬ا‪.‬‬

‫سوف أتنازل عن حقي في رفض سلطة الغر األبوكريفتي [بن سيراخ] ‪ -‬ومع ذلك أقول إئهم‬
‫لم يقتبسوا بأمانه ما دونه تن كان كاتبه‪ .‬ألن النعل األصلي اليوناني يقول‪ :‬إئه يفسح مجاأل لكز‬
‫عمل من أعمال الرحمة؛ وكز إنسا؟ يجد بحسب أعماله‪ .‬وكون هذه هي القراء؛ الصحيحة‪ ،‬التي‬
‫تشوهت في الترجمة الالتينية‪ ،‬يظهر من تركيب هذه الكلمات [األصلية ًا وحده‪ ،‬كما من السياق‬
‫األوسع الوارد في الجملة السابقة‪.‬‬

‫كذلك ال مجال ألن يوقعونا في شرك كلمة واحدة وردت في الرسالة إلى العبرانيين‪ ،‬بينما‬
‫كلمات الرسول في اليونانية ال تعني إآل أة مثل تلك الذبائح [التي تورع في سبيل عمل الخيرًا‬
‫مقبوله ومرضية عند الله‪.‬‬

‫إدا لكي نراقب ونلجم وقاحة كبريائنا‪ ،‬يكفي أن ال نرى شادا لألعمال فوق ما يحدد ه الكتاب‬
‫المقدس‪ .‬إذ تعليم الكتاب واضح وجلى‪ :‬أن األعمال الصالحة ال تخلوأبذا من شوائب ووصمات‬
‫بغضب الله متا عن حق‪ .‬وما أبعدها عن كونها قادرة أن تراضيه أو تبعثه على التروف بنا! ومع‬
‫هذا‪ ،‬فألئه يختبر أفعالنا بحسب كثرة رأفته‪ ،‬وليس بمعيار حثه األسمى‪ ،‬يقبلها كما لو كانت كلية‬
‫النقاوة؛ ولهذا السبب يكافئها — ولو عن غير استحقاق — بإحساناب النهائية في هذه الحياة‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٣٨‬‬

‫الحاضرة كما في الحياة اآلتية‪ .‬ولسث أقبل التمييز الذي يفتعله بعض المتحتمين واألفاضل من‬
‫الناس — باستثناء هذا الخطًا — في أن األعمال الحسنة تستحق الئعم التي نحزل علينا في هذه‬
‫الحياة‪ ،‬بينما الخالص األبدي هو جزاء اإليمال وحده‪ .‬ألن الرت — دائائ تقريبا‪ -‬يودع في السماء‬
‫جزاء التعب وإكليل المعركة‪ .‬ولكن من جهة أخرى‪ ،‬أن نعزو إلى استحقاق األعمال حقيقة أئنا‬
‫دفكز بنعمه فوق نعمة بحيث يختلش الفضل من عمل النعمة ذاتها‪ ،‬فهذا يخالف تعليم الكتاب‪.‬‬
‫ومع أة المسيح يقول‪ :‬أألن كل مى له يئعلى وئزذادا| [مت ه‪٢٩:٢‬؛لو‪]١٨:٨‬؛ وأن العبد الصالح‬

‫واألمين الذي كان أميائ في القليل سوف إقام على الكثير [مت ه‪ ،]٢١:٢‬فهو في الوقت ذاته يس‬
‫في موضعآخر‪ ،‬أن ازدياد عطايا المؤمنين هبة من لطف الله المجاني [قارن يو ‪١٦: ١‬؛‪ .‬يقول‪:‬‬
‫ااًايها العطائئر) جميعا لهلوئا إلى انببا؟‪ ،‬زائدي كز‪ ،‬له بئة ئعائؤا اسئروا‪ ...‬بأل فصة وأل دمن‪ ،‬حئرا‬
‫حتى انطوبب‬ ‫وبائ [اش ‪١ :٥٥‬؛‪ .‬لذلك فإذ كز ما أعبي اآلن لألتقياء إعانه على خالصهم‬

‫ذاته — هو من فضل جود الله‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فغي هذا التطويب وفي أولئك األشخاص األتقياء‪ ،‬يشهد‬
‫أئه يًاخذ األعمال الصالحة بعين االعتبار‪ .‬ولكي يشهد لفظم محبته نحونا‪ ،‬يجعلنا جديرين بتكريم‬
‫هذا مقداره؛ وليس لنا فحسب‪ ،‬بل العطبة التي من علينا بها أيصا‪.‬‬

‫(رفض تبديل استحقاق المسيح باستحقاق اإلنسان‪ ،‬ه ‪)٦ -‬‬

‫ه‪ .‬المسيح هواألساس الوحيد‪ ،‬المنشئ والمكتل‬

‫لو عولجت هذه المسائل على النحو الصحيح في األزمنة السالغة‪ ،‬لما نشأت خالفات‬
‫ومنازعات جئة هكذا حولها‪ .‬يقول بولس إئه في بناء التعليم المسيحي يلزمنا أن نحفظ األساس‬
‫الذي وضعه بين الكورنثيين [قارن ‪١‬كو ‪ ]١٠ :٣‬وهو الذي ال يستطيع أحد أن يضع غيره‪...‬‬
‫الذي هو يسوع المسيح [ ‪ ١‬كو ‪١١:٣‬؛‪ .‬ما هو نوع األساس الذي لنا في المسيح؟ هل كان‬
‫بداية خالصنا كبما يلي ذلك إكماله من أنفسنا؟ هل فتح الطريق الذي عليه يمكننا أن نواصل‬
‫المسيرة من موارد قؤتنا؟ بالطبع ال‪ .‬ولكن‪ ،‬كما ببن بولس قبأل‪ ،‬عندما نعترف بالمسيح يعطى‬
‫لنا فيصير لنا برا [ ‪ ١‬كو ‪ .]٣٠:١‬هو وحده المتأسس في المسيح مرذ‪ ،‬له كمال البر فيه‪ :‬حيث إذ‬
‫الرسول لم يقل إذ المسيح أرسل ليعيننا على نوال البر‪ ،‬بل صار هو نفسه برا لنا [ ‪ ١‬كو ‪٣٠:١‬؛‪.‬‬
‫يعلن في الحق أئه احائزتا فيه منذ األزل وثل داسيس اثفاثم بال استحقاق بسا بل حشك كؤه‬
‫تبيقبه ا [اف ‪٤ :١‬اه]؛ وأن لنا بموته الغداء من الحكم بالموت‪ ،‬وأتنا محررون من الهالك‬
‫‪٧٣٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس عشر‬

‫[قارن كو ‪٢٠ ،١٤ :١‬؛؛ وأئنا معه صرنا أبناة وورثة بالتبئئ‪ ،‬إذ تبغا؛ أبونا السماوي [قارن رو‬
‫‪ ١٧: ٨‬؛ غل ‪ : ٤‬ه‪٧-‬؛؛ وأئنا صويخنا بدمه [رو ه ‪] ١٠ - ٩ :‬؛ وأئنا إذ أدرجنا تحت حمايته نجؤنا‬
‫من خطر الهالك والسقوط [يو ‪٢٨: ١٠‬؛؛ وإذ إئنا هكذا مطغمون فيه [قارن رو ‪٩: ١١‬؛ فقد‬
‫أصبحنا شركاء الحياة األبددة‪ ،‬إذ دخلنا ملكوت الله بواسطة الرجاء‪ .‬بل أكثر من ذلك‪ :‬إئنا نختبر‬
‫مثل هذه المشاركة حتى — وإذ نحن بعد في حماقتنا — يظز هو حكمتنا أمام الله؛ وإذ نحن بعن‬
‫خطاة‪ ،‬هو برنا؛ وإذ نحن غير أنقياء‪ ،‬هو نقاوتنا؛ وإذ نحن ضعفاء‪ ،‬وإذ نحن غير مستحين ومن‬
‫ثم معرضون إلبليس‪ ،‬فمع ذلك إذ قوتنا هي ما قد اعطيت له في السماء وعلى األرض [مت‬
‫‪١٨: ٢٨‬؛‪ ،‬التي بها يسحق لنا الشيطان ويحكم أبواب الجحيم؛ وفيما نحن ال زلنا مثقلين بجسد‬
‫الموت‪ ،‬هو حياتنا‪ .‬قصارى الحديث أئه ما دامت كز األشياء التي له ثلكا لنا‪ ،‬وما دام لنا كز‬
‫شيء فيه‪ ،‬فال شيء فينا‪ .‬أقول‪ :‬على هذا األساس ينبغي أن ئبلى إن كدا لننمو هيكال مقدسا للرب‬
‫[قارن اف‪٢١:٢‬؛‪.‬‬

‫‪ .٦‬الهوت روما يقتص قوة المسيح وئنقص من إجالله‬

‫أثا العالم فقد تعتم غير ذلك زمائ طويأل‪ .‬وهكذا اكيشفت أعمال صالحة أخالقية تفوق‬
‫اإلحصاء‪ ،‬بها نال الناس مرضاة الله قبل أن طعموا في المسيح‪ .‬كما لو كان الكتاب المقدس‬
‫يكذب عندما يقول‪ :‬إذ موق كز‪ ،‬له ابرئ الله دلشنت له الحياة [ ‪١‬يو ه‪ ١٢:‬؛! فإن كان أولئك في‬
‫الموت‪ ،‬فكيف كان في استطاعتهم أن يولدوا جوهر الحياة؟ كما لوكان هراة أن اكل‪ ،‬نا كش من‬

‫اإليمان وهؤ حطئه [رو ‪٢٣: ١٤‬؛! كما لو كانت أثمار جيدة تصنعها الشجرة الردئة ! [قارن‬
‫مت ‪١٨:٧‬؛ لو ‪٤٣:٦‬؛‪ .‬ماذا ترك هؤالء السفسطائيون الئهبكون للمسيح حتى يمارس‬
‫قدرته؟ يقولون إئه استحق لنا النعمة األولى‪ ،‬أي فرصة االستحقاق‪ ،‬أثا االن فالدور دورنا أأل‬
‫نفشل في اقتناص الفرصة المقدمة لنا‪ .‬يا له من فجور متغطرس وقح صفيق! من كان يظن أن‬
‫أولئك الذين ائخذوا اسم المسيح‪ ،‬هكذا يتجاسرون بأن يجردوه من قوته‪ ،‬وتقرييا يدوسونه‬
‫تحت األقدام؟ إذ الشهادة المعهودة له هي أن كز من يؤمن به قد نال البر‪ .‬أثا السفسطائيون‬
‫فيعتمون بأئه ال تأتي منه فائدة أخرى‪ ،‬سوى أة طريائ ئتحت لألفراد حتى يبرروا ذواتهم‪ .‬ليتهم‬
‫كانوا قد تذوقوا ما تعنيه هذه الجفل‪ :‬ض له االئل لتة الحياة [‪١‬يوه‪١٢:‬؛؛ ش‪ ...‬يون‪...‬‬
‫قد ايعز مرى الكؤب إلى الحيا؛ [يو ه‪٢٤:‬؛ قارن ‪٤٠ :٦‬؛؛ ئبزذتا بنعمته‪ ،‬تبريز وه خشب‬
‫زجاء الحيا؛ األبد ا [تي ‪٧:٣‬؛ قارن رو ه‪٢-١ :‬؛؛ المؤمنون رثيت فيهم المسيح [‪١‬يو‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٧٤٠‬‬

‫‪]٢٤:٣‬؛ وبواسطته يلتصقون بالله‪ ،‬شركاء في حياته‪ ،‬يجلسون معه في السماويات [اف ‪]٦:٢‬؛‬
‫ابنقلون إلى ملكوت الله‪[ 1,‬كو ‪١٣:١‬؛‪ ،‬وينالون الخالص؛ والعديد من النصوص المشابهة‪.‬‬
‫كز هذه ال تعني أئه باإليمان في المسيح تأتينا القدرة؛ إائ أن نحصل على البر أو ننال الخالص‬
‫فقط‪ ،‬لكئ كليهما قد ئنحا لنا‪ .‬لذلك فإتك حالما طعمت في المسيح بواسطة اإليمان‪ ،‬فقد‬
‫حعلث ابائ لله‪ ،‬ووارائ للسماء‪ ،‬وشريكا في البر‪ ،‬وحاصأل على الحياة؛ (بهذا ئغئد بهتانهم‬
‫على بحو أفضل) وال تحصل على فرصة لربح االستحقاق‪ ،‬بل على كز استحقاقات المسيح‪،‬‬
‫ألثها أعطيت لك‪.‬‬

‫‪ . ٧‬الهوت روما ال يفهم أوغسطيفس وال الكتاب المقدس‬

‫هكذا مدارس السوريون‪ ،‬وهي أقهات كز خطأ وباطل‪ ،‬قد جردتنا من التبرير باإليمان‪ ،‬وهو‬
‫خالصة التقوى برئتها‪ .‬إئها في الحقيقة تعترف بالكالم أن اإلنسان يتبرر باإليمان الناضح‪،‬‬
‫ولكئ هؤالء المعئمين أخذوا يفسرون ذلك يعدئذ على اعتبار أن األعمال الحسنة تستخرج من‬
‫اإليمان القدر؛ على التبرير؛ فيبدوأتهم يذكرون اإليمان بطريقه تكاد أن تكون زائغة‪ ،‬حيث ال سبيل‬
‫إلى إغفاله من دون إحراج عظيم‪ ،‬ألته يرد مكررا في أقوال الكتاب المقدس‪.‬‬

‫وكأتهم ال يزالون غير مكتفين؛ فالمتداح األعمال الحسنة يسرقون شيائ من عمل الله وينسبونه‬
‫إلى اإلنسان‪ .‬وإذ يرون أن األعمال الحسنة تافهة الجدوى لرفع شأن اإلنسان‪ ،‬وأئها ال يمكن أن‬
‫ما دامت من ثمار عمل نعمة الله‪ ،‬فإتهم يشنعونها‬ ‫بالمعنى الصحيح للكلمة‬ ‫تعير استحقاقات‬
‫من قوة حرية اإلرادة كما بستخزج الزيت من الحجر الصؤان! وهم ال ينكرون أن العتة الرئيسة‬
‫حعا تكمن في النعمة؛ ولكئهم ال يزالون يجادلون في أته حتى في ذلك ال تستبعد حرية االرادة التي‬
‫يوجد بواسطتها كز استحقاق‪ .‬ال يعتم بذلك المتأخرون من السفسطائيين فحسب‪ ،‬بل من تقذموا‬
‫منهم أيصا أمثال فيثاغورس‪ ،‬وبيتر لومبارد الذي إذا قارنته بهم‪ ،‬يمكنك أن تدعوه عاقأل ومعتدأل‪.‬‬
‫كم‬ ‫لقد كان في عماء نذهل عندما لم يز ‪ -‬فيما كان يردد أوغسطينس على شفقيه بال انقطاع‬
‫اعتنى ذلك األب بأأل يعزو إلى اإلنسان أقز قسط من مجد ينجم عن األعمال الصالحة‪ .‬لقد أشرنا‬
‫أءاله‪ ٦،‬في نقاشنا حول حرية اإلرادة‪ ،‬إلى بعض شهاداته في هذا الشأن‪ ،‬وأخرى مثلها ترد تكرارا‬
‫في كتاباته‪ :‬منها‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬عندما يمنعنا تماائ من أن نتباهر باستحقاقنا‪ ،‬ألته حتى هذه إتما‬

‫انظر‪ )11192. 709 -719( :‬ااا‪٧‬لد‪ -‬ا‪٧‬لت ‪ 11.‬؟‪،‬عنأ‪٨‬عس‪, 5‬سسًا‬ ‫ه‬


‫أنظر أعاله‪ :‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل ‪ ،٢‬الفقرة ‪.٨‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪٧٤١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس عشر‬

‫هي عطايا من الله؛ وعندما يكتب أن كزى استحقاقنا ما هوإأل من فعل النعمة وليس من منال كفاءتنا‪،‬‬
‫بل يأتي كلائ من النعمة‪ ،‬إلخ‪٧.‬‬

‫من قليل العجب أن لومبارد كان ضريرا أمام نور الكتاب المقدس‪ ،‬فيبدو أده لم يكن له نصيب‬
‫سعيد في التدريب فيه‪ .‬ال شيء أوضغ يمكننا أن ورغبه له ولتالميذه لمعارضة تعليمهم‪ ،‬من كلمات‬
‫الرسول التي يحرم بها على المسيحيين أن يتباهوا‪ ،‬مضيائ إلى ذلك سبب خطا المفاخرة باألعمال‪:‬‬
‫األكا دحن غفته‪ ،‬ئغتوبيئ بي المسيح ئشوغ ألغفال ضابحه‪ ،‬ون سبق الله قاعدنا بكتي سلك‬
‫فيهااا [اف ‪ .]١٠:٢‬لذا‪ ،‬حيث إذ صالحا ال يأتي من ذواتنا إأل إذ كائ قد تجددنا — ولكن تجديدنا‬
‫هوكلائ وبال استثناء من الله — ال توجد حجة بها نستطيع أن نذعي ولو مقدارا ضئيأل من األعمال‬
‫الصالحة لذواتنا‪.‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬فيما هم ينادون باألعمال الحسنة‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬يدربون الضمائر بحيث يحبطون‬
‫كز ثقتها بأن الله يظز رحيفا فيتقئل أعمالهم بالرأفة واالستحسان‪ .‬أثا نحن‪ ،‬فبدون إشارة إلى‬
‫االستحقاق نثابر على تعزية قلوب المؤمنين وبعثها على االبتهاج إلى حذ بعيد بما نعتم به؛ أي‬
‫عندما نخبرهم أئهم يفرحون الله بأعمالهم وأئهم بال ريب مقبولون عنده‪ .‬ولكئ هنا أيائ نصر على‬
‫أأل يحاول أي إنساؤ أن يزاول أي عمل بال إيمان‪ ،‬بمعنى أأل رقدم على أي عمل من دون أن يكون‬
‫مؤتمنا له كز التأكيد أؤأل أن عمله سون يرضي الله‪.‬‬

‫‪ . ٨‬مناشدة وتحذير وتعزية على أساس التعليم الصحيح‬

‫خذار أن نسمغ ألنفسنا بأن نبتعد عرض قيراط واحد عن هذا األساس الوحيد‪ .‬الره إذ وضع‬
‫ره‪ ،‬يبني عليه البتاؤون البارعون الحكماء بالدقة والترتيب‪.‬‬

‫فإن كانت هنالك حاجة إلى التعليم والنصح‪ ،‬يخبرنا أولئك بأئ اظهر ابن الله لكي ينقض‬
‫الزمان‬
‫**‬ ‫أعمال إبليسرا وأن اتمز* من هؤ تؤلود مى الله أل ئئغل حطيهاا [‪١‬يو‪]٩ — ٨:٣‬؛ وأن‬
‫الذي مضى يكفينا لكي نكون قد عملنا إرادة األمم [ ‪ ١‬بط ‪٣: ٤‬؛؛ وأن مختاري الله آنيه رحمه‬
‫‪ .]٢١ -٢‬ولكن كق هيء قد قيق‬ ‫مختارون للكرامة ويتبغي أن يطهروا من كل دنس [‪٢‬تي ‪٢‬‬
‫ره وإلى االبد‪ ،‬متى ئبهن أن المسيح يريد تالميذ ينكرون أنفسهم ويحملون صليبهم ويتبعونه‬

‫;(‪8. 144. 11 )١> 37. 1876‬؟ ‪!,‬اد ‪,‬جعاأ‪8‬آلغاأ‪٨‬‬ ‫انظر‪٧. 4. 16-19 :‬انلن !‪٧1 . 325(; 11‬‬ ‫‪٧‬‬
‫(‪33. 879 ££.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٤٢‬‬

‫[مت ‪٢٤:١٦‬؛لو‪ .)٢٣:٩‬فمن أنكر نفسه فقد استأصل جذر كل الشرور بحيث ال يسعى بعن‬
‫إلى األشياء التي له‪ .‬ومن حمل صليبه فقد اغذ ذاته لكز صبر ولطف‪ .‬ويتمثل هذا وغيره من مطالب‬

‫التقوى والقداسة في شخص المسيح‪ .‬لقد قذم ذاته لآلب بالطاعة حتى الموت [في ‪ .]٨: ٢‬ودخل‬
‫كلجا في إنجاز أعمال الله [قارن يو ‪ ٣٤ : ٤‬؛ وأيثا يو‪ .]١٨ - ١٦ :٧‬وضع حياته ألجل إخوته‬
‫[يو ‪:١٠‬ه‪١‬؛ قارن يو ه ‪ . ] ١٣ : ١‬صئع خيرا ألعدائه وصلى ألجلهم [قارن لو‪٢٧:٦‬وه‪٣‬؛‬
‫وكذالو‪.]٣٤:٢٣‬‬

‫وإن كانت هنالك حاجة إلى تعزية‪ ،‬نجدها بوفرة عجيبة في هذه النصوص‪ .. . :‬متحيرين‪،‬‬
‫لبئن ني ياسين‪ .‬ئغخؤدين‪ ،‬لكن عير نئزوكين‪ .‬تفروحين‪ ،‬لبكن عير لهابكين‪ .‬حاببين في‬
‫لحشدتا [‪٢‬كو ‪]١٠ —٨ : ٤‬؛‬
‫**‬ ‫الحشد كل حين‪ ،‬إنائه الرت ئشوغ‪ ،‬بكئ دظهز حيا؛ فشوغ‪ ...‬في‬
‫إن كنا ون متنا مفه وشقحائ ائصا مفه‪ .‬إن كنا تصبر دشنملش ايصا مفه [‪٢‬تي ‪]١٢-١١ :٢‬؛‬
‫وإئنا متشبهون بآالمه‪ ...‬إلى أن نبلغ ليبه قيامته [في ‪ ،]١١-١٠ :٣‬حيث إذ اآلب اسبق فعين‬
‫الذين اختارهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون المسيح بكرا بين إخوة كثيرين [رو ‪. ] ٢٩ : ٨‬‬
‫لذلك ا‪..‬الق زأل لحياة‪** .‬‬
‫‪..‬أؤأل أوئز خابزة زال ئشققكله‪ ...‬تعدز ان تفصلتا غن ئختة الله‬
‫اكي بي انبميح ئشوغ [رو ‪]٣٩-٣٨ :٨‬؛ بل بالحري تؤول كز األشياء مائ لخيرنا ولخالصتا‬
‫[قارن رو ‪ .]٢٨:٨‬الحظ أئنا ال نبرر األنسان أمام الله باألعمال‪ ،‬بل نتحذث عن كز ض هم‬
‫**‬
‫جديدة [‪٢‬كو ه ‪،]١٧:‬‬ ‫خليقة‬
‫**‬ ‫من الله اكفولودين **‬
‫ثانية [قارن ‪ ١‬بط ‪ ،]٣: ١‬وكمن يصيرون‬
‫لكي يجتازوا من عالم الخطيئة إلى ملكوت البر؛ ونقول إئهم بهذه الشهادة يسون دعوتهم‬
‫[‪٢‬بط ‪ ،]١٠: ١‬وعلى غرار األشجار رغرفون من ثمارهم [مت ‪٢٠ :٧‬؛ ‪٣٣: ١٢‬؛ لو ‪.]٤٤:٦‬‬
‫الفصل السادس عثر‬

‫دحض االئهام الباطل الذي به يحاول البابوتون أن للصقوا‬


‫وصمة عار على هذه العقيدة‬

‫مع‬

‫‪ . ١‬هل كلفي عقيدة التبرير األعمال المالحة؟‬

‫بكلمة واحدة يكفي أن ننفض صفاقة وجه بعض عديمي الورع الذين يئهموننا افتراء بإبطال‬
‫األعمال الصالحة‪ ،‬وبإغراء الناس بعيدا عن السعي إلى فعلها‪ ،‬عندما نغول إذ اإلنسان ال يتبرر‬
‫باألعمال وال ينال استحفافا للخالص بواسطتها؛ كما يئهموننا بأئنا نجعل سبيل البر سهأل إلى أبعد‬
‫الحدود‪ ،‬عندما نعتم بادن التبرير يكمن في غفران الخطايا المجانئ؛ وأئنا بهذا اإلغراء نجتذب‬
‫الناس إلى الخطيئة‪ ،‬فيما هم حالائ ومن طبيعة إرادتهم ميالون إليها‪.‬‬

‫أقول إذ هذه التهم الزائغة يكفي لنقضها ذلك التصريح البسيط‪ .‬ومع ذلك سوف أجيب عن‬
‫كل منها بإيجاز‪ .‬يجادلون بالقول إذ التبرير باإليمان يهدم األعمال الصالحة‪.‬‬

‫إئني امسك عن أن أقون ما هذا الصنف من الغيارى على األعمال‪ ،‬هؤالء الذين يعيبوننا هكذا‪.‬‬

‫دعهم يكيلون لنا النقد الجارح بال حساب‪ ،‬بينما ينشرون العدوى بحياتهم الكريهة في أرجاء العالم‬
‫باستهتارهم المسرف! ويتظاهرون بالحسرة‪ ،‬أئه عندما يبجل األيمان‪ ،‬تتدئى منزلة األعمال‪ .‬ماذا‪،‬‬
‫بالحري‪ ،‬إذا شجعناها وقويناها؟ إئنا ال نحلم بإيما بة مجرد من أعمال‪ ،‬وال بتبرير يقوم بدونها‪ .‬هذا‬
‫وحده هو النهم‪ :‬إذ نعر بأن األيمان والعمل الصالح متالزمان‪ ،‬ال زلنا نودع التبرير في األيمان‪،‬‬
‫وليمس في األعمال‪ .‬ولنا في ذلك حجة جاهزة بشرط أن يكون المسيح مرجعنا ألن إيماننا إليه‬
‫يصبو ومنه ينال ملء قوته‪.‬‬

‫لماذا‪ ،‬إدا‪ ،‬نحن مبررون باأليمان؟ ألئنا باإليمان نتعلق ببر المسيح‪ ،‬الذي به وحده ننال‬
‫المصالحة مع الله‪ .‬ولكئك ال تستطيع أن تمتللن بر المسيح بدون الحصول أيصا على التقديسى‪.‬‬
‫ألن المسيح ضاز لتا حكمه مرل الله ؤزا وداسه وبذاء [ ‪ ١‬كو ‪ . ]٣٠:١‬ولذا ال يبرر يسوع من ال‬
‫جوا‪٠‬نكالعرك‪ :،‬اسسى؛الدين‪٠‬المسيحي‬ ‫‪٧٤٤‬‬

‫يقذسه أيشا‪ .‬وهذه اإلحسانات متالزمة مائ بربا؛ أبدي ال ينفصم‪ ،‬بحيث إذ س;يذيرهم بحكمته‬
‫يفديهم أيشا؛ ومن يفديهم يبزرهم أيصا؛ ومن يبزرهم يقذسهمأيائ‪.‬‬

‫ولكن ألن السؤال يرتبط بالتبرير والتقديس‪ ،‬فسوف نركز عليهما‪ .‬ومع أئنا نمتز بينهما‪،‬‬
‫فالمسيح يحتويهما في ذاته بدون انفصال‪ .‬فهل تريد إدا أن تنان البر في المسيح؟ يلزم أذأل أن شخن‬
‫المسيح؛ ولكئك لن تستطيع أن تناله من دون أن تصير مشاربا في تقديسه‪ ،‬ألن المسيح ال يتجزأ‬
‫[ ‪١‬كو ‪ .]١٣: ١‬ولذا‪ ،‬حيث إذ الرب ال يمنحنا هاقين التعمقين للتمثع إأل ببذله نفسه‪- ،‬فهو يعطينا‬
‫إياهما في الوقت ذاته‪ ،‬وليس الواحدة دون أخرى أبدا‪ .‬هكذا تتوصح صحة كوننا مبررين؛ ليس‬
‫بدون األعمال‪ ،‬ولكن ليس بواسطة األعمال أيصا‪ ،‬إذ إئنا في مشاركتنا في المسيح ‪ -‬وهي التي دنيلنا‬
‫التبرير ‪ -‬نجد أيائ تقديسنا بقدر ما نجد تبريرنا فيه‪.‬‬

‫‪ .٢‬هل تقيد عقيدة التبرير الغيرة على العمل الصالح؟‬

‫وهذا االثهام أيصا خاطئ‪ :‬أن قلوب البشر تميل عن فعل الخير متى انتزعنا منها فكرة‬
‫االستحقاق‪ .‬هنا — في المناسبة — يلزم تحذير قرائي من أن معارضي يتحانجون بغباء من منطلق‬
‫الجزاء واالستحقاق‪ ،‬كما سأشرح الحعا بأكثر وضوح‪ ١ .‬فما هو جلى أئهم ال يعرفون المبدأ أن‬
‫الله ليس أقز سخاء عندما يعين جزاء لألعمال عما هو متى يمنح القدرة على فعل الصالح‪ .‬ولكئني‬
‫أفشل أن أؤحل الحديث عن هذه النقطة إلى مكانها المناسب‪.‬‬

‫أما اآلن فيكفي أن نمر مرور الكرام على ضعف اعتراضهم‪ .‬وسنفعل ذلك بطريقتين‪ :‬أؤأل‪،‬‬
‫إئهم يخطوئن في القول بأن الناس ال يعتنون بتنظيم حياتهم على النحو الصحيح إن لم يوضع‬
‫أمامهم توقع المكافأة‪ .‬ألئه لو كان السعي وراء الجزاء هو ما يبعثهم على خدمة الله‪ ،‬مثل عملية‬
‫تأجير جهدهم وبيعهم له‪ ،‬لبات الربح يسيرا‪ .‬يريد الله أن يعبده األنسان بحرئته وأن يحيه اإلنسان‬
‫بدون التطتع إلى أجر‪ .‬أقول إئه يقبل ذلك العابد الذي عندما ال يلوح أمامه أي أمل‪ ،‬في نيل الثواب‪،‬‬
‫ال يكذ عن خدمته‪.‬‬

‫حعا‪ ،‬إذا كان ال ين من حفز الناس‪ ،‬فليس ثتة حوافز أمضى من غاية فدائنا ودعوتنا‪ .‬وتستخدم‬
‫كلمة الرب مثل هذه المهامز عندما تعلم أن عدم مبادلتنا الله الحذ‪ ،‬إئما ينم عن فرط جحودنا‬
‫االثم لفضل نعمة الذي أحينا أؤأل [‪١‬يو‪١٩:٤‬؛ قارن االية ‪ ١٠‬؛؛ وأن دم المسيح الذي قذم‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل ‪.١٨‬‬ ‫‪١‬‬


‫‪٧٤٥‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل السادس عشر‬

‫نفسه لله بال عيب تطهر ضمائرنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحى [عب ‪] ١٤ : ٩‬؛ وإئه لغعز مشين‬

‫لو أئنا‪ ،‬بعد أن تطهرنا بدم المسيح وتقدسنا به‪ ،‬نعود فنلؤث ذواتنا وندتس ذلك الدم المقذس‬
‫[عب ‪]٢٩:١٠‬؛ وأئنا قد نجونا من أيدي أعدائنا لكي نخدمه بال خوف‪ ،‬في قداسه وبر قذامه‬
‫*‬
‫للبرا بروح حزة‬ ‫حياتنا [لو ‪-٧٤ :١‬ه‪]٧‬؛ وأئنا إذ اعتقنا من الخطئة صرنا عبيدا‬
‫**‬ ‫كز أيام‬

‫الحياة‬
‫**‬ ‫[رو ‪١٨:٦‬؛؛ وأن ادشاتتا اليق وئ صلباا [رو ‪ ،]٦:٦‬حتى ننهض افنسلك* في جذة‬
‫[رو ‪ . ] ٤: ٦‬وكذلك‪.‬إن كا قد لمتنا مع المسيح‪ ،‬كما يليق بأعضائه‪ ،‬ينبغي أن نطلك ما فوق حيث‬
‫يكون كنزنا [قارن كو ‪٣-١ :٣‬؛ وكذا مت ‪٢٠ :٦‬؛‪ .‬في هذا اون ظهزت رفقة الله‪ ...‬لمشًا إراثا‬

‫اذ ئنكز العجوز ؤالئهؤاري الغالبائً‪ ،‬وتعيش دالقفعز ؤالتر زالئعزى في الغانم الخاير‪ ،‬نئثفلرئ‬

‫الرحاء الئبازق ؤظهوز فحي‪ ،‬الله انغغليم ؤمحلصتا ئشوغ الكيح [تي ‪ . ] ١٣- ١١ :٢‬لذلك لم‬

‫يجعلنا الله لنثير الغضب على ذواتنا بل القتناء الخالص بالمسيح [ ‪١‬تس ه‪ .]٩:‬إئنا هياكل للروح‬
‫القدس الذي ال يحق لنا أن نفسده [ ‪١‬كو ‪ ١٧-١٦ :٣‬؛ ‪٢‬كو ‪ ١٦: ٦‬؛ اف ‪ .]٢١: ٢‬إئنا لسنا اآلن‬

‫ظلمة بل نور في الرب‪ ،‬فينبغي أن لطك كأوالد نور [اف ه‪٩-٨ :‬؛ قارن ‪١‬تس ه‪-٤ :‬ه؛‪.‬‬
‫ونحن لسنا مدعوين للنجاسة بل في القداسة [ ‪ ١‬تس ‪ ،)٧: ٤‬ألن هذه هي إرادة الله‪ ،‬قداسئنا‪ ،‬أن‬
‫نمتنع عن الشهوات غير الترضية [ ‪ ١‬تسر ‪٣:٤‬؛‪ .‬دعودنا دعوة مقدسة [ ‪٢‬تي ‪٩: ١‬؛ وال تتطنب‬
‫أقق من نقاوة الحياة؛ فلقد اعتقنا من الخطئة لهذه الغاية‪ ،‬أي إلطاعة البر [رو ‪١٨:٦‬؛‪ .‬فهل كان‬

‫ممكائ أن تحفزنا على المحبة مناشد؛ أكثر حيوية من الحجة التي تفق بها يوحنا‪ :‬أئه إذ كاذ الله‬
‫ون اخئتا هكذا‪ ،‬تنتفي لتا ايصا اذ يبئك رفئتا يفصا [ ‪ ١‬يو ‪١١:٤‬؛ قارن يو ‪٣٤: ١٣‬؛‪ ،‬ألئه بهذا‬

‫أوالد الله ظاهرون‪ ،‬ويختلفون عن أوالد إبليسر‪ ،‬كأوالد النور الذين يختلفون عن أوالد الظلمة‬

‫[‪١‬يو‪١٠:٣‬؛‪١١ - ١٠ :٢‬؛؟ وكذلك بالمناظرة التي يطرحها بولس‪ :‬أئنا إن ثبتنا في المسيح فنحن‬

‫أعضاء الجسد الواحد [ ‪ ١‬كو ‪١٧ ،١٥ :٦‬؛ ‪ ،]١٢:١٢‬الذين ينبغي أن نهتتم اهتمام بعضنا البعض‬

‫في واجباتنا المتبادلة [قارن ‪ ١‬كو ‪ : ١٢‬ه ‪٢‬؛‪ .‬هل يمكن أن نسمع دعوة إلى القداسة أقوى من تلك‬
‫التي ينادينا بها يوحنا ثانية‪ ،‬أن اكل‪ ،‬من عنده هذا الرجاء يطهر نفسه به ألن الله طاهر [ ‪ ١‬يو ‪]٣: ٣‬؟‬
‫** لتا هذ؟ انتزاعين [التبئي؛‪ ...‬بغهز ذؤارتا من كل ذتس الجند‬
‫وإذ‬ ‫وكذلك من سعني بولسر‪:‬‬

‫والروح [ ‪٢‬كو ‪] ١ : ٧‬؟ وأيقا متى نسمع المسيح يقذم ذاته مثاأل لنا لكي نتبع خطواته [ ‪ ١‬بط‬

‫‪٢١:٢‬؛قارنيوه‪]١٠:١‬؟‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٧٤٦‬‬

‫‪ .٣‬جالل الله ورحمته باعثان على العمل‪ :‬وضع األعمال في مرتجة أدنى‬

‫لقد سردن هذه البراهين الروحية القليلة لمجرد التذؤق؛ ألئني لو قصدن أن أبرز كز برها؟‬
‫لكان الزائ أن أخضض مجتذا كامأل لهذا الفرض‪ .‬إذ جميع الرسل يحقون وينذرون ويحذرون‬
‫وينصحون ويويخون بملء ما لديهم من تعليم‪ ،‬أن يكون إنسان الله كامأل متأهبا لكز عمل‪ ،‬صالح‬
‫[قارن ‪٢‬تي‪ ،)١٧-١٦:٣‬وذلك بدون أي نكر لالستحقاق‪ .‬بل على العكس‪ ،‬إتهم يستمذون‬
‫كز تعليمهم وأقوى توصياتهم من الفكر القائل بأة الخالص ال يقوم على أي استحقاى لنا‪ ،‬بل على‬
‫رحمة الله وحدها‪ .‬لذلك‪ ،‬عندما كرس بولس رسالة بأكملها ليبين أئه ال رجاء لنا للحياة إأل في بر‬
‫المسيح — إذ يأتي إلى الجزء الخاص بالنصح — يطلب إلينا بتلك الرأفة عينها التي تنازل الله وأعطانا‬
‫إياها [رو ‪ . ] ١: ١٢‬ومائ ال ريب فيه أن هذا السبب وحده يجب أن يكون كافيا‪ :‬أال وهو أن يتمجد‬
‫الله فينا [مت ه‪ . ] ١ ٦:‬وإن كان ثئة ئن لم تدفعه قوة حجة مجد الله لعمل الصالح‪ ،‬فال ين أن تكون‬
‫ذاكرة إحساناته واعزا قوائ لفعل الخير‪ .‬ولكن ألن هؤالء الرجال‪ ،‬بتشديدهم على االستحقاقات‬
‫يفرضون ولو مصادفه نوعا من الطاعة اإلجبارية للناموس وااللتزام القسري به‪ ،‬ينعون كذيا أن‬
‫ليس لدينا أساس بخن الناس على األعمال الصالحة ألتنا ال نسير على الدرب نفسه‪ .‬كما لوكانت‬
‫مثل هذه الطاعة ترضية عند الله الذي أعلن أته يحك المعطي المسرور ويمنع أن يعطى أي شيء‬
‫كما لو ض حز؟ أو اضطرار [ ‪ ٢‬كو ‪. ]٧: ٩‬‬

‫ولست أقول هذا ألئني أحتقر أو ألئني أهمل نوع التوصية التي يعظ بها الكتاب المقنس في‬
‫يتن كيف سيجازي الله كز واحد‬
‫كر*‬ ‫كثير من النصوص‪ ،‬لئأل نففل أي وسيلة يستحقنا بها‪ .‬فإته‬
‫بحسبأعماال [رو‪٧-٦:٢‬؛مت‪٢٧:١٦‬؛‪١‬كو‪٨:٣‬و‪-١٤‬ه‪١‬؛‪٢‬كوه‪١٠:‬؛إلخ]ولكئذي‬
‫أنكر أن ط‪[ ١‬العمل الصالح] هو كز شيء‪ ،‬أو أهم شيء من أشياء كثيرة‪ .‬أكرر أتني لسن أقبل أن‬
‫نقخن بدايتنا من تلك النقطة‪ .‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬أشذد على أن البداية من هذه النقطة ال تدعم نوع‬
‫االستحقاقات التي يعظون بها‪ ،‬كما سنرى الحعا‪ ٢.‬وأخيرا أقول‪ :‬ال جدوى إن لم نجعل المكانة‬
‫األولى للعقيدة التي دعنم أئنا مبررون بفضل استحقاق المسيح وحده الذي نناله باأليمان‪ ،‬وليس‬
‫باستحقاق أي من أعمالنا‪ ،‬ألن ليس من بشر مؤلهأل لطلب القداسة سوى أولئك الذين تشيعوا أؤأل‬
‫بهذه العقيدة‪.‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل ‪،١٨‬الغقرة‪.٣‬‬ ‫‪٢‬‬


‫‪٧٤٧‬‬ ‫الكتاب الثالث‪.-‬الغصل السادس عشر‬

‫وهذا ما لوحي به عبارة النبي اكنئقة التي بها يخاطب الله‪ :‬ألن عندك المفغرة يا رب لكي‬
‫يخاف منك [مز ‪٤ : ١٣٠‬؛‪ .‬ألئه يبثن أئه ال يمكن تكريم الله إآل باالعتراف برحمته التي عليها‬
‫وحدها يقوم إجالله‪ .‬وهذا على األخطل‪,‬جدير بالمالحظة‪ :‬أئنا ال نستطيع أن نعرف فقط أة بداية‬
‫تعظيم الله على الئحو الصحيح هي الثقة في رحمته‪ ،‬بل إذ مخافة الله التي يحسبها البابويون جديرة‬
‫وذات استحقاق‪ ،‬ال يجوز أن لدرج تحت مصطلح االستحقاق ألن أساس تلك المخافة العفو‬
‫وغفران الخطايا‪.‬‬

‫‪ . ٤‬عقيدة التبرير بمرتبة المحرض للخطاة‬

‫لكئه من أحذ درجات االفتراء وتشويه الصيت‪ ،‬أن يقال إئنا ندعو الناس إلى اقتراف الخطيئة‬
‫عندما نؤتمد المفغرة المجانية للخطايا‪ ،‬ونشند على أن البر يكمن فيها‪ .‬نحن نقول إئها هكذا ثمينة‬
‫حثى ويستحيل اقتناؤها بثمن أي عمل صالح منا‪ .‬لذا ال يمكن نيلها إآل كعطية مجانية‪ .‬إئها هكذا‬
‫لنا‪ ،‬ولكئها ليست بال ثمن بالنسبة إلى المسبح الذي كتفه شراؤها ده الكريم الذي بدونه لم نكن‬
‫فدية ذات قيمة تكفي ألرضاء دينونة الله‪ .‬ولما يتم الناس ذلك يدركون أئهم ال يستطيعون أن‬
‫يفعلوا شيائ مهما عظم قدره ليمنغ إراقة دمه الثمين كتما ارتكبوا الخطيئة‪ .‬وأكثر من ذلك نقول‪،‬‬
‫إذ نجاستنا هكذا مشينة بحيث يستحيل تطهيرها إأل بواسطة ينبوع دمه الطهور‪ .‬أال ينبغي كن‬
‫يسمعون هذه األمور أن يستشعروا رعدة أعظم للخطية‪ ،‬مائ لو قيل إئهم يطهرون برس من األعمال‬
‫الحسنة؟ وإن كان لديهم أي إحساس بالله‪ ،‬فكيف يمكنهم أأل يرتعدوا‪ ،‬حيث طهروا ره‪ ،‬إذا عادوا‬
‫ليتمزغوا في الحمأة‪ ،‬وبذا يلوثون ويسئمون‪ ،‬بقدر ما يمكنهم‪ ،‬طهارة هذا الينبوع؟ القد غسلث‬
‫رجلئ تقول النفس اكؤمنة‪ ،‬على لسان سليمان‪ ،‬فكيف أوسخهما؟ [نش ه ‪.]٣:‬‬

‫لقد انكشف الستار اآلن عئن يفصلون أن يستصغروا غفران الخطايا‪ ،‬والذين يتاجرون بكرامة‬
‫التبرير‪ .‬يدعون أن الله تراضيه أعمالهم الكقارية الحقيرة التي ليست إآل نفاية‪ .‬أثا نحن فنقز بأن‬
‫ذئب الخطيئة أثقل جذا من أن يكئر عنه ببضعة توافه ضئيلة ال وزن لها‪ ،‬وأن جريرة األثم إهانة لله‬
‫أجسلم من أن يصفح عنها مقابل هذه االرضاءات الحقيرة؛ أي أن محو هذه المآثم إئما هو حق‬
‫مقصور على دم المسيح وحده‪ .‬يقولون إذ البر‪ ،‬إذا أخفق في أي وقت‪ ،‬يستعاد ويصلح بواسطة‬
‫األعمال الكثارتة‪ .‬أتا نحن فنحسبه أثمن جدا من أن يضاهيه أي عمل تعويضي؛ ولذلك‪ ،‬لكي‬
‫نسترده ال مالذ لنا سوى أن نلتجئ إلى رحمة الله وحدها ونحتمي بها‪ .‬أتا األمور الباقية التي تتعتق‬
‫بغغران الخطايا فقد عالجناها سابقا‪٣.‬‬
‫أنظر أعاله‪ :‬الفصل ‪ ،٣‬الفقرة ‪١٩‬؛ الفصل ‪ ،٤‬الفقرات ‪ ٢٥‬و‪ ٢٧‬و‪.٣٠‬‬ ‫‪٣‬‬
‫الفصل السابع عشر‬

‫اكفاق مواعيد الغاموس واإلنجيل‬

‫(األعمال ذات الصلة بالناموس‪ :‬مثال كرنيليوس‪)١٠٥ ،‬‬

‫‪ . ١‬سرد حجج المدرسين ودحضها‬

‫لنتابع اآلن الحجج األخرى التي بها يحاول الشيطان‪ ،‬من خالل أزالمه المتمتعين‪ ،‬أن يطيخ‬
‫عقيدة التبرير باأليمان‪ ،‬أو أن قضعفها‪ .‬لقد تطرقنا إلى هذا الموضوع بالتفصيل لكيال يقهمنا‬
‫المغترون بالعداوة لألعمال الحسنة‪ .‬إذ التبريز منغصز تماائ عن األعمال؛ ليس لكي ال تؤتى‬

‫األعمال الصالحة‪ ،‬وال لكي يغفى صالح ما يجز منها‪ ،‬بل لكيال نعتمد عليها أو نتفاخر بها أو نعزو‬
‫الخالص إليها‪ .‬ألن طمأنينتنا‪ ،‬وفخرنا‪ ،‬ومرساة خالصنا هي أن المسيح ابن الله لنا‪ ،‬ونحن بدورنا‬
‫أبناء الله فيه وورثة ملكوت السماوات‪ ،‬تدعؤون إلى الرجاء المبارك بنعمة الله‪ ،‬وليس باستحقاقنا‪.‬‬

‫ولكن ألئهم يهاجموننا‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬بوسائل أخرى‪ ،‬هلتوا نواصل صدهم! أزأل‪ ،‬إتهم يرجعون‬
‫إلى وعود الناموس التي صنعها الرب مع حافظي ناموسه‪ ،‬ويسألوننا هل كدا نرغبها مبطلة تماائ‬
‫أو ذات فاعلية‪ .‬وحيث إته من العبث والسخرية أن نقول بإبطالها‪ ،‬يقبلونها فاعلة كأمر مسئم‬
‫به‪ .‬ومن هذا يحتجون بأئه ليس باإليمان وحده نتبرر‪ .‬ألن الرت يتكلم هكذا‪ :‬زس الجل اتكًا‬
‫تشتفون هذ؟ األحكالم ؤئعئعلون ؤدعملوتها‪ ،‬يحعظ لك الرت إلهك الفئن واإلحسان اللثيب‪،‬‬
‫اوشم آلبايك‪ ،‬زيحثك ؤيارغك ؤيكرك‪[ 11...‬تث ‪ .]١٣-١٢ :٧‬وأيصا‪ :‬إن*ا أصلحتم إصالحا‬

‫طرقكم وأعمالكم‪ ...‬ولم تسيروا وراء آلهة أخرى‪ ،‬أو تحكموا بين إنسان وإنسان‪ ،‬أو تنزلقوا إلى‬
‫‪١‬لشزاا [ار ‪ :٧‬ه‪٧-‬؛ قارن الترجمة الالتينية؛ وكذا ار‪ ،]٢٣:٧‬سوف أسير في وسطكم‪ .‬لست أريد‬
‫أن أتلو ألف نعس من ذات الطابع حيث ال تختلف في المعنى‪ ،‬بل سأشرح ما اقتبسن من نصوص‪.‬‬
‫قصارى القول أن موسى يشهد بأن الناموس يضع أمامنا بركة ولعنة [تث ‪ ]٢٦: ١١‬موتا وحياة‬
‫‪٧٤٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫[تث ‪ : ٣ ٠‬ه ‪ ١‬؛ ‪ .‬لذلك‪ ،‬إدا‪ ،‬يجادلون في أئه إائ أن ئعئلل هذه البركة وتصبح بال ثمر‪ ،‬أو أة التبرير‬
‫ليس باإليمان وحده‪.‬‬

‫لقد كناآنائ ‪ ١‬كيف أئنا إذا تقيدنا بالناموس لحزم البركة كتها‪ ،‬وأن لعنة تخيم فوقنا‪ ،‬لعنة مقسوائ‬
‫بها لجميع األشرار [قارن تث ‪ .]٢٦ : ٢٧‬فالرب ال يعذ أحذا بشي؛ سوى من يحفظون ناموسه‬
‫بالكمال‪ ،‬وليس من إنساؤ يمكنه أن يجتاز هذا االختبار‪ .‬تقئ إدا أة الجنس البشري بأسره خاضع‬
‫بالتأكيد للعنة الله وسخطه‪ ،‬وأن اإلنسان لكي يتحزر من هذه‪ ،‬يتحقم أن يهجز سطوة الناموس‪ ،‬إذا‬
‫جاز الحديث‪ ،‬وأن يعقق من عبوديته إلى رحاب الحرية‪ .‬ليست حرية جسدية هذه التي تجذبنا‬
‫بعينا عن حفظ الناموس‪ ،‬وتغرينا باستحالل كز األشياء‪ ،‬وتغغل فينا الشهوانية التي تبعثنا على‬
‫االنغماس كما لو كانت كز القيود قد ارتخت وكز المزاليج تحكمت‪ .‬لكئها حرية الروح التي‬
‫تستطيع أن تعزي وترفع الضمير المنهك‪ ،‬وتريه سبيل التحزر من اإلدانة واللعنة اللثين يفرضهما‬
‫عليه الناموس‪ ،‬وبذلك يفتله ويعتقله‪ .‬إئنا متى اعتصمنا برحمة الله في المسيح باإليمان‪ ،‬ننال هذا‬
‫التحرير‪ ،‬والعتق من اإلذالل للناموس‪ ،‬ألئه باإليمان يؤكد لنا غفران الخطايا‪ ،‬بل يضئن أيائ بعد‬
‫أن وخز الناموس ضمائرنا إلى أن تعيها‪.‬‬

‫‪ .٢‬ال يمكننا أن نحقق وعود الناموس بواسطة أعمالنا‬

‫هكذا تبطل المواعيد التي قدمت لنا في الناموس إن لم يكن إحسان الله قد أعاننا بواسطة‬
‫اإلنجيل‪ .‬ألة الشرط الذي يتحثم به أن نحفن الناموس — والذي تقوم عليه الوعود وبه وحده‬
‫يمكنها أن تتم — يستحيل أن يتحثو‪ .‬وهكذا فإذ الرب يساعدنا؛ ليس بأن يترك لنا قسائ من البز‬
‫لنكئله بأعمالنا فيما ينجز هو القسم اآلخر بفضل نعمته‪ ،‬بل بتعيين المسيح وحده منجرا للبز‪.‬‬
‫فالرسول‪ ،‬بعد قوله إئه والبهود االخرين إذ عتموا أة اإلنسان ال يتبرر بأعمال الناموس‪ . . .‬امنوا‬
‫بيسوع المسيح ‪ ،‬يضيف السبب‪ :‬ليس أئهم قد يحصلون على المساعدة إلكمال بزهم بااليمان‬
‫بالمسيح‪ ،‬بل ليتبزروا بإيمان يسوع ال بأعمال الناموس [غل ‪ .]١٦:٢‬إن كان المؤمنون يجتازون‬
‫من الناموس إلى اإليمان حتى يجدوا البز في اإليمان الذي يرونه أبعد ما يكون عن الناموس‪ ،‬فمن‬
‫المؤنمد أئهم يتختون عن بز الناموس‪ .‬إدا فليضحم من يرغب أن يضحم [بأعماله؛ الجزاء الموعود‬
‫به لحافظ الناموس‪ ،‬بشرط أن يتفكر آنذاك في أن فساد طبيعتنا يمنعنا من اختبار أي منفعة منه إلى‬
‫حين نيل براآخر من االيمان‪ .‬هكذا داود عندما تنكر الجزاء الذي أعذه الرب لخدامه‪ ،‬هرع وئا‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل السابع‪ ،‬الفقرة ‪.٣‬‬ ‫‪١‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪٧٥٠‬‬

‫إلى اإلقرار بالخطايا التي تبطله‪ .‬كذلك في المزمور ‪ ،١٢:١٩‬بنبل يمتدح مزايا الناموس‪ ،‬ولكنه ئؤا‬
‫يصرخ‪٠ :‬اآلشهؤكارى مذ‪ ،‬كبر بها؟ من الغطاتا المشتتزه أألديي‪ .‬يتفق هذا النص تماائ ‪٠‬عآخر تغؤه‬

‫به‪ ،‬بعد أن كان قد قال أكل شبإب الرت زحمه زحى [مز ه ‪ ] ١ ٠: ٢‬لخائغيه [قارن مز ه ‪،] ١٢: ٢‬‬
‫يضيف‪ :‬أس احل اشيك يا زب اعفز [فساد طبيعتي] ألئه غطيم ا [مز ه ‪ . ] ١١: ٢‬فينبغي لنا أيغا‬
‫أن نقر بأن إحسان الله قد اظهر لنا في الناموس‪ ،‬إذا نحن استطعنا أن نستحثه باألعمال فقط! ولكن‬
‫يستحيل أن نناله بهذا االستحقاق‪.‬‬

‫‪ .٣‬مواعيد الناموستتحقق من خالل اإلنجيل‬

‫ماذا إدا؟ هل اعطيت المواعيد لمجرد أن تبطل من دون أن تأتي بثمار؟ لقد أعلنن فيما سبق أن‬
‫هذا لم يكن ما أعنيه‪ .‬في الحقيقة أقول إئه ليس للمواعيد أثر خثز علينا ما دامت تعود إلى استحقاقات‬
‫األعمال‪ ،‬ولهذا إذا اعتبرت في حز ذاتها فهي — بمعنى من المعاني — قد أبطلت‪ .‬من ثم ذلك الوعد‬
‫الصالحة [قارن حز ‪ ]١١ :٢٠‬التي إن عملها إنسان يحيا بها‬
‫**‬ ‫المعروف‪ :‬وأعطيتكم فرائضي‬
‫[ال ‪ : ١٨‬ه]‪ .‬يعتم بولس أن هذا الوعد ليس ذا شأن [قارن رو‪:١٠‬ه؛غل‪]١٢:٣‬؛ فاذا توقفنا هنا‪،‬‬
‫ال نجني من الفائدة ما يزيد عتا لوكان الوعد لم يعط قط‪ .‬فإله ال ينطبنى حتى على أقدس حذام الله‪،‬‬
‫وهم أبعد ما يكونون عن إكمال الناموس‪ ،‬إذ هم محاطون من كز‪ ،‬جاب بتعذيات كثيرة‪ .‬ولكن‬
‫عندما تحز مواعيد اإلنجيل التي تبئر بخفران الخطايا المجاني محز مواعيد الناموس‪ ،‬تجعلنا‬
‫مقبولين عند الله‪ ،‬وليس هذا فحسب‪ ،‬بل تصبر أعمالنا أيصا مزضيه لديه‪ .‬وال يحسبها الرب مرضية‬
‫فقط‪ ،‬بل يمنإليهاالبركات الموعودبها — تحت شروط العهد — لحافظي ناموسه‪ .‬لذلك اقزبأن‬

‫ما وعد به الرب في ناموسه لحافظي البر والقداسة‪ ،‬يفي به ألعمال المؤمنين‪ ،‬ولكن في إيفائه إياه‬
‫يلزمنا أن نتنتمر السبب الذي من أجله ئحشن هذه األعمال في عينيه‪.‬‬

‫نحن نرى ثالثة أسباب‪ :‬األول هو أن الله‪ ،‬بعد أن حول نظره عن أعمال عبيده ألئها دائائ‬
‫تستحق التوبيخ بدأل من المديح‪ ،‬يتقبل خذامه في المسيح بسرور‪ ،‬وباإليمان وحده — وسيثا‬
‫— يصالحهم لنفسه من دون معونة األعمال‪ .‬والثاني هو أن الله‪ ،‬من فرط سخائه األبوي ونعمته‪،‬‬
‫وبدون أن يحسب قيمة األعمال‪ ،‬يرفعها إلى مكانة التكريم‪ ،‬وبذا ينسب إليها قدرا من القيمة‪.‬‬
‫والسبب الثالث هو أده يتقبل هذه األعمال عينها بالصفح‪ ،‬غير حاسب النقصان الذي يشوبها‬
‫بحيث دعتبر — عدا ذلك — خطايا بدال من فضائل‪.‬‬
‫‪٧٥١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫وهذا يبين إلى أي حذ انقاد للضالل أولئك السفسطائيون الذين ظنوا أئهم تفادوا بحذق هذه‬
‫السخافات‪ ،‬بالقول إة األعمال في كونها )حسنة ضمخا ال تغين الستحقاق الخالص بل إئها نافعة‬
‫بسبب العهد‪ ،‬ألة الرب من فرط كرمه قد عئلمها شأائ‪ .‬وفي أثناء ذلك‪ ،‬لم يالحظوا إلى أي حذ‬
‫ابتعدت تلك األعمال التي افترضوا أئها أهل للجزاء عن تحقيق شروط المواعيد‪ ،‬اللهم إآل إذا كان‬
‫قد سبقها التبرير المبنى على اإليمان ال غير‪ ،‬وغفران الخطايا الذي من خالله ينبغي أن تتطهر حتى‬
‫األعمال الصالحة من الشوائب‪ .‬فمن األسباب الثالثة التي ئظهر الله فضله من أجلها‪ ،‬انئبهوا إلى‬
‫واحد فقط بينما حفروا االثنين؛ بل عالوة على ذلك‪ ،‬االثنين الرئيسين!‬

‫‪ .٤‬قيول الله المزدوج لإلنسان‬

‫يستشهدون بقول ‪.‬طرس الذي يقتبسه لوقا في سفر أعمال الرسل‪ :‬بالحق ارا احد اذ الله آل‬
‫تعبل الوجوذال [اع ‪-٣٤ : ١٠‬ه‪ ،]٣‬بل في كز أته من يصنع البر مقبون عنده‪ .‬وس هذا النص الذي‬
‫يبدوفي غاية الوضوح‪ ،‬يستنبطون أره إذا ربح إنسان مرضاة الله بالمجهود الصحيح‪ ،‬فليست عطية‬
‫الله وحدها هي التي تقتني له الخالص؛ ال بل [يستنبطون؛ أة الله بفضل رحمته دعين الخاطئ بحيث‬
‫إذ الله يميل إلى الرحمة بفعل أعمال الخاطئ‪.‬‬

‫ولكن ال يمكنك أن توئق بين النصوص الكتابية بأي طريقه‪ ،‬ما لم تقر بقبوني مزدوج لإلنسان‬
‫في عينى الله‪.‬‬

‫ال يجد الله في طبيعة اإلنسان ما يحرك رحمته سوى حالته التعيسة‪ .‬لذلك إن كان االنسان‬
‫‪ -‬عندما تقبل من الله أؤأل ‪ -‬عرياائ ومجردا من كز صالح‪ ،‬وس جهة أخرى مملوا وئثقأل بكز‬
‫أصناف الشرور‪ ،‬فعلى أساس أي عطيه — أسأل — نقول إره أهل لدعوة سماوية [قارن عب ‪ ١ : ٣‬؛؟‬
‫إدا فليكقوا عن االسترسال في هذا الحلم الفارغ باالستحقاقات أينما رطلق الله العنان للرحمة‬
‫المجانئة! إئهم يعوجون بخبثهم المقيت ما قاله صوت المالك لكرنيليوس— أن شمعت صالته‬
‫ونكرث صدقاته أمام الله [اع ‪ — ]٣١:١٠‬لتعني أة اإلنسان بغيرته لألعمال الصالحة يؤئل لقبول‬
‫نعمة الله‪ .‬حعا ال دد أة كرنيليوس كان قد سبق فاستنار بروح الحكمة‪ ،‬حيث كان قد اعطي الحكمة‬
‫الحقيقية‪ ،‬أي مخافة الله؛ وكان قد ئعدس بالروح ذاته إذ كان حافكا للبر الذي عثم الرسول بأئه ثمر‬
‫الروح نفسه [غل ه ‪ :‬ه]‪ .‬إة جميع تلك األشياء فيه والتي قيل إئها نالت مرضاة الله‪ ،‬تقيلها من نعمة‬
‫الله؛ فما أبعده من تأهيل ذاته لقبول النعمة بواسطتها وعن جهده! بالصدق ما من مقطع وام من‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٧٥٢‬‬

‫لفظة كتابية يناقض هذه العقيدة‪ :‬إن البتة الوحيدة التي بسببها يقبل الله اإلنسان لذاته‪ ،‬هي أئه يراه‬
‫ضاأل إلى أبعد ما يكون إذ هو درك لحاله ‪ ،‬وألئه ال يشاء له أن يضز‪ ،‬يغفل رحمته ليحرره‪ .‬واآلن‬
‫نرى كيف أئه ال توجد أي عالقة لقبوله هذا ببز اإلنسان‪ ،‬بل إئه البرهان الصافي على إحسان الله‬
‫نحو الخطاة األشقياء غير المستحقين هذه النعمة الحقة‪.‬‬

‫ه‪ .‬بأي مخى دسر الله بأعمال األتقياء الصالحة‬

‫لقد فرز الله اإلنسان لذاته بنعمة التبني إذ انتشله من حفرة الهالك‪ .‬وألئه قد زننه ثانيه‬
‫وشاكله لحيا؛ جديدة‪ ،‬يحتضنه كمخلوي جديد [قارن ‪٢‬كو ه‪ ]١٧:‬مزؤدا بمواهب روحه‪ .‬هذا‬
‫هو ذاك القبول الذي يذكره بطرس [اع ‪٣٤:١٠‬؛ ‪. ١‬ط ‪ ١٧: ١‬؛ الذي به يقبل الله المؤمنين‪،‬‬
‫بعد دعوتهم‪ ،‬في ما ينعتق باألعمال [قارن ‪١‬بط ‪:٢‬ه]‪ .‬ألن الله ال يستطيع إآل أن يحب ويقبل‬
‫مسرورا األشياء الحسنة التي يعملها فيهم بواسطة روحه‪ .‬لكئ ينبغي أن نتدير دوائ أة الله‬
‫يقبل المؤمنين بسبب األعمال ألئه هو مصدرها فقط‪ ،‬وأوه لكي يزيد من سخائه يتنازل ننبائ‬
‫أيصا ليكشف عن قبوله لألعمال الصالحة التي وهبها هو نفشه‪ .‬ألئه من أين تأتي أعمالهم‬
‫الحسنة عدا أة الرب الذي اختارهم انية للكرامة [رو ‪٢١ :٩‬؛ هكذا سر أن يزينهم بنقاوؤ‬
‫حقيقية؟ وبًاي منطي‪ ،‬أيصا‪ ،‬رعث هذه األعمال حسنه كما لو لم يكن ينقصها شيء‪ ،‬عدا أن اآلب‬
‫الرؤوف يتغاضى عن تلك العيوب والشوائب التي تعلوها؟ وباالختصار‪ ،‬إئه بهذا النعل ال يعني‬
‫إأل أة أبناء الله محبوبون لديه ومبهجون له إذ يرى فيهم سمات جبينه وعالماته‪ .‬لقد عتمنا في‬
‫موضعآخر‪ ٢‬أة التجديد هو تحديث الصورة اإللهية فينا‪ .‬إدا‪ ،‬حيث إذ الله‪ ،‬كتما يتفرس في‬
‫وجهه‪ ،‬يحيه ويكرمه بحق؛ يجوز القول — منطقيا — إة حياة المؤمنين المصورة على القداسة‬

‫والبر تسره‪.‬‬

‫ال زالوا خطاة‪ ،‬وما دامت أعمالهم‬ ‫لكن ألة األتقياء — فيما هم مقيدون بالجسد المائت‬
‫الحسنة يعوزها الكمال وتغوح منها رائحة شرور الجسد‪ ،‬ال يمكن أن يكون الله صفوحا إنتا‬
‫لألعمال أو ألصحابها إأل إذا بلها وقبلهم في المسيح‪ ،‬وليس في حذ ذواتها أو ذواتهم‪ .‬بهذا‬
‫المعنى أيشا يجب أن نفهم تلك النصوص التي تشهد أة الله رحوم وكثير الرأفة لمن يحفظون البر‪.‬‬
‫قال موسى لشب إسرائيل‪ :‬الواغلم اذ الرت إلبك هو الله‪ ،‬اإلله االئ‪ ،‬الحافن القبن ؤاإلخشان‬
‫بئذيئ ئحيوره ؤئحئئلون وضاياه إلى الغب حيل [تث ‪ .]٩:٧‬وقد شاع استخدام هذه الجملة بين‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب األول‪ ،‬الفصل الخامس عشر‪ ،‬الفقرة ‪.٤‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪٧٥٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫الشعب فيما بعد‪ .‬فهكذا صنى سليمان‪ :‬ايها الرت الة إئزائيل‪ . . .‬حافظ انغؤد ؤالؤلحفه إفتيدن‬
‫الشينكك زخن ةويؤلمآ[‪١‬مل‪.]٢٣:٨‬ويكرر نحميا الكلمات ءيذها[ذح‪:١‬ه]‪.‬‬

‫حعا‪ ،‬إذ الرت في جميع عهود رحمته يطلب من عبيده — في المقابل — االستقامة‬
‫وقداسة الحياة‪ ،‬لئأل تستهزأ بإحسانه‪ ،‬أو لئأل يتبزك أحذ في نفسه فيما هو سالك في نجاسة قلبه‬
‫[تث ‪ ٠]١٩:٢٩‬وس ثم فهو بذلك يشاء أن يحفظ في التزاماتهم من قبلوا في شركة العهد‪ :‬ومع‬
‫هذا فإذ العهد — منذ البدء ‪ -‬قد رسم ميثاقا حرا‪ ،‬وسيبقى متقائ في كذ شيء ومحفوفا على‬

‫الدوام‪ .‬لهذا السبب لم يففل داود‪ ،‬على الرغم من أئه قد كوفئ لطهارة يديه [‪٢‬صم ‪٢١ :٢٢‬؛‬
‫قارن مز ‪٢ :* ١٨‬؛‪ ،‬المصدر الذي أشرت إليه‪ :‬أئه اخرج من الرحم وخلص ألن الله أحبه‬
‫[‪٢‬صم ‪ ٠]٢٠ :٢٢‬هنا يزبي حسئقضبته بحيث ال يئتقص شيائ من الرحمة المجانية التي تتوقع‬
‫كزالحظايا المنبثقةمنها‪.‬‬

‫(فحص النصوص التي تربط البر باألعمال‪-٦ ،‬ه ‪)١‬‬

‫‪ . ٦‬تمييز وعود النعمة المعدنة في العهد القديم من وعود الناموس‬

‫من المفيد هنا أن نالحظ كيف تختلف هذه الصياغات عن وعود الناموس‪ .‬ال أعني ‪.‬ر ا‪٠‬وءود‬
‫الناموس الوعود المتناثرة هنا وهناك عبر أسفار موسى‪ ،‬إذ إلنا نجد في هذه وعودا إنجيلبة‪ .‬ولكئني‬
‫أعني تلك الوعود التي تتعتق بوظيفة الناموس‪ .‬فهذه األخيرة‪ ،‬بأي اسم رغبك أن تدعوها‪ ،‬تعتم أن‬
‫ثمة جزاء معد‪ ،‬ا لك إذا فعلك ما توصي به‪.‬‬

‫أائ عندما تقال إذ اا‪١‬لرب يحفظ عهد الرحمة لتذين يحبونه [قارن تث ‪ ٩: ٧‬؛ ‪١‬مل‪٢٣:٨‬؛‬

‫نح ‪:١‬ه]‪ ،‬فهذا يشير إلى نوع الخذام الذين اثخذوا على عاتقهم أن يلتزموا بعهده عن صفاء نبة‪،‬‬
‫وليس إلى سبب إحسان الرب إليهم‪ .‬وتئضح اإلشارة على هذه النحو‪ :‬كما أن الله يتلظف فيعطينا‬

‫نعمة الحياة األبدتة كي نحبه ونخافه ونمجده‪ ،‬هكذا تهدف وعود الرحمة الموجودة في الكتاب‬
‫المقدس‪ ،‬بحن‪ ،‬إلى جعلنا نوقر ونكرم متنح هذه اإلحسانات‪ .‬ومن ثم فلنتدير كتما سمعنا أئه‬
‫يحسن إلى حافظي ناموسه‪ ،‬أن المقصودين هنا هم أبناء الله المعبنون بالواجب المطلوب منهم‬
‫دائائ‪ ،‬وأئنا قد دبئينا لهذا السبب‪ :‬أن نوقره كأبينا‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬ينبغي دائائ أن نسعى في اثجاه‬
‫دعوتنا‪ ،‬لكي ال نتخلى عن حق التبئي‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٧٥٤‬‬

‫أقول ثانية‪ ،‬لنذكر أن تيل رحمة الله وإحسانه ال يعتمد على أعمال المؤمنين‪ ،‬بل إة [الله] يفي‬

‫بوعد الخالص ألولئك الذين يلبون دعوته بالحياة المستقيمة‪ ،‬ألده يرى عالمة التبئي الوحيدة في‬
‫الذين يسعون إلى عمل الخير بإرشاد روحه‪ .‬وما قيل في المزمور ه‪ ١:١‬عن مواطني الكنيسة يجب‬
‫أن يرتبط بالقول‪ :‬يا زن‪ ،‬ئئ ئئرل يي تشكيان؟ تن يشكن يي لجئزب قذسان؟ [مز ه ‪.]١ : ١‬‬

‫ااآلطاهز اليذي ؤالئعى الظب‪،‬أ إلخ [مز ‪ .]٤:٢٤‬وكذلك ما ورد في إشعياء‪ :‬اتن منا يشكن‬
‫بي ائرآكلؤ؟اا [اش ‪ .]١٤:٣٣‬سمشابلذ بالخق زالئقكللم باالئتقاتة‪[ !1‬اش ‪ ،]١٥٠٠٣٣‬إلخ‪.‬‬
‫ليست األعمال هي األساسى الذي عليه يقف المؤمنون أمام الله‪ ،‬بل الوسيلة التي بها يدخلهم أبونا‬
‫السماوي في شركته‪ ،‬والتي يحفظهم ويقويهم فيها‪ .‬ألئه يبغغى الخطيئة ويحت البر؛ فهو لكي‬
‫يشكلهم على ذاته وعلى ملكوته‪ ،‬يطؤر بروحه تن ضئهم لنفسه‪ .‬لذلك إن أراد أحد أن يكشفن‬

‫عن العنة األولى التي تفتح باب ملكوت الله للقديسين‪ ،‬نجيب كوا‪ :‬ألن الرب قد تبثاهم وه وإلى‬

‫األبد‪ ،‬وألئه يحفظهم على الدوام‪ .‬أتا إذا كان السؤال عن الوسيلة‪ ،‬فيجب أن نثجه إلى التجديد‬
‫وثماره التي يعذدها هذا المزمور [مز ‪.]١٥‬‬

‫‪ .٧‬أاليحذث الكتاب المقذسعن اابر‪٠٠‬أءمال الداموس؟‬

‫لكئ يبدو أن هنالك صعوبة أعظم كثيرا في نصوص أعمال النعمة التي تحمل عنوان البر ‪،‬‬
‫والتي تفيد أة اإلنسان سزز بها‪ .‬إذ معظم تلك النصوص هو من النوع األول حيث ددعى ممارسات‬
‫حفظ الوصايا مبرات أو أعمال بر ‪ .‬على أئنا نجد مثاأل للنوع الثاني في أسفار موسى‪ :‬وإئه‬

‫يكون لنا برا إذا حفظنا جميع هذه الوصايا لنعملها‪[ 11...‬تث ‪ : ٦‬ه ‪ . ] ٢‬ولكئك إذا اعترضك بالقول‬
‫إذ هذا وعد قانونى ال يمكنه‪ ،‬إذا ارتبعن بشر؛ مستحيل‪ ،‬أن يبرجن على شيء‪ ،‬فستواجه اعتراضاب‬
‫أخرى ال تستطيع أن ترد عليها باالجابة نفسها‪ ،‬مثل ‪ ...‬نتكون للى ح لدى الرب إلهلذ [تث‬
‫‪ ]١٣: ٢٤‬وما يقوله النبى هو الشيء نفسه‪ :‬نؤنف بيئحاس وذان‪ ،‬وامقتغ الويا‪ .‬نحست له ذبلن‬
‫يزاإلىذووإلىاألذد[مز‪.]٣١-٣.:١.٦‬‬

‫لذلك يظن فريسبو زماننا الحاضر أن لهم هنا أساسا قويا للتهليل‪ .‬ألئه متى نقول‪ :‬بعد أن يثبت‬

‫بر االيمان يزول تبرير األعمال؛ يجادلون على أساس المنطق ذاته بالقول‪ :‬إن كان البر على أساس‬
‫األعمال فال يصغ أئنا مبررون باإليمان وحده‪.‬‬
‫‪٧٥٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫اعترافي بأن وصايا الناموس يدعى أعمال برأ ليس غرا‪ ،‬ألئها فعأل هكذا‪ .‬ومع ذلك يلزمني‬
‫أن أته قراثي إلى أن اليونانيين ترجموا الكلمة العبرية حوقيم ترجمة غير دقيقة إذ استعاضوا بكلمة‬
‫أمبز‪١‬تأ (ع‪0‬آع‪0‬اللع)اع‪0‬ءء‪1‬ة) عن كلمة اأوامر‪٠‬ا أو أوصاياأ‪ .‬وعلى أي حال‪ ،‬فإئتي على استعداد أن‬
‫أتنازذ عن رأيي في ما يتعلق بهذه الكلمة‪.‬‬

‫في الحقيقة‪ ،‬ال ننكر أن ناموس الله يحتوي برا كامأل‪ .‬فعلى الرغم من أئه كان يجب أن نخضغ‬
‫له بكامل الطاعة‪ ،‬حيث يلزمنا أن نفعل كز ما يأمر به‪ ،‬ما زلنا بعن أعبيذا بطالين [لو ‪١٠ :١٧‬؛‪.‬‬
‫لكن لتا كان الرت قد تلئلف بأن يوسحه بصفة البز‪ ،‬فليس لنا أن نجرده متا منحه هو‪ .‬لذلك نقز‬
‫— وعن طيب خاطر — بأن الطاعة الكاملة للناموس بر؛ وبأن حفظ كل وصيه منه هو جزة من البز‪،‬‬
‫بشرط أن تحتوي األجزاء الباقية على العذر الكامل من البر‪ .‬ولكئنا نرفض أن صورًا مثل هذه من‬
‫البر توجن في أي مكا؟ كان‪ .‬كما نرفض البر الناموسي‪ ،‬ليس ألره مشوب أو عائب أو مشؤة في‬
‫حذ ذاته‪ ،‬بل ألده ‪ -‬بسبب ضعفنا — ال أثر له في األفق‪.‬‬

‫وعلى الرغم من هذا‪ ،‬ال يتوقف الكتاب المقنس عند وصف وصايا الرب بأدها أعمال بر ‪،‬‬
‫بل يستخدم التعبير ذاته كذلك ألعمال القديسين‪ .‬فمثأل‪ ،‬عندما يقول إذ زكريا وزوجته اغادا‬
‫كالهما بارئن اتالم الله‪ ،‬سابكي بي لجبيع وضايا الرت زاحفاوه دآل لؤم [لو ‪ ،]٦ : ١‬من الواضح‬
‫أده يقيم األعمال من منظور طبيعة الناموس‪ ،‬أكثر من تقييمها من زاوية طابع حلقهما‪ .‬ومع هذا يلزم‬

‫مالحظة ما قلته دوا‪ ،‬وهو عدم جواز أن دبنى قاعدة على أساس عدم إتقان المترجم اليوناني‪ .‬لكن‬
‫ألن لوقا لم يرد أن يغير شيائ في النسخة التي تسئمها [قارن لو ‪٣: ١‬؛‪ ،‬فلن أجادن في األمر‪ .‬فإذ‬
‫األحكام التي يحتويها الناموس قد أوصى الله بها على ائها بر؛ ولكئنا ال ندرك ذلك البز إأل بالطاعة‬
‫التامة للناموس بكليته‪ ،‬ولكئه مكسور بكل تعذ يحدث‪ .‬حيث إذ الناموس يأمر بالبر وال شيء‬
‫دونه‪ ،‬لذلك إن حفظنا ه فكل وصاياه أعمال بز؛ وإن غائ نحكم بحسب ما نرى من أناس يعيشون‬
‫بمقتضاه نجد أئهم متعذون في كثير من وصاياه؛ أي أن عمأل واحذا يوجد دائائ معيبا من جانب‬
‫أومن‪1‬خر بسبب نقصانه‪.‬‬

‫‪ . ٨‬قيمة مزدوجة للعمل في نظر الله‬

‫أائ اآلن فأتعرض للطابع الثاني الذي يحتوي على صعوبة خاصة‪ .‬ليس في ما قذمه بولس من‬
‫براهين على بر اإليمان أقوى متا كتبه عن إبراهيم‪ ،‬أن إيمانه قد حسب له برا [رو ‪٣: ٤‬؛ غل‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٧٥٦‬‬

‫‪ . ]٦:٣‬لذا‪ ،‬حيث قيل عن عمل فينحاس إئه حسب له بزا [مز ‪٣١ : ١٠٦‬؛‪ ،‬يجيز لنا أن نستنبط‬
‫من جدل بولس حول األيمان الشيء نفسه حول األعمال‪ .‬ولذا يقور مناووئنا كما لو كانوا قد‬
‫أحرزوا نصرا أكيدا‪ ،‬أئنا بدون اإليمان ال نتبرر حائ‪ ،‬ولكئهم يضيفون أئنا أيشا ال نتبرر به وحده‪،‬‬
‫وأة األعمال هي التي تكئل تبريرنا‪ .‬هنا أناشد األتقياء — ما داموا يعرفون أة القاعدة الصحيحة للبر‬
‫ينبغي أن يحذ عنها في الكتاب وحده دون سواه — أن يتأثلوا معي بكل جذية ودقة كيف يتطابق‬
‫الكتاب مع نفسه بال مواربة أو مماحكة‪.‬‬

‫لنا كان بولس يدرك أن تبرير اإليمان مالذ لمن يعوزهم البز في ذواتهم [قارن رو ه]‪ ،‬يستنتج‬
‫واثائ أة جميع المبررين باإليمان يستثنون من بز األعمال‪ ،‬لكن حيث إذ هذه هي بالتأكيد حال‬
‫جميع المؤمنين‪ ،‬يجزم بولس بالثقة ذاتها أن ال أحد يبرر باألعمال [رو ‪ ]٢ ٠ :٣‬بل على العكس؛ أة‬
‫الناس يزرون بدون أي معونة من أعمالهم‪ .‬ولكى أن تناقثى ما عساه يكون لألعمال في حذ ذاتها‬
‫من قيمة فهذا شيء‪ ،‬وأائ أن تحذد مكانة األعمال بعد أن بت بر اإليمان فهذا أمزآخر‪.‬‬

‫إن كائ نقدر لألعمال ثمائ يعادل قيمتها‪ ،‬نقول إئها ال تستحق أن تأتي أمام عيني الله؛ أي ليس‬
‫لإلنسان من أعمال يفتخر بها أمام الله؛ ومن ثم‪ ،‬إذ هو مجرد تماثا من شفاعة األعمال‪ ،‬فإئه مبرر‬
‫باإليمان وحده‪ .‬أتا نحن فنعزف التبرير هكذا‪ :‬الخاطئ الذي يقبتل في شركة المسيح يصالح مع‬
‫الله بنعمته‪ ،‬بينما ينال مفغرة الخطايا بتطهير دم المسيح ويكتسي بر المسيح كما لو كان بره هو‪،‬‬
‫يقف واثائ أمام عرش القضاء السماوي‪.‬‬

‫بعد أن يتم غفران الخطايا‪ ،‬ريم األعمال الصالحة التي تنتج منه‪ ،‬على أسامى يختلف عن‬
‫أساس استحقاقها الذاتى‪ .‬ألن كز ما كان ناقضا أو معيبا فيها يفكى بكمال المسيح‪ ،‬وكز عيب أو‬

‫دنس يتطهر بنقاوته حتى ال يكون موضع المساءلة عند الدينونة اإللهية‪ .‬لذلك‪ ،‬بعدما رمحى كل‬
‫التحديات التي تعوق اإلنسان عن أن يأتي أمام الله بأي شيء ئرضيه‪ ،‬وبعدما تدفن شوائب النقصان‬
‫التي تدئس حتى األعمال الصالحة‪ ،‬تصير أعمال المؤمنين الحسنة بزا‪ ،‬أو بتعبيرآخر يحمل هذا‬
‫المعنى‪ ،‬يحسب لهم برا [رو ‪.]٢٢: ٤‬‬

‫‪ .٩‬التبرير باإليمان أساس بز األعمال‬

‫واآلن إذا أثار أحدهم اعتراصا علتي لينقعثى عقيدة التبرير باإليمان‪ ،‬فسوف أسأل أؤأل‪ :‬هل‬
‫يحسصل إنسان بارا بسبب عمل واحد أو عملين مقدسين‪ ،‬فيما يظز متعديا في سائر أعمال حياته؟‬
‫‪٧٥٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫هذا حعا أمر أسوأ من سخيف ‪ ٠‬ثم أسأل بعد ذلك‪ :‬هل كان هذا ئحسئب بارا على أساس أعمال‬
‫حسنة عديدة‪ ،‬بينما يوجد مذنبا من ‪٠‬جاتباآخر؟ عندئذ ال يتجاسر أن نجادل إزاء التحذير الصارخ‬
‫للناموس الذي يعلن اللعنة على كز من ال يحفظ جميع وصاياه على التمام [تث ‪٢٦ : ٢٧‬؛‪ .‬ولكئني‬
‫ال أزال أسأل‪ :‬هل كان هنالك أي عمره ال يستحق االستهجان بسبب عيب‪ ،‬أو نقعره ما؟ وكيف‬
‫يمكن أن يوجن عمز عاب‪ ،‬مثل هذا أمام من في عينيه حتى الكواكب غير نقية [اي ه‪،]٥٠٠٢‬‬
‫والذي إلى مالئكته ينسب حماقة [اي ‪]١٨: ٤‬؟ هكذا سوف يضطر [المعترض] إلى اإلقرار بأة‬
‫ليس ثئة عمل صالح ال تدتسه كز من التحديات المحيطة به‪ ،‬وكذلك طبيعته الشائبة بحيمث ال‬

‫يجوز أن لخلع عليه شرف صفة البر‪ .‬أائ إذا صغ بالضرورة وبكز تأكيد‪ ،‬أة أعماأل في حذ ذاتها‬
‫مشوبة‪ ،‬غير نقية‪ ،‬غير مكتملة‪ ،‬غير جديرة بالظهور أمام عينتي الله‪ ،‬واألسوأ غير جديرة بمحبته‪،‬‬
‫تنشأ على أساس التبرير باأليمان فتحسب برا‪ ،‬فلماذا يحاول [المعترضون] بمغاخرتهم ببر األعمال‬
‫أن ينقضوا التبرير باأليمان الذي بدونه يتفاخرون باطأل ببز األعمال؟‬

‫هل هم يرغبون في أن ينتجوا جيأل من أوالد األفاءي؟‪ ٣‬إذ تعاليم األشرار تغضي إلى ذلك‪ .‬ال‬
‫يمكنهم أن ينكروا أة تبرير األيمان هو البداية‪ ،‬المنبع‪ ،‬العتة‪ ،‬البرهان‪ ،‬المادة التي ينشًا منها تبرير‬
‫األعمال‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬يصزون على أة األنسان ال يرر باأليمان ألة األعمال الصالحة‬
‫أيشا لحسب برا‪.‬‬

‫مهما حسبت في‬ ‫دعونا إدا نتجاوز هذه السخافات ونقر بحقيقة األمر‪ :‬إذا كان بر األعمال‬
‫النهاية طبيعته — يعتمد على تبرير األيمان؛ فإذ هذا األخير ال ينتقصه األول بل على العكس يدعمه‪،‬‬
‫بينما بذلك تسطع قوه ببها؛ أعظم‪ .‬وكذلك أيشا دعونا ال نبجل األعمال بعد التبرير المجاني‬
‫بحيث تتولى مهمه تبرير األنسان‪ ،‬أو تكون مشاركه لإليمان في وظيفته‪ .‬ألره إن لم يبق تبرير‬
‫األيمان كامأل وغير مقسوم‪ ،‬فلسوف ينكشف عدم طهارة األعمال‪ .‬أضف إلى ذلك اره ليس عبائ أن‬
‫األنسان هكذا يتبرر باأليمان؛ حتى ائه ليس وحده بارا بل أعماله أيصا دحسب بزا فوق استحقاقها‪.‬‬

‫‪ .١٠‬كقيل األعمال متى لخغرت الخطايا فقط‬

‫في إطار هذا المعنى‪ ،‬سوف ال نسئم ببر جزئتي لألعمال فقط‪ ،‬كما يعتقد خصومنا‪ ،‬بل‬
‫بأئها مقبولة أيصا لدى الله كما لو كانت تاتة وكاملة‪ .‬ولكن إذا تذاكرنا األساس الذي يدعمها‬

‫هنا يوشح كألغن هذا التعبير في النص الفرنسي بإضافته في الحاشية هذا الشرح‪ :‬أوالد األفاعي الذين يقتلون األم‪.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٧٥٨‬‬

‫فسوف قحز كز صعوبة‪ .‬إذ عمأل يبدأ في أن يكون مقبوأل عندما يشرع فيه فقط مع المفغرة‪.‬‬
‫واآلن من أين تنشأ هذه المفغرة إأل حيث يتفكر الله فينا وفي كز ما لنا في المسيح؟ لذلك مثلما‬
‫نحن أنفسنا‪ ،‬متى ظومنا في المسيح مبررون أمام الله ألن آثامنا خترت في عدم خطية المسيح‪،‬‬
‫كذلك أعمالنا مبررة وقحسب هكذا ألن أي عيب فيها قد ذفن في نقاوة المسيح وبذا ال يحسب‬
‫علينا‪ .‬لذا يحق لنا القول إئه باإليمان وحده لسنا وحدنا مبررين‪ ،‬بل أعمالنا أيشا تصير برا‪ .‬فاآلن‬
‫إن اعتمن بر األعمال هذا — مهما كانت صفته — على األيمان والتبرير المجاني‪ ،‬وإن تلم نتيجه‬
‫لهذا‪ ،‬لزم أن يدرخ تحت األيمان ويوصغ في المرتبة الثانية منه‪ ،‬إن جاز الحديث‪ ،‬على غرار‬
‫النتيجة للعتة‪ ،‬وهكذا يستبعد أن يكون له أي حز في أن يعلو على التبرير باإليمان إنا لينقضه‬

‫أو ليحجبه‪.‬‬

‫وهكذا بولس‪ ،‬لكي يقنعنا بأن سعادتنا تتوقف على رحمة الله وإحسانه وليس على‬
‫أعمالنا‪ ،‬يؤكد قول داود خصوصا‪ :‬طوتى للبي عغز إدمه ؤستزت حطيته [مز ‪١ :٣٢‬؛ قارن‬
‫رو ‪ .]٨-٧ : ٤‬لنفرض أن أحذا زغ باألقوال المتعددة التي فيها تبدو السعادة وكأئها قعزى إلى‬
‫األعمال‪ ،‬مثل‪ :‬طوتى للرجل المدعي الرب [مز ‪ ] ١: ١١٢‬و مىيرخم المشاكين [ام ‪٢١: ١٤‬؛‪،‬‬
‫و الدك‪ ،‬للم يشللى في كوزه األسردار [مز ‪ ،] ١: ١‬و الذي ئحئبل الغيرة [يع‪]١٢:١‬؛ طوتى‬
‫بئحابغليئ الخز [مز ‪ ،]٣: ١٠٦‬وطوبى للكاملين‪ ،‬واللمساكين بالروح و للوذعاء و للرحماء‬
‫[مت ه‪٣:‬وه و‪ — ]٧‬هذه األقوال ال تناقفى الحق الذي تكتم به بولس‪ .‬فبقدر ما ال توجد هذه‬
‫الصفات الممتدحة في األنسان بقصد أن يربى من الله‪ ،‬يلزم منطقؤا أن يبقى اإلنسان أبذا تعيشا إن‬

‫لم يحرر من بؤسه بمغغرة خطاياه‪ .‬لذا يصبح العديد من التطويبات الممتدحة في الكتاب المقدس‬
‫عديم األثر‪ ،‬بحيث ال ينتفع اإلنسان بأي منها إلى أن ينال السعادة التي تفسح المجال لها بمغغرة‬
‫الخطايا‪ ،‬يلزم منطقيا أة هذه السعادة ليست أسمى سعادة فقط‪ ،‬أو البركة الرئيسة فحسب‪ ،‬بل‬
‫السعادة الوحيدة أيصا؛ إأل إذا ردما أصررت على أن أنواعا أخرى من البركات المتفرعة منها أصأل‬
‫قضعفها وتوهنها‪.‬‬

‫قد تضاءلت اآلن األسباب التي أمست تزعجنا حول استعمال صفة الباز التي تنطبق عاد؛‬
‫على المؤمنين‪ .‬بالطبع اقر بأن األبرار يدعون هكذا من طابع قداسة الحياة؛ لكن إذ هم يميلون إلى‬

‫على عآلته — يلزمه أن يذعن‬ ‫السعي نحو البز أكثر من تحقيقهم البر ذاته بالفعل‪ ،‬يليق أن هذا البز‬
‫بالتبرير باإليمان الذي منه يستمن كيانه‪.‬‬
‫‪٧٥٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫‪ .١١‬هل يناقفى يعقوببولى؟‬

‫لكئهم يقولون إئنا ال نزال نواجه إشكالية مع يعقوب اكمن يعارضنا صراحه؛ ألئه يعنم بأئه‬
‫باألعمال [يع ‪٢١ : ٢‬؛‪ ،‬وأئنا جميعنا أيثا مبررون‪ ...‬باألعمال‪ ،‬ااأل باإلشان‬
‫**‬ ‫** تبرر‬
‫إبراهيم‬ ‫حتى‬
‫وخذذا [يع ‪ . ]٢٤ : ٢‬ماذا إذا؟ هل يعجرون بولس إلى التنازع مع يعقوب؟ إن كانوا يعتبرون يعقوب‬
‫خادائ للمسيح‪ ،‬يلزم أن دفهم مقولته بحيث ال تخالف ما يتحذث به المسيح على شغئي بولس‪.‬‬
‫يطن الروح على فم بولس أن إبراهيم تبرر باإليمان‪ ،‬وليس باألعمال [رو ‪٣:٤‬؛غل‪ .]٦:٣‬نحن‬
‫أيشا نعلم أئنا جميائ مبررون باإليمان بغض النظر عن أعمال الناموس‪ .‬والروح نفسه يعتم على‬
‫لسان يعقوب أن إيمان إبراهيم‪ ،‬وكذلك إيماننا‪ ،‬يكمن في األعمال ال في مجرد اإليمان‪ .‬من‬
‫الموبد أن الروح ال يناقض ذاته‪ .‬فيم إذا يكون ائفاق هذه النصوص؟‬

‫يستربتح معارضونا لو أمكنهم أن يقتلعوا عقيدة التبرير باإليمان من جذورها‪ ،‬والتي نريد نحن‬
‫أن ئرسخها بأعمق الجذور‪ ،‬ولكئهم ال يهتفون كثيرا بطمأنة الضمائر‪ .‬قد تالحظ من هذا أئهم حائ‬
‫يقرضون في عقيدة التبرير باإليمان بغية تمزيقها‪ ،‬من دون أن يحذدوا معيارا للبر يمكن للضمائر‬
‫أن تعتمد عليه‪ .‬فلينتصروا إذا كما يروق لهم بشرط أأل يتفاخروا بنصر سوى زعزعتهم ليقين التبرير‬
‫كلائ‪ .‬وسوف يحرزون بالفعل هذا النصر البغيض متى نجحوا في إطغاء نور الحق‪ ،‬ومتى يسمح لهم‬
‫الرب بأن ينشروا ظالم باطلهم‪ .‬لكئهم لن ينجزوا شيائ بينما يبقى حق الله ثابها‪.‬‬

‫وبناة على ذلك‪ ،‬انكر أن العبارة الواردة في رسالة يعقوب‪ ،‬والتي يتمادون في زيها تجاهنا‬
‫مثل درعآخيل‪ ٤،‬تمنح نظريهم الحذ األدنى من الدعم‪ .‬ولتوضيح ذلك‪ ،‬يلزمنا أؤأل أن نلقي نظرة‬
‫على ما قصده الرسول‪ ،‬ثم نبين أين حاق بهم الضالل‪.‬‬

‫كان الكثيرون في ذلك الحين — ويغلب الظق أن يظز هذا الشر سائذا في الكنيسة في كز‬
‫زمان ‪ -‬يصرحون جهازا بعدم إيمانهم من خالل إهمالهم والمباالتهم بجميع األعمال التي‬
‫تليق بالمؤمنين‪ ،‬ومع ذلك لم يتوقفوا عن التباهي بادعاء اإليمان‪ .‬هنا يسخر يعقوب من الثقة‬
‫الحمقاء التي اثسم بها مثل هؤالء الناس‪ .‬لذا لم يكن يقصد أن يضعف من أي جاب قوه اإليمان‬
‫الصحيح‪ ،‬بل باألحرى أن يري إلى أي حذ بلغ عدم كفاءة هؤالء العابثين في محاولة عزو القدر‬
‫الكبير إلى صور؛ فارغه منه عن قناعة إلى درجة أن استرسلوا غير مكترثين النغماسهم إلى الصميم‬
‫في حيا؛ فاسقة‪.‬‬

‫آخيل‪ :‬بطل إلياذة هوميروس‪ ،‬الذي ب هكن قتله إأل إذا أصيب في وتر العرقوب‪ ،‬لذا كان يحمل درعا كبيرا لحماية ذاته‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٧٦٠‬‬

‫‪.‬واستيعابنا لتلك الحال‪ ،‬نستطيع أن نرى أين يكمن خطأ معارضينا‪ .‬إئهم في الواقع يقعون في‬
‫خطأ مزدوج‪ :‬الواحد في كلمة اليمان^ واآلخر في كلمة أالتبرير‪.‬‬

‫عندما يصؤر الرسول ذلك النوع من االيمان بأئه اعتقاد خال من الجوهر وال يمث بصلة‬
‫إلى اإليمان الحقيقي‪ ،‬يعطي مجاأل لتعريي معتن ال يقتل من شأن وجهة نظره بأي حال‪ .‬فهو‬
‫يبسط هذا االفتراض في بداية النقاش بالقول‪ :‬ا ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إة له إيماائ ولكن‬
‫أحدا‪.‬‬
‫*‬ ‫ليس له أءمال؟ا [يع ‪ . ] ١٤: ٢‬إئه ال يقول ا‪٠‬إن كان ألحب‪ ،‬إيمان بال أعمادا بل ااإن افتخر‬
‫ورعيد القول الحائ بأسلوب أوضح حيث يكشف متهكائ عن صور؛ أسوأ لإليمان عندما يقارنه‬

‫بمعرفة الشياطين له [يع ‪ ،]١٩:٢‬وأخيرا عندما يدعو ذلك االيمان ميتا [يع ‪ .]٢٠: ٢‬فمن هذه‬
‫الصورة يمكنك أن تدرك ما يعنيه بما فيه الكفاية إذ يقول‪ :‬آئث تؤس آذ الله زاجل [يع ‪.] ١٩: ٢‬‬
‫من الواضح أن هذا اإليمان إذا اقتصر على االعتقاد بوجود الله‪ ،‬فليس من الغريب أئه — أي هذا‬
‫اإليمان — ال يبرر‪ .‬أتا اإليمان المسيحي فيختلف تماائ عن هذا النوع من اإليمان؛ ألئه كيف يبرر‬
‫اإليمان الحقيقي إأل عندما يصلنا بالمسيح‪ ،‬حتى إذا اثحدنا به يمكننا أن نشترك في بره؟ لذلك ال‬
‫يبرر ألئه يحصل على معرفة لجوهر الله‪ ،‬بل ألئه يرتكز عل الثقة في رحمته‪.‬‬

‫‪ .١ ٢‬يختلف معئى كلمة اايبزراا في استعمال يعقوب لها‪ ،‬عن معناها في مفهوم بولس‬

‫لن ينتهي نقاشنا للموضوع إن لم نتعرض للخطأ الثاني أيصا‪ :‬وهو أن يعقوب يعتن لألعمال‬
‫قسائ من التبرير‪ .‬فإن كنث تعتقد أن يعقوب يتفق مع سائر ما ورد في الكتاب المقدس‪ ،‬ومع ذاته‪،‬‬
‫يتحكم أن تفهم استخدامه لكلمة التبرير بمعأى يختلف عن استعمال بولس لها‪ .‬ألن األخير يقصد‬
‫بالتبرير أئنا نتبرر عندما ثمحى نكرى آثامنا فنحسب أبرارا‪ .‬ولو كان يعقوب قد اثخن تلك النظرة‪،‬‬
‫لكان منافيا للعقل أن يقتبس قول التوراة‪ :‬إذ ابراهيم اممن بالئباا [تك ه ‪٦: ١‬؛ يع ‪٢٣: ٢‬؛‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫ألن السياق يفيد بأن إبراهيم تبرر باألعمال تجاوبا مع أمر الله فلم يتردد في أن يقذم ابنه على‬
‫المذبحه [يع ‪ .]٢١: ٢‬وهكذا تم قول الكتاب‪ :‬فاس إبزاهيم بالله ؤحسب له ‪٠‬ؤا [يع‪.]٢٣:٢‬إن‬
‫كان من غير المعقول أن النتيجة تسبق العتة‪ ،‬فإتا أن موسى شهد كاذبا حين قال إذ إيمان إبراهيم‬
‫حسب له برا‪ ،‬أو أئه لم يتبرر إثر الطاعة التي أبداها بتقديمه إسحق‪ .‬كان إبراهيم قد تبرر بإيمانه‬
‫قبل أن حبرت بإسماعيل الذي كان قد بلغ المراهقة قبل ميالد إسحق‪ .‬إدا كيف يمكن القول إئه نال‬
‫البر بالطاعة التي حدثت بعد زمن هذا قذره؟ لذلك إثا أن يعقوب عكس تتابع األحداث — األهر‬

‫أي أن إبراهيم أطاع أمر الله ألله كأن قد آمن أؤأل (المعزب]‪.‬‬ ‫ه‬
‫‪٧٦١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫الذي يستحيل استيعابه! — أو أله لم يعن القول إله تبرر كما لو كان استحق أن يحشب بارا‪ .‬ماذا‬
‫بعد؟ واضح بالتأكيد أئه يتحذث عن إعالن البر‪ ،‬ال عن غزوه‪ .‬فكأئه قال‪ :‬إة كز من تبرر بإيمانه‬
‫يبرهن على بزه بالطاعة واألعمال الصالحة‪ ،‬ال بقناع خيالى وا؛ من اإليمان‪ .‬حالصة الحديث أئه‬
‫(يعقوب؛ ال يناقش كيفية التبرير‪ ،‬بل يطالب المؤمس ببر يثمر في أعمالهم‪ .‬وكما أن بولس يجادل‬
‫في أئنا مبررون بدون معونة األعمال‪ ،‬هكذا يعقوب ال يسمح لمن تنقصهم األعمال الحسنة أن‬
‫يحشبوا أبرارا‪.‬‬

‫فإن تفكرنا في هذا المعنى الذي يقصده يعقوب‪ ،‬نتختص من كز الصعوبات التي تواجهنا‬
‫في التوفيق بين ما عتم به بولس وما عتم به يعقوب‪ .‬أائ معارضونا فقد جرفهم الضالل إذ ظتوا أن‬
‫يعقوب يحذد كيفية التبرير‪ ،‬فيما هو يحاول فقط أن يبذد الثقة الخاطئة التي دفعت البعض إلى أن‬
‫يذعرا إيماائ زائنا كذريعه لنبذ األعمال الصالحة‪ .‬لذلك كيفما حاولوا أن يعوجوا كلمات يعقوب‪،‬‬
‫فالحق أة تلك الكلمات إئما بر عن فكرثين جوهريتين هما‪ :‬أن المظهر الخادع لإليمان ال يبرر؛‬
‫وأن المؤمن — غير مكتف بمظهر كهذا — يعلن عن تبريره باألعمال الصالحة‪.‬‬

‫‪ .١٣‬رومية ‪١٣:٢‬‬

‫أما أئهم يقتبسون بوكى في المعنى نفسه فهذا ال يفيدهم كثيرا‪ :‬ألن كز‪ ،‬الديل يشفعون‬
‫الغانون هم ابزار عئذ الله‪ ،‬تلب الذيل يغفلون بالائنوس هم يبرروذال [رو ‪١٣:٢‬؛‪ .‬لسى أنوي أن‬
‫أتجنب السؤال باإلشارة إلى الحز الذي يقذمه أمبروسيوس‪ :‬أال وهوأن هذا قيل ألن إتمام الناموس‬
‫هو اإليمان بالمسيح‪ .‬إئني أرى أن هذا مجزد تمتص ال حاجة إليه فيما كان المعنى واضخا‪ .‬هنا‬
‫يحكم الرسول الثقة العمياء لليهود الذين ادعوا ألنفسهم المعرفة الحصرية للناموس‪ ،‬فيما كانوا هم‬
‫أنفسهم أعظم تزدريه‪ .‬فلئأل تفزهم مهارتهم في التعامل مع الناموس‪ ،‬يحذرهم بأن البز إذا ايثفي‬
‫من الناموس‪ ،‬فليست معرفته بل العمز به هوما ينبغي أن دسعى إليه‪ .‬إئنا ال نشك في أن بز الناموس‬
‫ينشأ في األعمال‪ ،‬وال نشك حتى في أن بز الناموس يقوم على قيمة األعمال واستحقاقاتها‪ .‬ولكن‬
‫لم شق بعد أئنا مبزرون باألعمال إن لم يرونا إنساائ واحذا أتم الناموس‪.‬‬

‫وأن يكون بولس قد قصد هذا المعنى عينه فواضخ جذا من سياق حديثه‪ .‬إذ إئه بعد أن دان‬
‫األمم واليهود مائ ألجل شرورهم‪ ،‬أقبز على الشرح بالتفصيل فقال‪ :‬ألن كل تن أحكأ بدون‬
‫الائثوس دون الائنوس تهلكاا؛ وبذلك كان يشير إلى األمم‪ ،‬و الكل‪ ،‬تئ احكًا ني الائنوس‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٧٦٢‬‬

‫بالغاتوس يذان [رو ‪١٢ :٢‬؛‪ ،‬وهي إشارة إلى اليهود‪ .‬وإذا هم يفقون الطرف عن تحذياتهم‬
‫ويتباهون بالناموس وحده‪ ،‬يضيف بولس مالحظة في موضعها تماتا هي‪ :‬أن الناموس لم يعط‬
‫ليتبرر الناس بمجرد سماع صوته؛ ولكئهم يتبررون متى يطيعونه كامأل فقط‪ .‬وكأئه يقول‪ :‬هزى‬
‫تسعون إلى البز من خالل الناموس؟ إدا ال تنعوا أئكم سمعتموه‪ ،‬ألن ذلك في حذ ذاته ال يجدي‬
‫إآل قليأل‪ ،‬بل إيتوا بأعماني يمكنكم بها أن تظهروا أن الناموس لم يعط لكم هباة‪.‬ا وألئهم قطروا‬
‫في تلك األعمال‪ ،‬لزم أآل يحق لهم أن يتفاخروا بالناموس‪ .‬لذلك يلزمنا المعنى الذي قصده‬
‫بولس أن نصوغ الحجة المعاكسة‪ ،‬أي أة بز الناموس يكمن في إنجاز األعمال إلى حذ الكمال؛‬
‫وال أحد يستطيع أن ينعي متباهيا أئه أكمل الناموس بواسطة األعمال؛ ومن ثم ليس من بر ينشأ‬

‫من الناموس‪.‬‬

‫‪ .١٤‬ما معى أن يحتكلم المؤمنون بأعمالهم أمام الله؟‬

‫يستند المنادون بفاعلية األعمال في التبرير إلى هذه الصووس التي فيها يحتكم المؤمنون إلى‬
‫أعمالهم بجرأة أمام الله إلثبات بزهم‪ ،‬طالبين أن يحاسبوا على هذا األساس‪ :‬اوض بي يا زرب نمحعي‬
‫[مز ‪١ :١٧‬؛‪.‬‬ ‫[بزى ؤمثل كهالي ألذي أل [مز ‪ .]٨:٧‬وكذا‪ :‬اااحغتا زب بلحق [لبى‬
‫ألجزيت ئبي‪ ،‬دعهذه ليان‪ ...‬أل جد في ذموما‪[ .‬مز ‪٣: ١٧‬؛‪ .‬وأيقا‪ :‬اثكاوئيي الزت خشك‬
‫يري‪ .‬خشك غهازه تني نزدبي‪ .‬الئي حفظت‪ ،‬طرق الرت‪ ،‬زلم اغص إلبي‪ ...‬زببوننمابأل‬
‫مفه ؤارحعظ من إدمي‪[ 11‬مز ‪ .]٢٣ ،٢١ ،٢٠:١٨‬وأيثا‪ :‬أعض بي يا زت ألر يكتابي ذلكتاا‬
‫[مز ‪ . ] ١: ٢٦‬ألم احبش تغ أناس الشو؛‪ ،‬زمغ الشاكرين أل ائحل‪٠‬ا [مز ‪ . ] ٤: ٢٦‬أوأيقا‪ :‬أأل دجشغ‬
‫تغ الثثا؛ نميي‪ ،‬زأل تغ رلجال الذتا؛ ألأل [مز ‪ .]٩: ٢٦‬اأالييى في ائي يهم زديته‪ ،‬ؤتمينهم‬
‫تاله رخؤه‪ .‬أثا آنت بكقالي اتلك‪[ ٠٠‬مز‪.]١١-١٠ :٢٦‬‬

‫تحذثت أعاله عن الثقة التي يبدو أن القذيسين يستمنونها ببساطة من األعمال‪ .‬وفيما‬
‫يخش الشواهد التي ادلينا بها هنا‪ ،‬لن يضيرنا كثيزا إذا فهمناها بحسب سياقها (—ا—ال‪)11‬ع‪0‬آت)ا(ععًا‪7‬‬
‫دج‪1‬؟الل‪0‬ء)‪ ،‬أو كما العبارة السائدة في ظروفها‪ .‬وهذا من جهثين‪ :‬فال هم يطلبون تحزيا كامأل‬
‫ألنفسهم يدانون على أساسه‪ ،‬أو ئبزأون بالنظر إلى سلوك حياتهم بكليتها ‪ -‬بل يطلبون بث قضيه‬
‫معينة ‪ -‬وال هم يذعون البز لذواتهم بالقياس إلى الكمال االلهي بل بالمقارنة مع األشرار‪.‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ :‬الفصل الرابع عشر‪ ،‬الفقرات ‪.٢٠-١٨‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪٧٦٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫أؤأل‪ :‬متى كانت المسألة تتعتق بتبرير اإلنسان‪ ،‬يلزم أن يكون ذلك على أساس سلولب‪ -‬مغسق‬
‫ال يحيد عن البر مدى الحياة‪ ،‬وليس لمجرد براءته في قضيه خاصة تتعتق بأمر ما‪ .‬وعلى أي حال‪،‬‬
‫إذا التمس القديسون أن يحكم الله ببراءتهم‪ ،‬ال يقذمون ذواتهم كما لو كانوا أبرياء من كزت ذنب‪،‬‬
‫أو بال عيب في كز مجال؛ ولكئهم إذ قد ثبتوا تمحكيد خالصهم في إحسان الله وحده‪ ،‬يستعطفونه‬
‫مع ذلك واثقين باه المنتقم للمساكين المبتلين إلى حد يتجاوز الحق واإلنصاف‪ ،‬فيتقذمون منه‬
‫بالقضية التي ئظتم فيها األبرياء‪.‬‬

‫ومن جابآخر‪ ،‬إئهم إذ يجزون معهم خصومهم أمام قضاء الله‪ ،‬ال يتباهون ببراء؛ بضاهي‬
‫نقاوة الله ذاته؛ بل ألئهم مطمثون إلى أة الله يعلم وسر بإخالصهم وبزهم وبساطتهم وطهارتهم‪،‬‬
‫بالمقارنة مع خبث أعدائهم وفكرهم وخداعهم وشزهم‪ ،‬فال يخشون أن يطلبوا إليه أن يقضي‬
‫بينهم وبين خصومهم‪ .‬هكذا عندما قال داود لشاول‪| :‬ازالردب يزد غتى كل واب زه ؤأماتتة‪,1‬‬
‫[ ‪ ١‬صم ‪٢٣:٢٦‬؛‪ ،‬لم يعب أن الرب من ذاته يمتحن ويكافئ كز واحل بحسب استحقاقه‪ ،‬بل كان‬
‫بذلك يعلن لله كم كان غطم براءته بالمقارنة مع شز شاول‪ .‬حتى بولس كذلك في افتخاره بنقاء‬
‫ضميره أئه تصزف بإخالكى واستقامه في كنيسة الله [ ‪٢‬كو ‪١٢:١‬؛ قارن اع ‪ ،]١ :٢٣‬ال يقصد‬
‫أئه يعتمد على هذا التفاخر أمام الله؛ بل إئه في وجه افتراء األشرار الذين ابتغوا تشويه سمعته‪ ،‬كان‬
‫مضئلرا إلى أن يدافع عن أمانته ونزاهته حيث كان يعلم أئها مقبولة لدى اللطف اإللهي‪ .‬وضح‬
‫قصده هذا فيما يقول عن ذاته في موضع‪1‬خر‪ ،‬إئه ال يشعر بشيء من الخطأ في ذاته‪ ،‬ولكئه ليس‬
‫بذلك مبررا [ ‪ ١‬كو ‪ ]٤:٤‬لقد أدرك بولسى أة قضاء الله يسمو جدا ويرتقي فوق نظر البشر األغشى‪.‬‬
‫لذا يمكن لألتقياء أن يحتكموا إلى قضاء الله وأن يلتمسوا معونته كشاهد لهم‪ ،‬ليدافعوا عن براءتهم‬
‫إزاء رياء األشرار؛ وعندما يوجدون في حضرة الله وحدهم‪ ،‬يصرخون أيائ بصوب واحد قائلين‪:‬‬
‫إن كفته تزاقب االدام تا زب‪ ...‬ومن يقفى؟ [مز ‪٣: ١٣٠‬؛؛ وكذا‪ :‬أل رذحز في المحاكمة مغ‬
‫غبدك‪ ،‬قائه لن يبرز ؤئ‪٠‬امك لحي‪[ 11‬مز ‪]٢: ١٤٣‬؛ وإذ يرتابون في جدوى أعمالهم‪ ،‬يهتفون بفرح‪:‬‬
‫األة زحئقلث سز ب الحؤاؤأ [مز‪.]٣:٦٣‬‬

‫‪ .١٥‬كمادالسن؟‬

‫هناللث نصوصى أخرى تشابه تلك المقتبسة أعاله والتي قد يستند إليها البعفى‪ .‬يقول سليمان‬
‫إة من يسلك في طريق استقامته فهو باز‪ :‬ألصديق تشلك بكماله [ام ‪]٧:٢ ٠‬؛ وأيقا‪ :‬بي‬
‫نبيل التر ختاة‪ ،‬ؤفي غريفي تشلكه أل ذؤخ‪٠‬ا [ام ‪٢٨: ١٢‬؛‪ .‬وعلى سبيل المثال يقول حزقيال‪:‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٦٤‬‬

‫**اإلنسان الذي ‪ ...‬سلك ني ئزايبي ؤ حبظ الخكامي ينفتل بالحى وهؤ ثارا [حز ‪ : ١٨‬ه و‪ ٩‬؛‬
‫قارن ‪ : ٣٣‬ه ‪ . ] ١‬لسنا ننكر أو نخفي أدا من تلك النصوص‪ .‬بل دع أحذا من أبناءآدم يأتي ببر كهذا!‬

‫كذلك ال ننكر أن استقامة المؤمنين‪ ،‬على الرغم من نقصانها‪ ،‬هي خطوة صوب الخلود‪.‬‬
‫ولكن ماذا عسى أن يكون مصدرها سوى أن الرب ال يتحرى في استحقاقات أعمال تن قتلهم في‬
‫عهد النعمة‪ ،‬بل يحتضنهم بعطفه األبوي؟ لسنا بهذا نفهم ما يعتم به المدرسيون فقط؛ أي أن قيمة‬
‫القابلة ألئهم يعنون أن األعمال‪ ،‬وإن كانت في ذاتها ال تكفي لنوال‬
‫**‬
‫‪.‬‬ ‫**‬
‫األعمال تسقمن من النعمة‬
‫الخالص بحسب عهد الناموس‪ ،‬إآل أثها ترتقي إلى مرتبة تالئم ذلك بواسطة قبول الله لها‪ .‬ولكئني‬
‫أقول إذ تلك األعمال — وهي ملؤثة بطبيعتها ومن جزاء تعذيات أخرى ‪ -‬ال قيمة لها أبذا‪ ،‬إآل أن‬
‫الرب ينظر إليها وإلى التعذيات األخرى بعين الرحمة والغفران‪ ،‬أي أئه يجزل البر المجانئ منبائ‬
‫على اإلنسان‪.‬‬

‫وليس من غير المالئم ههنا أن صئى الرسول من أجل كمالنا متوسأل أن نحصر قديسين وباللوم‬
‫وبال عيب قذامه [كو ‪٢٢:١‬؛قارن اف ‪]٤:١‬فييوم الرب[‪١‬كو ‪٨:١‬؛ ‪١‬تس‪١٣:٣‬؛ ه‪.]٢٣:‬‬
‫في الواقع‪ ،‬كان أتباع سليستيوس [زميل بالجيوس؛ في الماضي يوخفون هذه الكلمات بقؤة لكي‬
‫يوبدوا كمال البر في هذه الحياة‪ .‬ولكئنا نكتفي بجواب موجز عتم به أوغسطينس‪ :‬ليفتخ جميع‬
‫األتقياء نحو هذا الهدف‪ ،‬لعئهم يظهرون يوائ بال عيب وبال لوم قذام وجه الله [قارن كو ‪٠]٢٢:١‬‬
‫ولكئ ألن أفضل مخكط‪ ،‬حتى أسمى مخكط في الحياة الحاضرة ال يتعنى كونه تدريا‪ ،‬فإئنا لن‬
‫نبلغ ذلك الهدف إأل متى خلعنا جسد الخطيئة هذا والتصقنا كلائ بالرب‪ .٧‬ومع ذلك لن أجادل‬
‫معاننا من يشاء أن يطبق سمة الكمال على المؤمنين‪ ،‬بشرط أن يعرفها بكلمات أوغسطينس نفسه‬
‫** ندعو فضيلة القذيسين كماأل‪ ،‬فألذ الكمان كمان ألئه يتضئن‪ -‬حعا وبكل‬
‫عندما‬ ‫عندما قال‪:‬‬
‫تواضع — اعتراائ بعدم الكمال ‪٨.‬‬

‫انظر‪ 44. 301 ٤( :‬ذ(ل]‪. 20 )٦٧‬ة ‪€88‬أ‪87‬أأ‪€0‬أأ^§أ^ ‪>9^ 171‬غت‪،٠،‬مد ‪, 071‬ج‪111‬أ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪٧‬‬
‫انظر‪ 44. 602(. :‬ا(ل‪\1‬ل) ‪61§161718 111. ¥11. 19‬أ‪€‬م ‪68 ٥/٠‬أأ‪ £](18‬ا ‪1110, ;]§6117181‬أ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫‪٨‬‬
‫الفصل الثامن عشر‬
‫بز األعمال ستتبتل خطًا من الجزاء‬

‫مح‬

‫(النصوص التي تشير إلى المكافأة ال تجعل من األعمال عتة الخالص‪)٤-١ ،‬‬

‫األعمال‬
‫؟‬
‫**‬ ‫‪ .١‬ماذا يعني الجزاء‬
‫** بحسب‬

‫لنأب اآلن إلى تلك النصوص التي يصرح بأ ة الله يجازي كز إنساب) بحسب أعماله [مت‬
‫‪٢٧: ١٦‬؛‪ .‬فمن هذا القبيل ترد نصوص مثل‪1 :‬اال دن آئقا جييائ دظهؤ أمام كذبي اكسيح‪ ،‬كال‬
‫كل ؤاحد تا كان بالحشدس يحشب تا حئئغ‪ ،‬حذا صكان أم سرا [‪٢‬كو ه‪١ ٠ :‬؛؛ تجد وكزامة‬
‫ؤتألم بكز تن نعفل الضآلح واليذة وضيق‪ ،‬غئى كز تفس إسان ئعقل الغرأ [رو ‪١٠:٢‬‬
‫و‪]٩‬؛ و نفرغ ائذ‪٠‬يئ ئغلوا القابخاب إلى بياته الخياؤ‪ ،‬ؤالذين عيلوا الئساب إلى بياته‬
‫الذدنوته [يو ‪٢٩٠٠٥‬؛‪ .‬ئعالؤا يا تيا رئي ابي‪ ...‬ألتي حفت ائلفتثوئدي‪ .‬غعلئث ئتئييوئديا‪٠‬‬

‫إلخ‪[ .‬مت ه ‪ - ٣٤ : ٢‬ه ‪ ٣‬مدمج هع عدد ‪.]٤٢‬‬

‫وللبف إلى هذه النصوهل التي تعزف الحياة األبدتة بأئها جزاء األعمال‪ .‬من هذه القول‪:‬‬
‫ثكانأة ئذي اإلنشاآل ترد نه [ام ‪ ١٤: ١٢‬؛ مع اش ‪]١١:٣‬؛و توع غبي الزصئة ثكاوأال‬
‫[ام ‪٠٠ .] ١٣: ١٣‬إلذخوا زئألتوا‪ ،‬ألن اجرثم غظيم بي الشغازاب‪[ ٠٠‬مته‪]١٢:‬؛ ألهؤذا اجرثم‬
‫غبلمبي الئتاذا [لو ‪]٢٣:٦‬؛ وكر‪،‬كز واجي ستاحئ الخزية بحشب دعبه [‪١‬كو‪.]٨:٣‬‬

‫أتا عن القول بأن الله سيجاري نمز و حد لخشك اعتابه [رو ‪٦: ٢‬؛ فيمكن شرحه بقليلي من‬
‫الصعوبة‪ ،‬ألن التعبير يشير إلى التتالي فضأل عن العتة‪ .‬فبال ى شك‪ ،‬يكتل الرب خالصنا بحسب‬
‫ترتيب مراحل رحمته عندما دعاهلم [مختارينلذاته]؛ وائدين دعاهم‪ ،‬قهوألء تذزهم انشا‪ .‬ؤانذيئ‬
‫نرزهلم‪ ،‬ئهوآل؛ تحذهلم ًاذائا [رو ‪ .]٣ ٠ :٨‬أي أئه يتقيل ذويه إلى الحياة بفضل رحمته وحدها‪.‬‬
‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬إذ يقودهم إلى اقتنائها من خالل األعمال الصالحة حتى يكتل عمله هو فيهم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٧٦٦‬‬

‫بحسب الترتيب الذي وضعه‪ ،‬ال عجب أن قيل‪ ،‬إئهم يوجون بحسب أعمالهم التي بها قد الهلوا‬
‫بال ريب لنوال إكليل الخلود‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فمن المناسب أن يقال عنهم أن يتئموا خالصهم ^في‬
‫‪ ،]١٢:٢‬لهذا السبب‪ :‬إدهم فيما يكرسون ذواتهم لألعمال الصالحة يتأثلون ملائ في الحياة األبدية‪.‬‬
‫وهذا يفق مع نزاخر فيه يؤمرون أئ ‪٠٠‬اغذلوا أل يلئغام ايايد‪ ،‬تق يلئقام اياتي يتخبا؛ األبد أ‬
‫[يو ‪ ،٤٢٧: ٦‬بينما هم بإيمانهم بالمسيح ينالون حيا؛ لنفوسهم‪ .‬ولكن فورا لضاف العبارة الذي‬
‫ئغطيكلم ائق اإلئشائ ‪.‬أ من هذا يظفر أن كلمة أ‪١‬ءملوا [أو اًان تعمرا] ال تناقض النعمة بل تشير‬
‫إلى السعي المتواصل‪ ،‬ولذا يلزم منطقؤا أن المؤمنين ليسوا هم فاعلي خالصهم‪ ،‬أو أن الخالص‬
‫ينتج من أعمالهم هم‪ .‬ماذا إذا؟ إئهم حالما دعوا‪ ،‬بمعرفة االنجيل وإنارة الروح القدس‪ ،‬إلى شركة‬
‫المسيح تبدأ فيهم الحياة األبدئة‪ .‬واآلن إذ ابتدأ الله فيهم عمأل صالخا‪ ،‬ينبغي أن يكئل إلى يوم الرب‬
‫يسوع [في ‪ .]٦: ١‬على أة هذا العمل يكتمل ‪ -‬على شبه اآلب السماوي في البر والقداسة — متى‬
‫يثبتون كفاءتهم أئهم أبناء أمناة لطبيعتهم‪.‬‬

‫‪ .٢‬الجزاآلكميراث‪٠‬ا‬

‫ال يلزم أن يعني استعمال كلمة اًاجر أو اجزاءا أن أعمالنا هي عتة خالصنا‪ .‬أؤأل‪ ،‬لنقتنع‬
‫تماائ أن ملكوت السماوات ليس أجر؛ تدفع أليد خدم عاملة‪ ،‬بل ميراث ألبناء [اف ‪١٨: ١‬؛‪،‬‬
‫يتمزع به تن — وحدهم — قد تبغاهم الرب [قارن غل ‪ ،]٧:٤‬وليس ذلك لسبب آخر عدا التبئي‬
‫[قارن اف ‪ :١‬ه‪ .]٦-‬ألن ابئ الجارية لن يصير وارائ بل ابئ الخرة [غل ‪ .]٣٠:٤‬فحتى في هذه‬
‫النصوص التي فيها قعد الروح القدس بالمجد األبدي كجزاء لألعمال‪ ،‬يظهر ‪ -‬إذ يئر تصريحا‬
‫بأده ميراث — أده يأتي من مصدرآخر‪ .‬وهكنا دعند المسيح األعمال التي يكافئها بجزاء السماء‬
‫[مت ه ‪ ،]٣٧ — ٣٥ : ٢‬بدعوة المختارين القتنائه؛ ولكئه في الوقت نفسه يضيف أئهم يجب أن‬
‫يقتنوه بحق الميراث [مت ه ‪ .]٣٤: ٢‬وهكذا يأمر بولس العبيد الذين يعملون بأمانه ما هو ضمن‬
‫واجبهم‪ ،‬بأن يأملوا جزاة من عند الرب‪ ،‬ولكئه يضيف أة ذلك الجزاء هو جزء الميراث [كو‬
‫‪٢٤:٣‬؛‪ .‬نرى جليا أة هذه التعبيرات المتقنة تحذرنا بدئة‪ ،‬من أأل ننسب السعادة األبدقة إلى‬
‫األعمال‪ ،‬بل إلى تبئينا من قبل الله‪.‬‬

‫لماذا إدا دذكز األعمال في الوقت ذاته؟ يوصح هذا السؤال بمثال كتابى واحد‪ .‬قبل أن توند‬
‫إسحق‪ ،‬وعد إبراهيم بنسبد فيه يتبارك جمهور أمم األرضة‪ .‬وتصير كثرة ذلك النسل كنجوم السماء‬
‫ورمال البحر [تك ه ‪٥: ١‬؛ ‪ ١ : ١٧‬إلخ؛ قارن ‪١٨: ١٨‬؛ وبعد عنة سنوات‪ ،‬تمنطق إبراهيم وشن‬
‫‪٧٦٧‬‬ ‫الكتاب الثالث‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫رحاله ليقدم ابنه ذبيحًا لله إطاعة ألمره [ تلث‪ .]٣:٢٢ ،‬وبتذغيذه‪-‬فعل الطاعة هذا‪ ،‬نال الموعد‪ :‬بذاري‬
‫ائتنف ققول الرث‪ ،‬ائي موق ألجل ائلن ئئك هذا األتن‪ ،‬زلم سلق ائد ؤحيدك‪ ،‬أباريق‪...‬‬
‫ؤاكر تشتك تكثيرا كجوم الشتا؛ زكالؤنل الذي على شاطصع البخر‪ ،‬ؤئرظ تشتلن بات اغذايه‪،‬‬
‫زئئبازك ني تشبلن لجبيغ أمم األرض‪ ،‬من الجلي أئلن سيغث بعؤيي‪٠‬ا [تك؛ ‪ . ] ١٨ - ١٦: ٢‬ما هذا‬

‫الذي نسمعه؟ هل استحق إبراهيم بإطاعة البركة التي دعبل موعدها قبل أن أعطي األمر؟ لقد ببائ هنا‬
‫بال غموض أة الرب يجازي أعمال المؤمنين بالبركات نفسها التي كان قد أجرلها قبل أن يتفكروا‬

‫في أي أعمال‪ ،‬حيث ليس له بعد أي سبب ليباركهم سوى رحمته هو‪.‬‬

‫‪ .٣‬الجزاء كعمة‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإة الرت ال يخدعنا أو يهزأ بنا عندما يقول إئه سوف يجازي أعمالنا بما كان قد‬
‫أعطاه قبل األعمال مخاائ‪ .‬إئه يشاء أن نتدرب في األعمال الصالحة لكيما نتفكر في تقديم تلك‬
‫األمور التي وعد بها أو إثمارها‪ ،‬وكيما نتعجلي بها إذ نسعى إلى ذاك الرجاء المبارك المعن لنا في‬
‫السماوات‪ .‬من ثم‪ ،‬فإذ األعمال هي ثمر المواعيد إذ بأدائها ينضج هذا الثمر‪ .‬لقد عبر الرسول‬
‫عن هاتين الفكركين بأسلوب عذب‪ ،‬عندما قال إة الكولوسبين انهمكوا في أعمال المحبة من أجل‬
‫الرجاء الموضوع لهم في السماء‪ ،‬والذي سمعوا به قبأل في كلمة اإلنجيل الصادقة [كو ‪—٤ :١‬ه]‪.‬‬
‫ألئه‪ ،‬بقوله إئهم قد عرفوا من بشارة اإلنجيل أة رجاءهم كان موضوعا في السماء‪ ،‬يعلن أة توام‬
‫ذلك الرجاء هو المسيح وحده‪ ،‬وليس األعمال‪ .‬وهع هذا يتفق قول بطرس إذ األتقياء نحروسوة‪،‬‬
‫بإيتان‪ ،‬لحآلص مشتعئ أن يعترق في الرم األحم [ ‪. ١‬ط ‪ : ١‬ه]‪ .‬وبالقول إئهم يتعبون لجميع‬
‫القديسين — وله — يقصد بولس أة على المؤمنين أن يثابروا في جهادهم مدى حياتهم لينالوا‬
‫رجاء خالصهم‪.‬‬

‫أتا لئأل نطئ أة الجزاء الذي قعدنا به الرب يتدتى إلى حذ كونه مسألة استحقاق‪ ،‬فقد أعطى‬
‫مثأل صؤر فيه ذاته رت بيب أرسل من قابته من الفعلة ليعملي في كذمه‪ .‬البعض أرسلهم في الساعة‬
‫األولى‪ ،‬واخرون أرسلهم في الساعة الثانية‪ ،‬واخرون أيشا في الثالثة‪ ،‬والبعض حتى في الساعة‬
‫الحادية عشرة‪ .‬في المساء حاسبهم فأعطى الكز أجورا متساوية [مت ‪ ١:٢٠‬إلح‪ .‬كتب مؤنف‬
‫قديم — تحت اسم أمبروسيوس — تفسيرا صحيحا موجرا لهذا المثل بعنوان دعوة األمم‪ .‬سوف‬
‫أستعمل كلماته بدأل من كلماتي‪ .‬قال‪ :‬صؤر الرب بهذه المقارنة تنؤع دعوته المتعددة بحسب‬
‫ما يتناسب مع نعمته الواحدة والوحيدة‪ ...‬بحيث يتضح أن الذين ارسلوا إلى الكرم في الساعة‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين المسيحي‬ ‫‪٧٦٨‬‬

‫الحادية عشرة ووضعوا على قدم المساواة مع فعلة اليوم كته‪ ،‬يمثلون مصير من يكافئهم إحسان‬
‫الله عند أفول النهار‪ ،‬أي عند نهاية حياتهم‪ ،‬لكي يكشف عن عظم نعمته‪ .‬فهو بذلك ال يدفع أجر؛‬
‫لعمل‪ ،،‬بل ينعم من ثراء جوده على من اختارهم بمعزل عن أعمالهم‪ .‬وهكذا ينبغي أن يدرن أيتا‬
‫الذين كدحوا جهنا ولم يقبضوا أكثر من متأحري المجيء‪ ،‬أئهم نالوا عطية من فضل النعمة وليس‬
‫جزاة ألعمالهم‪١ .‬‬

‫أخيرا‪ ،‬يجدر بالذكر أيشا أئه حيث ددعى الحياة األبدئة في تلك النصوص جزاة لألعمال‪ ،‬ال‬
‫تعني تلك الشركة الخالدة التي لنا مع الله حيث يحتضننا بعطفه األبوي في المسيح‪ ،‬بل نيل السعادة‬
‫‪ -‬أو بالحري إثمار تلك البركة التي ال تزول‪ .‬وهذا معنى قول المسيح‪ :‬زني األلهر اآلري الحيا؛‬
‫األبد ا [مر ‪ .]٣٠ :١٠‬وفي نعآلخر‪ :‬أئقالؤا‪ ...‬رثوا التلكورق‪[ ...‬مت ‪ .]٣٤:٢٥‬ولهذا‬
‫السبب يسئي بولس التبئي استعالن أبناء الله عند القيامة [رو‪ ١٩-١٨ :٨‬الخ]؛ ثم يفشر ذلك‬
‫بالتعبير فداء أجسادنا [رو ‪ .]٢٣:٨‬وإأل فكما أة االغتراب عن الله هو الموت األبدي‪ ،‬كذلك‬
‫متى يرحب الله باإلنسان إلى نعمة التمثع بالشركة معه والتوحد به‪ ،‬يثل من الموت إلى الحياة‪،‬‬
‫وهنا األمر يحدث بفضل التبئي وحده‪ .‬ألها إذا أصر مناصرو جزاء األعمال‪ ،‬كما هو متوقع منهم‪،‬‬
‫يمكننا أن نرد عليهم بقول بطرس إة الحياة األبدئة هي غاية اإليمان وجزاؤه [‪١‬بط‪.]٩:١‬‬

‫‪ . ٤‬القصد من الوعد بالجزاء‬

‫لذلك دعونا ال نفتكر أة الروح القدس يولد جدارة أعمالنا بهذا النوع من الوعد‪ ،‬كما‬
‫لو كانت أعمالنا تستحق جزاة كهذا‪ .‬ألة الكتاب المقدس ال يعطينا سببا ألجله يرتفع قدرنا في نظر‬
‫الله‪ .‬بل إذ هدفه األعظم هو أن يكبح غرورنا وأن يضعنا ويخفض منزلتنا بل أن يحتمنا تماائ‪ .‬أائ‬
‫ضعفنا‪ ،‬الذي ينهار بنا كوا إن لم يستند إلى هذا االنتظار ويخفف عن هوانه بهذا العزاء‪ ،‬فيخفف عنه‬
‫بهذه الطريقة‪.‬‬

‫أوأل‪ :‬ليتفكر كذ واحد ني نفسه كم يصعب عليه ال أن يتختى عن ممتلكاته وينبذها فقط‪،‬‬

‫بل أن ينكر ذاته أيائ‪ .‬هذا هو الدرس األول الذي به ألرج المسيح المؤمنين ني صفوف التلمذة‪ .‬ثم‬
‫يدربهم عندئذ مدى حياتهم على نهح الصليب‪ ،‬بحيث ال يطمحون إلى الرغبة ني المنفعة الزمنية أو‬
‫االعتماد عليها‪ .‬باإليجاز‪ ،‬إره يتعامل معهم بحيث إئهم أينما وجهوا أنظارهم صوب العا لم بأسره‪،‬‬

‫‪ ,‬ج‪0-٨1111(٢08‬ا)‪1‬اج‪(8‬ل‬ ‫ا‬ ‫‪' 1‬؟‪،‬ع‪/‬غظ) ‪#1€‬ا‪0)111 0‬‬ ‫انظر‪٤ 17. 1091( :‬؟^)‬ ‫‪١‬‬
‫‪٧٦٩‬‬ ‫الكتاب الثاك ‪ -‬الفصل الثامن ‪٠‬ءشر‬

‫واجههم اليأسى منفردا‪ .‬وهكذا يقول بولس‪ :‬اذ كاذ كا في هذه الميا؛ ؤع‪ ،‬رجاء في السيح‪ ،‬فاكا‬
‫أسقى جميع الائس‪.‬اا [ ‪ ١‬كو ه‪ ]١٩:١‬فلئأل يخوروا في وسط هذه الضيقات العظيمة‪ ،‬يؤنمد الرب‬

‫وجوده معهم مشجعا إياهم على أن يرفعوا‪ .‬رؤوسهم‪ ،‬وأن يصوبوا أنظارهم إلى ما هو أبعد حيث‬
‫يرون فيه تلك السعادة التي ال يرونها في هذه الدنيا‪ .‬ويستي هذه السعادة أجرا و جزاة [قارن‬
‫مت ه‪ ١٢:‬؛ ‪ ١ : ٦‬إلح‪ ،‬ليس على سبيل المجازاة لألعمال‪ ،‬بل التعويض عن معاناتهم واحتمالهم‬
‫للضيق واإلهانة والشقاء‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬واستنادا إلى شهادة الكتاب المقدس‪ ،‬لن يمنعنا شيء من أن‬
‫ندعو الحياة األبدية ا أجذا ألن الرب يستقبل إليها شعبه من التعب إلى الراحة‪ ،‬ومن الضيق إلى‬
‫الهناء‪ ،‬وس األسى إلى الفرح‪ ،‬وس الفاقة إلى الرفاه‪ ،‬ومن العارإلى األمجاد‪ .‬إته يحول كز ما قاسوه‬
‫من تعاسة وشر إلى صالح‪ ،‬فلن نخطئ إن اعتبرنا قداسة الحياة مدخال لملكوت السماوات‪ ،‬ليس على‬
‫سبيل كونها اآللية التي كيلنا مجده العتيد‪ ،‬بل الدرب الذي يقود مختاري الرب إلى استعالنه؛ ألئها‬
‫مسبرة الله الصالحة أن يمجد الذين سبق فبررهم‪[ .‬رو ‪٣ ٠: ٨‬؛ ‪.‬‬

‫حذار فقط أن نتصور أى عالقة بين االستحقاق والجزاء يطبر عليها السفسطائيون بفظاظة‪،‬‬
‫إذ هم ال يتفكرون في الهدف الذي وضعناه لصب أعيننا‪ .‬فيا له من عبث‪ ،‬أن ننظر نحو عكسى‬
‫الهدف الذي يدعونا الله إليه! ليس شيء أكر وضوحا من أن أجرا قد وعد به لألعمال الصالحة‬
‫لكي يقوي ضعف جسدنا ببعض الراحة‪ ،‬ال لكي تنتفخ قلوبنا بالغرور‪ .‬من ثم‪ ،‬فإن استنتج أحد‬
‫أجرا لألعمال من هذه الوعود‪ ،‬أو إن ربط أحدهم األعمال بالجزاء‪ ،‬فقد ضز السبيل بعيدا جدا عن‬
‫القصد األلهي‪.‬‬

‫(ردود على االعتراضات على هذا الفكر‪ ،‬ه ‪)١ ٠ -‬‬

‫ه‪ .‬الجزاء مستندإلى الفغران‬

‫عندما يقول الكتاب‪ :‬إذ الرت الدتان العادل سوف ًاهث لمختاريه في ذلك اليوم إكليل البز‬
‫[ ‪٢‬تي ‪ ]٨: ٤‬أجيب مع أوغسطينس‪ :‬المن* ينبغي أن يهب الديان العادل األكليل‪ ،‬إن لم يكن اآلب‬
‫الرحوم قد سبق فأغدق النعمة؟ وكيف يمكن أن يكون هنالك بر إن لم تكن النعمة التي تبرر‬
‫األثيم قد سبقته؟ وكيف يمكن أن دمنح اآلن هذه األشياء كما لو كانت مستحقة‪ ،‬إذا لم يكن‬
‫قد سيق فاعطي ما لم يكن مستحقا؟ ولكئني أضيف أيصا شيائآخر‪ :‬كيف يمكنه أن يحسب‬

‫‪0, 0/2‬عاأ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫‪1111)1‬‬ ‫انظر‪ 44. 890( :‬أجل) ‪[¥111 ¥1. 14‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٧٧٠‬‬

‫ألعمالنا برا ما لم تكن رأفته قد غمرت كل ما احتوت أعمالنا من إثم؟ وكيف يمكنه أن يحكم‬
‫بأئها مستحثة للجزاء‪ ،‬سوى أئه من فرط لطفه كان قد محا ما كان فيها مستجعا للعقاب؟ لقد‬
‫اعتاد أوغسطينس أن يدعو الحياة األبددة نعمة ألئها معطا؛ كهبة من الله ألئها — فيما ئحشب‬
‫لها األعمال ‪ -‬في جوهرها هي عطية مخفانية‪ .‬أتا الكتاب فيضئنا أكثر بينما هو يرفعنا في ذلك‬
‫الحين‪ .‬ألئه إلى جانب تحريمنا التباهي باألعمال ألئها عطايا مخفانية من الله‪ ،‬يعتمنا في الوقت ذاته‬
‫أتها مدتسة بالشوائب الكريهة‪ ،‬بحيث ال يمكن أن تمسي مقبولة لدى الله بحسب معايير قضائه؛‬
‫لكن‪ ،‬لئأل يصيبنا اإلحباط‪ ،‬يعثمنا الكتاب أة أعمالنا مقبولة لدى الله بسبب المفقرة وحدها‪ .‬ومع‬
‫أة أوغسطينس يختلف نوعا ما في بعض كتاباته األخرى عائ نقوله هنا‪ ،‬فإة ما قاله في الكتاب‬
‫الثالث لبونيفاقيوسى يين جلؤا أئه ال يختلف جوهرائ عائ نقوله نحن‪ .‬لقد قارن في الكتاب المذكور‬
‫بين رجلين‪ :‬أحدهما إنسان كامز من كز وجه وقذيس؛ واآلخر جد تقى حسئ الخصال محمود‬
‫الشمائل ولكئه لم يبلغ الكمال‪ .‬واختتم بالقول‪ :‬اجده لمن الموكد أة األخير ‪ -‬الذي يبدو أدنى‬
‫خلثا من األول‪ ،‬فبسبب إيمانه الصحيح بالله‪ ،‬والذي به يحيا‪ ،‬والذي على أساسه يحاسب ذاته‬
‫على جميع أخطائه‪ ،‬وبكز أعماله الصالحة يقتل من شأن ذاته ويمجد الله‪ ،‬كما يتقيل منه مفغرة‬
‫الخطايا وتزكية ألعماله الحسنة — فسوف يتحرر هذا األنسان من هذه الحياة وينتقل‪ ...‬إلى شركة‬
‫المسيح‪ .‬لم يحيا هذا الرجل هكذا إن لم يكن بدافع إيمانه؟ وعلى الرغم من أة اإليمان بدون‬
‫أعمال ال يختص أحدا‪ ،‬فهو ليس إيماتا مرفوصا ألئه إيمان عامز بالمحبة [قارن غل ه‪٦:‬؛‪ ،‬ومع‬
‫ذلك به دغغر الخطايا حيث إذ التاؤ بإيمانه يحتا [حب ‪]٤: ٢‬؛ ولكن بدونه ما قد يبدو أعماأل‬
‫حسنة يتحول إلى اثام‪ ٣ .‬بهذا يقر [أوغسطينس؛ بما نشند عليه‪ :‬أال وهو أة بر األعمال الصالحة‬
‫يعتمد على أة الله بالعفو يقبلها‪.‬‬

‫‪ .٦‬حول أكفوز* في السماءت‬

‫بشابه النصوص التالية في معناها تلك التي ذكرناها أعاله‪٠ :‬ااطئوئا لكم أصداء بغال الغتم‪،‬‬
‫لحيى إذا نييم فتوتكم ني اسان األتدثة‪[ ,,‬لو ‪ .]٩: ١٦‬ااأزص األغثاء ني الدر الخاضر اذ ال‬
‫ئشكتروا‪ ،‬ؤأل دلعوا زلجاءهم غتى عير قعسة البتى‪ ،‬بز غتى الله انحى‪ ...‬زان ئضتعوا ضاللحا‪،‬‬
‫زان بكودوا اعيياء ني اغتال ضايخؤ‪ ...‬مدخرين الرفسبم أساسا خشائ بلئشئعيل‪ ،‬لكئ يشيكوا‬
‫[‪١‬تي ‪ .)١٩-١٧ :٦‬األعمال الصالحة تشبه بالبنى الذي سوف نتمتع به في‬ ‫بالحتاه األبد‬

‫‪0,‬االأ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪1‬‬ ‫انظر‪ 44. 598(. :‬از‪ 111. ٧. 14 )٦١41‬لع‪٠‬ا‪/،‬حم‬ ‫‪٣‬‬


‫‪٧٧١‬‬ ‫الكتاب الثالث‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫اسعادة الحياة األبدية‪ .‬وأنا أجيب‪ :‬إئنا لن نتوصل إلى فهم صحيح لهذه النصوص‪ ،‬إن لم نحؤل‬
‫أبصارنا إلى ما قصده الروح بتوجيه هذه الكلمات‪ .‬إدا صدق قول المسيح — حيث يكون كنزنا‬
‫هناك يكون قلبنا أيائ [مت ‪ - ]٢١ : ٦‬فكما ينشغل أبناء هذا الزمان بتخزين ما يجلب لهم النشوة‬
‫في هذه الدنيا‪ ،‬كذا ينبغي للمؤمنين أن ينقلوا األشياء التي تسعدهم حعا إلى موضع تبقى لهم فيه‬
‫الحياة على الدوام‪ .‬هذا ألئهم قد تعتموا أن هذه الحياة الدنيا تتالشى سريفا كالحلم في المنام‪.‬‬

‫لذلك يلزمنا أن نقتد ما يفعله أناس قرروا أن يهاجروا إلى موطن اخر‪ .‬إئهم يرسلون قدامهم‬
‫ما لهم من ثروة‪ ،‬وإن افتقدوها إلى حين‪ ،‬فيجدونها عند وصولهم وبذا يكونون األسعد حيث‬
‫يستقرون في وطنهم الجديد إلى أمد بعيد‪ .‬وهكذا نحن‪ ،‬إن كا نعتقد أن السماء وطننا‪ ،‬فاألحسن‬

‫أن نودع ممتلكاتنا هنالك من أن نبقيها هنا حيث نخسرها حين يباغتنا الرحيل‪ .‬ولكن كيف‬
‫ننقلها؟ األكيد بمساعدة المحتاجين؛ إذ إذ ما يقدم لهم من إحسان يحسبه الرب كاما اعطي له‬
‫[مت ‪.]٤٠ :٢٥‬من هذا قرد الوعد المأثور مى يزحم العقيز يعرض الرث [ام ‪ .]١٧: ١٩‬وكذا‬
‫‪1‬امن يؤزغ بالتزكات بكزكك‪١‬ت ًايصا يحصئ [ ‪٢‬كو ‪ .]٦: ٩‬وكق ما يخصص إلخوتنا من دافع‬
‫واجب المحبة‪ ،‬موذع في يد الرب‪ .‬وكوه الوصى األمين سوف يرذ األمانة بأضعاف الفوائد‪ .‬فهأل‬
‫تصير واجباتنا إدا ذات أهمية كهذه في عيتي الله‪ ،‬بحيث تكون مثل كنوز محفوظة لنا في يديه! ومن‬
‫ذا الذي يترذد في اإلقرار بذلك فيما يوكده الكتاب المقدس صراحه وتكرارا؟‬

‫أثا إذا رغب أحدهم أن يقفر فوق لطف الله المحض لثصؤ على قيمة األعمال‪ ،‬فتسوف‬
‫يستحيل عليه أن يبرهن على صخة نظريته في محضر هذا الزخم من الشواهد الكتابية‪ .‬ألئك ال‬
‫يمكنك أن تستخلطن منها سوى ميل رحمة الله الصافية نحونا‪ .‬ولكي يحتنا على المثابرة على عمل‬
‫الخير ال يسمح ألئ من أعمالنا أن يضيغ سدى‪ ،‬على الرغم من أن كق ما يمكن أن تقذمه له ال‬
‫يستحق ولو لمحه من نظره‪.‬‬

‫‪ .٧‬جزاء الحتمال الضيق؟‬

‫أائ كلمات الرسول فتأخذنا إلى أبعد من ذلك‪ .‬فهو إذ يعزي أهل الكنيسة في تسالونيكي في‬
‫ظروف ضيقاتهم‪ ،‬يعتم بأن الضيقات تأتيهم لكي يحسبوا مستحقين لملكوت الله الذي من أجله‬
‫يعانون [‪٢‬تس ‪ : ١‬ه]‪ .‬في الواقع يقول‪ :‬إذ هؤ غادن عنت الله اذ الذين رضايقوتكم يجازيهم ضيائ‪،‬‬
‫ؤإياكم الذين ئتضائقون زاحة معتا‪ ،‬عثن اتبغالن الرت ئشوغ من الشفاء‪٢[ .‬تس ‪.]٧—٦ :١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٧٢‬‬

‫ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين‪ :‬أألن الله ليستى بظابم حى يغشى) عملكم وثني المحجة اش‬
‫أكهزرموها تحو اسبه‪ ،‬إذ ون حلك متم العذيسيئ ؤرحدمودهم‪[ .‬عب ‪ ١ ٠: ٦‬؛ ‪.‬‬

‫حول النص األول أقول‪ :‬ال بقصد بهذا النص أي وجه من وجوه االستحقاق‪ ،‬ولكن ألن الله‬
‫االب يشاء أن نشابه المسيح اينه البكر نحن الذين اختارهم أبناة له [رو ‪ ،)٢٩:٨‬مثلما كان له أن‬
‫يتألم أؤأل ثم يدخل في مجده [لو ‪ ،)٢٦:٢٤‬كذلك أيائ ربيعاب كيزه تنغفي اذ تنحز ملكوت‬
‫اقذأ [اع ‪ .]٢٢: ١٤‬لذلك‪ ،‬فيما نحن نتألم من جزاء الضيقات ألجل اسم المسيح‪ ،‬نوسم بعالمات‬
‫معينة مثلما توسم الماشية ‪ -‬إذا جاز القول — بها يميز الله غنم مرعاه‪ .‬وبهذا تحسب مستحثين‬
‫لملكوت الله ألئنا نحمل في أجسادنا سماب الرب يسوع [غل ‪ ١٧: ٦‬؛‪ ،‬وهي عالمات أبناء الله‪.‬‬
‫وإلى هذا المجال تنتمي أيصا هذه النصوص‪ :‬ا خاثبيتى ني انحشي‪ .‬كل حين إماده الزت فشوغ‪ ،‬لكئ‬
‫ئكؤز حيا؛ ئشوغ ائائ ني لجشب‪٠‬داأ [‪٢‬كو ‪ .]١٠: ٤‬وأيصا‪ :‬ألعروه‪ ،‬ؤووه قيامته‪ ،‬وسركهآالمه‪،‬‬
‫ئثشئها بتزته‪ ،‬لغلي اتلع إلى قتاتة األئؤات‪[ ,‬في‪٠]١١-١٠:٣‬‬

‫أتا السبب الذي يضيفه بولس فال يمك بصلة إلى قيمة األعمال‪ ،‬بل ليقوى به رجاء ملكوت‬
‫الله‪ .‬فكأتما يقول‪ :‬إئه إن افق وقضاء الله الباز أن ينتقذ) من أعدائكم ألجل الباليا التي أنزلوها‬
‫بكم‪ ،‬فلذا يتفق وقضاءه أن تمنحوا راحه وسالئا من شدائدكم‪ .‬ويعلم النص الثاني [عب ‪] ١ ٠: ٦‬‬
‫أئه يتالزم مع عدالة الله أآل دحيل إلى النسيان تعب أبنائه‪ ،‬بحيث ال يعطى مجاأل أن يظن ظالائ أو‬
‫متغافال عن أعمالهم‪ .‬يعني هذا أن الله‪ ،‬لكي ينخستى كسلنا ويحقنا على المثابرة‪ ،‬قد أكد لنا أن الضيق‬
‫الذي نتحئله لمجد اسمه لن يضيغ سذى‪ .‬فنتذغر دائائ أن هذا الوعد‪ ،‬مثل جميع المواعيد‪ ،‬لن‬
‫يثمر لنا إن لم يكن قد سبقه عهد رحمته المجاني الذي ارتكز عليه تمكيد خالصنا بجملته‪ .‬واعتمادا‬
‫على ذلك‪ ،‬ينبغي أن تتوكد فينا الثقة في أن الله لم يبخز علينا بالجزاء من فيض جوده السخى مهما‬
‫ث؛ ه دتء أعمالنا‪ .‬ولكي يؤكد لنا هذا الوعد المنتظر‪ ،‬يعلن الرسول أن الله ليس ظالائ‪ ،‬بل يفي بما‬
‫أعطى من وعود‪ .‬إدا هذه العدالة تؤسر إلى صدق الوعد االلهي أكثر من تأشيرها إلى اإلنصاف في‬
‫سن الذئن‪ .‬وفي هذا الضدد نتذكر قول القديس أوغسطينس المأثور الذي لم يتردد في تكراره في‬
‫كثير من األحوال‪ ،‬والذي يستحق أن يلتصق دائائ بذهني‪ :‬أمين هو الله الذي جعل نفسه مديائ‬
‫لنا ‪ -‬ليس بقبول أي شي؛ منا بل بوعدنا بكز شيء‪٤ .‬‬

‫انظر‪8. 109.1 )11 36. 284; 37. 1068; 37. 1445; :‬؟ ;‪8. 83. 16‬؟ ;‪/٠ ۶8. 32. 11. 1.9‬هتم ‪,‬دهـ‬ ‫‪٤‬‬
‫‪ 38. 863(.‬لآلل) ‪1. 2.2‬اا‪٧‬ا‪$610718 0‬‬
‫‪٧٧٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثامن عشر‬

‫‪ .٨‬التبرير بواسطة المحبة‬

‫يستند مناصرو التبرير باألعمال إلى اقتباس هذه النصوص من رسائل بولس لدعم حجتهم‪:‬‬
‫‪٠٠‬إن كان بي كل اليتاز ض أنقل الجبان‪ ،‬زلكن يق بي تختة‪ ،‬فلشغ قؤا‪١ [ ٠٠‬كو ‪.]٢: ١٣‬‬
‫وجت اعض التخئه‪,,‬‬ ‫وأيخا‪ :‬شما اآلن ئ‪ :‬االيتان زالؤلجاة واسه‪ ،‬هذ؟ الئال‬
‫[ ‪١‬كو ‪١٣: ١٣‬؛‪ .‬وكذلك‪ :‬أطى لجميع هذه انبشوا التفائً اش هتي رتاط الكتاآل [كو ‪١٤ :٣‬؛‪.‬‬
‫من هذين المرجعين يجادل فزيسؤونا بأئنا نتبرر بالمحبة ال باإليمان‪ ،‬وهكذا بقؤة أعظم كما‬
‫يقدولون‪ .‬أتا هذا التعليل الحاذق فال يصعب نقضه‪ .‬لقد شرحنا قبأل أة ما ورد في النص األول ال‬
‫يمث بصلة إلى اإليمان الحقيقيه‪ .‬كذلك نشرح النص الثاني من حيث عالقته باإليمان الحقيقي‪.‬‬
‫يقول بولس إة المحبة أعظم من اإليمان‪ ،‬ليس لكونها أجدر بالتقدير أو المكافأة‪ ،‬بل ألئها أكثر‬
‫إثمارا‪ ،‬وألئها تمتن إلى أبعد‪ ،‬وألئها تخدم نطاوا أوسع‪ ،‬وألئها تسطع دوائ وأبذا‪ ،‬بينما تدوم فائدة‬
‫اإليمان إلى حين فقط [قارن ‪ ١‬كو ‪ ١:١٣‬وما يلي؛‪ .‬فإن كا نتأتل مقدار التغؤق‪ ،‬لزم أن يأخذ حئنا‬
‫لله المقام األول بحق‪ ،‬ولكن ليس هذا ما يرمي إليه بولس‪ .‬في الواقع‪ ،‬إئه يشذد على هذه النقطة‬
‫الواحدة‪ :‬أئه ينبغي أن نهذب بعضنا بعشا في الرب بالمحبة المتبادلة‪ .‬ولكن لنفرض أة المحبة‬
‫تتفوق على األيمان في كز مجال‪ :‬كيف لكن ذي رشد — بل ألي كامل عقل ‪ -‬أن يفطئ من هذا‬
‫أئها تبرر أكثر؟ إذ قوة التبرير التي يمتلكها األيمان ال تكمن في أي كفاءة لألعمال‪ .‬تبريرنا يرتكز‬
‫على رحمة الله وحدها واستحقاق المسيح؛ واإليمان هو الذي يحقق التبرير‪.‬‬

‫لكئك إذا سألث خصومنا على أي أساس وبأي معئى يعزون التبرير إلى المحبة‪ ،‬يجيبون ألة‬
‫واجبها يشر الله‪ ،‬وألئه باستحقاقها ‪ -‬من حيث قبولها بإحسان الله ‪ -‬يحسب لنا برا‪ .‬من هذا‬
‫تالحظ كيف يغسق جدالهم منطقيا‪ .‬أتا نحن فنقول إة األيمان يبرر‪ ،‬ال ألئه يربح لنا البر بما له‬
‫من استحقاق في ذاته‪ ،‬بل ألده أداة بها نحصل مجادا على بز المسيح‪ .‬إدهم بإغفالهم رحمة الله‬
‫وتخئليهم المسيح الذي يكمن فيه كل البز‪ ،‬يجادلون في أدنا نتبرر بحصيلة المحبة ألدها تتغؤق‬
‫على األيمان‪ .‬هذا كما لوكان أحدهم يجادل في أة ملكا أقدر على صنع حذاء من صانع األحذية‬
‫لمجزد أئه أرفع منه مقاتا بال حدود‪ .‬يعطينا هذا المثال القياسي الواحد دليأل عظيائ على أة أحذا‬
‫من كز مدارس أالسور‪.‬وون لم يتذوق ‪ -‬ولوعلى طرف اللسان ‪ -‬ما هو التبرير باإليمان‪.‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الثاني‪ ،‬الفقرات ‪.١٣-٩‬‬ ‫ه‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٧٧٤‬‬

‫لكن إن قاطعنا نشاغت بالسؤال‪ :‬لماذا فهمنا ‪ -‬في حيز ضئيلي كهذا ‪ -‬مصطلح اإليمان كما‬
‫يستعمله بولس‪ ،‬كما لوكان ذا خصائص‪.‬متعددة‪ ،‬فله عندي جواب معقول ورصين‪ :‬حيث إذ هذه‬
‫المواهب التي يعذدها بولس تندرج بصور؛ أو أخرى تحت موضوعى اإليمان والرجاء ألئهما‬
‫يتعلقان بمعرفة الله‪ ،‬إده يسردها جميعا على سبيل االختصار تحت عنوان اإليمان و الرجاء ‪.‬‬
‫فكأدما يقول‪ :‬إن‬
‫** النبوة واأللسنة وموهبة الترجمة والعلم تهدف جميعها إلى قيادتنا إلى معرفة الله؛‬
‫ولكئنا في هذه الحياة نعرف الله باإليمان والرجاء فقط‪ .‬لذا عندما أذكر اإليمان والرجاء فإئني إدا‬
‫أشمزكز هذه‪.‬أ أيا اآلن ئثت‪ :‬اإليقان ؤالرحاء واسه‪ ،‬هذ؟ الئال ‪١ [ ٠٠‬كو ‪-١٣: ١٣‬أ] ‪-‬‬
‫أي مهما عظمت جميع هذه المواهب في تعددها — والمقصود بذلك هو قائمة المواهب المشار‬
‫** اسه أ [ ‪١‬كو ‪ -١٣: ١٣‬ب]‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫إليها‪ -‬اغظئهن‬

‫الكمال [كو ‪١٤ :٣‬؛‪ ،‬فهي لذلك‬


‫**‬ ‫يستدنون من النص الثالث ما يلي‪ :‬إن كاتت المحبة أرباط‬
‫رباط البز‪ ،‬وما هو إأل الكمال‪ .‬أوأل‪ ،‬أن يتغافلوا عن أن بولس يدعوه كماأل عندما يلتصق أعضاء‬
‫كنيسه للصبه قانونيا بعضهم ببعض في شركة متينة‪ ،‬وأن يعترفوا بأن المحبة تكئلنا في عيدي الله‪،‬‬
‫بأي جديد بعد يأتون؟ أجيبهم دائائ بعكس ذلك‪ :‬اده يستحيل علينا أن نحرز هذا الكمال إن لم‬
‫نكئل جميع مطنبات المحبة وواجباتها‪ .‬وس هذا أستنتح أئه ما دام جميع الناس أبعد ما يكونون‬
‫عن إيفاء واجبات المحبة‪ ،‬ال يبقى لهم أي أمل في الوصول إلى قئة الكمال‪.‬‬

‫‪.٩‬ش‪١٧:١٩‬‬

‫لسك أريد أن أتعثب الشواهد الفردية التي انتزعها أغبياء الوربون الحاليون من الكتاب‬
‫المقدس على غير أساس — كز‪ ،‬ما زوفخته عليه أيديهم من أول وهلة — لكي يقذفوا بها نحونا‪ .‬فإذ‬
‫بعضها هكذا باعك على السخرية‪ ،‬بحيث ال يمكنني أن أنكرها إأل إذا رغبت أن يحسبني الناس‬
‫بحن ناقص العقل‪ .‬ولسوف انهي هذا الموضوع بعد أن أشرح مقولة للمسيح يتخذون منها غاية‬
‫المتعة‪ .‬يجيب يسوع الناموسئ الذي يسأله عائ يجب أن يفعله لكي ليخلص‪ ،‬فيقول‪ :‬إذ ارذن‬
‫اذ دنحل‪ ،‬الحيا؛ والحعغل الوصايا [مت ‪ .]١٧: ١٩‬يسألون‪ :‬ماذا نريد أكثر من ذلك‪ ،‬إذ يدعونا‬
‫واهب النعمة إلى اقتناء ملكوت الله بحغظ الوصايا؟ فكما لم يكن واضحا أن المسيح لم يكيف‬
‫إجاباته لمن رأى أده يتعامل معهم! هنا يسأل أحد معلمي الناموس عن كيفية الحصول على السعادة‬
‫— وليس هذا فقط‪ ،‬بل عن أي أعمال يفعلها الناس للتوصل إليها‪ .‬على أن صاحب السؤال ذاته وهو‬
‫معتم للناموس‪ ،‬وكذلك السؤال نفسه‪ ،‬دفعا الرب إلى أن يجيب هكذا‪ .‬لقد أعمى الناموسى ذاته‬
‫‪٧٧٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثامن عشر‬

‫بالثقة في األعمال إذ تدرب في مذهب بز الناموس‪ .‬ومن ثم لم يبحث إأل عما كان من أعمال البز‬
‫التي بها يتم الخالص‪ .‬لذا كان من المنطق أن دعاد إلى الناموس الذي يحتوي على مرآؤ مثالية للبز‪.‬‬

‫نحن أيصا نعلن بصوت جلى أن هذه الوصايا ينبغي أن دطاع إذا غلمتا إنسان الحيا؛ في‬
‫األعمال‪ .‬كما يجب على كز مسيحى أن يعرف هذه العقيدة‪ :‬ألئه كيف يمكنه أن يهرغ إلى‬
‫المسيح إن لم يدرك أئه قد هوى من طريق الحياة إلى حافة الموت؟ وكيف يعلمون إلى أى حد‬
‫ضآوا عن طريق الحياة إن لم يكونوا قد أدركوا ما هو ذلك الطريق؟ لذلك‪ ،‬عندما يميزون فقط ما‬
‫أعظم الغرق بين حياتهم والبؤ األلهي الذي ينشأ عن قبول الناموس‪ ،‬يتجهون إلى أن مالذهم الوحيد‬
‫الستعادة خالصهم هو المسيح‪.‬‬

‫خالصة القول إئه إذا ابتغينا الخالص في األعمال‪ ،‬لزم علينا أن نحفظ الوصايا التي بها نتدزب‬
‫نحو البز الكامل‪ .‬ولكن ينبغي أال نتوقف عند هذا الحذ إن لم نرغب في أن نفشل في الطريق‪،‬‬
‫ألة أحذا منا غير قادر أن يحفظ الوصايا إلى حذ الكمال‪ .‬ومن ثم‪ ،‬إذ نحن ئعوقون عن اقتناء‬
‫بز الناموس‪ ،‬وجب علينا أن ننتهغ سبيألآخر التماسا للمعونة‪ ،‬أي سبيل األيمان بالمسيح‪ .‬لهذا‬
‫السبب‪ ،‬كما أن الرب بهذه الكلمات يرد إلى الناموس معئائ للناموس رأى فيه زنؤوا بثقة خاوية‬
‫في األعمال‪ ،‬لكي يتنيه إلى أئه إنسان خاطئ خاضع للدينونة الرهيبة دينونة الموت األبدي‪ ،‬كذلك‬
‫في موضعآخر‪ ،‬وبوعد النعمة وبدون أى ذكر للناموس‪ ،‬يعري آخرين قد اتضعوا بإدراكهم تلك‬
‫الحقيقة‪ ،‬اذ قال‪ :‬ئغالؤا إنى فا لجميغ الئئغتيئ ؤالتقيلي األحنال‪ ،‬زاتا اريخكلم‪ . . .‬قحدوا زاخة‬

‫لئغوسكم‪[ ,,‬مت‪.]٣٠-٢٩:١١‬‬

‫‪ .١٠‬ال ئقازن ابؤ واالثلم على أساس القاعدة نفسها‬

‫أخيرا‪ ،‬بعد أن أرهقهم سوء تطبيقهم لنصوص الكتاب المقدس‪ ،‬لجأوا إلى المراوغة‪-‬‬
‫في بعض األماكن بكلمة اعمل‬ ‫والسفسطة‪ .‬فها هم يماحكون حول تعريف اإليمان‬
‫[يو ‪ .]٢٩:٦‬من هذا يستنبطون أئنا نخطأ بإقامة تضاد بين األيمان واألعمال؛ كما لو كان األيمان‬
‫يختم بر المسيح على قلوبنا بتلك الرحمة المقدمة لنا من خالل المناداة باألنجيل‪ ،‬باعتباره ‪ -‬أي‬
‫األيمان — إطاعة األرادة اإللهية يحصل لنا على البز باستحقاق ذاته‪ ،‬وليس بقبول رحمة الله‪ .‬سوف‬
‫يعذرني قرائي إذا لم أتوان في تحطيم تلك الخزعبالت مع أئها بما فيها من ضعف‪ ،‬ومن دون إقحام‬
‫قوه خارجية‪ ،‬تتحظم من ذاتها بما فيه الكفاية‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٧٧٦‬‬

‫على أئني أريد في المناسبة أن أتختض من اعتراحبن له بعض الشبه من الحقيقة‪ ،‬لئأل يقلق‬
‫البعض من عديمي الخبرة‪ .‬ألن البديهة تعتمنا أن القاعدة الواحدة تنطبق على األضداد‪ ،‬وأة كز‬
‫خطيئة دحسب علينا كشر [عدم بر؛‪ ،‬يقولون إره من المالئم أيصا أن يحشب كل عمل صالح برا‪.‬‬
‫لست أقتنع بجواب من يقولون بأن دينونة البشر تقوم كما ينبغي بناة على عدم اإليمان فحسب‪،‬‬
‫وليس على الخطايا المغردة‪ .‬إئني أثغق معهم في أن عدم اإليمان هو أصل ومئبع لكز الشرور‪ ،‬ألله‬
‫االنشقاق األول عن الله ويتبعه اقتراف التعذيات المغردة على الناموس‪ .‬ولكن‪ ،‬ألئهم حين يضعون‬
‫البز والشر في الميزان‪ ،‬يبدو أئهم يطبقون المعايير ذاتها للخير والشز‪ ،‬أجدني مضطرا أن أختلف‬
‫معهم في ذلك‪ .‬هذا ألن بز األعمال هو الطاعة التامة للناموس‪ .‬لذلك ال يمكنك أن تكون بارا على‬
‫أساس األعمال‪ ،‬إآل إذا سردق بال حيد دائائ وأبذا مدى الحياة ‪ -‬إذا جاز القول ‪ -‬على ذلك الدرب‬
‫القويم‪ .‬ومتى انحرك عنه‪ ،‬تنزلق إلى الشر‪ .‬من هذا يتبين وبكز وضوح أن البز ال يأتي من عمل‬
‫واحد أو بعضن األعمال‪ ،‬بل من إطاعة اإلرادة اإللهية بال كالل وبال انحراف‪ .‬أتا معيار الحكم‬
‫على الشر فيختلف تمام االختالف‪ .‬فالسارق أو الغاسق‪ ،‬باقترافه جريمة واحدة‪ ،‬مستحق عقات‬
‫الموت ألئه قد أذنب ضد عزة الله وجالله‪ .‬إذ أولئك السفسطائيين يتعثرون إذ ال يلتفتون لمقولة‬
‫يعقوب اوإذ من عثر في واحدة فقد صار مجرائ في الكل‪ ،‬ألن الذي قال ال دزن‪ ١١‬قال أيصا‬
‫ال ئعئزا‪[ ١‬يع ‪ ١١ - ١٠ : ٢‬؛‪ ،‬إلخ‪ .‬لذا يلزم أأل يبدوسخيعا أن نقول إذ الموت هو القصاص العادل‬
‫لكز خطيئة مغردة من خطايا متعذدة‪ ،‬ألن كز واحد؛ منها تستحق غضب الله ونقمته‪ .‬ولكئك‬
‫تمسي مختز المنطق إذا جادلث — على العكس — في أن إنساائ يمكنه أن يتصالح مع الله بواسطة‬
‫عمل صالح مغرد‪ ،‬فيما هو من أجل عديد خطاياه مستحؤ لغضب الله‪.‬‬
‫الفصل التاسع عشر‬

‫الحرية المسيحية‬

‫مع‬

‫(ضرورة عقيدة الحرتة المسيحية‪ ،‬ذات ثالثة أجزاء‪ ،‬يوجد أؤلها في غالطية ‪)٣-١‬‬

‫‪ .١‬الحاجة إلى فهم صحيح للعقيدة المسيحية في الحرية‬

‫ينحتم اآلن أن نناقش موضوع الحرتة المسيحية‪ .‬فمن يثخن على عاتقه أن يلخص تعليم‬
‫اإلنجيل يلزمه أأل يهمل شرح هذه العقيدة‪ ،‬ألدها ذات أهمية أساسية‪ ،‬وبدون معرفتها ال يكاد يجرؤ‬
‫الضمير على أن يتبغى أمرا من دون أن يشك؛ فهو يتردد ويتراجع ويضطرب ويتهذج بال انقطاع‪.‬‬
‫ولكل الحردة تتصل اصاأل خاصا بالتبرير‪ ،‬وهي ذات نفع غير قليل الستيعاب قوته‪ .‬حعا إذ من‬
‫يخافون الله جدائ سوف يتمتعون بالجدوى العديمة النظير التي تتميز بها هذه العقيدة‪ .‬ويا لها من‬
‫جدوى رغم التهكم الذي يولجهه إليها أصحاب لوسيان‪ ١ ،‬بال ورع أو حياء في سخريهم الالذعة!‬
‫فغي حالة سكرهم الروحي التي ابتلوا بها استباحوا كز فعل ماجن وئشين‪ .‬لذا هذا هو المكان‬
‫الصحيح لبحث هذا الموضوع‪ .‬كان من المفيد أدنا أرجأنا نقاسا أكمز له حتى اآلن‪ ،‬مع أدنا قد‬
‫لتحنا له قبأل عنة مرات‪. ٢‬‬

‫على أده حالما بذكر الحرية المسيحية‪ ،‬تهيج المشاعر أو ينشب الجدال إن لم لعازض تلك‬
‫األرواح المستهترة بالنقد والحجة فورا‪ ،‬وإأل فلسوف ئغسد كز شيء‪ .‬فالبعض يتخذون من هذه‬
‫الحرية ذريعة للتجرد من كز التزامات إطاعة الله وإلطالق العنان لالستباحة المفرطة‪ .‬آخرون‬
‫يزدرونها ظائ منهم أئها تطيح معايير االعتدال والنظام وحسن االختيار‪ .‬فماذا إدا عسانا نفعل‬
‫ومحاطون بالحيرة إزاء هذه األجواء؟ هل نقول وداعا للحرية المسيحية وبذا نحتمي من تلك‬

‫‪. )]<€‬‬ ‫لوسيان السموساطي (مات حوالى ‪ ٢٠٠‬ب‪ .‬م‪ ).‬سخر من اإليمان والممارسة المسيحيين في كتابه‬ ‫‪١‬‬
‫واإلشارة هنا إلى من يسيرون عاى نهجه‪.‬‬
‫انظر أعأله‪ :‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل السابع‪ ،‬الفقرات ‪ ١٤‬و ‪ :١٥‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الحادي عشر‪ ،‬الفقرات ‪ ١٧‬و ‪.١٨‬‬ ‫‪٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الئ يرق المسيحي‬ ‫‪٧٧٨‬‬

‫المخاطر؟ ولكن‪ ،‬كما قلنا قبأل‪ ،‬إن لم تلم بمعنى هذه الحردة‪ ،‬فلن يمكننا أن نعرف المسيح‪ ،‬وال‬
‫حق اإلنجيل‪ ،‬وال معتى السالم الداخلي على حقيقته‪ .‬بل باألحرى نبحتم علينا أن نهتم بأآل نهمل‬
‫هذا الجانب الضروري من عقيدة إيماننا‪ ،‬وفي الوقت عينه ينبغي أأل نتهاون في الرد على تناث‬
‫السخافات التي ال بد أن دثار عندما نتعرض لموضوع الحردة المسيحية‪.‬‬

‫‪ .٢‬الحرية من الناموس‬

‫في اعتقادي أة الحردة المسيحية تتكؤن من ثالثة أجزاء‪ :‬أولها‪ ،‬أة ضمائر المؤمنين التي‬
‫تحتاج إلى تأكيد تبريرهم أمام الله‪ ،‬يلزمها أن ترتقي على الناموس وأن تتخثاه بحيث ال تعير بر‬
‫الناموس اعتبارا‪ .‬ألئه إذ ال يستطيع أحد أن يقف مبررا أمام ما يقتضيه الناموس‪ ،‬فإائ أئه يقطع أمامنا‬
‫كز أس في التبرير أوكلزمنا أن نتحرر منه بحيث ال دقام أي وزن لألعمال‪ .‬فتن يظئ أره لكي يتبرر‬
‫يلزمه أن يأتي بحفنة تافهة من األعمال‪ ،‬فهوفي الحقيقة عاجز عن تقدير ضآلة قيمتها ومحدوديتها‪،‬‬
‫بل إئه يجعل من ذاته عبنا مديائ للناموس‪ .‬لذلك إذ نطرح جانبا أئ ذكر للناموس وكز اعتبار‬
‫لألعمال‪ ،‬وجب علينا عندما نتحدث عن التبرير‪ ،‬أن نعتمد على رحمة الله وحدها‪ ،‬وأن نحول‬
‫انتباهنا عن ذواتنا ونتطلع إلى المسيح وحده‪ .‬ألة السؤال عندئذ‪ :‬ليس كيف يمكننا أن نتبرر‪ ،‬بل‬
‫كيف — ونحن أشرار وغير مستحثين — يمكن أن نحسب أبرارا‪ .‬فإذا ابتغت الضمائر الحصول‬
‫على أي قدر من التأكيد في هذا لمجال‪ ،‬يتحئم أآل تعطي أي مكاز للناموس‪.‬‬

‫أساس من الصحة أة الناموس‬


‫هي‬ ‫ذلك‪ ،‬على أي‬
‫يستنبط من ف‬‫‪٠٠‬‬ ‫إنساز أن‬
‫؛‬ ‫على أئه ال يجوز ألي‬
‫مجرد شي؛ زائد ال ضرورة له للمؤمنين‪ ،‬إذ إئه ال يكذ عن تعليمهم وإرشادهم واستحثاثهم على‬
‫الصالح‪ ،‬وإن لم يكن له موقع في ضمائرهم حين يمثلون أمام عرش قضاء الله‪ .‬ولتا كان هذان‬
‫الموضوعان مختلعين تمام االختالف‪ ،‬لزم علينا أن نميز بينهما تمييزا صحيحا ودقيائ وفائ لما‬
‫يمليه الضمير‪ .‬ينبغي أن تكون حياة المسيحيين بجملتها نوعا من ممارسة التقوى‪ ،‬ألدنا قد دعينا‬
‫إلى التقديس [‪١‬تس ‪٧:٤‬؛ قارن اف‪٤:١‬و‪١‬تس‪ .]٣:٤‬وهنا يتحذد دور الناموس في إنذار‬
‫اإلنسان بواجبه وإثارة غيرته نحو القداسة والطهارة‪ .‬أتا عن اهتمام الضمائر بكيفية ارضاء الله‪،‬‬
‫وبما تكون إجابتهم‪ ،‬وبأي ثقه سوف يقفون إذا نودي بهم للمثول أمام عرش دينونته‪ ،‬فهنالك‬
‫يلزمنا أآل نفقش عتا يطلبه الناموس‪ ،‬بل المسيح وحده الذي يفوق كماله كز كمال الناموس‪ ،‬هو‬

‫تن يتبغي أن يكون برنا‪.‬‬


‫‪٧٧٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫‪ .٣‬برهان غالطية‬

‫تدور حجه رسالة غالطية برئتها تقريبا حول هذه النقطة‪ .‬والذين يعتمون بأن بولس في رسالته‬
‫هذه يجادل ألجل حرية الطقوس والشعائر فحسب‪ ،‬يفشرونه منافيا للعقل كما يمكن إثباته من‬
‫النصوص ذاتها‪ .‬من مثال ذلك ما ورد في قوله‪ :‬إة المسيح أضاز لئ أللجلنا أ ليفتدينا من لعنة‬
‫الناموس [غل ‪]١٣:٣‬؛ وادبتوا إذا في الفره ابي قذ خرزتا التسيخ بها‪ ،‬ؤأل دربكوا اتخا يتير‬
‫غبودئه‪ .‬لها اتا بولش ادول ‪...‬ائه إن الحم أل تئعفكلم انسيخ نسقا‪ ...‬ؤ غز إكان نغس ائه‬
‫ثلتزم اذ ئفتز بكل الائوئس‪ .‬قذ بطلتم غن التسيع ادفا الندين دتيكررون دالائثوس‪ .‬سعطتم مئ‬
‫الئثته [غل ه ‪٤—١ :‬؛‪ .‬ال ريب في أن هذه النصوص تحتوي على ما هو أسمى من الحرية ض‬
‫الطقوس! إئني بالطبع اقز بأن بولس يناقش الطقوس ههنا‪ ،‬ألئه يعيب الرسل الكذبة الذين كانوا‬
‫يحاولون أن يعيدوا إدخال ظالل الناموس البالية على الكنيسة المسيحية‪ ،‬بعد أن كان المسيح قد‬
‫أبطلها بمجيئه‪ .‬ولكئه لكي يناقش تلك المسألة‪ ،‬كان عليه أن يشيز إلى الموضوعات األهلم التي‬
‫ارتكز عليها الجدال بكآيته‪ .‬أؤأل‪ ،‬إذ كان وضوح األنجيل قد قئمته تلك الظالل اليهودئة‪ ،‬بين‬
‫بولس أن لنا في المسيح األعالن التام لتلك األمور التي رمز إليها في الطقوس الموسوية‪ .‬ثم إذ كان‬
‫أولئك الدحالون قد شيعوا أذهان عامة الناس بالفكر الشرير القائل بأن إطاعة تلك الطقوس تنيلهم‬
‫استحقاق نعمة الله‪ ،‬يصر بولس في هذه الرسالة على أأل يفترض المؤمنون أئهم بأعمال الناموس‬
‫يمكنهم أن ينالوا البر في عيلي الله‪ ،‬أو أسوأ من ذلك أنهم يبررون بممارسة تلك الطقوس البدائية‬
‫التافهة! وفي الوقت عينه يعتم بأئهم بواسطة صليب المسيح قد صاروا أحرارا من حكم الناموس‪،‬‬
‫الصليب الذي لواله لظتوا يرزحون تحت ثقل الناموس [غل ‪٥: ٤‬؛‪ .‬وبهذا التعليم أراد أن يوفد‬
‫لهم أئه يمكنهم أن يضعوا كز الثقة في المسيح وحده؛ وهذا هوموضوعنا أيصا‪ .‬وأخيرا‪ ،‬إئه يؤكد‬
‫ضمان حرية ضمائر المؤمنين بحيث ال يشعرون باالضطرار إلى ممارسة ما ال لزوم له‪.‬‬

‫(الجزء الثاني‪ :‬حرية الضمير للطاعة بدون إكراه الناموس‪)٦ - ٤ ،‬‬

‫‪ .٤‬الحرية من قيود الناموس تفشئ الطاعة الحقيقية في المؤمنين‬

‫أما الجزء الثاني‪ ،‬ويعتمد على األول‪ ،‬فهو أن الضمير يحافظ على الناموس‪ ،‬ليس عن اضطرار‬
‫إلى التقيد بالناموس‪ ،‬بل إئه إذ يتحرر من نير الناموس‪ ،‬يطيع إرادة الله عن رصا وطيب خاطر‪.‬‬
‫فحيث يظز الضمير في رعدة متناهية ما دام باى تحت سيطرة الناموس‪ ،‬سوف يستحيل عليه أن‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٧٨٠‬‬

‫يجد ذاته على استعداد وشوى إلطاعة الله‪ ،‬إن لم يكن قد نال هذا النوع من الحرية‪ .‬سوف ندرك‬
‫هذا بوضوح أكثر إذ نسرد مثاأل مختصرا يعيننا على ذلك‪ :‬يوصي الناموس بأن دحب الرت الفك‬
‫س كل قلبك ؤس كل بك‪ ،‬زمىكل‪ ،‬ووتلثع ا [تث ‪ : ٦‬ه ] ‪ .‬فلكي نتتم هذا‪ ،‬ينبغي أن تفرغ نفوسنا‬
‫من كز شعور وفكر آحرئن‪ ،‬وأن ئطؤر قلوبنا من كز رغبة‪ ،‬وأن ئسئجمغ كز قوانا وركز على‬
‫هذه النقطة وحدها‪ .‬ولكن كز من أحرزوا تقذائ أعظم من غيرهم في نهج الرب‪ ،‬ال يزالون أبعد‬
‫ما يمكن عن ذلك الهدف‪ .‬ألئه على الرغم من أئهم يحبون الرب يخالعن حب وجدانهم‪ ،‬يظز‬
‫جانت عظيم من قلوبهم ونفوسهم متعتى شهواتهم الجسدية التي تجرفهم وتمنعهم من اإلسراع‬
‫ود‪ ،‬ما إلى الله‪ .‬إئهم حعا يجاهدون في سعيهم نحوه‪ ،‬ولكى الجسد يضعف قواهم من جهة‪ ،‬ومن‬
‫أخرى يجذبهم إلى ذاته‪ .‬ماذا عساهم يفعلون ههنا فيما هم يشعرون بعجزهم الكتي عن أن يتئموا‬
‫الناموس؟ إئهم يريدون‪ ،‬يطمحون‪ ،‬يحاولون‪ ،‬ولكن ال حول لهم في مواجهة الكمال المطلوب‪.‬‬
‫إذا نظروا إلى الناموس ال يرون سوى اللعنة تصيب ى عمل يحاولونه أويقصدون عمله‪ .‬وليس ثتة‬
‫من سبب‪ ،‬يبرر ألي إنسا؟ أن ئتخدغ ذاته فيغلى أن عمله لينى بكتيته شريرا ألئه ناقص‪ ،‬وأن الله على‬

‫الرغم من ذلك يجد ما فيه من صالح مقبوأل لديه‪ .‬فإذ لم تخئف صرامة الناموس‪ ،‬فمطالبته بالحت‬
‫الكامل تدين كز ما ينقصه الكمال‪ .‬لذا ليتفكر اإلنسان في عمله الذي أراده أن يوجد حسائ إلى حد‬
‫ما‪ ،‬وبذلك سوف يجده تعديا على الناموس لمجرد أده عمز يعوزه الكمال‪.‬‬

‫ه‪ .‬الحرية من القيود تقذرنا على الطاعة الفرحة‬

‫انظز كيف أن جميع أعمالنا تمكث تحت لعنة الناموس إذا هي قيست بمعيار الناموس‪ .‬فكيف‬

‫إدا يمكن لنقوس تعيسة أن تتألهب متحئسة للقيام بعمل يتوقعون أئه سوف يجازى بمجرد لعنة؟ أتا‬
‫في حال تحررهم مائ يفرضه الناموس من لعنة‪ ،‬بل من قسوة الناموس كلائ‪ ،‬إذا سمعوا الله يناديهم‬
‫بصوب أبوي حنون‪ ،‬فتسؤف يجاوبون بفرح واشتياق عطيتين ويتبعون إرشاده‪ .‬باإليجاز‪ ،‬إذ من‬
‫يتقيدون بنير الناموس يشبهون بعبيد قرض عليهم أسيادهم واجباب معينة ليقوموا بها كز يوم‪ .‬ال‬
‫يشعر هؤالء العبيد بأئهم أنجزوا منها شيائ‪ ،‬وبذا ال يجرؤون على أن يظهروا أمام أسيادهم إذا لم‬
‫يتئموا كز واجباتهم على أكمل وجه‪ .‬أتا األبناء الذين يعاملهمآباؤهم بأكثر لطب وأقل تعشب‪،‬‬
‫فال يترددون في أن يتقدموا إليهم بأعمالهم حتى لو كانت غير مكتملة‪ ،‬أو حتى لو كانت مشوبة‬
‫بالعبب‪ ،‬ثقة منهم بأن طاعتهم وطيب خاطرهم يناالن القبول عندآبائهم‪ .‬مثل هؤالء األبناء‪ ،‬ال ين‬
‫لنا أن نثق تماتا بأن الخدمات التي نقوم بها سوف تحوز قبول أبينا السماوي كتي الرحمة‪ ،‬مهما‬
‫‪٧٨١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫كانت ضئيلة أو ناقصة أو تعوزها البراعة‪ .‬إئه هكذا يطمئننا بقول النبي‪ :‬أدا‪ ...‬اغبق عليهم كما‬
‫يسفق اإلرسان على) ابنه الدي تحدل [مال ‪١٧:٣‬؛‪ .‬من الواضح أة كلمة يشفق اسئعملت هنا‬
‫بمعنى ‪٠‬ايتساهال أو يتغاضى عن‪ ...‬أ‪.‬و يرق على‪ ...‬كما ذكرت أيصا كلمة خدمة ‪ .‬إئنا‬
‫بحاجة إلى هذه الطمأنينة إلى درجه ليست بقليلة؛ بدونها باطأل دعي م على كل ما نفعله‪ .‬وال يمكن‬
‫أن يعتبر الله أئنا نوقره بعمل من أعمالنا إذا لم نفعله بكامل اإلجالل نحوه‪ .‬ولكن كيف يمكن عمل‬
‫ذلك وسط كز هذه الرعدة التي تجعلنا نشك في أعمالنا هل كانت تهين الله أو تكرته؟‬

‫‪ . ٦‬إذيتحزر المؤمنون بالنعمة ال حاجة إلى أن يخشوا مختفات الخطيئة‬

‫وهذا هو السبب الذي ددغ كاتب الرسالة إلى العبرانيين إلى أن ينسك إلى اإليمان كز عمل‪،‬‬
‫صالح نقرأ أة اآلباء القديسين فعلوه ‪ ،‬فقئتهم على أساس اإليمان وحده [عب ‪ ٢ : ١١‬وما يليه؛‬
‫‪ ١٧: ١١‬إلخ؛ ‪ .‬وفي رسالة رومية‪ ،‬نجد نصا معروقا عن هذه الحرية التي على أساسها يستنتج‬
‫منطفائ أئه ال ينبغي أن تتمنكنا الخطيئة أو تسودنا [رو ‪ ١٢ :٦‬و‪١٤‬؛‪ ،‬ألئنا لسنا تحت الناموس‬
‫بإى تحت النعمة‪ .‬فقد حذر المؤمنين أآل ينعوا الخطيئة تملك في أجسادهم المائتة [رو ‪]١٢:٦‬‬
‫وأأل يخضعوا أعضاءهم للخطيئة كآالت إثم ‪ ،‬بل أن يقذموا ذواتهم لله كأحياء من األموات ‪،‬‬
‫وأعضاءهمآالت بر للهاا [رو ‪ . ] ١٣: ٦‬أتا من جهؤ أخرى‪ ،‬فقد يعترضون بأئهم ال زالوا يحملون‬
‫معهم أجسادهم الممتلئه بالشهوادت‪ ،‬وأة الخطيئه تسكن فيهم‪ .‬أما بولمر) فيضيف هذه التعزية في‬
‫الحرية من الناموس‪ .‬فكما لوكان قد قال‪ :‬على الرغم من أئهم ال يشعرون بعن بوضوح أة الخطيئة‬
‫قد ابيدت أو أة البر يسكن فيهم‪ ،‬لم يزل ثئة سبب‪ ،‬ألجله يخافون ويحبطون‪ ،‬كما لودكان الله يتعقر‬

‫دائائ بمختفات الخطيئة‪ ،‬إذ يرون أئهم قد تحرروا بالنعمة من الناموس بحيمث ال ئقاس أفعالهم‬
‫بحسب معاييره‪ .‬لكن حذار أن يظئ أحذ أئنا نقول بأئه ينبغي أن نخطئ ألئنا لسنا تحت الناموس‪،‬‬
‫بل ليفهموا أة هدفنا هو أن نحفزهم على كز عمل صالح‪.‬‬

‫السوائية ودعمها من رسالة رومية‪٩-٧ ،‬‬


‫**‬ ‫األمور*‬
‫في؛‬ ‫‪ .٧‬الحرية‬

‫أتا الجزء الثالث من موضوع الحرية المسيحية فهو هذا‪ :‬إئنا لسنا ملتزمين أمام الله بأي‬
‫اضطرار دينى يمنعنا من أداء األشياء السوائية [أي التي ال تقذم وال تؤحر]‪ .‬في حذ ذاتها في بعض‬
‫األحيان‪ ،‬أو أن نغطها في أحيا؟ أخرى بال مباالة‪ .‬وإذ إدراك هذه الحرية ألمز ضروري جذا لنا‪،‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪٧٨٢‬‬

‫ألئنا إن لم نعرفها فلن تسترخ ضمائرنا ولن تكون هنالك نهاية للخرافات‪ .‬إئنا اليوم نبدو للكثيرين‬
‫وكأئنا فقدنا الرشد ألئنا نثير نقاائ حول تناول اللحوم بدون تحريم‪ ،‬وحول التعامل مع العطالت‬
‫(األعياد) واأللبسة‪ ،‬وهلتم جرا‪ ،‬وتبدولهم هذوحماقات طيش‪.‬‬

‫ولكل هذه األمور أهنتم كثيرا منا شاع االعتقاد به‪ .‬ألئه إذا ما احتبك الضمائر وه‪ ،‬تدخل‬
‫في متاهات ال سبيل إلى الخروج منها‪ .‬فإن بدأ رجز يشك في أئه لو حز له أن يستعمل الكيان‬
‫للثالءات أو لألقمصة أو لمنادبل اليد أو لمناديل المائدة‪ ،‬فسوف يلتبس بعدئذ عليه هل كان يحز‬
‫له أن يستعمل القئب؛ وأخيرا سوف يحوم الشك حتى حول الحبل المصنوع من ئسالة الكيان‪.‬‬
‫وسوف يقاب في فكره هل يستطيع أن يجلش إلى العشاء بدون استعمال منديل المائدة ‪ ،‬أو أن‬
‫رخرخ من داره بال منديل اليد‪ .‬وإن كان أحدهم يعتبر طعاائ لذيذ المذاق محرائ‪ ،‬فلسوف يبقى‬
‫ضميره مضطرائ أمام الله أيشا عندما يأكل الخبز األسود أو األطعمة المألوفة‪ ،‬بينما يقنع نفسه بأن‬
‫جسمه يمكن أن يقتات على طعام أكثر خشونة‪ .‬وإذا أجفل مع تذؤق النبيذ الحلو‪ ،‬فسوف يزعج‬
‫ضميره لوشرب نبيذا عادائ‪ ،‬وأخيرا لم يجرؤ على أن يشرف ماء أنقى وأعذب من ماءآخر‪ .‬فالموجز‬
‫أئه سيصل به الحال إلى أن يعتبر حراائ إذا داست قدمه قئة اعترضت طريقه‪ ،‬كما بضرب المثل‪.‬‬

‫هنا بثار جداز جسيم األهمية ألئه يدور حول هل كان الله الذي ينبغي أن تسموإرادته فوق كل‬
‫مخكطاتنا وأفعالنا‪ ،‬يريد لنا أن نستعمل هذه األشياء أو تلك‪ .‬ونتيجة لذلك ينزلق البعض في يأسهم‬
‫إلى هاوية من الحيرة؛ وآخرون مئن يحتقرون الله وال يبدون له مخافة‪ ،‬يشعون طريقهم بأنفسهم‬
‫إلى الهالك حيث ال يجدون إليه سبيأل جاهرا‪ .‬ويرى جميع من يقعون في شرك تلك الشكوك‪ ،‬أئهم‬
‫حيث يحولون أنظارهم يجدون حرم الضمير حاضرا في كل مكان‪.‬‬

‫‪ .٨‬الحرقة في استخدام عطايا الله لمقاصده‬

‫يقول بولس‪ :‬ا|إري غابتم‪ ...‬اذ نيش سيء تجشا بداته‪ ،‬إأل ش تحسب نسا تحشا‪ ،‬وله هؤ‬
‫دجشاا [رو ‪١٤: ١٤‬؛‪ .‬بهذه الكلمات يخضع بولس كل األشياء الخارجية لحرينا‪ ،‬بشرط أن‬
‫تكون عقولنا على ثقة تامة بأن أساس تلك الحرقة يثبت أمام الله‪ .‬أتا إذا شكل لنا رأي خرافتي‬
‫عقبه ما‪ ،‬أمست األشياء النقية في ذاتها فاسدة لنا‪ .‬لذلك يضيف‪ :‬خويى لمن أل يدين تغشه وي تا‬
‫يئقخسنه‪ .‬ؤاما الذي ئرائب واذ‪/‬أكل بذان‪ ،‬ألن ذيك نيش من اإليمان‪ ،‬ؤكل تا نيش ج األيمان‬

‫وهؤغطئة‪[ ٠٠‬رو ‪.]٢٣-٢٢ :١٤‬‬


‫‪٧٨٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫وفي وسط حيرة كهذه‪ ،‬أال ينصرف عن الله إلى هذا الحذ أولئك الذين يظهرون ذواتهم جشوا‬
‫زؤئخا بإقدامهم الجريء على كز األمور بثقة؟ أتا أولئك الذين دحرك مشاعزهم أي درجة من‬
‫مخافة الله‪ ،‬فتغمرهم الرعدة متى ارغموا على أن يفعلوا شيائ ضن ضمائرهم‪ .‬كز أمثال هؤالء ال‬
‫يتقبلون شيائ من عطايا الله بالشكر‪ ،‬ومع ذلك يشهد بولس أده بالشكر وحده تتقدس كل األشياء‬
‫[‪١‬تي ‪ ٤ : ٤‬وه]‪ .‬أعني ذلك الشكر الذي يخرج من عقل يميز في عطايا الله حنؤه وجوذه‬
‫العميئبن‪ .‬وهكذا يدرك الكثيرون ائها عطايا الله الصالحة تلك التي يستعملونها‪ ،‬ويحمدون الله‬
‫في أعماله؛ ولكن إن لم يكونوا مقتنعين تماتا بأة األشياء الصالحة قد لنحت لهم‪ ،‬فكيف لهم أن‬
‫يشكروا الله معطيها؟‬

‫حصيلة الحديث أئنا نرى إلى أين تقودنا هذه الحرية‪ :‬أئه ينبغي أن نستخدلم عطايا الله ألجل‬
‫الفرض الذي من أجاه أعطانا الله إياها‪ ،‬بدون تحرج ضمير‪ ،‬بدون قلق عقل‪ .‬وبثقة كهذه سوف‬
‫تبقى عقولنا في سال؛ معه‪ ،‬وسوف تدرك قدر سخائه نحونا‪ .‬هنا توجد كل الطقوس التي تظز‬
‫مراعاتها قيد حرية االختيار‪ ،‬حتى ال تتقيد ضمائرنا بأي ضرور؛ لمجاراتها‪ ،‬بل لكي تتنلكر أئه من‬
‫فضل إنعام الله بقي استعمالها لتهذيبها وإخضاعها له‪.‬‬

‫‪ .٩‬ضدإساءة استخدام الحرية المسيحية للتهم والترف!‬

‫ولكن يلزم أن نالحظ بالتدقيق أة الحرية المسيحية‪ ،‬في جميع نواحيها‪ ،‬أمز روحى‪ .‬وتكمن‬
‫كز قوتها في تهدئة الضمائر الخائفة أمام الله‪ ،‬الضمائر القلقة والمضطربة وبخصوص غفران‬
‫الخطايا‪ ،‬أو التي تقلقها الريبة فيما كانت أعمال أصحابها ‪ -‬إذا لم دئس مكتملة ‪ -‬مقبولة عند الله‪،‬‬
‫أو تعذبها الحيرة في ما يتعئق باستخدام األشياء السوائية أي التي ال تقذم وال تؤحر‪ .‬ولذا يفشرها‬
‫بطريقة منحرفة أولئك الذين يتذرعون بها لممارسة رغباتهم‪ ،‬فيسيوئن استخدام عطايا الله الصالحة‬
‫إلشباع شهواتهم‪ ،‬وكذلك الذين يعتقدون أة الحرية ال وجود لها إآل إذا اسئخدمت على مرأئ من‬
‫الناس‪ ،‬ومن ثم ال يكترثون عند استعمالها لما قد يعبر األخوة األضعفين‪.‬‬

‫يخطئ في أيامنا معظم القوم إلى أقصى حد في الحالة األولى‪ .‬فاليكاد يوجد أحذ مئن تسمح‬
‫لهم مواردهم باألفراط في التبذير‪ ،‬إآل يجد متعة بالغة في العيش المسرف والوالئم الباذخة‪ ،‬في‬
‫الملبس المتفاخر وفخامة المسكن؛ إآل يسعى جاهذا أن يتفوق في كز مظاهر الثراء على جيرانه؛‬
‫إأل يهنئ نفسه بما هو فيه من ترف وتنعم‪ .‬وكز هذه األمور دبرر بحجة الحرية المسيحية‪ .‬يقولون‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٧٨٤‬‬

‫إذ هذه األشياء التقذم والتؤحر‪ .‬إئني اقر بذلك على شرط أن ستخلك م بالمباالة‪ .‬ولكن عندما‬

‫دشتهى هذه األشياء بجشع مفرط‪ ،‬أو عندما تكون موضوعا للتعاظم والتباهي‪ ،‬أو عندما لبذر‬
‫بإسراي‪ ،‬تتدرس بأثر تلك الرذائل وإن كانت في حذ ذاتها حالأل‪.‬‬

‫مقوله بولس دمئز بين األشياء السوائية‪ :‬اكل سئء طاهز بلكاجربئ‪ ،‬وأائ للنجسيئ زعير‬
‫انوئسئ وكزة قتي؛ ناهرا‪ ،‬بز ون تتعق ذفثهم آنثا ؤصبؤلهم‪[ 11‬تي ‪ ]١ ٥:١‬وإأل فلماذا‬

‫تنزل اللعنة على األغنياء الذين قد نالوا عزاءهم‪ ،‬وشبعوا‪ ،‬ويضحكون اآلن [لو ‪-٢٤ :٦‬ه ‪٢‬؛‪،‬‬
‫ويضطجعون على أسرة من عاج [عا ‪ ،]٤:٦‬وئقرنون حقأل بحقل [اش ه‪ ،]٨:‬والعود والرباب‬
‫والدف والناي والئمهم [اش ه‪١ ٢:‬؛؟ ما من شك في أن العاج والذهب والغنى بمختلف أنواعه‬
‫خليقة حميدة من الله‪ ،‬مسموح بها‪ ،‬بل في الحقيقة معثنة منه ليستخدمها األنسان في إطار عناية‬
‫الله‪ .‬كما لم نكن ط قد حرمنا الضحك‪ ،‬أو الشبع‪ ،‬أو حرمنا أن نضيف المقتنيات إلى ما امتلكه‬
‫أجدادنا أو ما أمسى قديائ عندنا‪ ،‬أو أن بطزب نفوسنا لإليقاع الموسيقي‪ ،‬أو أن نحتسي قسائ من‬

‫النبيذ‪ .‬هذا حق وصواب‪ .‬ولكن أينما وجدت الوفرة‪ :‬أن ننغمس في الملذات‪ ،‬أوأن تأكل بتهم‪ ،‬أو‬
‫أن دسكز العقل والقلب بالمتعة الحاضرة ونلهث سعيا وراء ملذاب جديدة‪ ،‬فما أبعد هذه جميعها‬
‫عن االستعمال الئباح لعطايا الله!‬

‫فلتنصرف إدا الرغبة الجامحة‪ ،‬ولينبذ الشرود المتطرف‪ ،‬ولتعزي النغش عن الغرور‬
‫طوع القلب على‬
‫بسبل نقية‪ .‬فإذا ي‪٤‬‬
‫مح‬ ‫والغطرسة‪ ،‬حتى يمكن للناس أن يستعملوا عطايا الله الطاهرة‬

‫هذا االعتدال‪ ،‬فلسوف يتدرب على قاعدة سوة الستعمال بركاب كهذه‪ .‬أائ إذا افتقز القلب إلى‬
‫هذا االعتدال فتتجاوز حتى الملذات البسيطة حدود القبول‪ .‬فمن يتراهى بلباس فظ وأجس تعبت‬
‫أن يسكته قلت مختان‪ ،‬أثا من يتحلى بالبساطة فيسكنه قلب زاهد خشوع‪ .‬لذا‪ ،‬ليعس كز إنسان‬

‫بحسب مركزه‪ ،‬سواء أكان على مستوى البساطة أم االحتدال أم الوفرة‪ ،‬لكي يتذتمر الجميع أن الله‬
‫ئقودهم لكي يحيوا‪ ،‬ال لكي يحيوا حياة الترف والبذخ‪ .‬وليتعتموا مع بولس أن يكونوا مكتفين‬

‫بما هم فيه‪ :‬أن يعرفوا أن يتضعوا وأن يستفضلوا أيشا؛ أن يتدربوا على السبع كما على الجوع؛ أن‬

‫يستفضلوا كما أن يكونوا في عوز [في ‪.]١٢ —١١ :٤‬‬


‫‪٧٨٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫(عالقة موضوع الحردة المسيحية بالضعفاء ومسألة العثرات‪)١٣— ١٠ ،‬‬

‫‪ . ١ ٠‬ضدإساءة استعمال الحرقة المسيحية إلى درجة إيذاء الضعفاء!‬

‫يخطئ الكثيرون في هذا المجال؛ فهم يستخدمون حرتهم بال تمييز ويغير حكمة‪ ،‬كما لو‬
‫كان أحذ ال يالحظ‪ .‬وبهذا التصرف الغافل‪ ،‬كثيرا ما يعبرون اإلخوة الضعفاء‪ .‬إئك تستطيع اليوم‬
‫أن ترى البعض ال يتمئعون بحريهم إذا لم يذعوا امتالكها بأكل اللحوم في أيام الجمعة‪ .‬إئني ال‬
‫ألومهم على أكل اللحم‪ ،‬لكن يلزم أن ثطرد هذه الفكرة من أذهانهم‪ .‬ألئه يجب أن يدركوا أئهم من‬
‫منطلق حريهم‪ ،‬لن يحرزوا شيقا جدينا من عند الناس بل في عيثي الله‪ ،‬وأة تلك الحرقة ال تنقص‬
‫وال تزداد سواء باالستخدام أو باالعتكاف‪ .‬فإن أدركوا أته ال فرق في نظر الله إذا أكلوا اللحم أو‬
‫البيض‪ ،‬أو إذا لبسوا ثيابا حمرا أو سودا‪ ،‬فهذا يكفي ويزيد‪ .‬عندئذ يصبح الضمير الذي تؤول إليه‬
‫هذه الحرية محررا‪ .‬ومن ثم‪ ،‬حتى إذا أحجم الناس عن تناول اللحوم طوال العمر‪ ،‬أو ارددوا دائائ‬
‫ثيابا من لون وام فهم ليسوا أقز حرية‪ .‬إئهم في الحقيقة‪.‬سبب حريهم يمتنعون بضمير حر‪.‬‬
‫أتا إذا لم يحترسوا من أن يعثروا إخوتهم الضعفاء فهم يزنون على نحو كارثي‪ ،‬ألئه يجب علينا أن‬
‫نحتمل ضعفهم بحيث ال نسمح ‪ -‬غافلين — ألقز ضرر قد يصيبهم‪.‬‬

‫ولكن يكون من المهة) أحياائأن دظهزحريناأمام الناس‪ .‬إئني اقربذلك‪ .‬ومع ذلك ينبغي أن‬

‫نلتزم هذا الحذ بأقصى حذر‪ :‬أأل تغفل أو تهيل االعتناء بالضعغاء الذين أودعنا الرت إياهم‪.‬‬

‫‪ .١١‬عن العثرات‬

‫هنا‪ ،‬إدا‪ ،‬وجب أن أقول شيائ عن العثرات؛ كيف ئصئف؟ وأيها يجب أن يجتنب؟ وأيها‬
‫يففل عنه؟ من هذا يمكننا بعدئذ أن نقرر المكان المالئم لخرينا بين الناس‪ .‬ألئني أميل إلى التمييز‬
‫المعروف بين العثرة التي نسببها واألخرى التي نتلثاها‪ ،‬بحسب ما يوضحه الكتاب المقدس من‬
‫تمييز بينهما‪ ،‬والتعريف الذي يعبر عن معناهما تعبيرا صحيحا‪.‬‬

‫فإذا فعلث شيائ ما بطئثن وبال لياقة‪ ،‬أو بخالعة وعدم حياء‪ ،‬أو بتهور ال يعرف قينا أو حذا‬
‫بحيث سبب للجاهل أو للبسيط أن يعبر‪ ،‬فهذه ردعى عثرة تعطاة ألدها تنجم عنك‪ ،‬إذ حدثت نتيجه‬
‫لخطأارتكبئه‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٨٦‬‬

‫أثا العثرة التي رقال إئها متلثاة فهي التي تحدث من دون قصده سئئ أو في وقب غير مالئم‪،‬‬
‫ولكئها تتحول رغائ من ذلك نتيجة لتأويل ثفرض إلى ما يتعقر به من أراد‪ .‬هذه فى ذاتها ليست‬
‫مح امح‬
‫عثرة بالمعنى المألوف‪ ،‬ولكئها تصير عثرة بسبب التفسير الخاطئ لبعض المفسرين األئمة‪ .‬األولى‬
‫ال يتعئر بها سوى من كان ضعيف العقل واألرادة‪ ،‬أثا النوع الثاني من العثرات فهو الذي يجرح‬
‫كبرياء الغريسيين أو ذوي مرارة النفس‪ .‬وعلى هذا‪ ،‬فانا سمي األولى عثرة الضعفاء‪ ،‬بينما ندعو‬
‫األخرى عثرة الفزيسيين‪ .‬وهكذا سوف نطوع استخدام حرينا بحيث تفسح مجاأل لجهل إخوتنا‬

‫الضعفاء؛ أثا لصرامة الغريسيين فلن نتنازل عن مثقال ذرة من حريتنا!‬

‫يبين بولس لنا في عنة مواضع ما ينبغي أن نتنازق عنه للضعغاء في وسطنا‪ .‬يقول‪ :‬ؤس‬
‫هؤ حئعيف ني اإليعاز كافيتوه [رو ‪ .]١:١٤‬وأيائ يقول‪ :‬كآل نحاكم أدشا بغخائ بفصا‪ ،‬تل‬

‫دالحري‪ ٠..‬اذ آل يوحقغ بالح مضت‪ ،‬مه اؤ معتزه [رو ‪ ١٣: ١٤‬؛‪ ،‬وغيرها منا يستحسن اللجوء إليها‬

‫في مواضعها المالئمة‪ .‬والخالصة هي‪ :‬اوكجئ‪ ،‬علثا تحل األقوياء اذ تحتمل اصفاف الصقعاء‪،‬‬

‫ؤأل نزبتي انعشتا‪ .‬كيرض كل ؤاجل منا قريبة للحير‪ ،‬ألحل السان‪[ ,,.‬رو ‪٢-١ :١٥‬؛‪ .‬وفي موضع‬
‫آخريقول‪ :‬ؤننيائئلزوالئألئصيز شئغائغئ)هذا [حردتكم؛نفقر؛بلئفعاء [ ‪١‬كو ‪ .]٩:٨‬وأيفاًا‬

‫اكل نا ياغ ني التنحمة كلوه ني ناحصين غن شيء‪ ،‬من الجل الثمبيرأ [ ‪١‬كل ‪ : ١٠‬ه ‪٢‬؛‪ .. .‬ااًاقول‬

‫الصبير ‪ ،‬فيش صميزك أدك‪ ،‬بل صبيز االحر‪ ١[ ...‬كو ‪ .]٢٩:١٠‬باأليجاز‪ ،‬اكونوا دآل عتزه‬
‫للتهوب نبعوتاسن ؤييكة اللها‪١[ ٠‬كو‪٣٢: ١٠‬؛‪ .‬وكذلك نعتىآخر‪ :‬الوإنكم إنتا دعيئثم بئخزئة‬
‫ادفا اإلحؤة‪ .‬ني ائه أل تضيزوا انخزئة فزضة بئجتبه‪ ،‬بل بالمحثة احدثوا بغثكلم بفصا‬

‫[غل ه‪١ ٣:‬؛‪ .‬إئها حعا هكذا‪ .‬لم دعط حرئتنا ضن إخوتنا وجيراننا الضعفاء؛ لكن المحبة تجعلنا‬
‫خذاثا لهم في جميع األشياء؛ بل إئها بالحري قد اعين‪ ،‬بحيث لنا سالم مع الله في قلوبنا‪ ،‬لكي‬

‫نستطيغ أيثا أن نحيا في سالم هع االس‪.‬‬

‫نتعتم من كلمات الرب كم ينبغي أن نتعامل مع ما يعبر الفزيسيين‪ :‬إئه يدعونا قائأل‪ :‬أركوهم‪.‬‬
‫هلم عنيان قاذة عنياز [مت ه ‪ ١٤: ١‬؛ ‪ .‬كان التالميذ قد حذروا السيد بأن الغريسيين لثا سيعوا‬
‫العوفي ئغزوا [مت ه ‪ . ] ١٢: ١‬فأجاب معتنا إياهم أن يتجاهلوهم وأأل يعيروا نغورهم اهتماثا‪.‬‬
‫‪٧٨٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫‪ . ١ ٢‬عن االستعمال الصحيح للحرقة المسيحية‪ ،‬وكذا الرفض الصحيح الستعمالها‬

‫مع ذلك‪ ،‬سيبقى األمر مريبا إن لم ندرك من الذي نعتبره ضعيائ‪ ،‬ومن نعتبره فريسؤا‪ .‬وإذا ازيق‬
‫هذا التمييز الت أرى ماذا ينبثى حعا الستعمال الحرقة في ما ينعتق بالعثرات‪ ،‬ألئها ستغلق دائائ في‬
‫وبمثاله‪* ،‬إلى أئ حذ ‪٠٠‬يلزم‬
‫ع‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫الوضوح‪٦ ،‬‬
‫بتعليمه‬ ‫‪٠‬‬ ‫أة ‪٠‬بولس قد غرف ‪٠‬اببالغ‬
‫‪٠‬‬ ‫لي‬
‫‪٠٠‬‬ ‫جسيم‪ .‬ولكن ‪٠٠٠‬يبدو‬
‫‪٠٠‬‬ ‫خطر‬
‫تع‬

‫للحرية إائ أن تتكيف أوأن ئبتاع على حساب العثرات‪ .‬لائ أخذ بولس تيموثاوس معه رفيعا لرحلته‬
‫حئته [اع ‪ . ]٣: ١٦‬ولكئه لم ئضتلر أن ئخثبن تيطس [غل ‪٣: ٢‬؛ ‪ .‬هنا نجد فعتين مختلعين من دون‬

‫أن يكون تفغر في الفكر أو الهدف‪ .‬أي أئه في ختانه تيموثاوس‪ ،‬على الرغم من أئه كان حرا من‬
‫الجميع ‪ ،‬جعل ذاته اعبنا للجميع ؛ فلليهود صار اكيهودئ لكي يربح اليهود؛ وللذين تحت‬
‫الناموس صار كأئه تحت الناموس‪ . . .‬لكي يربح الذين تحت الناموس [ ‪ ١‬كو ‪ .]٢٢-١٩ :٩‬إلنا‬
‫نستطيع أن نتحكم في حرتنا إن لم يسبب ذلك فرقا عندنا‪ ،‬متى كان فعل ذلك ئجدائ‪.‬‬

‫أائ ما كان في باله عندما رفض بشنة أن قخين تيطس‪ ،‬فهو ما شهد له عندما كتب‪ :‬لكن لم‬
‫يصطر زأل يطش الذي كان تعي‪ ،‬زهو وئتانى‪ ،‬اذ قغئبئ‪ .‬ؤلكن‪ ،‬يشبب اإللحؤه الكدبه الئذحبيئ‬
‫خفيه‪ ،‬الذئ دحلوا الحبآلسا إيتجششوا حرقتا التي لتا بي الفسيح كئ قشقبدوتا‪ ،‬الذين للم نذعن‬
‫لهم يالفخوع ؤأل سائ‪ ،‬بهبثى عئذكم حق االحيق [غل ‪-٣ :٢‬ه]‪ .‬هكذا ينبغي أيصا أن‬

‫نتمشك بحريتنا ونثبتها إذ أحاطها خطر التأثير في ضمائر الضعفاء من جراء ضغوط الرسل الكذبة‪.‬‬

‫ينبغي دائائ‪ ،‬وفي كذ أوان‪ ،‬أن نسعى إلى محبة القريب وأن نئطتغ إلى تهذيبه وبنائه [في‬
‫األيمان]‪ .‬يقول في موضع اخر‪ :‬اغز األلهبا؛ ثجز يي ‪ ،‬لي ليش غز األنبا؛ توق‪ .‬اغز األسياء‬
‫بالحرا‬
‫*‬ ‫تحز إي ‪ ،‬زلكن ليش غز األلهبا؛ سي‪ .‬أل قنللت احد ما هؤ بتنمه‪ ،‬بق كز زاحد‪ ٠‬ما هؤ‬

‫[ ‪ ١‬كو ‪ .]٢٤-٢٣:١٠‬ليس هنالك ما هو أكثر وضوحا من هذه القاعدة‪ :‬أئنا ينبغي أن نستخدلم‬
‫حرقنا إذا كان استخدامها ينتج تهذيب قريبنا وبناءه؛ أائ إذا لم يكن هذا ليعينه‪ ،‬فعندئذ يلزم أن‬
‫نتنازل عنها‪ .‬هنالك من يدعون لذواتهم حكمة بولس بإمساكهم عن الحرية‪ ،‬بينما ال يوجد لديهم‬
‫ما يستخدمونها له إأل لواجبات المحبة‪ .‬إئهم‪ ،‬لكي يحافظوا على طمأنينة نواتهم‪ ،‬يرغبون في أن‬
‫يدفنوا كز دكر للحرقة؛ بينما ليس أقز أهمبة في بعض األحيان أن نستخدم حرية القريب لمصلحته‬
‫ولبنائه‪ ،‬من أن تخنها ألجل فائدته‪ .‬فإئه من قبيل تقوى األنسان أن يدرك أئه متخ قدرة استخدام‬
‫حريته في األمور الخارجية‪ ،‬كيما يمكنه أن يكون أكثر استعدادا للقيام بكق ما تتطتيه المحبة‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٧٨٨‬‬

‫‪ .١٣‬يتحئمأألئس‪٠‬يء إلى الله بحجة محبة القريب‬

‫كز ما عتمئه عن اجتناب العثرات قصدن به األمور المرحلية والسوائية‪ .‬ألن األشياء التي‬
‫دحئم الضرور؛ عملها‪ ،‬يجب أأل يرك خونا من العثرات‪ .‬ألده كما يلزم أن نخضع حريئنا للمحبة‪،‬‬
‫هكذا يجب أن تظز مكانة المحبة ‪.‬ودورها أقز من مكانة نقاوة األيمان‪ .‬ال ريب في أئه من المناسب‬
‫هنا أيشا أن نؤخذ المحبة بعين االعتبار‪ ،‬حتى إلى حافة المذبح [قارن مت ه‪٢٤-٢٣:‬؛؛ أي أئه‬
‫ليس من الصواب أن نغيب الله ألجل خاطر القربب‪ .‬فيجب أآل نقبل تمادي من ال يستطيعون أن‬
‫يفعلوا شيائ إأل بإثارة جلبة صاخبة‪ ،‬أو تن يفشلون أن يقتحموا كز مجابة ‪.‬ردأل من أن يتطرقوا إليه‬
‫بهدوء‪ .‬كذلك أيخا يلزم أأل يسمع لمن يدعون — بعد أن يضبوا ذواتهم قادة باآلالف من أنواع‬
‫الشر ‪ -‬أئه يجب أن يتصرفوا بحيث ال يسيبون المعثرة للقريب [قارن ‪ ١‬كو ‪٩:٨‬؛؛ هذا كما لو‬
‫كانوا في تلك األثناء ال يبنون ضمائر جيرانهم في عمل الشر‪ ،‬وخصوصا فيما يتمادون هم أنفسهم‬
‫في غرس ذواتهم في حمأة الطين نفسها بدون أى أمل للخروج منها‪ .‬وما أحذق تن يقولون إذ‬
‫قريبهم يلزمه أن يتغذى باللبن بينما يفرقونه في أسوأ األفكار المميتة‪ ،‬بغض النظر عن إمكانية حاجة‬
‫القريب ليتعلم العقيدة أوليقتدي ‪.‬رمثال الحياة! يتدبر ‪.‬رولس أله سقى الكورنثيين لبائ [ ‪ ١‬كو ‪٢ : ٣‬؛‪.‬‬
‫لكن لو كان القداس البابوي يمازس عند الكورنثيين‪ ،‬فهل كان [بولس] ضخى لكي يعطيهم لبائ؟‬
‫بالطبع ال‪ ،‬ألن اللبن ليس سائ‪ .‬لذلك يكذ‪.‬رون متى ينعون ألهم يقذمون غذاء لمن هم في الواقع‬
‫يقتلونهم بوحشية تحت ستار المالطفة‪ .‬نسلم بأن هذا النوع من االخفاء يمكنه أن يكون مقبوأل‬
‫موق — ولكن إلى متى سوف يطعمون أطفالهم هذا اللبن نفسه؟ ألئه إن لم ينضج هؤالء كفايه‬
‫بحيث يستطيعون أن يحتملوا ولو قليال من الطعام الخفيف على األقل‪ ،‬فمن المؤكد أدهم لم ينشأوا‬
‫على غذاء من اللبن‪.‬‬

‫سببان يمنعا نني من أن أجادلهم بأكثر حذة‪ :‬أؤأل‪ ،‬إذ تفاهتهم ال تستحق أن أبرهن على خطأها‪،‬‬
‫حيث إتهم ئحتثرون ‪ -‬كما يحق — بين جميع العقالء؛ وثانيا‪ ،‬لسك أريد أن أكرر ما بيخه بوفرة‬
‫في بحوب ورسائز خاصة‪ ٣.‬ليتذتمر قرائي هذا فقط‪ :‬مهما اجتهد الشيطان والعالم أن يبعدانا ‪.‬ركز‬

‫انظر الكتابات التالية لكالقن‪:‬‬ ‫‪٣‬‬


‫‪0 16‬‬
‫‪،‬ا ادعأز‪£٦‬‬ ‫‪€‬ة عس‪١‬ه‬ ‫س‪1٦٦‬ج‪0 00‬أله‪6€٦‬ه‪0 8‬‬
‫‪١٦ ٤‬‬ ‫‪1‬‬
‫جا‪٦٦‬أم ‪٠‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪٦‬ال آلدعلم ‪ً٦١‬ا ا ‪١‬د<؟ةذ‪١‬لم‬ ‫‪,‬ر‪1‬‬
‫‪8‬أ‪717117‬ا ‪18 111. 360-411: 0)1‬ن‪٢3‬آ ‪٧111,‬س ‪ 111‬ءا ‪18110 1‬؟‪£‬‬ ‫ا‪٠‬ط‪2‬مدع‬ ‫ك‪1‬ا ‪,٠‬رالسج^دع ‪€‬أ!أ ا‪0‬‬
‫‪)1‬‬ ‫عأ‪£ ¥1.537-578; 11. £. )3. ]1548[:77‬ح) (‪101(0.!<)![31818 )1543‬‬
‫‪٦٦‬از‪0‬ل؛‪0‬‬ ‫‪,‬جام‪٠‬ح‬ ‫;‪8١‬ا؟‪0‬ل‪0٦٦£ 1116 1‬س ج‪٦٦‬ذ‪٦‬ا‪٠ 10 1(0, 1(1‬آل‪٠1|1٦ 0‬س‪£‬ع ‪1‬ع‪1‬‬ ‫ع آلذئ‬ ‫‪٦٩‬أل‪0‬لئ‪8 0‬‬
‫‪71 )0‬ار‪٦‬ا‪،7‬ح‬ ‫‪£ ¥1.‬ح) (‪11071 )1549‬أ)‪ $11[3€78‬ر‪1٠٠‬د ع‪ 0‬؛(‪£ ¥1. 589-614‬ح) (‪ )1544‬؟‪،‬عغس‪9‬ا‬
‫;(‪617-640‬‬ ‫‪)1550( )08 11. 162-240(.‬‬
‫‪٧٨٩‬‬ ‫الكتاب الثالث‪-‬الغصل التاسع عشر‬

‫أنواع العقبات عن وصايا الله‪ ،‬أو يعكالنا من فعل ما يشاء‪ ،‬ينبغي أن نثابر بكز جهد في عمله‪.‬‬
‫وعندئذ مهما هذدتنا المخاطر‪ ،‬فلسنا أحرارا بمقدار غفر إصبع أن نحيد عن سلطة الله هذه؛ وال‬
‫يحز لنا بأي حجة كانت أن نجرب شيائ سوى ما يسمح به هو‪.‬‬

‫(الحرية والضمير وعالقتهما بالتقاليد والسلطة المدنية‪ ١٤ ،‬و ‪)١٦‬‬

‫‪ .١٤‬حرقة الضمير من كل قانو؟ بشري‬

‫اآلن‪ ،‬ما دامت ضمائر المؤمنين ‪ -‬وقد تقبلت امتياز حريتها كما وصفناآنائ ‪ -‬قد استطاعت‬
‫بواسطة عطبه المسيح أآل تقع في حبائل أي من الممارسات التي شاء الرب أن تتحرر منها‪ ،‬نستنتج‬
‫ألها تحزرت من سلطة أي بشر‪ .‬هذا ألن المسيح ال ينبغي أن يفوت تقيل شكرنا على سخائه‬
‫العظيم‪ ،‬كما ال تستحق الضمائر أن تغؤت الفائدة التي حصلت عليها‪ .‬وليس لنا أن نضع قيمة‬
‫بخسة على ما نراه قد كتفل المسيح ثمائ باهكا‪ ،‬حيث إته لم يثغن حريتنا بالذهب أو الفضة بل‬
‫بدمه الكريم [ ‪ ١‬بط ‪.]١٩—١٨: ١‬ال يتردد بولس في أن يقول إذ موت المسيح يخل إذا أخضعنا‬
‫أرواحنا لشلطة إنسان [غل ‪٢١ :٢‬؛‪ .‬في رسالة غالطية‪ ،‬يحاول بولس أن يظهر كيف يحجب‬
‫المسيح عن أنظارنا فقط‪ ،‬أو بالحري أن يزال ما لم تبت ضمائرنا في حريتها‪ .‬إئها حعا تفقد‬
‫تلك الحرية إذا أمكن — إرضاء لمشيئة بشر — أن تحتبل في شراك التشريعات والبالغات البابوية‬
‫(‪10118‬خل‪11٦‬خ‪8‬ع‪0‬ح) [انظر غل ه ‪ ١ :‬و‪ ٠]٤‬ولغا كان هذا جديرا بأن يعرف جبذا‪ ،‬يلزمه شرح أطول‬
‫وأوضح‪ .‬ولكن حالما لطقت كلمة تؤسر إلى إلغاء البالغات البشرية‪ ،‬ثارت عواصف صاخبة من‬
‫المشاكل؛ من المحرضين على الفتنة من جانب‪ ،‬ومن المغترين ومشوهي السمعة من جابآخر‪،‬‬
‫كما لوكانت إطاعة البشر بمجملها قد أطيحت وأبطلت كلبا‪.‬‬

‫‪ .١٥‬المملكتان‬

‫لذلك لئأل نعثر بهذا الحجر‪ ،‬دعونا أؤأل نتفكر في أن ثتة سلطة مزدوجة في اإلنسان‪ :‬األولى‬
‫سلطة روحية هي التي يتدرب بها الضمير على التقوى في مخافة الله؛ والثانية سياسبة‪ ،‬وهي التي‬
‫يتعتم المرء بواسطتها واجبات االنسانية والمواطنة التي ينبغي أن تصان بين الناس‪ .‬وتدعى هاتان —‬
‫عاد؛ — السلطتين الروحية* و الزمنية ؛ يقصد باألولى االختصاص الروحي وهو ما ينعتق بحياة‬
‫النفس‪ ،‬بينما للثانية اختصاص مهام الحياة الحاضرة؛ ليس في ما يتعئق بالطعام والملبس فحسب‪،‬‬
‫جون كالثن‪ .‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٩.‬‬

‫بل بتشريع القوانين التي بها يمكن للمرء أن يعيش حياته بين سائر الناس في قداسه وشرب واعتدال‪.‬‬
‫تسكن السلطة األولى في قرارة العقل‪ ،‬فيما تنكم الغلطة الثانية التصرف الظاهر‪ .‬نستطيع أن نستي‬
‫األولى مملكة الروح‪ ،‬والثانية المملكة السياسؤة‪ .‬وينبغي دائائ أن يبحت في كز من هائين على‬
‫حدة‪ :‬فبينما نتفكر في إحداهما‪ ،‬يلزم أن نصرف الذهن عن التفكير في األخرى‪ .‬فثتة في األنسان‬
‫— إذا جاز الحديث — عالمان يحكمهما ملكان مختلفان وتنكم كليهما قوانين مختلفة‪.‬‬

‫بهذا التمييز‪ ،‬يملي المنطق أده ال يجوز أن نطبق تعليم األنجيل خطًا حول الحرية المسيحية‪،‬‬
‫على النظام السياسي كما لو كان المسيحيون أقز خضوعا — في ما يتعئق بالشلطة الخارجية —‬
‫للقوانين البشردة بسبب تحرر ضممائرهم في عيلي الله؛ وكما لو كانوا قد تحرروا من الواجبات‬
‫الجسدية لمجزد كونهم أحرارا بحسب الروح‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬ألة ثتة ضالأل ممكائ في األنظمة التي من المغروض أن تنطبق على المملكة الروحية‪،‬‬
‫وجب علينا أيثما أن نميز ما ينبغي أن يعتبر شرعيا ومتناسيا مع كلمة الله من جهة‪ ،‬وما ال مكان له‬
‫بين المؤمنين من جهة ثانية‪ .‬سوف نعالج موضوع الحكومة المدنية في موضع اخر‪ ٤ .‬وكذا في ما‬
‫يتعئق بالقوانين الكنسية‪ ،‬فسوف امسك الحديث عنها في الوقت الحالي‪ ،‬فأعالج الموضوع على‬
‫نحو أوسع وفي موضع أنسب في الكتاب الرابع‪ ،‬حيث سئنافش سلطة الكذيسة‪.‬ه‬

‫فلتكن هذه إذا خاتمة النقاش الحالي‪ :‬السؤال في حذ ذاته‪ ،‬كما قلت‪ ،‬ليس غامصا أو معثذا‪.‬‬
‫ومع ذلك فهو يزعج الكثيرين ألئهم ال يميزون بما يكفي من التدقيق النطاق الخارجى ‪ -‬كما‬
‫بستى — من نطاق الضمير‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬أة المسألة تزداد صعوبة إثر وصية بولس بإطاعة‬
‫الحكام‪ ،‬ليس خونا من العقاب فقط‪ ،‬بل ألجل الضمير أيائ [رو ‪ ١ : ١٣‬وه؛ ‪ ٠‬من هذا يلزم منطقيا‬
‫أة الضمائر أيضا تضبطها القوانين المدنية‪ .‬ولكن إن كان هذا صحيحا‪ ،‬ينتفي كز ما قلناه مؤحرا‬
‫وما سنقوله االن حول الشلطة الروحية‪.‬‬

‫لكي نحز هذه الصمعوبة‪ ،‬يلزمنا أؤأل أن ندرك ما هو الضمير؛ فيجب أن نجد تعريفه من اشتقاق‬
‫اللفظ‪ .‬ألئه كما يحصل المرء على معرفة األشياء من خالل العقل والفهم وبذلك يقال ااأن يعرف‬
‫وهي مصدر كلمة المعرفة‪ ،‬هكذا أيثما عندما يصيب األنسان شعور بالقضاء األلهى كشاهد‬
‫عليه فال يسمح له بأن يخفي آثامه عن عرش القاضي العظيم‪ ،‬فإة هذا ما يسمى بالضممير‪ .‬فهو إدا‬

‫أنظر أدناه‪ :‬الكاب الرابع‪ ،‬الفصل ‪.٢ ٠‬‬ ‫‪٤‬‬


‫انظر أدناه‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفعمل ‪ ١٠‬و ‪.١١‬‬ ‫ه‬
‫‪٧٩١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫كالوسيط بين الله واإلنسان‪ ،‬ألئه ال نسمح لإلنسان بأن يكتب في دواخله ما يعرفه‪ ،‬بل يالحقه إلى‬
‫حذ إدانته‪ .‬هذا ما يغهمه بولس عندما يعلم بأن الضمير يشهد على الناس حيث تكون أفكارهم‬
‫شاكية أو محتجة [رو ‪١٦—١٥ :٢‬؛‪ .‬تستطيع معرفة يسيرة أن تسكن نفلائ عليها بداخل اإلنسان‪.‬‬
‫ومن ثم تكون هذه الدراية التي تسوق اإلنسان إلى الوقوف أمام قضاء الله‪ ،‬كالحارس المعثن‬
‫لإلنسان ليراقب ويتجشس على كز أسراره بحيث ال يمكن أن تظل منها بقيه مدفونه في الظالم‪.‬‬
‫لذا قيز المثل المعروف ‪ :‬الضمير ألف شاهد ‪ .‬وللسبب نفسه‪ ،‬وضع بطرس سواز صبير ضابح‬
‫ض الله‪٠‬ا [ ‪ ١‬بط ‪٢١ :٣‬؛ كمرادب الطمئنان البال عندما نقف واثقين من نعمة المسيح‪ ،‬أمام عرس‬

‫الله‪ .‬وكذا عندما يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين إئنا [إذ طهرنا حه] ال يكون لنا بعد ضمير‬
‫خطايا‪١‬ا‪ ،‬يعني أئنا صرنا أحرارا وتبزأنا بحيث ال تستطيع الخطية بعد أن فهمنا أوتشتكينا‪.‬‬

‫‪ .١٦‬عبودية الضمير وحرته‬

‫من ثم‪ ،‬كما أن األعمال ًاه‪٠٨‬ا بما للناس‪ ،‬فكذا ب‪٠‬هت م الضمير بما لله‪ .‬ما الضمير الصالح إدا إأل‬
‫استقامة القلب الداخلية‪ .‬وفي هذا المجال يكتب بولس أن عادة الوصثة وهتي المحئه س قنب‬
‫طاه‪ ،‬زصبير ضايح‪ ،‬زايتا؟ بآل رناءا [‪١‬تي‪ .]٥: ١‬ثم يبين بعد ذلك في األصحاح نفسه كم‬
‫يختلف الضمير عن الفهم‪ ،‬بالقول إذ قوائ ادكشزت بهم الشبيته مرة جهة االينا؟ [أي جعلوا‬
‫من إيمانهم حطاائ] [ ‪ ١‬تي ‪ ١٩: ١‬؛ ألئهم رفضوا الضمير الصالح‪ .‬وبهذه الكلمات يقصد اهتماائ‬
‫مولعا بخدمة الله واجتهادا مخلصا للعيش بالتقوى والقداسة‪.‬‬

‫وإذ االهتمام واالجتهاد نفسهما يوجهان أيصا نحو الناس‪ ،‬كما أعلن بولس بحسب ما دؤنه‬
‫لوقا‪ ،‬أئه درب نفسه (أي اجتهد وثابر) أن يكون له دائائ صبير بآل ظر؛ س تحو الله ؤالائس‬
‫[أعمال ‪١٦:٢٤‬؛‪ .‬أما هذا فأمكن قوله ألن ثمر الضمير الصالح ينبع فيفيض حتى نحو الناس‪.‬‬
‫ولكن إن راعينا الدقة في الحديث‪ ،‬فهو يرتبط بما لله وحده‪.‬‬

‫من ثم ينتج أن قانوائ يقال إئه نلزم للضمير عندما يلزم إنساائ بغض النظر عن العالقة بأناس‬
‫آخرين‪ ،‬أو متى ال يدخل اآلخر في حساب االعتبار‪ .‬فمثأل‪ :‬إذ الله ال يأمرنا أن نحفن عقولنا‬
‫فقط نقيه وغير مدرسة بالشهوات أجمع‪ ،‬بل يحرم علينا أيائ كز أنواع بذاءة اللسان والتصزف‬
‫الثخز بالقواعد المرعية‪ .‬إذ ضميري خاضع لهذا القانون حتى إن لم يوجد إنسانآخر على وجه‬

‫ورد هذا المثل عند‪ 11. 294 ٤.( :‬الةا‪1‬اأعال‪. 41 )1)1 )5٦‬اآ ‪ ٧.‬جؤ‪٢‬ر‪€8 ٠٠‬أا‪8‬أ‪7‬ل ‪>211111)111311,‬‬ ‫‪٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسحى‬ ‫‪٧٩٢‬‬

‫البسيطة‪ .‬لذا فإذ من يسلك سلوغا شهوانيا فإئه يخطئ‪ ،‬ليس ألئه يعطي مثاأل سخا إلخوته فقط‪ ،‬بل‬
‫ألئه يكبل‪ ،‬باإلثم والذنب أمام الله أيائ‪.‬‬

‫أتا في األمور السوائية في حذ ذاتها فثئة اعتبارآخر‪ .‬ألته ينبغي أن لحجم عن كز ما يمكن‬
‫أن يسبب عثرة‪ ،‬ولكن بضمير صاب‪ .‬هكذا يتحذث بولس عن اللحم المذبوح لألوثان‪ :‬إذ وال‬
‫لكم ًاخد‪:‬ااهذا تنيرخ لؤدر‪ ،‬وآل ائوئا من‪ ،‬أبز‪ ،‬دان االي اعلمكم‪ ،‬ؤالخبير‪( ...‬أعني) ليش‬
‫صبيرذ ادك‪ ،‬بز صبير اآلحر [ ‪١‬كو ‪ .]٢٩-٢٨ : ١٠‬فالمؤمن االي أكل لحائ من هذا الذبيح‬
‫على الرغم من أته قد انذر‪ ،‬يخطئ‪ .‬ولكن مهما كان ضرورائ أن يمتنع مراعا؛ ألخيه كما يأمر الله‪،‬‬
‫فهو ال يزال يحتفظ بحرية ضميره‪ .‬من هذا نرى كيف يبقي هذا القانون الضمير حرا فيما هو يقيد‬
‫األفعال الظاهرة‪.‬‬
‫الفصل العشرون‬

‫الصالة‪ ،‬وهي التدريب الرئيس لإليمان‪،‬‬


‫وبها نغال حسات الله يوسا‬

‫تجه‬
‫(طبيعة الصالة وقيمتها‪)٣ - ١ ،‬‬

‫‪ .١‬اإليمان والصالة‬

‫من مختلف المواضيع التي ناقشناها حتى اآلن‪ ،‬نرى بوضوح مدى لحلو اإلنسان من كز‬
‫صالح‪ ،‬وافتقاره إلى كز ما يعينه على تئل الخالص‪ .‬لذلك إذا ابتغى عوائ يسعفه في احتياجه‪ ،‬لزم‬
‫أن يتطتع خارج ذاته ليجد العون المطلوب‪ .‬ولقد وصح لنا أن الرب كشن عن ذاته طوغا وبحرية‬
‫تامة في المسيح‪ .‬فغي المسيح يهب لنا كز سعادؤ بدأل من تعاستنا‪ ،‬وكز غئى ملائ الحتياجاتنا؛‬
‫وفيه يفتح لنا الكنوز السماوية حتى يتاكل إيماتنا بكليته ابئه الحبيب‪ ،‬ويعتمن كز انتظارنا عليه‪،‬‬
‫ويلتصق كز رجائنا به ويرتكز عليه‪ .‬هذا حعا هو ذلك السز وتلك الفلسفة الخفية التي ال يمكن‬

‫أن كستخلعى من القياس المنطقي‪ .‬أما من فتح الله عيونهم فيحفظون تلك الفلسفة عن ظهر قلب؛‬

‫وضوره يرون نوذا [مز ‪٠]٩:٣٦‬‬

‫ولكن بعد أن تعتمنا باإليمان أن ندرك أن كز ما نحتاج إليه وكز ما يعوزنا هو في الله‪ ،‬وفي‬
‫ربنا يسوع المسيح الذي فيه سر أن يحز كز الملء [قارن كو ‪ ١٩ : ١‬؛ يو ‪١٦:١‬؛‪ ،‬بحيث يتسئى‬
‫لجميعنا أن نغرف منه كما من ينبوع فياض‪ ،‬بقتي علينا أن نبتغي فيه‪ ،‬وأن نطلك منه بالصالة‪ ،‬ما‬
‫تعتمناه أئه فيه‪ .‬وإأل فكوننا نعرف اك كالسيد المعطي كز شيء‪ ،‬وأئه صالخ الذي يدعونا أن نطلك‬

‫منه تلك اإلحسانات ثم ال نذهب إليه ونطلبها منه‪ ،‬يمسي ذلك عديم الفائدة‪ ،‬كمثل إنسان يهمل‬
‫كنرا مدفورا في األرض بعد أن أشير إليه به‪ .‬لذلك وضع الرسول هذا النظام لكي يبين أن اإليمان‬
‫الحقيقي ال يمكنه أن يظل فاترا من حيث الذعاء لله‪ ،‬فقال ما معناه‪ :‬كما أن اإليمان مولود من‬
‫اإلنجيل‪ ،‬فهكذا به تتدرب قلوبنا على الدعاء باسم الله [رو ‪ .]١٧-١٤ : ١٠‬وهذا بالضبط ما كان‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٧٩٤‬‬

‫قد قاله قبأل‪ :‬إة روح التبتي الذي يختم شهادة اإلنجيل في قلوبنا [رو ‪ ،]١٦:٨‬يرفع أرواحنا فتجرؤ‬
‫على أن تكشف لله عن رغباتنا‪ ،‬فيحزك فينا أثاب ال ئنطق بها [رو ‪٢٦:٨‬؛‪ ،‬بل يشجعنا على أن‬
‫نصرخ بثقة ايا أبا! اآلب! [رو ‪:٨‬ه ‪١‬؛‪.‬‬

‫واالن يلزم أن نناقش هذه النقطة نقاسا أكمل إذ كائ قد مررنا بها قبأل مرور الكرام‪.‬‬

‫‪ .٢‬ضرورة الصالة‬

‫من فائدة الصالة أئها تفتح تلك الكنوز المخزونة لنا مع أبينا السماوي‪ .‬ألن هنالك شركة‬
‫للناس مع الله بها يلتمسون منه شخصؤا بدخولهم مقد شه السماوي تحقيق وعوده‪ ،‬لكي يختبروا‬
‫حيثما تقتضي الضرورة‪ ،‬أة ما امنوا به لم يكن باطأل‪ ،‬على الرغم من أئه كان قد ؤغذ بها بالكلمة‬
‫وحدها‪ .‬لذلك نرى أن ال شي؛ لم نوعد به لنتوقعه من الرب‪ ،‬إأل ونحن أيصا مدعوون أن نطلبه منه‬
‫بالصلوات‪ .‬فصحيح حعا أئنا نحفر بالصالة مناجم كنوز السماوات التي دلنا عليها إنجيل الرب‬

‫والتي تأمل فيها إيماننا‪.‬‬

‫تخوننا الكلمات لشرح مقدار ضرورة الصالة والكتم الهائل من الفوائد التي يجلبها التدريب‬
‫عليها‪ .‬يوكد لنا اآلب السماوي بما ال يترك مجاأل للشك‪ ،‬ولسبب رصين‪ ،‬أة مالذ األمان الثابت‬
‫والوحيد هو الدعاء باسمه [قارن يؤ ‪٣٢: ٢‬؛‪ .‬وبهذا الدعاءإئنا نطلب حضور عنايته التي بها يسهر‬
‫على أمورنا ويحافظ عليها‪ ،‬وقوته أيائ التي يدعمنا بها في ضعفنا وهزيمتنا‪ ،‬وإحسانه الذي به يتقبلنا‬
‫عندما نأتي إليه مثقلين بالخطايا طالبين نعمته‪ .‬إئنا بالصالة ندعوه أن يعلئ لنا ذاته بحضوره الكامل‬
‫لنا‪ .‬ومن ثم يأتي سالم يفوق استيعابه كز قدرتنا‪ ،‬ونجد راحة لضمائرنا‪ .‬ألئنا بالكشف للرب عن‬
‫الحاجة التي ئثقل كواهلنا‪ ،‬نبيت مطمئنين في معرفة أن ما من وزر من أوزارنا إأل مكشوف أمام من‬
‫يشاء ويقدر أن يعتني بنا أفضل عناية‪.‬‬

‫‪ .٣‬اعتراضى‪ :‬أليست الصالة شيائ زائدا؟ ستة أسباب لها‬

‫لكن رت قائلي‪ :‬أال يعلم الله‪ ،‬حتى بدون أن ندره‪ ،‬ماذا يضايقنا وما هو األفضل لنا بحيث‬
‫يبدوليس ضروردا أن نزعجه بصلواتنا — كما لوكان نائائ أوكانت عيناه نصف مفتوحثين فنوقظه‬
‫بأصواتنا؟ أتا تن يفكرون بهذه الطريقة فال يالحظون ماذا كانت غاية الرب من تعليمه شعبه أن‬
‫‪٧٩٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫ايصغوا‪ ،‬فإئه لم يرسم الصالة لغائدته هو بل لمصلحتنا نحن‪ .‬وهو اآلن يشاء — كما يحق له ‪ -‬أن‬
‫يوفي حثه كما يجب‪ ،‬إقرارا من اإلنسان بأن كز ما يرغبه اإلنسان ويحسبه مغينا له يأتي من لدن‬
‫الله‪ ،‬وأن في أداء الصالة شهاد؛ لذلك‪ .‬ولكن فائدة هذه التقدمة التي بها نقنم عبادتنا لله تعود علينا‬
‫أيشا‪ .‬لهذا اهتم االباء القديسون بالصالة بأكثر غيرة كتما ازداد تعظيمهم بثقة أكثر إلحسانات الله‬
‫لذواتهم ولالخرين‪ .‬يكفي أن نذكر هنا مثاأل واحذا‪ ،‬مثال إيليا الذي رغم أئه كان واثائ من قصد‬
‫الله — بعد أن كان قد أعطى أخآب الملك وعدا مويدا بسقوط األمطار ‪ -‬صئى قلائ‪ ،‬جاعال وجهه‬
‫بين ركبتيه‪ ،‬وأرسل غالمه ليتاكد [ ‪ ١‬مل ‪ ،] ٤٢ : ١٨‬ال لكي يضعف الثقة بنبوءته‪ ،‬بل لمعرفته أئه كان‬
‫عليه أن يطرح طلبته أمام الله‪ ،‬خشية أن يغتز إيمانه أو يبلد‪.‬‬

‫لذا على الرغم من أن الله يسهر علينا ليحرسنا‪ ،‬بل دعيننا أحياائ من دون أن نطلك منه‪،‬‬
‫وخصوصا عندما تتبتد أحاسيسنا نحو الباليا التي تحيط بنا‪ ،‬يلزمنا مع ذلك أن ندعو إليه‪ .‬أؤأل‪ ،‬لكي‬
‫تضطرم قلوبنا بالغيرة والرغبة المفعمة لنطلب وجهه دائائ‪ ،‬ولنحثه‪ ،‬ولنخدمه‪ ،‬فيما نتعود أن نلوذ‬
‫إليه عند كز احتياج كما لمرسا؛ مقذسة؛ وثانثا‪ ،‬حتى ال تتسرب إلى قلوبنا أي رغبه ئخجلنا من أن‬
‫نجعله شاهدا‪ ،‬فيما نحن نتعتم أن نطرخ كز رغباتنا أمام عينيه‪ ،‬بل أن نسكك عنده قلوبنا بكآيتها‪.‬‬
‫وثالتا‪ ،‬لكي نكون مستعدين أن نستقبز إحساناته بشكرا؟ قلبى وشكر حقيقى‪ ،‬تلكم اإلحسانات‬
‫التي تدرنا الصالة أئها تأتي من يديه [مز ه‪:١٤‬ه ‪ .]١٦-١‬ورابائ‪ ،‬وبعد اقتناعنا بأئه استجاب‬
‫لصلواتنا‪ ،‬يقودنا ذلك إلى التأتل في لطف الله بغيرة متقدة‪ .‬وخامشا‪ ،‬حتى نتقبل األشياء التي ندرك‬
‫أئنا نلناها استجابه لصلواتنا بابتهاج أعظم‪ .‬وسادسا وأخيرا‪ ،‬المواظبة واالختبار‪ ،‬بحسب مقدار‬
‫ضعفنا‪ ،‬يويدان لنا عنايته فيما لحن ال ندرك وعده فقط بأأل يتخآى عتا أبذا‪ ،‬وأئه بحسب مسرة‬
‫مشيئته يفتح أمامنا طريائ لنقصده عند لحظة احتياجنا بعينها‪ ،‬بل أئه يمن يده أيائ ليعيل خاصته؛ ال‬
‫كمن يرضعهم بكلماب فارغة بل بعون وثيي وبقثد ال يتزعزع‪.‬‬

‫لهذه االسباب عينها‪ ،‬على الرغم من أن أبانا السماوي الرحوم ال ينعس وال ينام‪ ،‬يبدو أحياائ‬
‫كأئه نائم إئما لكي تنهضنا من كسلنا وبالدتنا ويدربنا على أن طلك وجهه وأن نتضرع إليه‬
‫لغائدتنا العظمى‪.‬‬

‫إذ الذين يحاولون أن يصرفوا أذهاننا عن الصالة‪ ،‬ويهذرون بأن عناية الله التي تقف حارسا‬
‫على كز شيء دلحفها عبائ طلباتنا‪ ،‬يتصرفون بحماقه خارقة لكز الحدود‪ ،‬إذ إذ الرب ذاته — على‬
‫العكس — أعلن أئه وريك يكز ائذيئ ئذعوته‪ ،‬الذيل ئذعوته دالخئ [مز ‪.] ١٨: ١٤٥‬يشبه ذلك‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٩٦‬‬

‫أيئدا الذين يثرثرون بأئه ال يلزم أن يلتمسوا وجه الله ألشياء هو على استعداد أن يسبفها بسرور من‬
‫دون أن نطلبها‪ .‬أائ الرب فيريدنا أن نعلم أة تلك األشياء التي يفيض علينا بها من فرط سخائه الحر‪،‬‬
‫هي في الواقع استجابه لصلواتنا‪ .‬يشهد القول المأثور الوارد في المزمور لهذه الحقيقة‪ ،‬كما يتردد‬
‫مثله في العديد من النصوص‪ :‬اغتتا الرت تحو الصنيعين‪ ،‬زادتاه إلى صزاخه—‪ ٢٠‬ا [مز ‪:٣٤‬ه ‪١‬؛‬
‫‪١‬بط ‪ ٠]١٢:٣‬تربي هذه الجملة عناية الله — أي قصده األرادي لالهتمام بخالص الئئقين —‬
‫ولكئها ال تففل تدريب األيمان الذي به تتطهر أذهان البشر من التراخي والكسل‪ .‬لذا فإة عيئي الله‬
‫ساهرتان على إعانة العميان في عوزهم‪ ،‬ولكئه مستعذ أيصا أن يستمغ إلى أتاتنا لكي يبرهن على‬
‫محبته لنا على وجه أوضح‪ .‬وهكذا فإة كلتا هاتين الحقيقتين صحيحة‪ :‬أن أل يتعسن ؤأل يتام خابن‬

‫إشزائيل‪٠‬ا [مز ‪ ،]٤: ١٢١‬ولكئه محتجن أيائ‪ ،‬وكأئه قد نسينا‪ ،‬حين يرانا بكما عاطلين‪.‬‬

‫(قواعد الصالة السليمة‪)١٦ - ٤ ،‬‬

‫القاعدة األولى‪ :‬الوقار‪،‬؛ ‪-‬ه‬

‫‪ . ٤‬محادثة الله تستوجب التجرد الورع‬

‫ولكي نصوغ الصالة كما يجب وعلى نحو صحيح‪ ،‬لتثبك هذه القاعدة األولى‪ :‬أن نهبئ‬
‫ذواتنا ذهائ وقلبا كما يليق بمن يتحذث مع الله‪ .‬يمكننا أن نتوصل إلى ذلك من جهة العقل‪ ،‬إذا‬
‫تحرر من األفكار واالهتمامات الجسدية التي يمكنها أن تصرفه بعينا عن التأتل الصحيح والنقى‬
‫في الله‪ ،‬بحيث يكرس ذاته تماتا للصالة؛ ليس ذلك فحسب بل على قدر المستطاع‪ ،‬بأن يسمو‬
‫أيصا على ذاته ويخرج منها‪ .‬لسك أطالن هنا بأن يغين العقل بحيث يستحيل أن تخزه الحيرة‬
‫وتقرضه‪ ،‬وخصوصا إته يلزمنا — على العكس — أن يشعز القلق فينا الرغبة في الصالة‪ .‬وهكذا نرى‬
‫كيف أة عبيد الله األتقياء ينزعجون‪ ،‬بل يتعذبون عندما يتحذثون عن النطق بأنين صراخهم للرب‬
‫من أعماق الهاوية وأنياب الموت [قارن مز ‪ ٠]١ : ١٣٠‬ولكئني أرى أن نتخئص من كل الهموم‬

‫المغايرة والغريبة التي تحمل العقل — وهو بطبيعته جوال — هنا وهناك‪ ،‬وتجره بعيدا عن السماء‬
‫وتدفعه إلى األرض‪ .‬أعني أن العقل يجب أن يرتقي فوق ذاته حتى ال يسمح له بأن يضغ أمام وجه‬
‫الرب كز شيء تعؤد تفكيرنا األعمى والغبي أن يخترعه‪ ،‬وال بأن يظز حائائ في مدار غروره‪ ،‬بل‬
‫أن يعلوإلى مرتبة النقاوة الالئقة بالله‪.‬‬
‫‪٧٩٧‬‬ ‫الكتاب الثالث‪-‬الغصل العشرون‬

‫ه‪ .‬تحذيرمن الصالة المجردة من الحشمة والتي التلتزم بالترتيب‬

‫هذان األمران يستحثان االلتفات‪ :‬أؤأل‪ ،‬ينبغي لكق من يشرع في الصالة أن ئغرد لها جهده‬

‫الفكري وقواه العقلية‪ ،‬ال أن ينشغل — كما يحدث في كثير من األحيان — بأفكار شاردة‪ .‬فليس‬
‫هنالك ما يتنافى مع توقير الله اكثر من الخئة التي تدل على األسراف في االستهتار والعبث والتجرد‬
‫من الرهبة‪ .‬وفي هذا المجال‪ ،‬كتما صعب علينا التركيز في الصالة ازدادت حاجتنا إلى بذل الجهد‬
‫نحوه‪ .‬فال يوجد إنسان يعزم على الصالة إأل يشعر باألفكار الشاردة تزحف إلى ذهنه زحائ يسبب‬
‫توقف انسياق الصالة أو يعرقله في منحنيات تبتعد بها عن هدفها‪ .‬فلنتدر هنا كيف ال يليق ‪-‬‬
‫عندما يسمح لنا الله بدخول محادثة حميمة في محضره — أن سيء استخدام امتياز لطفه العظيم‬
‫نحونا بخلط المقدسات باألرضيات؛ أو أن نهمله في وسط صالتنا‪ ،‬كما لوكان حديثنا مع إنسا؟‬
‫عادي‪ ،‬فنفسح المجال ألن تتشقت أذهاننا‪.‬‬

‫إدا‪ ،‬لندرن أة الذين يهيوئن ذواتهم حعا للصالة كي تتفرغ أذهانهم للخشوع في حضرته هم‬
‫وحدهم تن يغمرهم اإلحساس بجالل الله بحيث يتحزرون من االنشغال باالهتمامات األرضية‬
‫أو بالملذات الزمنية‪ .‬كما أة رفع األيدي يشير إلى أة األنسان يتدبر كم هو بعيد عن الله إذا لم‬
‫يسر بأفكاره إلى فوق‪ ،‬مثلما ورد في المزمور‪ :‬ايلن ائ زت رع تغسي [مز ‪ .]١ :٢٥‬فالكتاب‬
‫يستخدم كثيرا الجملة رفع الصالة [مثأل‪ :‬اش ‪ ]٤:٣٧‬بمعنى أة تن يترحون وجه الرب في‬
‫الصالة يهتفون بأأل ايستقزوا* على رئهم^ [ار ‪١١ :٤٨‬؛ صف ‪ . ] ١٢: ١‬باالختصار‪ ،‬كتما‬
‫استفاض جود الله نحونا بحيث يدعونا بلطب أن نفرغ أثقال همومنا أمامه‪ ،‬قتت أعذارنا أهام‬
‫عظمة إحسانه الذي ال نظير له والذي يفوق كق ما ننشغل به في حياتنا فيجنبنا إليه‪ ،‬والذي ألجله‬
‫نصئ‪ ،‬كق أفكارنا وطاقاتنا في الصالة‪ .‬ال يمكن لهذا أن يحدث إذا لم يصارع العقل تلك العقبات‬
‫بكق قدرته فيتفتعب عليها‪.‬‬

‫هالك نقطة أخرى يلزم االلتفات إليها‪ ،‬وهي أأل نطلب أكثر مائ يسمح به الله‪ .‬فمع أئه يدعونا‬
‫أن نطرح سؤل قلوبنا أمامه [مز ‪٨:٦٢‬؛ قارن مزه‪،]١٩:١٤‬ال يطلق العنان للعواطف الشريرة‬
‫والطلبات الغبية؛ ومع أئه دعن بأن يستجيب ألرادة مئقيه‪ ،‬ال يسمح لئطغه أن يمتن إلى حذ الخضوع‬
‫ألهوائهم الملحة‪ .‬على كق حال‪ ،‬في طبيعة البشر أئهم يخطوئن بصور؛ شنيعة؛ والكثيرون منهم‬
‫يلحون بال وقار على الله بسخافاتهم ويستعرضون أمام عرشه بتهور وبدون إحساس بالخزي كق‬
‫ما يجول بخيالهم من أوهام‪ .‬على أة تلك الحماقة‪ ،‬أوذلك الغباء يستولي عليهم بحيث يتجاسرون‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين المسيحى‬ ‫‪٧٩٨‬‬

‫أن يقحموا على الله كزى نزواتهم النجسة التي ال بذ أن يخزيهم البوح بها أمام الناس‪ .‬لقد انتقد بعض‬
‫الكاب من غير المتدينين تلك الوقاحة وصفاقة الوجه التي يتصف بها ذلك التصنف في الصالة‪،‬‬
‫ولكئ الرذيلة نفسها ما انفكت دسيطر‪ .‬من ثم ادخن بعض الئغغمين بالطموح كوكك المشتري —‬

‫كبيرآلهة الميثولوجيا اإلغريقية — راعيا لهم؛ والبخالة عطارن ‪ -‬أصغر الكواكب السيارة؛ والئؤاقون‬
‫إلى المعرفة أدولو إله السعر والموسيقى‪ ،‬ومينرثا إلهة الحكمة والغنون عند الرومان؛ والمولعون‬
‫بالحرب المريخ إله الحرب؛ والماجنون الرهرة [قينوس؛ إلهة الحب والجمال والخصب‪ .‬وحتى‬
‫في أيامنا هذه‪ ،‬يسمغ بعصهم — كما دكزت — بإفساح مجابًا أوسع للصالة ألهوائهم غير المباحة‪،‬‬
‫مائ يستطيع األنداد أن يمزحوا به بعضهم مع بعض‪ .‬ولكئ الله ال يبيح لطول أناته أن يسفر بها‪،‬‬
‫فيخضع بسلطان حعه كز شهواتنا وئنحمها بقوة قدرته‪ .‬لهذا السبب ينبغي أن نلزم قول يوحنا‬
‫الرسول‪ :‬وهن؛ هئ الئعه التي لتا عئذه‪ :‬آئه إذ غلبتا سيائ حشك مشيديه يشتع لكا [ ‪ ١‬يو ه‪٠]١٤:‬‬

‫الروح القدس بعيئ الصالة القويمة‬

‫أائ ألن إمكاناتنا ال تستطيع أن تضاهي الكمال المنشود‪ ،‬فإئنا نحتاج إلى البحث عن عالج‬
‫بعيننا‪ .‬فإذ يلزمنا أن نصؤب ذكاء العقل نحو الله‪ ،‬كذلك أيائ ينبغي أن نوجه إليه إحساس الوجدان؛‬

‫فالحقيقة أة كليهما في الميزان إلى فوق؛ إئهما في الواقع يخيبان‪ ،‬بل يتعارضان‪ .‬لذلك لكي بعين‬
‫الله ضعفنا هذا يهب لنا الروح القدس معتائ في صلواتنا ليرشدنا إلى الصواب وليهذب عواطفنا‪.‬‬
‫ااكذبليع الروع ائقائعيئ شفعايتا‪ ،‬ألئتالشناتعلم تائضلي ألجبه كماتسعي وئئغغ نيتايارات‬
‫أل بئى بهااا [رو ‪]٢٦ :٨‬؛ ليس أنه بصأى أو يئئ فعأل‪ ،‬بل يوقظ فينا الثقة والرغبة واألثات التي ال‬
‫تستطيع قوانا الطبيعية أن تنتجها‪.‬يقول بولس‪ ،‬ولسبب وجيه‪ ،‬إئها أثات ال بنطق بها تلك التي‬
‫تخرج من صدور المؤمنين تحت إرشاد الروح القدس (فمثلما يرشدنا الروح القدس لفهم الكتاب‬
‫المقدس هكذا يحقنا على الصالة ويلعننا ما نصلي به)؛ هذا ألن من تدربوا حعا في الصالة‪ ،‬ال‬
‫يففلون أئهم بسبب كز ما يصيبهم من هموم غمي يعجزون عن إيجاد ما يمكن أن ينطقوا به‪ .‬في‬
‫الواقع‪ ،‬عندما يحاولون الفأفأة يترددون ويتلعثموذ‪ .‬واضخ إدا أة الصالة الصحيحة موهبة نادرة‪.‬‬

‫لسنا نقول بهذه األشياء لكي ئلقي المسؤولية على كاهل روح الله‪ ،‬تشجيعا لبالدتنا‪ ،‬أولكي نتمادى‬
‫في إهمالنا الذي نميل إليه بطبيعتنا‪ .‬كثيرا ما نسمع في هذا السياق أصواثا شريرة تشجعنا على أن‬
‫نظز في حال ئعاس‪ ،‬منتظرين هيمنة الروح على أفكارنا المتشتتة‪ .‬لكنا ئشير إلى هذا الخطر‬
‫لنسارغ إلى طلب معونة الروح إذ نبغض فتورنا وغالظة أذهاننا‪ .‬لهذا بولس نفسه — عندما يحقنا‬
‫‪٧٩٩‬‬ ‫الفصل العشرون‬ ‫الكتاب الثالث‬

‫على الصالة في الروح — ال يكنى عن مناشدتنا أن نكون متيعظيئ ذهنؤا أيثا ‪ ١٦‬كو ‪ : ١٤‬ه ‪ ١‬؛ ‪.‬‬
‫بذلك يقصد أة الروح القدس يمكننا بقؤته من أن نرفع صلواتنا بحيث ال دمسك جهدنا أو نقيد‬

‫طاقتا‪ ،‬ألن الله يريد بذلك أن يعرف إلى أي مذى يحزك اإليمان قلوبا‪.‬‬

‫‪,‬لقاعدة الثانية‪ :‬أن نصلي عن إحساس حقيقتي بالحاجة‪ ،‬وبمجر‪٧ —٦ ،‬‬

‫‪ .٦‬اإلحساسب‪1‬لحاجةالذياليتركمجاال لالواقعية‬

‫لتكن هذه القاعدة الثانية‪ :‬أئنا في يللباتنا نشعر دائائ بعدم كفايتنا من ذواتنا؛ وإذ نحن نتأثل‬
‫هل كنا فعأل بحاجه إلى كز ما نطلبه‪ ،‬ئرفق بصالتنا هذه رغبة صادقة ‪ -‬بل عارمة ‪ -‬في الحصول‬
‫على ما نطلب‪ .‬هذا ألن كثيرين يرددون صلواتهم بال مباالة وعلى نحو نمطى‪ ،‬كما لوكانوا يؤدون‬
‫فرصا واجبا لله‪ .‬ومع أئهم يقرون بأة في صالتهم عاللجا ضرورائ ألسقامهم ‪ -‬إذ ال يمكنهم‬
‫االستغناء عن معونة اإلله الذي يطلبونه — فهم ال يزالون يؤذون هذا الواجب من قبيل العادة بينما‬
‫قلوبهم باردة وأذهانهم غير واعية لما يطلبونه‪ .‬في الواقع‪ ،‬أن ما يبعثهم على الصالة هوإحساس عام‬
‫وغامض بحاجتهم‪ ،‬ولكئه ال يوقظهم على طلب ما يحتاجون إليه فعأل في حالتهم الحاضرة لسداد‬
‫إعوازهم وبوئثهم من فقرهم‪ .‬فاآلن‪ ،‬ما الذي يمكن أن نحسبه أكثر بفخا لله من أكذوبة أحدهم‬
‫في طلب المفغرة لخطاياه‪ ،‬فيما هو يظل — مدى الزمن ‪ -‬أئه ليس خاطائ أو على األقل ال يفكر‬
‫أبذا في أنه خاطئ؟ مائ ال نزاع فيه أة في ذلك استهزاة بالله نفسه! ومع ذلك‪ ،‬كما ذكرت‪ ،‬فالبشر‬
‫غرقى في الفساد بحيث إئهم‪ ،‬يدافع األداء ال غير‪ ،‬غاليا ما يطلبون من الله أشياء كثيرة هم متكدون‬
‫أئها ستأتيهم — ليس من إحسان الله — بل من مصدرآخر‪ ،‬أو أئها عندهم حالائ‪.‬‬

‫هنالك خطأآخر يبدو أقز خطورة ولكئه يبقى غير مقبول‪ ،‬وهو أنآخرين مئن تشيعت‬
‫أفكارهم بالمبدأ القائل بأن الله ينبغي أن يراضى بالتعيد‪ ،‬يتمتمون صلواتهم بال تأتل‪ .‬أتا األتقياء‬
‫فيلزمهم على الخصوص أن يحرصوا أأل يتقدموا لله بطلب أي شيء‪ ،‬إن لم ئتق إليه قلوبهم يشخب‬
‫مئقد‪ ،‬وإن لم تكن لهم الرغبة الحقيقية في الحصول عليه‪ .‬في الحق أيائ أئه حتى في األمور التي‬
‫نطلبها لمجد الله فحسب — بغض النظر من أول وهلة عن جلبات احتياجنا — يليق جذا أن نبتغيها‬
‫بحرارة واشتياق ال يقآلن عن لهفتنا إلى ما نطلبه لذواتنا‪ .‬فعندما نصلي — مثأل — لئتعدس اشمك‬

‫[مت ‪ ٩: ٦‬؛ لو ‪ ،]٢ : ١١‬يجب أن نجوع ونعطش بشوى حبب إلى ذلك التقديس‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨٠٠‬‬

‫‪ .٧‬هل تتوفف صلواتنا أحياائ على أمزجتنا العابرة؟‬

‫إذا اعترض أحدهم بالقول إئنا ال نشحر دائائ بالضرورة نفسها بحاجتنا إلى الصالة‪ ،‬فلست‬
‫أختلف معه‪ .‬ولفائدتنا يعطينا الرسول يحقورب هذا التمييز‪ .‬أغلى‪ ،‬احد كدحكم مغثا رغ؟ ؤأ‪.‬دط‪.‬غل ‪٠‬‬
‫أتشرو اخذ؟ ئلثزدل [يع ‪ .]١٣٠٠٥‬لذا يفرض علينا المنطق ذاته أة الله ينخسنا بأكثر حذ؛ كتما‬
‫ازداد تراخينا‪ ،‬ألن نصتي بحرارة بحسب ما تقتضي المناسبة‪ .‬يدعو داود ذلك ا الوقت الذي‬
‫نجد الله فيها‪[ ٠‬مز ‪ ]٦ :٣٢‬ألئه ‪ -‬كما عتم في مواضغ احر [مثأل مز‪-]١٩:٩٤‬كتما اشتذت بنا‬
‫الخطوب والباليا والضيقات والمخاوف‪ ،‬ازداد اثساع مدخلنا نحو الله‪ ،‬كاما هو يدعونا‬
‫إلى نفسه‪.‬‬

‫في الوقت عينه ال يغز قول بولس صخة بأئه ينبغي أن نكون أمصتين‪ ...‬كز وقت ا‬
‫[اف ‪١٨:٦‬؛ ‪١‬تس ه‪ .]١٧:‬ألئه مهما فاضت الخيرات نحونا بحسب سؤل قلوبنا‪ ،‬ومهما‬
‫أحاطتنا مناسبات البهجة من كز جانب‪ ،‬ال ‪,‬يوجد حيئ من األحيان تخلو فيه حياتنا من ضرورة‬
‫تدفعنا إلى الصالة‪ .‬قد تمتلئ خزائن إنسان ما بالغالل ونبين الكروم؛ ولكن إذ ال يمكن أن يتمتع‬
‫بلقمة خبز واحد؛ من دون جود الله المستمر‪ ،‬فلن تمنعه خزائن غالله ونبيذه من الصالة ألجل خبز‬
‫كفافه اليومي‪ .‬ونحن إذا تونفنا لنتأتل كم تحيط بنا المخاطر في كز حين‪ ،‬يعتمنا الخوف نفسه أئنا‬

‫ال نستطيع أن نهمل الصالة ولولحظة‪.‬‬

‫كما أئنا نستطيع إدراك هذه الحقيقة أيائ في األمور الروحئة‪ .‬ألئه‪ ،‬متى يمكن لكز خطايانا‬
‫التي ندري بها أن تسمح لنا بالتوقف عن الصالة‪ ،‬بغير اكترارثه‪ ،‬لكي نلتمس الصفح عن ذنوبنا‬
‫والعفوعن عقوبتنا؟ متى تمنحنا التجارب الهدنة الكافية لنسارع إلى االستغاثة؟ بل أكثر من ذلك‪،‬‬
‫ليت غيرتنا نحوملكوت الله ومجده تمألنا بحيث نبتغيهما دائائ‪ ،‬وليس بين الحين واآلخر‪ .‬لذلك‬
‫ليس باطأل أن نعي دائائ وصية المواظبة على الصالة‪ .‬لم أتكتم بعد عن المواظبة؛ فسوف يرد‬
‫الحديث فيها فيما بعد؛‪ ١‬لكئ الكتاب يحقنا على أن نصتي بال انقطاع [‪١‬تس ه ‪ ،]١٧:‬ويؤئبنا‬
‫على الكسل إذ ال ندرك كم نحن بحاجة إلى هذا االنتباه وهذه المثابرة‪ .‬بهذه القاعدة يستبعد الرياء‬
‫والخداع والمغالطة‪ ،‬بل تتبند هذه جميعها! يعد الله بأئه الرت وريب بكز ائذيئ ئذعوته‪ ،‬ائذيئ‬
‫ئذعوثه بالخؤأ [مز ‪ ،]١٨: ١٤٥‬وأة كز ما يطلبونه بكز قلوبهم يجدونه [ار ‪.]١٤-١٣ :٢٩‬‬
‫لهذا السبب ال يطمح إلى شيء تن ئبهجهم نشوة كبهم‪ .‬ألمنا الصالة المستقيمة فتتطنب التوبة‪ .‬ومن‬
‫أنظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.٥١‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪٨٠ ١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪. -‬الفصل العشرون‬

‫ثم يرد في الكتاب المقذس القول المعروف إن الله ال يسمع للخطاة [يو ‪٣١ : ٩‬؛‪ ،‬وأة صلواتهم‬
‫[قارن ام ‪ ٩: ٢٨‬؛ اش ‪ : ١‬ه ‪ ١‬؛ ‪ -‬كذبائحهم [قارن امه‪٨:١‬؛ ‪ — ]٢٧:٢١‬مكرهة له‪ .‬ألئه صحيخ‬
‫أة تن يغلقون قلوبهم ال بذ أن يجدوا اذنى الله قد طشت‪ ،‬وأة ض يثيرون قساوته بغالظة قلوبهم ال‬

‫ئئ أن يشعروا بعدم استعداده للمراضاة‪ .‬فغي سفر إشعياء يتوعد الله أولئك هكذا‪ :‬إذ كبرتم الصاله‬
‫آل اشتغ‪ .‬ارديكلم تالنة ذائ [اش ‪ : ١‬ه ‪١‬؛‪ .‬وكذلك في إرميا‪ :‬صرخت قايأل‪ :‬اشتعوا ضوي‪.‬‬
‫ظلم يشتعوا‪[ ...‬سوف؛ يصرخون إلى قاذ اسقع لهلم [ار ‪١١،٨،٧:١١‬؛‪.‬إة الله ليحشبه‬
‫غاية العار أن يتباهى األشرار بعهده بينما هم يلئلخون اسمه القذوس طوال حياتهم‪ .‬لذا يشتكي‬
‫بغيب‪ ..‬زاما ئثه ؤابغذه عني [اش ‪١٣: ٢٩‬؛‪ .‬إئه ال‬
‫*‬ ‫في إشعياء شعك اليهود أئه ود اوقرت إلي‬
‫يقطر ذلك على الصالة وحدها‪ ،‬بل يعلن أة الزيف في أي جزء من العبادة مكرهه له‪ .‬ينطبق على‬
‫ذلك قول يعقوب الرسول‪ :‬ئكلبوذ ؤلشئلم ائخذوذ‪ ،‬ألئكلم ئئلئبوذ ردائ بكئ تلفقوا بي لائتكلماا‬
‫[بع ‪٣: ٤‬؛‪ .‬صحيح كما سنرى ثانيه أدناه‪ ٢،‬أة صلوات األتقياء ال تعتمد على استحقاقهم؛ ومع‬
‫هذا فإة تحذير يوحنا تحذير جذي‪ :‬زتؤفا سألتا كاز بئه‪ ،‬ألكا تعئظ وصاياه [‪١‬يو‪٢٢:٣‬؛‪،‬‬
‫بينما يفلق الضمير الفاسد باب االستجابة في وجوهنا‪ .‬من هذا نستنتج أة العابدين الحقيقتين هم‬
‫وحدهم من يصلون باالستقامة ومن يسمع لهم‪ .‬فليكره أعماله الشريرة كز من يتألهب للصالة‪،‬‬

‫وليتخن لنفسه شخص المستعطي وحالته (وال يمكن أن يحدث ذلك من دون التوبة)‪.‬‬

‫القاعدة الكالكة‪ :‬أن نطرخ عتا كل الثقة بالشس ونتوشل طالبين العفوباالقضاع‪.١٠-٨ ،‬‬

‫‪ . ٨‬نأتي كمتضزعين وضعاء توسأل للرحمة‬

‫إلى ذلك نضيف قاعدة ثالثة‪ :‬أئه إن وقف أحذ أمام الله ليصلي‪ ،‬معطيا إياه المجد كلبا في غاية‬
‫االئضاع‪ ،‬فليطرح عن ذاته كز فكر في مجد ذاته‪ ،‬وليخلغ عنه كز وهم حول قيمته الذاتية‪ ،‬وأخيرا‬
‫أن يتخلى عن كز ثقة في النفس — لئأل‪ ،‬إذا ادعينا ألنفسنا أي شيء مئما كان قليأل‪ ،‬نمتلئ غرورا‬
‫ونهلك في محضره‪ .‬لقد عذدنا األمثلة التي توضح أة هذا االئضاع يطرح أرحنا كز تعاني من‬
‫خذام الله؛ فإئه كتما ازدادت قداسة أحدهم ازداد تواضعه عندما يجثو أمام الله‪ .‬هكذا تكتم دانيال‬
‫الذي كرمه الرب نفسه بلقب عظيم القدر‪ :‬األئه ألألحل رتا دطزلح ثصؤعاتنااتالم زلجبلذ‪ ،‬يز‬
‫أللجني تراحبن الثبيتة‪ .‬ائ شئن اشتغ‪ .‬ائ شئن اعفز‪ .‬يا شين اطخ وابغ‪ .* .‬بى ألجني تبك ائ‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.٨‬‬ ‫‪٢‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٨٠٢‬‬

‫إلبي‪ ،‬ألن اشفك دعتى طى ئي‪٠‬يبلذ ؤعلى قغبلئ‪[ |٠‬دا ‪ .] ١٩-١٨ : ٩‬كما أئه ال يمتزج بالجموع‬
‫كواحيؤ منهم مثلما يفعل البعض بخداع كالمهم‪ .‬بل إئه يعترف بذنبه كفرد‪ ،‬وكمتوسل يئخذ‬
‫من صفح الله ملجًا له إذ يعلن ببالغة‪ :‬اكتتا اتا أقكلم زأضأي واغترف بحطئيي ؤلخطثة سعبي‪١‬ا‬
‫[دا ‪٢ ٠:٩‬؛‪ .‬وداود أيغا يدعو إلى هذا االتضاع على مثال ما فعل هو بقوله‪ :‬اال* قذحز ني‬
‫الثحانممة مغغئدك‪ ،‬وإده لن‪ ،‬تبرن قدامك حي [مز ‪٢: ١٤٣‬؛ ‪.‬وبهذه الصيفة يصًايإشعياء‪ :‬الها*‬
‫أث بلث إد احكاتا‪ .‬هتى إلى األبد وتختص‪ .‬زقن صزتا كلتا بره‪ ،‬ؤنمثؤب عن؛ كل اغتاي‬
‫يرتا‪ ،‬زقن دبلتا كوذوة‪ ،‬ؤاائثتا تمريح تخيلتا‪ .‬ونيتى من‪ ،‬ئذعو باشيك أؤ ئسه لتقمشك دك‪ ،‬ألرك‬
‫حجبث ؤلجؤك غائ‪ ،‬زادتا بتقتب‪ ،‬ادابتا‪ .‬ؤاآلذ يا زب الث أقوتا‪ .‬تخل الكيل ؤأثغ جابلتا‪،‬‬
‫زشمئتًا كز قذئك‪ .‬أل قط كز الئب‪ ٠‬دذا زت‪ ،‬ؤأل تدير ‪١‬إلكثم؛لى األثد‪ .‬لهًا ائكز‪ .‬نفيك كلتا‪٠٠‬‬

‫[اش ‪ :٦٤‬ه‪.]٩-‬‬

‫الحظ أن ال أحد من هؤالء يعتمد على أي ثقؤ أبذا سوى هذه وحدها‪ :‬أئهم إذ يحسبون‬
‫ذواتهم من الله‪ ،‬ال ييأسون من أئه سوف يعتني بهم‪ .‬من مثل ذلك قول إرميا‪ :‬اذ دكن‪٢،‬كامتا قئؤد‬
‫غلثا يا زت‪ ،‬واكز أللجل انبدأ [ار ‪ .]٧: ١٤‬لقد دؤن كاتب غير معروف‪ ،‬كاائ من كان‪،‬‬
‫هذه الكلمات الصحيحة والمقنسة المنسوبة إلى باروخ النبي‪ .‬النفس الحزينة والمنكسرة بسبب‬
‫شرها العظيم منحنية ومنسحقة‪ ...‬والنفس الجائعة والعيون التي ضعفت تعطي مجذا‪ ...‬إليك‬
‫يا رب‪ .‬ليس من أجل بزآبائنا أئنا نسكب صلواتنا أمامك‪ ،‬ونتوسل إلى رحمتك يا رب إلهنا‬
‫** فإئنا أخطأنا إليكاا [باروخ ‪.]٢:٣‬‬
‫ارحمنا‬ ‫[باروخ ‪]١٩-١٨ : ٢‬؛ بلألئك رحيم‬

‫‪ .٩‬التماس مفغرة الخطايا أهم عناصر الصالة‬

‫موجز الحديث هوأن بداية الصالة‪ ،‬وحتى فترة االستعداد لها‪ ،‬هي التماس الفغران باالعتراف‬
‫المتواضع والئغبص بالذب‪ .‬فال يتووغ أحد‪ ،‬مهما كانت قداسته‪ ،‬أن يتان شيائ من الله إلى أن‬
‫يحصز على المصالحة المجانية معه؛ كما ال يحتمل أن يكون الله سمخا نحو من لم تفغر خطئته‪ .‬ال‬
‫عجب إدا أن المؤمنين فتحوا لذواتهم باب الصالة بهذا المفتاح‪ ،‬كما نتعلم من العديد من نصوص‬
‫المزامير‪ .‬عندما صاى داود طاليا شيائآخر بخالف مفغرة خطاياه‪ ،‬قال‪1 :‬اال قذير حكايا صقكاي‬
‫زآل تفاصئ‪ .‬كزلحشتلث ادوني ائث بى ألجل مجودن تا زب‪[ ,1-‬مزه‪ .]٧:٢‬وأيثا ا‪٠‬ائظز إلى ذر‬
‫زدعبي‪ ،‬زاعفز لجميغ حكاتاي‪[ ,,‬مز ه‪ .]١٨:٢‬كذلك‪ ،‬من هذا نرى أئه ال يكفينا أن نحاسب ذواتنا‬
‫كز يوم على خطايانا الحديثة‪ ،‬إذا لم نتننمر تلك الخطايا التي قد تبدو منسئة منذ رس بعيد‪.‬‬
‫‪٨٠٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وهذا النبي ذاته إذ اعترف في موضع آخر بمعصيه جسيمة اقترفها‪ ،‬عاد بذهنه عند هذه‬
‫المناسبة إلى رحم أمه الذي فيه أصابته جرثومة الخطية [مز ‪ :٥١‬ه؛‪ ،‬ال ليخئف ذنبه بغزوه إلى‬
‫فماد الطبيعة بل إئه‪ ،‬إذ استجمغ خطاياه في خالل كز حياته‪ ،‬يدين نفسه بشنة ويسهل عليه أن‬
‫يرجو إيجاد الله‪ .‬وعلى الرغم من أة القديسين ال يلتمسون دائائ مفغرة لخطاياهم بكلماب هذا‬
‫عددها‪ ،‬نرى في صلواتهم التي يدؤنها الكتاب ما أعنيه هنا‪ :‬وهو أئهم حصلوا على إذن الدخول‬
‫أمام الله للصالة من فضل رحمته وحدها‪ ،‬ومن ثم تقذموا إليه طالبين رضاه‪ .‬فإن شرع أحدهم في‬
‫مساءلة ضميره‪ ،‬استحال عليه أن يتجاسر بطرح همومه أمام الله بحيث يرتعد كتما حاول االقتراب‬

‫مذه‪ ،‬إذ لم يعتمد كليا على رحمته وغفرانه‪.‬‬

‫هنالك أيائ اعتراف خاص يقذمه المصتون عندما يطلبون العفو من العقوبات‪ ،‬وهو أدهم‬

‫يطلبون مفغرة ذنوبهم في الوقت نفسه‪ .‬ألئه يمسي من غير المعقول أن ئطلب إزالة النتيجة بينما‬
‫يبقى المسيب‪ .‬يلزمنا أن نحرض على أأل نقتد المرضى األغبياء المعنتين فقط بعالج األعراض‪ ،‬فيما‬
‫هم يهملون السبب الجذري ذاته للمرض‪ .‬ينبغي لنا نحن أن نهتم أؤأل بأن يكون الله راضيا نحونا‪،‬‬
‫بدأل من أن يجزل فضله علينا بعالماب خارجية‪ ،‬ألئه يشاء أن قبع هذا الترتيب‪ ،‬وألة الفائدة التي‬

‫تعود علينا كانت تكاد أن تكون عديمة إن لم تكن ضمائرنا قد ضفت بفضل مرضاته بحيث تجعل‬
‫ارحلعه حألؤه زكله مئقهتات [نش ه ‪ ١ ٦ :‬؛ ‪ .‬تدبرنا بذلك إجابة يسوع بعد قراره شفاء المفلوج‬

‫عندما قال‪ :‬معفوزه للث حكاتاك [مت ‪٢:٩‬؛‪.‬إئه هكذا يوقظ أذهاننا على ما ينبغي باألحرى أن‬
‫نشتهيه‪ :‬وهو أة الله يتقيلنا إلى رحاب نعمته؛ وبعدئذ يرز بمعونته إيانا ثمار المصالحة‪.‬‬

‫لكن‪ ،‬إلى جانب االعتراف المحند بالذنب الحالي الذي بواسطته يتضرع المؤمن لمغغرة‬
‫كز خطئة والعفو عن كز عقوبة‪ ،‬ينبغي أآل نففل تلك المقنمة العامة التي تجد نعمة عند الصالة‪.‬‬
‫ذلك ألئه إن لم تتأسس صلواتنا على قاعدة الرحمة المجانية‪ ،‬ال يمكن أن تصل إلى الله‪ .‬هنا ينعلبق‬
‫ما قاله يوحنا الرسول‪ :‬ااإن اعتزعنا دفكاناتا وهؤ أس وغادن‪ ،‬حئى تعيز‪ ..-‬ؤئطهزدا يى كز إباا‬

‫[ ‪١‬يو ‪ .]٩: ١‬لهذا السبب كانت الصلوات تحت الناموس تكرس بدم الكقارة [قارن تك ‪٨: ١٢‬؛‬
‫‪:٢٦‬ه‪٢‬؛ ‪٢٠ :٣٣‬؛‪١‬صم ‪ ]٩:٧‬لكي تصبح مقبولة‪ ،‬ولكي نحذر الشعب هكذا أئهم غير‬
‫مستحثين المتياز الصالة العظيم حتى ينالوا ثقة الدخول في رحاب الصالة — بعد تطهيرهم من كز‬
‫نجاسة — على أساس رحمة الله وحدها‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٨٠٤‬‬

‫‪ .١٠‬اإلشارذإلىبزناالذاتتي؟‬

‫يصيح المؤمنون أحياائ ببز ذواتهم عندما يطلبون المعونة من الله‪ .‬فمثأل داود الحعظ تغسي‬

‫أللى دقئ [مز ‪)٢ : ٨٦‬؛ وكذلك يقول حزقيا‪ ٥١٦ :‬يا زب‪ ،‬ادكن كف سزت امامك باألمارة ؤبعلب‬

‫شليم‪ ،‬ؤئقك الخشن وي ءسك‪٠‬ا [‪٢‬مل‪٣:٢٠‬؛ قارن اش ‪٣:٣٨‬؛‪ .‬بمثل هذه التعاير يقصدون‬

‫أئه بفضل تجديد قلوبهم ذاته يشهد لهم بأئهم خذام الله وأبناؤه الذين وعدهم بأن يكون تنبائ‬

‫عليهم‪ .‬ائه يعلم على لسان النبي كما رأينا‪ ،‬أن عينيه نحو الصديقين وأن أذتيه إلى صراخهم‬
‫[مز ‪:٣٤‬ه ‪ .]١‬وأيصا على فم يوحنا الرسول‪ :‬ؤمهنا شالثا كاز ثئه‪ ،‬ألقا رحعظ ؤصاائها‬

‫[‪١‬يو ‪٢٢ :٣‬؛‪ .‬في هذه التعاير‪ ،‬ال يؤشس قيمة الصالة على استحقاقات األعمال‪ ،‬بل يسر بأن‬
‫يمنح الثقة من يدركون حائ أهمية البراءة والبز العديم الخبث‪ ،‬كما يجب أن يثصف به جميع‬

‫المؤمنين‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬ما اعترف به األعمى الذي اعيد له البصر ‪ -‬كما ورد في إنجيل يوحنا‪:‬‬
‫بأن الله ال يسمع للخطاة [يو ‪ — ]٣١ : ٩‬مأخود رأسا من الحق اإللهي نفسه‪ ،‬بشرط أن ندرن أن‬

‫ا‪١‬الخطاة‪ ١١‬بحسب المفهوم الكتابى المعتاد هم جميع الذين يفئلون في سبات خطاياهم من دون أي‬

‫إحساس بالرغبة نحو البر‪ .‬ألئه ال يستطيع القلب أن ينغتخ بإخالحس طالبا وجه الله إآل وهو يطمح‬

‫في الوقت ذاته إلى التقوى‪ .‬إدا‪ ،‬لتلك الوعود تيجه شهادات القديسين التي فيها يذكرون طهاراتهم‬

‫أو نقاوتهم حتى يمكنهم أن يشعروا ‪ -‬كما ينبغي أن يرجوه جميع خدام الله — بأئهم مكشوفون‬

‫أمام ذواتهم‪.‬‬

‫نجدهم كذلك يستعملون تلك الصيفة في صلواتهم عندما يقفون أمام الله‪ ،‬مقارنين ذواتهم‬

‫بأعدائهم الذين يشتاقون إلى النجاة يده من شز خطاياهم‪ .‬العجب عندئذ‪ ،‬في سياق تلك المقارنة‪،‬‬

‫إذا أشاروا إلى بز ذواتهم وبساطة قلوبهم لكي يحزكوا من رصيد هذا السبب نفسه أحشاء رأفة‬

‫الرب ليئن لهم يد المعونة‪ .‬يتمزع التقي بضمير نقي أمام الريب‪ ،‬وبذا نبت ذاته في المواعيد التي‬

‫بها يعزي الرب ويدعم من يعبدونه بالحق واالستقامة‪ .‬ال نشاء أن يتجزد الصنيق من هذه النعمة‬

‫التي يشعر يركتها في صدره‪ ،‬بل نويد أن ثقته باستجابة صلواته تقوم على أساس رأفة الله وحدها‪،‬‬

‫بغض النظر عن كز اعتبار لالستحقاق الشخصي‪.‬‬


‫ه ‪٨٠‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل العشرون‬

‫القاعدة الرابعة‪ :‬أن نصتي برجدا؛ واش‪١٤ - ١١ ،‬‬

‫‪ .١١‬الرجاء واإليمان يتغبان على الخوف‬

‫أائ القاعدة الرابعة فهي أئه ينبغي لنا — في وضاعه وانكسار النفس — أن نتشجع رغائ عن‬
‫ذلك لنصآى برجا؛ أكيد أن صلواتنا سيستجاب‪ .‬قد يبدو تناقثا أن ترتبن الثقة األكيدة في نعمة‬
‫الله‪ ،‬بإحساس واع لنقمته العادلة؛ ومع ذلك‪ ،‬فإئه على أساس أة إحسان الله وحده يرفع المنسحقين‬
‫تحت نير أعمالهًا الشريرة‪ ،‬يلتقي هذان النقيضان‪ .‬ألئه كما عتمنا انغا بأن التوبة واإليمان رفيقان‬

‫متالزمان بربا؛ ال يحل ‪ -‬مع أن أحدهما يرعبنا بينما اآلخر يفرحنا‪ - ٣‬هكذا أيائ ينبغي أن يالزم‬
‫*‬
‫تسلف‪.‬‬ ‫هذان االثنان كزصلواتنا‪ .‬يعبرداودعن هذاالتالزم بالقول‪ :‬اثااداوبكتزك ه زحمتك اذحل‬
‫اشحذ بي هئكل ون سك بحؤفكاا [مز ه ‪ .]٧:‬فدذكره رحمة الله يتضئن اإليمان‪ ،‬بينما ال رقصي‬
‫الخوف‪ .‬ليس أن جالله يفرحنى علينا الخشوع فقط‪ ،‬ولكئنا بسبب عدم استحقاقنا ‪ -‬إذ ننسى كز‬
‫كبريا؛ واعتداد بالذات ‪ -‬نسجن في خوف‪.‬‬

‫أثا أ‪١‬لثقةاا فلسك أعني بها تلك التي تلعلف فكرنا بحالوة السكينة التامة‪ ،‬وتخفف عائ كز‬
‫قلق‪ .‬ألن مثل هذه الراحة جزء من حياة الذين ال تمشهم الهموم متى سارت جميع األمور على‬
‫مرامهم‪ ،‬فال تتوقد فيهم رغبة‪ ،‬وال يقلقهم خوف‪ .‬أثا القديسون فأكثر ما يدفعهم لطلب الله هو‬
‫اضطراب نفوسهم‪ ،‬عندما دلم بهم الحاجة الملخة فتكاد تؤذي بهم إلى حافة الحبل‪ ،‬إلى أن يأتيهم‬
‫اإليمان عوائ في حينه‪ .‬ألن إحسان الله يضيء عليهم في وسط تلك الضيقات بحيث يفرج عنهم‬
‫صعوبة احتمالها‪ ،‬حتى عندما يئوئن باإلعياء من جزاء ثقلها ويعذبهم خوف من احتمال وقوع‬
‫الباليا األكثر ثقأل‪ ،‬ويستحيل أن تصز بهم الحال إلى السكينة ورجاء النجاة ما لم دلقوا كز هئهم‬
‫على رحمة الله‪ .‬لذا يليق أن تصعن صالة التقي من باعث هارين العاطفئين‪ ،‬كما أن تحتويها الصالة‬
‫فتعبر عنهما أيشا‪ :‬وهما أئه يئئ تحت وطأة الضيقات الحاضرة ويخشى وقوع ما قد يحمله إليه‬
‫المستقبل‪ ،‬وفي الوقت نفسه أن يتخذ الله ملجًا له من دون أن يشك لحظًا في أئه على استعداد أن‬

‫يمن يد المساعدة‪ .‬كم يغيظ الله عدم ثقتنا إن طلبنا منه مده ال نتوقع الحصول عليها!‬

‫انظر أعآله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬الفقرات ‪ -١‬ه‪.‬‬ ‫‪٣‬‬


‫جون كالثن‪ .‬أسمى الئؤين المسيحى‬ ‫‪٨٠٦‬‬

‫الصالة واإليمان‬

‫ألجل ذلك ليس شيء اكثر ابساقا مع طبيعة الصالة‪ ،‬من أة توغد هذه القاعدة كأساس لها‪:‬‬
‫أأل تنطلق جزاائ أو مصادفة بل أن تسترشد باإليمان‪ .‬يلفت المسيح انتباهنا جميعا إلى هذا المبدًا‬
‫بقوله‪ :‬ااًاقول لكم‪ :‬كزما دطلثوده حينمائضوئذ‪ ،‬فاثنوااذ قالوه‪ ،‬نيكونلكم [مر ‪.]٢٤:١١‬‬
‫ويوقد ذلك في موضعآخر‪ :‬اوكز* ما تطلبوده في الصالة‪ ،‬مؤمنين‪ ..‬ا [مت ‪ .]٢٢ : ٢١‬يتفق‬
‫مع ذلك يعقوب‪ :‬إنخباذ احذغم بفوزه حكمه‪ ،‬ولتطلب ثن الله ائذي يعطي الجبيغ رشحاء‬

‫ؤأل يفثئ‪ ...‬ؤلكرذ‪ ،‬لتطلب بإيمان عبر مزكارب الته [يع ‪ :١‬ه—‪ .]٦‬هنا يعبر عن قوة اإليمان بأن‬
‫ئضاذه باالرتياب‪ .‬ولكن يجب أن نالحظ أيشا ما أضافه‪ :‬أة تن يطلبون الله في ريبه وعدم يقين‬
‫— غير متأبدين في أذهانهم إذا كان الله سيسمع لهم — لن ينالوا شيائ [قارن يع ‪٧: ١‬؛ ‪ .‬حتى ليقارن‬
‫مثل هؤالء الناس بأمواج البحر التي تخبطها الريح وتدفعها [يع ‪ .]٦: ١‬وس ثم فهو يدعو الصالة‬
‫الصحيحة صالة اإليمان [يع ه‪:‬ه‪ .]١‬لذا عندما يؤبد الله مكررا أئه سوف يعطي كز وام‬
‫بحسب إيمانه [مت ‪ ١٣:٨‬؛ ‪٢٩: ٩‬؛ مر ‪ ]٢٤: ١١‬يعني أئه ال يمكن أن نغاز شيائ بدون اإليمان‪.‬‬

‫هو اإليمان‪ ،‬إدا‪ ،‬الذي يحصل لنا على كز ما يمنح لنا في الصالة‪ .‬هذا ما تفيده كلمات بولس‬

‫لم يشغفوا به؟ [رو ‪ ] ١٤: ١٠‬و اإليمان بالثتتر‪ ،‬ؤالحتكر بكلمب الله‪[ ،‬رو ‪ . ] ١٧: ١٠‬وإذ يستنتج‬
‫خطوة فخطوة كيف تبدأ الصالة من منطلق اإليمان‪ ،‬يعلن بوضوح أة الله ال يمكن أن يدعى إأل بمن‬
‫تعزفوا رأفته ولطف معاملته بسماع اإلنجيل‪ ،‬أي الذين كشفت لهم ذاته بشكل حميم‪.‬‬

‫‪ .١٢‬تحذير من الشك في استجابة الصالة‬

‫معارضونا ال يتفكرون في أهمبه هذا الشرط‪ .‬لذا عندما نوصي المؤمنين بأن يكونوا مسثنين‬
‫وواثقين بعقلي ثابت ومتين بأة الله إلة منعم ورؤوف نحوهم‪ ،‬يطثون أئنا نتحذث بما ال يعقل‪.‬‬
‫ومع هذا فإذ كانوا يمارسون الصالة الحقيقية ال بذ أن يدركوا أئه بدون ذلك اإلحساس األكيد‬
‫باإلحسان اإللهى ال يمكن دعاء الله على النحو الصحيح‪ .‬لائ كان اإلنسان ال يستطيع أن يدرن قوة‬
‫اإليمان إذا لم يختبرها في قلبه‪ ،‬فما الجدوى من الجدال مع أمثال هؤالء الذين يبدو جلؤا أن ليس‬
‫عندهم سوى مخبلة فارغة؟ نحن نتعلم قيمة هذا اليقين الالزم وحاجتنا إليه من ممارسة الدعاء إليه‪.‬‬
‫ومن ال يرى ذلك يكشف عن خلو ضميره من الحفل‪ .‬فلننش هذه الفئة من العميان‪ ،‬ولنتمشك‬
‫‪٨٠٧‬‬ ‫الفصل العشرون‬ ‫الكتاب الثالث‬

‫خال بشارة اإلنجيل‬


‫ل*‬ ‫بثبات بما عتم به بولس‪ :‬ال يمكن أن يدعو الله سوى من تعرفوا إلى رحمته من‬
‫[رو ‪١٤: ١٠‬؛‪ ،‬وأيقنوا أئها جاهزة لمعونتهم‪.‬‬

‫واآلن‪ ،‬ما عسى أن تكون نوعية هذه الصالة؟ هل تكون يا رب‪ ،‬إلني أشلن هل كث ستسمع‬
‫لي‪ ،‬لكئني بسبب ما يساورني من قلق آتي إليلذ حنى‪ ،‬إن كنث مستحعا‪ ،‬لربما تساعدني ؟ ليس‬
‫هكذا يصلي مئقو الرب بحسب ما نقرأ في الكتاب المقدس‪ .‬والروح القدس لم يعتم هكذا على‬
‫لسان الرسول الذي يأمرنا أن نتقنم من العرش السماوي بثقة !الكئ تتاز زلحتًا وتحن يفقًا غؤائ‬
‫ني جيه [عب ‪ ١٦ : ٤‬؛؛ وعندما يعتم في موضع آخر أن لنا في المسيح جراءة وقدوائ وثقة‬
‫[اف ‪ ١٢ : ٣‬؛ ‪ .‬إن كائ لنصتي بثمر ينبغي أن نمساغآ بكلتا اليذين تلك الثقة‪ ،‬ثقة تيل ما نطلبه؛ فهذا‬
‫األمر يأمرنا به الرب بصوته هو‪ ،‬ويعتمنا إداه القديسون بمثالهم‪ .‬فإذ الصالة المقبولة لدى الله‬
‫هي التي تتوتد‪ ،‬إن جاز لي القول‪ ،‬عن افتراض اإليمان‪ ،‬والتي تقوم على أساس ثقة الرجاء التي ال‬
‫تتزعزع‪ .‬كان من الممكن أن يكتفي بمجرد ذكر اإليمان‪ ،‬ولكئه لم يضف الثقة فحسب‪ ،‬بل دعمها‬
‫أيائ بالحرية أو الجراءة لكي يميزنا بهذه العالمة من غير المؤمنين الذين يمتزجون بيننا في الصالة‬
‫ولكن على سبيل المصادفة ‪ .‬الكنيسة بأسرها تصئي هكذا‪1 :‬التكن يا زب زختئلذ عيتا حشيتا‬
‫ائرتان [مز ‪ .]٢٢ :٣٣‬وفي مكا؟ آخر يضع النبتي الشرط نفسه‪ :‬ا‪...‬ني* يؤم أدغوذ نيه‪ .‬هذا‬
‫ئذ علمته ألن الله يي [مز ‪٦‬ه‪٩:‬؛‪ .‬وكذلك‪ :‬اابالعدكاه أوجه ضأليي ثحؤذ ؤارتظزال [مز ه‪.]٣:‬‬
‫من هذه الكلمات نستنتج أن الصلوات تنطلق باطال تجاه الريح إن لم يصف الرجاء الذي به نسهر‬
‫وننتظر الله في سكون كما من برج الحراسة‪ .‬يتفق مع هذا ترتيب اإلرشادات الذي يطيقه بولس‪:‬‬
‫فقبل أن يحق المومئين على أن يكونوا اثقلن‪ ...‬كززك في الروح‪ ،‬وشايرين‪ ..-‬بكل مواغتي‬
‫ؤطتئة‪[ ,,‬اف ‪ ]١٨:٦‬يناديهم أؤأل أن يكونوا اخاببن ئؤق انغز ترش اإليقان‪. ..‬أ وأن يًاخذوا‬
‫خوذ؛ الحألص‪ ،‬ويف الروح اتذي هز كلمه انذال [اف ‪. ] ١٧-١٦:٦‬‬

‫ليتذتمر قزاني هنا ما سبق أن قلته‪ :‬إذ اإليمان ال يتبدد إذا قرتا به اإلقرار بتعاستنا وفاقتنا‪-‬‬
‫ونجاستنا‪ ٤.‬ألته مهما سقر المؤمنون بثقل أوزارهم‪ ،‬ومهما اضطربت نفوسهم بسبب خطاياهم‪،‬‬
‫وليس بافتقارهم فقط إلى كز ما يمكن أن تحشن في عيتي الله‪ ،‬بل بحمل الذنوب التي تبعثهم‬
‫على أن يتصؤروه مهوأل‪ ،‬فال يمنعهم هذا من أن يقذموا إليه دائائ‪ ،‬وأن يطرحوا ذواتهم أمامه إذ ال‬
‫توجد وسيلة أخرى لالقتراب منه‪ .‬فإذ الله لم يرئب لنا الصالة لكي نتشامخ وننتغخ بها أمامه‪ ،‬أو أن‬
‫نثغن أي شيء في ذواتنا‪ ،‬بل باعترافنا بآثامنا نكشف أمامه عن كز ما ينثصنا كما يغضي األبناء إلى‬
‫انظر أعأله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفعمل الثاني‪ .‬الفقرات ‪.٢٦-٢٢‬‬ ‫‪٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨٠٨‬‬

‫آبائهم بكز ما يقلقهم‪ .‬كثرة خطايانا التي ال حدود لها تدفعنا بما يفوق الكفاية إلى أن نصتي‪ ،‬كما‬
‫يعتم النبي بمثاله‪ ،‬قائلين‪ :‬ا اسغب تفيمي ألبلي وت ألحطات إكك [مز ‪ .]٤:٤١‬حائ أعترف بأة في‬

‫هذه السهام سموائ مميتة لو لم يأرب الروب لمقونتنا‪ ٠‬فلقد هيا لنا ًابونا السماوتلي الرحيم‪ ،‬من فرط‬
‫لطفه وكثرة إحسانه‪ ،‬دواة ناجائ في حينه‪ ،‬مهذائ جميع اضطراباتنا‪ ،‬مخئعا كز همومنا‪ ،‬طاردا كز‬
‫مخاوفنا‪ ،‬حتى يجذبنا بحنانه إلى ذاته؛ بل مزيأل كز عائق يمنعنا من القدوم إليه‪.‬‬

‫‪ .١٣‬وصية الله ووعده كد‪١‬فعإلى الصالة‬

‫بدايه‪ ،‬حيث إذ الله قد دعانا أن نصتي‪ ،‬فهو بالوصية ذاتها يبكت عصياننا إن لم دطع؛ فال وصية‬

‫أوضح متا ائر به المزمور‪ :‬ادعيي في يؤم الصيق [مز ‪ :٥٠‬ه ‪.]١‬ولائ لم يتكرر في األسفار‬
‫المقدسة من واجبات التقوى ما يزيد عن هذه الوصية‪ ،‬ال أراني بحاجة إلى االسترسال في التشديد‬
‫عليها‪ .‬يقول السؤد‪ :‬اغتبوا تحدوا‪ .‬اقرعوا يغئغ نكلم [مت ‪ . ]٧: ٧‬ومع ذلك فإذ وعذا قد اضيف‬
‫ههنا‪ ،‬وكان ذلك ضرورا‪ ،‬ألئه على الرغم من أن الجميع يقرون بأن الوصية ينبغي أن تطاع‪ ،‬فإذ‬
‫أكثر الناس يوبون وجوههم عن الله عندما يدعوهم إذا لم يعد باه قريت ومجيب‪.‬‬

‫وما دامت هاتان الحقيقتان — حقيقة الوصية وحقيقة الوعد — قد اثبتتا‪ ،‬فمن المؤتمد أن من‬
‫يحاولون التمتص من المجيء المباشر إلى الله ليسوا معاندين ومتمردين فحسب‪ ،‬بل يصبحون‬
‫في حكم األشرار إذ يرتابون في المواعيد‪ .‬تهتم اإلشارة إلى هذه النقطة ألن المرائين‪ ،‬باذعائهم‬
‫التواضع والبساطة‪ ،‬يتعالون على الله باحتقارهم لؤصيته وبتكذيب دعوته الكريمة‪ ،‬بل يسلبونه‬
‫العنصر الرئيس من عبادته‪ .‬فإذ روض الذبائح التي كانت تعتمد عليها كز مظاهر القداسة [مز ‪ ٠‬ه‪:‬‬
‫‪ ،]١٣-٧‬تعلن أن دعاءه في يوم االحتياج هو أسمى وأثمن من كز ما يمكن أن يقذمه اإلنسان‬
‫[مز ‪ ٠‬ه‪ :‬ه ‪ . ] ١‬لذلك عندما يطالب بما هوله‪ ،‬ويحقزنا على الطاعة التواقة‪ ،‬ال مجال ألي نوع من‬
‫الشلق لغذرنا‪ ،‬مهما كان بريعه تغردا‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فجميع نصوص الكتاب التي يتكرر ورودها لدعوتنا‬
‫إلى الصالة هي مثل الفتات دصبت أمام عيوننا إللهامنا ولتوطيد ثقتنا بالوعد‪ .‬فلولم يكن الله نفسه‬
‫قد دعانا وانتظر مجيئنا إليه‪ ،‬لكان تمام التهؤر والفظاظة أن نتجاسر باالندفاع إلى محضره‪ .‬لذلك‬
‫يفتح لنا سبيألإليه بهذه الكلمات‪ :‬هؤ تنعو دابتي زاتا أحيبه‪ .‬اقول‪ :‬هؤ سعبي‪ ،‬زهوتقول‪ :‬الرث‬
‫إلهياا [زك ‪ .]٩: ١٣‬نرىكيف يتقنم [الله] ئنيعبدونه‪ ،‬وكيف يريد أن يتبعوه‪ ،‬وهكذا ال يخافون‪،‬‬
‫بسبب حالوة اللعمة التي يدعوهم هو ذاته بها‪.‬‬
‫‪٨٠٩‬‬ ‫الكتاب الثالث‪ -.‬الفصل العشرون‬

‫ليثن إلى أذهاننا ذلك اللقب العظيم الذي يادى به الله‪ ،‬والذي بركوننا إليه نتغلب على كق‬
‫!لعقبات بال عناء‪ :‬تا الله‪ ...‬تا ساخ الضآله‪ ،‬إليك تارني كل تشر [مز ه ‪٢-١ : ٦‬؛‪.‬فهلثئة‬
‫ما يحلو لله وما يستحسنه أكثر من هذا اللقب الذي يويد لنا أن ال شئ يتوافق مع طبيعته أكثر‬
‫من استجابته لصلوات ملتمسيه؟ من هذا يدرك النبى أن الباب ليس مفتوحا للبعض فحسب بل‬
‫** ني تؤم الئيي أئبنن قمجذ;نياا‬
‫اذعيي‬ ‫لكق بشر‪ ،‬ألئه يخاطب كل‪ ،‬إنسان بهذه الكلمات‪:‬‬

‫[مز ‪ ٠‬ه‪:‬ه ‪١‬؛‪ .‬وبحسب هذه القاعدة‪ ،‬يطالب داود بالوعد الئعطى له ليحصل على ما يطلبه‪.‬‬
‫يقول‪ :‬األدق* ائت يا زث ‪ ...‬ئذ اعلنت يقتدن‪ ،...‬بذبك زجت عتدن ني قلبه اذ يضلئ لك‪...‬‬

‫[‪٢‬صم ‪ .]٢٧:٧‬من هذا نستنتج أئهكان خائائ لوال أن الوعد شجعه‪ .‬وفي موضعًاخر يحصن ذاته‬
‫بهذه العقيدة الراسخة‪ :‬تفتل [الله] رصا لحائغيه [مز ‪.]١٩: ١٤٥‬في الواقع‪ ،‬دمكننا أن نالحن‬
‫في المزامير أئه إذا انقطع خيط الصالة‪ ،‬فإئما إئسقمر اإلشارة أحياائ إلى جبروت الله‪ ،‬وأحياتا إلى‬
‫إحسانه‪ ،‬وأحياائ أخرى إلى أمانته وصدق وعوده‪ .‬قد يبدو أن داود بإدراجه تلك الخواطر في غير‬
‫موضعها يسوه صلواته؛ ولكل المؤمنين يعرفون بالخبرة والممارسة أن الحرارة تفتر إن لم يصف‬
‫إليها وقود جديد‪ .‬ولهذا السبب فإذ التأتل في طبيعة الله وكلمته مائ‪ ،‬عندما نصلي‪ ،‬ال يفترقان‪.‬‬

‫فعلى مثال داود ال نستكبر أن ندرج — في صلواتنا ‪ -‬شيائ من شأنه أن ينعش أرواحنا الذابلة بزخم‬
‫من الحيوية والنشاط‪.‬‬

‫‪ .١٤‬يجب أن يصآي اإلسان بثقة‪ ،‬بالرعب بل بخوب وورع‬

‫من الغريب أئنا‪ ،‬على الرغم من وعود عذبة وعظيمة كهذه‪ ،‬إتا نقابلها بالبرود أو نتفافلها‬
‫تماائ‪ ،‬إلى درجة أن الكثيرين يا يفشلون أن يزيغوا في المتاهات‪ ،‬فننسى ينبوع المياه الحتة لنحفر‬
‫ألنفسنا آبارا جاوه مشثقة ال تضبط ماء [ار ‪ ،]١٣:٢‬بدأل من أن نرحب بسخاء الله المعطى لنا‬

‫ؤكتئع‪[ *1‬ام ‪.]١٠: ١٨‬‬ ‫بالمجان‪ .‬يقول سليمان‪1* :‬اشلم الرق ترع حبيل‪ ،‬الكش إليه الغد‬
‫يوئيل‪ ،‬بعد أن تنتأ بالدمار العتيد‪ ،‬يضيف هذه العبارة المأثورة‪ :‬ا زيفون اذ كل تل يذعو باشم‬

‫الؤث سهوا [يؤ ‪٣٢: ٢‬؛ رو ‪ ١٣: ١٠‬؛ اع ‪ .]٢١ : ٢‬نعلم أن هذا يشير إلى تقذم االنجيل‪ .‬بالكن‬
‫ينشط واحد من مائة ليقرب من الله‪ .‬أتا هو نفسه فيعلن على لسان إشعياء‪ :‬زيفون ائي ئنا‬

‫ينعون اتا اجيب‪٠‬ا [اش ه ‪ . ] ٢٤: ٦‬وفي موضع‪1‬خر يمنح هذا االمتياز أيصا الكنيسة ككق إذ يجيزه‬
‫لكق أعضاء جسد المسيح‪ .‬تذعوني واستجيب له‪ ،‬معه ‪٢‬دا في الصيق‪ ،‬أدقذه‪[ ...‬مز ‪:٩١‬ه‪.]١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨١ ٠‬‬

‫وكما أشرن قبأله لسك أقصد أن أسرن كز النصوص‪ ،‬بل رأيت أن أنتقي بعض أبرزها التي يمكننا‬
‫أن نتذوق منها لطف الله الذي به يجذبنا إلى ذاته‪ ،‬وندرك مدى جحودنا عندما تعوقنا بالدتنا عن‬
‫االقتراب منه‪ .‬لذلك‪ ،‬لترة هذه الكلمات دوائ في اذاننا‪ :‬ا‪٠‬الؤث وريث‪ ،‬بكز ائدين يذغوتة‪ ،‬اندين‬
‫يذعوده بالحق‪[ ,,‬مز ‪١٨: ١٤٥‬ع‪ .‬إئها تلك الكلمات عينها التي اقتبسناها من إشعياء ويوئيل‪ ،‬والتي‬
‫بها يويد الله لنا أئه مصغ لصلواتنا‪ ،‬حتى إله يشر كما بذبيحه زكية المذاق عندما نلقي هئنا عليه‬
‫[‪١‬بط ه‪٧:‬؛ وأيصا مر ‪٢٢:٥٥‬؛‪ .‬إئنا نحصل على هذا الثمر الغريد من وعود الله عندما نقدم‬
‫صلواتنا بال تردد أو ذعر؛ بل باعتمادنا على كلمة موذ‪ ،‬بغير ذلك قد يروعنا جالله‪ ،‬نجرؤ على أن‬
‫ندعوه أبانا فيما هو يتنازل بأن يمنحنا هذه البنوة‪.‬‬

‫يبقى لنا بعد كز هذه الحوافز أن نعرف أة لنا في ذلك ما يكفي من البرهان على أئه سرف‬
‫يسمع لنا بقدر ما ليس لصلواتنا من استحقاى ذاتي‪ ،‬بل ألة االستحقاق بكآيته‪ ،‬وكذلك رجا خ‬
‫تحقيق طلباتنا‪ ،‬يقومان على وعود الله ويثبتان فيها بحيث ال حاجة لهما إلى دعمآخر‪ ،‬وال حاجة‬
‫إلى البحث الحائر عن بديز هنا أو هناك‪ .‬لذلك ينبغي لنا أن نتيقن يكز عزيمتنا ائه على الرغم من‬
‫نقصاننا في القداسة التي امتدح بها االباء القديسون وكذلك األنبياء والرسل‪ ،‬فلنا معهم وصية‬
‫مشتركة وإيمان واحد‪ ،‬إذ اعتمدنا نحن على كلمة الله في الحقيقة في شركة معهم‪ .‬ألة الله الذي‬
‫أعلن ئطغه ورحمته للكز يعطي أتعش الناس رجاء ئيل ما يطلبونه‪ .‬وعلى أساس ذلك يلزمنا أن‬
‫ثجعز التفاتنا إلى النماذج العامة التي ال يمكن أن يستثنى منها أى نموذج معين أؤأل وآخزا‪ ،‬بشرط‬
‫أن تكون جميعها مفعمة بإخالص القلب‪ ،‬وعدم الرضا عن الذات‪ ،‬والتواضع‪ ،‬واأليمان بحيث ال‬
‫يمكن لريائنا أن يدس اسم الله بالخداع عند دعائه‪ .‬إذ أبانا الرحوم لن يخرج خارحا من يحقهم‬
‫بكز وسيله ممكنة على اللجوء إليه‪ .‬من ثم ينشأ أسلوب داود في الصالة‪ ،‬والذي ذكرته حديقا‪:‬‬
‫*أهوذا قد أعلنث لعبدك‪ ...‬لذلك وجد عبدك في قلبه أن يصآي إليك‪ ...‬واآلن يا سيدي الرب أنت‬
‫هو الله‪ ،‬وكالمك هو حق‪ .‬وقد كتمك عبدك بهذا الخير‪ .‬فاآلن ارتض [وافعل ما تكلئك به]‬
‫[‪٢‬صم ‪ ٢٩-٢٧ :٧‬قارن الترجمة الالتينية]‪ .‬وفي موقعآخر يقول‪ :‬أتجز زخثائق‪ ...‬حشب‬
‫ئؤيك لثثيكا| [مز ‪ .]٧٦: ١١٩‬وعلى مثال ذلك يثق بنو إسرائيل‪ ،‬عندما يتحصنون بذكر العهد‪،‬‬
‫بأئه ما دام الله يأمرهم هكذا فهم ال يخافون‪ .‬في ذلك يقتفون أثر اآلباء األولين‪ ،‬وال سيما يعقوب‬
‫الذي إذ أقر بأنه أقز من أن يستحق مراحم الله الكثيرة التي ئقيلها من يديه [تك ‪ ]١٠ :٣٢‬يقول إئه‬
‫تجرأ على الرغم من ذلك أن يطلب أمورا أعظم‪ ،‬ألن الله كان قد أحسن إليه ووعد بأن يتئم [قارن‬
‫تك‪.]١٣-١٢:٣٢‬‬
‫انظر أعاله الفقرة ‪.١٣‬‬ ‫ه‬
‫‪٨١١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وبالنسبة إلى غير المؤمنين وما يزعمونه من حجج لكيال يلوذوا بالله‪ ،‬ولكيال يطلبوا وجهه‬
‫أو يستغيثوا بعونه عندما تحيط بهم الشدة‪ ،‬فاهم يسلبون الله إجالله الواجب تماائ كما لو نصبوا‬
‫تجاهه أصنامآلهه أخرى‪ ،‬ألدهم بذلك ينكرون أده منشئ كز شيء صالح‪ .‬أئبا المؤمن فيحرره هذا‬
‫الفكر من كز هاجس مريب‪ :‬أن ال يوجد سبب يمنعه أو يؤحره عن إطاعة دعوة الله‪ ،‬ألة الله قد‬
‫أعلن أن ال شيء يسره بقدر ما تسره طاعته‪.‬‬

‫من ثم يتوصح مجددا ما قلتهآنائ‪ :‬إذ روح الصالة الجريء يغسق مع المخافة والهيبة والورع‪،‬‬
‫وأده ليس عبائ أن الله يرفع نفوس المتضعين‪ .‬وهكذا يتفق ما قد يبدو متناقصا من التعابير‪ .‬فيقول‬
‫إرميا ودانيال إئهما يلقيان التضرعات أمام الله [ار ‪ ٩ : ٤٢‬؛ دا ‪ . ] ١٨: ٩‬وفي موضع اخر يطلب‬
‫الشعب ورؤساؤه إلى إرميا أن يك دصزعنا يعغ أمامك‪ ،‬دتضلتي أللجلتا‪ .. ٠‬ألجز كل هذ؟ التعئةاا‬

‫[ار ‪٢ : ٤٢‬؛ ‪ .‬من جانبآخر‪ ،‬بقال في المؤمن أئه يرفع الصالة‪ .‬هكذا تحدث حزقيا عندما طلب‬
‫من النبتي أن يشفغ إلى الله نيابه عنه [ ‪٢‬مل ‪ . ] ٤ : ١٩‬كما يشتاق داود إلى أن تصعن صالته ا كالبخور‬
‫[مز ‪ .]٢ : ١٤١‬يعني ذلك أن المؤمن‪ ،‬على الرغم من قناعته الكاملة بمحبة الله األبوبة‪ ،‬وإيداع‬
‫نفسه أذرغ حمايته وعدم تردده في أن يستجدي معونته التي يعد بأن يمنحها بالمجان‪ ،‬فهو مع‬
‫ذلك ال يتعاظم في زهو طائش أو في ثقه غافلة كما لو كان قد تجرد من كز حياء‪ ،‬بل يصعد على‬
‫سئم المواعيد بينما يظز ذليأل في توسله‪.‬‬

‫(يولي الله الصالة أذائ صاغية حتى إن كانت مشوبة‪ ،‬ه ‪)١٦ - ١‬‬

‫‪ .١٥‬اإلصغ‪1‬ءإلىالصالةالمذحرفة‬

‫هنا بثار أكثر من سؤال‪ :‬يفيدنا الكتاب بأن الله استجاب صلوات معينة على الرغم من أئها ‪-‬‬
‫انبعثت من قلب قلق وغير مستقر‪ .‬فلسبب مالئم‪ ،‬ولكن من منطلق النقمة والغضب المتقد‪ ،‬أقسم‬
‫يوثام لسكان شكيم بالدمار الذي لحق بهم فيما بعد [قض ‪]٢٠:٩‬؛ هنا يبدوأة الله إذ نمخ باللعنة‪،‬‬

‫كان مؤبدا لتفجرات العواطف الجامحة‪ .‬هكذا أيصا وقع شمشون في قبضة انفعاله عندما قال‪:‬‬
‫العلف [قض ‪ .]٢٨: ١٦‬فعلى الرغم من وجود‬
‫**‬ ‫يا سيدي الرب‪ ،‬اذكرني وشذدني فأنتقم من‬
‫غيرة مبررة في األمر‪ ،‬فإة الشهوة العارمة لالنتقام اآلثم تحكمت وسيطرت‪ .‬ومنح الله الطلبة‪ .‬وقد‬

‫نستنبط من ذلك أئه رغم خروج الصالة من إطار قاعدة كلمة الله فهي تصيب الهدف‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨١٢‬‬

‫هنا أجيب بأن قانودا عاكا ال ببطله أمثلة فردية؛ بل قد يعطى أ حيادا القليل من البشر حافزا خاصا‬
‫يعزى إليه اعتبار خاوس بهم وحدهم ال يسري على عامة الناس‪ .‬فيجدر بنا أن نالحظ إجابة المسيح‬
‫طلب تلميذيه الطائش‪ ،‬عندما رغبا في أن يتكرر معهما ما صار مع إيليا‪ ،‬إذ انتهرهما بالقول إئهما‬
‫ليسا يعلمان من أي روح هما [لو ‪ : ٩‬ه ه ] ‪.‬‬

‫لكن ينبغي أن ندهش إلى ما هو أبعد من ذلك‪ :‬إذ الصلوات التي يستجيبها الله ليست دائائ‬
‫مرضته له‪ .‬أتا في ما يتعلق بسرد األمثلة فإذ ما يعلم به الكتاب توضحه البراهين‪ :‬أن الله يعين‬
‫البائسين ويصغي ألتات الئبئلين طلائ عندما يلتمسون عونه؛ لذا فهو يئن أحكامه بينما تصعد‬
‫إليه شكاوى المساكين على الرغم من عدم استحقاقهم أن ينالوا ولو القليل‪ .‬فكم من دليلي على‬
‫األشرار‪،‬‬
‫خ‬
‫يعاقب قساوة‬
‫ة‬ ‫‪٠‬‬
‫إلله مجهول‪ ،‬فيما‬
‫‪٠٠٠٠‬‬ ‫ء مح‬
‫بصلوات‬
‫مح‬ ‫‪٠‬‬
‫يضاربون الهواء‬
‫‪٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬
‫الذين‬
‫‪٠٠‬‬
‫المظلومين‬
‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠‬‬
‫‪٠‬أئه ‪٠٠٠‬يناصر‬
‫وسرقاتهم‪ ،‬وشهواتهم وغيرها من أعمال العنف واإلجرام‪ ،‬ويوقف طغيانهم‪ ،‬ويقلب جبروتهم‬
‫الغاشم على رؤوسهم! يشير أحد المزامير بوضوح إلى أن الصلوات التي ال تصل إلى السماء من‬
‫منطلق اإليمان‪ ،‬ال تعود على الرغم من ذلك بال أئر‪ .‬يصم المزمور المذكور تلك الصلوات التي‬

‫بلزمها الضرورة لغير المؤمنين‪ ،‬بدافع الشعور الطبيعي‪ ،‬مع صلوات المؤمنين المنبثقة كذلك من‬
‫شذة احتياجهم‪ ،‬فيتبين من النتيجة أن الرب رؤوف تجاه العصاة والجهال كما هو رحيم تجاه‬
‫تفده [مز ‪ ٦ : ١٠٧‬و‪ ١٣‬و‪ . ] ١٩‬فهل بتم هذا ألئه بمثل هذه الرأفة يشهد لصالح صلوات األشرار‬
‫ولقبوله إياها؟ ال‪ ،‬لكئه في ظروف ضيقهم يكشف لهم عن رحمته عندما ال يرفض طلباتهم‪،‬‬
‫وكذلك يضرم بهذا غيرة الساجدين الحقيقيين لتزدان صلواتهم عندما يرون أئه حتى صراخ األشرار‬
‫يفيدهم أحياائ‪.‬‬

‫ومع هذا‪ ،‬ال مبرر لحيدان المؤمنين عن قانون إلهى قرض عليهم؛ كما ال يجوز لهم أن يحسدوا‬
‫األشرار كما لو كان هؤالء قد أحرزوا نصرا عندما نالوا طلباتهم‪ .‬لقد ذكرنا أئه بهذه الطريقة‬
‫تحركت مشاعر الله إثر توبة أخآب الزائغة [ ‪ ١‬مل ‪ ٦]٢٩: ٢١‬لكي يثبت بهذا البرهان كيف يسهل‬
‫على مختاريه أن يتضرعوا إليه عندما يأتون بقلوب التوبة الحقيقية‪ .‬لهذا نرى في المزمور ‪ ١ ٠ ٦‬أئه‬
‫يلوم اليهود عندما ارتدوا إلى طبيعة عنادهم بعد أن وجدوه سامعا لتضرعاتهم [مز ‪ ٤٣: ١٠٦‬؛ قارن‬
‫مز ‪ ١٣: ١٠٦‬وما يتبع]‪ .‬ويتجلى هذا بكز وضوح في تاريخ القضاة‪ :‬فكلما بكى بنو إسرائيل‪،‬‬
‫اغيثوا من أيدي أعدائهم على الرغم من دموعهم الكاذبة [قارن قض ‪ .]٩:٣‬فمثلما يشرق الله‬
‫بشمسه على األشرار كما على الصالحين [مت ه‪ :‬ه ‪ ،]٤‬هكذا أيصا ال يحتقر بكاء ذوي الدعوى‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬الفقرة ‪.٢٥‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪٨١٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫العادلة ومن يستحثون أن يخئف ضيقاتهم‪ .‬وبسماع صلوات األشرار ال يتحذى إنقاذه إائهم ما‬
‫يفعله لتوفير الخير حتى لمن يحتقرون إحسانه‪.‬‬

‫أتا في حالئي إبراهيم وصموئيل فتبرز أسئلة أكثر صعوبة‪ .‬فاألول‪ ،‬بدون تعليمات من الله‪،‬‬
‫صاى من أجل شعب سدوم [تك ‪٢٣: ١٨‬؛؛ والثاني صلى ألجل شاول‪ ،‬مخالائ لتحريم صريح‬
‫[ ‪ ١‬صم ه ‪١١ : ١‬؛‪ .‬كما فعل إرميا ذلك عندما صلى لكي يدرأ خراب المدينة [ار ‪ ١٦١٣٢‬وما‬

‫يتبع]‪ .‬وعلى الرغم من أن صلواتهم رفضت‪ ،‬يصعب الحكم بأئه لم يكن لهم إيمان‪ .‬أعتقد أن هذه‬
‫االجابة سترضي القارئ المتزن‪ :‬فبناة على المبادئ العامة التي يدعونا بها أن نمن يد الرحمة حتى‬
‫لغير المستحثين‪ ،‬نستنتج أن هؤالء لم يفتقروا كليا إلى االيمان‪ ،‬على الرغم من ألهم في الحالة‬
‫االستثنائية قد خانهم التفكير الصائب‪ .‬يقول أوغسطينس في مكا؟ ما‪ :‬اكيف يصآي القنيسون‬
‫بإيما؟ عندما يطلبون من الله ما هو بعكس قضائه؟ إئهم يصتون بحسب إرادته‪ ،‬ليست تلك االرادة‬
‫الخفية الثابتة التي ال تتغير‪ ،‬بل االرادة التي يلهبها فيهم كيما يستمغ لهم بطريقه أخرى بحسب ما‬
‫يقضي بمشورة حكمته‪ ٧ .‬لقد أصاب القول‪ .‬ألن الله يناغم عواقب األحداث بحسب قصده الذي‬
‫ال يستقصى‪ ،‬بحيث ال تبطل صلوات األبرار التي ال تتعذى كونها خليائ من االيمان والخطأ‪ .‬وفي‬
‫كز حال ينبغي أأل يعتبر هذا نموذجا صحيخا‪ ،‬مثلما ال ينبغي أيثما أن كرز القذيسون أنفسهم؛‬
‫فإئني ال أنكر ألهم تجاوزوا الحذ الملزم‪ .‬لذلك إن لم يكن هنالك وعذ صريح‪ ،‬يجب أن تكون‬
‫طلباتنا من الله خاضعة لشروط‪ .‬هنا أمست مقولة داود في محتها‪ :‬وم [يا رب]‪ ...‬بحسب الحق‬
‫الذي به أوصيك [مز ‪ ،]٦ :٧‬إذ يبين أئه كان قد أوحي له بإرشاد محند أن يطاك إحسادا زمنيا‪.‬‬

‫‪ .١ ٦‬ستجاب صلواتنا بوساطة مفغرة الله وحدها‬

‫جدير أيصا أن نالحن أن ما أوضحته في القواعد األربع للصالة الصحيحة‪ ،‬ال يطيق بصرامة‬
‫إلى درجة أن الله سوف يرفض الصلوات التي يجدها تفتقد االيمان الكامل أو التوبة أو التي ال تصعد‬
‫له عن غيرة دفيئه وبطلبالت صحيحة‪.‬‬

‫قلت إئه على الرغم من أن الصالة محادثة حميمة بين األتقياء والله‪ ،‬وجب مع ذلك أن قسم‬
‫بالوقار واالعتدال خشية أن نطلق العنان لشتيب‪ ٠‬من الطلبات‪ ،‬وألذ نطلك من الله فوق ما يسمح‬
‫به‪ .‬ثم إئه ينبغي أن نسمو بأذهاننا إلى إجال؟ طاهر ونقتي الئق بعرته‪ ،‬لئأل تتدئى عظمته في عيوننا‪.‬‬

‫يقتبس كألغن بنثي ؤ من التعزف أقوال أوغسطينس في‪ 41. 753(. :‬ا(ل‪\11.11. 1-2 )١1‬ل ‪ 0/00)1‬رؤاح ‪,‬جا[اأ‪8‬اآجا‪٨٦‬‬ ‫‪٧‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨١٤‬‬

‫إذ أحذا لم يؤد هذا باالستقامة الواجبة؛ فكم فاحت شكاوى داود باإلفراط‪ ،‬فضأل عن ثرثرة‬
‫عامة الناس! ال ألئه يتعتد مجادلة الله أو‪-‬يريد أن يتنتر صاخبا على أحكامه‪ ،‬بل ألئه عندما يعييه‬
‫الضعف ال يجد مالذا سوى أن يطرخ هموم نفسه في حضن الله‪ .‬ولكئ الله يحتمل ئلختنا ويتغاضى‬
‫عن جهلنا متى ننسى شيائ؛ حيث بدون هذه الرأفة لن تكون لنا الحرية التي بها نقتررب منه في‬
‫الصالة‪ .‬لقد عمد داود إلى أن يذعئكلجا إلرادة الله‪ ،‬كما ابتهل إليه بصبر اليقن عن غيرته للحصول‬
‫على طلبته‪ ،‬ولكن كم انطلقت منه ‪ -‬بل تفجرت أحياائ — عواطف صاخبة ال نسق أبذا مع القاعدة‬
‫األولي التي وضعناها!‬

‫نستطيع أن نستشن من خاتمة المزمور التاسع والثالثين‪ ،‬قدر الحزن القاسي الذي انجرف به‬
‫هذا الرجل التقى بحيث لم يتمكن من ضبط نفسه‪ .‬قال‪ :‬اوقصر عدي ‪ ٠ . ٠‬وبل أن ادهت وال اولجن‬
‫[مز ‪١٣:٣٩‬؛‪ .‬قد يظئ أحدهم أن هذا اإلنسان الفاقد كل أمل‪ ،‬ال يطلب إآل أن يتعفن في بلواه‬
‫رافصا العون من يد الله‪ .‬ليس ألئه يعزم على االندفاع إلى ذلك اإلفراط‪ ،‬أو ألده يريد أن يبتعن عن‬
‫الله كما يفعل األشرار‪ ،‬بل لكي يعبر عن عدم قدرته على احتمال سخط الله‪ .‬في وسط مثل هذه‬
‫التجارب‪ ،‬كثيرا ما تنبس الشفاه بطلبات ال شق تماائ مع القاعدة التي أرستها كلمة الله‪ ،‬والتي ال‬
‫يمتحن القذيسون صجتها ومعقوليتها بما فيه الكفاية‪ .‬تستحق كل تلك الصلوات العائبة أن لرفض؛‬
‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإذ الله بتامحها بشرط أن يندم القذيسون على خطاياهم‪ ،‬ويؤئبوا ذواتهم‪،‬‬
‫ويعودوا ئؤا إلى رشدهم‪.‬‬

‫كذلك يخطوئن إزاء القاعدة الثاذية؛‪ ٨‬فإئهم ال شذ يتصارعون تكرارا مع فتورهم حيث ال‬
‫تدفعهم حاجتهم وتعاستهم بما يكفي ليلجأوا إلى صالة اللجاجة‪ .‬ما يحدث غالبا هو أن عقولهم‬
‫تشك بل تكاد أن تغيب تماائ؛ وفي هذه الحالة أيصا تلزم المفغرة لئأل يرفض الصلوات البليدة أو‬
‫المشوهة أو المتقئلعة أوالغامضة‪ .‬لقد غرس الله في العقل أن الصالة السليمة ترفع من أذهاب واعية‪.‬‬
‫ومن ثم فاأليادي المرفوعة — كما أشرنا سابعا‪ - ٩‬وهي من الطقوس المعروفة لدى جميع الشعوب‬
‫وكل األجيال‪ ،‬وال يزال يمارسها الكثيرون؛ فكم يندر أأل يدرك المرء فتوره عندما يرفع يديه فيما‬

‫يقي قلبه على األرض؟‬

‫وفيما يتعلق بمغغرة الخطايا‪ ،‬فمع أن المؤمنين ال يهملون هذا الموضوع‪ ،‬لكئ المتمرسين‬
‫بالصالة يعلمون أدهم ال يقذمون العشر مائ يشير إليه داود بالقول‪ :‬دتائح الله هئ روح مئكسزه ‪.‬‬
‫انظر الفقرة ‪ ٦‬أعاله‪.‬‬ ‫‪٨‬‬
‫انظر الفقرة ه أعاله‪.‬‬ ‫‪٩‬‬
‫‪٨١٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬
‫القلب الئئكسؤ زائئئشجق تا أن أل تلجيقزة‪[ ,,‬مز ‪١‬ه‪ .]١٧:‬لذا ينبغي أن يطب الناس عفوا‬

‫ثزدويا‪ ،‬ألئهم ئعون كم هي أخطاؤهم مع أة إدراكهم لتعذدها ال ئعطيهم ما يكفي من إحساس‬


‫االستياء بحالتهم كما ينبغي‪ ،‬ولكن ألئهم أيصا إذ قد وهب لهم أن ئغيدوا بواسطة التوبة‪ ،‬يصلون‬
‫بقلوب منكسرة ونغوس منسحقة بسبب خطاياهم كي يعبز عنهم لظى غضب الدتان‪.‬‬

‫أتا ضعف اإليمان أو نقضه فهو أكثر ما يطل صلوات المؤمنين ما لم ئعنها رحمة الله؛ فال‬
‫عجب أة الله يتغاضى عن هذا النقصان‪ ،‬ألئه كثيرا ما يمتحن خاصته بتجارت قاسية كما لو كان‬
‫يقصد عمنا أن يطفئ إيمانهم‪ .‬إذ أقسى جميع التجارب هي ما تضطر المؤمن أن يصرخ‪ :‬إلى‬
‫تئى دد حن [بالغضب؛ غنى صأله سبك؟ [أو ءبدك‪[ ٦‬مز ‪٤ :٨٠‬؛‪ ،‬كما لو كانت الصالة ذاتها‬
‫تضايق الله‪ .‬فعندما يقول إرميا‪! :‬احين اضرغ ؤاشئبك تصغ صألتي‪[ 1,‬مرا ‪٨:٣‬؛‪ ،‬ال شك أئه كان‬
‫قد اعتراه اضطرات عنيف‪ .‬ترد في الكتاب المقدس أمثلة ال ئحصى من هذا القبيل‪ ،‬يتضح منها أة‬
‫إيمان القديسين كان في كثير من األحيان ممزوحا بالشكوك المزعجة‪ ،‬بحيث إتهم حتى في حال‬
‫إيمانهم ورجائهم كشفوا عن عوز اإليمان‪ .‬ولتا كانوا ال ينالون ما يبتغون‪ ،‬لزم عليهم أن يسعوا‬
‫باألكثر أن يصححوا أخطاءهم‪ ،‬وأن يقتربوا كز يوم أكثر فأكثر من القاعدة الكاملة للصالة‪ .‬كما‬
‫وجب أيصا أن يحشوا في الوقت عينه بأعماق الشر الذي انغمس فيه من ستبوا لذواتهم أمراصا‬
‫جديدة فيما يأتون به من عالج‪ ،‬إذ يرون أة الله لم يكن ليقبز صال؛ واحدة بحق لو لم يتغاض أؤأل‬
‫عن العيوب المتناثرة عليها‪ .‬إلني لم أكن ألعند هذه األمور لكي يعفي المؤمنون أنفسهم من أى‬
‫شيء‪ ،‬بل لكي يجاهدوا في التغلب على هذه العقبات بتأنيب ذواتهم بصرامه وشذة‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من أة الشيطان يحاول بكز قواه أن يسن جميع السبل ليمنعهم من الصالة‪ ،‬يلزمهم أن يتفتبوا‬
‫مقتنعين بأة جهودهم سوف ترضي الله مهما اعترتها من معوقات‪ ،‬وأة طلباتهم مقبولة لديه بشرط‬
‫أن يثابروا في السعي نحو هدب قد ال يتحثق فورا‪.‬‬

‫(شفاعة المسيح‪)٢٠ -١٧ ،‬‬

‫‪ .١٧‬الصالة باسم يسوع‬

‫ألئه ليس ثتة إنسا؟ واحد يستحق أن يتقنم إلى الله ويقف أمام حضرته‪ ،‬ولكي يحزرنا حاأل‬
‫من الخزي والخوف‪ ،‬وهب لنا اآلب السماوي نفشه ابله يسوع المسيح رتنا لكي يكون شفيعنا‬
‫[ ‪ ١‬يو ‪ ١: ٢‬؛ ووسيائ معه [ ‪ ١‬تي ‪:٢‬ه؛ قارن عب ‪ ٦: ٨‬و‪ ،]١٥: ٩‬بإرشاده يمكننا أن نأتي إليه بثقة‪،‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨١٦‬‬

‫وبشفاعته نوقن أن ال شيء نطلبه باسمه إأل يعطى لنا‪ ،‬حيث إذ اآلب ال يرفض أن يمنحه شيقا‪ .‬إلى‬
‫هذه الحقيقة ينبغي أن يعون كل‪ ،‬ما عثمناه عن اإليمان‪ .‬فكما أن الوعذ يضمرن المسيغ وسيائ لنا‪،‬‬
‫إذا لم يعتمد عليه رجاؤنا في نوال ما نطلبه‪ ،‬انقطعت عالقته بفاعلية الصالة‪.‬‬

‫فحالما تتنيه أذهاننا إلى عظمة الله الرهيبة‪ ،‬ال يسعنا إأل أن نرتعذ ونبتعذ بسبب إدراكنا لعدم‬
‫استحقاقنا‪ ،‬إلى أن يظهر المسيح وسيكا لنا ليغير عرش المجد الرهيب إرب ‪ ٠‬عر شبم النعمة‪ .‬وكما يعزم‬
‫الرسول‪ ،‬هكذا نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمًا ونجد عودا في حينه (عب ‪١٦ : ٤‬‬
‫فإذ قد ربت لنا قاعدة للذعاء إلى الله‪ ،‬ونحنا وعدا بأته يصفي لمن يدعونه‪ ،‬هكذا أيشا نحن‬
‫مدعوون أن نصتي باسم المسيح‪ ،‬كما اعطينا الوعد بأن نناز ما نطلبه باسمه‪ .‬يقول إلى اآلن لم‬
‫تغلثواشثائبايي‪.‬أطلثواتأخلوا‪(٠٠.‬يو‪]٢٤:١٦‬افيذلكالتؤمتطلبونبايي‪[ ٠٠،‬يو‪]٢٦:١٦‬‬
‫باالبن [يو ‪ . ] ١٣ : ١٤‬وس ثم‪ ،‬فيائ ال جدال في‬
‫!*‬ ‫وممهما سألتم دايي لمذيك ألمغلة يجذ االت‬
‫وضوحه‪ ،‬أن من يطلبون الله باسم آخر غير اسم المسيح يستهزوئن بأمره ويزدرون إرادته في عناد‬
‫واستعصاء‪ ،‬وليس لهم من وعد ينالون به شيقا؛ ألن ‪ ،‬كما قال بولس‪ ،‬نثتا كاست‪ ،‬ئؤ عيد الله‬
‫[ ‪٢‬كو ‪ ،]٢٠ : ١‬أي أن مواعيد الله كتها موكدة وئكئلة في المسيح‪.‬‬ ‫وهز فيه ا النغم زنيه االئ‬

‫‪ . ١ ٨‬المسيح الئقام شفيعنا‬

‫يلزمنا أن ندقق المالحظة في ظرف الزمان الذي أمر فيه المسيح تالميذه بأن يلجأوا إلى‬
‫شفاعته‪ ،‬وذلك بعد صعوده إلى السماء‪ ،‬إذ قال اني ذبك الفؤم [‪.‬في تلك الساعة؛ دئيون بايي‪11‬‬

‫[يو‪.]٢٦:١٦‬‬

‫من الموكد أده منذ البدء لم ندسمع صلوات المصتين إأل بنعمة الوسيط‪ .‬لهذا السبب عتم الله‬
‫في الناموس أن الكاهن وحده‪ ،‬بدخوله القدس‪ ،‬هو الذي يحمل أسماء أسباط إسرائيل على كتعيه‬
‫والعدد نفسه من الحجارة الثمينة على الصدرة [خر ‪٢١-٩ :٢٨‬؛‪ ،‬بينما يقف الشعب خارجا في‬
‫الساحة وهنالك يلحقون طلباتهم مع الكاهن‪ .‬بل إذ الذبيحة أيصا كانت ذات قيمة لتأييد الصالة‬
‫وتقويتها‪ .‬لذلك عثمنا ذلك الطقس الذي هو رمز ألمر عتيد‪ ،‬أئنا جميعا ممنوعون من دخول‬
‫‪/‬‬ ‫خ‬ ‫‪١‬‬
‫محضر الله‪ ،‬ومن ثم نحتاج إلى وسيغ يظهر حامال اسمنا وواضائ إيانا على كتفيه‪ ،‬ويحتضننا‬
‫على صدره حتى يسمغ لنا في شخصه؛ بل نحتاج أيصا إلى أن دطهر صلواتنا بالدم المرشوش إذ‬
‫هي صلوات غير نقية ‪ -‬كما قلنا — من دون ذلك‪ .‬ونرى أن القديسين متى أرادوا أن ينالوا شيائ‬
‫‪٨١٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫أشسوا رجاءهم على الذبائح‪ ،‬إذ كانوا يعلمون أن بها تقديشا ‪-‬لكز طلباتهم‪ .‬يقول داود‪ :‬لتذكز‬
‫كل دعي ماتلث‪ ،،‬ؤئشئشين مجدواتلث‪[ ،‬مز ‪ .]٣: ٢ ٠‬من هذا نستنبط أن الله منذ البدء أرضته شفاعة‬
‫المسيح فقبتل دعوات األتقياء‪.‬‬

‫لماذا إدا يعين المسيح ساعة جديدة يبدأ التالميذ فيها صلواتهم باسمه لولم تكن هذه النعمة‪،‬‬
‫التي تزهووتتألق اليوم‪ ،‬تستحق قبوأل أكثر عندنا؟ وقد قال قبل قليل ما يحمل المعنى ذاته‪ :‬إلى االذ‬
‫لم وغلبوا سثائ باشمي‪ .‬اغلبوا [يو ‪ .]٢٤:١٦‬ليس أدهم ال يفهمون شيائ أبدا عن وظيفة الوسيط‪،‬‬
‫فإذ كز اليهود كانوا مشبعين بهذه التعاليم‪ ،‬لكن ألدهم لم يكونوا بعد قد فهموا بوضوح أن المسيح‬
‫بصعوده إلى السماء يصير شفيعا أضمن للكنيسة عتا كان عليه األمر قبل ذلك‪ .‬لذا‪ ،‬لكي يعزي‬
‫حزنهم في غيابه بنعمه غير عادتة يتخذ لنفسه وظيفة الشفيع‪ ،‬ويعتم بأدهم كانوا قبل ذلك قد افتقروا‬
‫إلى البركة الخاصة التي سوف يوهت لهم للتمقع‪ ،‬عندما يدعون الله بحرية أكثر وهم مئكلون على‬
‫حمايته‪ .‬وهكذا يقول الرسول إله قد كرس الطريق الجديد بدمه [عب ‪٢ ٠: ١ ٠‬؛‪ .‬فال عذر لتمزدنا‬
‫على هذه النعمة التي ال تقذر بثمن والمرصودة لنا وحدنا‪ ،‬إذا نحن لم نفتنمها‪.‬‬

‫‪ .١ ٩‬المسيح هوالشفيع الوحيد حنى للشفاعة المتبادلة بين المؤمنين‬

‫واآلن ألئه هو الطريق الوحيد الذي لنا به دخول في الله‪ ،‬وبواسطته وحده نستطيع القدوم إليه‬
‫[قارن يو ‪٦: ١٤‬؛ فليس من سبيزآخر أومدخزآخر للذين يحيدون عن هذا السبيل ويهجرون هذه‬
‫الوسيلة للذنؤ‪ .‬لن يتبثى لهؤالء على عرشه سوى الغضب والدينونة والرعدة‪ .‬كذا‪ ،‬إذ إذ اآلب قد‬
‫ختمه[اذظريو‪]٢٧:٦‬رأشالذا[مت‪٦:٢‬؛اذظرأيصا‪١‬كو‪٣:١١‬؛اف‪٢٢:١‬؛‪:٤‬ه‪١‬؛ه‪٢٣:‬؛‬
‫كو ‪١٨: ١‬؛‪ ،‬فكز من يحيدون أو يميلون بعيدا عنه‪ ،‬يحاولون بكز قدرتهم أن يشوهوا العالمة‬
‫المطبوعة عليه من الله‪ .‬هكذا قد اقيم المسيح الوسيط الوحيد الذي بشفاعته يصبح اآلب لنا منعائ‬
‫ومرحبا لطلباتنا‪.‬‬

‫مع ذلك يواظب المؤمنون على صلواتهم الشفاعبة التي بها يرنمون خالص اآلخرين لله‪.‬‬
‫يذكر الرسول هذه الشفاعات [ ‪ ١‬تي ‪١ :٢‬؛‪ ،‬ولكل جميعها يعتمد على شفاعة المسيح وحدها‬
‫من دون أن تنتقص منها أبذا‪ .‬ألئه إذ تنطلق شفاعاتنا بدافع عاطفة المحبة التي بها نحتضن بعضنا‬
‫البعض بإراد؛ حزة كأعضاء الجسد الواحد‪ ،‬فهي أيصا ترتبط بالوحدة التي لنا في رأس الجسد‪.‬‬
‫لذا عندما دروع هذه التضرعات الشفاعبة باسم المسيح‪ ،‬إالم يشهد هذا سوى أن ما من صلوارب)‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الذين المسيحى‬ ‫‪٨١٨‬‬

‫بفيد أحذا قطعائ إأل بشفاعة المسيح؟ إذ المسيح بشفاعته ال يعؤقنا عن التوسل من أجل بعضنا‬
‫البعض في الكنيسة‪ .‬لذلك إدا ليثبت المبدأ باده ينبغي أن نوجه جميع شفانعات الكنيسة إلى تلك‬
‫الشفاعة الوحيدة‪ ،‬شفاعة المسيح‪ .‬على أده لهذا السبب عينه ينبغي أن نتحذر من العقوق‪ ،‬ألة الله‬
‫بمسامحته عدم استحقاقنا‪ ،‬ال يسمح لألفراد بأن يصنوا ألجل ذواتهم فحسب‪ ،‬بل يدعو الناس إلى‬
‫أن يلتمسوا وجهه ألجل اآلخرين أيائ‪ .‬ألئه عندما عين الله أن يشفغ أبناء الكنيسة بعضهم لبعض‬
‫واحي منهم ألجل ذاته فحسب‪ ،‬فكم هو قدر‬
‫*‬ ‫مئن يستحثون أن ئرفض أدعيتهم‪ ،‬إذا صأى كز‬
‫االفتراء أن يساء استعمال هذا السخاء بحيث يخفت مجد المسيح؟‬

‫‪ . ٢ ٠‬المسيح هو الوسيط الدائم واألبدى‬

‫ثرثرة السفسطائين هذه ما هي إآل هراء‪ :‬أن المسيح وسيط الغداء‪ ،‬وأن المؤمنين وسطاء‬
‫الشفاعة‪ .‬كما لو كان المسيح قد أدى وساطته مزة واحدة في زمن معين‪ ،‬وألقى على عاتق خدامه‬
‫عمل الوساطة الدائمة واألبدية! إذ أولئك الذين يقتضون منه شريحة يسيرة كهذه من المجدائما‬
‫بالطبع [يظنون أدهم] يعاملونه بلطف! أما الكتاب المقدس فيتحذث بخالف ذلك تماثا‪ ،‬متغافأل‬
‫عن أولئك المضئلين‪ ،‬وببساطة تقنع األتقياء‪ .‬يقول يوحنا‪ :‬اذ احكًا أحذ ئتا سبيغ عئذ اآلب‪،‬‬
‫ئئموغ البيخ [ ‪١‬يو ‪] ١: ٢‬؛ فهل يعني أن المسيح كان شفيعا لنا ره واحد؛ وإلى األبد‪ ،‬أوينسب‬
‫إليه شفاعة مستدامة؟ ولماذا يؤغد بولسى أن المسيح هو عن يميز‪ ،‬اؤ‪ ،‬الذي أيكما يسفع‬
‫نيائ [رو ‪]٣٤: ٨‬؟ أثا عندما يدعوه في موضع اخر الوسيط الواحد بين الله والناس [ ‪ ١‬تي ‪ : ٢‬ه]‬
‫أال يشير هنا إلى الصلوات التي ذكرها قبل ذلك [ ‪١‬تي ‪]٢-١ : ٢‬؟ ألئه بعد أن قال قبأل بأن ئقذم‬
‫الشفاعة من أجل جميع الناس‪ ،‬فلكي يبك بولسى قوله يسارع إلى االضافة بأئه ادوجن* إله واحن‬
‫ووسطزحذ‪...‬أ [‪١‬تي ‪:٢‬ه]‪٠‬‬

‫يشرح أوغسطينس هذه النقطة عندما يقول‪ :‬يرغي المسيحيون بعضهم بعصا بصلواتهم‪.‬‬
‫ولكئه هو‪ ،‬من ال يشفع له أحد فيما يشفع ألجل الجميع‪ ،‬هو الوسيط الحقيقي الوحيد‪ .‬والرسول‬
‫بولسى‪ ،‬على الرغم من كونه عضوا مرموائ تحت رأس الكنيسة‪ ،‬عاربا أن كاهن الكنيسة األعظم‬
‫واألصوب كان قد دخل — وليس مجازيا ‪ -‬في أبعد ردهات حجاب قدس األقداس‪ ،‬بل بالحتى‬
‫الواضح والراسخ دخل أعماق السماء لقداسة حقيقية وأبدية‪ ،‬استودع ذاته أيكما لصلوات المؤمنين‬
‫[رو ه ‪٣٠: ١‬؛ أف ‪١٩:٦‬؛كو‪.]٣:٤‬لم يجعل [بولسى] نفسه وسيكا بين الناس والله‪ ،‬ولكئه طلب‬
‫** تهتم األعضاء‬
‫‪...‬بل‬ ‫أن جميع أعضاء جسد المسيح يتبادلون الصالة من أجل بعضمهم البعض‪:‬‬
‫‪٨١٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫اهتماائ واحذا بعضها لبعض‪ .‬فإن كان عضو واحد يتألم‪ ،‬فجميع األعضاء تتألم معه [ ‪١‬كو ‪: ١٢‬‬
‫ه ‪ .]٢٦-٢‬وهكنا الصلوات المتبادلة التي يصنيها جميع األعضاء العاملين معا على األرض‪،‬‬
‫تصعد إلى الرأس الذي سبقهم إلى السماء‪ ،‬والذي فيه اكعازه يفعالياتا [‪١‬يو ‪ .]٢:٢‬فإن كان‬
‫بولمس وسيائ يكون كذلك كل الرسل الباقين؛ وإن كان هنالك وسطاء كثيرون‪ ،‬تنتفي عبارة بولس‬
‫التي أقر فيها ‪.‬د الة واحد ؤؤسيط واحد بيع الله ؤالائس‪ :‬اإلنسان ئشوع المسيحاا [ ‪ ١‬تي ‪ : ٢‬ه]‪،‬‬
‫الذي فيه اتخل* الكثيرين‪ :‬حشد ؤاحدا؛ [رو ‪٥: ١ ٢‬؛‪ ،‬إن حفظنا وحدانية الروح برباط السالم؛‬
‫فإن طلبك كاهائ‬ ‫[اف ‪ .]٣:٤‬على مثال ذلك يقول أوغسطينس في موضع آخر‪:‬‬
‫[قارن‬ ‫فهو فوق السماوات حيث يشفع لك‪ ،‬هو الذي مات من أجلك على األرض‬
‫ءب‪٢٦:٧‬ما يتبع]‪١٠.‬‬

‫على أئنا لسنا نتصؤره جاثيا أمام الله متضرعا كمن يتوسل من أجلنا؛ بل مع الرسول نفهم أته‬
‫يظهر في محضر الله فيجدي قوة مويه شفاعه أبدية بالنيابة عائ [قارن رو ‪٣٤:٨‬؛‪ ،‬ولكن بحيث إته‬
‫بدخوله أقداس السماوات عينها‪ ،‬حتى انقضاء الدهور‪ ،‬يحمل وحده إلى الله ابتهاالتنا نحن الذين‬

‫نبقى في البالط الخارجى‪.‬‬

‫(رفض العقائد الخاطئة حول شفاعة القديسين‪)٢٧ - ٢١ ،‬‬

‫‪ . ٢ ١‬من يلجًاإلى شفاعة القديسين يسلب المسيح شرف وساطته‬

‫أثا بشأن القديسين الذين رقدوا في الجسد ويحيون في المسيح‪ ،‬إن كدا ننسب إليهم أي‬
‫صالة‪ ،‬فحذار أن نظل — أو حتى أن نحلتم — أن لديهم سبيال للتضرع إلى الله إآل من خالل المسيح‬
‫الذي هو وحده الطريق [يو ‪٦: ١٤‬؛‪ ،‬أو أن صلواتهم تقبل عند الله بأي اسم اخر‪ .‬يحيلنا الكتاب‬
‫منهم إلى المسيح وحده‪ ،‬وأبونا السماوي يشاء أن تجتمع جميع األشياء مائ فيه [كو ‪ ٢ ٠: ١‬؛‪.‬‬
‫اف ‪ .]١٠:١‬لذلك من قئة الغباء‪ ،‬فضأل عن الجنون‪ ،‬أن يصئم أحذ على ابتغاء الدخول من طريق‬
‫القديسين بحيث ينقاد بعيدا عئن ليس بدونه الدخول‪.‬‬

‫ولكن من ينكر أن هذا كان ساريا في بعض الحقب‪ ،‬كما هو شائع أيصا اليوم أينما عتم الفكر‬
‫البابوي؟ فلكي يربح الناس رضا الله زحوا أمامه باستحقاقات القديسين‪ ،‬مهملين المسيح في‬
‫‪,‬ج‪111‬خ‪8‬آلجآل‪٨‬‬ ‫‪-‬ا‪€‬أ ‪)1‬‬ ‫انظر‪ :‬ا(ل‪١4‬ل) ‪8. 94.6‬؟ ‪8,‬الل‪1‬آل‪ 43.60(; ۶8‬ط(ل‪11. ¥111. 16 )١1‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫(‪.‬؛‪37. 1220‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الدين المسيحى‬ ‫‪٨٢.‬‬

‫العموم عندما يسردون له أسماءهم‪ .‬أسألك‪ :‬أليس هذا تحويآل لوظيفة الشفاعة الوحيدة التي أفدنا‬

‫ثم من — سواء أكان مالتما أم شيطاائ — أعلن إلنسا؟ ولو جزءا يسيرا من نوع شفاعة القديسين‬
‫التي يخترعونها؟ ال توجد إشارة إليها في الكتاب المقدس‪ .‬لماذا إدا اخترعوها؟ حعا عندما يسعى‬
‫الذكاء البشري إلى عون ال دعم له في كلمة الله‪ ،‬من الواضح أن ذلك تظهر عدم إيمان‪ .‬ولكئنا إذا‬
‫ناشدنا ضمائر الذين يلهجون بشفاعة القديسين‪ ،‬وجدنا أن هذا ينشأ من كونهم مثقلين بالقلق وال‬
‫شيءآخر‪ ،‬كما لو لم يكن المسيح كافيا أو كما لو كان صارائ إلى درجه بعيدة‪ .‬أؤأل‪ ،‬إئهم بهذه‬
‫الحيرة يهينون المسيح وينزعون عنه لقب الوسيط الوحيد الذي أعطاه إداه اآلب حصرا فينبغي‬
‫أأل ينعل إلى غيره‪ .‬وكذلك بفعلهم هذا عينه‪ ،‬يحجبون مجد ميالده‪ ،‬ويبطلون صليبه؛ وفي النهاية‬
‫يمنعون أن نحمده على كز ما فعله أو احتمله! كز هذه األمور تقود إلى االستنتاج أده وحده‬
‫الوسيط‪ ،‬والذي به وحده يليق عمل الوساطة‪ .‬وفي الوقت ذاته يستبعدون نعمة الله الذي يقي ذاته‬
‫أتا لهم‪ .‬فإئه ليس أتا لهم إن لم يعترفوا بأخؤة المسيح لهم‪ .‬فهم ينكرون تلك األخوة بصراحة‬
‫إن لم يعكسوا في حياتهم أن له نحوهم حثا أخودا حميائ ال يقاربه حث أو رئة‪ .‬لذلك يقذمه‬
‫الكتاب وحده لنا‪ ،‬ويوجهنا اليه‪ ،‬ويثبتنا فيه‪ .‬يقول أمبروسيوس إله [أي المسيح؛ هو ئئنا الذي‬
‫نتحذث من خالله مع اآلب؛ وهو عيننا التي بها نرى اآلب؛ هو يميننا التي بها نقنم ذواتنا لآلب‪.‬‬
‫فال دعاثل لنا أو لجميع القديسين مع الله إن لم يتوسط هو لجميعنا‪ ١ ١ .‬فإن اعترضوا على اختتام‬
‫الصلوات العامة التي يقدمونها في الكنائس باستعمال عبارة بواسطة يسوع المسيح ربنا ‪ ،‬فما‬
‫هذا إأل مراوغة مبتذلة‪ .‬ألن شفاعة المسيح دمسي موضع اإلهانة إذا امتزجت بصلوات األموات‬
‫وبحسن خصائلهم‪ ،‬تماائ كما لو أن شفاعته قد حذفت بينما دكرت شفاعة األموات وحدها‪ .‬ثم‬
‫نجد أئهم في طلباتهم وترانيمهم ومرذاتهم التي يكرمون فيها القديسين األموات تكريائ عظيائ‪،‬‬
‫ال يذكرون المسيح‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٢‬تمجيد القديسين‬

‫لقد تمادى الغباء إلى حذ االنحراف الجلى نحو الخرافة التي ما إذ طرحت عنها اللجام حتى‬
‫لم تكنى عن اإلفراط‪ .‬ألئه بعدما بدأ الناس يهتوئن شفاعة القذيسبن‪ ،‬شرعوا يعينون لكز منهم‬

‫أداء خاصا به بحيث إذ شفيعا يمكن أن يستعان به أحياائ لقضاء مهمة معينة‪ ،‬وآخر لكهمة أخرى في‬
‫أأ‪, 0‬ج‪08‬سهـ‬ ‫انظر‪ 14.520(. :‬ا(ل‪ 32. 694; ١1‬ذ‪٥٢ ٠ 801/1 ¥111. 75 )0‬‬ ‫‪١١‬‬
‫‪٨٢١‬‬ ‫الكتاب الثاك ‪ -‬الفعل العشرون‬

‫أحيائ أخرى‪ .‬ثم تبئى كز شخص قذيائ معبائ بمنزلة إله حارس وصائى‪ ،‬أودعه ثقئه‪ .‬وانتشر هذا‬
‫‪٠٠‬‬ ‫ء‬ ‫مح‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫مح‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مح‬

‫النظام بحيث وصب القديسون كآلهة حماة‪ ،‬كز على مدينته يحسب عدد المدن‪ ،‬وهذا هو البدي‬

‫من أجله وتخ النبي شعب إسرائيل في القديم [ار ‪٢٨:٢‬؛ ‪١٣٠. ١١‬؛؛ ليس هذا فحسب‪ ،‬بل أقم‬
‫القنيسون آلهة بحسب التعداد‪.‬‬

‫ولكن ألة القديسين يوتون كز رغباتهم إلرادة الله وحده‪ ،‬ويلهجون بها‪ ،‬ويلتزمونها‪ ،‬بات‬
‫كز من تسب إليهم صال؛ سوى تلك التي بها يطلبون مجيء ملكوت الله‪ ،‬جاهأل فيما يظته بهم‪ ،‬بل‬
‫مزدريا إياهم‪ .‬واألبعد من ذلك جدا هو ما يخترعه الناس للقديسين‪ ،‬أال وهو أن لكز واحد منهم‬

‫في دائرته الخصوصية انحيازا شخصيا نحو من يعبده‪.‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬ثنة كثيرون جئدا ال يتورعون من أن ينعوا إلى القديسين‪ ،‬ليس لمجرد االستعانة بهم‬
‫بل كمن يقررون مصير خالصهم؛ وهذا األمر يشكل ضالأل مشيائ ‪ ٠‬هنا يسقط اإلنسان التعيس‬

‫عندما ينحرف عن دستور اإليمان الصحيح‪ ،‬أي كلمة الله‪.‬‬

‫لن أطيز الحديث عن الدالالت األكثر بذاءة على الضالل‪ ،‬والتي على الرغم من كونها بغيضة‬
‫عند الله والمالئكة والبشر‪ ،‬ال تخزي هؤالء الناس وال تثير اشمئزازهم‪ .‬فهم يسجدون أمام تماثيل‬
‫بربارة وكاثرين وغيرهما من القديسين فيما يدمدمون أبانا ‪ .‬وبدأل من أن يهتم الرعاة بشقاء هذا‬
‫الجنون أوكبحه‪ ،‬يؤيدونه ويستحسنونه لما قد يشتوئن فيه من ربح‪ .‬بل فيما هم يتمغصون من اللوم‬

‫من جراء هذا اإلثم الكريه؛ بأي حجة يمكنهم الدفاع عن مناداة إليجوس أو ميداردأ ‪ ١‬ليطال من‬
‫السماء فيعينا من يعبدونهما‪ ،‬أولمناداة السيدة العذراء القديسة أن تشفع مع ابنها الستجابة طلباتهم؟‬
‫لقد حرم توجيه الصلوات إلى القديسين في مجمع قرطاجة العتيق [عام ‪٣٩٧‬م]؛‪ ١٣‬ومن المحتمل‬
‫جدا أده بينما لم يستطع أحبار ذلك المجلس الوئقرون أن يسكتوا غنوًا تلك العادة الشريرة‪ ،‬لكئهم‬
‫العبارة‪ :‬أيها القذس‬
‫**‬ ‫على األقد فرضوا مراعاة االعتدال كي ال تفسد الصلوات العامة بمثل هذه‬
‫بطرس‪ ،‬صز من أجلنا **‪ .‬فكم يمتن شيوع هذه الوقاحة الشيطانية كتما ال يتردد الناس في أن يعزوا‬

‫إلى األموات ما هو لله وللمسيح؟‬


‫إليجوس (مات ‪ )٦٦٠‬وميدارد (مات ‪ )٥٤٥‬قديسان مشهوران وأسقفان قديمان لمدينة نويون‪ -‬مسقط رأس كالثن‬ ‫‪١٢‬‬
‫ق فرنسا‪.‬‬
‫لقد قرر مجمع قرطاجه الثالث المنعقد عام ‪٣٩٧‬م ا‪,‬أن الصالة توجه داتما إلى اآلب‪.‬أ انظر‪:‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫ذ(‪ 41. 255, 772‬ط(ل‪1‬ل) ت‪11.‬لل ذا ‪.‬ااا ‪ 0/00)1 ¥111.‬جح ‪,‬ععاأ‪8‬الجال‪ 111. 884( ٨‬ا‪8‬د) ااال ئ‬
‫‪18)118‬‬ ‫(‪.‬؛ ‪ 42. 384‬ط(ل]ك‪21 )١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الدين المسيحي‬ ‫‪٨٢٢‬‬

‫‪ .٢٣‬تفاسيرمشوشة لنصوص الكتاب ستخدم لدعم شفاعة القديسين‬

‫يكد باطأل من يصر على أن مثل هذه الشفاعة تدعمها سلطة الكتاب المقدس‪ .‬يقولون نقرأ‬
‫كثيرا عن صالة المالئكة — ليس هذا فحسب بل يتكلمون عن صلوات المؤمنين ترفعها أيدي‬
‫المالئكة إلى محضر الله‪ .‬لكن إن أرادوا أن يقارنوا القديسين الذين انتقلوا من الحياة الحاضرة‬
‫بالمالئكة‪ ،‬لزم عليهم أن يبتوا أدهم أرواح خادمة اوكلت إليها وظيفة االهتمام بخالصنا [عب‬
‫‪ ،] ١٤ : ١‬وغهد إليها بعمل حراستنا في كز طرقنا [مز ‪ ،]١١٠٠٩١‬والحلول حولذاا‪[ ١‬مز ‪،]٧: ٣٤‬‬
‫وإنذارنا وتشجيعنا والسهر على حفظنا من األخطار‪ .‬لقد أوصيت المالئكة بجمع هذه التهام‬
‫من دون القديسين‪ .‬تتجلى منافاة منطقهم للعقل بأشذ وضوح في خلطهم بين القديسين األموات‬
‫والمالئكة‪ ،‬من حيث الوظائف المتنوعة عينها التي يميز بها الكتاب المقدس بين هؤالء وأولئك‪.‬‬
‫لن يجسر أحذ على القيام بوظيفة المرافعة أمام قاض أرضي‪ ،‬إن لم يكن ترحضا له من السلطات‬
‫القضائية‪ .‬فمن أين إدا لهذه الديدان أن أجيزت بامتياز كهذا حتى تفرض على الله محامين ال نجد‬
‫لهم تغويائ وظيفؤا في الكتاب المقدس؟ لقد أراد الله أن يعين للمالئكة االعتناء بخالصنا ومن ثم‬
‫فهم يحضرون المحافل المقدسة‪ ،‬وتكون الكنيسة لهم مسرح األحداث الذي فيه يعجبون عند‬
‫مشاهدة حكمة الله المتنوعة [اف ‪ .] ١ * : ٣‬إذ من يحولون ما خطل الله به المالئكة إلى غيرهم إدما‬
‫يربكون بل يشوهون النظام الذي أرساه الله‪ ،‬والذي وجب أن يدوم عزيزا منيعا ال يتهك‪.‬‬

‫يسارعون أيثدا إلى اقتباس شواهذ أخرى‪ .‬قال الله إلرميا‪ :‬وإذ وقف نوسى ؤصوئريل أتابي‬
‫أل لغون تغسي لحو هذا السغب [ار ه ‪ .]١: ١‬يسألون‪ :‬كيف يتحذث هكذا عن األموات لو لم‬

‫يكن يعلم أئهم يشفعون لألحياء؟ على العكس‪ ،‬إئتي أستنتج أئه‪ ،‬كما يظهر من هذا النص عينه‪ ،‬لائ‬
‫كان موسى أو صموئيل لم يشفعا لشعب إسرائيل‪ ،‬يلزم منطقيا ومباشرة أن ليس ثمة شفاعة بواسطة‬
‫األموات‪ .‬ألئه أي القديسين ئعثل أئه عمل على خالص الشعب بعد ممات موسى‪ ،‬وهو الذي في‬
‫حياته فاق كز اآلخرين إلى أبعد المراحل في هذا العمل؟ أتا إذا تمادوا في مرائهم باالسترسال في‬
‫هذه المراوغات الحاذقة بل العابثة؛ أي أن األموات يشفعون لألحياء على أساس قول الرب وإن‬
‫شفع (موسى وصموئيل) [ار ه‪ ١:١‬بحسب الترجمة الالتينية لعام ‪ -]١٥٦٠‬فاي أرد بما هو‬
‫أجدر بالتصديق هكذا‪ :‬لم يكن موسى متشقائ حتى إن اقتضت الحاجة القصوى للشعب‪ ،‬ألئه قيل‬
‫عنه وإن‪ . ...‬لذلك فمن المنطق أة أحذاآخر لم يشفع أيصا حيث إذ مرتبة موسى كانت األعلى‬
‫من مراتب الجميع في الرأفة والصالح واالهتمام األبوي‪ .‬من الواضح أن هؤالء الرجال‪ ،‬من فرط‬
‫هزئهم‪ ،‬يجرحون أنفسهم باألسلحة نفسها التي طثوا أئهم يتذرعون بها‪.‬‬
‫‪٨٢٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫على أره من السخف أن دعؤج عبارة بسيطة هكذا‪ ،‬ألة الرب يعلن أئه لن يتغاضى عن‬
‫تعذيات الشعب فقط‪ ،‬حتى إن أسرع صموئيل ما أو موسى ما للتشئع لهم‪ ،‬إذ كان الله دائكا‬
‫يسع لصلواتهما‪ .‬وهذا المعنى الواضح يشتئ من نعز في حزقيال اوإذ‪ ...‬كان في [المدينة]‬
‫هؤالء الرجال الثالثة‪ ،‬نوح ودانيال وأيوب‪ ،‬يقول الرب‪،‬أ لم يكن ممكائ أن ينقذوا أبناءهم وبناتهم‬
‫ببرهم‪ ،‬الدئهم ائقا يغتضون ادغشهم ببرهماا [حز ‪ .]١٤: ١٤‬ال شك هنا في أة المعنى المقصود‬
‫ثانية‪ .‬هذا ألة الثالث ‪ -‬دانيال ‪ -‬كان ال يزال على‬
‫**‬ ‫هو إن*ا حدث أة اثلين منهم كانا ليعودا للحياة‬
‫قب الحياة‪ ،‬وكان مشهودا له أئه لقا كان في ريعان شبابه قذم مثاأل ال يضاهى في التقوى‪ .‬فلنتجاوز‬
‫إدا من يخبر الكتاب بأئهم قد أكملوا السعي‪ .‬لهذا السبب متى تحذث بولس عن داود‪ ،‬لم يعتم أئه‬
‫ظل ئعين ذريته بصلواته‪ ،‬بل أئه خدم جيله فقط [اع ‪.]٣٦ : ١٣‬‬

‫‪ .٢٤‬القديسون الراحلون ال ينشغلون بهموم األرض‬

‫يعودون فيعارضون بالقول‪ :‬أولئك الذين عاشوا كز حياتهم ال يتنفسون سوى التقوى‬
‫والرحمة‪ ،‬هل نجردهم من كز رغبة في التقوى؟ وحيث اتني متأبد من عدم رغبتي في استطالع‬
‫شغوب يقا كانوا يفعلونه أوينفكرون فيه [أي بعد رحيلهم]‪ ،‬فمن غير المحتمل على أي حال أئهم‬
‫محمولون هنا وهنالك بخواطر متنوعة أو برغبات معينة‪ ،‬بل يتوقون إلى ملكوت الله بإرادة راسخة‬
‫ال تتزعزع؛ ويترتمز هذا في خالص المؤمنين يقدر ما رهتم أيائ بهالك األشرار‪ .‬فإن صغ ذلك‪،‬‬
‫فال شك في أن محيتهم تنحصر في شركة جسد المسيح‪ ،‬وال تتسع إلى خارج ما تفسح له هذه‬
‫الشركة‪ .‬ومع أئني أستم بأئهم يصلون من أجلنا على هذا النحو‪ ،‬فإئهم مع ذلك ال يتركون راحتهم‬
‫بحيث ينجرفون إلى التثعل بالهموم األرضية؛ وهذا يعني أئه على هذا األساس ال ينبغي أن نثقلهم‬
‫نحن باالستنجاد بهم!‬

‫ثم إذ اهتمام بعض سكان األرض ببعض في الصالة [‪١‬تي‪٢-١ :٢‬؛يعه‪:‬ه‪]١٦-١‬ال‬


‫يعني أن ينطبق هذا على تشئع الذين رحلوا قبلنا‪ .‬ألة تبادل الصلوات بين المقيمين على األرض‬
‫إئما هو لتعزيز المحبة بينهم‪ ،‬فيما هم يشاركون احتياجات بعضهم البعض كما يتبادلون هكذا‬
‫حمل األثقال‪ .‬وهذا يفعلونه بالحقيقة تنفيذا لوصايا الرب‪ ،‬وهم ليسوا مفتقرين إلى وعده؛ أعني‬
‫الدافعين الرئيسين للصالة‪ .‬أثا في حالة الموتى فال يوجد مثل هذه األسباب؛ ألئه عندما دعاهم‬
‫الرب من وسطنا إلى ذاته‪ ،‬لم يترك لنا وسيلة للتواصل معهم [جا ‪ : ٩‬ه‪]٦-‬؛ وبحسب ما يمكننا أن‬
‫لتكين‪ ،‬لم ئترك لهم وسيلة للتواصل معنا‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الديرق المسيحى‬ ‫‪٨٢٤‬‬

‫ولكن إن خاصم أحدهم بالقول إته لتا كان ارتباطهم بنا وثيائ في اإليمان الواحد‪ ،‬يستحيل‬
‫أن تنقطغ عائ المحبة نفسها التي كانوا يحبوننا بها‪[ ،‬نقول] ‪ ،‬إدا‪ ،‬ئن أخبرنا بأن لهمآذاائ تمتن‬
‫هكذا طويأل لتئصث ألصواتنا‪ ،‬أو أن لهم عيوتا هكذا ثاقبة لتراقب احتياجاتنا؟ يثرثر معارضونا في‬
‫ظاللهم بشي؛ أو بآخر حول إشراق وجه الله على القديسين‪ ،‬والذي‪ -‬كما في مر — يتفرسون فيه‬
‫أمور الناس من غلتي‪ .‬ولكن ما عسى أن يكون اإلقرار بذلك ‪ -‬وخصوصا بمثل جسارتهم هذه —‬
‫سوى أن يتملوا في حلم مخمور أن يتغلغل عقلنا في أحكام الله الخفبة بعيدا عن كلمته‪ ،‬وأن نسحق‬
‫الكتات ذؤسا بأقدامنا؛ ئعلن الكتاب تكرارا أن ا حكمة الجسد عداوة لحكمة ‪١‬للهأ [رو ‪٧—٦ :٨‬‬

‫بحسب الترجمة الالتينؤة]‪ .‬والكتاب المقدس يدين كلائ بطل أذهاننا [اف ‪]١٧: ٤‬؛ وإذ يضع قوى‬
‫عقولنا عند حدودها‪ ،‬يدعونا إلى أن نجت أنظارنا على إرادة الله وحدها [أنظر تث ‪.]٣٢ :١٢‬‬

‫‪ .٢٥‬الدعاء بأسماء اآلباء غير ذي صلة‬

‫إتهم يشوهون بخبب الشواهد الكتابية األخرى التي يتبلونها للدفاع عن تعاليمهم الخاطئة‪.‬‬
‫يقولون‪ :‬ولكن يعقوب طلب أن بدعى اسمه وأن بدعى اسما أبويه إبراهيم وإسحق على ذريهه في‬
‫األرض [تك ‪ .]١٦: ٤٨‬أؤأل‪ ،‬لنز ماذا تكون صيفة هذا الدعاء بين االسرائيليين‪ .‬إتهم ال يستدعون‬
‫أسماءآبائهم ألجل إعانتهم‪ ،‬بل يترجون الله أن يتنكر عبيده إبراهيم وإسحق ويعقوب‪ .‬لذا فال يقذم‬
‫ئهم هذا أقز دعم للذين يخاطبون القديسين أنفسهم‪ .‬ولكن ألن هؤالء المفعلين من فرط غبائهم‬
‫ال يستوعبون معنى أن بدعى باسم يعقوب وال لماذا يدعون به‪ ،‬فال حاجة أن نتعجب إذا تعقروا‬
‫بالصيفة ذاتها! هذا التعبير يرد مكررا في الكتاب‪ .‬يقول إشعياء إذ النساء يدعون بأسماء الرجال‬
‫[اش ‪ ]١:٤‬عندما يكون لهئ أزوالج ويعشن تحت رعايتهم وحمايتهم‪ .‬وعلى المثال نفسه بدعى‬
‫بنو إسرائيل بامم إبراهيم إشار؛ إلى نسبة أصل جنسهم إليه‪ ،‬وإجالأل له بالنكرى الموقرة ألبؤته‬
‫لهم‪ .‬أائ يعقوب فلم تكن طلبته تهدف إلى نشر صيت اسمه‪ ،‬بل ألئه كان يعلم أة بركة رته التامة‬
‫تعود إلى ميراث العهد الذي صنعه الله معه‪ .‬فألئه يرى أتهم سوف ينالون الخير األسمى‪ ،‬يصلي كي‬
‫يحسبوا بين عشيرته؛ وبذلك يورثهم العهد‪ ،‬وال غير‪ .‬وهم بذورهم‪ ،‬إذ بدرجون مثل هذه الذكرى‬
‫في صلواتهم ال يبتهلون إلى األموات‪ ،‬بل يذتمرون الرب بعهده الذي وعد به أبونا الكلتي الرحمة‬
‫أئه سيترأف بهم ألجل خاطر إبراهيم وإسحق ويعقوب‪.‬‬

‫يشدد صوت الكنيسة الموحدعبر العصور على عدم ركون القديسين األقدمين إلى استحقاقات‬
‫آبائهم‪ ،‬على لسان النبتي بالقول‪ :‬اقالى أثث ابوقا وإذ لم رقرقتا إبزاهيم‪ ،‬وإذ لمئذرثاسزايل‪ .‬ارك‬
‫‪٨٢٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫يا زب ابودا‪ ،‬ؤليتكا مغل األتي اشماك [اش ‪١٦ : ٦٣‬؛‪ .‬وفيما هم حعا يتكتمون هكذا‪ ،‬يضيفون في‬

‫آن‪,٠ :‬اذجغ بى ألجل عبيدك‪[ ,,‬اش ‪ ،]١٧:٦٣‬من دون أي تفكس في شفاعة بل مركزين انتباههم‬
‫ض مزايا العهد‪ .‬أتا االن‪ ،‬ولنا الرب يسوع الذي بيده صنع لنا العهد األبدي وبه أيائ صودق‬
‫عليه‪ ،‬فبأي اسم آخر يجدر بنا أن نرفع صلواتنا؟‬

‫ولغاكان هؤالء المعتمون الطيبون يعتقدون أن االباء قد نصبوا شفعاء على أساس هذه الكلمات‪،‬‬
‫أريد أن أعرف منهم لماذا ال يجد إبراهيم‪ ،‬أبو الكنيسة‪ ،‬حتى أدنى مكانة بين جمهرة عظيمة كهذه‬
‫الذي‬ ‫من الشفعاء‪ .‬ليممى سرا من أي حثاله يستمنون شفعاء هم‪ .‬فليجيبوني كيف يليق أن إبراهيم‬
‫هكذا يسى ويقى طي‬ ‫قذمه سائر القديسين جميائ‪ ،‬والذي رقعه الله إلى أسمى مراتب العظمة‬
‫الكتمان؟ في الواقع أة شيوع عادة ذلك االستعمال — استعمال أسماء االباء األولين ‪ -‬في الكنيسة‬
‫العتيقة‪ ،‬حفزهم على الصمت عن نكر أسمائهم لكي يخفوا حداثة تلك البدعة‪ ،‬كما لو كان من‬
‫شأن تعذد األسماء أن يبرر عاد؛ مستحدثة وفاسدة‪.‬‬

‫وكذلك اعتراض البعض بأن طلب إلى الله امن* أجل داودأ أن يرحم الشعب [قارن مز‬
‫‪ ]١٠: ١٣٢‬ال يدعم خطأهم بل بالحري ينقضه تماتا‪ .‬ألئنا إذا تأتلنا الرمزية التي حملها داود‪،‬‬
‫وجودناه مميرا عن مجمع القديسين بأسره لكي يقيم العهد الذي صنعه الله على يده‪ .‬فهكذا‬
‫إئه العهد‪ ،‬وليس الرجل‪ ،‬هو موضوع اعتبارنا‪ ،‬وتحت رمزية مجازية أعلنت شفاعة المسيح‬
‫الوحيدة‪ .‬ألن ما ال مجال للشلل فيه هو أة ما تميز به داود‪ ،‬بقدر ما كان رمزا للمسيح‪ ،‬ال ينطبق‬
‫على آخز سواه‪.‬‬

‫‪ .٢٦‬صلى القديسون كما يتبغي أن ستي نحن‬

‫يبدوأة البعض متارون بما يقرؤون كثيرا عن صلوات القديسين بأئها يستجاب‪ .‬لماذا؟ ألئهم‬
‫بالطبع كانوا يصتون‪ .‬يقول النبي‪ :‬غليك‪ ...‬اثكلوا قنجئتهم‪ .‬إليك صزخوا قتجؤا‪ ....‬عتيك‬
‫اثكلوا دلم قفزوا‪[ ,,‬مز ‪~٤ : ٢٢‬ه]‪ .‬لذلك لنصز نحن أيثا على مثالهم لكي يسمع لنا كما شمع‬
‫لهم‪ .‬أتا خصومنا فيجادلون بغير منطق وبشيء من الوقاحة‪ ،‬ني أن أولئك الذين شمع لهم قبأل هم‬
‫وحدهم من سوف يسمع لهم‪ .‬يقول الرسول يعقوب بمنطي أصغ‪ :‬اتمان إيبيا إئشاائ ثخك اآلألم‬
‫بغتتا‪ ،‬وطى صأله اذ أل ثئبز‪ ،‬دلم دمطز غتى األزض تالث سنين ؤسته أسهر‪ .‬دم ثلمة اقائ‪،‬‬
‫وغزلها [يع ه‪١٨— ١٧ :‬؛‪ .‬لماذا؟ هل يستنبط أة إيليا‬
‫**‬ ‫قًاغعلي‪ ٠‬الشفاء تفزا‪ ،‬ؤأحزلجب األزض‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨٢٦‬‬

‫كان ذا امتياز منفرد نثخن ألنفسنا منه ملجًا؟ ال‪ ،‬على اإلطالق! لكئه يريد أن يعتم بالقؤة الالمتناهية‬
‫التي تكمن في صالة التقوى والنقاء‪ ،‬وبذا يناشدنا أن نصلي على ذلك النحو‪ .‬فإئنا نفشر استعداد‬
‫الله وصالح مشيئته الستجابة الصلوات تفسيرا تفرصا‪ ،‬إذا لم تؤيدنا براهينه الصادقة في ثقه أعظم‬
‫في مواعيده‪ ،‬تلك المواعيد التي يعلن فيها أئه ال يميل أذنه لصالة شخص واحد أوآلخر‪ ،‬وال للنغر‬
‫القليل من األفراد‪ ،‬بل لجميع من سيدعون باسمه‪.‬‬

‫فال معذر؛ لهذا الجهل الذي يكشف جلائ عن أدهم ال يعيرون باأل ‪ -‬كما عن قصد — العديد‬
‫من التحذيرات الكتابية اهتماائ‪ .‬لقد نجا داود مزة تلوأخرى بفعل يد الله القوية‪ .‬هل كان ذلك لكي‬
‫يتفرد بهذه القوة فينعيها لذاته كيما ننجو نحن عندما يطلب هو لنا النجاة؟ إده هو نفسه يوبد غير‬
‫ذلك تماتا‪ :‬أالشئ‪٠‬يقوذ يكئيعوتيي‪ ،‬ألئك تخبئ إلي [مز ‪[ ]٧: ١٤٢‬قارن الترجمثين الالتينية‬

‫تكافئني [مز ‪]٨: ١٤١‬؛ وأيائ‪ :‬أفيرى الصذيقون‪،‬‬


‫**‬ ‫والسبعينية‪ :‬أ‪١‬لصذيقون ينتظرونني‪ ،‬إلى أن‬
‫ويفرحون‪ ،‬ويترحون الرب [مز ‪ ٢‬ه‪ ٦:‬؛ ‪ ١٠: ٦٤‬؛ [ترجمة كالثن؛‪ .‬هوذا ط‪ ١‬المشكين صزغ‪،‬‬
‫زالزب اسقتفه [مز ‪ ٦: ٣٤‬؛ ‪ .‬تحتوي المزامير على العديد من مثل هذه الصلوات التي يدعو الله بها‬
‫أن يستمع إلى ما يطلبه من أجل الصديقين حتى ال يخزوا‪ ،‬بل أن يتشجعوا على أمل الرجاء الصالح‬
‫خ‪ .‬لنكتفى اآلن يمثال واط‪ :‬ا‪٠‬لهائ يصلي لك كل دقي في زك يجدك فيه [مز‪.]٦:٣٢‬لقد‬
‫اخترت هذا النص عن قصد‪ ،‬ألة أولئك الئشاحنين الذين ال يتوزعون من استئجار لسان يدافعون‬
‫به عن البابوية‪ ،‬يدعون أة النص المذكور يبرهن على شفاعة الموتى؛ كما لوكان داود قد قصد شيقا‬
‫سوى أن يظهر أن ثمة ثمرا ينتج من لطف الله ورأفته عندما يسمع له!‬

‫فينبغي أن نالحن هذا على العموم‪ :‬أن اختبار نعمة الله‪ ،‬نحونا كما لغيرنا‪ ،‬ليس ذا شًالز يسير‬
‫من حيث المعونة التي يعطينا إياها لتأكيد إيماننا بوعوده‪ .‬لن أحصي النصوص العديدة التي يضع‬
‫فيها داود إحسانات الله أمامه كأسباب موحبة للثقة‪ ،‬ألن تلك النصوص سوف تتراءى لقارئ‬
‫المزامير من أول وهلة‪ .‬لقد علم يعقوب قبال األمر ذاته مستعيائ بمثال اختباره الشخصي‪ :‬صعير آدا‬
‫غن لجميع آلكافاغ زلجميع األتاته التي صدق إلى غثدك‪ .‬وإري رفضاي غيرت هذا األردن‪ ،‬زاآلذ‬

‫ون صزت لجئسثن‪[ .‬تك ‪١٠ :٣٢‬؛‪ .‬إله بالفعل يتمئع بنيل الوعد‪ ،‬ولكن ليس بالوعد وحده بل‬
‫يضيف ثمرة الوعد أيصا؛ أال وهي أده االن يستطيع أن يركن إلى الله بشجاعه أكثر في المستقبل واثائ‬
‫بأئه يبقى ثابائ تجاهه‪ .‬هذا ألن الله ليس كالبشر الذين يسأمون في عطائهم‪ ،‬أوتن تنضب مواردهم‪،‬‬
‫بل يليق به أن يثغن ألجل طبيعته هو‪ ،‬كما يعترف داود عندما يقول‪1 :‬اوت يتني ائ زت إلة الحى أ [مز‬
‫‪ : ٣ ١‬ه؛‪ .‬فبعد أن يحمن الله من أجل خالصه‪ ،‬يضيف موبذا أئه جدير بالثقة؛ ألته إن لم يكن دائائ‬
‫‪٨٢٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وأبذا نفشه‪ ،‬فلن يكون ممكائ أن يوجه إليه الدعاء بثقة كاملة‪ .‬على أساس البعض من إحساناته‪.‬‬
‫ولكئأ عندما ندرك أئه كآما ساعدنا يعطينا مثاأل وبرهاائ على أمانته وصالحه نحونا‪ ،‬فلن نخشى‬
‫أن يخيب رجاؤنا فيه أو أن سوف يخدعنا األمل‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٧‬ختام دحض عقيدة شفاعة القديسين‬

‫هذه هي خالصة القول‪ :‬يبرز لنا الكتاب المقدس األمر الجوهري في عبادة الله‪ ،‬وهو‪ :‬كيف‬
‫ندعو الله في الصالة؟ ومن ثم‪ ،‬إن كان الله يطالبنا بهذا الواجب األسمى من واجبات التقوى‪ ،‬فإن في‬
‫توجيه الصالة إلى غيره تدبيسا فاضخا لقدسيته‪ .‬ومن ثم يرد في المزامير‪ :‬إذ ‪ ...‬يشئثا آئدئقا إلى‬
‫اله نريب‪ ،‬اوان ئفخش الله عن هذا؟ [مز ‪. )٢١-٢٠ :٤٤‬إذ الله سر بأن يطلب يدافع اإليمان‪،‬‬
‫ويدعو بوضوح إلى أن تطابق الصلوات المقياس الذي تحذده كلمته‪ .‬وأخيرا‪ ،‬فإذ اإليمان الذي‬
‫يقوم على أساس كلمة الله هو منبع الصالة الصحيحة؛ لذا إذا انحرف اإليمان عن الكلمة فسدت‬
‫الصالة‪ .‬لقد وصحنا أعاله‪ ١ ٤‬أئه إذا نظرنا إلى الكتاب كته بعين االعتبار‪ ،‬وجدنا أن هذا المقام يتميز‬
‫به الله وحده‪ .‬وأن ما تختض به وظيفة الشفاعة بلك خاص يتغرد به المسيح‪ ١٥،‬وليس من صالة‬
‫ترضية لدى الله إأل قد قدسها هذا الوسيط الوحيد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا تبادل المؤمنون التضرع لدى الله‬
‫من أجل إخوتهم‪ ،‬فلن ينقص هذا من شفاعة المسيح الغريدة‪ ١ ٦.‬والجميع بادكالهم على هذا يزكون‬
‫ذواتهم وسواهم لله‪ .‬كما عتمنا أيصا‪ ١٧‬أئه من الخطأ أن يطيق هذا المبدأ على الموتى حيث ال نجد‬
‫مرجائ البتة يفيد بأئه قد طلب‪ ،‬منهم أن يصتوا من أجلنا‪ .‬يحقنا الكتاب على أن نقوم بواجبنا بعضنا‬
‫نحو بعض‪ ،‬ولكئه ال يذكر إطالقا أي إشارة في هذا الصدد إلى األموات‪ .‬في الواقع‪ ،‬عندما يربط‬
‫الرسول يعقوب إحدى هائين الوصيئين باألخرى‪ :‬أن نعترف بخطايانا بعضنا لبعض‪ ،‬وأن نصتي‬

‫بعضنا من أجل بعض [يع ه‪ ، ] ١ ٦:‬فهو يستثني الموتى ضمائ‪.‬‬

‫لذلك يكفي هذا السبب الواحد إلدانة هذا الخطأ‪ :‬لكي تبدأ الصالة على النحو الصحيح‬
‫يجب أن تنبع من اإليمان‪ ،‬واإليمان ينبع من سماع كلمة الله [رو ‪ ١٤ : ١٠‬و‪ ،] ١٧‬حيث ال دكر‬
‫للشفاعة الوهمية؛ أما الخرافة فاثخنت لذاتها في تهور وطيش مناصرين لم يعينهم الله‪ .‬وفيما يزخر‬
‫الكتاب بالصيغ المتعددة من الصالة‪ ،‬لم يرد فيه مثال واحد لهذا النوع من الشفاعة‪ ،‬والذي بدونه‬
‫انظر الفقرة السابقة (‪.)٢٦‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الفقرات ‪.١٩-١٧‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.٢٠‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.٢١‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫جون كالعن‪ :‬أسسى الذين المسيحى‬ ‫‪٨٢٨‬‬

‫— عند البابويين — ال يؤمنون أئه توجد صالة‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬يبدو جلجا أة هذه الخرافة نشأت‬
‫من نقص في اإليمان؛ ألئه إتا أئهم لم تكبهم شفاعة المسيح‪ ،‬أو أئهم قد جزدوه تماائ من هذا‬
‫االمتياز‪ .‬وهذه النقطة األخيرة تؤددها صفاقة وجههم المشينة‪ ،‬ألنهم بإصرارهم على أننا نحتاج‬
‫إلى شفاعة القديسين‪ ،‬ال يجدون حجة أقوى من االعتراض على أئنا نستطيع القدوم إلى الله على‬
‫نحو حميم‪ .‬نحن نعترف بأن هذا صحيخ حعا‪ ،‬ولكئنا من هذا االعتراض نستنبط أن من يحسبون‬
‫شفاعة المسيح عديمة الجدوى ‪ -‬إن لم يتدحل جاورجيوس وهيبوليطس وغيرهما من األشباح —‬
‫ال يتركون للمسيح شيائ يفعله‪.‬‬

‫(أنواع الصالة‪ :‬الخاصة والعامة‪)٣٠-٢٨ ،‬‬

‫‪ .٢٨‬الصالة الخاصة‬

‫مع أن الصالة تتألف — كما يجب — من تضرعات وتوسالت‪ ،‬ثمة ارتباط وثيق بين االلتماس‬

‫والشكر بحيث يجوز أن يدرجا مائ تحت ئسئى واحد‪ .‬فتلك الصلوات التي يسردها بولس في‬
‫قائمته ^قارن ‪١‬تي ‪ ]١ :٢‬تنتمي إلى الجزء األول من هذا التقسيم‪ .‬فعندما نسأل ونتضرع نسكب‬
‫رغباتنا أمام الله‪ ،‬طالبين تلك األمور التي تعمل على امتداد مجده ورفع اسمه‪ ،‬وكذلك اإلحسانات‬
‫التي تفيد احتياجاتنا‪ .‬إذ نشكر‪ ،‬نحتفل بالحمد الالئق ببركاته نحونا‪ ،‬ونعزو إلى سخائه كز‬
‫صالح يأتينامن لئده‪ .‬لقدربط داودهذين البئتين‪ :‬اذعني ني يؤم الئيي ائبذنشجنني‬

‫{مز ‪٠‬ه‪:‬ه‪ .]١‬يحئنا الكتاب — ولسبب وجيه — على أن نستعملهما معا دائائ‪ .‬كما قلنا في موضع‬
‫آخر‪ ،‬إذ ثعل‪ ،‬فقرنا وحقائق اختبارنا تعلن جهارا أن الخطوب التي تحصرنا من كز جانب عديدة‬
‫وجسيمة بحيث نجد جميعنا سببا كافائ لألنين والتنقد المتواصلين إلى الله‪ ،‬واللتماس معونته‪.‬‬
‫فحهى لو خال أقدس الناس من الشدائد‪ ،‬فإذ ذنب تعذياتهم وهجومات التجارب التي ال تحصى‪،‬‬

‫تكفي ألن تدفعهم إلى إيجاد دواء‪ .‬أتا من حيث ذبيحة الحمد والتسبيح‪ ،‬فال يمكن أن تنقطع من‬
‫دون الوقوع في الخطيئة‪ ،‬إذ إذ الله ال يتوقف عن أن يكوم بركات فوق بركات لكي يحملنا على‬

‫السكران مهما كنا بطيئين وكسالى‪ .‬باالختصار‪ ،‬نحن نكاد نغرق في فيض اإلحسانات وغزارة‬
‫البركات بفضل معجزات عجيبة هذا عددها ومن كز جانب إذا نحن تجهنا‪ ،‬بحيث ال نفتقر إلى‬

‫سببا أو مناسبة لتقديم الحمد والتسبيح‪.‬‬


‫‪٨٢٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫ولكي نشرح هذه األمور على نحوأوضح [نقول؛ إته‪-‬كما برض قبأل بما فيه الكغاية‪-١٨‬ما‬
‫دام كز رجائنا وكز ثروتنا مقزهما الله بحيث ال يمكن أن ئفلح أولئقتنياتنا أن تزدهر إن لم نحصل‬
‫على بركته‪ ،‬وجب علينا أن نستم ذواتتا وكز ما لنا له [قارن يع ‪-١٤ : ٤‬ه ‪١‬؛‪ .‬عندئذ لنضغ كز‬
‫ما نقزره وكز ما نتكتم به وكز ما نفعله تحت يده وتحت إرادته؛ وبكلمة‪ ،‬تحت رجاء معونته‪.‬‬
‫ألة كز من ؤحقغ ثقته في ذاته أو في غيره‪ ،‬وكز من ابتدع ونقن خططه هو‪ ،‬وكز من شرع في‬
‫بداية أي شي؛ أوحاول إنشاءه من دون إرادة الله ومن دون أن يطلع معونته‪ ،‬فهوملعون منه [قارن‬
‫اش ‪ ١ : ٣٠‬؛ ‪ ١ : ٣١‬؛ ‪ .‬وألده ‪ -‬كما قلنا مرارا‪ — ١٩‬يكرم كما يليق به اإلجالل عندما يذكر فضله‬
‫الذي يأتي منه كز إحسان‪ ،‬يلزم منطقيا أئه يجب علينا أن نتقبل كز شيء من يده بحيث نرافق قبوله‬
‫بالشكر المستمر؛ وأله ليس هنالك ما يبرر استخدام عطاياه التي تفيض نحونا من سخاء جوده‬
‫لهدفتة آخر سوى أن نقنم له كز حمد وتسبيح‪ .‬فإذ بولسر عندما يشهد بأن كز األشياء بقدس‬
‫ؤالصألؤ [ ‪ ١‬تي ‪ : ٤‬ه]‪ ،‬يؤسر أيائ إلى أئه من دون الصالة والكلمة ال يطهر شيء وال‬
‫**‬ ‫بكلمة الله‬
‫)‪.‬‬
‫** لذاك عندما أدرك داود قدر‬
‫األيمان‬ ‫الكلمة‬
‫** على أئها كناية عن‬ ‫يقذص لنا‪( .‬يبدو أئه يفهم‬
‫جديدة قد ؤضعت في فمه [مز ‪ .]٣: ٤ ٠‬وبذلك يلتح إلى أئه‬
‫**‬ ‫جود الرب‪ ،‬أعلن ببالغة أة ترنيمة‬
‫إن أخفقنا في تقديم الحمد لله ألجل بركاته فيعني صمغنا النكاية والخبث‪ ،‬حيث إله كتما أجزل لنا‬
‫من بركاته يعطينا ئزصا جديدة لنبارك اسمه‪ .‬وهكذا أيصا إشعياء عندما أراد أن يجاهر بنعمة الله‪،‬‬
‫يحك المؤمنين على أن يترتموا للرب بأغنية جديدة لم يتعودوها قبأل [اش ‪ ١٠ : ٤٢‬؛ ‪ .‬وبهذا المعنى‬
‫بتشبيحك [مز ‪١٥:٥١‬؛‪ .‬وكذا شهد حزقيا‬
‫**‬ ‫يتكتم داود أيشا‪ :‬يا** زب ائئغ سعئئ‪ ،‬وثحبز وبي‬
‫ويونان أن تكون هذه نتيجة خالصهما‪ :‬أن يترتما في الهيكل بإحسان الله لهما [اش ‪٢٠ :٣٨‬؛‬
‫ويون ‪٩: ٢‬؛‪ .‬ويصف داودالقاعدة ذاتهالجميع األتقياء على السواء‪ .‬يقول تاذااردبلرت من احل‬
‫أذغو [مز ‪١٣-١٢:١١٦‬؛‪ .‬وكذا تتبع‬
‫**‬ ‫كز حشتابه بي؟ كاش الحألض أئتاؤل‪ ،‬ؤباشم الرت‬
‫الكنيسة القاعدة ذاتها كما في مزمورآخر‪ .‬حتضتا آئقا الرت القتا‪ ...‬بتحتذ [أو‪ ،‬لنعترف د؛‬
‫اسم وذسلف‪ ،‬ؤرتعاحم بتشبيحك [مز ‪ ، ٤٧: ١٠٦‬راجع الترجمة الالتينية؛‪ .‬وأيصا‪ :‬ايعث إلى‬
‫صأله الثخنلر‪ ،‬ؤلم يذدل دغاءهم‪ .‬يكئب هذا يلذو االحر‪ ،‬وسفت سوف يفتق يشئح الرت‪...‬‬
‫بكئ يحدث ني صفيون باسم الرت‪ ،‬ورقشتيجه في اورست [مز ‪ ١٧ : ١٠٢‬و‪١٨‬و‪ —٢١‬قارن‬
‫الترجمتين الالتينية والسبعينية؛‪ .‬حعا‪ ،‬عندما يتضرع المؤمنون إلى الله ليعمل شيائ ما من أجل اسمه‬
‫فقم يلزمون ذواتهم بأن يشكروا؛ ويعدون بأئهم سوف يستخدمون عطايا الله باالستقامة إذ كنادون‬
‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ‪.١‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫المرجع ذاته‪.‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٨٣٠‬‬

‫وتعلنون بها‪ .‬وهكذا هوخع الذي يعلن عن الغداء االتي للكنيسة‪ ،‬يقول‪ :‬قولوا له‪ :‬ازوغ كز إرم‬
‫واتجز خشتا ننعدم عجوز شائدبائ‪٠‬ا [هو ‪٢:١٤‬؛‪.‬‬

‫أفضال الله تجلب لذاتها مديح اللسان؛ ليس هذا فحسب‪ ،‬بل تربح لذاتها المحبة‪ .‬يقول‬
‫داود‪ :‬اجشت‪ ،‬ألن الزب تشمع طبؤتي‪ ،‬رطؤعاتي [مز ‪ ١: ١١٦‬؛‪ .‬وفي موضع‪1‬خر يتذتمر المعوا‬
‫التي اختبرها فيقول‪ :‬ارحبك نا زرب‪ ،‬يا قوتي‪[ ,,‬مز ‪ ١: ١٨‬؛ ‪ .‬فترانيم الحمد التي ال تنبع من حالوة‬
‫المحبة هذه ال يمكن أن يسن بها الله‪ .‬بل أكثر من ذلك‪ ،‬يجب أن نفهم ما عثر عنه بولس‪ :‬أة كز‬
‫الجلبات التي ال تقترن بالشكر إرما هي فاسدة وشريرة‪ .‬إره يقول‪ :‬نز في كز سئء بالصأله ؤالذعاء‬
‫تغ الغلم‪ ،‬لتثلملح‪ ٢‬طلت‪١‬تكلح‪ ٢‬لذى الله ا [في ‪ .]٦: ٤‬ألئه إذ يتمتم الكثيرون صلواتهم بروح التذر‬

‫والضجر وبمرارة حزبًا ونغاد صبر وعن خوفتا وقلق‪ ،‬يدعو المؤمنين إلى أن يضبطوا عواطفهم‬
‫بحيث يباركون الله بابتهاج على الرغم من ظروفهم‪ ،‬بينما ينتظرون نوال رغبتهم‪ .‬وإن كان هذا‬
‫تماتا ما يجب فعله في حافي تكاد تكون متناقضة‪ ،‬فكم بالحري يكون الدافع األقدس الذي ينتظره‬
‫متا اآلب لنسيح بحمده كتما نبحنا أن نحعق رغباتنا‪.‬‬

‫واالن إذ عتمنا بأة صلواتنا تكرسها شفاعة المسيح التي لوالها لم تكن من ذاتها نقية وصافية‪،‬‬
‫فهكذا أيئائ يحذرنا الرسول بأن أفواهنا ليست بمقدار من الطهارة يكفي للتسبيح بحمد اسم الله‬
‫إلى أن يشفع لنا كهنوت المسيح [عب ‪:١٣‬ه‪ .]١‬من هذا نستنبط أة الناس — في إطار التعليم‬
‫البابوي ‪ -‬باتوا في حيرة مقلقة ما دام معظمهم يتعجب لماذا يلعب المسيح ‪.‬د الشفيع‪.‬‬

‫إة السبب الذي ألجله يأمرنا بولس أن نصتي وأن نشكر بال انقطاع [ ‪ ١‬تس ه‪ ١٨—١٧ :‬؛‬
‫تارن ‪ ١‬تي ‪ ]٨ ، ١ : ٢‬هو بالطبع أئه يريد أن يرفع جميع الناس رغباتهم إلى الله‪ ،‬بكز ما أمكن بانتظام‬
‫وتواصل‪ ،‬وفي كز زمان ومكان‪ ،‬وفي كز شؤونهم ومعامالتهم‪ ،‬وأن يتودعوا منه كز شيء‪ ،‬وأن‬
‫يقدموا له الحمد على كز شيء‪ ،‬إذ إله نعطينا أسبانا ال تخفق وال تنضب لنحمده ولنصتي إليه‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٩‬ضرورة الصالة العلنية ومخاطرها‬

‫إة مسألة االنتظام هذه في الصالة ومواصلتها ‪ -‬على الرغم من أئها تتعتق إلى حذ ما‬
‫بصلوات الغرد الخاصة ‪ -‬ذات صلة أيشا بالصلوات الجمهورية في الكنيسة‪ .‬فهي ال يمكن أن‬
‫تكون منتظمة ومتواصلة‪ ،‬كما يجب أن ال نمارس بدون سياسه مقفي عليها بإجماع الكز‪ .‬وإئني‬
‫أستم بذلك‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬هنالك أوقات معينة للصالة — ال فرق بينها عند الله‪ ،‬ولكئها ضرورتة‬
‫‪٨٣١‬‬ ‫الكتاب الثالث‪.-.‬الفصل العشرون‬

‫لتوفير الغردعن المالئمة للناس ‪ -‬قد ادفق عليها حتى تناسب الجميع‪ ،‬ولكي يكون كز شيء بلياقة‬
‫وبحسب ترتيب في الكنيسة‪ ،‬كما علم بولس [ ‪ ١‬كو ‪ ]٤٠: ١٤‬على أن هذا ال يمنع كز كنيسة‬
‫من أن تشعر بضرورة خاص‪٠‬ة لصلوادي) أكثر‪ ،‬أو أن تدفعها غيرة متقدة نحوها إذا استدعى ذلك‬
‫احتياح خطير‪ .‬وسوف نتعرض الحعا للحديث عن المواظبة [في الصالة؛‪ ،‬وهي ذات ارتباط‬
‫وثيق باالنتظام فيها‪٢٠.‬‬

‫أتا هذه األمور فال عالقة لها بالتكرار الباطل الذي أراد المسيح أن يحرمه علينا [مت ‪٧: ٦‬؛ ‪.‬‬
‫فالمسيح ال يحزم مداومة الصالة باستمرار‪ ،‬ولزس طويل‪ ،‬وبحرارة‪ ،‬لكئه يطلب متا أأل تأخذنا الثقة‬
‫إلى حذ الظل أئه في استطاعتنا أن ننتزع من الله شيائ بمجزد أئنا نقرع على أذتيه بوافي من الكالم‬
‫المطتب‪ ،‬كما لو كان يمكننا إقناعه على غرار البشر‪ .‬نحن نعرف أن المرائين الذين ال يظهرون‬
‫أي تعافي لهم مع الله‪ ،‬يستعرضون في صالتهم الزهو والتلنين نغسيهما اللذين يتبهرجون بهما في‬
‫احتفاب) انتصاري‪ .‬فذلك الفريسى الذي شكر الله ألئه ليس مثل سائر الناس [لو ‪ ١١: ١٨‬؛‪ ،‬ال شك‬
‫أئه جعل يمتدح ذاته في عيون الناس كما لو كان دضالته يلتصق بصيب القداسة‪ .‬هكذا أيصا كز‬
‫ذلك التكرار الباطل‪ ،‬ولسبب مماثل‪ ،‬تشيع ممارسته اليوم عند البابويين‪ .‬البعض يصرفون الوقت‬
‫في إعادة الصلوات القصيرة نفسها مرارا وتكرارا‪ ،‬بينما يتباهى آخرون بزهو وغرور أمام الجماهير‬
‫بالتلعظ بكتل ضخمة من الكلمات‪ .‬ولكن بما أة هذه الثرثرة تهزأ بالله كما يسخر األطفال بتقليد‬
‫األلفاظ والحركات‪ ،‬فال عجب في أن الكنيسة حرمتها حتى ال يتردد فيها أي صنى سوى ما هو‬
‫جاذ وينبعث من قرارة القلب‪.‬‬

‫عنصر آخر يشابه هذا‪ ،‬وفي الوقت نفسه يدينه المسيح‪ ،‬هو دع ط بدن المرائين إلى أن يراهم‬
‫العديد من المتفرجين إذ يصلون قائمين في زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس ويحظوا بالتصغيق‬
‫[مت ‪ : ٦‬ه؛‪ .‬ولكن ما دام الهدف من الصالة قد ثحدد ‪ - ٢١‬أال وهوإيقاظ القلوب وإثارتها ورفعها‬
‫إلى الله إتا لحمده أو لطلب معونته — فمن هذا نفهم أن أصول الصالة تنشأ في القلب والذهن‪،‬‬
‫أو باألحرى أن الصالة نفسها هي ‪ -‬على وجه الدقة — إحساس القلب الداخلي الذي يسكب‬
‫ويكفف أمام الله‪ ،‬فاحصب القلوب [قارن رو‪٢٧:٨‬؛‪ .‬وعلى أساس ذلك‪ ،‬لتا أراد المعلم السماوي‬
‫أن يضغ أفضل قاعدة للصالة دعانا ألن ندخز مخدعنا‪ ،‬وهنالك — من خلف الباب الئفلق — نصلي‬
‫إلى أبينا الساكن في الخفاء‪ ،‬فأبونا الذي يرى في الخفاء يسمع لنا [مت ‪ .]٦:٦‬فهو لم يكتفب‬
‫انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.٥١‬‬ ‫‪٢٠‬‬
‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ‪.٤‬‬ ‫‪٢١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨٣٢‬‬

‫بإقصائنا عن مثال المرائين الذين يطمعون في إعجاب الناس بصلواتهم التفاخرتة الملفتة لألنظار‪،‬‬
‫لذلك أضاف في الوقت عينه شيائ أفضل‪ ،‬وهوأن ندخز مخادعنا ونصأي من وراء أبوابها المغلقة‪,‬‬
‫فبحسب فهمي لهذه الكلمات‪ ،‬علمنا أن نبتغي خلوة تعيننا على النزول إلى قرارة قلوبنا بجملة‬
‫الذي ينبغي أن تكون أجسادنا هياكل له —‬ ‫أفكارنا والتعئق الكامل في دواخلنا‪ .‬كما وعد أن الله‬

‫سوف يكون قريبا منا في مشاعر قلوبنا [قارن ‪٢‬كو ‪ ١٦: ٦‬؛ ‪.‬‬

‫لم يقصد أن ينكر إمكانية الصالة ولياقتها في أماكئ أخرى‪ ،‬بل يريد أن يبن أن الصالة شيء‬
‫خفى‪ ،‬يعني أدها شيء مسكنه القلب‪ ،‬كما يتطلب سكودا يبتعد عن همومنا الصاخبة‪ .‬لذلك عندما‬

‫عزم الرب نفسه أيشا على تكريس ذاته بأكثر تركيز للصالة‪ ،‬تبثى عادة االنصراف إلى مكا؟ هادئ‬
‫بعيدا عن جلبة الناس؛ وقد وعل‪ ،‬ذلك لكي يعتمنا بمثاله أئنا يجب أأل لهمل هذه العادات التي‬

‫تساعد أذهاننا‪ ،‬والتي طالما تشغلها اضطرابات الحياة‪ ،‬على أن تنبري في الصالة الجادة والصادقة‬
‫العزيمة‪ .‬ولكئه في الوقت عينه‪ ،‬إذ لم يحجم عن الصالة حتى في وسط االزدحام إذا حانت الفرصة‬
‫لذلك‪ ،‬يشجعنا نحن أيشا على رفع األيادي في كز مكان أينما اقتضت الحاجة [‪١‬تي ‪.]٨:٢‬‬
‫أخيرا‪ ،‬يهتنا أن نعتبر أة كز من يرفض أن يصلي في وسط محفل جماعة المؤمنين ال يعرف معنى‬
‫الصالة الفردية في الخفاء‪ ،‬أو في البيت‪ .‬وكذلك من تهمل أن يصتي بمفرده وفي الخفاء‪ ،‬مهما‬
‫واظب على حضور االجتماعات العامة‪ ،‬فإذ صالده هنالك ال تتعذى كونها رياحا كالمبة ئصطنعة‬
‫ومتكتفة‪ ،‬الده حينئذ يراعي اراء الناس بدأل من حكم الله الخفي‪.‬‬

‫زد على ذلك أن الله في القديم‪ ،‬لكي ال يزدري أحد الصلوات العامة في الكنيسة‪ ،‬زتنها‬

‫بعبارات مشرقة‪ ،‬وخصوصا عندما دعا الهيكل ‪1‬ابيت الصالذا [اش ‪٦‬ه‪٧:‬؛ مت ‪١٣:٢١‬؛‪.‬‬
‫وبإعطائه الهيكل هذا التقب عتم أن أهم عناصر العبادة يكمن في خدمة الصالة‪ ،‬وأن الهيكل كان‬
‫قد ئعئسب كشعار للمؤمنين يشتركون فيه معا بنفس واحدة‪ .‬كما أن وعدا ممبرا اضيف أيصا‪ :‬الك‬
‫تنتعي الئئسيخ تا الله وي صؤبون‪ ،‬ؤلك تووى الندرا‪[ ,‬مز ‪١ :٦٥‬؛‪ .‬بهذه الكلمات تلمع النبى إلى‬
‫أن صلوات الكنيسة ليست عقيمة أو غير نجدية إطالوا‪ ،‬ألن الله يوور دائائ لشعبه فرصة للتسبيح‬
‫بفرح‪ .‬ومع أة ظالل الناموس قد انقشعت‪ ،‬ال يوجد أدنى شلئ‪ ٠‬في أة الوعد ذاته يخصنا نحن‪،‬‬
‫حيث إذ الله قد سر بأن يكون هذا األداء عامال على تشجيع وحدة اإليمان بيننا‪ .‬لم يكن المسيح‬
‫وحده قد ألذ هذا الوعد‪ ،‬بل أتده كذلك بولس وعذا شامأل‪.‬‬
‫‪٨٣٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫‪ .٣ ٠‬نحن ذواتنا هياكل الله‪ ،‬ال أبنية الكنائس‬

‫اآلن‪ ،‬إذ رسم الله بكلمته الصلوات العامة للمؤمنين‪ ،‬وجب أيائ أن توجد هياكل عامة تؤدى‬
‫فيها تلك الصلوات‪ .‬وش يقاومون بازدراء الشركة مع شعب الله في الصالة‪ ،‬لن يمكنهم االحتجاج‬
‫الكاذب بأدهم يدخلون مخدعهم إطاعة منهم لوصية الرب‪ .‬ألة الذي وعد بأن يفعل ما يطلبه اثنان‬
‫أو ثالثة اجتمعوا باسمه [مت ‪ )٢٠ - ١٩ : ١٨‬يشهد بأئه ال يحتقر الصلوات العامة بشرط خلوها‬
‫من التعاظم والسعي وراء المديح التافه من الناس‪ ،‬وانبثاقها من شعور وجدانى صادق وئخبص‬
‫يسكن خفاء القلب‪.‬‬

‫فإذا كان ذلك هو االستخدام الصحيح ألبنية الكنائس‪ ،‬وهو األمر الموبد‪ ،‬ينبغي أن نحترز‬
‫لئأل نفلتها المكان الصحيح لشكنى الله الذي فيه يفصل أن يميل أذنه إلى صلواتنا — كما جرت عادة‬
‫اعتبارها كذلك منذ عدة قرون — أو لئأل نختلق لها نوعا من القداسة المستترة يجعل الصالة فيها‬
‫أكثر قبوأل لدى الله‪ .‬ألده ما دمنا نحن هياكل الله الحقيقية وأردنا أن ندعو الله من هيكله المقدس‪،‬‬
‫وجب علينا أن نصلي في دواخل أنفسنا‪ .‬إدا فلنترك ذلك التفكير الغبى لليهود أو للوثنيين‪ ،‬ألن لنا‬
‫نحن الوصية بأن ندعو الرب‪ ،‬بال تمييز لمكان‪ ،‬ابالؤوح* ؤالحق‪[ ,,‬يو ‪٢٣: ٤‬؛‪ .‬لقد دلهن الهيكل‬
‫في القديم بوصية من الله لتقديم الصلوات والذبائح‪ ،‬ولكق الحق عندئذ بات مستترا‪ ،‬تمثله تلك‬
‫الظالل؛ أتا االن وقد أعلن لنا في حقيقة حية‪ ،‬فال قسمح لنا أن نلتصق أو نتقين بأي هيكلي مادى‬

‫ولكن حتى عند اليهود‪ ،‬لم دعكوا الهيكل على شرط أن يحبسوا حضور الله داخل جدرانه‪ ،‬بل كان‬
‫قف اعبي لهم لكي يتدربوا على التأتل في شبه الهيكل الحقيقي‪ .‬لذلك وتخ إشعياء واستغانوس‬

‫يشذة الذين ظلوا أة الله يسكن ‪ -‬بطريقه أو بأخرى ‪ -‬في هياكل مصنوعة باأليادي [اش ‪١:٦٦‬؛‬

‫اع‪.]٤٩٠٤٨ :٧‬‬

‫(استخدام الترنيم‪ ،‬واللغة المحكية‪)٣٣ - ٣١ ،‬‬

‫‪ .٣١‬عن الككتم والترقم بالصالة‬

‫كما أئه من الواضح جدا مائ تقذم أة رفع الصوت بالترنيم في أثناء الصالة‪ ،‬إن لم يكن ناتجا‬
‫من إحساس قلبى عميق‪ ،‬فال قيمة وال أدنى جدوى له مع الله‪ .‬بل على العكس‪ ،‬إئه يثير غضب الله‬
‫تجاهنا إذا نشب عن أطراف الشفاه أو من الحنجرة‪ ،‬إذ إئه يسيء إلى اسمه األقدس ويهزأ بجالل‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨٣٤‬‬

‫عزته‪ .‬هذا ما نستنتجه من كلمات إشعياء التي‪ ،‬على الرغم من أدها تستبدف بعدا أبعد‪ ،‬تهتلم مع‬
‫ذلك بتصحيح هذا الخطأ‪ .‬يقول‪ :‬األن* هذا السغب وب اقزت إنى يفيه وأكزمني بقفتئه‪ ،‬زاائ قئبه‬
‫فائفذة ض‪ ،‬زضازرق تخائهم مئي ؤصثه الغامن ثشه [اش ‪ ١٣: ٢٩‬؛ قارن مت ه ‪.]٩-٨ : ١‬‬
‫بذبك هاذا اعود‪/‬أصقع دهنا السغب عجبا ؤغحيبا‪ ،‬وقبت حكنه حكماده‪ ،‬زتحتفي وهم وهماره‬

‫[اش‪-]١٤:٢٩‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬لسنا هنا نشجب الكالم والترنيم‪ ،‬بل على العكس نزبيهما بشرط أدهما يرتبطان‬
‫باإلحساس الداخلي‪ ،‬ألدهما هكذا يدربان العقل على التفكير في الله ويبقيانه متيعائ‪ ،‬بينما هو‬
‫بطبيعته متقنب ومشئت‪ ،‬وقابل دائنا للتراخي والشرود ما لم تدعنه عوامل متنوعة من المساعدة‪.‬‬
‫على أئه إذ لزم أن يتمجد الله في العديد من أعضاء أجسادنا‪ ،‬يليق اللسان خصوصا أن يقوم بهذه‬
‫الوظيفة‪ ،‬بالترنيم كما بالكالم‪ .‬فإذ اللسان صنع للترئم بحمد الله واإلشادة بمجده‪ .‬أائ االستخدام‬
‫الرئيس لئسان‪ ،‬فهو في الصلوات العامة التي يقذمها المؤمنون في محفل اجتماعاتهم‪ ،‬والذي به‬
‫نقحد جميعنا في تمجيد الله مائ‪ ،‬بصوب واحد وبغم واحد‪ ،‬فنقنم عبادتنا له بروح واحدة وبإسان‬
‫واحد‪ .‬كما أئنا نفعل ذلك جهارا بحيث يستطيع جميع الحاضرين أن يتبادلوا — الواحد مع أخيه ‪-‬‬
‫اعتراف إيماننا الطاهر‪ ،‬وأن يتقبلوا بذلك دعو؛ للمشاركة ومثاأل يحتذى به‪.‬‬

‫‪ .٣٢‬التسبيح في الكئيسة‬

‫وفي هذه المناسبة نذكر أيصا أن عادة الترنيم في الكنيسة ليست ممارسة قديمة جذا فقط‪،‬‬
‫بل كانت تمارس بين الرمل‪ .‬نستنبط هذامن قول بولس‪ :‬اريل بالروح‪ ،‬زازئل بالدلهن أيصا‪١ [ ,,‬‬
‫كو ‪ : ١٤‬ه ‪ .]١‬وكذا يتحذث بولس إلى الكولوسيين قائال‪11 :‬زأرتم ‪ ., .‬لمشون زمنذزون بعصكم‬
‫يغثا‪ ،‬بئزاعيز ؤئتايخ واغار رومي‪ ،‬يفقه‪ ،‬عقزدميئ في علوبكم للرب‪[ 11‬كو ‪ . ] ١٦: ٣‬يعتم في‬
‫النص األول بأئه ينبغي أن نرثم بالصوت وبالقلب؛ وفي الثاني يوصي باألغاني الروحية التي بها‬
‫يعتم المؤمنون بعضهم بعشا ويهذب من خاللها الواحذ اآلخر‪.‬‬

‫مع ذلك يذكر أوغسطينس أن تلك العادة لم تكن شاملة االثساع‪ ،‬إذ يقول إذ الكنيسة في‬
‫ميالنو ابتدأت تمارس الترتيل في عهد أمبروسيوس فقط ‪ -‬وكانت المناسبة عندما ثارت جوستينا‪،‬‬
‫أم ثالنتنيانس‪ ،‬ضن اإليمان المستقيم الرأي — وأن الشعب واظك على سهرات اليقظة التعبدية بكر‬
‫مثابرة‪ .‬بعدئذ اثبعت سائر الكنائس الغربية نموذج ميالنو‪ .‬وكان قد أشار قبأل [أوغسطينس؛ إلى أة‬
‫‪٨٣٥‬‬ ‫الكتاب الثالث‪-‬الفصل العشرون‬

‫هذه العادة أتت من الكنائس الشرقية‪ ٢٢ .‬كما أئه يذكر في كتاب الحي له أة تلك الممارسة ائخذتها‬
‫[كناسن] أفريقيا في عهده‪ .‬يقول إة شخصا ما يدعى هيالريوس — مدافع سابق عن حقوق العامة‬
‫عند ارومان — أخذ على عاتقه أن يهاجم بالتقريع واإليذاء في كز فر صه اتيحت له‪ ،‬تلك العاد؛‬
‫الس ما ادعغت تمارسها الكنيسة في قرطاجة بترنيم المزامير المنظومة عند المذبح‪ ،‬إما قيل تقدمة‬

‫العطايا أو عند توزبع التقدمات على الشعب‪ .‬ولقد حسي اإلخوة على الرد عليه‪٢٣ .‬‬

‫بالتأكيد إذا لهذب الترتيل إلى هذه الدرجة من الوقار‪ ،‬تهذيبا يروق في عيون الله والمالئكة‪،‬‬
‫فهو يضفي كرامه وجماأل على الطقوس المقدسة‪ ،‬كما يكون له األر األعظم في إيقاد مشاعرنا‬
‫لغيرة حقيقية واشتياي قلبى إلى الصالة‪ .‬لكن يلزمنا أن نحرص على أأل تهتائًآذاذذا بالنغمة أكثر من‬
‫اهتمام أذهاننا بالمعنى الروحي للكلمات‪ .‬وأوغسطينس نفسه يعر — في موضع آخر — يعتلم ما‬
‫يزعجه هذا الخطر حتى تمئى أحيادا أن تثيلى العادة التي مارسها أثناسيوس‪ ،‬الذي أمر القارئ أن‬
‫يقتل من تلحين الصوت [أي من تغيير مقام الصوت موسيقيا؛ بحيمث تصير قراءته للنص أقرب إلى‬
‫اإللقاء مائ إلى الترتيل‪ .‬ولكئه عندما تدكر كم للترنيم من فائدة‪ ،‬تراجع عن فكره‪ ٢٤.‬لذلك عندما‬
‫يراعى هذا االعتدال دمسي ممارسة التسبيح في الكنيسة — من دون أدنى شك — ذات قدسية‬
‫عظمى وفائدة جئة‪ .‬أتا الترانيم التي ظمت ولحنت لمجزد حالوة نغمها وبهجتها لألذن‪ ،‬فال‬
‫تليق بهيبة العبادة في الكنيسة‪ ،‬وال يمكن إأل أن تثير اشمئزاز الله إلى أبعد الحدود‪.‬‬

‫‪ .٣٣‬يبغي أن تكون الطآلة بلغة الشب‬

‫من هذا يظهر بوضوح أة لغة الصالة العامة يجب أأل تكون اليونانية بين الالتين‪ ،‬وال الالتينية‬

‫بين الفرنسيين أو اإلنجليز‪ ،‬كما جرت العادة إلى اآلن‪ ،‬بل لغة الشعب بحيمث يغهمها جميع‬
‫المجتمعين‪ .‬ألن المقصود تعليم الكنيسة كتها وبناؤها‪ ،‬وهذا ال يمكنه أن يحدث بسماع ألفا؛ ال‬
‫يغهمها أحد‪ .‬أتا عن الذين ال اكتراث لديهم وال محية‪ ،‬فال يد على األقذ أن يحركهم قليال ما عتم‬
‫به بولس بشلطته الرسولية إذ ال لبس في كلماته‪ .‬يقول‪ :‬واأل وإذ بازغك باروح‪ ،‬فائدي يسعل‬
‫تكان الغائى‪ ،‬كيف بقول اامين ‪...‬؟ ألئه ألقئرف تاذا ئقول! وإدك اك نشكئ خشائ‪ ،‬زلكن‬
‫اآلحز أل يئى‪١[ ٠٠‬كو‪ .]١٧-١٦:١٤‬من يمكنه أأل يندهش ‪ -‬عندئذ ‪ -‬أمام تلك اإلباحة غير‬

‫انظر‪. ¥11. 15 :‬ت‪1110, 0071/68810718 1‬أ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫‪٢٢‬‬


‫انظر‪ 32. 634( :‬از‪ )١11‬ال ‪, #61610110718 11.‬جالال‪8‬الجال‪٨‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫انظر‪, x. xxx111 0071/68810718. 50 :‬حع‪1‬أ‪8‬الجل‪٨٦‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨٣٦‬‬

‫الملجمة التي يستبيحها البابويون الذين‪ ،‬على الرغم من اعتراض الرسول هكذا علائ‪ ،‬يتجاسرون‬
‫على أن يطنطنوا صلواتهم الئطئبة والممتة بلغة أجنبية ال يفهمون هم أنفسهم منها مقطعا وحذا‪،‬‬
‫وال يريدون أن يغهمهاآخرون أيضا؟‬

‫أتا لنا فيصف بولس ما يجب فعله‪ .‬يقول‪ :‬ؤما هؤ إذا؟ أطي دالروح‪ ،‬ؤأطي دالنلهي أتضا‪.‬‬
‫أزئلبالروح‪ ،‬زأزئليالذلهي ايصااا [ ‪١‬كو ‪:١٤‬ه ‪١‬؛ ‪ .‬إئه بكلمة ااالروحا‪ ١‬يقصد هبة األلسن المتغردة‬

‫التي كان البعض قد ؤب إياها وأساءوا استخدامها إذ فصلوها عن الذهن‪ ،‬أي عن الفهم‪ .‬على أي‬
‫حال‪ ،‬يلزمنا أن نشعر بال تردد أو تساؤل أئه — سواء في الفتن أو في الخفاء — إذا ولف اللسان‬
‫بدون الذهن فهذا يثير عدم رضا الله إلى حذ بعيد‪ .‬كما أة العقل يلزمه أن يتقد بحماسة الفكر بحيث‬
‫يتجاوز ويتخعلى كز ما يمكن لتسان أن يعبر عنه بالكالم‪.‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬يجب أيائ أن ندرك أة اللسان ليس ضروريا للصالة الفردية [الخاصة؛‪ ،‬إآل في‬
‫حال كون اإلحساس الداخلي غير قادر بذاته أن يتيعظ‪ ،‬أو في حال كونه شديد االئقاد بحيث‬
‫يفعل اللسان معه تلقائيا‪ .‬فمع أن أفضل الصلوات تكون في بعض األحيان غير منطوقة‪ ،‬ففالبا ما‬
‫يحدث في الواقع أة اللسان عندما تتوقد مشاعر الذهن ينطلق بالحديث‪ ،‬كما تعبر بعض األعضاء‬
‫باإليماءات عفويا‪ .‬ويظهر أة هذا ما حدث عندما كانت حنة تصتي في الهيكل [ ‪١‬صم ‪١٣: ١‬؛‪،‬‬
‫وهو ما يشابه اختبار القديسين في كثير من األحيان عندما تنبس شفاههم بكالم متقثلع وئبفقر فيما‬
‫هم يطون في قلوبهم‪.‬‬

‫أتا اإليماءات الجسدية التي تعودنا أن نراها في الصالة‪ ،‬مثل الركوع وكشف الرأس‪ ،‬فتدن‬
‫على أئنا نحاول أن نرتقي إلى مقا؛ أعلى لتوقير الله توقيرا أعظم‪.‬‬

‫(الصالة الريانية‪ ،‬شرح تفسيري للطلبات الثالث األولى‪)٤٢—٣٤ ،‬‬

‫‪ . ٣ ٤‬الصالة الربانية نموذج ضرورى لمساعدتنا‬

‫أتا اآلن فال يلزمنا أن نتعتم طريقة أنجع للصالة فقط‪ ،‬بل الشكل النموذجي نفسه أيصا‪ :‬أال‬
‫وهوما عتمنا إياه اآلرب السماوي بواسطة ابنه الحبيب [مت ‪ ٩: ٦‬وما يلي؛ ولوقا ‪ ٢:١١‬وما يلي؛‪،‬‬
‫والذي يمكننا من أن نعترف بقدر إحسانه الالمحدود ورحمته الفائقة‪ .‬ففيها ينذرنا ويحقا على أن‬
‫نبتغيه في كز احتياج عندنا‪ ،‬كأوالد تعودوا أن يلجأوا إلى حماية الوالذين كتما أزعجهم أي قلق‪.‬‬
‫‪٨٣٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫ثم إئه إذ رأى أئنا لم نكن ندرك بما يكفي كم ضاق بنا فقر عيشنا‪ ،‬وما كان يحسن بنا أن نطلبه‪،‬‬
‫وما كان ممكائ أن يعمل على نفعنا‪ ،‬احتاط فدر لما كا نجهله؛ وكز ما افتقرت قدرتنا إليه أعذ‬
‫هو نفسه له وزودنا به من كفايته هو‪ .‬فلقد وصف لنا أنموذجا وضع فيه‪ ،‬كما في جدول‪ ،‬كز ما‬
‫يسقح لنا بأن نطلبه منه‪ ،‬كز مفيد لنا‪ ،‬كز ما نحتاج إلى أن نسأله‪ .‬إئنا من لطفه هذا نتقبل ثمرا‬
‫عظيائ من التعزية‪ :‬إذ نعرف أئنا ال نطلب شيائ سخيائ أو غريبا أو خارج إطار اللياقة؛ أي باإليجاز‪،‬‬
‫‪-‬أئنا ال نطلب منه شيائ يرفض االستجابة له‪ ،‬حيث إئنا نطرح طلباتنا باستخدام كلماته هو‪ .‬لتا رأى‬
‫أفالطون افتقار البشر إلى المهارة المطلوبة للتقنم من الله بطلباتهم التي — إذا منحت — يغلب أن‬
‫تكون لغير منفعتهم‪ ،‬أعلن أن هذه الكلمات المأخوذة عن شاعر قديم‪ ،‬هي أفضل صالة‪ :‬ايها‬
‫الملك جوبيتر (كبير اآللهة في الميثولوجيا الرومانبة؛‪ ،‬أغدق علينا أعظم األشياء‪ ،‬سواء أرغبناها‬
‫أم ال‪ ،‬بل مر األشياء الشريرة أن تبتعد عنا حتى عندما نطلبها‪ ٢٥ .‬في الحق أن ذلك الرجل الوثنى‬
‫حكيلم في كونه يحكم كم من الخطر أن نطلك من الرب ما تفرضه علينا أطماعنا؛ وفي الوقت‬
‫ذاته يكشف عن بؤسنا الكامن في عدم قدرتنا حتى أن نفتح أفواهنا أهام الله‪ ،‬بدون أن نعرض‬
‫ذواتنا للخطر ما لم يعلمنا الروح النموذخ السليم للصالة [رو ‪٢٦:٨‬؛‪ .‬يستحق هذا االمتياز أن‬
‫يثغن على نحوأسمى بيننا‪ ،‬إذ إذ ابن الله الوحيد ذاته يضع على شفاهنا الكلمات التي تحرر أذهاننا‬
‫من التردد والتذبذب‪.‬‬

‫ه‪ .٣‬التقسيم والمحتوى الرئيسى‬

‫يتألف هذا النموذج — أو هذه القاعدة للصالة ‪ -‬من ست طلبات‪ .‬والسبب الذي يجعلني‬
‫أختلف مع من يمبزون سبعا‪ ،‬هو أثه بإضافة حرف االستدراك بل يبدو أن البشير وصد أن يربذ‬
‫هذين الجزءين معا في طلبه واحدة‪ .‬فكأئه كان يقول‪ :‬ال تسمح لنا أن تقوى عليا التجربة بل‬
‫بالحري إيب بالمعونة لضعفنا وأنقذنا من السقوط‪ .‬يتفق معنا أيصا كاب الكنيسة األقدمون‪٢٦،‬‬
‫اد‬
‫بحيث إذ ما أضيف في موضع سابع في مثى‪ ،‬وجب — تفسيريا — أن يدمح مع الطلبة السادسة‪.‬‬

‫ومع أن الصالة الريانية بأكملها تهدف إلى أن يحتل مجد الله المكانة العظمى فيها جميعها‪،‬‬
‫فلقد غصصت البللبات الثالث األولى لمجد الله على وجه التحديد‪ ،‬وهذا وحده ما ينبغي أن‬
‫يحث عنه فيها‪ ،‬بدون أي اعتبار يما يسئى مصلحتنا نحن‪ .‬والطلبات الثالث األخرى تهتم بما‬
‫انظر‪0 ٧111. 249( :‬ك‪ 1<1‬عل) ‪ 11. 142 £, 143 ٨‬كسير ‪!<13)0,‬‬ ‫‪٣٥‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪0111,‬أ‪808‬ال‪11٢‬ت)‪0-‬ا)‪1‬آج‪<8‬؟‬ ‫(‪ 56.715‬ال) ‪1٧‬ت ‪(, 110111.‬غ‪ ١٧0٢‬ع‪٠1‬ا‪3‬ا‪! ) 1100111‬سد‪071‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الذين المسيحى‬ ‫‪٨٣٨‬‬

‫يهئنا نحن‪ ،‬وقد تخصصت لألمور التي ينبغي أن نطلبها لغائدتنا‪ .‬لذلك عندما نطلب أن يتقدس‬
‫اسم الله ‪-‬ألة الله يريد أن يختبز هل كائ نحبه ونعبده بحرية إرادتنا أو أمأل منا في ثواب — يلزمنا أأل‬
‫نتفكر أبذا في ما هو لمصلحتنا نحن‪ ،‬بل أن نضع أمامنا مجده وأن نتفرس بعيوب) مرتمزة على هذا‬
‫وحده‪ .‬كذلك أيضا في الكلبتين التاليغين‪ ،‬يليق بنا أن نرتمز أحاسيسنا باألسلوب نفسه‪.‬‬

‫وفي الحقيقة‪ ،‬يجلب لنا هذا فائدة عظمى ألده عندما يتمجد اسمه كما نطلب‪ ،‬نتقدس نحن‬
‫أيصا به‪ .‬ولكن يتحتم أن تكون عيوننا ئعمضة — بل بالحري عميا‪ ،‬إن جاز الحديث — إزاء ذلك‬
‫النوع من االنتفاع الذاتى بحيث ال يكون ذلك في الحسبان على األطالق‪ ،‬وبحيث إن انقطغ‬
‫كز أمل في أي ربح شخصى‪ ،‬ال تنقطع رغبتنا وال ينقطع توسلنا ألجل هذا التقديس ولكز األمور‬
‫التي توول لمجد الله‪ .‬فغي مثالى موسى وبولس‪ ،‬نرى أئه لم يكن باهكا بالنسبة إليهما أن يحؤال‬
‫أفكارهما وعيونهما بعيدا عن نغسيهما‪ ،‬وأن يتوقا إلى فنائهما بغيرة متقدة كيما يقدما مجد الله‬
‫وملكوته بغض النظر عن خسارتهما [خر ‪٣٢ :٣٢‬؛ رو ‪ .]٣ :٩‬ولكن من جهة أخرى‪ ،‬عندما‬
‫نطلب كفاف خبزنا اليومي فعلى الرغم من أئنا نطلب ما هو لمنفعتنا‪ ،‬هنا أيشا ينبغي على وجه‬
‫الخصوص أن نطلك مجد الله بحيث ال نطلب الخبز إن لم يكن طلبنا إياه يرتن على مجده‪ .‬لننتقل‬
‫اآلن إلى تفسير الصالة‪.‬‬

‫(‪٠٠‬أباذاالذيفيالسماواتأ)‬

‫‪ .٣٦‬ماآل‬

‫أؤأل‪ ،‬وعند مدخل الصالة‪ ،‬يقابلنا ما قد ذكرته انغا‪ :‬وهو أئه ينبغي أن نقدم جميع صلواتنا لله‬
‫باسم المسيح وحده‪ ،‬إذ ال يمكن أن دقتل عنده بأي اسم اخر‪ .‬ألئه عندما ندعو الله أبانا فإئنا نقول‬
‫ضمائ المسيح‪ .‬بأي ثقة يمكن ألحد‪ .‬أن يخاطب الله اكأب ؟ من يتجاسر على تهؤر كهذا أن‬
‫يدعي لنفسه امتياز ابن لله إن لم نكن قد ئبئينا كأوالد النعمة في المسيح؟ إئه‪ ،‬وهو االبن الحقيقي‪،‬‬
‫قد اعطي لنا بفضل ذاته كأخ‪ ،‬بحيث إذ ما له بطبيعة ذاته يمكنه أن يصير لنا بفضل التبئي إذا تمائ‬
‫نحن نتقبل هذه البركة العظمى بيقيئ راسخ‪ .‬لهذايقول يوحناإة سلطاائقداعطي لمن يؤمنون باسم‬

‫ابن الله الوحيد‪ ،‬لكي يصيروا أوالد الله [يو ‪.] ١٢: ١‬‬

‫لذلك يدعو الله ذاته ااًاباذااا ويريد أن نخاطبه كذلك‪ .‬وبعظمة هذا االسم وحالوته يحزرنا‬
‫من كز ارتياب‪ ،‬إذ ال يوجد شعور أعظم بالمحبة في أي مكا؟ آخر إأل في اآلب‪ .‬ولذا لم يمكنه‬
‫‪٨٣٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫أن يشهن لمحبته الالمحدودة نحونا وببرهاب أقوى من أئنا ندعى أوالد الله [‪١‬يو ‪ .]١ :٣‬بل‬
‫مثلما يفوق كز بشر في جوده ورحمته‪ ،‬هكذا أيثا تفوق عظمة محبته كز محبة والدينا‪ .‬ومن‬
‫ثم‪ ،‬إذا تختى كز اباء األرض عن أبؤتهم وهجروا أبناءهم‪ ،‬فلن يتركنا هو [قارن مز ‪ ١٠: ٢٧‬؛‬
‫اش ‪١٦:٦٣‬؛‪ ،‬ألئه ال يقدر أن ينكر نفسه [‪٢‬تي ‪ .]١٣:٢‬ألن لنا هذا الوعد منه‪ :‬اقان كنتم‬
‫ؤًاقلم الهزاز تثردون اذ تغطواراؤالذكلم غكاائ حبذ؛‪ ،‬وكلم ‪٠‬الخري‪/‬أوئكلم ائذي في الئغازات‪,,‬‬
‫[مت ‪ . ] ١١ : ٧‬وكذلك ما قاله النبى فز كشى الغزاة زضيفها؟ ‪ ...‬حئى هؤالء يئنكثرل‪ ،‬زاتا أل‬
‫ًاذشاللما [اش ‪ : ٤٩‬ه ‪ . ] ١‬لكن ال يستطيع ابى أن يأتمن غريبا على رعايته من دون أن يشتكي في‬
‫الوقت عينه من قساوة أبيه أو عوره‪ .‬فهكذا إن كنا أوالد الله‪ ،‬لن نحتاغ إلى أن نطلب المعونة من‬
‫أحي غيره‪ ،‬من دون أن نخزيه بسبب فقره أو عوزه أو قساوته أو صرامته الزائدة‪.‬‬

‫‪ .٣٧‬ااأباذا‪٠‬ا‪ :‬صيفة خطاب يجب أن تشجعنا‬

‫دعونا ال نذعي أئنا قد صرنا نهاب المجيء إلى اآلب من جزاء الشعور بالذنوب‪ ،‬ألئنا نعرف‬
‫أن الذنوب تغضب أبانا يومائ على الرغم من كثرة لطفه ورأفته‪ .‬فإن كان بين البشر ابن ال يستطيع‬
‫أن يكون له ندافع يترافع نيابؤ عنه أمام أبيه‪ ،‬وال يستطيع أن يجد وسيائ أفضل ليصالحه معه ويسترد‬
‫رضاه‪ ،‬فاضطر هو نفسه إلى أن يعترف بذنبه متويئأل ومتواضعا أمام أبيه طالبا منه الصفح والرحمة‬
‫‪ -‬فعندئذ ال يستطيع قلب أبيه أن يليئ أو أن يذعي أن توسالت ابنه قد حركته ‪ -‬فماذا يفعل ض‬
‫هو أبو الرأفة وإله كز تعزية [قارن ‪١‬كو ‪٣: ١‬؛؟ أال ئبالي بالحري بدموع أبنائه وأتات توسالتهم‬
‫التي يأتون بها إليه مباشرة‪ ،‬وخصوصا إئه يدعونا ويحقنا على أن نفعل ذلك‪ ،‬بدأل من أن تنوب‬
‫عنا توسالت اآلخرين ممن قد ال تكون لهم الثقة ذاتها برأفة اآلب ولطفه؟ إئه يصؤر لنا في مثل‪،‬‬
‫[لو ‪ ]٣٢-١١ :١٥‬هذا الفيض من الحنان األبوي‪ :‬ابل أقصى ذاقه عن أبيه فتغزب وبذر ما له في‬
‫عيش ماجن [االية ‪ ،]١٣‬فأحزن قلبه من كل وجه [اآلية ‪]١٨‬؛ أائ األب فيعانقه ويفتح له ذراعيه‪،.‬‬
‫كما أئه ال ينتظر حتى يطلب االبن عفوه‪ ،‬بل جعل ينتظره‪ ،‬وإذ كان لم يزل بعيذا ره فركض إليه‬
‫[اآلية * ‪ ،]٢‬وصار يعزيه ويتحسن عليه ويرحب به [اآليات ‪ .]٢٤-٢٢‬فإذ يصؤر مقدار عظمة هذه‬
‫الرأفة في إنسان‪ ،‬أراد أن يعثمنا كم أكثر جذا ينبغي لنا أن ننتظر منه‪ .‬فهو ليس مجرد أب‪ ،‬بل أفضل‬
‫اآلباء وأرقهم بكثير‪ ،‬إذا كنا نطرح ذواتنا على رحمته على الرغم من عقوقنا وجحودنا وتمردنا‬
‫كأبثاء‪ .‬ولكي يقؤي ثقتنا بأئه هذا النوع من األب لنا‪ ،‬إن كائ مسيحيين‪ ،‬لم يشأ أن ندعوه يا أبتاه‬
‫أبانا إئه كما لو كائ نخاطبه بالقول‪ :‬ايا* أبانا من تزخر باإلخالص والتكريس ألوالدك‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫**‬ ‫فقط بل‬
‫جون كالثن‪ :.‬أسسى الذين المسيحى‬ ‫‪٨٤٠‬‬

‫وس توجد دائائ عظيم االستعداد للخفران‪ ،‬نحن أوالدك ندعوك ونصأي لك‪ ،‬واثقين ومقتنعين‬
‫تماائ بأئك دكن لنا الحنان األبوي‪ ،‬رغائ عن عدم استحقاقنا ألب مثلك‪.‬‬

‫أائ ألن ضيق قلوبنا ال يمكنه أن يستوعب فضل نعمة الله الذي ال يستقصى‪ ،‬لم يكتفب المسيح‬
‫بأن يكون عربون تبئينا وضمانه‪ ،‬لذلك يعطينا الروح القدس شاهذا على هذا التبئي الذي به [أي‬
‫الروح؛ نستطيع أن نصرخ بصوب حز وممتلئ يا ابا االب [غل ‪ ٦ : ٤‬؛ رو ‪ : ٨‬ه ‪ . ] ١‬لذلك إذا‬
‫أصابنا أي تردد‪ ،‬فلنتذنمر أن نسأله أن يصحح خوفنا‪ ،‬وأن يضغ أمامنا ذلك الروح الذي يرشدنا إلى‬
‫الصالة بجرأة وثقة‪.‬‬

‫‪ .٣٨‬ااًاباذااا‪ :‬صيفة خطاب تضعنا في الشركة هع اإلخوة‬

‫لم يعلم الرب أن كأل مائ يصآي — على حدة — فيدعو الله أباه‪ ،‬بل أئنا جميعنا معا ندعوه‬
‫أبانا‪ .‬فغي هذا إنذار لنا كم يجب أن يسود بيننا األحساس العظيم بالمحبة األخوية‪ ،‬ألئنا جميعنا‬
‫وبالتساوي نلنا بموجب الرحمة العظمى والسخاء األلهى المجانى تلك البنوة كأوال ألب كهذا‪.‬‬
‫ألئه إن كان لجميعنا أب واحن [مت ‪ ،]٩:٢٣‬وكز شي؛ جيد يقع من نصيبنا يأتي من لدنه‪ ،‬يلزم‬
‫أآل يكون بيننا شيء منغصز ال نشاركه عن طيب خاطر وبكز قلوبنا بعضنا مع بعض بحسب ما‬

‫تقتضيه المناسبة‪.‬‬

‫إئنا إن رغبنا‪ ،‬وهكذا يليق‪ ،‬في أن نمن أيدينا بعضنا إلى بعض وأن نساعد بعضنا بعصا‪ ،‬فال يوجد‬
‫ثمة ما يمكن أن نفيد به إخوتنا أفضل من أن نستودعهم العناية األلهية العظمى التي ال تضاهيها عناية‬
‫أبوية أخرى على األطالق؛ ألده ما دام الله رحيائ وحتارا‪ ،‬فليس هنالك ما يمكن أن يشكهى سواه‪.‬‬
‫الحى أن من واجبنا نحو الله اآلب هو أن نفعل هذا الشيء عينه‪ .‬تماائ مثلما تن يحت رت أسرؤ‬
‫بإخالص وعمق‪ ،‬فيحتضن أيصا جميع أهل بيته بالمحبة والمودة‪ ،‬هكذا يجدر بنا أن ئظهز ألسرة‬
‫‪/‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫*‬ ‫* جمع‬ ‫مح‬
‫اآلب السماوي ولشعبه ولميراثه الغيرة والحب نغسيهما اللذين لنا نحوه‪ .‬فإئه قد كرم هؤالء بحيث‬
‫دعاهم وبحشذه‪ ،‬مزة الذي كأل انكز ني انغزا [اف ‪٢٣: ١‬؛‪ .‬إدا فلئشاكز صلوات المسيحي‬

‫هذه القاعدة كيما تكون مشتركة ف‪:‬ضم جميع إخوته في المسيح‪ ،‬ليس من يراهم حالائ ويعرفهم‬
‫كإخوؤ له فقط‪ ،‬بل كز بشر يسكن على وجه األرض‪ .‬هذا ألن ما عينه الله لهم يفوق معرفتنا‪ ،‬غير‬
‫أئه ليس أقز برا منه إنسانائ أن نرجو ونتمتى لهم أفضل كز خير‪ .‬ومع ذلك يجب علينا أن نقترت‬
‫بمودة خاصة من الذين هم‪ ،‬فوق غيرهم‪ ،‬من أهل بيت األيمان الذين أوصانا بهم الرسول في كز‬
‫‪٨٤١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫شيء [غل ‪١ ٠ :٦‬؛‪ .‬باإليجاز‪ ،‬ينبغي أن يرفع جميع الصلواث بحيث تشمل تلك الجماعة التي‬
‫أقامها الرب في نطاق مملكته وبيته‪.‬‬
‫‪٠‬‬

‫‪ . ٣ ٩‬مقارنة بين الصالة وعطايا اإلحسان‬

‫على الرغم من ذلك‪ ،‬ال يمنعنا هذا من أن نصغي خصوصا ألجل ذواتنا وآلخرين‪ ،‬بشرط أأل‬
‫يحجب ذلك انتباهنا عن هذه الجماعة أو يحؤل اهتمامنا عنها بل يوجه كز أفكارنا إليها‪ .‬ومع أن‬
‫الصلوات ئصاغ فردتا‪ ،‬فألئها ترمي إلى تلك الغاية ال تكنى عن كونها عامة وشاملة‪ .‬يمكننا أن نفهم‬
‫كز هذا بالتشبيه التالي‪ .‬الوصية اإللهية العامة هي أن نسن احتياج جميع الفقراء‪ ،‬ولكن يطيع هذه‬
‫الوصية ض يسعفون عوز من يعرفونهم أو من يرونهم يعانون‪ ،‬على الرغم من أئهم يففلون الكثيرين‬
‫الذين يرزحون تحت وطأة الفاقة‪ ،‬ألئهم إتا ال يمكنهم أن يعرفوهم جميعهم‪ ،‬أو ال يستطيعون‬
‫أن يسذوا إعوازات الكز‪ .‬وعلى المثال نفسه ال يقاوم المصغون إرادة الله‪ ،‬إذ يرفع أولئك الذين‬
‫يهتشون عموائ بجماعة الكنيسة صلوات محذدة إلى عرش نعمته ألجل ذواتهم وآلخرين‪ ،‬ذاكرين‬
‫االحتياجات الخاصة التي شر هو بأن يجعلها معروفة لديهم عن قرب‪ ،‬وهم يضعون هموم شعب‬
‫الله كته في قلوبهم‪.‬‬

‫على أن أوجه التشابه بين الصالة وإعانة الفقراء ال توجد في جميع األحوال‪ .‬ألن السخاء‬
‫في العطاء يمكن ممارسته نحو من يكون فقرهم بيائ فقط لنا‪ .‬لكئنا نستطيع أن نساعد بالصالة‬
‫حتى أغرب الغرباء وغير المعروفين لدينا أبذا‪ ،‬مهما طالت المسافة التي تفصلنا عنهم‪ .‬وهذا نفعله‬
‫باستخدام صيفة الصالة العامة التي تشمل جميع أوالد الله بما في ذلك المصغون أيصا‪ .‬ولعز في‬
‫استحثاث بولس مؤمني زمانه على أن يرفعوا أيديهم في كز مكان بال جدال [ ‪ ١‬تي ‪ ]٨: ٢‬إشار؛‬
‫إلى هذا األمر‪ .‬فغي إنذار بأن الجدال والخصام تخلقان الباب على الصالة‪ ،‬يقصد أن يوصيهم بأن‬
‫يقذموا تضرعاتهم بنفس واحدة‪.‬‬

‫اباذا‪...‬فيالسماوات^‬ ‫‪.٤٠‬‬

‫هنا اضيفت عبارة في السماوات [مت ‪ ٠]٩:٦‬يجب أأل نفهم من هذا بديهيا أئه مكيل‬
‫وحبيس داخل محيط السماء كما في مكان مسيج‪ .‬فها هوسليمان يجاهر هودا الشقاواك وششاء‬
‫الغمازات أل ئشغك [ ‪ ١‬مل ‪ . ]٢٧: ٨‬والله نفسه يقول على لسان النبى إذ السماء كرسيه واألرض‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨٤٢‬‬

‫موطئ قدميه [اش ‪ ١ : ٦٦‬؛ اع ‪ ٤٩: ٧‬؛ قارن اع ‪٢٤: ١٧‬؛‪ .‬يهذا يعني أئه ال يحصره موقع معين‬
‫بل هو منتشر في كز األشياء‪ .‬أما عقولنا‪ ,‬الئطتقة فلم يكن ممكائ لها أن تدرك مقدار مجده الذي‬
‫ال ثتطق به بأي تعبير اخر‪ .‬ولذا عثر لنا عنه ‪.‬د ‪٠٠‬السماواتأ إذ ال نستطيع أن نبصر شيائ أكثر شئؤا‬
‫أو أسمى جالأل من ذلك‪ .‬لذا‪ ،‬عندما تدرك حواسنا أى شيء تربطه عاد؛ بمكاب) ما‪ ،‬لكن تقتي الله‬
‫إدرالب جسدى‬
‫*‬ ‫يتعالى فوق كز مكان بحيث إئنا عندما نريد أن نطلبه‪ ،‬ينبغي أن نرتقي فوق كز‬
‫ونغستي‪ .‬وثانيا‪ ،‬إئه بهذا التعبير يعلو على كز احتماب) للفساد أو التغيير‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يعني هذا التعبير‬
‫أده يحتضن الكون كته ويحفظه متماسكا ويسيطر عليه بجبروته‪ .‬لذلك فهو‪ ،‬كما لو قيل عنه‪،‬‬

‫النهائى العظمة أو السمو‪ ،‬ذو جوهر ال يسبر غوره‪ ،‬ذو قدر؛ ال حدود لها‪ ،‬وذو بقا؛ أزلى أبدي‪.‬‬
‫على أده عندما نسمع هذا‪ ،‬ينبغي أن نحرض على أن تسمو أفكارنا إلى العال حينما يكون الحديث‬
‫عن الله‪ ،‬لئأل نتخيل أي شي؛ أرضتي أو جسدى عنه‪ ،‬ولئأل نقيسه بمعيارنا الصغير‪ ،‬أو نحجم‬
‫إرادته لتطابق عواطفنا‪ .‬وفي الوقت ذاته يجب أن تتيقظ ثقتنا به ما دمنا ندرك أة السماء واألرض‬
‫تضبطهما قوته وعنايته‪.‬‬

‫خالصة القول إره تحت اسم االب يقوم أمامنا ذلك الله الذي كهز لنا بصورة ذاته كيما‬
‫ندعوه بإيماب) راسخ‪ .‬كما أن االسم الحميم أب ال يولد فينا الثقة فحسب‪ ،‬ولكئه يحفظ أذهاننا‬
‫أيائ من الشتات سعيا وراء آلهة زائغة مشكون فيها‪ ،‬ويسمح لها بأن ترتفع من االس الوحيد إلى‬
‫اآلب الوحيد للمالئكة وللكنيسة‪ .‬ثانيا‪ ،‬ألن عرشه مؤسس في السماء‪ ،‬نتنغر بالضرورة من جراء‬
‫سيطرته على الكون أئنا ال نأتي إليه عبائ‪ ،‬ألئه يقابلنا مسرورا بعونه الحاضر‪ .‬يقول الرسول ‪...11‬‬
‫يجب اذ الذي يأتي إلى الله يومن بائه ئؤحود‪ ،‬ؤائه رجازي الذين ئثليوئه [عب ‪ .]٦: ١١‬هنا‬
‫يعلن المسيح هاثين الحقيقتين ألبيه‪ :‬أن إيماننا متأصل فيه هو‪ ،‬ثم أئنا يجب أن نكون مقتنعين‬
‫بأئه ال يففل خالصنا‪ .‬ألئه يتنازل ليتكقلنا بعنايته‪ ،‬وبهذا التعليم األزلي قعدنا بولس ألن نصتي‬
‫على النهج الصحيح‪ .‬فقبل أن يدعونا ألخن طلباتنا إلى الله [في ‪ ،]٦: ٤‬يوصينا محذرا أل ثؤقوئا‬
‫بشتي؛‪[ ,1‬في‪٦:٤‬؛؛ ‪11‬الزب ويب‪[ ,,‬في ‪ : ٤‬ه]‪ .‬من هذا يتضح أن من ال يثقون بأة اعيقي الرت دحؤ‬
‫الصنيعيل [مز ‪:٣٤‬ه‪١‬؛ قارن ‪ ١‬بط ‪ ] ١٢: ٣‬يقتبون صلواتهم في أذهانهم في رب وحيرة‪.‬‬

‫‪ .٤١‬الثلبة األولى‬

‫الطلبة األولى هي أن يتقنص اسم الله [مت ‪]٩:٦‬؛ والحاجة إلى هذه الطلبة ترتبط بخزينا‬
‫الفادح؛ ألئه‪ ،‬ما هوأكثر حقار؛ من أن مجد الله يحجبه جحودنا من جهة‪ ،‬وعنادنا من جهه أخرى‪،‬‬
‫‪٨٤٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وأن تمحقة — بحسب ما يكمن في قدرتنا — بوقاحتنا وصفاقتنا الجنونية؟ على الرغم من جماح‬
‫جميع األشرار في هزء إباحيتهم‪ ،‬فاسم الله يبقى ساطائ‪ .‬يعلن التبتي عن حق‪ :‬ادظيؤك* اشيلغ يا الله‬
‫ئشتيخلذ إلى أقاصي األزضاا [مز ‪ .]١٠ : ٤٨‬ألئه حيث يصبح الله معروقا‪ ،‬ال يمكن أن بخفى‬
‫قؤات قدرته‪ :‬جبروته‪ ،‬جوده‪ ،‬حكمته‪ ،‬بره‪ ،‬رحمته‪ ،‬حثه‪ ،‬وال دد أن تسبينا في قهمر‪ ،‬وروعه له‪،‬‬
‫وأن تدفعنا إلى التهليل بحمده‪ .‬ومن ثلم‪ ،‬ألة قداسة الله تذئس جوزا على األرض‪ ،‬إن لم يكن في‬
‫وسعنا أن نظهرها ونثبتها‪ ،‬فنحن مدعوون ‪ -‬على األقز — أن نهتلم بها في صلواتنا‪.‬‬

‫حصيلة القول إئه ينبغي أن نبتغي تكريم الله كما يحق له التكريم؛ فيجب أأل يتحذث الناس عنه‬
‫أو يتفكرون فيه إال بغاية التوقير‪ .‬عكس ذلك‪ ،‬البذاءة والدنسر الذي أمسى دائم الشيوع‪ ،‬وانتشر‬
‫حتى اليوم في العالم بأسره‪ .‬ثم الحاجة إلى هذه الطلبة التي كانت تظز غير ضرورئة لو ؤجد حتى‬
‫القليل من التقوى في محيط عالمنا‪ .‬أما إذا ارتبطت القداسة باسم الله وحده بحيث انفصلت عن كلد‬
‫‪١‬سمآخر‪ ،‬فما كانت إأل تزفر مجدا نقؤا‪ .‬لسنا مدعوين هنا لنطلب) أن ييرئ الله اسمه القذوس من كز‬

‫ازدراء وعار فحسب‪ ،‬بل أن ثحجيغ الجنس البشري بأسره إلجالله ومهابته أيصا‪.‬‬

‫واآلن‪ ،‬ما دام الله يعلن ذاته لنا جزئيا بالتعليم‪ ،‬وجزئائ باألعمال‪ ،‬نستطيع أن نقنسه إذا أعطيناه‬
‫ما له في كلتا الناحيتين فقط‪ ،‬وبذلك نقبل ما ينبع منه‪ .‬كما أن حزننه ال أقز من لطفه ينبغي أن يقودنا‬
‫لنحمده‪ ،‬إذ نرى أئه قد حفز عالمات واضحة لمجده على تنؤع غفير من أعماله‪ ،‬وهذا بحى‬
‫يستوجب التسبيح على كز لسان‪ .‬وهكنا سوف يكتسسب الكتاربًا المقدس سلطته المالئمة بيننا‪،‬‬

‫كما لن يحدث شيء ليعؤقنا عن مباركة الله كما يستحق في سياق ضبطه للكون‪ .‬ألمنا الطلبة فهي‬
‫موجهة أيصا نحو هذا الهدف‪ :‬أن يغنى ويزول كز العقوق الذي كان من شًانه أن يلتلخ هذا االسم‬
‫المقدس؛ وأن يقصى كز ما كان له أن يحط من قدر قداسته أويهزأ بها؛ وأن يتألق ضياء مجد الله في‬
‫جالله أكثر فأكثر بإفحام كز تدنيسى لقدسيته‪.‬‬

‫‪ .٤٢‬اسية الثانية‬

‫والطلبة الثانية هي أن يأتي ملكوت الله [مت ‪ .]١ ٠:٦‬على الرغم من أة هذه الطلبة ال تأتي‬
‫بجديد عائ سبقتها‪ ،‬فلقد أبقيت منفصلة عنها ولسبب معقول؛ فإئنا إن تأتلنا قدر تراخينا في أعظم‬
‫األمور جمعاء‪ ،‬تغين علينا أن نعليز النقاش كي نبرز شيائ كان يلزم أن يكون معروقا كز المعرفة‬
‫من ذاته‪ .‬لذا بعد أن دعينا أن نسأل الله أن يخبع‪ ،‬وأخيرا أن يالشي تماائ كز ما يعيب اسمه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨٤٤‬‬

‫األقدس‪ ،‬ثئة اآلن إضافة لطلبة مماثلة بل ربما مطابقة تماائ لتلك الطلبة أال وهي لتات ملكودلث‪٠‬اا‬
‫[مت‪١٠:٦‬؛‪.‬‬

‫ولتا كائ قد طرحناآنثا التعريف بهذا الملكوت‪ ٢٧،‬أعيده االن بإيجاز‪ :‬يملك الله حيثما يكرس‬
‫الناس ذواتهم للبز‪ ،‬بإنكار ذواتهم كما ببغض العالم والحياة الدنيا‪ ،‬لكي يتوقوا إلى حيا؛ سماوية‪.‬‬
‫هكذا يكون لهذا الملكوت جانبان‪ :‬أولهما أل الله بقؤة روحه يصحح جميع شهوات الجسد التي‬
‫تحاربه بجيوشها؛ والثاني أئه يشاكل جميع أفكارنا إلطاعة لحكمه‪.‬‬

‫لذا ال ينتمي إلى األخودة الصادقة من طالبي هذه الطلبة سوى أولئك الذين يبتدوئن باهنفسهم‪،‬‬
‫أي الذين يتطهرون من كز الشوائب التي تخز بسالم ملكوت الله‪ ،‬وتعكر نقاوته‪ .‬فألة كلمة الله‬
‫مثل صولجان ملوكي‪ ،‬نحن مدعوون برئعنا هذه الطلبة للتضزع إلى الله‪ ،‬أن بخبغ قلوب البشر‬
‫وأفكارهم إلطاعتها طواعية‪ .‬يحدث هذا عندما يعلن عمل كلمته بواسطة وحي روحه الخفى‪،‬‬
‫لكي يحتز موقعه بالدرجة المالئمة من اإلجالل الذي يستحثه‪ .‬وبعدئذ يلزم أن تندرج [بأذهاننا‬
‫في سياق هذا التضرع؛ إلى األشرار الذين بعنادهم وفي جنونهم المستميت يقاومون سلطته‪ .‬لذلك‬
‫ينطب الله ملكوته بإذعان العالم بأسره‪ ،‬ولكن بطرى مختلفة‪ :‬فيرؤض وحشية البعض‪ ،‬ويكسر‬
‫الكبرياء الجامحة عندآخرين‪ .‬ألمنا نحن فيلزمنا أن نشتهي كز يوم أن يجمع الله الكنائس إلى نفسه‬
‫من جميع أطراف المسكونة؛ وأن ينشرها ويزيدها عددا؛ وأن يزتنها بالمواهب؛ وأن بنشى شركة‬
‫صادقة بينها؛ ومن جهه أخرى‪ ،‬أن يثيط جميع أعداء التعليم النقى والدين السوي‪ ،‬وأن يشثت‬
‫مشوراتهم وئئخق جهودهم‪ .‬من هذا يتونح أن الغيرة نحو التقنم اليومى ال دومر بها بال سبب‪،‬‬
‫ألن شؤون البشر بطبيعتها ال تجري إأل ويعلوها قذر الرذائل الذي ال تنضل وال يشخب‪ ،‬وال تزهر‬
‫فيها وال تنمو االستقامة التامة‪ .‬أائ كمالها فيرجأ إلى مجيء المسيح األخير عندما دكون الله الكز‬
‫بي الكز [‪١‬كو ‪٢٨: ١٥‬؛ كما يعتم بولس‪.‬‬

‫وهكذا تسترجعنا هذه الصالة عن فساد العالم الذي يفصلنا عن الله بحيث ال ينمو وال يزدهر‬
‫ملكوت الله في داخلنا‪ .‬وفي الوقت ذاته ينبغي أن يوقد غيرتنا إلماتة الجسد؛ وأخيرا أن يدربنا‬
‫على حمل الصليب‪ .‬ألده بهذا يشاء الله أن ينشز ملكوته‪ .‬دعونا ال ننزعج وال نفشل إن كان إنساننا‬
‫الخارجي يغنى‪ ،‬على شرط أة الداخل يتجدد يوائ فيوائ [‪٢‬كو ‪١٦: ٤‬؛! وهكذا يكون مجيء‬
‫ملكوت الله‪ :‬أده فيما نحن نذعن لبره‪ ،‬يجعلنا شركاء في مجده‪ .‬يحدث هذا عندما يضيء بسناء‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬الفقرة ‪ ،١٩‬الفصول ‪.١٠-٦‬‬ ‫‪٢٧‬‬
‫‪٨٤٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫نوره وحثه الذي به يتبند ظالم ملكوت إبليس ويتالشى رطالنه وتنقضي أكاذيبه‪ .‬وفي أثناء ذلك‬
‫يحمي الله خاصته ويرشدهم بمعونة روحه إلى االستقامة ويقويهم على الجلد‪ .‬كما يطيح تآمز شر‬
‫أعدائه‪ ،‬ويفكك حيل خديعتهم‪ ،‬ويقاوم خبثهم‪ ،‬ويقمع استعصاءهم‪ ،‬إلى أن يبين ا‪٠‬األثيما‪( ٠‬المسيح‬
‫الدجال) بنفخة من فمه‪ ،‬ويطل كز شر بظهور مجيئه [ ‪ ٢‬تس ‪. ]٨: ٢‬‬

‫‪ .٤٣‬الطلبة الثالثة‬

‫البلبة الثالثة هي‪ :‬أن تكون مشيئة الله على األرضى كما هي في السماء إمت ‪١ ٠:٦‬؛‪ .‬أضيفت‬
‫هذه الطلبة على الرغم من أرها تعتمد على ملكوت الله بحيث ال يمكن أن تنفصل عنه‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫جهلنا وعدم قدرتنا أن نستوعك في الحال أو بيسر ماذا يعني أة الله يملك في العالم‪ .‬لذلك من‬
‫المعقول أن قخذ هذه الطلبة كأوها شرح معنى أة الله سوف يكون ملكا في العالم عندما يخضع‬

‫الجميع لمشيئته‪.‬‬

‫ليس هنا سؤال عن مشيئته الخفية التي بها يضبط كز األشياء ويجريها إلى مرماها؛ ألئه على‬
‫الرغم من أة الشيطان والنامى يهاجمونه بعنف‪ ،‬يعنم بحسب خثلته التي ال دستقصى أره ال يزبغ‬

‫محاوالتهم فقط‪ ،‬بل يحؤلها إلى أدوات تسير ما قضى به‪.‬‬

‫لكئها إرادة الله األخرى التي يجب مالحظتها‪ ،‬وهي التي تتجاوب معها الطاعة االختيارية؛‬
‫ولهذا السبب تقارن السماء باألرض؛ فالمالئكة — كما يرد في المزمور — تفعل أمر الله طواعية عند‬
‫سماع صوته [مز ‪ .]٢٠ : ١٠٣‬لذلك تناشدنا هذه الطلبة أن نرغب ونريد أئه‪ ،‬كما في السماء ال‬
‫يفعل شيء خارجا عن مسرة الله الصالحة‪ ،‬وفيها يسكن المالئكة معا بكز سالم واستقامة‪ ،‬كذلك‬

‫األرض تخضع لما أرساه من نظام من دون استكبار وشر‪.‬‬

‫وفي رفعنا هذه الطلبة ننبذ شهوات أجسادنا؛ ألن من ال يخيع مشاعره لله يعاند ويقاوم‬
‫مشيئته على قدر ما استطاع‪ ،‬إذ إة ما يصدر عائ هو الفساد وحده‪ .‬وكذلك تشكلنا هذه الصالة‬
‫بحيث ننكر ذواتنا لكي يسيطر الله علينا وفائ إلرادته‪ .‬ليس هذا فحسب‪ ،‬بل لكي يخلق فينا عقوأل‬
‫وقلوائ مجذدة أيشا [قارن مز ‪ ١‬ه ‪ ] ١ ٠ :‬إذ تكون قلوبنا وأذهاننا قد تضاءلت إلى الالشيء بحيث ال‬
‫نحش في دواخلنا بأي رغبة تتنافى مع مشيئته الطاهرة‪ .‬باإليجاز‪ ،‬إئها طلبة من شأنها أن تجعلنا ال‬
‫نشتهي أي شيء من أنفسنا سوى أن يسيطر روح الله على قلوبنا؛ وفيما يعنمنا الروح سرا‪ ،‬نتدرب‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨٤٦‬‬

‫على أن نحب األشياء التي ترضيه وأن نكره ما يثير استياءه‪ .‬وهكنا يكون اشتياقنا إلى أن يصيز عبائ‬
‫وال طائل تحته‪ ،‬كز إحساس يتنافر مع مشيئته‪.‬‬
‫مع‬ ‫مح‬

‫خاتمة الجزء األول‬

‫هذه‪ ،‬إدا‪ ،‬هي الطلبات الثالث األولى من الصالة‪ .‬وبرفع هذه الطلبات نجعل مجد الله وحده‬
‫نضب أعيننا‪ ،‬بينما نترك ذواتنا خارج كز اعتبار وال ننظر إلى أي فائدة ألنفسنا؛ فإذ مثل هذه‬
‫الفوائد النفعية‪ ،‬على الرغم من ائها تتكاثر لنا من جراء هذه الصالة‪ ،‬ينبغي أآل نبتغيها هنا‪ .‬ومع أن‬
‫كز محتوى هذه الطلبات ال بذ أن يتحثق في أوانه‪ ،‬بدون فكر أورغبة أو التماس من جانبنا‪ ،‬ينبغي‬
‫رغم ذلك أن نرغبه وأن نطلبه‪ .‬وليست الجدوى من طلبه بالشيء الطفيف‪ .‬إئنا بذلك نشهد ونقز‬
‫بأئنا خذام وأوالد لله‪ ،‬ملتزمون بتمجيده‪ ،‬بغيرة وصدي بأفضل قدراتنا‪ .‬إئنا مدينون بذلك لربنا‬
‫وأبينا‪ .‬وعلى أساس ذلك‪ ،‬كز من ال يصتي بهذه الغيرة وبهذا الشوق أن يتقنص اسم الله ‪ ،‬وأن‬
‫؛ايأتي ملكوته ‪ ،‬وأن تكون مشيئته ال يجوز له أن بحسك بين أوالد الله وخذامه؛ ولغا كانت كز‬
‫هذه األمور سوف تحدث رغم إرادة أناس كهؤالء‪ ،‬فال مغز من أن دمسي عاقبتهم األرباك والغناء‪.‬‬

‫(شرح الثالث الطلبات األخيرة‪)٤٧— ٤٤ ،‬‬

‫‪ .٤٤‬الجلبة الرابعة‬

‫يتبع الجزء الثاني من الصالة الذي فيه نتدرج إلى األمور التي تتعتق بنا‪ .‬لسنا بذلك نتختى عن‬
‫طلب مجد الله الذي — كما يشهد بولس — يتجتى أيصا في الطعام والشراب [ ‪ ١‬كو ‪،]٣١:١٠‬‬
‫ونطلب ما ينفعنا فقط‪ .‬لكئنا قد أشرناآذائ‪ ٢٨‬هنالك إلى هذا الغرق‪ :‬يطالب الله محذدا بالطلبات‬
‫الثالث األولى ويجنبنا بها كلجا إلى ذاته لكي يمتحن تقوانا بها‪ .‬ثم يسمح لنا بعد ذلك أن نهتم‬
‫بمشاغلنا‪ ،‬ولكن على شرط‪ :‬أئنا ال نبتغي شيائ لذواتنا من دون أن نقصد تمجيد الله في كز ما يجزل‬
‫علينا من فوائد‪ ،‬ألئه ليس ثئة أفضل من أن نعيش ونموت له [رو ‪.]٩-٧ :١٤‬‬

‫أئنا بهذه الطلبة فنسًال الله أن يمنحنا عامة األشياء التي تحتاج أجسادنا إلى استعمالها للتعامل‬
‫مع عناصر هذه الدنيا [غل ‪ ،]٣: ٤‬ليس الماكل والملبس فقط‪ ،‬بل كز ما يرى الله أئه مفيد لنا لنتناول‬
‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ‪.٣٥‬‬ ‫‪٢٨‬‬
‫‪٨٤٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫خبزنا اليومي في سالم‪ .‬باالختصار‪ ،‬نحن بهذه الطلبة نستودع نفوسنا لرعايته‪ ،‬ونعهد بذواتنا‬
‫لعنايته ليطعمنا ويفذينا ويحافظ علينا‪ .‬ألة أبانا السماوي الكلى الرحمة ال يستعلي على أن يشمل‬
‫حتى أجسادنا تحت حفظه وحمايته‪ ،‬كيما يدردن إيماننا حتى في األمور الصغيرة بينما نحن ننتظر‬
‫ونتوقع كز شيء منه‪ ،‬لتات الخبز وقطرة الماء‪ .‬وألئنا بطريقه أو بأخرى من خالل شرنا‪ ،‬قد كذرنا‬
‫االهتمام بما للجسد ونعصنا القلق من حيث احتياجاته أكثر من اكتراثنا للروح‪ ،‬يظل الكثيرون مئن‬
‫غامروا بتسليم أرواحهم لله مضطربين بشؤون الجسد‪ ،‬قلقين لما يأكلون وما يلبسون‪ ،‬بحيهث إذ‬
‫لم يكن في خزائنهم الفيض الوافر من الخمر والغالل والزيت يرتعدون خوقا من شر مرتقب‪ .‬كم‬
‫يعنينا ظل هذه الحياة السريعة الزوال أكثر من معنى الخلود األبدي! أثا الذين باتكالهم على الله قد‬
‫ألقوا — مر؛ وإلى األبد — كل قلي حول االهتمام بالجسد‪ ،‬كوا فينتظرون منه أشياء أعظم‪ :‬خالصهم‬
‫والحياة األبدية‪ .‬لذلك من قبيل التدريب المفيد لإليمان‪ ،‬أن نطلك من الله تلك األشياء التي تسبب‬
‫لنا القلق إذا لم نطلبها منه‪ ،‬علائ بأئنا نجني فائدة عظمى إذا طرحنا جانبا عدم األيمان هذا الذي‬
‫يلتصق بعظام معظم البشر‪.‬‬

‫ال يبدو لي أئه يمك‬ ‫ما يكتبه البعض‪ ،‬على سبيل التفلسف‪ ،‬عن الخبز فوق المادي‬
‫بصلة إلى ما قصده المسيح‪ .‬في الحقيقة إن لم ئقز إلى الله — في هذه الحياة الزائلة — وظيفة‬
‫المغذي‪ ،‬ظتت هذه الصالة ناقصة [مت ‪ .]١١:٦‬أثا السبب الذي يعطونه فتعوزه البراعة‪:‬‬
‫[يقولون] إئه ال يليق بأوالد الله‪ ،‬الذين يجب عليهم أن يكونوا روحيين‪ ،‬أن يهتموا بما هو أرضى‬
‫فقط‪ ،‬بل أن تدخلوا الله في هذه األمور أيشا‪ .‬وكأن بركته ونعمته األبوتة ال تتجليان حتى في‬
‫الماكل‪ ،‬أوكما لوكان الوحي قد كتب جزانا أن الئعؤى‪ ...‬لها نوعد الحبا؛ الحاضزه زاكبين؛‬
‫[ ‪ ١‬تي ‪ ! ]٨: ٤‬ومع أن مفغرة الذنوب أهم بكثير من الغذاء الجسدي‪ ،‬فقد قذم المسيح ما هو أوضع‬
‫كيما يأتي بنا تدريجيا للطلبنين المتبثيئين الفين تتعلقان حعا بالحياة السماوتة‪ .‬وبهذا التفك المسيح‬
‫إلى‪.‬طء إدراكنا‪.‬‬

‫كما دعانا إلى أن نطلك خبزنا اليومي كيما نقتنغ بالنصيب الذي رأى أبونا السماوي أن‬
‫يوزعه علينا‪ ،‬ال أن نسعى للحصول عليه بطري غير مشروعة؛ فكما وزد في كتهب‪ ،‬موسى‬
‫أن ال قدرة وال قوه يد‪ ٠‬تصنع لنا شيائ‪ ،‬بل هي بركة الله وحدها [الو ‪٢٠:٢٦‬؛ قارن تث‬
‫‪ .]١٨—١٧ :٨‬حعا‪ ،‬مهما كثر الخبز فلن ينفعنا بمثقال ذزة إن لم تحؤله عنايته األلهبة إلى‬
‫غذاء مفيد‪ .‬وبحسب ذلك ليس هذا السخاء االلهى أقل ضرورة للغنى متا هو للفقير؛ ألئه‬

‫هكذا وردت في الترجمة الالتينية للكتاب المقنس (فولجاتا) فى متى ‪.١١:٦‬‬ ‫‪٢٩‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪٨٤٨‬‬

‫حتى لو امتألت الخزائن‪ ،‬يخور البشر من جزاء الجوع والعطش إن لم يتمتعوا بخبزهم‬
‫يفضل نعمته‪.‬‬

‫أثا كلمة اليوم أو في يومنا أو يوائ بيوم فتلجم شهوة االخنزان العارمة لكز ما هو‬
‫سريع الزوال وايل إلى الغناء؛ ألكها شهوة تضطرم بال حدود‪ ،‬كما ئضاف إليها خرور أخرى‪ .‬وإذا‬
‫ازدادت عندنا الوفرة‪ ،‬فما أسهل أن نبذلها باطأل في التعاظم والمباهج والملذات! لذلك نحن‬
‫مدعوون أن نطلك كفاف حاجتنا فقط من يوم إلى يوم بهذا االطمئنان‪ :‬أن أبانا السماوي سيطعمنا‬
‫اليوم‪ ،‬ولن يهملنا غذا‪ .‬وهكذا حتى إذا امتألت مخازننا‪ ،‬يلزمنا أن نطلك خبزنا اليومي ألئه ينبغي‬
‫مؤتمنا أن نحسك كز ما لنا من ممتلكات كال شيء سوى ما يجعله الرب مثمرا ودائم االزدياد‬
‫من فيض بركته‪ .‬وإذ كز ما في أيدينا أيائ ليس لنا سوى ما يهبه لنا من قليل‪ ،‬ساعة بعد ساعة‪،‬‬
‫ويسمح لنا باستخدامه‪ .‬وألذ غرور اإلنسان ال يرتوي إأل على مضض‪ ،‬يقول الرب إئه أعطى برهاى‬
‫وحيذا فرينا مدى العصور‪ ،‬عندما أطعم شعبه مائ في البرية‪ ،‬لكي يعتمنا أئه ليس بالخبز وحده‬
‫يحيا اإلنسان بل بالكلمة التي تخرج من فمه [تث ‪٣:٨‬؛ مت ‪ .]٤:٤‬بهذا درينا أن استدامة الحياة‬
‫وسندها هما في قوته وحدها‪ ،‬على الرغم من أئه يمنحنا إتاها بواسطة الموارد المادرة‪ .‬لذا يعتمنا‬
‫‪ -‬بالمثال العكسي في كثير من األحيان ‪ -‬عندما يكسر عصا الخبز [أي الطاقة الناتجة منه؛ كتما‬
‫شاء‪ ،‬بحيث نضفف ونهزل جوعا كز من يكله [ال ‪٢٦: ٢٦‬؛‪ ،‬وييبس عطائ كل من يشرب [قارن‬
‫حز‪١٧-١٦:٤‬؛‪.]١٣:١٤‬‬

‫أائ الذين ال يقنعون بكفاف الخبز اليومي بل يلهثون سعيا إلى أشياء ال حصر لها‪ ،‬أو أولئك‬
‫الذين أتخمتهم زودهم‪ ،‬أو من باتوا غير مبالين بما دزاكم لديهم من ثروات‪ ،‬وفي الوقت عينه‬
‫يتضرعون إلى الله بهذه الطلبة‪ ،‬فهم إلما يتهكمون عليه‪ .‬فاألؤلون يطلبون منه ما ال يريدون أن ينالوه‬

‫— بل في الواقع ما يمقتونه‪ ،‬أال وهو الكفاف ‪ -‬وبقدر ما في إمكانهم ئئئعون أمام الله نزوعهم إلى‬
‫الجثع‪ ،‬بينما ينبغي أن تسكب الصالة الحقيقية أمامه الذهن بكتينه وكز ما يكمن فيه‪ .‬وآخرون‬
‫يطلبون منه ما ال يخطر ببالهم أن يتوئعوه‪ ،‬أي ما يظلون أئهم ليسوا بحاجه إليه‪.‬‬

‫وبقولنا خبزنا [في صيفة الثتكية؛‪ ،‬يبرز — كما ذكرنا — سخاء الله وجوده بأكثر وضوح‪،‬‬
‫ألئها تجعل لنا ما ليس لنا حق في اقتنائه [تث ‪١٨:٨‬؛‪ .‬وكما أشرت أيائ‪ ،‬ال نغغز أو نرفض‬
‫التفكير في أن ما يحصل عليه باالجتهاد النزيه وعديم اإليذاء لآلخرين هو ما يمكن أن نسئيه لنا‪،‬‬
‫وليس ما تقتنى بالفنل أو السرقة‪ ،‬ألن كل ما نحصل عليه بإيذاء آخر فهو ملك) آلخر‪.‬‬
‫‪٨٤٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وإذ نطلب أن يعطى لنا‪ ،‬فهذا يعني أئه ببساطة عطية مجانية من الله مهما كانت وسيلة حصولنا‬
‫عليه‪ ،‬حتى إذا كان يبدو أئنا حصلنا عليه بمهارتنا ومثابرتنا‪ ،‬وأئنا نلناه بعمل أيدينا؛ ألئه من فضل‬
‫الله وحده أن جهودنا تفلح حعا‪.‬‬

‫‪ .٤٥‬الطلبة الخامسة‬

‫أوبؤ لتا دنوا [مت ‪.]١٢:٦‬بهذه الطلبة وتلك التي تليها‪ ،‬شمل المسيح بإيجاز كز ما‬
‫يجعل الحياة السماوية ممكنة‪ ،‬إذ إذ العهد الروحي الذي صنعه الله لخالص كنيسته يرتكز على‬
‫هائين الدعامتين وحدهما‪ :‬ابقل ثريعيي في ذاجلهلم زأكتبها على ولوبهلم و اعبرك كل دربهم‬
‫[ار ‪٣٣:٣١‬؛ قارن ‪ .]٨:٣٣‬هنا يبدأ المسيح بمغغرة الخطايا‪ ،‬ثم بعد قليل يضيف النعمة الثانية‪ :‬أن‬
‫الله يحفظنا بقؤة روحه ويعولنا بمعونته لكي نقف منتصرين أمام كز تجربة‪.‬‬

‫والذنوب يسئيها ديوائ ألئها تستوجب علينا جزاة‪ ،‬وال يمكننا أن نسنده ما لم يطلق سراحنا‬
‫بغغرانه‪ .‬وهذا الصفح ال يأتي إأل من رحمته المجانية التي بها يمحو ديوننا من فرط سخائه من دون‬
‫أن يطالبنا بدفع ما علينا‪ ،‬بل بعمل الكقارة الفرضية له برحمته التي تجلت في المسيح الذي بلذل‬
‫نفسه فديه لنا [قارن رو‪ .]٢٤:٣‬لذلك ال يشارك في هذه العطية المجانية إطالقا من يثغون أن الله‬
‫يرضى ببرهم الذاتي أوباستحقاقات غيرهم‪ ،‬وأن تلك االستحقاقات قد نالت لهم مفغرة الخطايا أو‬
‫أئها قد اشترت لهم العفو‪ .‬هؤالء يستخدمون هذه الصيفة في دعائهم لله‪ ،‬إآل أئهم بذلك ال ينتفعون‬
‫إآل بأن يؤغدوا دهمتهم‪ ،‬ويصادقون على إدانتهم شهادتهم هم أنفسهم‪ .‬فإئهم يعترفون بكديونيتهم‬
‫ما لم يعف عنها بموجب أثر الفغران‪ ،‬وهذا ال يقبلونه بل على العكس يرفضونه بازدراء‪ ،‬بينما‬
‫يقحمون باستحقاقاتهم وإرضاءاتهم على الله‪ .‬وبذلك ال يلتمسون رحمته بل يجلبون دينونته‪.‬‬

‫فليجذ أولئك الذين يتصورون ذواتهم كاملين بحيث ال يحتاجون إلى طلب العفو‪ ،‬تالميذهم‬
‫بين من يخدعهم شغفهم نحو الضالل‪ ،‬شرط أن يدركوا أن جميع من يضتونهم إلى ذواتهم من‬
‫تالميذ قد اخيطفوا من المسيح‪ .‬هذا ألئه بتعليمه الجميع أن يعترفوا بذنوبهم‪ ،‬ال ئقبل سوى الخطاة‬
‫الذين يقبلون إليه‪ ،‬ليس أئه يعزز الخطيئة باإلطراء‪ ،‬بل ألئه عرف أن المؤمنين ال يتجردون من شرور‬
‫الجسد من دون أن يظتوا دائفا مسؤولين ومعرضين لدينونة الله‪ .‬حائ ينبغي أن نشتاق بل أن نعمل‬
‫جاهدين — بعدما أذينا كز ما علينا من واجب — لنهتئ ذواتنا أهام الله كمن تطهروا من كز شائبة‪.‬‬
‫وإذ إذ الله يشر بأن يستعيد صورته فينا بالتدريج بحيث ال نتحرر كلائ من براثن الجسد‪ ،‬كان ال ين‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨٥٠‬‬

‫من أن يوقر لنا مخرجا‪ .‬ولكن إن كان المسيح‪ ،‬بما أعطاه اآلب من سلطان‪ ،‬يوصينا طول حياتنا بأن‬
‫نلون إلى الصالة لطلب مفغرة الذنوب؛ فمن سوف يحتمل هؤالء المعتمين الجدد الذين يحاولون‬
‫أن يهروا عيون البسطاء ببريق البراءة الكاملة بحيث يفترضون أئهم يستطيعون التختص بأنفسهم‬
‫من كز لوم؟ إة هذا‪ ،‬كما يعفا يوحائ الرسول‪ ،‬يجعل الله كاذائ [ ‪ ١‬يو ‪ ] ١٠: ١‬ليس إأل‪.‬‬

‫كذلك يمزق هؤالء األنذال‪ ،‬باالجتهاد ذاته‪ ،‬جزءا من عهد الله الذي أودع فيه خالصنا‬
‫ويطيحونه من أساسه‪ .‬فليسوا مذنبين بتدنيس كل مقنس فقط إذ يفصلون كز ما كان حتى اآلن‬
‫مثصأل‪ ،‬بل بلغت قساوة شرهم إغراق النفوس التعيسة في اليأس‪ .‬إرهم في الحقيقة يرتكبون خيانة‬
‫لذواتهم وألمثالهم ألئهم يحدثون حالة من التراخي تتناقض كتجا مع رحمة الله‪ .‬أتا اعتراضهم‬
‫بالقول إئنا في اشتياقنا إلى ملكوت الله نحاول في الوقت ذاته إبطال الخطيئة والقضاء عليها‪ ،‬فهو‬
‫اعتراض صبياني ساذج‪ .‬ألله في مستهز هذه الصالة دصبت أمامنا ذروة الكمال‪ ،‬كما أدرج ضعفنا‬

‫في الجزء الثاني منها‪ .‬وهكذا ينسجم هذان مائ على نحو رائع‪ ،‬بحيث إذ نسعى نحو الهدف‬
‫األسمى ال نففل العالج الذي تقتضيه ضرورتنا‪.‬‬

‫اكما نخفر‪...‬‬

‫أخيرا‪ ،‬نتضرع أن ننال الفغران انمنا تعبر تخق ائائ بلثذسئ الغتا [ست ‪ ١٢ : ٦‬؛ ‪ :‬أي كما‬
‫نصفح نحن ونعفو عن كز من سبب لنا أي أذى‪ ،‬سواء بمعاملة ظالمة أو بإهانة كالمية‪ .‬ليس ألئه‬
‫في سلطاننا أن نغغز ذنبا أو اعتداء‪ ،‬ألة لله وحده هذا السلطان [قارن اش ‪:٤٣‬ه ‪٢‬؛! بل هذه هي‬
‫مغغرتنا‪ :‬أن نطرح عن أذهاننا السخط عن رصا وطيب خاطر‪ ،‬وأن نتغلب على إحساس الفره‬

‫ورغبة االنتقام‪ ،‬وأن تقصي إلى النسيان طوعيا ذكرى المظلمة‪ .‬لهذا السبب ال نسمخئ ألنفسنا‬
‫بأن نطلك مفغرة الذنوب من الله‪ ،‬إن لم نفغر نحن أيصا تعذيات كز المذنبين إلينا‪ .‬فإئنا إن استبقينا‬
‫الكراهبة في أفئدتنا‪ ،‬وإن دررنا مكيدة لالنتقام وترقبنا فرصة لإليذاء‪ ،‬حتى إن لم نحاول أن نستعين‬
‫العالقة السوية مع أعدائنا بكز وسيله نتاحة‪ ،‬إرما نطلب من الله بكلمات هذه الصالة أأل يفغر لنا‬
‫ذنوبنا‪ .‬ألئنا نسأله أن يفعل معنا ما نحن نفعله مع اآلخرين [قارن مت ‪١٢ :٧‬؛‪ .‬هكذا حائ نتوسل‬
‫إليه أأل يفغر لنا ما لم نفغر نحن‪ .‬ماذا يكسب مثل هؤالء سوى دينونة أعظم ألنفسهم؟‬

‫أخيرا‪ ،‬يجب مالحظة أة هذا الشرط — أن يفغر لنا كما نفغر نحن أيشا للمذنبين إلينا‬
‫[مت ‪ - ] ١٢ : ٦‬لم يشف‪ ،‬ألئنا ‪.‬رالصفح الذي نمنحه لغيرنا نستحق أن يفغر الله لنا‪ ،‬كما لو كان‬
‫هذا مسببا لغغرانه‪ .‬بل إة الرب قصد بهذه الكلمة أن يعري ضعف إيماننا من جهة‪ .‬فلقد أضاف‬
‫‪٨٥١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫هذا كعالمه منه يطمئننا بها إلى أئه قد منحنا غفران ذنوبنا بالتأكيد نفسه الذي ندرك به أئنا غفرنا‬
‫لآلخرين‪ ،‬بشرط أة قلوبنا قد تفرغت واخليت تماائ من كز كراهية وحسد وانتقام‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى أيشا‪ ،‬أراد أن يعتمنا بهذه العالمة أئه بقصي من بين أعداد أوالده‪ ،‬أولئك الذين يتلهفون على‬
‫النقمة ويتباطؤون في الصفح فيمارسون العداء المثرد‪ ،‬ويثيرون على غيرهم السخط الذي ئصتون‬
‫أن يعبر عن أنفسهم‪ .‬يضيف الرب هذه الطلبة كيما ال يتجاسر مثل هؤالء على أن يدعوه أبا‪ .‬وهذا‬
‫ما عثر عنه البشير لوقا ببالغة مقتبسا كلمات المسيح [لو ‪ ٤ : ١١‬؛ ‪.‬‬

‫‪ .٤٦‬الطلية السادسة‬

‫كما ذكرنا‪ ،‬تطابق الطلبة السادسة [مت ‪١٣:٦‬؛ الوعد القائل بأة الشريعة ئحفر على قلوبنا‬
‫[ام ‪٣:٣‬؛ ‪ ٢‬كو ‪ ،]٣:٣‬ولكن ألئنا نطيع الله — وليس بدون صراع وجهاد قاس وشاق — هنا نبتغي‬
‫أن نتستح بوقاية الدرع الذي يوبد لنا النصرة‪ .‬دعتمنا هذه الطلبه أئنا لسنا بحاجه إلى نعمة الروح‬
‫فحسب لكي تلين قلوبنا وتثنيها إلطاعة الله‪ ،‬بل إلى معونته أيصا التي تجعلنا ال ئقهر من جراء‬
‫كز مكايد الشيطان كما من جميع هجماته العنيفة‪ .‬أثا التجارب فأشكالها حعا كثيرة ومتنوعة‪.‬‬

‫فتصؤرات العقل التي تدفعنا إلى التعذي على الشريعة‪ ،‬والتي دوحي بها لنا شهواتنا العارمة أو‬
‫يوسوس بها الشيطان هي تجارب؛ وكذلك أيصا األشياء غير الشريرة في حذ ذاتها‪ ،‬بل يسحرها‬
‫الشيطان ليجزبنا بها إذ يدفعها أمام عيوننا فننجذب وننحرف بعيدا عن الله [يع ‪ ٢ : ١‬و‪ ١٤‬؛ قارن‬
‫مت ‪ ١: ٤‬و‪٣‬؛ ‪ ١‬تس ‪:٣‬ه]‪ .‬تأتينا هذه التجارب من اليمين أومن اليسار‪ .‬فمن اليمين الغنى والقؤة‬
‫والجاه وأمثالها متا يبتد نظر اإلنسان ببريقها الولهاج وبما ينجم عنها من مظهر الخير‪ ،‬ويفتتنه‬
‫بخداعه‪ ،‬بحيث ينسى الله إذ تأسره حيلها وسكره حالوتها‪ .‬ومن اليسار‪ ،‬الفقر والخزي والحقد‬
‫والبلوى‪ ،‬وما يشابهها‪ ،‬متا يبعث على اإلحباط‪ ،‬فيقنط العقل وتذبل اإلرادة ويزول الرجاء وأخيرا‬
‫يتغرب اإلنسان عن الله‪.‬‬

‫إئنا نصتي إلى الله أبينا أأل يدعنا نذعن لهذين الوئغين من التجارب التي تشل علينا الحروب‪،‬‬
‫إتا من واعز رغباتنا الجامحة أو بإيحاء مكر إبليس‪ .‬بل باألحرى نصتي أن يدعمنا ويشجعنا بيمينه‬
‫كيما نثبك بتعضيد قوته‪ ،‬ضن هجمات عدونا المميت مهما كانت األفكار التي يحاول أن يزغ بها‬
‫في أذهاننا‪ .‬ثم نصتي أن ما يأتينا من هذه الجهة أو تلك يتحؤل إلى صالح؛ أي أأل ننتفخ بنجاحنا‬

‫وازدهارنا أوتنحني نفوسنا في وجه الضيق واألسى‪.‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٨٥٢‬‬

‫ومع كز هذا‪ ،‬إئنا ال نطلب أأل نشعر بالتجارب أبذا‪ ،‬ألئنا في الحقيقة نحتاج أن نتيقظ وننتخس‬
‫بها لئأل تبلد أحاسيسنا‪ .‬فليس جزانا أؤ داود رغب أن يجرب ويمتحن إمز ‪٢ :٢٦‬؛‪ ،‬وليس بال‬
‫سبب أن الرب يجرب مختاريه كز يوم [تك ‪ ١ : ٢٢‬؛ تث ‪ ٢ : ٨‬؛ ‪ ،]٣: ١٣‬ويؤذبهم بالخزي والفقر‬
‫والضيق وكز أنواع المحن‪ .‬أائ الله فيجرب بطريقة معينة‪ ،‬والشيطان بأخرى‪ .‬الشيطان يجرب‬
‫لكي يهلك ويحكم وئدين ويلعن ويثبط‪ ،‬أتا الله إذ يختبر أوالده فهو يمتحن إخالصهم ويثبت‬
‫قدرتهم‪ ،‬وكذا يميت ويطهر جسدهم ويعالجه بالكى‪ ،‬إذ لو درك بال ضابط يجمح في شهواته‬
‫ويتبجح بال حدود‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬يهاجم الشيطان غير المستحين وغير المهيتين كيما يقهرهم‬
‫على حين عرة‪ .‬أثا الله فمع التجربة يعطي المنفذ لكي يستطيع أحياؤه أن يحتملوا خلي ما يحز بهم‬
‫[‪١‬كو‪١٣:١٠‬؛‪.٢‬ط‪.]٩:٢‬‬

‫وال فرق مهائ إذا فهمنا كلمة ا‪١‬لشزيراا على أئها تعني الشيطان أو الخطيئة‪ .‬في الحقيقة‪،‬‬
‫إئه الشيطان ذاته هو العدو الذي يترئص بحياتنا [ ‪ ١‬بط ه‪٨:‬؛‪ ،‬بل هو متستح بالخطية ليهلكنا‪.‬‬
‫فهذه إدا هي طلبتنا‪ :‬أأل تهزمنا أى تجارب أو تغمرنا‪ ،‬بل أن نصمن ونثبك بقؤة الرب أمام كز قوة‬
‫معادية تهاجمنا‪ .‬أي أأل نستسلم للتجارب‪ ،‬إذ بانتصار نواجه الخطيئة والموت وأبواب الجحيم‬
‫[مت ‪ ] ١٨: ١٦‬وكذا مملكة إبليس بأسرها‪ ،‬ألئنا نحتمي في عناية الرب وحفظه ونظزآمنين تحت‬
‫ظز جناحيه‪ .‬هكذا نتحرر من الشر والشزير‪.‬‬

‫هنا ينبغي أن نالحن أئه ليس في استطاعتنا أن نشتبك مع ذلك المحارب الفثاك في معركة‪،‬‬
‫أو أن نقاوم انقضاضه وسطوته؛ وإأل لكان على سبيل الهزء أئنا نسأل الله عائ هو في وسعنا‪ .‬من‬
‫الواضح أن من يتأتبون لمعركة مع إبليس بثقة واعتداد بالذات‪ ،‬ال يدركون بما فيه الكفاية مع‬
‫أي عدو وحشى قوي الثنة والعتاد يتعاملون‪ .‬بهذه الطلبة نسأل أن نتحزر من قبضة قوته كما‬
‫من فكي أسد زائر هائج [ ‪١‬بط ه‪]٨:‬؛ ألئنا لو لم يقتنصنا الله من الموت لكتا كوا نتمزق إريا إريا‬

‫بأنيابه ومخالبه‪ ،‬وئبئلع إلى هؤة جوفه‪ .‬أتا نحن فنعلم أئه إن كان الرب معنا ويحارب عنا فيما‬
‫نبقى ساكنين‪ ،‬لاابالله رضنغ بتاساا [مز ‪ ١٢: ٦٠‬؛ قارن ‪ ١٤: ١٠٧‬؛ ‪ .‬فليثق آخرون بقدرانت ذواتهم‬
‫إذا شاءوا‪ ،‬وبحرتة اختيارهم التي يظتون في أنفسهم أئهم يمتلكونها‪ .‬أتا نحن فيكفينا أئنا نثبت‬
‫ونتقؤى بقوة الله وحده‪.‬‬

‫على أن هذه الصالة تتضئن أكثر مما يبدو من أول وهلة‪ .‬ألئه إن كان روح الله هو القؤة‬
‫التي بها نصارع الشيطان‪ ،‬فلن يمكننا أن نحرز النصر حتى نطرح عتا‪ ،‬بملء الروح‪ ،‬كز ضعفات‬
‫‪٨٥٣‬‬ ‫الكتاب الثالث‪ -.‬الفصل العشرون‬

‫الجسد‪ .‬إدا عندما نلتمس أن نتحرر من الشيطان والخطيئة‪ ،‬نتوقع أن يمطر الله علينا مزيدا جدينا‬
‫ومتواصأل من نعمته حتى نمتلئ بها فنئفتب على كز شر‪.‬‬

‫قد يبدو قاسيا للبعض أن نطلب من الله أأل يدخلنا في تجربة ألئه ليس من طبيعته أن يجرب‬
‫كما يشهد بذلك يعقوب [يع ‪ . ] ١٣: ١‬ولكل السؤال قد زلجن جرذا من الجواب‪ ،‬ألة شهوتنا هي‬

‫المسيب الحقيقي لجميع التجارب التي تقهرنا [يع ‪ ،]١٤: ١‬والتي يقع عليها اللوم‪ .‬وهنا يريد‬
‫يعقوب أن ندرن أئه من الخطأ وس العبث الذي ال يجدي‪ ،‬أن نحيل إلى الله تلك الرذائل التي ال ين‬
‫من أن ئحسب علينا‪ ،‬ألئنا نعرف أئنا المذنبون بها‪ .‬ولكن هذا ال يمنع الله‪ ،‬حين يروق في عينيه‪،‬‬
‫أن يحيلنا إلى ابلس وأن نصير عقأل وإرادة من المغضوب عليهم‪ ،‬وأن يتركنا ألهوائنا فندخل في‬
‫التجارب‪ ،‬وذلك بحكمه العادل وغاليا بدينونة مستترة‪ .‬قد تختفي العتة في معظم األحيان عن‬
‫عيون الناس‪ ،‬ولكئها معروفة لديه‪ .‬من هذا نستنبط أن التعبير [ ال لدختنا في تجربة ] ليس تعبيرا‬
‫خاطائ إذا اقتنعنا بأن [الله] يتوعد مرارا وتكرارا بأن يعطي البراهين الواضحة على نقمته عندما‬
‫يضرب المستهترين بالعمى وقساوة القلب‪.‬‬

‫‪ .٤٧‬ختام الصالة الربانية‬

‫تبين من هذه الطلبات الثالث األخيرة بوضوح ما سبق أن قلنا به‪ :‬ينبغي أن تكون صلوات‬
‫المسيحيين علنية‪ ،‬وأن ترنو إلى ينيان الكنيسة وتعزيز شركة المؤمنين‪ .‬فإذ الصالة ال يرفعها كز‬
‫فرد على حدة كما لوكان يطلب الخبز له وحده‪ ،‬بل نلتمس جميعا الخبز مائ ونطلب كتنا مفغرة‬
‫الخطايا‪ ،‬كما نصتي ينفس واحدة أأل ئجرب بل أن ننجو من الشر‪.‬‬

‫ثم إة هنالك سبيا يضاف إلى كوننا نتجاسر فنسأل ونثق فننال‪ .‬فعلى الرغم من أة هذا الجزء‬
‫من النطل ال يرد في الترجمات الالتينية للصالة الربانية‪ ،‬فالخاتمة المألوفة — وهي‪ :‬األة للغ الئأك‪،‬‬
‫زالعؤه‪ ،‬وانحن‪ ،‬إلى األبدا‪[ ,‬مت ‪ - ] ١٣: ٦‬تتناسب مع هذا المكان بحي‪٠‬ث ينبغي أأل سعط‪ .‬فهي‬
‫ركيزة متينة ومعزية إليماننا‪ .‬ألئه إن كانت صلواتنا يرفع إلى الله على أساس استحقاقنا‪ ،‬فمن يجرؤ‬
‫حتى أن يدمدم في حضرته؟ أائ نحن‪ ،‬فمهما كانت تعاستنا ومهما كان عدم استحقاقنا وخلؤنا من‬
‫كز ما يدعو للمديح‪ ،‬فلن ينقصنا سبب يدفعنا إلى الصالة‪ ،‬ولن نتجرد من الطمأنينة ألة الئلك‬
‫والقؤة والمجد ال يمكنها أن تنتزع من الله أبينا‪.‬‬
‫جون كالقن‪ :‬اسس الدين المسيحى‬ ‫‪٨٥٤‬‬

‫وفي النهاية بضاف ال‪۴-‬مينأ [مت ‪ ،] ١٣: ٦‬وبها يطر عن حرارة الرغبة في نوال ما طلبناه من‬
‫الله‪ .‬وبذا يتقؤى يقيننا بأن كز ما طلبناه قد أعطي بالفعل‪ ،‬وأئه سيعطى لنا بالتأكيد ألة الله قد وعد‬
‫** يا رب‬
‫إفعز‬ ‫به‪ ،‬وألة الله ال يخلف الميعاد‪ .‬ويتفق هذا مع‪-‬صيفة الصالة التي أشرنا إليها سابغا‪:‬‬
‫من أجل اسمك‪ ،‬ال ألجل برنا [قارن دا‪١٩-١٨:٩‬؛‪.‬ال يختم المؤمنون صالتهم باستعمال ال‬
‫؟مين فحسب‪ ،‬بل بها يقرون بعدم استحقاقهم لالستجابة ما لم يعتل الله سبيا من ذاته‪ ،‬وبأن ثقتهم‬
‫‪.‬سماعه صلواتهم تنبع من طبيعة الله وحدها‪.‬‬

‫(اعتبارات ختامية‪ :‬مالءمة الصالة الربانية‪ ،‬مع حردة استخدام كلمات بديلة‪.)٤٩ - ٤٨ ،‬‬

‫‪ .٤٨‬الصالة الرائنهة كقاعدة ئلزمة‬

‫لدينا اآلن في صيفة هذه الصالة كز ما ينبغي أن نطلبه من الله‪ ،‬أو كز ما نستطيع مطلائ أن‬
‫نطلبه؛ إئها قاعدة موثوق بها ونموذج الكمال في الصالة تستمناه من سيننا األعظم‪ ،‬الرب يسوع‬
‫المسيح الذي عينه اآلب معتائ لنا‪ ،‬وأتزنا بأن نسمع له وحده [مت ‪:١٧‬ه]‪ .‬هذا ألئه كان دائائ‬
‫حكمة الله األزلية [اش ‪٢:١١‬؛‪ ،‬وبصيرورته إنسابا‪ ،‬اعطي للبشر مشيرا شبيب الرأي عظيم الفهم‬
‫[اش ‪ ٦: ٩‬مدمجا هع ‪ ٢٩: ٢٨‬وار ‪.] ١٩: ٣٢‬‬

‫تتمتل في هذه الصالة صيفة الكمال من كز وجه حتى إذا ادخل عليها أى شيء مغاير أو‬
‫غريب متا ال صلة له بمحتواها‪ ،‬بات غيا وغير مستحق القبول من الله‪ .‬فلقد بين في هذا الموجز ما‬
‫يستحق أن بقدم له وأن بقيل عنده وما هو ضروري لنا‪ ،‬وفي الواقع ما يشاء أن يهبه‪.‬‬

‫ولهذا السبب‪ ،‬إة من يتجاسرون على الذهاب إلى ما هوأبعد من ذلك بطلب أي شيء من الله‬
‫فإئهم أؤأل‪ ،‬يريدون أن يزيدوا من حكمتهم على حكمة الله متا ال يمكن أن يحدث دون تجديف‬
‫مخبول؛ وثانيا‪ ،‬ال يلزمون حدود مشيئة الله بل ينجرفون إلى مطامح شهواتهم الجامحة مزدرين‬
‫إرادته؛ وأخيرا‪ ،‬لن ينالوا شيائ ألئهم يصتون بال إيمان‪ .‬فإئه من الموكد أة مثل تلك الصلوات تقذم‬
‫بدون أساسب من األيمان‪ ،‬ألئها ال تعي كلمة الله التي يركن إليها األيمان‪ .‬وأولئك الذين يهملون‬
‫قاعدة السيد فيعهدون بذواتهم إلى شهواتهم‪ ،‬ليسوا يفتقرون إلى كلمة الله فقط‪ ،‬بل يقاومونها بكز‬
‫المشروعة‪ ٣٠‬وبذا‬
‫**‬
‫‪،‬‬ ‫قدرتهم‪ .‬لذلك دعا ترتليانوس الصالة الربانية — عن حق وببالغة — الصالة‬
‫يلتح ضمنيا إلى أة كز ما خرج عن محتوى هذه الصالة فهو ال شرعى ومحظور‪.‬‬

‫‪ 111‬أأ‪$‬أ‪ 0^1 £1‬اال‪3‬ا‪1‬س‪٠‬آ‬ ‫انظر‪ 11. 1138( :‬الةا‪1‬سًا‪0‬آ ‪)1‬ح) ‪11. 5‬‬ ‫‪٣٠‬‬
‫‪٨٥٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫‪ . ٤ ٩‬الصالة الربانية ال ثلرمنا بصيفة كلماتها بل بمحتواها‬

‫ال يجوز أن نفهم أئنا تلزمون بهذه الصيفة للصالة بحيث ال يسمح لنا بأن نفتر منها كلمة أو‬
‫حروا‪ .‬فغي الكتاب المقدس نقرأ العديد هنا وهنالك من الصلوات التي تختلف عنها في الكلمات‬
‫ولكل الروح الواحد هو من أوحى بها‪ ،‬والتي يمكننا أن نستفين جدا باستخدامها‪ .‬ثقة الكثير من‬
‫الصلوات التي يوحي بها الروح نفسه للمؤمنين مع تعذد صيغ ألفاظها‪ .‬وبهذا التعليم نقصد هذا‬
‫وحده‪ :‬يجب أأل يطلب أي إنسا؟ أو يتوقع أبذا سوى ما تحتويه هذه الصالة التي دخر موجزا‬
‫لكز ما ينبغي أن يطلب؛ وإئه إن اختلفت الكلمات تماائ ينبغي أأل يتفتر المعنى‪ .‬فهكذا تعود كل‪،‬‬
‫الصلوات الواردة في الكتاب المقدس‪ ،‬وكذا جميع الصلوات التي تنطلق من صدور األتقياء على‬
‫مر العصور‪ ،‬فتجد مرجعها في هذه الصالة‪ .‬في الحق ال توجد صالة أخرى على اإلطالق تضاهي‬
‫هذه في الكمال‪ ،‬فضأل عن كونها تتجاوزه‪ .‬هنا لم يهكل‪ ،‬شيء وجب التفكر فيه في الترئم بمجد‬
‫الله‪ ،‬ولم ئترك شيء وجب إدراجه متا يفيد األنسان‪ .‬إئها في الواقع قد أيرت في غاية من الذقة‬
‫يستحيل معها رجاء محاولة أي شيء أفضل‪ .‬باإليجاز‪ ،‬دعونا نتنكر أن هذا تعليم الحكمة االلهية‪،‬‬

‫تعليم إرادتها‪ ،‬وإرادة ما هو ضروري‪.‬‬

‫(الصالة في أزمنة خاصة‪ ،‬والمواظبة عليها بثبات‪.)٥٢ — ٥٠ ،‬‬

‫‪ .٠٥‬الصالة في أوقاب منتظمة‬

‫مع أئنا قد أشرنا سابغا إلى أئه يجب علينا‪ ،‬برفع قلوبنا‪ ،‬أن نحتق إلى الله و نصتي بال انقطاع؛ إأل‬
‫أئه بسبب ضعفنا الذي يعوزه دعم الكثير من األدوات المساعدة‪ ،‬وبسبب بالدتنا التي تحتاج إلى‬
‫أن ئحئز‪ ،‬يليق بكق واحد مثا أن يخصص ساعاب معتنة لهذا التدريب‪ .‬ويلزم أأل تمز تلك األوقات‬
‫بدون صالة‪ ،‬وأن ينشغل في أثنائها كق تكريس القلب انشفاأل كامأل‪ .‬وهذه األوقات هي‪ :‬عند‬
‫استيقاظنا في الصباح‪ ،‬وقبل أن نستهق عملنا اليومي‪ ،‬وعندما نجلس لتناول الطعام‪ ،‬وبعد أن نأكل‬
‫من فضل نعمة الله‪ ،‬وحين نتألحب للخلود إلى النوم‪.‬‬

‫ولكن لنحرص على أأل تصبح هذه ممارسات خرافية لهذه األوقات‪ ،‬وكأئنا بها ندفع ديوننا لله‬
‫لنتصؤر أئنا قضينا الددن عن بقية ساعات اليوم‪ .‬بل ينبغي أن تكون مثل تهذيب لضعفنا الذي يلزمه‬
‫التدريب المتواصل والتنشيط المستمر‪ .‬كما يجب أن نعتني خصوصا بأن نسارع إلى الرجوع إلى‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨٥٦‬‬

‫الله متى أحاطت بنا الضغوط أومتى رأيناآخرين وقد ألغت بهم الضيقات‪ ،‬وأن ال يكون هرعنا إلى‬
‫الله بأقدام مسرعة بل بقلورب تؤاقة ‪ .‬كما ال نهمز أن نشهن لجود الله وسخاء يده‪ ،‬بالحمد والشكر‪،‬‬
‫متى أفلحنا أوأفلح غيرنا‪ ،‬ألن منه ومن فضله الخير كته‪.‬‬

‫أخيرا‪ ،‬في جميع صلواتنا ينبغي أن نعتني ونتاكد أئنا ال نقصد أن نقيد الله بظروفب معية‪ ،‬أو‬
‫نملي عليه ماذا يفعل وكيف ومتى يفعل أي شيء‪ .‬فبحسب النموذج األكمل في هذه الصالة‪ ،‬نتعتم‬
‫أأل نضغ حدودا له أو أن نفرض شرونا عليه‪ ،‬بل أن نترن لقراره ماذا يفعل وكيف ومتى وأين يروقه‬
‫أن يفعله‪ .‬ولذلك فإئنا قبل أن نطلب أي شيء ألنفسنا‪ ،‬نصتي أن تكون مشيئته [مت ‪١ ٠ :٦‬؛‪.‬‬
‫وبهذه الكلمات ئخضع مشيئتنا لمشيئته‪ ،‬بحيث نكبحها كما بلجا؛‪ ،‬حتى ال تفترض أئها تسير الله‬
‫بل تجعله الفيصل والئسير لكز التضرعات‪.‬‬

‫‪ .٥١‬الصبر والخلد في الصالة‬

‫ولئن نسمح ألنفسنا بأنهاب) ماثلة لطاعته بأن دح‪ .‬ط‪,‬دع لنواميس العناية األلهيه‪ ،‬نستطيع بيسر‬
‫أن نتعتم المثابرة على الصالة؛ وبإرجاء رغباتنا يمكننا أن ننتظر الله بصبر‪ .‬عندئذ سوف نتاكد أئه‬
‫قريب مثا دائائ وحاضر لمعونتنا وإن ا حدعججغ عثا‪ ،‬ولسوف يعلن لنا في حينه كيف لم دطسلم أنناه‬
‫عن سماع الصلوات التي تكون قد بدت في أعين الناس وكأئه أهملها‪ .‬إدا لثو‪ ،‬هذا الفكر عزاء‬
‫ثابائ لنا‪ :‬أئه إن لم يستجب الله لصلواتنا األولى فال نفشز وال نيأش‪ .‬ألئه هكذا تفود المتلهفون في‬
‫فرط حماستهم أن يدعوا الله بحيث إذ لم يسرغ ويستجب لهم بالمعونة المرجوة في أول صالة‪،‬‬
‫يتخيلونه ئؤا غاضيا عليهم وثعادائ لهم‪ ،‬فيقطعون كز أمز في سماعه صلواتهم ثم يتوقفون عن‬
‫دعائه‪ .‬لذلك يلزمنا أن نعهن برجائنا إلى هدو؛ ذهنى مئزن‪ ،‬وبذا ندأب بالصبر الذي يحقنا عليه‬
‫الكتاب مشددا‪ .‬فائنا نستطيع أن نرى في المزامير كيف أن داود وغيره من المؤمنين‪ ،‬عندما كاد‬
‫يعييهم اإلرهاق من جراء صلواب بدت وكأئها ئضارب الهواء وتقع على أذنتي إله أصم‪ ،‬لم يكثوا‬
‫مع ذلك عن الصالة [مز ‪ .]٢:٢٢‬فإئه ما لم يكن األيمان بكلمة الله أقوى من سائر األحداث‪،‬‬
‫فقدب الكلمة سلطانها وأمست بال أثر‪.‬‬

‫كذلك دعونا ال نجرب الله وئسئمه بغسوقنا فنثير سخطه تجاهنا‪ .‬فهذا ما يشيع مع من يصنعون‬
‫مع الله‪.‬عهنا تحت شرو؛ معينة‪ ،‬وكما لوكان هو عبنا لميولهم يقيدونه بشرو؛ من صنعهم‪ .‬إن‬
‫لم دععلهم مباشر؛ يغضبون ويتذترون ويشتكون ويهيجون ضده‪ .‬لمثل هؤالء‪ ،‬كثيرا ما بعطي في‬
‫‪٨٥٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫غضبه وحنقه ما يمنحه بالرحمة لغيرهم مئن يستحسنهم‪ .‬وفي بني إسرائيل برهان على ذلك‪ ،‬ألئه‬
‫كان من األفضل أآل يسمع الرب لهم من أن يبتلعوا غضبه مع ا‪,‬للحم الذي كان بعد بين أسنانهم‬
‫[ءد‪.]٣٣،١٨:١١‬‬

‫‪ ٢‬ه ‪ .‬الصلوات غير المستجابة؟‬

‫ولكن إذ لم تكن حواسنا لتستطيع — أخيرا وبعد طول انتظار — أن تتعلم الفائدة التي تستشثها‬
‫ض الصالة‪ ،‬أو تدرك الثمر الذي نجتنيه منها‪ ،‬فإذ إيماننا سوف يوفد لنا ما ال تستطيع الحواس‬
‫أن تدركه‪ ،‬وهو أئنا قد حصلنا على ما كان لخيرنا‪ .‬فالرب كثيرا ما يعدنا موبذا أئه يعتني بنا في‬
‫مصاعبنا حالما ألقيناها على صدره‪ .‬وهكذا فإئه دفنينا في الفقر‪ ،‬ويعزينا في الضيق‪ .‬وإن كانت‬
‫كل األمور تعجز علينا أو تخيب آمالنا‪ ،‬فالله لن يتخلى عتا ألده ال يمكنه أن يحبط رجاء شعبه أو‬
‫انتظارهم‪ .‬إئه وحده سيكون لنا بدأل من كز األشياء‪ ،‬ألن كز شيء صالح ينشأ منه ويقوم فيه‪،‬‬
‫وسوف يعلن لنا كز شيء في يوم الدينونة عند ظهور ملكوته جلؤا‪.‬‬

‫كما أئه إذا استجاب الله لصالتنا‪ ،‬فال يتجاوب دائائ على النحو الذي نطلبها به تماائ بل‪،‬‬
‫وكأئه يضعنا في موقع التروب القلق‪ ،‬يرينا على الرغم من ذلك وطريقه عجيبه أن صلواتنا لم تذهب‬
‫شذى‪ .‬هذا ما تعنيه كلمات يوحنا الرسول‪ :‬زان كتا وعلم أئه مهما طينا يشتع لتا‪ ،‬دعلم اذ لتا‬
‫الكبباب التي غلثتادفا منه [‪١‬يوه‪:‬ه‪١‬؛‪.‬قد يبدو هذا تكرارا غامصا للكلمات‪ ،‬لكن ما تكشف‬
‫عنه عظيم الفائدة ألن الله‪ ،‬حتى عندما ال يتجاوب مع تمتياتنا‪ ،‬ال يزال مهتائ وصاغيا ومتعاطغا مع‬
‫صلواتنا بحيث يستحيل أن يخذل رجاءنا الذي يعتمد على كلمته‪ .‬يحتاج المؤمنون إلى أن يتقؤوا‬
‫بهذا الصبر ألئهم لن يستطيعوا الصمود إن لم يعتمدوا عليه‪ .‬ألن الرب يختبرهم بتجارب ليست‬
‫بخفيفة‪ ،‬كما ال يدربهم بلين‪ ،‬بل كثيرا ما يسوقهم إلى الحافة ويسمح لهم بذلك بأن يغوصوا في‬
‫الوحل قبل أن يمنحهم مذوا من حالوته‪ .‬فكما قالت ختة‪ :‬ا‪٠‬الئث دييت ؤيحيي‪ .‬يهبط إلى الهاوتة‬
‫زيغعئ|ا [‪١‬صم ‪٢‬ح‪ ٠]٦‬ماذا كان يمكنهم أن يفعلوا إآل أن يصيبهم زهى العزيمة وينجرفوا إلى‬
‫هاوية القنوط‪ ،‬إن لم يجهم الفكر بأن الله مهتر بهم وسوف يهي كز ما يحيط بهم من بلوى‪،‬‬
‫فيما هم أنصاف موتى في قفر محنتهم؟ فعلى الرغم من كل ما ينثصهم‪ ،‬ومهما بلغت ثقتهم بذلك‬
‫الرجداء‪ ،‬فهم ال يكعون في تلك األثناء عن الصالة‪ .‬ألئه إن لم تتصف الصالة بالمواظبة والجلد‬
‫فحسا نصتي‪.‬‬
‫الفصل الحادي والعشرون‬

‫االختيار األزلي الذي عين الله به البعض للخالص‬


‫وآخرين للهالك‬

‫م‪،‬‬

‫(دحظر أهمية عقيدة االختيار جراءة الحديث عنها كما تمنع تجئبه‪)٤٠١ ،‬‬

‫‪ . ١‬ضرورة عقيدة االختيار‪ ،‬وأثرها الشتي؛ وخطر الفضول‬

‫في واقع األمر أة عهد الحياة ال يوعظ به لجميع الناس على حذ سواء‪ ،‬وفيما بين مرئ يوعظ به‬
‫لهم ال يحوز القبول نفسه إتا دائائ أو بالدرجة ذاتها‪ .‬على أن عمق لحكم الله العجيب يتجلى في‬
‫هذا التنوع‪ .‬وما من شك في أة هذا التنوع يخدم قرار اختيار الله األزلى‪ .‬وإذا كان من الواضح‬
‫أة الختالص الهب محتارا للبعض بناء على دعوة الله لهم بينما دمًاعآخرون من كله‪ ،‬تبرز ئؤا أسئلة‬
‫عسيرة وكبيرة ال يسهل تغسيرها‪ ،‬إآل عندما رثثت األذهان التقية في ما ينبغي االعتقاد به حول‬
‫االختيار السابق‪ .‬إئه لسؤال يبدو للكثيرين عويصا‪ .‬ألئهم ال يظثون شيائ أكثر تضارائ من أن يكون‬
‫بعض جموع البشر معينين سابغا للخالص‪ ،‬بينماآخرون مقذر لهم بالهالك‪ .‬لكن تورطهم الخاطئ‬
‫سوف يئضح في النقاش التالي‪ .‬واألكثر من ذلك‪ ،‬فإة فائدة هذا التعليم سوف تتجلى في غياهب‬
‫الظالم عينه الذي يرعبهم؛ ليس هذا فحسب بل ثمره الحلو أيصا‪ .‬لن نقتنع بكامل الوضوح — كما‬
‫ينبغي ‪ -‬بأة خالصنا ينبع من تعين رحمة الله المجانية الذي ال ينضب‪ ،‬حتى نقف على معرفة‬
‫اختياره األزلي الذي يضيء نعمة الله بهذه المقابلة‪ :‬أئه ال يتبغى الجميع بال تفرقة لرجاء الخالص‪،‬‬
‫بل يعطي البعض ما يرفض أن يمدحه آلخرين‪.‬‬

‫وما ال يخقى عن العلم هو كم يحظ الجهل بهذا المبدأ من قذر مجد الله‪ ،‬وكم بقصي عن‬
‫االئضاع الحقيقي! ومع ذلك ينكر بولس أة هذا الذي معرفته ضروردة‪ ،‬يمكن معرفته ما لم يخئر‬
‫الله ‪ ٠‬بغض الئظر كتائ عن األعمال ‪ -‬أولئك الذين قضى باختيارهم في قرارة نفسه‪ .‬يقول‪ :‬اكي‬
‫الرتاز انحاضر ائائ قذ خضك [ خلصت — كالثن؛ تقئه خشك احبيار النعمة‪ .‬قاذ كان بالنعمة‬
‫‪٨٥٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي والعشرون‬

‫شزه بغد دا ألغتا بط‪ ،‬وإأل شتت اشتًا بقد يقتًا‪ .‬وإذ كان باألعمال شنق بعد يفتًا‪ ،‬زإأل والعمل‪،‬‬
‫آل بكون بفن غتأل [رو ‪ :١١‬ه‪٦-‬؛ ‪ .‬ولكي نوصح أن خالصنا يحدث عن سخاء فضل الله وحده‬
‫ال سواه ‪ -‬إن لزم أن نعود إلى مسار االختيار ‪ -‬فأولئك الذين يرغبون في التختص من كز هذا‪ ،‬إثما‬
‫يحجبون عن خبثا ما ينبغي أن قعتن بقوة وفخر‪ ،‬كما أئهم يقتلعون التواضع من جذوره‪ .‬يشهد‬
‫بولس جلؤا بأره عندما ينسب خالص بقية شعب الختيار النعمة‪ ،‬عندئذ فقط سلم بصحة أن الله من‬
‫مجرد مسرة مشيئته يحفظ من يريد‪ ،‬وأئه فوق ذلك ال يكافئ ألئه ليس ممكائ أن يدين ألحد‪ .‬ومن‬
‫يوصد األبواب ليمنع كز من يجرؤ فيسعى إلى تذؤق هذه العقيدة‪ ،‬يأثم في حق الناس بما ال يقز‬
‫عن تعذيه على الله‪ .‬إئه ال يوجد أي شيءآخر يكفي ألن يجعلنا متواضعين كما ينبغي‪ ،‬كما لن نشعر‬
‫بإخالدس من دون ذلك كم نحن مدينون لله‪ .‬وكما يعلم المسيح‪ ،‬هنا نجد أساسنا الوحيد للثبات‬
‫والثقة‪ :‬إئه لكي يحزرنا من كز خوف ويخرجنا منتصرين وسط مخاطر هذا عددها‪ ،‬وسرك‪،‬‬
‫وصراعات مميتة‪ ،‬يعذ بأن كز ما أودع اآلب له ليحفظه سوف يظزآمائ [يو ‪ .]٢٩-٢٨ : ١٠‬من‬
‫هذا نستنتج أن كز تن ال يعرفون أدهم خاصة الله‪ ،‬سوف يظلون في شقاء رهيب من جراء الخوف‬
‫المستديم‪ .‬ومن ثم فإذ تن قد يرغبون — بسبب عماء عيونهم عن المزايا الثالث التي أشرنا إليها‬
‫[رحمة الله المجانئة‪ ،‬ومجد الله‪ ،‬وائضاعنا المعخلعرع] — أن يستبعد ويتالشى أساس خالصنا من‬
‫بيننا‪ ،‬ويضيرون نواتهم وجميع المؤمنين بضرر جسيم‪ .‬فكيف تتبغن الكنيسة لنا من هذا عندما‬
‫— كما يعلم برنارد على النحو الصحيح — ال يمكنها على خالف ذلك أن توجد أو لعرف بين‬
‫المخلوقات ما دامت‪ ،‬في الوقت ذاته‪ ،‬ترقد مخفية بشكني عجب في حضي تعييي سابي مبازك من‬
‫جهة‪ ،‬ومن ضمن كتلة جمع بائس ودان‪١٠٠.‬‬

‫ولكن قبل أن أتطرق إلى جوهر الموضوع‪ ،‬لي مالحظتان على سبيل المقدمة حول صنفين‬
‫من الناس‪.‬‬

‫الفضول البشري يصير مناقشة االختيار السابق‪ ،‬وهو موضوغ صعت نوغا ما في حذ ذاته‪،‬‬
‫أمزا محيرا بل خطرا‪ .‬ال تستطيع قيود أن تكبحه عن أن يتيه في معارج ممنوعة أو أن يدفع به‬
‫إلى الشواهق‪ .‬وإذا سمح له فلن يترك لله سرا إأل يتقضاه ويحته‪ .‬ولتا كثا ترى كثيرين من كز‬
‫جاب يندفعون إلى ذلك التهور والطيش‪ ،‬ومنهم بعش ليسوا ستغين في أمور أخرى‪ ،‬لزم في الوقت‬
‫المالئم أن ندرهم بنصيبهم من الواجب في هذا المجال‪.‬‬

‫‪071‬‬ ‫انظر‪80718 0/807188 ^٧111.4 )^۶٤ 183. 1161(. :‬‬ ‫‪١‬‬


‫جون كالثن‪ .‬أسسى الدين المسيحى‬ ‫‪٨٦٠‬‬

‫أوأل‪ ،‬إدا‪ ،‬ليتنتمروا أدهم عندما يتفحصون موضوع االختيار السابق يغورون في منطقة مقدسة‬
‫من الحكمة اإللهية‪ .‬وإذا جرؤ أحذ على أن يقتحلم هذا المجال بثقة وال مباالة‪ ،‬فلن يلح ‪-‬في إشباع‬
‫فضوله‪ ،‬بل سوف يتورط في متاهات لن يمكنه أن يجد منها مخرجا‪ .‬ألئه ليس من الصواب أن‬
‫يرمي إنسان نفسه بغير رؤية وال تحشب‪ ،‬في أمور شاء الرب لها أن تظز سرا مكتوائ في ذاته‪ ،‬أوأن‬
‫يستخرخ من األبدية ذاتها الحكمة األسمى التي يريد [الرب؛ أن نبحلها من دون أن نغطنها‪ ،‬بحيث‬
‫إته بذلك أيصا يمألنا بالعجب والتشوق ‪ .‬لقد كشف لنا في كلمته أسرار إرادته التي شاء فقرر أن‬
‫يعلنها لنا‪ .‬لقد قضى أن يكشف عن أسراره بقدر ما سبق فرأى أئها تختش بنا وتفيدنا‪.‬‬

‫‪ .٢‬عقيدة االختيار السابق يغش عنها في الكتاب المقدس وحده‬

‫يقول أوغسطينس‪ :‬القد دخلنا درب األيمان‪ ،‬فلنستمسك به بثبات وطيد‪ .‬إته يقودنا إلى‬
‫حجرة التبك التي ادخرت فيها جميع كنوز المعرفة والحكمة المخبوءة‪ .‬فالمسيح الرب ذاته لم‬
‫يكن يكتم حفيظه عن أعظم تالميذه وأقربهم إليه عندماقال‪ :‬إذيي أنوراتمثيزه ايفاألقوزلكم‪،‬‬
‫ؤلكن أل ئئقبيثوذ اذ ئخئيلوا االذا [يو ‪١٢ : ١٦‬؛‪ .‬يلزمنا أن نسير‪ ،‬ويلزمنا أن نتقذم‪ ،‬ويلزمنا‬
‫أن ننمو حتى تتمكن قلوبنا من أن تنهيًا لإلقدام على تلك األمور التي ال نستطيع بعد أن نستوعبها‪.‬‬
‫أنا إذا ولجذنا اليوم اآلخر وال زلنا نتقذم‪ ،‬فهنالك سوف نتعلم ما لم نقدر أن ندركه ههنا‪ ٢ .‬إذ‬
‫الزننا وثبك فينا هذا الفكر‪ :‬أن كلمة الرب هي السبيل الوحيد الذي يقدر أن يقودنا في بحثنا عن‬
‫كز ما يحز لنا أن نؤمن به في ما يتعئق به‪ ،‬والنور الوحيد ليضيء رؤيتنا لكز ما يجب أن نرى منه؛‬
‫فلسوف يحفظنا [هذا الفكر؛ وئا ويحرسنا من كز طيش وزلل‪ .‬ألئنا سوف نعرف أته متى تجاوزنا‬
‫حدود الكلمة‪ ،‬انحرف سبيلنا عن الدرب القويم وتهنا في غياهب الظالم؛ وهنالك ال ين من أن‬
‫نطوف وننزلق ونتعئر في ضالل‪ .‬لذلك ليكن هذا أؤأل تصب أعيننا‪ :‬أن ابتغاء أي معرفة أخرى عن‬
‫االختيار السابق خارجا عثا تفصح به كلمة الله‪ ،‬ليس أقز جنوائ من أن يعزم المرء على أن يضز‬
‫في قفر غير مطروق [قارن اي ‪٢٤: ١٢‬؛ أو أن يرى في قتام‪ .‬ودعونا ال نستحي أن نجهل شيائ في‬
‫هذا الموضوع الذي يحز لنا فيه نوغ معين من الجهل الئكعئم‪ ٣.‬بل دعونا تمسك طواعية عن أن‬
‫نتقصى نوعا من المعرفة التي يمسي اتقاد غيرة الحصول عليها عابائ وخبرا‪ ،‬ال بل مميتا‪ .‬أنا إذا‬
‫كان يقلقنا فضوز طائش‪ ،‬فيحسن بنا أن نقاومه بهذا الفكر المعئل‪ :‬كما أن أكل كثير من عسل ليس‬

‫‪,‬جعا‪8٤‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪/1111.7 )٨! 35.1777( :‬عجة ؟‪،‬و‬ ‫‪٢‬‬


‫‪0‬‬ ‫في ‪1‬‬
‫فذت‪١٠.۵‬رس‪٦‬ه‪ ٢‬ازل؛أ‬ ‫‪٢‬‬
‫‪٨٦١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي والعشرون‬

‫يحسن‪ ،‬كذلك طلت الناس مجد أنفسهم ال يؤول بهم إلى مجد [انظر ام ه ‪ .]٢٧: ٢‬لذلك ثئة‬
‫سبب جئن نرتدع ألجله عن هذه الغطرسة التي من شأنها أن تقذفنا إلى هاوية الهالك‪.‬‬

‫‪ .٣‬الخطر الثاني‪ :‬الصمت القبق عن عقيدة االختيار‬

‫هنالك اخرون‪ ،‬في شغفهم أن يداووا هذا الشر‪ ،‬يطالبون إلى حذ اإللحاح تقريبا أن يواروا‬
‫كزى ذكر لالختيار السابق؛ إئهم في الواقع يعتموننا أن نتفادى أي سؤال منه كما يتجنب البحار‬
‫االرتطام بالصخر‪ .‬ومع أن اعتدالهم في هذا األمر جدير بالمديح‪ ،‬ألئهم يشعرون أة هذه األسرار‬
‫ال يجوز نقاشها إآل بوافر التعقل واالئزان‪ ،‬فإئهم يتطرفون في منطقهم إلى حذ يعشر معه مرافقة‬
‫الفهم البشري الذي ال يسمح لذاته بأن يلجم بسهولة‪ .‬لذلك‪ ،‬لكي ندرك حدودنا الصحيحة في‬
‫هذا المجال أيائ‪ ،‬سوف يتعبن علينا أن نعود إلى كلمة الرب ألئنا نجد فيها األساس الراسخ للفهم‪.‬‬
‫فالكتاب المقدس هو مدرسة الروح القدس التي ال يدرس فيها سوى ما هو نافع للمعرفة‪ ،‬مثلما ال‬
‫يهكل في منهاجها ما هو ضروري ومفيد‪ .‬من ثم ينبغي أن نحذر حرمان المؤمنين سكزمًا أفصح‬
‫به الكتاب حول االختيار السابق‪ ،‬خشية أن نبدو كأئنا نسلبهم بركة إلههم‪ ،‬أو كأئما نهزأ بالروح‬
‫القدس بائهامه أئه نشر ما كان من األجدى أن يبقى طى الكتمان‪.‬‬

‫أقول دعونا نفسح المجال لإلنسان ابسيحي أن يفتح ذهنه وأذئيه لكزى كلمة تفوه بها الله‬
‫وومجهها إليه‪ ،‬بشرط أن يراعي في ذلك التحكم واالنضباط الذي يوقفه عند إغالق سبيل االستقصاء‬
‫عندما يفلق ارب شغثيه المقدستين‪ .‬إة أنسب حد لتعثلدا سوف يكون أن نتبع إرشاد الله دائائ في‬
‫التئم‪ ،‬ولكن ليس هذا فحسب بل أن نمتنع عن االسترسال في محاولتنا أن نصير حكماء عندما‬

‫يضع الله نهاية للتعليم‪ .‬إذ خوفهم من الخطر ليس بما يكفي من األهمية بحيث يلزم لنا لهذا السبب‬
‫أن نصرف أذهاننا عائ أتى في الوحي اإللهى‪ .‬نشير هنا إلى مثل سليمان المألوف ممجت الله‪/‬إلحعاء‬
‫االئر [ام ه ‪ .]٢ : ٢‬ولكن حيث إذ التقوى والبديهة تتطتبان أن هذا ال يقصد به أن يطبق بال‬
‫تمييز على كزى شيء‪ ،‬يلزمنا أن نسعى إلى تميير لئأل نقبل الجهالة العمياء تحت غطاء ادعاء التعقل‬
‫واالعتدال‪.‬يعبر موسى عن ذلك باليسير ض الكلمات‪ ،‬يقول‪ :‬السرائر للرب إلهنا‪ ،‬ولكئه أعلنها‬
‫لنا ولتنينا‪[ ,,‬تث ‪ ، ٢٩: ٢٩‬قارن الترجمة الالتينية ‪٠٠‬الثولجاتاأ]‪ .‬هنا نرى كيف يحذ الشعب على‬
‫أن يدرس تعليم الناموس‪ ،‬ولكن على أساس ما أعلنه القضاء السماوي فقط‪ ،‬ألن الله سز أن يعلنه؛‬
‫وكذلك كيف رسم للشعب نفسه هذه الحدود لهذا السبب وحده ‪ .‬أئه من المحرم على بني البشر‬
‫أن يتطثلوا عنو؛ على خفايا أسرار الله‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٨٦٢‬‬

‫‪ . ٤‬الخطر المزعوم في العقيدة غير مقبول‬

‫إئني أعترف بأة المجذفين الدنيوين ينتهزون جانيا أو اخر من موضوع االختيار السابق بال‬
‫ترو‪ ،‬ليعيبوه أو يسخروا منه أو ينتقدوه بألغا؛ جارحة ‪ ٠‬لكن إن كانت وقاحتهم دثئينا‪ ،‬فسنضطؤ‬
‫إلى أن نكتم أهم عقائد إيماننا التي ال يتورعون عن التنكيل بمعظمها‪ .‬فالعنود المستكبر الذي‬
‫يتجاوز الحذ في العصيان‪ ،‬لن يكون أقز عجرفة عند الشماع أن لجوهر الله دالثة أقانيم‪ ،‬إذا قيل‬
‫له إة الله سبق فرأى ماذا سيحدث لإلنسان عندما يخلق‪ .‬كما لن لهبلت مثل هؤالء عن القهقهة‬
‫عندما يخبرهم أحذ أة خمسةآالف من األعوام‪ ،‬أو فوقها بقليل‪ ،‬قد انصرمت منذ خليقة الكون؛‬
‫فيسارعون إلى السؤال‪ :‬لماذا إدا كانت قدرة الله عاطلة كاسلة أمذا طويأل‪ .‬باالختصار‪ ،‬ال يمكن‬
‫أن يقان شيء من دون أن يهاجموه بالسخرية‪ .‬فهل ينبغي‪ ،‬لكي لبكت هذه التجاديف‪ ،‬أن دحجم‬
‫عن الوهية االبن والروح؟ وهل يجب أن نتغافل في صمت حتق الكون؟ كآل! فإة قوة الحق اإللهي‬
‫حول هذه المواضيع أو غيرها‪ ،‬ال تخشى أبذا حديث األشرار األثيم‪.‬‬

‫وهذا ما يوكده أوغسطينس يثبا ب في بحثه القصير بعنوان موهبة المثابرة‪ .‬ونستطيع أن نرى‬
‫كيف لم ينجح األنبياء الكذبة في إخجال بولس بالتشهير به وبالقنف في عقيدته المستقيمة‪.‬‬
‫يقولون بأة هذا النقاش برمته يعرض عقول األتقياء للخطر ‪ -‬ألئه يحول دون النصح‪ ،‬وألئه يزعزع‬
‫اإليمان‪ ،‬وألئه يزعج القلب ذاته ويرعبه ‪ -‬ولكئ هذا كته هراء! يقر أوغسطينس بأئه كثيرا ما كان‬
‫ينهم — لهذه األسباب — بأئه يعظ باالختيار السابق بال قيود‪ ،‬ولكئه دحض ذلك االثهام دحائ‬
‫ساحعا وبسهوله بارعة‪ ٤.‬ونحن كذلك قد فشلنا — بسبب العديد من السخافات المتنوعة التي‬
‫يدلى بها عنو؛ في هذا المجال — أن نعالخ كأل منها في موقعه‪ .‬ه إئني أرغت في أن يقبلوا فقط بشكلي‬
‫عام‪ ،‬أئه ينبغي أأل نتحرى ما تركه الرب مكتوائ في الخفاء‪ ،‬وأأل نففل ما كشف عنه في الفتن‪ ،‬لكيال‬
‫يحكم علينا بالفضول من جهة أو بالجحود من جيه أخرى‪ .‬لقد عبر أوغسطينس أيصا عن هذه‬
‫الفكرة بمهار؛ ‪ .٠‬يمكننا أن نثبع الكتاب المقنس الذي يواصل تعليمه بسالسة‪ ،‬على غرار أم تنحني‬
‫نحو طفلها — إن جاز الحديث ‪ -‬بحيث ال نتختف في ضعفنا‪ ٦.‬أتا عن أولئك الذي ئحذرون أو‬
‫لونا‬
‫‪:‬‬
‫النفوس‪٠٠ -‬فبآي‬
‫‪٠٠‬‬
‫ضعفاء‬
‫‪٠٠‬‬
‫يزعجوا‬
‫‪٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬
‫السابق حتى ال‬
‫‪٠‬‬
‫االختيار‬
‫‪٠٠٠‬‬
‫يريدون ًان ‪٠٠‬يطمروا‬ ‫‪٠٠‬يخافون ‪٠‬بحيث‬
‫‪٠٠٠٠^٠٠‬‬

‫سوف يكسون عجرفتهم عندما يلهمون الله على نحو غير مباشر بالغباء وعدم مراعاة األحاسيس‪،‬‬
‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠٠٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫د‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬

‫‪€78€\<€11€€‬ا‪1‬ا‪, 071 ٠ 01/1 0‬ج‪111‬ا‪8‬آلجآل‪٨‬‬ ‫انظر‪ 45. 1013-1020( :‬نجسآل)‬ ‫‪٤‬‬


‫انظر أدناه‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬اسل الثالث والعشرين‪.‬‬ ‫ه‬
‫‪, 071 6€71€818 171‬ج‪1‬ل‪1‬أ‪118‬غ‪٨11‬‬ ‫انظر‪ 34, 323(. :‬ا!) ‪8€718€. ٧. 3, 6‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪٨٦٣‬‬ ‫الكتاب الثالث‪-‬الفصل الحادي والعشرون‬

‫كما لو أئه لم يتوقع الحظر الذي يشعرون بأئهم اكتشفوه بمهارتهم وبائساع انلالعهم؟ إة من‬
‫يكيل العار على عقيدة االختيار السابق‪ ،‬يلوم الله علائ كما لو كان قد انغلن عنه ‪ -‬بال ترؤ ‪ -‬ما‬
‫دصيب الكنيسة باألذى‪.‬‬

‫(تعريف االختيار السابق وشرحه في ما يتعلق بشعب إسرائيل‪ ،‬وباألفراد‪ ،‬ه — ‪.)٧‬‬

‫ه‪ .‬االختيار السابق وعلم الله السابق؛ اختيارإسرائيل‬

‫من يود أن يعتبر متدرائ‪ ،‬ال يجرؤ على أن ينكر بكل بساطه التعيين السابق الذي يتبغى به الله‬
‫البعض ليرتجوا الحياة‪ ،‬ويحكم على آخرين بالموت األبدي‪ .‬أتا معارضونا‪ ،‬وخصوصا تن‬
‫ينسبون االختيار السابق إلى العلم السابق‪ ،‬فيغتفون اعتراضهم بخجح واهية‪ .‬نعم‪ ،‬نحن نصئف‬
‫لكلتا العقيدئين موضائ في الله‪ ،‬ولكئنا نقول إذ إخضاع إحداهما لألخرى عبن ال عقالنية فيه‪.‬‬

‫عندما ننسب العلم السابق إلى الله‪ ،‬نعني أن كز األشياء كانت داثائ‪ ،‬وستظز إلى األبد تحت‬
‫عينيه‪ ،‬بحيث ال شيء ماض أومستقبل لديه‪ ،‬بل كز شيء حاضر‪ .‬وجميع األشياء حاضرة بحبث إته‬
‫يراها ويدركها ويصوغها من خالل األفكار‪ ،‬كما نرى نحن أمام عيوننا تلك األشياء التي تتنتمرها‬
‫أذهاننا‪ ،‬ولكئه فعأل ينظر إليها ويميزها كأمور موضوعة أمامه‪ .‬وتتغلغل هذه المعرفة السابقة في‬
‫جميع أنحاء الكون وتمتن إلى كز مخلوق‪ .‬إئنا نسئي االختيار السابق قضاء الله األزلى الذي تعهد‬
‫به على ذاته ما أراده أن يصير من كز إنسان‪ .‬ألن الجميع ليسوا مخلوقين متساوي الحال؛ فالحياة‬
‫األبد مقذرة سابعا للبعض‪ ،‬والهالك األبدي آلخرين‪ .‬لذلك إذ كان أي إنسا؟ حلق لواحد؛ أو‬
‫ألخرى من هاثين النهايغين‪ ،‬فنتحذث عنه كمن اختير سابعا للحياة أوللموت‪.‬‬

‫لم يؤتمد الله ذلك في حال األفراد على حدة فحسب‪ ،‬بل أعطانا مثاأل له في نسل إبراهيم برته‬
‫ليش أن مستقبل كز أته يستقر في اختياره‪1 .‬احين قشم القبى لألمم‪ ،‬حين قرق تييآذلم‪ ...‬إذ بشم‬
‫الرت هؤ سفيه‪ .‬ئقعوت حئز تصيته [تث ‪٩-٨ :٣٢‬؛ قارن الترجمة الالتينية — العولجاتا ]‪.‬‬
‫وهذا الفصل [أو التغرقة؛ واضخ لكز بشر‪ :‬في شخص إبراهيم‪ ،‬كما في جذع شجرة ياس اختير‬
‫شعت معين‪ ،‬فيما ربض الباقون؛ لكن العتة ال ئثلهز‪ ،‬إأل أن موسى — لكي يمنع وإلى األبد أي‬
‫مناسوللتباهي — يعتم أتهم [أي ذلك الشعب] مميزون بمجزد محبة الله المعطاة مخاائ‪ .‬فإئه ئعلن‬
‫هذه عتة خالصهم‪ :‬أن الله أحت االباء اوفاز رشلهم من تعدهم [تمث ‪٣٧: ٤‬؛‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨٦٤‬‬

‫وبصراحه أكثر‪ ،‬في فصلآخر [يقول؛ ‪ :‬كز‪ ،‬بن كؤيكلم ابقر مر‪ ،‬سائر الئفوب‪ ،‬الئضق الرت‬
‫**‬
‫الثولجاتا ويكرر موسى‬
‫؛‪.‬‬ ‫إياكم‪[ 1‬تث ‪٨-٧ :٧‬؛ أنظر‬
‫*‬ ‫بكلم زاحائزكم‪ ...‬بل بن مجة الرت‬
‫** بلرت إلهك الشائوائ‪ ...‬ؤاألزحز وكل ائ فيها‪ .‬زلين الرت ائقا‬
‫لهؤذا‬ ‫اإلعالن ذاته بكثرة‪:‬‬
‫انقضتى يآبابك لجهم‪ ،‬قالحقاز بن بغدهم تشلهلم االي لهز ًائتماا [تث ‪-١٤:١٠‬ه ‪ .]١‬وكذلك‪،‬‬
‫في موضعآخر‪ ،‬ابروا بالتقديس ألئهم قد اختيروا ليكونوا له أشغبا أ‪.‬حعرااا [تث ‪ .]٦: ٧‬وفي نعل‬
‫آخر اعلنن المحبة سبك حمايتهم [تث ‪:٢٣‬ه؛‪ .‬وهكذا يجاهر المؤمنون بهذا بصوب واحد‪:‬‬
‫*ادفائز لثا ئصيبقا‪ ،‬وحز دفقوت ائذي امه [مز ‪ ٤: ٤٧‬؛ ‪ .‬فإة كز من ازدانوا بالعطايا من يد الله‬
‫يعطون الفضل من أجلها لمحثته المجانئة‪ ،‬ألئهم لم يعرفوا عدم استحقاقهم فقط‪ ،‬بل أئه حتى ذلك‬
‫الشيخ الجليل ذاته أيثدا لم يكن موسحا بغضيله كهذه حتى ينال تكريائ كبيرا لنفسه ولشاللته‪.‬‬
‫ولكي يقضي على كز أثر للتفاخر بصور؛ حاسمة‪ ،‬فإده يعذلهم إذ ال يستحثون ما ينالون من حت‬
‫ألئهم انغت صنت الرفيه [خر ‪٩:٣٢‬؛ قارن تث ‪ .]٦:٩‬كذلك األنبياء‪ ،‬لطالما واجهوا اليهود‬
‫بموضوع اختيارهم‪ ،‬مواجهة أثارت استياءهم‪ ،‬بسبب ارتدادهم المشين عنه [قارن عا ‪٢ :٣‬؛‪.‬‬

‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فليتقدم االن من يريد أن يربط االختيار اإللهي إقا باالستحقاق البشري‬
‫أو بجدارة األعمال‪ .‬افألئهم يرون أة أمة واحدة ئئلت على جميع األمم األخرى‪ ،‬ويسمعون‬
‫أة الله لم يكن ألي سبب مقتنعا بأن يميل إلى حفنة قليلة من البشر‪ ،‬حقير؛‪ ،‬خسيسة — بل شريرة‬
‫متمادية في العناد — سيتعاركون معه ألئه اختار أن يعطي برهاائ كهذا على رحمته؟ ولكئهم لن‬
‫يعرقلوا عمله بجلبة أصواتهم الصارخة‪ ،‬كما لن يرجموا فيدتروا بره بحجارة إهاناتهم‪ .‬بل إة هذه‬
‫لسوف تسقط على رؤوسهم! كما أة شعب إسرائيل يذكر بهذا المبدأ‪ ،‬مبدأ العهد الئعطى مجاائ‪،‬‬
‫في حين زلجب الشكر لله أو عندما يوقظ فيهم رجاء الزمن العتيد‪ .‬يقول النبتي‪ :‬هؤ ضثفائ [ولسنا‬
‫نحن أنفسنا؛‪ ،‬وته تخز سغئه وعتم ئزغاه [مز ‪ ٣: ١ ٠ ٠‬أنظر الثولجاتا؛‪ .‬فالصيفة السلبية المضافة‬
‫الستبعاد أنفسنا ليست تكرارا سطحائ‪ ،‬ألدهم يدركون بها أة الله ليس مصدر كز شيء حسن‬
‫به ينعمون فقط‪ ،‬بل إئه اشتق عتة وجودهم من قرارة نفسه ألة شيائ فيهم لم يكن ليستحق فضال‬
‫عظيائ كهذا‪.‬‬

‫كذلك يدعوهم إلى أن يكونوا قانعين بمجرد مشيئة مسرة الله الصالحة بهذه الكلمات‪ :‬يا‬
‫ذره إبراهيم عئده‪ ،‬يا يبي يفقوتك ئغتاريه! [مز ه ‪٦: ١ ٠‬؛‪ .‬وبعد أن عند لهم إحسانات الله‬
‫المتواصلة كثمرة االختيار‪ ،‬يختتم باإلعالن أة ما فعله كان من فضل جوده ألده تدبر عهده‬
‫[مز ‪٤٢:١٠٥‬؛‪.‬إة تسبيحة الكيسة كتها تتناغم مع هذه العقيدة يمينك‪ ...‬ونور وجهك منح‬
‫‪٨٦٥‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل الحادي والعشرون‬

‫!ألرض آلبائنا ألئك رضيت عنهم‪[ ,,‬مز ‪٣: ٤٤‬؛ ‪ .‬يلزمنا االن أن‪ -‬نشيز إلى أئه أينما تنكر ‪11‬األرض‪1,‬‬
‫فهذا رمز مرثي للغرز الخفى الذي يشمل البئي‪ -‬وفي موضعآخرميحت‪ ٠‬داود الشعب على الشكر‬
‫نمه بالقول‪ :‬اشى بالة افى الؤت الفها‪ ،‬السغب الذي حائزة ميزاثا ف!‪[ ,,‬مز ‪.]١٢:٣٣‬‬
‫وصموئيل يوقظهم للرجاء الصالح‪ :‬أل تتؤك الؤت سفبه يرغ الجل اشيه انعفليم‪ .‬ألئه قذ ساة الؤدلي اذ‬
‫تلجفلكم له سئبا [ ‪ ١‬صم ‪ .]٢٢:١٢‬وبهذه الطريقة‪ ،‬يستح داود أيائ ذاته للمعركة حينما يهاجم‬
‫إيمانه‪ :‬مطوتى للدي قئثازة‪ ...‬بيشكئ ني ديارك‪[ ,1‬مز ه‪ .]٤:٦‬فضأل عن ذلك‪ ،‬ألن االختيار‬
‫— وهو سر مكتوم عند الله‪ ،‬اعلن مؤغذا في التحرير األول‪ ،‬كما بالئعم الثانية واألخرى الوسيطة‬
‫بعده — اسئخدمت كلمة يختار ليفيد هذا المعنى في إشعياء‪ :‬ألن الرت ستذحم ئقوئت ويفقاز‬
‫اينا إشزائيل‪١:١٤[ ,,‬؛ قارن العولجاتا ]‪ .‬فغي وصفه للزمن اآلتي‪ ،‬يقول النبي إذ جمع البقية‬
‫من الشعب مائ‪ ،‬بعد ما كان يبدو أئه قد تختى عنها‪ ،‬سيكون عالمة رسوخ اختياره وثباته إذ كان‬
‫يظهر في تلك اللحظة عينها كما لوكان قد أخفق‪ .‬وعندما يقول أيصا في موضع اخر الختزداغ ؤلم‬
‫رعنان [اش ‪ ،]٩: ٤١‬فهو يؤغد الشياق المتواصل لفضل جوده األبوى العفيم القدر‪ .‬يعبر عن‬

‫هذا بأكثر وضوح قول المالك في سفر زكريا‪ :‬ا‪,‬الرت‪ ...‬قخقاز أوزسايم يقدا‪.]١٢:٢[ ,‬قال هذا‬
‫كما لو كان الرب بعقابه الصارم إياها قد رفضها‪ ،‬أو كما كان السبي بمنزلة توئف اعترض عملية‬
‫االختيار‪ .‬ولكن مهما كان األمر‪ ،‬فاالختيار يظل منيعا وإن لم تتجل دالئله دائائ‪.‬‬

‫‪ .٦‬المرحلة الثانية‪ :‬االختيار ورفض األفراد من ضيإسر‪١‬ئيل‬

‫يتحئم اآلن أن نضيف درجه أخرى أكثر محدودية من االختيار‪ ،‬أو درجة تجتت فيها نعمة‬
‫أكثر خصوصية من ببل الله؛ أي عندما رفض الله بعشا من نسل إبراهيم نفسه‪ ،‬أظهر أئه حفظ‬
‫آخرين بين أبنائه باحتضانهم في الكنيسة‪ .‬لقد حصل إسماعيل في بادئ األمر على مكانة مساوية‬
‫ألخيه إسحق‪ ،‬ألن العهد الروحي كان قد حتم فيه على حد سوا؛ بعالمة الختان‪ .‬حرم إسماعيل‬
‫الميراث؛ وبعدئذ عيسو؛ وبعد ذلك جمع غفير‪ ،‬وتقريبا كز إسرائيل‪ .‬في إسحق دعي النسل؛‬
‫واستمزت الدعوة ذاتها في يعقوب‪ .‬لقد بين الله مثاأل مشابغا في رفضه شاول‪ ،‬كما يتوصح بصور؛‬
‫جلبة في المزمور‪ :‬ؤزئض حئمه [سبط؛ يوشف‪ ،‬ؤلم ئحئر سظ اهزايم‪ ،‬ئل اغثان سبط يهوذا‬
‫[مز ‪٦٨—٦٧ :٧٨‬؛‪ .‬ورن هذا مكررا في التاريخ المقذس‪ ،‬لكي يعلن في هذا التغيير سز النعمة‬
‫األلهية العجيب‪ .‬إئني أمتم بأده بسبب قصورهم وإثمهم قد حرم إسماعيل وعيسو وأمثالهما من‬
‫البتي؛ ألن الشرط كان قد وضع بلزوم الحفاظ على العهد باألمانة‪ ،‬ولكئهم نكثوا به جاحدين‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسهر‪ ،‬الذين المسيحي‬ ‫‪٨٦٦‬‬

‫هذا على الرغم من أدهم تغردوا بهذه النعمة من إحسان الله‪ ،‬إذ تنازل فاستحسنهم فوق سائر األمم‪،‬‬
‫كماقال صاحب المزمور‪ :‬اكميضئغ هكذاباخذى األمم‪ ،‬ؤاحكائه لم يعرووها‪[ ,,‬مز‪.)٢٠ : ١٤٧‬‬

‫ولكئ لي سببا في القول بائه يلزمنا أن نشير إلى درجئين‪ ،‬ألن الله اظهر في اختياره أئة بأسرها‬
‫أئه في وافر سخائه لم يتقيد بأي قوانين‪ ،‬بل إئه حر بحيث لم يكن مضطرا إلى االلتزام بتحصيص‬
‫نعمته بالتساوي؛ فإذ عدم تساوي نعمته عينه يثبت ماحانيتها‪ .‬لهذا السبب يشذد مالخي على‬
‫جحود إسرائيل‪ ،‬ألنه فيما هو لم يكن قد اختير فحسب من بين الجنس البشري بجملته‪ ،‬بل ألنه‬
‫فرز بيائ مقذسا شعبا خاصا له أيائ‪ ،‬إآل أئه تمرد خانا العهد فاحتقر الله أباه صاحب األحسان‪ .‬لذا‬
‫يسأل ‪1‬الكئ عينو احا لتععورب؟ [ومع ذلك؛ احسى يفعوب وأئئخث عيشوا [مال ‪٣—٢ :١‬؛‬
‫رو ‪ .]١٣: ٩‬الله يستم باره‪ ،‬إذا كان كالهما قد ولدا من أب قذوس‪ ،‬ووارئين للعهد‪ ،‬وباالختصار‬
‫فرغين لجذر مقذس‪ ،‬فاآلن أصبح بنو يعقوب تحت اضطرار استثنائي بكونهم قد قبلوا في رحاب‬
‫هذه المنزلة من الكرامة؛ ولكن‪ ،‬بعد أن رفض االس البكر‪ ،‬عيسو‪ ،‬وئنح أبوهم الميراث مع أئه‬
‫كان األصغر أي األدنى شارا من حيث الميالد‪ ،‬هونا الله ينهمهم بالجحود المزدوج بدعوى عدم‬
‫التزامهم بذلك العهد المزدوج‪.‬‬

‫‪ .٧‬اختياراألفراد بمنزلة اختيار فعلتي‬

‫قد وئحئح بما فيه الكفاية أن الله يختار من يشاء بحسب قصده الخفي‪ ،‬كما يرفضنآخرين‪ ،‬إأل‬
‫أن شرح اختياره الحر لم يكئل حتى نأتي إلى اختيار األفراد الذين ال يمنحهم الخالص فحسب‪،‬‬
‫بل يخضعبه أيصا بحيث ال يشللى أو درتاب في يقينية فعاليته‪ .‬هؤالء هم ض حسبوا من النسل‬
‫الغريد الذي يذكره بولس [قارن رو ‪٨-٧ : ٩‬؛ غل ‪ ١٦:٣‬؛ وما يتبع؛‪ .‬كان التبتي قد وضع في‬
‫يدي إبراهيم‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ألن الكثيرين من نسله حرموا بسبب فسادهم‪ ،‬فلكي يكون‬
‫االختيار فاعأل وثابغا حعا‪ ،‬يلزمنا أن نرتقي إلى الرأس الذي جمع فيه االب السماوي مختاريه‬
‫معا وضئهم إلى نفسه بميثاي سرمدي ال ينفصم‪ .‬لذا‪ ،‬حائ كهرت نعمة الله الفائقة في تبتي نسل‬
‫إبراهيم‪ ،‬والتي ‪٠‬تمتهاآخرون؛ ولكن فوق ذلك تتجآى قؤة أعظم جذا لهذه النعمة في أعضاء جسد‬
‫المسيح‪ ،‬الرهم إذ كعموا في رأس الجسد لن يستبعدوا قطعا من الخالص‪ .‬لذلك يجادل بولس‬
‫بمهارة على أساس النص الذي أشرت إليه من سفر مالخي‪ ،‬حيث صنع الرب عهنا للحياة األبدية‬
‫ويدعوكز شعب إلى ذاته‪ ،‬أن منواأل خاصا من االختيار يطيق على البعض منهم كيال يختار فعأل‬
‫الكز بنعمه غير مميزة [رو ‪ ١٣:٩‬؛‪.‬فعبارة أحببت يعقوب [مال ‪ ]٢: ١‬تنطبق على سائر نسل‬
‫‪٨٦٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الحادي والعشرون‬

‫ذلك األب‪ ،‬على خالف ذرتة عيسو‪ .‬ومع ذلك فإذ هذا ال يناقض أئه قد وضع أمامنا في شخص‬
‫إنساب) واحل مثاز لالختيار ال يمكنه إآل أن يجر قصده‪ .‬يشير بولس‪ ،‬ولسبب رصين‪ ،‬إلى أدهم‬
‫يدعون أ‪١‬لبقيةأ [رو ‪٢٧:٩‬؛ ‪٥: ١١‬؛ قارن اش ‪ .]٢٣-٢٢: ١٠‬فإذ االختباريعتمنا أة كثيرين من‬
‫الحشد الغفير يرتدون ويتوارون بحيث يتبقى في معظم األحيان متجرد قسم يسير‪.‬‬

‫ال يصعب أن نشرح لماذا ال يستمز ثبات اختيار شعب وفعاليته‪ :‬إذ الله عندما يصنع عهدا ال‬
‫يعطي الذين صنعه معهم في الحال روح التجديد الذي يمكنهم من أن يثبتوا في العهد إلى المئتهى‪.‬‬
‫على) األصغ‪ ،‬إذ التغيير الخارجي بدون عمل النعمة الخفية الذي كان ممكائ أن دمسي مغينا‬
‫لحفظهم‪ ،‬إئما هومرتبة وسيطة بين رفض البشرية واختيار زمرة ضئيلة من األتقياء‪ .‬لقد دعي شعب‬
‫إسرائيل بأسره أميراث ‪١‬للهأ [تث‪٩:٣٢‬؛‪١‬مل‪١:٨‬ه؛مز‪٩:٢٨‬؛‪١٢:٣٣‬؛إلخ‪،].‬هعأذكثيرين‬
‫منهم غرباء‪ .‬ولكن ألن الله لم يتعهد عبائ أن يصير أيا لهم وفاديا‪ ،‬يلتزم الجميل الذي صنعه من‬
‫منطلق حريته بدأل من أن يتقيد بالذين يهجرونه غدرا وخيانة‪ .‬على أن الحق اإللهي لم يبخل بسبب‬
‫هؤالء‪ ،‬ألئه إذ حفظ لذاته بقيه يبدو أن دعوته كانت بال ندامة [رو ‪ ٢٩ : ١١‬؛ ‪ .‬ولنا كان الله يجمع‬
‫كنيسته بصفة متواصلة من أبناء إبراهيم بدأل من أمم وثنية‪ ،‬فهذا يعزى إلى عهده الذي إذ انتهكه‬
‫الجمع‪ ،‬حضراه في العلة كي ال يتالشى كلائ‪ .‬باإليجاز‪ ،‬كان ذلك التبئي العام لنسل إبراهيم صور‬
‫مرئيه للنعمة األشمل التي أسبفها الله على البعض من بين الكثيرين‪ .‬لهذا السبب يميز بولس بعناية‬
‫ودلة متناهينين أبناء إبراهيم بحسب الجسد‪ ،‬من األبناء الروحيين المدعوين على غرار مثال إسحق‬
‫[غل ‪٢٨: ٤‬؛‪ .‬ليس أن كون أحد ابائ إلبراهيم كان باطأل أو قليل الشأن؛ ألئه لو كان يمكن قول‬
‫ذلك ألمسى إهانه للعهد! كال‪ ،‬فإذ خعلة الله التي ال يعتريها تغيير‪ ،‬والتي بها سبق فاختار من شاء‬
‫اختيارهم‪ ،‬كانت في الواقع فاعلة للخالص في جوهر ذاتها لهذه الذرية الروحية وحدها‪ .‬ولكئني‬
‫أنصح قرائي بأأل يئخذوا موقعا انحيازائ إلى هذا الجاب أو ذاك حتى يدلى بالنصوص الكتابية‪،‬‬
‫وعندئذ يتوصح الفكر الذي ينبغي أن يؤخذ به‪.‬‬

‫سخ موجز لعقيدة االختيار‬

‫كما يبين الكتاب جلائ‪ ،‬نقول إة الله قد عين بحسب تصميمه األزلى الثابت أولئك الذين‬
‫قضى منذ زمن بعيد وه وإلى األبد‪ ،‬بأن يقبلهم للخالص؛ وكذلك الذين من الجانب اآلخر‪،‬‬
‫يخصصهم للهالك‪ .‬ونجزم بأئه‪ ،‬في ما يتعلق بالمختارين‪ ،‬رسم قصده من منطلق رحمته المعطاة‬
‫مجانا بغض النظر عن استحقاق اإلنسان‪ ،‬ولكئه بحسب قضائه العادل الذي ال عيب فيه مع كونه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨٦٨‬‬

‫ال يسبر غوره‪ ،‬قد ‪,‬أوصد بادب الحياة أمام من سلمهم لتحنة األبدية‪ .‬أما بين المختارين فنعتبر الدعوة‬
‫شهاد؛ الختيارهم‪ .‬ثم نؤمن أن التبرير عالمة أخرى ألعالنه‪ ،‬إلى أن يأتوا إلى المجد الذي يكمن‬
‫فيه تحقيق ذلك االختيار‪ .‬ألمنا الرب فيختم مختاريه بالدعوة والتبرير‪ ،‬بحيث إئه بإيقافه األشرار من‬
‫معرفة اسمه أو من تقديس روحه‪ ،‬يعلن بتلك السمات المميزة أئ نوع من الدينونة ينتظرهم‪ .‬هنا‬
‫سأتجاوز العديد من الروايات التي اختلقها أناس مخئلون ليطيحوا االختيار السابق‪ .‬فهي ليسمت‬
‫بحاجة إلى تفنيد‪ ،‬ألئها متى رلئت ئبرلهن على بطالنها بما يفوق الحدود‪ .‬سوف أتوقف فقط عند‬
‫تلك التي إائ يناقشها أصحاب العلم‪ ،‬أو تلك التي تحير عقول البسطاء‪ ،‬أو تلك التي يأتي بها اإلثم‬
‫والخداع تهجائ على بز الله‪.‬‬
‫الفصل الثاني والعشرون‬

‫توطيدهذه العقيدة على أساس الشهادات الكتابية‬

‫(االختيار السابق ليس مبنؤا على العلم السابق باستحقاق اإلنسان‪ ،‬بل هو من قصد الله المطلق‪،‬‬

‫‪)٦٠١‬‬

‫‪ .١‬االختيار السابق ضد العلم السابق باالستحقاقات‬

‫يختلف معنا كثيرون في هذه المواقف التي طرحناها‪ ،‬وخصوصا موضوع اختيار المؤمنين‬
‫المجاني؛ إما هو فغير قابل للجدل‪ .‬ألة هؤالء — على وجه العموم — يعتبرون أن الله يميز بين الناس‬
‫بحسب ما يرى مسيعا ماذا ستكون استحقاقات كز إنسان‪ .‬وعلى أساس ذلك يتبغى مرئ عرف‬
‫سابعا أدهم لن يكونوا غير جديرين بنعمته؛ كما يعين للعنة الموت الذين يميز فيهم الميل نحو نية‬
‫الشر وتعئد اإلثم‪ .‬وبتغطيتهم االختيار هكذا بستار العلم السابق‪ ،‬فإدهم ليسوا بوسحونه بالغموضى‬
‫فقط‪ ،‬بل يزعمون أن أصله يكمن في موضعآخر‪ .‬على أن هذا الفكر الشائع قبوله ال ينحصر في‬
‫عاتة الشعب؛ بل إذ كادا ئهئين اعتنقوه مدى العصور‪ ١ .‬إئني أعترف بذلك صراحه‪ ،‬حتى ال يظل‬
‫أحد أئه إذا اسئشهد بأسمائهم ضدنا ستضعف بذلك حجتنا‪ .‬ألن الحئ اإللهي حول هذا الموضوع‬
‫أكيد‪ ،‬بحيث ال مجال له أن يتقلقل أو يتزعزع‪ ،‬وجلى بحيث ال يمكن أن تعلو عليه سلطة بشر‪.‬‬

‫آخرون كذلك من غير المتضلعين من معرفة الكتاب المقدس‪ ،‬ومتن ال ينالون استحساننا‪،‬‬
‫يتهجمون بشراسة آثمة على هذه العقيدة السليمة بحيث ال رطاق غطرستهم‪ .‬يدعون على الله ألن‬
‫الله يختار البعض ويفض الطرف ءن‪1‬خرين بحسب قضائه هو‪ .‬ولكن إن كانت الحقيقة ذاتها ذائعة‬
‫االنتشار‪ ،‬فماذا ينتفعون بنزاعهم مع الله؟ ادنا ال وعلم بشيء ال تدعمه الخبرة‪ :‬أن الله حر دائتا ليجزل‬
‫نعمته على من يشاء‪ .‬لن أسأل في أي مجال تغؤق نسل إبراهيم على سائر أجناس البشر‪ ،‬عدا ذلك‬

‫يسقيهم كالقن الحقا‪ .‬انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.٨‬‬ ‫‪١‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨٧٠‬‬

‫الضين الذي ال يجد له أصأل بعيذا عن الله؟ فليجيبوا لماذا حلقوا بشرا ال ثيراائ أو حميوا‪ .‬ومع أئه‬
‫كان في إمكان الله أن يصنعهم كالدا‪ ،‬خلقهم على شاكلة شبهه وصورته‪ .‬هل يسمحون للوحوش‬
‫بأن تجادل الله حول منزلتهم‪ ،‬كما لوكان االختالف ظالائ؟ مائ ال ريب فيه أئه ليس أكثر إنصاى‬
‫كودهم ينالون امتيارا لم يستحثوا الحصول عليه‪ ،‬من أن يوزع الله تنؤع إحساناته بحسب مقياس‬
‫حكهة قضائه!‬

‫أتا إذا حولوا الجدل إلى عالقة االختيار باألفراد حيث يجدون عدم المساواة مثيرا لالعتراض‪،‬‬
‫كان يجب عليهم على األقز أن يرتجفوا أمام مثال المسيح‪ ،‬فال يثرثروا بتهؤر وبال حساب عن هذا‬
‫السر الرفيع‪ .‬لقد حبل به بشرا مائائ‪ ،‬من نسل داود‪ .‬فبأي فضل أو فضيلة يقولون إئه استحق وهو‬
‫بعد في رحم أته‪ ،‬أن يجفل رئيسا فوق المالئكة‪ ،‬ابن الله الوحيد‪ ،‬صورة االب ومجده‪ ،‬نوذا‪ ،‬برا‬
‫وخالصا للعالم؟ [قارن عب ‪ ٢ : ١‬وما يلي؛‪ .‬يشرح أوغسطينس بحكمه هنا قائأل‪ :‬إن لنا في رأس‬
‫الكنيسة عينه أوضح مرآة لالختيار السابق المجاني‪ ،‬بحيث ال تضطرب قلوبنا نحن األعضاء؛‬
‫وهو لم يجعل ابن الله بموجب سلوكه البار‪ ،‬بل اعطي هكذا إجالأل كيما يشارن بعدئذ عطاياه مع‬
‫آخرين‪ ٢ .‬فإن سأل أحدهم لم لم يكن اخرون مثلما كان هو — أو لماذا تفصلنا كئنا عنه مسافة هذا‬
‫قدرها؟ لماذا نحن جميعنا فاسدون فيما هو اللقاء عينه؟ إلما ذلك المتسائل ال يكشف عن لحتله‬
‫فقط‪ ،‬بل عن صفاقة وجهه أيشا‪ .‬أتا إذا كانوا يسعون في عنادهم إلى تجريد الله من حرية سلطانه‬
‫لالختيار أو الرفض‪ ،‬فليخلعوا عن المسيح أيصا ما قد وهب‪.‬‬

‫االن يجدر بنا أن نلتفت إلى ما يعلنه الكتاب المقنس لكز إنسان‪ .‬عندما يعتم بولس أة الله قد‬
‫اختارنا في المسيح نبز ائسيس الغانم [اف ‪ ٤ : ١‬أ؛ فإئه يزيل كز اعتبار ألي استحقاي لنا‪ ،‬فكما‬
‫لو كان فعأل قد قال‪ :‬حيث إذ اآلب السماوي لم يجد بين ذرية آدم بأسرها شيائ يستحق اختياره‪،‬‬
‫فلقد حول بصره إلى مسيحه‪ ،‬لكي يختار من ذلك الجسد أعضاء تن كان ليدخلهم شركة الحياة‪.‬‬
‫فليشد هذا المنعلق ادا بين المؤمنين؛ إئنا قد تعينا في المسيح للميرادث األبدي‪ ،‬ألئنا في حذ ذواتنا‬
‫لم نكن لنستطيغ أن نتبؤأ امتيارا عظيائ كهذا‪.‬‬

‫وهذا يؤتده بولس أيشا في نعزآخر‪ ،‬عندما يحذ الكولوسيين أن يكونوا شاكرين ألن الله‬
‫إذا كان االختيار يسبق عمل نعمة الله الذي به يؤلهلنا‬ ‫ألهلهم لشركة ميراث القديسين [ كو ‪١٢ : ١‬‬
‫لنوال مجد الحياة اآلتية‪ ،‬فماذا سوف يبقى أن يجده الله فينا اآلن ليجعله يختارنا؟ توصح ما أعنيه‬

‫انظر‪1٧. :‬تت ‪1<€78€{(€7)171€€‬ا‪ x1 €10€07 1(171€071 : 30 11 )44. 934 ٤(; 071 ٠ 01/1 0‬وجع‪1‬أ‪8‬ل‪٦‬جل‪٦‬م‬ ‫‪٢‬‬
‫‪¥. 2 )1 38. 941(.‬اتئ‪ 810718 0‬؛(‪45. 1033 £‬ط‪67 )1‬‬
‫‪٨٧١‬‬ ‫الكتاب الثاك ‪ -‬الفصل الثاني والعشرون‬

‫بارة أخرى لبولس‪ .‬يقول‪ ... :‬اغتازرا فيه دئل دابى الغالم [اف ‪ ٤ : ١‬أ؛ ‪ ...‬حشت‪ ،‬كؤه‬
‫قدامه [اف ‪ ٤ : ١‬ب تدمجة مع كو ‪ .]٢٢ : ١‬هكذا‬
‫**‬ ‫تبيئيه [اف ‪ : ١‬ه] الكون* قديسين وبال لوم‬
‫**‬
‫الله فوق كز اعتبار ألي استحقاى لنا‪.‬‬
‫يقذم بولس امسرة* مشيئة **‬

‫‪ .٢‬االختيار قبل خلق العالم من دون أن يرتبط بمعرفة سابقة لالستحقاق‬

‫لكي نكئل إثبات ما سبق‪ ،‬يفيدنا أن ندقق المالحظة في األجزاع المغردة لهذا النعل [اف‬
‫‪ —٤ : ١‬ه؛ والتي عندما تقترن مثا ال تترك مجاأل للشذ‪ .‬ما دام [الرسول بولس؛ يدعو مخاطبيه‬
‫مختارين ‪ ،‬ال لبض في أله يتحذث إلى المؤمنين‪ ،‬كما يؤكد هو الحثا؛ لذلك فإذ من يسيغون تفسير‬
‫** بتحديد زمنها في فترة الوعظ ببشارة اإلنجيل‪ ،‬يشوهون معناها بتأويلي ملثق ومنحعذ‪.‬‬
‫اختار‬ ‫كلمة‬
‫أتا بولس فبقوله إئهم [أي المؤمنين] اختيروا قبل تأسيس العالم ‪ ،‬ينفي كز اعتبار للجدارة أو‬
‫االستحقاق‪ .‬ألن ما األساس الذي تبنى عليه التمييز بين من لم يكونوا قد غبقوا بعد‪ ،‬وأولئك الذين‬
‫كانوا ليصبحوا بعدئذ متساوين فيآدم؟ فإن كانوا قد اختيروا في المسيح‪ ،‬يلزم منطقيا أن كأل منهم‬

‫لم بختر من‪ ٠‬دون اعتبار لشخصه فقط‪ ،‬بل إذ أشخاصا يقينهم أيقا مغروزون منآخرين‪ ،‬ألئنا‬
‫نرى أن ليس الجميع أعضاء في المسيح‪ .‬عالو؛ على ذلك‪ ،‬كونهم مختارين ليكونوا* قذيسين‬
‫[اف ‪ ٤ :١‬ب] ينفي بوضوح خطأ بناء اختيارهم على البلم السابق‪ ،‬حيث إذ بولس يعلن أة كز‬
‫أسباب أسمى‪،‬‬
‫ء‬ ‫‪٠‬‬ ‫وإذا دعت الحاجة إلى‬
‫*‪٠‬‬ ‫[وليست عنه له] ‪٠‬‬
‫‪٠٠‬‬ ‫لالختيار‬
‫‪٠٠ ٠‬‬ ‫نتيجة‬
‫‪٠٠‬‬ ‫هى‬
‫‪٠٠.‬‬ ‫إنسابا‬
‫خ‬ ‫من *‪٠‬‬
‫‪٠‬‬ ‫فضيلة‪٠‬تبدو‬
‫‪: ٠٠‬‬

‫يجيب بولس بأن الله قد سبق فعين ذلك االختيار بسر مشيئته‪ ،‬حشب مشؤته [اف ‪ ٩:١‬ب]‬
‫وبهذه الكلمات يطيح كز الوسائل التي يتصؤرها البشر في ذواتهم عنه لالختيار‪ .‬ألن كز الئغم التي‬
‫يجزلها الله على الحياة الروحية‪ ،‬كما يعتم بولس‪ ،‬إئما تنبع من هذا المصدر الواحد‪ :‬وهوأن الله قد‬
‫اختار من شاء‪ ،‬وكنز لكز فرد منهم قبل ميالده النعمة التي شاء أن يمنحه إياها‪.‬‬

‫‪ .٣‬تلم اختيارنا لكون قديسين ويس ألئنا من قبل قذيسون‬

‫ال حساب لألعمال حيثما بسيطر هذا القرار اإللهى‪ .‬ال يوضح بولس التضاد تفصيليا هنا‪ ،‬بل‬
‫ينبغي أن بستشف ذلك مكا يشرحه في موضعآخر‪ .‬يقول‪ ... :‬ذعادا دعؤه لمثنسه‪ ،‬أل بمعتصى‬
‫**‬
‫األزلئة‬ ‫عمالتا‪ ،‬بز بئثئثى العضد والئغتة افى أعطتت فا بي الكسيح ئشوغ دئل األرثه‬
‫[ ‪ ٢‬تي ‪ . ] ٩: ١‬ولقد بيائ قبأل أة في كلمات النعل أن‬
‫** نكون قديسين وبال لوم تأكيدا يحررنا من كز‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨٧٢‬‬

‫ريب ‪ .‬فإن قلث ألئه قد رأى سابعا أئنا سنكون قديسين فلذلك اختارنا ‪ ،‬فستعكس ترسب منطق‬
‫بولس‪ .‬لذلك تستطيع بثقة أن تستنبط االتي‪ :‬إذا كان قد اختارنا لكي نكون قذيسين‪ ،‬فإئه لم يخترنا‬
‫ألئه سبق فرأى أئنا سنكون هكذا‪ .‬ألن هادين الفكردين ال قفقان‪ :‬أن األتقياء يكتسبون قداستهم من‬
‫االختيار‪ ،‬وأئهم يحصلون على االختيار بسبب أعمالهم‪ ٠‬فالمماحكة التي كثيرا ما يستعينون بها‬
‫أن الرب ال بكافئ األعمال السابقة بنعمة االختيار ومع ذلك يمنحها لالستحقاقات الالحقة ‪ -‬ال‬
‫أساس لها من الصحة‪ .‬ألئه عندما بقال إذ المؤمنين اختيروا لكي يكونوا قذيسين‪ ،‬فهذا يقتضي أن‬
‫القداسة التي عيلت لتكون فيهم تجد أصلها في االختيار‪ .‬فأين هو التماسك المنطقى في القول إذ‬
‫ما ينبع من االختيار هو علة االختيار؟‬

‫ويبدو أن بولس أراد أن يؤكد الحعا توضيحه لما ذكره حين قال‪ :‬خشك تشر؛ كيئتهاا‬
‫[اف ‪ :١‬ه] وأضاف أخشك تشربه اكي قضنلها ني تغسه [اف ‪ .]٩: ١‬ألئه عندما يقول إة الله‬
‫قصد في ذغسها‪ ،٠‬يعني أن الله لم ينظر إلى شيء خارج نفسه ليبني عليه قرار قضائه‪ .‬لذلك يضيف‬
‫ئؤا أن القصد الكتي الختيارنا هو أن نكون نحن لمدح مجد نعمته االلهية [قارن اف ‪ .]٦:١‬فال‬
‫ريب في أن نعمة الله تستحق وحدها أن ئستعلن في اختيارنا‪ ،‬إذا ننحت بالمجان فقط‪ .‬على أئها لن‬
‫تكون قد اعطيت مجاائ‪ ،‬لو أن الله في اختياره لخاصته أخذ في حسبانه ما عسى أن تكون أعمال‬
‫كز واحد منهم‪ .‬لذلك نجد صخة في قول المسيح عن جميع المؤمنين اكز ادتم الحتندموني بز‬
‫ادا الحيندكتم [يو ه ‪١٦: ١‬؛‪ .‬هنا ينخي فاعلية االستحقاقات السابقة‪ ،‬كما يويد أئه لم يكن في‬
‫تالميذه أنفسهم شيء يمكن بسببه أن يختارهم‪ ،‬إن لم يكن هو قد توجه نحوهم من فرط رحمته‪.‬‬
‫ثم كيف كا أن نفهم معنى قول بولس‪ :‬من كق‪ ،‬وآغطاه قثكاوأ [رو ‪٣٥: ١١‬؛؟ إئه يقصد أن يبين‬
‫أن جود الله يستبق البشر‪ ،‬بحيث ال يجد بينهم ماضيا وال مستقبال يستهوي قبوله‪.‬‬

‫‪ . ٤‬رسالة رومية ‪ ٩‬إلى ‪ ١١‬ونصوص مشابهة‬

‫لذلك يقول بولسى في رسالته إلى الكنيسة في رومية‪ ،‬حيث يعيد هذا النقالمت بأكثر تعقق‬
‫ويتقضاه بأكثر استفاضة‪ :‬ألهز خميع الدين‪ ،‬منءإئرائيل هتم إشزائياوئن [رو ‪ .]٦:٩‬فمع أن الجميع‬
‫قد تباركوا بموجب حق الوراثة‪ ،‬لم ينتقل الميراث باكساوي إلى الجميع‪ .‬لقد نشأت هذه المناقشة‬
‫من استكبار الشعب اليهودي وتفاخره الزائف‪ .‬ألئهم عندما ادعوا لذواتهم اسم الكنيسة أرادوا‬
‫أن يتوقف األيمان باألنجل على قرارهم‪ .‬واليوم‪ ،‬على المثال نفسه‪ ،‬يريد البابويون — عن قصد‬
‫و باالدعاء الخاطئ نفسه [أئهم الكنيسة] — أن (يستبدلوا الله بذواتهم‪ .‬أتا بوش — مع أئه يقر بأة‬
‫‪٨٧٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثاني والعشرون‬

‫نسل إبراهيم مقذس بمقتضى العهد ‪ -‬فيجادل في أن الكثيرين من بينهم غرباء عنه‪ .‬وليس هذا‬
‫ألئهم يسقطون من البنؤة الشرعية فقط إلى من ال يعرف أبواه‪ ،‬بل ألن اختيار الله الخاص أيائ يعلو‬
‫ويسيطر فوق الكز‪ ،‬وهو وحده يثبت ينؤته لهم‪ .‬فإن كانت تقوى البعض قد وغدتهم في رجاء‬
‫الخالص‪ ،‬وانشقاق آخرين حرمهم الميراث‪ ،‬بات منافيا للعقل أن يرفغ بولس قراءه إلى االختيار‬
‫السري‪ .‬وإن كانت مشيئة الله ‪ -‬وهي ما ال دظهؤ عنتها وما ال ينبغي أن يبحن عنها خارج ذاته ‪-‬‬
‫لتر البعض من غيرهم بحيث ليس جميع أبناء إسرائيل إسرائيليين حقيقيين‪ ،‬فباطز االدعاء أن وضع‬
‫كز إنسا؟ ينشأ من أصل ذاته‪.‬‬

‫يعلؤر بولس القضية إلى مذى أبعد معتمدا على مثل يعقوب وعيسو‪ .‬فمع أدهما كانا ابتي‬
‫إبراهيم وسكنا مائ زحم أئهما‪ ،‬تتخ يعقوب امتياز البكورية‪ .‬كان ذلك تغييرا نظير مؤسر نذير‬
‫يشهد‪ ،‬كما يجادل بولس‪ ،‬باختيار يعقوب ورفض عيسو‪ .‬فإذا كنا نسأل عن األصل والعتة‪ ،‬يجيب‬
‫تن ينادون بالبلم السابق بأثهما فضائل الرجلين ورذائلهما‪ .‬وخالصة جدلهم السطحي هي هذه‪:‬‬
‫لقد اظهر الله‪ ،‬في شخص يعقوب‪ ،‬أئه يختار تن يستحثون نعمته؛ أتا في عيسوفهو يتبرأ متن يرى‬
‫سابثا أدهم غير مستحثين‪ .‬هكذا فعأل يجادلون بجسارة‪ .‬ولكن ماذا يقول بولس؟ ألله وهما‬
‫لم يولدا بعد‪ ،‬وال فعال خيرا أو شرا لكي يثبت قصد الله بحسب االختيار‪ ،‬ليس من األعمال بل‬
‫من الذي يدعو قيل لها‪ .‬اذ الكبين يشئقبد بلصعير كما هو مكتوب‪ً .‬ا حبشت يفعودب وًاح * ور‪ ,‬غ د ‪1 ٠٠‬‬

‫عيشوا [رو ‪ ١٣- ١١ : ٩‬؛ قارن تك ه ‪٢٣ : ٢‬؛ ‪ .‬لوكان للعلم السابق أي أثر على هذا التمييز بين‬
‫األخوين‪ ،‬ألسى نكر الزمن حتائ في غير محته‪.‬‬

‫لنفرض أن يعقوب اختير بسبب استحقاى ناشي من فضائل متوقعة؛ لماذا اهتم بولس أن يقولز‬
‫إله لم يكن قد ويذ بعد؟ كما كان من العبث أن تضيف أئه [أي يعقوب؛ لم يكن قد قفز خيرا‪ .‬وفي‬
‫تلك الحال سيكون الجواب الجاهز أن ال شيء يخفى عن الله‪ ،‬ومن ثم كانت تقوى يعقوب حاضر؛‬
‫أمامه‪ .‬فإن كانت األعمال تجني النعمة‪ ،‬لزم أن جزاء الله لها قد تعين قبل ميالد يعقوب‪ ،‬تماائ كما‬
‫لو كان قد نضج‪ .‬أتا الرسول فيتقذم بالحجة لحق هذه الصعوبة‪ ،‬فيعتم قائأل إذ تبتي يعقوب هو‬
‫فعل الدعوة التي دعاه الله بها‪ ،‬وليس ثمرا ألي أعما؟ عملها‪ .‬وفي معالجته لموضوع األعمال ال‬
‫يذكر عنصر الزمان‪ ،‬سواء ماضيه أو مستقبله؛ بل يضعها بالذات مقابل [ضد] دعوة الله‪ ،‬رغبة في‬
‫أله بتأكيد الدعوة يدحض األعمال بحذق‪ .‬هذا كما لو كان قد قال‪ :‬ما شاء الله هو العتة الوحيدة‬
‫التي تؤخذ بعين االعتبار‪ ،‬وليس ما يأتي من أفعال الناس‪ .‬وأخيرا‪ ،‬كلمة اختيار وكلمة قصد‬
‫بعينهما تؤبدان أة كزعته يختلقها البشر بمعز؟ عن قصد الله الخفى تبتعد كز البعد عن هذه البتة‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الدين المسيحى‬ ‫‪٨٧٤‬‬

‫ه‪ .‬قفتد حالة يعقوب وعيسوخجة األعمال‬

‫بلم سوف يتذرع الذين يخصصون في االختيار مكانة لألعمال‪ ،‬ماضية كانت أو مستقبلة‪،‬‬
‫لكي يشوشوا هذه األمور؟ إدما هم بذلك يحاولون مباشر؛ اجتناب تصريح الرسول بأن التمييز بين‬
‫األخوين ال يعتمد على أي أساس من األعمال‪ ،‬بل على دعوة الله فقط‪ ،‬ألده قد تثبك قبل أن يولدا‪.‬‬
‫كما أن حذقهم لم يكن ليخفى عن بولس لوكان حذقا أصيأل‪ .‬ولكن ألئه كان يعلم جيذا أن الله لم‬
‫ير سابعا شيائ صالخا في اإلنسان سوى ما كان قد سبق فقضى أن يجزله بفضل اختياره‪ ،‬ال يلجأ إلى‬
‫ذلك التشويشى المنافي للمنطق الذي يجعل األعمال الصالحة سابقة لعتتها‪ .‬لقد أكد لنا الرسول أن‬
‫خالحس المؤمنين تأسس على قضاء االختيار اإللهى وحده‪ ،‬وأن هذه النعمة لم تكتسبها األعمال‬
‫بل تأتي من يبل الدعوة المجانية‪ .‬لنا‪ ،‬إن جاز الحديث‪ ،‬نموذلج (ؤ‪ً٦‬ا‪07‬آز‪ً٢٦‬ا‪0‬الا‪ )>7‬لهذا األمر في‬
‫عيسو ويعقوب‪ .‬ها هما آخوان توأمان‪ ،‬ؤلدا من األبون نغسيهما‪ ،‬ال يزاالن في الرحم مائ قبل‬
‫أن يخرجا إلى النور‪ .‬هما متساويان في كز شيء‪ ،‬أتا حكم الله في كز منهما فمختلف‪ .‬إئه يقبل‬

‫الواحد ويرفض اآلخر‪ .‬لم يكن سوى حق البكورة ما ميز أحدهما من اآلخر‪ .‬وحتى هذا لم يكتزك ث‬
‫له‪ ،‬وما حرته االبر وهب لألصفر‪ .‬في الواقع‪ ،‬يظهر أن الله كان داثائ يتعتد ازدراء حئ البكر كما‬
‫في حاالب أخرى على السواء‪ ،‬لكي يجرد الجسد من كز دافع للتباهي‪ .‬فبرفض إسماعيل ثبت قلبه‬

‫على إسحق [تك ‪] ١٢ : ٢١‬؛ كما قذم أفرايم على منشى (تك ‪.)٢٠ : ٤٨‬‬

‫‪ .٦‬اختياريعقوب ليس لبركاب زمنية‬

‫لكن لنفرض أن أحدهم يقاطع حديثي ليقول‪ ،‬إئنا ال ينبغي أن نستنتج على أساس هذه الفوائد‬
‫الضئيلة والقليلة الشأن في ما يتعئق بالحياة العتيدة ككز‪ ،‬أن من ريع إلى منزلة البكورئة يلزم حتائ‬

‫أن يحشب قد بتي للميراث السماوي‪ .‬هذا ألن ثتة كثيرين مئن ال تعيقون حتى بولسى من االدهام‬
‫بأده يلوي نصوحصى الكتاب المقدس التي يقتبسها في شواهده لتعني مدلوأل غريبا‪ .‬وأنا أجيب — كما‬
‫سبق أن فعلت — بأن الرسول لم ينحدر إلى عدم التفكير‪ ،‬كما لم يتعمد إساءة استعمال شهادات‬
‫الكتاب‪ .‬لكئه رأى ما لم يحتملوا أن يأخذوه بعين االعتبار‪ :‬أال وهو أن الله شاء من خالل رمز‬
‫أرضتي أن ئعلن اختيار يعقوب اختيارا روحيا‪ ،‬وهنا كان — من دون ذلك ‪ -‬ليبيك في عرش قضائه‬
‫سرا خبيائ يستحيل إدراكه‪ .‬فإئنا إن لم نربط حق البكورة الذي تنح له بالدهر اآلتي‪ ،‬أمسى بركة‬
‫خاوية وال معتى لها‪ ،‬وخصوصا أئها لم تجلب معها سوى الشدائد المتعددة‪ ،‬والضيقات‪ ،‬والتغرب‬
‫‪٨٧٥‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفضل الثاني والعشرون‬

‫المًاسوي‪ ،‬واألحزان الكثيرة ومرارة الهموم‪ .‬لذلك لما رأى بولس من دون ريبة أو ثدلى أن الله أكذ‬
‫بواسطة البركة الملموسة بركة روحية ال تغنى وال تضمحز كان قد هيًاها في ملكوته لعبده هذا‪،‬‬
‫لم يترذد في أن يبتغي في البركة الزمنية برهاائ على اليركة الروحية [قارن اف ‪ ٣: ١‬وما بعده؛‪ .‬كما‬
‫يلزم أيشا أن نستبقي في أذهاننا أة وعد السكن السماوي كان ملحعا بأرض كنعان‪ .‬وس ثم يتحئم‬
‫من دون أدنى شللى أن يعقوب كان‪ ،‬مع المالئكة‪ ،‬مطئائ في جسد المسيح لكي يكون له نصيب‬
‫في الحياة نفسها‪.‬‬

‫لذا اختير يعقوب‪ ،‬وثئز من عيسو المرفوض بتعس إلهئ سابق‪ ،‬فيما لم يكن مختلعا عن‬
‫أخيه في ما يتعتق باالستحقاقات‪ .‬وإن سألت عن السبب‪ ،‬جاء جواب بولس هكذا‪ :‬ألله يقول‬
‫لوس‪٠:‬شازخمشازخم‪،‬واتزائىضشاتزاةى‪[ ٠٠‬رو‪:٩‬ه‪.]١‬وأذاأسأل‪ :‬ما معنى ذلك؟‬
‫إئه إعالن الرب الصريح أئه ال يجد في البشر ذواتهم أي عته ليباركهم بل يتخذ العتة من رحمته‬
‫هو [رو ‪ ١٦: ٩‬؛؛ ولذا فإذ خالص خاصته عمته هو‪ .‬وما دام الله ينشئ خالصك في ذاته وحده‪،‬‬
‫فلماذا يلزمك أن تندتى إلى نفسك؟ وحيث إته يعين لك رحمته وحدها‪ ،‬ما الذي يضئلرك إلى أن‬
‫تلون باستحقاقاتك؟ ولغا ترى أته يحصر ذهنك في رحمته دون غيرها‪ ،‬فلماذا تحول ولو جزءا من‬
‫التغاتك إلى أعمالك؟‬

‫لذلك يلزم أن نأتي إلى ذلك الشعب األقز شأتا‪ ،‬الذي يكتب عنه بولس أن الله سبق فعرفه‬
‫[رو ‪٢: ١١‬؛‪ .‬إئهم معروفون من قبل‪ ،‬ليس كما يتصؤر مقاومونا أئه سبق درف‪ ،‬كمن ينظر‬
‫بال اهتمام من برج مراقبة ما ال ينفذه هو‪ ،‬بل بالمعنى المتداول‪ .‬فمن الموكد أته عندما يقول‬
‫بطرس‪ ،‬بحسب ما دؤنه لوقا‪ ،‬إذ المسيح سلم للموت بمسوزه الله المحدومة ؤعئبه الشابق‬
‫[اع ‪٢٣: ٢‬؛‪ ،‬فإذ الله الذي يشير إليه هنا ليس إلؤا متغزلجا‪ ،‬بل هو منشئ خالصنا‪ .‬وهكذا بطرس‬
‫نفسه الذي يتكلم عن المؤمنين الذين يكلب لهم كمختاري الله بمقتضى علمه السابق [ ‪ ١‬بط ‪٢: ١‬؛‪،‬‬
‫يعبر على نحو أوفى عن سر االختيار السابق الذي غيئ الله به الذين يشاء أن يكونوا أبناء له‪ .‬وبإضافة‬
‫كلمة قصد كمرادب — باعتبارها تعير في لغة الحديث الشائع عن ثبات العزم — يريد بال شللى أن‬
‫يعتم أن الله‪ ،‬وهو صانع الخالص‪ ،‬ال يخرج عن ذاته‪ .‬وفي إطار هذا المعنى يتحذث في األصحاح‬
‫نفسه ض المسيح كالحمل المعروف سابغا قبل تأسيس العالم [ ‪ ١‬بط ‪٢٠ - ١٩ : ١‬؛‪ .‬ماذا يمكن‬
‫أن يكون أكثر العقالنيه من أن ينظر الله من غاله باحتا عن مصدر يأتي منه بالخالص للبشرية! إدا‬
‫الشعب المعروف سابعا يعني لبولس حفنة صغيرة من الناس ممتزجة بالجماهير التي تدعي لذاتها‬
‫اسم الله‪ .‬في موضعآخر‪ ،‬لكي يكبح تباهي المتنكرين بوجه مستعار مثن يدعون أمام المأل المكانة‬
‫جون كالقن‪ .‬أسمعى الذين المسيحي‬ ‫‪٨٧٦‬‬

‫األولى ين األتقياء‪ ،‬يقول بولس أيثا‪ :‬أتفغم الرت اندئ لهم له‪ ٢ [ ,,‬ى ‪ ٢‬ح ‪ ٠ ] ١٩‬وبإيجاز‪ ،‬يلفت‬
‫بوش نظرنا إلى صنفين من الناس‪ :‬أحدهما من نسل إبراهيم كته؛ واآلخر‪ ،‬منفصل عنه‪ ،‬متعز ن‬
‫تحت ستار عيني الله‪ ،‬مختف عن نظر البشر‪ .‬ال شلن في أئه اقتبس هذا من موسى الذي أعلن أؤ‬
‫الله يتراءف على من يتراءف‪ ،‬ويرحم هكى يرحم [خر ‪١٩ :٣٣‬؛‪ ،‬على الرغم من أة هذا اإلعالن كان‬
‫يعني الشعب المختار‪ ،‬الذي كان في ظاهره على قدم المساواة من حيث المنزلة‪ ،‬كما لو كان قد‬

‫وإة العهد الشامل ال يمنع أن دغرز تلك الحفنة القليلة من جمهرة الشعب‪ .‬وهو‪ ،‬إذ شاء أن يجعز‬
‫ذاته صاحب الخكم ومنفذه الحز في هذا الشأن‪ ،‬يعلن بال توان أو طواب في الحديث أئه يتراءف‬
‫على الواحد دون اآلخر كيفما‪ ،‬وكيغما فقط‪ ،‬يتوافق مع مشيئته هو‪ .‬وحينما تأتي الرحمة لمن‬
‫ييتغيها‪ ،‬على الرغم من آئه فعأل ال برفضى‪ ،‬فهو إتا يترقب نوالها أو يتقبل مذاقا من تلك النعمة التي‬
‫يعود الفضل بها إلى الله وحده‪.‬‬

‫(الرذ على مرى يعترضون على هذا األساس لالختيار‪ ،‬وكذلك للرففى‪)١١-٧ ،‬‬

‫‪ . ٧‬شهادة المسيح حول موضوع االختيار‬

‫ليحذثنا اآلن القاضي والمعتم األعظم عن هذا السؤال برتته‪ .‬إة الرب إذ اسسن قساوة‬
‫مستمعيه إلى درجة اوه حبتي أن يبذر كلماته على جمع بطيء الفهم‪ ،‬صرخ عساه يتفتب على هذه‬
‫العقبة‪ ،‬قائال‪ :‬اكلكائثطيذي اآلثوإلئئقبل‪٠‬ا [يو ‪ ]٣,٧ : ٦‬اوهن؟ ئبيهه اآلب‪ ...‬اة غز تا اطابي‬

‫آل أدلن‪ ،‬منه خبائ [يو ‪ ٠]٣٩: ٦‬الحظ أة عطبة اآلب هي مبتدًا قبولنا إلى كفالة المسيح وحمايته‪.‬‬
‫قد يقلب أحدهم الحجة فيعترض بالقول‪ :‬إة أولئك الذين يخضعون بإيمانهم عن رنا هم وحدهم‬
‫نكن يعتبرهم اآلب ضمن خاصته‪ .‬أتكا المسيح فيصر مشددا على هذه النقطة بدون بديل‪ :‬أده لو اهتز‬
‫العالم بأسره من جزاء ارتداد الجموع‪ ،‬إآل أة قصد الله الراسخ أأل يتقلقل االختيار إطالقا سوف يبقى‬
‫أوطد من السماوات عينها‪ .‬فالمختارون هم في قبضة يد اآلب قبل أن ؤفك لهم ابنه الوحيد‪ .‬يسأل‬
‫المعارضون‪ :‬هل كان ذلك بالطبيعة؟ ال‪ ،‬فإة من كانوا غرباء جعلهم لنفسه باجتذابهم إليه‪ .‬كلمات‬
‫المسيح واضحة تماائ‪ ،‬بحيث يستحيل التحايل عليها بالمراوغة‪ .‬قال‪ :‬ا‪١‬أل يعدر احذ اذ ئثتز إنى‬
‫إن لم تجتذبه االث‪ ٠٠ -‬كل مر‪ ،‬شغ بن اآلب ودعتم يعبل إلياا‪[ ٠‬يو ‪-٤٤ : ٦‬ه‪.]٤‬لوأحتىجميع‬
‫الناس عامه رغبهم أمام المسيح لكان االختيار شامأل‪ ،‬أائ في البثة الراهنة من المؤمنين فتظهرك‬
‫‪٨٧٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثاني والعشرون‬

‫اختالف جلى‪ .‬لذلك أضاف يسوع‪ ،‬بعدما اعلن أن التالميذ الذين اعطوا له كانوا خاصه لله االب‬
‫[يو ‪ ،]٦: ١٧‬قائأل‪ :‬ألشث اشآن [أصلي] بن احل انغانم‪ ،‬بل بن حل الذين اعطثيي ألدهم لك‪|٠٠‬‬
‫[يو ‪ ٩ : ١٧‬؛ انظر أيثا يو ه ‪ .] ١٩: ١‬من ثم ثرى أن العالم بأسره ال ينتمي إلى خالقه‪ ،‬إآل أن النعمة‬
‫تنقذ عددا محدودا من لعنة الله وس غضبه والموت األبدي فال يهلكون‪ .‬ألما العالم نفسه فمترون‬
‫لدماره المقذر له‪ .‬وفيما يقوم المسيح بدور الوسيط‪ ،‬يئخذ لذاته حق االختيار بصفته واحذا مع‬
‫اآلب‪ .‬قال‪ :‬كت آقول عى لجميعكم‪ .‬ارا آغلم الذيئ الحتزتهم [يو ‪ .] ١٨: ١٣‬إن سأل أحد ض‬

‫أين اختارهم‪ ،‬أجاب في نش اخر‪ :‬أس ‪١‬لعالمأ [يو ه ‪ ،]١٩: ١‬العالم الذي يستبعده من صلواته‬
‫عندما يزبي تالميذه لآلب [يو ‪ .]٩: ١٧‬ينبغي أن نصدق قوله بأئه عندما يعلن أئه يعرف الذين‬
‫اختارهم‪ ،‬فهو يعني فصيلة معينة من الجنس البشري‪ ،‬ال تتميز بنوعية فضائلها بل بمرسوم سماوي‪.‬‬

‫من هذا نستشف أن ال أحد يتفوق بجهد ذاته أو بدأبه المتواصل‪ ،‬إذ إذ المسيح يصنع ذاته‬
‫صاحب االختيار‪ .‬فهو دحصي يهوذا بين المختارين مع أده شيطان [يو ‪ .]٧ ٠:٦‬واإلشارة هنا‬
‫هي لوظيفته كرسول‪ ،‬وهي ال تحتوي في حذ ذاتها رجاء الخالص األبدي على الرغم من أن‬
‫اختياره لها يعكس عمل نعمة الله‪ ،‬كما يقر بولس تكرارا من واعز حياته هو [مثأل كما ورد في‬
‫غل ‪١٦:١‬؛ اف ‪ . ]٧: ٣‬فيمكن ليهوذا إذا أن يكون أكثر شرا من شيطا؟ ألئه لم يقم بعمل الرسول‬
‫بأمانة‪ ،‬لكئ من طغمهم المسيح إلى جسده مزة وإلى األبد‪ ،‬ال يسمح ألحد منهم بأن يهلك‪،‬‬
‫[يو ‪]٢٨: ١٠‬؛ ألئه إذ يحفظ خالصهم سوف ينفذ ما وعد به؛ أال وهوأئه سوف يظهر قوة الله التي‬
‫هي ‪0‬اعظم بن الحكل‪[ ,1،‬يو ‪ ٠ ] ٢٩: ١٠‬ليس ثنة كن وال غموض في ما يقوله في موضع‪٢‬خر (على‬
‫الرغم من إساءة استعمال التعبير أ‪٩‬أآًا)ا‪٢‬اآع‪>0‬ام‪ :‬أأيه‪ ١‬االت‪ ...‬ائدين أعظتنئ حفظتهم‪،‬‬
‫ونلم تهللن منهم أخد إال ائن الهالك أ [يو ‪ .]١٢-١١ : ١٧‬الخالصة‪ :‬إذ من يتبتاهم االب محاائ‬
‫وبمطلق حردته بحسب مسرة مشيئته يجعلهم أبناة له؛ والعتة الجوهرية لهذا الفعل متضئنة في ذاته‬

‫‪ .٨‬آباء الكنيسة‪ ،‬وأوغسطينس خصوصا‪ ،‬وموقفهم من العلم السابق‬

‫تمشك أمبروسيوس وأوريجنس وهيرولينس باالعتقاد بأن الله وزع نعمته بين الناس بحسب‬
‫ما رأى سلائ أن كأل يستعملها جيذا‪ ٣.‬إلى جانب ذلك‪ ،‬كان أوغسطينس أيشا يشارك هذا الرأي‬

‫‪,‬ل‪01‬ا‪8‬آل‪081‬أ‪٨111‬‬ ‫انظر‪11, )20771771271107^ 071 :‬جغ‪ 0٢1‬؛(‪071 #07710715, 1^0111. 8:29 )11 17. 134‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪18, 011 1*011. 8:29 )111‬ا‪1‬جة‪1‬ج(ل ;(‪)3 14. 1126‬؟^) ‪#07710718 ٧11. ¥111‬‬ ‫( ‪ 30. 684 ٤‬ا(ل‪1‬ل) (لج‪0110’8 1‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨٧٨‬‬

‫إلى حين‪ ،‬ولكئه بعد أن حصل على قسط أفضل من معرفة الكتاب المقذس لم يكتفب بسحب‬
‫معتقده باعتباره خاطائ بوضوح‪ ،‬بل دحضه يقؤة‪ ٤.‬في الواقع أئه بعد أن تختى عن رأيه ومضى‬
‫يستهجن أتباع بيالجيوس لتماديهم في ضالل تلك العقيدة‪ ،‬قال‪ :‬امن* كان ال يتعجب من إغفال‬
‫الرسول ذلك الحذق الماكر؟ فإئه بعد أن ‪٠‬ش أمزا مدهائ حول أشخاوس لم يولدوا بعد‪ ،‬ثم واجه‬
‫نفسه بالسؤال‪ :‬ماذا إدا؟ ألعزعند الله ظلائ؟ [رو ‪ ،] ١٤ : ٩‬هنا كان يستطيع أن يجيمب بأة الله سبق‬
‫فرأى استحقاقات كز إنسان‪ .‬لكئه على الرغم من هذا لم يقل ذلك بل التجأ إلى حكم قضاء الله‬
‫ورحمته‪ .‬ه وفي موضعآخر‪ ،‬بعد أن نغى أوغسطينس كز االستحقاقات كشر؛ لالختيار يقول‪:‬‬
‫*‬
‫تأكيد تعليل من يودون علم الله السابق ضد نعمة الله‪ ،‬ومن ثم يقولون إئنا قد‬ ‫*اهنا قد بطلة بكز‬
‫احيرنا قبل تأسيس العالم ألن الله سبق فرأى أئنا سنكون من الصالحين‪ ،‬وليس أئه هو يجعلنا من‬
‫الصالحين‪ .‬فالذي يقول وأنتم لم تختروني بل أنا اخترتكم (يو ه ‪ )١٦: ١‬ال يتحذث عن صالح‬
‫سبق فراه‪ .‬ألنه لوكان قد اختارنا ألئه كو‪ ،‬فرأى صالحنا‪ ،‬لكان سبق فرأى أيصا أئنا نختاره‪ ،‬وت‬
‫يترني عن ذلك‪ ٦٠٠.‬فإذ أردنا أن نرتكز على سلطة االباء‪ ،‬فلئقم لشهادة أوغسطينس وزائ عندنا‪،‬‬
‫نحن الذين نريد االئكال على شهادة آباء الكنيسة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يسمح أوغسطينس لنفسه بأن‬
‫ينفصل عن سائر اآلباء‪ ،‬بل بمجرد منعلق البراهين الواضحة يسن أن االثهام بهذا االنفصال الذي‬
‫رشقه به البالجيون كان خاطائ‪ .‬فها هو يقتبس من أمبروسيوس قوله‪ :‬يختار المسيح من يترأف‬
‫عليه‪ .‬وكذلك‪ :‬لو شاء لجغل الطالح صالحا؛ لكل الله يدعو من يمنحه امتياز الدعوة‪ ،‬ويفدق‬
‫وأنا لوأردت أن أنسج مجتذا ب كمله من كتابات أوغسطينس‪ ،‬الستطعك‬ ‫بالتقوى على من يشاء‪.‬‬
‫وئا أن اري ورائي أئني لسث بحاجه إلى لفه خالف لفته‪ .‬ولكئني لسك أرغت في أن أثعل‬
‫عليهم باإلسهاب‪.‬‬

‫لكن تعالوا نتخيل أن هؤالء االباء باتوا صامتين‪ ،‬ولنحؤل التفاتنا إلى األمر ذاته‪ .‬لقد أثير‬
‫سؤاز عسير‪ :‬هل كان الله قد تصرف بالعدل في منحه نعمته ألناس معينين؟ كان ممكائ لبولس‬
‫أن يحسلم هذا بكلمه واحدة‪ ،‬وذلك باقتراح األخذ باألعمال في الحسبان‪ .‬لماذا إدا لم يفعل‬
‫ذلك‪ ،‬بل يواصل حديتا مشحوائ بالصعوبة ذاتها؟ لم يكن الروح القدس يعاني خطأ النسيان عندما‬

‫‪ 32. 621 ٤(; 8x1(03111011‬ا<‪1. 2- 4 )141‬ا‪1‬تآ‪0, [±€1111101181.‬االأ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫‪1‬‬ ‫انظر‪ 35. :‬ا(ل]ا‪ )١‬ت‪1‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪2076, 2078(.‬‬
‫انظر‪ :‬ط(ل‪€ 8)111118111. 7 )١4‬أ{اا‪€ [(]€)±€81:111)11:10110‬أ{ا ‪ 33, 886(; 011‬طل‪١41‬ل) ‪1٧. 8. 35‬نت‪€]8 ٠‬اا‪€‬أ ‪0,‬ع‪1‬خ‪8‬الجل‪٨٦‬‬ ‫ه‬
‫(ع ‪44. 964‬‬
‫انظر‪ 35. 1851( :‬أاللل) ‪٧1. 2‬للل‪ 1‬أ‪ 608[(€‬ئ‪,‬فد ‪,‬عال‪1‬أ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪, 011‬جال‪1‬أ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫‪€‬أ[ا‬ ‫‪. 49 )1 45. 1024(; 011‬ةل ‪1<€]8€^€])111€€‬ا‪01/1 0‬‬ ‫‪€‬أ{ا‬ ‫انظر‪ 011)1 :‬ا‪8‬أ]أ‪01‬ا‪011€ 0‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪ 44.383(.‬ط(ا) ‪1٧1. 51‬ل ‪01-18111)1181111.‬‬
‫‪٨٧٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثاني والعشرون‬

‫لحدث على فم الرسول ‪ :‬لذا يجيب من غير لئ‪ ،‬أو دوران ‪ :‬الله يجيز فضله لمختاريه ألله يشاء ذلك؛‬
‫يرحمهم ألئه يشاء ذلك‪ .‬ولذا فإذ قوله نثبت‪ :‬ا‪٠‬اثزاءف غتى من‪ ،‬ائزاءف‪ ،‬زازحم من‪ ،‬ازخم‪[ ,,‬خر‬
‫‪ ،]١٩ :٣٣‬كما لوكان يقول‪ :‬إذ الله يتحلن بالرحمة ال لسبب‪ ،‬سوى أئه يشاء أن يكون رحوائ‪.‬ا‬
‫عندئذ يظز قول أوغسطينس صحيحا‪ :‬إذ نعمة الله ال تجد من تختارهم بل تؤلهل من تختارهم‬
‫ليكونوا مختارين‪.‬اا‪٨‬‬

‫‪ .٩‬أبس االختيار مرتجائ‪٠‬ابعلماللهالسابقااالستحقاقاإلذسان‪ ،‬بقدر مانحغن الفعمة‬


‫المفانقة مجرد تلك األعمال من أن تكون مستحقًا لالختيار؟‬

‫لن نتوقف طويأل عند حذق توما [األكويني] في قوله‪ :‬العلم السابق الستحقاقات األنسان‬
‫ليس عته االختيار السابق من جانب صاحب قرار االختيار‪ ،‬بل يمكن أن نقال من جانبنا إئه السبب‪:‬‬
‫أي أئه بمقتضى تقدير االختيار‪ ،‬كما عندما نقال إذ الله يعين سابعا مجذا إلنسا؟ بحسب استحقاقه‪،‬‬
‫ألده قضى أن يجزز عليه نعمًا يستحق بها نوال المجد‪ ٩ .‬أثا ألن الرب يشاء أآل نتفكر في شيء سوى‬

‫جودته في مسألة االختيار‪ ،‬إذا اشتهى أحدهم أن يستشف منها شيائ أكثر من ذلك‪ ،‬يمسي ذلك‬
‫تكآثا سخيائ‪ .‬لكئنا إن أردنا أن نجادل بحذى ومراوغة‪ ،‬فلن ئغشز علينا أن نفتد مواربة توما هذه‪.‬‬
‫يجادل بالقول إذ لألعمال نصيبا في قرار االختيار‪ ،‬ألن الله سبق فعين قسكا من النعمة لمختاريه‬
‫يستطيعون بواسطتها أن يستأهلوا التمجيد‪ .‬لكن ماذا لو اعترضمق بالقول إذ التعيين السابق لقبول‬
‫النعمة أقز شأدا من االختيار للحياة‪ ،‬ويعتبر مساعدا له؟ وأن النعمة قد حئضت للذين سبق أن‬
‫تعين لهم نوال المجد من قبل بزم طويل‪ ،‬ألن الله تشر بأن تحبر أبناءه من االختيار إلى التبرير؟‬
‫من ثم يلزم منطقؤا أن االختيار السابق للمجد هو عته التعيين السابق للنعمة‪ ،‬وليس العكس‪ .‬ولكن‬
‫وداغا لهذه االدعاءات‪ ،‬فهي ليست ذات أثر لدى من يعتبرون أن في كلمة الله ما يكفي من الحكمة‬
‫للتعقل‪ .‬لقد كقت‪ ،‬أحدهم من سلف رجال الكنيسة‪ :‬من ينسبون اختيار الله إلى استحقاق األعمال‬
‫هم أحكم متا ينبغي أن يكونوا‪١ ٠ .‬‬

‫وجاالتا‪8‬ع‪٦‬جع‪٨٦‬‬ ‫انظر‪ 33. 821(. :‬ا<‪. 5.15 )٦٧٢1‬ا‪٧‬تتتا‪0‬‬ ‫‪٨‬‬


‫‪38,‬ع‪1‬د‪٨٩٦‬‬ ‫أنظر‪111. 5. :‬لت ‪. 1.‬أ‪0‬ا ‪11‬أ‪11. 1, 311. 3; 8‬آ‪€710€8 1.‬أ‪€ 8€71‬أ{أ ‪071‬‬ ‫‪٩‬‬
‫هذا القول ب خطأ إلى ع‪<108‬سد‪0-‬نخاع‪ ،۶8‬أي عع‪31‬ا‪1‬ال‪ ٨٩‬؛‪ 0‬م‪08‬ل‪ ،‬ق كتابه‬ ‫‪١٠‬‬
‫ج‪€1‬اآأ‪1‬ما ‪0 0 0 10‬‬
‫ج أ ‪٣‬ا د‪, ٦‬ج‪١‬أعذ‪١٨‬‬ ‫ا‪€8‬أ‪1‬س‪ً١٦€ 0‬ا ئ‪0,11 0‬‬
‫ح ‪٦٦€‬آ ولكئ ال ش له في‬ ‫ة‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨٨٠‬‬

‫‪ . ١ ٠‬شمولية دعوة الله وخصوصية االختيار‬

‫يعترض البعض بالقول إذ الله يناقض نفسه إذا دعا جميع الناس لذاته بغير استثناء ولكئه يقبل‬
‫العلة كمختارين فقط‪ .‬وهكذا‪ ،‬كما يرون‪ ،‬زيل شمولية المواعيد امتياز النعمة الخاصة‪ :‬فيتحذث‬
‫بعض المعتدلين على هذا النحو‪ ،‬ليس بقصد ومع الحئ بقدر تجئب األسئلة الشائكة‪ ،‬وإلجام فضول‬
‫الكثيرين‪ .‬إئه لقصد حمين‪ ،‬ولكن ال يمكن قبول صياغته حيث ال عذر للتهرب‪ .‬أائ أولئك الذين‬
‫في غطرستهم يقرعون االختيار‪ ،‬فجذلهم يطرح مناظرة تثير االشمئزاز‪ ،‬أو ينشر وكبالال مشيائ‪.‬‬

‫لقد شرحن في مكا؟ آخر ‪ ١١‬كيف يصالح الكتاب المقدس كأل من العقيدئين أن الجمع‬
‫مدعوون إلى التوبة واأليمان بواسطة الوعظ‪ ،‬ومع هذا فإذ روح التوبة واأليمان ال يعطى للجميع‪.‬‬
‫وسوف اضطر إلى تكرار بعض ما شرحت قبأل‪ ١٢.‬كما يلزمني أن أرفض ما يدعون‪ ،‬إذ هو خطأ‬

‫من جانيين‪ .‬فتن ينذر بأن مطرا يسقط على مدينه بينما يمتنع المطر عن أخرى [عا ‪٧: ٤‬؛‪ ،‬وش‬
‫يعلن في موضع آخر عن تعئلش إلى التعليم [عا ‪١١ :٨‬؛‪ ،‬ال يقيد ذاته بقاعدة ثابتة لدعوة البشر‬
‫بالتساوى؛ وإة الذي يمنع بولس من أن يتكلم بالكلمة في أسيا [اع ‪٦:١٦‬؛‪ ،‬ثم ال يدعه ومن‬
‫معه أن يذهبوا إلى بييية بل يوحههم إلى مكدوتية [اع ‪ ٧: ١٦‬وما يلي] ق بذلك أة له الحق في‬
‫توزيع هذا الكنز لمن يشاء‪ .‬وعلى لسان إشعياء يظهر بأكثر صراحة كيف يوجه مواعيد الخالص إلى‬
‫المختارين على وجه التحديد؛ فهو يعلن أئهم وحدهم‪ ،‬وليس الجنس البشري بأسره‪ ،‬يصبحون‬
‫تالميذه [اش ‪ . ] ١٦ : ٨‬من ثم يتوصح أن عقيدة الخالص المذخرة ألبناء الكنيسة وحدهم — أفرادا‬
‫— دون سواهم‪ ،‬يحط من قدرها عندما دقنم وكأنها فعالة ونافعة للجميع‪.‬‬

‫ليكي اآلن القول إئه على الرغم من أن صوت األنجيل يذاع لجميع الناس‪ ،‬فإذ هبة اإليمان‬
‫جذ نادرة‪ .‬ويحند إشعياء سبب ذلك‪ ،‬فيقول إذ ذراع الرب لم يستعلن [اش ‪١: ٥٣‬؛‪ .‬لو كان قد‬
‫قال إذ خبر البشارة تزدرى من جراء عناد الناس وتعتدهم لألذى ومن ثم رفضهم لسماعه‪ ،‬ربما‬
‫كان لتلك الدعوة الشاملة نفاذ وسريان مفعول‪ .‬أثا النبتي فال يعزوعماء األنسان إلى معصيته عندما‬
‫يعتم أن الله ال يتنازل فيعلن ذراعه للبشر أجمعين [اش ‪ ٣‬ه‪ ١:‬؛ ‪ .‬إئه يحذر بأن االذان فقط ئطرق‬
‫باطأل بالتعليم من خارج ألن اإليمان عطية خاصة‪ .‬فاالن أوة أن أعرف من هؤالء العلماء البارزين‬
‫هل كان الوعظ وحده‪ ،‬أو األيمان‪ ،‬يصنع أبناء الله؟ متا ال ريب فيه أئه عندما يقال في األصحاح‬
‫األول من شارة يوحنا‪ :‬ا وأثا كل الذين بلوة قأغطائم غلطانا اذ يصيروا أزالن اللهاا‪ ،٠‬هذا القول ال‬

‫انظر أعاله‪ :‬اسل الثالث‪ ،‬الفقرة ‪.٢١‬‬ ‫‪١١‬‬


‫انظر أدناه‪ :‬الفصل الثالث‪ ،‬الفقرة ‪.٢٤‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪٨٨١‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل الثاني والعشرون‬

‫يشمل حشنا فوضوائ من الناس‪ ،‬بل إة رتبة خاصة تمتح للمؤمنين باسمه‪ ،‬أولئك هم ألزين زيدوا‬
‫كز‪ ،‬بى ذم‪ ،‬وأل بى تبيقه حشد‪ ،‬زأل بى تبيقه ذحل‪: ،‬لبىالله‪,٠‬ا [يو‪٠]١٣:١‬‬

‫ولكئهم يقولون إذ هنالك اتفاقا متبادأل بين اإليمان والكلمة‪ .‬هذا صحيح أينما يوجد‬
‫اإليمان؛ ولكن ليس من جديد فى أن تسقط بذار على الشوك [مت ‪٧: ١٣‬؛‪ ،‬أوعلى أرض تحجرة‬
‫[هت ‪:١٣‬ه]‪ ،‬ليس ألن الغالبية فقط تعصى الله بعناد‪ ،‬بل ألن ليس الجميع أيائ قد اعطوا عيوائ‬
‫وآذاائ‪ .‬فكيف إدا يغسق أن الله يدعو لنفسه أناشا يعرف أئهم لن يأتوا إليه؟ دغ أوغسطينس يجيب‬
‫نيابه عني‪1:‬أتريد أن تجادلني؟ تعجك معي واندهش يا للعمق! لنتفق معا بخوف‪ ،‬لئأل يهلك كالنا‬
‫في ضالل‪ ١٣ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬إن كان االختيار بحسب قول بولس هوألم اإليمان‪ ،‬أرن الجدل على‬
‫رؤوسهم بالقول إذ اإليمان ليس شمولائ‪ ،‬ألن االختيار خصوصي‪ .‬ومن هذه السلسلة من األسباب‬
‫والمسببات يمكننا كوا أن نستنبط هذا االستدالل‪ :‬عندما يقول بولس [الله] بارنما بكق بركة‬
‫العالم [اف ‪ ،] ٤-٣ :١‬لذا فإذ تلك العطايا ليست‬
‫**‬ ‫روحية‪ ...‬كما [أو‪ ،‬إذ] اختارنا‪ ...‬قبل تأسيس‬
‫للجميع‪ ،‬ألن الله اختار من شاء اختيارهم فقط‪ .‬لهذا السبب يزبي بولس اإليمان — في موضعآخر‬
‫— للمختارين [تي ‪ : ] ١: ١‬لئأل يظئ أحذ أده يحصل على اإليمان بواسطة جهده‪ ،‬بل إذ هذا انمجد‬
‫يبقى مع الله الذي ينير به من سبق فاختارهم بمحض حريه‪ .‬يقول برنارد بحن‪ :‬أيصغي األحياء فرذا‬
‫فرذا عندما يقول لهم أيائ‪ :‬ا أل قفف‪ ،‬أيها انععليغ العئعيرأ [لو ‪ ]٣٢: ١٢‬ألئه قذ اغبي لكم اذ‬
‫دغروا أنزان ملكوت الشماؤات [مت ‪ .] ١١: ١٣‬من هم هؤالء؟ إئهم تن سبق فعرفهم وعيهم‬
‫ليكونوا مشابهين صورة ابنه [رو ‪]٢٩:٨‬؛ والذين ؤهب لهم أن يعرفوا قصد الله الخفي‪ :‬اايعلم‬
‫ائب يق هم له [ ‪٢‬تي ‪ ،] ١٩: ٢‬وما كان معلوائ عند الله قد نمقنى عنه للناس‪ .‬وفي الحق أئه ال‬
‫الزت *‬

‫يمنحرين المشاركة في سر عظيم القدر كهذا سوى تن سبق فعرفهم وعيهم ليصيروا له‪.‬أ ويتابع‬
‫خاثفيه [مز ‪ . ] ١٧: ١٠٣‬من الدهر بسبب‬
‫**‬ ‫** رحمة الرت فهي من الدهر وإلى الدهر على‬
‫القول‪ :‬أما‬
‫االختيار السابق‪ ،‬وإلى الدهر بسبب التطوب في الخلود ‪ -‬من األزل الذي ال بداية له‪ ،‬وإلى األبد‬
‫الذي ال ينتهي **‪ ١ ٤.‬ولكن لماذا نحتاج إلى اقتباس شهادة برنارد عندما نسمع من شفقي السيد ذاته‬
‫القول‪ :‬كوة ائ أحذا رأى االب إال الذي مئ الله [يو ‪]٤٦: ٦‬؟ ائه يعني بهذه الكلمات أن جميع‬
‫من ال دولدون من الله يذهلهم إشراق وجهه‪ .‬وفعأل‪ ،‬يرتبط اإليمان تماتا باالختيار على شرط أن‬
‫يكون في المرتبة الثانية‪ .‬وتعير كلمات المسيح عن هذا الترتيب بأجلى وضوح‪ :‬وهذه هي مشيئة‬
‫اآلب‪ ...‬أن كق ما أعطاني ال أتبف [ال أفقد] منه شيائ‪ ...‬هذه هي مشيئته أن كل من يؤمن باالبن‬

‫انظر‪. 12, 13 )1 38. 177(. :‬ا‪٧‬آل ‪0, 321)1‬االأ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪١٣‬‬


‫انظر‪ 182.244 }.(:‬ا‪. 4,5 )1‬اا‪-$ 0¥‬ا‪€‬أ اةدج‪8‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪٨٨٢‬‬

‫ال يهللدا [يو ‪ ، ٤٠ -٣٩ : ٦‬ترجمة يتصرف]‪ .‬لو كان قد أراد الخالص للجميع‪ ،‬لزنع صورة‬
‫االبن على جميعهم‪ ،‬وطغم الجميع في جسده برباط اإليمان المقذس‪ .‬اإليمان وعد منفرد لمحبة‬
‫اآلب‪ ،‬مذخر للبنين الذين تبتاهم‪ .‬ومن ثم قول المسيح في موضعآخر‪ :‬أوالخزاف* ددبئه [راعيها]‬
‫ألرها دعرف ضؤئه‪ .‬وا القريت وال كبئه‪ ...‬ألرها آل ئغرف ضون العرا؛ [يو ‪-٤ : ١ ٠‬ه]‪ .‬من‬
‫أين ينشأ هذا التمييز إأل من أة آذانهم قد وسمت بعالمه من الرب؟ فإذ أحذا ال يجعل ذاته ضمن‬
‫الرعية‪ ،‬بل يصير واحذا منها بفعل النعمة السماوتة‪ .‬يعلم الرت أيشا أة خالصنا يظزآمائ ومؤتمنا‬
‫أبذا ومحفوفا بقدرة الله العظمى التي ال يقهرها شيء [يو ‪ .]٢٩: ١٠‬وعلى أساس كز ذلك ال‬
‫ينتمي غير المؤمنين إلى خرافه [يو ‪ .]٢٦ : ١٠‬أي أن هؤالء ليسوا من الذين وعد الله ‪ -‬على فم‬
‫إشعياء — أن يصيروا تالميذ له [قارن اش‪١٦:٨‬؛‪٤‬ه‪ .]١٣:‬وحيث إة الشواهد التي اقتبسئها تعبر‬
‫عن الثبات‪ ،‬تشهد في الوقت نفسه لثبات االختيار وعدم تغيره‪.‬‬

‫‪ . ١ ١‬الرفض أيضا اليحدث بناة على األعمال‪ ،‬بل بحسب مشيئة الله وحده‬

‫واآلن كلمه في المرفوضين‪ ،‬وهم أيصا موضع اهتمام الرسول‪ .‬فكما أة النعمة اإللهية تحتضن‬
‫يعقوب الذي لم يكن مستحعا‪ ،‬كذلك عيسو قبل أن يوصم بأي ذنب ابغض [رو ‪ .]١٣: ٩‬إئنا‬
‫لو رتمزنا النظر على األعمال‪ ،‬نخثئ الرسول كما لو لم ير ما هو كامل الوضوح أمامنا! وبذا تم‬
‫البرهان على أئه فعأل لم يكن لينظر إلى االعمال‪ ،‬إذ يشذد بالتحديد على أة الواحد قد اختير واآلخر‬
‫رفض‪ ،‬من دون أن يكون أحدهما أو اآلخر قد عمل صالحا أو فعل إثائ‪ .‬وهذا تثبت أة أساس‬
‫االختيار االلهي ال عالقة له باألعمال‪ .‬ثم إته عندما أثار االعتراض على إمكانية كون الله ظالائ‪،‬‬
‫لم يوفف ما كان أكثر وضوحا وتأكيدا للدفاع‪ :‬وهو أة الله جازى عيسو بحسب نيته الشريرة‪.‬‬
‫ولكئه‪ ،‬بدأل من ذلك‪ ،‬يرتضي بجواب مختلف؛ وهو أة األشرار قد أقيموا لكي تظهر مجد الله‬
‫من خاللهم‪ .‬وأخيرا يختتم بالقول‪ :‬ادا هز يذحم تن يشاء‪ ،‬زئقئي تن تفاء [رو‪ .]١٨:٩‬فهل‬
‫ترى كيف ينسب بولس كليهما إلى قرار مشيئة الله وحده؟ إدا إن تمتا ال نستطيع أن نميز عتة معينة‬
‫يتلئف الله ألجلها برحمته على خاصته‪ ،‬سوى أئه يسر بذلك‪ ،‬فكذلك لن نجد سبيا لرفضآخرين‬
‫سوى مشيئته‪ .‬وعندما تقال إة الله يقشي أويرحم من يشاء‪ ،‬فإة في ذلك تحذيرا للناس بأن ال يبتغوا‬
‫الفصل الثالث والعشرون‬

‫الرذ على االتهامات الخاطئة‬


‫التي ظنت عبائمالزائ لهذه العقيدة‬

‫م‪،‬‬
‫(اإلخراج من زمرة األبرار مالزم لالختيار وعمل من مشيئة الله‪)٣- ١ ،‬‬

‫‪ .١‬اختيار ‪ -‬ولكن بال رفض؟‬

‫واآلن عندما يسمع العقل البشري هذه األمور تثور وقاحته بحيث ال يمكن السيطرة عليها‪،‬‬
‫فتتغجر بال تدبر أو اعتدال في صيحات صارخة كما يحدث عند نفخ أبواق المعركة‪.‬‬

‫في الحقيقة‪ ،‬يقبل الكثيرون االختيار كما لو كانوا يرغبون في أن يتجنبوا لوائ من الله‪ ،‬ولكن‬

‫بحيث ينكرون إدانة أحد‪ .‬أثا هؤالء فيفعلون ذلك عن جهل وبسذاجة‪ ،‬إذ ال يمكن أن يقوم‬
‫االختيار إن لم يقابله الرفض‪ .‬فالله يخصص من يتبغاهم للخالص؛ ومن غير المعقول إطالقا أن بقال‬

‫إذآخرين يقتنون — على سبيل المصادفة أو بمقتضى جهدهم الشخصى — ما يسبغه االختيار وحده‬
‫على قليلين‪ .‬لذلك يدين الله من يغض الطرف عنهم؛ وهذا يفعله ال لسبب سوى أئه يشاء أن يحرمهم‬
‫الميراث الذي يسبق فيعينه ألوالده‪ .‬أثا الوقاحة البشرية فال بطاق‪ ،‬إذا هي رفضت أن تكبحها كلمة‬
‫الله التي تبحث في قصده غير الئدرك الذي يوقره المالئكة أنفسهم‪ .‬على أئنا قد تعلمنا أن في يد‬

‫الله ومشيئته الرحمة وكذلك القساوة [رو ‪ ١٤:٩‬وما يتبع]‪ .‬وبولس ال يجهد نفسه قلعا في اختالق‬
‫األعذار الواهية للدفاع عن الله؛ إئه يكتفي بالتحذير فقط من أن تجادل الجبلة جابلها [رو ‪. ] ٢ ٠ : ٩‬‬

‫فكيف يتعامل من ال يقرون بدينونة أحد مع قول المسيح‪ :‬اكل عزس لم يعرص أبي السماوي يعلغ‬
‫[مت ه ‪]١٣: ١‬؟ يعني هذا بكز وضوح أن كز من لم ينعم اآلب السماوي بأن يفرسهم كأشجار‬

‫مقذسة في حقله‪ ،‬مخصصون للهالك‪ .‬وإذا قالوا ليست هذه عالمة إلخراجهم من زمرة األبرار‪،‬‬
‫فلن يوجد ما هو أوضح منها للبرهان‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الذين المسيحي‬ ‫‪٨٨٤‬‬

‫أثا إذا لم يتوقفوا عن المشاحنة‪ ،‬فليقنع اإليمان العاقل بمشورة بولس‪ :‬أده ال يوجد سبب‬
‫للتشاجر مع الله إذا هومن جهؤ ازهوك ترين أن يظهز عخيه زسن ثؤئه‪ ،‬اخئز باتا؛ كتيزهآيية عصب‪،‬‬
‫نخيًا؛ بلفأللب‪ ، .‬ولكئه من جهؤ أخرى يسئ عئى تحده غز ايه زخمة قذ سيق ناغنلها للمجد‪٠‬اا‬
‫[رو ‪٢٣-٢٢ : ٩‬؛‪ .‬فليالحظ العراء أن بولس‪ ،‬لكيال يفسخ مجاأل للهمس والذلم‪ ،‬يسئم بالسلطان‬
‫المطلق لغضب الله وقوته؛ إذ من قبيل الشر أن نتولى الفصل في تلك القرارات العميقة التي تستنفد‬
‫كز طاقاتنا العقلية‪ .‬بعطي مخاصمونا جوادا ال قيمة له‪ :‬أن الله ال يرفض كلؤا من يتسامح معهم‬
‫باللين‪ ،‬بل يرجئ الحكم عليهم لعتهم يتوبون‪ .‬هذا كما لو كان بولس نسب إلى الله صبنا ينتظر‬
‫به توبة الذين قال إئهم لهيوا للهالك؛! [رو ‪ .]٢٢:٩‬يشرح أوغسطينس هذا النص على نحو‬
‫صحيح فيقول‪ :‬حيث تقترن القؤة بطول األناة‪ ،‬ال يسمح الله بل يحكم بقوته‪ ١ .‬يضيفون أيصا أن‬
‫آنية الغضب قد صنعت للهالك لسبب جيد‪ ،‬أتا الله فقد أعذآنية رحمة [رو ‪]٢٣:٩‬؛ وبهذا‬
‫ينسب بولس إلى الله فضل الخالص ويذعيه له‪ ،‬فيما بلقي لوم الهالك على تن يجلبونه على ذواتهم‪.‬‬
‫ولكن مع أئني اقر لهم بأن بولسى — باستعماله تعبيرا مختلائ يخفف خشونة العبارة األولى — فإئه من‬

‫منتهى التناقفن أن يحول التهيئة للهالك إلى غير القصد األلهي الخفي‪ .‬هذا يتوحلح في سياى سابق‬
‫قليأل‪ :‬لقد أقام الله فرعون [رو ‪ ] ١٧: ٩‬ثم إئه يثغي تن ئقاء [رو ‪ . ] ١٨: ٩‬من هذا يلزم منطقيا‬
‫أن قصد الله الخفي هو علة التقسية‪ .‬وأنا‪ ،‬على األقل‪ ،‬ألتزم تعليم أوغسطينس‪ :‬إئه حيثما يصنع الله‬
‫خراقا من ذائب‪ ،‬فهو يصلحهم بنعمه أعظم قوة لكي يخضع قساوتهم؛ ولذا ال يغير الله المعاندين‪،‬‬
‫ألئه ال يظهر تلك النعمة االمكثر قؤه والتي ال يفتقر إليها‪ ،‬لو شاء أن يجزلها‪٢.‬‬

‫(االعتراض األول‪ :‬عقيدة االختيار تجعل الله طاغية‪)٣-٢ ،‬‬

‫‪ . ٢‬مشيئة الله هي أن يسود البز‬

‫تكفي هذه التصريحات لألتقياء والعقالء وأولئك الذين يدركون أئهم بشر‪ .‬أتا فألذ هؤالء‬
‫الكادب الشامة يتقيًاون سائ بعد سم ضدد الله‪ ،‬فسوف نجاوب كأل على حدة حسبما يقتضي األمر‪.‬‬

‫يتبارى الحمقى مع الله بطرائق متعذدة فيحتلونه سؤولية ما يقهمونه به‪ .‬لذلك يسألون أؤأل‪:‬‬
‫بأي حق يغضب الله على مخلوقاته الذين لم يستغزوه بتعد سابق؟ فأن يعين للهالك كز من يشاء‬

‫‪0,‬ااال‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪ 44. 790 ٤.( :‬ء(ل‪٧. 111. 13 )١1‬‬ ‫‪١‬‬


‫ا‪ 0‬أ‪07‬أأأ)أ‪7‬أ‪:‬ا‪€8‬ا)‪7€‬م ‪6‬أ‪1‬أ ‪, 071‬جال‪811‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪٧1. 5.5 :‬لل ‪8)117118 11. 4 )11 44. 962(; 8617710718‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪)^138. 173(.‬‬
‫‪٨٨٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل‪.‬الثالث والعشرون‬

‫فهذا يشبه بنزوة المستبد أكثر مما يشبه بحكم القاضي الملتزم بالقانون ‪ ٠‬لذا يبدو لهم أن من حق‬
‫الناس االعتراض على الله إذا عينوا مسبعا للموت األبدي بموجب قراره وحده‪ ،‬بغض النظر عتا‬
‫ستحثون‪ .‬إذا خطرت مثل هذه األفكار على بال أناس أتقياء‪ ،‬فسيكون لديهم ما يكفي من القدرة‬
‫ليكسروا حذتها بمجرد التأتل في أئه من األثم المبين أن يتحرى اإلنسان أسباب مشيئة الله‪ .‬هذا‬
‫ألن مشيئته‪ ،‬ويحق لها أن تكون‪ ،‬العتة األولى لكز ما يكون‪ .‬ألئه إن كانت لها عتة مسيبة‪ ،‬يلزم‬
‫حتائ ‪-‬أن شيكا [آحم] يسبقها‪ ،‬وال بت لها — إن جاز الحديث — أن تلتزم به؛ وهذا متا ال يجوز‬
‫تصؤره‪ .‬هذا ألن مشيئة الله هي القاعدة العليا للبر بحيث إذ ما يشاؤه‪ ،‬بحكم أئه يشاؤه‪ ،‬لزم أن‬
‫يعتبر برا‪ .‬لذلك عندما يسأل أحدهم‪ :‬لم فعل الله هكذا‪ ،‬وجب أن نجيب‪ :‬ألن الله شاءه ‪ ٣.‬ولكن إذا‬
‫تماديك في السؤال قائأل‪ :‬لماذا شاء [الله] هكذا؟ فاك تطلب شيائ أعظم وأسمى من مشيئة الله‪،‬‬
‫وهذا يستحيل أن يوجد‪ .‬فليلجم اإلنسان اندفاعه بحيث ال يطلب ما ال يوجد‪ ،‬لئأل يخفق في إيجاد‬
‫ما هو موجود‪ .‬وهنا التجام‪ ،‬أقول‪ ،‬سوف يكبح كز من أراد أن يتفكر ورعا في خفايا أسرار إلهه‪.‬‬

‫سوف يدافع الله عن ذاته ببره ومن دون معونتنا‪ ،‬ضد جسارة األشرار الذين ال يتورعون من لعن الله‬
‫عالنية‪ ،‬وذلك بأن ينتزع من ضمائرهم كز مراوغة‪ ،‬فيدينهم ويصدر لحكمه عليهم‪.‬‬

‫ثم إئنا ال نروج لخرافة القوة المطلقة؛ إدها امتهان لقداسة الله؛ وينبغي حعا أن نمقتها‪,‬‬
‫لسنا نتصور إلها ماردا يستقز بالقانون لذاته‪ .‬فكما يقول أفالطون‪ :‬يحتاج البشر الذين تردكهم‬
‫الشهوات إلى قانون؛ أتا ناموس الله فليس مجردا من الخطأ فقط‪ ،‬بل إئه القاعدة الغاية في الكمال‪،‬‬
‫حساب عن نفسه؛ كما ننكر كوننا‬
‫ء‬ ‫‪٠‬‬ ‫أجمع‪ .‬ولكئنا نرفض أن ‪٠٠‬‬
‫يطانب الله بإعطاء‬ ‫‪٠‬مع‬ ‫النواميس‬
‫‪٠٠‬‬ ‫بل ناموس‬
‫قضا؛ مؤلهلين ألن ننطق بالحكم في هذه المسألة على أساس فهمنا نحن‪ .‬ولذا‪ ،‬إن حاولنا أكثر منا‬
‫سمح لنا به‪ ،‬فلتقع علينا رعد؛ وعيد المزمور‪ :‬إذ الله يتبرر ويزكو في القضاء كتما حاول أن يحاكمه‬

‫اإلنسان المائت [مز ‪١‬ه‪.]٤:‬‬

‫‪ .٣‬الله عادل تجاه المرذولين‬

‫وهكذا يستطيع الله‪ ،‬بالتزام الصمت‪ ،‬أن يبكم أعداءه‪ .‬ولكن لئأل نسمح لهم بأن يهزأوا باسمه‬
‫القدوس ويفلتوا من العاقبة‪ ،‬فهو يستحنا ضنهم من كلمته‪ .‬وهكذا إن تقذم أحذ بسؤالنا مثل‪:‬‬
‫آلماذا سبق الله فعين البعض للموت — منذ البدء — إذ لم يكونوا قد وجدوا بعد‪ ،‬ومن ثم لم يكونوا‬
‫‪1110, 0*1‬أ‪8‬آلجل‪٦‬م‬ ‫انظر‪ 34. 175( :‬رأل) ‪1. 11. 4‬‬ ‫‪٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨٨٦‬‬

‫بعد مستحثين دينونة الموت؟ دعونا‪ ،‬بدأل من أن نجيب‪ ،‬نسألهم بذورنا‪ :‬بماذا يظوئن أة الله‬
‫يدين لإلنسان إن كان يحكم عليه بمعيار طبيعته اإللهية؟ فإذ قد أفسدتنا جميعنا الخطيئة‪ ،‬ال يمكنا‬
‫إأل أن نكون بغضاء في نظر الله‪ ،‬وليس ذلك ‪٠‬ءنقساوة وظلم بل بأعظم مقاييس اإلنصاف والعدالة‪.‬‬
‫وإن كان جميع من سبق فعينهم الرب للموت خاضعين بحكم طبيعتهم لدينونة الموت‪ ،‬فمن أي‬
‫ظلم يحق لهم أن يشتكوا؟‬

‫ليتقذم جميع بنيآدم؛ وليتنازعوا وليتجادلوا مع خالقهم في أئهم كانوا بواسطة تدبيره األزلتي‬
‫محئائ عليهم قبل والدتهم أن يصيروا إلى التعاسة األبدية‪ .‬أي ضجيج يمكنهم أن ئحدثوه إزاء هذا‬
‫الدفاع عندما يدعوهم الله — على العكس — لكي بعطوا حسابا عن أرفسهم أمامه؟ إن كان الجميع‬
‫بجئذبون من كتلة تالفة‪ ،‬ال عجب في أئهم خاضعون للدينونة! فليكوئا عن اثهام الله بالظلم إذا سبق‬
‫أن عينوا — طبعا لحكمه األزلى — للموت الذي يشعرون بأة طبيعتهم ذاتها‪ ،‬سواء شاؤوا أو أبوا‪،‬‬
‫هي التي قادتهم إليه‪ .‬إة ميلهم الطبيعتي إلى االحتجاج يظهر من خالل ئقثدهم إبقاء عتة دينونتهم‬
‫طتي الكتمان‪ ،‬فيما هم مضطرون إلى األقرار بها في ذواتهم‪ ،‬ولكئهم يكتمونها كيما يبروئا أنفسهم‬
‫بوضع المالمة على الله‪ .‬ولكئني على الرغم من لزوم أن أعترف مائة مرة بأة الله هو سبب دينونتهم‬
‫— وهذا حعا صحيح — فهم ال يتخلصون هكذا سريعا من ذنبهم المحفور على ضمائرهم ويتراءى‬
‫لهم مرارا وتكرارا‪.‬‬

‫(عدالة الله ال تخضع للمساءلة‪)٧ - ٤ ،‬‬

‫‪ .٤‬قضاء الله مستورأيثا في عدالته‬

‫يعترضون وه أخرى بالقول‪ :‬ألم يكونوا قد سبق أن عينوا بحسب قضاء الله إلى الفساد الذي‬
‫بقال عنه اآلن إئه عتة الدينونة؟ لذلك عندما يغنون في فسادهم‪ ،‬يدفعون جزاء التعاسة التي سقط‬
‫فيها آدم بتعييب سابي من الله‪ ،‬كما ‪-‬بو بعده نسله بتهور‪ .‬إدا أليس ظالتا ئن يخدع مخلوقاته‬
‫بقساو؛ كهذه؟ بالطبع أقر بأة هذه الحال التعيسة التي تكتنف البشر اآلن‪ ،‬قد سقط فيها جميع‬
‫بني ادم بحسب مشيئه الله‪ .‬وهذا ما قلته في البداية؛ ينبغي دائائ أن نعود أخيرا الى قرار مشيئه‬
‫الله وحده الذي تستتر علته فيه‪ .‬لكن ال يلزم مباشر؛ أة الله خاضع لهذه المالمة‪ .‬وسنجيب مع‬
‫بولس هكذا‪ :‬مرع ات أيها اإلنشان اندي ثخاوب الله؟ انقز انجئله ثقول لجابلها‪ :‬اكمادا ضتقئيي‬

‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ‪.٢‬‬ ‫‪٤‬‬


‫‪٨٨٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثالث والعشرون‬

‫هكذا؟ ام كز‪ ،‬يئغزافب ستثان غتى الثيب‪ ،‬اذ ئضتغ من كتلة زاحت‪،‬؛ إداة للكزامة زاحر لتهزان؟‬
‫*‬

‫[رو‪.]٢١-٢٠:٩‬‬

‫سيقولون إذ بر الله ال يتبرأ فعأل بهذا الدفاع‪ ،‬وإئنا نجرب ذريعة كالتي ينزع إلى استخدامها من‬
‫ليس لهم عذر صائب‪ .‬لكن ماذا يظهر أئه يقال أيصا هنا سوى أن لله سلطادا ال يمكن لشي؛ البئة أن‬
‫يمنعه من أن يفعل ما يسره؟ ولكن األمر يختلف كثيرا‪ .‬فأي منطي أقوى يمكن أن يدلى به إأل عندما‬
‫ئدغى أن نتأتل من هو الله؟ ألئه كيف يستطيع ذاك الذي هو دبان كزى األرض أن بعطي لإلثم مجاأل‬
‫[قارن تك ‪ : ١٨‬ه ‪٢‬؛؟ وإن كان تنفيذ الحكم يخش حائ طبيعة الله‪ ،‬فإئه بطبيعته يحب البر ويبغض‬
‫الشر‪ .‬ولذا لم يبحث الرسول عن مهرب ينفذ من خالله كما لو كان مستحيا بخجته في جداله‪،‬‬
‫ولكئه بين أة منطق البر اإللهي أسمى من أن ترتقي إليه معايير اإلنسان‪ ،‬وأعلى من أن يدركه ذكاؤه‬
‫الهزيل‪ .‬حتى الرسول يقر بأن عمثا هذا مقداره يكمن تحت أحكام الله [رو ‪٣٣:١١‬؛ بحيث لو‬
‫حاولت عقول جميع البشر أن تتقضاه لغارت في غياهبه‪ .‬ولكئه يعلم أيصا كم هو مقدار التفاهة‬
‫أن يحط اإلنسان أعمال الله إلى مستوى ناموس وضيع كهذا‪ ،‬بحيث إذ لم نستطع إدراك منطقها‬
‫نتجاسر على أن ندينها! لقد اشتهر قول سليمان‪ ٠‬الذي طما وهكه معظم الناس‪ :‬خالق كل الكائنات‬

‫أجرتهم [ام ‪ ، ١٠ : ٢٦‬قارن ترجمة جنيف للكتاب‬


‫**‬ ‫العظيم يدفع للجاهل أجرته‪ ،‬وللمحتالين‬
‫المقدس؛ ‪ .‬إره هنا يتعجب أمام عظمة الله الذي يقرر عقوبة الحمقى والعصاة‪ ،‬وال يسكب عليهم‬
‫روحه‪ .‬يا لشنة بشاعة جنون البشر الذين يرغبون هكذا أن بخبعوا ما ال ئقاس لمقياس منطقتهم‬
‫** [ ‪ ١‬تي ه ‪٢١ :‬؛؛ فإن كان‬
‫المختارين‬ ‫الضئيل! يسئي بولس المالئكة الذين ثبتوا في استقامتهم‬
‫ثباتهم متأسسا في مسرة مشيئة الله‪ ،‬فإذ عصيان اآلخرين يبرهن على أدهم كانوا قد دخلي عنهم‪ .‬وال‬
‫يمكن أن يورد مسبب آخر لهذه الحقيقة سوى الرفض‪ ،‬وهو مستتر في تصميم الله الخفي‪.‬‬

‫ه‪ .‬قضاء الله الخفتي اليخضع لالستجواب‪ ،‬بل يجب التعجب أمامه بالطاعة‬

‫تعالوا نفترض أن أحد المتهكمين على عقيدة العناية اإللهية من أتباع ماني أو سيليستيوس‬
‫حاضر بيننا‪ ،‬ه وبادرت أنا بالقول هع بولس إئه ال ينبغي أن نفتش عن سكب [لقضاء الله؛ ألئه في‬
‫كثرة عظمته يفوق فهمنا [قارن رو ‪.]٢٣- ١٩ : ٩‬ما العجب في هذا القول؟ أو ما سخافته؟ أيريد‬
‫أن يحذ من قدرة الله بحيث ال يستطيع أن ينجز ما ال يستطيع عقله استنيحابه؟ أقول مع أوغسطينس‪:‬‬
‫ماني انظر أعاله‪ :‬الكتاب األول‪ ،‬الفصل الثالث عشر‪ ،‬الفقرة ‪ ،١‬هامش ‪ .٨٩‬سيليستيوس ‪ :‬زميل لبيآلجيوس‪ ،‬من‬ ‫ه‬
‫القرن الخامس‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٨٨٨‬‬

‫لقد خلق الله مرع سبق فعرف أدهم يؤولون إلى الهالك‪ .‬حدث ذلك ألده قد شاءه‪ .‬أما لماذا شاءه‬
‫فليس لعقلنا أن يبحث فيه ألده يستحيل علينا أن نستوعبه‪ .‬كما ال يليق أن دجرجر مشيئة الله إلى‬
‫مستوى المساءلة بيننا؛ ألده كآما ورد ذكرها‪ ،‬بمانت قاعدة البز العليا‪ ،‬وأساسه المتين‪ .‬فلماذا دثار‬
‫أي سؤالح حول الشز حيثما يتجنى البر؟ دعونا‪ ،‬على مثال بولس‪ ،‬ال نستحي أن بكم أفواه األشرار‪،‬‬
‫وأن نعين القول كتما تجاسروا على االفتراء من ادك أدفا األسان [التعيس) ائذي ثجاوب الله؟ا‬
‫[رو ‪ .)٢ ٠ : ٩‬لماذا إدا روجه إليه الئفم ألئه ال يكيف مقدار عظمة أفعاله لكي يالئم مقدار جهلك؟‬
‫فكأن هذه األمور أمست شريرة ألئها استترت عن إدراك البشر! إئك تعلم كما برها؟ جلى‪ ،‬أن‬
‫عظيمة [مز ‪ .)٦٠٠٣٦‬تأثلي اآلن ضيق‬
‫**‬ ‫**‬
‫لجة‬ ‫أحكام الله ال ثقاص وال نستقضى‪ ،‬وتعلم أئها بدعى‬
‫عقلك‪ ،‬وهل يمكنه أن يفهم ما قضى به الله في سراريه؟ وماذا ينفعك في سعيك المسعور أن‬
‫اللجة التي يحذرك إدراكك من أئها تتوغدك بالهالك؟ لماذا ال‬
‫*‬ ‫تفوض متهورا في عمق تلك‬
‫يعئلك بعض الخوف على األقلي‪ ،‬فإذ قصة أيوب على غرار أسفار النبوة‪ ،‬دحنث بحكمة الله التي‬
‫ال ثستقصى وبقدرته المهيبة؟ إن كان فكرك مضطرائ فال تستح أن تأخذ بصيحة أوغسطينس الذي‬
‫** أدها األنسان تنتظر هتي جوادا؛ أائ أنا فبشر مثلك‪ .‬فليستمع كالنا لمن يقول‪ :‬اس أثث‬
‫أنت‬ ‫قال‪:‬‬

‫األئشان؟ [رو ‪ .)٢ ٠:٩‬الجهل الذي يؤمن خير من معرفة طائشة‪ .‬اسغ وراء االستحقاق‪،‬‬
‫**‬ ‫أيها‬
‫طالب بما تستحق فلن تجد سوى العقاب‪ * .‬يا للعمق! [رو ‪ . )٣٣: ١١‬ها هو بطرس ينكر؛ واللص‬
‫يؤمن‪ .‬يا للعمق! أتطلب المنطق؟ إتي أرتعد إزاء العمق‪.‬تعئل يا أنت؛ أتعجب أنا‪.‬جادز أنت؛‬
‫أنا أومن‪ .‬إتي أرى العمق؛ وال أتوضل إلى القاع‪ .‬بولس استراح ألئه وجد عجبا‪ .‬إئه يصف أحكام‬
‫الله بأئها تبعد عن الفحص وأنت تشرع في فحصها؟ يقول عن طرقه إئها بعيدة عن االستقصاء‬
‫[رو ‪ ،)٣٣:١١‬وأنت تتعثبها؟ ‪ ٧‬ال جدوى من أن نستمر‪ ،‬إذ لن يشتع استمرارنا شكاستهم كما ال‬
‫يحتاج الرب إلى أي دفاع اخر سوى ما سمح به بفعل روحه فيما تحدرثا به على فم بولس‪ .‬ونحن‬
‫متى توقفنا عن الحديث مع الله نسينا أن نتحذث حسائ‪.‬‬

‫‪ .٦‬االعتراض الثاني‪ :‬تزيل عقيدة االختيار الذنب والمسؤولية عن اإلنسان‬

‫ينتج عدم ورعهم اعتراصاآخر ال يوجه ادهاائ مباشرا إلى الله بل بالحري يختلق عذرا للخاطئ‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬فإذ من يدينه الله كخاطئ ال يمكن تبريره من دون إهانة للديان‪ .‬لذلك تثرثر األلسنة البذيئة‬
‫‪6,‬اال‪81‬أأجال‪٨‬‬ ‫انظر‪ 33. 824( :‬ط(ل‪4‬لل) ‪. 7. 23‬ا‪٧‬تتتك‬ ‫‪٦‬‬
‫‪0,‬االأ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫انظر‪ 38 )179-182(. :‬ط‪. 3.4; 6.6; 7.7 )1‬اا‪٧‬تت‬ ‫‪٧‬‬
‫‪٨٨٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل‪ .‬الثالث والعشرون‬

‫يالقول‪ :‬لماذا ينبغي أن يحسك الله شرور البشر خطيه إذ كان تعيينه األسبق قد وضع عليهم ضرورة‬
‫اقترافها؟ ماذا كان لهم أن يفعلوا؟ هل وجب عليهم أن يحاربوا قضاءه؟ بل بات عنادهم باطأل إذ لم‬
‫يمكنهم أن يقاوموا‪ .‬من ثم كان عقابهم خلتا لما فعلوه تنفيذا لتعيين الله السابق‪ .‬سوف أتحاشى‬
‫ذلك الدفاع الذي اعتاد أن يلجأ إليه كائب الكنيسة‪ :‬أال وهو أة علم الله السابق ال يمنع اإلنسان‬
‫ض أن يحشب خاطائ؛ حيث إذ الشرور التي يراها الله مسبائ هي فعل اإلنسان وليس من فعله هو‪.‬‬
‫يمثل هذا الجواب لن يكذ الجدل‪ ،‬بل بالحري يستوجب الرد بأة الله كان قادرا فاختار أن يصن‬
‫الشرور التي سبق فراها لو أراد‪ .‬وأتا ألئه لم يفعل ذلك‪ ،‬فإئه بقصده األسبق حلق اإلنسان لهذا‬
‫األجل بحيث يسلك هذا أيام حياته األرضية بحسب منهاج نهايته المحتومة‪ .‬فإذا كان اإلنسان قد‬
‫حيق بحسب قصد الله لهذه الحالة‪ ،‬بحي‪٠‬ث وجب عليه من بعن أن يفعل كز ما يفعله‪ ،‬وجك إدا أأل‬
‫يالم على ما لم يكن قادرا أن يتجئبه‪ ،‬وعلى ما قام بعمله تنفيذا لمشيئة الله‪ .‬لئر إدا كيف ينبغي أن‬
‫ثحز هذه المعضلة‪ .‬بادئ ذي بدء‪ ،‬وجب أن يتفق الكز مع قول سليمان‪ :‬آلزب ضتغ الكل بغزحك‬
‫ؤالئريؤ ائائ لتؤم الئرأ [ام ‪ ، ٤: ١٦‬قارن أالثولجاتاا|‪ .‬انظر! لتا كان تدبير كز شيء في يد الله‪،‬‬
‫ولغا كان قرار الخالص أو الموت يبقى رهن قؤته‪ ،‬فإئه بحسب تصميمه ومشيئته يقذر للبعض من‬
‫بني البشر أن يولدوا متجهين من قرارة الرحم إلى موب مود‪ ،‬وهؤالء يمجدون اسمه بهالكهم‪.‬‬
‫وإن أجاب أحدهم قائأل إذ الله في عنايته ال يفرض عليهم أى ضرورة‪ ،‬بل قد خلقهم في تلك‬
‫الحالة‪ ،‬إذ رأى سابغا خطأهمآتيا‪ ،‬فإة ذلك الشخص يجيت بجزء مائ ينبغي أن يقال‪ .‬لقد اعتاد‬
‫الكائب القدامى أن يلوذوا بهذا الحز في بعض األحيان‪ ،‬ولكن بشيء من التردد‪ .‬أتا المدرسيون‬
‫فيرتكنون إليه كما لوغير ممكن أن يثار عليه اعتراص ما‪ .‬إئني في الحقيقة اقر عن طيب خاطر بأة‬
‫الطم السابق وحده ال يفرض الحتمية على المخلوق‪ ،‬ولكن هذا ال يقنع الجميع‪ .‬فإة هنالك بعض‬
‫من يريدون أن يكون [العلم السابق؛ علة األشياء‪ .‬ولكن يبدو لي أن ثاال ‪ -‬وهو رجز لم يتضيع من‬
‫المقنسات ‪ -‬رأى األمر بوضوح وبحكمه أكثر‪ ،‬ألئه اظهز سطحية هذا االعتراض حيث إذ الحياة‬
‫والموت هما من عمل مشيئة اك‪ ،‬أكثر متا هي من فعل علمه السابق‪ ٨.‬إذا كان الله قد رأى سابغا‬

‫أحداث البشر فحسب‪ ،‬ولم يرثبها ويقذرها أيصا بقضائه‪ ،‬أمكن أن يكون مغرى للسؤال هل كانت‬
‫لرؤيته السابقة أي صلة بحتميتها؟ ولكن ألئه يرى أة األحداث العتيدة تخنث بموجب قضائه‬
‫فقط‪ ،‬فهم يجادلون باطأل حول البلم السابق‪[ ،‬خصوصا] وأئه من الواضح أة كز األشياء تحدث‬
‫باألحرى بموجب قضائه واستجابًا ألمره‪.‬‬
‫لورنزو قاآل (حوالى ‪٧-١٤٠٦‬ه‪)١٤‬؛ مفكر إيطالي وكاهن‪ ،‬من أتباع االشباه اإلنسانوي (أ‪1118‬ة‪111‬ل‪٦‬آل)‪ ،‬كت مقاأل حول‬ ‫‪٨‬‬
‫ح(‪ )7‬أنكر فيه إمكانية التناغم بين قدرة الله الكلية وحرية اإلرادة اإلنسانية‪.‬‬ ‫حرية اإلرادة‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨٩٠‬‬

‫‪ . ٧‬قضى الله أيغما بالسقوط في الخطيئة‬

‫يقولون إئه لم ئرذ قوق صريخ قضى بلزوم هالك آدم بسبب عصيانه‪ .‬كما لوكان حائ أن ذاك‬
‫الله نفسه الذي يشهد الكتاب بأئه ‪1‬اكتما ساة صتغا‪[ 1‬مز ‪ ]٣: ١١٥‬كان ليخلق أسمى مخلوقاته‬
‫لمصير ملتبس مريب‪ .‬يقولون إذ اإلنسان حلق حرا كيما يختاز قسمته‪ ،‬وإذ الله لم يرسم إأل أن‬
‫يعامله بحسب ما يستحق‪ .‬لوكان اختراع عقيم كهذا ليقبل‪ ،‬أين هو مكان قدرة الله الكلية التي بها‬
‫ينقم كز األشياء بحسب تصميمه الخفى الذي يعتمد على ذاته فقط؟ وعلى الرغم من ذلك فإذ‬
‫االختيار السابق‪ ،‬سواء أرادوا أو أبوا‪ ،‬رعبن ذاته في ذرية ادم‪ .‬ألئه لم يكن منطقيا بطبيعة األمور أن‬
‫دب أب واحد يمكنه أن يحرم نسله أجمعين من الخالص‪ .‬ماذا إدا يمنعهم [أي رافضي عقيدة‬
‫‪٠٠‬يتعئق بالجنس‬
‫‪ ٠‬لجسى‬ ‫فى ما‬
‫‪-‬‬ ‫مضض —‬
‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫واحد بما ‪٠ ٠٠‬‬
‫يقبلونه ‪ -‬على‬ ‫عي‬ ‫إنساز‬
‫خ‬ ‫بشًان‬
‫يقروا ‪٠‬خ‬
‫السابق؛ من أن ‪ ٠٠‬دن‬
‫‪٠‬‬ ‫التعيين‬
‫‪٠ ٠٠٠٠‬‬

‫البشري بأسره؟ ولماذا يبددون طاقتهم في مثل هذه المراوغات؟ يعلن الكتاب المقدس أن كز بني‬
‫البشر قد أودعوا للموت األبدي في شخص إنسا؟ واحد [قارن رو ه ‪ ١ ٢ :‬وما يتبع]‪ .‬ولغا كان‬
‫من الئحال أن ينسب هذا إلى فعل الطبيعة‪ ،‬يتضح جليا أده حدث بفعل التصميم اإللهى العجيب‪:‬‬
‫فمن ذروة الحماقة أن هؤالء المدافعين عن عدالة الله يتعكرون بققة‪ ،‬فيما هم يثبون فوق سطوح‬
‫شاهقة العلو!‬

‫أعود فًاسأل‪ :‬أين المنطق في أن سقوط ادم يجر وراءه — بال رجعة — إلى الموت األبدي‬
‫كثا كبيرا من البشر‪ ،‬مع نسلهم الرضيع‪ ،‬إن لم يكن ذلك عن مسرة مشيئة الله؟ هنا يلزم أللسنتهم‬
‫الثرثارة أن تخرس‪ .‬أعترف بأئه حعا قضاة رهيب‪ .‬ومع ذلك لن يستطيع أحذ أن ينكز أن الله سبق‬
‫فعرف المصير الذي كان ينتظر اإلنسان قبل أن خلقه‪ ،‬ومن ثم سبق فعرف ألئه عبنه بحكم قضائه‪.‬‬
‫وإن تجاسر أحذ على التنديد بعلم الله السابق اآلن فسوف يتعكر غافأل متهورا‪ .‬بأي منطي يوحه‬
‫االدهام إلى الددان السماوي ألئه لم يكن يجهل ما كان سيحدث؟ فإن وحن أي تذئر عادل أو‬
‫بي فهو ينطبق على التعيين السابق‪ .‬كما ال يتحئم أن يبدو سخيائ متي أن أقول‪ ،‬إذ الله لم يسبق‬
‫فرأى سقوط اإلنسان األول فقط‪ ،‬بل حذده [قذره] له أيشا بحسب حكم قراره‪ .‬ألئه حيث كان‬
‫في نطاق حكمته أن يعرف سابغا كز ما كان ليحدث‪ ،‬كذلك في نطاق قدرته أن يحتكم وأن‬
‫يضبن كز شيء بقبضة يده‪ .‬يتعامل أوغسطينس مع هذه المسألة بغطته المعهودة‪ ،‬فيقول‪ :‬اإئذًا نقر‬
‫بكز نقاوة قب بما نؤمن بصحته‪ :‬أن الله رت كز شيء‪ ،‬والذي حلوة كز شيء حسائ جدا [قارن‬
‫تك ‪ ،]٣١: ١‬وسبق فعرف أن أشياء شريرة سوف تنشأ من األشياء الحسنة‪ ،‬كما عرف أله كان في‬
‫حيز جوده الكلي القدرة أن يخرج خيرا من األشياء الشريرة بدأل من أن ال يسمخ للشر أن يكون‪...‬‬
‫‪٨٩١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثالث والعشرون‬

‫هكذا رئب حياة المالئكة والبشر لكي يظهز فيها أؤأل ماذا يمكن لحرية اإلرادة أن تفعله‪ ،‬من ثم‬

‫ماذا يمكن لفضل نعمته ولحكم عدالته أن يفعاله ‪٩.‬‬

‫(لم يسمح الله بأن يحدث سقوط ادم فقط‪ ،‬بل شاءه‪ ،‬وكذا أراد برفض األشرار‪ ،‬ولكن بعدل‪،‬‬

‫‪ . ٨‬ال فرق بين مشيئة الله وساحه‬

‫هنا يستعينون بالتمييز بين المشيئة والسماح‪ .‬يقصدون بذلك أن األشرار يهلكون ألة الله‬
‫يسمح بهالكهم‪ ،‬وليس ألئه يشاءه‪ .‬ولكن لماذا نقول اباإلذدا إن لم يكن قد أراده الله؟ ومع ذلك‪،‬‬
‫ليس من المحتمل أة اإلنسان جلب الهالك على ذاته بإرادته هو‪ ،‬وكأن الله قد أعطاه مجرد اإلذن‬
‫رغائ من قصد مشيئته‪ .‬هذا وكأن الله لم يرسم الحال الذي يريد أن يكون عليه أسمى مخلوقاته!‬
‫لذا لن أتردد في أن أقر ببساطة مع أوغسطينس أة ا مشيئة الله هي موجب األشياء ‪ ١ ٠ ،‬وأن ما شاءه‬
‫سوف يحدث ال محالة‪ ،‬كما أة كز ما سبق فرآه سوف يحدث حعا بالضرورة‪ .‬واآلن إذا انتحل‬
‫البيالحبون أو المانوثون أو األبيقورتون أو مجذدو الفائد (وهؤالء أصحاب المذاهب األربعة‬
‫هم من يلزم التصذي لهم) لذواتهم كما لألشرار عذرا‪ ،‬فاعترضوا بحجة أئهم بالضرورة تجبرون‬
‫بموجب التعيين اإللهي السابق‪ ،‬فإئهم ال يقذمون حجة ذات صلة بهذه المسألة‪ .‬فإن لم يتعن‬
‫التعيين السابق كونه تطبيق العدالة اإللهية — سرا‪ ،‬في الواقع‪ ،‬ولكن على حق — ألئه من الموكد أئهم‬
‫استحثوا أن يعثنوا لهذه الحال‪ ،‬فمن المؤتمد أيصا أة الهالك الذي يصيبهم بحسب التعيين السابق‬
‫هو عين العدل والحق‪ .‬كما أة هالكهم يتوقف على اختيار الله السابق بحيث إذ عآته ومناسبة‬
‫حدوثه كائنتان في ذواتهم‪ .‬سقط اإلنسان األول ألن الله رأى ذلك مالئائ؛ أتا لماذا حكم الله هكذا‬
‫فاألمر خفى عتا‪ .‬ومع ذلك حكم هكذا ألئه رأى أن مجد اسمه ينجلى بذلك كما ينبغي‪.‬‬

‫حيث بذكر مجد الله في مسمعك‪ ،‬فكر في عدله‪ .‬ألن كز ما يستحق الحمد ال بد أن يكون‬

‫عادال‪ .‬ولذا يسقط اإلنسان بحسب ما تفرضه عناية الله‪ ،‬لكئه يسقط بفعل خطأه هو‪ .‬قبل ذلك‪،‬‬
‫اعلن الله أة اكز تا عمله قادا هز لحسن حدا [تك ‪ .]٣١ : ١‬فمن أين‪ ،‬إذا‪ ،‬يأتي ذلك الشر لإلنسان‬
‫بحيث يسقط مبتعدا عن الله؟ فلئأل تظن أته يأتي من الخليقة‪ ،‬ز صغ الله خاتم تصديقه على ما كان‬

‫‪, 071‬جاال‪:‬ا‪8‬اأجأأ‪ 44. 392(. ٨‬ا(ل‪1‬ل) ‪٠ 27‬آ‬ ‫انظر‪€ :‬اا‪€171)16‬‬ ‫‪٩‬‬


‫انظر‪ 34.350(. :‬أالكلل) ‪, 071 62712818 171 $12 1$27)11 867182 ٧1. ٦٧. 26‬حع‪1‬ا‪8‬الجال‪٨‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨٩٢‬‬

‫قد صدر منه‪ .‬لقد أفسد اإلنسان — باقزافه اإلثم عمنا — الطبيعة النقية التي تلثاها من عند الرب؛‬
‫وبسقوطه جر معه ذريه إلى الهالك‪ .‬ولذا لزم عليه أن يتفكر في العتة البينة إلدانة الطبيعة البشرية‬
‫الفاسدة — وهي األقرب متا — بدأل من أن ننقب عن عته مسثزة يستحيل إدراكها في االختيار‬
‫السابق اإللهي‪ .‬فدعونا ال نخجل من أن نخبع فهمنا لحكمة الله التي ال حدود لها‪ ،‬بحيث نذعن‬
‫أمام أسرارها التي ال حصر لها‪ .‬ألة الجهل بما ال ئعطى وما ال ئباح بعلبه هو شي؛ نتعتمه‪ ،‬أتا اإللحاح‬

‫على أن نعرف [ما ال يعرف] فهو نوغ من الجنون‪.‬‬

‫‪ .٩‬تلخيص دحض االعتراض الثاني‬

‫قد يقول أحدهم إئئي لم ات إلى االن ببرها ؟ يكفي إلسكات هذه الحجة اآلثمة‪ .‬أتا أنا‬
‫فأعترف بأئه ال يمكن فعل ذلك بحيث يمكن قمع العقوق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يبدو لي أئني ولت‪ ،‬ما‬
‫يكفي ال لينفي كز أسباب المعارضة فقط‪ ،‬بل كز ذريعة لها أيثا‪ .‬يتمتى األشرار أن يجدوا عذرا‬
‫لخطاياهم‪ ،‬بحجة أئهم ال يستطيعون تجتب الوقوع في الخطيئة‪ ،‬وخصوصا أن هذا النوع من‬
‫الحتمية قد ورض عليهم بقضاء الله‪ .‬أتا نحن شكر أن لهم عذرا عن حق‪ ،‬ألة لقضاء الله الذي‬
‫يشتكون أئه يصيرهم إلى الهالك عدالته المستقتة ‪ -‬عدالة تفوق حعا سعة معرفتنا جمعاء ‪ -‬ولكئها‬
‫عدالة أكيدة بدون جدال‪ .‬وس ذلك نستنتج أة ما يصيبهم من بالء إرما يئزله بهم حكم الله البار‪.‬‬
‫وعلى أساس ذلك نعتم بأئ من ينثبون في قدس مقاصد الله الخفي إليجاد مصدر إدانتهم إرما‬
‫يتمادون في الضالل‪ ،‬ويفخون الطرف عن فساد الطبيعة الحقيقية التي تنجم عنها بلواهم‪ .‬ولكي‬
‫يوقفهم الله عن ائهامهم إتاه بما ينتابهم‪ ،‬يشهد لخليقته‪ .‬ألئه على الرغم من أة اإلنسان قد غلق‬
‫ليجتاز تلك الفاجعة التي يتعرض لها‪ ،‬تنشأ مع ذلك من فعل اإلنسان نفسه‪ ،‬وليس من الله‪ ،‬حيث إذ‬
‫السبب الوحيد لدماره هو أئه انحن عن خليقة الله النقية إلى فساد أثيم وضالب) لبين‪.‬‬

‫‪ .١٠‬االعتراض الثالث‪ :‬تقود عقيدة االختيارإلى االعتقاد بأن الله يعحابي الوجوه‬

‫هنا يفتري خصوم هذه العقيدة عليها بشخب ثالث‪ .‬فلائ كنا ننسب إلى قضاء اإلرادة اإللهية‬
‫نجا؛ من يقبلهم ورثه لملكوته من الهالك الشامل‪ ،‬يستنتجون أة في الله محاباة للوجوه — هذا‬
‫األمر الذي ينفيه الكتاب المقدس في كزمكان‪ .‬واألكثر من ذلك‪ ،‬يستنتجون‪ :‬إائ أن الكتاب يناقض‬
‫نفسه بنفسه‪ ،‬أوأة اختيار الله السابق يئخذ استحقاق األعمال بعين االعتبار‪ .‬أؤأل‪ :‬ينفي الكتاب أة‬
‫‪٨٩٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثالث والعشرون‬

‫اوجه أو ‪٠‬اشخصاا‬
‫**‬ ‫الله يظهر تحيرا لألشخاص بمعتى يختلف عن تغسيرهم‪ .‬ألئه ال يعني بكلمة‬
‫اإلنسان‪ ،‬بل مميزاته المرئية للبيان والتي تثير عاد؛ اإلعجاب وتستدعي التعامل باللطف والتكريم‪،‬‬
‫أوكتتج البغض واالحتقار والخزي‪ .‬تشمل تلك المميزات الثروة والترف والقؤة والجاه والمنصب‬
‫والوطن وحسن الخلقة وما إلى ذلك [قارن تث ‪١٧: ١٠‬؛؛ وقد تشمل أيشا الفقر والعوز والدناءة‬
‫والخسة والحقارة وما أشبه ذلك‪ .‬فهكذا يعلم بطرس وبولس أن الله ال يقبل الوجوه [أعمال‬
‫‪٣٤: ١٠‬؛ قارن رو ‪ ١١: ٢‬؛ غل ‪ ،]٦: ٢‬ألئه ال يمتز بين يهودي ويوناني [غل ‪ ]٢٨:٣‬بحيث يرفض‬
‫الواحد ويحتضن اآلخر على أساس الجنس‪ .‬وكذا يعقوب يستخدم الكلمات نفسها عندما يريد أن‬
‫يطن أن الله ال يراعي في أحكامه الغنى [يع ‪ : ٢‬ه؛‪ .‬ولكن بولس‪ ،‬في حديثه عن حكم الله‪ ،‬يقول في‬
‫نعراخر إذ كون اإلنسان عبنا أو حرا ال يؤئر في نوال جزائه ألن ليس عند الله محاباة [اف ‪ ٩ : ٦‬؛‬
‫كو ‪ : ٣‬ه ‪ . ] ٢‬من ثم لن يناقضنا أحد إن قلنا إة الله يختار أبناء له بحسب مسرة مشيئته‪ ،‬من دون أي‬
‫اعتبار لالستحقاق‪ ،‬فيما يستبعدآخرين ويدينهم‪.‬‬

‫يمكننا أن نشرح األمر بمزيد من اإلقناع‪ .‬هل يسألون كيف يحدث أن رجين ال يتميز أحدهما‬
‫عن اآلخر من حيث االستحقاق‪ ،‬يتجاوز الله أحدهما بينما يختار اآلخر؟ وأنا بذوري أسأل‪ :‬هل‬
‫يظلون أره يوجد في ض اختير شيء يميل الله تجاهه؟اا فإذا اعترفوا ‪ -‬كما يحق االعتراف ‪ -‬بأئه‬
‫ليس هنالك في الشخص ما يوجب االختيار‪ ،‬يلزم حتائ أن الله ال ينظر إلى استحقاق اإلنسان بل‬
‫يبحث في منبع جوده عن سبب لإلحسان إليه‪ .‬لذلك وآن يختار الله الواحد فيما يرفض اآلخر‪ ،‬ال‬
‫يرجع إلى اعتباره للشخص بل إلى مجرد رحمته التي يحق لها أن دطهر ذاتها أينما و حيثما يشاء هو‪.‬‬
‫نرى ذلك أيصا في النص القائل تجز تجرون حكائء‪ ...‬كز‪ ،‬تجيرون اووياء‪ ،‬كت‪ ،‬تجرون شرواء‬
‫[ ‪ ١‬كو ‪ ]٢٦:١‬لكي يخزي الله كبرياء الجسد‪ ،‬هكذا يغد فضل الله عن االرتباط باستحقاق اإلنسان!‬

‫‪ .١١‬رحمة الله وبره في االختيار السابق‬

‫يلهم بعضهم الله ظلائ بالتحيز في العدالة زعائ أئه ال يتعامل مع الجميع بالفكر نفسه في ما‬
‫يتعلق باختياره السابق‪ .‬يقولون‪ :‬إذا وجد الكزآثمين‪ ،‬فليعائب الكز على السواء‪ ،‬وإن كانوا أبرياء‬
‫فلثعبهم من صرامة دينونته‪ .‬إئنا نقر بأن الجميع مذنبون‪ ،‬ولكئنا نقول إذ رحمة الله سعف البعض‪.‬‬
‫يقولون‪ :‬فلتسعف الجميع‪ .‬ونجيب‪ :‬من الصواب أن يظهر الله ذاته قاضيا منصائ في العقاب أيائ‪.‬‬
‫ولكئهم عندما ال يسمحون بذلك‪ ،‬ماذا يفعلون سوى أئهم إائ يحاولون أن يجردوا الله من قدرته‬
‫على إظهار رحمته‪ ،‬أوعلى األقز يسمحون له بها بشرط أن يفرط في حكمه كليا؟‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٨٩٤‬‬

‫يؤدد أوغسطينس هذا الرأي تماائ عندما يقول‪ :‬حيث إته في ادم األول وقعت الدينونة‬
‫على كتلة الجنس البشري بأسره‪ ،‬لم تكن تلك اآلنية التي لهست للكرامة بازة في حذ ذاتها‪ ...‬بل‬
‫هتئت هكذا برحمة الله‪ ،‬أتا غيرها فقد صنع للهوان [قارن رو ‪٢١: ٩‬؛ وال يخضع لالستجواب بل‬
‫للدينونة‪ ١ ١ .‬فألذ الله يحكم بعقاب من يدينهم بينما يوزع النعمة غير المستأهلة على من يدعوهم‪،‬‬
‫يزأ من أي اتهام؛ كمن يقرض ماأل‪ ،‬في قدرته أن يعفي هذا ويطالب ذاك‪ .‬يستطيع الرب أن يعطي‬
‫نعمه أيشا‪ ...‬تن يشاء‪ ...‬ألئه رحوم‪ ،‬وأأل يعطي الجميع ألده قاض عادل‪ .‬ألئه إذ يعطي البعض‬
‫ما ال يستحثون‪ ...‬يري نعمته المجانية‪ ...‬وبعدم إعطائه الجميع‪ ،‬يستطيع أن يعلن ما يستحق‬
‫الجميع‪ ١٢ .‬لذا عندما يكتب بولس قائأل إذ الله أغلق على الجميع مائ في العصيان لكي يرحم‬
‫الجميع [رو ‪ ،٣٢: ١١‬نص مدمج مع غل ‪ ]٢٢:٣‬يلزم أن يضاف إلى ذلك أن الله ليس مديائ ألحد‬
‫**‬
‫ألن * أحذا لم يسبق فأعطاه فيرن له [أنظر رو ‪٣٥٠٠١١‬؛‪.‬‬

‫(الوعظ باالختيار ال يؤذي بل يفيد‪)١٤—١٢ ،‬‬

‫‪ .١٢‬االعتراض الرابع‪ :‬عقيدة االختيارتطفئ كل الغيرة للحياة المستقيمة‬

‫ولكي يطيحوا االختيار السابق‪ ،‬يعترض مقاومونا بالقول — إذا ثبت كالمهم — إذ كل اعتناء‬
‫أو اجتهاد في العمل الصالح يؤول إلى الدمار‪ .‬يقولون‪ :‬فمن يمكنه أن يسمع بأن الحياة أو الموت‬
‫قد تعينا له بقضاء الله الذي ال يتغير‪ ،‬من دون أن يفكر وئا بأن ال أهمية لكيفية سلوكه ما دامت‬
‫جهوده لن تثني اختيار الله السابق‪ ،‬كما لن تعرزه؟ وهكذا يلقي الناس بأنفسهم مندفعين بتهور‬
‫أينما تحملهم شهواتهم‪ .‬من الواضح أتهم ال يكذبون تماثا [بقولهم هذا]‪ ،‬فهنالك الكثيرون من‬
‫الخنازير الذين ينحسون عقيدة االختيار بتجديفهم البغيض‪ ،‬وبهذه الذريعة يتهربون من كق تحذير‬
‫وتوبيخ‪ .‬إذ الله عارف بما قرر ره وإلى األبد أن يفعل بنا‪ :‬إن كان قد قضى بالخالص فلسوف يأتي‬
‫بنا إليه في الوقت الذي يقزره؛ وإن كان قد قذر لنا الموت فباطأل نحاول أن نقاومه‪.‬‬

‫ألما الكتاب المقدس‪ ،‬فيما يطالبنا بأن نتأثل هذا السر العظيم بوقار وهيبة عطيتين‪ ،‬فيعزم‬
‫األتقياء فكزا مختلائ تمام االختالف كما يدحض حائ الجنون األجرامي الذي يتستط على‬

‫هؤالء الرجال‪ .‬الكتاب ال يتحدث عن االختيار السابق بقصد إثارة جرأتنا‪ ،‬لنحاول بعكثب سفيه‬
‫‪,‬جاالأ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪٠ 7. 22; 6.18 )11 33. 824, 823(. :‬ا‪٧‬تلتا‪0‬‬ ‫‪١١‬‬
‫انظر‪ 45. 1009(. :‬ا(ل‪. 28 )١1‬ااآ عحس‪٢‬حر‪٦‬ح؟‪٢،‬عم‪/‬ه ‪ 01/1‬لج أا‪, 0‬جااا‪81‬الجال‪٨‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪٨٩٥‬‬ ‫الكتاب الثاك ‪ -‬الفصل الثاك والعشرون‬

‫أن نستقصي خبايا الله التي ال يمكن بلوغها‪ .‬على العكس‪ ،‬فإئه يهدف إلى أن نتعتم في تواضع‬
‫وانكسار نفس‪ ،‬أن نرتعذ أمام قضائه وأن نثغن رحمته‪ .‬ذلك هو الهدف الذي ينبغي أن يصؤب‬
‫عليه المؤمنون‪ .‬أئنا باع أولئك الخنازير فيسكته بولس على نحو واب‪ .‬يقولون إدهم يمضون في‬
‫فسادهم غير مكترثين؛ ألئهم إن كانوا في عداد المختارين فلن تمنعهم شرورهم من أن تقادوا أخيرا‬
‫إلى الحياة‪ .‬ولكل بولس يعتم بأئنا احبرنا لهذا الهدف‪ :‬لكي نكون قديسين وبال لوم [اف ‪.]٤:١‬‬
‫إن كانت حياة القداسة هي غاية االختيار‪ ،‬لزم باألحرى أن ينهض [االختيار؛ بنا وأن يدفعنا إلى أن‬
‫نثبت أفكارنا عليه بشوق‪ ،‬ال أن نتذرع به فال نفعل شيائ‪ .‬ما أعظم الغارق بين هذين األمرين‪ :‬أن‬
‫نتوقف عن العمل الصالح معتمدين على كفاية االختيار للخالص‪ ،‬أو أن نكرس ذواتنا للسعي من‬
‫أجل الصالح باعتباره الهدف المعين لالختيار! فلئعرب عتا مثل هذه التدنيسات إذ هي دعلب نظام‬
‫االختيار برئته‪.‬‬

‫على أئهم يتمادون في تجديفهم إلى أبعد من ذلك‪ ،‬عندما يقولون بأن من أدانه الله للهالك‬
‫يضيع تعيه إذا انخرط في السعي في طهارة الحياة واستقامتها لكي يكون مقبوأل عند الله [قارن‬
‫‪٢‬تي ‪ : ٢‬ه ‪ ١‬؛ ‪ ٠‬إئهم بذلك يتورطون في زيي مشين‪ .‬ألئه من أين ينشأ مثل ذلك السعي المستقيم إن‬
‫لم يكن أصله االختيار؟ ومن كانوا في عداد المرفوضين‪ ،‬إذ هم انية معنة للهوان [قارن رو ‪]٢١: ٩‬‬
‫هؤالء ال يتوقفون بإجرامهم المتواصل عن إثارة غضب الله عليهم‪ ،‬كما يؤغدون بعالماب واضحة‬
‫أة حكم الله عليهم قد لطق به‪ ،‬مهما كان قدر مقاومتهم الفاشلة له‪.‬‬

‫‪ .١ ٣‬االعتراض الخامس‪ :‬عقيدة االختيارسئركز سح وتحذير بال معنى‬

‫وآخرون يشوهون هذه العقيدة عمنا وبال حياء وكأئها ثبطل الحك على حياة التقوى‪ .‬لقد‬
‫جلب هذا األمر دغصا جسيائ ضد أوغسطينس فصرفه عنه في كتابه إلى ثالنتينوس‪ :‬في التوبيخ‬
‫والنعمة‪ ١٣٠٠.‬وسوف برضي قراءة هذا الكتاب كز تقى قابل للتعليم‪ .‬وبذوري سأذكر بعض النقاط‬
‫<‬ ‫‪٠‬‬
‫التي سآمل أن تشبع حاجة المسالمين ومستقيمي الرأي‪ .‬لقد رأينا كم كان بولس واضحا وصريحا في‬
‫وعظه عن االختيار المجانى الحر‪ .‬فهل كان فاترا في حقه ونصحه؟ دع أولئك الغيارى المتشددين‬
‫يقارنون حذيتهم بجنيته‪ :‬ولتجدن حماستهم كالثلج إزاء شذة حرارته‪ .‬وبكز تأكيد يتبدد كز حرج‬
‫عند مراعاة المبدأ القائل إذ الله لم يدغنا إلى النجاسة [ ‪ ١‬تسى ‪ ]٧: ٤‬بل آذ‪ ...‬كز واحد‪ ...‬يعتنئ‬

‫ض لجة د أا‪, 0‬جعاأ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪)144. 915- 946(. :‬‬ ‫‪١٣‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٨٩٦‬‬

‫إراءه بعدانة وكزامة [ ‪ ١‬تس ‪ ٤ : ٤‬؛؛ وأئنا نحن عمل الله مخلوقين‪ ...‬ألعمال صالحة‪ ،‬وئ كق الله‬
‫آلغذلها بكتي سلك فيهاال [اف ‪. ] ١ ٠ : ٢‬‬

‫خالصة القول إذ مول درسوا بولس — ولو على نحو متوسط العمق — يفهمون بال جهد‬
‫طويل في البحث عن البرهان‪ ،‬كيف يووق بين األمور التي يزعمونها متناقضة‪ .‬المسيح يوصينا‬
‫بأن نؤمن به‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬عندما يقول ائه أل يعي ز اخل اذ يأتتي إقتي إذ لم يعط من‬
‫آبي [يو ‪ : ٦‬ه ‪٦‬؛‪ ،‬فقوله هذا ال هو كاذب وال يتناقفرة مع وصيته‪ .‬فليمض الوعظ إدا في مجاله‬
‫لكي يقود الناس إلى األيمان ويحفظهم في ثباب فيجتنوا نفثا متزايذا‪ .‬ومع ذلك حذار أن ئطمش‬
‫معرفة االختيار السابق‪ ،‬لكي ال يستكبر المطيعون فيتباهوا بشيء من ذواتهم‪ ،‬بل يتفاخروا في‬
‫الرب‪ .‬يقول المسيح منطقيا‪ :‬ص له ًادائبا بلشنع‪ ،‬ولتشمغ [مت ‪٩ : ١٣‬؛‪ .‬لذلك عندما نعظ مرق‬
‫خفوا بعطية األذن يسمعون عرى طيب خاطر‪ ،‬أما فيمن يفتقرون إليها فيتحعق المكتوب عنهم أئهم‬

‫سامعون وال يسمعون [اش ‪ .]٩:٦‬يقول أوغسطينس‪ :‬ولكن لماذا يكون لهؤالء آذان للسهع‪،‬‬
‫بينما ليس ألولئك؟ اش غرف فكزك الرت [رو ‪ ]٣٤: ١١‬أينبغي أن ننكز ما هومكشوف وواضخ‬
‫ألئنا ال نستطيع أن نستوعك ما هو خفى؟ لقد نقلن قول أوغسطينس بأمانة؛ وحيث إذ كلماته‬
‫قد تكون ذات سلطة أقوى منكلماتي‪ ،‬تعالوا اآلن نقتبس ما كتبه هو‪ :‬إئه إذا أصيب البعض عند‬
‫سماع هذا بالبالدة وحز بهم الغذر فاندفعوا بغير ترذد إلى شهوات رغباتهم؛ فهل يعني ذلك أة ما‬
‫قيل عن علم الله السابق ال بئ أن يعتتز زائغا؟ إن كان الله قد سبق فعنم أئهم يصيرون صالحين‪ ،‬ألن‬
‫يصيروا صالحين مهما وصلت بهم درجة األثم حالائ؟ وإن كان قد سبق فعلم أئهم سوف يصيرون‬
‫أشرارا‪ ،‬أفلن يصيروا أشرارا مهما تبين فيهم من إحسان في الوقت الحاضر؟ فإدا‪ ،‬بناء على أسباب‬
‫مثل هذه‪ ،‬هل دتكر حقيقة ما قيل عن علم الله السابق‪ ،‬أم هل دكتم ‪ -‬في حن أئه إذ لم نذكر تقع‬
‫أخطاء أخرى؟ يقول [أوغسطينس]‪ :‬إة سبب صبتمان الحق شيء‪ ،‬أتا حتمية قول الحق فشيء‬
‫آخر‪ .‬فأن نتحرى كز األسباب التي تدعوإلى ستر الحتى أمرا سيكون ممأل‪ ،‬ومع ذلك فهذا أحدها‪:‬‬
‫لئأل نجعل حال من ال يفطنون أسوأ‪ ،‬إذ نسعى إلى زيادة المعرفة لدى الفاهمين‪ .‬هؤالء ال يصبحون‬
‫أكثر علائ بواسعلة حديثنا عن مثل هذه األمور‪ ،‬اكما لن تتناقض معرفتهم‪ .‬ولكن عندما تكون‬
‫طبيعة حتى ما بحيث تسوء حال من ال يستطيع أن يتقيله واسطة تحدثنا به‪ ،‬وتسوء حال من يمكنه‬
‫أن يتقيله واسطة بقائنا صامتين عن الحديث عنه‪ ،‬فماذا عسانا نفعل؟ أال يتحلم أن نتكتم بالصدق‬
‫بحيث يمكن أن يتقيله من يستطيع أن يتقيله‪ ،‬بدأل من أن نلجأ إلى الصمت بحيث ال هذا فقط‬
‫وال ذاك يتقيله‪ ،‬بل يسوء حال من كان أكثر ذكاء؟ ألئه إذا سمعه هذا وقتله‪ ،‬استطاع كثيرون أيشا‬
‫‪٨٩٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الثالث والعشرون‬

‫أن يتحتموا منه‪ ... .‬فهكذا نحن نأبى أن نقول ما يمكننا أن نقوله مستشهدين بالكتاب المقدس‪.‬‬
‫وها كحن نخشى‪ ،‬في الواقع‪ ،‬أن بعثر بكالمنا تن ال يقدر أن يتقبل الحق؛ ولكئنا ال نخاف أن‬
‫تن يمكنه أن يتقبل الحق‪ .‬أخيرا‪ ،‬لكي نختصر هذه النقطة‪ ،‬يؤتمدها‬ ‫بسبب صمتنا‬ ‫يضل‪،‬‬
‫[أوغطيتى] بأكثر وضوح‪ :‬ادا‪ ،‬إذا فعل الرمل وش حلفهم من معتمي الكنية هذين الشيقين‬
‫‪-‬التعامل مع االختيار اإللهى بالوقار‪ ،‬والحفاظ على المؤمنين تحت نظام حياة التقوى واالستقامة‬
‫‪ -‬لماذا يظئ هؤالء من أبناء زماننا أئهم‪ ،‬على الرغم من أبهم مقيدون بقوة الحق الذي ال يقهر‪ ،‬من‬
‫الصواب أن يقولوا‪ :‬حتى لو كان ما يقال عن االختيار السابق‪ ...‬حقيقؤا‪ ،‬ينبغي على الرغم من‬
‫ذلك أآليوعظ به للشعب ؟ الريب وبكق يقين‪ ،‬ينبغي أن يوعظ به حتى يسمع من له أذنان للسمع)‬
‫[مر ‪٩:٤‬؛ مت ‪:١١‬ه‪١‬؛لو‪ .]٨:٨‬ولكن من له هاتان األذنان إن لم يكن قد تقبلهما مش زغن‬
‫بهماا‪٠‬؟ من المؤتمد أن تن ال يتقبل يمكنه أن يرفض‪ ،‬بينما من يتقبل فله أن يًاخذ ويشرب‪ ،‬وله أن‬
‫يشرب ويحيا‪ .‬فإذا زلجك أن ينادى بالتقوى لكي يعبد الله بالحتى‪ . . . ،‬فهكذا أيائ ينبغي أن يوعظ‬
‫بالتعيين السابق‪ ...‬لكي يتفاخر من له أذنان للسماع بنعمة الله‪ ،‬ال بذاته‪ ،‬بل بالله‪١ ٤ .‬‬

‫‪ .١٤‬أوغسطيثس نموذج للوعظ القويم بالتعيين اإللهتي‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإذ ذلك الرجل القديس الموسج بغيرة فائقة من أجل التعليم البتاء‪ ،‬يلئلف‬
‫أسلوبه لتعليم الحق بحيث يتجتب على قدر المستطاع أن يسبب العثرة‪ .‬فينتمرنا بأن األمور التي‬
‫يمكن أن بقال بالحق يمكنها في الوقت ذاته أن دقال بأسلوب مالئم‪ .‬إذ خاطك أحذهم الشعب‬
‫بالقول‪ :‬إذا لم تؤمنوا‪ ،‬فالسبب هو أئكم قد سبق أن تعبنتم بقضاء إلهى إلى الهالك‪ ،‬فإئه ال ينشئ‬
‫الكسل فحسب‪ ،‬بل يعطى مجاأل لتعثد الشر أيصا ‪ .‬وإن أشار إلى المستقبل بالقول إدهم عندما‬
‫يسمعون لن يؤمنوا ألئهم قد ادينوا‪ ،‬فسوف يكون ذلك من قبيل اللعنة عوصا من التعليم‪ .‬لذا يدعو‬
‫أوغسطينس — بحق — أمثال أولئك الوعاظ أن ينصرفوا من الكنيسة كمعآمين أغبياء أو كأنبياء‬
‫منحرفين وكذبة‪ ١٥.‬وفي مكان آخر يرتثي أة التوبيخ دمسي مؤئرا عندما يظهر [المتكتم] لطائ‬
‫ويمن المعونة إلى تن يريد أن يقيده حتى من دون استعمال التوبيخ‪ .‬ولكن لماذا هكذا تكون الحال‬
‫مع أحدهم فيما يختلف األسلوب مع‪٣‬خر؟ حاشا لنا أن نقول بأن صاحب الحكم هو الخزف وليس‬
‫الخذانى! يكتب [أوغسطينس] فيما بعد‪ :‬عندما يأتي الناس إلى سبيل البز أويعودون إليه من طريق‬
‫انظر‪!, 45. 1016-1018(. :‬لآلرًا ‪ 40‬ة‪١‬ل ‪¥. 38-,‬ل ‪٧. 37-,‬ال حتدج‪¥‬حك‪٢٠‬عملر‪ 0‬مدى حأ‪/‬سم أأ‪, 0‬جعاأ‪8‬الجل‪٨٦‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪€‬ت‪،‬لحمعر‪١‬ح‪٢5‬عم‪/‬ه ‪ ٠ 01/1‬أأ‪, 0‬ةعاأ‪8‬الجال‪٨‬‬ ‫انظر‪. 61 )11 45. 1025, 1030(. :‬ااتل ;‪51‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الديرذ‪ ،‬المسيحي‬ ‫‪٨٩٨‬‬

‫التوبيخ‪ ،‬فمن يفعل الخالص في قلوبهم سوى ذاك الذي دغمي ‪ -‬بغض النظر عئن يفرس أويسقي‬
‫[ ‪ ١‬كو ‪ - ]٨~٦ : ٣‬الذي يستحيل على حرية اختيار إنسان أن تقاومه عندما يشاء أن يختصه؟ لذلك‬
‫ال يجوز الشك في أة مشيئة الله — الذي صنع في السماوات واألرض كل ما شاء [مز ‪٦ :١٣٥‬؛‪،‬‬
‫والذي صنع كز اآلتيات [اش ه ‪١١: ٤‬؛ ‪ -‬ال يمكن أن تقاومها مشيئة بشر بحيث تمنعه من أن‬
‫يفعل ما يشاء‪ ،‬إذ هو يعمل بمشيئة الناسى ما يشاء هو‪ ،‬وكذلك‪ :‬متى يشاء أن يقود الناسى إليه‪ .‬هل‬
‫يكيل أجسادهم بقيود؟ إئه يعمل في الداخل؛ فهويقيد قلوبهم في دواخلهم؛ وهو يحزك قلوبهم في‬
‫دواخلهم؛ ويجنبهم بإرادة ذواتهم التي صنعها هو فيهم‪.‬أ كذا ينبغي أأل ئهمل ما يضيف بعد هذا‬
‫كوا [قائال؛‪ :‬وحيث إتنا لسنا على علم بتن ينتمي إلى عدد المختارين ومن ال ينتمي‪ ،‬يلزمنا أن نتسه‬
‫إلى أئنا نريد أة جميع الناس يخلصوة‪ .‬لذا فليكن أمامنا أن نحاول جعل كز ئن نقابله مشاربا‬
‫في السالم الذي نتمئع به‪ .‬أثا سالمنا فسيحز على أبناء السالم [لو ‪٦:١٠‬؛ قارن مت ‪١٣: ١٠‬؛‪.‬‬
‫وبقدر ما يتوقف علينا‪ ...‬فيلزم أن نقنم توبيحا شدينا ومفيدا كدواء لصحة الروح للجميع‪ ،‬كي ال‬
‫دهبكوا هم وال دهبكوا غيرهم‪ .‬ولكئه عمز الله الذي يستخدم ذلك التوبيخ ليفيد به مرذ‪ ...،‬سبق‬

‫فعرفهم وسبق فاختارهم‪١ ٦ ٠‬‬

‫ًامه ‪,‬جعاأ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫سع‬ ‫انظر‪ 44. 920, 942 - 946(. :‬ا(ل‪. 49 )٦١4‬ا‪٧‬آ ;‪٧. 46‬ت ;‪٧. 43, 45‬ال ;‪٧. 8‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫الفصل الرابع والعشرون‬
‫الدعوة اإللهية توفد االختيار؛ فضالعن أن األشرار‬
‫يجلبون على ذواتهم الهالك العادل المعل لهم‬

‫حج‬

‫(المختارون مدعوون فعال‪ ،‬وئد شجون في شركة المسيح‪-١ ،‬ه)‬

‫‪ .١‬تعتمد الدعوة على االختيار‪ ،‬فهي بهذا من عمل الفعمة‬

‫ولكي نعالج األمر بوضوح أكثر‪ ،‬يلزمنا أن نتصدى لدعوة المختارين كما إلعماء قلوب‬
‫األشرار ودعسبتها‪ .‬أثا الدعوة وعلت عنها شيائ في تفنيد ضاللة من يعتقدون أن شمولية المواعيد‬
‫تجعل البشر سواسية‪ .‬ولكن ليس بال اصطغاء‪ ،‬يظهر الله االختيار بواسطة دعوته وهذا يحفظه الله‬
‫خفائ في ذاته؛ ولذا‪ ،‬يجوز تسمية نللث صوارا شهادة البرهان ‪ .‬ألن الذين سبق وغزوهم سبق‬
‫ديتهم ليكونوا مقابهين خبوزه ابيب [رو‪٢٩:٨‬؛‪ .‬زالذيئ تو‪ ،‬ديتهم‪ ،‬وهؤآلء ذعاهم أيصا‪.‬‬
‫والذيئ ذغاهلم‪ ،‬وهؤألء بززهم أيصا (رو ‪ ،)٣ ٠ : ٨‬فمع أة الرب في اختيارهم لذاته تبتاهم أبناء له‪،‬‬
‫نرى أئهم ال ينالون عظيلم إحساؤ هذا قذره إآل حينما يدعون؛ وإن ئبنا التعبير‪ ،‬فإئهم عندما يدعون‬
‫يكونون قد بدأوا فعأل يتمئعون بحصه من اختيارهم‪ .‬لهذا يدعو بولس الروح [القدس؛‪ ،‬والذي‬
‫نالوه‪ ،‬روح التبئي [رو ‪ : ٨‬ه ‪ ١‬؛ و الختم و عربون ضمان الميراث العتيد [اف‪١٤-١٣:١‬؛‬
‫قارن ‪٢‬كو ‪ ٢٢ : ١‬؛ ه ‪ :‬ه؛‪ .‬ألئه ينشئ تبئيهم اآلتي األكيد ويختمه في قلوبهم شهادته‪.‬‬

‫ومع أن الوعظ باإلنجيل يتدلق من ينبوع االختيار‪ ،‬ألن الوعظ نفسه يوجه كذلك إلى األشرار‪،‬‬
‫فإئه ال يمكنه في حذ ذاته أن يكون برهاائ كامأل على االختيار‪ .‬ولكئ الله يعتم مختاريه باره يقودهم‬
‫إلى اإليمان‪ .‬وقد اقتبسنا سابعا من كلمات المسيح ذاته ما يؤول إلى هذا المعنى‪ :‬لش اذ احذا‬
‫زاى اآلب األ الذي من اذأ [يو ‪ ٢.]٤٦:٦‬وكذلك أرا اظهزت اشتك بلائس الذين اغطكني‪1,‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الثاني والعشرين‪ ،‬الفقرات ‪.١١-١٠‬‬ ‫‪١‬‬
‫انظرأعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الثاني والعشرين‪ ،‬الفقرة ‪.١٠‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٠٠‬‬

‫[يو ‪ .]٦: ١٧‬وفي نعل اخر يقول‪ :‬األ ئئير اخذ آذ يعبل إلي إذ للم يجتذبه االت‪.‬أ [يو ‪.]٤٤:٦‬‬
‫شرح أوغسطينس هذا النص بحكمته المعهودة فقال‪ :‬ا إن كان كز إنسا؟‪ -‬إذ تعثم ‪ -‬يأتي‪ ،‬كما‬
‫يقول الحؤ االلهي [يو ‪ : ٦‬ه ‪ ،] ٤‬إدا من المؤتمد أن من ال يأتي لم يتحتم ‪ ٠ ٠.‬ومن ثم ال يستنبط أن كذ‬
‫ض يستطيع فعأل أن يأتي‪ ،‬يجيء‪ ،‬إن لم يكن أيشا قد شاء ذلك وقثله‪ .‬ولكن كز من تعتم من اآلب‬
‫ليس فقط قادرا أن يأتي‪ ،‬بل إئه يأتي أيائ؛ وكضئن هذه النتيجة الحادثة ميزة إمكانية الحدوث‬
‫وأثر اإلرادة وأثر الفعل‪ ٣٠٠.‬وفي مكا؟ آخر يعبر عن ذلك بمزيد من الوضوح‪ :‬اماذا يعني أة تمز‬
‫تن سيغ بن اآلب زقثئلم يعبل إلئاا [يو‪:٦‬ه‪ ]٤‬سوى أئه ليس ثتة أحب يسع من اآلب ويتعتم منه‬
‫بدون أن يقتل إلي؟ ألئه إن أتى كز من سمع من االب‪ ،‬وتعتم‪ ،‬فمتا ال شاذ فيه أن كز تن ال يأتي‬
‫لم يسمع من اآلب ولم ينعتم؛ أئه إذ كان قد سيغ وتعتم فإئه يقتل‪ ...‬وما أبعد هذا التعليم الذي‬
‫فيه يسع من اآلب فيعتمنا أن ئقتل إلى االبن من أن يكون بالمعنى الجسدى! وبعد قليل يضيف‬
‫[أوغسعلينس] ومن ثم فإذ هذه النعمة التي تجزل سرا على القلوب البشرية‪ ،‬ال يقبلها كز من‬
‫تقشى قلبه‪ .‬إئها يمنح لهذا الفرض‪ :‬أن ئزال بها قساوة القلب أؤأل‪ .‬وعندئذ حينما يسمع اآلب في‬
‫السريرة‪ ...‬ينزع قلب الحجر ويعطي قلب لحم [حز ‪١٩: ١١‬؛‪ ...]٢٦ :٣٦‬وهكذا يجعلهم أبناء‬
‫الموعد ونية الرحمة التي أعذها للمجد [رو ‪ .]٢٣ :٩‬لماذا إدا ال يعتم الجميع حتى يقتلوا إلى‬
‫المسيح إن لم يعتم بالرحمة جميع من يعثمهم‪ ،‬ولكن ال يعثم بالدينونة من ال يعتمهم؟ ألئه ديرحم‬

‫من يشاء؛ وتقشي من يشاء) [رو ‪ ١٨: ٩‬؛ و‪٤٠٠.] ١٤ :٩‬‬

‫إدا يخضعى الله أولئك الذين اختارهم أبناء له‪ ،‬وئعبن ذاته أيا لهم‪ .‬وإذ يدعوهم‪ ،‬يقبلهم في‬
‫اسرته ويوحدهم معه حتى يكونوا واحذا معا‪ .‬أتا عندما ئقزن الدعوة باالختيار‪ ،‬فالكتاب يشير‬
‫على هذا النحو بما فيه الكفاية إلى أن ال يبتغى بها [أي الدعوة] سوى رحمة الله المجانية‪ .‬ألئنا إن‬
‫سألنا من يدعوهم الله‪ ،‬وما هو سبب دعوتهم‪ ،‬يجيب إئهم من قد اختارهم‪ .‬عالو؛ على ذلك‪،‬‬
‫فإئه عندما نتأتل في مسألة االختيار ال تتجنى سوى الرحمة وحدها على كز جانب‪ .‬هنا تبرز أهمية‬
‫قول بولس‪ :‬إذا كز‪ ،‬يتن دقاء وأل يتن قشش‪ ،‬قز لله الذي ئرخلم [رو ‪ .] ١٦: ٩‬فليس األمر إدا‬
‫كما يشيع فهمه بين من يقتسمونه بين نعمة الله ومشيئة اإلنسان وسعيه‪ .‬إئهم يشرحون فهمهم‬
‫بالقول إذ رغبة اإلنسان واجتهاده ال أثر لهما في حدودهما إن لم تعززها نعمة الله؛ أتا عندما‬
‫ئعيئهما بركته يكون لها دور في اقتناء الخالص‪.‬‬

‫ا ‪0, 071‬االأ‪8‬ل‪٦‬جأل‪٨‬‬ ‫انظر‪ 44. 368 £.( :‬لآلل( ‪٧, XXX1‬ل ‪٧,‬ال ‪1$171‬ا)أ‪7‬أ§أ‪-‬أ‪ 0‬سه أ‪8‬أ‪0‬ا‪0‬‬ ‫‪٣‬‬
‫انظر‪ 44. 970 £.( :‬ا(ل‪1‬ل) ‪€ $)11711$ ¥111. 13, 14‬أ‪1‬أا‪ 0‬أ‪07‬أأا)أ‪7‬أأ‪€$‬أ)‪€ 1<7-€‬أ‪1‬أ ‪0, 071‬عاخ‪8‬اآجل‪٨٦‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪٩٠١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع والعشرون‬

‫ارني أفثمل أن أدحض مماحكتهم باللجوء إلى كلمات أوغسطينس بدأل من كلماتي‪ :‬إن‬
‫لم يقصد الرسول سوى أن ليست المسألة هي مشيئه اإلنسان أو سعيه إأل بحضور الرب الرحيم‪،‬‬
‫عندئذ يجوز أن دقلب العبارة بحيث رقال‪ :‬ليست المسألة هي الرحمة وحدها إأل إذا اقترنت‬
‫‪٠‬دالمشيئة والسعي [البشرين؛‪ .‬لكئ إن كان هذا القول ضالأل بكتا‪ ،‬فلندرك بال أي ريبه أن الرسول‬
‫ينسب كز شيء إلى فضل رحمة الله‪ ،‬من دون أن يترن أي مجاني لمشيئتنا أو الجتهادنا البشري‪.‬‬
‫كما أدني ال أحسبه مقدار قسة أن يتقدموا بهذه الفكرة الماكرة‪ :‬أن بولس لم يكن ليقوز هذا لو‬
‫لم يكن لنا بعض السعي وبعض المشيئة‪[ .‬أقول؛ إذ بولس لم يكن ليناقش دورا لإلنسان‪ ،‬لوال أله‬
‫عندما رأى أن أناسا معكنين باتوا ينسبون جزءا من الخالص إلى جهود البشر‪ ،‬أدان خطأهم ببساطه‬
‫في الشطر األول من الجملة‪ ،‬وفي نصفها الثاني سب الخالص بكلكته إلى نعمة الله‪ .‬وماذا يفعل‬
‫األنبياء سوى الوعظ المتواصل بدعوة الله المجانكة؟‬

‫‪ . ٢‬يتبين جلجا من طريقة الدعوة ذاتهاأئهاتعتمد على نعمة الله‬

‫هذا إلى جانب أن طبيعة الدعوة عينها‪ ،‬وكذا تدبير توزيعها‪ ،‬يوضح هذه الحقيقة جيذا؛ إذ‬
‫هي ال تكمن في الوعظ بالكلمة فقط‪ ،‬بل في إنارة الروح أيقا‪ .‬نتعتم من النبي إلى تن يوحه الله‬
‫كلمته‪ :‬اصغيت* [أعلئث ذاتي؛ إلى ائذيئ لم يشالوا‪ .‬وحنت من ائذيئ لم يطلبوني‪ .‬ونى‪ :‬هأثذا‪،‬‬
‫هاذا‪ .‬ألثؤ لثم تشغ) داشمي‪[ ٠..‬اش ه ‪ ١ : ٦‬؛‪ .‬ولكي ال يعتبر اليهود أن ذلك الترؤف بولجه نحو‬

‫األمم فقط‪ ،‬يديرهم أيائ من أين أخذ أباهم إبراهيم عندما تلثلف وأظهر له نعمته‪ :‬أي من زحل‬
‫الوثنكة التي كانت كز عشيرته قد غاصت فيها [قارن يش ‪٣—٢ : ٢٤‬؛ ‪ .‬فإئه عندما يضيء بنور كلمته‬
‫على غير المستحثين‪ ،‬بظهر بذلك برهاائ واضحا على جوده المجاني‪ .‬هنا‪ ،‬إدا‪ ،‬يتجنى إحسان‬
‫الله ولكن ليس لخالهن الجميع؛ ألن دينونًا أعظم تتبعى لألشرار ألدهم يرفضون شهادة محبة الله‪.‬‬
‫وكذلك الله أيغما‪ ،‬لكي بظهر مجده يسترجع أثر عمل روحه منهم‪ .‬إدا هذه الدعوة الروحكة التي‬
‫تحاكينا في الداخل‪ ،‬ائما هي عربون للخالص ال يمكنه أن يضتلنا؛ وينطبق عليه قول يوحنا‪ :‬بهذا‬
‫تغرف ائه قئبت بيتا‪ :‬مث الروح ائذي ‪1‬غئالتا [ ‪ ١‬يو ‪ ٢٤: ٣‬؛ قارن ‪ ١٣: ٤‬؛ ‪ .‬لكن لئأل يتفاخر الجسد‬
‫بأئه على األقزاستجاب للدعوة المجانية التي قذمهاله الروح‪ ،‬يعلن أن الاذن له يسمع بهاوالعين‬

‫يرى بها ما لم يجعلها هو‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬فإئه ال يجعل األذن لتسمع أو العين لترى بحسب مقدرة‬
‫‪,‬جاالأ‪8‬آلجال‪٨‬‬ ‫انظر‪. 32 )1140. 248(. :‬تا‬ ‫ه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الذين المسيحي‬ ‫‪٩٠٢‬‬

‫كل شحخهس على الشكر‪ ،‬بل على أساس اختياره‪ .‬لهذا مثال واضح للئ فيما دؤنه لوقا‪ ،‬حيث يسمع‬

‫اليهود واألمميون مائ وعظ بولس وبرنابا‪ .‬فلنا كان الجميع قد سمعوا تعليم الكلمة ذاتها‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫واتئ جميع ائذيئ تمانوا معثنين يتحبا؛ األبد ا [اع ‪ . ] ٤٨: ١٣‬فبأي جسار؛ نستطيع أن ننكر أة‬

‫الدعوة خرة ومجانية حيث إدها — حتى عند محئلتها األخيرة — خاضعة لالختيار وحده؟‬

‫‪ .٣‬اإليمان هوثمرة االختيار‪ ،‬ولكئ االختيار اليتوقف على اإليمان‬

‫هنا يلزمنا أن نتنيه إلى خطاين‪ :‬ألة البعض يجعلون اإلنسان مشارتما لله في عمله‪ ،‬لكي يصادق‬

‫على االختيار بقبوله‪ .‬وبذا تصبح إرادة اإلنسان أرفع من خئلة الله بحسب اعتقاد هؤالء‪ .‬هذا كما‬

‫لوكان الكتاب يعلم بأئنا أعطينا مجرد القدرة على اإليمان وليس بالحري اإليمان ذاته! وآخرون‬

‫— على الرغم من أئهم ال يقتلون من نعمة الروح القدس — انقادوا لسبب أو آلخر لجعل االختيار‬

‫رهائ باإليمان‪ ،‬كما لو كان مشكوتما فيه وكذلك بدون فاعلية إلى أن يبزم باإليمان‪ .‬أائ بالنسبة إلينا‪،‬‬

‫لكونه في الواقع مؤتمدا‪ ،‬هو واضح بدون لبس‪ .‬لقد رأينا أة ترتيب الله الخفي الذي بات مستترا قد‬

‫ظهز إلى النور‪ ،‬بشرط أن تفهم من هذه اللغة مجرد أة ما لم يكن في حيز المعرفة قد اثبتت صحته‪،‬‬

‫أو صار مختوائ بختم‪ ،‬إذا جاز التعبير‪ .‬ولكئه من الخطأ أن يقال إة مفعوله يسري بعدما نؤمن‬
‫ببشارة اإلنجيل فقط‪ ،‬وأئه يتخذ صالحيته من ذلك‪ .‬حائ ينبغي أن نطمئن إلى ذلك؛ ألئه إذا حاولنا‬

‫أن نتقضى عمق سر قصد الله األزلى ال بذ أن يبتلعنا ذلك الغور‪ .‬لكن ألن الله قد أعلن قصده لنا‪،‬‬
‫ينبغي أن نرتقي إلى أعلى لئأل يغمز العته األثر‪ .‬فلائ كان الكتاب قد عتمنا أئنا استنرنا بحسب اختيار‬

‫الله لنا‪ ،‬ما عسى أن يكون أكثر سخافة أو تفاهة من أن تنبهر عيوننا ببهاء هذا النور بحيث نرفض‬

‫أن ننتبه الختيارنا؟ وفي الوقت نفسه‪ ،‬لست أنكر أئه يلزمنا االستهالل بكلمة الله لكي نتأبد من‬
‫خالصنا‪ ،‬وأن تكون ثقتنا صادقة العزيمة بحيث نستطيع أن ندعو الله أبا لنا‪ .‬بلكي يتمكد البعض من‬

‫خطة الله‪ ،‬وهي قريبه مائ جدا‪ ،‬وفي فمنا وفي قلبنا [تث ‪ ،] ١٤ : ٣٠‬يشتهون في ضاللهم أن يرفرفوا‬

‫فوق السحب‪ .‬أتا هذا العليش فيلزم إدا أن يكبحه تعثل اإليمان بحيث يستطيع الله بكلمته النافذة‬

‫أن يشهن لنعمته الخفية نحونا‪ ،‬بشرط أة الماسورة التي تتدلق منها المياه بغزارة لتروي ظمأنا‪ ،‬ال‬

‫تحول بيننا وبين نسبة الفضل إلى الينبوع الذي تمتد مياهها منه‪.‬‬
‫‪٩٠٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع والعشرون‬

‫‪ .٤‬اسيل السوى والسبيل الخطأ للتأغد من االختيار‬

‫إدا‪ ،‬لائ كان من الخطأ أن نجعل فاعلية مشروطة على اإليمان باإلنجيل الذي يشعرنا بائه من‬

‫حقتا‪ ،‬فسوف نثخن النهج األفضل للذمكد من اختيارنا إذا تشبثنا بتلك األمارات التي من شأنها أن‬
‫تشهن له‪ .‬ليس لدى الشيطان تجربة أخطر أوأمر يمكنه أن يسط بها هئة المؤمنين من أن يزعزعهم‬
‫بالشك في اختيارهم‪ ،‬ويفعمهم في الوقت ذاته برغبة شريرة في أن يبتفوه بأسلوب خارح عن‬
‫الطريق الصحيح‪ .‬إئني أدعوه بحائ خارجا عن الطريق السليم عندما يحاول اإلنسان المحدود أن‬
‫يقتحم أغوار الحكمة اإللهية الخفية‪ ،‬وأن يتعن إلى أعالي األبدية‪ ،‬لكي يكتشغل القرار الذي ادحن‬
‫بشأنه من تبل عرش دينونة الله‪ .‬ألئه بذلك يلقي بذاته فيتلع في أعماق دؤامؤ ال قالح لها؛ ثم يشتبك‬

‫في سؤك ال حصر لها وال مالذ منها؛ ثم يدفن ذاته في هاوية من الظالم الكثيف‪ .‬وهكذا تستحق‬
‫غباوة العقل البشري أن دعائب بدمار رهيب‪ ،‬عندما يحاول اإلنسان في محدودية قدرته أن يرتقي‬
‫إلى مراتب الحكمة اإللهية‪ .‬ويا لها من تجربة مميتة تفوق في خطرها كل التجارب‪ ،‬ألن معظمنا‬

‫أميل إليها أكثر متا إلى أي تجربه أخرى!‬

‫حعا‪ ،‬قتما نجد عقأل ال تتطرق إليه هذه الفكرة مرارا وتكرارا‪ :‬من أين يأتي خالصك إن لم‬
‫يكن من اختيار الله السابق؟ وماذا لديك من إعالن عن اختيارك؟ وإذا ألحت عليه هذه الفكرة فهي‬
‫إائ تعذبه في أوقات تعاسته بال هوادة وال رحمة‪ ،‬أو تغمره تماائ إلى حذ الغرق‪ .‬إئني في الحقيقة‬

‫ال أريد برهادا أقوى لتأكيد حقارة ما يتصؤره مثل هؤالء األشخاحس عن االختيار من ذلك االختبار‬
‫بعينه [أال وهو أن تن يبحث عن التأبد خارجا عن كلمة الله يعاني من عذاب الضمير‪ ،‬بينما من‬
‫يرتمز على الكلمة يجد العزاء ويحعق تبثيه؛؛ هذا ألن العقل ال يمكن أن يصيبه خطأ أخطر مائ من‬
‫شًانه أن يربك الضمير ويسلبه سالمه واطمئنانه نحوالله‪ .‬ومن ثلم‪ ،‬إن تمثا نخشى حطام سفينتنا‪ ،‬لزم‬

‫علينا أن نتفادى هذه الصخرة التي لم ينخ أحذ من الهالك‪ ،‬كان قد ارتطم بها‪ .‬ومع أن الحديث عن‬
‫التعيين السابق يشيه ببحر ركويه محفوف بالمخاطر‪ ،‬فإذ في أثناء عبور غماره يجد المرء إبحارا‬
‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫مح‬
‫آمتا وهادائ‪ ،‬بل أضيف أيائ سفرا ممتائ‪ ،‬إن لم يتعتد تعريض ذاته للخطر‪ .‬فبقدر ما يغمر البعض‬
‫ذواتهم في هاويه مميتة باستقصاء قصد الله بعيدا عن كلمته‪ ،‬سعيا منهم في التأكد من اختيارهم‪،‬‬
‫كذا يحصن دمن راحه ال يقدر بثمن كل من يفحصه على النحو المستقيم بدراسة ما دؤنته كلمته‬

‫المقدسة‪ .‬فليكن هذا إدا منهاج بحثنا‪ :‬أن نبدأ بدعوة الله‪ ،‬وأن ننتهي بها‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيجين‬ ‫‪٩٠٤‬‬

‫وهذا ال يمنع المؤمنين من اإلحساس بأة البركات التي يتقبلونها كز يوم من يد الله ستمن؛‬
‫من ذلك التبئي الخفي‪ ،‬كما يقرون في‪.‬إشعياء هاتفين‪ :‬ائ رت‪ ...‬ألحقن اشقك ألائغ‪ ٠‬طئغك‬
‫عجبا‪ .‬نثاصدق نئن العديم أناثة ؤصنق [اش ره‪ ،]١ :٢‬ألة الله يشاء أن يثبت لنا بهذا‪ ،‬كما‬
‫بعالمه‪ ،‬القذز الذي يحز لنا أن نعرفه من قصده‪ .‬ولئأل تبدو هذه الشهادة ضعيفة ألحدهم‪ ،‬دعونا‬
‫نتأثل كم هي واضحة في إرساء الطمأنينة في نفوسنا‪ .‬يتحذث برنارد في هذا المجال على النحو‬
‫اآلتي‪ :‬فبعد أن يتعامل مع ما يفعله األشرار يقول‪ :‬قضاء الله يبقى راسحا؛ وقصد سالمه يثبت‬
‫على خائغيه‪ ،‬متغاضيا عن إثمهم ومجازيا أعمالهم الصالحة إذ يستخدم رحمته العجيبة بحيث ال‬
‫تعمل األشياء الحسنة فقط‪ ،‬بل األفعال اآلثمة أيائ‪ ،‬مائ للخير‪ ...‬من‪ ،‬ستشتكي غلى ئفقاري الله‪،‬؟‬
‫[رو ‪ .]٣٣٠٠٨‬يكفيني برا أن يقف هو وحده إلى جانبي [مدافائ عني؛ أمام الوحيد الذي أخطأت‬
‫إليه‪.‬كز اثهام قضى بأأل يولجهه إلى بات كأثه لم يكن‪ .‬ويضيف‪ :‬يا له من موضع السكينة الحقيقية‪،‬‬
‫الذي ال اختبئ إن أسميته حجرة نوم ! يا له من مسكب يرى فيه الله‪ ،‬ليس — إن جاز القول —‬

‫ثائرا وفي غضب‪ ،‬ليس منشغأل بالهموم‪ ،‬بل فيه تختبر اثار إرادته الصالحة المرضية الكاملة! تلك‬
‫الرؤيا ال ترعبنا بل تهذئنا؛ ال تثير في دواخلنا فضوأل قلعا بل تسغنه فينا؛ وال ئعيينا بل تلتلف‬

‫أحاسيسنا‪ .‬هنا نشعر بالراحة الحقيقية‪ .‬وإله السالم يبذد كز اضطراب‪ ،‬وإذ ننظره في سكوب)‪ ،‬نبيث‬
‫في ثقه واطمئنان ‪٦.‬‬

‫ه‪ .‬إفهم االختيار وئرى في المسيح وحده‬

‫أوأل‪ ،‬إن كائ نبتغي رحمة الله األبوية وقلبه الحنون‪ ،‬يلزمنا أن نوجه أبصارنا إلى المسيح؛ مر‪،‬‬
‫عليه وحده نزل روح الله [قارن مت ‪ .]١٦ :٣‬وإن كائ نطلب الخالص والحياة وخلود الملكوت‬
‫السماوي فعندئذ ليس غيره نستطيع أن نلوذ به‪ ،‬ألئه وحده هو ينبوع الحياة‪ ،‬ومرساة النجاة‪،‬‬
‫وواردث ملكوت السماوات‪ .‬فما هوقصد االختيار سوى أدنا إذ تبئينا أوالدا ألبينا السماوي‪ ،‬نحوز‬
‫الخالحكى والخلود بنعمته؟ فمهما توشعك في تميز معنى االختيار‪ ،‬ومهما تفغرث فيه ملبا‪ ،‬فسوف‬
‫تدرك أن حدوده ال تتجاوز ذلك القصد‪ .‬ولذا فإة من تبغاهم الله أوالذا له قد اختيروا‪ ،‬ليس في‬
‫ذواتهم بل في المسيح [اف ‪]٤: ١‬؛ ألة [الله] إن لم يمكنه أن يحبهم فيه‪ ،‬لم يمكنه أن يكرمهم‬
‫بميراث ملكوته إذ لم يكونوا أؤأل قد أصبحوا مشاركينفيه‪ .‬لكئنا إن كا قد اخترنا فيه‪ ،‬فلن نجد‬
‫تأكيد اختيارنا في ذواتنا؛ أو حتى في الله االب إن جاز لنا أن نظته منفصأل عن ابنه‪ .‬المسيح إدا‬

‫‪8671(718 071‬‬ ‫انظر‪ 183. 892 £.( :‬ا(ل]‪٧‬ل) ‪. 15, 16‬اااتآ ‪80718 0/807188‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪٩٠٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع والعشرون‬

‫هو المراة التي ينبغي أن نتأتل فيها اختيارنا نحن من دون أن نغش ذواتنا‪ .‬ألئه لقا كان االب قد‬

‫قصد لمن شاء منذ األزل أن يكونوا خاصته أن يطعموا في حسد المسيح‪ ،‬لكي يعتبرهم أبناء له‬

‫كز من يقرهم أعضاء فيه‪ ،‬ثبت لنا بما يكفي من واضح البرهان أئنا قد دوائ في سفر الحياة [قارن‬
‫رؤ ‪ ،)٢٧: ٢١‬إن كا في شركة مع المسيح‪.‬‬

‫ولقد وهب لنا هذه الشركة معه عندما شهد في كرازته باإلنجيل أئه قد اعبي لنا من اآلب‪،‬‬

‫وأئنا قد ؤهب لنا معه أيصا كذ شيء [رو ‪ .]٣٢ :٨‬وقد وهب لنا كذلك أن نلبسه [رو ‪،] ١٤: ١٣‬‬

‫وأن ننمو مائ فيه [اف ‪ : ٤‬ه ‪ ] ١‬لكي نحيا‪ ،‬ألئه هو يحيا‪ .‬وكثيرا ما يتكرر هذا التعليم‪ :‬أة اآلب لم‬

‫يشفق على ابنه الحبيب [قارن رو‪٣٢ :٨‬؛ يو ‪:٣‬ه ‪]١‬االكئأليهلككلمىيوبى‪[ ٠٦‬يو ‪.]١٦:٣‬‬
‫انحقا؛ [يوه‪]٢٤:‬؛ وفي إطار هذا‬
‫**‬ ‫بل إة اكل من يؤمن **به يقال عنه إئه اود ايعز من انقوب إلى‬

‫الحياة [يو ‪ : ٦‬ه‪]٣‬؛ ومن يكل من هذا الخبز ال يموت بل يحيا إلى‬
‫**‬ ‫خبز‬
‫**‬ ‫المعنى‪ ،‬يدعو نفسه‬
‫األبد [يو ‪ ١ : ٦‬ه ‪ ٨ ،‬ه] ‪ .‬أقول إئه قد شهد لنا بأن االب السماوي سوف يحسب كلة من يتقبلونه‬

‫باإليمان أبناء له‪ .‬وإن اشتهينا أي شيء أكثر من أن نعن بين أبناء الله وورثه له‪ ،‬فعلينا أن نسمو على‬

‫المسيح‪ .‬أتا إذا كان ذلك هو هدفنا األسمى فيا له من جنون أن نطلب من غيره ما قد ؤهب لنا فيه‪،‬‬
‫وما نستطيع أن نجده فيه وحده! عالو؛ على ذلك‪ ،‬لقا كان هو حكمة اآلب األزلية‪ ،‬وحثه الذي‬

‫ال يتفقر‪ ،‬ومشورته الثابتة‪ ،‬ينبغي أأل نخشى أي احتماني الختالف ما عتمناه به في كلمته عن تلك‬

‫المشيئة اإللهية التي نبتغيها‪ .‬بل بالحري‪ ،‬إئه يعلن لنا بأمانة تلك المشيئة التي كانت منذ البدء وإلى‬
‫الدهر تكون‪ .‬كما أن ممارسة هذا التعليم ينبغي أن تزدهر في صلواتنا‪ .‬فمع أن اإليمان باالختيار‬

‫يحقنا على أن نتضرع إلى الله‪ ،‬فإئه يمسي منافيا للعقل أن نساولم مع الله أو أن ئقحم إرادتنا على‬

‫الله بالقول‪ :‬اليا رب‪ ،‬إن كث قد اخترتني فاسمع لي ا هذا ألئه يشاء أن تطس إلى وعوده‪ ،‬وأأل‬

‫نحاول أن نقوم بالتحقيق معه في هل كان يميل إلى السماع لنا‪ .‬ولسوف يحزرنا هذا التعقل من‬

‫فخاخ كثيرة‪ ،‬إن عرفنا كيف نعليق ما قد دؤنته الكلمة تطبيعا صحيحا لغائدتنا؛ ولكن لئحجم عن‬
‫أن نوئع هنا وهناك وبال ترو ما وجب أن يظز داخل تخومه‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٠٦‬‬

‫(تبقى مثابرة المختارين آمنة في حمى المسيح‪ :‬وئلي تفسير النصوص التي سردها‬
‫المعارضون‪)١١—٦ :‬‬

‫‪ .٦‬يمئح المسيح خاصته اليقيئأة اختيارهم دائة) والئلغى‬

‫كون ثبات اختيارنا مقترائ بدعوتنا ائما هو وسيله أخرى لتوطيد ثقتنا‪ .‬ألن من أنارهم المسيح‬
‫بمعرفة اسمه ورحب بهم في حضن كنيسته‪ ،‬يستقبلهم إلى حفظه ورعايته‪ .‬وكز من يستقبلهم‬
‫قد أودعهم اآلب إليه ليحفظهم إلى حياة األبد‪ .‬إدا ماذا نريد؟ لقد أكلمى المسيح عالي أئه اثخن‬
‫تحت حمايته جميع من يشاء اآلب أن ينالوا الخالص [قارن يو ‪٣٩ ،٣٧: ٦‬؛ ‪ .)١٢ ،٦: ١٧‬لذلك‬
‫إذا رغبنا أن نعرف هل كان الله يهتم بخالصنا‪ ،‬فلنبحث هل كان قد ائتمننا إلى المسيح‪ ،‬الذي‬
‫أقامه المختص الوحيد لكز‪ ،‬شعبه‪ .‬وإن كنا ال نظز في ريبه هل كان المسيح قد استقبلنا إلى عنايته‬
‫وحماه‪ ،‬فإئه يتصدى لذلك الشلن عندما يقدم لنا ذاته طوعا راعيا لنا‪ ،‬ويعبل أئنا سوف ئحسب‬
‫ضمن أعداد قطيعه إن سمعنا صوته [يو ‪ .]٣: ١ ٠‬لذا‪ ،‬دعونا تعبل المسيح الذي ؤهب لنا فضأل‪،‬‬
‫والذي يأتي الستقبالنا؛ سوف تحصيا ضمن قطيعه ويحمينا داخل حظيرته‪.‬‬

‫ومع ذلك يتسرب إلينا القلق حول مستقبلنا؛ ألئه كما يعتم بولس بأن الذين سبق فعينهم‬
‫وهوألء دعاهم اتصا [رو ‪٣ ٠ :٨‬؛‪ ،‬كذا يبين المسيح أن اكثيريرل ئذعؤذ زوليلين يسحبون [مت‬
‫‪ ١٤: ٢٢‬؛ ‪ .‬والواقع أنبولس تثنيناض المبالغة في الثقة‪ ،‬فيقول‪ :‬تئ نظل ائه وابة)‪ ،‬ئأيئظر اذ أل‬
‫يشعغا‪ ١ [ ٠‬كو ‪ :]١٢: ١٠‬وأيثا يسأل‪ :‬أًاذت مطئم في زيتونة شعب الله؟ ااأل ستكبن تل حف ا‬
‫[رو ‪ ]٢٠: ١١‬ألن الله يقدر أن يقطعك ليطعم اخرين [قارن رو ‪٢٣-٢١ : ١١‬؛‪ .‬وأخيرا‪ ،‬نتعتم‬
‫من هذا االختبار عينه أأل يقام وزن كبير للدعوة وااليمان ما لم يصف الدأب؛ وهذا ما ال يحدث‬
‫للجميع‪ .‬أتا المسيح فقد حذرنا من القلق‪ ،‬ألن هذه المواعيد تنطبق على المستقبل‪ :‬اكل‪ ،‬تا يفعليني‬
‫اآلت قانئ يبز‪ ،‬ؤتنيهبزإلئ أل أرلجئ حارحا‪[ ٠٠‬يو ‪ .]٣٧:٦‬وأيائ‪1 :‬اهذه تشيقه اآلب الذي‬
‫ازشلني‪ :‬ائ كل تا آعكاني أل اتين‪ ،‬منه غفا‪ ،‬تل أقيئه في التؤم األخئ‪[ ٠‬يو‪.]٣٩:٦‬وأيائ‪:‬حري‬
‫األيي ؤأل تحطمها‬
‫‪*،‬‬ ‫دشمغ صؤبي‪ ،‬ؤاتا أعروها ئثئبغيي‪ .‬زاتا أعطيها حتاه اد‪ ،‬زنئ رهللثع إلى‬
‫اخل من‪ ،‬يدي‪ .‬ادي الدي أعكايي إدالها هؤ‪/‬أعظم من‪ ،‬الكز‪ ،‬ؤأل يعدز اخد اذ تحكمة من‪ ،‬تب أبي‬
‫[يو ‪٢٩-٢٧ : ١٠‬؛‪ .‬وعندما يقول‪ :‬اكل عرس لم تعرل ردي السماوي ثعلغ [مت ‪١٣: ١٥‬؛‪،‬‬
‫يعني العكس أيثا ضمائ‪ :‬أي أن من عرسوا وتأصلوا في الله ال يمكن أن يقتلعوا من الخالص على‬
‫األطالق‪ .‬يوتد ذلك قول يوحا ‪١‬الؤتمانوا متا نبوئا تقائ [ ‪ ١‬يو ‪ ١٩: ٢‬؛ ‪ .‬ولهذا السبب يتحذى بولس‬
‫‪٩ ٠٧‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل الرابع والعشرون‬

‫الحياة والموت‪ ،‬واألمور الحاضرة والمستقبلة [رو ‪]٣٨:٨‬؛ وال شك في أن هذا التفاخر أساسه‬
‫هبة المثابرة والدأب‪ .‬وال شك أيصا في أئه يطبق هذه الفكرة على جميع المختارين‪ .‬وفي موضع‬
‫اخر يعيد بولس القول نفسه‪ :‬اذ اال‪،‬ي ابتد‪ ،‬ا فيكم عمأل ضابحا يكمل إلى يؤم يشوغ اكسيحًا‬
‫[في ‪ .]٦:١‬كذلك داود‪ ،‬عندما ضعف إيمانه استند إلى هذه الطلبة‪ :‬عن أعمال ينيك أل قفزا‬
‫[مز ‪٨٠٠١٣٨‬؛‪ .‬ما من شك في أن المسيح عندما صأى من أجل جميع المختارين طلب لهم ما‬
‫طلبألجل‪.‬لطرس‪ ،‬أأل يغنى إيمانهم [لو‪. ]٣٢:٢٢‬من هذا ذستذةًائهمليسوافيخطر االرتداد‪،‬‬
‫ألن ابن الله الذي يصلي من أجل ثباتهم لم ترفض له طلبة‪ .‬ماذا أراد المسيح أن نتعتم من ذلك سوى‬
‫أن نثق بأئنا نظز دوائآمنين‪ ،‬ألئه جعلنا خاصة له مز؛ وإلى األبد؟‬

‫‪ .٧‬من يؤمن حعا اليمكنه أن يسقط من اإليمان‬

‫مع ذلك فإئه يحدث في كز يوم أن االين يظهرون وكأئهم خاصة المسيح يرتذون عنه ثانية‪،‬‬
‫ويسارعون إلى الهالك‪ .‬الواقع أئه في النص عينه االي فيه يعلن أن االين أعطاهم االب إياه لم‬
‫يهلك منهم أحد‪ ،‬استثنى ابن الهالك [يو ‪١٢: ١٧‬؛‪ .‬إئه صحيح حائ‪ ،‬ولكئه في غاية الوضوح‬
‫أيشا‪ ،‬أن أمثال أولئك لم يكونوا قط قد التصقوا بالمسيح بالثقة القلبية التي توغد لنا تأكيد‬
‫اختيارنا‪ .‬عن هؤالء يقول يوحنا‪ :‬منا حرجوا‪ ،‬لكئهم لم يغولوا ثغا‪ ،‬ألدهم لؤ فالوا منا لبعوا معنا‬

‫[‪١‬يو ‪١٩:٢‬؛‪ .‬ولست أنكر أن لهم عالمات للدعوة تشابه عالمات دعوة المختارين‪ ،‬ولكئني‬
‫كمت‪ ،‬أمنحهم ذلك التوطيد الختيارهم االي أدعو المؤمنين أن يبتفوه في كلمة اإلنجيل‪ .‬إدا‬
‫دعونا ال نسمح ألمثلة كهذه بأن تبعدنا أبذا عن االعتماد الهادئ على وعد الرب االي فيه يعلن أن‬
‫كرى من قبلوه بإيمان صحيح قد اعطوا له من اآلب‪ ،‬وأن ليس واحن منهم يهلك ألله هو راعيهم‬
‫وحارسهم األمين [يو ‪ ١٦: ٣‬؛ ‪٣٩: ٦‬؛‪ .‬سوف نتحذث عن يهوذا بعد قليل‪ ٧.‬بولس ال يثبط هئة‬
‫المسيحيين عن الثقة ببساطة القلب‪ ،‬ولكئه يحذرهم من ثقة الجسد المجردة والفعلة التي تحمل‬
‫في طباتها العجرفة والغطرسة واالستعالء وازدراء اآلخرين‪ ،‬والتي تقضي على التواضع وتوقير الله‪،‬‬
‫وسي اإلنسان النعمة التي يجزلها عليه [انظر ‪ ١‬كو ‪ ٠]١٢: ١٠‬ينصح بولس لألمميين االين أراد‬
‫أن يعتمهم بأأل يتشامخوا على اليهود لمجرد أئهم وضعوا في محز أولئك الذين ارتدوا [انظر‬
‫رو ‪ ١٨: ١١‬الخ] كما أئه يطلب متا المخافة‪ ،‬ال لكي نفزع ونخفق‪ ،‬بل لكيال تتزعزع ثقتنا بالله إذ‬
‫يعذنا لقبول نعمته بتواضع وخشوع‪ .‬ثم إئه اليخاطب الناسكأفراد‪ ،‬بل يحادثهم عامة كجماعات‪،‬‬
‫انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.٩‬‬ ‫‪٧‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٠٨‬‬

‫ألئه بعدما اششت الكنيسة قسقين [اليهود واألمم]‪ ،‬واعطت المنافسة مجاأل لالنشقاق‪ ،‬حذر‬
‫بولس األممين الذين كانوا قد اعطوا مكادا ممتل ا ومقدسا‪ ،‬بأة هذا االمتياز ينبغي أن يكون دافائ‬
‫للمخافة واالئضاع‪ .‬ومع هذا انتفخ الكثيرون من بينهم‪ ،‬فكان من المفيد أن يكبخ خواء تفاخرهم‪.‬‬
‫ألمنا نحن أنفسنا فنرى أة رجاءنا يمتد إلى المستقبل البعيد‪ ،‬حتى ما بعد الموت‪ ،‬وليس هنالك ما‬
‫ينافي طبيعته سوى االرتياب في ما قد يحدث لنا‪.‬‬

‫‪ .٨‬الدعوة العامة والدعوة الخاصة ^متى ‪ ٢: ٢٢‬وما يليذًا‬

‫قد أسيء كثيرا فهم قول المسيح اة كثيرين يذعؤن ؤييئ ينتحون‪[ ,1‬مت ‪ .] ١٤ : ٢٢‬لكن‬
‫لن يبقى شيء غامصا إذا نحن اعتصمنا بما لزم أن يكون واضحا متا تقدم‪ :‬أال وهو أة ثقة نوعين‬
‫من الدعوة‪ .‬فهنالك دعوة عامة يدعو بها الله الجميع إلى ذاته بالتساوى من خالل الكرازة العلنية‬
‫بالكلمة — حتى أولئك الذين يلوح لهم بها كرائحة موت [قارن ‪٢‬كو ‪ ،]١٦: ٢‬وكمناسبه لدينونه‬
‫صارمة‪ .‬أثا نوع الدعوة اآلخر فهو مميز يتنازل به الرب ليخطر به المؤمنين وحدهم‪ ،‬حيث يفئل‬
‫الكلمة التنادى بها بإنارة الروح في دواخلهم لتسكن في قلوبهم‪ .‬ولكئه أحياائ يجعل أيشا الذين‬
‫يستضيوئن بالكلمة إلى حين أن يتناولوا منها؛ ثم يتركهم بسبب جحودهم ويصيبهم بعئى أعظم‪.‬‬

‫لقا رأى الرب أئه قد كرز باإلنجيل في جميع األنحاء‪ ،‬فازدراه الكثيرون‪ ،‬وثئنه البعض كما‬
‫يحق‪ ،‬يصف لنا الله في شخص إنسا؟ ملك أقام وليمة فاخرة‪ ،‬فارسل رسله هنا وهنالك ليدعو‬
‫حشدا كبيرا‪ ،‬ولم يقبل دعوته سوى قليلين من المدعوين حيث تذرع الكثيرون بأعذار تمنعهم‬
‫من الحضور؛ ومن ثم إذ رفضوا‪ ،‬اضفر إلى أن يرسل مبعوثيه إلى مغارق الطرق فجمعوا كل الذين‬
‫وجدوهم [مت ‪ .]٩-٢ :٢٢‬إلى هذا الحذ يرى الجميع أة المشل يشير إلى الدعوة الخارجية‪.‬‬
‫وبعد ذلك يضيف المعنم أة الله اثخن دور صاحب الوليمة الكريم الذي ينتقل من مائدة إلى أخرى‬
‫ليحئي ضيوفه ببشاشه ودماثة‪ .‬لكئه إن رأى أحدهم غير مزدي لباس العرس‪ ،‬ال يسمح له بأن يهين‬
‫بهجة الحفل بملبسه القذر [مت ‪ . ] ١٣- ١١ :٢٢‬إدني أعتقد أة هذه الجملة ينبغي أن بفهم بمعنى‬
‫أرها تشير إلى الذين ينضفون إلى اسرة الكنيسة على أساس إقرار اإليمان‪ ،‬ولكن بدون أن يلبسوا‬
‫تقديس المسيح‪ .‬الله لم يحتمل إلى األبد مثل هذه اإلهانات‪ ،‬بل السرطانات (الكلمة اليونانية‬
‫ع‪0‬آع‪0‬داش‪>1٦/‬ا{‪>1،‬ءؤ)‪ ،‬داخل كنيسته‪ ،‬ولكئه يخرجهم خارجا كما تستحق دناءتهم‪ .‬لذا قليلون من ذلك‬
‫العدد الخفير من المدعوين ينتحبون [قارن مت ‪] ١٦ : ٢٠‬؛ ومع ذلك ال نقول إة هذه الدعوة هي‬
‫التي ينبغي أن يميز بها المؤمنون اختيارهم‪ .‬هذا ألة هذه الدعوة تقدم لألشرار كما للصالحين‪ ،‬أثا‬
‫‪٩ ٠٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع والعشرون‬

‫الدعوة األخرى فتحمل معها أتجديد الروح القدس [قارن تي ‪:٣‬ه]‪ ،‬وعربون الميراث العتيد‬
‫وختمه [اف ‪ ]١٤-١٣ : ١‬الذي ختقت به قلوبنا [‪٢‬كو ‪ ]٢٢: ١‬ليوم الرب‪ .‬باأليجاز‪ ،‬عندما‬
‫يتفاخر المنافقون بالتقوى‪ ،‬وكذلك العابدون الحقيقيون‪ ،‬يعلن المسيح أئهم يطرحون خارجا‬
‫عن الموضع الذي يحتتونه خطًا [مت ‪ ،]١٣:٢٢‬كما قيل في المزمور‪ :‬تا زت‪ ،‬تن قزز ني‬
‫العنب [مز ‪٤:٢٤‬؛ قارن مز ه ‪ ٢: ١‬وما يليه؛‪.‬‬
‫**‬ ‫** اليذي‪ ،‬والئعئ‬
‫الكابر‬ ‫قشكنلنى؟‪[ ,,‬مز ه ‪. ] ١: ١‬‬
‫وش موضع‪٢‬خر‪ :‬هذا هؤ الجن الكاببه‪ ،‬انثفيشون ؤلجؤك يا ئقعوب [مز ‪.]٦ :٢٤‬وهكذا‬

‫يحمق الروح المؤمنين على الصبر بحيث ال يتاكدهم اختالط بني إسماعيل بالكنيسة‪ ،‬إذ سوف‬
‫ينكشف عنهم القناع مدى الدهر‪ ،‬ويطرحون إلى خارخ في خزى مشين‪.‬‬

‫‪ .٩‬مثال يهوذا ليس برهاائ مضادا‬

‫ينطبق المنعلق نفسه على االستثناء المذكور ًاءاله‪ ٨‬حيث يقول المسيح‪ :‬لم يهللثع ثئهم أخد‬
‫الهألك [يو ‪]١٢: ١٧‬؛ إئه تعبير غير دفيي تماائ ولكئه ليس غامصا أبذا؛ ألئه [أي يهوذا]‬
‫*‬ ‫األ ابن‬
‫كان معدودا بين خراف المسيح‪ ،‬ليس ألئه كان بالحقيقة واحذا منهم‪ ،‬بل ألئه احتلف مكان أحدهم‪.‬‬
‫وإشارة الرب إليه في نعل اخر أئه اختاره بين الرسل كانت ذات صلة بالخدمة‪ .‬أنا‬
‫** أخترت االثني‬
‫عشر‪ ،‬وواحد منهم شيطان [يو ‪ .]٧ ٠: ٦‬إئه كان قد اختاره للوظيفة الرسولية‪ .‬أائ عندما يتحذث‬
‫عن االختيار للخالص‪ ،‬فيقصيه عن عدد المختارين‪ :‬لشث ابوز عن لجميعكم‪ .‬ادا لعلم الذيل‬
‫الحئزئهلما [يو ‪ .]١٨: ١٣‬إن خلط أحدهم بين استعمال لفظة االختيار في النصين‪ ،‬فلسوف‬
‫يورط نفسه في شرلب‪ ٠‬معثد؛ أثا إذا الحظ الغرق‪ ،‬بات المعنى في أكمل وضوح‪ .‬ولذا عندما يعتم‬
‫غريغوريوس أئنا نعي دعوتنا ولكئنا لسنا متأبدين من اختيارنا‪ ،‬فهو على خطأ مبين ومحفوف‬
‫بالخطر الجسيم‪ .‬ومن منطلق هذا المعتقد يحث جميع الناس على الخوف والرعدة‪ ،‬بناء على‬
‫هذا السبب‪ :‬إئه وإن كنا ربما نعلم ماذا نحن اليوم‪ ،‬فال نعلم ماذا سوف نكون فيما بعد‪ ٩.‬ولكئه‬
‫في هذا السياق نفسه يعلن كيف تعقر بهذا الحجر‪ .‬ألئه إذ زلهن االختيار باستحقاق األعمال‪ ،‬فقد‬
‫أعطى وفر؛ من األسباب التي تقود العقل البشرى إلى االغتمام؛ وبهذا لم ئعنهم‪ ،‬ألئه لم يحؤلهم‬
‫من االنشغال بذواتهم إلى الثقة في إحسان الله‪.‬‬

‫من هنا يجد المؤمنون مذاقا نا نرعنا ني الحديث عنه ني البداية‪ :‬أال وهوأة التعيين السابق‪،‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.٧‬‬ ‫‪٨‬‬


‫‪,‬سى ‪ 116‬ال‪0٢‬ج‪6٢6‬‬ ‫انظر‪٧111. 14 )^۶٤ 76. 1290(. :‬آلل ‪8 11, 110111.‬أ‪(€‬ل‪€ 608‬أ‪1‬أ ‪011‬‬ ‫‪٩‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٩١٠‬‬

‫إذا فهم على النحو الصحيح‪ ،‬ال تنجم عنه زعزعة اإليمان بل باألحرى أرسخ تأكيد‪ .‬ومع هذا‪ ،‬ال‬
‫أنكر أن الروح يكيز‪ ،‬أحيادا الكلمة المنطوق بها بحسب مقياس فهمنا — مثال عندما يقول‪ :‬فى‬
‫مجفن شغبى أل دكونوذ‪ ،‬ذفى كقاب ريت اسرائيل أل يكبون‪[ ,,‬حز ‪ .]٩:١٣‬كما لوكان الله شارعا‬
‫في كتابه الذين يحسبهم بين شعبه في سفر الحياة‪ ،‬على الرغم من أئنا نعلم ‪ -‬كما يشهد المسيح‬
‫[لو ‪ — ]٢٠: ١٠‬أن أسماء أبناء الله قد كتبت في سفر الحياة منذ البدء [في ‪٣: ٤‬؛‪ .‬ولكن تلك‬
‫الكلمات إمما تطر ببساطة عن إبعاد من تصدروا زمرة المختارين ظاهرائ‪ ،‬كما قال عنهم صاحب‬
‫المزمور‪ :‬لثئحؤا من سفر األحياء‪ ،‬ؤ مع الصديقحرك‪ ،‬أل يكشوا [مز ‪ ٢٨: ٦٩‬؛ قارن الرؤيا ‪ : ٣‬ه ] ‪.‬‬

‫‪ .١ ٠‬المختارون قبل دعوتهم‪ .‬ليس ثقة ابذرة* لالختيارا‬

‫ي ط‪,‬د م المختارون إلى قطيع المسيح من خالل دعوة وليس مباشر؛ وقت الميالد‪ ،‬وال كتهم‬
‫في الوقت نفسه‪ ،‬بل بحسب ما تثر الله أن يضفي عليهم نعمته‪ .‬ولكئهم قبل أن يجشعوا إلى ذلك‬
‫الراعي العظيم‪ ،‬يطوفون متناثرين في تيه البرية الذي يجول فيه جميع الناس؛ كما ال يتميزون عن‬
‫اآلخرين بسوى كونهم مظئلين برحمة الله الخاصة التي تحميهم من االندفاع المتهور إلى دمار‬
‫الموت النهائي‪ .‬إئك إذ نظرك إليهم‪ ،‬ستتعرف إلى مالمح ذسل‪1‬دم التي تتميز بغساد عامة الناس‪.‬‬
‫أتا كونهم ال يطيشون إلى ذروة الشر المستميت‪ ،‬فال يعزى ذلك إلى بر فطرى فيهم‪ ،‬بل ألن عيئ‬
‫الله عليهم تؤئنهم ويده ممتن؛ لمعونتهم!‬

‫أمًا من يتصورون أن بذر؛ لالختيار قد عرست فيهم من لحظة ميالدهم ذاتها‪ ،‬وأئهم بقؤتها‬
‫ظتوا دائائ ميالين نحو التقوى ومخافة الله‪ ،‬فلن يجدوا لتصؤرهم دعائ في سلطة الكتاب‪ ،‬كما‬
‫يرض على عكس ذلك أيثما بواتع االختبار‪ .‬مثل هؤالء يسردون بعض األمثلة القليلة‪ ،‬يحاولون‬
‫بها أن يثبتوا أة المختارين لم يكونوا غرباء عن الدين حتى قبل استنارتهم‪ :‬لقد عاش بولس حياة‬
‫ال يشوبها لوم كفريسى [في ‪]٦٠٠٥ :٣‬؛ وكان كرنيليوس بصلواته وحسناته مقبوأل لدى الله‬
‫[اع ‪ ،]٢: ١ ٠‬وهلم جرا‪ .‬أتا عن بولس فإئنا نستم لهم بوجهة نظرهم؛ وفي حالة كرنيليوس نقول‬
‫بأئهم مخطوئن‪ .‬فقد يبدوأئه كان قبأل مستنيرا ومجذدا‪ ،‬بحيث لم يعوزه شيء سوى رؤيا واضحة‬
‫لإلنجيل‪ .‬ولكن ماذا يعتصرون من فائدة بسرد هذه األمثلة القليلة؟ ًاأذ كز المختارين موسحون‬
‫بروح التقوى؟ ليس أكثر مشا إذا كان أحدهم — باالشارة إلى استقامة أرستيدس وسقراط وزينوقراط‬
‫وسقيبيون الروماتي [الملعب باألفريقي] وكيوريوس وكاميللوس وغيرهم‪ - ١ ,‬يستنبط أنكز الذين‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكأب الثاني‪ ،‬اساللثالث‪ ،‬الفقرة؛‪.‬‬ ‫‪١.‬‬
‫‪٩١١‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل الرابع والعشرون‬

‫يسلكون في ظلمات الوثنية كانوا طأليا غيارى للقداسة والطهارة‪ .‬حعا‪ ،‬يتنضل الكتاب منهم‬
‫صراحة في أكثر من مكان‪ .‬إذ حالة ما قبل التجديد‪ ،‬كما يصفها بولس في رسالته إلى كنيسة‬
‫أفسس‪ ،‬ال تحتوي أي إشارة لهذه البذرة‪ .‬يقول‪ :‬ؤأدتم إذ كنتم ائؤاائ دالننوب ؤالحفايا‪ ،‬اكي‬
‫شلكتم بيقا بذ حتب دهر هذا الخازم‪ ،‬حشت‪ ،‬زريس سلطان الهؤاء‪ ،‬الروح الذي يعمل اآلن ني‬
‫ائتا؛ التئصيه‪ ،‬الذئ دحن ائائ جميعا ئضرائ بذ يتهم بي سهؤات لجشدتا‪ ،‬غابنن كيائت‬
‫اليتشد ؤاألوكار‪ ،‬وكائ بالئلبيخه ائثاة العشب نمالباقيئ ادنا [اف ‪ .]٣-١ :٢‬وأيثا‪ :‬اذكذوا‪...‬‬
‫آئكلم كنتم بي ذلك‪ ،‬الؤئب يذوب سيح‪ ...‬أل زجاء لكم‪ ،‬واذ إله بي الخازم [بدون الله في العالم]‪٠٠‬‬
‫[اف ‪١٢-١١:٢‬؛‪ .‬وكذلك‪ :‬ا‪٠‬كئمكأل غنة‪ ،‬زاتا اآلن فغوت بي الردن‪ .‬اشأفوا كأؤألد نورا‪1‬‬

‫[اف ه‪.]٨ :‬‬

‫ولكئهم قد يرغبون في أن يعزى ذلك إلى الجهل باإلله الحقيقي الذي يظل فيه المختارون‬
‫قبل دعوتهم‪ ،‬كما ال ينكرون‪ .‬أتا هذا فيمسي افتراة وقخا حيث يعظهم [بولس؛ بأن يطرحوا عنهم‬
‫الكذب [اف ‪:٤‬ه‪٢‬؛‪ ،‬والسرقة [اف ‪ .]٢٨:٤‬بل بم يجيبون على نصوص أخرى؟ مثل ما ورد‬
‫في رسالته إلى الكورنثيين‪ ،‬حيث بعد أن يعلن أن الأل زائ؛ ؤأل غينة أؤدان زأل ائسقون ؤأل تأيونون‬
‫زألتضاحعودغور‪ ،‬زأل ساروئن زأل نلثاعون‪ ...‬يرون تلكورق الله [ ‪١‬كو ‪١٠-٩ :٦‬؛‪ ،‬يضيف‬
‫دوا أدهم كانوا مذنبين بهذه التحديات قبل أن عرفوا المسيح‪ .‬أتا االن فقد اغتسلوا‪ ،‬بل تقدسوا‪ ،‬بل‬
‫تبرروا بدم الرب يسوع وبالروح [ ‪ ١‬كو ‪ ] ١١: ٦‬وكذا في نطل آخر في رسالته إلى أهل رومية إذ‬
‫يقول‪ :‬األكن* كتا وذئتم اغعائءكم غتينا يلئخاشه ؤاإلئم بإلدم‪ ،‬هكذا االذ وذوئا اععائءكم غتينا‬
‫للبئ اللقذاشةال [‪ ١٩: ٦‬؛؛ الواي ثكر كاذ لكم حيسن من األتورائي ئشئخوذ دقا اآلذ؟ال [‪٢١: ٦‬؛‪.‬‬

‫‪ .١١‬ليس قثوا من بذرة بل خالض إلهئ‬

‫إدا أي بذرة اختيار‪ ،‬أسألكم‪ ،‬نبتت في أولئك‪ ،‬وقد كانوا طوال حياتهم منغمسين بسبلي شغى‬
‫في رجس الشرور‪ ،‬بل متمرغين في أبغض أنواع الخطايا وأنجسها؟ إن كان بولس قد قصد أن‬
‫يتكلم [قارن ‪ ١‬كو ‪١١-٩ : ٦‬؛ مثلهم‪ ،‬كان عليه أن يبين كم كانوا مدينين إلحسان الله الذي قد‬
‫نجوا به من السقوط في مثل تلك النجاسات‪ .‬وكذا وجب على بطرس أيصا‪ ،‬أن يحذ أتباعه على‬
‫الشكر من أجل بذرة االختيار األزلية‪ .‬ولكئه على العكس ينتهرهم إذ كفى زمان ماضيهم إلشباع‬
‫الشهوات األممية [‪١‬بط‪٣: ٤‬؛‪ .‬وماذا لو ذكرنا بعض األمثلة؟ ماذا كانت بذرة البز في راحاب‬
‫العاهرة [يش ‪ ]١:٢‬قبل أنآمنت؟ أو في منسى عندما تلئلخت أورشليم بدماء األنبياء بل غرقت‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسن الد‪ ،‬يرى المسيحى‬ ‫‪٩١٢‬‬

‫فيها [ ‪٢‬مل ‪]١٦: ٢١‬؟ أو في اللص الذي لم يفكر في التوبة إأل عند شه األخير [لو ‪] ٤٢: ٢٣‬؟‬

‫أوعدوا عتا إدا تلك المجادالت الواهية التي يختلقها ناقصو العقول لذواتهم بعينا عن تعاليم‬
‫الكتاب! ولنتذبر نحن ما يحتويه الشقر المقذس‪ :‬ابئتا نموتم صلتنا‪ .‬ثغتا كل زاحد‪ ،‬إلى طريقه‪0‬‬
‫[اش ‪٣‬ه‪ ،]٦:‬أي إلى الهالك‪ .‬ولكئ تن كان الله قد قصد فتاختطفهم من هؤة الهالك هذه فهو‬

‫ترجئهم إلى حينه هو؛ إئه يحفظهم من السقوط فقط في تجديف ال يفتغر‪.‬‬

‫(كيف يتعامل الله مع المرفوضين من النعمة‪) ١٧- ١٢ ،‬‬

‫‪ .١٢‬تنفيذ عدالة الله نحواألشرار‬

‫مثما يتئم الله خالصه بفعل دعوته للذين سبق فعينهم يحسب قصده األزلى‪ ،‬كذا أيصا ينفذ‬
‫أحكامه على األشرار وبذا يتئم قصده بهم‪ .‬ماذا إذا عن أولئك الذين خلقهم للعار في حياتهم‬
‫وللهالك في مماتهم‪ ،‬ليكونوا أدا؛ لغضبه وعبر؛ لصرامته؟ لكي يأتوا إلى نهايتهم‪ ،‬يحرمهم تار؛‬
‫القدرة على سماع كلمته‪ ،‬وتار؛ أخرى دعميهم بل ئذهلهم بالوعظ بها‪ .‬وحيث إذ هنالك العديد‬
‫من األمثلة الذالة على األثر األول‪ ،‬نكتفي بذكر أحدها فقط نختاره لبيانه األوضح واألبرز بينها‪.‬‬
‫لقد انقضى نحوأربعةآالف سنة قبل مجيء المسيح وحجبت في خاللها أعين األمم عن نور تعليمه‬
‫عن الخالص‪ .‬إن قال أحذ بأئه لم يسمح لهم بأن يشاركوا في تلك النعمة العظيمة بسبب عدم‬
‫استحقاقهم‪ ،‬فإذ ذريتهم لن تكون أحق بمثقال ذرة‪ .‬كان مالخي ‪ -‬فوق ما عرف عبر خبرة الحياة‬
‫شاهدا مؤدرا في هذا المجال‪ :‬ألده فيما كشف عن أفعال شرورهم وتجديفهم المشين‪ ،‬كرز‬
‫بمجيء فاد عتيد [مال ‪ ١ : ٤‬وما يتبع؛‪ .‬فلماذا يعطى [هذا المختص؛ لألخيرين مغخأل إياهم على‬
‫األولين؟ إذ من يبحث هنا عن عته أعمق من قصد الله الخفى الذي ال يستقصى‪ ،‬فلسوف يعذب‬
‫ذاته عبائ ومن غير طائل‪ .‬كما يلزم أأل نخشى من أن أحد تالمذة يورفيرس‪( ١١‬ال‪٢‬ال‪(11‬لتل‪0‬د‪ )1‬قد يتهكم‬
‫بال حساب أوعقاب على عدالة الله‪ ،‬فيما نظز نحن صامتين عن أن ئعطي جوادا للدفاع عنها‪ .‬ألئه‬
‫عندما نؤبد أة أحذا ال يهلك من دون استحقاق‪ ،‬وأن بعقا يعتقون من الهالك بفضل لطف الله‬
‫وإحسانه المجانى‪ ،‬فإئنا قلنا ما يكفي إلظهار مجده بدون أدنى مواربة أو مراوغة‪.‬‬

‫إذ القاضي األعظم‪ ،‬إذ يترك في ظالم عمائهم ض سبق فأدانهم وحرمهم من شركة نوره‬
‫يفسح المجال لتعيينه السابق‪ .‬ثئة في كز يوم عدة براهين‪ ،‬وكذا في السجل المقدس‪ ،‬على حرمان‬
‫فيسلوف‪ ،‬تلميذ أفلوطين‪ ،‬كتب حوالى سنة ‪٢٧٠‬م مقاد ق الرذ على المسيحيين ‪.‬‬ ‫‪١١‬‬
‫‪٩١٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع والعشرون‬

‫المتروكين في عماهم عن شركة النور‪ .‬ألئه إن كانت عظة بعينها دلقى على مسامع ‪ -‬قز ‪ -‬مائة‬
‫شخصية‪ ،‬يتقبلها باستعداد عشرون بطاعة اإليمان‪ ،‬فيما يستهتر بها الباقون‪ ،‬أو يضحكون منها‪ ،‬أو‬
‫يسخرون بها‪ ،‬أو ئغافونها؛ وإن أجاب أحدهم بالقول إة هذا التنؤع من ردود فعل الرافضين ينشأ‬
‫من فسادهم وتعقدهم الشر‪ ،‬فلن يرضيني مثل هذا الجواب؛ ألن طبيعة المجموعة األولى كانت‬
‫لتبقى على العناد ذاته لوال إحسان الله الذي بفضله يوم اعوجاجهم‪ .‬لذا لم يكن لنا مالد من الحيرة‬
‫ما لم يطرق أذهاننا سؤال بولس‪ :‬امن يميزك؟أ الذي قصد به أن بعالمنا أن البعض ال يتمبزون عن‬
‫سواهم بفضل فضيلة مناقبهم‪ ،‬بل بمقتضى نعمة الله وحدها‪.‬‬

‫‪ .١٣‬الوعظ بالكلمة نفسه يمكنه أن يغضي إلى قساوة القلب‬

‫لماذا إدا يجزل نعمته على هؤالء فيما يعبر عن اآلخرين؟ يعطي لوقا السبب بخصوص األولين‪،‬‬
‫يقول ألئهم انمانوا* ثغين للحتاه األبب‪٠‬ئهاا [اع ‪ . ] ٤٨: ١٣‬وماذا لنا أن نفكر عن اآلخرين سوى أتهم‬

‫مدئة عشب مهائه للهالك‪[ 1,‬رو ‪]٢٢-٢١ : ٩‬؟ لذلك‪ ،‬دعونا ال نشثح أن نقول مع أوغسطينس‪:‬‬
‫*ايستطيع الله أن يحول إرادة األشرار إلى خير ألئه قدير‪ .‬فمن الواضح أئه قادر‪ .‬لماذا إدا ال يفعل؟‬
‫ألئه يشاء غير ذلك‪ .‬ولم يشاء غير ذلك فيظز شأنه‪ ١ ٢ .‬أثا نحن فينبغي أن ال نكون أحكم مائ يليق‬

‫بنا أن نكون‪ .‬وهذا أوفق جذا من أن نقول بمواربة مع يوحنا فم الذهب‪ :‬إذ من يشاء ويمن يده‬
‫يجذبه الله إلى ذاته‪ ١٣.‬فغي هذه الحالة األخيرة يكون القرار كلجا مع اإلنسان‪ ،‬خارحا تماائ من‬
‫حكم الله‪ .‬في الحق أن القرار ال ينشأ عن باعي في ذات اإلنسان‪ ،‬ولذا فإته حتى المتقون وخائغو‬
‫الله يظتون في حاجة إلى حفز الروح القدس‪ .‬فمثأل ليديا‪ ،‬بائعة األرجوان‪ ،‬خافت الله ومع ذلك‬

‫كان قلبها محتالجا إلى أن ينفتح لسماع تعليم بولس [اع ‪ ١٤: ١٦‬؛‪ ،‬ولالستغادة منه‪ .‬لم بقل هذا عن‬
‫امرأ؛ واحدة فقط‪ ،‬بل ليعتمنا أن تعئق كز شخص في التقوى هو العمل الخفى الذي بجريه الروح‪.‬‬

‫أن يرسل الرب كلمته إلى كثيرين مئن يقصد أن يزداد عماؤهم أمر ال يقبل الئساءلة‪ .‬فلماذا‬
‫يسبب كثرة من المطالب توجه إلى فرعون؟ هل ألئه كان يأمل أن يلغن قلبه بالبعثات المتكررة؟‬
‫كأل‪ ،‬فقبل أن بدأ‪ ،‬كان قد عرف النتيجة وتوقعها‪ .‬قال الرب لموسى‪ :‬اذهب [خر ‪]١٩:٤‬‬

‫**‬
‫يطيع [خر ‪ ،٢١:٤‬قارن الترجمة الالتينية‬ ‫الوأعلن مشيئتي لفرعون؛ (ولكني أشذد قلبه) حتى ال‬
‫‪, 071 62716818 171‬ج‪111‬أ‪8‬ل‪٦‬جال‪٨‬‬ ‫أأ]‬ ‫انظر‪٤ 34. 434( :‬؟^) ‪. 13‬ل ‪1.‬ل ‪67)11 867186‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪£11108 011,‬‬ ‫أ‪7-6^7-6116718107111(118 6‬‬ ‫انظر‪771111)1110716 71077117111771, 110111. 111. 6 )10 51. :‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫‪143(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩١٤‬‬

‫الثولجاتا ]‪ .‬وهذا عندما أقام حزقيال‪ ،‬أنذره بأئه ثركزإياه إلى اثة عنيدة ومتمزدة [حز ‪]٣: ٢‬‬

‫حتى ال ييأس إن زلجن نفسه يفتي لشب أصنم [حز ‪ .]٢: ١٢‬وكذا يجه إرميا إلى أئه جاعل‬
‫كالمه في فمه نازا‪ ،‬لكي يقلع ويهدم ويهلك وينقض ويشتت الشعب كالجذامة [ار ‪ ١ ٠ : ١‬؛‬
‫قارن ه‪ .]١ ٤ :‬وتذهب نبوة إشعياء إلى أبعد من ذلك إذ يرسله الرب هكذا‪ :‬اذلهك وز يهذا‬
‫الئئب‪ :‬انتعوا سئائ وأل ئفقوئا‪ ،‬ؤأببزوا اضارا ؤأل ثغروا‪ .‬علظ قلك هذا السغب ؤدعز أذي‬
‫زاطقز‪ ،‬عسب‪ ،‬لئأل يبز بعسب زئشتغ باذيب ويفهم يمه‪ ،‬وغ قيئعىا‪[ ٠‬اش ‪١٠—٩:٦‬؛ قارن‬

‫مت ‪-١٤ :١٣‬ه‪١‬؛ مر ‪١٢:٤‬؛ لو ‪١٠:٨‬؛ يو ‪٤٠:١٢‬؛ اع ‪٢٧-٢٦ :٢٨‬؛ رو ‪.]٨:١١‬‬


‫الحظ أئه يصؤب صوته نحوهم لكئ لكي يصبحوا أكثر ضقائ؛ يضيء نورا لكي يزداد عماؤهم؛‬
‫يولجه تعليائ لكئ ليتكاثف غباؤهم؛ يعطيهم دواة لكن لكي يقاوموا الشفاء‪ .‬ويوحنا إذ يطبق‬
‫هذه النبوة‪ ،‬يقول إذ اليهود لم يقدروا أن يصذقوا تعليم المسيح [يو ‪ ]٣٩:١٢‬ألن هذه اللعنة‬
‫خيمت فوقهم‪.‬‬

‫ال نستطيع أن ننكر أة الله يرسل تعليمه مفلعا باألحاجي‪ ،‬لمن يشاء لهم أأل يستضيوئا به حتى ال‬
‫يتتفعوا به الله—لم إآل ليزدادوا حماقة‪ .‬يشهد المسيح بأن السبب الذي ألجله يشرح لرسله على انفراد‬
‫األمثال التي تكلم بها للجموع‪ ،‬هوأئهماقذ اغبى لكم اذ ئقرفوا اتزار ملكوت الششاؤاب‪ ،‬ؤاثا‬
‫ألولئك [للعاثة] قللم يعط [مت ‪ . ] ١١: ١٣‬قد تسأل‪ :‬ماذا يعني الرب بتعليم أولئك بما يقصد أأل‬
‫يغهموه؟ تأثز على من يقع الخطأ‪ ،‬وكفى عن السؤال‪ .‬ألده مهما كانت درجة غموض الكلمة‪،‬‬
‫فعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ثنة ما يكفي من النور لتبكيت ضمير األشرار‪.‬‬

‫‪ .١ ٤‬سبت غلظة القلب‬

‫بقي لنا اآلن أن نرى لماذا يفعل الرب ما يفعله عالنية‪ .‬إذ قيل إئه يحدث هكذا ألن البشر‬
‫يستحثونه بسبب عقوقهم ونزهم وعدم شكرانهم‪ ،‬بات هذا قوأل صحيحا وحسائ‪ .‬ولكئ ألن‬
‫سبب هذا االنحراف الالمنطقي ليس واضخا بعد ‪[ -‬أي] لماذا يستمز هؤالء الذين ينحرفون عن‬
‫الطاعة في عنادهم ‪ -‬وجب علينا في سبيل استقصاء هذا األمر أن نلفك النظر إلى تلك الغاية التي‬
‫أشار إليها بولس نقأل عن موسى [خر ‪ ،] ١٦: ٩‬وهي‪ :‬إئه لهذا عثيه أقامهم الرب منذ البدء لكي‬
‫يخز باسمه في كز األرض [رو ‪ .] ١٧: ٩‬كون األشرار يستمرون في عصيانهم كلمة الله‪ ،‬على‬

‫الرغم من المناداة بها لهم‪ ،‬فذلك مرذه عن حق إلى عنادهم وفسوفى قلوبهم‪ ،‬تغم‪ ،‬ولكن ئضاف‬
‫إلى ذلك في الوقت عينه ألهم حصصوا لهذا الفسوق‪ ،‬ألدهم أقيموا بواسطة دينونة الله العادلة‬
‫ه ‪٩١‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل الرابع والعشرون‬

‫وحكمته التي ال لستقصى إلظهار مجده في إدانتهم‪ .‬وعلى مثال ذلك‪ ،‬لتا زوي عن بني عالي‬
‫أئهم لم يعيروا اإلرشاد الصحيح التفاائ ألة الرت ساة اذ يميدهلم [ ‪ ١‬صم ‪ : ٢‬ه ‪ ،]٢‬ال ئنكر أة‬

‫عنادهم كان ناشقا من شرهم؛ ولكن يالحظ أيصا لماذا ئركوا في عنادهم فيما كان الله قادرا أن يلين‬

‫قلوبهم؛ ألة قضاءه الثابت وغير القابل للتغيير كان قد عينهم للهالك مرة وإلى األبد‪ .‬ويؤيد يوحنا‬
‫هذه النقطة ذاتها بقوله‪ :‬ؤتغ ائه كان وئ ضتغ أناتؤلم اياب هذا غذدلها‪ ،‬لم دونوا به‪ ،‬لكتم ئؤل‬

‫(نغيا؛ اي‪ ...‬آقا زت‪ ،‬تن صدق ختزذا؟‪٠‬ا‪٠‬ا [و ‪٣٨-٣٧ :١٢‬؛ اش ‪ .]١: ٥٣‬وهع أئه ال يعفي‬
‫المعاند من اللوم فإئه يكتفي بهذا السبب‪ ،‬أن ال طعم لنعمة الله لدى اإلنسان إلى أن يمنحها الروح‬

‫القدس سواغ مذاقها‪.‬‬

‫والمسيح‪ ،‬باقتباسه قول إشعياء ؤتكون الجميع مقعلميرع مئ الله [يو ‪ : ٦‬ه ‪ ٤‬؛ اش ‪ ٤‬ه‪] ١٣:‬‬

‫يعني فقط أة اليهود مرفوضون ومغتربون عن الكنيسة ألئهم غير قابلين للتعليم‪ .‬وال يدلي بسبب‬
‫آخر لرفضهم سوى أة وعد الله ال يخضهم‪ .‬يؤيد ذلك قول بولس‪ :‬دالنميح‪ ...‬لليهود عتزه‪،‬‬
‫زللوئنانئينجيالة! وا بئتذغؤين‪ ...‬وه الله‪ /‬زحكتة اللهآلا [ ‪١‬كو ‪ .)٢٤-٢٣ : ١‬ألئه عندما ذكر‬

‫ما يحدث عاد؛ عندما يادى باإلنجيل — أال وهو أئه يثير غضب البعض‪ ،‬ويرفضه البعض بازدراء‬

‫‪ -‬يقول إذ أ‪١‬لمدءؤيناا وحدهم هم من يثتنون قيمته العالية [قارن ‪١‬كو‪٢٢:١‬و‪ .]٢٤‬قبل قليل‬

‫دعاهم المؤمنين [أنظر ‪١‬كو ‪٢١ :١‬؛‪ ،‬ولكئه لم يشأ أن يحرم نعمة الله — التي تسبق اإليمان —‬

‫مكانها المسئحق‪ ،‬بل أضاف‪ ،‬على سبيل التصحيح‪ ،‬تلك الجملة التي تؤكد أة منآمنوا باإلنجيل‬
‫‪.‬بات لزاتا عليهم أن يغزوا فضل إيمانهم إلى الدعوة اإللهية‪ .‬وهكذا يعتم عقبا على ذلك أئهم‬

‫‪٠٠‬مختارونأ ض الله [ ‪١‬كو ‪.]٢٨-٢٧ : ١‬‬

‫عندما يسمع عديمو التقوى هذه األمور يشتكون بأة الله يسيء معاملة حلقه التعيس‪ ،‬مطبعا‬

‫العنان لقؤته المطلقة في لهو عابب وحشى‪ .‬أتا نحن الذين نعلم أة جميع الناس مسؤولون أمام‬

‫عرش دينونة الله وأئهم محاسبون على دهم عديدة‪ ،‬حيث إذا ؤوحهوا بألف منها ال يمكنهم أن‬

‫يدافعوا عن إحداها — فإائ نقز بأن األشرار ال يقاسون شيقا خارلجا عن قضاء الله المطلق البر‪ .‬وعلى‬

‫الرغم من أئنا ال ئدرك بوضوح علة ذلك‪ ،‬دعونا أأل نأبى االعتراف ببعض الجهل من حيث تسمو‬

‫حكمة الله إلى أعلى مراتبها‪.‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩١٦‬‬

‫ه ‪ . ١‬نصوص تبدووكأئها ست عكس العقيدة المبئئة‪( :‬أ) حزقيال ‪١١ :٣٣‬‬

‫أثا معارضونا فقد اعتادوا أن يقتبسوا نصوصا كتابئة يبدو فيها أن الله ينكر أن األشرار يهلكون‬
‫بموجب قضائه‪ ،‬عدا أدهم يجلبون الموت على أنفسهم من جراء تمردهم الصاخب‪ .‬لذا دعونا‬
‫نشرح هذه النصوص ونبرهن على أدها ال تتعارضى مع االعتقاد السالف نكره‪.‬‬

‫يطرح نطل حزقيال القائل بأن الله ال يشر ‪١‬ابتؤت الغرير‪ ،‬تل بأن ئزجغ الغرير غن غريقه‬
‫ؤئحائ [حز ‪.] ١١ :٣٣‬إن كان الله يسر بأن يمنح هذا للجنسى البشري باكمله‪ ،‬فلماذا ال يحذ على‬
‫التوبة الكثيرين مقن هم أكثر قابلئة للطاعة من أولئك الذين تتقسى قلوبهم أكثر فأكثر إزاء دعواته‬
‫اليومئة لهم؟ فبحسب شهادة المسيح‪ ،‬لو أن كرازة األنجيل واآليات حدثت بين شعب نينوى‬
‫[مت ‪ ] ٤١: ١٢‬وأهل سدوم‪ ،‬لوجدت قبوأل أكثر متا القته في اليهودية [مت ‪ .]٢٣: ١١‬لو شاء الله‬
‫أن الجميع يحلصون‪ ،‬فلم لم يفتح باب التوبة لألشقياء الذين على كثر استعداد أن يتقئلوا النعمة؟ من‬
‫ثم يمكننا أن نرى أن هذا النص يلتوى بعني إن تعارضت مشيئة الله التي يشير إليها النبتي [حزقيال]‬
‫مع قصده األزلتي الذي مئز به المختارين من المرفوضين‪ .‬أما إذا كنا نطلب جوهر المعنى الحقيقتي‬
‫لنطل النبتي‪ ،‬فهو إعطاء للنادمين فقط رجاة المفقرة؛ ومغزاه هو أن الله مستعد بدون أي شق أن‬
‫يصفخ للخاطئ حالما يتوب‪ .‬ومن ثم‪ ،‬لتا كان الله يريد توبة الخاطئ فهو ال يشاء موته‪ .‬ولكن‬
‫االختبار يعثمنا أن الله يشاء توبة من يدعوهم إلى ذاته‪ ،‬بحيث إته ال يمش قلوب الجميع‪ .‬وهذا ال‬
‫يبرر القول بأئه يتصرف بالمخادعة‪ ،‬ألئه على الرغم من أن دعوته الخارجية وحدها باتمت تترك‬
‫من يسمعونها وال يطيعون بال عذر‪ ،‬فهي بحى تعتبر برهاتا على نعمة الله التي يصالح الناس بها مع‬
‫نفسه‪ .‬دعونا إدا نعتبر تعليم النبتي بأن موت الخاطئ ال يسر الله‪ ،‬يقصد به طمأنة المؤمنين إلى أن الله‬
‫مستعذ أن ئغئز لهم حالما تلمسهم التوبة؛ أتا بالنسبة إلى األشرار فيهدف إلى جعلهم يشعرون بأن‬
‫تعذيهم يضاعف ألئهم ال يستجيبون للطف الله وإحسانه‪ ،‬ولهذا فإذ رحمة الله سوف تمتن دائائ‬
‫لمقابلة التوبة‪ ،‬ولكن جميع األنبياء‪ ،‬وجميع الرسل‪ ،‬وكذا حزقيال نفسه أيصا‪ ،‬يعلمون بوضوح‬
‫لمن توهب التوبة‪.‬‬

‫‪( .١٦‬ب) ‪ ١‬تيموثاوس ‪ ،٤-٣ :٢‬والفصوص المشابهة‬

‫ئغلضوذا [ ‪ ١‬تي ‪٠ ] ٤ : ٢‬‬


‫*‬ ‫ثانائ‪ :‬يقتبسون نصا من بولس يقول فيه إذ الله اتريد* آذ لجبيغ الغامى‬
‫مع أن هذا مغاير للسبب المذكور أعاله‪ ،‬فإذ له جانائ مماثأل له‪ .‬اجيب‪ ،‬أؤأل‪ ،‬بأن السياق يوضح‬
‫‪٩١٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع والعشرون‬

‫)لكيفية التي يريد الله بها ذلك‪ .‬فإذ بولس يربط الثفليين مائ‪ :‬أن الله يريدهم أن يخلصوا‪ ،‬وأن يقبلوا‬
‫إلى) معرفة الحق‪ .‬إذا أرادوا القول بأن هذا قد عيله قصد الله األزلى لكي يتقيلوا عقيدة الخالص‪،‬‬
‫فاذا يعني قول موسى‪ :‬ألئه أي شعب هكذا هوعظيم بحيث يقترب الله منه كما يقترب منكم؟‬
‫[تث ‪ .]٧: ٤‬كيف حدث أن الله حزم شعوائ كثيرة نور إنجيله‪ ،‬فيما تمتع بهآخرون؟ كيف حدث‬
‫أن القبول النقى لتعليم التقوى لم يأب للبعفى‪ ،‬فيما كادآخرون يتذوقون بعض عناصره األساسية‬
‫اباهتة؟ من هذا يمكن استشفاف ائجاه منطق بولس‪ .‬لقد طلب من تيموثاوس أن بقام صلوات‬
‫جادة في الكنيسة ألجل الملوك وجميع من هم في منصب [‪١‬تي‪٢-١:٢‬؛‪ .‬ولكن لائ بدا سخيائ‬
‫أن بسكب لله صلوات ألجل طبقة من الناس يكاد يكون ميؤوسا منها (ليسوا جميعهم غرباء عن‬
‫جسد المسيح فقط‪ ،‬بل مصنمون على القضاء على ملكوته بكل ما كان لهم من قدرة)‪ ،‬يضيف‪:‬‬
‫األن هذا خشن وثيون لذى ئغئصتا اؤ‪ ،‬الذي يريد اذ لجميغ الائسب يغلطون [ ‪ ١‬تي ‪. ] ٤-٣ : ٢‬‬
‫ال شك في أن بولس يعني فقط أن الله لم يفلق طريق الخالص أمام أي جماعه من الناس؛ بل بالحري‬
‫إئه ال يريد أن يعئكزه أحذا من دونها‪.‬‬

‫أثا النصوصى األخرى فال تكشف عفا عينه الله في لحكمه الخفى لجميع الناس‪ ،‬ولكئها بعلن‬
‫أن ثئة مفغرة سهلة المنال لجميع الخطاة بشرط أن يرجعوا فيطلبوها‪ .‬فإن كان ئناووئنا يصرون‬
‫على التمشك بالنص القائل إذ الله يريد أن يرحم الجميع [قارن رو ‪٣٢: ١١‬؛‪ ،‬فإئني أرن على سبيل‬
‫االعتراض ما ورد في موضوعآخر‪ :‬إة إلهتا في الشماء‪ .‬كلما ساء صبغ [مز ‪ .]٣٠٠١١٥‬وهكذا‬
‫إذا ثشرح هذه الكلمة بحيثكغق هع األخرى‪ :‬آئزاءف‪ ،‬ؤاذخر تئنمأذخائً [خر ‪ .]١٩ :٣٣‬فمن‬

‫يختار الذين تقيد بأن يرحمهم ال ينعم برحمته على الجميع‪ .‬أتا ألئه يتضح أئه يبدي هنا اهتمامه‬
‫بفائب معينة من الناس‪ ،‬وليس بالناس كًافراد‪ ،‬فال داعي لالستمرار في هذا السجال! على أبه ينبغي‬
‫في الوقت ذاته أن نالحن أن بولس ال يشير إلى ما يفعله الله في كز زما؟ وفي كز مكا؟ ومع كز‬
‫الناس‪ ،‬بل يحفظ حريته ليجعل حتى الملوك والحكام شركاء في التعليم السماوي‪ ،‬مع أئهم بسبب‬

‫عمائهم يتحئم أن يثوروا عليه‪.‬‬

‫ولكن يظهر أئهم يثيرون اعتراصا أقوى على أساس ص آخر من رسالة بطرس وهوأن الله األ‬
‫تشاء اذ يؤبلن أتاسل‪ ،‬رز اذ ثعبز الجييغ إلى التؤتة‪. ٢ [ 11‬ط ‪ . ] ٩: ٣‬لكئ حز هذه الصعوبة يكمن‬
‫في النصف الثاني من الجملة‪ ،‬ألن مشيئة القبول للتوبة يمكن فهمها في اإلطار العام فقط للمعنى‬
‫المقبول به‪ .‬إذ التجديد في يد الله‪ :‬فعندما يعد بأن يعطي قالئل معينين قليا من لحم فيما يترك الباقين‬
‫بقلب من حجر [حز ‪ ،]٢٦ :٣٦‬ليسأل هل كان يريد توبة الجميع‪ .‬من المويد والصحيح أئه ما لم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩١٨‬‬

‫يكن الله مستحنا أن يتقبل ض يلتمسون رحمته‪ ،‬باتت هذه المقولة في غير محتها‪ :‬ازحفوا إني‪...‬‬
‫وارخ إلحكم [زك ‪ .]٣: ١‬ولكتي أقول بإصرار إئه ال يقرب الله بشر فان ما لم يكن الله منتظر)‬
‫إداه‪ .‬ولوكانت التوبة متوقفة على خيار اإلنسان‪ ،‬لم يكن بولس ليقول غشى اذ يعطتهم الله رؤبهاا‬
‫[‪٢‬تي ‪ : ٢‬ه ‪ . ] ٢‬حعا‪ ،‬ما لم يكن الله الذي يحذ الجميع على التوبة بصوته هو نفسه الذي قد جذب‬
‫المختارين لذاته بقدرة روحه الخفية‪ ،‬ما كان إرميا قال‪ :‬توبئي فأتوب‪ ...‬ألئئي رجعت بعد أن‬
‫تؤبتذي‪[ ٠٠‬ار ‪ ،١٩-١٨ :٣١‬انظر الترجمة الالتينية ‪٠-‬االثولجاتا‪.٢٠‬‬

‫‪ .١٧‬الرذ على اعتراضات أخرى‬

‫قد تقول‪ :‬لكن إن كان كذلك‪ ،‬فلن يبقى الكثير مائ يدعولإليمان بمواعيد اإلنجيل‪،‬ألئها حين‬
‫تشهد إلرادة الله تجزم بأئه يشاء بما يناقض قضاءه المنيع‪ .‬ليس كذلك على اإلطالق‪ .‬فمهما كان‬
‫لمواعيد الخالص من شمولية‪ ،‬فهي ال تتناقض من أى وجه مع التعيين السابق للهالكين‪ ،‬بشرط أئهم‬
‫يلتفتون لفاعليتها‪ ,‬ألئنا عندما نتقيل وعود اإليمان لقلم عندئذ‪ ،‬وعندئذ فقط‪ ،‬أدها تبدأ عملها الفعال‬
‫فينا‪ .‬على العكس‪ ،‬عندما تنطفئ شرارة اإليمان يتالشى الموعد في الوقت عينه‪ .‬وإن كانت هذه‬
‫طبيعئها [أي طبيعة المشيئة والمواعيد)‪ ،‬دعونا نز إدا هل كان يتناقض أحدها مع اآلخر‪ .‬قيل إذ الله‬
‫عين منذ األزل من يشاء أن يقبلهم في محيته‪ ،‬وكذا من يشاء أن ينفث عليهم غضبه‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫ذلك يعلن عن الخالص لجميع الناس بدون تحيز‪ .‬أتا أنا فاولد بإيراد الدليل أن هادين المقولتين‬
‫تتفقان مائ تمام االتفاق‪ .‬ألن الله يقصد‪ ،‬بوعد كهذا‪ ،‬أئه يبسط رحمته للجميع‪ ،‬بشرط أن يسعوا‬
‫إليها ويلتمسوها فقط‪ .‬ولكن من‪ ،‬أنارهم فقط يفعلون ذلك؛ وأئه هو يير من قد عينهم للخالص‪.‬‬
‫وهؤالء األخيرون يمتلكون حقيقة الوعود األكيدة غير المنقوصة‪ ،‬وهكنا ال يمكن ألحد أن يقول‬
‫إذ هنالك تناقصا بين االختيار اإللهي األزلي وشهادة نعمته التي يقذمها للمؤمنين‪.‬‬

‫لكن لماذا يقول أ‪١‬لجميعأ؟ الجواب‪ :‬لكي تستكئ ضمائر األتقياء عندما يدركون أن ال تمييز‬
‫بين الخطاة في حال وجود اإليمان‪ .‬ومن جابآخر‪ ،‬ال يستطيع األشرار أن يذعوا أن ليس لهم‬
‫ملجأ يعجلون باللون به من عبودية الخطيئة‪ ،‬فيما هم بسبب جحودهم يرفضونه عندما يقذم لهم‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬لما كانت رحمة الله مقدمة لكال الصنعين من الناس من خالل بشارة اإلنجيل‪ ،‬فهو اإليمان‬
‫‪ -‬أي إنارة الله ‪ -‬الذي يميز األتقياء عن األشرار بحي‪٠‬ث يشعر السابقون بفاعلية اإلنجيل فيما ال‬
‫يستفيد الالحقونمنءمله‪ .‬واالستنارة ذاتها أيشا ترتبط بقاعدة االختيار اإللهى األزلي‪.‬‬
‫‪٩١٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الرابع والعشرون‬

‫أما مرثاة المسيح التي يقتبسونها — يا أورشليم‪ ،‬يا أورشليم‪ ...‬كم مزة أردت أن أجمع‬
‫أوالدك‪...‬ولم تريدوا [مت‪-]٣٧:٢٣‬فالتدءم اعتراضهم‪ .‬إر أقر بأة المسيحاليتكتم[هذا؛‬
‫بصفته كإنسابا فقط‪ ،‬بل يوبخهم أيصا لرفضهم نعمته عبر جميع األجيال‪.‬‬

‫ولكن يلزم أن نعزف مشيئة الله التي نناقشها اآلن‪ .‬من الواضح تماائ كيف يذل الله جهنا كبيرا‬
‫وعناية ليجمع الشعب‪ ،‬وكم رفض الشعب بعناد أن يجتمعوا ويقحدوا‪ ،‬مستمين أنفسهم لشهواتهم‬
‫الضالة‪ ،‬من أكبرهم إلى أصغرهم! لكن ال يلزم أن يعني ذلك أة إرادة األنسان الشريرة تفسد قصد‬
‫الله‪ .‬يعترضون بالقول إئه ليس أبعد عن طبيعة الله من أن يكون مزدوج األرادة‪ .‬إئني أتفق معهم في‬
‫هذا‪ ،‬بشرط أن يفسروا ذلك على النحو الصحيح‪ .‬لكن لماذا ال يأخذون بعين االعتبار النصوص‬
‫العديدة التى ينزل الله فيها ‪ -‬مثخنا المشاعر البشرئة ‪ -‬إلى ما هو أدنى من عزة جالله؟ يقول‬
‫إئه بسط ذراعيه‪ ...‬ليدعو شعبا متمردا [اش ه‪٢:٦‬؛؛ مبكرا ومؤحزا اهنتم بأن يرجعهم إليه‪ .‬إن‬

‫أرادوا أن ينسبوا كز هذا إلى الله‪ ،‬بغض النظر عن صيفة التشبيه واالستعارة‪ ،‬فسوف تنشأ جدليات‬
‫سطحية عديدة يمكن الرد عليها بهذا الجواب الوحيد‪ :‬بنقل ما هو بشري [من صفاب وخصائص؛‬
‫لوصف الله؛ مع أن الجواب الذي قذمناه في موضع اخر كاب للغاية‪[ ١٤ ،‬نضيف؛ إئه على الرغم‬
‫من أة إدراكنا ألرادة الله متعذدة‪ ،‬فهو ال يشاء هذا وذاك في ذاته‪ ،‬ولكئه بحسب حكمته الغزيرة‬
‫والمتنؤعة‪ ،‬كما يصفها بولس [اف ‪١ ٠ :٣‬؛‪ ،‬بخرس حواشنا إلى حين تعتلى أن ندرك كيف يشاء‪،‬‬
‫بصنعه العجيب‪ ،‬ما يبدو موقا ضد إرادته‪.‬‬

‫يتالعبون بالحجة الطفيفة أة الله‪ ،‬بصفته أبا الكز‪ ،‬ليس من عدله أن يتختى عن أحد سوى أولئك‬
‫الذين من جراء إثمهم استحثوا هذا العقاب‪ .‬كما لو كان سخاء الله لم يشمل الخنازير والكالرب!‬
‫أثا في ما يتعتق بالبشر‪ ،‬فليجيبوا لماذا التزم بشب واحد ليكون لهم أبا؛ وأيصا لماذا انتقى من بين‬
‫*هؤالء عددا قليال‪ ،‬كما ينتقي أحدهم زهرة من بستان‪ .‬ولكئ ولع هؤالء المتكتمين بالسوء يمنعهم‬
‫من التفكر في أة الله اابشيق لهئشه غتى األلهزار زالطابجيائ‪[ ٠‬مت ه ‪ :‬ه ‪ ٤‬؛‪ ،‬بحيث يؤتمن الميراث‬
‫للقليلين الذين سيقول لهم يوائ ما‪ :‬دعالؤا يا مباركي ًا‪.‬ري‪ ،‬رثوا الملكوت [مت ‪٣٤:٢٥‬؛‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫كما إئهم يعترضون بالقول إة الله ال يكره شيائ من صنعه‪ .‬نعم إتي اقر لهم بذلك؛ ومع هذا فإة ما‬
‫أعتم به يبقى ثابيا‪ :‬أن المرفوضين مكروهون من الله‪ ،‬ولسبب ئعقل‪ .‬إئهم إذ يفتقرون إلى روحه‪،‬‬
‫ال يستطيعون أن ئحدثوا إأل عته للمسبة‪ .‬يضيف المعارضون أئه أل نزق يرع اليهودي ؤالثوائنئ‬
‫[رو ‪١٢: ١٠‬؛‪ ،‬ولهذا فنعمة الله تمتن للجميع بال تمييز‪ .‬أكيد‪ ،‬ولكن بشرط أدهم يعترفون كما‬
‫انظر أعأله‪ :‬الكتاب األول‪ ،‬الفصل السابع عشر‪ ،‬الفقرة ‪٢‬؛ والفصل الثامن عشر‪ ،‬الفقرات ‪.٤-١‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٢٠‬‬

‫وصح بولس‪ ،‬بأة ا الله يدعو أناشا من كز من اليهود ومن األمم أيائ بحسب مسرة مشيئتدأ‬

‫[رو ‪٢٤:٩‬؛‪ ،‬بحيث إته ليس تلزائ بأحد‪ .‬وبهذه الطريقة أيثما نرذ على اعتراضهم الوارد في‬
‫موضعآخر‪ ،‬أن الله اعتق عتى الجميع ئائ في العضتان‪ ،‬بكتي تزحم الجييغ [رو ‪ ٣٢:١١‬ندمج‬
‫مع غز ‪)٢٢ : ٣‬؛ أي ألئه يشاء أن يعزى خالص جميع المختصين إلى رحمته‪ ،‬رغم أن هذا االحسان‬
‫ليس شامأل للجميع‪ .‬أثا اآلن‪ ،‬فعندما ثطرخ األفكار على كز من الجانبين‪ ،‬لتكن خاتمتنا هكذا‪:‬‬

‫أن نرتعذ مع بولس إزاء سر هذا عمعه؛ ولكن إذ تصخب جلبة األلسنة المشاكسة‪ ،‬فال نستح من‬
‫هذا التعجب الذي نطق به‪ :‬من ادت ادفا االسان الذي تجاوب الله؟ [رو ‪٢ ٠ : ٩‬؛‪ .‬وكما أكت‬
‫أوغسطينس عن حق‪ :‬تن قاس عدالة الله بمعايير العدل البشرية إثما يسلك في ضالل‪١٥ .‬‬

‫‪,‬ج‪11‬ال‪8‬ألجلمأ‪0-٨‬ضج‪۶8‬‬ ‫ض‬ ‫انظر‪11 )١> 45. 1667(. :‬‬ ‫‪١٥‬‬


‫الفصل الخامس والعشرون‬

‫القيامة األخيرة‬

‫(توكيد عقيدة القيامة األخيرة‪)٤ —١ ،‬‬

‫‪ . ١‬أهمية رجاء القيامة ومعؤقاته‬

‫يشهد بولس أن المسيح‪ ،‬شمس البل [مال ‪ ،]٢ : ٤‬الذي يتأنق مجده في اإلنجيل‪ ،‬قد أبطل‬
‫الموت وأنار لنا الحياة والخلود [‪٢‬تي ‪١٠ :١‬؛‪ .‬ومن ثم ا‪٠‬ذذتقأل نحن‪ ،‬باإليمان‪ ،‬أس الكؤب‬
‫إلى الحتاه‪[ 11‬يو ه‪٢ ٤ :‬؛‪ ،‬صائرين ليس اتئد* غزناة زنزأل‪ ،‬تل رئة مغ القايس ؤأش تيب الله‪*1‬‬

‫[اف ‪ ،]١٩:٢‬الذي أجلسنا مع ابنه الوحيد !افي الشكاواض>أ [اف ‪ ]٦:٢‬حتى ال يعوزنا شيء‬
‫لكمال سعادتنا‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فلئأل يرح بنا نضال حربنا الروحية‪ ،‬كما لو كا لم نستغد من نصرة‬
‫المسيح‪ ،‬ينبغي أن نتمشك بما نتعتمه من مواضع كتابية أخرى عن طبيعة الرجاء‪ .‬فألئنا نرجو‬
‫ما ال يرى [رو ‪:٨‬ه‪٢‬؛‪ ،‬وألة اإليمان‪ ،‬كما ورد في نص اخر الهز‪ *...‬اإليقان ياور أل تزىاا‬
‫[عب ‪ ،]١ :١١‬فائنا مدعوبون عن الرت ما دمنا بقينا مستوطنين ‪ -‬أو بالحري سجناء — في‬
‫الجسد [ ‪٢‬كو ‪ .]٦٠٠٥‬لهذا السبب‪ ،‬يقول بولس نفسه في موضعآخر لنا‪1 :‬اون متم ؤحتادكم مشتيزه‬
‫تغ الكسيح ني الله‪[ .‬و] تئى اظهز التسيخ حياقا‪ ،‬وحينئذ دظهزون ًائتئأ أئائ تفه بي الكجدأ‬
‫[كو ‪ .]٤—٣ :٣‬هذا إدا هو ما يشترط علينا‪ :‬أئعيس رالئفعل وابر ؤالقثؤى بي الغالم الحاضر‪،‬‬
‫منتظرئ الرجاء الثيازذ ؤظؤوز تجد الله الغغليم زمحينا ئشوغ الكسيح [تي ‪.]١٣-١٢ :٢‬‬
‫هنا إدا نحتاج إلى صبر فوق المعتاد حتى ال نعكس اثجاه مسيرتنا‪ ،‬من جراء إعيائنا‪ ،‬أو نتختى عن‬
‫الموقع الموكل إلينا‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬يستلزم كز ما قد شرحناه حتى اآلن أذهاائ موجهة إلى ما فوق‪ ،‬كيما نحت‬
‫المسيح وإن كا لم نره لكن نؤمن به‪ ،‬فنئتهج بفرح ال ينطق به ومجيد إلى أن ننال غاية إيماننا‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين المسيحي‬ ‫‪٩٢٢‬‬

‫‪ ١٦‬بط ‪ .]٩~٨ : ١‬لهذا السبب يقول بولس إة إيمان األتقياء ومحبهم يتطلعان إلى الرجاء الموضوع‬
‫لنا في السماوات [كو ‪٤ :١‬له]‪ ٠‬لذلك عندما نثبت أنظارنا على المسيح فيما ننتظر السماء‪ ،‬بحيث‬
‫ال يصرفنا شيء على األرض عن مسيرتنا إلى تلك السعادة الموعودة‪ ،‬عندئذ يتحئق القول إله حت‬
‫تكون كنرك لهتان يكون قلبك ايصا [مت ‪ .]٢١ :٦‬من ثم تنشأ حقيقة الواقع أئه قئما يوجر‬
‫اإليمان في هذا العالم‪ :‬وليس أصعب على بطئنا من أن نتغلب على عقبات ال حصر لها‪ ،‬فيما نحن‬
‫نسعى دخؤ انقرض ألحلي لجفالة دغوه الله اذئيا‪٠‬أ [في‪١٤:٣‬؛‪ .‬ألئه عالو؛ على جملة الباليا التي‬

‫تكاد تطمرنا‪ ،‬تهدد براءتنا غارات التقريع التي يشئها علينا األشرار عندما يبدو أئنا إذ ننبذ إغراءات‬
‫العالم الحاضر نسعى نحو نعيم ال نراه‪ ،‬وكأئه ظل سريع الزوال‪ .‬وأخيرا تحاصرنا‪ ،‬من أعلى وس‬
‫أسفل‪ ،‬ومن أمامنا والخلف‪ ،‬تجارب قاسية ال تستطيع عقولنا أن تتكبدها ما لم تكن قد تحررت‬
‫من األرضيات‪ ،‬وثبت أنظارها على الحياة السماوية التي تبدو بعيدة المنال‪ .‬لذلك فإئه وحده من‬
‫درب ذاته على التأتل بال انقطاع في القيامة المجيدة‪ ،‬هوتن استفاد كلجا من بشارة اإلنجيل‪.‬‬

‫‪ .٢‬االشتياق إلى االكحاد هع الله كدافع لرجاء القيامة‬

‫ناقش الفالسفة األقدمون موضوع الخير األسمى‪ ،‬وحتى أولئك تجادلوا حوله فيما بينهم‪.‬‬
‫ومع ذلك لم يدرك أحذ سوى أفالطون أة الخير األسمى هو االقحاد مع الله‪ ١،‬وحتى هو لم‬
‫يستطع أن يدرن طبيعته‪ ،‬ولوفي غموض‪ .‬وال عجب‪ ،‬ألئه لم يتعلم شيائ عن الرباط المقدس لذلك‬
‫االثحاد‪ .‬إئنا حتى في رحلتنا األرضية هذه نعرف ما هي السعادة الوحيدة والكاملة؛ ولكن هذه‬
‫السعادة تضرم اشتياقنا إليها أكثر فأكثر في كز يوم‪ ،‬إلى أن يشبعنا اكتمال إثمارها‪ .‬لذا قلن إئهم‬
‫وحدهم تن يرتقون بأنظارهم إلى القيامة يجتنون ثمار المسيح‪ .‬وهكذا يرفع بولس أمام المؤمنين‬
‫هذا الشعار [في ‪ ]٨: ٣‬وأن ينسى ما هو وراء ويمتن إلى ما هوقذام [في ‪ . ] ١٣: ٣‬وكذا نحن يلزمنا‬
‫مريرا ‪٠‬بسبب‬
‫‪٠٠٠‬بالدتنا ءإذا وقعنا‬ ‫‪ ٠٠‬مح‬ ‫من الشوق‪ ،‬ءلئأل ئعاقن عقادا‬
‫‪٠‬‬ ‫وبمزيد‬
‫‪ ٠٠‬د‬ ‫‪٠‬‬ ‫أن نسعى نحوذلك الفرض ‪٠‬بهئة‬
‫في قبضة العالم‪ .‬لذا — في نعل تالي — يميز المؤمنين بهذه العالمة‪ ،‬أن أسيرتهم هي في السماوات‬
‫التي منها ينتظرون مختصهما‪[ ٠‬في ‪.]٢ ٠:٣‬‬

‫ولكيال تخور شجاعتهم في هذا السباق‪ ،‬يلحق لهم بولس جميع المخلوقات لترافقهم‪ .‬وألة‬
‫كز ما يرونه حولهم هو حطام ال هيئة له‪ ،‬يقول إة كز األشياء‪ ،‬ما في السماء وما على األرض‬

‫;‪ 0 11. 126-129‬ادًا نحمًا) <‪£‬م ‪ 176‬أاأل‪77‬‬ ‫انظر‪£ £1310 :‬ح‪1٧. 715 £-716 £ )£‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪1. 292-297(.‬‬
‫‪٩٢٣‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس والعشرون‬

‫يسعى نحو التجديد [رو ‪ .] ١٩ :٨‬فمنذ أن أربكآدم بسقوطه نظام الخليقة الكامل‪ ،‬باتت العبودية‬
‫‪١‬لتي اخضعت لها كز المخلوقات بسبب خطيئة اإلنسان ثقيلة ومبرحة‪ .‬ليس ائها قد وهبت ملكة‬

‫!الدراك‪ ،‬ولكئها ‪.‬طبيعتها تتوق إلى حالتها األصلية التي سقطت منها‪ .‬لذلك نسب بولس إليها‬
‫الروح [رو ‪ ]٢٣:٨‬يلزمنا‬
‫*‬ ‫أ‪١‬ألس و التمغض‪[ ٠٠‬رو ‪ ،]٢٢ :٨‬حتى إى حمحن االين لنا باكوز؛‬
‫أن نخجل إذ نذبل في فسادنا‪ ،‬كما يلزمنا أأل نماثل العناصر المائتة التي تحمل في طياتها عقاب‬
‫خطيئةآخر‪ .‬ولكي يهمزنا بولس بمزيد من الحذة‪ ،‬يدعو مجيء المسيح األخير فداءنا [قارن‬
‫رو ‪ .]٢٣: ٨‬إئه صحيح حعا أن جميع نواحي قيامتنا قد اكيلت؛ ولكن ألن المسيح وت‪٠‬م عن‬
‫ينتظرونه]‬
‫**‬ ‫** قايتة بآل لحطئة للحألص [للذين‬
‫الخطايا ره وإلى األبد [عب ‪ ]١٢:١٠‬فسوف تظهز‬
‫** إلى أن يكتمل‪.‬‬
‫الغداء‬ ‫[عب ‪ .]٢٨: ٩‬فمهما قاسينا من صعوبات‪ ،‬فلنتقؤ بهذا‬

‫‪ .٣‬القيامة المرجوة قيامة الجسد‪ :‬قيامة المسيح‪ ،‬النموذج األصلي‬

‫ينبغي أن تشحن أهمية هذا األمر اهتمامنا األقصى‪ .‬فإذ بولس يحاول أن يبرهن على أئه إن‬
‫باطلة [ ‪١‬كو ه‪ ،]١٤-١٣:١‬وأئنا نكون‬
‫**‬ ‫لم تكن قيامة أموات‪ ...‬فاإلنجيل باطل والكرازة به‬
‫سش جميع ‪١‬لائسأ [ ‪١‬كو ه ‪ ،]١٩: ١‬إذ نحن لمعرضون لتعيير الكثيرين ولكراهتتهم أنخاطر كز‬
‫ساعه [ ‪١‬كو ه ‪ ،]٣١‬اخل مذ خستا مثل غتم ألج‪[ ,,‬رو ‪٣٦:٨‬؛ مز ‪ .]٢٢: ٤٤‬وبناة على‬
‫واحد فقط‪ ،‬بل في مجموعه الذي يشمل تبئينا وإكمال‬
‫*‬ ‫ذلك فإذ سلطة اإلنجيل تنهار‪ ،‬ليس في جزء‬
‫خالصنا‪ .‬لذا‪ ،‬لنلتفك عن كثب لهذا األمر االي في غاية الخطورة بحيث ال نعيا مهما طال الزمن‪.‬‬
‫لقد أرجأت إلى هنا نقاشي الوجيز لهذا الموضوع لهذا السبب‪ :‬وهو أن يتعلم قرائي — متى تقيلوا‬
‫المسيح‪ ،‬رئيس خالصنا ومكئله‪ -‬أن يشموا إلى أعلى‪ ،‬ويدركوا أئه مشرز في أعاليه بالمجد‬
‫السماوي والخلود حتى يشاكل الجسذ كئه الرأس‪ .‬فإئه هكذا يضع الروح القدس أمامنا ‪ -‬تكرارا‬

‫‪ -‬نموذج القيامة‪.‬‬

‫ما أصعب أن نصنق أن األجساد التي يأكلها العفن‪ ،‬سوف ئقام في أوانها! اللك‪ ،‬على الرغم‬
‫من أن الكثيرين من الفالسفة قد أقروا بخلود األرواح‪ ،‬اعترف قليلون منهم بقيامة الجسد‪ .‬ومع‬
‫أئه ال توجد حجة أو عذر لهذا الرأي‪ ،‬فإئها تدبرنا بمدى صعوبة فهمها من تبل العقل البشري‪.‬‬
‫أتا الكتاب المقنص فيزؤدنا بنقطئين تساعداننا على التغلب على هذه العقبة الجسيمة باإليمان؛‬
‫إحداهما نموذج قيامة المسيح؛ واألخرى قوة الله الكلية القدرة‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٢٤‬‬

‫أؤأل‪ ،‬لتكن صورة المسيح أمامنا كتما تأثلنا موضوع القيامة‪ .‬إئه في الطبيعة التي ادًاخذها‬
‫لذاته متا قد أكمل مسيرة الحياة المائتة‪ ،‬وإذ نال الخلود أصبح عربون قيامتنا العتيدة‪ .‬ألئنا في كز‬
‫ما يحيط بنا من بالء [قارن ‪٢‬كو ‪ ]٩—٨ : ٤‬نكو ن حاملين ني الجدد ‪ ...‬إنائه الرت ئشوغ‪ ،‬بكى‬
‫دئهز حياه سوغ اقصا في لجشدرا [ ‪٢‬كو ‪ ١ ٠ : ٤‬؛ ‪ .‬فاذ نفصله عن ذواتنا ليس مسموحا به‪ ،‬وال‬
‫ممكائ من دون أن نمزقه‪ .‬لهذا يجادل بولس‪ :‬إذ للم ثكل نياتة اثواب قال ئكون انتسخ قذ واماا‬
‫[ ‪ ١‬كوه‪ .]١٣:١‬ألئه يستم كمبدأمتفق عليه بأئه ليس من أجل المسيح وحده اخضع للموت‪ ،‬أو‬

‫أئه أحرز االنتصار على الموت بقيامته ثانيه‪ ،‬بل إذ ما قد ابثدئ في الرأس وجب أن يكئل في جمع‬
‫األعضاء بحسب رتبة كز منها ومقامه‪ .‬ألئه حعا ليس من المالئم أن ينبروا جميعا مساوين له من‬
‫كز وجه‪ .‬فلقد قيل في المزامير‪ :‬اكن ئذغ ئقثك ئرى وشادا‪[ ,,‬مز ‪ ١٠: ١٦‬؛ قارن اع ‪ .]٢٧: ٢‬ومع‬
‫أئنا نملك قسائ من هذه الوديعة بحسب القذر الذي وهب لنا‪ ،‬فإذ ملء فعلها تجئى في المسيح‬
‫وحده الذي لكونه معصوائ من كز فساد اعيد له جسد الكمال‪ .‬واآلذ إذ ال ريب في شركتنا مع‬
‫المسيح في القيامة المباركة‪ ،‬ولكي نقنع بهذا العربون‪ ،‬يعلن بولس بكز وضوح أن المسيح جالس‬
‫في السماء [قارن اف ‪٢ ٠: ١‬؛‪ ،‬وسوف يأتي في اليوم األخير قاضؤا لكي يغير نكز حشد ئؤاصعثا‬
‫بيكون عتى صورن حشد مجيه‪,‬ا [في ‪٢١-٢٠ :٣‬؛‪ .‬ويعتم أيصا في موضعآخر [كو ‪٤ :٣‬؛ أن الله‬
‫أقام ابنه من األموات‪ ،‬ال ليظهر مثاأل وحينا لقدرته‪ ،‬بل ليظهر لنا نحن المؤننين عمز الروح نفسه‪،‬‬

‫الذي يسميه حياة ‪ ،‬بينما يسكن فينا ألئه أعبي لكي يحيي ما هو مائت فينا [قارن رو ‪ ١١: ٨‬؛ ‪.‬‬

‫إئني أتعرض هكذا عاجأل لما كان يمكن أن يعالج على وجه أكمل ويستحق أن يسط بصور؛‬
‫أروع‪ .‬ولكتئي أثق بأن يجد القارئ الخاشع في هذه الكلمات القليلة ما يكفي لبناء إيمانه‪ .‬لقد‬
‫قام المسيح ثانية لكي نرافقه في الحياة اآلتية‪ .‬لقد أقامه اآلب بصفته رأس الكنيسة التي ال يسمح‬
‫اآلب البتة بأن يفصله عنها‪ .‬لقد أقيم بقوة الروح القدس الذي يحيينا معه وعلى مثاله‪ .‬وأخيرا أقيلم‬
‫لكي يكون هو ‪0‬القيامه وانجبا؛‪[ ,,‬يو ‪٢٥: ١١‬؛‪ .‬كما قلنا‪ ،‬في هذه المرآة تظهر لنا صورة القيامة‪،‬‬
‫وهكذا تصير أساسا وطيدا يدعم أذهاننا بشرط أأل يعيينا أو يضجرنا طول االنتظار؛ ألن وظيفتنا‬
‫ليست أن نقيض دقائق الزمن كما يروقنا‪ ،‬بل أن ننتظر بصبر حتى يسترد الله ملكوته بحسب زمانه‬
‫باكورة الذين للمسيح‪ ،‬كز واحد في رتبته‬
‫ثم*‬ ‫هو‪ .‬يتصل بهذا نصح بولس حين يقول‪ :‬المسيح‬

‫[‪١‬كوه‪٢٣:١‬؛‪.‬‬

‫ولكن كي ال يثار تساؤز حول قيامة المسيح التي على أساسها ثبنى قيامتنا جميعا‪ ،‬نرى كم‬
‫من مرة‪ ،‬وبكم من الوسائل المختلفة يظهر شهادتها لنا‪ .‬سوف ينظر المستهزوئن إلى الحقيقة‬
‫‪٩٢٥‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس والعشرون‬

‫‪١‬لتاريخية التي دونها البشيرون كأسطور؛ من حكايات اليدحر‪ ٠‬ماذا تكون قيمة البشارة التي أتت‬
‫مرف نسا؛ فقيرات خائفات‪ ،‬وأكدها تالميذ أيبسهم الرعب؟ لماذا بالحري ال ينصب المسيغ في‬
‫وسط الهيكل وفي الميادين العامة دصائ بزاقة عالمة النتصاره؟ لماذا أيشا ال يبرهن للكهنة ولكز‬

‫أورشليم على أره عاد إلى الحياة؟ يندر أن يقز أبناء هذا العالم بكفاءة الشهود الذين اختارهم‪.‬‬

‫أجيب‪ :‬على الرغم من أئه كان لضعفه المنظور في تلك البدايات أن يحتقر‪ ،‬فقد كان كز‬
‫هذا موجبا من قتلة عناية الله الفائقة‪ ،‬بحيث اندفع إلى القبر هؤالء الذين كان الرعب قد اعتالهم‪،‬‬
‫مغمورين من جاب بحبهم للمسيح وبحبه لهم وغيرتهم للتقوى‪ ،‬ومن جاب آخر بعدم إيمانهم‪،‬‬
‫ال لكي يصيروا شهود عيان فقط للحدث‪ ،‬بل ليسمعوا من المالئكة ما قد رأوه هم بعيونهم أيصا‪.‬‬
‫كيف لنا أن نشتبه في مصداقية من ظلوا أن ما سمعوه من النسوة مجرد رواية إلى أن واجهتهم‬
‫الحقيقة عينها؟ أتا عن عامة الشعب‪ ،‬والحاكم نفسه‪ ،‬فبعد أن يرهن لهم على تلك الحقيقة بما يفوق‬
‫الكفاية‪ ،‬ال عجب في أرهم غرموا رؤية المسيح الثغام أو أى عالماب أحر‪ .‬كان القبر قد أحكم‬
‫وحتم‪ ،‬وكان العسكر يحرسونه [مت ‪٦٦ : ٢٧‬؛‪ ،‬ولكن بعد ثالثة أيام لم يوجد جسد يسوع [قارن‬
‫لو ‪[ ]٣: ٢٤‬مت ‪٢٨‬ح‪ ٠]٦‬أشاع الجنود المرتشون أة تالميذه سرقوه [مت ‪ ، ١٣- ١٢ : ٢٨‬ه ‪. ] ١‬‬
‫هذا كما لو كان التالميذ قادرين أن يتغلبوا على كتيبة الجنود المسلحين‪ ،‬أو كاهم كانوا مزودين‬
‫باألسلحة‪ ،‬أو لهم من الخبرة ما يجعلهم يجرؤون على ارتكاب مثل هذه البعلة! ولكن إن لم يكن‬
‫للعسكر ما يكفي من الشجاعة لتشتيتهم‪ ،‬فلماذا لم يطاردوهم بحيث يمسكون ولو ببعضهم‪،‬‬
‫بمعونة الناس؟ حعا قد ختم بيالطس قيامة المسيح بخاتمه الشخصى؛ وأمسى أولئك الحراس‪،‬‬
‫رطدئتهم أو بكنبهم‪ ،‬المنادين علائ بالقيامة ذاتها‪ .‬وفي تلك األثناء‪ ،‬صدح صوت المالئكة‪ :‬كزت‬
‫هز ههائ‪ ،‬ألده وام [قارن مت ‪٦: ٢٨‬؛ لو ‪٦ :٢٤‬؛‪ .‬وسطع المجد النورانى ليخبر في ؤضح أئهم‬
‫ليسوا رجاأل بل مالئكة‪.‬‬

‫ثم بعد ذلك‪ ،‬أزال المسيح نفسه كز ريب كان قد فجس في صدورهم [لو ‪٢٨: ٢٤‬؛‪ .‬لقد‬
‫رآه التالميذ أكثر من مزة‪ ،‬ولكئ عدم إيمانهم كان من شأنه أن يساهم إلى مذى بعيد في تقوية‬
‫إيماننا‪ .‬فقد تحدث معهم عن أسرار ملكوت الله [اع ‪ ،]٣: ١‬وأخيرا‪ ،‬فيما كانوا يشحصون‪ ،‬صعد‬
‫إلى السماء [اع ‪ .]٩:١‬ولم يظهر هذا المشهد لألحد عشر فقط‪ ،‬بل أيصا ا دفة ؤ حذ؛ ألئز من‬
‫حمسمقة اح [ ‪ ١‬كو ه‪ ٠]٦:١‬ولتا ارز الروح القدس أعطى برهادا أكيذا ليس للحياة فقط‪ ،‬بل‬
‫لربوبيته أيثا‪ ،‬كما سبق له أن قال‪ :‬ائه حم لكم أن انطلق‪ ،‬ألئه إذ لم أنطلق أل يابكم انثغري‬

‫[يو ‪ . ]٧٠. ١٦‬وحعا لم يحدث بقوة إنساز حت‪ ،‬أن اسقط بولس منطرغا على الطريق‪ ،‬لكئه شعر‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٢٦‬‬

‫أة لذاك الذي كان يضطهده القدرة األسمى [اع ‪٤ : ٩‬؛‪ .‬وكهز الستغانوس لسبآخر‪ ،‬أي لكي‬
‫يتغاب على الخوف من الموت ‪.‬طمأنينة تأكيد الحياة [اع ‪:٧‬هه]‪ ٠‬أن بكذب براهين أصيلة‬
‫ومؤيدة هذا عددها‪ ،‬ال يعتبر كفؤا فحسب‪ ،‬بل عصيادا فاجزا مخبوال‪.‬‬

‫‪ .٤‬قؤة الله الكلئة كأساسب لقيامة الجسد‬

‫قلنا إئه في إثبات حقيقة القيامة ينبغي أن قجه أفكارنا صوب قدرة الله التي ال حدود لها‪.‬‬
‫يعلم بولسى هذا بإيجاز‪ .‬سيعير‪ .. ٠‬جسد دواصعتا لتكون على صوزؤ لجسد مجده‪ ،‬بحنكسمب عمز‪،‬‬
‫اشبكاغبه اذ ئخبغ بشيمه كل ئئءا‪[ ,‬في ‪ .]٢١ :٣‬وعلى أساس ذلك‪ ،‬ال شيء يمكنه أن يكون‬
‫أقبخ من أن يكل أة حدائ يجوز وقوعه في مجرى الطبيعة يستطيع بسبب عظمته أن يغمر حواسنا‪،‬‬
‫فيما نحن ئبصر ئبالنا معجزة يستحيل التنبؤ بها‪ .‬ومع هذا فإة بولس يستعمل برهاائ من الطبيعة‪،‬‬
‫وبذا يدحض جهالة الذين ينكرون القيامة‪ .‬يقول‪ :‬داعيى! الذي ثرزعه آل يحيا إذ لم يمت ا إلخ‬
‫[‪١‬كو ‪ ]٣٦: ١٥‬ويعلمنا أئنا د الزرع نمبز صورة للقيامة‪ ،‬إذ من الفساد تنبت الحبة‪.‬‬

‫لن تكون هذه الحقيقة صعبة الفهم إذا نحن التفتنا جبذا إلى كز ما يطرح أمام أنظارنا من‬
‫معجزات تحدث في جميع أنحاء العالم‪ .‬لكن لنتذكر أن ال أحد يقتنع تماائ بحقيقة القيامة العتيدة‪،‬‬
‫ما لم ترزعه عجائببتها فينسب مجدها المستحق إلى قوة الله‪ .‬وأمام تأكيد القيامة ئذهش إشعياء‬
‫قائأل‪1 :‬ادحيا اثؤائك‪ ،‬ئقولم الجئ‪ .‬اشتبؤظوا‪ ،‬ئزئوئا ائ شغان الراباا [اش ‪ .]١٩:٢٦‬وفي‬

‫ظر وب عصيبة‪ ،‬يستنجد داود بالله‪ ،‬رت الحياة‪ ،‬من عنده للموت مخارج ‪ ،‬كما ورد في المزمور‬
‫[‪ .]٢٠ :٦٨‬وأيصا أيوب‪ ،‬الذي كان أشبه بجثمان منه بإنسان‪ ،‬يوكد معتمدا على قدرة الله أئه‬
‫سيقوم إنساق كامأل في ذلك اليوم‪ :‬شما ارا وقذ علث اة ولثي خئ‪ ،‬زاآلحز غلى األزض تقوم‬
‫( وفي اليوم األخير سوف يقؤى على التراب )‪ ،‬زبقن اذ يفتى جلدي هذا‪ ،‬زبدون حشدي أزى‬
‫الله (أوصوف اكتسي بجلدي ثانيه [ترجمة بديلة]) اراه اثا بتئيدي‪ ،‬زعبتاكل دنظزان زنبش احز‬
‫[اي ‪:١٩‬ه ‪ .]٢٧-٢‬ألئه على الرغم من أن مقاومينا يعوجون هذه النصوص بحذق كما لوكان‬
‫ينبغي أأل تفشر بمعنى القيامة‪ ،‬فإئهم مع ذلك يوكدون ما يشتهون أن ينقضوه؛ أثا األتقياء فيبتفون‬
‫تعزيه في ضيقاتهم من مصدر وحيد‪ ،‬أال وهو تصوير القيامة لهم بمثال‪.‬‬

‫يمكننا أن نرى بمكثر وضوح في نطل من سفر حزقيال‪ ،‬أده عندما رفض اليهود موعد عودتهم‬
‫[من السبي؛‪ ،‬محتجين بالقول إذ خروج األموات من قبورهم يدو أرجح من رجوعهم‪ ،‬أعطى‬
‫‪٩٢٧‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل الخامس والعشرون‬

‫الرب النبئ رؤية بقعؤ مالنؤ عظاائ يابسة أمر الله بأن ثلبس لحائ وعصبا‪ .‬ومع أن النبى استطاع أن‬
‫يعيد األمل إلى قلوب الشعب بتلك الصورة الحية‪ ،‬فإئه اثخن أساس رجائه من وحي القيامة؛ تماائ‬
‫كما هي نموذجنا الرئيس لجميع اختبارات نجاة المؤمنين من ضيقات هذا العالم‪ .‬لهذا بعد أن عتم‬
‫المسيح بأن صوت بشارة اإلنجيل يهب الحياة‪ ،‬ولكي يقبل اليهود تعليمه‪ ،‬أضاف ئؤا قائأل‪ :‬اال‬
‫تعجبوا من هذا‪ .‬فإئه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوت ابن اإلنسان‪ ،‬ويخرجون‬
‫[يوه‪.]٢٩-٢٨:‬‬ ‫إلى قيامة الحيا‬

‫لذلك فعلى مثال بولس‪ ،‬لننتصر باشتياى حثيث في وسط معارك الحياة‪ ،‬ألن من وعدنا بحياؤ‬
‫عتيدة قادر أن يحفظ الوديعة إلى ذلك اليوم [‪٢‬تي ‪١٢: ١‬؛؛ كما ولنتهتل إذ ؤضع لنا إكليل البر‬
‫الذي يهبه لنا في ذلك اليوم الرب الدتان العادل [‪ ٢‬تي ‪ .٢٨٠. ٤‬وهكذا يكون ًانكلماوالجؤذامن‬
‫هناء أو اضطراب سوف يكشف لنا عن الحياة اآلتية‪ .‬ألئه متا يئغق وطبيعة عدل الله أن يجازي‬
‫ي‬ ‫عه‬
‫األشرار باألسى الذي يبتلوننا به‪ ،‬وأن يكافئنا نحن من دبكلى طلتا بالراحة عند استعالن المسيح من‬
‫السماء مع مالئكة قوته في نار لهيب [‪٢‬تس ‪ .]٨~٦ : ١‬لكن يلزمنا أن ندرك أئه يضيف بعد ذلك‬
‫بقليل‪ ،‬أئه يأتي إستحذ يي يديبيه ؤيتعجب منه في لجميع الوئيئ ألن شهادة إيمانهم باإلنجيل‬

‫ضن قت [ ‪ ٢‬تس ‪. ] ١٠ : ١‬‬

‫(تفنيد اعتراضات جماعات متنوعة من الناس لعقيدة قيامة الجسد‪ ،‬ه—‪.)٩‬‬

‫ه‪ .‬الفكران الوثئتي للقيامةتبطله طقوس دفن الموتى‪ .‬ضاللة األلفيين‬

‫على الرغم من أثه كان جديرا بالعقل البشري أن ينشغل دوائ باستقصاء هذه األمور‪ ،‬كما لوكان‬
‫يحاول عمدا أن يطمش أي ذاكر؛ للقيامة‪ ،‬سئي الموت ثحم جميع األشياء وانقراض اإلنسان‪ .‬عبر‬
‫سليمان عن الرأي السائد بقوله‪ :‬إن الكلب الحي حز من األكي المبتع [جا ‪٤:٩‬؛‪ ٠‬وكذلك من‬
‫يعتلم زوغ بيي ايقر فز بي قفئن إلى وؤفى؟ ؤذوخ الب فزجي كر ل إلى أتعز‪ ،،‬إلى األزنى؟‪,1‬‬
‫[جا ‪٢١ :٣‬؛‪ .‬لقد عتت هذه الغباوة البهيمية كز العصور‪ ،‬بل ائها شئت طريقها إلى الكنيسة ذاتها‪،‬‬
‫ن على أن يصرحوا علكا بأن ليس قيامة [مر‪١٨:١٢‬؛لو‪٢٧:٢٠‬؛اع‪،]٨:٢٣‬‬ ‫فقد لجرؤ الصد‬
‫وأن األرواح نفسها مائتة‪.‬‬

‫أتا لكيال تصبح هذه الجهالة الجسيمة عذرا ألحل‪ ،‬فظلت الطبيعة تنخس ذاكرة اإلنسان‬
‫بصور؛ باهرة أو أخرى للقيامة تبسطها أمام عيليه‪ .‬بل أال تدل طقوس دفن الموتى المهيبة على‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٢٨‬‬

‫ألحد أن يدعي أة تلك الطقوس نشأت من ضالل‪ ،‬فلقد‬


‫*‬ ‫عالمة جاذة لحيا؛ جديدة؟ كما ال يمكن‬
‫مارسها دائائ اآلباء القديسون؛ وشاء الله لها أن تسود أيصا بين األمم فتبقى صورة القيامة دوائ‬
‫أمامهم عساهم يتيثظون من خمولهم‪ .‬فمع أة تلك المراسم في حذ ذاتها ال تبوء بمنفعة‪ ،‬تفيدوا‬
‫جدا إذا تمعائ بحكمه في الفرض منها؛ ألة في ممارستها نكراائ قاطائ لعدم اإليمان الذي أجمع‬
‫الكز مائ على اإلقرار بما ال يصنقه أحد!‬

‫أما إبليسى فلم يتوقف عند تشويش عقول البشر وأحاسيسهم فقط دجفلهم يدفنون ذاكرة القيامة‬
‫مع الجثث‪ ،‬بل حاول أيائ أن دفسن االعتقاد بها من خالل تزييفها وتزويرها بعدة طرق كيما ينتهي‬
‫إلى تدمير اإليمان بها كليا‪ .‬وهنا أمر سريائ على محاولة الشيطان في عصر بولس إبطال االعتقاد‬
‫بها [ ‪ ١‬كو ه ‪ ١٢ : ١‬وما يتبع؛ ‪ .‬وبعدئذ بقليل جاء األلفيون الذين وضعوا حدا لثلك المسيح مذة‬
‫ألغب عام‪ .‬أائ تفاهة خرافتهم الصبيانية فال تحتاج إلى تفنيد‪ ،‬بل ال تستحثه‪ .‬فإذ اإلشارات الرؤيوتة‬
‫التي يستندون إليها من دون شك‪ ،‬ال تدعم ضاللتهم‪ .‬هذا ألن عدد ا‪١‬أللفا [رؤ ‪ ] ٤ : ٢ ٠‬ال ينعلبق‬
‫على السعادة األبدكة التي تتمثع بها الكنيسة‪ ،‬بل على الكروب المتنوعة فقط التي تعرضت لها في‬
‫غضون جهادها األرضي‪ .‬على العكس‪ ،‬فإة الكتاب المقدس كته يعلن موبذا أن ال نهاية لسعادة‬
‫مختاري الله أو لشقاء األشرار [مت ‪.]٤٦ ،٤١ :٢٥‬‬

‫اآلن يلزم إائ أن ثضذق نموحي فحلى من الله جميغ األمور التي تعمى عن رؤيتها نظراتنا‬
‫المدققة‪ ،‬أو أن ئيختى عنها كلجا‪ .‬وحن يحددون مذة ألف عام يتمئع فيها أبناء الله بميراث الحياة‬

‫العتيدة‪ ،‬ال يدركون قدر العار الذي يجلبونه على المسيح وملكوته‪ .‬ألئه إن لم يلبس أوالد‬
‫الله األبدية كساة لهم‪ ،‬فالمسيح نفسه الذي إلى مثال بهائه يتغيرون‪ ،‬لم يقم إلى مجد أبدى‬
‫[ ‪ ١‬كو ‪. ]١٣: ١٥‬إن كانت لسعادتهم نهاية‪ ،‬إدا ملكوت المسيح الذي يعتمد هناؤهم على ثباته‪،‬‬
‫موثن وايل إلى الزوال‪ .‬باإليجاز‪ ،‬إائ أن يكون مثل هؤالء األشخاص في غاية الجهل باألمور‬
‫اإللهية‪ ،‬أو إئهم يحاولون — بحيلة خبيثة ومتمئجة ‪ -‬طمس نعمة الله وقوة المسيح اللئين تتحثقان‬
‫بمحو الخطايا فقط‪ ،‬وابتالع الموت‪ ،‬واستعادة الحياة األبدية استعادة كاملة!‬

‫فحتى األعمى يستطيع أن برى غباوة الهراء الذي يتكتم به هؤالء الذين يخافون أن ينسبوا‬
‫إلى الله القساوة المفرطة إذا حكم على األشرار بالعقاب األبدي! إن كان الله يحرم مرع ملكوته من‬
‫أثبتوا بجحودهم الزائد عدم جدارتهم به — بات ذلك‪ ،‬حعا‪ ،‬ظلائ مفرغا! يقولون إذ خطاياهم‬
‫شيء مؤقت‪ .‬فليكن‪ .‬أتا عزة الله وعدالته التتان انتهكتهما خطاياهم‪ ،‬فهما أبديان‪ .‬ولذا فإذ ذاكرة‬
‫‪٩٢٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس والعشرون‬

‫‪٠٢‬ثامهم ال تزول‪ .‬مع ذلك [يقولون] إة العقاب يفوق حدود التعذي‪ .‬على أة هذا التجديف ال يطاق‬
‫عندما يحئر المخلوق جاللة الخالق‪ ،‬أو عندما يثخل االزدراء بها على فقدان نغمة واحدة‪ .‬لكن‬
‫دعونا نتجاوز هذا العبث وهذه التوافه لئال‪ ،‬على عكس ما ولنا سابعا‪ ،‬يبدو أدنا لحسب هذيانهم‬
‫جديرا بالتغنيد‪.‬‬

‫‪ . ٦‬شمامة الجسد ولكن خلود الروح!‬

‫إلى جانب أولئك‪ ،‬جاء رجاآلخرون‪ ،‬بغضولهم اآلثم‪ ،‬بضاللقين اخزيين‪ .‬قال البعض بأة‬
‫؛ألرواح دقام مع األجساد‪ ،‬كما لوكان اإلنسان يموت بكليته‪ .‬وقال اخرون مئن يعتقدون بخلود‬
‫األرواح‪ ،‬إدها تكتسي أجسادا جديدة‪ .‬وهكذا ينفون شمامة الجسد‪.‬‬

‫وأللني أشرت إلى االعتقاد األول من هذين عندما عالجن موضوع خلق اإلنسان‪،‬؟ يكفي أن‬
‫أحذر قرائي من بشاعة هذه البدعة‪ :‬أي أن يجعل من الروح المخلوقة على صورة الله‪ ،‬لعسا سريع‬
‫ازوال من شأنه إحياء الجسد فقط في هذه الحياة العابرة‪ ،‬وإبادة هيكل الروح القدس؛ وأخيرا سلب‬
‫هذه العطية ذلك الجزة من ذواتنا الذي فيه يتألق ما كان ألوهؤا بصغه مميزة‪ ،‬والذي يتميز في ذاته‬
‫دسماب واضحة للخلود‪ ،‬بحيث يشف ذلك عن أة حالة الجسد أجود وأسمى من حالة الروح‪.‬‬

‫أئنا الكتاب فيناقض ذلك تماائ إذ يشيه الجسد بكوخ نهجره عند الممات‪ ،‬ومن هذا المنطلق‬
‫يعتبرنا مختلفين عن الدواب‪ .‬وهكذا يقول بطرس وقد داقترب موته‪ :‬إة الوقت قد أرف ليخلع‬

‫مسكنه [‪٢‬بط ‪ .]١٤:١‬ألمنا بولس‪ ،‬ويتحدث هنا عن المؤمنين‪ ،‬شمعد أن قال‪ :‬إذ [أو متى] نعض‬
‫بيت حئئتنا األزجى‪ ،‬دلقا في الشائؤاب دغاءا [‪٢‬كو ه‪ ،]١ :‬يضيف‪ :‬الزتحن مشتؤطنون‬

‫جمعنا إلى أرواح أزار نكئبن [عب ‪ .]٢٣: ١٢‬يعني بهذه الكلمات أننا نكون في شركه مع‬
‫القديسين الذين‪ ،‬مع كونهم أموادا‪ ،‬ينوئن التقوى ذاتها التي تنمو فينا بحيث ال يمكن أن نكون‬
‫أعضاء في المسيح إن لم قحد نفوسنا بهم‪ .‬وإن كانت األرواح عندما تتجرد من األجساد ال‬
‫تستبقي جوهرها‪ ،‬وال تحافظ على قدرتها لالرتقاء إلى المجد السعيد‪ ،‬ما كان المسيح ليقول للعل‪:‬‬
‫انظر أعأله‪ :‬الكتاب األول‪ ،‬الفصل الخامس‪ ،‬الفقرة ه؛ والكتاب األول‪ ،‬الفصل الخامس عشر‪ ،‬الفقرة ‪.٢‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٣٠‬‬

‫أ‪١‬لتؤم ئكون نعي بي الفزذزس‪[ 1,‬لو ‪٤٣:٢٣‬؛‪ .‬إدا‪ ،‬اعتمادا على شهاداب واضحة هكذا‪ ،‬دعونع‬
‫ال نتردد عند لحظة نختنا في أن نستودع الله أرواحنا كما فعل المسيح [لو ‪ ،]٤٦: ٢٣‬أو أن طلب‬
‫من المسيح‪ ،‬على مثال استفانوس ‪٠٠‬ايها الؤرب ئشوغ اقن زوحياا [اع ‪ ٩ :٧‬ه؛ إذ كان جديرا أن‬
‫يدعى أراعي نفوس المؤمنين وأسقفها [‪.١‬ط‪:٢‬ه‪.]٢‬‬

‫على أته ال يصخ‪ ،‬كما ال يفيد‪ ،‬أن نسال يشغي مفرط عن حالة أرواحنا ما بين الموت والحياة‪.‬‬
‫فالكثيرون يعذبون ذواتهم فوق طاقتهم بالسؤال حول المكان الذي تحتته النفوس‪ ،‬وهل كانت‬
‫تتمئع فورا بالمجد السماوي‪ .‬والحن أته من قبيل الجهالة والطيش أن يسأل المرء نفسه في حز‬
‫الغيب المجهول أكثر مما يسمح لنا الله بأن نعلمه‪ .‬والكتاب المقدس ال يتعنى القول بأة المسيح‬
‫حاضر معها‪ ،‬ويقبلها إلى ذاته في الفردوس [قارن يو ‪ ]٣٢: ١٢‬لتتعزى به‪ ،‬فيما تتعذب نفوس‬
‫األشرار بقدر ما تستحق‪ .‬أي معتم له أن يعلن‪ ،‬لنا ما قد ستره الله عائ؟ من حيث المكان‪ ،‬ليس أقن‬

‫لهذه النظرية‪ ،‬إذ جادلوا بمنطي غريب في أة نجاسة الجسد قحول دون قيامته ثانيه‪ .‬كأئه ليس‬
‫هنالك أرواح ملوثة‪ ،‬على الرغم من نجاستها لم يحرموها رجاء الحياة السماوية! فكأدهم يقولون‬
‫لن يمكن أن يطهر الله ما كان قد أصيب بلؤث الخطيئة‪ .‬ولسك في وارد مناقشة ضاللهم القائل‬
‫بأة الجسد نجهل بطبيعته‪ ،‬ألئه مخلوق من رجس الشيطان‪ .‬كن ما أريد أن أبتنه هنا هوأة ما يوجد‬
‫‪٩٣١‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس والعشرون‬

‫في‪ :‬ا االن مائ ال يجدر بشكنى السماوات‪ ،‬لن يحوذ دون قيامتنا‪ .‬ومع هذا‪ ،‬أوأل‪ ،‬حيث إذ بولس‬

‫أرواح المؤمنين وأنفسهم وأجسادهم كاملة إلى يوم مجيء المسيح [‪١‬تس ه ‪٢٣:‬؛‪.‬وال عجب!‬
‫ألئه يمسي من ذروة السخف أن تسقط األجساد التي كرسها الله هياكل لذاته [ ‪ ١‬كو ‪ ١٦ : ٣‬؛ إلى‬
‫حمأة النجاسة من دون رجاء للقيامة! ماذا أيائ عن أئها أعضاء في المسيح؟ [ ‪١‬كو ‪:٦‬ه ‪١‬؛‪ .‬أو‬
‫أؤ الله يأمر بأن تكون انية مقذسة له؟ أو أئه يشاء أن يسبح اسمه بألسنة البشر‪ ،‬وأن ترئع له األيادي‬
‫الطاهرة [ ‪ ١‬تي ‪ ،]٨: ٢‬وأن تقذم له ذبائح الحمد [رو ‪]١ : ١٢‬؟ فأي جنو؟ هو هذا الذي يحدو‬
‫باالنسان الغاني أن يختزن إلى تراب هامد ال رجاء له في استعادة حياته ذلك الجزء من اإلنسان‪،‬‬
‫الذي يحسبه القاضي السماوي جديزا بكرامه ساطعه هكذا؟ لكن بولس‪ ،‬على منوال هذا المنطق‬
‫الواعد‪ ،‬عندما يأمرنا بأن نمجد الرب في كز من الجسد والروح إذ كالهما لله[‪ ١‬كو ‪٢٠ : ٦‬؛‪ ،‬فإئه‬

‫بالتأكيد ال يسمح لما قد استبقاه مكرسا لله أن يدان إلى فساد أبدي!‬

‫كما أن الكتاب المقنس ال يعطي تعريائ أوضح مائ يعطيه لقيامة الجسد الذي نلبسه اآلن‪.‬‬
‫يقول بولس‪ :‬ألن هذا فعاسن أل ين اذ يغبش غدم وشاد‪ ،‬وهنا القايك يغبش عن؛ مؤت‪.‬‬
‫[ ‪١‬كو ه ‪٣: ١‬ه؛‪ .‬إن كان الله يصنع أجسادا جديدة‪ ،‬فأين يظهر تغيير النوعية هذا؟ لو كان الكتاب‬
‫قد قال إئه ينبغي أن نتجذد‪ ،‬أمكن أن يعطي هذا التعبير الغامض مجاأل لمماحكتهم التافهة‪ .‬أثا ألئه‬
‫يتحذث عن هذه األجساد التي تفتغنا ويعذ لها بعد الفساد‪ ،‬فهو ينكر بما يكفي من الوضوح صنع‬
‫أجساد جديدة‪ .‬يقول ترتليانوس‪ :‬في الواقع‪ ،‬لم يكن ممكائ له أن يتكلم بمكثر دوة إأل إذا أمسك‬
‫بجلده فى يديه‪ ٣ .‬فهل يستطيعون اآلن‪ ،‬بأي اعتراض يجيوئن به‪ ،‬أن يتجاهلوا ما كزره بولس‬
‫[رو‪ ]١١ :١٤‬عن شهادة إشعياء مؤسزاإلى صيرورة النسيح دياداللعالم عندماقال‪ :‬حي ادا‪ ،‬يقول‬

‫الزث‪[ ٠٠‬اش ‪٠٠ ] ١٨: ٤٩‬إذه لي تجتوكل زكبة‪٠‬ا [اش ه ‪٢٣: ٤‬؛ رو ‪١١: ١٤‬؛ ألئه يعلن صراحة أن‬
‫من يخاطبهم سوف يطالبون بتقديم حساب عن حياتهم‪ .‬وعلى أساس ذلك يمسي قوله بال معنى‬
‫لو جيء بأجساد جديدة إلى عرش القضاء‪ .‬وكذلك‪ ،‬ليس ثمة أي غموض في كلمات دانيال‪:‬‬
‫زكييزون ض الزاوديق في تزاب األرض قشثئبظوذ‪ ،‬هؤآلء إلى الحبا؛ األبدية‪ ،‬زهؤآل؛ إلى القار‬

‫‪, 071‬عة‪11‬سلجآ‬ ‫‪€‬أ{أا‪1071 0‬أ‪#€17€)3‬‬ ‫انظر‪8 11. 955(. :‬آل‪11‬ة‪111‬لماأ‪٢‬جآ ‪)1‬ح) ‪11‬‬ ‫‪٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩٣٢‬‬

‫يالذدزا؛ األبدى [دا ‪ ،)٢ : ١٢‬إذ إة الله لن يستجمع من العناصر األربعة ماد؛ جديدة منها يحوك‬
‫أجساد بشر‪ ،‬بل يدعو األموات من قبورهم‪.‬‬

‫وهذا ما دمليه المنعلق البسيط‪ .‬إن كان الموت الذي يعود أصله إلى سقوط اإلنسان عرضيا‪،‬‬
‫فالتجديد الذي جلبه المسيح يرجع إلى الجسد نفسه الذي في بدايته كان مائيا‪ .‬ومن استهزاء‬
‫األثينويين من تصريح بولس بحقيقة القيامة [اع ‪ ]٣٢ : ١٧‬يمكننا أن نستنبط المنطق الذي وعظ‬
‫به؛ كما تساهم سخريتهم في تقوية إيماننا إلى حد بعيد‪ .‬كذلك يجدر قول المسيح باسترعاخ‬
‫التفاتنا‪ :‬ا‪١‬ؤأل ئغافوا مر‪ ،‬الذيئ تثئلون انجشن ؤلكن الغش أل تعدزون اذ ئعيلوخا‪ ،‬تل حافوا‬
‫بالخري من الذي تعدز اذ يهلك الئعش ؤالجشذ كلئهقا ني لجهئم‪٠‬ا [مت ‪٢٨: ١٠‬؛‪ .‬ألئه لن‬
‫يكون هنالك ما يدعو للخوف إأل إذا كان الجسد الذي نلبسه االن عرضة للعقاب‪ .‬وثمة قول‬
‫آخر للمسيح ال يقل وضوخا عن هذا‪ :‬ثاني ساعه نيفا يشتع لجميع الذيق ني العبور طؤئه‪،‬‬
‫هتخزج الذئ نعلوا الظايخاب إلى قتاتة الخياؤ‪ ،‬ؤألذيق غيلوا الئسات إلى قياتة الئثونة‪[ ,,‬يو‬
‫ه‪٢٩-٢٨ :‬؛‪ .‬هل نقول بأن األرواح ترقد في القبور بحيث تسمع من داخلها صوت المسيح‪،‬‬
‫أم هل نقول بالحري إئه عند سماع أمره تنهض األجساد من رقادها فتعود إلى زخم حيويتها‬
‫الذي فقدته؟‬

‫ثم إئه لوكائ نزؤد بأجساد جديدة‪ ،‬كيف تتالءم الرؤوس مع األعضاء؟ المسيح قام‪ .‬هل كان‬
‫ذلك بضعه جسنا جدينا لنفسه؟ ال‪ ،‬لقد تجأ قائأل‪ :‬انقضوا هذا الغفل‪ ،‬زني دآلدة أيام انيئه‬
‫[يو ‪ .]١٩: ٢‬عاد إليه الجسد البشري الذي كان قد لبسه قبأل‪ .‬كما لم يكن ليفيدنا بشيء لو كان‬
‫الجسد الذي وذم كثار؛ عائ قد هللت وحل ميحله جسن جديد‪ .‬ينبغي أن نتمسك بشد؛ بتللمث‬
‫الشركة التي ينادي بها الرسول‪ :‬إئنا نقوم ألن المسيح قام [ ‪١‬كو ه ‪ ١٢: ١‬وما يتبع؛‪ .‬ومائ ال يعقل‬
‫أن الجسد الذي نحمل فيه موت المسيح نفسه يمكنه أن بحرم قيامة المسيح‪ .‬يتضح هذا من‬
‫مثال جدير بالذكر‪ :‬عندما قام المسيح‪ ،‬تفشحت القبور زوام لكبير مرن‪ ،‬الجشاد البنيسيق الرابديق‬
‫[مت ‪٥٢:٢٧‬؛‪ .‬وال يمكن أن ننكر أن هذه كانت المقنمة للقيامة التي نحيا على رجائها‪ ،‬أو‬
‫باألحرى عربوائ لها‪ .‬وقد شابهت ما حدث قبأل ألخنوخ وإيليا اللذين دعاهما ترتليانوس مرسحين‬
‫للقيامة ألدهما اسئقبال إلى رحاب ستر الله محررين من الدنس جسنا وروحا‪٤.‬‬

‫ا‪1071 0‬أ‪11, 071 ٠ ^17€0‬ة‪111‬الخ‪0٢‬آ‬ ‫انظر‪11118 11, 1007(. :‬ة‪11‬س‪0‬آ ‪1‬حح) ‪1, 111‬أ‪€8‬‬
‫أ‪¥‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪٩٣٣‬‬ ‫الكتاب الثالث — الفصل الخامس والعشرون‬

‫‪ . ٨‬أهمية طقوس تكريم الجسد‬

‫بخجلني أن اسهب بالعديد من الكلمات في موضوع بغاية الوضوح‪ ،‬ولكل قزاني سوف‬
‫يحتطون هذه المضايقة بال شكوى لكيال نترن شرحا مفتوحا ألصحاب العقول الشريرة ليخدعوا‬

‫من خالله بسطاة النفوس‪ .‬لقد طرح مخاصمونا الحلق الذين أجادلهم اآلن بدعه من تلفيق عقولهم‪،‬‬
‫وهي أده في القيامة ئختق أجساد جديدة‪ .‬أي منطي يضطزهم إلى ذلك عدا أده يبدو لهم منا دصنق‬
‫أئ جته رقدت طويأل في االنحالل يمكنها أن تعود إلى حالتها األولى؟ لذلك فإة عدم األيمان‬
‫وحده هو مصدر هذه النظرية‪ .‬لكئ الكتاب المقنس — على العكس — يعلمنا أة روح الله يحقا‬
‫بال فتور على أن نحيا على رجاء قيامة الجسد‪ .‬وهكذا تصبح المعمودية كما عتم بولس‪ ،‬ختام عهد‬
‫وضمادا لقيامتنا العتيدة [كو ‪)١٢ :٢‬؛ وال أقز منها العشاء المقنص الذي يدعونا إلى األيقان بها‬
‫عندما نتذوق بأفواهنا رموز النعمة الروحية‪ .‬كما ال شتن في أة إرشاد بولس بأن نخضع أعضاءنا‬
‫كآالت مطيعة لبر الله [رو ‪١٩ ، ١٣ :٦‬؛ يمسي بال معنى إن لم يرافقه اإلقرار الالحق‪ :‬اوالذي*‬
‫اؤام التسيخ مر‪ ،‬األثواب سيبي ‪/‬ألجشاذكم النائثة ابائ [رو ‪ ٠]١١:٨‬ألئه ما جدوى أن ئكرس‬
‫األقدام واأليادي والعيون واأللسنة لخدمة الله إن لم يكن لها نصيب في ثمارها وجزائها؟ يوتد‬
‫بولس ذلك علائ بالكلمات‪ :‬اصن كن يلرائ بز يلرت‪ ،‬زالرت يتحشد‪ .‬زالله ون أوام الرت‪،‬‬
‫زسيقيثنا قفئ ائصا بقؤتهاا [ ‪ ١‬كو ‪ . ] ١٤ - ١٣ : ٦‬والكلمات التي تتلوها تعير بمزيد من الوضوح‬

‫عن كون أجسادنا هياكل للروح القدس وأعضاء المسيح [‪١‬كو ‪١٩ ،١٥ :٦‬؛‪ .‬وفي الوقت‬
‫نفسه نرى أئه يربط بين القيامة والطهارة والقداسة‪ ،‬كما يمن الحعا ثمن الغداء ليشمز األجساد‬
‫[ ‪١‬كو ‪٢ :* ٦‬؛‪ .‬فبناء على كز هذه المعاني والصفات التي يعطيها بولس للجسد‪ ،‬يتنافى مع المنطق‬
‫أة جسد بولس الذي حمل فيه سمات المسيح [غل ‪١٧:٦‬؛ والذي فيه ععلم المسيح وميتده‪،‬‬
‫يكون من نصيبه أن بحرم من مكافأة التوبج‪ .‬ومن هنا أيصا ينشأ أيصا التكريم‪ ... :‬ننتظر مختصا‬
‫من السماوات‪...‬سيعئز نكز لجشدثواصبائيفوذعتى صور لجشي‪٠‬ذ‪٠‬جي‪٠‬؟أ [في‪.]٢١-٢٠ :٣‬‬
‫ولئن كان صحيحا ا ائه ببيثاب كييزه ينغفي اذ دنحل‪ ،‬ملكوت الله [اع ‪٢٢: ١٤‬؛‪ ،‬فال منعلق يدعم‬
‫رفض ذلك الدخول في األجساد التي يدربها الله قياسا على الصليب ثم يتوجها بمديح النصر‪.‬‬

‫فال ريب في أئه من أجل هذه الحقيقة‪ ،‬قد اشتن لدى القذيسين العزم على أن يبقوا في الرجاء‪،‬‬
‫ألن يصبحوا تناصري المسيح الذي ينقل إلى شخصه هو مختلف الضيقات التي ئمتحن بها‪،‬‬
‫لكي يعتم بذلك أئها من أجل إحيائنا‪ .‬في الحتى أة الله كان يدرب االباء القذيسين أيائ الذين‬
‫عاشوا تحت اكاموس على نهج هذا األيمان من خالل الطقوس الخارجية‪ .‬وإأل فلماذا لقام‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٣٤‬‬

‫مراسم الدفن‪ ،‬كما ذكرنا انغا‪ ،‬ه إن لم تكن لتعلمنا أة حياة جديدة قد اعذت لألجساد التي بطؤى‬

‫في الثرى؟‬

‫كذلك كان سغب األطياب وغيره من رموز الخلود‪ ،‬يؤسر إلى تلك النهاية عينها التي تومئ‬

‫إليها الذبائح للتخفيف من غموض التعليم تحت الناموس‪ .‬فلم يكن مصدر هذه الممارسات سحزا‬
‫أو خرافة‪ ،‬إذ نحن نرى أة الروح القدس ليس أقز حضورا عند إقامة شعائر الدفن وتالوة إقراراته‪،‬‬
‫من حضوره عند استقصاء ببريات أسرار األيمان‪ .‬ولقد زكى المسيح نفسه مثل هذه الممارسة‬
‫كفعل نبيل [مت ‪ ]١ :* ٢٦‬ليس لسبآحر سوى أئه يرر بأنظارنا من التحديق إلى قبر ئعفن‬
‫ويطمس كز شيء إلى رؤيا التجديد‪ .‬عالو؛ على ذلك‪ ،‬أداء هذه المراسم بالتدقيق ‪ -‬وهو ما كان‬
‫معتمذا في عصر اآلباء األقدمين — يثبن أئه كان عامأل مساعنا على اإليمان‪ .‬فلم يكن إبراهيم‬
‫ليعتني بمدفن زوجته بكز تلك الدقة [تك ‪١٩ ،٤ :٢٣‬؛ إن لم يكن الذين‪ ،‬وقيمة أعلى من هذه‬
‫الدنيا‪ ،‬قد وضعا نصك عيثيه؛ أي أئه بتزيين جثمان امرأته بعالمات القيامة‪ ،‬استطاع أن يقوي إيمانه‬
‫وإيمان أهل بيته‪ .‬ويعطينا مثال يعقوب برهاائ أوضح على هذه الحقيقة؛ فبكي يشهد لذريته أة‬
‫رجاء أرض الميعاد لم يبرح ذهنه حتى عند مماته‪ ،‬أمر بأن بعاد عظامه ليدنئ فيها [تك ‪٣٠:٤٧‬؛‪.‬‬
‫أسألكم‪ :‬لوكان ليكشى بجسد جديد‪ ،‬ألم يكن من أسخف األمور أن يأمز بإعادة الغبار الذي كان‬
‫على وشك التالشي؟ لذا إن كانت للكتاب المقنس أي سلطه في حياتنا‪ ،‬ال يمكننا أن نبحث عن‬
‫عقيدة تتمثع ببرها؟ أوضح أو أكثر تأكينا من هذه‪.‬‬

‫ثانية ألئنا ال نستعمل‬


‫‪.‬‬
‫**‬ ‫وحتى األطفال يفهمون هكذا معنى كلمة القيامة أو عبارة يقوم‬
‫هذه الكلمات لتعني مخلوقا حدلما‪ .‬كما ال يكون لكلمات المسيح أي معلى عندما قال‪ :‬اكز ما‬
‫**‬
‫رقد‬ ‫األخير [يو ‪ .]٣٩:٦‬وكذلك تشمل كلمة‬
‫**‬ ‫اغذنى أل انلن مثه سيائ‪ ،‬ئزدأقيئة فى اقوم‬

‫بقتي لي اآلن أن اقترح شيائ حول كيفية القيامة‪ .‬وأستنعمل هذه اللغة ألة بولس إذ يدعوها‬
‫سرا [ ‪١‬كو ه ‪ ١ : ١‬ه]‪ ،‬يحئنا على الضحو‪ ،‬ويحذرنا من التفلسف بالحذق وبال قيود‪ .‬ينبغي‬
‫أؤأل أن نؤمن‪ ،‬كما ذكرت‪ ،‬بائه من حيث المادة سوف ئقام بالجسد نفسه الذي نلبسه اآلن‪ ،‬أتا‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ه‪.‬‬ ‫ه‬


‫‪ .٩‬قيامة األشرار‬

‫أتا هنا فيثار سؤال أصعب‪ :‬بأي حى يشارك األشرار ومالعين الله في القيامة التي هي في‬
‫ذاتها نعمة فريدة من يغم المسيح؟ نعلم أئه في آدم ادين الجميع بالموت [قارن رو ه‪ ،]١٢ :‬ولكئ‬
‫المسيح جاء قيامه وحياة [يو ‪ : ١١‬ه ‪٢‬؛‪ .‬فهل أتى ليهب الحياة للبشرة بأسرها بدون تمييز؟ وماذا‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٣٦‬‬

‫يمكنه أن يكون أش عقالي من أن يستوي األشرار في عماء عنادهم‪ ،‬مع األبرار العابدين الحقيقيين‬

‫قد حرمنا ميراث العالم كته‪ ،‬وأئنا غير مؤلهلين أن نأكل الطعام نفسه للسبب العادل ذاته كاكلنا‬
‫معا من شجرة الحياة‪ .‬كيف يحدث أن الله ليس يغرق سئشه علو‪ ،‬األسرار ؤالظدابحيئ فقط‬

‫[مت ه ‪ ،)٤٥:‬بل من حيث استخدام عناصر الحياة الحاضرة‪ ،‬ئفيض أيئدا جوده بسخا؛ ال دقنر‬
‫وبغزار؛ ال دحن؟ من ثم ندرك أة جميع األشياء التي تخش المسيح وأعضاءه تعم األشرار أيشا‬
‫بوفرة‪ ،‬ال لتصير ملكا حالال لهم بل لتتركهم يال عذر‪ .‬كثيرا ما يختبر األشرار رأفة الله ببراهين‬

‫عديدة جديرة بالمالحظة‪ ،‬بل أحياائ بقدر تخسف به جميع بركات األتقياء‪ ،‬ولكن كز ذلك يؤول‬

‫إلى إدانه أشد‪.‬‬

‫إن اعترض أحد قائال إة القيامة ال تمنح على المقياس نفسه الذي تجزل به العطايا األرضية‬
‫السريعة الزوال؛ اجيك بأئه عندما ابتعد األشرار عن الله ينبوع الحياة‪ ،‬استحثوا موت إيبس الذي‬
‫فيه يهلكون نهائيا‪ .‬لكن من فضل ختلة الله العجيبة‪ ،‬وجدت حالة وسيطة يعيشون بها في الموت‬

‫ولكئ نستبعدين عن الحياة‪ .‬وال يلزم أن يبدو هذا بأي حال من األحوال أكثر غرابة‪ ،‬إذا كانت‬
‫هنالك قيامة ثانوية لألشرار يستدعون منها رغم إرادتهم إلى عرش دينونة المسيح الذي يرفضون‬
‫االن [في حياتهم األرضية) أن يسمعوا له وخذوه معكا وسيدا لهم‪ .‬ألئه إن كان الموت يبتلعهم‬
‫فحسب‪ ،‬بات ذلك عقايا خفيائ إن لم يحضروا أمام القاضي العظيم ليجازوا عن عنادهم‪ ،‬جزاة بال‬
‫قياس وبال نهاية هم وحدهم من لجتبه على ذواتهم‪.‬‬

‫ومع أئه يتحقم أن نصر على ما ئلذاهآذائ‪ ،‬وعلى ذلك االقرار األشهر الذي اعترف به بولس أمام‬
‫فيلكس — أئه سوف تكون قيامة لألموات األبرار واألثمة [اع ‪:٢٤‬ه‪ — )١‬يبرز الكتاب‪ ،‬بشواهد‬
‫جئة‪ ،‬القيامة مقترنة باألمجاد السماوية ألبناء الله وحدهم‪ ،‬ألة المسيح لم يأت لهالك العالم بل‬

‫لخالصه‪ .‬ومن ثم تعترف الكنيسة في إقرار إيمانها بنعمة الحياة األبدية‪.‬‬


‫‪٩٣٧‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس والعشرون‬

‫(حياة اإلشان في االخرة‪ :‬التمئع األبدي بمحضر الله‪ ،‬أو التعاسة األبدئة في التغرب عن الله‬

‫‪ .١٠‬السعادة األبدية‬

‫حيث إذ وعد ابتالع الموت إلى غلبة [اش ه ‪٨: ٢‬؛ هو ‪ ١٤: ١٣‬؛ ‪١‬كو ه ‪ ٤ : ١‬ه‪-‬ه ه] يتم‬
‫‪.‬عند ذلك الحين فقط‪ ،‬فلنضع في أذهاننا دائكا السعادة األبدية‪ ،‬هدف القيامة؛ سعادة ال يطر عن‬
‫أدنى فوط منها حتى لو اجتمعت ألسنة كز البشر لتصفها‪ .‬ألده على الرغم من أدنا نسمع جيدا‬
‫وبكامل زغتنا أن ملكوت السماوات يكون ممتلائ بالبهاء والفرح والسعادة والمجد‪ ،‬فهذه كتها‬
‫تبقى أبعد ما يكون عن أحاسيسنا‪ ،‬مغتفًا — إن جاز القول — في عتم وغموض إلى مجيء ذلك اليوم‬
‫الذي يكشف لنا الله عن مجده فتراها وجها لوجه [قارن ‪ ١‬كو ‪ً ٣‬ا‪ . ] ١٢:‬يقول يوحنا‪ :‬نحن نعلم‬

‫فينا الرغبة المتقدة‪ ،‬دعونا نتوقف لنتاكل خصوصا هذه الفكرة‪ :‬إن كان الله يشع في ذاته ملء كل‬
‫شيء صالح كما لينبوع ال ينضب‪ ،‬فال يرعب في سواه شيء متا يبتغيه الذين يطلبون الخير األسمى‬
‫وكز عناصر السعادة؛ كما يعثمنا العديد من نصوص الشفر المقدس‪ .‬من ثم‪ :‬تا ازام‪ ...‬الجرذ‬
‫** تعميت تشتبي‪ ...‬حبان ؤئغث إيبي النعماءا!‬
‫الزت‬ ‫كثير حذا [تك ه ‪ .] ١: ١‬وكذلك إقرار داود‪:‬‬
‫في الحقيقة‪ ،‬يعلن ‪.‬طرس أن‬ ‫[مز ‪ :١٦‬ه‪٦-‬؛‪ .‬وص آخر‪ :‬اسع‪ ...‬بشتهك‪[ 1,‬مز ‪ : ١٧‬ه ‪١‬‬
‫المؤمنين مدعوون ليصبحوا شركاء الطبيعة اإللهية [ ‪ ٢‬بط ‪ .]٤:١‬وكيف هذا؟ ألن [المسيح؛ لجاء‬
‫ليقمجته تي تديسيه وفحك منه تي لجميع المومنين‪٢ [ ،‬تس ‪ ١ ٠: ١‬؛ ‪ .‬فإن كان الرب سيشارك‬
‫مجده وقوته وبره مع المختارين؛ ال‪ ،‬بل سيعطيهم ذاته ليتمتعوا به‪ ،‬وما هو أعظم من ذلك سوف‬
‫يجعلهم أن يصيروا واحذا معه‪ ،‬فلنتدير أن كز صني) من السعادة هو من ضمن البركة التي يهبها‬
‫لنا‪ .‬وإن كا قد أحرزنا تقذائ ذا اعتبار في تأثلنا هذا الموضوع‪ ،‬فلنعترف على الرغم من ذلك‬
‫بأره إن قورنت قدرتنا العقلية بقدر هذا السر‪ ،‬فلسوف نظز عند أدنى درجات فهمه‪ .‬لذا يلزم‬
‫البحب‬
‫*‬ ‫باألكثر‪ ،‬إزاء هذا األمر‪ ،‬أن نظل متيثظين لئأل نحتق في نسيان محدوديتنا إلى أجواء خطير؛‬
‫من الجسارة فيقهرنا لشعان المجد السماوي‪ .‬إذ رغبًا جامحًا تدغدغنا لكي نعرف أكثر مائ يباح‬
‫لنا‪ .‬ومن ثم تنشأ تكرارا تساؤالت عابثة وضارة ‪ -‬أقول عابثة حيث ال نخرج منها بنفع؛ كما أئها‬
‫ضارة ‪ -‬وهذا هو األسوأ — ألن من ينغمسون فيها يشتبكون في حبال التكهن الخطير‪٥٥.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٣٨‬‬

‫يلزم أن تضع تعليم الكتاب فوق كز أنواع الجدل‪ ،‬في أئه كما وع الله من بركاته على‬
‫قديسي هذا العالم شروق إحسانه بال تساو‪ ،‬فلن يكون في السماء تساو في قدر المجد الثعطى‬
‫واحي بالعطايا التي يمنحه إياها‪ .‬وما قاله بولس ال ينطبق بال تمييز على‬
‫*‬ ‫لهم‪ ،‬حيث يتوج الله كز‬
‫الكز‪٠ :‬اادتم نجذتا زوحتااا [ ‪ ١‬تس ‪ ٢ ٠ : ٢‬؛ في يوم مجيء المسيح [ ‪ ١‬تس ‪ . ] ١٩ : ٢‬وكذلك‬
‫قول المسيح‪ :‬اقجلشون‪/‬أغم* ايخا غلى ايي غئز يا قدون أساط اسرايق االيي غفرا‬
‫[مت ‪٢٨: ١٩‬؛‪ .‬أثا بولس الذي غزنى أن الله‪ ،‬إذ يجزل المواهب الروحية على تديسي األرض‬
‫يكتلهم أيشا بالمجد في السماء‪ ،‬فال يشك في أن إكليأل معيائ قد وضع له بحسب جهاده الحسن‬
‫وسعيه الكامل [‪٢‬تي ‪ .]٨: ٤‬ولكي يوسح المسيح كرامة الخدمة التي عهد بها إلى تالميذه‪ ،‬يشير‬
‫إلى أن ثمارها قد وضعت لهم في السماء [قارن مت ‪٢١: ١٩‬؛‪ .‬وكذلك دانيال إذ يقول الوحي‬
‫ؤانعايوئذ‬
‫** يبيوئن تمضياء انجتد‪ ،‬ؤائذبئ زدوا كثيرين‪ ،‬إلى انتر كالكؤاكب إلى أد‬ ‫على فمه‪:‬‬
‫الدهور [دا ‪٣:١٢‬؛‪ .‬إذ كز من يدرس األسفار المقدسة بدئة يجدها قعد المؤمنين؛ ليس بالحياة‬
‫األبدية فقط‪ ،‬بل بمكافأ؛ خاصة لكز منهم أبشا‪ .‬ومن ثم كذلك قول بولس‪ :‬ببفعله الرنى أن تجذ‬
‫زحته‪ ...‬ني ذبك اليؤ؛ [‪٢‬تي ‪١٨: ١‬؛‪ .‬يوبد ذلك وط المسيح‪[ :‬ستأخذون؛ مئة ضعف‪...‬‬
‫األبدية [مت ‪ .]٢٩: ١٩‬باأليجاز‪ ،‬إذ يبدأ المسيح مجد جسده في هذا العالم بهباب‬
‫**‬ ‫في الحياة‬
‫متعددة ومتنوعة‪ ،‬ويزيدها بدرجات‪ ،‬كذا أيصا يكتلها في السماء‪.‬‬

‫تعثد األمور‪ .‬أتا من جهتي شخصؤا‪ ،‬فلسث أحجم فقط عن تحري األمور غير الضرورية‪ ،‬لكئني‬
‫أعتقد أبشا أئه ينبغي أن أحترس من المساهمة في خفة اآلخرين بالرد عليهم‪ .‬فالذين يتعكسون إلى‬
‫المعرفة الفارغة يسألون كم يعظم القرق بين األنبياء والرسل‪ ،‬وبين الرسل والشهداء أبشا؛ وبكم من‬
‫الدرجات تختلف العذارى عن النساء المتزوجات‪ .‬باأليجاز‪ ،‬ال يتركون من السماء زاوية إأل يصبح‬
‫موضائ لتنقيبهم‪ .‬ثم يخطر لهم أن يسألوا عائ يكون النفع في إعادة تجديد العالم‪ ،‬إذ إذ أبناء الله لن‬
‫يحتاجوا إلى أفي من هذه الوفرة التي ال نظير لها‪ ،‬بل سيكونون مثل المالئكة [مت ‪ ]٣٠: ٢٢‬حيث‬
‫يمسي اعتكافهم عن الطعام رمزا لسعادتهم األبدية‪ .‬ولكئني أجيب بأئه في رؤيتها نفسها سوف‬
‫تشرق بهجه كهذه‪ ،‬وتقطر منها حالوة كهذه لمجزد معرفتها ‪ -‬حتى من قبل اختبارها ‪ -‬بحيث‬
‫‪٩٣٩‬‬ ‫الكتاب الثالث ‪ -‬الفصل الخامس والعشرون‬

‫تفوق سعادتها مختلف المباهج التي نتمئع بها اآلن‪ .‬دعونا نتخيل ذواتنا مقيمين في أثرى مناطق‬
‫المسكونة بحيمث ال نفتقر إلى أي متعة أوملذة‪ .‬من متا ال لحرم بين الفينة واألخرى التمئغ ببركات‬
‫الله بسبب مرضه؟ وش ال يختبز دؤدز مسار حياته أو دعكز فكره‪ ،‬نتيجة إفرامله في إشباع شهوؤ‬
‫أو هؤى؟ من هذا يلزم منطقائ أة التمثع النقى الذي يصفو من كق مشرة ‪ -‬على الرغم من أئه ال‬
‫يستهويه العيش اآليل إلى الفساد ‪ -‬ادما هو ذروة السعادة الحقيقية‪.‬‬

‫البعض يذهبون إلى ما هو أبعد فيسألون هل كانت طفاوة المعدن المذاب وشوائبه غير قابلة‬
‫للتنقية والتجديد‪ ،‬بل تناقضهما تماائ؟ وعلى الرغم من أش أئغق معهم إلى حذ ما‪ ،‬فإئني مع بولس‬
‫أنتظر إصالح العيوب التي نشأت من السقوط في الخطية‪ ،‬التي من أجلها ص وتتمغض الخليقة‬
‫كتها [رو ‪ .]٢٢ :٨‬إئهم يذهبون إلى أبعد من ذلك ليسألوا‪ :‬ماذا يتبغى لإلنسان من كيان أفضل‬
‫لتا كانت بركة النسل سوف تأتي عندئذ إلى نهايتها؟ هذا يمكن الجواب عنه بسهولة‪ .‬ينطبق‬
‫التأييد العجيب الذي يمنحه الكتاب المقدس لسعادة استمرار الذرية‪ ،‬على التزايد الذي يحرك به‬
‫الله الطبيعة نحو تحقيق قصده؛ أائ في الكمال ذاته فنعرف أة ثمة حساياآخر‪ .‬ولكن سرعان ما‬
‫تعتقق الغافلين مغريات الدنيا فثهوي بهم إلى أعماق متاهاب غير نافذة‪ .‬والنتيجة هي أن يشعد كق‬
‫واحد في نشوة آرائه الخاصة‪ ،‬من دون نهاية للجدل‪ .‬فليكن هذا مخرجنا المختصر‪ :‬أن نقنع ‪.‬د‬
‫ا‪١‬لمرآةاا واعتم اللغرا إلى أن نراه وجها لوجه [ ‪ ١‬كو ‪ . ] ١٢ : ١٣‬ألة قليلين من حشد عظيم يهتتون‬
‫بكيفية وصولهم إلى السماء‪ ،‬ولكن الجميع يشتاقون إلى معرفة سابقة لما يحدث هنالك‪ .‬ومعظم‬
‫الناس يغلب أن يكونوا كسالى وال رغبة عندهم أن يخوضوا المعركة‪ ،‬فيما هو يتصورون لذواتهم‬
‫انتصاراب خيالية‪.‬‬

‫‪ .١ ٢‬نصيب المرفوضين‬

‫لثا لم يكن ثتة وصف يعير كما يلزم التعبير عن شذة النقمة اإللهية التي تنتظر األشرار‪ ،‬لزم‬
‫أن يفيه تعذيبهم برمور برجمت لنا في صور محسوسة مثل الظلمة‪ ،‬والبكاء‪ ،‬وصرير األسنان‬
‫[مت‪١٢:٨‬؛‪١٣:٢٢‬؛‪ ،‬ونار ال لطفًا [مت ‪١٢:٣‬؛مر‪٤٣:٩‬؛اش‪ ،]٢٤:٦٦‬ودو ينخر في‬
‫القلوب وال يموت [اش ‪٢٤:٦٦‬؛‪ .‬بمثل هذه التعبيرات‪ ،‬أراد الروح القدس أن ينجل حواسنا‬
‫برعب مهيب‪ :‬عندما يتحدث مثألعن كفئة [جهنم؛ وربة مئد‪ ،‬األمسر‪[ ،‬األزل؛ مهياه ‪ ،...‬عميعه‬
‫وفه‪ ،‬كوهنتها تان زخعلت بكقزة‪ .‬نفخه الرت كتهر كبريت كوقذفا‪[ ٠٠‬اش ‪٣٣:٣٠‬؛‪ .‬وس هذه‬
‫التفاصيل وجب أن نتمغن‪ ،‬ولوإلى حد‪ ،‬من أن نستوعب قسمة األشرار حتى دثيت أفكارنا بشكل‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪٩٤٠‬‬

‫خاص على هذا‪ :‬كم من تعاسة تكون في االنفصال التام عن الشركة مع الله! ليس هذا فحسب‪ ،‬بل‬
‫أن يشعز المرة بعظم جبروت قؤته يحاصره بحيث ال مالذ وال مناص من االصطدام به‪ .‬فأؤأل‪ ،‬إذ‬
‫غضبه مثل نا^ مئقدة تحيط بكق ما تحئه وتلتهمه‪ .‬وثانيا‪ ،‬إذ جميع المخلوقات تخضع لسلطانه‬
‫وتخدمه في تنفيذ حكمه‪ ،‬بحيث يشعر كز من يشاء الله أن دصت عليهم سخطه بأن السماة واألرض‬
‫والبحز‪ ،‬وكز كائن حي‪ ،‬وجميع الموجودات مضطرمة ‪ -‬إن جاز الحديث ‪ -‬بغضب سحيق‬
‫ضنها‪ ،‬ومجئدة لتدميرها‪ .‬لذلك لم يكن هيائ ما أعلنه الرسول‪ ،‬أن الذين ال يعرفون الله والذين‬
‫ال يطيعون إنجيل المسيح سيعاقبون بهألك ابدي [ ويستبعدون) ص ؤلجه الرت زمن مجي دوتهاا‬
‫[ ‪٢‬تس ‪ .]٩:١‬ومهما كان مجاز الصور المادية التي وخفها األنبياء ليصنعنا بالخوف‪ ،‬على الرغم‬
‫من أئهم ال يسحرون المبالغة لمضاهاة بالدة إدراكنا‪ ،‬لهم مع ذلك يخلطون مع رسالتهم عالمات‬
‫الدينونة العتيدة‪ ،‬باإلشارة إلى الشمس‪ ،‬والقمر‪ ،‬ونسيج الكون بأسره [مت ‪٢٩: ٢٤‬؛‪ .‬ولذا‪ ،‬ال‬
‫تجد الضمائر الشقية راحه من التقاذف والتغلب المروع في دوامات الرعب‪ ،‬أومن اإلحساس بأن‬
‫إلبا معاديا يمزقها‪ ،‬أو أن سهاائ ملتهبة ورماحا مميتة تخترقها؛ وها هي تتزلزل عند صاعقة لمعاؤ‬
‫بري غضب الله‪ ،‬وتنسحق تحت ثقل يده الطاحنة؛ بحيمث يكون من األكثر احتماأل أن تنجرف إلى‬
‫أعماق هاويه ال قاع لها‪ ،‬من أن تقف ولو وهلة أمام كز هذا الهول‪ .‬ما أعظم موذ‪ ،‬أن يكون المرء‬
‫دائائ وأبذا في قبضة الله؟ على هذه النقطة يذخر لنا المزمور التسعون قوأل مأثورا‪ :‬مع أن الله بمجرد‬
‫لمحه منه يشثت كز أبناء البشر ويفنيهم‪ ،‬فإئه يحك عباده على أن يثابروا في جهادهم‪ ،‬وخصوصا‬
‫ألئهم مهذدون في هذه الدنيا بالتعب والبلية والضيق‪ .‬كما يلهمهم بوحي عبء الصليب‪ ،‬أن‬
‫الكزا [ ‪ ١‬كو ه ‪. ] ٢٨: ١‬‬
‫*‬ ‫يواصلوا السعي [مز ‪ ٧: ٩٠‬وما يتبع؛ إلى أن يكون هو اا‪١‬لكز بي‬
‫الكتاب الرابع‬

‫التي يدعونا الله بها إلى شركة المسيح‬


‫ويثسنا فيها‬
‫الفصل األذل‬

‫الكفية الحقيقية التي يتبغي معهاكأم لجميع المؤمنين‬


‫أن نحاففنعلى الوحدة‬

‫هج‪،‬‬

‫(الكنيسة المقنسة الجامعة‪ ،‬أئنا‪)٤ — ١ ،‬‬

‫‪ . ١‬ضرورة الكنيسة‬

‫كما سبق الشرح في الكتاربط الثالث‪ ،‬يصبح المسيح لنا باإليمان باإلنجيل‪ ،‬فنصير شركاء في‬
‫الخالص والسعادة األبدتة اللذين جلبهما‪ .‬ولكن بسبب جهلنا وبالدتنا — وإليهمااضيف تقلية‬

‫فبادئ ذي بدء‪ ،‬أسس أسرارا شعر من اختبرها متا بالفائدة العظيمة التي وتأدى عنها لتعزيز اإليمان‬
‫وتقويته‪ .‬فنحن إذ ال نزال أسرى سجي الجسد لم نرتي إلى رتبة المالئكة‪ .‬لذا — من فرط عنايته‬
‫العجيبة ‪ -‬كيف الله ذاته ليالئم قدرتنا‪ ،‬فرسم لنا طريائ ليجذبنا إليه إذ كتا بعن بعيدين‪.‬‬

‫على هذا األساس يتطلب منهاج تعليمنا اآلن أن نناقش موضوع الكنيسة‪ ،‬وتظم إدارتها‪،‬‬
‫وترتيبها‪ ،‬وسلطتها‪ ،‬ثم األسرار‪ ،‬وأخيرا النظام المدني‪ .‬وفي الوقت ذاته يتحتم علينا أن ندعو‬
‫القراء األتقياء إلى العودة عن تلك اإلفسادات التي لؤث بها الشيطان‪ ،‬في البابوية‪ ،‬كز شيء عينه‬
‫الله لخالصنا‪.‬‬

‫سوف أبدأ‪ ،‬إدا‪ ،‬بالكنيسة التي سر الله بأن يجمع بنيه في حضنها‪ ،‬ليس لكي يتغذوا بمعونتها‬
‫وخدمتها فقط ما داموا يأتون أطفاأل وزصائ‪ ،‬بل لكى يسترشدوا بعنايتها وحنوها األمومئ أيشا‬
‫إلى أن ينضجوا ويصلوا أخيرا إلى غاية إيمانهم‪ .‬ااوالذي لجتفه الله آل يفرص اضان [مر ‪،]٩ : ١ ٠‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩٤٤‬‬

‫بحيث تن يكون الله لهم ادا‪ ،‬تكون الكنيسة لهم أثا‪ .‬هكذا كان الحال‪ ،‬ليس تحت الناموس فقط‪،‬‬
‫بل بعد مجيء المسيح أيصا‪ ،‬كما يشهد بولس عندما يعلم بأدنا أبناء أورشليم السماوية الجديدة‬

‫‪1‬غل‪.]٢٦:٤‬‬

‫‪ .٢‬عالقة الكنيسة بقانون اإليمان‬

‫ال تشير مادة قانون اإليمان التي نعترف فيها بأرنا نصنق الكنيسة ‪ ٢‬إلى الكنيسة المنظورة‬
‫فقط (وهي موضوعنا الحالي)‪ ،‬بل كذلك إلى جميع مختاري الله الذين يشمل عددهم أيصا جميع‬
‫تن رقدوا في الرت‪ .‬ستعمل كلمة أذؤمن‪/‬ذصدى ألده يغلب أأل يوجد تمييز ار بين أبناء الله‬
‫واألشرار‪ ،‬أو بين قطيعه والوحوش الضارية‪ .‬كما أده ال يوجد سبب جيد إلدخال الكثيرين حرف‬
‫الجر ‪.‬د ‪ .‬أدرن أده استعماز دارج‪ ،‬كما أده مدعم بترديد األجيال له منذ القدم وعبر العصور‪،‬‬
‫إذ أضافه [أى حرف الجر] قانون اإليمان النيقاوي‪ ،‬بحسب ما ورد في كتاب التاريخ الكنسي‬
‫ليوسيبيوس‪.‬؛ وهع ذلك ينبغي في الوقت ذاته أن نالحظ أته على أساس ما ورد في كتابادت اآلباء‬
‫األؤلين‪ ،‬كان من المقبول بدون جدال أن يقول الشعب‪ :‬أنا أصدق الكنيسة ‪ ،‬وليس أوس‬
‫بالكنيسة ‪ .‬هكذا تحدئث أوغسطينس وكذا الكاتب القديم (أدا كان هو) الذي حملت رسالته‬
‫تفسير إقرار اإليمان اسم قبريائس‪.‬؛ إلى جانب ذلك‪ ،‬يؤسران بوضوح إلى أن إضافة حرف الر‬
‫تجعل التعبير معتأل‪ ،‬ويؤددان ذلك الرأي يخجج راجحة‪ .‬نحن بت بأئنا نؤمن بالله ألن عقلنا يركن‬

‫إليه كإله صادق‪ ،‬لذا نودع ثقتنا فيه‪ .‬أتا من غير المناسب أن نقول [إدنا نؤمن؛ ‪.‬د الكنيسة مثلما‬
‫هو من غير المالئم أن نقول ‪.‬ر مفقرة الخطايا أو ‪.‬د قيامة الموتى ‪ .‬لذا مع أتني لسن أرغت في‬
‫أن أجادن حول استعمال الكلمات‪ ،‬ال أزال أفشل استخدام العبار؛ األنسب على أن أتصئع صيعا‬
‫كالمته من شأنها أن تزيد الموضوع غموحقا بال داع‪ .‬ولكئ الهدف من هذا التعبير هو أن نعرف‬

‫يردد كالقن قوال آلباء الكنيسة نجده أوأل عند قبريائس‪ :‬اال يكون الله أدأ لك إن لم تكن الكنيسة أمك‪ ,,.‬انظر‪:‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪, 011‬عةا‪٢‬ولالح‬ ‫‪€‬أ{أ‬ ‫‪,‬عال‪811‬اأجاأ‪ ٧. 127 1.(; ٨‬حح‪٦ £‬أل ;‪ 3.1.214‬ء‪8£‬ح) ‪ ٧1‬ض‪ 0٢‬ج‪٠/‬ه ‪€‬أ‪11‬ا‪11111^ 0‬‬
‫(‪ £8. 88.11. 14 )11 37.1140‬سهلم‬
‫كلمة ‪0‬كع‪٢‬ح التي يستهن بها قانون اإليمان يمكن أن تعني‪ -‬في الالتينية‪ ،‬كما في األصل اليوناي‪,, -‬أومن ب_اا أو ااأصذق‪.,,‬‬ ‫‪٢‬‬
‫يفصل كالقن المعنى الثاني عاى أنه األصخ الهوتؤا‪.‬‬
‫لقد أخطأ كالثن هنا في المرجع‪ .‬ورد حرف الجز اب‪ ,,‬في نش قانون اإليمان النيقاوي في أعمال مجمع خلقيدونية‪ ،‬وليس‬ ‫‪٣‬‬
‫في كتاب يوسيبيوس‪.‬‬
‫ض!‪0, 011 ])1‬اااأ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪(٢1311 :‬لتح‪0-‬ا)آلج‪8‬و‪.111. 331(; 1‬ئ ;‪ 40. 193‬ط‪ ^.21 )1‬سه‬ ‫‪٤‬‬
‫‪)1.6., £111111118( 011‬‬ ‫ا‪08111011 0‬ودك‬ ‫‪٧1‬تآآ سه ^‪^0811‬‬ ‫‪ 2 861-.‬اس‪21. 373; 11.‬‬
‫‪111. 557(.‬‬
‫‪٩٤٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األؤل‬

‫أئه لن تغنى كنيسة المسيح‪ ،‬على الرغم من أن إبليس يقتب كز حجر لكي يزيل نعمته‪ .‬وعلي‬
‫ارغم من أن أعداء الله ينفثون تهذدا وحشائ عليها‪ ،‬يستحيل أن يقضى عليها ألن دم المسيح ليس‬
‫بال ثمر‪ ،‬ال بل سوف إثمر كثيرا‪ .‬ومن ثم ينبغي أن نتأتل اختيان الله الخفى ودعوته المستترة‪ .‬ألته‬
‫هو وحذه معلم ‪ ...‬الذيى هملهاا[‪٢‬ني‪ ،]١٩:٢‬كما يقول بولس‪ ،‬ويحفثهم تحت حئبه [اف‬

‫‪ ،]١٣: ١‬عدا أتهم يحملون عالمئه التي يتميزون بها عن المرفوضين‪ .‬ولكئ ألن حفنة يسير؛‬
‫وحقيرًا يواريها جمع غفير‪ ،‬وبعصا من حبوب الحنطة تغئليها كومة من الفصافة‪ ،‬يلزمنا أن نترك‬
‫لله وحده معرفة كنيسته التي تقوم على أساس اختياره السري‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬ال يكفينا أن نستوعب‬
‫في أذهاننا وأفكارنا جمهرة المختارين إذ لم نعتبر وحدة الكنيسة هي ما نؤمن عن قناعة أكيدة أئنا‬
‫قد غئمنا فيها‪ .‬ألئه لن يبقى لنا رجاء لميرارر آت إن لم نكن قد اتحدنا مع جميع األعضاء‬
‫بالمسيح رأسنا‪.‬‬

‫توصف الكنيسة بأئها جامعة بمعنى اءالمية‪٠‬ا ألئه ال يمكن أن يكون هنالك كنيستان أو‬
‫ثالث كنائس من دون أن يمرق المسيح [قارن ‪١‬كو ‪ ١٣: ١‬؛؛ هذا األمر الذي ال يمكن أن يحدث!‬
‫فإذ جميغ المختارين توحدون في المسيح [قارن اف ‪ ]٢٣-٢٢ :١‬بحيث إذ هم يعتمدون على‬
‫رأس واحد ينمون مثا أيشا إلى جسد واحد‪ ،‬لكونه امزكائ تائ ؤمعترائ [قارن اف ‪ ] ١٦: ٤‬مثل‬
‫أوصال الجسم [رو ‪ : ١٢‬ه؛ ‪١‬كو ‪ ١٧: ١٠‬؛ ‪ ١٢ : ١٢‬و‪ .]٢٧‬فؤم يجعلون واحذا بحؤإذ يعيشون‬
‫مثا في إيماؤ واحد‪ ،‬ورجاء واحد‪ ،‬ومحبة واحدة‪ ،‬وفي روح الله الواحد‪ .‬لم يذعوا إلى ميراث‬
‫الحياة األبدية نفسه فقط‪ ،‬بل إلى المشاركة في اإلله الواحد والمسيح الواحد أيصا [اف ه‪.]٣ ٠:‬‬
‫وعلى الرغم من أن األقفار الكئيب الذي يجبهنا من كل جانب قد يصيح معلائ أئه ال تبقى للكنيسة‬
‫بقية‪ ،‬لنعلم أن موت المسيح يظز تثمرا‪ ،‬وأن الله يحفظ كنيسته كما في مخائ‪ .‬فهكذا قيل إليليا‪:‬‬
‫ون ادعيت‪ ...‬سعة األب‪ ،‬كز ارني ابي لم تحث لتتعلاا [ ‪ ١‬مل ‪ ١٨: ١٩‬؛ ‪.‬‬

‫‪ .٣‬شركذالقديسين‬

‫تنطبق هذه المادة من قانون اإليمان على الكنيسة الظاهرة أيصا في أن يلتزم كز وام متا أن‬
‫يظز في وفاي مع جميع أبناء الله‪ ،‬وأن يدغ للكنيسة الغلطة التي تستحعها؛ باأليجاز‪ ،‬أن سلللى‬
‫كواحد من القطيع‪ .‬لذا أضيف االعتراف ‪.‬د شركة القذيسين ‪ .‬ومع أن األقدمين كانوا عموتا‬
‫قد أسقطوا هذه العبارة‪ ،‬ينبغي أآل تهمل ألئها تغير جينا عن ماهية الكنيسة‪ .‬فهي كاتما نقول إذ‬
‫القذيسين قد جمعوا إلى شركة المسيح على المبدأ القائل بأته كز ما يهب لهم الله من إحسانات‪،‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪٩٤٦‬‬

‫لزم عليهم بدورهم أن يشاركوها بعضهم مع بعض‪ .‬ولكن هذا ال يمنع أن يكون هنالك تعذد في‬
‫الئعم‪ ،‬إذ نعرف أن مواهب الروح توزع على نحو متنوع‪ .‬وال يبلغ ذلك بالنظام المدني الذي‬
‫يسمح لكز فرد بأن تكون له ممتلكاته الخاصة‪ ،‬إذ إته يلزم للجفاظ على الشالم بين الناس‪ ،‬أن‬
‫تكون اليلكيه محند المعالم وذاك طابع شخصى بينهم‪ .‬ولكئ شراكة الجماعة تثبتة‪ ،‬كما يصفها‬
‫لوقا‪ ،‬حيث لجمهور الذين آمنوا قلت واحن ونفس واحدة [اع ‪٣٢ : ٤‬؛؛ والتي كانت في ذهن‬
‫*‬ ‫‪٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫د‬ ‫‪۶‬‬
‫رجاء‬ ‫فى‬ ‫وروحا واحذا كما دعوا أيصا‬ ‫واحذا‬ ‫‪۶٠‬‬
‫جسنا‬ ‫‪٠٠‬‬
‫األفسسيين على أن ‪٠٠‬يكونوا‬ ‫ع‬
‫حذ‬ ‫بولس عندما‬
‫واحدأ [اف ‪٤ : ٤‬؛‪ .‬فإن كانوا حائ مقتنعين بأن لهم أتا واحذا لجميعهم‪ ،‬وأن المسيخ هو الرأس‬
‫الواحد‪ ،‬وإن كانوا حعا يعتصمون مائ برباط المحبة األخوية‪ ،‬ال يمكن لهم إأل أن يتشاركوا يعمهم‪.‬‬

‫واالن يهئنا أن نعرف الفائدة التي نجتنيها من ذلك‪ .‬إذ األساس الذي نبني عليه ثقتنا بالكنيسة‪،‬‬
‫هو أتنا مقتنعون تماائ بأتنا أعضاء فيها‪ .‬بهذا نوقن أن خالضنا يقوم على دعاماب متينه بحيث ال‬
‫تتزعزلح الكنيسة وال تسقط‪ ،‬وإذ تهلهل نسيح العالم بأسره واضمحل‪ .‬أؤأل‪ ،‬يقوم خالصنا على‬
‫أساس االختيار اإللهى‪ ،‬وال يمكنه أن يتقلقل أويخيب ألن العناية األزلية ال تخفق وال تعجز‪ .‬ثانيا‪،‬‬
‫يرتبط خالصنا يثبالبه المسيح الذي لن يسمح يأن يتغرب عنه مؤمنوه‪ ،‬مثلما ال يسمح ألعضاء‬
‫جسي‪٠‬ه بأن تئلى وتتمزفى ‪ ٠‬عالو؛ على نللث‪ ،‬من الموفد أته ما دمنا و‪.‬م كاف في حضن الكنيسة‬
‫فسوف يظل الحق معنا دائائ‪ .‬وأخيرا‪ ،‬نشعر بأن هذه الوعود موجهة إلينا‪ :‬ني لجبل صؤيؤذ‪. . .‬‬
‫ئكون جاه‪[ ,,‬يؤ ‪]٣٢:٢‬؛ [عو ‪]١٧‬؛ ا‪,‬الله [يسكن] في زشطها [إلى األبد] قلمن ئرغزغ‪1,‬‬
‫[مز ‪ : ٤ ٦‬ه)‪ .‬إذ للمشاركة في الكنيسة قؤه هذا قدرها فهي تحفظنا في جماعة الله‪ .‬وثئة في كلمة‬
‫الشركة عيبها كنر غزير من العزاء وراحة للنفس‪ .‬ألئه فيما يقدر لنا أن كل ما يسبغه الرب على‬
‫أعضائه يصير ئلكا لنا‪ ،‬فإذ رجاءنا تعرزه جميع الخشنات التي يتقبلونها‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬لكي نقبل وحدة الكنيسة على هذا األساس‪ ،‬ال يلزمنا (كما سبق أن ذكرنا) أن نرى‬
‫الكنيسة عياتا أو أن نجشها بلمس األيدي‪ .‬بل إذ هي تنتمي إلى حيز اإليمان انتماء يفوق إدرانمنا‪،‬‬
‫فهذا ينبهنا الى عدم اعتبارها شيائ أقل مائ لو كانت منظور؛ بوضوح‪ .‬وليس ايماتنا أقل شأتا بسبب‬
‫أته يقئ بكنيسة تفوق عقولنا‪ .‬نحن لسنا مطالبين بأن نميز بين المرفوضين والمختارين — ذاك شأن‬
‫الله وحذه‪ ،‬وليس شأتنا ‪ -‬بل أن تمكن الثقة في قلوبنا‪ ،‬بأن كل من دخلوا شركة المسيح بنعمة الله‬
‫‪٩٤٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل األؤل‬

‫‪ .٤‬الكبة المنظورة بمنزلة ألم للمؤمنين‬

‫اتنا نعتزم االن أن نناقش الكنيسة المنظورة‪ ،‬إدا دعونا نتعتم من لقب األم البسيط هذا كم‬
‫هو نافغ لنا‪ ،‬بل في الحقيقة كم هو ضروري أن نعرفها‪ .‬فإئه ال يوجد سبيزآخر نستطيع أن ندخل‬
‫منه الحياة إن لم ثحيئنا هذه األم في زحيها‪ ،‬وتلذنا‪ ،‬وئرضغنا‪ ،‬وأخيرا تحفئلنا تحت رعايتها‬
‫وإرشادها‪ ،‬حتى — عندما نطرح عتا جسدنا المائت — نكوذ اكماذئكة الله ني الشفا؛‬
‫[مت ‪ .]٣٠:٢٢‬ال يسمح لنا ضععنا بأن ننصرف من مدرستها إأل إذا كثا تالميذ فيها طوال أيام‬
‫حياتنا‪ .‬عالو؛ على ذلك‪ ،‬ال يمكئ ألحد أن يرجو مخفرة لخطاياه أو خالصا لنفسه بعيدا عن‬
‫صدرها‪ ،‬كما شهد إشعياء [‪٣٢ :٣٧‬؛ وكذلك يوئيل [‪٣٢ :٢‬؛‪ .‬يوتدقوقهما حزقيال عندما يطن‬
‫أن من يرفض الله دخولهم الحياة السماوية لن يغذوا بين شعب الله [حز‪ ٩ : ١٣‬؛ ‪ .‬أائ أولئك الذين‬
‫ينكبون على تنمية التقوى الحقيقية‪ ،‬فهم من يكثب أسماؤهم في سجق مواطني أورشليم [اش‬
‫ه‪:٦‬ه؛ مز ‪ .]٦:٨٧‬لهذا السبب عينه ورد فى مزمور آخر أن ادكرني يا زب برصا سعبان‪.‬‬
‫دغهذني دحالصلن‪ ،‬ألزى حز ثفثاريلذ‪ .‬ألؤرخ يغزح تجلن‪ .‬أليحز ئغ ميزابان ا [مز ‪:١٠٦‬‬

‫‪-٤‬ه؛‪ .‬بهذه الكلمات تنحصر نعمة الله األبوية وشهادة الحياة الروحية الخاصة في قطيعه‪ ،‬بحيث‬

‫ه‪ .‬التعليم بواسطة الكنيسة‪ ،‬قيمته ولزومه‬

‫إدا فلنبين ما يتعلق بهذا الموضوع‪ .‬يكتب بولسر أن المسيح بكى يئأل الكل عيرعه البعش أن‬
‫يكونوا رثأل‪ ،‬زالبغش اياة‪ ،‬والتعش مبشرين‪ ،‬زالبغش رعاة زمغلبيى‪ ،‬أللجل ككميإب القبيل‬
‫بقش البذئه‪ ،‬ببنياز حشد الضبيح‪ ،‬إلى اذ دنتهتي جييئتا إلى ؤلحذانئة اإليعاز زمعروة ابرئ الله‪.‬‬
‫الى إنشاز فاول‪ .‬إلى تياس وامة ملء الفسيح [اف ‪١٣-١٠ : ٤‬؛‪ .‬هنا نرى أن الله‪ ،‬مع أئه قادر‬
‫أن يكفل خاصته في لحظة‪ ،‬يريد الذين هم له أن ينموا إلى كمال نضجتهم حصرائ في إ'طار تعليم‬
‫الكنيسة‪ .‬وها نحن نرى المنهاخ الموضوغ له‪ :‬تعين الوعظ بالتطيم االلهى على الرعاة‪ .‬نرى أن‬
‫الكز مقيدون بااللتزام نفسه‪ ،‬أال وهوأن يسمحوا ألنفسهم في روح وديع قابل للتعتم أن يوجههم‬
‫مح مح‬ ‫مح‬ ‫يي‬
‫مطمون مهجؤون لهذه الوظيفة‪ .‬سبق إشعياء النبي منذ أمد بعيد فميز ملكوت المسيح بهذه العالمة‪:‬‬
‫زوجي الذي غئيلذ‪ ،‬زكآلمي الذي وصفية ني ويلن أل ترول من ويلن‪ ،‬ؤأل من وم نشبلن‪ ،‬ؤأل‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٤٨‬‬

‫من ئم نئر‪ ،‬دشلك‪[ 11‬اش ‪ ٩‬ه‪٢١ :‬؛‪ .‬من هنا يلزم منطقؤا أن جميع ض يرفضون الغذاء الروحي‬
‫المقدم لهم يكب الكنيسة‪ ،‬يستحعون أن يهلكوا في مجاعة وفي سغب‪ .‬إذ الله يسفس فينا اإليمان‬
‫وعلى مثال ذلك‪ ،‬إذ‬ ‫بالية إنجيله فقط‪ ،‬كما يوصح بولس أن اإليمان يأتي بالخبر [رو ‪١٧ : ١٠‬‬
‫قؤه الخالص تكثن مع الله [رو ‪] ١٦ : ١‬؛ ولكئه يعلنها ويئللقها (كما يشهد بولس أيصا) بواسعلة‬

‫الكرازة باإلنجيل‪.‬‬

‫وبحسب هذه الخثلة‪ ،‬شاء [الله] في القديم أن دقام اجتماعات مقذسة في مكان العبادة‪ ،‬لكي‬
‫يتعزز إيمان الشعب المشترك بتلعيهم تعليتم العقيدة على لسان الكاهن‪ .‬وئئي الهيكل مكان راحه‬
‫الله‪[ ٠٠‬مز ‪ ،] ١٤: ١٣٢‬والموضغ المقدس امسكه‪[ ٠٠‬اش‪٧‬ه‪:‬ه‪ ،]١‬حيث يجلس على الكروبيم‬
‫[مز ‪ .] ١ : ٨ ٠‬يا لها من ألقاب مجيدة اسئعيلت لكي تضغي اإلجالد والحت والوقار والكرامة على‬
‫خدمة التعليم السماوي فقط‪ ،‬وإأل فمظهر إنسا؟ حقير مائب يحذ من قدرها‪ .‬من ثتم‪ ،‬لكي ينتنا‬
‫إلى أن كنزا ثميائ قد اودع في أوا؟ خزفية [ ‪ ٢‬كو ‪ ،]٧: ٤‬فالله نفسه يظهر في وسطنا‪ ،‬وكمنشئ لهذا‬

‫التنظيم يريد أن يتعرف النادس حضوره في مؤسسته‪.‬‬

‫لذا‪ ،‬بعد أن حرم على أبناء شعبه أن ينجرفوا إلى العرافة أو الكيانة أو السحر أو استشارة‬
‫الجاذ والموتى‪ ،‬أو خرافات أخرى [تث ‪ ،]١١-١٠ : ١٨‬أضاف أته يهت ما من شأنه أن يكفي‬
‫لجميع احتياجاتهم‪ :‬أي لن ينقطع من وسطهم حضور أنبياة لهم يسمعون [قارن تث ‪.]١٥: ١٨‬‬
‫ولتا لم يكل قد أونمل األقدمين للمالئكة بل أقام عليهم معتمين من تراب األرض ليؤذوا الوظيفة‬
‫المالئكية‪ ،‬كذلك شاء اليولم أيصا أن يشنا من خالل وسائط بشرية‪ .‬وكما لم يكتت في القديم‬
‫بالناموس وحده‪ ،‬بل أضاف كهنة لتفسيره يستطيع الشعب أن يسألهم عن معناه فيتعلم متا يخرج‬

‫نحونا فيقصينا عنه‪ .‬في الحق‪ ،‬يعرف جميغ األتقياء كم هي الحاجة إلى هذا النوع المألوف من‬
‫عدأل — عظمه الرب وجالله‪.‬‬ ‫التعليم‪ ،‬ألتهم يدركون حعا قدر الرعدة التي تغمرهم بها‬

‫أتا الذين يغلتون أن سلطة كلمة الله تدريها حقار؛ البشر المدعوين لتعليمها‪ ،‬فأولئك يكشفون‬
‫عن عدم شكرانهم‪ .‬فمن بين كثرة المواهب السامية العديدة التي زين الله بها الجنس البشري‪ ،‬إته‬
‫‪٩٤٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األزل‬

‫ألمتياز جذ منفرد أره يتنازل فيكرس لذاته أفوالها وألسنة اناس يتردد صوته بها‪ .‬لذلك دعونا بدورنا‬
‫ال نرفص أن نتقبل بالطاعه تعليلم الخالص الذي يخرج من فم الله وبأمره‪ ،‬على ألسنتهم‪ .‬ومع أة قزة‬
‫الله ال تتقيد بحدود الوسائل الظاهرة‪ ،‬فلقد ألزمنا بهذه الوسيلة االعتيادية لتعليمنا‪ .‬أثا المتشددون‬
‫من الناس والرافضون االلتزام بها‪ ،‬فيوقعون ذواتهم في سرك مميتة طى‪ .‬أولئك تقودهم كبرياؤهم‬

‫أن يغلت من العواقب الوخيمة‪ ،‬والعادله أيشا‪ ،‬لهذا الجذم االثم من دون أن يخبل في ضالالب‬
‫وله وأوهام شنيعة‪ .‬أتا لكي تترعرع فينا وبيننا بساطة األيمان‪ ،‬فدعونا ال دمائ أن نواظك على‬
‫تدريب ذوائنا في هذه الممارسة الروحية التي ببن الله لنا‪ ،‬برسبه إياها‪ ،‬كم هي ضرورتة‪ ،‬بل محبذة‬
‫لبناء نفوسنا‪ .‬لم يوجد أحد قع — حتى همجى متعشب — يطلب إلينا أن نصلم آذاننا عن سماع‬
‫الله‪ .‬ولكئ األنبياء والمعلمين الصالحين كانوا دائائ وفي كز عصر يواجهون المقاومة العسيرة من‬
‫األشرار الذين لم يستطيعوا قط — من فرط عنادهم — أن يخضعوا ذواتهم لنير التعلم من كلمة البشر‬
‫وخدمتهم‪ .‬يشبه ذلك طمس وجه الله الذي يشرق علينا في خدمة التعليم‪ .‬لقد دعي المؤمنون في‬
‫القديم أن يلتمسوا وجه الله في بيت قدسه [مز ‪٤ :١٠٥‬؛‪ ،‬كما زرن تكرارا في الناموس‬
‫[مز ‪٨: ٢٧‬؛ ‪٢:١٠٠‬؛ه‪٤:١٠‬؛ ‪ ١‬اخبار ‪ ١١ : ١٦‬؛ ‪ ٢‬اخبار ‪١٤:٧‬؛‪ ،‬ليمس لسبب اخر سوى أن‬
‫تعليم الناموس وإرشادات األنبياء كانت صورة حية لله‪ ،‬كما أكد‪ ،‬بوثس أة مجد الله يشرق في وجه‬
‫المسيح من خالل تعليمه [ ‪ ٢‬كو ‪.]٦:٤‬‬

‫وما هو أكثر يغشا من تلك النظرة االزدرائبة‪ ،‬ولع المرتئ‪٠‬ين بإحداث االنشقاق في الكنائس‬
‫انشقاقا يبعد الخراف عن يطعانها ويدفع بها إلى فكوك الذائب‪ .‬علينا أن نستمساث بما اقتبسناه‬
‫من بولس — أن الكنيسة مبنية حصرائ بواسطة الوعظ بالكلمة‪ ،‬وأن اإلجماع على التزام واحد من‬
‫و‬ ‫ط‬
‫خالل التعليم والنمو مائ هو ما يرسخ زحدتهم‪ ،‬وبذا يحافظون على نظام الكنيسة الذي أسسه‬
‫الله [قارن اف ‪١٢: ٤‬؛‪ .‬كان ذلك على األخص هو الهدف الذي ‪-‬كماقكآنعا‪-‬اس ألجله‬
‫المؤمنون في القديم أن يجتمعوا في مكان ودس الرب‪ .‬فإذ كان موسى يتحذث عن مسكن الله‪،‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الش المسيحى‬ ‫‪ ٠‬ه‪٩‬‬

‫[مز ‪٢ :٨٤‬لل‪ .]٣‬قد تبدو هذه الشكوى تذئرا صبيا نبا للكثيرين‪ ،‬إذ ما هو قدر الخسارة التي تنجم‬
‫عن عجزه عن االقتراب من الهيكل؟ وما هي الملذة التي تتالشى خصوصا وإن وحدت مغريات‬
‫أخرى بدأل منها؟ ولكئه على الرغم من ذلك يندب حاله إذ يتحرق شوقا‪ ،‬ويتعذب إلى حافة الفاخ‬
‫من جراء هذه المعضلة المنفردة وأسى هذه الحيرة‪ .‬من الموكد أن يعزى ذلك إلى كون العبادة‬
‫العاتة هي أعظم وسيله للمعونة التي يرفع الله بها المؤمنين إلى فوق‪ ،‬خطوة خطوة‪.‬‬

‫ينبغي أن نالحظ أن الله أعلن ذاته هكذا دائائ لالباء القديسين في مراة تعليمه لكي يعرفوه‬
‫روحؤا‪ .‬لذلك لم بذغ الهيكل اوجن* الله‪٠‬ا فقط [قارن مز ‪ ،]٢: ٤٢‬بل (لكي بزيل كز ما قد يسبب‬
‫االعتقاد الخرافي) آموطئ قدميها‪[ ٠‬مز‪٧:١٣٢‬؛‪:٩٩‬ه؛‪ ١‬اخبار ‪ . ]٢: ٢٨‬حعا‪ ،‬يا لغبطة إدرالذ‬
‫تلك الوحدة‪ ،‬وحدة األيمان [قارن اف ‪ ]١٣:٤‬عندما يتوق الجميع — من األعلى إلى األدنى — إلى‬
‫الرأس! وأدا كان ما بناه األمم لله على أساس مبدأ اخر بات تدنيشا لعبادته‪ .‬لقد سقط اليهود ‪ -‬إلى‬
‫حذ ما — في هذه الحفرة ولكن ليس إلى القدر الفادح نفسه‪ .‬لقد وبحهم استفانوس بكلمات‬
‫عات األقادى (انظر اع ‪٤٨:٧‬؛ اش ‪ )٢-١ :٦٦‬أتا‬ ‫إسعياء‪ :‬إذ ا‪٠‬الغلئ ألتشكنفيهتاكل‬
‫الله وحذه فيقنس لنفسه الهياكل بكلمته‪ ،‬لالستعمال الصحيح‪ .‬وإذا نحن حاولنا أي شيء لم يأمر‬
‫به‪ ،‬فطالما التصقت ببداياتها الرديئة بدلح غريبة ومنها ينتشر الشر بال حدود‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬عندما تسرع أحشويرش فأحرق ودر جميغ هياكل اليونان بناء على مشورة‬
‫خكمائه‪ ،‬كان يظئ أته مائ ينافي المنطق أن تحبس اآللهة داخل جدران وتحت سقوف‪ ،‬فيما ينبغي‬
‫أن تمتلك حرية الوصول إلى أي شيء كان‪ .‬ه فكما لوكان من غير المستطاع لدى الله أن يدنو إلينا‬
‫من غاله ليقرب ذاته لنا من دون أن يغير مسكنه أوأن يحصر نا بوسائل أرضبة‪ ،‬اختار بهذه الوسائط‬
‫أن يحملنا كما بمركباب إلى مجده السماوي‪ ،‬المجد الذي يمأل كز األشياء يعدم محدودبته‪ ،‬بل‬
‫الذي يفوق السماوات في سموه!‬

‫‪ . ٦‬معفى الخدمة وحدودها‬

‫جرت في عصرنا هذا سجاالت حول فاعلبة الخدمة‪ .‬البعفزيبالغون في كرامتها بما ال بقاس‪.‬‬
‫يجادل آخرون في أن ما يخض الروح القدس بحؤل خطًا إلى بشر مائت ‪ -‬إن كنا نفترض أن‬
‫للخذام والمعلمين قدر؛ اخزاق العقول والقلوب بحيث يصححون عماء العقل وقساوة القلب‪.‬‬
‫يلزم لنا أن تزن هذا الجدل على نحو صحيح‪.‬‬
‫يروي شيشرون هذه الحادثة‪ .‬انظر‪<٠ 405 £.( :‬؟(؛ ‪ 0)111:1011,‬نحمل) ‪. 26‬ت ‪ 11.‬ئ‪٠‬ك ‪٢0,‬ج‪0‬اح‬ ‫‪0‬‬
‫‪٩٥١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األؤل‬

‫سوف تجد نقاط الجدل حلوأل سريعة وسهلة عندما نفحص خصوصا (أؤآل) النصوص) التي‬
‫يعد الله فيها‪ ،‬باعتباره منشئ الوعظ ومؤيده بروحه‪ ،‬بالئعم التي لجثتى منه؛ وذثانائ) النصوص التي‬
‫يميز الله لنفسه فيها‪ ،‬بفصل ذاته عن الوسائط الخارجية الئعينة‪ ،‬أة له وبه وحذه بداية اإليمان‬
‫ومجراه الكتى‪.‬‬

‫‪ . ١‬كانت وظيفة إيليا الثاني‪ ،‬بحسب نبوءة مالخي‪ ،‬أن ينير العقول وأن يرذ قلوب اآلباء‬
‫إلى األبناء‪ ،‬والفصاة إلى فكر األبرارأ [مال ‪ : ٤‬ه‪٦-‬؛ لو ‪١٧: ١‬؛‪ .‬والمسيح يعلن أته‬
‫يرسل الرسل ليأتوا بثمر أتعابهم [يو ه ‪ .]١٦: ١‬يعطي بطرس هذا الثمر تعريائ وجيرا‪.‬‬
‫يقول إتنا مولودون ثانيه من زرع ال يغنى [‪. ١‬ط ‪٢٣:١‬؛‪ .‬لذا يفتخر بولس بأته ونن‬
‫الكورنثين باإلنجيل [ ‪١‬كو ‪ : ٤‬ه ‪ ،] ١‬وأئهم حئلم رسالته [ ‪١‬كو ‪ ،)٢٠. ٩‬ال بل لم يكذ‬

‫بها ينسب الله إلى ذاته كال من إنار العقل وتجديبؤ القلب‪ ،‬وبذا يحذرنا بانه من قتيل‬
‫التجديف أن ينعي اإلنسان لذاته أئ قسط من هذين الفئتين‪.‬‬

‫وفي هذه األثناء‪ ،‬فإذ كز تن تقدم بروح التعتم إلى الخذام الذين عينهم الله‪ ،‬سوف يعرف‬
‫بدليل الثمر أة طريقة التعليم هذه دشر الله لسبب جيد‪ ،‬ولسبب جيد أيصا وضع نير االعتدئ هذا‬

‫على المؤمنين‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩٥٢‬‬

‫(الكنيسة المنظورة‪ :‬عضويتها والئمات التي دعزف بها‪)٩ - ٧ ،‬‬

‫‪ . ٧‬الكنيسة غير المنظورة والكنيسة المنظورة‬

‫أما كيف نحكم على الكنيسة المنظورة التي تقع في محيط معرفتنا‪ ،‬فأعتقذ أئه واضح من‬
‫الئقاش السابق‪ .‬ولنا إذ الكتات المقنس يتحذث عن الكنيسة بطريقتئن‪ .‬أحياائ يقصد بكلمة‬
‫اكنيسة اليبائ الموجون بعأل في محضر الله الذي ال يسمح بدخوله إآل ألبناء الله بنعمة التبتي‪،‬‬

‫فقط على األرض حالائ‪ ،‬بل جميغ المختارين منذ بداية العالم‪ .‬على أن االسم ‪٠‬االكذيسةأ يشير‬
‫في أغلب األحيان إلى كز جموع البشر من جميع أركان المسكونة مئن يعبدون الله الواحد‬
‫والمسيح‪ .‬فبالمعمودية ادلنا في اإليمان به؛ وباالشتراك في العشاء الرياني نشهد لؤحدتنا في‬
‫التعليم الصحيح وفي المحبة؛ وفي كلمة الله نجد اثفاقنا‪ ،‬وفي الوعظ بالكلمة يحافظ على الخدمة‬
‫التي أسسها المسيح‪ .‬على أده في هذه الكنيسة يمتزج العديد من المرائين الذين ليس لهم أي نصيب‬
‫في المسيح سوى االسم والمظهر الخارجي‪ .‬يوجد أيصا الكثيرون من الطموحين والطتاعين‬
‫والخشاد والمتكتمين باألثم‪ ،‬والبعص متن يعيشون في النجاسة‪ .‬هؤالء يحئتلون فتر؛ ما إتا ألئهم‬
‫ال يحاكمهم قضاة مؤلهل‪ ،‬أو ألن تأديبا فاعأل ال يسود كما ينبغي‪.‬‬

‫لذلك مثلما يجب أن نعترف أن كنيسة النوع األؤل‪ ،‬غير المرئبة لنا‪ ،‬منظورة لعيتى الله وحذه؛‬
‫كذلك نحن مأثورون بأن نوقر ونحفظ شركتنا مع الكنيسة المنظورة التي بدعى الكنيسة من‬

‫جهة البشر‪.‬‬

‫‪ . ٨‬محدودية حكيتا‬

‫ومن ثم‪ ،‬بين لنا الرب بعالمامب وأماراب معينة ما يلزم لنا معرفيه عن الكنيسة‪ .‬فكما اقتبسنا‬
‫لهذا قد‬ ‫آنائ من بولس‪ ،‬إذ معرفة ثن هم للرت هي حز مقصور على الله وحذه [ ‪ ٢‬تي ‪١٩ : ٢‬‬
‫ائبنت حطواث لكبح طيش اإلنسان؛ وددرنا األحدان اليومية كيف تعلوأحكام الله الخفية على‬
‫قدربنا الستيعابها‪ .‬فتن يظهرون وكًادهم قد زاغوا إطالقا ولم يعد لهم رجاء‪ ،‬هؤالء يدعون بنعمه‬
‫الله للرجوع إلى السبيل؛ فيما يسقط غالبا ثن يبدو عليبم دون غيرهم قوة الثبات‪ .‬لذا‪ ،‬كما قال‬
‫أوغسطيفس‪ ،‬بناء على اختيار الله السابق الخفى خراف كثيرة تبقى خارغ الحظيرة‪ ،‬وذائب كثيرة‬
‫‪٩٥٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األؤل‬

‫تدخلها‪ .‬أ‪ ٦‬فهو يعرف تن ال يعرفونه كما تن ال يعرفون أنفسهم‪ ،‬وقد وضغ عالمة عليهم‪ .‬وثن بين‬
‫تن يلبسون شارثه علائ‪ ،‬عيناه وحذهما تريان المقدسين بدون زيف‪ ،‬الذين يصبرون إلى المنتهى‬
‫[مت ‪١٣٠٠٢٤‬؛؛أي إلى أقصى ثعد للخالص‪.‬‬

‫ولكته من جابآخر‪ ،‬ألئه قد سبق أن رأى أئه من المفيد لنا أن نعرف ض كانوا ليحشبوا‬
‫أبناة له‪ ،‬كئنى ذائه ليالئلم استطاعئنا‪ .‬ولتا لم يكن تأكيد اإليمان الزائ أبذله بمميزاب معينة مرافقة‬
‫لها‪ ،‬نتعرف بها إلى تن يشاركون اعترالنا باإلله الواحد والمسيح بإقرار اإليمان وبمثال السلوك‬
‫‪ ٠‬االشتراك في األسرار المقدسة‪ ،‬كأعضاء في الكنيسة‪.‬‬

‫إلى ذلك‪ ،‬عتم لنا دستات أكثر وضوحا معرفه جسده عييه‪ ،‬إذ يعتم كم هذا ضرورى لخالصنا‪.‬‬

‫‪ . ٩‬سماث الكفية وتطبيغناإقاها لتمييرها‬

‫مرق هذا يشرق وجه الكنيسة ويصبح مرثائ لعيوننا‪ .‬فحيث نرى كلمة الله مكروزا بها بنقاوؤ‬
‫ومسموعا لها‪ ،‬واألسراز دمارس على النمط الذي أسسه المسيح‪ ،‬هناك‪ ،‬بال ريب‪ ،‬توجد كنيسة‬
‫الله [قارن اف ‪ .]٢ ٠ : ٢‬إذوعذالمسيح لن يخيب‪ :‬االه حسنناالجقمغ ادتائ اؤئآلئة دابي وهناك‬

‫أثماثفيوتطهم‪٠‬ا [مت‪.]٢٠:١٨‬‬

‫أائ لكي نستوعب خالصة هذا األمر‪ ،‬فيلزمنا أن نتبع هذه الخطوات‪ .‬تتكؤن الكنيسة الجامعة‬
‫من جمهرة المؤمنين مرت جميع األمم؛ كما أئها متغرقة ومنتشرة في أئكنة منفصلة ومتنوعة‪ ،‬ولكئها‬
‫تتفق على حئ التعليم اإللهى الواحد‪ ،‬وتتقيد برباط اآلين الواحد‪ .‬وهكذا تشمل تحت مظآتها‬
‫الكنائس الفردية [المحلية] القائمة بذاتها في بلداب وقرى بحسب الحاجة البشرية‪ ،‬بحيث تمتلك‬
‫كز مدها عن حذ اب اكنيساذأ وسلطتها‪ .‬وينتمي إليها بمعتى من المعاني األفران الذين يعتبرون‬

‫بفضلي إقرار إيمايهم جرذا منها‪ ،‬حئى إن كانوا حالائ غرباة عنها‪ ،‬إلى أن يرفضوا من عضويتها‬
‫بموجب لحكم رسمى‪.‬‬

‫على أن هنالك أساسا مختلعا نوعا ما للحكم في ما يتعتق باألفراد والكنائس المحلية‪ .‬ألئه‬
‫قد يحذث أن يجب علينا أن دعابل كإخو؛ وتعتبر كمومنين تن قد ئخشبهم غير مستحثين لشركة‬
‫المد تقياء‪ ،‬على أساس النظام المألوف للكنيسة التي تحملهم وتتقيلهم كأعضاء في جسد المسيح‪.‬‬
‫‪ 35. 1725; ٥٢.٧11. 253‬ط‪1٧. 12 )1‬آ ‪ 008^1‬تكس‪, ٠‬جالئ‪8٤‬ااجآل‪٨‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٥٤‬‬
‫نحن ال ًاق ت بأمثال هؤالء أعضاة في الكنيسة بمقتضى التصويت‪ ،‬ولكئنا نترن لهم مكادا بين شعب‬
‫الله إلى أن يشئأصلوا منه بموجب إجراء قانوني‪.‬‬

‫لكن ينبغي أن نفكر بطريقه أخرى في ما ينعتق بكلية جماعة الشعب ذاتها‪ .‬إن كانت تمابز‬
‫خدمه الكلمة وتكرنها‪ ،‬كما تمارس األسرار المقدسة‪ ،‬فهي تستحق بدون أدنى شلن أن يعكرف بها‬
‫ككنيسة‪ .‬ألنه من المؤتمد أن تلك الممارسات ليست بال ثمر‪ .‬وبهذه الطريقة نحافظ على وحدانية‬
‫الكنيسة الجامعة التي طالما حاولت القوى الشيطانية أن تمرقها؛ كما ال ننزع السلطة عن المجامع‬
‫الرسمية التي التأمت وفثا لالحتياجات المحلية‪.‬‬

‫(ال ينبغي أن دهشل كنيمه تحمل هذه الغشات مهما وحد فيها من عيوب‪ :‬خطئة الئقاق‪،‬‬

‫‪ . ١ ٠‬عالمان الكنيسة وشلطثها‬

‫لقد حددنا الوعذ بالكلمة وممارسه األسرار المقدسة بأتها المعام التي تتميز بها الكنيسة‪.‬‬
‫وأكدنا أته يستحيل أن توجد هذه بدون أن تحمل الثمر وتزدهر ببركة الله‪ .‬لست أقول بأئه أينما‬
‫يكرز بالكلمة سوف يأتي ثمرها فورا؛ بل أينما رقيل وتستقر في مثوى ثابب لظهز فاعليتها‪ .‬ولكئ‬
‫من الئحتمل أته حيتما يسكع للوعفن باإلنجيل بوقار‪ ،‬وال د ه مزة ممارسة األسرار‪ ،‬هنالك درى‬
‫حالائ صور؛ للكنيسة‪ ،‬ال زيف فيها وال عموفرة؛ وال يسمح ألحد بأن يمتؤن سلطكها‪ ،‬أو يستهتر‬
‫بتحذيرارها‪ ،‬أو يقاولم مشورتها‪ ،‬أو يستخفن بتأديبايها — فضأل عن أن يهجزها أو يسغب انشقاقها‪.‬‬
‫ألن الرذ يثئئ شركه كنيسته بحيث تحتك‪ ،‬خائائ وئرتنا عن المسيحية كلغ ض يترك جماعه‬
‫مسيحيه في غطرسه وغرور‪ ،‬على شرط أن تكون تلك الجماعة موضغ تكريم خدمه حقيقية‬
‫للكلملم واألسرار‪ .‬إذ الرب يقيم سلطه الكنيسة إلى درجه يرى معها أته ينئعص من قدر خاصته‬
‫عندما تنتهك تلك الشلطة‪.‬‬

‫فاذ ندعى الكنيسة اعموذ الحق وقاعدته و بيك ‪١‬للها ‪ ١ 1‬تي ‪ : ٣‬ه ‪ ] ١‬ليس باألمر الهين‪ .‬بهذه‬
‫الكلمات يعني بولز أن الكيسة هي الحارسز األمين للحق األلهتي حتى ال يزول من العالم‪ .‬ألن الله‬
‫شاء أن يحفظ نقاوة الوعظ باألنجيل بواسطة خدمتها وعملها الجدي‪ ،‬كما شاء أن يظؤر بها ذاته‬
‫أيا ألسرؤ‪ ،‬فيما هو تغذينا بالقوت السماوي ويمنخنا كز ما يؤذي إلى خالص نفوسنا‪ .‬وليس من‬
‫قبيل المدح الدارج أن يقال إذ المسيح اختار الكنيسة وفرزها لنفسه عروسا بآل عنب زأل عصر‪،‬‬
‫‪٩٥٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األزل‬

‫الكزا [اف ‪ .]٢٣: ١‬من هذا يلزم منطقؤا أن‬


‫*‬ ‫[اف ه‪ ،]٢٧:‬ولجشدة‪ ،‬وزء الذي ئئأل الكز ني‬

‫االنفصال عن الكنيسة هو عين الرفض لله والمسيح‪ .‬لذا يتحإئم أن نقاوم بشدة انفصاالآثائ كهذا‪.‬‬
‫ألئه عندما نحاول بكز ما أورينا من قدرة أن نطيخ كنيسة الله‪ ،‬فعندئذ نستحق أن تلفحنا ويسخعنا‬
‫بعجز صاعقة غضته‪ .‬كما يستحيل تصور جريمة أشنغ من أن نستهزئ فنخون عهد العراب) المقدس‬
‫الذي تنازل ابل الله الوحيد ليعقذه مع كنيسته [اف ه ‪.]٣٢-٢٣ :‬‬

‫‪ .١١‬شرعية عالمات الكنيسة الهبعة‬

‫دعونا إدا نحفن هذه المعالم محفور؛ على أذهاننا‪ ،‬ونثئئها كما يئغق مع مشيئة الرب‪ .‬ألئه‬
‫ال يوجد ما يجتهد الشيطان إلبادته ومحوه تماتا من الوجود أكثر من واحدة من هارين النصيحئين‬
‫أوكلتيهما‪ .‬إئه يحاول أحياائ أن يطمس معام الكنيسة وأن يدئزها كي يين مميزاتها الصحيحة‬
‫والحقيقية‪ .‬وأحيادا يحاول أن يكيز لها االحتقار واالزدراء لكي يجرنا بعينا عنها في عصياب) علنى‪.‬‬
‫فين جراء تكره اختفت نقاوة الوعظ بالكلمة في بعض العصور؛ واآلن يجتهد محتاأل بالخبث‬
‫نفسه أن يالشي الخدمة؛ الخدمة التي رسمها المسيح لكنيسته والتي بدونها يسقط ‪.‬رناؤها‬
‫[اف ‪ . ] ١٢ : ٤‬ولكئ يا لها من تجربة خطيرة ‪ -‬ال‪ ،‬بل تميتة — عندما يوعز إلينا باالنسحاب من‬
‫جماعة المصغين‪ ،‬حيث تبرز معام الكنيسة ورموزها التي ارتأى الرت أئه يكفي أن قسم بها‪ .‬هنا‬
‫نرى كم يجب االهتمام الذي نخش به كأل من هاتين العالمتين الثتيزتئن‪ .‬فلكيال تساورنا أي‬
‫شاذ في نقاوة الكنيسة من الزتف‪ ،‬ينبغي لكز جماعة مصدية [كنيسة محلية؛ متن تتخذ لذاتها اسم‬

‫أكنيسة أن دحتكر بهذا المعيار كما بالمحك الذي دحتتر به نقاوة الذهب‪ .‬فإن كانت قبع نظام‬

‫‪ .١٢‬االلتفات إلى الشمات يلغب االصال الغزوى‬

‫قلنا إذ خدمة الكلمة وممارسة األسرار في نقاء وطهارة تكفيان كدليلي وضماب) يمكننا‬
‫االستناد إليهما امنين‪ ،‬بتعيل أي جماعة لمازس فيها هاتان السمتان ككنيسة‪ .‬كما أن هذا‬
‫الواحدة؟ لنسغكلمات الرسول‪ :‬ا‪٠‬قلئعحكذ هذا لجميع انكاثبيئ ثغا‪ ،‬وإن اهتكنكم سائ بخآلفه والله‬
‫كفلن لكلم ذا ًاذثاا [في ‪ :٣‬ه ‪ .]١‬أال يعني هذا بما فيه الكفاية أة اختالقا في الرأي حول األهور‬
‫غير الجوهرية ال ينبغي أن يكون في أي حال من األحوال أساسا للشقاق بين المسيحيين؟ أؤأل وقبل‬
‫كز شيء‪ ،‬يجب أن نيفق على جميع النقاط‪ .‬لكن لائ بات ضبات الجهل يعكر أذهان الكن الى حذ‬

‫ما‪ ،‬يتحقم أئنا إتا دصطؤ إلى أن ال تبقى لنا كنيسة‪ ،‬أو أن نتغاضى عن األفكار الخاطئة حول األهور‬
‫التي ال يمكن التوصل إلى علم حاسم بها‪ ،‬من دون أن تسبب ضررا للفالصة الجوهرية للدين أو‬
‫فقداائ للخالص‪.‬‬

‫هنا يلزمني أن أتووف عند هذه النقطة ألوبد أثني ال أؤيد أدنى اختالني يمكئه أن يتمادى‬
‫ويتعزز من خالل المداهنة والتسير‪ .‬ولكيني أقول إئه يتحقم علينا أأل نتخأى عن الكنيسة في تهور‬

‫إزاة خالفاب ثانويه واهية‪ .‬ألئه فيها وحدها يحعظ التعليم الصحيح الذي تستقيم عليه التقوى‪،‬‬
‫وفيها رصان إقامة األسرار التي رسمها الرب‪ .‬وفيما نبقى داخل الكنيسة إذ نحاول أن نصفح ما‬
‫ئثير استياذنا‪ ،‬فهذا نفعله ألته واجبنا‪ .‬ينعلبق على ذلك قول بولس‪ :‬إذ اعبئ الحز لجابس قكئكت‪،‬‬
‫األون [ ‪ ١‬كو‪٣٠ : ١٤‬؛‪ .‬ثن هذا يقضح أن كز عضوفي الكنيسة ئحئز بمسؤولبة التهذيب العلني‬

‫بحسب مقياس النعمة المعطاة له‪ ،‬على شرط أن يقوم بها بلياقه وبحسب ترتيب [ ‪ ١‬كو ‪.]٤٠:١٤‬‬
‫يعني هذا أآل نعتزن عن شركة الكنيسة من جهة‪ ،‬ومن أخرى أئنا بثباتنا فيها ال دخلة بسالمها وبنظام‬

‫تأديبها المشروع‪.‬‬
‫‪٩٥٧‬‬ ‫الكتاب الرا‪.‬بع‪-‬الغصل األؤل‬

‫‪ . ١ ٣‬الفضيحة في الكئيسة ليست محا لغريمها‬

‫وفيما نحن نتحئل نراقص الحياة‪ ،‬ينبغي أن نكون أكثر صبرا وتعثآل في مراعاة مشاعر‬
‫اآلخرين إذ المسار زبق جذا‪ ،‬وإبليسى يترصد لنا في نكتنه بخبب مكايده‪ .‬فإته ما دام ثئة قولم‬

‫ثئةآخرون يخطوئن من وازع غيرة طائشة للبر أكثر من الخطأ من كبرياء جنونية‪ .‬فعندما يتعذر‬
‫عليهم رؤيه نوعية عيش ال شق مع تعليم اإلنجيل لدى نن يتلثونه‪ ،‬يحكمون توا بأن الكنيسة ال‬
‫توجد في ذلك المكان ‪ .‬إئها حائ شكوى منطقية وجديرة باالهتمام‪ ،‬ويحق لنا أن تغذ بين المذنبين‬
‫في تسبيبها في عصرنا التعيس هذا‪ .‬وال عذر لتراخينا اللعين في هذا المجال‪ ،‬ألن الرت لن يسمخ‬
‫له بأن يمضي من دون عقاب‪ ،‬إذ نرى فعأل أته قد فزغ في تأديبه بجلداب قاسية‪ .‬وخنا‪ ،‬إدا‪ ،‬نحن‬
‫الذين تطبق لحرتنا عناتا فاجرا بل إجراميا بحيث تجزح بها الضمائر الضعيفة بسببنا! ولكئ أولئك‬
‫الذين تحذثنا عنهم يخطوئن‪ ،‬من جانبهم‪ ،‬في أتهم ال يعرفون كيف يكبحون كؤههم‪ .‬ألئه حيث‬
‫يأمر الرب بالتروف‪ ،‬فؤم يهملونه ويستمون ذواتهم كيا للشذة المتطرفة‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬ينشق‬
‫هؤالء عن الكنيسة بدافع كراهيتهم للشر‪ ،‬اعتقادا منهم أته ال توجد كنيسة حي‪٠‬ث ال يوجد كمال‬
‫النقاوة وتمامية استقامة العيش‪ ،‬فيما يلوخ لهم أتهم يبتعدون عن زمرة األشرار‪.‬‬

‫يقولون إئ كنيسة المسيح مقذسة [افة ه ‪٢ ٦ :‬؛‪ .‬ولكن لكي يدركوا أن الكنيسة يختلط فيها‬
‫الصالح والطالح من الناسى‪ ،‬دعهم فيسمعوا نثل المسيح الذي يشيه الكنيسة بشبكه يجتمع فيها‬
‫كل أصناف السمك ال تفرز حتى تصفد على الشاطئ [مت ‪٥٨ - ٤٧ :١٣‬؛‪ .‬دعهم فيسمعوا أتها‬
‫تشبه حقأل تزرع فيه البذار الجيدة التي يبعش فيها مكز العدوزواائ ال يقئع من بين الحنطة حتى يؤئى‬
‫بالحصاد إلى البيدر [مت ‪ .]٣٠-٢٤ :١٣‬دعهم فيسمعوا أخيرا أتها كالبيدر الذي تحصد إليه‬
‫الحنطة وتبقى مختفية في التبن حتى ترض وتغرق ثم تجئغ إلى المخزن [مت ‪ ١٢: ٣‬؛ ‪ .‬فإذ كان‬
‫الرب يعلن أة الكنيسة تجاهد تحت وطأة هذا االثم‪ ،‬وأن يئلها خليط األشرار حتى يوم الدينونة‪،‬‬
‫فإتهم باطأل يبحثون عن كنيسة غير ملوثة بأي عيب‪.‬‬

‫إذ مصطلح أااألذقياءا‪ ٠‬أو ااالكتأراا في استخدام كالغن يشير إلى جماعة ‪٠٠‬الذوفاطيا‪٢‬ن‪٠‬ا (‪8‬أ‪1118‬ة‪1‬أة‪ ٠٧‬من القرن الثالث‬ ‫‪٧‬‬
‫ميالدي‪ ،‬وليس إلى ‪٠‬ااأللبيجيين‪٠‬ا (‪118‬ة‪81‬ع‪0‬ج‪1‬أل‪ )٨1‬من العصور الوسطى (حوالى ‪ ١٢٠٠‬م)‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٥٨‬‬

‫‪ . ١ ٤‬بولس واحياجات أعضاء كنائسه‬

‫ولكئهم يشتكون أده يستحيل التغاضي عن ضربه من الرذائل تتفقى وتنتشر هنا وهناك‪ .‬لنترك‬
‫لرأي الرسول أن يجاوبهم مزة أخرى‪ .‬كان عدة ليس بقليل من الكورنثين قد زاغوا؛ بل إة الجسد‬
‫برتته كان نصابا بالعدوى‪ .‬لم يكن هنالك نوع واحد فقط من الخطيئة‪ ،‬بل ضروت عديدة؛ ولم‬
‫تكن هذه أخطاة طفيفة بل تعذياب مرعبة؛ انتشر الفساد — ليس فساد األخالق فحسب بل فساد‬
‫العقيدة ذاتها‪ .‬إزاء ذلك‪ ،‬ماذا فعل الرسول المغذس إزاء الفاسدين‪ ،‬بصفته أداة الروح السماوي‬
‫الذي بشهادته تقوم الكنيسة أو تسقط؟ هل اجتهد أن يتنصل من مثل هؤالء؟ هل ألقاهم خارج‬
‫مملكة المسيح؟ هل يصرعهم بصاعقة الرعد النهائية بحرمانهم شركة المؤمنين [األناثيما؛؟ ال‪،‬‬
‫إئه يحجم عن فعز كز ذلك؛ ليس هذا فحسب‪ ،‬بل يقذرهم ويلقبهم بكنيسة المسيح وشركة‬

‫القديسين [ ‪ ١‬كو ‪ !]٢:١‬اكقدت بين الكورنثيين غير ونزاعات وانقسامات [ ‪ ١‬كو ‪ ١١: ١‬؛ ‪٣:٣‬؛‬
‫ه‪ ١:‬؛ ‪ ١: ٩‬وما يليه؛؛ وتغسى بينهم الخصام والقجار مخلوطين بالطمع؛ وسرى بينهم فسؤ كرية‬
‫موافقا عليه في حين كونه ممقوكا حتى بين األمم [ ‪١‬كو ه‪ ١:‬؛؛ كما فبح اسم بوبس نفسه (الذي‬

‫الكنيسة بينهم ألئه ظل يعنل بخدمة الكلمة وممارسة األسرار في وسطهم‪ .‬ئن إدا يجسر على أن‬
‫يسلك لقب الكنيسة مئن ال يمكن أن يتهموا حتى بعسر من سيغاب كهذه؟ وأسأز‪ ،‬ماذا كان‬

‫ليفعل هؤالء الذين يثورون بغضب شكسة كهذا على كنائس اليوم‪ ،‬مع الغالطين الذين أشرفوا على‬
‫حافة االرتداد عن األنجيل‪ ،‬فيما اقز الرسول نفسه بحضور الكنائس بينهم [غل ‪٢: ١‬؛؟‬

‫‪ .١٥‬الشركة مع األثمة‬

‫يعترضون أيائ بأن بولس وتخ الكورنثيين توبيائ صارائ لتفاضيهم عن فعله شائنة اقترفها‬
‫أحذهم [ ‪ ١‬كو ه‪ .]٢:‬بعدئذ يرسي مبدًا عاائ يعلن فيه أئه من الخطأ مجرد أن يوكل الخبز مع إنساز‬

‫ذي عيش مخز‪ .‬هنا يحتخ أولئك متعجبين إن كان أكل‪ ،‬الخبز العادي محزائ فكيف ئحئل تناول‬

‫خبز مائدة الرب؟‬


‫‪٩٥٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األزل‬

‫إدي أعترف بأئه ذروة ‪-‬العار أن يوجد للخنازير والكالب مكان بين أبناء الله‪ ،‬وخزي أقبح أن‬
‫يزعر لهم جسن المسيح المقدس‪ .‬وفي الحقيقة‪ ،‬لواثبفت الكنائس نظاائ دقيقا لما كانت لتحتمل‬
‫أن دحتضئ األشرار‪ .‬كما لم تكن لتسمخ بال تمييز لكل مقن يستحثون وش ال يستحثون‪ ،‬أن‬
‫يقبلوا معا إلى تلك الوليمة المقدسة‪ .‬أما ألن الرعاة ال يدأبون بغير؛ دائمة على الحرص‪ ،‬كما قد‬
‫بساهلون أحياائ أكثر مائ يجب؛ أو قد يمنعهم مالخ من أن يمارسوا التشند الذي يرغبونه‪ ،‬فينتخ‬
‫من ذلك أره حتى المعروفون علائ أثمه وفاعلي سوء ال يستبعدون عن شركة القديسين‪ .‬أعترف بأن‬
‫هذا خلل‪ ،‬ولسك أعتزم أن أعذزه‪ ،‬وال سؤما أن بولس يعيبه ويوئخه في الكورنثين‪ .‬ولكن حتى إذا‬
‫قصرت الكنيسة وتراخت في واجبها‪ ،‬ال يحق ألحد األفراد أن يثخن لنفسه قرار االنفصال فجأة‪.‬‬
‫إئني في الواقع‪ ،‬ال أنكر آئه من واجب الشخص التقى أن يمسك عن معاشرة فاعلي الشر‪ ،‬وأن‬
‫لحجم عن التورط معهم في أي عالقه إرادية‪ .‬ولكئ الهروب من رفقة األشرار شيء‪ ،‬أتا التختي‬
‫عن شركة الكنيسة بسبب كره األشرار فشيءآخر‪.‬‬

‫ولكئ بظئهم أئه انتهاك لحرمه مائدة الرب أن يتناولوا منها مع االثمين‪ ،‬فهم أكثر تشذدا من‬
‫بولس‪ .‬ألن بولس عندما يحقنا على تناول الشركة بالقداسة والطؤر‪ ،‬ال يطلب أن يمتحن أحدنا‬
‫اآلخر‪ ،‬أو أن يمتحن كز واحد الكنيسة كتها‪ ،‬بل أن قمئحن كز و حد نفشه [ ‪١‬كو ‪٢٨: ١١‬؛‪ ٠‬فلو‬
‫كان محرائ االستران مع شخص غير مستحق‪ ،‬فمن المؤكد أن بولس كان يطلب يا أن نتحرى هل‬
‫كان فى الجماعة أي شخص يلؤثنا عدم طهارته‪ .‬ولكئه عندما يطلب من كل واحد أن يمتحئ نفسه‪،‬‬
‫سن أته ال يؤذينا إذا نرص شخص غير مستحل ذاثه علينا‪ .‬يئغق مع ذلك هذا القول‪!! :‬الذي داغل‬
‫زيسزب بدون اشبحثاى يابل ويغرب ذينوتًا لنعسه [ ‪ ١‬كو ‪ .]٢٩:١١‬ال يقول بولس دينونًا‬
‫لآلحرين!! بل !النبه ‪ .‬وبحق‪ ،‬ألئه ال ينبغي أن يكون لألفراد سلطًا الفصل في مسأله ض يستحق‬
‫القبول ومن يستحق ارفض‪ .‬إئ هذا التمييز من اختصاص الكنيسة كغل وال يمكن أن يتخذ من‬

‫دون نطا؛ مقرر‪ ،‬كما سترد بمزيد من التوتع أدناه‪ .‬لذلك يمسي من قبيل األثم ألي فرد أن يتسخ‬
‫بعدم استحقاى آحز ال يستطيع وال يحق له أن يمنعه من االقتراب من المائدة المقدسة‪.‬‬

‫‪ . ١ ٦‬ينبع االذعاء الخاطئ للكمال من اعتقاد مشؤه‬

‫مع أن هذه التجربة تواجه أحياتا أناسا أفاضل من واعز غير؛ هوجاء للبر‪ ،‬سوف نالحظ أة هذا‬
‫التفحص الزائد يتولد من التكبر والتعانلم والرأي الكاذب عن القداسة‪ ،‬أكثز مائ يتولد من القداسة‬
‫الحقيقية والغيرة الصادقة نحوه ‪ .‬لذلك فإذ أولئك الذين يحرضون على االنشقاق عن الكنيسة بأكثر‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٦ ٠‬‬

‫جسارة من غيرهم بحيث يشابهون حامل الراية في مقذمة تظالهرؤ‪ ،‬يفتقدون إلى حجة‪ ،‬غدا أرهم‬
‫بتحقير عيرهم يظهرون أدهم أفضل من اآلخرين‪ .‬هنا ينبق أوغسطينس بالحكمة والقول الرصين‪:‬‬
‫إئ مقياس التقوى والكياسة للتأديب الكنسي يلزمه أئ يهتلم دائائ وفي جميع األحوال بؤحذاردة‬
‫الر ح برباط الثالج [اف ‪ .]٣: ٤‬لقد أمر الرسول بأن يحافظ على هذا المبدأ‪ .‬أتا إذا لم يراغ‪،‬‬
‫شتا أن المداواة بالعقوبة ليست بدون جدوى فقط‪ ،‬بل جذ خبرة‪ ،‬وعلى ذلك فهي ليست مداواة‬
‫البئة‪ .‬ليس من قبيل كراهيتهم آلثام االخرين يسعى أبناء الشر هؤالء إلى أن يجزوا وراءهم البسطاء‬
‫والشذج الذين يحيلون في شرك تفاخرهم ‪ -‬أو على األقل أن يحدثوا االنقسام بينهم ‪-‬بل من دافع‬
‫ول‪ :‬ه م المتقد بقضايا نزاعهم يتظاهر هؤالء األشرار بالتشدد المتجؤم كيال ينكشفل افتقارهم إلى‬
‫نور الحتى‪ .‬والواقع هو أئهم يكشفون عن انتفاخهم وتعاظمهم‪ ،‬وشنة تعيلهم‪ ،‬وخداع افترائهم‪،‬‬
‫واندفاعهم في التحريض على التمرد والعصيان‪ .‬يناشدنا السفر المقدس أن نعتني بتصحيح أخطاء‬
‫إخوتنا بمزيد من االعتدال‪ ،‬فيما نحافظ على إخالص المحبة ووحدانية السالم‪ .‬هؤالء يعقرون‬
‫بهذا المبدأ إلى دض الشقاق والختالق المجال لحرمان اإلخوة من شركة الكنيسة‪.‬ا أتا األتقياء‬
‫والمسالمون من بين األعضاء فيومجه أوغسطينس إليهم هذه النصيحة‪ :‬أن يصححوا ما يستطيعون‬
‫بالرأفة؛ وأن يحتملوا بالصبر وأن يأسفوا ويتحشروا بمحبه على ما ال يستطيعون تصحيحه؛ إلى أن‬
‫يصخخ الله ويصبح‪ ،‬أو أن يقلع الزوان ويذري القس في زمن الحصادأ [مت ‪ ٤٠: ١٣‬؛ ‪ ١٢ :٣‬؛‬
‫لو‪٨.]١٧:٣‬‬

‫لتشغ جميع األتقياء إلى تزويد ذواتهم بهذا السالح لئأل‪ ،‬فيما يبدو أئهم حماة البر الشجعان‪،‬‬
‫يحيدوا عن ملكوت السماوات‪ ،‬ملكوت البر الوحيد‪ .‬وألئ الله شاء أن يبقي على شركة الكنيسة‬
‫في هذه الجماعة المنظورة‪ ،‬فإذ تن يعبث بنموذج هذه الجماعة ويعمل على تحطيمها من منطلق‬
‫كره األشرار‪ ،‬ينزلتى في مسار ينحدر إلى السقوط من شركة القديسين‪.‬‬

‫دغهم يتفكرون ملجا أئه في حشد غفير من الناس‪ ،‬ثئه كثيرون من األبرياء والقديسين الحقيقيين‬
‫في غص الرب مئن يغيبون عن مالحظتهم‪ .‬دعهم يتفكرون ملائ في أده حتى بين أولئك الذين يظهر‬
‫أئهم معتلون‪ ،‬ثئة كثيرون متن ال ينزون بأتي حال بمعايبهم أو يهقون ذواتهم بها‪ ،‬بل ثوتظهم‬
‫مرارا وتكرارا مخافه حقيقته للرب فيطمحون إلى استقامه حياتهم‪ .‬دغهم يتأثلون ملائ أئه ال يحكم‬
‫على شخص بسبب هفو؛ واحدة‪ ،‬إذ يحدث بين الفينة والغينة أن يسقط أكثر الناس قداسه سقوطا‬

‫‪,‬جاالأ‪8‬ل‪٦‬جل‪٦‬خ‬ ‫‪43. 81‬ط(ل]‪111.1.1; 111.11. 15 )[٧‬‬ ‫انظر‪51. :‬ا‪8£‬ح ;‪94‬‬ ‫‪٨‬‬


‫‪98,118(.‬‬
‫‪٩٦١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األؤل‬

‫عظيائ‪ .‬دعهم يتأثلون ملائ كلم أن خدمة الكلمة والمشاركة في األسرار المقدسة أعظلم شأدا لتجميع‬
‫الكنيسة من احتمال أن تتبند هذه القؤة الهائلة بسبب ذنب ارتكبه بعض األشخاص االثمين‪ .‬أخيرا‬
‫دعهم يدركون أئه‪ ،‬في ما ينعتق بتقييم الكنيسة الحقيقيةءديفوق لحكلم الله وزائ لحكلم كز البشر‪.‬‬

‫(عد اكتمال قداسة الكنيسة ال يبرز االنشقاق فيها‪ ،‬بل يعطي فيها مجاأل لمغغر الخطايا‪،‬‬

‫‪)٢٢-١٧‬‬

‫‪ .١٧‬قداسه الكيسة‬

‫ردا على زعمهم أن الكنيسة ال تدعى مقدسة بال أساس‪ ،‬من المناسب أن نمتحن ماهئة‬
‫القداسة التي تتميز بها ألئه‪ ،‬إذا أبئنا قبول كنيسة ما للم تكئ كامة من كز وجه‪ ،‬فلن تبقى كنيسة‬
‫واحدة على اإلطالق‪ .‬صنق حعا قول بولس‪ :‬المسيح‪ ...‬أسللم ئغشه ألجابا [الكنيسة؛ بكى‬
‫يعدكها‪ ،‬ثعلؤزا إدالها بعشل انتا؛ دالكبتة‪ ،‬بكئ يحضرلها بئسه كنيشه تحيذن‪ ،‬أل درس نيفا ؤأل‬
‫عصن‪...‬الخ [اف ه ‪ :‬ه ‪ .]٢٧-٢‬وليس أقز صدائ أن الرت يعمل يومائ على ضثل الغضون‬
‫وإزالة البقع والبراثن‪ .‬من هنا يتضح أن قداسة الكنيسة لم تكمل بعد‪ .‬إدا الكنيسة مقدسة بمعنى أئها‬
‫تتقنم يوثا دلويوم ولكئها لم لترز بعن درجة الكمال‪ :‬فهي آخذة في التقنم من يوم إلىآخز ولكتها‬
‫ي‬ ‫لم ي و‪-‬ع ر‪_٠‬ا بعن هدوة القداسة‪ ،‬كما شرحنا بشكز أوفى آنعا‪.‬‬

‫تتبًا األنبياء بمجيء أورشليلم مقدسة األئحثاز فيها األغاجلم بي تا تعدا! [يؤ ‪١٧:٣‬؛‪ ،‬وبهيكز‬
‫كلئ القداسة ال يدخله كز ما هو نجس [اش ه ‪ ٨: ٣‬؛ قارن ‪ ٢‬ه‪ ١:‬؛ ‪ .‬دعونا ال نفهم هذه النبوءة على‬
‫أئها تعني أن جميع أعضاء الكنيسة بال عيب؛ بل ألئهم يطمحون بغير؛ إلى القداسة وكمال النقاء‪،‬‬
‫سوف يسبغ الله عليهم من فرط رأفته تلك الطهارة التي لم يتوصلوا إليها بعد‪ .‬ومع أئه لم يز في‬
‫أغب األحيان سوى قته من البراهين التي تؤكد وجون هذا النوع من التقديس بين بني البشر‪ ،‬ينبغي‬
‫على الرغم من ذلك أن نتمشك باالعتقاد بأكه منذ بدء الخليقة لم يوجن عصر من العصور لم تكئ‬
‫للرب فيه كنيسته؛ وحتى انقضاء الدهر لن يوجن عصر لن تكون فيه‪ .‬ألئه رغم أن الجنس البشري‬
‫بكليته بارق منذ البدء موصوائ بالغساد ونلئلحا يعخطيئةآدم‪ ،‬حدث أئه من هذه الكتلة الملوثة ظز‬
‫الرت يقذس آنيه للكرامة [قارن رو ‪ ٢٣:٩‬وما يليه)‪ ،‬بحيث ال يخلو عصر من الزمان من اختبار‬
‫رحمته‪ .‬لقد شهد لذلك بمواعين أكيدؤ كهذه‪ :‬وعلفت عقنا تغ لمحكاري‪ ،‬حلعت بذاوذ عبدي‪:‬‬

‫انظر أعده‪ :‬الفقرة ‪.١٣‬‬ ‫‪٩‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩٦٢‬‬

‫إنى الذدئي أفى تشللى‪ ،‬زأئبي انى ذؤر وذؤركذسثلى‪[ ,1‬مز ‪]٤-٣ :٨٩‬؛ وأيثا‪ :‬أ‪ ...‬الذب وب‬
‫احائز فيون‪ .‬افانا تشكتا ته‪ .‬هذ؟ هتي زاخي إنى األث‪ ...‬أ إلخ [مز ‪]١٤-١٣:١٣٢‬؛‬
‫وأيثا‪ :‬اهكذا* وال الرث الجاعل التشتي لإلصاءه تفازا‪ ،‬ؤوزادطى انعفر ؤالئحوم لإلصاءه نؤأل‪.‬‬
‫إن كاتحه هذ؟ انعزادض ئزول‪ ...‬قاذ تشل إشزائيل ائائ ئكذ من اذ ئكوذ‪...‬ا [ار ‪:٣١‬‬

‫‪.]٣٦٠٣٥‬‬

‫‪ .١٨‬مثان األنبياء‬

‫لقد وئر لنا المسيح نفسه والرسل ومعظم األنبياء أمثلة لذلك‪ .‬يا لها من صور مروعة تلك‬
‫التي يندب بها إشعياء وإرميا ويوئيل وحبثوق وغيرهم باليا كنيسة أورشليم! فقد بلغ فساد الشعب‬
‫والحاكميه حتى الكهنوت‪ ،‬درجة لم يتردن معها إشعياء في أن يشبه أورشليم بسدوم وعمورة [اش‬
‫‪ .]١ :* ١‬احثبر الدين من جهة‪ ،‬ودهكم عليه من جهة أخرى‪ .‬وفي األخالقيات عئت السرقة‬
‫والنهت والخيانة والغدز والقتل وما شابهها من شرور شنيعة‪ .‬ومع ذلك لم يؤسس األنبياء كنائس‬
‫جديد؛ ألنفسهم‪ ،‬كما لم يقيموا مذابخ جديد؛ ليقدموا عليها ذبائخ منفصلة‪ .‬ولكئ مهما كانت‬
‫شاكلة الشعب‪ ،‬رفغ األنبياء للرت أيادي طاهر؛ في وسط مجامع األشرار‪ ،‬ألئهم اعتبروا أته قد ثغت‬
‫كلمئه في وسطهم وأسس فرائض وممارساب أقيفت له بها العباد؛ هنالك‪ .‬فمن المؤكد أدهم لو‬
‫ظتوا أن تلك الطقوس كانت ستدئسهم‪ ،‬آلثروا المودى مائة مز؛ على أن يسمحوا ألنفسهم يأن‬
‫يكروا إلى ممارستها‪ .‬ومنثم‪ ،‬لم يمنفهم من أن يحدثوا انشقاقا سوى غيريهم على صولز الوحدة‪.‬‬
‫فإن كان األنبياء المقدسون قد توزعوا عن أن ينفصلوا عن الكنيسة بسبب سبغات كهذه عديد؛‬
‫مح‬ ‫مح‬
‫وجسيمة لم تنتج من شخرة واحد أوآخر فقط‪ ،‬بل من معظم الشعب بأسره‪ ،‬فإتنا نذعي ألنفسنا‬
‫أكثز مغا يلزم إذ جرؤنا على االنسحاب السرع من شركة الكنيسة‪ ،‬إذا لم تتالق أخالقيات الجميع‬
‫مع معاييرنا أو مع مقياس إقرار األيمالز المسيحتي‪.‬‬

‫‪ . ١ ٩‬نموذج المسيح والرسل‬

‫واآلن‪ ،‬كيف كانت حالة العالم في زمن المسيح والرسل؟ إئه حتى في ذلك الحين‪ ،‬لم يمنفهم‬
‫عقوق الغريسيين المتناهي واالنحالز المتفسي من ممارسة الطقوس عيبها مع الشعب‪ ،‬أو من‬

‫االجتماع مع اآلخرين في هيكلي واحد‪ ،‬أو المشاركة العامة في الفرائض الدينية‪ .‬كيف حدث هذا‬
‫‪٩٦٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األؤل‬

‫سوى أن الذين شاركوا في تلك الممارسات ذاتها بنقاوة الضمير‪ ،‬عرفوا أن أفكازهم وأفعالهم لم‬
‫يسئئها ترابطهم مع األشرار؟‬

‫إن كان ثئة ض ال يقنعه األنبياء والرسل‪ ،‬فليذعن على األقز لشلطة المسيح‪ .‬جاء قول قبريانس‬
‫في هذا الصدد في محته‪ :‬على الرغم من وجود الروان واآلنية الملوثة في الكنيسة‪ ،‬ال يوجد ما‬
‫يبرر أن ننسحك نحن منها؛ ينبغي باألحرى أن نجتهذ ألن نصيز حنطة؛ وأن نسعى قدر جهدنا أن‬
‫نكون أواني ذهبيه وفشية‪ .‬أتا تحطيم األواني الخزفية فين اختصاص الرت وحذه‪[ ،‬فهو] الذي‬
‫اقمن على قضيب من حديد [مز ‪ ٩: ٢‬؛ رؤ ‪ .]٢٧: ٢‬فليكت أى إنسا؟ عن أن يذعى لذاته ما عهد‬
‫به لالني وحذه‪ ،‬وهو أن يذري العصافة ويدزسن ذراوة القز [قارن مت ‪١٢:٣‬؛لو‪،]١٧:٣‬‬
‫وبمقياس حكم البشر‪ ،‬أن يغربل الروان [قارن مت ‪ .]٤١ -٣٨:١٣‬متعا؟ حعا هذا العناد‪ ،‬وافتراء‬
‫ذميم الذي يضطلع به ذلك الجنون األثيم‪١ ٠٠٠.‬‬

‫لتثبك إدا النقطتان التاليتان‪ :‬أوأل‪ ،‬ال عنز بقن يهجر عمدا شركة الكنيسة المنظورة [حيث‬
‫يكرز بكلمة الله وتمارس األسرار المقدسة]‪ .‬وثانيا‪ ،‬ال تمنعنا نقائص البعض وال معايك الكثيرين من‬
‫اعال؟ إيماينا بأي حا؟ في الكنيسة من خالل الطقوس والمراسم التي فرضها الله؛ ألن ضميرا نقائ‬
‫ال يجرحه عدم استحقاىآخر‪ ،‬سواء أكان [األخير] راعي الكنيسة أم عضوا من أعضائها العثمانيين‪.‬‬
‫وليست األسرار المقدسة أقز نقاء أو نفعا للشخعبى المستقيم والذي يحيا حيا؛ القداسة‪ ،‬إذا تناولها‬
‫أو قذمها أشخاوس أردياء الحلق أو السلوك‪.‬‬

‫‪ .٢٠‬الكتياومغغرةالخطايا‬

‫تمتن فظاظتهم وغطرستهم إلى ما هو أبعد من ذلك؛ إذ هم غير مستعدين أن يعترفوا‬


‫بالكنيسة ما لم تكن خاليه تماائ من أقز عيب‪ .‬في الواقع‪ ،‬إئهم يكيتون الغضب للمعتمين‬
‫األتقياء ألن هؤالء‪ ،‬إذ يحتون المؤمنين على تحسين أمورهم‪ ،‬يعتمونهم أن يغتوا ويتأوهوا‬
‫مدى حيايهم تحت ثنني ذنوهم‪ ،‬وأن يجدوا مالذهم في مفقرة خطاياهم‪ .‬يعترض مقاومونا‬
‫بأن هذا يصرلهم عن الكمال‪.‬‬

‫إئني أقر باه عندما ثحغز الناس على السعي إلى الكمال‪ ،‬يلزمنا أأل نعمز بتوا؟ أو فتور‪ ،‬وأن‬
‫ال نيأس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإده ألبتداغ شيطانى تلفئنه عقولنا‪ ،‬فيما نواصل سعينا األرضي‪ ،‬أن نثق‬

‫انظر‪ ٧. 327(. :‬د ‪.‬ئ ;‪ 3 11. 662 £.‬ا‪8£‬ح) ‪ 11٧. 3‬دئ ‪,‬الةا‪(٢‬لالح‬ ‫‪١٠‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسجر‪ ،‬الذين المسيحى‬ ‫‪٩٦٤‬‬

‫بكمابنا أكثر متا ينبغي‪ .‬لهذا السبب بارق منطقيا أن يلي غفران الخطايا ذكر الكنيسة في قانون‬
‫اإليمان‪ .‬ألده كما ورد على لسان النبى‪ ،‬مواطنو الكنيسة وأهل بيتها هم مرك‪ ،‬ينالونه‪ .‬لذلك يلزم أن‬
‫لعطى األولويه لبنا؛ أورشليلم السماوية‪ ،‬وعندئذ دتزك مساحه لرحمة الله فيها فتمحى آثام جميع من‬
‫يأتون إليها‪ .‬أقول ينبغي أؤأل أن تبنى‪ ،‬ليس أئه يمكن أن توجد أي كنيسة من دون مفغرة الخطايا‪،‬‬
‫بل ألن الرب وغد برحمته حصرائ في إطار شركة القديسين‪ .‬إدا غفران الخطايا هو تبتدًا دخولنا‬
‫وحاب الكنيسة وملكوت الله‪ .‬وبدونه ليس لنا عهد أورباي مع الله‪ .‬فإئه هكذا يقول على فم النبي‪:‬‬
‫الزاظع لهم غهذا بي ذيلن الفؤم مغ ختؤان البرية ؤطبوو الشتا؛ وذائباب األرض‪ ،‬ؤأكسز العؤش‬
‫زالئثنى والحررق ض األرض‪ ،‬ؤألجفلهم ئشعلجفونآج‪ .‬ؤألحطئك شي إلى اال‪ .‬ؤألحطئك‬
‫لنعسي بالغذل زالحى ؤاإللحشان زالمزاحم [هو ‪ . )١٩- ١٨ : ٢‬نرى كيف أة الله يصايحنا مغ‬
‫ذاره بواسطه مرحبه‪ .‬وكذا‪ ،‬في موضع‪٢‬خر‪ ،‬عندما يعبئ أن الشعك الذي شهته في غضبه سوف‬
‫يعاذ فيجمغ ثانية‪ ،‬يقول‪1 :‬اؤأغهرهم من كل إفهم ائذي ألحطاوا بب إلئ|ا [ار ‪٨: ٣٣‬؛‪ .‬وعلى أساس‬
‫ذلك‪ ،‬فإئنا دنحل في وحاب الكنيسة بعالمة المعمودية‪ ،‬ويشنا ذلك أن الدخول في عائلة ‪.‬بت‬
‫الله ليس مفتوحا لنا بدون أن نتطهر أؤأل من زسخنا بفضل صالحه‪.‬‬

‫‪ . ٢ ١‬مفغرة مستدامة ألعضاء الكئيسة‬

‫ال يكتفي الرب بأن يتقبلنا ويتبغانا مر؛ وإلى األبد للكنيسة بمغغرة الخطايا‪ ،‬بل إئه يحفظنا‬
‫ويحمينا بها بالطريقة ذاتها‪ .‬ألئه ماذا تكون أهمية توفير صفع ال يعود علينا بنفع؟ يشهد كز مؤمن‬
‫من واقع حياته أن رحمة الرب‪ ،‬إن كانت فنح مز؛ واحد؛ فقط‪ ،‬أمست الشيه موهمة‪ ،‬حيث إره‬
‫يعرف تماائ قدر الضعفات التي يختبرها والتي هي بحاجة إلى مراحم الله‪ .‬وحعا ليس هزوا يعذ الله‬
‫نعمة خاصة أهل بيته‪ ،‬وليس عبها يأمر بأن يفسروا كز يوم برساله المصالحة‪ .‬وهكذا‪ ،‬إذ نحمل معنا‬

‫ما‬ ‫آثاز الخطبة مدى الحياة كما هي الحال‪ ،‬لن يمكننا أن نمكك في الكنيسة ‪ -‬ولو مجرد لحظة‬
‫لم تدعتنا نعمة الرب التي ال تتغبر والتي بها نناز مفغرة خطايانا‪ .‬فلقد دعا الرث أبناءه إلى خالص‬

‫أبدي‪ .‬لذا ينبغي أن يتأثلوا ملجا أته ثئة عفو جاهز دائائ لخطاياهم‪ .‬لذا يلزم أن نتمشك بإيما ؟ راسخ‬
‫يؤكد لنا أئنا إذ نجلنا ونلئئنا في جسد الكنيسة‪ ،‬قد عفرت لنا خطايانا؛ كما نناز الصغخ يومائ لكز‬

‫معاصينا‪ ،‬وذلك من فرط سخاء الله الذي يجزله علينا بوساطة استحقاق المسيح وبتقديس‬

‫اروح القدس‪.‬‬
‫‪٩٦٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األزل‬

‫‪ .٢٢‬سلطة المفاتيح‬

‫فلكي سلقا هذا اإلحسان‪ ،‬أعبيت مفاتيح الكنيسة‪ .‬فعندما أوصى المسيح الرسل بأن يفغروا‬
‫الخطايا‪ ،‬ووهب لهم الثلطان الالزم لذلك [مت ‪ ١٩: ١٦‬؛ ‪١٨: ١٨‬؛ يو ‪٢٣:٢٠‬؛‪ ،‬لم يشأ أن‬
‫يصفحوا عن آثام الذين يهتدون إلى اإليمان بالمسيح بقدر ممارستهم هذه الوظيفة تجاه المؤمنين‬
‫بصفة مستديمة‪ .‬يعتم بهذا بولس عندما يكتب أن رسالة المصالحة قد اودعت لخذام الكنيسة‪ ،‬وأن‬
‫بها ينبغي أن يدعوا الشعب تكرارا إلى أن يتصالحوا مع الله‪ ،‬في اسم المسيح [ ‪٢‬كو ه ‪٢٠ ، ١٨ :‬؛ ‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬في إطار شركة القديسين‪ ،‬ئغغر لنا خطايانا باستمرار على يد خدمة الكنيسة نفسها عندما‬
‫يقوي القسوس (الشيوخ المعتمون) أو األساقفة الذين اتبنوا على هذه الوظيفة‪ ،‬ضمائر األتقياء‬
‫بوعود اإلنجيل في رجاء الفغران‪ .‬هذا يفعلونه علائ أو على انفراد حسبما تقتضيه الحاجة‪ .‬فإذ‬
‫الكثيرين تعوزهم التعزية الشخصية بسبب ضعفاتهم‪ .‬يذكر بولس أئه ليس من طريق الوعظ جهزا‬

‫الله‪ ،‬يظلون عاجزين عن الوقوف أمام الله بدون مفغرة الخطايا ما داموا هم ال يزالون في مسكن‬
‫أجسادهم المائتة‪ .‬ثانيا‪ ،‬تبقى هذه البركة من اختصاص الكنيسة بحيث إئنا ال نستطيع التمتع بها‬
‫خارج شركة الكنيسة‪ .‬وثالتا‪ ،‬دمقح معونة هذه النعمة على أيدي خذام الكنيسة ورعابها؛ إلمنا‬
‫بواسطة الوعظ باإلنجيل‪ ،‬أو من خالل ممارسة األسرار؛ وهنا خصوصا تتميز سلطه المفاتيح التي‬
‫منحها الرب لجماعة المؤمنين‪ .‬لذلك فليحسك كز واحد متا أن من واجبه الشخصي أن يطلك‬
‫مفقرة الخطايا في الموضع الذي عينه الرت إليجادها‪ .‬ألمنا في ما يتعئق بالمصالحة العلنية‪ ،‬والتي‬
‫تتضئنن التأديب [الكنسي؛‪ ،‬فسوف ئناوشها في موضعها‪.‬‬

‫(أمثلة للصفح في إطار جماعة المؤمنين‪)٢٩ - ٢٣ ،‬‬

‫‪ .٢٣‬يلزم جميغ المؤمنين أن يطلبوا المفغرة لخطاياهم‬

‫لائ ال زالت األرواح الهاذية التي تحذك عنها تحاول أن تختطن من الكنيسة مرسا؛ الخالص‬
‫الوحيدة‪ ،‬ينبغي أن دستح ضمائرنا بمزيد من المناعة ضن هذا التفكير الوبائى‪ .‬أثار النوفاطيون مر؛‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل الثاني عشر‪.‬‬ ‫‪١١‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩٦٦‬‬

‫الهياغ في الكنيسة بتعليمهم‪ ،‬واآلذ في أيامنا هذه نرى فئة معينة من معيدي المعمودية ‪ -‬وهؤالخ‬
‫ال يختلفون كثينا عن النوفاطيين — وقد انزلقوا إلى ذلك الجنون بعينه‪ .‬إتهم يتخيلون أن شعب الله‬
‫يولدون مجددا في معموديتهم إلى هيئة مالئكية نورانية ال يكدر صفاءها أي قذارؤ دنيوية‪ .‬أتا إذا‬
‫انحرف أحدهم بعد المعمودية فال يعون له سوى دينونة الله التي ال ترخم‪ .‬باإليجاز‪ ،‬إذ الخاطئ‬
‫الذي يهفو بعد أن نال النعمة‪ ،‬ال يقذمون له أي رجاء للعفو؛ ألئهم ال يعترفون بأي مفغرة للخطايا‬
‫سوى تلك التي نالوا بها أؤأل الميالد الجديد‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن الكتاب المقدس يشجب هذه الضاللة بوضوح كبير‪ -‬ولكن ألن‬
‫هؤالء [العابثين؛ يجدون أشخاصا يفرضون عليهم هذه األكذوبة (تماائكما كان لنوفاطس‬
‫العديد من األنصار) ‪ -‬دعونا نبين بإيجاز إلى أي درجه من الجنون يعبدون العرلم على هاللب‪٠‬‬
‫أنفيهم ودم غمهم‪.‬‬

‫أوال‪ ،‬حيث إذ الرت قد أوصى القديسين بأن يعيدوا دالوة هذه الصالة يومائ قائلين‪ :‬اغفر‬
‫ذنوبنا [مت ‪ ١٢ : ٦‬؛ ‪ .‬ال ريت في أئهم يقرون بأئهم أنغشهم مذنبون‪ .‬وال تذهب هذه الطلبة‬
‫**‬ ‫لنا‬
‫شذى‪ ،‬إذ إذ الرب قد زسم لهم أن يطلبوا ما يشاء هو أن يعطيهم‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬مع أن االب يعد‬
‫بأئه سوف يسمع كز صالة‪ ،‬فإته خئم هذا العفو بوعل خاص‪ ،‬نغيم نطمع بأكثر من ذلك؟ يأمر‬
‫الرت المؤمنين بأن يعترفوا بزألتهم دائائ طوان حياتهم‪ ،‬ويعد بالصفح‪ .‬فما هي البراعة — إتا في‬
‫استغنايهم من الخطأ‪ ،‬أوإذا تعئرت حطالهم — في أن يحزموا النعمة؟ وش اآلن يحتاخ إلى أن نخفر‬
‫له سبعين وه سبغ مرات؟ أليسوا إخوتنا [مت ‪٢٢-٢١ :١٨‬؛‪ .‬وألي غرض أمز الرت بذلك سوى‬
‫أن نشابمل لطئه؟ لذلك فهو ال يفغر وه وال مزتين‪ ،‬بل كآما لجأ إليه بشر تكلون بوغبهم‬
‫تعذ ياتهم‪ ،‬يصرخون إليه‪.‬‬

‫‪ .٢٤‬سؤ الله الغزيرة للمؤمنين الخطاة في؛طار العهد القديم‪ :‬الناموس‬

‫بدايه من أقمطة الكنيسة‪ ١٢:‬كان اآلباء قد اخبنوا والحبيروا ليشتركوا في العهد‪ ،‬كما تعتموا‬
‫البز واالستقامة بال شك في مثابر؛ ابايه‪ ،‬عندما تامروا لقتل أخيهم [تك ‪١٨:٣٧‬؛‪ .‬كانت هذه‬
‫جريمة يمثئها حتى أبشع اللصوص‪ .‬وأخيرا بعد أن هدأ يهوذا حماستهم بنصيحته‪ ،‬باعوا يوسف‬
‫[تك ‪٢٨:٣٧‬؛؛ ولكئ هذا أيثا كان فعأل وحشائ ال يطاق‪ .‬وشمعون والوي — في انتقاثهما غير‬

‫يقصد كالثن ب أًاقمطة الكنيسة^ العهد القديم‪.‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫‪٩٦٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األؤل‬

‫المشروع (النتهاك أختهما) انتهابا أدانه أبوهما ‪ -‬شتا ثورة على بينى شكيم [تك ‪٢٥:٣٤‬؛‪.‬‬
‫كما نجس رأوين مضجع أبيه [تك ‪٢٢ :٣٥‬؛‪ .‬ويهوذا‪ ،‬مطيقا العنان للبسق على غير ناموس‬
‫الطبيعة‪ ،‬دخل على كتته [تك ‪ .] ١٦:٣٨‬ومع ذلك‪ ،‬بدأل من أن يستأصل هؤالء الرجال من الشعب‬

‫المختار‪ ،‬نصبوا رؤساء عليه!‬

‫ومانا عن داود؟ إله فيما تقئد مغاتيخ الشلطة العليا إلدارة العدالة‪ ،‬فتح البات على مصراعيه‬
‫لشهوته العمياء بسعكه دماة بريئة [‪٢‬صم ‪ ،٤ : ١١‬ه ‪١‬؛! كان قد ولد مجذدا‪ ،‬وتوجه الرت بين‬
‫المجددين بأسمى مراتب المديح‪ .‬ومع ذلك ارتكب تلك الجريمة المروعة (التي دعت في أقصى‬
‫حدود النغر حتى عنن األمم)؛ ولكئ عفر له [‪٢‬صم ‪١٣: ١٢‬؛‪.‬‬

‫كذلك (وبدون أن نعرج على العديد من األمثلة الفردية) بقدر ما تكئر الوعود بالرحمة اإللهية‬
‫في الناموس واألنبياء نحو بني إسرائيل‪ ،‬يبرهن الرت على أته مستعد أن يفغر ذنوب شعبه! يم‬
‫ئبد موسى أن يحذث عندما يعود الشعب المرتن إلى الرب؟ اود* الرت إلبك كاك و خئك‪،‬‬
‫ؤئغود وكجمعك‪ ،‬مى لجبيع الثغوب ائذيئ بددن إلئهم الرت إلبك‪ .‬إذ ئكئ ون بدذك إنى اوضاء‬
‫الشقاؤات‪ ،‬لن هتاك تلجئغك‪[ ,,‬تث ‪.]٤-٣ :٣٠‬‬

‫‪ .٢٥‬نعمة الله الغزيرة للمؤمنين الخطاة في إطار العهد القديم‪ :‬األنبياء‬

‫ال أرغت أن أشرغ في سزد الئحه طويلة من األمثلة‪ .‬فأسفار األنبياء تفيض بالوعود من هذا‬
‫القبيل‪ ،‬وتيل المراحم لشعب غاري في األجوام‪ .‬فما هو األثر األشنع مرئ التمرد؟ إئه يسئى حلالوا‬
‫بين الله والكنيسة؛ ومع ذلك فإذ إحسان الله يجتازه ويفوقه‪ .‬يقول (على لسان إرميا)‪ :‬ااأي رجز‪،‬‬
‫يطيق أن يرجع إلى معاثثة امراوه إذا هي غبرت جسنها للزناة؟ لقد تنجست كز طروت بسبب‬
‫زناي بأصحاب كثيرين يا أرض يهوذا‪ .‬ارجعي إلى يقول الرت فًاقبئتا [ار ‪( ١ :٣‬بتصرف)]‪.‬‬
‫|؛ازجعي أقها الغاصه اسراييل‪ ،‬تقول الرت‪ .‬آل أوقع عقى بكم ألني ذؤوف [قذوس] يقول‬
‫الرت‪ .‬آل اخبن إنى األند [ار ‪ .]١٢:٣‬حائ ال يمكن أن يكون ئ إحسسآخر عند من يقول‬
‫إته ال سز يموت الشرير سوى ائه يرجع فيحيا [حز ‪٣٢ ،٢٣:١٨‬؛ ‪١١ :٣٣‬؛‪ .‬لذلك عندما‬
‫دنن مليمان الهيكل‪ ،‬أراد أن يستخذم (الهيكل) يحيط تمتهجاب الصلواطه التي درؤلم فيه لطلب‬
‫مفغرة الخطايا‪ .‬قال‪ :‬إذا* أخطأ [أوالدك] إليك ‪ -‬ألئه ليس إنسان ال يخطئ ‪ -‬وغضبك عليهم‬
‫فدفعتهم أمام العدؤ‪ ...‬فإذا زدوا إلى قلوبهم‪ ...‬ورجعوا وتضرعوا إليك في أرض سهم قائلين‬
‫‪٩٦٨‬‬

‫وقد أخطأنا وعؤجنا وأذنبنا ‪ ...‬وصلوا إليك نحو أرضهم التي أعطيث آلبايهم نحو‪ ...‬الهيكل‪...‬‬
‫فسوف تسمع لهم‪ ...‬في السماء‪ ...‬وتخفر لهم ما أخطأوا به إليك [ ‪ ١‬مل ‪ ٠ -٤٦ : ٨‬ه ‪ ،‬الترجمة‬
‫الالتينية]‪ .‬وليس عبائ أن زكم الله في الناموس الذبائح اليومية كثارة عن الخطايا [عد ‪ ٣: ٢٨‬وما‬
‫يليه] ‪ .‬ألن الرب لو لم يكن قد سبق أن رأى أن شعبه سوف يتقلل هكذا بأحمال الخطئة‪ ،‬ما كان‬
‫قد أسس ظ لهذا العالج‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٦‬نعمه الله الغزيرة للمؤمنين المذنبين في إطار العهد الجديد‬

‫هل يكل سريان هذه النعمة على المؤمنين بمجيء المسيح‪ ،‬الذي فيه أشرق ملء النعمة‪ ،‬بحيث‬
‫ال يتجرأون على أن يصتوا من أجل مفغرة الخطايا إن كانوا قد أذنبوا أمام الرت‪ ،‬ومن بم ال يجدون‬
‫مجاأل للرحمة؟ ما عسى أن يعني هذا سوى أن المسيح أتى ألجل هالك شعبه‪ ،‬ال لخالصهم‪ ،‬إذا‬
‫كانت رأفه الله التي ال تشب تظز نتاحة لتقديسهم تحت العهد القديم فيما تحرمون منها تماائ‬
‫االن؟ لكن إن كائ نثق فعأل بقول الكتاب — الذي يصرح عالنيه بأن الرت‪ ،‬وقد تجلت ألطافه كامله‬
‫في المسيح‪ ،‬وأن كنوز رحمته قد انسكبت [تي ‪٤:٣‬؛ ‪٢‬تي ‪ ،]٩:١‬وأن مصالحة الله مع الناس قد‬
‫تغت [‪٢‬كوه‪١٨:‬وما يليه] ‪ -‬دعونا ال نشك في أن رأفة أبينا السماوي تفيض لنا بأكثر غزارة‪،‬‬
‫وليش أن تنقطع أو تنقص‪.‬‬

‫تربب‪ ،‬ولتاهم دعوا إلى التوبة [قارن ‪٢‬تس ‪-١٤ :٣‬ه ‪ ١‬؛ وأيشا ‪.]٦:٣‬حتى سيمون الساحر‬
‫ما ألقي به في غؤة اليأس‪ ،‬ولكته دعي إلى الرجاء الصالح عندما حقه بطرس على أن يلجأ إلى الصالة‬
‫[اع‪.]٢٢:٨‬‬

‫‪ .٢٧‬سة الله الغزيرة تجاه الكنائس الثقضرة‬

‫وماذا عن الكنائس التي تخبطت برئتها أحياائ في أشنع المعاصي‪ ،‬ومع ذلك حررها بولس من‬
‫قبضة إبليس برفق‪ ،‬بدأل من أن يلعئ قادتها؟ لم يكن ارتدان كنائس غالطية باألمي الهتن [غل‬
‫‪٩٦٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل األؤل‬

‫‪٦:١‬؛‪١:٣‬؛‪٩:٤‬؛؛ والكورنثيون كانوا أقن عذرا منها‪ ،‬إذ تماذوا في آثام أجسم وليس أقن بشاعة‪.‬‬

‫أعضا؛ جسده بهذه الكلمات‪ :‬إذ زك تثوه شريعتي زلم ئنئكوا دأحكامي‪ ،‬إذ تعثموا وزائبي‬
‫زلم ئخئئلوا زخماياي‪ ،‬ألخبن يفخما معصتتهم‪ ،‬ؤبصزبات إدتهم‪ ٠‬أائ زلحئشي وهن أدزعها ئ‪. ..‬ا‬
‫إمز ‪ .]٣٣-٣٠ :٨٩‬وأخيرا نتعتم من ترتيب الجفل والعبارات في قانون اإليمان‪ ،‬أن نعمة‬
‫مغغرؤ الخطايا تتوافر بال انقطاع في كنيسة المسيح‪ .‬ألته حالما انشئت الكنيسة اضيف إليها‬

‫غفران الخطايا‪.‬‬

‫‪ .٢٨‬هل هي السهوان فقط التي كغغر؟‬

‫هنالك البعض‪ ،‬وهؤالء أحكم من غيرهم بعض الشيء‪ ،‬عندما يرون أن وضوح الكتاب‬
‫المقدس ينقض تعاليم نوفاطيانس يقتنعون بأئه ليست كذ الخطايا غير قابله للصثح‪ ،‬بل تلك‬

‫التعذيات الطوعية فقط على الناموس التي يقتل عليها الخاطئ عن درايه وإرادة ‪ .‬ال يترك من يعتمون‬

‫بذلك مجاأل للصثح عن أي خطية سوى تلك التي ئقئرف عن جهزة‪ .‬أتا الرب فقد أمز في الناموس‬

‫بنوع من نبيحه تقذم كثارة عن خطايا المؤمنين اإلرادية [ال ‪ ١ : ٦‬وما يليه؛‪ ،‬وبنوع اض لغداء‬

‫أفعايجؤلبم[الالوييناألصحاحالرابع؛‪.‬فينثمأي فساد هذا الذي ال ئفسح المجان ألي كائرؤ‬


‫للخطية اإلرادية؟ أقول إذ شيائ يستحين أن يمسي أوضخ من أن ذبيحة المسيح وحذها كافية ألن‬

‫ثفير خطايا القديسين اإلرادية‪ ،‬حيث شهن الرت بذلك بذبائخ دنيوية خئائ لها‪.‬‬

‫مز؛ ًاضى‪ ،‬تن يستطع أن يلئيش العذر لداود بحجة جهبه فيما كان متضمتائ من أحكام‬

‫الناموس؟ ألم يكل يعرف قدز شناعه جرائم رعاياه الذين باث يعاقبهم يومائ للزنى والقتل‬
‫[ ‪ ٢‬صم ‪ ١١‬؛؟ هل بدا قتل األخ حالال عند اآلباء [تك ‪ ١٨:٣٧‬وما يليه؛؟ بم كان ‪.‬طرس يعتم عن‬

‫جسامة إنكار سيده‪ ،‬بعد التحذير المحند [مت ‪٧٤:٢٦‬؛؟ لذلك دعونا ال نسن — بقساوتنا —‬
‫الطريق إلى رحمه الله التي دغهؤ عظم ائساعها لكز خاطى يثوب‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩٧٠‬‬

‫‪ .٢٩‬ساءله اكتوبة الثاية!‪ ,‬في الكنسة القديمة‬

‫في الحقيقة‪ ،‬أدري أن الكائب األقدمين فشروا الذنوت التي صفح عنها يومائ للمؤمنين على‬
‫أئها أخطاة طفيفة تنشل‪ ،‬إليهم بسب ضعف الجسد؛ أتا ألحكام عقوبة التوبة التي كانت ئغزض على‬
‫الجرائم األكثر بشاعة فكان‪ ،‬كما بدا لهم‪ ،‬يجب أأل دكرر‪ ،‬على مثال المعمودية‪ .‬أتا هذا الرأي‬
‫فيجب أأل نفشزه بمعنى أئهم أرادوا إتا أن يطيحوا كز ض انحرف عن توبته األولى إلى هؤة اليأس‪،‬‬
‫أو أن يستبعوا بتلك األخطاء األخرى كما لوكانت تافهه في عثني الله‪ .‬هذا ألن اباء الكنيسة عرفوا‬
‫جبذا أن القديسين غابا ما يتمايلون في عدم اإليمان‪ ،‬وأحياتا يتخذون عهوذا خاوية‪ ،‬ومن حين إلى‬
‫آخر كانوا ينفجرون بالغضب‪ ،‬بل حعا كانت تندلع منهم ألسنة الذلم واللعنة‪ ،‬وإلى جانب كز هذا‬
‫كانت لكدرهم شرور أخرى يبغضها الرب‪ .‬ولكن أولئك الكائب أطلقوا على هذه النقائص تعريف‬

‫الطفيفة كيما يمؤزوها من الجرائم الفاضحة التي جيء بها إلى علم الكنيسة‪ .‬بل أكثز من‬
‫**‬ ‫**األخطاء‬
‫ذلك‪ ،‬كانوا يصعبون الصفح إلى أبعد الحدود لض انغزف إثائ يستدعي التأديب الكنسي‪ .‬فعلوا‬
‫ذلك ال ألتهم اعتبروا الصغخ عن خطاياهم أمرا عسيرا لدى الرت؛ بل قصدوا بشن؛ ذلك القصاص‬
‫أن يردعواآخرين عن االندفاع المتهور الركاب آثام تقتضي حرماتهم شركة الكنيسة‪ ،‬مع أن كلمة‬

‫انظر أدناه‪ :‬اسل الثاني عشر‪ ،‬الفقرات ‪.١١-٨‬‬ ‫‪١٣‬‬


‫الفصل الثاني‬
‫مقارنًا الكيسة الزائغة باصة الحقيقية‬

‫(الحين عن العقيدة والعباد؛ الصحيحتين يبل اذعاء الكنيسة الرومانية بأئها الكنيسة الحقيقية‪،‬‬

‫يدعو المؤمنين أن يودعوا خالصهم في المسيح وحذه‪ ،‬فكيف يبقى البناء قائائ إذا أطيخ ذلك‬
‫التعليم؟ ينهار إدا بناء الكنيسة عندما يتبدد جوهر الدين الذي وحذه يستطيغ أن يدعمه‪ .‬أتا إذا كانت‬
‫الكنيسة الحقيقية هي عمود الحق وقاعدته [ ‪ ١‬تي ‪ :٣‬ه ‪١‬؛‪ ،‬فمن الموبد أن ال يمكن لكنيسه أن‬
‫توجد حيث يسود الكذب والغش‪.‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬الفقرة ‪.١٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٩٧٢‬‬

‫‪ . ٢‬الكئيسة الرومانية وماتذعيه‬

‫ألة األحوال هي هكذا تحت سلطة البابوية‪ ،‬نستطيع أن ندرك ماذا تبثى من كنيسة هناك‪.‬‬
‫فبدأل من خدمة الكلمة‪ ،‬تتحكم هنالك سلطه تتأنف من االكاذيب التي من شأنها — جزئائ — أن‬
‫تطفئ النوز النقي‪ ،‬أو أن تخنثه‪ .‬كما اسكبدلت خدمة عشاء الرب ‪٠‬ارجس تدنيس‪ .‬وسؤهت عباد؛‬
‫الله بتشكيلة قداديس وخرافات ال يطاق‪ .‬والتعليم الذي بدونه ال يمكن للمسيحية أن تقوم‪ ،‬دفن‬
‫تماائ واقصي من الكنيسة‪ .‬وأصبحت المحافق العاتة مدارس لعبادة األوثان وعد؛ التقوى‪ .‬لذلك‬
‫في انسحابنا من المشاركة الثميتة في أعماني كثيرة شريرة كهذه‪ ،‬ال خطور؛ في أن نختطف من‬
‫كنيسة المسيح‪ .‬إة شركة القديسين لم تتأسش على االشتراط أدها تغوينا بعبادة األصنام‪ ،‬والغسق‪،‬‬
‫والجهل بالله‪ ،‬وصنوب أخرى من الشر‪ ،‬بل لكي تحفعلنا في مخافة الله واطاعه الحئ‪.‬‬

‫إتهم يمتدحون كنيستهم ويتفاخرون بأمجادها كيما يجعلونا نظن أته ليست هنالك أخرى‬
‫غيرها في العالم‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬كما لو كان األمر قد استقر‪ ،‬ينتهون إلى اعتبار أة جميع من‬
‫يتجاسرون على األحجام عن الطاعة التي يزينون بها الكنيسة‪ ،‬كلهم انشقاقثون؛ وأة جميع من‬

‫يبربرون ضن عقيدتها مهرطقون‪ .‬ولكئ ما هي حججهم ألثبات أن كنيسئهم هي الكنيسه الحثة؟‬


‫في أقدم سجالتهم يتذرعون بما حدث ره في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا‪ .‬يدعون أن أصولهم تعود‬
‫إلى أولئك القديسين الذين نادوا بالتعليم السليم وأنشأوا كنائس‪ ،‬وبدمائهم أرسوا جوهز العقيدة‬
‫وأسسوا لبنيان الكنيسة‪ .‬وكذلك يقولون إذ الكنيسة كانتة مكرسه بالمواهب الروحية كما بدماء‬
‫الشهداء بينهم‪ ،‬وحغئلتها خالفة أساقفة ال نهاية لها حثى ال تغنى‪ .‬يستدبرون كيف قم إيريناوس‬
‫وترتليانوس وأوريجنس وأوغسطينس وآخرون هذه الخالفة‪.‬‬

‫النظر عن الحق‪ ،‬سوف أذكر بعض األمور التي يستطيع بها أصحات الرأي السليم وذوو العثر؛ على‬
‫الحق‪ ،‬أن ينقذوا ذواتهم من أكاذيبهم المضللة‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬أسالهم لماذا ال يذكرون إفريقيا ومصر وكز اسيا؟ السبت هو أن في كق هذه المناطق‬
‫انقطعت تلك الخالفة اا‪١‬لمقذسةاا‪ ،‬خالفه األساقفة التي يتفاخرون بأته بغضبها دامت الكنيسة‪.‬‬
‫لذلك يعودون إلى االدعاء أن لديهم الكنيسة الحثة ألتها لم تفتقر إلى األساقفة منذ البدء إذ تسلسلت‬
‫‪٩٧٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثاني‬

‫خالفتهم بدون انقطاع‪ .‬ولكئ ماذا يحدث لو والجؤئهم باليونان؟ أسألهم مرة أخرى لم يقولون‬
‫‪١‬ن الكنيسة تبددت بين اليونانيين [األرثوذكس] الذين لم تنقطع بينهم قط خالفة األساقفة (وهم‬
‫بحسب رهم الحارس الوحيد القيم على صون الكنيسة)؟ يدعون أن اليونانيين هراطقة؛ بأي‬
‫حق؟ [يقولون؛ إتهم بانغصالهم عن الكرسي الرسولى قعدوا امتيازهم‪ .‬ما هذا؟ أال يستحق الذين‬
‫يفصلون عن المسيح أن يقعدوا أكثر من ذلك؟ ض هذا يلزم منطقيا أن زعم الخالفة هذا باطل‪،‬‬
‫ما لم يحفظ خلفاؤهم حق المسيح الذي تسئموه على أيدي آبائهم نقيا وآمائ‪ ،‬ويعيشوا بمقتضاه‪.‬‬

‫تفاخر بنو إسرائيل بالهيكل والطقوس والوظائف الكهنوتية‪ ،‬وقاسوا الكنيسة بتلك المعايير‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬بدأل من الكنيسة‪ ،‬يعرض الرومانيون مظاهر خارجيه معيًا يغلب عليها في معظم األحيان‬
‫أتها ال تمك‪ ،‬بكملة إلى الكنيسة‪ ،‬ألمنا الكنيسة فيمكئها بدونها أن تواومل سيرها بقؤ؛ ‪ .‬لذلك نقثدهم‬
‫بالكلمات نفسها التي قارع بها إرميا ثقًا اليهود الحمقاء‪ ،‬قائأل‪ :‬أأل تكلوا غلى كألم الكذب‬
‫وائلين‪ :‬هيكل الرت‪ ...‬هحكل الرت هؤ!ا [ار ‪ . ] ٤: ٧‬فإذ الرت ال يعترف بأي هيكل له سوى ذلك‬
‫الذي فيه نسمع كلمئه ويعمل بها بالتدقيق‪ .‬ومع أن مجذ الله استقر بين الكروبيم وبيب الردب‬
‫[حز ‪ ،]٤: ١ ٠‬ووعد الله شعبه بأن يظل هذا عرنا له؛ فإته عندما يفمد الكهًا عبادته بخرافاتهم‬
‫الشريرة يتحنى عنهم وينقل عرسه من وسطهم‪ ،‬ويجرد مكان القداسة من قدسيته‪ .‬إذ كان ممكائ‬
‫أن يهجر الله ذلك الهيكل الذي ظهر عرسا أبدائ مكرسا له‪ ،‬ومن ثم يصبح الهيكل نجشا‪ ،‬فليس‬
‫هنالك ما يبرر أن يزعم هؤالء الرجال لنا أئ الله يتقيد هكذا باألشخاص واألماكن‪ ،‬ويرتبط بممارسة‬
‫القشور بحيث يضطر إلى أن يمكك بين من عندهم مجرد لقب الكنيسة ومظهرها [رو ‪٦: ٩‬؛‪.‬‬

‫وهذا هو محور جدال بولس في األصحاحات التاسع إلى الثاني ءشر‪ ٢‬من رسالته إلى أهل‬
‫رومية‪ .‬فكثيرا ما أزعخ ضمائر البسطاء أن اليهود ‪ -‬على الرغم من افتراضه أتهم شعب الله ‪ -‬لم‬
‫يرفضوا تعليم اإلنجيلي فحسب‪ ،‬ولكتهم أيائ اضطهدوه‪ .‬ولذا‪ ،‬حل بولسن هذه الصعوبة بعد أن‬
‫شرح [تعليم األنجيل؛‪ ،‬برفضه أتهم [اليهود؛ الكنيسة‪ ،‬معتبرا إياهم خصوائ للحق‪ ،‬على الرغم من‬
‫أته لم ينعضهم شيء متا يمكن أن يكون متسعا مع المظهر الخارجي للكنيسة‪ .‬وكان أساسل رفضه‬
‫الصحيح هو روية ‪.١١-٩‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٧٤‬‬

‫إداهم هذا عدم قبولهم المسيح‪ .‬ويصرح بذلك على نحو أشذ صراحة في رسالته إلى الغالطييرت‪،،‬‬
‫حيث يقول في سياق مقارنته إسماعيل بإسحاق — إذ في الكنيسة مكادا للكثيرين مثن ال ينطبق‬
‫عليهم الميراث لمجرد أتهم نيموا أبنا؛ أم حزة [غل ‪ ٢٢:٤‬وما يليه]‪ .‬ومن هنا ينتقل بولس إلى‬
‫المقارنة بين األربتس‪ .‬فكما أعطي الناموس على جبل سيناء‪ ،‬هكذا خرج اإلنجيل من أورشليم‪.‬‬
‫وهكذا كثيرون مئن ولدوا ونشأوا في العبودية يتفاخرون بال ترذد بأتهم أبناة الله والكنيسة‪ .‬وفي‬
‫الواقع‪ ،‬يستكبرون على أبناء الله الحقيقيين ويحتقرونهم‪ ،‬على الرغم من أئهم لقطاء‪ .‬أتا نحن‪،‬‬
‫زانيا [تك ‪] ١٠ : ٢١‬‬
‫**‬ ‫فعلى العكس‪ ،‬وإذ كا سمعناها أعبت مز؛ من السماء اغرن‬
‫** هذ؟ الجارئه‬
‫نأتمل هذا الحكيم المنيع ونركن إليه‪ ،‬ولذا نرفض بشن؛ وبثبات تفاهة مفاخراتهم التسيخة‪ .‬ألتهم‬
‫إذ تباهوا بمظاهر عقيدتهم‪ ،‬كان إسماعيل أيصا مختوتا؛ وإذ تفاخروا بًاقدستهم‪ ،‬كان [إسماعيل؛‬
‫االبل البكر؛ ومع ذلك نراة مرفوصا‪ .‬ولئن ثحئنا عن سبب‪ ،‬يين بولس أن المولودين من عرس‬

‫كرامة الكهنوت ينبغي آن تتميز بمكانه فريدة‪ .‬إنه يقز بهذا المبدًا عن طيب نفس‪ ،‬ويتحاغ معهم‬
‫على خلفيه أته مستعذ أن يحفظ العهد؛ ولكتهم يستحثون الرفض إذ لم يؤذوا ما يشترنله عليهم‬
‫العهد‪ .‬تأتلوا قيمة هذه الخالفة إذ لم تشمل أيصا االحبذاء الحقيقي والمتواصل من قتل الخلفاء!‬
‫ألئه حالما ددانون بالتردي عن أصولهم ئختع عنهم هذا االمتياز [مال ‪ . ] ٩- ١ :٢‬التهم إأل إذا كان‪،‬‬
‫رئما‪ ،‬بسب خالفه ئيافا لسلسله لم تنقطع من كهنة أتقياء [في الواقع منذ هارون] قد استحق ذلك‬
‫المجمع الشرير أن يسئى اكنيسه ! إته حتى في ممالليم األرض ليس مقبوأل أن يعتبر حكم طفاة‬
‫على شاكلة كاليغوال‪ ،‬أو نيرون‪ ،‬أو هليوغابلوس مثال الجمهوريات الحثة لمجزد أتهم خلفوا أناسا‬
‫أمثال بروتوس‪ ،‬أو سيبيو أو كاميلتوس‪ ٣.‬وفي التنظيم الكنسى على األخعل‪ ،‬ال يمكن لشيء أن‬
‫يكون أكثر سخافه من أن رودغ الخالفه في أشخاص حصزا‪ ،‬مع استبعاد التعليم‪.‬‬

‫ولم يخطز على بال المعتمين القذيسين (الذين يرشقوننا بهم عبائ) أن يبرجنوا برهاائ جازتا‬
‫أن الكنيسة توجد حيثما يحتف األساقفه أحذهم اآلحز كما لو كان بحئ الوراثة‪ .‬ولكن بينما لم‬
‫يكن متا ال جدال فيه أن تغيرا لم يحدث في العقيدة من البداية حتى ذلك العصر‪ ،‬تبغوا هذا المبدأ‬
‫باعتباره يكفي للصون من كل ما يستجن من ضالالميم‪ ،‬أى أتهم قابلوها بثباشميم استنادا إلى التعليم‬

‫راجع الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬الفقرة ع‪ ،‬الهامش ‪.٦‬‬ ‫‪٣‬‬


‫‪٩٧٥‬‬ ‫الكاب الراح‪-‬الغصل الثاني‬

‫اراسخ وبإجماع االئفاق المعئمد منذ عصر الرسل‪ .‬ومن ثم ال توجد حجة تدعم مواصله خداع‬
‫الناس باسم الكنيسة التي نكئ لها كز توقير واحترام‪ ،‬ونكذمها كما يليق بها التكريم‪ .‬ولكئ عندما‬
‫يحاولون التعريف بها [على طريقتهم) يغوصون في وبهم‪ ،‬ألثهم يجلسون عاهرة نجسة على‬
‫عرش‪ ،‬عروسى المسيح المقدسة‪ .‬ولكيال يخدعنا هذا التبديل‪ ،‬لنتأمل‪ ،‬هذه النصيحة من أوغسطينسى‬
‫(كما من غيره)؛ في حديثه عن الكنيسة يقول‪ :‬قد تكون الكنيسة أحياثا محتجبة كما لو كانت‬
‫مغتفة يشحب كثيفة من الفضائح؛ وأحياائ تبدو هادئة وحرة في زمن استقرار؛ وفي أحيا؟ أخرى‬
‫تغمرها أمواج عاتية من الضيقات والتجارب ‪ .‬كما يسرد أمثلة تبين أثه طالما دفع بأقوى أركانها‬
‫إلى المنفى من أجل اإليمان‪ ،‬أو اضعلروا إلى أن يظتوا في الخفاء في جميع أنحاء العالم‪٤ .‬‬

‫‪ . ٤‬تأشست الكنيسة على كلمة الله‬

‫بهذا التعريف يثير الرومانيون غيظنا اليوم‪ ،‬كما يرعبون قليلي العلم عندما يستعملون لمؤسستهم‬
‫اسم الكنيسة‪ ،‬على الرغم من كونهم ألذ أعداء للمسيح وأشذهم خصومة‪ .‬فعلى الرغم من أثهم‬
‫يضعون الهيكل والكهنوت وبقية الملحقات الكمالية في الواجهة‪ ،‬لن يخدعنا زغل بهرلجبهم‬
‫الذي يبهر الشنج ويعمي عيونهم‪ ،‬فنسئم بأة الكنيسة تنوجد حيث ال توجد كلمة الله‪ .‬ألن هذه‬
‫هي العالمه الدائمة التي ختم بها رتنا خاصته‪ :‬اثمل تئ هو مئ الحق يسقع صؤبي [يو‪٠)٣٧:١٨‬‬
‫وأيائ‪ :‬اتما اثاقإئي الراعي الضايح‪ ،‬زاغرف غاصبي زحاصبي دغروي‪[ ,,‬يو ‪ .]١٤: ١٠‬و احزاني‬
‫[يو ‪ .)٢٧: ١٠‬كما أته قال قبل ذلك‪ :‬الخزاف دتتعه‬ ‫رشمغ صؤبي‪ ،‬زآثا لعرؤها وتتئعني‬
‫[راعيها)‪ ،‬ألرها رفرف ضؤئه‪ .‬زاائ الغريل وآل قيثه بل ثهؤب منه‪ ،‬ألئؤا أل ئغرف صؤت‬
‫العزباء [يو ‪-٤ :١ ٠‬ه)‪ .‬لماذا نسعى بعناد وجنو؟ بحتا عن الكنيسة‪ ،‬بينما زسمها المسيح‬

‫اورشليم لتميز باالختالى عن بابل‪ ،‬وننيسه المسيح عن عصبه الشيطانى‪ ،‬باالحتالى داله الدي‬
‫** من‪ ،‬الله يشئغ كآلم الله‪ .‬لذلك أدتم لشتم ئشننوئذ‪ ،‬ألئكم لغتم‬
‫حذده المسيح عندما قال‪ :‬الذي‬
‫مائلله‪,‬ا‪ .‬ايو ‪.|-٤٧:٨‬‬

‫‪. 9. 30 £.‬اااهآ ؟‪٢،‬عكهغ و‪0‬اال‪8٤‬الجل‪٨٦‬‬ ‫‪33. 336‬‬ ‫‪ 24.11. 476‬ا‪8£‬ح‬ ‫‪٢.‬أ‬ ‫انظر‪18.85 !.(:‬‬ ‫‪٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحى‬ ‫‪٩٧٦‬‬

‫خالصة القول‪ :‬أده لما كانت الكنيسة هي ملكوت المسيح‪ ،‬ويسود فيها بسلطان كلمته‬
‫وحدها‪ ،‬أال يتضح لكز إنسان ائها كلمات الكذب [قارن ار ‪ ٤: ٧‬؛ تلك التي يصورون بها الكنيسة‬
‫وكًارها توجد بال صولجانه (أئ‪ ،‬كلمته الكلية القداسة)؟‬

‫ه‪ .‬دفاع ضدتهمة االنشقاق والهرطقة‬

‫اآلن يعاملوننا كما لو كنا نبع االنشقاق وننشر الهرطقة ألتنا نعظ بعقيدة يخالف عقيدتهم‪،‬‬
‫وال نطيع قوانينهم‪ ،‬ونجتمع في اجتماعات منفصلة للصالة والعماد واالحتفال بالعشاء المقدس‬
‫وأنشطة تعيدية أخرى‪.‬‬

‫في الواقع‪ ،‬هذا ائهالم خطير جدا‪ ،‬ولكئه ال يحتاج إلى دفاع مودتع أو طويل‪ .‬إذ الذين‬

‫لكن يجب مالحظة أن رباط المحبة هذا يعتمد على وحد؛ اإليمان بحيث ينبغي أن تظز هذه‬
‫الؤحدة بدايته ونهايته‪ ،‬وأخيراقاعدئه الوحيدة‪ .‬لذالتتذكز أته كتمااوصينابأن نسعى إلى وحدة‬

‫المسيح [رو ه‪:١‬ه]‪ .‬بهذا يعني أته ال يوجد اثفاق بين المؤمنين بعيدا عن كلمة الرب‪ ،‬بل خصالم‬
‫واب بين أشرار‪-‬‬

‫‪ . ٦‬كون المسيع رأس الكنيسة هو شرط وحدبها‬

‫اقتفاء ألثر بولسى‪ ،‬يستند قبرياتسر في تنظيره لؤحدة الكنيسة وتناعمها ككزإلى أسقفية المسيح‬
‫وحده‪ .‬ويتبع ذلك بالقول‪ :‬الكنيسة واحدة‪ ،‬ومنتشر؛ إلى أقاصي األرض في حشد عظيم‪ ،‬وذلك‬

‫‪0, 21168110118 011 ٠‬االًع‪8‬ااجل‪:٨٦‬‬ ‫أ‬‫‪0‬‬ ‫انظر (‪1. 1-2 )11 35. 1367 £.‬ت‬ ‫ه‬
‫مغروسه ومتأحقله بثبات ‪ -‬وألته من ئنبوع غزير وام تتدقق عنة جداول‪ ،‬على الرغم من أة‬
‫كثيرها يبدو فائقا من وفرة مياهها ‪ -‬فؤحذتها تلبث عند المصدر‪ .‬خذ قيشا من حسم الشمس‪،‬‬
‫وال تنقسم زحدتها‪ .‬اقصف غصائ من شجرة‪ ،‬تجذه لن ينتت‪ .‬افصل جدوأل عن منبعه يجف‪.‬‬
‫كذلك الكنيسة‪ ،‬مغمور؛ بنور ربها‪ ،‬يسطع ضوؤها في المسكونة بأسرها؛ ومع هذا ثمة نور واحن‬
‫يتتشر في كز مكان‪.‬ا‪ ٦‬ليس هنالك ما يمكن أن دقال بصور؛ أنسك للتعبير عن هذا الرباط الذي ال‬
‫يتجرأ‪ ،‬والذي يجمع كز أعضاء المسيح بعضهم إلى بعض‪ .‬إتنا نرى كيف يدعونا دائائ إلى العودة‬
‫إلى الرأس نفسه‪ .‬لذا يستنتج قبريانس أن الهرطقات واالنقسامات تنشأ من ابتعاد الناس عن مصدر‬
‫الحق‪ ،‬ومن عدم السعي إلى الرأس‪ ،‬وس االنصراف عن تعليم السيد السماوي‪.‬‬

‫اآلن دعهم ينطلقون ويصيحون أتنا — نحن من انسحبنا من كنيستهم ‪ -‬هراطقه‪ ،‬مع أن سبب‬
‫انفصالنا الوحيد هو عدم استطاعتهم بأي حال احتماز اإلقرار النقي بالحق‪ .‬إتني امسك عن نكر‬
‫أدهم طردونا بالحرمانات واللعنات‪ ،‬وهذا في حذ ذاته يربو على كويه كافيا ألن يمنحنا الجز‪ ،‬إأل‬
‫إذا أرادوا أن يدينوا الرسل أيصا باالنشقاقات‪ ،‬حيث إذ قضيتهم لم تختلفي عن قضيتنا ‪ .‬لقد حذر‬
‫المسيح رسله بأدهم سوف يطردون من المجامع من أجرة اسمه [يو ‪٢ : ١٦‬؛‪ ٠‬كانت تلك المجامع‬
‫التي تكلم عنها عندئذ دعئبر كنائس حقيقية‪ .‬لذا حيث أمسى واضئحا أتنا خردنا‪ ،‬وأتنا مستعذون‬
‫أن نبين أن ذلك حدث من أجل المسيح‪ ،‬من المؤيد أته يلزم تحري قضيتنا قبل التوصل إلى أي‬
‫قرار بشأننا‪ ،‬سواة لمصلحتنا أو ضننا‪ .‬ومن جهتي أمنخهم هذه الغرضة إذا شاؤوا‪ .‬ألته يكفيني أتنا‬
‫اضطررنا إلي الخروج عنهم لكي نأتي إلى المسيح‪-‬‬

‫(كنيسة روما تقارن بإسرائيل العتيقة من حيذ العبادة واختصاص السلطة‪)١١— ٧ ،‬‬

‫‪ .٧‬تشجه حالة كنيسه روما إسرائيل تحت حكم يزبعام‬

‫‪€‬أ‪11‬ا‪ 0‬ردسع ‪, 0^1 ٠‬الدا‪٢‬ولالح‬ ‫; ‪2 ٧ )114. 501 ٤‬اعل‪/‬ح‬ ‫‪3.1. 213‬‬ ‫انظر‪٢. ٨^ :‬ا‬ ‫‪٦‬‬
‫;‪٧. 423‬‬ ‫‪٧. 127(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪٩٧٨‬‬

‫التي يتماسك بها توام الكنيسة بفضل إحسان الله وجود؟‪ .‬كان لديهم تعليث) الحق في الناموس؛‬
‫وكانت خدمئهم مؤئمنة أليدي الكهنة واألنبياء‪ .‬أدحلوا رحاب اآلين بعالمة الختان؛ ولتقوية‬
‫إيمايهم كانوا ثثمزسين باألسرار األخرى‪ .‬وما من شذ في أن األلقاب التي كرم الرت كنيسته بها‬

‫انطبقت على مجتمعهم‪ .‬ولكتهم بعن حيب غرقوا في عبادة األوثان والتشبث بالخرافات بهجرهم‬
‫الناموس‪ ،‬ئئثدوا جزءا من ذلك االمتياز‪ .‬ألته قن كان ليتجاسر على أن ينتزع اسم الكنيسة عقن‬
‫استودعهم الله الوعظ بكلمته وممارسة فرائضه؟ ولكئ من تجرأ أيصا على أن يدعو ذلك الجمع‬
‫اكنيسه حيث أمست كلمه الرت رداس تحت األقدام علائ‪ ،‬وبإفالرب من أي حسارب أو عقاب‪،‬‬
‫وحيث باثت الخدمة خرابا‪ ،‬مع أتها عضت الكنيسة الرئيس وروحها؟‬

‫‪ . ٨‬كتيسة اليهود ببنيت رغم ضالبهم‬

‫رت ساثني‪ :‬ألم يبق بين اليهود أثر للكنيسة بعد أن انحرفوا إلى الوثنية؟ ما أسهل اإلجابة‬
‫عن ذلك! أوأل‪ ،‬أقول إته كان للتدهور درجات مختلفة‪ .‬لن نقول إذ االنحدار في إسرائيل كان‬
‫بالمقدار نفسه الذي كان عليه في يهوذا عندما انصرف كاللهما عن عبادة الله النقية‪ .‬عندما‬
‫تحت يزبعام عجني ذهب في عصيا؟ تالم ضن تحريم الله ذلك‪ ،‬وبتى بيائ نعأل وكرسه للعبادة‪،‬‬
‫نجس الدين إلى أقصى الحدود [ ‪١‬مل ‪ ٢٨: ١٢‬وما يليه] كما دتس شعت يهوذا ذواتهم‬
‫بمماراب خرافية شريرة قبل أن يزقفوا مظاهر ديانتهم‪ .‬ولكن على الرغم من أئهم في عهد‬
‫رحبعام كانوا قد وبتوا العديد من الطقوس الفاسدة‪ ،‬بقيت لدى األتقياء منهم كنيسة بصور؛‬
‫ما مقبولة ‪ ،‬نسبه إلى استمرارهم في مزاولة تعليم الناموس والنظالم الكهنوتي‪ ،‬والطقوس التي‬
‫رسمها الله‪ ،‬في أورشليم‪ .‬وفي إسرائيل لم تتحسب األمور تحشتا ملحوفا حتى عهد أحآب‪،‬‬

‫بل آلت في الواقع إلى األردأ في عصره‪ .‬وكان الملوك الذين أتوا بعده حتى دمار المملكة‬
‫أشبه — جزئيا — بأخآب‪ ،‬وجزئيا (عندما أرادوا أن يحسنوا األوضاع قليأل) على مثاني يربعام‪.‬‬
‫أئنا الجميع فكانوا — على أي حاني وبال استثناء — أشرارا وعيد؛ أوثان‪ .‬في يهوذا‪ ،‬كانت‬
‫هناك بين الحين واآلخر تغيرات متعددة‪ :‬ففيما أفسد بعض الملوك عبادة الله بخرافاب مفتعلة‬
‫وممارسارب زائغة‪ ،‬استعاد آخرون الديانة المتدهورة‪ .‬أخيرا‪ ،‬حتى الكهنة أنفسهم استحنوا‬
‫لذواتهم أن ينجسوا الهيكل بطقوس ممتهنة وممارسارب بغيضة‪.‬‬
‫‪٩٧٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثاني‬

‫‪ .٩‬الكيسة البابوية فاسدة ويلزم التخلي عفها‬

‫اآلن‪ ،‬دع البابويين يكرون — إن استطاعوا‪ ،‬ومهما حاولوا تلطيف غلطاتهم — أن حال‬
‫الدين بينهم يماثل في فساده وانحطاطه ما كان الحال عليه في مملكة إسرائيل في عهد يربعام‪ .‬إة‬
‫وثنيتهم في الواقع أبشع‪ .‬وفي تعليمهم ليسوا مثقاذ ذزه أنقى‪ ،‬بل في الحقيقة أكثر تلؤائ! يشهد‬

‫الله لي‪ ،‬وكذا حعا جميع من وسحوا بدرجة متوسطه من العقل؛ بل إته حثى واقع تلك الكنيسة ذاده‬
‫يطل أتني لست أبالغ‪.‬‬

‫إتهم عندما يريدون أن يحبسونا في شركة كنيستهم يطالبوننا بشيهين‪ .‬األول هو أته يتحتم علينا‬
‫أن نشترك في جميع صلواتهم‪ ،‬وأسرارهم‪ ،‬وطقوسهم‪ .‬والثاني هو أن نوقر كنيستهم بكز كرامة‬
‫وبكز سلطة وبكز اختصاكى منحه المسيح لكنيسته‪.‬‬

‫فبالنسبة إلى الطلب األول‪ ،‬أعترف بأن جميع األنبياء الذين كانوا في أورشليم عندما كان كز‬
‫شيء فاسدا على اإلطالق‪ ،‬لم يقدموا ذبائحهم في عزلة عن سائر الشعب‪ ،‬كما لم يجتمعوا للصالة‬

‫مضطرين إلى ممارسة عبادة خرافية‪ ،‬وفي الواقع لم يكونوا ملتزمين بعمل ما لم يؤشش له الله‪.‬‬

‫ولكن أين التشابه مع هؤالء‪ ،‬أعني البابويين؟ ينذر أن نجتمغ بهم من دون أن نلؤث ذواتنا‬
‫بو‪ .‬ثنيتهم الفاضحة‪ .‬من األكيد أن الرباط األكثر وثوائ لشركتهم يكمن في القداس الذي نمعته‬
‫باعتبار؟ الرحش األعظم‪ .‬سوف يتبين في موضع آخر هل كا نفعل ذلك عن حق أو عن طيش‪.‬‬
‫يكفي اآلن أن نبين في هذا المجال أن حالتنا تختلف عن حالة األنبياء الذين‪ ،‬رغائ من حضورهم‬

‫طقوس األشرار‪ ،‬لم يكونوا إتا مضطرين إلى أن ينظروا‪ ،‬أوأن يمارسوا أي طقوس سوى تلك التي‬
‫أسسها الله‪.‬‬

‫وإن كتا لنبحث عن متل‪ ،‬ينطبق تمام االنطباق من كز جانب‪ ،‬علينا أن نأخذه من مملكة‬
‫إسرائيل‪ .‬ألئه بحسب مرسوًايربعام‪ ،‬استمر الختان‪ ،‬وقذمت الذبائح وابتغ الناموس‪ ،‬وابثبل إلى‬

‫الله الذي كان االباء قد عبدوه؛ ولكن لتا ابتدعت صور محرمة وزائغة للعبادة أدان الله ما طرأ على‬
‫في بيب إيل‪ .‬لقد كانوا يعدمون أتهم ال يستطيعون ذلك من دون أن كدش نفوسهم‪ .‬لذلك نخئم‬
‫بالقول إته في ما يتعئق باألتقياء‪ ،‬ال ينبغي أن ئمتد شركه الكنيسة الى حذ‪ ،‬بحين إذا الحطى إلى‬
‫طقوس فاسدة يضطر المؤمنون إلى ممارستها‪.‬‬

‫‪ . ١ ٠‬لماذا يتبغي أن نعتزل عن الكنيسة الثغشدة‬

‫أثا عن النقطة الثانية فئرة يجدني أقوى‪ .‬ألئه إن كائ نفكر في الكنيسة بهذه الطريقة ‪ -‬أئ بأن‬
‫نوقر أحكامها‪ ،‬وتذعن لشلطتها‪ ،‬ونطيع تحذيراتها‪ ،‬ونتهذب بتأديباتها‪ ،‬ونحافظ على شركتها‬
‫بكز تدقيق ومن كز وجه — فلئ يمكتنا أن نقز بأن لديهم كنيسة من دون أن نتوقع ضرورة‬
‫الخضوع بالسمع والطاعة‪ .‬ومع ذلك فإئنا على استعداد أن نتنازل لهم بما تنازل به األنبياء لليهود‬
‫واألسرائيليين في زمانهم‪ ،‬عندما تستوي لديهم شروط مماثلة أو أفضل‪ .‬ولكئنا نرى كيف أعلن‬
‫األنبياء مزة تلو مزة أن محافلهم صارت نجسة [اش ‪١٤ : ١‬؛‪ ،‬ولم يكن بعد أكثر حالأل لهم أن‬
‫يرتضوا بها مرئ أن ينكروا الله‪ .‬إذ كانت هذه كنائسى فال بئ أن إيليا وميخا وغيرهما في إسرائيل‪ ،‬وأن‬
‫إشعياء وإرميا وهوخع واخرين من أمثالهم في يهوذا‪ ،‬كانوا غرباء عن كنيسة الله‪ .‬يدن على ذلك أن‬
‫الكهنة والشعب في أزمنتهم كرهوهم ولعنوهم بما يفوق كراهيتهم ولعناتهم للعنف‪ .‬نعم إذ كانت‬
‫هذه كنائس‪ ،‬إدا ليست الكنيسة عمون الحق [ ‪ ١‬لى ‪ : ٣‬ه ‪ ،] ١‬بل دعامة للزيف؛ وليست خيمة اإلله‬
‫الحي‪ ،‬بل مستودع لألوثان‪ .‬انذاك‪ ،‬اضطر األنبياء إلى التنائي عن التوافق مع تلك المجامع التي لم‬
‫تكن سوى ثآمرات شريرة على الله‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬يخطئ خطًا فادحا تن يعتقد أن التجشعات هذه في حاليها الحاضرة هي حائ كنائس‬
‫يستطيع كز ذي عقل أو ضمير أن يكون عضوا صادقا فيها‪ ،‬مؤيدا لتعاليمها وممارسا لطقوسها‬

‫الملوثة جميعها باألوثان والخرافات والعقائد الفاسدة‪ .‬ألته لو كانت كنائس حعة الستقزت في‬
‫أيديها سلطة المفاتيح؛ ولكئ للمغاتيح ارتباغا ال ينقصر عن الكلمة؛ والكلمة قد انعدمت فيما‬
‫بينها‪ .‬وإذ كانت حعا كنائس فإذ وعذ المسيح القائل ‪ ...‬كل تا ئرطة علكة األرض ئكون مزبوطا‬

‫لى الشغاؤاب‪..‬ا [مت ‪ ١٩: ١٦‬؛ ‪ ١٨: ١٨‬؛ يو ‪ ]٢٣:٢٠‬يبقى عنصرا هاائ في بميانها ورسالتها‪.‬‬
‫أتا الواقع فهو عكش ذلك‪ ،‬ألتها تطرد من شركتها جميغ تن يعترفون عن صدى وإخالص بأتهم‬
‫خدام المسيح‪ .‬لذلك إتا أن زغن المسيح باطز‪ ،‬أو أتها — على األقل في هذه الناحية ‪ -‬ليست‬
‫بكنائسى‪ .‬أخيرا‪ ،‬بدأل من أن تعمل هي على خدمة الكلمة‪ ،‬تنشئ مدارس عدم التقوى ومستنقعاب‬
‫‪٩٨١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثاني‬

‫لمخلف صنوف الضالل‪ .‬يترب على ذلك إذا ظل الحاز كذلك‪ ،‬إتا أن ال يجوز أن نحشب‪ ،‬هذه‬
‫كنائس‪ ،‬أو أن ال تبقى أي سمه تميز الكنائس الحقيقية من محافل األتراك‪.‬‬

‫‪ .١ ١‬اثار للكنيسة تحت النظام البابوي‬

‫تبعى عند اليهود في العدم بعض االمتيازات االستثنائية‪ .‬وال زري اليوم في أن نحرم البابويين‬
‫آثار العالمات المتبغية التي شاء الرت بها أن يحافظ على كنيسته بينهم من االندثار‪ .‬لقد قطع الله‬
‫ره وإلى األبد عهنه مع اليهود‪ ،‬ولكئ لم يكن اليهود هم الذين حبظوا العهد؛ بل استمر العهد‬
‫استنادا إلى متانته الكامنة فيه بينما ظز يعاني من معصيتهم‪ .‬لذلك مكث العهن بينهم بفضل ديمومة‬
‫إحسان الله الثابتة والمؤغدة‪ .‬لم تستطع خيانتهم أن تبدد أمانته‪ ،‬ولم يبطل الختان من جراء لؤت‬
‫أيديهم بل ظز سمة عهده الحقيقية وفريضقه المقدسة‪ ،‬من ثم دعا الرت األبناء الذين ؤلدوا لهم‬
‫أبناء له [حز ‪ ]٢١-٢٠:١٦‬حيث صاروا خاصة له بموجب بركه مميزة فقط‪ .‬وهكذا كان الحال‬
‫فى فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وإنجلترا بعد أن أقام الرت عهده فيها‪ .‬و[لكن؛ لتا تستط عدؤ‬
‫ء مح‬ ‫‪.‬‬ ‫‪١‬‬
‫المسيح على تلك البالد‪ ،‬حفظ الله عهده المنيع بها بواسطة وسيلقين‪ :‬آؤال‪ ،‬استبقى فيها ممارسة‬
‫المعمودية شهاد؛ لهذا العهد مكرسا لها بغمه‪ ،‬ومن ثم حافظت على قوتها على الرغم من عقوق‬
‫البشر‪ .‬وثانيا‪ ،‬شاء بفضل فائق عنايته أن يبقي فيهاآثارا أخرى كي ال تنقرض الكنيسة كلؤا‪ .‬فكما‬
‫يحدث في غالب األحيان أته عندما نهدم المباني تبقى اآلساس واألطالل‪ ،‬كذلك أيثما لم نسمح‬
‫الرت لكنيسته أن تتدثر إلى قاع أساسها على يد عدو المسيح‪ ،‬وال أن تسؤى باألرض‪ ،‬مع أته لكي‬
‫يعاقت غقوق ض احتقروا كلمكه سمخ لها بأن تهتر وتتضعضغ إلى حذ مروع‪ .‬ولكئه شاء بعد أن‬
‫اجتازت الكنيسة هذا الدمار كله‪ ،‬أن يتبعى بناء منهدم يصفه‪.‬‬

‫‪ .١٢‬التجعزالعذاصزالسليمًاالكئيسةالئغشدةكيسًاحقيقية‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين اسحتي‬ ‫‪٩٨٢‬‬

‫التحس وحامل رايبه‪ .‬وكون ذلك العرش يتسلط في هيكل الله‪ ،‬يعني أن ملك عدؤ المسيح لن يطل‪٠‬ق‬
‫له العنان بحيث يمحو اسم المسيح أو كنيسثه‪ .‬ومن ثم يتضح أتنا ال تنكر بأي حال من األحوال‬
‫أن الكنائس التي تقبع تحت سيطرته تظل فعأل كنائس‪ .‬ولكتنا نقول إئها قد تنجست بلوب خدم‬
‫تقواه‪ ،‬وابتلت بتسلعله الوحشى‪ ،‬وأفسدت ال بل قاربت أن يقتلها تعليئه الشرير المميت الذي‬
‫بارق شرادا سانا‪ .‬في تلك الكنائسى يبقى المسيح مستترا‪ ،‬نصف مدفو؟ ‪ ،‬واإلنجيل نطاحا‪ ،‬والورع‬
‫مبعثرا‪ ،‬وعباد؛ الله أقرت إلى كويها ثمله مرفقة‪ .‬باختصار‪ ،‬بات كل شيء فيها مخبأل بحيث نرى‬
‫فيها وجه بابل بدألمن طلقه مدينه الله المقدسة‪ .‬بصارى الحديث‪ ،‬اطلق عليهم لقب كنائسى بقدر‬
‫ما يحفن الرب فيها بقيه من شعته بواسطة عمبه العجيب‪ ،‬نهما كانك تلك البقية مكروبه متناوًا‬
‫بائسة ومثعلة بالهموم‪ ،‬كما بقدر ما تبعى فيها من بعض سمات الكنيسة‪ ،‬وخصوصا تلك الغمات‬
‫التي ال تستطيغ مكايد إبليس أن تطمس أثزها‪ ،‬وال يقؤى االنحطاط البشري على دمارها‪ .‬ولكن‬
‫يلزننا من جهة أخرى أن نعيز الشماب التي ائحت التفاتا خاصا في سياق هذا الحديث‪ ،‬فأدقوز إذ‬
‫كل كنيسة من تلك الكنائس‪ ،‬كما هي الحاز في جسد كنيستهم ككل‪ ،‬تفتقد إلى صور؛ الكيان‬
‫الشرعي للكنيسة‪.‬‬
‫الفصل الائك‬
‫مشوالكنيسة وخذاثها اختيارهم ووظائفهم‬

‫(الخدمة تعطاة من الله‪ :‬وظائفها السامية والضرورية‪)٣ — ١ ،‬‬

‫قلنا إته يستخدم خدمة البشر ليعلن لنا إرادته جهزا من أفواههم‪ ،‬بمنزلة عمل مغوض؛ ليس بنقل‬
‫حثه وكرامته إليهم‪ ،‬بل لمجرد أن يقوموا بعمله هو من خالل أفواههم‪ ،‬مثلما يستخدم العامل أدا؛‬
‫لينجز بها عمله ‪.‬‬

‫هنا أجنني مضطرا مر؛ أخرى إلى أن أكرر ما شرحته في الفصل السابق‪ ١ .‬ما من شك في أته‬
‫قادر أن يقوم هو بنفسه بعمله من دون أي أدا؛ أو مساعدة‪ ،‬أو بواسطة المالئكة؛ على أن هنالك‬
‫أسبابا متعددة يفشل ألجلها أن يفعله بواسطة البشر‪.‬‬

‫فبواسعلتهم يظهر أؤأل مقدار تقديره لنا عندما يختار من الناس بعشا ليخدموا كسفراء له في‬
‫العالم [قارن ‪ ٢‬كو ه‪ ]٢٠:‬وليفشروا مشيئته الخفية‪ ،‬وباختصار‪ ،‬ليمقلوا شخضه‪ .‬وبذا يبرهن على‬
‫جديته عندما يدعونا هياكل له في كثير من األحوال [ ‪١‬كو ‪ ١٩:٦ ، ١٧-١٦ :٣‬؛ ‪٢‬كو ‪،]١٦:٦‬‬
‫ويعطي إجابايه على شفا؟ بشر كما من بيت قدسه‪.‬‬

‫كما أن هذا يصبح أفضل تدريب يساعدنا على التواضع‪ ،‬عندما يعودنا إطاعة كلمته على الرغم‬
‫من أتنا نسمئها موعوغا بها من خالل أناس مثلنا وأحياتا أقل متا شأائ‪ .‬لوكان ليتكتم من السماء‪،‬‬

‫انظر أعأله‪ :‬الكاب الرابع‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬الفقرة ه‪.‬‬ ‫‪١‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٨٤‬‬

‫لن يدهشنا إن كانت كلماته المثنسة تسمع وكقبل بوقار وبال توا؟ باذاب الجميع وبقلوبهم‪ .‬فض‬
‫ال يرتعد من محضر قؤته؟ وش ال يصفعه منظر جالل عظيم كهذا؟ وش ال يبهره بهاء ساولع كهذا‬
‫بال حدود؟ أثا عندما يتحذث باسم الله إنسان تانه مجبوز من التراب‪ ،‬فعندئذ نست تقوانا وإطاعكنا‬
‫نحو الله إذا كتا كظير ذواتنا قابلين للتعتم من خادمه‪ ،‬على الرغم من أئه ال يتميز عتا بشيء‪ .‬إدا لهذا‬
‫السبب شاء أن يخفي كنز حكمته السماوية في آنيه واهية من طين األرض [ ‪٢‬كو ‪ ]٧: ٤‬لكي يختبر‬
‫بأكثر تأئد كم نحن نثئنها‪.‬‬

‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬ليس ثئة ما يعزز الحمي المتبادل أشي من أن يعتصم أناش مائ بهذا الرباط‪:‬‬
‫واحن منهم معثن لتعليم الباقين‪ ،‬واآلخرون المدعوون أن يتتلمذوا يتقبلون تعليائ مشترغا على فم‬
‫واحد‪ .‬ألته لوكان أحذهم مكتفيا بذاته وغيز محتاج إلى معونة آش (وهذه هي طبيعة حال كبرياء‬
‫البشر)‪ ،‬لبارف كز إنسا؟ يحتقر الباقين ومحتقرا هو ننهم‪ .‬لذلك ربط الردي كنيسته معا بوثاي سبق‬

‫‪ .٢‬أهمية الخدمة للكيسة‬

‫بهذه الكلمات‪ ،‬يبين بولس أن هذه الخدمة البشرية التي يستخدمها الله إلدارة كنيسته هي‬
‫العضب الرئيس الذي يتآزر به المؤمنون مائ في جسد واحد‪ .‬ثم يبين بعد ذلك أن الكنيسة تظز‬
‫سليمة إذا دغئتها فقط آليات الوقاية التي سر الرب بأن يودع فيها خالصها‪ .‬يقول بولس‪ :‬صعد‬
‫‪٩٨٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الثالث‬

‫[!لمسيح] لكي يمأل (كق شيء) [اف ‪ . ] ١ ٠ : ٤‬وهذه هي الوسيلة التي يمأل بها الكق‪ :‬ألته يصرف‬
‫ويوزع مواهبه على الكنيسة من خالل خذامة الذين ائتمنهم على هذه الوظيفة ووسحهم بالنعمة‬
‫ألديتها؛ كما يبين ذاته كحاضر بينهم بإعالن قوة روحه في تأسيسه وظيفته هذه لكيال يتعئلق فعق‬
‫قوته وال يبطق أثره‪ .‬هكذا يجز تجدين القديسين؛ وهكذا سى جسد المسيح [اف ‪]١٢ : ٤‬؛ هكذا‬
‫ا سوئفي كز سي؛ إنى دان البدي هؤ الراس [اف ‪ : ٤‬ه ‪] ١‬؛ وننمونحن مثا فيما بين أنفسنا؛ وهكذا‬
‫ننتهي إلى وحدانية المسيح‪ ،‬إذا ازدهر الوعظ والتعليم‪ ،‬وإذا تقثائ الرسل‪ ،‬وإذا لم نرفض التعليم‬
‫الذي يقذم لنا‪ .‬لذلك كق من يسعى إلى إلغاء هذا النظام وهذا التدبير الذي نتحذث عنه‪ ،‬أو كق ئن‬
‫يستهتر بضروريه‪ ،‬إتما يعمل على هدم الكنيسة بل خرابها‪ .‬فال نور الشمس وحرارتها‪ ،‬وال المأكل‬
‫والمشرب الذي يلزم لتفذية الحياة الحاضرة واستدامتها‪ ،‬ضروريان بقدر ضرورة الخدمة الرسولية‬
‫والرعوية للحفاظ على الكنيسة في األرض‪.‬‬

‫‪ .٣‬مقالم وظيفة الوعظ في الكتاب المقدس‬

‫على أساس ذلك‪ ،‬أشرت فيما سبق أءاله‪ ٢‬إلى أن الله رئى كرائة الخدمة بكق ما أمكن من‬
‫عالماب التأييد كيما ئقيم بيننا في أعلى مراتب التقدير والشرف‪ ،‬بل كأستى االمتيازات جميعها‪.‬‬
‫يعلن الله شهادة كلمته أئه يجزل إنعاائ ال نظير له على البشر عندما يقيم بينهم ض يعتمونهم‪ ،‬وذلك‬
‫إذ يدعو النبى إلى أنيهتفقائأل‪:‬كا ألجفن‪...‬قدش البئر‪ ،‬التفتردالشال ‪..‬ا [اش‪٢‬ه‪،]٧:‬‬
‫األرض! [مت ه‪ . ] ١٤ - ١٣ :‬ولم يكن ممكائ أن يرفع‬
‫*‬ ‫وعندما يدعو الرسق أنوز العالم ا و ملخ‬
‫من شأن هذه الوظيفة أكثر من قوله عنها‪ :‬آلي ي يشتع مئكم يشتع ثغي‪ ،‬والني زذلكم يذذلني‬

‫[لو ‪ .] ١٦: ١٠‬وال يوجد نش أوضح من قول بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس‪ ،‬حيث‬
‫يناقش هذا السؤال كما لوكان يجادله عمنا‪ .‬يوبد أن ليس أمجن في الكنيسة من خدمة اإلنجيل‪،‬‬
‫إذ هي خدمة الروح وخدمة البز وخدمة الحياة األبدية [‪٢‬كو ‪٦:٤‬؛ ‪ .]٩:٣‬يهدف هذا النش‬
‫وأمثاله إلى استحثاث الكنيسة على عدم ازدراء نظام إدارتها والحفاظ عليها من خالل خدامها‬
‫(وهو النظام الذي أسسه الرب إلى األبد)‪ ،‬لئأل يهتل ويذبل من جراء االستهانة به‪.‬‬

‫لقد أعلن الله مقدار عظم ضرورة الخدمة‪ ،‬ليس بالكالم فقط بل باألمثلة أيصا‪ .‬فلتا شاء أن‬
‫يشرفى حئه على كرنيليوس بنو أسطع‪ ،‬أرسل مالكا من السماء ليولجهه إلى بطرس [اع ‪:١ ٠‬‬
‫‪ .]٦٠٣‬ولتا أراد أن يدعو بولس إلى معرفته وأن يطئمه في جسد الكنيسة‪ ،‬لم يخاطبه بصوته‬
‫انظر أعآله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬الفقرة ه؛ أيصا‪ :‬الفصل الثالث‪ ،‬الفقرة ‪.١‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٨٦‬‬

‫هو بل أرسله إلى رجل يتقبل مده تعليلم الخالص وتقديس المعمودية [اع ‪٦: ٩‬؛‪ .‬وليس جزاائ أن‬
‫المالك‪ ،‬وهو مغثر الله‪ ،‬يحجم عن إعالز مشيئة الله بل يأمر بأن يطلته إنسان ليعلتها‪ .‬وليس بال‬
‫سب يأتمن المسيح‪ ،‬معلم المؤمنين األوخد‪ ،‬بولسل إلنسا؟ يعئمه؛ بولس عينه الذي كان [الرت؛‬

‫قدعين له أنيخئعلف إلى السماء الثالثة وأن يجعله مستحعا أن دعلن له رؤية عجيبة‪ ،‬ويسمع كلماب‬
‫ال يطق بها‪ ،‬وال يسوغ إلنساز أن يتكتم بها [ ‪٢‬كو ‪.]٤-٢ :١٢‬شإةا يجترئ على أن يحتقز تلك‬
‫الخدمة أويستغني عنها كشيء كمالي‪ ،‬ما دام الله قد شاء أن يؤيدها ببراهين كهذه؟‬

‫(وصف وظائف الخدمة المسناة في الكتاب المقذس‪)٩-٤ ،‬‬

‫‪ .٤‬الوظائف المتعددة التتؤع كما وردت في أفسس األصحاح الرابع‬

‫يسنى الذين يثولون إدارة الكنيسة بحسب تأسيس المسيح لها‪ ،‬باأللقاب الواردة بحسب‬
‫بولس كما يلي‪ :‬أؤأل رسأل‪ ،‬ثم أنبياء‪ ،‬وثالها مبسرين‪ ،‬ورابائ رعاة‪ ،‬وأخيرا معتمين [اف‬

‫‪١١ :٤‬؛‪ .‬ومن بين هذه الوظائف‪ ،‬نمارس االثنتان األخيرتان فقط بصغه معتاد؛ في الكنيسة؛‬
‫فقد أقام الرت الثالثة األزل في بداية ملكوته‪ ،‬ويعيد احياءها من وقب إلى آخر حسبما تقتضي‬

‫احتياجان األزمنة‪.‬‬

‫أتا طبيعة وظيفة الرسل فواضحة من وصيته‪ :‬اذلهبوا إلى الغالم الجمغ واتمرزوا با إل رجيل‬
‫للحليعة كلها [مر ‪ : ١٦‬ه ‪ ١‬؛‪ .‬لم توضع لهم حدود‪ ،‬بل عجنوا ليأتوا بالمسكونة كتها إلى طاعة‬
‫المسيح‪ ،‬كيما يرقعوا ملكوده في كل مكاز بنشر رسالة اإلنجيل أينما استطاعوا بين األمم‪ .‬لذلك إذ‬
‫أراد بولس أن يبت رسوليته يستنكر اده لم يربغ للمسيح مدينه واحد؛ فحشب‪ ،‬بل دسر اإلنجيل في‬
‫كز اتجاه؛ ولم كب حيث أشسآخر‪ ،‬بل زرع الكناس في أماكن لم سقع فيها باشم المسيح من‬
‫قبل [رو ه ‪٢٠ - ١٩ : ١‬؛‪ .‬وهكذا ارسل الرسل لكي يقودوا العالم للرجوع عن العصيان إلى طاعة‬

‫الله الحقيقية‪ ،‬ولتأسيس ملكوده في كز مكان بالكرازة باإلنجيل‪ ،‬أو ليكونوا أول بنا؛ الكنيسة‪،‬‬
‫وإرساء وأشبها في جميع أنحاء العالم [ ‪ ١‬كو ‪. ] ١٠: ٣‬‬

‫أثا نستى أ‪١‬ألذبياء فال ئطيقه بولس على جميع تن اضطلعوا بتغسير المشيئة اإللهية‪ ،‬بل على‬
‫تن تميزوا بكشب خاص [اف ‪ ١١: ٤‬؛‪ .‬وهذه الفئة إتا ال توجد اليوم أو يندر ظهورها‪.‬‬
‫‪٩٨٧‬‬ ‫الكتاب الراع‪ -‬الفصل الثالث‬

‫والمبئرونا‪ ،٠‬على ما أعتقد‪ ،‬جاؤوا بعد الرشل في الترتيب الوظيفي‪ ،‬وقاموا بعملهم رغم‬
‫أتهم احتتوا مكانه أقز شأائ منهم‪ .‬بن هؤالء كان لوقا وتيموثاوس وتيطس واخرون مثلهم‪ ،‬وربما‬
‫؛كالمين السبعون أيصا الذين عينهم الرب [ لو ‪.]١ : ١ ٠‬‬

‫وبحسب هذا التفسير (الذي يبدولي مثفعا مع كلمات بولس ورأيه)‪ ،‬لم تؤسس هذه الوظائف‬
‫اكالث في الكنيسة بصغه مستديمة‪ ،‬بل لتلك الفترة فقط التي كانت دنشًا في أثنائها الكناتل حيث‬
‫لم توجد سابغا‪ ،‬أو حيث كانت سعل من موسى إلى المسيح‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال أنكر أن الرب أحياائ‬
‫أقام رسأل في فترة الحقة أو عين مبسرين في مكانهم كما حدث في عصرنا هذا‪ ،‬حيث كانت‬
‫الحاجة إلى مرئ يقود الكنيسة للرجوع عن ضالل عدو المسيح‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬أدعو هذه‬
‫الو ظيفة استثنائية ألن ليس لها مكان في الكنائس المؤسسة على النحو السليم‪.‬‬

‫تتبع ذلك وظيفه الرعاة والمعتمين الذين ال تستطيع الكنيسة أن تستغني عنهم البئه ‪ .‬وأعتقد أئ‬
‫بينهما هذا الغرق‪ :‬المعتمون غير مخولين القيام بالتأديب الكنسي وال بإقامة األسرار المقدسة‪ ،‬أو‬
‫باكحذير والتصح‪ ،‬بل بالتفسير الكتابي فقط للحفاظ على سالمة العقيدة ونقائها بين المؤمنين‪ .‬أثا‬
‫الرعوبة فتشمل كز هذه العناصر مجتمعًا‪.‬‬

‫ه‪ .‬وظائف موقتة وأخرى دائمة‬

‫اآلن يمكننا أن نميز الخدمات الموقتة في التنظيم الكنسي‪ ،‬والخدمات التي أسست لتظز‬
‫دائمة‪ .‬وإذا كائ لئقرن المبسرين بالرعاة‪ ،‬يصبح لدينا زوجان يطابق أحدهما االخر إلى حد ما‪ .‬ألئه‬
‫كما يطابق المعتمون األنبياء القدماء‪ ،‬هكذا يطابق رعابنا الرسز‪ .‬كانت الوظيفة النبوئة أبرز بسبب‬
‫هبة الرؤيا الغريدة التي تميز بها أصحابها‪ .‬ولكئ وظيفة المعتمين عظيمة الشأن أيصا‪ ،‬وتشابه‬
‫الوظيفة النبوتة في طبيعتها ألكها تؤدي الفرض نفشه تماائ‪ .‬وهكذا تفوق االثنا عشر الذين اختارهم‬
‫الرب لنشر الكرارة الجديدة باألنجيل في العالم‪ ،‬على البقية في اكرتيب كما في الرتبة [لو ‪١٣: ٦‬؛‬
‫غل ‪ .]١ :١‬اآلن يجوز أن قدعى كز الخدام ارسال‪ ،‬استنادا إلي معني الكلمة وأصلها‪ ،‬ألتهم‬
‫ومرسلون من تبل الرت‪ ،‬رسأل وسعاة‪ .‬ومع هذا‪ ،‬كان من الضروري أن يحز االثنا عشر (الذين‬
‫أضيف إلى عددهم بولل فيما بعد) فوق اآلخرين بلقب خاص‪ ،‬ألته كان مهما جذا أن تعرف‬
‫الناس على وجه اكأكيد الرسالة الجديدة التي أرسلوا ألجلها‪ ،‬والتي لم يكن مسموعا بها قبأل‪ .‬في‬

‫يشير كالغن هنا إلى مارتن لوثر من دون أن يسقيه‪ ،‬فهو يمدحه داائ‪ ،‬وقد سقاه في إحدى كتاباته رسول المسيح المميز‬ ‫‪٣‬‬
‫اإلنجيل انظر‪ ٧1. 250( :‬آلج)‬
‫**‬ ‫الذي بواسطة خدمته أشرق نور‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٨٨‬‬

‫الواقع‪ ،‬استخدم يولس هذا اللقب في موضع آخر مطبعا إياه على أندرويكوس ويونياس التذر‬
‫يدعوهما مشهورين بين الرسل [رو ‪٧ : ١٦‬ح ‪ ٠‬ولكثه لثا أراد أن يكون أكثر دقة‪ ،‬استعمل اللقب‬
‫لإلشارة إلى تلك الرتبة األولى‪ .‬وهذا هو االستعمال المألوف في اإلنجيل [مت ‪ . ] ١ : ١ ٠‬ومع هذا‬
‫فالرعاة مكتفون بالتؤثة نفسها كالرشل (إآل في ح‪١‬ل أة كأل منهم مش لتدبير عنة كنائس)‪ .‬واآلن‬
‫لنسمغ بأكثر وضوح ما هي طبيعة ذلك التكليف‪.‬‬

‫‪ .٦‬الزشلوالزعاة‬

‫عندما أرسل الرت الرسل أوصاهم — كما قلنا — بأن يكرزوا باإلنجيل وأن يعئدوا كز من‬
‫ولكئه كان قد أوصاهم قبأل بأن يوزعوا رموز جسده ودمه‬ ‫يؤمن لمغغرة الخطايا [مت ‪١٩ : ٢٨‬‬
‫المقدسة على مثاله [لو ‪ .]١٩:٢٢‬تلز؛‪ ،‬هي القاعدة المقدسة المنيعة الدائمة التي ارسيت على من‬

‫على الكنيسة ال ليحتلوا منصبا عاطآل‪ ،‬بل لكي يعلموا الشعب حياة التقوى الحقيقية المبنية على‬
‫تعاليم المسيح‪ ،‬وأن يمارسوا األسرار‪ ،‬وأن يحافظوا على التأديب القويم‪ .‬يعلن الرب لكز من‬
‫يعينهم رقباء في كنيسته‪ ،‬أئه إذا كان أحذ ليهلك من جراء إهمالهم ئثللت دمه من أيديهم‬
‫[حز ‪ ١٨-١٧ :٣‬؛‪ .‬وينعلبق عليهم جميعهم ما قاله بولس عن نفسه‪ :‬الزيل يي إذ كنت‪ ،‬أل اثئر‪٠٠ .‬‬
‫‪٩٨٩‬‬ ‫الكتاب الراع‪ -‬الفصل الثالث‬

‫وقي استومنت غلى وكاال [ ‪١‬كو ‪ ١٧— ١٦ : ٩‬؛ ‪ .‬أخيرا‪ ،‬ينبغي لكز راع أن يفعل لقطيعه الغش له‬
‫ما فعله الرسل للعالم بأسره‪.‬‬

‫‪ . ٧‬الراعي مرتبط بكتيسته‬

‫هع أدنا نعين لكز راع كنيسئه‪ ،‬ال ننكر أن راعيا مرتبثا بكنيسه واحد؛ يمكنه أن يساعد كنائسق‬

‫أخرى؛ إائ في حال وجود اضطرابات تستدعي حضوره‪ ،‬أو إذا طابت مشوره في أمر عويص‪.‬‬
‫دكا دحاقظ عد ‪ ٠‬السالم ف ‪ ٠‬الكنسة ط‪ ٠‬م هذا النظام‪( :‬دتحئث أن ثخذد لكآ‪ ٩ .‬احد ‪ ٩‬احثه لكال‬

‫بحدوده فال يتعنى على أبرشية غيره‪.‬‬

‫ليس هذا تصميغا بشردا‪ ،‬بل نظالم رسمه الله نفسه‪ .‬فنقرأ أن بولس وبرنابا انتخبا شيوحا [أو‬
‫تسوسا؛ في الكنائس المحلية في لسترة وإيقونية وأنطاكية [اع ‪]٢٣—٢٢ : ١٤‬؛ وناشد بولس‬
‫نفشه تيطش أن يقيم شيوحا في كز مدينة [تي ‪٥٠٠١‬؛‪ .‬فهكذا يتحذث بولس في موضع عن أساقفة‬
‫يبي [في ‪ ] ١: ١‬وفي احر عن ارييس أسقف الكولوسين [كو‪ .]١٧:٤‬كما ون لوقا عظة‬
‫مرموقه لبولس ألقاها على قسوس (شيوخ) كنيسة أفسس [اع ‪١٩-١٨:٢٠‬؛‪.‬‬

‫إدا كز من يأخذ على عاتقه تدبير كنيسة ورعايتها‪ ،‬يلزمه أن يدرك أئه مقيد بموجب قانون‬
‫هذه الدعوة اإللهية‪ .‬هذا ال يعني أده مقيد بأرض الكنيسة (بالمعنى القانوني بالكلمة) أى مربوحذ بها‬
‫حرفيا بحيث ال يستطيع أن ينقل قدته منها مهما تطتبت المصلحة العامة‪ ،‬حتى إذ خلب ذلك منه‬
‫وفثا لإلجراءات الرسمية‪ .‬ولكن (يعني هذا) مرئ ددعى للخدمة في مكا؟ معين‪ ،‬ال ينبغي أن يفكر‬
‫في تركه أو في خز العالقة التي تربطه بها (العتبار نفعي)‪ .‬وفي هذا المجال‪ ،‬إن ادفق ألحد أن‬
‫يقل إلى مكا؟ آخر لسبب مالئم‪ ،‬ال يجوز له أن يقوم بذلك بقراره الشخصى المحض‪ ،‬بل يلزمه‬
‫أن ينتظر تغويصا عاثا‪.‬‬

‫‪ .٨‬لقب خذام الكلمة‪ :‬الشيوخ‬

‫أما استعمالي لأللقاب أساقفة ‪ ،‬و شيوخ ‪ ،‬و رعاة ‪ ،‬و قسوس و خدام تن يسوسون‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪٩٩٠‬‬

‫األساقفة‬
‫**‬ ‫الكنيسة‪ ،‬فلقد اكفن استخدامها الكتابى كمرادفاب للمعنى ذاته‪ .‬فالكتاب يطلق لقب‬
‫على كز تن يقومون بخدمة الكلمة‪ .‬ألئه عندما يوجه بولس تيبس أن يعين تسوسا (شيوحا) في كز‬
‫مدينة [تي ‪:١‬ه؛ يتبع ذلك مباشرة بالقول‪ :‬تجث آن نكون األسقف باذ تؤم‪ ...‬ا [تي ‪٧:١‬؛قارن‬

‫‪١‬تي ‪١ :٣‬؛‪ ،‬إلخ‪ .‬وفي موضع آخر يقدم التحية لعدد من األساقفة في كنيسة واحدة [في ‪.]١: ١‬‬
‫وفي أعمال الرسل نقرأ أده جمع مائ القسوس (الشيوح) األفسسيين [اع ‪١٧: ٢٠‬؛ وفي خطابه لهم‬

‫يدعوهم أساقفة [اع * ‪٢٨:٢‬؛‪.‬‬


‫هنا يجب مالحظة أة حديثنا حثى اآلن دار حول تلك الوظائف ذات العالقة بخدمة الكلمة‬
‫فقط؛ كما أن بولس لم يذكر الوظائف األخرى في األصحاح الرابع من رسالته إلى أهل أفسس‪،‬‬
‫والتي سردناهاآنثا [اف ‪١١: ٤‬؛‪ .‬ولكئه يعذد في رسالة رومية [رو ‪٨-٧ :١٢‬؛ والرسالة األولى‬
‫إلى أهلكورنثوس [ ‪ ١‬كو ‪٢٨: ١٢‬؛ خدمات أخرى ويدعوها قوات؛ منها موهبة الشفاء‪ ،‬وترجمة‬
‫ألسنة‪ ،‬والتدبير‪ ،‬واالهتمام بالفقراء‪ .‬لن أتصنى الثنهين من الخدمات المذكورة ألئهما موقتتان؛‬
‫ولكئ اثنتين أخرش دائمتان‪ :‬التدبير واالعتناء بالفقراء‪.‬‬

‫كان المدنرون [ ‪١‬كو ‪٢٨: ١٢‬؛‪ ،‬بحسب اعتقادي‪ ،‬شيوحا ينتخبهم شعب الكنيسة‪ ،‬نناط‬
‫بهم واجمل التوبيخ الرسمي في مسائل األخالق وتطبيق التأديب الكنسى بالمشاركة مع األساقفة‪.‬‬
‫وإأل فال يمكننا تفسير العبارة المدنر فباجتهاد [رو ‪ ٨: ١٢‬وما يليه؛ ‪.‬لذلك كان لكز كنيسه منذ‬
‫البداية مجلش ينتخب من األتقياء الجاذين القديسين المخولين لهم تصحيح األخطاء‪ .‬وسوف‬
‫نتحدث عن ذلك الحعا‪.‬؛ ولعتمنا الخبرة أة هذا النظام لم يكن مقصورا على سئ معينة‪ .‬ولذا‬
‫فوظيفة التدبير هذه تشمل جميع األعمار‪.‬‬

‫‪ . ٩‬الشمامسة‬

‫اخمن الشمامسة على االعتناء بالئحتاجين‪ .‬وقد دكر نوعان في رسالة رومية‪٠ :‬االئعطي‬
‫فبسخاء ‪ ...‬الراحم فبسرور [رو ‪٨:١٢‬؛ ‪ .‬ولغا كان موقذا أن بولس يتحذث عن الوظيفة العامة‬
‫في الكنيسة‪ ،‬ال بئ أن كان ثئة درجتان‪ .‬فإذ لم يخدغني ظئي‪ ،‬ئحذث في العبارة األولى عن‬
‫الشمامسة الذين وزعوا الضذتة‪ .‬أتا في العبارة الثانية فيشير إلى الذين كرسوا ذواتهم للعناية بالمرضى‬
‫والمعوزين‪ .‬يشمل هؤالء األرامل اللواتي ذكرهذ يولس لتيموثاوس [‪١‬تيه‪.]١٠-٩:‬لم تتطع‬
‫النساء أن يحقبئئ وظيفه عاتة أخرى سوى أن يكرسن ذواتهئ لالهتمام بشؤون الفقراء‪ .‬إن قبلنا‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل الحادي عشر‪ ،‬الفقرة ‪.٦‬‬ ‫‪٤‬‬


‫‪٩٩١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثالث‬

‫ذالث‪( 1‬كما يحق) ‪ ،‬يكون ثتة فئتان من الشمامسة‪ :‬واحدة منهما لخدمة الكنيسة في مجال تدبير‬
‫‪١‬حتياجات المعوزين‪ ،‬واألخرى لالعتناء المباشر بالفقراء أنفسهم‪ .‬ولكن مع أة كلمة ادياكونيا ا‬
‫ذ‪١‬تها تحمل معئى أشمل‪ ،‬دحند الكتاب المقدس خدمة الشمامسة خصوصا كمن بعينهم الكنيسة‬

‫لتوزبع العطايا الخيرية وللعناية بالمحتاجين‪ ،‬ولكي يخدموا كوكالء لصندوق إعانة الفقراء‪ .‬وصف‬
‫لوقا في سفر األعمال تنشأ هذه الوظيفة وتأسيسها [اع ‪٣: ٦‬؛‪ .‬وعندما أطلق اليونانيون إشاعة أده‬
‫كان رغغل عن أراملهم في خدمة الفقراء‪ ،‬سأل الرسل الشعب أن ينتخبوا سبعه رجال أتقياء لبؤدمنوا‬
‫على‪ ،‬ذلك العمل‪ ،‬إذ لم يستطع الرسل أن دهملوا خدمة الكلمة في سبيل االعتناء بالمحتاجين‬
‫[اع ‪ ١ :٦‬وما يليه؛ انظر أيصا‪ :‬في‪١:١‬و‪١‬تي ‪ .]١٣-٨ :٣‬كانت هذه إدا نوعية الشمامسة التي‬
‫اختارتها كنيسة الرسل‪ ،‬والتي ينبغي أن تبتغيها كنائسنا ارباعا لمثلهم‪.‬‬

‫(دعوة الخذام وتفويضهم وسيامتهم‪)١٦-١٠ ،‬‬

‫‪ .١ ٠‬الدعو؛ المنهجية شرط أساستي‬

‫في ما يتحتم أن يكون اكل ستي ء بلتاوة زبحشب دزتيب [ ‪ ١‬كو ‪ ]٤٠ :١٤‬ضمن الجماعة‬
‫المقدسة‪ ،‬ال يوجد شيء يتطلب تقيدا أكثر من إرساء نظام إدارتها‪ ،‬ألن ليس أخطز من أن بجرى‬
‫أمز بخالف األصول‪ .‬لذلك بات ضروردا أ‪٠‬ن قحن جميع االحتياطات لضمان لياقة تن دناط بهم‬
‫مسؤولية وظيفة عاتة بحسب دعوة رسمية مؤسسة على نظام منهجتي‪ ،‬وإأل قد يتخذ المشاغبون‬
‫والضاحون على عواتقهم أن يعلموا أو يددروا شؤون الكنيسة (األمر الذي يحتمل حدوثه في‬
‫غياب النظام)‪ .‬لذلك‪ ،‬إذ كان لشخص أن يعتبر خادائ صادائ للكنيسة‪ ،‬يلزمه أؤأل أن يتسلم‬

‫وظيفته بموجب دعوة مشروعة [عب ه‪ ،]٤:‬ثم يلزمه أن يستجيب لدعوته‪ ،‬أي أن ئقبل أن يقوم‬
‫بالواجبات التي تفرضها عليه‪ .‬نالحظ هذا المبدأ تكرارا عند بولس‪ ،‬إذ يشيز في أغلب األحيان إلى‬
‫دعوته ويؤكد أمانته في القيام بوظيفته كتما أراد أن ئثبت رسوليته [رو ‪ ١: ١‬؛ ‪١‬كو ‪ .] ١: ١‬إذ كان‬
‫خادلم للمسيح عظيم كهذا ال يجرؤ على أن يذعي لذاته السلطة ألن يسمع له في الكنيسة — إآل على‬
‫أساس أئه قد اردسم لها بأمر الرب‪ ،‬واستجاب بأمانة في قيامه بما ائتمن عليه ‪ -‬فكم يكون قدر‬
‫وقاحه أي إنسا؟ فان لم يتلل دعوة فلم يستجب بأمانة‪ ،‬أن يدعي هذا الشرف المميز لذاته؟ أتا ألتنا‬
‫قد تعرضنا انغا للزوم أداء هذه الوظيفة‪ ،‬فلنناقش االن الدعوة وحدها‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٩٢‬‬

‫‪ .١١‬الدعوة الداخلية والدعوة الخارجية‬

‫الئذام يجب أن يكونوا؟ ( ‪ )٢‬وكيف؟ (‪ )٣‬ومن يجب أن يعينهم؟ ( ‪ ) ٤‬ما الطقوس أو الشعائر التي‬

‫عن أي شهوؤ أنانية أخرى‪ ،‬بل بمخافة مخلصة لله ورغبة صادقة لبنيان الكنيسة‪ .‬هذه في الحق‬
‫ضرورة موضوعة على كز واحي* متا (كما قلت‪ )،‬إن كا نتوقع أن يزبي الله خدمتنا‪.‬‬

‫ولكن قد يأتي واحن إلى الخدمة بضميرآثم‪ ،‬ومع ذلك يدعى رسمؤا للكنيسة على شرط أأل‬
‫يكون إثمه علسا‪ .‬كما أته أمر عادي أن يقال عن علمانيين إتهم مدعوون للخدمة عندما يتضح‬
‫أتهم مالئمون ومقتدرون على القيام بها‪ .‬فإذ التعتم مقروتا بالتقوى وبالمواهب األخرى التي‬
‫تطلبها الرعاية الصحيحة‪ ،‬هي بالتأكيد من المؤلهالت التي دعت المتقدمين لها‪ .‬وتن عثرى لهم الرب‬
‫أن يمألوا تلك الوظيفة العالية الشأن‪ ،‬ال ين أن يؤلهلهم بالمعدات الالزمة إلتمامها حتى ال يأتوا‬
‫إليها بصغر اليدين وبال استعداد‪ .‬لذلك عندما شرع بولس يناقش هذه الوظائف في رسالته إلى‬
‫الكورنثئين‪ ،‬استنكر المواهك التي ينبغي أن يتفؤق فيها كز من يقوم بها [ ‪١‬كو ‪١١ -٧ : ١٢‬؛‪ .‬أتا‬
‫ألن هذا أوز الموضوعاب األربعة التي بيئها‪ ،‬فدعونا االن نعالجها‪.‬‬

‫‪ .١٢‬شيصجخادائلصة؟وكيفيتلمذلك؟‬

‫يصح يولس على نحو واب نوعية األساقفة الذين ينبغي اختيار هم في تقش [تي ‪٧: ١‬؛ ‪١‬تي‬
‫‪١ :٣‬ل‪ .]٧‬باالختصار‪ ،‬يطلب منهم أن يتميزوا في العقيدة السليمة وأن يقسموا بحياة القداسة‪،‬‬
‫أن يكونوا بال لوم متا قد يعؤق فرض سلطبهم ويشيل خدمتهم‪ ،‬وهؤالء فقط تن يجب اختيارهم‬
‫[‪١‬تي ‪ .]٣-٢ :٣‬وتنطبق هذه المتطتبات نفسها على الشمامسة والشيوخ [ ‪١‬تي ‪.]١٣-٨ :٣‬‬
‫ويتحتم علينا أن يتأبد لنا دائائ أتهم مؤلهلون لحمل المسؤولية الئلقاة عليهم‪ ،‬أي أن يكونوا‬
‫مدربين على المهارات الالزمة لتأدية وظيفتهم‪ .‬هكذا عندما شرع المسيح في إرسال الرسل‪،‬‬
‫زؤدهم بالئعذات والعتاد التي كانوا بحاجه إليها [لو ‪ : ٢١‬ه ‪ ١‬؛ ‪ ٤٩: ٢٤‬؛ مر ‪ : ١٦‬ه ‪، ١٨-١‬‬
‫‪٩٩٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الثالث‬

‫‪١‬ع ‪ .]٨:١‬وكذا بولس‪ ،‬بعد أن زسم صورة لألسقف الصالح والحقيقي‪ ،‬تضخ تيموثاوس أأل‬
‫يدتس نفسه باختيار كز من يختلف عن تلك الصورة [ ‪ ١‬تي ه‪. ] ٢٢:‬‬

‫هنا استخدم الكلمة ‪٠‬اكيفا ال لألشارة إلى طقوس االختيار‪ ،‬بل إلى الرهبة الروحية التي ينبغي‬
‫أن تتم عملية االختيار في إطارها‪ .‬من ثم الصالة واألصوالم التي يذكر لوقا أن المؤمنين مارسوها‬
‫‪,‬عندما انتخبوا القسوس [اع ‪ ٢٣:١٤‬إلخ‪ .].‬ألئهم إذ أدركوا أة شيقا يفعلونه لن يكون أخطر‬
‫من ذلك على اإلطالق‪ ،‬لم يجتروئا على محاولة أي شيء من دون مراعاة أعلى درجؤ من العناية‬
‫والوقار‪ .‬وعلى هذا انكيوا على الصالة خصوصا طالبين من الله روح المشورة والفهم [قارن‬

‫‪ .١ ٣‬من يختار الخدام؟‬

‫أائ النقطة الثالثة في نقاشنا فهي‪ :‬من ينبغي أن يقوم باختيار الخدام؟ يصعب استنباط الرذ‬
‫على هذا السؤال من عملية اختيار الرسل حيث إتها ال توقر لنا قاعدة أكيدة في هذا المجال‪ ،‬ألئها‬
‫تختلف نوعا ما عن دعوة اآلخرين‪ .‬فإذ كانت خدمة الرسل خدمه فوق عادية تتميز بطابعها‬
‫الخاص‪ ،‬بات الزائ أن يدعى ويرسم الذين يقومون بها بغم الرب نفسه‪ .‬ولتا لم يكن تعيينهم‬
‫بمشيئة بشر بل بأمر الله والمسيح وحده‪ ،‬تمنطق الرسل لكهمتهم‪ .‬وهكذا لتا كان على الرسل أن‬
‫يضعوا أحذا في المكان الذي احتته يهوذا‪ ،‬لم يجرؤوا على أن يستوا شخصا معيقا‪ ،‬لذا أتوا باسقين‬
‫حتى يعلن الرب من يشاء هو أن يعينه بواسطة من تقع عليه العرعة [اع ‪ .]٢٦-٢٣ :١‬وفي هذا‬
‫اإلطار يمكننا أن نفهم قول بولس إئه لم يجعل أرسوأل ال من الناس وال بإنسان بل بيسوع المسيح‬
‫والله ‪١‬آلبا [غل ‪ ١: ١‬؛ قارن العدد ‪ .]١٢‬يشاركه في النقطة األولى‪ -‬اال من الناس ‪ -‬جميع‬
‫خدام الكلمة األتقياء؛ ألئه ال يمكن ألحد أن يؤذي هذه الخدمة رسمؤا إن لم يكن مدعوا من الله‪.‬‬
‫أتا عن النقطة الثانية فكانت تخضه (أي بولس) وحده‪ .‬لذا عندما يفتخر بذلك‪ ،‬ال يظهر أن له كز‬
‫ما يمتلكه كز راع قانوني فقط‪ ،‬بل أئه يلبس على صدره وسالم رسوليته أيصا‪ .‬وقد اضطر بولس‬

‫إلى هذا التفاخر لكي يحافظ على كرامة وعظه لدى الغالطيين‪ ،‬ألئه كان يعلم أدهم يهاجمونه سرا‬
‫ويحاولون أن يقتلوا من شأن سلطته الرسولية باعتباره مجرد تلميذ عادي معين بواسطتهم‪ .‬لهذا‬
‫أعلن أن اختياره لم يحذرق بقر ر بشري كما يتبع في حال اختيار أسقب عادي‪ ،‬بل ‪٠‬ب الرت نثب‬
‫وعلى أساس إعالؤ إلهي‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٩٤‬‬

‫‪ .١٤‬وابطة ابشر‬

‫ال ينكر عاقز أن تعيين الناس لألساقفة أمر يتوافق تماائ مع الدعوة الشرعية لهم؛ إذ هنالك عنة‬
‫نصوص كتابية تؤيد مزاولة هذا الغرف‪ .‬كما ال يتناقض ذلك مع ما اقتبسناه توا من قول بولس؛‬
‫أن رسوليته كانت آل من الائس ؤآل بإدشان [غل ‪ ،]١ : ١‬إذ كان يتحذث عثا كان يتميز به الرسل‬
‫خصوصا وليس على أساس الطريقة العادية الختيار الخدام‪ .‬ومع ذلك وز الرب بولس بممارسه‬
‫حثه اإللهي المقصور عليه وحده‪ ،‬مستخدائ النظام المئبع لتفعيل دعوة كنسية‪ .‬وهذا ما نقرأه في‬
‫ما دؤنه لوقا‪ :‬اوثفا هم [الرسل] يفدنون الرت زئطموثوذ‪ ،‬دال الروح ائثذس‪ :‬ارزوا إي بزداتا‬
‫زساؤل بتقتلي الذي ذعؤدهما إلئه‪،‬اا [اع ‪ .]٢ : ١٣‬فماذا كان القصد من ذلك الغرز ووضع األيدي‬
‫— بعد أن أيد الروح القدس اختياره — سوى أن يحفظ نظام الكنيسة لتعيين القسوس بواسطة الناس؟‬
‫لقد أيد الله هذا النظام بمثال واضح حين أراده أن يفزز من الكنيسة حتى بعد أن كان قد عينه رسوأل‬
‫لألمم‪ .‬كما يمكن مالحظة المبدا نفسه في انتخاب متياص [اع ‪ .]٢٣: ١‬ولخطورة أهمية الوظيفة‬
‫الرسولية بحيث لم يجتروئا على اختيار شخعئى واحد‪ ،‬أتوا باثتين كانت القرعة لتثغ على أحدهما‪.‬‬
‫وهكذا كان االختيار مشهودا له من السماء‪ ،‬ولكن من دون إهمال النظام الكنسى‪.‬‬

‫ه ‪ . ١‬صودف الشعب‬

‫االذ يسأل أحدهم‪ :‬هل يجب اختيار الخادم بواسطة الكنيسة كلها‪ ،‬أو بواسطة زمالئه‬
‫والشيوخ الثناط بهم تهذيك األخالق‪ ،‬أوأن يكون تعيينه بشلطة فردية لشخص واحد؟‬

‫على أن ئن يتبعون نظام السلطة الغردقة يعتمدون على قول بولسى لتيطس‪ :‬من ألجل هذا‬

‫ولئأل أبدوكاي ألعق أدلتي‪ ،‬سوف أونح نقطبي األساسية بمثال مشابه‪ .‬يفيدنا لوقا أن بولس‬
‫وبرنابا عينا قسوسا بواسطة الكنائس؛ ولكته يلفت نظرنا في الوقت نفسه إلى الطريقة‪ ،‬أو الوسيلة‪،‬‬
‫عندما يقول إذ تعيينهم تم بالتصويت — انتخبا لهم تسوسا [اع ‪ ،]٢٣:١٤‬ومن ثم‪ ،‬خلق‬
‫الرسل وظيفة القسوس‪ ،‬ولكن جماعة شعب الكنيسة بأكملها أعلنت اختيارها لمن يقودها‪ ،‬برفع‬
‫تكرارا أة القنصل الذي كان يترأس االجتماعات العامة ااأذشأاا الحكام والقضاة الجدد‪ ،‬بمعنى أئه‬
‫ش األصوات في عمليات االنتخاب التي‪.‬كانت وظيفئه الوحيدة فيها رائسة االجتماع‪.‬‬

‫من المؤكد أن بولس لم يخول تيموثاوس وتيطس أكثز هائ تمثع هو به من ميزات‪ .‬فنرى أن‬
‫العرف سزى على إنشاء وظيفة األساقفة بأصوات الشعب‪ .‬وعلى ذلك يلزم أأل تؤحد النصوص‬
‫المذكورة أعاله بأي معئى من شأنه أن ينتقص من الحئ والحرية اللذين تتميز بهما الكنيسة‪ .‬يحسن‬
‫ف يائس القولة عندما يوبد أن يكون اختيار األسقف في حضور الشعب وأهام عيون الجميع‪ ،‬وأن‬
‫يكون برهان استحقابه ولياقبه لمنصبه بقرار وشهاد؛ علنيين‪ ،‬ينحدران من سلطه إلهية‪ .‬في الحقيقة‪،‬‬
‫نرى أن هذا كان ما تمارس اتباغا لوصية الرت في حال الكهنه الالوين؛ أدهم كانوا تحصرون أمام‬
‫الشعب قبل تكريسهم [ال ‪٦-٤ :٨‬؛ عد ‪ .]٢٧-٢٦ :٢٠‬وعلى المثال نفسه غجن مياس‬
‫وبتأييب ه [اع ‪ ١ ٥: ١‬وما‬
‫*‬ ‫لزمر؛ الرسل؛ وهكذا الشمامسة الشبعة — على مرأى من الشعب‬
‫يليه؛ ‪ .]٧-٢ : ٦‬يقول قبرياتس‪ :‬توصح هذه األمثلة أن سيامة كاهن ينبغي أن تحدث حصرا في‬
‫محضر الشعب وبمعرفته‪ ،‬لكي تكون الرسامة التي عايئئها شهاد؛ الجميع شرعية وءادلة‪.‬اه‬

‫لذلك نتمشك باالعتقاد أن دعو؛ الخادم تكون صحيحة قانونيا بحسب كلمه الله‪ ،‬عندما‬
‫يصب ئن يبدون مؤلهلين للخدمة بموافقة الشعب وقبوله؛ وفضأل عن ذلك‪ ،‬ينبغي أن يشرف رعا؛‬
‫آخرون على عملية االنتخاب لكيال تخبئ الجمهور في اتمامها‪ ،‬إقا بسبب تقتب أهوائه‪ ،‬أو حبث‬
‫مقاصده‪ ،‬أو فوضى إجرائه‪.‬‬

‫‪ .١٦‬الرسامة‬

‫بقي أن نتعرض اآلن لشعائر الرسامة التي أرجأنا نقاسها إلى نهاية الحديث عن الدعوة‪ .‬يتبين‬
‫أن العالمة الوحيدة التي استخدمها الرسل عندما بلوا أحذا للخدمة كانت وضغ األيدي‪ .‬وأستنتط‬
‫أئهم اقتبسوا هذا األجراء من عاد؛ ائبعها العبرانيون في القديم عندما كانوا يقدمون لله تن أرادوا‬
‫مباركته وتكريشه‪ ،‬بوضع األيدي عليه‪ .‬وهكذا عندما أراد يعقوب أن يبارك أفرايم ومنشى وضع‬
‫يديه على رأسيهما [تك ‪١٤:٤٨‬؛‪ .‬واتبع السين المسيح هذه العاد؛ عندما بارلذ األطفال‬
‫وأفترض أته هكذا وضع اليهون أيديهم على ذبائحهم بالقصد ذايه بحسب تشربع‬ ‫[مت ‪ : ١٩‬ه ‪١‬‬

‫انظر‪ ٨^٢٧ .370( :‬خ؛‪ 3.11. 738‬اح‪8‬ح) ‪1. 4‬ا‪¥‬آ‪ 1‬دئ ‪,‬دح‬ ‫ه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين لديحتي‬ ‫‪٩٩٦‬‬

‫الناموس [عد ‪١٢:٨‬؛ ‪٢٣:٢٧‬؛ ال ‪٤:١‬؛ ‪ ٢:٣‬و‪ ٨‬و‪١٣‬؛ ‪ ٤:٤‬وه‪ ١‬و‪ ٢٤‬و‪ ٢٩‬و‪،٣٣‬إلخ‪.].‬‬
‫وعلى هذا المنوال‪ ،‬أشار الرسل بوضع األيدي إلى أدهم يقدمون لله ئنكانوا يستقبلونه إلى الخدمة‪.‬‬
‫على أتهم استخدموا العالمة نفسها أيشا مع الذين يمنخونهم مواهبا الروح القذس [اع ‪.]٦ : ١٩‬‬
‫على أي حال‪ ،‬كانت تلك هي الغريضة المهيبة المئبعة كنما دعوا أحدا لخدمة الكنيسة‪ .‬وبهذه‬
‫الطريقة كرسوا الرعاة والمعتمين والشمامسة‪.‬‬

‫فمع أته ال توجن وصية محذدة لوضع األيدي‪ ،‬يجبا االعتناء بالمحافظة على هذا الغرف الذي‬
‫ستته المزاولة المستمرة في عهد الرسل‪ .‬كما من المويد أته من المفيد ‪ -‬إلعالء كرامة الخدمة ‪—-‬‬
‫أن روضى الشعبة باستعمالي هذه العالمة التي بها أيائ تحذر الثرئسم بأته ليس بعد ناموسا لذاره‪،‬‬
‫بل إته مقيد في الخدمة لله والكنيسة‪ .‬عالو؛ على ذلك‪ ،‬فهي لن تمسي عالمة فارغة إذ استعيدت‬
‫إلى أصلها الحقيقي‪ .‬ألته ما دام روح الله ال يؤسس شيائ في الكنيسة بال سبب‪ ،‬أو بدون معئى‪،‬‬
‫وجب علينا أن نشعر أن هذا الطقس الذي انبثق منه ليس بال فائدة‪ ،‬بشرط أآل يساء استعماله كنوع‬
‫من الشعوذة‪ .‬أخيرا يلزمنا أن تدرك أن جماعة شعب الكنيسة كتها لم تضغ أؤديها على خدامها‪ ،‬ل‬
‫قام بذلك القسوس وحدهم‪ .‬ومع أته ليس ثئة ما يوقد أة العديد كانوا دائائ يضعون أيديهم أن ال‪،‬‬
‫لكته واضخ أن هذا ما حدث في حالة الشمامسة‪ ،‬كما حدث في حالة بولس وبرنابا وقليلينآخرين‬
‫[اع ‪ ٦ : ٦‬؛ ‪ .]٣: ١٣‬أائ في موضعآخر‪ ،‬فيتذكر بولش أته هو نفسه‪ ،‬وليسآخرون معه‪ ،‬و صغيدئه‬
‫علىتيموثاوس‪ ،‬يقول‪ :‬ا!أدكرك ان تصرم ائصا مؤجته الله اليي فيك بؤظعتذي [‪٢‬ني ‪.]٦:١‬كما‬
‫أتني لسك أستئتط متا قاله في رسالته األولى عن وضع أيدي المشيخة [ ‪١‬تي ‪ ،] ١٤: ٤‬أته كان‬
‫يتحذث عن جماعة الشيوخ‪ ،‬بل أفهلم هذا التعبير ليعني الرسامة ذاتها‪ .‬فكأتما كان يقول‪ :‬احترز‬
‫أأل بطل النعمة التي تقبلثها عندما فرزدك قسيسا بوضع اليدين‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫حاذ امة القديمة‪ ،‬و عظام المبق‬

‫بل ا لبا بونة‬

‫لحآلع‬

‫(التطؤر التاريخي للخدمة؛ ثالذ فائت من الخذام‪ :‬شيوغ معتمون وشيوغ مدترون؛ شيخ‬
‫بختار أسقائ؛ رئيس األساقفة‪)٤ —١ ،‬‬

‫‪ . ١‬أمانًا الكنيسة القديمة بمو ح التلف الكتابتي‬

‫ناقشنا إلى هنا نظام الكنيسة كما تستمناه من كلمة الله النقية‪ ،‬وكذا أنواع الخدمة التي أسسها‬
‫المسيح‪ .‬واآلن‪ ،‬حتى نوحنخ هذه األمور ونأحذها إلى حيز المألوف‪ ،‬ولثردبفها في أذهاننا على‬
‫نحو أثبت‪ ،‬يغيننا أن نتعرف شكل التأسيس اإللهى الذي يمثل أمام أعيننا في خصائص الكنيسة‬
‫القديمة‪ .‬فمع أن أساقفة تلك األزمنة سوئا العديد من القوانين الكنسية التي يظهر من خاللها أدهم‬
‫عيروا بما يزيد عتا وزن في الكتاب المقذس‪ ،‬إأل أدهم شاكلوا تأسيس تلك الثئلم بعناية قصوى على‬
‫نموذج كلمة الله الغريد‪ ،‬بحيث تالحظ ئؤا أئها لم تحتوعلى شي؛ يمكنه أن تعتبر مغايرا لكلمة الله‪.‬‬
‫وإن كانت ترتيباتهم قد افتقرت إلى شي؛ ما‪ ،‬لكئ ألتهم حاولوا على قدر إمكانهم وبإخالص أن‬
‫يحفظوا ما شزعه الله ولم ينحرفوا عنه بعيذا‪ ،‬يغيننا جذا أن نفحعل بإيجاز التنظيم الذي مارسوه‪.‬‬

‫ذكرنا أن الكتاب المقدس يضع أمامنا ثالثه أنواع من الخدمة‪ .‬وكذلك مهما كان للكنيسة‬
‫القديمة من خدام‪ ،‬انقسمت وظائفهم على ثالثة أنظمة؛ من نظام الشيوخ (‪ )١‬انتخب البعض رعا؛‬
‫معتمين؛ (‪ )٢‬وبات الجزء المتبثي مكئعا اإلشراف على األخالقيات وتصحيحها؛ (‪ )٣‬ووقعت‬
‫مسؤوليًا العنايه بالفقراء وتوزيع اإلعاناب الخيرية على الشمامسة‪.‬‬

‫لم يعتبر دور القراء أو مساعدي الخدام ‪ ١‬في خدمة العبادة وظيفًا محددة؛ بل كان هؤالء‬
‫يستون إكليريكؤين ويدربون ‪ -‬منذ سئ مبكرة من خالل مناهج مقررة ‪ -‬على خدمة الكنيسة‬

‫ئضيوئ الشموع أو حاملو الكتاب المقدس في مقدمة موكب الدخول‪.‬‬ ‫‪١‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪٩٩٨‬‬

‫بهدف أن يفهموا عن كثب أهمية دورهم‪ ،‬عساهم يوائ يصبحون أكثر استعدادا لوظيفه قيادية‬
‫وسوف أتصنى بإسهاب لهذا الموضوع الحعا‪.٢‬‬

‫لذا عندما وضع هيرونيمس خمسة أنظمة كنسية‪ ،‬أدرج في الئحتها هذه الفائت‪ :‬األساقفة‪،‬‬
‫الشيوخ‪ ،‬الشمامسة‪ ،‬المؤمنون وطالبو االنضمام للعضوية [المرعوظون]‪ .‬على أده لم يعط‬
‫األكليروس المتبثي أو الرهبان مكاائ خاصا‪.‬‬

‫‪ . ٢‬مغصت األسقف‬

‫دعي جميع من أسندت إليهم وظائف التعليم شيوحا [أو قسوسا ] واختار هؤالء من‬
‫بينهم في كز مدينه واحذا أطلقوا عليه لقب األسقف لكيال تنشب الخالفات التي تنجم عن‬
‫التساوي في الرتبة (كما يحدث عادة)‪ .‬ومع هذا لم يحتز األسقف مكانه عالية من الكرامة أو‬
‫الشرف‪ ،‬بحيث تكون له سياد أو سلطه استبدادية على زمالئه‪ .‬ولكئ وظيفته كانت تؤلمله للقيام‬
‫بدور تنفيذي في مجمع الشيوخ‪ ،‬شبيه بدور القنصل في مجلس الشيوخ؛ كتقديم تقارير األعمال‪،‬‬
‫واستدعاء اآلراء‪ ،‬وقيادة جلسات المشورة‪ ،‬والنصح واألرشاد‪ ،‬وإدارة العمل في حدود السلطة‬
‫المغوضة إليه‪ ،‬وتنغيذ القرارات المثخنة في اإلطار الجماعي‪.‬‬

‫ويقر األقدمون أنفسهم بأن هذا الترتيب نتج من اتفاي بشري يالئم احتياجات العصر‪ .‬لهذا‬
‫كتب هيرونيمس معتائ على الرسالة إلى تيطس قائأل‪ :‬األسقف والشيخ [القسيس] واحن وال‬
‫اختالف بينهما‪ .‬فقبل أن نيبت نزاعات في ممارسة الدين بين الناس بحفر من الشيطان‪ ،‬بحيث‬
‫صاروا يعولون فيما بينهم‪ :‬أنالبولس وأنالصقا [ ‪١‬كو ‪ ١٢: ١‬؛ قارن ‪٤:٣‬؛‪ ،‬كانت شؤون‬
‫الكنيسة تدار بمشورة القسوس [الشيوخ] المشتركة‪ .‬أما بعد ذلك فاسند اإلشراف إلى شخعي‬

‫واحد كيما يستأصل بذور الخالف‪ .‬ولكن مثلما عرف القسوس أئهم خاضعون لمن يتراس عليهم‬
‫على أساس العادة المتبعة في الكنيسة‪ ،‬كذا يدرك األساقفة أنهم أعلى درجة من القسوس بمجرد‬
‫حكم العادة السائدة في الكنيسة‪ ،‬وليس بتكلينب فعلى من ردب الكنيسة‪ ،‬وعلى ذلك يجب عليهم‬
‫أن يديروا الكنيسة بالتعاون معهم‪ .‬على أن هيرونيمس يذكر في موضع آخر أة ذلك التنظيم كان‬
‫في العدم؛ فيقول إذ قساوسة اإلسكندرية — من زمن البشير مرقس حتى عصر هرقل وديونيشيوس‬

‫[اإلسكندري] — انتخبوا من بينهم واحدا رفعوه إلى مرتبه أستى‪ ،‬وستوه أسقعا ‪٣.‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.٩‬‬ ‫‪٢‬‬


‫اه!ل‬ ‫;‪ 56. 310‬ا‪8£‬ح) ‪1‬‬ ‫‪22. 1193:11.‬‬ ‫انظر‪٢. ¥1. 288( :‬ح‪2 8‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪٩٩٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الرابع‬

‫إذا‪ ،‬كان لكق مدينه مشيخه [مجمع شيوخ؛ تتكؤن من الرعاة والمعئمين‪ ،‬إذ كانوا جميعا‬
‫يواظبون بين الشعب على التعليم‪ ،‬والتضح‪ ،‬والتأديب‪ ،‬وهي الوظيفه التي أوصى بولش األساقفة‬
‫بها [تي ‪]٩:١‬؛ ولكي يشغوا جيأل بعنهم‪ ،‬اجتهدوا في تدريب الشبان الذين انخرطوا في سلك‬
‫الجيش المقذس‪.‬‬

‫كما حددت منطقة معينة لكق مدينه اختير منها قسوشها‪ ،‬واعيبرت جزءا من جسد تلك‬
‫الكنيسة‪ .‬وكانت كق مشيخة [أو مجمع؛ تحت إشراف أسقي واحد للحفاظ على التنظيم‬

‫‪ .٣‬الواجب الرئيس لألسقف والقسوس آالشيوخ؛‬

‫أتا في ما ينعتق بالوظيفة التي نحن بصددها اآلن‪ ،‬كان على األساقفة كما القسوس أن يكرسوا‬
‫ذواتهم لخدمة الكلمة واألسرار‪ .‬على أده في االسكندرية وحذها‪ ،‬بحسب ما ورد في الكتاب‬
‫التاسع من مؤلف سقراط التاريخ المثلث األجزاء‪ ،‬ه سبي بأأل يعتلم الشعب أحذ من الشيوخ‪ .‬أما‬

‫هيرونيمس فال يخفي امتعاصه من تلك الواقعة‪٦ .‬‬

‫من األكيد أئه كان يبدو من الخطأ المشين أن يذعي أحدهم وظيفة األسقف لنفسه‪ ،‬من دون‬
‫أن يبرهن على ذاته أسقائ حقيقيا‪ .‬وقد اثصفت األزمنة بعثر كهذا اضئلز معه جميع الخدام إلى أن‬
‫يقوموا بالعمل الذي أمرهم به الرت‪ .‬لسث أشير إلى نمي اوتغ في أحد العصور بمفرده؛ ألئه حتى‬
‫في زمان غريغوريوس العظيم‪ ،‬حين قاربت الكنيسة حافة االنهيار (وقد تدهورت جذا من نقاوتها‬
‫األصلبة)‪ ،‬لم يفتغر ألي أسقي إذا أحجم عن الوعظ‪ .‬يقول في مكا؟ ما‪ :‬يموت األسقف إذا لم‬
‫يسفع منه صوت؛ ألئه يجلب لنفسه سخط القاضي المستتر إذ جال صامكا عن الوعظ ‪ .‬وفي‬
‫موضعآخر‪ :‬الما يتبرأ بولس من دم الجميع [اع ‪٢٦ : ٢٠‬؛‪ ،‬دبكتنا بل تحكم علينا عبارته هذه‪،‬‬

‫‪*.‬‬
‫المكان‬ ‫أالخورًاسقفأ ‪ً01 :‬ا‪07‬ءا‪٠‬اًا‪7‬حمسد أساقفة*‬ ‫‪٤‬‬
‫انظر‪8, £:‬جال‪0٠٢‬ة ‪٠0111‬ة ‪ 71. 38 )11 69. 1156,‬رز‪٢‬هك؟‪ 7/7‬حكغ‪8, 7<7/1‬ل‪0٢٦‬ك‪8810‬ةح‬ ‫ه‬
‫‪٧.21‬‬ ‫ا)‬ ‫‪٢. 11. 129(.‬ع‪ 11-. 11 2 8‬؛‪)3 67. 623-626‬‬
‫‪0 ٧. 322; ٤٢.‬حط‪ 54. 428; ٤٢.‬ط‪8£‬ح) ‪ 111. 7‬دئ ‪0116,‬‬ ‫انظر‪2 80٢. ¥1. 93( :‬‬ ‫‪٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٠٠‬‬

‫فنحن في كذب‪ ،‬ونظهر مذيبين نحن المدعوين أساقفة؛ نحن مسؤولون عن موت اآلخرين (إلى‬
‫جانب ما لنا من ذنوب)‪ .‬فانا نقئل بغتورنا وبعجنا النفوس العديدة التي نراها تمضي إلى هالكها‬
‫يوائ بعد يوم ‪ ٧.‬يثهم نفسه وآخرين بالصمت‪ .‬ألئهم باتوا أقز مواظبة على عملهم مثا كان واجبًا‬
‫عليهم‪ .‬ولما لم يشبق على مرع أنجزوا نصن ما تتطتبه وظيفئهم‪ ،‬ماذا كنث تظته يفعل إن توقف‬
‫أحد عن عمله كلائ؟ لهذا كان مبدًا قديثا في الكنيسة‪.‬أن أؤل واجبات األسقف هي أن يغذي شعبه‬

‫بكلمة الله‪ ،‬أي أن يبنتي الكنيسة ‪ -‬جهرا وسرا — بالتعليم الصحيح‪.‬‬

‫‪ .٤‬رؤسا األساقفة والبطاركة‬

‫أن كان لكز دائر؛ اختصاص (أو مديرية) رئيس واحد لألساقفة‪ ،‬وأن نئب لدى انعقاد مجمع‬
‫نيقيا بطاركة يحتتون مرتبة أعلى مقاائ وكرامة من رؤساء األساقفة‪ ،‬فهذه من الوقائع ذات صلة‬
‫لصؤن النظام (والقيام بالتأديب)‪ .‬ولكئ ال يسعنا في هذا المجال أن نفعل عن أن ذلك كان نادرا‬
‫جذا‪ .‬لذا كانت تلك الرئب قد تأسست‪ ،‬حثى إذا طرأت حادثة ما استعصى حئها على مجموعه‬

‫قليلة العدد في كنيسه ما‪ ،‬احيلت إلى سينودس المقاطعة‪ .‬أما إذا استفحلت صعوبة األمر بحيث‬
‫تطآبت تقاسا أوسع‪ ،‬عندئذ دعي البطاركة معا لالنضمام إلى السينودس في التعامل معها‪ .‬وفي تلك‬
‫الحالة لم يسمح باالستئناف إأل لمجمع عام‪ .‬قال البعض بأن ذلك النظام يؤنف أنظاائ هركاال؛‬
‫ولكئ هذا (في اعتقادي) تعبير خاطئ‪ ،‬دال يظهر أبذا في الكتاب المقذس‪ .‬ألن الروغ القدس شاء‬
‫للناس أأل يحلموا بتسلط أو بسياد؛ في إدارة الكنيسة وحكم شؤونها‪ .‬أائ إذا وضعنا اللفظة جانبا‬
‫وأنعمنا النظر في الموضوع نفسه‪ ،‬لوجدنا أن األساقفة األقدمين لم يزعموا إنشاة أي هيكلية مغايرة‬
‫لما أرساه الله في كلمبه لتنظيم أمور الكنيسة‪.‬‬

‫ادسمت الشموسبة في ذلك الحين بالخواص نفسها التي كانت لها تحت إشراف الرسل‪ .‬فقد‬
‫تقبل الشمامسة العطايا اليومية التي قدمها المؤمنون‪ ،‬وتناولوا الدخل السنوي للكنيسة‪ .‬وكانوا‬

‫حا‪1‬أ ال‪0٢‬جج]ن‬ ‫انظر‪€$ 071 :‬أ‪1‬أأ‪٧[ 77.472 £.(; 1‬تت‪.‬ل] ذ(ل‪ 1.32; [١٧1‬جةا‪0‬أ‪8‬ا<؟‪ £‬آل‪1. 24 )[٧10‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪. 10 )11 76.910(.‬ات‪1,110111.‬‬
‫‪١٠٠١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الرابع‬

‫يختبصون تلك التقدمات لالستعمال السليم‪ ،‬أي أئهم كانوا يوزعون بعضها إلعالة الخذام‪،‬‬
‫والبعفى إلشباع المحتاجين‪ ،‬ولكن بحسب قرار األسقف الذي كانوا بعطونه حسابا سنودا عن‬
‫توزيعهم‪ .‬وكون القانون الكنسي إذ ذاك يجعل األسقف وكيأل على جميع ممتلكات الكنيسة‪ ،‬ال‬
‫ينبغي أن بفهم بمعنى أده كان يدفن تلك المسؤولية شخصبا؛ بل كان من واجبه أن يسني للشماس‬
‫األشخاص الذين ينبغي أن يتلثوا دعائ عاثا من الكنيسة؛ وبالنسبة إلى ما ربثى‪ ،‬كان عليه أن يحذد‬
‫لنن ئعطى ومقدار ما بعطى كز شخعئى‪ ،‬حيث وقع عليه أن يتحرى هل كان الشماس قد أدى‬

‫واجته بأمانة ‪ .‬فهكذا نقرأ في القوانين المنسوبة الى الرسل‪ :‬نقضي بأن تكون شؤون الكنيسة في‬
‫حيز سلطة األسقف‪ .‬ألئه إن كانت نفوس النايس (وهي أثمن قيمه) قد ائتينت له‪ ،‬فمن األنسب‬
‫أن توضع رقابة األموال بين يديه بحيث تورع كز األشياء بواسطة الشيوخ والشمامسة بناء على‬

‫سلطته‪ ،‬وبحيث ددبر بمخافه وعنايه دقيقة‪ ٨.‬هذا وقد حكم مجمع أنطاكية [‪٣٤١‬م] باإليقاف‬

‫كان يعبن غالبا في البدء معاونون للشمامسة لمساعدتهم في سن حاجة الفقراء؛ ولكن هذا‬
‫‪.‬التمييز لم يغد واضخا بعد حين‬

‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬ظهر بعدئذ رؤساء الشمامسة عندما ازداد ثراء األمالك ودعت الحاجة إلى‬
‫اإلدارة األكثر دقه‪ ،‬علائ بأن هيرونيمس يفيدنا بأدهم وجدوا في زمانه‪ ١ ٠ .‬كلفت رؤساء الشمامسة‬
‫جميع اإليرادات والممتلكات والئعذات والهقدمات اليومية‪ .‬لذا بنذر غريغوريوس رئيس شمامسة‬
‫‪.‬سالونا باره يعتبر مذنيا‪ ،‬إذا فقدت أو تبذدت أي ممتلكادب للكنيسة بسبب إهمابا أحد أو غئه‬
‫ولكئهم كانوا أيائ مكلفين قراءة اإلنجيل للشعب‪ ،‬والصالة‪ ،‬كما اسندت إليهم أيشا وظيفة تقديم‬

‫انظر‪, :‬ال‪3‬اس‪ 111 0‬كحأاء ;‪93 £.‬‬ ‫‪٨‬‬ ‫جا‪،9‬ك؟‪،‬هورم‬ ‫ص ‪ 311)1 1131181311011 11111011,‬س‪; 1‬ات‬
‫‪).‬جلعألقعا‪ 187. 893; ^٢‬ا(ل]‪11. 1. 24 )٦١۶‬ت ‪11. 685 .1‬‬
‫‪. 011,‬ون ‪11,319; 1111011,‬ا‪8‬ال‪3‬س‪(01111(1 0‬‬ ‫انظر‪247 £.:‬‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪ 1111011‬ء (‪ )341‬ا‪1‬ن‪0‬ا‪1‬ع‪ ٨‬؛‬
‫اةال‬ ‫;‪ 56. 310; 1٢. !14] 2 801. ٧1. 288‬ا‪8£‬ح) ‪0*11. 1‬‬ ‫انظر‪٧. 386 £.( :‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫انظر‪110, 8^10718 0001. 1 )^۶٤ 39. 1574(. :‬ئ‪118‬ج‪٨11‬‬ ‫‪١١‬‬
‫إذ رسائل البابا غريغوريوس األؤل الكثيرة إلى (وعن) مكسيموس‪ ،‬رئيس الشمامسة الذي تسئم أسقفية سالونا‪ ،‬الهزت‬
‫‪:‬بحضوره ليجيب عن ادهامات باالختآلس والسيمونية (شراء منصب كنستي أو بيعه] وسوء استخدام األموال‪ .‬قارن‬
‫‪6795 ,750 .77‬‬ ‫ئد‪ ٠٠‬آلة^) ‪;.££ 402 ,382 ,254 .1‬‬ ‫‪,‬ال‪0٢‬ج‪٠0‬ل‬ ‫‪; ¥1.111; ٧1 £.,‬دت‪1٧.‬‬
‫‪٢. x^^^ 172 £., 189, 195 ££.).‬ح‪815-818); €٢. !! 2 8‬‬
‫جون كالثن‪ :‬سس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٠٢‬‬

‫الكأس في العشاء المقدس‪ .‬كانت هذه المهام ئدزج تحت مهام وظيفتهم حتى يؤذوها بأكش‬
‫تدقيق‪ ،‬إذ بذلك انذروا بأن دعوتهم لم تكن لوظيفه إدارية دنيوية‪ ،‬بل لعمل روحى مكرس لله‪.‬‬
‫مح‬ ‫ع‬ ‫مح‬ ‫ي‬

‫‪ . ٦‬استخدالم ممتلكات الكنيسة‬

‫من هذا يمكننا أن نستشف ما كانت ممتلكات الكنيسة دستعمل ألجله‪ ،‬وكيف كانت توزع‪.‬‬
‫ولسوف تجد في كز من القرارات الصادرة عن السينودسات كما في كتابات األقدمين‪ ،‬أن كز‬

‫ما كانت تمتلكه الكنيسة ‪ -‬سواء من المال أو العقار ‪ -‬إثما هو وقف للفقراء‪ .‬لذا كانت ركزر‬
‫النغمة ذاتها على األساقفة والشمامسة؛ أن يتدبروا أن ما في أيديهم ليس ملكا لهم بل إئه نخصص‬
‫الحتياج الفقراء؛ أثا إذ احتجزوها بسات سيئة أو بذروا منها شيائ‪ ،‬بات دم المحتاجين على أيديهم‪.‬‬
‫وعلى هذا‪ ،‬ئصحوا بأن يؤذوا هذه األمانات إلى أصحابها بكز خوب ورعدة كما في حضرة الله‪،‬‬
‫وبالمحاباة للوجوه‪ .‬ومن هنا نشأت احتجاجات يوحنا فم الذهب‪ ،‬وأمبروسيوس‪ ،‬وأوغسطينس‪،‬‬
‫وأساقفة عظام مثلهم‪ ،‬والتي يثبتون بها استقامتهم وجدارتهم عند الشعب‪.‬‬

‫على أته من قبيل اإلنصاف‪ ،‬كما أئه مؤيد من شريعة الرب‪ ،‬أن تدعم الكنيسة من يخدمونها من‬
‫ماليتها العامة [ ‪ ١‬كو ‪١٤:٩‬؛ غل ‪]٦ : ٦‬؛ كما أن بعض القسوس في ذلك العصر كرسوا مواريفهم‬
‫لله واختاروا مستوى الفقر طواعيه ‪ .‬ولذا كانت نتيجة التوزبع عندئذ أن ‪-‬خذام الكنيسة لم يعوزهم‬
‫القوت‪ ،‬كما لم يهئل المحتاجون‪ .‬وفي الوقت ذاته اشئرط من قبيل االحتياط أن القسوس أنفسهم‪،‬‬
‫إذ كان متوبائ منهم أن يكونوا نموذجا يحتذى في االقتصاد‪ ،‬ال يمتلكون الكثير إلى حذ التبذير‬
‫واالنغماص في الثراء‪ ،‬بل ما يكفي لسداد احتياجاتهم فقط‪ .‬يقول هيرونيمس‪ :‬إذا فيل القسوس ‪-‬‬
‫أي شيء من وقف الفقراء‪ ،‬فهؤالء يدئسون المقدسات‪،‬‬ ‫الذين يستطيع أن يدعميم ثراء وايديهم‬
‫وبهذا األتالف يكلون ويشربون دينونة على نفوسهم [‪١‬كو‪١٢.]٢٩:١١‬‬

‫‪ .٧‬هسمدباءؤ‪٠‬لإليرادات‬

‫كانت األدارن في بادئ األمر مجانية وتطؤعية‪ ،‬إذ كان األساقفة والشمامسة أمناء في تطوعهم‬
‫االختياري (للخدمة)‪ ،‬ما دامت األمور تجري طبعا لنزاهة الضمير وبراءة الحياة بدأل من القواعد‬

‫ينسب غواسيأنس (المعروف بأبي الشرع الكفتي) هذا القول إلى هيرونيمس‪ ،‬إآل أئه غير مشهود له ق أي من كتابات‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪,‬الهاك‪6٢‬‬ ‫هيرونيمس التي وصلت إلينا‪ .‬انظر‪11. *11. 1. 23 ٤; 11.1. 2. 6 )^۶٤ 187. 822 £., 543(. :‬‬
‫‪١ ٠ ٠٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الرابع‬

‫والقوانين‪ .‬وما إذ بززت للوجود أمثلة شريرة من جراء جشع البعض وتالعبهم االثم‪ ،‬بات ضروري أن‬
‫قتدن‪ ،‬القوانين الكنسية لتقويم هذه النقائعى‪ ،‬فتردب على ذلك تقسيلم دحل الكنيسة أربعة أجزاء‪ :‬واحد‬
‫لإلكليزس‪ ،‬واخر للفقراء‪ ،‬وثالث لترميم الكنائس واألبنية األخرى‪ ،‬ورابعللفقراء الغرباء والمحليين‪.‬‬

‫وفيما تنش بعض المراسيم على تخصيص هذا الربع األخير لألسقف‪ ،‬ال يختلف ذلك‬
‫عن التقسيم الذي تحذثث عنه قبأل‪ ،‬ألئها لم تهدف إلى جعل هذه الحصة دخأل خاصا له؛ إثا‬
‫الستهالكه الشخصي أو لسكبه على من يشاء‪ ،‬بل لكي تكتمل به الضيافة المتوقعة من تلك الرتبة‬

‫بحسب تعليمات بولس [‪١‬تي ‪٢:٣‬؛‪ .‬وهكذا فشره جيالسيوس وغريغوريوس؛ حيث لم يسرن‬
‫جيالسيوس أئ سبب آخر يجعل األسقف يخضص لذاته شيائ سوى إعانة المسجونين وعابري‬
‫السبيل‪ .‬أتا غريغوريوس فيتحذث بمكثر وضوح‪ :‬سرى العرف أن يأمز الكرسي الرسولى األسقف‬
‫حازما برسم‪ ،‬أن يقشم اإليراد بجملته أربعة أجزاء‪ :‬أحدها لألسقف وأهل بيته للضيافة والصيانة؛‬
‫وخر لإلكليرس؛ وثالث للفقراء؛ ورابع إلصالح أبنية الكنائس‪ ١٣ .‬لذا لم يكن مسموحا به أن‬
‫يأخذ األسقف شيائ الستعماله الخاص سوى ما كان كافيا للقوت والكسوة المعتدلين مع مراعاة‬
‫االقتصاد في اإلنفاق‪ .‬وإن شرع أحدهم في الخروج على هذه المبادئ فانحرف إلى الغرف أو‬
‫اإلفراط أو التبهرج والفجب‪ ،‬وتخه أقراده ثؤا؛ وإذ لم يذعن يخنع من وظيفته‪.‬‬

‫‪ . ٨‬مالية الكنيسة وتوزيفها على الفقراء‬

‫لم تنفقوا الكثير في البدء على زينة األشياء المقدسة؛ حتى بعدما اغتنت الكنيسة رويدا رويدا‪،‬‬
‫ظتوا يراعون االعتدال في هذا األمر‪ .‬وكان كز ما ورد من دخل ال يزال محفونا لمصلحة الفقراء‬
‫إذا اقتضت الحاجة‪ .‬لذا باع كيرتس اآلنية والمالس الكهنوتية‪ ،‬وأنفق المال على سن احتياجات‬
‫الفقراء عندما حلت المجاعة بمديرتة أورشليم ولم يكن هناك سببنآخر ألعانتهم‪ .‬وكذلك لائ‬
‫أشرف جمهور ضخلم من الغرس على حافة الموت بسبب المجاعة‪ ،‬دعا أكاكيوس أسقف أميدا‬
‫قساوسته وألقى عليهم حطبته الشهيرة‪ :‬ليس إلهنا في حاجة إلى أطباق أو كؤوس ألئه ال يأكل‬
‫وال يشرب‪ .‬ثم طمؤرآنية كي يبتاغ قوائ ويفتدي قوتا يرى لحالهم‪ ١ ٤.‬وهيرونيمس أيقا‪ ،‬عندما‬
‫ندد بالفخامة المفرطة التي ادجهت إليها الكنائس‪ ،‬مدح إكسوييريوس ‪ -‬أسقف تولوزآنذاك‬

‫‪,‬عةاًاة‪6٢‬‬ ‫‪,‬ال‪0‬ج‪ 6٢0‬د؛ ‪. 2. 30 )11 187. 1029. 909,‬ااآ ;‪. 3. 2‬ا‪٧‬د‪11‬‬


‫ل*‬ ‫انظر‪ 56 :‬؟‪٢،‬عبرك‪€‬ك‬ ‫‪١٣‬‬
‫(‪111. 74 ).‬ل‪٧[ 2 80٢.‬ا‪ ]101101 1‬يل‪٢. 1٢‬أ ;‪11. 333‬‬
‫انظر‪ 69. 1017, 1198(, 6*0111 $00111011, :‬ا(ل]ك‪1.16 )١‬ل ;‪٧. 37‬ر عغدو‪8, 7/7/‬آل‪0٢‬ا)‪0‬ا‪88‬ةح‬ ‫‪١٤‬‬
‫(‪!¥. 24 )11.* ^1^6 2 801.* 11. 319 }.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٠٠٤‬‬

‫الذي حمل جسد الرب [الخبز المقدس] في ستة من األملود المجدول ودته في كأس زجاجية ة‬
‫ولم يترن مسكيائ يجوع‪ ١٥ .‬وما قائه روا‪.‬عن أكاكيوس قاله أمبروسيوس عن ذاره‪ ،‬ألده عندما عاره‬
‫االريوسيون لكسره االنية المقدسة لكي يدفع الفدية عن األسرى‪ ،‬استعمل هذا العذر الغدهش‪:‬‬
‫ذاك الذي أرسل تالميذه بال ذهب لجمع كنائس أيقا بال ذهب‪ .‬تمتللن الكنيسة الذهت ال لتخرئه‬
‫بل لئنبقه لتفريج الكروب‪ .‬فما الحاجة إلى حفظ ما ال يعين؟ وهل نجهل قدر الذهب والفضة‬
‫الذي حمله األشوريون من هيكل الرب [‪٢‬مل‪:١٨‬ه ‪] ١٦-١‬؟ أال يكون من األفضل أن يصهره‬
‫الكاهن لدعم المحتاجين في حال عدم وجود موارد أخرى‪ ،‬بدأل من أن يغر به عدؤ زنديق؟ ألئ‬
‫يقول الرب‪ :‬ولماذا قيلت أن يموت هكذا محتاجون كثيرون من الجوع؟ من المولد أته كان لدتك‬
‫الذهب الذي به تبتاغ الطعام‪ .‬لماذا تبل األسرى غنو؛ ولم يدفع فديتهم؟ لماذا دبل كثيرون على يد‬
‫العدؤ؟ كان أجذر بكم أن تحفظواآنيه بشرية حية من حفظ أوعية معدنية‪ .‬حينما يستجوبك الله‬
‫هكذا بماذا تجيب؟ [هل تقول]‪ :‬وخشيت أن يظز هيكل الله عاريا من الزخرفة؟ عندئذ يجيب‪:‬‬
‫آلال تحتاج األسرار المقنسة إلى الذهب‪ ،‬كما وال يشر بالذهب ما ال يشترى بالذهب‪ .‬إذ زينة‬
‫األسرار المقدسة هي فدية األسرى‪ ٤.‬باأليجاز‪ ،‬ما قاله هذا الرجل ذاته كرره في موضعآخر‪:‬‬
‫كز ما تمتلكه الكنيسة محضص لسن اعواز المحتاجين‪ .‬وأيقا‪ .‬ال يمتلك األسفنى شسا ليس‬
‫تفا للفقراء‪١٦٠٠.‬‬

‫‪ .٩‬المراحقاإلعداديةللوظيفة‬

‫تلكم كانت خدمات الكنيسة القديمة‪ .‬ثمة مهالم أخرى دنرها الئؤرخون لعتبر تدريباب‬
‫وإعدادات أكثر متا هي وظائف محذدة‪ .‬فقد فيل أولئك الرجال القديسون للرعاية وللتعليم‪،‬‬
‫سيارا صفارا تطوعوا بموافقه والديهم وإذنهم للتجئد في الجيش الروحي‪ ،‬وهنا صتن استمرارية‬
‫الخدمة لألجيال التالية‪ .‬وبهذا هيأوا أولئك الشبان منذ سن غقه حتى ال يأتوا إلى أداء مسؤوليات‬
‫الخدمة غير مصقولين وغير مدربين‪ .‬وكان جميع مرئ انخرطوا في هذا التدريب األولى يدعؤن‬
‫بالمستى العام إكليريكيين‪ .‬كنك أوقل أن يلعبوا باشم أكثر تمييرا؛ ألن هذه التسمية نشات من‬
‫خطأ‪ ،‬أو على األقز من فكر خاطئ‪ ،‬حيث إذ بطرس دعا الكنيسه كتها إكليرس‪[ ،‬الرعية]‪ ،‬أتي‬

‫دهغ ‪161-01116,‬‬ ‫انظر‪56. 141(. :‬؛‪^٧. 20 )11 22, 1085‬‬ ‫‪١٥‬‬


‫ا‪<٢086, 071 ٠ 0^168 0‬س‪٨‬‬ ‫‪¥111. 137‬لت ‪11 .‬‬ ‫;‪¥111. 16‬ل‬ ‫انظر‪16 )1 16. :‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫‪140, 977; (1. 11[ 2 861-. x. 14, 419,424).‬‬
‫‪١٠٠٥‬‬ ‫الكتاب الرابع — الفصل الرابع‬

‫أميراث الرب‪١‬بط ه‪ .]٣:‬أثا المؤسسة في حذ ذاتها فكانت مميزة بالقداسة‪ ،‬نبيلة القصد‪،‬‬

‫يذرب مجندو الجيوش من خال* ل معارك صورية استعدادا للمواجهات الحقيقية الجادة‪ ،‬هكذا‬
‫تعرحس هؤالء الشبان لمراحل ابتدائية محددة أخلتهم في مجال الخدمة قبل أن يدخلوا إطار وظائفهم‬
‫الكنسية‪ .‬فأؤأل‪ ،‬التبنوا على فتح الكنائس وإغالقها‪ ،‬واطلق عليهم لقت الحراس ‪ .‬وبعدئذ ستوا‬
‫أساعدس إذ كانوا يعاونون األسقف في إدارة شؤون بيبه ويالزمونه في الخروج والدخول؛‬
‫على سبيل االحترام أوأل‪ ،‬ثم إلبعاد الئبهة‪ .‬عالو؛ على ذلك‪ ،‬كان الناس يشاهدونهم فيتعرفون‬
‫إليهم تدريجيا‪ ،‬وبذا أصبحوا يكتسبون ألنفسهم االحترام والتقدير‪ ،‬وفي الوقت نفسه يتعلمون‬

‫أن يراهم الجميع وأن يتحدثوا أمام الجميع؛ حتى حين يصيرون قسوسا ال يكسوهم الحياء عندما‬
‫يعتمون‪ ،‬ولذلك كانوا يعثؤن فرصا للقراءة من ايمنبر‪ .‬وبهذه الطريقة كانوا ئزئعون من درجه‬

‫إلى أخرى حتى يصلوا مرتبة مساعدي الشمامسة ‪ ،‬وبهذا كانوا يستون مثابرتهم في تمريناتهم‬
‫الفردية‪ .‬كز ما أعنيه هو أن هذه كانت األطوار اإلعدادية للمجتدين‪ ،‬وليست المهن التي يمكن‬

‫تصنيعها خدماب في الكنيسة‪.‬‬

‫(تاريخ التغيرات في انتخاب الخدام ورسامتهم‪ :‬موافقة الحكام واألكليروس والشعب في‬
‫انتخاب األساقفة‪-١ ٠ ،‬ه ‪)١‬‬

‫‪ .١ ٠‬إرشادات بولى ربع إلى حد بعيد‪ :‬موافقة الشعب‬

‫ذكرنا فيما تقذم أن االعتبارين األؤل والثاني في دعوة الخذام هما‪ :‬نوع األشخاص الذين‬
‫يختارون‪ ،‬ومقدار العناية التي يجب أن قراعى في هذه العملية‪ .‬في هذين األمزين ائبعت الكنيسة‬
‫األولى إرشادات بولس ومثال الرسل‪ .‬وكانت عادتهم أن يجتمعوا في غاية الوقار وأحز الغيرة في‬
‫دعاء اسم الرب‪ ،‬الختيار الرعاة‪ .‬كان لديهم نموذج يختبرون به المتقدمين بحسب المعايير‬
‫التي وصفها بولس في ما يتعئق بلوب حيايهم ويتعليبهم‪ .‬ولكئهم في الواقع أخطأوا هنا‬
‫بإفراطهم في شذة االختبار‪ ،‬ألتهم أرادوا أن يتوقعوا من األسقف أكثر مائ كان بولس ليئتظزه منهم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٠٠٦‬‬

‫[ ‪ ١‬تي ‪ ،]٧ —٢ :٣‬وخصوصا — بعد مضي حقبة من الزمان — اشتراط التبغل‪ .‬أتا من جهة أخرى‬
‫فاكفقت اختباراتهم مع المعايير التي تطآبها يولس‪.‬‬

‫أتا عن نقطتنا الثالثة — وهي من يجب أن يرسم القسوس — فلم يتبعوا نمكا واحذا‪ .‬قديائ‪ ،‬لم‬
‫يقبل أحذ لعضوئة مجمع الخذام من دون موافقة الشب‪ .‬لذا يبذل قبريادس غاية جهده في االعتذار‬
‫عن تعيين أحدهم — يدعى أوريليوس — قارائ بدون استشارة الكنيسة‪ ،‬إذ بذلك تصرف على غير‬
‫العادة‪ ،‬على الرغم من أكه فعل ما فعله لسبب جيد‪ .‬يقول في مقذمة حديثه‪ :‬أبها اإلخوة األحباء‪،‬‬
‫جرت العادة أن نتداول معكم لتقييم مؤلهالت أي فرد ولؤزن أخالبه في مشور؛ متبادلة‪ ١٧ .‬ولكن‬
‫تونفت هذه العادة بعد حين‪ ،‬إذ لم يكن ثئة خطر جسيم يهذد تلك الوظيفه الصغيرة‪ ،‬وألذ الرجال‬
‫عظيمة‪.‬‬
‫‪٠٠‬‬
‫مسؤولية‬
‫‪٠٠‬ءئ‬
‫طويلة تحت االختبار‬
‫‪٠٠‬بدون‬ ‫‪٠٠‬‬
‫كانوا ‪٠٠‬يقضون فترة‬

‫بعدئذ‪ ،‬ترك الشعب لألسفنى والقسوس مسألة اختيار األشحخاصن المناسبين والجديرين‬
‫وإقرارهم لبقية المناصب أيصا‪ ،‬رتبة األسقفية‪ ،‬وتعيين القسوس الجدد للكنائس المحلية حيث‬
‫تطاب األمر تأييد الشعب علائ‪ .‬ما من عجب إدا في أن الشعب تنازل عن هذا الشرط‪ ،‬ألئه لم‬
‫يعؤن أحذ لوظيفة مساعد الشماس من دون أن يكون قد قضى اختبارات طويلة كجزء من إعداده‬
‫األكليركتي‪ ،‬وذلك تحت النظام الصارم السائد في ذلك الحين‪ .‬وبعد أن ثبتت إمكاناده كمساعد‪،‬‬
‫أصبح ممكائ أن يرتفع إلى وظيفة الشماس‪ ،‬ومن هنا يرتقي إلى وظيفة الشيخ إذا قام بعمله بأمانة‪.‬‬
‫وهكذا لم يتقنم أحذ من وظيفة إلى أخرى من دون اجتياز سنوات عديدة من االختبار تحت عيون‬
‫الشعب‪ .‬كما كانت هنالك قوانين كنسية كثيرة العدد تنض على معاقبة النقائص‪ ،‬بحيث لم تكن أي‬
‫كنيسة مضطرة إلى ئحئل شيوخ أو شمامسة أدقة إأل إذا تهاونت في معالجة األمور‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫استلزم تعيين القسوس موافقة الشعب دائائ‪ .‬يشهد لذلك المرسوم رقم ‪ ١‬للمنطقة ‪ ٦٧‬والمنسوب‬
‫إلى أذاقليطس‪ ١٨.‬أخيرا‪ ،‬تغت جميع شعائر الرسامة في وقب معين كز عام‪ ،‬لكيال يتستل أ حدهم‬
‫في الخفاء من دون موافقة المؤمنين‪ ،‬أو يترنى في عجلة بدون شهود‪.‬‬

‫‪ .١١‬التأييد في االنتخابات األسقفية‪ ،‬حتى عصرتيودوريثس‬

‫احيفظ بحرية الشعب في اختيار أساقفتهم عصورا طويلة‪ :‬فلم يكن أحذ ليقحم على وظيفة ما‬
‫لولم يكن مقبوأل لدى الجميع‪ .‬لذا قرر مجمع أنطاكية (‪٣٤١‬م) أن يمنع تطئل أحد على الناس ضن‬

‫‪ 3.1 579‬ذ‪8£‬ح) اال‪٧‬تلل ال‪٢‬عس‪٦, 1‬لةضالح‬ ‫انظر‪[ ٧.312. :‬االلت ‪0٢‬اأج‪7 ]1‬آلحخ‪ً.‬اأ‬ ‫‪١٧‬‬
‫‪,‬ددء لجكع‪. 1‬ال‪0‬أ‪1‬ل‪٧ )5. ٢٦‬ا‪1‬ت‪-‬اا‪1‬ل‬ ‫انظر‪ 1.:‬لكح‪٢‬حع<ك ‪,‬الةاأة‪94 ).(; 6٢‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫‪7.‬امد ;‪1‬‬
‫تن يختاره اإلكليروس‪ ،‬ويطلبه الشعب آوغالبيته ‪ .‬وآيضا ذع من يتعتب فوق الجميع ان يختاره‬
‫الجميع‪ .‬وإأل فالمجهوز وغير المجزب يقحم على الشعب غنوة‪ .‬وكذا‪ :‬ليختار ض انتخبه‬
‫اإلكليروس وأيدته رغبة الشعب‪ .‬وليكرس بواسطة أساقفة تلك المقاطعة بموافقة المتروبوليت ‪٢ ٠ .‬‬
‫وعلى كز حال‪ ،‬اعتنى أولئك اآلباء القديسون بأأل يتقطر حزيه الشعب بأي شكل أو صورة‪ .‬ولذا‪،‬‬
‫عندما اجتمع السينودس المسكونى الجامع في القسطنطينية ورم نكتاريوس‪ ،‬رفض (المجمع)‬
‫أن يكثل الرسامة بدون موافقة جميع الحاضرين من اإلكليروس والشعب‪ ،‬كما شهد لها في رسالته‬
‫إلى السينودس الروماني‪ .‬لذلك عندما قرر أحد األساقفة أن يعين نن يخلفه‪ ،‬لم تثبت صالحية‬
‫التعيين إأل بتوكيد جميع الشعب‪ .‬تجد مثاأل لذلك في تسمية أوغسطينس لهرقل أسقائ؛ ‪٢ ١‬‬
‫لس هذا فحسب‪ ،‬بل تجد وصائ للصيفة التي يلزم ائباعها أيشا في حال مثل هذه التسمية‪.‬‬
‫وعندما يشير تيودوريتشى إلى بطرس الذي ستاه أثناسيوس خليفة له يضيف توا‪ :‬أن السلك‬
‫الكهنوتي أدد صالحية عملية اختياره‪ ،‬والحكام ووجهاء المواطنين وجميع الشعب أيدوا‬

‫البيعة بالتصغيق والهتاف‪٢٢.‬‬

‫‪ -١٢‬التواذن بين الشعب واإلكليروس‬

‫أعترن بأته كان قرارا حمينا عندما حكم مجمع الوية (حوالى ‪ ٣٦٣‬م) بأأل يترك عمية‬
‫االنتخاب للجموع؛‪ ٢٣‬ألته قتما يحدث أن نجمع رؤوس عديدة كهذه على حز أمر من األمور؛‬
‫وإئه صحيخ على وجه العموم أن احشنا غير موثوى به من العامة‪ ،‬تتغرق أهواؤه إلى ائجاهات‬
‫متناقضة اا‪ ٢٤.‬ولكئ عالجا ناجائ ؤجد لتجيب هذا الخطر‪ .‬أؤأل‪ ،‬قام اإلكليروس باختيار الشخص‪،‬‬
‫ثم قدموا اختيارهم للحكام أو لمجلس الشيوخ وألعيان المواطنين‪ .‬وبعد الترزي‪ ،‬أيد هؤالء‬
‫الترشيح إذا بدا ذلك سليائ ومنصائ؛ وإن لم يزؤهم اختاروا بدبال يغخلونه‪ .‬وس ثم أتوا باألمر إلى‬

‫‪. 011.,‬؟‪ 1101; 0‬؛‪31181 11. 1315‬س ‪٧111‬ت ‪1 )341( 0311011‬ا‪100‬غع‪ ٨‬؛‪€01111011 0‬‬ ‫انظر‪. :‬؛‪242‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫انظر‪ 10. 110(. :‬ا ‪ 2 801.‬تد ‪.‬ي ;‪ 54. 634, 1203‬مس) ‪ x. 6; 011‬دئ ‪0 1,‬ل‬ ‫‪٢٠‬‬
‫س‪٤‬س‪7٠‬ععا‪00‬أك ‪11100)100,‬‬ ‫انظر‪ 2 :‬؟!‪٢. 1‬أ ;‪€ 82. 1217 £.‬ل‪. 414; ^1‬ول ‪. >38 0 )1,‬آ ‪٧. 9 )0)1.‬‬ ‫‪٢١‬‬
‫‪00X11‬ا‪811‬ااجاا‪801.* 111. 138(. ٨‬‬ ‫‪€ 32. 52-57.‬؟ ‪.(; 11.‬ى ‪ 33. 966‬مألتظ) ‪,0‬‬
‫‪. >3 810)1,‬آ ‪٧. 20 )01.‬ا ‪11(1)1.,‬‬ ‫;‪346 1‬‬ ‫*‪8 19. 69; 11.‬ح‪82. 1181 1; 6‬‬ ‫انظر‪ 111. :‬ء‪2 80‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫‪126(.‬‬
‫انظر‪ :‬د‪6‬س ‪111011,‬؟ ‪3 011 111‬ا‪0X1 ;565 .11 31181^ 111 311)1 3118‬آ ‪ 1,30)1003 )03, 363( 0311011‬؛‪€0111101 0‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫;‪254 1‬‬ ‫‪1٧. 131(.‬ل‪7 2 801.‬ل‪1‬حم ‪١٧11110108‬‬
‫‪1,‬اج‪٧1‬‬ ‫يقتبس كالغن هذا القول‪ ،‬بثي ج من التقرف‪ ،‬من إنيأدة فرجيل‪11. 296(. :‬اج‪٢‬ا‪ ٧‬اح]) ‪11. 39‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٠٠٨‬‬

‫الشعب‪ .‬وعلى الرغم من أة الشعب لم يكن مقبنا بالقرارات السابقة‪ ،‬لم يمكنه أن يثير الجلبة‪.‬‬
‫أتا إذا ابتدأوا بعاتة الشعب‪ ،‬فلمجزد التعرف إلى اختيار نفئل لهم‪ .‬وبعد االستماع إلى رغبة‬
‫الشعب‪ ،‬اثخن اإلكليروس قراره‪ .‬وهكذا لم سمح لإلكليرس بأن يعين تن يختارونه‪ ،‬كما لم يتحئم‬
‫عليهم أن ينقادوا ألهواء الشعب الطائشة‪ .‬دؤن [البابا؛ الون هذا الترتيب عندما قال‪ :‬أرغبات‬
‫المواطنين‪ ،‬شهادات الشعب‪ ،‬قرار األشراف‪ ،‬اختيار اإلكليروس ‪ -‬هذه ما ينبغي أن يبحث عنها ا‬
‫وأيقا‪ :‬لتكن شهادة الشرفاء‪ ،‬وموانقة اإلكليروس‪ ،‬ومبايعة المسؤولين والشعب تلزمه‪ .‬ويقول‪:‬‬
‫أال يسمح العقل بأن يعفل‪ ،‬خالف ذلك‪ .‬ا ‪ ٢٥‬فالقرار الذي اثخنه مجلس الؤدكية يعني فقط أة‬
‫اإلكليروس والقادة ال ينبغي أن يسمحوا لذواتهم أن تجرئهم أهواء الجماهير الجامحة‪ ،‬بل أن‬
‫يخمدوا طياشة الجمهور — إذا اقتضت الضرورة — باالسترشاد بحكمتهم وجذيتهم‪.‬‬

‫‪ .١٣‬اإلكليروس والحكام السياسيون‬

‫ظلت وسيلة االختيار هذه سارية النفاذ حتى عهد غريفوريوس‪ ،‬ولربما شرت حتى زمن‪،‬‬
‫طويل بعده‪ .‬وتوجد رسائل عديد؛ منه توبد هذه الحقيقة بغاية الوضوح‪ ،‬إد كان يكتب للقساوسة‬
‫والمسؤولين والشعب — وأحياائ للحاكم أيقا بحسب هيكلية السياسة في المدينة‪ ،‬كتما حانت‬
‫الفرصة لتعيين أسقب جديد في أى مكان‪ .‬وإذ تعذر ذلك ‪.‬سبب أى اضطراب في الكنيسة‪ ،‬كان‬
‫غريغوريوس يعتمد على أحد األساقفة القريبين لتحرتب االنتخاب‪ ،‬ويتطتب دائكا إقرارا رسميا‬
‫بالحدث الذي وقع عليه الجميع‪ .‬أتا عندما تعين أحدهم — يدعى قسطنطينوس — اسقائ على ميالنو‬
‫في أثناء غزوات البرابرة التي سيبت هروب العديد موذ‪ ،‬أهزب المدينة إلى حنوا‪ ،‬رأى غريغوريوس أة‬
‫االنتخاب لن يكون تعترقا به إن لم يجتمعوا مائ ويؤيدوه‪ ٢٦.‬في الواقع‪ ،‬لم تمض خمسمائة سنة‬

‫اا‪٧‬ت‪ 1; 4.6; ٠1‬ة !‪01, 11‬ل‬ ‫‪. 7‬ااآ ‪7 2 861.‬ل‪([١٢‬ل‪١٢‬ج‪54, 625 ٤, 632, 634, 1203; 1٢.‬‬ ‫انظر‪10 ٤, :‬‬ ‫‪٢٥‬‬
‫‪109 ٤٤(.‬‬
‫‪6 011‬سا‪ 111. 30,10 (011111116 8‬ا‪٢5‬عككجغ ‪1,‬ة‪ 1116 0٢6‬ال‪0٢‬خ‪٠6‬ل‪6‬‬ ‫‪77. 627 ٤.; ^4011‬‬ ‫انظر‪1. :‬‬ ‫‪٢٦‬‬
‫(‪ 2 861.11. 129 ٤.‬امير‪188; 1٢.‬‬
‫أسس البابا نيقوال الثاني عام ‪ ١٠٤٩‬مجمع الكرادلة النتخاب البابوات‪ .‬انظر‪^.915( :‬د ‪,‬ا‪8‬الة‪١4‬ل)‬ ‫‪٢٧‬‬
‫‪١٠٠٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الرابع‬

‫أثا عن موافقة اإلمبراطور‪ ،‬فبحسب معرفتنا لم تكن مطلوبة إأل في حالة كنيستين‪ :‬روما‬
‫والقسطنطينية‪ ،‬إذ كانت تلك المدينتان عاصمتي اإلمبراطورية‪ .‬وعندما أرسل قالنتينيانوس‬
‫أمبروسيوس إلى ميالنو لإلشراف على عملية انتخاب أسقب جديد‪ ،‬كان ذلك أمزا استثنائيا ناتجا‬
‫من صراعات جسيمة نشبت بين المواطنين‪ ٢ .‬ألمنا في روما القديمة فكانت سلطة اإلمبر اطور قد‬
‫سيطرت على تعيين األسقف‪ ،‬كما يشهد قول غريغوريوس أئه أقيم على إدارة شؤون الكنيسة بأمر‬
‫اإلمبراطور‪ ،‬رغم أئه كان قد تم انتخابه على النظام المرسوم وفي شعائر احتفالية مهيبة دعت إليها‬
‫أصوات الشعب‪ ٢٩ .‬ولكن جرت العادة هكذا‪ :‬بعد أن أكمل المسؤولون الرسميون واإلكليروس‬
‫والشعب عملية تخصيص أحدهم‪ ،‬يمؤل هذا األخير أمام اإلمبراطور الذي بدوره يصادق على‬
‫االنتخاب بموافقته‪ ،‬أو بإلغائه إن لم يوافق‪ .‬وال تختلف الوثائق التي جمعها غراسيانس عن هذه‬
‫الممارسة‪ .‬ولم يرد في هذا الصدد ما يزيد على ذلك سوى أته ال يسمح ألى ملك! بأن يعلل بأى‬
‫ه سيلة انتخابا قانونيا فيعين أسقعا كما يحلو له‪ ،‬كما ال يسمم للمطارنة بأن يكرسوا أسقائ انحناء‬

‫ئرض على الجميع‪ ،‬أو على األقق على ض لم يكن لهم عذر مقبول‪ ،‬أن يجتمعوا بهدف االختبار‬

‫انظر‪٢. 11. 113 £.(. :‬ع‪ 2 8‬ل[ال[ ‪٢ 67. 543. ٤; ٤٢.‬ل><‪٧. 30 )٦١41‬ا ‪8011(17‬‬ ‫‪٢٨‬‬ ‫‪٤08,‬ة‪٢‬ه‬
‫‪٢.‬ع‪ ٤٢. 11] 2 8‬؛‪61. 6 177. 450‬‬ ‫انظر‪11. 76( :‬‬ ‫‪٢٩‬‬ ‫‪* 1.5‬د ‪ 1,‬ال‪0٢‬جج‪٢‬‬
‫قارن‪x111. 18. 1. 2. (11 187. 333 £., 327-330 £.) :‬اءكءءه ‪,‬عة‪٤1‬ة‪61.1 ٢‬‬ ‫‪٣٠‬‬
‫يتطلب مجمع قرطاجة (‪ )٣٩٧‬في قراره التاسع والثالثين أن يشهرك ثالثة أساقفة في سيامة أسقف‪١)4 31181 111. 886) ،‬‬ ‫‪٣١‬‬
‫وكذلك مجمع نيقيا الثاني (‪ ،)٧٨٧‬القرار الثالث (‪111. 748‬ل ا‪8‬ال‪ ،)١٦3‬ومجمع نيقيا األول (‪ )٣٢٥‬في القرارين التاسع‬
‫والتأسع عشر )‪.(181 11. 671, 678‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الدين المسيحي‬ ‫‪١٠١٠‬‬

‫األعمق لمرسح الرسامة في ما يتعلق بالعقيدة واألخالق‪ ،‬حيث لم تخن القرار بدون تمحيص‬

‫تجدر بهم وظيعة الخهنوت‪ ،‬او رض عير المستحشين شهم‪ ،‬اضاى بعد دليل‪ :‬وكي هدا الصدد‬
‫يتحئم أن نتمشك بشن؛ بالشرع األلهى والتقليد الرسولى — الذي نزاوله بيننا وفي أنحاء معظم‬
‫المقاطعات — أن يجتمع جميع أساقفة المنطقة المحيطة عند احتفاالت الرسامة أمام كله الشعب‬
‫الذي يرسم له من يقودهم‪ ،‬وأن بختار األسقف في حضور الشعب ‪ ٣٢ .‬أتا ألته حدث أحياائ أن‬

‫يكتمل االجتماع ببطء‪ ،‬وأن ينتهز البعش هذا التأخير للذعاية والمناضرة االنتخابية‪ ،‬كان كافيا أن‬
‫يعقد احتفاز الرسامة والتكرس بعد أن يتم االنتخاب وأن يعنن‪ ،‬بالموافقات المطلوبة‪.‬‬

‫ه ‪ . ١‬التكريس بواسطة المتروبوليت‬

‫عم ذلك النظام بال استثناء‪ .‬وبعدئذ تطورت عاد؛ أخرى رويدا‪ ،‬وهي أن يتوحه المنتخبون‬
‫إلى المدينة [مقر المتروبويت] طليا للرسامة‪ .‬حدث ذلك من منطلق الطموح‪ ،‬وبسبب بالء النظام‬
‫العتيق‪ ،‬أكثر مائ لسبب وجيه‪ .‬وبعد زمن‪ ،‬ليس بطويل‪ ،‬وبازدياد سلطة الكرسى البابوي الرومانى‪،‬‬
‫سادت عاد؛ أخرى أسوأ من تلك‪ ،‬هي سعي أساقفة تعظم إيطاليا إلى التكريس في روما‪ .‬نجد‬
‫سجأل لذلك في رسائل غريغوريوس‪ ٣٣ .‬وتضاءل التمشك بالحقوق القديمة إلى حدود قليلة؛ وبعن‬
‫ميالنو مثاأل لهذا االستثناء‪ .‬ومن الجائز أن عواصم المقاطعات هي التي استطاعت أن تستبقي هذا‬
‫االمتياز‪ ،‬إذ كان جميع أساقفة المقاطعة يجتمعون في المدينة الكبرى لتكريس رئيس األساقفة‪.‬‬

‫ولكن ظلة وضغ األيدي العان؛ المتبعة‪ ،‬إذ لم أقرأ عن أي طقوس أخرى اسيعيلت للتكريس‬
‫سوى أن األساقفة كانوا يلبسون زخارف معينة تميزهم من سائر القسوس‪ .‬وزسم األساقفة الشيوخ‬
‫(القسوس) والشمامسة بمجرد وضع األيدي؛ ورسم كزأسقي شيوحه بمداركه زمالئه القسوس‪.‬‬
‫األسقف ألته كان يتراسه‬
‫**‬ ‫احتفال‬
‫**‬ ‫وهع أن كز شيء كان بينهم مشتركا‪ ،‬دعي احتفال الرسامة‬
‫وبجري كز األمور تحت رعايته وإشرافه‪ .‬ولذا يغلث‪ ،‬في معظم كتاباب األقدمين أتهم يميزون‬
‫القش عن األسقف بمجرد أته (أي القش) ال يمتللن الئلطه إلجراء الرسامة‪.‬‬

‫‪ 3.11. 787‬ا‪8£‬ح) ‪. 3, 5‬اا‪٧‬ل‪ 1‬دالع] ‪,‬مالح‬ ‫‪.‬ئ‬ ‫انظر‪٧. 370. £.( :‬‬ ‫‪٣٢‬‬
‫‪ 1,‬همًا‬ ‫;‪] 2 80٢. *11.1. 10‬ا[ ‪.‬ئ ;‪ 54. 633‬ط(ل‪15 )٦١4‬‬ ‫انظر‪111. :‬دس ‪ 1,‬ال‪0٢‬ج‪34. 43(; 6٢0‬‬ ‫‪٣٣‬‬
‫(‪. ]110. 76[ 1010, 1269 ٤, 627‬؛ ‪111. 17; 111. 30 £. )11 77. 315 ٤٠ 713‬ل ;‪. 81, 185‬ت‪14; !٧. 39; 1‬‬
‫الفصل الخامس‪.‬‬
‫نظالم صة القديمة أطخ كلائ‬

‫بواسطة االستبداد البابوي‬

‫تج‬

‫(تعيين أشخاص غير مؤكلين من دون تصويت الشعب‪)٣- ١ ،‬‬

‫‪ .١‬اإلغفاذ الفاضح لمتطئباب األسقفية‬

‫يلزئنا اآلن أن نحول التفاتنا إلى نظام إدارة شؤون الكنيسة الذي يلتزم به اليوم الكرسى الرومانى‬
‫وجميع ملحقاته؛ وإلى الصورة المتكاملة لتلك الهيكلية الهرمية التي يتحذثون بها دائائ؛ كما‬
‫سنقارن بها وصفنا للكنيسة األولى والقديمة‪ .‬وسوف تتبين من خالل تلك المقارنة‪ ،‬طبيعة الكنيسة‬
‫التي يمتلكها أولئك الرجال الذين يتسارعون لقئعنا — ال بل لتدميرنا — بمجرد تسميبهم لها‪.‬‬

‫يحشن بنا أن نستهن البحث بموضوع الدعوة‪ ،‬حتى يتسئى لنا أن زرى من هم المدعوون‬
‫لهذه الخدمة‪ ،‬وما هي نوعيتهم‪ ،‬وبأي وسيله ذغوا إليها‪ .‬وبعدئذ سنتفكر في قدر األمانة التي‬
‫يؤذون وظيفتهم بها‪.‬‬

‫سوف نخصص المكان األوق لألساقفة؛ وليئه كان لتشريفهم أن نعطيهم هذا االعتبار في‬
‫سياي نقاسنا! لكئ الواقع ال يسمح لي حتى بأن أمز سريائ على هذه المسألة بدون أن أجبب لهم‬
‫خزتا فادحا‪ .‬ومع هذا‪ ،‬سوف أضع أمامي ماهيه ما أنا بصدد كتابته‪ ،‬فال أسمح لمداولتي التي ينبغي‬
‫أن تظن في إطار التعليم المبشط بأن تتجاوز حدودها‪.‬‬

‫بل دغ أتا منهم ممن لم يكئ قد ثد حياءه تماائ تجيبني عن نوع األساقفة الذين تنتخبون‬
‫اليوم عادة!‬

‫لقد أمسى إجراة أي اختبار للمعرفة باليا وعتيق الطراز‪ .‬أتا إذا حسب التعلم مؤلمأل مهائ‪،‬‬
‫صاروا يختارون محاميا يعرف كيفية المرافعة في محكمة القضاء بدون أي مقدرة على الوعظ في‬
‫جون كالثن‪:‬أمس الذين ابتي‬ ‫‪١٠١٢‬‬

‫الكنيسة‪ .‬إئه أمؤ موبد‪ ،‬حيث لم ينتخب عبز مائه عام مضت رجز واحد من مائة رجل استطاع‬

‫أن يستوعب اليسير من علم الالهوت‪ .‬إتني أتغاضى عن القرون السابقة‪ ،‬ال ألئها كانت علوه‬
‫أي حال أفضل‪ ،‬بل ألن سؤافا يدور حول واقع الكنيسة الحالي فقط‪ .‬ولو كانت أخالقهم ليقيم‬
‫‪ ،‬لوجدنا القليل‪ ،‬بل ربما ال أحد‪ ،‬يعتبر جديرا بوظيفة الخدمة بحسب معايير القوانين الكنسية‬
‫القديمة‪ .‬فمن لم يكن سكيؤا كان زانيا؛ وش لم يكن عربيدا‪ ،‬كان ثقامؤا أو باحيا عن غنيمة‪ ،‬أو‬

‫قاجؤا ئتفمشا في الشهوات‪ .‬على أن هنالك ذنوبا أقز بشاعة‪ ،‬ومع ذلك ال تتغاضى عنها المراسيغ)‬
‫القديمة التي تحدد شروط األهلية لألسقفية‪ .‬أتا ما يستحيل أن يقبله العقل على اإلطالق‪ ،‬فهو أن‬
‫ينصب صبيان لم يتجاوزوا العاشرة من العمر أساقفة‪ ،‬ويجز بابوي‪ .‬ولقد وصل بهم الغباء وعدم‬

‫األحساس بالخزي إلى حد ال يقشعؤون معه رعيا إزاء هذا التعذي البغيض والمتطؤف والئتعر‬
‫ألحاسيس الطبيعة عينها‪ .‬يتبين من كز هذا كم كان التدقيق في االنتخابات [لألسقفية] حيث تفقى‬
‫االهمال واستثحلت الالمباالة!‬

‫‪ . ٢‬صلب حق جماعة الشعب في انتخاب أسقفها‬

‫واآلن انيهك حى الشعب في انتخاب أسقي له؛ فقد تالشى التصويت‪ ،‬والمبايعة‪ ،‬واالكتتاب‬
‫وكز ما إلى ذلك؛ وتحولت السلطة برئتها إلى هيئة كهنة الكاتدرائية وحدها‪ .‬وقام هؤالء الكهنة‬
‫بتوزيع الوظائف األسقفية على تن راقهم؛ وقذموا األسقف الذي تم تنصيبه للشعب لمجؤد إبداء‬

‫التبجيل والوالء وليس لالختبار‪.‬‬

‫أتا [البابا] الون فيصرخ محتجا بأن ال منطق يسمح بذلك‪ ،‬بل يفرض عبائ قاسيا‪ ١ .‬وقبرياش‬
‫أيصا يجزم بأن االنتخاب بتأييد الشعب هو السبيل الوحيد الذي ينبع من الحق اإللهي‪ ،‬وأن ما‬
‫يخالف ذلك إثما يناقض كلمة الله‪ ٢ .‬كما أن العديد من أحكام السينودسات تحؤم بأقصى شذة كز‬
‫ما يتنافى معها‪ ،‬ويحذر بإ‪٠‬طابا أي إجراء نغاير ‪ ٣.‬فإذ صنقت كز هذه األوامر واألحكام‪ ،‬ال يبقى‬

‫اليوم ما يمكن أن يسئى انتخابا قانونيا في النظام البابوي بجملته؛ إتا من منطلق الحق األلهي أو‬
‫على أساس الحذ الكنسي‪.‬‬
‫‪0 1,‬ل‬ ‫‪٧11,‬ل‪1‬ن‬ ‫انظر‪11. 1. 110(. :‬ت ‪-.‬لج‪٢.2 8‬أ؛‪ 54. 1203‬اكالل) ‪8 01 1‬جال‪0 ٩‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪,‬مجح‬ ‫ااا‪٧‬تآآ؛‪1X1. 4; 1٧. 8‬‬ ‫‪ 3.1. 738, 629, 673, 579‬ا‪8£‬ح)‬ ‫‪1.‬‬ ‫انظر‪., :‬؛ ‪7 ٧. 370‬ليبر‪٨‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪[.‬ااتًاآل] ‪329 ]11. 8[ 341 ]1. 6[. 311 £.‬‬
‫راجع المراجع المذكورة أعآله في هوامش الفصل الرابع‪ ،‬الفقرة ‪.١١‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪١٠١٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الخامس‬

‫ولو كان هذا هو الشر الوحيد‪ ،‬فتن يمكنه أن يعذرهم ل ًاه ي ه ‪٠‬ا حى الكنيسة؟ يقولون‪ :‬ولكئها‬
‫ظروف فساد العصر هي التي فرضت ذلك حيث‪ ،‬ساذت الكراهية والحزبية بين الناس والحكام‪،‬‬
‫وتغلبت تيارات الشقاق في اختيار األساقفة على عقالنية الحكم وصواب الرشد‪ ،‬وهذا أدى إلى‬
‫تفويض هذا األمر إلى القالئلي المعدودين‪ .‬من الواضح أن هذا كان عالجا متطرقا لغساد متفس‬
‫في ظروب بائسة! ولكئ لتا أمسى العالج نفسه ممينا إلى درجه أبعذ من المرض ذاته‪ ،‬لماذا لم‬
‫يعالج هذا الشر الجديد بعينه؟ يقولون‪ ،‬ولكئ سئت قوانين تحدد بتمام الدقة األسلورت الذي يجب‬
‫أن تع في االنتخابات؛ ‪ .‬ولكئ هل ذشلغ‪ ٠‬في أن القدماء‪ ،‬عندما اجتمعوا الختيار أسقف‪ ،‬أدركوا‬
‫أدهم كانوا مقيدين بقوانين كلية القداسة‪ ،‬إذ رأوا أن األحكام الموضوعة لهم هي من كلمة الله؟ في‬
‫الحقيقة‪ ،‬إذ ذلك القول اإللهي الوحيد الذي به وصف الصورة الحقيقية التي ينبغي أن يشاكلها‬
‫األسقف لهو أبلغ من عشرات آالف القوانين الكنسية‪ .‬ومع ذلك إد أفشذهم ولعهم الخسيس‪ ،‬لم‬

‫أما قولهم إذ هذا ابتكر كعالج فكاذب‪ .‬نقرأ أده حذرق الشفت في المدن عند اختيار األسقف‬
‫في األزمنة القديمة؛ ومع ذلك لمهه يتجاسر أحد على أن يفكر في سلب حى المواطنين‪ ،‬ألته كان‬
‫لديهم سبز نجنجا حدورق هذه األخطاء؛ وإذ حدثت عرفوا كيف يصححونها‪ .‬الحى يقال‪.‬‬

‫إشارة إلى قوانين مجمع التران الثالث الملتئم في عام ‪١١٧٩‬م‪ ،‬والتي رسمت األنظمة والعقوبات ذات الصلة‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٠١٤‬‬

‫لتا بدأ الشعب يتكاسل في إجراء االنتخابات وألقى تلك المسؤولية على القسوس ليتمئص‬
‫منها‪ ،‬أساء هؤالء استخدام هذه الفرصة باغتصاب سلطه استبدادية ألنفسهم‪ ،‬ثم يتوها ال‪٠‬حعا‬
‫بإصدار أحكام كنسية جديدة‪.‬‬

‫أصبحت الرسامة هزأ؛ محضة‪ .‬وكان نوع االختبار الذي استعرضوه في أثنائها واهيا‪ ،‬بل‬
‫فارعا إلى درجة أئه تجرد حتى من الصورية أو الزخرفات الزائغة‪.‬‬

‫حصول األمراء في بعض األماكن على حق تسمية األساقفة‪ ،‬بناء على ادفاقيه أبرموها مع بابوات‬
‫روما‪ ،‬لم يحدث في الكنيسة خسار؛ كبيرة أوفادحة؛ إذ انتقل اختيار األساقفة إلى األمراء من أيدي‬
‫الكهنة الذين كانوا قد اغتصبوا هذا االمتياز ألنفسهم‪ ،‬بل سرقوه‪ .‬حقيقة هنا مثال مشحون بالخطأ‪:‬‬
‫أساقفة يرسلهم البالط الملكي ليحتتوا الكنائس‪ ،‬فيما ينبغي أن يكون واجت األمراء األتقياء أن‬

‫استخدامه مثلهم تماائ‪.‬‬

‫(مساوئ تتعلق بمنح ردب كنسية ذات مكاسب‪)٧ — ٤ ،‬‬

‫‪ . ٤‬إساءان استخدام المناصب في تعيين القسيس ( الكاهن ) والشتاس‬

‫إدنا بصدد دعوة شريفة ساميه المقام‪ ،‬يتفاخر األساقفة ندعين أدهم بئقتضاها خلفاء الرسل‪.‬‬
‫ولكتهم يقولون إذ لهم وحذهم الحذ في تعيين القسوس‪ .‬وبهذا ينعضون نظاائ قديم المنشأ‪ ،‬ألئهم‬
‫يخلقون برسامتهم كهنة لتقديم الذبائح بدأل من رعاة [شيوحا] لقيادة الشعب وإطعابه‪ .‬وكذلك‬
‫عندما يكرسون الشمامسة؛ ال يقيمونهم على عمل يكتل الوظيفة التي يدعون إليها‪ ،‬بل ألداء بعض‬
‫الفرائض التي تتعتق بالكأس وطبق القربان فقط‪.‬‬

‫أثا مجمع خلقيدونية فكان قد حكم بأآل تتم رسامة تخلو من واجباب راعوتة‪ ،‬أي يجب أن‬
‫يعين المرتسلم على مكان يمارس فيه وظيفته‪ ٥.‬يعتبر هذا القرار مهائ لسببين‪ :‬أوأل‪ :‬كي ال ثحئل‬

‫‪ 031101111111,‬لح‪)1‬ع‪. 111011, 1‬ل ;‪3.11011 ٧1 )1^31181 ٧11. 362‬ح (‪011 )451‬ا)‪00‬اة‪11‬ح)‪011 0‬عل‪0٦‬ح‬ ‫انظر‪178 ٤(. :‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪٠١٥‬‬ ‫الكتاب الرابع — الفصل الخامس‬

‫‪١‬لكذيسة عبائ غير ضروري بإنفاق ما كان ينبغي أن يوزع على‪ -‬الفقراء‪ ،‬على رجال عاطلين‪ .‬وثانيا‪:‬‬
‫حتى ال يظل الئرتسم أته يعتلي منصح‪ ،‬شرب بل إته مكلت‪ ،‬عمل وظيفه موضوعة عليه بشهاد؛‬
‫جاذة وبمسؤولية ال بذ من إنجازها‪.‬‬

‫ولكئ أسياد روما (الذين يعتقدون أن ليس في العمل الدينى هلم سوى إشباع البطون) يترجمون‬
‫أالقب‪ |٠‬الوظيفة ليعني — في المقام األول — الحق الشرعي ‪ ،‬أي دخأل كافيا للمعيشة‪ ،‬سواء أكان‬
‫ذلك من الميرادث الشخصي أم من العمل الكهنوتى‪ .‬لذلك عندما يرسمون شتاسا أو قسيشا‪ ،‬غير‬
‫مكترثين أين ينبغي أن يقوم بخدمته‪ ،‬يوسحونه بمراتب مقذسة‪ ،‬إذا كان ثرائ بما يكفي لدعم معيشته‬
‫فقط‪ .‬ولكن من يستطيع أن يقبل هذا‪ ،‬أي أن الحق الشرعي الذي ينعل عليه حكم المجمع يعادل‬
‫دخل العام كته؟ فبكي توقف الرسامان التي تجرى بال حساب‪ ،‬حكمت المراسيم األكثر حداثه‬

‫بإدانة األساقفة الذين يعينون القسوس بدون كفاله حعهم الشرعتي وأمزت بتعويضهم‪ .‬أثا لكي‬
‫يتغلب األساقفة على تلك األحكام فقد ابتدعوا حيلة جديدة‪ :‬أن يتعهد الئرئشم أته سوف يكتفي‬
‫بما يخصص له من معاش‪ .‬وبناء على ذلك التعهد‪ ،‬يحرم حق الئقاضاة طليا للدعم [المعيشي؛‪ .‬لئ‬
‫أتحذث عن‪-‬آالب حاالب االحتيال التي تتكرر في هذا المجال‪ ،‬أمثاني الكذب في ما يتعلق بوعود‬

‫الدعم الزائغة التي ال يستطيع أن يتحضل بموجبها ولو قيمه خمسه حمير في السنة؛ وخرون‬
‫يقترضون دخوأل يعدون برذها فورا بموجب ائفاى سري‪ ،‬وفي الغالب ال يردونها‪ .‬وثائً العدين‬

‫من أمثال ذلك‪.‬‬

‫ه‪ .‬الرسامة تحولت إلى نسخرة‬

‫سؤال‪ :‬حتى لو توقفت هذه االساءات‪ ،‬أليس من أسخف األمور دائائ أن يغين أحدهم قسيسا‬
‫بدون تحديد مكا؟ لخدمته؟ فها هم ال يرسمون أحذا إآل لتقديم الذبيحة‪ .‬أائ الرسامة الصحيحة‬
‫لقسيس أو شيخ فتبنى على دعو؛ ألدارة كنيسة؛ والشماس لجمع التبرعات الخيرية‪ .‬ولكئهم‬
‫مساعديهم تحري عن مستوى علم المرسحين كل سامتهم‪ .‬ولكن ما األسئلة التي يسألونها؟ هل‬
‫يمكنهم أن يقرأوا قداديسهم؟ هل استطاعوا أن يصرفوا اسائ مألوتا وزد في قراءة الدرس‪ ،‬أو أن‬
‫يصرفوا فعأل؟ وهل كانوا يعرفون معنى كلمة مغردة‪ ،‬حيث لم يكن ضروا أن يفسروا اية واحدة؟‬
‫ولم يمنع من القبول للكهنوت تن كانت تنعضهم المعلومات األولية التي يتعئمها األطفان في‬
‫صغرهم‪ ،‬ما داموا حملوا معهم هدته أو توصيه تفيد بأتهم من ذوي األموال‪ .‬ويتكرر حدوث ذلك‬
‫عندما يقادون إلى المذبح للرسامة‪ ،‬فيسألهم واحن ثالث مزات بلغة ال يمكنهم فهمها‪ :‬هل كانوا‬
‫جديرين بهذا الشرف؟ ويجيب أحدهم (لم ترهم قظ‪ ،‬ولكن لكي تكتمل الصورة يخصص له دور‬
‫في المسرحية)‪ :‬نعم جديرون ‪ .‬ماذا تلوم في مثل هؤالء اآلباء الموقرين سوى أئهم‪ ،‬في مهزلة‬
‫تدنيسهم بكلة المقدسات‪ ،‬يسخرون من الله والناس بال حياء؟ ولكن ألئهم استولوا على ذلك زهتا‬
‫طويأل‪ ،‬يعتبرونه اآلن ثاخا شرعؤا لهم‪ .‬ألن تن يجرؤ على أن يفتح فاه احتجاجا على هذه الشرور‬

‫العلنية الشنيعة‪ ،‬تقبض عليه ويحكم عليه باألعدام‪ ،‬مثل من أفشى أسرار سيرير (‪8‬ع‪-‬لعح) المقدسة في‬
‫القديم‪ ٦ .‬وهل كانوا ليفعلوا هذا إذا طوئا أته يوجد إله؟‬

‫‪ .٦‬طبيعة الرتب الكفسية ذات الدخل‬

‫وهل تحشن أسلوب تئجهم الرئب الكنسية ذات الدخل بعد أن فصلوا جمع االيرادات عن‬
‫الرسامة؟ اختلفت بينهم طرق توزبع المناصب ذات الدخل وسبل جمع الدخل‪ .‬لم يكن األساقفة‬
‫وحدهم تن يمنحون الوظائف الكهنوتية‪ ،‬حتى الوظائف التي وقعت عليهم مسؤولية منحها‪ ،‬ومن‬
‫ثم سوئا مانحي الرتب الكنسية ‪ ،‬ال يسيطرون عليها كز السيطرة؛ إذ إذ لغيرهم حق منحها‪ ،‬فيما‬

‫مائة من المناصب الكهنوتية من دون بيع أو شراء‪ .‬لسث أقول إذ الجميع يشترونها بثمن‪ ،‬لكئ‬
‫أرني واحذا من عشرين يتوصل إلى رتبة كنسية بدون إيداع ما غير مباشر‪ .‬بعشها ئقحضل عليه من‬
‫طريق القرابة أو الثشب؛ وبعض اخر من خالل نفوذ الوالذن؛ واخر بالتذلل والخنوع‪ .‬باإليجاز‪ ،‬ال‬

‫‪)1 0)1111011,‬ا) ‪111.11 26-28‬ف‪110110, 0‬‬ ‫انظر‪176 £٠(.:‬‬ ‫‪٦‬‬


‫‪١٠١٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الخامس‬

‫دو ع الحياة الكهنوتية لنفع الكنائس‪ ،‬بل لغائدؤ الرجال الذينقحظؤن بها ‪ ٠‬لذا ئسئى هذه مزايا ‪،‬‬
‫وبهذا المستى يعلنون بما فيه الكفاية أرهم ال يعتبرونها أكثر من إكراميات ‪ -‬أو مكانآت — من‬
‫أيدي األمراء الذين يسعون بذلك إلى اكتساب شعبية الغرسان‪ ،‬أوإلى مجازاة أتعابهم‪ .‬ولن أسترسل‬
‫بإضافة أة هذه الجوائز تمتح للحآلقين والئلهاة والبائلين وحثالة القوم‪ .‬واليوم تكظ دور القضاء‬

‫بالدعاوى المرفوعة حول الوظائف الكهنوتية بأعداد تفوق معظم المسائل األخرى‪ ،‬بحيث يجوز‬
‫لك القول إتها ليست أكثر من كونها غنيمة دلقى لكالب الصيد‪ .‬وهل من الممكن أن نصفح عتن‬
‫يحمل لقب قسيس إذ سمعنا أده يتسابق للحصول على كنيسة كما لو كانت تغنتا من عدو‬
‫دحاردب‪ ،‬أو ربحها إثر دعوى قضاثية‪ ،‬أو اشتراها بثمن‪ ،‬أو نالها بالتمتى الخسيس كسيا للرضما‪ ،‬أو‬
‫وردها من أعمام أو أخوال مثلما يفتني األطفال المدللون قبل أن ينطقوا كالائ مفهوائ‪ ،‬أو ورثها‬
‫أحياائ األبناء غير الشرعيين من‪٢‬بائهم؟‬

‫يحز عده كنائس في ان‪ ،‬وأن يدعى رجل راعيا فيما ال يستطيع — وإذ رغب — أن يكون حاضرا‬
‫مع رعيته‪ .‬وعلى الرغم من ذلك (وهذا مقدار عدم خزيهم) يشون رجتا موبائ كهذا تحت اسم‬
‫الكنيسة حتى يتهربوا من كز توبيخ وإدانة! ومع هذا أيثما ‪ -‬إن شاء الله — ئستبقى في إطار هذه‬
‫النذالة اا‪١‬لخالفةاا الكتيه القداسة التي بوئجب جدارتها — كما يتفاخرون — تضمئ أن الكنيسة لن‬

‫تتالشى من الوجود!‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٠١٨‬‬

‫(اإلهمال والكسل لدى الرهبان والكهنة وآخرين متن يحتلون مناصب إكليريكية‪) ١ ٠ -٨ ،‬‬

‫‪ .٨‬الرهبانك‪.‬ااقسوساا‬

‫بثر االن بأي قدر من األمانة يؤدي القسوس عمل وظيفتهم‪ ،‬وهي العالمة الثانية التي بقاس بها‬
‫الراعي الحقيقي‪.‬‬

‫بستى بعض الكهنة الذين أوجدتهم كنيسة روما ارهباتا‪ ،‬وبدعىآخرون منهم اعلماضاا‪٧.‬‬

‫لم تكن المجموعة األولى من هذين القطيعين معروفًا في الكنيسة القديمة‪ ،‬كما ال يتفق مع‬
‫طبيعة الرهبنة أن يكون لها مكان في الكنيسة يحتفظ به الراهب إذا هو غادر الدير ليصبح كاهائ‪.‬‬
‫فحثى غريغوريوس الذي تميز عصره بتغسي الفساد‪ ،‬لم يسمح بحدوث مثل هذا الخلط‪ ،‬ألئه أراد‬
‫لتن أصبحوا رهباتا أن يتخلوا عن الوظيفة اإلكليركية‪ ،‬باعتبار أده ال يستطيع أحد أن يكون راهيا‬
‫وكاهائ في الوقت نفسه‪ ،‬ألة إحدى الوظيفقين تشكل عاثثا لألخرى‪ ٨.‬واآلن إن كث ألسأز كيف‬
‫يمكن لشخس تقزر أئه غير مالئم أن يمارس وظيفته‪ ،‬فبماذا — أناشدكم — يجيبون؟ بالطبع سوف‬
‫ص‬ ‫لع‬
‫يستشهدون بتلك المراسيم العقيمة التي أصدرها (البابا) إنوقنطيوس و(البابا؛ بونيفاقيوس‪ ،‬والتي‬
‫تفيد بأة الرهبان بقبلون على شرف الكهنوت وسلطته ولو بقوا في أديرتهم‪ ٩.‬ولكن أي منطي في‬
‫هذا‪ ،‬أن يطيح كز أحمي جاهز يعتلي كرستي روما‪ ،‬كز ما كان في البدم بكلمؤ صغيرة واحدة؟‬
‫سيأتي الحديث عن هذا فيما بعد؛ وليكي اآلن هذا‪ :‬أته كان منافيا للعقل في الكنائس األكثر نقاوة‬
‫أن يقوم الراهب بعمل الكاهن‪ .‬لذا ينكر هيرونيئس أته احتق وظيفة كاهن في أثناء حياته الرهبانية؛‬
‫فهو يعتبر نفسه واحذا من الناس الذين يخضعون لشلطة الكهنة‪ ١ ٠ .‬وحتى إذ كتا لنقبل هذا النظام‪،‬‬
‫فأي جاب من الوظيفة يؤدون؟ يقوم بعض الرهبان المتسولين بالوعظ؛ وجميع الباقين يدمدمون‬
‫ويرثلون قداديسهم بنبرب رتيبة في صوامعهم‪ ،‬كما لو كان المسيح أراد أن بدعى قسوس لهذا‬
‫الفرض‪ ،‬أو أن تكون طبيعة الوظيفة نفسها تقتضي ذلك! فإذ يشهد الكتاب عالنية أن واجب‬
‫القسيس هوأن يرعى كنيسته [اع ‪٢٨: ٢٠‬؛‪ ،‬أليش من التدنيس الفاجر أن يحول ذلك الواجب إلى‬

‫ليس المقصود هنا بالتسمية علماي ؤر الديني أو المدي‪ ،‬كما فى المعنى المعاصر‪ ،‬بل اكاهن عالمي ‪ ،‬أي كاهن يمارس‬ ‫‪٧‬‬
‫كهنوته في العالم لتمييزه عن الراهب المنقطع عن العالم‪.‬‬
‫‪ 1,‬ال‪0٢‬ج‪0‬ل‪6‬‬ ‫انظر‪ :‬؛(‪11.11. 149‬ل‪1٢.1!٢ 2 80٢.‬؛‪ 77. 680‬ط(ل‪ 14‬؛‪30 1, 244‬ا‪810‬ا(ل‪ £‬د) ‪1٧. 11‬‬ ‫‪٨‬‬
‫‪,‬اا‪3‬اك‪6٢‬‬ ‫‪. 1. 38 )1 187. 1003(.‬ا‪٧‬ت ‪11.‬‬
‫انظر‪٧1.1. 22, 25 )11 187. 997 !.(:‬ت ‪61111811,11.‬‬ ‫‪٩‬‬
‫انظر‪ 001110, :‬الأل ك‪0‬ا‪0‬ل‪ 811)1 ٩٦‬ءل‪٢00‬ل) ‪1110‬د؛ ‪0111, 1131181810)1‬ا‪ 01188‬؛‪1 10 (01111 0‬ح‪11‬ع‪3111118, 111 8 1‬غ(ل‪11‬ا‪£‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪ 2 80٣. ٧1. 83(.‬؟‪ 54.396; 11.* 11‬ط‪8£‬ح) ‪ 11. 1‬؟‪٢،‬اغك‬
‫‪١٠١٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الخامس‬

‫‪١‬لغير‪ ،‬وحعا يفغر النظالم المقدس الذي أسس له الله؟ فإد يرسم القسيس يمتع من عمل األشياء التي‬
‫حرمها الله على جميع الشيوخ‪ .‬وتردد هذا القول على مسامع الرهبان‪ :‬دع الراهب القانع بغلوته‬
‫أآل يتجاسر على إجراء األسرار أو القيام بأي عمل ذي صلة بالوظيفة العاتة‪ ١١ .‬فلينكروا إدا‪ ،‬لو‬
‫استطاعوا‪ ،‬أئه استهزاء بالله عندما يتظب أحذ قسيسا بهدف أن يمتنع عن أداء وظيفته الصحيحة‬
‫والحقيقية‪ ،‬وأن يكون له اللقب من دون أن يضطلغ بمسؤوليات وظيفته‪.‬‬

‫‪ .٩‬كهنة ستأجرون وآخرون ذوو دحل‬

‫آئي اآلن إلى اسمانين‪ ،‬بعضهم ذوو مراب بدخل (كما يقولون)‪ ،‬أي لهم أرزاق كهنوتية‬
‫تدعئهم؛ فيما يشتغآلخرون مقابل أجر يومى بعمل القداديس أو بتمتمة بعض الترانيم‪ ،‬وهكذا‬
‫يقتاتون بما يجمعونه من البقاشيش‪.‬‬

‫تشمل المراتب ذات الدخل العمل الرعوي‪ ،‬مثل األسقفيات واألبرشيات‪ ،‬أورواتب ومكافات‬
‫يتقاضاها ؤجهاء الرجال نظير عمل كنسى كالترنيم‪ ،‬أو واجب كهنوتي فيتمتعون بألقاب فخرية‬
‫أو مزايا عيئية‪ .‬فكاهم لم يقببوا كل األنظمة رأسا على عبب‪ ،‬راحوا يمنحون رائسة األديرة؛ ليس‬
‫الكهنة العلمانيين فقط‪ ،‬بل للغلمان أيصا‪ .‬هذا يفعلونه بخكم االمتياز‪ ،‬أي كإجراء عادي وطبيعي‪.‬‬

‫أتا بشأن الكهنة المرتزقة الذين يسغؤن وراء المعاش اليومي‪ ،‬فماذا يمكنهم أن يفعلوا سوى‬

‫فلو حاولن هنا أن أعبر بكلماب عن عظم العار الذي لحى بالكنيسة‪ ،‬إذ وطلق كرامة وظيفة‬
‫القسيس إلى هذا المنعطف‪ ،‬فلن تكون ثئة نهاية لما ئقال‪ .‬لذلك لن يجد قراثي سبيا ليتوئعوا متي‬
‫خطايا يواجه هذا العار والسنار‪ .‬أقول باختصار‪ :‬إن كانت وظيفة القسيس (كما تنعل عليه كلمة‬
‫الله — ‪ ١‬كو ‪١:٤‬؛ قارن يو ‪ ١ : ١٠‬وما يليه — وما توجبه المراسيم القديمة) هي أن يرعى الكنيسة‬
‫ويطعم شعبها‪ ،‬وأن يمارس في وسطها ملكوت المسيح الروحى‪ ،‬فجميع أمثال هؤالء المقدمين‬
‫الذبائح والذين يتعاطون أجورهم باصطياد الجماهير ونهبهم‪ ،‬ال يفشلون في وظيفتهم فقط‪ ،‬بل‬
‫هم أصأل بال وظيفة شرعية يمارسونها‪ .‬ألدهم لم يعينوا على مكاز يعتمون فيه؛ ولم يقطوا شعيا‬

‫انظر‪ )13 31. 1370(. :‬ت‪811, 1)103)10 )201131111111)1 1‬آل‪0-8‬سه‪۶8‬‬ ‫‪١١‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المبئ‬ ‫‪١٠٢٠‬‬

‫يرعونه‪ .‬قصارى القول إده لم يترك لهم شيء سوى المذبح الذي يضحون عليه بالمسيح‪ ،‬وبزا ال‬
‫يقربون تقدمه لله‪ ،‬بل للشياطين [قارن ‪١‬كو ‪ ،]٢٠: ١٠‬كما سنرى في موضعآخر‪١٢ .‬‬

‫‪ .١٠‬ادعاءات الرتب اإلكيركة‬

‫رب كنسية ذات دخلي‪ ،‬ينبغي أن ئعئبر من طبقه واحدة‪ .‬إذ ما الخدمة التي يقذمونها للكنيسة؟ لقد‬
‫طرحوا عن أنفسهم عبء الوعظ بالكلمة إذ هو شاق‪ ،‬وكذا هم التأديب‪ ،‬وتختصوا من ممارسة‬
‫األسرار‪ .‬فماذا تبثى لهم ليفتخروا بأته يجعلهم خذاائ حقيقيين؟ حسائ‪ ،‬إتهم يرتمون ويستعرضون‬
‫المواكب الطقسية‪ .‬ولكن ما عالقة هذه بالموضوع؟ إن قالوا إته التقليد‪ ،‬أو العادة‪ ،‬أو النظام‬
‫المغروض منذ العدم‪ ،‬أواجههم بالتعريف الذي عير به المسيح عقن هم الخدام الحقيقيون‪ ،‬وعئن‬
‫يريدون أن يعتبروا كذلك‪ .‬أائ إذا لم يستطيعوا أن يتحئلوا هذا المطلب العسير الذي توحبه سلطة‬
‫المسيح‪ ،‬فليسمحوا على األقز بأن دحسم هذا السؤاز سلطه الكنيسة األولى‪ ،‬ولن تمسي حالتهم‬
‫أفضل إذا هم احتكموا إلى المراسيم القديمة‪ .‬كان ينبغي ألولئك الذين انحوئا إلى رتبة الكانن‬
‫[كاهن الكاتدرائية] أن يكونوا قسوسا يديرون شؤون الكنيسة بالمشاركة مع األسقف‪ ،‬كما‬
‫كانت الحال في الكنيسة القديمة‪ ،‬ويخدمون كزمالء له في الوظيفة الرعوية‪ .‬فض يستونهم اكهنة‬
‫شرف‪٠‬ا ‪ -‬الملحقون بإحدى الكاتدرائيات ‪ -‬ال صلة لهم على اإلطالق بإدارة أعمال الكنيسة‬
‫الحقيقية‪ ،‬فضال عن قسوس البالط أو المؤسسات وما إلى ذلك من ألقارب تافهة‪ .‬ماذا نحسب‬
‫هؤالء؟ وما هي المرتبة التي يستحثونها؟ ما من شك البائً في أن كلمة المسيح وممارسة الكنيسة‬
‫القديمة ال تسمح ألمثالهم باالندراج في وظيفة القسيس‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬يصرون على أتهم‬
‫قسوس؛ ولكئ يجب أن ينزع عنهم هذا القناع‪ .‬وهكذا سوف نجد مهنتهم بكليتها مغايرة تماائ‬
‫وبعيدة كز البعد عن وظيفة القسوس التي وصفها لنا الرسل‪ ،‬وكما حذدت شروطها وواجباتها‬
‫الكنيسة األولى‪ .‬إذ جميع تلك األنظمة‪ ،‬بأي ألقارب غرئت‪ ،‬اختراعاث مستحذثة‪ ،‬غير مؤتسة‬
‫على التعليم اإللهي‪ ،‬وغير مدعومه بممارسة الكنيسة القديمة‪ .‬لذا يجب أآل يوجد لها مكان في‬
‫توصيف السياسة الروحية للكنيسة التي كرستها كلمة المسيح‪ .‬أو (إذا أرادوا أن أتحذث بمكثر‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل الثامن عشر‪ ،‬الفقرقين ‪٣‬و‪.٧‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫‪١٠٢‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الخامس‬

‫بساطة وجرأة)‪ ،‬حيث إذ تلحقي الكاتدرائيات‪ ،‬أو البال؛ الحاكم‪ ،‬والغمداة‪ ،‬والوكالة وجميع‬
‫أمحوال هذه البطون الفارغة‪ ،‬ال يمشون مثقاز ذر؛ وظيفة القسيس حتى بخناصرهم‪ ،‬ال يمكننا أن‬
‫نحتمل أتهم يغتصبون ألنفسهم شروا عن غير جدار؛ وبالخداع‪ ،‬وبذا ينتهكون قداسة التأسيس‬
‫الذي شيده المسيح‪.‬‬

‫(الفساد واشتهاء ما للغير يسودان في مراتب األساقفة والرعاة والشمامسة‪)١٩ ١١ ،‬‬

‫‪ .١١‬األساقفة وكهنة الرعايا‬

‫بقي أن تلفت النظر إلى األساقفة وكهنة األبرشيات‪ :‬ليكهم اجتهدوا للحفاظ على وظيفتهم‪.‬‬
‫وإتئي أستم بأن لهم وظيفة متميزة كسم بالئعى والوقار‪ ،‬لو كانوا هم يورونها ويؤدونها كما‬
‫يليق‪ .‬أما عندما يهملون الكنائس المودعة في عهدتهم‪ ،‬ويلقون القيام بأعما على غيرهم‪ ،‬فيما‬
‫يتهشكون بألقابهم الرعوية؛ فإتهم يتصرفون بالضبط كما لوكانت وظيفة الراعي أن يبقى عاطأل‪.‬‬
‫فإن كان تستثير لم رطا قدته خارغ أرض المدينة (الحصر) ليذعتي أته حارث أو كرام؛ وإن كان‬
‫جندى ظل دائائ وبال توقف في أرض المعركة أو في المعسكر‪ ،‬من دون أن تقع عيثه على كتاب‬
‫أو أن يرى محكمة قضاء‪ ،‬لينعي أته محام؛ فتن كان له أن ئطيق سخافاب تقرفة مثل هذه؟ ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فمائ يدعو إلى السخرية الزائدة أن يرغب بعضهم في أن يتمشكوا بلقب راعي الكنيسة من‬

‫دون أن يكونوا كذلك بالفعل‪ .‬كم من حالؤ يرعى أحدهم فيها كنيسة‪ ،‬ولو على سبيل التظاهر؟‬
‫كثيرون يبتلعون إيرادات الكنائس طوال أيام حياتهم من دون أن يقتربوا من مجرد إلقاء نظرة واحدة‬
‫عليها‪.‬آخرون يأتون مر؛ في السنة‪ ،‬أو يرسلون مندوبا‪ ،‬بحيث ال يضيع شيء من دحلهم؛ فعندما‬

‫‪ .١٢‬المراحل المبكرة لهذا اكز‪ :‬غريغوريوس وبرنارد‬

‫تبين أن دذار هذا الشر وجدت منذ عصر غريغوريوس‪ ،‬حيث انتشر إهمال التعليم في الكنائس‬
‫على أيدي قساوستها‪ ،‬بدليل إشارته المشددة إلى هذه الظاهرة في إحدى كتاباته‪ .‬يقول‪ :‬العالم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين السبحي‬ ‫‪١٠٢٢‬‬

‫مآلن بالكهنة‪ ،‬أائ في زمن الحصاد فال يوجد عامل؛ إتنا في الحقيقة شخن وظيفة الكهنوت‪ ،‬ولكى‬
‫ال نؤذي العمل الذي وئجبه الوظيفة‪ .‬ويضيف‪ :‬وإذ ليس لهم أحشاء الرأفة‪ ،‬يطمعون في أن‬
‫السيادة‪ .‬ثم‬
‫**‬ ‫ئظهروا أسيادا؛ وال يعرفون ذواتهم كاباء على اإلطالق‪ .‬يستبدلون التواضع بغرور‬
‫يقول‪ :‬أثا نحن‪ ،‬يا حضرات الرعاة‪ ،‬فماذا نفعل نحل الذين نتقاضى مربا في حين ال نشتغل؟‬
‫لقد انهمكنا بمظهر االنشغال فنتعهد شيائ ونفعل غيره‪ .‬إئنا نهمز خدمة الوعظ؛ ولكي نضاعف‬
‫عقوبتنا‪ ،‬كما أرى‪ ،‬ندعى أساقفة ؛ لنا هذا اللقب الفضيل‪ ،‬بدون شلطبه‪ ١٣ .‬إن كان غريغوريوس‬
‫يستخدم كلمات كهذه شديدة القسوة ضد ثن هم فقط أقز مثابرة أوأقز تدقيعا في تأدية وظائفهم‪،‬‬
‫أستعطفكم‪ :‬ماذا كان ليقول إن لم يكن قد شاهد واحدا على األقز من األساقفة‪ ،‬أو القالئل جذا من‬
‫بينهم‪ ،‬أوآخرين من سلك األكليروس — متا يعادل واحدا بالمئة — نادرا ما اعتلوا أحد المنابر؟ لقد‬
‫وصل حذ الجنون البشري أن يعتبروها إهانه لكرامة األسقف أن يعظ الشعب‪ .‬بيد أن األمور سارت‬
‫إلى أسوأ في عصر برنارد‪ ،‬لترى قسوة التوبيخ الذي به ينذد بالنظام بأكمله‪ ،‬النظام الذي كان على‬
‫األغلب عندئذ أكثر نقاء إلى حذ بعيد متا هو عليه الحاز اآلن‪١٤.‬‬

‫‪ .١٣‬االدعاء والواقع‬

‫ولكن من يحاول أن يرن ويمتحن هذه الصورة الظاهرة لتنظيم الكنيسة القائم اليوم تحت‬
‫السلطة البابوتة‪ ،‬فلن يجد مغارة يعربد فيها اللصوص بأكثر وقاحة بدون انضبا؛ أو تحشب‬

‫نحن أعمدة الكنيسة‪ ،‬وقادة الدين‪ ،‬ووكالء المسيح‪ ،‬ورؤساء المؤمنين‪ ،‬ألن السلطان الرسولى‬
‫توالى إلينا بالخالفة‪ .‬يتبجحون بهذه الحماقات بتعاظم وبال انقطاع كما لوكانوا يخاطبون ألواحا‬
‫خشبية‪ .‬ولكئهم كتما يتفاخرون بهذا‪ ،‬سأسألهم بدوري عتا يجدونه مشترغا بينهم وبين الرسل‪.‬‬
‫نحن ال يعنينا شرف متوارث تغذق على الرجال فيما هم نائمون‪ ،‬لكئنا غيارى جدا على وظيفة‬
‫الوعظ باألنجيل التي يغزون منها بجهد جاهد‪ .‬كذلك عندما نواحههم باستبدادتة حكمهم التي‬

‫‪ 1.‬ال‪٠٢‬جع‪6٢‬‬ ‫‪7 1 €8 071‬‬


‫أ أأ ا‬ ‫‪ 76. 1139‬ا(ل‪٧11, 3, 4, 8, 14 )١1‬ل ‪8 1.110111.‬أ‪608[{€‬‬ ‫انظر‪1146( :‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫‪071‬‬ ‫انظر‪ 182. 813-817, :‬ال) ‪, 11. 4-111. 8; ٧11. 25, 27-29‬؟‪،‬مف‪٤‬جا‪€8 >9‬أأأأ(‪ 071)11‬س‪1٢‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪825-828(.‬‬
‫‪١٠٢٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الخامس‬

‫تضاهي طغيان عدؤ المسيح‪ ،‬يصرون بال كاللة أو ملل على أئه النظام الهرمى الجليل الذي وقره‬
‫ء‪٠‬ظماء القديسين‪ .‬هذا كما لو كان اآلباء القديسون ‪ -‬عندما باركوا السلطة الكنسية أو اإلدارة‬
‫‪١‬لر و حية التي تسئمثها الكنيسة من الرسل‪ -.‬قد حلموا بهذه الفوضى الخربة والئقبر؛ بال حدود‪،‬‬
‫والي يغلب أن يصبح األساقفة فيها كالحمير األجالف الذين ال يستوعبون حتى اسس اإليمان‬
‫البديهية‪ ،‬أو أحيابا كاألوالد الكبار الذين سرحتهم مردياتهم دوا؛ وإن كانوا قد نالوا قسكا يسيرا‬
‫من العلم (مع أن هذا نادر الحدوث)‪ ،‬ينظرون إلى األسقفية كمجرد لقب عظمه ولمعان؛ حيث‬
‫ال يخطر ببالهم أن يراعوا قطيائ‪ ،‬أكثر مائ يخطر ببال صانع أحذية أن يحردن أردائ؛ وحيث تسود‬
‫البلبلة بصور؛ أفظع من التبديد البابلي [تك ‪ ،]٩ : ١١‬فال ئظهر عليهم ملمح من مالمح الرسامة التي‬
‫رسم بها االباء‪.‬‬

‫مقياسا دائائ للحياة؟ ال توجد اليوم بين بني البشر فصيلة أخرى أردأ سمعة بإفراط‪ ،‬أو تخئث‪ ،‬أو‬
‫شهوانية‪ ،‬وما إلى ذلك من النزق وجميع صنوف األهواء؛ وال يوجد نظالم آخر يبرع فيه صائع‬
‫يتضآعون من الخبث والخداع والخيانة والفدر‪ ،‬بقدر ما نجد في هذه الطبقة من الرجال‪ .‬كما‬
‫ال يوجد على سطح األرض ما يضاهي عظم مكر هؤالء أو بجاحتهم لإليذاء؛ فضأل عن عجرفبهم‬

‫وغرورهم وحسبهم ووحشيبهم‪ ،‬واستباحتهم الفاجر؛ طوال حياتهم‪ .‬لقد سئم العالم جميع هذه‬
‫اإلساءات بحيث ال خطر هنالك من ظهوري مبابائ فوق الحاجة‪ .‬أقول شيكا واحدا ال يمكنهم أن‬
‫ينكروه‪ .‬قلما وجد أسقف‪ ،‬وال واحد بين مئة كاهن لرعوية‪ ،‬ال يكون عرضة للحرمان أوعلى األقل‬
‫للعزل من وظيفته إذا قيش سلوكه بمعايير المراسيم القديمة‪ .‬قد يبدوأئني أقول شيكا ال يصدق؛ إذ‬
‫التأديب الكنسي القديم قد تراحى واهيل بحيث تحكم تطبيق التوبيخ الرسمي األكثر صرامة لسلوك‬

‫اإلكليروس؛ ولكئ هذا كته صحيح‪ .‬اآلن دع الذين يخدمون تحت لواء كرسى روما وحمايبه‬
‫يذهبون ويتباهون فيما بينهم بنظام الكهنوت! جلى أن نظامهم ال هو من المسيح‪ ،‬وال من الرسل‪،‬‬
‫وال من االباء‪ ،‬وال من الكنيسة القديمة‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٢٤‬‬

‫ه ‪ . ١‬الشمامسة‬

‫ليتقدم االن أمامنا الشمامسة بتصرفهم المقنس في إيرادات الكنيسة‪ .‬ولكئ الرومانيين ال‬
‫يعينون اليوم شمامسة لهذا الفرض؛ بل يكتفونهم خدمة المذبح فقط‪ ،‬أو قراءة اإلنجيل أو ترديده‪،‬‬

‫قبل تكريسها‪ .‬أثا العادة القديمة فكانت أن يقبل المؤمنون بعضهم بعصا ثم يقدموا عطاياهم على‬
‫المذبح؛ وبهذا كانوا تعلنون محيتهم رمزتا أوأل‪ ،‬وبعد ذلك بصدقادهم‪ .‬فكان الشماس يتسئم‬
‫العطايا كيما وئ عها‪ .‬أثا اليوم فال يحصل الفقراء على شيء من تلك العطايا التي كأئها ألقيت في‬
‫البحر‪ .‬هكذا يهزأون بالكنيسة بشموسؤة زائغة‪ ،‬ألن ليس فيها إطالقا ما يشابه التأسيس الرسولى لها‬
‫أو الممارسة القديمة‪ .‬في الواقع‪ ،‬حولوا توزيع الصنقات إلى مكا؟ اخر‪ ،‬وركبوا األمور بحيث ال‬
‫يمكن تصور عبثه أسوأ‪ .‬فكما يطعن اللصوص رقاب الناس ثم يتقاسمون الغنائم فيما بينهم‪ ،‬هكذا‬
‫افترض هؤالء الرجال — بعد أن يطفوئا نور كلمة الله وبذا يطعنون رقبة الكنيسة — أة كز ما كان‬
‫مكرسا لالستعمال المقت؛ سه أصبح كسبا عظيائ كفنيمه لهم‪ .‬ومن ثم يجري التقسيم‪ ،‬ويخطف كز‬
‫*‬
‫واحد لنفسه حطة على قدر ما يستطيع‪.‬‬

‫‪ .١٦‬توزيع إيراد الكنيسة‬

‫لم يكتف األساقفة والقسوس في المدن بإحداث الخلل في األعراف التي مارستها الكنيسة‬
‫القديمة‪ ،‬بل تاكدوا من محوها تماثا‪ .‬فقد تحولوا إلى كهنة كاتدرئيات‪ ،‬واقتنصوا ألنفسهم‬
‫النصيب األكبر من مخضسصادت التوزيع‪ .‬وهع ذلك كان التقسيم منعلائ‪ ،‬بدليل أدهم حتى اليوم‬
‫يتنازعون حول الحدود‪ .‬ولكن في كز األحوال‪ ،‬تقرر أأل ينال الفقراء درهائ واحذا‪ ،‬في حين‬
‫كان مخضضا لهم نصف ثروة الكنيسة؛ وهكذا خضص كهنة الكاتدرائيات ربائ لهم‪ ،‬وربائآخر‬
‫لألساقفة لإلنفاق على الضيافات وما شابه ذلك من إكراميات‪ .‬لن أذكر شيائ عائ يفعله اإلكليروس‬
‫بحضتهم أوكيف ينبغي أن يستخدموها‪ .‬ألئه قد تبين بما فيه الكفاية‪ ،‬أة الجزء المتبثي (المحصص‬
‫للكنائس وصيانة أبنيتها وما إلى ذلك) كان ينبغي أن يظز لغائدة الفقراء حينما تعوزهم المعونة‪.‬‬
‫‪١ ٠٢٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الخامس‬

‫؛نني أسأل‪ :‬لو حذت في قلوبهم شرارة من مخافة الله‪ ،‬هل كانوا يحتملون فكرة أن كز ما يأكلونه‬
‫وكز ما يلبسونه يأتي من السرقة ‪ -‬ال بل من تدنيس المقنسات؟ لكن مع جمود ضمائرهم التي‬
‫ال لحزكها دينونة الله‪ ،‬يجب أن يفطنوا على األقز إلى أن الذين يحاولون إقناعهم بأن لديهم نظاائ‬
‫سودا في الكنيسة‪ ،‬كما يزعمون‪ ،‬هم أناس موهوبون عقأل وحشا وإدرابا‪ .‬فليجيبوني باختصار‪:‬‬
‫هل الشموسية ز حصة تجيز السرقة والنهب؟ فإن أنكروا‪ ،‬ال بذ أن يقروا بأن لم يبق لديهم شموسية‪،‬‬
‫إذ تحولت إدارة ممتلكات الكنيسة بجملتها إلى نهب دبس‪.‬‬

‫‪ . ١ ٧‬سناء الكئيسة الزائف والصحيح‬

‫ألمنا هنا فيستخدمون خداعا أنيعا ‪ .‬يقولون اذ كرامة الكنيسة دسكنام على النحو الصحيح بهذه‬
‫الفخامة‪ .‬ومنهم ض يجاهرون بال حياء‪ ،‬بأئه هكذا فقط تتحثق النبوءات التي بها وصف األنبياء‬
‫األقدمون بهاء ملكوت المسيح‪ ،‬أي عندما يرى الجالل الملكي في النظام الكهنوتي‪ .‬يقولون‬
‫لم يعال الله بهذه األمور باطأل لكنيسته‪ .‬ئلون ‪ . . .‬برسلون دعدمه ‪ . . .‬بعدنون هديه‪ .‬ؤئشجد نه‬
‫بز الغد [مز ‪٠ .]١١-١٠ :٧٢‬اائتئقظي‪ ،‬ائثقظي! ايسي عرلم قا صهئؤق! ايسي ريات‬

‫لجماللث تا أورسليم [اش ‪١ :٥٢‬؛‪ .‬اكلها داتي من سبا‪ .‬نحمل دهبا زلقتادا‪ ،‬ؤتبسر يكشابيح الرب‪.‬‬
‫كز ص بيذار رجتمع إكك [اش ‪ ,]٧-٦ : ٦٠‬إن كنت ألسترسل في نقض هذا التبجح‪ ،‬أخشى‬
‫أئني قد أبدو غبيا‪ .‬لذا ال أريد أن أضيع كلماتي سدى‪ .‬ومع ذلك أسأل‪ :‬لو كان ليهودي أن يسيء‬
‫استعمال هذه الشواهد‪ ،‬يم كانوا عساهم يجيبونه؟ من المؤبد أدهم كانوا يوبخون غباءه‪ ،‬ألئه‬
‫اختلس للعالم ولبشر الروحيات التي قيلت حول المسيح وملكوته‪ .‬إدنا نعرف أن األنبياء صؤروا‬
‫لدا في تشبيه أرضى مجد سماوبات الله‪ ،‬الذي ينبغي أن يسطع في الكنيسة‪ .‬ولم تقز تلك الكعم‬
‫التي صؤرتها كلماتهم عفا ازدانت به في عصر الرسل؛ ومع ذلك يقر الجميع بأن قوة ملكوت‬
‫المسيح بلغت أوج ازدهارها في ذلك العصر‪ .‬ماذا تعني إدا تلك المقوالت في حذ ذاتها؟ كز ما‬
‫هو ثمين أينما كان‪ ،‬وكز ما هو جليل‪ ،‬وكز ما هو سامي المنزلة‪ ،‬ليكل خاضائ للرب‪ .‬أتا ما قيل‬
‫تصريحا عن الملوك — أي أدهم يذنلون صولجاناتهم للمسيح‪ ،‬ويطرحون تيجانهم عند قدميه‪،‬‬
‫ويكرسون مواردهم لكنيسته — هل سيقولون تم كز ذلك على نحو أكمل وأصخ في أي زمى‬
‫سوى زم سلم فيه [االمبراطور؛ ثيودوسيوس ذاته علكا لله وللكنيسة في توبه حقيقية‪ ،‬وذلك بخلع‬
‫ثوبه األرجوانى وشارات السلطة ليظهر كواحد من عامة الشعب؛ أوعندما كرس هو وأمراء أتقياء‬
‫آخرون مثله كز مساعيهم واهتماماتهم للحفاظ على نقاوة العقيدة في الكنيسة‪ ،‬ولرعاية المعتمين‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين الهبى‬ ‫‪١٠٢٦‬‬

‫البوام وحمايتهم؟ أثا التعقف الذي ادسم به الكهنه في ذلك الزمان‪ ،‬فأفصح عنه مجمع أقوياليًا‬
‫الذي تراسه أمبروسيوس بعبار؛ واحدة‪ :‬الفقر مجد األسقف ‪ ١ .‬من الموبد أته كان لألساقفة في‬

‫ذلك الحين شيء من الثراء الذي كان ممكتا لهم أن يظهروا به كرامة الكنيسة‪ ،‬إذا ظتوا أة هذا ئ‬
‫كان يزتن الكنيسة‪ .‬ولكتهم‪ ،‬إذ أدركوا أن شيائ ال يمكنه أن يناقض الوظيفة الرعوتة أكثر من التباس‬
‫بعظمة أطايب المائدة أو بهرجة الثياب‪ ،‬أو طواقم الخدم في دهاليز القصور‪ ،‬اثروا أن يدريوا‬
‫ذواتهم على االئضاع والبساطة واالحتشام‪ ،‬وعلى ذلك الفقر عينه الذي دسنه المسيح بين خدامه‪.‬‬

‫‪ .١٨‬التزوير واإلنفاق األص من أموال الكنيسة‬

‫أثا لكيال نطيل الحديث في هذه النقطة‪ ،‬دعونا نلحص باختصار إلى أي حذ ابتعد هذا البذير‬
‫‪ -‬أو باألحرى هذا التبديد — الحالي لموارد الكنيسة من خدمة الشموسية الحقيقية التي توصينا‬

‫من االعتداء‪ -‬فضال عائ ثلناة انغا عن االقتصاد في الصرف ‪ -‬مرفوض‪ .‬ال شيء على األطالق‬
‫يرضي سوى ما يلذن اإلفراط والغسان اللذئن يتميز بهما هذا الزمان‪ .‬وفي األثناء نفسها‪ ،‬لقد ابتعدوا‬
‫كثيرا عن االعتناء الواجب بالهياكل الحية‪ ،‬بحيث آثروا أن يهبك من الجوع آالف من المحتاجين‬
‫على أن يكسروا أصغر الكؤوس أو واحذا من األوعية إلسعافب حاجتهم‪ .‬ولكيال أديتهم بقسوؤ‪،‬‬
‫أود أن يتأثل القراء األتقياء هذا الشيء الواحد‪ :‬لو كان إكسوييريوس أسقف تولوز‪ ،‬أو أكاكيوس‪،‬‬
‫أوأمبروسيوس‪ ،‬أوأى من أمثالهم لثقام من األموات‪ ،‬ماذا تراه يقول؟ ال شلثع في أتهم إذ يشاهدون‬
‫فاقة الئعوزين‪ ،‬لن يمكتهم أن يسمحوا بأن يؤخذ مئهم أموالهم‪ ،‬كما لوكانت فائشا‪ .‬هذا فضأل‬
‫عن أن األغراض التي تنفق من أجلها (حتى لو لم يكذ هنالك فقراء) ضارة من عنة وجوه‪ ،‬أو على‬
‫األقز ليست بنافعه على أئ حال‪.‬‬

‫لئ أتحدث عن الرجال‪ .‬إذ هذه الممتلكات مكرسة للمسيح؛ ولذا ينبغي أن يصرف بحسب‬
‫إرادته‪ .‬ولكتهم باطأل يعطون حساتا عتا بذروه على عكس ما أوصى به‪ ،‬على الرغم من أن القليل‬
‫جذا من إيراد الكنيسة العادئ — والحق يقال — ينتقص بقدر هذه المصروفات‪ .‬ألن ليس من‬
‫أسقفيات هكذا ثرية‪ ،‬وليس من أديرة هكذا غنية‪ ،‬وأخيرا ليس من متح ضخمه كهذه أو موقوب‬

‫‪0 ,‬لسد‬ ‫انظر‪.2[ ٧. 185. :‬ل ‪٢‬جأخجا]‪ 16. 940; 11.‬دل(ل‪٠ 2 )١4‬ال‬ ‫‪١٥‬‬
‫‪١٠٢٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -.‬الفصل الخامس‬

‫كع أهوال طائلة‪ ،‬يمكنها أن تشبع دهم الكهنة‪ .‬ولكئ فيما يحاولون أن ئؤئنوا ذواتهم يقنعون الناس‬

‫‪ .١٩‬الممتلكات اإلكليريكية وسلطان اإلكليروس‬

‫أتا عن اإليرادات التي يتسئمونها من الحقول واألمالك‪ ،‬فماذا أقول سوى ما قلته قبأل‪ ،‬وما‬
‫هوأمام أنظار الجميع؟ سوف نرى بأي أمانؤ يدار القسم األعظم منها مئن يسوئن أساقفة ورؤساء‬
‫اذيزة‪ .‬يا له من غباء أن نبحث هنا عن نظام كنستي! هل كان يليق أن تن وجب على حياتهم أن‬
‫تكون مثاأل فريدا في االقتصاد‪ ،‬وقدو في االسام‪ ،‬ومقياسا للعئة‪ ،‬ونموذلجا لالضاع‪ ،‬يجارون‬
‫بل ينافسون فخامة األمراء في أعداد الحذم وفي أئهة الصروح وأناقة الملبس وأئهة الوالئم؟ وكم‬
‫كان كل هذا منافرا لوظيفة تن عينهم اختيار الله األزلتي المنيع إذ يسفون وراء الربح البذيء‪ ،‬فيما‬
‫يحقهم اختيازه على القناعة بالبساطة [تي ‪ ،]٧: ١‬ويمنعهم من االستيالء؛ ال على قرى بأكملها‬
‫وقصور شامخه فقط‪ ،‬بل على محافظاب حتى ممالك باكمبها أيائ! إذ كانوا يحتقرون كلمة الله‪،‬‬
‫فبماذا يجيبون تلك المراسيم القديمة التي ستتها المجامع والتي نضت على أن يكون لألسقي‬
‫منزن صغير على مقربؤ من كنيسته‪ ،‬وبعض من األثاث الزهيد والعيش المتضع؟‪ ١٦‬وبم يرذون‬
‫** مجذ كهنه الرب ؟‪ ١٧‬فلربما يرفضون وئا أمز‬
‫الفقر‬ ‫على تلك العبار؛ من تجمع أقوياليا حيث‬
‫هيرونيمس لنيبوطياثسكأئر شديد العسوة‪ :‬أن فخر األسقف هو أن يوور احتياج الفقراء؛ وأن عاز‬
‫جميع الكهنة هو أن يسعوا وراء إثراء ذواتهم‪ ١٨.‬لكتهم ال يمكنهم أن يتقيلوا هذا كته من دون أن‬
‫يدينوا ذواتهم إلى خزي العار‪ .‬ومع ذلك ال يلز؛ أن نالحعهم بقسو؛ زائدة هنا‪ ،‬إذ إذ قصدي‬
‫الوحيد هو إظهار تالشي مفهوم الشموسية الصحيح بينهم منذ زس بعيد‪ ،‬بحين ال يمكنهم‬
‫بعن أن يتفاخروا بهذا اللقب كأحيد األلقاب المشرفة للكنيسة‪ .‬وأعتقد أش أنجزن ما قصدن‬
‫على وجه الكمال‪.‬‬

‫‪1٧,‬ل ‪8‬ع‪0‬عةئ‬ ‫انظر‪ً ،11181 111. 952(. :‬اك‪)٨‬‬ ‫‪١٦‬‬


‫راجع الهامش ‪.٧٢‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫;‪ 111. 5, 6 )^۶٤ 22. 531‬دهك ‪[0101110,‬‬ ‫;‪ 2 80٢. ٧1. 91 £‬ا! خ ;‪54. 422-425‬‬ ‫انظر‪٧. :‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫‪319-322.‬‬
‫الفصل السادس‬

‫أذية كرسي روما‬

‫مع‬

‫(نقض االدعاءات بأؤلية بطرس‪)٧-١ ،‬‬

‫‪ . ١‬مطلب االنصياع لروما‬

‫راجعنا إلى هنا الزئب التي شكلت إدارة الكنيسة القديمة والتي افبدت الحائ على مز‬

‫األزمنة‪ ،‬والتي رعتى فسادها بعدئد بحيث صارت تحتفظ اليولم بأسمائها في الكنيسة البابوية‬
‫فقط‪ ،‬ألصبحت ال تتعذى كونها مجزد أقنعة‪ .‬لقد فعئنا ذلك غسى يستطيع القارئ التقي أن يمج‪،‬‬
‫— بالمقارنة — نوغ كنيسة الرومانيين التي ألجلها يرشقوننا بتهمة االنشقاق إذ قد انفصلنا عنها‪.‬‬

‫على أئنا لم نناقش ‪ -‬بعد ‪ -‬حجر الذروة الذي يتماسك به بناؤها‪ ،‬أي أولية الكرسى الروماني‬
‫الذي يحاولون منه جاهدين أن يبرهنوا على أة الكنيسة الجامعة هي ئلكهم الحصري‪ .‬أثا السيب‬
‫الذي ألجله لم نناقش هذه األولية‪ ،‬فهو أئها لم تنشأ مكا أسسه المسيح‪ ،‬أو مكا مارسته الكنيسة‬
‫القديمة‪ ،‬إذ كانت تلك الوظائف السابقة التي نشأت منذ القدم‪ ،‬كما تثنا‪ ،‬قد تدهورت على مز‬
‫العصور بحيث ادخنت لذاتها — في الحقيقة — صورًا مغايرًا تماثا‪.‬‬

‫ومع ذلك يحاولون أن يقنعوا العالم بأن الرباط الرئيس ‪ -‬بل األوحل ‪ -‬لوحدة الكنيسة هو‬
‫أن نلتصق بالكرسى الرومانى وندوم مطيعين له‪ .‬أقول‪ :‬إئهم عندما يريدون أن يسلبوا متا الكيسة‬
‫ويدعوها ألنفسهم‪ ،‬يستندون خصوصا إلى هذه الدعامة؛ أن يحافظوا على الرأس الذي تعتمد عليه‬
‫وحدة الكنيسة‪ ،‬والذي بدونه ال بذ أن تتهلهل الكنيسة وتتحكم ‪ .‬وهذه حجتهم ‪ ٠‬أن الكنيسة جسد‬
‫مشؤة ومقطوع الرأس إذ لم تخضغ للعرش البابوي الذي هو رأسها‪ .‬لذا عندما يناقشون نظامها‬
‫الهرمي ينطلقون دائكا من هذا المبدأ‪ :‬أن يرأس أسقف روما (أي البابا‪ ،‬بصفته وكيل المسيح الذي‬
‫هو رأس الكنيسة) الكنيسة كتها ممدال المسيح؛ وال يمكن للكنيسة أن تقوم على النحو الصحيح ما‬
‫‪١٠٢٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السادس‬

‫بكن لذلك الكرسى األزلية فوقجميعاالخرين‪ .‬فألجل ذلك يلزمنا أن نتفحص طبيعة األزلية‪،‬‬
‫وأآل نغفل فيائ مها ينعتق باإلدارة السليمة للكتيسة‪.‬‬

‫‪ .٢‬التجوز اإلشارة إلى وظيفة رئيس كهنة العهد القديم إلثبات سيادة البابوتة‬

‫إدا فلنحذد هنا ماهية السؤال‪ :‬هل كان الزائ لتكانل هيئة الكهنوت الثئبية الصحيحة (كما‬
‫يستونها)‪ ،‬أو لسالمة النظام الكنسي‪ ،‬أن يسوئ كرسي ما ‪ -‬في الكرامة والسلطان — فوق البقية‬
‫بحيث يكون رأسا للجسد كله؟ ارنا لو لرصنا هذه الضرورة على الكنيسة أجمع‪ ،‬اتما ئخضعها —‬
‫على غير ما توصي به كلمة الله — لقوانين ظالمة إلى حد نفرط‪ .‬لذلك إذ كان خصوئنا ليثبتوا ما‬
‫ينعونه‪ ،‬فعليهم أؤأل أن يبينوا أن هذا التدبير قد أسسه المسيح‪.‬‬

‫يشيرون في هذه النقطة إلى رائسة كهنوت الناموس‪ ،‬وكذا إلى كرسى القضاء األعلى الذي‬
‫أسسه الله في أورشليم‪ .‬ولكئ ال يصعب الرذ على ذلك؛ وإن لم ثرضهم صيفة واحدة من الرذ‬
‫فثتًا صيغ عديدة له‪ .‬أؤأل‪ ،‬ليس ثقة سبب تلزم تطبيق ما كان نافائ ألئة معينة على المسكونة‬
‫بأشملها؛ في الواقع إذ دستور أئه واحد؛ سوف يختلف جذا عن دستور العالم كته‪ .‬فألذ اليهود‬
‫كانوا تحاطين من كز جاب بعيدة األوثان‪ ،‬وضع الله مقر عبادته في النقطة الوسطى لألرض‬
‫لكي ال دلهيهم الديانات المتنوعة األخرى‪ ١ .‬هنالك عين [الله] رئيس كهنه لكي تقجه نحوه أنظار‬
‫الجميع لضمان الوحدة بينهم‪ .‬أتا اآلن‪ ،‬وقد اقسر الذين الحق إلى جميع أطراف المسكونة‪ ،‬فتن‬
‫ال يستطيع أن يرى السخافة القصوى في أن بحكم رجز واحن الشرق والغرب؟‬

‫هذا كما لوكان أحدهم يجادل في أده يتحئم على العالم بأسره أن يسيطز عليه حاكلم واحن ألن‬
‫إقليائ واحذا له حاكم واحد‪ .‬ولكئ هنالك سبياآخر أيائ يوحل أأل تقتد ذلك النظام‪ .‬ال يجهل‬
‫أحد أن رئيستى الكهنة كاذ رمزا للمسيح؛ وبانتقال الكهنوت وجب أيصا انتقال حق الكهنوت‬
‫[عب ‪ . ] ١٢ : ٧‬ولكن إلى تئ انتقل؟ واضخ أئه لم تثل إلى البابا (كما يتجاسر هو أن يتفاخر) عندما‬
‫يتخن التقب لنفسه‪ ،‬بل إلى المسيح‪ ،‬إذ هو‪ -‬وحذه — يحتفظ لذاته بتلك الوظيفة‪ ،‬بال خليفه أو‬
‫ناب عنه‪ ،‬وس ثلم ال يتنازل عن ذلك االمتياز ألحد سواه‪ .‬ألن هذا الكهنوت ال يقوم على التعليم‬
‫فقط‪ ،‬بل على إرضاء الله الذي ائته المسيح بموته‪ ،‬وفي شفاعته التي يقوم بها اآلن في حضرة أبيه‪.‬‬

‫كانت الكنيسة في العصور الوسطى تعتقد أن أورشليم تقع في منتصف األرض‪ ،‬أي في المركز الوسط لألرض كلها‪ ،‬وهكذا‬ ‫‪١‬‬
‫كأنت ئصور في الخرائط‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسمرة الذين المسيحي‬ ‫‪١ ٠٣٠‬‬

‫‪ . ٣‬كلمة المسيح لبطرس لم تؤسس لسيادته على الكنيسة‬

‫إذا ال يوجد ما يبزر أن يقيدونا بهذا المثال كما بناموس أبدى‪ ،‬عندما نرى أئه كان مجز ن‬
‫نموذج مووت‪.‬‬

‫ليس لديهم ما يوثق رأيهم من العهد الجديد سوى أته قيل لرجل واحد‪11 :‬ألتا بطرش‪ ،‬وطى‬
‫طه الطفر؛ آئتي كتيشتي‪[ ,,‬مت ‪]١٨: ١٦‬؛ وكذا ايا* [بعلرس] أدحيي‪...‬؟ ازغ خزافيا‪٠‬‬

‫[يو‪:٢١‬ه‪.]١‬‬

‫أتا لكي تجت براهينهم على أساس متين‪ ،‬فيلزمهم أؤأل وقبل كلة شيء أن يبنوا أئه قد ؤهب‬
‫لمن أوصتي بأن يطعم قطيع المسيح‪ ،‬بأن يكون له السلطان على جميع الكنائس‪ ،‬وأن الربط والحز‬
‫اليعني إأل أن ئحكم العالم بأسره‪.‬‬

‫ولكئ ‪.‬طرس‪ ،‬إذ تسئم األمر من الرب‪ ،‬يوصي كذلك سائر الشيوخ بأن ازعؤا زعية الله‬
‫[الكنيسة] [ ‪ ١‬بط ه ‪ . ]٢ :‬من هذا يلزم أن نستشنى أن شيائ لم يمنح لبطريس فوق البقية‪ ،‬أو أؤ‬
‫‪.‬طرس تقاسم هع اآلخرين — بالتساوى — الحق الذي تسلمه‪ .‬لكيال نجادل عبائ‪ ،‬لبرز شرحا أوصج‬
‫لما يعنيه الربط والحز من شقتي المسيح نفسه‪ ،‬وهو مفقرة الخطايا وإمساكها [يو ‪.]٢٣:٢٠‬‬
‫ويتوصح أسلوب الربط والحز هذا مرارا وتكرارا في الكتاب المقنس برتته‪ .‬ليس هذا فقط‪ ،‬بل‬
‫إذ بولس يشرحه بأفضل وسيله عندما يقول إذ خذام اإلنجيل مكتفون مصالحة الناس هع الله‪،‬‬
‫وباالنتقام في الوقت نفسه على كز عصيا؟ — أئ على كز من يرفضون هذه النعمة‪ ،‬نعمة المصالحة‬
‫[‪٢‬كوه‪١٨:‬؛‪.]٦:١٠‬‬

‫‪ . ٤‬اذعاة منحرف حول المفاتيح‬

‫كم يعوجون تلك النصوص التي تتحذث عن الربط والحل بتغسيرهم المشين (وهو ما أشرمى‬

‫انظر أعأله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الرابع‪ ،‬الفقرة ‪٢٠‬‬ ‫‪٢‬‬


‫انظر أدناه‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الحادي عشر‪ ،‬الفقرثين ‪.٢-١‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪١٠٣١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس‬

‫الخالف كئه مباشرة‪ .‬ألن البابا سوف يتخلى‪ -‬عن طيب خاطر ‪ -‬عن العمل الذي درض على‬
‫الرسل؛ هذا األمر الذي‪ ،‬لكونه مشحوتا بالجهد والمتاعب‪ ،‬يحرمه ملذاته من دون أن يعود عليه‬

‫بأي ربح‪.‬‬

‫حيث إذ تعليم اإلنجيل يفتح لنا باب السماء‪ ،‬فإذ كلمة أمغاتيح استعارة مالئمة‪ .‬مرئ زم‬
‫ال يوجد معجاز لربط البشر أو لحلهم إأل عندما يصالح اإليمان البعش مع الله‪ ،‬بينما يقيد البعفل‬
‫عدم إيمانهم بصور؛ أشذ‪ .‬إذ كان البابا ليطيق ذلك على ذاته‪ ،‬فاي أعتقد آئه لن يوجد هنالك من‬
‫يحسده‪ ،‬أو من يدخل معه في شجار‪.‬‬

‫ولكن لائ كانت هذه الخالفة — بما تتطنب من جهي من دون أن تجتني ربحا — ال رشؤ البابا‪،‬‬
‫ينشأ منها بدايه جدل حول ما وعد المسيح بطرس به‪ .‬إدني أستنبن من الوعد ذاته اوه لم دقصد منه‬

‫ها لهم يحتجون بصخب! ولكئني أسأل‪ :‬بم يفيدهم ضربهم هذه الصخرة؟ ألئهم سوف‬
‫يبتون فقط أته كما ائتيئب الكرازة باإلنجيل لجميع الرسل‪ ،‬زود جميعهم أيصا بسلطان الرئط‬
‫والحز‪ .‬يقولون إذ المسيح عين بطرس أميرا على الكنيسة كتها لتا وعده بأن يعطيه المفاتيح‪.‬‬
‫ولكئ ما زغد به واحذا‪ ،‬ولهيه أيصا — في موضعًاخر‪ ،‬وفي الوقت عينه — لآلخرينكتهم؛ ووضعه‪،‬‬
‫إن جاز القول‪ ،‬في أيديهم [مت ‪ ١٨: ١٨‬؛ يو ي‪ .]٢٣:٢٠‬إذ كان الحق نفسه الذي اعطي للواحد‬
‫وقد ننح للكز‪ ،‬فمن أى جاب كان ‪.‬طرس أعبى مرتبه من أقرانه؟ يقولون‪ :‬يتفوق في أته ننح ما‬
‫أعطي له بمشاركة اآلخرين كما بمفرده‪ ،‬فيما أعطي اآلخرون ما ننحوا بالمشاركة وحدها‪ .‬ماذا‬
‫لو أجيت مع قبريائس وأوغسطينس بأن المسيح لم برد أن يغخز رجأل واحذا على اآلخرين‪ ،‬بل‬
‫أراد أن يوصني الكنيسة بالوحدة؟ فهكذا تكتم قبرياتس‪ :‬في شخص إنسا؟ واحد‪ ،‬أعطى الرت‬
‫المفاتيح للكز لكي يعير عن وحدة الجميع؛ لقد كان الباقون مثلما كان بطرس‪ :‬موسخا بنصيب‬
‫مساو في كز من الكرامة والسلطة؛ ولكئ البداية كانت من واحد حتى تظهر كنيسة المسيح‬
‫ويقول أوغسطينس‪ :‬إن لم يكئن سر الكنيسة في بطرس لم يكن المسيح ليقود‬ ‫أئها واحدة‪.‬‬

‫‪, 071‬عةا<ح‬ ‫انظر‪ ٧. 126.( :‬حح‪ 3.1. 212; ٤٢. £‬ط‪8£‬ح) ‪٧‬ا أ‪/‬حل‪7‬ح‬ ‫‪٤‬‬
‫للكنيسة‪ .‬أما إذا كانت في حوزة الكنيسة‪ ،‬كان بطرس عندما تقبل المفاتيح رمزا للكنيسة كله اال‬
‫وفي نعل آخر‪ ،‬قال‪ :‬بعدما سئل الجميع‪ ،‬كان بطرس وحذه الذي أجاب‪ :‬أنث هو المسيحم ‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬فسأعطيك* المفاتيح)‪ ،‬كما لوكان هو وحده تستم سلطان الربط والحز؛ ولكونه واحذا‬
‫قال األولى بالنيابة عن الجميع‪ ،‬وتقبل األخيرة مع الجميع بحيث تمثلت في شخصه الؤحدة عينها‪.‬‬

‫ومن ثم الواحد للجميع ألن الوحدة في الجميع‪.‬‬

‫ه‪ .‬ؤسح بطرس بالكرامة وليس بالسلطان‬

‫ولكئنا ال نقرأ في أي مكا؟ أة ما قاله المسيح لبطرس أدك ئطؤس‪ ،‬وغلى هذ؛ الضفر؛ أرني‬

‫الجسد بمغاصل وربط يتوازر ويقترن‪ ،‬ينمو نموا من الله [قارن اف ‪١٦:٤‬؛ كو ‪( . ] ١٩: ٢‬يقولون)‬
‫هوقبل اآلخرين‪ ،‬ألته مخصوص بهذا االسم‪ .‬إئني بالطبع أنسب هذا الشرف إلى بطرس بكز رصا‬
‫وطيب خاطر‪ ،‬وأضعه في قائمة األوائل في بناء الكنيسة؛ بل (إذا أرادوا أيثا) أون جميع المؤمنين؛‬
‫ولكئني لن أسمخ لهم بأن يستنتجوا من ذلك أن له األؤلبة فوق االخرين‪ .‬ألده أي استنتاج هذا؟ كما‬
‫لو كان بطرس قد تقؤق على اآلخرين في حماسته وائقاد غبرته‪ ،‬وفي التعليم‪ ،‬وفي الجرأة؛ لذلك‬
‫له سلطان عليهم‪ .‬كما لو لم نكئ قادرين أن نستنتج بأكثر معقولبة أن أندراوس يسمو على بطرس‬
‫في الرتبة‪ ،‬ألئه سبقه من حيث الزمن وأتى به إلى المسيح [يو ‪٤٢ ،٤٠:١‬؛! ولكئني أتجاوز هذا‪.‬‬
‫فلبشلم بطرس على اآلخرين؛ لكئ شرف المرتبة يختلف اختالائ عظيائ عن السلطة‪ .‬إتنا نرى أن‬
‫الرسل قد ستموا عموائ بتمؤز بطرس من حيث الكرامة‪ ،‬وقدموه على ذواتهم ليعن الجمهور؛ وإذ‬
‫جاز الحديث‪ ،‬أن يقود في المناقشة والتصح والتحذير [اع ‪ ١٤:٢‬وما يليه؛ ‪ ٨: ٤‬وما يليه؛ ه‪٧:١‬‬
‫وما يليه؛؛ ولكئنا ال نقرأ شيائ عن السلطان‪.‬‬

‫‪. 5 )135. 1762 £.٠ 1478. 1973 £.; ٥.‬اآ ;‪5 608^11. 12‬كد ‪,‬جاالخ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫انظر‪٧11. 282, 78. :‬‬ ‫ه‬
‫‪8610718‬‬ ‫‪ 38. 1349(.‬ط(ل‪2 )١1‬‬
‫‪١٠٣٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -.‬الفصل السادس‬

‫‪ .٦‬األساس الواحد‬

‫وحده‪ .‬الن نللث الحماهات التي حاولوا ان يخدعوا بها هي البدء ال وستحق الدثر‪ ،‬هضار عن‬
‫التفنيد‪ :‬أن الكنيسة تأسست على يطرس ألره قد قيل‪ ،‬على هذه الصخرة‪ ...‬إلخ‪ .‬ومع ذلك‬
‫يقولون إذ بعض اآلباء فشروا تلك المقولة كذلك‪ .‬ولكن لتا كان الكتاب المقدس كته يصرخ عالكا‬
‫ضد ذلك التفسير‪ ،‬فلماذا يدعون سلطه أعلى من سلطة الله؟ في الواقع‪ ،‬لماذا نحن نجادل في معنى‬
‫هذه الكلمات كما لو كانت غامضة أو مبهمة فيما ال يمكن أن رقال ما هو أوضح وما هو مؤغد؟‬
‫اعترف بطرس عن نفسه وباسم إخوته بأن المسيح هو ابن الله [مت ‪ .]١٦:١٦‬وعلى هذه الصخرة‬
‫[صخرة هذا االعتراف؛ يبني المسيح كنيسته‪ .‬الره ال يوجد سوى أساس واحل‪ ،‬كما يقول ‪.‬رولس‪،‬‬
‫يمكن أن يوضع غيره [ ‪ ١‬كو ‪ . ] ١١: ٣‬ولست هنا أتختى عن سلطة اآلباء وكأن شهاداتهم ال تؤددني‬

‫إذا رغبت في أن أقتبس منهم ألبرهن على ما أقول‪ .‬بل‪ ،‬كما قلك‪ ،‬لسك أريد أن أرهق قرائي بال‬
‫داع ‪.‬رالجدل حول أمر جلى كهذا‪ ،‬وال سؤما أئه قد عولح وشرح بدأب والتزام كابين منذ زض‬
‫مح‬ ‫ط‬ ‫ه‬ ‫مح‬ ‫مح‬
‫بعيد‪. ،‬رواسطة مناصرينا‪.‬‬

‫‪ .٧‬مكانة بطرس بين الرسل بحسب ما ورد في الكتاب المقذس‬

‫على الرغم من ذلك‪ ،‬ال يستطيع أحذ فعأل أن يعالج المسألة على نحو أفضل من الكتاب‬
‫المقدس نفسه‪ ،‬إذا جمعنا معا كز النصوص التي تعتم عن الوظيفة والسلطة اللثين كانتا لبطرس‬
‫بين الرسل‪ ،‬وعن كيفؤة سلوكه‪ ،‬وعن كيفؤة قبوله أيصا بواسطتهم‪ .‬افحض كز ما قاله الكتاب عنه‪:‬‬
‫ال تجذ إأل أته كان واحذا من االثني عشر‪ ،‬متساورا مع الباقين‪ ،‬رفيعا لهم وليس سؤذا عليهم‪ .‬إئه‬
‫في الحقيقة يرجئ إلى مشورة مجمع أي ما كان ليفعل‪ ،‬وينصح بما اقتضت الحاجه أن يعتل به‪.‬‬
‫ولكئه في الوقت عينه يصفي إلى اآلخرين‪ ،‬وال يذغهم يعبرون عنآرائهم فقط‪ ،‬بل يترك لهم القرار؛‬
‫وعندما يقررون يتبع ويطيع [اع ه ‪ : ١‬ه ‪ . ] ١٢ -‬عندما يكتب إلى الرعاة‪ ،‬ال يأئرهم بسلطه كما لو‬
‫كان مترئشا عليهم‪ ،‬بل يجعلهم زمالءه ويحقهم برئه ولطب‪ ،‬كما هي العادة بين األنداد [ ‪ ١‬بط ه‪١ :‬‬
‫وما يليه]‪ .‬وعندما قهم ‪.‬رائه ذهب إلى األمم‪ ،‬على الرغم من أن التهمة غير مستحثة‪ ،‬يجاوب ويبرئ‬
‫نفسه [اع ‪ . ]١٨-٣ :١١‬ولتا طلب أقرانه منه أن يذهب مع يوحنا إلى السامرة‪ ،‬لم يرفض‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٠٣٤‬‬

‫[اع ‪ . ] ١٤ : ٨‬وعندما أرسلوه أعلنوا أئهم ال يعتبرونه ذا مرتبه أسمى منهم؛ وبدوره إذ أطاع إرسالهه‬
‫التي امر بها وشرع فيها‪ ،‬يغز بأئه في شركة معهم‪ ،‬وال سلطه له عليهم‪.‬‬

‫ولكئ حتى إن لم توجد كز هذه النصوص‪ ،‬تكفي الرسالة إلى الغالطين ليزيل بسهولة كز‬
‫شتن يساورنا‪ .‬فغي تلك الرسالة‪ ،‬وفي نحو أصحاحين كامتين‪ ،‬يجادل بولس في هذا األمر‪ :‬أته‬
‫على قدم المساواة مع بطرس في رسولؤته‪ .‬من ثلم يستنكر أره أتى لبطرس‪ ،‬ال ليعلن خضوعه له‪ ،‬بل‬
‫ليشهن له فقط أمام الكز بائفاقهما في التعليم؛ كما لم يطالب بطرس بشي؛ كهذا‪ ،‬بل أعطاه يمين‬
‫الشركة كيما يعمال مائ في كرم الرت؛ ولم تكن النعمة التي ؤئح بها [بولس] للعمل بين األمم‬
‫أقز من تلك التي نالها بطرس بين اليهود [غل‪١٨:١‬؛‪ .]٨:٢‬أخيرا‪ ،‬حين يذكر أة بطرس أخفق‬
‫في التصرف بحسب دعوته‪ ،‬صخحه‪ ،‬وأطاغ بطرس توبيخه [غل ‪ .]١٤-١١ :٢‬تكشن جميع‬
‫هذه األمور أثه إما أن المساواة سادت بين بولن وبطرس‪ ،‬أو على األقز لم يكن رمة سلطان أعلى‬
‫لبطرس على اآلخرين عتا كان لهم عليه‪ .‬فاآلن‪ ،‬كما سبق أن قلت‪ ،‬يجادل بولس تصريحا في أن‬
‫أحذا ال يمكنه أن يضع إائ بطرس أويوحنا في مقنمه أمامه في الرسولية‪ ،‬ألئهما كانا ينده ال سؤذده‪.‬‬

‫(بنسب الرائسة في الكنيسة إلى المسيح وحده‪)١٠ -٨ ،‬‬

‫‪ .٨‬اليمكن أن يكون رأس الكنيسة بشل ا‬

‫ولكئ‪ ،‬إن ستمنا بما ينعونه عن بطرس — أئه كان حعا أمير الرسل‪ ،‬وأئه فاق الباقين في الكرامة‬
‫— ال يوجن مع ذلك ما يدعو إلى بناء قاعد؛ جامعة شاملة من مثالي منفرد‪ ،‬أو إلى فرض ما حدث‬
‫وه هدى الدهور وإلى األبد؛ فهذان يختلفان كز االختالف! لقد تقذم واحد على الرسل إذ كانوا‬
‫قليلي العدد‪ .‬فإن كان رجز واحن يترأس بين اثغى عشر شخصا‪ ،‬أيلزم أن يعني ذلك أن واحذا ينبغي‬
‫أن يضب فوق مائة ألب؟ ال غرابة في أته بين اثني عشر كان واحن فقط يحكم! إذ الطبيعة تحتمل‬
‫ذلك‪ ،‬والتكوين البشري يتطئبه‪ ،‬وفي كز اجتماع يرأس واحن فينظر الكز إليه رغتا من تساوي‬
‫‪١٠٣٥‬‬ ‫الكتاب الرابع — الفصل السادس‬

‫باألحرى رئس أعلى واحد على الكز مثلما يلزم على األجزاء الغردقة‪ .‬ويبرهنون على ذلك ‪-‬‬
‫ما شاء الله — من عالم طيور الكركي وعالم النحل حيث تختار الجماعة دائائ قائذا واحذا لها‪،‬‬
‫ال كنيرين! إتني فعأل أقبل األمثلة التي تحضرونها‪ ،‬ولكن هل يجيء النحل من كز أنحاء العالم‬
‫النتخاب حاكم واحد؟ كز حاكم يرضى بخلئته‪ .‬وهكذا الحال بين قطعان الكركي‪ ،‬فلكز قطيع‬
‫حاكمه‪ .‬إدا مادا يبرهنون من هذًا الحقيقة سوى أن الكنائس المقردة ينبغي أن يكون لها أسقفها‬

‫الحاص؟ ثم يتضربون لنا أمثلة سياسته‪ :‬يقتبسون تلك المقولة لهوميروس‪ :‬حكم الكثيرين ليسى‬
‫حستا ‪ ٦،‬وما كتبه اخرون علمانتون من أقواب) مماثلة في المعنى اعتراونا على الحكم الملكي‪.‬‬

‫‪ . ٩‬رائسة المسيح غير قابلة للنقل‬

‫لكن لنفرض‪ ،‬كما يريد الرومانتون‪ ،‬أئه من الجتد والمفيد للعالم كته أن تحتضنه دوله ملخه‬
‫واحدة — وهذا عيرن السخافة — بل دعونا نسئم بذلك‪ ،‬فرحنا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فلسث بعد مستعدا أن‬
‫أتنازل عن اعتقادي بأن ذلك ال يعني أن يسري الشيء نفسه في حكم الكنيسة‪ .‬ألن المسيح هو‬
‫رأشها الوحيد الذي يلتصق تحت سلطانه أحذنا باآلخر‪ ،‬بحسب ذلك النظام وتلك الصورة لسياسة‬
‫الكنيسة اللتين أرساهما‪ .‬دهم يشيرون إلى إصابه فادحة للمسيح عندما يريدون أن رجل واحد‬
‫يسصب فوق الكنيسة الجامعة‪ ،‬على رغم أن الكنيسة ال يمكن أن تكون بال رأس‪ .‬ألن المسيح هو‬
‫الرأسأألذيخمجيزالجشدئزخايائ‪،‬ؤثثئرائدئؤارنمزذثصل(بحسبءمل‪،‬ءلىقياسكز‬
‫جزء)‪ ،‬يحصتز ئئؤ الحشدأ [اف ‪ : ٤‬ه ‪١٦-١‬؛‪ .‬هل ثرى كيف يدرج [الرسول؛ بال استثناء‪ ،‬كز‬
‫من هو فان في الجسد‪ ،‬ولكئه يترن كرامة الرأس واسته للمسيح وحده؟ هل ثرى كيف يعيرن‪ ،‬لكز‬
‫عضو مقياسا محددا وعمأل محدودا‪ ،‬كيما يبقى للمسيح وحده كماز النعمه وكذلك السلطان‬

‫األسمى في الحكم؟‬

‫كما أتني أعي لجذلهم عندما يطرح أمامهم االعتراض بأن المسيح يدعى ‪ -‬بحن وعلى النحو‬
‫الصحيح — الرأس الوحيد‪ ،‬ألته وحذه يحكلم بسلطته هو وباسمه هو‪ .‬يقولون‪ :‬ال يمنع ذلك من‬
‫انظر‪ 1. 64 £.( :‬ال‪0‬اغاك‪ 0‬عل) ‪!*, 111)1)111. 204‬دآل‬ ‫‪٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اش المسيحي‬ ‫‪١٠٣٦‬‬

‫وجود رئيس خادم تحته‪ ،‬ليكون نائبه على األرض‪ .‬ولكئ ال يعيثهم جدلهم هذا ما لم سنوا أؤأل أن‬
‫هذه الخدمة رستها المسيح‪ .‬ألن الرسول يعلم بأن الخدمة منتشرة في جميع األعضاء‪ ،‬وأن القؤة‬

‫تسري من ذلك الرأس السماوي األوحد [ابى ‪ .]١٦: ٤‬وإن أرادوا أن دقال ذلك بأكثر صراحًا‪:‬‬
‫ألن الكتابى يشهد بأن المسيح هو الرأس‪ ،‬ويحتفظ بهذا االمتياز له وحده‪ ،‬ال يجوز أن يحول إلى‬
‫آخر أائ كان‪ ،‬سوى ض كان المسيح ذاته قد عينه‪ .‬ولكئنا ال نقرأ عن ذلك في أي موضع‪ ،‬بل يمكن‬
‫في الواقع أنئعئدبوفر؛سءذة نصوص [اف ‪٢٢:١‬؛ ‪:٤‬ه‪١‬؛ ه‪٢٣:‬؛كو ‪١٨:١‬؛ ‪١٠:٢‬؛‪.‬‬

‫‪ . ١ ٠‬الوحدة في المسيح‪ ،‬ال في رائسة بشرية‬

‫يرسم بولسى أمامنا عدة مرات صور؛ حيًا للكنيسة‪ .‬ال ذكر هنالك لرأس بشري منفرد‪ .‬لكئه‬
‫من السهل أن يستنبط المرء مرذ‪ ،‬وصبه كون ذلك شيائ غرييا بالمقارنة مع ما أسسه المسيح‪ .‬لقد‬
‫حجب عتا حضوره المنظور بصعوده [اع ‪]٩: ١‬؛ ولكثه صعد ليمأل الكز [اف ‪ .]١٠ : ٤‬لذا‬
‫فالكنيسة ال تزال تمتللن‪ ،‬وسوف تظز أبدا تمتلك حضوره‪ .‬ولغا يريد بولسر أن يبين كيف يكشف‬
‫[المسيح؛ عن ذاته‪ ،‬يدعونا للعودة إلى الخدمات التي يستعملها‪ .‬يقول‪ :‬إذ الربى حاضر فينا‬
‫جميعنا بحسب مقياس النعمة التي سكبها على كز عضو [اف ‪٧: ٤‬؛ ‪ .‬وألجل ذلك ا عين البعش‬
‫أن يكونوا رسأل‪ ...‬واخرين رعاة‪ ،‬وآخرين مبئرين‪ ،‬واخرين أيثا معتمينا‪ ٠‬إلخ‪[ .‬اف ‪. ] ١١: ٤‬‬
‫لماذا لم يعق بولس إذ المسيح عين واحذا ليكون نائبا عنه فوق الجميع ألن الظروف اقتضت ذلك‪،‬‬
‫بل أوجبته خصوصا؟ وإن كان ذلك صحيحا‪ ،‬وجب أآل يسعط ذكره ألي سبب‪ ،‬من األسباب‪.‬‬
‫يقول [بولس؛‪ :‬إذ المسيح حاضر معنا‪ .‬كيف؟ بخدمة الناس الذين عينهم ألدارة الكنيسة‪ .‬ولم‬
‫ليش‪ ،‬باألحرى‪ ،‬من خالل الرأس الخادم الذي ائتمنه على هذه الوظائف؟ يذكر بولس الوحدة‪،‬‬
‫ولكئ في الله وفي اإليمان بالمسيح‪ .‬أثا للبشر فلم يعين سوى الخدمة المشتركة‪ ،‬وأسلويا معيثا‬
‫لكز من الوظائف‪ .‬لماذا‪ ،‬في توصيته بالوحدة بعن أن يقال حشن واحن‪ ،‬ؤروخ واحن‪ ...‬زلجا؛‬
‫ذعؤتكم الواحد‪ .‬زب‪ ،‬واحن‪ ،‬إيقان واحن‪ ،‬ئئوئدئه واحن؛ [اف ‪-٤ : ٤‬ه؛‪ ،‬لم رضف مباشر؛‬
‫اوبابا واحن ذو سلطة شاملة وجامعة يحافظ بها على وحد؛ الكنيسة ؛ إذ لم يكن كمه أن تقال ما هو‬
‫أنسبى من ذلك إن كاذ في الواقع صحيحا؟ ليكئ هذا النش [من أفسس؛ موضغ تأمل‪ ،‬دؤوب‪ .‬ال‬
‫شلئ أن قصد بولس العميق هنا كان أن يصؤر نظام اإلدارة الروحية المقدسة للكنيسة‪ ،‬الذي سمتي‬
‫الهرمية ليش فقط ال يؤسس لنظام طكتي (‪1٠‬ة‪011‬اع) بين الخذام‪ ،‬بل يين أئه‬
‫‪.‬‬
‫**‬ ‫من بعده النظام‬
‫**‬
‫ال وجود بينهم لنظام كهذا‪ .‬ال شك في أن بولسى قتد أن يعبر عن أسلوب الترابط الذي يتصل به‬
‫‪١٠٣٧‬‬ ‫الكتاب الراع‪ -‬الفصل السادس‬

‫المؤمنون معا بالمسيح‪ ،‬الرأس‪ .‬فهو ال يذكر هنا رأسا للخذام‪ ،‬بل يعين وظائف محذدة لكز‪ ،‬عضو‬
‫[اف ‪١٦ : ٤‬؛‪ ،‬بحسب مقياس النعمة المعطاة لكز [اف ‪٧: ٤‬؛ ‪ .‬كما ال يوجد ما يبرر لمعارضينا أن‬

‫يتفدغوا بحذق‪ ،‬بمقارنة هيكليات أرضية بأخرى سماوتة؛ ألئه ليس من األمان أن يتكؤن أحدهم‬
‫الحكمة بما يتجاوز حدوده في ما يتعئق بالسماويات‪ ،‬كما ال يجوز في تنظيم األرضيات أن نئبع‬
‫ذم ط ا مخالعا لذاك الذي زسمه الردت نفسه في كلمته‪.‬‬

‫(اإلقرار بأن بطرس كان أسقائ في روما‪ ،‬ال يؤشس لروما أولية مؤبدة‪)١٣- ١١ ،‬‬

‫‪ . ١ ١‬إذكانت لبطرس أزية‪ ،‬فاليجوز لروما أن تذعيها لذاتها‬

‫اآلن‪ ،‬لنفرض أدني قد أتنازل لهم عن نقطه أخرى‪ ،‬لن يمكنهم رخها من أناس في صواب‬
‫رشدهم‪ :‬وهي أن أولية الكنيسة كانت قد تأسست في بطرس بحيث تبقى دائائ في خالفة ال‬
‫تنقطع‪ .‬ومع ذلك كيف يبرهنون على أن كرسيه قد تأشس في روما‪ ،‬على نحو تظز مفه الخالفة‬
‫حتى أن مرذ‪ ،‬يأتي بعده ليحتز كرسي أسقفية المدينة يصبح رئيسا على كز أرجاء المسكونة؟ بأي‬
‫ص يقيدون هذه الكرامة بمكا؟ محند لو لم تكئ قد وهبت بدون ذكر لمكان؟ يقولون سكن‬

‫بطرس روما ومات فيها‪ .‬وماذا فعل المسيح نفشه؟ ألم يمارس المسيح أسقفيته على أورشليم‪،‬‬
‫ويكفل بموته وظيفة كهنوته؟ لم يقدر راعي الرعاة العظيم‪ ،‬األسقف السرمدي‪ ،‬رأس الكنيسة‪،‬‬
‫أن يستحصل على كرامه لمكاؤ؛ فهل يمكن لبطرس‪ ،‬وهو أدنى منه سأدا بمسافة شاسعة‪ ،‬أن يفعل‬
‫ذلك؟ أليست هذه الحماقات أسوأ من العبث الصبيانى؟ [يقولون؛ وسح المسيح بطرس بشرف‬
‫األولية؛ جلس بطرس في روما؛ لذلك لضب كرسى البابوبة هناك‪ .‬إدا وبئ ننطلق هذا المنبق‪ ،‬كان‬
‫الزائ على بني إسرائيل في العدم أن ينضبوا كرسى األولية في الصحراء حيث أذى موسى ‪ -‬معلثهم‬
‫ا'ألسمى وأمير األنبياء — خدمئه‪ ،‬ومات [تث ‪ : ٣ ٤‬ه]‪.‬‬

‫‪ .١٢‬ابقل المزعوم لألؤلجة من أنطاكية‬

‫على الرغم من ذلك‪ ،‬دعونا نتأثل في أناقة منطقهم! يقولون كان لبطرس األولية بين الرسل؛‬
‫لذا يحل االمتياز للكنيسة التي) شب فيها كرسيه‪ .‬ولكن أين كان الكرض األؤل الذي كان له؟‬
‫جون كالقن‪ :‬أس الذين البوئ‬ ‫‪١٠٣٨‬‬

‫الذي أحضرة معه إليها‪ .‬ويشيرون إلى وجود رسالة من البابا مرستوس إلى قساوسة أنطاكية قال‬
‫فيها ما يلي‪ :‬اكان* كرسى بطرس أؤأل عندكم‪ ،‬ولكئه بعدئذ حؤله إلى هنا بناة على أمر من الرب‪،‬‬
‫بهذا حصفت لكرسى روما كنيسة أنطاكية التي كانت فيما مضى األولى‪ ٧ .‬لكن أي وحي هو ذاك‬
‫الذي هبط على هذا الرجل الطيب بذلك األمر؟ ألئه إن كانت تلك المسألة لتحشم بواسطه القضاء‪،‬‬
‫يلزم أن يعطوا جوادا هل يريدون أن يعتبروا هذا االمتياز [حما] شخصيا‪ ،‬أو ذا صلة بمكاز ثابت‪،‬‬
‫أو خليثا من هذين؟ فإئه يتحئم أن يكون األمر واحذا من هذه الثالثة‪ .‬إن قالوا إئه شخصى‪ ،‬فال‬
‫صلة له بالمكان؛ وإن كان ثابائ فقد منح [االمتياز؛ إدا مر؛ وإلى األبد لذلك المكان‪ ،‬وال يئزع من‬
‫ذلك المكان إلمنا بسبب موت الشخص أو رحيله‪ .‬لذا لم يبق لهم إآل أن يجيبوا بأده خلين؛ عندئذ‬
‫لن تكون مسألة اعتبار المكان بهذه البساطة ما لم يطابق الشخطى المكان‪ .‬فليختاروا ما يريدون‪،‬‬
‫فإدني سأستنبط — وأبرهن بسهولة — أده يستحيل على روما أن تذعي األولية لنفسها‪.‬‬

‫‪ .١٣‬ترتيب مراتب البطريركيات األخرى‬

‫لنفرض أة األولية (كما يتوخمون) دقلت من أنطاكية إلى روما‪ .‬لماذا إذا لم تحتفظ أنطاكية‬
‫بالمركز الثاني؟ ألئه إن كانت أزلية روما بنيت على أساس تروس بطرس فيها حتى نهاية حياته‪،‬‬
‫فألي مدينه تكون المرتبة الثانية سوى تلك التي كان له فيها كرسيه األول؟ كيف حدث أن تغؤقت‬
‫االسكندرية على أنطاكية؟ وكيف يليق بكنيسة مجرد تلميذ أن تسمو على كرسى بطرس؟ إن كان‬
‫الشرف يمنح لكز كنيسة بحسب كرامة مؤسسها‪ ،‬فماذا نقول أيصا عن سائر الكنائدن؟ يسمى‬
‫بولس ثالثة تالميذ يبدو أئهم كانوا أعمدًا‪ :‬يعقوب وبطرس ويوحنا [غل ‪٩ : ٢‬؛؛ فإن كانت األولية‬
‫تعينت لكرسى روما تكريائ لبطرس‪ ،‬أال تستحق كنيستا أفسس وأورشليم أن تحتال المكانثين‬
‫الثانية والثالثة حيث تراس يوحنا ويعقوب؟ مع ذلك احتلت أورشليم القديمة المركز األخير‪ ،‬ولم‬
‫تستبغ أفسس أن قفيك ولو بالزاوية األخيرة‪ .‬كما أغبلت الكنائس األخرى التي أسس بعضها‬
‫بولس‪ ،‬وتراس على غيرها رسآلخرون‪ .‬نال كرسى مرقس االمتياز وهو الذي كان مجرد تلميذ‪.‬‬
‫ليعترفوا إدا إائ أن الترتيب كان منافيا للعقل والمنعلق‪ ،‬أوأن يستموا لنا بأكه ليش مبدًا ثابائ وغير قابلي‬
‫للتغيير أن يكون لكز كنيسة درجة الشرف نفسها التي لمؤسسها‪.‬‬

‫ع!ة‪7٠٠٤‬ل‪6<-/‬ض؟‪،‬م ا‪5‬حا‪،2‬ممع‪٢‬ئج(‪£‬‬ ‫انظر‪, :‬عة‪1‬آل‪. ۶. 1311180111118, £. 223. ٠٤ 6٣‬كح‬ ‫‪٧‬‬


‫‪ 187. 1270(.‬ا(ل]ك‪٧ 1. 15 )١‬اآل ‪11,‬‬
‫‪١٠٣٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -,‬الفصل السادس‬

‫(إقامة بطرس في روما غير تثبتة‪ ،‬بينما إقامة بولس ال شاق فيها)‬

‫‪ . ١ ٤‬حول إقامة بطرس المؤقتة في روما‬

‫ومع ذلك‪ ،‬لسث أرى كيف تكون لروايتهم عن رثاسه بطرس على كنيسة روما أي مصداقية‪.‬‬
‫ض المويد أن ما وزد في يوسيبيوس ‪ -‬أئه ترأس هنالك مدى خمسة وعشرين عاائ ‪ -‬يمكن‬
‫دحضه بسهولة‪ .‬ألئه يتبين من األصحاحين األول والثاني من رسالة غالطية‪ ،‬أئه [أي بطرس]‬
‫ظل في أورشليم قرابة عشرين سنة بعد موت المسيح [غل ‪١٨ :١‬؛ ‪ ١:٢‬وما يليه] ‪ ،‬ثم ذهب‬
‫إلى أنطاكية [غل ‪ ]١١:٢‬حيث حز زمائ غير محدد‪ .‬يذكر غريغوريوس أله أقام هنالك سيع‬

‫سنوات‪ ،‬ونكر يوسيبيوس خمشا وءشرين‪ ٨.‬ولكئ الفترة ما بين موت المسيح ونهاية حكم نيرون‬
‫(الذي يفيدون بأئه — أي بطرس ‪ -‬تجل في أثنائها) لم تتجاوز سبعة وثالثين عاائ‪ .‬كما أن الرت‬
‫تألم تحت تيباريوس في السنة الثامنة عشرة من حكمه‪ .‬فإذا نلزحث عشرين سنة أقام بطرس في‬
‫خاللها بأورشليم‪ ،‬بحسب شهادة بولسى‪ ،‬يبقى سبغ عشرة سنة على األكثر‪ ،‬وهذه ال بذ أن تقتسمها‬
‫أسقفيتان‪ .‬فإن كان قد مكث طويأل في أنطاكية‪ ،‬أمست أسقفيته في روما قصيرة المدى‪ .‬ويمكن‬
‫بيان ذلك بعن على نحو أوضح‪ :‬كتب بولس رسالته إلى أهل رومية وهو في طريقه إلى‬
‫أورشليم [رو ه‪:١‬ه‪ ]٢‬حيث القي عليه القبض واخذ إلى روما‪ .‬لذلك كان من المرجح أن رسالته‬
‫هذه كتبت قبل أربعة أعوا؛ من مجيئه إلى روما‪ .‬وحتى ذلك الحين لم يكن هنالك دكر لبطرس‪،‬‬
‫على الرغم من استحالة أن يفعل ذلك لو كان بطرس مترئشا تلك الكنيسة! وأخيرا‪ ،‬عندما يسرد‬
‫[بولس] قائمة طويلة بأسماء األتقياء الذين يرسل إليهم تحياته ويذكر فيها جميغ تن عرفهم‬
‫[رو ‪١٦—٣ :١٦‬؛‪ ،‬ظز مع كز ذلك صامائ تماائ عن بطرس‪ .‬ال حاجة هنا إلى برها؟ أطون أو‬
‫أكثر حذوا بين العقالء؛ ألن األمر نفسه ونقاش الرسالة بكتيته يصرخان عاليا بأئه لم يكن من الالئق‬
‫إطالقا أن يهقل دكر بطرس لو كاذ عندئذ في روما‪.‬‬

‫ه ‪ . ١‬برهان وا؛ وعقيم‬

‫احضر بولش الحثا إلى روما أسيرا [اع ‪ .] ١٦: ٢٨‬يقول لوقا إذ األخوة خرجوا الستقبال‬
‫بولس [اع ‪ : ٢٨‬ه ‪ .] ١‬ولم يقن شيائ عن بطرس‪ .‬من هنالك كتب بولس إلى كنائس كثيرة‪ .‬كما‬

‫‪ 1,‬ال‪0٢‬جع‪0٢‬‬ ‫‪ 77. 899; ٤٢.‬لآلل ;‪0 1, 485‬ةا‪0‬أ‪8‬ا(ل‪ £‬آلسآل) ‪¥11. 37‬‬ ‫انظر‪٢. :‬ج‪٢ 40[ 2 8‬ع‪٤٤‬ج‪]1‬‬ ‫‪٨‬‬
‫‪11.11. 229(.‬ت‬
‫جون كالعرف‪ :‬أسس الذين السيحئ‬ ‫‪١٠٤٠‬‬

‫أته في بعض الرسائل يدؤن التحبات بأسماء البعض؛ ولكن لم ينبس بكلمه واحدة بأة بطرس‬
‫كان هناك انذاك‪ .‬فأسأل‪ :‬هل يرحح أته كان ليظز صامائ لوكان بطرس هناك؟ بل أكثر من ذلك‪،‬‬
‫يشتكي بولس ‪ -‬في رسالته إلى أهل فيلبي‪ ،‬حيث قال إئه لم يكن له من يعتني بعمل الرت بإخالص‬
‫كتيموثاوس ‪ -‬أن كز واحد يطلب ما لنفسه [في ‪٢١-٢٠ :٢‬؛‪ .‬ولتيموثاوس يشكو بكثر مرارة‬
‫أة أحذا لم يقف معه في احتجاجه األول‪ ،‬بل هجره الجميع [ ‪٢‬تي ‪ ١٦: ٤‬؛ ‪ .‬أين إذا كان بطرس‬
‫عندئذ؟ ألئه إذ قالوا إته كان في روما‪ ،‬فبأي عار مشين يقهمه بولس بأته كان تارنما لإلنجيل؟ لقد‬
‫فمتى؟‬ ‫كان يتحذث عن المؤمنين ألته يضيف‪ :‬ال يحسب الرت ذلك عليهم [‪٢‬تي ‪١٦: ٤‬‬
‫وكم من الزمن إذا كان بطرس يعتلي ذلك الكرسي؟ يقول أحدهم‪ :‬يثغق رأي الكثاب في أئه تراس‬
‫على الكنيسة حتى مويه‪ .‬أجيب‪ :‬ال يثغق الكثاب على تن حتفه‪ :‬البعض يقولون لينوس‪ ،‬وآخرون‬
‫أقليمنضس‪ ،‬ويسردون روايات ال بعقل عن جدبة تيب بين بطرس وسيمون الساحر؟‪ .‬ويقر‬

‫اإلشارة إلى سيمون الساحر (اع ‪:٨‬ه‪ )٢٤-‬خاطئة‪ .‬المقصد هو سيمون من بلدة غيتا (عأأا‪ ،)6‬الذي صار شخصية‬ ‫‪٩‬‬
‫أسطورية ؤري عنه أقه تجادل هع بطرس وعمل عجائب مشرة وعلم تعاليم غنوصية غير معقولة‪.‬‬
‫انظر‪ 12. 156( :‬ح‪ !7‬ءأ ;ع ‪ 33. 145‬ط‪. 21 )1‬ا‪٧‬تأل ؟‪٢،‬عا! ‪0,‬عاخ‪8‬ل‪٦‬جآلخ‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪١٠٤١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل السادس‬

‫(الكنيسة الرومانية نكدم ولكن ليس كرس مونخ‪)١٧- ١٦ ،‬‬

‫‪ . ١ ٦‬أهمية الكئيسة في روما في العصور األولى‬

‫لنتأتنل االن الكنيسة القديمة‪ ،‬لنبين أن معارضينا يتباهون بدعمها أكثر من تمسكهم بكلمة الله‪.‬‬
‫لذا عندما يتبهرجون بمبدئهم البديهى بأن وحد؛ الكنيسة ال يمكن أن بصان ما لم يكن لها رئيس‬
‫عال واحن على األرض يطيعه جميع األعضاء‪ ،‬وأن الرت وهب تلك األولية لبطرس وبعدئذ شاء لها‬
‫أن تبقى إلى أبد االبدين لكرسى روما بأحقية الخالفة؛ يعلنون أن مزاولة هذا المبدأ استمزت منذ‬

‫البدء وعلى الدوام‪ .‬أتا ألدهم يشوهون الكثير من الشواهد بمكر‪ ،‬فأريد أن أقول هذا‪ :‬لسال أنكر‬
‫أن الكائب القدامى في كز مكا؟ يكرمون كنيسة روما ويتحدثون عنها بوافر االحترام‪ .‬ثئة ثالثة‬

‫أسباب لذلك‪.‬‬

‫‪ . ١‬كان الرأي القائل باها تأسست بخدمة بطرس (والذي كان قد انتشر بطريقه أو بأخرى‬
‫على نطاى واسع) ذا أهمية عظمى الكتساب قبولها وسلطتها؛ لذلك شتيت في الغرب‬
‫بقصد التكريم الكرسي الرسولى ‪.‬‬

‫‪ .٢‬لتا كانت روما عندئذ عاصمة اإلمبراطورية‪ ،‬ربما كان الرجال فيها أقنز في العقيدة‪،‬‬
‫والغطنة‪ ،‬والمهارة واثساع الخبرة‪ ،‬من غيرهم في أي مكا؟آخر‪ .‬احذن هذه الحقيقة‬
‫بعين االعتبار‪ ،‬كيال يحط من شهرة المدينة أو من مواهب الله السامية‪.‬‬

‫‪ .٣‬إلى جانب ذلك‪ ،‬ثتة سبت ثالث‪ :‬فيما كانت كنائس الشرق واليونان وكنائس أفريقيا‪،‬‬
‫ئنئصها خالفات وانشقاقات عديدة‪ ،‬كانت روما أهدأ منها وأقز اضطرابا‪ .‬لذا حدث أن‬
‫أساقفة أتقياء وقذيسين متن حلعوا من كراسيهم‪ ،‬علب أن يتخذوا ألنفسهم روما ملجًا‬

‫لهم‪ .‬ولتا كان الغربيون أقز نباهة وأبطأ بداهه من االسيويين واألفارقة‪ ،‬باتوا أيائ لهذا‬
‫السبب عينه أقز انجذابا إلى ما هو جديد‪ .‬كما لتا كانت كنيسة روما أقز اضطرابا من‬
‫الكنائس األخرى في تلك األزمنة المتعلعلة‪ ،‬وأكثر تمتكا بالتعليم الذي سلمته وه‬

‫عن كز البقية‪ ،‬أضفى ذلك عليها مزينا هائأل من سلطتها‪ ،‬كما سنشرح الحعا بطريقه‬

‫مباشرة‪ .‬لهذه األسباب الثالثة أقول إده كان بنظر إلى روما باعتبار غير طفيف‪ ،‬وكانت‬
‫دزكى‪ ،‬مكانها بشهاداب مرموقة كثيرة من يبل الكائب األقدمين‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٠٤٢‬‬

‫‪ . ١ ٧‬جلفي أة تعليم الكئيسة األولى لم يشترط رائسة أسقف جامع لها‬

‫أائ عندما يريد معارضونا أن يعزوا األولية إلى روما على هذا األساس‪ ،‬وأن يونحوها بالسلطة‬
‫العليا فوق الكنائس األخرى‪ ،‬وهم ينحدرون إلى خطا جسيم‪ ،‬كما قلت‪ .‬ولكي ابئن هذا بمزيد من‬
‫الوضوح‪ ،‬سوف اظهر أؤأل ما كفكر الكائب القدامى فيه حول هذه الوحدة التي كانوا يستحإًاوذها‬

‫بقوة‪ .‬فبعد أن يسرد هيرونيمس العديد من األمثلة للؤحدة‪ ،‬يأتي أخيرا إلى موضوع الهرمية في‬
‫الكنيسة‪ .‬يخبرنا أن لكز كنيسة أسقفها ورئيس قساوستها ورئيس شمامستها‪ ،‬وأن كز تنظيم كنسئ‬
‫يعتمد على حكامه‪ ١١ .‬هنا يتحدث قسيس (شيخ؛ رومانى؛ إله يوصي بالوحدة في نظام الكنيسة‪.‬‬
‫لماذا ال يذكر أة رأسا واحذا هو الرباط — إن جاز الحديث ‪ -‬الذي يوحد جميع الكنائس مائ؟ لم‬
‫يكن ممكائ لقوني آخر أن يود الجدل الحالئ على نحوأفضل‪ .‬كما لم ئكئ ممكائ أن تقال إئه أغفل‬
‫هذه النقطة بسبب النسيان‪ ،‬ألده لم يكن ليريد أن يستخدم سبيا عن أكثر رصا إذ كانت الحقائق‬
‫تسمح بذلك‪ .‬لذا رأى ‪ -‬بدون ريبة ‪ -‬أن األساس الحقيقي للوحدة كاذ ما وصفه قبريادس بأجمل‬
‫تعبير في هذه الكلمات‪ :‬األسقفية واحدة‪ ،‬فهي اكز يشارن في جز؛ منه كز أسقف‪ .‬والكنيسًا‬
‫واحدة‪ ،‬تمتن أطرافها إلى أقصى التخوم والحدود‪ ،‬وتنتشر فتصبح جمهر؛ ضخمًا بمفعول‬
‫إثمارها‪ .‬فكما أن هنالك أشعه كثير؛ للشمس‪ ،‬ولكئ نور واحد؛ فروعا كثيرة لشجرة‪ ،‬ولكل‬
‫ساوا قودا واحدا متجنر في أصلها المتين؛ وإذ من ينبوع واحد تفيض عدة جداول على الرغم من‬
‫ظهور أة األكثرية تنهمر وتتدئق من وفرة غمرها‪ ،‬ظلن عند مساقطها واحد؛ ال تتجزأ‪ ...‬كذلك‬

‫من هذا ترى أته يجعل األسقفية الجامعة ئلكا حصرائ للمسيح الذي يحتضن الكنيسة كلها لذاته‪.‬‬
‫يقول (قبرياثس؛ إذ أجزاء هذا الكز يشئتها جميع من يؤذون وظيفة أسقف تحت رائسة المسيح‬

‫وحده‪ ١٢ .‬أيئ أؤلئة كرسى روما‪ ،‬إن كانت األسقفئة التي ال تتمرق تكمن في قذى المسيح وحذه‪،‬‬
‫وإذ كان كز أسقب يشغل جزءه منها؟ قصدنا بهذه االقتباسات أن نفيد القراء بأن ذلك المبدأ الذي‬
‫يستم الرومانيون عامًا به‪ ،‬ويعتبرونه مقبوأل ومعترائ به بدون شلن من الجميع ‪ -‬مبدأ وحدة الترتيب‬
‫الهرمى للكهنوت تحت سلطة رأس أرضفي — كان حعا غير مسموع به إطالوا لدى اآلباء األقدمين‪.‬‬

‫؟‪€٢،‬حمبرعك ‪0116,‬‬ ‫انظر‪ 56. 133,1٢. 141^ 2 861.111. 249(. :‬ا‪15 )0‬‬ ‫‪١١‬‬
‫‪, 071‬عةا<ح‬ ‫^‪1(711‬‬ ‫انظر‪ 3.1.212,214; ٥٢.٧. 125-128(. :‬ا‪8£‬ح) ‪111, ٧, ¥1‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫الغ‪٠‬صالالئع‬
‫أصل بابوية روما ونمزها حنى رفعث ذاتهاإلى حد‬
‫من العلؤاختنقت معه حرية الكنيسة واطح كزكح‬

‫تي‬

‫(وحئع كرسى روما المتواضع في العصور المبكرة‪)٤-١ ،‬‬

‫‪ .١‬وضغكرستيروما فيمجمقينيقيا وأفسس‬

‫أما عن بدم أولية الكرسي الروماني‪ ،‬فال يوجد ما يشير إلى تأسيسه قبل مرسوم المجمع‬
‫النيقاوي الذي منح فيه المقام األول بين البطاركة ألسقف روما‪ ،‬وأمر بأن يرعى كنائس الضواحي‬
‫المحيطة بها‪ ١ .‬ومن المؤغد أته عندما قسم المجمع حدود دوائر الرعاية بينه وبين البطاركة اآلخرين‪،‬‬
‫لم يقئه رئيسا على الكز‪ ،‬بل جعله واحدا مئ الرؤساء‪ .‬كان ثيطوس ونقنطيوس حاضرن بالنيابة‬
‫عن يوليوس‪ , ٢‬هنا أسأل‪ :‬لو كان يوليوس قد أقر رئيسا للكنيسة‪ ،‬لماذا أخفض مندوباه إلى الدرجة‬
‫الرابعة؟ وهل لزم أن يترأس أثناسيوس هذا المجمع المسكوني الجامع؟‪ ٣‬نظهر في مجمع أفسس [‪ ٤٣١‬م]‬

‫أؤ سلئتيئس (الذي كان وقتئذ بابا روما) اسثخدم حيله ما ليضمئ امتياز كرسيه‪ .‬ألئه عندما أرسل‬
‫وفده [إلى أفسس؛ جعل رديفه كيرتل اإلسكندري (الذي كان سيتراس المجلس على أي حال)‪.‬‬

‫ماذاكان القصد من هذا التعيين‪ ،‬سوى أن يربط (سلستيئس) اسمه للمقعد األول [أي رائسة المنصة؛؟‬
‫ألؤ أعضاء وفده يجلسون في أحد الصفوف السفلى‪ ،‬ويسألون آراءهم مع الباقين‪ ،‬ويصوتون في‬
‫دورهم‪ .‬أتا في تلك األثناء‪ ،‬فيلحق بطريرك اإلسكندرية اسم سلستيلس باسمه هو‪.‬وماذا أقول عن‬
‫مجمع أفسس الثاني [‪ ٤٤٩‬م؛ حيث تراس ديوسقورس بطريرك اإلسكندرية‪ ،‬كما لو كان حعا له‪،‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الديرف المسيحى‬ ‫‪١٠٤٤‬‬

‫انعقد السينودس ووزع األساقفة المقاعد فيما بينهم‪ ،‬من المؤكد أن مولدي الكنيسة الرومانية جلسوا‬

‫مع اآلخرين تماائ كما لوكانوا في مجمع قانوني مقدس‪ .‬ومع ذلك لم يطالبوا بالمقام األول‪ ،‬بل تنازلوا‬
‫عنه الخر؛ لم يكونوا ليفعلوا ذلك لو اعتقدوا أنه كان من حثهم أن تكون لهم المكانة األولى‪ .‬ألة‬
‫أساقفة روما لم يستحوا أبدا من رفع احتجاجاتهم حول ما يمس كرامتهم‪ ،‬ولهذا السبب وحذه لم‬
‫يترددوا في إزعاج الكنيسة والتحرش بها‪ ،‬بإثارة الصراعات الخعلرة؛ أتا ألن الون رأى أته يعتبر من‬
‫غير المعقول أن يطالب بالمقاعد األولى لوفده‪ ،‬فلم تشغ للحصول عليها‪.‬‬

‫‪ . ٢‬في مجمع خلقيدونؤة ومجمع القسطنطينية المسكونتي الخامس‬

‫تتغ بعد ذلك مجمع خلقيدونية الذي‪ ،‬بموافقة االمبراطور‪ ،‬احتل فيه ممثلو كنيسة روما‬
‫المكان األول‪ .‬ولكئ الون نفشه يعترف بأن ذلك كان أمزا استثنائيا؛ ألئه لائ سعى إلى الحصول‬
‫عليه من اإلمبراطور مارسيائس واألمبراطورة بولخيريا لم يجادل في أته حعه المشروع‪ ،‬بل ينعي‬
‫فقط أن األساقفة الشرقيين أهاجوا كز شيء وأساؤوا استخدام القوة بمكرهم‪ .‬ولهذا لتا كانت‬
‫الحاجة إلى رئيس رزين‪ ،‬ولتا أمسى من غير المالئم ومن غير المرجح أة أولئك الذين كانوا وه‬

‫فقط بأن الحاجة توجب تعيين رئيس جديد الن أداء سابقيه بات كا‪ ،‬بدا واضخا آن هذا لم يحدث‬
‫من قبل‪ ،‬كما يجب أأل يحدث إلى ما ال نهاية‪ ،‬بل يستثنى حدوثه في وجه الخطر الحاضر‪ .‬كان‬
‫ألسقف روما المكان األؤل في مجمع خلقيدونية؛ ال ألن ذلك الكرسى يخضه‪ ،‬بل ألن المجمع‬
‫كان بحاجه إلى تن يديره بمقدرة‪ ،‬فيما يتخلى عن الرائسة تن كانت تحق لهم‪ ،‬ويكون تنازلهم‬

‫بسبب تصرفهم العابث والفوضوي‪.‬‬

‫ما أقوله هنا قد أكد‪ ،‬ه أحد خلفاء الون بالفعل‪ .‬عندما أرسل مووديه إلى المجمع الخامس‬
‫في القسطنطينية (الذي انعقد بعد زس طويل [‪ ٥٣‬هم])‪ ،‬لم يتشاخئ فيه على المقعد األول‪ ،‬بل‬
‫سمح فورا لبطريرك القسطنطينية‪ ،‬مناس‪ ،‬بأن يترأس‪ .‬لذا نالحظ أن مجمع قرطاجة الذي حضره‬
‫أوغسطينس‪ ،‬لم يرأسه وفد كرسى روما بل أوريليوس‪ ،‬رئيس أساقفة تلك الدائرة‪ ،‬حتى عندما دار‬
‫‪0 1,‬ل‬ ‫انظر‪٢. 1417 2 801. :‬خ؛‪ )11 54. 951 £., 988, 1005, 921‬تالتل‪. 3: 1‬ا‪. 1; 0111, 0٧‬ااا‪٠٧‬ل‬ ‫‪٤‬‬
‫‪11. 72,78(.‬‬
‫أحياتا على غطرسته‪ ،‬وأحياتا أخرى على جهله‪ .‬ه وندري كيف كانت الكنيسة األفريقية كتها تنظر‬
‫الكهنة أو‬
‫**‬ ‫إلى هذا األمر‪ ،‬بعد قبريادس وعلى مثاله‪ .‬فئئغ مجمع قرطاجة أدا كان أن يدعى أمير‬
‫**األسقف األول ‪ ،‬بل أن يدعى أسقف الكرسي األول فقط‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذ كان أحدهم ليفتح‬
‫أقدم السجألت‪ ،‬فلسوف يجد أن أسقف روما كان يقنع بلقب األخ المألوف‪ .‬من المويد أئه‬
‫ما دانت صورة الكنيسة الحقة والنقية‪ ،‬لم يكل مسموعا إطالائ بكل هذه األلقاب المنتفخة التي‬
‫تمادى بها الكرسى الروماني بعدئذ في التعاظم والتعجرف؛ ولم يكن يعرف ما قد يكونه ذلك‬
‫األرض أثا لو كان األسقف الرومانى قد تجزأ‬
‫‪.‬‬
‫**‬ ‫األعظم وارس الكنيسة األوحد على‬
‫**‬ ‫**الحبر‬
‫على أن شحن لذاته لقيا كهذا‪ ،‬لوجن هنالك رجاز أقوياء سجعان القلوب لقنع حماقته فورا‪ .‬لم‬
‫يكل هيروسئس‪ ،‬القض الروماني‪ ،‬غير راغب‪ ،‬في التباهي بكرامة كنيسته‪ ،‬بقدر ما كانت تسمح‬
‫‪:‬بذلك الحقائق واألوضاع في أيامه؛ ومع هذا نرى كيف كان يحجمها لحيز الواقع‪ .‬يقول‪ :‬إذا‬
‫كانت السلطة هي ما يسعى إليه‪( ،‬فغدرك أن) العالم أونع من مدينة‪ .‬لماذا تقدم لي الغرف الميغ‬
‫في مدينه واحدة؟ لماذا ندافع عن ادعاءات حفنه يسيرة من الناس نشأت منهم غطرسة ئخابف‬
‫نواميس الكنيسة؟ فأينما كان أسقف؛ سواء في روما‪ ،‬أو غوييو‪ ،‬أو القسطنطينية‪ ،‬أو ريجيو‪،‬‬
‫له االستحقاق نفسه والكهنوت نفسه (كما لغيره)‪ ،‬ألن قوة الثراء أووضاعة الفقر ال تصنعان أسقائ‬
‫أسمى أو ًاسقائ أدنى ‪٦.‬‬
‫‪,‬الة‪٢1‬ولالح‬ ‫ا‪¥‬ا ;‪¥.1‬اآ;‪¥.1‬ا‪1‬آ;‪.1‬ااا‪¥‬آ‪1‬‬
‫انظر‪ 3.11. 724, :‬ا‪8£‬ح) ‪¥. 3, 17,25‬تت‪. 3; 1‬ااتآ‪.1; 1‬ااا‪¥‬ال‪* 1.1‬‬ ‫ه‬
‫(‪ً 777, 817, 821, 826‬ا ‪597, 599, 605‬‬
‫‪.‬ئ ;ًا ‪ 56. 310‬ط‪8£‬ح) ‪. 1, 2‬ا‪¥‬كء دئ الةل‬ ‫انظر‪ً( :‬ا ‪٧. 386‬‬ ‫‪٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٤٦‬‬

‫‪ .٤‬زفضغريغوريوساألزل لقب ا‪٠‬األسقف الجاهعاا‬

‫لم ينشأ الجدل حول لقب **األسقف المسكونتي** (أو **األسقف الجامع**) حتى ءص‪٠‬‬

‫وهذا لم يحاوله أحذ قبله‪ .‬في تلك المشاجرة‪ ،‬لم يئخذ غريغوريوس موقف من سبب منه حق كان‬
‫يمتلكه‪ ،‬بل احتخ بشن؛ بأة اللقب نفسه كان قبيحا‪ ،‬ومدتشا في الواقع للمقذسات‪ ،‬بل منذرا بعدو‬
‫المسيح‪ .‬يقول‪ :‬الكنيسة كتها تسقط من منزلتها إذا سقط من بدعى جامعا ‪ .‬وفي موضع آخر‬
‫يقول‪ :‬أولبن اثخن أغ لنا وأسقف زميز لثك األسقف األوحد ‪ -‬وبذا يحتقر كق اآلخرين ح فهذا‬

‫أئه يقتد ذاك الذي برئيوشركة المالئكة‪ ،‬حاول التستق إلى قئة التغرد!‪ ٠٠‬وفي رسالؤ أخرى ومجهها‬
‫** يرغب أئ من أسالفي ئ في أن يستخدم‬
‫ألفلوجيوس األسكندرى وأنسطاس األنطاكى يقول‪ :‬لم‬
‫هذه الكلمة الدنيوية‪ .‬ألته من الواضح أته إذا دعي ‪.‬طريرة واحن جامائ ‪ ،‬ينتزع لقب البطاركة)‬
‫من الباقين‪ .‬لكن ليبق هذا أبعذ ما يكون عن الفكر المسيحي؛ أن أحذا‪ ،‬كائائ مرى كان‪ ،‬يرغك في‬
‫أن ينعي لنفسه امتيازا يهذد به كرامة إخوته بأقز درجة من التهديد‪ .‬أن يقتل‪ ،‬هذا اللقب اآلثم‪،‬‬
‫ال يعني أقز من أن يدئر األيمان **‪ .‬يقول‪ :‬إئه شي؛ واحد أن نحافظ على وحدة األيمان؛ وآخر أن‬
‫ينبغي لنا أن نكيت تبجيز الذات‪ .‬ولكئني أقولها عن ثقة‪ ،‬ألن كز من يغذ نفسه أسقائ جامائ ‪،‬‬

‫أو يرغك في أن يسئى هكذا‪ ،‬يكون في تبجيله لذاته نذير عدؤ المسيح‪ ،‬حيث في اختياله يقذم‬
‫ذاته على الباقين‪ .‬وكذا يكتب مز؛ أخرى ألنسطاس األنطاكى‪ :‬قلث إته لن يكون له سالم معنا‬
‫إذلم يصحح كبرياءه حول كلمة خرافية ومتشامخة ابتدعها أزل مرتد‪ .‬وأيثا (كيما امسك‬
‫عن خدش كرامتك) إذا لئب أسقف واحد جامعا تنهار الكنيسة الجامعة عندما يسقط ذلك‬
‫الجامع‬
‫‪.‬‬
‫**‬ ‫األسقف‬

‫أتا قوله إذ هذا االمتياز ننح لالون في مجمع خلقيدونية فال أساس له من الصحة‪ ،‬ألئنا ال نجد‬
‫شيائ من هذا القبيل في قرارات السينودس‪ .‬والون نفشه الذي يكدرب المرسوم الذي أير هنالك‬
‫(ويصححه) لمصلحة الكرسى القسطنطينتي‪ ،‬ال يمكل أن يكون غافأل عن هذا البرهان الذي كان‬
‫أقوى ما يمكن تصديقه‪ ،‬لو كان صحيفا أئه فعأل تنازل عتا كان قد اعطي له‪ .‬وإذ كان في كز‬
‫األحوال األخرى رجأل متشوقا إلى التكريم‪ ،‬لم يكن ممكائ أن يتجاهل طواعيه ما كان من شأنه أن‬
‫يصنخ بمديحه‪ .‬لذا كان غريغوريوس تضتأل إذ اعتقد أن ذلك اللقب كان قد تنح لكرسي روما‬
‫بقر ر من المجلس الخلقيدونى‪ .‬إتني أتذرع بالصبر‪ ،‬بل امسك عن ذكر كم هو تضحلن وداع‬
‫‪١٠٤٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل السابع‬

‫؛لى السخرية أده يشهد أن (القرار) ضنز عن سينودس مقذس‪ ،‬وفي الوقت نفسه يصفه بأده (أي‬
‫اللقب)اثم‪ ،‬قبيح‪ ،‬دنيوي‪ ،‬نجس‪ ،‬متشامخ‪ ،‬ودنس‪ ،‬وفي الواقع هو أحذ مكايد إبليس‪ ،‬يذيعه ئناد‬
‫لعدؤ المسيح‪ .‬ومع ذلك يضيف أن سلائ‪ .‬له رفضه خشية أن يجلب المهانة على جميع األساقفة‪،‬‬
‫ويحرمهم كرامتهم المستحئة عندما يمنح شء حصرائ ألسقب واحد‪ .‬يقول في صآخر‪ :‬لم يرد‬
‫أحذ ط أن يدعى بمثل هذا اللقب‪ ،‬ولم يقفز أحذ القتناصه خشية أن يحزم جميع األخوة إذا هو‬
‫‪١‬ذتزع لذاته مجذ التغرد بالرتبة الرائسية‪٧ .‬‬

‫( محدوديات االختصاص الشرعي لسلطته بالمقارنة مع سلطة األمبراطور والمطارنة‪،‬‬

‫ه‪ .‬أصل االختصاص الروماني‬

‫آتي اآلن إلى االختصاص الذي يجزم الحبر الرومانى بأئه يحتجزه لنفسه من دون جميع‬
‫الكنائس بال نزاع‪ .‬إتني أعلم كم من الخالفات التي نشبت حول ذلك فيما مضى‪ :‬ال لم يوجن‬
‫عصر من العصور لم يسغ فيه كرسى روما أن يتسلط على الكنائس األخرى‪ .‬وليس في غير محله أن‬

‫نتفحص هنا بأي الوسائل توضل تدريجيا إلى مقياس من السلطان وكيف؟ لسك أحدث اآلن عن‬
‫السطوة الالمحدودة التي اثخنها لنفسه قبل قليل‪ .‬سوف نرجئ ذلك إلى موضعه المالئم‪ ٨.‬أائ هنا‬
‫فما يستحق االلتفات إليه هوأن نغذ كيف طؤرت (البابوية) نغشها في فتر؛ مبكرة‪ ،‬وبأي الوسائل‬
‫‪.‬اغتصبت بعض الحقوق للتستط على الكنائس األخرى‬

‫عندما كانت الكنائس الشرقية منقسمة وثعاني السقاقات اآلريوسية في عصر األمبراطوزين‬
‫قسطنطينوس وقسطانمس ابلي قسطنطين األكبر‪ ،‬جلع عن كرسيه أثناسيوس الغدافع األعظم وقتئذ‬
‫عن العقيدة األرثوذكسية‪ .‬أرغمته تلك الكارثة أن يذهب إلى روما عساه يستطيع ‪ -‬بتغويض من‬
‫الكرسي البابوي ‪ -‬أن يقمع ضراوة أعدائه وأن يقؤي األتقياء في محنبهم‪ .‬استقبله البابا يوليوس‬

‫اإلشارات إلى غريغوريوس واالقتباسات منه في الفقرة ‪ ٤‬هنا مأخوذة من عنة مصادر‪ ،‬منها ما هو من البابا الون األول‬ ‫‪٧.‬‬
‫سآل ‪-8 ٧. 37, 39, 41, 44, 45‬ا‪€‬أ ‪ 1,‬ال‪-‬ل‪0‬ج انظر‪ 11 ]1110 :‬؛‪6٢01. 322, 327, 332, 341, 344‬‬
‫‪.‬ا ‪ 2 801-.‬ا! ‪ 1٢.‬؛‪ [ 77, 745, 749, 771, 740, 743‬ا‪(0011٧0‬ل‪08‬ل ‪٢0 ٧. 20, 21, 43, 18, 19,‬ة ‪1108. 11‬‬
‫]‪170,171, 179, 166, 169); ٧11. 24, 30 (883 .77 [33 ,27 .1108‬‬ ‫‪477 ,469 .1‬‬ ‫‪,‬سآل‬
‫‪891; 80 2‬‬ ‫؛‪ ] 110.148[ 77. 1004‬أآلصآل) ‪ 11. 157‬بدي د) ‪. 156‬ل‪ 1‬؛)‪X11.11. 222, 225 £.‬كا‬
‫‪00 1,‬أ ;(‪!٢‬آل! ‪1101111 2‬‬ ‫ايح ‪ 11-.‬؛‪ 54. 993. 998 £., 972, 979‬ا(ل‪4‬آل) ‪ 4, 5‬ا‪ 0‬؛‪٥٧. 2; ٠٧. 2; 0.3‬‬
‫‪801-. .(34‬‬ ‫‪-01‬‬ ‫ه‪ 1‬؛‪11.1. 75, 76 ٤‬ل‪01101111^811‬‬
‫‪ ٨.‬انظر أدناه‪ :‬الفصل الحادي عشر‪ ،‬الفقرات ‪-١٠‬ه‪١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسمرة الدين المسيحي‬ ‫‪١٠٤٨‬‬

‫وقتئذ بحفاوة‪ ،‬فنجح (أثناسيوس) في إقناع األساقفة الغربيين باإلسراع في الدفاع عن قضيته‪ .‬لذا‬
‫لنا كانت حاجة األتقياء إلى المعونة الخارجية ‪ -‬وعندئذ ميز أن مقدرة الكنيسة الرومانية هي‬
‫أنسب ما يحتاجون إليه من مساعدة ‪ -‬سئموا‪-‬لها بكز ما استطاعوا من سلطة عن طيب خاطر‬
‫ولكئ النقطة األهتم كانت أدهم ثفنوا الشركة معها‪ ،‬إذ اعتبروا من العار أن يبيتوا في انفصال عنها‪.‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬أضاف رجاز أشرار وماكرون المزيد من تكريم كنيسة روما؛ ألئهم طلبوا اللجوخ‬
‫إليها هردا من أحكا؛ قانونية‪ .‬فكان كز قسيس أدانه أسقفه‪ ،‬وكز أسقف أدانه سينودس مقاطعته‪،‬‬
‫يغز إلى روما ئؤا ليستأنف حكمه‪ .‬كما تقيل األساقفة الرومانيون تلك االستئنافات بأكثر رهم مائ‬
‫كان ينبغي‪ ،‬حيث بدا ذلك فرصًا استثنائية الستخدام سلطة غير اعتيادية للتدحل في الشؤونآيميائ‬
‫ويسارا‪ .‬وكذلك لائ أدان فالؤيانس أسقف القسطنطينية أوطيخا‪ ،‬شكا هذا األخير لالون أئه ظلم‪.‬‬
‫فلم يتواذ الون في أن يتبغى هذه القضية اآلثمة بحماسه مفاجئة وجامحة‪ ،‬فهاجم فالؤيائس بعنب‬

‫وصك افتراءاب بال حصر لتشويه سمعة أبناء بلده؛ وظل كرسى روما على استعداد دائم أن يتدحل‪.‬‬
‫فاضعلزت هذه الوقاحه أساقفة أفريقيا إلى أن يصدروا مرسوائ بحرمان كز تن يستأيف حكائ‬

‫عبر البحر‪٩.‬‬

‫‪ .٦‬الخصائص الغريبة للسلطة الرومانية في ذلك العصر‬

‫واآلن لتحر ما كان لروما من حئ وسلطان مهما كان لهذان‪ .‬تضئنت سلطة الكنيسة هذه‬
‫الموضوعات األربعة‪ :‬رسامة األساقفة‪ ،‬استدعاء انعقاد المجامع‪ ،‬سماع االستئنافات أو تأكيد‬
‫االختصاص‪ ،‬اقتراحات التأديب أو التوبيخ‪.‬‬
‫ى‬ ‫ئ‬
‫أمرت جميع المجالس القديمة بأن يرئسم كل من األساقفة بواسطة متروبوليت [مطران؛‬
‫دائرته؛ ولم يسمح ألي أسقي رومانى بأن يفعل ذلك إأل في محيط بطريركيته‪ .‬ولكئ تطؤرت‬
‫األمور تدريجيا بحيث سرى العرف أن يذهب جميع أساقفة إيطاليا إلى روما طالبين التكريس‪ ،‬ما‬
‫هكذا نش القانون الثاني عشر من مقررات مجمع ميليذا [قرب قرطاجة] الثاني (‪ .)۴٤١٦‬انظر‪ 1٧. 332; :‬ا‪8‬الةتل‬ ‫‪٩‬‬
‫‪,‬عة‪1‬ال‪-‬ل‪6‬‬ ‫;(‪ 187. 633‬ط(ل‪11. 11. 6.35 )\1‬‬ ‫ع‪0‬عة‪[. 456 ]0‬اا‪٧1‬تت ال‪0‬الةن] ‪1٧‬ل‪٢.‬ج‪7 2 8‬ل‪([١١٢‬ل‪١٢‬ح‪٢.‬أ‬
‫‪٧[. 502.‬تتن‬
‫‪١٠٤٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع‬

‫ءد‪٠‬ا المطاردة الذين لم يقبلوا بأن ينزلوا إلى هذا المستوى الذليل‪ .‬أما إذا رسم أي متروبوليجت‪ ،‬أوفد‬

‫فآصبح يعتبر إجبارائ ما سبق أن كان إرادائ‪ .‬مهما كان ذلك‪ ،‬من الواضح أن‬ ‫الشهادة للشركة‬
‫سلطة الرسامة كانت فيما مضى تخض أسقف روما في حدود دائرة ‪.‬طريركيته فقط‪ ،‬أي في كنائس‬
‫الضواحي فحسب‪ ،‬كما ورد في أحد قوانين المجمع النيقاوي‪.‬‬

‫أضيف إلى شعائر الرسامة إرسال رساله سينودسية إذ لم يتبين أن أسقف روما كان أعلى رتبه‬
‫من اآلخرين بأي صور؛ من الصور‪ .‬وجرت العادة أئه حالما تم تكريس البطاركة‪ ،‬أعلن هؤالء إقرار‬
‫إيمانهم في وثيقة وقورة تعقدوا فيها تأييد المجامع المقدسة والمستقيمة الرأي‪ .‬وهكذا عندما‬
‫قدموا حسابا عن إيمانهم‪ ،‬أعلنوا تبادلهم جميعا االستحسان واإلطراء‪ .‬لو كان األسقف الروماني‬
‫قد تستم هذا األقرار من االخرين‪ ،‬ال أعطاه‪ ،‬لكان يخر األسمى بينهم؛ ولكئ كونه اضطر أن‬
‫يعطيه لآلخرين كما أن يتستمه‪ ،‬وبذا يكون خاضائ للعرف السائد‪ ،‬لهي بالتأكيد إشارة إلى الشركة‬
‫الحقيقية معهم‪ ،‬وليس إلى السيادة عليهم‪ .‬وتتمثل مزاولة هذه العادة في رسائل غريغوريوس إلى‬
‫أنسطاسبس وقرياقص القسطنطينئ وغيرهما من جميع البطاركة مائ‪١ ٠ .‬‬

‫‪ .٧‬اإلنذار المتبادل‬

‫يتبع ذلك األنذارات والتوبيخات‪ .‬فكما استخدمها أساقفة روما فيما مضى بوها أيائ‬
‫بدورهم كذلك‪ .‬لقد ورخ إيريناوس قيكتور بشدة ألده بتهور أزعج الكنيسة بجدي خطر حول‬
‫أهر تافه‪ .‬وخضع ؤيكتور بدون احتجاج‪ ١ ١ .‬كان مثل هذه الحربة مألوا لدى األساقفة القديسين؛‬
‫أن يعتمدوا على حق األخوبة بينهم نحو أسقف روما‪ ،‬منذرين ومؤدبين إباه كتما أخطًا‪ .‬وهو‬
‫بدوره نكر اآلخرين بواجبهم عندما دعت الضرورة‪ ،‬كما وبخ لهم غلطاتهم‪ .‬فلتا يحذ قبرياثس‬

‫‪ 1,‬الا‪0‬ج‪0‬ال ‪801 2‬‬ ‫د) ‪111. 29‬‬ ‫انظر‪). x^^ 11. :‬ا! ‪£. 186 £.; 11 77. 627; 11.‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫ح‪388,,‬ال ‪ 1110‬؛‪0 ١٧0171 31 1110 83010)1 1110 0‬و‪311111111 10 ٦‬؟ ‪ 8011)18 )0118131111110 ،،3‬ال‪01‬ج‪10‬ت) ‪01‬ا‪3‬ا ‪129).‬‬
‫؟‪٠٦‬ك‪80‬ا‪٧. x^^ 11. 144); 800 324 .1 ;٧11.5 ;25 .1‬دس‪801 2£^1 .11 ;679 .77 ٠££^!) 1 .1‬‬
‫‪.‬الا‪0011٧0‬؟‪08‬ا ‪.]1. 26; ٧11. 4; 1. 25,‬؛‪ 77. 479 £., 858 £., 468 £‬ال[; ‪1. 38 £., 447, 28; 11‬‬
‫‪]).‬ال‪1٧0‬ج ‪11.11. 80 ££. ]٧11. 5 1101‬ت‪2 801.‬‬
‫انظر‪ ٧. xx1٧.11 ££.(0(78 9. 949 £.: 11. ^£^£ 2 £.). 801.1. 243 :‬رزردفخم س‪/‬س‪57٠‬عس‪£118061118 , £*1‬‬ ‫‪١١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المبي‬ ‫‪١٠٥٠‬‬

‫استفانوس على أن ينذر أساقفة غول (فرنسا)‪ ،‬ال يبني نقاشه على أساس سلطة أعلى أو أشمل بل‬
‫على السلطة المشتركة بين األساقفة‪ .‬إتئي أسأل‪ :‬إن كان استفانوس عندئذ األسقف المسؤول عن‬
‫فرنسا‪ ،‬ألم يكن لقبرياش أن يقول له‪ :‬؛؛ألزنهم‪ ،‬ألئهم تحت سلطتكا‪٠‬؟ ولكئه تكلم بنبر؛ تختلف‬
‫تماائ‪ .‬قال‪ :‬؛تتطلب الشركة األخوقة التي تربطنا مائ أن نحذر وننصح أحدنا اآلخر‪ ١٢٠٠ .‬كما نرى‬
‫بًاي لهجة قاسية أيصا يكيل هذا الرجل الرقيق الخلق عموائ‪ ،‬اللولم على استفانوس نفسه عندما يظن‬
‫أده تعاظم إلى حد ئغرط‪ .‬لذا ال يظهر في هذا المجال حتى اآلن أن أسقف روما كان موسحا بامتياز‬
‫رائسى فوق تن لم يكونوا ضمن دائرته‪.‬‬

‫‪ . ٨‬سلطة عقد اجتماعات السينودسات‬

‫أتا في ما يتعلق بعقد السينودسات‪ ،‬فكان من واجب كز متروبوليت أن يدعو الجتماع‬


‫السينودس االقليمي في مواعيده المقررة‪ .‬لم يكن ألسقف روما أي اختصاص حقوقى في هذا‬
‫المجال‪ .‬أضف إلى ذلك أن االمبراطور فقط كان يمكنه أن يدعو لعقد مجمع مسكوني‪ .‬فإن‬
‫حدث أن أحذا من األساقفة حاول ذلك‪ ،‬لم يكتن‪ ،‬بعدم االلتفات إلى دعوته فقط‪ ،‬بل إذ نيران‬
‫الثورة تندلع عليه فورا‪ .‬لهذا السبب بات من مسؤولية االمبراطور بصفته المحايدة أن يدعو الجميع‬
‫للحضور‪ .‬في الواقع‪ ،‬يدون سقراط أن يوليوس عئف أساقفة الشرق بسبب عدم دعوتهم إداه إلى‬
‫السينودس األنطاكي‪ ،‬على الرغم من أئه محرلم قطائ ‪ -‬بموجب المراسيم ‪ -‬أن ئعئن أيشيء بدون‬
‫علم بابا روما‪ .١٣‬ولكن تن ال يرى أن المقصودة هنا هي القوانين التي يرم الكنيسة الجامعة؟ ال‬
‫عجب اآلن أن يعتل بقرار كهذا — تكريائ لبنم المدينة وعظمتها‪ ،‬لرهبة الكرسي ‪ -‬بحيث ال‬
‫ئعتتد مرسوم جامع الشموبة حول مسائل الذين في غياب أسقف روما‪ ،‬ما لم ئرلض هو حضور‬
‫المجمع! ولكئ ما عالقة ذلك بالسيادة على الكنيسة أجمع؟ ال ننكر أن أسقف روما كان واحذا‬
‫من األساقفة األساسيين‪ ،‬ولكئنا نرفض أن نقبل ما يتشبث به الرومانيون االن؛ أال وهو أن يفرض‬
‫سلطته فوق سلطة الجميع‪.‬‬

‫‪,‬الةضالح‬ ‫;‪ 3. 11 746, 799, 801 ٤, 805‬ا‪8£‬ح) ‪1٧. 1, 3, 4, 7, 8‬أل‪; 1‬ا‪٧11‬آ‪1‬‬ ‫انظر‪0٢8 :‬أ‪1‬ح‪٨٦١١٢] ]1‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪١٠٥١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع‬

‫‪ .٩‬استخدام وثائق مزورة‬

‫يكمن النوع الرابع من السلطة في االستئنافات‪ .‬من الواضح أن السلطة العليا هي لدى من‬
‫يطرح االستئنافات لدى كرسى قضائه‪ .‬كثيرا ما احتكم معظمهم إلى بابا روما؛ كما حاول أيائ‬
‫أن يتولى سماغ الحاالت؛ ولكن كان يسفر منه دائائ كتما تجاوز حدوده‪ .‬لن أتعرض هنا لما‬
‫جرى في الشرق 'أو في اليونان؛ لكئه أمسى واضحا أن أساقفة فرنسا قاوموا بشدة عندما بدا لهم‬
‫أده يغتصب السلطة عليهم‪.‬‬

‫داز في أفريقيا جدل مستفيض حول هذا الموضوع؛ ألله بعدما حرم الذين استأنفوا عبر‬
‫البحر في مجلس ميليثيس (بقرب قرطاجة) الذي حضره أوغسطيئس‪ ،‬حاول أسقف روما أن‬
‫ينثح الحكم‪ .‬أوفد وفذا لكي ئظهر كأته كان قد اعطي هذا كامتياز له بواسطة المجمع النيقاوي‪.‬‬

‫وأحضر الوفن قرارات مجمع نيقيا التي أخذوها من أرشيفات كنيستهم هم‪ .‬فقاولم األفارقة ذلك‬
‫على أساس أن مصداقية أسقف روما تزول عندما يترافع هولقضيته‪ .‬ومن ثم قالوا إئهم سيستفسرون‬
‫من القسطنطينية ومن مدن أخرى في اليونان‪ ،‬حيث توجد نسخ أقز شبهه‪ .‬هنالك اكيشف أله لم‬

‫ولكل شرا أعظلم وأكثز خزيا حدث عندما أضاف أسقف من قرطاجة رساله مزورة للمجمع‪،‬‬
‫يجرم فيها ستعه أوريليوس ألله تجاسر فاه بى إطاعة الكرسي الرسولى‪ ،‬ويلتمس العفومتذلال ومتوسأل‬
‫أن يقتل‪ ،‬إذعاله وخضوع كنيسته‪ .‬تلكم هي السجألت المزعومة والمدهشة التي أسست عليها‬
‫جاللة العرش الروماني‪ .‬يشهدون زورا كالضبية بأكاذيب كهذه تذعي األقدمية‪ ،‬في حين يستطيع‬
‫األعمى أن يرى زيقها‪ .‬تقول الرسالة المزورة‪ :‬ايتحئم أن يوم أوريليوس بالحرمان (األناثيما)‬
‫إذ تمرد على المسيح والقذيس بطرس بغطرسته وجسارته الشيطانية وعناده العضال‪٠‬أ ماذا عن‬
‫أوغسطينس؟ وماذا عن العديد من اآلباء الذين كانوا حاضرين اجتماع المجلس؟ وها هي الحاجة‬
‫التي يجترنا على اإلسهاب في تفنيد تلك الكابة الحمقاء التي ال يستطيع حتى الرومانيون أنفسهم‬

‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ه والهامش ‪ .٩٥‬يوبخ البابا الون األول أساقفة مقاطعة ؤين ألنهم لم يتقيدوا أبالعرف القديم أ فى‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪x‬ل‬ ‫‪ 54. 630; ٥٠.‬ا(ل‪,01. 2 )١1‬‬ ‫مسائل االستئناف‪ .‬انظر‪£11.1. 9( :‬د‪2 80٢.‬‬
‫انظر‪X1 0311011 ,0٧18 . )1^31181 !٧. 332 £.( :‬ا‪ ١41‬؛‪800011)1 )0)111)1 0‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الش الصبحي‬ ‫‪١٠٥٢‬‬

‫أن ينظروا إليها إأل ويغمرهم العار؟ وهكذا غراسيانس‪ ،‬لست أعلم أعن سوء نثة أم سذاجة‪ ،‬يضيف‬

‫فيتوقعون ذلك الشيء الواحد الذي ألجاه‪ ،‬كما يرى الجميع‪ ،‬صنع القانون لمنعه؟ ها هو المجمع^‬
‫إذ يدين االستئناف عبر البحر‪ ،‬يحرم بالضبط االحتكام إلى روما! ولكن هكذا يستثني روما هذا‬
‫المقشر البارع من القانون الشائع!‬

‫‪ . ١ ٠‬قسطنطين‪ ،‬واألسقف ملخياديس وسيذودس‪٢‬زل‬

‫أثا لكي نحسم هذا السؤال نهائيا‪ ،‬نسوف تبين حادثة تاريخية بكز وضوح ما كانت‬
‫حدود اختصاص أسقف روما في الحقبة المبكرة‪ .‬وجه دوناطس األعظم‪ ،‬األسقف األفريقي من‬
‫كازانيغرا‪ ،‬تهمة إلى سيسليانوس أسقف قرطاجة‪ .‬اديل المئهم ددون أن ئسمع حالته؛ فإذ كان قد‬
‫عرف أن األساقفة ثآمروا عليه‪ ،‬لم يظهر أمام القضاء‪ .‬عندئذ أحضرت الدعوى إلى اإلمبراطور‬
‫قسطنظين‪ .‬فلتا كانت رغبته أن دحسم القضية بحكم كنسى‪ ،‬حول اإلمبراطور سماعها إلى‬
‫ملخياديس أسقف روما الذي أضاف قسطنطين إلى جانبه بعض الزمالء من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا‪.‬‬
‫أثا لوكانت جهة االختصاص العادتة لسماع استئناف لحكم كنسى هي كرسي روما‪ ،‬فلماذا سمح‬
‫ملخياديس آلخرين بأن يشتركوا معه بأمر اإلمبراطور بدأل س سلطته المباشرة؟ في الحقيقة‪ ،‬لماذا‬
‫يقوم بالحكم استجابه ألمر االمبراطور بدأل من أن يكون ذلك واجبه الرسمي؟ لكن لنسمع ماذا‬
‫حدث بعدئذ‪ .‬ربح سيسليانوس القضية هناك؛ سقط دوناطس من جراء تصرفه االفترائي؛ عندئذ‬
‫يستأنف هذا األخير؛ فيحؤل قسطنطين حكم االستئناف إلى أسقفآرل؛ يراجع هذا األخير قرار‬
‫البابا كيفما يبدو السبيل األفضل له‪ .‬لو كان لكرسي روما السلطان األعلى غير القابل لالستئناف‪،‬‬
‫لماذا يسمح ملخياديس بأن يجلي على نفسه إهانه مثل هذه‪ ،‬أي أن يفصل عليه أسقفآرل؟‪١٧‬‬
‫وأي إمبراطور يفعل ذلك؟ إله قسطنطين الذي يتباهون بأله لم يكرس كز جهده فقط‪ ،‬بل معظم‬
‫موارد إمبراطوريته أيصا إلعالء مقام الكرسي الروماني‪.‬‬

‫‪,‬عةاًا‪0٢3‬‬ ‫انظر‪ 187. 633(. :‬ا(الً‪11.11. 6. 35 )٦٧‬‬ ‫‪١٦‬‬


‫‪,‬حع‪1‬أ‪8‬آلجع‪٨٦‬‬ ‫انظر‪08 00110110018 011171 £<000118118 :‬أ‪ 43. 610 £.(; 8]€^100‬ا(ل‪٧1. 28 )٦١4‬ت ‪00[(118010‬ا ‪1111100‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫ئ ‪111. 2. 4:‬ك ‪-8‬ا‪0‬أ ‪. 24 )1143. 637(:‬ااآ ‪111.‬‬ ‫‪111. 3; ٠٧٠ 2, 8:1111. 2, 5 )11 33. 161, 303, 399,‬‬
‫;‪ 18. 24, 201 ٤‬ح؟ ;‪ 12. 184, 186‬ح] ‪.‬ئ ;‪198‬‬ ‫(‪12. 247 ££.‬‬
‫‪١ ٠ ٥٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع‬

‫لذا نرى إلى أي حذ كان الحبر الروماني بعيذا عندئذ عن السيادة العليا التي ئعلن أئها ؤهبت له‬
‫ض المسيح على جميع الكنائس‪ ،‬والتي يجزم كذبا بأئه تقتدها على مر جميع العصور بتأييد‬

‫الكالم أجمع‪.‬‬

‫(نظرة بابوات القرتين الخامس والسادس‪ :‬روما ضد القسطنطينية‪)١٦ - ١١ ،‬‬

‫‪ . ١ ١‬التزوير واالغتصاب‬

‫إتئي أعرف كم يوجد من الرسائل والمراسيم والقرارات التي يخفس فيها البابوات كل شيء‬
‫لكرسيهم‪ ،‬ويدعونه ألنفسهم بجرأة‪ .‬ولكئ جميع الناس أيائ‪ ،‬حتى قليلو الذكاء والعلم منهم‪،‬‬
‫يعرفون هذا‪ :‬أن معظم تلك الوثائق ال نكهة لها‪ ،‬إلى درجة أئه ال يصعب عند تذوقها معرفة منذ‬
‫أول وهلة أي دكان جاءت منه‪ .‬فأي عاقل واع يمكنه أن يفترض أن التفسير المشهور الثشار إليه‬
‫اتقإيطوس فعأل إلى أنقليطوس‪ ،‬أي أن صفا هو الرأس ؟‬
‫يعود*‬ ‫في (رسالة) غراسيانس تحت اسم‬

‫ولكي يدافعوا عنكرسيهم‪ ،‬يسيء الرومانيون اليوم استعمال تفاهات كثيرة من هذا النوع لخداعنا‪،‬‬

‫كما أقر بأته توجن أيصا رسائز بابويه مبكرة ينعون فيها عظمة كرسيهم بألقاب مفحمة طائنة‪.‬‬
‫من تلك الرسائل بعض ما كتبه الون‪ .‬فقد كان هذا الرجل معجيا بالزهو والسيادة إلى حذ مفرط‪،‬‬
‫بقدر ما كان عالائ مثعائ وبليعا ‪ .‬ولكئ السؤال هو هل صدقت الكنالس عندئذ شهادته حائ عندما‬
‫تمادى هكذا في تبجيل ذاته؟ يبدو باألحرى أن الكثيرين امتعضوا من طموحه‪ ،‬كما قاوموا جبروئه‬
‫وتضه الطامع‪ .‬وذات مزة عثن أسقف تسالونيكي وكيأل له على اليونان واألقاليم المجاورة؛ ومر؛‬
‫أخرى جعل أسقفآرل أوغيره مندوبه في فرنسا‪ .‬وهكذا عثن هزميشداس أسقف اشبيلية نائيا على‬
‫إسبانيا‪ :‬ولكثه لائ كان يعبي تلك التعيينات‪ ،‬يشترون في كز حاله أن تظز امتيازات المتروبوليمت‬
‫كامله وال سنة‪ .‬أثا الون ذاته فيعلن أة أحد هذه االمتيازات هو أته إذا وجد أي شك في موضوع‬
‫ما‪ ،‬يلزم التشاور أؤأل مع المتروبولي‪٠‬ت‪ ١٨.‬إدا كانت كز تلك االنتدابات تمتح بشرط أآل تتعارون‬

‫‪ 54. 668, 636, 692, 672, 674; ٤٢.‬أ‪, 1 )1‬اااآ ;‪٧ .2‬ات ;‪٧.17‬ل ;‪.9‬ل ;‪٧. 1‬ال ‪0 1, 111‬ل‬ ‫انظر‪2 :‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫‪11.1. 16, 12, 25, 17(.‬ت‪٢.‬ج‪8‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الت يرق المسيحي‬ ‫‪١٠٥٤‬‬

‫مع عمل األسقف في دائرة اختصاصه بأي حال أو ئععلل عمله‪ ،‬وال أن تأخذ مكان المتروبوليت‬
‫في سماع االستئنافات‪ ،‬أو وظيفة مجلس المقاطعة في التعامل مع الكنائس‪ .‬فما معنى ذلك سوى‬
‫االمتناع عن التدحل في اختصاص اآلخرين‪ ،‬هع السماح بالتدحل لغش الخالفات في حدود ما‬

‫‪ .١٢‬السلطة البابوية في زمن غريغوريوس األزل‬

‫تغيرت النظم القديمة تغيرا كبيرا قبل مستهز عصر غريفوريوس‪ .‬فكانت اإلمبراطورية قد‬
‫تزعزعت وتمزقت‪ ،‬ونزلت الكوارث المتكررة بغرنسا وإسبانيا‪ ،‬وأقحلت إلليريقية‪ ،‬وافبكت‬
‫إيطاليا‪ ،‬وأشرفت أفريقيا على الدمار جزاء نكبات متواصلة‪ .‬ولكي يبقى اإليمان على األقز سالائ‪،‬‬
‫أو ال يتالشى كلائ‪ ،‬في وسط فوضى تلك االضطرابات السياسية‪ ،‬تحالف جميع األساقفة من كز‬
‫جانب على أن يلتصقوا ببابا روما عن كثب ‪ .‬لم ينتج من ذلك االزدياد الملحوظ في مكانة الكرسى‬
‫فقط‪ ،‬بل في سلطته أيصا‪ .‬ال تهئني جدا أسباب حدوث ذلك؛ فإته من الواضح على األقز أة سلطة‬
‫كرسي روما باتت أعظم مائ كانت عليه في عصور مضت‪ .‬ولكئها غلى الرغم من ذلك‪ ،‬اختلفت‬
‫كثيرا عن كونها سيادة جامحة يستطيع إنسان واحد أن يسيطز بها على اآلخرين كيفما يشاء‪ .‬فكان‬
‫ينغر إلى كرسى روما بقدر من الوقار يمكنه معه أن يخضع بسلطته األشرار‪ ،‬ويقمع المعاندين الذين‬
‫لم يكن ممكائ أن يتقيدوا بحدود واجباتهم بواسطة تهذيب زمالئهم‪ .‬وهكذا دأب غريغوريوس‬
‫على أن يشبن دجد وإخالص بأئه ال يذخر جهنا في االحتفاظ ألقرانه بحقوقهم بأمانة وعدالة مائ‬
‫يبذله في اإلبقاء على حقوقه‪ .‬يقول‪ :‬اكما أتني ال أجرد أي إنساب) من حثه عندما يئغشه طموحه؛‬
‫أرغب في أن أكرم إخوتي في كز شيء‪ .‬وال توجد في جميع كتاباته عبارة تتفاخر بعظمة أزليته‬
‫أكثر من هذه ‪ :‬لست أعرف عن أي أسقب ال يخضع للكرسي الرسولى إذ وحل مخطائ‪ .‬ولكئه‬

‫على عاتقه حق تصحيح مرل يخطوئن؛ وفيما يؤذي كل واحد واجبه يجعل ذاته مساودا للباقين‪ .‬كما‬
‫يثخن هذا على عاتقه كأحد حقوقه‪ :‬يقبز هذا من يريدون؛ وش لم يعجبهم يحق لهم أن يحتجوا بال‬
‫عقوبة‪ ،‬ومعروف أة ئعظمهم يحتجون‪ .‬وكذلك يتحذث في هذا السياق عن البطريرك البيزنطي‬
‫الذي نقض إدانة أوقعها عليه مجدل إقليمي‪ ،‬فأبلغ زمالؤه عناذه إلى اإلمبراطور‪ ،‬فأرشد هذا‬
‫األخير غريغوريوش أن يقفي في الدءوى‪١٩.‬من هذا ترى‪ ،‬إذا‪ ،‬أة غريغوريوس ال يحاول‬

‫‪ 1,‬ال‪0٢‬جج‪0٢‬‬ ‫‪،< 1. 187, 156:11. 60‬ئه؛ئم‪ £‬د) ‪ 27‬عال ;‪111.29; 11. 52‬‬ ‫انظر‪, 77. 627, :‬الآلآل‬ ‫‪١٩‬‬
‫‪١٠٥٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع‬

‫بأي صور؛ أن يتجاوز حدود اختصاصه العادي‪ ،‬وما يفعته لمعونة اآلخرين‪ ،‬يقوم به عندما‬

‫يأمره اإلمبراطور فقط‪.‬‬

‫‪ .١٣‬محدودبات الوظيفةتحت غريغوويوس‬

‫كان هذا‪ ،‬إذا‪ ،‬نجمل سلطة أسقف روما‪ ،‬أن يثخن موقثا ضن المعاندين والجامحين من‬
‫األساقفة حيث وحدت الحاجة إلى عالج استثنائي‪ ،‬وكان ذلك لمساعدة سائر األساقفة وليس‬
‫سويق عملهم‪ .‬لذا لم يتخذ لذاته سلطة فوقآخرين‪ ،‬فيما كان في مواضع أخرى يخبع ذاته لسلطة‬
‫الجميع‪ ،‬عندما يعترف باستعداده أن يعخحه الجميع‪ ،‬وأن يخصه الجميع‪ .‬في رسالؤ أخرى‪،‬‬
‫يلتمس من أسقف أقوياليا أن يحضر إلى روما ليرافع عن قضيته في خالب عقائدي نشب بينه وبين‬
‫آخرين؛ ولكئه لم يطلبه من منطلي سلطته بل بأمر من اإلمبراطور‪ .‬كما ال يقول بأن يصير األسقف‬
‫المكتف القاضي األوحد‪ ،‬بل ئعد بأن يعقد اجتماعا سينودسائ إلقرار المسألة كتها‪ .‬فكان االعتدال‬
‫في استخدام السلطة ال يزال يرسم حدودا ال يجوز تخثليها‪ ،‬ويقتضي أآل يعلي أسقف روما نفسه‬
‫على الباقين كما ال يقن شأائ عنهم‪.‬‬

‫أمور الدنيا‪ .‬يقول في رسالؤ أخرى‪ :‬ثثئلني األحمال اإلدارية بحيث ال يستطيع ذهني أن يرتقي إلى‬
‫السماويات‪ .‬تتقاذفني لجخ قضايا عديدة؛ وما إذ تهدأ هذه حثى تبتليني عواصف عالم مضطرب‬
‫يمكنلث أن تستنبعإلي من هذا ما‬ ‫بحيث أقول‪ :‬لقد اكثئثني غمر عميق‪ ،‬وأحاطت بي الزوابع ‪.‬‬

‫كان عنده ليقول لو عاش في عصرنا الحاضر! وإن لم يكن منجزا لوظيفة الراعي وكما ينبغي‪ ،‬فقد‬
‫'كان على الرغم من ذلك يحتتها! لقد أحجم عن اإلدارة المدنية‪ ،‬وأقر — كاآلخرين — بخضوعه‬
‫لإلمبراطور‪ .‬لم يتدحل في شؤون الكنائس األخرى ما لم تضطره الحاجة‪ .‬ومع هذا‪ ،‬إذ ال يمكنه‬
‫ببساطه أن يكرس ذاته كلائ لوظيفة األسقف‪ ،‬يظهر في عين نفسه وكأئه في متاهة‪.‬‬

‫‪. 59[.‬ت‪588 ]11.471,996 ]1‬‬


‫‪ 1,‬ال‪0٢‬جج‪6٢‬‬ ‫‪11.1; 1. 16; 1.5; 1.7; 1.25‬‬ ‫;‪1. 153, 17, 5, 9, 38‬‬ ‫انظر‪77. 596 :‬‬ ‫‪٢٠‬‬
‫‪]11.52[, 462 ٤, 448, 453, 479 ]1.36[(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحى‬ ‫‪١ ٠ ٥٦‬‬

‫‪ .١٤‬روما والقسطنطينية تتنازعان السلطة العليا‬

‫في ذلك الحين‪ ،‬كان أسقف القسطنطينية في صراع مع أسقف روما على األولية‪ ،‬كما ذكرنا‬
‫آنائ‪ ٢١ .‬فبعد أن تثبت العرش في القسطنطينية‪ ،‬أوجيت مهابة االمبراطورية أن تكون للكنيسة أيثا‬

‫مكانة شرب في الدرجة الثانية بعدكنيسة روما‪ .‬بدايه‪ ،‬لم يكن هناك بالتاكيدمايبزر منح روما األولية‪،‬‬
‫سوى أدها كانت عاصمة اإلمبراطورية‪ .‬وورد في غراسيادس مرسولم تحت اسم البابا لوسيوس يفيد‬
‫بأن الغدن التي يترأس فيها المطارنة والبطاركة تحددت بحسب خئة لحكم مدنئ سيق وجودها‪.‬‬

‫كما أن ثمة مرسوائ آخر مشابؤا لهذا تحت اسم البابا أقليمنضس يقول فيه إذ البطاركة تأسسوا‬
‫في تلك المدن التي كان فيها قديائ رؤساء كهنةآلهة الرومان‪ ٢٢.‬ومع أن هذا األخير كان وهمائ‪،‬‬
‫إأل أله مًاخود عتا كان صحيحا‪ .‬الواضح أده لكي يعلل‪ ،‬من التغيير بقدر الئستطاع‪ ،‬رسمت تخوم‬
‫المقاطعات [الكنسية؛ بحسب الظروف القائمة في أزمنتها‪ ،‬وغين المطارنة والبطاركة على تلك‬
‫المدن التي تفوقت على غيرها في الصيت والقدرة‪ .‬لذا تقزر في مجمع تورينو أن تصبح الغدن‬
‫التي كانت األولى في الحكم المدني لكز مقاطعة‪ ،‬المدن ذارق األولية للكراسي األسقفية‪ .‬ألما‬

‫إذا حدث أن تحولت أفضلية الحكم المدنى من مدينة إلى أخرى‪ ،‬انتقل معه حق المتروبويت‬
‫من الواحدة إلى األخرى‪ ٢٣.‬رأى البابا الروماني إتوقنعليوس كرامة مدينته القديمة تتدهور بعد أن‬
‫تحؤل عرش اإلمبراطورية إلى القسطنطينية؛ وإذ خسي على كرسيه‪ ،‬سل قانودا مضادا يقول فيه‬
‫إئه ليس من الضروري للكراسي الكنسية في المقاطعات‪ ،‬أن تنتقل كتما تغيرت العواصم الرسمية‬

‫لإلمبراطورية‪ .‬أائ السلطة السينودسية فيحق لها أن تخضع‬


‫دجصعلرأي رجلمح واحد‪ .‬لذا ينبغي‪ ٠٠‬أن نرتات‬
‫في إتووئئليوس نفسه في القضية التي شزعها هو‪ ٢٤.‬فمهما كان األمر‪ ،‬إئه يبين بحسب منطقه هو‬
‫أن الترتيب الذي ادفق عليه من البدء‪ ،‬كان يقتضي أن يغين كز متروبوليمت بحسب التنظيم الحالي‬

‫السائد في اإلمبراطورية‪.‬‬

‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ‪.٤‬‬ ‫‪٢١‬‬


‫انظر‪ )11 187. 383 ٤(. :‬ح ‪)0‬ا‪8‬ل‪0-‬ضج‪ ۶8‬د؛ ‪. 1, 2,‬ذئ ‪1 1.‬ا‪111, ]<€)7€‬ة‪٢‬ت)‬ ‫‪٢٢‬‬
‫انظر‪ :‬القانون رقم ‪ ١‬في مقررات مجمع تورينو (‪٤٠١‬م) كما ترد في‪^/1181111. 880 :‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫انظر‪ 20. 547 £.(. :‬ا‪٧. 1 )1‬الت ؟‪٢،‬حبرك‪6‬ك ‪110001111,‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫‪٠٥٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع‬

‫ه ‪ . ١‬كيف امتعض البابا الون من االعتراف بالقسطنطينية‬

‫بناء على ذلك‪ .‬المرسوم القديم‪ ،‬تقرر في مجمع القسطنطينية األؤل [‪٣٨١‬م] أن تكون‬
‫ألسقف تلك المدينة امتيازات الشرف بعد بابا روما إذ أصبحت القسطنطينية روما الجديدة‪٢٥ .‬‬
‫ولكن لقا ضنز مرسولم مشابه في خلقيدونية بعد ذلك المرسوم القسطنطينى بزمن طويل‪ ،‬احتخ‬
‫الون بغضب متقد‪ .‬لم يئخذ على عاتقه فقط أن يعتبر ما قرره سئمائة أو ما يزيد من األساقفة تافؤا‪،‬‬
‫بل عابهم بمرار؛ على حرمانهم الكراسي األخرى الشرف الذي تجرأوا على أن يغدقوه على كنيسة‬
‫القسطنطينية‪ .‬أسألكم‪ :‬ماذا‪ ،‬عدا الطموح المجرد‪ ،‬كان يمكن أن يدفع هذا الرجل إلى أن ينعص‬
‫العالم بتغاهه كهذه؟ يقول إذ ما رسمه مج‪٠‬ع نيقيا زه ينبغي أن يظز منيثا‪ ،‬كما لوكانت الكنيسة‬
‫المسيحية مهددة بالمخاطر إذا وئمت‪ ،‬إحدى الكنائس على أخرى؛ أو كما لو كان البطاركة قد‬

‫النى الحش السليم يملي بانى هدا المرسوم يمخنه ان يلغى مع لعلب االحوال على مز االزمنة‪ .‬لمادا‬
‫لم يعارخه (أي المرسوم) أساقفة الشرق ولهم أهم ئن كان يعنيهم؟ ال شك في أن بروتيريوس كان‬
‫حاضرا‪ ،‬وكانوا قد رئبوا مكانته فوق االسكندرية بدأل من ديوسقورس؛ وكان حاضرا بطاركة‬

‫آخرون مئن علل من فانهم‪-‬‬

‫كان لهؤالء أن يحتجوا‪ ،‬وليس لالون الذي ظزة في مكانه ولم يمشه القرار بشيء‪ .‬ولكن لقا‬
‫ظل الجميع صامتين‪ ،‬بل لتا وافق الجميع‪ ،‬كان الروماني هو المعارض الوحيد‪ .‬من السهل وهم‬
‫دافعه‪ :‬واضغ أئه سبق أن رأى ما كان ليحدث بعد أهد وجيز؛ فبعد خسوف لمعان مجد روما‬
‫العتيقة‪ ،‬تأتي اللحظة التي تتنازع القسطنطينية معها األولية إذ ال ترضى بعد بالمرتبة الثانية‪ .‬ولكل‬
‫الون مع علو احتجاجه لم يغز‪ ،‬إذ لم يستطع أن يمنع المجمع من تثبيت قراره‪ .‬ولهذا‪ ،‬لقا رأى‬
‫خلفاؤه هزيمتهم كعوا عن ذلك العناد في هدوء؛ فقبلوا أن يعتبر البطريرك الثاني‪.‬‬

‫‪8001^* 168,‬‬ ‫عغ‪ً٢‬ا‪8, 7٠‬اا‪0)1‬ا‪88‬ئ ‪٧. 8,111‬‬ ‫انظر‪. 13 )^۶٤ 69.1129; :‬تل‬ ‫‪٢٥‬‬
‫‪,‬الةا‪1‬ة‪!!7 2 861.* 11. 121; 86611016 7(; 6٢‬ال *‪11.‬‬ ‫‪ 1. 75(,‬خ‪6٢‬ة‪6)1‬ا‪7٢‬ل ;‪. 3 )11187. 124 6‬ااتآ ‪1.‬‬
‫‪1٧. 178(.‬ت *‪7 2 861.‬لي‪١‬ل(ل‪١٢‬ت *‪6 )381( 0^11011 111 ٠1181 111. 559; 11.‬ا(ل‪1111110‬حا‪0118‬ج؛‪6*0111 )301111011 0‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١ ٠ ٥٨‬‬

‫‪ .١٦‬غروريوحاالصوام‪ ،‬و‪١‬قضاعغريغوريوس‬

‫بعد قليل‪ ،‬أطلق يوحنا‪ ،‬الذي تراس كنيسة القسطنطينية في عهد غريغوريوس‪ ،‬االدعاء أده كان‬
‫البطريرك الجامع ‪ .‬وهنا لم يتردد غريغوريوس في معارضته بحزم وثبات‪ ،‬دفاعا عن قضية كرسيه‬
‫العادلة‪ .‬كان غرور يوحنا مثل‪ ،‬جنونه‪ ،‬ال بطاق‪ :‬إذ أراد أن تطابق حدود أسقفيته الحدود نفسها الني‬
‫لإلمبراطورية‪ .‬ومع هذا لم يذع غريغوريوس لذاته ما ينكره على غيره‪ :‬فأبغض بشدة ذلك اللقب‬
‫الذي اعتبرهآثائ لعيائ ومقيائ‪ ،‬بغض النظر عئن سعى إلى ادعائه‪ .‬حثى في مكازآخر‪ ،‬نراه غاضبا‬
‫منإفلوجيوس أسقف اإلسكندرية الذي كان قد دعاه بهذا اللقب تكريائ له‪ .‬يقول‪ :‬انظر هنا‪ ،‬إدك‬
‫بتلقيبلع إتاي بابا جامائ في مقدمة تحية الرسالة التي أرسلتها إلتي‪ ،‬أردرق أن تكرمني بلئب رفزع‬
‫منعت أنا استخدامه‪ .‬ألتمش من قداستك أأل تفعل هذا من اآلن فصاعدا‪ ،‬ألن ما يسبغ على آخر أكثر‬
‫متا يجوز يكون على حسابه‪ .‬أتا أنا فال ألخشيه شروا أن أشاهد شرف إخوتي ينعص‪ .‬ألن كرامتي‬
‫هي أن تكون للكنيسة الجامعة كرامتها‪ ،‬وأن تكون إلخوتي حياتهم وتوئدهم‪ .‬فأن تدعوني ابابا*‬

‫جامعات هو أن تحرم ذاتك ما تعزوه كليا إلتي‪٢٦ .‬‬

‫كانت قضية غريغوريوس عادلة ونزيهة حعا؛ أتا يوحنا الذي دعمه اإلمبراطور موريس‪،‬‬
‫فلم يكن ممكائ له قذ أن يحين عن هدفه‪ .‬وكذا قرياقص خليفته‪ ،‬لم يسمح لنفسه وط بأن‬

‫يشي عن عزيمته‪.‬‬

‫(توسيع اختصاص روما من خالل عالقاتها بغوض وبيبان‪ ،‬وتثبيته بعدئذ فيما سيب أذى‬
‫الكذيسة‪)١٨-١٧،‬‬

‫‪ .١٧‬ابثأسيس ابهائتي لسيادة روما‬

‫أخيرا‪ ،‬تئخ فووس بونيفاقيوس الثالث مالم يشغ إليه غريغوريوس قذ‪ ،‬أالوهوأن تتراس‬
‫روما كز الكنائس‪( .‬كان فووس قد حلنى موريس بعد اغتياله‪ ،‬ولدبدس أدري لماذا كان أكثر‬
‫توددا للرومان‪ ،‬لربما ألئه كان قد دوج هنالك من دون نزاع)‪ .‬فكان أن انفض الخالف بمنحه‬
‫روما الرائسة‪.‬‬

‫صعر البابا غريغوريوس األؤل بإهانؤ كبيرة عندما ابتدأ يوحنا الصوام‪ ،‬بطريرك القسطنطينية (سنة ‪ ٥٨٨‬م) يلعب نفسه‬ ‫‪٢٦‬‬
‫د البطريرك المسكوني‪ ،‬مع أن هذا اللقب اسئعمل سابعا فى وثائق إمبراطورية رسمية‪ .‬انظر المراجع فى الهامش ‪ ٩٤‬أعاذه‪.‬‬
‫‪١٠٥٩‬‬ ‫الكتاب الرابع — الفصل السابع‬

‫أثا هذا المعروف الذي صنعه اإلمبراطور فلم يكن ليفيد كرسي روما إأل بسبب ما حدث‬
‫بعد ذلك‪ .‬ألن اليونان وكزآسيا كانت قد انفصلت بعد فترة يسيرة عن شركتها مع روما‪ .‬ووقرت‬
‫فرشا أسقف روما بإطاعته كما حثنت فقط‪ .‬أثا بعد ما احتز بيبان العرش أمست المملكة خاضعة‬

‫(لروما)‪ .‬ولتا كان بابا روما قد ساعده في إنجاز مؤامرته التي غنم بها العرش من التبك القانوني‬
‫بعد أن طرده‪ ،‬كافأه بمنح الكرسي البابوي اختصاهر السلطة فوق كنائس فرنسا‪ .‬وكما هو مألوف‬
‫بين اللصوهى أن يتقاسموا الغنيمة المشتركة بينهم‪ ،‬هكذا ردب أولئك األسياد الحيرون فيما بينهم‪،‬‬
‫أن يسمح لبيبان بأن يتولى السلطة المدنية والسيادة األرضية بعد أن حلع الملك الحقيقي‪ ،‬فيما‬
‫يصبح زكريا رئيشا على األساقفة أجمعين وأن يتقلد السلطة الروحية فوقهم‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن هذه السلطة كانت ضعيفة في بادئ األمر (كما يحدث عاد؛ مع‬
‫االبتداعات)‪ ،‬تقؤت فيما بعد بتأييد شارلمان للسبب ذاته تقرييا ‪ :‬كان شارلمان ثديائ لبابا روما‪ ،‬إذ‬
‫اعتلى رتبته اإلمبراطورية بجهود البابا‪.‬‬

‫واالن‪ ،‬على الرغم من تدهور أحوال الكنائس في كز مكان‪ ،‬واضح أن الصورة القديمة‬

‫‪ .١٨‬الفساد الذي أصاب الكئيسة حتى عصربرنارد دي كليرقو‬

‫ومنذ ذلك الحين‪ ،‬تمادى طغيان الكرسي الروماني إذ ساءت األمور من يوم إلى اخر‪ .‬يعزى‬
‫هذا جزئيا إلى جهل األساقفة‪ ،‬وجزئيا إلى بالدتهم‪ .‬ألئه فيما كان أحذهم يستحوذ لنفسه كز‬

‫شيء ويسارغ أكثر نمكثر لترقية ذاته بالتحابل على القانون والحيد عن الحق‪ ،‬لم يجتهد اآلخرون‬
‫لكبح طموحه بالغيرة الئنتثلزة منهم‪ .‬وعلى الرغم من أئهم لم يفتقروا إلى الجرأة‪ ،‬كانوا ختوا من‬
‫التعليم السليم والمعرفة بحيث كانوا غيز موغلين قط ألن يحاولوا عمأل هائأل كهذا‪ .‬من ثم نرى‬
‫طبيعة حلق روما والحذ المذهل الذي توصلت إليه في تدنيس كز ما هو مقدس‪ ،‬وانحالل النظام‬

‫الكنسي برئته في عصر برنارد‪ .‬ها نحن نسمعه يشكو أن روما أصبحت نقطة التقاء الطموحين‬
‫والطتاعين ومشتري المناصب والمدلسين ومضاجعي الشريات ومزاوجي األقارب وأمثال كز‬
‫عليها‪ ،‬بموجب السلطة الرسولية؛ ويشكو شريان الغز والخداع والعنف في كز شرايينها‪ .‬بنا‪:‬‬
‫على ذلك يعلن أة أسلوب الحكم السائد وقتئذ رحس بغيض وغير الئق بالكنيسة وال بمحكمة‬
‫قضاء‪ .‬يشكو أن الكنيسة مكتثلة برجابًا طموحين‪ ،‬وال يوجد ض يقشعر بسبب الجرائم المرتكبة‬
‫أكثر من لصوص في مغار؛ عندما يتقاسمون غنائم نهبهم من عابري الطريق‪ .‬يقول‪ :‬اقليلون* قعيرون‬
‫فم المشرع التفاائ؛ أتا الجميع فينظرون إلى يديه‪ .‬وليس بال سبب! ألن هائين اليذين تفعالن‬
‫عمل البابا‪ .‬ما هذا الشيء‪ ،‬أن ض يقولون لك حسائ فعلت‪ ،‬حسائ فعلت يشقرون بما يهب من‬
‫الكنائس؟ حياة الفقراء ثزرع في شوارع األثرياء؛ والفضة تبرق في الطين؛ يركض نحوها الناس من‬
‫كز جهة‪ ،‬فيغر بها األقوى من دون األفقر‪ ،‬بل ربما من يركض بمكثر سرعة‪ .‬ومع هذا ال تأتي هذه‬
‫األخالقية ‪ -‬بل بالحري هذه الغنائية ‪ -‬منك‪ .‬يا ليتها تنتهي إليك! (ولكئك) في وسط كز هذه‬
‫األشياء تؤدي واجباتك الرعوية لحاطا بتنظيم معقد باهظ‪ .‬إذ تجرأت أقول ليست هذه مراعي‬
‫خراف‪ ،‬بل مراعي شياطين‪ .‬بالطبع كان بطرس يمارس هذه؛ وبولس جرب حئله فيها أيشا!‬
‫ومحكمتك اعتادت أن تستقبل البضائع‪ ،‬بدأل من أن تعمل على إصالح الناس‪ .‬وال يربح األشرار‬
‫هناك‪ ،‬بل يسقط الصالحون ا مائ سبق‪ ،‬يستحيل أن يقرأ إنسان تقى ما كان يحدث‪ ،‬من دون أن‬
‫تفزعه بشاعة إساءة االستئنافات التي يشير إليها‪ .‬وأخيرا يختم تعليقه على الدهم الجامح الذي كان‬
‫الكرسي البابوي يشتهي به ما ليس له‪ ،‬قائال‪ :‬إئني (بما تقدم) أرفع صوت الكنائس بالشكوى‬
‫التي باتت ده دهم بها بهدوء‪ .‬ائها في الحقيقة تصرخ إذ كزه وئقكع أوصالها‪ .‬وال يوجد إآل‬
‫القليل — إن وجد هذا — من الكنائس التي تحزنها بل ترعبها تلك الصاعقات القاسية‪ .‬تسأز ما‬
‫هي تلك الصاعقات؟ ببقد رؤساء األديرة من أساقفتهم؛ واألساقفة من رؤسائهم‪ ،‬إلخ‪ .‬غريب حقا‬
‫إن أمكن أن دلتنس األعذار لذلك! وبهذا السلوك تثبت أدك ممتلئ قوه‪ ،‬وليس برا‪ .‬تفعل هذا‬
‫ألئك تستطيع‪ ،‬أائ السؤال فهو هل ينبغي أيخا أن تفعله؟ لقد عيك لكي تحفظ لكز واحد كرامته‬
‫ومقامه‪ ،‬وليس ألن كتهيهما‪٢٧ .‬‬

‫لقد اخترت هذه األمثلة القليلة من كثير‪ ،‬لكي يدرك قرائي من جهة إلى أي درجة مروغة‬
‫تدهورت حال الكنيسة‪ ،‬ومن جهة أخرى في أي حزن وأسى أيخا العتي األتقياء من جراء‬

‫هذه الكارثة‪.‬‬

‫‪. 13; 1٧. 11. 4, 5; 1٧. 1٧. 77; 111.11. 6-12; 111.1٧. 14‬ل ;‪٧. 5‬؛ ‪ 1.‬تسدادء ‪ ]<€‬ا‪>1‬دة‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٢٧‬‬
‫‪182. 732, 740 £., 774 ٤ 780, 761-764, 766(.‬‬
‫‪١٠٦١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع‬

‫(ادعاءات بابوية الحقة مضادة لمبادئ غريغوريوس األول وبرثارد‪)٢٢-١٩ ،‬‬

‫‪ .١٩‬البابوية الحالية وادعاءاتها السلطة‬

‫أائ االن‪ ،‬مع أئنا اليوم نسئم لبابا روما بشمو المقام وباثساع نطاق السلطة اللذين كانا له في‬

‫أثناء الحقبة الوسطى (أي في عصر الون وغريغوريوس)‪ ،‬فماذا يعني هذا اليوم للبابوية؟ لسث‬
‫أتحذث عن السيادة األرضية‪ ،‬أو السلطة المدنية‪ ،‬إذ سأتناولهما في مكانهما الحعا؛‪ ٢٨‬ولكن ما هو‬
‫انشابه بين تلك السلطة الروحية التي يتفاخرون بها‪ ،‬وحالة األزمنة الحاضرة؟ إئهم يعزفون البابا‬
‫بأئه ببساطة الرأس األعلى للكنيسة على األرض‪ ،‬واألسقف الجامع للعالم أجمع‪ .‬ولكئ البابوات‬
‫أنفسهم عندما يتحدثون عن سلطتهم يعلنون بعظم استكبار أن قؤة األمر والنهي تكمن في أيديهم‬
‫فيما يبقى لالخرين أن يطيعوا؛ وأن السينودسات اإلقليمية ال نفاذ لها إذا لم يكن البابا حاضزا فيها؛‬
‫وأن لهم أنفسهم سلطة رسامة الكهنة على أي كنيسه كانت؛ وأن يستدعوا للمثول أمام كرسيهم من‬
‫رسموا على أيدي جهاب أخرى‪ .‬ثئة ما ال يحصى من مثل هذه األشياء في قائمة غراسيائس‪ ،‬مائ‬
‫ال أكرر ذكره خشية أن يمز قرائي بال داع‪ .‬ولكئ جميعها يصك في اآلتي‪ :‬يمتلك البابا الروماني‬
‫وحده نطاق السلطة العليا واألشمل لجميع الحاالت‪ ،‬سواء في البك في العقائد والتعريف بها‪ ،‬أو‬
‫في وضع القوانين‪ ،‬أو في إقامة التأديب‪ ،‬أوفي أحكام القضاء‪.‬‬

‫كما أن سرد االمتيازات التي ينخنونها ألنفسهم‪ ،‬ويسوئنها تحميات [أي أمورا يحتفظون‬
‫بالحق في ممارستها وحدهم؛‪ ،‬يطول ويصير ئعدادها ممأل‪ .‬أتا ما ال يطاق مطلعا فهو أئهم ال‬
‫يتركون محجاأل ألي سلطا؟ آخر على وجه البسيطة لضبط شهوتهم أو كبتها عندما يسيغون استخدام‬
‫سلطتهم الالمحدودة‪ .‬يقولون‪ :‬بسبب أولية الكنيسة الرومانية‪ ،‬ليس ألحد في الوجود حق مراجعة‬
‫أحكام هذا الكرسى‪ .‬وأيصا‪ :‬في قضاء (هذا الكرسى) ال يقاضيه أحمد‪ :‬ال االمبراطور وال الملوك‬
‫‪ ٩‬ال الكهنة وال الشعب‪ .‬ما هذا إأل قمة االستبداد‪ ،‬أن ينضب رجز واحن ذاته قاضيا على الجميع‪،‬‬
‫وأأل يخضع ألي قضاء‪ .‬ولكن ماذا إذا مارس الطفيان على شعب الله‪ ،‬وإذا بعثنك ويدر وبذد ملكوت‬
‫المسيح؛ وإذا وذف بالكنيسة كتها إلى هؤة الفوضى؛ وإذا حول وظيفة الرعاية إلى تئؤب؟ بل مهما‬
‫كان تماديه في الشز‪ ،‬ينكر ويرفض أن يحاسبه أحد‪ .‬هذه هي كلمات البابا نفسه‪ :‬شاء الله أن يعبئ‬
‫الناش في أمور الناس‪ .‬ولكئه احتجز أسقف هذا الكرسى لقضائه هو‪ .‬وأيشا‪ :‬نحن نقضي في‬
‫شؤون الناسوأعمالهم‪ ،‬أتا أعمالنا فاللهوحده‪.‬ا‪٢٩‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل الحادي عشر‪ ،‬الفقرات ‪.١٤-٨‬‬ ‫‪٢٨‬‬


‫يقتبس كالقن هذه الجمل واألقوال حول السلطة البابوية من كتابات غراسيانس (الالاأ‪٢0‬ءج(‪ )1‬انظر‪.:‬؛ ‪08 ٧. 122‬‬ ‫‪٢٩‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٦٢‬‬

‫إضافات جديدة اخترعت حدا‪ .‬واألكثر أن حماقتهم توصلت إلى حذ أئهم بثوا مرسوائ تحت‬
‫اسم أنسطاس‪ ،‬بطريرك القسطنطينية‪ ،‬شهد فيه — كأمر كرسته القوانين الكنسية العتيقة — أن ال شيء‬
‫يجوز فعله حتى في أبعد المقاطعات ما لم يسبق أن أحيل على الكرسي البابوي في روما‪ ٣٠ .‬بغض‬
‫النظر عن كون هذا ال أساس له‪ ،‬ئن سيصنق أن خصائ ومنافشا في الكرامة والفوقية ينطق بمثل هذه‬
‫التزكية للكرسي الروماني؟ ولكئه من المناسب والمعقول ألعداء المسيح هؤالء أن يحتلوا على‬
‫لهواهم إلى نقطة الجنون والعمى‪ ،‬بحيث إذ جميع العقالء ما إن يفتحون عيونهم حثى يروا شزانية‬
‫هؤالء الرجال‪ .‬ولكئ الرسائل المرسوة التي جمعها [البابا] غريغوريوس التاسع‪ ،‬وقوانين [البابا]‬
‫أقليمنضس الخامسى‪ ،‬ومراسيم [البابا؛ مارتينويى‪ ،‬تزفر بمزيد من نقثات الضراوة واالستبداد التي‬
‫تصدر من ملوك البرابرة‪ .‬ولكئ هذه هي إلهامات الوحي التي اشتهت بابوكهم تثميتها! ومن ثم‬
‫نشأت تلك األقوال المأثورة التي تحمل اليوم سلطة الوحي األلهي في كز أرجاء البابوية‪ :‬أة البابا‬
‫معصوم من الخطأ‪ ،‬وأن البابا أعلى من المجالس‪ ،‬وأن البابا هو األسقف الجامع األشمل فوق كز‬
‫الكنائس‪ ،‬والرأس األسمى للكنيسة على األرض‪ .‬إئني أتذرع بالصبر على ذكر غباوات أكثر سخافة‬
‫يهذي بها معلموهم الكنسيون في مدارسهم‪ ،‬ويتملق بها الالهوتيون الرومانيون لضقمهم المعبود‪،‬‬

‫ليسوا يقبلونها كحقائق واقعة فقط‪ ،‬بل يستحسنونها ويصفعون لها‪.‬‬

‫‪ .٢١‬غريغوريوس يدين ما يؤيده البابوات حايا‬

‫لن اعاملهم بأقصى ما يمكن من القساوة التي يمكنني أن أستخدمها‪ .‬يستطيع غيري أن يقتبس‬

‫عبارة قبريانس التي قالها تعليائ على هذه الغطرسة الفاحشة في محضر األساقفة في أثناء مجمعهم‬
‫الذي تراسه‪ :‬ال يقول أحد مائ إئه أسقف األساقفة‪ ،‬كما ال يرغم أحدنا على أن يقمع زمالءه‬
‫باألرهاب المستبذ‪ .‬وبات يعترض على مرسوم سئ الحعا في قرطاجة بالقول‪ :‬ال يشلم أحذ أمير‬

‫المقصود بتلك الرسالة المزورة هو أثناسيوس‪ ،‬ولكئ كالقن يتبع غراسيانس هنا ويشير إلى أنسحالس‪ .‬انظر‪, :‬الةااة‪٢‬ن‬ ‫‪٣٠‬‬
‫‪. 3, 12‬ال ‪11.‬‬
‫‪١٠٦٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع‬

‫الكهنة أو أول األساقفة‪ ٣١ .‬ا(وهكذا) انكت (غريغوريوس) فيما بعد على جمع شواهد عديدة من‬
‫تلك الوقائع التاريخية‪ ،‬ومن السجالت السينودسية ومراسيمها المتعددة‪ ،‬ومن كتابات المؤرخين‬
‫القدامى ورائهم‪ ،‬التي كان من شأنها جميعها أن تحجم البابوات!‬

‫سوف أتجاوز هذه كي ال أقسو عليهم كثيرا‪ .‬ومع ذلك أنتظر أن آسمغ من أحد أنصار كرسي‬

‫روما المميزين‪ ،‬يجيبني بأي بجاحه يتجرأون على الدفاع عن لقب األسقف الجامع الذي‪ ،‬كما‬
‫يعرفون‪ ،‬حرمه غريغوريوس‪ .‬فإن كانت شهادة غريغوريوس لتسود‪ ،‬فإئهم يجعلون من خبرهم‬
‫الجامع عدو المسيح‪.‬‬

‫كما أة لقب رأس (الذي اعبي للبابا) لم يئد مستعمأل‪ .‬فقد قال غريغوريوس في موضع‬

‫آخر‪ :‬اكان* بطرس العضو الرئيس للجسد؛ وكان يوحنا وأندراوس ويعقوب رؤساء مجموعات‬
‫خاصة من الشعب‪ .‬ولكتى جميع أعضاء الكنيسة يخضعون لرأس واحد‪ .‬في الحتى أن القديسين قبل‬
‫الناموس‪ ،‬وكذا القديسون تحت الناموس‪ ،‬والقذيسون في عهد النعمة‪ ،‬جميفهم يكتمل بهم جسد‬
‫الرب‪ ،‬وكتهم أعضاء فيه‪ .‬ولم يرغب أحدهم لذاته أن يدعى جامائ ‪.‬‬

‫أن يذعي البابا لنفسه سلطة األمر والنهي‪ ،‬ال يغسق إأل قليأل مع ما قاله غريغوريوس في موضع‬
‫آخر‪ .‬ألثه عندما قال إفلوجيوس‪ ،‬أسقف االسكندرية‪ ،‬إره‪ :‬أمر بواسطته ‪ ،‬أجابه غريغوربوس‬
‫قائأل‪ :‬أ‪١‬حذف‪ ،‬أرجوك‪ ،‬هذه الكلمة — كلمة األمر ‪ -‬من مسمعي؛ ألئني أعرف ض أنا وش‬
‫أنت‪ :‬فغي المقام‪ ،‬أنتم إخوتي؛ ومن حيث األخالق‪ ،‬أنتم آبائي ‪ ٠‬لذلك لم آمر بل اعتنيت أن أشير‬
‫إلى األمور التي تبدومفيدة‪.‬ا‪٣٢‬‬

‫وإذ يبسط أسقف روما نطاق سلطته هكذا بال حدود‪ ،‬إثما يسبب إصابة فادحة ومروعة؛ ليس‬
‫لألساقفة اآلخرين فقط‪ ،‬بل أيصا للكنائس العديدة‪ .‬ألثه بهذه الطريقة يشوههم ويمزقهم كيما يبني‬
‫كرسيه على أطاللهم‪.‬‬

‫إئه يستثني نفسه من كز األحكام ويشاء أن يحكم ‪.‬طغيا؟ واستبداد بحيث يعتبر نزواته ناموسا؛‬
‫ومثل ذلك من السلوك غريت وخارج على كل حدود اللياقة‪.‬للنظام الكنسى بحيث ال يمكن أن‬
‫يحتمل‪ .‬كما أثه مقيت كز التقب‪ ،‬وال تنبذه كز أحاسيس التقوى فحسب‪ ،‬بل البشرية جمعاء‪.‬‬

‫‪ )256 ٨. 0(:‬عةا‪-‬لو‪٩‬زح ‪٠‬ئجكعال ججةا‪٠1:1‬لةح ‪1 ٠£‬ا‪€‬الآل‪0‬ح‬ ‫‪ ٣١‬انظر‪3.1. 436. :‬‬


‫‪ ٧. 54‬؟‪!٢،‬غك ‪ 1,‬ال‪0٢‬جج‪0٢‬‬ ‫؛‪ 1. 340‬ع‪1‬؟‪،‬ا‪٠‬‬ ‫‪.‬ئ ;‪]٧. 18[ 77. 739‬‬ ‫انظر‪٢. x^^ :‬ج‪2 8‬‬ ‫‪٣٣‬‬
‫;(‪.‬ج ‪11. 16‬‬ ‫آلة^) ‪٧111. 29‬‬ ‫^^‪ x‬ءج‪ 2 8‬؟‪٢. 141‬خ ;‪11. 31; 11 ]٧111.30[ 77. 933‬‬
‫‪11. 241(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين المبي‬ ‫‪١٠٦٤‬‬

‫‪ .٢٢‬فاد البابوية الحالية‬

‫ولكئ لكيال اسي مضطرا إلى أن أتحرى كز نقطة واالحق كز خطأ على حدة‪ ،‬ألتمس مرؤ‬
‫أخرى مش يرغبون اليوم في أن تعتبروا أفضل أنصار كرسي روما وأكثرهم والة له‪ ،‬أن يصارحوتي‬
‫إن كانوا ال ينتحون أن يدافعوا عن الحالة الراهنة للبابوية‪ .‬فإئها اليوم تفوق في فسادها عتا كانت‬
‫عليه في عصري غريغوريوس وبرنارد بما يربو على مائة مزة‪ ،‬على الرغم من أئها وقتئذ أمعقت‬
‫هذئن القذيشين‪ .‬تنتر غريغوريوس من انصراف ذهنه إلى درجة تفرطة إلى انشغاالت خارجة‬
‫عن نطاق دعوته‪ ،‬وأئه تحت يناع وظيفته كأسقي عان لينهمك باألمور الدنيوية؛ وأن استعبدته‬
‫مهام أرضية جسيمة لم يتنغر أده كان يدي التفادا لمثلها أو لحجمها من قبل لتا كان علمانيا؛ وأن‬
‫تنعصه من كز جانب الشؤون الالكنسية‪ ،‬بحيث ال يستطيع ذهنه أن يتفكر في السماويات؛ وأن‬

‫تتقاذفه لجح مثيرة‪ ،‬وأن تبتليه زوابع حيا؛ مضطربة‪ ،‬بحيث يقول عن حق‪ :‬القد غرقت في أعماق‬
‫البحار‪.‬اا‪ ٣٣‬صحيح أئه في وسط تلك االنشغاالت الدنيوية أمكنه أن يعتم الشعب بعظاته‪ ،‬وأن يرشد‬

‫ويصحح أفرادا كانوا بحاجه إلى النصح‪ ،‬ويدير شؤون الكنيسة‪ ،‬ويقذم المشورة لزمالئه‪ ،‬وأن‬
‫يحئهم على واجبهم‪ .‬وإلى ذلك كته‪ ،‬يقي له بعض الوقت للكتابة؛ ومع هذا يتفجع لهذه الئيتة‬
‫التي حتت به وبكنيسته‪ ،‬والتي أغرقته في أعماق المياه‪ .‬إن كانت اإلدارة في عصره اابحر‪١‬اا‪ ،‬فماذا‬
‫يمكن أن نستي بابويه هذه األيام؟ وما وجه الشبه بينهما؟ هنا ال يوجد وعظ‪ ،‬ال اهتمام بالتهذيب‪،‬‬
‫ال عير؛ على الكنائس‪ ،‬ال نشاط للحياة الروحية؛ قصارى الحديث‪ :‬ال شيء سوى العالم‪ .‬ومع كز‬
‫ذلك‪ ،‬ئمتذح هذا الهيه كما لو لم يوجد نظام أفضل وترتيب ينعن‪.‬‬

‫وماذا ينهمر من شكوى برنارد‪ ،‬وبلم ينطق من أثات‪ ،‬عندما يطز على رذائل ءصره؟‪ ٣٤‬ماذا‬

‫لو يشاهد هذا العصر الحديدي‪ ،‬أو ما هو أسوأ من حديدي إن وجد؟ ما هذا الفسوق؟ ليس أن‬
‫ينظر إلى كز ما تثئه جميع القذيسين وأجمعوا على رفضه وكأئه مقدس وإلهي‪ ،‬بل أن يساء أيائ‬
‫استخدام شهاداتهم للدفاع عن البابوية‪ ،‬وهي ما لم يكن معروقا لهم في زمانهم‪ .‬ولكئني أقز بأة‬
‫فساد كز شيء في عصر برنارد كان جسيتا أيصا‪ ،‬بحيث لم يكن أقز متا هو في أيامنا نحن‪ .‬ولكئ‬
‫تن يبحثون عتا يدعم حججهم في أثناء تلك العصور الوسطى (أي في زمان غريغوريوس وبرنارد‬
‫وأمثالهما) يفتقدون كز حياء‪ .‬فإئهم يفعلون تماائ ما كان يمتدحه أحذ في أحوال الجمهورية‬

‫‪0٢٧ 1,‬جج‪6٢‬‬ ‫آل‪1. 5. 7, 25, 24 )١16‬‬ ‫انظر‪١٧0,1. :‬أ أ‪8‬ة‪£ 1‬ن ‪ ]1108.‬ط! ;‪1. 5 £., 9, 38, 35‬‬ ‫‪٣٣‬‬
‫;‪[ 77. 448, 455, 480, 476‬ال‪1‬ع‪٧‬اس(ل‪8‬ج‪27; 1. 25, ٢‬‬ ‫‪٢.1. 75, 77, 85(.‬ع‪ 2 8‬ا!‬
‫انظر المراجع في الهامش ‪ ١١٤‬أعآله‪.‬‬ ‫‪٣٤‬‬
‫‪١ ٠٦٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع‬

‫)رومانية العتيقة لكي دعين تأسيس ملكتة القياصرة؛ أي أئهم يستعيرون قصائد مديح الحرتة لكي‬
‫يزبوا بها طغيانهم‪.‬‬

‫(استدعاء البابوية المتأخرة إلى المحاكمة‪)٣٠ -٢٣ ،‬‬

‫‪ .٢٣‬هل بقيت في روما أي كنيسؤ أو أسقفية؟‬

‫أخيرا‪ ،‬إذ كئنا لنسئم بجميع هذه األمور‪ ،‬ينشأ خالف جديد معهم عندما نقول‪ :‬اده ال كنيسة‬
‫في روما يمكن أن تنوجد فيها مزايا من هذا القبيل؛ عندما نقول إدها تنجرد من أي أسقب يمكنه‬
‫أن يستديم امتيازات الرتبة هذه‪ .‬لنفترض أن كز هذه األمور كانت صحيحة (وقد نجحنا في‬
‫إقناعهم بأدها خاطئة) ‪ :‬أن بطرس تعين بأمر كلمة المسيح رأسا على الكنيسة كلها؛ واده اؤدع في‬

‫كرسي روما االمتياز الذي وب له؛ وأن ذلك (االمتياز) كرسته الكنيسة القديمة وأيدته المزاولة‬
‫الطويلة المدى؛ وأن السلطة العليا ميحت لبابا روما بإجماع كز بسر مدى الدهور؛ وأن يحقكم‬
‫إليه في كز حاله وقضية؛ وأئه ال يخضع لخكم أحد‪ .‬ولنسئم لهم بالمزيد إن شاؤوا‪ .‬أجيمب بكلمه‬
‫واحدة‪ :‬ليس ألي من هذه األمور أي قيمه ما لم توجن في روما كنيسة أو أسقف‪ .‬يتحئم عليهم أن‬
‫يسئموا لي بهذا‪ :‬أن ما هو ليس بكنيسه‪ ،‬يستحيل أن يكون أم الكنائس؛ ون ليس أسقعا ال يمكنه‬
‫أن يكون أمير األساقفة‪ .‬فهل يرغبون إدا في أن يكون لهم كرمني رسولتي في روما؟ دغهم يروني‬
‫رسولية شرعية حقيقية‪ .‬هل يريدون أن يكون لهم الحبر األعظم؟ دغهم يروني أسقائ‪ .‬ماذا إدا؟ أين‬
‫يطهرون لنا ما يقارب الكنيسة سبيا؟ يستونها كنيسة ويرددون اسمها على شفاههم‪ .‬إذ الكنيسة ال‬
‫األسقفية! هي لقب لوطيفه (كنسية)‪ .‬هنا ال أتحذث عن الشعب‪،‬‬
‫*‬ ‫دعرف إآل بمعالمها الواضحة؛ و‬

‫هو أن يمارس األسرار المقدسة‪ .‬والثالث هو النصح واإلرشاد‪ ،‬وكذلك تصحيح من يخطوئن‪،‬‬
‫وحغظ الشعب تحت التأديب المقدس‪ .‬ماذا يؤدي (البابا) من هذه الواجبات؟ في الحقيقة‪ ،‬ماذا‬
‫يدعي أئه يفعل؟ فليقولوا إذا كيف يريدون أن يعتبره الناس أسقائ تن ال يقس‪ ،‬ولو من قبيل التظاهر‪،‬‬
‫أائ من واجبات هذه الوطيفة ببئضره‪.‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفصل الثالث‪ ،‬الفقرات ‪.٨-٦‬‬ ‫‪٣٥‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪.٦٦‬‬

‫‪ .٢٤‬الردة‬

‫الحال مع األسقف لبست كما هي عليه مع الملك‪ .‬الملك‪ ،‬حتى إن لم يؤد واجبه الملكي‬
‫على أكمل وجه‪ ،‬يظن ملكا‪ ،‬ويحتفظ بلقبه ويجاللته‪ .‬أثا في تقييم األسقف‪ ،‬فنأخذ أمز المسيح‬
‫يعين االعتبار‪ ،‬ألئه يتحئم أن يظز دائائ في الكنيسة‪ .‬فيخز الرومانيون لي هذه الئقدة‪ :‬إئئي أرفض‬
‫أن يكون باباهم رأسا على األساقفة حيث إئه ليس أسقعا‪ .‬يلزم عليهم أن يبرهنوا على خطأ هذه‬
‫النقطة إن كانوا لينتصروا في األولى‪ .‬ماذا عن كونه ال يمتلك خاصية من خواص األسقف‪ ،‬بل‬
‫باألحرى عكش جميع ما يتصف به األسقف؟ ولكن هنا‪ ،‬يا رباه‪ ،‬مرن‪ ،‬أين أبدأ؟ بعقيدته ألم بأخالقه؟‬
‫ماذا أقول وماذا أترك من دون أن أنبش به؟ وأين أتوقف عن القول؟ هذا ما أقوله‪ :‬حيث العالم‬
‫يغمره اليوم تعليلم فاسن وشرير‪ ،‬وتفعمه ضروب الخرافات‪ ،‬وتعميه الضالالت‪ ،‬ويفرق في محيط‬
‫عبادة األصنام؛ ال توجد واحدة من هذه أجمع إآل تنبع من الكرسي الروماني‪ ،‬أو على األقل تتقؤى‬

‫ه ‪ . ٢‬مملكة عدؤ المسيح‬

‫نبدو للبعض نفترين ومبابغين في التجريح عندما ندعو البابا الروماني اعدؤ المسيح ‪ .‬ولكئ‬
‫ثن يطثون ذلك ال يدركون أئهم يتهمون بولس الرسول باإلفراط إذ إئنا نتحذث مثله‪ ،‬ال بل نتكتم‬
‫‪١٠٦٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل السابع‬

‫بكلماربة سقطت من شفتيه‪ .‬فلئأل يعترض أحدهم بأرنا نعوج بمكرنا عبارته لنطبقها على الحبر‬

‫واالنحرافات المذهبية منذ البدء إلى مملكة عدؤ المسيح‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬عندما ينبئ بولس‬
‫بأن ارتدادا سيأتي [ ‪٢‬تس ‪٣: ٢‬؛ يقصد بهنا التصوير أن عرش الرجس سوف يرتفع عندما تتحكم‬

‫الردة في الكنيسة‪ ،‬رغم أن عددا وافرا من أعضاء الكنيسة في الشتات يثابرون على وحدة اإليمان‬
‫الحقيقية‪ .‬ولكن بولس يضيف أئه (حتى) في زمنه ‪.‬ندأ عدؤ المسيح يمارس عمله في سز اإلثم‬
‫[ ‪٢‬تس ‪ ]٧ : ٢‬الذي سوف يمارسه علائ فيما بعد؛ ومن هذا نفهم أن هذه البلوى تنشأ من فعل إنسا؟‬
‫واحد ولن تنتهي بفعل إنسا؟ واحد‪ .‬واآلن يخصص عدو المسيح بهذه العالمة‪ :‬بأئه يسلب الله‬
‫كرامته لكي يثخنها لنفسه [ ‪٢‬تس ‪ . ] ٤ : ٢‬ينبغي لنا إدا أن نتابع (هذه العالمة) كالمؤسر الرئيس في‬
‫تمييزنا لعدو المسيح‪ ،‬وخصوصا عندما يقود مثل هذا التشامخ حتى إلى شتات الكنيسة علائ‪ .‬لذا‪،‬‬
‫ألئه من الواضح أن الحبر الروماني قد انتحل لذاته بال ورع ما هو لله وحده وخصوصا ما للمسيح‪،‬‬
‫فلسوف ال نشك قطائ في أئه زعيلم تلك المملكة البغيضة المآلنه شرا‪ ،‬وحامز رايتها‪.‬‬

‫‪ .٢٦‬البابوية أبعذ ماتكون عن نظام كنستي حقيقتي‬

‫اآلن دغ أولئك البابويين يحتجون باألزمنة العتيقة ئبالتنا‪ .‬كما لو إذا لى كز شيء رأبائ‬
‫على عقب‪ ،‬تبرز كرامة الكرستي حيث ال يوجد كرستي أبدا! يخبرنا يوسيبيوس بأن الله‪ ،‬لكي ينئن‬
‫نقمته نقز الكنيسة التي كانت في أورشليم إلى دأل (ة‪11‬حح‪[ ٣٦.)1‬على أة] ما نسمع بحدوثه مزة‬
‫يمكنه أن يحدث مرارا‪ .‬لذلك‪ ،‬أن يقيد امتياز األولية بمكا؟ بحيث ئعئبر عدؤ المسيح اللدود‪،‬‬
‫والخصم األلت‪ .‬لإلنجيل‪ ،‬وأعظم مشرد ومبذد للكنيسة‪ ،‬وأقسى سثاح لجميع القديسين‪ ،‬نائبا‬
‫للمسيح وخليفة بطرس واألسقف األعلى فوق الكنيسة‪ ،‬لمجزد أده يحتز الكرسي الذي كان وه‬

‫صسد ‪8,‬ل‪٦‬س‪8‬ا‪£٦‬‬ ‫‪.‬ئ ;‪111. ٧. 3 )008 9.1. 196; 10 20. 223‬‬ ‫انظر‪٢. 1. 138(. :‬ج‪2 8‬‬ ‫‪٣٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪١٠٦٨‬‬

‫أول الكراسي أجمعين — هذا أمر في منتهى الحماقة والالعقالنية‪ .‬لن أتكتم عن الغرق الشاسع ‪.‬ين‬
‫محكمة البابا العليا والتنظيم الصحيح في الكنيسة‪ .‬ولكن هذا األمر وحده يمكن أن يبذد كز شلن‬
‫يحوم حول هذه المسألة‪ .‬ال أحذ ذا عقني سليم يحبس وظيفة أسقف وراء أقفاني وأختام — أو حتى‬
‫أدنى من ذلك‪ ،‬في المقز الرئيس لمتاجرة الخداعات والحيل — عرفت بها األدارة الروحية للبابا!‬
‫لذا قال أحدهم عن جدارة‪ :‬الكنيسة الرومانية التي كانت يوائ مفخرة للناس تحولت إلى محكمة‪،‬‬
‫وهي الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته اآلن في روما‪.‬‬

‫لست ألوم هنا نقائص الناس‪ ،‬بل أين أن البابوية نفسها هي الضن المباخر للنظام الكشي‪.‬‬

‫‪ .٢٧‬التعاليم الهرطوية ايي يشيعها البابوات وسلوكهم اآلثم نابض‬


‫جميع اذعاءاتهم تناقفا صارحا‬

‫واالن‪ ،‬إن كا لنتحرى رجاآل فعليين‪ ،‬آلرك الجميع نوعية نؤاب المسيح التي سوف نجدها‪:‬‬
‫يوليوس والون وأقليمنضس وبولس؛ هؤالء بدون شك سوف يوحدون من أعمدة اإليمان‪ ،‬ومن‬
‫أبرز مفسري العقيدة الذين لم يستوعبوا شيائ عن المسيح سوى ما تعتموه في مدرسة لوسيان‪٣٧ .‬‬
‫ولكن لماذا أسرد أسماء ثالثة بابوات أو أربعة‪ ،‬كما لوكان ثغة أئ شك في نوع الديانة التي اعتنقها‬
‫البابوات وزمالة الكرادلة منذ أمي بعيد‪ ،‬وينادون بها اليوم؟ هاك البند األول من ذلك الالهوت‬

‫جينا‪ ،‬فالالهوتيون الرومانيون ال يكعون عن التباهي بأئه بامتياز خاص من المسيح نفسه بني‬
‫عليه أئه يستحيل على البابا أن يخطئ مذ قيل لبطرس‪ :‬لكني طتئت مى أحبك لكئ أل ئثئى‬
‫إلغ‪١‬دك>اا [لو ‪٣٢ :٢٢‬؛‪ .‬أسئشبخكم أجيبوني‪ :‬بم يستفيدون من سخرية عارية بدون حياء سوى‬
‫أن يفسحوا المجال للعالم بأسره‪ ،‬أن يدرن أئهم ابتعدوا إلى أقصى حدود الشر بحيث ال يخافون‬
‫الله وال يهابون إنساائ؟‬

‫لوسيان السموساطي (القرن الثاني م‪ :).‬خطيب وثني بليع‪ ،‬مشهون بهجائه ونقده الالذع ولسانه السليط‪.‬‬ ‫‪٣٧‬‬
‫‪١٠٦٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الفعل انابع‬

‫‪ .٢٨‬كفريوحتا الثاني والعشرين‬

‫لكن تعالوا تتخين أن فجور البابوات الذين ذكرتهم كان خبيائ‪ ،‬ألدهم لم ينشروه علتا إتا‬
‫بالوعظ أو بالكتابة‪ ،‬بل أفثي سره في موائدهم أو مضاجعهم أوعلى األقز خلفى جدرانهم‪ .‬ولكن‬
‫إذ أرادوا لهذا االمتياز أن وثبت صحته (وهو ما يدعونه) ولتمعحوا من قائمة باباواتهم يوحنا الثاني‬
‫والعشرين الذي نادى علائ بأة األرواح فانية وتموت مع األجساد حتى يوم القيامة‪ .‬ولكي دنتبه إلى‬
‫أة الكرسي كته وبجميع حاشيته كان قد انهار عندئذ تماثا‪ ،‬لم يعارنه في جنونه المستحبم أحد‬
‫من الكرادلة‪ ،‬ولكن جامعة باريس أرغمت ملك فرنسا على إجباره أن يرتد عن موقفه‪ .‬فمنع الملئ‬

‫التمادي في الجدال مع خصومي‪ ،‬حول إقرارهم بأن الكرسى الروماني وباباواته معصومون‬
‫إيمانك‬
‫**‬ ‫من الخطأ في مسائل األيمان لمجرد أئه قيل لبطرس‪ :‬ااإني صلين من أجلك لكيال نرل‬
‫[لو ‪ . ]٣٢ : ٢٢‬من المؤنمد أنه بهذا النوع القبيح من السقوط‪ ،‬ارتد يوحنا الثاني والعشرون عن اإليمان‬
‫الحقيقي‪ ،‬وأن في ذلك برهاائ قاطائ لجميع األجيال على أن ليس كز من حتف ‪.‬طرس في األسقفية‬
‫بطرسا‪ .‬ومع هذا فإة االدعاء هو في حد ذاته صبيايًا‪ ،‬ال حاجة إلى الرد عليه‪ .‬ألدهم إن أرادوا أن‬
‫ينسبوا إلى خلفاء بطرس كز ما قيل لبطرس‪ ،‬يتحتم قطعا أن جميعهم شياطين‪ ،‬إذ قال الرت أيشا‬
‫لبطرس‪ :‬ااائهب عتي نا نئكان! انت معترة لي [مت ‪ .]٢٣: ١٦‬في الحقيقة‪ ،‬يسهل علينا أن نرد‬

‫عليهم بهذا القول‪ ،‬كما يسهل عليهم توجيههم ادعاءهم اآلحر إلينا‪.‬‬

‫‪ .٢٩‬خجر ابابوات لألخالق‬

‫ال مغزة عندي إلى مبارزتهم بالتظاهر بالبته‪ .‬لذا أستطرد من حيث عرجن على نقطه سابقة‪:‬‬
‫فأن يقؤد المسيح والروخ والكنيسة بمكاب) ما لكي يظز كز من يحتئه ‪-‬ولو كان إبليس ذائه‪-‬‬

‫ثعقبرا نائك المسيح ورأس الكنيسة ألن [ذلك المكان؛ كان يوائ كرسيا لبطرس؛ أقول إذ هذا‬
‫ليس شرانيا وئهيائ للمسيح فقط‪ ،‬بل أبعد ما يمكن أن يكون عن العقالنية‪ ،‬وأغرب ما يتطرق إلى‬
‫الحش الفطرى! لقد بات بابوات روما باستمرار إائ حتؤا من الدين‪ ،‬أو ألذ أعدائه‪ .‬لذا ال يمكن‬
‫أن يصبحوا نؤاائ للمسيح لمجرد أدهم جلسوا على الكرسي الذي صار عندهم شبيه صنم يعبدونه‪،‬‬

‫‪٢8011, 8^1071 012‬جن ‪11‬غ‪0‬ل‬ ‫لمعسك‪/‬ه‬ ‫‪.£.‬ط‪.‬كح ‪1.‬ع‪٢80‬ج‪6‬‬ ‫انظر‪!<111, 111. 1205(. :‬‬ ‫‪٣٨‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٠٧٠‬‬

‫وإذ ويع في هيكل الله صؤر لهم كإله [ ‪٢‬تس ‪ . ] ٤ : ٢‬واآلن‪ ،‬إن كانت أخالقهم لثمقخن‪ ،‬فليجيبو)‬
‫بأنفسهم هل كانت لهم صفة ولو واحدة تشابه خصائص األسقف؟ فأؤأل‪ ،‬أن يعيش الناس حياتهم‬
‫في روما على هواهم‪ ،‬بينما يطز البابوات بمجزد لمحة العين من دون أن ينبسوا بشفة بل يصادقون‬
‫على سلوكهم بإيماء؛ صامتة‪ ،‬فهو عيش ال يجدر باألساقفة؛ ألن من واجبهم أن يكبحوا إباحية‬
‫الشعب بتأديب صارم‪ .‬ولكئني لن أقسو عليهم بالمزيد بحيث أبهمهم بتعذيات بشرية أخرى‪ .‬أما‬
‫ألئهم مع أهل دارهم‪ ،‬ومعظم زمالة كرادلتهم‪ ،‬وسائر قطيع إكليزسهم‪ ،‬قد دغروا أنفسهم للشرور‬
‫والنجاسة والقذارة ومختلف صنوف الجرائم واألفعال االثمة‪ ،‬بحيث يشابهون الوحوش الضارية‬
‫أكثر من مشابهة البشر؛ فهم بذلك يكشفون عن أنفسهم على أدهم كل شيء ما عدا أساقفة! إره‬
‫من الكريه أن يجتاز المرء في الوحل الش فيما يلزمه أن يظز عفيائ‪ .‬يبدو لي أئني برهنن على ما‬
‫قصدث بما فيه الكفاية‪ :‬أله وإن كانت روما ذارق يوم رأسا على الكنائس‪ ،‬ال تستحق اليوم أن تعتبر‬
‫أصعر حئضر قدم للكنيسة‪.‬‬

‫‪ .٣٠‬الكرادلة‬

‫أائ عن الكرادلة (كما يستونهم)‪ ،‬فال أدري من أين صاروا بغًا بهذا الحجم المروع‪ .‬في‬
‫عصر غريغوريوس منح هذا اللقب لألساقفة وحدهم؛ ألله حيثما ينكرهم غريغوريوس‪ ،‬ال يعينهم‬
‫للكنيسة الرومانية فقط‪ ،‬بل لسائر الكنائس أيصا‪ .‬ولهذا‪ ،‬إيجازا‪ ،‬لم يكن كارديناال سوى أسقف‪٣٩ .‬‬
‫لست أجر لقب الكاردينال في كتابات العصور المبكرة‪ .‬ومع هذا لم أجن سوى ألهم كانوا‬

‫أدنى من أساقفة‪ ،‬فيما يفوقونهم اآلن كثيرا‪ .‬غرف عن أوغسطينس قوله المأثور‪ :‬على الرغم من‬
‫أن وظيفة األسقف في الترتيب الكهنوتي تفوق وظيفة القش‪ ،‬أوغسطينس من عنة أوجه أقز شأائ‬

‫الصف األخير وحدهم؛ ولم يكن للشمامسة مكان محدد‪ .‬في الواقع‪ ،‬لم يكن لهم عمز سوى أن‬
‫‪ 11. 12, 37; 111. 13, 14‬؛‪1. 15, 77, 79‬دئ‪ 1,‬ال‪0٢‬جج‪0٢‬‬ ‫‪1. 16, 97‬‬ ‫انظر‪110, 133, :‬‬ ‫‪٣٩‬‬
‫‪ 2 80٢.‬تسل( ‪ 0111‬ه‪ 5‬ض ه‪, 4‬ة‪ )2‬خ ;‪; 531; 533,11016 11; 575; 614 £.‬ع ج ‪ 1] 77. 461,10‬؛‪172 ٤‬‬
‫‪*11.11. 99 ٤٠ 103,111(.‬‬
‫;‪. 4. 33 )11 33. 290‬افددئ ‪,‬جاال‪81‬ااجل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪ 12. 418(. :‬ح‪34.11. 385; ٤٢. £‬‬ ‫‪٤٠‬‬
‫انظر‪3.1181 111. 699(. :‬لنمآل) (‪0 )418‬ج‪113‬خ‪3٢‬ح؛‪)01111011 0‬‬ ‫‪٤١‬‬
‫‪١٠٧١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع‬

‫يكونوا تحت [إرشاد؛ األسقف في التعليم وخدمة األسرار‪ .‬أتا اآلن فقد تغير حثلهم بحيث صاروا‬
‫أوالد أعمام الملوك واألباطرة‪ .‬وال شك في أئهم ثتؤا تدريجؤا مع رأسهم حتى حيلوا إلى هذه‬
‫الذروة من الكرامة‪.‬‬

‫حسائ‪ ،‬لقد قزرث أن أتس هذا الموضوع أيائ بإيجاز‪ ،‬لكي يدرك قرائي بصور؛ أوضح أة‬
‫كرسى روما بما هو عليه اآلن‪ ،‬يختلن تماائ عن الكرسى القديم‪ ،‬بحيث يحمي نفسه ويدافع عن‬
‫مكانته بموجب امتيازه‪ .‬ولكن مهما كانوا عليه فيما قبل‪ ،‬إذ لم يسن لهم اليوم وظيفة حقيقية أو‬
‫قانونية في الكنيسة‪ ،‬تبقى لهم األلوان والقشور‪ :‬في الواقع‪ ،‬ما دام كز شيء طاهر مضادا للكنيسة‬

‫في عيونهم‪ ،‬تحئم أن يحدث لهم ما كان يكتبه عنهم غريغوريوس مكررا‪ .‬يقول‪ :‬أتحذث والدمع‬
‫في عينى‪ ،‬وأعبئ بأنين‪ :‬إذ سقط النظام الكهنوتي من الداخل‪ ،‬يستحيل له أن ينتصت خارجا‪٤٢ .‬‬
‫واالتم أته تحئم أن يتحقق قول مالخي النبي عنكهنه كهؤالء‪ :‬اائ ارقتم وجذدم غرة الغريفي زأعرئم‬
‫كبيرين دالئردفة‪ .‬ألشذكتم عهن ألوي‪ ،‬وال زب البخود‪ .‬قاتا‪ ...‬صتنركم محتعرين ؤدبيئ عتت‬
‫كل السغب [مال ‪ .]٩-٨ : ٢‬واآلن أترك لجميع األتقياء أن يتأتلوا إلى أي حذ تتشامخ ذروة نظام‬
‫روما الهرمى التي ال يتردد الباباوتون في أن يخضعوا لها — بكن إثم وبال خزي ‪ -‬كلمة الله عينها‪،‬‬
‫الكلمة التي كان من المغروض أن تبقى العليا‪ ،‬والمقدسة في السماء كذلك على األرض‪ ،‬لدى‬
‫الناس كما للمالئكة‪.‬‬

‫;‪ 1. 365, 369, 377, 379, 386‬ءه‪/‬ه‪،‬وئ‪, 58, 62, 63; ٧1. 7)1 £‬ة ‪ ٧. 57‬دهل ‪,‬ال‪0٢‬جج‪٠‬ل‪6‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٤٢‬‬
‫اء أ‪8‬ع‪ 1‬سًا ‪11.11 ]3)1‬ت‪٣.‬ح‪77. 790, 793, 799; ٥٢.[!] 2 8‬‬ ‫(‪[. 187, 191‬ال‪1‬ع‪018 0‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫سلطة الكنيسة وعالقتها ببنود اإليمان؛ وكيف انقادت الكية‬


‫ني النظام البابوي بال رادع‪ ،‬إلى إفساد نقاوة العقيدة كثائ‬

‫(سلطة الكنيسة تتعبد بكلمة الله‪)٩—١ ،‬‬

‫‪ . ١‬وفيفة سلطة الكئيسة التعليمية [فيما يتعلق بالعقيدة] وحدودها‬

‫يلي اآلن القسم الثالث الذي يتعلق بسلطة الكنيسة التي تكمن جزئائ في أيدي األساقفة‪ ،‬كل‬

‫على انفراد‪ ،‬وجزئيا في المجامع اإلقليمية أو العامة‪ .‬وأقصر الحدين هنا على السلطة الروحية‬
‫التي تتميز بها الكنيسة‪ .‬وتكمن هذه السلطة إائ في العقيدة‪ ،‬أو في نطاق السلطان القضائي‪ ،‬أو في‬
‫التشريع‪ .‬أائ الجانب العقائدي فينقسم جزءين‪ :‬سلطة إرساء بنود اإليمان‪ ،‬وسلطة تغسيرها‪.‬‬

‫وقبل أن نشرع في مناقشة كز من هذين الجزءين‪ ،‬أوة أن أنيه القراء األتقياء إلى أن يتدروا ما‬
‫يعلم به بولس فيما يختطن بسلطة الكنيسة‪ ،‬وهو أن يؤول كز شيء إلى البنيان‪ ،‬ال إلى الهذم‬

‫[ ‪ ٢‬كو ‪٨:١٠‬؛‪ .]١٠:١٣‬فتن يستخدمون السلطة على السبيل السوي ال يرتؤون أنفسهم سموى‬
‫أتهم خذام المسيح‪ ،‬وفي الوقت ذاته خذام الشعب في المسيح [ ‪١‬كو ‪ .]١ : ٤‬على أن الطريقة‬
‫الوحيدة لبنيان الكنيسة هي أن يسعى الخذام أنفسهم أن يحفظوا سلطة المسيح له وحده؛ وليس من‬
‫سبيل‪ ،‬يضمن ذلك سوى أن يرك له وحده ما تسلمه من اآلب‪ ،‬أال ولهوأن يكون لهو المعلم األسمى‬

‫للكنيسة‪ .‬ألده كتب عنه وحده ما لم بكنك عن سواه‪ :‬له اسمعوا [مت ‪ : ١ ٧‬ه]‪.‬‬

‫فلتمارس الكنيسة سلطتها بدون اعتراض أوعائق‪ ،‬ولكن يغز تلك السلطة فى إطار حدودها‬
‫ًا‬ ‫ا‬ ‫مح‬ ‫‪/‬‬
‫الواضحة بحيث ال تتمغط هنا وهنالك بحسب أهواء البشر‪ .‬لهذا السبب من المفيد أن تتقيد بما‬
‫وصفه األنبياء والرسل‪ .‬ألتنا إن سمحنا للبشر بأن يخذوا لذواتهم من السلطة ما هم مقبوعون على‬

‫أخذه‪ ،‬فواضخ كيف يؤول االنزالق إلى الطفيان‪ ،‬وهو ما ال ينبغي أن قلحق بكنيسة المسيح‪.‬‬
‫‪١٠٧٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثامن‬

‫‪ . ٢‬سلطة موسى والكهنة التعليمية‬

‫لذا‪ ،‬يلزمنا هنا أن نتنتمر أن أي قدر من السلطة والكرامة ميز به الروح القدس الكهنة أو األنبياء‬
‫أو الرسل أو خلفاء الرسل‪ ،‬لم يعط بكليته لألشخاص أنفسهم بل للخدمة التي غينوا لها؛ أو (بكثر‬
‫إيجاز) للكلمة التي وكلت‪ ،‬خدمتها لهم‪ .‬ألئنا إذا فحصناهم جميعا بالترتيب‪ ،‬فسوف ال نجد أدهم‬
‫كانوا قد وسحوا بأي سلطه ليعتموا أو ليجيبوا‪ ،‬إأل باسم الرت وكلمته‪ .‬فحيثما دعوا لوظيفتهم‪،‬‬
‫امروا في الوقت عينه بأأل يأتوا بشيء من عندهم‪ ،‬بل ليتكتموا بغم الرب‪ .‬ولم يكئ هو يأتي بهم‬
‫يشغ لهم من الناس قبل أن عتمهم هو ما يتكتمون‪ :‬فلم يكونوا ليتكتموا إأل بكلمته‪.‬‬

‫كان موسى نفسه‪ ،‬وهو أمير جميع األنبياء‪ ،‬ليسشغ له فوق كز الباقين؛ ولكئه سبق أن تلثى‬
‫تعليماته‪ ،‬ولم يكن له أن يعلئ شيقا قط سوى ما كان من فم الرب [خر ‪ ٤ :٣‬وما يليه؛‪ .‬لذا عندما‬

‫فم الرب ممنوغا من اختراع أي شيء من عنده؟ ماذا يعني أن يأتي أحذ بكلمؤ من فم الرب؟ أن‬
‫يتكتم أحذ هكذا يعني أئه يعتز بثقؤ بأن الكلمة التي يجيء بها ليست من صنعه بل من عند الرب‪.‬‬
‫يعير إرميا عن الفكرة نفسها هكذا‪| :‬االذبئ ائذي تفه حلم ولتعطل حلائ‪ ،‬ؤائذي تفة كلمتي كئتكلم‬
‫بكلمتي بالحقاا [ار ‪٢٨: ٢٣‬؛‪ .‬إئه يرسي القاعدة لجميع األنبياء‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬تكشف هذه القاعدة‬
‫عن أئه غير مسموح لنبي بأن يعتم بأكثر مائ أمره به الله‪ ،‬بدليل أئه يعئب بأن ما ليس من فم الله‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٧٤‬‬

‫فهو ااسناا [ار ‪ .]٢٨: ٢٣‬ولذلك لم يفتح أحد األنبياء فاه ما لم يكن الرت قد لثته‪ .‬من ثم‬
‫نجد مثل هذه العبارات مكررا في أقوال األنبياء‪ :‬كلمة الرب ‪ ،‬حئل الرب ‪ ،‬هكذا يقول‬
‫تكتم ؛ وكيف ال! ألن إشعياء قد هتف متعببا‪ :‬ألني إنشاة تجسى‬
‫*‬ ‫‪١‬لربا‪ ،‬األن* فم الرت‬
‫السمحين‪[ ,,‬اش ‪:٦‬ه]؛ واعترف إرميا يأته ال يعرف أن يتكلم ألته ولد [ار ‪ .]٦: ١‬ترى ماذا كان‬
‫ليخرغ من فم إشعياء الثجس وفم إرميا الطائشى سوى النجاسة واللزء لو كانا يتكلمان بكالمهما؟‬
‫ولكئ شفاههما ظهرت عندما أصبحا أدا؛ للروح القدس‪ .‬فعندما يتقيد األنبياء بتوقير هذه القاعدة‬
‫— أي أآل يتكتموا بغير ما يتلعون ‪ -‬يمتلوئن يقؤؤ فائقة وتزتنهم ألقاب الكرامة والشرف‪ .‬وعندما‬
‫يشهد الرب بأئه وتمتهم على الشعوب وعلى الممالك ليقلعوا ويهدموا وتهلكوا وينقضوا ويبنوا‬
‫ويفرسوا [ار ‪ ] ١ ٠: ١‬يعطي ثرا سببا لذلك‪ ،‬وهوأته جعل كالمه في أفواههم [ار ‪٠]٩:١‬‬

‫‪ . ٤‬سلطة الرسل التعليمية‬

‫إتك إذ كأئل الرسل تجذ أتهم حعا موسحون بعدة ألقاب ساميه‪ .‬إتهم نور العالم و ملح‬
‫‪١‬ألرضا [مت ه‪] ١٤-١٣ :‬؛ ويسمع منهم ألجل المسيح [لو ‪ ١٦: ١٠‬؛؛ وما يربطونه وما يحتونه‬
‫على األرض يكون مربوغا أومحلوأل في السماوات [مت ‪١٩:١٦‬؛‪١٨:١٨‬؛ قارن يو ‪ ٢٣: ٢٠‬؛ ‪.‬‬
‫ولكئ اللقب الذي يحملونه يكشف عتا تسمح لهم وظيفتهم به؛ أي ألتهم رسل ال يجوز أن‬
‫يثرثروا كيفما شاؤوا‪ ،‬بل إتهم مكتفون بإبالغ ما أمرهم به الذي أرسلهم‪ .‬وتوصح كلمات المسيح‬
‫واجبهم بما فيه الكفاية‪ :‬لقد أوصاهم أن يذهبوا ويتلمذوا جميع األمم‪ ...‬وأن يعتموهم أن يحفظوا‬
‫جميع ما أوصاهم به [مت ‪ .]٢٠-١٩ :٢٨‬واتبع هو نفشه القاعدة نفسها التي تستمها‪ ،‬بحيث ال‬
‫يصغ ألحد أن ينقضها‪( .‬قال‪ ):‬دعليمي كس لى تلللذي أرسلني [يو ‪١٦:٧‬؛‪ .‬كان هو المشير‬
‫األوحد واألزلتي لآلب‪ ،‬وعبنه اآلب سبنا وردا على الكز؛ ومع هذا‪ ،‬إذ كان يقوم بخدمة التعليم‪،‬‬
‫حذد بمثال ذاته لجميع خذاثه القاعد؛ التي ينبغي أن يثبعوها في تعليمهم‪ .‬لذا سلطة الكنيسة ليست‬
‫بال حدود‪ ،‬بل تخضع لكلمة الله‪ ،‬وإن جاز الحديث‪ ،‬تتفتف بها‪.‬‬

‫ه‪ .‬ؤخدةالوحيوتعذده‬

‫ومع أن هذا المبدأ ظلك سائدا منذ البدء في الكنيسة‪ ،‬كما ينبغي أن يسود اليوم — أن يكحئم أأل‬
‫تعتم خدام الله بما ال يتعتمونه منه — تتعند وسائل التعتم مع تعذد األزمنة وتغؤرها‪ ،‬ولقد تفتر نظام‬

‫العصر عتا كان عليه فيما مضى‪.‬‬


‫‪١٠٧٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الثامن‬

‫أؤأل‪ ،‬إذ صغ قون المسيح يأن أيسق اخذ تفرد االئن إأل االت‪ ،‬زآل اخذ تفرفل االت إال‬

‫لم يعلن ذاته لبشر قط إآل في االبن الذي هو حكمئه ونوره وحعه األوحد‪ .‬شرب من هذا الينبوع‬
‫الواحدآدم ونوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب وآخرون كز ما ثتعوا من التعليم السماوي‪ .‬وس هذا‬
‫الينبوع نفسه‪ ،‬نزل الوحى اإللهى الذي تكتموا به‪.‬‬

‫أائ هذه الحكمة السماوية فلم ثعبن ذاتها دائائ بالوسيلة نفسها‪ .‬فلقد استخدم الله وسيلة‬
‫الرؤى الخفية مع اآلباء األولين‪ ،‬ولكئه لكي يويد لهم صحة هذه‪ ،‬أضاف عالماب تالشى بها‬
‫عندهم كز شك في أته الله الذي يتحذث إليهم‪ .‬وما تسئمه االباء ستموه أيصا ألجيال أبنائهم‪ ،‬ألن‬
‫الرب كان قد اشترط أن ينشروا ما اعلن لهم‪ .‬وعرف البنون وأبناء البنين أن ما أماله الله في الباطن‬
‫كان نازأل من السماء‪ ،‬ولم يخرج من األرض‪-‬‬

‫‪ .٦‬األساس الكتابتي لكلمة الله في العهد القديم‬

‫أن الوحي ياهم عن أن يعتموا أي شيء يختلف عن التعليم الذي احتواه الله في الناموس؛ بل كان‬

‫محرائ عليهم أن يزيدوا عليه أو أن ئتعصوا منه شيائ [تث ‪ ٢ : ٤‬؛ ‪.] ١ : ١٣‬‬

‫وبعدهم جاء األنبياء الذين نشر الله من خاللهم إعالنات جديدة أضيفت إلى الناموس‪ ،‬ولكئها‬
‫لم تكن جديدة بحيث لم تنبع من الناموس أوتعود لئشير إليه‪ .‬أثا في ما يتعئق بالتعليم‪ ،‬فكانوا مجرد‬
‫مفشرين للناموس بدون أن يزيدوا عليه سوى التنبؤات بأحداث المستقبل‪ .‬عدا ذلك لم يأتوا إآل‬
‫بشرح الناموس‪ .‬ولكن لائ كان الرب قد سر بأن يعلن تعليائ أوفى وأوضح كيما يقوي الضمائر‬
‫الضعيفة‪ ،‬أمر بأن تدؤن النبوات وأن ثعتبر جزءا من كلمته‪ .‬وكذا أضيفت إلى هذه وقائع تاريخية‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٧٦‬‬

‫ونبن من أعمال األنبياء‪ ،‬ولكئها كسق تحت إرشاد الروح القدس‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬أضلم المزامير إلو‪،‬‬
‫أعمال األنبياء إذائهاتشاركهافي خاصياتها‪.‬‬

‫ومن ثلم بات النش كته‪ ،‬بما فيه من ناموس ‪-‬ونبؤات ومزامير وتاريخ‪ ،‬كلمة الله للشعب القديم؛‬
‫وللقاعدة نفسها التزم تعليم الكهنة والمعلمين و(من لحقهم) حتى مجيء المسيح‪ .‬وكان مجرائ‬
‫عليهم أن يزيغوا عنها يميائ وال يسارا [تث ه‪٣٢ :‬؛‪ ،‬ألن نجمل وظيفتهم كان الرذ على الشعب‬
‫بما تفوه به الله‪ .‬نستنتج ذلك من النص المعروف من سفر مالخي‪ ،‬حيث يأمرهم الرب بأن يذكروا‬
‫الناموس وأن يعملوا بمقتضاه إلى حين الكرازة باألنجيل [مال ‪٤: ٤‬؛‪ .‬وهكذا كان يسترهم ض‬
‫البدع‪ ،‬ويمنعهم من الحيد قين سئر؛ عن السبيل الذي أراهم إتاه موسى‪ .‬وناك سبك إشادة داود‬
‫برفعة الناموس‪ ،‬وتكراره لمديحه [مز ‪ ٧:١٩‬وما يليه؛ ‪ :‬أن ال يشتهي اليهود غيره إذ احتوي فيه‬
‫الكمال برتته‪.‬‬

‫‪ .٧‬الكلمة صار جسنا‬

‫أتا لائ جاء شء الزمان فأعلنت حكمة الله في الجسد‪ ،‬بست لنا تلك الحكمة جلائ كز ما كان‬
‫العقل البشري قادرا على استيعابه‪ ،‬وكز ما وجك له التفكر فيه‪ ،‬لمعرفة اآلب السماوي‪ .‬واآلن وقد‬

‫أشرق شمش البر حيث سبق أن كان قبله ضوء معتم فحشب‪ ،‬صار لدينا الشطوغ األكمل للحئ‬
‫اإللهى تمتتعان نور الظهيرة‪ .‬فلم يكن الرسول ليغز بشيء مألوب عندما قال‪ :‬آلله‪ ،‬يقذ تا كلم‬
‫االباء باألدبتاء وديتا‪ ،‬يائؤاع ؤطرق تمبيزج‪ ،‬تمتعتا ني ذه األدام األخير؛ ني ابنه [عب ‪.]٢-١ :١‬‬
‫فإذ بولس يعني‪ ،‬بل يعلن آذ الله لن يتكتم فيما بعد كما كان يتكتم من ذي قبل بين الفينة والغينة‪،‬‬

‫[اع ‪٢ ، ١٧: ٢‬تي ‪ ١ :٣‬؛ ‪.٢‬ط ‪ .]٣:٣‬سئى زماننا هكذا كيما نتعتم أأل نصوغ شيقا جدينا ألنفسنا‪،‬‬
‫وكذلك أأل نقبل أي شيء يصطنعهآخرون‪ ،‬بل أن نكتفي قانعين بكمال تعليم المسيح‪.‬‬

‫لذلك رسم االب بامتياز متغرد ولسبب نفحم‪ ،‬أن يكون المسيح معلمنا وأوصى بأن يسمع‬
‫له وحده‪ ،‬وليراخر؛ وبكلمه وجيزة‪ ،‬أوصى بأن يكون هو من يعتمنا‪ ،‬عندما قال‪ :‬اله اسمعوا‬
‫لظن! إذ الله بهذه الكلمة يقود نا بعين ا عن تعاليم البشر وإلى ابنه الوحيد؛ ويحقنا على أن نبحث عن‬

‫التعليم الذي يرشد نا إلى طريق الخالص منه وحده؛ وأن نعتمد عليه ونلتصق به‪ :‬وباإليجاز (كما‬
‫توحي كلمة الوصية ذاتها) أن نسمع لصوته هو فقط‪ .‬فماذا‪ ،‬حقيقة‪ ،‬يلزمنا أن ننتظر أو نرجو اآلن‬
‫من أي بشر في حين أن كلمة الحياة عينه قد أتى إلينا شخصيا وفتح فاه ليعتمنا وذراعيه ليتقؤلنا؟ إدا‬

‫فلتصمت أصوات البشر وعلق شفالهؤم عندما يتكتم هو‪ ،‬ألئه هو من اذخر اآلت السماوي فيه‬
‫جميع كنوز الحكمة والعلم [كو ‪ ،]٣: ٢‬وتكتم فيه حائ كما يليق بحكمة الله (التي قصل جميع‬

‫أجزائها منسوجه كما بغير خياطة [قارن يو ‪ ،)]٢٣: ١٩‬وبالمسيا (الذي متى جاء يخبرنا بكل‪ ،‬شيء‬
‫[يو ‪ : ٤‬ه ‪]٢‬؛ أي أته إذ قد أتى‪ ،‬لم يترك لغيره ما يقولونه)‪.‬‬

‫‪ . ٨‬اععلي الرسل سلطه ليعتموا ما أوصى به المسيح‬

‫فاسق وليرسغ هذا المبدأ‪ :‬أأل رسثطر كلمه سوى كلمة الله‪ ،‬وأأل تكون كعوا لها؛ وأأل دععلى‬
‫لكلمه سواها مكان في الكنيسة نظيرا لكلمة الله المحتواة أؤأل في الناموس واألنبياء ثم في ما دؤنه‬
‫الرسل؛ وليكن كذ ‪-‬ما يعلم في الكنيسة مبنيا على أسايس ما توصي به كلمته وعلى سلطتها وحدها‪.‬‬

‫من هذا نستنبط أيصا أن السلطة الوحيدة التي اعطيت للرسل هي تلك التي كانت قد أعطيت‬
‫لألنبياء في القديم‪ ،‬وهي أن يقشروا السفر القديم وأن يجنوا أن ما كان دعتم به قد أكيل في المسيح‪.‬‬

‫ومع هذا لم يكونوا ليفعلوا ذلك إأل بأمر الرب‪ ،‬أي بإرشاد روح المسيح بشيرا ومنذرا‪ ،‬وإلى حذ‬
‫ما ملئنا للكلمات‪ .‬وبهذا االشتراط حذد المسيح رسوليتهم عندما أمرهم بأن يذهبوا ويعتموا؛ ال‬
‫ما قد يخطر اعتبالما على أذهانهم بل كز ما أوصاهم به [مت ‪ ٢٠ - ١٩ : ٢٨‬؛ ‪ .‬فال أوضخ متا قاله‬
‫في موضعآخر‪ :‬وا ادتم وال دذغؤا سييدي‪ ،‬ألن مقلمكم واحن التسيغ‪ ...‬زأل دنعزا ئعئييئ‪،‬‬
‫التسيلح [مت ‪ ٨٠٠٢٣‬و ‪١٠‬؛‪ .‬ولكي يرسخ هذا في أعماق أذهانهم كرر ما‬
‫**‬ ‫ألن مقتمكم واحن‬

‫قاله مردين في الموضع عينه [مت ‪١٠-٩:٢٣‬؛‪ .‬وألذ أذهانهم لم تكن لتستوعب ما سمعوه‬
‫وتعتموه من شفتى سيدهم بسبب جهلهم‪ ،‬وعدهم بروح الحئ الذي يرشدهم إلى فهم جميع الحئ‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الديرى المسيحي‬ ‫‪١٠٧٨‬‬

‫‪ .٩‬حعى الرشل لم تكن لهم الحرية لتخثلي كلمة الله‪ :‬فكيف بالحري خلفاؤهم!‬

‫وهكذا لم يذخر بطربدى‪ ،‬الذي دلعى تعليمه من السيد نفسه‪ ،‬شيائ لذاته سوى أن ينقل التعليم‬
‫الذي تستمه من الله‪ .‬يقول‪*1 :‬إن كاذ يتكلم أحتد وكاوؤال الله** [ ‪٠١‬ط ‪] ١١ : ٤‬؛ أي‪ ،‬فلتكن أقواله ‪٠‬ال‬
‫ترذد وال حبن كما هي عادة األشرار عندما يتكتمون؛ بل بالثقة العالية التي تليق بخادم الله المكتف‬
‫أوامزه الثابتة‪ .‬وما هذا‪ ،‬إآل أن يرفض كز ما يبتدعه العقل البشري كيما يعلم بكلمة الله النقية وعتم‬

‫منها في كنيسة المؤمنين؟ وما هذا‪ ،‬سوى أن بطزد جميع أوامثم البشر وما يختلقونه (مهما ستت‬

‫سلطه دنيوية‪ ،‬ومجد أرضتي‪ ،‬وحكمه بشرية‪ ،‬وارتقا؛ عالمتي أن يخضغ ألطاعة جالل الله وعرته؛‬
‫وكي يأمروا الجميع من األعلى حتى األخير؛ وكي يبنوا بيث المسيح‪ ،‬وسهلوا إبليس؛ وكي‬
‫يرعوا القطع وطوا الذائب؛ وكي يعتموا ويتصحوا كذ من يتفشل التعليم واإلرشاد؛ وكي يوبخوا‬
‫وهموا ويخضعوا المعاندين والمتمردين؛ وكي يربطوا وقختوا‪ ،‬وأخيرا‪ ،‬إذا اقتضت الضرورة‪،‬‬
‫كي يطلقوا رعنا وبرفا؛ ولكل ليكل كز ما يفعلونه في إطار كلمة الله‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬هنا يكمن الغرق بين الرسل وخلفائهم‪ :‬كان الرسل الكتبة الحقيقيين والموثوق‬
‫بهم للروح القدس‪ ،‬ولذلك يعتبر ما ذؤنوه وحيا من الله؛ أثا الوظيفة الوحيدة التي نيط بها إلى‬
‫حتفهم‪ ،‬فهي أن يعتموا بما اعطي مختوائ به في السفر المقدس‪ .‬ولهذا فادنا نعتم بأأل يسمح اآلن‬
‫للخذام األمناء بأن يصكوا أي عقائد أو تعاليتم جديدة‪ ،‬بل أن يلتزموا التعليم الذي أخضع الله له‬

‫جميع أبناء البشر بال استثناء‪ .‬وبقولي هذا أعني أن أبئن ما يسمح به؛ ال لألفراد فقط‪ ،‬بل للكنيسة‬
‫جمعاء أيائ‪ .‬أائ في ما يتعئق باألفراد‪ ،‬فكان الرب قد عين بولس‪ ،‬بال شلئ‪ ،٠‬رسوأل للكورنثيين‪،‬‬

‫ولكئ بولس ينكر أن له سلطادا على إيمانهم [ ‪٢‬كو ‪٢٤ : ١‬؛‪ .‬واآلن مرى يتجاسر فينعي سياد يشهد‬
‫بولس نفشه أئها ليست حتى له؟ ولكئه إن كان قد أقر بأن راعيا يحق له أن يلزم الناس أن يقبلوا بال‬
‫سؤال أو نقاش كز ما يعتم به‪ ،‬لم يكل ممكائ له ظ أن يقول لهؤالء الكورنثئين أنفسهم إته عندما‬
‫األول [ ‪ ١‬كو ‪: ١٤‬‬
‫**‬ ‫** االغزوذ‪ .‬ؤلكئ إذ أعلئ الغز لجابس ولتشكت‬
‫ليحكم‬ ‫يعظ اثنان أو ثالثة‬
‫‪ .]٣٠ - ٢٩‬فإئه بذلك لم يشتثن أحذا‪ ،‬كما أخضع سلطة الجميع لحكم كلمة الله‪.‬‬
‫‪١٠٧٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثامن‬

‫ولكن قد يقول أحدهم إذ الحال تختلف مع الكنيسة الجامعة‪ .‬وأجيب بأن يولس كان يتوقع‬
‫هذا الشك عندما قال في ض اخر‪ :‬ا‪ ...‬اإليقان بالحبر‪ ،‬زالحتكؤ بكاتة الله‪[ ,,‬رو ‪١٧:١٠‬؛‪.‬‬
‫حسائ‪ ،‬إدا‪ .‬إن كان اإليمان يتوقف على كلمة الله وحدها‪ ،‬وإن كان ينكب عليها وترئكز عليها‬
‫وحذها‪ ،‬فماذا يتبثى بعدئذ لكلمؤ من العالم بأسره؟ وكز من يعرف ما هو اإليمان ال يمكنه أن‬

‫يساوره شك في ذلك‪ .‬ألن اإليمان يجب أن يصمد بثباب كهذا بحيث ال يزعزعه وال يهزمه إبليش‬
‫وجمع مكايد الجحيم‪ ،‬أو حيل العالم كته‪ .‬فهن؟ إدا قاعد؛ جامعة ينبغي أن نلتزم بها‪ :‬أن الله يحرم‬
‫على جميع الناس أن يبتدعوا عقائد جديدة‪ ،‬لكي تكون كلمته هو وحدها هي العليا‪ ،.‬وأن‬
‫يكون هو معلمنا األوحد في منهاج التعليم الروحى إذ االتكن الله ضادقا ؤكل إرشان كاذبا‬
‫[‪ ١‬و ‪ ٤ : ٣‬؛‪ ،‬ألئه ال يكذب وال يختز‪ .‬وهذه القاعدة تنطبق على الكنيسة كتها بقدر ما تنطبق على‬

‫األفراد المؤمنين‪.‬‬

‫(رفض اذعاءات العصمة من الخطأ في ما يتعلق بالتعليم العقائدي بمعزل عن كلمة الله‪،‬‬

‫‪ . ١ ٠‬اذعاء روما‬

‫لكئ لنفرطن أئنا نقارن سلطة الكنيسة هذه التي تحدثنا عنها‪ ،‬بتلك التي يدعو بها أولئك‬
‫الجبابرة الروحيون المستبذون أنفسهم أساقفة وباباوات‪ ،‬والتي استغتوها مدى قرون ليتستطوا‬
‫على شعب الله‪ .‬عندئذ لن كفعا بما يزيد على ادفاى للمسيح مع بليعال [‪ ٢‬كو ‪:٦‬ه ‪١‬؛‪ .‬لست‬
‫أنوي هنا أن أشرخ بأي سبل مشينة تجتى استبدادهم وكيف؟ أريد أن أشير فقط إلى تعليمهم الذي‬
‫يدافعون عنه اليوم بالقلم‪ ،‬دم بالسيف وحريق النار‪.‬‬

‫يستمون جدأل بأن مجمائ جامائ يعكس الصورة الحقيقية للكنيسة‪ .‬وبقبولهم لهذا المبدأ‪،‬‬
‫ينتهون بال ترذد إلى أن مثل هذه المجامع يسيطر عليها الروح القدس مباشرة‪ ،‬ولذا فإئها معصومة‬
‫من الخطأ‪ .‬أثا ألن هؤالء الرجال يحكمون المجامع‪ ،‬بل يشكلونها‪ ،‬يدعون ألنفسهم فعأل كز ما‬

‫يجادلون بأئه من حق المجامع‪ .‬لذا يعتبرون أة إيماننا يقوم أويسقط بناة على قراراتهم‪ :‬بحيث إذ‬
‫كز ما يجزمون به يميائ أو يسارا يلزمه أن يرسخ في أذهاننا؛ وبحيث نؤدد بال تساؤل ما يودونه‬

‫هم أوأن نرفض بال إل ما يرفضونه هم‪ .‬وفي تلك األثناء‪ ،‬يصوغون هم عقائد وتعاليم كما يروق‬
‫أهواءهم‪ ،‬مزدرين كلمة الله؛ وبحسب ذلك يطالبون بأن دعتنق‪ ،‬تعاليمهم كبنود إيمان‪ .‬وبناء على‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٠٨٠‬‬

‫ذلك لن يعترفوا بمسيحية شخص ما لم يرضخ تماائ لجميع عقائدهم — سواة بالموافقة أو بالشجب‬
‫— إائ صراحه أو باأليمان الضمني على األقز‪ .‬ألن للكنيسة سلطة أن تصوغ بنودا إيماي جديدة‪.‬‬

‫‪ .١١‬حلول المسيح في الكنيسة ال يطل تقيدها بالكلمة‬

‫أؤأل‪ ،‬لنسمغ بأي جدل يثبتون أن هذه السلطة منحت‪ ،‬للكنيسة؛ عندئذ سوف نرى كم تدعمهم‬
‫ادعاءاتهم عن الكنيسة‪.‬‬

‫يقولون إذ للكنيسة وعودا ثمينه بأن المسيح عريسها لن يتركها أبذا‪ ،‬بل إذ روحه يرشدها إلى‬
‫جميع الحق [قارن يو ‪ . ] ١٣: ١٦‬أتا من حيث الوعود التي يزعمونها بصقه اعتيادية‪ ،‬فأكثرها وهب‬
‫لألفراد المؤمنين بقدر ما وهب للكنيسة كتها‪ .‬فمع أن الرب كان يخاطب الرسل االثني عشر عندما‬
‫قال‪ :‬زلها اتا تتكثم كز األيام إنى ائقخاء الدلهر [مت ‪٢٠ :٢٨‬؛؛ وأيشا‪ :‬زاتا أطلب يى اآلب‬
‫هثئطيكم خفرتاآحن‪ ...‬زوخ الحقاا [يو ‪ ،] ١٧- ١٦ : ١٤‬لم يكن بذلك ليبدهم كاالثني عشر مائ‬
‫فقط‪ ،‬بل لكز واحد على حدة أيائ‪ ،‬كما لتالميذآخرين‪ ،‬سواة كانوا قد أقبلوا إليه أو كانوا سوف‬

‫جتة ومتعددة‪ ،‬لم تمنح كنزا اعظم واتمن من الحآلمة السماوية متا وهب لآلل عضو فيها على‬
‫انفراد‪ .‬كما ال أعني أة هذا قد ؤعت به عموائ كما لو كان الكز قد وهبوا بالتساوى روح الحكمة‬
‫والفهم [قارن اش ‪٢:١١‬؛‪ .‬لكئني أريد أن أقول إره يتحقم علينا أآل نسمح ألعداء المسيح بأن‬
‫يعوجوا قول الكتاب‪ ،‬فيحؤلوه إلى معابا نغاير؛ في سبيل الدفاع عن نياتهم الخبيثة‪.‬‬

‫لكي نواصل الحديث‪ ،‬اقر بما هو حق‪ :‬أن الرت دائم الحضور مع شعبه‪ ،‬مرشنا إيًاهم‬

‫بروحه‪ .‬وأعترف بأن هذا الروح ليس روح ضالل أو جهل أو بهتان أو ظالم؛ بل روح وحي‬
‫واضح وأكيد‪ ،‬روح حكمه وحق ونور‪ ،‬ينهلون منه بال غز أو ريب معرفة األشياء الموهوبه‬
‫لهم سالله[‪١‬كو‪]١٢:٢‬؛أي معرفة ‪11‬ما هز زحاة دغؤته [الروح]‪ ،‬وتا هؤ عتى مجلمح ميرأده بي‬
‫القت يسيق [اف ‪١٨: ١‬؛‪ .‬ولكق المؤمنين‪ ،‬حتى أولئك الذين أعطوا مواهب أعظم من الباقين‪،‬‬
‫يمتحون في هذا الجسد مجرد الباكورة‪ ،‬وبعصا من مذاق روحه [رو ‪ .]٢٣:٨‬ومنم‪ ،‬إذ يدركون‬
‫قدر ضعفهم‪ ،‬ال يبقى لهم أفضل من أن يحفظوا أنفسهم بدوه وحذر في حدود كلمة الله‪ ،‬لئأل يضتوا‬
‫‪١٠٨١‬‬ ‫الكتاب الراج‪ -‬الفصل الثامن‬

‫اطريق السوي إذا هم حادوا بعيذا منقادين لنزوعهم‪ ،‬بقدر افتقارهم إلى ذلك الروح الذي يفصل‬
‫تعليئة بين الحق والضالل‪ .‬ألن الكل يعترفون مع بولس بأئهم لم ينالوا كماأل ولم يصيروا كاملين‬
‫إفي ‪ .]١٢:٣‬لذا يسعون قدائ كل يوم أكثر مائ يتفاخرون بالكمال‪.‬‬

‫‪ .١ ٢‬ليست الكنيسة معصومًا من الخطأ‬

‫واحد من القديسين‪ ،‬فذاك يخش الكنيسة‬


‫*‬ ‫لكئهم سوف يعترضون بأن كل ما تعزى جرا إلى أي‬
‫نفسها كلائ وتماائ‪ .‬ومع أن في قولهم شبؤا للحقيقة‪ ،‬فإئني أنكر أئه صحيح‪ .‬إذ الله يوزع فعأل مواهب‬
‫ا وحه على كل عضو بحسب قياس هبة المسيح [اف ‪ ]٧: ٤‬بحيث إده عندما لعطى المواهي بصفة‬
‫أبعد ما تكون من ذف‬
‫ذلك‬ ‫دائكا ‪٠‬‬
‫ءمح‬ ‫الكنيسة فتظل‬
‫*‪٠‬‬ ‫كنوز‬
‫‪٠٠‬‬ ‫أما‬
‫ض‬ ‫أيع‪ ٠٠‬خ‬
‫شى؛ جوهري‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الجسذ كله‬
‫‪٠‬‬ ‫عامة ال ‪٠٠٠‬‬
‫يعوز‬

‫الكمال األقصى الذي يتباهى به خصومنا‪ .‬هذا ال يعني أن الكنيسة شديدة الفقر هكذا‪ ،‬بحيث ال‬
‫يكفيها ما لها [من مواهب الروح]‪ .‬فإذ الرت يعلم ما تتطآبه حاجتها‪ .‬أتا لكي تبقيها في حدود‬
‫االئضاع واالحتشام الورع‪ ،‬فلقد سكب عليها ما يعرف أئه يالئمها‪ ،‬ال أكثر وال أقل‪.‬‬

‫إئني أعرف ما يعترضون عليه أيائ هنا‪ :‬أن الكنيسة طؤرت بعشل التا؛ بالكلمة‪...‬‬
‫لكئ تحبزلها‪ ...‬أل دش فيها وآل ءصن‪[ ٠,‬اف ه‪ ]٢٧-٢٦ :‬ولهذا شغيت اظرة الحق‬
‫ؤقءدأ[‪١‬تي‪:٣‬ه‪.]١‬‬

‫ولكئ النش األسبق يعتم بما يفعله المسيح في الكنيسة كل يوم‪ ،‬وليس ما قد فعله مر؛ فقط‬

‫فيما مضى‪ .‬ألئه ما دام يقذص شعبه أجمع يومائ‪ ،‬ويطؤرهم ويصقلهم يوتا بعد يوم‪ ،‬ويمسح عنهم‬
‫لوثهم كل يوم‪ ،‬فمن الواضح أئهم ال يزالون موصومين ببعض براش العيب والذش‪ ،‬وأن شيائ ما‬
‫زال ئئقضهم عن التقديس التام‪ .‬أتا أن تعتبر الكنيسة كاملة القداسة من كل وجه وخالية تماتا من‬
‫المعايب فيما بات جميع أعضائها يفتقدون إلى الطهارة؛ فما هذه السخافة؟ وما هذا الغباء؟ صحيح‬
‫أن الكنيسة تقذست بفعل المسيح‪ ،‬ولكق بداية تقديسها فقط هي بذت منظورة هنا؛ ولسوف يتم‬
‫كمالها ويظهر عندما يمأل المسيح كنيسته بقداسته‪ ،‬حعا وتماتا‪ ،‬والذي هو عيله قدس األقداس‬

‫[قارن عب ‪٩‬و‪ .]١٠‬وصحيح كذلك أن المسيح نثى كنيسته من شوائبها وعيوبها‪ ،‬ولكئ هذه‬
‫عمليه يوميه تستمر الى أن يمحو بمجيئه كل ما ددثى من عيوب‪ .‬ألده ما لم نسئم بذلك‪ ،‬يتحثئم علينا‬
‫أن نوتد ما اعتقده البيالجيون‪ ،‬من أن بر المؤمنين يصل إلى حد الكمال في هذه الحياة؛ وكذلك أأل‬
‫؛طيق مع الكتار والدوناطيين أي ضعي في الكنيسة‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٠٨٢‬‬

‫أثا النص اآلخر‪ ،‬كما رأينا من قبل‪ ١ ،‬فيختلف معناه كلغ االختالف عائ يزعمون‪ .‬أله عندما‬
‫أرشد بولس تيموثاوس ودزبه لوظيفة األسقف الحقيقية‪ ،‬يقول إئه فعل ذلك لكي يعرف كيف‬
‫يتصرف في الكنيسة‪ .‬وألجل أن يطؤع بمئر غيرة وتقوى لهذا العمل‪ ،‬رضيف بولس أة الكيسة‬
‫ؤواعدده‪١[ 1‬تي ‪:٣‬ه ‪ .]١‬ولكن ماذا تعني هذه الكلمات عدا أن الحق‬
‫*‬ ‫نفسها هي اغثرن* الحق‬
‫األلهتي محفوظ في الكنيسة‪ ،‬أي بخدمة الوعظ؟ أو‪ ،‬كما يعتم في موضع‪1‬خر‪ ،‬أة المسيح ااًاغئلى‬
‫البغض اذ يكوبوا رسأل‪ ...‬زالبقش زغا؛ زمغلميق [اف ‪١١ : ٤‬؛‪ ،‬اكي أل تكون ني تا يقذ‪...‬‬
‫تخثوبيئ دكن ريح ئغبيم‪ ،‬بحيلة الائس‪ ،‬بمكر [العدد ‪١ ٤‬؛‪ .‬بل إذ نستنير بمعرفة ابن الله‪...‬‬

‫اإليمان [العدد ‪١٣‬؛‪ .‬من ثم ال ينطفئ الحق في العالم‪ ،‬بل يغلق‬


‫**‬ ‫نجتمع جميعنا على وحدانية*‬
‫محفوظا‪ ،‬ألة الكنيسة تبقى حارسة له‪ ،‬وبعمل خدمتها تدوم‪ .‬وما دامت هذه الحراسة تعتمد على‬
‫الخدمة النبوية والرسولية‪ ،‬يلزم منطقيا أن يتوقف حفاظ الحق هذا كتائ على مدى صون كلمة الرت‬
‫بأمانة وحفبلها في طهارتها‪.‬‬

‫‪ . ١ ٣‬الكلمة والروح يتالزمان مغا بدون انفصال‬

‫وحتى يدرك قرائي على لحو أفضل النقطة المحورية لهذا السؤال‪ ،‬سأشرح باليسير من‬
‫الكلمات ما يطلبه مثا خصومنا‪ ،‬وفي ما يستقر خالفنا معهم‪ .‬فقولهم بأة الكنيسة معصومة من‬
‫الخطأ ذو عالقة بهذه النقطة‪ ،‬وهكذا يفشرونه‪ :‬ألن الكنيسة خاضعة لحكم روح الله‪ ،‬يمكنها أن‬
‫تسلك آمنة من دون الكلمة؛ فأينما تهجه‪ ،‬ال يسعها إأل أن تفكر وتتحدث في ما هو صحيح؛ ومن‬
‫ثم فإن فرضك أى شيء أبعذ مثا تعبر عنه كلمة الله أو منفصال عنها‪ ،‬ينبغي أن يعتبر ذلك وحيا‬
‫أكيذا من الله‪.‬‬

‫إن كا لنسلم بنقطتهم األولى‪ ،‬أي أة الكنيسة ال يمكن أن تخطئ في ما ينعتق بما هو ضرورى‬
‫للخالص‪ ،‬فهذا ما نعنيه بذلك‪ :‬أن القول صادق وصحيح ما دامت الكنيسة قد جردت ذاتها من‬
‫كق حكمتها هي‪ ،‬وسمحت لنفسها بأن تتعلم بواسطة الروح القدس من خالل كلمة الله‪ .‬هذا إدا‬
‫هو الغرق‪ .‬يحدد معارضونا موقع سلطة الكنيسة خارجا عن كلمة الله‪ :‬أثا نحن فئعبر على كونها‬
‫متأصله في الكلمة‪ ،‬وال نسمح بأن تنفصل عنها‪.‬‬

‫انظر أعاذه‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬الفقرة ‪١٠‬؛ والفصل الثاني‪ ،‬الفقرة ‪.١‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪١٠٨٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الثامن‬

‫ويا له من شي؛ رائع إذا خضعت عروس المسيح وتلميذته لرأسها ومعلمها بحيث تعي كلماته‬
‫دائائ وبالتدقيق! ألن هذه هي عالمة ترتيب البيت المنثلم؛ أن تطيع الزوجة سلطة زوجها‪ .‬وهنا‬
‫أيثا هو التنظيم المنشود في المدرسة؛ أن يكون تعليم المعتم وحده هوما سمع به‪ .‬ولهذا السبب‬
‫ال يجوز للكنيسة أن تعتمد على حكمتها الذاتية‪ ،‬أو أن تختلق شيائ من عندها‪ ،‬بل أن تضع حدودا‬
‫لما لها من حكمه حيث وضغ المسيح حدا لكالمه‪.‬‬

‫بهذه الطريقة يجب أن ترتاب الكنيسة في جميع مخترعات فكرها‪ .‬أتا في تلك األمور التي‬
‫تعتمد فيها على كلمة الله‪ ،‬فسوف ال يزعزعها ارتيات أوشك‪ ،‬بل ستستكن في ثقة وثبات عطيتين‪.‬‬
‫وكذا يمكنها ‪ -‬إذ تودع كز ثقتها في ملء الوعود التي تقتنيها ‪ -‬أن تجد في تلك الوعود الموارد‬
‫الغنية التي تدعم إيمانها‪ .‬وهكذا لن تشك أبذا في مؤازرة الروح القدس الذي يالزمها دائائ‪،‬‬
‫والذي تجد فيه المرشد األعظم للسبيل المستقيم‪ .‬كما أدها سوف تعي في الوقت نفسه‪ ،‬كيف‬
‫يريد الله أن يستخدمها بإرشاد روحه‪ .‬يقول‪ :‬الروح الذي أرسله من عند االب [يو ‪٧: ١٦‬؛ وهؤ‬
‫برشذكم إلى لجبيع الكؤأ ايو ‪١٣: ١٦‬؛‪ .‬ولكن كيف؟ يقول ألة ‪|٠‬الروخ (سوف) يذكركم بكل‪،‬‬
‫ما ولته لكم [يو ‪ .]٢٦ : ١٤‬لذا يعلن أن ليس لنا أن ننتظر من روحه أكثر متا ينير به أذهاننا لندرك‬
‫صحة تعليمه‪ .‬ولهذا يقول يوحنا فم الذهب في حذة‪ :‬يتفاخر الكثيرون بالروح القدس‪ ،‬أتا تن‬
‫يتكتمون بأفكارهم هم فاهم ينعونه نمنبا‪ .‬فكما شهد المسيح أده لم يتكتم من نفسه‪ ،‬ألته تكتم‬
‫من الناموس واألنبياء [يو ‪ ٠: ١ ٢‬ه]‪ ،‬لذا فلنرفض أن نصنق أى شيء بدفع به تحت عنوان الروح‬

‫ترويج عقائد عجيبة وغريبة عن كلمة الله — فيما يشاء الروح أن يالزم كلمة الله بربا؛ ال ينفصم‪،‬‬
‫ويعلن المسيح ذلك عنه عندما يعد بالروح لكنيسته‪ .‬إله لقوز مؤنمد‪ .‬وهذه اليقظة‪ ،‬يقظة الذهن‬
‫التي أوصى بها الرب كنيسته [قارن ‪ ١‬بط ‪١٣:١‬؛ ‪٧:٤‬؛ ه‪٨:‬؛إلخ] شاء أن بحافز عليها إلى األبد‪.‬‬
‫كما أته حرم أن يزاد على كلمته أي شيء‪ ،‬أوأن بنتقص منها [تث ‪٢:٤‬؛ قارن رز ‪.]١٩-١٨ : ٢٢‬‬
‫وهذا هو األمر المنيع من الله والروح القدس‪ ،‬والذي يحاول خصومنا أن يطرحوه جانبا عندما‬

‫انظر‪ 52. 824(. :‬ة!) ‪ x‬ي‪٤‬غ‪ $1:10 ٠٠٢‬لج ‪0 0111, $610‬ال‪1‬ح‪0-‬ماج‪8‬؟‬ ‫‪٢‬‬
‫يغمغمون هنا أيائ بأن الكنيسة باتت بحاجه إلى إضافة بعض األمور لما كتبه الرسل‪ ،‬أو أن‬
‫الرسل أنفسهم تكتموا بشكل صحيح من خالل صوب حي بما لم يبوا به بما يكفي من الوضوح‪.‬‬
‫ألن المسيح بالطبع قال للرسل‪ :‬اة بي اثوزاتجزة يثما ألوونتغلم‪ ،‬زلكن أل ئشقطيفون اذ‬
‫االذا [يو ‪١٢ : ١٦‬؛‪ .‬يفشرون ذلك بالقول إذ هذه أحكام‪ ،‬إلى جانب الكتاب المقدس‪،‬‬
‫*‬ ‫ئخبوا‬
‫قلته بموجب االستعمال والعرف فقط‪ .‬لكن ما هذه الوقاحة؟ إئني اقز بأن التالميذ لم يكونوا‬
‫بعد متضتعين‪ ،‬بل كانوا غير مهؤئين للتعتم‪ ،‬عندما سمعوا ذلك من فم الرب‪ .‬لكثهم عندما دونوا‬
‫تعليمهم في صيفة مكتوبة‪ ،‬هل كان الغباء هكذا يعتليهم بحيث احتاجوا الحفا إلى أن يضيفوا صوتا‬
‫حائ يعبر عفا كانوا قد أهملوا ذكره في كتاباتهم جزاء جهلهم؟ أما إذا كانوا قد أرشدوا من روح‬
‫الحق إلى جميع الحق [انظر يو ‪ ١٣: ١٦‬؛ عندما دؤنوا ما كتبوه‪ ،‬ماذا كان يمنعهم من قبوز وتدويب‬
‫لمعرفه تاتة وواضحة لتعليم اإلنجيل؟ لكن بتهك لهم ما يرغبون‪ :‬دعهم يبسون [لنا؛ فقط ماذا كان‬
‫ينبغي أن ئعلن يمعز ل عتا هو مكتوب‪ .‬وإذ تجاسروا على محاولة ذلك‪ ،‬سوف أجيبهم بكلمات‬
‫أوغسطينس‪ :‬إذ كان الرب لم يقل شيائ‪ ،‬من متا يجرؤ أن يقول هذه األشياء أو تلك تكون ؟ وإن‬
‫جرؤ أحدهم على قول ذلك‪ ،‬فما هو البرهان الذي يطرحه؟ ‪ ٣‬لكن لماذا أجادل في أمر تافه؟ فإذ‬
‫أصغر تلميذ في المدرسة يدرك أئه في هذه المدونات التي يشؤهها ويمزقها أولئك‪ ،‬إن جاز القول‪،‬‬
‫يكمئ ثمز ذلك الوحي واإلعالن الذي وعد به المسيح رسله‪.‬‬

‫‪ .١٥‬ايناقض في اإلقرارات الكسؤة العقاك^‬

‫يقولون‪ :‬ماذا‪ ،‬إذا؟ ألم يضع المسيح كز ما تعلمه الكنيسة وترسمه فوق الجدل‪ ،‬عندما أوصانا‬
‫أن نعامل كز من يناقضها كالوثني والعثار [مت ‪ ١٧: ١٨‬؛؟ أوأل‪ :‬ال يذكر المسيح هنا عقيدة أو‬
‫تعليائ‪ ،‬لكئه يتحذث عن سلطة الكنيسة في التأديب من خالل التوبيخ حتى ال يعارض حكتها تن‬
‫توبخهم أو تن تنذرهم‪ .‬بل قد نتهاون فى هذه النقطة‪ ،‬أتا العجيب فإذ هؤالء المشاغبين وصل‬

‫‪,‬جعا)‪8‬الجال‪٨‬‬ ‫‪ ٤٢.‬؛‪ 35. 1874‬أالل) ‪. 2‬ا‪٠¥‬آ‬ ‫انظر‪٧11. 372(. :‬‬ ‫‪٣‬‬


‫‪١ ٠٨٥‬‬ ‫الكتاب الرايع ‪ -‬الفصل الثامن‬

‫هذ)؟ ولكن ما يبزر ذلك هو‪-‬أة الكنيسة ال تطق إآل بكلمة الرب‪ .‬أتا إذا احتاجوا إلى أكثر من ذلك‪،‬‬
‫سلموا أن كلمات المسيح هذه ال تدعمهم بأي حال من األحوال‪.‬‬

‫ولست ألبدو محبا للشجار لمجرد أتني أصر بشنة على أته غير مسموح للكنيسة بأن تصلن‬
‫أي تعليم جديد‪ ،‬بمعنى أن تعتم كما بؤحي سماوي بما يزيد عتا أعلنه الرب في كلمته‪ .‬فيرى‬
‫العقالء كن الناس قذر الخطر إذا تنح البشر مثل هذه السلطة‪ .‬كما يرون أيائ عئلم اتساع نافذة‬
‫الهول التي تفتح لقزافه عديمي التقوى ومماحكاتهم‪ ،‬إذ قلنا إذ ما يقرره البشر يعتل‪ ،‬بين المسيحيين‬
‫كالوكان وحيا‪.‬‬

‫إلى جانب ذلك‪( ،‬يقولون؛ كالم المسيح في ذلك الزمان منح امتيارا للسنهدريم [ المجمع‬
‫— مت ه ‪٢ ٢ :‬؛ لكي يتعتم تالميذه الحائ أن يوبروا محافل الكنيسة البقنسة‪ .‬في حال ذلك‪ ،‬يجوز‬
‫لكل‪ ،‬مدينه وقريه أن تأتي ‪-‬بالمقدار نفسه من الحردة — بعقائد تصطكها لذاتها هي‪.‬‬

‫‪ . ١ ٦‬هشاشة أمثلة معارضينا‬

‫واألمثلة التي يستخدمها خصومنا ال تقيدهم البتة‪ .‬يقولون إذ معمودية األطفال لم تنشأ من‬
‫وصية كتابية واضحة بقدر ما كانت نتيجة قانون كنسى‪ .‬والحقيقة هي أتنا لو كنا نلجأ إلى سلطة‬
‫الكنيسة للدفاع عن معمودية األطفال ألضحى مطقنا هزيأل واهائ! وسوف نبين صحه جدالنا بما‬
‫فيه الكفاية في موقع الحق‪ ٤ .‬وعلى المثال نفسه‪ ،‬يعترضون بالقول إته ال يوجد في الكتاب المقنص‬
‫ما أعلنه مجمع نيقكا‪ :‬أن االبن متساو مع اآلب في الجوهر‪ .‬بذلك يظلمون آباء الكنيسة كما لو لم‬
‫يكن لديهم األساس الذي أدانوا عليه اريوس ألئه رفض أن يذعن لكلماتهم‪ ،‬على الرغم من أته‬
‫زعم أن كتابات األنبياء والرسل احتوت التعليم بكليته‪ .‬إئني أقر بأن عبارة أمتساوفي الجوهرأ لم‬
‫ترد في الكتاب المقدس‪ .‬لكئ ما دام الكتاب المقدس يوبد مرارا وتكرارا أته يوجد إله واحد‪،‬‬
‫وعندما تتردد اإلشارة أيصا إلى المسيح بأئه اإلله الحقيقي األبدي‪ ،‬واحمد مع االب؛ ماذا كان‬
‫اآلباء النيقاويون يفعلون عندما أعلنوا أن االب واالبن واحل في الجوهر سوى تأكيد هذه العقيدة‬
‫الكتابية وشرحها؟ يذكر ثيودوريتس أن قسطنطين افتتح مجلسهم بهذه العبارة‪ :‬في المناظرات‬
‫حول األمور الالهوتية نجد مرجائ في تعليم الروح القدس الئلرم؛ فإذ أسفار البشيرين والرسل‪،‬‬
‫وما أوحي به لألنبياء‪ ،‬كتها تعلن لنا اإلرادة اإللهية بكامل الوضوح‪ .‬إدا فلنضع الخالف جانبا‪،‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل السادس عشر‪.‬‬ ‫‪٤‬‬


‫س‪/‬حمكع‪٠‬أئجس‪, £‬أج‪0٢‬ا)‪0‬جغآ‬ ‫انظر‪ :‬رز‪٢‬هكئ‪ #‬حك‪/‬ك‪٢‬؛‪8 7٠‬ل‪٦‬ل‪01‬ك‪8810‬ةح ;‪<.40‬؟ ‪£0٢)1,‬ة‪1‬ة‪. 6‬آ ‪.‬كج ‪1. 7,‬‬ ‫ه‬
‫(‪٣. 111. 44 ٤‬ع‪٢. 1417 2 8‬؛ ;‪11. 5 )169.925‬‬
‫الفصل التاسع‬

‫المجامع وسلطتها‪-‬‬

‫مع‬

‫(السلطة الحقيقية للمجامع الكنسية‪)٢-١ ،‬‬

‫‪ .١‬مالحظتان تمهيديان‬

‫اآلن‪ ،‬لنفرض أئني أسئم بكز نقطة من نقاطهم حول الكنيسة‪ ،‬فحتى هذا لن يدعم األساس‬
‫الذي يبنون عليه منعلق جدلهم‪ .‬ألن كز ما يقال عن الكنيسة يحؤلونه فوزا إلى المجامع‪ ،‬إذ في‬

‫نظرهم تمئل المجامع الكنيسة‪ .‬إئهم في الواقعيجادلون بعناد كهذا حول موضوع سلطة الكنيسة‪،‬‬
‫ليش إأل ليبتروا كز ما يمكنهم لمصلحة الحبر الروماني ولفيفه من حوله‪.‬‬

‫لكن قبل أن أستهز النقاش في هذا السؤال‪ ،‬يلزمني أن أبدي مالحظثين قصيرثين أؤليتؤن‪:‬‬

‫إذا بدا حديثي في هذا المجال شديد اللهجة‪ ،‬فذلك ال يعني أئني أثغن المجامع الكنسية‬
‫القديمة أقز متا يجب علي من التقدير‪ .‬ألئئي أوقرها واحتها بكز القلب‪ ،‬كما أروم أن تتمثع‬

‫بإجالل الجميع‪ .‬ومع هذا‪ ،‬فإذ المبدأ الذي ينبغي أن يطيق بالطبع هوأن ال ينقص أئ شيء ‪ -‬مهما‬
‫كان — من المسيح‪ .‬فهو حق المسيح أن يرأس ويعلو على جميع المجامع‪ ،‬وأأل يشاركه في تلك‬
‫الرتبة أي بشر‪ .‬ولكئني أقول اده يترأس عندما تسود كلمته وروحه وحدهما على المجمع كته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إذ أنسب إلى المجامع أقز متا يذعي لها خصومي‪ ،‬فهذا ال يعني أئني أخشى المجامع‬

‫كما لوكانت تدعر جهتهم وتعارض جهتي‪ .‬فإلنا إذ تستحنا جيدا بكلمة الرب للبرهنة على تعليمنا‬

‫وإلطاحة كز بابوية‪ ،‬ومن ثر لسنا بحاجة إلى المزيد من الدعم؛ لذلك إذا اقتضت الضرورة‪،‬‬
‫فسوف تمذنا المجامع القديمة إلى حذ بعيد بما يكفي إلثبات هادين القضيئين‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪٠٨٨‬‬

‫‪ . ٢‬المجاهع الحقيقية والمجاهع الزائغة‬

‫دعونا اآلن نتحذث في الموضوع نفسه‪ .‬إن ابتغى أحدهم سنذا كتابيا ليحذد ماهية سلطة‬
‫المجامع‪ ،‬فلن يجد وعذا أوضح من قول المسيح‪ :‬حفنا الجئتغ ارنان ًاؤ رآلره ياشيي وهناك‬

‫اكون في ؤئطهم [مت ‪ .]٢٠: ١٨‬لكئ هذا يعني اجتماعا صغيرا بقدر ما يفيد مجلتا جامعا‪ .‬أائ‬
‫صعوبة السؤال فال تكمن في ذلك‪ ،‬بل في الشرط المضاف‪ ،‬أال وهو أن المسيح يكون في وسط‬
‫االجتماع‪ ،‬إذا كان منعقذا باسمه فقط‪ .‬نتيجة لذلك‪ ،‬لن يفيد خصومنا إأل قليأل أن يذكروا مجامع‬

‫األساقفة ألف مزة؛ كما لن يقنعونا بأن نصنق أو أن نقبل ما يجادلون فيه — وهو أن الروح القدس‬

‫يحكم المجامع ‪ -‬قبل أن يقنعونا بأثها اجتمعت باسم المسيح‪ .‬يستطيع أساقفة أشرار أن يجتمعوا‬
‫ليتآمروا على المسيح‪ ،‬بقدر ما يستط^عآخرون شرفاء صالحون أن يجتمعوا باسمه‪ .‬ولدينا برهان‬
‫واضح على هذه الحقيقة في العديد من المراسيم التي صدرت عن مثل تلك المجامع‪ .‬وسوف‬
‫لظهر ذلك الحعا؛ ‪ ١‬أما اآلن فًاجيب بكلمة واحدة‪ :‬ال يعد المسيح أحذا بشيء سوى من يجتمعون‬
‫باسمه‪ .‬لذا دعونا نعرف معنى ذلك‪ .‬إئني أرفض أته يجتمع باسمه ئن يطرحون جانيا وصية الله‬

‫التي تحرم إضافة أي شيء أو انتقاصه من كلمته [تث ‪٢ : ٤‬؛ قارن تث ‪٣٢ : ١٢‬؛ ام ‪٦ :٣٠‬؛‬
‫رؤ‪]١٩-١٨:٢٢‬؛ وش يرسمون أي شي؛ بحسب قرارهم لهم؛ وتن يلعقون بدعه أو أخرى من‬
‫بنات عقولهم‪ ،‬عندما ال يروقهم ما جاء به الكتاب على لسان الوحي‪ ،‬وهو الدستور الوحيد لكمال‬
‫الحكمة والفهم‪ .‬وحيث إذ المسيح وعد أئه ال يكون في وسط كز المجامع أدا كانت‪ ،‬بل وضع‬
‫عالمه خاصة تتميز بها المجامع الحقيقية من غيرها‪ ،‬يلزم أأل نتجاهل هذا التمييز أبذا‪ .‬هذا هو‬
‫العهد الذي قطعه الله في القديم مع الكهنة الالويين؛ أن يعتموا من شفتيه [مال ‪٧:٢‬؛‪ .‬إده يتطآب‬

‫ذلك من األنبياء؛ ويفرض القاعدة ذاتها على الرسل‪ .‬وش ينقض ذلك العهد يحسبه الله غير جدير‬
‫بكرامة الكهنوت وال بأي سلطة‪ .‬دع خصومي يحتون لي هذه الصعوبة إذا أرادوا أن يلزموا إيماني‬

‫بالمراسيم البشرية بمعزل عن كلمة الله‪.‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.٩‬‬ ‫‪١‬‬


‫‪١٠٨٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الفصل التاسع‬

‫(عيوب الرعاة تجعل معجامعهم غرضة للخطأ‪)٧—٣ ،‬‬

‫إذا اصبحت منظورة دي المجامع العامة فقط‪ .‬لمع هدا بعيد عتا كان في الماضي‪ ،‬إن كان االنبياء‬
‫قد تركوا لنا شهاد؛ صادقة عن أزمنتهم‪ .‬فغي عهد إشعياء‪ ،‬كانت ني أورشليم كنيسة لم يكن الله قد‬
‫تركها بعد‪ .‬أثا عن الرعاة فيتحذث هكذا‪ :‬ئزاوبوه عتي كلهم‪ .‬أل يفردون [شيائ]‪ .‬كلهم كألب‬
‫ثكم أل ثعب ز آذ دنتخ‪ .‬خابوئن ئشكحوئذ‪ ،‬مجو الئؤم‪ ...‬ؤهم زعاه أل تغرفون اللهم ‪ ٠‬الئوئا‬
‫خبيتا الى طربهلم [اش ‪ ٦‬ه ‪ .]١١-١٠ :‬وعلى المثال نفسه يقول هوشع‪ :‬أوزايم مئتظز عئذ‬
‫إلبي‪ .‬الغبى دح ضؤاد‪ ...‬خقت ني تبتع إال [هو ‪ .]٨: ٩‬هنا إذ يتهكم على وضعهم مع الله‪ ،‬يعتم‬

‫أن كهنوتهم ادعاء زائف‪ .‬لقد بقيت الكنيسة حتى عصر ارميا‪ .‬لنسمع ماذا يقول عن الرعاة‪ :‬نمع‬
‫الئبئ إلى الكاهن‪ ،‬كل زاحب‪ ٠‬قفتن بالكذال [ار ‪ .]١٣: ٦‬وأيشا‪ :‬تالكذب كئ االياء باشمي‪.‬‬
‫لم ازسلهم‪ ،‬زأل آئزال [ار ‪ .] ١٤ : ١٤‬ولكيال نسهب في اقتباس كلماته‪ ،‬ليراجغ قزاؤنا ما كتبه‬
‫في األصحاحين الثالث والعشرين‪ ،‬واألربعين‪ ٢ .‬كما لم يكن حزقيال ‪ -‬من اثجا؛آخر ‪ -‬أكثر ترؤدا‬
‫بهم‪ .‬يقول‪ :‬فئته ابيابزا بي ؤسطها كاك مزمجر تفئلن الغريسة‪ ...‬كهنتها حالوئا نريغبي‬
‫وتجثوا اثن سي‪ .‬لم صروا ين الئعذس زالئغل‪[ ,1‬حز ‪ :٢٢‬ه ‪ ]٢٦ —٢‬وهلم جرا‪ .‬وهكذا‬

‫يكثر سرد الشكاوى المماثلة في األنبياء؛ وفي الواقع ال يتكرر شيء اخر بهذه الكثرة [اش ‪ ١٤ : ٩‬؛‬
‫‪٧:٢٨‬؛ ‪١.:٢٩‬؛ار‪ ،٢٦ ،٨:٢‬ه‪٣١ ،١٣:‬؛ ‪١٣:٦‬؛‪١.:٨‬؛‪١٣:١٣‬؛‪١٤:١٤‬؛‪١:٢٣‬؛‬
‫‪٩:٢٧‬؛إلخ]‪.‬‬

‫‪ .٤‬السؤ برذة الرعاة‬

‫سيقول أحدهم لعز هذا تفئى بين اليهود‪ ،‬أثا زماننا الحاضر فقد تحزر من شز أثيم كهذا!‬
‫ليته حعا كان كذلك! أثا الروح القدس فقد أعلن أة الحال ستكون بخالف ذلك‪ .‬وكلمارن بطرس‬
‫تؤنمد هذا بوضوح ال غموض فيه‪ :‬انمان أتصا ني السغب التياء نمنته‪ ،‬كما سيكوذ فيكم أيصا‬
‫تفتوئن نمذتة‪ ،‬ائذيرع تذسون بذغ لهألي [‪٠٢‬ط‪.]١:٢‬أترى كيف ينبئ بخطر محدي ال يجيء‬
‫من عاثة الشعب‪ ،‬بل مئن يتفاخرون بألقاب المعتمين والرعاة؟ وأكثر من ذلك‪ ،‬كم كزر المسيح‬
‫أخطأ كالقن باإلشارة إلى األصحاح األربعين‪ .‬يظن البعض أئه قصد األصحاح الرابع واألربعين‪.‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسبحتي‬ ‫‪١٠٩٠‬‬

‫ورشله نبوءتهم بالخطر الجسيم الذي يسبه الرعاة للكنيسة [مت ‪٢٤ ،١١ :٢٤‬؛ اع ‪—- ٢٩ :٢٠‬‬
‫‪٣٠‬؛ ‪١‬تي ‪ ١: ٤‬؛ ‪٢‬تي ‪ ١ :٣‬وما يليه؛ ‪]٣: ٤‬؟ في الحقيقة‪ ،‬سن بولس أن عدؤ المسح سوف ال‬
‫يجلس إأل في هيكل الله [ ‪٢‬تس ‪ . ] ٤: ٢‬بهذا يعني أن الكارثة الثزؤعة العتيدة التي يتحدث عنها‬

‫في تلك الرسالة‪ ،‬لن تأتي من أي مصدرآخر سوى مئن يترعون كرعا؛ على الكنيسة‪ .‬وفي نعل‬
‫آخر يظهر أن بدايات ذلك الشر الفادح قد الحت حولها‪ .‬فغي خطابه الموجه إلى أساقفة أفسس‬
‫يقول‪ :‬األبلي* أعلم هذا‪ :‬ائه بفن دفايي كذحل سنكم ذائب لحاطعه آل ئئيق غلى) الرعؤه‪ .‬ؤمئكم‬
‫ادتم سنقوم رحان تكلمون يامور ملتوية ببجئذبوا الئألئيذ ززاءهم [اع ‪ .]٣٠-٢٩:٢٠‬فإذا كان‬

‫الرعاة وصلوا إلى ذلك الحذ من االنحطاط في زمن قصير كهذا‪ ،‬فكم من الفساد يمكن أن يتراكم‬
‫على مر سنواب متعاقبة؟ ولكيال نمأل صفحات متتالية من األمثلة‪ ،‬تحذرنا أحداث كذ زمان بأن‬
‫الحق ال يترعرع دائائ في أحضان الرعاة‪ ،‬وأن نقاوة الكنيسة وكمالها ال يتوقفان على أحوالهم‪.‬‬
‫كان األولى أن يكونوا صانعي سالم الكنيسة وحافظي أمانها حيث كان تعيينهم منونا بصيانتها؛‬
‫ولكئه شيء أن تقوم بما عليك عمله‪ ،‬وشيء آخر أن يكون عليك ما دخغق في عمله‪.‬‬

‫ه‪ .‬الحاجة إلى الفطنة والتمييز عند الحكم عليهم‬

‫ومع ذلك لسك أبغي أن يسيء أحدهم وهم كلماتي وكأئها تعني أئني أقوض سلطة الرعاة أو‬

‫وهحدا يعبون ويصرحون ارصا ص ضيء بحسب هواهم‪ .‬وهي الولت عينه يسعون جاهدين‬
‫القناعنا بأئه يستحيل أن يفتقروا إلى نور الحق‪ ،‬وأة روح الله يسكن فيهم على الدوام‪ ،‬وأة‬

‫الكنيسة تقتات بوجودهم وتموت بموتهم‪ .‬كما لو لم تكن ثئة أحكام للرب يعاقب العالم بها‬
‫اليوم كما عاقب بها جحود األقدمين‪ :‬أي كما ضرب رعاتهم بالبالدة والعمى [زك ‪١٧: ١١‬؛‪.‬‬
‫كما ال يدرك هؤالء األغبياء أثهم يتعلون باألغنية عينها التي ترح بها مز؛ مرك‪ ،‬كانوا يقاومون كلمة‬
‫الله بعنادهم‪ .‬ألته هكذا اصطن أعداء إرميا قبالة الحق‪ :‬ا[فقالوا] لهلم ونعكئ غتى إربا انكازا‬
‫[أي نتآمر] ألن الغريفة أل سين غي الكاهب‪ ،‬ؤأل اككوزة غب الخي‪ ،‬وأل الكائ غن‬

‫الئبئ‪[ ,1‬ار‪.]١٨:١٨‬‬
‫‪١٠٩١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل التاسع‬

‫‪ .٦‬يستطيع الحق أن يصمدأيخا ضد المجامع‬

‫من ثم يسهل أن نجاوب االعتراض اآلخر حول المجامع العامة؛ أئه كان لليهود كنيسة في‬
‫زمن األنبياء أمر ال ينكره أحد‪ .‬أتا إذا كان مجلس عام من الكهنة قد انعقد عندئذ‪ ،‬فأي شبه للكنيسة‬
‫كان ليظهر؟ نسمغ أة الله قد أعلن ‪ -‬ال لواحد منهم أوالخر بل ‪ -‬للنظام [الكهنوتى؛ بأسره‪ ،‬قائأل‪:‬‬
‫أ[ويكون في ذلك اليوم أن؛‪ ...‬تجئ الكهنه ؤدتفجب األدبتاءا! [ار ‪٩:٤‬؛‪ .‬وأيثا‪ :‬اؤالئرة‬
‫ي ص الغاض‪ ،‬زالخشوزة لمب الئثوخ‪[ ,,‬حز‪٢٦:٧‬؛‪ .‬وكذلك‪1 :‬اتكون لكم ئه بال زذتا‪ .‬غالم‬
‫لكم بدون مذاقي‪ ٠‬ؤدبيب الغنجة غن األدبيا؛‪ ،‬ؤيظلم علميهم النهار [مي ‪٦: ٣‬؛ ‪ .‬أجيبوني إن كانوا‬
‫جميعهم مجتمعين معا‪ ،‬أي روح كان مهيمائ على مجمعهم؟ نجد مثاأل واضخا لهذا في المجلس‬
‫الذي عقده أخآب [‪١‬مل‪٢٢‬ي‪٦‬و‪٢٢‬؛‪ .‬حضره أربعمائة نبئ‪ .‬ولكن لثا لم تكن غاية اجتماعهم‬

‫إآل إشباع غرور الملك الشرير‪ ،‬أرسل الرت الشيطان ليكون روخ كذب يحرك ألسنة الجميع‪.‬‬
‫فادين الحق بتصويت الجميع‪ :‬أدانوا ميخا بالهرطقة‪ ،‬وعذبوه‪ ،‬وزحوا به في السجن [ ‪١‬مل ‪:٢٢‬‬
‫‪٢٧-٢٦‬؛‪.‬حدث الشيءنغسهالرميا [ار ‪٢:٢٠‬؛ ‪٢:٣٢‬؛ ‪:٣٧‬ه ‪ ١‬ومايليه؛وألذبياآخرين [قارن‬
‫مت‪:٢١‬ه‪٣‬؛‪٢٩:٢٣‬وما يليه]‪.‬‬

‫إليه — من حيث المظهر الخارجى — ذلك المجمع الذي عقده الكهنة والغريسبون في أورشليم‬
‫ليحكموا على يسوع [يو ‪ ٤٧: ١١‬؛؟ لولم تكن هنالك كنيسة عندئذ في أورشليم‪ ،‬لما كان يسوع‬
‫ليشترك في تقديم الذبائح والشعائر األخرى‪ .‬فها هو مجمع وقور ينعقد؛ يحضره لحل النظام‬
‫الكهنوتى؛ ويتراسه رئيس الكهنة‪ .‬هنالك يدان المسيح‪ ،‬ويطرح بتعليمه أرصا [مت ‪ ٥٧: ٢٦‬وما‬
‫يلي]‪ .‬يبرهن هذا الفعل أة الكنيسة لم تكن ئتضئنة في المجمع‪ .‬ومع ذلك يجزم خصومنا بأئه‬
‫ليس من خطر كهذا يمكن أن يحدث لنا‪ .‬من أكد لنا ذلك؟ ألن التهاون في أمر مهم كهذا‪ ،‬إثما‬
‫*‬
‫الحادث لنا‪ ،‬عندما يتنبأ‬ ‫هو إهمان مفرط جدير بالمالمة‪ .‬لكن لماذا ئعمي عيوننا بعناد عن الدمار‬

‫الروح القدس علي شفتي بولس باالرتداد االتي [‪٢‬تس ‪٣: ٢‬؛‪ ،‬والذي ال يمكن أن يحدث ما لم‬
‫يبتعد الرعاة أؤأل عن الله؟ لذا‪ ،‬ال يجوز لنا قطعا أن نقز بأة الكنيسة تجد كيانها في محفل الرعاة‬
‫الذين ال يفترض الرت أة صالحهم أبدي‪ ،‬بل قد أعلن أئهم سيكونون في بعض األحيان أشرارا‪.‬‬
‫أتا عندما ينذر بالخطر‪ ،‬فهو يفعل ذلك تحذيرا لنا‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين البئ‬ ‫‪١٠٩٢‬‬

‫ماذا بعد؟ تسألني‪ :‬ألن تكون للمجامع سلطة ملزمة؟ بلى‪ ،‬حثا؛ فإئني لسث أطالب هنا بأن‬
‫ددان جميع المجامع أو أن رنععنى جميع قراراتها‪ ،‬أو أن بلغى (كما تقال) ابجرة* تلزا‪ .‬لكئك‬
‫تقول‪ :‬إدك قحط من شأن كق شيء بحيث تترك لكق فرد أن يقبل أو يرفض قرارات المجامع على‬
‫هواه‪ .‬ال؛ أبذا! لكئني أريد ‪ -‬كتما صدر عن أي مجمع كنسى إقرار أو مرسوم ‪ -‬أؤأل أن يدوق‬
‫الناس بجذيه في هذه التفاصيل‪ :‬زمن التائم المجمع‪ ،‬وموضوع انعقاده‪ ،‬وهدف اللقاء‪ ،‬ونوعية‬
‫حاضريه؛ ثانيا‪ ،‬أن يمتحنوا ما تعامل معه الحاضرون في ضوء الكتاب المقدس وبحسب معاييره‪،‬‬
‫وأن يفعلوا ذلك بحيث تحذد أهمية انعقاد المجمع ودقل نفوذه‪ ،‬وأن تكون قراراته نظير أحكام‬
‫موقتة‪ ،‬بدون إعاقة أو تعطيل لعملية التمحيص الذي ذكرته‪.‬‬

‫ليت الجميع حافظوا على االعتدال الذي أوصى به أوغسطينس في كتابه الثالث الذي يجيب‬
‫فيه معترصا على مكسيمينوس! فلتا أراد أن تسبت ببضع كلمات هذا الجدل حول مراسي‪٠٠‬ا‬
‫المجامع‪ ،‬قال [أوغسطينس]‪ :‬ا يجب على أأل أصن وجهك بمجمع نيقيا‪ ،‬أو أصن بك في وجه‬
‫مجمع أريمينوم كقن يحكم قبل االستماع إلى الوقائع‪ .‬فإرني لسك خاضعا لسلطة المجمع الثاني‪،‬‬
‫وال أنت خاضع لسلطة األول‪ .‬دع الموضوع يجادل الموضوع‪ ،‬والقضية ترد على القضية‪،‬‬
‫والمنطق يجيب المنطق بحسب السلطة الكتابية‪ ،‬وليس بحسب السلطات التي يتميز بها الواحد‬
‫من اآلخر‪ ،‬بل تلك السلطة التي يشترك فيها االثنان مائ‪.‬ا‪٣‬‬

‫يمكن للمجامع أن تكتسب الجالل الذي تستحثه؛ ولكئ يطق الكتاب المقنص في تلك‬
‫األثناء في المكانة العليا‪ ،‬فيما يخضع كق شيء لمقياسه‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬نقبل ونرحب‬
‫بالجامع المبكرة ونوقرها كمجامع مقذسة‪ ،‬وتشمل مجامع نيقيا‪ ،‬والقسطنطينية‪ ،‬وأفسس‬

‫األول‪ ،‬وخلقيدونية‪ ،‬وأمثالها‪ ،‬ألئها اهتئت بتغنيد الضالالت‪ ،‬في إطار األمور ذات الصلة بتعاليم‬
‫األيمان‪ .‬لم تحتو قرارات تلك المجامع سوى التفسير القويم والنقي للكتاب المقنس الذي طيثه‬
‫اآلباء القذيسون بكق حكمه وتعثي روحيين‪ ،‬لسحي أعداء األيمان الذين ظهروا وقتئذ في سباحة‬
‫الميدان‪ .‬كذلك في بعض المجامع الالحقة أيشا‪ ،‬نشاهد لمعان الغيرة الحقيقية للتقوى‪ ،‬وعالمات‬

‫‪,‬حعاأ‪8‬ل‪٦‬جآلخ‬ ‫‪1x11*1111‬‬ ‫‪€‬أ{أ‬ ‫انظر‪٧. 3 )^۶٤ 42. 772(. :‬ال ‪^161*111.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪١٠٩٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل التاسع‬

‫واضحة للبصيرة والتعليم والحكمة والتعئل‪ .‬أتا ألة األمور تميل بطبيعتها إلى التدهور‪ ،‬يمكننا أن‬
‫نرى من المجامع األكثر حداثة إلى أي حذ انحئلت الكنيسة عن نقاء ذلك العصر الذهبي‪.‬‬

‫لسى أظ في أته حتى في هذه األزمنة األكثر فسادا‪ ،‬يوجد في المجامع أساقفتها األفضل‬

‫زوغا‪ .‬ولكل هذا الشيء عينه حدرث ان اشتكى أعضاء مجلس الشيوخ الروماني القديم بسبب‬
‫الصي‪١‬غة السيئة لمراسيمه‪ .‬ألئه ما دامت اآلراء ال يوزن أو يقئم بل يحصى‪ ،‬واألصوات دفن‪ ،‬كانت‬
‫األكثرية تتغاب على األفضلية‪ .‬من المؤتمد أتهم أصدروا عدة اراء أثيمة‪ .‬وال يلزمنا هنا أن نسرد‬
‫األمثلة حيث يستفز ذلك أكثر من الوقت المتاح‪ ،‬أو ألة آخرين فعلوا ذلك بكد دؤوب بحيث ال‬

‫معجال للمزيد‪.‬‬

‫‪ .٩‬مجاهع ضد مجامع‬

‫هل أحتاج إدا إلى إحصاء المجامع التي تناقضت مع مجامع أخرى؟ وليس من أساس ألحد‬
‫أن يغمغم ضدي أن واحدا من مجمعين تناقضا غير شرعي‪ .‬ألته بم سنحكم بينهما؟ نحكم بينهما‬
‫هكذا‪ ،‬إن لم ئضئني الخداع‪ :‬لسوف نحتكم إلى الكتاب المقنص ليتبين لنا عدم استقامة قرار أي‬
‫منهما‪ .‬ألة هذا هو المبدأ المؤتمد الوحيد الذي بواسطته يجوز التمييز‪.‬‬

‫لقد مضى تسعمائة عام على انعقاد مجمع القسطنطينية تحت [رعاية؛ االمبراطور الون‪،‬‬
‫حيث صدر القرار بإزالة الصور والتماثيل من الكنائس وتدميرها‪ .‬وبعدئذ بقليل ضنز قرار من‬
‫المجمع النيقاوي الذي انعقد تحت رعاية االمبراطورة إيرينا بإعادة تعليق الصور‪ ،‬انطالقا من‬
‫البغض نحو المجلس األول‪ ٤ .‬فبأي من هذين المجمعين نعترف لنود شرعيته؟ شاع قرار المجمع‬
‫الالحق الذي أعطى الصور مكاتا في الكنائس فحاز قبول الجماهير‪ .‬أتا أوغسطينس فيقول‪ :‬إذ‬
‫هذه الممارسة تفسح المجال لخطورة دائمة لعبادة األصنام‪ .‬كما تحذث ايفا نوس — في حقبه‬
‫سابقة — بلهجه أشد قسو؛ ‪ ،‬إذ يؤدم وجود الصور في الكنائس المسيحية باعتبارها حراتا ورجشا‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين السيحئ‬ ‫‪١٠٩٤‬‬

‫صدق المؤرخون‪ ،‬وإذا صنق الناس ما كان يحدث بالفعل‪ ،‬لم تكن الصور وحدها وفي حذ ذاتها‬
‫موضوع تأييد المجمع‪ ،‬بل عبادها أيصا‪ .‬من الواضح أن مرسوائ كهذا انبثق من الشيطان نفسه‬
‫ولكن ماذا عن عبثهم بالكتاب المقدس وتعويجهم لتعاليمه؟ ألم يكشف ذلك عن أله كان موضوع‬
‫السخرية والهزء في عيونهم؟ لقد بينك ذلك بوافر الوضوح أعاله ‪ ٧.‬على أده كيفما كانت الحال‪،‬‬
‫ال يمكننا أن نميز بأي واسطؤ أخرى بين مجامع متناقضة ومتنافرة‪ ،‬وقد كتزك عددها‪ ،‬ما لم نضعها‬
‫جميعها‪ ،‬كما قلت‪ ،‬في ميزان جميع الناس والمالئكة‪ ،‬أال وهوكالم الرب‪ .‬وعلى هذا األساس نقز‬
‫بخلقيدونية‪ ،‬ونرفض أفسس الثاني ألته أيد الهرطقة األوطيخية التي أدانها المجمع الخلقيدوني‪.‬‬
‫لقد فحص أناس قذيسون هذا الموضوع في ضوء كلمة الله وحدها التي سطعت فأنارت الطريق‬
‫أمامهم‪ ،‬والتي نطلب أن تسطع أمامنا أيصا اآلن‪ .‬فليذهب الرومانيون اآلن ويتفاخروا (كما هي‬
‫عادتهم) بأن الروح القدس مربوظ ومقيد رهينه مجامعهم‪.‬‬

‫أولئك الرجال الحاضرين الذين اتشحوا بالمعرفة والحكمة لم يتوقعوا بعض األمور‪ ،‬إذ انشغلت‬
‫عقولهم بالعمل الغناط به إليهم‪ ،‬أو ألن تفاصيل أخرى لم تكن ذات شأن غابت عن أذهانهم‪ ،‬إذ‬
‫ثثلتهم األشغال األكثر أهميه واألعظم جدته‪ ،‬أولمجرد كونهم بشرا لم تتوقر لهم بعض المهارات؛‬
‫أولعلهم كانوا محمولين بشنة قوة العاطفة‪ .‬هنالك مثال مشهور لحدوث هذه الحالة األخيرة (التي‬
‫تبدو األصعب)‪ ،‬في مجمع نيقيا الذي اعيرف بسموه بإجماع الكز وبتوقيرهم األكبر على مدى‬
‫العصور‪ ،‬كما يستحق‪ .‬فكان أته عندما تعرض للخطر البند الرئيس إليماننا‪ ،‬بدا آريوس مستعدا‬
‫للمعركة‪ ،‬فؤقغ اشتبان متالحر في شجار عنيدب بينه وبينهم‪ ،‬فكان في غاية األهمية أن يكون هنالك‬
‫اتفاق بين تن حضروا مجهزين لمقاومة ضالآلريوس‪ .‬وعلى الرغم من هذا‪ ،‬إذ لم ئثوا شذة الخطر‬
‫المحدق‪ ،‬بل بدوا ناسين كز رزانه واعتدال وكياسة‪ ،‬سمحوا للمعركة بأن تغبت من أيديهم‪ ،‬كما‬
‫لوكانوا قد جاؤوا عمدا لصنع المعروف معآريوس‪ .‬بدأوا ينتون بعضهم بعصا بمنازعاب داخلية‪،‬‬
‫ويجرحون بعضهم بعشا باألقالم التي كان ينبغي أن تشحر ضدآريوس‪ .‬تبادلوا الئساذات البذيئة‪،‬‬
‫وأطلقوا نشرات اثهامية جيائً وذهابا؛ ولم تكن المضاربات لتنتهي حتى أشرفوا على طعن أحدهما‬
‫اآلخر وجرحه‪ ،‬لوال تدحل اإلمبراطور قسطنطين‪ .‬وإذ ادعى [االمبراطور؛ عدم كفاءته لتحري‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب األؤل‪ ،‬الفصل الحادي عشر‪ ،‬الفقرات ‪.١٦-١٤‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪١٠٩٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الفصل التاسع‬

‫حياتهم‪ ،‬أذب جماح طبعهم بالمديح والتقريظ يدأل من اللوم والتوبيخ‪ .‬في كم من األوجه يغلب‬
‫أن مجامع أخرى الحقة أخفقت أيشا؟ ال يحتاج األمر إلى برها؟ مطؤل؛ ألة كز من يقرأ وقائعها‬

‫سوف يالحظ كثرة عيوبها ‪ -‬فضأل عن األمور األكثر خطورة‪.‬‬

‫‪ .١١‬الالصمة البشرية في المجامع‬

‫ال يترذد الون‪ ،‬البابا الروماني‪ ،‬في أن يثهم مجمع خلقيدونية (الذي يعترف باستقامة عقيدته)‬
‫بالطموح والطيش األرعن‪ .‬إئه في الواقع ال ينكر شرعيته‪ ،‬ولكئه يعلن صريخا أئه ربما قد أخطأ‪٨.‬‬

‫قد يظئني أحدهم غبها ألئئي أجتهذ في كشف مثل هذه األخطاء‪ ،‬حيث إذ خصومنا يعترفون بأن‬
‫الجامع يمكنها أن تخطئ في األمور التي ال تتعلق بالخالص‪ .‬أثا اجتهادي هذا فليس تافيى! ألئهم‬
‫وإن اعترفوا — مضطرين — شفاههم‪ ،‬فعندما يقذفون عليا قرار كز مجمع‪ ،‬في أي موضوع بدون‬

‫تمييز‪ ،‬كؤحي من الروح القدس‪ ،‬يطالبوننا بأكثر مائ افترضوا أصأل‪ .‬وبفعلهم ذلك‪ ،‬ماذا يولدون‬

‫سوى أن المجامع معصومة من الخطأ؛ وإذ أخطأت ال يحز لنا أن نميز [ألنفسنا؛ ما هو الحق‪،‬‬

‫أو أآل نوافق على أخطائها؟ أثا ما أقصد فعله فهو أن أبئن فقط ما يمكن استدالله من هذا‪ ،‬وهو أن‬
‫الروح القدس كان مهيمائ على تلك المجامع التي كانت — فيما عدا ما أخطأت فيه — حائ محافز‬

‫تقيه ومقذسه‪ ،‬بحيث سبخ لشيء شرى أن يحدث لها‪ ،‬لئأل نضع في البشر أكثر ما ينبغي من الثقة‪.‬‬

‫إذ هذا الرأي أفضل جذا متا كان لغريغوريوس النازيانزي الذي لم يز شيائ صالخا ظ يخرج من‬

‫أي مجمع‪ ٥٠ .‬ألئه عندما يجزم بأئها جميعها بدون استثناء تؤول إلى نهاية سيئة‪ ،‬ال يترك لها كثيرا‬

‫ص السلطة‪.‬‬

‫ال حاجة االن إلى ذكر منفصل للمجامع اإلقليمية‪ ،‬حيث يسهل أن نختن‪ ،‬على أساس المجامع‬

‫‪ 54. 993 ٤ 1٢.34. 178‬ا(ل‪)14‬‬ ‫‪0 1,‬ل ‪182-188(.‬‬ ‫انظر ا‪٧‬ن ل‪٧‬ن ‪٧. 2-4,‬ا‪٠‬‬ ‫‪٨‬‬
‫كتب غريغوريوس النازيانزي‪ :‬الم أز شيائ صالحا يأتي من المجامع‪ .‬إلها تزيد األذى بدأل من أن تبعده‪.‬اا انظر‪ :‬إللل‪0‬غع‪)3٣‬‬ ‫‪٩‬‬
‫‪8,‬ا‪2٦‬الةا‪2‬ةال ا‪0‬‬ ‫‪)^4^0 37. 228(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٩٦‬‬

‫(ينبغي أأل نطيع القادة العميان؛ قرارات المجامع المتًاحرة معيبة في ضوء الكتاب المقدس‪،‬‬
‫‪)١٤-١٢‬‬

‫‪ .١٢‬الطاعه عمياء‬

‫أثا روماخونا‪ ،‬وفيما هم يدافعون عن قضيتهم يكتشفون أة معونة المنطق تتخنى عنهم‬
‫بجملتها‪ ،‬فيلجأون أخيرا إلى هذه المراوغة التعيسة‪ :‬فعلى الرغم من أة هؤالء الرجال أنفسهم‬
‫أغبياء عقأل ومشورة‪ ،‬وأشرار إجماأل قلبا وإرادة‪ ،‬تدوم كلمة الرب التي تناشد الناس أن يطيعوا‬
‫حكامهم [عب ‪١٧: ١٣‬؛‪ .‬هل هذا حائ كذلك؟ فماذا إذا رفضى أة أنابائ من هذا النوع هم في‬
‫الحقيقة حكام؟ ألته ال ينبغي أن ينعوا ألنفسهم أكثر متا ادعى يشوع لنفسه‪ ،‬وهو الذي كان نببا‬
‫للرب وراعيا مميرا‪ .‬فلنسمع بأي كلمات عسه الرب لوظيفته‪ :‬ال يبرح سفر هذه الشريعة من فمك؛‬
‫بل تلهج فيه نهارا وليأل‪ .‬ال دمل عنه يميائ وال شماأل ألتك حينئذ دصاح طريقك وحينئذ ئغلحا‪٠‬‬
‫[يش ‪٨:١‬و‪( ٧‬مع إعادة الصياغة)]‪ .‬ومن كم سوف يصيرون حكامنا ومرشدينا الروحيين‪ ،‬تن ال‬
‫يحيدون عن شريعة الرب يميائ وال شماأل‪ .‬ولكن إن تحكم علينا أن نقبل تعليم جميع الرعاة ‪ -‬أدا‬
‫كانت — بال أي ارتياب‪ ،‬فماذا كان قصد إنذارات الرب المتكررة لكيال نلتفت إلى ما يجيء به‬
‫األنبياء الكذبة؟ يقول على فم إرميا‪ :‬أل تشفعوا بكآلم األبياء الديل ساون لكم‪ ،‬وإئهلم تجعلونكم‬
‫باطأل‪.‬ئئكلوئذيوائشملمالموتأ [ار‪ً٢٣‬ا‪ .]١٦‬وكذلك‪ :‬ائرزوئ األبياء انكدة‬
‫الذين يأتوتكلم بيياب الحمألن‪ ،‬ؤلكنهلم مى داخله ذداب لخاطعة [مت ‪:٧‬ه ‪ .]١‬وإأل كان يوحنا‬

‫الكفاية أته من المهلم جدا أن يكون نوع الرعاة الذين ينبغي أن نسمع لهم‪ ،‬وأئه يتحهم أأل يسمع‬
‫لهم‪ ،‬بال تمييز؟ لذا ال يوجد سبب يلزم ألجله أن درعبونا بألقابهم بحيث يجروننا إلى مشاركة‬
‫عمائهم‪ .‬فإتنا — على العكس — نرى أة الرب اعتنى خصوصا بأن يثبهنا لكيال نسمح ألنفسنا بأن‬
‫ننقاد لخطأ اآلخرين المقئع خلن أي اسم مهما كان‪ .‬ألئه إذ كان جواب المسيح صحيحا‪ ،‬فإذ‬
‫كز المرشدين الثمي‪ ،‬سواء سوئا رؤساءدكهنة‪ ،‬أو كرادلة‪ ،‬أو باباوات‪ ،‬ال يمكنهم إأل أن يقذفوا‬
‫بكز شركائهم معهم من حافة الهاوية ذاتها‪ .‬فمن ثلم‪ ،‬لن تمنعنا أسماء مجامع‪ ،‬أو رعاة‪ ،‬أو أساقفة‬
‫(سواء أصيلة أو مصطنعة) أن نتعتم متا تثبته الكلمات واألفعال أن نمتحن أرواح كز تن هو بشر‬
‫على مقياس كلمة الله‪ ،‬حتى نميز هل كانت من الله أم لم تكن منه‪.‬‬
‫‪١٠٩٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل التاسع‬

‫‪ .١ ٣‬األهمية الحقيقية للمجاهع لتفسير السفر المقنص‬

‫بعد أن أثبتنا أته لم ئغؤض إلى الكنيسة سلطة إنشاء عقيدة جديدة‪ ،‬فلنخاطب االن السلطة التي‬
‫ينعونها لها في تفسير الكتاب المقذس‪.‬‬

‫نقاش‬ ‫سبيل للتأغد من سالمة العقيدة في حال ع‬


‫نشوء أي ر‬ ‫نسئم عن رصا ‪٠‬بأن أفضل ‪٠‬بل أضمن ‪٠٠٠‬‬
‫‪٠،‬إدنا نسلم‬
‫حولها‪ ،‬هو أن وعقد سينودس يتكؤن من أساقفة حقيقيين المتحانها والبث فيها‪ .‬يمسي هذا الضبط‬
‫— إذا اتفق عليه رعاة الكنيسة مجتمعين معا ومسترشدين بروح المسيح ‪ -‬أرفع شأتا متا يكون له‬
‫من ثقل‪ ،‬أو نفوذ لو اضطلع بتعريفها أفراد‪ ،‬كز على حد؛ في داره‪ ،‬ثم يعثمون بها‪ ،‬أو لو اجتمعت‬

‫مجموعة منهم لصياغتها‪ .‬أائ عندما يجتمع األساقفة‪ ،‬فحينئذ يتسئى لهم مائ أن يتداولوا مليا وبأكثر‬
‫ترؤ ما ينبغي أن يعتموا به‪ ،‬وبأي أسلوب‪ ،‬خشية أن يولد تعذد االراء إخالأل بالعقيدة‪ .‬ثالثا‪ ،‬يصف‬
‫بولمس هذه الطريقة لتمحيص التعاليم‪ :‬فعندما يعين تمييز التعاليم للكنائس المتغرقة إقارن ‪ ١‬كو‬
‫‪٢٩ : ١٤‬؛‪ ،‬يبين النظام الذي يجب اتباعه في الحاالت األكثر خطور؛ — وهو أن تتوصل الكنائس‬
‫إلى فهم مشترلب‪ ٠‬فيما بينها‪ .‬يعثمنا التزاثنا بالتقوى أته إذا أزعج أحدهم سالم الكنيسة بتعليم غريب‬
‫بحيثههأتصل األمور إلى حذ خطر انتشار الخالف‪ ،‬يلزم أؤأل أن تجتمع الكنيسة‪ ،‬فتغحصكسؤ‪١‬ل‬

‫المطروح‪ ،‬وأخيرا بعد ما يكفي من التدئر تتوصل إلى تعريف ئستخزج من الكتاب المقنس من‬
‫شانه أن يزيل كز ريبه تساور الشعب‪ ،‬ودكم كز لسان لهر؛ عن االسترسال في ‪٠‬ئ الشرور‪.‬‬

‫وهكذا عندما ظهر اريوس‪ ،‬انعقد مجمع نيقيا وأخمد بنغوذ سلطته جهود ذلك الرجل‬
‫الشرير‪ ،‬فاستعاد السالم لتلك الكناض التي كان قد أزعجها‪ ،‬كما أغد الوهية المسيح السرمدتة‬
‫ضن تعليمه الدنس‪ .‬وعندما أثار أفنوميوس ومقدونيوس بغا جديدة‪ ،‬جاء مجمع خلقيدونية بعالج‬
‫مماثل لجنونها‪ .‬وفي مجمع أفسس‪ ،‬اطيح عقوق تسطور‪ .‬إدا كانت هذه من البدء الوسيلة المتبعة‬
‫لصون الوحدة في الكنيسة كتما شرع الشيطان في توظيف مكايده‪.‬‬

‫ولكن لنتذتمر أته ليس كز عصر يثرى بأناس أمثال أثناسيوس وباسيليوس وكيرلس‪ ،‬وغيرهم‬
‫من مستي العقيدة الحقيقية والمدافعين عنها‪ ،‬ض أقامهم الرب في زمانهم‪ .‬في الواقع‪ ،‬لنتاق‬
‫ماذا حدث في مجمع أفسس الثاني‪ ،‬عندما تفتبت هرطقة أوطيخا‪ ،‬وثبي ذلك الرجل الصالح‬
‫فالقيانمس وآخرون أتقياء‪ ،‬واردهكبت شرور عديدة أخرى‪ .‬حدث ذلك بسبب ديوسقورس؛ ذلك‬
‫الرجل المشاكس والذميم والمجرد من روح الرب‪ ،‬والذي ترأس المجمع‪ .‬لكن رب قائل لم تكن‬
‫الكنيسة هناك‪ .‬اقز بذلك‪ .‬فإئني على يقيب في قناعتي بأن الحتى ال يموت في الكنيسة عتى الرغم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٠٩٨‬‬

‫من الثللم الذي يوقعه بها أحد المجامع‪ ،‬ألئه [أي الحق]آمر‪ ،‬ومحفوظ بشكل‪ ،‬عجيب بفعل الرب‬
‫بحيث يشرق ثانيه ويعلومنتصرا في حينه‪ .‬ولكئني أرفض الفكر القائل بأئه صحيخ دائائ وأبذا أن‬
‫تفسيرا للكتارب المقنسر يتبغاه متجمع ما بالتصويت‪ ،‬هو تفسير قويلم يقينى ال زددكء فيه‪.‬‬

‫ادس؛ بدون اساى‪ .‬دعولهم ب دن ما درسم‪ ٩‬ادمجاهع ادما مو السير ساب ادس‬
‫يكشف عن قصدهم سوة استعماله كذريعة‪ .‬فال يوجد في الكتاب المقنس كته مقطع واحن من‬
‫كلمة واحدة يشير إلى المطهر أو شفاعة القذيسين أو االعتراف السري (للكاهن) وما شابه ذلك‪.‬‬
‫أما ألن هذه جميعها أجازتها سلطة الكنيسة‪ ،‬أي أدها (على وجه التدقيق) وبلت‪ ،‬ومورست بتأييد‬
‫رأي الكنيسة‪ ،‬فقد سئم بها كتفسير للكتاب المقدس‪ .‬ليس هذا فقط‪ :‬بل إذا قرر مجمع شيائ‬
‫ما — حتى لو صرخ الكتاب المقنس ضنه — فسوف يسئى هذا تفسيرا ‪ .‬المسيح يدعو الكؤ‬
‫أن يشربوا من الكأس التي يقذمها في العشاء [مت ‪ .]٢٨-٢٧:٢٦‬أائ مجمع كونستانس [عام‬
‫‪ ]١٤١٤‬فحزم تقديمها للعلمانيين‪ ،‬بل حسم بأن يشرب منها الكاهن وحده‪ ١٠ .‬وهكذا ما يناقض‬
‫رشم المسيح كلائ‪ ،‬أمسى تفسيرا بحسب ما يشاؤون أن يظله الناس‪ .‬بولس يستي تحريم الزواج‬
‫‪,٠‬ازواحا ثبة زدعاليم قياظين‪١ [ !,‬تي ‪]٣-١ : ٤‬؛ وفي نعل آخر يعلن الروح أن الزواج مقذس‬

‫عمدا أتخظى ما يعتمون به عن سلطة الموافقة على الكتاب المقدس‪ .‬ألن إخضاع التعاليم‬
‫الوئحى بها من الله ألحكام الناس بهذا األسلوب‪ ،‬بحيث يجعلون شرعيتها رهينة نزوات البشر‪،‬‬
‫هو تجديف ذكره ذميم‪ .‬لقد لئحث إلى ذلك آنعا ‪ ١ ١ .‬ومع ذلك أطرح هذا السؤال الواحد‪ :‬إذ‬
‫كانت سلطة الكتاب المقدس متأصلة في الكنيسة‪ ،‬فبأى مرسوم يستشهدون ومن أي مجمع؟ في‬

‫انظر‪ )1181 :‬و‪ً1>1.,‬ا‪1‬ءل ج‪111 011‬؛‪1011 0‬أل‪111‬؛‪881011 13 )1415(, ،،]<0‬ج‪, 8‬جنعةأ‪8‬ع‪0‬ح )‪011 0‬عل‪0٦‬ح‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪٧11. 727(.‬تت‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب األؤل‪ ،‬الفصل السابع؛ والفصل الثامن‪ ،‬الفقرة ‪.٩‬‬ ‫‪١١‬‬
‫‪١٠٩٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل التاسع‬

‫اعتقادي أدهم ال يمتلكون مرسوائ كهذا‪ .‬لماذا سمحآريوس لنفسه بأن يهزمه مجمع نيقيا بحجج‬
‫الشهادات المستمدة من إنجيل يوحنا؟ فلقد كان — بحسب هؤالء الرجال — حرا ليرفضها إذ لم‬
‫تكن ثمة مصادقة سابقة من مجمع كنسى عام‪ .‬يبرزون قائمة عتيقة يسوئنها قانون بناء على‬
‫حكم كنسى‪ .‬ولكئني أكرر سؤالي‪ :‬في أي مجمع سئ ذلك القانون؟ يتحئم عليهم هنا أن يظتوا‬
‫صامئين‪ .‬أتا أنا فأطالب بأن أعرف ماذا عساهم كانوا يظتون نوع ذلك القانون؛ ألئني أرى اتفاقا‬
‫ال يتعدى كونه صئيأل بين المؤرخين القدامى‪ .‬وإن كان ما قاله هيروسثس ذا شأن‪ ،‬فلتبق أسفار‬
‫المكابين وطوبيا وأمثالهما في غضون األسفار المشكوك في صحتها (األبوكريغا)‪ .‬وهنا ما ال‬
‫يطيقه الرومانيون‪١ ٢ .‬‬
‫الفصل العاشر‬

‫سلطة سن القوانين التي ماذس عبرها البابا ومؤيدوه‬


‫أفظع ضروب الطفيان وأبشع جزارة وحشية على األرواح‬

‫تجوع‬

‫(قوانين الكنيسة وتقاليدها‪ ،‬وضمير المسيحي أهام الله‪)٤-١ ،‬‬

‫‪ .١‬السؤال األساستي‬

‫يلي أدناه الجزء الثاني من الحديث عن سلطة الكنيسة‪ .‬يرغب الرومانيون أن تكمن سلطتهم‬
‫في سئ القوانين‪ .‬ونشأ من ذلك تقاليد بشرية ال لحصى وال دعن؛ ئؤك كثيرة تحتبل فيها النفوس‬
‫البائسة‪ .‬أللهم ال يختلفون عن الكتبة والغريسيين كثيرا عندما ال يتوزعون عن أن يحتلوا أكتاف‬
‫الناس أثقاأل عسيرة الحمل ال يمشونها هم بإحدى أصابعهم {لو ‪٤٦: ١١‬؛ مت ‪٤:٢٣‬؛‪ .‬لقد‬
‫عنمت في موضع اخر عن قدر قساوة حرارتهم التي يقسم به تعليمهم عن االعتراف السري‪ ١ .‬ال‬
‫يتجلى عنفهم بهذه الدرجة من الجسامة في قوانينهم األخرى؛ ولكئ القوانين التي تبدو األكثر‬

‫احتماأل تطفى بشنة هائلة على الضمائر‪ .‬وال أقول شيائ عن إفسادهم عباد الله‪ ،‬أو سلب الله حعه‪،‬‬

‫وهو مشرع الناموس الواحد األحد‪.‬‬

‫أائ ما نناقشه اآلن فهوهذه السلطة بعينها‪ ،‬وهل كان يحز للكنيسة أن بلزم الضمائر بقوانينها‪.‬‬
‫لسنا نتحذث من خالل هذا النقاش عن النظام السياسى‪ ،‬إلما يهتنا فقط كيف يعتد الله بحن بحسب‬
‫‪١١٠١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العاشر‬

‫هوأن نكبح هذه اإلمبراطورية الهمجية الالمحدودة التي تفرض نفسها على نفوس الناس‪ ،‬بتستط‬
‫ض يريدون أن يحسبوا رعاة الكنيسة فيما هم في الواقع جزاروها المتوحشون‪ .‬يقولون إل القوانين‬
‫التي يستونها روحية ذات عالقة بالنفس‪ ،‬ويعلنون أئها الزمة للحياة األبدية‪ .‬ولكئ ملكوت‬
‫المسيح (كما أشرت كوا)‪ ،‬بهذه الطريقة‪ ،‬قد اخترفى؛ والحرية التي وهبها لضمائر المؤمنين ومعت‬
‫واخمدت‪ .‬لست أناقش اآلن عظم العقوق الذي يكرسون به إطاعة قوانينهم‪ ،‬فيما يعلمون الناس‬
‫أن يبتغوا مفقرة الخطايا والبر والخالص من تلك الطاعة‪ ،‬وفيما يودعون فيها الدين برتته والتقوى‬
‫كلها‪ .‬إنني أجوم بالنقطة الواحدة هذه‪ :‬أأل ثغرض الضرورة على الضمائر في تلك األمور التي‬
‫كما عتمنا سابعا‪ — ٢‬ال تستطيع أن‬ ‫تحرروا منها بواسطة المسيح؛ والتي بدون التحرر منها‬
‫تستريح مع الله‪ .‬يجب (على الضمائر) أن تعترف بملك واحد هو المسيح الذي وحده يحررها؛‬
‫وأن يحكمها قانون واحد‪ ،‬ناموس الحرية‪ ،‬كلمة اإلنجيل المقدسة‪ ،‬إن كانت لتدوم لهم النعمة التي‬
‫نالوها مره في المسيح‪ .‬ال ينبغي أن يكونوا أسرى العبودية‪ ،‬وال أن تكيتهم قيود‪.‬‬

‫‪ . ٢‬قوانين الكنيسة الرومانية تستعبد الضمائر‬

‫يغان هؤالء المشرعون أة دساتيرهم قوانيئ توور الحردة؛ نير هين وحمل خفيف‬
‫[مت ‪ ،]٣٠:١١‬ولكن تن ال يصر أة هذا كذت جلى؟ (بالطبع) ال يشعرون بأن قوانينهم ظالمة‬
‫عندما يهملون عمدا وبتهؤر الشرائع اإللهية والقوانين نفسها التي يسوئنها هم‪ ،‬بنبذهم مخافة‬
‫الله كتيا‪ .‬أتا تن يهتوئن ولو قليأل بخالص نفوسهم‪ ،‬فال يحسبون أنفسهم أحرارا ما دامت قد‬
‫احتبلتهم تلك المصايد‪ .‬نشاهد بكم من الحرص تعامل بولس مع هذا األمر‪ ،‬بحيث لم يجرؤ‬
‫على أن يتهاون في شي؛ واحد من شأنه أن يقيد حرية اإلنسان [ ‪١‬كو ‪ : ٧‬ه ‪ . ]٣‬ولسب وجيه! فقد‬
‫رأى جسامة الجرح الذي يصيب الضمائر إذا ارعنت عنو؛ في األمور التي تركها الرب لحريتنا ‪.‬‬

‫أتا هنا فنرى العكس‪ ،‬إذ ال يمكن ألحد أن يحصئ كم من القوانين فرضها هؤالء الرجال مهددين‬
‫بالموت األبدي‪ ،‬والتي قضوا بأقصى صرامه بأئها ضرورية للخالص‪ .‬وس بين هذه‪ ،‬يوجل العديد‬
‫جذا منا يكاد يستحيل تنفيذه‪ ،‬أتا إذا تكوم جميعها مائ فتستحيل قطائ‪ ،‬إذ يا لها من كؤمة! كيف‬
‫إدا يستطيع الذين يكدحون تحت هذا الحمل الثقيل أن يغلتوا من بلوى الحيرة والعناب التي تحز‬
‫بهم‪ ،‬والكرب والري المبرح؟‬

‫انظر أعآله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل التاسع عشر‪ ،‬الفقرات ‪.٩-٧‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪١١٠٢‬‬

‫من ثم‪ ،‬غايتي هنا أن أهاجم قوانين وضعت لتقؤد دواخل النفوس أمام الله‪ ،‬وأن تربكها‪،‬‬
‫وكأئها تأمر بما هو ضروري للخالص‪.‬‬

‫‪ .٣‬طبيعة الضمير‬

‫تتقيد الضمائر أيائ بالشرائع المدنية‪ .‬ولكن إن كان ذلك هكذا‪ ،‬يسقط كز ما قلناه في الفصل‬
‫السابق وما سأقوله االن عن السلطة الروحية‪.‬‬

‫لكي نحز هذه المعضلة‪ ،‬يلزمنا أؤأل أن نستوعب ماهية الضمير‪ .‬يجب أن نقخن التعريف من‬
‫أصل الكلمة‪ .‬فعندما يستوعب الناس مفاهيم األمور بالعقل والفهم بقال إتهم ‪٠‬ايعرفونأ‪ ،‬ومن هذه‬
‫الكلمة دشتى كلمة أالمعرفةأ‪ ٣.‬وعلى المثال نفسه‪ ،‬عندما يتنيه اإلنسان إلى الدينونة اإللهية التي‬
‫تالزمه كشاهد ال يسمح له بأن يخيئ خطاياه بل يستدعيه أمام عرش القضاء‪ ،‬يسئى هذا التنأه أو‬
‫اإلحساس الضمير ‪ .‬إئه حكم ؤسط بين الله واإلنسان‪ ،‬ألئه ال يسمح لإلنسان أن يكتلم ما يعرفه‬
‫بداخله‪ ،‬بل يالحقه إلى أن يقر بذنبه‪ .‬هذا هو ما يعنيه بولس عندما يعتم أة الضمير يشهد‪ ،‬وأة‬
‫األفكار تشتكي وتحتخ أمام الله الدبان [رو ‪ .]١٦—١٥ :٢‬لذلك فإة هذا اإلحساس الذي يجيء‬
‫باإلنسان إلى قضاء الله‪ ،‬هو نظير حارس معين لمراقبة جميع سرائر اإلنسان‪ ،‬بحيث ال يظز شيء‬
‫دفيائ في الظالم‪ .‬ومن ثم خرب المثل القديم الضمير ألف شاهد ‪ ٤.‬وبحسب هذا المنطق وضع‬
‫بطرس جواب ضمير صالح عند الله [ ‪ ١‬بط ‪ - ٢١:٣‬ترجمة كالثن؛ على المستوى نفسه مع‬
‫سالم العقل عندما تغتل أمام الله من دون خوف‪ ،‬واثقين بنعمة المسيح‪ .‬وكذلك عندما يقول كاتب‬
‫الرسالة إلى العبرانيين إته أل بكون [لنا؛ ابائ صمير حكارا [عب ‪٢ : ١ ٠‬؛ يعني أئنا تحررنا أو نلنا‬
‫العفو بحيمث تتالشى قدرة الحطية على ائهامنا‪.‬‬

‫ومعناها‬ ‫تتألف الكلمة اإلنكليزية أج‪110‬ع‪1‬ء‪0118‬ءأ (وأصلها الالتيني) ض مقطفين‪ 011 :‬أ ومعناها أمع**‬ ‫‪٣‬‬
‫**العلم** أو **المعرفة**؛ فيفيد هذا الربط معنى **المعرفة الضمنية أو الفطرية** ‪ ،‬وكذا تعني أيائ كلمة ا ضميرا العربية إذ‬
‫تفيد ما يضمر اإلنسان معرفته في داخله‪.‬‬
‫‪111111111811,‬؟‬ ‫نحمل) ‪٧٧. *1. 41‬حهص‪/0‬ه‬ ‫انظر‪11. 294 £.(. :‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪١١٠٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العاشر‬

‫‪ .٤‬عبودية الضمير وحريمه‬

‫لذا‪ ،‬كما األعمال تتعتق باإلنسان‪ ،‬كذا ره‪ :‬م الضمير بما لله بحيث ال يكون الضمير الصالح‬
‫سوى استقامة دواخل القلب‪ .‬وبهذا المعنى يكتب بولس‪ :‬أًاثا عاته الوصية وهئ المجه من قلب‬

‫طاهر‪ ،‬زصمير ضايح‪ ،‬ؤإيقان بآل رتاءاا [ ‪ ١‬تي ‪:١‬ه]‪ .‬وبعد ‪.‬ضع آيات من األصحاح عينه يحول‬
‫كم يختلف صالح الضمير عن الفهم القويم‪ ،‬إذ يقول‪ :‬إذ قوثا ائكشزت بهم الثبيتة مر‪ ،‬جهة‬

‫اإليمان ألدهم رفضوا الضمير الصالح ‪ ١٦‬تي ‪ . ] ١٩: ١‬وبهذه الكلمات يفيدنا بأن الشوق المفعم‬
‫بالحياة هو الذي ينهض باألنسان على عبادة الله‪ ،‬وأن النية المخلصة هي التي تبعث به على حياة‬
‫التقوى والقداسة‪.‬‬

‫كما أن الدور الذي يقوم به الضمير ينطبق أحياائ على العالقة بالناس‪ ،‬وهذا ما عتم به بولس‬
‫أيثدا عندما قال — بحسب ما دؤنه لوقا‪ :‬اذرب لغسي ليكون بي ذارائ صبير بآل عمزه مى دحو‬

‫الله ؤالائس [اع ‪ .]١٦:٢٤‬قال هذا ألن بركات الضمير المستقيم تفيض على الناس‪ ،‬بل تصلهم‬
‫أيثدا‪ .‬ولكئنا إن دققنا التعبير‪ ،‬فالضمير يهتم بما لله وحده‪ ،‬كما ذكرت في مستهل هذا الحديث‪.‬‬

‫من ثم ينطبق القول بأن الناموس يقيد الضمير عندما يقيد األنسان‪ ،‬بفعل النظر عن عالقته‬
‫بسائر البشر‪ ،‬أو بال أي اعتبار لهم‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ :‬ال يعتمنا الله أن نحفظ القلب عفيعا طاهزا‬
‫من كل شهوة فقط‪ ،‬بل يحزم بذاءة اللسان والخالعة وجميع مظاهر االنغماس في الئئع الحسية‪.‬‬
‫ولذا فإذ ضميري خاضع لهذا الناموس ومسؤوز بحسبه‪ ،‬وإن لم يوجد مخلوق بشري آخر على‬
‫وجه البسيطة‪ .‬وهكنا‪ ،‬مرل يسلك مسرقا في إشباع هواه يخطئ؛ ال بضرب المثل السيئ الذي‬
‫يحتذي به اإلخوة‪ ،‬بقدر تكبيله ضميره بالذنب أمام الله‪.‬‬

‫ألمنا في األمور التي بطبيعتها ال تقذم وال تؤحر‪ ،‬فثتة اعتبارآخر‪ .‬وهنا ينبغي أن نمتنع عنها إن‬
‫كانت تسيب العثرة‪ ،‬ولكن بضمير صاب‪ .‬هكذا يتكلم بولس عن اللحم المذبوح لألوثان يقول‪:‬‬
‫إن اعترض أحدهم فال دمسوها من أجل الضمير ‪ ...‬أقوز الضمير‪ .‬ليس ضميرك أنت بل ضمير‬

‫اآلخر‪.‬ا[‪١‬كو‪،٢٩-٢٨:١٠‬مع إعادة الصياغة]‪ .‬والمون يخطئ إذا أكل من ذلك اللحم الذي‬
‫حذر منه قبأل‪ .‬ولكن مهما كانت ضرورة االمتناع لكيال يعثر المؤمن أخاه‪ ،‬كما أوصى الله‪ ،‬فإره‬
‫هع ذلك ال يتختى عن االبقاء على حردة الضمير‪( .‬إدا) نرى أن هذا الناموس الذي من شأنه أن تلتزم‬

‫به األعمال الظاهرة‪ ،‬يترك الضمير بكامل حريته‪.‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١١٠٤‬‬

‫(الضمير وعالقته بالقوانين البشرقة والباباوية‪ :‬الله هو المشرع الوحيد ‪ ،‬ه— ‪)٨‬‬

‫ه ‪ .‬معئى القوانين ابشركة بالنسبة إلى الضمير‬

‫بنثي اآلن إلى القوانين التي يستها البشر‪ .‬إذ كانت قد اصدرت كي تثلنا بالتحرج‪ ،‬كما لو‬
‫*‬
‫كان االلتزام بها ضرورائ في حذ ذاته‪ ،‬نقول إة شيائ محرائ يوضع على ضمائرنا‪ .‬ألة ضمائرنا‬
‫ليست مسؤولة أمام الناس بل أمام الله وحده‪ .‬هذا هو جوهر الغرق المألوف بين المحاكم األرضية‬
‫ومحكمة الضمير‪ .‬ألئه فيما كان العالم كته مكعنا في دامس ظالم الجهل‪ ،‬ظتت هذه الشرارة‬

‫الضئيلة من النور‪ ،‬بحيث اعترف الناس بسمؤ ضمير األنسان على جميع األحكام البشرتة‪ .‬وعلى‬
‫الرغم من أئهم بعدئذ طرحوا حعا عنهم ما اعترفوا به في كلمة واحدة‪ ،‬شاء الله مع ذلك بأن تظهر‬

‫شهادة للحركة المسيحية‪ ،‬حتى في ذلك الحين‪ ،‬لكي تنقذ الضمائر من طغيان البشر‪.‬‬

‫على أة الصعوبة الناشئة من كلمات بولس لم نحشم بعد‪ .‬ألئه إن وجب علينا أن نطيع حكامنا‪،‬‬

‫فليس بدافع الخوف من العقوبة فقط‪ ،‬بل من أجل الضمير أيثا [رو ‪ : ١ ٣‬ه؛‪ ،‬يبدو أئه يترثب على‬
‫ذلك أة قوانين الحكام تفرض سلطتها أيصا على الضمير‪ .‬واآلن‪ ،‬إن كان هذا صحيحا فهو ينطبق‬

‫كذلك حكائ على القوانين الكنسية‪.‬‬

‫أجيب‪ :‬ينبغي أؤأل أن نميز بين الجنس والصنف‪ .‬فمع أة القوانين الغردقة قد ال تنطبق على‬

‫الضمير‪ ،‬ال نزال مقيدين بناموس الله الشامل الذي يوصينا بالخضوع لسلطة الحكام‪ .‬ويدور نقاش‬
‫بولس على هذه النقطة‪ :‬ألة الحكام من ترتيب الله‪ ،‬لذلك يجب أن ئكرموا [رو ‪ . ] ١: ١٣‬ولكئه ال‬

‫يعلم في غضون ذلك أة القوانين التي يستونها تنطبق على االنضباط الداخلي للنفس‪ ،‬إذ إته يبجل‬
‫في كز مكان‪ ،‬وفوق جميع مراسيم الناس‪ ،‬كأل من عبادة الله والقاعدة الروحية للسلوك المستقيم‪.‬‬

‫كما يجدر نكر أمرآخر (يتوقف على ما سبق)‪ :‬أال وهوأن قوانين البشر؛ سواء من صنع الحكام‬

‫أو الكنيسة‪ ،‬رغم أته يجب إطاعتها (هنا أتحذث عن القوانين الصالحة والعادلة)‪ ،‬ال توبق الضمير‬
‫في ذاتها‪ .‬ألة لزوم طاعة القوانين يرمي إلى الهدف العام‪ ،‬ولكئه ال يكمن في األشياء المأمور بها‪.‬‬

‫(من ثم) تختلف عن هذا النظام تلك القوانيل التي تحتم صيفة جديدة لعبادة الله‪ ،‬وتفرض‬

‫األلزام في األمور المتروكة لالختيار الحر‪.‬‬


‫روحيين‪ ،‬ولتيجه لدلت او إليهم اال يحرموا الب‪ .‬ولهدا يتحاجوال باى دل ما يامروال‬
‫ويبغون به يلزم بالضرورة أن يطيعه الشعب المسيحي‪ ،‬وأن كز ض يخالف أوامرهم يذئب‬
‫بالعصيان المزدوج‪ ،‬ألئه يعصي الله ويتمرد على الكنيسة‪.‬‬

‫لو كان هؤالء أساقفة حقيقيين‪ ،‬لكك يكز تأكيد‪ .‬أستم لهم السلطة في ذلك؛ ليس إلى الحذ‬
‫نفسه الذي ينعونه‪ ،‬بل إلى المستوى المطلوب لصون اإلدارة الكفء للكنيسة؛ أما ألئهم كز شيء‬
‫عدا ما يودون أن يعتبروا أنفسهم‪ ،‬ال يمكنهم أن يتخذوا ألنفسهم حتى التزر القليل من السلطة من‬
‫دون أن يتخثلوا الحدود‪.‬‬

‫أتا ألئنا قد نظرنا في ذلك في موضع اخر‪ ٦،‬فلنتنازل لهم ‪ -‬موقتا ‪ -‬بأن كز ما كان من سلطة‬
‫لألساقفة الحقيقيين فهذا مغت لهم عن حق‪ .‬ولكئني ال أقبل أئهم هكذا تعتنوا مشرعين على العباد‬
‫المؤمنين بحيث يستطيعون من أنفسهم أن يرسموا ناموسا للحياة‪ ،‬أو أن يفرضوا مراسيمهم عنوًا‬
‫على الشعب الموكل به إليهم‪ .‬وعندما أقول ذلك أعني أئهم ال يمتلكون الحق في أن يأمروا الكنيسة‬
‫بالطاعة اإللزامية لما ارتأوه بمعزل عن كلمة الله‪ .‬فلتا كان هذا الحق غير معروف لدى الرسل‪،‬‬
‫ومحرائ على خدام الرب تكرارا بشفتي فمه‪ ،‬يدهشني أن أحذا‪ ،‬أدا كان‪ ،‬تجاسر — على‬
‫عكس مثال الرسل وضد التحريم الجازم من فم الله — على أن يقتنعل هذا الحذ ويجرؤ على‬
‫الدفاع عنه اليوم!‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل الثامن‪ ،‬الفقرة ه‪.‬‬ ‫ه‬


‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الخامس‪ ،‬الفقوات ه‪.١١-‬‬ ‫‪٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين الميحئ‬ ‫‪١١٠٦‬‬

‫‪ .٧‬كزسيادة تعتفية هي تعذعلى ملكوت الله‬

‫لقد ضئن الرت ناموسه كز ما يالئم القاعدة المثلى للحياة الصالحة‪ ،‬بحيث لم يترك شيائ‬
‫ليضيفه البشر إكماأل لذلك الموجز‪ .‬فعل ذلك لسبين‪ :‬أؤلهما‪ ،‬أئه يريد أن نقز بهيمئته على حياتنا‬
‫ونرى فيه مرشدا لها‪ .‬إئنا نفعل ذلك إن تواترت جميع أعمالنا مع معايير مشيئته إذ يكمن فيها كز‬
‫الذي‬
‫**‬ ‫عيش باز‪ .‬والسبب الثاني هو أن ندرك أئه ال يطلب متا أكثر من الطاعة‪ .‬لذا يقول يعقوب‪:‬‬
‫يدين أخاه‪ ...‬يدين الناموس‪ .‬ومن يدين الناموس ال يعمل بالناموس إثما يصبح ديادا له‪ .‬واحد هو‬
‫ويهلك [يع ‪ ١٢ - ١١ : ٤‬مع إعادة الصياغة]‪( .‬في هذا) نسمع أن‬
‫**‬ ‫واضع الناموس القادر أن يختص‬
‫الله يحفظ لنفسه هذا االمتياز الواحد ويخضصه لذاته وحده؛ أن يحكمنا بسلطة كلمته وقوانينها‪.‬‬
‫كان قد سبق أن قال ذلك على فم إشعياء‪ ،‬ولو بوضوح أقز بعض الشيء‪ :‬الرت ائضيتا‪ .‬الرت‬
‫سارعتا‪ .‬الرت تلكنا هؤ إشتاال [اش ‪ .]٢٢ :٣٣‬يوئح كق من هذين النضين أن سلطة الحياة‬

‫والموت هي لتن له النس‪ .‬يعلن هذا يعقوب بوضوح‪ .‬واألكثر من ذلك هو أن إنساائ ال يستطيع‬
‫أن يتخن (هذه السلطة) لذاته‪ .‬لذا ينبغي أن نعترف بأن الله هو الحاكم الوحيد لنفوسنا‪ ،‬الذي نستل‬
‫معه وحده القدرة على أن يختص وأن دهبك‪ .‬كما تعلن كلمات إشعياء أيائ أئه الحاكم والقاضي‬
‫والمشزع والمختص فيآن‪ .‬ولذا‪ ،‬عندما ينصح بطرس الرعاة في ما ينعتق بوظيفتهم‪ ،‬يحقهم على‬

‫** الله‪ ...‬أل كتن ئشود‪. ١ [ ..** .‬ط ه‪ ،]٣-٢ :‬وبهذه الكلمة يعني [بطرس] ميراث‬
‫**‬ ‫أن يرعوا زجه‬
‫الله ‪ ،‬أي المؤمنين‪ .‬فإن بتا* نقدر ذلك على أساس معناه الصحيح‪ ،‬أي أته ال يجوز‪ ،‬بل يمسي‬
‫محرائ أن دحول لإلنسان ما خصصه الله لذاته‪ ،‬عندئذ نفهم أن كز سلطه مرع يرغبون اغتصابها‬
‫لذواتهم كي يفرضوا على الكنيسة كز ما كان خارجا على كلمة الله‪ ،‬دقعلع عنهم [هذه السلطة]‪.‬‬

‫‪ . ٨‬إرشادات لتمييز القرانين البشرية غير المقبري الخضوغ لها‬

‫نمتلك المعرفة الكاملة للحياة الصالحة‪ .‬والثاني هو آن له وحده (عندما نبتغي سبيل‬
‫كما يليق) كز السلطان على نفوسنا‪ ،‬عندئذ ينبغي أن نعليعه وحده‪ ،‬وأن نبي إرادته‪.‬‬
‫‪١١٠٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل العاشر‬

‫وإذ ندرك هذين الشببين‪ ،‬لن يكون من الصعب أن نميز ماهية الدساتير البشرية التي تضان كلمة‬
‫ارب‪ .‬تنتمي جميع هذه [الدساتير] إلى النوع الذي ينعي الصلة بعبادة الله الحقيقية‪ ،‬وبذا رضطؤ‬
‫الضمائر إلى حفظها‪ ،‬كما لوكانت إطاعتها أمرا إجبارائ‪ .‬لذلك لئتذي أة جميع قوانين البشر يجب‬
‫وزنها في هذا الميزان‪ ،‬إن كائ نريد أن نختبر منها ما ال يسمح لنا بأن نضز الطريق‪.‬‬

‫يلجأ بولس إلى استعمال السبب األول المذكور أعاله‪ ،‬عندما يجادل الرسل الكذبة الذين‬
‫كانوا يحاولون أن يثقلوا الكنائس بأحماب) جديدة‪ ،‬حين كتب رسالته إلى كنيسة كولوسي‬
‫[كو ‪ .]٨:٢‬ويطبق السبب الثاني على نحو أوسع في رسالته إلى أهل غالطية‪ ،‬عندما يتعرض‬
‫لمسأله مماثلة [غل ه‪ .]١٢-١ :‬ومن ثم ينادي في رسالة كولوسي بأأل نبحث عند البشر عن‬
‫تعاليم عبادة الله الحقيقية‪ ،‬ألن الرب قد علمنا بأمانة وبالقدر الوافي كيف نعبده‪ .‬ولكي يبرهن على‬
‫ذلك يقول في األصحاح األول إذ األنجيل يحتوي على كز الحكمة الالزمة لكي بحشر اإلنسان‬

‫تلثوها من غيرهم‪ ،‬أوكز ما يجرؤون على سته حول عبادة الله [كو‪ .]٢٣—١٦ :٢‬لذا نعتبر عقوقا‬
‫كز ما يبتدعه الناس من الدساتير التي تتظاهر كأن في ممارستها تكمن عبادة الله‪.‬‬

‫يكفي وضوحا ما ورد في نصوصر رسالة غالطية — وخصوصا األصحاح الخامس — حيث‬
‫يحذر بولس من أن تحتبل الضمائر في الفرك‪ ،‬إذ يجب أن تخفع لحكم الله وحده [غل ه‪:‬‬
‫‪ .]١٢ —١‬ولتكف هنا اإلشارة إليها‪.‬‬

‫(القوانين الكنسية التي تفرض طقوسا على العبادة‪ ،‬استبدادبة واستهتاربة ومنافية للكتاب‬
‫المقدس‪)١٨-٩ ،‬‬

‫‪ . ٩‬القوانين الكنسية الرومانية مرفوضة‪ ،‬بناء على المبادئ السابق شرحها‬

‫قبل أن نتقدم‬ ‫ولغا كان هذا الموضوع يتوصح على نحوأكمل بسرد األمثلة‪ ،‬فسوف يفيدنا‬
‫في بحثنا — أن نطيق هذا المبدأ على ما يدور في زماننا الحاضر‪ .‬نقول إذ القوانين (ويدعونها‬
‫هم اكنسيؤا) التي يكيل بها البابا ومرؤوسوه المحيبون الكنيسة‪ ،‬مميتة كما بمرض خبيث؛ فيما‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١١٠٨‬‬

‫يدافع عنها خصومنا بالقول إدها مقذسة ومغيدة‪ .‬لكئها من نوعين‪ :‬أحدهما ذو صلة بالطقوس‬
‫والممارسات؛ واآلخر يتعلق بالتأديب‪ .‬فهل يوجد سبب عادن يبزر مهاجمتنا إياهما؟ نعم حعا‪ ،‬بل‬
‫أكثر عدأل متا نحبذ!‬

‫أوأل‪ :‬أال يحذد المؤلفون أنفسهم‪ ،‬وبكز وضوح‪ ،‬أة أصدق عبادة لله محتواة ‪ -‬إن جاز القول‬
‫‪ -‬في هاتيك القوانين؟ فألي هدب يوجهون طقوسهم عدا أن يعبد الله من خاللها؟ وهذا ال تفعله‬
‫جماهير السذج وحدهم عن جهل‪ ،‬بل باستحسان من يقومون بتعليمهم أيائ‪ .‬لم أتطرق بعد إلى‬
‫األرجاس الجسيمة التي سفوا بواسطتها إلى إطاحة كز ورع‪ .‬ولكن لن يطرأ على مخيالتهم أن أقز‬
‫إهمال في إطاعة أتفه تقاليدهم‪ ،‬يمثل جريمة بشعة كهذه إذ لم يخبعوا عبادة الله لخرافاتهم‪ .‬كم‬
‫يكون عظم خطيئتنا إن لم نستطع أن نتحتل اليوم ما عتم بولس بأئه فوق ما يطاق — (أال وهو) أن‬
‫النظام القويم لعبادة الله يخئزل لما يقرره البشر؟ وخصوصا عندما يفرضون على الناس أن يعبدوا‬
‫بما يئغق مع عناصر هذا العالم التي يصرح بولس بأدها مضادة للمسيح [كو ‪ .]٢٠:٢‬معروف أيصا‬
‫للمأل بأي تشديد وقسوؤ متطرنين يقيدون الضمائر إلطاعة ما يفرضونه عليها‪ .‬لذا عندما نناقضهم‬
‫إثما نضم أصواتنا إلى ما عتم به بولس الذي لم يسمح في أي حال من األحوال بأن يخبغ ضمائر‬
‫المؤمنين لنير عبودية البشر [غل ه‪.]١:‬‬

‫‪ .١ ٠‬القوانين البابوية تنكر ناموسى الله‬

‫أضف إلى ذلك هذا الشز األثيم‪ :‬أئه عندما تبدأ الخرافات الباطلة بتحديد الدين‪ ،‬يعقب هذا‬
‫الفساد دائائ ضالن بغيض احر ويخ المسيح الغريسيين بسببه‪ :‬ألئهم يتعذون وصية الله فيبطلونها‬

‫بسبب تقليدهم [مت ه ‪٣: ١‬؛‪ .‬لسك أرغت في أن أتبارز مع مشرعي زماننا الحاضر‪ ،‬بل أقول‬
‫دغهم ينتصرون إذا استطاعوا — بأي وسيله — أن يتبرأوا من االدهام^ الذي يوحهه المسيح‪ .‬ولكن‬
‫ما عسى أن تكون حجتهم‪ ،‬في حين كان إغفال االعتراف السري في نهاية العام إثائ أعظم من‬
‫عيش فاسد إلى أبعد الحدود طوال العام كته‪ ،‬بحسب تقليدهم؟ أوإذا لوثوا لسانهم بمذاي سطحى‬
‫للحم في يوم الجمعة‪ ،‬بينما لمحشت أجسادهم كمائ بالغسوق في كز يوم؟ أو تحركت يد في عمز‬
‫شريب في يوم مكرس لهذا أو ذاك من القديسين المزعومين‪ ،‬فيما يسئر جميع أعضاء الجسد‬
‫القتراف أبشع الجرائم؟ أو ماذا عن كاض أقبل على رباط الزواج المقدس بدأل من أن ينغمس في‬
‫‪١١٠٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل العاشر‬

‫سان رمق الفقير الذي ال يملك أقز القوت؟ أم أن يمز أحدهم بتمثالب من دون تكريمه فيما يعامل‬
‫بقية جنسه البشري بازدراء وإيذاء؟ أو أن يهمل االبسان تمتمة وابل من كلمات ال معنى لها في‬
‫ساعاب محذدة‪ ،‬في حين لم يسبق أن انشغل ذهئه قط بصال؛ مدرونة؟ ما عساه أن يكون التحذي‬
‫ض وصية الله بسبب تقاليدهم [مت ه ‪٣: ١‬؛ إذ لم يكن هذا؟ إنهم فيما تؤيد شفاههم وحدها‬

‫يتراخون في محاسبة تن يزدرون الله‪ ،‬يضطهدون ض يحتقرونهم إلى حذ التطرف بكر؛ حقود ال‬
‫يعرف الصفح؛ كما يدربون سذج مستعبديهم من العاتة على إطاحة ناموس الرت كلؤا‪ ،‬بأكثر اتزاب‬
‫ورباطة جأش من التهاون في مثقال ذرة من وصايا الكنيسة (كما يستونها)‪ .‬أؤأل‪ :‬إئه تعذ جسيم‬
‫أن يحتقر إنسان إنساائ اخر أويدينه أو ينبذه جراء أمور تافهة (في عينى الله) ال تزيد وال تنبعى‪ .‬أتا‬
‫الفقيرة لهذا العالم (كما‬
‫*‬ ‫ما نراه االن كما لوكان إثائ طفيعا‪ ،‬فهو أن أصبحت األركان الضعيفة‬
‫يستيها بولس في رسالته إلى الغالطيين [ ‪ )]٩: ٤‬أسمى مكانه من وصايا الله‪ .‬وتن يساتح القتراف‬
‫الزنى يدان في المأكل؛ ومن يسمح له بعاهر؛ رحرم عليه زوجته‪ .‬ههنا إدا نتجت ثمرة تلك الطاعة‬
‫الخادعة التي تبتعد عن الله بقدر ما تتحول إلى البشر‪.‬‬

‫‪ .١١‬قوانين روما ال معتى لها وال جدوى مفها‬

‫نجد في هذه القوانين أيصا خطأين كبيرين نستهجنهما‪ .‬أؤآل‪ ،‬إئها تفرض ممارسات في‬
‫معظمها قليل الفائدة‪ ،‬وفي بعض األحيان غبية؛ وثانبا‪ ،‬ترزح ضمائر األتقياء تحت عبء ثقيل‬
‫من كثرة هائلة وظالمة منها‪ ،‬تنتكسى بهم إلى نوع من اليهودية يتشبث بالظالل بحيث تحجب‬
‫عنهم المسيح‪.‬‬

‫أدرك أن وصفي إياها بالغباء وعدم الجدوى لن يروق الحكمة البشرية التي تجد فيها قدرا من‬
‫النشوة‪ ،‬يجعلها تظئ أن الكنيسة تبيت ممسوخة الهيئه إذا دحلصست منها‪ .‬لكئ هذا ما يكتبه بولسى‪.‬‬
‫[وصايا الناس وتعاليمهم؛ التي لها مظهر حكمه بعبادة نافلة‪ ،‬وإذالل الذات وبذا يظهرون من‬
‫جراء قساوتهم أن يقهروا الجسد [كو ‪ ٢٣:٢‬مع إعادة الصياغة؛‪ .‬يا له من وصح رشيد مفيد هذا‪،‬‬
‫وال ينبغي أن يغيب عن أذهاننا! فهو يقول إذ تقاليد الناس خادعة ألئها تيخذ متبسى الحكمة‪ .‬من‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١١٠‬‬

‫أين يجيء هذا التلون؟ موق تلفيق البشر؛ فإذ مرى طبيعة ذكاء البشر أئه يتعذف ما هوض صنعه‪ ،‬فيعتقه‬
‫بإرادؤ أكثر استعدادا لقبوله من ئيئيه شيائ يفوقه حائ‪ ،‬ولكئه تقز عن أن يالئم غروره‪.‬‬

‫مرة أخرى‪ ،‬ما يزكي هذه القوانين أيشا أثها‪ ،‬على ما يبدو‪ ،‬تعطي دروسا مناسبة في إذالل‬
‫الذات‪ ،‬إذ توش عقول الناس إلى األرض تحت ثقل نيرها‪ .‬وأخيذا‪ ،‬إذ تبدو أئها تحاول كبح‬
‫ملذات الجسد وإخضاعه لصرامة التعقف‪ ،‬تظهر بذلك كأئها دئرت بحكمة‪ .‬ولكئ ماذا يقول‬
‫بولس لهذه؟ هل ينزع عنها األقنعة لكي ال يفدع السذج بادعاءاتها الكاذبة؟ إئه يستغني عن‬
‫تفنيدها جميعا ويكتفي بالقول إلها بدلح من صنع البشر [كو ‪٢٢ :٢‬؛‪ ،‬معتبرا إياها من تفاهات‬
‫استحداثاتهم‪ .‬عرف بولس في الواقع أن العبادة الزائغة بجميع أشكالها قد ادينت‪ ،‬وأئها كتما‬
‫تلذذت بها الطبيعة البشرية أصبحت موضع الشبهة لدى المؤمنين؛ كما أدرك أن الصورة الخارجيه‬
‫لالئضاع الكاذب هي أبعد ما يمكن أن يكون من التواضع‪ ،‬بحيث يسهل التعرف إليها ئؤا؛ وأخيرا‬

‫‪ .١٢‬أسرارهم مهازل‬

‫وهكذا اليوم‪ ،‬ليس غين المثقفين هم فقط تن تخدعهم أبهة الطقوس وبريقها‪ ،‬بل كز تن انتفخ‬
‫رأسه بالحكمة الدنيوية أيخا‪ .‬في الواقع‪ ،‬ينجرف المنافقون وتن خئت عقولهئ من النسوة إلى الظئ‬
‫أن ال شيء يمكنه أن يفوق تصور جمايها‪ .‬أتا العقالء الذين يترؤون في تحري األمور‪ ،‬ويقيسون قيمة‬
‫تلك الطقوس بمقياس التقوى‪ ،‬فهم تن يدركون أؤأل أئها هباء إذ ال نفع لها؛ وثانيا‪ ،‬أئها حيز تخدع‬
‫أنظار المتفرجين بفخب فارغ‪ .‬إئني أتحذث عن تلك الطقوس التي يتكؤن بها األسياد الرومانيون‪:‬‬
‫أن ثمة أسرارا عظاائ؛ وهذه إذ نختبرها نكتشف أدها مهازل‪ .‬ال عجب أن مبتدعيها قد انزلقوا‬
‫إلى حذ خداع أنفسهم وغيرهم بحماقات عابثة! فلقد اثخذوا نماذجهم جزئيا من خرافات األمم؛‬
‫وتهؤروا كالغزدة وراء طقوس بالية من ناموس موسى‪ ،‬لم تعد دطثق عندنا كالذبائح وما شابهها‪.‬‬
‫واضخ بديهيا أئه حتى لو لم يوجد برهانآخر‪ ،‬لن يأمز عاقز أو يتوقع أى ذي رشد أن يخرج شى‬
‫صالخ من روع سقيمة الوصل كهذه‪ .‬كما يتبين من الشيء ذاته أن معظم الطقوس ال تستعمل إآل‬
‫لتخدير الشت وليس لتعليمه‪ .‬وكذا يدي المنافقون أهميه عظيمة لتلك القوانين التي تتماشى مع‬
‫كز ما هوجديد‪ ،‬والتي من شأنها أن تجلك البلبلة عوصا من أن تحافظ على حياة االنضباط‪ .‬أتا من‬
‫يدقق في تمحيصها فيكتشف أئها ال تتجاوز كونها سرايا وهمائ لاللتزام باالستقامة‪.‬‬
‫‪١١١١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل العاشر‬

‫‪ .١٣‬قوانين كئيسة روماتجلب على الضمير حيرات يهودقة مزعجة من جزاء‬


‫تراكمهابالمعثى‬

‫وفيما ينعتق بالنقطة األخرى‪ ،‬من ال يرى أن هذه التقاليد بتراكمها الواحد فوق اآلخر قد ازداد‬
‫عددها‪ ،‬بحيث صارت عبائ شاائ استعصى على الكنيسة حئله؟ لذا‪ ،‬فإذ ثمة يهودية ما تظهر في‬
‫طقوس‪ ،‬أوقع بعضها اآلخر عذارا أليائ على عقول األتقياء‪ .‬اشتكى أوغسطيلس أده كتما تمادى‬
‫التهاون في وصايا الله في زمانه‪ ،‬تفاقم التعصب إلى حذ أته لو حت األرض قدم رجل عاريه في‬
‫أثناء اليوم الثامن لعيد من األعياد‪ ،‬لبات تعنيفه أقسى مقا لو اعرق عقله في شرب الكحول‪ .‬اشتكى‬
‫أن الكنيسة التي شاء الله في واسع رحمته أن تكون حرة‪ ،‬باتت ترزح تحت نير ظالم كهذا حثى‬
‫أمسى حال اليهود أكثر احتماأل‪ ٧.‬لوعاش ذلك الرجل القذيس حتى عصرنا هذا‪ ،‬كم تكون شكواه‬

‫مجادا كانكم غايفون في الغالم؟ تعزش غلثكم نر دش‪ :‬األ تغش! زأل ئذذ! زأل تخش!‪٠٠٠٠‬‬
‫[كو ‪٢١ -٢٠ : ٢‬؛ ‪ .‬فمع أن كلمة ‪1‬ع‪٢00‬حعآ‪71‬ة تعني األكل وكذلك اللمس‪ ،‬فلتجثب التكرار وهمت‬
‫بمغادها األؤل‪ .‬ومن ثم وصف بولس ببراعة ما يفعله الرسل الكذبة؛ فؤم يبدأون بالمعتقد الخرافئ؛‬
‫ليس بمنع األكل فقط‪ ،‬بل بتحريم مجزد المضغ الخفيف أيصا؛ وإذ ينجحون في الوصول إلى هذا‬
‫الحذ يحزمون التذؤق‪ .‬وبعد ذلك يعتمون بادن مجزد اللمس باألصبع محظور‪.‬‬

‫‪ .١٤‬من شأن الطقوس أن يطبر المسيح‪ ،‬ال أن تخفيه‬

‫اليوم نلوم عن حى ذلك االستبداد في القوانين البشرية‪ ،‬والذي به تتعذب الضمائر التعيسة‬
‫بمراسيم ال حصر لها وبتطبيقها الذي ال يرحم‪ .‬وقد تحذك في موضع آخر عن القوانين التي‬
‫تتعتق بالتأديب‪ ٨.‬ماذا أقول عن طقوس تحجب عثا المسيح ودعيننا إلى رموز اليهودية؟ يقول‬
‫أوغسطينسى‪ :‬لقد ربط سيدنا المسيح شركة الشعب الجديد برباط األسرار المقنسة‪ ،‬قليى عددها‪،‬‬

‫‪,‬جع‪1‬أ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫خ؛‪ 33. 321‬ط(ل‪1. 19. 35 )٦١4‬‬ ‫انظر‪12. 290 ٤(. :‬‬ ‫‪٧‬‬
‫انظر أدناه‪ :‬الفصل الثاني عشر‪ ،‬الفقرات ‪.٢٧-٢٢‬‬ ‫‪٨‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١١٢‬‬

‫فائقة التميز في معناها‪ ،‬سهله جذا ممارستها‪ ٩ .‬ما أبعد تعذد الشعائر وكثرتها عن تلك البساطة! بل‬
‫حت رتع بال حر تمج عن هذه الشعائر التي نرى الكنيسة اليوم مشتبكه ومرتبكه فيها‪.‬‬

‫أعلر قدر الحيل الخادعة التي يدافع بها أناس ماكرون عن هذا الضالل‪ .‬يقولون بيننا كثيرون‬
‫من البسطاء وغير المتضلعين‪ ،‬بقدر ما وحن أمثال هؤالء بين شعب إسرائيل؛ لهذا أوجد هذا النوع‬
‫األولي من التهذيب‪ .‬أتا عن األقوى من الشعب‪ ،‬فعلى الرغم من أئهم ليسوا بحاجه إليه‪ ،‬يجب‬
‫أأل يهملوه إذ يرون فائدته لإلخوة األضعف بينهم‪ .‬أجيب بأئنا لسنا نجهل واجبنا نحو اإلخوة‬
‫األضعفين؛ ولكئنا على العكس‪ ،‬نعترض بأن ليس هذا هو االعتناء بالضعغاء‪ :‬أن يعزقوا تحت أكوام‬
‫من الطقوس‪ .‬فلم يكن عبها أن مهرنا الله عن القدماء بأن شاء أن يعتمهم من خالل العالمات والصورًا‬
‫فيما يعنمنا نحن بأكثر بساطة‪ ،‬من دون كز هذه الزخارف‪( .‬يقول بولس) كما أن الطفل القاصر‬
‫يقوده معتمه بحسب مقدرة سته‪ ،‬ويظز هكذا تحت وكالته‪ ،‬بقي اليهود تحت وصاية الناموس‬
‫[غل ‪ .]٣—١ : ٤‬أما نحن فكالبالغين‪ ،‬إذ تحزرنا من الوصاية والوكالة‪ ،‬ال حاجة بنا إلى الطرق‬
‫البدائية‪ .‬من المؤنمد أن الرب رأى ما يكون نوع شعب كنيسته‪ ،‬وكيف يلزم أن تدار شؤونهم‪.‬‬
‫وكما قلنا‪ ،‬لقد ميزنا في هذا المجال عن اليهود‪ .‬ولذا إن كتا نريد أن نفيد البسطاء‪ ،‬بات من الغباء‬
‫أن دحيي لهم نوعا من اليهودية تشحه [مجيء؛ المسيح‪ .‬وهكذا وضع المسيح نوذه السمة التي‬
‫تميز االختالف بين السعيين القديم والجديد بكلماته هو‪ ،‬عندما قال للمرأة السامرية ثادي ساعة‪،‬‬
‫زهئ اآلن‪ ،‬حيئ الشاحذون انخقيبؤوذ يشحذون بآلب دالروح ؤالحقا‪[ ٠‬يو ‪٢٣: ٤‬؛‪ .‬وقد حدث‬
‫هذا فعأل‪ .‬وفي هذا يختلف الشعب الجديد عن القديم في أن عبادة الله الروحية تحت [ناموس؛‬
‫موسى تصورت‪ ،‬بل ئئتغت‪ ،‬إن جاز القول في طقوس وشعائر عديدة؛ أتا اآلن وقد ازيلت هذه‪،‬‬
‫فإذ عبادته قسم ببساطة أكثر‪ .‬وعلى ذلك فإذ خنن ال يميز هذا الغرق إتما يقلب النظام الذي أسس‬
‫له المسيح وقدسه‪.‬‬

‫(قد تسألني) أال نعطي إدا الجهالء طقوسا لتعينهم في عدم خبرتهم؟ لسك أقول بذلك؛ فاي‬

‫‪.‬ئ؛‪ 33. 200‬أ‪¥. 1.1 )١٠‬ا‪ 1‬؟‪٢،‬عكبرحك ‪,‬جعا‪81‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪12. 252(. :‬‬ ‫‪٩‬‬
‫‪١١١٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل العاشر‬

‫وجب أن يحافظ على قلة عددها‪ ،‬وبساطة ممارستها‪ ،‬وكرامة تمثيلها؛ ويشمل ذلك الوضوخ‬
‫أيشا‪ .‬ماذا يكون جدوى القول إذ هذا لم يحدث؟ ألن الحقيقة تبصرها كز العيون‪.‬‬

‫‪ .١٥‬فساد الطقوس الغمرة ذبائح كفارقة‬

‫أتعرض االن في عجلة لالراء الخبيثة التي تنشزبها عقول البشر‪ :‬وهي أن الطقوس ذبائح‬
‫وتقدمات بها يراخى الله‪ ،‬وتغغز الذنوب‪ ،‬وينال البر والخالص‪ .‬سوف ينكرون أن أخطاء غريبة‬

‫أثا األعمال الموصى بها من الله فيجازى‪ ،‬ألن معطي الوصايا نفسه يقبلها كبرها؟ على طاعته‪.‬‬
‫ولذا ال تستمد هذه األعمال قيمتها من استحقاقها أو جدارتها‪ ،‬بل ألن الله يثغن عاليا طاعتنا له‪.‬‬
‫هنا أتحدث عن الكمال في األعمال الذي أوصى به الله‪ ،‬ولكئه ليس من صنع األنسان‪ .‬فإذ أعمال‬
‫الناموس التي نقوم بها‪ ،‬تكتسب نعمة من فضل الله فقط‪ ،‬ألن طاعتنا في فعلها سقيمة وضعيفة‪ .‬لكن‬

‫لتا لم تكن قيمة األعمال من دون المسيح موضوع نقاشنا هنا‪ ،‬فلنتجاوز هذا السؤال‪ .‬من ثم أكرر‬
‫فيما نحصر الفكر اآلن‪ :‬إذ مهما كان في األعمال من قيمة ترفيها‪ ،‬فهو بسبب الطاعة التي‬
‫يشها الله كما أعلن على فم النبتي‪ :‬لم أكتمكم وال أوصيثكم ‪ . . .‬من جهة محرقة وذبيحة‪ ،‬بل‬

‫أوصيتكم بهذا األمر(وحده) أن أصغوا لي‪ ،‬وبذا تسمعون صوتي [ار ‪ ٢٣-٢٢ :٧‬مع إعادة‬

‫وفوق ذلك‪ :‬أليس هذا إثائ يستحق التوبيخ‪ ،‬أن يستعرضوا طقوسا مبهمة ال يمكن فهمها‪،‬‬
‫كمشهد على مسرح‪ ،‬أو كشعون؛ سحرية؟ تكون جميع الطقوس فاسدة ومضرة قطائ ما لم تأب‬
‫بالناس إلى المسيح‪ .‬أثا تلك الطقوس التي تبتدعها البابوية فال عالقة لها بالتعليم‪ ،‬بحيث تستعبد‬
‫الذاسألشاراتالمعذىلها‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١١٤‬‬

‫أخيرا‪ ،‬حيك‪ ،‬يسود جشع البطون ويستحكم مكرها البارع‪ ،‬يبدو أن الكثير من الطقوس‬
‫اخترعه كهنة طغاعون من صفار النفوس كوسيله الصطياد المال‪ .‬ولكن مهما كان منشًاها‪ ،‬تعهر‬
‫جميعها للربح البذيء بحيث ينبغي أن نستأصل العديد منها‪ ،‬إن شئنا أن نحزر الكنيسة من هذه‬
‫المتاجرة الدنسة‪.‬‬

‫‪ .١٦‬التطبيق العام لألفكار الئئغق عليها‬

‫إذ بدوت كأتي لست أعلم بعقيد؛ مستدامة حول القوانين البشرية‪ ،‬إذ إذ هذه المداولة تدور‬
‫حول موضوع ذي صلة بعصرنا هذا‪ ،‬فال أظئ أن شيقا قيل بحيث ال يضحي مغينا لجميع العصور‪.‬‬
‫فإته كآما تتسرب هذه الخرافة‪ ،‬أي أن الناس يريدون أن يعبدوا الرب بخياالتهم المكذوبة‪،‬‬
‫تتردى جميع الوصايا واألحكام المعطاة بقصد إقامة العبادة وئا إلى هذه المساوئ البشعة‪ .‬ألن‬
‫الله يهذد جميع األجيال — وليس جيأل معيقا فقط — بهذه اللعنة؛ أئه يضرب بالعمى والذهول من‬
‫يعبدونه بحسب الوصايا التي يعتم بها الناس [اش ‪١٤-١٣:٢٩‬؛‪ .‬وهذا العمى طالما يدفع الذين‬
‫يستهترون بإنذارات الله الكثيرة‪ ،‬ويشتبكون بارادتهم العنيدة في هذه المصايد المميتة‪ ،‬إلى اعتناق‬
‫جميع صنوف السخافات‪ .‬لكن لنفرض أدك تريد ببساطة أن تفهم تلك التقاليد التي تدوم على مر‬
‫العصور — بغض النظر عن الظروف الحالية — وتلك التي ينبغي أن تنبذها الكنيسة أو يمجدها كز‬
‫عاقل وتقتي؛ أعتقد أن ما قلناه آنثا ‪ ١ ٠‬سيظز تعريعا واضخا ومؤغذا‪ :‬وهو أن جميع القوانين عدا‬
‫كلمة الله‪[ ،‬أي] القوانين التي يصنعها البشر هي إتا لوصف كيفية عبادة الله‪ ،‬أو لتقييد الضمائر‬
‫بالتحرج والتخويف‪ ،‬كما لوكانوا يصوغون القواعد لكز ما هو ضروري للخالص‪ .‬وإن اضيفت‬
‫العيوب األخرى إلى أحد هذين الجانيين من التعريف — نمكونها تحجب وضوح األنجيل بسبب‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.١‬‬ ‫‪١٠‬‬


‫‪١١١٥‬‬ ‫الكتاب الرايع‪ -‬الفصل العاشر‬

‫‪ .١٧‬يستحيل أن ثعتبر القوانين الرومانية قوانين كنسية‪ ،‬كما يعتقدون‬

‫إئني أسمع الجواب الذي يقولونه ألنفسهم — أة تقاليدهم ليست من ذواتهم بل من الله‪ .‬ألئهم‬
‫يقولون إة الروح القدس يهيمن على الكنيسة فيعصمها من الخطأ؛ وإة سلطتها تكمن فيها [أي في‬
‫التقاليد؛‪ .‬إذا دثئم بصخة هذه النقطة‪ ،‬يتحئم قطائ أة تقاليدهم هي إعالنات وحي الروح القدس‪،‬‬
‫فال يمكن االزدراء بها ما لم يكن ازدراة مشيائ لله‪ .‬ولكيال يظهروا وكأئهم حاولوا أى شي؛ يفتقر‬
‫إلى تأييد الشواهد المقنعة‪ ،‬يريدون أن نصدق أة غالبية ممارساتهم نزلت علينا من قتل‪ ،‬الرسل‪.‬‬
‫ويجزمون بأة مثاأل واحذا يبين بما فيه الكفاية ما فعله الرسل في مواقف أخرى‪ ،‬عندما أمروا‬
‫األمميين بقرار المجمع الذي عقدوه أن يمتنعوا عن نجاسات ما دبح لألصنام والمخنوق والدم‬
‫[اعه‪٢٠:١‬و‪٢٩‬؛‪.‬‬

‫لقد بيتا أيصا في موضعآخر كيف يغلطون باستعمال لقب زائف للكنيسة لتعظيم ذواتهم‪١ ١ .‬‬
‫ففيما يتعلق بالمسألة القائمة‪ ،‬لنفرض أئنا بنزع كز األقنعة والمظاهر الكاذبة‪ ،‬نحذق جينا إلى‬
‫ما ينبغي أن يكون اهتمامنا األول واألهإلم‪ ،‬وهو نوع الكنيسة التي يريدها المسيح؛ وبذا يمكننا‬
‫أن سداكل‪ ،‬نموذجها ونقبس ذواتنا بها‪ .‬عندئذ نرى بسهولة أئها ليست كنيسة تستهتر وتسرف‬
‫وتلهو بذاتها‪ ،‬باختراق حدود كلمة الله وسئ نواميس جديدة‪ .‬أليس الناموس الذي ائزل وه دائم‬
‫الصالحية مدى األزمنة وإلى األبد؟ اص انكآلم الذيأوصيكم‪.‬دهاضضوا وئهاألتزذءيهؤأل‬
‫تتعش مئهاا [تث ‪٣٢: ١٢‬؛‪ .‬نعز اض‪ :‬أأل ثرذأ وآل تغص من كلمة الرب ‪1‬القأل يؤبحلق ئتكدرب‪,1‬‬
‫[ام ‪٦:٣ ٠‬؛‪ .‬ال يستطيعون أن ينكروا أة هذه الوصية كانت موجهة للكنيسة‪ .‬إدا ماذا يعلنون أيشا‬
‫سوى استعصائها وتمردها‪ ،‬فها هم يتفاخرون‪ ،‬على الرغم من هذه التحريمات‪ ،‬بأة [الكنيسة؛‬
‫تجاسرت فأضافت وخلطت شيائ من صنعها مع تعليم الله؟ حاشا لنا أن نصادق على ضاللهم الذي‬
‫يجلبون به اإلهانة الفادحة على الكنيسة! لكن لنفهلم جينا أئه كتما يتأثل المرء هذا التهور البشري‬
‫الجامح — والذي ال يستطيع أن يلتزم بالوصايا اإللهية بل يسترسل متهتأل في اختالق بدعه ‪-‬‬
‫يتضح االدعاء الباطل للقب الكنيسة ‪ .‬فال يوجد أي تعقيد أو غموض أو إبهام في هذه‬
‫الكلمات التي تحزم على الكنيسة الجامعة أن تزيد أو يعص من كلمة الله‪ ،‬فيما يخض عبادة الرب‬
‫أو تعاليم الخالص‪.‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الثاني‪ ،‬الفقرة ‪.٤‬‬ ‫‪١١‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪١١١٦‬‬

‫ولكئهم يقولون إثما اعطيت هذه الوصية بشأن الناموس وحده‪ ،‬ثم عقبته النبوات وخدمات‬
‫اإلنجيل‪ .‬واقرأنا حعا بذلك؛ كماأضيف أيشاأن هذه بعينهاتكمالت للناموس وليست إضافات‬

‫إليه أو اختزاالت منه‪ .‬الرت لم يسمح بان يزاد شيء على خدمة موسى أو أن يعص منها — مع‬
‫كونها محتجبة وقاتمة‪ ،‬إن جاز القول‪ ،‬بسبب أغعليتها الكثيرة — إلى حين يعطي تعليثا أوضح‬
‫خال خذامه األنبياء‪ ،‬وأخيرا عندما يتكتم في ابنه الحبيب‪ .‬لماذا إدا يلزم أن نحسب أنفستا‬
‫ل*‬ ‫من‬
‫ممنوعين بأشذ حظر أن نزيد على الناموس واألنبياء والمزامير واإلنجيل؟ ألن الرث الذي أعان‬
‫منذ القدم أن ال شيء يغضبه بقدر العبادة التي تتأنف من مخترعات البشر‪ ،‬لم بخن ذاته‪ .‬هاك‬
‫منبع تلك الكلمات العجيبة التي تكتم بها األنبياء والتي ينبغي أن ترن دائائ في اذاننا‪ :‬ائي لم‬
‫اكلم آباض ؤآل اؤصسهم يؤم كأحملجتهم مى ازض بضز [كلماب؛ بى جهة محزوب ؤدبيحة‪.‬‬
‫تل إئقا ًاؤطثتهم يهذا األئر وايأل‪ :‬اشغفوا صؤتي قاسمون لكم إلها‪ ،‬ؤارتم ئكونوذ بي سبا‪،‬‬

‫لهؤذا االستفاع اضل ج الذبيحة‪ ،‬ؤاإلائء اضل من ئخم الكباش‪ .‬ألة الئتؤق كخطئة‬

‫زالهزانيم [ ‪ ١‬صم ‪ .]٢٣-٢٢ :١٥‬لذلك‪ ،‬لنا لم يكن ممكائ أن‬


‫**‬ ‫العزائه‪ ،‬ؤالعائد كالوك دن‬
‫نتغاضى عن تهمة عصيان كز هذه البدع البشرية التي تخلقها سلطة الكنيسة وتدعمها‪ ،‬فغي‬
‫ذلك ما يكفي للصق هذه الئهمة — باطال — بالكنيسة‪.‬‬

‫‪ .١٨‬القواس الروهائة التعودالى الرسل‪ ،‬وال ستقلب الرسولفي‪,,‬‬

‫لهذا السبب نندد بال تحئظ باالستبداد الذي يفرضه تقلين بشري علينا بغطرسة واستكبار‬

‫باسم الكنيسة‪ .‬فإدنا لسنا نزدري الكنيسة (كما يدعي خصومنا — كذبا — كيما يجمعوا الجمر‬
‫على رؤوسنا)؛ بل نبجلها ونطيعها بقدر ال يضاهى عظمته احد‪ .‬اثا من يسببون تمردها على ربها‪،‬‬
‫‪٠٠‬‬ ‫مح ‪٠٠‬‬
‫فأولئك هم من يجلبون عليها األذى والعار عندما يزعمون لها الخروج من تخوم كلمة الله‪ .‬إئني‬
‫احجم عن التحدث عن الرقاعة وقلة الحياء المشينة — وكذلك الخبث المضير — التي يسترسلون‬
‫بها في مبالغة سلطة الكنيسة‪ ،‬فيما يحجبون ما أوصاها به الرب‪ ،‬والطاعة التي تستوجبها وصاياه‪.‬‬
‫أثا إذا تنبهنا إلى قبول ما دعتم به الكنيسة — وهو ما يجب ‪ -‬فيلزم أن نتنسمر نحن والكنيسة أيائ ما‬
‫‪١١١٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل العاشر‬

‫يطلبه الرب مثا ومنها‪ ،‬وأن نلتزم بإطاعته إجماعا‪ .‬ألئه ال شك في أتنا سوف نؤدد الكنيسة يكز ما‬
‫أوتينا من إرادة وإخالص‪ ،‬إذا نحن والكنيسة أظهرنا ذواتنا مطيعين للرب في كز شيء‪.‬‬

‫أتا أن بغزى أصل هذه التقاليد (التي تكبلت بها الكنيسة جوزا حتى عصرنا هذا) إلى الرسل‪،‬‬
‫فهذا خداغ محض؛ ألن تعليم الرسل برتته يرمي إلى هذا الهدف‪ :‬أآل تثعل الضمائر بممارساب‬
‫جديدة أو دلؤث عبادة الله بمخترعاتنا البشربة‪ .‬إته لو وجد أي شيء يوجب التصديق في مستودعات‬
‫التاريخ أو في السجالت القديمة‪ ،‬فالرسل ال يجهلون فقط ما تنسبه الكنيسة الرومانية إليهم بل لم‬
‫يسمعوا به على اإلطالق‪.‬‬

‫فليكثوا عن الهراء يأن معظم إقرارات الرسل التي لم تدؤن‪ ،‬تقيلتها (الكنيسة) فشاعت بكثرة‬
‫االستعمال‪ .‬واإلشارة هنا هي إلى األشياء التي لم يغهمها الرسل لتا عاش المسيح وسطهم بل‬

‫من المعنى يجيد أداءها صفار كهنه أغبياء (الحيل الذين ال يفقهون السباحة وال األدب )‪ ١٣٠‬في‬
‫الواقع‪ ،‬يقئد األطفال والمهرجون هذه اإليماءات ببراعة تؤلهلهم أن يكونوا المؤدين الرسميين‬
‫لمثل هذه الطقوس المقدسة! (حتى) لو لم توجد سجآلت تاريخية‪ ،‬الستطاع ذوو األلباب أن‬
‫يستنبطوا من حقائق الواقع أن ركاتا عظيائ كهذا من الطقوس والشعائر لم يهبط بفته على الكنيسة‪،‬‬
‫بل زحف إليها تدريجيا‪ .‬فبعد ذلك الرعيل من األساقفة القديسين الذين تاخموا العصر الرسولى‬
‫لم يتميزوا‬ ‫أحدهم دلو اآلخر‬ ‫ورسموا بعضن القواعد ذات الصلة بالنظام والتأديب‪ ،‬جاء رجاز‬
‫بما يكفي من الكياسة‪ ،‬بل انشغلوا بما ال يعنيهم وأفعمتهم شهوانهتهم‪ .‬كما قناقش كز متأحر منهم‬
‫مع أسالفه على اختالق ما هو جديد‪ ،‬بحيث لم يسمح بأن يتجاوزوه في حماقة بذعه‪ .‬ولقا كان‬
‫خطر اإلهمال والنسيان بحدق ببدعهم (التي كانوا يبتغون بها مديح خلفائهم)‪ ،‬باتوا أكثر تشذدا‬
‫في المطالبة بممارستها‪ .‬فتوئد من هذه الغيرة الشريرة الجزء األعظم من هذه الطقوس التي ينادون‬
‫لنا بكونها رسولية األصل‪ ،‬كالبائع المتجول الذي يصيح منادبا على بضاعته‪ .‬وهذا أيصا ما تؤبده‬
‫صفحات التاريخ‪.‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الثامن‪ ،‬الفقرش ‪ ١٣‬و‪.١٤‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫يقتبس كالثن قوق ألفالطون‪ .‬انظر‪ 111. 689 0. :‬ا‪0‬أ ‪[=<10,‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١١٨‬‬

‫(تراكمات طقوس عقيمة ردعى زيغا رسولية ‪ :‬إرغام للضمائر الضعيفة‪)٢٢ — ١٩ ،‬‬

‫‪ .١٩‬تراكم الطقوس العديمة الجدوى في عصر ما بعد الرسل‬

‫ولكي ال نسهب في سرد قائمة كاملة بهذه التقاليد ‪ ،‬سوف نكتفي بمثال واحد‪ .‬فلقد كانت‬
‫ممارسة العشاء الربانى في عصر الرسل بسيطة للغاية‪ .‬وأضاف خلفاؤهم شيائ لتعزيز وقار السر بما‬
‫ال يستدعي اإلدانة‪ .‬أتا بعد ذلك‪ ،‬فجاء أولئك المقتدون الجؤال الذين أضافوا رقعه هنا ورقعه هناك‬
‫من وقب إلىآخر‪ ،‬فصنعوا تلك األزياء الكهنوتية وزخرفات المذابح واإليماءات التي نشاهدها في‬

‫معتمذا كلمات أوغسطينس نفسه وال أحد سواه‪( .‬يقول) يمكننا أن نفهم تلك األشياء التي يحتفل‬
‫بها العالم كته‪ ،‬على أن الرسل أنفسهم قد أسسوا لها أو اعتمدتها المجامع العامة‪ ،‬وبسلطه يبز‬
‫الجميع بغائدتها البداءة للكنيسة‪ .‬ومن مثال هذه نذكر الشعائر التذكارية الالم المسيح واالحتفال‬
‫بقيامته وصعوده إلى السماوات‪ ،‬وبحلول الروح القدس‪ ،‬وما شابهها من أحداث تحتفل بها‬
‫الكنيسة كتها‪ ،‬أينما انتشرت‪ ١٤١٠.‬ولغا كان أوغسطينس قد سرد قته من األمثلة‪ ،‬فئن ال يرى أئه‬
‫قصد األشارة إلى مراجع جدير؛ بالثقة والتصديق؛ ومن ال يوقر االحتفاليات التي مورست في تلك‬
‫األزمنة؛ أي تلك الشعائر البسيطة والمتعتقة والنادرة الحدوث فقط‪ ،‬والتي من شأنها بناء الكنيسة‬
‫وحغظ نظامها؟ وما أعظم الغرق بين هذه‪ ،‬وتلك التي يفرضها أسياد روما البتزاز الشعب بترويج‬
‫كز شعيرؤ تافهه على أدها رسولية المصدر!‬

‫‪ .٢٠‬أوغسطينسمفتزا‬

‫ولكيال أرهق ذهن القارئ‪ ،‬أكتفي بمثالب واحد فقط‪ .‬إن سألهم أحد‪ :‬من أين يأتي ماؤهم‬
‫المقذس؟ يجيبون توا من الرسل ‪ .‬كأن صفحات التاريخ ال تعزو هذا االختراع إلى أسقي ما‬
‫أو إلى آخر في روما‪ ،‬والذي لو أمكنه أن يستشير الرسل لما سمحوا له بأن يلوث مياه المعمودية‬
‫برمز غربب كهذا وخارى لتياقة! زد على ذلك‪ ،‬أتني أشك في أن أصل تكريس الماء هذا يعود إلى‬
‫الزمن الذي تحذده سجآلت التاريخ‪ .‬ألن قول أوغسطينس إذ كنائسق معينة في زمانه نغرت من‬

‫‪,‬جاالأ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫‪٥٠.‬؛‪٧. 1.1 )11 33. 200‬ا‪1‬‬ ‫انظر‪12. 252 ٤(. :‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪١١١٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل العاشر‬

‫مزاولة غسل األرجل تقلينا للمسيح‪ ،‬لئأل يبدو هذا الطقس وكأته يمث إلى المعمودية بصلة؛‪١٥‬‬
‫يعني أته لم يكن ثئة نوع من القسل يشابه المعمودية‪ .‬ولكن مهما كان األمر‪ ،‬نإئئي ال أور بأي‬
‫باستذكارها هكذا بإشار؛!‪٠٠‬بومية‪ .‬ليست ممارسة كهذه من‬
‫حم‬ ‫ن األحوال ‪٠‬بأن المعمودية تتكرر‬
‫ح‪٠‬ال‪٦‬من‬
‫روح الرسل‪ .‬ولسث أرغب أن أطيل ذكر أن أوغسطينس هذا نفسه نسب إلى الرسل أشياء أخرى‬
‫في مواضع أخرى‪ .‬فألذ عباراته في هذا الصدد مجرد تكهنات‪ ،‬يتحئم أآل تكون األساس الذي‬
‫نبني عليه الحكم في أمور عظيمة الشأن كهذه‪ .‬أخيرا‪ ،‬لنفرض أتنا نقز بأن األمور التي يذكرها قد‬
‫أتت فعأل من الرسل؛ فال يزال هنالك فرق شاسع بين تأسيس تدرب لممارسة التقوى يستطيع‬
‫المؤمنون أن يزاولوه بحرية الضمير‪ ،‬أو (إذا لم يخدم غرضهم) أن يمتنعوا عنه‪ ،‬وبين فرض قانون‬
‫يحتبل ضمائرهم في سرك العبودية‪ .‬أتا اآلن‪ ،‬وكائائ مر‪ ،‬كان منشئ تشريعهم‪ ،‬فبعد أن رأينا قدر‬
‫ععلم األذى الذي أوقعوه‪ ،‬لن يمنعنا شيء أن نلغي تشريعاتهم من دون تجريح لمؤلفها‪ .‬ألئها لم‬
‫خ‬ ‫و له‬
‫ثزك بحيث تدوم بال تغيير‪.‬‬

‫‪ .٢١‬قرارأعمال الرسل ه ‪٢٠: ١‬‬

‫وال يدعم قضيتهم كثيرا االدعاء بمثال الرسل لتبرير استبدادهم‪ .‬يقولون عن الرسل وشيوخ‬
‫الكنيسة األولى إتهم صاغوا قرارا خارجا على وصية المسيح‪ ،‬فرضوا به على جميع األمميين‬
‫أن يمتنعوا عن تناول اللحم المذبوح لألصنام‪ ،‬وعن أكل لحم الحيوان المخنوق‪ ،‬وعن الدم‬

‫نير على عنق التالميذ [اع ‪ ]١٠ :١٥‬إنه يقوض رأيه هو إذا كان ليقبل الحعا أن يوضع نير على‬
‫أعناق المؤمنين‪ .‬ولكئ (النير) يوصع إذا أفتى الرسل بمحض سلطتهم بأن يمتع األمميون أن تنشوا‬
‫المذبوح لألصنام‪ ،‬أو الدم‪ ،‬أو المخنوق‪ .‬ومع ذلك ال يظل هنالك وازع يبعث على التحرج من‬
‫أته يبدو أن الرسل والشيوخ يمنعون هذه‪ .‬ولكئه من السهل أن يزول التحرج‪ ،‬إذا التفتنا بالتدقيق‬
‫إلى المعنى الحقيقى لذلك القرار الذي يهدف أؤأل وأخيرا إلى تعزيز أهمية ترك الحرية لألمميين‪،‬‬
‫وحمايتهم من لهم وجوب حفظ الناموس [اع ه ‪ ١٩: ١‬و‪ ٢٤‬و‪ .]٢٨‬إلى هذا الحذ يوتد ذلك‬

‫‪0,‬اااأ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫‪. 18. 33‬‬ ‫‪ ٤٢.‬؛‪33. 320‬‬ ‫انظر‪12. 289(. :‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫جون كالثن‪ .‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١١٢٠‬‬

‫حجتنا‪ .‬ولكئ استثناه يتبع مباشرة [اع ‪ ٢٠ :١٥‬و‪٢٩‬؛‪ .‬أتا الرسل فلم يأتوا هنا ينامس جديد‪ ،‬إذ‬
‫هو األمر اإللهي واألبدي أأل ينتهك ناموس المحبة‪ .‬وهذا ال ينقعريح مقدار ذرة من تلك الحرية‪ ،‬بل‬
‫يحذر األممبين من أن يحرصوا على ضبط أنفسهم أمام إخوتهم بحيث ال يعثرونهم بسوء استخدام‬
‫حريتهم‪ .‬فلتكن هذه النقطه الثانية‪ .‬أن يتمدع األممؤون بحرده ال دسبب الضرر‪ ،‬من دون أن يعبروا‬
‫إخوتهم‪ .‬ومع ذلك فإذ الرسل يوصون بشي؛ محند إذ يعتمون ويخضصون — بقدر ما يلزم مراعاته‬
‫األشياء التي يمكن أن تعتر اإلخوة كيما يتجئبوها‪ .‬وبذلك‪ ،‬ال يضيفون وصيه‬ ‫في ذلك الحين‬
‫جديد؛ إلى ناموس الله األبدي الذي يحزم وضع العثرة أمام اإلخوة‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٢‬المسؤولية نحواإلخوة الضعفاء‬

‫[هنا يشيه تعليم الرسل؛ بما لوكان رعاة أمناء لكنائس يافعة يعتمون كز رعيتهم باه ينبغي أن‬
‫يعتكف المؤمنون عن تناول اللحم في الفتن أيام الجمعة‪ ،‬أوعن العمل جهرا في األيام المقدسة‪ ،‬أو‬
‫ما شابه ذلك إلى أن ينضج األخوة الضعفاء ويتقؤوا في إيمانهم‪ .‬فعلى الرغم من كون هذه األمور‪-‬‬
‫إذا تغاضينا عن الخرافات — ال تقذم وال تؤحر؛ عندما تسبب العثرة لإلخوة ال يمكن فعتها من‬
‫دون الوقوع في الخطأ‪ .‬أائ حاجة العصر فتقتضي أة المؤمنين ال يستطيعون أن يظهروا غير مبالين‬
‫من دون أن يسيبوا جرحا فادحا لضمائر إخوتهم‪ .‬مرع سوى الئغتري سوف يقول إئهم (أي الرعاة‬
‫األمناء) بهذا يضعون قاعد؛ جديدة‪ ،‬فيما هو جلي أئهم يؤخذون خطوات وقائية فقط ضن حدوث‬
‫أفعاني مخزية حرمها الرب؟ كما ال يمكن باألحرى أن يقال هذا عن الرسل‪ ،‬هم الذين لم يقصدوا‬
‫سوى إزالة احتمال حدوث العثرة تأيذا للناموس اإللهي الذي ينهى عن تعثير األخوة‪ .‬فإئه كما‬
‫لو كان قد قال‪ :‬القد أوصى الرب بأأل تجرح أحا ضعيعا؛ ومن ثم ال يمكنك أن تأكل لحائ متا‬
‫دبح لألصنام‪ ،‬أو لحيوابا مخنوق‪ ،‬أو دائ من دون أن تعتر األخوة الضعفاء‪ .‬لذلك نوصيكم بما‬
‫أوصت به كلمة الرب أأل تاكلوا متا يسبب العثرة‪ .‬وبولس هو أنسب من يشهد أة هذا بعينه ما‬
‫كان في فكر الرسل‪ .‬فلقد كتب ما يلي مؤتذا قرار المجمع‪ :‬وأتا من جهة ما ذبح لألوثان‪ ...‬نعلم‬
‫أن ليس للوثن وجود حقيقي‪ . . .‬لكئ أناسا — عن ضمير ‪ -‬يكلون ما ذبح للوثن بحسب اعتقادهم‬
‫بوجود األصنام‪ .‬فضمير هؤالء إذ هو ضعيف يتنجس‪ .‬ولكن انظروا لئأل تصير حريتكم هذه معثرة‬
‫للضعغاء [ ‪١‬كو ‪ ١ :٨‬و‪ ٤‬و‪ ٧‬و‪ - ٩‬ترجمة كالثن؛‪ .‬إة من يدقق في هذه األمور جبذا‪ ،‬لن يخدعه‬
‫الحائ تمويه من يتخذون الرسل ذريعة للطفيان‪ ،‬كما لو كان الرسل قد وضعوا بهذا القرار (سئة‬
‫جديدة) للتعذي على حرية الكنيسة‪.‬‬
‫‪١١٢١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل العاشر‬

‫أتا لكيال يتمكنوا من الهرب من ورطتهم بدون أن يوتدوا رذنا على اعتراضهم باعترافهم‬

‫فليجيبوفي بأي حى تجزأوا على أن يطلوا ذلك القرار الرسولى‪( .‬يقولون) ألئه لم يزل هنالك خطر‬
‫من تلك العثرات التي قصد الرسل أن تقجئب‪ .‬كانوا يعلمون أة (صالحية) القانون تقيم على أساس‬
‫الهدف الذي يرمي إليه‪ .‬لذلك لتا كان هذا القانون قد ؤضع بقصد تعزيز المحبة‪ ،‬فال يحتوي‬
‫شيائ سوى ما يحذ على المحبة‪ .‬فلتا يعترفون بأة التعذي على هذا القانون ال يقل عن كونه خرائ‬
‫لوصية المحبة‪ ،‬أال يقرون بأة هذا ليس إضافة متكتفة إلى ناموس الرب‪ ،‬بل توجيه إيجابى للتعامل‬
‫مع ظروف الزمن وعاداته؟‬

‫(التقاليد والتدع البشرتة في العبادة‪ ،‬يدينها الكتاب المقدس والمسيح نفسه‪)٢٦ —٢٣ ،‬‬

‫‪ .٢٣‬االحتكام إلى سلطة الكئيسة يناقض بية الكتاب المقدس‬

‫ولكن على الرغم من أة أمثال هذه المراسيم ظالمة مائت المرات وتضزنا جذا‪ ،‬فهم يجادلون‬
‫بأرها ينبغي أن لطاع بال استثناء‪ .‬فالمسألة ليست مسألة قبولنا بالضالالت‪ ،‬بل أئه ينبغي أن نحتمل‬
‫فقط األوامر القاسية التي يصدرها قؤادنا‪ ،‬باعتبارنا مرؤوسين‪ ،‬وأئنا ال نملك حق الرفض‪.‬‬

‫أتا هنا أيثما فيواجههم الرب على أفضل وجه بحق كلمته‪ ،‬وينقذنا من تلك العبودية فيدخلنا‬
‫في رحاب الحردة التي اشتراها لنا بدمه المقدس [‪١‬كو ‪ ،]٢٣:٧‬والتي ختم يفتها بكك أكثر‬
‫من مرة‪ .‬فليس المقصود هنا (أي بكلة المراسيم التي تفرضها روما) أن نحتمل مجرد قمع‬
‫جسدي قادس (كما يزعمون بخبثهم) بل أن تتعنرب ضمائرنا كالعبيد إذ دحرم حريتها (أي مذ‬

‫جدوى دم المسيح)‪.‬‬

‫بل دعونا نتجاوز هذا أيصا كما لو كان أمرا هيائ‪ .‬فما عسانا نطئ قدر أهمية حرمان المسيح‬
‫من ملكوته الذي يدعيه لذاته بإصرار وإلحاح؟ إئه سلبا منه عندما يعتد بأنظمه وطقوس‬
‫يخترعها اإلنسان‪ ،‬بينما يشاء (المسيح) أن يحشب المقئن الوحيد لعبادته‪ .‬ولكيال يظن أحذ أة‬
‫هذا األمر طفيف‪ ،‬دعونا نسمع إلى أي حذ يثتنه الرب‪ .‬يقول‪ :‬ألة هذا السغبة وئ‪ . . .‬صازت‬
‫محاهتهم مني زصيه [أو تعاليم] الائس تغتتًا‪ ...‬هاثذا اعود اصنع يهذا السغب غجائ زغجييا‪،‬‬
‫قبيت حكتًا حكتاده‪ ،‬ويحتفي وهم وهتائهاا [اش ‪ .]١٤-١٣:٢٩‬وفي نعل آخر (يقول)‪:‬‬
‫الجدد الذين أحضرهم ملك بابل ليقيموا في السامرة‪ ،‬مزقتهم وأكلتهم السباع ألئهم كانوا‬
‫يجهلون أحكام إله تلك األرض وفرائضها‪. .‬وهع أئهم لم يخطوئا في إقامة الطقوس‪ ،‬لم تكن‬
‫بهرجتهم الفارغة مقبولة عند الرب؛ وفي أثناء ذلك لم يكذ عن عقاب انتهاك عبادته ألن البشر‬
‫كانوا قد ابتدعواآليات غريبة عن كلمته‪ .‬ومن ثم قيل إدهم في رعدة خوفهم من العقاب‪ ،‬أقاموا‬
‫الشعائر التي ينص عليها الناموس؛ ولكن ألئهم لم يكونوا بعد يعبدون اإلله الحقيقي بطهارة‪،‬‬
‫شيل عنهم مرن أئهم اتموا الرب ولم آلقوه [‪٢‬مل ‪-٢٤ :١٧‬ه‪٤١ ،٣٣-٣٢ ،٢‬؛‪ .‬من هذا‬
‫نستنبط أن جانبا من الوقار الذي نقنمه له‪ ،‬يكمن ببساطة في عبادته على النحو الذي يأمر به‪،‬‬
‫من دون خلط مخترعاتنا‪ .‬فكثيرا ما يغذق مديخ على الملوك األتقياء ألئهم سلكوا بحسب‬
‫جميع الوصايا اإللهية‪ ،‬ولم يحيدوا عنها دمنة أو يسرة [‪٢‬مل ‪٢-١ :٢٢‬؛ قارن ‪١‬مله‪١١:١‬؛‬
‫‪٤٣:٢٢‬؛ ‪٢‬مل ‪٢:١٢‬؛ ‪٣:١٤‬؛ ه‪٣:١‬؛ ه‪٣٤:١‬؛ ‪ .]٣:١٨‬وأقول أيشا إئه على الرغم ض‬
‫أن عدم الورع ال يظهر صراحة في بعض أنماط العبادة المصطنعة‪ ،‬فهو يدان بشنة من الروح‬
‫القدس ألئه يشكل انحراائ عن وصية الله‪ .‬قد يبدو أن مذ‪.‬وحآحاز الذي صئم على نموذج جيء‬

‫به من السامرة [ ‪٢‬مل ‪١٠ : ١٦‬؛ كان يمكنه أن يزين رونق الهيكل‪ ،‬حيث إذآحاز كان ينوي أن‬
‫يذبح هنالك لله وحده؛ ولذا قصد أن يكون أعظم بهاء من المذبح األصلي القديم‪ .‬ومع ذلك‬
‫درى كيف يمقت الروح القدس هذه اإلهانة‪ ،‬لمجرد أن اختراعات البشر في ما يتعئق بعبادة‬
‫الله ارما هي شوائب مفسدة [ ‪٢‬مل ‪١٨- ١٠ :١٦‬؛‪ .‬فبقدر ما ازداد وضوح إعالن إرادة الله لنا‪،‬‬
‫هكذا تتضاءل أعذار عدم احتشامنا في محاولة أي شيء‪ .‬لهذا تفاقمت جريمة منشى عندما أنشًا‬
‫مدبخا جديذا في أورشليم المدينة التي قال عنها الله في أورشليم أصغ ايي [‪٢‬مل‪٤:٢١‬؛‬

‫ألن سلطة الله االن زيت صراحه‪ ،‬إن جاز القول‪.‬‬

‫‪ .٢٤‬العبادة المشوبة رجش للرت‬

‫ينذهل الكثيرون من وعيد الرب بصرامه كهذه‪ ،‬بأن يصنع عجبا وعجيبا بالشعب الذي‬
‫عبده على أساس وصايا الناس [اش ‪ ١٤-١٣ : ٢٩‬؛‪ ،‬ويعلن أتهم باطأل يعبدونه بتعاليم هي وصايا‬
‫الناس [مت ه ‪٩ : ١‬؛‪ .‬أتا إن كانوا ليتأتلوا جينا في ما يعني أن يعتمدوا على ما يطلبه الرب فقط بما‬
‫يختض بالدين (أي على الحكمة السماوية)‪ ،‬فسوف آلضح لهم عندئذ أن ثئة حججا مقنعة يمقت‬
‫الرب بسببها تلك الشعائر الرجسة التي تمام أمامه بدافع من عناد الطبيعة البشرية‪ .‬فعلى الرغم من‬
‫‪١١٢٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل العاشر‬

‫أة الذين يتبعون تلك الطقوس في عبادتهم لله يظهرون نوعا‪-‬من الخشوع في إطاعتهم هذه‪ ،‬هم‬
‫في الواقع ليسوا بمئبعين يتاائ في عيتي الله‪ ،‬إذ إرهم هم أنفسهم يوصون بأداء هذه الشعائر نفسها‬
‫التى يمارسونها‪ .‬ولهذا السبب عينه يحذرنا بولس من أن يخدعنا الناس بكالم حسب تقليد الناس‪،‬‬
‫مح‬ ‫*‬ ‫‪٠٠٠‬‬ ‫‪*٠٠‬‬
‫وليس بحسب المسيح [كو ‪ ،]٨-٤ : ٢‬أوبما يستيه ع‪0‬اع‪ً£‬ا)ا‪1‬ز)‪00‬دع‪6‬غ‪ ،‬أي أعبادة **‬
‫نافلة من تدبير‬
‫الناس بحسب وصاياهم وتعاليمهم هم [كو ‪ ٢٢ :٢‬و‪٢٣‬؛ ‪ .‬إله جذ صحيح أن حكمتنا‪ ،‬بل حكمة‬
‫البشرية جمعاء‪ ،‬ينبغي أن تصير حماقة‪ ،‬إذ هي جميعها للغناء‪ ،‬كيما نفسح له وحده المجال أن يكون‬
‫حكيتا؛ وإذ ئن يتوقعون قبوله لممارساتهم الواهنة التي تصطنعها اإلرادة البشرية‪ ،‬والتي يقدمونها‬
‫له‪ ،‬كأئها كرهية وإطاعة صورية‪ ،‬هي في الواقع مقدمة للناس‪ ،‬فأولئك ال يسلكون في ذلك الدرب‬
‫(الذي يصفه بولس)‪ .‬وهكذا كانت ممارسة العبادة عبر قرون مضت‪ ،‬كما استمرت وبحسب ما‬
‫نذكر‪ ،‬وتظز اليوم أيصا حيثما لطاع سلطة المخلوق من دون الخالق [قارن رو ‪ : ١‬ه ‪٢‬؛‪ .‬هنالك‬

‫يدئس الدين (إن كان ال يزال مستحعا أن يدعى ديائ) بخرافارلى ال معنى لها تفوق ما اثصفت بها‬
‫كز وثنيه من قبل‪ .‬ألئه ماذا يستطيع أن تنتج عقل اإلنسان سوى كز ما هو دنيوى شهوانى خادلح‬

‫وهمى‪ ،‬مشابه حعا طبيعه صاحبه؟‬

‫ه ‪ . ٢‬تفنيد رد الرومانيين‬

‫يتذرع مناصرو الخرافات أيصا بأن صموئيل ذبح في الرامة وأن ذبيحته‪ ،‬على الرغم من كونها‬
‫بمعزل عن وصية الناموس‪ ،‬حازت قبوأل لدى الله [ ‪ ١‬صم ‪١٧:٧‬؛‪ .‬ولكئ نقفى هذه الحجة ليس‬

‫باألمر العسير‪ :‬لم يكن المذبح الذي قذم عليه ذبيحته مذبحا ثانيا إلى جانب المذبح الوحيد‪ ،‬لكن‬
‫لائ لم يكن موقع تابوت العهد قد تحذد بعد‪ ،‬أصبحت البلدة التي كان مقيتا بها مكادا مناسيا‪.‬‬
‫بالطبع لم يقصد النبي القذيمس أن يبتدع موقعا جديدا للشعائر المقدسة‪ ،‬إذ كان الله قد شدد على‬
‫تحريم إضافة أي شيء أو إنقاصه [تث ‪ .]٢ : ٤‬أتا مثل منوح فكان استثنائيا وفرينا من نوعه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين لسيحئ‬ ‫‪١١٢٤‬‬

‫‪ . ٢ ٦‬تحذير المسيح من خميرة الفزيسيين‬

‫يسألون‪ :‬لماذا إدا شاء المسيح أن يحتمل الناس تلك األعباء الثقيلة التي فرضها الكتبة‬
‫والغريسيون على كاهلهم؟ ال بل لماذا شاء هذا المسيح عينه — في موضعآخر — أن يحترز الناس ض‬
‫خميرة الغريسيين[مت‪٣:٢٣‬؛‪٦:١٦‬؛؟أائ أالخميرة‪ ٠٠‬كما فشرها الثير مشءفيثضد بهاكزى‬
‫يخلطه الناس بطهارة كلمة الله [مت ‪ .] ١٢ : ١٦‬فما عساه يكون أوضح من أئه يوصينا بأن نهرب‬
‫تجي لتعاليمهم باكملها؟ بهذا يتوحئح لنا في النعل اآلخر أيشا أن الرب ال يريد أن تتعكر ضمائر‬
‫شعبه بالتقاليد الخاصة بالغريسيين‪ .‬والكلمات نفسها‪ ،‬إذ لم تعؤج فقط‪ ،‬ال تتضئن شيائ كهذا‪ .‬ألؤ‬
‫الرب قصد بتللث الكلمات أن يهاجم بإصرار سلوك الغريسيين‪ ،‬كما أراد ببساطة أن يعلم مستمعيه‬
‫منذ البداية حتى ال يكعوا عن عمل ما يعلم به الغريسيون بأفواههم إذ كانوا يجلسون على كرسي‬
‫موسى (ويتكلمون بموجب سلطته) كمفشري الناموس‪ ،‬على الرغم من أدهم (مستمعي المسيح؛‬
‫لم يروا في حياة الغريسيين وسلوكهم ما يستوجب االحتناء بمثالهم ‪ .‬ولذا قصد (المسيح) أن يحذر‬
‫الشعب فقط من االنقياد وراء أمثلة معلميهم السيئة حيث إتهم بسلوكهم يحتقرون ما يعلمون به‪.‬‬
‫ولكن لتا كان البعض ال يقتنعون بالحجج بل يطالبون داثائ بالقول ذي السلطة‪ ،‬فسوف أقتبس‬

‫هنا يشير الرب نفسه إلى األجراء‪ .‬يقول (الرب)‪ :‬الكتبة والغريسيون يتكلمون من منضة موسى‪.‬‬
‫اعملوا بما يقولونه‪ ،‬وليس بما يفعلونه [مت ‪٣-٢ :٢٣‬؛‪ .‬ماذا قال أيصا سوى هذا‪ :‬اسمعوا‬
‫صوت الراعي من خالل األجراء ؟ ألئهم بجلوسهم على الكرسي يعثمون ناموس الله؛ ومن ثم‪،‬‬
‫يعلم الله بواسطتهم‪ .‬أما إذا كانوا ليعلموا بنواميسهم هم‪ ،‬فال تسمعوا‪ ،‬وال تعملوا بها‪ ١٦ .‬تلكم هي‬
‫كلمات أوغسطينس‪.‬‬

‫(الترتيب العحيحإلدارة الكنيسة‪ :‬اللياقة‪ ،‬والمحبة‪ ،‬والضمير الحر‪)٣٢-٢٧ ،‬‬

‫‪ .٢٧‬ضرورة القواض الكمية‬

‫لكئه يوجن كثيرون من غير المتحتمين حين يقال لهم إذ ضمائر الناس تستعبدها التقاليد البثرية‬

‫الد ‪٨ 1111811116,‬‬ ‫‪. 5, 6‬؛‪*1٧‬‬ ‫‪35. 1730; 11.‬‬ ‫انظر‪.(. :‬؛ ‪¥111. 257‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫‪١١٢٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل العاشر‬

‫امقيمة بال ورع‪ ،‬وبهذا تمسي عبادة الله باطلة‪ ،‬يسارعون إلى محو جميع القواعد والقوانين التي‬
‫تضبط نظام الكنيسة‪ .‬فيليق بنا هنا أن نعالج هذا الخطأ‪ .‬كم يسهل أن يكون األمر خادعا‪ ،‬إذ ال يظهر‬
‫من أزل وهلة قدر االختالف النوعى بين القواعد األولى التي تقيد الضمائر‪ ،‬والثانية التي تنقم إدارة‬
‫الكنيسة‪ .‬لذا سأشرح األمر كته بوضوح ال يترك مجاأل لالنخداع بما قد يبدو مشا بيا‪.‬‬

‫أوأل‪ :‬لنضع أمامنا هذا االعتبار‪ .‬نرى أده يلزم أن يوجد نوع من التنظيم في كز مجتمع بشري‬
‫يتعزز به سالمه العالم وقصان تناغمه‪ .‬كما نرى أيشا أة المعامالت اإلنسانية تتطلب دائائ تطبيق‬
‫آليات فاعلة توجب االحترام لمصلحة اللياقة العامة بل لنفع البشرية ذاتها‪ .‬فهذه تتحئم مراعاتها‬
‫الكنا التي رضفن استدامتها عندما تنتظم جميع األمور تحت سلطة دستور حسن‬
‫سى*‬ ‫خصوصا في‬
‫الترتيب‪ ،‬والتي ال تعود كنائش أبذا ما لم تشد ويها الوائم‪ .‬لذلك إن أردنا أن نضمن سالمة‬
‫الكنيسة‪ ،‬لزم علينا أن نعي بكق تدقيق وحزم وصية بولسى أن يكون كل سئء بلتاوة زبهوتسبه‬

‫ربب [ ‪ ١‬كو ‪. ] ٤٠ : ١٤‬‬

‫لكئه ما دام االختالف في طبائع البشر وعاداتهم‪ ،‬والتنوع في أفكارهم‪ ،‬والتضارب في‬
‫تقييمهم لألمور وفي ميولهم ونزعاتهم‪ ،‬ال توجد منقمة لها ما يكفي من القؤة ما لم تدعمها قوانين‬
‫محذدة وواضحة المالمح؛ كما ال يمكن أن تحافظ على إجراء من دون نظام ثابت‪ .‬لذلك‪ ،‬حاشا‬
‫لنا أن ندين القوانين التي تهيئ لذلك‪ ،‬بل نجادل جادين في أته عندما تفتقر الكنائس إليها تنحز‬
‫طئبها فتتشؤه وكشئت كلائ‪ .‬كما يستحيل إيفاء وصية بولسى — أن يكون اكز شيء بلياقه وبحسب‬
‫ترتيب ا — ما لم بنضب الترتيب ذاته‪ ،‬ورحند قواعد اللياقة بإضافة الممارسات التي تشكل رباط‬

‫الؤحدة الحثة‪.‬‬

‫ألما في ما يتعئق بهذه الممارسات فيلزم الحذر من شيء واحد‪ ،‬وهوأأل ئعتبر ضرورية للخالص‬
‫فتقيد الضمائر بالتورع وشنة التفحص؛ كما أآل تكون ذات صلة بعبادة الله فتصير ضامنة للتقوى‪.‬‬

‫‪ .٢٨‬إشكالية القوانين الكنسية الصحيحة‬

‫هكذا أصبح لدينا معلم فائق االمتياز وجدير بالثقة‪ ،‬يهدينا لتبئن الغرق بين تلك الدساتير التي‬
‫ال تتوزع من أن تعئم الدين الحقيقي وتخدر الضمائر‪ ،‬والممارسات الكنسية المشروعة‪ .‬فلقد‬
‫أصبنا (هذه العالمة) إن كا لنتلكر أن غايتنا يجب أن تكون واحذا من شيقين‪ ،‬أو كليهما مائ‪ :‬أن‬
‫يجرى كز شيء في مجمع المؤمنين المقدس بلياقه وفي إطار الوقار المالئم؛ وأن يحافظ على‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١١٢٦‬‬

‫الجماعة البشرتة ذاتها في إطار النظام بواسطة روابط معينة شف باإلنسانية واالعتدال‪ .‬ألئه إذ‬
‫تج م الجميع أن قاعدة قد وضعت لضمان االحتشام العام‪ ،‬تزول الئبهة التي يقع فيها أولئك الذين‬
‫يقيسون عبادة الله بمعايير البدع البشرية‪ .‬أي أئه إذا اقر بأن القانون يهدف إلى التطبيق العام‪ ،‬عندئذ‬

‫رطاح االعتقاد المخطئ باالضطرار والقسر الذي طالما سحق الضمائر بالرعب الفظيع لثا اعسرت‬
‫التقاليد ضرورية للخالص‪ .‬أتا هنا فالمتطئب الوحيد هو تعزيز المحبة بيننا بالجهد المشترك‪.‬‬

‫ولكن يجدر بنا أن نعرف على نحو أشذ وضوحا‪ ،‬ما تشمله تلك اللياقة التي ينادي بها بولس‪،‬‬
‫وكذلك الترتيب[‪١‬كو‪.]٤٠:١٤‬‬

‫إذ غاية اللياقة هي‪ ،‬من جاب‪ ،‬أن ئسشئ على التقوى بمثل هذه األدوات الغبينة‪ ،‬أي‬
‫الشعائر التي تنئي توقير المقدسات؛ وس جاب اخر‪ ،‬أن يتجلى المائ أيعنا الحياء والرزانة اللذان‬
‫ينبغي أن يظهرا في كز عمل جدير‪ .‬فالبند األول في النظام هو أن يعرف المسؤولون قواعد قانون‬
‫اإلدارة الجيدة‪ ،‬وأن يتعود الشعب المحكوم إطاعة الله وقواعد التأديب القويم‪ .‬أتا البند الثاني فهو‬
‫أتنا حين نضع الكنيسة في نظام سليم‪ ،‬نهيئ لسالمها واستقرارها‪.‬‬

‫‪ .٢٩‬االحشامالحقيقتيشالعبادة‪،‬الاألداءالمسرحتي‬

‫لذا‪ ،‬لن ذقول‪٠‬إة هنالك لياقة حبثصال‪٠‬يوب سوى المتعة سهارغة‪.‬أذرى‪٠‬مثاأل لذلك‪٠٠‬في‬

‫به المؤمنون أمام المقدسات‪ .‬وهكذا ينبغي أن تقودنا مباشر؛ إلى المسيح‪ ،‬الطقوس التي من شأنها‬
‫أن تكون تدريبات على التقوى‪.‬‬

‫كذلك على المثال نفسه‪ ،‬لن نؤسس لنظام يقوم على تلك البهرجة التافهة التي ال تحتوي‬
‫رن‬ ‫مح‬
‫شيائ سوى الفخامة الزائلة‪ ،‬بل يقوم على ترتيب يمحو كل تشويش وهمجية واستعصاء‬
‫واضطر اب وتمرد‪.‬‬

‫ثتة أمثلة على الوئع األول في ما كتب عنه بولس‪ :‬أأل تختلط جلسات السكر الدنسة بعشاء‬
‫الرب المقذس [‪١‬كو ‪ ]٢٢-٢١ :١١‬وأآل تخرج النساء إلى األماكن العامة عاريات الرؤوس‬
‫‪١١٢٧‬‬ ‫الكتابالرابع‪-‬الغصل العاشر‬

‫[ ‪١‬كو ‪ : ١١‬ه؛‪ .‬ولدينا أمثلة كثيرة أخرى تمارس في يومنا هذا‪ :‬كأن نمتي بركب منحنية ورؤوس‬

‫العظات‪ ،‬ثئة هدوء وصمت‪ ،‬وأمكنة معينة‪ ،‬والترنيم الجماعي‪ ،‬وأيام معينة لالحتفال بالعشاء‬
‫الرباني‪ ،‬وأن يولس يحزم أن تعلم المرأة في الكنيسة [ ‪١‬كو ‪٣٤: ١٤‬؛‪ ،‬وما شابه ذلك‪ .‬كما أة‬

‫هنالك على وجه الخصوص تلك األمور التي تصون التهذيب؛ كتعليم الدين بطريقة السؤال‬
‫والجواب‪ ،‬واإليضاح والتصحيح‪ ،‬والتوبيخ الرسمي‪ ،‬والحرمان من المائدة المقدسة‪ ،‬والصوم‪،‬‬
‫وكز ما يجوز أن تشمله هذه الالئحة‪.‬‬

‫وهكذا يجب أن تدرج القوانين الكنسية التي نعترف بقدسيتها وفائدتها تحت عنوانين‬
‫رئيسين‪ :‬األول يشمل الطقوس والشعائر؛ والثاني يختطل بالتأديب وسالم الكنيسة‪.‬‬

‫‪ . ٣ ٠‬عبودية القوانين الكنسية‪ ،‬والحرية التي تمنحها‬

‫هنا يلزم أن نحذر من الخطر الذي يتربص من جانيين‪ :‬فمن جهة‪ ،‬يمكن لألساقفة الكذبة أن‬
‫يقتنصوا من هذا عذرا لقوانينهم االستبدادية؛ ومن أخرى‪ ،‬نخشى مبالغة البعض في وسوسة الحذر‬
‫من الشرور المنكورة التي تدفعهم إلى النفور الكًاي من قواعد األنظمة القويمة والمقدسة‪ .‬لذا يلزم‬
‫علي أن أعلن تأييدي تلك الدساتير البشرية المؤسسة على سلطة الله المستمدة من السفر المقدس‪،‬‬
‫ومن ثم فهي ذات طبيعة سماوية تامة‪.‬‬

‫لنأخذ مثأل الركوع عند الصالة‪ .‬والسؤال هو هل كان هذا تقليدا بشردا يمكن ألي شخص أن‬
‫يهمله أو يتختى عنه‪ ،‬بحيث ال يكون متحذيا على وصية أو ناموس؟ أقول إئه (أي الركوع) بشري‪،‬‬
‫كما أته إلهتي أيصا‪ .‬إئه من الله إذ هو جانب من اللياقة التي يزكي لنا الرسول ممارستها والحفاظ‬
‫عليها [ ‪١‬كو ‪ .] ٤٠ : ١٤‬ولكئه تعبير بشري أيائ بقدر ما يشير إلى ما أمسى مقترحا عموائ من دون‬
‫أن يكون منصوصا عليه صراحه‪.‬‬

‫بهذا المثل يمكننا أن تحكم بما نرتثي عن هذه الفئة كتها (من الممارسات)‪ .‬أعني أة الرب‬
‫قد شمل في وحيه المقدس‪ ،‬ووصح أيثا أمزين‪ :‬مجموع ما يحتويه البر الحقيقي وجميع أوجه‬
‫ألئه لم يشأ أن يصف مغئأل ما يجب أن نفعله من خالل شعائر األداء وأساليب التهذيب (ألئه سبق‬
‫أن رأى أن هذا يعتمد على أحوال األزمنة‪ ،‬ولم يعتبر أسلوبا واحذا مناسبا لجميع العصور)‪ ،‬يلزمنا‬
‫إدا أن نلجأ إلى تلك القواعد العامة التي أعطاها‪ ،‬بحيث ينبغي أن ئمقحن يمحاييرها ضرورياث‬
‫الكنيسة لتياقة والترتيب‪ .‬أخيرا‪ ،‬حيث إره لم يعلم شيائ على وجه التحديد الئلرم‪ ،‬وألذ مثل هذه‬
‫األمور ليس ضروريا للخالحس‪ ،‬ولكي يتكيف كز ما يؤول إلى بناء الكنيسة بحسب عادات كز أمة‬
‫وكز عصر‪ ،‬يليق (لما يتطتبه نمؤ الكنيسة وازدهارها) أن تتغير بل أن تنسخ الممارسات التقليدبة‪،‬‬
‫وأن تحز محتها ممارسان جديدة‪ .‬على أئني في الحقيقة‪ ،‬أعترف بأته يلزم أأل نندفع نحو التغيير‬
‫والتحديث بتهور‪ ،‬أو بفته‪ ،‬وبدون أسباب كافية‪ .‬ويظز ناموس المحبة‪ -‬المعيار المؤتمن والمغئل‬
‫الختبار ما قد يكون مضرا أو بتاء؛ فإذا نحن اثخننا من المحبة موجها لنا‪ ،‬أصبح كز شيء في أمان‪.‬‬

‫‪ . ٣ ١‬العبودقة والحرقة بالمقابلة هع الدساتير الكفسية‬

‫أي حرية ضمير هي حين نبالغ في االنتباه اليقظ والحرص المفرط؟ في الحقيقة‪ ،‬سوف يتوصح‬
‫ذلك عندما نتغفر في أن هذه ليسمت قوانين ثابتة ومراسيم دائمة يلزم أن نتقيد بها‪ ،‬بل مساعدادت‬
‫خارجيه بسبب الضعف البشري‪ .‬جميعنا لسنا بحاجة إليها‪ ،‬إأل ألنا جميعا نستعملها‪ ،‬أللنا ملتزمون‬
‫بالرباط المتبادل فيما بيننا‪ ،‬أن نفذي ونعتق المحية المتبادلة‪ .‬قد نتعرف إلى ذلك في األمثلة السابق‬
‫ذكرها‪ .‬ماذا؟ هل يكمن الدين في غطاء رأس المرأة‪ ،‬بحيث ال يحز لها أن تخرج مكشوفة الرأس؟‬
‫وهل كانت وصية بولس عن (صمت المرأة) مقنسه هكذا بحيث يستحيل التعذي عليها من دون‬
‫الوقوع في خطيئة جسيمة؟ وهل يوجد طقش مقنص في إحناء الركبة‪ ،‬أوفي دفن الجسد بحيث ال‬
‫يجوز إغفاله من دون تعذ؟ قطعا ال‪ .‬فإن كانت امرأة تسرع ألعانة جار بحيث ال تستطيع أن تتريث‬
‫لتفطية رأسها‪ ،‬ال تتعذى الوصية إذا ركضت مكشوفة الرأس‪ .‬كما أن ثئة وقتا يليق بها الكالم فيه‪،‬‬
‫فثئة حيل يليق بها أن تظز فيه صامتة‪ .‬كما أن ال شيء يلزم رجأل الركوع إذا كان غير قادر بسبب‬
‫مرض أو عجز فظز واقعا ليصتي‪ .‬وأخيرا‪ ،‬األفضل أن قدفن جسد هشتا في حينه ‪ -‬وإذ لم يكمل‬
‫السائدة في إقليم ما‪ ،‬أو اإلنسانية ذاتها واداب االحتشام واالئضاع‪ ،‬دملي ما يجب عمله أو تجتبه‬
‫في هذه األمورًا ولن يمسي مجرائ تن قد ال يتقيد بهذه الممارسات ولو كان عن نسيان أو عدم‬

‫مقبول‪ .‬وعلى نحومح مماثل‪،‬‬


‫غير ‪٠‬‬ ‫فطنة؛ أائ إذا تعتد أحدهم *‬
‫إغفالها‪ ،‬سواء عن عنادمح أو ازدراء‪ ،‬فهذا *‬
‫هم‬
‫فإة أياائ بعينها أوساعات الصالة أوتصميم مباني العبادة‪ ،‬أو اختيار المزامير التي ترئم في أي يوم‪،‬‬
‫كتها أمور ليست ذات شأن‪ .‬ولكئه من المالئم أن تحدد األيام واألوقات الثابتة‪ ،‬وكذلك المكان‬
‫المناسب والكافي للحضور لتوفير ما يعزز الحفظ على السالم‪ .‬ألن الفوضى في مثل هذه التفاصيل‬
‫لبيت بذورا للخالف‪ ،‬إن سبح لكل فرد أن يغير ‪ -‬على هواه — األمور التي تساهم في حفظ النظام‬
‫العام! إده لسوف يكون ثحاأل أن شيائ بعينه يسر الجميع‪ ،‬إن اعتبرت األمور كأدها ال كزيد وال‬
‫دنقعى‪ ،‬أو إذا كانت دترك الختيار األفراد‪ .‬أائ إذا اشتكى أحدهم بصخب وأراد أن يكون أحكم‬
‫متا ينبغي‪ ،‬فليبحث في داخله عن الحجة التي يمكنه بها أن يدافع عن نفسه أمام الرب‪ .‬ولنكتي‬
‫عندئذ بقول بولس‪ :‬ؤلكن إذ نماذ أحد يظهؤ ائه يحث‪ ،‬البضالم‪ ،‬وللز‪ ،‬لتا دحن عاذ؛ بثل هذ؟‪،‬‬
‫ؤآللكتاساللهل[‪١‬كو‪.]١٦:١١‬‬

‫‪ .٣٢‬يلزم أن تكون الطقوس قليلة العدد وبتاءة‬

‫إلى ذلك‪ ،‬يجب أن نسعى جاهدين وبكز يقظة واهتمام أن نمنع الخطأ من أن يتسرب خلسة؛‬
‫إائ ليفسد الممارسة النقية أو ليحجبها‪ .‬ويمكننا أن نبلغ هذه الغاية إذا حرصنا على أن كبدي جميع‬
‫الشعائر والطقوس‪ ،‬أدا كانت‪ ،‬نفائ واضخا‪ ،‬وكذلك إن قز عددها؛ وخصوصا إذا أضيف إلى هذا‬
‫القصد تعليم راع أمين لمنع سيطرة اآلراء الفاسدة‪ .‬ويكون من فوائد هذه المعرفة أئها تطمئننا جميعا‬
‫إلى أن كأل متا سوف يحافظ على حردة ضميره في جميع هذه األمور؛ ومع ذلك فإذ كأل مائ سوف‬
‫يفرض على ذاته — طواعية — نوعا من التحكم في حريته‪ ،‬بقدر ما تتطئبه هذه اللياقة التي تحدثنا‬

‫عنها‪ ،‬وما يتووعه مائ ناموس المحبة‪ .‬ثانيا‪( :‬يتحتم كذلك) أن ننشغل من دون وسوسة أو تشاؤم‪،‬‬

‫جامذا أبدائ لذواتنا‪ ،‬أن نعزو هدف جميع ممارساتنا إلى بناء الكنيسة‪ .‬وإن اقتضت حاجة الكنيسة‪،‬‬
‫ينبغي أن نقبل التغيير بدون امتعاض؛ ليس هذا فقط‪ ،‬بل أن نسمح أيائ لعاداب أوممارساب سابقة‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين المسيحى‬ ‫‪١١٣٠‬‬

‫بيننا أن قفتى عنها‪ .‬وفي عصرنا هذا ثتة دليل كاب على أته يليق بنا أن نضع جانبا‪ ،‬بقدر ما يتخم‪،‬‬
‫من ظروف‪ ،‬طقوسا معينة قد تكون في سياق ظروب أخرى غير خارجه على اللياقة أو غير خارقة‬
‫لالحتشام‪ .‬فقد كانت الكنيسة أحياتا في عصور غابرة منغرزة في طقوس تبلورت عنآرا؛ خبيثة‬
‫ونيات عنيدة (فهكذا كان وذز العمى والجهل في أزمنة مضت)‪ .‬ومن ثم تكاد تصبح عاجزة عن‬
‫التطهير الكافي من خرافات مرؤعة‪ ،‬بدون الخسارة الناتجة من اقتالع ممارساب كثيرة أسست عن‬
‫حجج ناجعة‪ ،‬فلم تكن في ذاتها عديمة التقوى بشكل ملحوظ‪.‬‬
‫الفصل الحادي عشر‬
‫السلطة القضائية لصة‬
‫وسوء تطبيقهاكما يرى في الباباوية‬

‫هج‬
‫(االختصاص القضائى والتأديب الكنسى‪ :‬سلطة المفاتيح والحاكمية المدنية‪-١ ،‬ه)‬

‫‪ . ١‬أساس االختصاص القضائي للكنيسة في سلطة المفاتيح‬

‫يتبعى الجزء الثالث من السلطة الكنسية‪ ،‬وهو األكثر أهمية في كز دولة حسنة التنظيم‪ .‬يكمن‬

‫هذا في االختصاص كما سبق أن قلنا‪ .‬أتا في الكنيسة‪ ،‬فاختصاص السلطة يئصل بالتأديب في‬
‫مسائل االخالق‪ ،‬وهو الذي سوف نناقشه قرييا‪ .‬فكما ال تستطيع مدينه أو بلد؛ أن تنجز أشغالها‬
‫بدون حاكمية وبدون نظام إداري‪ ،‬تحتاج الكنيسة كذلك إلى إدارة روحية (كما عثث سابغا‬

‫وأجدني اآلن مضطرا إلى األعادة)‪ .‬أتا هذه فتتميز تماتا عن األدارة المدنية‪ ،‬ولكئها ال تتعارض‬
‫معها وال تهذدها‪ ،‬بل بالحري تعينها جدا وتعززها‪ .‬لذا‪ ،‬فإذ سلطان الكنيسة القضائى ليس سوى‬

‫نظاائ ؤضغ للحفاظ على األدارة الروحية‪.‬‬

‫ولهذا الفرض تأسست منذ البدء محاكم كنسية لتتعامل مع التوبيخ الخلقى‪ ،‬ولتحري الرذائل‪،‬‬
‫ولتولي ممارسة وظيفة المفاتيح‪ .‬يشير بولسر إلى هذا النظام بالضبط في رسالته إلى الكورنثيين‬

‫عندما يذكر وظائف التدبير [ ‪١‬كو ‪٢٨: ١٢‬؛‪ .‬وكذلك في رسالته إلى أهل رومية عندما يقول‪:‬‬
‫ااالئتبز نتاخيقاد ا [رو ‪ .]٨: ١٢‬فهو لم يكن يخاطب القضاة (الذين لم يكن أحذ منهم مسيحيا‬
‫عندئذ) بل أولئك المنضئين مع الرعاة إلى التدبير الروحي في الكنيسة‪ .‬وفي رسالته إلى تيموثاوس‬
‫أيصا‪ ،‬يميز فئثين من الشيوخ‪ .‬فئة الذين ينشغلون بتعليم الكلمة‪ ،‬وفئة الذين ال يمارسون الوعظ‬
‫بالكلمة بل يدورون حسائ [‪١‬تي ه‪ .]١٧:‬وال شك أته كان يقصد بهؤالء األخيرين‪ ،‬تن ئغينوا‬

‫لمراقبة السلوك الخلقى والستخدام سلطة المفاتيح بكاملها‪.‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين الصبى‬ ‫‪١١٣٢‬‬

‫فإذ هذه السلطة التي نتحذث عنها‪ ،‬تعتمد كلائ على المفاتيح التي أعطاها المسيح للكنيسة‪،‬‬
‫والتي ورد نكرها في األصحاح الثامن عشر من بشارة مئى‪ .‬هنالك يأمر بأن تن يزدرون التحذير‬
‫الفردي الخاهل‪ ،‬يذرون (علائ) باسم الشعب؛ أائ إذا تمادوا في عنادهم‪ ،‬فيعتم بأن يفضلوا عن‬
‫شركة المؤمنين [مت ‪:١٨‬ه ‪ .]١٨-١‬على أن هذه التحذيرات والتصحيحات ال يمكن أن دقنم‬
‫من دون استقصاء العتة؛ ومن ثم تأتي الحاجه إلى محكمة قضاء ونظام ينتهج‪ .‬لذلك إن رغبنا أآل‬
‫نبذد وعد المفاتيح ونلفي الحرمان‪ ،‬واالنذارات الجذية‪ ،‬وما شابهها‪ ،‬يتحئم أن نمنح الكنيسة‬
‫بعض اختصاص السلطة‪ .‬ليالحظ قرائي أن ذلك النطل ال يتعلق بمسألة سلطة العقيدة العامة‪ ،‬كما‬
‫هو الحال في مئى [‪ ]١٩: ١٦‬ويوحنا [‪ ،]٢٣:٢٠‬بل يشير إلى أن اختصاص سلطة السنهدريم‬
‫تحولت مستقبال إلى قطيع المسيح‪ .‬فحهى ذلك الحين‪ ،‬كان لليهود نظام حكمهم‪ ،‬وقد أقامه‬
‫المسيح في كنيسته كمجرد نمط وبحرص وازن‪ .‬وهذا منطقى ألن حكائ من كنيسه مزدزاه أو‬
‫محتقرة يمكن أن يزدريه ويرفضه الحمقى العابثون‪.‬‬

‫ألمنا لكي ال يقلق قرائي إذ استعمل المسيح هذه الكلمات عينها للتعبير عن أمزين مختلعين شيائ‬
‫ما‪ ،‬فيعيننا أن نعالج هذه الصعوبة‪ .‬ثنة إدا ضان يتحذثان ض الربط والحق‪ :‬أؤلهما األصحاح‬
‫السادسى عشر من بشارة هئى حيث دضيف المسيح توا بعد وعده لبطريدى أن يعطيه مفاتيح ملكوت‬
‫السماوات ‪ -‬أن كق ما يربطه أو ما يحته في األرض سوف يؤدد في السماء [مت ‪ .]١٩:١٦‬يعني‬
‫بهذه الكلمات ما ورد بكلماب أخرى في بشارة يوحنا‪ ،‬عندما كان على وشك إرساله التالميذ‬
‫للكرازة وبعدما نفخ عليهم [يو ‪٢٢:٢٠‬؛‪،‬فقال‪ :‬من عفندم حطاتاه دعفر له‪ ،‬ؤس أمشكتم لحطاتاه‬
‫أمبكتاا [يو ‪ .]٢٣:٢٠‬سوف اقنم تفسيرا ليس غامصا‪ ،‬وال مفتعأل‪ ،‬وال معؤلجا‪ ،‬بل طبيعى‪،‬‬

‫وسلس وصريح‪ .‬إذ هذه الوصية التي ئعنى بمغغرة الخطايا وإمساكها‪ ،‬وذلك الوعد الذي اعطي‬
‫لبطرس حول الربط والحق‪ ،‬يتحئم أن تنفرد بهما خدمة الكلمة حصرائ‪ ،‬ألته عندما ستم المسيح‬
‫الرسل هذه الخدمة‪ ،‬أخلهم أيصا لوطيفة الربط والحق‪ .‬فما هي خالصة بشارة اإلنجيل برتنها‪،‬‬
‫سوى أئنا جميعا إذ كا عبينا للخطيئة والموت‪ ،‬تبزأنا وتحررنا بواسطة الغداء الذي بيسوع المسيح‬
‫[قارن رو ‪٢٤: ٣‬؛؛ وأن ض ال يقبلون المسيح أو ال يعترفون به محررا وفادائ لهم تدانون ومحكولم‬
‫عليهم بقيود أبددة [قارن يه ‪]٦‬؟ عندما أودع الرب هذه االرسالية لدى رسله ليحملوها إلى جميع‬
‫‪1‬قا‪ ١‬ن مت ‪ ٢١٩ :٢٨‬كى مها دهنه الشهادة الساسة المقام‪ ،‬لك ‪ ,‬آلكد كو نها ا‪ ١‬سالئه هه ‪ ٩‬أئه‬ ‫اال‬
‫‪١١٣٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫الزائ للرسل في مهمة كرازتهم التي كانوا مكتفين بأدائها‪ ،‬ليس بجهود ال تكز وفي وسط همو؛‬
‫وضيقات ومخاطز شغى فقط‪ ،‬بل أن يواصلوا أداءها إلى المنتهى حيث يختمونها بشهادة دمائهم‪.‬‬
‫أقول‪ :‬لكي يدركوا أن ذلك التاكيد لم يكن فارعا أو باطأل‪ ،‬بل مغعائ بالقؤة والمتانة‪ ،‬كان مهائ‬
‫لهم أن يقتنعوا بأئهم في وسط صعوباتهم وقلقهم والمخاطر التي تحدق بهم يؤدون عمل الله؛‬
‫كما أن يدركوا أة الله يقف إلى جانبهم فيما يتعرضون لمقاومة العالم وهجتماته؛ وبينما ال يرون‬
‫المسيح معتمهم متجئذا أمام أعينهم على األرض‪ ،‬يعلمون أئه من السماء يؤيد الحتى الذي يعتمون‬

‫به والذي كان قد أعطاهم إياه‪ .‬ومن جهه أخرى‪ ،‬كان الزائ أن يعطي سامعيهم شهادة ال تشوبها‬
‫ريبة وال خطأ‪ ،‬ليدرك هؤالء أة كلمة اإلنجيل التي يعظ بها الرسل ليست كلمتهم بل هي كلمة‬
‫الله نفسه؛ ليست صودا ينادي من األرض بل صون نازق من السماء‪ .‬فإذ هذه جميعها ‪ -‬مفقرة‬

‫الخطايا‪ ،‬ووعد الحياة األبدية‪ ،‬وبشرى الخالص السارة ‪ -‬ال يمكن أن تكمن في قوة األنسان‪.‬‬
‫لذلك شهد المسيح بأن ليس للرسل دور في الكرازة باإلنجيل سوى الخدمة‪ ،‬وأته هو نفسه ض‬
‫يتكتم ويعد بكز شيء على شفاههم إذ هم أدوات له‪ .‬ولذا فإذ مفغرة الخطايا التي كرزوا بها كانت‬
‫وعد الله الصادق واألمين؛ والهالك الذي أنذروا به كان دينونة الله المؤكدة‪ .‬زد على ذلك أة هذه‬
‫الشهادة اعبيت لجميع العصور‪ ،‬وتبقى ثابتة لتؤكد لجميع الناس أن كلمة األنجيل‪ ،‬كاثائ تن كان‬
‫يكرز بها‪ ،‬هي حكم دينونة الله عينها الئعتن عنها من عرش قضائه‪ ،‬والمدونة في سفر الحياة‪،‬‬
‫والئصادق عليها مصادقه ثابته وراسخه في السماوات‪ .‬وننتهي إلى أن سلطة المفاتيح التي تتحذث‬
‫عنها النصوص هي ببساطة الكرازة باإلنجيل‪ ،‬وأتها في ما يتعئق بالبشر ليست سلطة بقدر ما هي‬
‫خدمه‪ .‬ألن المسيح لم يمنح هذه السلطة فعأل للبشر‪ ،‬بل لكلمته التي جعل البشر خذاائ لها‪.‬‬

‫‪ .٢‬سلطة الربط والحز‬

‫أتا النعل اآلخر‪ ،‬في مهى ‪ ، ١ ٨‬فيتحذث كما ذكرنا عن سلطة الربط والحز‪ .‬يقول فيه المسيح‪:‬‬
‫زان لم يشتغ (أخوك)‪ ...‬هلتكن‪ ،‬عئذك كالوى زالفائر‪ .‬الحتى اقول لكم‪ :‬كز تا رزبطوته‬
‫غتى األرض يكون تردوحثا في الشتاء‪ ،‬وكز تا ثخوئتة عتى األرض قغوذ تحتوأل في‬

‫الشتاء [مت ‪ . ] ١٨- ١٧ : ١٨‬ال يطابق هذا النعل ذلك األول تماائ [مت ‪ ،] ١٩: ١٦‬لذا يلزم أن‬
‫يفهم بطريقه مختلفة‪ .‬ولكئني لست أجعلهما هكذا مختلفين بحيث ال تكون بينهما صلة جديرة‬
‫باالعتبار‪ .‬إتهما يتشابهان من هذه الجهة‪ :‬يحتوي كز منهما على تصريح عام؛ وفي كز منهما‬
‫دائائ سلطة الربط والحز نفسها (أي‪ ،‬من خالل كلمة الله)‪ ،‬واألمر نفسه‪ ،‬والوعد نفسه‪ .‬ولكئهما‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪١١٣٤‬‬

‫يختلفان في هذا الوجه‪ :‬يهتلم النعل األزل خصوصا بالكرازة التي يقوم بها خذام الكلمة؛ أائ الثاني‬
‫فينطبق على التأديب بالحرمان الذي أوئله إلى الكنيسة‪ .‬أتا الكنيسة فتربط تن تحرمه؛ ليس أئها‬
‫تطرحه في هؤة الهالك واليأس األبدقن‪ ،‬بل ألئها تدين سلوكه وأخالقه‪ ،‬وقد سبقت فأنذرته بهذه‬
‫العقوبة إن لم يتسن‪ .‬و(الكذيسة) تحز تن تتقبله إلى الشركة‪ ،‬إذ تجعله شريكا للوحدة التي لها في‬

‫المسيح يسوع‪ .‬أتا لكيال يحتقر أحذ بعناد لحكم الكنيسة‪ ،‬أو يظئه أمرا هبائ أئه أدين بتصويت‬
‫المؤمنين‪ ،‬يشهد الرب أن حكائ كهذا بصوت المؤمنين‪ ،‬ما هو إأل إعالن حكمه هو‪ ،‬وأن كز ما‬
‫فعلوه على األرض تؤدده السماء‪ .‬فإذ لديهم كلمة الله التي يدينون بها اآلثمين؛ ولديهم كلمة الله‬
‫التي بها يتقبلون التائبين إلى نعمته‪ .‬وال يمكن لهم أن يخطوئا في دينونة الله أو يختلفوا معها‪ ،‬ألئهم‬
‫يحكمون بحسب ناموس الله وحده‪ ،‬إذ ليس هو رأدا أرضبا معرونا للشذ‪ ،‬بل إرادة الله المقنسة‬
‫ووحيه السماوي‪.‬‬

‫على هذين النصين — اللذين أعتقد أتني فشرتهما بإيجاز‪ ،‬وعلى نحو صحيح ال يصعب فهمه‬
‫— يحاول هؤالء المجانين المستهترون أن يؤسسوا االعتراف تارة‪ ،‬والحرمان حوئرا‪ ،‬واختصاص‬
‫السلطة تارًا أخرى‪ ،‬وحق سئ المراسيم تارًا‪ ،‬والصكوك تار؛ أخرى‪ .‬إتهم في الحقيقة‪ ،‬يقتبسون‬
‫النص األول ليؤسسوا ألولية كرسي روما‪ .‬وهكنا قد أتقنوا كيف يشعلون مفاتيحهم على أي من‬
‫األقفال واألبواب كما يروقهم‪ ،‬بحيث يمكن القول بأتهم تحئكوا في حرفة البغالة طوال حياتهم!‬

‫المدنبة والكنسبة‪ .‬فال تمتلك الكنيسة حق استعمال السيف لتعاقب أولئرعم‪ ،‬وال السلطة لإلكراه؛‬
‫ال لالعتقال وال للحبس وال للعقوبات األخرى التي يفرضها القاضي على نحو عادي‪ .‬ليست إدا‬
‫المسألة معاقبة الخاطئ غصبا عن إرادته‪ ،‬لكئها اعتراف المخطئ بتوبته وقبول التأدبب طواعية‪.‬‬
‫وهكذا يختلف المفهومان تمام االختالف‪ .‬الكنيسة ال تفترض ما يصغ للقاضي؛ كما ال يحق‬
‫للقاضي أن ينثن ما تقوم به الكنيسة‪ .‬نوصح ذلك بمثال‪ .‬لنفرض أن رجأل سرت فسكز‪ .‬فغي مدينه‬
‫حسنه التنظيم تكون العقوبة بالحبس‪ .‬لنفرض أته زاب‪ ٠‬ستكون عقوبته مماثلة أو أكثر قساوة‪.‬‬
‫بذا يفي بما يقتضيه القانون‪ .‬ومع ذلك فقد ال تظهر أي عالمة للتوبة‪ ،‬بل على العكس‪ ،‬قد يتظلم‬
‫ويفمفم شاكجا‪ .‬فهل تكتفي الكنيسة بذلك؟ أمثال هذين ال يمكن أن يسمح لهم بالتقذم الى مائدة‬
‫‪ . ٤‬الكنيسة والحاكم المسيحي‬

‫إذ من ينعم النظر حعا في كلمات المسيح [مت ‪١٨‬؛‪ ،‬فلسوف يجد بسهولة أن نطاتا دائائ —‬
‫وليس مووثا — قد وضغ للكنيسة‪ .‬فإئه من غير المناسب أن نحيل إلى الحاكم تن يتهمون بالعصيان‬
‫عن تحذيراتنا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهذا يمكنه أن يكون ضروريا إذا احتز الحاكم وظيفة كنسؤة‪ .‬وماذا عن‬
‫*‬
‫واحي أو لبضعة أعوام‪ :‬الخى أوئز لكم‪ :‬كل تا دذبطوده‬ ‫الوعد؟ هل لنا أن نقول إئه يصلح لعام‬
‫غلى األرض‪. ..‬أ [مت ‪]١ ٨:١ ٨‬؟ عالوه على ذلك‪ ،‬لم يؤسس المسيح هنا لشيء جديد‪ ،‬بل اتبع‬
‫العرف السائد في الكنيسة العتيقة بين شعبه‪ .‬بهذا أشار إلى أن الكنيسة ال تستطيع أن تستمر بدون‬
‫اختصاص السلطة الروحية التي كانت لها منذ البدء‪ .‬وهذا ما أددته موافقة جميع العصور‪ .‬فإئه‬
‫عندما بدأ األباطرة والحكام يقبلون المسيح‪ ،‬لم دلع هذه الشلطة الروحية فورا‪ ،‬بل ترثب لها أن ال‬
‫تنتقص من قذر السلطة المدنية أو أن يخلط بينهما‪ .‬وبحق! فإذ الحاكم‪ ،‬إذ كان تقيا‪ ،‬لن يريد' أن‬
‫يعفي نفسه من الخضوع المهبع بين أبناء الله‪ .‬وهذا الجانب ليس بقليل في أهميته — بأي حال من‬
‫األحوال — أن يخضع ذاته (كالباقين) لسلطة الكنيسة التي تحكم بحسب كلمة الله؛ إذ يجب عليه‬
‫أأل يستبعد حكمها! يقول أمبروسيوس‪ :‬ألئه هل ثتة شيء أشرف من أن يدعى االمبراطور ابن‬
‫الكنيسة؟ فاألمبراطور الصالح هو ضمن الكنيسة‪ ،‬ليس فوقها ‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فتن يجردون الكنيسة‬

‫أ‪0¥‬أ‪7‬أ‪٠080, 8€¥‬ل(ا‪1‬ع‪٨‬‬ ‫أره‪..‬‬ ‫انظر‪ :‬؛‪ 16. 1018‬ا(ل‪1‬ل) ‪٧1‬للل أا‪ 8)18‬أ‪7‬أ‪ 1‬ح‪2‬ابر‬ ‫‪١‬‬
‫‪٥٠.‬‬ ‫‪٣.436(.‬ه‪2 8‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحى‬ ‫‪١١٣٦‬‬

‫من سلطتها‪ ،‬تكريائ للحاكم‪ ،‬ال يشؤهون أمر المسيح بتفسم خاطئ فقط‪ ،‬بل يدينون على أساس‬
‫زائف جميغ األساقفة الصالحين الذين خدموا الكنيسة منذ عصر الرسل‪ ،‬ألثهم ائخذوا لذواتهم‬
‫شرف وظيفة الحاكم‪.‬‬

‫ه‪ .‬الطابع الروحي الختصاص سلطة الكنيسة القضائي‬

‫لكئه يجب علينا أيصا أن نرى كيف كان االستعمال الصحيح لسلطة الكنيسة القضائية‪ ،‬وإساءة‬
‫االستعمال الهائلة التي تسئلت إليه‪ ،‬كيما نعرف ما يمكن أن نلغيه وما يجب الحفاظ عليه من تراث‬
‫الماضي الحميد‪ ،‬إذا أردنا أن نقلب نظام مملكة عدو المسيح ألجل أن نستعيد ثانيه ملكودن‬
‫المسيح الحقيقتي ‪.‬‬

‫أؤأل‪ :‬هذا هو الهدف من االختصاص الكنسى للسلطة‪ :‬أن تقاوم التعذيات‪ ،‬وأن تستأصل كز‬
‫فضيحة نشبت‪ .‬وفي تطبيق السلطة‪ ،‬ينبغي أن يؤخذ بعين االعتبار شيائن‪ :‬أن ئفضل الشلطة الروحية‬
‫كليا عن حق السيف؛ وثانيا أآل دمازس بقرار شخهى واحد بل بواسطة مجمع شرعي‪ .‬لقد خيق‬

‫هذان المبدآن عندما كانت الكنيسة أكثر نقاوة [ ‪١‬كو ه‪—٤ :‬ه]‪.‬‬

‫أائ أولئك األساقفة الصالحون فلم يمارسوا الشلطة بواسطة الغرامات أو بعقوبات الحبس أو‬
‫بغيرها من بصاصات مدنية‪ ،‬بل بما تمليه كلمة الرب من جزاء مالئم‪ .‬حتى أقسى عقوبة يمكن أن‬
‫يتعرض لها المخطئ في الكنيسة ‪ -‬الصاعقة النهائية‪ ،‬إن جاز القول ‪ -‬فهي الحرمان من الشركة‪،‬‬
‫وهذه ال بعليق إآل في حالة الضرورة القصوى‪ .‬كما أثها ال تتطلب استعمال القؤة الجسدية بل‬
‫تكتفي بقوة كلمة الرب‪ .‬مغزى الحديث هوأن سلطة الكنيسة العتيقة ما كانت إآل إعالثا بالممارسة‬

‫ولتا كان هذا يحصل بواسطة الوعظ بتعليم المسيح‪ ،‬فهكذا ‪ -‬لكي ال يصير هذا التعليم‬
‫موضع سخرية الناس ‪ -‬يلزم أن بحاكم من أعلنوا انتماءهم إلى أهل بيت اإليمان بحسب ما يعلم به‪.‬‬
‫وال يمكن أن يتم ذلك إن لم يلحق بالخدمة حل استدعاء ئن يلزم ثصحهم في جلسة شخصية‪ ،‬أو‬
‫إذا اقتضت الضرورة أن يصححوا بتأديب أشذ؛ وكذلك حل المنع من شركة العشاء الربانى لمن ال‬
‫يمكن قبولهم الى المائدة بدون تدنيسى هذا السر العظيم‪ .‬لذلك عندما يقول بولس في موضعآخر‪،‬‬
‫‪١١٣٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫إئه ليس لنا أن ندين الذين هم من خارج (أي الغرباء عن اإليمان أوعن الكنيسة) [ ‪ ١‬كو ه‪ )١٢ :‬فهو‬

‫(ضروب من سوء االستعمال المبني على تولي األساقفة السلطة بال مبرر‪)١٠ ٦ ،‬‬

‫‪ .٦‬تطبيق العدالة في الكنيسة العتيقة لم يكن وطيفةأفراد‬

‫(كما ذكرناآنائ) لم تكن هذه السلطة من اختصاص فرد ليفعل ما يحلو له‪ ،‬بل أوكلت إلى‬
‫أيدي متجمع الشيوخ الذي كان للكنيسة بمنزلة مجلس البلدية في المدينة‪ .‬عندما يتحذلث قبريانس‬
‫عئن كانت بأيديهم السلطة في زمانه‪ ،‬يربط عاد؛ بين اإلكليروس واألسقف‪ .‬ولكته في موضع‪٢‬خر‬
‫دظهر اإلكليروس يحكمون ولكن ليس بمعزل عن مشاركة الشعب في المداوالت‪ .‬فيقول ‪:‬د منذ‬
‫بداية أسقفيي‪ ،‬قررت أأل أفعل شيائ من دون مشورة اإلكليروس وإجماع الشعب‪ ٢ .‬أائ النظام‬
‫الذي كان شائعا في الكنيسة‪ ،‬فقد اعتمد على أن تطثق سلطتها بواسطة مجلس شيوخها الذين كانوا‬
‫(كما قلث قبأل) فئئين‪ .‬رسم بعضهم للتعليم‪ ،‬والبعض اآلخر لمراقبة السلوك الخلقي فقط‪ .‬ولكن‬
‫هذا الترتيب تدهور من وضعه األصلى بالتدريج‪ ،‬بحيث جلس اإلكليروس وحدهم في القضاء قبل‬
‫عهد أمبروسيوس‪ .‬ومن خالل هذه الكلمات نسمع شكواه‪ :‬اكان في مجمع اليهود قديائ‪ ،‬وبعده‬
‫في الكنيسة‪ ،‬شيوخ لم يعتل شيء من دون مشورتهم‪ .‬أما ذلك النظام فقد تداعى‪ ،‬ولسمق أدري‬
‫من جراء أفي إهماني‪ ،‬إأل إذ سبب الكسز تهالكه‪ ،‬أو باألحرى كبرياء المثقفين الذين يشاؤون أن‬
‫يظهروا أئهم وحدهم ذوو شأن‪ ٣ .‬نرى كيف كان هذا الرجل القذيمس ساخكا على ما أمست عليه‬
‫الحال من انحالل وتلي‪ ،‬في حين كان ال يزال لديهم نظام يعتبر على األقز مقبوأل نوعا ما!آه لو‬
‫يرى اآلنهذه األطالل التيالمعاملها‪،‬والتيالتدز علىأثم باى للهيكبةاآلفلة‪-‬كم كان يرثي‬
‫لحالنا! أؤأل‪ ،‬لقد احتكر األسقف لذاته فقط ما كان قد وهب للكنيسة‪ .‬فبات األمر كما لو كان‬
‫مجلس الشيوخ قد أطيح‪ ،‬وتقتد القنصل الشلطة وحده‪ .‬أائ ألن األسقف كان يسمو على اآلخرين‬
‫في الكرامة‪ ،‬فهكذا كانت في المجمع سلطه أكثر هيمنة من سلطة فرد عادفي‪ .‬ومن ثم كان شرا‬
‫فادحا أن رجأل واحذا بتحويله السلطة المشتركة إلى نفسه‪ ،‬فتح المجال الستباحة الطفيان‪ .‬ليس‬

‫‪,‬الةا‪(٢‬؛الح‬ ‫انظر‪, :‬ات ‪, ٧٠ 311)1‬ال ‪٢8‬ح‪1‬أ‪0‬ا] ‪٢‬م‪ 3.11. 518, 522, 512; )٢. ٨1١‬ا‪8£‬ح) ‪٧.4‬اآ ;‪.2‬اا‪٧‬ت ;‪.2‬ا‪٧‬ل‬ ‫‪٢‬‬
‫‪[ ٧. 290, 283, 292(.‬ال‪1‬ج‪٧‬ا‪1:‬نج(ل‪٢08‬‬
‫‪ 0711‬رح‪٢‬ص^‪،9۶۶21‬ح ‪01٠,‬خ‪8‬ةا‪٨1111(٢08‬‬ ‫انظر‪[, 17. 475 ).(:‬لآلرظ) ‪5 :1‬‬ ‫‪٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين الميحي‬ ‫‪١١٣٨‬‬

‫هذا فحسب‪ ،‬بل انتزع من الكنيسة أيثما ما كان ثغا لها‪ ،‬ومن ثلم قمع وحز المجمع الذي رسمه‬

‫روح المسيح القدوس‪.‬‬

‫‪ .٧‬اضمحالل السلطة والتأديب‬

‫ولكن (لتا كان شر يفسح مجاأل لشرآخر) إذ بات األساقفة يأنفون من هذا العمل كمزاولة ال‬

‫تجدر باهتمامهم‪ ،‬أحالوه ًالىآخرين‪ ،‬ولذا اسيحدث منصب الموظفين الرسمين (وعرف هؤالء‬
‫بلقب المندوب العام ) لممارسة هذه الوظيفة‪ .‬لسح‪ ،‬أقول بعد ماذا كان نوع هؤالء الرجال؛ أشير‬
‫فقط بأئهم ال يختلفون عن القضاة العلمانيين‪ .‬على الرغم من ذلك‪ ،‬ومع أن الدعاوى تتعتق باألمور‬
‫الدنيوية‪ ،‬ظتوا يستونها ا|ختصاص السلطة الروحية ا إن لم يوجد هنالك شذآخر‪ ،‬نبأي وقاحه‬

‫يتجاسر هؤالء الناس على أن ينعوا صحب شجار في جلسه قضائية محكمة كنسية ؟‬

‫ومع هذا ثتة تحذيرات‪ ،‬وكذلك الحرمان من الشركة‪ .‬واضح أثهم يسخرون من الله‪ .‬ما‬
‫رأيكم في رجل مسكين مدين ببعض المال؟ ها هو يدعى للمحاكمة‪ .‬فإذا ظهر أمام القضاء يدان‪.‬‬
‫أوإذا كان ثداائ ال يمكنه أن يدفع ما عليه من مال‪ ،‬فيعطى إنذارا؛ وبعد اإلنذار الثاني‪ ،‬قخذ خطو؛‬
‫أخرى نحو حرمانه؛ وإن لم يظهر‪ ،‬يعطى إنذاراآخر أن يخضع ذاته للمحاكمة؛ وإذا تأحر‪ ،‬ينذر‪،‬‬
‫وبعد ذلك بقليل يحرم من الشركة‪ .‬أسألكم‪ :‬هل ترؤن في هذا ما يمك لتعليم المسيح بصله‪ ،‬أوإلى‬
‫الغرف القديم‪ ،‬أو إلى إجراء كنسى؟‬

‫ثم يأخذون على عاتقهم أيائ توبيخ التعذيات الحلقية‪ .‬أثا الغسق والدعارة‪ ،‬والسكر‬

‫بهذه الجرائم‪ .‬كما ال أذكر هنا نوع الرجال الذين يختارون غاليا لهذه الوظيفة؛ إذ يكفي‬
‫ويزيد أن يقال إئه عندما يتفاخر الرومانيون باختصاصهم بالشلطة الروحية‪ ،‬يمكننا أن نبين‬
‫توا أن ليس ثتة شيء يمكنه أن يناقض ما أشمس له المسيح أكثر من هذا‪ ،‬كما أن ال شبيه في‬
‫هذا للعرف القديم أكثر متا للظلمه من شبه للنور‪.‬‬
‫‪١١٣٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫‪ . ٨‬ئتابض سلطة األسقف الدنيوية معئى هذه الوظيفة‬

‫على الرغم من أتنا لم نذكر كز ما كان ممكائ أن نستعرضه هنا‪ ،‬وأتنا حضرنا ما قلناه في‬
‫كلماب معدودة‪ ،‬فإئني واثق بأتنا قد أحرزنا نصرا بحيث لم يتبق ألحي سيحل للشدق في أن السلطة‬
‫الروحية التي يتأتق بها البابا وجميع حاشيته الملكية‪ ،‬ما هي إأل بدعة استبدادية شريرة متنافية مع‬
‫كلمة الله وظالمة لشعبه‪ .‬هم في الحقيقة‪ ،‬تحت شعار السلطة الروحية ‪ ،‬أشمل جسارتهم في‬

‫صياغة عقائد جديدة استبعدوا بها الشعب التعيس عن النقاوة األصدليه لكلمة الله‪ ،‬والتقاليد الشريرة‬

‫التي يوقعونه في سركها‪ ،‬واالختصاص الكنسي القضائي المزعوم الذي يمارسونه من خالل أساقفة‬
‫مساعدين ورسميين‪ .‬أما إذا كدا لنفسح لملكوت المسيح المعجال أن يزدهر بيننا‪ ،‬فال بد من أن ينتج‬
‫من ذلك انهيار هذه السيادة االقطاعية بأكملها وسقوطها‪.‬‬

‫لائ لجمغ موسى بين الوظيفيين كان ذلك‪ ،‬أؤأل‪ ،‬من قبيل المعجزة النادرة الحدوث؛ وثانيا‪،‬‬
‫كان ترتيبا مؤق إلى حين تنتظم األمور على نحوأفضل‪ .‬لكن لائ تحددت هيكلية األدارة من الرت‪،‬‬

‫استقر الحكم المدني مع موسى؛ وأحيل الكهنوت إلى أخيه [خر ‪٢٦-١٣:١٨‬؛‪ .‬وبات ذلك‬
‫التنظيتم الصحيح؛ ألئه ليس في نطاق الطبيعة أن يكون شخص واحن كثائ لحمل أعباء الوظيفقين‬

‫على كاهله‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسبرة اآلين المسيحى‬ ‫‪١١٤.‬‬

‫لقد اتبع هذا النظام بعناية في الكنيسة مدى العصور‪ ،‬ولم يفتكر واحد من األساقفة‪ ،‬ما دامت‬

‫‪ .٩‬اسحال األساقفة سلطات األمراء‬

‫اسئبطت وسيلة مكتت األساقفة من أن يتخذوا ألقاب وظيفتهم ومزاياها وشرف قدرها بدون‬
‫مشعة أو هم‪ .‬ولكئهم بعد ذلك‪ ،‬ولكي يظآوا عاطلين تماائ‪ ،‬اعطوا سلطة ‪,‬السيف‪ ،‬واألصح هو‬
‫أدهم استولوا عليها بأنفسهم‪ .‬فبأي عذر إدا يمكنهم أن يدافعوا عن هذه الصفاقة؟ هل كان واجب‬
‫األساقفة أن يتدحلوا في األجراءات القضائية وفي إدارة المدن والمحافظات‪ ،‬وأن يتوبوا أعماأل‬
‫بعيدة جدا عن أعمالهم؟ ألن أعمال وظيفتهم كثيرة جدا بحيث إتهم لو كرسوا لها أنفسهم كلائ‬
‫وبال انقطاع‪ ،‬ولم يسمحوا لشيء قط بأن يصرف انتباههم عنها‪ ،‬فإتهم بالكن كانوا لينجزوها على‬
‫نحو واف بالمراد‪.‬‬
‫مح ي‬
‫ولكن هكذا أصبح قدر صالبة أعناقهم‪ ،‬بحيث ال يتورعون من أن يتفاخروا بأة مجد ملكوت‬
‫المسيح ئعثلم كما يجب من خاللهم‪ ،‬وأئهم بذلك ال يقشرون في أعمال دعوتهم‪.‬‬

‫أتا في ما ينعتق بالنقطة األولى‪ ،‬فإن اعتبروه شروا رفيع المستوى يزتن وظيفتهم المقدسة أن‬
‫ارتقوا إلى مقام بهذا القدر من السمؤ‪ ،‬بحيث يبعثون المخافة في صدور جالالت الملوك‪ ،‬فإة‬
‫لديهم سبيا يتجادلون به مع المسيح الذي جرح كرامتهم (بالمبدأ الذي عتم به تالميذه)‪ .‬ألته‬
‫مادا كان ممكائ أن يكون أشنع من أن يقال‪ :‬روساء األمم ئشودوثهلم‪ ...،‬وآل ئكون هكذا‬

‫فيكما‪[ ٠‬مت ‪ :٢٠‬ه‪٢٦-٢‬؛مر ‪٤٤-٤٢ :١٠‬؛لو‪:٢٢‬‬


‫على خذامه قاعد؛ أصعب مائ اتخن هو لذاته أوأل‪ .‬يقول‪ :‬تئ أواتيي (عليكم) واضائ اؤ ئثشائ؟‬
‫[لو ‪١٤: ١٢‬؛‪ .‬نرى أته رفض ببساطة وظيفة القضاء‪ ،‬هذا األمر الذي لم يكن ليفعله لو أة أشغال‬
‫الوظيفة كانت تئغق ودعوة خدمته‪ .‬أال يرتضي الخذام بالمنزلة التي أخضع السئد ذاته لها؟‬

‫كم أود لو استطاعوا أن يبرهنوا ذلك من خالل االختبار بالسهولة نفسها التي تتجتى في‬
‫كالمهم! لم ترق في عيون الرسل أن يفرطوا في الوعظ بالكلمة في سبيل خدمة الموائد [اع ‪.]٢:٦‬‬

‫دبرج] ‪ 0 ,‬د‬ ‫انظر‪ 16. 1001, 999(. :‬ط‪23, 19 )1‬‬ ‫‪٤‬‬


‫‪١١٤١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الحادي عشر‬

‫أتا أتهم ال يريدون أن يتعلموا من هذا‪ ،‬فيلزم أن يقبلوا أئه يستحيل أن يكون أحدهم أسقائ قديرا‬
‫وأميرا كفؤا في الوقت ذاته‪ .‬فألته إن كان الرسل (الذين بكز ما أوتوا به من مواهب عظام قد‬
‫برهنوا قدرتهم على التصدي لهمو؛ أكثر جسامة من أي إنسا؟ ولد بعدهم) قد اعترفوا بأتهم ال‬
‫يستطيعون تحئل مسؤولية خدمة الموائد مع خدمة الكلمة بدون أن يفرقوا تحت أعبائها‪ ،‬فكيف‬
‫لهؤالء األقزام‪ ،‬الذين ال يمكن أن تقارنوا بالرسل‪ ،‬أن يتجاوزوا أسالفهم في كذهم مائة مزة؟ بل إة‬
‫مجزد أن يحاولوا ذلك‪ ،‬يشي بوقاحة ثقتهم الذاتية وصفاقتها‪ ،‬ومع ذلك نراهم يحاولون‪،‬‬
‫ولكن واضخ بأي نجاح! إته من المحال أن تكون النتيجة سوى أن يهجروا واجباتهم وينتقلوا إلى‬
‫الجهة االخرى‪.‬‬

‫‪ .١٠‬كيف حدث أن حصل األساقفة على هذه السلطة الدنيوية؟‬

‫ال شلن في أته من البدايات الضئيلة للرومانيين‪ ،‬تطورت سطوتهم شيائ فشيائ‪ ،‬إذ لم يكن ممكائ‬
‫لهم أن يصعدوا هكذا عاليا من مجزد الخطوة األولى‪ .‬لكئهم في لحظؤ مضت بدأوا يزحفون سرا‬
‫بجيني ومهارات خبيثة‪ ،‬بحيث لم يكن ممكائ ألحد أن يتوقع ما يمكن أن يحدث حتى حدث ما‬
‫حدث! وكان في أحيا؟ أخرى‪ ،‬لتا سنحت لهم الفرصة‪ ،‬أتهم انتزعوا من األمراء بعض المزيد من‬
‫سلطتهم‪ ،‬سواة باإلرهاب أو بالتهديد‪ .‬وفي أزمنة أخرى‪ ،‬لتا ظهر لهم كل من األمراء نحو السخاء‪،‬‬
‫انتهزوا سخاءهم المخطئ فأساؤوا استعماله‪.‬‬

‫كان في الماضي أته عندما ثار خصام‪ ،‬جاء األتقياء بمشاكلهم إلى األسقف كيما يتجلبوا‬
‫االحتكام إلى القضاء‪ ،‬إذ وثقوا بنزاهته‪ .‬وهكذا عبي األساقفة األقدمون بمهام الناس‪ ،‬واتخذوا‬
‫القرارات المناسبة على الرغم من المضايقات التي سيبها لهم االنشغال بها (كما يذكر أوغسطيئس‬
‫في مكا؟ ما)؛ ولكئهم قبلوا هذه المسؤولية غير راغبين‪ ،‬لكي يريحوا األطراف المتخاصمة‬
‫من األسراع إلى التنازع في المحاكم‪ .‬وهكذا جرت األمور بحيث عيض بالتفاهم الطوعي‪.‬عن‬
‫المشاكسة القضائية‪ ،‬وصار ذلك نمط اختصاص الرومانيين‪.‬‬

‫(ولكن) بعد حين‪ ،‬عندما تعثدت الحياة في المدن واألقاليم‪ ،‬وصعبت األمور فيها‪ ،‬ذهب‬
‫الناس إلى األساقفة ليحتموا بهم ويطمئوئا في ظزأمانتهم‪ .‬أتا هؤالء ارجال فبحذى ومكر تحولوا‬
‫من كونهم حتا؛ ومدافعين إلى أسياد‪.‬‬

‫انظر‪8)1111'18 ٧. 418(. :‬م [‪ ]۶8. 119:115‬ى ‪ ٤٢٠‬؛‪, 37. 1570‬الهآل) ‪٧‬الل ‪8. 118.‬؟ ‪80.11718,‬م ‪0,‬االأ‪8‬آلجاأ‪٨‬‬ ‫ه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١١٤٢‬‬

‫وال يمكن إنكار أئهم تمتكوا جانبا كبيزا (من السلطة والجاه) من خالل النزاعات الحزبية‬
‫العنيفة‪ .‬فاألمراء الذين منحوا األساقفة اختصاصا بالسلطة طوعا‪ ،‬فعلوا ذلك من منطلق دوافع‬
‫مختلفة‪ .‬ولكن‪ ،‬مع أن سخاءهم لم يخز من بعض الشبه للتقوى‪ ،‬لم يوقروا بكز هذا النبل األحمق‬
‫ما يضمن خير الكنيسة وصالحها‪ ،‬ألئهم أفسدوا بذلك نظام تأديبها القديم القويم‪ .‬في الواقع‪،‬‬
‫والحق يقال‪ ،‬لقد حكموه كلجا! لقد أثبت هؤالء األساقفة الذين أساؤوا استعمال فيض سخاء األمراء‬
‫لنفعهم الذاتي‪ ،‬أئهم بذلك الشاهد الواحد على أئهم ليسوا أساقفة‪ .‬فإئه إن بقيت فيهم ولو شرار؛‬
‫واحد؛ من الروح الرسولى‪ ،‬كانوا يجيبون بكلمات بولى‪ :‬أسلحة محاربتنا ليست جسدية‪،‬‬
‫بل روحية‪٠‬ا [‪٢‬كو ‪ .]٤: ١٠‬أثا ألن الجشع األعمى قد اكتنفهم‪ ،‬فقد دنروا أنفسهم وخلفاءهم‬
‫والكنيسة معهم‪.‬‬

‫(ادعاءات البابوية الجامحة والمخادعة‪ ،‬واغتصابها للسلطات الدنيوية‪)١٦—١١ ،‬‬

‫‪ .١١‬أصل السيادة العالمية لليابوتة‬

‫أخيرا‪ ،‬فيما كان الحبر الروماني غيز مكتتب بالسيطرة على البارونيات‪ ،‬وضع يده أؤأل على‬
‫ممالك‪ ،‬ثم على االمبراطورية ذاتها‪ .‬ولكي يستبقي بحجة أوأخرى ما كان قد اقتناه بمجزد السرقة‪،‬‬
‫يتفاخر أحياائ بأئه حازه بمقتضى حئ إلهي‪ ،‬مدعيا أحياائ أده امتلك بموجب هبة قسطنطين‪،‬‬
‫وأحياائ أخرى بشثد ملكيدأبر‪ .‬أجيب أؤأل مع برنارد‪ :‬مع أئنا نقز بأئه ينعي هذه الملكية بحجة‬
‫أخرى‪ ،‬فإئهاليست بموجب حى رسولى‪ .‬ألنبطرس لم يمكئه أن يهب مالم يكن له؛ ولكئه‬
‫منح خلفاءه ما كان له‪( :‬أي) االعتناء بالكنائس ‪ .‬ولغا قال الرب والسيد إئه لم يتعين قاضيا بين‬
‫شخطين [لو ‪١٤: ١٢‬؛‪ ،‬ال ينبغي على الخادم أو التلميذ أن يعتبره عدم جدارة إن لم يعئن قاضيا‬
‫ليحكم جميع الناسى ‪ .‬يتحدث برنارد هنا عن القوانين المدنية‪ ،‬ألئه يضيف‪ :‬إذ سلطتك تكمن‬
‫في (التعامل مع) سوء السلوك وليس مع األمالك‪ ،‬حيث إئك تستمت مفاتيح ملكوت السماوات‬
‫بسبب السلوك السيئ‪ ،‬ال للسيطرة على األمالك‪ .‬أيهما يبدو أعظم شرقا لك‪ :‬أن تمنح مفغرة‬
‫الخطايا‪ ،‬أوأن تغشم الممتلكات؟ ال مقارنة بينهما‪ .‬فلهذه األشياء الدنيوية الوضيعة قضائها‪ ،‬ملوك‬
‫األرض وأمراؤها‪ .‬لماذا تتعذى على تخوم اآلخر؟ إلخ‪ .‬وكذلك‪ :‬قد جعلت صاحب ثمو‬
‫(يخاطب البابا أبيس)‪ .‬ا لماذا؟ ال لكي تسيطر على ما أظئ‪ .‬لذلك لنتذتمر أن ما اوكل إلينا هو‬
‫الخدمة ال السيادة‪ ،‬مهما كا نتراءى لذواتنا‪ .‬تعثم أئك تحتاج إلى معزق‪ ،‬وليس لصولجان‪ ،‬لكي‬
‫‪١١٤٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الحادي عشر‬

‫تقوم بعمل النبي‪ .‬وأيفا‪ :‬اليكن واضخا أن السيادة ممنوعة على الرسل‪ .‬لذلك ادهت واجرو‬
‫على أن تأخذ على عاتقك‪ :‬إلما الرسولية فيما أنت كل‪ ،‬أو السيادة فيما أنت رسول‪ .‬وتوا يضيف‪:‬‬
‫هذه صورة الرسولية‪ :‬السيادة ممنوعة؛ الخدمة مطلوبة‪ .‬ا‪ ٦‬على الرغم من أن ما قاله هذا الرجل‬
‫كان ليبرهن للجميع على أئه يتكتم بالحق عينه — ومع أن هذا نفسه في الحقيقة جلي بدون الحاجة‬
‫إلى أى كلمات ‪ -‬لم يستح الحبر الروماني أن إصدر مرسوائ في مجمع آرل يعلن فيه أن كأل من‬
‫السيحين (السلطة المدنية والسلطة الروحية) هما اختصاصه بمقتضى حق إلهى‪٧.‬‬

‫شاهدا مالئائ ووافيا على هذا الموضوع‪ .‬ألله كتما كان يخاطب اإلمبراطور‪ ،‬يدعوه السيد‬
‫األسمى جالأل‪ ،‬فيما يدعو ذاته الخادم غير المستحق ‪ .‬وكذلك في نعق آخر يقول‪ :‬فليتخاحقى‬
‫سيدنا‪ ،‬بموجب سلطته األرضية‪ ،‬عن أخطاء الكهنة؛ ولكن في إطار روة مراعاته المميزة للمشاعر‬
‫والظروف‪ ،‬أن يحكمهم ألجل خاطر من يخدمونه‪ ،‬بحيث يمنحهم ما يستحثونه من الوقار‪.‬‬
‫نرى كيف كان يرغب‪ ،‬بمشاركة عاتة الشعب في الخضوع للسلطة‪ ،‬أن يحشب كواحد منهم‪.‬‬
‫ألئه لم يكن في خطابه هذا يرافع عن قضبة إمآخر‪ ،‬بل عن ذاته‪ .‬وفي صآخر‪11 :‬إني واثن‬
‫بأن إلهنا الكلئ القدرة سوف يتعم ‪.‬طول األيام على أسيادنا األتقياء‪ ،‬وسوف يقرر مصير نا تحت‬
‫يدكم بحسب كثرة رحمته ‪ ٠‬لم أقتبس هذه العبارات بقصد مناقشة موضوع هبة قسطنطين‬
‫بالتفصل‪ ،‬بل لكي برى قرائي فقط سريعا كيف يكذب الرومانيون عندما يحاولون ادعاء السلطة‬
‫الدنيوية لحبرهم‪.‬‬

‫أتا األعفن من ذلك فهو عدم حياء أوغسطيلس أستويحس ‪ -‬حين تبحح في هذه القضية‬
‫الخاسرة — أن يسفر لحبره مشعة جهده ولسانه أيصا‪ .‬كان قاال قد كذب األسطورة‪ ،‬وهذا ال‬

‫انظر‪ 182. 736, 747 ٤( :‬طسآل) ‪ 071 007181^10711. ¥1. 7; 11. ¥1. 9-11‬ده‪8‬‬ ‫‪٦‬‬
‫إذ االشارة إلى مجمع آرل (‪08‬ا‪ )٨٢‬المنعقد سنة ‪ ١٢٣٤‬خاطئة‪ .‬واألصح هو أن البابا إنوئطيوس الثالث (مات ‪)١٢١٦‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪1111011111,‬‬ ‫‪٧11. 212‬‬ ‫اذعى باختصاص الكنيسة بسلطة السيف‪ :‬انظر‪215. 527(. :‬‬
‫انظر‪ 1. 6, 254, 221, 318, 329; :‬ج‪3‬ا‪0‬ل‪8‬ا(ل‪ £‬د) ‪ 1. 5; 1٧. 20; 111. 61; ٧. 36, 39‬دئ ‪7 1,‬ل‪0‬ججل‪6‬‬ ‫‪٨‬‬
‫;[‪ 77. 449, 689 ]111. 65[, 662,766 ]٧. 40[, 750 ]٧. 21‬مألعآل‬ ‫‪ 11. 75 £.٠ 150 0 141,‬أدل‪٢.‬ع‪2 8‬‬
‫‪176, 173.(.‬‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١١٤٤‬‬

‫يصعب على رجل ذي علم وذكا؛ خارق‪ .‬مع ذلك (كإنسا؟ غير متمرس باألمور الكنسية) لم يكن‬
‫قد سرد كز ما كان يمكنه أن يطرح لتعزيز الجدل‪ .‬فهنا يقتحم أستويغس الجلسة ويبعثر بفبعات‬
‫مقرفة ليفقي الضياء الجلي‪ .‬وبكز ثقة يرافع عن قضية سيده بكلماب هزيلة كما لو دخل بهلول‬
‫تزوح محاوأل أن يقئده فينتهي به األمر أن يؤيد فاال‪ .‬إئها في الواقع قضية تستحق أن يستأجر البابا‬

‫تن يدعمونها نظير البعض من المال! وكذلك استحق أولئك األجراء المشاغبون أن يحبط طمعهم‬
‫— كما حدث أللجوبيئس ! ‪٩‬‬

‫‪ .١٣‬عالقة هنري الرابع بهيلدبراند‬

‫لكن إن كان أحدهم ليسأل‪ :‬متى بدأت هذه االمبراطورية المصطنعة الصعود؟ فلم تكن‬
‫خمسمائة سنة قد مضت منذ أن كان البابوات يخضعون لألمراء‪ ،‬ولم يكن أحذهم يعين إآل بمقتضى‬
‫سلطة االمبراطور‪ .‬أثا االمبراطور هنري ‪ -‬الرابع باالسم نفسه [‪١٠٥٦‬م‪ ١١٠٦-‬م] ‪ -‬فإذ كان‬
‫رجأل متقلقأل‪ ،‬مندفعا‪ ،‬غير قادر على ضبط عواطفه‪ ،‬مجردا من الفعلنة‪ ،‬شديد الجسارة‪ ،‬ذا حياة‬
‫مضطربة ومختة بالسلوك؛ أفسح المجال لغريغوريوس السابع أن يبذل هذا النظام‪ .‬فعندما أضحت‬
‫جميع أسقفيات ألمانيا في حوزته‪ ،‬معروض بعضها للمبيع‪ ،‬ومعرض بعضها اآلخر للنهب‪ ،‬انتهز‬
‫هيلدبراند‪ ،‬الذي كان هنري قد استفره‪ ،‬تلك الفرصة على أساس حجة معقولة ظاهرا هي أن يبرز‬
‫ذاته‪ .‬وال كان يدافع عن قضية نزيهة‪ ،‬أيده كثيرون‪ .‬وكان هنري من الجانب اآلخر مكر ولها لدى‬
‫معظم أمراء المقاطعات بسبب غطرسته في الحكم‪ .‬وأخيرا كشف هيلدبراند‪ ،‬الذي كان يسئي‬
‫نفسه غريغوريوس السابع‪ ،‬وكان شريرا ونجس الخلق‪ ،‬عن نيته الغادرة‪ .‬ولهذا السبب هجره‬
‫الكثيرون مئن ثآمروا معه‪ .‬وعلى الرغم من ذاك‪ ،‬أمكنه أن يحعق هذا‪ :‬استطاع خلفاؤه أن يطرحوا‬
‫عنهم — بدون أي عقوبة — نير (الخضوع لسلطة الحاكم)؛ ليس هذا فحسب بل أن أخضعوا‬
‫األباطرة ألنفسهم‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬كان هنالك أباطرة (يشبهون هنري أكثر مائ يشبهون يوليوس قيصر)‬
‫لم يكن من الصعب إخفاغهم‪ ،‬إذ ظتوا في بيوتهم متراخين يفتفهم الضن في كز شيء‪ ،‬و خصوصا‬
‫عندما اقتضت الضرورة أن يخمدوا طمع البابا بشن؛ وتحت سيادة القانون‪ .‬نالحظ األلوان الزاهية‬
‫التي احتال بها البابا مذعيا أة االمبراطورية ‪١‬لغربيةآلت إليه‪.‬‬
‫ااهبة قسطذطين‪1( ,,‬ع‪1‬سأ‪8‬ع‪0‬ح ‪10‬خة‪ )1(011‬وثيقة رؤرت ض ما يبدو ق شب محفوظات البابوية أيام البابا بولى‬ ‫‪٩‬‬
‫األول (‪ .)٧٦٧٠٧٥٧‬تذعي ألها صك هبة منحها اإلمبراطور قسطنطين العظيم إلى البأبا سلفستروس األول‪ ،‬وبموجبها يصير‬
‫البابا حاكائ لمنطقة واسحة تضلم اليهودية واليونان وآسيا وتراقيا وإفريقيا وإيطاليا‪ .‬شك في أصالتها أكر من عالم ولكن‬
‫لورنزو فاال (‪ )۴١٤٤٠‬قفى عليها بضربؤ قاضية حين قذم أدتة وافية ال دجاذل في زيفها‪ .‬أما اإلشارة إلى أفجوبيئس هنا‪،‬‬
‫فهي إلى أحد العلماء الذين دافعوا عن أصالة الهبة في القرن السادس عشر لكن بدون جدوى‪.‬‬
‫‪١١٤٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫‪ .١٤‬حرنت االستيالءات تحت سلطة غريغوريوس الكبير‬

‫منذ ذلك الحين‪ ،‬لم يكذ البابوات عن احتالل ملكيات الناس‪ ،‬تارة بالزور‪ ،‬وأخرى بالخيانة‬
‫والفدر‪ ،‬وطورا بأسلحة الحرب‪ .‬فمن حوالى ‪ ١٣٠‬عاائ أخضعوا المدينة (التي كانت آنذاك مدينه‬
‫حرة) لسيطرتهم‪ ،‬حثى توصلوا إلى مرتبة السلطة التي آلت إليهم اليوم ‪ ٠‬وفي سعيهم للحفاظ على‬
‫هذه السلطة‪ ،‬بل زيادتها‪ ،‬أحدثوا اضطرارا في العالم المسيحي مذة قرتين (ألئهم كانوا قد شرعوا‬
‫في ذلك قبل أن يسيطروا على المدينة)‪ ،‬بحيث دتوا من تدميرها‪.‬‬

‫كان منذ أمد بعيد‪ ،‬فى عصر غريغوريوس‪ ،‬أة متعؤدي األمالك الكنسية وضعوا اليد على‬
‫يئ‬
‫العقارات التي اعتبروها ملبا للكنيسة‪ ،‬وبحسب غرف بيت المال‪ ،‬فرضوا عليها سندات تمليك‬
‫تأكيدا الدعائهم ملكيتها‪ .‬شكل غريغوريوس عندئذ مجلسا لألساقفة ودعاه إلى االجتماع‪ ،‬وهاجم‬
‫بعنف ذلك العرف الدنيوى سائأل‪ :‬هل كانوا يحرمون كاهائ حاول اغتصاب األرض بكتابة الشئد‬
‫بمبادرته الغردتة؛ أو أسقائ إائ حاول أن يفعل الشيء نفسه أو أغفل معاقبة ئن يفعله؟ فأجمع الكز‬
‫بالقول‪ :‬اااحرمه!اا (أذاثيما!)‪ ١٠.‬فإن كان ادعاء ملكية قطعة أرض جريمة تستوجب تحريم أحد‬
‫الكهنة‪ ،‬فكم بالحري ما تستحثه ممارسات البابوات على امتداد مائتي عا؛ من شن معارك‪،‬‬
‫وإهراق دماء‪ ،‬وذبح جيوش‪ ،‬وتدمير ثدن وإبادة أخرى‪ ،‬ومذابح أمم‪ ،‬وتخريب ممالك — لمجرد‬
‫االستيالء على ممتلكات اآلخرين — أي أناثيمات لها من القوة ما يكفي لمعاقبة هذه النماذج من‬
‫الجرائم؟ واضح في الحقيقة تمام الوضوح أدهم ال يبتغون أقز من االستيالء على مجد المسيح‪.‬‬
‫أنا إن قبلوا عموائ أن يتختوا عن كز السلطة الدنيوية التي يمتلكونها‪ ،‬فال خعلر يهدد مجد الله‪ ،‬أو‬
‫العقيدة السليمة‪ ،‬أو أمان الكنيسة‪ .‬لكئهم منجرفون بعيدا بًاهم شهوتهم لالمتالك والقهر‪ .‬ألدهم‬
‫يؤمنون أة شيائ ال يبقى في أمان ما لم يتستطوا بشدة وبعنف [حز ‪ ٤: ٣٤‬؛ ‪.‬‬

‫ه ‪ .١‬حصانة الكهنة الرومانيين‬

‫‪ 1,‬ال‪0٢‬خج‪6٢‬‬ ‫‪٧. 573‬‬ ‫انظر‪ 1. 364( :‬ع‪3‬ا‪0‬‬ ‫‪١٠‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١٤٦‬‬

‫أائ األساقفة القدامى الذين ائصغوا بالحزم في التمشك بحقوق الكنيسة‪ ،‬فلم يحسبوا مضؤا‬
‫بهم أو بنظامهم الكهنوتي إذا خضعوا للسلطة [المدنية]‪ .‬كما استدعى األباطرة األتقياء‪ ،‬بال أي‬
‫اعتراض‪ ،‬الكهنة إلى القضاء كتما اقتضست الضرورة ‪ .‬فهكذا خاطب قسطنطين النيقومديين فى‬
‫خطاب وجهه لهم‪ :‬إذ سبب أحد األساقفة إزعاجا من منطلق عدم حكمته‪ ،‬فلسوف يكبح تهوره‬
‫بالسلطة الرسمية التي لخادم الرب‪ ،‬أي بسلطتي‪ .‬اكما قال فالنتنيان‪ :‬اال يعارض األساقفة الصالحون‬
‫سلطة اإلمبراطور‪ ،‬بل بإخالص يحفظون وصايا الله‪ ،‬الملك العظيم‪ ،‬ويطيعون قوانيننا‪ ١١ .‬كان‬
‫الجميع في ذلك الزمان مقتنعين بذلك‪.‬‬

‫كانت القضايا الكنسية تحال إلى قضاء األسقف‪ .‬فمثأل إن لم يكن كاهن قد كسر قانوا‪،‬‬
‫بل قد أدهم بتعذي أحد مراسيم الكنيسة‪ ،‬لم تستدغ إلى القضاء المدني‪ ،‬بل احتز األسقف وقتئذ‬
‫مركز القاضي‪ .‬وعلى المثال نفسه ‪ ،‬إذا ثار الجدل حول مسألة ذات صلة باأليمان‪ ،‬أرجئ قضاؤها‬
‫للكنيسة‪ .‬وهكذا كان اذ ه ‪ ١٠‬متا كتبه أمبروسيوس لغالنتنيان‪ .‬لقد أجاب أبوك الطيب الذكر ليس‬
‫بالكالم فقط‪ ،‬بل بشى القوانين أيئدا‪ ،‬أته في حال قضيه تدور حول األيمان‪ ،‬ال ينبغي أن يكون‬
‫القاضي إتا غير مؤلهل بموجب وظيفته أو خارلجا عن االختصاص‪ .‬وأيشا‪ :‬ا إذا تأثلنا ما يقوله‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬أوما يتجلى في األمثلة القديمة‪ ،‬فض يمكنه أن ينكر في مسألة ذات صلة باأليمان‬
‫— أكرر‪ ،‬في مسألة ذات صلة باإليمان — جرت العادة أن يقاضي فيها األساقفة األباطر؛ المسيحيين‬
‫وليس األباطر؛ األساقغة؟‪ ٠٠‬وكذلك‪ :‬اى (مستعدا أن) أجيء‪ ،‬أتها االمبراطور‪ ،‬إلى بالطك‪ ،‬لو‬
‫سمح لي األساقفة أو الشعب نفسه أن أذهب قائلين‪ ،‬كما حدث فعأل‪ ،‬إذ قضية يعنى باأليمان ينبغي‬
‫أن سمع في الكنيسة في حضرة الشعب‪ ١٢٠٠.‬وفي الواقع‪ ،‬يجادل بأن القضية الروحية التي تمس‬
‫الديانة‪ ،‬ال ينبغي أن تحال إلى المحكمة المدنية‪ ،‬حيث يعلم الشجار الدنيوي‪ .‬ويني الجميع على‬
‫ثباته في هذا المبدأ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فغي إحدى الحاالت التي كان ئحعا فيها‪ ،‬يذهب إلى حذ القول‬
‫إته يذعن إذا وصل النزاع إلى حذ استخدام العنف الجسماني‪ .‬يقول‪ :‬الن أتخلى برصا عن المكان‬
‫الموتمل إلتي؛ أتا إذا ارغث‪ ،‬فلسن أعرف كيف أقاوم‪ ،‬ألن أسلحتنا هي الصلوات والدموع‪.‬اا‬
‫فلتقبع إدا االعتدال والغطنة الفريدين اللذين اتصف بهما ذلك الرجل القذيس‪ ،‬عالو؛ على عظمة‬
‫فكره‪ .‬يوسطينا‪ ،‬ألم االمبراطور‪ ،‬بعد أن ويلت في أن تجذبه إلى صفوف اآلريوسيين‪ ،‬حازك أن‬
‫تطرده من واليته الكنسية‪ .‬وكان من الممكن أن ببلم ذلك لو أطاع االستدعاء الذي أمره بالحضور‬

‫‪ 1.‬رز‪٠٢‬ك؟‪/،‬مر‪,‬أج‪0٢‬ك‪0‬جغآ‬ ‫انظر‪ ]X1X .1[ 82. :‬ل)(ل]ا‪,91, 310;١‬كمل‪8٢0‬اة‪. ٢٢. 6‬كج) ‪1٧. ¥111‬‬ ‫‪١١‬‬
‫‪٣. 111. 56, 113(.‬ع‪ 2 8‬اغآ ‪962-966, 1139 £.; 008 19. 69; ٥. !١٢] ]1.‬‬
‫‪,‬ع‪٨٠08‬‬ ‫انظر‪٢.422 ٤(. :‬ح‪(\٢ 2 8‬ل‪٢. ٦١٢‬؛ ;‪., 1006‬؛ ‪XX1. 2, 4, 17 )1^0 16. 1003‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪١١٤٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الحادي عشر‬

‫إلى القصر‪ .‬وبذلك أعلن زفضه أن اإلمبراطور يتمتع باالختصاص الصحيح للقضاء في مثل تلك‬
‫الحاالت الخطيرة‪ .‬لقد حثمت ضرورة العصر والخاصيات الثابتة للموضوع ذاته أن يكون رذه‬
‫هكذا‪ .‬ألله حسب أئه يفصل الموت على أن يرحل هذا المثال — بموافقته — إلى مدى الدهور‪.‬‬
‫وهع هذا‪ ،‬إن اضطر إلى مواجهة العقاب العنيف فلم يكن يفكر في مقاومته‪ .‬فيقول‪ :‬ليس جزءا‬

‫من (وظيفة) األسقف أن يدافع عن اإليمان وعن حقوق الكنيسة بالسالح‪ .‬أائ في حاالب أخرى‪،‬‬
‫فيظهر ذاته مستعدا أن يفعل ما أمره به اإلمبراطور‪ .‬يقول‪ :‬إذا ابتغى اإلمبراطور ضريبة فلن نرفض؛‬
‫إذ أراضي الكنيسة تدفع الضرائب‪ .‬إذا أراد حقوأل فله سلطة عليها‪ :‬وال يقاوم أحد متا ‪ ١٣.‬وهكذا‬
‫أيشا يتحذث غريغوريوس؛ يقول‪ :‬الال يغيب عن ذهني فكر سيدنا الجليل‪ ،‬أتها ليست عادته أن‬
‫يتدحل في حاالت تمش الكهنة‪ ،‬لئأل يثعل بهموم خطايانا‪ ١ ٤ .‬على أته عموائ ال يمنع اإلمبراطور‬
‫من محاكمة الكهنة؛ ولكئه يقول ثئة حاالت معيلة يلزم أن يتركها لقضاء الكنيسة‪.‬‬

‫‪ .١٦‬األساقفة خاضعون للمحاكم المدنية‬

‫إدا‪ ،‬بهذا االستثناء عينه ابتغى الناس الصالحون فقط أن يمنعوا األمراء األقز تدا من تعويق‬
‫الكنيسة عن إدارة شؤونها بطغيانهم العنيف‪ .‬ولكئهم‪ ،‬مع هذا‪ ،‬لم يعترضوا إذا استعمل األمراء‬
‫سلطتهم في أمور كنسية‪ ،‬على شرط أن يكون تدحلهم لمصلحة الحفاظ على نظام الكنيسة‪ ،‬وليس‬
‫إلثارة الخلل به؛ وإلقامة التأديب ال لحته‪ .‬ولتا لم يكن للكنيسة سلطة لإلكراه‪ ،‬وال يحز لها أن‬
‫تسعى إليها (أعني هنا اإللزام المدني)‪ ،‬فإته من واجب الملوك واألمراء األتقياء أن يدعموا الديانة‬
‫القويمة بتطبيق القوانين والمراسيم واألحكام قياسا على ذلك‪ ،‬بعد أن أصدر اإلمبراطور موريس‬
‫أمرا لبعض األساقفة بأن يقبلوا أساقفة جيراائ لهم طردهم البرابرة‪ ،‬أكد غريغوريوس أمره‪ ،‬واستحث‬
‫األساقفة على إطاعته‪ .‬ولتا حدر اإلمبراطور نفشه غريغوريوسل بأن يتصالح مع يوحنا أسقف‬
‫القسطنطينية‪ ،‬أعطى سبيا لتبرير موقفه‪ .‬ومع ذلك لم يتفاخر بحصانه تقيه أوامر قضاء دنيوي‪ ،‬بل‬
‫بالحري وعد بأن يطيع بقدر ما يسمح له ضميره‪ .‬كما أضاف أن موريس فعل ما يليق بأمير تقى‬
‫بإعطائه األساقفة مثل هذه األوامر‪١٥.‬‬

‫‪1118 011‬أ‪11‬جلل‪ ٨٦‬ا‪118‬ا‪3‬ج‪011 ٨‬د‪٢080, 8‬و‪٨111٦‬‬ ‫انظر‪ :‬ا‪ )1‬ذاسهر ‪18. 1, 11, 111,‬ا‪1110 8 38111038, 0‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫ءأ؛‪16. 1007 £., 1017‬‬ ‫‪.‬؛ج‪2 8‬‬ ‫‪430, 435(.‬‬
‫د) ‪1٧. 20‬دئ ‪ 1,‬إلل‪0‬ج‪0‬لة‬ ‫;‪1. 254‬‬ ‫خ ;‪77. 689‬‬ ‫انظر‪. 2(. :‬لآلو ‪٤‬ج‪2 8‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪. 69,320‬لسدءآلآلظ) ‪143;٧.37,39,45‬سذ‪7 1,‬ل‪0‬ج‪5‬ال‪0‬‬ ‫انظر‪٤ 77. 689, :‬ص‪327, 344‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫الم ‪ ]111‬خ ;[‪503, 744 !., 749, 719 ٤ )٧. 19‬‬ ‫‪11. 2. 150 £., 169(.‬ل‪٣.‬ج‪2 8‬‬
‫الفصل الثاني عشر‬

‫التأديب الكفسفي‪ :‬تطبيقه الرئيس‬


‫بالتوبيخ والحرمان‬

‫مع‬
‫(مناقشة سلطة المفاتيح في التأديب الصحيح‪ :‬أهداف التأديب وطرق تطبيقه‪)٧-١ ،‬‬

‫‪ . ١‬ضرورة التأديب الكنستي وطبيعته‬

‫شمح لكز وام بأن يفعل ما يروقه؟ ال شك في أن ذلك يحدث إذا لم بضف إلى الوعظ بالعقيدة‬
‫النصح الشخصى على انفراد‪ ،‬والتصحيح والئعينات األخرى التي تدعم العقيدة وال تتركها عاطلة‪.‬‬
‫ومن ثم فالتأدب يشبه اللجام الذي يكبح ويرؤض ئن يحتدمون ضد تعليم المسيح؛ أو يشابه‬
‫الملحس الستحثاث بطيئي األرادة؛ وأحيادا يماثل عصا األب التي تهذب باعتدال وبرفي المسيح‬
‫‪١١٤٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫كن أخفقوا بأكثر خطورة‪ .‬لذلك عندما نتبين بداية خراب مروع يهذد الكنيسة بدون أن يوجد‬
‫االكتراث والضوابط التي تكبح جماح الناس‪ ،‬تصرخ الضرورة نفسها بالحاجة إلى عالج‪ .‬واآلن‬
‫هذا هو العالج الوحيد الذي أوصى به المسيح‪ ،‬والذي اسئعمل دائائ بين األتقياء‪.‬‬

‫‪ .٢‬مراحل التأديب الكسى‬

‫األساس األول للتأديب هو إفساح المجال للتحذير والنصح على لحو خصوصى [أي في‬
‫إطار المحادثة السرية؛؛ أي إذا لم يؤد أحدهم واجبه عن طيب خاطر‪ ،‬أوإذا تصرف بوقاحة‪ ،‬أوإن‬
‫كان سلوكه غير مشرف‪ ،‬أو فعل ما يجلب المالمة‪ ،‬وجب عليه أن يخضع ذاته للنصح واإلرشاد؛‬
‫وعندما تقتضي الضرورة‪ ،‬يجب على كل فرد أن ينصح أخاه‪ .‬لكئ ليكن كزًا راع وكزًا شيخ متنبها‬
‫إلى ذلك على وجه الخصوص‪ ،‬ألن واجبهم ال يقتصر على الوعظ للشعب‪ ،‬دبل يشمل األنذار‬
‫والحذ أيصا في كز بيت‪ ،‬اذا لم يكن ثئة تأثير كاب لتعليمهم في المنجال العام‪ .‬يعتم بولس بذلك‬
‫**‬
‫الجميع‬ ‫عندما يقول‪ :‬ااؤءلئتكم به جهزا زفي كل يتاا [اع ‪٢ ٠ :٢ ٠‬؛‪ ،‬ويبرئ نفسه انمن* ذم‬
‫[اآلية ‪ ،]٢٦‬ألئه ليأل ونهارا لم يفغر عن أن ينذر ايدثوع كل زاحدا‪[ ,‬االية ‪ .]٣١‬هذا ألن التعليم‬
‫بالعقيدة يزداد سلطه وقوًا أينما كان للخادم الحئ‪ ،‬والوسيلة الستحثاث المتراخين على فعل ما‬

‫يتوقعه الرب‪ ،‬ومطالبة المستهينين به بالقيام به‪ ،‬هذا بعد أن كان قد شرح للجميع جهارا ما يطلبه‬
‫المسيح من المؤمنين به‪.‬‬

‫فإذ كان أحدهم يرفض معاننا مثل هذه التحذيرات‪ ،‬أو يظؤر ازدراءها بالتمادي في سلوكه‬
‫الرذيل بعد أن ؤمجهت إليه مرة ثانيه في محضر شهود‪ ،‬فإذ المسيح يأمر بأن يؤتى به إلى قضاء‬
‫الكنيسة‪ ،‬أي مجمع الشيوخ‪ ،‬وأن يحذر هنالك بأكثر شذة كما في حضور سلطة علنية‪ ،‬كيما‬
‫يخضع ويطيع إن كان يوقر الكنيسة‪ .‬أما إذا لم يخضع بذلك فتمادى في عصيانه‪ ،‬عندئذ يأمر‬
‫المسيح أن يفضل عن شركة المؤمنين‪ ،‬كئن يزدري الكنيسة [مت ‪١٧ ،١٥ .١٨‬؛‪.‬‬

‫‪ .٣‬الخطاي الظاهرة والخطاي المسترة‬

‫أثا ألن المسيح يتحذث هنا عن الخطايا المستترة‪ ،‬فيلزمنا أن نفترض هذا التقسيم‪ :‬بعض‬
‫الخطاي شخصى‪ ،‬والبعض اآلخر علنى‪ .‬فبالنسبة إلى النوع األزل‪ ،‬يقول المسيح لكز فرد‪|٠ :‬اذب‬
‫زعاسه تغتللى ؤبثنه زلحذكنا [مت ‪ : ١٨‬ه ‪ ١‬؛‪ .‬ويقول بولس لتيموثاوس عن الخطاي العلنية‪ :‬ائذيئ‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١٥٠‬‬

‫يفطوئن ؤبحهم أتالم الجميع‪ ،‬لكئ ئكون عثن ايابين حؤفا‪١ [ ١‬تي ه ‪٢٠ :‬؛‪ .‬فالمسيح سبق أن‬
‫قال‪ :‬إذ حثًا ايك اخون [مت ‪ : ١٨‬ه ‪ ١‬؛‪ .‬وهذه العبارة ( إليك ) ال يمكنإأل أن تفهمها بمعنى‬
‫أئك أنت الوحيد الذي تعرف ما فعله أخوك‪ ،‬وال أحذ سواك (إأل إذا رغبت في أن تجادل)‪ .‬أتا‬

‫فلتا كان بطرس قد أخطأ إلى ما يقرب من حذ الفضيحة المكشوفة‪ ،‬لم يوبخه بولس سرا بل أتى به‬
‫إلى محضر الكنيسة [غل‪.]١٤:٢‬‬

‫هذا إدا سيكون الترتيب الصحيح الذي يقع‪ :‬أن نتناول عملية تصحيح األخطاء المستترة‬
‫بحسب الخطوات التي رسمها المسيح؛ أما الخطايا العلنية‪ ،‬إن كان التعذي معرونا فعأل في العلن‪،‬‬

‫‪ . ٤‬الخطايا اليسيرة والخطايا المميتة‬

‫ههنا تمييز اخر‪ .‬فمن الخطايا ما يعتبر أخطاة؛ والبعض االخر جرائلم أوأفعاأل مشينة‪ .‬ولتصحيح‬
‫هذه األخيرة‪ ،‬يلزم أآل نكتفي بالتوبيخ أو بالنصح وحدهما‪ ،‬بل يحتاج األمر إلى عالج أشذ قسوة‪،‬‬
‫مثلما استخدمه بولس عندما لم يكتب بمجرد تأنيب مسافحي األقارب من الكورنسن بكلمالت‪،‬‬
‫بل عاقبهم بالحرمان ريثما أختر بجريمتهم [ ‪١‬كو ه ‪ ٣:‬وما يتبع؛‪ .‬اآلن يمكننا أن نرى كيف يدعم‬
‫صحة الكنيسة اختصاص سلطتها الروحية الذي يجازي الخطايا بحسب كلمة الرب‪ ،‬كما يرسخ‬
‫أساس النظام‪ ،‬ويضمن بقاء رباط الوحدة‪ .‬لذلك إذا الكنيسة تستبعد من شركتها الزناة والغاسقين‬
‫واللصوص والئآلب والمحرضين على الفتنة وحانثي العهد وشهود الزور وأمثال هؤالء‪ ،‬وض‬
‫يتجاهلون التصح والتحذير بغطرسة وعناد وبذا يستهزوئن بالله ويستهترون بأحكامه‪ ،‬ال تذعي‬
‫لذاتها شيائ يتجاوز حدود العقالنية بل تمارس مسؤولية السلطة الملقاة عليها من وبل الرب‪ .‬وحتى‬
‫ال يحتقر أحذ مثل هذا الحكم الذي تطيقه الكنيسة‪ ،‬أو ينظر إلى اإلدانة التي يقررها تصويت‬
‫المؤمنين كما لوكانت أمرا يستهان به‪ ،‬شهد الرب أن هذا ليس إآل إعالن حكمه هو‪ ،‬وأن ما فعلوه‬
‫على األرض تؤبده السماء‪ .‬فإذ لديهم كلمة الرب ألدانة األشرار؛ كما لديهم كلمئه ليتقيلوا التائبين‬
‫إلى النعمة [مت ‪ ١٩: ١٦‬؛ ‪ ١٨: ١٨‬؛ يو ‪ .]٢٣: ٢٠‬إن ظن البعض أن الكنيسة قادرة على البقاء‬
‫طويأل بدون أواصر التأديب هذه‪ ،‬أقول لهم إتكم مخطوئن؛ اللهم إآل إن كتا نعتقد أئنا ربما نستطع‬
‫بدون خشية العاقبة‪ ،‬أن نمضي من دون هذه المعونة التي سبق أن رأى الرب ضرورتها الستمرارنا‪.‬‬
‫في الحقيقة‪ ،‬يتجلى عظم الحاجة إلى هذا التأديب في كثرة تنؤع استعماله‪.‬‬
‫‪١١٥١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫ه‪ .‬غاية التأديب الكفستي‬

‫تهدف الكنيسة من خالل هذه التصحيحات والحرمان من الشركة إلى ثالثة أهداف‪ :‬أؤلها‬
‫هو أن من يعيشون حياة فاسدة شائنة ال يجوز أن ردغوا مسيحيين ألئهم بذلك يجلبون العار على‬
‫؛لله‪ ،‬كما لو كانت كنيسته المقدسة [ قارن اف ه‪ :‬ه ‪ ]٢٦-٢‬مؤامر؛ لألشرار والمتهئكين‪ .‬ألئه‬
‫لائ كانت الكنيسة نفسها جسد المسيح ‪٦‬كو ‪٢٤ : ١‬؛‪ ،‬ال يجوز أن تتلوث بأعضاء تالفين فاسدين‬
‫هكذا من دون أن يجلب عفئهم بعض الخزي على رأسها‪ .‬لذلك‪ ،‬كيال يكون في أسرة الكنيسة ما‬
‫يطمس اسمها األقدس بالعار‪ ،‬يتحقم اقتالع ض يعيث‪ ،‬سلواكهم نقاوتها‪ .‬كما يلزم هنا أن نحافظ‬
‫على ترتيب عشاء الرب وقدسيته حتى ال يتدلس بممارسته بال تمييز‪ .‬فإله إذا سمح تن أعبي‬
‫مسؤولية توزيعه أن يقذمه — عن درايه — لمن ال يستحق التناول‪ ،‬فيما يحق له أن يرفضه‪ ،‬يصبح هو‬
‫أيائ مذنبا كما لوكان يلقي بجسد الرب إلى الكالب‪ .‬في هذا الصدد نذد يوحنا فم الذهب بشدة‬
‫بالكهنة الذين لم يتجزأوا على أن يستبعدوا أحذا‪ ،‬خوا من بطش العظماء‪ .‬يقول‪ ...٠٠ :‬آثا ده وين‬
‫تدك اطلبه‪.‬اا [حز‪١٨:٣‬؛‪.]٨:٣٣‬إنكتث تهاب إنساقا ف‪٠‬سوفيسخرئك؛ أتا إذا كنك تخاف‬
‫الله سيحترمك الناس أيصا‪ .‬دعونا ال نخاف من القضبان المحزومة على فأس (شعار السلطة عند‬
‫الرومان]‪ ،‬أو من األرجوان [اللون الذي يرمز إلى الملكية]؛ أو التيجان؛ فإذ لنا هنا قؤه أعظم‪ .‬حعا‬
‫إئني أحبذ أن أسئم جسدي للموت‪ ،‬وأن يراق دمي‪ ،‬من أن أشارك في هذا التلويث‪.‬اا‪ ١‬لذا كيال‬
‫ئلجق بهذا السر المقنص أي خزي‪ ،‬يعوزنا الحرص والتمييز في توزيعه‪ .‬وهذا ال يمكنه أن يتوافر‬
‫إأل باختصاحس الكنيسة بالسلطة‪.‬‬

‫أتا الفرض الثاني فهو أآل يفسد الصالحون بصحبة األشرار الدائمة‪ ،‬كما يحدث عادة‪ .‬ألئه‬
‫ال أسهل من أن ننقاد بعيدا عن العيش السوي بتأثير القدوة السيئة (فذلكم هو مبلنا الطبيعي‪ ،‬أن‬
‫ننحرف عن السبيل)‪ .‬أشار الرسول إلى هذا المبل عندما ناشد الكورنثيين أن يطردوا من بينهم‬
‫سافخ القرثى‪ .‬يقول‪ :‬حميز ه صغيزه دحمز العجن‪ ،‬كله [‪ ١‬كو ه ‪. ]٦:‬كان قد رأى الخطر الفادح‬
‫إذ حرم كز تعامل مع ذلك الرجل االثم‪ .‬يقول إذ كان أخد تنعو احا رايبا آؤ نلائعا اؤ غارن ؤئن‬
‫ًاؤ لهائائ اؤ سكيرا و حاحأثا‪ ...‬أل ئحايوئا ؤآل دوابمتوا مئز هذا [ ‪١‬كو ه‪.]١١:‬‬

‫والهدف الثالث هو أن يشرع في التوبة تن يعلوهم الخزي بسبب انحطاطهم‪ .‬وأولئك الذين‬
‫ازداد عنادهم بعد التوبيخ الرقيق سوف يفيدهم التأنيب األشد لشرهم بحيث توقظهم قساوة العصا‪.‬‬

‫‪. 6‬ااًاد‪€8 011‬أ‪1‬أأ‪€1110 0111,1‬‬ ‫‪٢.‬غ ;‪58. 742‬‬ ‫انظر‪x. 496(. :‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪١١٥٢‬‬

‫هذا ما يعنيه الرسول عندما يقول‪ :‬إذ كاذ أحد أل يليغ كآلمتا‪ . . ٠‬بثوا هذا زأل دفابوئة لكئ‬

‫إيالم الجسد‪ ،‬ولكئني أشلف في صحه هذا التفسير‪.‬‬

‫‪ .٦‬كيفية تطبيق التأديب الكنسي في الحاالت المختلفة‬

‫بعد أن عذدنا هذه األهداف‪ ،‬بقي لنا أن نرى كيف تطيق الكنيسة جانب التأديب الذي يقع‬
‫ضمن اختصاصها‪.‬‬

‫بدايه‪ ،‬لنضع أمامنا التقسيم الذي أشرنا إليه أعاله‪ :‬أن بعض الخطايا علني‪ ،‬والبعض االم خاض‬
‫بمعنى أئه سرى‪ .‬وليست الخطايا العلنية ض يشهدها أو يعرف عنها شخش واحد أو شخصان‪ ،‬بل‬
‫هي التي ئقترف جهرا وتجرح الكنيسة كتها‪ .‬وما أسئيها الخطايا السرية ليست هي األخطاء التي‬
‫لرئكب في الخفاء بحيث ال يراها أحذ كالتي يقترفها المراؤون (ألؤ هذه ال تدرج تحت تأديب‬
‫الكنيسة)‪ ،‬بل تلك ذات المرتبة الوسئى‪ ،‬ليست غيز مشهود لها من دون أن تكون علنية‪.‬‬

‫والنوع األول ال يتطتب الخطوات التي أدرجها المسيح [مت ‪ : ١٨‬ه ‪]١٧-١‬؛ ولكن عندما‬
‫تظهر هذه الخطايا‪ ،‬يلزم أن تستدعي الكنيسة الخاطئ وأن تصححه بما يتفق مع خطئه‪.‬‬

‫على أئه في النوع الثاني‪ ،‬بحسب ما يعتم المسيح‪ ،‬ال تأتي الحالة أمام الكنيسة حثى يعاند‬
‫المخطئ التحذير الموجه له‪ .‬ومتى جاءت إلى الكنيسة عندئذ يميز بين األخطاء والجرائم‪ ،‬بحيث‬
‫ال يطيق عقاب صارم كهذا على أخطاء أخف‪ ،‬بل يكفي التأنيب الشفوي — وأن يكون هذا معتدأل‬
‫وأبوائ ‪ -‬بحيث ال يقثي المخعلئ أو يربكه‪ ،‬بل يعيده إلى ذاته فيفرح بدأل من أن يغتم من جزاء‬
‫تصحيحه‪ .‬أثا األفعال المشينة فتحتاج إلى تأنيب بعالج أقوى‪ .‬كما ال يكتثى بذلك إن كان هذا‬
‫المخطئ بمثاله السيئ قد جرح كرامة الكنيسة؛ فعندبذ‪ ،‬إلى جانب التأنيب بالكلمادت‪ ،‬ينبغي‬
‫أن يحزم إلى حيب من شركة عشاء الرب حثى يوبد توبته‪ .‬لقد أئب بولس المخطئ الكورنثي ال‬
‫‪١١٥٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الفصل الثاني عشر‬

‫بالكلمالت فقط‪ ،‬بل بحرمانه من الكنيسة‪ ،‬كما ويخ الكورنثيين الحتمالهم إياه وصبرهم عليه زمائ‬
‫طويأل[‪١‬كوه‪٠]٧-١:‬‬

‫حفظت الكنيسة القديمة ‪ -‬التي كانت أفضل مائ هي عليه اآلن ‪ -‬هذا الترتيب ما دامت‬
‫اإلدارة الشرعية مستمرًا فيها‪ .‬فإن كان أحد قد اقترف جريمة‪ ،‬أمر أوأل أأل يتناول من مائدة العشاء‬
‫المقدس‪ ،‬ثم أن يقضع أمام الله ويعلن توبته أمام الكنيسة‪ .‬كما كانت هنالك طقوس مقذسة قفزض‬
‫على الساقطين كعالمات تعبر عن توبتهم‪ .‬وعندما تكتمل هذه الخطوات بحيث تقتنع الكنيسة‬
‫بإيغائها‪ ،‬يقبل التائب إلى النعمة بوضع األيدي‪ .‬يسئي قبريانوس هذا االستقبال اا‪١‬لسالماا‪ ،‬ويصف‬
‫شعائره بإيجاز‪ ،‬على هذا النحو‪ :‬يؤذون أعمال التوبة مذًا محذدة؛ ثم يحضرون لالعتراف العلنى‪،‬‬
‫وبعد وضع أيدي األسقف واإلكليروس ينالون حق الشركة‪ .‬فمع أده كان لألسقف وأعوانه سلطة‬
‫المصالحة‪ ،‬لزم أن ترافقها موافقة الشعب‪ ،‬كما يبين قبريانوس في مكا؟آخر‪٤.‬‬

‫‪ .٧‬غبق التأديب في الكنيسة القديمة على كز األثمة بال استثناء‬

‫الكهنة‪ .‬بل ال ينبغي أن يشتهوا أن يغش الكهنة الطرف عنهم كيما يغض الله الطرف عنهم‪.‬‬

‫لن أتحدث في هذا المجال عئن يقومون بتطبيق هذا االختصاص إذ ناقشت ذلك سابعا‪٥.‬‬
‫أكتفي هنا بإضافة هذا‪ :‬إذ المنهاج الذي اثبعه بولس لحرمان شخص هو المنهاج الصحيح‪ ،‬على‬
‫شرط أن يفعل ذلك الشيوخ وحدهم ولكن بمعرفة الكنيسة وموافقتها‪ .‬بهذه الطريقة ال يتخذ‬
‫جمهور الشعب قرار العمل‪ ،‬بل يصبح الشاهد والكفيل (للقرار) حرصا على أأل يفعل شيء بحسب‬

‫‪4‬‬ ‫]‪1108.1111,1‬‬ ‫‪,‬الةا‪(٢‬لزح‪.‬‬ ‫‪1.‬ا‪¥‬ل ;‪. 2‬ا‪¥‬ت ;‪11‬‬


‫؛ ‪[ ٧. 337‬اج‪1‬م‪8‬ع‪-‬ل‪x1, ¥, .(283 ,292 ,290 ,.‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الحادي عثر‪ ،‬الفقرة ‪٦‬‬ ‫‪.‬ه‬
‫الهدف المنشود‪ ،‬فيستحسن أن ينئهج قاعدة االعتدال‪ .‬هدف الحرمان من الشركة هو أن رقاد‬
‫الخاطئ إلى التوبة‪ ،‬وأن يستأصل أمثلة السوء من وسط الكنيسة‪ ،‬لئأل يوصم اسم المسيح أو يحفز‬
‫آخرون على محاكاتها‪ .‬فإن تأثلنا هذه األمور‪ ،‬فلسوف يتيسر لنا أن نقذر إلى أي حذ تلزم شذ؛‬
‫التأديب‪ ،‬وعند أي حذ ينبغي أن تتوقف‪ .‬ومن ثم‪ ،‬عندما يشهد خاطئ بتوبته أمام الكنيسة‪ ،‬وبهذه‬
‫الشهادة يمحو اإلثم بكل ما في استطاعته أن يمحوه‪ ،‬ال يلزمه أن يستحث على أكثر من ذلك‪ .‬أما‬
‫إن كان ليطالب بما هوأكثر‪ ،‬فعندئذ‪ .‬تفوق القسوة حدود المطلوب‪.‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬ال يمكننا أبدا أن نعذر القسوة المفرطة التي فرضها األقدمون‪ ،‬والتي حادت‬
‫كلؤا عن أوامر الرب‪ ،‬كما كانت شديدة الخطر‪ .‬ألئهم لائ كانوا يفرضون عقوبة الحرمان من‬
‫الشركة المقدسة لمنة سبع سنوات‪ ،‬أو أربع أحياائ‪ ،‬أو ثالت‪ ،‬وفي أحيالذ أخرى طوال العمر‪،‬‬
‫فما عساها كانت النتيجة سوى الرياء الزائد‪ ،‬أو اليأس المطلق؟ كما ليس من المفيد أو متا يطابق‬
‫المنطق أآل يعطى تن زل مرة ثانية الفرصة لتوبه ثانية‪ ،‬وأن يطرد من الكنيسة إلى حين مماته‪ .‬إذ تن‬
‫يزن هذا األمر بتميز‪ ،‬ال شاغ‪ ٠‬في أن يدرك عدم التعقل فيه‪.‬‬

‫على الرغم من ذلك‪ ،‬أفئل أآل أؤيد الغرف المألوف على أن أيهم من ائبعوه؛ الذين كان‬
‫بينهم البعض بالتمكيد مئن لم يعجبهم ممارسته‪ ،‬ولكئهم اضطروا إلى مجاراته لتا لم يجدوا في‬
‫استطاعتهم أن يصخحوه‪ .‬في الحق‪ ،‬يصرح قبريايسكيف أمسى هكذا قاسيا خارجإرادته‪ .‬يقول‪:‬‬
‫ااإة صبرنا ولطفنا وإنسانيتنا كئها مستعذة أن تقبل كز من يجيء‪ .‬إتي أرغب في أن يرجع الجميع‬
‫إلى الكنيسة؛ أشتاق أن يجتمع كز إخوتنا الجنود داخل معسكر المسيح ومسكن الله اآلب‪ .‬إيني‬
‫‪١١٥٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثاني عشر‬

‫أسامح كل شيء؛ وأتغاضى عن الكثير؛ ويغيرة متقدة تدفعني أن أجمغ اإلخوة مائ‪ ،‬أراني لسن‬
‫أتفحص قانونياتفاصيل المعاصي التي ئرتكب ضدالله‪ .‬وبعغوي عن األخطاء بأكثرمناينبغي‪ ،‬اغذ‬
‫ذاتي كمنيخطئ‪ .‬إئلي سريائ أعانق بكز وة وحن جميع التائبين المعترفين بخطيئتهم‪ ،‬المستعدين‬
‫أن يقدموا كقارة بسيطة متواضعة‪ ٦ .‬كان يوحنا فم الذهب أقسى بعض الشيء‪ ،‬ولكئه قال‪ :‬إن‬
‫كان الله هكذا رؤوقا‪ ،‬فلماذا يريد كاهنه أن يظهر هكذا قاسؤا؟ ‪ ٧‬نعرف أيشا رقة أوغسطينس تجاه‬
‫الدوناطيين‪ ،‬إذ لم يتردد في أن يعيد إلى أسقفياتهم أولئك الذين رجعوا عن انشقاقهم‪ ،‬وفعل ذلك‬
‫بعد توبتهم فورا!‪ ٨‬ألن ممارسه عسير؛ كانت تسيطر في تلك االونة‪ ،‬اضئلز هؤالء إلى أن يتنازلوا‬

‫عن تميزهم ليتبعوا العرف ‪٠‬‬

‫‪ .٩‬محدودقة أحكامنا في إطار األديب الكنستي‬

‫يلزم التعامل بهذا اللعلف مع جسد الكنيسة كته‪ ،‬حتى تستطيع أن تتعاطى باعتدال مع من يزن‪،‬‬
‫وحتى ال تعاقب بقساوة مفرطة‪ ،‬بل بالحري دمكن لة المحبة كما أوصى بولس [ ‪٢‬كو ‪٨: ٢‬؛ ‪.‬‬

‫وكذلك ينبغي لكز عضو أن يساوق ذاته لهذا االعتدال وهذا اللطف‪ .‬وهكذا ليست وظيفتنا أن‬
‫نشطب من عدد المختارين تن قصلوا عن الكنيسة‪ ،‬أو أن نيأس كما لوكانوا قد ققدوا‪ .‬يصغ أن‬
‫نحسبهم اغتربوا عن الكنيسة‪ ،‬ومن ثم عن المسيح‪ ،‬ولكن فيما هم يغلتون منفصلين فقط‪ .‬أثا إذا‬
‫أظهروا العناد بدأل من اللطف‪ ،‬فطينا رغم ذلك أن نستودعهم إلى حكم الرت آملين أن يصدر منهم‬
‫فيما بعد سلوك أفضل متا هو عليه في الوقت الحاضر‪ .‬كما علينا أآل نكز بسبب هذا عن أن نتضرع‬
‫إلى الله من أجلهم‪ .‬ودلكي نوجز الحديث في كلمة واحدة) دعونا ال نحكم بالموت على الشخص‬
‫الذى ًا د‪ ۶‬ين الله ‪ ٩‬حكته ‪ ٩‬حذه؛ با ‪ ,‬دعع نا لحكمك عد ‪ /‬طسعة عما ‪ ,‬كا ‪ ,‬انسان نحسى نامه د ‪,‬‬

‫ويؤصله في الكنيسة‪ .‬يفعل الرب ذلك ليحبط اراء البشر ويكبح طيشهم الذي‪ ،‬إذ لم ييد يغامر‬
‫فيغترض لذاته حقا أعظلم للحكم متا يحق له‪.‬‬
‫‪,‬مدح‬ ‫انظر‪ ٨^ ٧. 345(. :‬خ؛‪ 3.11. 686‬ا‪8£‬ح) ‪, 16‬ة‪1‬‬ ‫‪٦‬‬
‫انظر‪ )16 48. 943 !.(. :‬؟‪٠0٠،‬ع‪٠‬فى ‪6111^808 00,‬‬ ‫‪٧‬‬ ‫د ‪1 ]<€‬ز‪//٠‬س‬
‫‪٧xxx٧. 10. 44 (1 33. 229, 489, 803, :٨‬تلل‪1‬ن ;‪11. 2‬ا‪x1. 2; <^1^ ;23 .6 .‬ج‪0‬اأ‪8‬ل‪٦‬ج‪٨01 !71 ,‬‬ ‫انظر‬
‫خ ;‪ 34.11. 223; 44: 31; 57: 21‬ط‪8£‬ح ‪812; ٤ 182 ,164 .30 ;[7‬‬ ‫‪).‬جأ‪0‬ع] ‪.‬؛ ‪12. 302‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الئ‪ ،‬ين المسيحى‬ ‫‪١١٥٦‬‬

‫‪١ .١٠‬لغصلسالشركةذوفائدةإصالحية‬

‫اللعنة والدمار االبدنن‪ ،‬لحهم بسماعهم إداله حيالهم واحارؤهم‪ ،‬يتاددون من لعنتهم االبدية إن‬
‫لم يتوبوا‪ .‬أتا الفصل عن الشركة فيختلف عن الحرمان (أي األناثيما) في أة هذا األخير يفلق نهائيا‬
‫جميع فرص العفوفيدين اإلنسان إلى الدمار األبدي؛ في حين أة األزل يثأر لسوء السلوك األخالقى‬
‫ويهذبه‪ .‬وعلى الرغم من أة في الفصل من الشركة عقايا للغرد أيائ‪ ،‬فإئه يعاقب بحيث يسترذه إلى‬
‫الخالص بإنذاره بإدانة عتيدة‪ .‬أتا إذا تاب‪ ،‬فالمصالحة والعودة إلى الشركة تنتظرانه‪ .‬زد على ذلك‬
‫أة األناثيما قتما تستعمل‪ ،‬أو قد ال تطبق إطالقا‪ .‬ولذا‪ ،‬على الرغم من أة التأديب الكنسي يحرم أن‬
‫نظل على عالقة حميمة بالمغصول من الشركة‪ ،‬ينبغي أن نسعى بكز ما أوتينا من جهد إلى توفير‬
‫كز إمكانية الحياة الفاضلة له‪ ،‬حتى يمكنه أن يعود إلى مجتمع الكنيسة ووحدتها‪ .‬فهكذا يعتم‬
‫الرسول‪ :‬أل رحسثوه كغدؤ‪ ،‬بز ائذزوه كأخ [ ‪٢‬تس ‪ : ٣‬ه ‪ ١‬؛ ‪ .‬فإن لم يحاقظ على هذه الرأفة في‬
‫كز من التوبيخ على انفراد والتوبيخ العلني‪ ،‬يخشى أن ننحدر من التأديب إلى المجزرة‪.‬‬

‫‪ . ١ ١‬تحذير من اإلفراط الئئعئت في المطالبة بالتأديب الكنستي‬

‫هذا أيائ شرط أساسى لالعتدال في التأديب‪ ،‬كما جادل أوغسطينس ضن الدوناطيين‪ :‬أأل‬
‫يسارع أعضاء الكنيسة العلمانيون في تركها‪ ،‬إذا الحظوا أة بعض األخطاء لم ئصحح بالدأب‬
‫المطلوب من يبل مجلس الشيوخ؛ كما أآل يتخئى الرعاة عن الخدمة أو يبلبلوا الكنيسة كتها‬
‫بتشدد غير مألوف‪ ،‬إذ هم لم يستطيعوا أن يطهروا كز ما يحتاج إلى اإلصالح على النحو الذي‬
‫يرضي أفئدتهم‪ .‬فإة ما كتبه أوغسطينس صحيخ حائ‪ :‬إذ تن يمكئه أن يصلخ ما يستطيع إصالخه‬
‫بالتوبيخ‪ ،‬أوأن يحئلر ما ال يستطيع إصالحه — هع استهجانه بإنصاف‪ ،‬واحتماله بحزم — من دون‬

‫اللعنة‪ .‬وفي نعل آخر يعطي السبب‪:‬‬


‫*‬ ‫أن يفصم رباط الكمال‪ ،‬فهو حر من اللوم ولن تقع عليه‬
‫ينبغي دائائ وأبذا أن تضغ‪ً ،‬اصت العين‪ ،‬كز وسيلة صائبة وكز معيار نقي للتأديب الكنسي وحدة‬

‫** بعضكم بعائ‬


‫محتملين‬ ‫الروح في رباط السالم) [اف ‪ ،]٣: ٤‬التي يأمرنا الرسول أن نحفظها‬
‫‪١١٥٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫صون الؤحدة‪ ،‬وال يفصم رباط الشركة إثر تطبيق التصحيح المسرف‪ .‬أ في الحقيقة‪ ،‬هو ال يقر بأئه‬
‫ينبغي للرعاة أن يبذلوا قصارى جهدهم للحفاظ على نقاوة الكنيسة من الخطأ فقط‪ ،‬بل يطالب أيغا‬
‫بأن يلتزم كل شخعى بتحقيق الغاية ذاتها بقدر ما أوتي من قؤة‪ .‬كما ال يخفي أوغسطينس حقيقة‬
‫أة من يهمل أن ينذر ويورخ ويصحح الشخص الشرير‪ ،‬رغم أئه ال يحابيه وال يستحسن خطيئته‪،‬‬
‫إئما يضحي مذنبا أمام الرب‪ .‬وإئه إذ نيط إليه بدور المسؤول بحيث يمكنه أن يعزل إنساائ مذنبا‬
‫عن شركة األسرار وال يفعل‪ ،‬فإئه يخطئ؛ ال في بطة ذلك الشخص بل في ذات بعلبه هو‪ .‬يريد‬
‫أوغسطينس أن تراغى فقط تلك العقالنية التي يطالب الرب بها لئأل ئعئغوا انجئة نغ الرزاز‬
‫[مت ‪٢٩ : ١٣‬؛‪ .‬ومن هذا المنطلق يختتم القول بتأييد ما يقوله قبريادس‪ :‬أليصحخ (من توضع‬
‫عليه الضرورة) ما يمكنه أن يصحح لمتردائ؛ وليحتمل بصبر وأناة ما ال يستطيع تصحيحه‪ ،‬وأن يئئ‬
‫ويحزن على ذلك بالمحبة‪.‬اا‪٩‬‬

‫تسود المحبة ويحانظ على وحدانية الروح ورباط السالم؛ وهكذا يندفعون إلى دنس الشقاق‬
‫ويخلقون مجاأل لالنقسام‪ .‬ا فهكذا ا الئيائذ ئغشه يعير سكتة إلى سبه مألك نور [ ‪٢‬كو ‪ ١٤ : ١١‬؛‬

‫‪0,‬ال‪1‬خ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫انظر ‪; 111.1. 1; 111.11. 15; 111.1. 2 )1^1,43. 51,‬ج ‪ 11.1.‬ئسددم ‪٢‬جكبرجك‬ ‫‪٩‬‬
‫;(‪82, 94, 83‬‬ ‫كا ;‪ 3.11. 686‬ا‪8£‬ح) ‪11.* 16‬‬ ‫(‪]11٧. 16[ ٧. 345‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحى‬ ‫‪١١٥٨‬‬

‫عندما تسنح الفرصة لصرامة عادلة يحث البشر على وحشية ال ترحم‪ ،‬سعيا إلى تفتيت الوحدة‬
‫وفصم رباط السالم فقط‪ .‬أما إذا ظل هذا الرباط متيتا بين المسيحيين‪ ،‬فتبيعت قوى الشيطان‬
‫واهنة هزيلة عاجز؛ عن األذى‪ ،‬وتضغف مكايده عن الخداع‪ ،‬وتتالشى مخنلطاته الماكرة‬

‫للهدم والخراب‪١٠ .‬‬

‫‪ . ١ ٣‬يطالب أوغسطينس بحسن التمييز في التأديب‬

‫أسقف قرطاجة‪ ،‬شاكيا أن الشكر (الذي يدينه الكتاب المقدس بقساوة) قد تغشى في أفريقيا من‬
‫دون عقاب‪ ،‬وينصح بعقد مجلس من األساقفة لمعالجة األمر‪ .‬ثم يضيف‪ :‬في اعتقادي أن هذه‬
‫األشياء يمكن مالشاتها؛ ال بالخشونة والقساوة‪ ،‬أو بالتعالي والتعجرف‪ ،‬بل بالتعليم أكثر متا‬
‫باألمر‪ ،‬وبالتحذير أكثر منه بالتهديد‪ .‬ألئه هكذا ينبغي أن نتعامل مع جمهرة ضخمة من الخطاة‪.‬‬
‫أثا تجاه خطايا القليلين فينبغي أن نستعمل الشذة‪ ١٢ .‬إئه ال يقصد بذلك أن يتغاضى األساقفة‬
‫عن الجرائم العلنية‪ ،‬أو أن يصمتوا بحجة أئهم غير قادرين أن يطيقوا العقوبة األقسى‪ ،‬كما يشرح‬
‫الحائ‪ .‬ولكته يوذ أن تكون وسيلة التصحيح ملتلغه بحيث تسترن الصحة‪ ،‬بقدر ما يمكن‪ ،‬بدأل‬
‫من أن تقضي على الجسد‪ .‬وبالتالي يختتم بالقول‪ :‬اينبغي* أأل يهمل ذلك المبدأ الذي يعتم به‬
‫الرسول حول عزل األشخاص المذنبين‪ ،‬عندما يمكن تطبيقه من دون خطر انتهاك رباط السالم‪.‬‬
‫فإده لم يرد أن يطيق على أي نحوآخر‪ .‬كما يلزم أيصا أن يحافظ على هذا المبدأ‪ :‬محتملين‬
‫بعصكم بفصا بي التحيه‪ ،‬مجتهدين اذ ئعئئلوا ؤخذاريه الروح برباط الشالء‪ ١ [ .‬كو ه‪٧-٣ :‬؛‬
‫اف‪١٣.]٣-٢:٤‬‬

‫‪,‬جال‪8٤1‬ا‪٦‬جاأ‪٨‬‬ ‫انظر‪ 43. 93-97, 81- :‬ال) ‪1 111. 111. 17-19; 111.1. 1, 3‬؟اا‪7٤٠،‬ا‪77‬عم‪٠‬ره‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪,‬دح ‪.‬ى ;(‪83‬‬ ‫اا‪€‬أ‬ ‫‪ ٧. 397-402(.‬االخ خ ;‪ 3.11. 686‬ا‪8£‬ح) ئ‪8 1‬‬
‫انظر‪ 43. 93(. :‬ا<‪11‬آل) ‪, ٥۶. 011( 111.11. 14‬جاالغ‪8‬آلجآل‪٨‬‬ ‫‪١١‬‬
‫انظر‪(. :‬ا ‪ 12. 54‬ح‪7‬ل ‪. 1. 4. 5 )11 33. 92; ٤٢.‬اكو!لل ‪0‬ال‪811‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪0,‬ع‪8٤1‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪ 43. 94 £.(. :‬ا(ل‪ 111.11. 15, 16 )١1‬ده‪!٠‬دم‪٠‬ره‬ ‫‪١٣‬‬
‫‪١١٥٩‬‬ ‫الكتاب الراع ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫(الهدف من الصوم وأداؤه‪ ،‬الشخصي والعلنتي [أي الفردى والجماعي]‪ :‬مبادئه التي ينبغي أن‬
‫يراعى‪)١٨-١٤ ،‬‬

‫‪ . ١ ٤‬ممارسة العمل الكقاري الجماعي والمتبادل‬

‫إذ الجزء المتبقي من التأديب‪ ،‬والذي ال يندرج بالضبط في محتوى سلطة المفاتيح‪ ،‬هو ما‬
‫ينصح به الزعا؛ الشعب عندما تتطنب الحاجة؛ إما للصيام أو التوسالت الجادة‪ ،‬أوإلى أفعابه أخرى‬
‫تشف عن التواضع والتوبة واإليمان‪ ،‬وهي أفعاز لم يوض بمواصفات أزمنتها أوأساليبها أو صبفها‬
‫في كلمة الله‪ ،‬بل يركت لما ترتئيه الكنيسة‪ .‬كما أن ممارسة هذا الجزء المفيد كانت مألوفة في‬
‫الكيسة األولى‪ ،‬حتى في أتام الرسل أنفسهم‪ .‬وحتى الرسل أنفسهم لم يكونوا أول من مارسها‪ ،‬بل‬
‫اقتفوا فيها ما عتم به الناموس واألنبياء‪ .‬فترى أته كتما وقع حدن خطير‪ ،‬دعي الشعب لالجتماع‬

‫‪ .١٥‬الهدف من الصوم‬

‫للصوم المقدس والصحيح ثالثة أهداف‪ .‬إئنا نركن إليه إائ لئخبع الجسد ونقمغه كيال‬
‫ينغمس في الملذات‪ ،‬أو لنصبح أكثر استعدادا للصلوات والتأتلدت المقدسة‪ ،‬أو ليكون إقرارا مثا‬
‫بائضاعنا أمام الله عندما نريد أن نعترف بذنوبنا قدامه‪.‬‬
‫جونكالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١١٦٠‬‬

‫أتا الفرض األول فال مجال له عموثا في الصوم العلني‪ ،‬إذ ال تتساوى كز األجسام في بنيتها‪،‬‬
‫أو في أحوالها الصحيه ‪ .‬فهي لذلك ألسب للصوم الشخصي ‪.‬‬

‫وينعلبق االستعمال الثاني على الحالئين الغردقة والجماعية‪ ،‬حيث الكنيسة كتها وكذلك‬

‫الله معترقا بذنبه‪ .‬أتا إذا وشت يد الرب على أي فرد‪ ،‬فيجب أن يفعل الشيء ذاته‪ ،‬إتا بمفرده‬
‫أو مع عائلته‪ .‬يكمن األمر بالدرجة األولى في نية الفؤاد‪ .‬أتا عندما يكون القلب نفسه منكسرا‬
‫كما يجب‪ ،‬فلن يمكنه أن يصرخ بشهادة جهرية‪ .‬على أة هذا يحدث خاوتًا إذا أذى حدوثه إلى‬
‫تهذيب شامل (لشعب أو لمجتمع برتته) بحيث يعطي الجميع مائ الحمن إلله البر باعترافهم العلنى‬
‫بخطيئتهم‪ ،‬ويستحذ بعضهم بعصا كز بقدوته‪.‬‬

‫‪ .١ ٦‬الصوم والصالة‬

‫ومن ثم‪ ،،‬يمارس الصوم في أغلب األحيان جماعيا أكثر من ممارسته فرديا كعالمة تذلل‪،‬‬
‫على الرغم من كونه معتاذا في الحالقين كما سبق الذكر‪ .‬وش ثم يضحي مغينا ‪ -‬ما دام الصوم على‬
‫عالقة بالتهذيب الذي نحن بصدد مناقشته اآلن ‪ -‬أن يعين مصحوبا بالصالة التي يرفعها الناس كتما‬
‫تضرعوا إلى الله بسيب أمر ذي شأن‪ .‬فهكذا عندما وضع األنطاكيون أيدبهم على بولس وبرنابا‬
‫كيما يرتموا خدمتهما العظيمة لقدرة الله‪ ،‬أرفقوا الصوم بالصالة [اع ‪ .]٣: ١٣‬لذا عندما عين هذان‬
‫للخدمة الحثا‪ ،‬كانا قد اعتادا أن يصنيا مع الصوم [اع ‪ .]٢٣: ١٤‬وكان غرضهما الوحيد من هذا‬
‫التوع من الصوم أن يتفرغا للصالة بال هموم وبمزيد من الشغف‪ .‬من المؤتمد ألنا جميعنا نعرف‬
‫هذا‪ :‬أته عندما تمتلئ بطوننا تبلد أذهاننا عن أن ترتفع إلى الله للصالة‪ ،‬وتظز هكذا مرتفعة بشعور‬
‫جذي متشوق‪ .‬يساعدنا هذا على فهم ما أخبرنا به لوقا عن حتة بنت فنوئيل‪ ،‬ألها كانت اوعابده‬
‫باصؤام ولتباب كدح ؤرهاائاا [ لو ‪ .]٣٧: ٢‬ال يعني هذا أة لوقا ألصق الصوم بالعبادة‪ ،‬بل إذ هذه‬
‫المرأة القذيسة دربت نفسها بهذه الطريقة على الصالة المستديمة‪ .‬هكذا أيقنا كان صوم نحميا‬
‫‪١١٦١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫بالصالة لدعمها‪ ،‬ويحذر بأنه ليس ذا أهمية في حذ ذاته ما لم ئمازس لهذا الفرض [ ‪١‬كو ‪ :٧‬ه؛‪.‬‬
‫ثم إئه عندما يشير على الزوجين بأن يعطي كل منهما اآلخر حثه [‪١‬كو‪٣:٧‬؛‪،‬من الواضح أئه ال‬
‫تحت ث عن الصالة اليومية‪ ،‬بل عن أمر ستوجب اهتماائ أكثر جذية‪.‬‬

‫‪ . ١ ٧‬الصوم وممارسة العمل الكقاري‬

‫كما قلنا انغا‪ ،‬إذا اثيبي شعب أوإقليم ما بؤداء أو بمجاعة أو حرب أوكارثة أخرى‪ ،‬عندئذ أيصا‬
‫يجب على الرعاة أن يستحقوا الكنيسة على الصوم كي يتحول عنها غضب الله بتضرعاتهم إليه‪ .‬ألئه‬
‫حيث يحدث خطرا‪ ،‬إثما ينذر بأئه متألهب وجاهز للنقمة‪ .‬لذا لتا كانت العادة في قديم الزمان أن‬
‫يظهر المثهمون أهام القاضي ملتمسين الرحمة بعالمات مرئية لتذنلهم‪ ،‬كالئحى الطويلة‪ ،‬والشعر‬
‫األشعث‪ ،‬والمالبس القاتمة؛ هكذا عندما نقف أمام عرش قضاء الله‪ ،‬فإن صلواتنا المصحوبة‬
‫بالصوم تردد المجد له وتعود على شعبه بالتهذيب‪ .‬كما يفيدنا أن نجثو له بلباس وضيع طالبين أن‬
‫يعبر عتا غضبه‪ .‬يمكننا أن نستشن من كلمات يوئيل النبي أن هذه كانت العادة المتبعة بين‬
‫شعب إسرائيل‪ .‬ال لتا يأمر بأن يصورن البوق وأن ئئجئع الشعب وأن يعين صوم ثم ما يتبع ذلك‬
‫[يؤ ‪ : ٢‬ه ‪ ،]١٦ — ١‬فإئه يتحذث عثا كان غرائ مألوائ‪ .‬كان قد قال قبل ذلك بقلر إذ يوم القضاء قد‬
‫اقترب ليدين الرب أعمال خزي الشعب‪ ،‬ودعا المئهم ليمثل أمامه [قارن يؤ‪]١:٢‬؛ثم يصرخ لهم‬
‫بأن يسارعوا في لبس المسوح وتغطية رؤوسهم بالرماد وأن يرجعوا بالصوم والبكاء [يؤ ‪،]١٢:٢‬‬

‫شأنه أن يعتمنا التذلل كما يعيننا على التواضع‪ ،‬لماذا نستخدمه على نحو أقل مائ كان يستخدمه‬
‫األقدمون عند احتياجاتهم المماثلة؟ نقرأ أئه ليس بنو إسرائيل فقط من تأسسوا وتشكلوا بحسب‬
‫كلمة الله[‪١‬صم‪٦:٧‬؛‪١٣:٣١‬؛‪٢‬صم‪ ،]١٢:١‬بل أهل نينوى أيثا الذين لم يتلقوا أي تعليم عدا‬
‫وعظ يونان [يون ‪ :٣‬ه]؛ هؤالء صاموا رمزا لتذنلهم‪ .‬فلماذا ال نفعل نحن مثلهم؟‬

‫قد تعترض بالقول إذ هذا طقس خارجى انتهى عهده بمجيء المسيح‪ .‬ال‪ ،‬فإئه معس ممتاز‬
‫لمؤمني اليوم (مثلما كان مدى األزمنة)‪ ،‬وتحذير مفيد أليقاظهم كيال يستفزوا غضب الله أكثر‬
‫فأكثر بثقتهم المفرطة وإهمالهم الزائد عندما يؤدبهم بجلداته‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬ندرك أن‬
‫المسيح عندما يتغاضى عن عدم صوم رسله ال يعلم بزوال أهمية الصوم‪ ،‬بل يعينه ألوقات التجربة‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين السيحئ‬ ‫‪١١٦٢‬‬

‫وحلول الباليا‪ ،‬كما يقرنه بالحزن‪ .‬اشقايي* ايام حين يذوغ الريش عنهم‪ ،‬نحسن يصوتون‪,,‬‬
‫[‪٠‬ت‪:٩‬ه‪١‬؛لوه‪-٣٤:‬ه‪.]٣‬‬

‫‪ .١٨‬طبيعة الصوم‬

‫أتا لكي نجتنب سوء فهم التعبير‪ ،‬فلنعرف جوهر الصوم‪ .‬فهنا ال نفهم به مجزد االمتناع عن‬
‫الطعام‪ ،‬بل شيائآخر‪ .‬فينبغي أن يتحلى األتقياء طوال حياتهم باالقتصاد في اإلنفاق وبالتيثظ‪ ،‬بحيث‬
‫يتشبه سلوكهم بما يقارب الصوم‪ .‬ولكئثئة نوعاآخر من الصوم‪ ،‬مؤقت في طبيعته؛ عندما نتراجع‬
‫عن نمط العيش العادي‪ ،‬إتا فترة يوم واحد أو مدة محددة‪ ،‬ونعاهد ذواتنا على تضييق أسد فى‬
‫العذاء‪ .‬ويتكؤن هذا من ثالثة عناصر ًافي طول مذته‪ ،‬وفي نوعية األطعمة‪ ،‬وفي قتة كمياته‪ .‬أتا عن‬

‫الئنة‪ ،‬فأقصد أن نعتكف ألجل السبب الذي يتعين له الصوم‪ .‬مثال‪ ،‬إن صام أحدهم بسبب مفالة‬
‫خاصة‪ ،‬فليأت إليها قبل أن يتناول إفطاره‪ .‬والنوعية تعني أن تتغيب كز أصناف التنوع والتزين التي‬
‫تتحلى بها الموائد‪ ،‬وأن نكتفي بأبسط الم كوالت المألوفة ولحجم عن تناول ما يشحن الشهية من‬

‫‪)٢٠-١٩‬‬

‫‪ .١٩‬اعتقادات خاطئة في الصوم‬

‫على أته يلزمنا دائائ أن نحتاط بشكل خاض لئأل يزحف إلى أذهاننا أي فكر خرافى‪ ،‬كما‬
‫حدث في الماضي مسيا ضررا فادحا للكنيسة‪ .‬فإئه من األفضل أآل يمارس الصوم إطالقا‪ ،‬من أن‬
‫يمارس بعنايؤ شديدة ومرتبكا بمعتقدات خاطئة وضارة يسقط العالم فيها تكرارا‪ ،‬ما لم يواجهها‬

‫الرعاة بأعلى درجة من األمانة والحكمة‪.‬‬

‫وأؤل ما ينبغي أن يحقوا عليه هوما يعلمه يوئيل‪ ،‬أن مروا دلوبكم ألثتاتكم [يؤ‪١٣:٢‬؛؛أي‬
‫أته يجب على الرعاة أن ينصحوا الناس بأن الله ال يستحسن الصوم في حذ ذاته‪ ،‬إن لم ئرافقه شعور‬
‫قلبي خفى‪ ،‬ومجبرة حقيقى للخطيئة التي يصوم صاحبها بسببها‪ ،‬واتضاع صميم‪ ،‬وندامة مخلصة‬
‫‪١١٦٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫نابعة من مخافة الله‪ .‬فى الواقم إذ الصوم‪ ،‬عدا ذلك‪ ،‬بال نغم إن لم يكن عامأل مساعنا على حدوث‬

‫الرب؟أ [اش ‪-٦ :٥٨‬ه (نص مدمج)؛‪ .‬إدا صوم الرياء ليس جهنا سطحائ وعديم الفائدة فقط‪،‬‬
‫بل أشر نوع من الرجس‪.‬‬

‫المانويون الذين عندما دحضهم أوغسطينس‪ ،‬علم بما يكفي من الوضوح بأده يحكر على‬
‫الصوم بمقدار إسهامه في تحقيق الغايات فقط التي أشرت إليها‪ ،‬وأئه مغبوق لدى الله إن كان متئائ‬

‫لها فقط‪١٤.‬‬

‫خطًاآخر‪ ،‬ليس آثما إلى ذلك الحد ولكئه مع ذلك خعلر‪ ،‬هو أن نصر على الصوم بالمقدار‬
‫نفسه من الصرامة والتدقيق كما لوكان إحدى الفرائض الرئيسة‪ ،‬وأن نبجله بالمديح المفرط بحيث‬
‫يظئ الناس أئهم فعلوا صنيائ نبيأل إذا صاموا‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬ال أجدني قادرا أن أسامح كتائ‬
‫الكائب األقدمين على غرسهم بعض بذار الخرافة‪ ،‬وئئحهم المجال للعذاب الذي نشأ الحنا من‬

‫الفرض القسرى للصوم؛ على الرغم من ائه في غضون بعض كتاباتهم‪ ،‬تبرز عبارات عاقلة تشف‬
‫عن حكمة الصوم‪ ،‬ولكئنا نجد فيما بعد مرارا مبالغات مفرطة في امتداح مزاياه‪ ،‬امتداحا يضعه في‬
‫مصاف الفضائل األساسية‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٠‬انحطاط ممارسات الصوم عبرتاريخ الكيسة‬

‫في ذلك الحين‪ ،‬كانت خرافة صوم فصل اآلالم قد انتشرت في كق مكان؛ ألن عاتة الشعب‬
‫طوئا أدهم كانوا يقومون بخدمة استثنائية جليلة لله‪ ،‬وأيدها الرعاة نظير ضرب من االقتداء بالمسيح‪.‬‬
‫بل على العكس‪ ،‬لم يكن المسيح يضرب بصومه مثاأل ليحتذي به اآلخرون‪ ،‬بل صام ليبرهن ‪-‬‬

‫‪, 0^1‬جاالأ‪8‬الجال‪٨‬‬ ‫‪ 32.1356‬ا(ل‪. 27-28 )١1‬اااآ ‪11.‬‬ ‫انظر‪ :‬؛(‪1٧. 76‬؛ليح ‪)٢.‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪ 42. 493‬ا(ل‪. 5 )١1‬تلل ‪6‬عأ‪/‬تخد‪١‬ال ‪€‬أ{أ د!؟‪/‬سأ‪٠‬ر‬ ‫‪٤٢.‬‬ ‫‪!٧. 330(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪١١٦٤‬‬

‫وذلك عند بداية إعالنه بشارة اإلنجيل — على أته (أي اإلنجيل) ليس تعليتا بشرتا‪ ،‬ولكته في الواقع‬
‫رساأل تعليم مرسله من السماء [مت ‪ .]٢:٤‬والمدهش هو أة مثل هذا الهذيان المحض (الذي‬
‫نقضه كثيرون مكررا بجدل صريح) استطاع أن يتسرب إلى أذهان أناس عقالء يتسمون بالغطة‬
‫والتميز الوافزين‪ .‬فلم يصم المسيح بالتكرار الذي كان يلزمه لو أراد أن يضع ناموسا لصيام سنوي‬
‫— بل صام مر؛ فقط لغا كان يتمنطق استعدادا للكرازة ببشارة اإلنجيل‪ .‬ثم إته لم يصم باألسلوب‬

‫البشري الذي كان يمكنه أن يناسب استطاعة الناس‪ ،‬لوشاء أن يستحتهم على احتذاء مثاله‪ .‬وأخيرا‪،‬‬

‫كان صومه على غرار صوم موسى عندما تقبل الناموس من يد الرب [خر ‪١٨:٢٤‬؛ ‪ ٢٨: ٣٤‬؛ ‪.‬‬
‫فلتا كانت معجزة تأسيس الناموس قد اعلنت في شخص موسى‪ ،‬لزم أيصا أأل تهمل في المسيح‬
‫حتى ال يبدو اإلنجيل كأئه يخضع للناموس‪ .‬ولكن لم يحدث قط منذ ذلك الحين أن خطر على بال‬
‫إنسان‪ ،‬بحجة االحتذاء بموسى‪ ،‬أن يؤسس لشعب إسرائيل نظاائ للصوم‪ .‬ولم يتبعه أحذ من األنبياء‬

‫القديسين أو اآلباء األولين‪ ،‬على الرغم من غيرتهم التي لم تفتر وحماسهم الذي لم يخفت تجاه‬
‫ممارسة جميع فرائض التقوى‪ .‬أثا بشأن اإلشارة إلى اعتكاف إيليا عن الطعام والشراب مذة أربعين‬
‫يوائ [ ‪ ١‬مل ‪ ]٨:١٩‬فإتما كانت تهدف إلى توعية الشعب فقط على أته [إيليا؛ أقيم إلحياء الناموس‬
‫الذي كان كز إسرائيل قد انصرف عن حفظه‪ .‬ومن ثم كان من قبيل الحماسة الئضئلة والخرافة‬

‫المتناهية‪ ،‬أن برروا الصوم ورسموه كأثه اقتفاء نثل المسيح‪.‬‬

‫كما وجد أيشا تتوع لذهل في أساليب الصوم‪ ،‬كما يذكر كاسيدورس‪ ،‬باإلشارة إلى الكتاب‬
‫التاسع من تاريخ سقراط‪( .‬يقول) فاستمر (الصوم) عند الرومان ولكئه كان متواصأل (باستثناء‬

‫السبت واألحد)؛ أتا الليرتون واليونان فاستمر صيامهم فترة ستة أسابيع؛ وآلخرين سبعة‪ ،‬لكته‬
‫كان متقئلغا‪ .‬كما اختلفت أصوامهم في أنواع الطعام؛ فتناول البعض مجرد الخبز والماء؛ وأضاف‬

‫آخرون الخضروات؛ ولم يمتذعآخرون غيرهم عن تناول األسماك ولحوم الطير؛ وآخرون لم‬
‫يمتزوا بعد في اختيار ما يأكلون‪ .‬ه ‪ ١‬ويذكر أوغسطينس أيشا هذا االختالف في رسالته الثانية‬

‫إلىيذايريوس‪١٦.‬‬

‫‪8,‬جة‪00٢‬ة‬ ‫‪88 00118,‬آلح ‪1113107{ ٧. 22, 111‬‬ ‫انظر‪ 69. :‬ا(ل‪. 38 )١1‬ت‪ 1‬ال‪0٢‬ا‪18‬آل‬ ‫‪١٥‬‬
‫‪7 2 801. 11.131(.‬لي‪([١‬ل‪٢‬يح ‪.‬ئ ؛‪1155‬‬
‫‪,‬حاالأ‪8‬ل‪٦‬جال‪٨‬‬ ‫انظر‪ 12. 253 ££.( :‬ح؟ ‪117. 2. 2-4. 5 )^٤ 33. 200 ££.; 11.‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫‪١١٦٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫‪ . ٢ ١‬إطالق العنان الفاجر للشهوة في أزمنة الصوم‬

‫دلت أزمنة أسوأ؛ فإلى غيرة الشعب الغشاء توجيهها‪ ،‬اضيف عدم كفاءة األساقفة ونقص‬

‫تدريبهم‪ ،‬وكذلك ازداد نزوعهم إلى السيادة واالستبداد القاسيين‪ .‬سئت قوانين شريرة تقيد الضمائر‬
‫بسالسل تهلكة‪ .‬منع تناول اللحوم‪ ،‬كما لوكانت تنجس اإلنسان‪ .‬تراكمت اآلراء والعقائد الدنسة‬
‫حتى أدركت أعماق الضالل‪ .‬ولكيال يهمل أي فساد‪ ،‬شرعوا يقرعون الله متظاهرين بالتقسف‬

‫الكتئ السخف‪ .‬فأمسى امتداح الصوم يبئغى في أروع أذواي المشجيات؛ كما لم تكنى األطايب‬

‫الئلشة؛ ولم يوجد في أي وقت‪ ،‬آخر ما يفوق وفرة األطعمة أو تنوعها أو حالوة مذاقها‪ .‬يظتون‬
‫أدهم يخدمون الله بمثل أناقة تلك الزركشات جميعها‪ .‬إدني امسك عن ذكر أن من يرغبون أن‬

‫يعدوا أكثر الناس قداسة‪ ،‬هم من ال يجرؤ أحذ على منافستهم في ًاه ج ه م أوشراهتهم‪ .‬باإليجاز‪ :‬إذ‬
‫أسمى صورة عندهم لعبادة الله‪ ،‬هي االعتكاف عن تناول اللحوم وذلك باستبدالها بأوفر أصناف‬
‫المشهيات وأفخرها‪ .‬وس جهه أخرى‪ ،‬إذ أبشع صور العار وأقصى حدود الفئ‪ ،‬التي ال يكئر عنها‬

‫حتى الموث بعينه‪ ،‬هي أن يذوق أحدهم ئتاائ من شحم اللحم المقند أو ما عبن منه مع لقمة خبز‬

‫أسود‪ .‬يخبرنا هيرونيمس أن أناسا سخروا هكذا من الله بمثل هذه الحماقات‪ .‬فلكي يجتنبوا تناول‬
‫الزيت‪ ،‬دثروا أن يحضر لهم صنوف ال حصر لها من ألذ األطعمة من كز اجاه‪ :‬وفي الواقع‪ ،‬لكيال‬

‫يسيبوا ضررا للطبيعة‪ ،‬أحجموا عن سرب الماء‪ ،‬بل طلبوا أن ثخشر لهم الجعة الئخآلة الباهظة‬

‫الثمن واحتسوها؛ ال من كأس بل من محارة صذف‪ ١٧.‬وما كان يوائ رذيلة أصبح اليوم شائعا‬
‫بين األثرياء‪ ،‬وبذا يصومون ال لفرض إأل ليويموا بكر دهم على كز ما هو متزف وحلؤ المذاق‪.‬‬

‫ولكئني ال أرغب أن أضيع الكثير من الكلمات في أمر بهذا الوضوح‪ .‬أقول هذا فقط‪ :‬إره في ما‬
‫يتعئق بالصوم‪ ،‬كما في جميع أوجه التأديب‪ ،‬ال يصيب البابويون في شيء‪ ،‬وال يخبصون في شيء‪،‬‬

‫كما ليس لديهم أي شيء من قبيل اللياقة والترتيب متا يحق لهم أن يتفاخروا به‪ ،‬كما لو بقي لديهم‬
‫أي شيء يستحق المديح‪.‬‬

‫خ ;‪٢.‬ء ‪- x٧11 (١< 23. 290‬عدج‪3٧ .7171107111(0[ 017181^ ,‬‬ ‫انظر ‪€78‬أ‪€1‬أ ;(‪. ¥1. 391-402‬لج‪2 8‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫‪.‬ا! ‪٢.‬أ ;‪ 54. 435‬ا‪8£‬ح ‪111. 12 (95 .1¥ .-861 2‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١٦٦‬‬

‫(فرض التبغل على اإلكليروس بدعة ضارة‪)٢٨-٢٢ ،‬‬

‫‪ .٢٢‬تأديب اإلكليروسوانحالله‬

‫نناقش تالها الجزء الثاني من موضوع التأدب الكنسي‪ ،‬وهو ما ببق على اإلكليروس‪ .‬فما‬
‫ورد في المراسيم القديمة العهد هو أة األساقفة فرضوا على أنفسهم وعلى مراتبهم الكهنوتية‬
‫أمثال هذه الضوابط‪ :‬ال يسمح ألي إكليريكي بأن يصرف وقته في الصيد أو الميسر أو العربدة؛‬
‫أو أن يحضر حفالت الرقص الخليعة وغيرها من محرماب هذا النوع‪ .‬كما أضيفت عقوبات‬
‫لمخالغة هذه القوانين وذلك للحفاط على حرمتها‪ .‬وللتحكم في مراعاة هذه القواعد‪ ،‬نيط بكل‪،‬‬
‫أسغب مسؤوليه الدراية بسلوك الخذام تحت إشرافه‪ ،‬لكي يحاسبهم بموجب هذه المعايير ويحئق‬
‫التزامهم بواجبهم‪ .‬ولضمان التدقيق في ذلك بئلمت زيارات سنوية واجتماعات سينودسية لتحذير‬
‫كز من يتراخى في أداء وظيفته‪ ،‬ولمعاقبة كز مرئ يخطئ بالقصاص المقرر لتعذيه‪ .‬كما كان لألساقفة‬
‫أنفسهم انعقاد دورات سينودسية إقليمية سنوية — نصف سنوية في الحقبة المبكرة — كان كز منهم‬
‫يراجع للتأكد من أئه لم يحذ عن واجبه‪ ١٨.‬وإن وجد أسقف مفرغا في معاقبة أحد الكهنة أو مغاليا‬
‫في خشونته معه‪ ،‬كان من حق األخير أن يستأنف قضيته أمام سينودس‪ ،‬حتى إن كان المتظلم فردا‬

‫واحذا‪ .‬وكان أقصى ما يمكن من القصاص أن يخلع الخاطئ من وظيفته‪ ،‬وكأن يحزم شركة السر‬
‫المقدس إلى حين‪ .‬ولتا كان هذا النظام داثغا (وليس مولائ)‪ ،‬لم يسمح لسينودس أن ينصرف من‬
‫دون تحديد الزمان والمكان النعقاد جلسته التالية‪.‬؟ ‪ ١‬أتا انعقاد مجمع جامع فبات من اختصاص‬
‫اإلمبراطور وحده‪ ،‬وتشهد لذلك جميع سجالت االستدعاءات القديمة‪.‬‬

‫وما دامت هذه الصرامة‪ ،‬لم ينتظر اإلكليروس من الشعب بالكالم أكثر متا تجئى في قدوتهم‬
‫وفي أعمالهم هم‪ .‬ال بل كانوا أكثر تدقيقا مع ذواتهم مما كانوا مع الشعب‪ ،‬وإئه حائ يليق أن يحكم‬

‫عاتة الشعب‪ ،‬إن جاز القول‪ ،‬بتأديب ألطف وأخف؛ وأن يحرص القسوس على ممارسة ضوابط‬
‫أكثر صرامة مع أنفسهم‪ ،‬وأن يكونوا أقل تساهأل مع ذواتهم متا مع اآلخرين‪.‬‬

‫ال نحتاج إلى أن نغطل كيف تدهور كز هذا التدقيق إلى حذ اإلبطال‪ ،‬حيث ال يوجد اليوم أي‬
‫شيء أكثر ئلتاائ وعدم التجا؛ متا يستطيع أحذ أن يتخيله‪ ،‬وكيف تمادوا في استباحيؤ كهذه تجعل‬
‫العالم بأسره يصرخ‪ .‬إئني أعترف بأئهم ‪ -‬كيال يطمسوا أو بالحري يدفنوا تراث العدم بكليته معهم‬

‫‪٧,‬ا‪1‬ت‪-‬اا‪1‬ت ‪0)1118‬‬ ‫‪,‬ا‪٧‬تت‬ ‫‪)1111101,‬‬ ‫‪(. 94‬؛(ل ‪,‬دد‪€‬‬ ‫انظر‪86 ٤٠ 90 ٤(. :‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫انظر‪٧111 )1^1181 :‬ل ‪0 )589( 01111011‬ك‪0‬ا‪0‬آ؛‪)1 €01111011 0‬ئآ ;‪0 )527( 0^11011 ٧‬ا)‪0‬ا‪0‬آ؛‪860011)1 €01111011 0‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫;‪٧111. 787‬‬ ‫‪997(.‬‬
‫‪١١٦٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫— يخدعون أنظار البسطاء ببعض الظالل‪ ،‬ولكن هذه تشبه‪ -‬األعراف القديمة بقدر ما يشبه تقليد‬
‫القرود لما يفعله البشر بالعقل والتخطيط‪ .‬ثئة نظل دروي فيه زينوفون كيف انحة العرس بوقاحة‬
‫عن مراعاة أعراف أجدادهم‪ ،‬فانحدروا من عيش سوي إلى البذخ والتخئث؛ ألمنا لكي يستروا هذا‬
‫العار‪ ،‬فحافظوا بدئة على ممارسة شعائر أسالفهم‪ .‬فغي زمن كورش انتشر االعتدال عن الئكر‬
‫بحيث لم يحئج الناس إلى مسح أنوفهم؛ وصار أئهم حسبوا هذا العمل مخزقا‪ ،‬بل تعذائ على الذين‬
‫القويم أن ينفخوا المخاط من المناخر‪ ،‬وتوارثت سالالت أحفادهم عرائ دينائ هو أن يبلعوا المادة‬
‫المخاطية (إلى حذ القعن) ‪ -‬بدأل من التختص منها بالنغخ — لتهدئة الغازات واألبخرة الناتجة من‬
‫التخمة‪ .‬وهكذا كان محرائ بحسب المفهوم القديم‪ ،‬أن ئحخر أواني الشراب (النئبكر) إلى‬
‫المائدة‪ ،‬ثم أصبح مسموحا به الحعا أن يسرف الناس في تناول المسكرات بحيث لزم أن يحملوا‬
‫خارجا‪ .‬وجد ثمة طقس يحزم األكل عدا مزة واحدة في اليوم‪ .‬لم يفهر أبناء األجيال الالحقة هذا‬
‫الفرض‪ ،‬ولكئهم تعودوا أن يواصلوا عربدة شكرهم من الظهر حتى منتصف الليل‪ .‬كان الغرف‬
‫لدى الغرس مدعما بالقانون‪ ،‬أن يواصلوا رحلة نهار بدون طعام؛ أتا لكي يتجئبوا االعياء‪ ،‬فقد‬
‫أضحى مسموحا لهم ومئبائ بينهم أن يقصروا زمن رحالتهم ساعتين‪ ٢ .‬عندئذ كتما يستعرض‬
‫البابودون قواعدهم المنحفة ليظهروا صلتهم باآلباء األقدسين‪ ،‬سوف يكفي هذا المثال لتوبيخ‬
‫تقليدهم الباعث على السخرية‪ ،‬بحيث ال يستطيع فتان مبدع أن يرسم صورة أشذ واقعية‪.‬‬

‫‪ .٢٣‬ابتولهة الكهبرتقة وصاقضها مع الكعاب المقذس‬

‫واحد بتصتب مفرط وعناد ال يرحم‪ ،‬هو تحريم الزواج على الكهنة‪ .‬ولكئ ال‬
‫*‬ ‫يتشبثون بأمر‬
‫حاجة إلى الحديث في هذا المقام عن الحذ الذي بلغه الغسق بال عقاب؛ وكيف أصبحوا استنادا‬
‫إلى ثتوليتهم النتنة يتغافلون عن جميع الجرائم األخرى‪ .‬ومع هذا‪ ،‬يظهر هذا التحريم بوضوح‬
‫شديد الوبأ الذي آلت إليه جميع تقاليدهم‪ .‬هذا ألدها حرمت الكنيسة رعا؛ صالحين ومؤلهلين‬
‫للخدمة؛ ليس هذا فقط‪ ،‬بل أحدثت في داخل الكنيسة بؤرة فساد ورذيلة‪ ،‬كما ألقت نفوسا كثيرة‬
‫العدد إلى هاوية من اليأس‪ .‬من الموكد أن منع الكهنة من الزواج كان نتيجة عصيان مستحكم؛ ليس‬
‫على كلمة الله فقط‪ ،‬بل بات انتهاغا كلائ لجميع حقوق العدالة واألنصاف‪ .‬أوأل‪ ،‬حظر ما جعله‬
‫الرب مباخا‪ ،‬كان من كز وجه حراائ أن يمنعه الناس‪ .‬وثانيا‪ ،‬اعتناء الرب بواسطة كلمته بأأل دنتهك‬
‫حرية األنسان للزواج‪ ،‬واضخ كز الوضوح بحيث ال يحتاج إلى برهان مطؤل‪ .‬أكتفي بذكر ما‬

‫عو‬ ‫انظر‪)1 0)111101111. 442 !.(:‬ا) ‪ ¥111. ¥111. 8‬ه‪/‬ص‪،‬وشه<) ‪0(11011,‬‬ ‫‪٢٠‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪١١٦٨‬‬

‫أوصى به بولس في نصوص متعذدة‪ :‬أن يكون األسقف بعل امرأة واحدة [‪١‬تي‪٢:٣‬؛تي‪.]٦:١‬‬
‫ولكن ما عساه ممكثا أن يقال بأكثر شدة متا أعلنه صريحا بوحي الروح القدس أته في األزمنة‬
‫**(‬
‫أرواحا مضلة‪٠‬ا)‬ ‫األخيرة يرتن قوم عن األيمان‪ ...‬مانعين من الزواج‪ ،‬فال يدعونهم دحالين فقط‬
‫بل شياطين أيصا [ ‪ ١‬تي ‪ ١ : ٤‬و‪٣‬؛؟ القول ادا‪ ،‬إذ تحريم الزواج تعليم شيطاني هو نبؤة ووحى من‬
‫اروح القدس‪ ،‬وبه شاء الروح أن يساح الكنيسة ضد المخاطر‪.‬‬

‫لكثهم يغلثون أدهم تهربوا من المالمة بحذق عندما عوجوا هذا الحكم فنسبوه إلى مونطائس‪،‬‬
‫وأتباع ططيانس‪ ،‬واإلنقراطيين وغيرهم من هراطقة الماضي القديم‪ .‬فيقول (البابووئن) إذ أولئك‬
‫وحدهم هم من أدانوا الزواج‪ ،‬أما نحن فال نحكم عليه بعقوبة جهتم‪ ،‬ولكثنا تحئلره على المراتب‬
‫الكنسية وحدها باعتباره غير مالئم لها‪ .‬كما لو كانت هذه الحجة لعفيهم من مالمة هذه النبوة —‬
‫على الرغم من أئها كانت فعأل قد تحثقت في الهراطقة األوائل من قبلهم؛ أو كما لو كانت هذه‬
‫المواربة الصبيانية تستحق االهتمام‪ :‬أن ينكروا منقهم الزواج ألئهم ال يحظرونه على الجميع —‬
‫فهذا يشبه طاغيه يتبرأ من شره إذ يجادل بأن قانوا ليس بظالم عندما يتأئر بظلمه جزء فقط من مدينة!‬

‫‪ .٢٤‬الزواج‪ :‬قوض به‪ ،‬ويفسر روحؤا‬

‫يعترضون بالقول‪ :‬ينبغي أن يتميز الكاهن عن الشعب بعالمه ما‪ .‬كما لو أن الرب لم يسبق‬
‫فيرى بأي زينات مميزة ينبغي أن يتحنى الكهنة‪ ،‬هكذا يلومون الرسول على إرباك نظام الكنيسة‬
‫وتشويه رونقها ألله حين رسم تصورا يخثلط النموذج األكمل لألسقف الصالح‪ ،‬تجاسر فذكر‬
‫ارواج كأحد المعطيات المتوقعة منه‪ .‬ادرك كيف يقشرون النصوص [‪١‬تي ‪٢:٣‬؛ وتي ‪]٦:١‬‬

‫بمعنى أئه إذا كان أحدهم متزوجا امرأتين ال يصلح لألسقفية‪ ٢١ .‬وأقر بأن هذا التفسير ليس بجديد‪،‬‬
‫ولكئ خطأه واضح من سياق النص‪ .‬ألن بولس يواصل الحديث بوضع أوصاف الزوجة التي‬
‫تصلح لألساقفة والشمامسة [ ‪١‬تي ‪ .]١١ :٣‬يدرج بولس الزواج في قائمة فضائل األسقف؛ أائ‬
‫البابوتون فيعتمون بأله خلق في النظام الكنسي‪ .‬أضف إلى ذلك‪ ،‬ما شاء الله‪ ،‬أدهم إذ ال يكتفون‬
‫بتعميم اللوم هذا‪ ،‬يستونه (أي زواج الكهنة) في قوانينهم الكنسية قذارًا وتدنيشا للجسد‪.‬‬
‫ليتعحك كز إنسان في أي ورشة صنع هذا القانون! أثا المسيح فيحسب الزواج جديرا بكرامة‬
‫كهذه‪ ،‬بحيث أراده أن يكون كناية عن اقترانه المقذس بالكنيسة [اف ه‪ .]٣٢ ، ٢٤-٢٣ :‬هل من‬

‫‪,‬ااةاال‪6٢‬‬ ‫هكذا يرد في‪ 187. 149 ٤٤.(:‬ط(ل‪1‬ل) ا‪٧‬لل ‪1.‬‬ ‫‪٢١‬‬
‫‪481. 7‬أأ‪-‬أ‪£‬ا ‪0‬أ ‪8‬اأأ‪):‬أ‪7‬أ‪٠ 8‬ما‪،9‬‬ ‫حت‪،‬فك ‪٢,‬عال‪13. 1138 ٤٤.; ٤٢. ٨‬‬ ‫انظر‪415 ٤٠(. :‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫‪١١٦٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫تزكية أبهج لقال في كرامة الزواج؟ وبأي عدم حياء يدعى قذرا أو نجشا ما يسطع فيه شبه لنعمة‬
‫المسيح الروحية!‬

‫‪ .٢٥‬نقص جدل كتابفي معارض‬

‫واآلن‪ ،‬على الرغم من أن تحريمهم (زواج الكهنة) يناقض كلمة الله بأجلى وضوح‪ ،‬يجدون‬
‫في الكتاب المقنس ما يدافعون به عنه‪ .‬فكتما جاء دور الكهنة الالويين ليخدموا‪ ،‬انفصلوا عن‬
‫فراش الزوجية حتى يكونوا أنقياء وبال دنس عند تناولهم للمقدسات [قارن ‪ ١‬صم ‪ : ٢١‬ه وما‬
‫يليه؛ ‪( .‬يقولون) لذا ال يليق بطقوسنا المقنسة ‪ -‬وهي أكثر دباة وتتكرر يومائ — أن يقوم بها كهنة‬
‫متزوجون؛ كما لوكان دور خادم اإلنجيل والكاهن الالوي هو الدور نفسه! أائ الكهنة الالوتون‬
‫فكانوا نظير النموذج الرمزي المقابل [ح(‪1‬الأس‪1‬ة] لما يمقل المسيح‪ ،‬الوسيط الوحيد بين الله والناس‬
‫[ ‪ ١‬تي ‪ : ٢‬ه]‪ ،‬والذي بكمال طهارته قد صالح اآلب معنا‪ .‬ولكن لائ لم يكن ممكائ ألناس خطاة‬
‫أن يظهروا نموذج قداسته من كز وجه‪ ،‬قرض عليهم أن يرسموا صورة لها بتطهير ذواتهم على‬
‫غير عادة البشر عندما يقتربون من ود ردب الخيمة‪ .‬وعندئذ مقلوا المسيح حيث ظهروا عند الخيمة‬
‫(رمز عرش الدينونة) كصانعي سال؛ ليصالحوا الشعب مع الله‪ .‬واليوم إذ ال يقوم رعاة الكنيسة بهذا‬
‫الدور‪ ،‬ال معنى لمقارنتهم بالكهنة‪ .‬ولذا يعلن الرسول بجسارة‪ ،‬وبال استثناء‪ ،‬أن الزواج مكرم‬
‫لدى جميع الناس‪ ،‬أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله [عب ‪٤ : ١٣‬؛‪ ٠‬ويبرهن الرسل أنفسهم على‬
‫أن الزواج ليس غير جدير بقداسة أي وظيفة مهما تميزت‪ .‬فقد شهد بولس أدهم كانوا متزوجين؛‬
‫وليس هذا فحسب‪ ،‬بل جالوا مصحوبين بزوجاتهم [‪١‬كو‪:٩‬ه]‪٠‬‬

‫‪ .٢٦‬الكيسة األولى واليتوية‬

‫إدا‪ ،‬أمسى من عدم حيائهم المنجل أن يروجوا لزخرفة العثة هذه وكاها ضرور؛ حتمية‪.‬‬
‫وبفعلهم ذلك جلبوا اإلهانة المشينة على الكنيسة القديمة التي إذ ئميزت بعمق معرفتها لله‪ ،‬تغؤقت‬
‫باألكثر في قداستها‪ .‬فإن كانوا ال يعيرون الرسل اهتماائ (وقد اعتادوا أن يعاملوهم في بعض األحيان‬
‫باألزدراء الفاضح)‪ ،‬فماذا إدا‪ ،‬من فضلكم‪ ،‬عساهم يفعلون باآلباء األقدمين الذين لم ينظروا إلى‬
‫زواج األساقفة بعين السماحة فقط‪ ،‬بل أتدوه أيائ؟‪ ٢٣‬فهل كان ذلك ترويجا منهم لنجاسة كريهة‬

‫‪, 1011)11101110‬ال‪3‬اس‪٠٢‬آ‬ ‫‪8 11. 1024‬آلعةا‪1‬س‪0‬آ ‪)1‬ح) ‪¥11‬‬ ‫‪.‬ئ‬ ‫انظر‪!٧. 54(. :‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين السبحى‬ ‫‪١١٧.‬‬

‫للمقدسات‪ ،‬بحيث لم تكن ممارسة األسرار بينهم لقام على النحو الصحيح؟ في الحقيقة‪ ،‬حدث‬
‫في مجمع نيقيا أن كانت هناك محاولة ألثارة الرأي تأييدا لبتولية الكهنة‪ .‬ثئة دائائ مخرفون مئرى‬
‫تصل بهم التفاهة إلى حد اختراع ما هو جديد ليربحوا به إعجاب الناس بهم‪ .‬ولكن أينآز القرار؟‬
‫فيل رأي بافنوس القائل إته من قبيل العفة لرجل أن يساكن زوجته‪ ٢٤.‬ولذا بقي الزواج مقدائ‬
‫بينهم؛ ولم يغد عليهم بالعار‪ ،‬كما لم يعتبر جالبا وصمة على الخدمة‪.‬‬

‫‪ .٢٧‬التطور المتأخر الشتراط ابتولية‬

‫توالت األزمنة وتعزز االفتتان الوهمي بفكرة بتولية الكهنة‪ .‬عقب ذلك المديح الطروب‬
‫المتكرر وغير المتحثظ بالتبئل‪ ،‬بحيث لم تعد ثئة فضيلة أخرى تضاهيه‪ .‬ورغم أة أحدا لم يعتبر‬
‫الزواج دنشا‪ ،‬صفف تثمين قدسيته وكرامته وتعتيمها بحيث من لم يحجم عنه من الرجال‪ ،‬بدا‬
‫كأئه ال يطمح إلى الكمال بما يكفي من العزيمة والقدرة‪ .‬نتجت من ذلك القوانين التي حرم أوأل‬
‫بموجبها على الجميع متن يطمحون إلى االرتقاء إلى مرتبة الكهنة أن يعتلوا على الزواج؛ ثم‪:‬‬
‫منع الجميع‪ ،‬عدا العزاب من الرجال‪ ،‬أو المتزوجين الذين ‪ -‬هع زوجاتهم ‪ -‬تعغدوا بأن يتختوا‬
‫عن فراش الزوجية‪ ،‬من أن ينضتوا إلى نظام الكهنوت‪ .‬إئني أقر بأن تلك القواعد‪ ،‬إذ بدت موئرة‬
‫للكهنوت‪ ،‬قوبلت باالستحسان العظيم في العدم‪ .‬إذا تستح أحدهم ضدي بالعصور القديمة‪ ،‬أجيبه‬
‫أوأل بأن حرية زواج األساقفة مورست في عصر الرسل كما في عدة قرون تلت [‪١‬تي‪٢:٣‬؛‪ .‬لقد‬
‫استخدم الرسل أنفسهم‪ ،‬والرعاة الذين احتتوا مراتب السلطة البارزة بعدهم‪ ،‬تلك الحرية من دون‬
‫أى صعوبة‪ .‬فينبغي أن نعتز بمثال الكنيسة األولى األكثر أهمية‪ ،‬بدأل من أن نحكم على ما كان‬
‫عرا ممتدحا بعدم اللياقة أوعدم الشرعية‪ .‬ثانيا‪ ،‬إذ ذلك العصر الذي بدأ ينحاز ضد الزواج مادحا‬
‫التبغل بإعجاب متطرف‪ ،‬لم يفرض منع زواج الكهنة كأمر ضروري في حد ذاته‪ ،‬بل ألن األعزب‬
‫كان مغئأل على رجل متزؤج‪ .‬وأخيرا أجيب بأدهم لم يشترطوا العزوبة بحيث فرضوها عنو؛ أو‬
‫قسري على تن لم يمكنهم االمتناع عن االتصال الجنسي‪ .‬على الرغم من معاقبتهم للمعاشرة غير‬
‫المشروعة طبعا لقوانين في غاية الصرامة‪ ،‬أوجبت مراسيئهم في حال المتزوجين مجرن تنازلهم‬
‫عن وظائفهم‪.‬‬

‫كأن بافنونيس أسقعا متقفعا ومعارئدا لمطلب البتولية عندما ؤضع أمام مجمع نيقيا (‪ .)٣٢٥‬وقد أعلن أن الزواج مكرم‪،‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫وأن المساكنة الزوجية الشرعية عفة‪ ،‬لذا فأقزاح البتولية مؤذ‪ .‬انظر‪:‬‬
‫‪8020111611,‬‬ ‫‪1. 23 €38810)0118,‬‬ ‫;‪ 69. 933‬از‪11. 14 )١11‬‬
‫‪ 2 861.11.18. 256(.‬ا‪\1‬‬
‫‪١١٧١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثاني عشر‬

‫‪ .٢٨‬المفاسد الحادثة تحت قاعدة ابتولية‬

‫ولهذا‪ ،‬كتما استدعى المدافعون عن هذا النوع من الحكم الظالم حجة العصور القديمة لتبرير‬
‫منع الكهنة من الزواج‪ ،‬سوف نطالبهم باألحرى أن يعيدوا التعقف القديم إلى كهنتهم؛ وأن يعدوا‬
‫؛لزناة والئفاحين؛ وأأل يتسامحوا مع تن يمنعونهم من زواج مكرم‪ ،‬وخلود معتدل إلى فراش‬
‫الزيجة عندما ينغمسون في كز ضرب من الشهوات؛ وأن يستعيدوا ذلك التأديب المتروك الذي‬
‫دلجم به كز ألوان الخالعة والشهوانية واألفراط؛ وأن يحرروا الكنيسة من هذا الشر المخزي الذي‬
‫سؤه به وجهها على مدى العصور‪ .‬فعندما يعبلون بكل هذه‪ ،‬سوف نحذرهم مزة أخرى بأأل يدعوه‬
‫إجبارائ ما دام اختيارائ وثمد على نفعه لمصلحة الكنيسة‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬لسك أقول هذا ألئني أعتقد أئه في كز األحوال ينبغي أن يفسح المجال لهذه‬
‫القوانين التي تكبل النظام الكنسى بأغالل البتولية؛ ولكئني أقوله كيما يدرك أهل الفطنة بكم من‬

‫الوقاحة واالفتراء يشغر خصومنا بالزواج المقنس للكهنة‪ ،‬باسم األزمنة السالغة‪.‬‬

‫فيما يتعلق باآلباء الذين ختفوا لنا تراائ مكتوبا‪ ،‬عندما يتفؤهون بآرائهم الشخصية‪ ،‬لم يطعن‬
‫أحد منهم — سوى هيروذيئسه‪ — ٢‬بنكاية كهذه في كرامة الزواج‪ .‬سوف تعتع بإطراء يوحنا فم‬
‫الذهب وحده؛ ألئه إذ كان معجبا بالتبتل بصورة استثنائية‪ ،‬ال يمكن أن يعتبر مبابائ ‪ -‬أكثر من‬
‫غيره ‪ -‬في ثنائه على الزواج‪ .‬هذه هي كلماته‪ :‬ااإئ أعلى درجة من العقة هي ابتولية؛ وثانيه لها هي‬

‫الزواج الوفئ‪-‬ولدا فالعوع اكاني ص اكحلة ص الحت ص في؛طاو الرواج‪٦,,-‬ل‬

‫انظر‪; 2 861.* ٧1. 346-386( :‬الح ‪ 11.‬؛‪ 23. 221- 296‬ط(ل‪١4‬ل) ‪.0116, )]§017181 [0^1711)1711‬‬ ‫‪٢٥‬‬
‫‪0111, 11077111{ 071‬ا‪808‬ال‪٢‬هح‪0-‬ا)ال‪86‬ز‪1‬‬ ‫‪7‬‬
‫أ[أ أ]‬ ‫انظر‪ :‬؛‪١ 6)1111011 0‬ال‪811‬ئ ‪11‬؛ ي)ج‪)1‬آلا‪€ €7088, 1110‬أ{أ ا‪71§ 0‬‬ ‫‪٢٦‬‬
‫‪1* 6)11101*8.‬ج‪1‬ج‪ 1‬اله ‪ 01111116)1‬االه ‪ 1530( 11.130,‬ا‪86‬آلة) ‪1* 0810111‬هح‬
‫الفصل الثالث عثر‬

‫العهود والنذور وكيف ورط نفسه من ايخذها بتهؤر‬

‫مع‬

‫(طبيعة النذور‪ ،‬واألخطاء الشائعة حولها‪)٧-١ ،‬‬

‫‪ .١‬إنحالل ومخاطر‬

‫ائه أمز يرثى له حائ أن الكنيسة التي اشترى المسيح حريها بدمه الذي ال يقذر بثمن‪ ،‬اخضعت‬
‫هكذا لحكم مستبذ وكادت تفرق في كتلة ضخمة من التقاليد‪ .‬وفي هذه األثناء برز جنون األفراد‬
‫بحيث لم كن جزوا أن الله سمح بمساحة واسعة للشيطان وخذامه‪ .‬ولم يكن كافيا للناس‪،‬‬
‫بإهمالهم سلطه المسيح‪ ،‬أن يرزحوا تحت األحمال التي طرحها على ظهورهم المعلمون الكذبة؛‬
‫فسعى كز إنسان ألن يجد أحماأل أخرى لنفسه وراح يغوص إلى حضيض أعمق بحفر األوجار‬

‫لذاته‪ .‬حدث هذا حين ابتدعوا نذورا تزيد من شذة تقييد الضمائر والتزامها‪ ،‬عالوًا على القيو د‬
‫المعتادة‪ .‬لقد بدائ قبألكيف أفسد من يشنون رعاة عبادًا الله بحكمهم المتجرئ للكنيسة‪ ،‬حيث‬
‫يحتبلون النفوس التعيسة بقوانينهم األثيمة‪ .‬لذا لن يكون في غير وقته أوفي غير محته هنا أن نضيف‬
‫إلى قائمة الشرور إثما شبيبا‪ ،‬لكي دغلهر كيف نبذ العالم كز المساعدات التي كان ممكائ بواسطتها‬
‫أن ينقاد لله‪ ،‬وليس ذلك بسبب ميله الطبيعي فقط إلى االنحالل‪ ،‬بل نتيجة وضبه دائائ أيشا كز ما‬
‫استطاع من عقبات تبعده عن الله‪ .‬واآلن كي يرى قرائي بصور؛ أوضح مقدار خطورة األذى الذي‬
‫رفضي إليه النذور‪ ،‬دعهم يتنتمرون المبادئ التي وصحناهاآنعا ‪٠‬‬

‫فقد عتئنا أوأل أن كز ما قد يتطتبه تدريت اإلنسان لحياة التقوى والقداسة‪ ،‬يحتويه الناموس‪.‬‬
‫كما عتئنا أيخا أن الرب‪ ،‬لكي يعفينا من مشعة اختراع أعماب) جديدة‪ ،‬احتوى كز ما يكئل‬
‫مجذ البر في الطاعة البسيطة ألرادته‪ .‬فإن صغ ذلك‪ ،‬يمكننا أن نحكم على الغور بأن كز األفعال‬
‫المخئتعة التي نبتدعها في العبادة ظائ متا أئها تكسبنا رضا الله‪ ،‬هي أفعال غير مقبولة لديه مهما‬
‫‪١١٧٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪.-‬الغصل الثالث عشر‬

‫كانت تعجبنا نحن‪ .‬بل من الموكد أن الرب نفسه‪ ،‬بشهادة عنة نصوص‪ ،‬ال يرفضها علائ فقط‪ ،‬بل‬

‫يمقتها بعمق‪.‬‬

‫من ثم تحوم ريبة حول تلك العهود التي تؤخذ بمعزل عن كلمة الله الصريحة‪ .‬ماذا إدا تكون‬
‫مكانتها؟ وهل يجوز للمسيحي أن يتخذها بجذية؟ وإلى أي حذ يجوز التقيد بها؟‬

‫إذ ما دعن اوعدا ا لدى الناس يسفى اتعهدا ا باإلشارة إلى الله‪ .‬عالو؛ على ذلك نعد الناس؛‬
‫إتا بما نظته يسرهم‪ ،‬أو بما يحق علينا تجاههم من قبيل الواجب‪ .‬ولهذا يليق أن يكون للعهود التي‬
‫شخنها نحو الله اعتبار أهم والتزام أوثق‪ ،‬ألتنا له ينبغي أن نعمل بأعلى درجات الهنة والدأب‪.‬‬

‫لقد سادت الخرافة عبر العصور حتى اآلن بشكلي غريب‪ ،‬أن ينذر الناس لله فورا كز ما طرأ‬
‫على بالهم أو حتى أفواههم‪ ،‬من دون تفكير أو تمييز‪ .‬من ثم نشأت هذه الغباوات‪ ،‬ال بل هذه‬
‫السخافات‪ ،‬عند الوثنيين نشو ا جعلهم يهزأون منآلهتهم‪ .‬يا ليت المسيحيين لم يقتدوا حماقاتهم!‬
‫في الحقيقة‪ ،‬لم يكن ينبغي أن يفعلوا ذلك‪ .‬ولكئنا نرى أته لم يكن شء أكثز اعتيادا من هذا الشر‬
‫طوال عنة قرون‪ :‬شعب باكمله في كز مكان يحتقر ناموس الله‪ ،‬متخرقين بغيرة جنونية باتت‬
‫تدغدغهم في أحالمهم‪ .‬لسك أريد أن أبالغ كارلها‪ ،‬أو أن أعذد مفصأل‪ ،‬كم وكيف أخطأ الناس‬
‫في هذا المجال‪ ،‬وبشكز مروع‪ .‬لكئه يبدو لي مناسيا أن أنكر ذلك — عرصا — كي تبين في سياق‬
‫نقاشنا لموضوع العهود‪ ،‬أتنا ال نثير سؤاأل حول أمر دستهان به في أي حال من األحوال‪.‬‬

‫‪ .٢‬الله هوالذي نقذم نذورنا له‬

‫واآلن‪ ،‬إذ أردنا أن نتجئب الخطأ في تحديد أي العهود مشروعة وأي العهود مرفوضة‪ ،‬يفيدنا‬
‫أن نتأتل ثالثة أمور‪ )١( :‬لنن يصنع العهد؛ ( ‪ )٢‬تن نحن الذين نتخن العهد؛ (‪ )٣‬وما هو القصد‬
‫من ائخاذنا العهد‪.‬‬

‫هدف األمر األول هوأته يجعلنا ندرك أن الله هوتن يلزم أن نتعامل معه‪ ،‬وهوتن يشر بطاعتنا‬
‫بحي‪٠‬ث يعلن كز ما يصنعه األنسان لنفسه من تدئن مرفوصا بل لعيائ‪ ،‬مهما بدا منها بهيجا وجميأل‬
‫في عيون البشر [كو ‪٢٣: ٢‬؛‪ .‬فما دامت كز العبادة الطوعية التي نفتعلها نحن بمعزل عن وصية‬
‫الله مكروهة لديه‪ ،‬يتحتم منطقيا أآل تقبل عنده عبادة سوى ما تؤيدها كلمته‪ .‬لذا لنحرحكل على أأل‬
‫نستبيح ألنفسنا أن نتجاسر بالتعهد لله بما ال يظهر برهاائ لعزيمتنا أن نحترمه‪ .‬يعتم بولس أن كز ما‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحى‬ ‫‪١١٧٤‬‬

‫تفعل بمعزني عن اإليمان خطيئة [رو ‪٢٣: ١٤‬؛‪ ،‬ويعني ذلك أته ينطبق على كز شيء؛ فكمبالحرى‬
‫وعلى األخش عندما يكون الفكر موجها إلى الله مباشرة! ولكن إن كتا تخبق أو نخطئ في أتفه‬
‫األشياء (ويتحدث بولس هنا عن أنواع األطعمة) فكم يليق بنا االئضاع االمكثر عندما نقوم بعمل‬
‫أهةًا األمور! في الواقع‪ ،‬ال شيء ينبغي أن يكون أكثر جذية لدينا من الواجبات التي يتطتبها اإليمان‪.‬‬
‫لذا فليكئ أون حذرنا في العهود أأل نقدم إطالفا على أي تعؤد بدون أن تتاكد ضمائرنا أؤأل أئها‬

‫ال تحاول اإلقبال على فعني متهؤر‪ .‬ولكئ خطر التهور يزول عندما يتقنم الله فعلنا فيملي علينا من‬
‫كلمته ما هو صالح‪ ،‬وما ال يجدي عمله أيشا‪.‬‬

‫‪ .٣‬اإلنسان الذي يتخذ العهد‬

‫واألمر الثاني الذي يلزمنا مراعاته هنا يتضئن اآلتي‪ :‬ينبغي أن ندرك مقدار طاقتنا‪ ،‬وأن نتذر‬
‫دعوتنا بحيث ال نهمل نعمة الحردة التي ونحنا بها الله‪ .‬فهو إنسان أحمق أحمق تن ينذر ما ال‬
‫يستطيع أن يفي به أو ما يتعارض مع دعوته‪ .‬كما أته عقوق وجاحذ تن يزدري بإحسان الله الذي‬
‫يجعله رائ وسيذا على كز األشياء‪ .‬على أتني عندما أتحذث هكذا‪ ،‬لسك أعني أن كز ما ؤضع في‬

‫أورانج‪ ،‬يقضي بأأل ينذر لله شيء ما لم يكن قد تقيلناه من يده‪ .‬ألن كز ما يقذم له إتما هو عطية‬
‫منه‪ ١ .‬وألذ بعض األشياء قد وهتتا لنا بفضل جزيل نعمته‪ ،‬و‪.‬دعضآخر منع عتا بموجب حعه علينا‪،‬‬
‫واحد إلى مقياس النعمة المعطاة له‪ ،‬كما يعتم بولس [رو ‪٣: ١٢‬؛ ‪١‬كو ‪ ١١: ١٢‬؛‪.‬‬
‫*‬ ‫فلينظر كز‬

‫ال أقصد شيائ هنا سوى أن تكيفى تذورآل وعهودآل بحسب المعيار الذي حدده الله للى‬
‫بمقتضى عطاياه للئ‪ ،‬لئأل تورط نغسلئ إن ذهبك إلى أبعد ما يسمح للى به بادعاء أكثر مائ‬
‫لك‪ ،‬وعندئذ تدفع بنغسك إلى هؤة عميقة‪ .‬فمثال‪ ،‬عندما أقسم أولئك السقاحون (الذين‬
‫ينكرهم لوقا) أآل يًاكلوا أو يشربوا حتى يقتلوا بولس [اع ‪ ]١٢:٢٣‬فإذ حماقتهم في إخضاع‬
‫حياة إنسان وموته إلرادتهم وقوتهم لم تكن لتتحقق‪ ،‬حتى إن لم تكن ختثهم ختله شريرة‪.‬‬
‫وكذلك عونب يعتاح بسبب غبائه عندما تغؤه في حمو طيشه بنذر مشور [قض ‪-٣٠ :١١‬‬
‫‪ .]٣ ١‬وفي هذا المقام‪ ،‬يحتز نذر البتولية الدرجة األولى من الجسارة الجنونية‪ .‬ألن الكهنة‬
‫والرهبان والراهبات يخالون أنفسهم بثقه عمياء قادرين على إيفاء عهد التبغل إذ ينسون‬

‫انظر‪٧11. :‬ل ‪ 0/00)1‬رزآلح ‪1110,‬أ‪٦18‬جال‪1 )^31181 ٧111. 714(, 1(380)1 011 ٨‬ت ‪311011‬ء (‪ )529‬ججعةًا‪11€11 0) 0‬آل‪0‬ح‬ ‫‪١‬‬
‫‪ 11.11. 342(.‬؛‪41. 530‬ط‪!¥. 7 )1‬‬
‫‪١١٧٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثالث عشر‬

‫ضعفهم أو يتفافلونه‪ .‬فبأي أمر إلهى تعتموا أن يصونوا ‪-‬عفتهم مدى الحياة ويتخذوا عهودا‬
‫بذلك؟ لقد سمعوا كلمة الله عن حالة اإلنسان العاتة‪ :‬كز) لحيذا اذ يكون اذم زلحنه [تلث‪،‬‬
‫‪ .]١٨:٢‬إنهم يدركون‪ ،‬وليتهم لم يشعروا كيف أن الخطيئة الباقية فينا ليست بال وخز حاذ!‬
‫فبأي ثقه يجرؤون على أن ينغضوا عن نواتهم — هدى الحياة — تلك الدعوة الشاملة لتا‬
‫نمانت هبة التبقل ال تعطى غابا إأل ألجل مستى‪ ،‬بحسب ما دملي الضرورة؟‬

‫وفي عنادهم هذا‪ ،‬ال يحسس أحدهم أن يعينه الله‪ ،‬بل دعهم بالحري يتنكرون قوله‪ :‬األ‬
‫دجرب الرت إلهلثااا [مت ‪٧: ٤‬؛ تث ‪ . )١٦ : ٦‬بل إئه جذ تجريب للرت أن يمضي اإلنسان على‬
‫عكس الطبيعة المغروسة فيه‪ ،‬وأن يزدري مواهبه الحالية كما لو لم تكن معطاه لجميعنا‪ .‬إئهم ال‬
‫يتجاسرون فقط على أن يفعلوا ذلك‪ ،‬بل يتجرأون على أن يدعوا الزواج تلوائ لمجرد مدح التبتل‬
‫بمديح عجيب‪ .‬هذا على الرغم من أن الله لم يكتب بأأل يعتبر تأسيس الزواج منافيا لجالله [قارن‬
‫تك ‪٢٢: ٢‬؛‪ ،‬فأعلنه مكوما عنت كل ؤاحي [عب ‪٤: ١٣‬؛؛ وقدسه المسيح بحضوره‪ ،‬قابأل بأن‬
‫يكرمه بأولى معجزاته [يو ‪١١-٦ ،٢:٢‬؛! كما لوكانوا يبرهنون بنموذج حياتهم (الذي يسوئنه‬
‫بكز وقاحة مالئكيا ) على أن البتولية شيء والعذراوتة شيءآخر! بذلك يسيغون بكز تأكيد إلى‬
‫سمعة مالئكة الله بتشبيههم بالزناة والغاسقين‪ ،‬وبما هو أبشع شرا وأفدخ خزيا‪ .‬ومن الواضح أن‬
‫ال حاجة إطالقا إلى الجدال حول ما ينقضه الشيء نفسه علائ‪ .‬ألئنا نرى جليا كيف ينتقم الرب من‬
‫مثلة تلك الغطرسة بعقوباب رهيبة‪ ،‬ومن مثل ذلك االزدراء بعطاياه الذي ينشأ من ثقتهم المفرطة‪.‬‬
‫كما أئئي أعدل‪ ،‬من أجل الحياء والحشمة‪ ،‬عن نكر الشرور الخفية التي يعتبر قبيحا ما قد يسئنقج‬
‫منها ضمائ‪.‬‬

‫وأن ال ينبغي أن ننذر شيائ قد يتعارض مع دعوتنا‪ ،‬أو قد يحول دون االستجابة لها‪ ،‬فهو ما‬
‫ال يقبل الجدل أو النقاش؛ كما لوكان رت أسرة يًاخذ على ‪-‬عاتقه أعباء أخرى على حساب هجر‬
‫زوجته وأبنائه؛ أو رجز انتخب لوظيفة رسمية ينذر أن يبقى مواطائ عاددا‪.‬‬

‫على أئه قد توجد بعض الصعوبة في استيعاب ما قلناه عن عدم ازدراء حريتنا‪ ،‬ما لم نشرلحه‪.‬‬
‫ههنا ما نعني بكز اختصار‪ :‬لقد أعطانا الله سلطاائ على كز شيء وأخضع جميع األشياء لنا بحيث‬

‫نستعملها لغائدتنا‪ .‬لذا‪ ،‬إذ كائ لنستعبد ذواتنا لألشياء الخارجية (التي يفترض أئها لمساعدتنا)‪ ،‬فال‬
‫يوجد ما يبرر الطئ بأن يعتبر ذلك خدمه مقبولة لدى الله‪ .‬أقول هذا ألن البعض يحاولون أن يربحوا‬
‫مديخا لتواضعهم باحتبالهم ذواتهم في ممارسات ال حصر لها‪ ،‬شاء الله بحسب مسرته أن نكون‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪١١٧٦‬‬

‫أحرارا منها‪ .‬ومن ثم إذا نحن أردنا أن نتفادى هذا الخطر‪ ،‬فلنتلني دائائ أأل نحيد بأئ حال من‬
‫األحوال عن ذلك التدبير الذي أرساه له الله في الكنيسة المسيحية‪.‬‬

‫‪ . ٤‬العهود‪ ،‬أو النذور‪ ،‬مصلفة بحسب الغيات‬

‫نأتي اآلن إلى نقطتي الثالثة‪ :‬إذ كنك تتوقع أن يقبل الله نذرك‪ ،‬نفليك أن تدرن قدز أهميه‬
‫صفاء نيه تعيدك إياه‪ .‬فألذ الرت ينظر إلى القلب ال إلى المظهر‪ ،‬دمكن للشيء نفسه (حيث يختلف‬
‫الهدف المقصود به) أن يشره أحياائ‪ ،‬وفي أحيان أخرى أن يثير استياءه الشديد‪ .‬إذا نذرت االمتناع‬
‫عن تناول الخمر كما لو كان في امتناعك شيء مقدس‪ ،‬فهذه خرافة منك؛ ألمنا إذا قصدت بذلك‬
‫هدائ غير محئل بالخبث‪ ،‬فلن يستطيع أحد أن يعترض‪.‬‬

‫على أن هنالك‪ ،‬بقدر ما يمكنني أن أميز‪ ،‬أربعة أهداف ينبغي لتعهداتنا أن ترمي إليها‪ :‬اثنان‬
‫منها أعزوهما‪ ،‬من قبيل تهذيب النفس‪ ،‬إلى الماضي؛ وآخران إلى المستقبل‪.‬‬

‫إلى الماضي تعود تلك التعهدات التي إتا أن نشهد بها لشكرنا لله ألجل إحسانات تقبلناها‬
‫من يده‪ ،‬أو أن نعاقب ذواتنا على تعذيات اقترفناها‪ ،‬فنتجئب سخطه‪ .‬دعونا‪ ،‬إن شئتم‪ ،‬سم القصد‬
‫األول تدريبا على الشكر‪ ،‬والثاني ممارسة للتوبة‪.‬‬

‫لنا من النوع األول مثال في العشور التي نذرها يعقوب إذا كان الرت يقوده في عودة سالمة‬
‫إلى أرض بلده من المنفى [تك ‪ . ]٢٢-٢٠ : ٢٨‬ومثال آخر في طقس ذبيحة السالمة التي نذر بها‬
‫الملوك والقادة األتقياء إذا انتصروا في حرب مبررة؛ أو إذا ختصهم الله من ضيقه جسيمة‪ .‬هذا‬
‫ما يمكننا أن نفهمه من كز نصوص المزامير التي تتحدث عن النذور والتعهدات [مز ‪ : ٢٢‬ه ‪ ٢‬؛‬
‫‪٨:٦١‬؛‪٦‬ه‪١٢:‬؛‪ .]١٨،١٤:١١٦‬تساعدنا مثل هذه النذور اليوم كآما أيذنا الرت من كارثة‬
‫ما‪ ،‬أو من مرض عضال‪ ،‬أو من أي أزمة أخرى‪ .‬فإئه ال ينافي إحساس األنسان التقى أن يكرس لله‬
‫تقدمة إيفاء منه بنذر كرمز جاد لعرفانه‪ ،‬لئأل يبدو جحودا برأفته نحوه‪.‬‬

‫وللنوع الثاني من النذور يكفي مثال واحد مألوف‪ .‬إن وقع أحدهم في خطأ إثر شرهه‪ ،‬ال‬
‫يمنعه شيء من نبذ جميع الئشهيات إلى حين‪ ،‬تأديبا لعدم اعتداله‪ ،‬إذا فعل ذلك بمقتضى نذر لكي‬
‫يلزم نفسه‪ .‬ولكثني لسك أفرض بذلك قانوائكونجالكزئن أخطأعلى هذا النحو‪ ،‬بل اظؤر ما‬

‫يسمح به لض يعتبر مثل هذا النذر مغينا له‪ .‬ومن ثم أعتقد أة تعهنا من هذا النوع نباح‪ ،‬على شرط‬
‫أن يظز اختياريا‪.‬‬
‫‪١١٧٧‬‬ ‫الكتاب الراح ‪-‬الفصل الثالث عشر‬

‫ه‪ .‬نذورتتطلع إلى المستقبل‬

‫أتا التعهدات ذات الصلة بالمستقبل فائها تميل من جاب إلى جعلنا أكثر حذرا كما قلنا‪ ،‬ومن‬
‫جاياآخر إلى حقنا‪ ،‬كما بغم‪ ،‬على القيام بواجبنا‪.‬‬

‫يرى شخص ما نفسه نازغا إلى رذيلة معتنة ترتبط بشي؛ سيئ في حذ ذاته بحيث ال يستطيع‬
‫أن يمسك عن الوقوع فورا في الشز‪ .‬ال ضيز عندئذ إذا تعهد باالمتناع عن ذلك الشيء إلى حين‪.‬‬
‫فمثأل إذا أدرك إنسان ما أة زينه جسدية تستب له خطرا‪ ،‬ومع ذلك التهبت شهوته إلى استعمالها‪،‬‬
‫فما عساه يكون أفضل من أن يلجم نفسه ‪ -‬أي أن يفرض على نفسه ضرورة االعتكاف عنها وبذا‬
‫يتحزر من كز ريبة؟‬

‫وعلى مثال ذلك‪ ،‬إذا تعود أحدهم الكسل في أداء واجبات التقوى أو نسيانه‪ ،‬فلماذا ال يوقظ‬
‫ذاكرته بنذر ينغفى به كسله عن نفسه؟‬

‫أقز بأن في كز من هذين النوغين من النذور شيائ من التدريب األولى‪ ،‬لكثهما يصبحان نافقتن‬

‫إلعانة ضعف الشخص الساذج وتن يعاني عدم التحكم في قدرته‪.‬‬

‫ولذا‪ ،‬سوف نقول‪ :‬إثها مشروعة النذور والعهود التي تتطئع إلى غاية من هذه الغايات‪،‬‬
‫وخصوصا في ماينعتق باألمور الظاهرة‪ ،‬على شرط أن تكون مقبولة لدى الله‪ ،‬وتتناسب مع دعوتنا‪،‬‬
‫وتظل في حدود إطار النعمة المعطاة لنا من الله‪.‬‬

‫‪ .٦‬النذور المشروعة عامًا‬

‫ال يصعب اآلن أن تستنبط ما ينبغي أن نعتقد به عن النذور عموائ‪ .‬فبكز المؤمنين عهن‬
‫واحد نشترك فيه جميعا نثخنه في معموديتنا ونثبته كما‪- ،‬إن جاز القول‪ -‬نقزه بواسطة التهذيب‬
‫المسيحي بتعاليم اإليمان ثم بتناول العشاء الرباني‪ .‬ألة األسرار إدما هي نظير عقود يمنحنا بها‬
‫الرب رحمته ومنها الحياة األبدية؛ ونحن بدورنا نتعهد الطاعة له‪ .‬أتا صيفة التعهد‪ ،‬أو على األقل‬
‫موجزه‪ ،‬فهي‪ :‬إذ ننبذ الشيطان‪ ،‬ئخبغ ذوادنا لخدمة الله‪ ،‬إلطاعة وصاياه وليس لإلذعان لشهوات‬
‫الجسد الشريرة [قارن رو ‪١٤: ١٣‬؛‪ .‬وال ينبغي أن يفشح مجال للشك في أة هذا العهد — ألن‬
‫الكتاب المقدس يشهد له‪ ،‬وباعتباره فرصا على جميع أبناء الله ‪ -‬إثما هو مقدس ومفيد‪ .‬كما أثه‬
‫ال عثر؛ في أن ال أحذ يستطيع أن يحافظ في هذه الحياة على الطاعة التامة للناموس الذي يتطتبه‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الدين المسيحى‬ ‫‪١١٧٨‬‬

‫الله منا‪ .‬ولثا كان عهد النعمة يشتمل على هذا االشتراط ‪.‬واحتوائه كأل من مفغرة الخطايا وروح‬
‫التقديس‪ ،‬فإذ الوعد الذي نصنعه نحن إزاءه يرافقه التماس للعفو وتوسق للمساعدة‪.‬‬

‫يلزم أن نلتفت إلى تلك القواعد الثالث السالف ذكرها عندما نميز عهودا محذدة؛ وعس‬
‫مقياسها يمكننا أن نقرر طبيعة كز عهد‪ .‬ومع ذلك ال تظل أئني أوصي بتلك العهود ذاتها التي‬

‫أعلث أثها مقذسة بحيث أريدها أن تكون ممارسة يومية‪ .‬فعلى الرغم من أتني ال أتجاسر على أن‬
‫أصف بأي شيء من قبيل العدد أو الزمن‪ ،‬سوف يتخن كز ض يعي نصيحتي نذورا رزينة ومؤقتة‪.‬‬

‫وإذ أكثرك من النذور بين حين وخر‪ ،‬فسوف يمي رخيصا طابعها اإليمانى ويميل إلى كونه‬
‫خرافة‪ .‬وإذا كنك لتربط نفسك ‪.‬رننر دائم‪ ،‬فإائ أثك سوف توفيه بمشثة عظمى وملل شديد‪ ،‬أو —‬
‫على خالف ذلك ‪ -‬سوف تغامر يوائ‪ ،‬من فرط إعيائك من طول مذته‪ ،‬أن تنقض عهدك‪.‬‬

‫‪ .٧‬النذور الفاسدة‬

‫لقد توصح اآلن عظم االعتقاد الخرافي الذي تفئى في العالم مدى قرون عديدة حول النذور‪.‬‬
‫هاك شخعر نذر أن يبقى معتدأل في الشراب‪ ،‬كما لو كان االمتناع عن تناول الخمر في حئ ذاته‬
‫نوعا من العبادة التي يشت ‪.‬رها الله‪ .‬وآخر تقيد ‪.‬رالصوم؛ وثالث ‪.‬واإلحجام عن أكل اللحم في أيام معينة‪،‬‬
‫ثضؤر ياطأل أة لها طايثا من القداسة أخص من غيرها من األيام‪ .‬كما كانت هنالك أيشا عهود أكثر‬

‫صبيانية‪ ،‬ولكن لم يلخنها صبيان‪ .‬وظلها أناس حكمه بالغة العظمة أن يقوموا بحلج نذري ألماكن‬
‫أكثر قداسة‪ ،‬وأحياثا كان حجهم اثا سيرا على األقدام أو نصف عار كي ينالوا استحقابا أعظم من‬
‫جزاء إرهاقهم‪ .‬فإذا قيشت هذه وغيرها مثا زيغ العالت) ‪ -‬بغير؛ ال رضنق — أن يثخنها زمائ طويأل‬
‫بتلك المعايير التي وضعناها سالائ‪ ،‬لما كانت لتوجد فقط فارغة عقيمة عديمة الجدوى وسريعة‬
‫الزوال فقط‪ ،‬بل مالنة زيغا وعقوا لجليين‪ .‬ألئه مهما أعارها اإلنسان من وزن‪ ،‬ال وبغض الله شيائ‬
‫بقدر ما يمقت العبادة الزائغة‪ .‬إلى جانب ذلك توجد هذه اآلراء الخبيثة‪ :‬يؤمن المراؤون بأئهم إذا‬
‫مارسوا هذه الغباوات يضمنون ألنفسهم رصينا هائأل من البر؛ فإثهم يودعون التقوى برئتها في‬
‫الممارسات الخارجية؛ كما يزدرون جميع تن يظهرون أقز اكتراائ لمثلها‪.‬‬
‫‪١١٧٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثالث عشر‬

‫(عهود الرهبنة وتدهور الحياة الرهبانية‪)١٠ -٨ ،‬‬

‫‪ . ٨‬الرهبنة في الكنيسة القديمة‬

‫ال جدوى من سرد الصور المختلفة للرهبنة‪ .‬أثا ألن الرأي العام في الكنيسة بات يور عهوذها‪،‬‬
‫فحبب أن نتعزض لها بإيجاز‪.‬‬

‫أوأل‪ ،‬لئأل يحاول أحدهم أن يدافع عن رهبنة هذا العصر على أساس بدمها‪ ،‬يلزم أن نشير إلى أن‬
‫نموذجا مختلائ كل االختالف لحياة األديرة كان سائدا ذات مرة‪ .‬كان مرع أرادوا أن يدربوا ذواتهم‬
‫على أقسى درجات الزهد والصبر اعتزلوا داخلها‪ .‬هنالك ؤجد عند الرهبان نوع تأديب الذات‬
‫الذي مارسه ‪ -‬بحسب ما دونه المؤرخون ‪ -‬اإلسبارطيون تحت قواعد ليكورغس‪ ،‬بل أقسى من‬
‫ذلك‪ .‬افترشوا األرض؛ وكان الماة شرابهم‪ ،‬والخبر وبعض الخضروات والجذور طعاثهم‪ .‬أثا أهلم‬
‫أطايتهم فكانت الزيت والحئعر‪ .‬امتنعوا عن كز ما يعتبر مشهيا وعن تدليل الجسد تهذيبا له‪ .‬قد‬
‫يظن أن هذه األمور ثبالع فيها لوال أئها وردت من شهود عيان محتكين‪ :‬غريغوريوس النازيانزي‬
‫وباسيليوس ويوحنا فم الذهب‪ ٢ .‬وبمثل تلك اإلعدادات المبدئية جهز الرهبان ذواتهم ألعمال‬
‫عظيمة‪ .‬فكانت كليات الرهبنة‪ ،‬إن جاز الحديث‪ ،‬كليات الهوت كنسية دعن أمثال من ذكرناهم‬
‫وغيرهم من العمالقة ليصبحوا أساقفة الكنيسة‪ .‬كما يبين أوغسطينس أن األديرة في عصره كانت‬
‫تزود الكنيسة باألكليروس‪ .‬وهكذا خاطب رهبان جزيرة قبراريا‪ :‬نناشدكم أبها األخوة في الرب‬
‫أن تحفظوا عزمكم وأن تثابروا حتى المنتهى؛ وإذا طلبت منكم الكنيسة األم أن تقذموا جهدكم‬
‫في أي لحظة فال ئقتلوا بزهو شفوف‪ ،‬كما ال ترفضوا بتراخ فاتتي‪ ،‬بل أطيعوا الله بوداعة وبقلوب‬
‫خاشعة‪ .‬وال تفضلوا وقت فراغكم على احتياجات الكنيسة؛ ال لوكان الرجال األخيار قد عدلوا‬
‫عن خدماتها في لحظة ميالدها‪ ،‬لم يكن ممكائ لكم أن تعرفوا كيف أمكن أن تولدوا‪ .‬إئه يتحذث‬
‫هنا عن الخدمة التي يولد بها المؤمنون روحيا مجددا‪ .‬وكذا كتب ألوريليوس‪ :‬إذا اختير الغار‬
‫من الدير لعط‪٠ ٨‬ا إلى جند اإلكليروس‪ ،‬وسيسبب ذلك سقوطه هو وسيجلب دى مشيائ على نظام‬
‫اإلكليروس كته‪ .‬أثا بشأن نمع يتبعون في األديرة‪ ،‬فلقد جرت عادتنا أن ننتقي أكثرهم قبوأل وأفضلهم‬
‫لرعاية الكنائس‪ .‬هذا‪ ،‬ما لم يقل الشعب‪ ،‬رما على سبيل المزح‪ :‬رت راهب رديء يصلح قسيسا‬
‫نافائ اقتفاء لمنطق العاثة‪ :‬لعز عازف مزمار سيائ يصير موسيقارا عظيائ‪ .‬يا لها من مأساة أن‬

‫‪8,‬ل‪112٦‬سةم‪ 1١‬؛‪7 0‬ا‪0‬جج‪6٢‬‬ ‫)‪07-011071 ^§01718‬‬ ‫انظر‪1, :‬ا‪8‬حة‪0-‬كع‪ 35. 594(; ۶8‬ل‪1 )1‬تآ‪1071 1‬‬
‫أ‪£‬ا[‬ ‫‪٢‬‬
‫‪11111)! )2071811111110715‬‬ ‫‪ )16 31. 988‬عالالد‬ ‫لره ‪994(; 611108 01, !]§017181 0^07167118‬‬
‫‪ 11. 2 )^6 47. 339 £.(.‬خرط‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١١٨٠‬‬

‫دروي رهباائ إلى مراتب تكبر مدئر كهذا‪ ،‬بحيث نحسب القسوس يستحقون عازا مشيائ كهذا؛‬
‫وهي أن نرى أحيادا أن راهبا‪ ،‬حتى لو كان جينا لما له من كبح النفس المطلوب‪ ،‬يالكن يصلح‬
‫يئضح من هذه النصووى أن رجاأل أتقياء تعؤد ا‬ ‫للقسوسية حيث ال يمتلك التدريب الضروري ‪.‬‬
‫أن ئعذوا أنفسهم من خالل تدريب الرهبنة لكي يديروا شؤون الكنيسة‪ ،‬حتى يكونوا بذلك أنسب‬
‫تأهيأل وأفضل تدريبا لالضطالع بوظيفة هذا قذرها‪ .‬لم يحئق كز الرهبان هذه الغاية بل لم يضعوها‬
‫جميعهم تصك أعينهم‪ ،‬إذ لم يكن معظمهم ذا حظ وافر من التعليم‪ ،‬ولكن اختير ض كانوا أهأل لها‪.‬‬

‫‪ . ٩‬وصف أوغسطيئس للرهبنة‬

‫دهمة موضعان يصف لنا فيهما أوغسطينس الصورة المبكرة للرهبنة‪ .‬فغي كتابه في أخالق‬
‫الكنيسة الجامعة‪ ،‬يدافع عن قداسة تلك المهنة ضد تجريح المانوتين؛ وفي كتاب آخر غئؤنه في عمل‬
‫الرهبان يهاجم جماعة الرهبان المنحظين بعنف البتدائهم إفساد المؤسسة‪ .‬سوف ألحعر بقدر‬
‫ما يمكنني بكلماته هو ما يعئم به ني هذين المرجعين‪ .‬ا‪٠‬إئهم في ازدرائهم مغريات هذا العالم‪،‬‬

‫يقضون وقتهم مثا في حياة تمألها الصلوات والقراءات والمناقشات‪ ،‬غير منتفخين بالزهو‪ ،‬غير‬
‫مشؤشين بالعناد وغير متوئدين بالحسد‪ .‬ال يمتلك أحد منهم شيائ لذاته؛ وال يثقل أحد منهم على‬
‫أي إنسان‪ .‬بأيديهم يربحون كفاف طعام الجسد من دون أن تنصرف أذهانهم عن الله‪ .‬يعطون‬
‫عملهم لرجال يسوئنهم عمداء ‪ .‬يقوم هؤالء العمداء بإدارة كز شيء بعناية ويعطون حساائ دقيقا‬
‫لواحد يدعونه أبا‪ .‬وهؤالء اآلباء ليسوا فقط على أعلى درجة من قداسة الحلق فقط‪ ،‬بل بارزون‬
‫أيصا في تفوقهم في العقيدة اإللهية‪ ،‬وممبزون في كز شيء‪ .‬يقذمون المشورة من دون استكبار‬
‫لض يدعونهم أبناء ؛ يأمرون أبناءهم بسلطة عظيمة فيما يطيعهم األبناء عن رصا جم‪ .‬يخرج األبناء‬
‫من صوامعهم عند نهاية كز يوم فيجتمعون لسماع ذلك األب‪ .‬ويلتقي ثالثة آالف رجل فيما هم‬
‫صائمون ليتعلموا تحت كز أب‪( .‬يتحدث هنا خصوصا عن مصر والشرق)‪ .‬يتناولون بعدئذ‬
‫بعض غذاء الجسد‪ ،‬كافيا لصون الصحة والسالمة‪ :‬بينما يلجم كز واحد شهبته خشية أن يًاخذ أكثز‬
‫مائ يلزمه حتى من الزاد الزهيد المتاح‪ .‬وهكذا ال يمتنعون عن اللحم والخمر بما يكفي لترويض‬
‫شهواتهم فقط‪ ،‬بل عن كز ما يثيرها عند الحئق والمعدة أيصا‪ .‬ومع ذلك فإذ بعفى المرجعيات‬
‫[الدينية] تدافع عن هذه األطعمة [التي تثير الشهية؛ على نحو منتظم‪ ،‬وفي سخافة مخزية‪ ،‬قائلين‬
‫إدها أنظف ‪ ،‬وبذا يتسامحون مع رغبة دنيئة لتناولها بحجة أئها تختلف تماائ عن اللحوم‪ .‬وكز‬

‫‪,‬ععاغ‪8‬آلجل‪1 ;2 .٨٦‬‬ ‫‪.‬ئ ;‪x1 (11 33. 188, 228‬ااا‪1٧‬ل‬ ‫انظر‪12. 232, 301(. :‬‬ ‫‪٣‬‬
‫‪١١٨١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الثالث عشر‬

‫ما يتبقى متا يفوق الطعام الضروري (وكثير جذا يتبقى متا ‪-‬تصنعه أيديهم ومائ يهم) يوذع على‬
‫المحتاجين بأكثر عناية من تلك التي راعاها الموزعون عندما حصلوا عليه‪ .‬فإنهم ال يهتمون بأي‬
‫حال أن يغخل عنهم فائض‪ ،‬بل يهتمون بكز وسيلة أآل يتبقى لديهم ففل‪ .‬ثم إذ يتنكر مقدار‬
‫التقشف (الذي شهد منه عينة في ميالنو وغيرها) يقول‪ :‬وفي وشط هذه األحوال‪ ،‬ال يحذ أحد‬
‫على القيام بأصعب متا يحتمل؛ وال بطالب أحد بأن يتحمل ما ال يقبله من أعباء؛ كما ال يدينه أحد‬
‫ألئه يعترف بضعف يمنعه أن يساير اآلخرين‪ .‬ألئهم قفون عكم المحبة التي اوصوا بها؛ يتديرون‬
‫أن‪ ،‬كل نى؛ طاهز يلكاجريئ ( [تي ‪١‬حه‪ ٠]١‬ولذا يراعون بكن تدقيق أأل يرفضوا أنواعا معية من‬
‫الطعام‪ ،‬كما لو كانت فاسدة‪ ،‬بل أن يروضوا شهواتهم ويحافظوا على محبة األخوة‪ .‬يتنتمرون‬
‫[ ‪ ١‬كو ‪ . ) ١٣: ٦‬وهع ذلك فإذ كثيرين‬ ‫األغبته بتجؤفب (أي المعدة) والجؤف بألخعتة‬ ‫أن‬
‫أقوياء بمسكون ألجل خاطر الضعفاء‪ .‬وكثيرون ليسوا بحاجة إلى أن يمتنعوا إآل أدهم يرغبون في‬
‫أن يقتاتوا الغذاء األكثر شيوعا واألقل بذحا‪ .‬لذلك من يستطع منهم أن يكبح شهيته بمسك فيما‬
‫تحتمل صحته؛ وال حرج في أن يأكل إذا مرض‪ .‬كثيرون ال يحتسون الخمر‪ ،‬لكئهم ال يعتقدون‬
‫أئها تنجسهم؛ بل يقذمونها بإشفاق إنساني لألخ األضعف بينهم‪ ،‬ولض تتعافى صحة أجسادهم‬
‫بتناولها؛ كما يؤئبون بروج أخوقة تن يرفضونها عن جهل خوقا منهم ‪ -‬مخطئين ‪ -‬أئها دضعفهم‬
‫أو دقل‪ ،‬من قداستهم‪ .‬وهكذا يمارسون التقوى باجتهاد؛ ولكئهم يدركون أن تدريب الجسد نافع‬
‫ولو زمائ يسيرا‪ .‬يحاوط بينهم على المحبة األخوية‪ :‬في الطعام‪ ،‬في الكالم‪ ،‬في التلبس‪ ،‬في التحيا‪،‬‬
‫في الهدوء ورباطة الجأش؛ الجميع يحيون ودعا لها‪ .‬يلتقون على محبة واحدة ويطمحون إليها مائ‪.‬‬
‫واذ يذيبوا إليها فهو إثم يضاهي التعدي على الله نفسه‪ .‬إن قاومها أحد‪ ،‬يين ويتجئب‪ .‬إذ يهزأ بها‬

‫أحد‪ ،‬ال بسمغ له بالبقاء يوائ واحذا ا‪٤‬‬

‫بهذه الكلمات‪ ،‬يبدو أن ذلك الرجل القديس رسم لنا صورة لما كانت عليه حياة الرهبنة‬
‫في القديم‪ .‬وعلى الرغم من أئها طالت بعض الشيء‪ ،‬أردت أن أقتبسها هنا ألتني أدركت أتني‬
‫كنك ألسترسل في الوصف بمكثر إسهاب لو كنت ألجمع الوصف ذاته من مصادر متعددة‪ ،‬مهما‬
‫حاولت أن أختصر‪.‬‬

‫ه‪/٤‬هسح ‪ ٥/٠‬ئ‪/‬ع‪٢‬د ‪, 0/1 ٠‬جاال‪81‬آلغآل‪٨‬‬ ‫انظر‪ 32. 1328- :‬ءا) ‪. 70-73‬اااآتل ;‪67‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪]. 1١٢1<١٢] 1٧. 591.(.‬؛;‪1341‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٨٢‬‬

‫‪ . ١ ٠‬مقارنة الرهبنة األقدم باألحدث عهنا‬

‫لسخ‪ ،‬أنوي أن أخاطب هذا الموضوع بأكمله؛ وال أريد أن أشير إلى نوعية رهبان الكنيسة‬
‫القديمة فقط‪ ،‬بل إلى ما كان عليه نوع الحياة الرهبانية في ذلك العصر‪ .‬بذا يتسلى للقراء األذكياء‬
‫أن يميزوا بالمقارنة صفاقة تن يستدعون العصور القديمة لدعم رهبنة الحاضر‪ .‬إذ أوغسطينس‪،‬‬
‫بما يصؤره لنا من رهبنة مقذسة ومشروعة‪ ،‬يتخئص من كز القيود الصارمة التي ئرضت على تلك‬

‫األشياء التي ترنمتها كلمة الله لحرتتنا‪.‬‬

‫لكئ ال توجد مطالب اليوم أكثر قساوة! ألئهم يحسبونها جريمة ال ئغئغر أن يحيد [راهب؛‬

‫ولوألتفه درجة عن الموصوف من لون المليس أو مظهره‪ ،‬أو نوع المأكل‪ ،‬أو طقوس أخرى جافة‬
‫وال معنى لها‪ .‬يجادل أوغسطينس بقوة بأئه ال يحز للرهبان أن يعيشوا على حساب اآلخرين فيما‬

‫يظلون عاطلين‪ .‬فيقر بأئه لم توجد هذه الحالة في أي دير جيد التنظيم من أديرة يومه‪ .‬ه أتا في يومنا‬
‫هذا‪ ،‬فيجد الرهبان أهم جزء من قداستهم في التبكل والكسل‪ .‬ألئك إن أخذت منهم التبكل‪ ،‬فأين‬

‫تتبعى حياة التأمل التي يتباهون فيها بالتفوق على جميع البشر بحيث يدنون من المالئكة؟ وأخيرا‪،‬‬
‫ينادي أوغسطينس بنوع من الرهبنة يضحي تدرييا ودعائ لكز واجبات التقوى المدعوكز مسيحي‬

‫إلى القيام بها‪ .‬ماذا؟ إئه عندما يجعل المحبة األخوية قاعدتها الرئيسة‪ ،‬بل ناموسها األوحد‪ ،‬ألنظن‬
‫نحن أئه يمتدح مؤامرة تنعزل بها جماعة من الرجال من جسد الكنيسة كته باحتشادهم مائ فيما‬
‫بين ذواتهم؟‪ ٦‬لكته يريد باألحرى أئهم يشكلون نموذجا يلقي ضوءا على حفظ وحدة الكنيسة‪ .‬أتا‬

‫رهبنة اليوم الحاضر فتختلف طبيعتها في كز من الجانبين بحيث ال تكاد تجد ما يماثلها‪ .‬إذ رهباننا‬

‫اليوم ال يعجبهم نوع التقوى التي يدعو المسيح أتباعه أن يلتزموا بها بغير؛ ال تفتر‪ .‬بالعكس‪،‬‬
‫إئهم يخترعون نوعا جدينا من التقوى‪ ،‬يستغرقون في تأتلها كي يصيروا بواسطتها أكمز من جميع‬

‫بني البشر‪.‬‬

‫‪, 071‬جاالس‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪. 27 )1140. 569; ٥٠.111. 517(. :‬اااتل ‪0/^071^8‬‬ ‫ه‬
‫‪, 071 ٠‬جاالخ‪8‬الجا‪٨٦‬‬ ‫انظر‪٢. :‬أ ;‪ 32. 1339-1341‬ط(ل‪ xxx111. 70-73 (]\4‬شل‪/‬ه ه‪٠‬غهدح ‪ ٠‬اه‬ ‫‪٦‬‬
‫‪[).‬؟‪٤ 59 .٧! 11‬‬
‫‪١١٨٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثالث عشر‬

‫(كمال الرهبنة اذعاة خاطئ‪)١٤-١١ ،‬‬

‫‪ . ١ ١‬الرهبنة منزلة كمال؟‬

‫إذا أنكروا ذلك‪ ،‬أجدني مضطرا أن أسألهم‪ :‬لماذا يشرفون هذا النظام وحده بلقب الكمال‪،‬‬
‫من دون الوظائف األخرى التي تستجيب للدعوة اإللهية؟ على أئئي ال أجهل إجابتهم المغايظة‪:‬‬
‫(يقولون) ال دائب الرهبنة بالكمال بسبب كماي يكمن فيها‪ ،‬بل ألئها أفضل السبل لبلوغ الكمال‪.‬‬
‫إرهم عندما يروجون ألنفسهم وسط عانة الشعب‪ ،‬وعندما يلصبون نزتما للشباب الساذج‬
‫والجاهل‪ ،‬وعندما يفرضون امتيازاتهم‪ ،‬وعندما يرقنون سمؤهم بتحقير غيرهم؛ يتفاخرون بأئهم‬
‫في مرتبة الكمال‪ .‬وإذا وضعوا في حرج بحيث يستطيعون أن يحافظوا على عجرفة فارغة كهذه‪،‬‬
‫يتراجعون بمراوغة هذه الحيلة‪ :‬أدهم لم يبلغوا بعد درجة الكمال‪ ،‬ولكئهم ال يزالون يطمحون‬
‫إليها أكثر من جميع الناس‪ .‬وفي تلك األثناء‪ ،‬يظز إعجاب الناس بالرهبنة بحيث يظنون أن الحياة‬
‫الرهبانية وحدها‪ ،‬مالئكية وكاملة ونقية من كل شائبة‪ .‬وخلف هذا الستار ينهمكون في أكثر‬
‫التجارات ربحا‪ ،‬ولكنهم يتركون االنضباط مدفودا في بعض الكتب‪ .‬تن ال يرى أة هذه مهزأة ال‬
‫تطاق؟ ومع ذلك دعونا نتعامل معهم على أساس االفتراض أئهم ال ينسبون إلى هذه المهنة أكثر‬
‫من كونها مجرد منزلة لبلوغ الكمال‪ .‬الواقع أدهم بتسميتها كذلك يميزونها عن غيرها من أساليب‬
‫الحياة كما بعالمة خاصة‪ .‬فض يطيق أن ئعطى كرامه هذا مقدارها‪ ،‬لنمتل سلوكى ال يدعمه حرف‬
‫واحد؛ وأن دحثر — بالمقارنة معه — كز دعوات الله األخرى‪ ،‬على الرغم من أن شفتيه الطاهرتين‬
‫باركتاها‪ ،‬وزئنها الله بألقاب مهيبة؟ بل أستسمحكم‪ ،‬أى إهانة غظمى لله‪ ،‬أن تفئل تزوير كهذا‬
‫على جميع أنماط العيش المرسومة بمشيئته والمكرمة بشهادته؟‬

‫‪ .١ ٢‬ناموس المسيح لحياة جميع المسيحيين‬

‫أتحذاهم أن يدعو افتراء ما قليه قبأل‪ :‬إئهم رافضون للقاعدة التي وضعها الله‪ .‬فحتى إن أمسكت‬
‫عن الكالم‪ ،‬يدينون هم أنغشهم بأكثر متا يكفي‪ .‬ألدهم يعتمون علائ بأدهم يتحتلون ربعة أثقل متا‬
‫وضعها المسيح على شعبه‪ ،‬إذ يتعهدون أن يحافظوا على مشورات اإلنجيل بمحبة األعداء‪ ،‬وأأل‬
‫يبتغوا النقمة‪ ،‬وأآل يحلفوا‪ ...‬إلخ [مت ه ‪ ٣٣:‬وما يليه؛؛ والتي ال يلتزم بها جميع المسيحيين‪ .‬بأي‬
‫بذم يمكنهم أن يجادلونا هنا؟ لم يخطر شيء من هذا على بال أحد من القدماء‪ .‬ال بل نادوا جميعهم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١١٨٤‬‬

‫دون أي تردد بأن المسيح أمر على وجه التحديد باألشياء عينها التي يتصؤر مفشرونا األعزاء أزه‬
‫نصح بها‪ .‬ولكن ألننا عتمنا أءاله‪ ٧‬أن هذا خطأ وبائى مميت‪ ،‬يكفي هنا أن نذكر بإيجاز أن رهبنة‬
‫اليوم تقوم على الفكر الذي يتحئم على جميع األتقياء بحؤ أن يمقتوه‪ ،‬وهو أن ناموسا أكثر كماأل‬
‫يمكن أن يخترع من ذلك الناموس المألوف الذي وضعه الله للكنيسة كلها‪ .‬إذ كز ما يى على‬
‫أساس كهذا يستحيل إأل أن يكون مقيائ‪.‬‬

‫‪ .١٣‬معنىش‪٢١:١٩‬‬

‫ولكئهم يجيوئن بحجة أخرى لتأييد كمالهم‪ ،‬ويعتبرون هذا أقوى حجة عندهم‪ .‬لقد قال‬
‫الرب للشاب الذي سأله عن كمال البر‪ :‬إذ ازدت اذ ئكون كامأل واذهجه زيغ‪/‬أمألكلغ ؤأعط‬
‫[مت ‪.]٢١ :١٩‬‬ ‫العثر‬

‫لسق أناض بعد هل كانوا يفعلون هذا أو ال؛ دعونا نستم لهم بذلك حاليا‪ .‬إدا يتباهون بأئهم‬
‫يكئلون بترك جميع ممتلكاتهم‪ .‬إن كان ذلك مجموع ما يكمن فيه الكمال‪ ،‬فماذا يعني بولس‬
‫عندما يعتم بأن من يعطي الفقراء كز ماله ليس شيائ ما لم تكن له محبة [ ‪ ١‬كو ‪]٣:١٣‬؟ ما نوع هذا‬
‫الكمال الذي إذا افتقر إلى المحبة يختزل إلى ال شيء‪ ،‬هو واإلنسان الذي يتحلى به؟ ال بذ هنا من‬
‫أن يجيبوا‪ :‬هوفعأل أرفع األنواع‪ ،‬ولكثه ليس وحذه عمل الكمال‪ .‬ولكئ هنا أيشا يناقضهم بولس‬
‫بصوت مرتفع وبال تردد‪ ،‬بأن يجعل المحبة بدون تخن كهذا رباط الكمال [كو ‪ .]١٤ :٣‬فإئه إن‬
‫كان من المؤكد أن ليس ثئة اختالف بين السيد والتلميذ‪ ،‬وينكر أحدهما أن الكمال البشري يكمن‬
‫في التختي عن كز ممتلكاته‪ ،‬بل يعلن أيائ أئه (الكمال) يقوم بدون التخلي؛ يلزم أن نلتفت إلى‬
‫كيفية فهم مقولة المسيح‪ :‬إن أزدت ان دعكون كاماذ‪٠ ...‬غ أمألكلق [مت ‪.]٢١ :١٩‬‬

‫سوف يثضح المعنى تماائ عندما نأخذ بعين االعتبار إلى من ؤحهت هذه الكلمات؛ وهو أمر‬
‫يتحثم االلتفات إليه في جميع خطابات المسيح‪ .‬يسأل الشاب بأي أعمال يمكنه أن يدخل الحياة‬
‫األبدية [مت ‪٢٦:١٩‬؛ قارن لو ‪ : ١٠‬ه ‪ .]٢‬يحيله المسيح‪ ،‬حيث كان السؤال يتعتق باألعمال‪،‬‬
‫إلى الناموس [مت ‪ ٠]١٩-١٧ : ١٩‬وبحؤ! ألئه ‪ -‬إذا اطبر في حذ ذاته ‪ -‬هو السبيل إلى الحياة‬
‫األبدية؛ ولوال فسادنا الكلى‪ ،‬إئه قادر أن يجيئنا بالخالص‪ .‬بهذا الرد أعلن المسيح أئه لم يعتم‬
‫بمنهاج للحياة سوى ما رودي به قديائ في ناموس الرب‪ .‬وهكذا أيصا شهد بأن ناموس الله هو‬

‫انظر أعأله‪ :‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفصل الثامن‪ ،‬الفقرة ‪ ٥٦‬وها يليها‪.‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪١١٨٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الثالث عشر‬

‫التعليم الكامل للبر‪ ،‬وفي الوقت عينه دحض أقاويل كاذبة‪ ،‬لكيال يظهر كما لو كان يحذ الناس‬
‫بواسعلة ناموس جديد على أن يهجروا الناموس‪.‬‬

‫يجيب الشاب بزهو وثقة‪ ،‬ال عن سوء نية‪ ،‬بأته حفظ كز وصايا الناموس منذ حداثته‬
‫[مت ‪٢٠ :١٩‬؛‪ .‬واضح كز الوضوح أته كان يحيذا كز البعد عتا كان يتباهى بالوصول إليه‪ .‬وإن‬
‫كان افتخاره حقيقؤا‪ ،‬لم يكن يفتقد إلى شيء متا يعوزه لبلوغ قمة الكمال‪ .‬فلقد بهتا أعاله أة‬
‫الناموسمى في حذ ذاته يحتوي كمال البر؛ ويتضح هذا من أن إطاعته تستى طريق الخالص األبدي‪.‬‬
‫‪ ،1‬لكي يعتمه كم أمسى قليأل ما أحرزه من تقذم نحو ذلك البر الذي أجاب — بكز جسارة — بائه‬
‫أكفته‪ ،‬كان من المهم أن يكشف عن تقصيره الخفي‪ .‬لتا كان عظيم الثراء‪ ،‬بات غناه يشغل كز‬
‫قلبه ومشاعره‪ .‬لذا لم يكن يشعر بهذا الجرح الخبيء‪ .‬أتا المسيح فجشه‪ ،‬وقال له‪ :‬ادهت‪ ،‬ؤبغ‬
‫امآلكك [مت ‪ .]٢١:١٩‬لو كان مدقعا في حفظه للناموس كما اعتقن‪ ،‬لم يكن يمضي حزيائ‬
‫لسماع كلماته [مت ‪٢٢: ١٩‬؛‪ .‬ألن تن يحب الله بكز قلبه‪ ،‬ال يحسب نغايه كز ما يتعارض مع‬
‫محبته فقط‪ ،‬بل يغر منها كما يغر من الطاعون‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬عندما يأمر المسيح الغنى الطامع بأن ينختى عن ممتلكاته‪ ،‬يشبه ذلك أن يؤتر إنسان‬
‫طموح بأن يتختى عن كز مراتب شرفه وامتيازاته‪ ،‬أو أن يلزم شهوانى بأن يكف عن االنغماس‬
‫في ملذاته‪ ،‬أو أن إضطر عديم حياء إلى ترك أهوائه‪ .‬هكذا ينبغي أن تستعاد إلى الوعي بشرورها‬
‫الشخصؤه المحددة‪ ،‬كز الضمائر التي لم يمشها أي شعور بالتأنيب والنهي‪ .‬أتا خصومنا فيعطون‬

‫تفسيرا عاثا لهذا المثل المحدد‪ ،‬كما لوكان المسيح قد أسس كمال اإلنسان على نبذه للممتلكات‪.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬لم يقصد بهذه المقولة سوى إجبار الشاب‪ ،‬المغرور بذاته إلى أبعد الحدود‪ ،‬على أن‬
‫يشعر بموقع ألمه‪ ،‬وإدراك مقدار بعده عن الطاعة الكاملة للناموس التي كان يدعيها لنفسه كذبا‪.‬‬

‫اقز بأته اسيء فهم مقولة المسيح هذه لدى بعض اآلباء‪ ،‬وس ثم نشأ عشق الفض الطوعي الذي‬
‫حسب به مبارتما وحده تن هجر كز ممتلكاته األرضية وكرس ذاته عاريا للمسيح‪ ٨.‬ولكهني أثق‬
‫بأة جميع الصالحين المسالمين من النايس سوف يرتضون بتغسيري‪ ،‬بحيث يمكنهم أآل يبيتوا في‬
‫ي‬
‫شك حول قصد المسيح‪.‬‬

‫هع أن كالغن ال يذكر أسماء هنا‪ ،‬أمبروسيوس وهيرونيمس فشرا تلك اآلية بهذا المعنى‪ .‬انظر‪:‬‬ ‫‪٨‬‬
‫‪11(٢080,‬ع‪٨‬‬ ‫‪ 18‬ا‪8‬صه ‪1 111011‬ك‪8011 ١‬؛ ‪1‬ا‪000‬ا ة ‪ 18‬ا‪11‬غ‪1 1101 ٦‬س‪11. 73: ،، ،111011 8‬آ‬
‫‪،1 111, 011111.‬سد ‪ 0/1‬رز‪٠٢‬ع‪12‬ه‪١‬ح ‪. 403(: (001110,‬خد‪ 16. 256; 11.2 80٢.‬ط(ا) ا‪ 00111180‬ة‬
‫‪19:21 )^۶٤ 26. 137(.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١٨٦‬‬

‫‪ .١٤‬التعصب الطائفتي في الرهبنة‬

‫لم يكن في فكر اآلباء شيء أبعد من أن يبتدع هؤالء السفسطائيون في المستقبل نوعا ض‬
‫الكمال بحيث يقيمون مسيحية مزدوجة‪ .‬فلم يكن قد نشأ تعذ ذلك الدنس العقائدي الذي يقا‪ ,,‬ن‬
‫نذر الرهبنة بالمعمودتة‪ ،‬بل ببرها علائ بأئها صيفة لمعمودتة ثانية‪ .‬تن يئن في أن اآلباء كانوا‬

‫سوف يمتعضون بكل قلوبهم من هذا التجديف؟‬

‫واالن إذ عدنا إلى ذلك الشيء األخير إذ ذكر أوغسطينس أة الرهبان األقدمين عملوا به ‪٠‬‬
‫أئهم كرسوا ذواتهم كلائ للمحبة ‪-٩‬فماهي الحاجة إلى التعبير بالكلمات عن غرابة ذلك تماائ علو‪،‬‬
‫هذه المهنة الجديدة؟ تفيدنا الحقائق نفسها بأن كز من ينخرطون في مجتمع الرهبنة ينفصلون عن‬
‫الكنيسة‪ .‬لماذا؟ أال يفصلون نواتهم عن جماعة المؤمنين المشروعة بدبئيهم خدمة غريبة واجر اء‬
‫خاص لألسرار؟ إذ بم يكن من شأن ذلك أن يحطم شركة الكنيسة‪ ،‬فماذا إدا؟ وإذا تابعت المقارنة‬
‫التي بدأتها‪ ،‬ولكي أنهيها مزة وإلى األبد‪ ،‬فأين هو وجه القبه بينهم وبين الرهبان األقدمين في‬
‫هذا المجال؟ مع أن أولئك (األقدمين) أقاموا في عزلة عن الباقين‪ ،‬لم تكن لهم كنيسة منفصلة؛‬
‫لقد تشاركوا األسرار مع اآلخرين؛ وحضروا اجتماعاتهم؛ وكانوا هنالك جزءا من الشعب‪ .‬ماذا‬
‫فعل رهبان اليوم سوى تحطيم الوحدة بنصبهم مذبحا خاصا ألنفسهم؟ قد حكموا على أنفسهم‬
‫بالحرمان من جسد الكنيسة كته‪ ،‬كما احتقروا الخدمة العادية التي شاء الرب بها أن يحافظ على‬
‫المحبة والسالم بين شعبه‪ .‬أقول إذ كل‪ ،‬دير موجود اليوم هو اجتماع سري غير مرحص له بئحدثي‬
‫االنشقاق الذين بربكون نظام الكنيسة‪ ،‬وينفصلون عن مجتمع المؤمنين‪ .‬ولكيال يمسي هذا‬
‫االنفصال غامصا ومستترا‪ ،‬اثخذوا ألنفسهم أسماء شيع متنوعة‪ .‬ولم يغزوا أن يتفاخروا بما لم‬
‫يمكن لبولس أن ببغضه بما فيه الكفاية [‪١‬كو ‪١٣-١٢ :١‬؛‪]٤:٣‬؛إأل إذا كان علينا أن نفترض‬
‫أن الكورنثيين قشموا المسيح عندما افتخروا‪ :‬واحد بمعتم‪ ،‬وخر بآخر! أو أأل نحسبه دى‬
‫للمسيح عندما يدعو البعض أنفسهم يدكتيين بدأل من مسيحيين‪ ،‬والبعض فرنسيسكان‪ ،‬والبعض‬
‫دومينيكان؛ أو عندما يتخذون ألنفسهم بأتفه هذه األلقاب عنواائ لديانتهم‪ ،‬فيما يتصتعون أئهم‬
‫مختلفون عن المسيحيين العاديين‪.‬‬

‫‪ ٠‬أأ‪ 0‬و‪0‬عاأ‪8‬الجآل‪٨‬‬ ‫انظر‪ ٤٢.!٧. :‬؛‪ 32. 1341‬ط(ل‪. 73 )٦١4‬اااألل أ‪/‬هل‪7‬ح ه‪٠‬غهدح ‪٥/٠‬‬ ‫‪٩‬‬
‫‪١١٨٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثالث عشر‬

‫(اختالفات الرهبنة القذيمة‪ :‬أرامل العهد الجديد وشماساته لم يكر‪ ،‬راهبات‪ ،‬ه ‪) ١٩-١‬‬

‫ه ‪ . ١‬انحطاط سلوك الرهبان‬

‫االختالفات التي سرددها حتى اآلن بين الرهبان القدامى ورهبان عصرنا الحاضر‪ ،‬ليست‬
‫اختالفاني في األخالق بل في المهدة ذاتها‪ .‬فليتذغر قراني إدا أش تحذثت عن الرهبنة ال عن‬
‫الرهبان‪ ،‬وما أشرت إلى األخطاء التي يقترفها البعش القليل‪ ،‬بل إلى تلك التي ال يمكن فصلها عن‬
‫نمط الحياة عينه‪.‬‬

‫لكن ما جدوى أن نشرح بالتفصيل قدر التفاوت في أخالقهم؟ هذا واضح‪ :‬أته ال يوجد نظام‬
‫بشري أكثر تلوا بجميع أصناف الرذائل البغيضة ودركاتها؛ وال توجد في أي مكان آخر كراهيات‪،‬‬
‫وغيرات حزبية‪ ،‬ومكايد ققد بأكثز حذ؛ من نظامهم‪ .‬الحؤ يغال إته في البعض الغليل من األديرة‬
‫يحيا الرجال بعفة‪ ،‬إن جاز أن يسئى عفة قمع الشهوة إلى حذ أئها ال تحمل سمعة سيئة‪ .‬ومع هذا‬
‫يندر أن يستثنى واحد بين عشرة (أديرة) من كونه بيت دعارة بدأل من هيكل عفاف‪ .‬وأي تقشف‬
‫ثئة في مأكلهم؟ ها هم يسئنون كالخنازير في الحمأة‪ .‬أتا لكيال يتنتروا بأش أقسو عليهم‪ ،‬فلن‬
‫أسترسل‪ .‬ولكئ تن يعلم حقيقة األمر سوف يقؤ بأش لم أقل شيائ من قبيل االتهام في النقاط القليلة‬
‫التي ألمث إليها‪.‬‬

‫وأوغسطينس نفسه‪ ،‬فيما يشهد بامتياز الرهبان في احتشامهم الفائق العظمة؛ يشير شاكيا‬
‫متحشرا إلى أن كثيرين منهم شاردون يسلبون بحيلهم اآلثمة ودلجلهم الخادع أموال السذج من‬
‫الناس‪ ،‬كقن يجز عن الخراف أصوافهم؛ أو يسمسرون في تجارة مشينة بعظام األموات على أتها‬
‫رفات الشهداء؛ أو بمثل أفعال مخزية كهذه يجلبون سوء الصيت على النظام كته‪ .‬وبينما يقر بأئه لم‬
‫يشهد رجاأل أفضل من أولئك الذين تحشنت حياتهم في األديرة‪ ،‬يندب كذلك أته لم يز أناسا أسوأ‬
‫مئن تردت حياتهم فيها‪ ١ ٠ .‬ماذا عساه يقول لو شاهد اليوم كيف تطفح األديرة‪ ،‬بل تكاد تتفجر‪،‬‬
‫برذائل كهذه ئثفجع لها؟ إتني أقول بما هو جلى للجميع‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬ال يجوز أبدا أن توجه هذه التهمة إلى الجميع بال استثناء‪ .‬ألته على الرغم من أن‬
‫قاعدة التزام التدريب الروحي والعيش المقدس قد تأسست بقدر من األحكام ال يسمح ببعض‬
‫النشاز الذي يتنافر مع النظام‪ ،‬أقول أيصا إذ الرهبان اليوم لم تتدهور حالهم عتا كانت عليه الحال‬

‫ا أمه ‪0,‬االأ‪8‬ل‪٦‬جأل‪٨‬‬ ‫;(‪،!7 111. 517‬ا‪ 40. 575 £.; ٤٢.‬أ‪. 36 )1‬ااا‪٧‬لل ‪1^8‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪. 9 )11 33. 272; ٤٢.‬ااا‪٧‬تت‪1‬‬ ‫‪12. 384(.‬‬
‫جون كالقن‪ :‬اس الذين البى‬ ‫‪١١٨٨‬‬

‫في القدم‪ ،‬بحيث لم يبق بعن بعض صالحون بينهم‪ .‬ولكئ هؤالء يبقون في الخفاء‪ ،‬مبعثرين ني‬
‫ذلك الحشد الضخم من رجال أشرار فاسدين‪ ،‬بينما أولئك [الصالحون؛ تحتقرون وحزر بهم‪،‬‬
‫بل أحياى يعتفهم اآلخرون الذين ‪ -‬كما يقول المثل ‪ -‬يعتقدون أئه ال ينبغي أن يوجد مكان إلسان‬

‫صالح بينهم‪.‬‬

‫‪ .١٦‬اعتبارات ضن الرهبنة القديمة‬

‫لعآني بهذه المقارنة بين رهبنة العدم ورهبنة يومنا الحاضر قد أصبت هدفي‪ :‬وهو أن أبين‬
‫االدعاء الكاذب الذي ينعيه أصدقاؤنا البسو القلنسوات بمضاهاة الكنيسة األولى دفاعا عن‬
‫مهنتهم‪ ،‬إذ يختلفون عنهم اختالف البردة عن البشر‪.‬‬

‫على أئني في غضون حديثنا عن ذلك‪ ،‬أعترف صراحة بأئه حتى في تلك الصورة القديمة‬
‫التي حازت إعجاب أوغسطينس‪ ،‬ثئة شيء ال أحبذه كثيرا‪ .‬أسلم بأدهم لم يكونوا وهميين في‬
‫ممارستهم الظاهرة لنظام صارم‪ ،‬ومع ذلك أقول إئهم لم يكونوا بال افتتان متطرف وغيرة منحرفة‪.‬‬
‫ما أجمل أتهم تركوا كل ما كان لهم من ثروة وتحرروا من الهموم الدنيوية! ولكئ الله يغخل‬
‫اهتماائ مكرسا من رب بيت أن يدتر منزله بحيث يثبت نظره على هدف خدمة الله في إطار دعوة‬
‫محذدة‪ ،‬متحزرا من كز طمع تجنبا للطموح وشهوات الجسد األخرى‪ .‬حسئ أن يتفلسف المرء‬
‫في خلوة بنفسه‪ ،‬بعينا عن االتصال بالناس‪ .‬ولكته ليس جزءا من الوداعة المسيحية أن يهرب‬
‫اإلنسان إلى برية الصحراء وأن ينبذ الجنس البشري‪ ،‬متحليا عن تلك الواجبات التي أمر بها الرب‬
‫محذذا‪ .‬فعلى الرغم من تسليمنا يائه ال يوجد شيءآثمآخر في تلك المهنة‪ ،‬من المؤكد أئه ليس إثائ‬
‫طفيعا أدها جلبت مثاأل عديم الجدوى وخبرا على الكنيسة‪.‬‬

‫‪ . ١ ٧‬نذور الرهبنة‪ ،‬وخصوصا نذر العقة‬

‫إدا‪ ،‬لنلي نظرة على طبيعة تلك النذور التي تكرس بها الرهبان اليوم للدخول في عضوية هذا‬
‫السلك الالمع‪.‬‬

‫أوأل‪ ،‬لتا كان قصدهم أن يؤسسوا عبادة جديدة للعقة سعيا إلى استحقاق القبول لدى الله‪،‬‬
‫أستنبط من األدنة السابق ذكرها أة كز ما يتعهدون به بغيض في عين الله‪.‬‬
‫‪١١٨٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثالث عشر‬

‫ثانيا‪ ،‬حيث إوهم يبتدعون أى و‪ ٠‬م ط عيش يشاؤون بدون مراعا؛ لدعوة الله‪ ،‬وبدون تأييده‪،‬‬
‫أقول إذ هذه مغامرة طائشة ومن ثم غير مشروعة‪ .‬ألن ضميرهم ال يملك ما يدعمونها به أمام الله‪،‬‬
‫‪1‬ازكل تا فزة من اإليقان فهؤخطية‪[ ,,‬رو‪٠]٢٣:١٤‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬عندما يقيدون أنفسهم بعنة أفعال عبادة فاسدة وعديمة التقوى تتميز‬
‫بها رهبنة اليوم‪ ،‬أوبد أدهم ليسوا مكرسين لله بل لروح شريرة‪ .‬فلماذا سمح للنبي بأن يقول عن‬
‫اإلسرائيليين إدهم ذبحوا ببيهم وبناتهم ألوثان وليس لله [تث ‪ ١٧:٣٢‬؛ مز ‪٣٧: ١٠٦‬؛‪ ،‬لمجرد‬
‫أدهم أفسدوا عبادة الله الحقيقية بطقوس دنيوية؟ ولماذا ال يسمح لنا بأن نقول الشيء نفسه عن‬
‫الرهبان الذين رئيسون أنفسهم ويتلغلفون بألف خرافة فاضحة؟‬

‫واالن‪ ،‬ما هي أنواع النذور؟ يعدون ببتوليه أبدية لله‪ ،‬كما لوكانوا قد تعاقدوا قبأل مع الله على‬
‫أن يحررهم من الحاجة إلى الزواج‪ .‬ال يوجد لديهم ما يبرر ادعاءهم بأئهم يصنعون هذا النذر‬
‫باالعتماد على نعمة الله فقط‪ .‬ألله إذ اعلن أن هذه العطية الخاصة لم توهب لجميع الناس‬
‫[مت ‪١٢ —١١ :١٩‬؛ ليس لنا أن نضمن أئها معطاة لنا‪ .‬فقن أعطيت له‪ ،‬دعه يستخدمها‪ .‬وإن‬
‫شعر في أي لحظة بإلحاح مزعح من الجسد‪ ،‬دعه يلجأ إلى معونة تن وحذه يمنحه القدرة على‬
‫المقاومة‪ .‬وإن لم يستغد‪ ،‬دعه ال يحتقر العالج المقدم له‪ .‬ألن من يحزمون القدرة على التعقف‬
‫مدعوون إلى الزواج بإعالن الله الصريح في كلمته [‪١‬كو ‪ .]٩:٧‬وما أسقيه التعقف ليس هو‬
‫االعتصام الذي يمتنع به الجسد وحده عن الفسوق‪ ،‬بل هو أيصا ذلك الذي يحافظ به العقل على‬
‫نقاوته من الوصمات‪ .‬فإذ بولس ال يأمرنا بأن نحترز من نجاسة الجسد فقط‪ ،‬بل من تحرق شهوة‬
‫العقل أيصا‪ .‬يقولون إذ هذه الممارسة — ممارسة العفة — استمرت منذ قديم الزمان‪( :‬أي) أن تن‬
‫أرادوا أن يكرسوا أنفسهم كليا للرت وجك عليهم أن يلتزموا نذر العثة‪ .‬أقر طبعا بأن هذه العادة‬
‫ابعمت في العصور السالغة‪ ،‬ولكئني كددي ع أعتقد أن ذلك العصر كان خاليا من كز عيب‪ ،‬بحيث‬
‫ينبغي أن يقحن كز ما كان يفعل فيه قاعد؛ للسلوك‪ .‬ثم تدرجت القسوة المتصلبة التي لم يقسع‬

‫بها أي مجال للرجوع عن النذر بعد أن صنع‪ .‬يقضح هذا من قول قبريانس‪ :‬إذا كرس المتبقلون‬
‫ذواتهم للمسيح بدافع إيمانهم‪ ،‬فليواظبوا على نذرهم بعفة وتواضع‪ ،‬وبدون أي انخداع‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫بعزيمة وثبات‪ ،‬دعهم ينتظرون جزاء بتوليبهم‪ .‬أتا إذا لم يريدوا أن يواصلوا المسيرة‪ ،‬أولم يقدروا‪،‬‬
‫فأن يتزوجوا أفضل من أن يسقطوا في جحيم تعذيهم‪ .‬أ ‪ ١ ١‬أتا اآلن‪ ،‬فبأي تأنيب مخز يعذبون رجأل‬
‫وغب في أن يلئلف نذر العفة بإنصاف كهذا! ومن ثم يبتعدون أكثر فأكثر عن تلك الممارسة‬

‫‪,‬مدح‬ ‫انظر‪ 1x1. 2[ ٧. 357( :‬صل] احف خ؛‪ 3.11. 474‬ا‪8£‬ح) ‪1٧.2‬‬ ‫‪١١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١١٩.‬‬

‫القديمة‪ .‬فهم ال يرفضون أي اعتدال وال يسمحون بأي عفوعندما يوجد أحذ ما غير قادر‪ -‬أن يحفظ‬
‫عهده فقط‪ ،‬بل يعلنون بال حياء أئه يخطئ بأجسم بشاعة إذا عالج تحزق جسده بائخان زوجة له‪،‬‬
‫مائ لودئى جسده بمضاجعة امرأة بدون زواج‪.‬‬

‫‪ .١٨‬سألة األرامل في ‪ ١‬تجموثاوس ه‪١٢ :‬‬

‫أتا هم فيتمادون في اإلصرار‪ ،‬ويحاولون أن يبينوا أة ذلك النذر كان معتادا في زمن الرسل‪،‬‬
‫ألة بولس يقول إة األرامل الالتي تروحن بعدما ين مز؛ في الخدمة العامة انتهكن عهدهئ األول‬
‫[‪١‬تيه‪ . ] ١٢ - ١١ :‬لسث أنكر بأي حال أن األرامل الالئي نذرن أنفسهن وخدماتهن للكنيسة‬
‫اثخنن على عواتقهئ حالة التبغل الدائمة‪ .‬ولكئهن لم يفعلن ذلك بحجة أئهن اعتبرن ذلك واجيا‬
‫دينؤا في ذاته (كما أضحى الحال بعدئذ) بل ألنهئ لم يستطعن أن يواظبن على دورهئ بدون أن‬
‫يكن أسياد أنفسهئ‪ ،‬حرائر من نير الزواج‪ .‬أتا إذا فكرن في الزواج مجددا — بعد أن اثخنن العهد‬
‫— ماذا عساه يكون هذا سوى التحزر من الدعوة اإللهية؟ ال عجب إدا إذ قال بولس إئهن باثباع‬
‫شهوتهئ بطرن على المسيخ ‪ ١ 1‬تي ه ‪ ! ] ١١ :‬وبعدئذ يضيف ‪ -‬على سبيل التضخيم ‪ -‬إئهن‬
‫بقدر ما يوئيئ بما وعدن الكنيسة به‪ ،‬ينتهكن ويطلن العهد األول الذي قطعنه في المعمودية‬
‫[ ‪١‬تي ه‪ ،]١٢:‬الذي يشمل شرط التزام كز تن يقطعه أن يكئل دعوته‪ .‬هذا‪ ،‬رئما‪ ،‬إأل إذا كنث‬
‫تفخل أن تفهم هذا النعل هكذا‪ :‬إذ إنهن نزحن عنهن كذ حياء‪ ،‬إن جاز التعبير‪ ،‬قد تخين عن أي‬
‫اكتراث آلداب السلوك‪ ،‬فينخعلخئ إلى كز أصناف الخالعة والدعارة‪ ،‬وفي إطار حياتهن الفاجرة‬
‫دغغئن جميع القواعد المرعية ويستعرضن شيائ منافيا كز المنافاة لما يليق بالنساء المسيحيات‪.‬‬
‫وهذا التفسير يسرني كز السرور‪.‬‬

‫دعونا إدا نجيب‪ :‬اثخنت تلك األرامل اللواتي كئ قد نجلن للخدمة العامة حالة التبتل الدائمة‬
‫ألنفسهن‪ .‬إذ هن بعدئذ تزؤجن‪ ،‬يمكننا بسهولة أن نفهم كيف تثخن فيما يقوله بولس‪ :‬حلزخن‬
‫عنهن الحياء‪ ،‬فصزن أكثر من بخاالت‪ ،‬على نحوال يليق بالمسيحيات [ ‪ ١‬تي ه‪ . ] ١٣:‬إثهن هكذا‪،‬‬
‫ما حطئئ بكسر العهد المعخى للكنيسة فقط‪ ،‬بل فصلن أنفسهئ عن مصاف النساء التقيات‪ .‬ولكئ‪،‬‬
‫أوأل‪ ،‬أرفض أثهن تعيدن التبغل ألي سبب سوى أن الزواج لم يتفق مع العمل الذي كئ يقمن به؛‬
‫كما أرفض أثهن تقيدن بالتبتل قط عدا ما حتمته ضرورة دعوتهئ‪ .‬ثانيا‪ ،‬لسث أستم بأتهن كئ هكذا‬
‫مقيدات‪ ،‬بحيث لم يكن من األفضل لهن عندئذ أن يتزوجن موق أن دنعضهئ لشعات الجسد أو أن‬
‫‪١١٩١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثالث عشر‬

‫يسئئن في نجاسؤ ما‪ .‬ثالائ‪ ،‬أقول إذ بولس حدد سائ تتجاوز عموائ مرحلة الخطر‪ ،‬وخصوصا‬
‫عندما أمز بأن تن كذ يخترن هذتن قد أعبين مثاأل في العفة بعد أن كان لهئ زواغ ثرض‪ .‬إلى‬
‫ذلك‪ ،‬إئنا ال نرفض نذر التبثل لسببآخر‪ ،‬إأل ألته يعئبر — حعنأ — خدمه لله‪ ،‬وألئه ئئخذ بال ترؤ‬

‫مئن لم دعط لهم أولهن القدر؛ على التعقف‪.‬‬

‫‪ .١٩‬الراهبات أمز مختلف‬

‫ولكن كيف يحز أن يطئق نعل بولس هذا على الراهبات؟ إذ الشائسات لم يخلعن حتى‬
‫يسترخين الله باألغاني أو بتمتمات غامضة‪ ،‬وال لكي يعفن بقية الوقت عاطالت‪ ،‬بل ليقمن بخدمة‬
‫الكيسة للفقراء ودسعين بكز غيرة واجتهاد وثبات في عمل المحبة‪ .‬لم يتخذن نذر العزوبة ليقذمن‬

‫نوعا من الخدمة باالمتناع عن الزواج‪ ،‬بل ألتهن فقط كئ بذلك حرائر لتأدية العمل‪ .‬وأخيؤا لم‬
‫ينذرن هذا النذر في ريعان شبابهن أو في معقيكزة العمر فيكتشغن باالختبار بعد فوات األوان عمق‬
‫الهوة التي فبثلن فيها فجأة؛ ولكن لغا بدا أتهئ تجاوزن كز المخاطر اتخذن نذرا ال هوآمل وال‬
‫مقذين‪ .‬لكيال نهاجم تعكي خصومنا‪ ،‬أقول إته لم يحز قبول النساء لنذر العزوبة قبل الستين‪ ،‬وهي‬
‫السن التي لم يقبثهن قبلها الرسول [ ‪ ١‬تي ه‪]٩:‬؛ وفي الوقت عينه يحذ الحدثات على أن يتزوجن‬
‫ويلذن أطفاأل [ ‪ ١‬تي ه ‪ ٠ ] ١٤ :‬ومن ثم‪ ،‬أن يسمح لهئ بذلك النذر أؤأل في الثانية عشرة‪ ،‬ثم في‬
‫العشرين من العمر‪ ،‬وبعدئذ في الثالثين‪ ،‬فهو أمر ال يفتغر‪ .‬كما أن األقز احتماأل من ذلك هو إغراء‬

‫البنات الفقيرات بالخداع ‪ -‬قبل أن يدركن بسبب حداثتهن أوأن يستوعبن باالختبار الشخصي —‬
‫بل إرغامهئ بالقؤة والتهديد على أن يلبشن تلك القذبرة اللعينة‪.‬‬

‫لن أتوقف هنا لإلغارة على النذرين المتبقيين [الفقر والطاعة)‪ .‬يكفي أن أقول هذا‪ :‬إلى‬
‫جانب أن األمور تكتنفها اليوم عدة خرافات‪ ،‬يبدو أن هذين النذرين اديدعا حتى يستهزئ كز‬
‫من يئخذونهما بالله والناس‪ .‬أتا لكيال نظهر وكأئنا نكيل النقد الالذع لكز نقطه صغيرة وكبيرة‪،‬‬

‫فسوف نكتفي بالتفنيد الذي قذمناه أعاله‪١٢ .‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.٢‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫حون كالثن‪ :‬أس الش الميحئ‬ ‫‪١١٩٢‬‬

‫(النذور غير المشروعة والخرافية غير تلزمة‪.)٢١ - ٢٠ ،‬‬

‫‪ .٢٠‬هل يتحثم االلتزام بالنذورغير المقبولة؟‬

‫أعتقد أئئي شرحت بما فيه الكفاية أنواع النذور المشروعة ‪.‬والمقبولة لدى الله‪ .‬ومع هذا فإن‬
‫الضمائر الجاهلة والضعيفة‪ ،‬حتى لو لم تحبذ أو لم تقبل نذرا ما‪ ،‬تشك أحياى في وجوبها‪ ،‬كما‬
‫يزعجها جذا التراجع عن إيفاء عهد تذر به لله من جهة‪ ،‬وتخشى من جهة أخرى أئها بحغظ‬
‫النذر المشكوك فيه تخطئ إليه‪ .‬لذا نرى من واجبنا أن نعين مثل هؤالء هنا‪ ،‬حتى يتحرروا‬
‫من هذه الصعوبة‪.‬‬

‫ولكي تزيل كق هاجس فوزا وفي وقت واحد‪ ،‬أبرم بأة جميع النذور غير المشروعة أو التي‬
‫يعتقد بها على أساس غير صحيح باطلة بالنسبة إلينا‪ ،‬ألن ال قيمة لها عند الله‪ .‬ألده إن اشترطت‬
‫العقود البشرية اإليفاء فقط بالوعود التي يتووع ض نتعاقد معه أن نرتبط بها‪ ،‬فمتا ينافي المنطق أن‬
‫نتقيد بما ال يطلبه الله منا؛ وخصوصا أة أعمالنا دعتن صالحة عندما تسر الله فقط‪ ،‬وتسره بشهادة‬
‫الضمير‪ .‬ألة هذا المبدأ ثابت‪ :‬اكل تا كوة مى االماآل ؤهؤ حطئه‪[ 11‬رو ‪٢٣: ١٤‬؛‪ .‬يعني بولس‬
‫بذلك أئه عندما ينخن عمز في ريبة فهو معيب؛ ألن أصل كلة عمل صالح هو اإليمان الذي به يتكد‬
‫اطمئناننا إلى أة أعمالنا مقبولة لدى الله‪ .‬ومن ثلم‪ ،‬إذا سأمنا بأة مسيحائ ال يسمح له بأن يشرع في‬
‫عمل من دون هذا اليقين‪ ،‬ومع ذلك فعل البعض أى شيء بتهور عن خطأ الجهل‪ ،‬فلماذا ال يجوز‬
‫لهم أن يتراجعوا عنه حالما يتحزرون من هذا الخطأ؟ ولتا كانت النذور الطائشة من هذا النوع‪،‬‬
‫فهي ليست غيز ملزمة فقط‪ ،‬بل ينبغي أن دلفى براتا‪ .‬وماذا عن كونها ليست عديمة القيمة فقط‬
‫في نظر الله بل مقيتة أيصا لديه — كما أثبتنا سالائ؟ كما يبدو لي‪ ،‬يكفي هذا البرهان الواحد لتهدئة‬
‫ضمائر األتقياء ولتحريرهم من كق هاجس‪ :‬أة جمبع األعمال التي ال تنبع من ينبوع نقي‪ ،‬وال‬
‫تصك في غايات مشروعة يمقتها الله ويرفضها‪ .‬إئه يرفضها بحيث يمنعنا من االستمرار فيها‪ ،‬أو‬
‫الشروع في عملها‪ .‬ومن هذا يتحثم منطقيا أة النذور التي تنشأ من خطأ أو من خرافة ال قيمة لها‬
‫عند الله‪ ،‬وينبغي أن نتخئى عنها نحن‪.‬‬

‫‪ . ٢ ١‬قول في كسر نذور الرهبنة‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬إة من يستوعب هذا الشرح يمكنه أن يتذرع بما يدافع به في وجه افتراء‬
‫األشرار‪ ،‬عئن يهجرون الرهبنة إلى نوع مشرف من العيش‪ .‬هؤالء ئئهمون بكسر العهد والحنث‬
‫‪١١٩٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الفصل الثالث عشر‬

‫بالنذر ألئهم كسروا ما يستى بالرباط الذي ال فكاك منه والذي تقيدوا به أمام الله والكنيسة‪ .‬أثا‬
‫أنا فأقول إئه لم يكن ثئة رباط أصأل حيث يطل الله ما يربطه اإلنسان‪ .‬ثانيا‪ ،‬لنسئم بأئهم ارتبطوا‬
‫فيما اكتنفهم الجهل بالله وفي سرك الخطأ؛ أثا اآلن‪ ،‬بعد أن استنارت عقولهم بمعرفة الحئ‪ ،‬أقول‬
‫تحزروا بنعمة المسيح‪ .‬ال إن كانت للصليب قوة كهذه بحيث يحررنا من لعنة ناموس الله الذي‬
‫كتا مستعبدين له [غل ‪ ،]١٣:٣‬فكم باالكر يختصنا من تلك األغالل الخارجية التي ال تتعذى‬
‫كونها سباك الشيطان! ال ريب في أة من يحزرهم المسيح بنور إنجيله يحتهم أيصا من قيود الخرافة‬
‫التي تكبلوا بها‪.‬‬

‫إلى ذلك‪ ،‬ثتة دفاع اخر لتن يتحزرون من هذه القيود إن لم يستطيعوا العزوبة‪ .‬إره إن كان‬
‫من شأن نذر مستحيل أن يدثر نغشا شاء الله أأل تهلك بل أن تخلص‪ ،‬يحثم المنطق أن يتخلص‬
‫منه صاحبه‪ .‬لقد شرحنا أعاله كم يستحيل نذر العزوبة على مرى لم تكن تلك الهبة قد أعطيت له‬
‫[مت ‪١٢-١١ :١٩‬؛‪ ١٣٠‬ومع أته ينبغي أن ألتزم الصمت فالخبرة تتحذث‪ .‬ال يجهل أحذ قدر‬
‫النجاسة التي تعخ بها معظم األديرة‪ .‬وإن بدا بعضهم أكثر اعتداأل من سواه‪ ،‬فهؤالء ليسوا أطهارا‬
‫لهذا السبب‪ ،‬ألن شز النجاسة وإن ومع أو احتبس‪ ،‬يمكث خفيا‪ .‬وهكذا ينتقم الله بشنة مرعبة‬
‫من عجرفة اإلنسان عندما يشتهي في إغفاله مقدار ضعفه ما قد حرم عليه‪ ،‬وعندما يزدري العالج‬
‫الذي وضعه في متناوله فيغترض أته قادر على قهر مرض انقياده للشهوة بعناد واستعصاء‪ .‬ألئه ماذا‬
‫عسانا ندعوه سوى العناد عندما يحدر رجز بأئه محتاج إلى الزواج‪ ،‬وأن الرت قد وهبه له عالجا‬
‫الحتياجه‪ ،‬ليس يزدريه فقط [أي بالزواج؛ بل يقيد ذاته أيائ بنذر يحتقره به؟‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪١٧‬‬ ‫‪١٣‬‬


‫الفصل الرابع عثر‬

‫األسرار‬

‫(شرح كلمة سر ‪ :‬األسرار إشارات إلى عهود الله‪)٦ ١ ،‬‬

‫‪ .١‬التعريف‬

‫لنا في األسرار أداة أخرى تعين إيماننا‪ ،‬وذات صلة بالكرازة باألنجيل‪ .‬لذا من المهم أن نتعتم‬
‫عقيد؛ واضحة في ما يتعئق بها‪ ،‬لكي نفهم الفرض الذي تأسست ألجله وكذا استعمالها الحالي‪.‬‬

‫أوأل‪ ،‬يجب أن نتأتلماهية السر‪ .‬يبدولي أن تعريائ بسيائ وصحيخا له‪ ،‬أئه عالمة خارجية يختم‬
‫بها الرت على ضمائرنا وعود مشيئته الصالحة نحونا لكي يدعم ضعف إيماننا؛ ونحن بدورنا نشهد‬
‫لخشوعنا له في محضر الرب ومالئكته وقذام الناس‪ .‬هاك تحريائآخر أكثر إيجارا‪ :‬يجوز القول بأئه‬
‫(أي السر) شهادة للنعمة األلهية تجاهنا‪ ،‬مؤغدة بعالمة ظاهرة‪ ،‬يرافقها دليل نتبادل لتقوانا نحوه‪.‬‬
‫فأدا كان اختيارك بين هذين التعريقين‪ ،‬ال يختلف عن تعريف أوغسطينس الذي يعتم بأن السز هو‬
‫اعالمة مرئية لشيء مقدس ‪ ،‬أو صورة مرئية لنعمة غير منظورة ‪ ،‬وهوتعريف أفضل (ألئه) يشرح‬
‫بأكثر وضوح الشيء بعينه‪ ١ .‬أائ ألن ثئة بعض الغموض في إيجازه بحيث قد يبلبل فكر الكثيرين من‬
‫قليلي التعليم‪ ،‬فقد رأيت أن أقنم شرخا أوفر ئستخدائ المزيد من الكلمات لتبديد كز شك‪.‬‬

‫‪ .٢‬كلمةهمز‪٠٠‬‬

‫استعمل القدماء هذه الكلمة لتفيد هذا المعنى لسبب واضح بما فيه الكفاية‪ :‬ألئه حيثما أراد‬
‫المترجم القديم أن ينقل الكلمة اليونانية ال‪0‬أو)آل‪٦‬آل>ئ‪٦‬دأ إلى الالتينية‪ ،‬وخصوصا عندما تشير إلى‬

‫‪, ]<€‬جاااع‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪٢. ٨٤١٧ 11. 82.:‬أ ‪. 50 )1140. 344:‬ا‪٧‬لل‬ ‫‪١‬‬


‫‪3. 12 )11 33.401; 11.‬‬ ‫‪18. 205(.‬‬
‫‪١١٩٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫األمور اإللهية‪ ،‬ترجمها ‪.‬ر اسرا اا‪111‬د‪01٠‬ج‪8‬اا‪ :‬فمثأل‪ ،‬في أفسس‪٠٠ :‬إذ عزفنا بسر مشيئته^ [اف‬
‫‪ .]٩ : ١‬وأيفا‪ :‬إذ كثلم ون يعتلم بتدبير نعمة الله المعطاة إي أللجلكم‪ .‬آئه بإعآلن غزئبي يالئر‬
‫[اف ‪ .]٣-٢ :٣‬وفي كولوسي‪٠٠ :‬الئر الغوم حث الئكور ؤثنئ ‪١‬أللجائل‪ ،‬لكنة اآلن قذ أظهز‬
‫بعنيبيه‪ ،‬الب يرل ازان الله آذ يجرئ ه لم ما هؤ عثى مجب هذا السر‪[ ...‬كو ‪٢٧-٢٦ :١‬؛‪ .‬وأيفا في‬
‫الرسالة األولى إلى تيموثاوس‪ :‬غفليلم هز سمر الئعؤى‪ :‬الله فؤز ني ائجشد [‪١‬تي‪.]١٦:٣‬لم‬
‫يرد أن يستعمل كلمة‪٢‬ااأح‪800٢‬اا (التي تفيد الخفاء والتكقم) خشية أن تقتل من عظمة األمر‪ .‬لذلك‬
‫كتب ااخ‪0٢،1111011‬ة‪8‬اا بدأل من اا؛‪0٣0‬ع‪8‬اا ولكن ليفيد اشيها* مقئ‪٠‬سااا ‪-‬ااجعس ع)‪0٢0‬ة‪8‬اا‪ .‬وبهذا المغزى‬
‫اسئعملت كلمة سر تكرارا بأقالم الكائب الكنسيين‪ .‬ألئه معروف بما فيه الكفاية أن ما كان‬
‫الالتين يسوئنه اا‪011٤8‬د‪0‬ح‪8‬اا‪ ،‬هو ما كان اليونانيون يسمونه اا‪8‬ج‪0٢1‬أ‪8‬ال‪111‬اا‪ .‬وإذ تطابق المعنيين‬
‫ينفي كلغ الجدل‪ .‬ولذا أضحت الكلمة تنطبق على تلك العالمات التي ترمز بالتوقير إلى األشياء‬
‫الروحية المهيبة الرفيعة القدر‪ .‬يشير أوغسطينس أيغا إلى ذلك في موضع ما؛ يقول‪ :‬يمسي ممال‬
‫أن نجادل حول تنوع الدالئل والرموز التي تستخدم لألمور اإللهية وتدعى أسرارا ‪٣ .‬‬

‫‪ .٣‬الكلمة واسدمة‬

‫من التعريف الذي قذمته‪ ،‬نفهم اآلن أة السر ال يخلو إطالقا من أن يسبقه وعد‪ ،‬بل يالزمه‬
‫كنوع من ملحق غايته أن يوفد ويثبت كما بختم الوعذ نفشه‪ ،‬وأن يجعله بيائ لنا‪ ،‬وبمعئى من‬
‫المعاني يصادق عليه‪ .‬وبهذه الوسيلة يعوضنا الله عن جهلنا وعدم فطنتنا‪ ،‬ثم عن ضعفنا‪ .‬ومع هذا‪،‬‬
‫لكي نتكتم على وجه الدقة‪ ،‬فال حاجة إليه لتثبيت كلمته المقدسة بحيث تؤصل فينا اإليمان بها‪.‬‬
‫ألن الحق اإللهى ثابت في ذاته‪ ،‬وأكيد بحيث ال يلزمه المزيد من التمكيد من أي مصدرآخر عدا‬
‫نفسه‪ .‬أتا ألن إيماننا وا؛ وواهئ ما لم يكن له ما يدعمه بكلة وسيلة ممكنة ومن كز جانب‪ ،‬فإئه‬
‫يرتعد ويتهدج ويتداعى وفي النهاية ينهار‪ .‬ولكئ إلهنا الرحوم من فرط رأفته التي ال حدود لها‪،‬‬
‫يساوق نفسه لحالتنا ويتنازل فيقودنا إلى ذاته بهذه العناصر األرضبة‪ ،‬ويضع أمامنا في الجسد‬
‫مرآة للبركات ابروحية‪ ،‬نظرا ألئنا مخلوقات ال تعدو كونها زاحفات على سطح األرض‪ ،‬حبيسة‬
‫الجسد‪ ،‬ال تتفكر بل ال يمكنها أن تتخيل أو تستوعب أي شيء روحي‪ .‬ألئنا لو كائ الجسدئين‬
‫(كما يقول يوحنا الذهبي الغم) ألعطانا هذه األشياء عينها عاريه والجسدائ‪ .‬ولكن ألن لنا أرواحا‬

‫التمييز ليسرع متوافذا ق اللغة العربية بحة اازاا (‪ )86)161‬بمعنى) األص اسي والمكتوم‪ ،‬وابرا (س‪111‬ة‪0٢‬ة‪/8‬ال‪٢‬جأ‪٠8‬‬ ‫‪٢‬‬
‫بالمعنى الالهوتي والكتابي‪ ،‬لذا استخدمنا الكلمة ذاتها هع التوضيح باللغة اإلنكليزية‪.‬‬
‫انظر‪ 20. 40(. :‬ح‪7‬ل ‪ 33. 527; ٥٦‬ا<ل]‪ 1.7 )[٧‬ااا‪٧‬آلت‪ 0‬؟‪٢،‬عس‪, ٤‬جاالأ‪8‬لماجال‪٨‬‬ ‫‪٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١١٩٦‬‬

‫مغروسة في أجسامنا‪ ،‬يمنحنا األشياء الروحيه في عناصر مرئية ‪ .‬ليس المقصود أن هذه‬
‫الهبات التي توضع أمامنا في األسرار ثمئح بطبيعة العناصر‪ ،‬بل أمنها افردت للتعبير عن هذا المراد‬

‫بفعل الله‪.‬‬

‫‪ . ٤‬يلزم أن تفتر الكلمه العالمة‬

‫اعتاد خصومنا أن يقولوا هذا‪ :‬إذ السز يتأنف من الكلمة والعالمة الظاهرة‪ .‬فإئه ينبغي أن نفهم‬
‫الكلمة ال كأنما هبس بها بدون معنى وبال إيمان؛ كمجرد ضوضاء‪ ،‬أوكتعويذة سحرة لها القدرة‬
‫على تكريس العنصر؛ بل يجب باألحرى أن تجعلنا نفهم معنى العالمة عندما يوعظ بها‪.‬‬

‫من ثم كان ما يمارس تحت طغيان البابوية يتضتن تدنيسا مهوأل لألسرار‪ .‬ألنهم اعتقدوا أئه‬
‫يكفي أن يتمتم الكاهن الصيفة المعتمدة للتكريس‪ ،‬فيما يحملق الشعب في حيرة وذهول وبال‬
‫فهم‪ .‬في الواقع‪ ،‬لقد تعتدوا أآل يقدم بذلك أي تعليم للشعب؛ ألئهم يستعملون اللغة الالتينية‬
‫بين شعب غير متعتم‪ .‬ثم وصلت الخرافة إلى حذ اعتقادهم أن التكريس يجب أن يردد في همس‬
‫أجش‪ ،‬بحيث ال يسمعه إأل البعض القليل‪.‬‬

‫ما أبعد هذا عتا عتم به أوغسطينس عن الكلمة وعالقتها باألسرار‪ :‬أضف الكلمة إلى العنصر‬
‫المادي يصز سرا! ألته من أين تأتي هذه القوة الهائلة للماء بحيث إذ تلمس الجسد تطهر القلب‪،‬‬
‫إذ لم تكن الكلمة قد دفنتها؟ ليس ألئها قيلت بل ألئه أومرى بها‪ .‬نبرات الكلمة سرعان ما تزول‪،‬‬
‫أثا قوتها فتبقى طويأل‪ .‬يقول الرسول‪ :‬هذه هي كلمة األيمان التي نكرز بها [رو ‪ .]٨: ١ ٠‬ومن‬
‫ثم نلهز* باإلينان دلوبهم ح [اع ه ‪ .]٩: ١‬ويقول الرسول بطرس‪ :‬هكذا لخئضنا المعمودية‪ ،‬ليس‬
‫كإزالة وسخ الجسد بل كطلب ضمير صالح‪ ١[ ...‬بط ‪ ٢١:٣‬مع إعادة الصياغة؛‪ .‬هذه هي كلمة‬
‫األيمان التي نكرز بها [رو ‪ ]٨:١ ٠‬التي بها تكرس المعمودية بال شك‪ ،‬كيما تستطيع أن تطهر‪.‬‬

‫ئرى كيف يتطتب السر الوعظ لكي يوند األيمان‪ .‬ولسنا بحاجة إلى أن نبذل الجهد ألثبات‬
‫ذلك في ضوء الوضوح الكلي لما فعله المسيح‪ ،‬وما أمرنا نحن بفعله‪ ،‬وما اتبعه الرسل‪ ،‬وما‬
‫مارسته الكنيسة األكثر نقاوة‪ .‬في الحق‪ ،‬كان معلوثا حتى منذ بدء الخليقة أته كتما أعطى الله‬
‫اآلباء القديسين عالمة‪ ،‬كانت مقترنة دائائ وبدون انفصال بالتعليم الذي لواله لكانت حواسنا‬
‫انظر‪ 011080111’8 :‬؛‪ 1111110 63801 1530 0)1111011 0‬ال‪1‬ع‪11111111, 01111)1 0‬ا‪011111. 60 3)1 £0‬آل‪0110 011, ،،‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪)8 !٧. 581.‬ا‪١٧0٢‬‬
‫ت‪ ,‬د ‪0,‬اال‪81‬ا‪٦‬جاآ‪٨‬‬ ‫انظر‪.3 )^66 35. 1840; 1٢. 146 ٧11. 344(. :‬آتآ‪1‬‬ ‫ه‬
‫‪١١٩٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الرابع عشر‬

‫يذهلها النظر إلى العالمة المجردة‪ .‬لذلك‪ ،‬عند سماعنا الكلمة التي يقترن بها السر‪ ،‬دعونا‬
‫نستوعب الوعد الذي يكرز به الخادم بصوت جلي‪ ،‬ليقود الشعب ممسغا بأيديهم أينما تؤسر‬

‫العالمة لتوجيهنا‪.‬‬

‫ه‪ .‬األسرار بمنزلة األختام‬

‫يجب أال نأبه لض يحاولون محاربتنا بمعضلة ذات قرنين‪ ،‬هي في الواقع حاذقة وماكرة أكثر‬
‫متا هي رصينة‪ .‬يقولون‪ :‬إائ أئنا نعرف‪ ،‬أو ال نعرف‪ ،‬أة كلمة الله التي تتقدم األسرار هي فعأل‬
‫مشيئة الله الحقيقية‪ .‬إذ كتا نعرف ذلك ال نتعلم شيائ جديدا من السر الذي يتبعها‪ .‬وإن كتا ال‬
‫نعرف‪ ،‬فالسر (الذي تكمن قوته كلها في الكلمة) أيصا لن يعلمنا شيائ‪ .‬على ذلك نجيب بإيجاز‬
‫هكذا‪ :‬إذ األختام التي توضع على وثائق حكومية أو غيرها من األوراق الرسمية هي ال شيء في‬
‫حذ ذاتها‪ ،‬ألئها تكون بال قيمة وبال معنى إذا الصقت بصفحة خالية من الكتابة‪ .‬أنا إذا أضيفت‬
‫(األختام) إلى نعل مكتوب فهي تؤيد ما هو مكتوب وتصادق عليه‪ .‬وال يستطيع خصومنا أن‬
‫يتهمونا باختراع هذه المقارنة‪ ٦،‬إذ استعملها بولس نفسه حيث يدعو الختان ختائ [رو ‪. ] ١١: ٤‬‬
‫يجزم بولس هنالك بأة ختان إبراهيم لم يكن لتبريره‪ ،‬بل لختم ذلك الموعد باإليمان الذي كان‬
‫قد تبرر به قبأل‪ .‬فأسألكم‪ ،‬ماذا في ذلك من عثرة جسيمة ألي إنسان‪ ،‬إن عتمنا بأة الموعد تختمه‬
‫األسرار عندما يتضح من المواعيد ذاتها أن واحدا يثبت اآلخر؟ فإئه كتما كان أي شيء أوضح‪،‬‬
‫يناسبه باألكثر أن يدعم اإليمان‪ .‬وهكذا تأتي األسرار بأوضح المواعيد؛ أن لها هذه السمة المميزة‬
‫فوق الكلمة نفسها ألئها (أي األسرار) تمتل المواعيد لنا في صورة مجشمة من الحياة‪ .‬على أة‬
‫التمييز الشائع الذي يفرق به البعض ‪ -‬على سبيل المعارضة — بين األسرار وأختام الوثائق ال ينبغي‬
‫أن يزعجنا‪ ،‬أال وهو أئه ما دام كالهما يتأنف من عناصر دنيوية مادية‪ ،‬ال يمكن لألسرار أن تكفي‬
‫لختم مواعيد الله الروحية واألبدية‪ ،‬بينما ئسئخدم األختام عادة لتوثيق مرسوم ملكي وما شابهه متا‬
‫يتعلق بأمور واهية سريعة الزوال‪ .‬في الحق‪ ،‬أن المؤمن عندما يرى [عناصر] األسرار المقنسة بعينيه‬
‫ال يتوقف عند منظرها الطبيعي‪ ،‬ولكته من خالل تلك الخطوات (التي أشرث إليها بالقياس) يرتقي‬
‫في تأتل خاشع إلى تلك الخفايا السامية التي تكمن في األسرار‪.‬‬

‫أالخصومأ هنا هم معيدو المعمودية‪.‬‬ ‫‪٦‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الديرى المسيحى‬ ‫‪١١٩٨‬‬

‫‪ . ٦‬األسراركعالمات للعهد‬

‫ألة الرب يدعو مواعيده عهودا [تك ‪١٨:٦‬؛‪٩:٩‬؛‪٢:١٧‬؛ وأسراره أماراب العهود؛‬
‫يمكننا أن نستعير تشبيبا من العهود التي يقطعها البشر‪ :‬ماذا يحثق ذبح خنزير إن لم تسبقه كلمات‬
‫ءهد؟‪ ٧‬فالخنازير غالبا ما تذبح بال سز ضمني أو سام‪ .‬ماذا يمكن أن ينجز إعطاء اليد اليمنى في‬
‫الوقت الذي تشتبك فيه األيادي في المعارك؟ أتا عندما قعدم الكلمات الوعون‪ ،‬توئق قوانين‬
‫التعاقد بتلك العالمات‪ ،‬على الرغم من أئه قد سبق أن دصورت وتأسست وشت أؤأل في كلمات‪.‬‬
‫من ثم‪ ،‬فإذ األسرار هي ممارسات توبد لنا باألكثر مصداقية كلمة الله‪ .‬وألئنا نحيا في الجسد‪،‬‬
‫دعتن لنا تحت عناصر جسدية‪ ،‬لتعتمنا في اطر قدراتنا المحدودة‪ ،‬ولكي تقودنا باليد كما يقود‬
‫ألئها تمثل مواعيد الله مرسومة كما‬ ‫المدرب األطفال‪ .‬يسئى أوغسطينس السر اكلمة منظورة‬
‫في صورة‪ ،‬وتضعها أمام أعيننا بشكل واضح جذا وأيقوذئ‪٩.‬‬
‫مح‬ ‫مح‬
‫ثئة مقارنات أخرى يمكن بواسطتها أن يتوصح معنى األسرار؛ نستطيع أن نسئيها ااًاءمدة‬

‫تحته‪ ،‬هكذا يرتكز اإليمان على كلمة الله أساسا له؛ ولكن بإضافة األسرار‪ ،‬يستقر عليها بثبات‬
‫أقوى كما على أعمدة‪ .‬أو يجوز أن نسئيها مرايا نتفرس فيها كنوز نعمة الله التي يسبفها علينا‪.‬‬
‫ألئه يعلن ذاته لنا فيها (كما سبق أن قلنا) بقدر ما يمكن لبالدة أذهاننا أن تبصر‪ ،‬كما يشهد لمشيئته‬
‫الصالحة ولمحبته نحونا بتعبير أكثر جالة من الكلمة وحدها‪.‬‬

‫(األسرار تثبت اإليمان‪ ،‬ليس من ذاتها‪ ،‬بل بفعل قوة الروح القدس بمرافقة الكلمة؛ كما أئها‬
‫عالمات مميزة إلعالن إيماننا قذام الناس‪)١٣-٧ ،‬‬

‫‪ .٧‬قبول األشرار لألسراراليدل طى* عدم أهميتها‬

‫ال تقنعنا تماتا تن يجادل بأن األسرار ليست باألدنة المفحمة على نعمة الله ألئها تقذم‬
‫أيصا لألشرار الذين‪ ،‬رغائ من ذلك‪ ،‬ال يجدون نعمة في عيني الله بل يجتلبون منه دينونة أقشى‬
‫لنفوسهم‪ .‬فعلى أساس منطق هذا الجدل‪ ،‬ال يمكن لألنجيل أو للمسيح أن يكون شهاد؛ لنعمة الله؛‬

‫كأن األقدمون يذبحون خنزيرا كتأكيد لعهودهم والتزاماتهم‪.‬‬ ‫‪٧‬‬


‫أ‪ 008](€‬الكد ‪0,‬عاأ‪8‬الجل‪٦‬خ‬ ‫انظر‪. :‬الل؟‪ ٧11. 344(; ^)117181 7‬ا!ح‪٢.‬أ ;‪ 35. 1840‬ال)‬ ‫‪٨‬‬
‫‪16‬‬ ‫(‪ 1٧. 244‬؟‪٢. 14‬خ ;‪42. 357‬‬
‫يستخدم كالغن كلمة ;>ساال‪£0‬أع اليونانية في نصه الالتيني‪.‬‬ ‫‪٩‬‬
‫‪١١٩٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الرابع عثر‬

‫ألن اإلنجيل يسمعه الكثيرون ويرفضونه‪ ،‬وألذ المسيح نفشه رآه الكثيرون وعرفوا ض هو ولكئ‬
‫قليلينشقبلوه‪.‬‬

‫نجد الشيء نفه في الوثائق الرسمية‪ .‬فإذ أكثر الناس يسخرون من الختم األصيل ويزدرونه‪،‬‬
‫رغائ من أدهم يعلمون أن أميرا وضعه على وثيقة تعلن إرادته‪ .‬البعض يعاملونه بعدم اكتراث وكأنه‬
‫ال يعنيهم؛ وآخرون يلعنونه‪ .‬وهكذا إد يمكن للمقارنة التي استخدمئها أعاله أن تنطبق على كل من‬
‫التشبيهين بالتساوى‪ ،‬يلزم أن تزداد قدرئها على اإلقناع‪.‬‬

‫إدا‪ ،‬فمن الموبد أن الرب يمد لنا الرحمة وعهد نعمته في كلة من كلمته المقدسة واألسرار‪.‬‬
‫ولكن من يفهم ذلك هو تن ئقبل فقط الكلمة واألسرار بإيماب) راسخ وطيد‪ ،‬تماائ كما أن المسيح‬
‫ئقدم للجميع من اآلب للخالص‪ ،‬ولكئ ليس الكز يعترفون به ويقبلونه‪ .‬أراد أوغسطينس في‬
‫موضع ما أن يبلغ هذه الحقيقة‪ ،‬فقال إذ فاعلية الكلمة تتجلى في السر‪ ،‬ليس ألتها يتهطى بها بل‬

‫ألدها يومن بها‪١٠-‬‬

‫ولذا‪ ،‬عندما يحدث بولس المؤمنين‪ ،‬يعتبر األسرار وسائط تحمل لهم المسيح‪ .‬يقول — مثأل‬
‫‪ -‬األةمألذيائءئقدًا‪ ...‬قللبشكلمفيخ‪[ |٠‬غل‪ .]٢٧:٣‬وأيائ‪ :‬ا‪ ...‬الئتالجميفتا‪...‬‬
‫اعتقدتا إلى حشد واحد [ ‪ ١‬كو ‪ . ] ١٣- ١٢ :١٢‬ولكئه عندما يتحدث عن االستعمال الخاطئ‬
‫لألسرار‪ ،‬يعتبرها مجرد نماذخ بارد؛ وخاليه المعنى‪ .‬بهذا يعني اآلتي‪ :‬مهما إخمد المراؤون‬
‫والمستهترون عمل النعمة اإللهية في األسرار المقدسة أو يؤمونه أو يععللونه بسبب فسادهم؛‬
‫فهذا على الرغم من ذلك ال يمنعها (أينما وكتما شرت مشيئة الله) من الشهادة الحقيقية لتوصيل‬
‫المسيح (من خاللها)‪ ،‬وال يمنع الروح القدس ذاته أيشا من إعالن ما تعد به وتحقيقه‪ .‬لذلك‬
‫انتهينا إلى أن األسرار دسئى عن حئ شهادات نعمة الله‪ ،‬وأئها شبيه أختام لمشيئته الصالحة التي‬
‫يرق بها نحونا‪ ،‬ويصادق بها على تلك المشيئة الصالحة‪ ،‬ومن ثم تدعم وتغذي إيماننا كما‬
‫ترسخه وتزيده‪.‬‬

‫على أن الحجج التي تعود البعض أن يعارضوا بها اعتقادنا هذا‪ ،‬إتما هي تافهة وواهية إلى‬
‫حذ بعيد‪ .‬يقولون إذ إيماننا ال يمكن أن يصير أفضل إن كان جينا حاليا‪ ،‬وهو ليس إيماائ إن لم‬
‫يكن راسحا وثابغا ومرتكرا على رحمة الله‪ ١١.‬كان أجدر بهم أن يصتوا مع الرسل لكي يريد الرت‬

‫ألكد ‪,‬جاالأ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪ 35. 1840; ٤٢.‬ا(ل‪.3 )١4‬لتت‪1‬‬ ‫انظر‪٧11. 344( :‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫يجادل كالغن آراء أولريخ زوينغلي‪ ،‬المصلح السويسري‪ ،‬الذي علم تعليقا مغايرا عن معنى األسرار‪ .‬انظر‪, :‬ا‪1‬جاال‪2١¥‬‬ ‫‪١١‬‬
‫‪ 011‬ر(‪11٠٢‬ح‬ ‫‪ 111. 761(.‬ااجعا‪ 2١٧‬ى) ‪2‬ا‪0‬أ‪8‬أأ‪8€ #€‬أأ)‪ 77‬ض‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٠٠‬‬

‫إيمانهم [لو ‪ : ١ ٧‬ه؛ من أن يذعرا هكذا كماأل إليمانهم كس لم يرتفي إليه أحد غيرهم من بني‬
‫البشر‪ ،‬أوككن لن يمكن ألحد سواهم أن ئبلقه في هذه الحياة الدنيا‪.‬‬

‫دعهم يجيبون ماذا كان نوع إيمان سال‪ :‬ااأومىتاج‪ ،‬داعى همإيمانياا [مر‪٠]٢٤:٩‬‬
‫لقد كان ذلك اإليمان جينا على الرغم من أته كان عند مجرد بدايته‪ ،‬كما أته كان قادرا على االزدياد‬
‫بعد أن يؤخذ منه عدم اإليمان‪ .‬ولكن ليس ثئة جدل يدحض جدالهم أقوى من ضميرهم بعينه؛‬
‫ألئهم إن اعزفوا بأئهم خطاة (األمر الذي اليمكنهم أن ينكروه تلقائيا) ال بد أن يعزوا ذلك إلى مجعدم‬

‫كمال إيمانهم هم‪.‬‬

‫‪ . ٨‬إلى أى حذيمكننا أن نتحذث عن تثبيت اإليمان بواسطة األسرار؟‬

‫يقولون إذ فيليس أجاب الخصى الحبشى بأئه مسموح له أن يعتمد إن كان يؤمن من كز قلبه‬
‫[اع ‪]٣٧:٨‬؛ فما هو مكان تثبيت المعمودية (لأليمان) حيث يمأل األيمان كز القلب؟ أائ أنا‬
‫فأسألهم ‪ -‬من جهة أخرى ‪ -‬هل كانوا ال يشعرون بغراغ عظيم من اإليمان في جزء من قلوبهم؟‬
‫وهل كانوا ال يعترفون يومائ بزيادات جديدة؟ افتخر رجل بارز الشهرة بأئه أدرك الشيخوخة وهو‬
‫ال يزال يتعئم‪ ١٢.‬وعلى ذلك المقياس‪ ،‬فإئنا مسيحيون تعساة أضعاف المزات إذا سفنا من دون‬
‫تقذم في رحلة اإليمان‪ ،‬ألن إيماننا ينبغي أن يتقنم في جميع مراحل حياتنا إلى أن يبلغ إلى إنسان‬
‫كامل [اف ‪ ١٣: ٤‬؛‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬العبارة أن نؤمن من كز قلوبنا ا ال تعني أن يكون إيماننا‬
‫بالمسيح كامأل‪ ،‬بل أن نقبله بملء القلب وبذهن مخلص؛ ليس أن نشبع به بل أن نجوع ونعطش‬
‫ونتوق إليه بوجدابًا مئقد‪ .‬فالكتاب المقنس يستعمل التعبير بكز القلب مجعندما يريد أن يعير عن‬
‫فعل شيء ما بإخالص وبتعئق‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬نقرأ‪ :‬اركل مي طبتلث‪[ ,,‬مز ‪]١٠ :١١٩‬؛‬
‫وأعترف إلى الرب يكز قني‪[ 1,‬مز ‪١ :١١١‬؛ ‪١ :١٣٨‬؛ كلمة ا‪٠‬أءترفآ من الترجمة الالتينية ‪-‬‬
‫الثولجاتا]‪ .‬ومن جاب آخر‪ ،‬إته عندما يورخ الكاذبين والماكرين‪ ،‬يؤتبهم أ‪ ...‬؟ذب قلب [أي‬
‫ابقلبمزدوح] [مز‪.]٢:١٢‬‬

‫يعودون فيقولون‪ :‬إن كان اإليمان يزداد باالشتراك في األسرار‪ ،‬فباطل إدا فعل الروح القدس‬
‫الذي يبدأ اإليمان ويغذيه ويكئله بعمل قوته‪ .‬إئتي أعترف لهم بكز تأكيد بأن اإليمان هو بكايته‬
‫العمل الصحيح للروح القدس الذي بإنارده أذهاتتا نتعرف الله وكنوز نعمته‪ ،‬والذي بدون نوره‬
‫تبقى عقولنا في عماء كامل بحيث ال نستطيع أن نرى شيائ؛ وفي غباء ال يمكنها معه أن تستشعر‬

‫‪0,‬فح‬ ‫انظر‪1 34 ££( :‬؟ ‪,‬ع‪0‬ةص ‪)1‬ا) ‪٧111. 26‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫‪١٢٠١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الرابع عشر‬

‫شيائ من الروحيات‪ .‬ولكتهم إذ ينادون ببركة إلهية واحدة‪ -،‬نحن ندرك ثالث بركات‪ .‬األولى هي‬
‫أن الرب يعتمنا ويدردنا بكلمته‪ .‬والثانية هي أته يستها باألسرار‪ .‬وأخيرا‪ ،‬أته ينير أذهاننا بنور روحه‬
‫القدوس ويفتح قلوبنا للكلمة ولألسرار لقبولها‪ ،‬بحيث إتها — عدا ذلك — ال تتجاوز كونها تطرق‬
‫آذاننا‪ ،‬أو تظهر أمام عيوننا‪ ،‬فال يحدث لها أي تأثير في أعماقنا‪.‬‬

‫‪ .٩‬الروح القدس في األسرار‬

‫أما عن توطيد اإليمان وزيادته (األمر الذي أظثني قد شرحته بوضوح اذائ)‪ ١٣،‬أود أن أنكر‬
‫قرادي بأتني أخصص عملية هذه الخدمة بالذات لألسرار‪ .‬ليس ألتني أفترنحن أن لها قوه سرية أو‬
‫غيرها تكمن فيها مدى الزمان‪ ،‬وبها يمكنها أن توند اإليمان بمفردها؛ ولكئني أعتبر أن الرب‬
‫أسسها بقصد أن تنشئ اإليمان وتزيده‪.‬‬

‫على أن األسرار تؤدي وظيفتها على النحو الصحيح عندما يحز عليها الروح القدس فقط‪،‬‬
‫ذاك المعتم الداخلي الذي بفعل قوته وحدها تخئرق القلوب وتتحرك المشاعر وتفتح النفوس‬
‫لئنثذ إليها األسرار‪ .‬فإن غاب الروح‪ ،‬ال تستطيع األسرار أن تنجز في أذهاننا أكثر مائ ينجزه بهاء‬
‫الشمس إذا سطع على عيون عثي‪ ،‬أوإذا وقع الصوت على آذان صم‪ .‬لذلك أفرق هكذا بين الروح‬
‫واألسرار‪ ،‬بحيث إذ القوة الفاعلة تكمن في الروح‪ ،‬أثا األسرار فتقوم بأداء الخدمة فقط؛ فهي‬
‫مجرد خدمة خاليه من القوة في حذ ذاتها‪ ،‬عاجز؛ عن إحداث األثر المطلوب‪ ،‬ولهذا هي خامله‬
‫بمعزل عن الروح‪ ،‬ولكتها مشحونة بالفاعلية والتأثير عندما يعمل الروح القدس فيها فيظهر قوته‪.‬‬

‫وعلى أساس هذا التفسير‪ ،‬يتضح كيف يتقؤى العقل التقي في اإليمان بواسطة األسرار‪ .‬أي‪،‬‬
‫مثلما ترى العيون بواسطة لمعان الشمس‪ ،‬أو تسمع اآلذان برنين الصوت‪ ،‬هكذا ال يمكن للعيون‬
‫أن تتأئر بأي ضوء ما لم تكن قد ؤهبت رؤية ثاقبة قادرة على االستنارة بها؛ وكذا اآلذان ال يمكنها‬
‫أن تتأئر بأي صوت ما لم تكن قد حبقت واخلت للسمع‪ .‬ولكن لنفترض أته صحيح (األمر الذي‬
‫ال لبش فيه بيننا) فعأل أن ما يفعله البصر من خالل عيوننا لرؤية النور‪ ،‬أو ما يفعله السمع في آذاننا‬
‫الستشعار الصوت‪ ،‬يماثل عمل الروح القدس في قلوبنا؛ وهو أن يولد اإليمان وئديمه ويغذيه‬
‫وينئيه ويوتده؛ فمائ تقذم ندرك أمرين‪ :‬األسرار ال تجدي شيائ إن لم يصحبها فعل قوة الروح‬
‫القدس‪ ،‬كما أن ال شيء يمنعها من تقوية اإليمان وتنميته في القلوب التي قد تلثنت العلم من المعتم‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الثاني‪ ،‬الفقرات ‪-٣‬ه؛وأيائ الفقرتين ‪٧‬و‪ ٨‬في هذا الفصل‪.‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٠٢‬‬

‫األعظم‪ .‬سلمن أن ثئة فروا واحذا‪ ،‬أال هو أن اذاننا وعيوننا تقبلت ملكتي السمع والبصر بالطبيعة؛ أغا‬
‫المسيح فيفعل الشيء عينه في قلوبنا بفاعلبة نعمه خاصة تفوق كز معاسر الطبيعة والفئق‪.‬‬

‫‪ .١ ٠‬مثال من القدرة البشرية على اإلقناع‬

‫بهذا أيشا يمكننا أن نبذد في الحال االعتراضات التي تقلق البعض‪ :‬لئن نسبنا تنمية اإليمان أو‬
‫توطيده إلى مخلوق‪ ،‬فإئنا بذا ال لنصف بالروح القدس‪ ،‬ألئه هو ض يجب أن يعترف به أته المنشئ‬
‫األوحد‪ .‬نحن ال نغتصب منه حثه في إرساخ األيمان وزيادته؛ بل بالحري نجزم بأن ما يثبت‬
‫األيمان هو بالضبط إعداد أذهاننا بإنارته الداخلبة لكي تتقبل التأكيد الذي تهبه األسرار‪.‬‬

‫ولكيال يظز ما أردنا توضيحه غامخا‪ ،‬سوف يتجلى ذلك على أكمل وجه من المقارنة التي‬
‫سأضيفها هنا‪ .‬إئك إذا شرعت في أن تقنع بكلماتك أحدهم أن يفعل شيائ‪ ،‬فسوف تفكر في كز‬

‫الحجج التي يمكنه بها أن يتقرب من رأيك‪ ،‬وأن يصطر تقريبا إلى سماع نصيحتك‪ .‬ولكئك لن‬
‫تكون قد أنجزت شيائ ما لم يكن هو بدوره قد مبز بحذى شديد مقدار رصانة حججك؛ وما لم‬
‫يكن له الميل للتعئم واالستعداد لتطبيق ما يتعامه؛ وأخيزا ما لم يقتنع بحكمتك وبإيمانك يقدر‬

‫يهثئه ألن يتبنى رأيك‪ .‬ألئه ما أكثر الرؤوس الصلبة التي ال يمكن تطويعها بالمنطق! وأينما بات‬
‫األيمان مشقكها فيه‪ ،‬والسلطة محتقرة‪ ،‬ال سؤوع التقنم حتى بين من لهم القابلية للتعليم‪ .‬والعكس‬
‫أيخا صحيح؛ فإته إذا توقرت جميع تلك الشمات‪ ،‬توا تدفع المستمع الذي تنصحه إلى طاعة‬
‫نصيحتك التي — عدا ذلك — كان سوف يستهزئ بها‪ .‬يفعل معنا الروح القدس ذلك النوع نفسه‬
‫من العمل‪ .‬فألته‪ ،‬كي ال تطرق الكلمة أذنيك باطأل‪ ،‬وكي ال تبصر عيناك األسرار بال جدوى‪ ،‬درينا‬
‫الروح القدس أئه فيها يتكتم الله لنا‪ ،‬ملئائ عناد قلوبنا فيعذها لتلك الطاعة الموجبة عليها لكلمة‬

‫الرب‪ .‬أخيرا‪ ،‬ينقل الروح القدس تلك الكلمات واألسرار الخارجبة من اذاننا إلى نفوسنا‪.‬‬

‫إدا الكلمة واألسرار توئد إيماننا عندما تبسط أمام أعيننا إرادة أبينا السماوي الصالحة نحونا‪،‬‬
‫هو الذي بمعرفته يثبت إيماتنا ويصمد راسحا كما يزداد قو؛ ‪ .‬يؤثمكد الروح إيماتنا عندما يجعله إيماتا‬
‫فغاأل بحفر هذا اليقين على عقولنا‪ .‬وفي تلك األثناء‪ ،‬لن يعوق أبا األنوار [قارن يع ‪ ]١٧: ١‬شيء‬

‫عن إنارة أذهاننا بوساطة نوع من اللمعان الوسيط من خالل األسرار‪ ،‬تماائ كما ينير عيون أجسادنا‬
‫بأشعة الشمس‪.‬‬
‫‪١٢٠٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الرابع عشر‬

‫‪ .١١‬الكلمة واألسرار المقدسة تعمل بالتساوى على توطيدإيماننا‬

‫عثمنا الرب أن هذه الخاصة تبقى في كلمته عندما دعاها البذار في المثل المعروف‬

‫[مت ‪٢٣-٣ :١٣‬؛ لو ‪ :٨‬ه‪-‬ه ‪١‬؛‪ .‬فالبذرة إذا سقطت على أرض مقفرة ومهملة فحتائ تموت؛‬
‫أتا إذا انتشرت في تربة مهيًا؛ للزرع ومعتئى بها فسوف تأتي بثمر متزايد وكثير ‪ .‬هكذا أيثدا كلمة‬
‫الله‪ ،‬إذا وقعت على أذني شخص عنيد صلب الرقبة‪ ،‬رضحي عقيمه وغير مثمرة‪ ،‬كما لو سقطت‬

‫نفس ئئلوحة‪ ،‬فلسوف ‪-‬‬


‫تأتي‬ ‫الروح السماوي على عي‬
‫ح‬ ‫أرض جدباء؛ أتا إذا استقرت ‪*٠‬بيد‬
‫البذرة على ;‬
‫بثمر كثير‪ .‬فإذا كانت صورة هذه الفكرة تنطبق على البذرة كما على الكلمة‪ ،‬بحيث نقول‪ :‬من‬
‫البذرة تولد الحبة وتنمو وتترعرع إلى أن تنضج‪ ،‬فلماذا ال يمكننا القول‪ :‬من الكلمة ينبت اإليمان‬
‫وينمو إلى أن يكمل؟‬

‫يشرح بولس ذلك في مواضع مختلفة‪ .‬فلتا أراد أن ينكر الكورنثبين بكيفية تأثير عمل الرت‬
‫افتخر إذ له خدمة الروح [ ‪٢‬كو ‪ ،]٦:٣‬كما لوكانت قوة الروح القدس تالزم وعئله‬ ‫[ ‪١‬كو ‪٤: ٢‬‬
‫بربا؛ ال ينفصم إلنارة العقل وتحريكه‪ .‬ولكئه عندما يرغب في أن يعثم بمقدار تأثير كلمة الله‬
‫نفسها لكا يوعظ بها على لسان إنسان‪ ،‬يشبه الخذام أنفسهم بالزارعين الذين إذ يكيلون جهودهم‬
‫في فالحة األرض ال يبقى لهم بعد ذلك شيء يفعلونه [ ‪١‬كو ‪ .]٩-٦ :٣‬فماذا يجدي الحرث‬
‫والزرع والري إذ لم قلم البركة السماوية ما قد زرع؟ وس ثم ينتهي إلى القول‪ :‬ادا كى انقاس‬
‫سبائؤأل الثايم(يعرىكزشيء إلى) الله الذي يغمى [ ‪١‬كو ‪ .]٧:٣‬هكذا يعبر الرسل عن‬
‫قوة الروح في وعظهم‪ ،‬بقدر ما يستخدم الله األدوات التي خضصها هو لتفيض من خاللها نعمته‬
‫الروحبة‪ .‬ولكن على الرغم من ذلك‪ ،‬يلزم مراعاة هذا الغرق‪ :‬ينبغي أن نتنصقر ما يمكن لإلنسان أن‬
‫يفعله‪ ،‬وأن ندرك ما يلزم أن يغزد لله‪.‬‬

‫‪ .١٢‬تقتصر قيمة عناصر األسرار على كونها أدوات يستخدمها الله‬

‫ثم إذ األسرار تأكيدات إليماننا بحيث إذ الرت أحياائ‪ ،‬عندما يريد أن يزيل الثقة باألشياء عينها‬
‫التي كان قد وعد بها في األسرار‪ ،‬يزيل األسرار نفسها‪ .‬فلتا يحرم آدم هبة الخلود ويسحبها منه‬
‫يقول‪ :‬أواآلن ليحرلم من أكل ثمر شجرة الحياة‪ ،‬لئأل يحيا إلى األبدأ [تك ‪ ٢٢:٣‬بتصرف]‪ .‬ماذا‬
‫يمكن أن يعني هذا؟ هل يقدر هذا الثمر أن يعيد إلى آدم عدم فساده الذي كان قد سقط منه اآلن؟ ال‪،‬‬
‫أبذا! أتا هذا فكما لوكان الرب قد قال‪ :‬اسأل يتزاهى (ادم) بثقه كاذبة إذا التصق برمز الوعد الذي‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٢٠٤‬‬

‫**‬
‫الخلود‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬عندما كان الرسول‬ ‫وعدته به‪ ،‬فليؤخذ منه ما يمكنه أن يأتيه بأي رجاء في‬
‫يستحمن أهل كنيسة أفسس على استذكار أدهم كانوا بدون تسيح‪ ،‬ألجدبييئ عرة رعودة إشزائيل‪،‬‬
‫زعزباة غر‪ ،‬عؤود المؤعي‪ ... ،‬وأل إله بي الفاقم [اف ‪١٢ : ٢‬؛‪ ،‬وال إدهم لم يشتركوا في الختان‬
‫[اف ‪ ١١ : ٢‬؛ ‪ .‬بهذا يعني — عبر هذه الكناية — أة الذين لم يكن لهم رمز الموعد أمسوا مسئئعدين‬
‫من الموعد عينه‪.‬‬

‫أتا في ما يتعئق باعتراضهم اآلخر ‪ -‬وهو أة مجد الله ينتقل إلى المخلوقات‪ ،‬وس ثم يعزى‬
‫إليها الكلم الجسيم من القوة‪ ،‬وهكذا ينتقص (المجد) بهذا المقدار — فإجابتنا جاهزة‪ :‬إلنا ال نودع‬
‫أي قوة في المخلوقات‪ .‬أقول هذا فحسب‪ .‬إة الله يستعمل الوسائل واألدوات التي يستنسبها‬
‫هو‪ ،‬لكي تؤول كز األشياء إلى مجده إذ إته رت الكز وديان الجميع‪ .‬إئه يغذي أجسادنا بالخبز‬
‫وبأطعمة أخرى‪ ،‬وينير العالم بضياء الشمس‪ ،‬ويدفئه بالحرارة؛ ومع ذلك ليس الخبز شيها‪ ،‬وال‬
‫الشمس‪ ،‬وال النار‪ ،‬إأل يقدر ما يوزع هو بركاته علينا بواسطتها‪ .‬فعلى المثال نفسه‪ ،‬إته يغذي‬
‫اإليمان روحؤا بواسطة األسرار التي من وظيفتها أن تفرش مواعيده أمام عيوننا لنبصرها‪ ،‬وفي الحق‬
‫لتكون لنا فيها ضمانات لتلك المواعيد‪ .‬فمن واجبنا أآل نضع ثقتنا في أي من األشياء المخلوقة‬
‫التي سحرها الله وإحساده الستعمالنا‪ ،‬والتي نجتني من خدماتها المواهب التي ينعم علينا بها من‬
‫فرط غناه؛ كما ال ينبغي أن نفتتن بها أو نبجلها كما لو كانت عته خيرنا‪ .‬وبالمقيايس ذاته ال ينبغي‬
‫أن وئذع ثقتنا في األسرار ذاتها‪ ،‬أوأن يحؤل مجد الله إليها‪ .‬بل ينبغي باألحرى أن تطرح كز شيء‬
‫جانبا وأن نرفع إيماننا‪ ،‬وكذلك اعترافنا‪ ،‬إليه هو منشئ األسرار وخالق األشياء كتها‪.‬‬

‫‪ .١٣‬كلمة مسرا (لددالءآلة)‬

‫يشتق بعضهم جدأل من مجرد لفظة سر ‪ ،‬ولكننا ال نعتبره مقنائ‪ .‬يقولون إته رغم من أة‬
‫لكلمة سر معانى متعددة بين الكائب من ذوي الصيت‪ ،‬فقثاد العالمة أو الدليل إتما هو‬
‫أحد المعاني فقط مائ تدز عليه‪ .‬أي أتها تشير إلى الثشم المهيب الذي كان يؤذيه الجندي أمام‬
‫القائد العسكري عند دخوله خدمة القوات المستحة‪ .‬فإته كما يعلن المجئدون والءهم لقائدهم‬
‫بهذا الغشم العسكري وينخرطون في سلك الخدمة العسكرية‪ ،‬هكذا نحن بإشارتنا نعلن المسيح‬
‫قائدنا‪ ،‬وبذا نشهد أئنا نخدم تحت رايته‪ ١ ٤.‬يضيفون تشبيهات يوحئحون بها األمر‪( .‬يقولون) فكما‬
‫أن التوجا [الثوب الروماني الفضفاض؛ ميزت الرومان من نرتدي الرداء االغريقي المستطيل‪،‬‬
‫ينتقد كالغن تعليم المصلح السويسري أولريخ زوينغلي حول مفهوم اا|لتراا‪.‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪١٢٠٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الفصل الرابع عثر‬

‫وكما تميزت رتب السلطات الرومانية المختلفة بعضها من بعض بالشارات المميزة (فتتميز الطبقة‬
‫السناتورية من رتبة الغرسان ياألرجوان واألحذية الهاللية الشكل‪ ،‬ويتميز الغرسان بدورهم من‬
‫عامة الشعب بخاتم اإلصبع)‪ ،‬فهكذا نحن نلبس أزياءنا الرمزية التي تميزنا من العلمانيين‪.‬‬

‫يبدو بمزيد من الوضوح مائ تقدم‪ ،‬أن األقدمين الذين طيقوا اسم األسرار على العالمات‪ ،‬لم‬
‫يعيروا الكقاب الالتينيين أقز التفات‪ ،‬بل اختلقوا هذا المعنى الجديد للكلمة الستعمالهم المريح‪،‬‬
‫ليخضصوا به — ببساطة — العالمات المقدسة‪.‬‬

‫على أئنا إذ رغبنا في أن نتقصى األمر بأكثر عمق‪ ،‬يمكن أن يظهروا أدهم استعملوا الكلمة‬
‫بالمعنى المستخدم حالائ على المقياس نفسه الذي يظهر في استعمال كلمة إيمان ‪ ،‬ألده على‬
‫الرغم من أن اإليمان هوالصدق في تنفيذ الوعود‪ ،‬فهم يدعونه الثقة أواالقتناع األكيد بالحتى نفسه‪.‬‬
‫بهذه الطريقة‪ ،‬جعلوه فعز القائد أن يقبل المجندين إلى الخدمة فيما كان العشم (وهنا اسئعملت‬
‫كلمة اثما‪1‬عد‪٠‬آل‪١8‬ا) هو أداء الجندي في نذر ذاته إلطاعة أوامر القائد؛ ألن الرب يعد — بواسطة‬
‫األسرار — بائه سيكون لنا إلؤا وسنكون نحن له شعيا (‪٢‬كو‪١٦:٦‬؛حز‪.)٢٧:٣٧‬‬

‫أثا نحن فنتجاوز مثل هذه التحويرات‪ ،‬إذ يبدو لي ألني برهنت بما يكفي من الوضوح على‬
‫أن األقدمين لم يقصدوا شيائ باستخدام لفظة األسرار سوى أئها تعني العالمات أو الدالئل التي‬
‫تشير إلى األشياء الروحية المقدسة‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬نحن نقبل التشبيهات والمقارنات التي عرضها‬
‫خصومنا من حيث العالمات الظاهرة‪ ،‬لكثنا ال نتساهل في قبول ما ينبغي أن يعتبر ثانويا في األسرار‬
‫على أته أولى‪ ،‬أو حتى جوهرها الوحيد‪ .‬ما يلزم أن يظز أولغا هو أن األسرار ينبغي أن تخدم إيماننا‬
‫أمام الله؛ وبعد ذلك‪ ،‬أئها ينبغي أن تشهد العتراف إيماننا قذام الناس‪ .‬وإزاء هذا االعتبار األخير‪،‬‬
‫تصلح هذه المقاربات‪ .‬أائ النقطة األولى فال بذ أن تكون لها األولوتة؛ وإآل تضحي األسرار (كما‬
‫رأينا) مائتة ما لم تكن إعانة إليماننا ودعائ لتعليمنا إذ ترمي إلى االستعمال والفرض نغسيهما‪.‬‬

‫(ال تمنح األسرار بحن ذاتها النعمة‪ ،‬ولكتها — على مثال الكلمة ‪ -‬ثبرز المسيح‪) ١٧- ١٤ ،‬‬

‫‪ .١٤‬خطأ المفهوم السحري لألسرار‬

‫على العكس‪ ،‬فإته يلزم أن نتدبر أته‪ ،‬كما يضعف هؤالء الرجال قوة األسرار ويطيحون فائدة‬
‫استعمالها‪ ،‬كذلك في المقابل‪ ،‬ثئةآخرون يلحقون بها نوعا من الثوى الخفية يختفي معها كز‬
‫‪١٢٠٦‬‬

‫تلميح بأة الله قد وهبها‪ .‬وبهذا الخطأ ينخدع البسطاء والسذج حتى حافة الخطر‪ ،‬إذ يتعلمون أن‬
‫يبحثوا عن هبات الله حيث ال يمكن وجودها‪ ،‬وبذا يبتعدون تدريجائ عن الله ليعتنقوا الباطل م‪٠٣‬‬
‫دون الحئ‪ .‬لقد علمت مدارس السفسطائيين بقدر وافر من النجاح‪ ،‬أة أسرار الناموس الجديد‬
‫(التي دستخدم اآلن في الكنيسة المسيحية) دبرر وتمنح النعمة‪ ،‬على شرط أأل نقيم حاجزا م‪٠ ٣‬‬

‫خطورته ألن االدعاء به بات متفشائ في جزء كبير من العالم على امتداد قرون عديدة‪ ،‬تفسائ نتجت‬
‫منه خسارة فادحة للكنيسة‪ .‬إذ هذا التعليم شيطانى بال ريب‪ .‬فهو إذ رعد ير بمعزني عن اإليمان‪،‬‬
‫يطيح النفوس مباشرة إلى هاوية الهالك‪ .‬وثانائ‪ ،‬إذ يعزو علة التبرير إلى األسرار ذاتها‪ ،‬يحبس عقول‬
‫البشر التعيسة (إذ هي بطبيعتها تميل إلى األرضغات) في سجن هذه الخرافة بحيث تضع الثقة في‬
‫عنصر مادي بدأل من وضعه في الله نفسه‪ .‬ليتنا لم نكن قد اختبرنا الكثير من هذين الشيئين؛ فكم‬
‫يبتعدان عن الحاجة إلى برهان طويل! لكن ماذا يمكن أن يكون سر يناول بمعزل عن اإليمان‪،‬‬
‫سوى الدمار األكيد لكنيسة المسيح؟ ألره يستحيل أن ينتظر شيائ من السر يمعز ل عن الوعد‪ ،‬ألئ‬
‫الوعد يهدد غير المؤمنين بالغضب‪ ،‬كما يقدم النعمة للمؤمنين‪ .‬من ثم ينخدع أي إنسان إذ ظئ أره‬
‫يتقئل شيائ من خالل األسرار فوق ما تقذمه له كلمة الله ويقبله هو بإيمان صادق‪.‬‬

‫من هذا نخرج بشيء آخر‪ :‬إة ضمان الخالص ال يعتمد على المشاركة في األسرار‪ ،‬كما‬
‫لوكان التبرير كامائ فيها‪ .‬ألئنا نعرف أة التبرير مودلح في المسيح وحده‪ ،‬وأئه ينتقل إلينا بالوعظ‬
‫باألنجيل بمقدار انتقاله بختم السر‪ ،‬وأن التبرير قادر أن يقوم كامأل بدون السر‪ .‬صنق قول‬
‫أوغسطينس‪ :‬يمكن أن يعم تقديس غير منظور من دون عالمة منظورة‪ ،‬كما يمكن — بالمقابل — أن‬
‫توجد العالمة المنظورة بدون أن يحدث تقديس حقيقي‪ ١٥ .‬يقول في موضعآخر‪ :‬كما يحدث‬
‫أحياائ أن يلبس الناس المسيح إلى حد تناول السر‪ ،‬وأحياائ إلى حد تقديس الحياة‪ .‬على أة الحالة‬
‫األولى يمكن أن تحدث مع كز من الصالحين والطالحين على السواء؛ أثا األخيرة فال تحدث إأل‬

‫للصالحين واألتقياء وحدهم‪١ ٦ .‬‬

‫ه ‪ . ١‬تمييز بين الجوهر والعالمة‬


‫من ثم إدا‪ ،‬التمييز (إذا لهم على النحو الصحيح) الذي كثيرا ما أشار إليه أوغسطينس عينه‪ ،‬بين‬
‫العالمة وجوهر موضوعها‪ .‬فإذ التمييز ال يعني أن الرمز والحقيقة كليهما يكمنان في السر فقط‪ ،‬بل‬

‫‪1110, ^€8110718 071‬ا‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫انظر‪111. 84 )11 34. 713(. :‬‬ ‫‪١٥‬‬


‫‪ً٢.‬ا ;‪43. 193‬ط‪٧. 34 )1‬اتآ ‪, 0718)1^18771 ٧.‬ثئ‪8‬الجال‪٨‬‬ ‫انظر‪!٧. 475(. :‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫‪١٢٠٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫أدهما ال يرتبطان على نحو ال يحول دون أن ينفصال؛ وأئه حتى في اثحادهما نفسه ينبغي أن يتميز‬
‫الجوهر دائائ عن العالمة‪ ،‬وأأل نحؤل إلى أحدهما ما يختش‪ -‬به اآلخر‪.‬‬

‫يخاطب (أوغسطينس) انفصالهما عندما يكتب‪ :‬يحدث ما تمئله األسرار أثره في المختارين‬
‫وحدهم‪ ١٧ .‬وأينا‪ ،‬عندما يكتب عن اليهود قائأل‪ :‬على الرغم من أة األسرار مشتركة بين الجميع‪،‬‬
‫لم تكن النعمة — وهي قوة األسرار ‪ -‬مشتركة‪ .‬هكذا أيصا كانت مغسلة التجديد (في الهيكل) ^تي‬
‫‪٣‬حه] متاحة للجميع؛ أائ النعمة ذاتها التي يولد بها أعضاء جسد المسيح ثانيه مع رأسه‪ ،‬فلم تكن‬
‫مشتركة للجميع‪ ١ ٨ .‬ويقول أيثا في موضعآخر عن عشاء الرب‪ :‬إئنا نتناول اليوم طعاائ منظورا‪،‬‬
‫ولكئ السر شيء‪ ،‬وقؤة السر شيءآخر‪ .‬لائذا يحدث أن الكثيرين يتناولون من المذبح ويموتون‪،‬‬
‫ويموتون بتناولهم؟ لقد كانت لقمة الرب سائ ليهوذا‪ ،‬ليس ألئه تناول الشر‪ ،‬بل ألن إنساائ شريرا‬
‫تناول بإثمه شيائ صالخا‪.‬أ‪ ١٩‬ويضيف بعد قليل‪ :‬ااإة سر هذا األمر الجوهري‪ ،‬أي وحدة جسد‬
‫المسيح ودمه‪ ،‬يوضع على مائدة الرب في بعض األماكن يومائ‪ ،‬وفي أماكن أخرى في أيام فترات‬
‫محذدة؛ والبعض يتناولون منه للحياة‪ ،‬وآخرون للموت‪ .‬أائ الجوهر ذاته‪ ،‬الذي منه السر‪ ،‬فيتناوله‬
‫كز من يشترك فيه للحياة‪ ،‬وال أحذ للموت‪.‬اا كان قد قال قبل ذلك بقليل‪ :‬ض أكل لن يموت‪ ،‬أي‬
‫تن ينتفع من قوة السر‪ ،‬وليس من (عناصر) السر المنظور(؛)؛ (وهو) تن يأكل في الباطن‪ ،‬وليس‬
‫في الظاهر؛ ض يتناول بقلبه‪ ،‬وليس من يقضم بأسنانه‪ ٢ ٠ .‬بهذا كته يقال لك إذ السر منفصل عن‬
‫جوهره من جراء عدم استحقاق ض يتناوله‪ ،‬ومن ثم ال يبقى (فيه) شيء سوى منظر فابًا ال نفع فيه‪.‬‬
‫أما لكي يكون لك الجوهر مع العالمة‪ ،‬وليس العالمة الخالية من جوهر الحق‪ ،‬فعليك أن تدرك‬
‫فتقبل باإليمان الكلمة المحتواة فيه‪ .‬إدا لسوف تنتفع من خالل اشتراكك في األسرار باشتراكك‬
‫في المسيح‪ ،‬بقدر ما تنتفع من تناولها نفسه‪.‬‬

‫‪ .١٦‬األسرار ذاتًاهميةلذافياإليمانباسح‬

‫إن كان هذا ال يزال غامقا بسبب إيجازه‪ ،‬فسوف أشرحه بأكثر تفصيل‪ .‬أقول إذ المسيح‬
‫هو الجوهر‪ ،‬أو إذا شئت فهو المادة الحقيقية لجميع األسرار؛ ألن كز قوامها فيه‪ ،‬وألئها ال ئعد‬

‫انظر‪٥٠.14] ¥11. 171 ££.(; ]<€ :‬؛‪٠ 11, 12, 15 )11 35. 1611-1614‬د ‪٠/‬هى صدهز اص‪٨‬‬ ‫‪١٧‬‬
‫‪١٧ 11. 82(.‬ح‪. ٨‬ئ؛‪ 40. 344‬ا(ل]ا‪. 50 )١‬ا‪¥‬تآ س‪٠‬س‪٢‬‬
‫‪0,‬ال‪811‬آلقاأ‪٨‬‬ ‫انظر‪8. 78.2[ ٧111. 367(. :‬؟] ]‪ 11. 11‬؛‪( )^۶٤ 36. 983 ٤٠‬ج‪0‬ااةأ‪8‬جآل‪<8. 77. 2 )111 8‬؟‬ ‫‪١٨‬‬
‫انظر‪([١١٢17 ¥11. 171(. :‬ل‪١٢‬حم‪11.‬؛‪٧1. 11-12 )11 35. 1611‬تل ‪/‬عوف) ئ‪, [01)171 ,‬جال‪811‬آلجآل‪٨‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫انظر‪ 11. 14] ٧11. 172 ٤.(. :‬؛‪٧1. 15 )^]٤ 35. 1614‬تت‪. 011.‬وه ‪,‬جال‪811‬ل‪٦‬غآل‪٨‬‬ ‫‪٢٠‬‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين المبئ‬ ‫‪١٢٠٨‬‬

‫بشيء قط بمعزبة عنه ‪ ٠‬ومتا ال يمكن قبوله‪ ،‬إدا‪ ،‬هو خطًا بطرس لومبارد الذي — بًاسلوب المتعزم‬
‫‪ -‬يجعل األسرار عتة البؤ والخالص اللذين هي مجرد أجزاء منهما‪ ٢ ١.‬إدا فلنودع كز عئة يصؤرها‬
‫ذكاء اإلنسان ولنستمسك بهذه العئة وحدها‪ .‬ومن ثم فإذ فاعلية األسرار بيننا ئقاس بمقدار إعانة‬
‫خدمتها أحيادا على تنشئة معرفتنا الحقيقية للمسيح وإرساخها وتنميتها؛ وأحيا دا أخرى على اقتنائه‬
‫بأكثر امتالء والتمثع بغناه‪ .‬هذا يحدث عندما نقتبل ما يقت‪ ،‬م لنا فيها بيقين حقيقي‪.‬‬

‫سوف تسأل‪ :‬إذا هل يلغي األشرار بجحودهم ما رسمه الله؟ أجيب‪ :‬إن ما قلته ال ينبغي أن‬
‫يفهم منه كما لوكانت قوة األسرار وحقيقتها تتوقف على حالة مرئ يتناولها أوعلى خياره‪ .‬ألؤ ما‬
‫رسمه الله يبقى ثابائ ويحتفظ بطبيعته كما هي‪ ،‬مهما تنوع البشر‪ .‬فبما أن التقديم شيء‪ ،‬والتناول‬
‫شيءآخر‪ ،‬ال شيء يمنع الرمز الذي تقذسه كلمة الرب من أن يكون فعأل ما يدعى به‪ ،‬وس أن يحافظ‬
‫على القؤة الكامنة فيه‪ .‬ومع ذلك لن يجدي هذا إنسابا شريرا أو عديم التقوى‪ .‬حل أوغسطينس‬
‫هذه المسألة حيذا في كلمات وجيزة‪ :‬إذا تناولت جسدائ فإذ ما تتناوله ال ئبطل أن يكون روحيا‪،‬‬
‫ولكثه ليس كذلك بالنسبة إليك‪٢٢٠٠.‬‬

‫ومثلما بين أوغسطينس في النصوص التي تم ذكرها سابعا ذكرها‪ ،‬أن ال قيمة لألسرار إذا‬
‫انفصلت عن الحق الذي تشير إليه‪ ،‬يذتمرنا في موضعًاخر بأئه في ارتباطهما عينه‪ ،‬يلزم علينا أن‬
‫ندرك الغرق بينهما لئأل ثشئمسك بشد؛ بالعالمة الناهرة‪ .‬يقول‪ :‬اأن نتمشك بالحرف ونأخذ‬
‫العالمات وكأئها الجوهر ذاته إتما هو دليل على ضعفب من يستعيد للعالمات‪ ،‬ولذا أن ئغئز‬
‫ويبرز هنا نقيصتين مشينتين يلزم اجتنابهما‪:‬‬ ‫العالمات بهباء كهذا إدما يقود إلى ضالل مبين‪.‬‬
‫أوالهما هي أن نتقيل األسرار كما لوكانت اعطيت باطأل‪ ،‬وأن نجعلها عديمة الثمر لنفوسنا بتدمير‬
‫معانيها الكامنة أو بإضعافها بواسطة ئعاذابنا لها‪ .‬والنقيصة الثانية هي أن نحيل إليها فضل النعم‬
‫التي يجزلها علينا المسيح وحده‪ ،‬وذلك عندما ال نرتقي بأذهاننا فوق العالمة المنظورة‪ .‬أنا هذه‬
‫النعم المشار إليها‪ ،‬فيمنحنا إياها المسيح بقؤة الروح القدس الذي يجعلنا شركاء فيه؛ وبمساعدة‬
‫العالمات الظاهرة التي تجذبنا إلى المسيح؛ ولكئها إذا عوجت فانصرفت إلى ادجاهآخر‪ ،‬أفنيت‬
‫قيمتها‪-‬ياللعار‪-‬كلؤا‪.‬‬

‫‪.‬انظر‪ 192. 840( :‬ط<‪.1111(31)1, 8671*6710631٧. 1. 5 )1‬‬ ‫‪٢١‬‬


‫انظر‪ 419(. :‬ظ‪٢.1‬أ؛‪. 6 )10 35. 1618‬اا‪٧‬تل أ‪(6‬ل‪, [0*171’3 003‬جاالأ‪8‬آلجآل‪٨‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫انظر‪. 14] ٧11. 171 !.(; 071 :‬ئ ;‪ 11, 12, 15 )10 35. 1611-1614‬ة‪١‬تت ‪0, [0*1713 603^1‬عاأ‪8‬عآجال‪٨‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫‪. 11] 11. 560(.‬ئ ;‪ 34. 71‬ا‪. 13 )٠‬ة ‪0*17-1311071000*7-1716 111.‬‬
‫‪١٢٠٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫‪ . ١ ٧‬الوظيفة الصحيحة لألسرار‬

‫إدا فليستتب هذا المبدأ‪ :‬أن لألسرار الوظيفه عينها التي لكلمة الله‪ :‬أن تقدم المسيح لنا وتبرزه‬
‫أمامنا‪ ،‬وفيه تكون لنا كنوز النعمة السماوية‪ .‬ولكئها ال تجدي شيائ وال تفيد ما لم لقبل باإليمان‪.‬‬
‫فهي كالزيت أو الخمر الجيدة أوأي شراب طيب‪ ،‬يسيل وينساب فيختفي مهما تدئقت كمياته ما‬
‫لم ينفتح فاه اإلناء الذي يضب فيه؛ بل إذ اإلناء سوف يترشش من الخارج ويظل فارعا‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬يلزمنا أن نحترز لئأل ننجرف إلى خطإ مشابه من خالل ما كتبه األقدمون‬
‫بشيء من المغاالة لتعزيز كرامة األسرار‪ .‬وهوأن نظن أن ثئة قوة خفيه الحقت باألسرار تضغي بها‬
‫من ذواتها نعم الروح القدس علينا‪ ،‬كالخمر المقدمة في كأس؛ بينما الوظيفة المعطاة لها إلهيا هي‬
‫أن تشهد وتوثق لنا مشيئة الله الصالحة تجاهنا‪ ،‬وأن ال فائدة أخرى لها ما لم يرافقها الروح القدس‪،‬‬
‫ألئه هو مرذ‪ ،‬يفتح أذهاننا وقلوبنا ويؤلهلنا لقبول هذه الشهادة‪ .‬وفي هذا أيصا تسطع إحسانات مميزة‬
‫ومتنوعة أخرى‪ .‬فكما بيائ أعاله‪ ٢٤ ،‬تكون األسرار بالنسبة إلينا كرسل بشارة مفرحة أو كضمانات‬
‫توثيق العقود التي تبرم بين الناس‪ .‬إئها ال تسبغ نعائ من ذاتها بل تعلن لنا وتخبرنا (باعتبارها‬
‫ضمانات وعرابين) وتصادق على اإلحسانات المعطاة لنا من فيض أفضال الله‪ .‬وهو الروح القدس‬
‫(الذي ال تسكبه األسرار على جميع بني البشر بل على ئن يشاء الرب أن يمنحه لشعبه هو) الذي‬
‫يأتي ومعه إحسانات الله فيعطي مكادا لألسرار بيننا ويجعلها تأتي بثمر‪.‬‬

‫ال ننكر أن الله نفسه حاضر في ما أسسه بقوة الروح القدس الحاتة فيه فعأل‪ .‬ومع ذلك نعلن‬
‫أره — لكيال تكون ممارسة األسرار عقيمة وبال ثمر — ينبغي أن ئئعكر في النعمة الكامنة؛ في كونها‬
‫تتميز عن الخدمة الظاهرة‪ ،‬وأن نتأثل فيهما على انفراد‪ .‬على أساس ذلك‪ ،‬ندرك أن الله ينفذ حعا‬
‫كل ما يعد به ممئأل في الدالئل والعالمات؛ كما أن العالمات ال تقئر عن أن تبرهن على أمانة‬
‫منشئها وصدقه‪ .‬السؤال الوحيد هنا‪ :‬هل يعمل الله بقوته الجوهرية (التي هي طبيعته) أو‬
‫يتنازل عن وظيفته للرموز الظاهرة؟ نحن نصر على أن أي أدواب يستعملها الله ال تسلب جزءا‬
‫من فعله األصلي‪.‬‬

‫وعندما دعتم هذه العقيدة — عقيدة األسرار ‪[ -‬هكذا؛‪ ،‬فإذ فائدتها درئى على نحو صحيح‪،‬‬
‫ويبين استعمالها بشكل واضح‪ ،‬وتعلن قيمتها بقدر عظيم‪ ،‬ويستبقى أفضل اعتدال بين كل هذه‬
‫األشياء بحيث ال يبالغ في أي جانب منها‪ ،‬كما ال ينتقص منها أي حق‪ .‬وفي الوقت عينه يبطل‬

‫انظر أعأله‪ :‬الكاب الرابع‪ ،‬الفصل الثالث عشر‪ ،‬الفقرات ه‪.٧-‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٢١٠‬‬

‫االعتقاد الخاطئ الذي بفتف به عتة التبرير وقؤة الروح القدس في عناصر األسرار المادرة‪ ،‬كما في‬
‫أوان أو وسائط‪ ،‬فتبرز القؤة المحركة الرئيسة — التي تغافل عنها بعضهم ‪ ٢٥-‬بأكثر وضوح‪.‬‬

‫كما ينبغي أيشا أن نذكر هذا‪ :‬أن الله هو لن ينجز داخليا ما يمقله الخادم ويشهد له ظاهرن‬
‫خشية أن يحول ما يحتفظ به الله لذاته إلى إنسان مائت‪ .‬يحذر أوغسطينس بحكمته القائلة‪ :‬اكيف‬
‫يتئم الله وموسى التقديسى؟ ليس موسى نيابة عن الله؛ بل موسى بواسطة األسرار المنظورة من‬
‫خالل خدمته‪ ،‬والله بواسطة النعمة غير المنظورة من خالل الروح القدس‪ .‬ثئة أيشا ثمر األسرار‬
‫المنظورة كته‪ .‬ألله ماذا تكون الجدوى من هذه األسرار المرئية إذا افتقدت هذا التقديس‪ ،‬تقديس‬
‫النعمة الآلمرئية؟أ‪٢٦‬‬

‫(االستخدام األوسع لتفظة في األحداث الكتابية‪ ،‬وقطرها على أسرار الكنيسة العادية‪،‬‬
‫‪)٢٠—١٨‬‬

‫‪ .١٨‬األسرار باسى الواسع‬

‫يشمل تعبير األسرار ا عموائ كما ناقشنا طبيعته‪ ،‬سلائ وحتى اآلن‪ ،‬جميع تلك الدالئل التي‬
‫أوصى الله البشر بها بغية أن يوكد لهم صدق وعوده ويونلد ثقتهم بها‪ .‬فقد شاء أحياائ أن يقذمها‬
‫في أشياء طبيعية‪ ،‬وفي أحيان أخرى بواسطة المعجزات‪.‬‬

‫هاك بعض أمثلة النوع األول‪ .‬أحدها عندما أعطى الله آدم وحواء شجرة الحياة كضمان‬
‫للخلود‪ ،‬فيطمئننا إلى الحياة ما أكال من ثمرها [تك ‪ ٩: ٢‬؛ ‪٢٢: ٣‬؛‪ .‬مث‪1‬آلخر‪ :‬عندما نشر الله قوش‬
‫تزخ‪-‬لنوح وذريته تصديعا على ميثاق أقامه بأئه ال يهلك األرض بطوفان‪ .‬لقد اعتبرآدم ونوح هاتين‬
‫العالمتين كأسرار‪ .‬ليس أن الشجرة أتنت خلودا ال تستطيع أن تهبه لذاتها؛ أو أن القوس (وما هو‬
‫إآل انعكاس ألشعة الشمس على السحب قبالتها) يمكنه أن يمنع المياه؛ بل ألئه كانت قد حبرت‬
‫عليهما عالمة بكلمة الله فأصبحتا برهادا وختائ لمواعيده‪ .‬والحقيقة هي أن الشجرة كانت قبأل‬
‫شجرة وكان القوس قوسا‪ .‬ولكئهما لتا انطبعا بكلمة الله اكخذا هيئة جديدة فابتدآ يكونان ما لم‬
‫يكوناه من ذي قبل‪ .‬وكيال يظن أحد أن هذه األشياء قيلت باطأل‪ ،‬يظل قوس القزح اليوم شاهذا على‬
‫العهد الذي قطعه الله لنوح‪ .‬فكتما ننظر إليه نقرأ ميثاق الله هذا فيه؛ أن األرض لن تهلك أبذا بواسطة‬

‫أي أولريخ زوينغلي ومارتن بوتسر؛ انظر أعأله الفقرات ه‪.٨-‬‬ ‫‪٢٥‬‬
‫‪,‬ج‪8٤111‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪071٠‬‬ ‫انظر‪ 34. 712(. :‬را) ‪111. 84‬‬ ‫‪٢٦‬‬
‫‪١٢١١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫طوفان‪ .‬لذلك إن سخر متفلسف من بساطة إيماننا‪ ،‬فجادل بأن هذا التنوع من األلوان إثما ينتج من‬
‫انعكاس أشقة الشمس على سحب قبالتها‪ ،‬فلنعترف بذلك‪ ،‬ولكن لنضحك من غباوة عدم إدراكه‬
‫أن الله هو سيد الطبيعة وحاكمها‪ ،‬وأن كز العناصر تخدم مجذه بحسب مشيئته‪ .‬فإثه لو كان قد‬
‫مذ كهذه على الشمس والنجوم واألرض واألحجار‪ ،‬لكانت جميعها أسرارا لنا‪ .‬لماذا‬
‫براب*‬ ‫طخ‬
‫ال تتساوى الفضة الخام والعمالت الغضية في القيمة مع أئهما المعدن نفسه تماائ؟ أحدهما يوجد‬
‫في حالته الطبيعية؛ أتا اآلخر فمختوائ بعالمة رسمية‪ ،‬يصبح عمله لها تقييم جديد‪ .‬أال يستطيع الله‬
‫أن يسم بكلمته األشياء التي خلقها‪ ،‬والتي سبق أن كانت عناصر عارية‪ ،‬فتصبح أسرارا؟‬

‫هاك أمثاأل من النوع الثاني‪ :‬عندما أضاء الله إلبر اهيم مصباحا في فور نار داخن‬
‫[تك ه‪]١٧:١‬؛ وعندما وعد جدعون بالنصر‪ ،‬بز جزة الصوف بالطز في حين كان في األرض‬
‫جفاف‪ ،‬ثم بز األرض كتها بالطز وأحدك في الجزة جفاائ [قض ‪]٣٨-٣٧ : ٦‬؛ وعندما رجع‬
‫الظز عشر درجات على المزولة [الساعة الشمسية؛ كعالمة لحزقيا توبد له شفاءه وأماثه [من يد‬

‫ملك أشور] [‪٢‬مل ‪١١-٩:٢٠‬؛ اش ‪ .]٧٠٠٣٨‬فلائ كانت هذه األشياء قد وعلت لتدعم إيمانهم‬
‫الضعيف وتوطده‪ ،‬باتت أيصا أسرارا مقدسة‪.‬‬

‫‪ .١٩‬األسرار الكنسية العادية‬

‫ولكئ غرضنا اآلن — على وجه التحديد — أن نناقش تلك األسرار التي شاء الرب أن تمارس‬
‫اعتيادا في الكنيسة‪ ،‬كيما تغذي عباده وخدامه في اإليمان وفي االعتراف بإيمان واحد‪ .‬هنا‬
‫نقتبس كلمات أوغسطينس‪ :‬ال يمكن صهر البشر مائ في دين واحد بًاي اسم‪ ،‬سواء أكان ديائ‬
‫صحيحا أم زائغا‪ ،‬ما لم تجمعهم شركة عالماب أو أسرار مرئية‪ ٢٧ .‬فلقا سبق أبونا األرحم أن رأى‬
‫هذا االحتياج‪ ،‬رسم منذ البدء ممارسات تقوية لعباده‪ .‬ثم جاء الشيطان بعد ذلك فحط من قدرها‬
‫بتحويلها إلى أفعال خرافية للعبادة‪ ،‬فأفسدها بسبل متعددة‪ .‬من ثم نشأت عمليات إدخال األمميين‬
‫في ممارساتهم السرية‪ ،‬وشعائر أخرى منحتة؛ وهذا‪ ،‬على الرغم من كونه مغعائ بالخطأ وسالن‬
‫الخرافة‪ ،‬يبرهن على احتياج البشر إلى دالئل ظاهرة العتناقهم الذين‪ .‬ولكن إذ لم تكن هذه متأصلة‬
‫في كلمة الله‪ ،‬وال تشير إلى ذلك الذي ينبغي أن تبرزه جميع العالمات‪ ،‬فهي ال تستحق االستذكار‬
‫حيثما دنكر الرموز المقدسة التي رسمها الله من دون أن تنحرف عن غرضها األساسي كإعانات‬
‫على التقوى الحقيقية‪.‬‬

‫‪,‬جعاأ‪8‬ل‪٦‬جلمآ‪٨‬‬ ‫انظر‪111٧. 243(. :‬؟!؛‪ 42. 355‬ا<‪. 11 )١11‬ةل‬ ‫‪٢٧‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أس الذين البتي‬ ‫‪١٢١٢‬‬

‫كما أثها — فوق ذلك — تكمن في طقوس وشعائر‪ ،‬وليس في عالمات بسيطة كالشجر وقوس‬
‫القزح‪ .‬وبمعنى آخر (إذ شئت)‪ ،‬العالمات المعنية هنا معطاة بمثابة ممارسات‪ .‬ولكئها‪ ،‬كما سبق‬
‫أن قلنا أءاله‪ ٢٨،‬شهادات للنعمة وللخالص من الرب؛ فهي من جانبنا عالمات اإلقرار الذي نعان‬
‫به جهارا — كما بعشم — والءنا لله‪ ،‬والتزامنا األمين به‪ .‬لقد دعاها يوحنا الذهبى الغم عهودا ير؛ ول‬
‫بها الله ذاته بنا‪ ،‬ونحن بدورنا نعاهده بالطهارة وقداسة العيش؛‪٢٩‬وهذا يتوسط عقد متبادل بين الله‬
‫وبيننا‪ .‬ألئه كما يعد الله في هذه العالمات بأن يلغي ويمحو أي ذنب أو عقوبة وقعا علينا من جؤاء‬
‫تعذينا‪ ،‬ويصالحنا لنفسه في ابنه الوحيد‪ ،‬فهكذا نحن بذورنا دوق أنفسنا به بهذا اإلقرار‪ ،‬بأن نسعى‬
‫في سبيل البر والتقوى‪ .‬من ثم يمكنك القول ‪ -‬عن حق ‪ -‬إذ هذه األسرار إثما هي شعائر‬
‫يشاء بها الله أن يدرب شعبه أؤأل على تعزيز اإليمان وإنهاضه وإرساخه في الباطن؛ ثم على الشهادة‬
‫له قذام الناس‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٠‬الوعد بالمسيح في أسرار العهد القديم‬

‫تنوعت األسرار نفسها‪ ،‬يتطور الزمن‪ ،‬بحسب التدبير اإللهي الذي شاء الرب أن يعلن به ذاته‬
‫للبشر بأنواع وطرق كثيرة‪ .‬فأمر بالختان إلبراهيم ولنسله [تك ‪ .]١٠:١٧‬وإليه أضيفت القرابين‬
‫والذبائح والغرائض [ال‪ ]١ ٠-١ :‬من ناموس موسى‪ .‬كانت تلك أسرازا لليهود حتى مجيء‬
‫المسيح‪ .‬ولما بغداء هذه عند مجيئه‪ ،‬أقيم سران تستعملهما الكنيسة اليوم‪ .‬المعمودية والعشاء‬
‫الربانى [مت ‪ ١٩: ٢٨‬؛ ‪ .]٢٨-٢٦ : ٢٦‬إئني أتحذث عن تلك التي تأسست الستعمال الكنيسة‬
‫كلها‪ .‬بيد أثني ال أعترض على تسمية وضع األيدي الذي يفزز به الخذام لممارسة وظيفتهم سرا‬
‫مقدسا‪ ،‬ولكتني ال ادرجه تحت عنوان األسرار االعتيادية‪ .‬ألمنا عن الموضع الذي كدزج فيه بقية ما‬
‫يعتبر أسرارا على نحو شائع‪ ،‬فسوف نراه عن قربب‪٣٠ .‬‬

‫كانت األسرار القديمة ترنو إلى الهدف نفسه الذي تهجه إليه أسرارنا اليوم‪ :‬وهو أن توحه‬
‫الناس‪ ،‬بل تكاد تقودهم باليد إلى المسيح‪ ،‬أو باألحرى‪ ،‬باعتبارها صورا تمثله وتبينه لكي يعرف‬
‫بها‪ .‬لقد علمناآذعا‪ ٣١‬أثها أختام يصادق بها الله على مواعيده‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬إثه واضح كزى‬
‫الوضوح أن موعدا لم يوهب للناس إآل في المسيح [ ‪ ٢‬كو ‪ ٠]٢٠:١‬ولذا‪ ،‬كيما تعلمنا عن أي موعد‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.١‬‬ ‫‪٢٨‬‬


‫‪011^80810111,‬‬ ‫انظر‪018. :‬ا‪1‬ه‪0٢ 0‬اة‪ 1‬الأل ‪ ١٧0٢1) 01111110)1‬ة ‪0)1. £1118111118 )6^801 1530(, 11. 82, 111‬‬ ‫‪٢٩‬‬
‫انظر أدناه‪ :‬الفصل التاسع عشر‪.‬‬ ‫‪٣٠‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ه‪.‬‬ ‫‪٣١‬‬
‫‪١٢١٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫من مواعيد الله‪ ،‬يلزمها أن تبرز المسيح‪ .‬وهذا يوافق ذلك النموذج السماوي‪ ،‬نموذج الخيمة‬
‫ونموذج العيادة تحت الناموس الذي ؤضع أمام موسى على الجبل[خر‪٤٠،٩:٢٩‬؛‪.]٣٠:٢٦‬‬
‫ثنة فرق واحد فقط‪ :‬هو أن النمونح األول كان يؤذن بحلول المسيح الموعود به فيما كان ينتظر‬
‫بعل؛ واألخير يشهد له كمن أعطي وأعلن‪.‬‬

‫(أسرار العهد القديم ذات صلة وثيقة بأسرار العهد الجديد في أتها كانت تؤذن باستعالن‬
‫المسيحاستعالتاكامأل‪)٢٦-٢١ ،‬‬

‫‪ .٢١‬الختان‪ ،‬وطقوس التطهير‪ ،‬والذبائح تشيركتها إلى المسيح‬

‫ستتوصح هذه جميعها على نحو أوفر عندما يشرح كز منها على حدة‪.‬‬

‫أي‬ ‫كان الختان بالنسبة إلى اليهود الرمز الذي انذروا به‪ ،‬أن كز ما ينبثق من نسل اإلنسان‬
‫الطبيعة البشرية بأكملها ‪ -‬فاسد وفي حاجة إلى تشذيب‪ .‬وفضأل عن ذلك‪ ،‬كان الختان تدنرة‬
‫لتثبيتهم في الوعد المعطى إلبراهيم لبركة نسله الذي كانت ستتبارك فيه جميع أمم األرضى‬
‫[تاث ‪ ،)١٨: ٢٢‬والذي كانت جميع األمم أيصا تنتظر منه بركها‪ .‬كان ذلك النسل الذي يختص‬
‫(كما تعتمنا من بولس) هو المسيح (غل ‪١٦:٣‬؛‪ ،‬الذي به وحده وثق بنو البشر بأئهم كانوا‬
‫سيستعيدون ما فقدوه فيآدم‪ .‬ولذا كان الختان بالنسبة إليهم ما كان إلبراهيم‪ ،‬كما في تعليم بولسى‪،‬‬
‫أي عالمة بر اإليمان [رو ‪١١: ٤‬؛؛ أي الختم الذي بواسطته يتاكد لهم بأكثر اطمئنان أن إيمانهم‬
‫الذي انتظروا به النسل يحسب لهم برا لدى الله‪ .‬وسوف نتابع الحديث في موضع أنسب بمقارنة‬
‫أكمل بين الختان والمعمودية‪٣٢ .‬‬

‫فالمعموديات والتطهيرات تكشف لهم عدم طهارتهم‪ ،‬بل عفنهم وتلؤثهم الذي كانوا قد‬
‫تنجسوا به في طبيعتهم هم؛ أتا هذه الفرائض فوعدتهم بنوعآخر من التطهير يزال به ويفشل عنهم‬
‫كز وسخهم [عب ‪١٤ ، ١٠ : ٩‬؛‪ .‬وكان المسيح هذا التطرير‪ .‬ونحن— مغسولين بدمه‪ -‬تحضر‬
‫هذه الطهارة أمام عيني الله ليفعلي بها كل نجاساتنا‪.‬‬

‫كذلك الذبائح أيقظت وعيهم ليدركوا عدم برهم‪ ،‬وعتمتهم‪ ،‬في الوقت عينه‪ ،‬أن كعارة ما‬
‫كان ال بذ من صنعها لمراضاة عدالة الله‪ .‬كما عتمتهم أيصا أته ينبغي أن يكون هنالك رئيش كهنه‬

‫انظر آدناه‪ :‬الفصل السادس عشر‪ ،‬الفقرتين ‪ ٣‬و‪.٤‬‬ ‫‪٣٢‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢١٤‬‬

‫وسيثا بين الله والناس‪ ،‬ليصنعكائرة يسفك الدم و بتقديم ذبيحة تكفي لمغغرة الخطايا‪ .‬كان رئيس‬
‫الكهنة هذا هو المسيح [شب ‪ ١٤ : ٤‬؛ ه ‪ :‬ه؛ ‪ ١١ : ٩‬؛؛ فقد سكب دمه؛ وكان هو عينه الذبيحة‬
‫الكائرية؛ لقد قذم ذاته‪ ،‬مطيائ اآلب حتى الموت [في ‪ .]٨:٢‬وبإطاعته محا عصيان اإلنسان‬
‫[رو ه‪ )١ ٩:‬الذي كان قد أوقد غضب الله‪.‬‬

‫‪ .٢٢‬ئعؤر عن المسيح بصورة أكمل في األسرار المسيحية‬

‫أثا عن أسرارنا نحن‪ ،‬فارها كآما أظهرت لنا المسيح على نحو أكمل‪ ،‬قدمته لنا بشكلي أوضح‬

‫منذ أن كان اآلب قد أعلنه كما كان موعودا به‪ .‬المعمودية تشهد لنا بأرنا قد عسلنا وتطؤرنا؛ ومائدة‬
‫الشكر تعلن لنا أئنا قد افئدينا‪ .‬بالماء يتمثل القسل؛ وبالدم تتمقل الكفارة‪ .‬وكالهما يوجدان في‬
‫المسيح الذي‪ ...‬كما يقول يوحنا أتى بماء ودم [‪١‬بو ه‪]٨:‬؛ أي ليغسل وليغدي‪ .‬وروح الله‬
‫أيصا يشهد لذلك‪ ،‬حعا‪ ،‬أن ‪0‬االين يشهدون ‪ ...‬هم ئآلئة‪ :‬الروخ‪ ،‬واناء‪ ،‬زالئم‪٠‬ا [ ‪١‬يو ه‪ .]٦:‬في‬

‫الماء والدم لنا شهادة التطهير والغداء‪ .‬أائ الروح‪ ،‬وهو الشاهد األول‪ ،‬فيثبت لنا هذه الشهادة‪ .‬وقد‬

‫وماء [يو ‪ . ]٣٤:١٩‬ولهذا السبب ستاه أوغسطينس ينبوع أسرارنا‪.‬‬

‫سيلزمنا أن نناقش هذا بأكثر توسع‪ .‬ال ريب في أن نعمة الروح تعلن ذاتها أيصا بصورة أوفر‬
‫هنا‪ ،‬إن كنت لتقارن زماائ بآخر‪ .‬فإذ هذا يتعتق بمجد ملكوت المسيح‪ ،‬كما نستنبط من العديد‬

‫من النصوص‪ ،‬وخصوصا من األصحاح السابع من بشارة يوحنا [يو ‪٣٩-٣٨ ، ٩-٨ : ٧‬؛ ‪ .‬وبهذا‬
‫المعنى ينبغي أن نفهم قول بولس‪ :‬تحت الناموس كانت ظالل؛ أتا الجسد فللمسيح [كو ‪. ] ١٧: ٢‬‬
‫لم يعب بذلك أن يجرد شهادالش النعمة من فاعليتها‪ ،‬والتي شاء الله فيها منذ زمن بعيد أن يبرهن‬
‫على ذاته صادائ لدى اآلباء‪ ،‬كما يبرهن على ذاته لنا في المعمودية والعشاء المقدس‪ .‬ولكته‬
‫قصد‪ ،‬بالمقارنة‪ ،‬أن يعثم ما قد وهب لنا‪ ،‬كيال يظته أحد أمرا غريبا أن طقوس الناموس أبطلت‬

‫بمجيء المسيح‪.‬‬

‫‪.‬ئ ;‪٧.8; ^.2 )11 35. 1513, 1953‬ت ‪٢5 608^1‬س ‪٠‬ههسد‬ ‫انظر‪٧11. 101, 4343(; :‬‬ ‫‪٣٣‬‬
‫‪ 11. 174; ٧. 24,‬دألتم‪٢.‬خ ;‪8. 40. 10; 126. 7; 138. 2 )11 36. 461; 37. 1672, 1785‬؟‬
‫‪ 38. 55(.‬ا) ‪192(; $€1718 ٧. 3‬‬
‫‪١٢١٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الرابع عشر‬

‫التشابه واالختالف بين أسرار العهدين القديم والجديد‬

‫ال بد أن نرفض كلائ العقيدة التي يعلم بها المدرسيون (والتي نمر بها مرور الكرام) والتي‬
‫تضخم الغرق بين أسرار الناموس القديم والجديد‪ ،‬كما لو كان األول بلتح إلى نعمة الله فقط‪،‬‬
‫فيما يقذمها األخير كحقيقة واقعة‪ ٣٤ .‬في الحقيقة يتحدث الرسول بالوضوح نفسه عن كليهما‬
‫عندما يعثم بأن اآلباء أكلوا الطعام الروحي ذاته الذي أكلناه نحن‪ ،‬ثم يشرح أن ذلك الطعام كان‬

‫المسيح [ ‪ ١‬كو ‪ . ]٣ : ١٠‬من كان يجرؤ على أن يعتبرها عالمه خالية المعنى‪ ،‬ما أعلنته شركة المسيح‬
‫الحقيقية لليهود؟ كما كانت طبيعة الحالة التي يتعامل معها بولس تؤبد موقفنا بكز وضوح‪ .‬فبكى‬

‫ال يتجاسر أي إنسان على أن يزدري دينونة الله باعتماده على معرفة عميقة للمسيح‪ ،‬أو على عنوان‬
‫المسيحية من دون حقيقتها أوعلى رموزها الظاهرة‪ ،‬يستعرض بولس أمثلة للقصاص اإللهي الذي‬
‫كان ليقع على اليهود‪ ،‬حتى ينبهنا إلى أن العقوبات نفسها التي باتوا يعانون منها يمكنها أن تهددنا‬
‫نحن إذا سئمنا نفوسنا للشرور نفسها التي اكتنغتهم‪ .‬واآلن كي تجوز المقارنة‪ ،‬احتاج (بولس)‬
‫إلى أن بري أئه ال يوجد عدم تساو بيننا وبينهم في تلك الئعم التي تنعنا من أن نتفاخر بها زيغا‪ .‬لذا‬
‫يجعلنا متساوين معهم في األسرار؛ وال يترن لنا حبرا للتمئز عليهم يسمح للنفوس بأن تطمع في‬
‫الهروب من العقاب‪ .‬كما ال يحز لنا أن نعزوإلى معموديتنا أكثر متا يعزو ‪ -‬في موضعآخر — إلى‬
‫الختان عندما يدعوه ختائ لبز اإليمان [رو ‪ . ] ١١ : ٤‬لذلك نال اليهود األقدمون كز ما تكشف عنه‬

‫لنا األسرار اليوم؛ أي المسيح بما فيه من كنوز روحية‪ .‬لقد شعروا بالقوة ذاتها في أسرارهم كما‬
‫نشعر نحن في أسرارنا؛ كانت تلك أختاائ للمشيئة اإللهية الصالحة نحوهم‪ ،‬تتطثع إلى الخالص‬

‫األبدي‪ .‬لو كان خصومنا ئفشرين قديرين للرسالة إلى العبرانيين‪ ،‬لم يمسوا هكذا في ضالل‪.‬‬
‫ولكئهم عندما يقرأون هنالك أن الخطايا لم بكعر عنها بطقوس الناموس‪ ،‬وأده حعا لم تكن الظالل‬

‫ذات أهمية للتبرير [عب ‪ ،]١ : ١ ٠‬متناسين المقارنة التي نوقشت هنالك ومتمشكين بهذه النقطة‬
‫وحدها — أن الناموس في حذ ذاته غير قادر أن يفيد حافظيه ‪ -‬يفترضون ببساطة أن الطقوس كانت‬

‫مجرد صور خالية من محتوى الحق‪ .‬ولكئ الرسول يقصد أن يختزل الناموس الطقسى إلى ال شى ء‬
‫إلى حين مجيء المسيح الذي ترتكز عليه فاعليته بأسرها‪.‬‬

‫‪1,‬غل‪3‬ألالل‪0‬ل‬ ‫‪38,‬ع‪1‬ال‪1٧. 1. 1 )^۶٤ 192. 839(; ٨٩‬‬ ‫انظر‪ ،‬على سبيل المثال‪0 111. :‬‬
‫‪.‬أ ا‬ ‫‪٣٤‬‬
‫‪.‬ة‪1x11.6; 1112 .01 .0‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين السبحئ‬ ‫‪١٢١٦‬‬

‫‪ . ٢ ٣‬تعليم بولس في قيمة الختان‬

‫يقتبس المعارضون ما يقرأون عند ‪.‬رولس عن الختان الذي في الغاجثم [رو ‪ ]٢٨: ٢‬أن ليس‬
‫له مكان عند الله‪ ،‬وال يضفي شيائ‪ ،‬وأته فارغ‪ .‬فإذ هذه العبارات تخفض قدره كثيرا عن المعمودية‬
‫[انظر رو‪:٢‬ه‪٢٩-٢‬؛غله‪٦:‬؛‪:٦‬ه‪١‬؛‪١‬كو‪.]١٩:٧‬أقول‪:‬ال‪،‬ءلىاإلطالق!ألئه يجوز أن‬
‫يقال الشيء عينه عن المعمودية‪ .‬وقد قيل فعأل على فم بولس أؤأل‪ ،‬عندما ئظهر أن الله ال يكترث‬
‫أبذا للفسل الخارجي الذي ندخل به رحاب اإليمان [قارن ‪١‬كو ‪ : ١ ٠‬ه]‪ ،‬ما لم يكن القلب يتطؤر‬
‫في الخفاء ويمضي على نهج النقاء إلى المنتهى‪ .‬ثم أعاد بطرس القول عندما شهد بأن الحق الكامن‬
‫في المعمودية ال يرتكز على الفسل الظاهر‪ ،‬بل على شهادة الضمير النقي [ ‪.١‬ط ‪.]٢١ :٣‬‬

‫يقولون‪ :‬ولكن بولس يبدو — في موضع آخر — وكأئه يزدري الختان المصنوع باأليدي‬
‫عندما يقارنه بختان المسيح [كو ‪ .]١٢ — ١١ :٢‬أجيب‪ :‬إذ كرامة الختان ال دنتقعس ‪.‬دأى حال في‬

‫هذا النص‪ ،‬إذ فيه يجادل بولس — بشنة — من يصرون على ضرورتته فيما قد أببل‪ .‬لذا فإئه دخن‬
‫المؤمنين على أن يهجروا الظالل العتيقة وأن يصمدوا في الحق‪ .‬يقول (بولس) إذ هؤالء المعتمين‬
‫يلخون على أن دخضعوا أجسادكم للختان‪ .‬ولكئكم قد احبتم روحائ في كذ من الروح والجسد‪.‬‬
‫وبذلك صارت لكم رؤية للحقيقة تسمو في وضوحها على الظالل‪ .‬قد يعترض أحدهم قائأل بأته ال‬
‫ينبغي أن يزدري الناس الصورة إذا نالوا الحقيقة عينها‪ ،‬حيث إذ اآلباء أنفسهم أيصا كانوا قد مارسوا‬
‫طرح اإلنسان العتيق‪ ،‬وهذا األمر يتكتم عنه بولس في ذلك النص؛ ومع ذلك لم يكن الختان بالنسبة‬
‫إليهم أمرا سطحيا‪ .‬ولكن بولسى يبادر فيحبط هذا االعتراضى عندما يضيف توا أن الكولوسيين قد‬
‫دفنوا هع المسيح بالمعمودية [كو ‪١٢٠٢‬؛‪ .‬بهذا يعني أن المعمودية بالنسبة إلى المسيحي اليوم هي‬
‫ما كانه الختان بالنسبة إلى األقدمين‪ ،‬ولهذا ال يجوز للختان أن يفرض على المسيحيين من دون‬
‫الحذ من قدر المعمودية‪.‬‬

‫‪ .٢٤‬إلقاء الضوء على استخفاف العهد الجديد بطقوس اليهود‬

‫أثا ما يلي — وقد أشرنا إليه منذ قليله‪ —٣‬فهو (ما يقولون إته) األصعب حأل‪( :‬وهو) أن‬
‫جميع الطقوس اليهودية كانت رموزا — أو صورا — ألمور عتيدة‪ ،‬وأن الجسد هو في المسيح [كو‬
‫‪ ١٧: ٢‬؛ ‪ .‬أصعب الكن في الواقع هو ما تناقشه أصحاحات عديدة من الرسالة إلى العبرانيين؛ أن دم‬

‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ‪.٢٢‬‬ ‫‪٣٥‬‬


‫‪١٢١٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الرايع عشر‬

‫‪.‬الحيواذات لم يكن على صلة بالضمائر [عب ‪ ١٢:٩‬وما يليه؛؛ وأة الناموس احتوى ظال للبركة‬
‫اسدة‪ ،‬ال على صورة حقيقية لألشياء عينها [ءب‪-٤ :٨‬ه؛ ‪١ : ١٠‬؛؛ وأة العابدين لم ينالوا أي‬
‫كماني من الطقوس الموسوية [عب ‪١٩:٧‬؛‪٩:٩‬؛‪]١:١٠‬؛ وما شابه ذلك‪ .‬أعيد ما سبق أن ألمث‬
‫؛ليه؛ أة بولس ال يجعل الطقوس ظالأل بسبب خلوها من الحقيقة‪ ،‬بل ألة إكمالها — أو تحقيقها‬
‫— بات معتقا‪ ،‬إن جاز القول‪ ،‬حتى ظهور المسيح‪ .‬ثم أقول إئه ينبغي أن بفهم ذلك‪ ،‬ال من حيث‬
‫لجاعتها بل بالحري كأسلوب للتعبير عن المراد‪ .‬ألده إلى أن أعلن المسيح في الجسد‪ ،‬باتت جميع‬
‫الالمات (كظالل أمامية) دلع إلى قرب حدوثه كما لو كان غائبا‪ ،‬مهما كان يجعل حضور قوته‬
‫وحضور شخصه محسوسا في وجدان المؤمنين‪ .‬أثا ما يجب مالحظته على وجه التدقيق‪ ،‬فهو‬
‫أق بولس في جميع هذه النصوص ال يتحذث ببساطة بل على سبيل الجدل‪ .‬فإذ كان على خالب‬
‫هع رسل كذبة ينادون بأة الطقوس — بغض النظر عن المسيح ‪ -‬هي السبيل األوحد إلى التقوى‪،‬‬
‫جادلهم بمجرد ما كان للطقوس من قيمة في حذ ذاتها‪ .‬وعلى نفس المنوال‪ ،‬سعى كاتب الرسالة‬
‫إلى العبرانيين إلى الهدف نفسه‪.‬‬

‫بل دعونا نتذر أة النقاش هنا ال يتعلق بالطقوس بمعناها الحقيقي والطبيعي‪ ،‬بل بكونها‬
‫مشوهة بتغسير خاطئ وثلكو؛ وال بما لها من استعمال صحيح ومشروع‪ ،‬بل بكونها تطبق على‬
‫أساس الخرافة وسوء االستعنال‪ .‬ما العجب إدا‪ ،‬إن اخليت الطقوس من فاعليتها جميعا‪ ،‬بمعزل‬
‫عن المسيح؟ ألئه إذ أزيل المشار إليه‪ ،‬تجردت اإلشارات من كز ما تمتلكه من معنى‪ .‬لذلك عندما‬
‫واجه المسيح أولئك الذين لم يعتبروا المئ سوى طعام للمعدة‪ ،‬كيف حديثه لمستوى مفهومهم‬
‫الغذ وقال إته — وهو من يغذي النفوس برجاء الحياة األبدية ‪ -‬يقذم طعاائ أفضل [يو ‪. ]٢٧: ٦‬‬

‫على أئك إن طالبت بجواب أوضح على االعتراضات‪ ،‬يرسو األمر برئته على هذا‪ :‬أوأل‪ ،‬إن‬
‫أيهة الطقوس التي ازدان بها ناموس موسى سريعة الزوال وال قيمة لها ما لم تهجه نحو المسيح؛‬
‫ثانيا‪ ،‬كانت الطقوس كتها ترنو إلى المسيح بحيث اكملت عند ظهوره العتيد في الجسد؛ وأخيرا‪،‬‬
‫بات الئثا أن تنسخ الطقوس وكبكل بمجيئه‪ ،‬تماائ كما تضمحز الظالل في زنح لمعان نور‬
‫الشمس‪ .‬ولكني إذ أرجئ النقاش األوسع لهذا الموضوع إلى المكان الذي خئطت أن أقارن فيه‬
‫بين المعمودية والختان‪ ٣٦،‬أكتفي اآلن بمجرد التعريج عليه باأليجاز‪.‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل السادس عشر‪ ،‬الفقرات ‪-٣‬ه‪.‬‬ ‫‪٣٦‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين لسيجحئ‬ ‫‪١٢١٨‬‬

‫ه ‪ . ٢‬التشابه واالختالف بحسب ما ميزه أوغسطيفس‬

‫ربما خدغث هؤالء السفسطائيين التعساة تلك المخاالة في مديح األسرار التي تفئى بها‬
‫الكائب األقدمون حول عالماتنا‪ .‬من مثال ذلك التبجيل قول أوغسطينس‪ :‬لقد وعذن أسر ر‬
‫الناموس العتيق بالمختص؛ أتا أسرارنا فتهب الخالص‪ .‬وإذ أخفقوا في مالحظة المبالغة في هذه‬
‫الصور البالغية‪ ،‬نشروا أيثدا عقائدهم المبالغ فيها‪ ،‬ولكن بمعاؤ تختلف كز االختالف عتا عبرت‬
‫عنه كتابات القدماء‪ .‬فقد قصد أوغسطينس أن يقول ما عبر عنه فقط في موضع‪1‬خر هكذا‪٠ :‬اأذذزت‬
‫وردا على فاوستوس قال‪ :‬اكانت‬ ‫أسرار الناموس الموسوي بالمسيح‪ ،‬أتا أسرارنا فتخبر به‪.‬‬
‫أسرارهم وعودا بأشياء تتم فيما بعد؛ أتا أسرارنا فإشارات ألشياء انحزت فعأل‪ ٣٨ .‬فكما لو كان‬
‫يقول‪ :‬اكانت تلك ترمز إليه فيما كان ال يزال تخطرا؛ أتا أسرارنا هذه فيظهر حاضرا تن حدث فعأل‬
‫مجيئه‪ .‬ثم إره يتحدث عن أسلوب التعبير‪ ،‬كما ينكر في موضعآخر في هذه الكلمات‪ :‬احتوى‬
‫الناموس واألنبياء على مؤسرات ألمور عتيدة؛ أتا أسرار زماننًا الحاضر فتشهد بأن ما نادى به‬

‫الماضي كحدب عتيد قد تحعق بالفعل‪ ٣٩ .‬كما اره يشرح المحتوى نفسه وكذا فاعلبة حدوثه في‬
‫مواضع شتى‪ ،‬مثل قوله بأن األسرار التي كانت عند اليهود اختلفت في إشارتها‪ ،‬ولكئها تساوت‬
‫فيما كانت دشير إليه؛ اختلفت في مظهرها المنظور‪ ،‬واستوت في قوتها الروحية‪ .‬وكذلك‪ :‬في‬
‫تختلف العالمات‪ ،‬ثتة األيمان نفسه؛ إده هو نفسه بإشارات مختلفة كما هو بكلمات مختلفة؛‬
‫فأصوات الكلمات تتغبر من وقب ًالىآخر؛ وما الكلمات سوى إشارات‪ .‬لقد شرب اآلباء الشراب‬
‫الروحي نفسه‪ ،‬ولكن ليس الشرات المادي نفسه كشرابنا‪ .‬لذا انظر كيف يظز اإليمان فيما تتغبر‬
‫العالمات‪ .‬كان المسيح لهم الصخر؛ ن ‪ ١‬كو * ‪)٤:١‬؛ لنا المسيح هو ما يوضع على المذبح‪ .‬لقد‬
‫شربوا‪ ،‬كما بسر عظيم‪ ،‬ماء نابائ من صخرة؛ ويعرف المؤمنون ما نشربه نحن‪ .‬إذ أنت تنظر إلى‬
‫المظهر المرئي‪ ،‬تراهم يشربون شيائ مختلعا؛ أتا إذا نظرت داخلبا إلى الئشار إليه‪ ،‬تراهم شربوا‬
‫الشراب الروحي نفسه‪ .‬ا ‪ ٤‬وفي نعسآخر يقول‪ :‬افي السر كان لهم المأكل والمشرب اللذان لنا؛‬
‫ولكن في المحتوى وليس في المظهر‪ .‬ألن المسيح بذاته الذي تمثل لهم في الصخرة‪ ،‬هو تن اعلن‬
‫لذافيالجسد‪.‬اا‪٤١‬‬

‫ط‪£. 2 )١11‬ع‪8. 73. 1*٢‬؟ ‪8,‬أ‪77‬أ‪ 1<80‬و‪0‬االأ‪8‬ع‪٦‬جالخ‬


‫انظر‪8 111. 493(; ^113800718 :‬ئح‪* 36. 931; ٥.]1*8. 74[ 1*8‬‬ ‫‪٣٧‬‬
‫‪071‬‬ ‫‪ 33. 528; ٥٠.‬اوآلرلل) ‪. 1. 8‬ااا‪¥‬للت‪ €‬؟‪٢،‬عكهغ ;(‪ 34. 732‬د‪1٧. 33 )11‬‬ ‫‪20. 41(.‬‬
‫‪,‬جاالأ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫أ ا‬ ‫انظر‪ 1٧. 244 :‬الللآل ‪4 )1142. 356; ٥.‬ال‪8 08 *1‬‬ ‫‪٣٨‬‬
‫‪, ^§017181‬جع‪1‬خ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪٧11.87 )[\1 43. 289(. :‬للل ‪111618 11.‬أ‪ !<€‬ا‪71§8 0‬أ)أ‪1‬‬ ‫‪٣٩‬‬
‫ال‪١٢1‬ل‪1٧. 9 )11 35. 1612, 1723; ٥٠.‬ل ;‪. 12‬ا‪٧‬تت ‪, 171’8 008^1‬ثسد‬
‫انظر‪. 171 ٤٠ 252. :‬لل‪* ٧‬‬ ‫‪٤٠‬‬
‫ال‪8 1٧. 43 £.; \1‬أ‪77‬أ‪ ]1*8. 78.2[ 1<80‬ال‪, !<8017718, 1*8. 77.2 )11 36. 983; ٥٠.‬ثئ‪٠8‬ا‪٨‬‬
‫*‬ ‫انظر‪٧111. :‬‬ ‫‪٤١‬‬
‫‪367(.‬‬
‫‪١٢١٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الرابع عشر‬

‫ومع ذلك فإئنا من هذا الجانب نقز ببعض االختالف‪ .‬فاالثنان يشهدان أن نعمة الله األبوية‬
‫وإحسانادت الروح القدس مقدمة لنا في المسيح‪ ،‬أثا لنا فهي أكثر وضوحا وأكثر لمعادا ‪ .‬في كليهما‬
‫يتجلى المسيح‪ ،‬ال بل بالنسبة إلينا يظهر المسيح في كامل غناه وفي أثم كماله‪ ،‬وفعا لذلك الغرق‬
‫بين العهدين القديم والجديد‪ ،‬والذي ناقشناه أعاله ‪ .‬وهذا بعينه هو ما قصده أوغسطينس (الذي‬
‫نقتبسه مكررا باعتباره أفضل شهود العصور القديمة وأكثرهم مصداقية) بتعليمه أده عندما أعلن‬
‫المسيح اسست األصرار‪ ،‬أقز عددا‪ ،‬أعظم جالأل في الداللة‪ ،‬أكثر تغوثا في القؤة‪٤٢.‬‬

‫كما يحسن أن يخبر قزاؤنا هذا أيشا‪ :‬أن كز ما ابتدعه السفسطائيون عن العمل الفاعل‬
‫(اسم‪ )0^118 0‬ليس خطًا فقط‪ ،‬بل مناقص لطبيعة األسرار التي رسمها الله بحيث يأتي المؤمنون‬
‫إليها‪ ،‬بائسين ومجردين من متاع وممتلكاب‪ ،‬بال شي؛ سوى االستجداء‪ .‬من هذا يلزم حتائ أن‬
‫المؤمنين في تقتلهم األسرار‪ ،‬ال رفعلون شيائ يستحق المديح‪ ،‬وأثه حتى في تقتلهم هذا يستجيبون‬
‫لبعل لم ينسوئه هم‪ ،‬وال يجوز أن ئعزى إليهم كما لو كان عمأل يؤدونه هم أو يبادرون به‪.‬‬

‫‪,‬جاااغ‪8‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫‪8 48‬‬


‫أأ ا‬ ‫انظر‪€ :‬أ‪7‬أ‪7‬أ‪1٧. 244(; 0^1 0718116171 1(06‬خ ;‪ 42. 355‬ا(ل‪13 )[١4‬‬ ‫‪٤٢‬‬
‫‪.‬ئ ;‪ 34. 71‬ذل) ‪. 13‬ئ ‪111.‬‬ ‫;(‪11. 560‬‬ ‫خ ;‪ 33. 200‬ذا) ‪٧. 1‬ا‪1‬‬ ‫‪12. 252(.‬‬
‫الفصل الخامس عشر‬

‫المعمودية‬

‫(المعمودية عالمة غفراننا‪ ،‬ومشاركتنا في موت المسيح وقيامته‪ ،‬وكذلك آيضا في بركاته‪،‬‬

‫‪ .١‬معنى المعمودية‬

‫المعمودية هي عالمة الدخول الذي نلنا به قبوأل في مجتمع الكنيسة كيما ئحسب بين أوالد‬
‫الله بتطعيمنا في المسيح‪ .‬فقد ولببت المعمودية لنا من الله لتحقيق هاتين الفايتين (التي عنمك‬
‫بانطباقهما المشترك على جميع األسرار)‪ :‬أوأل‪ ،‬لتشهد إليماننا أمامه؛ وثانيا‪ ،‬لتشهد العترافنا‬
‫أهام الناس‪ .‬سوف نعالج بالترتيب أسباب كز من جانبى تأسيسها‪ .‬تجلب المعمودية إليماننا ثالثة‬

‫عناصر تستوجب تعاملنا معها كأل على حدة‪ .‬أؤل هذه العناصر التي يبسطها الرب لنا‪ ،‬هو أة‬

‫المعمودية ينبغي أن تكون عالمه وبرهاائ على تطهيرنا؛ أو (بشرح أفضل لما أعنيه) إتها كوثيقة‬
‫مختومة لتوكد لنا أن كز خطايانا قد ابطلت‪ ،‬وعفرت‪ ،‬واتحت بحيث ال تأتي إطالبا أمام‬
‫نظره‪ ،‬وال يستعاد ذكرها‪ ،‬كما ال دحسب عليا‪ .‬ألئه يشاء أن يتعئد كز من يؤمن لمغغرة الخطايا‬

‫[مت‪١٩:٢٨‬؛اع‪.]٣٨:٢‬‬

‫لذا‪ ،‬فإذ ض اعتبروا المعمودية مجرد رمز وعالمة نعترف بهما بإيمانا أمام الناس‪ ،‬على مثال‬
‫الجنود الذين يحملون على صدورهم شارات قائدهم كعالمة لتأدية العشم‪ ،‬لم يلحظوا الغاية‬
‫الرئيسة للمعمودية‪ ،‬وهي الحصول على هذا الوعد الذي تحمله معها‪ :‬من آمرة واغلقن حلعلى‬

‫[مر‪١٦‬ذ‪.]١٦‬‬
‫‪١٢٢١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الخامس عشر‬

‫‪ .٢‬ال قيمة لماء المعمودية من دون الكلمة‬

‫بهذا المعنى نفهم ما كتبه بولس‪ :‬أن الكنيسة قذسها المسيح‪ ،‬العريس‪ ،‬مطهزا إراخا بعشل‬
‫القا؛ بالكلتة‪[ ,,‬اف ه‪ ،٢٦:‬بتصرف؛‪ .‬وفي نعسآخر‪1 :‬اتل رئثئئى زلحمته ظضتا بعشل‬
‫العذس [تي ‪:٣‬ه]؛ وما كتبه بطرس عن خالصنا‪ ...‬بالمعمودية‬
‫*‬ ‫الميالد الغادي ؤدجديب الروح‬

‫[‪.١‬ط‪.]٢١:٣‬‬

‫فلم يقصد بولس أن يقول إذ تطهيرنا وخالصنا يتغان بواسطة الماء‪ ،‬أوأن الماء يحتوي في ذاته‬
‫قوة التطهير والتجديد والميالد الثاني؛ أو أن ثمة عثة الخالص‪ ،‬بل إئنا في هذا السر فقط نحصل‬
‫على معرفة هذه العطايا والتاكد منها‪ .‬فالكلمات نفسها توصح ذلك بما يكفي‪ .‬ألن بولس يربط‬
‫معا كلمة الحياة بمعمودية الماء‪ ،‬كما لو قال‪ :‬القد جاءتنا رسالة تطهيرنا وتقديسنا بواسطة بشارة‬
‫اإلنجيل؛ وقد وئقت هذه الرسالة بخاتم المعمودية‪ .‬ويضيف بطرس توا أن هذه المعمودية ليست‬
‫إزالة للوسخ عن الجسد‪ ،‬بل تطهير لضمير صالح أمام الله [ ‪. ١‬ط ‪ ،]٢١ :٣‬وذلك من اإليمان‪ .‬في‬
‫الحقيقة‪ ،‬ال ئعذنا المعمودية بأي تطهيرآخر عدا رش دم المسيح الذي يمثله الماء من حيث تشابه‬
‫التطهير والفسل‪ .‬من إدا يمكنه أن يقول إتنا تطهرنا بهذا الماء الذي يشهد بالتأكيد أن دم المسيح‬
‫هو غاسلنا الحقيقي الوحيد؟ وهكذا إذ أصمن حجة لنقض خداع الذات الذي به يدفع ئن يعزون‬
‫كز شيء إلى قوة الماء‪ ،‬تكمن في معنى المعمودية نفسها‪ ،‬والذي يجذبنا بعيدا ليس عن العنصر‬
‫الظاهر والمرئي فقط لعيوننا‪ ،‬بل من مختلف الوسائط األخرى‪ ،‬كيما نست أذهاننا على المسيح‪.‬‬

‫‪ .٣‬عالمة التطهير مدى الحياة‬

‫إلئه من الخطأ أن نعتقد أن المعمودية ؤهبت لنا ألجل الماضي فقط‪ ،‬بحيث يلزمنا أن نسعى‬
‫لوجود أسرار أخرى للتكفير عن ذنوب نقترفها مجذدا بعد المعمودية‪ ،‬كما لو كانت فاعلية‬
‫المعمودية السابقة قد نفدت‪ .‬باك هذا الخطأ مسيطزا على فكر البعض في آونة مبكرة‪ ،‬بحيث‬
‫دفعهم إلى رفض الدخول في رحاب جماعة المؤمنين بواسطة المعمودية‪ ،‬ما لم يجدوا ذواتهم‬
‫على حالة خطر لفظ أنفاسهم األخيرة‪ ،‬كي يحصلوا على المفغرة لحياتهم بأكملها‪ .‬لقد نذد‬
‫األساقفة األقدمون بشدة — ومكررا — في كتاباتهم بهذا الحذر المنافي لكز ما تعنيه المعمودية‪.‬‬
‫أتا نحن فلئتدكر ونتاكد أته مهما كان زمن عمادنا‪ ،‬فإئنا مغسولون ومطهرون مزة ومدى الحياة‪.‬‬
‫لذلك كثما زلت أقدامنا ينبغي أن نستعيد ذاكرة معموديتنا‪ ،‬وأن نحطن عقولنا بها كي نظل دائكا‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين السبحي‬ ‫‪١٢٢٢‬‬

‫على يقين وثقة بمغغرة خطايانا‪ .‬ألئه على الرغم من أة معموديتنا حدثت مزة واحدة فتظهر كأتها‬
‫قد عبرت إلى غياهب الماضي‪ ،‬فهي لم كمخ بفعل الذنوب الالحقة‪ .‬إة نقاوة المسيح قد منخى‬
‫لنا فيها؛ ونقاوته تزدهر وتسطع أبذا؛ وال يشوبها عيب وال عصن‪ ،‬بل تطؤرنا دائائ من كز براثن‬
‫نجاستنا‪ ،‬وتدفنها إلى األبد‪.‬‬

‫ولكئه على الرغم من ذلك‪ ،‬يلزمنا أن نحرصر فال نستبيح ألنفسنا أن نخطئ في المستقبل‪ ،‬إذ‬
‫ال يعتمنا هذا أن نتجاسر هكذا‪ .‬بل نعطي هذا التعليم للخطاة فقط الذين يئوئن من جزاء إعيائهم‬
‫تحك أثقال خطاياهم‪ ،‬كي يجدوا عزاة ينهض بهم وعوائ يحول ببنهم وبين الهبوط إلى هؤة البلبلة‬
‫واليأس‪ .‬هكذا يتكتم بولس‪ ... :‬يسوغ التميح‪ ،‬الذي ودمه الله كعازه ‪ ...‬مر‪ ،‬احل الظثح غن‬
‫الشابثة [رو ‪-٢٤ :٣‬ه ‪٢‬؛‪ .‬ال ينكر بولس بهذا أئنا نحصل في المسيح على صفح مستمر‬
‫؟*‬ ‫الحكاائ‬
‫وبال انقطاع للخطايا حتى إلى الموت؛ بل يقول إته (أي المسيح) قد اعطي من االبًا للخطاة‬

‫البؤساء فقط الذين يستغيثون بالطبيب بسبب جروح ضمائرهم الموسومة بنار الذنوب‪ .‬ألولئك‬
‫دقدم رحمة الله‪ .‬أتا تن يعولون على الحصانة من العقاب‪ ،‬فهؤالء يتعقبون أي فرصه أو رخصة‬
‫للخطأ‪ ،‬وبذا ال يستفزون سوى غضب الله ودينونته‪.‬‬

‫‪ . ٤‬العالقة الصحيحة بين المعمودية والتوبة‬

‫ثقة أيشا معتقد شائع آخر‪ ،‬أعرفه عن قرب‪ ،‬يقول بأئنا نحصل على مفغرة الخطايا بعد‬
‫المعمودية نتيجة للتوبة وبفضل المفاتيح‪ ،‬أتا تلك المفغرة فكانت قد وهبت لنا في تجديدنا األول‬
‫بفضل المعمودية وحدها‪ .‬أتا غن يخترعون هذا الفكر فيخطوئن‪ ،‬إذ ال يدركون أة قوة المفاتيح‬
‫التي يتحدثون عنها تعتمد على المعمودية بحيث يستحيل أن تنفصل عنها‪ .‬إة الخاطئ ينال المفغرة‬
‫بواسطة خدمة الكنيسة‪ ،‬أي ليس من دون الوعظ باألنجيل‪ .‬ولكن ما هي طبيعة هذا الوعظ؟ هي أتنا‬
‫وطهرنا من خطايانا بواسطة دم المسيح‪ .‬وما هي عالمة ذلك التطهير وشهادته سوى المعمودية؟‬
‫لذلك نرى أة إعالن المفغرة ذو صلة بالمعمودية‪.‬‬

‫أفسح هذا الفكر المخطئ المجال العتماد سر وهمي زائف؛ سر التوبة التكفيري‪ .‬لقد أشرلك‬
‫إلى ذلك سالعا‪ ١ ،‬وسأتابع النقاش حول هذا الموضوع في موضعه المناسب‪ ٢ .‬ولكن ال عجب‬
‫أن البشر‪ ،‬بسبب طبيعتهم البدائية‪ ،‬تعتقوا بولع باألشياء الظاهرة‪ ،‬فكشفوا أيصا عن هذا الخطأ‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الرابع‪.‬‬ ‫‪١‬‬


‫انظر أدناه‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل التاسع عشر‪ ،‬الفقرات ‪.١٧-١٤‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪١٢٢٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الخامس عشر‬

‫بابتداعهم سبأل جديدة يستعينون بها‪ ،‬بدأل من قبول تعليم‪ -‬الله النقي! كما لو لم تكن المعمودية‬
‫ذاتها هي سز العمل الكثاري المقدس ذاته! فإذا كان عمل المسيح الكثاري قد منح لنا مدى‬
‫الحياة‪ ،‬فكذا لزم أيشا أن دمنح لنا قوة المعمودية إلى تلك الحدود عينها‪ .‬ال شاك إدا في أن جميع‬
‫المؤمنين يستطيعون أن ينكروا أنفسهم بمعموديتهم كتما أربكهم اإلحساس بخطئهم‪ ،‬ومدى‬
‫حياتهم‪ ،‬كي يظلوا ثابتين في طمأنينة ديمومة تطهيرهم المتواصل الذي لنا في دم المسيح‪.‬‬

‫ه‪ .‬المعمودية بمنزلة عالمة اإلماتة والتجديد في المسيح‬

‫كما أن المعمودية تجلب لنا أيصا فائدة أخرى‪ ،‬إذ تبين لنا إماتتنا في المسيح وحياتنا الجديدة‬
‫فيه‪ .‬حعا (كما يقول الرسول) إتنا اااءتكذرا لمؤته و دفنا مفه بالمغمودية للمؤت‪( ... ،‬لكي)‬
‫سلللى ‪ ...‬ني جدة الختاهاا [رو ‪ ,]٤-٣ :٦‬بهذه الكلمات‪ ،‬يحقنا على أن نتبع المسيح كما لو‬
‫كان قد قال إذ المعمودية تدفعنا إلى أن نموت عن شهواتنا على مثال موت المسيح‪ ،‬وأن ننهض‬
‫إلى عمل البر على مثال قيامته‪ .‬ليس هذا فحسب‪ ،‬بل إده يدرك شيائ أسمى جدا‪ ،‬وهو أن المسيح‬
‫بواسطة المعمودية يجعلنا شركاة في موته بحيث نصير متحدين معه [رو ‪ : ٦‬ه]‪ .‬فكما أن الغصن‬
‫شخن غذاءه من الجذر الذي يطعم فيه‪ ،‬هكذا أيصا من يعتمدون بإيمان صحيح إذ يشعرون بأثر‬
‫فعل موت المسيح في إماتة أجسادهم‪ ،‬وفي الوقت نفسه يشعرون بفعل قيامتهم في إحياء الروح‬
‫[رو ‪ .]٨: ٦‬يتخن بولس من ذلك فرصة للنصح‪ :‬إن كتا (في الحقيقة) مسيحيين‪ ،‬ينبغي أن نموت‬
‫عن الخطية وأن نحيا للبز [رو ‪ .]١١:٦‬ويكرر هذا النقاش في موضعآخر‪ :‬إتنا غبتا بخلع اإلنسان‬
‫العتيق بعد أن دفنا مع المسيح في المعمودية [كو ‪١٢-١١ :٢‬؛‪ .‬وبهذا المعنى‪ ،‬دعا (تلك‬
‫العملية) عسل الميالد الثاني والتجديد [تي ‪:٣‬ه]‪ ،‬كما أشرث قبأل‪ ٣.‬هكذا ودنا أوأل بالعفو‬
‫المجاني من الخطايا وباكتسالب البر الذي حسب لنا‪ ،‬ثم بنعمة الروح القدس لتمحيصنا واصالحنا‬
‫لجذة الحياة‪.‬‬

‫‪ .٦‬المعمودية بمنزلة عالمة القحادنا بالمسيح‬

‫أخيرا‪ ،‬ينال إيماننا من المعمودية ميزة شهادتها األكيدة لنا بأئنا لسنا مطعمين فقط في موت‬
‫المسيح وحياته‪ ،‬بل متحدون مع المسيح نفسه بحيث إتنا نصبح شركاء في كز بركاته‪ .‬فإئه كرس‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.٢‬‬ ‫‪٣‬‬


‫جون كالثن‪ :‬اس الذين البى‬ ‫‪١٢٢٤‬‬

‫المعمودية وقذسها في جسده هو [مت ‪ ٣:٣‬ال] حتى يشاركنا بها نظير الرباط األوثق للوحزة‬
‫والشركة اللتين تنازل ليقيمهما معنا‪ .‬من ثم يبرهن بولس على أثنا أبناء الله من كوننا قد لسحا‬
‫المسيح في المعمودية [غل ‪٢٧-٢٦ :٣‬؛‪ .‬وهكذا نرى أن كمال المعمودية هو في المسيح‪،‬‬
‫وهو أيصا من ندعوه لهذا السبب الغاية الصحيحة للمعمودية‪ .‬ولذا ليس غريبا أثنا نقرأ أن الرسل‬
‫عئدوا باسمه [اع ‪١٦:٨‬؛ ‪ : ١٩‬ه] على الرغم من أئهم كانوا قد أوصوا أيشا بأن ئعئدوا باسم‬
‫اآلب والروح القدس [مت ‪ .]١٩:٢٨‬فإذ كز عطايا الله المقدمة في المعمودية توجد في المسيح‬
‫وحده‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يمكن لهذا أن يحدث ما لم يدغ تن يعئد إسمي اآلب والروح القدس أيخا‪.‬‬
‫فإثنا قد تطهرنا بدم المسيح ألن أبانا األرحم — من فرط رغبته أن يقبلنا إلى النعمة بحسب كثرة‬
‫رأفته ‪ -‬قد وضع بيننا هذا الوسيط ليقتني لنا نعمة في عينيه‪ .‬ولكتنا نحصل على الميالد الثاني‬
‫بموت المسيح وقيامته إذا تقذسنا بالروح وأبسنا طبيعة جديدة روحية فقط‪ .‬ولهذا السبب نميز‬

‫عتة تطهيرنا وتجديدنا ونحصل عليها‪ ،‬إن جاز القول‪ ،‬في االب‪ ،‬والشيء نفسه في االبن‪ ،‬واألثر‬
‫الخطايا‬
‫**‬ ‫في الروح القدس‪ .‬هكذا عئد يوحنا أؤأل‪ ،‬والرسل من بعده بمعمودية التوبة لمغغرة‬

‫[مت‪٦:٣،١١‬؛لو‪١٦:٣‬؛يو‪٢٣:٣‬؛‪١:٤‬؛اع‪٣٨:٢‬و‪-]٤١‬بحيثتعذيكلمةأالتوبه ذلك‬
‫الميالد الثاني؛ وتعني عبارة مفقرة الخطايا ذلك التطهير‪.‬‬

‫(ال فرق بين معمودية يوحنا ومعمودية الرسل‪ :‬وقد زيز بمعناها إلى بني إسرائيل في خروج‬
‫‪)٩-٧‬‬

‫‪ . ٧‬معمودية يوحنا والمعمودية المسيحية‬

‫من هذا نتاكد أن خدمة يوحنا كانت تطابق تماائ تلك الخدمة التي تستمها الرسل من بعده‪.‬‬
‫فإذ األيدي المختلفة التي ثجري المعمودية ال تجعلها تختلف‪ ،‬ولكن التعليم يبين أثها المعمودية‬
‫نفسها‪ .‬لقد اثفق تعليم يوحنا مع تعليم الرسل‪ :‬كالهما عتد للتوبة؛ وكالهما لمغغرة الخطايا؛‬
‫كالهما عئد باسم المسيح الذي أتى منه كل من التوبة ومغغرة الخطايا‪ .‬قال يوحنا إذ المسيح هو‬
‫حمل الله الذي به رفعت خطية العالم [يو ‪٢٩: ١‬؛‪ .‬بذلك جعله ذبيحة ترضية لدى اآلب‪ ،‬وكائرة‬
‫البز‪ ،‬ومنشئ الخالص‪ .‬ماذا كان للرسل أن يضيفوا إلى هذا االعتراف؟‬

‫لذا ال يضطرت أحد من محاوالت الكتاب القدامى أن يغرقوا بين الشيء الواحد واالخر‪.‬‬
‫ال ينبغي أن نثغن سلطتهم إلى درجة أن ندعها تزعزع ثقتنا بيقينية الكتاب المقذس‪ .‬فإته تن يور‬
‫‪١٢٢٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الخامرعشر‬

‫أن يستمع إلى يوحنا فم الذهب عندما ينكر أن معمودية يوحنا اشتملت على مفغرة الخطايا‪،‬‬
‫على اإلصغاء إلى لوقا عندما يجزم بالعكس بأن يوحنا المغمدان كرز بالتوبة لمغغرة الخطايا‪٤‬‬
‫[لو ‪]٣:٣‬؟ كما ال ينبغي أن نقبل منطق أوغسطينس الحاذق أن الخطايا — في معمودية يوحنا —‬
‫عفرت على أمل الرجاء‪ ،‬أتا في معمودية المسيح فثغغر حعا وواقائ‪ .‬ه لماذا دعر على إضعاف لغة‬
‫البشيرين الذين يشهدون بكامل الوضوح أن يوحنا وعد بمغغرة الخطايا في المعمودية‪ ،‬في غياب‬
‫أي اضطرار إلى أن نفعل ذلك؟‬

‫أتا إذا اجتهد أحدهم ليجد في كلمة الله فروا بينهما [يوحنا والرسل؛‪ ،‬فلسوف ال يجد‬
‫سوى أن يوحنا عتد بقن لم يكن قد أتى بعد‪ ،‬فيما عتد الرسل بقن كان قد أعلن ذاته [لو ‪ ١٦: ٣‬؛‬
‫اع‪.]٤:١٩‬‬

‫‪ .٨‬التبائن في الشخصية‪ ،‬ال في المعمودية‬

‫ال يعتبر انسكاب يغم الروح القدس األغنى منذ قيامة المسيح أساسا لالعتقاد بتنوع‬
‫المعموديات‪ .‬فقد كانت المعمودية التي عتد بها الرسل في أثناء خدمة المسيح على األرض تدعى‬
‫معموديته‪ .‬ولكتها لم قسم بوفرة أعظم من (مواهب) الروح من معمودية يوحنا‪ .‬وحتى بعد صعود‬
‫المسيح‪ ،‬لم قل السامريون قسائأكبرمن الروح مئن تعمدواقبلهم إلى أن ارسل بطرس ويوحنا‬
‫ليضعا أيديهما عليهم‪ ،‬اعير‪/‬أدهم كارا تغتمدين باب الرت تشوغاا [اع ‪.]١٦،١٧،١٤:٨‬‬

‫أعتقد أن الكتاب القدامى عندما قالوا إذ معمودية يوحناكانت مجرد إعداد لمعمودية المسيح‪،‬‬
‫انخدعوا لسبب واحد هو أتهم قرأوا أن الذين كانوا قد اعتمدوا من يوحنا عتدهم بولس مجددا‬
‫[اع ‪٦ ،٣ : ١٩‬؛‪ .‬أتا قدر انخداعهم‪ ،‬فسوف يأتي شرحه بكل وضوح في موضعه المناسب‪٦.‬‬

‫ماذا إدا تعني مقولة يوحنا إئه يعتد بماء‪ ،‬لكن المسيح يأتي بعده فيعتد بالروح القدس ونار‬
‫[مت ‪١١:٣‬؛لو‪١٦:٣‬؛؟ يمكن شرح ذلك ببضع كلمات‪ .‬لم يقصد يوحنا أن يميز بين معمودية‬
‫وأخرى‪ ،‬ولكته قارن شخصه بشخص المسيح أته كان خادم ماء‪ ،‬أتا المسيح فتعطي الروح‬
‫القدس؛ وأن هذه القوة تعلن بواسطة معجزة منظورة يوم يرسل الروح القدس على الرسل في ألسنة‬

‫‪ 0 011,‬ألج‬ ‫‪011‬‬ ‫انظر‪٧1. :‬ت تمل ‪ !٢.‬؛‪6 183. 185‬ل‪.1 )011111. 3. 1-21( )١11‬ل ‪110111.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫(‪132 ٤‬‬
‫‪[>011(111818‬أ‪8‬الجل‪٨٦‬‬ ‫‪1110, 01130^118112, ^§011181 ٧. x. 12‬‬ ‫]ا)‬ ‫ح! ؛‪43. 183‬‬ ‫انظر‪1٧. 468(. :‬‬ ‫ه‬
‫انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.١٨‬‬ ‫‪٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدس المسيحي‬ ‫‪١٢٢٦‬‬

‫من نار [اع ‪ . ]٣: ٢‬بلم كان ممكائ للرسل أن يتباهوا فوق ذلك؟ وبم يتباهى من يعئدون اليوم؟ إتهم‬
‫ال يتحذون كونهم خذاائ للعالمة الظاهرة‪ ،‬أائ المسيح فهو منشئ النعمة الداخلية‪ ،‬كما يعتم أولئك‬
‫القدامى في كز مكان‪ ،‬وخصوصا أوغسطينس الذي في جداله مع الدوناطيين اعتمد أساسا على‪،‬‬
‫هذه الحجة‪ :‬أدا كان من يعئد‪ ،‬فالمسيح وحده يترأس‪٧.‬‬

‫‪ .٩‬النموذج األولي للمعمودية في العهد القديم‬

‫ما قلناه عن كز من اإلماتة والفسل‪ ،‬كان قد سبق اإليذان به في شعب إسرائيل الذين قال عنهم‬

‫الرسول في هذا المجال إتهم اعتمدوا في السحابة وفي البحر [ ‪١‬كو ‪٢ : ١٠‬؛‪ .‬فزمز إلى‬
‫اإلماتة عندما صنع الرب لشعبه طريعا في البحر األحمر لينقذهم من عبودية فرعون القاسية [خر‬
‫‪ ،]٢١:١٤‬وأغرق فرعون نفسه وجيشه المصري الذي الحقهم وكاد يدرك ظهورهم [خر ‪: ١٤‬‬
‫‪ .]٢٨-٢٦‬إته على نفس المثال أيخا‪ ،‬يعدنا في المعمودية ويرينا بعالمة ظاهرة معطا؛ بقوته أته‬
‫اقتادنا وأخرجنا من عبودية مصر‪ ،‬أي من عبودية الخطيئة؛ وأن فرعوننا‪ ،‬أي إبليس‪ ،‬قد أغرق على‬
‫الرغم من أته ال يكف عن مالحقتنا ومطاردتنا وإرهاقنا‪ .‬ولغا لم يبتلع المصري في قاع البحر بل‬
‫ترك مغتا على الشاطئ‪ ،‬أرعب منظره المخيف بني إسرائيل‪ ،‬ومع هذا لم يقدر أن يصيبهم باألذى‬
‫[خر ‪ ،]٣١ -٣٠ :١٤‬فهكذا أيائ عدؤنا هذا ال يزال يهذدنا ويلؤح بأسلحته‪ ،‬ونشعر به ولكته‬
‫عاجز عن السيطرة علينا‪.‬‬

‫في السحابة [عد ‪:٩‬ه‪١‬؛ وخر ‪ ]٢١ :١٣‬كان رمز للتطهير؛ فإته إذ غئداهم الرب بسحابة‬
‫وأعطاهم برودة من القيظ كيال قبنوا ويتذتروا في قساوة الهاجرة‪ ،‬هكذا نميز نحن في المعمودية‪:‬‬
‫أتنا تحت حمى دم المسيح وغطائه‪ ،‬وأن قساوة نار غضب الله اآلكلة سوف ال تغير علينا‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن السر كان عندئذ غامصا ولم يدركه سوى البعض القليل‪ ،‬فمع ذلك ‪ -‬إذ‬
‫ال يوجد سبيل للخالص إأل في هاتين النعمتين ‪ -‬لم يشأ الله أن يحرم اآلباء األقدمين الذين تبائهم‬
‫ورثه له من تلك العالمتين‪.‬‬

‫‪8‬أأأ‪1‬أ‪1<€‬ا‪§8 0‬أ‪7‬أأأ‪€ 1‬أ‪1‬أ سن صير ‪,‬جاالأ‪8‬ااجدآ‪٨‬‬ ‫انظر‪ 1. ٧1£. )1٤ 43. 379, :‬؛‪. 59‬ل‪11‬ل ‪111.‬‬ ‫‪٧‬‬
‫(‪. 23 )1143. 67‬اآ ‪811.‬ا‪6‬أأال]ا)(ال‪- 0‬ا‪£‬ا ‪€‬أ{أ سن‪ ٠2‬؛(‪249‬‬
‫‪١٢٢٧‬‬ ‫الفصل الخامس عشر‬ ‫الكتاب الرابع‬

‫(لسنا بمعموديتنا محررين من الخطيئه األصلية‪ ،‬ولكئنا بواسطتها نجاهر باعتراف إيماننا قدام‬
‫الناس‪.)١٣٠١٠ ،‬‬

‫‪ .١ ٠‬المعمودية والخطيئة األصلية والبز الجديد‬

‫وئصح اآلن كم هو خاطئ التعليلم الذي نشره البعض مدى زمن طويل وال يزال يصز عليه‬
‫اخرون‪ ،‬والذي ينادي بأتنا تحزرنا بواسطة معموديتنا من الخطيئة األصلية‪ ،‬وأئنا تختصنا من‬
‫الطبيعة الفاسدة التي توارثتها ذرية آدم مدى األجيال‪ ،‬وبذا استعيدت طبيعتنا إلى ذلك البز والطهر‬
‫عينه الذي كان آدم سيحصل عليه لو ظل مستقيائ كما حلق أوأل‪ .‬فلم يفهم هذا النوغ من المعتمين‬
‫إطالقا ماهية الخطيئة األصلية‪ ،‬أوماهية البز األصلي‪ ،‬أو نعمة المعمودية‪ .‬ولكئنا قد وضحنا أءاله‪٨‬‬
‫أة الخطيئة األصلية هي نجاسة طبيعتنا وفسادها الكلي الذي يجعلنا أوأل نستحق غضب الله‪،‬‬
‫ثم يئتج فينا ما يسئيه الكتاب المقدس أعمال الجسد [غل ه‪ ٠]١ ٩:‬لذا ينبغي أن ننتبه بدئة إلى‬
‫هاش النقطتين‪.‬‬

‫فلتا كانت طبيعتنا فاسدة هكذا في جميع أجزائها‪ ،‬نقف بسبب هذا الفساد وحده محكوائ‬
‫علينا وئدانين أمام الله الذي ال يقبل سوى البز والبراءة والنقاوة‪ .‬فحتى األطفال والرصع يحملون‬
‫إدانتهم معهم من أرحام أمهاتهم‪ ،‬ألته على الرغم من أتهم لم ينتجوا بعد ثمار إثمهم فإذ بذوره كامنة‬
‫فيهم‪ .‬إذ طبيعتهم بزثتها هي في الواقع بذرة الخطيئة؛ ومن ثم يستحيل أن التكون مكروهة من الله‪.‬‬
‫أتا بواسطة المعمودية فيتأكد المؤمنون أن تلك األدانة (كما قلنا سابغا) قد اتحت عنهم وانصرفت‪،‬‬
‫إذ بهذه العالمة وعد الرب بأته صنع المفغرة الشاملة الكاملة للذنب الذي كان سيحسب علينا‪ ،‬كما‬
‫للقصاهى الذي كان ينبغي أن يقع علينا بسبب الذنب‪ .‬كما أتهم (أي المؤمنين) يستمسكون بالبز؛‬
‫البز الذي يستطيع شعب الله أن يناله في هذه الحياة — وذلك بالثزؤ فقط — إذ إذ الرب من فرط‬
‫رحمته يحسبهم أبرازا وأبرياء‪.‬‬

‫‪ .١ ١‬يلزمناأن نجتهد للتغلب على الخطيئة التغولجة‬

‫والنقطة األخرى هي أن فساد طبيعتنا هذا ال ينقطع عتا‪ ،‬بل يثمر ثمارا جديدة بال انقطاع ‪-‬‬
‫وهي ما سبق أن وصفناه ب‪ -‬أعمال الجسد [غل ه‪١٩ :‬؛‪-٩‬تماتا مثلما يظل أتون مئقن يبعث لهيا‬

‫انظر أعأله‪ :‬الكأب الثاني‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬الفقرة ‪.٨‬‬ ‫‪٨‬‬


‫انظر أعأله‪ :‬الكأب الثاني‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬الفقرة ‪٨‬؛ الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الثالث‪ ،‬الفقرات ‪.١٣-١٠‬‬ ‫‪٩‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٢٢٨‬‬

‫وشروا‪ ،‬أو نبع ملون ال يكذ عن فيض ما؛ نجس‪ .‬فالشهوة ال تنطفئ إطالبا وال تموت في بي‬
‫البشر حتى يتجردوا تماائ من أنفسهم عندما يتحزرون بالموت من جسد الموت‪ .‬تعدنا المعمودية‬
‫حائ بإغراق فرعوننا [خم ‪٢٨: ١٤‬؛ وإماتة خطيئتنا‪ ،‬ولكن ليس بحيث إدها ال تعود توجن بعد أو‬
‫ال رربغنا‪ ،‬بل أتها ال تتغلب فقط علينا‪ .‬ألتنا ما دمنا حبساء سجن هذا الجسد‪ ،‬تمكث آثار الخطيئة‬

‫ساكنه فينا؛ أتا إذا واظبنا على تمشكنا بالوعد اإللهي الئعطى لنا في معموديتنا‪ ،‬فلن تسيطر عليا‬
‫تلك الوصمات‪.‬‬

‫لكن ال يخذغئ أحذ نفسه‪ ،‬وال إقنعن أحذ ذاته بالملق والمالطفة في حالته الخاطئة إزاء‬
‫الخطيئة‪ ،‬عندما يسمع أئها تسكن فينا دائائ‪ .‬فإتنا عندما نتحذرث هكذا‪ ،‬فليس لكي يعذ في سباتهم‬
‫تن ينزعون بميولهم إلى االنغماس في خطاياهم‪ ،‬بل لكيال يخط ويخور في طريقه كذ من يئغصه‬

‫صراعه مع البصدفقط‪ .‬ال بل دغ هؤالء بالحري يتفكرون في أتهم ال زالوا على الدرب‪ ،‬ويصدقون‬
‫أتهم أحرزوا تقدائ محمودا عندما يشعرون أن شهوتهم تتضاءل يوائ بعد يوم‪ ،‬حتى يصلوا إلى نهاية‬
‫رحلتهم‪ ،‬أي موت جسدهم الذي يتم في خاتمة هذه الحياة الغانية‪ .‬وحتى ذلك الحين‪ ،‬فليسفو ا‬
‫بثبات وبسالة ولجلد في المضي وئ ما على النهج إلى جعالة النصر الحصين‪ .‬وليعقدوا العزم على‬
‫مضاعفة جهودهم كتما بدا لهم بعد طول جهاد‪ ،‬أن صعوباب ال يستهان بها تترض بهم في‬
‫الطريق‪ .‬هذا ما ينبغي أن نؤمن به‪ :‬أتنا معئدون إلماتة الجسد‪ ،‬وإذ يبدأ هذا بالمعمودية ونناضل من‬
‫أجل تحقيقه يوائ بعد بوم‪ ،‬سوف يكتمل عندما نعبر من هذه الحياة لنكون مع الرمت‪.‬‬

‫‪ .١٢‬صراع بولس الداخلي [رومية‪ ،‬األصحاح السابع؛‬

‫وما نقوله هنا ال يختلف عائ شرحه بولس بوضوح صريح في األصحاح السابع من رسالته‬
‫إلى أهل رومية‪ .‬فبعد أن اختتم نقاشه لموضوع البر المجاني‪ ،‬وإذ كان قد استنبط بعصهم من ذلك‬
‫أن نعيش كما نرغب ألن قبولنا لدى الله ال يعتمد على استحقاق أعمالنا [رو ‪ ١ :٦‬وه ‪ ١‬؛‪ ،‬يضيف‬
‫قائال إذ كز تن يلبسون بر المسيح هم في الوقت عينه مولودون ثانيه بالروح‪ ،‬وإذ لنا موعذ هذا‬
‫التجديد في المعمودية [رو ‪ ٣: ٦‬وما يليه]‪ .‬ومن ثم يحذ المؤمنين على أأل تتسئظ الخطيئه على‬
‫أعضائهم [رو ‪ ١٢ : ٦‬؛ ‪ .‬لقد كان يدرك أن هنالك دائائ ضعائ ما في المؤمنين‪ .‬فلكيال تثبط عزيمتهم‬
‫بسبب ذلك‪ ،‬يعزيهم بالقول إتهم ليسوا بعد تحت الناموس [رو ‪١٤ :٦‬؛‪ .‬أتا من جهة أخرى‪ ،‬إذ‬
‫قد يبدو احتمان أن يستهين المسيحي في مسيرته ألته تحرر من نير الناموس‪ ،‬يناقش ارسول‬
‫طبيعة ؛طالنه [رو ‪ ،]٦-١ :٧‬والنغغ الذي للناموس [رو ‪ ،]١٣-٧ :٧‬وهي مسألة أحلت‬
‫‪١٢٢٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الخامس عشر‬

‫مرتين [رو ‪ .]٢٤-١٢ :٢‬والنقطة الجوهرية هي أئنا تحزرنا من قساوة الناموس حتى نلتصق‬
‫بالمسيح‪ .‬أثا وظيفة الناموس فهي أن نعترف بضعفنا وتعاستنا إزاء إدانتنا بغساد طبيعتنا‪ .‬ولغا كان‬
‫فساد الطبيعة هذا ال يظهر من أؤل وهلة في اإلنسان الدنيوي (الذي ينغمس في شهواته بدون أن‬
‫يعخاف الله)‪ ،‬ينخن بولخس مثاأل من إنسان متجدد‪ ،‬أي من ذاته‪ .‬فيقول إده في صراع مستمر‬

‫مع ما يسكن في جسده من شهوات‪ ،‬وإئه مقيد بعبودية قاسية بحيث ال يستطيع أن يكرس نفسه‬
‫كلائ لطاعة الناموس اإللهي [رو ‪ .]٢٣-١٨ :٧‬وس ثم ال يسعه إأل أن يشكوفي أنين‪ :‬ازيحي أثا‬
‫الئشان التبتي! تن ثئبذيي بن حشد هذا الكؤت؟‪[ 0‬رو ‪ ٢٤ : ٧‬؛ ‪ .‬ولكن إن ظق أبناء الله مسجونين‬
‫هكذا طوال حياتهم‪ ،‬فال بذ من أن يزعجهم القلق كتما ساورهم فكر هالكهم‪ ،‬إأل إذا تغتبوا على‬
‫هذا الخوف‪ .‬ولذا يضيف بولس كلمة عزاء لذلك‪ :‬آل فتي؛ س الذئنوثه االذ غتى الذين هم ني‬
‫الفسيح سوغاا [رو ‪ .]١ :٨‬هنالك يعتم أة من قبلهم الله في النعمة مرة‪ ،‬ويطغمهم في شركة‬
‫مسيحه‪ ،‬ويتبتاهم في جماعة الكنيسة بالمعمودية ‪ -‬ما داموا يثابرون بثبات في اإليمان بالمسيح‬
‫(حتى على الرغم من أئهم محاطون بالخطيئة وال يزالون يحملونها في جنباتهم) — هؤالء قد اعفوا‬
‫من ذنبهم ومن دينونتهم‪ .‬إن كان هذا هو التفسير البسيط والحقيقي لبولس‪ ،‬فليس ثئة ما يدعو إلى‬

‫التعليم بشيء غريب‪.‬‬

‫‪ .١٣‬اسودية كعالمة لالعتراف‬

‫تعبر المعمودية أيشا عن اعتراف إيماننا قدام الناس‪ .‬إئها في الحق العالمة التي نعلن بها جهازا‬
‫أتنا نريد أن ئحسب شعك الله؛ والتي نشهد بها أتنا نتفق مائ في عبادة الله نفسه في ديانة واحدة مع‬
‫كل المسيحيين؛ والتي — أخيرا — نوبد بها إيماننا علائ‪ ٠‬وهكذا تلهج قلوبنا بحمد الله؛ ليس هذا‬
‫فقط‪ ،‬بل تتغلى ألسننا أيثدا‪ ،‬وجميع أعضداء جسدنا تردد صددى تسبيحه بكق وسيلة ممكنة‪ .‬ألته‬
‫هكذا يليق أن توقف جميع قوانا وتتكاتنا في خدمة مجد الله التي ال ينبغي أن نقشر في أدائها‪،‬‬
‫وعلى مثالنا ينهفرآخرون للقيام بها‪ .‬كان ذلك ما فكر فيه بولس عندما سأل الكورنسن عائ إذا لم‬

‫يكونوا قد اعتمدوا في اسم المسيح [ ‪ ١‬كو ‪ ٠]١٣:١‬بهذا كان يلمح إلى أته لكونهم معتدين باسمه‬
‫قد كرسوا نفوسهم له‪ ،‬وأعلنوا والءهم له‪ ،‬وجاهروا بإيمانهم به أمام الناس‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم يئد‬
‫ممكائ لهم بعد أن يعترفوا بأحد سوى المسيع وحده‪ ،‬إآل إذا اختاروا أن يرتذوا عن االعتراف الذي‬

‫جاهروا به في معموديتهم‪.‬‬
‫جون كالقن‪ :‬أس الذين الهبص‬ ‫‪١٢٣.‬‬

‫(تقئل المعمودية بالثقة بالموعد الذي تحمله كعالمه له‪ ،‬كما أتها ال تكزر‪.)١٨- ١٤ ،‬‬

‫‪ .١٤‬العالمة والشيء الذي تشيرإليه‬

‫اآلن‪ ،‬وقد شرحنا قصد الردب من رسبه المعمودية‪ ،‬سوف يسهل علينا تمييز كيفبة استعمالها‬
‫واستقبالها‪ .‬فحيث إتها أعطيت إليقاظ إيماننا وتغذيته وتوطيده‪ ،‬فسوف نتقبلها كما من يد ئنشئها‬
‫نفسه‪ .‬وينبغي أن نكون على يقين البرهان أته هو ض يخاطبنا من خالل العالمة؛ أئه هو ض يطؤرنا‬
‫ويغسل عتا الخطايا ويمحو ذاكرتها؛ أته هو من يجعلنا شركاء في موته‪ ،‬ومن يجرد الشيطان من‬
‫سلطته‪ ،‬ويضعف قوة شهوتنا؛ وحعا إته هو ض يأتي فيتحد معنا حتى إذا لبسنا المسيح تحشب أبناء‬
‫الله‪ .‬أقول إته يفعل‪ .‬هذه كتها لدواخل نفوسنا بالحقيقة نفسها و بالتأكيد نفسه اللذين بهما نبصر‬
‫تطهير أجسادنا الخارجي بغمرها وإحاطتها بالماء من كز جانب‪ .‬وهذه هي القاعدة التي يمكننا‬
‫بها أن ندرك معنى األسرار‪ :‬أن ينبغي أن نرى أشياء روحية في المادة الطبيعية‪ ،‬كما لوكانت تلك‬
‫الروحيات منظور؛ أمام عيوننا‪ .‬ألن الرب قد سر أن يمتلها بهذه الرموز؛ ليس أن مثل تلك النعم‬
‫تحتويها وتحصرها األسرار بحيث تجزل علينا بفضل قوة األسرار ذاتها‪ ،‬بل ألن الرب فقط يوكد‬
‫لنا بعالمتها مشيئته الصالحة نحونا‪ ،‬وهي أته قد سر بأن يجود علينا بكق هذه األشياء من فرط عظيم‬
‫سخائه‪ .‬كما أته ال يغذي أنظارنا بمجرد المظهر وحده‪ ،‬بل يقودنا إلى الحقيقة الحاضرة ويجري‬
‫على أرض الواقع ما يرمز (المظهر) إليه على نحو ففال‪.‬‬

‫ه ‪ . ١‬المعمودية كتوطية لإليمان‬

‫دعونا نتخن من كرنيليوس قائد المئة برهاائ على ذلك‪ .‬فإته كان قد نال غفراائ لخطاياه وقبل‬
‫عطايا الروح القدس المنظورة‪ ،‬ومع ذلك اعتمد [اع ‪٤٨: ١٠‬؛‪ .‬فلم يكن يسعى وراء مفغرة أوفر‬
‫لخطاياه من خالل المعمودية‪ ،‬بل تأكيذا إليمان أرسخ؛ في الواقع (أراد) مزيدا من اإليقان‬
‫بالوعد‪ .‬قد يعترض قائل‪ :‬لماذا إدا أمر حنانيا بولس بأن يعتمد وبذا تغسل خطاياه [اع ‪ ١٦: ٢٢‬؛‬
‫قارن ‪١٨-١٧ : ٩‬؛ إن كانت الخطايا ال تفسل بقوة كامنه في المعمودية؟ أجيب هكذا‪ :‬إثنا بقدر‬
‫ما يعيه إيماننا نقبل وننال ونكتسب ما ئظهره لنا الرب؛ إتا عندما يشهد أوأل له‪ ،‬أو عندما‬
‫يؤغد بصورة أوفر وبأكثر تأكيد ما شهد به‪ .‬هذا فقط ما قصده حنانيا‪ :‬احتى تتأغد يا بولس‬
‫أن خطاياك قد عفرت‪ ،‬وم واعتيد‪ .‬فغي المعمودية ئعد الرت بمغغرة الخطايا‪ .‬لذا اقبل‬
‫المعمودية واطمئئ‪.‬‬
‫‪١٢٣١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الخامس عشر‬

‫ولكئني لست أقصد أن اضعف قزة المعمودية بفصل الحق والحقيقة عن العالمة‪ ،‬بقدر ما‬
‫يعمل الله من خالل الوسائط الخارجية‪ .‬ولكتنا نحصل في هذا السر على قدر ما نقبل باإليمان فقط‪.‬‬
‫فإن تعطنا اإليمان‪ ،‬يكون ذلك برهاتا على عدم لهكراننا‪ ،‬وهذا يجعلنا موضوع محاسبة الله‪ ،‬ألتنا‬
‫لم نصدق الوعد المعطى فيه‪.‬‬

‫أتا بقدر ما هي رمز العترافنا‪ ،‬فينبغي أن تشهد المعمودية بأن ثقتنا هي برحمه الله‪ ،‬وأن‬
‫طهارتك هي في غفران الخطايا الذي اشكري لنا بواسطة يسوع المسيح؛ وأتنا ندخل شركة كنيسة‬
‫الله لكي نحيا في وائم مع جميع المؤمنين في وحدة اإليمان التانة وفي كمال المحبة‪ .‬كانت هذه‬
‫النقطة األخيرة التي قصد بولس أن يعلم بها عندما قال‪ :‬ألكنا لجبيعائ بؤوح زاحد‪ ٠‬أنصا اعققنتا الى‬

‫جشدؤاحد[‪١‬كو‪.]١٣:١٢‬‬

‫‪ .١٦‬المعمودية التعتمد على جدارة ض ئعئد‬

‫لنفرض أن ما انتهينا إليه صحيح؛ أي ال ينبغي أن يقؤم السز على أساس يد تن يقوم بإجرائه‪ ،‬بل‬
‫كما لوكان قد اجري بيد الله الذي ال شك فى أته أتى منه‪ .‬من هذا نستنبط أن ال شى ء يضاف إليه‬
‫أوينتقص منه على أساس استحقاق تن يقوم بإجرائه‪ .‬فغي معامالت البشر‪ ،‬إذا ارسل مكتوب ما‪،‬‬
‫وكان خط اليد والختلم معروقين‪ ،‬فال أهمية لهوية أو شخص تن وزعه‪ .‬وعلى نفس المثال‪ ،‬يكفي‬
‫أن نتعرف يد الرب وخاتمه في أسراره بغض النظر عفن يجريها‪.‬‬

‫تفحم هذه الحجة خطأ الدوناطيين بإحكام‪ ،‬ألتهم كانوا يقيسون فاعلية السر وقدر قيمته‬
‫بمقياس استحقاق الخادم‪ .‬ويقتفي أثرهم اليوم معيدو المعمودية الذين ينكرون أتنا ئعئدون على‬
‫النحو الصحيح‪ ،‬ألتنا اعتمدنا على أيدي وثنيين أشرار تحت السلطة البابوية‪ .‬ولذا يلحون على‬
‫إعادة العماد بغيرؤ متقدة‪.‬‬

‫أتا نحن فسوف نتسلح بحجة قوية لمقاومة حماقاتهم‪ ،‬ما دمنا مقتنعين بأئنا لم ئنضتم بمعمودتتنا‬
‫إلى جماعة تتسفى باسم أي إنسان‪ ،‬بل باسم اآلب واالبن والروح القدس إمت ‪] ١٩: ٢٨‬؛ وأن‬
‫المعمودية — تبثا لذلك — ليست من إنسان بل من الله‪ ،‬بغض النظر عفن يقوم بإجرائها‪ .‬فمهما‬
‫كان جهز معئدينا بالله وازدراؤهم إياه وكز معالم التقوى‪ ،‬فإتهم لم يعئدونا إلى شركة جهلهم أو‬
‫إلى تدنيسهم لكز المقدسات‪ ،‬بل إلى اإليمان بيسوع المسيح‪ ،‬ألته لم يكن اسمهم هم بل اسم الله‬
‫الذي دعوه‪ ،‬ولم يعئدونا باسماخر‪ .‬ولكتها إذا كانت معمودية الله‪ ،‬فقد حملت في طياتها وعد‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين المبي‬ ‫‪١٢٣٢‬‬

‫بكل تأكيد‪ ،‬كما حملت إماته الجسد‪ ،‬وإحياة الروح‪ ،‬والمشاركة في المسيح‬
‫*‬ ‫مفغرة الخطايا‬
‫فهكذا لم يعئر اليهود أن يختتنوا على أيدي كهنة فاسدين وكرة؛ كما لم تكن العالمة نفسها خالية‬
‫المعنى بحيث وجبت إعادتها‪ ،‬بل كانت وسيلة كافية للعودة إلى المصدر الحقيقي‪.‬‬

‫اعتراضهم بالقول ينبغي للمعمودية أن ئمارس ويحئغل بها في محافل األتقياء‪ ،‬ال يكفي إللغاء‬
‫الفاعلية الكلية لما هو معيت جزئائ‪ .‬ألتنا عندما نعتم بما يجب فعله لكي تكون المعمودية نقيه‬
‫وطاهرة من كز دنس‪ ،‬ال تبطل ما رسمه الله بهذا السر مهما أفسده عابدو األوثان‪ .‬فعندما اكتنفت‬
‫الخرافات الختان في قديم الزمان‪ ،‬لم يكذ على الرغم من ذلك أن يعتبر رمزا للنعمة‪ .‬ولتا أخرج‬
‫يوشيا وحزقياشحادواءناللهسبينكزإسرائيل[‪٢‬مل‪٢٢‬؛‪٢٣‬؛‪،]١٨‬ميأمرابخام‪.‬‬

‫‪ .١٧‬ال تبطل المعمودية بسبب تأخير التوبة‬

‫يسألنا معارضونا عن أي إيمان أتانا بعد بضعة أعوام من معموديتنا‪ .‬يفعلون ذلك كي يبرهنوا‬
‫على بطالن معموديتنا‪ ،‬إذ إتها ال تتقدس لنا إآل عندما تقبل كلمة الموعد باإليمان‪ .‬نجيب عن‬
‫سؤالهم بأتنا في الحقيقة لم نستوعب الموعد المعطى لنا في معموديتنا زمائ طويال‪ ،‬بسبب عمائنا‬
‫وعدم إيماننا؛ ومع هذا فإذ ذلك الموعد‪ ،‬ألته من الله‪ ،‬ظز ثابائ وراسائ أبذا‪ ،‬وجديرا‬
‫بالثقة‪ .‬حتى إن كان جميع بني البشر كاذبين وغير موثوق بهم‪ ،‬فإذ عدم أمانتهم ال يطل أمانة‬
‫الله [رو ‪ .]٣:٣‬وإن زاغ جميع الناس‪ ،‬يبقى المسيح خالصا‪ .‬ولذا نعترف بأئه طوال ذلك الوقت‬
‫لم لبدنا المعمودية بشيء — من حيث الوعد الذي تحئله‪ ،‬والذي بدونه هي ال شيء — فباتت‬
‫ثهتلة‪ .‬أثا االن فبنعمة الله تبدأ توبتنا‪ ،‬فندين عماءنا وقساوة قلوبنا‪ ،‬نحن ض ظللنا زماتا هذا‬
‫مقداره جاحدين إحسانه العظيم‪ .‬ولكتنا نؤمن بأن الموعد عينه لم يبطل ولم يتالش‪ ،‬بل بالحري‬
‫نحسب أن الله ئعذنا بمغغرة الخطايا في المعمودية ذاتها؛ وال ريب في أته سوف يحثق وعده لكز‬
‫من يؤمن‪ .‬لقد وهب لنا هذا الوعد في المعمودية؛ فلنعتنعه ونتمشن به باإليمان‪ .‬إته حائ بسبب‬
‫عدم أمانتنا رقد مدفونا عن عيوننا‪ ،‬أثا االن فلنعتلئه إدا باإليمان‪.‬‬

‫لهذا السبب ال يأمر الله بتكرار الختان عندما يدعوشعب اليهود إلى التوبة حتى إن كانوا (كما‬
‫قلنا سابعا) قد اختتنوا على أيدي كهنة مدتسة‪ ،‬وعاشوا إلى حين محتبلين بعدم الورع عينه؛ بل‬
‫يحههم الله على تجديد القلب فقط‪ .‬ومهما كان تعذيهم على العهد‪ ،‬ظتت عالمة العهد ثابتة منيعة‬
‫بفضل أن الله قد رسمها‪ .‬ومن ثم‪ ،‬اسثعيدوا إلى العهد الذي صنعه الله معهم في الختان بشر؛ واحد‬
‫‪١٢٣٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪.-‬الغصل الخامس عشر‬

‫فقط هو التوبة؛ مع أدهم عالوة على ذلك‪ ،‬كانوا قد تقبلوا العهد نفسه بوساطة كاهب كاسر العهن‪،‬‬
‫ثم بذلوا أقسى جهدهم لينجسوه ويطلوا أثره‪.‬‬

‫‪ .١٨‬لم يكرر بولس المعمودية‬

‫يتخبلون أئهم يصيبوننا بسهم ملتهب عندما يجزمون بأن بولس أعاد معمودية ض كان قد‬
‫عتد هم يوحنا [اع ‪ .]٧—٢ : ١٩‬نفرض أئنا نعترف بأؤ معمودية يوحنا ومعموديتنا هما معمودية‬

‫واحدة وال فرق بينهما‪ .‬عندئذ‪ ،‬إذ كان من سبق أن اعتمدوا بموجب تعليم خاطئ قد رجعوا‬
‫فاعتمدوا ثانية بمقتضى التعليم المستقيم بعد ئعبلهم إياه‪ ،‬يلزم منطفائ أن المعمودية التي أجريت‬
‫من دون التعليم القويم ال بذ أن ال بحسب شيائ‪ ،‬ومن ثم يجب علينا أن نتعتد مجذدا في إطار الدين‬
‫السوي الذي تذوقناه االن أؤل مرة‪.‬‬

‫يعتقد البعض بأئهكان تلميذا مضألليوحنا‪ ،‬ذاك الذي أدخلهم في خرافة باطله بمعموديه سابقة‪.‬‬
‫يبنون حدسهم حول هذا األمر على اعتراف من تعتدوا بجهلهم الكلي بالروح القدس‪ ،‬فيما كان‬
‫من المحال أن يرسل يوحنا تالميذ جهالء كهؤالء‪ .‬ولكئه من غير المحتمل أيصا أن اليهود‪ ،‬على‬
‫الرغم من أئهم لم يتعتدوا قط‪ ،‬كانوا مجردين كلائ من معرفة الروح القدس المحتفى به في العديد‬
‫من نصوص الكتاب المقدس‪ .‬فإجابتهم ‪ -‬بأئهم ال يعلمون إن كان يوجد روع قدس ‪ -‬يلزم فهمها‬
‫كما لو كانوا يقولون إتهم لم يكونوا بعد قد سمعوا هل كانت امتيازات الروح القدس‪ ،‬التي كان‬
‫بولس يسألهم عنها‪ ،‬قد أعطيت لتالميذ المسيح‪ .‬إتني أعترف‪ ،‬من جانبي‪ ،‬بأئها كانت معمودية‬
‫يوحنا الحقيقية‪ ،‬وأئها كانت هي ذاتها معمودية المسيح؛ ولكئني أنكر أئهم تعتدوا مجذدا‪ .‬ماذا‬
‫إدا تعني هذه الكلمات ‪ :‬اعتمدوا باسم يسوع ؟ يفشرها البعض لتفيد أئهم تلعنوا التعليم الصحيح‬
‫على يد بولس فقط؛ ولكثني أحبذ أن أفهمها بأكثر بساطة‪ ،‬أي أتها معمودية الروح القدس‪ ،‬أي‬
‫مواهب الروح القدس المنظورة التي أجزلت عليهم بوضع األيدي‪ .‬وليس جدينا أن يشار إلى تلك‬
‫المواهب بكلمة معمودية ‪ ،‬كما الحال في يوم الخمسين إذ قيل إذ الرسل استذكروا كلمات‬
‫الرب عن معمودية النار والروح القدس [اع ‪ .]١ ٥: ١‬ويذكر بطرس أئه تدفر الشيء نفسه عندما‬
‫رأى تلك المواهب عينها تنسكب على كرنيليوس وأهل بيته وعشيرته [اع ‪١٦ : ١١‬‬

‫وال يغاير ذلك ما اضيف الحعا‪ :‬اولثا ؤصغ دولس يديه عليهم حل الروح العنسل‬

‫عليهم [اع ‪٦ : ١٩‬؛ ‪ .‬وال يتحذث لوقا عن شيئين مختلفبن‪ ،‬بل يتبع أسلوب الرواية المألوف لدى‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين المسيحي‬ ‫‪١٢٣٤‬‬

‫العبرانيين‪ ،‬وذلك بعرض ملخص للموضوع ثم بشرحه بتوبتع‪ .‬ويمكن ألي شخص أن يالحظ‬
‫ذلك من السياق نفسه؛ ألره يقول إلهم عندما سمعوا هذه األشياء اعتمدوا باسم سوع ‪ ٠‬ولغا‬
‫وضع بولس يديه عليهم عندئذ‪ ،‬حق الروح ‪,‬القدس عليهم‪ .‬يصف هذا التعبير األخير طبيعة‬
‫(هذه) المعمودية‪.‬‬

‫أتا إذا كان الجهل يطل معمودية سابقة بحيث يلزم أن يصحح الوضع بمعمودية ثانية‪ ،‬كان‬

‫— أتفه وتات من التعليم األكثر نقاوة‪ .‬واالن فيما بيننا‪ ،‬كم من األنهار تكفي إلعادة تغطيس كق قن‬
‫تعتد متا عن جهل ثم صححه الرت فينا برحمته يوتا بعد يوم؟‬

‫(اعتراضات على التراكمات الطقستة وعلى المعمودية بواسطة النساء‪.)٢١-١٩ ،‬‬

‫‪ . ١ ٩‬ممارسات صحيحة وأخرى خاطئة في المعمودية‬

‫إن لم أكن مخطائ‪ ،‬ينبغي أن أكون قد وصحت بما فيه الكفاية ما لسر المعمودية من فاعلية‬
‫وقيمة وفائدة وهدف ‪ .‬وفيما يتعتى بالرمز الظاهر لهذا السر‪ ،‬ليت تأسيسي المسيح الحقيقي ساد‬
‫بحيث إته كبح جسارة البشر! فكما لو كان االعتماد بالماء بحسب قصد المسيح شيائ يزدرى‪،‬‬
‫أضيفت‬ ‫الحقيقى للماء‪: ٠ .‬‬
‫وبعدئذ ‪٠٠٠‬‬ ‫*♦ *‬ ‫التكريس‬
‫‪٠٠‬‬ ‫تعويذة‪ ،‬بنخس‬
‫‪0‬‬ ‫‪٠‬‬ ‫كهنوتية‪ ،‬أو ‪٠‬باألحرى‬
‫‪٠‬ابيدت ‪٠‬بركه ‪٠٠ ٠‬‬
‫شمعة وكذلك الميرون‪ .‬وأتا تعويذة طرد الشيطان فبدت كأثها بوابة الدخول إلى المعمودية‪.‬‬
‫ومع أتني عالم ببدم أصل هذا الخليط الغريب‪ ،‬فإتني أتئسك بحثي مع جميع األتقياء في رفض‬
‫كق ما تجاسر البشر على إضافته إلى ما رسمه المسيح‪ .‬ولكن لائ شاهد الشيطان كيف وبلت‬
‫يذغه المبتذلة بغباء وسذاجة وسرعة تصديق منذ أن نودي باإلنجيل‪ ،‬تمادى في هزئه بشرانية‬
‫فاحشة‪ .‬وس ثم أوتي علائ هراء الحلتي الكاذبة والبصاق وما إليها من سخرية اطلق لها العنان بقين‬
‫المعمودية‪ .‬فمن هذه االختبارات دعونا نتعتم أن ال شيء أقدس أو أفضل أوآمن من أن نقنع بسلطة‬
‫المسيح وحده‪.‬‬

‫كم يكون من األفضل جدا أن يستغنى عن البهرجة المتكلفة والتمثيل المسرحي الذي يبهر‬
‫عيون البسطاء ويميت عقولهم؛ وأن يقدم الئقتل على المعمودية إلى محفل المؤمنين فيما تنظر إليه‬
‫الكنيسة كتها بصفته الشاهد‪ ،‬وترفع صالتها من أجله‪ ،‬وبذا تقذمه لله؛ وأن بتلى إقرار اإليمان الذي‬
‫وجب على المتقدم للمعمودية أن يتلثنه؛ وأن لردد الوعود التي يتفهان بها عندئذ؛ وأن يعمد المتقدم‬
‫‪١٢٣٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الخامس عشر‬

‫باسم االب واالبن والروح القدس [مت ‪ً١٩:٢٨‬ا؛ وأخيرا أن يصرف بالصلوات والشكر! إذ‬
‫صنع هذا يكئل اإلجراء وال يهمل من جوهره شيء؛ كما يسطع هذا الطقس الواحد الذي أنزله الله‬
‫ئنبئه بدون أن يتكعن بتلؤثات فادحة‪.‬‬

‫أثا هل كان ينبغي أن تكون المعمودية بالغطس‪ ،‬وهل كان يغئلس الثعئد ثالث مرات أو‬
‫مزة واحدة‪ ،‬أو كان يعئد بالرش أو بسغب الماء؛ فال أهمية لهذه التفاصيل‪ ،‬بل ينبغي أن تترك‬
‫الخيار للكنائس بحسب تنوع البالد‪ .‬أثا لفظة يعئد فتعني الغطس‪ ،‬وس الواضح أن الغطس‬
‫كان يمارس في الكنيسة العتيقة‪.‬‬

‫‪ .٢٠‬ال لمعمودية ؛الطوارى*‬

‫كما يليق في هذا المجال بأن نشير إلى أته من الخطأ أن يقوم األفراد العاديون بإجراء المعمودية‪،‬‬
‫فإذ هذا — كما هي الحال في إجراء خدمة العشاء الرباني — عمل تختص به وظيفة خذام الكنيسة‬
‫المغروزين لهذه الخدمة‪ .‬فلم يوص المسيح النساء‪ ،‬أوالرجال ذوي الحرف المتنوعة‪ ،‬بأن يعئدوا‪،‬‬
‫بل أوصى بذلك ثن كان قد اختارهم رسأل‪ .‬ولتا أمر تالميذه بأن يقوموا بعمل ما رأوه يفعله —‬
‫بصفة المضيف — في خدمة العشاء [لو ‪١٩ : ٢٢‬؛‪ ،‬فال شك في أته شاء أن يقتفوا أثره فيها‪.‬‬

‫جرت العادة عبر العصور الغابرة‪ ،‬ومنذ نشأة الكنيسة تقرييا‪ ،‬أن يعئد علمانيون الذين كانوا‬
‫في خطر الموت إن لم يوجد خادم في تلك اللحظة‪ ١ .‬ولكتني لسك أرى كيف يمكن الدفاع‬
‫عن ذلك بحجة رصينة؛ ألئه حتى الكائب القدامى أنفسهم الذين اتبعوا هذه الممارسة أو تفاضوا‬
‫عنها‪ ،‬لم يكونوا واثقين بص‪٠‬جه ذلك‪ .‬يكشئن أوغسطينس عن هذا الشك عندما يقول‪ :‬حتى إذا‬
‫اضئلز علماني من واقع الضرورة إلى أن يجري المعمودية‪ ،‬فلسك أدري هل أحد يقول بؤرع إذ‬
‫هذا يجوز تكراره‪ .‬ألته إن لم تحتم الضرورة بعله‪ ،‬فذاك اغتصاب لوظيفةآخر؛ أثا إذا استلزمت‬
‫الحاجة‪ ،‬فإتا أن ال إثم في ذلك قذ‪ ،‬أوهو خطأ عرضى إفتغر ا ‪ ١ ١‬وبخصوص النساء‪ ،‬لقد تقزرفي‬
‫مجمع قرطاجة — بال استثناء — أآل يتجزأن على التعميد إطالفا‪١ ٢ .‬‬

‫‪ 617311311‬؛(‪ ٥. ٨٦١٢٢ 111. 677‬ن ‪81. 291‬أأال‪3‬ا‪11‬آل‪1‬اجآ ‪)1‬ح) اا‪٧‬ل‪, 0/1‬ال‪3‬ا‪11‬الأ‪٢‬عآ‬ ‫انظر‪111. :‬‬ ‫‪١٠‬‬
‫ة‪7‬اد‪ 187. 1800; ٢‬ما) ‪٧. 21‬ا ‪(1384 .1‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪0,‬عاأ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬
‫‪-‬‬ ‫ا‪/‬أ ‪€‬أ{أ‬ ‫‪ 43.71(. :‬ا(ل]‪. XX1. 29 (٦٧‬‬
‫‪ 187. 1800(,‬ال ;‪ 1. 1367‬ج‪1(0٢‬ك‪0‬ا‪٧. 20 )٢٢‬ا ‪6٢3111.‬‬ ‫‪0111 110‬‬ ‫انظر‪ :‬عص؟‪،‬عسح‬ ‫‪١٢‬‬ ‫‪,‬ال‪3‬اأ‬
‫‪).‬ا‪8‬ائ‪ )٦١‬ء ‪03110118 X^x, 959 .111‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪١٢٣٦‬‬

‫وهع ذلك (قد تقول) ثقة خطر يواجه المريض‪ ،‬إذا مات بدون أن يعئد‪ ،‬في أن يحرم نعمة‬
‫التجديد‪ .‬ال‪ ،‬أبذا‪ .‬يعلن الله أته يتبغى أطفالنا لذاته قبل أن يولدوا عندما تعد بأته يكون لنا إليى وألبنائنا‬
‫من بعدنا [تك ‪ ،]٧: ١٧‬وأة خالصهم مؤكد في كلمته‪ .‬لن يتجاسر أحد أن يئعطرس تجاه الله‬
‫بحيث ينكر أن وعده في حذ ذاته يكفي لفاعيته‪.‬‬

‫قليلون موق يدركون قدر األذى الذي أحدثته بسوء تغسيرها العقيد؛ القائلة بأة المعمودية‬
‫ضرورية للخالص‪ .‬ونتيجة لذلك أصبحوا أقل حذرا‪ .‬ألته حيث انتشر الرأي القائل بأن جميع ئن‬
‫لم يحدث أتهم اعتمدوا بالماء هالكون‪ ،‬فإذ حالنا أسوأ من حالة شعب الله القديم‪ ،‬كما لو كانت‬

‫يأت ليكئل المواعيد بل لينقضها [قارن مت ه‪ ،] ١ ٧:‬إذ يرون أن الوعد (الذي كان وقتئذ كافيا‬
‫في حذ ذاته لمنح الخالص قبل اليوم الثامن) [تك ‪٧: ١٧‬؛ قارن عدد ‪ ١٢‬؛ قد بطل االن الفتقاده‬
‫إلى مساعدة العالمة‪.‬‬

‫‪ .٢١‬ال يسمح للنساء بأن يعئدن‬

‫قبل ميالد أوغسطينس‪ ،‬النساء كئ يمارسن سر المعمودية كما يستنبط متا وزد في كتابات‬
‫ترتليانوس الذي شذد على أن ال يسمح للمرأة بأن تتكتم في الكنيسة‪ ،‬أو أن تعتم أو تعئد أو تقذم‬
‫العطايا‪ .‬كان ذلك كيال قخذ لنفسها وظيفة أي رجل‪ ،‬فضأل ض وظيفة كاهن‪ ١٣.‬وأكد أبيغانيوس‬
‫المبدأ نفسه بنقده الشديد لماركيون لسماحه للنساء بالتعميد‪.‬‬

‫وإتني عالم بجواب من ال يتفقون مع ذلك‪ :‬وهو أن هنالك فروا عطيائ بين الممارسة العادية‪،‬‬
‫والمعالجة فوق العادية في ظروف الحاجة الماسة‪ .‬ولكن لقا كان إبيغانيوس يعلن أته من باب الهزء‬
‫أن تعطى المرأة حق التعميد‪ ،‬وال يترك مجاأل لالستثناء‪ ،‬فواضح بما يكفي أته يدين هذه المزاولة‬
‫بحيث ال مبرر لها بأي حجة أوذريعة‪ .‬كما أته ال يضيف أي تردد أوتحثظ عندما يدافع ض رأيه في‬
‫كتابه الثالث‪ ،‬حيث يعتم أته لم دعط حتى والد؛ المسيح القديسة هذا األذن‪١٤.‬‬

‫انظر‪٢. ٨٦١٢٢ 111. 679(. :‬أ ;‪01111111311118 1. 291‬آ ا‪٤‬ح) اا‪¥‬ت أ‪877‬أ‪161111111311, 0713)2[(1‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫‪8 )315-413(,‬أأاعةا‪(1‬ال(ل‪£‬‬ ‫‪81^6‬‬ ‫انظر‪8 31. :‬ح‪. 3 )6‬اللت‪. 4; 1‬اا‪1‬آ ‪0^67-8118 11067-6868‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫;(‪٧٢£6 41. 699 1.; 42. 745 ٤‬ل ;‪100; 37. 477‬‬ ‫‪1.‬تتت ا‪8‬د) (‪ 1(60 )1439‬تسج ‪1٧, 61111‬‬
‫‪, 61 )±1871110161(01(1187711‬سًا ‪,‬اال ع‪ ^7-06011(01, ،/‬أ‪00‬أ ‪,‬الهل‪ 6)1., £(. 235(; [. ١٧681‬ه‪, 4‬أ‪67‬أأ‪6‬أأ‪1055; ^41161, 0‬‬
‫‪{. 242(.‬ا‪, 1556,‬جالا‪0‬ح‪8‬آل‪-‬ل‪)81‬‬
‫‪١٢٣٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الخاسرعشر‬

‫‪ .٢٢‬ختان صفورة ابئها ليس مثاالع للمعمودية على أيدي الفساء‬

‫يستشهد معارضونا على نحو غير مالئم بمثال صفورة إخر ‪ : ٤‬ه ‪ .]٢‬ويبنون حجتهم على‬
‫استرضاء مالك الرب بعد أن أخذت حجر صؤان وقطعت غرلة ابنها‪ ،‬إذ يفسرون ذلك بأن نعلتها‬
‫هذه باتت مرضية لدى الله‪ .‬وإآل يلزم القول بأن الله ئز بالعبادة التي رفعتها األمم التي جيء بها من‬

‫أشور[‪٢‬مل‪.]٣٣-٣٢:١٧‬‬

‫لكنأسباتا رصينة أخرى تبرهن على أته من الغباوة أن ينقاد قوم لتقليد ما فعلته تلك المرأة الغبية‪.‬‬
‫فإن كنت ألقول إذ ذلك كان شيائ غيز عادي‪ ،‬ولكن ال يجوز أن يعتبر مثاأل بقتفى‪( ،‬وخصوصا‬
‫إذ ال نقرأ في أى مكان أن وصيه صريحة اعطيت للكهنة ألجراء عملية الختان) وأن مسألة الختان‬

‫تختلف عن المعمودية؛ يجب أن يكفي هذا الرد لنقض حجتهم‪ .‬ألن كلمات المسيح شديدة‬
‫الوضوح‪ :‬اذهبوا وتلمذوا جميع األمم‪ ،‬وعتدوا‪[ ٠٠ .‬مت ‪ . ] ١٩: ٢٨‬وإذ نرى أته رمم الرجال‬
‫أنفسهم للكرازة باإلنجيل كما لخدمة المعمودية‪ ،‬وال يئخذ أحذ في الكنيسة لنفسه ذلك الشرف‬
‫ما لم يكن مدعوا كهارون (بحسب ما يشهد الرسول) [عب ه‪ - ] ٤:‬فكز من ئعئد بدون دعوة‬

‫مشروعة يغتصب وظيفة غيره [قارن ‪ ١‬بط ‪ : ٤‬ه ‪. ] ١‬‬

‫وحتى في أصغر األمور — مثل الطعام والشراب — كز ما نفعله بضمير مترذد يحكم عليه‬

‫بولس بأته خطيئة [رو ‪ .]٢٣: ١٤‬ولنا‪ ،‬ثئة خطيئة أعظم جدا في التعميد بواسطة النساء‬
‫حيث إذ قاعد؛ كلية الوضوح أعطاها المسيح دنتهك هكذا‪ ،‬إذ نعلم أن ما جمعه الله ال يغرفه إنسان‬

‫[مت‪٦:١٩‬؛مر‪.]٩:١٠‬‬

‫ولكتني أضع كز هذا جانيا ألقول إة فعلة صفورة كانت أبعد ما يمكن أن تكون عن قصدها‬
‫‪ ;٠٠٠ ٠٠‬ح‪٠٠‬‬ ‫مبى‬ ‫‪^٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬ ‫ء‬
‫ألقت بغرلته على األرض‪،‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫تنترت واشتكت‪ ،‬وفى غين‬
‫‪0‬‬ ‫‪0 0‬‬
‫فى‪٠‬خطر‪،‬‬
‫‪0‬‬
‫ابنها‬
‫‪0‬‬
‫رأت‬ ‫فإتها ءإذ‬
‫ك‪٠‬‬‫‪0‬‬
‫نجءتأدية ‪٠‬خدمة‪ :‬خلله‪.‬‬
‫وبذا لعنت زوجها لعائ جعله أيصا يغضب من الله‪ .‬باإليجاز‪ ،‬كان المنظر كته نتيجة اندفاعها العنيف‬
‫ألتها صحبت ضن الله وضن زوجها الى حذ أتها سفكت دم ابنها‪ .‬وحتى إن كانت قد تصرفت‬
‫حستا في كز شيءآخر‪ ،‬فإذ طيشها في ختان ابنها أمام زوجها — وهو ليس بشخص عادي‪ ،‬بل‬
‫موسى أؤل أنبياء الله الذي لم يقم أعظم منه في كز إسرائيل—شيء ال يفتغر‪ .‬وهذا التصرف ال‬

‫يسمح به أكثر من أن يسمح للنساء بأن يعئدن في حال وجود أسقف‪.‬‬


‫ال يمنعون من دخول ملكوت السماوات لمجرد أتهم انتقلوا من هذه الحياة قبل أن بغئلسوا ف‬
‫الماء‪ .‬ومع ذلك كم رأينا أن دى هائأل أصاب عهد الله إن لم نقبل هذا المبدأ‪ ،‬كما لوكان (العهد)‬
‫ضعيعا في ذاته‪ ،‬إذ ال يعتمد أثره على المعمودية وال أي إضافات أخرى‪ .‬وبعدئذ بضاف إلى لز‬
‫نوع من الختم‪ ،‬ال ليهب فاعلية لوعد الله كما لو لم يكن شيائ في ذاته‪ ،‬بل لتأكيده لنا فقط‪ .‬من هذا‬
‫يلزم منطقيا أن بعئد أبناء المؤمنين؛ ال ألتهم كانوا قبأل غرباء عن الكنيسة ويصيرون اآلن أول مزة‬
‫أوالدا لله‪ ،‬بل بالحري ألنهم من جزاء بركة الوعد هم منتمون فعأل إلى جسد المسيح‪ ،‬ويقبلون في‬
‫الكنيسة بهذه العالمة المقدسة‪.‬‬

‫ولهذا إذا غابت العالمة‪ ،‬ليس عن كسل أوإهمال أو ازدراء‪ ،‬فنحن في أمان من كز خطر‪ .‬من‬
‫ثم إته لمن أكثر القداسة أن نوقر ما رسمه الله‪ ،‬أي أن نبتغي األسرار مئن أودعها الله في أيديهم‪ .‬وإن‬
‫لم نستطع أن نتلثاها من الكنيسة‪ ،‬فإة نعمة الله ال تتقيد بها‪ ،‬بل نحصل على تلك النعمة باإليمان‬
‫من كلمة الله‪.‬‬
‫الفصل السادس عشر‬

‫معمودية األطفال تنفق هع تأسيس المسح‬


‫كما تطابق طبيعة العالمة‬

‫مح‬

‫(معمرة األطفال‪ ،‬في ضوء ما تمثله‪ ،‬تقابل الختان؛ منشأها العهد مع إبراهيم‪)٦-١ ،‬‬

‫‪ . ١‬مهاجمة معمودية األطفال‬

‫لتا أضحت أرواح محمومة تشى الكنيسة اليوم حول معمودية األطفال‪ ،‬من دون أن تكن‬
‫عن إثارة الفتنة فيها‪ ،‬ال يسعني أن أمسك عن إضافة هذا الملحق كيما أكبح هذيانهم المسعور‪ .‬وإذ‬
‫بدا هذا الدفاع ألي إنسانة مسهبا‪ ،‬ألتمس منه أن يتأثل في نفسه أته ينبغي في موضوع مهلم كهذا‪،‬‬
‫أن نثغن نقاوة التعليم في الكنيسة وسالمها‪ ،‬بحيث يجب أآل نعترض بترب كهذا على أي شي؛‬
‫يؤول إلى تحقيق كليهما‪ .‬إلى ذلك‪ ،‬سوف أحاول أن أرتب هذه المداولة بحيث تيشر شرح سز‬
‫المعمودية بمزيد من الوضوح‪ .‬إتهم يهاجمون معمودية األطفال بححه تبدو في ظالعرها جديرة‬
‫بالتصديق‪ ،‬وذلك بالتفاخر بأتها غير مبنية على أساسى رسم الله‪ ،‬بل ادخلت بسبب تحدس البشر‬
‫وفضولهم الفاسد‪ ،‬وأخيرا احذ في استعمالها بطيش‪ ،‬وفتور غبي‪ .‬فكل سر لم يرتكز على أساس‬
‫راسخ من كلمة الله يبيت معتعا كما بخيط‪ .‬أما عندما يدرسى الموضوع باتزان‪ ،‬فماذا لو ثبت أن‬
‫ادهانا مؤذيا كهذا قد ولجه خطًا ولمللائ إلى أمر الرب المقذس؟ إدا بسخر أصله؛ فاس اتضح أته ابكدع‬
‫بمجرد تهور البشر‪ ،‬فلتهجذه ولئقسم ممارسة المعمودية الصحيحة بحسب إرادة الله وحدها‪.‬‬
‫ولكئ إذا يرهن على أئها ال تفتقد إلى سلطته األكيدة على األطالق‪ ،‬فلنحترز لئأل تأخذنا الغطرسة‬
‫إزاء الله نفسه بمالشاة ما رسم له الله‪.‬‬

‫‪ .٢‬الفصل في معئى المعمودية‬

‫أؤأل‪ ،‬إتها عقيدة معروفة بما فيه الكفاية‪ ،‬ومعترف بها بين جميع األتقياء بحيث ال يرتكز‬
‫فهمها على التفكر الصحيح في الطقوس الظاهرة وحدها‪ ،‬ولكئه يعتمد في المقام األول على‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الش المسيحى‬ ‫‪١٢٤٠‬‬

‫داللتها على الوعد واألسرار الروحية التي يعثن الرت الطقوس نفسها لتمثلها‪ .‬لذا‪ ،‬دغ مرق يريد‬
‫أن يتعلم قيمة المعمودية على أكمل وجه‪ ،‬والهدف منها‪ ،‬وحقيقتها الكاملة‪ ،‬ال يثبت فكزه على‬
‫العنصر المادي‪ ،‬والمظهر المنظور بل يزقعه إلى مواعيد الله المقدمة لنا فيه‪ ،‬وإلى األسرار الخفية‬
‫التي تتمثل فيه‪ .‬ومن استوعب هذه األمور فقد بلغ معرفة الحق المتين الذي يكمن في المعمودية‪،‬‬
‫بل جوهز محتواها بكآبته‪ .‬ومن ثم سوف يتحتم أيصا سبب الرش الخارجى وفائدته‪ .‬وعلى العكس‪،‬‬
‫فإذ من يزدري هذه األمور ويتجاهلها فيرتمز انتباهه على الطقس المرئي ويتقيد به كلائ‪ ،‬ولن يدرك‬
‫القوة الكامنة في المعمودية وال طبيعتها‪ ،‬وال معنى المياه أو استعمالها‪ .‬يؤتمد الكتاب المقدس هذا‬
‫القول بشهادات عديدة وواضحة بحيث ال حاجة إلى االسترسال فيه حالائ‪ .‬ولذا بقي لنا‪ ،‬من حيث‬
‫الوعود المعطاة في المعمودية‪ ،‬أن نتقصى طبيعتها ومدى قوتها‪ .‬ئعلن الكتاب أن المعمودية‪ ،‬أؤأل‪،‬‬
‫تؤسر إلى التطهير من خطايانا‪ ،‬والذي نحصل عليه من دم المسيح‪ .‬وكل‪ ،‬ما يعتم به الكتاب‬
‫عن المعمودية يمكنه أن يوجد في هذا الموجز‪ ،‬عدا أة المعمودية هي أيصا رمز شهاد؛ إليماننا‬
‫أهام الناس‪.‬‬

‫‪ .٣‬المعمودية والختان‬

‫ولكن لائ كان الله قد عين لشعبه الختان قبل أن رسمت المعمودية‪ ،‬فلندرس كيف تختلف‬
‫هاتان العالمتان‪ ،‬وما تتشابهان فيه‪ .‬من هذا ستظهر عالقة التفسير الباطني بين الواحدة واألخرى‪.‬‬
‫عندما أمر الرت إبراهيم أن يمارس الختان‪ ،‬كان قد قال له إده سيكون إليى له ولنسله ًاتك ‪: ١ ٧‬‬
‫‪ ١٠ ،٧‬؛‪ ،‬وأضاف أن له كز الغنى وفيه كز الكفاية لجميع األشياء [تك ‪٨ ، ٦ ، ١ :١٧‬؛‪ .‬فقد فعل‬
‫ذلك لكي يدرك إبراهيم أن يد الله منبع كز شيء‪ .‬إذ هذه الكلمات تحتوي على وعد الحياة األبديه‬
‫كما فشرها المسيح مشتعا منها حجة ودعائ لقيامة المؤمنين وخلودهم‪ .‬فيقول المسيح‪ :‬كدل الله‬
‫احياءا [لو ‪٣٨:٢٠‬؛ ومت ‪ .]٣٢:٢٢‬وكذا بولس‪ ،‬عندما وي األفسسيين ما‬
‫*‬ ‫إلة ائؤات بز إلة‬
‫هو الهالك الذي أنقنهم منه الرب إذ لم يكونوا قد ادخلوا في عهد الختان‪ ،‬يستنبط أدهم كانوا من‬
‫دون المسيح بدون الله‪ ،‬بال رجاء‪ ،‬غرباء وأجنبيين عن عهود الموعد [اف ‪١٢ :٢‬؛ التي احتواها‬
‫العهد نفسه‪ .‬أتا أؤل وسيلة لالقتراب من الله‪ ،‬وأؤل مدخر للحياة األبدية هو غفران الخطايا‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬يطابق هذا وعد المعمودية بأننا سوف نتطهر‪ .‬بعدئذ يتعاهد الرب معإواهيم على أده سوف‬
‫يسير أمامه في الكمال ونقاوة القلب [تك ‪ .]١: ١٧‬وهذا يفيد اإلماتة‪ ،‬أو الميالد الثاني‪ .‬وإن كان‬
‫أحدهم يظز في ريب‪ ،‬يشرح موسى في موضع آخر عندما يحث بني إسرائيل على ختان غرلة‬
‫‪١٢٤١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السادس عشر‬

‫قلوبهم للرب ^تث ‪ ١٦ : ١٠‬؛ إذ الختان هوعالمة اإلماتة؛ وعلى أساس ذلك اختير إسرائيل من بين‬
‫جميع أمم األرض شعبا لله [تث ‪ .]١٥: ١٠‬وإذ أمر الله عند تبئيه نسل إبراهيم شعبا له ألن يختتنوا‪،‬‬

‫هكذا يعلن موسى أئه ينبغي أن يختنوا قلوبهم‪ ،‬وبذا يفسر الختان الجسدي [تث ‪ . ]٦ : ٣ ٠‬ثم لكيال‬
‫يسعى أحذ بجهد ذاته إلى (ختان القلب)‪ ،‬يعتم موسى بأئه عمل نعمة الله‪ .‬كز هذا يستذكره األنبياء‬

‫تكرارا بحيث ال حاجة هنا إلى أن نكؤم نصوصا عديدة [ار ‪ .] ٤ : ٤‬لنا إدا وعد روحي اعطي لآلباء‬

‫في الختان كما لنا نحن أيثما في المعمودية‪ ،‬إذ قد مغل لهم مفغرة الخطايا وإماتة الجسد‪ .‬عالو؛‬
‫على ذلك‪ ،‬عثمنا أن المسيح هو أساس المعمودية الذي يكمن فيه كز من هذين‪ ،‬فمن الواضح‬

‫كذلك أته أيخما أساس الختان‪ .‬ألته قد وعد به إلبراهيم‪ ،‬وفيه تتبارك جميع األمم [تك ‪]٣—٢ : ١٢‬‬
‫ولختم هذه النعمة تضاف عالمة الختان‪.‬‬

‫‪ . ٤‬الغرق الوحيد هوفي األشياء الظاهرة‬

‫االن يمكننا أن نرى — من دون صعوبة ‪ -‬التشابه واالختالف بين هائين العالمتين‪ :‬الوعد‬
‫(الذي بئنا أته مكمئ قوه العالمتين) هو نفسه في كليهما‪ ،‬أي وعد نعمة الله األبوتة ومغغرة الخطايا‬

‫والحياة األبدية‪ .‬كما أن الشيء الذي يمتالنه هو نفسه‪ ،‬أي التجديد‪ .‬ولكليهما أيثما أساس واحد‬

‫يقوم عليه حدوث ذلك‪ .‬لذا ال اختالف في السز الخفي الذي تقاس به قؤة السرين وطبيعتهما‪.‬‬
‫أتا ما بقي من اختالب فيظهر في الطقس الخارجى الذي تعتبر عامأل طفيائ للغاية‪ ،‬إذ إذ الجزء‬

‫األب يرتكز على الوعد وما تشير إليه العالمة‪ .‬وعلى أساس ذلك ننتهي إلى أته — باستثناء الغرق في‬

‫ا‪٠‬لطقس المنظور ‪ -‬يستوي الختان والمعمودية في جملة ما يحتويانه‪ .‬إلى عالقة التطابق في التأويل‬
‫الباطنى المقارن هذه‪ ،‬تقودنا قاعدة الرسول التي تحتنا على أن نفحص كز التفسير الكتابي بالنسبة‬

‫إلى مقدار اإليمان [رو ‪ .]٦، ٣: ١٢‬وهذا الشيء صحيح إلى درجة أئنا نكاد نلمسه‪ .‬فإذ الختان‬

‫كان لليهود بمنزلة أؤل مدخلي إلى الكنيسة؛ إذ كان لهم عالمة توتد تبثيهم شعبا وأهل بيت الله‪،‬‬

‫وأئهم بدورهم يعلنون إقراراهم باالنخراط في خدمة الله‪ .‬وعلى المثال نفسه ‪ ،‬نكرس نحن ذواتنا‬

‫لله بواسطة المعمودية‪ ،‬فنحتب شعبه‪ ،‬وبدورنا نؤدي فسم والئنا له‪ .‬بهذا يبدو غير قابل للجدال‬

‫أن المعمودية حتت محز الختان لتحقيق العمل نفسه بيننا‪.‬‬


‫جون كالغن‪ :‬أسس الذين السبتي‬ ‫‪١٢٤٢‬‬

‫ه‪ .‬األطفال شركاء في العهد‬

‫واآلن‪ ،‬إن اخترنا أن نتحزى صحة ممارسة المعمودية على األطفال‪ ،‬أال نقول إذ أحدهم‬
‫يهرأ — أو في الحقيقة يهذي في حيل — إذا توقف عند مجزد عنصر الماء والعملية الخارجية؛‬
‫فيما ال يحتمل أن يوجه ذهنه إلى السز الروحى؟ إن كتكا لنحسب حساب ذلك‪ ،‬وسيضحي سنا‬
‫أة معمودية األطفال الرصع فرض علينا ندين به لهم‪ .‬ألن الرت لم يتنازل في األزمنة المبكرة أن‬
‫يأمر بختانهم من دون أن يجعلهم شركاء في كز ما كان يعنيه الختان [قارن تك ‪ .]١٢: ١٧‬وإأل‬
‫يرؤعنا‬ ‫معنى لها‪ ،‬وهذا متا‬
‫ض ‪ ٠٠‬مح‬ ‫‪٠‬‬
‫رموز ال‬
‫ئ‬
‫أنشاهم على‬
‫ئ‬
‫إذ كان قد‬
‫ء ‪٠‬‬
‫االحتيال‬
‫‪٠٠٠٠‬‬
‫بمجزد‬
‫ض‬ ‫‪٠‬‬
‫بشعبه‬
‫‪٠‬‬
‫لكان *‪٠‬يستهزئ‬
‫ء ‪٠‬ع‬

‫السماع به‪ .‬لكئه يعلن صراحه أن ختان رضيع صغير سيكون شبه ختم يوثق شهادة موعد العهد‪.‬‬
‫وإن ظز العهد ثابائ ووطينا بعد‪ ،‬فهو ينطبق على أوالد المسيحيين انيوم كما انطبق على أطفال‬

‫اليهود في العهد القديم‪ .‬فإن كان (األطفال) شركاء فيما تدن عليه العالمة‪ ،‬فلماذا يحزمونها؟ وإن‬
‫كانوا يمتلكون الحق الذي يكمن فيها‪ ،‬فلماذا يستبعدون من الصورة التي تمثله؟ وإلى ذلك‪ ،‬تلتصق‬
‫العالمة الظاهرة بالكلمة في السز بحيث ال يمكن أن تنفصل عنها؛ ولكن إذا دظر إلى العالمة بمعزل‬
‫عن الكلمة‪ ،‬فأيهما أسألكم سوف نثئنها أهم من األخرى؟ من الواضح أئنا إذ نرى أن العالمة‬
‫تخدم الكلمة‪ ،‬فسنقول إئها أدنى مقاائ من الكلمة‪ ،‬وسنعين لها مكانه أقز‪ .‬لذا‪ ،‬لتا كانت كلمة‬
‫معمودية تطيق على الرصع‪ ،‬فلماذا درفض لهم العالمة التي هي ملحق للكلمة؟ يكفي هذا السبب‬
‫وحده‪ ،‬إن لم يوجد غيره‪ ،‬ليدحض حجج جميع تن يعترضون على تعميد األطفال‪ .‬أتا االعتراض‬
‫بالقول إة الختان كان له يوم محند فهو حيلة للتجتب والتهرب‪ .‬نحن نقز بأئنا لسنا مقيدين بيو؛‬
‫معين كاليهود؛ ولكئ لتا أعلن الرب‪ ،‬من دون أن يحذد يوتا‪ ،‬أئه يشر بقبول األطفال إلى عهده‬
‫نبتغيه أكثر من ذلك؟‬
‫‪٠٠٠٠٠‬‬
‫بغريضه مقدسة‪ ،‬فما الذي‬
‫مح‬ ‫‪٠٠‬‬

‫‪ .٦‬االختالف في أسلوب التثبيت فقط‬

‫ومع هذا‪ ،‬يفتح الكتاب المقدس أذهاننا على معرفة أكثز إثباائ للحق‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬إئه في‬
‫كامل الوضوح أن العهد الذي صنعه الله وه مع إبراهيم [قارن تك ‪ ١٤ : ١٧‬؛ ال تقز فاعليته اليوم‬
‫للمسيحيين عتا كانت عليه لليهود في القدم؛ إأل إذا افتكرنا ريما أن المسيح بمجيئه قتل أو انتقص‬
‫نعمة اآلب‪ .‬ولكن ما هذا إأل تجديف لعين! لقد كان أطفال اليهود ‪ -‬كونهم ورثة عهده وبذا‬
‫متميزين عن أطفال غير المؤمنين ‪ -‬يدعؤن زرعا مقدسا [عز ‪ ٢ : ٩‬؛ اش ‪ ١٣ : ٦‬؛ ‪ .‬ولهذا السبب‬
‫‪١٢٤٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪.-‬الغصل السادس عشر‬

‫عينه‪ ،‬يعتبر أطفال المسيحيين مقدسين؛ حتى إن كانوا قد ولدوا ألب مؤس فقط أو أللم مؤمنة‬
‫فقط‪ ،‬فهم يختلفون عن الزرع الوثنى النجس‪ ،‬بحسب ما شهد له الرسول [ ‪١‬كو ‪ .]١٤:٧‬إذ‬
‫نرى أة الرب بعدما صنع العهد مع إبراهيم أمر فورا أن يختم العهد في مواليده بعالمة السر‬
‫الخارجية [تك ‪١ ٢: ١ ٧‬؛‪ ،‬فما العذر الذي سوف يرده المسيحيون لعدم شهادة (عهدهم) وختمه‬
‫فيسهم اليوم؟‬

‫بل ال يعترصنأحد علي قائأل إذ الرب لم يأمر بأن يثبت عهده بأي رمز اخر سوى الختان الذي‬
‫ابطل منذ أمد طويل‪ .‬ثئة إجابة جاهزة‪ :‬اشس الختان لزمان العهد القديم‪ ،‬وبعد أن ألفي الختان‪،‬‬
‫بقي سبب تثبيدتى عهده صالحا (وهو السبب نفسه المشترك بيننا وبين اليهود) ‪ .‬لذا ينبغي دائتا أن‬
‫نتفكر جاهدين في ما هو مشترق‪ .‬بيننا‪ ،‬وفي ما لهم وحدهم‪ .‬العهد مشترك‪ ،‬وسبب تثبيته مشترك‪.‬‬
‫أتا طريقة التثبيت فتختلف؛ ما كان لهم ختاائ أبدل لنا معموديه‪ .‬وإأل‪. ،‬إذا انتزعت متا الشهادة‬
‫التي اكد بها لليهود خالص نسلهم‪ ،‬أمسى مجيء المسيح حاجبا ألثر نعمة الله ومقتأل لشهادته لنا‬
‫عتا كان لليهود سابثا‪ .‬وال يمكن أن يقال هذا بدون إهانة مشينة ومحزنة للمسيح الذي بواسطته‬
‫انسكبت نعمة الله الالمحدودة بأكثر سخاء وبأكثر وضوح على األرضى‪ ،‬كما وأعلنت للناس‪ ،‬من‬
‫أي عصر قبله‪ .‬وإن كان كذلك‪ ،‬يلزم أن نقر على األقز بأئه ال ينبغي أن ئطمس بمزيد من النبات‬
‫الخبيثة‪ ،‬وال أن لعلن شهادة أضعف متا كانت عليه تحت ظالل الناموس المعتمة‪.‬‬

‫(دعا المسيح األطفال الصغار وباركهم‪ :‬ال ينبغي أن نحرمهم [حتم؛ العالمة وفائدة المعمودية‪،‬‬
‫‪)٩-٧‬‬

‫‪ .٧‬يسوعو‪١‬ألطغال‬

‫لهذا السبب‪ ،‬إذ أراد الرب يسوع أن يعطي مثاأل يستطيع العالم به أن يفهم أئه جاء لكي يوسع‬
‫دائرة رحمة االب‪ ،‬ال أن يحصرها‪ ،‬احتضن األطفال الذين قدموا له بلطفه‪ ،‬فيما أتب تالميذه‬
‫لمحاولتهم أن يمنعوهم من الوصول إليه‪ ،‬إذ كانوا بذلك يبعدون عنه من كان لهم ملكوت الله‬
‫[مت ‪-١٣:١٩‬ه ‪١‬؛‪ .‬لكن قد يقول قائز‪ :‬ما عالقة المعمودية باحتضان المسيح لألطفال؟ فلم‬
‫ئرد أته عتدهم‪ ،‬بل أئه بلهم واحتضنهم وباركهم‪ .‬ومن ثم ‪ -‬يقولون ‪ -‬إن ئ لنقتفي أثره‪ ،‬فلنعلم‬
‫األطفال أن يصلوا‪ ،‬ال أن نعتدهم‪ .‬لذلك دعونا نزن أفعال المسيح بعناية أكثر قليأل متا يفعل مثل‬
‫هؤالء‪ .‬فإئه ال ينبغي أن نمر مرور الكرام على أئر المسيح بأن يحضر له األطفال‪ ،‬مضيائ قصده‬
‫جون كالثن‪ :‬أس اش ابى‬ ‫‪١٢٤٤‬‬

‫من هذا األمر‪ ،‬وهو ألن يمثل هؤألء نلكورق الشمازات (مت ‪ .]١٤:١٩‬كما يؤدد إرادته لهذا‬

‫الفعل عندما رفعهم بصالته وببركته إلى اآلب‪ .‬فإن صغ أن يؤتى باألطفال إلى المسيح‪ ،‬فماذا يمنع‬
‫قبولهم إلى المعمودية‪ ،‬رمز شركتنا وعضوتنا في المسيح؟ إن كان ملكوت السماوات لهم‪ ،‬فلم—انا‬
‫دمنع عنهم العالمة التي ‪ -‬إن جاز القول ‪ -‬تفتح لهم باائ إلى الكنيسة بحيث‪ ،‬بتبئيها لهم‪ ،‬يندرجون‬
‫ضمن ورثة ملكوت السماوات؟ كم نظلمهم أن نستبعد من دعاهم المسيح إلى نفسه! وأن نحرم‬
‫من يرنهم بمزايا ومواهب! أن كفلق الباب في وجه من أراد هو أن يستقبلهم! أتا إذا أردنا أن نبالغ‬
‫في الغرق بين المعمودية وما فعله المسيح مع األطفال‪ ،‬فكم بالحري يسمو قدر المعمودية في‬
‫نظرنا إذا كانت شهادتنا حعا أن عهد الله يشمل األطفال والرصع‪ ،‬على مجرد قبولهم واحتضانهم‬
‫ووضع يد البركة عليهم والصالة ألجلهم التي بها يعلن المسيح شخصيا أتهم له وأتهم مقدسون‬
‫به‪ .‬أتا في الحجة التافهة التي يحاول بها معارضونا أن يحكوا من قدر هذا النص‪ ،‬فإئهم يكشفون‬
‫عن جهلهم‪ .‬يجادلون حول قول المسيح دعوا األوالد يأتون إلى بقولهم إذ هؤالء األطفال كانوا‬
‫قد نموا بعض الشيء وبالتالي أصبحوا أهأل للمجيء إليه‪ .‬أتا البشيرون فيدعونهم حديئي الميالد‬
‫واألطغاالًا [لو ‪ : ١٨‬ه ‪ ١‬؛ قارن مت ‪١٤:١٩‬؛مر ‪] ١٣: ١٠‬؛ وبهائين الكلمتين تعني اللغة اليونانية‬
‫األطفال الرصع‪ .‬ولهذا‪ ،‬فإذ كلمة ايأتون استعملت هنا بمعنى أن تكون لهم وسيلة الوصول‪.‬‬
‫انظروا إلى أي حذ اضطر معاندو الحئ إلى أن يخيطوا أنسجة من الخداع! كما أته ال منطق سليائ‬
‫أكثر في قولهم إذ المسيح قصد أن يكون الملكوت المثل هؤالء من كونه لألطفال أنفسهم‪ .‬فإن‬
‫كان المسيح قد قصد ذلك فعأل‪ ،‬فماذا كانت عتة قصده أن يري أن األطفال والرصع ليسوا غرباء‬
‫بالنسبة إليه بسبب العمر؟ لائ أمر بأن يؤتى باألطفال إليه‪ ،‬ليس أوضح من قصده المرحلة األولى‬
‫ألن بمقل هؤالء تلكوث الشمازات‬ ‫عينها من نمو األطفال‪ .‬ولئأل يبدو هذا سخيائ‪ ،‬يضيف‬
‫[مت ‪ ٠]١٤:١٩‬وإن لزم أن يشمل الملكوت هؤالء الرصع‪ ،‬يصبح جليا إلى حد الكمال أن تعبير‬
‫االمثال‪ ٠‬ئقصد به أمثال هؤالء (الرصع) أنفسهم‪.‬‬

‫‪ .٨‬صمت الكتاب المقدس عن ممارسة معمودية األطفال‬

‫اآلن يمكن للجميع أن يروا أن معمودية األطفال لم يبتدعها إنسان‪ ،‬ألتها ترتكز على تأييد‬
‫كتابتي كهذا‪ .‬كما ال وزن العتراضهم المضحك بأئه ال يوجد أبذا ما ئثبت أة رضيائ تعئد على‬
‫أيدي الرسل! فحتى إن لم يكن ثتة نكر صريح لذلك في األناجيل‪ ،‬فتن في كامل صوابه يستطيع‬
‫أن يستثني األطفال من المعمودية عندما بقال إذ عائلة بأكملها تقيلت المعمودية؟ ألئه إن صغ ذلك‬
‫‪١٢٤٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس عشر‬

‫‪١‬لجدل‪ ،‬كان الزائ أيشا أن تحرم النساء تناول عشاء الرب‪ ،‬إذ ال نقرأ أرهل قيلن للمائدة في عصر‬
‫الرسل [اع ‪ : ١٦‬ه ‪٣٢ ، ١‬؛؛ ولكتنا هنا نخضع لقاعدة اإليمان‪ .‬فإئنا عندما لنعم النظر في مضمون‬
‫تأسيس سر العشاء المقدس‪ ،‬ال يصعب أ‪-‬ن نميز ئن ينبغي أن تمنح هذا السر‪ .‬ونالحظ هذا أيصا في‬
‫المعمودية‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬عندما ندقق االنتباه في الفرض الذي تأسست من أجله‪ ،‬نرى بوضوح أده‬
‫قصد بالمعمودية األطفال والرحئع كما الكبار تماائ‪ .‬لهذا السبب ال يجوز أن يحرم األطفال منها‬
‫انتهالب علنى لمشيئة الله‪ ،‬مؤسسها‪ .‬لقد بئ‪ ٠‬معارضو معمودية األطفال بين بسطاء القوم‪،‬‬
‫*‬ ‫يدون‬
‫الفكر القائل بأن سنواب عديد؛ مضت بعد قيامة المسيح لم تكن في أثنائها معمودية األطفال‬
‫معروفة‪ .‬وكانوا في هذا — يا للعار — غيز صادقين‪ .‬ألئه حعا ال يوجد كاتب — مهما كان قديائ‬
‫عصره ‪ -‬لم يعتبر أصلها في العصر الرسولى أمرا مؤكدا‪.‬‬

‫‪ . ٩‬بركة معمودية األطفال‬

‫ولئأل يزدري أحدهم فائدة معمودية األطفال‪ ،‬بقي لنا أن دلفت النظر بإيجاز إلى نوع الفائدة‬
‫التي تعم من هذه الممارسة كز من المؤمنين الذين يقدمون أطفالهم للعماد‪ ،‬واألطفال أنفسهم الذين‬
‫يعتمدون بالماء المقذس‪ .‬وإن خطر على بال أحد أن يهذر بمعمودية األطفال من هذا الجانب‪،‬‬
‫إثما هو يهزأ بوصية الختان المعطاة من الرب‪ .‬فما الذي يأتون به من طعن فى معمودية األطفال‬
‫بحيث ال تنقض الختان؟ وهكنا يعاقب الرب استكبار من يدينون ما ال يمكنهم استيعابه بحشهم‬
‫الجسدى‪ .‬ولكل الله يزؤدنا بأسلحه أخرى نتغلب بها على غبائهم‪ .‬ألن هذا الرسم المقدس الذي‬
‫نشعر به يؤكد إيماننا على نحو فريد‪ ،‬ال يستحق أن يدعى إضافة غير الزمة‪ .‬فإته إذ توضع هذه‬
‫العالمة من الله على الطفل‪ ،‬كما بختم مطبوع‪ ،‬توغد الوعد المعطى للوالد التقى‪ ،‬وتعلن تأكيده أن‬
‫الرت سوف يصير إلؤا؛ ليس له فحئب بل لنسله أيصا؛ وأئه يشاء أن يعلن نعمته وإحسانه؛ ليس له‬
‫فقط بل لذرئته أيائ حتى ألوب من األجيال [خر ‪ .]٦ : ٢ ٠‬وإذ يظهر سخاء الله الذي ال حدود له‪،‬‬
‫يعطي الناس أوسع الفرص إلعالن مجده‪ ،‬ثم يفيض في قلوب األتقياء بسعاد؛ ال مثيل لها‪ ،‬وهذا‬
‫يبعث في الناس محبه أعمق ألبيهم الحنون‪ ،‬كما يرون اهتمامه مؤيدا اهتمامهم بنسلهم‪.‬‬

‫ل‪٢،‬فار ‪8,‬اأ‪6‬آلال‪1‬‬ ‫انظر‪ ،‬عل سبيل مثال‪71. :‬ل‪١٢‬ل‪. ٨‬ئ ;‪ 11016 87‬س ‪. 4. )16 7. 784‬ااآت ‪11.‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪,‬العج‪1‬ل‪ 11016 9(; 0‬ة‪391; 1!11 ,‬‬ ‫‪x1٧.‬ال‪3‬ا‪۴‬إل‪ 6‬سًا ;(‪ )16 14. 1047‬ة ‪071#0771)1718 ٧.‬‬
‫‪6 ((113.11. 721).‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين المبي‬ ‫‪١٢٤٦‬‬

‫إن كان أحد يعترض على كون الوعد كافيا حتائ لتأكيد خالص أطغالنا‪ ،‬فإنني أتجاهل ه‪٠‬ذا‬
‫االعتراض‪ .‬ألة الله يرى األمر من منظورآخر؛ فحيث أدرك ضعفنا‪ ،‬شاء أن يتعامل بره معنا في‬
‫هذا الموضوع‪ .‬وعلى أساس ذلك‪ ،‬كز من اعتنق الوعد القائل بأة رحمة الله تمتن إلى أوالده‪ ،‬خليه‬
‫أن يعتبر واجيا أن يقذمهم للكنيسة ليختموا برمز النعمة‪ ،‬وبذا ينهض إلى ثقة أوطد ألده يرى بعينيه‬

‫حيث يطعمون في جسد الكنيسة‪ ،‬ينالون قبوأل أكثر لدى بقية أعضائها‪ .‬ثم إذ ينضجون‪ ،‬تزداد‬
‫غيرتهم نحو عبادة الله الذي بهم في طفولتهم برمز مقنص تبتاهم به‪ ،‬قبل أن يبلغوا من العمر ما‬
‫يكفي للتعرف إليه أيا لهم‪ .‬وأخيرا؛ ينبغي أن نرتعد خوا من أة الله سوف ينتقم غاضبا من أي والد‬
‫يأنف من أن يضع رمز العهد على مولوده؛ ال مع مثل هذا االزدراء يكث العهد‪ ،‬ورفض النعمة‬
‫[تك‪.]١٤:١٧‬‬

‫(الرذ على جدل تعيدي المعمودية القائل بأن ال عالقة بين المعمودية والختان‪)١٦-١٠ ،‬‬

‫‪ . ١ ٠‬الفروق بيغهما زعم زائف‬

‫دعونا االن نفحص الحجج التي يهاجم بها دوائ بعض الوحوش المسعورة تاسيش الله‬
‫المقنس هذا‪ .‬فبادئ ذي بدء‪ ،‬لائ كانوا يشعرون بعسر وعدم ارتياح ليس بقليل بسبب التشابه بين‬
‫المعمودية والختان‪ ،‬راحوا يجاهدون في المغارقة بين هاثين العالميين مغارقة شاسعة بحي‪٠‬ث ال‬
‫يظهر بينهما ستة على اإلطالق‪ .‬فذهبوا يقولون إتهما يختلفان في المعنى كز االختالف‪ ،‬وإذ العهد‬
‫الذي يمتله كز منهما يختلف تماائ‪ ،‬وإذ دعوة األطفال تحت كز من العالميين تختلف إحداهما‬

‫عن األخرى‪ .‬ولكتهم عندما يشرعون في إثبات هذه النقطة األولى‪ ،‬ينعون أة الختان كان رمزا‬
‫لإلماتة‪ ،‬وليس صورًا للمعمودية‪ .‬ونحن نتفق معهم في ذلك بكز رصا‪ ،‬ألته يدعم وجهة نظرنا كل‬
‫الذعم‪ .‬فإة البرهان الوحيد الذي نستخدمه لتأييد رأينا هو أة المعمودية والختان عالمتان لإلماتة‪.‬‬
‫ومن ذلك نستنتج أة المعمودية قد حلت محز الختان لتمقل لنا ما كان الختان يدز عليه لليهود‬
‫في القديم‪ .‬فبأي همجية يشوهون الكتاب المقنس ويعيبونه عندما يصرون على وجود الغرق بين‬
‫العهذين! وليس في نعز واحد فقط‪ ،‬بل بحيث ال يتركون شيائ من دون العبث به! فإئهم يصؤرون‬
‫لنا اليهود كأجساد دنيوكة شهوانية كما لو كانوا أقرب شيها للحيوانات مكا للبشر‪ .‬وال يتجاوز‬
‫عهن معهم كوته مقتصرا على الحياة الزمنية‪ ،‬وتؤول الوعود المعطاة لهم إلى منافع مادرة مؤقتة‪.‬‬
‫‪١٢٤٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل االدس عشر‬
‫‪1‬‬ ‫‪.‬‬

‫فإذ صغ هذا االعتقاد‪ ،‬ماذا يتبعى سوى أن أمة اليهود كانت تتسقن إلى حيب على إحسانات الله‬
‫(كما يسغن الناس قطيائ من الخنازير في زريبة)‪ ،‬لمجرد أن تقنى في هالك أبدي‪ .‬ألئه كتما ذكرنا‬
‫الختان والوعود الملحقة به‪ ،‬أجابوا دوا يأن الختان كان عالمه حرفية‪ ،‬وأن مواعيده جسدية دنيوية‪.‬‬

‫‪ . ١ ١‬كانت المواعيد روحية‬

‫من الواضح أته إذا كان الختان عالمه حرفية‪ ،‬لزم أن نعتبر المعمودية كذلك أيشا‪ .‬ألن الرسول‬
‫— في األصحاح الثاني من رسالته إلى كنيسة كولوسي — ال يميز إحدى العالمتين وكأرها أكثر‬
‫روحية من األخرى‪ .‬فيقول إئنا مختونون ختاائ غير مصنوع بيد‪ ،‬بخلع جسم خطايا البشرية الذي‬
‫سكن فينا‪ .‬ويسقي هذا الختان ختان المسيح ‪٦‬كو ‪ .]١١ :٢‬وبعدئذ‪ ،‬لكي يقشر قوله‪ ،‬يضيف أتنا‬
‫ماذا تعني هذه الكلمات سوى أن تحقيق المعمودية‬ ‫ش المعمودية مدفونين معه [كو ‪١٢:٢‬‬
‫والحق الكامن فيها هما أيصا تحقيق للختان والحق الكامن فيه‪ ،‬حيث إتهما يعنيان الشيء عينه؟ إته‬
‫يحاول بكز جهده أن يبين أن المعمودية للمسيحى هي ما كان الختان لليهودي سابعا‪ .‬ولغا كا قد‬
‫شرحناآنائ بوضوح أن وعود كلتا العالمتين واألسرار التي تتمقل فيهما قغق‪ ،‬فلن نطيل الحديث‬
‫عن ذلك‪ .‬ولكئني سوف أحذ المؤمنين فقط‪ ،‬على الرغم من صمتي‪ ،‬على أن يتأثلوا ملؤا دواخل‬
‫أنفسهم وفيما بينهم‪ :‬هل وجب عليهم أن يعتبروا العالمة شيائ حرفيا وأرضيا فقط في حين أتها ال‬
‫تمثل إأل ما هو روحى وسماوي؟ أثا لكيال سق (معارضونا) هراءهم في عقول البسطاء والسذج‪،‬‬
‫فسوف ننقض حجة واحدة يحاولون بموجبها أن يغطوا كذبه عارية صفيقة‪ .‬إته من الموقد كتيا‬
‫أن المواعيد األولية التي احتوت ذلك الميثاق الذي صدق الله عليه بالعهد القديم‪ ،‬كانت روحيه‬
‫‪ ٩‬ترنو إلى الحياة األبدية‪ ،‬ثم تقيلها اآلباء بدورهم (كما يصخ) على أتها مواعيد روحية كيما ينالوا‬
‫بموجبها تأكيد الحياة اآلتية التي كانوا يطمحون إليها بكز قلوبهم‪ .‬ولكئنا في الوقت عينه ال ننكر‬
‫أن (الله) شهد لمشيئته الصالحة نحوهم بإحساناب أرضية ومادية نقول بها إذ رجاء مواعيد األشياء‬
‫الروحية كان أيصا مؤكدا‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬لقا وعد الله عبده إبراهيم ببركه أبدية‪ ،‬أضاف وعذا‬
‫آخر بالحصول على أرض كنعان ^تك ه ‪ ١٨ ، ١ : ١‬؛ لكي يمنحه إشارة عينية لنعمته نحوه‪ .‬وبهذه‬
‫الطريقة يلزمنا أن نفهم جميع المواعيد األرضية المعطاة لألئة اليهودية‪ :‬أن الوعد الروحى ينبغي‬
‫أن يعتبر في المقام األول‪ .‬ولقا كنت قد عالجت هذه األمور ببعض اإلسهاب في شرح الغرق بين‬
‫العهذين القديم والجديد‪ ٢،‬فإتني أكتفي اآلن بمجرد األشارة إليها‪.‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الثاني‪ ،‬الفصلين العاشر والحادي عشر‪.‬‬ ‫‪٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٤٨‬‬

‫‪ . ١ ٢‬الطفولة الجسدية والروحية‬

‫يجدون هذا الغرق في استعمال لفظة أوالد ‪ :‬فغي العهد القديم‪ ،‬شغي نن كانوا من نسل‬
‫إبراهيم واالن يسمى باسمه من يقادون إيمانه‪ .‬ولذا يقولون إذ تلك البنؤة‬
‫؛‬
‫**‬ ‫أوالد‬
‫**‬ ‫إبراهيم‬
‫الجسدتة التي طعمت في شركة العهد بالختان‪ ،‬أنذرت بالبنؤة الروحية في العهد الجديد‪ ،‬والتي‬
‫تصف المولودين ثانيه للحياة األبدية بكلمة الله‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬نرى في هذه الكلمات قبتا من‬
‫الحق‪ .‬ولكئ تلك النفوس المتعتبة تخطئ خطًا جسيائ في اقتناص أول ما تقع عليه أيديهم‬

‫فيما ينبغي أن يتعئقوا فيه‪ ،‬وفي التشبث بلفظه منفردة فيما يجب أن يقارنوا أفكارا عديدة‬
‫مثا‪ .‬وبذلك ال يمكن إأل أن يضتوا مزة أخرى‪ ،‬ألئهم ال يدأبون على إدراك المعرفة الرصينة‬
‫ألي شيء‪ .‬نقز حعا بأن — إلى حين — زرغ إبراهيم الجسدي احتز مكانة نسله الروحى‬
‫الذي طعم فيه باإليمان‪ .‬ألتنا ندعى أوالده على الرغم من أن ال عالقة وراثية لنا معه بالتناسل‬
‫الطبيعي [غل ‪٢٨:٤‬؛ قارن رو ‪ . ] ١٢ : ٤‬ولكن إن كانوا يقصدون — كما يقولون بوضوح — أة‬
‫بركة الله الروحية لم تكن موعودا بها قذ لنسله الجسدي‪ ،‬وهم جذ مخطوئن في ذلك‪ ،‬ولذلك‬
‫يلزمنا أن نوحه حديثنا فئصيك هدوا أسمى دمليه علينا اإلرشاد المؤبد الذي نجده في الكتاب‬
‫المقدس‪ .‬ومن هنا يقيلنا أن الرب وعد إبراهيم بأن يكون له نسق تتبارك فيه جميع أمم األرض [تك‬
‫‪٣: ١٢‬؛؛ وفي الوقت عينه يؤبد له أته سيكون إلؤا له ولكن رته [تك ‪ .]٧: ١٧‬وجميع الذين‬

‫يقبلون المسيح باإليمان كمنشئ تلك البركة هم ورثة لهذا الموعد‪ ،‬وس ثم يدعون أوالد إبراهيم‪.‬‬

‫‪ .١٣‬كان إبراهيم أبا لجميع ض يؤمنون‬

‫بعد قيامة المسيح‪ ،‬بدأت تخوم ملكوت الله شع في كذ اتجاه بين جميع األمم‪ ،‬كيما يجتمع‬

‫ولكئه كان أيئدا قد احتضن اليهود بعظمة رحمته الفائقة منذ قرون‬ ‫المجد السدماوي [مت ‪١١ : ٨‬‬
‫عديدة مضت‪ .‬وألته إذ تجاوز سائر األمم لكي يختار تلك األنة الواحدة فيخصها بنعمته إلى حين‪،‬‬
‫دعاها خاصة له [خر ‪ : ١٩‬ه؛ والشعب الذي اقتناه [خر ه ‪.] ١٦: ١‬‬

‫اعبي الختان شهاد؛ لفضل إحسانه لكي يعلم اليهود برمزه أن الله هو منشئ خالصهم‪.‬‬
‫وبمعرفتهم لذلك ارتقت أفكارهم إلى رجاء الحياة األبدية‪ .‬فإذ ما الذي عساه أن يفوز أحذا استقبله‬
‫الله‪ ،‬مرة والى األبد‪ ،‬إلى رحاب حماه المأمون؟ ومن ثم‪ ،‬كيما يبرهن الرسول على أة األمم أيائ‪،‬‬
‫‪١٢٤٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس عشر‬

‫كما اليهود‪ ،‬هم أوالد إبرافيم‪ ،‬يتحذث هكذا‪ :‬تبزر إبراهيم باإليمان فيما كان بعد في الغرلة‪.‬‬
‫بعد ئب أخذ عالمة الختان‪ ،‬ختائ لبر اإليمان ليصير أبا لكز‪ ،‬المؤمنين‪ ،‬لتن هم في الغرلة وتن هم‬
‫في الختان‪ ،‬وليس لتن يتفاخرون بكونهم في الختان فقط‪ ،‬بل لكز تن فعون اإليمان الذي كان‬
‫إلبراهيم حين كان بعد في الغرلة [رو ‪ .]١٢-١٠ : ٤‬أال نرى أة كز تذفي الغرلة وتذفي الختان‬
‫قد جعلوا متساوين في الكرامة؟ فإئه في الزمان الذي حذده قضاء الله‪ ،‬كان إبراهيم أبا الختان‪.‬‬
‫الذي لضل األمم‬ ‫وبعدما تعض حائط السياج (كما كتب الرسول في موضع آخر [اف ‪١٤ : ٢‬‬
‫عن اليهود‪ ،‬اعطيت األملم دخوأل في ملكوت الله‪ ،‬وأصبح إبراهيم أبا لهم؛ وذلك بمعزل عن عالمة‬

‫الختان‪ ،‬إذ صارت المعمودية عالمة لهم بدال من عالمة الختان‪ .‬أثا لكي يحئلم الرسول بولس‬
‫استعالء البعض مئن ضربوا بالتقوى غرض الحائط‪ ،‬فزئنوا أنفسهم بقشور الطقوس وحدها‪ ،‬جزم‬
‫بأن إبراهيم ليس أبا لتن هم في الختان فقط [رو ‪١٢ : ٤‬؛‪ .‬واليوم على المثال نفسه ‪ ،‬يمكننا أن‬
‫ندحض غرور الذين ال ينظرون إلى شيء في المعمودية عدا الماء‪.‬‬

‫‪ .١٤‬لم يعض العهد المقطوع لليهود‬

‫ولكئهم سيأتون بنضآخر لتعزيز اعتراضهم‪ ،‬وذلك من قلم الرسول بولس [في رومية ‪،]٧: ٩‬‬
‫الذي يعلم فيه أن تن هم في الجسد ليسوا أوالدا إلبراهيم‪ ،‬بل تن هم أوالد الموعد فقط الذين‬
‫بحسبون نسأل له‪ .‬ويبدو ذلك كتلميح إلى أن نسل إبراهيم الطبيعي الذي تفسح له مكاتا ما‪ ،‬هو‬

‫الشيء‪.‬‬

‫لكته ينبغي أن ندقق النظر في الحالة التي يناقشها هنالك الرسول‪ .‬ألئه‪ ،‬إذ قصد أن بري اليهود‬
‫كيف لم يقتصر إحسان الله على نسل إبراهيم الجسدي‪ ،‬وفي الحقيقة أن النسل في حذ ذاته ال يمنح‬
‫الساللة فضأل‪ ،‬يطرح بولس من قبيل البرهان رفض الله إلسماعيل وعيسو [رو ‪ ] ١٣-٦ : ٩‬كما‬
‫لوكانا غرباء؛ وعلى الرغم من أتهما كانا من نسل إبراهيم الحقيقي بحسب الجسد‪ ،‬حلت البركة‬
‫على إسحق ويعقوب‪ .‬يلزم من هذا منطقؤا ما يوبده الحعا‪ ،‬وهو أن الخالحس يعتمد على رحمة الله‬
‫التي يمنحها لض يشاء [رو ‪:٩‬ه‪]١٦-١‬؛ وأن ليس ثتة ما يدعو اليهود أن يتباهوا ويتفاخروا باسم‬
‫العهد ما لم يحفظوا ناموس العهد‪ ،‬أال وهو كلمة الله‪.‬‬

‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬عندما بخبضهم بولس عن استعالئهم وثقة غرورهم في قرابة عشيرتهم‪،‬‬
‫ظز يرى ‪ -‬من زاويه أخرى ‪ -‬أن العهد الذي قطعه الله مزة وإلى األبد لذرئة إبراهيم‪ ،‬ال يمكنه أن‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٥٠‬‬

‫يغلل بأي وسيله كانت‪ .‬ولذا يجادل في األصحاح الحادي عشر بأكه يجب أأل دتتؤع كرامة ذرية‬
‫إبراهيم الطبيعية‪ .‬وعلى أساس ذلك يعنم بأؤ اليهود هم باكورة األنجيل وأوائل ميراثه‪ ،‬ما خال‬
‫أثهم بسبب جحودهم قد قطعوا لعدم استحقاقهم؛ ومع ذلك فهؤالء قطعوا بحيث لم تنقطع البركة‬
‫السماوية عن أتتهم كتجا‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬على الرغم من عنادهم وكسرهم للعهد‪ ،‬يدعوهم بولس‬
‫أنة مقدسة [رو ‪( ] ١٦ : ١١‬ويا لها من كرامة يهبها للجيل المقدس الذي حسبه الله مستحائ لعهده‬
‫المقدس)؛ ولكئه يدعونا نحن (بالمقارنة معهم) — إن جاز الحديث — أوالدا بعد وفاة أبيهم‪ ،‬أو‬
‫أوالدا حبيبين إلبراهيم ‪ -‬وذلك بالتبتي ال بالطبيعة ‪ -‬كما لوكان غصئ مقطولح من شجرته أعيد‬
‫فئلعم في ساق شجر؛ أخرى [رو ‪. ] ١٧: ١١‬‬

‫وبناة على ذلك‪ ،‬ولكيال يتجردوا من امتيازهم‪ ،‬أعلن اإلنجيل لهم أؤأل؛ ألئهم ‪ -‬إن جاز‬
‫الحديث — كأوالد البكر في بيت الله‪ .‬وبحسب ذلك كان هذا الفضل يوهب لهم حتى رفضوا ما‬
‫قدم لهم‪ ،‬وبسبب عدم شكرانهم تحؤل منهم إلى األمم‪ .‬ومع هذا‪ ،‬على الرغم من عظيم عنادهم‬
‫الذي طالما يتمادون به في شئ الحرب على اإلنجيل‪ ،‬يجب أأل نحتقرهم‪ ،‬إذ نتأتل كيف أره بسبب‬
‫الوعد [اإللهي]‪ ،‬ال تزال بركة الرب حاتة عليهم‪ .‬فالرسول يشهد أتها في الحقيقة لن تؤخذ منهم‬
‫كاثا أبدا‪! :‬األن مقات الله ؤذغوثه هتي بال تدامة [رو‪.]٢٩:١١‬‬

‫‪ .١٥‬ال يتحقق الوعد رمزائ بل حري‬

‫انظر قيمة الوعد المعطى لنسل إبراهيم‪ ،‬وفي أي ميزا؟ توزن‪ .‬فعندما نمتز ورثة الملكوت‬
‫عن الغرباء والالشرعتين‪ ،‬ال نشك في أن اختيار الله وحذه هو الحكر في حثه الحر‪ .‬وعلى الرغم‬
‫من ذلك‪ ،‬نرى أئه سر على نحو خاص بأن يحتضن نسل إبراهيم بفضل رحمته؛ وكيما يؤكد تلك‬
‫الرحمة بأكثر وضوح‪ ،‬رأى أن يختمها بعالمة الختان‪ .‬واآلن‪ ،‬إذ حال الكنيسة المسيحتة هي تلك‬
‫تماتا؛ فإذ بولس إذ يجادل في ذلك النص بأن اليهود مقنسون بوالديهم‪ ،‬يعتم في موضعًاخر أة‬
‫أوالد المسيحيين ينالون التقديس ذاته من والديهم [‪١‬كو‪ .]١٤:٧‬ومن ثم يختتم القون بأن تن‬

‫يوجدون منجسين يفصلون عن الباقين‪ ،‬عن استحقاق [ ‪١‬كو ‪ : ٧‬ه ‪.] ١‬‬

‫واآلن تن يمكنه أن يشك في أن استنتاج معارضينا مخطئ كز الخطأ‪ ،‬أي أن أولئك الرصع‬
‫الئخئئنين في البذم كانوا مجرد نماذج أؤلتة للطفولة الروحتة التي تنشأ من التجديد بكلمة‬
‫الله؟ يكتب الرسول أن المسيح هو خادم الختان من أجل صدق الله حتى يست مواعيد اآلباء‬
‫‪١٢٥١‬‬ ‫الكتاب الراع‪-‬الفصل السادسرعشر‬

‫[رو ه ‪ .]٨: ١‬وبحديثه هكذا‪ ،‬ال يتفلسف كما لو كان قد تكتم بأسلوب كهذا‪ :‬بقدر ما ينطبق‬
‫العهد المصنوع من إبراهيم على ذرقته‪ ،‬جاء المسيح لخالص أمة اليهود كيما يتئم الوعد الذي‬
‫صنعه أبوه وه وإلى األبد‪ .‬هل ترى كيف‪.‬يعتقد — بعد قيامة المسيح أيصا — أن الوعد ال يتحعق‬
‫رمزتا فقط‪ ،‬بل حرفيا‪ ،‬لنسل إبراهيم الجسدي؟ يؤدد ذلك ما أعلنه بطرس أيصا لليهود [اع ‪]٣٩: ٢‬‬
‫أن فائدة األنجيل هي لهم وألوالدهم بموجب حئ العهد؛ ويدعوهم في األصحاح التالي أبناء‬
‫**‬
‫العهدا [اع ‪ :٣‬ه ‪٢‬؛؛ أي ورثة‪ .‬وال يختلف كثيرا عن ذلك ما ورد في ص آخر للرسول (بولس)‬
‫وقد ذكرناه أءاله‪ ٣،‬حيث يفهم الختان المطبوع على الرنح ويفسره على أئه شهادة للشركة التي‬
‫لهم مع المسيح [اف‪.]١٣-١١:٢‬‬

‫ولكئ إن كا لنسمع تفاهاتهم‪ ،‬فماذا يصبح الوعد الذي يعد الرب فيه خذامه الوصبة الثانية من‬
‫ناموسه‪ ،‬بأئه يصنع إحسادا إلى األلوف من أجيال نسلهم [خر ‪]٦: ٢ ٠‬؟ هل نتلكى هنا وراء الرموز؟‬
‫إذ في ذلك مراوغة واستهتارا! أو هل نقول إذ الوعد قد نعض؟ ولكن هذا يلغي الناموس باكمله‪،‬‬
‫وهو الذي أتى المسيح ليكتله [مت ه‪١ ٧:‬؛ بقدر ما يبني حياتنا‪ .‬إدا فللقبل ما ال جدال فيه‪ :‬أن‬
‫الله صالخ وسخى نحو خاصته إلى درجة أئه يشر — ألجل خاطرهم — أيشا بأن يحسب بين شعبه‬
‫األوالن الذين ولدوهم‪.‬‬

‫‪ .١٦‬فوارق ظاهرية أخرى بين المعمودية والختان‬

‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬فإذ الفوارق التي يحاولون الدفع بها بين المعمودية والختان ال تبعث على‬
‫السخرية فقط‪ ،‬أو تخلو مائ يشابه المنطق فحسب‪ ،‬ولكئها متناقضة ويلغي بعضها البعض أيصا‪.‬‬
‫ألدهم عندما أعلنوا أن المعمودية تنطبق على اليوم األول من الحرب الروحبة‪ ،‬أما الختان فعلى‬
‫اليوم الثامن بعد انتهاء اإلماتة؛ وهم إذ ينسون ذلك ئؤا‪ ،‬يغبرون نغمتهم ويدعون الختان رمزا ألماتة‬
‫الجسد‪ ،‬والمعمودية يدعونها دفائ وهو ما ال يحصل ألحد إن لم يكن قد مات أؤأل‪ .‬هل يستطيع‬
‫هذيان المجانين أن يترقص هنا وهناك بمثل هذه السرعة؟ فإده تبعا لمقولتهم األولى‪ ،‬لزم أن تسبق‬
‫المعمودية الختان؛ وفي الثانية تتبعه‪ .‬على أن هذا [التناقض] ال يستجن فيه شيء على أمثال ما يتخبط‬
‫به حذق البشر إلى أعلى وإلى أسفل‪ ،‬عندما يعبدون ما يحلمون به كما لوكان موبدا كلمة الله‪.‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.٣‬‬ ‫‪٣‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٢٥٢‬‬

‫في ضوء ذلك‪ ،‬نقول إة هذا الغرق الذي أتوا به أعاله ليس إأل لحلائ من بنات أفكارهم‪١ .‬ن‬
‫كانوا يريدون أن يقشروا اليوم الثامن رمزرا‪ ،‬للم يتوئقوا بانتهاج هذه الطريقة‪ .‬ألته بحسب ما كتبه‬
‫األقدمون‪ ،‬كان من األنسب أن يرمزوا بالعدد ‪ ٨‬إلى القيامة (التي حدثت في اليوم الثامن) والتي‬
‫نعرف أن الحياة تعتمد عليها؛ أوإلى مسيرة الحياة الحاضرة بأ جمعها التي ينبغي في أثنائها الطويلة‬
‫أن تستمر اإلماتة حتى نهايتها‪ ،‬وعندئذ أيشا تكتمل‪ ٤.‬ومع هذا فإته في تأجيل الختان خنى اليوم‬
‫الثامن‪ ،‬قد يكون أن الله قصد أن يترك مجاأل لرئة الطفولة‪ ،‬حيث إذ الجرح كان ليظز محقوق‬
‫بالخطر في األيام األولى للميالد‪ ،‬ويكون المولود ال يزال تخترا من رحم أمه‪.‬‬

‫ما أشذ قوة المقولة أتنا‪ ،‬وقد كحتا أمواتا‪ ،‬مدفونين بالمعمودية! مع أن الكتارب المقدس يحتلج‬
‫ببالغه بأتنا مدفونون للموت على هذا الشرط‪ :‬أتنا نموت‪ ،‬وبذا نمارس اإلماتة [رو ‪٤ : ٦‬؛‪٠‬‬

‫وحيلة أخرى من حيتهم هي هذه المماحكة التافهة‪( :‬يقولون) إن كانت المعمودية تطابق‬
‫الختان‪ ،‬ال يجوز لإلناث أن يتعتدن‪ .‬فإذ كان من الموكد أته شهد لتقدص النسل اإلسرائيلى بعالمة‬
‫الختان‪ ،‬فال شك في أن المقصود به أن الرجال والنساء كانوا يتقدسون بالتساوى‪ .‬ولكئ أجسام‬
‫الذكور فقط هي التي كانت تطيع بالعالمة التي كان ممكائ أن تعلبعها الطبيعة‪ ،‬ومع هذا (تطيع)‬
‫بطريقه يمكن بها لإلناث أن يصبحن من خاللهم ‪ -‬إن جاز القول ‪ -‬رفيقات وشريكات للختان‪.‬‬
‫من ثم دعونا نطرح هذه السخافات جانيا ونتمشك بالشبه بين المعمودية والختان‪ ،‬والذي نراه‬
‫مئغثا كز االتفاق في ما يتعئق بالسز الباطن‪ ،‬وبالمواعيد‪ ،‬وبالغائدة‪ ،‬وبالفاعلية‪.‬‬

‫(الرذ على االحتجاج بأن الرحئع غير قادرين على اإليمان‪)٢٠ - ١٧ ،‬‬

‫‪ . ١ ٧‬يجب أن تكون لألطفال أيضا حياة في المسيح‬

‫يعتقدون أتهم يطرحون حجة قوية جذا لمنع األطفال من المعمودية‪ ،‬عندما ينعون أن األطفال‬
‫بسبب صغر سثهم ليسوا قادرين بعد أن يدركوا معنى السر الكامن فيها‪ ،‬أي التجديد الروحي الذي‬
‫ال يمكن أن يحدث في الطفولة المبكرة‪ .‬ومن ثم ينتهي معارضونا إلى االعتقاد أن األطفال يجب‬
‫أن يعتبروا أوالدا آلدم فقط‪ ،‬إلى أن يبلغوا سائ مناسبة للميالد الثاني‪ .‬أتا الحق اإللهي فينافي جميع‬
‫تلك الحجج في كز مكان‪ .‬ألئه إذ اعئرف بأن األطفال (ال يزالون) بين أوالدآدم‪ ،‬فهم متروكون‬

‫‪0,‬االأ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪0,‬االخ‪8‬آلقع‪ 20. 33(; ٨٦‬ح] ‪.‬ئ؛‪ 33. 680‬ط(ل‪. 14 )١4‬اا‪1٧‬ن‬ ‫‪])11181118‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪. 29 )1142. 335; ٥٠.‬ا‪٧‬آ خ‪٠‬د‬ ‫‪!٧. 231 £.(.‬‬
‫‪١٢٥٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس عشر‬

‫في الموت‪ ،‬إذ إدنا في آدم أل يمكننا إأل أن نموت [رو ه ‪ ١ ٢ :‬وما يليه؛‪ .‬على العكس‪ ،‬ألن المسيح‬
‫يأمر بأن يؤتى بهم إليه [مت ‪ . ] ١٤ : ١٩‬لماذا؟ ألئه هو الحياة‪ .‬ولذلك يجعلهم شركاة في ذاته لكي‬
‫يحييهم‪ ،‬فيما يحكم عليهم خصراث هؤالء باإلقصاء والموت‪.‬‬

‫وإئهم إن ترجحوا في هذا بالقول بأن الرنع ال يهلكون على الرغم من أتهم يعتبرون أوالدا‬
‫آلدم‪ ،‬فإذ الكتاب المقدس يفتد ضاللهم بما فيه الكفاية‪ .‬فحيث يعلن الكتاب أته في آدم يموت‬
‫الجميع‪ ،‬يلزم منطقيا أن ال رجاء يتبثى للحياة إأل في المسيح [‪١‬كوه‪٢٢:١‬؛‪ .‬ومن ثم‪ ،‬لكي‬
‫نصبح ورثة للحياة‪ ،‬يلزم أن تكون لنا شركة فيه‪ .‬وألذ الكتاب يشهد أيائ في نزاخر أتنا بطبيعتنا‬
‫خاضعون جميعا لغضب الله [اف ‪٣: ٢‬؛‪ ،‬وأته لحبل بنا في الخطيئة [مز ‪ ١‬ه ‪ :‬ه؛‪ ،‬فهذا يعني دائائ‬
‫أتنا تحت الدينونة‪ ،‬ويلزمنا أن نخلع طبيعتنا قبل أن يفتح لنا ملكوت الله‪ .‬وما عساه يمكن أن يقال‬
‫بأكثر وضوح من أن لحائ ودائ ال يقدران أن يرثا ملكوت الله [ ‪١‬كو ه ‪ ٠ : ١‬ه؛؟ لذا‪ ،‬ليتالشى كل‬
‫ما لنا (األمر الذي ال يحدث بمعزل عن التجديد)؛ عندئذ سوف نمتلك الملكوت‪ .‬باإليجاز‪ ،‬إذ‬
‫كان المسيح يتكتم بالحق عندما يعلن أته هو الحياة [يو ‪:١١‬ه‪٢‬؛‪ ،]٦:١٤‬يلزمنا أن تطغم فيه لكي‬
‫نتحزر من عبودية الموت‪.‬‬

‫يسألون‪ :‬ولكن كيف يتجند الرنع ما داموا لم يمنحوا معرفة الخير أو الشر؟ تجيت بأن عمل‬
‫الله‪ ،‬على الرغم من كونه يفوق إدراكنا‪ ،‬ال يزال فاعأل‪ .‬وبهذا يتونح أن أولئك الرفع المختصين‬
‫(إذ من الموكد أن البعض مختصون من سئ مبكرة) جذدهم الرب قبأل‪ .‬فإئهم‪ ،‬إن حملوا معهم‬
‫فسادا وراثائ من رحم أتهم‪ ،‬يلزم أن يتطهروا منه قبل أن يقبلوا إلى ملكوت الله‪ ،‬ألته ال يدخله شيء‬
‫دنس [رؤ ‪٢٧ : ٢١‬؛‪ .‬فإن كانوا مولودين خطاة‪ ،‬كما يويد داود وبولس [اف ‪٣: ٢‬؛ مز ‪ ١‬ه ‪ :‬ه]‪،‬‬
‫فإتا أتهم يظتون كارهين الله ومغضبين إياه‪ ،‬أو ينبغي أن يتبرروا‪ .‬فماذا نطلب أكثر من هذا عندما‬
‫أعلن الديان السماوي بأجلى وضوح أن دخول الحياة السماوية لمتاع للمولودين الوالدة الجديدة‬
‫فقط[يو‪]٣:٣‬؟‬

‫ولكي يسكت المقاومين‪ ،‬أعطى الله برهاتا في يوحنا المعمدان الذي قذسه في بطن أمه [لو‬
‫‪ : ١‬ه ‪ ١‬؛ — وهذا ما لم يفعله فيآخرين‪ .‬ثم إتهم ال يربحون أي شيء هنا بمراوغتهم الساخرة عندما‬
‫يقولون إئها كانت مزة واحدة فقط‪ ،‬قوأل ال يعني من هذه الحادثة المغردة أن الرت يتعامل هكذا‬
‫عادة مع الرنع‪ .‬ولكئنا ال نجادل في ذلك‪ .‬إذ هدفنا الوحيد هو أن نبتن أتهم يحبسون قوة الله‪،‬‬
‫بغير عدل‪ ،‬في حدود ضتقة ال تقبل قدرة العلى أن تتقتد بها‪ .‬أتا عن مواربتهم األخرى فال وزن‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين السبحي‬ ‫‪١٢٥٤‬‬

‫لها‪ .‬يدعون‪ ،‬بحسب صيفة التعبير المألوفة في الكتاب المقدس‪ ،‬أة عبارة امن الرحماا مجز د‬
‫تعبير مرادب ن منذ الطفولة ‪ .‬ولكتنا نستطيع أن نرى بوضوح أن المالك‪ ،‬عندما أعلن هذا لزكريا‬
‫قصد شيائ مختلعا؛ وهو أن يوحنا سيكون قبل والدته ممتلائ بالروح القدس‪ .‬إدا دعونا ال نحاول‬
‫أن نفرخن قاعد؛ على الله نقيد بها إرادته فيمن يشاء أن يقذسه‪ ،‬مثلما قدس هذا الطفل‪ ،‬إذ إذ قوته‬
‫ال بخن‪.‬‬

‫‪ . ١ ٨‬حجه من طفولة المسيح‬

‫حعا كان المسيح مقذائ منذ أبكر طفولته كيما يقدس في ذاته مختاريه من كل سن بال تمييز‪.‬‬
‫فإته لكي يمحو ذنب العصيان الذي اقترفناه في الجسد‪ ،‬اثخن لذاته ذاك الجسد عينه بحيث يجز‬
‫فيه‪ ،‬ألجلنا ونيابه عتا‪ ،‬الطاعة الكاملة‪ .‬وهكنا حبل‪ ،‬به من الروح القدس لكي ينقل إلينا في جسده‬
‫الممتلئ بقداسة الروح تلك القداسة ذاتها‪ .‬وإن كان لنا في المسيح المثال األكمل لجميع العطايا‬
‫التي يجزلها الله على أوالده‪ ،‬فسيكون (هو) لنا في هذا الصدد برهاثا على أن سل الطفولة المبكرة‬
‫ليس مضادا كلائ للتقديس‪.‬‬

‫كيفما كان ذلك‪ ،‬نعتبره أمرا غير قابل للجدل أن ال أحذ من المختارين يدعى من الحياة‬
‫الحاضرة قبل كونه مقدسا ومجددا بفعل روح الله‪ .‬يضادون معترضين بأن الروح في الكتاب‬
‫المقدس ال يعترف بأي تجديد عدا زرع غير قابل للفساد‪ ،‬أي من كلمة الله [ ‪ ١‬بط ‪٢٣: ١‬؛‪ .‬بهذا‬
‫ني‬ ‫د‬
‫يخطوئن في تفسير مقولة ‪.‬طرس التي تشير إلى المؤمنين فقط الذين تعلموا بواسطة الوعظ باألنجيل‪.‬‬
‫إثنا حعا نقز بأن لمثل أولئك كانت كلمة الرب الزرغ الوحيد للتجديد الروحي؛ ولكتنا نرفض أن‬
‫نستنبط من ذلك أن األطفال والرصع ال تقدر قوة الله على تجديدهم‪ ،‬ألثها ميشرة ومتوافرة لهم‬
‫كما هي عجيبة وتفوق كز عقل‪ ،‬بالنسبة إلينا‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬إثها معارضة غير آمنة تلك التي‬
‫تسلب الرت قدرثه على أن يعرف ذاته لهم بأي وسيله تسز مشيئته‪.‬‬

‫‪ .١٩‬اعتراض‪ :‬ال يمكن لألطفال أن يفهموا الوعظ‬

‫يقولون‪ :‬ولكئ األيمان يأتي بسماع الخبر [رو ‪ ،]١٧: ١٠‬وهو ما لم يحصل عليه الرصع‬
‫بعد‪ ،‬كما ال يمكنهم أن يستطيعوا معرفة الله‪ ،‬ألثهم ‪ -‬كما يعتم موسى — لم يعرفوا الخير والشر‬
‫[تث ‪ .]٣٩: ١‬ولكن هؤالء الرجال ال يرون أته عندما يجعل الرسول السماع بداية لإليمان‪ ،‬يصف‬
‫‪١٢٥٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السادس عشر‬

‫الترتيب الطبيعي وقضاء الله فقط المستخدم عاد؛ في دعوة شعبه‪ ،‬وال يسئ‪ -‬في الواقع — قانوتا ثابائ‬
‫بحيث ال يستخدم وسيلة أخرى‪ .‬لقد استعمل وسائل أخرى دعا بها كثيرين‪ ،‬معطيا إداهم معرفه‬
‫حقيقية لذاته ‪.‬شبر‪ ،‬داخلية‪ ،‬أي بإنارة الروح القدس بمعزني عن وساطة الوعظ‪ .‬أائ إذ يعتقدون‬
‫أته ينافي المنطق تماائ أن بعزى معرفة الله إلى األطفال الذين أنكر موسى معرفتهم للخير والشز‪،‬‬
‫فأسألهم أن يخبروني فقط ما هو الخطر إذ قيل إذ األطفال ينالون اآلن جزءا من النعمة التي سوف‬
‫يتمتعون بكمالها بعد زمن يسير؟ ألئه إن كان كمال الحياة يكمن فى معرفة الله الكاملة‪ ،‬فعندما يعبر‬
‫بعضهم مئن يخطفهم الموت في بداية طفولتهم إلى الحياة األبدية‪ ،‬يقبلون مؤتمنا إلى التأتل في‬
‫الله في محضره الكتي‪ .‬ومن ثم‪ ،‬إن كان ليسر مشيئته‪ ،‬فلماذا ال يضيء الرب ولو بشرار؛ ضئيلة في‬
‫الوقت الحاضر على الذين سوف ينيرهم في المستقبل بكامل لمعان نوره‪ ،‬وخصوصا إن لم يكن‬
‫قداستأصل جهلهم قبل أحذهم من سجن الجسد؟ لسى أؤتمدمتهززاأتهم قدانعم عليهم باإليمان‬
‫ذاته الذي نختبره في أنفسنا‪ ،‬أو أتهم يقتنون كتجا معرفة األيمان نفسها — إذ أوصل‪ ،‬أن أترك هذا من‬
‫دون الجزم به ‪ -‬ولكتني أريد أن أكبح العجرفة المتبلدة التي تتجلى في ض ينكرون أو يؤتمدون ما‬
‫يشاؤون بأعلى أصوات حناجرهم‪.‬‬

‫‪ .٢٠‬اعتراض‪ :‬األطفال غير قادرين على التوبة أوعلى اإليمان‬

‫ولكئهم في إصرارهم المتصتب على هذه النقطة يضيفون أن المعمودية سر للتوبة ولإليمان‪.‬‬
‫ومن ثم إذ ال يمكن حدوث أحدهما أو اآلخر في نعومة سئ الرضاعة‪ ،‬يلزم أن نحترز من قبول‬
‫الرصع لشركة المعمودية خشية أن يصير معناها خاوتا وسريع الزوال‪ .‬أتا هذه السهام فهي في‬
‫الواقع موجهة صوب الله وليس تجاهنا‪ .‬ألته من الواضح جدا من شهادات الكتاب المتعددة‪ ،‬أن‬
‫الختان كان أيائ عالمة للتوبة [ار ‪ ٤: ٤‬؛ ‪ : ٩‬ه ‪٢‬؛ قارن تمث ‪ ١٦: ١٠‬؛ ‪ .]٦:٣٠‬ثم يدعوه بولس‬
‫ختم بر األيمان [رو ‪ .]١١ : ٤‬إدا فليطاب الله نفشه بأن يعطي سبيا لوصبته بأن يطبع (الختان)‬
‫على أجسام الرصع‪ .‬وما دام الختان والمعمودية يطابقان‪ ،‬ال يستطيع معارضونا أن يمنحوا شيائ‬
‫ألحدهما فيما يمنعونه عن اآلخر‪ .‬وإن كان تراجعهم عن موقفهم يتخن المخرج المعتاد ‪ -‬أن زمن‬
‫سئ الرضاعة في ذلك الحين كان يمثل الحضانة الروحية ‪ -‬فليعلموا أته طريق مسدود‪ .‬لذا نقول إته‬
‫ما دام الله قد أعطى الختان للرصع كيمر للتوبة واأليمان‪ ،‬ال تعتبر المنطقؤا إن كانوا االن قد لجعلوا‬
‫شركاء في المعمودية؛ التهم إأل إذا اختار البشر أن يعاندوا ما فرضه الله‪ .‬ولكن‪ ،‬كما هي الحال في‬
‫صنيع الله بأجمعه‪ ،‬فكذلك في هذا الفعل عينه أيشا يسطع ما يكفي من الحكمة والبر لصد التشويه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٢٥٦‬‬

‫الذي يحدثه عقوق المنحرفين عن الحق ‪ .‬فإئه على الرغم من أة الرصع لم يدركوا بعقولهم —‬
‫في اللحظة التي ختنوا فيها — ماذا كانت تعني هذه العالمة‪ ،‬باتوا حقا مختونين إلماته طبيعتهم‬
‫الفاسدة والمدرسة‪ ،‬وهي إماته سوف يمارسونها فيما بعد في سنيهم الناضجة‪ .‬خالصة القول اذ‬
‫هذا االعتراض لحل‪ ،‬بال صعوبة‪ :‬يعئد األطفال إلى توبؤ وإيما؟ ستقبين‪ ،‬على الرغم من أة التوبة‬
‫واإليمان لم يتشكال بعد فيهم‪ ،‬إذ تكمن بذرتهما ستترة في دواخلهم بعمل الروح القدس الخفى‪.‬‬

‫بهذه اإلجابة يطرح خارجا وه وإلى األبد كل ما عؤج تفسير ما قلناه عن المعمودية‪ .‬هاك‬
‫العنوان الذي يضعه بولس على المعمودية حيث يدعوها عسل الميالد الثاني‪ ،‬و(ذسل) التجديد‬
‫[تي ‪:٣‬ه؛‪ .‬من هذا يتحاجون باها دمنلح ألشخاكى فقط يستطيعون أن يختبروا هذه األشياء‪.‬‬
‫ولكئنا بحق حريتنا نرذ بالقول‪ :‬كذلك إدا لم يكن ليمارس الختان الذي كان يفيد التجديد إأل على‬
‫المولودين ثانية‪ .‬وهكذا ندين نحن ما أشى له الله‪ .‬من ثم (كما سبق أن قلنا في عنة مواضع) إة‬
‫جميع الحجج التي قد يهاجم بها الختان‪ ،‬ال قوة لها في اإلغارة على المعمودية‪.‬‬

‫كما ال يمكنهم أن يتهربوا بالقول إة ما يقوم على سلطة الله األكيدة هو ثابك ووطيد‪ ،‬حتى‬
‫إن لم تعزف له عتة‪ .‬أما مثل هذا التبجيل فال يعزى إلى معمودية األطفال أو إلى ما يشابهها متا لم‬
‫يوصنا به الله في كلمته الصريحة؛ فإئهم عندما يحتبلون مز؛ ويبقون في هذا المأزق‪ ،‬فسوف ال‬
‫يستطيعون الخروج منه إلى األبد‪ .‬إذ وصية الله بختان حديثي المولد كانت إما شرعا ال يقبل العبث‬
‫به‪ ،‬أو عرضة لالستهجان‪ .‬أائ إذا وجدت خالية من التناقض والتنافر‪ ،‬فال يمكن أن يوجد ما ينافي‬
‫المنطق في ممارسة معمودية األطفال‪.‬‬

‫(عمل الروحي األطفال المعتدين‪)٢٢-٢١ ،‬‬

‫‪ .٢١‬يزداد فهم الطفل للمعمودية تدريجائ في أثناء نمؤه‬

‫إئنا نزيل وصمة التنافي مع المنطق‪ ،‬التي يحاولون أن يسموها على هذا الموضوع هكذا‪:‬‬
‫إذ نال الذين تنازل الرب فاختارهم عالمه التجديد ولكئهم ارتحلوا من الحياة الحاضرة قبل أن‬
‫ينضجوا‪ ،‬فهو يجذدهم بقوته التي تفوق إدراكنا‪ ،‬أي بقوة الروح القدس‪ ،‬بالوسيلة التي يسبق فيرى‬
‫هو وحده ائها توافق إرادته‪ .‬وإن نموا إلى سق يمكن فيها أن يفئموا حق المعمودية‪ ،‬فسوف تئقد‬
‫فيهم غيرة أعظم للتجديد‪ ،‬من جراء تعئبهم أئهم اعطوا غربونها في ستهم المبكرة كيما يتأتلوا‬

‫معناها طوال حياتهم‪.‬‬


‫‪١٢٥٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪.-‬الغصل السادسوعشر‬

‫يجب أن نفهم بهذا المعنى نفسه ما عثم به بولس في موضعين‪ ،‬بأئنا دفنا مع المسيح بالمعمودية‬
‫[رو ‪٤:٦‬؛ كو ‪ ١٢ : ٢‬؛ ‪ .‬ال يعني بولس بذلك أة من يقبل للمعمودية ينبغي أن يكون قبأل قد ذين مع‬
‫المسيح؛ بل إئه يعلن ببساطه التعليف) الكامن في المعمودية‪ ،‬ويعلنه لتن كانوا قد تعتدوا فعأل‪ .‬من ثم‬
‫لن يجادل حتى المجانين بأة بولس قصد في هذا النص أن الدفن يسبق المعمودية‪ .‬بهذا األسلوب‬
‫يدر موسى [تث ‪ ] ١٦: ١٠‬وكذلك األنبياء [ار ‪ ]٤:٤‬الشعك بما كان يقصد بالختان الذي كانت‬
‫عالمته قد وضغت عليهم صفارا‪.‬‬

‫وفي إطار السياق نفسه‪ ،‬يكتب بولسى للفالطيين أدهم لبسوا المسيح عندما تعتدوا [غل‬
‫‪ .]٢٧:٣‬ماذا كان القصد من ذلك؟ أن يعيشوا بعدئذ للمسيح‪ ،‬ألئهم لم يكونوا قد عاشوا له من‬
‫قبل‪ .‬ومع أته في تعميد األكبر سائ ينبغي أن يتقبل هؤالء معموديتهم بعد أن يفهموا معنى السز‪،‬‬
‫فسوف نشرح أة األطفال ينبغي أن يعتبروا كمن يتطورون بحسب تتابع مختلف‪.‬‬

‫كما ينبغي أن نفسر نعل بطرس على المثال نفسه‪ ،‬حيث يغلثون أة هذا النعل يهبهم دعتا‬
‫قودا‪ .‬هنا يقول الرسول إة المعمودية ليست إزالة وسخ الجسد‪ ،‬بل شهادة ضمير صالع أمام الله‬
‫بقيامة يسوع المسيح [ ‪ ١‬بط ‪٢١ :٣‬؛‪ .‬إتهم في الواقع يجادلون بناء على هذا النص‪ ،‬بأن ال شيء‬
‫يبقى لمعمودية األطفال سوى دخان فارغ‪ ،‬أي أته شيء يبعد كز البعد عن الحق‪ .‬ولكئهم يكررون‬
‫الخطأ نفسه بتفكيرهم المضل بأة المحتوى ينبغي دائائ أن يسبق العالمة بحسب ترتيب الزمن‪.‬‬
‫فإة الحق الكامن في الختان أيصا اعتمد على شهادة الضمير الصالح نفسها‪ .‬ولكن إذا لزم له‬
‫بالضرورة أن يسبق‪ ،‬استحال أن يختن األطفال بأمر من الله‪ .‬ومع هذا‪ ،‬إذ يري أة شهادة ضمير‬
‫صالح تكمن في حق الختان‪ ،‬وبوصئته أن يخئن األطفال‪ ،‬يفيد بأن الختان يمنح في هذه الحالة‬
‫للزمى الالحق‪ .‬على أساس ذلك‪ ،‬ال تستوجب معمودية األطفال حدوث أثر فوري سوى أتها توكد‬

‫وتؤيد العهد الذي قطعه الرب معهم‪ .‬أتا ما يتبقى لهذا السر من معنى وأهمية‪ ،‬فسوف يتحثق الحعا‬
‫في وقب قد سبق أن ره الله نفسه وحدده‪.‬‬

‫‪ .٢٢‬في هذا السز راحة واطمئنان لألطفال‪ ،‬فيجب أآل يحرموا عالمته‬

‫أعتقد أته ال يخفى على أحي اآلن أن يرى بوضوح أن جميع الحجج من هذا النوع هي‬
‫ارتكاس محفى للثئر المقذس‪ .‬سوف نمر سريعا على ما تبثى منها‪ .‬ينفون أة المعمودية اعطيت‬
‫لمغغرة الخطايا‪ .‬فعندما يعدلون عن هذا االعتراض‪ ،‬سوف يؤدد ذلك رأينا إلى حذ بعيد‪ .‬ألته إذ‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الش البئ‬ ‫‪١٢٥٨‬‬

‫إرنامولودون خطا؛‪ ،‬نحن في حاجه إلى العفووالمغفرة حتى منذكنابعدفي أرحام ائهاتنا‪ .‬ولغا‬
‫كان الله ال يقطع رجاء الرحمة عن األطفال‪. ،‬لل بالحري يرسخه‪ ،‬فلماذا نمنع عنهم العالمة وهي في‬
‫ذاتها أدنى قيمة جذا من الشيء نفسه الذي تدز عليه؟ ولذا نرذ إلى معارضينا بقؤؤ ما يحاولون أن‬
‫يهاجمونا ‪.‬وه‪( :‬فنقول) ينال األطفال غفران الخطايا؛ لذا ال ينبغي أن وحزموا هذه العالمة‪.‬‬

‫في الوقت نفسه‪ ،‬يوردون مقولة رسالة أفسس إذ الكنيسة تطؤرت بفسل الماء بكلمة الحياة‬
‫[اف ه‪ .]٢ ٦:‬ال يوجد نعس أقوى من هذه اآلية لقلب منطقهم رأسا على عقب! ألته يعطينا برهاائ‬
‫جاهزا‪ .‬فإن كان المسيح يقصد أن تكون المعمودية شهاد؛ للفسل الذي يطؤر به كنيسته‪ ،‬ال يعقل‬
‫أأل يكون األطفال الصغار جزءا من هذه الشهادة‪ ،‬حيث لهم الحق أن يكونوا جزءا من الكنيسة‪،‬‬
‫إذ إتهم دعوا ورثه لملكوت السماوات [مت ‪ .)١٤: ١٩‬وبولس يشمل الكنيسة الجامعة عندما‬
‫يتحدث عنها باعتبارها مطؤرة بفسل الماء‪.‬‬

‫ومن إقراره في موضع آخر بأئنا قد غثمنا في جسد المسيح بالعمودية [ ‪ ١‬كو ‪،]١٣: ١٢‬‬

‫نستنتج على أساس المنطق ذاته أن االطفال الرونع الذين يحسبهم ضمن أعضاء جسده‪ ،‬يلزم أن‬
‫يتعئدوا كي ال يسفروا عن بقية الجسد‪.‬‬

‫ما أشنع العنف! وما أكثرآالت الحصار التي يهاجمون بها قلعة إيماننا!‬

‫(تعميد األطفال في بدايات الكنيسة‪)٢٤-٢٣ ،‬‬

‫‪ .٢٣‬ال يثبغي أن كعبق على األطفال الشواط الكتابية التي تشيرإلى الكبار بدون ديل‬

‫اآلن يأتون إلى العادة التي كانت تمارس في العصر الرسولى‪ ،‬حيث يجدون أن ال أحد‬
‫كان تقبل إلى المعمودية ما لم يكن قد أقر قبأل باأليمان والتوبة‪ .‬ألته عندما سأل مرى تبكتت‬
‫نفوسهم بطرش عائ يجب أن يفعلوه‪ ،‬نصحهم بأن يتوبوا أؤأل‪ ،‬ثم أن يعتمدوا لمغغرة الخطايا‬
‫[اع ‪ .)٣٨_٣٧ :٢‬وكذلك فيليس‪ ،‬عندما سأله الوزير الحبشي عن إمكانية عماده‪ ،‬أجاب بأته‬
‫يجوز‪ ،‬إذ كان يؤمن من كق قلبه [اع ‪٣٧: ٨‬؛ ‪ ٠‬من هذا يظهر أته قد يمكنهم أن يبرهنوا على حجتهم‬
‫بأن المعمودية‪ ،‬إذ لم يسبقها اإليمان والتوبة‪ ،‬ال يجوز إجراؤها ألحد‪ .‬ولكتنا إن قبلنا هذا المنطق‪،‬‬
‫فسوف يبرهن النعل األول‪ ،‬حيث ال يذكر األيمان‪ ،‬على أن التوبة وحدها تكفي؛ ويبت النعل‬
‫الثاني‪ ،‬حيث ال تذكر التوبة‪ ،‬أة اإليمان وحده يكفي‪ .‬أظتهم سيجيبون أة كأل من النضين يكتل‬
‫‪١٢٥٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس عشر‬

‫اآلخر‪ ،‬وس ثم يلزم أن ئقزن أحدهما باآلخر‪ .‬وأنا أيصا أقول بدوري‪ :‬إذ نصوصا أخرى يجب أن‬
‫ئقارن بهذين‪ ،‬إذ سوف يساعد ذلك على حز هذه الصعوبة‪. .‬فهنالك العديد من الشواهد الكتابية‬
‫التي يعتمد تغسيرها على سياقها‪ .‬فالحالة التي نحن بصددها تعطينا مثاأل مناسبا‪ :‬ألن ئن دحنث‬
‫بطرس وفيلبس إليهم كانوا في ص ناضجة بحيث يمكنهم أن يتأتلوا في التوبة وأن يفهموا جوهر‬
‫االيمان‪ .‬ونحن نرفض بإصرار أن يتعتد أمثال هؤالء البالغين ما لم تكن توبتهم حقيقية وما لم يكن‬
‫إيمانهم واضحا‪ ،‬على األقز بقدر ما يمكن لبشر أن يحكموا‪ .‬ولكئه واضح كز الوضوح أده يجب‬
‫وضع األطفال الصغار في فئه أخرى؛ فغي العصور الغابرة كان إذا انضم أحدهم إلى شركة دينية مع‬
‫بني إسرائيل (أي صار يهودائ)‪ ،‬لزم له أن يتفتم عهن الرت‪ ،‬وأن يذرس الناموس قبل أن يمكنه أن‬
‫يوسم بعالمة الختان‪ ،‬ألئه كان غريب الجنس‪ ،‬أي أجنبؤا عن شعب إسرائيل الذي وطع معه العهد‬
‫ففبم بعالمة الختان‪.‬‬

‫‪ .٢٤‬إبراهيم وإسحق يمقالن الغرق بين الكبار واألطفال الصغار‬

‫وأيشا‪ ،‬عندما يتبغى الرت إبراهيم‪ ،‬ال يبدأ بالختان خافيا ما يعنيه بتلك العالمة‪ ،‬بل إعلن له‬
‫أؤأل العهد الذي ينوي أن يقطعه معه [تك ه ‪ ١ : ١‬إ؛ ثم بعد أن يؤمن إبراهيم بالموعد‪ ،‬يجعله الرب‬
‫مشاركا في السر [تك ‪١١ : ١٧‬؛‪ .‬لماذا يتبع السر األيمان في حالة إبراهيم‪ ،‬بينما مع إسحق ابنه‬
‫يسبق كز فهم؟ ألن من األنصاف أن يتعلم أؤأل شروط العهد من كان إنساتا ناضجا بالغ الرشد وهو‬
‫غريب عن العهد وشروطه؛ أائ الحال فليست كذلك مع ابنه الرضيع‪ .‬فاالبن الصغير يتضتنه العهد‬
‫من رحم أمه بحق الميراث المتضتن في صيفة العهد‪ .‬أو(لكي نطرح األمر على نحوأوضح وأكثر‬
‫إيجارا) إذ كان أطفال المؤمنين شركاء في العهد بدون معونة اإلدراك‪ ،‬فليس ثتة ما يمنع عنهم‬
‫العالمة لمجرد أتهم ال يستطيعون أن يتعهدوا ‪ -‬وشما — بقبول شروط العهد‪ .‬هذا بعينه هو السبب‬
‫الذي ألجله يوكد الله أن بني االسرائيليين وبناتهم ولدوا له [حز‪٢٠: ١٦‬؛ ‪ .]٣٧: ٢٣‬فما ص شلف‬
‫في أته يحسبهم أبناء وبنات له من يولدون لمن وعدهم بأن يكون لهم أائ [قارن تك ‪٧: ١٧‬؛ ‪.‬أتا‬
‫غير المؤمن الناشئ عن أبزين غير مؤمئين‪ ،‬فيعتبر غريبا عن شركة العهد إلى حين انضمامه إلى‬
‫رحاب الله بواسطة األيمان‪ .‬ال عجب إدا إذ لم يشارك في العالمة حين يمسي الئشار إليه زائغا‬
‫وخاوي المعنى في باطنه! يكتب بولس أيصا في هذا المجال‪ :‬أن األمم‪ ،‬ما داموا منغمسين في‬
‫وثنيتهم‪ ،‬هم غرباء عن عهود الموعد [اف ‪ ١٢ : ٢‬؛ ‪ .‬إن لم أكن مخطائ‪ ،‬يمكن للموضوع كته أن‬
‫يفح بهذه العبارة الموجزة‪ :‬إذ كز ض يأتي إلى األيمان بالمسيح في ص ناضجة — إذ كان قبأل‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٦٠‬‬

‫غريبا عن العهد — ال يجوز أن توضع عليه عالمة المعمودية ما لم يكن قد امن أزأل وتاب‪ ،‬ألن‬
‫األيمان والتوبة هما ما يمنحان الدخول في العهد‪ .‬أما األطفال الرصع الذين يشتعون أصلهم‬
‫من مسيحيين‪ ،‬إذ ولدوا مباشر؛ إلى ميراث ‪.‬العهد وينتظرهم الله‪ ،‬فهكذا بقبلون للمعمودية‬
‫وبهذا (المبدأ) يلزم أن دعرى قول البشير‪ :‬ؤاعئقدوا بئه (أي من يوحنا)‪ ...‬معترفين‪ ،‬رحكاقالهلم‪٠‬ا‬
‫[مت ‪٦ :٣‬؛‪ .‬نعتقد أئه يجب اقتفاء هذا المثال اليوم‪ .‬لذلك إذا تقذم تركى [نسلم] للمعمودية‪ ،‬ال‬
‫يمكننا بسهولة أن نعقده إن لم يعيد إقرارا مرضبا للكنيسة‪.‬‬

‫(تفسير بعض النصوص المقتبسة لرفض معمودية األطفال الصغار‪ :‬وش يموتون منهم من‬
‫دون أن يتعقدوا ال بدان جميعهم‪ ،‬ه ‪)٣ ٠-٢‬‬

‫ه ‪ . ٢‬مولودون ثانية ابالماء* والروح‬

‫على أدهم يطرحون كلمات المسيح التي أوردها البشير يوحنا في األصحاح الثالث من إنجيله‪،‬‬
‫والتي على أساسها يعتقدون أن والدة جديدة في الحاضر ضرورة قبل إجراء المعمودية‪٢ :‬ن كان‬
‫احد أل بوئن ش ائقا؛ زالروح أل يعي ز اذ تنحزة تتكورن الله [يو ‪:٣‬ه]‪( .‬يقولون) انظر كيف‬
‫ردعى المعمودية بشفتي الرب نفسه ميالذا ثانيا‪ .‬فما دام األطفال غير قادرين على الميالد الجديد‪،‬‬
‫فما هي حجتنا لقبولهم إلى المعمودية التي ال يمكن أن تقوم بمن دونه؟‬

‫أوأل‪ ،‬إدهم مضغون في اعتقادهم أدهم حيث يسمعون كلمة الماء يظنون أتها بشير في هذا‬
‫النعل إلى المعمودية‪ .‬بعدما شرح المسيح لنيقوديموس فساد الطبيعة [البشرية؛‪ ،‬وعلمه بلزوم‬
‫الوالدة الثانية — إذ كان نيقوديموس يظنه متحذائ عن والدة جسدتة ثانية — لغز له يسوع كيف‬
‫بجذدنا الله‪ ،‬أي بالماء والروح‪ .‬فهوكما لوكان يقول‪ :‬إذ التجديد يتم بواسطة الروح القدس الذي‬
‫بتطهيره وربه النفوس المؤمنة يقوم بالعمل الذي يعمله الماء‪ .‬وبناء على ذلك أفهم عبارة الماء‬
‫والروح على أتها تعني ببساطة الروح الذي هو (نظير) الماء‪ .‬وليس هذا تعبيرا جديذا‪ ،‬فإته يتفق‬
‫تماائ مع ما ورد في األصحاح الثالث من إنجيل متى (حيث يقول يوحنا المعمدان)‪:‬‬
‫ا ‪ ...‬ائذي ائيي تعدي‪ ...‬هؤ سيعقدكم بالروح انعنس وتار [مت ‪١١:٣‬؛لو‪١٦:٣‬؛ قارن‬
‫يو ‪٣٣ ،٢٦ : ١‬؛‪ .‬ألئه كما أة التعميد بالروح القدس وبنار يعني منح الروح القدس الذي يقوم‬
‫بعمل النار وله طبيعتها في عملية التجديد‪ ،‬كذلك أن يولد أحد بالماء والروح ما هو إأل أن يقبل‬
‫قوة الروح القدس التي تفعل في النفس ما يفعله الماء في الجسد‪ .‬أعلم أنآخرين يفشرون هذا بغير‬
‫‪١٢٦١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس عشر‬

‫ذلك‪ ،‬ولكئني ال أشلن في أن هذا هو المعنى الصحيح‪ ،‬ألن هدف المسيح هو أن يعلم فقط بأن كز‬
‫الذين يصبون إلى ملكوت السماوات يلزمهم أن يخلعوا عنهم طبيعتهم‪.‬‬

‫على الرغم من ذلك‪ ،‬إذآثرنا أن نماحك يالوئابه المملة كما يفعلون هم‪ ،‬يسهل علينا (بعد أن‬
‫نتنازل لهم بمايريدون) أن نردعليهم بأنالمعمودية تسبق اإليمان والتوبة‪ ،‬إذائها — بحسب ترتيب‬
‫كلمات المسيح ‪ -‬وردت قبل الروح‪ .‬من المولد أن المعنى المقصود بذلك هو مواهب الروح‪.‬‬
‫فإن كانت هذه المواهب تتبع المعمودية‪ ،‬فقد أصبث هدفي‪ .‬أتا بغض النظر عن كز المماحكات‪،‬‬
‫فيجب أن نتمسك بالتفسير البسيط الذي طرحيه‪( :‬وهو أن) ليس أحذ يستطيع أن يدخل ملكوت‬
‫الله‪ ،‬حتى يكون قد تجذد يفعل الماء الحى الذي هو الروح القدس‪.‬‬

‫‪ .٢٦‬ليس كزغير المعمدين هالكين‬

‫ولذا‪ ،‬يجب علينا اآلن أن نرفض قطعا خرافة الذين يرسلون كز غير المعئدين إلى الموت‬
‫األبدي‪ .‬لنتخيل إدا أن المعمودية — بحسب افتراضهم — رجزى للبالغين فقط‪ .‬ماذا يقولون سوف‬
‫يحدث لطفلي تلثى تعليثا صحيخا في مبادئ التقوى األولية‪ ،‬ولكن عندما اقترب يوم عماده‪،‬‬
‫اقتنصته يد الموت بفته بشكل لم يتووعه أحد؟ إذ وعد الرت صريح‪ :‬إة من‪ ،‬يشمع كألمي زيومن‬
‫باالي أزشلتي ؤله عتاه أبدية‪ ،‬ؤأل يأتي إلى ديوتة‪ ،‬تل قل اقمل من الئؤت إر المحتاج‪[ 1‬يوه‪.]٢٤:‬‬
‫ال نجد في أي مكان أته أدان أحذا لم ئعئد بعد أبذا‪ .‬لست أريد أن يستنبط أحد من قولي هذا أئني‬
‫أقصد أن دهتل المعمودية أو أن يستهان بها (إذ بازدرائها اعلل أن عهد الرب سوف لتت!هك‪ ،‬وما‬

‫أبعدني عن التسامح بي هذا األمر!)؛ يكفي فقط أن يبرلهن على أن المعمودية ليست بالحتمية التي‬
‫يحشب معها توا هالكا من سليت قدرته على الحصول عليها ‪ .‬ألتنا ‪ -‬على خالف ذلك ‪ -‬إن بلنا‬
‫خرافتهم‪ ،‬فلسوف ندين بال استثناء جميع الذين صدف أن نبعوا عن المعمودية في حين أتهم ريما‬
‫وهبوا إيما تا هذا قدر عظمته بحيث يمكنهم أن يقتنوا المسيح نفسه‪ .‬زد على ذلك‪ ،‬أتهم يدينون‬
‫للموت األبدي كز األطفال الصغار الذين يمنعونهم من المعمودية‪ ،‬إذ هي بحسب اعترافهم هم‬
‫ضرورية للخالص‪ .‬فاآلن‪ ،‬دغهم يرون بأي صور؛ من الجمال يتفق رأيهم مع كلمات المسيح التي‬
‫يمنح بها ملكوت السماوات لتلك الفئة من األعمار [مت ‪١٤ : ١٩‬؛‪ .‬ولكن على الرغم من أتنا‬
‫نهت لهم كز ما يتصل بفهم هذا النص‪ ،‬سوف ال يحرزون شيائ منه إذ لم يقبلوا أؤأل التعليم الذي‬
‫أسسنا له حول الميالد الثاني لألطفال ‪٥.‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرتين ‪ ١٨‬و‪.١٩‬‬ ‫ه‬


‫جون كالثن‪ :‬أس الذين الميحي‬ ‫‪١٢٦٢‬‬

‫‪ . ٢ ٧‬كلمات يسوع الغني أسس بها المعمودية‬

‫أثا معارضونا فيتباهون بأدهم يمتلكون أمنع الحصون‪ ،‬في كلمات تأسيس المعمودية ذاتها‬
‫التي يقتبسونها من األصحاح األخير من بشارة مهى التي بها أعطى المسيح وصيته‪ ،‬عندما أرساى‬
‫الرسل إلى جميع األمم فأمرهم أؤأل بأن يعتموهم‪ ،‬وثانيا بأن يعتدوهم [مت ‪ . ] ١٩: ٢٨‬وإلى ذلك‬
‫لحلض [مر ‪.] ١٦ : ١٦‬‬
‫**‬ ‫يضيفون هذه الكلمات من األصحاح األخير من مرقس‪ .‬مى‪٢‬مى ؤاعئتذ‬
‫ويسألون ماذا نطلب أكثر من ذلك‪ ،‬حيث كلمات الرب واضحة أئه يلزمنا أن نعتم قبل أن نعتد‪،‬‬
‫وأن نضع المعمودية في المقام الثاني بعد اإليمان؟ كما أة الرب يسوع نفسه أعطى في ذاته مثاأل‬
‫لهذا الترتيب إذ اختار أأل يعتمد [هو نفسه] حتى السئ الثالثين [مت ‪ ١٣:٣‬؛ لو ‪.]٢٢-٢١ :٣‬‬

‫يا إلهي! ما أكثر السباك التي يورطون أنفسهم فيها‪ ،‬ويكشفون عن جهلهم! إنه خطأ أفدح من‬
‫غلطة طفل‪ ،‬أن يكون هذان المثالن التأسيس األول للمعمودية‪ .‬فلقد أوصى المسيح تالميذه منذ‬
‫بداية كرازته بأن يعتدوا‪ .‬ولهذا‪ ،‬ال يوجد مبرر لجدالهم بأن ناموس المعمودية وقاعدتها يجب أن‬
‫يشئعا من هذين النصين كما لوكانا قد احتويا أوز تأسيس لها‪.‬‬

‫لنفرض أتنا نتماشى مع خطئهم هذا‪ ،‬فإلى أي حذ يبلغ أثر محاولتهم لإلقناع بهذه الحجة؟‬
‫من الموتد أته لو اخترنا أن نتجاهلها‪ ،‬فلسوف نجد مساحة عريضة للتهزب من النقاش‪.‬‬
‫** اكرزوا‪...‬‬
‫اذهبوا‪...‬‬ ‫إتهم يتشبثون بالتتالي الحرفي للكلمات بحيث عندما يقول النص‪:‬‬
‫واعتمد [مر ‪ ،]١٦ : ١٦‬يتحاجون بأته ينبغي أن يكرز أؤأل‬
‫**‬ ‫وعتدوا [مر ‪١٥: ١٦‬؛‪ ،‬أو‪ :‬من‬
‫**آمن‬ ‫**‬
‫قبل التعميد‪ ،‬وأن يؤمن الشخص قبل أن يبتغي المعمودية‪ .‬لماذا إدا ال نقدر نحن أن نجيب بأته‬
‫ينبغي أن نعتد‪ ،‬ثم بعد ذلك أن نعتم بأن ئحعظ جميع ما أوصى به المسيح؟ أشير هنا إلى تسلشل‬

‫كلمات [مت ‪ .]٢٠-١٩:٢٨‬أشرنا إلى هذا عينه عندما تعاملنا أعاله مع كلمات المسيح حول‬
‫الميالد الثاني بالماء والروح [يو ‪ :٣‬ه؛‪ .‬ألته إذا فهمنا ذلك النص بحسب إصرار منطقهم‪ ،‬فحينئذ‬
‫يلزم للمعمودية أن تسبق التجديد الروحى إذ ورد ذكرها قبله‪ .‬فلقد عتم المسيح أته ينبغي أن تولن‬
‫ثانية؛ ال بالروح والماء ‪ ،‬بل بالماء والروح ‪.‬‬

‫‪ .٢٨‬الذكز لألطفال في مرض‪١٦:١٦‬‬

‫اآلن يبدو أن هذه الحجة التي يعزون إليها مساحة شاسعة من الثقة‪ ،‬بحيث ال يمكن اإلغارة‬
‫عليها‪ ،‬قدآلت إلى السقوط‪ .‬ولكن ألن الحق يجد ما يكفي للدفاع عنه في البساطة‪ ،‬لست أريد‬
‫‪١٢٦٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس عشر‬

‫أن أتمتص باللجوء إلى المراوغة التافهة‪ .‬دعهم يأتون بحجه ذات مادة حقيقية‪ .‬إة طنب وصبة‬
‫المسيح وجوهرها هنا هو الكرازة باإلنجيل؛ ويضيف إليها‪ ،‬كما بملحي‪ ،‬خدمة المعمودية‪ .‬ثم‬
‫يتحذث عن المعمودية في إطار إخضاع إجرائها لوظيفة التعليم فقط‪ .‬فإذ المسيح يرسل التالميذ‬
‫للكرازة باإلنجيل في جميع األمم على وجه المسكونة‪ ،‬حتى يجمعوا إلى ملكوته كز ض قد‬
‫كان هالكا‪ ،‬من كز مكاب)‪ ،‬وذلك بتعليم الخالص‪ .‬ولكن تن هم هؤالء؟ وما نوعهم؟ بالطبع‪،‬‬

‫دكر الذين كانوا قادرين فقط على تلقي التعليم‪ .‬وبعد ذلك يضيف أن مثل هؤالء يتعئدون‪ ،‬ريثما‬
‫يكونون قد تلقنوا التعليم‪ ،‬ثم يضيف الوعد وكز تن آتئ زاعقمذ حتعل [مر ‪ ١٦ : ١٦‬؛ ‪ .‬هل‬
‫يوجد حرف واحد فقط عن األطفال الصغار في كز هذا الحديث؟ فما هوإدا أسلوب تحاججهم‬
‫الذي يهاجموننا به؟ فأن يتلقى البالغون التعليم كيما يؤمنوا قبل أن ئعئدوا‪ ،‬ثم ال يجوز تعميد‬
‫األطفال! فطبائ كال! وإذ حاولوا أقصى جهدهم إلقناعنا‪ ،‬فلن يخرجوا من هذا النص إآل باه يجب‬
‫أن يكرز باإلنجيل لتن لهم القدرة على السمع‪ ،‬قبل أن يعتدوا‪ .‬وهؤالء فقط هم تن يتحذث عنهم‬
‫هذا النص‪ .‬دعهم يقيمون من هذا حاجزا‪ ،‬إذا استطاعوا‪ ،‬لمنع معمودية األطفال الصغار!‬

‫‪ .٢٩‬يسوع النموذج األولي لمعمودية الكبار‬

‫ولكتني لكي أبئن حيتهم حتى للعميان‪ ،‬سوف أبرزها بمقارنة واضحة‪ .‬إن جادل أحدهم‬
‫بخببا بأن األطفال الصغار يجب أن يمنعوا من الطعام بحجة أن الرسول سمح لمن يشتغل فقط‬
‫بأن يأكل [‪٢‬تس ‪١٠ :٣‬؛‪ ،‬أال يستحق ذلك الشخص أن يئصق الجميع عليه؟ لماذا؟ ال يطوه‬
‫على جميع الناس من دون تمييز ما كان قد قيل عن فئه معينة في زمي ثقين‪ .‬إذ مهارة معارضينا ال‬
‫تزيد عن ذلك‪ ،‬ألن ما يراه الجميع منطبقا على الكبار فقط‪ ،‬يطيقونه على األطفال الصغار بحيث‬
‫يخضعونهم لقاعدة وضعت لبالغي سن الرشد فقط‪.‬‬

‫أتا مثال المسيح فال يدعم قضيتهم بأقز دعم‪ .‬إده لم يتعتد قبل بلوغ الثالثين من العمر‬
‫[لو ‪٢٣:٣‬؛ مدمح مع مت ‪]١٣:٣‬؛ حقا هذا صحيح‪ ،‬ولكئ ثتة سببا في متناول اليد‪ :‬لقد عزم‬
‫بكرازته أن يضع أساسا متيتا للمعمودية‪ ،‬أو بالحري أن يعزز األساس الذي كان يوحنا المعمدان قد‬
‫وضعه قبل قليل‪ .‬ولذا‪ ،‬عندما قصد بتعليمه أن يبيم المعمودية‪ ،‬فلكي يكتسب لتأسيسه إياها سلطة‬
‫أعظم‪ ،‬قذسها في جسده‪ ،‬وفعل ذلك في أنسب وقبا‪ ،‬أال وهوعند بداية كرازته‪ .‬باإليجاز‪ ،‬سوف‬
‫ال يجتنون شيائ هنا عدا أن المعمودية تجد أصلها وبدايتها من الكرازة باإلنجيل‪ .‬فإن كانت السن‬
‫الثالثين تعجبهم‪ ،‬فلماذا ال يقزونها بل يتقبلون كز فرد للمعمودية عندما يعتبرونه قد تقذم في السئ‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٦٤‬‬

‫بما يكفي؟ وحتى سرثيثس‪ ،‬أحذ معلميهم‪ ،‬رغم إصراره على هذه السئ‪ ،‬كان قد بدأ في الحادية‬
‫والعشرين يتباهى بكونه نيائ؛‪ ٦‬كما لوكان يمكن أن توضع الثقة في أي شخص) يذعي لذاته مكانة‬
‫المعلم في الكنيسة‪ ،‬قبل أن يكون هو نفسه عضبوا فيها!‬

‫‪ .٣٠‬المعمودية والعشاء الرباني‬

‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬يعترضون بأن ال علة تبرر معمودية الصغار أكثر إقناعا من العشاء الرباني الذي‬
‫ال يسمح لهم بتناوله‪ .‬كما لوكان الكتاب المقنس لم يميز بين السرين بغارى شاسع من كز وجه!‬
‫لقد كان يؤذن لألطفال بتناول العشاء الرباني في الكنيسة األولى‪ ،‬كما يتضح من كيابات قبرياض‬
‫وأوغسطينس‪ ،‬ولكئ تلك العادة توقفت كما ينبغي ‪ ٧.‬إتنا إذا تأتلنا الطبيعة التي تميز المعمودية‪،‬‬
‫فهي بالنمحكيد تؤسر إلى دخول رحاب الكنيسة وبداية التطعيم في جسد الرب الذي دحشب به بين‬
‫شعب الله‪( :‬هي) عالمة تجديدنا الروحي الذي نولد به ثانيه أبناء لله‪ .‬أتا العشاء الرباني فيعدم للكبار‬
‫الذين تجاوزوا سئ الرضاعة الغص‪ ،‬فيمكنهم أن يتغذوا باألطعمة الصلبة‪.‬‬

‫يتبين الغرق جليا في الكتاب المقذس‪ .‬ففيما يتعتق بالمعمودية‪ ،‬ال يحذد الرب سائ معينة‪.‬‬
‫ولكته ال يقذم العشاء للجميع للمشاركة فجه‪ ،‬بل ألولئك الذين فقط يمتلكون قدرة تمييز جسد‬
‫الرب ودمه‪ ،‬وامتحان ضمائرهم‪ ،‬واألخبار بموت الرب‪ ،‬والتأتل في معناه وقوته‪ .‬فهل نريد ما هو‬
‫أوضح من تعليم الرسول‪ ،‬عندما يوصي بأن يمتحن كز إنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب‬
‫من الكأس [ ‪١‬كو ‪٢٨: ١١‬؛؟ لذا ينبغي أن يأتي فحص الذات أؤأل؛ وليس هذا ممكائ لألطفال‪.‬‬
‫أيثا‪! :‬األن الذي تاكل وفزب بدون اسبئناق تاكل وئرت ذئنوثه لتفيه‪ ،‬عير ممثز جشن‬
‫الرت [‪ ١‬كو ‪٢٩: ١١‬؛‪ .‬فإن كان أولئك الذين يعرفون فقط كيف يميزون باالستقامة قداسة جسد‬
‫المسيح هم تن يحز لهم أن يشتركوا‪ ،‬فلماذا يلزم أن نقنم ألطفالنا الصغار سائ بدأل من غذاء نحي؟‬
‫ما هى تلك الوصية التى أعطاها الرب‪ :‬اصطدوا هذا لذكري‪[ ٠٠‬لو ‪ ١٩: ٢٢‬؛ ‪١‬كو ‪٢٤: ١١‬؛؟ وما‬
‫هي تلك الوصية األخرى التي يستنبطها الرسول منها‪ :‬ااوإئكم كلتا آكلتم هذا الحير ؤئربتم هذ؟‬
‫الكال‪ ،‬تحترون بمؤرت الرت إلى اذ تجيء اا [ ‪ ١‬كو ‪٢٦:١١‬؛؟ أسأل‪ :‬ما هو الذكر الذي يجب‬
‫أن نطلبه من الرصع الذين لم تكن لهم دراية به قط؟ وأي وءبب‪ ١‬بصليب المسيح تستوعب عقولهم‬

‫لقد نشر سرفيتس كتابه في أخطاء الثالوث (‪٢‬ز‪1٤‬ا‪٢1٢‬آ جغ‪€ 10*8 ٠£ ٤‬غ‪ ٤‬ع‪ )0‬سنة ‪ ،١٥٣١‬وكان في العشرين من عمره‪.‬‬ ‫‪٦‬‬
‫‪, 011‬الةا‪٢‬ولالح‬ ‫‪ 1^,‬لىع‪٠‬ك‬ ‫‪١٧‬ح‪ ٤٢. ٨‬؛‪ 3.1. 243, 255‬ا‪8£‬ح)‬ ‫انظر‪0, :‬عا‪8٤‬الجتآ‪ ٨‬؛(‪20. 32 £.‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪011 1‬‬ ‫‪)111)1 !^€11118810110/811181.‬‬ ‫‪. 5. 16‬اا‪٧‬ل‪€78 00‬أأ‪€‬أ ؛(‪^ ٧. 25‬؟‪ ٤٢. 14‬؛‪44.124‬ط‪27 )1‬‬
‫‪ ٤٢.‬؛‪)11 33. 984 £.‬‬ ‫‪32. 87(.‬‬
‫‪١٢٦٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السادس عشر‬

‫قؤته وفائدته؟ ال يطلب شيء من هذا للمعمودية‪ .‬ومن ثم هنالك فارق عظيم بين هائين العالمثين‬
‫كما الحظنا في عالمتي العهد القديم المماثلتين لهما‪ .‬الختان المعروف عنه أته يطابق المعمودية‪،‬‬
‫تعين للرصع [تك ‪ .]١٢ : ١٧‬أائ الفصح‪ ،‬الذي حل محله العشاء الرباني‪ ،‬فلم يقبل كلة الضيوف‬
‫بال تمييز‪ ،‬بل كان يكله الذين بلغوا من العمر ما يمكنهم من تقئي معناه [خر ‪٢٦: ١٢‬؛‪ .‬إن بقي‬
‫لهؤالء الرجال القليل من العقل‪ ،‬فهل يعمى بصرهم عن شي؛ واضح وجلى كهذا ؟‬

‫(ردود على حججسرثيقس‪ ،‬الخاتمة‪)٣٢-٣١ ،‬‬

‫‪ .٣١‬اعتراضات سرقيئس‬

‫يزعجني أن أثعل على قرائي بكومه من التوافه‪ .‬ومع ذلك أرانا مضطرين إلى أن نواجه باختصار‬

‫الحجج الخادعة التي تبدو معقولة في ظاهرها‪ ،‬والتي يأتي بها سرقيتس — وهو ليس األصغر بين‬
‫معيدي المعمودية — بل في الواقع هو تاج مجد تلك القبيلة؛ فإذ كان يمنطق ذاته للمعركة قرر أن‬
‫يأتي بها‪:‬‬

‫‪ . ١‬ينعي أته ما دامت الرموز التي رسم لها المسيح هي في رتبة الكمال‪ ،‬يتحثم أيثا أتها‬
‫تتطنب أناشا كاملين‪ ،‬أو من لهم القدرة على الكمال‪ ٨.‬لكئ الرذ على ذلك سهل‪ :‬من الخطأ‬
‫حصر كمال المعمودية الذي يمتن حتى الموت في نقطه محددة من الزمن‪ .‬أضف إلى‬
‫ذلك‪ ،‬أته من الغباء أن ننتظر من أي إنسان في اليوم األول‪ ،‬ذلك الكمان الذي تدعونا‬
‫المعمودية للسعي إليه بخطوات متواصلة مدى الحياة‪.‬‬

‫‪ ٠ ٢‬يعترنر بالقول إذ رموز المسيح اسست للذكرى‪ ،‬كيما يتنتمر كل واحد أته ذفن مع المسيح‪.‬‬
‫أجيب بأن ما اخترعه من ذهنه ال يحتاج إلى التفنيد؛ في الواقع أن ما يطبقه على المعمودية‬
‫يتعتق على األصغ بالعشاء الرباني‪ ،‬كما توضح كلمات بولسر‪ :‬الكمتحن االرشان تغشه‬
‫[ ‪١‬كو ‪]٢٨: ١١‬؛ وال توجد أي إشار؛ من هذا النوع إلى المعمودية‪ .‬وس ذلك نستنبط أن‬
‫مول ليست لهم قدرة اختبار الذات‪ ،‬بسبب صغر سنهم‪ ،‬يصغ تعميدهم‪٠‬‬

‫‪ .٣‬يجيء باعتراض ثالث‪ :‬أن كزى من ال يؤمن بابن الله يظز في حالة موت‪ ،‬ويمكث عليه‬
‫غضب الله [يو ‪ .]٣٦ :٣‬ولذا فاألطفال الصغار الذين ال يستطيعون أن يؤمنوا‪ ،‬يرقدون في‬

‫انظر‪:‬‬ ‫يفقد كالثن في هذا المقطع أراء مبرفيتس التي عحر عنها هذا األخير في كتابه (‪]6811111110 )1553‬‬ ‫‪٨‬‬
‫‪.08 ٧. 336- 340‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٦٦‬‬

‫لعنتهم‪ .‬أجيب‪ :‬ال يتحذث المسيح في ذلك السياق عن الموت الشامل الذي يشتبك في‬
‫شركه نسآلدم بأجمعه‪ ،‬بل عن الموت الذي يهدد فقط تزدري اإلنجيل الذين يرفضون‬
‫بعناد واستكبار النعمة المقنمة لهم‪ .‬وال عالقة لهذا باألطفال الصغار‪ .‬بل أجيب أيشا‪،‬‬
‫على العكس‪ ،‬بأن كزى من يباركه المسيح محرر من لعنة آدم ومن غضب الله‪ .‬وما ذمنا نعلم‬
‫أن المسيح بارك الصغار [مت ‪:١٩‬ه‪١‬؛مر‪ ،]١٦:١٠‬يتحثم منطقؤا أئهم محررون من‬
‫الموت‪ .‬أما سرقييس فيقتبس زيعا ما ال يوجد في الكتاب المقنس فيقول‪ :‬اكل من يولد‬
‫من الروح يسمع صوت الروح [قارن يو ‪ .]٨: ٣‬ولكن حتى إن قبلنا أن هذا مكتوب‪ ،‬فلن‬
‫يبرهن ذلك على شيء سوى أن المؤمنين مطبوعون على الطاعة بحسب عمل الروح فيهم‪.‬‬
‫ومع هذا‪ ،‬من غير المعقول أن يطبق على الجميع ما يقال عن عدد محذد‪.‬‬

‫‪ . ٤‬واعتراضه الرابع هو حيث إذ الجسدي يأتي أؤأل [ ‪١‬كو ه ‪ ،]٤٦: ١‬يلزم أن تنتظر حتى‬
‫بلوغ زمن النضج إلجراء المعمودية‪ ،‬إذ هي روحانية‪ .‬ولكن مع أتني اقر بأن ذركةآدم جمعاء‬
‫المولودة من الجسد تحمل اللعنة من الرحم ذاته‪ ،‬أرفض أن هذا يمنع الله من إعطاء عالج‬
‫فوري‪ .‬ولن يستطيع سرفيثس أن يبرهن على أن عديدا من السنوات قد تعين لها بترتب إلهى‬
‫البتداء جذة الحياة الروحية‪ .‬فكما يشهد بولس‪ :‬مع أن المولودين للمؤمنين قد يكونون‬
‫‪.‬طبيعتهم هالكين‪ ،‬فإتهم اآلن مقنسون بنعمه خارقة للطبيعة [ ‪١‬كو ‪.]١٤ :٧‬‬

‫ه‪ .‬ثم يطرح رمزا تمثيليا‪ .‬يقول إذ داود عندما صعد إلى حصن صهيون لم يأخذ معه الثمي أو‬
‫الفرج بل جيائ من الرجال األقوياء [‪١‬صم ه ‪ .]٨:‬ولكن لنفرض أتني أرد بحجة مضادة‪،‬‬
‫مشيرا إلى المثل الذي يدعو الله فيه العمي والعرج إلى الوليمة السماوية [لو ‪]٢١ :١٤‬؛‬
‫فكيف يتختص سرثيئس من هذه الصعوبة؟ كما أسأل أيائ‪ :‬ألم يكن العرج والعمي قد‬
‫خدموا قبأل في جيش داود؟ ومع ذلك‪ ،‬من التفاهة أن تسهب في التعامل مع هذا االعتراض‬
‫الذي ابثكر من هباء زائف‪ ،‬كما سيرى قراني من سجل التاريخ المقذس‪.‬‬

‫‪ .٦‬يتبع ذلك رمز تمثيلى آخر‪ :‬أن الرسل كانوا صيادي الناس [مت ‪[ ] ١٩: ٤‬حرفائ‪ :‬صيادي‬
‫الرجال ] ال صيادي األطفال‪ .‬وأجيب بالسؤال‪ :‬ماذا كان المسيح يعني بالقول إذ شبكة‬
‫اإلنجيل تجمع من كل نوع [مت ‪ .]٤٧: ١٣‬وألش ال أريد أن أتالعب بالرموز التمثيلية‪،‬‬
‫أجيب بأئه عندما أوصي الرسل بالكرازة باإلنجيل‪ ،‬من الموكد أتهم لم يمنعوا من تعميد‬
‫الصغار‪ .‬على الرغم من ذلك‪ ،‬أون أن أعرف لماذا ينكر سرثييس بشرية األطفال عندما‬
‫يستعمل البشير كلمة ;>و‪ً0٦‬ااًس<‪0۴‬الع‪( 0‬التي تشمل الجنس البشري كته بال استثناء)؟‬
‫‪١٢٦٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس عشر‬

‫‪ . ٧‬واعتراضه السابع هو أته ما دامت الروحيات تقارن بالروحيات [‪١‬كو‪ ،]١٤ — ١٣:٢‬وما‬
‫دام األطفال ليسوا روحيين‪ ،‬فإتهم ليسوا مؤلهلين ألن تعئدوا‪ .‬أوأل‪ ،‬واضح جدا قدر المكر‬
‫الذي يعوج به قول بولس‪ .‬فالرسول يتحذث هنا عن التعليم‪ :‬فلنا كان الكورنثيون قد أفرطوا‬
‫في تهنئة أنفسهم على حذقهم الزائف‪ ،‬وتخ بولس غباءهم ألئهم كانوا ال يزالون في المرحلة‬
‫االبتدائية لتقيل التعليم السماوي‪ .‬من عساه يستنبط من هذا النعل أن المعمودية ينبغي أن‬
‫دمتع عن األطفال المولودين من لحم ودم‪ ،‬فيما قد كرسهم الله لذاته بالتبئي المجانئ؟‬

‫‪ .٨‬يعترض بأته يجب أن ئطئموا بالغذاء الروحتي إن كانوا أشخاصا حددا‪ .‬الرد سهل‪ :‬إتهم‬
‫بالمعمودية يقبلون ضمن قطيع المسيح‪ ،‬وتكفي عالمة تبئيهم حتى يبلغوا النضج الذي‬
‫يحتملون عنده الطعام الصلب‪ .‬وس ثلم‪ ،‬يلزم أن ننتظر أوان امتحان الذات الذي يتطتبه الله‬
‫صريحا في العشاء المقذس‪.‬‬

‫‪ . ٩‬بعدئذ يعترض على أن المسيح يدعوجميع شعبه إلى العشاء المقدس‪ .‬ومع ذلك من الواضح‬
‫أته ال يسمح بالتقذم إلى مائدة الرب سوى تن استعذوا أن يتدبروا موته‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإذ‬
‫األطفال الصغار‪ ،‬وهم تن تلكف باحتضانهم‪ ،‬يبقون في مكانهم المميز وفي مقامهم الالئق‬
‫بهم إلى أن ينموا‪ ،‬بدون أن تعتبروا غرباء‪ .‬يعترض (سرفيثس) بأته من الوحشية أن ال يأكل‬
‫اإلنسان بعد أن يولد‪ .‬أجيب‪ :‬تتغذى النفوس بطريقه أخرى تختلف عن األكل الجسدي‬
‫للعشاء؛ ولذا فإذ المسيح — بالنسبة إلى األطفال الصغار — هو طعام (روحى)‪ ،‬مع‬
‫أتهم ال يتناولون من الرمز‪ .‬أتا الحال فيختلف في المعمودية التي تفتح بها لهم الباب فقط‬
‫لدخول الكنيسة‪.‬‬

‫‪ .١ ٠‬يعترض سرثيتس أيائ بالقول إذ العبد األمين الحكيم الذي ويله سيده تعطي الطعام ألهل‬
‫البيت في حينه [مت ‪ : ٢٤‬ه ‪ .]٤‬وعلى الرغم من أتني أقز بذلك عن طيب خاطر‪( ،‬أسأل)‬
‫بأي قاعد؛ سوف يحذد (سرؤيتس) لنا أوان المعمودية حتى يثبت أن سن الرضاعة ليست‬
‫الوقت المناسب ألجرائها؟ عالو؛ على ذلك‪ ،‬يضيف وصية المسيح للرسل بأن يسارعوا‬
‫إلى الحصاد حيث قد ابيشت الحقول [يو ‪ : ٤‬ه‪ .]٣‬هنا يقصد المسيح أن التالميذ فقط‪ ،‬إذ‬
‫يرون ثمار عملهم جاهرا‪ ،‬يجب أن يمنطقوا ذواتهم بالمزيد من الشغف للتعليم‪ .‬تن عساه‬
‫يستنتج من هذا أن أوان الحصاد هو الوقت الوحيد المالئم للمعمودية؟‬

‫‪ .١١‬يؤسسن جداله الحادي عشر على أن مسيحيي الكنيسة األولى كانوا هم أنفسهم التالميذ‬
‫[اع ‪]٢٦:١١‬؛ ولكئنا رأيناه يحاول بغير إتقان أن يجادل من جزء واحد من السياق الكتئ‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين اسيحتي‬ ‫‪١٢٦٨‬‬

‫للنش‪ .‬تن يستيهم النض تالميذ‪ ،‬كانوا رجاأل كاملي النضج‪ ،‬وقد تعتموا تحت إرشاد‬
‫المسيح وانخرطوا في خدمته‪ ،‬تماائ كما تتلمذ اليهود الذين كانوا تحت الناموس على‬
‫ألى موسى‪ .‬لكئ لن يخطر على بال أحد أن يستنتج في صوالب رشده‪ ،‬أن هذا النعل يعتبر‬
‫األطفال الذين شهد لهم الله يائهم من أهل بيته‪ ،‬غرباء‪.‬‬

‫‪ . ١ ٢‬يذعي أن كل المسيحيين إخوة‪ ،‬أائ بالنسبة إلينا فال يحسب األطفال في عداد اإلخوة ما‬
‫ذمنا نستبعدهم عن العشاء الرباني‪ .‬أائ أنا فأعود إلى ذلك المبدأ الذي يعتبر أعضاة جسد‬
‫المسيح وحدهم ورثه ملكوت السماوات؛ ومن ثم أصبح احتضان المسيح لهم إمت ‪: ١ ٩‬‬
‫‪- ١٣‬ه ‪ ١‬؛ مر ‪ ١٦- ١٣:١٠‬؛ لو ‪ :١٨‬ه ‪ ] ١٧- ١‬البرهان الحقيقى على تبئيهم الذي ينضلم‬
‫به الصغار إلى الكبار‪ ،‬وعلى أن االعتكاف عن العشاء الرباني إلى حين ال يمنعهم من االنتماء‬
‫إلى جسد الكنيسة‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬لم يحرم اللعى التائب عند ضلبه [لو ‪]٤٣-٤٠ : ٢٣‬أن‬
‫يصير أحا لألتقياء على الرغم من أئه لم يأب إطالفا إلى العشاء‪.‬‬

‫‪ .١٣‬ثم يضيف بعدئذ أن ال أحد يمكنه أن يصبح أحا لنا إأل بواسطة روح التبتي [رو ‪:٨‬ه‪،]١‬‬
‫الذي يمنح بواسطة سماع خبر اإليمان فقط [غل ‪٢ :٣‬؛‪ .‬أجيب‪ :‬إئه يرجع دائائ ليستند إلى‬
‫المنطق المخطئ‪ ،‬ألله — على نحو مناب للعقل — يطبق على األطفال الصغار ما قيل عن‬
‫الكبار وحدهم‪ .‬يعتم بولس [رو ‪ ١٧: ١٠‬؛ غل ‪ :٣‬ه؛ أن هذه هي طريقة الله للدعوة لكي‬
‫يجذب مختاريه إلى اإليمان‪ ،‬فيما يقيم لهم معتمين أمناء بحيث يمن يده إليهم بواسطة خدمة‬
‫معتميه‪ .‬من يتجاسر — على أساس هذا — على أن يفرض على (الله) قاعد؛ تحقم عليه أأل‬
‫يطثم الصغار في المسيح بطريقه خفبه أخرى؟‬

‫‪ .١٤‬يعترض قائأل إذ كرنيليوس تعتد بعد أن بل الروح القدس [اع ‪ .]٤٨-٤٤:١٠‬لكته‬


‫يستخرج مخطائ قاعد؛ عامة من مثاب منفرد‪ ،‬كما توصح قبأل من إشارته إلى الوزير الحبشى‬
‫والسامريين [اع ‪٣٨-٢٧ :٨‬؛ ‪١٢:٨‬؛ الذين استخدم الرب معهم ترتيبا مختلعا بحيث‬
‫تسبق المعمودية قبول مواهب الروح‪.‬‬

‫‪ .١٥‬أما السبب الخامسى عشر العتراضه فأكثر من سخيف‪ .‬يقول إئنا نصبح آلهه بالتجديد‪،‬‬
‫ولكئ اآللهة هم امن تصير إليهم كلمة الله‪[ 11‬و ‪-٣٤ :١٠‬ه‪٣‬؛ قارن مز ‪ ،]٦:٨٢‬وهذا‬
‫األمر يستحيل على األطفال الصغار‪ .‬إته مثال من أمثلة هذيانه أن يتخيل األلوهبة في‬
‫المؤمنين‪ ،‬ولكئ ليس هذا مجال اختبارها‪ .‬أتا أن تعوج اية المزمور [‪ ]٦:٨٢‬إلى مثل هذا‬
‫النوع الغريب من التفسير‪ ،‬فهو استرسان في عدم الحياء‪ .‬يقول المسيح إذ الملوك والحكام‬
‫‪١٢٦٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السادس عشر‬

‫يد‪ ،‬عون آلهة* بحسب قول النبتي إذ بناط بهم وظيفه بمقتضى تعييب إلهى‪ .‬أما هذا المفسر‬
‫الحاذق فيطبق على تعليم اإلنجيل شيائموجهاإلى اناس معسن يتعلق بأمر خاص بالحكم‪،‬‬

‫بقصد أن يقصي األطفال الصغار‪.‬عن الكنيسة‪.‬‬

‫‪ .١٦‬و يعترض أيخا بأن الصغار ال يجوز أن يعتبروا أشخاصا متجذدين ألئهم غير مولودين‬
‫بالكلمة‪ .‬ولكتني أكرر اآلن ما سبق أن قلته مرازا‪ ،‬أن تعليم اإلنجيل زرلح ال يغنى [ ‪ ١‬بطرس‬
‫‪٢٣: ١‬؛ يحدث به ميالدنا الثاني إن كتا فعأل أهأل لنيله؛ أثا عندما ال نكون قد بلغنا‬
‫السئ ذات القدرة على التعئم‪ ،‬فإذ الله يحفظ الجدول الزمنتي الذي له وحده أن يعرفه‬

‫للميالد الثاني‪.‬‬

‫‪ . ١ ٧‬بعدئذ‪ ،‬يعود سرقيتس إلى رموزه التمثيلية‪ ،‬قائأل إذ الناموس فرض أأل يذبح خروف ونعجة‬
‫فور والدتهما‪ .‬وبدوري‪ ،‬إن رغبت أن أطبق تفسيرا رمزيا لهذا‪ ،‬يمكنني أن أرن سريعا بأن‬
‫جميع األبكار عند لحظة فتحهم الرحم لدسوا لله إخر ‪٢ : ١٣‬؛‪ ،‬وأيصا‪ ،‬أن شاه ذكرا ابن‬
‫سنة دبح بمقتضى أس إلهتي [خر ‪:١٢‬ه]‪.‬من هذا يتبس أئه ال يجوز بأي حال من األحوال‬
‫أن ننتظر حتى عنفوان الرجولة‪ ،‬بل بالحري أن حديثي الميالد وتن ال يزالون في غمر غض‬
‫هم من يختارهم الله‪.‬‬

‫‪ . ١ ٨‬يقول‪ :‬إذ من أعدهم يوحنا هم وحدهم من استطاعوا أن يقبلوا إلى المسيح‪ .‬كما لو لم‬
‫تكن وظيفًا يوحنا وظيفًا موقتة! بل لنتجاوز ذلك‪ ،‬ال مائ ال شك فيه أن األطفال الذين‬
‫احتضنهم المسيح وباركهم [مت ‪-١٣ : ١٩‬ه ‪ ١‬؛ مر ‪ ١٦-١٣ : ١٠‬؛ لو ‪ : ١٨‬ه ‪]١٧-١‬‬
‫لم يتقبلوا إعداد يوحنا‪ .‬وداعا إدا (لسرقيئس)‪ ،‬ووداغا لمنببه الزائف!‬

‫‪ .١٩‬وبعد طول انتظار‪ ،‬يستشهد بهرممدن المثلت الفتلمة وعرافات الرومان واإلغريق ليبرهن‬
‫على أن الغسالت المقدسة تليق بالكبار فقط‪ ٩ .‬انظر بأي قدر من التكريم يفكر في معمودية‬
‫المسيح التي يشبهها بطقوس الوثنية الدنسة‪ ،‬بحيث دجرى بحسب لهوى هرمس المثلت‬
‫الفتلمات! أثا نحن فنثئن بمقدار أعلى سموا من ذلك‪ ،‬سلطة الله الذي سر بأن يكرس‬
‫األطفال الصغار لنفسه‪ ،‬وأن يقبلهم بذلك الرمز المقنص الذي لم يكونوا قد بلغوا ما‬
‫يكفي من العمر الستيعابه‪ .‬كما أتنا ال يجيز االقتباس من طقوس الوثنية الكقارية‪ ،‬أي‬
‫هرمس المثلث العظمة (أي المعظم ثالث مرات)‪8( ،‬ل‪18)٦‬ج‪10‬آل‪٢18‬آ ‪8‬ج‪11‬ع‪0‬آل) هو االسم الذي أطلقه اليونان عاى ثوث‬ ‫‪٩‬‬
‫(‪1‬ال‪0‬غآ)‪ ،‬إله الكتابة والحكمة عند الممريين القدامى‪ .‬أتا أالعر‪1‬ئتا (‪ )$1118‬فكن نسوة متنبائت في كوما (‪٠‬دح)‬
‫وأنحاء أخرى من إيطاليا واليونان‪ ،‬يذهب الناس إليهئ الستشارتهئ وللنصح والتنبؤ‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٢٧٠‬‬

‫ما من شأنه أن يفتر في معموديتنا ذلك الناموس اإللهى األبدي والمنيع الذي أقامه‬
‫على الختان‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٠‬وفي المقام األخير‪ ،‬يتحاغ بأته إن كان ممكائ للصغار أن تعتدوا من دون إدراك معنى‬
‫معموديهم‪ ،‬يجوز لألطفال أنفسهم أن يعتدوا بعضهم بعصا على سبيل اللهو والسخرية‬
‫والهزل‪ .‬دعه يتشاجر حول هذا األمر مع الله الذي‪ ،‬بحسب وصيته بات ختان األطفال‬
‫الرصع شرعا شامأل فيما لم يبلغوا بعد سل الرشد‪ .‬هل كان ذلك موضوع لهو وهزل بين‬
‫األطفال‪ ،‬بحيث يطيحون رسم الله المقدس؟ ال عجب في أن تجتذب تلك األرواح الشريرة‬
‫أفظع الحماقات للدفاع عن ضاللها‪ .‬إذ الله لينتقم من استكبارهم وحماقة عنادهم يعذل‬
‫ألجل العقالنيتهم‪ .‬لعآي بينت مقدار ضعف سرفيثس الذي حاول به أن يدعم إخوته معيدي‬
‫المعمودية الصغار‪.‬‬

‫‪ .٣٢‬واجب السكران الهتمام الله وعنايته بأطفالنا‬

‫اآلن أعتقد اده لن يشلن عاقز في قدر جسامة الفتنة التي يعكرون بها صفو كنيسة المسيح‪،‬‬

‫بالخالفات والمشاحنات التي يثيرونها حول معمودية األطفال‪ .‬لكئه من واجبنا أن نلفت النظر‬
‫إلى محاوالت الشيطان بمكره الحاذق‪ .‬إته يعمل جاهذا على حرماننا ثمر االطمئنان والفرح‬
‫الروحي الذي يجتنى منها‪ ،‬كما يحاول أيصا أن بحط من قدر مجد اإلحسان اإللهى‪ .‬فما أحلى‬
‫أن تطمئئ أذهاننا؛ ال بمجرد الكالم‪ ،‬بل بالعيان أن لنا من لذن أبينا السماوي نعمه غزيرة كهذه‬
‫بحيث يحتضن صغارنا في دثار عنايته! فهنا نبصر كيف يقوم نحونا بدور اآلرب المدير الكلتي‬
‫االهتمام الذي يواصل اعتناءه بنا‪ ،‬حتى ما بعد موتنا حيث يعول أطفالنا ويعتني بهم‪ .‬أال يليق بنا إدا‬
‫اقتفاء مثاني داود؛ أن نبتهج بكز قلوبنا بالشكر والتسبيح ليتعالى اسمه ويظز ممجدا بفضل مثال‬
‫إحسانه [مز ‪ ١٠ : ٤٨‬؛؟ هذا بعينه هو ما يحاوله الشيطان بمهاجمة معمودية الصغار بجنود جيشه‪:‬‬
‫إته حالما رمسلب مائ شهادة نعمة الله هذه‪ ،‬سوف يتبند شيائ فشيائ الموعد الموضموع أمام عيوننا‬
‫بواسطة عالمتها المنظورة‪ .‬ومن هذا ال رذ أن يتزايد النكران والعقوق لنعمة الله‪ ،‬فضأل عن شيء‬
‫من اإلهمال في تدريب أطفالنا في التقوى‪ .‬ألئه عندما نتفكر ملؤا في أن الله يتبغاهم ويحتضنهم منذ‬
‫لحظة ميالدهم‪ ،‬تجس ندافع قوي لتعليمهم مخافة الله الصادقة وحغظ ناموسه‪ .‬وس ثم‪ ،‬إن لم ترد‬
‫أن نغمض عيونهم عمنا وكذا عن جود الله‪ ،‬فلنقئ م أطفالنا له ألته يجعل لهم مكاائ وسط أسرته‬

‫وآل بيته‪ ،‬أي ًاءضاء كنيسته‪.‬‬


‫الفصل السابع عشر‬

‫عشاء المسيح المقدس‪ ،‬وفائدته لثا‬

‫(يوفر العشاء الرباني‪ ،‬يعالمثي الخبز والخمر‪ ،‬غذا؛ روحيا‪)٣-١ ،‬‬

‫‪ . ١‬العالمة والشيء الذي تدل عليه‬

‫قتتنا الله مرة وإلى األبد إلى أهل بيته‪ ،‬ال ليجعلنا كعبيد بل كأبناء‪ .‬وبعدئذ‪ ،‬من أجل أن يوفي‬
‫واجبات أب أمز يهتم ببنيه‪ ،‬أخذ على عاتقه أن ئغذينا مدى مسيرة الحياة‪ .‬ولما لم يكن مكتفيا‬

‫بهذا وحده‪ ،‬شاء أن يتعؤد لذاته أن يضمن لنا هذا الجود الفياض‪ .‬فلكي يتئم هذا القصد أعطى‬
‫كنيسته ييد ابنه الوحيد سراآخر‪ ،‬في وليمة روحية يشهد بها المسيح لذاته أنه الخبز الحي‪ ،‬معطي‬
‫الحياة؛ الذي تغتذي به أرواحنا إلى سعادة حقيقية مباركة إلى األبد [يو ‪ ١ : ٦‬ه]‪.‬‬

‫إن معرفة هذا السر السامي ضرورية جذا؛ وهي في ضوء عظمته عينها تتطلب شرحا دقيعا‪.‬‬
‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬فإذ الشيطان الذي يبتغي أن يسلب الكنيسة هذا الكنز النفيس الذي ال يقذر‬

‫بثمن‪ ،‬تمادى منذ زمن بعيد في نشر الضبابية‪ ،‬ثم في حجب هذا النور‪ ،‬بإثارة النزاع والمشاحنة‬
‫حتى يبعد أذهان البسطاء عن تذوق هذا الطعام المقذس‪ ،‬كما حاول أن يتطاول بمكر احتياله على‬
‫الكنيسة في أيامنا‪ .‬لذا‪ ،‬بعد أن ألحعر‪ ،‬األمر على نحو يبيت في متناول ادراك غير المتخظصسن‪،‬‬
‫سوف أزيل الصعوبات التي حاول الشيطان بها أن يوقع العالم في سرئه‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬الخبز والخمر هما العالمتان اللتان تمقالن لنا القوت غير المنظور الذي نستمنه من‬
‫جسد المسيح ودمه‪ .‬الده‪ ،‬كما يطعمنا الله في مجتمع كنيسته بواسطة المعمودية‪ ،‬ويدعونا خاصقه‬

‫بالتبئي‪ ،‬فهكذا قلنا إته يقوم بوظيفة صاحب البيت‪ ،‬والثعيل الشفوق بتزويدنا دائائ بطعا؛ يحفظنا‬
‫به ويستديمنا في تلك الحياة التي زلننا إليها بكلمته‪.‬‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪١٢٧٢‬‬

‫المسيح هو الغذاء الوحيد ألرواحنا‪ ،‬ولذا يدعونا أبونا السماوي إلى المسيح‪ ،‬حتى إذ انتعشا‬
‫باالشتراك فيه نستعيد قوانا تكرازا ومجددا حتى نباغ الحياة السماوية األبدية‪.‬‬

‫أما ألن سؤ هذا االثحاد الخفي بين المسيح والمؤمنين هو بطبيعته فائق اإلدراك‪ ،‬فإثه يظهر‬
‫صورته وهيئته بعالماب تتالءم مع قدرتنا الضئيلة‪ .‬حعا‪ ،‬إته بإعطائه رموذا عينية وضمانات‪ ،‬يويد‬
‫لنا حقيقة وحدتنا مع المسيح كما لو كا قد رأيناها بعيوننا‪ .‬وهذه المقارنة البسيطة تتغلغل‬
‫حتى في أكثر العقول كثافة‪( :‬وهي أته) مثلما يقيم الخبز والخمر غذاء للحياة‪ ،‬هكذا النفوس‬
‫تتغذى بالمسيح‪.‬‬

‫يمكننا اآلن أن نفهم القصد من هذه البركة الروحية السربة‪ ،‬وهو تأكيد حقيقة بذل جسد‬
‫الرب ره وإلى األبد ذبيحًا من أجلنا‪ ،‬كي نقتات نحن اآلن بها‪ ،‬وبتناولنا منها نشعر في دواخلنا‬
‫بعمل تلك الذبيحة الغريدة؛ وكذا تأكيد حقيقة دمه المسفوك مز؛ من أجلنا كي يظز تتربا دائائ‬
‫لجشي ي‬
‫*‬ ‫لنفوسنا‪ .‬هكذا تتحدث كلمات الوعد المضافة لتأكيد تلك الحقيقة‪ :‬حذوا كوا هذا هز‬
‫الئكشوز ألجملما‪ ١ [ ٠‬كو ‪ ٢٤: ١١‬؛ قارن مت ‪٢٦:٢٦‬؛مر‪٢٢:١٤‬؛لو‪.]١٩:٢٢‬لذا‪ ،‬نحن‬

‫مدعوون إلى أن نأخذ ونأكل الجسد الذي اعطي من أجل خالصنا ره وإلى األبد‪ ،‬حتى عندما‬
‫نتناوله نطمئئ بأن قوة موته الواهب الحياة سوف يكون لنا فيها الكفاية الفاعلة دائائ‪ .‬ومن ثم‬
‫يدعو الكأس ا(كأس) العهد بدمه‪٠‬ا [لو ‪٢٠: ٢٢‬؛ ‪١‬كو ‪ : ١١‬ه ‪ .]٢‬هذا ألته يجذد‪ ،‬بل يديم فاعلية‬
‫العهد الذي صنق لنا عليه بدمه‪ ،‬ره وإلى األبد (بقدر ما يتعتق بتقوية إيماننا) كتما يقدم ذلك الدم‬
‫المقدس لمذاقنا‪.‬‬

‫‪ .٢‬االقحاد بالمسيح بمنزلة الثمر الخاص للعشاء الرباني‬

‫تستطيع النفوس التقيه أن تجتني طمأنينة وبهجة عظيمتين من هذا السر المقدس‪ .‬لنا فيه شهادة‬
‫لنئؤنا إلى جسد واحد‪ ،‬مع المسيح بحيث يصير كز ما هو له لنا‪ .‬ونتيجًا لذلك‪ ،‬يمكننا أن نكون‬

‫على تمام الثقة بأن تلك الحياة األبدية التي هو وارثها‪ ،‬ملك لنا؛ وأن ملكورق السماوات الذي‬
‫دخله‪ ،‬ال يمكن أن ينتزع متا وال منه هو؛ وأته أيصا‪ ،‬ال يمكننا أن لدان بسبب خطايانا التي حررنا‬
‫هو من ذنوبها‪ ،‬إذ شاء أن يرفعها عتا في ذاته كما لوكانت خطاياه هو‪ .‬هذه هي المقايضة العجيبة‬
‫التي صنعها معنا من فرط إحسانه الذي ال يقاس‪ :‬أته بصيرورته ابن اإلنسان معنا‪ ،‬جعلنا نحن معه‬
‫أبناء لله؛ وبنزوله إلى أرضنا أعذ لنا صعودا إلى السماء؛ وأته باتخاذه لنفسه قابليتنا للموت قتدنا‬
‫‪١٢٧٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫بطبيعة خلوده األبدي؛ وبقبوله حالة ضعفنا قوانا بقوته؛ وبتقؤبه فقرنا حؤل إلينا ثراءه؛ وبرفعه عائ‬

‫‪ .٣‬حضور المسيح الروحي‬

‫لنا في هذا الشر شهادة كاملة لجميع األمور‪ ،‬بحيث ينبغي لنا بكز تأكيد أن نعتبرها وكأن‬
‫المسيح كان هنا حاضرا بنفسه؛ تنظره عيوننا وتلمسه أيدينا‪ .‬فإذ كلمته ال يمكنها أن تكذب‬
‫أو تخدعنا (إذ يقول)‪ :‬خذوا‪ ،‬كلوا‪ ،‬اشربوا‪ :‬هذا هو جسدي الئعطى ألجلكم؛ هذا هو دمي‬
‫المسفوك لمغغرة الخطايا‪[ ٠٠‬مت‪٢٨-٢٦:٢٦‬مدمجمع‪١‬كو‪٢٤:١١‬؛قارنمر‪٢٤-٢٢:١٤‬؛‬
‫لو‪٢٠-١٩:٢٢‬؛‪ .‬فإذ يدعونا لنأخذ يفيد أن هذا منك‪ ،‬لنا؛ وإذ يدعونا لنأكل يفيد أته لجعل واحذا‬
‫معنا؛ وإذ يعلن أن جسده قد بذل ألجلنا وأن دمه قد سفك ألجلنا‪ ،‬إتما يعثمنا أن جسده ودمه‬

‫ليسا ملكا له بقدر ما هما لنا‪ .‬ألته اتخذ كليهما ووضع كليهما‪ ،‬ال ألجل فائدة يجتنيها هو‪ ،‬بل‬
‫ألجل خالصنا‪.‬‬

‫وبالفعل‪ ،‬يجب أن نالحظ بعناية ودقة أن قؤة السر‪ ،‬بل جل ما به من طاقة‪ ،‬تكمن في هذه‬
‫** ألجلكما‪ ٠‬والمسفوك ألجلكم‪٠‬ا‪ .‬وال يفيدنا كثيرا التوزيع الحالي للخبز‬
‫المبذول‬ ‫الكلمات‪:‬‬
‫والكأس‪ ،‬ما لم يكونا قد وهبا ره وإلى األبد ألجل فدائنا وخالصنا‪ .‬ولذلك فإئهما يتمثالن بالخبز‬
‫والخمر كي ال نتعتم أتهما لنا وألجلنا فقط‪ ،‬بل أيشا أن غاية تناولنا منهما هي غذاة لحياتنا الروحية‪.‬‬

‫وهكذا‪ ،‬كما قلنا انغا‪ ،‬فإذ العناصر المادية التي يتكؤن منها السر المقدس تقودنا كما بنوع‬
‫من القياس التمثيلى إلى األشياء الروحية‪ .‬من ثم‪ ،‬عندما يقدم الخبز كرمز لجسد المسيح‪ ،‬ينبغي أن‬
‫نستوعب توا هذه المقارنة‪ :‬كما أن الخبز يغذي ويقيم األون ويحفظ حياة أجسادنا‪ ،‬كذلك يكون‬
‫جسد المسيح الغذاء الوحيد إلحياء أرواحنا وتقويتها‪ .‬وعندما نرى الكأس موضوعه أمامنا كرمز‬
‫لدم المسيح‪ ،‬علينا أن نتأثل الفوائد التي تضغيها الخمر على الجسد‪ ،‬وبذا ندرك أن تلك الفوائد‬
‫نفسها تنتقل إلينا روحيا بواسطة دم المسيح‪ .‬وهذه الفوائد إثما لتغذي وتنعش وتقوي وتبهج‬
‫نفوسنا‪ .‬ألتنا إن كثا لئثمن قيمة ما نلناه من بذل ذاك الجسد األقدس وسفك ذاك الدم‪ ،‬فلسوف‬
‫ندرك بوضوح أن تلك الخصائص التي للخبز والخمر‪ ،‬تالئم تماائ وعلى نحومميز التعبير عن تلك‬
‫األشياء عندما نتناولهما‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين البئ‬ ‫‪١٢٧٤‬‬

‫(إدنا باشتراكنا في جسد المسيح ندرك الوعد المختوم في العشاء — وهوسر نتحعقه واإلحساس‬
‫ال بالشرح‪)٧-٤ ،‬‬

‫‪ .٤‬معنى الوعد الذي يكمن في العشاء الرباني‬

‫من ثم‪ ،‬ليست مهمه هذا السر الرئيسة أن يقدم لنا جسد المسيح ببساطه ومن دون اعتبار‬
‫أسمى؛ بل هي أن يختم ويوفد الوعد الذي يشهد به أن جسنه مأكز حق وأن ذمه مشرت حق‬
‫[يو ‪ : ٦‬ه ه] وأدهما يغذياننا لحيا؛ أبدية [يو ‪٤:٦‬ه]‪ ٠‬بذا يعلن أته خبز الحياة الذي يحيا به أبذا تن‬
‫يأكل منه [يو‪ ٤٨ : ٦‬و ‪ ١‬ه ] ‪ .‬ولكي يفعل السرذلك‪ ،‬يرسلناإلى صليب المسيح حيث انجزذلك‬
‫الوعد فعأل‪ ،‬وبكيل من كزى وجه‪ .‬فنحن ال نتناول المسيح على نحو صحيح‪ ،‬وال ننال به الخالص‪،‬‬

‫ما لم يكن قد صبب‪ ،‬وما لم نستوعب في اختبارنا الحياتى فاعلية مو؛ الناجعة‪ .‬وهو إذ يدعو ذاته‬
‫اخبز الحياة‪ ،‬لم يستعر تلك التسمية من السر كما يفشره البعض خطأ؛ بل كان قد أعبي لنا هكذا‬
‫من تبل االب‪ ،‬واظؤر ذاته عندما جعلنا شركاء في أبدئته اإللهية باثخان صورتنا البشرية المائتة؛‬

‫وعندما حمل عتا لعنتنا في ذاته ‪.‬لبنل نفسه كذبيحه ألجلنا كيما يفعمنا ‪.‬وإحسانه؛ وعندما ابتلغ‬
‫الموت ومحا أثره بموته [قارن ‪١‬بط‪٢٢:٣‬؛ ‪ ١‬كو ه ‪ ٤:١‬ه؛؛ وأخيرا عندما أقام بقيامته جسذنا‬
‫الفاسد هذا إلى مجد وعد؛ فساد [قارن ‪ ١‬كو ه‪٣:١‬ه‪٤-‬ه؛‪.‬‬

‫ه‪ .‬هكذا نحن مشاركون باإليمان‬

‫يبقى لهذا كته أن يسري علينا‪ ،‬ويحدث ذلك بواسطة اإلنجيل‪ ،‬وعلى نحو أوضح بواسطة‬
‫العشاء المقدس‪ ،‬حيث يقذم المسيح ذاته لنا بكل إحساناته‪ ،‬ونتقيله نحن باإليمان‪ .‬يتضح من هذا‬
‫أن السر ليس هو ما يجعل المسيح يبدأ أن يكون خبز الحياة؛ بل إته عندما ينكرنا بأن المسيح‬
‫قد جعل خبز الحياة الذي نتناوله باستمرار‪ ،‬والذي يمنحنا أن نستطيمب مذاقه ونتلنن به‪ ،‬يعطينا‬
‫اإلحساس بالقوة الكامنة في ذلك الخبز‪ .‬إته يوكد لنا أة كز ما فعله المسيح وما قاساه إتما كان‬
‫إلحيائنا؛ وأن هذا اإلحياء أيائ إتما هو أبدي؛ إذ نحن نقتات به دوائ‪ ،‬وتحئظ بواسطته مدى‬
‫الحياة‪ .‬كز هذا لم يكن ممكتا إطالفا لو لم يكن أثر فعل ميالد المسيح وموته وقيامته شيائ أبددا‬
‫ال يزول‪ .‬يعير المسيح عن هذا كته بقوله الرائع‪ :‬ؤالحثر الذي اتا اعبي هؤ لجشي‪٠‬ي الذي ابذله‬
‫بن احل حيا؛ الغانم [يو ‪ ١ : ٦‬ه]‪ .‬ال يترك هذا القول مجاأل للشلث‪ ،‬في أته يعني أة هذا الجسد‬
‫سوف يصير لنا الخبز لحياة النفس الروحية‪ ،‬ألته كان ليخخع للموت ألجل خالصنا؛ وفضأل عن‬
‫‪١٢٧٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫ذلك‪ ،‬يقدم لنا لناكله إذ يجعلنا شركاة له باإليمان‪ .‬لذلك‪ ،‬زه وإلى األبد‪ ،‬بذل جسده ليجعله خبرا‬
‫عندما سئم نفسه ليصلب من أجل فداء العالم؛ كما يبذله كز يوم عندما يقدم لنا نفسه بواسطة كلمة‬
‫اإلنجيل كي نشترك فيه‪ ،‬حيث إته خلب ألجلنا‪ ،‬عندما يختًا لنا بذله لنفسه بواسطة سز العشاء‬

‫المقدس‪ ،‬وعندما ينجز في الباطن ما يبينه في الظاهر‪.‬‬

‫هنا يلزمنا أن نجتنب خطأين‪ .‬أؤأل‪ ،‬ال ينبغي أن نفصل العالمات عن مضمونها الخفي الذي‬
‫ترتبط به باالستخفاف بها‪ .‬وثانيا‪ ،‬ال ينبغي أن نبالغ في عظمة العالمات نفسها بحيث تخفي‬
‫مضمونها الخفى نوعا ما‪١ .‬‬

‫ال ينكر‪ ،‬إآل تن يتجرد من الدين كلائ‪ ،‬أة المسيح هو خبز الحياة الذي يتغذى به المؤمنون‬
‫للحياة األبدية‪ .‬لكئ ال يوجد إجماع في ما يتعئق بكيفية االشتراك فيه‪ .‬فالبعض يزفون التناول‬
‫من جسد المسيح والشراب من دمه بأئه — في كلمة واحدة ‪ -‬ال يتعنى كونه مجرد اإليمان به‪.‬‬
‫على أته يبدو لي أة المسيح قصد أن يعئم شيائ أكثر تحديدا‪ ،‬وأكثر سموا‪ ،‬بذلك الخطاب الرفيم‬
‫الذي يزكي لنا فيه مأكل جسده [يو ‪ ٢٦:٦‬وما يليه؛‪ ،‬أال وهو أتنا لحيا بالتناول الحقيقى منه؛ وأئه‬
‫خصص هذا التناول بكلمتي اا‪١‬لمأكالا و المشرب ‪ ،‬كيال يفتكر أحد أة الحياة التي ننالها منه تأتينا‬
‫من مجرد المعرفة‪ .‬فكما أتها ليست المشاهد؛ بل المأكز من الخبز هو الذي يكفي إلطعام‬
‫الجسد‪ ،‬هكذا الروح ينبغي أن يصبح حعا وبعمق‪ ،‬مشتركا في المسيح بالتناول منه كي يحيا إلى‬
‫الحياة الروحية بقوته‪.‬‬

‫إتنا في الحقيقة نقز‪ ،‬مع هذا‪ ،‬بأة هذا التناول ليس سوى تناول باإليمان‪ ،‬حين يستحيل تصؤر‬
‫ما هو خالف ذلك‪ .‬ولكئ هنا يكمن الغرق بين كلماتي هذه وكلماتهم‪ :‬بالنسبة إليهم‪ ،‬أن ناكل هو‬
‫أن نؤمن؛ أما أنا فأقول إتنا نأكل جسد المسيح فيما نحن نؤمن‪ ،‬ألته يجعل لنا بواسطة اإليمان‪ ،‬وأن‬
‫كتنا هذا هو نتيجة إليماننا وأثر له‪ .‬وإن ابتفيك وضوحا أعظم‪ ،‬فبالنسبة إليهم األفل هو اإليمان؛‬
‫أتا بالنسبة إلي فيبدو أته ينبع من اإليمان‪ .‬في الحقيقة أة هذا الغرق ضئيل من حيث الكلمات‪،‬‬
‫ولكته ليس بالقليل في ما ينعتق باألمر ذاته‪ .‬فإته على الرغم من أة الرسول يعتم أن اكمسيح يحز بي‬
‫قلوبنا باإليمان [اف ‪ ١٧: ٣‬؛‪ ،‬لن يفشر أحد هذا الحلول بأته اإليمان‪ ،‬بل يشعر الجميع أنه حاذ‪،‬‬

‫وأن حلوله تعبير مدهش لثمر اإليمان‪ ،‬ألنه من خالل هذا يربح المؤمنون سكى المسيح فيهم‪.‬‬
‫وبهذه الطريقة قصد الرت بدعوته ذاته اخبز الحياذا [يو ‪٤٨: ٦‬؛ أن ال يعتم أة خالصنا يرتكز‬

‫يشير كالقن في الخطأ األؤل إلى الهوت أتباع زوينغلي‪ ،‬وإلى أتباع لوثر في الخطأ الثاني‪.‬‬ ‫‪١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس اش البى‬ ‫‪١٢٧٦‬‬

‫على اإليمان بموته وقيامته فقط‪ ،‬بل أة حياته تسري فينا أيثا وتصبح ملكا لنا بواسطة المشاركة‬
‫الحقيقية فيه‪ ،‬كما يهث‪ ،‬الخبز الطاقة والعنفوان ألجسادنا عندما نتناوله طعاائ لنا‪.‬‬

‫‪ . ٦‬أوغسطيئس والنهتي الغم في هذا الصدد‬

‫وأوغسطينس (الذي ينظرون إليه كمرجع وراع مناصر ألفكارهم) لم يكتب قط أتنا نأكل‬
‫باإليمان‪ ،‬بأي معئىآخر سوى أن يبين أن تناونا هو من ننغلق اإليمان‪ ،‬وليس مجرد تناول الغم‪.‬‬

‫وأنا أيثا ال أنكر ذلك‪ .‬ولكئنى في الوقعت عينه أض‪٠‬يف أتنا باإليمان نعتنق المسيح ليس كمن يظهر‬
‫من بعد‪ ،‬بل كمن يصل ذاته بنا كي يكون رأسنا ونكون نحن أعضاءه‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‪،‬‬
‫لسك أمانع استعمال ذلك التعبير قطعيا‪ ،‬بل أرفض فقط أته التفسير الكامل إذ كان قصدهم أن‬
‫يعرفوا تحديدا معنى أكل جسد المسيح‪ .‬فلقد رأيمت أن أوغسطينس استعمل هذا التعبير في مواضغ‬
‫أخرى‪ .‬يقول‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في الكتاب الثالث من مؤلفه في العقيدة المسيحية‪ :‬إذ عبارة‬
‫ا إن لم راكلوا لجشت ابرة اإلئئكان [يو ‪ ٣: ٦‬ه ؛ إتما هي استعارة تعتمنا أنه ينبغي أن نشترك في آالم‬
‫المسيح‪ ،‬وأن نخزن في ذاكرتنا ‪ -‬بتلدن ولالستغادة ‪ -‬أن جسده صلب ولجرح ألجلنا‪ .‬وأيفا‪،‬‬
‫عندما يقول إذ أولئك الثالثة االف الذين تغيروا بواسطة وعظ ‪.‬طرس [اع ‪ ]٤١ : ٢‬باإليمان شربوا‬
‫من دم المسيح الذي كانوا هم قد سفكوه بعنف وحشى‪ .‬وفي نصوص أخرى كثيرة العدد جذا‪،‬‬
‫يزتمي تلك الفائدة التي لإليمان‪ ،‬ألته بواسطته تنتعش نفوسنا بالشركة في جسد المسيح كما تتقؤى‬
‫أجسادنا بالخبز الذي ناكله فتنبعث فينا الحياة متجددا‪ ٢.‬ويعير يوحنا الذهبي الغم عرة الفكر نفسه‬
‫في نعزآخر‪ :‬يجعلنا المسيح جشذه؛ ليس باإليمان فقط‪ ،‬بل بالشيء عينه ‪ ٣.‬وبهذا يعني أن فائدة‬
‫كهذه ال يمكن نيلها من أي مصدرآخر سوى اإليمان؛ ولكئه يرغب أن يستبعد فقط االحتمال بأن‬
‫يعتقد كز ض يسمع ذكر اإليمان اه مجرد تخيل‪.‬‬

‫واالن لن أسترسل في الحديث لنقض االدعاء أة العشاء المقدس ال يتجاوز كونه عالمة إقرار‬
‫إيمان ظاهرة؛ ألتني قد فئدت خطأهم بما يكفي عندما عالجك موضوع األسرار المقدسة بشكل‬
‫ءام‪ ٤.‬ليالحظ فقط قرائي أته عندما تدعى الكأس العهد (الجديد) ار‪١ ..‬لدما [لو ‪٢٠ : ٢٢‬؛‪ ،‬ثقة‬

‫‪,‬جال‪1‬أ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫‪ 24‬اا‪٧‬ل‪€ 111.‬أ‪7‬أ‪7‬أ‪071 0171811071 ]<0):‬‬ ‫ا(ل‪٢‬ر‪)١‬‬ ‫‪34. 74‬‬ ‫‪([١٢٢ 11.‬آلد‪£.; ٤٢.‬‬ ‫;(‪566‬‬ ‫انظر‪ :‬ل‪٢‬فير‬ ‫‪٢‬‬
‫‪. X1 ;9. 2‬اللت ‪00^1‬‬ ‫‪1. 1; 1 11. 7‬للل‪35. 1640, 1686; ٤٢. 1! ٧11. 191, 225(; $€7118 0‬‬
‫‪38. 729, 389; ٤٢.$1071811. 586 £., 84 £.(.‬‬
‫انظر‪1, 1530( 1٧. 581. :‬ع‪8‬آل‪(€70 )6‬ل‪, 0‬اال‪808٤0‬ال‪٢‬غح‬ ‫‪٣‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الثالث عثر والرابع عثر‪.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪١٢٧٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫وعد معلن من شأنه أن يقؤي اإليمان‪ .‬ومن هذا يلزم منطقيا أته ما لم ننظر إلى الله ونقبل ما يقذمه‬

‫باشتياى وترحيب‪ ،‬فنحن نسيء استخدام العشاء المقذس‪.‬‬

‫‪ .٧‬الفكر والكلمات ال يميان بالفرض المطلوب‬

‫إلى ذلك‪ ،‬ال تقنعني أولئك الذين — مع إدراكهم أن لنا شركه مع المسيح‪ ،‬وعندما تطلب‬

‫منهم أن يسنوا ما هي تلك الشركة — يجعلوننا شركاء للروح فحسب‪ ،‬بدون ذكر للجسد‬
‫والدم؛ كما لو كانت كز هذه األشياء قد قيلت باطأل‪( :‬أي) أن جسده مأكز حق‪ ،‬وأة دمه‬

‫مشرت حق [يو ‪٥٥ :٦‬؛؛ وأن ال أحد يحيا سوى أولئك الذين يأكلون من جسده ويشربون‬
‫من دمه [يو ‪٥٣: ٦‬؛؛ وغيرها من النصوص ذات الداللة نفسها! لذا‪ ،‬إن كان من الموبد أن شركه‬
‫متكاملة في المسيح تتخئلى وصفهم الضيق جذا لها‪ ،‬فسوف أشرح ما هي باختصار لكي أوصح‬
‫معناها‪ ،‬قبل أن أناقش الخطأ النقيض أي اإلسراف‪ .‬لسوف يكون لي جدز أوسع مع المعتمين‬

‫الذين يتخذون نهج اإلفراط‪ ،‬الذين وهم في فداحة أذهانهم يختلقون نوعا من المأكل والمشرب‬
‫يتجاوز العقالنية‪ ،‬هم أيائ يصورون المسيح متجليا‪ ،‬مجردا من هيئة جسده‪ ،‬فيحؤلونه إلى شبح‬

‫— إن جاز لنا أن تحجم سرا عظيائ كهذا في بضعة ألفاظ‪ ،‬وهو أمر يعجز ذهني عن استيعابه‪ .‬لذلك‬
‫أعترف عن طيب خاطر أته ال ينبغي أن يقيس أئ إنسا؟ قدر سمؤه بحسب ضآلة معيار صبيانيتي‪.‬‬
‫على العكس‪ ،‬فإكني أستحذ قزاني على أأل يحصروا اهتمامهم الفكرى في هذه التخوم الضيقة‪،‬‬
‫بل أن يسعوا إلى االرتقاء إلى حد أسمى جدا متا أجدني مستطيعا أن أقودهم إليه‪ .‬فإته كتما نوقش‬

‫هذا الموضوع وحاولن أن أقوز كز شيء‪ ،‬أشعر بأئني ما قلث سوى القليل بالنسبة إلى ما يستحق‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن عقلي يقدر أن يفكر في ما هو أبعد متا يستطيع لساني أن ينطق به‪ ،‬يقف عقلي‬

‫مهزوائ ومغمورا بمقدار ضخامة العظمة التي تكمن في الشيء نفسه‪ .‬لذا ال يبقى إأل أن نصيخ‬
‫عجيا أمام هذا السر الذي من الواضح أن العقل يستحيل عليه إدراكه‪ ،‬كما ال يمكن لتسان أن يعير‬
‫عنه‪ .‬ومع هذا سوف ألفص وجهات نظري بطريقه أو بأخرى؛ ألتني إذ ال أشذ في صحتها أثق‬

‫بقبولها لدى القلوب المؤمنة‪.‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين السبحي‬ ‫‪١٢٧٨‬‬

‫(تأتي هذه الشركة الئئبيه للحياة بفعل الروح القدس‪) ١ ٠ - ٨ ،‬‬

‫‪ .٨‬يجعل المسيح شكناه في أجسادنا‬

‫بادئ ذي بدء‪ ،‬تعثمنا من األسفار المقدسة أن المسيح كان منذ البدء الكلمة‪ ،‬نعطي الحياة‬
‫من عند اآلب [يو ‪ ،]١:١‬ينبوع الحياة ومصدرها الذي منه استمدت جميع األشياء قدرتها على‬
‫[ ‪١‬يو ‪١:١‬؛‪ ،‬وأحياائ يكتب‬ ‫العيش‪ .‬لذلك يدعوه يوحنا في بعض األحيان اكلمة الحياة‬
‫*افيه كانت الحياة [يو ‪ ]٤:١‬بمعنى أته إذ يسري في كز المخلوقات غرس فيها القدرة على‬
‫التنقس والحياة‪.‬‬

‫ويوحنا ذاته هذا يضيف أة الحياة اعينت فقط عندما أعطى ابن الله نفسه‪ ،‬باثخاذه جسدنا‪،‬‬
‫حتى تبصره عيوننا وتلمسه أيدينا [ ‪ ١‬يو ‪ .] ١: ١‬فمع أته سكت‪ ،‬قبأل قوته على المخلوقات‪ ،‬إأل أته‬
‫لزم لإلنسان (الذي كان قد تغرب عن الله بالخطيئة‪ ،‬وئقذ إمكانية المشاركة في الحياة‪ ،‬ورأى‬
‫الموت يحيط به ويهدده من كز جانب) أن وقيل إلى شركة الكلمة كي ينال الرجاء والخلود‪ .‬فهل‬
‫من أما؟ يمكن أن يستقر في وجدانك لوسمعك أة كلمة الله (التي ابتعدرقه عنها إلى أبعد الحدود)‬
‫تتضئن في ذاتها مزء الحياة‪ ،‬بينما أنت ال يمألن وال يحوم حولك سوى الموت؟ أما عندما يبدأ‬
‫ينبوع الحياة يسكن في أجسادنا‪ ،‬ال يظز بعد خفيا عثا‪ ،‬بل يرينا أن علينا أن نتناول منه‪ ،‬وإذ نتناول‬
‫منه نتغذى إلى األبد‪ ،‬إلى عدم الموت‪ .‬يقول‪ :‬اتا هؤ خبز الحيا؛ ‪ ...‬الذي تزز ش الشقاء‪...‬‬
‫ؤالخئز الذي ادا اغطي هر حشدي الذي ادله ص أخلي حيا؛ الخاب [يو ‪ ١ ،٤٨ :٦‬ه]‪ .‬ال يعتم‬
‫بهذه الكلمات أته هو الحياة‪ ،‬كلمة الله األبدي الذي نزل إلينا من السماء فقط‪ ،‬بل أته بنزوله سكب‬
‫تلك القوة أيصا على الجسد الذي اثخنه حتى تسري منها إلينا المشاركة في الحياة‪.‬‬

‫من هذا أيشا يتبع‪ :‬أة جسده هومأكز حق‪ ،‬وأة دمه هوتشرب حق [يو ‪ : ٦‬ه ه؛‪ ،‬وبهذا الطعام‬
‫الحقيقي يتغذى المؤمنون للحياة األبدية‪ .‬لذا فهي تعزية خاصة ومصدر اطمئنان عميق للمؤمنين‬
‫أتهم يجدون اآلن حيا؛ في أجسادهم‪ .‬وهكذا فإة الحياة ليست متيسرة لهم وفي متناولهم فقط‪،‬‬
‫بل إتها مقدمة لهم أيائ تلقائيا في المائدة المرتبة قدامهم‪ .‬دعهم يفتحون قلوبهم الحتضان الحياة‬
‫فقط فينالوها‪.‬‬

‫‪ . ٩‬معنى كون جسد المسيح ئعطائ للحياة‬

‫أتا جسد المسيح فليس له في حذ ذاته قوة عظيمة في إمكانها أن تحيينا‪ ،‬ألته في حالته األولى‬
‫‪١٢٧٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل الساع عشر‬

‫جسن خاضع للموت؛ أثا ال موسخ بالخلود‪ ،‬فهو ال يحيا‪-‬من ذاته‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فألذ ملء الحياة‬
‫يعئه لكي ينتقل إلينا‪ ،‬ردعى عن حى معطيا للحياة‪ .‬وبهذا المعنى أفشر مع كيرئس ذلك القول‬
‫‪١‬لذي تغؤه به المسيح‪ :‬أحمائاذاالت ألحياة بي دايه‪ ،‬كذلك أغثى االئل يغذانفونله حياة‬
‫ني ذاآل [يو ه‪ .]٢ ٦:‬ألته ‪ -‬في إطار الحديث المدبق ‪ -‬ال يتحدث هنا عن الهبات التي كانت له‬
‫في حضرة اآلب منذ البدء‪ ،‬بل عن تلك التي تحتى بها في ذلك الجسد عينه الذي ظهر فيه‪ .‬ومن‬
‫ثلم يبين أته في بشرينه يسكن أيشا فيه ملء الحياة‪ ،‬بحيث إذ كز ثن يتناول من جسده ودمه يمكنه‬
‫أيقا أن يتمتع في الوقت عينه بالمشاركة في الحياة‪ .‬ه‬

‫يمكننا أن نشرح طبيعة ذلك بمثال مألوف‪ .‬يسقعى الماء أحياائ من ينبوع؛ فغي بعض األحيان‬
‫يسحب أو يشغ‪ ،‬وفي أحيا؟ أخرى يشير في قنواب لري الحقول‪ ،‬ولكته ال يجري من تلقاء ذاته‬
‫لكي يفي االستعماالت المتعذدة‪ ،‬بل يفيض من المنبع عينه بال انقطاع ليسن كز احتياج‪ .‬وعلى‬
‫سبيل المثال‪ ،‬يشبه جسد المسيح ينبوعا غزيرا ال ينضدب‪ ،‬يسكب فينا الحياة المنبثقة إليه من‬
‫بميان الله‪ .‬واآلن ثن ال يرى أن شركة جسد المسيح ودمه ضروريه لكز ثن يطمح إلى الحياة‬
‫السماوية؟ هذا مغزى قول الرسول‪ :‬ائكييشة‪ . . .‬هتي حشده‪ ،‬منء الذي يئأل الكز بي الكز‬
‫[اف ‪]٢٣: ١‬؛ وذاك اهو الرأس [اف ‪:٤‬ه‪ ]١‬ائذي بئة نمز الحشد ئزكثا ثغا‪ ،‬ؤئقزنا‪...‬‬
‫يحصز ئئؤ الجشد [اف‪]١٦:٤‬؛وأذ أجشاذكلم هتي أعصاء النسيج [‪١‬كو‪:٦‬ه‪.]١‬وذحن‬
‫ندرك أن جميع هذه األشياء ال يمكن أن تحدث يسوى التصاقه بنا في الروح والجسد‪ .‬أثا بولى‬
‫فقد كرم تلك الشركة الحميمة التي بها نقترن بجسد المسيح بصور؛ أسمى مجذا عندما قال‪ .‬أتقا‬
‫اعقاء حشبه‪ ،‬من لحيه زمن ءظامهاا [اف ه‪٣ ٠:‬؛‪ .‬وأخيرا‪ ،‬كيما يشهن لهذا الشيء الذي يسمو‬
‫على جميع الكلمات‪ ،‬يختم حديثه بالقول‪ :‬اهذا* الشر عظيم‪[ 11‬اف ه‪ .]٣٢:‬إته جنون مفرط أآل‬
‫نقر بشركة المؤمنين بجسد الرب ودمه التي يجاهر الرسول بأئها عظيمه جذا‪ ،‬بحيث يفشل أن‬
‫يقف متعجبا أمامها بدأل من أن يحاول شرحها‪.‬‬

‫‪ .١ ٠‬حضور جسد المسيح في العشاء الرباني‬

‫للحعل ما سبق‪ .‬تتغذى نفوسنا بجسد المسيح ودمه كما يحفظ الخبز والخمر حياة الجسد‬
‫ويدعمانها‪ .‬فإذ لتشبيه العالمة معئى فقط متى وجدت النفوس غذاءها في المسيح؛ وهذا ال يحدث‬
‫ما لم يتحد المسيح معنا حعا‪ ،‬ويحينا بتناولنا جسده وسربنا من دمه‪.‬‬

‫انظر‪ 73. 381 £.(. :‬تا) ‪ 11. ¥111.‬أ‪(€‬ل‪ 608‬ألهد لره ‪1‬ا‪(08‬ل‪, £(£‬ةغكعةل‪6‬ا‪ ٨‬؛‪٢11 0‬الح‬ ‫ه‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٨٠‬‬

‫وعلى الرغم من أته يبدو غير معقول أو فوق التصؤر‪ ،‬أن جسد المسيح الذي تفصلنا عنه‬
‫مسافه شاسعه يخترقنا بحيث يصير ماكلنا‪ ،‬فلنتذصدبر كم تفوق قؤه الروح القدس جميع حواسناة‬
‫وكم من الغباء أن نرغب في أن نقيس الحصرتته بمقياسنا‪ .‬إدا ليدر^ اإليمان ما ال يستطيع العقل أن‬
‫يستوعبه‪ :‬وهو أن الروح القدس يقرب بل يوحد حعا األشياء التي تفصلها المسافة‪.‬‬

‫واآلن‪ ،‬ذلك التناول من جسد المسيح ودمه الذي يسكب به حياته فينا‪ ،‬كما لوكانت تتخلخل‬
‫في عظامنا ونخاعها‪ ،‬يشهد له كما يختمه في العشاء المقدس؛ ليس باستنعراحنى عالمه فارغه تافهة‪،‬‬
‫بل بالكشف من خاللها عن تأثير روحه في تحقيق ما قعد به‪ .‬وحائ إته يقذم ويبين الحقيقة التي تدن‬
‫عليها لجميع تن يجلسون إلى تلك الوليمة الروحية‪ ،‬على الرغم من أن المؤمنين وحدهم يجتنون‬
‫فائدتها‪ ،‬فإئهم هم تن يقبلون ذلك السخاء العظيم بإيما؟ حقيقي وشكر قلبى‪.‬‬

‫وعلى هذه الوتيرة قال الرسول‪ :‬الخبز الذي نكسره‪ ،‬أليس هو شركة جسد المسيح؛ والكًاسى‬
‫التي نباركها بالكلمة والصالة أليست هي شركة دم المسيح؟ [ ‪ ١‬كو ‪ ، ١٦: ١٠‬مع إعادة الصياغة؛‪.‬‬
‫ال يوجد ما يبرر اعتراض أحدهم على كون هذا تعبيرا مجارا يعطي العالمة اسم الشيء الذي تدل‬
‫عليه‪ .‬إتني في الحقيقة أقر بأن كسر الخبز رمز‪ ،‬فهوليس الشيء‪ .‬ولكثني‪ ،‬إذ أقر بهذا‪ ،‬فإتنا مع ذلك‬
‫نستنبط صوابا أن إبراز الرمز ئظهر الشيء ذاته أيصا‪ .‬ألته ما لم برد أحدهم أن يدعو الله مخاتأل‪،‬‬
‫فهو لن يتجاسر قطعائ على أن يصرح يأته يقذم رمنا خالائ من المعنى‪ .‬وس نتم‪ ،‬إذ يمئل الرب حعا‬
‫شركة جسده بكسر الخبز‪ ،‬لزم أأل تتسلل أي ريبة في أته يقذم فعأل جسده وتبجنه‪ .‬وعلى المؤمن‬
‫أن يحفظ هذه القاعدة بكز ما أوتي من وسيلة‪ :‬كتما ابصر رموذا عينها الرب‪ ،‬فليغغر ويقتنع بأن‬

‫حقيقة الشيء الذي يدن عليه الرمز حاته فيه؛ وإأل فلماذا يضع الرب بين يديك رمز جسده إأل ليوبد‬
‫لك مشاركتك فيه؟ ولئن كان صحيحا أتنا تعطى عالمه منظورة ختائ للعطية غير المنظورة‪ ،‬فلنثق‬
‫أكيدين عندما نتقبل الرمز بأن الجسد نفسه أيصا تحتلى لنا‪.‬‬

‫(أساء المدرسيون التعبير عن عالقة العالمة الظاهرة بالحقيقة غير المنظورة‪ ،‬كما في عقيدة‬
‫االستحالة‪-١١ ،‬ه ‪)١‬‬

‫‪ .١ ١‬الداللة والجوهر وتأثير السن‬

‫لذا أقول (ما كان دائائ مقبوأل في الكنيسة ويعتمه اليوم جميع أصحاب الرأي الصائب) إذ‬
‫سر العشاء المقدس يكمن في شيئين‪ :‬عالمات مادبة موضوعة أمام عيوننا التي تمثل لنا بحسب‬
‫‪١٢٨١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫ضعف قدراتنا أشياء غير منظورة؛ وحن روحى يتمثل في الوقت عينه ويعزض من خالل‬
‫الرموز نفسها‪.‬‬

‫عندما أريد أن أوصح طبيعة هذا الحق في ألفاظ مألوفة‪ ،‬أرسي ثالثة أشياء‪ :‬الداللة‪ ،‬والجوهر‬
‫الذي يعتمد عليها‪ ،‬والقؤة — أو الفاعلية — التي تنطلق من كليهما‪ .‬الداللة تحتويها المواعيد التي‬
‫تتضتنها العالمة‪ ،‬إذ جاز القول‪ .‬والمسيح بموته وقيامته هو ما اسميه الموضوع أو الجوهر‪ .‬أتا‬
‫باألثر — أو الفاعلية ‪ -‬فأفهم أئه الغداء‪ ،‬والتبرير‪ ،‬والتقديس‪ ،‬والحياة األبدية‪ ،‬وجميع النعم التي‬
‫يهبها لنا المسيح‪.‬‬

‫ومع أن جميع هذه األمور ذات صلة باإليمان‪ ،‬فإئني ال أترك حيرا للسفسطة التي تقشر ما‬
‫أعنيه عندما أقول إذ المسيح يعقكزة باإليمان‪ ،‬بأته إقبل بالفهم والتصور فقط‪ .‬هذا ألن المواعيد‬
‫تمنحه (لنا)‪ ،‬ليس لكي نتوقف عند المظهر والمعرفة المجردة وحدهما‪ ،‬بل في التمئع بالشركة‬
‫ألحد أن يثق بأن له فداء وبؤا في صليب المسيح‪،‬‬
‫*‬ ‫الحقيقية فيه‪ .‬في الحقيقة لست أرى كيف يمكن‬
‫وحيا؛ في موته‪ ،‬إذ لم يرتكز أساسا على شركة صادقة في المسيح نفسه‪ .‬ألن تلك اشم ال تأتينا ما‬
‫لم يكن المسيح قد جعل ذاته ملكا لنا‪.‬‬

‫لذلك أقول‪ :‬تظهر المسيح نفسه لنا حعا في سز العشاء‪ ،‬من خالل رمزي الخبز والخمر‪ ،‬مأكل‬
‫جسده عينه ومشرب دمه عينه اللذين أكمل بهما الطاعة كلها ليحصل لنا على البز‪ .‬لماذا؟ أؤأل‪،‬‬

‫لكي ننمو نحن إلى جسد واحد معه؛ وثانيا‪ ،‬إذ نتناول من جوهر مادته‪ ،‬نستطيع أن نشعر بقؤته في‬
‫المشاركة في جميع أفضاله ‪.‬‬

‫‪ .١٢‬حضور مكانئ لجسد المسيح؟‬

‫أصل االن إلى الخلط المفرط الذي جلبته علينا الخرافة‪ .‬هنا زتن الشيطان ذاته بمكر يثير‬

‫العجب‪ ،‬كيما يجذب عقول البشر فيبعدها عن السماء ويفعمها بالبطالن الخبيث ليصؤر المسيح‬
‫ملصثا بعنصر الخبز!‬

‫أؤأل‪ ،‬يتحئم أأل نحلم بأئ المسيح يحز في السز بالصورة التي صاغها مهرة البالط البابوي‪،‬‬
‫كما لو كان جسد المسيح قد وضع هنالك بوسيلة حضور محتي لكي تلمسه األيدي‪ ،‬وتمضغه‬
‫األسنان‪ ،‬ويبتلعه الغم‪ .‬تلك كانت الصيفة التي أمالها البابا نيقوال على برنغارئس‪ ،‬ليتخآى عتا كان‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٨٢‬‬

‫يعتم به ويشجب معتقده علائ كبرهاب) على توبته‪ :‬أي أثه ارغم على استخدام ألفا؛ مشؤهة كهذه‬
‫استخداائ اصطر كاتب النص إلى أن يصيح منذرا بالخطر ما لم يراع القراة الحذر الحكيلم ض‬
‫الوقوع في هرطقه أشنع متا أقر به برنغارس ذغسه‪ ٦.‬أثا بطرس لومبارد ‪ -‬فعلى الرغم من خديد‬
‫اجتهاده لتعليل هذه السخافة — يميل إلى رأي ئباعد‪٧.‬‬

‫ونحن إذ ال يساورنا شلقا في أن جسد المسيح خضع لجميع الخصائص التي تالزم كزأجسام‬
‫البشر عامه‪ ،‬ويظل في السماء (حيث قبل مرة وإلى األبد) إلى أن يعود المسيح [اع ‪٢١ :٣‬؛ ليدين‬
‫األحياء واألموات‪ ،‬إأل أئنا نجزم بأته خطأ فادح تماائ أن نسترذه في هذه العناصر القابلة للفساد‪ ،‬أو‬
‫أن نخاله حاضرا [جسدائ] في كل مكان‪.‬‬

‫ولسنا بحاجه إلى ذلك كي يمكننا أن نتمثع بشركه فيه‪ ،‬إذ يجزل الرب هذا الفضل علينا‬
‫بواسطة روحه القدوس بحي‪٠‬ث نصير واحذا معه؛ جسنا وروحا ونغشا‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإذ رباط هذه‬
‫العالقة هو روح المسيح الذي نقترن به في أواصر الوحدة‪ ،‬ألئه نظير التشرى الذي يجري فيه إلينا‬
‫كل ما هو المسيح‪ ،‬وكل ما له‪ .‬فإن تا نشاهد أن الشمس التي تبسط أشعتها على األرض‪ ،‬تطرح‬
‫قسعائ من مادتها عليها فتحيي وئغذي ودنتي عناصرها‪ ،‬فلماذا يلزم أن يقل ضياء روح المسيح قدر؛‬
‫على وهبنا شركة جسده ودمه؟ وعلى هذا األساس‪ ،‬يعزو الكتاب المقدس كل القوة إلى الروح‬
‫القدس حين يتحذلث عن شركتنا مع المسيح‪ .‬يكفي نعز واحن من عديد النصوص لتاهييد ذلك‪.‬‬
‫يقول بولس‪ ،‬في األصحاح الثامن من رسالة رومية‪ ،‬إذ المسيح يسكن فينا بواسطة روحه فقط [رو‬
‫‪ ٠]٩:٨‬ولكته ال يأخذ متا تلك الشركة‪ ،‬شركة جسده ودمه التي نناقشها االن [رو ‪،]٩:٨‬بل يعتمنا‬
‫أن الروح وحده هو الذي بجعلنا نمتلك المسيحكتائ‪ ،‬ويبنه فينا‪.‬‬

‫‪ .١٣‬ضالل المدرسين‪ :‬أن يحشب الخؤكأثه الله‬

‫يظهر المدرسيون نوعا من االعتدال عندما يتعرضون لمناقشة هذه العقيدة‪ ،‬إذ رؤعتهم وحشية‬
‫التعبير التي كتب بها برنغارص إقراره استجابة ألمر البابا نيقوال‪ ،‬ومع ذلك فهم أيائ يطلقون‬
‫العنان لمراوغاتهم الخادعة‪ .‬يستمون باهذ المسيح ليس حاال في هيئة محذدة المعالم أو في إطار‬

‫أرغم برنغارس (سنة ‪ )١٠٥٩‬عاى توقيع نئن صاغه الكاردينال همبرتس‪ ،‬وكانت عباراته متطرفة من حيث التشديد عاى‬ ‫‪٦‬‬
‫جسدية ومادية جسد المسيح ودمه إذ جاء فيه‪ :‬إذ جسد المسيح ودمه الحقيقيين‪ ...‬بسكان ويكسرا ن حسيا وليس سرائ‬
‫*‬
‫المؤمنين‪ (.‬انظر‪:‬‬ ‫فقط بأيدي الكهنة ويطحنان بأسنان‬
‫‪,‬الةاال‪0٢‬‬ ‫‪ 1. 1328 ٢.‬ج‪٢‬جو‪0)1٦‬الل‪7‬ل ;‪ 187. 1750‬أ‪111.11. 42 01‬‬
‫‪٢)1,‬ا‪،‬و‪٦‬اع‪0‬ا‬ ‫انظر‪!, 192. 865(. :‬لآلآل) ‪!٧. *11. 4.5‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪١٢٨٣‬‬ ‫الفصل السابع عشر‬ ‫الكتاب الرابع‬

‫جسدي‪ .‬ولكتهم توا يخترعون صيفة‪ ،‬ال لهم أنفسهم يغهمونها‪ ،‬وال يستطيعون شرحها لغيرهم‪.‬‬

‫مادة الخبز تتحول إلى المسيح‪ ،‬أال يقرنون المادة بالبياض المتبثي منه؟ ويقولون مع ذلك إذ السز‬
‫يحتويه بحيث يظل‪ ،‬في السماء؛ ونحن ال نعتقد بأي حضو آخر سوى العالقة‪.‬‬

‫ولكن مهما كانت الكلمات التي يستخدمونها لؤعئعوا عقيدتهم‪ ،‬فهذا قصدهم‪ :‬إذ ما كان قبأل‬

‫يستحون من التعبير عن ذلك جهزا وبوضوح‪ .‬فيقول لومبارد (وهذه هي كلماته)‪ :‬جسد المسيح‬
‫الذي هو في حد ذاته منظور‪ ،‬يظز خفيا بعد التكريس‪ ،‬ومستتزا تحت هيئة الخبز ا‪ ٨‬هكذا ال‬
‫تكون هيئة الخبز سوى مجرد قناع يحجب أنظارنا عن رؤية الجسد‪ .‬لسنا بحاجه إلى أن نلجأ إلى‬
‫الحدس والحزر حتى نكتشف الفخاخ التي قصدوا أن ينصبوها بهذه الكلمات‪ ،‬حيث إئها تعثري عن‬
‫ذاتها‪ .‬يستطيع المرء أن يرى مقدار الخرافة التي احتبس فيها عاثة الشعب‪ ،‬بل القادة أنفسهم أيصا‪،‬‬
‫مدى قرو؟ عديدة‪ ،‬واالن يعتنقونها في الكنائس البابوية‪ .‬هم ال يكترثون إأل قليأل لإليمان الحقيقي‬
‫الذي لنا به وحده دخول في الشركة مع المسيح وااللتصاق به‪ .‬يظتون أن لهم ما يكفي من حضور‬
‫بشرط أن يكون حضوره حلوأل جسمانائ اصطنعوه هم بمعز؟ عن كلمة الله‪ .‬بإيجاز‪ ،‬يمكننا أن‬
‫نرى كيف يصبح الخبز كأئه الله‪ ،‬من خالل هذا االختراع البارع الخبث‪.‬‬

‫‪ .١٤‬االستحالة‬

‫تنشأ من هذا عقيدة االستحالة الخيالية التي من أجلها يحاربون بأقسى شذة من جميع بنود‬
‫إيمانهم األخرى‪ .‬لم يستطع أول مرذ‪ ،‬اصطنعوا هذه البدعة — بدعة الحضور المكاني — أن يشرحوا‬
‫كيف يمكن لجسد المسيح أن يمتزج بمادة الخبز بدون أن ينجم عن ذلك توا العديد من السخافات‬
‫المنافية للعقل‪ .‬وس ثم لجأوا مضطرين إلى خرافة تحول الخبز إلى الجسد‪ :‬ليس ألن‬
‫الجسد مصنولح أصأل فعأل من (مادة) الخبز‪ ،‬بل ألن المسيح يبيد مادته كي يختبئ تحت‬
‫الشكل المنظور‪.‬‬

‫‪,‬ك‪3٢‬ة‪٦‬ال‪0‬رت‬ ‫انظر‪. 2 )11 192.860(. :‬ت ‪1٧٠‬‬ ‫‪٨‬‬


‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين السبحي‬ ‫‪١٢٨٤‬‬

‫أائ من غريب العجب فأئهم انحكوا إلى تلك الدرجة من الجهل‪ ،‬حتى الغباء‪ ،‬بحيث أزاحوا‬
‫الستار عن ذلك الوحش المريع‪ ،‬ضاربين عرض الحاظ بشهادة الكتاب المقذس‪ ،‬ومزذرين حئى‬
‫إجماع الكنيسة األولى‪٩.‬‬

‫إتني أقز حعا بأن بعض الكائب األقدمين استخدموا لفظة ا‪٠‬التحؤال (‪٧01٠81011‬ع‪0‬ن) في بعض‬
‫األحيان‪ ،‬ال ألئهم قصدوا أن يالشوا المادة في العالمة الظاهرة‪ ،‬بل ليعتموا أن الخبز المكرس للض‬
‫يختلف جذا عن الخبز العادي‪ ،‬فهو اآلن شيءآخر‪ ١ .‬ولكئهم جميائ وفي كز‪ ،‬مكان‪ ،‬كانوا ينادون‬
‫بوضوح بأن العشاء المقنص يتأثف من جزءين‪ :‬األرضى والسماوي؛ ويفشرون الجانب األرضي‬
‫بالجدال بائه خبز وخمر‪.‬‬

‫من الموكد‪ ،‬كما من الواضح أيائ‪ ،‬أته مهما تمادت ثرثرات معارضينا ‪ ،‬لم يحظوا بتأييد‬
‫األقدمين عندما يحاولون تثبيت عقيدتهم‪ ،‬فضأل عن جرأتهم على معارضة كلمة الله الصريحة‪.‬‬
‫لقد ابئدعت االستحالة منذ عهد ليس ببعيد؛ في الواقع‪ ،‬هي لم تكن غير معروفة فقط في تلك‬
‫األزمنة الفضلى التي ترعرعت فيها العقيدة األكثر نقاوة‪ ،‬بل حتى بعدما أصابت بعض الشوائب‬
‫تلك النقاوة‪ .‬ال أحد من بين الكائب القدامى إأل يقر بأفصح العبارات بأن رمزي العشاء المقنص‬
‫هما الخبز والخمر‪ ،‬حتى عندما ميزوهما في بعض األحيان‪ ،‬كما قلناآنائ‪ ،‬بصقاب متعذدة ليرفعوا‬
‫من شأن كرامة السر‪ .‬ألئهم‪ ،‬عندما يقولون يحدث في التكريس تحوز خفتي‪ ،‬بحيث ثقة شيءآخر‬
‫يختلف عن كونه خبزا وخمرا‪ ،‬كما ذكرت‪ ،‬ال يقصدون بذلك أن العنصرين تالشيا‪ ،‬بل باألحرى‬
‫اكتسبا مرتبة أسمى من الطعام العادي الذي من شأنه أن يشبع الجوف‪ ،‬ألته دقنم فيهما اآلن مأكز‬

‫روحتي ومشرب للنفس‪ .‬ونحن ال ننكر ذلك‪.‬‬

‫يقول (هؤالء الرجال)‪ ،‬إذ كان هنالك تحؤز فال ين أن يصنع شيء منآخر‪ .‬إن كان معنى ذلك‬
‫أته شيء صنغ ولم يكن هو نفسه قبأل‪ ،‬فأنا أتفق معهم‪ .‬أتا إذا أرادوا أن يشبهوه بما يطابق خيالهم‪،‬‬
‫فليجيبوني‪ :‬ما هو التغيير الذي يشعرون بأته يحدث في المعمودية؟ وآباء الكنيسة يقرون هنا أيشا‬
‫بأن تحؤأل عجيبا يحدث عندما يقولون إذ التطهير الروحي للنفس يتم من خالل عنصر (مادي)‬
‫قابل‪ ،‬للغناء‪ ،‬ولكن ال أحد ينكر أن الماء يبقى (ماء)‪ .‬ولكئهم [أي المدرسيين] يقولون‪ :‬ال يوجد في‬

‫)‪11311, ^§611718‬سجآ‬ ‫‪111.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٩‬‬


‫‪,‬الل‪0‬اا‪8،‬ل‪٦‬ل‪0‬ل؛‪10‬غالح‬ ‫انظر‪٢.1![; :‬أ ;‪. 2; ** 111.7 )^۶٥ 33. 1097 1., 1113 1.‬ااتت ؟‪،‬عاععك‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪2 801. ٧11 151‬‬ ‫;(‪154‬‬ ‫‪([١١٢٢ ]800.‬ل‪٢‬آل‪ 16. 641; ٥٦ 1١‬ط‪٧. .* 124 )1‬ل‪, 071 ٠ 018116171‬‬
‫‪8, 071 ٠‬ال‪80‬ده)‪ 0‬االا‪0‬ل ;(‪x .-801 2 ]125. 278‬‬ ‫‪111 )16 94. 1144 ٤; ٥٦‬ل‪1٧.‬‬
‫(‪1X81-84 .-801 2‬‬
‫‪١٢٨٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫المعمودية ما يوجد في العشاء الرباني (أي) هذا هو جسدي ‪ .‬كما لو كان السؤال يدور حول‬
‫هذه الكلمات‪ ،‬مع أن معناها واضح بما يكفي‪ ،‬وليس حول لفظة ‪٠‬االتحؤل التي يجب أآل تعني في‬
‫العشاء أكثر مائ تعنيه في المعمودية‪ .‬لذا‪.،‬وداعا لهم ولحرفيتهم التي إثما تشد‪ ،‬عن خالء عقولهم‪.‬‬

‫أائ الداللة فلم تكن لتناسب ما لم يكن للحق الذي تمقله صورة حية في العالمة الظاهرة‪.‬‬
‫فقد قصد المسيح أن يشهد بالعالمة الظاهرة أن جسده مأكل حق؛ (ألته) إن كان قد بسط مجرد‬
‫المظهر الفارغ للخبز وليس خبرا حقيقيا‪ ،‬فأين كان يوجد التشابه أو المقارنة التي نحتاج إليها‬
‫لننتقل بأذهاننا من المنظور إلى غير المنظور؟ أائ لكي يكمل االتساق‪ ،‬فإذ الداللة ال تمتن إلى ما‬
‫هو أبعد من أتنا ؛طعم بهيئة جسد المسيح‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬إن كان رمز الماء في المعمودية‬
‫يستعمل لخداع أنظارنا‪ ،‬لم يكن لنا أن نتاكد من وعد الفسل (التطهير)؛ في الواقع‪ ،‬كان من شأن‬
‫ذلك المظهر أن يثير فينا التردد والريبة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬بطرة طبيعة السر ما لم تطابق العالمة األرضية في‬
‫حيز صيفة الداللة للشيء السماوي‪ .‬وعلى أساس ذلك تتالشى الحقيقة الكامنة في هذا السز إن لم‬
‫يمقل الخبز الحقيقي جشد المسيح الحقيقي‪ .‬أكرر مزة أخرى أته لائ كان العشاء ال يزيد عن كونه‬
‫شهاد؛ منظورة للوعد المذكور في األصحاح السادس من بشارة يوحنا‪ ،‬أال وهو أن المسيح هو‬
‫خبز الحياة النازل من السماء [يو ‪ ١ : ٦‬ه؛‪ ،‬لزم أن يقوم الخبز المنظور بدور الوسيط الذي يمقل‬
‫ذلك الخبز الروحى‪ ،‬إآل إذا قتلنا أن نخسر كل النعمة التي يسبفها علينا إلعانة ضعفنا‪ .‬فلماذا‬
‫يستنتج بولسر أتنا نحن الكثيرين خبز واحن وجسد واحن ألتنا جميعنا نشترك في الخبز الواحد‬
‫[ ‪١‬كو ‪ ١٧: ١٠‬؛‪ ،‬لو كان مظهز الخبز‪ ،‬وليس باألحرى طبيعة الخبز الحقيقية‪ ،‬هو كل ما تبثى؟‬

‫‪ .١٥‬األساس الفعلتي لعقيدة االستحالة والحجج الثدى بها لتبريرها‬

‫كان من المستحيل أن تضئلهم بدع الشيطان إلى تلك الدرجة الكريهة لو لم تسلب هذه‬
‫الضاللة ألبابهم‪ :‬أن جسد المسيح ينتقل‪ ،‬مفتائ في خبز‪ ،‬إلى جوف اإلنسان من طريق الغم‪ .‬فقد‬
‫كان سبب ذلك التصور الفظ أن التكرس بحسب مفهومهم كان أقرب ما يمكن أن يكون من‬
‫شعوذات الشحر‪ .‬وغاب عن أذهانهم أن الخبز هو سر فقط لمن توحه إليهم الكلمة؛ تماائ مثلما‬
‫ال يتغير ماء المعمودية في ذاته‪ ،‬بل يشرع في أن يصبح لنا ما لم يكن قبأل حالما اقترن الوعد به‪.‬‬

‫يتبين ذلك بمزيد من الوضوح من مثال سر شبيه‪ .‬كان الماء المتدئق من الصخرة في البيداء‬
‫[خر ‪ ]٦: ١٧‬عالمه ورمزا لالباء‪ ،‬للشيء عينه الذي تمقله لنا الخمر في العشاء المقدس‪ .‬فيعتم‬
‫جون كالعن‪ :‬أسس الذين السبحى‬ ‫‪١٢٨٦‬‬

‫بولس أدهم كانوا يشربون الشراب الروحي نفسه [ ‪ ١‬كو ‪ .]٤:١٠‬وكان مكان الشرب هو نفسه‬
‫الذي استقى منه البشر والدواب على السواء‪ .‬من ذلك ال يصعب االستدالل على أته‪ ،‬في ما يتعئق‬
‫بالعناصر األرضية عندما دستخذم لفرض روحى‪ ،‬ال يحدث تحول آخر سوى ما تعنيه للبشر بقدر‬
‫ما هي أختام تصادق لهم على المواعيد‪.‬‬

‫وفضأل عن ذلك‪ ،‬لائ كان قصد الله (كما أدفر في كثير من األحيان) أن يرفعنا لذاته بوسائل‬
‫مالئمة‪ ،‬فاذ الذين يدعوننا حعا إلى المسيح ‪ -‬لكئه المسيح غير المنظور ت‪١‬حت ستار الخبز —‬
‫إثما يحبطون خئلته بعنادهم‪ .‬ألته يعسر على العقل البشري أن يبلغ ما وراء السماء نفسها ليدرك‬
‫المسيح يؤدبات تتخثلى فضاءاب النهائية‪ .‬فما خرئهم إياه الطبيعة‪ ،‬حاولوا أن يصححوه بعالج‬

‫أكثر ضررا‪ ،‬بحيث ال نحتاج بوجودنا على األرض إلى ورب سماوي للمسيح‪ .‬وهنا لذلك تكس‬
‫الضرورة التي اضطرتهم إلى تحويل الخسيس إلى النفيس؛ أي تحويل الخبز إلى جسد المسيح‪.‬‬

‫وحتى في عصر برنارد (دو كليرقو)‪ ،‬لم تكن االستحالة عقيدة يعترف بها‪ ،‬على الرغم من‬
‫فظاظة التعبير التي سادتآنذاك‪ .‬بل وفي غضون كز العصور التي سبقت ذلك الحين‪ ،‬كثيرا ما‬
‫ترددت على شفاه الجميع العبارة القائلة بأئه في هذا السر تقترن الحقيقة الروحية بالخبز والخمر‪.‬‬

‫أتا بخصوص األلفاظ‪ ،‬فهم يبسطون ما يظتونه ردا ذكائ‪ ،‬ولكتهم ال يذلون بشي؛ له عالقة‬
‫بالموضوع القائم‪.‬‬

‫(يقولون) تحولت عصا موسى إلى حية؛ ورغم أتها حملت اسم الحية‪ ،‬ظل‪ ،‬يشار إليها على‬
‫أتها عضا [خر ‪ ٤-٢ : ٤‬؛ ‪ .] ١٠: ٧‬وهكذا بحسب نظرهم‪ ،‬يجوز كثيرا أن الخبز‪ ،‬رغم تحؤله إلى‬
‫مادة جديدة‪ ،‬يظل‪ ،‬يسئى بحسب ما يظهر للعيان بسبب سوء التطبيق غير المعتبر خطأ‪ .‬ولكن ما‬
‫هو التشابه؟ وما هي القرابة التي يجدونها بين تلك المعجزة المجيدة وتولهمهم الملعق الذي لم‬
‫تشهده عيل وطك على وجه األرض؟ استطاع السحرة بحيلهم الخادعة أن يقنعوا المصريين بقدرة‬
‫موحاة تفوق ناموس الطبيعة يمكنهم بها تغيير المخلوقات‪ .‬وهنا يأتي موسى خاذأل خداعهم‪،‬‬
‫فيري أن قوة الله التي ال تغلبئها قوة تقف إلى جانبه إذ ابئلغت كز عصيهم [خر ‪ .]١٢ :٧‬أتا‬
‫أن ذلك التحول بات منظورا‪ ،‬فال أهمية له بالنسبة إلى الحالة الحاضرة كما قلت؛ وبعد قليل‬
‫عادت العصا إلى شكلها الطبيعي بصور؛ منظورة [خر ‪ : ٧‬ه ‪ . ] ١‬إلى جانب ذلك‪ ،‬ليس معرووا هل‬
‫كان لذلك التحول المووت أي أهمية؟ كما ينبغي أن نالحظ اإلشارة إلى عصي العرافين التي لم‬
‫يسفها كاتب السفر ثعابين‪ ،‬خشية أن يبدو أته يقصد ضمنيا تحؤأل لم يكن في أصله تحؤأل‪ ،‬ألن‬
‫‪١٢٨٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫هؤالء المهرة المتمرسين بخفة اليد لم يفعلوا شيائ سوى إعماء عيون المتفرجين‪ .‬فعلى أي لحب‬
‫يشابه هذه التعبيران ذلك‪٠٠ :‬الئز الذي تكسرة‪١ [ ٠٠...‬كو ‪]١٦: ١٠‬؛ الكلائ اكلئم هذا الفغر‪. ..‬أ‬
‫[‪١‬كو ‪٢٦:١١‬؛؛ ‪٠٠‬وكانحانحاظثونهم‪ ...‬الشركة‪ ،‬زكشرالئز‪[ 0...‬اع ‪]٤٢:٢‬؛ كما ودشابه‬
‫نصوصا أخرى؟ من المؤكد أن شعوذات العرافين خدعت عيون الناظرين‪ .‬أما بالنسبة إلى موسى‬
‫فكان األمر مختلعا؛ فغي يده‪ ،‬لم يكن أصعب عند الله أن يجعل من العصا ثعباائ‪ ،‬ثم من الثعبان‬
‫عضا‪ ،‬من أن يكسو المالئكة أجسادا مادرة‪ ،‬ثم يعود فيخلعها عنهم‪ .‬لو كانت طبيعة هذا السر هي‬
‫طبيعة (أعجوبة العصا) نفسها أوقريبة منها‪ ،‬لبات لختهم [أي حل المدرسيين] نوع من المصداقية‪.‬‬
‫لذا ليبق من الموبد أن جسد المسيح في العشاء المقدس ال يصبح حعا وعلى نحو صحيح موعودا‬
‫لنا به أن يكون مأكأل حعا‪ ،‬ما لم تطابقه مادة الرمز المنظور الحقيقية‪.‬‬

‫كذلك (مثلما ينشأ من الخطأ الواحد خطأ آخر) غوج نعق آخر من سفر إرميا بالتحايل‬
‫الالمنطقى ألثبات االستحالة إلى حذ أتي أمتعض من مجرد ذكره‪ .‬يشكو النبى من أن خشيا ؤضع‬
‫في خبزه [ار ‪ ،]١٩:١١‬بمعنى أئه من جزاء عنف أعدائه أفسدت خبزه المرارة‪ .‬وبتعبير مشابه‬
‫أيصا‪ ،‬يستهجن داود تحول طعامه إلى علقم وشرابه إلى خل [مز ‪ .]٢١: ٦٩‬يختار معارضونا أن‬
‫يعتقدوا بأن جسد المسيح تثبت مجازا على خشبة الصليب‪ .‬ويقولون إذ بعض الكائب األقدمين‬
‫ظوئا ذلك‪ .‬أن نسامح جهلهم وندفن خزيهم‪ ،‬أفضل من أن نضيف وقاحة إرغامهم على االستمرار‬
‫في محاربة معنى النبى الحق‪.‬‬

‫(حجح رضنا لعقيدة وجود الجسد في كل مكان في آب واحد باعتبارها تفسيرا حرفائ ضيعا‪،‬‬
‫مع شرح المعنى الروحي للشركة مع المسيح في السماء‪. )٣١ —١٦ ،‬‬

‫‪ .١ ٦‬التصريح المعارض‬

‫يرى‪1‬خرون أئه إذا تالشت رمزتة عالقة العالمة والحقيقة التي تمهلها يتبند معها الحق الكامن‬
‫في السر‪ ،‬يعترفون بأن خبز العشاء هو حعا مادة أرضية وقابلة للفساد‪ ،‬وال يحدث له تغيير في حذ‬
‫ذاته‪ ،‬ولكئه يحتوي جسد المسيح منطورا في ذاته‪.‬‬

‫يشير كالغن هنا إلى تعاليم بعض أتباع لوثر‪ ،‬ولكن ليس لوثر نفسه‪ ،‬هع أن هذا األخير علم أن جسد المسيح الممجد‬ ‫‪١١‬‬
‫موجود في كل مكان‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين ابى‬ ‫‪١٢٨٨‬‬

‫لوشرح أولئك أة ما يعنونه عندما يقذم الخبز في السز‪ ،‬هوأئه مقترن بإظهار للجسد‪ ،‬باعتبار‬
‫أة العالمة والحقيقة التي تمثلها متالزمتان وال انفصال بينهما‪ ،‬لما كنث ألعارض بقؤة‪ .‬ولكن‪،‬‬
‫ألئهم بوضعهم الجسد ذاته في الخبز‪ ،‬يعينون له وجودا في كز مكابًا منافيا لطبيعته‪ ،‬وبإضافة‬
‫عبارة تحت الخبز يقصدون أة الجسد يرقد هنالك‪ ،‬يلزمنا بقليل من التأتي أن نميط اللثام عن‬
‫هذه التعابير الخبيثة‪ .‬على أتني لسث أنوي أن أعالج هذه المسألة رسميا أو بصور؛ متكاملة عند‬
‫هذه النقطة؛ ولكتني أريد أن أرسي فقط أساسا للنقاش القادم في موقعه المالئم‪ ١٢ .‬إتهم يرغبون في‬
‫أن دعتبر جسد المسيح غير منظور وال دحن بمقاييسر‪ ،‬بحيث يظن مستترا تحت الخبز‪ .‬ويظتون‬
‫أته يمكنهم االشتراك فيه إذا حز في الخبز فقط؛ ولكئهم ال يفهمون كيفية الحلول التي يرفعنا بها‬
‫إلى ذاته‪ .‬يخبوئنه بكز لون ممكن‪ ،‬ولكن عندما ينتهون من الحديث كته‪ ،‬يظز واضخا بما فيه‬
‫الكفاية أتهم يصرون على حلول المسيح مكانيا‪ .‬لماذا؟ ألئه ال يمكنهم أن يحتملوا تصور‬
‫أي مشاركه أخرى في الجسد والدم‪ ،‬سوى تلك التي تكمن في الترابط واالثصال المحتى أو في‬
‫صورة بدائية لالحتواء‪.‬‬

‫‪ . ١ ٧‬تعليم خصومنا يفغي جسدية المسيح الحقيقية‬

‫تمادى بعضهم بعناد وبال تردد في الدفاع عن عقيدة تشكلت عندهم بتهور‪ ،‬فقالوا إة األبعاد‬
‫الوحيدة التي دميز بها جسد المسيح امتدت طوأل وعرصا بقدر سعة السماوات واألرنن‪ .‬فأن ولد‬
‫طفأل خرج من رحم أئه‪ ،‬وأن كان ينمو‪ ،‬وأن طق على الصليب‪ ،‬وذفن في قبر؛ حدث كز ذلك‬
‫بمقتضى إذن استثنائى كي يكئل عملية الميالد والموت وغيرها من الوظائف البشرية‪ .‬وأن ظهر‬
‫بعد قيامته في هيئة جسده المألوف [اع ‪٣: ١‬؛ قارن ‪١‬كو ه ‪ : ١‬ه؛‪ ،‬وأن أحذ عن األنظار إلى السماء‬
‫[اع ‪٩:١‬؛ لو ‪ ١ :٢٤‬ه؛ مر ‪١٩: ١٦‬؛‪ ،‬وأخيرا أن شاهده بعد صعوده إستفانوس [اع ‪:٧‬هه]‬
‫وبولس [اع ‪ — ]٣: ٩‬يقولون حدث هذا أيصا بمقتضى اإلذن نفسه كي يرى الناس أته لجعل ملكا‬
‫في السماء‪ .‬ما عسى كز هذا إآل ليقض ماركيون من الجحيم؟ ألن لن يشلن أحذ في أته لو وجد‬

‫جسد المسيح في هذه الهيئة‪ ،‬ال بد أته كان وهائ أو شبخا‪.‬‬

‫يلجأ البعض إلى مراوغة أكثر حذوا‪( .‬يقولون) إذ هذا الجسد المعطى في السر مجين وغير‬
‫قابل للغناء؛ لذلك ليس هنالك ما ينافي العقل إن وجد خلف السر في عنة أماكن‪ ،‬أو في ال مكان‪،‬‬
‫أو بال هيئة‪.‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفقرات ‪.٣٤-٢٠‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫‪١٢٨٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫ولكئني أسأل‪ :‬ماذا كان نوع الجسد الذي أعطاه المسيح للتالميذ في الليلة التي أسيم فيها؟‬
‫أال تشهد الكلمات أئه أعطاهم ذلك الجسد المائت نفسه الذي كان ليسئم بعد قليل؟ يقول هؤالء‬

‫الرجال إته كان قد سبق أن أظهر مجده ليرى من ثالثة من تالميذه على الجبل [مت ‪٢ : ١٧‬؛‪ .‬نعم‬
‫صحيح‪ ،‬ولكته قصد بذلك البهاء أن يهبهم مذاقا للخلود‪ .‬وفي تلك األثناء لن يجدوا هنالك جسنا‬
‫مزدوجا‪ ،‬بل الجسد ذاته الذي لبسه المسيح‪ ،‬وقد زين بمجد جديد‪ .‬ألمنا عندما وزع جسده عند‬
‫العشاء األول‪ ،‬فكانت الساعة قد اقتربت ليرقد محتقرا وذليأل كأبرص [قارن اش ‪ ٣‬ه ‪ ،] ٤ :‬مضرورا‬
‫من الله‪ ،‬وأبعد ما يكون من أن يقصد أن يظهر مجد قيامتهآنذاك‪ .‬وما أوسع النافذة التي يفتحونها‬
‫هنا لماركيون إذ بدا جسد المسيح وضيعا وفانيا في مكابًا واحد‪ ،‬وفي غيره تعتبر مجيدا وأبددا!‬
‫ومع هذا إذ صات رأيهم‪ ،‬بات الشيء نفسه يحدث كز يوم‪ .‬إتهم مرغمون على أن يعترفوا بأن‬
‫جسد المسيح‪ ،‬وهو في ذاته منظور‪ ،‬يظز مختفيا عن األنظار تحت رمز الخبز‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من‬
‫يتفوهون ببشاعاب كهذه ال يستحون من خزيهم عندما يهاجموننا — بدون أن نستغرهم — بشتائم‬
‫مرؤعة ألئنا ال نؤتد اعتقادهم‪.‬‬

‫‪ .١٨‬تعرف الحضور عندما كرفع أذهانناإلى السماء‬

‫ال يا صاح! إن أرادوا أن يقرنوا جسد الرب ودمه بالخبز والخمر‪ ،‬يلزم بالضرورة أن ينفصل‬
‫الواحد عن اآلخر‪ .‬ألته عندما يقذم الخبز منفصأل عن الكأس‪ ،‬بهذه الطريقة‪ ،‬ينعزل الجسد المثحد‬
‫مع الخبز عن الدم الذي تحتويه الكأس‪ .‬وعندما يوبدون أن الجسد يحتويه الخبز‪ ،‬والدم تحتويه‬
‫الكأس‪ ،‬ثم يبتعد الخبز عن الخمر بالمكان) الذي يشفله كز منهما‪ ،‬ال يمكنهم بأي محاورة في‬

‫الحديث أن يتجلبوا حقيقة فصل الجسد عن الدم‪.‬‬

‫أتا ادعاؤهم المألوف بأن الدم في الجسد بالتالزم‪ ،‬وأن الجسد في الدم‪ ،‬فهو حائ مناقب‬

‫للمنطق إذ إذ الرمزئن اللذين يمثالنهما متمايزان‪.‬‬

‫أتا نحن فنرتفع إلى السماء بأنظارنا وبأذهاننا لنبتغي المسيح هنالك في مجد ملكوته‪ ،‬إذ‬
‫يدعونا الرمزان إليه في كماله‪ ،‬بحي‪٠‬ث إذ نتناول رمز الخبز نتغذى بجسده‪ ،‬وإذ نتناول رمز الخمر‬
‫نشرب من دمه منفصأل لكي نتلذذ في المنتهى بكماله‪ .‬فعلى الرغم من أته أخذ متا جسده‪ ،‬وصعد‬
‫بجسده إلى السماء‪ ،‬فإته يجلس عن يمين اآلب؛ أي يملك بقوة اآلب وجالله ومجده‪ .‬وملكوته‬
‫هذا ال يحذه مكان وال تقيده تخوم‪ .‬وهكذا ليس ثئة ما يمنع المسيح من ممارسة قوته أينما يشاء‪،‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٢٩٠‬‬

‫في السماء وعلى األرض‪ .‬إته يسن حضوره بقؤة وقدرة‪ ،‬وهو دائائ حاز بين شعبه‪ ،‬وينفخ نسمة‬
‫الحياة عليهم ويحيا فيهم‪ ،‬داعائ إتاهم‪ ،‬مقوتا ومنهائ اتاهم‪ ،‬حافقلهم من الضرر‪ ،‬كما لو كان‬
‫حاضرا في الجسد‪ .‬باإليجاز‪ ،‬إته يغذي شعبه بجسده الذي يهبهم شركته بقؤة روحه القدوس‪.‬‬
‫وبهذه الطريقة‪ ،‬تظهر لنا المسيح جسده ودمه في السر‪.‬‬

‫‪ .١٩‬كهف يجب أن نتفغر في حضور المسهج في العشاء الرباني؟‬

‫يلزمنا أن نؤسس حضورا للمسيح في العشاء المقدس بحيث ال نحبسه في عنصر الخبز‪ ،‬وال‬
‫نحتويه في الخبز أو نقيده بأي طريقه كانت (إذ إذ كز هذه‪ ،‬كما هو واضخ‪ ،‬تصرف النظر عن‬
‫مجده السماوي)؛ وأخيرا بحيث ال دنقعى من مقامه‪ ،‬أو نوزعه على أماكن متعددة في الوقت عينه‪،‬‬
‫أو (حتى) أن نصب (في جسده) ضخامه ال حدود لها بحيث يمتن مخترقا السماوات واألرض‪.‬‬
‫ألن كز هذه تتعارض بوضوح مع طبيعه هي حعا بشرية‪ .‬أقول دعونا ال نسمح لذواتنا إطالقا بأن‬
‫نتخكى هذه الحدود‪ ) ١ ( :‬أأل نسمح ألي شيء مهما كان بأن تنقص من مجد المسيح السماوي‪،‬‬
‫مثلما يحدث عندما يؤتى به تحت عناصر من هذا العالم قابلة للفساد‪ ،‬أو عندما يقتد ألي من‬
‫مخلوقات األرض‪ )٢( .‬أآل نسمح ألي شيء متا ال يتفق مع الطبيعة البشرية أن ينسب إلى جسده‪،‬‬
‫كما يحدث عندما تقال إئه النهائي‪ ،‬أو يجوز أن يوجد في أماكن مختلفة في آبا واحد‪.‬‬

‫أتا عندما تطرح هذه السخافات جانبا‪ ،‬فإئني مستعد أن اقبز عن طيب خاطر كز ما يمكن‬
‫عمله للتعبير عن االشتراك الحقيقى والجوهري في جسد الرب ودمه‪ ،‬المنظور أمام المؤمنين‬
‫في رمزي العشاء المقدسين؛ وهكنا للتعبير عنه بحيث يفهم المؤمنون أتهم ال يتناولونه بالخيال‬
‫وحده‪ ،‬أوبإدراك العقل وحده‪ ،‬بل أتهم يتمتعون به ذاته كفن ء للحياة األبدية‪.‬‬

‫ال يوجد ما يبرر أن يكون هذا الرأي بغيشا للمأل‪ ،‬أو تستبعد الدفاع عنه بسبب تحيزات‬
‫الكثيرين‪ ،‬ما لم يكن الشيطان قد أخبل عقولهم بتعويذ؛ تريعة‪ .‬إثني متيثن بأن ما نعتم به يتفق‬
‫تماائ وكلبا مع ما يعتمه الكتاب المقدس‪ .‬كما ال يتضتن شيائ منافيا للعقل أو مبهتا أو غامصا‪ ،‬وال‬
‫يتضتن ما ينفي التقوى الحقيقية أو التهذيب السليم‪ .‬باإليجاز‪ ،‬ليس في ما نعتم به ما يعتر أحدا ما‬
‫لم يكن هذا النور الجلي قد بات مقموعا في أزمنة جهل السفسطائيين وهمجيتهم التي سيطرت‬
‫على الكنيسة‪ .‬ومع هذا فال زال الشيطان يسعى اليوم أيشا من خالل أرواح شريرة وئربكة‪ ،‬إلى‬
‫أن يلكخ تعليمنا بكز ما أمكنه من افتراء‪ ،‬ويقحم ذاته في هذا المجال بجهد يفوق جهوده في أي‬
‫مجانيآخر‪ .‬ومن ثم لزم أن ندافع عن صحة ما نعتم به بعنايه أكثر‪.‬‬
‫‪١٢٩١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫‪ . ٢ ٠‬الكلمات التي أشس بها المسيح العشاء المقدس‬

‫االن‪ ،‬وقبل أن نواصل البحث‪ ،‬يلزمنا أن نناقش تأسيس المسيح للعشاء‪ ،‬ألئنا عند هذه النقطة‬
‫خصوصا‪ ،‬نجد معارضة خصومنا هي األكثر معقولية‪( :‬وهو) أن ننطلق في البحث من كلمات‬
‫المسيح نفسها‪ .‬لذا‪ ،‬لكي نزيح عن ذواتنا الطعن الذي يجرحوننا به‪ ،‬سوف يكون من األنسب أن‬
‫نستهز بتغسير الكلمات‪ :‬ثالثة من البشيرين وبولس يخبرون بأن المسيح أخذ خبرا‪ ،‬وشكر فكشر‪،‬‬
‫وأعطاه للتالميذ قائأل‪[ :‬مت ‪٢٦: ٢٦‬؛ قارن مر ‪٢٢: ١٤‬؛ ‪١‬كو ‪ :]٢٤: ١١‬أغذوا كلوا هذا لهز‬
‫حشدي التكشور أللجلكم [ ‪ ١‬كو ‪٢٤:١١‬؛‪ .‬وعن الكأس‪ ،‬يتحدث متى ومرقس هكذا‪ :‬هذا‬
‫هز ذمى الذي للفهد الجديد الذي يشعك موذ‪ ،‬ألجلف كيرين لمعغزه الحكايا [مت ‪٢٨: ٢٦‬؛ قارن‬
‫مر ‪٢٤: ١٤‬؛‪ .‬أتا بولس ولوقا فيقوالن‪ :‬هذ؟ الكأس جي الفقن الجدين بذثي [‪١‬كو‪:١١‬ه‪،٢‬؛‬

‫قارنلو‪.]٢٠:٢٢‬‬

‫يفصل المدافعون عن االستحالة أن يفسروا اسم األشارة هذا بجعله يدلن على هيئة الخبز‪،‬‬

‫ولكئهم إذا أرادوا أن يكونوا شديدي الحرفية هكذا في فهم األلفاظ — ألن المسيح شهد بأن ما‬
‫قذمه لتالميذه هو جسده — فمن الواضح أن روايتهم الخيالية هذه ‪ -‬أن ما كان خبزا هو اآلن جسد‬
‫— غريبة كز الغرابة عن المعنى الصحيح‪ .‬إذ ما أخذه المسيح في يديه وأعطاه لتالميذه قال عنه علائ‬
‫إئه جسده؛ ولكئه كان قد أخذ خبرا — فتن إدا ال يستطيع أن يفهم أن الذي ما زال يظهر هو الخبز؟‬
‫ولذا أن ليس ثئة شيء أكثر العقالنية من أن يسب إلى هيئة الخبز ما أسند إلى الخبز الحقيقي؟‬

‫آخرون‪ ،‬يفشرون الضمير ااهواا اكأل‪ ,‬في الالتينية؛ أليتحؤل إلى (جسد)أ‪ ،‬فيأتي التفسير‬
‫مغئغأل ومشؤلها للغاية‪ .‬لذا ال داعي لتظاهرهم بتوقير الكلمات‪ ،‬ألئه منغير المسموع به في جميع‬
‫يجوز أن ئؤخذ بمعنى أتحؤل شيء إلى آخرا‬ ‫األمم وعبر كز اللفات أن كلمة‬

‫ثئة اختالف واسع بين تن يقون الخبز خبرا في العشاء ويعتقدون أئه جسد المسيح‪ .‬منهم ض‬
‫يتكتمون بكثر اعتدال‪ ،‬على الرغم من أئهم يصرون على الحرفية‪ ،‬وهؤالء يتختون عن تشذدهم‬
‫فيقولون إذ عبارة ا هذا هو جسدي تؤذي معنى القول نفسه بأن جسد المسيح هومع الخبز‪ ،‬وفي‬
‫الخبز‪ ،‬وتحت الخبز‪ .‬وإلى الشيء نفسه الذي يؤمنون به قد أشرتآنائ‪ ،‬ويلزمني أن أقول المزيد‬
‫عنه قريبا‪ .‬أتا اآلن فأناقش الكلمات فقط التي يقولون بها إئهم ملزمون بأن ال يسمحوا للخبز بأن‬
‫يدعى الجسد‪ ،‬ألئه عالمة الجسد‪ .‬ولكئهم إن كانوا سيتحاشون كز استعارة‪ ،‬فلماذا يقفزون من‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين الميحي‬ ‫‪١٢٩٢‬‬

‫إشارة المسيح البسيطة إلى عبارات من صياغتهم‪ ،‬متعددة وواسعة االختالف؟ ألن ثكة فرقا كبيزا‬
‫** هو الجسد و الجسد [حاز؛ هع الخبز‪ .‬ولكئهم وجدوا أته ال يمكن الدفاع عن هذا‬
‫بين الخبز‬

‫القول البسيط الخبز هو الجسد ‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬حاولوا أن يتلؤؤا للخروج من هذه الصعوبة‬
‫باستخدام هذه التعابير‪.‬‬

‫وآخرون أيشا‪ ،‬أكثر جرأة‪ ،‬ال يترددون في أن يجزموا بأن الخبز ‪ -‬إن كا لنراعي الدقة في‬
‫الحديث ‪ -‬هو الجسد‪ ،‬وبذلك يبرهنون على أتهم حرفيون حعا‪ .‬وإن اعترض أحذ قائأل فالخبز إدا‬
‫هو المسيح ومن ثم هو الله‪ ،‬ينكرون ذلك بحجة أة هذا لم تشمله كلمات المسيح‪ .‬أثا إنكارهم فان‬
‫بجديهم شيائ‪ ،‬إذ يتفق الجميع على أة المسيح بكليته رعثلى لنا في العشاء‪ .‬وهو من قبيل التجديف‬
‫الذي ال بطاق أن دقال حرفائ إذ عنصرا سربغ الزوال وقابأل للفساد هو المسيح‪ .‬فاالن أسالهم هل‬
‫كان هذان االفتراضمان يعنيان الشيء عينه‪ .‬المسيح هو ابن الله و الخبز هو جسد المسيح ؟ فإن‬
‫أقروا بأتهما يختلفان (وسوف يضطرون رغائ عن إرادتهم إلى أن يتفقوا)‪ ،‬فدعهم يحددون مكمن‬
‫الغرق‪ .‬ال أظتهم سيقدمون سبيا سوى أة الخبز يدعى الجسد بمعتى سؤي [‪1‬ئ‪11‬جدءآل‪ ]8‬فيترئب‬
‫على ذلك حتتا أة كلمات المسيح (في هذا السياق) ال تخضع للقاعدة المألوفة‪ ،‬ومن ثم ينبغي أن‬
‫دغحص على أساس قواعد اللغة‪ .‬كما أسأل كز المتمسكين بالحرفية وبصالبة الرأي‪ ،‬حيث يستي‬

‫بالدم [لو‪٢٠:٢٢‬؛‪١‬كو‪:١١‬ه‪٢‬؛‪:‬أميكوذااليعيران عن الشيء‬


‫**‬ ‫**‪. .‬‬
‫لوقا وبولس الكأس العهد‪.‬‬
‫نفسه الذي ورد في العبارة السابقة التي يستيان فيها الخبز جسدا؟ الوقار الذي يتصف به أحد‬
‫جزءي السر يتصف به الجزء اآلخر أيصا؛ وحيث إذ االيجاز يضفي نوعا من الغموض‪ ،‬يلقي الشرح‬
‫األطول ضوءا أفضل على المعنى‪ .‬لذلك‪ ،‬ما داموا يجادلون على أساس كلمة واحدة بأة الخبز هو‬
‫الجسد‪ ،‬سوف آتي بتغسير مالئم من خالل عنة كلمات‪ ،‬أته العهد في الجسد‪ .‬لماذا؟ وهل يلزمنا‬
‫أن نبحث عن مفسر أكثر أمانة وأكثر إقناعا من بولس ولوقا؟‬

‫ومع هذا فإتني لسان أحاوز أن أقتل من قيمة تلك الشركة في جسد المسيح‪ ،‬وقد اعترفن به‪.‬‬
‫مجز قصدي هوأن أفئد العناد األحمق الذي به يجادلون بعني حول الكلمات‪ .‬إتني أفهم — بسلطة‬
‫قول بولس ولوقا ‪ -‬أن الخبز هو جسد المسيح‪ ،‬ألته العهد (الجديد) بجسده‪ .‬أتا إذا هاجموا‬
‫ذلك‪ ،‬فإة شجارهم ليس معي بل هع روح الله‪ .‬وعلى الرغم من ذلك قد يحتجون عاليا بأة توقير‬

‫كلمات المسيح قد حرك مشاعرهم‪ ،‬بحيث ال يتجاسرون على أن يفهموا رمزيا ما قاله بوضوح؛‬
‫أتا هذا فال يزال عذرا يبرر بما يكفي رفضهم جميع األسباب التي نأتي بها للرن عليهم‪.‬‬
‫‪١٢٩٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬كما أشرت سابعا‪ ،‬يفيدنا أن ندرك طبيعة هذا العهد بجسد المسيح ودمه‪.‬‬
‫ألن العهد المصادق عليه بذبيحة موته لم يكن ليفيدنا لو لم يقترن به ذلك االشتراك السري الذي‬
‫به ننمو إلى وحدتنا مع المسيح‪.‬‬

‫‪ . ٢ ١‬التفسير المجازي للكلمات الحاسمة‬

‫على أساس الئبه بين الرموز ومدلوالتها‪ ،‬بقي لنا أن نقر بأة المسئى أعطي للرمز — مجازا‬
‫بالتأكيد — ولكن ليس بال تشابه مالئم إلى أقصى حذ‪ .‬لن أسرن أمثاأل أو قصصا رمزتة‪ ،‬خشية أن‬

‫يثهمني أحذ بأتني أبتغي مكادا أختبئ فيه‪ ،‬أو بالشرود عن الموضوع الحالي‪.‬‬

‫أقول اذ هذا التعبير كناية‪ ،‬صورة توضيحيه ترد تكرازا في الكتاب المقدس عندما تناقثى‬

‫الموضوعات ذات الطابع السري‪ .‬فاك عدا ذلك ال تستطيع أن تفهم تعبيرا مثل الختان هوعهد‬
‫الفصح [خر ‪١١ :١٢‬؛‪ ،‬أو ذبائح الناموس ‪ ...‬للتكفير‬
‫**‬ ‫[تك ‪١٣: ١٧‬؛‪ ،‬أو أن الخروف هو‬
‫الصحراء [خر ‪]٦ : ١٧‬‬
‫**‬ ‫** التي خرج منها الماء في‬
‫الصخرة‬ ‫[ال ‪ ١١ : ١٧‬؛ عب ‪٢٢ : ٩‬؛‪ ،‬وأخيرا أن‬
‫هي المسيح [ ‪ ١‬كو ‪ ٤ : ١٠‬؛ ما لم تأخذ هذه التعابير باعتبارها قيلت مع نقل المعنى‪ .‬ليس أن‬

‫االسم يثل من شي؛ أسمى إلى آخر أدنى فقط‪ ،‬ولكن‪ ،‬من جهي أخرى‪ ،‬ئعطى اسم العالمة المنظورة‬
‫لمدلولها غير المنظور‪ :‬مثلما يقال عن الله إله كهز لموسى في العتيقة [خر ‪٢ :٣‬؛؛ وعندما يذعى‬
‫تابوث العهد اا‪١‬للهاا ووجه اللها‪[ ٠‬مز ‪٩:٨٤‬؛ ‪]٢:٤٢‬؛ ويطلق على الحمامة اسم الروح القدس‬
‫[مت ‪١٦:٣‬؛‪ .‬ومع أن الرمز يختلف في الجوهر عتا يرمز إليه (في أن األخير سماوي وروحى‬

‫فيما األول طبيعى ومنظور)‪ ،‬فألنه ليس يمقل فقط الشيء الذي كرس‪ ،‬ليمقله وهوفي ذاته شيء عار‬
‫وفارغ‪ ،‬بل ألده يعرضه حقيقه أيصا‪ ،‬لماذا ال يمكن السمه أن يكون — عن حق — للشيء الذي‬
‫يمقله؟ إذ الرموز التي يصنعها البشر‪ ،‬والتي ال تتجاوز كونها صورا ألشياء غائبة (غير منظورة)‪،‬‬
‫ال عالمات ألشياء حاضرة (وفي األغلب يمتلونها على نحو خاطئ)‪ ،‬تتزتن أحياائ بألقاب تلك‬
‫األشياء‪ .‬وعلى مثال ذلك‪ ،‬ولسبب أعظم‪ ،‬شخن تلك األشياء التي يرسم الله لها أسماء األشياء التي‬

‫تحمل لها دائائ داللة محذدة الوضوح وغير خادعة‪ ،‬ومقترنة أيصا بالحقيقة‪ .‬عظيلم‪ ،‬عظيم‬
‫إرا ذلك التشابه والتقارب [بين الرمز والشيء الذي يدن عليه؛ بحيث يسهل االنتقال من الواحد‬

‫إلى؛آلخر‪.‬‬
‫جون كالقن ا أسس الدين اكبحي‬ ‫‪١٢٩٤‬‬

‫ؤلزكفئء إدا مخاصمونا عن قذفنا بنكاتهم السخيفة‪ :‬بتسميتنا مجازرين لمجرد شرحتا‬

‫المصطلحات ذات العالقة باألسرار على النحو المألوف في لغة الكتاب المقدس‪ .‬فلتا كانت‬
‫األسرار متشابهة من عذة نواح‪ ،‬هكذا تشترك جميعها في استخدام هذا النوع من الكناية‪ .‬وبحسب‬
‫ذلك‪ ،‬إذ يعنم الرسول أن الصخرة التي خرج منها شراب روحي ببني إسرائيل كانت المسيح —‬
‫ألدها كانت عالمة منظورة شملت حعا شرابا روحيا من دون أن يكون (هذا الشراب) مرئيا للعيون‬

‫— [‪ ١‬كو ‪ ٤ : ١ ٠‬؛ ‪ -‬فهكذا يستى جسد المسيح اليوم خبزا بقدر ما هو الرمز الذي يقدم به الرب‬
‫مأكأل حعا من جسده‪.‬‬

‫ولكيال يزدري أحد رأيي ظارا أته شيء مستجد‪ ،‬فكر أوغسطينس كما تحذلث باألسلوب‬
‫نفسه‪ .‬يقول‪ :‬الو* لم يكن لألسرار سبه معين لألشياء التي هي أسرار لها‪ ،‬لما كانت أسرارا أبذا‪.‬‬
‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬فإدها تقخذ أيصا أسماء األشياء ذاتها بسبب ذلك السبه‪ .‬لذلك‪ ،‬مثلما سر جسد‬

‫المسيح هو ‪ -‬بطريقه معينة ‪ -‬جسد المسيح‪ ،‬كذلك سر دم المسيح هو دم المسيح‪ ،‬وهكذا سر‬
‫األيمان هوإيمان‪ .‬يوجد العديد من النصوص المماثلة في كتابات أوغسطينس التي يعتبر تجميعها‬
‫مجرد تكرار‪ ،‬إذ يكفي مثال هذا االقتباس‪ .‬ليعلم قرائي فقط أن هذا الرجل القديس يعنم هذا التعليم‬

‫نفسه في رسالته إلى إفوديوس‪.‬‬

‫هي مراوغة استهتارئة أن يجيبوا قول أوغسطينس (أن الكناية أداة مألوفة ومتكررة في مجال‬
‫مناقشة األسرار) بأئه ال يذكر العشاء المقدس (بعينه)‪ .‬فإذ بلنا منطق هذه المراوغة‪ ،‬يعني ذلك ائه‬
‫ال يسمح لنا بأن نجادن منطقيا من العام إلى الخاص‪ .‬وهكذا إذ قلنا إذ كز حيوان مبح خاصية‬

‫الحركة‪ ،‬لذا ال يصخ أن نقول إذ الثور والحصان يمتلكان خاصية الحركة‪ .‬ومن ثم ال يقبل النقاش‬
‫الذي يعتمد على كلمات ذلك الرجل القذيس نفسه الواردة في موقعآخر ‪ ،‬يقول فيه إذ المسيح‬
‫عندما أعطى عالمة جسب‪٠‬ه لم يتردد في أن يدعو تلك العالمة جسذه‪ .‬يقول أوغسطينس أيصا‪:‬‬
‫اعجيبا كان طول أناة المسيح ألئه بل يهوذا إلى مائدة الوليمة التي رسم فيها العشاء وأعطى رمز‬
‫جسي‪٠‬ه ودمه لتالميذه‪١٣ .‬‬

‫وجعاأ‪8‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪ :‬سن في ;(‪ 18. 137; 30. 18‬تديل ‪.‬ئ ;‪ 33. 746‬ا(ل‪. 9 )١1‬ةل‪1‬ن ;‪111. 9‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫غ ;‪8. 3: 1 )11 36. 73‬؟ ا‪5‬فسم ;(‪. 3 )1142. 144‬ااآ‪.‬سل‪٠£‬س‬ ‫‪٧111. 5(.‬‬
‫‪١٢٩٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪-‬الفصل السابع عشر‬

‫‪ .٢٢‬ففل الكينونة (كلمة اا‪18‬ا‪ ،٠‬وبالاليتة ا‪٠‬أ‪00 08‬غااااطاهوم‬

‫أما إذ أصر أحدهم بعناد‪ ،‬وأغلق عينيه إزاء جميع األدلة‪ ،‬فتمشك بالتعبير هذا هو حتى يتميز‬
‫هذا السر فيظز منفصأل عن سائر األسرار جمعاء؛ فال يصعب الرذ عليه‪ .‬يقولون إذ الفعل الرابط‬

‫(فعل الكينونة‪ :‬الفعل الذال على الوجود) هو فعل يحمل معنى التوكيد بحيث ال يقبل أسلوب‬
‫التشبيه‪ .‬أثا إذا سئمنا لهم بذلك‪ ،‬فإئنا بالتأكيد نجد هذا الفعل الرابط في كلمات بولس التي يدعو‬

‫المسيح [ ‪ ١‬كو ‪ . ] ١٦ : ١٠‬ولكئ الشركة ‪ -‬أو المشاركة‬


‫**‬ ‫** (الع‪0‬االسالا‪ )|)0‬جسد‬
‫فيها الخبز شركة‬
‫— تختلف عن الجسد نفسه‪.‬‬

‫في الحقيقة أئه حيثما نتعرض لموضوع األسرار‪ ،‬تكاد تستعمل الكلمة نفسها‪ :‬فيكون‬
‫(الختان) عهدي معكم عهنا أبدائ [تك ‪ ١٣:١٧‬مع إعادة الصياغة]؛ و يكون (الحقل) بصخا‬
‫للرب [خر ‪ ١١: ١٢‬؛ قارن ‪ .] ٤٣: ١٢‬باأليجاز‪ ،‬عندما يقول بولس‪ :‬والصخرة كانت المسيح‬
‫**‬
‫[ ‪١‬كو ‪ ،]٤: ١٠‬لماذا بات فعل الكينونة بالنسبة إليهم أقز تأكيدا في هذا الموضع عتا في قول‬
‫** الروح لم يكن (قد اعطي) بعد‪ ،‬ألن يسوع لم يكن قد ثجد *‬
‫بعد‬ ‫المسيح؟ وعندما يقول يوحنا‪ :‬ألن‬
‫[يو ‪ ،]٣٩ :٧‬دعهم أيشا يجيبون‪ :‬ما هي فاعلية فعل الكينونة الرابط؟ إئهم لو ثبتوا على قاعدتهم‪،‬‬
‫لتالشى الجوهر السرمدي للروح القدس‪ ،‬كما لوكان قد استمن بدايته من صعود المسيح‪ .‬أخيرا‪،‬‬
‫فليجيبوا ماذا تعني مقولة بولس‪ :‬إذ المعمودية هي اعشل الميالد الثاني والتجديد [تي ‪ :٣‬ه؛‪ ،‬إذ‬
‫من الواضح أن المعمودية ال دجدي الكثيرين‪.‬‬

‫على أن أقوى د يفتد اعتقادهم هوقول بولس إذ الكنيسة هي المسيح [ ‪ ١‬كو ‪ . ] ١٢: ١٢‬فإده‬
‫كذلك* المسيح أيصا ال يعني هنا ابئ الله الوحيد في‬ ‫إذ أجرى مقارنة بالجسم البشري‪ ،‬يضيف‬
‫ذاته بل في أعضائه‪.‬‬

‫أظتني قد برهنت على وجهة نظري بحيث يرى العقالء واألتقياء كراهة افتراء أعدائنا وتشويههم‬
‫لسمعتنا‪ ،‬عندما يذيعون أدنا نكذب كلمات المسيح التي نتمشك بها بشن؛ وبطاعة ال تقز عن‬
‫طاعتهم لها‪ ،‬والتي نتعامل معها بأعظم توقير‪ .‬في الحق أن سهولة اطمئنانهم إلى صحة معتقدهم‬
‫إرما تدق على قئة عنايتهم بل عدم اكتراثهم بما يعنيه المسيح‪ ،‬إذا كانت كلماته تمنحهم درعا‬
‫يدافعون به عن استعصاء عنادهم‪ ،‬تماثا بقدر ما ينبغي أن يكون تفحصنا المدئق في هذا الموضوع‬
‫شهاد؛ لمقدار معنى سلطة المسيح لنا‪.‬‬
‫ولكته من غير اإلنصاف أن يلومونا بهذا‪ .‬لقد بينت ذلك إلى حذ بعيد انغا‪ ،‬وسوف يتبين ذلك‬
‫بصور؛ أوضح فيما يلي‪ .‬فال شيء يمنعنا من أن نصدق المسيح عندما يتكتم‪ ،‬أو من أن نجيبه حينما‬
‫يدعونا وحيثما يدعونا‪ .‬والسؤال الوحيد هو هل كان تقصي المعنى الحقيقي لكلماته يعتبر روغا‬

‫من اإلجرام‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٣‬التفسير الحرفى محض ئحال‬

‫أثا لكي يظهر هؤالء المعتمون الموقرون كأدباء‪ ،‬فإدهم يمنعون أقل انحراف عن الحرف‪ .‬بل‬
‫بالعكس‪ ،‬عندما يدعى الله في الكتاب المقدس رجل الحرب [خر ‪٣: ١٥‬؛‪ ،‬وأرى أن هذا التشبيه‬
‫يمسي مفرغا في قساوته إذ يظز بال تقسير‪ ،‬ال أشلل أبذا في أتها مقارنة مقتبسة من البشر‪.‬‬

‫وفي الحقيقة‪ ،‬كان على هذه الحجة وحدها‪ ،‬أن ازعج األقدمون ئصورو الله بصقاب بشرية‬
‫(‪£8‬سل‪10‬م‪0‬ئ‪ )٨11‬االباة المستقيمي الرأي عندما تشبثوا بعباراب مثل هذه‪ :‬اعينا* الرب‪. ..‬أ‬
‫[تث‪١٢:١١‬؛‪١‬مل‪٢٩:٨‬؛اي‪...٨:٧‬إلخ]؛أًاغابي!شالرتأ[ءد‪]١٨:١١‬؛ صراخي‬

‫دغل ادثه‪ ٢[ ٠٠‬صم ‪]٧: ٢٢‬؛ ااكخابخ غلي زغخزس قذ ضبذا إنى اذتئ‪٢ [ ٠٠‬مل ‪٢٨: ١٩‬؛‬

‫*‬
‫قذهثه‪,‬‬ ‫إلخ] ا‪ ...‬زكئ تقة‪[ ٠٠‬اش ه‪:‬ه‪٢‬؛ ‪١١:٢٣‬؛ ار ‪٩:١‬؛ ‪١٢:٦‬؛ إلح؛ ‪٠٠‬األزش تؤطئ‬
‫[اش ‪١:٦٦‬؛ مت ه‪:‬ه‪٣‬؛اع‪٤٩:٧‬؛‪ .‬جعل (اآلباء مستقيمو العقيدة) يشتكون أن جسم الله الذي‬
‫ميزه به الكتاب‪ ،‬أخذ منه‪ .‬إته لو سبح لهذا المبدأ بأن يقيل لنثجت منه همجية فكرية ال حدود‬
‫لها‪ ،‬من شأنها أن تطفئ نور اإليمان‪ .‬فما هو قدر الشذوذ العقلي الذي لن يتورع أولئك الرجال‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬لو سمح لهم بأن‬
‫يعترضوا على أي نقطه ضئيله لكي يثبتوا ما يشاؤون؟‬

‫إئهم في الواقع يؤيدون موقفنا عندما يعترضون بأن المسيح لتا جؤز (مائدة) راحه لتالميذه‬
‫في وقت الضيق‪ ،‬لم يكن يتكتم باللخز أو الغموض‪ .‬فإته إن لم يكن قد طرأ على أذهان الرسل أن‬
‫الخبز دعي ‪ -‬مجازا ‪ -‬الجسذ ألته كان رمزا له‪ ،‬كان ال ين لهم من دون أن يفامرهم شلل أن‬

‫تنتابهم الحيرة ‪ .‬يتجادلون فيما بينهم حول كيفيه ذهاب المسيح إلى االب‪ ،‬ويتساءلون كيف يرحل‬
‫عن العالم؛ ال يفقهون شيائ عتا يقال عن االب السماوي إلى أن يروه [يو ‪ : ١٤‬ه‪٨-‬؛ ‪]١٧: ١٦‬‬
‫‪١٢٩٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪-‬الفصل السابع عشر‬

‫كيف إدا كانوا هكذا مستعدين أن يصدقوا ما يرفضه العقل ابكز قواه‪ :‬أن المسيح كان جالتا إلى‬
‫المائدة أمام أنظارهم‪ ،‬وأن الخبز يحتويه غير منظور؟ بتناولهم الخبز بال ترذد‪ ،‬يشهدون لقبولهم‪.‬‬
‫من هذا يثبت إدا أدهم فهموا كلمالت المسيح بالمعنى نفسه الذي نفهمه به نحن‪ ،‬ألده لبين لهم أن‬
‫اسم الشيء الذي تدل عليه العالمة قد تبل إلى العالمة‪ ،‬وهذا أمز ينبغي أأل يبدو غريبا في ما يتعئق‬
‫باألسرار‪ .‬لذلك كان هذا عزاء للتالميذ‪ ،‬كما هولنا‪ ،‬عزاء غير مغئف في لغز‪ .‬على أن السبب الوحيد‬
‫الذي يمتعض ألجله البعض من تغسيرنا‪ ،‬هو أن تعويذة من الشيطان قد أعتئهم بحيث يتصؤرون‬
‫‪ ،‬بينما يظهر تفسير هذه الصورة المدهشة واضحا ال لبس فيه‪.‬‬

‫إلى ذلك‪ ،‬إن أصررنا على الكلمات تحديدا‪ ،‬كان من غير المغسق أن يقول المسيح عن الخبز‬
‫شيائ منفصأل عما يقوله عن الكأس‪ .‬إئه يدعو الخبز جسدا والخمر دائ‪ .‬لزم أن يكون هذا إما تكراز‬
‫خلط أوتقسيائ يفصل الجسد عن الدم‪[ .‬وعلى هذا األساس] في الواقع‪ ،‬كان يمكن أن دقال هذا‬
‫هو جسدي عن الكأس‪ ،‬ويظز القول صحيحا كما عن الخبز‪ ،‬وكذلك العكس‪ ،‬أن الخبز هو‬
‫الدم‪ .‬فإن أجابوا بالقول يجب علينا أن ندرك ألي غرض أوألي فائد؛ عينت الرموز‪ ،‬فإئني بالتمكيد‬
‫أؤيد ذلك‪ .‬ولكن هذا ال يعفيهم من أن يتنازلوا عن خطئهم الالعقالني‪ :‬أن الخبز دم والخمز جسد‪.‬‬

‫وأنا لست أدري ماذا يمكن أن يعني إقرارهم بأن الخبز والجسد شيائن مختلفان‪ ،‬وهع ذلك‬
‫يقولون إذ أحدهما اسئخدم ليعني اآلخر‪ ،‬حرفيا ال مجازيا‪ ،‬كما لو قيل إذ رداء يختلف عن رجل‪،‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك يدعى رجأل‪ .‬وفي أثناء ذلك‪ ،‬كما لو كان نصرهم يكمن في التشبث بالرأي‬
‫واألهانة‪ ،‬يقولون إذ البحث عن أي شرح للكلمات يعادل ادهام المسيح بالكذب‪.‬‬

‫اآلن يسهل على قزائي أن يحكموا في قدر اإلهانة الظالمة التي يكيلها لنا هؤالء المتعصبون‬
‫للحرفى‪ ،‬بتشريب عقول البسطاء فكرة أئنا تضعف الثقة بكلمامت المسيح‪ ،‬فيما قد زهدا جزائ على‬
‫أئهم يفسدونها ويشوشون معناها بجنو؟‪ ،‬وأئنا قد فشرناها باألمانة واالستقامة‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٤‬الدفاع ضن لؤمتا بأن تفسيرنا ثمليه العقل‬

‫أثا وصمة هذا االفتراء فال يمكنها أن تمحى تماائ ما لم يدئر قبأل ائهالم اخر‪ .‬يدعون أتنا‬
‫مقيدون هكذا بالمنطق البشري بحيث ال نعزو إلى قدرة الله أكثر مائ يسمح به ناموس الطبيعة‬
‫وثمليه الحش العام‪ .‬أثا أنا فألون من هذا القذف االثم بالتعليم عينه الذي ناديت به‪ ،‬والذي يببن بكز‬
‫وضوح أتني ال أقيس هذا السر بمعيار المنطق البشري‪ ،‬كما ال أخضعه لنواميس الطبيعة‪ .‬أسألكم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٢٩٨‬‬

‫هل كا قد تعتمنا من الفيزياء أن المسيح يقوت أرواحنا من السماء بجسده‪ ،‬بينما تتغذى أجسادنا‬
‫بالخبز والخمر؟ من أين تأتي إلى الجسد هذه القؤة التي لنهض النفوس؟ يقول الجميع إئها ال تأتي‬
‫من الطبيعة‪ .‬ولن ئغتظ العقل البشري أن جسد المسيح يعير إلى دواخلنا ليكون مأكأل لنا‪ .‬باإليجازع‬
‫إذ كل ش تذوق تعليمنا سوف تغمره الدهشة من قوة الله الخفية‪.‬‬

‫أثا أولئك الغيارى المحترمون فينسجون ألنفسهم معجزة بحيث إذا توارت اختفى الله نفسه‬
‫بقؤته معها‪.‬‬

‫ره أخرى أون أن أنذر قزائي ليتالوا ملائ فحوى تعليمنا‪ :‬هل كان يدور على الحش العالم‪ ،‬أو‬
‫إذ حتق فوق العالم بأجنحة اإليمان يسمو إلى السماوات؟ نحن نقول إذ المسيح ينزل إلينا بالرمز‬
‫المنظور كما بروحه القدوس‪ ،‬كي يحيي نفوسنا حعا بمادة جسده ودمه‪ .‬فمن ال يرى أن آيات‬
‫عديدة تحتويها هذه الكلمات القليلة هو أكثر من غبى‪ .‬ألده ال يوجد ما هو أكثر من كونه فوق‬
‫جسي اثخن أصله من تراب األرض واجتاز‬
‫*‬ ‫الطبيعة‪ ،‬من أن تقترض النفوس حيا؛ سماوية روحية من‬
‫الموت‪ .‬وال يوجد ما يعسر تصديقه أكثر من أن أشياء ئئلعها وفصل بعضها عن بعض ارتغاغ السماء‬
‫عن األرض‪ ،‬تعود فقصل عبر مسافة هائلة كهذه؛ ليس هذا فقط‪ ،‬بل كحد أيشا بحيث تقتات‬
‫النفوس من جسد المسيح‪ .‬لذا دع الرجال األشرار يكعون عن إثارة اليغض نحونا بتشويههم الغتن‬
‫لما نعتم به‪ ،‬واثهامهم إرانا بأرنا نعمل — عن قصد لئيم ‪ -‬على الحذ من قؤة الله التي ال دحن‪ .‬فإدهم‬
‫بذلك إائ مخطوئن بخباء مفرط أو يكذبون بانحطاط‪.‬‬

‫لسنا هنا بصدد ما يستطيع الله أن يفعله‪ ،‬بل ما شاء أن ينجزه‪ .‬اآلن نوكد أن ما كان يسر مشيئته‬
‫قد اكمل‪ .‬سره أن المسيح جعل شبيه إخوته في كل شيء بال خطية [ي ‪:٤‬ه‪١‬؛ قارن ‪ ١٧ : ٢‬؛ ‪ .‬ما‬
‫هي طبيعة جسدنا؟ أليست شيقا له أبعاده الثابتة‪ ،‬مرتبئال بمكاب)‪ ،‬يكس‪ ،‬يرى؟ (يقولون) ولماذا ال‬
‫يستطيع الله أن يجعل الله الجسذ ذاته يحتل عنة أماكن متنوعة‪ ،‬أو ال يحتويه مكان‪ ،‬بحيث ال تكون‬
‫له هيئة أومقاييس؟ يا مجنون! لماذا تطالب قوه الله بأن تصنع جسنا بحيث ال يكون في الحين عينه‬
‫جسدا؟ هذا كما لوكنت تصر على أن يصنع النور بحيث يكون نورا وظالائ في الوقت نفسه! أثا‬
‫هو فيشاء أن يكون النور نورا؛ والظالم ظالائ؛ والجسد جسدا‪ .‬حعا‪ ،‬اثه عندما دسر مشيئته سوف‬
‫يحؤل الظالم إلى نور والنور إلى طالم؛ أنا أن تطب أآل يختلف النور عن الظلمة‪ ،‬فماذا أنت فاعل‬
‫سوى أن تقلب نظام حكمة الله؟ لذلك يلزم للجسد أن يكون جسذا‪ ،‬والروح روحا‪ ،‬وأن يبقى‬
‫كل شيء في الحالة والمنزلة اللتين خلقه الله فيهما‪ .‬وهذه هي حالة الجسد؛ أئه ينبغي أن يوجد في‬
‫‪١٢٩٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫مكابا محدد واحد‪ ،‬بحجمه وبهيئته‪ .‬وعلى هذه الحالة اثخن المسيح جسدا‪ ،‬معطيا إياه — كما‬
‫يقول أوغسطينس — عدم فساد ومجذا‪ ،‬من دون أن ينتزع منه طبيعته وحقيقته‪١ ٤ .‬‬

‫ه ‪ . ٢‬الكلمة تتطلب فهما وتغسيرا‬

‫يجيبون بأن لديهم الكلمة التي اعلنت بها مشيئه الله بوضصوح — هذا ان كتا نتنازل لهم عن حق‬

‫الكنيسة في موهبة التفسير [ ‪١‬كو ‪ ١٠ : ١٢‬؛ التي تلقي الضوء على الكلمة‪.‬‬

‫اقر بأن لديهم الكلمة‪ ،‬ولكئها كلمة كالتي كانت لمشيهي الله باإلنسان في البذم عندما جعلوا‬

‫الله جسمانؤا‪ ،‬أو كما كان لماركيون وأتباع ماني الغاري عندما اصطنعوا للمسيح جسدا‪ :‬إائ‬
‫سماوائ أو طيفؤا‪ .‬فاقتبسوا شواهد إثبات‪( :‬مثل) اإلنشان األول مئ األرض تزادى‪ .‬الئشان الهادي‬
‫الرت ض الشفاء [‪١‬كو ه ‪٤٧: ١‬؛‪ ،‬وأيصا‪( :‬المسيح) احلى بفشه‪ ،‬اخذا صور عيد‪ ،‬ضابرا ني‬

‫ثئهالائس‪٠‬ا [في‪.]٧:٢‬‬

‫هؤالء الطفيليون ال يؤمنون بقدرة الله ما لم ينقلب ناموس الطبيعة بأكمله بواسطة تثين نختلي‬
‫في عقولهم‪ .‬وهذا نوع من التحجيم لله‪ ،‬عندما نحاول بأفكارنا الخيالية أن نمتحن ما يمكنه أن‬
‫يفعل‪ .‬فمن أي كلمه استنبطوا أن جسد المسيح منظور في السماء‪ ،‬ولكئه يرقد خفيا على األرض‬
‫تحت وتات ال حصر له من الخبز؟ سوف يقولون‪ ،‬تقتضي الضرورة ذلك حتى يمكن للجسد أن‬
‫يعطى في العشاء‪ .‬فألئهم سروا بأن يستنبطوا مأكأل مادائ من كلمات المسيح إذ تمادوا في فكرهم‬
‫المنحاز‪ ،‬اضطروا إلى صللى هذه الصيفة الحاذقة بعكس ما يعلنه الكتاب المقدس صراحة!‬

‫ولكته كذت فادح أئنا ننتقص مثقال ذرة من قوة الله؛ بل بالعكس‪ ،‬ألئنا بتعليمنا نقدم أسمى‬
‫مراتب الحمد لها‪ .‬أثا هم فيتهموننا دائائ بأئنا نسلب الله كرامته عندما نرفض ما يصنقه اإلحساس‬
‫العام‪ ،‬على الرغم من أئه ما وعد به فم المسيح‪ .‬عن هذا أجيب وه أخرى‪ ،‬كما سبق أن أجبت‬
‫مؤحزا‪ ،‬أته في ما يتعئق بأسرار اإليمان ال نستلهم الفهم من اإلحساس العام‪ ،‬بل نتسلم التعليم‬
‫الئععلى من السماء فنقبل الكلمة المغروسة بوداعة وروح التعتم [يع ‪٢١: ١‬؛‪.‬‬

‫لكئ حيث يضاون في خطأ خبيث وثهلك‪ ،‬ننتحي نحو االعتدال المفيد‪ .‬إئهم عند سماعهم‬

‫‪ 33. 835.‬لالل) ‪. 3. 10‬اا‪٧‬تئ‪ 0‬؟‪٢،‬عا! ‪0,‬عاغ‪8‬آلخآل‪٨‬‬ ‫‪11.‬‬ ‫انظر‪30. 228 ٤(. :‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫يهؤون إلى غور كلية قدرة الله بحيث يطفوئن بهذه الوسيلة عينها نور الحق ‪ .‬من ثم ينشأ ذلك التائق‬
‫المتغطرس والمبالغ فيه‪ :‬السنا نريد أن نعرف كيف يرقد المسيح مستترا تحت الخبز‪ ،‬إذ نكتني‬

‫هذه العبارة‪ ،‬كما هو منهجنا فى دراسة الكتاب المقدس بكليته‪ .‬كما ال نتهؤر بحماسه فاسدة أو بال‬
‫تمييز القتناص أؤل ما يخطر على بالنا‪ .‬بل إتنا‪ ،‬بعد تأتني هادئ ومترؤ‪ ،‬نعتنق المعنى الذي يكشف‬
‫عنه روح الله‪ .‬وباعتمادنا عليه [هذا المعنى؛ ننظر من عئل لنمتحن الحكمة األرضية التي شخن‬
‫تجاهه‪ .‬بالحق تسبي عقولنا بحيث ال تثير مجزد كلمة صغيرة من قبيل االحتجاج؛ كما ئخضعها‬
‫للطاعة المتواضعة بحيث ال تجرؤ على العصيان عليها‪ .‬من هذا المنطلق نشأ شرخنا لكلمات‬
‫المسيح‪ ،‬حيث يدرك جميع متوسطي التعشق في درس الكتاب على أساس االستخدام الكتابي‬
‫الثابت‪ ،‬أوه الشرح السائد لألسرار‪ .‬ولكئنا‪ ،‬اقتفاء لمثال العذراء القذيسة‪ ،‬ال نحسبه من قبيل الخطأ‬
‫أو المحرم في ما ينعتق باألمور العويصة أن نستفسر‪ :‬اكف يكون هذا؟ [لو ‪.]٣٤ : ١‬‬

‫‪ . ٢ ٦‬جسد المسيح في السماء‬

‫أتا ألن شيائ اخر يمكنه أن يبقى ذا أثر لتقوية إيمان المؤمنين‪ ،‬أكثر من أن يعرفوا أة االعتقاد‬
‫الذي طرحناه مبنى كلائ على كلمة الله النقية‪ ،‬ويرتكز أؤأل وآخزا على سلطتها‪ ،‬سوف أسعى إلى‬
‫توضيح ذلك بكز ما يسعني من إيجاز‪ .‬ليس أرسطو‪ ،‬بل هو الروح القدس الذي يعتم بأن جسد‬
‫المسيح منذ قيامته كان محدودا‪ ،‬وسيبقى محفونا في السماء إلى اليوم األخير [قارن اع ‪٢١:٣‬؛‪٠‬‬
‫وأنا لست بغافل عن أئهم يتجاهلون باستخفاف تلك النصوص المقتبسة لتأييد ذلك‪ .‬فكتما يقول‬
‫المسيح إته سوف يرحل [يو ‪٢٨ ، ١٢: ١٤‬؛ ‪٧: ١٦‬؛‪ ،‬ويترك العالم [يو ‪٢٨: ١٦‬؛‪ ،‬يجاوبون بأن‬
‫هذا الرحيل ال يتعنى كوته تفقرا من الحياة الغانية‪ .‬ولكن بحسب هذا المنطق‪ ،‬ما كان المسيح‬
‫ليرسل اروح القدس بدأل منه لكي يسن فراغ غيابه‪ ،‬بحسب ما يقولون‪ ،‬إذ نرى أة الروح ال يأتي‬
‫خليعة له؛ وال أن المسيح يعود فينزل من المجد السماوي ليستأنف حالة الحياة الغانية‪ .‬من المؤكد‬
‫أن مجيء اروح وصعود المسيح متضادان؛ ولذا‪ ،‬ال يمكن للمسيح أن يسكن معنا بحسب الجسد‬

‫بالعريقة نفسها التي يرسل بها روحه‪.‬‬

‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬يعلن صريفا أته لن يكون مع التالميذ في كز حين [مت ‪١١:٢٦‬؛‬
‫‪١٣٠١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪-‬الفصل السابع عشر‬

‫في حاال الفقر التي يرثى لها‪ ،‬أو خاضائ لمقتضيات هذه الحياة الزائلة‪ .‬على أن سياق النعل يصرخ‬
‫عاليا بخالف ذلك؛ إذ ليست المسألة حال الفقر أو البؤس‪ ،‬أو تعاسة الحياة الحاضرة على هذه‬
‫األرض‪ ،‬بل العبادة والتكريم‪ .‬لم يسر التالميذ ستغت الكيب إذ اعتقدوا أئه تبذير وال حاجة إليه؛‬
‫ولذا كانوا يفصلون أن يحصلوا على ثمنه الذي ظوئه صرف في غير محته‪ ،‬فيعطى للفقراء‪ .‬فأجاب‬
‫المسيح بأئه لن يكون معهم دائائ ليكرم هكذا [مت ‪.]١١ -٨ : ٢٦‬‬

‫وقد شرح أوغسطينس النعل بالطريقة نفسها‪ ،‬وبكلمارخ ال غموطن فيها‪ :‬الكا قال المسيح‬
‫ولن أكون معكم في كز حين كان يتحذث عن حضوره في الجسد‪ .‬فإته في ما يتعئق بجالال‪،‬‬
‫وبعنايته الكتية‪ ،‬وبنعمته الفائقة وغير المنظورة‪ ،‬قد حقق ما قاله‪ :‬ها أنا معكم إلى انقضاء الدهر‬
‫[مت ‪ .]٢٠: ٢٨‬في ما يتعئق بالجسد الذي اتخذته الكلمة ‪( ،‬أي) أته ولد من العذراء‪ ،‬واعتقله‬
‫اليهود‪ ،‬وشئر على الخشبة‪ ،‬وانزل من على الصليب‪ ،‬ذئر باألكفان‪ ،‬وقبر‪ ،‬واسثعلن في القيامة‪ ،‬ولن‬
‫أكون معكم في كز حين‪ .‬لماذا؟ ألته بحسب حضوره الجسدي كان له شركة مع تالميذه أربعين‬
‫يوتا‪ .‬وإذ كانوا برفقته‪ ،‬رأوه يصعد بدون أن يتبعوه [اع ‪ ٣ :١‬و‪ .]٩‬ليس هو ههنا ذمر ‪٦: ١٦‬؛‪:‬‬
‫ألته جالس هناك عن يمين اآلب [مر ‪ . ] ١٩: ١٦‬ومع ذلك هوهنا‪ ،‬ألته حاز بمجده [عب ‪. ]٣: ١‬‬
‫ولنا المسيح دائائ بحسب حضرة جالال؛ أتا بحسب الجسد فيقول عن حق لن أكون معكم دائائ‬
‫[مت ‪ .] ١١: ٢٦‬لقد كان حضوره مع الكنيسة في الجسد ال يتجاوز بضعة أبام قالئل؛ أتا اآلن فهو‬
‫حاضر معها باأليمان‪ ،‬وليس برؤية العيان ‪١٥٠٠‬‬

‫هنا (على سبيل المالحظة الموجزة) يفهم أوغسطينس كون المسيح حاضرا بيننا في ثالث‬
‫أحوال‪ :‬في جالله‪ ،‬وفي عنايته‪ ،‬وفي نعمته الفائقة‪ .‬وتحت عنوان النعمة أدرجت تلك الشركة‬
‫العجيبة‪ ،‬شركة جسده المكسور ودمه المسفوك‪ ،‬على شرط أن ندرك أتها تحدث بقوة الروح‬
‫القدسى‪ ،‬وليس بذلك التنازل الذي يحز به الجسد راقدا تحت عنصر الخبز‪ .‬لقد شهد المسيح‬
‫حعا أته كان له لحم وعظام بحيث أمكن (توما) أن يبصره بعينيه وأن يلمسه بإصبعه [يو ‪.]٢٧: ٢٠‬‬

‫وال يعني الرحيل و الصعود أيشا أته يظهر كأته يرحل ويصعد‪ ،‬بل يعنيان فعأل ما تقوله‬
‫الكلمتان‪ .‬يسأل أحدهم‪ :‬فبناء على ذلك‪ ،‬هل دعين للمسيح منطقه محددة في السماء؟ أجيب مع‬
‫أوغسطينس إذ هذا سؤاز فضولي هنا وبال طائل‪ .‬يكفينا أن نؤمن أته في السماء‪١٦.‬‬

‫*‪1. 13 )11 35. 1763; 11.‬ضصح ألف; ‪,‬حعاأ‪8‬ل‪٦‬جال‪٨‬‬ ‫انظر‪¥11. 282(. :‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫‪€‬أ{أ سع غك‪٠‬جشم ‪,‬جا[اأ‪8‬الجاا‪٨‬‬ ‫انظر‪¥1. 13 )1140. 188; ٤٢.¥1. 360(. :‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٠٢‬‬

‫‪ . ٢ ٧‬معتى الصعود في ضوء السؤال السابق‬

‫لكن لماذا نكرر كلمة ا االصعود‪ ۴‬ا بهذه الكثرة؟ أال تتضئن االنتقال من مكان إلى آخر؟ إتهم‬
‫يكرون ذلك‪ ،‬ألن العلو‪ -‬بحسب مفهومهم — يدل على سموئلكه وجالل حكمه فقط‪ .‬ولكن ما‬
‫هي طريقة الصعود نفسها؟ أليست االرتفاع إلى أعلى أمام أنظار التالميذ عينها؟ أال يخبرنا البشيرون‬
‫بوضوح أة السماء قبلته [اع ‪ ٩ : ١‬؛ مر ‪ ١٩ : ١٦‬؛ لو ‪ ١ : ٢٤‬ه؛؟ يجيب هؤالء السفسطائيون المهرة‬

‫بأته اخذ عن أنظارهم في سحابة‪ ،‬كي يعرف المؤمنون أته لن يكون منظورا بعد في العالم‪ .‬فكما‬
‫لوكان ليويد لنا حضوره غير المنظور‪ ،‬لم يلزمه أن يغيب عن العيان في لحظه؛ أوأة السحب لم‬
‫تضطر إلى أن تفتفه قبل أن يتحرك مسافة قدم! أتا عندما لحبل عاليا في الهواء‪ ،‬والسحابة‬
‫تحته [اع ‪٩ : ١‬؛‪ ،‬ويعلمنا هذا أته لن يبحث عنه بعد على هذه األرض‪ ،‬عندئذ يمكننا أن نستنتج‬
‫مطمئنين أة مسكنه اآلن هو في السماء‪ ،‬كما يعلن بولس ويدعونا أن ننتظره منها [في ‪ . ] ٢ ٠ : ٣‬لهذا‬
‫السبب ينذر المالئكة التالميذ بًاتهم يتطتعون إلى السماء باطأل‪ ،‬ألة يسوع الذي أخذ إلى السما‪,‬ء‬

‫سيأتي كما رأوه صاعدا تماتا [اع ‪١١ : ١‬؛‪.‬‬

‫هنا أيائ يلجأ خصومنا ذوو العقيدة السليمة إلى ما يبدو لهم تحؤأل حاذوا‪ :‬أة المسيح لم‬
‫يرحل عن األرض يتاقا بل يبقى غير منظور بين خاصته‪ ،‬وسوف يعود بصورة مرئية‪ .‬كما لو كان‬

‫المالئكة هنالك يقصدون ضمائ حضورا مزدوجا‪ ،‬وال يجعلون التالميذ شهود عيان للصعود‪،‬‬
‫بحيث ال مجال للشلل! فكما لوكانوا يقولون‪ :‬إذ ديلته السماء في أنظاركم فاآلن حاز ملكوته؛ وما‬
‫بعى لكم إأل أن تنتظروا بصبر مجيئه ثانيه ليدين العالم‪ .‬ألته االن قد اجتاز إلى السماء‪ ،‬ال ليمتلكها‬
‫وحده‪ ،‬بل ليجمعكم وكز األتقياء لتكونوا معه‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٨‬شهادة أوغسطينس‬

‫لائ بات مناصرو هذا التعليم المشوه ال يستحون من أن يزينوه بإطراء الكياب القدامى‪ ،‬ومنهم‬
‫على األخش أوغسطينس‪ ،‬سوف أكشف‪ ،‬في بضعة كلمات‪ ،‬المكر الذي حاولوا به أن يفعلوا‬
‫ذلك‪ .‬ولكن ألتهم جمعوا براهينهم من أقوال رجاني أتقياء‪ ،‬لسق أرغب في أن أكرر شيائ سبق‬
‫عمله‪[ :‬بل] ذغ من يشاء يبحصق عن مثل ذلك من حصيلة جهودهم المرهقة‪ .‬كما لن أكؤم كز ذي‬
‫‪١٣٠٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫صلة بالموضوع حتى من كتابات أوغسطينس‪ ،‬بل سأكتفي بسرد بعض شهاداته التي تبين بما ال‬
‫جدال فيه أده يؤيد جانبنا ‪١٧.‬‬

‫إتهم لكي ينتزعوه متا‪ ،‬اذعى مخاصمونا أن كتابات أوغسطينس رددت بوفرة أن جسد‬
‫المسيح ودمه يمنحان في العشاء‪ ،‬إشار؛ إلى الضحية الذبيحة التي وئ ممتتع مؤ؛ وإلى األبد على‬
‫الصليب‪ .‬وهذا ينافي العقل؛ ألته يدعو السؤ أيثما إائ أفخارستيا (أي الشكر ) أو سؤ الجسد‪ .‬إتنا‬
‫لسنا بحاجه إلى أن نبحث بطريق طويل وملتو‪ ،‬المعنى الذي يقصده باستعمال كلمنئ ا الجسد‬
‫ب‬ ‫مح‬ ‫ى‬ ‫مح‬ ‫مح‬
‫و الدم ‪ ،‬إذ هو نفسه يشرح المعنى الذي يقصده بهما‪ ،‬قائال إذ األسرار تتخن أسماءها من شبهها‬
‫لألشياء التي تدن عليها؛ ولذا فإذ سؤ الجسد هو الجسد بمعئى معين‪ .‬يتفق مع ذلك مه معروف‬
‫العالمة‬
‫؛*‬ ‫‪.‬آخر‪ :‬الم* يترذد الرب في أن يقول اهذا هو جسدي عندما أعطى هذه‬

‫ولكئهم يعترضون مؤ؛ أخرى بالقول إذ أوغسطينس يكتب صريحا أن جسد المسيح يسقط‬
‫إلى األرض ويدخل الغم‪ .‬من المؤنمد أته يقصد المعنى نفسه الذي يعلن فيه أته نجل‪ ،‬ألته يربطهما‬

‫كليهما مائ‪ .‬وقوله‪ :‬بعد إكمال السؤ يؤكل الخبز‪ ،‬ال يناقض ذلك‪ .‬فكما سبق أن قال قبل ذلك‬
‫بقليل‪ :‬حيث إذ هذه األمور يعرفها البشر‪ ،‬فإته عندما يفعلها البشر يكؤمونها كأشياء مقذسة ولكن‬
‫‪.‬ليس كمعجزات‬

‫وما ينعيه خصومنا ألنفسهم له الفحوى نفسها‪ :‬أن المسيح حمل ذاته في يديه عندما قذم‬
‫الخبز السؤي لتالميذه‪ .‬اذ أوغسطينس‪ ،‬بإضمافته حال التشبيه‪ ،‬يبين بوضوح أن المسيح لم يكن‬
‫يحتويه الخبز حائ أو فعال‪ .‬ال عجب إدا! ألته يصؤ صراحه في موضع آخر على أن األجساد إذا‬
‫تجردت من موقعها المكاني لن توجد في أي مكان؛ وألتها ال توجد فلي أي مكان‪ ،‬فهي ال توجد‬
‫‪.‬إطالقا‪ .‬إته حعا جدز وا؟ أن أوغسطينس ال يتحذث هنا عن العشاء الذي يبذل الله فيه قدرة خاصة‬
‫ألن أوغسطينس‪ ،‬هذا الرجل القذيس‪ ،‬يتعئد الرذ أينما اثير سؤال حول العشاء قائأل‪ :‬لقد ؤهب‬
‫المسيح الخلون لجسده بدون أن ئنتزغ طبيعئه منه‪[ .‬لذلك؛ ئلزم أآل نفكر أن الجسد في صورته‬

‫المقاطع العديدة التي يقتبسها كالقن من أوغسطينس مأخوذة من الكتابات التالية‬ ‫‪١٧:‬‬
‫؟‪٧11 .46 ;11 .26.11 .8‬‬ ‫‪. ¥11‬عتت ‪ 0/00)1‬وات ‪٠‬هئ‪8‬سجال‪٨‬‬ ‫‪41. 7‬‬
‫ع ‪81. 176; 11 ]۶8. 47[. 280‬أ))‪1‬ا; ‪33.1. 10; 11. 2 (1136. 205, 528, 306, 308; ٥٠. 00 1>8(:(250 .[134] 1‬‬
‫‪,‬؟‪ 11‬خ ;‪1. 4‬ا‪¥‬ء ;‪. 2‬ا‪¥‬ء ;‪11. 6‬ء ;‪1. 1‬ا‪0‬ت ;‪1.11; 1. 12, 13‬اال ‪ 008^1‬صرود ‪399 ,391 ,362 ,282 ,90 .11¥‬‬
‫‪,‬ا‪; x^¥111. 9; 16 .¥‬ا‪1‬د ‪6^))8‬أ (‪ 32. 778; ٤٢. 100 ¥11. 200‬ا(ل]‪111. 36 )¥‬ت‪.‬ت‪403; 00(1/(8810118 110 ,5 .¥‬‬
‫;‪8‬‬ ‫‪.‬ا‪1. 6, 18, 3, 10, 13,41 )10 33. 178, 364, 203, 838, 835 ٤‬ا ‪^18 ;.٤ 257 ,215 .12 00 .٤٢ ;848‬‬
‫!!‪.‬ت‪¥. 10; 111.‬ا ‪) 1)1)11111.‬أ{أ ‪., 228 0, 254 £.(; 0)1‬؛‪137; 30. 234 ٥٠ ;880 ,873 .142) 20 ,19 .‬‬
‫‪.).‬؛‪111.59,63‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المبي‬ ‫‪١٣٠٤‬‬

‫الطبيعية هذه منتشر في كز مكان‪ ،‬إذ ينبغي أن نتوحى الحذر لئأل نسترسل في تأكيد ألوهية اإلنسان‬
‫(يسوع؛ بحيث نسلبه حقيقة جسده‪ .‬وليمس من الضروري منطقيا أن ما في الله ينبغي أن يكون‬
‫في كز مكان‪ ،‬كما هي الحال مع الله [ذاته؛‪ .‬ا ويعطي (أوغسطينس؛ سبب ذلك فوزا قائأل‪ :‬أفزن‬
‫شخصا واحذا هو الله واإلنسان؛ وهذان كالهما مسيح واحد‪ :‬كلئ الوجود في كز مكان لكونه‬
‫الله؛ وفي السماء لكونه اإلنسان‪ .‬فيا له من غباء أن يستثنى سر العشاء — بكز ما يحمل معناه من ثقل‬
‫وجذية ‪ -‬إن كان يشمل أي شيء يضاد التعليم الذي كان بصدد نقاشه‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذ كز تن يقرأ‬
‫ما يلي ذلك بانتبا؛ سيجد أن هذه العقيدة العامة تشمل العشاء أيائ‪ .‬فهو يقول إذ المسيح — ابن الله‬
‫الوحيد‪ ،‬وكذلك ابن اإلنسان — حاضر كلائ في كز مكا؟ بصفته الله‪ ،‬وأته الله الحاضر في هيكل‬
‫الله (أي في الكنيسة)‪ ،‬وفي مكا؟ ما في السماء‪ ،‬بسبب ما له من جسد حقيقي‪ .‬نرى كيف أن الله‪،‬‬
‫لكي يوحد المسيح بالكنيسة‪ ،‬ال يسحب جسد المسيح من السماء‪ .‬كان ذلك ليمسي صحيحا‬
‫بالتأكيد‪ ،‬لو أن جسد المسيح كان حائ مأكأل لنا فقط إذا احتواه الخبز حصرائ‪.‬‬

‫يشرح أوغسطينس في موضع اخر كيف يمتلك المؤمنون المسيح فيقول‪ :‬تنالون المسيح‬
‫بعالمة الصليب‪ ،‬من خالل سر المعمودية‪ ،‬من خالل ماكل المذبح ومشربه‪ .‬لسى أناقش صحة‬
‫إدراكه طقسا وهمائ ضمن رموز حضور المسيح‪ .‬لكئه عندما يقارن حضور الجسد بعالمة‬
‫الصليب‪ ،‬يبين بما فيه الكفاية أته ال يتصؤر مسيحا ذا جسنين‪ ،‬بحيث) إذ الذي يجلس منظورا في‬
‫السماء يمكنه أن يكمن مستترا في الخبز‪ .‬أتا إذا أعوزنا شرح أوضح‪ ،‬فإته يضيف بعدئذ توا قائأل‪:‬‬
‫إته في ما يتعئق بالجالل فلنا المسيح دائائ؛ وبشأن الجسد قيل عن حق‪ :‬لن كون معكم في كل‬

‫[مت‪١١:٢٦‬؛‪.‬‬ ‫حس‬

‫ردا على ذلك يجيبون فورا بالقول‪ :‬أتا بشًان النعمة غير المنظورة والغائقة الوصف‪ ،‬فإته‬
‫سوف يوفي بما وعد (قائأل)‪ :‬الها اتا مغكم ‪ ...‬إلى العفاء الذنؤر [مت ‪٢٠ :٢٨‬؛‪ .‬لكئهم ال‬
‫يحرزون بذلك نصرا‪ ،‬ألن قول المسيح هذا مقصور على الجالل‪ ،‬وهو ما يضاد الجسد؛ والجسد‬
‫يتميز صراحة من النعمة والقوة‪ .‬نجد التضاد نفسه في نعر‪ ،‬آخر ألوغسطينس‪ :‬أن المسيح سحب‬
‫حضوره الجسدي من تالميذه حتى يحضر معهم حضورا روحائ‪ .‬في هذا النص يظهر جلائ أته‬
‫(أوغسطينس) يميز جوهر الجسد من قوة الروح الذي به نحن مقترنون بالمسيح‪ ،‬فيما نحن ما خال‬
‫ذلك منفصلون عنه بمسافة مكانية شاسعة‪ .‬ويستعمل هذا النوع نفسه من التعبير مكررا عندما يقول‬
‫مثال‪ :‬سيأتي ثانيه لألحياء واألموات بحضوره الجسدي أيصا‪ ،‬بحسب قاعدة اإليمان والتعليم‬
‫الصحيح‪ .‬ألته كان ليأتي لهم أيشا بحضوره الروحى‪ ،‬وليكون مع الكنيسة كتها في العالم إلى‬
‫‪١٣٠٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫انقضاء الدهر [مت ‪ ٢٠ : ٢٨‬؛ قارن يو ‪ . ] ١٢ : ١٧‬وعلى أساس ذلك‪ ،‬إذ هذا الخطاب موجه إلى‬
‫المؤمنين الذين بدأ المسيح يختصهم فعال في حضوره الجسدي‪ ،‬والذين كان ليغارقهم جسددا كي‬
‫يختصهم بحضوره الروحي مع اآلب‪ .‬فأن نفهم ما هو اجسدى بمعنى ما هو حضور منظور ‪،‬‬
‫فهذه نقطة شجار إذ دقابل الجسد بالقوة االلهية‪ .‬وبإضافة عبارة أيختصهم ‪ ...‬مع اآلب يبين‬

‫‪ .٢٩‬في حقيقة جسد المسيح‬

‫لنا كانوا قد أودعوا ثقة كبيرة في هذه المراوغة بحضور خفتي‪ ،‬تعالوا لنرى كيف يجيدون‬
‫التستر وراءها‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬إتهم ال يستطيعون أن يخرجوا مقطائ واحذا من كلمة من الكتاب يثبتون به أن المسيح‬
‫غير منظور‪ .‬ومع ذلك يستمون بما ال يمكن إلنسان عاقل أن يقبله منهم على أته حقيقة‪[ ،‬أي؛ أة‬
‫جسد المسيح ال يمكنه أن يقذم في العشاء ما لم يكن مستترا تحت قناع الخبز‪ .‬وهذه عينها هي‬
‫نقطة حالفهم معنا‪ ،‬وكم تبعد هذه النقطة عن كونها اختالائ حول مبدأ!‬

‫وفيما هم يثرثرون على هذه الوتيرة‪ ،‬نراهم مضطرين إلى أن يجعلوا جسد المسيح مزدوجا‪،‬‬
‫ألته — في رأيهم — منظور في ذاته في السماء‪ ،‬ولكئه غير منظور في العشاء بمقتضى تدبير استثنائتي ‪.‬‬
‫على أته يسهل جذا أن نحكم كيف يجوز ذلك فعأل بهذه الصورة األنيقة‪ ،‬في ضوء شهادة بطرس‬
‫كما بحسب معايير النصوص الكتابية األخرى‪ .‬يقول بطرس إذ السماء ينبغي أن تقبل المسيح حتى‬
‫يجيء ثانيه [اع ‪ .]٢١ :٣‬أتا هؤالء الرجال فيعتمون بأته موجود في كز مكان ولكن بال هيئة‪.‬‬
‫يعترضون بأته من الخطأ أن تخضع طبيعة الجسد المجيد لنواميس الطبيعة السائدة‪.‬‬

‫أتا هذه اإلجابة فتجر معها تلك الفكرة الجنونية التي أتى بها سرثيتس (والتي يمقتها جميع‬
‫العقالء)‪ ،‬أالوهي أة جسد المسيح ابتلعته الوهيته‪ ١٨.‬لث أئهمهم بأتهم يعتقدون بذلك‪ .‬أتاأن‬

‫توضع جميع األشياء بصور؛ غير منظورة في خانة مزايا الجسد الممجد فيظهر ذلك أة مادة الجسد‬
‫تتالشى‪ ،‬وال يتبثى فرق بين األلوهة والطبيعة البشرية‪.‬‬

‫أاأأا‪8‬أ‪¥‬أ‪8, 0‬الأجآلج‪8‬‬ ‫‪,‬عال‪8‬ا؟ج ‪17‬‬ ‫انظر‪٧.8. :‬ات‪ ٧111. 681 ٤; ٠] 11.‬آلح ‪620,‬‬ ‫‪١٨‬‬
‫جون كالقن‪ :‬أس الذين الميحي‬ ‫‪١٣٠٦‬‬

‫عندئذ‪ ،‬إن كان جسد المسيح هكذا متعنن الهيائت ومتنوعا بحيث يظهر ذاته في مكا؟ ما‪،‬‬
‫فيما يظز غيز منظور فيآخر‪ ،‬فأين هي طبيعة الجسد عينها التي توجد في أبعادها المحسوسة؟‬
‫وأين هي زحدتها؟ يجيب ترتليانوس على نحو صحيح بأة جسد المسيح كان حقيقيا وطبيعائ‪ ،‬إذ‬
‫وضع أمامنا في سر العشاء المقنص عربوا وضمادا للحياة الروحية‪ ١٩ .‬كما قال يسوغ عن جسده‬
‫الممجد‪٠ :‬الظزوا ئذئ زرحلى‪ :‬ائي اتا هز! جشوني ؤائظروا‪ ،‬وإن الروخ كبرة له لحم زعفام كنا‬
‫تزؤن بي [لو ‪٣٩:٢٤‬؛‪ .‬الحظوا أة حقيقة الجسد دبرهى عليها شفتا المسيح نفسه إذ يمكن أن‬
‫يجش وأن ينغر؛ فإن لم يكن كذلك ما بقي جسد‪.‬‬

‫دائما يحتجون بذريعة التدبير اإللهى الهتاص التي اصطنعوها ألنفسهم‪ .‬لكئه واجبنا أن‬
‫نتمشك بما يعلنه يسوع على نحو مطلق‪ ،‬وهو أة ما يريد أن يوكده ينبغي أن تثئن بيننا بال استثناء‪.‬‬
‫فهويبرهن على أته ليس بشبح ألته منظوزفي جسده‪ .‬حذمنه مايشهدبه بنفسه عتاينطبق على‬
‫طبيعة جسده الحقيقية‪ ،‬أال يلرم إدا‪ ،‬حتائ‪ ،‬أن يصاغ تعريف جدين للجسد؟‬

‫واالن أينما حاولوا أن يتجهوا فال مالذ لهم بفكرة التدبير الخاص‪ ،‬حيث ال مكان له في النص‬
‫الذي يأتينا على لسان بولسى إذ يقول‪ :‬قرة سيركا تحن هئ ني الشتاؤاب‪ ،‬التي منها اقائ تسفلر‬
‫محلصتا هؤ الرت يشوغ التسيغ‪ ،‬الذي سيعير سكل جشي‪ ٠‬تؤاصعائ ليكون على صوز؛ جشي‬

‫فجده ا [في ‪ .]٢١ -٢٠ : ٣‬فال ينبغي أن نرجو مشاكلة تلك الخواض التي يعزونها إلى المسيح‪،‬‬
‫أي ألن يكون للجميع جسن أبدى غير منظور‪ .‬ولن يمكنهم أن يجدوا أحذا غبيا كفاية يمكن أن‬
‫يقتنع بسخافة منطقية هذا قدرها‪ .‬لذا دعهم ال ينسبون هذه الخاصية إلى جسد المسيح الممجد؛‬
‫أي أته موجود في أماكن شتى فيآ؟‪ ،‬وفي الوقت نفسه ال يوجد في موقع مكانى معين‪ .‬بإيجاز‪ ،‬إتا‬
‫بمجي سماوي‪ ،‬لم يطرح عن ذاته الجسد‪،‬‬
‫*‬ ‫أن ينكروا قيامة الجسد أو أن يقبلوا أة المسيح مخشوا‬

‫بل إره‪ ،‬ما دام سيكون لنا معه قيامة مشتركة‪ ،‬سوف يجعلنا شركاء مجده ورفقاءه في أجسادنا نحن‪.‬‬
‫ألته ماذا يعتم الكتاب كته بوضوح أكثر من أن المسيح إذ اثخن لنفسه جسدنا الحقيقي عندما وبن‬
‫من العذراء وقاسى في جسدنا النيقي لتا صدغكثارًا لنا‪ ،‬كذلك نال ذلك الجسد الحقيقي نفسه‬
‫أيصا في قيامته‪ ،‬ورفعه إلى السماء؟ فإة لنا هذا الرجاء‪ ،‬رجاء قيامتنا ورجاء صعودنا إلى السماء‪ :‬أن‬
‫ولكن‬ ‫المسيح قام أيصا وصعد‪ ،‬وحمل معه — كما يقول ترتليانوس — ضمان قيامتنا إلى السماء‪.‬‬
‫كم كان ليصبح هذا الرجاء ضعيائ وهائ لو لم يكن جسدنا هذا قد قام حائ في المسيح‪ ،‬ودخل‬

‫‪,‬عةا‪1‬س‪0‬آ‬ ‫‪8 1. 656; ٤٢.‬آلالةا‪11‬الأ‪0٢‬آ ‪1‬حح؛‪ 47. 559‬ا‪8£‬ح) ل‪6<^ 1٧.‬ف‪1٢‬‬ ‫انظر‪111. :‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫‪418(.‬‬
‫‪€‬أ‪1‬أ ‪, 0*1‬الها‪11‬آل‪0٢٤‬آ‬ ‫‪€‬أ‪1‬أتمرع‬ ‫انظر‪ 47. 105(. :‬ا‪8£‬ح) ‪ 11. 921( 11. 2-3‬اا‪3‬ا‪1‬سلجآ ‪)1‬ح)‬ ‫‪٢٠‬‬
‫‪١٣٠٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫أيائ ملكوت السماوات! ائها الطبيعة الحقيقية للجسد أن تحتويه مساحة مكانية‪ ،‬وأن تكون له‬
‫أبعاده وهيئته‪ .‬فليغرت عثا هذا الوهم الغبي الذي يحبس عقول الناس — والمسيح — في الخبز!‬

‫وما هو القصد من اختفاء الحضور في الخبز‪ ،‬إذ لم يكن لكي يتوقف عند الرمز من يريدون أن‬
‫ينالوا المسيح؟ لكئ الرت نفسه شاء أن ال تنصرف أنظارنا فقط‪ ،‬بل كز حواسنا عن األرض‪ ،‬إذ منع‬
‫النسوة من أن يلمشثه ألئه لم يكن بعن قد صعد [يو ‪١٧: ٢٠‬؛‪ .‬لنا رأى مريم تسرع بوقار وغيرة‬
‫متقدين لتقيل قدنيه‪ ،‬لماذا لزم أن يرفض بل أن يمنع ذلك اللمس إلى أن تعبله السماء؟ ال يوجد سبب‬
‫لهذا سوى أئه أراد أن يسعى هنالك فحسب‪.‬‬

‫ويسهل الرذ على اعتراضهم بأئه ظهر بعد ذلك ألستغانوس [اع ‪٥٥٠٠٧‬؛‪ .‬فلم يكن ضروري‬
‫للمسيح أن يغير مكانه إذ أمكنه أن يهب عيثي عبده وضوح الرؤية بحيث اخترقتا السماوات‪.‬‬
‫وينطبق القول نفسه على بولس [اع ‪٩‬ح‪٠]٤‬‬

‫يحتجون بالقول إذ المسيح خرج من القبر المفلق [مت ‪٦:٢٨‬؛ وذهب إلى تالميذه عبر‬
‫األبواب المغلقة [يو * ‪١٩:٢‬؛‪ .‬أتا هذا فال يدعم خطأهم‪ .‬ألته مثلما أعطته المياه ممرا صليا‬
‫كأرض مرصوفة عندما مشى على البحيرة [مت ‪:١٤‬ه ‪٢‬؛‪ ،‬فهكذا ال يدهشنا أن النت الحجارة‬
‫له عند اقترابه منها‪ .‬ولكن على األرجح أن الحجر تدحرج إطاعه ألمره‪ ،‬ثم عاد إلى وضعه حالما‬
‫مر من خالله‪ .‬ثم إذ دخوله من خالل أبواب مغلقة‪ ،‬ال يعني القدرة على اختراق مادة صلبة فقط‪،‬‬

‫من األبواب المقفلة‪.‬‬

‫كما أن اقتباسهم قول لوقا إذ المسيح اختفى بفته عن أنظار التلميذين اللذين رافقهما إلى‬
‫عمواس [لو ‪ ]٣١ : ٢٤‬ال يودهم‪ ،‬بل يساعدنا نحن‪ .‬ألئه إذ حول أنظارهما عنه لم يجعل ذاته غير‬
‫منظور؛ بل مختفيه‪ .‬وعلى شهادة الشاهد نفسه‪ ،‬لوقا‪ ،‬إذ المسيح عندما انطلق معهما مئجؤا إلى‬
‫عمواس‪ ،‬لم يظهر ذاته لهما بحيث أمسكت أعينهما عن معرفته [لو ‪ ١٦ : ٢٤‬؛ ‪ .‬أتا هؤالء الرجال‬
‫[المجادلون؛ فليسوا يغيرون هيئه المسيح فقط ليسكنوه [ثانيه؛ األرض‪ ،‬بل ليجعلوه شيائ هنا‪،‬‬
‫وآخر هناك‪ .‬وبخالف ذاته‪ .‬باإليجاز‪ ،‬إتهم يصنعون روحا من جسد المسيح‪ ،‬من نسيج خيالهم‪،‬‬
‫ليس فعأل مباشرة بل بالمواربة والتف والدوران في الحديث حول المعنى‪ :‬ثم إذ هم ال يكتفون‬
‫بذلك‪ ،‬يوسحونه بخاصيات متضادة ومتضاربة كز التضاد والتضارب‪ .‬ومن ثم ال مغر من أن يكون‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٠٨‬‬

‫‪ .٣ ٠‬رفض لشمولية حضور جسد المسيح‬

‫وحتى إذ كثا نسئم لهم بما يثرثرون به عن الحضور غير المنظور‪ ،‬فلن يمكنهم أن يبرهنوا على‬

‫تلك الالمحدودتة التي يحاولون بها أن يحبسوا المسيح في الخبز‪ .‬إذ لم يكن جسد المسيح قاد ا‬
‫على أن يوجد في كز مكان في الوقت نفسه‪ ،‬من دون محدودية المكان‪ ،‬فلن بعثل أئه يرقد مستترا‬
‫تحت الخبز في العشاء‪ .‬فلكي يهجوئا لهذه الضرورة قذموا فكرة الحضور الشامل في كز مكان‪.‬‬

‫ولكئنا كما أثبتنا بشهادات قوية وواضحة من الكتاب المقدس‪ ،‬كان جسد المسيح محند‬
‫المعالم واألبعاد بحسب طبيعة الجسم البشري‪ .‬كما أته بصعوده إلى السماء بين بوضوح أن‬
‫[جسرده] ال يوجد في كز مكان‪ ،‬بل إته عندما ينطلق إلى مكاز ما يغادر المكان الذي سبق أن كان‬
‫موجودا فيه‪.‬‬

‫كما أن الوعد الذي يقتبسونه‪ ،‬ؤلها اتا تقكلم ‪ ...‬إنى ائعشاء الذلهر [مت ‪ ]٢٠ : ٢٨‬ال يجوز‬
‫تطبيقه على الجسد‪ .‬أؤأل‪ ،‬إذ ارتباغا دائائ يمكنه أن يحدث‪ ،‬بغض النظر عن العشاء‪ ،‬إذ يسكن فينا‬
‫لديهم برهان صحيح يبرر جدلهم المرير حول كلمات المسيح‬
‫الحتواء المسيح في خبز العشاء‪ .‬ثانيا‪ :‬يبين السياق أن المسيح يتحدث من دون أدنى إشار؛ إلى‬
‫جسده‪ ،‬حيث كان يعد تالميذه بعوز ال بعهر لحمايتهم ومعاضدتهم إزاء جميع شحمات إبليس‬
‫والعالم‪ .‬ألن المسيح عندما عين لتالميذه إرسالية صعبة‪ ،‬قواهم بتأكيد حضوره معهم لكي يزيل‬
‫عن أذهانهم أي تردد في قبولها‪ ،‬أو األقبال على نهئتهم بأفئدة هيابة‪ .‬كان ذلك كما لوقال لهم إته‬
‫لن يتركهم بدون حمايته المنيعة‪ .‬فإن لم يكن قصدهم أن يبلبلوا األذهان‪ ،‬ألم يكن األولى بهم أن‬
‫يميزوا كيفيه حضوره؟‬

‫أكيد حعا أن البعض يفصلون أن يظيروا جهلهم حتى إن أذى هذا إلى عظمة خزيهم‪ ،‬على أن‬
‫يتنازلوا حتى عن مثقال ذرة من ضاللة خطئهم‪ .‬لسك أتحذث هنا عن البابويين الذين تعليثهم أكثر‬
‫قبوأل‪ ،‬أو على األقز أكثر اعتداال‪ .‬لكئ البعض يتمادون في فكتدهم إلى حذ الخلط بين طبيعثى‬
‫المسيح‪ ،‬فيقولون‪ :‬لثا كانت الطبيعتان مقترنثين‪ ،‬فأينما وجدت طبيعته األلهية ثئة أيصا جسده‬
‫الذي ال يمكن فصله عنها‪ .‬كما لوكان ذلك االتحاد قد مزج بطبيعقين نوغا من كائب وسطى ال هو‬
‫إله وال هو إنسان! هكذا في الحقيقة عثم أوطيخا‪ ،‬وسرثيتس من بعده‪ .‬أائ نحن فنستنتج من تعليم‬
‫الكتاب المقدس أن شخص المسيح الواحد ذو طبيعئين‪ ،‬بحيث تستبقي كز منهما بدون خلل‬

‫طابعها المميز‪ .‬وهكذا سوف يعلوهم الخزي إذا أنكروا أن أوطيخا ادين‪ .‬وس العجيب أتهم ال‬
‫‪١٣٠٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪.-‬الغصل السابع عشر‬

‫يتعظون من علة إدانته؛ [إذ إته] بإزالة التمييز بين الطبيعئين والمناداة بوحدانية الشخص‪ ،‬لجثل من‬
‫الله إنساائ‪ ،‬ومن اإلنسان إلهًا‪ .‬أي جنون هذا‪ ،‬إدا‪ ،‬أن تمزج السماء باألرض بدأل من أن تقحلى عن‬
‫محاولة جز جسد المسيح من القدس السماوي؟‬

‫يتشبثون بهذه النصوص لمعونتهم‪ :‬زليمس اخد صعت إلى الشفاء إأل ائدي تزل مر‪ ،‬الشفاء‪،‬‬
‫ائئ اإلثشاآل الذي لهز في الشفاء [يو ‪]١٣:٣‬؛ وأيشا‪ :‬ا‪٠‬االئن‪ ...‬الذي لهز في حشب اآلب غز‬

‫حئز‪٠‬ا [يو ‪ .]١٨: ١‬ومن الغباء أيصا أن يزدرى تبادل الخواص ‪ ٢١ ،‬العبارة التي صاغها اآلباء‬
‫األولون منذ رس بعيد ففيد قصنا معبائ‪ .‬فمن الموكد أته عندما يكون الحديث عن صلب المسيح‬
‫[ ‪١‬كو ‪ ،]٨: ٢‬ال يعني بولس أته تأئم في طبيعته اإللهية‪ ،‬لكئه يقول هذا ألن هذا المسيح نفسه الذي‬
‫وقاسىآالم الجسد‪ ،‬كان هو الله ورت المجد‪ .‬وبهذا المعنى كان أيصا‬
‫‪٠‬‬ ‫أصبح مخذوأل ومحتفزا‪،‬‬
‫ابن اإلنسان [يو ‪ ،]١٣:٣‬ألن هذا المسيح نفسه الذي حل مسكئه على األرضح بحسب الجسد‪،‬‬
‫كان هوالله في السماء‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬قيل إته نزل إلى ذلك المكان بحسب الوهبته‪ ،‬ال ألن‬
‫األلوهة غادرت السماء لتختبئ في سجن الجسد‪ ،‬بل ألئها على الرغم من أتها تمأل جميع األشياء‪،‬‬
‫حتت في إنسانية المسيح عينها جسديا [كو ‪ ،]٩: ٢‬أي بالطبيعة وعلى نحو معين فائق الوصف‪.‬‬
‫ثغة تميير سائد للمدارس ال يخجلني أن أشير إليه‪ :‬على الرغم من أن المسيح بكلكبته حال في كل‬

‫مكان‪ ٢٢،‬ليس كل ما فيه حاال في كل مكان‪ .‬يا ليت المدرسين أنفسهم تأتلوا بأمانه قزة هذه‬
‫المقولة‪ .‬ألته هكذا كانت تفصح العقالنبة حضور المسيح الجسدي‪ .‬لذلك‪ ،‬ما دام المسيح حاال‬
‫بكليته في كل مكان‪ ،‬فإذ وسيطنا حاز دائما مع شعبه‪ ،‬وفي العشاء المقدس يعلن ذاته على نحو‬
‫خاص؛ ومع هذا فالمسيح كته حاضر هكذا‪ ،‬ولكن ليس بكليته‪ .‬ألته‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬تحتويه السماء في‬
‫جسده إلى أن يظهر عند الدينونة‪.‬‬

‫‪ .٣١‬اليزل المسيحإلينا؛ نحنئرفعإليه‬

‫لكئ يخطئ خطًا فادحا تن يتصؤر أن ال حضوز جسديا في العشاء إذ لم يكمن الجسد في‬
‫الخبز‪ .‬ألته بذلك ال يترك مجاأل للعمل الخفي الذي يقوم به الروح القدس‪ ،‬الذي به يولجن المسيخ‬
‫ذاته بنا‪ .‬ال يبدو لهؤالء أن المسيح حاضر ما لم ينزل إلينا‪ .‬كأتما ال ينبغي أن نتلذذ بحضوره معنا‬
‫بالمقدار نفسه! فالمسألة إدا هي في الكيفبة‪ ،‬ألتهم يحددون مكان المسيح في الخبز‪ ،‬بحيث ال‬

‫‪0‬‬ ‫في الالتينية‪:‬‬ ‫‪٣١‬‬


‫انظر‪ 192. 804(. :‬ط(ل‪1‬ي‪111. 3 )٦١‬ل‪،‬دج ‪)1,‬دع‪0‬ط‬ ‫‪٢٢‬‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس اش المبحى‬ ‫‪١٣١.‬‬

‫نعتقد نحن أته من قبيل الصحيح‪ ،‬أو المباح‪ ،‬أن ئنزله نحن من السماء‪ .‬فليقرر قزاؤنا أيهما أصغ‪.‬‬
‫لئبعذ فقط عن أذهاننا ذلك االفتراء بأن المسيح يعلب عن العشاء ما لم يكن كامائ تحت غطاء الخبر!‬
‫فحيث إذ هذا السر سماوي‪ ،‬ال حاجة إلى جر ‪,‬المسيح إلى األرضى حتى يقترن بنا‪.‬‬

‫(طبيعة الحضور الجسماني الحقيقية التي يشترك فيها المؤمنون بواسطة الروح‪)٣٤ - ٣٢ ،‬‬

‫‪ .٣٢‬اسول المعئدة لكر مرفوضة‬

‫إذا سألني أحدهم كيف يحدث هذا‪ ،‬فلن أستحي أن أعترف بأته سر يفوق في سموه مقدرة‬
‫عقلي على استيعابه أو كلماتي على التعبير عنه‪ .‬وكي أتحدث بكثر وضوح إته أمؤ أختبره‪ ،‬ال أمر‬
‫أفهمه‪ .‬لذلك فإئني هنا أقبل من دون جدال الحق اإللهي وأسكن فيهآمائ مطمئائ‪ .‬إته يعلن أن جسده‬
‫ماكل نغسي‪ ،‬وأن ده مشريها [رو ‪٣:٦‬ه وما يليه؛ ‪ .‬فأقدم نغسي له لتتغذى بذاك المأكل‪ .‬يدعوني‬
‫في العشاء المقدس أن آخذ وأن أشرب جسده ودمه المرموز إليهما بالخبز والخمر‪ .‬وال يخامرني‬
‫شك في أته هو نفسه يقذمهما حعا وأتني أنا أتناول منهما‪.‬‬

‫إتني أرفض السخافابت المنافية للعقل فقط‪ ،‬والتي تبدو إلمنا غير جديرة بجالل المسيح‬
‫السماوي‪ ،‬أو متنافرة مع حقيقة طبيعته البشرية‪ ،‬حيث إتها تتناقض صريحا وحتمؤا مع كلمة الله؛‬
‫ألتها (كلمة الله) تعتم بأن المسيح قد فيل هكذا إلى مجد الملكوت السماوي [لو ‪٢٦ : ٢٤‬؛‬
‫بحيث ارتقى فوق اليبان الدنيوي بأسره‪ ،‬وتبرز — ليس بعنايه أقل — تلك األشياء التي تميز‬
‫االنسانية الحقيقية‪.‬‬

‫هذا ال ينبغي أن يبدو منافيا للمنطق أو صعب التصديق‪ .‬ألته كما أن ملكوت المسيح بجملته‬
‫هو روحى‪ ،‬فمهما يفعل مع كنيسته ال يلزم أن يخضع لمنطق هذا العالم‪ .‬أو‪ ،‬إن اقتبسنا كلمات‬
‫أوغسطينس‪ ،‬إذ هذا السر‪ ،‬كبقية األسرار يجريه البشر‪ ،‬ولكن على نحوإلهي؛ على األرض‪ ،‬ولكن‬
‫بصور؛ سماوية‪[ ٢٣.‬أقول؛ هكذا يحضر الجسد إذ تتطنب طبيعة السر حضورا نقول عنه إته يظهر‬
‫ذاته هنا بقوة وفاعلية عظيمة كهذه‪ ،‬بحيث يأتي ألذهاننا بتأكيد ال حدود له للحياة األبدية‪،‬‬
‫بل يوفد لنا أيصا خلود أجسادنا‪ .‬في الحقيقة أن أجسادنا ئنبشها اآلن جسده األبدي‪ ،‬وإلى حذ‬
‫ما تشارك أبديته‪.‬‬

‫‪ 0/60)1‬رؤاح ‪,‬جعا‪8٤‬ااجال‪٨‬‬ ‫‪٢.‬أ ;‪ )16 41. 516‬اا‪٧‬لآل‬ ‫انظر‪11. 32(. :‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫‪١٣١١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫على أة مرل يذهبون بمبالغاتهم إلى ما هو أبعد من هذا‪ ،‬ال يفعلون شيها عدا حجب الحق‬
‫ابسيط الواضح بتعقيداب كهذه‪ .‬إن ظز أحدهم بعن غير مقتنع‪ ،‬أون أن أدعوه ليتاكل معي هنا‬
‫بعض الوقت أتنا اآلن بصدد مناقشة سر ينبغي أن دحال برئته إلى اإليمان‪ .‬لكئنا‪ ،‬بهذه المشاركة في‬
‫الجسد التي أقررنا بها‪ ،‬نفذي اإليمان بالفزارة والروعة نغسيهما اللتان يشارك بهما الذين يحدرون‬
‫المسيح نفسه من السماء‪.‬‬

‫وفي تلك األثناء‪ ،‬أعترف صراحه يأتني أرفض تعليمهم بامتزاج جسد المسيح بأرواحنا‪ ،‬أو‬
‫بنقله إليها كما يحدث في عماية نقل الدم‪ .‬فإته يكفينا أن المسيح ينفخ حيا؛ في نفوسنا ‪ -‬بل‬
‫يسكب حياته عينها في دواخلنا — على الرغم من أة جسده ذاته ال يخترق أجسادنا‪ .‬إلى‬
‫ذلك‪ ،‬ال شلثع في أن قياس اإليمان الذي ينادي بولس بأن يشاكله كز تفسير الكتاب‬
‫المقدس [رو ‪ ،]٦ ،٣ : ١٢‬يؤيد وجهة نظرنا بصور؛ ملفتة للنظر‪ .‬فلتن تن يعاندون الحق ألي‬
‫معيار من معايير اإليمان يشاكلون أنفسهم‪ .‬وش ال يعترف بأة يسوع المسيح جاء بالجسد فليس‬
‫من الله[‪١‬يو‪ ,]٣-٢ :٤‬هؤالء الرجال ينكرون حقيقة مجيئه بالجسد مع أتهم يسترون ذلك‬
‫أو ال يالحظون ما يفعلون‪.‬‬

‫‪ .٣٣‬االشتراك الروحي في المسيح اشتراك فعلي؛ واشتراك غير المؤمنين في العشاء الرباني‬

‫وبالطريقة نفسها يلزمنا أن نميز االشتراك الذي ال يغزون به ما لم يبتلعوا جسد المسيح تحت‬
‫الخبز‪ .‬ولكئ إهانة جسيمة تصوب إلى الروح القدس‪ ،‬إن لم نؤمن بأته من خالل قوته التي يستحيل‬
‫استيعابها‪ ،‬نشترك فعال في جسد المسيح ودمه‪ .‬في الحق‪ ،‬لو كانت قوة السر كما عتلنا بها وكما‬
‫اختبرتها الكنيسة القديمة قد أعطيت حؤ قدرها عبر القرون األربعة الماضية‪ ،‬لكان ذلك يرضينا‬
‫وأكثر‪ .‬بذا كانت تضن األبواب في وجه العديد من الضالالت البذيئة التي نشأت منها خالفات‬
‫أنزلت الكوارث بالكنيسةآنذاك كما في يومنا‪ ،‬فيما يطالب الفضوليون بحضور نبالغ فيه وال مكان‬
‫له في الكتاب المقدس‪ .‬ثم يتشدقون بالحديث في هذا األمر‪ ،‬بغعز النظر عن كونه الخئلق أساسا‬

‫بغباء وتهؤر‪ ،‬كما لو كان احتواء جسد المسيح في الخبز هو التقوى بكليتها‪ ،‬من مقنم السفينة‬
‫إلى مؤحرها ‪ ،‬كما يقولون‪ ٢ ٤ .‬كان في غاية األهمية أن نعرف كيف يصبح لنا جسد المسيح الذي‬
‫يذل من أجلنا ره وإلى األبد‪ ،‬وكيف نصبح نحن شركاء في دمه المسفوك وه ألجلنا‪ .‬فإذ هذا‬
‫صار لكي نمتلك المسيح كلائ‪ ،‬مصلودا‪ ،‬كي نتمتع بنعمه كتها‪ .‬أما هم‪ ،‬إذ يتغافلون عن هذه األمور‬

‫يستخدم كالغن مثال شعبيا ينسبه الكاتب الرومافي شيشرون إلى اليونانيين‪.‬‬ ‫‪٢٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس اش ابئ‬ ‫‪١٣١٢‬‬

‫الئهئة‪ ،‬ويهملونها بل يكادون يدفنونها تمانا‪ ،‬فيسرهم سؤاذ واحن شائك‪ :‬كيف يرقد جسد‬

‫المسيح مستترا في الخبز‪ ،‬أو تحت شكل الخبز؟‬

‫يفتخرون — خطأ — بالقول إذ كز ما نعتم به عن الغذاء الروحى مضاة (هذا قولهم) لألكل‬
‫الصحيح والحقيقي‪ ،‬بحيث ننتبه — بحسب نظرهم — إلى الكيفية فقط التي هي — بالنسبة إليهم‬
‫— جسمانية‪ ،‬إذ يحتوون المسيح في الخبز أنا بالنسبة إلينا فالكيغيه روحيه‪ ،‬ألن قوة الروح الخفية‬
‫هي رباط اثحادنا مع المسيح‪.‬‬

‫واعتراضهم االخر ليس أكثر صوادا‪( :‬وهو) أتنا نشير إلى الفائدة فقط‪ ،‬أو األثر الذي يجتنيه‬
‫المؤمنون من أكل جسد المسيح‪ .‬إذ المسيح نفسه‪ ،‬كما قلتا انغا‪ ،‬هو موضوع العشاء‪ ،‬وينتج األثر‬
‫من كوننا قد تطهرنا من آثامنا بذبيحة موته‪ ،‬وبدمه عسلنا‪ ،‬وبقيامته ابمنا لرجاء الحياة السماوية‪.‬‬

‫أنا التخيل األحمق الذي اخترعه لومبارد‪ ،‬أئ أكل جسد المسيح هو السر‪ ،‬فهو ما أفسد عقولهم‪.‬‬
‫ها هو نطل كلماته‪ :‬السر وليس الشيء هو هيئة الخبز والخمر؛ السر والشيء هما جسد المسيح‬
‫ودمه؛ والشيء‪ ،‬وليس السر‪ ،‬هو جسده الخفى‪ .‬ثم يقول أيصا فيما بعد‪ :‬الشيء الذي تدز عليه‬
‫العالمة وتحتويه هو جسد المسيح الصحيح (أنا) المدلول عليه وغير الئحتوى فهو الجسد‬
‫الخفي‪ .‬إتني أتفق مع تمييزه بين جسد المسيح والغذاء الناتج منه ويكمن فيه؛ أثا االدعاء بأته‬
‫السر‪ ،‬حتى بأئه كامل (ئحتؤى) في الخبز فهو خطأ ال بطاق‪.‬‬

‫ومن ثم ينشأ تغسيرهم الخاطئ لألكل السري‪ .‬فإئهم يفترضون أته حتى غير المؤمنين واألشرار‬
‫باكلون جسد المسيح‪ ،‬مهما كانوا متغربين عنه‪٢ .‬‬

‫ولكئ جسد المسيح نفسه في سر العشاء شيء ال يقز روحانيه عن خالصنا األبدي‪ .‬من هذا‬
‫نستنبط أن كز نن افتقر إلى روح المسيح‪ ،‬ال يتناول جسد المسيح‪ ،‬بل هو كمر‪ ،‬يتناول خمرا‬
‫ال مذاق لها‪ .‬كا ال ريب فيه أن المسيح يتمزق باحتقار إذ عرض جسده المائت والفاقد القؤة‬
‫— لتناول غير المؤمنين‪ .‬على أته ينافي [تقديم العشاء لغير المؤمنين] بقوله‪ :‬نن تأكل‪ ،‬حشدي‬
‫ؤيشزب دي سن فئ زاتا فيهاا [يو ‪ ٦: ٦‬ه]‪ .‬لكئهم يجاوبون ذلك معترضين بالقول إذ هذا النعل‬
‫ال يتكتم عن المناولة من السر‪ .‬أوافقهم على ذلك بشرط أال يتعئروا هم مرارا على الحجر عينه‪ ،‬أن‬
‫ال أحذ يمكنه أن يأكل جسن ه نفسه بدون جدوى إطالقا‪.‬‬

‫‪,‬ضس‪0‬ا‬ ‫انظر‪ 192. 857 ٤(. :‬ا(ل‪. 2 )١/1‬ال ‪!٧. ¥111. 4; !٧.‬‬ ‫‪٢٥‬‬
‫‪١٣١٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫وأوذ أن أعرف منهم كم يطول فيهم بقاء الجسد بعدما ‪-‬يكلون منه‪ .‬في رأيي أتهم لن يجدوا‬
‫مخرجا من هذا السؤال‪ .‬سوف يعترضون بالقول ‪ :‬ال شيء من أمانة مواعيد الله يمكنه أن ينقص‬
‫أو يخيب بسبب جحود البشر‪ .‬هذا بالطبع أمر متفق عليه‪ ،‬وأضيف إلى ذلك أة قوة السر تبقى‬
‫باكملها‪ ،‬مهما حاول األشرار بكز قدرتهم أن يبطلوها‪ .‬لكئ هنالك اختالائ مبيائ بين أن تعدم [قوة‬
‫السر) وأن ثقيل‪ .‬يقذم المسيح هذا الغذاء الروحي ويعطي هذا المشرب الروحي للجميع‪ .‬البعض‬
‫يتناولونهما ويتغذون بهما باشتياق‪ ،‬وآخرون يرفضونهما باستعالء‪ .‬فهل يفقد المأكل والمشرب‬
‫طبيعتهما بسبب رففى البعض لهما؟ سوف يقولون هذه المقارنة تؤيد رأيهم‪ :‬أن جسد المسيح‬
‫— على الرغم من أن ال مذاق له ‪ -‬ال يزال جسذا‪ .‬ولكئني أرفض إمكانية أن يؤكل بدون بعض‬
‫من مذاق اإليمان‪ .‬أو (إن فصلنا أن نتحذث على مثال أوغسطينس)‪ ،‬إئني أصر على أن البشر ال‬
‫يفوزون من هذا السر بأكثر مائ يجمعون بإناء اإليمان‪ ٢٦.‬وهكذا يبقى السر باكمله من دون أن‬
‫ينتقص؛ وفي الحقيقة يظن حعه وفاعليته غير منقوقصين‪ ،‬رغم أن األشرار ينصرفون فارغين بعد‬

‫االشتراك الظاهري فيه‪.‬‬

‫وإذا اعترضوا ثانية بالقول إذ كلمة اهذا هو جسدى تفقد معناها إذا تناول األشرار خبزا‬
‫قابأل للفساد وال شيء سواه‪ ،‬فثئة جواب حاضر‪ :‬إذ الله يشاء أن يعترف بصدقه‪ ،‬ال في التناول‬
‫نفسه‪ ،‬بل في ثبات جوده واستمرارتته‪ ،‬وذلك في استعداده أن يعطي غير المستحثين ما يرفضونه؛‬
‫إئه في الحتى يعطيه بسخاء ومجاتا‪ .‬وفي هذا يكمن كمال السر‪ ،‬بحيث ال يستطيع العالم بأسره أن‬
‫ينبصه‪ :‬أن جسد المسيح ودمه يعثيان لغير المستحثين بكتية الحتى الكامن فيهما كما للمؤمنين‬
‫مختاري الله‪ .‬وفي الوقت عينه‪ ،‬صحيح مع ذلك أده كما يجري تماائ المطر الساقط على‬
‫صخر صلي ألته ال يجد مدخأل للحجر‪ ،‬فهكذا يصن األشرار بقساوتهم نعمة الله بحيث ال تتسرب‬
‫إلى دواخلهم‪ .‬فأن يقال يمكن دعبل‪ ،‬المسيح من دون إيمان‪ ،‬يشبه العقالنية القول بأن البذرة‬
‫يمكنها أن تست في النار‪.‬‬

‫ومن قبيل العبث أن يسألوا كيف أتى المسيح لهالك البعض إن لم يتناولوه عن غير استحقاق‪،‬‬
‫حيث اتنا ال نقرأ في أي مكا؟ أن البشر يجلبون الموت على أنفسهم بتناول المسيح عن غير‬
‫استحقاق‪ ،‬بل باألحرى بازدرائهم إتاه‪.‬‬

‫انظر‪٢. !1 :‬غ ;‪x11. 1; 1111. 10 (1 35. 1432, 1801, 1778‬؛‪. 15‬ا‪ 008^1 ٧‬نس ‪٠‬هئ‪8‬د ‪(11‬‬ ‫‪٢٦‬‬
‫‪¥11. 44, 312 ٤٠ 244); 0*1‬‬ ‫خ ;‪ 43.181‬ال‪¥. ٧111. 9 (142 .8‬‬ ‫‪.‬؟ افد ;(ع ‪1¥. 466‬‬
‫]‪15 (292 .1¥ [143 .۶8‬‬ ‫‪).‬اط‪.‬ى ;‪ 37. 1854‬أل‬
‫طلع الشون وخنقها‪ ،‬وبذا ماتت [مت ‪ .]٧: ١٣‬ألته يتحدث هنا عن قيمة اإليمان المووت الذي‬
‫ال يحسبه ضروريا للتناول من جسد المسيح ودمه‪ ،‬تن يجعلون من يهوذا يذا لبطرس في هذا‬
‫المجال‪ .‬في الواقع يبرهن المثل نفسه على خطأ اعتقادهم حيث يقول المسيح إذ بذاذا سقطت‬
‫على الطريق‪ ،‬وأخرى على األرض المحجرة‪ ،‬ولم تمم جذور لهذه أو لتلك‪ ،‬وإذ لم يكن لها أصل‬

‫تمنعهم من مجيء المسيح إليهم‪-‬‬

‫إذ كذ تن يرغب معونة هذا السز لخالص نفسه‪ ،‬سوف ال يجد ما هوأنسب من أن المؤمنين‬
‫بانقيادهم إلى الينبوع [قارن يو ‪ —٦ : ٤‬ه ‪ ]١‬يمكنهم أن يستمدوا ماء الحياة من ابن اإلنسان‪.‬‬
‫وكرامة هذا السز تبقى رفيعة عندما ندرك بثقة أته يعيننا على أن نطعم في جسد المسيح‪ ،‬أو‪ ،‬إذ‬
‫ئئلغم فيه ننمو أكثر فأكثر فيه مائ‪ ،‬إلى أن يضئنا إلى شركته في الحياة السماوية‪ .‬يعترضون بالقول‪:‬‬
‫إذ لم يتناولوا من جسد المسيح ودمه‪ ،‬يجزمهم بولس فيهما [ ‪١‬كو ‪ .]٢٧: ١١‬ولكئني أجيب‬
‫بأئهم ال يدانون بسبب أتهم أكلوا‪ ،‬بل ألتهم دتسوا السر فقط إذ داسوا تحت أرجلهم عهد شركة‬
‫وحدتهم المقدسة مع الله‪ ،‬حيث كان ينبغي أن يقبلوه بحمد وورع‪.‬‬

‫‪ .٣٤‬اشتراك غير المومئين في العشاء الرباني‪ ،‬في فكرأوغسطيفس‬

‫أكد الكائب األقدمون‪ ،‬ومن بينهم أوغسطينس خصوصا‪ ،‬هذا التعليم‪ :‬أن األسرار ال تفقد‬

‫شيائ بسبب عدم أمانة البشر أوإرادتهم الشريرة‪ ،‬كما ال تبطل النعمة التي ترمز إليها‪ .‬ولذا يفيدنا أن‬
‫نبرهن بوضوح من كلماته على مقدار الجهل والخطأ عند أولئك الذين يطرحون جسد المسيح‬
‫لتأكله الكالب‪ ،‬حين يطبقون ما يقوله [أوغسطينس؛ على الحالة الراهنة‪ .‬فبحسب مفهومهم‪،‬‬
‫يتناول األشرار من جسد المسيح ودمه في السر‪ ،‬ولكن بدون قوة الروح أو أي أثر للنعمة‪ .‬أتا‬
‫أوغسطينس فيفئر هذه الكلمات بحكمه واثزان‪ :‬اومن* يأكل جسدي ويشرب دمي [يو ‪ ٤ : ٦‬ه]‬
‫يحيا (لن يموت) [يو ‪ ٠:٦‬ه] إلى األبد) [يو ‪ ١: ٦‬ه]؛ أي‪ ،‬تنتعئل قوة السر‪ ،‬ليس السر المنظور‬
‫فقط؛ وفي الحقيقة داخليا‪ ،‬وليس في الظاهر؛ ومن يأكل من القلب‪ ،‬وليس من يقضم بأسنانه‪.‬‬
‫من هذا يستنتج أخيرا أن سز هذا الشيء — أي سر وحدة جسد المسيح ودمه — مقنم للبعض في‬
‫العشاء الرباني للحياة‪ ،‬وآلخرين للموت؛ أتا الشيء ذاته الذي يدن عليه السز فيقنم للجميع للحياة‪،‬‬
‫وليس ألحد للموت‪ ،‬أي لكز تن يتناول منه‪ .‬وحتى ال يجادل أحذ هنا بأن اذلشيءا ال يسئى‬
‫‪١٣١٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫الجسد بل نعمة الروح التي يجوز أن تظل منفصلة عنه [عن الجسد؛‪ ،‬يبذد تضاد المنظور وغير‬
‫المنظور هذه الشحب؛ ألن جسد المسيح ال يمكن أن يشمله المنظور‪ .‬ومن هذا يظهر جايا أة‬
‫غير المؤمنين يشتركون في الرمز المنظور فقط‪ .‬وكيما يزيز اوغسطيئس كز ريبة‪ ،‬يضيف إلى قوله‬
‫بأن هذا الخبز يقتضي جوع اإلنسان الباطن إليه‪ :‬لقد سر الله أن موسى وهارون وفنحاس وخرين‬
‫كثيرين أكلوا من المئ [خر ‪ ١٤ : ١٦‬وما يليه]‪ .‬لماذا؟ ألئهم فهموا األكل المنظور روحائ؛ جاعوا‬
‫روحيا‪ ،‬تذوقوا روحيا‪ ،‬حتى يشبعوا روحيا‪ .‬وهكذا نحن اليوم‪ ،‬نتناول المأكل المنظور؛ ولكئ‬
‫السر شيء‪ ،‬وقوة السر شيء اخر‪ .‬وبعد قليل يضيف أيغما‪ :‬وس خالل هذا‪ ،‬من الموفد أن من ال‬
‫يثبت في المسيح وتن ال يسكن فيه المسيح لن يأكل جسده ولن يشرب دمه روحيا‪ ،‬على الرغم‬
‫من أئه قد يمضغ بأسنانه — جسمانيا وظاهريا ‪ -‬العالمة المنظورة للجسد والدم‪ .‬تكرارا يقال لنا‬
‫إذ العالمة المنظورة والتناول الروحى متضادان‪ .‬وبهذا يغئد خطأ أكل جسد المسيح غير المنظور‬
‫بواسطة السر‪ ،‬حتى إذ لم يكن تناوأل روحيا‪ .‬نسمع أيصا أن األدناس وغير الطاهرين ال ينالون‬
‫شيائ سوى التناول المنظور للسر‪ .‬فمن دم جواب أوغسطينس المأثور هو أن بقية التالميذ أكلوا‬
‫الخبز الذي هو الرب‪ ،‬أائ يهوذا فأكل خبز الرب‪ .‬بهذا يستبعد غير المؤمنين ‪ -‬بكز وضوح ‪ -‬من‬

‫االشتراك في جسد الرب ودمه‪ .‬وما يقوله في موضع اخر يفيد المعنى عينه‪ :‬لماذا تتعجب إن كان‬
‫خبز المسيح اعطي ليهوذا إذ به كان مسلكا للشيطان‪ ،‬فيما ترى — على العكس — أن رسوأل من‬

‫الشيطان أعبي لبولس كي يككله في المسيح [ ‪ ٢‬كو ‪٧: ١٢‬؛؟ في الحقيقة‪ ،‬يقول في موضع آخر‬
‫إذ جسد المسيح كان خبز العشاء لمن قال لهم بولس‪ :‬ألن الذي تأكل ؤئئزب بدون اشغفاق‬

‫تأكل وفزت ذينوده لتعسهاا [ ‪١‬كو ‪ .]٢٩: ١١‬كما ال ينالون الشيء ألتهم يأكلون اثمين‪ .‬ولكن‬
‫في موض‪٠‬عآخر يفشر معنى قوله بأكثر تفصيل‪ .‬فإذ يريد عمدا أن يعزف كيف يتناول جسن المسيح‬
‫االثمون واألشرار الذين يقزون باإليمان المسيحي بشغاههم ولكئهم ينكرونه بأعمالهم (وكذلك‬
‫لكي ينافي رأي البعض القائل بأئهم ال يتناولون من السز وحده بل في الحقيقة) يقول‪ :‬أيتحتم أأل‬
‫يقال عن هؤالء إتهم يأكلون جسد المسيح‪ ،‬إذ يجب أأل يعذوا بين أعضاء المسيح‪ .‬فبغض‬
‫النظر عن اعتباراب أخرى‪ ،‬ال يمكنهم أن يكونوا أعضاء المسيح وفي الوقت عينه أعضاء‬
‫زانية [ ‪١‬كو ‪:٦‬ه ‪١‬؛‪ .‬وأخيرا‪ ،‬عندما يقول المسيح نفسه تن يأكز جسدي يثبمق في وأنا فيه‬
‫[يو ‪ ٦: ٦‬ه؛‪ ،‬يبين معنى أن يأكل [أحذ؛ جسد المسيح‪ ،‬ليس كسر فقط بل في الحقيقة‪ .‬ألن هذا هو‬
‫معنى أته يثبت في المسيح وأن يثبت فيه المسيح‪ .‬لقد قال ذلك كما لوكان يقول‪ :‬ال يقل وال يظئ‬
‫من ال يثبت فى وأنا فيه‪ ،‬أته يأكل جسدي أويشرب دمي‪ .‬ا‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اش السم‬ ‫‪١٣١٦‬‬

‫دع قزائي يرنون هذه المقابلة بين االل السري واألكل الحقيقي؛ عندئذ لن يبقى شلن‪ .‬يؤكد‬
‫[أوغسطينس] الفكرة نفسها وبالوضوح نفسه في هذه الكلمات‪ :‬ال تجهز فكي فمك بل جهز‬

‫قلبك‪ :‬ألته لهذا أوصى بالعشاء المقدس‪ .‬انظر‪ ،‬إئنا نؤمن بالمسيح عندما نتناوله باإليمان؛ وبتتاول‬
‫نعرف في ما نتفكر‪ .‬نتناول يسيرا وتتغذى قلوبنا‪ .‬وما يغذيتا هوما نؤمن به وليس ما تبصره عيوننا‪.‬أ‬
‫وهنا أيصا يحذد ما يجتنيه األشرار (من تناول السر) فيحصره في مجرد العالمة المنظورة؛ ويعتم أئ‬
‫المسيح يقتبل باأليمان فقط‪ .‬ويعلن أوغسطينس أيائ صراحه في موضعآخر‪ ،‬أن األبرار واألشرار‬
‫يشتركون مائ في التناول من العالمات [المنظورة]‪ ،‬ولكته ينكر أن األشرار يتناولون حعا من جسد‬
‫المسيح؛ ألدهم لو كانوا فعأل يتناولون الشيء نفسه‪ ،‬لما كان يترك بأي حال من األحوال ما يؤيد‬
‫موقفه من دون أن يقوله‪ .‬وفي موضعآخر أيصا‪ ،‬تحت عنوان األكل ومزاياه‪ ،‬يختتم قائأل‪ :‬ايصبح‬
‫جسد المسيح ودمه حياة لكز إنسان‪ ،‬إن كان ما يتناول منظورا في السر هو بالحؤ عيله يؤكل‬
‫ويشرب منه روحائ‪ .‬لذلك إذ كتا لسفق مع أوغسطينس‪ ،‬فلندغ من يجعلون من غير المؤمنين‬
‫شركاء في جسد الرب ودمه يروننا جسد المسيح المنظور‪ ،‬حيث كان األمر كته بالنسبة إليه [أي‬
‫ألوغسطينس] روحيا‪ .‬كما يستنتج من كلماته — بالتمكيد — أن أكل السر حيث يفلق عدم األيمان‬
‫الباب على الحقيقة‪ ،‬ليس له ما يزيد قيمه عن كونه أكال منظورا وخارجيا‪ .‬أما إن كان جسد المسيح‬
‫يؤكل حقيقًا‪ ،‬ال روحيا‪ ،‬فماذا يعني قوله في موضعآخر‪ :‬الن تأكلوا هذا الجسد الذي ترونه‪،‬‬
‫ولن تشربوا هذا الدم الذي سوف يسفكه الذين يصبونني‪ .‬لقد أمرت لكم بسر‪ :‬إذ تأكلوه روحيا‬
‫يعبكم حياة ؟ من الموبد أته لم يقصد أن الجسد ذاته الذي قذمه المسيح كثارًا هو نفسه في‬
‫السر؛ ولكئه التفت إلى كيفية االل؛ أي إذ قبلته السماء في المجد‪ ،‬ينفخ جسنه فينا حياة بقؤة‬
‫الروح الخفية‪ .‬إتني أقز حعا بأته لطالما يجد من يقرأ أعماقه هذا التعبير‪ :‬أن جسد المسيح يأكله‬
‫غير المؤمنين؛ ولكئه يشرح ذلك بإضافة القول في السر ‪ .‬ويصف االكل الروحي في نعل آخر‬
‫بالقول إذ قضماتنا ال تلتهم النعمة‪ .‬وكي ال يتهمني معارضتي بأئني اراكم االقتباسات‪ ،‬أون أن أعرف‬
‫كيف يمكنهم أن يتهربوا من عبارته القائلة‪ :‬إته في المختارين وحدهم تفعز األسرار ما ترمز‬
‫إليه‪ ٢٧ .‬بالتأكيد لن يجرؤوا على أن ينكروا أة جسد المسيح يرمز إليه بالخبز في العشاء‪ .‬من هذا‬

‫يقتبس كالغن أقوال أوغسطينس من الكتابات التالية‪. 3,11 :‬اا‪٧‬تت ;‪. 1‬تا‪. 11, 12, 15, 18; 1‬ا‪٧‬تت أ‪(€‬ا‪ )$08‬ألكد‬ ‫‪٢٧‬‬
‫‪7٧11. 171‬ل‪٢‬ال\ ‪35. 1611,1612,1614,1796 , 1801, 1616, 1621; ٥٠.‬الس‬ ‫‪307 1., 312 ٤, 174,177‬‬
‫‪303‬‬ ‫‪41.742; ٥.‬الس‬ ‫ذذ كا ;‪37. 1265‬الس‪8. 98.9‬الدم ;(‪11. 473‬‬
‫‪ 466 .1٧ ٤(; $€]0X11 1118.‬الذمح‪ 43. 181; 11.‬ذا) ‪111. 9‬؟ ‪880,1111,8 ]1<8. 99[ 1٧. 454(; 011801(118111 ٧.‬‬
‫;(‪8 1. 462‬الد‪ 8‬ذذ كا ;‪ 38. 645‬الس ‪5.5‬‬ ‫‪ !! 1٧.‬كا ;‪ 42. 291‬الس ‪. 16‬اذك ‪80118108‬‬
‫ذلح كا ;‪ 44. 125 ٤, 177‬الس ‪ XX1. 30; 11. xx٧11 .1081$. 44‬ا‪00 0‬أ‪88‬أأ‪8 00)18€0‬أأ‪€‬ا ‪€‬ا‪1‬أ ‪205(; 011‬‬
‫‪٧. 26, 62(.‬‬
‫‪١٣١٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫يلزم منطقيا أته يحظر على األشرار االشتراك فيه‪ .‬أتد كيرتس هذا الرأي بقوله‪ :‬اكما أته إذا سكب‬
‫أحدهم شمائ على شمع منصهر يختلطان كلكا‪ ،‬كذا يلزم أن يقترن بالمسيح من يتناول من جسد‬
‫الرب ودمه‪ ،‬بحيث يولجن في المسيح‪ .،‬ويوجد المسيح فيه‪ .‬أعتقد أته يتضح من هذه الكلمات‪،‬‬
‫أة ئن يتناولون من جسد المسيح الذي ال يمكن أن ينفصل عن قوته بحسب السر فقط‪ ،‬يحرمون‬
‫أكله الصحيح والحقيقي؛ وأته ال يوجد في هذا المجال ما يسبب فقدان الثقة بمواعيد الله الذي ال‬
‫يوقف المطر من السقوط وإذ لم تمتطه الحجارة والصخور‪.‬‬

‫(تبجيل عناصر األسرار بالخرافات مرفوض‪ ،‬ه ‪)٣٧ — ٣‬‬

‫‪ .٣٥‬بجادة العناصر مرفوضة‬

‫سوف تبعدنا هذه المعرفة عن بجادة المادة‪ ،‬وهذا أدخله أشخاحكى معينون على هذا السر بتهور‬
‫آثم‪ ٢٨،‬على األساس التالي‪ :‬إذ كان الجسد حاال (في السر) يتحتم أن النفس والالهوت حاضران‬
‫مع الجسد بحيث ال ينفصالن عنه؛ ومن ثم ينبغي أن نعبد المسيح هنالك‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬إذ رفضنا اعتقادهم باتحاد جسد المسيح ودمه في كز عنصر من عناصر السر‪ ،‬فماذا‬
‫يفعلون؟ فمع أتهم يجهرون بشدة بالعقالنية فصل الجسد عن النفس واأللوهة‪ ،‬كيف يمكن ألي‬
‫إنساب) عاقلي وفي كامل رشده أن يقنع نفسه بأة جسد المسيح هو المسيح؟ في الواقع‪ ،‬يطلون‬
‫أنهم أثبتوا ذلك بمهارة باستخدامهم القياس المنطقى‪ .‬لكن لتا كان المسيح يفصل في حديثه بين‬
‫جسده ودمه‪ ،‬من دون أن يصف كيفية حضوره‪ ،‬فكيف لهم أن يثبتوا ما يريدونه بما ال يقبل الجدل‬
‫بشي؛ غير محند وغير معروب سلائ؟ ماذا إدا؟ إن كانت ضمائرهم تنئصهم بإحساس أثقل‪،‬‬
‫أال يذوبون هم وقياساتهم المنطقية‪ ،‬وينصهرون توا؟ هكذا سيكون حالهم عندما يرون أنفسهم‬
‫محرومين كلمة الله الصادقة‪ ،‬إذ عليها وحدها تثبت نفوسنا عندما تطالب بأن نعطي حسايا؛ والتي‬
‫بدونها سوف يؤتون ريثما يتضح لهم أة تعليم الرسل ومثالهم يضاذهم‪ ،‬وأئهم هم أنفسهم المرجع‬
‫الوحيد الذي يرتكزون عليه؟ إلى ذلك تضاف منغصات حادة أخرى؛ نحوماذا؟ ألم يكن ذا أهمية‬
‫عندهم أن يعبدوا الله بهذه الصيفة كما لو لم نوص بشيء؟ وعندما دار الموضوع حول بجادة الله‬
‫الحقيقية‪ ،‬هل وجب عليهم أن يفعلوا ما لم تؤيذه كلمة واحدة من الكتاب المقدس؟ لكن لوكانوا‬

‫أسس البابا أوربانس الرابع‪ ،‬فى مرسومه ‪8‬ل‪٦‬أ‪1181‬ة‪٢‬آ (‪ ١٢٦٤‬م) عيد جسد المسيح (أو الجسد المقدس)‪:‬‬ ‫‪٢٨‬‬
‫‪,,(٠‬اأ‪8‬سح ‪8‬ل‪(٦‬ل‪01‬ح‪)،،‬‬
‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣١٨‬‬

‫في ادضاع الئق قد حفظوا كز أفكارهم تحت (إرشاد؛ كلمة الله‪ ،‬لكانوا يسمعونه قائأل‪ :‬خذوا‪،‬‬
‫اشربوا [مت ‪٢٧-٢٦:٢٦‬؛‪ ،‬ويطيعون وصيته التي يدعونا بها القتبال السز‪ ،‬ال لعبادته‪.‬‬
‫**‬ ‫كلوا‪،‬‬

‫أتا من يتقبلون السر كما أوصى به الله‪ ،‬من دون أن يعبدوه‪ ،‬فهم يدركون واثقين أئهم ال‬
‫يحيدون عن وصيته‪ .‬ال يوجد ما يسمو على هذا االطمئنان عندما نضئللع بأي نهئة‪ .‬لهم مثال‬
‫الرسل الذين‪ ،‬كما قرأنا‪ ،‬لم يعبدوا السر ولم يخزوا أمامه‪ ،‬بل تناولوه فاكلوا متكئين‪ .‬كما أن لهم‬
‫أيشا مثال ممارسات الكنيسة الرسولبة حيث يخبرنا لوقا بأن المؤمنين اشتركوا مائ‪ ،‬ال في عبادة‬
‫السر‪ ،‬بل في كسر الخبز [اع ‪٤٢ : ٢‬؛‪ .‬لهم تعليم الرسل الذي عتم به بولس كنيسة كورنثوس‪،‬‬
‫معترقا بأكه قد تستم من الرب ما ستمه هو أيخا [ ‪١‬كو ‪٢٣: ١١‬؛‪.‬‬

‫‪ .٣٦‬الخرافةوالوةفيءب‪1‬دةالسر‬

‫إضافه إلى ذلك‪ ،‬تدفع هذه األشياء القراء األتقياء إلى تأئل خطر الشتات عن كلمة الله البسيطة‬
‫في أمور رفيعة القدر كهذه واالنحراف إلى أوهام عقولنا‪ .‬أائ ما قلتاه آنثا فينبغي أن يحررنا من كز‬
‫ريبة في هذا الموضوع‪ .‬ألئه كيما يدرن األتقياء [حضور؛ المسيح في العشاء على نحوصحيح‪ ،‬لزم‬
‫عليهم أن يرفعوا نحو السماء‪ .‬لكن إن كانت وظيفة السر هي أن يعين ضعف عقل اإلنسان ليرتقي‬
‫فيبصر سمو ارتفاع األسرار‪ ،‬فإذ توقفهم عند العالمة الخارجية تحيدهم عن الطريق الصحيح‬
‫البتغاء المسيح‪ .‬ماذا إدا؟ هل ننكر أن هذه إلما هي عبادة خرافية عندما يسجد الناس أمام الخبز‬
‫كيما يعبدوا المسيح فيه؟ ال شك في أن مجمع نيقيا قصد أن يصن هذا الضالل‪ ،‬عندما منعنا من أن‬
‫نثبت انتباهنا المتواضع إلى الرموز الموضوعة أمامنا‪ ٢٩ .‬ولهذا السبب نفسه‪ ،‬تعبن منذ القدم أن‬
‫والكتاب المقدس‬ ‫يقال للشعب بصودبة عال قبل تكريس مائدة العشاء الرباني أن يرفعوا قلوبهم ‪.‬‬
‫نفسه يخبرنا بعناية عن صعود المسيح الذي به زوغ حضوره بالجسد عن أنظارنا وعن شركتنا ليزيل‬
‫أن‬ ‫من أذهاننا كز فكر جسمانئ عنه؛ ليس هذا فحسب‪ ،‬بل يدعو أفكارنا أيصا — كتما نستنكره‬
‫ح‬ ‫مح‬
‫شجه إلى فوق وأن تطلبه في السماء جالشا عن يمين اآلب [كو ‪٢-١ :٣‬؛‪ .‬فبحسب هذه القاعدة‪،‬‬

‫؛‪11 0‬نعل‪0٦‬ح‬ ‫انظر‪11. 678( :‬ا‪3118‬س ‪)xx 0311011 )325‬‬ ‫‪٢٩‬‬


‫‪1٢1311, 012‬االح‬ ‫‪€‬أ{أ‬ ‫العبارة الليتورجبة في الالتينية هي‪3 :‬ة‪0٢‬ح ‪111‬آل‪1٢8‬ا‪ 8‬انظر‪ 3. 1. :‬ذ‪8£‬ح) ‪xxx1 5 ۶٢٠٢‬وا‪>9٢6‬ك‬ ‫‪٣٠‬‬
‫؛(‪ 1. 1313‬جالجأل‪)1‬جغأ ;‪ 187. 1729‬أل) ‪ 111.1. 70‬دءمءءه ادل‪ 111 0‬قجأ‪0‬ال‪ ٩‬؛(‪٧. 455‬ذةح‪ ٨‬خ؛‪289‬‬
‫‪, 61/1‬جاالخ‪8‬ل‪١‬جال‪٨‬‬ ‫ذلهآل) ذ‪11 ٧. 00XX٧1 10118)17€$ ;)538‬ال‪ 1٢. ٦‬؛‪ 45.1013‬ذا) ‪. 33‬اااآ‬
‫;(‪38. 1100‬‬ ‫‪ ¥1.‬فألخم ذذ؛‪8. 133[ ٧111. 619 ٤‬ذ] ا! ءأ؛‪۶8. 132. 13 )11 37. 1736‬‬
‫‪121(.‬‬
‫‪١٣١٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫وجب علينا باألحرى أن نعبده ونعثلمه روحيا في مجي‪ ٠‬سماوي ال أن نبتدع أسلوبا خطرا لتبجيله‪،‬‬
‫مكتفا بمغاهيم جسمانية فعلة عن الله‪.‬‬

‫بسبب ذلك‪ ،‬إذ من اختلقوا تبجيل السر لم يحلموا به فقط في مخيالتهم بمعزل عن كلمة الله‬
‫حيث ال يرد أى ذكر لممارسته — وهو أمر لم يكن تفافله ممكائ لو كان الله يقبله — بل إذ يرفضه‬
‫الكتاب المقدس رفائ صارحا‪ ،‬هجروا أيصا اإلله الحتي وصاغوا إلبا يالئم رغبتهم‪ .‬فما هي‬
‫عبادة األصنام إن لم تكن هذه‪ :‬أن يعبد اإلنسان العطايا بدأل من الئعطي نفسه؟ وفي ذلك تعذ‬
‫مزدوج‪ ،‬ألن الكرامة التي سلبت من الله دقلت إلى المخلوق [قارن رو ‪:١‬ه‪]٢‬؛ وأئه اهين بتدنيس‬
‫عطيته عندما جعل سره المقدس وثائ منبودا‪ .‬أتا من جانبنا‪ ،‬فلكي نتفادى السقوط في الحفرة‬
‫نفسها‪ ،‬دعونا نثبت عيوننا وذاننا وأذهاننا وألسنتنا كتيا على تعليم الله المقدس‪ .‬فهذه مدرسة أعظم‬
‫المعتمين‪ ،‬الروح القدس‪ ،‬ألئنا فيها نتقنم بحبث ال يعوزنا أن نحصل على أي شيء من غيرها‪ ،‬بل‬
‫بحيث ينبغي أئنا نصير جهالء — بإرادتنا — بما ال دعتم فيها‪.‬‬

‫‪ .٣٧‬الطقوس الخرافية التي تصحب الخبز المكرس‬

‫لئن خرجت الخرافة عن حدودها الطبيعية فهي ال تتووز‪ ،‬عن السقوط في الخطيئة؛ وها‬
‫هم قد ذهبوا إلى ما تجاوز الحدود بمسافة طويلة‪ .‬فقد اصطنعوا طقوسا وفرائض مفرطة في‬
‫الغرابة عقا رسم له في العشاء‪ ،‬بقصد تكريم العالمة تكريائ إلهيا‪ .‬يقولون‪ :‬إتنا نهدي هذا‬
‫اإلجالل للمسيح‪ .‬أؤأل‪ ،‬إذ كان هذا دفعل في العشاء‪ ،‬أقول إذ التوقير الصحيح الوحيد هو‬
‫ما ال يمنح للعالمة‪ ،‬بل يوجه للمسيح الجالس في السماء‪ .‬أائ اآلن‪ ،‬فما هي حجة تفاخرهم‬
‫بأئهم يعبدون المسيح في الخبز فيما ليس لديهم وعد بشيء كهذا؟ يكرسون القربان‪ ،‬كما‬
‫يسوئنه‪ ،‬ليحملوه ويدوروا به في موكب‪ ،‬ليعرضوه في مشهد استعراضتي ضخم كي ترى‬
‫ويعبد ودصتى له‪ .‬وأنا أسأل‪ :‬بأي قؤة يظتونه تكرس على نحو صحيح؟ ال شللى في أتهم‬
‫يجيبون بهذه الكلمات‪ :‬اهذا* هو جسدي‪.‬ا على العكس‪ ،‬إتني أعترض ألته قيل في العبارة‬
‫وأبني اعتراضي على سبب رصين‪ .‬ألئه عندما تقرن وعد بأمر‪،‬‬ ‫خذوا كلوا‪.‬‬ ‫نفسها‪:‬‬
‫بمزيي من‬
‫*‬ ‫فاألخير يشمله األول بحيث إذا انفصل عنه تالشى كوده وعنا‪ .‬يتجلى هذا‬
‫وأضاف وعنا‪ :‬أنقذك‬ ‫ادغني‪.‬‬ ‫الوضوح في مثاني مشابه‪ .‬أعطى الله أمرا عندما قال‪:‬‬
‫[مز ‪٠‬ه‪:‬ه‪ .]١‬إن كان أحد ليدعو بطرس وبولس مطالبا بهذا الوعد‪ ،‬أفال يحتخ الجمبع‬
‫أئه يخطئ؟ وأسألكم‪ ،‬ماذا يفعل أيثما تن يقتنصون وعذا مشولها [ هذا هو جسدي ] فيما‬
‫‪,‬جون كالقن‪ :‬أس الذين البي‬ ‫‪١٣٢.‬‬

‫يتجاهلون األمر باألكل‪ ،‬هذا هو جسدي ‪ ،‬كى يسيغوا استعماله فى طقوس غريبة عتا رسمه‬
‫المسيح في هذا السز؟ إدا‪ ،‬لتتنتمر أن هذا الوعد أععلي لمن يطيعون األمر المعكرن به؛ أما من‬
‫يحولون السز إلى استخدام آخر فهم خارجون عن كز كلمة متا أوصى به الله‪.‬‬

‫لقد ناقشنا أعاله ‪ ٣١‬كيف يفيد سز العشاء المقدس إيماننا أمام الله‪ .‬أائ اآلن فيستذكر الرب‬
‫ألذهاننا — كما شرحنا ‪ -‬وافر جوده؛ ليس هذا فقط‪ ،‬بل يعطينا إياه في أيدينا أيشا‪ ،‬إن جاز القول‪،‬‬
‫ويستحهنا على التعرف إليه‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يحذرنا من أن نجحد سخاء فضله العظيم‪ ،‬بل‬
‫ينصحنا باألولى أن ننادي به بالحمد الالئق وأن نحتفل به شاكرين‪ .‬لذا عندما أعطى الرسل فريضة‬
‫هذا السر‪ ،‬عتمهم أن يصنعوه لذكره [لو ‪١٩٠٢٢‬؛‪ .‬دشر بولسن هذا بأن يحبر بموت الرب‬
‫[ ‪١‬كو ‪٢٦ : ١١‬؛‪ ،‬أي أن نعترف جهازا‪ ،‬وبصوب واحد أهام الناس‪ ،‬بأن ضمان الحياة والخالص‬
‫— بالنسبة إلينا ‪ -‬يرتكز على موت الرب‪ ،‬فنمجده باعترافنا‪ ،‬ونحن اآلخرين ‪ -‬بقدوتنا ‪ -‬على‬
‫تمجيده‪ .‬وهنا أيثا يتوصح القصد من السر‪ ،‬وهوأن يدربنا على تنتمر موت الرب‪ .‬ألن األمر بأن‬
‫نخبر ايتؤج الرت إنى اذ تجيءا‪١[ 1‬كو‪٢٦:١١‬؛ال يعني ‪ -‬في يوم الدينونة ‪ -‬سوى أئنا باعتراف‬
‫أفواهنا نخبر بما يقر به إيماننا في السر‪[ :‬أال وهو؛ أن موت المسيح هو حياتنا‪ .‬وهو االستخدام‬
‫الثاني للسن‪ ،‬ذو الصلة باعترافنا العلنى‪.‬‬

‫(نقاط ينبغي التشديد عليها‪ :‬المحبة المتبادلة؛ تالزم الوعظ [‪.‬مع السر؛؛ دواء للنفوس السقيمة؛‬
‫االشتراك عن استحقاق؛ الصيفة المالئمة وتكرار الممارسة‪.)٤٦ - ٣٨ ،‬‬

‫‪ .٣٨‬يتضض العشاء الرباني المئحبة المتبادلة‬

‫ثالتا‪ ،‬قصد الرب أيصا أن يكون العشاء نوعا من النصح واالرشاد لنا‪ ،‬يمكنه بواسطته‪ ،‬أكثر‬
‫من أي وسيله أخرى‪ ،‬أن ينهضنا ويلهب فينا الرغبة في حياة الطهارة والقداسة‪ ،‬وكذلك في المحبة‬
‫والسالم والوائم‪ .‬فهو إذ يعطينا جسده في هذا السر‪ ،‬يجعل ذاته واحذا معنا كلائ‪ ،‬ويجعلنا واحذا‬
‫معه‪ .‬ولتا كان له جسد واحد فقط ليشركنا جميعا فيه‪ ،‬يلزم أن نصير كئنا جسنا واحذا بموجب‬

‫هذه المشاركة‪ .‬فالخبز الذي نراه في هذا السر يمتل هذه الوحدة‪ .‬وكما أئه يصنع من حبوب كثيرة‬
‫تمتزج مائ بحيث ال يمكن أن يحز أحد بعضها من بعض‪ ،‬فهكذا يليق بنا أيثا أن نصبح واحذا‬
‫مائ‪ ،‬بحيمث يكون لنا الفكر الواحد الذي ال يسمح بأن يتطرق إليه خالف أو انشقاق‪ .‬أفخل أن‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرات ‪.٣-١‬‬ ‫‪٣١‬‬


‫‪١٣٢١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪-‬الفصل السابع عشر‬

‫أشرح هذه النقطة باقتباس كلمات الرسول بولى‪ :‬اكأس التزكة اليي رتاركها‪ ،‬أكننت هتي قركه‬
‫ذم الفسيح؟ الحبر الذي تكسؤه‪ ،‬الشن هؤ سركه لجشد الفسيح؟‪ . . .‬وإدتا دحرن‪ ،‬الكبيرين‪ . . .‬لجسئ‬
‫ؤاحد‪ ،‬ألق لجبيعتا تئقرك ني الخثر الواحد [ ‪ ١‬كو ‪ . ] ١٧- ١٦:١٠‬سوف يفيدنا جذا هذا السز‬
‫إن انطبع‪ ،‬بل إذ‪.‬ا حفر هذا الفكر على أذهاننا‪ :‬أأل يجوز أن نجرح أو نعثر أو نحتقر أو نرفض أو‬
‫نسيء معاملة المسيح في الوقت نفسه بما نقترفه من خطأ؛ كما ال يمكننا أن نختلف مع إخوتنا‬
‫بدون أن نختلف مع المسيح في الوقت نفسه؛ وال نستطيع أن لحب المسيح من دون أن نحبه في‬
‫االخوة؛ وأته ينبغي أن نولجه العناية ذاتها إلى أجساد إخوتنا كما نعتني بأجسادنا؛ ألئهم أعضاء‬
‫جسدنا الواحد؛ وكما أن جزءا واحذا إذ يمسه األحساس باأللم يسر األلم نفسه في سائر الجسد‪،‬‬
‫فهكذا ال ينبغي أن نسمح ألخ بأن يمشه أي شر من دون أن تفيض فينا الرأفة نحوه‪ .‬لهذا يسفي‬
‫ليس منخسن أحد لبنهز فينا‬ ‫أوغسطينس مكزرا هذا السر‪ ،‬ولسبب وجيه‪ ،‬رباط المحبة ‪.‬‬

‫الحض المتبادل بيننا‪ ،‬من أن المسيح إذ بذل نفسه ألجلنا‪ ،‬ليس يدعونا فقط بمثاله األعلى أن نتعاهد‬
‫وأن نعطي ذواتنا بعضنا بعشا‪ ،‬بل بقدر ما يجعل هو ذاته مشتركا بيننا جميعنا يجعلنا جميعا واحذا‬
‫في ذاته أيائ‪.‬‬

‫‪ .٣٩‬ال يمكن للعثاء الرباني أن يكون بمعزي عن الكلمة‬

‫يؤيد هذا ما سبق أن قلته في موضع آخر‪ :‬أن الممارسة الصحيحة للسر المقدس ال يمكن‬
‫أن تقوم بمعزي عن الكلمة‪ .‬فإذ أي فائد؛ تعود علينا من العشاء تلزمها الكلمة‪ :‬سواة أكتا لنثبت‬

‫في األيمان‪ ،‬أم متمرسين باالعتراف‪ ،‬أم متحفزين للواجب‪ ،‬فسوف نحتاج إلى الوعظ‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫ال يمكن لشيء أكثر منافاة لطبيعة السر وفاعليته أن يحدث من أن يتحول إلى عملية صامتة‪ ،‬كما‬
‫حدث في عصر االستبداد البابوي‪ .‬فقد أرادوا أن تصبح قوة التكريس برتها رهن نية الكاهن‪،‬‬
‫كما لوكان بال أدنى معنى للشعب الذي له — أكثر من غيره — وجب شرح السر‪ .‬من ثم نشأ هذا‬
‫الضالل‪ :‬لم يالحظوا أة تلك الوعود التي يحدث بها التكريس ال ئؤلجه إلى العناصر نفسها‪ ،‬بل إلى‬
‫ئن يتقبلونها‪ .‬أكيد أة المسيح ال يقول للخبز إته سوف يصير جسده‪ ،‬ولكته يأمر تالميذه أن يأكلوا‬
‫ويعدهم المشاركة في جسده ودمه‪ .‬يتخن تعليم بولس الصيفة نفسها‪ ،‬أة المواعيد تقذم للمؤمنين‬
‫إلى جانب الخبز والكأس‪ .‬هذا واضح‪ .‬ال يلزمنا هنا أن نتخيل بعض التحمات السحرية‪ ،‬مغترضين‬
‫كفاية غمغمة الكلمات‪ ،‬كما لو كانت لتسمعها العناصر؛ بل دعونا نفهم أة هذه الكلمات هي‬

‫انظر‪ ٧11. 172(. :‬تد ‪ 35. 1613; 11.‬احدس ‪ 13‬اا‪¥‬لل ‪ 00^1‬ئ كبر ‪,‬ثئ‪8‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫‪٣٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٢٢‬‬

‫كلمات وعظ حية تهذب سامعيها‪ ،‬وتتخلخل في أعماق أذهانهم‪ ،‬وتطبع ذاتها على قلوبهم وتستقر‬
‫فيها‪ ،‬كما تكشف عن فاعليتها في تحقيق ما تعد به‪.‬‬

‫لهذه األسباب ينضح جلائ أن الحفاظ على السر ‪ -‬وهو ما يحث عليه البعض للتوزيع الحؤا‬
‫على المرضى ‪ -‬عديم الفائدة‪ .‬فإتهم إائ سيتناولونه من دون تالوة الكلمات التي رسمه بها‬
‫المسيح‪ ،‬أو سوف يقرن العالمة بالشرح الصحيح لمعنى السر‪ .‬أما الصمت وشبة وسوء استعمال‪.‬‬
‫وأتا إذا اسثعين ذكر المواعيد‪ ،‬واعلن السر بحيث يتناوله بغائدة كز تن يتقبلونه‪ ،‬فال يوجد ما يدعو‬
‫إلى الشك في أن هذا تكريش صحيح‪ .‬إدا ما غرض ذلك النوع اآلخر من التكريس الذي ال تصل‬
‫المرضى جدوى منه؟ ولكن يقال إذ تن يفعلون ذلك يحتذون بمثال الكنيسة العتيقة‪ .‬إتني أقبل‬
‫تنعجم التهلكة عن الخطأ فيه‪ ،‬ال يوجد ما هو أكثر‬
‫حيث تنجم‬
‫ع‬ ‫خطير‪،‬‬
‫‪٠٠‬‬ ‫مح‬ ‫يتعلق ‪٠‬‬
‫بأمر هكذا‬ ‫في ما ‪٦٠‬‬
‫‪٠٠‬‬ ‫القول‪ ،‬أتا‬
‫أماتا من أن ينبع الحق وحده‪.‬‬

‫‪ . ٤ ٠‬االشتراك في السز عن غير استحقاق‬

‫رأينا أن هذا الخبز المقدس‪ ،‬خبز عشاء الرب‪ ،‬مأكل روحي حلو المذاق كما أته رقيق ومفيد‬
‫لصحة الجسد والعقل لعابدي الله األتقياء الذين‪ ،‬في تذؤقهم إداه يشعرون بأن المسيح هو حياتهم‪،‬‬
‫والذين يندفعون به إلى تقديم الشكر‪ ،‬والذين ينخنونه حافرا إلى الحك المتبادل بينهم‪ .‬لكئه من‬
‫الجهة األخرى سلم مميت لجميع تن ال يغذي إيمانهم وتن ال يستحقهم على الشكر والمحبة‪.‬‬
‫فالطعام الجسدي إذا دخل جوائ ممتلائ بأخال؛ شريرة‪ ،‬وكان هو نفسه قد فسد وأصابه العفن‪،‬‬
‫يؤذيه بدال من أن يغذيه‪ .‬هكذا أيصا هذا الطعام الروحي‪ ،‬إن دخل نغشا أفسدها الخبث والشر‪،‬‬
‫فإته يؤول بها إلى هال؛ أعظم — ال لخطأ في الطعام ذاته‪ ،‬بل ألن اللنجسين وغير المؤمنين ليس‬
‫شيء طاهرا [تي ‪١ ٥: ١‬؛ مهما تقدس على خالف ذلك ببركة الرب‪ .‬ألن‪ ،‬كما يقول بولس‪،‬‬
‫ا‪٠‬اي من اكل‪ ،‬هذا الغثر‪ ،‬اؤ سرت كأس الرت‪ ،‬بذون اشنخعاق‪ ،‬دكون تجرائ في حشد الرت‬

‫ؤذمه‪ ...‬تاكل زسزت ذحوته شه‪ ،‬عثر تحز حشن ‪١‬لرتأ [ ‪١‬كو ‪ .]٢٩ ،٢٧ : ١١‬والبشر من‬
‫هذا النوع‪ ،‬تن ليس لهم شرارة إيمان‪ ،‬وال غيرة للمحبة‪ ،‬يندفعون كالخنازير للتناول من عشاء الرب‬
‫غير ممثزين جسده‪ .‬وبقدر ما ال يؤمنون بأن ذلك الجسد هو حيا؛ لهم‪ ،‬فهم بالقدر نفسه يهينونه‬
‫ويسلبونه كرامته؛ وأخيرا يلؤثونه ويدتسونه بتناوله‪ .‬كذا لتا باتوا متغربين عن إخوتهم ومتنافرين‬
‫معهم ويتجاسرون على أن يمزجوا رمز جسد المسيح المقنس بمنازعاتهم‪ ،‬فليس ألجلهم أن‬
‫جسد المسيح لم يتمزق‪ ،‬ولذا هم مئهمون باألجرام في جسد الرب ودمه‪ ،‬وعن استحقاق‪ ،‬إذ‬
‫‪١٣٢٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫يدنسونه باالزدراء وعدم الورع‪ .‬وبذلك التناول عن غير استحقاق يجتلبون دينونة لنفوسهم‪ ،‬ألدهم‬
‫على الرغم من أن ليس لهم إيمان مرتكز على المسيح‪ ،‬فهم بتناولهم السز يغزون بأن خالصهم ال‬
‫يوجد إال فيه ويعلنون تختيهم عن كز ضماي آخر‪ .‬وس ثم هم أنفسهم موجهو الئهمة إلى ذواتهم؛‬
‫ويشهدون على أنفسهم‪ ،‬ويختمون الحكم على ذواتهم‪ .‬عندئذ‪ ،‬على الرغم من أئهم منفعلون‬
‫عن إخوتهم س جزاء كراهيتهم وسوء نياتهم؛ أي أئهم منفعلون عن أعضاء المسيح‪ ،‬وس ثم‬
‫ليس لهم نصيب في المسيح‪ ،‬ال يزالون يشهدون بأة الخالص ال يتوافر إآل بالشركة في المسيح‬
‫والوحدة معه‪.‬‬

‫وألجل ذلك‪ ،‬يأمر بولس بأن يمتحن كز إنسا؟ نفسه قبل أن يأكل من الخبز ويشرب من‬

‫الكأس [ ‪١‬كو ‪٢٨: ١١‬؛‪ .‬يهذا يعني (كما أفشره أنا) أة كز إنسا؟ ينزل إلى قرارة نفسه‪ ،‬ويراجع‬
‫بتأكيي قلبي إلى أئه يرتكز على الخالص الذي اشتراه المسيح؛ وأن يتاكد من‬
‫*‬ ‫ذاته إذ كان مطمئائ‬
‫آئه يقر بذلك باعتراف الغم؛ ثم إن كان يطمح إلى التشبه بالمسيح بغيرة البراءة والقداسة؛ وإذا كان‬
‫مستعدا — على مثال المسيح — أن يبذل نفسه من أجل إخوته‪ ،‬وأن يهب ذاته ألولئك الذين يتشارك‬
‫معهم في المسيح؛ وإذا كان بدوره يعتبر إخوته أيشا أعضاء في جسده إذ يعتبر ذاته هوعضوا فيه؛‬
‫وإذا كان يريد أن يعتز بهم وأن يحميهم وأن يعينهم كأعضاء جسده هو‪ .‬ولكئنا لسنا نظئ أة هذه‬
‫الواجبات — واجبات اإليمان والمحبة — يمكن أن تصل االن فينا إلى مستوى الكمال‪ ،‬بل يلزم أن‬
‫نسعى ونطمح بكز قلوبنا صوب تلك الغاية كي ننمو يوائ فيوائ في األيمان الذي بدأ فينا‪.‬‬

‫‪ .٤١‬من اااستحقاًا؟‬

‫اعتادوا‪ ،‬في إعدادهم الناس للتناول عن استحقاق‪ ،‬أن يعذبوا الضمائر التعيسة وؤكوها بسبل‬
‫أليمة؛ وعلى الرغم من ذلك لم يأتوا ولو باليسير للتوضل إلى تلك الغاية‪ .‬قالوا إذ ض كانوا افي‬
‫النعمة لتعني كون أحدهم طاهرا ومنعى من‬
‫**‬ ‫** حالة‬
‫النعمة أكلوا عن استحقاق‪ .‬وفشروا في‬
‫**‬ ‫حالة‬
‫كز إثم‪ .‬على أة عقيد؛ كهذه من شأنها أن تمنع جميع البشر الذين عاشوا على وجه األرض‪ ،‬وكز‬
‫من يقيمون في جميع أرجائها اآلن‪ ،‬من التقنم إلى هذا السر‪ .‬فلو كانت مسألة استحقاقنا بأيدينا‬
‫لهلكنا جميعا؛ وال يبقى لنا سوى اليأس والدمار المميت‪ .‬وإن حاولنا بكز ما أوتينا من قوة‪،‬‬
‫فلن نحرز شيائ سوى أئنا في النهاية نظز غير مستحثين إطالقا‪ ،‬بعد أن استنفذنا كز جهودنا سعبا‬
‫نحو االستحقاق‪.‬‬
‫جون كالعن‪ :‬أسس الذين المسحى‬ ‫‪١٣٢٤‬‬

‫ولكي يضئدوا هذا الجرح ابتدعوا سبيأل للحصول على االستحقاق‪( :‬وهو) أئنا بغحص‬
‫أنفسنا بأقصى إمكاننا‪ ،‬وبمساءلة ذواتنا أن نعطي حساائ عن جميع أفعالنا‪ ،‬نكثر عن عدم استحقاقا‬
‫بانكسار القلب واالعتراف والعمل اإلرضاب لقد بثا في موضع أنسب طبيعة هذا النوع من‬
‫الكقارة‪ ٣٣.‬أما في ما ينعتق بما نحن بصدده اآلن‪ ،‬أقول إذ العالح الذي يقذمونه هزيل المفعول‬
‫وسريع الزوال إزاء ما تعانيه الضمائر من تعاسة واكتائب وحزن من جزاء رعب الخطيئة وأوجاعها‪.‬‬
‫فإن كان الرب قد تثغ عن العشاء تن لم يكن بازا وبال مالمة‪ ،‬بذا يحذر بشنة كز من يؤكد لنفسه‬
‫بر ذاته‪ ،‬إذ يسمع أن البر هو ما يطالب به الله‪ .‬فعلى أي أساس يمكن أن يتمكد لنا باطمئنان أن تن‬
‫بذلوا قصارى جهدهم قد أوفوا واجبهم أمام الله؟ وحتى إن كان كذلك‪ ،‬متى سيحدث أن أحدا‬
‫*‬
‫تأكيد واضح‪،‬‬ ‫يجرؤ على أن يطمئن ذاته إلى أئه قام بأقصى جهد ممكن؟ لذا لنا استحال ظهور أي‬
‫سوف يظز الباب مغلقا بذلك المنع الرهيب الذي يقضي بأن الذي تأكل ؤيشزب بذوبي) استحقاق‬
‫يأكزؤيشزبدوته لتقسه [‪١‬كو ‪.]٢٩:١١‬‬

‫‪ .٤٢‬اإليمان والمحبة ضرورتان‪ ،‬وإذ لم يكوناكامتين‬

‫اآلن يسهل الحكم على طبيعة ذلك التعليم الذي يسيطر على النظام البابوي وتن كان تنبئه‪.‬‬
‫إته بقساوته المفرطة يحرم الخطاة التعساء والمنكوبين بالرعدة والحرن‪ ،‬ويسلبهم عزاء هذا السر؛‬
‫مع أته قد اودعت فيه جميع ملذات اإلنجيل وبهجاته ألجلهم‪ .‬من المؤكد أن إبليس لم يكن قادرا‬
‫أن يجد وسيلة أسرع يهللن بها البشر‪ ،‬من هذا الخبل الذي بسببه ال يستطيعون أن يتذوقوا ويتلذذوا‬
‫بهذا الطعام الذي شاء أبوهم السماوي األرحم أن يطعمهم إتاه‪ .‬ولكيال نسرع نحن إلى هالك‬
‫كهذا‪ ،‬فلنتذنمز أن هذه الوليمة المقنسة إثما هي دواة للمرضى‪ ،‬وسلوان للخطاة‪ ،‬وثراء للفقراء؛‬
‫ولكئها ال تعود بالفائدة على األصحاء واألبرار واألثرياء‪ ،‬إن ؤجد أمثال هؤالء‪ .‬فحيث إذ [هذا‬
‫السر؛ اعطي لنا مأكأل‪ ،‬ندرك أئنا من دونه نجوع وكخل وتخور ‪ -‬تماتا مثلما تدتر المجاعة دوى‬
‫الجسد‪ .‬ثم إذ وهب [المسيح؛ لنا للحياة‪ ،‬ندرك أئنا لوال وجوده فينا لصرنا حعا أمواتا‪ .‬لذا فإذ‬
‫هذا هو االستحقاق — األفضل بل األوحد الذي يمكننا أن نأتي به إلى الله ‪ -‬أن نطرح أمامه غفن‬
‫فسادنا (إن جاز القول) وعدم استحقاقنا كي تجعلنا رحميه جديرين به؛ أن نيأس في ذواتنا كي نجد‬
‫راحتنا وعزاءنا فيه؛ أن دذل أنفسنا كي نرتفع به؛ أن نثهم أنفسنا كي نتبرر به؛ كما أن نطمح إلى تلك‬
‫الوحدة التي يزبيها لنا في عشائه؛ وإذ هويجعلنا جميعا واحذا في ذاته‪ ،‬ليكن استحقالنا في أن نروم‬

‫انظر أعأله‪ :‬الكتاب الثالث‪ ،‬الفصل الرابع‪ ،‬الفقرة ‪.١‬‬ ‫‪٣٣‬‬


‫‪١٣٢٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫نغشا واحدة‪ ،‬وقلبا واحذا‪ ،‬ولساائ واحذا لجميعنا‪ .‬فإن كائ قذ نبتا هذه األمور وتأثلناها ملائ‪ ،‬فلن‬
‫تخيب آمالنا هذه األفكار‪ ،‬على الرغم من أئها قد تذهلنا‪ .‬كيف نستطيع — نحن المعوزين العرايا من‬
‫كز صالح‪ ،‬الئجردين من كز بر‪ ،‬الئتحسين بالخطيئة‪ ،‬أنصاف األموات ‪ -‬أن ناكل جسد الرب‬
‫عن استحقاق؟ األؤلى أن نفتكر في أئنا‪ ،‬هكذا مساكين نأتي إلى معط رؤوف؛ ومرضى نأتي إلى‬
‫الطبيب؛ وخطا؛ نأتي إلى ينبوع البر؛ وأخيرا‪ ،‬أمواذ نأتي إلى من يهبنا الحياة‪ .‬سوف نتفكر في أن‬
‫االستحقاق الذي يطلبه الله متا ‪ ،‬إئما يكمن (أوأل) في األيمان الذي يودع كز شيء في المسيح‪،‬‬

‫وال شي‪ ،‬في ذواتنا‪ .‬ثانيا في المحبة ‪ -‬في تلك المحبة عينها التي ‪ -‬على الرغم من كونها‬
‫تفتقر إلى الكمال ‪ -‬تكفي كتقدمة متا لله كي يزيدها إلى ما هو أفضل‪ ،‬ألئه ال يمكن تقديمها في‬
‫صورة الكمال‪.‬‬

‫على الرغم من أئهم يتفقون معنا على أن االستحقاق نفسه يكمن في األيمان والمحبة‬ ‫آخرون‬
‫ال يزالون مخطئين إلى حذ بعيد في ما يتعئق بمستوى االستحقاق نفسه؛ إذ يطالبون بإيماز‬

‫كامل‪ ،‬وهو ما ال يمكن االرتقاء إليه‪ ،‬ومحبه مساوية لمحبة المسيح التي أظهرها لنا‪ .‬ولكئهم‬
‫بذلك ‪ -‬مثل غيرهم السابقي الذكر ‪ -‬يعدون جميع الناس من االقتراب إلى هذا العشاء األقدس‪.‬‬
‫ألئه إن ثبت رأيهم فلن يستطيع أحذ أن يتناوله إآل عن غير استحقاق‪ ،‬إذ يكون الجميع — من‬
‫أؤلهم إلى آخرهم ‪ -‬مذنبين وثدانين في عدم كمالهم‪ .‬كما يكون من الغباء المفرط — فضأل عن‬
‫الحماقة ‪ -‬أن ئطالب بكمال كهذا في تناول السر‪ ،‬بحيث يجعل السر صورائ وخاليا من المعنى‪.‬‬
‫إئه سر مرسوم ال للكاملين‪ ،‬بل للضعفاء والؤلهن أليقاظ إيمانهم ومحبتهم‪ ،‬لتنشيطهم وإلحيائهم‪،‬‬

‫لتدريبهم ولتعزيزهم؛ وفي الحقيقة لتصحيح عيوب إيمانهم ومحبتهم‪.‬‬

‫‪ .٤٣‬االحفاء الصحيح بالعشاء الرباني‬

‫أتا في ما ينعتق بطقوس توزيع العناصر وكيفيته‪ ،‬أي هل كان ذلك بأن يأخذها المؤمنون في‬

‫أيديهم‪ ،‬أو يقسموها بأنفسهم‪ ،‬أو يكلوا كل بمفرده ما اعطي لهم؟ وهل كانوا تعيدون الكأس إلى‬
‫الشماس أويعطونها لجارهم؟ وهل كان الخبز مختمرا أوغير مختمر‪ ،‬والنبين أحمر أوأبيض؟ فال‬
‫فرق‪ .‬هذه جميعها ال تزيد وال دنعص‪ ،‬لذا ئتزك الستنساب الكنيسة‪.‬‬

‫على أن ممارسة الكنيسة القديمة جرت بحيث يأخذ الجميع عناصر الشركة في أيديهم‪ .‬قال‬
‫ويخبرنا المؤرخون أن خبرا مختمرا عادوا‬ ‫يسوع‪ :‬حذوا هذ؛ زاوقسموها بيدكم [لو ‪١٧: ٢٢‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس اش البى‬ ‫‪١٣٢٦‬‬

‫اسئخدم قبل عصر األسقف الرومانى اإلسكندر الذي كان أؤل ض سر بالخبز غير المختمر‪ ٣٤ .‬أئنا‬
‫أنا فال أرى سببا لذلك‪ ،‬ما لم نرد أن نلفت أنظار عاثة الشعب للتعجب إلى مشهد جديد‪ ،‬بدأل‬
‫من أن ندرب أذهانهم في الدين الصحيح‪ .‬وأسأل جميع من ال اكتراث لهم وال غير؛ للتقوى‪:‬‬
‫هل كانوا ال يرون بوضوح كم يسمو سطوع مجد الله هنا‪ ،‬وكم تفزر حالوة العزاء الروحى التي‬
‫ينالها المؤمنون‪ ،‬على هذه الحركات المائتة والتغاهات المسرحية التي ال تصيب هدوا سوى أن‬

‫تخدع حواس شعب مذهول؟ يسوئن ذلك باالحتفاظ بالشعب بوسيلة الدين عندما يقودونهم‬
‫يحسب ميولهم ومتى شاؤو ا‪ ،‬فيما يظز (الشعب) أبله مخبوأل بالخرافات‪ .‬وإن رغب أحدهم‬
‫في أن يلجأ إلى ممارسات القدم دفاعا عن هذه المخترعات‪ ،‬فلست أجهل بذم استعمال الميرون‬
‫وطرد الشيطان في المعمودية؛ وكيف أفسد العشاء الرباني بالصدأ بعد عصر الرسل بزمن قصير‪.‬‬
‫ولكئ ما هذا إأل شدة عناد البشر الذي ال يستطيع أن يكبح تماديه في العبث بأسرار الله وإتغاهها‪.‬‬
‫أثا نحن فلنتذكر كم يثغن الله طاعة كلمته بحيمث يهبنا سلطادا أن نحكم على المالئكة وأن لدين‬
‫العالم[‪١‬كو‪٣-٢:٦‬؛غل‪!]٨:١‬‬

‫أائ لكي ئئخلص من هذه الكومة الضخمة من الطقوس‪ ،‬فكان ممكائ أن رقام العشاء بأكثر لياقة‬
‫إذا مورس كثيرا في الكنيسة‪ ،‬مز؛ في األسبوع على األقز‪ .‬عندئذ‪ ،‬أوأل‪ ،‬يجب أن دستهز ممارسة‬
‫العشاء بالصلوات العامة‪ ،‬وبعد ذلك دلعى عظة‪ .‬وبعدئذ إذ يكون الخبز والخمر قد ؤضعا على‬
‫المائدة‪ ،‬يقرأ القسيس الكلمات التي رسم بها المسيح العشاء‪ .‬ثم يعيد بعد ذلك الوعود التي تركها‬
‫لنا المسيح في العشاء؛ وفي الوقت عينه يستبعد من المناولة جميع المحرومين منها بتحريم الرب‪.‬‬
‫ثم يصتي بعد ذلك إلى الرب — الذي بفضله قد وهبنا هذا الغذاء المقنص أن يعتمنا ويهيئنا لنتناوله‬
‫باإليمان والشكر القلبى‪ ،‬وأن يحسبنا ‪ -‬ال من استحقاق فينا بل من فضل نعمته هو — مستحثين‬
‫أن وقبل إلى هذه الوليمة‪ .‬هنا يجوز ترتيل بعض المزامير‪ ،‬أو قراءة بعض النصوص المالئمة‪ .‬ثم‬
‫بنطام يليق‪ ،‬يشترك المؤمنون في هذه المًادبة المقدسة إذ يكسر القسيس الخبز ويقدم الكأس‪.‬‬
‫وعند االنتهاء من العشاء‪ ،‬يوحه النصح باإليمان المخبص واإلقرار به‪ ،‬وبالمحبة الصادقة والسلوك‬
‫الجدير بالمسيحيين‪ .‬وأخيرا يقئ‪ ،‬م الشكر وئرئم بالحمد لله‪ .‬وبعد انتهاء كز هذه الخطوات‪،‬‬
‫ًاص‪,‬درفة الكنيسة بسالم ‪.‬‬

‫المقصود هو اإلسكندر األؤل‪ ،‬أسقف روما (‪.)١١٦٠١٠٧‬‬ ‫‪٣٤‬‬


‫‪١٣٢٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫‪ .٤٤‬يجب ممارسة العشاء الرباني على نحومتكرر‬

‫فيما تقدم من حديثنا عن هذا السر‪ ،‬يتضح جلؤا أده لم يقصد أن يتناول مره واحدة في السنة‪.‬‬
‫وحتى تلك الممارسة كانت صورية كما هي العادة حالائ‪ .‬بالعكس‪ ،‬كان قد رسم له أن يستعمل‬
‫تكرارا بين المسيحيين كي يعودوا بذاكرتهم مكررا آلالم المسيح‪ ،‬وبتلك الذكرى يمكنهم أن‬
‫يستديموا إيمانهم ويقؤوه ‪ ،‬ويستحقوا نواتهم على التفئى بالشكر لله كما بإعالن جوده؛ وأخيرا‬
‫تعينهم نكرى آالمه على تغذية الحمك المتبادل‪ ،‬والشهادة فيما بينهم لهذا امك‪ ،‬ولتمييز رباط‬
‫وحدة جسد المسيح‪ .‬فإلنا كتما اشتركنا في رمز جسد المسيح باعتباره عالمة اعطيت ولبلت‪،‬‬
‫نوئق رباط التبادل بيننا فيما تمليه علينا المحبة من واجبات‪ ،‬كي ال يسمح أحد متا لشي؛ من شأنه‬
‫أن يؤذي أحد إخوتنا‪ ،‬أوأن يففل ما قد يكون لنفعه‪ ،‬حسبما تتطلب الضرورة وتكفي المقدرة‪.‬‬

‫يفيدنا لوقا في سفر األعمال بأن عادة الكنيسة جرت هكذا في عصر الرسل‪ ،‬عندما يقول‬
‫إذ المؤمنين أ‪ .٠.‬تمانوا يوانلوئذ على دعايم الرسل‪ ،‬ؤالئرتمة‪ ،‬ؤتمشر الحتر‪ ،‬ؤالئلؤاب‬
‫[اع ‪٤٢:٢‬؛‪ .‬وهكذا صارت القاعدة الثابتة أن ال يعقد اجتمالح للكنيسة بدون الكلمة والصلوات‬
‫وشركة العشاء والعطايا‪ .‬كما يمكننا أن نستنبط من بولس أن هذا كان أيائ النظام المتبع في كنيسة‬
‫كورنثوس [قارن ‪١‬كو ‪٢٠ : ١١‬؛‪ .‬وظز الحال هكذا عنة قرون دلت‪.‬‬

‫من ثم نشأت تلك القوانين التي يعزونها إلى البابا أناقليط والبابا كاليكسثس‪ ،‬والتي تنش على‬
‫أن كز ض ال يرغب أن يكون خارج الكنيسة يجب أن يتذاول‪ ٣٦،‬وكان هذا يعلن بعد نهاية التكريس‪.‬‬
‫ونقرأ في تلك القوانين التي يدعونها اارسولتةا‪ ٠‬هذا التنبيه‪ :‬أوكز ض ال يبقى إلى النهاية‪ ،‬وال يتناول‬
‫الشركة المقدسة‪ ،‬يستوجب التأديب كئن يشؤش الكنيسة‪ .‬وفي مجمع أنطاكية [‪ ٣٤١‬م]‬
‫أيشا‪ ،‬صدر مرسولم يحتم بأن كز من يدخل الكنيسة ويسمع قراءات الكتاب المقدس ويمتنع عن‬
‫الشركة‪ ،‬يطرد من الكنيسة إلى حين يعود فيصحح هذا الخطأ‪ .‬ومع أن لهجة هذا المرسوم تلئغت‬
‫نوعا ما في قرار مجمع توليدو األول ‪ ٤ ٠ ٠ 1‬م؛‪ ،‬قبي هنالك أيصا بأن ض يسمعون العظة‪ ،‬إذا‬
‫اكئشف أئهم ال يشتركون أبذا‪ ،‬ينبغي أن ينذروا؛ وإن امتنعوا بعد اإلنذار‪ ،‬يستبعدوا‪٣٧.‬‬
‫لقد اشبرط المجمع الالتراني الرابع (‪ )١٢١٥‬على المؤمنين ضرورة التناول مزة واحدة في السنة على األفل‪ .‬انظر‪11 :‬س‪٢0‬‬ ‫‪٣٥‬‬
‫(‪xx 31181^^. 1010‬س ‪xx1 0311011 )1215( 1‬ا‪011110‬ح ‪0٢311‬أ‪3‬ذ‬
‫هذا القول منسودني إلى البابا أناقليط ولكن ليس في المقررات المنسوبة إلى كاليكسثس األول‪ .‬انظر‪ :‬سغهرغ؟‪-/،‬هض؟‪،‬م‬ ‫‪٣٦‬‬
‫‪031311,‬‬ ‫‪-‬هض؟‪،‬م ‪ 1. 1311:6)1.1111180111118,‬ج ‪0‬ا‪0)1‬ل؛‪ 187. 1726‬لالل) ‪111.1. 59‬‬
‫‪8 0 1‬‬
‫‪.‬الً‪.٦‬آل‪£,‬د ‪ ٢‬جا ا‬

‫ه‪٠‬غد‪٠‬‬ ‫‪1x )111101,‬‬ ‫‪,‬دده‬ ‫انظر نصوص هذه المقررات في‪ £01111011 0٤ :‬؛(‪82 £.‬‬ ‫‪٣٧‬‬
‫؛(‪1٧. 108 £.‬ت ‪. !!٢ 2 801-.‬ئ؛‪. 233 ).‬وول ‪. 011,‬وه ‪ 1111011,‬؛‪ 11. 1310‬ا‪8‬ال‪3‬يمآل) ‪ 0011 )341( 031101111‬ال‪٨‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪١٣٢٨‬‬

‫‪ .٤٥‬أوغسطينس والذهتي الغم في واجب االشتراك‬

‫يتجلى في نصوص تلك المراسيم أن أولئك الرجال القديسين حرصوا على أن يحافظوا على‬
‫الممارسة المستمرة لالشتراك كما تلثوها من الرسل أنفسهم‪ .‬فلقد رأوا أئها نافعة جذا للمؤمنين؛‬
‫ولكئها لم تستمر بسبب اإلهمال المتزايد‪ .‬يشهد أوغسطينس بما كان يحددث في عصره ‪ :‬بسط‬
‫سؤ وحدة جسد الرب على مائدة الرب‪ ،‬وتناوله [شعت الكنيسة] يومائ في بعض األماكن‪ ،‬وض‬
‫أماكئ أخرى بين فترات محذدة؛ فتناوله البعض للحياة‪ ،‬واخرون للهالك ا وفي رسالته األولى إلى‬
‫ينايريوس‪ ،‬يقول‪ :‬ايتائول البعض يومجا من جسد الرب ودمه؛ والبعض في أتام معية؛ وفي بعض‬
‫األماكن ال يمر يوم ال تقدم فيه [المائدة المقدسة]؛ وفي أخرى أيالم السبت والحد؛ وفي غيرهما‬

‫في اآلحاد فقط‪ .‬ا لكن لائ تراخت العامة أحياائ‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬وبخها الرجال القديسون بشنة كي‬
‫ال يبدوا متغاضين عن عدم اكتراث الشعب‪ .‬ثتة مثال لذلك في تأمالت يوحنا الذهبي الغالم في‬
‫الرسالة إلى أهألفسس‪ ،‬يقودالم بعل لمن استهان بالوليمة ولماذا لم قكئ إلى المائدة؟) بل ولماذا‬
‫دخك (كيف ذلحلت العرس؟) [مت ‪ ١٢ : ٢٢‬ع‪ .‬إذ ض ال يشترك في األسرار فهو شرير‪ ،‬وعار‬
‫عليه أن يحضر‪ .‬أستسمحكم‪ :‬إن كان أحدهم قد دعي‪ ،‬فيأتي إلى الوليمة‪ ،‬ويغسل يديه‪ ،‬ويتكئ إلى‬
‫المائدة‪ ،‬ويبدوكأئه يتأكب لألكل‪ ،‬ثم ال يذوق شيائ‪ ،‬أال تهيل كأل من العشاء وصاحب العشاء؟ ولذا‬
‫عندما تقف بين من أعذوا ذواتهم بالصالة للتناول من الطعام األقدس‪ ،‬وفي الواقع لم تغادر المائدة‪،‬‬
‫لقد اعترفث يأتك واحن منهم‪ ،‬ولكئك في النهاية ال تشارك! أال يجدر بك أن تتغبب؟ تقول إئك‬
‫غير مستحق‪ .‬لذا إئك غير جدير بصالة االشتراك التي هي االستعداد لتناول السؤ المقذس‪٣٨٠٠.‬‬

‫‪ .٤٦‬االشتراك مزة واحدة كل عام كدان‬

‫جلى أة هذه العادة التي تأمرنا أن نتناول عشاء الرب ره واحدة في السنة إثما هي‪ ،‬حائ‪،‬‬
‫من رجس الشيطان‪ ،‬كائائ من كان منشؤها‪ .‬يقولون إذ زفرينس كان مؤلف هذا المرسوم‪ ٣٩،‬على‬
‫الرغم من أئه من غير المعقول أئه كان بالصيفة التي في أيدينا اليوم‪ .‬ألئه لعته لم بقصد به ضررا‬

‫(‪0 )400‬ا)‪6‬ا‪0‬آ؛‪10‬انعال‪0‬ح‬ ‫;‪ 111.11. 20 )11187. 1759‬لكح!<‪ £‬عةاأة‪ 111.1000(; 0٢‬ا‪8‬الة‪11 )1١4‬ك‬
‫‪ 1.1320(.‬جلج‪)16‬ج‪8٢1‬‬
‫انظر‪ :‬ط‪ 11٧ 2.2 )1‬؟‪،‬ع‪/‬سمئم‪7 ٧11. 173(; £‬ل‪([١٢‬ل‪٠٢‬د‪٢.‬أ;‪ 35. 1614‬ط<‪.15 )1‬ا‪٧‬تت أ‪(€‬ل‪ 008‬تكخهر‪,‬جال‪1‬خ‪8‬الجآل‪٨‬‬ ‫‪٣٨‬‬
‫‪٢.‬؛ ;‪33. 200‬‬ ‫;(‪12. 253‬‬ ‫‪, 011. 1.110111.111. 5 )٨4۶0 62. 29‬لغ؟‪071 £٠،‬‬
‫‪.(.‬؛‪. 63‬الالد‬
‫؟‪،‬عر‪٤١‬ك ‪,‬ة‪1‬اجة‪1<1‬‬ ‫بابا روما‪ .٢١٧٠١٩٨ :‬انظر‪, ٤٢. ١٧. 8611113111,1. 37. :‬كحو‪،9‬م‬ ‫‪٣٩‬‬
‫‪١٣٢٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل السابع عشر‬

‫للكنيسة في تلك اآلونة‪ .‬فما من شك في أة العشاء المقنس في ذلك العصر كان يقدم للمؤمنين‬
‫كتما اجتمعوا مائ؛ وال شك في أة معظمهم اشتركوا فيه‪ :‬ولكن لائ حدث نادرا أة جميعهم‬
‫اشتركوا في الوقت نفسه‪ ،‬وكان من الضروري لض امتزجوا بغير المؤمنين والوثنيين أن يشهدوا‬
‫إليمانهم بعالمه منظورة؛ عين ذلك الرجل القديس يوائ يجب على كز المسيحيين أن يشهدوا‬
‫فيه اليمانهم باشتراكهم في العشاء الرباني‪ ،‬لمراعاة النظام والترتيب‪ .‬على أة توالي العصور شوه‬
‫مرسوم زفريسس الذي كان أصال نافعا‪ ،‬ونلك بتقنين المرة الواحدة سنودا للعشاء‪ .‬ومن ثم ترئب‬
‫على ذلك أة الجميع تقرييا إذ تناولوا وه‪ ،‬كما لو كانوا قد أدوا واجبهم على نحو مشرف لبقية‬
‫السنة‪ ،‬مصوا كل إلى سبيله بال اكتراث‪ .‬كان يلزم أن يمارس السر على نمط مختلف‪ :‬كان ينبغي أن‬
‫ئبسط مائدة الرب لمحفل المسيحيين مر؛ في األسبوع على األقز‪ ،‬وأن يتغذوا روحائ بالمواعيد‬
‫المعلنة فيها‪ .‬ليس شيء ئرغم أحذا على االشتراك‪ ،‬لكن الجميع مدعوون بإلحاح واستنهائى‪ ،‬كما‬
‫وجب أيائ تأنيب الفتور والكسل‪ .‬يجب أن يحتشد الجميع جياعا إلى وليمة حافلة كهذه‪ .‬فليس‬
‫إدا من غير اإلنصاف أدني شكؤت في مستهز الحديث أة هذه العادة اقحمت علينا باستهواء من‬
‫مكايد الشيطان‪ ،‬إذ يدفع االشتران السنوي بأصحابه إلى التراخي واإلهمال بقية العام‪ .‬في الحقيقة‪،‬‬
‫نرى أة هذا االستهتار المهين زحف إلى حياة الكنيسة بحلول عصر يوحنا فم الذهب؛ كما نرى‬
‫أيائ قدر امتعاضه منه‪ .‬ال ‪ -‬في النعل الذي اقتبسته منه ‪ -‬يشكو بأسى من فداحة عدم االتساق؛‬
‫(يشير إلى) أئهم في بعض فصول السدة لم يحضروا فيما كانوا طاهرين‪ ،‬ولكئهم حضروا في عيد‬
‫القيامة وإن لم يكونوا طاهرين‪ .‬ثم يبدي الدهشة فيقول‪ :‬يا لها منعادة! يا لها من وقاحة! باطلة إدا‬
‫تقدمتنا اليومية؛ باطأل نقف أمام المذبح؛ ال أحد يأتي لالشتراك معنا‪ ٤ ٠ .‬كم يبعد يوحنا فم الذهب‬
‫عن منح سلطته للموافقة على ممارسة كهذه!‬

‫(منع الكأس عن الشعب ثدان‪ ٠ —٤٧ ،‬ه)‬

‫‪ .٤٧‬دحض االشتراك في عثصثم واحد‬

‫من الدنانة نفسها خرجت قاعدة أخرى؛ إائ أئها سرقت نصف العشاء‪ ،‬أو خطفته من بين‬
‫أيدي السواد األعظم من شعب الله‪ .‬كان رمز دم المسيح الذي يمنع عن العلمانيين والمدرسين‬
‫(وهي األلقاب التي طيقوها على رعية الله — [انظر ‪١‬بط ‪:٣‬ه])‪ ،‬يعطى— كبلكية خاصة — لحفنة‬

‫انظر الهامش ‪)11011111^ 111 .4( :٣١٩‬‬ ‫‪٤٠‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس اش المسيحى‬ ‫‪١٣٣٠‬‬

‫من الرجال فقط محلوقي شعر الرأس وممسوحين‪ .‬ومع أة مرسوم األله األبدي يقتضي أن يشرلب‬
‫الجميع من الكأس [مت ‪٢٧: ٢٦‬؛‪ ،‬يتبجح األنسان فيبطله وينسخه بقانون جديد مضاد‪ ،‬ال سمح‬
‫بموجبه للكز بأن يشربوا منه‪.‬‬

‫وبفية أآل يتشاجر هؤالء المشرعون مع إلههم بال حجة‪ ،‬يبتدعون المخاطر التي يمكنها أن‬
‫تحدث إذا ودمت الكأس ليشترك فيها الجميع‪ ،‬كما لو كان الله بحكمته األزلية لم يكن سبق أن‬
‫رأى هذه المخاطر وتحسب لها!‬

‫ثم يتحاجون بخبث أة [عنصرا] وا حذا يكفي بذأل من اثنين‪( .‬يقولون) األوه* إن كان الجسد‪،‬‬
‫فهو المسيح كته الذي ال يمكن أن ينفصل عن جسده ‪ .‬لذا يحتوي الجسد على الدم أيصا بواسطة‬
‫التالزم‪ ٤١ .‬انظروا إلى أي حذ تطابق أفكارنا البشرية فكر الله‪ ،‬عندما يرتخي اللجام فتبدأ الشرود‪،‬‬
‫ولوقليأل‪ ،‬إلى العبث والطيش! الرث يرينا الخبز ويقول إئه جسده؛ ويرفع الكأس ويدعوها دمه‪ .‬أائ‬
‫جسارة منطق األنسان فتصرخ بالعكس‪ :‬أة الخبز هو الدم‪ ،‬والخمر الجسد — كما لوكان الرب قد‬
‫ميز جسده من دمه بكز من الكلمة والعالمة — بال سبب‪ ،‬و(كما لوكان) قد شبع أن قيل إذ جسد‬
‫المسيح‪ ،‬أو الدم‪ ،‬بدعى الله واإلنسان‪ .‬من الواضح أئه لو قصد أن يعني نفسه بكليته لقال أنا هوا!‬
‫كما اعتاد أن يتحدث في األسفار المقدسة [مت ‪٢٧: ١٤‬؛ يو ‪ : ١٨‬ه؛ لو ‪ ،]٣٩ : ٢٤‬ولكته قال‪:‬‬
‫هذا هو جسدي؛ هذا هو دمي‪ .‬ولكي يسند ضعف إيماننا‪ ،‬رسم الكأس منفصله عن الخبز‪ ،‬حتى‬
‫عندئذ‬ ‫يعتمنا أته ال يكفي للمشرب أقز من كفايته للمأكل‪ .‬لنفرض أن أحد الجزءين استبعد نواله‬
‫كنا لنجد فيه نصف العذاء فقط‪ .‬ومن ثلم‪ ،‬حتى إن كان ما يدعونه صحيفا ‪ -‬أته بمقتضى التالزم‬
‫يحتوي الخبز على الدم‪ ،‬وأة الجسد حاز في الكأس أيائ — فهم مع ذلك يسلبون توطيد األيمان‬
‫من نفوس األتقياء‪ ،‬وهو ما يعطينا إباه المسيح كشيء ضروري‪ .‬لذا إذ نوذع مماطلتهم‪ ،‬ينبغي أن‬
‫نتمشك بالنعمة التي نتلثاها منا رسمه المسيح بوعده المزدوج‪.‬‬

‫‪ .٤٨‬الجدال الخاطئ القائل بأن الرسل وحدهم تتاولوا الكأس ك‪ -‬ا‪٠‬مقذمي ‪١‬لذ‪٠‬بيحةاا‬

‫إتني أدرك‪ ،‬حعا‪ ،‬أن خدام إبليس (كعادتهم في السخر من الكتاب المقدس) يتماحكون‬
‫حول هذه النقطة‪ .‬أؤأل‪ ،‬إتهم ينعون أته من فعل بسيط‪ ،‬ال ينبغي أن نشتق قاعدة عامة تتقيد الكيسة‬
‫بممارستها دائائ‪ .‬ولكتهم يكذبون عندما يقولون إذ هذا فعز بسيط؛ ألة المسيح لم يقدم الكأس‬

‫انظر‪. :‬أ‪0‬ا ‪8, $11‬آل‪٧11. 727(; ٨٩11111‬تل ‪81‬الحبآل) (‪)0118131100, 1111116011111 80881011 )1415‬؛‪11€11 0‬ل‪0٦‬ح‬ ‫‪٤١‬‬
‫‪111.2; 111.‬‬ ‫‪. 1,2.‬ا^‬
‫‪١٣٣١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل السابع عشر‬

‫فحسب‪ ،‬بل رسم أيثدا للتالميذ أن يفعلوا كذلك بعدئذ‪ .‬وهذه هي كلمات الذي أعطاهم هذا‬
‫األمر‪ :‬اسربوا بثقا لئكتم [مت ‪٢٧ : ٢٦‬؛ ‪ .‬كما أن بولس‪ ،‬إذ يستنكر هذا العمل‪ ،‬يوصي هوأيشا‬

‫بأن تكون رسغا ثابائ [ ‪١‬كو ‪ : ١١‬ه ‪٢‬؛‪.‬‬

‫مراوغة أخرى تذعي أن الرسل وحدهم؛ الذين كان قد اختارهم وخرطهم في سلك أمقذمي‬
‫الذبيحة ‪ ،‬هم مرك‪ ،‬سمح لهم المسيح بالمشاركة في العشاء‪.‬‬

‫أائ أنا فبودي أن يجيبوني عن خمسة أسئلة‪ ،‬لن يستطيعوا التهرب منها بدون أن دفئد‬
‫أكاذيبهم بسهولة‪.‬‬

‫أؤأل‪ :‬أئ وحي من الغيب كشف لهم هذا الحز الغريب عن كلمة الله؟ يذكر الكتاب اثني عشر‬
‫تلميذا اتكأوا مع يسوع [قارن مت ‪٢٠ : ٢٦‬؛‪ ،‬ولكئه ال يحجب كرامة المسيح بحيث يدعوهم‬
‫*امقذمي الذبيحة‪ .‬ا (سوف نتعامل فيما بعد مع هذا اللقب في موضعه الصحيح) ‪ ٤٢.‬ومع أئه وزع‬
‫العشاء لالثني عشر بنفسه‪ ،‬عندئذ طلب إليهم أن يوزعوه فيما بينهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬لماذا سرت العادة أئه منذ ذلك الزمان األفضل وحتى ألف عام بعد عصر الرسل‪ ،‬اشترك‬
‫الجميع بال استثناء في كذ من الرمزين؟ ألم تعرف الكنيسة األولى تن رئ بهم المسيح ضيوا على‬

‫عشائه؟ يمسي من أقبح صفاقة الوجه أن نتوقف هنا أو أن يتهربوا من السؤال! فتوجد اليوم سجالت‬
‫لتاريخ الكنيسة كما توجد كتب المؤلفين القدامى‪ ،‬تعطي براهين قاطعة على هذه الحقيقة‪ .‬يقول‬
‫ترتليانوس‪ :‬يقتات الجسد بجسد المسيح ودمه كي تتغذى النفسى من الله‪ .‬يقول أمبروسيوس‬
‫لثيودوسيوس‪ :‬اكيف لك بينين كهالين تتقبل جسد الرب المقدس؟ وكيف لك لتتجرأ أن تشترك‬
‫من كأس دمه الثمين بشفتيك؟ ويذكر هيرونيئس الكهنة الذين يخدمون األفخارستيا ويوزعون‬
‫دم الرب على الشعب‪ .‬ويقول يوحنا الذهبي الغم‪ :‬ليس كما كان في الناموس القديم أن أكذ‬
‫الكاهن جزءا‪ ،‬والشعئ جزءا؛ ولكئ جسن واحد وكأس واحدة يقدمان للجميع‪ .‬وكز ما تشمله‬
‫األفخارستيا يشترك فيه الكاهن والشعب‪.‬اا ويود أوغسطينس الشيء نفسه في عنة مواضع‪٤٣.‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفصل التاسع عشر‪ ،‬الفقرة ‪.٣٨‬‬ ‫‪٤٢‬‬


‫‪, 071‬ال‪3‬ا‪1‬س‪٠‬آ‬ ‫انظر‪, :‬أج‪٠‬ل‪0‬سألآ ;(‪ً٢. ٨٦١١٢٢ 111. 551‬ا ;‪ 11. 93‬الةا‪1‬سلجآ ‪)1‬ح) ‪0 1^080770011071 9‬‬
‫أ{أ‬ ‫‪٤٣‬‬
‫‪,‬ك‪8٢0٢‬اة‪. ٢٢. 6‬كح) ‪1^18107^ ٧. 18‬أ‪00‬أأ‪08‬أ‪08‬أ‪£00‬‬ ‫^‪. ^٢٠‬ئ ;‪434; 608 19. 309; ٨4۶6 82. 1231 ٢.‬‬
‫‪٢. 111. 143(; 1601116‬ج‪[ 2 8‬اا‪٧‬ل‪.‬ألء]‬ ‫;‪ 3:1-7‬أأ‪0‬أأ‪07‬أ{(ل‪0‬ا ‪071‬‬ ‫‪0713:15‬‬
‫;(‪ 25. 1375, 1561‬طول‪1‬يبر)‬ ‫كا ;‪ 61. 527‬ن!) ‪08 07111 007171^10718, 110771. ^٧111. 3‬أ‪1‬أأ‪#077‬‬
‫;‪ 38. 729‬ا‪. 1.1 )٦١٠4٢‬اآللء ‪ 38. 193(; 8077710718‬ال) ‪. 1. 2‬اآلآ ‪, 8077710718‬ءعاع‪8‬ل‪٦‬جل‪11. 366(; ٨٦‬ل ‪١٢٢٦١١٢٢‬‬
‫‪¥. 2.‬ا‪ 32. 87(; 1‬ح‪; ٥٠. !7‬ا ‪ 33. 984‬ا‪ 5. 16 )8( )1‬اا‪٧‬لءء ‪, 1011078‬جاالأ‪8‬آلجا‪٢ 8077710718 11. 586(; ٨٦‬ا‪٥٠٠‬‬
‫‪2 )10 33. 200; ٥٠.‬‬ ‫‪. 10. 24 )11 33. 147; ٥٠.‬ا‪٧‬ألل ;(‪12. 253‬‬ ‫‪12. 159(.‬‬
‫جون كالعن‪ :‬أس الذين المسبحي‬ ‫‪١٣٣٢‬‬

‫‪ .٤٩‬استمز اشتراكالعلمانهينحتىزسمتأخر‬

‫لكن لماذا أنا أجادل في شي؛ كهذا معروب جبذا؟ فليقرأكز من يرغب جميع ما دؤنته األقالم‬
‫اليونانية والالتينية في هذا الصدد ليجد وفرة من البراهين على ما نقوله‪ .‬ثم إذ هذه الممارسة لم ص ه ذ ل‬
‫ولم تتوقف ما ظلت في الكنيسة قطرة واحدة من األمانة واالستقامة‪ .‬عتم غريغوريوس — الذي‬
‫تستطيع أن تدعوه بحى احر أساقفة روما — بأن هذه العاد‬
‫لقد سكب دمه في أفواه المؤمنين‪٤ ٤ .‬‬ ‫االن ما هو دم الحمل؛ ولم تتعلموه بالسماع بل بالشراب‪.‬‬
‫في الواقع‪ ،‬دامت هذه الممارسة طوال أربعمائة سنة بعد رحيله‪ ،‬على الرغم من تدهور األحوال في‬

‫في تلك االونة؛ ولم يشكوا في أئه كان من قبيل تدنيس المقدسات أن يغؤق ما جمعه الرب‪ .‬فهكذا‬
‫يتكلم جيالسيوبس‪ .‬اخبرنا بأن البعض إذ يتناولون جزة ا بمفرده من الجسد المقنس‪ ،‬يمتنعون عن‬
‫تناول الكأس‪ .‬متا ال ريب فيه‪ ،‬يلزمهم إذ ئطؤرون مقيدين بتوع من الخرافة‪ ،‬إائ أن يتناولوا السر‬
‫بأكمله‪ ،‬أو أن يحزموه كلجا‪ .‬فال يمكن لهذا السر أن يقشم بدون تدنيس جسيم له‪ .‬لقد حرص‬
‫الناس على مراعاة حجج قبريائس التي ينبغي بالطبع أن ئقنع العقل المسيحي‪ .‬يقول‪ :‬اكيف لنا أن‬
‫نعتمهم أو نطالبهم بإراقة دمائهم في سبيل اعترافهم بالمسيح‪ ،‬إذ كتا نحجب دم المسيح عثن‬
‫يعيشون ويجاهدون من أجل المسيح؟ وكيف نؤنلهم لكأس االستشهاد إن بتا‪ ،‬أؤأل في الكنيسة‬
‫وبحق االشتراك‪ ،‬ال نقبلهم إلى الشراب من كأس الرب؟ فأن يحصر المشرعون الكتسيون مرسوم‬
‫جيالسيوس في الكهنة وحدهم‪ ،‬فهو من قبيل الصبيانية المفرطة بحيث ال يستحق أن نفئده ‪.‬‬

‫‪ .٥٠‬تتيح كلمات السفر المقذس صراحه تقديم الكأس للجبع‬

‫ثالائ‪ :‬لماذا قال المسيح ببساطة عن الخبز إئهم لياكلوه‪ ،‬أائ عن الكأس فقد تعتد القول بأن‬
‫يشرب منها الجميع [مر ‪٢٣-٢٢ :١٤‬؛ مت ‪]٢٧-٢٦ :٢٦‬؟ يبدو أته قصد عمنا أن يقاوم‬
‫دهاء الشيطان‪.‬‬

‫رابائ‪ :‬إن كان الرب قد أراد (كما ينعون) أن يكرم مقدمي الذبيحة فقط في عشائه‪ ،‬فأي‬
‫إنسا؟ كان يجرؤ على السماح للغرباء الذين استبعدهم الرب بالقدوم إلى االشتراك‪ ،‬ثم حتى إلى‬

‫‪11. 7‬تل ‪8 11.‬أ‪(€‬ل‪ 071 $1€ 6)(8‬؟‪،‬ح‪7/‬ل‪ 1.#6‬ال‪0٢‬ج‪٢0‬ل)‬ ‫انظر‪0£11€8 !٧. 1111 :‬أ‪€1‬أ(‪ 1, £‬ال‪0٢‬جج‪76. 1178(; 6٢‬‬ ‫‪٤٤‬‬
‫‪(. 256(.‬؛ ام‪ 6‬ح ‪.١٧., 0)1. £.‬ز‪. 1‬ى ;‪77. 425‬‬
‫انظر‪ 187. 1756(. :‬ط‪ 111.11. 12 )1‬لحمع‪٢‬ئى(ك ‪,‬عة‪1‬ك‪6٢‬‬ ‫‪٤٥‬‬
‫‪١٣٣٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الفصل السابع عشر‬

‫االشتراك في تلك العطية التي لم تكن قؤتها تحت سيطرتهم‪ ،‬بدون أمر صاحب األمر الوحيد؟‬
‫تأكيد يجوز لهم أن يفترضوا سلطة توزيع رمز جسد الرب على عامة الشعب‪ ،‬ما لم يكن‬
‫*‬ ‫حثا‪ ،‬بأي‬
‫لهم أمز أو مثال من الرب نفسه؟‬

‫خامشا‪ :‬هل كان بولس يكذب عندما قال للكورنثقن إئه تسنم من الرب ما يسلمه لهم‬
‫[ ‪١‬كو ‪٢٣: ١١‬؛؟ إئه يعلن بعدئذ أة ما ئشئمه ودشتمه لهم هو أن يتناول الجميع من كال رمزئه‪،‬‬
‫بال تمييز [ ‪ ١‬كو ‪ ٢٦ : ١١‬؛ ‪ .‬إن كان بولس قد تسئم من عند الرب أن دقبل الجميع بال تمييز‪ ،‬دعوا‬
‫من يستبعدون معظم شعب الله ئزون مض تسئموا ممارستهم‪ ،‬إذ ال يستطيعون اآلن أن ينعوا‬
‫أن الله سلمها لهم‪ ،‬ألئه ليس فيه تغم وال [ ‪٢‬كو ‪ ١٩ : ١‬؛ ‪ .‬هع ذلك ال يزالون يفعلون مثل هذه‬
‫األرجاس باسم الكنيسة ويدافعون عنها بهذه الذريعة‪ .‬إئه كما لوكان أعداء المسيح هؤالء ‪ -‬الذين‬
‫تجدهم دائائ مستعدين أن يدوسوا بأقدامهم تعليم المسيح ومراسيمه‪ ،‬وأن يبعثروها وببطلوها ‪-‬‬
‫هم أنفسهم [أو وحدهم؛ الكنيسة؛ أوكما لولم تكن كنيسة الرسل التي في عهدها ازدهر األيمان‬
‫وترعرع‪ ،‬هي الكفية!‬
‫الفصل الثامن عشر‬

‫القداس البابوي‪ :‬يدس حرمة عشاء المسيح‬


‫وعتهنا‪ ،‬بل يفهكثا‬

‫م‪،‬‬

‫(رفض القداس باعتباره تدنيسا للعشاء الرباني وإبطاأل لفاعليته‪)٧-١ ،‬‬

‫‪ .١‬العقيدة الرومانية‬

‫حاول الشيطان بهذه الحيل وما يشابهها أن يحجب عشاء المسيح المقدس بظلمة حالكة‪،‬‬
‫وأن ينجسه كي يمنع احتفاظ الكنيسة بطهارته‪ .‬أتا رجسه فقد بلغ ذروته عندما ابتدع عالمة ئقئمه‬
‫بها ويفسده‪ ،‬بل يمحوه ويبيده أيخا بحيث يتوارى تماتا من الذاكرة البشرية‪ .‬حدث هذا عندما‬
‫أعمى العام كته تقريبا بضاللة هي األكثر وبائيه (أي) االعتقاد بأة القداس هو ذبيحة وتقدمة‬
‫للحصول على مفغرة الخطايا‪.‬‬

‫لسث أتوقف ألسأل كيف توصل األرجح عقأل من المدرسيين إلى هذه العقيدة من البداية‪.‬‬
‫فليعرب هؤالء ومعهم مهارتهم المععدة! ألثه بغض النظر عن دفاعهم عنها بالمراوغة‪ ،‬يلزم رغائ‬
‫من ذلك أن يرفضها جميع العقالء‪ ،‬ألئها ال دجدي شيها سوى حجب لمعان العشاء‪ .‬وإذ نودعهم‪،‬‬
‫ليدرن قرائي أش أكافح في هذا الصدد ضد ذلك االعتقاد الفاسد الذي أعدى به عدؤ المسيح‬
‫الروماني وأنبياؤه العام كله‪( :‬وهو) أن القداس عمل يقوم به الكاهن مقذائ به المسيح [ذبيحه]‬
‫فيما يحظى اآلخرون مئن يشتركون في تقديم األضحية برضا الله‪ ،‬أو أئه ذبيحة كقارتة يصالحون‬
‫بها الله ألنفسهم‪.‬‬

‫ولم يمسى هذا مقبوأل كعقيدة سائدة فقط‪ ،‬بل صيفت الممارسة نفسها بحيث أصبحت عملية‬
‫أيشا‬
‫‪٠ ٠٠‬‬
‫التى *‪٠‬يستعملونها‬
‫‪٠٠‬‬
‫عينها‬
‫‪٠٠‬‬
‫األحياء واألموات‪ .‬فكلمات الصلوات‬
‫‪٠٠‬‬
‫خطايا‬
‫‪٠٠‬‬
‫للتكفير عن‬
‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠‬‬
‫استرضاءكع صلله‬
‫تعير عن هذا الفكر صراحة‪ ،‬وال نستطيع أن نستنتج غير ذلك من استعمالها اليومي‪ .‬إتئي أعلم إلى‬
‫أي مذى تغلغل هذا البالء‪ ،‬وكم يندس تحت مظهر الخير المفيد‪ ،‬وكيف يستعرض اسم المسيح‪،‬‬
‫‪١٣٣٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫وكيف يعتقد الحشد الغفير من الناس أدهم في هذه الكلمة الواحدة — القداس — يختصرون‬
‫مجموع اإليمان!‬

‫أائ حينما يتجلى من كلمة الله بما ال يترك مجاأل للشك في أن هذا القداس — مهما تبزج بالبهاء‬
‫— إرما يبتلي المسيح بالخزي الفادح‪ ،‬وئخيد صليبه بل يدفنه‪ ،‬ويلقي بموته في هوة النسيان‪،‬‬
‫ويفتصب النعمة التي فاضت نحونا منه‪ ،‬ويهلهل السر الذي ورثنا به ذكرى موته؛ فهل تعئقت‬
‫الجذور بحيث يستحيل على هذه الفأس األكثر صالبة (أعني كلمة الله) أن كعدها وتقتلعها؟ فهل‬
‫من غشاء محير كهذا للبصر‪ ،‬بحيث ال يستطيع هذا النور أن يفضح شره المدسوس؟‬

‫‪ . ٢‬القداس‪ :‬تجديف على المسجح‬

‫إدا لنس بدايه ما انتشر [من اعتقاد]‪ ،‬بحيث اجتلب على المسيح تجديعا وخرا مبيائ ال‬
‫يحتمل‪ .‬أثا هو فقد كرسه أبوه السماوي رئيس كهنة أبدائ‪ ،‬وليس إلى أجل مووت كما كان الحال‬

‫مع الكهنة الذين نقرأ عنهم في العهد القديم‪ .‬لم يكن كهنوت هؤالء خالنا حيث كانت حياتهم‬
‫تنقضي بعد حين‪ .‬ومن ثم كانت الحاجة إلى خلفاء يتبعونهم من وقت إلىآخر‪ .‬ولكئ المسيح‬
‫األتي غلى‬
‫*‬ ‫الذي تفرد بأبدئته‪ ،‬ليس بحاجه إلى خليفة ليحز محته‪ .‬لذا ميزه بأن يصير اكاهنا إنى‬
‫زبنة تتكل صاققاا كي يقوم بعمل الكهنوت إلى األبد [عب ه‪١٠ ،٦:‬؛ ‪٢١ ،١٧:٧‬؛ ‪١١ : ٩‬؛‬

‫‪ ٢١ : ١٠‬؛ مز ‪ ٤ : ١١٠‬؛ تك ‪ . ] ١٨: ١٤‬كان قد دنثئ بهذا السر [سر كهنوت المسيح األبدى منذ‬
‫عصور سبقت‪ ،‬أو بصور قبال متمثال في شخص ملكي صادق؛ فلتا قدمه الكتاب المقدس كاهائ‬
‫لإلله الحى‪ ،‬لم يذكره بعد أبذا‪ ،‬متضئائ أة حياته كانت بال نهاية‪ .‬ولهذا التشابه دعي المسيح كاهائ‬

‫على رتبته‪.‬‬

‫أتا اآلن‪ ،‬فمن يقدمون الذبائح يوميا ئطلب منهم أن يعينوا لتقديم قرابينهم كهنًا يضعونهم‪.‬في‬
‫مقام المسيح كخلفاء ووكالء‪ .‬وبهذا التبديل‪ ،‬ليسوا يسلبون المسيح كرامته‪ ،‬ويفتصبون منه امتياز‬
‫ذلك الكهنوت األبدي فقط‪ ،‬بل يحاولون أن ئنزلوه عن جلوسه عن يمين أبيه‪ ،‬حيث ال يمكنه‬
‫أن يبقى حيا إلى األبد بدون أن يبقى أيصا كاهائ أبدائ‪ .‬وال تدغهم يتذرعون بأة كهنتهم األصاغر‬
‫ال يحتون محل المسيح كما لو كان نيائ‪ ،‬بل يقومون فقط بدور مساعدي كهنوته األبدي الذي‬
‫ال ينتهي‪ .‬إة كلمة الرسول عنهم تمنعهم من أن يحاولوا التهرب من ذلك‪ .‬يقول‪ :‬صاروا كهنة‬
‫كثيرين ألن الموت منعهم من البقاء [عب ‪ .]٢٣:٧‬لذلك فإة المسيح الذي ال يعؤقه الموت‪ ،‬فريد‬
‫جون كالثن‪ :‬أس اش السحى‬ ‫‪١٣٣٦‬‬

‫وال يحتاج إلى شركاء‪ .‬ولكئهم من كثرة فجورهم يتذرعون بمثال ملكي صادق للدفاع عن عدم‬
‫تورعهم‪ .‬فألئه قيل إته قذم خبرا وخمنا [‪.‬تك ‪ ،]١٨:١٤‬يستنبطون ضمائ أن القداس تمئل في ذلك‬
‫سابعا‪ ،‬كما لوكان ثتة تشابه بينه وبين المسيح في تقديم الخبز والخمر‪ .‬أثا هذا القياس فوا؛ بل تافذ‬
‫بحيث ال يستحق أن نفئده‪ .‬لقد قذم ملكي صادق خبرا وخمزا إلبراهيم ورفقائه لكي يجذد قواهم‬
‫بعد رحلتهم الطويلة والمعركة التي خاضوها‪ .‬ما عالقة هذا بالذبيحة؟ يمتدح موسى إنسانية ذلك‬
‫الملك التقي [تك ‪ .] ١٨: ١٤‬أثا هؤالء ارجال فيصطنعون شيائ غير متقن ويجعلون منه سرا ال دكر‬
‫له‪ .‬ومع ذلك يلونون خطأهم بلو؟ آخر معتمدين على الكلمات التالية‪( :‬أته) اتمان تماجنا لله العلي‪!!،‬‬
‫[تك ‪١٨: ١٤‬؛‪ .‬أجيب بأئهم بخبث يطبقون على الخبز والخمر ما يضعه الرسول في خانة البركة‪.‬‬
‫إدا‪،‬ألته كان كاهائ لله‪ ،‬بارق ملكي صادق إبراهيم [تك ‪ .] ١٩: ١٤‬من هذا يستنتج الرسول (ولسنا‬
‫بحاجة إلى البحث عن مقشر أقدر منه) تغؤقه‪ ،‬ألن األقز يباركه األكثر عظمة [عب ‪٧: ٧‬؛ ‪ .‬ولكي‬
‫أسألكم‪ :‬لوكانت تقدمة ملكي صادق رمزا سابعا لذبيحة القداس‪ ،‬فهل كان الرسول ‪ -‬الذي يغربل‬
‫أصغر التفاصيل — قد نسي أمرا بهذه األهمية والخطورة؟ أثا اآلن (مهما حاولوا بهذيانهم) فسوف‬
‫يحاولون باطأل أن يمحقوا الحجة التي يأتي بها الرسول نفسه‪ :‬أن أحقية الكهنوت وكرامته بين بني‬
‫البشر قد توقفت‪ ،‬ألن المسيح الذي هوإلى األبد‪ ،‬هوالكاهن األبدي الوحيد [عب ‪ ١٩- ١٧: ٧‬؛ ‪.‬‬

‫‪ .٣‬اسى خفت آلالم المسيج‬

‫كما برزت خاصية أخرى من خصائص القداس‪ :‬أته يحجب بل يطمر صليب المسيح والمه‪.‬‬
‫هذا مؤتمد حعا‪ :‬أن صليب المسيح يطاح عندما ينصب المذبح؛ ألته إذ بذل نفسه كذبيحه على‬
‫الصليب لكي يقذسنا إلى األبد‪ ،‬وليحصل لنا على فداء أبدى [عب ‪ ،]١٢:٩‬فال ريب في أن قوة‬
‫هذه الذبيحة وفاعليتها تستمران بال نهاية‪ .‬وإأل فما كائ لنوقر المسيح أكثر متا نشعر بارقار تجاه‬
‫الثيران والعجول التي كانت تذبح تحت الناموس‪ ،‬إذ هي ذبائح أثبتت عدم فاعليتها بدليل أته تكزر‬
‫تقديمها مرارا وتكرارا‪ .‬لذا يلزم منطقيا إنا أن نعترف بعدم قدرة ذبيحة المسيح التي أكملها على‬
‫الصليب‪ ،‬على أن تطهر إلى األبد‪ ،‬أوأن المسيح قذم ذاته ذبيحة‪ ،‬مره وإلى األبد‪ ،‬مدى كز الدهور‪.‬‬
‫هذا ما يقوله الرسول‪ :‬إذ رئيس الكهنة هذا‪ ،‬أي المسيح‪ ،‬قذ أظهز مزه (والى األبد) عنت العصاء‬
‫الدهور لثئطل‪ ،‬الحبية بث بحة تغسه [عب ‪ ٠]٢٦:٩‬وأيصا‪ :‬وبهنه التشيئة تحن‪ ،‬ئعدسون بتعديم‬
‫حشد فشوغ الكسيح ثز؛ ؤاحذؤأ [عب ‪١ ٠: ١ ٠‬؛‪ .‬وأيثما‪ :‬ألئه يقربان زاجي وئ أكتزرإلى األبي‪،‬‬
‫المعد‪،‬سير‪[ ،‬عب ‪ ٠]١٤: ١٠‬ولهذه الكلمات يضيف المقولة المأثورة‪ :‬زاتتاحيث‪ ،‬دكونمعغزه‬
‫‪١٣٣٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫يهذ؟ (الخطايا) آلبكون ئثد قربان غرق الحطثة [عب ‪ ١٨ : ١٠‬؛ قارن عدد ‪٢٦‬؛‪ .‬أكد المسيح نفسه‬
‫ون أكيتل [يو ‪٣٠:١٩‬؛‪ .‬نعتبر عاد؛‬ ‫ذلك بكلماته التي نطق بها مع ئغسه األخير‪ ،‬عندما قال‪:‬‬
‫الكلمات األخيرة على شفاه المشرفين على الموت شبيه كلمات نبوية موحى بها‪ ١ .‬يشهد المسيح‪،‬‬
‫وهوعلى وشك أن يستم الروح‪ ،‬أن بذبيحته الوحيدة هذه قدانجزوتم كزمايلزم للخالص‪ .‬فهل‬
‫يسمح لنا بأن نضيف نحن‪ ،‬كز يوم‪ ،‬زوعا ال حصر لها على ذبيحة كهذه‪ ،‬كما لو كانت عائبة‪ ،‬فيما‬
‫قد أعلن هو كمالها صراحه؟ فعندما تؤكد كلمة الله‪ ،‬بل تنادي عاليا بأن هذه الذبيحة لدمت مز؛‬
‫واحدة فقط وأن قوتها تظز إلى األبد‪ ،‬أال يقهمها بالنقعر والضعف مرف يطالبون بذبيحه أخرى؟ وإأل‬
‫ما الفرض من القذاس الذي رئب بحيث ئقذم مائة ألف ذبيحة كز يوم‪ ،‬سوى أن يطمس بل يدفن‬
‫آالم المسيح التي قذم بها ذاته لآلب بمنزلة الذبيحة الوحيدة؟ ض غير األعمى يخفى عنه أن جسارة‬
‫الشيطان هي التي تتصارع مع حق ساطع كهذا وصريح؟ إئني لست أغفل الحيل التي يتنكر وراءها‬
‫أبوالكذب بزيفه‪( :‬بالقول) إئها ليست بذبائح مختلفة أومتنوعة‪ ،‬بل هي الذبيحة الواحدة المتعددة‬
‫التكرار‪ .‬لكن أمثاز سخب الدخان هذه سريعا ما تنقشع؛ ألئه طوال النقاش كته‪ ،‬ال يجادل الرسول‬
‫بأئه ال توجد ذبائح أخرى فقط‪ ،‬بل أة هذه الذبيحة أيائ وت ستتا مر؛ واحدة فحسب‪ ،‬وال تقبل‬
‫التكرار‪ .‬يتمتعى رجال أكثر مكزا من خالل منفذآخر — أته [القداس؛ ليس تكرارا بل تطبيعا‪.‬‬
‫ولكئ يسهل دحض هذه السفسطة أيصا؛ فإذ المسيح لم يقذم ذاته مرة وإلى األبد بشرط أن يصادق‬
‫على ذبيحته بتقديم قرابين جديدة كز يوم‪ ،‬بل إذ الجدوى التي نجتنيها من ذبيحته دمنح لنا بواسطة‬
‫الوعظ باإلنجيل وممارسة العشاء الرباني‪ .‬فهكذا يقول بولس‪ :‬ألة وضختا أيصا البيخ ون دبخ‬
‫ألحبتا ويدعونا لنعيد [ ‪١‬كو ه‪٨-٧٠.‬؛‪ .‬أقول إذ هذه هي الوسيلة التي دعلبق بها ذبيحة الصليب‬
‫علينا على النحو الصحيح‪ ،‬عندما بعدم لنا لنتنعم بها‪ ،‬فنقتبلها بإيماب) حقيقي‪.‬‬

‫‪ .٤‬الئحاخ بما ورد في مالخي ‪١١:١‬‬

‫يجب علينا أن نسمع على أى أساس آخر يدعمون ذبيحة القذاس‪ .‬يوردون نبوءة مالخي‬
‫التي يعد الرت بها أئه سيأتي وقت حين يقرب عنده السمه بخور وتقدمة طاهرة في جميع أرجاء‬
‫المسكونة [مال ‪ ١١: ١‬؛ ‪ .‬كما لو كان جديدا أو من غير المألوف أن يخضعى األنبياء عباد؛ الله‬
‫الروحية بطقوس الناموس الخارجية‪ ،‬عندما يتحدثون عن دعوة األمم (وذلك بمناشدتهم أن‬

‫يستذكر كالغن هنا قوأل لسقراط قبيل موته‪ :‬أقد أتت اللحظة التي فيها يتنبًا معظم البشر ‪ -‬اللحظة قبل موتهم‪ )).‬انظر‪:‬‬ ‫‪١‬‬
‫‪08,‬كالئ‪80‬‬ ‫‪1 01. 136 ٤(.‬؟ ط‪0‬ط)‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين الصيحي‬ ‫‪١٣٣٨‬‬

‫ينخرطوا فيها)! بهذا أخبر األنبياء أهل عصورهم بأكثر عمق‪ ،‬أن األمم سوف يدعون إلى شركة‬
‫الدين الحقيقية‪ .‬وعلى المثال نفسه ‪ ،‬اعتادوا دائائ أن يصفوا الحق الذي أعلن فيما بعد في اإلنجيل‪،‬‬
‫من خالل الرموز المعروفة في أزمانهم‪ .‬فمثأل يمثلون الرجوع إلى الله بالصعود إلى أورشليم [اش‬
‫‪٣-٢:٢‬؛ مي ‪]٢-١ :٤‬؛ وعباد؛ الله بتقديم جميع أنواع العطايا [مز ‪٢٩:٦٨‬؛ ‪١١-١٠ :٧٢‬؛‬
‫اش ‪ ٦:٦٠‬وما يلي؛؛ والمعرفة األعمق به (التي توهب للمؤمنين في ملكوت المسيح) بأحالم‬
‫ورؤى [يؤ ‪٢٨: ٢‬؛ ‪ .‬لذا فإذ ما يقتبسونه من مالخي يشبه نبوءة أخرى من نبوات إشعياء عندما ينبئ‬
‫بأن ثالثة مذابح تنصب في أشور ومصر ويهوذا [اش ‪ .]٢٤-١٩:١٩‬أؤأل إئئي لذلك أسأل‪ :‬أال‬
‫يوافقون على أة هذه النبوءة قد تمت في ئلك المسيح‪ .‬وثانيا‪ ،‬أين توجد هذه المذابح‪ ،‬أو متى‬
‫ئصبت؟ وثالثا‪ ،‬هل كانوا يعتقدون بأن لكل من تلك الممالك هيكأل مخضص لها‪ ،‬مثل الهيكل‬

‫الذي في أورشليم؟ أعتقد أدهم لو تأثلوا هذه األمور سوف يدركون أن النبي — مستخدائ الرموز‬
‫المتاحة له في عصره — تنيأ بانتشار عبادة الله الروحية في كل أنحاء األرض‪ .‬هذه هي اإلجابة التي‬
‫نعطيهم إياها‪ .‬أما ألئنا نواجه أمثلة من هذا النوع بصفة متكررة‪ ،‬فلن أهتم باالسترسال في تعدادها‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإئهم مضتلون بصورة تعيسة إذ ال يعرفون أي ذبيحة أخرى سوى القداس‪ ،‬على الرغم‬
‫من أن المؤمنين يقذمون اآلن للرب ذبيحة حقيقية وتقدمة طاهرة؛ سنتحذث عنها في أوان قريب‪٢.‬‬

‫ه‪ .‬القداس يؤول إلى نسيان موت المسيح‬

‫آتي اآلن إلى العمل الثالث الذي يؤذيه القداس‪ ،‬حيث يلزمني أن أشرح كيف يمحو موث‬
‫المسيح الغريد ويطرده من ذاكرة الناس‪ .‬فكما‪ ،‬بين البشر‪ ،‬يعتمد تأكيد الوصية على موت‬
‫الموصي‪ ،‬فهكذا أيائ أكد الرب بموته العهن الذي وهب لنا به مفغرة الخطايا والبز األبدي‬
‫[عب ‪:٩‬ه‪ . ] ١٧- ١‬فكل من يغير أو يضيف شيائ جدينا إلى وصية هذه التركة‪ ،‬ينكر موته ويبطل‬
‫فاعليتها‪ .‬وما القداس سوى وصية جديدة مختلفة تمام االختالف؟ لماذا؟ أال بعن القداديس الفردية‬
‫مفغرة جديدة للخطايا‪ ،‬وحصوأل جدينا على البز‪ ،‬بحيث يوجد اآلن العديد من العهود الجديدة‬
‫بقدر عدد القداديس؟ لذلك‪ ،‬دع المسيح يأتي ثانية‪ ،‬وبموب جديد دعه يصادق على هذا العهد‬
‫الحق‬
‫*♦‬
‫أول‬
‫لم‪:‬‬
‫يجيء‪ .‬ألم‬
‫*‪-٠٠‬‬
‫لقداديس ال *لحصى دعه‬
‫*‪٠‬‬
‫وبعهود جديدة‬
‫‪ ٠٠‬ة‬
‫‪0‬‬ ‫خ‬ ‫‪٠‬‬
‫متعدد‬
‫‪٠٠‬‬
‫بموب‬
‫‪:‬‬
‫بالحري‬
‫‪٠٠‬‬
‫الجديد؛ أو‬
‫**‬

‫في بداية األمر‪ ،‬أن موت المسيح الغريد والحقيقي تمحوه القداديس؟ ماذا إذ كان منعلق القداس‬
‫يقود مباشرة إلى أن نذبح المسيح مرة (بل مزات) أخرى‪ ،‬إن أمكن ذلك؟ ألته حيث توجد وصية‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.١٦‬‬ ‫‪٢‬‬


‫‪١٣٣٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫(يقول الرسول) يلزم بيان موت الوئصي [عب ‪ .]١٦:٩‬يعرض القداس وصية جديدة للمسيح؛‬
‫ومن رم يقتضي موته‪ .‬فضأل عن ذلك يلزم أن تذبح الذبيحة التي تقذم‪ .‬فإن كان المسيح يذبح كتما‬
‫اقيم قداس‪ ،‬فمن المحتم أئه يذبح بوحشية في ألف مكا؟ في كز لحظة‪ .‬ليس هذا موقفي أنا‪ ،‬بل‬
‫موقف الرسول‪1 :‬أفإن دان كان جذ‪ ،‬أن كألم مزارًاكثيزة تئد تأبر) انقاب [عب ‪ : ٩‬ه ‪.]٢٦-٢‬‬
‫أعترف بأن لديهم إجابة جاهزة يئهموننا فيها باالفتراء‪ .‬يقولون إئنا نعترض على ما لم يفكروا فيه‬
‫ظ‪ ،‬وال يفكرون فيه اآلن‪ .‬ولكتنا ندرك أن موت المسيح وحياته ليسا في أيديهم‪ .‬وال يهئنا إن‬

‫كانوا قد قصدوا أن يذبحوه؛ أثا هدفنا فهو أن نكيف ما ينتج من سخافة ال يقبلها العقل من تعليم‬
‫عقيدتهم‪ .‬وأبرهن على ذلك بتصريح الرسول ذاته‪ .‬وعلى الرغم من أتهم يصرخون عاليا مائة رة‬
‫بأن ذبائحهم ال دهرق فيها دماء‪ ،‬فإئني أرفض أن أقبل أة الذبائح تغير طبيعتها حسبما يروق البشر؛‬
‫ألئه بواسطة ذلك ينسخ ما أسس له الله تأسيشا مقدسا ومنيعا‪ .‬ألئه يلزم منطقيا الحئ الذي أغده‬
‫الرسول أته‪ :‬ا ددو؟ شعدثه ذم أل ئخطل معغزه [عب ‪.]٢٢ : ٩‬‬

‫‪ .٦‬القداس يسلبنا فائدة موت المسيح‬

‫يلزم اآلن أن أناقش العمل الرابع الذي يؤذيه القداس‪ :‬أته ينهب مائ الجدوى التي كانت اتية‬
‫لنا من موت المسيح‪ ،‬إذ يعمينا عن أن ندركها ويمنعنا من أن نتأتلها‪ .‬ألته من يستطيع أن يظن‬
‫ذاته مغددا بموت المسيح عندما يرى فداء جدينا في القداس؟ وتن يمكنه أن يثق بمغغرة خطايا‬
‫عندما يرى غفراتا جديدا؟ على أره ال يفيدهم أن يتهربوا بالقول إدنا نحصل على مفغرة الخطايا في‬
‫القداس‪ ،‬لمجرد أئها قد اشئرئك لنا بموت المسيح‪ .‬فهذا ال يعني إأل االفتخار بأرنا افيدينا بواسطة‬
‫المسيح بشرط أن نفتدي نحن أنفشنا؛ وهذا هو التعليم الذي ينشره خدام الشيطان‪ ،‬ويداوع عنه‬
‫اليوم بالصياح والسيف والنار‪ :‬أئنا عندما نقنم المسيح لالب في القداس‪ ،‬ننال بعملية تقديمنا إياه‬
‫قرباتا‪ ،‬مفغرة الخطايا وئجعل شركاء في آالم المسيح‪ .‬ماذا يتبقى اآلن من‪٢‬الم المسيح سوى أئها‬
‫مثاز للغداء نتعتم به أئنا تغتدوذواتنا؟ عندما يختم المسيح تمكيد غفراننا في العشاء‪ ،‬ال يأمر تالميذه‬

‫بأن يتوقفوا عند ذلك الفعل‪ ،‬بل يرسلهم إلى ذبيحة موته‪ ،‬مؤسرا إلى أن العشاء هوللتذكير به‪ ،‬أوأته‬
‫تذكار (كما يدعوه الناس عادًا) منه يتعتم الناس أته ذبيحة كفارية اكيل بها إرضاء الله‪ ،‬ويلزم حتما‬
‫أن يكون قد قدم مزًا ال غير‪ .‬فال يكفي أن نفهم أن المسيح هو الضحية الوحيدة‪ ،‬إن لم ئضف أن‬

‫ثئة ذبيحة واحدة فقط‪ ،‬حتى سث إيماننا بصليبه‪.‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٤.‬‬

‫‪ .٧‬القداسإبط‪1‬ل لعشاء الرب‬

‫اتي اآلن إلى الخاتمة‪ :‬أة العشاء المقنص (الذي ترك الرب فيه ذكرى مكتوبة ومنحوتة الالمه)‬
‫قد اغتصب ودئر وأزيل بإقامة القداس‪ .‬إؤ العشاء ذاته حعا عطية من الله كان ينبغي أن ئقبل بالشكر‪.‬‬
‫أتا ذبيحة القداس فتتمثل في دفع ثمن لله‪ ،‬وعليه أن يتقبلها كإرضاء أوكائرة له‪ .‬ثئة فرق بين هذه‬
‫الذبيحة وسر العشاء يعادل الغرق بين العطاء واألخذ‪ .‬وهكذا يتبين نكران اإلنسان التعيس في أئه‬
‫ينبغي له أن يدرك قدر عظمة جود الله وأن يشكره على كثير سخائه‪ ،‬لكته جعل من الله دائائ له! ال‬
‫يعد السر بأره قد أعيدلت إلينا‪ .‬حياتنا مؤ؛ واحدة بموت المسيح‪ ،‬بل بأة الحياة ببعث فينا باستمرار‪،‬‬
‫إذ قد اكملت كلغ متطلبات خالصنا‪ .‬أتا ذبيحة القداس فتفتي لحائ يختلف تمام االختالف‪ :‬أن‬
‫المسيح ينبغي أن يذبح يوميا لكي يعود علينا بالفائدة‪ .‬كان العشاء ليقذم جهارا في محفل الكنيسة‬
‫ليعلمنا عن الشركة التي نلتصق بها مثا في المسيح يسوع‪ .‬أتا ذبيحة القداس فتهلهل وتمزق تلك‬
‫الشركة‪ .‬ألئه بعد أن توغد الخطأ بلزوم وجود كهنة لتقديم الذبيحة بالنيابة عن الشعب‪ ،‬كما لو‬
‫كان العشاء قد أحيل إليهم‪ ،‬توف توزيعه على كنيسة المؤمنين بحسب وصية الرب‪ .‬وتح الباب‬
‫للقداديس الخاصة التي ئظهر كأثما يقصد بها الحرمان بدأل من الشركة التي أسسها الرب‪ .‬هذا‬
‫ألن ذلك المقنم التافه الذي يبتاع الذبيحة وحده يفصل نفسه عن جميع أهل اإليمان‪ .‬أسئيه قداسا‬
‫خاصا (وال يخطئئ أحد في ذلك) حيث ال يشترك المؤمنون في عشاء الرب‪ ،‬على الرغم من أة‬
‫حشدا كبيرا من الناس يحضره‪.‬‬

‫(الممارسة القديمة ونشأة المفاهيم الخاطئة‪)١١ -٨ ،‬‬

‫‪ .٨‬القداديس الخاصة تفغي الشركة‬

‫لم أتمكن قذ من أن أحسم بالتدقيق أصل لفظة أأل‪88‬اااااا إأل ما قد يبدو محتمأل أئها أسقت‬

‫من العطايا والتقدمات [التي توضع في صندوق العطاء عند وقت االنصراف (‪ ))1181111883.1‬بعد‬
‫صلوات العبادة] ‪ ٣.‬وقد استعملها الكائب األقدمون عاد؛ في صيفة الجمع‪ .‬ولكن لكي نجتنب‬
‫الجدل حول اللفظة‪ ،‬أقول إة القداديس الخاصة تناقفر تأسيس المسيح تماائ‪ ،‬ولذلك فهي تدنيس‬
‫شنيع للعشاء المقدس‪ .‬ألئه إالم دعانا الرب؟ أليس لنأخذ ونتقاسم بيننا [لو ‪]١٧:٢٢‬؟ وما هو‬

‫يستخدم لفظة أقد‪1‬سا في العربية لبرجمة ا‪ ،،18,‬أو ^ع‪88‬ع‪11‬آل‪ ٤‬في اللغتين اإلنكليزية والغرنسية وهي كلمة التينية ق‬ ‫‪٣‬‬
‫األصل أآل‪٤111188‬؛ ‪ .‬لذا‪ ،‬فألبحث في أصول الكلمة الالتينية ال ه بصلة إلى االستخدام العرفي‪.‬‬
‫‪١٣٤١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل الثامن عشر‬

‫نوع إطاعة الوصية الذي يعلم به يولس؟ أليس كشر الخبز الذي هو شركة جسد المسيح‬
‫[ ‪١‬كو ‪١٦: ١٠‬؛؟ لذلك‪ ،‬أين التشابه عندما يتناوله [أي الخبز؛ شخص واحل من دون المشاركة؟‬
‫يقولون‪ :‬لكن هذا الشخص الواحد إثما يفعل ذلك باسم الكنيسة كتها‪ .‬بأي وصية؟ أليس هذا‬
‫استهزاة بالله عندما يقتنص شخص واحد لنفسه‪ ،‬حصرائ‪ ،‬ما كان ينبغي أن يشارك فيه الكثيرون؟ أثا‬
‫ألن كلمات المسيح وبولس واضحة بما فيه الكفاية‪ ،‬فيمكننا أن نستنتج — باختصار — أله حيثما‬
‫ال يمارس كسر الخبز الشتراك المؤمنين فليس هو عشاء الرب‪ ،‬بل تقليد زائف ومنابة للعقل‪.‬‬
‫والتقليد الزائف إفساد‪ .‬وأكثر من ذلك‪ ،‬إذ إفساد سر عظيم هذا مقداره ال يخلو من األثم‪ .‬وس‬
‫ثم‪ ،‬قسم القداديس بإساءة االستعمال االثمة‪ .‬ولوال أن غلطة واحدة في ما يتعئق بالدين تفسح‬

‫المجال تكرارا ألخرى‪ ،‬لما زحفت تلك العادة؛ عادة التقدمة بدون االشتراك‪ ،‬فأصبحت تقليدا‪.‬‬
‫بدأوا ينصبون العديد من القداديس في كز زاوية من أركان الكنيسة في الوقت نفسه‪ ،‬ويجرون‬
‫الناس هنا وهناك‪ ،‬فيما كان ينبغي أن يجتمعوا مائ في مكان واحد كي يدركوا سر وحدتهم‪ .‬اآلن‬
‫دعهم ينكرون ألها عبادة األصنام‪ ،‬عندما يستعرضون الخبز في قداديسهم ليعيد بدال من المسيح‪.‬‬
‫إلهم يتفاخرون باطأل بوعود حضور المسيح التي‪ ،‬كيفما كانت لفهم‪ ،‬لم رعظ حتى يشكل األشرار‬
‫بها جسن المسيح كتما أرادوا وألي سوء استعمال شاؤوا‪ ،‬بل لكي يتمتع المؤمنون بالمشاركة‬

‫الحقيقية في المسيح بينما هم يتبعون وصيته في ممارسة العشاء بوقار وورع‪.‬‬

‫‪ .٩‬ليس ‪١‬لقذاسكتابةا‪ ،‬ولم تمارسه اصسة األولى‬

‫عالو؛ على ذلك‪ ،‬لم يكن هذا الضالل معروبا في الكنيسة األكثر نقاوة‪ .‬ألله مهما عئلمت‬
‫محاولة مخاصميا األكثر صفاقة أن يزينوه ‪ ،‬فمن الموقد أن الكنيسة القديمة بئجملتها كانت‬
‫ضدهم‪ ،‬كما بيائ في سياق الحديث عن موضوعاب أخرى‪ ،‬ويمكن إثبات ذلك بالقراءة المدبقة‬
‫للكهاب األقدمين‪ .‬ولكئني قبل أن أختم حديثي في هذا المجال‪ ،‬أسأل أساتذة القداس هؤالء ‪ -‬بما‬
‫أئهم يدركون أن إطاعة الله أقوى من تقدمة الذبائح‪ ،‬وأئه يطلب باألحرى أن يسمع الناس صوته‬
‫من أن يقذموا الذبائح [ ‪ ١‬صم ه ‪٢٢ : ١‬؛ ‪ -‬كيف يمكنهم أن يؤمنوا بأن الله دشر بهذه الطريقة من‬
‫تقدمة القداديس التي ليس لها أساس في وصية‪ ،‬وال يدعمها حرف واحد أومقطع من كلمة كتابية؟‬
‫وفضال عن ذلك‪ ،‬إدهم عندما يسمعون قول الرسول بأن أحدا ال يأخذ لنفسه امتياز الكهنوت ما‬
‫لم يكن مدعوا من الله (كما كان هارون هكذا مدعوا)‪ ،‬وأن المسيح نفسه حعا لم يمجد نفسه إذ‬
‫لم يسغ ليصير رئيس كهنة بل أطاع نداء أبيه [عب ه ‪-٤ :‬ه؛‪ ،‬وجب عليهم إائ أن يبينوا أن الله هو‬
‫جون كالثن‪ :‬أس اش البئ‬ ‫‪١٣٤٢‬‬

‫منشئ كهنوتهم ومؤسسه‪ ،‬أو يلزمهم أن يعترفوا بأة امتياز كهنوتهم ليس من الله‪ ،‬وبذا إذ هم غيؤ‬
‫مدعوين‪ ،‬يحكمون شرعيته‪ .‬أثا هم فال يمكنهم أن يقدموا ولو حربا واحدا (من الكتاب؛ لدعم‬
‫كهنوتهم‪ .‬فاآلن‪ ،‬لماذا ال تختفي ذبائح قداديسهم ما دام ال يصخ لها أن تقذم بدون كاهن؟‬

‫‪ . ١ ٠‬هل اعتبر اباء الكنيسة القداس ذبيحة؟‬

‫إذا دفع أحدلهم أمامنا بجس متناثرة من أقالم الكقاب األقدمين‪ ،‬ليجادل بها على أساس‬
‫سلطة كتاباتهم أة الذبيحة المقدمة في العشاء المقنس يجب أن رقهم بخالف ما شرحناه ونعلم‬
‫به‪ ،‬فإجابتنا باختصار هي‪ :‬إن كانت المسألة هي المصادقة على دجل الذبائح كالتي اخترعها‬
‫البابوبون في القداس‪ ،‬فإة الكائب القدامى ال يدعمون هذا التدنيسر أبذا‪ .‬نعم إرهم يستعملون‬
‫كلمة ذبيحة ؛ ولكئهم يوحنحون في الوقت عينه أدهم ال يقصدون بها سوى ذكرى تلك الذبيحة‬
‫الحقيقية الوحيدة التي قذمها على الصليب المسيح‪ ،‬كاهئنا األوحد (كما يجاهرون به في كز‬
‫** العبرانيون‪ ،‬في تقديمهم الذبائح الحيوانية لله‪ ،‬بنبوءة تتطتع‬
‫احتفل‬ ‫كتاباتهم)‪ .‬يقول أوغسطينس‪:‬‬
‫إلى الذبيحة المستقبليه التي قذمها المسيح؛ ويحتفل المسيحيون‪ ،‬بواسطة التقدمة األعظم قداسه‬
‫وباشتراكهم في جسد المسيح‪ ،‬بذكرى الذبيحة التي تم تقديمها‪ .‬هنا حعا يعلم تماائ بالشيء نفسه‬
‫الشماس أدا كان مؤلئه‪٤.‬‬
‫‪*،‬‬ ‫الذي ورد بأكثر تفصيل في كتاب ارسالة* في اإليمان‪ :‬مو‪٠‬بهةإلى بطرس‬
‫وهذا ما قاله‪ :‬اتمشك بثبات‪ ،‬وال يعترن ريب في أة االبن الوحيد الذي تجسد من أجلنا‪ ،‬قذم ذاته‬
‫ألجلنا قرباائ ونبيحه لله رائحه طيه ؛ الذي له مع اآلب والروح القدس قذمت ذبائح حيوانية في‬
‫أزمنة العهد القديم؛ والذي له االن مع االب والروح القدس (الذي له معهم ألوهة واحدة) تعذم‬
‫الكنيسة المقنسة في كز أنحاء األرض‪ ،‬بال انقطاع‪ ،‬قربان الخبز والخمر‪ .‬فتلك الذبائح الجسمانية‬
‫كانت تمثيأل سابعا لجسد المسيح الذي كان هو نفشه سيقذمه من أجل خطايانا‪ ،‬ولدمه الذي كان‬
‫سيسفك من أجل مفغرة الخطايا‪ .‬كما أن في هذه الذبيحة شكرا ألجل جسد المسيح وتدرة له‪ ،‬إذ‬
‫أجلنا‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يفشره أوغسطينس نفسه في عنة نصوص‬
‫اه*‬ ‫بذله من أجلنا‪ ،‬ولدمه الذي سفكه من‬
‫بأئه ال شيء سوى ذبيحة حمد‪ .‬وأخيرا‪ ،‬سوف تجد في كتاباته مكررا أة عشاء الرب يدعى ذبيحة‬
‫ال لسبب آخر سوى أوه تذكار‪ ،‬وصورة‪ ،‬وشهادة لتلك الذبيحة الغريدة الحقيقية الوحيدة التي‬
‫كثر بها المسيح عتا‪ .‬كما أن هنالك أيائ نصا ال ينسى في مؤلفه في الثالوث (الكتاب الرابع‪،‬‬

‫‪0,‬عاأ‪8‬آلجآل‪٨‬‬ ‫انظر‪٦1٧. 260 ٤(. :‬أل ;‪18 )1142. 382 £.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪8,‬ا‪٦‬اسج‪1‬آل‪٢‬‬ ‫انظر‪ 65. 699(. :‬ط‪. 60 )1‬الل‬ ‫ه‬
‫‪١٣٤٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫الفصل ‪ )٢ ٤‬ينتهي فيه إلى القول‪ ،‬بعد نقاشه موضوع الذبيحة الغريدة‪ :‬ثمة أربعة اعتبارات يلزم‬
‫التفكر فيها حول الذبيحة‪ :‬لمن ودمت؟ وض ودمرتى؟ وما هي التي وئمرى؟ ومن أجل تن ودمت؟‬
‫ولذلك يبقى ذلك الوسيط الوحين نفشه الذي صالحنا مع الله بواسطة ذبيحة السالم‪ ،‬وا حذا مع تن‬
‫قذمها له؛ وجعل تن قذمها ألجلهم واحذا فيه؛ وهو نفسه تن قدم وما قد وذم‪ ،‬واحد‪ ٦ .‬يتحذث‬
‫يوحنا فم الذهبة في ادجاه المعنى عينه‪ .‬ولكئهما [أوغسطينس وفم الذهبة؛ يحتجزان كرامة‬
‫الكهنوت للمسيح وحده بحيث‪ ،‬بحسب أوغسطينس‪ ،‬يعدبر صورئة عدؤ المسيح أن دقال إذ‬
‫أسقعا يشفع متوسخا بين الله واألنسان‪٧.‬‬

‫‪ .١١‬يتحرف بعض‪٢‬باء الكيسة عن الرسم اإللهتي [للعشاء؛‬

‫]على الرغم من ذلك‪ ،‬ال ننكر أن ذبيحة المسيح تتجشم أمامنا هنالك [في العشاء المقدس‬
‫بحيث يكاد يكون مشهد الصليب منصورا أمام عيوننا؛ تماتا كما يقول الرسول إذ المسيح قد رسم‬
‫أمام عيون الغالطيين عندما ؤعظ لهم بالصليب [غل ‪ .]١ :٣‬ولكئني أالحظ أيصا أن كيادا قدماء‬
‫أخطأوا تفسير هذا التذكار بحيث ال يغسق مع رسم الرب له‪ ،‬ألن عشاءهم يظهر شيائ من الذبيحة‬
‫المكررة‪ ،‬أو على األقز ذبيحة مجددة‪٨.‬ليس أكثر أماائ للقلوب المؤمنة من االعتماد فقط على‬
‫نقاوة ما رسمه الله وبساطته‪ ،‬وهما الصفتان اللتان يتميز بهما عشاؤه أيشا؛ إذ إذ سلطته وحدها‬
‫هي ما ينبغي أن تهبه فاعليته‪ .‬فمن المؤكد إدا‪ ،‬إذ أرى أئهم حافظوا على حش ورع وستقيم‬
‫‪،‬الرأي لهذا السر في كليته‪ ،‬وال أرى أئهم قصدوا ولو ألقز درجة أن يحكوا من قدر ذبئحة الرب‬
‫ال أسمح لنفسي بأن أئهمهم أوأدينهم بأي نوع من عدم الورع؛ ومع ذلك أعتقد أئهم بال عذر في‬
‫الخطأ الذي ارتكبوه‪ .‬فلقد ائبعوا النمط اليهودي لتقديم الذبائح بأكثر قرب مشا رسمه المسيح أو‬
‫ما سمحت به طبيعة اإلنجيل‪ .‬ومن ثم يجوز لنا أن نلقي عليهم بعض المالمة لهذا التفسير الباطنى‬

‫‪0,‬اال‪81‬آلجل‪٨٦‬‬ ‫‪ 1116‬صه رم‪ً١‬اةخ ع‪2‬ام‪^)0678)17168 >9‬‬ ‫انظر‪ 42. :‬ا(ل]‪. 39 )[٧‬آت ;‪. 37‬ااا‪¥‬آ ‪1.‬‬ ‫‪٦‬‬
‫;)‪624, 626‬‬ ‫‪0(11181118‬‬ ‫‪.‬؟ ‪(; #8)117718,‬ع‪21 (1142. 385; ٥. !!1¥. 261 36 11) 1 .3 .8‬‬
‫‪73; 11.‬‬ ‫ااآ ‪0 20. 96(; ^)11718111111:118‬أ ‪] 33. 557; 11.‬؟كالل( ‪¥111. 4 £.); #611678 0X1. 18. 46‬‬
‫‪).‬ا! ‪ 42. 901; 1٢.‬أ‪¥. 19 )1‬اآ‪6 #717110 1¥.‬أ‪1‬ا ‪(^[#142. 144); 071 79 .111‬‬
‫‪1110, 0^)117181‬ا‪118‬ج‪(; ٨11‬أ ‪¥11. 3 )10 63. 131‬آ ‪376^, 110111.‬ا‪(1110810111, 0077111168 071 06‬‬ ‫أ{ا‬‫انظر‪6 :‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪ £.).‬أل) ‪!<)171711)171118 11. ٧ 111‬ا‪67 0‬اا ‪#659 .43‬‬
‫‪060111768#‬‬ ‫انظر‪ 2 801.* ¥11.155, :‬أ!ح ‪ xx111. 10 (1١0 33. 1117; 1.‬ا‪01*1183‬و؛‪٢11 0‬ال‪,0111‬‬ ‫‪٨‬‬
‫;)ت‪¥ )10 48. 642; 11-. 14^ 1‬ا‪00)1111.‬أ{ا‪68‬أ‪ 11010 5(; 011 80810111, 071 1^16 #7‬ال‪310٢‬عة‪(1‬؟آ‪¥1111 046 .‬‬
‫‪ x^. 394); !!077111168 071 061)761, 110111.‬ألآلل‪4۶0 60. 465; 11.‬آل) ‪11. 8‬ا‪!!077111168 071 #0771(1718,110111. ¥‬‬
‫ام ‪0 63. 131; 11.* 111‬س ‪. 3‬اا‪¥‬آ ‪425 .77‬‬ ‫;ظ‪68 1¥. 1111 )^4۶‬اأ§‪0‬أأ)أ‪ 1, 0‬ال‪0٢‬ج‪*0‬ل‪1¥. 447(; 0‬ت‬
‫‪٢).‬ا‪٢±‬ة‪. ١¥., 0)1. £. 0. 0‬أ‪*. 256 .£ ,0‬‬
‫‪11‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين المسيحى‬ ‫‪١٣٤٤‬‬

‫األعوج فقط‪ ،‬بحيث إتهم إذ لم يرضهم الرسم األصيل البسيط الذي رسمه المسيح‪ ،‬انحرفوا بعيذا‬
‫جذا إلى ظالل الناموس‪.‬‬

‫ذبيحة ؛ والقداس تدنيس‪،‬‬


‫*‬ ‫(فكرة الذبيحة في اإلفخارستيا‪ ،‬واالستعمال الكتابي لكلمة‬

‫‪ . ١ ٢‬التقدمة (القربان) في العهد القديم وعشاء الرب‬

‫ض يتأثل مدقعا فسوف يالحظ أن هذا الغرق بين الذبائح الموسوبة وعشائنا الرباني قد وغدته‬
‫كلمة الردب؛ وهو أته على الرغم من أن الذبائح مقلت للشعب اليهودي فاعلية موت المسيح نفسه‬
‫كما يتبين لنا اليوم في العشاء [ال ‪ : ١‬ه]‪ ،‬فإذ صورة التمثيل تختلف ‪ .‬فبالنسبة إلى اليهود‪ ،‬أمر‬

‫الكهنة الالوتون أن يمثلوا مسيعا الذبيحة التي كان المسيح ليقدمها؛ واتي بالضحية لتحز محز‬
‫المسيح؛ كان ثنة مذبح تعذم عليه؛ وهكذا باختصار‪ ،‬اقيم كز شيء كي تنصب أمام أنظار الشعب‬

‫سها للذبيحة التي كانت لتقدم كثار؛ لله‪ .‬أثا بعد أن أنجزت ذبيحة المسيح‪ ،‬فإذ الرت أشس‬
‫لطريقه أخرى ألجلنا‪ ،‬أي لينقل إلى الشعب المؤمن نفع الذبيحة التي قذمت له بواسطة ابنه‪ .‬لذا‬
‫أعطانا مائد؛ لنعيد عندها‪ ،‬وليس مذبحا نقدم عليه ضحية؛ لم يكرس لها كهنة يقذمون ذبيحة‪ ،‬بل‬
‫خداثا ليوزعوا الوليمة المقدسة‪ .‬فكلما سما قدر السر وتقذس‪ ،‬ازداد الوقار والورع اللذان ينبغي‬
‫أن تتعاثل معه بهما‪ .‬ولذا‪ ،‬ليس ثنة ما هو امئ من أن نطرح عائ كز ادعاء باإلدراك البشري‪ ،‬وأن‬
‫نلتزم بما يعتمه الكتاب وحده‪ .‬ومائ ال ريب فيه‪ ،‬أئنا إذ نتفكر في أن العشاء هو من الرب ال من‬

‫الناس‪ ،‬فليس هناك ما يدعوألن نسمح ألنفسنا بأن تبعدنا عنه — ولومقدار شعرة — أي سلطة بشرئة‬
‫أو صفة كرسها الزمن‪ .‬لذلك عندما قصد الرسول أن ينثيه من كز خطأ كان قد انسن إلى كنيسة‬

‫الكورنثيبن‪ ،‬استعاده إلى ذلك التأسيس الوحيد (وهو أقصر الطرق إلى ذلك الهدف)‪ ،‬إذ يرى كم‬
‫يتحئم أن دبقفى قاعدة مستدامة [ ‪ ١‬كو ‪ ٢٠ : ١١‬وما يليه؛‪.‬‬

‫‪ .١٣‬طبيعة الذبيحة‬

‫واآلن‪ ،‬كيال يعاركنا ئشابمس حول لفظتي ذبيحة و اكاهن ‪ ،‬سوف أشرح بإيجاز المعنى‬
‫الذي قصدته على امتداد النقاش بكلمتي ‪٠‬اذبيحةاا وااكاهناا‪.‬‬
‫‪١٣٤٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫لستة أرى على أي أساس يبني جميع من يشيرون إلى كز الطقوس المقنسة والشعائر الدينية‬

‫**‬
‫‪.‬‬
‫اذبيحة‬ ‫بكلمة‬

‫نحن نعلم‪ ،‬بناة على االستعمال الكتابى المغرد‪ ،‬أة ما يسقيه اليونانيون أحياائ ع‪0‬ا‪٢‬ءوا‪ ،0‬وأحياائ‬
‫ة<عه‪0‬و)ًا‪ ، 7‬وأحياائ أخرى (‪ً٢‬اعدعًا‪ ،‬تدعى اذبيحه‪ *.‬وتفهم عاته أة هذا يشمل كز أنواع ما تقدم‬

‫لله‪ .‬لهذا يلزم أن نميز‪ ،‬ولكن بحيث قد يحمل هذا التمييز في طياته تفسيرا باطائ‪ ،‬من [بين] ذبائح‬

‫الناموس الموسوي الذي شاء الرب تحت ظالله أن يمثل لشعبه الحق الجامعللذبائح‪ .‬هذه ادخنت‬
‫صورا مختلفة‪ ،‬إآل أله يمكن تصنيفها نوعين‪ :‬إتا كانت التقدمة تقدم نظير كثار؛ عن الخطية تفقدى‬
‫بها الذنب أمام الله؛ أو أئها كانت رمزا لعبادة الله وشهادة للدين؛ أحياائ في صورة التوسل لطلب‬
‫قبول الله؛ وأحياائ للشكر‪ ،‬للشهادة بعرفان القلب بإحسانات اجزلت؛ وأحياائ لمجرد التدريب‬

‫على التقوى البسيطة‪ ،‬لتجديد تأكيد العهد‪ .‬شمل هذا النوع الثاني تقديم التحرقات‪ ،‬أو سكب‬
‫الشراب‪ ،‬أو التقدمات‪ ،‬أو بكر الحصاد‪ ،‬أو ذبائح السالم‪.‬‬

‫وبحسب ذلك دعونا نقشم نبائحنا نوعين؛ وبقصد التعليم دعونا نسئي أحدهما ذبيحة‬
‫خمد ووقارا (الةء‪1‬اًاواع<عآعد و ‪ً 0‬اهى‪]3‬عى)‪ ،‬حيث إته ينتمي إلى عبادة الله وتعظيم جالله‪ ،‬وهو‬

‫األمر الذي يلزم على المؤمنين ويؤذونه له؛ أو‪ ،‬إذا رغبت‪ ،‬أذبيحة سكرا! (الة>ااآت>أ<عع‪0‬دل‪٦‬ح)‪ ،‬حي‪٠‬ث‬
‫إتها يقدم لله مئن اغدقت عليهم منه إحسانات ال حصر لها وال عدد‪ ،‬وبها يدفعون دتنهم بتقديم‬
‫نفوسهم بجملتها وكز أعمالهم له‪ .‬ودعونا نسئي النوع اآلخر ذبيحة كثارة أو استرضاء ‪.‬‬

‫وذبيحة الكثارة هي التي يقصد بها استعطاف غضب الله وإرضاء دينونته‪ ،‬وبهذا يغسل الخطايا‬
‫ويطير بحيث يمكن للخاطئ الذي يصبح بذلك تطهرا من براثنها ومسثفاذا إلى طهارة البز‪ ،‬أن‬
‫يعود إلى رحاب قبول الله‪ .‬سئيت بهذا الذبائح التي وتست‪ ،‬تحت الناموس للتكفير عن الخطيئة‬
‫[خر‪،]٣٦:٢٩‬ليس ألتها كانت قادرة على استعادة رضا الله أو محو اإلثم‪ ،‬بل ألئها كانت تمثل‬
‫مسيعا ذبيحة حقيقية انجزت في الواقع بواسطة المسيح وحده؛ وبه وحده‪ ،‬ألة أحذا سواه لم‬
‫يمكنه أن يفعلها‪ .‬ولم يفعل إأل مرة واحدة‪ ،‬ألة قوة تلك الذبيحة وفاعليتها التي أتفها المسيح‬
‫أبدية‪ ،‬كما شهد بصوته هو عندما قال قد اكمل [يو ‪]٣٠:١٩‬؛ كز ما كان ضرورائ الستعادة رضا‬

‫االب‪ ،‬ولنوال مفغرة الخطايا والبر والخالص؛ كز هذا عمله من قذم تلك الذبيحة الغريدة وأكمله‬

‫ببذل نفسه‪ .‬وكامله كانت تلك الذبيحة بحيث لم يبق مكان بعدئذ ألي ذبيحه أخرى‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٤٦‬‬

‫‪ .١٤‬يعالقداديس‬

‫لذا أستنتج أده أشر العار والتجديف الذي ال يطاق ‪ -‬ضن المسيح وضن الذبيحة التي صنعها‬
‫ألجلنا بواسطة موته على الصليب ‪ -‬أن يفترض أحذ أئه بتكرار التقدمة يحصل على غفران خطاياه‬
‫ويرضي الله ويكتسب البر‪ .‬ولكن ماذا يفعلون حين يقيمون القداديس‪ ،‬غير جثبنا شركاء في آالم‬
‫المسيح باستحقاق ذبيحة جديدة؟ وكما لم تكن هنالك حدود لخبلهم‪ ،‬اعتبروه أمرا هتائ أن‬
‫يقولوا إذ ذبيحة قذاسهم تقذم بالتساوى للكنيسة كتها‪ ،‬ما لم يختاروا أن يقصروا تطبيقها على هذا‬
‫اإلنسان أو ذاك على وجه التحديد كما يشاؤون‪ ،‬أو باألحرى على كز من شاء أن يشتري بضاعتهم‬
‫بقطعة من النقود‪ .‬وعلى الرغم من أئهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى سعر يهوذا‪ ،‬لجأوا إلى التشبيه‬
‫بالعدد لكي يشاكلوا نموذجه‪ .‬لقد باع يهوذا (سيده) بثالثين من الفضة [مت ‪:٢٦‬ه ‪]١‬؛ يبيعه‬
‫هؤالء‪ ،‬بحسب سعر العملة الفرنسية‪ ،‬بثالثين قطعة نحاسية؛ يهوذا باعه ره‪ ،‬هؤالء يبيعونه بقدر‬

‫عدد ض يجدون من مشترين‪.‬‬

‫كما نرفض أئهم كهنة بمعنى أئهم بواسطة تقدماتهم يشفعون أمام الله من أجل الشعب‪ ،‬وإذ‬
‫استرضوا الله يحصلون على كعارة للخطايا‪ .‬ألن المسيح هو رئيس الكهنة الوحيد‪ ،‬وكاهن العهد‬
‫الجديد األوحد [قارن عب‪ ،‬األصحاح ‪ ]٩‬الذي دبل إليه كز كهنوت‪ ،‬والذي انهي فيه جميعه‬
‫واغبق‪ .‬وحتى لو لم يذكر الكتارب شيائ عن كهنوت المسيح األبدي‪ ،‬فألذ الله عندما أوقف كز‬
‫كهنوت قديم لم يرسم جديذا‪ ،‬تظل حجة الرسول منيعة‪ :‬ا|أل قاحن أخذ هذ؟ الؤظيعه بنفسه‪ ،‬تل‬
‫المذعؤ من الله‪[ ٠١‬عب ه‪ . ] ٤ :‬فبأي وقاحة‪ ،‬إدا‪ ،‬يتجاسر هؤالء المدرسون الذين يفتخرون بأئهم‬
‫جزارو المسيح‪ ،‬على أن يدعوا أنفسهم كهنة األله الحي؟‬

‫ه ‪ . ١‬مالحظات أفالطون حول خداع واذعاء مساببين‬

‫ثمة فقرة رائعة في الكتاب الثاني لمؤلف أفالطون األشهر الجمهورية‪ .‬نجدها في سياق حديثه‬
‫عن التقدمات الكثارية القيقة‪ ،‬وتنكيله بخباء ثقة الفاسدين من البشر الذين اعتقدوا أة سيائتهم‬
‫سترتها تلك التقدمات فحجبتها عن عيون اآللهة‪ ،‬والذين كما لو كانوا قد تعاقدوا مع اآللهة‪،‬‬
‫انغمسوا في الملذات بال مباالة‪ .‬هنا يبدو بالتكيد أئه يشير إلى مزاولة القداديس االسترضائية كما‬
‫نجدها اليوم في أنحاء العالم‪ .‬يعرف الجميع أئه من الحرام أن يحتال أحدهم على آخر وينهبه‪ .‬كما‬
‫يعترف الجميع باه من اإلثم أن تربك األرامل بمعامالت ظالمة‪ ،‬وأن يسلب مال اليتامى‪ ،‬وأن‬
‫‪١٣٤٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫يئلى المساكين‪ ،‬وأن بتز الممتلكات باالحتيال والنصب‪ ،‬وأن يتطاول أحدهم على ملكبة غيره‬
‫باليمين الكاذبة‪ ،‬وأن يظلم أحد باالستبداد والعنف‪ .‬كيف إدا ال يكذ الكثيرون عن فعل كز هذه‬
‫باستمرار‪ ،‬كما لو كان بجرأة مستفحبة؟ في الحقيقة‪ ،‬إن دققنا الفحص فلن نجد ما يشجعهم على‬
‫فعل هذه جميعها سوى اعتقادهم أدهم سيرضون الله بتقدمة القداس كثمب يدفع‪ ،‬وأن هذه أسهل‬
‫وسيلة لتصفية حسابهم معه‪.‬‬

‫يسترسل أفالطون في التهكم على الغباء البدائى عند الذين يغلتون أن تقدماتهم االسترضائية‬
‫تعفيهم من قصاص العالم السفلي‪ ٩.‬وما هو الهدف اليوم من التذكارات السنوتة ومعظم القداديس‪،‬‬
‫عدا ائها بقام لتن كانوا أشر المستبدين طوال أيام حياتهم‪ ،‬أوأفظع اللصوص‪ ،‬أومرق نزلوا إلى أسفل‬
‫دركات االنحطاط‪ ،‬عساهم إذا افتداهم هذا الثمن المدفوع يهربون من نار المطهر؟‬

‫‪٠٠ .٦١‬ظدمةالشكرا؛فيالكئيسةالمسيصة‬

‫تشمل الفئه الثانية من الذبائح‪ ،‬والتي سميناها ذبيحة الشكر جميع واجبات المحبة‪ .‬فإرنا‬
‫عندما نحتضن إخوتنا بهذه‪ ،‬نكرم الرب نفسه في أعضائه‪ .‬كما تشمل أيشا صلواتنا‪ ،‬وئسمحات‬
‫حفدنا‪ ،‬وشكرنا‪ ،‬وكز ما نفعله في عبادة الرب‪ .‬وتعتمد جميع هذه في النهاية على الذبيحة‬
‫العظمى التي نتكرس بها‪ ،‬نغشا وجسدا‪ ،‬لنصير هيكأل مقدسا للرب [ ‪ ١‬كو ‪ ١٦:٣‬الخ؛‪ .‬ألده ال‬
‫يكفي األعمال الخارجية أن تدرج تحت هذه الخدمة؛ بل أنفسنا أؤأل‪ ،‬ثم كز ما بنا ولنا ينبغي أن‬
‫تفرز ويكرس له‪ ،‬حتى يخدم مجذ ه كز ما فينا ويطمح بغيرة متقدة إلى زيادته‪.‬‬

‫وهذا النوع من الذبيحة ال صلة له باسترضاء غضب الله‪ ،‬أو الحصول على مفغرة الخطايا‪ ،‬أو‬
‫استحقاق البز‪ ،‬بل ينشغل بتعظيم الله وإعالئه فقط‪ .‬وال يمكن أن يسر به الله سوى أن يقذم بأيادي‬
‫من صالحهم لنفسه بوسيله أخرى بعد أن نالوا غفران الخطايا‪ ،‬ومن ثم وهبهم محو ذنوبهم‪.‬‬

‫أتا هذا فالزم للكنيسة بحيث ال يمكنها أن تتغبب عنه‪ .‬لذا كما تبئن أعاله من النبى‪ ،‬سوف‬
‫يدوم إلى األبد ما ظز شعت الله‪ .‬وبهذا المعنى يمكننا أن نفهم النبوءة القائلة‪ :‬ألئه من‪ ،‬تسري‬
‫اشس إنى تعربها اسبي عظيم سن األتم‪ ،‬ؤفي شمز محكان يعؤث السمي ثغور وبعدته طاهزه‪،‬‬
‫ألن اسيي عظيم كن األتم‪ ،‬وال زب الكوئد [مال ‪ .]١١ : ١‬حاشا لنا أن نزيلها! هكذا يدعونا‬
‫بولس أن نقنم أجسادنا ذبيحة حثه معل كه مزضئه عنت الر‪ ،‬عائذدكم الفعلثة [رو ‪١:١٢‬؛ قارن‬

‫‪10,‬؟‬ ‫انظر‪ 0, 71. 138 ٤(. :‬الل ‪)1‬ط) خ ‪11. ¥111. 365 £. 366‬‬ ‫‪٩‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحى‬ ‫‪١٣٤٨‬‬

‫‪ ١‬بط ‪:٢‬ه‪ .)٦-‬لقد قصد متعتنا أن يقول أعبادتنا العقلية ‪ ،‬ألته كان يتفكر في النمط الروحى‬

‫لعبادة الله‪ ،‬الذي يقابله ضمائ بالذبائح الجسمانية التي تميز بها الناموس الموسوي‪ .‬كما يسئى فعل‬
‫الخير والمشاركة بذبائح سز الله (عب ‪١٦: ١٣‬؛‪ .‬وهكذا اعتبر بولس سخاء كنيسة فيلجي الذي‬
‫تجلى في إعانته وهو في فقره‪ ،‬نسيم رائحه طيه ذبيحة مقبولة [في ‪١٨: ٤‬؛؛ وهكذا تعتبر جمع‬
‫األعمال الحسنة التي يفعلها المؤمنون ذبائح روحية‪.‬‬

‫‪ .١٧‬عبارات كتابية تعطي أمثلة لذبائح الحمد‬

‫ولماذا أسعى وراء براهيئ كثيرة؟ ألن هذا التعبير يرد تكرارا في الكتاب المقذس‪ .‬فحتى بينما‬
‫ظل شعب الله تحت وصاية الناموس الخارجية‪ ،‬أعلن األنبياء بوضوح كاب أن الحق ‪ -‬ذاك المشترك‬
‫بين الكنيسة المسيحية واألمة اليهودية — يكمن في تلك الذبائح الجسمانية‪ .‬بهذه الطريقة صلى‬
‫داود طاليا أن تستقيم صالته كالبخور قدام الله [مز ‪ .]٢ :١٤١‬وهي ما دعا هوخع الشكر عجول‬
‫شفاه [هو ‪٢: ١٤‬؛؛ وداود يدعو شكره ذبح حمد [مز ‪ ٠‬ه‪٢٣:‬؛ قارن ‪ ١‬ه‪ .)١٩:‬وعلى مثاله‬
‫يدعو الرسول الشكر ديخه الئسيح‪ ،‬آي دمز سعا؛ معتر وة داشبه [عب ‪:١٣‬ه‪.]١‬ال يمكن أن‬

‫يخلو عشاء الرب من ذبائح من هذا النوع‪ ،‬والتي فيها‪ ،‬فيما نخبر بموته [ ‪ ١‬كو ‪ ]٢٦:١١‬ونقدم‬
‫الشكر كذبيحة حمد‪ ،‬وهذا هو ما نفعله نحن‪ .‬وهكذا يدعى المسيحيون كهنودا ملوكيا بتقديمهم‬
‫هذه الذبائح [ ‪ ١‬بط ‪ .]٩: ٢‬إتنا نقنم تلك الذبيحة‪ ،‬ذبيحة الحمد‪ ،‬لله بواسطة المسيح ‪ .‬ويستي‬
‫الرسول ذلك كمز سعا؛ معتروة داسبه [عب ‪ : ١٣‬ه ‪ ١‬؛ ‪ .‬كما أتنا ال نقف أمام الله بال شفيع‪ .‬وهذا‬
‫الوسيط الذي يشفع فينا هو المسيح الذي نقنم به ذواتنا وكز ما لنا لآلب‪ .‬هو رئيس كهنتنا الذي‬
‫دخل أقداس السماء [عب ‪ ]٢٤: ٩‬ويفتح لنا طريعا للدخول [قارن عب ‪ .)٢٠: ١٠‬هو المذبح‬
‫[عب ‪ ]١٠:١٣‬الذي نضع عليه قربان عطايانا بحيث كز ما نبادر إلى عمله نعمله به‪ .‬أقول هو هو‬
‫من جعلنا ملوغا وكهنة لله أبينا [رؤ ‪.]٦:١‬‬

‫‪ .١٨‬القداس‪ ،‬إلى جانب كونه ملوا‪ ،‬تدنيس للمقذسات‬

‫ماذا يتبعى سوى أن العمي يبصرون‪ ،‬والضم يسمعون‪ ،‬حتى األطفال يدركون هذا الرجس‪،‬‬
‫رجس القداس؟ تذم في كأس ذهبية‪ ،‬فأسكر جميع ملوك األرض وشعوبها من األعلى إلى األدنى‪،‬‬
‫وضربهم بالذوار والنعاس بحيث صاروا أغبى من البهائم‪ ،‬فحملوا إناء خالصهم إلى هذه الدوامة‬
‫‪١٣٤٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل الثامن عشر‬

‫الواحدة الثؤلكة‪ .‬من المؤنمد أن الشيطان لم يصنع آله أقوى من هذه ليحاصر ملكوت المسيح‬
‫ويأسره‪ .‬إته الهيالذة‪ ١ ٠‬التي من أجلها يحارب أعداء الحئ اليوم باهتياح ونقمة وعنب شديد؛ هيالنة‬
‫حائ‪ ،‬يدتسون بها نفوسهم بقسي روحى‪ ،‬وهو أشنع الرجس جميائً‪ .‬هنا لن أمش ولو بخنصري‬
‫تلك الشناعات التي قد يتذرعون بها لتلويث طهارة قذاسهم المقدس؛ والمتاجرة المنحثلة التي‬
‫يزاولونها؛ واألرباح النجسة التي يجتنونها من صنع قداديسهم؛ والجشع غير المكبوح الذي‬
‫يشبعون به شهواتهم‪ .‬إتني أشير فقط بكلمات بسيطة ووجيزة إلى أي نوع من قدس األقداس ينتمي‬
‫القداس حتى استحق أن يحترم ويجل بضعة قرون‪ .‬فإته ليصبح عمأل ونخائ أن تخرج إلى الضوء‬

‫هذه األسرار العظيمة بحسب كرامتها‪ .‬ولسك مستعدا أن أمزج بها تلك المفاسد القبيحة التي‬
‫تكشف اآلن عن نفسها أمام أعين جميع البشر ووجوههم‪ ،‬كي يدرك الجميع أن القداس ‪ -‬حتى‬
‫إذا ادخن على أسمى مستوى من الطهارة يمكنه أن يدعيه‪ ،‬مجردا من معاليقه‪ ،‬من جذره إلى ذروته‬
‫— يعخ بمختلف أنواع االنحطاط والتجديف والوثنية وتدنيس المقدسات‪.‬‬

‫(ختام الفصلين ‪ ١٧‬و‪ : ١٨‬سران مسيحيان فقط‪.)٢٠ - ١٩ ،‬‬

‫‪ .١٩‬المعمودية والعشاء الرباني هما السزان الوحيدان‬

‫يمتلك قرائي االن‪ ،‬بصورة موجزة‪ ،‬كل شيء تقرييا ارتأيت أته ينبغي أن يعرفوه عن هذين‬
‫السرين اللذين دسئمت الكنيسة المسيحيه استعمالهما منذ بداية العهد الجديد حتى جمبع أنحاء‬
‫العالم؛ أال وهو أن المعمودية يلزم أن تكون‪ ،‬إذ جاز القول‪ ،‬مدخأل إلى الكنيسة واستهالأل في‬
‫اإليمان؛ ولكئ العشاء ينبغي أن يكون نوعا من المأكل المتواصل الذي يغذي به المسيح أهل بيت‬
‫مؤمنيه‪ .‬لذلك إذ إذ ثئة إليى واحذا ال سواه‪ ،‬وإيماتا واحذا‪ ،‬ومسيحا واحذا‪ ،‬وكنيسة واحدة‪،‬‬
‫جسنا واحذا؛ فكذلك المعمودية إتما هي واحدة [اف ‪ ]٦-٤ : ٤‬وال يجوز تكرارها‪ .‬أتا العشاء‬
‫بالمسمح‪.‬‬ ‫فيوزع تكرارا بحيث يتمكن تن لجذتئهم الكنيسة‪ ،‬من أن يدركوا أتهم يواصلون التغد‬

‫لم يؤسس الله لغير هذين السرين؛ فال ينبغي على كنيسة المؤمنين أن تعترف بغيرهما؛ ألن‬
‫تأسيس أسرار أخرى وتنصيبيى لم يتركا لحرية اختيار البشر‪ .‬سوف نفهم ذلك فورا باستذكار‬
‫عينها الله كيما يعتمنا عن وعوده‪ ،‬ويشهد لنا بمشيئته الصالحة‬ ‫ما سرح أعاله بوضوح كابا‪:‬‬

‫اإلشارة هنا إلى هيآلنة (في إلياذة هوميروس) المغتصبة وهي هنا رمز للقداس وهو العشاء الرباني المغتصب‪ ،‬والمدافعون‬ ‫‪١٠‬‬
‫عن القداس هم رمز ألهل طروادة‪.‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل السادس‪ ،‬الفقرة ‪.١‬‬ ‫‪١١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٥٠‬‬

‫نحونا‪ .‬عالو؛ على ذلك‪ ،‬سوف ندرك ذلك إذ نحفظ في حاضر أذهاننا أن ليس لله مشير من بني‬
‫اإلنسان [اش ‪ ١٣: ٤٠‬؛ رو ‪. ،]٣٤: ١١‬بحيث يمكنه أن يعطي وعذا أكيذا في ما يتعئق بمشيئة‬
‫الله‪ ،‬أو أن يولد فينا الثقة فيما يفكر الله بها نحونا‪ ،‬أو ما يقصد أن يعطينا أو يحرمنا إياه‪ .‬فتؤا يؤن‬

‫أده ما من إنسان يستطيع أن يقيم عالمه تشهد لقصد له أو لوعد منه‪ .‬هو وحده من أعطى العالمة‬
‫ومن يقدر أن يشهد لذاته بيننا‪ .‬سأقولها بأكثر اختصار وربما بأكثر فظاظة‪ ،‬ولكن بأكثر وضوح‪:‬‬
‫يستحيل أن يكون هنالك سز من دون أن يحمل وعذا بالخالحس‪ .‬فالبشر كلهم — مجتمعين — ال‬

‫يمكنهم أن قعدونا بشيء على صلة بالخالص‪ ،‬وس تلم‪ ،‬ال يمكنهم من تلقاء أنفسهم أن يقيموا سرا‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٠‬إضافة األسرار غير مسموح بها‬

‫يثالب‬
‫‪:‬‬ ‫‪٠‬ع‬
‫تقبل وتعترف‬
‫‪٠‬‬
‫الكنيسة أن‬
‫‪٠٠‬‬
‫درفضئ‬
‫‪٠٠٠٠‬؟‬
‫السردن‪ .‬كما ال‬
‫ض‪٠:‬‬
‫بهذين‬
‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠‬‬
‫المسيحية‬
‫‪٠٠‬‬ ‫‪٠٠‬‬
‫الكنيسة‬
‫‪٠٠‬‬
‫لتكتف‬
‫‪/‬‬
‫لذا‬
‫لهما فقط للوقت الحاضر‪ ،‬بل دعها ال ترغب أو تتوقع أي سرآخر أيائ‪ ،‬حتى انقضاء الدهر‪.‬‬

‫اعطي اليهود فيما مضى أسرارا مختلفة إضافة إلى هذين السرين المعتادئن وذلك طبعا‬
‫لألحوال المتغيرة في زمانهم (سل التئ [خر ‪١٣:١٦‬؛ ‪١‬كو ‪ ،]٣: ١٠‬والماء الخارج من‬
‫الصخرة [خر ‪ ٦: ١٧‬؛ ‪ ١‬كو ‪ ،] ٤ : ١ ٠‬والحية النحاسية [عد ‪٨:٢١‬؛يو‪ً١٤:٣‬ا‪ ،‬وغيرها)‪ .‬ومع‬
‫هذا التنوع انذر اليهود بأآل يتوقفوا عند تلك الرموز التي كانت أحوالها موقتة‪ ،‬بل أن ينتظروا من‬
‫الرب شيقا أفضل وذا ديمومة بحيث ال يغنى وال يضمحز‪.‬‬

‫أثا أحوالنا‪ ،‬نحن الذين اعلن لنا المسيح‪ ،‬فتختلف تماائ‪ ،‬ألن فيه مذخر لجميع بلور* الحكته‬
‫ؤالعلمًاا [كو ‪٣: ٢‬؛؛ وفي وجود عظم هذه الوفرة والغنى‪ ،‬أن نرجو أو نطلب أي إضافة إلى هذه‬
‫الكنوز‪ ،‬فهو حعا أن نثير غضك الله ونستغره نحونا‪ .‬أثا نحن فلنا أن نجوغ ونسعى إلى المسيح‬
‫وحده‪ ،‬ولنبتفية وندرسه ونتعتم منه وحده‪ ،‬حتى ينبثق فجر ذاك النهار العظيم حين يعبن كمال‬
‫مجد ملكوته [قارن ‪ ١‬كو ه ‪٢٤ : ١‬؛ ويظهر لنا نفسه ونراه كما هو [ ‪ ١‬يو ‪ ٢ : ٣‬؛ ‪ .‬لهذا السبب يدعى‬
‫األخيرة [ ‪ ١‬يو ‪ ،]١٨:٢‬و األيام األخيرذأ [عب ‪٢:١‬؛‪،‬‬
‫**‬ ‫زمننا هذا في الكتاب المقدس ‪٠٠‬الساءة‬
‫األخيرة [ ‪ ١‬بط ‪٢٠ : ١‬؛‪ ،‬حتى ال يخدع أحذ نفشه بتووع باطل لتعليم جديد أو إعالن‬ ‫**‬ ‫و األزمنة‬
‫جديد‪ .‬الله‪ ،‬بفن ائ كلم االباة باألدبائء قديتا‪ ،‬بادؤاع ؤ طر ق كثيزه‪ ،‬جمتا ني هذذاأليام األحيز؛ بي‬

‫ايبه ‪[ 11‬عب ‪٢-١ : ١‬؛ الذي وحده يمكنه أن يعلن االب [لو ‪٢٢ : ١٠‬؛؛ وقد أظهر اآلب فعأل وكلجا‪،‬‬

‫بقدر ما نحتاج‪ ،‬فيما نحن نراه في مرآة [ ‪١‬كو ‪. ] ١٢ : ١٣‬‬


‫‪١٣٥١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -.‬الفصل الثامن عشر‬

‫واآلن‪ ،‬وقد ‪-‬يرم البشر القدرة على صلن أسرار جديدة في الكنيسة‪ ،‬لتكن هنالك رغبة أأل‬
‫يمزج مع هذين السرين اآلتيين من عند الله سوى أقز ما يمكن‪-‬من االبتكار البشري‪ .‬فإئه تماائ مثلما‬
‫يتحئض العجين كته عندما بضاف إليه الخميرة‪ ،‬والخمر تتشعشع وال يبقى خمرا عندما دحعف‬
‫بالماء‪ ،‬هكذا أيشا يتلؤث نقاء أسرار الله عندما يعبث بها البشر بإضافة أي شيء من عندهم‪.‬‬

‫مع ذلك نرى كيف تدهورت حال األسرار المقدسة عن طهارتها األصلية في ممارستها‬
‫الحالية‪ .‬في كز مكان نرى مواكك وطقوسا وإيمائيات؟ وفي الوقت عينه ال يوجد اعتبار وال ذكر‬
‫لكلمة الله التي بدونها ال تظز حتى األسرار نفسها أسرارا‪.‬‬

‫في الواقع‪ ،‬إذ الطقوس عينها التي أسسها الله ال تستطيع أن ترفع رأسها في وسط حشد كبير‪،‬‬
‫بل تنطمر كما لو أن الناس داستها‪ .‬في المعمودية‪ ،‬كم هوقليل ما يراه الناظر من تلك التي وحدها‬
‫كان ينبغي أن ئشطع وأن ينغر إليها (كما شرحنا قبأل)‪ ١٢،‬أي المعمودية نفسها؛ والعشاء مدفون‬
‫كليا منذ أن حول إلى قداس‪ ،‬عدا أئه يرى مز؛ واحد؛ في السنة‪ ،‬ومع ذلك يرى مشؤائ‪ ،‬ميتوزا‪،‬‬
‫مشطورا إلى النصف!‬

‫انظر أعآله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الخامس عشر‪ ،‬الفقرة ‪.١٩‬‬ ‫‪١٢.‬‬
‫الفصل التاسع عشر‬

‫الطقوس الخمسة األخرى‪ ،‬المستاة خطأأسرارا؛‬


‫إثبات أتها لست أسرارا‪ ،‬وإظهان طبيعتها الحقيقية‬

‫مح‬
‫(خمسة أسرار مزعومة ال سلطه لها من كلمة الله‪ ،‬وغير مستعملة في الكنيسة األولى‪)٣-١ ،‬‬

‫‪ <11‬ا‪1‬‬ ‫‪ .١‬لت اسألة مجزد لفظة‬

‫كان يكفي أن يقع نقاسنا السالف العقالة والقايلين للتعتم من الناس بأأل ينقادوا إلى ما هو‬
‫أبعد وراء حب استطالعهم‪ ،‬أو أن يقبلوا أي أسرار أخرى بمعزبًا عن كلمة الله‪ ،‬عدا السرين االثنين‬
‫اللذين غبموا أتهما مرسومان بأمر الرت‪ .‬أتا فكرة األسرار السبعة الشائعة على كز لسان والتي‬

‫تغلغلت في المدارس والعظات‪ ،‬فرسخت بسبب يدمها وال تزال راسخة في أذهان الناس‪ .‬ولذا‪،‬‬
‫بدا لي أتني أفعل شيائ جديرا إذا كنث ألتقضى الخمسة الطقوس األخرى‪ ،‬كأل على انفراد وعن‬

‫أكثر كثب‪ ،‬إذ صارت تعتبر ضمن أسرار الرب الحقيقية واألصلية‪ ،‬وإذا كنت ألنزع عنها البناع‬

‫فأكشف لبسطاء الشعب حقيقتها‪ ،‬وبأي زيف سبق آن حسبت اسرارا‪.‬‬

‫أوأل‪ ،‬أريد أن أعلن لجميع األتقياء أتني ال أثخن هذا الجدل حول التسمية بدافع رغبة في‬
‫الشجار‪ ،‬ولكئ أسبابا وازنة تضطرني إلى اإلقبال على مهاجمة إساءة استعماله‪ .‬أعي جيذا أة‬

‫المسيحيين أسياد الكلمات وغيرها من األمور‪ ،‬ومن ثم يمتلكون قدرة تطبيق الكلمات على األشياء‬
‫كما يروقهم‪ ،‬بشرط الحفاظ على معاني الورع حتى إذا سمح ببعض الخطأ في استعمالها في‬
‫الحديث‪ .‬إتني أستم بذلك كته‪ ،‬على الرغم من أته يفشل أن تخضع الكلمات لألشياء‪ ،‬ال األشياء‬

‫للكلمات‪ .‬أتا في كلمة اسرا فالحال يختلف؛ ألن الذين يفترضون سبعة أسرار‪ ،‬يطبقون عليها‬
‫جميعها التعريف بأتها عالمات منظورة لنعمة غير منظورة؛ ويجعلونها كتها آنية للروح القدس‪،‬‬

‫وأدوات للحصول على البر‪ ،‬ووسائط لنوال النعمة‪.‬‬


‫‪١٣٥٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫[أي لومبارد؛ نفسه ينكر أن تستى أسرار الناموس‬ ‫‪8‬ح‪0‬عحخعج‪8‬‬ ‫في الحقيقة أن مؤتف كتاب‬
‫الموسوي بذلك االسم على وجه التدقيق‪ ،‬ألدها ال تمنح ما كانت تمثله مسبعا‪ ١ .‬وأنا أسأل‪ :‬هل‬
‫يطاق أن تلك الرموز التي كرسها الرب بغمه‪ ،‬والتي زينها بوعود مميزة‪ ،‬ال يحق لها أن تعتبر‬
‫أسرارا؛ بينما تجزل هذه الكرامة على تلك الشعائر التي إما صنعها البشر بأنفسهم‪ ،‬أو مارسوها‬
‫على األقز من دون أمر صريح من الله؟ دعهم‪ ،‬إدا‪ ،‬إتا أن يفغروا تعريفهم للكلمة‪ ،‬أو أن يمتنعوا عن‬
‫استعمالها هذا الذي ينتج منه خطر نشوء معتقدات خاطئة ومنافية للعقل‪( .‬يقولون) المسح األخير‬
‫هو رمز نعمة غير منظورة وعآته ألثه سر‪ .‬ولما كان مستحيال علينا بأي حال أن نقبل هذا االستنباط‬
‫الذي يدعونه‪ ،‬يتحتم مؤغدا أن نتحذى استخدامهم للكلمة نفسها‪ ،‬لئال نسمح لها بدفع هذا الثمن‬
‫بأن تفسح المجال لخطأ كهذا‪ .‬إثهم أيائ عندما يصادقون عليها كسر‪ ،‬يرفقون السبب (قائلين)‬
‫إثها تتكون من العالمة الظاهرة والكلمة‪ .‬أتا إن كتا ال نجد أمرا بها وال وعذا تحتويه‪ ،‬فماذا يمكننا‬
‫أن نفعل سوى أن ننكر صحة زعمهم؟‬

‫‪ .٢‬الله وحده قادرأن يرسم سرا‬

‫يظهر اآلن أثنا ال نتنازع على اللفظة‪ ،‬بل نثير جدأل ضروريا حول الموضوع نفسه‪ .‬ولذا ينبغي‬
‫أن نتمشك بشنة بما آكدناهآنائ بحجة منيعة‪ :‬بأن قرار تأسيس سر يعتمد على الله وحده‪ .‬في الحق‬
‫ينبغي للسر — على أساس وعد الله الصادق — أن يشجع ويعزي ضمائر المؤمنين التي ال يمكنها أن‬
‫تحصل على هذه الطمأنينة من إنسان‪ .‬وينبغي للسز أن يكون شهادًا لنا لمشيئة الله الصالحة نحونا‪،‬‬
‫والتي ال يمكن لبشر وال مالك أن يشهد لها إذ ليس له بن مشير [اش ‪ ١٣: ٤٠‬؛ رو ‪.]٣٤ : ١١‬‬
‫لذلك‪ ،‬هو وحده‪ ،‬بسلطته الحقيقية‪ ،‬يشهد لنا عن نفسه بواسطة كلمته هو‪ .‬والسز هو ختم يبزم به‬
‫العهد‪ ،‬أو الوعد‪ ،‬ويختم‪ .‬ولكئ ال يمكن للعهد أن يختم بأشياء مادتة وبعناصر هذا العالم‪ ،‬ما لم‬
‫تكن قد سكلت وحصصت بقوة الله‪ .‬ولذا ال يستطيع اإلنسان أن يؤسس سرا‪ ،‬ألته ال يمتلك قوة‬

‫أن يستر أسرارا إلهية هذا قدر عظمتها في عناصر وضيعة كهذه‪ .‬وينبغي‪ ،‬كما قال أوغسطينس‪ ،‬أن‬
‫تسبق كلمه الله السر لتجعله سرا‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك أئه من المفيد أن نحافظ على التمييز بين األسرار والطقوس األخرى‪ ،‬إأل إذا‬
‫أردنا أن نقع في سخافات عديدة‪ .‬صتى الرسل راكعين [اع‪٦٠:٧‬؛‪٤٠:٩‬؛ ‪٣٦:٢٠‬؛ ‪:٢١‬ه؛‬
‫‪] ١٤ : ٢٦‬؛ ولذا لن يركع الناس من دون أن يكون ركوعهم سرا‪ .‬قيل إذ التالميذ عندما صتوا‬

‫‪,‬س<س‪0‬ا‬ ‫انظر‪1٧. 1.1, 2 )^۶٤ 192. 839 ٤(. :‬‬ ‫‪١‬‬


‫جون كالثن‪ :‬اسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٥٤‬‬

‫كانوا يونون شروا؛ فإذ وينا شروا وجب أن يكون ذلك سرا مقنشا لنا‪ .‬يريد بولس أن يرفع الناس‬
‫أيادي طاهر؛ في كز مكان [ ‪ ١‬تي ‪٨ : ٢‬؛؛ كما استذكر أن القديسين كثيرا ما صغوا بأيد مرفوعة إلى‬
‫فوق [مز ‪ ٤: ٦٣‬؛ ‪٩:٨٨‬؛ ‪٢: ١٤١‬؛ ‪]٦: ١٤٣‬؛ أفهكذا ينبغي أن يكون مذ األيادي إلى فوق سرا‬
‫مقدسا؟ في النهاية تتحول جميع إشارات القديسين إلى أسرار مقدسة! لم أكن أوة أن أقف عند هذه‬
‫األمور لوال ارتباطها بتلك األكثر صعوبة‪.‬‬

‫‪ .٣‬لم يكن محوا لدى الكنيسة األولى أن األسرارعددها سبحة‬

‫لو حاولوا أن يقنعونا عنو؛ باالرتكاز على سلطة الكنيسة العتيقة‪ ،‬فإئني أحتخ بأدهم خادعون‪.‬‬
‫ألته ال يوجد هذا العدد سبعة عند أي من الكائب الكنسيين؛ ومائ ال يعرف على وجه التأكيد‪،‬‬
‫هو متى تستل هذا األمر أؤل مرة‪ .‬إتني أعترف بأئهم [الكتاب القدامى] ال يدوقون أبذا أحياائ في‬
‫استعمالهم لكلمة سر ؛ ولكن ماذا يعنون بها؟ يعنون جميع الطقوس والشعائر الخارجية‪ ،‬ويعنون‬
‫كز تدريبات التقوى‪ .‬أما عندما يتكتمون عن العالمات التي ينبغي أن تشهد للنعمة اإللهية نحونا‪،‬‬
‫فيكتفون بهذين االثلين‪ :‬المعمودية واألفخارستيا‪.‬‬

‫فلئأل يظن أحذ أتني أدعي ذلك زورا‪ ،‬سوف أؤسر هنا إلى بضع شهادات من أوغسطينس‪.‬‬
‫يقول لينايريوس‪ :‬أريدك أوال أن تستوعب النقطة الرئيسة في هذا النقاش‪( ،‬وهي) أن ربنا المسيح‬
‫(كما يقول هو نفسه في اإلنجيل) وضع على كاهلنا نيرا هيائ وحمأل خفيعا [مت ‪* ٢٩ : ١١‬‬
‫‪.]٣ -‬‬
‫ولذا فإته ربط مائ مجتمع الشعب الجديد بأسرار قليلة العدد جذا‪ ،‬سهلة الممارسة جدا‪ ،‬مميزة‬
‫المعنى جذا‪ .‬تلكم هي المعمودية مكرسه باسم الثالوث‪ ،‬وشركة جسد الرب ودمه‪ ،‬وكز ما تؤيده‬
‫األسفار المقدسة القانونية‪ ٢.‬اويقول أيشا في كتابه في العقيدة المسيحية‪ :‬لقد منح الرب ذاته بسلطته‪،‬‬
‫منذ قيامته‪ ،‬وكذا أسس تعليم الرسل استعمال بعض العالمات القليلة بدأل منكثر؛ في عددها‪ ،‬سهز‬
‫جذا إجراؤها‪ ،‬سامية جدا في مغزاها‪ ،‬طاهرة إلى أقصى حذ في ممارستها‪ .‬تلكم هي المعمودية‬
‫واالحتفال بجسد الرب ودمه‪ ٣.‬افلماذا ال يذفر هذا العدد سبعة ؟ هل من المحتمل أته غفله لو‬
‫كان قد تًاشسآذذاك في الكنيسة‪ ،‬وخصوصا مع تميزه بمراعاة األعداد بأكثر مائ يلزم؟ في الحقيقة‬
‫أته عندما يذكر المعمودية وعشاء الرب باالسم وال ينبس بكلمة عن البقية‪ ،‬أال يقول ضمائ بما فيه‬

‫الكد ‪0,‬االخ‪8‬عآجل‪٨٦‬‬ ‫انظر‪٢. !!٢ ٧11. 349(. :‬أ ;‪.3 )!^۶٤ 35. 1840‬للل‪1‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪0,‬اال‪81‬ل‪٦‬جل‪٨٦‬‬ ‫‪1 . 1 )^۶٤ 33. 200; ٤٢.‬‬ ‫‪#‬عغال‪ 0،‬أأ‪12. 252(; 0‬‬ ‫انظر‪. 13 :‬ال ‪111.‬‬ ‫‪٣‬‬
‫(‪ 11. 560‬تسر ‪٠٤ 34.71; 11.‬ر)‬
‫‪١٣٥٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-.‬الغصل التاسع عشر‬

‫الكفاية إذ هذين السرين يتميزان بكرامه متغردة‪ ،‬وتهبط الطقوس األخرى إلى مقام أدنى بكثير؟‬
‫لذا أقول إذ هؤالء المعثمين األسرارئين ال يفتقرون جذا إلى معرفة واعية فقط لكلمة الله‪ ،‬بل إلى‬
‫الدراية أيائ بما توده الكنيسة األولى‪ ،‬مهما عئلم تباهيهم بهذا االدعاء‪ .‬أائ االن فلنعالج األنواع‬

‫الحقيقية لهذه األسرار المزعومة‪.‬‬

‫(التثبيت ليس سرا؛ يلزم أن لبقعاد الممارسة المبكرة للقبول [في عفرتة الكنيسة) بعد التعليم‬
‫المناسب‪.)١٣-٤ ،‬‬

‫‪ .٤‬عادةالكتيسةالقديمة‬

‫جرت العادة في األزمنة المبكرة أن يؤتى بأوالد المسيحيين الى األسقف ‪-‬بعد أن يكونوا‬
‫قد نموا — لتأدية الواجب المطلوب مش تقذموا للمعمودية كبالغين‪ .‬وجلس هؤالء بين صفوف‬
‫الموعوظين إمن يتلعون التعليم الدينى قبل معموديتهم؛ حتى أتنوا التعلم في بنود األيمان‪ ،‬فأصبحوا‬
‫قادرين أن يقروا بإيمانهم أمام األسقف والشعب‪ .‬ومن ثم‪ ،‬كان أن تن تعئدوا كأطفال عند نهاية‬
‫مرحلة الطفولة أو بداية سن المراهقة ‪ -‬إذ لم يكونوا قد اعترفوا بإيمانهم أمام الكنيسة ‪ -‬يأتي بهم‬
‫والدوهم‪ ،‬ويمتحنهم األسقف بحسب نظام كتاب التعليم المسيحي الذي كان عندئذ قد اثخن‬
‫صيفة محذدة وبات استعماله شائعا‪ .‬ولكي تودر هذه العملية بشكل خاص‪ ،‬مع أثه كان ينبغي‬
‫أن تكون مقذسة وعظيمة الشأن في حذ ذاتها‪ ،‬اضيف إليها وضع األيادي‪ .‬وهكذا ما إن اعترف‬
‫الشاب بإيمانه ونجل إقراره‪ ،‬حثى انصرف ببركه مهيبة‪.‬‬

‫يذكر الكائب األقدمون هذه الممارسة بكثرة‪ .‬يقول البابا الون‪ :‬إن تاب رجز عن الهرطقة‬
‫ال يلزم أن يعئد ثانية‪ ،‬بل لتستقر عليه قوة الروح القدس التي افتقدتها معموديته‪ ،‬وذلك بوضع ئذي‬
‫األسقف‪ .‬هنا سوف يصيح مخاصمونا بأن طقسا يحز الروح القدس من خالله ال بذ أن يكون‬
‫سرا مقذسا‪ .‬ولكن الون نفسه يشرح ما قصده في موضع‪-‬آخر‪ ،‬فيقول‪ :‬ال يعتن ثانيه من تعئد‬
‫قبأل بين الهرطوقيين‪ ،‬بل ليسح بوضع األيدي وبالدعاء لحضور الروح القدس؛ ألئه كان قد تجل‬
‫صورة المعمودية من دون التقديس‪.‬اا‪٤‬يذكر هيروينمس ذلك أيائ ضد اللوسيغريين‪.‬ه ومع أئني ال‬

‫‪0 1,‬ل‬ ‫ا‪€‬أ‬‫ء ;‪. 7‬آا‪1‬ن ;‪. 2‬ا‪¥‬ت‪1‬ن ‪-8‬‬ ‫‪0 18‬اخا‪8‬ال‪٩٦‬عا ‪11,‬‬ ‫انظر‪7 2 :‬ل‪١١٢‬ل(ل‪١٢‬ح‪54. 1194, 1138, 1209:1٢.‬‬ ‫‪٤‬‬
‫‪ 2; 112(.‬ع ‪11.1. 108; 103,10‬ت‪.‬لج‪8‬‬
‫اللوسيغردون شيعة صغيرة أسسها لوسيغر الكاغليري (مات ‪ ،)٣٧١‬أحد مؤيدي أثناسيوس‪ .‬وقد غضب بسبب محاوالت‬ ‫ه‬
‫الكنيسة آنذاك مصالحة بعض أتباع آريوس السابقين‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس األين المسيحي‬ ‫‪١٣٥٦‬‬

‫أنكر أن هيرونيمس كان مخطائ هنا بعض الشيء‪ ،‬بقوله إذ الممارسة رسولية‪ ،‬فإته على الرغم من‬
‫ذلك بعيد كز البعد عن حماقات هؤالء الرجال‪ .‬ثم إته يعدل قوله عندما يضيف أة هذه المباركة‬
‫أعطيت لألساقفة وحدهم‪ ،‬إكراائ لوظيفتهم أكثر مائ هي ضرورة قانونية‪ ٦ .‬لذا أؤيد وأرحب بوضع‬
‫األيدي‪ ،‬باعتباره إشارة بسيطة للمباركة‪ ،‬وكم أرغب أن دمارس اليوم بصورتها النقية‪.‬‬

‫ه‪ .‬تطور التثبيت ومعناه بحسب تعليم روما‬

‫أثا في عصر الحق كاد يمحو الحقيقة‪ ،‬فادخل تثبيت مزعوم على أته سر من أسرار الله‪.‬‬

‫فقد ادعوا أن قوة التثبيت تمنح الروح القدس الذي وهب عند المعمودية لمنح البراءة‪ ،‬ونلك‬
‫ألجل ازدياد النعمة؛ وألجل إعداد من تجددوا للحياة بالمعمودتة لمواجهة معاركها‪ .‬وبجزى‬
‫هذا التثبيت بالمسح بالزيت وبهنه الجملة‪ .‬إتني أضع عليك عالمة الصليب المقدس‪ ،‬وأثبدلث‬
‫بتيرون الخالص‪ ،‬باسم اآلب واالبن والروح القدس ا يفعل كز ذلك في أناقة وجماني ساحر!‬
‫ولكن أين كلمة الله التي تعد بحلول الروح القدس هنا؟ ال يستطيعون أن يرونا حرائ واحذا‪ .‬كيف‬
‫يؤكدون لنا أن ميرونهم إناء للروح القدس؟ نرى الزيت ‪ -‬السائل الدهني المقرف — ال غير‪ .‬يقول‬
‫أوغسطينس‪ :‬أضف الكلمة إلى العنصر فيصبغ سرا‪ ٧ .‬وأنا أقول‪ :‬ليأتوا بهذه الكلمة إن أرادوا‬
‫أن نرى في الزيت أئ شي؛ غير الزيت‪ .‬ولكن إن كانوا يقرون بأئهم خذام األسرار‪ ،‬كما ينبغي أن‬
‫يفعلوا‪ ،‬فلن تكون لنا بعن حجه للجدل‪ .‬هذه هي القاعدة التي يجب أن يلتزم بها الخادم‪ :‬أأل تفعل‬
‫شيائ من دون أمر‪ .‬طيبرزوا إدا أوامرهم للقيام بهذه الخدمة‪ ،‬عندئذ لن أنيس بكلمه أخرى‪ .‬وإن لم‬
‫يكن لديهم أمر‪ ،‬ال يمكن أن يعذروا تدنيسهم الجسور‪ .‬بهذا المعنى سأل الرب الغريسيين‪ :‬هل‬
‫كانت معمودية يوحنا من السماء أو من الناس؟ فاذا جاءت إجابتهم أتها من الناس كان‬
‫ليثبك لهم أتها معمودية عابثة وباطلة؛ وأثا إن قالوا إتها من السماء فعندئذ لزم عليهم أن‬
‫يعترفوا بتعليم يوحنا‪ .‬ولذا لم يتجزأوا على أن يقولوا إتها من الناس حتى ال يهينوا يوحنا إهانة‬
‫مفرطة [مت ‪:٢١‬ه ‪٢٧-٢‬؛‪ .‬إدا إن كان التثبيت من الناس‪ ،‬فببرهن على أته عابث وباطل؛ أثا إذا‬
‫أراد معارضونا أته من السماء‪ ،‬فليبرهنوا على صخة ذلك‪.‬‬

‫‪ ٠‬ك؟ة؛ذه‪£‬م‬ ‫انظر‪ 23. 163 ٤.( :‬ال) ل‪¥111, 1‬‬ ‫‪٦‬‬


‫‪/‬حمف‪ €‬ألكد ‪€,‬اال‪81‬ل‪٦‬جال‪٨‬‬ ‫‪ 3. 1840; !٢.‬ال) ‪3‬‬ ‫انظر‪٧11. 344( :‬‬ ‫‪٧‬‬
‫‪١٣٥٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪-‬الفصل التاسع عشر‬

‫‪ . ٦‬االحتكام إلى رسولية وضع األيدي ال أساس له‬

‫هم في الحقيقة يدافعون عن أنفسهم باللجوء إلى مثال الرسل الذين يغزون بأتهم لم يفعلوا‬
‫شيقا بتهؤر‪ .‬هذا فعأل صحيح؛ كما أتنا لم نكن لنلومهم إن أظهروا أتهم يتبعون مثال الرسل‪ .‬ولكن‬
‫ماذا كان الرسل يفعلون؟ يقول لوقا في سفر أعمال الرسل إذ الذين كانوا في أورشليم‪ ،‬لائ سمعوا‬
‫أن السامرة قد قبلت كلمة الله‪ ،‬أرسلوا بطرس ويوحنا إليها؛ وصلى هذان الرسوالن لكي يقبل‬
‫السامريون الروح القدس الذي لنا يكن قد حز بعد عليهم‪ ،‬إذ كانوا قد تعندوا باسم يسوع فقط؛‬
‫وبعد أن صنيا وضعا أيديهما عليهم‪ ،‬وتقبل السامرتون الروح بواسطة وضع األيدي [اع‬
‫‪ .]١٧-١٤ :٨‬كما تذكر وضع األيادي هذا مرارا [اع‪٦:٦‬؛‪١٧:٨‬؛‪٣:١٣‬؛‪.]٦:١٩‬‬

‫إتني أسمع ما عمله الرسل‪ ،‬أي أتهم قاموا بخدمتهم بأمانة‪ .‬لقد شاء الرب أن تلك اشم‬
‫العجيبة‪ ،‬بعم الروح القدس التي سكبها عندئذ على شعبه‪ ،‬دجرى وتورع بواسطة رسله من خالل‬
‫وضع األيدي‪ .‬لسث أظل أن سرا أعمق كان يكمن في وضع األيدي هذا‪ ،‬لكن تفسيري هو أتهم‬
‫استخدموا ذلك الطقس ليشيروا إلى أتهم بهذه العالمة يقذمون من وضعوا عليه أيديهم للرب‬
‫ويسلمونه إلى عنايته‪.‬‬

‫لو كانت هذه الخدمة التي قام بها الرسل قد استمرت فيما بعد في الكنيسة‪ ،‬الحدغظ أيثما‬
‫بوضع األيدي‪ .‬أائ إذ قد تووقى إعطاء هذه النعمة‪ ،‬فما هو الفرض الذي يؤذيه وضع األيدي؟ إذ‬
‫الروح القدس ال يزال حاأل في وسط شعب الله‪ ،‬ألن الكنيسة لن تقوى على البقاء ما لم يكن هو‬
‫قائذها ومرشذها‪ .‬إذ لنا وعدا قائائ ووطينا يدعو به المسيح إلى نفسه كز تن يعطش حتى يشرب‬
‫من الماء الحى [يو ‪٣٧:٧‬؛ قارن اش هه‪ ١ :‬؛ وأيائ يو ‪ ١٠: ٤‬؛ ‪ .]٣٨:٧‬أتا تلك القوى الخارقة‬
‫واألعمال الظاهرة التي حدثت بوضع األيدي فقد توثفت؛ وكانت قد استمزت بحئ‪ ،‬إلى زس‬
‫محدود‪ .‬لقد كان من المالئم أن يستضيء الوعظ الجديد بإنجيل المسيح وملكوته الجديد‪ ،‬وأن‬
‫يتعثلم بمعجزات تفوق المألوف وغير مسموع بها من قبل‪ .‬أتا عندما تووقى الرب عن صنع هذه‬
‫المعجزات‪ ،‬فلم يهجر كنيسته ولم يتخز عنها‪ ،‬بل أعلن أن بهاء ملكوته وكرامة كلمته قد اظهرا‬

‫بامتياز‪ .‬فمن أي جانب يذعي هؤالء الممتلون أتهم يقتفون مثال الرسل؟ كان ينبغي لهم أن يصؤروا‬
‫هذا المثل بوضع األيدي حتى يظهر برهان حلول قزة الروح القدس‪ .‬ولكتهم ال ينجزون ذلك‪.‬‬
‫لماذا إدا يتفاخرون بأة وضع األيدي ملك لهم‪ ،‬فيما نقرأ أته كان مستعمأل حعا بين الرسل‪ ،‬ولكن‬

‫ألجل غاية مختلفة تمام االختالف؟‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٥٨‬‬

‫‪ .٧‬المسح بالزيت سرمرف‬

‫لعته معقول أن نعتم بأن الئثس الذي نفخه المسيح على تالميذه [يو ‪ ]٢٢:٢٠‬هو ص اعض‬
‫الروح القدس بواسطته‪ .‬ولكثه فيما فعل المسيح ذلك ره‪ ،‬لم يقصد أن نفعله نحن أيشا‪ .‬وعلى‬
‫المثال نفسه‪ ،‬وضع الرسل أياديهم في الوقت الذي سر فيه الرب بأن تولهت ألطاف الروح القدس‬
‫المنظورة عندما صتوا‪ ،‬ال لكي يكرر الفعل من يتبعونهم؛ على سبيل تقليد الحركات فقط وبال نفع‬
‫تجلبه عالمة باردة ومزيفة‪ ،‬كما يفعل هؤالء البزدة‪.‬‬

‫ولكن إذا برهنوا على أثهم بوضع أيديهم يقتفون أثر الرسل (الذين ال يشابهونهم من أي وجه‬
‫اللهتم إأل من قبيل غثرة منحرفة)‪ ،‬فمن أين مسحة الزيت الذي يستونه ازيت* الخالص؟ من عتمهم‬
‫أن يبحثوا عن الخالص في الزيت؟ ومن عتمهم أن يعزوا إليه قزة التثبيت؟ هل هو بولس الذي‬
‫يصرفنا بعينا عن عناصر هذا العالم [غل‪ ،]٩:٤ ،‬والذي ال يدين شيائ بأكثر دينونة من الركون إلى‬
‫فرائض تافهة [كو ‪٢ ٠: ٢‬؛؟ إني أعلن هذا بجرأة‪ ،‬ال من ذاني بل من الرب‪ :‬إذ ض يدعون الزيت‬
‫زيت الخالص ينكرون‪ ،‬كما بعشم‪ ،‬الخالطر الذي في المسيح؛ بل ينكرون المسيح نفسه‪،‬‬
‫وليس لهم نصيب في ملكوت الله‪ .‬ألن الزيت هو للبطن‪ ،‬والبعلن للزيت؛ وسوف يبيد الله ذلك‬
‫وذاك [قارن ‪ ١‬كو ‪ . ] ١٣: ٦‬جميع هذه األشياء التي تفسد مع االستهالك‪ ،‬ال عالقة لها بملكوت الله‬
‫الذي هوروحي ولن يمشه فساد‪ .‬ماذا إدا؟ سيسأل أحدهم‪ :‬هل تقيس مياه المعمودية بالمسطرة‬
‫نفسها‪ ،‬والخبز والخمز اللذين قدمهما المسيح في العشاء؟ أجيب‪ :‬يالحظ في السرين المقدسين‬
‫المعطيين من الله أمران‪( :‬فيهما توجد) المادة الطبيعية الموضوعة أمامنا‪ ،‬والصورة المطبوعة عليها‬
‫بكلمة الله التي تكمن فيها القوة كتها‪ .‬لذلك‪ ،‬حيث تستبقي العناصر ماذتها الطبيعية — الخبز‬
‫والخمر والماء‪ ،‬هذه العناصر الموضوعة أمام أنظارنا في األسرار — تظل كلمة بولس ناجعة دائائ‪:‬‬
‫‪٠‬ااألطعمه للجؤب زالجؤف لألطعمة‪ ،‬ذالله سيتين هذا ؤتتلثع [ ‪ ١‬كو ‪ .]١٣:٦‬فائها تزول وتختفي‬
‫مع هيئة هذا العالم [ ‪١‬كو ‪ .]٣١ :٧‬أتا من جهة أئها مقذسة بكلمة الله لتكون أسرارا‪ ،‬فإئها ال‬
‫تحبسنا في الجسد‪ ،‬بل تعتمنا روحيا حعا‪.‬‬

‫‪ .٨‬التثبيت انتقاص من قيمة المعمودية‬

‫بل دعونا نتقصى عن أكثر كثب كم مسحا يطعثه ويغذيه هذا الشحم‪ .‬يقول هؤالء المشاحون‬
‫إن الروح القدس يعطى في المعمودية ألجل البراءة؛ وفي التثبيت الزدياد النعمة؛ وإئنا في المعمودية‬
‫‪١٣٥٩‬‬ ‫الكتاب الراح‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫نولد ثانيه للحياة؛ وفي التثبيت نؤلهل للمعركة‪ .‬وال يستحون أن ينكروا أن المعمودية يمكنها أن‬
‫تكون بحى كامله بدون التثبيت! يا له من شز! إدا‪ ،‬ألم نكن قد دبتا مع المسيح في المعمودية‪،‬‬
‫وجعلنا شركاء لموته‪ ،‬لكي نصير أيخا شركاء في قيامته [رو ‪ —٤ : ٦‬ه]؟ ثم إذ بولس يشرح‪ ،‬فضأل‬
‫عن ذلك‪ ،‬أن هذه الشركة‪ ،‬شركة موت المسيح وحياته‪ ،‬هي إماتة ألجسادنا وإحياء ألرواحنا‪ ،‬ألن‬
‫فما عساه أن‬ ‫إئشاتقا انعبيق ئذ حئبك [رو‪٦:٦‬؛كي كالك‪ . . . ۶‬في جئ ة الحتتاه [رو ‪٤ : ٦‬‬
‫يكون التأهيل للمعركة عدا هذا؟‬

‫أثا إذا أرادوا أن يستهينوا بكلمة الله‪ ،‬فلماذا لم يحترموا الكنيسة التي يرغبون في أن يظهروا‬
‫لها خضوعهم ووالءهم من كز وجه؟ وأي حجة يمكن إحضارها لنقض عقيدتهم أثقل وزائ من‬
‫مرسوم مجلس ميليفيس؟ ينعل المرسوم على أن من يقول بأن المعمودية أعطيت لمغغرة الخطايا‬
‫فقط‪ ،‬وليس كأداة قعين فيما بعد على النمؤ في النعمة‪ ،‬فليكن محروائ (أناثيما)‪.‬‬

‫أثا لوقا فيقول في النص الذي اقتبسناه وئا ‪ :‬مرى لم يكن قد حز عليهم الروح القدس بعن‪،‬‬
‫كانوا معتدين باسم الرب يسوع [اع ‪ ١٦ : ٨‬؛ ‪ .‬وبقوله ذلك‪ ،‬ال يعني أن ينكر ببساطة أن ثن يؤمنون‬
‫بالمسيح بقلوبهم ويعترفون به بأفواههم يوهبون أي عطية من مواهب الروح [رو ‪ .] ١ ٠ : ١ ٠‬لكته‬
‫يقصد نوال الروح الذي يحصلون به على القوى العجائبؤة والئعم المنظورة‪ .‬وبهذا المعنى قيل إذ‬
‫الرسل قبلوا الروح القدس في يوم الخمسين [اع ‪ ٤ : ٢‬؛‪ ،‬فيما كان المسيح قد قال لهم قبل ذلك‬
‫بزمن طويل‪1 :‬الشتم أدتم الئقكلميئ بز روح ابيكم االي تكلم فيكماا [مت ‪ .]٢ ٠ : ١ ٠‬فيا تن أنتم‬
‫من الله‪ ،‬أبصروا هنا زيف الشيطان ومكايده الخطيرة‪ .‬فهو‪ ،‬كي يسترق الغافلين من المعمودية‪،‬‬
‫يكذب بالقول إذ ما كان حائ قد أعطي في المعمودية يوهب في تثبيته‪ .‬ض يمكنه اآلن أن يشك في‬
‫أة هذه عقيدة من الشيطان الذي‪ ،‬إذ ينتزع من المعمودية الوعود التي تتميز بها المعمودية‪ ،‬ينقلها‬
‫ويحولها إلى شيءآخر‪ .‬أقول إلنا قد تعرفنا اآلن األساس الذي يقوم عليه هذا المشح العجيب‪.‬‬
‫هذه هي كلمة الله‪ :‬كز الذين اعتمدوا بالمسيح قد لبسوا المسيح وعطاياه [غل ‪٢٧:٣‬؛‪ .‬وكلمة‬
‫المشاحين هي‪ :‬لم تعط وعودا مع المعمودية تؤثلنا للمعركة‪ ٨ .‬الكلمة األولى [أي كلمة الله]‬
‫هي صوت الحق ؛ فيلزم أن تكون الثانية كلمه الباطل‪ .‬ولذا‪ ،‬أستطيع أن أعزف تثبيتهم بتعريف‬
‫أصخ متا عرفوه به‪ :‬إته اعتداء وحشي صريح على المعمودية‪ ،‬من شأنه أن يحجب عملها‪ ،‬بل في‬
‫الحقيقة أن يبيده؛ إته وعد كاذب من إبليس يهدف إلى إبعادنا عن الحق اإللهى‪ .‬أو إن شئتم‪ ،‬هو‬
‫زيث متون برلجس الشيطان‪ ،‬خادلح لعقول البسطاء وقاذف بهم إلى ظلمه حالكة‪.‬‬

‫‪,‬عة‪1‬أ‪6٢3‬‬ ‫انظر‪ :‬ا(ل‪8 ]416[ 0^11011111 )١1‬ا‪٧‬ع‪411‬آل؛‪ 0‬ك‪0‬عال‪ 8‬هغأ ‪11. ٧. 2, 3; 111. 1٧. 154 )0111‬‬ ‫‪٨‬‬
‫‪ 1. 1413, 1412(.‬ج‪0٢‬ةس‪187. 1857, 1855; ٢1‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسسى الدين المسيحى‬ ‫‪١٣٦٠‬‬

‫‪ .٩‬التعليم بضرورة التشيت للخالص خراء‬

‫يضيفون أته يلزم جميع المؤمنين أن يتقبلوا الروح القدس بوضع األيدي بعد المعمودية كي‬
‫يصيروا مسيحيين كاملين؛ ألته لن يوجد مسيحى غير ممسوح بالميرون بالتثبيت األسقفى‪ .‬تلك‬
‫هي كلماتهم‪ .‬لكئني كند أعتقد أن كز ما له صلة بالمسيحيه تحتويه األسفار المقدسة‪ .‬فاآلن‬
‫أرى أن الديانة الصحيحة يجب أن يفكش عنها ودلعن خارجا عن الكتاب المقدس‪ .‬ومن ثم حكمة‬
‫الله‪ ،‬والحئ السماوي‪ ،‬وتعليم المسيح بجملته‪ ،‬هذه إتما تعطي المسيحيين بدايتهم؛ أتا الزيت‬
‫فيكئلهم‪ .‬وعلى أساس هذا الخكم يقع جميع الرسل والكثيرون من الشهداء تحت الدينونة‪ ،‬ألئهم‬
‫بكز تمكيد لم ينالوا مسحة الميرون؛ إذ لم يكن بعن زيد مقنس بسكب عليهم ليجعلهم كاملين في‬
‫‪-‬جميع تفاصيل المسيحية‪ ،‬أو باألحرى ليصنع مسيحيين مئن ليسوا مسيحيين‪.‬‬

‫أما إن كند أظز صامائ‪ ،‬فينقفى هؤالء أنفسهم بأنفسهم بوفرة ‪ .‬فأي نسبة من شعبهم دمسح‬
‫بعد المعمودية؟ لماذا إدا يسمحون ألنصاف المسيحيين باه ن يغتموا إلى قطيعهم ما داموا مستطيعين‬
‫بسهولة كهذه أن يعالجوا نقصهم؟ لماذا بزمونهم بكثم من الحزم بشيء كهذا ضروري للخالصى‪،‬‬
‫ما لم يكن قد منع أحدهم منه بالموت المفاجئ؟ يعني هذا أته‪ ،‬عندما يسمحون له بأن يحئعر بهذه‬
‫السهولة‪ ،‬يعترفون ضمائ بأته ليس باألهمية التي يذعونها له‪.‬‬

‫‪ . ١ ٠‬يضع البابويون التثبيت فوق المعمودية (إذا اضطروا)‬

‫أخيرا‪ ،‬يقررون أن هذا المشح المقدس يجب أن يودر بمرتبه أعلى من مرتبة المعمودية‪ ،‬ألته‬
‫رجزى حصرائ على أيدي األساقفة‪ ،‬فيما تمارسى المعمودية بواسطة جميع الكهنة‪ .‬ماذا يمكنك أن‬
‫تقول هنا سوى أتهم جوئا ئعجبين باختراعاتهم بحيث يزدرون بغير اكتراث مراسيم الله المقدسة‬
‫بالمقارنة؟ أيا أيها الغم المدلس‪ ،‬هل تتجاسر على معارضة سز المسيح المقدس بشحم ملؤث‬
‫فقط بنفخة تعسك الكريه‪ ،‬وتحت ردية كلمات متمتمة‪ ،‬وأن تقارنه بماء تقذسه كلمة الله؟ ولكن‬

‫وقاحتك لم تكتي بذلك‪ ،‬فقد أوليت المسح [التثبيت؛ األولية‪ .‬فتلكم هي ردود الكرسي الرسولى‪،‬‬
‫إئها وحي الكرسي الرسولى المثلث األرجل‪١ '-‬‬

‫‪01-3)1311,‬‬ ‫‪ 187.1855,1857‬ط<عآل) ‪111. ٧. 1. 6‬‬ ‫‪ ٩‬انظر‪ 1.1413 ٤.( :‬ى‪٢‬جةكج؛‪٢‬ع‬


‫* ‪ ١‬إشارة إلى عذافة دلفي في اليونان القديمة‪ ،‬حيث كان كرمي النبية أو مقعدها مدعوقا بثالثة أرجل خشبية عالية ومنحوتة‪.‬‬
‫‪١٣٦١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫على أة البعض يحاولون أن يبدأوا تخفيف هذا الجنون قليأل‪ ،‬إذ ارتأوا أته خرج عن الحدود‪.‬‬
‫يقولون إته (أي التثبيت بالمشح ووضع األيدي) ينبغي أن يمئح وقارا أعظم‪ ،‬ريما ليس ألته يسبغ‬
‫قوة أعظم أو يكسب فائدة أكبر‪ ،‬بل ألئه يجزى على أيدي من هم أكثر استحقاقا‪ ،‬ويوضع على‬
‫الجزء االكرم من الجسم‪ ،‬أي الجبهة؛ أو ألته يجلب ازديادا من الفضائل‪ ،‬على الرغم من أة‬
‫المعمودية كيح مجاأل أوسع لمغغرة الخطايا‪.‬‬

‫أتا في ما ينعتق بفختهم األولى‪ ،‬أقال يكشف هؤالء عن كونهم في الحقيقة دوناطيين بحيث‬
‫يوقفون قوة السر على استحقاق الخادم؟ ومع هذا فإتني مستعد أن أقز بأته يجوز أن يدعى التثبيت‬
‫أكثر جدارة بسبب جدارة يد األسقف‪ ١ ١ .‬لكل إن سألهم أحد عن مصدر هذا االمتياز العظيم الذي‬
‫يتميز به األسقف‪ ،‬فما عساها تكون الحفة التي يطرحونها سوى هواهم؟ (سوف يقولون) الرسل‬
‫وحذهم تن استعملوا هذا الحق (االمتياز) إذ هم وحدهم تن يورعون الروح القدس‪ .‬فهل األساقفة‬
‫وحدهم رسل؟ في الحقيقة‪ ،‬هل هم رسن أصأل؟ ومع ذلك‪ ،‬لنفترض أتنا نسئم لهم بذلك أيشا؛‬

‫لماذا ال يجادلون بالمنطق نفسه أن األساقفة وحدهم‪ ،‬هم تن يجب أن يلمسوا سر الدم في عشاء‬
‫الرب الذي يحرمون العلمانيين إياه‪ ،‬بحجة أن المسيح أعطاه للرسل وحدهم؟ إن كان الرسل‬
‫وحدهم‪ ،‬فلماذا ال يستنبطون إدا أته لألساقفة وحدهم؟ أتا في ذلك الوضع فيجعلون الرسل كهنه‬
‫عاديين؛ ولكئ دوار المح يذهب بهم اآلن في اتجاداخر‪ ،‬بحيث يجعلونهم بفته أساقفة‪ .‬أخيرا‪ ،‬لم‬
‫يكن حنانيا أسقائ ‪ ،‬ومع ذلك ارسل بولسر إليه ليستعيد له بصره‪ ،‬وليعتمد‪ ،‬وليمتلئ بالروح القدس‬

‫[اع ‪ .] ١٩-١٧:٩‬وسوف أضيف هذا إلى الكومة‪ :‬إن كانت هذه الوظيفة قد حئعت لألساقفة‬
‫بحى إلهي‪ ،‬فلماذا تجزأوا على نقلها إلى القسوس العادين‪ ،‬حسبما نقرًا في رسالة غريغوريوس؟‪١٢‬‬

‫‪ . ١ ١‬حجج واهية إلعالء التثبيت فوق المعمودية‬

‫كم هو العبث والغباء بل الحماقة التي تكشف عنها حغتهم األخرى العتبار الثبيت أسمى‬
‫مقاتا وكثر جدارة من معمودية الله‪( :‬وهي) أن الجبين فيه يمسح بالزيت‪ ،‬أتا المعمودية فأعلى‬
‫الرأس‪ ١٣،‬كما لو كانت المعمودية تجرى بالزيت ال بالماء! إتتي أنادي جميع األتقياء ألن يشهدوا‬
‫سعي هؤالء األوغاد نحو غايه واحدة‪ :‬أن يفسدوا طهارة األسرار بخميرتهم‪ .‬قلئ‪ ٠‬قبأل في موضع‬

‫يقتبس كالقن هنا من لومبارد‪ 192. 855( :‬ا(ل‪1‬ل) ‪1٧. 2‬‬ ‫‪١١‬‬
‫‪,‬ال‪3‬اخ‪6٢3‬‬ ‫‪1.‬‬ ‫‪ 1. 33.‬ج‪6٢‬ةك‪0‬اال‪7‬ل ;‪ 187. 447‬ا(ل‪١4‬ل) ‪. 1‬‬ ‫‪ 1,‬ال‪0٢‬ج‪0111 6٢0‬‬ ‫انظر‪1٧. 26 :‬‬ ‫‪١٢‬‬
‫‪18101361. 261; ٥. ^£ 2 861.‬؟‪ £‬آل‪)٦٧16‬‬ ‫‪11. 153(.‬‬
‫‪03311,‬‬ ‫انظر‪ 1. 1414(. :‬ج‪1(6٢‬ك‪6‬ا‪££ 187. 1857; £٢‬يمط) ‪111. ٧. 5‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٦٢‬‬

‫آخر‪ ١٤ :‬في ممارسة األسرار‪ ،‬قتما ينفذ بريق مائ لله عبز الشقوق في وسط ازدحام البدع التي‬
‫اخترعها البشر‪ .‬إن عجز أحد عن أن يثق بي عندئذ في شأن هذا الموضوع‪ ،‬فدعه اآلن يصنق‬
‫معتميه‪ .‬هونا فيما يستهينون بالماء فال يحسبونه شيائ‪ ،‬يثئنون الزيت وحده في المعمودية! أما‬
‫نحن فلهذا نقول إذ الجبين يئل بالماء في المعمودية‪ .‬وبالمقارنة مع هذا‪ ،‬نحن قمن زيتكم — سواة‬
‫في المعمودية أو في التثبيت — بما ال يساوي قطعة من زؤث‪ .‬أتا إذا اعترض أحذ بالقول إته ياع‬
‫بأكثر‪ ،‬فإته بقدر ما قد يرتفع ثمنه يزداد فسان ما قد يكون فيه عدا ذلك من صالح؛ هكذا ال يسمح‬
‫لهم بأن يبيعوا خلسه نجلهم السن!‬

‫يغشون عدم ؤزعهم بحجتهم الثالثة عندما يهذرون بأن التثبيت يجزل ازديادا في الفضائل‬
‫أعظم متا في المعمودية‪ ١٥.‬لقد أعطى الرسل مواهب الروح القدس بواسطة وضع األيدي‪ .‬فمن‬
‫فا*‬
‫انتها ما‬ ‫أي ناحيه يظهر شحم هؤالء الرجال نفعه؟ وداعا لهؤالء المدراء الذين يخفون‬
‫بانتهاكاب عديدة أخرى‪ .‬إتها عقدة غوردية [معضلة عويصة؛ يحشن أن ئقئلع من أن تبذل الجهد‬
‫المفرط لحتها‪.‬‬

‫‪ .١٢‬ال يمكن دعم التثبيت من مزاولة الكيسة األولى له‬

‫أتا اآلن‪ ،‬عندما يجدون أنفسهم يفتقدون كلمة الله‪ ،‬ويفتقرون إلى أي حجة مقنعة‪ ،‬ينعون أن‬
‫هذه ممارسة قديمة األجل توفدها أجيال وعصور عديدة‪ .‬حتى إن كان هذا صحيحا‪ ،‬فال يجديهم‬
‫شيائ‪( .‬االن) السر ليس شيائ أرضيا‪ ،‬بل عطية سماوية؛ أي أته ليس من الناس‪ ،‬بل من الله وحده‪.‬‬
‫ينبغي إدا أن يبرهنوا على أن الله هو منشئ تثبيتهم إن أرادوا أن يعكبر سرا‪.‬‬

‫لكن لماذا يتخذون من البدم مرجائ لهم‪ ،‬لتا يرون أن الكائب األوائل عندما يقصدون أن‬
‫يتحدثوا بالتدقيق‪ ،‬ال يحسبون في ما يكتبون إأل سرين؟ إن اضعلررنا إلى أن نجد ملجًا أليماننا‬
‫في البشر‪ ،‬فلنا قلعة حصينة ال تخترق في أن الكائب األقدمين لم يتعرفوا قط إلى ما يستيه خطًا‬

‫هؤالء الرجال الوضيعين أسرارا‪ .‬يتحذث القدماء عن وضع األيدي‪ ،‬لكن هل يدعونه سرا؟ يجزم‬
‫أوغسطينس جهازا بأئه ال يتجاوز كوته صالة‪ .‬اآلن دعهم يزمجرون علي بمغارقاتهم الكريهة‪،‬‬
‫أن أوغسطينس لم يقصد بهذا الفعل (أي بوضع األيدي) أن يكون مسا بل مصالحا وشافيا‪ .‬كتابه‬
‫موجود ويتداوله الناس؛ فإن كنت معوجا لمعناه بقول شيء مخالف لما كتبه هو‪ ،‬أرضى أن أذغهم‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكاب الرابع‪ ،‬الفصل الثامن عشر‪ ،‬الفقرة ‪.٢٠‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫‪,‬س<س‪0‬ا‬ ‫انظر‪ 192. 855(. :‬امآلل) ‪!٧. ¥11. 2‬‬ ‫‪١٥‬‬
‫‪١٣٦٣‬‬ ‫الكتاب الرا‪٠.‬بع‪-‬الغصل التاسع عشر‬

‫يسونني ال بألغا؛ جارحة كالمعتاد فقط‪ ،‬بل أن يبصقوا في وجهي‪ .‬إذ أوغسطينس يتحدث عش‬
‫كانوا يعودون عن االنشقاق إلى وحدة الكنيسة‪ .‬إته يرفض إعادة معموديتهم؛ ألن وضع األيدي‬
‫يكفي‪ ،‬حتى يسكب الرب عليهم الروح القدس من خادل رباط السالم‪ .‬ولكن لائ كان ممكائ أن‬
‫يبدو غريبا تكرار وضع األيدي بدأل من المعمودية‪ ،‬أخذ على عاتقه أن يوصح الغرق‪.‬يقول‪ :‬أتا‬
‫وضع األيدي‪ ،‬فماذا عساه أن يكون سوى الصالة على شخص؟اا ويقضح هذا المعنى في نزاخر‬
‫حيث يقول‪ :‬إته ألجل رباط المحبة التي هي موهبة الروح القدس العظمى‪ ،‬والتي بدونها‬
‫تتضاءل قيمة كز شيء مقدس في إنسا؟ في ما يتعتق بالخالص‪ ،‬توضع األيادي على المهرطقين‬
‫العائدين إلى الصواب‪١٦ .‬‬

‫‪ .١٣‬التثبيت الحقيقتي‬

‫كم كنت أرغب لوأتنا حافظنا‪ ،‬كما قلت‪ ،‬على العادة التي زاولها المسيحيون األقدمون قبل أن‬
‫ولد هذا الشبح المسخ من السر؛ ال أن يصبح سرا كما يخالونه إذ يمسي ذلك إهانة للمعمودية؛ بل‬
‫تعليائ بالسؤال والجواب حيث يبذ األطفال أو تن ناهزوا سئ المراهقة بإيمانهم أمام الكنيسة!‬
‫على أن أفضل طريقة للتعليم بالسؤال والجواب‪ ،‬هي أن دوف كبب لهذا التدريب‪ ،‬ئتحص فيه‬
‫معظم بنود ديانتنا على نحو مبشظ‪ ،‬بحيث تكون جميع محتويات هذا الكتيب مئغثا عليها من قتل‪،‬‬
‫كنيسة المؤمنين بال استثناء وبال جدل‪ .‬فإذ يتقدم طغز في العاشرة من العمر من الكنيسة ليقر اعترافه‬
‫باإليمان‪ ،‬يشأل في كز بند ويجيب؛ وإن كان ليجهل أحد البنود أو ال يدرك معناه بقدر كافب‪،‬‬
‫يعتمه‪ .‬وهكذا إذ تشاهده الكنيسة بمنزلة شهود‪ ،‬يقر باإليمان الواحد الحقيقتي الصادق الذي به‬
‫يعبد أهل األيمان األله الواحد بنفس واحدة‪.‬‬

‫ولو كان هذا النظام متبعا اليوم‪ ،‬لكان من الموكد أته يوقظ الوالدين البلداء الذين يتراخون‬
‫ويهملون تهذيب أوالدهم كشيء لهم شأن فيه؛ ألتهم عندئذ لن يمكنهم أن يتفافلوه من دون أن‬
‫يمسي مخزيا لهم‪ .‬عندئذ سيوجد تناغلم أوفر في أمور اإليمان بين الشعب المسيحتي‪ ،‬وسيقز عدد‬
‫تن يجهلونها؛ ولن يتهورآخرون باعتناق عقائد غريبة‪ .‬باأليجاز‪ ،‬كان سينخرط الجميع في نوع‬
‫نمطى من التدريب على التعليم المسيحى‪.‬‬

‫يبني كالعن موقفه في هذا على مقاطع من أوغسطينس مأخوذة من الكتابات اآلتية‪:‬‬ ‫‪١٦‬‬
‫‪. 13‬آا ‪ 00^1716 111.‬قده أأ‪0‬‬ ‫‪34. 71:‬‬ ‫‪٧. 1‬ا‪ 1‬دهل؛(‪11. 560‬‬ ‫‪33. 200; ٥.‬‬
‫‪12. 252(; 0/1‬‬ ‫‪ 43. 149, 193; ٥٠. !١٢٢ !٧. 443. 475(.‬دل) ‪. 33‬اااآآ‪. 21; ٧.‬ا‪٧‬آ‪111.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اش المسيحى‬ ‫‪١٣٦٤‬‬

‫(فعل التوبة يرسب في امتحان تعريف السؤ‪)١٧-١٤ ،‬‬

‫‪ .١٤‬ممارسة فعل التوبة في الكنيسة العتيقة‬

‫بعد ذلك‪ ،‬وضعوا فعل التوبة الذي يتحذثون عنه بصورؤ مخبولة كهذه وعديمة النظام‪،‬‬
‫بحيث ال تستطيع الضمائر أن تجتني شيائ متماسغا أو موكدا من تعليمهم عن هذه العقيدة‪ .‬لقد‬
‫أفصحنا مطؤأل في موضعآخر ما تعتمناه من الكتاب المقنص عن التوبة‪ ١ ٧،‬وما يعتم به مخاصمونا‪.‬‬
‫واآلن يعوزنا أن ولمع فثط إلى ما دفع أصحاب هذا الفكر إلى تأسيسه بحيث انتشر وتوغد في‬

‫الكنائس والمدارس على أته سر‪.‬‬

‫يلزمني أوأل أن أذكر بإيجاز شيائ ذا صلة بما مارسته الكنيسة القديمة‪ ،‬راقهم أن يستعملوه‬
‫مخطئين كذريعة بتأسيس هذوه الرواية‪ .‬لقد اتبع األقدمون هذا النظام‪ ،‬طقس التوبة‪ ،‬مع الذين وقوا‬
‫اإلرضاءات التي أمروا بها فأعطوا المصالحة بوضع األيدي‪ .‬كانت هذه عالمة منح الصفح التي‬
‫استطاع بها الخاطئ نفسه أن يقف أمام الله متاكذا من مغفرته‪ ،‬والتي ارشدت بها الكنيسة أن تمحو‬
‫ذاكرة تعذيه وأن تستقبله بالرأفة إلى رحاب شركتها‪ .‬يدعو قبريانس ذلك تكرارا منح السالم ‪١٨.‬‬
‫لكي يصبح هذا الفعل ذا ثقل ومقبوأل لدى الشعب‪ ،‬تقرر أن يدعم ذلك بسلطة األسقف‪ .‬من ثم‬
‫ال يسمح للكاهن بأن يعيد قبول تائب علائ أثناء القداس^‬ ‫كان مرسوم مجمع قرطاجة الثاني‪:‬‬
‫ومرسوم آخر في مجمع أورانج‪ :‬أليقبل إلى الشركة بدون وضع األيدي‪ ،‬تن يرحلون عن هذه‬
‫الحياة أثناء عملهم التكفيري؛ وإن سفوا من المرض‪ ،‬فليقفوا أثناء طقس صنع الكفارة وعند انتهائه‬
‫ليقبلوا وضع أيدي المصالحة من األسقف‪ .‬وكذلك مجمع قرطاجة الثالث‪ :‬ال يسمح لكاض بأن‬
‫يصالح تائبا بدون سلطة األسقف‪ ١٩ .‬كان الهدف من كز هذه المراسيم هو التاكد من أن الصرامة‬
‫التي أرادوا أن يحافظوا عليها‪ ،‬ال ئضعف من جراء التساهل المفرط‪ .‬لذا أرادوا أن يحكم األسقف‪،‬‬
‫إذ يغبب أن يكون أكثر حرصا في امتحان التائبين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يكشف قبريابسى في نعل آخر أن‬
‫ليس األسقف فقط الذي يضع يديه‪ ،‬بل اإلكليروس جميعهم أيثما‪ .‬فيقول‪ :‬أيصنع (التائبون) عملهم‬
‫الكثاري مدى الفترة المقررة؛ بعدئذ يأتون إلى الشركة‪ ،‬ثم يتقبلون حق االشتراك بوضع أيدي‬
‫األسقف واإلكليروس‪.‬ا‪٢٠‬‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكاب الثالث‪ ،‬الفصول ‪-٣‬ه‪.‬‬ ‫‪١٧‬‬


‫انظر‪ ٧. 337(. :‬اف ‪.‬ئ ;‪ 3.11. 650, 652‬ط‪8£‬ح) ‪ 11. 1, 3‬دئ ‪,‬ع‪3‬الح‬ ‫‪١٨‬‬
‫؛‪1 0‬ا‪110‬ل‪0٦‬ح‬ ‫‪,‬ج‪1‬ع؛جآل‪٢.‬خ ;‪ 111. 693‬ا‪8‬س‪)390( )1011 1٧ )٨‬‬ ‫اه‬ ‫انظر‪)2011118, :‬‬ ‫‪١٩‬‬
‫‪,‬ع‪1‬ع؛جآل‪٢.‬أ ;‪ ¥1. 437‬ا‪8‬الح^) ‪ )441( )1011 111‬ااع‪ 0٢‬؛‪11 0‬نعآل‪0‬ح ;(‪., 11. 390‬كج‪1.‬جئ‬ ‫;(‪011., 111. 160‬‬
‫‪111. 885(.‬ا‪8‬الح‪)397( ،1011 {^11 )¥1‬؛‪1 0‬ا‪0‬الل‪0٦‬ح‬
‫‪٢.‬أ ;‪ 3.11. 518‬ا‪8£‬ح) ‪٧1. 2‬ت !‪, 71‬الة‪(٢1‬لالح ‪20‬‬ ‫‪٧. 290(.‬‬
‫‪١٣٦٥‬‬ ‫الكتاب الرايع‪-‬الفصل التاسع عشر‬

‫وبمرور الزمن‪ ،‬تدهور الحال إلى درجة أدهم‪ ،‬إلى جانب الشعائر العامة‪ ،‬مارسوا الطقس‬
‫ممارسة خاصة لحز األفراد من خطاياهم‪ .‬ومن ثم نشأت المغارقة في غراسيانس بين المصالحة‬
‫العامة والمصالحة الخاصة‪٢ ١ .‬‬

‫أعتبر أن الممارسة القديمة التي يشير إليها قبريارس‪ ،‬مقدسة وومحيه ونافعة للكنيسة‪ ،‬وأود أن‬
‫أراها تستعاد اليوم‪ .‬أثا هذه التي تمارس اليوم‪ ،‬فمع أتني ال أتجاسر على أن أوقفها أو أن أنتقدها‬
‫انتقادا الذعا‪ ،‬فأرى أتها أقز ضرورة‪ .‬ولكن مهما كانت‪ ،‬فإذ وضع األيدي في طقس التوبة هو‬
‫عمل من صنع البشر‪ ،‬وليس من تأسيس الله‪ ،‬وينبغي أن يدرج في خانة الممارسات الخارجية التي‬
‫ال تزيد وال دنقعى؛ الممارسات التي ال يجوز ازدراؤها بها‪ ،‬ولكن ينبغي أن تحتز مقاائ أدنى مثا‬
‫أوصتنا به كلمة الرب‪.‬‬

‫‪ .١٥‬عمل التوبة ليس سرا‬

‫أتا الرومانيون والمدرسيون (الذين أدمنوا عادة إفساد كز شيء بتغسيرهم األعوج) فيجاهدون‬
‫متشؤقين إلى أن يجدوا هنا سرا‪ .‬وال عجب‪ ،‬فإئهم يبتغون ما يستحيل وجوده‪ .‬ولكتهم بعدما‬
‫يبذلون أقصى جهدهم يتركون األمر معتائ‪ ،‬معئذا‪ ،‬مبهائ‪ ،‬مكذرا‪ ،‬مخبوأل ومرييا‪ ،‬ومحيرا بينآرا‪۶‬‬
‫متداخلة‪ .‬لذلك يقولون‪ :‬إتا أن عمل التوبة الظاهر سر‪ ،‬وإن كان كذلك فال بذ أن يعتبر عالمة للتوبة‬
‫القلبية‪ ،‬وهي جوهر السر‪ ،‬وإتا أتهما كليهما معا سر ‪ -‬واحن ال اثنان ‪ -‬كامل في ذاته‪ .‬ولكتهم‬
‫يقولون (أيصا)‪ ،‬إذ العمل الكثارى الخارجى هووحده السر؛ والتوبة الباطنة هي جوهر السر وهي‬
‫السر‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬إذ مفغرة الخطايا هي الجوهر فقط وليست السر‪٢٢.‬‬

‫ض يتدر تعريف السر الذي أعطيناه أعاله‪ ،‬فليختبر ما يقول الرومانيون إته سر‪ ،‬مقابل تعريغنا؛‬
‫ولسوف يجد أته ليس طقسا خارجيا أسس له الرب ليوكد به إيماننا‪ .‬أتا إذا أجابوا بالقول إذ‬
‫تعريغنا ليس بقاعدة ينبغي أن تطاع‪ ،‬فليسمع أوغسطينس تن يتظاهرون بتقديس ما يقوله‪ :‬اسست‬
‫األسرار لكي تكون عالماب منظورة ألجل البشر الجسديين‪ ،‬بحيث يرتقون بواسطة سئم األسرار‬
‫من األشياء التي تميز بالعيان إلى ما تدركه العقول‪ ٢٣ .‬فماذا يشبه ذلك متا يرونه أو ما يستطيعون‬
‫إبرازه فيما يستونه سر التوبة ؟ في موضعآخر يقول [أوغسطيتس؛ ‪ :‬والسر يستى حائ سرا ألن‬

‫‪01311311,‬‬ ‫انظر‪ 1. 1037(. :‬جلع(خلجالل‪ ۶‬؛‪ 187. 1556‬نحألاليآل) عأ‪0‬ع ‪. 6. 3, 01’311311’8‬ا‪٧‬لت ‪11.‬‬ ‫‪٢١‬‬
‫‪,‬ك‪٠‬لعةالل‪0‬ط‬ ‫انظر‪ 192. 899(. :‬ط(ل‪xx11 .1٧. 3 )١4‬‬ ‫‪٢٢‬‬
‫انظر‪ )1140. 28(. :‬ااا‪1‬ل ‪8‬أأ‪0‬أأ‪€8‬اأ‪ )2‬ح؟‪٢،‬حر‪ 1(/٦‬أأ‪, 0‬جعا‪81‬ل‪٦‬جآل‪٨‬‬ ‫‪٢٣‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اش المسيحى‬ ‫‪١٣٦٦‬‬

‫شيائ واحذا يرى فيه‪ ،‬ويفهم منه شي؛آخر‪ .‬وما ترى له هيئة جسمانية؛ وما يفهم له ثمت روحىا‪٢٤‬‬
‫ومن هذا التعريف‪ ،‬ال يوجد بأي حال ما ينطبق على سر عمل التوبة (كما يخالونه)‪ ،‬حيث ال درى‬
‫هيئه جسمانية لتمثل ثمرا روحيا ‪.‬‬

‫‪ .١٦‬لماذا ال قجعل الحل من الخطايا سؤا؟‬

‫ولكي تقتتل هذه الوحوش في خليبها‪ ،‬إذ كان لبئ هنا عن سز‪ ،‬أال يجدر باألؤلى أن‬
‫يغئحر بمصداقية منح الكاهن إعالن الفغران على أتها أقرب أن تكون سرا من عمل التوبة‪ ،‬ظاهرا‬
‫كان أم باطائ؟ ألته يجوز القول بأته طقس يؤول إلى تأكيد إيماننا بمغغرة الخطايا‪ ،‬ويكمن فيه‬
‫الوعد بالمغاتيح‪ ،‬إشارة إلى استنادهم إلى القول‪ :‬اكز ائ ئرطوته غئى األرض ئكون مزبرطا ني‬

‫الشتاءا [مت ‪ ١٨: ١٨‬؛ قارن ‪ .]١٩: ١٦‬ولكن ربما اعترض البعض بالقول إذ الكثيرين مئن‬
‫حتهم الكهنة ال ينتفعون شيائ من مثل هذا الحز‪،‬؛ على الرغم من أته‪ ،‬بحسب عقيدتهم‪ ،‬ينبغي أن‬
‫تحعق أسرار الناموس الجديد ما تمثله‪ .‬غير معقول‪ .‬إتهم يفترضون أكأل مزدوجا في العشاء؛ أكأل‬
‫على نحو سري (مشتركا بالتساوى بين الصالحين وغيرهم) وأكأل على نحو روحى (مقتصرا على‬
‫الصالحين وحدهم)‪ ٢٥.‬فلماذا ال يتصورون حأل مزدوجا أيصا؟ مع هذا‪ ،‬لم أستطع حتى اآلن أن‬

‫أفهم ماذا يعنون بعقيدتهم؛ لقد شرحنا يعد االختالف عن الحئ اإللهى عندما عالجنا ذلك النقاش‬
‫على وجه التحديد‪ ٢٦ .‬هنا أريد أن أبين فقط أن التدقيق لن يعوقهم عن تسمية إعالن الصفح بواسطة‬
‫الكاهن سرا‪ .‬فإنه يمكنهم [عندئذ؛ أن يجيبوا بما ورد على فم أوغسطينس بأن التقديسى يحصل من‬
‫دون أن يكون ثئة سر منظور‪ ،‬وأن سرا منظورا يوجد من دون أن يحدث تقديس‪.‬وأينا‪ .٠‬البعض‬
‫يلبسون المسيح بحسب ما يتناولون السر؛ وخرون يلبسونه بحسب ما ينالون التقديس‪ .‬األولون‬
‫هم الصالحون وغير الصالحين على السواء‪ ،‬ألمنا األخيرون فالصالحون وحدهم‪ ٢٧ .‬من الواضح‬
‫أنهم كانوا مضتلين على نحو يفوق عقول الصبيان‪ ،‬فكانوا عنيا في وضح نور الشمس‪ ،‬وفيما‬
‫جاهدوا بكثير من المشعة‪ ،‬لم يروا شيائ واضخا وجلائ كهذا للجميع‪.‬‬

‫انظر‪ )٨> 38. 1247(. :‬ااتل‪1‬تن ‪0, $€111‬اال)‪8‬ل‪٦‬خئ‪٨‬‬ ‫‪٢٤‬‬


‫انظر‪ 1 )^!۶٤ 192. 858(. :‬ة ‪0€81٧.‬أ‪€7‬أأ‪, 8€7‬س<س‪0‬أ‬ ‫‪٢٥‬‬
‫انظر أءآله‪:‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل السابع عشر‪ ،‬الفقرة ‪.٤١‬‬ ‫‪٢٦‬‬
‫‪71٧. 475(; 08)10718 071‬ل!!‪٧. 34 )1 43. 193; )٢.‬الت ‪0, 071 80^)18771 ٧.‬اال‪81‬الجل‪٨٦‬‬ ‫‪€‬أ{)‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٢٧‬‬
‫‪. 44‬اا‪٧‬آت‪. 30; 11.‬اآت‪ [^€71)8 071)1827111881071 0/81718 1.‬ع‪2‬اك ‪ 34. 712 ٤(; 071‬لذ) ‪111. 84‬‬
‫‪ ٦١٢۶١٢٢٧. 26, 32(.‬خ ;‪ 177‬ع ‪44. 125‬‬
‫‪١٣٦٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل التاسع عشر‬

‫‪ . ١ ٧‬المعمودية هي سر التوبة‬

‫أما لكي ال نفسح لهم مجاآل لالستكبار‪ ،‬وبغض النظر عما يبنون عليه مفهومهم للسر‪ ،‬أرفض‬
‫اعتبار عمل التوبة سرا‪ .‬أؤأل‪ ،‬ألته ال يحمل في طياته وعذا خاصا من الله؛ وهو األساس الوحيد‬
‫الذي يقوم عليه كز سر‪ .‬وثانيا‪ ،‬ألن جميع الشعائر التي دقام فيه هي من صنع األنسان‪ ،‬على الرغم‬
‫من أتنا قد أثبتناآنائ أن طقوس األسرار رسمها الله وحده‪ .‬ومن ثم بات ما صئعوه حول سر للتوبة‬
‫زيغا وانتحاأل‪ .‬لقد زينوا هذا السز المصطنع بعنوائ مالئم هو قارب األنقان بعد حطام سفينة ‪ ،‬ألته‬

‫إن كان أحد قد لوث باقترافه الخطيئة رداء البراءة الذي ناله في المعمودية‪ ،‬يمكنه أن يسترده بعمل‬
‫التوبة التكفيري‪ .‬ولكتهم يجزمون بأته قول هيروذيمس‪ ٢٨.‬بغض النظر عئن جاء بهذه المقولة‪ ،‬ال‬
‫تفتغر لها صفاقتها الفاضحة‪ ،‬إن كان يقصد بها ما فسزوها به‪ .‬كما لوكانت المعمودية قد اتحت‬
‫بالخطيئة‪ ،‬وكأتها ال ينبغي أن تستعاد إلى ذاكرة الخاطئ كتما يتفكر في غفران الخطايا‪ ،‬بحيث‬

‫يستطيع باستذكارها أن يستجمع ذاته‪ ،‬ويستمن الشجاعة‪ ،‬ويوعد ثقته بأته ينال مفغرة الخطايا التي‬
‫وعد بها في معموديته! أتا ما قاله هيرونيمس — بخشونه وبعدم لياقة ‪ -‬إذ المعمودية (التي يرتن‬
‫بها تن يستحثون أن تحرمهم الكنيسة) تستعاد بواسطة التوبة‪ ،‬فليطيقها اآلن هؤالء المفسؤون‬

‫المميزون على عدم ورعهم لهم‪.‬‬

‫لذلك سوف تكون مصييا إذ تدلح المعمودية سر عمل التوبة‪ ،‬إذ قد اعطيت لقن يقصدون‬
‫التوبة بعزم‪ ،‬كوسيلة لتوطيد النعمة وحتم لتأكيدها‪ .‬فلئأل تظن أن هذا من نسج خيالنا‪ ،‬يتضح —‬
‫عالو على مطابقته لكلمات الكتاب المقدس ‪ -‬أته كان يعتم به في الكنيسة القديمة على أته مبدًا‬

‫ثابت ومولد‪ .‬فغي كتاب رسالة؛لى بطرس حول اإليمان المنسوب إلى أوغسطينس‪ ،‬يدعى هذا المبدأ‬
‫اسر األيمان والتوبةاا‪ ٢٩.‬ولكن لماذا نحتمي بكتاباب مشتبه فيها‪ ،‬كما لو كتا نحتاج إلى ما هو‬
‫[مر ‪٤:١‬؛‬ ‫أوضح متا يقوله البشير‪ :‬كان قوحتا‪ ...‬يكرز بمعمودية الئؤبه لكعغزه اتحفايا‬

‫لو‪]٣:٣‬؟‬

‫‪,‬جالل‪٢0‬جل‬ ‫انظر‪ 55. 128(. :‬ا‪8£‬ح؛‪٧. 6 )1122. 748‬اتلت‪1‬‬ ‫‪٢٨‬‬


‫‪,‬الداأة‪6٢‬‬ ‫انظر‪ ،1)1 :‬حتم‪<٠‬ك ‪8,‬أااأعجج‪1‬آل‪ 1. 746(. ٢‬ج‪٢‬ح<خكجا‪7٢‬ل ؛‪ 187. 971 £.‬لآلل) ‪11. ٦٧. 1. 3‬‬ ‫‪٢٩‬‬
‫‪ 40. 775(.‬ا(ل‪1‬ذ) ‪. 73‬تتت‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٦٨‬‬

‫(يعتمد المسح األخير بالزيت على سوء استعمال ليعقولب ه‪ ،١٥ ١٤:‬وليس دررا‪،‬‬

‫‪ . ١ ٨‬الشاهد الكتابي المزعوم للمسح األخير هرفوعس‬

‫أثا السر الزائف الثالث فهو المسح األخير‪ ،‬ويجرى بيد الكاهن فقط‪ ،‬وفي الحالة القصوى‬
‫(‪11118‬ح‪٢‬ألح ‪ —)111‬كما يقولون — بزيت يكرسه األسقف وبهذه الصيفة‪ :‬ابواسطة* هذه المسحة‬
‫المقدسة‪ ،‬ومن فرط لطف رحمته‪ ،‬ليسابخك الله بكز ما اقترفت من خطايا بالنظر أو السمع أو‬
‫الشم أو اللمس أو التذوق‪ .‬يتخيلون أة قوها هما مفقرة الخطايا وتلطيف مرض الجسم إذا تيشر‬
‫ذلك‪ ،‬وإأل فخالض النفس‪.‬‬

‫يقولون اة يعقودب أسسى لهذا بهذه الكلمات‪ :‬اتريغن اخد بيدكم؟ وليذع شيولح الكنيسة‬
‫قيطوئا غليه ونلهنوة بزيت‪ ،‬داسم الزت‪ ،‬وضآلة اليقا دة قفعي القريض‪ ،‬ؤالؤت يعيثه‪ ،‬وإذ نماة‬

‫[يع ه‪ ٣٠ .)١٥-١٤ :‬أتا هذه المسحة فهي من ذات النوع الذي وصفنا‬ ‫ون قفل‪ ،‬لحطيه دعغز له‬
‫به أعاله وضع األيدي‪ ٣١ ،‬أي من قبيل المشابهة التي بها من دون علة وبال نفع‪ ،‬يماثلون الرسل‪.‬‬

‫يخبرنا مرض بأة الرمل في بعثتهم األولى أقاموا موتى على أساس الوصية التي تلقوها من‬
‫الرب‪ ،‬كما أخرجوا شياطين‪ ،‬وطهروا يرصا‪ ،‬وشفوا مرضى‪ ،‬وفي شفاء المرضى دهنوهم بالزيت‪.‬‬
‫يقول‪ :‬ذلهثوا زدرب‪ ٠‬تزحنى نمؤيرئ وسفؤلهلم [مر ‪ . ] ١٣: ٦‬كان يعقوب يشير إلى ذلك لتا أوصى‬
‫بأن يدعى الشيوخ ليدهنوا المريخى‪.‬‬

‫أن ال سرا يكمن في عمق طقوس مثل هذه‪ ،‬فسوف يتس توا لتن يالحظون‪ ،‬بأي قدر من‬
‫الحرية مارس الرب والرسل هذه األمور الظاهرة‪ .‬فالرب‪ ،‬قبيل شفاء األعمى‪ ،‬كعل على األرض‬
‫وصنع من التراب والتغل طيتا [يو ‪ ،)٦: ٩‬و شفى البعض باللمس [مت ‪ )٢٩: ٩‬وآخرين بكلمة‬
‫[لو ‪ .]٤٢: ١٨‬وعلى المثال نفسه‪ ،‬شفى الرسل بعض األمراض بالكلمة وحدها [اع ‪٦:٣‬؛‬
‫‪ ،]١٠ -٩: ١٤‬وبعتنها باللمس [اع ه‪ ،] ١٦ ، ١٢:‬والبعض بالذهن [اع ‪.]١٢: ١٩‬‬

‫‪,‬ك‪3٢‬ةا‪00‬ط‬ ‫‪38,‬عالما‪. 2 )[\> 192. 899(; ٨٩‬اااتت ‪1٧,‬‬ ‫‪. 111.‬ادآ‬ ‫انظر‪- :‬عدكز‬ ‫‪٣٠‬‬
‫‪xxx 111; £1439) 60<£‬‬ ‫سكو ‪ .1311108 5:14-15( )1^31181‬جااا‪1‬ا‪) X1٧ (0;7 1058 .‬اااالججتآ‪1111(1 ,1٧ 8‬‬
‫‪, 4* 0)1.,‬طس‪2‬ك ‪ 1(1‬يمآل‪111110001111 .‬‬ ‫‪,‬؛ن ;(‪٠ 1. 353‬غصحجر ‪. !>01(1118011,‬ئ ;‪237‬‬ ‫‪xx٧. 8 (^77‬‬
‫‪20. 559).‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.٦‬‬ ‫‪٣١‬‬
‫‪١٣٦٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫وفي األغلب‪ ،‬لم يستعمل المسح بالزيت مع تلك الوسائل األخرى بال تمييز‪ .‬إتني اقر بهذا‪:‬‬

‫إته لم يكن أدا؛ للشفاء‪ ،‬بل مجرد رمز يعي به غير المتعئمين شيائ عن مصدر قوه هذا قدرها‪ ،‬بحيث‬

‫ال يرجعون فضلها للتالميذ‪ .‬ومن الشائع المألوف أة الزيت يرمز إلى الروح القدس ومواهبه‬

‫[مز ‪.]٧٠٠٤٥‬‬

‫أتا عطية الشفاء‪ ،‬كسائر المعجزات التي شاء الرب أن يسفرها ألجل موقت‪ ،‬فقد زالت كيما‬
‫تصير الكرازة الجديدة باألنجيل شيائ عجيبا دائائ‪ .‬لذلك حتى إن سئمنا كلائ بأة الدهن بالزيت‬

‫كان سرا يفصح عن تلك القوى التي كانت تمنح عندئذ على أيدي الرسل‪ ،‬فال صلة له اآلن بنا نحن‬
‫الذين لم نكتف إجراء قؤات كهذه‪.‬‬

‫‪ .١٩‬المتخ األخيرليس سرا‬

‫وما هو الدافع األقوى الذي بسببه يجعلون من هذا الذهن — من بين كز الرموز الواردة لنا‬

‫في الكتاب المقدس — سرا؟ لماذا ال يعينون دركه ما‪ ،‬بركه سلوام [يو ‪ ]٧:٩‬التي يمكن لبعض‬
‫المرضى أن يغطسوا فيها؟ يقولون‪ :‬يمسي فعل ذلك بال جدوى‪ .‬قطعا لن تقز جدارة عن جدوى‬

‫الدهن بالزيت‪ .‬لماذا ال يفردون أجسامهم على جثامين الموتى مثلما وقع بولس على شات ميت‬
‫[أفتيخوس] فأقامه من الموت [اع ‪] ١ ٠ : ٢ ٠‬؟ ولماذا ال يحقل الطين من القفل والتراب سرا مقدسا؟‬
‫يجيبون‪ :‬تلك أمثلة فردية‪ ،‬أتا هذا (الذهن بالزيت) فبًامر وارد في سفر يعقوب‪ .‬أي أة يعقوب تكتم‬

‫لذلك العصر الذي تمتعت فيه الكنيسة بعد ببركه كهذه من عند الله‪ .‬إتهم في الواقع يجزمون بأن‬

‫القوة ذاتها كانت ال تزال تكمن في ذهنهم‪ ،‬ولكن خبزتنا تختلف‪ .‬فليمتنع الجميع من التعجب من‬

‫جسارتهم الجسيمة التي يهزأون بها من النفوس التي يعلمون أتها عمي وبال حس‪ ،‬عندما تفتقد‬
‫إلى كلمة الله التي هي نور وحياة؛ فإنهم ال يستحون من أن يخدعوا حواس الجسد الحية والنابضة‪.‬‬
‫ومن ثم يصيرون مهزأة عندما يتفاخرون بأتهم موسحون بموهبة الشفاء‪ .‬إة الرت حاذ حعا وسط‬

‫شعبه في كز زمان؛ وهو يشفي ضعفاتهم كتما كانت الحاجة‪ ،‬ليس أقز متا كانت عليه الحال في‬

‫قديم الزمان؛ ومع هذا فإته ال يظهر هذه القوى العلنية وال يوزع المعجزات بأيدي الرسل‪ .‬فلقد‬

‫كانت هذه موهبة موقتة‪ ،‬وزالت سريعا جزئيا بسبب نكران البشر‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٧.‬‬

‫‪ .٢٠‬ال يحمل الدهن تغويشا إلهي وال وعذا‬

‫لذلك‪ ،‬كما شهد الرسل جهارا باستخدام الزيت أن هبة الشفاء المخذلة لهم لم تكن من عندهم‬
‫وال من قزتهم هم‪ ،‬بل قوة الروح القدس؛ فهكذا من جاب‪٢‬خر‪ ،‬يخطئ في حق الروح القدس قن‬
‫يمنحون قؤته لزيت عفن وال مفعول له‪ .‬أي كما لوكان أحدهم قد قال إذ كز زيت هوقؤة الروح‬
‫القدس ألثه هكذا سئي في الكتاب المقدس؛ وإذ كز حمامة هي الروح القدس‪ ،‬ألده ظهر بتلك‬
‫الهيئة [مت ‪١٦:٣‬؛يو‪.]٣٢:١‬بل دعهم يتأثلون هذه األمور‪ .‬أتا بالنسبة إلينا نحن‪ ،‬فيكفينا حالائ‬
‫بأن مسحة الزيت ليست سرا‪ ،‬ألثها ليست طقائ أسس له الله‪ ،‬كما ال‬ ‫أن نقر ‪ -‬كما بأمر مؤكد‬
‫تحمل في طغاتها وعذا‪ .‬في الحق أئنا عندما تجمز على هذين الشيقين في السر‪-‬أي تأسيسه من لدن‬
‫الله‪ ،‬وحيازته وعذا إلهائ — فإئنا نطالب في الوقت نفسه بأن يسئم الطقس لنا‪ ،‬وأن يعطى الوعد لنا‪.‬‬
‫فال يجادل أحد اليوم بأن الختان سز من أسرار الكنيسة المسيحية‪ ،‬على الرغم من أثه (أؤأل) كان‬
‫مرسوائ له من الله‪ ،‬و(ثاذائ) حمل وعذا مرفعا به‪ .‬فإثنا لم نوص به ولم ئعط وعذه على الشرط نفسه‪.‬‬
‫فأن لم يعط لنا الوعد الذي يدعون بغيرة متقدة أن المسحة األخيرة تحمله‪ ،‬لقد برهتا عليه بوضوح‪،‬‬
‫وهم أنفسهم بوصحون ذلك عملائ‪ .‬فكان ينبغي حتائ أن ذلك الطقس ال يمارس إأل بواسطة من‬
‫وسحوا بهبة الشفاء‪ ،‬ال بواسطة هؤالء الجزارين المتمرسين بالقتل والتقطيع إردا إربا أكثر مائ هم‬
‫قادرون على الشفاء‪.‬‬

‫**‬
‫تأسيس يعقوب‬ ‫‪ .٢١‬اليقبع البابوقون اكلمات*‬

‫ولكن‪ ،‬حتى إذ فازوا بمنطقهم بأن ما وصف به يعقوب بشأن المشح ينطبق على هذا‬
‫العصر‪ ،‬على الرغم من أتهم يبعدون كز البعد عن الفوز‪ ،‬فإتهم حتى بذلك ال يستطيعون أن‬
‫يحرزوا تقذائ إذا حاولوا أن يبرهنوا على صحة مشحهم الذي لئخونا به إلى اآلن‪ .‬إذ يعقوب‬
‫يريد أن ينتح جميع المرضى [يع ه‪]١٤:‬؛ وأتا هؤالء الزمالء األفاضل فال يلكخون بشحمهم‬
‫المرضى‪ ،‬بل جثامين أنصاف الموتى الذين استهوئا لفظ أنفاسهم األخيرة أو (كما يقولون) في‬
‫النهاية القصوىأ‪ ٠‬إذ ؤجد في سزهم دواء قوي المفعول يخعف به ألم األمراض‪ ،‬أو على األقل‬
‫يأتي ببعض الراحة للنفس‪ ،‬ين القسوة أثهم ال يشفون المريض في حينه‪ .‬يوصي يعقوب بأن‬
‫لكاهني صغير فقط أن يكون‬
‫ن‬ ‫الرجال *‬
‫فيسمحون‬ ‫‪٠‬‬ ‫شيوخ الكنيسة؛ أتا هؤالء‬
‫‪ ٠٠‬ح‬ ‫يدهن المريض بواسطة‬
‫الداهن‪ .‬ومن أسخف ما يمكن تصؤره أثهم يفشرون الشيوخ في نطل يعقوب ‪.‬د اكهنة ‪.‬‬
‫‪١٣٧١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل التاسع عشر‬

‫ويتصورون أن صيفة الجمع هي لمجرد الزينة‪ ،‬كما لو كانت الكنيسة في ذلك العصر [أي في‬
‫عصر يعقوب؛ تعخ بمقذمي الذبائح بحيث يمكنهم أن يسيروا في موكب طويل حاملين زيغا‬
‫مقدسا على حفالة [مثل التي لحمل عليها األصنام؛‪ .‬أما يعقوب فعندما يوصي ببساطة أن يدهن‬
‫المرضى بالزيت‪ ،‬فهذا ال يعني بحسب ما يستوعبه ذهني شيائ سوى المشح بالزيت العادي‪ ،‬فال‬
‫ينكر غيره في رواية مرقس [مر‪( ٠]١٣:٦‬ولكن) هؤالء الرجال ال يتنازلون إلى حيث يستعمل أي‬
‫زيح‪ ،‬عدا الذيا يكربده أسقف‪ً ،‬اتب المدائً بالقس اكستفيض‪ ،‬والئقمقم فوقه بتعزيمات طويلة‪،‬‬
‫والمركوع أمامه لتحيته تسع مرات على هذا النحو‪ :‬ثالائ ‪.‬د السالم عليب يا مريم ‪ ،‬وثالائ ب‬
‫السالم عليلك أتها الميرون المقنص ‪ ،‬وثالائ ‪٠‬د السالم غليك أيها البلسم المقذس‪ ٣٢ .‬من أين‬
‫جاءوا بهذه التعويذات؟ يقول يعقوب إذ المريض‪ ،‬بعد أن يمشح بالزيت ودصئى عليه‪ ،‬إن كان‬
‫قد أخطأ ئغغر له [يع ه‪-١٤:‬ه‪١‬؛‪ ،‬أي إذا اتحى ذنبه دعفى من العقوبة‪ ،‬ليس أن خطاياه يمحوها‬
‫الشحم‪ ،‬بل أن صلوات المؤمنين التي يربى بها لله األخ المتألم لن تضيع سدى‪ .‬هؤالء يكذبون‬
‫كذتا فادحا بأن الخطايا ئغغر بواسطة بشحتهم المقدسة ‪ ،‬تلك المسحة الملعونة‪ .‬انظروا كم‬
‫يكون قدر ربحهم عندما تسمح لهم بحرتة بإساءة استعمال شهادة يعقوب طبعا لهواهم! وحتى‬
‫ال نسترسل في البرهان على ذلك‪ ،‬تخفف سجآلتهم المدونة عائ من هذه الصعوبة؛ ألتها تخبرنا‬
‫بأن البابا إنوقنطيوس الذي تراس على روما في زمن أوغسطينس‪ ،‬أسس مزاولة أن ال يستخدم‬
‫الشيوغ فقط بل جميع المسيحيين الزيك للمسح عندما تقتضي حاجتهم أو حاجة نويهم ذلك‪.‬‬
‫يسرد ذلك سيغبرت دي جمبلو في كتابه األخبار‪٣٣.‬‬

‫(السر المزعوم للكهنوت تعقده الرتب السبع لإلكليرس وهنا ئققد طقوس تأسيسها ووظائفها‪،‬‬
‫‪)٣٣—٢٢‬‬

‫‪ .٢٢‬سؤواحد‪،‬أمسبعة؟‬

‫تتولد منه سبعة أسرار مصعرة‪٣٤ .‬‬


‫ومتا يبعث على السخرية أنهم يعتقدون بسبعة أسرار‪ ،‬أتا عندما يشرعون في إحصائها يحسبون‬

‫‪110001111,‬‬ ‫انظر‪٧.8 )1120. 559( :‬تل‬ ‫‪٣٢‬‬


‫‪ ))1.1112(,‬ت‪1‬ا‪0‬ا‪0016‬لج ؛‪011 0‬أل‪0‬ج‪81‬‬ ‫انظر‪(008 ٧1. 305(, 11000111 1, :‬ل‪ $011‬آلل)س‬ ‫‪٣٣‬‬
‫‪ 20.560(.‬ا(ل‪4‬الل) ‪٧. 8‬تت‬
‫يعدد لومبارد الرتب التالية‪ :‬حراس األبواب‪ ،‬القراء‪ ،‬طاردو األرواح الشريرة‪ ،‬القندلفت‪ ،‬مساعدو الشماسة‪ ،‬الشماسة‪،‬‬ ‫‪٣٤‬‬
‫‪10111611,‬‬ ‫الشيوخ (كهنة)‪ .‬انظر‪¥. 3 -12 )1192. 900-905(. :‬اتت ‪!٧.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٧٢‬‬

‫ثالثة عشر سرا‪ .‬ثم إته ال يمكنهم أن يفترضوا أن هذه [السبعة األخيرة؛ تكرن سرا واحذا‪ ،‬ألتها‬

‫لكز منها‪ ،‬ويقولون إذ لها أفضاأل يتميز بها كز منها‪ ،‬فال يمكن ألحد أن يشك في أته ينبغي أن‬
‫ردعى سبعة أسرار؛ هذا إن قبلنا آراء هؤالء الرجال‪ .‬ولماذا نجادل في أمر مشكوب‪ ٠‬فيه عندما‬

‫لكئنا سنتعرفى على نحو عابر لمسألة العدد‪ ،‬ولقدر السخافائت التي تثير االشمئزاز يقذفون‬
‫بها صوبنا عندما يحذثوننا عن مراتبهم كأتها أسرار‪ .‬وثانيا‪ ،‬سوف نرى هل يجوز أن يسقى سرا‬
‫الطقس الذي تستعمله الكنائس لرسامة الخدام‪.‬‬

‫إدا يشيدون سبع رتب أو درجات كنسية ويسقونها أسرارا هذه هي‪ :‬حراس أبواب‪،‬‬
‫قراء‪ ،‬طاردو أرواح شريرة‪ ،‬معاونون (حاملو شموع)‪ ،‬مساعدو شمامسة‪ ،‬شمامسة‪ ،‬كهنة‪ .‬حتى‬
‫ليقولون إتها سبع لثطابق الهبة السباعية للروح القدس‪ ،‬والتي ينبغي أن يوسح بها من يرتقون إلى‬
‫هذه الوظائف‪ .‬وإذ هذه الهبة تزداد فيهم بغزارة تراكمية مع ترقيهم من رتبة إلى رتبة‪٣٥ .‬‬

‫أائ العدد نفسه فقد تكرس بتغسير أعوج للكتاب المقذس‪ ،‬ألتهم يعتقدون أتهم قرأوا في سفر‬
‫إشعياء عن السبع قؤات للروح القدس‪ ،‬فيما يشير إشعياء فعال إلى سدش [اش ‪٢ : ١١‬؛؛ ولم يشًا النبتي‬
‫أن يحصرها جميعا في ذلك الموضع‪ ،‬إذ يدعى في مكاؤآخر روح الحياة [حز ‪٢ ٠ : ١‬؛‪ ،‬و روح‬
‫القداسة [رو ‪ ٤ : ١‬؛‪ ،‬و روح التبتي [رو ‪ : ٨‬ه ‪ ١‬؛؛ فيما يدعى هنالك (في إشعياء) روح الحكمة‪،‬‬
‫والفهم‪ ،‬وروح المشورة‪ ،‬والقوة‪ ،‬وروح المعرفة‪ ،‬ومخافة الرب‪.‬‬

‫ولكذآخرين من ذوي الفطنة ال يصنعون سبع رتب بل تسائ ليشابه — كما يقولون‪ -‬الكنيسة‬
‫الظافرة‪ .‬وثئة خالف بينهم‪ ،‬ألن البعض يريدون أن يحسبوا رتبة حلي جزء ض شعر الراهب األولى‬
‫قبل الكز‪ ،‬ورتبة األسقفية األخيرة بعد الباقيات؛ وآخرون‪ ،‬إذ يستبعدون حلق الشعر‪ ،‬يضيفون‬
‫رائسة األسقفية إلى الرتب‪ .‬ويقسمها إسيدورس بطريقه مختلفة‪ :‬فيميز بين مرثلي المزامير والقراء‪،‬‬

‫إذ يعطي مرثلي المزامير مسؤولية الترنيم؛ والقراء مسؤولية قراءة السفر المقدس لتهذيب الشعب؛‬
‫ويراغى هذا التمييز في القوانين الكنسية‪.‬‬

‫وفي وسط هذا التنوع واالختالف‪ ،‬ماذا يريدوننا أن نتبع؟ وماذا نترك؟ أنقول إذ هنالك سبع‬
‫مراتب؟ هكذا يعلم سيد المدارس [لومبارد؛‪ ،‬أما المعلمون األسمى استنارة فيقولون بغير ذلك؛‬

‫المصدر السابق‬ ‫‪٣٥‬‬


‫‪١٣٧٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل التاسع عشر‬

‫ولكئ هؤالء يختلفون فيما بينهم‪ .‬أضف إلى ذلك أن القوانين الكنسية المقنسة تأخذنا في ادجاه‬
‫آخر‪ ٣٦.‬هكذا يتفق البشر عندما يجادلون في األمور اإللهية بمعزني عن كلمة الله!‬

‫‪ .٢٣‬البنأة الس‪-‬يح احتقكز المراتب اشبع‬

‫ولكتها حماقة تتجاوز كز حماقة ألهم يجعلون المسيح رفيعا لهم في كز مرتبة‪ .‬يقولون‪:‬‬
‫إته مأل أؤأل وظيفة حارس الباب عندما طرد الباعة والمشترين في الهيكل بسو؛ مفتوني من حبال‬
‫[يو ‪ : ٢‬ه ‪ ١‬؛ مت ‪ ١٢ : ٢١‬مدمخن]‪ .‬وهو يقول إته حارس باب عندما يعلن أنا* هو الباب [يو‬
‫‪ . ]٧ : ١٠‬وابخن وظيفة القارئ عندما قرأ من سفر إشعياء في المجمع [لو ‪ . ] ١٧ : ٤‬واعتلى وظيفة‬
‫طارد األرواح عندما لمس اددي األصلم األعقد وبز لسانه ‪.‬شابه [مر ‪ .]٣٣-٣٢ :٧‬وأثبت أته‬
‫حامل نور بقوله مى يتتعني واذ تمشي في الظلمة [يو ‪ . ] ١٢ : ٨‬وأذى وظيفة مساعد شائس‬
‫عندما اتزر بمنشفة وغشق أرجل التالميذ [يو ‪-٤ :١٣‬ه]‪ .‬وقام بدور الشماس لما وزع الخبز‬
‫والكأس في العشاء [مت ‪ .]٢٦:٢٦‬وحثق وظيفة الكاهن عندما قذم نفسه ذبيحة لآلب على‬
‫الصليب [مت ‪ ٠:٢٧‬ه؛ اف ه‪ . ] ٢:‬ال يمكن سماع هذه األشياء من دون أن تثير الضحك؛‬
‫فيدهشني أتها دونت [في القوانين الكنسية] من دون الضحك‪ ،‬هذا إذا كان ئن دونها‪ ،‬مع‬
‫ذلك‪ ،‬بشرا‪ .‬ولكئ تحذلعهم يسترعي االلتفات حعا عندما يتفلسفون حول لقب مساعد الكاهن‬
‫(ع ا‪0‬ءآل)‪ ،‬فيجعلون المسيح حامل الشمعدان‪ ٣٧،‬كلمة سحرية حعا (في افتراضي)‪ ،‬من الموكد‬
‫أته غير مسموع بها في كز األمم واللفات؛ إذ لفظة ;)‪00‬را‪0‬سة اليونانية تعني اا‪١‬لخادم المتزتف‬
‫الخنوع ‪ .‬أثا أنا فلن أصرف الوقت لنقض هذه اآلراء‪ ،‬ألتني إن فعلت ذلك فسوف يسحر متي‬
‫عن حق؛ إئها لسخافات تافهة!‬

‫‪ .٢٤‬حاملوالرتب الدنيا ال يمارسون وظائفهم أبذا‬

‫لكي ال يخدعوا حتى مجرد النساء‪ ،‬ال بذ ‪ -‬في هذه المناسبة — أن يكسف غرورهم‪ .‬يخلقون‬
‫قزاءهم ومرثلي المزامير وحراس األبواب وحاملي الشموع في جؤ من مظاهر الفخامة والهيبة‪،‬‬

‫‪ 1111.‬كحأ‪0‬آل‪82. 290(, ٩‬دا)اات‪0)٥. 636(,٧11.‬ا‪1‬ا‪٧‬ج‪8‬؛‪1)0 60‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٣٦‬‬

‫‪.‬اتآ‬ ‫;‪ 187. 116‬ا(ل‪1 )١1‬‬ ‫ج‪٢‬جةكجا‪;٢‬ل‬ ‫‪)* 1,‬ا‪53‬االلم‪1. 67(; 1‬‬ ‫‪٧. 1‬اتل‪1٧.‬‬ ‫ط(ل]ي‪١‬ل)‬ ‫‪192. 900(; 61311311,‬‬
‫‪ 1.‬ده‪1٢‬‬ ‫‪1.‬افآل‬ ‫;‪ 187. 136‬ط‪. )1‬؛ ‪18‬‬ ‫ج‪٢‬جأل‪)1‬جا‪٢٢‬‬ ‫‪.(.‬؛ ‪1. 84‬‬
‫‪٢)1,‬ة<س‪0‬ا‬ ‫‪٧.‬الت ‪!٧.‬‬ ‫‪3- 9‬‬ ‫‪192. 900-904(.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٣٧‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين المسيحى‬ ‫‪١٣٧٤‬‬

‫ليقوموا بتلك الخدمات التي يعينون لها صبياتا‪ ،‬أو على األقل‪ ،‬عددا متن يستونهم ءلماذيين‪.‬اا‬
‫ألته — في الغالب ‪ -‬مرع‪ ،‬سوف يشعل الشموع أو يسكب الخمر والماء من إناء‪ ،‬سوى ولد أو‬
‫علمانى تعيس يربح من ذلك لقمة العيش؟ أال يرثل أيغما هؤالء الرجال أنفسهم؟ أال يفتح ويغلق‬
‫هؤالء الرجال أنفسهم أبواب الكنيسة؟ فمن رأى حامل شموع أو حارس أبواب يقوم فعال بعمله‬
‫في الكنائس؟ في الواقع‪ ،‬عندما يؤخذ صبي كان يحمل شموعا ليعين حامل شموع رسميا‪ ،‬يتوقف‬
‫عن ممارسة ما يستى به؛ ومن ثم يبدو أتهم يقصدون عمدا أن يطيحوا الوظيفة ذاتها عندما يخلع‬
‫على أصحابها اللقب‪ .‬أترى بتا يتمسكون بالحاجة إلى التكريس بواسطة أسرار ولحلول الروح‬
‫القدس؟ لكي ال يفعلوا شيائ فقط!‬

‫إذا اذعى [معارضونا؛ أة هؤالء يهملون واجباتهم ويتغافلون عنها بسبب فساد األزمنة‪ ،‬دعهم‬
‫يعترفون في الوقت نفسه أة مراتبهم المقدسة أصبحت اليوم عديمة االستعمال أوالنفع في الكنيسة‪،‬‬
‫وأة كنيستهم برتتها ممتلئة بالحرمان [أناثيما؛‪ ،‬إذ تسمح بأن يلمس الشموع وانية القداس صثيه‬
‫وأشخاص مدتسون متن ال يستحثون أن يقتربوا منها ما لم يكونوا مكرسين كحاملي شموع‪ ،‬وإذ‬
‫تترك اإلنشاد لألوالد فيما ينبغي أن يسمع من شفا؛ مكرسة فقط‪.‬‬

‫ولكن ألي غرض يكرسون طاردي األرواح؟ أسمع أته كان لليهود ئغرموهم‪ ،‬ولكتني أرى‬
‫أة هؤالء كانوا يستون بأسماء التعاويذ التي مارسوها [اع ‪١٣: ١٩‬؛‪ .‬من سمع إطالقا أة هؤالء‬
‫المعرمين الدجالين أخرجوا روحا ولو مزة واحدة؟ يسود اإلدعاء أة لهم قوة وضع األيدي على‬
‫المجانين‪ ،‬وطالبي االنضمام إلى الكنيسة‪ ،‬وذوي األرواح الذجسة‪ ٣٨،‬أتا هم فال يستطيعون أن‬
‫يقنعوا الشياطين بأئهم يمتلكون تلك القوة‪ ،‬ليس ألن الشياطين ال تخضع ألوامرهم فقط‪ ،‬بل ألئها‬
‫تعطي أواهرها للعرامين أنفسهم! فإتك بالكن تستطيع أن تجد بينهم واحذا من عشرة ال يسيطر‬
‫عليه روخ شرير‪ .‬وهكذا ما كز هذا الحديث السائب عن مراتبهم الحقيرة إآل أكاذيب جاهلة‬
‫وبغيضة مرقعة مائ ليستى نطاتا‪ .‬تحدثنا قبأل عن حاملي الشموع (مساعدي الكهنة) القدامى‪،‬‬
‫وحراس الكنائس والقراء لتا شرحنا نظام الكنيسة‪ ٣٩.‬وهدفنا هنا ال يتجاوز اعتراضنا على هذه‬
‫البدعة المستحدثة‪ ،‬بدعة السر الشباعي المراتب في التنظيم الكنسى الذي ال نقرأ عنه إطالقا في أي‬
‫مكاآل اخر‪ ،‬سوى بين مدافعي القضايا الحقيرة‪ ،‬واألكاديميين السوربونيين والمشرعين الكنسيين‪.‬‬

‫‪,‬ال‪3‬اخة‪6٢‬‬ ‫انظر‪ 1. 90(. :‬ج‪0)11(0٢‬ا‪ ٢٢‬؛‪. )11 187. 116‬الل ‪1.‬‬ ‫‪٣٨‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الرابع‪ ،‬الفقرة ‪.٩‬‬ ‫‪٣٩‬‬
‫‪١٣٧٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫ه ‪ . ٢‬طقوس التكريس‪ ،‬وخصوصا حالقة اشر‬

‫دعونا اآلن ننظر إلى الطقوس التي يستعملونها‪ .‬بدايه‪ ،‬إئهم ينخلون جميع ض يجتدونهم‬
‫في نظام اإلكليروس برمز مشترك‪ .‬فيحلقون الشعر من أعلى رؤوسهم بحيث يدل تاج الرأس‬
‫على الكرامة الملوكية‪ ،‬إذ يعترض أن اإلكليريكيين ملوك يحكمون أنفسهم واآلخرين‪ .‬ألن‬
‫بطرس يتحدث عنهم هكذا‪ :‬ؤأائ آرتم وجمك نحتار‪ ،‬زكهثوت ملوكئ‪ ،‬ائه نثدسه‪ ،‬سغب‬
‫اققا؛أ [ ‪٠١‬ط ‪ ٠]٩:٢‬ولكته انتهانمنهم أن يتخذوا ألنفسهم وحدهم مااعبي للكنيسة كتها‪،‬‬

‫وأن يتفاخروا باستعال؛ باللقب الذي خطفوه من المؤمنين‪ .‬يتحذث بطرس عن الكنيسة بجملتها؛‬
‫وهؤالء يعوجون الحديث ليخطل رجاأل قليلين حليقي السعر‪ ،‬كما لو كان لهم وحدهم قد قيل‬
‫اكونوا قذيسين [ ‪٠ ١‬ط ‪ : ١‬ه ‪ ١٦-١‬؛ ال ‪٧: ٢٠‬؛ قارن ال ‪)٢ : ١٩‬؛ كما لو كانوا وحدهم اشتروا‬
‫بدم المسيح [ ‪ ١‬بط ‪١٩-١٨:١‬؛؛ كما لوكانوا وحدهم شكلوا مملكه وكهنودا لله بواسطة المسيح‬

‫[ ‪. ١‬ط ‪ : ٢‬ه‪ !]٩ ،‬ثم إتهم يعطون أسبايا أخرى‪ :‬دفنى قته الرأس لكي سن عقولهم محررة للرب‪،‬‬
‫وهكذا بوجه مكشوف [ ‪٢‬كو ‪ ١٨:٣‬ع للتأتل في مجد الرب‪ ٤٠ ،‬أو لكي يتعتموا أته يجب أن‬
‫تبتر زألت الغم والعين‪ .‬أوأة حلق الشعر هو هجر األمور الدنيوية الزمنية؛ أما الشعر المتبثي حول‬
‫تاج الرأس فهو ما تبعى من الخيرات المحتفظ بها إلعالتهم‪ .‬كز شيء في رموز‪ ،‬ألته من الواضح‬
‫دقق بعد [مت ‪ ١:٢٧‬ه]‪ .‬وباقتناعهم إدا‪ ،‬أدهم قد أذوا واجباتهم بتمقر‬
‫**‬ ‫*‬
‫الهيكل لم‬ ‫أن احجاب*‬
‫ألئهم رمزوا إلى تلك األمور بتيجان رؤوسهم‪ ،‬ال يقومون فعأل بعمل أفي منها‪ .‬حتى متى يهزأون بنا‬
‫باحتيال وخداع مثل هذا؟ بحالقة البعض من شعور الرؤوس يدد اإلكليريكتون على أئهم طرحوا‬
‫عنهم وفرة األطايب الزمنية كي يتأثلوا مجد الله‪ ،‬وأئهم أماتوا شهوات االذان والعيون‪ .‬ولكن هل‬
‫توجد طبقة من البشر أكثر جشائ‪ ،‬وأكثر غباة‪ ،‬وأكثر انغماسا في الشهوات؟ لماذا ال يدون القداسة‬
‫بدأل من التظاهر الخارجى بها بعالمات زائغة وكاذبة؟‬

‫‪ .٢٦‬أن يوجهوا النظرإلى بولس والمئذورين‪ ،‬أمز خارج عن الموضوع‬

‫عندما يقولون إذ أصل التاج االكليريكي وعأته يعودان إلى المنذورين [انظر عد ‪٢٦-١ : ٦‬؛‪،‬‬
‫ماذا ينعون عدا أن أسرارهم نشأت من طقوس يهودية‪ ،‬أوباألحرى هي يهودية محضة؟ أائ عندما‬
‫يضيفون أن بريسكال وأكيال وبولس قطعوا عهنا وحلقوا رؤوسهم كي يتطهروا [اع ‪١٨: ١٨‬؛‪،‬‬

‫‪,‬ا[ةاأة‪٠‬ل‪6‬‬ ‫‪ 1. 678(:‬ج‪)11(0٢‬جاج‪ 187. 884: 1‬ط(ل‪11. ^11. 1.7 )١4‬‬ ‫‪,‬س(س‪0‬ا‬ ‫‪1٧.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٤٠‬‬

‫‪٧.2 )^1192. 901(.‬اتت‬


‫جون كالقن‪ :‬أسس اش المسيحى‬ ‫‪١٣٧٦‬‬

‫فإتهم يكشفون عن جهل مبين‪ ٤١ .‬ألته لم يسجل عن بريسكال(أتها حلقت فعررأسها)‪ ،‬وليس‬
‫الحال مؤتمنا مع أكيال أيائ‪ ،‬ألن الحالقة المنكورة يمكنها أن تثير إلى بولس يقدر ما تشير إلى‬
‫أكيال‪ .‬وكي ال نتركهم لهوى اذعائهم ‪ -‬أن لهم مثاأل في بولس ‪ -‬يلزم أن يالحظ القارئ العادي‬
‫أن بولس لم يحلق رأسه إطالقا بهدف التقديس‪ ،‬بل لخدمة إخوته األكثر ضعائ فقط‪ .‬لقد اعتدث‬
‫أن أسئي هذه النذور نذور المحبة‪ ،‬ال نذور التقوى؛ أي أتها ال تؤخذ ألي نوع من عبادة الله‪،‬‬
‫بل للتعامل فقط باللطف مع جهل الضعفاء‪ ،‬مثلما يقول هو لليهود إته أصبح يهودائ‪ ،‬إلخ [ ‪ ١‬كو‬
‫‪ .]٢ ٠ :٩‬لذلك فعل هذا مزة واحدة‪ ،‬وبالتأكيد لزمب قصير‪ ،‬ليكيف ذاته مؤق لليهود‪ .‬فعندما‬
‫يحاول هؤالء أن يقتدوا تطهيرات المنذورين تقلينا أعمى وبال معنى‪ ،‬ماذا يفعلون سوى إنشاء‬
‫يهودية أخرى فيما هم يتصئعون محاكاة اليهودية القديمة [عد ‪ ١٨: ٦‬؛ قارن ‪٦‬حه]؟‬

‫وبالحذلقة الدينية نفسها تأنفت تلك الرسالة اإلفتائية تقلينا للرسول‪ ،‬والتي تحزم على‬
‫اإلكليريكيين أن يطلقوا شعورهم‪ ،‬بل تفرض عليهم أن يحلقوا (رؤوسهم) كالكرة‪ ٤٢.‬فهذا كما لو‬
‫كان الرسول بتعليمه ما يليق بجميع الرجال‪ ،‬قد بات مهتائ بحلق شعر رؤوس اإلكليروس بحيث‬
‫دشابه الكرة! ليحكئ) قزائي من هذا‪ :‬ما هي قيمة تلك األسرار األخرى؟ وما أثر قوتها تلك التي‬
‫تلي‪ ،‬والتي لها بدايات كهذه؟‬

‫‪ .٢٧‬التفدير التار^تيلحلق الشعر‬

‫فحثي من [كتابات؛ أوغسطيئس وحده‪ ،‬يمكننا أن نتعزف أصل حالقة جزء من شعر الرأس‬
‫على نحو وافر الوضوح‪ .‬فلقا كان الرجال المخقون فقط‪ ،‬في تلك الحقبة‪ ،‬وخرون مئن نزعوا‬
‫إلى اتخاذ مظهر أنثوي متأنق رشيق‪ ،‬هم من يرتون شعور رؤوسهم‪ ،‬لم يبذ مالئائ أن يقتفي‬
‫األكليروس مثالهم‪ .‬لذلك أمر رجال الكهنوت بأن يجتر أويحلق كز فعر الرأس‪ ،‬كي ال تبدومنهم‬
‫أي مظاهر التزين المخنث‪ .‬شاع ذلك بحيث إذ بعض الرهبان أطلقوا شعور رؤوسهم‪ ،‬كي تبدو‬
‫فيما بعد‪ ،‬عندما أصبح‬ ‫منهم قداسة أعظم تتجنى في زي محتشم يتميز عن ألبسة سائر الرجال‪.‬‬
‫طول الشعر مطابعا للطراز الحديث مزة أخرى‪ ،‬وقبلت المسيحية بعض البالد التي كانت شعور‬
‫رؤوس رجالها دائائ طويلة‪ ،‬مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا؛ من األغلب أن اإلكليريكيين في كز‬

‫انظر المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪٤١‬‬


‫‪,‬الةاخة‪6٢‬‬ ‫انظر‪ 1. 85(. :‬خالجوأ‪)1‬جا‪7٢‬ل ؛‪. 21 )11 187. 137‬اافآل ‪1.‬‬ ‫‪٤٢‬‬
‫‪, 0711116‬جاال‪8٤‬عآغال‪٨‬‬ ‫‪. 41‬اااللل‪. 39-‬التل ‪1)$‬أ‪0 1‬‬
‫ا ‪[±‬ا‬ ‫انظر‪٤٢٠111. 522- :‬؛‪40. 578. 581‬‬ ‫‪٤٣‬‬
‫‪ 32. 639(.‬ط!) الل‪ ^17)10110718 11.‬؛(‪524‬‬
‫‪١٣٧٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫مكان حلقوا رؤوسهم كي ال يظهروا أئهم يتأتقون بشعورهم‪ .‬وأخيزا‪ ،‬بانتشار عصر ازدياد الفساد‬
‫غؤجت فيه كز العادات السالغة أو تدهورت إلى خرافات‪ ،‬لجأوا إلى نوع من الغموض الذي‬
‫أقحموه علينا كي نصادق على سرهم‪ ،‬ألئهم لم يروا علة تبرر حلق الرأس (دلم يستبقواآنذاك من‬
‫تلك العادة سوى تقليل غبى على أي حال)‪.‬‬

‫يتسلم الحراس مفاتيح باب الكنيسة عند تكريسهم‪ ،‬وبذا يدركون أن حراستها قد اكمنت‬
‫إليهم‪ .‬ويتسلم القراء الكتاب المقدس‪ .‬والمعرمون يتسلمون صيغ التعويذ لالستعمال على المجانين‬
‫وطالبي المعمودية‪ .‬كما يتسلم حاملو الشموع الشمعدان وإناء القداس‪ .‬هذه إدا هي الطقوس التي‬
‫(ما شاء الله) تكمن فيها قوة خفية هائلة‪ ،‬بحيث ال تبقى مجرد عالمات ورموز‪ ،‬بل مسيات أيصا‬
‫للنعمة غير المنظورة‪ .‬فهم يفترضون ذلك طبثا لتعريفهم عندما يريدون أن يحسبوها أسرارا‪.‬‬

‫وحتى أختتم بإيجاز‪ ،‬أستيها سخافاب أن يجعل المدرسيون والمشرعون الكنسيون من هذه‬
‫المراتب الصغيرة أسرارا‪ ،‬فيما كانت هذه — باعتراف من يعثمون بها — غير معروفة للكنيسة األولى‬
‫بل اخئرعت بعدها بسنوات طوال‪ .‬أثا حيث تتضئن األسرار وعودا إلهية‪ ،‬فينبغي أن يؤسس لها؛‬
‫ال المالئكة وال البشر‪ ،‬بل الله وحده الذي له وحده أن يهب الموعد‪.‬‬

‫‪٠٠.٨٢‬الكاص‪٠٠‬وا‪٠‬الشخا‪٠‬‬

‫ثبيت ثالث مراتب يعتبرونها رتبا رئيسة ‪ .‬رعل إلى هذه المجموعة ما كان يعقر أقز شأائ‬
‫بعدما أفرخت وتكاثرت الرتب الثانوية‪ .‬أتا ألتهم يتظاهرون بأن لديهم تغويائ من كلمة الله في‬
‫ما يتعلق بهذه األمور‪ ،‬فيستونها الرتب المقدسة كي يكرموها‪ .‬يجب أن نالحظ كيف يسيغون‬
‫بعدم أمانتهم استخدام ما رسمه الله عذرا لهم‪.‬‬

‫نبدأ بمرتبة الشيخ‪ ،‬أو الكاهن‪ ،‬ألدهم يعنون الشيء نفسه بهاكين الكلمثين‪ ،‬ويسندون إلى‬
‫تن هو واجبهم — كما يقولون — أن يؤدوا ذبيحة جسد المسيح ودمه على المذبح‪ ،‬وأن يتلوا‬
‫الصلوات‪ ،‬وأن يباركوا عطايا الله‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فاهم عند رسامتهم يتسلمون طبق القربان والخبز‬
‫المقدس رمورا للسلطة المخولة لهم لتقديم ذبائح التكفير [قارن ال ه‪ ]٨:‬لله؛ ودمشح أيديهم‬
‫[بالزيت؛ كرمز يعلمون به ألهم قد اعطوا سلطة التكريس‪ ٤٤.‬أتا عن الطقوس فسوف نتحذث‬
‫‪ ٠‬دهم‬ ‫;‬

‫‪٢)1,‬ا‪1(،‬اال‪0‬ذ‬ ‫‪,‬عةاأه‪ 192. 904(; 6٢‬ا(ل‪٧. 9 )٦٧1‬الت‪1٧.‬‬ ‫;‪ 187. 143‬ا‪¥.1 )1‬تآ ‪1‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٤٤‬‬

‫ج‪٢‬ج(ا‪)1‬عا‪٢٢‬‬ ‫‪1. 90(.‬‬


‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين ليحفي‬ ‫‪١٣٧٨‬‬

‫الحعا‪.‬ه‪٤‬ءن هذا الشيء في حذ ذاته أقول‪ ،‬إته أبعد ما يكون عن أن يؤدده أصغر حرف من كلمة‬
‫الله‪ ،‬بل إدهم ئفسدون ما أمر به الله أشد فساد‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬ينبغي أن يقبل هذا كحقيقه مسئم بها (األمر الذي جزمنا به في نقاش القداس البابوي)‪٤٦،‬‬
‫أال وهو أة جميع ض يستون أنفسهم كننة تقديم ذبائح كعاردة‪ ،‬يسيغون إلى المسيح‪ .‬لقد عين‬
‫المسيح وبرس كاهائ على رتبة ملكي صادق بواسطة اآلب بثشم [مز ‪ ٤ : ١١٠‬؛ عب ه ‪ ،]٦ :‬بال‬
‫نهاية‪ ،‬وبال خليفة [عب ‪ .]٣:٧‬لقد قذم وه وإلى األبد ذبيحة كقارة ومصالحة؛ واآلن وقد دخل‬
‫ئدش السماء يشفعلنا‪ .‬جميعنا كهنة فيه [رؤ ‪٦: ١‬؛ قارن ‪ ١‬بط ‪٩: ٢‬؛‪ ،‬ولكن لذقت‪٠‬م حمذا وشكرا‪،‬‬
‫أي ‪ -‬باإليجاز — لكي نقنم ذواتنا وكز ما لنا لله‪ .‬وكهنوته وحده ما كان ليرضي الله ويكثر عن‬
‫الخطايا بتقدمته نفشه‪ .‬وعندما يغتصب هؤالء الرجال هذه الوظيفة لذواتهم‪ ،‬ماذا يتبعى سوى أة‬
‫كهنوتهم وقح ودنس؟ أكيد أتهم أشرار أشرار عندما يجرؤون أن يخطوا هذا الطقس بعنوان السر‪.‬‬

‫ألمنا في ما يتعئق بوظيفة الشيخ [القسيس؛ الحقيقية التي أوصانا بها المسيح بشغثيه‪ ،‬فإتني‬
‫أمنحها هذه الرتبة طوعا‪ .‬فإذ لها طقسا مأخودا أؤأل من الكتاب المقدس‪ ،‬ثم يشهد له بولس بأته‬
‫ليس فارغًا أو طفيف‪ ،‬بل رمز صادق لنعمة روحية [ ‪١‬تي ‪ .]١٤: ٤‬وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فإتني‬
‫لم أروم هذه الوظيفة ثالثة األسرار بسبب كونها غير عادية أو ال يشترك فيها جميع المؤمنين‪ ،‬بل‬
‫هي طقس معين لوظيفة مخصصة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬حيث إذ هذا االمتياز تعطى للخدمة المسيحية‪ ،‬ال‬
‫يوجد مبرر لكبرياء الكهنة البابويين‪ .‬ألة المسيح أوصى بأن يرسم إلنجيله ولسره وكالء‪ ،‬ال‬
‫أن ينضب مقنمو ذبائح‪ .‬لقد أمر بأن يكرز باألنجيل [مت ‪١٩:٢٨‬؛مر‪:١٦‬ه‪ )١‬وأن يرعى‬
‫قعليعه [يو ‪:٢١‬ه ‪ ،]١‬ال أن تقذم ذبائح‪ .‬وعد بنعمة الروح القدس‪ ،‬ال ليمكنهم من صنع كقارة‬
‫عن الخطايا‪ ،‬بل ليكونوا أكعاء في تدبير إدارة الكنيسة على النحو الصحيح [قارن مت ‪٢٠: ٢٨‬؛‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٩‬طقوس رسامة الكهنة‬

‫تطابق الطقوس الحقيقة بصورة تثير اإلعجاب‪ .‬عندما أرسل الرب الرسل ليكرزوا باإلنجيل‪،‬‬
‫نفخ عليهم [يو ‪٢٢: ٢٠‬؛‪ .‬وبهذا الرمز مغل قوة الروح القدس الذي وهبه لهم‪ .‬وهؤالء ارجال‬
‫الصالحون استبقوا هذا النفخ‪ ،‬وكما لوكانوا يبعثون باروح القدس من حناجرهم‪ ،‬يكمتمون فوق‬
‫** الروح القدس [يو ‪٢٢ :٢٠‬؛‪ .‬إئهم ال يتركون شيائ إآل يزقفونه‬
‫اقبلوا‬ ‫من يصنعون منهم كهنة‪:‬‬

‫انظر ادناه‪ :‬الفقرات ‪.٣١٠٢٩‬‬ ‫‪٤٥‬‬


‫انظر أعآله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الثامن عشر‪ ،‬الفقرة ‪.١٤‬‬ ‫‪٤٦‬‬
‫‪١٣٧٩‬‬ ‫الكتاب الراع‪-.‬الفصل التاسع عشر‬

‫بصورة نحالة‪ :‬لسمت أعني أئهم يشابهون الممثلين الذين تعبر حركاتهم عن فى وتشف عن مغزى‪،‬‬
‫بل يشابهون القرون الذين يقتدون كز شيء غريزائ وتلقاثغا بال تمييز‪( .‬يقولون) إتنا نحتذي مثال‬
‫الرب‪ ،‬لكئ الرب فعل العديد من األشياء التي لم يقصد أن نماثلها‪ .‬قال الرب لتالميذه اقلوا‬
‫الروخ العذس [يو‪٢٢:٢٠‬؛‪.‬كماأتهقال‪ :‬يغازر‪ ،‬خللم حارحا! [يو ‪٤٣: ١١‬؛‪ .‬قال للمغلوج‪:‬‬
‫وم وانش [مت ‪:٩‬ه؛ قارن يو ه‪ . ]٨:‬لماذا ال يقولون الشيء نفسه لجميع األموات وللمصابين‬
‫بالشلل؟ لقد أعطى [المسيح؛ برهاتا على قوته األلهية عندما مأل بنفخته تالميذه بنعمة الروح‬
‫القدس‪ .‬وإن فعلوا ذلك فهم يتنافسون مع الله بل ئئحذونه إلى مباراة‪ ،‬ولكن ما أبعدهم عن الفغر!‬
‫وما هم فاعلون شيائ بنفختهم الخاوية سوى االستهزاء بالمسيح‪ .‬حعا‪ ،‬لقد وصلت بهم صفاقة‬
‫الوجه وعدلم الحياء حذ أن يجرؤوا على تأكيد أتهم يهبون الروح القدس‪ .‬ولكن كم بات صحيحا‪،‬‬
‫كما عتمنا االختبار‪ ،‬أن جميع تن تكرسون كهنة يتحولون من أحصنة إلى حمير‪ ،‬وس مثقلين إلى‬
‫مجانين! ومع ذلك‪ ،‬ليس هذا ما يدعوني إلى الشجار معهم‪ .‬إتني أدين الطقس فقط ذاته الذي ما‬
‫كان ينبغي أن تقحن مثاأل حيث استعمله المسيح رمزا لمعجزة معينة؛ هكذا ابتعدت حجة االحتذاء‬
‫به عن كونها دفاعا تنصعا عن اذعائهم!‬

‫‪ .٣٠‬كهنوت المسيح يخلف كهنوت هارون ويحزمحله‬

‫أخيرا‪ ،‬مئن تستموا المشح؟ يجيبون بأئهم تسلموه من أبناء هارون الذي منه أيائ ادحن‬
‫نظامهم بدايته‪ .‬وهكذا يفصلون دائائ أن يدافعوا عن أنفسهم بأمثلة خاطئة‪ ،‬بدأل من أن يقروا بأن‬
‫ما يستخدمونه بغيش هومن صنعهم هم؛ ولكئهم ال يالحظون في الوقت نفسه أتهم عندما يذعون‬
‫الخالفة عن أبناء هارون‪ ،‬يسيغون إلى كهنوت المسيح‪ ،‬الذي كان وحمده تن تمتل سابعا واليع‬
‫إلى حدوث مجيئه بكز كهنوت قديم‪ .‬فيه احتويت جميعها وتحثقت‪ ،‬وبه زالت كما قلنا مرارا‪،‬‬
‫وكما تشهد الرسالة إلى العبرانيين من دون الحاجة إلى معونة الشرح أو التفسير‪ .‬أتا إذا كانت‬
‫تفتنهم الطقوس الموسوية‪ ،‬فلماذا ال يأخذون الثيران والتيوس والشياه للذبح؟ في الحقيقة‪ ،‬لديهم‬
‫قسعن وافر من خيمة االجتماع العتيقة وس العبادة اليهودية بجملتها؛ لكن تنقصهم ذبائح العجول‬
‫والثيران‪ .‬تن ال يمكنه أن يرى أن هذا الطقس‪ ،‬طقس المشح‪ ،‬أخطر جذا من الختان‪ ،‬وخصوصا‬
‫عندما يضيفون الخرافة وفكرة االستحقاق الفزيسية إلى األعمال؟ أودغ اليهود ثقتهم بالتبرير في‬
‫الختان؛ وهؤالء الرجال يودعون المواهب الروحية في المشح‪ .‬ومن ثم‪ ،‬إذ يتوقون إلى مضاهاة‬
‫الالويين‪ ،‬يرددون عن المسيح ويتختون عن وظيفة الرعاة‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٨٠‬‬

‫‪ .٣١‬يئعمي المتح إلى الطقوس البالية‬

‫هذا (إن رضي الله) هو الزيت المقنس الذي يطبع خاصية ال دمحى‪ .‬كما لو كان الزيت ال‬
‫يمحوه الغبار والماح‪ ،‬أو (إذا التصق بشذة) فبالصابون! (يقولون) ولكئ الخاصية روحية‪ ٤٧ .‬ما‬
‫صلة الزيت بنفس اإلنسان؟ هل ينسون ما يكررونه كالببغاء عن أوغسطينس‪ :‬إذ لحجبت الكلمة‬
‫عن الماء‪ ،‬بلن يكون إأل ماء؛ أائ الكلمة فهي ما تجعله سرا‪ ٤٨ .‬أي كلمة يطبرونها لترافق سحمهم؟‬
‫أن موسى أبر بأن يمسح أبناء هارون [خر ‪٣٠ :٣٠‬؛ قارن ‪٤١:٢٨‬؛ ‪]٧:٢٩‬؟ هنالك أثر أيئسا‬
‫بالجية والرداء والئدرة والعمامة وصفيحة الذهب (اإلكليل المقذس) التي كان هارون ليتزتن‬
‫بها [ال‪]٩ ،٧:٨‬؛ كمااثربإلباس بنيه األقمصة والمناطق والقالنس [ال‪ .]١٣:٨‬اثرأيصابذبح‬

‫الثور وإيقاد الشحم [ال ‪ ،] ١٦-١٤:٨‬وذح الياش وحرقها (رأسا وبطائ وشحائ) [ال ‪-١٨:٨‬‬
‫‪ ،]٢١‬وتكريس شحمات آذانهم (أي بني هارون) ورس ثيابهم بدم كبش ثان [ال‪٢٤-٢٢:٨‬؛‪،‬‬
‫وطقوس أخرى ال تحصى وال تعذ‪ .‬وإذ يتجاهلون كز هذه الطقوس‪ ،‬أتعجب كيف يشرهم مشلح‬
‫الزيت فقط؟ وإن كان يعجبهم الرش‪ ،‬فلماذا بالزيت وليس بالدم؟ من الواضح أئهم يجربون شيائ‬
‫عبقريا‪ :‬أن يشكلوا ديانة واحدة من المسيحيه واليهودية والوثنيه بترقيعها ثالثتها معا‪ .‬هكذا أكت‬
‫ثشحتهم إذا افتقدت إلى الملح‪ ،‬أي إلى كلمة الله‪.‬‬

‫تبثى إدا وضع األيدي‪ .‬وكما أتني أقبل أته سر في الرسامات المشروعة والحقيقية‪ ،‬أرفض‬
‫كذلك أن له مكاتا في هذه المهزلة حيث ال هم يطيعون أمر المسيح وال يتفكرون في الغاية التي‬
‫ينبغي أن يقودنا إليها الوعد‪ .‬فإن لم يرغبوا أن يحرموا العالمة‪ ،‬لزم عليهم أن يطيقوها على أرض‬
‫الحقيقة التي مئنت من أجلها‪.‬‬

‫‪ .٣٢‬الشماسة‬

‫كذا ال أريد أن أجادل نظام الشموسية‪ ،‬إن كانت تستعاد إلى استقامة تلك الخدمة التي‬
‫مورست في عصر الرسل وفي الكنيسة األكثر نقاوة‪ .‬لكن ما هو الشبيه لها في الشمامسة الذين‬
‫اصطنعهم هؤالء الرجال؟ لسك أتحذث عن األشخاص (خشية أن يشتكوا أتني ال أنصف في‬
‫الحكم على عقيدتهم بسبب أخطاء األفراد)‪ ،‬ولكتي أعترض بأته من المشين أن يغفى في مثاني‬

‫‪,‬سألاع‪0‬ط‬ ‫‪٧. 10‬اآل‪1٧.‬‬ ‫‪)^۶٤‬‬ ‫‪192.904(.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٤٧‬‬

‫ألكد ‪,‬جاالأ‪8‬أأجل‪٨٦‬‬ ‫‪ 11-.‬؛‪1{^. 3 )11 35. 1840‬‬ ‫‪٧11.‬‬ ‫‪344 £.(.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٤٨‬‬
‫‪١٣٨١‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل التاسع عشر‬

‫مئن رسمهم الرسل شمامسة‪ ،‬شهادة لهؤالء أنفسهم الذين يقذمهم لنا الرومانيون في تعليمهم‪.‬‬
‫يقولون إتها وظيفة الشمامسة أن يساعدوا الكهنة؛ وأن يخدموا في كل ما يجرى في األسرار‪ :‬أي‬
‫في المعمودية‪ ،‬وفي الميرون‪ ،‬وفي تلبق الخبز‪ ،‬وفي الكأس‪ ،‬كما في جمع العطايا ووضعها على‬
‫المذبح؛ في فرش مائدة الرب وتغطيتها؛ في حمل الصليب إلعالن قراءة اإلنجيل وترنيمه وكذا‬
‫قراءة الرسالة في مسمع الشعب‪ .‬هل توجد هنا كلمة واحدة عن خدمة الشمامسة الحقيقية؟‬

‫اآلن دعونا نتعلم كيف يؤسسون لهذه الخدمة‪ :‬عندما يرسم شماس‪ ،‬يضع األسقف وحده‬
‫يده عليه‪ .‬يضع كتاب صالة ووشاحا على كتفه اليسرى كي يفهم أئه تسئم نير المسيح الهين‬
‫[مت ‪ ،]٣٠:١١‬الذي ئخبع به لمخافة الرب جميع األشياء ذات الصلة بجانبه األيسر‪ .‬يعطيه‬
‫األسقف تصا من األنجيل كي يقر بأته مناد به‪ .‬وما هي عالقة كز ذلك بالشمامسة؟ يفعل‬
‫البابويون كما لو قال أحدهم إته رسم رسأل أشخاصا عيئهم لمجرد أن يحرقوا بخوزا‪ ،‬وينغضوا‬
‫الغبار عن التماثيل والصور‪ ،‬ويكتسوا الكنائس‪ ،‬ويصيدوا الفئران‪ ،‬ويطاردوا الكالب‪ .‬ض يقبل‬
‫أن يستح لهذه الفئة من الناس بأن يدعوا رسأل ويقارنوا برسل المسيح؟ لذا فليكثوا من االن‬
‫فصاعنا عن الكذب قائلين إذ هؤالء شمامسة‪ ،‬وهم رسموهم بهدف التصئع فقط‪ .‬في الحقيقة‪،‬‬
‫هم بمجرد اللقب وحده يعرفون ‪.‬طبيعة الوظيفة بما فيه الكفاية؛ يدعونهم الويين‪ ،‬ويرجوئن‬
‫مرجعهم وعتة وجودهم إلى بني الوي‪ ٤٩.‬ال أعترض على ذلك‪ ،‬لو أئهم فقط ال يفشونهم فيما‬

‫بعد بريشآخرين‪.‬‬

‫‪ .٣٣‬مساعدوالشمامسة‬

‫ماذا يمكن أن يقال في موضوع مساعدي الشمامسة؟ على الرغم من أئهم عينوا قديائ‬
‫للعناية بالفقراء‪ ،‬يعين لهم البابوتون اليوم أشفاأل تافهة‪ ،‬مثل إحضار الكأس وغبق الخبز وإناء الماء‬
‫والمنشفة إلى المذبح؛ وصك الماء لفسل األيدي‪ ،‬إلخ‪ .‬وفي مناسبة الحديث عن جمع التقدمات‬
‫وإحضارها‪ ،‬يقصدون التقدمات التي يلتهمونها كتقدماب مخصصة للحرمان‪.‬‬

‫ويطابق طقس تكريسهم توصيف وظيفتهم تماائ‪ :‬يتسلم مساعد الشماس الكأس وغبق الخبز‬
‫من األسقف‪ ،‬ومن رئيس الشمامسة اإلناء بالماء‪ ،‬وكتاب التعليمات‪ ،‬ونغايات من هذا القبيل‪٥٠.‬‬
‫ويطالبوننا بأن نقر بأن الروح القدس مغئف داخل هذه التوافه‪ .‬أفي أتقياء الله يتحفل أن يقر بذلك؟‬

‫‪,‬ل‪11(31٠‬ع‪0‬ط‬ ‫انظر‪ 192.903 £.( :‬دل(ل‪1٧٠ 8 )١4‬تل ‪1٧.‬‬ ‫‪٤٩‬‬


‫‪,‬سسل‬ ‫انظر‪ 192.902 ).(:‬دل) ‪¥. 7‬اتآ ‪!٧.‬‬ ‫‪٠‬ه‬
‫جون كالقن‪ :‬اسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٨٢‬‬

‫أتا لننهي الموضوع برتته فنقول عنهم ما قلناه عن اآلخرين؛ وال حاجة إلى أن نعيد بأكثر تفصيل‬
‫ما سبق أن شرحنا ه أعاله ‪.٥١.‬‬

‫يكفي هذا للمئضعين القابلين للتعثم (أمثال الذين توليت تعليمهم)‪ :‬ال يوجد سر من دون أن‬

‫يصحل طقشه وعذ‪ ،‬أو باألحرى عدا ما دشالهد في طقسه وعد‪ .‬أتا في هذه الشعائر فال نجد‬
‫مقطائ واحذا من وعد محذد؛ من ثم يمسي بال جدوى أن نفقش عن طقس لتأكيد الوعد‪ .‬مرة‬
‫أخرى‪ ،‬ال نقرأ عن أي طقمة رسمه الله بين هذه الطقوس التي يستعملونها‪ .‬ولنا ال يمكن أن يكون‬
‫هنالك أي سر‪.‬‬

‫(االدعاء الخاطئ أن الزواج سر مقذس‪ ،‬مبنى على سوء وهم أفسس ه ‪ ٢ ٨:‬ونصوص أخرى‪:‬‬
‫إساءات ذات صلة بالزواج‪)٣٧-٣٤ ،‬‬

‫‪ .٣٤‬ليس الزواج سرا‬

‫يأتي الزواج في آخر القائمة‪ .‬يؤمن جميع بني البشر أئه رسم له من الله [تك ‪٢٤-٢١ :٢‬؛‬
‫مت ‪ ٤: ١٩‬وما يليه؛؛ ولكن لم ئره أحذ دجرى كسر حتى عصر غريغوريوس‪٢.‬ه وأي إنسا؟ في‬
‫كامل رشده كان يظنه سرا؟ إذ الزواج ناموس من الله؛ وكذلك البالحة والبناء وعمل اإلسكافي‬
‫والحألق؛ كتها من رسم الله المشروع‪ ،‬ومع ذلك ليست أسرارا‪ .‬ال يلزم السر أن يكون من عمل‬
‫الله فقط‪ ،‬بل أن يكون طقسا ظاهرا عينه الله أيشا ليوكد وعذا‪ .‬وحتى األطفال يمكنهم أن يميزوا‬
‫أته ال يوجد شيء كهذا في الزواج‪.‬‬

‫يقولون‪ :‬ولكئه عالمة لشيء ذي قدسية‪ ،‬أي للرباط الروحي الذي يقرن المسيح بالكنيسة‪.‬‬
‫فإذا كانوا يفهمون بكلمة اعالمة رمرا وضعه الله أمامنا ليزيد تأكيد إيماننا‪ ،‬يخطوئن الهدف‬
‫بمسافة بعيدة؛ أتا اذا فهموا أن العالمة تعني ببساطة ما يمكن استنباطه من مقارنة‪ ،‬فسوف أبين‬
‫حصافة محالجتهم‪ .‬يقول بولس‪ :‬ا‪٠‬كما يمتاز نجم عن نجم في المجد‪ ،‬هكذا أيشا قيامة األموات‬
‫[‪١‬كو ه ‪٤٢-٤١:١‬؛‪ .‬هنا تجد سرا‪.‬يقول المسيح‪ :‬يشبه ملكوت الغمازات حبه خ‪۵‬ل [مت‬
‫‪٣١: ١٣‬؛‪ .‬هنا ترى سراآخر‪ .‬وأيائ‪ :‬ايسة تغوث الئشاؤاب لحميرة‪[ 11‬مت ‪٣٣: ١٣‬؛‪ .‬هوذا‬

‫انظر أعاله‪ :‬الفقرة ‪.٣٢‬‬ ‫‪٥١‬‬


‫البابا غريغوريوس السابع الذي اعتلى سنة البابوية من ‪.١٠٨٥ - ١٠٧٣‬‬ ‫‪٥٢‬‬
‫‪٢)1,‬ةو‪٦‬الل‪0‬ط‬ ‫انظر‪.6 )11 192. 909 ].(:‬ا‪٧‬لت‪!٧.‬‬ ‫‪٥٣‬‬
‫‪١٣٨٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫ثالث‪ .‬يقول إشعياء‪ :‬الكزاع يزعى ئيعه‪[ ,,‬اش ‪١١: ٤٠‬؛‪ .‬وراع‪ .‬وفي موضعآخر يقول‪ :‬ااالرث‬
‫نمانجائر يفرغ ا [اش ‪ً ٤٢‬ا‪ . ] ١٣‬هنا ترى سرا خامشا‪ .‬أخيرا‪ ،‬ما عسى تكون ألنهاية‪ ،‬أوالمقياس؟‬
‫ال يكون شيء سرا إآل على أساس هذا المنطق‪ .‬سوف توجد أسرار بقدر عدد األمثلة والتشبيهات‬
‫الواردة في الكتاب المقدس‪ .‬في الواقع‪ ،‬ستكون السرقة سرا إذ هو مكتوب‪ :‬مؤلم الرت نملص في‬
‫اللثل‪ ١ [ 1,‬تس ه‪ .]٢ :‬تن يتحئل هؤالء السفسطائيين بثرثرتهم الجاهلة؟‬

‫إثني أعترف بأكنا كتما رأينا كرمة‪ ،‬يحسن بنا أن نتذنمر ما قاله المسيح‪ :‬اائ الكذمة وأدتم‬
‫األعضان [بو ‪٥: ١٥‬؛؛ وأبي الكرام [بوحنا ه‪ .]١:١‬وكتما نلتقي راعائ هع قطيعه‪ ،‬يحسن‬
‫بنا أيائ أن نستذكر قوله‪ :‬اتا ‪ ...‬الراعي الضايح ا [يو ‪] ١٤:١٠‬؛ حزاني ثشتغ ضؤدي [يو‬
‫‪٢٧: ١٠‬؛‪ .‬لكن كز تن يضع هذه التشبيهات في خانة األسرار‪ ،‬يلزم أن يرسل إلى ستشفى‬

‫لألمراض العقلية‪.‬‬

‫ه ‪ . ٣‬يسيغون تطبيق أفسس ه‪٢٨:‬‬

‫لكتهم مع ذلك ينعصوننا بكلمات بولس التي يقولون بها إذ لفظة سر تنطبق على الزواج‪:‬‬
‫موع بجت ائزاته بحت تغشه‪ .‬وإده لم يعض آخذ جشنه ئ‪ ،‬بز يعوده ويرديه‪ ،‬نمتا الرت ايفا‬
‫بئكييشه‪ .‬ألكا أعصاء حشيه‪ ،‬س نحبه ؤس عظامه‪ .‬مى الجل هذا سرك الرجز اباه ؤدأئه زيلتصق‬
‫بائزآته‪ ،‬زفون االدائآل لجشذا واحذا ‪ .‬هذا الشر غظيلم‪ ،‬ؤلبئيي اتا اوون ص تخو انتسيح‬

‫ؤالكتيشة‪[ ,,‬اف ه‪٣٢-٢٨:‬؛‪ .‬ولكن‪ ،‬إذ نستعمل الكتاب هكذا نخلط األرض بالسماء‪ .‬بولس‪،‬‬
‫إذ يريد أن بظهر للرجل المتزؤج بأي حت متغرد ينبغي أن يحت زوجته‪ ،‬يبرز له المسيح كالنموذج‬
‫األمثل‪ .‬ألته كما سكب رأفته على الكنيسة التي اتخنها عروشا لنفسه‪ ،‬فهكذا يريد لكز رجل أن‬
‫يكون شعوره نحو زوجته‪ .‬عندئذ تتبع هذه الكلمات‪ :‬مرة بجت امزآده بجت تغشه‪ ...‬نمتا ازت‬
‫ائائ يتكييشه [اف ه‪ .]٢٩ ،٢٨ :‬ولكي يعتم كيف أحت المسيح الكنيسة كنغسه‪ ،‬ال بل كيف‬
‫جعل نفسه واحذا هع الكنيسة عروسه‪ ،‬يطيق بولس ما نقله موسى من قول آدم عن ذاته‪ .‬ألن حواء‬
‫(وقد عرف [آدم] أتها سكلت من إحدى ضلوعه) بدت أمامه‪ ،‬قال‪ :‬هذ؟ اآلن عظم س عظامي‬
‫ؤلحم س لحمي [تك ‪ .]٢٣:٢‬يشهد بولس بأن كز ذلك اكيل روحائ في المسيح وفينا‪ ،‬عندما‬
‫يقول إننا أعضاء جسده‪ ،‬من لحمه ومن دمه‪ ،‬أي جسد واحن معه‪ .‬أخيذا يضيف هذه الخالصة‪:‬‬
‫*اهذا الشر ءظيماا ولكي ال يغتض على أحد شيء‪ ،‬يشرح أته ال يتكتم عن االتحاد الجسماني‬
‫بين رجل وامرأة‪ ،‬بل عن الزيجة الروحية بين المسيح والكنيسة‪ .‬في الحق أن هذا لسر عظيم‪ ،‬أة‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٨٤‬‬

‫المسيح سمح إلحدى ضلوعه بأن دنقل‪ ،‬منه لتشكلدا؛ أي لنا كان قودا شاء أن يصير ضعيائ‪ ،‬كي‬

‫نتقؤى نحن بقوته فنحيا ال نحن‪ ،‬بل المسيح يحيا فينا [غل ‪.]٢ ٠ : ٢‬‬

‫‪ . ٣ ٦‬تنشأ هذه البلبلة من ترجمة كلمة ‪٠‬اسراا وفهمهم الذنيء للزواج‬

‫لقد خدعهم لفظ أسؤأ [‪111‬د‪1٠‬ءح‪ .]8‬لكن هل كان من اإلنصاف أن تعاني الكنيسة كتها‬
‫أسرا [‪7‬لجأ‪8‬مل‪11‬ل]‪ .‬وكان للمترجم أن يترك هذه الكلمة كما هي‪،‬‬
‫*‬ ‫عقوبة جهلهم؟ كان بولس قد قال‬
‫إذ كانت مألوفة لدى اآلذان الالتينية‪ .‬على أته فخل كلمة [سعدءع‪[ ]8‬اف ه ‪ ،]٣ ٦ :‬لكن بالمعنى‬
‫نفسه الذي استعمل به ‪.‬رولس كلمة [‪7‬لجخ‪8‬الالل] ‪ .‬اآلن دعهم يذهبون ويشتكون مؤ الشكوى بصخب‬
‫وبألغاظ جارحة‪ ،‬عن المهارة في اللفات التي بسبب جهلهم لها باتوا مضتلين طويأل في أمر واضح‬
‫ويسير ألى شخص‪ .‬بل لماذا يصؤون بشنة على كلمة سؤ في هذا الموضع بالذات‪ ،‬فيما يتغافلون‬

‫عنه في أوقاب أخرى؟ فقد استعمل مترجم الثولجاتا كلمة ‪11٣‬دىج‪8‬اا لتعني اك‪٢‬جخ‪8‬ال‪1‬ع‪,‬ا في‬
‫الرسالة األولى لتيموثاوس [ ‪ ١‬تي ‪ ] ١٦ : ٣‬كما في هذه الرسالة إلى أهل أفسس نفسها [اف ‪٩:١‬؛‬
‫‪ .]٩ ،٣:٣‬ومع هذا لنتجاوز هفوتهم هذه‪ .‬أتا الكذابون فيلزم أن تكون لهم على األقل ذاكرة قوتة‪.‬‬

‫واآلن إذ يزتنون الزواج يلقب سؤ‪ ،‬بينما يدعونه من بعن نجاسًا وتلؤائ ووسائ جسديا‪ ،‬فأي‬
‫تقأب واستهتار هذا؟ يا له من تناقض والمنطقية أن يحرم الكهنة هذا السؤ! ولن يغلتوا متي إذا قالوا‬
‫إتهم ال يحرمونهم الزواج بل شهوة الجماع‪ .‬ألتهم يعتمون بأة الجماع نفسه جزء من السؤ‪ ،‬وأته‬
‫هو وحده ما لبثببه به وحدة الجسد التي لنا في المسيح‪ ،‬بالتمشي مع الطبيعة؛ إذ إذ رجال وامرأة‬
‫يصبحان جسنا واحذا باالئصال الجسمي‪ .‬أتا من ناحية أخرى فوجد بعضهم هنا سؤئن‪ :‬أحدهما‬
‫سر الله والنفس‪ ،‬في العريس والعروس؛ واآلخر سز المسيح والكنيسة في الزوج والزوجة‪ .‬ومع هذا‬
‫يطق الجماع سرا يتحتم أأل يحزم منه أي مسيحي‪ ،‬إأل إذا كان هنالك تنافر بين أسرار المسيحيين‬
‫بحيث ال يتسق منطقها‪ .‬كما أن هنالك تناقخا سخيائآخر في عقائدهم‪ .‬يوكدون أة نعمة الروح‬
‫القدس تحق في السؤ؛ ويعتمون بأن االتصال الجنسي سر‪ ،‬ولكتهم ينكرون أن الروح القدس‬
‫حاضر في الجماع‪٥٤.‬‬

‫انظر‪. 2. 4 )11 187. 155, 597 ٤٠ 1397, :‬االتت ‪1. 2. 17; 11.‬اآآأل‪. 2; 1.‬ااا‪٧‬آآ ‪ 1.‬دد‬ ‫‪٥٤‬‬
‫‪1413 ٤(.‬‬
‫‪١٣٨٥‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل التاسع عشر‬

‫‪ .٣٧‬تداعيات التعليم‪-‬الرومانتيالظالمة‬

‫كما لولم يكونوا قد استهزأوا بالكنيسة في شيء واحد‪ ،‬يا لها من سلسلة طويلة من الضالالت‬
‫— أكاذيب‪ ،‬حيل‪ ،‬إساءات — أوثقوا بها هذه الضاللة الواحدة‪ .‬وهكذا يمكنك أن تقول إلهم‬
‫ابتغوا مغارة نجاسات عندما جعلوا الزواج سرا‪ .‬فإدهم عندما أحرزوا ذلك‪ ،‬ثؤآوا استماع الدعاوى‬
‫ذات الصلة بالزواج؛ فإذ اعتبروها أمزا روحائ ومن ثم ال يجوز للقضاة المدنيين أن يتعاملوا معها؛‬
‫أصدروا من ثم تشريعات رقوي تحكمهم المستبذ‪ ،‬تشريعات مهينة لله علائ من جانب‪ ،‬وظالمة‬
‫للناس من جاب اخر‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ :‬زواج العصر بدون موافقة الوالدين يظز ثابائ وشرعائ‪.‬‬
‫زواج األقارب حتى إلى الدرجة السابعة ليست شرعية‪ ،‬وإذا تم عقده يتحقم حله‪ .‬كما زوروا‬
‫الدرجات عينها تعدا على قوانين جميع األمم‪ ،‬وتعذوا أيصا على تشريع موسى [ال ‪ ٦: ١٨‬وما‬
‫يليه؛‪ :‬فحكموا بأأل يتزؤج ثانية تن يتخلى عن زوجته الزانية؛ وأأل يقترن العرابون في الزواج؛‬
‫وأآل تعقد زواج في الفترة ما بين أحد السبعين [الثالث قبل الصوم الكبير؛ واليوم الثامن بعد عيد‬
‫القيامة‪ ،‬كما في أثناء األسابيع الثالثة قبل مولد يوحنا‪ ،‬وكذلك ما بين [ابتداء؛ فصل المجيء إلى عيد‬
‫فبعد طول صراع‪ ،‬وجب‬ ‫الظهور؛ وغيرها أحكالم أخرى ال دحصى وال يقسع المجال لسردها‪.‬‬
‫أن ننتشل ذواتنا من حمأتهم التي طال أمن نقاشنا فيها بأكثر متا كنت أون‪ .‬ومع هذا‪ ،‬أعتقد أتني‬
‫أنجزت شيائ إذ نزعت فروة األسد ولو جزئيا عن هؤالء الحمير‪.‬‬

‫‪)1,‬دال‪0‬ط‪1٧ ;2-1 .‬‬ ‫ترد هذه التشريعات واألنظمة في‪ :‬اا‪1‬ت‪. xxx1. 2; 1٧. xxx1٧. 5; 1٧.‬ا‪1‬ت‪1٧.‬‬ ‫‪٥٥‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪). xxx٧; 11. xxx.‬ال‪3‬اغف) ;(‪ 192. 938 ٤, 918 ٤, 928, 940-942‬الديت‪,‬‬
‫‪).‬ج‪٢‬هةص‪٠‬امل‪7‬ل;‪ 187. 1163 ٤٤٠١ 1519!., 1647 ).‬ذايل ‪(1249 ,.!1100 ,! 1261 .1‬‬
‫الفصل العشرون‬

‫الحكم المدني‬

‫م‪،‬‬

‫(في العالقة بين الحكم الروحي والحكم المدني‪)٢-١ ،‬‬

‫‪ .١‬الغرق بين الحكم الروحي والحكم المدني‬

‫أثبتنا أعاله أن اإلنسان يخضع لحكم مزدوج‪ ١ .‬وإذ ناقشنا في موضع آخر وبما يكفي من‬
‫اإلطالة‪ ،‬نوغ الحكم الذي يجد مقرا له فى النقس أو في اإلنسان الباطن لؤما أن له صلة بالحياة‬
‫األبدية‪ ٢ ،‬خعئعت هذا المكان ألقول شيائ أيثا عن النوع اآلخر الذي يتعلق بتوطيد العدالة‬
‫االجتماعية وأخالقيات السلوك العام فقط‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أة هذا الموضوع يظهر بطبيعته بعيدا عن عقيدة اإليمان الروحية التي‬
‫اضطلعت بمناقشتها‪ ،‬سوف يثؤن ما يلي أتني مصيت في ربطهما‪ ،‬بل للزمني الضرورة في الواقع‬
‫أن أقرنهما‪ .‬هذا صحيح على وجه الخصوص‪ ،‬حيث يسعى المجانين والمتوحشون من الناس إلى‬
‫قلب هذا النظام ذي التأسيس اإللهي من جانب؛ بينما ال يتردد المتمتعون لألمراء والمتزتفون في‬
‫مدحهم — من جابآخر‪ ،‬في أن ينضبوهم مقابل الله نفسه‪ .‬فإذا لم يردع هذا اإلثم‪ ،‬تتوارى نقاوة‬
‫اإليمان‪ .‬كما ليس باألمر الهجن أن هيًا الله لبني البشر مجاأل لتنظيم أمور الحياة‪ ،‬حتى تتنامى فينا‬
‫غيرًا أشذ نحو التقوى فتكون شهادًا لشكراننا‪.‬‬

‫أؤأل‪ ،‬وقبل أن ندخل في صلب الموضوع‪ ،‬يلزمنا أن نتدبر ذلك التمييز الذي أرسيناه قبأل‪،‬‬
‫كيال نخلط بدون تغلم (كما يحدث عادًا) بين هذين الشيقين‪ ،‬جث إذ لهما طبيعتين تختلفان كل‬
‫االختالف‪ .‬فهنالك س يعتقدون أته ال يمكنهم أن يجتنوا أى فائدة من حريهم ما ظتوا يخضعون‬

‫انظر أعآله‪ :‬الكأب الثالث‪ ،‬الفصل التاسع عشر‪ ،‬الفقرة ‪.١٥‬‬ ‫‪١‬‬
‫انظر أعاله‪ :‬الكتاب الرابع‪ ،‬الفصل الثالث إلى الحادي عشر‪.‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪١٣٨٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪-‬الغصل العشرون‬

‫ألي سلطة بشرية‪ ،‬وذلك عندما يسمعون أن اإلنجيل يعدهم بحريؤ ال تعترف بملك أو حاكم‬
‫بشري بل بالمسيح وحده‪ .‬ومن ثم يؤمن هؤالء أن شيقا لن يكون آمائ ما لم يغد تشكيل العال)‬
‫بأسره‪ ،‬فيتغير إلى هيئة جديدة ال مكان فيها لقوانين أو لمحاكم أو لقضاة أو ألي شيء دخن‪ ،‬في‬
‫نظرهم‪ ،‬من الحرية التي لهم‪ .‬لكل كز من يعرف كيف يميز بين الجسد والروح‪ ،‬وبين هذه الحياة‬
‫السريعة الزوال وتلك الحياة اآلخرة األبدية‪ ،‬سوف يدرك بال صعوبة أن ملكوت المسيح الروحي‬
‫واالختصاص المدنئ يتميز واحدهما عن اآلخر تماائ‪ .‬من ثم‪ ،‬لنا بات البحث عن مللثه المسيح‬
‫ثم احتواؤه في عناصر هذا العالم هوادا يهودا فارعا‪ ،‬دعونا بالحري نتفكر في أن ما يعلم به الكتاب‬
‫المقدس صراحه هوثمر روحي نجتنيه من عمل نعمة المسيح‪ .‬ودعونا نتنكر كذلك أن نحفظ في‬
‫حدود ذلك التعليم تلك الحردة بكليتها‪ ،‬الحردة التي وعدنا بها‪ ،‬وطى لنا في المسيح‪ .‬وإأل فلماذا‬
‫يوصي الرسول نفشه الذي يدعونا بأن نثبت (في الحرية) وأأل نرتبك بنير عبودية [غل ه‪،]١ :‬‬
‫وفي موضع آخر ينهى) العبيد عن أن يلفهم حاله كويهم عبينا [‪١‬كو‪ ،]٢١:٧‬ما لم تكن تلك‬
‫الحرية الروحية قادرة تماائ أن تتعايش مع العبودية المدنية؟ فينبغي أيصا أن تؤخذ مقوالته‬
‫هذه بالمعنى نفسه‪ :‬في مملكة المسيح ليس يهودي وال يوناني‪ .‬ليمس ذكر وأنثى ‪ .‬ليس عبد‬
‫وال حرأ [غل ‪ ،٢٨:٣‬هع تغيير الترتيب]‪ .‬وأيقا‪ :‬كش قوقايى زتهودي‪ ،‬ختان زغرنه‪ ،‬زبري‬
‫الكزا [كو ‪ .]١١ :٣‬يعني بهذه التصريحات أقه ال فرق‬
‫*‬ ‫سكيثئ‪ ،‬غبت خر‪ ،‬تل النسخ الكز زني‬
‫مهما كان موقعك بين البشر‪ ،‬وأائ كانت دساتير األئة التي تنتمي إليها‪ ،‬حيث ال تشكل هذه العوامل‬

‫ملكوك المسيح‪ ،‬كما ال يكنن فيها‪.‬‬

‫‪ .٢‬الىقضبين‪١‬لخكش‬

‫على أن هذا التمييز ال يقودنا إلى اعتبار طبيعة الحكومة (المدنية) بجملتها شيائ ملوبا ال عالقة‬
‫له بالمسيحيين‪ .‬في الحقيقة أن هذا ما يتفاخر ويصيح به بفجور بعض المتشددين قائلين‪ :‬اتنا بعد‬
‫أن متنا مع المسيح عن أركان العالم [كو ‪ ،]٢ ٠:٢‬انتقلنا إلى ملكوت الله‪ ،‬ونجلس في السماويات؛‬
‫فإذ ننشغل باالهتمامات الدنيوية الحقيرة واألمور الخارجة عن محيط اإلنسان المسيحي فهذا‬
‫يحظ من قدرنا ودندى ء تميزنا‪ .‬يسألون‪ :‬ما هو الفرض من القوانين بدون محاكم وكراسي قضاء؟‬

‫ولكن ما للمسيحي وللمحاكمات؟ حعا‪ ،‬ما دام القتل محرائ‪ ،‬لم نحتاج إلى قوانين ومحاكم؟‬
‫أائ نحن فإذ بيتا أن هذا النوع من الحكم يختلف عن ئلك المسيح الروحى والباطني‪ ،‬كذا يلزمنا‬
‫أن ندرك أدهما ليسا متناقضين‪ .‬فإذ الحكم الروحي يعمز فينا حاليا لينشئ على األرض بداياب‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٨٨‬‬

‫للملكوت السماوي‪ ،‬ويهيئ في هذه الحياة السريعة الزوال والغانية قدوائ أكيذا لسعادة أبدية ال‬
‫تفسد وال تضمحز‪ .‬مع هذا‪ ،‬فإذ للحكم المدني غايقه المحذدة ما دمنا نحيا بين البشر‪ ،‬لتعزيز‬
‫عبادة الله العامة وصونها‪ ،‬وللدفاع عن المبادئ الصحيحة للتقوى وعن موقع الكنيسة‪ ،‬ولتكييف‬
‫حياتنا للعيش المجتمعي‪ ،‬ولتشكيل سلوكنا االجتماعي بحسب معايير العدالة المدنية‪ ،‬ولمصالحتنا‬
‫بعضنا مع بعض‪ ،‬ولتعزيز السالم واالستقرار‪ .‬إتني أعترف بائه لوكان ملكوت الله — كما هو حاز‬
‫بيننا اآلن — من شأنه أن يبيد الحياة الحاضرة‪ ،‬ألمسى كز ذلك بال معنى وغير ضرورى‪ .‬أثا إذا‬
‫كانت مشيئة الله أن نواصل سياحتنا على األرض فيما نطمح إلى وطننا األم ونسعى إليه‪ ،‬وفيما‬
‫تحتاج سياحتنا إلى مثل تلك المعونات‪ ،‬فإذ من ينتزعونها متا إثما يسلبوننا بشرتنا بعينها‪ .‬يدعي‬
‫مخاصمونا أته ينبغي أن يكون لكنيسة الله كمال عظيم القدر كهذا‪ ،‬بحيث يجب أن يكفي حكئها‬
‫قانوتا‪ .‬ولكئهم يتصورون — بغباء — كماأل يععلم شأنه بحيث يستحيل وجوده في أي جماعه‬
‫بشرية‪ .‬ألته ما دامت عنجهية األشرار عظيمه كهذه‪ ،‬وشرهم كهذا حروائ‪ ،‬بحيث كاذ يستحيل‬
‫رذعها بقوانيئ في غاية الصرامة‪ ،‬فماذا نتوقع أن يفعلوا لو درك لهم المجال ليعملوا ما يشاؤون بال‬
‫عقوبة‪ ،‬وعندما ال تقدر أي قوه أن دوقفهم عن عمل الشر؟‬

‫(ضرورة الحكم المدني والتأييد اإللهي له‪)٧—٣ ،‬‬

‫‪ .٣‬الوظائف والسؤ‪٠‬ولةات الريسة للحثم المدني‬

‫سوف يقسع المجال المالئم لمناقشة مزاولة الحكم المدنئ‪ ٣.‬أنا اآلن فنرغب في أن نبين‬
‫فقط أن التفكير في االستغناء عنه وحشيه فاضحة‪ .‬إذ عمله بين البشر يضاهي وظيفة الخبز والماء‬
‫والشمس والهواء؛ فى الحئ أن كرامته تفوق هذه بتميز بعيد المدى‪ .‬ألته يضمن أكثر مائ تضمنه‬
‫هذه العناصر‪[ ،‬وهو؛ مجرد أن يتنفس الناس‪ ،‬وأن يأكلوا‪ ،‬ويشربوا‪ ،‬ويدفأوا؛ ألته يتحفل هذه‬
‫األعباء كتها إذ يهيئ لهم عيشهم مائ‪ .‬أكرر أن عمله ال يقتصر على ذلك فقط‪ ،‬ولكته يمنع أيصا‬
‫أن تنشأ بين الناس عبادة الوثن‪ ،‬وانتهاك قدسية اسم الله‪ ،‬والتجديف على حثه اإللهي‪ ،‬واإلساءات‬
‫العاتة األخرى للدين؛ كما يمنع نشوب االضطراب الذي يهذد السالم العام؛ ويضمن حفاظ الغرد‬
‫على أمان ملكيته وسالمتها‪ .‬ويوبد الحثم المدنئ كذلك التعامل النزيه بين الناس‪ ،‬كي يسود‬
‫االحتشام واألمانة في المعامالت‪ .‬باأليجاز‪ ،‬يتيح الحكم المدني المجال إلظهار التقوى علائ بين‬
‫المسيحيين‪ ،‬وتنمية اإلنسانية بين البشر‪.‬‬

‫انظر أدناه‪ :‬الفقرة ‪.٨‬‬ ‫‪٣‬‬


‫‪١٣٨٩‬‬ ‫الكتاب‪.‬الرابع‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وال يشمئز أحذ إذ أعين اآلن للحكم المدني واجب إقامة الدين بشكل صحيح‪ ،‬هو األمر‬
‫الذي قد يبدو متا ولته أعاده‪ ٤‬أتني وضعته خارج إطار قرار البشر‪ .‬ألتني عندما أؤكد إدارة مدنية‬
‫تهدف إلى منع االزدراء العلني واالنتهاك المشين للدين الحق الذي يحتويه ناموس الله‪ ،‬لسن أبيح‬
‫هنا — أكثر متا قبز — أن يشرع الناس بمحض قرارهم قوانيئ في الدين وفي عبادة الله‪.‬‬

‫ولكئ قزائي الذين يعينهم الوضوح لترتيب هذا الموضوع‪ ،‬سوف يفهمون على نحو أفضل‬
‫ما يجب أن يكون عليه الحكم المدني إذا ناقشنا جوانبه كأل على حدة؛ وهي ثالثة‪ :‬الحاكم الذي‬

‫من شأنه أن يصون القانون ويحمي خرمته؛ والقانون الذي يحكم بمقتضاه؛ والشعب الذي يخضغ‬
‫لحكم القانون ويطيع الحاكم‪.‬‬

‫إدا دعونا نلقي نظرة أوأل على وظيفة الحاكم‪ ،‬بحيث نتقصى هل كانت دعوته شرعيه ومؤيده‬
‫من الله؟ وطبيعة وظيفته؟ وحدود سلطته؟ ثم بأي قوانين ينبغي أن تتقيد حكومة مسيحية؟ وأخيرا‬
‫كيف يعود حكم القانون بالخير على الشعب؟ وما يستوجب من طاعة للحاكم؟‬

‫‪ .٤‬الحاكمية من رسم الله‬

‫لم يشهد الرب بأن وظيفة الحاكم مقبولة لديه ومزنماة أمامه فقط‪ ،‬بل إته يسبغ على كرامتها‬
‫أسمى ألقاب التبجيل كما يشيد لنا بمآثرها بروعة فائقة‪ .‬نذكر القليل منها‪ :‬لتا كان الحكام يدعون‬
‫ملهًا‪[ ,,‬خر ‪٨:٢٢‬؛ مز ‪٦ ، ١ :٨٢‬؛ ال يشتهن أحد بأهمية هذه التسمية؛ فإتها تدل على أن لهم‬
‫تغويصا من الله‪ ،‬وأئهم ؤسحوا بسلطة إلهية‪ ،‬وأئهم ممتلون لله بكز ما تعنيه الكلمة‪ ،‬ليقوموا إلى حذ‬
‫ما بعمل خلفاء له‪ .‬ليس هذا دحذلعا مثي‪ ،‬بل هوما شرحه المسيح‪ :‬اذ واز[الناموس؛ ابؤه ألولئلك‪،‬‬
‫الذين ضارحن إليهم كلمه الله [يو ‪: ١ ٠‬ه‪٣‬؛؛ ما هذا إآل أن الله ائتمنهم بعمل خدمته من خالل‬
‫وظيفتهم‪ ،‬وكما قال موسى ويهوشافاط للقضاة الذين عيناهم في كز مدينة ني يهوذا‪ ،‬إذ ائتمنهم‬
‫أن يزاولوا القضاء ال لوجه األنسان بل لله [تث ‪١٧- ١٦:١‬؛‪ ٢‬اخبار‪]٦: ١٩‬؟ وما توكده حكمة‬
‫الله من خالل فم سليمان يؤول إلى الغاية ذاتها‪ ،‬وهوأته به االمللثا التلوك‪ ،‬ؤئعبي ائعئلتاء عذأل‪.‬‬
‫(به) بي دتزاش الروساء ؤالئزواء‪ ،‬كز وشا؛ األرض [ام ‪ : ٨‬ه ‪ .] ١٦- ١‬هذا كما لو كان قد قيل‪:‬‬

‫لم يحدث عن غي البشر أن أتت السلطة فوق جميع األمور الدنيوية إلى أيدي الملوك واآلخرين‬
‫من الحكام‪ ،‬بل بفعل العناية االلهية وبقضاء مقذس‪ .‬ألئه هكذا شاء الله أن يحكم شؤون الناس بقدر‬

‫انظر أعاله‪ :‬الكأب الرابع‪ ،‬الفصل الثامن‪ ،‬الفقرة ‪.١ ٠‬‬ ‫‪٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٩٠‬‬

‫ما هو حاز معهم‪ ,،‬ويسود على صنع النواميس ومزاولة الحق والالمحاباة في محاكم العدالة‪ .‬يعلم‬
‫بولس أيغما بهذا عندما يدرج التدبير في قائمة مواهب النعمة [رو ‪ ]٨: ١٢‬التي ورعت بحسب‬
‫تنوعها‪ ،‬فيجب أن تطوع لخدمة المسيح في بناء كنيسته‪ .‬ألته مع أن بولس يتحذث هنا بالظبط عن‬
‫مجلس يتكؤن من عقالء غينوا في الكنيسة األولى لإلشراف على نظام السلوك العام (الوظيفة التي‬
‫يستيها في الرسالة إلى الكورنثيين تدابير [ ‪١‬كو ‪٢٨: ١٢‬؛)‪ ،‬فإتنا على الرغم من ذلك إذ نركى‬
‫أن السلطة المدنية تخدم الغاية نفسها‪ ،‬ال شلن في أن بولس يحدونا على أن نؤيد كز حكم عادل‪.‬‬

‫ولكئ بولمس يتحذلث بكثر وضوح عندما يشرع في مناقشة هذا الموضوع مناقشه مباشر؛‬
‫وصريحة‪ .‬يقول‪ :‬ليس سلطان إال من الله [رو ‪ ١: ١٣‬؛ ‪ .‬وكذلك‪ ،‬إن الحكالم خدام الله‪ ،‬فيجلب عمل‬
‫الصالح المدح‪ ،‬أتا فعل الشر فالنقمة للغضب [رو ‪٤-٣: ١٣‬؛‪ .‬لهؤالء تجوز إضافة أمثال رجال‬
‫قذيسحن نن كانت لهم ممالك‪ :‬كداود ويوشيا‪ ،‬وحزقيا؛ ونن كانت لهم سيادات كيوسف ودانيال؛‬
‫وخرين ممن تولوا الحكم على شعب حر مثل موسى ويشوع والقضاة‪ .‬وقد أعلن الرب تأكيده‬
‫لوظائفهم‪ .‬لذا ال ينبغي أن يشلن أق في أن السلطة المدنية هي دعوة مقذسة ومشروعة في نظر الله‬

‫فقط‪ ،‬بل إتها أقدس الدعوات وأسماها كرامه أيصا في حياة البشر كلها‪.‬‬

‫المسيحي للحاكمية‬
‫**‬ ‫ه‪ .‬نقص للرفض‬

‫يعترض ض يرغبون في أن يثيروا الفوضى [بإزالة الحكم المدنى] يأته على الرغم من أن‬
‫الملوك والقضاة في القديم حكموا شعويا جاهلة‪ ،‬ال يالئم الكمال الذي أتى به المسيح بإنجيله هذا‬
‫النوع من الحكم الذي يتطلب الخنوع‪ .‬بذا ال يكشفون عن جهلهم فقط‪ ،‬بل عن عجرفة شيطانية‬
‫عندما يدعون كماأل ال يرى منه فيهم جزة من مائة‪ .‬ولكن مهما كان نوعهم من البشر‪ ،‬يسهل تفنيد‬
‫اعتراضهم‪ .‬فإذ داود عندما يحث جميع ملوك األرض وحكامها على أن يقيلوا ابن الله [مز ‪ ١٢: ٢‬؛‬

‫ال يناشدهم أن يطرحوا عنهم سلطتهم ويتقاعدوا إلى عزلة الحياة الخاصة‪ ،‬بل أن يخضعوا للمسيح‬
‫القوة التي وسحوا بها كي يسموهووحده فوق الجميع‪ .‬وكذا إشعياء‪ ،‬عندما يعد بأن يصبح الملوك‬
‫آباء حاضنين للكنيسة‪ ،‬والملكاخ‪ ٠‬مرضعاتها [اش ‪٢٣: ٤٩‬؛‪ ،‬ال يخلع عنهم امتياز كرامتهم‪ .‬أتا‬
‫بالحري فيجعلهم بلقب رفيع لحتا؛ لعباد الله الصالحين؛ إذ تتطبع تلك النبوءة لقدوم المسيح‪ .‬ومن‬
‫طرفي‪ ،‬أتجاوز عن درايؤ العدين من النصوص التي ترد تكرارا‪ ،‬وخصوصا في المزامير‪ ،‬لتوكد‬
‫حق سلطة الحكام لجميعهم [مز ‪٢١‬؛‪٢٢‬؛ ‪٤٥‬؛ ‪٧٢‬؛ ‪٨٩‬؛ ‪١١٠‬؛ ‪١٣٢‬؛‪ .‬أتا النص األشهر فهو‬
‫ما جاء من قلم بولس حيث يحض تيموثاوس على الصالة من أجل الملوك في المحافل العامة‪،‬‬
‫‪١٣٩١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وعندئذ يضيف توا لكئ رعضئ حياه مطميده هادرة (تحت سلطتهم؛ ني كلى رعوى زوار‬
‫[ ‪ ١‬تي ‪٢ : ٢‬؛‪ .‬وبهذه الكلمات يأتمن حال الكنيسة إذ يعهد إليهم بحمايتها والعناية بها‪.‬‬

‫‪ . ٦‬يلزم على الفغام أن يكونوا أمناء كنؤاب لله‬

‫ينبغي أن يظل هذا االعتبار الشاغل الدائم للغنى م أنفسهم‪ ،‬حيث يمكنه أن يحفزهم على‬

‫ممارسة وظيفتهم‪ ،‬ويهب لهم راحة فوق العادتة تخفف مصاعب نهاتهم‪ ،‬ويا لها من مصاعب‬
‫ثقيلة وكثيرة العدد! فكم ينبغي أن ئعئلم الغيرة نحو االستقامة‪ ،‬ونحو الفطنة‪ ،‬واللطف‪ ،‬وضبط‬

‫النفس‪ ،‬والنزاهة التي تطلب منهم‪ ،‬تن يدركون أتهم نضبوا خذاائ للعدالة اإللهية؟ وكيف تكون‬
‫لهم الوقاحة للسماح بالظلم أن يعتلي كرسي قضائهم الذي اخبروا بأئه عرش اإلله الحى؟‬
‫وكيف يتجاسرون على النطق بحكم ظالم بغم يعرفون جينا أته غجن ليكون أدا؛ للحل اإللهى؟‬
‫مح مح‬ ‫ي‬
‫وبأي ضمير سوف يوقعون على مراسيم آثمة باليد التي يعرفون أتها عينت لتسجل أعمال الله؟‬
‫الخالصة هي أتهم إذا تنغروا أتهم ممثلو الله‪ ،‬يتحثم أن يحترزوا بكل عنايه وبكل اجتهاد وكن‪،‬‬
‫أن يمقلوا في ذواتهم للناس جانبا من صورة العناية اإللهية وحماية الله وجوده ولطفه وعدالته‪.‬‬
‫وكذا يلزمهم أن يضعوا نصب أعينهم هذا الفكر بال انقطاع‪ :‬إن كان ملحوتا من يعمل عمل‬
‫الرب برخاء [ار ‪ ١٠ : ٤٨‬؛ فكم تكون لعنة تن يعملونه بخداع فيما هم تدعوون إلى عمل بار‪.‬‬
‫لذا عندما أراد موسى ويهوشافاط أن يحثا قضاة الشعب على إنجاز العدل‪ ،‬لم يكن لهما ما‬
‫يقنعهم بأكثر قوة سوى ما ذكرناه انغا [تث ‪ .] ١٦ : ١‬اوطروا تا ‪/‬أدتم ناعلون‪ ،‬ألدكم آل ئعضوذ‬
‫لإلسهان بل بلرت‪ ،‬زهو تفكم بي اتر العصاء‪ .‬ؤاآلذ لتكر‪ ،‬لهية الرت غليكم‪ .‬احذروا ؤانغلوا‪.‬‬
‫ألئه كى عنت الزت إلهتا ظلم وأل تخابا؛ وأل ارتقاء [؟اخبار ‪ .]٧-٦: ١٩‬كما قيل أيشا في‬

‫موضع‪٢‬خر‪ :‬ااًالله قائم بي تحئع الله‪ .‬ني ؤسط اآللهة يعبى‪[ 1,،‬مز ‪١ :٨٢‬؛ كان ليدفعهم إلى‬
‫عملهًا عندما يتعلمون أتهم نؤاب الله الذي منذئذ فصاعدا يعطونه حسابا عتا غلفوا بعمله‪ .‬كما‬

‫يلزم أن يكون لهذا التحذير ثقله معهم؛ ألتهم إذا فعلوا الخطأ فليسوا يخطوئن إلى الناس الذين‬
‫يسببون لهم اضطرارا مشيائ فقط‪ ،‬بل يهينون الله نفسه أيصا الذي ينجسون قضاءه األقدس [اش‬

‫‪-١٣ :٣‬ه ‪ .]١‬كما يمتلكون أيصا الوسيلة التي يريحون بها نفوسهم عندما يتأتلون في ذواتهم‬
‫كم هم مكثفون بأعمالت) ال دنيئة وال خارجة عتا يليق بخادم لله‪ ،‬بل بوظيفه كلبة القداسة إذ‬
‫يخدمون كوكالء الله‪.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الش المسيحي‬ ‫‪١٣٩٢‬‬

‫‪ .٧‬الطبيعة القسرية للحاكمؤة ليست عائقا لالعتراف بها‬

‫يتجاسر الذين ال يبالون بشهادات كتابية هذا عددها‪ ،‬فيشكون ئز الشكوى‪ ،‬وبألغا؛ جارحة‬
‫هذه الخدمة المقدسة كشي؛ معيبة للديانة المسيحية ولحياة التقوى؛ وماذا هم فاعلون سوى أدهم‬
‫يتطاولون بألسنتهم على الله نفسه‪ ،‬إذ ال يمكن أن يندد بهذه الخدمة من دون إهانة له؟ ليس أة‬
‫هؤالء يرفضون الحكام فحسب‪ ،‬بل إئهم يطيحون بحكم الله وسيادته عليهم‪ .‬فإن كان الرب حعا‬

‫قال هذا عن شعب إسرائيل ألدهم رفضوا حكم صموئيل [ ‪ ١‬صم ‪ ،]٧ : ٨‬فلماذا بقال ذلك بمصداقية‬
‫أقز في ض يطلقون العنان لعداوتهم المتقدة ضن جميع ما رسمه الله من حاكميات؟ قال الرب‬
‫لتالميذه إة ملوك األمم يسودونهم‪ ،‬وأما للتالميذ فليسوا هكذا‪ ،‬حيث يصبح األون بينهم األصغر‬

‫[لو ‪:٢٢‬ه‪٢٦-٢‬؛؛ يقولون إده بموجب ذلك القول يمنع جميع المسيحيين من أخذ الممالك‬
‫أو الحكومات‪ .‬يا لهم من مقشرين تؤرة! كان قد نشب جدال بين التالميذ حول تن يتميز منهم‬
‫فوق اآلخرين‪ .‬أتا الرب‪ ،‬فبيضيك ذلك الطموح الباطل‪ ،‬عتمهم أة خدمتهم ليست كالممالك‬
‫التي يسود فيها واحن على كز اآلخرين‪ .‬أسألكم‪ :‬ما هي اإلهانة التي تجلبها هذه المقارنة على‬
‫الكرامة الملكية؟ حعا‪ ،‬عال تبرهن إطالقا عدا أن وظيفة الئتكية ليست الخدمة الموضوعة على‬
‫الرسل؟ عالو؛ على ذلك‪ ،‬فإئه مع تعذد أنواع وظائف الحكم نفسها‪ ،‬ال فرق بينها في ما يتحئق‬
‫بلزوم اعتبارها جميعها مركبة من الله‪ .‬ولهذا يجمعها بولس كتها ككتلة واحدة عندما يقول‪ :‬اكز‪،‬‬
‫ستكان إال بن الله [رو ‪ .]١:١٣‬كما أن ما يعتبر أقز استساغة من الكز قد خش بمكانه فوق‬
‫الكز؛ أي سلطة الواحد‪ .‬هذا األمر — ألئها تحمل في طياتها طاعة الجميع (عدا أئها ئخبع كز‬
‫األشياء لمشيئة شخعى واحد) — لم يمكن في العصور الغابرة أن تقبله الطبائع البطولية ومرتبات‬
‫األشراف‪ .‬لكي يحبط آراءهم الظالمة‪ ،‬يوبد الكتاب المقدس صراحة أته من عناية حكمة الله‬
‫وحسن قضائه به يملك الملوك [قارن ام ‪:٨‬ه ‪ ،)١‬وأن الله يأمرنا تحديدا أن‪ :‬أكرموا الملك‬
‫[ام‪٢١:٢٤‬؛‪.١‬ط‪.]١٧:٢‬‬

‫(أنظمة الحكم‪ ،‬وواجبات الخكام‪ ،‬قضايا الحرب وجباية الضرائب‪)١٣-٨ ،‬‬

‫‪ .٨‬تنزع أنظمة الحكم‬

‫جلى أئه من قبيل الئكل والبتلل‪ ،‬أن العامة غير المؤلهنن يقتبون الرأي في تنغليم دولة تتوحد‬

‫فيها األهداف والمصالح المشتركة‪ ،‬وأن يتجادلوا في ما عساها تكون الحكومة األنسب حي‪٠‬ث‬
‫‪١٣٩٣‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل العشرون‬

‫يقيمون‪ .‬كما أن هذه المسألة ال تقبل حأل بسيطا‪ ،‬بل تتطلب تداوأل مترؤى فيه إذ تعتمد طبيعة‬
‫النقاش في األغلب على الئالبسات‪ .‬وإذ كنت لتقارن أنظمة الحكم بعشها ببعض‪ ،‬بغض النظر‬
‫عن الظروف‪ ،‬ال يسهل أن تميز من بينها أي نظام يتفؤق على سواه في الفائدة‪ ،‬ألئها جميعها تتحاخ‬
‫متبارية بتساو فالهبوط من الحكم الملكي إلى االستبدادية سهل‪ ،‬ولكئه ليس أكثر صعوبة الهوي‬
‫من حكم أفضل إنسان إلى حكم غصبة من البتة؛ على أته األسهل جذا هو السقوط من الحكم‬
‫الشعبى إلى التمرد والعصيان‪ .‬فإن كا لتأثل ملائ في أنظمة الحكم الثالثة التي ناقشها الفالسفة‪ ،‬في‬
‫حد ذاتها‪ ،‬فلن أنكر أن األرستقراطية‪ ،‬أوأن حكومة تختلط فيها األرستقراطية والديموقراطية‪ ،‬تتميز‬
‫على سائر األنظمة إلى حذ كبير‪ :‬ليس في حذ ذاتها‪ ،‬بل ألئه يندر جذا أن يضبط الملوك أنفسهم‬
‫بحيث يستحيل قطعا أن تختلف مشيئتهم عفا هو عادل وحق؛ أو أن‬
‫بالذكاء والغطنة بحيث يدرك الواحد منهم حدود االكتفاء‪ .‬ولذا يسبب نقطن اإلنسان ونقاط ضعفه‬
‫أن يصبح أكثر أماتا واحتماال‪ ،‬أن يتشارك في الحكم عدة من الناس‪ ،‬حتى يعيق بعضهم بعصا‪،‬‬
‫ويعتم بعضهم بعصا‪ ،‬وينتقد ويصحح وينصح بعضهم بعائ‪ ،‬بحيث إذ قرض أحدهم نفسه لمللائ‪،‬‬

‫وجدآخرون من الرقباء والمشرفين لكبح عناده‪ .‬لقد برهن على ذلك باالختبار‪ ،‬كما أيده الرب‬
‫بسلطته عندما عين بعض أفراد بني إسرائيل ليشكلوا أرستقراطية محفوفة بالديموقراطية‪ ،‬إذ أراد‬

‫أن يحفظ الشعب على أفضل حال [خر ‪ ٢٦-١٣: ١٨‬؛ تث ‪١٧-٩ :١‬؛ إلى أن يحبر لهم صورة‬
‫المسيح في داود‪ .‬وكما أعترف بال تحعظ بأته ال يوجد نولح من الحكم أسعد مائ تتغم فيه الحرية‬

‫باالعتدال الالئق‪ ،‬ويوسس على أساس من الصحة يضمن له الديمومة؛ فهكذا أيصا أحسبهم أسعد‬
‫الخلق من سمح لهم بأن يتمتعوا بهذه الدولة؛ وإذا اجتهدوا بجذية وبال كال أو توا؟ الستبقائها‬
‫وللمحافظة عليها‪ ،‬فإتني أجوم بأتهم ال يفعلون شيائ خارجا عنا تستحعه هذه الوظيفة‪ .‬حعا‪ ،‬ينحتم‬
‫غينوا‬
‫‪٠٠‬‬
‫وجه (إذ قد‬
‫مح‬
‫أي‬
‫‪٠٠‬‬
‫الحرية أو إضعافها من‬
‫‪٠٠‬‬
‫منع تناقص هذه‬
‫منع‬
‫دأب على‬
‫مح‬
‫ينكت الحكام ‪٠‬بكل‪،‬‬
‫‪٠‬‬ ‫‪٢٠٠‬‬
‫أن‬

‫حراسا لها)‪ ،‬أو ما هو أسوأ‪ ،‬انتهاكها‪ .‬وإن تهاونوا ولم يسهروا متيقظين على يوتهم‪ ،‬باتوا غير أمناء‬
‫في وظيفتهم‪ ،‬بل لحؤنه لبلدهم‪.‬‬

‫أتا إن كان الرب قد عين لجماعه ما نظام حكمآخر‪ ،‬فارتأوا أن يغيروا هذا النظام عينه بحيث‬
‫يؤول إلى مصلحتهم؛ فحتى التفكير في مثل هذا التعيير حماقة وال ضرورة له‪ ،‬بل ضار جدا‪ .‬وإتك‬
‫إذ نظرك‪ ،‬ال إلى مدينه واحدة فقط‪ ،‬بل ألقيث نظر؛ عاجلة على العالم كته من حولك‪ ،‬أو أقته على‬
‫المناطق األبعد عنك‪ ،‬فسوف تجد أن التقدير اإللهي قد رئب بحكمه أن تحكم البالن المختلفة‬
‫أنظمه متنوعة‪ .‬فكما أن العناصر تترابط في ائساى غير متساو‪ ،‬هكذا البالد أيصا يحسن أن تترابط‬
‫جون كالقن‪ :‬أسس الذين السحتي‬ ‫‪١٣٩٤‬‬

‫مائ بحسب خصوصياتها من تفاوب وعدم استواء‪ .‬وعلى كز‪ ،‬فإئه ال حاجة إلى الحديث عن هذه‬
‫األمور جميعها لض يكتفون بمشيئة الرب‪ .‬ألئه إن كان قد خشن في عينيه أن يضب ملوغا على‬
‫ممالك‪ ،‬أو مجالس شيوخ أو وظائف بلدتة على مدن حزة‪ ،‬فمن واجبنا أن دظهر أنفسنا لمشايرين‬
‫ومطيعين لض عينه الرب قيائ على أماكن عيينا‪.‬‬

‫‪١ .٩‬الصامبثؤخي الناموس كليهما‬

‫ينبغي اآلن أن أشرخ — عابرا — وظيفة الحكام‪ ،‬وكيف تصفها كلمة الله‪ ،‬ومائ تتأنف‪ .‬فإن كان‬
‫الكتاب المقدس لم يعتم بأئها لمذزجة في كال نوحى الناموس‪ ،‬يمكننا أن نتعتم ذلك من الكائب‬

‫الالدينيين‪ :‬ألنه لم يناقش أحد وظيفة الحكام‪ ،‬وأصول التشريع‪ ،‬والخير العام‪ ،‬من دون أن يبدأ من‬
‫نفطة الدين والعبادة األلهية‪ .‬وهكذا أجمع الكز على االعتراف بأته ال يمكن لحكم ما أن يزدهر ما‬
‫لم يكن الورع والتقوى انشغال األؤل‪ ،‬وأن القوانين التي ثغغل حق الله وتركز على منفعة األنسان‬
‫فقط منافية للعقل ونحالة‪ .‬لذا‪ ،‬لتا كان الدين يحتز المقام األؤل لدى الفالسفة‪ ،‬ولغا ظتت هذه‬
‫الحقيقة براعى باألجماع الكوني ألمم األرض قاطبة‪ ،‬فليخر األمراء والحكام المسيحيون من جزاء‬
‫عدم اهتمامهم إذ هم أهملوا هذا االهتمام‪ .‬ولقد وصحنا كم هم مطالبون بها من الله نفسه؛ كما‬
‫يليق بهم أن يجتهدوا توطينا وصودا لكرامة تن يمئلونه‪ ،‬ومن يحكمون بفضل نعمته‪.‬‬

‫كذا يمتدح الكتاب المقدس الملوك القديسين ألئهم أعادوا عبادة الله عندما انحرفت أو‬
‫انعدمت‪ ،‬أوصاروا رعا؛ للدين حتى تزدهر نقاوته في عهد تلكهم‪ .‬أتا في الطرف النقيض‪ ،‬فيدرج‬
‫التاريخ المقدس التمرد والعصيان بين الشرور المقيتة‪ :‬لغا لم يكن هناك ملك في إسرائيل‪ ،‬عمل كز‬
‫واحد ما حشن في عينيه [قض ‪ : ٢١‬ه ‪.]٢‬‬

‫يست هذا غباوة من قد يهملون االهتمام بالله فيهتوئن بإجراء العدل بين الناس فقط — كما لو‬
‫كان الله قد عين حكاتا باسمه ليحسموا الخالفات األرضية فيما دغفلون ما هو أكثر أهمية — وهو‬

‫أن يكون هو نفسه موضوع العبادة الطاهرة بحسب ما يقتضيه ناموسه اإللهي‪ .‬ولكئ الغيرة التي‬
‫تدفع المشاغبين إلى تغيير كز شيء بال عقاب تؤذي بهم الى الولع بإطاحة جميع مناصري التقوى‬
‫المنتهكة من وسطهم‪.‬‬

‫وفيما ينعتق باللوحة الثانية [من الوصايا العشر] يحذ إرميا الملوك قائأل احروا حعا ؤعدأل‬
‫و ؤآئغذوا التغطرف موذ‪ ،‬تي الغايم و أل ثصطهذوا ؤأل ئئلبثوا القريب ؤالتييم ؤاألذتته و أل‬
‫‪١٣٩٥‬‬ ‫الكتاب‪ .‬الرابع‪ -‬الفصل العشرون‬

‫ئشبكوا ذائ زكيا [ار ‪ . ]٣: ٢٢‬والوصية التي نقرأها في المزمور الثاني والثمانين ترمي إلى الهدف‬
‫نفسه‪ :‬أن ااًادصغوا البشين والباس‪ .‬تحوا بشكين ؤانعبيز‪ .‬من تي األلهزار [الظالمين؛ اربذوا‬

‫[مز ‪ ٤-٣ : ٨٢‬؛ ‪ .‬كذا أوصى موسى القادة [القضاة؛ الذين عبنهم ممثلين له أن اشفعوا* بيئ إلحؤتكم‬
‫وضوا بالحق بئن اآلرشان وأخيه زويله وأن آل ئئظزوا إلى انوحو؟ في العطا؛‪ .‬بلضعير نمالكتير‬
‫ئئشعون‪ .‬آل قهابوا ولجة دشاب) ألن العضاة ؤ [تث ‪ . ] ١٧- ١٦ : ١‬فضأل عن أمثال األوامر التي‬
‫توصي الملوك بأأل يكقروا أحصنة لذواتهم‪ ،‬وأأل يضحوا هم أذهانهم في الجشع؛ وأآل يتعالوا‬
‫على إخوتهم؛ وأن ينكبوا مواظبين على التأتل في ناموس الرب طوال جميع أيام حياتهم‬
‫[تث ‪١٩-١٦:١٧‬؛‪ ...‬وللقضاة يقول‪ :‬اآل* دحزف العخاة‪ ،‬ؤأل قلثلز إلى الؤلجو؟‪ ،‬زأل قاحن‬
‫زلهؤه [تث ‪ ١٩: ١٦‬؛ ‪ -‬وغيرها من نصوص نقرأها هنا وهنالك على صفحات السفر المقدس‪.‬‬
‫على أتني إذ أشرح هنا وظيفة الخكام‪ ،‬فلست أقصد أن أرشد الحكالم أنفسهم بقدر ما أريد أن‬
‫أعثم االخرين ماهبة الفكام والغاية التي ألجلها عبنهم الله‪ .‬وهكذا نرى أئه تفئن لهم أن يكونوا‬
‫حما؛ ومناصرين للبراءة العامة‪ ،‬واالحتشام‪ ،‬واللياقة‪ ،‬واالستقرار‪ ،‬وأن يكون انشفالهم الوحيد‬
‫هو استتباب األمن والسالم للجميع‪ .‬ولهذه الفضائل دقز داود بأئه سيكون نموذجا‪ :‬فلتا اعتلى‬
‫العرش الملكى تعهد أال يقبل اآلجرام وفعل الشز‪ ،‬بل يبغض االعوجاج والقذف واستكبار العين‬
‫وانتفاخ القلب‪ ،‬كما يبحث بغيتي رأسه في أنحاء األرض عن مشيرين أمناء ليجلسوا معه [مز ‪،١٠١‬‬
‫وخصوصا اآليات ‪ ، ٤‬ه ‪٧ ،٦ ،‬؛‪.‬‬

‫ولغا كان يصعب عليهم [الملوك والقضاة] أن يؤذوا ما ئتطآب منهم ما لم يدافعوا عن األبرياء‬
‫من‪٢‬ثام األشرار‪ ،‬ويقذموا المعونة والحماية للمظلومين‪ ،‬فقد سلحوا بالسلطة التي يقهرون بها بشن؛‬
‫المجرمين وفاعلي الشز علائ الذين يثيرون الشغب ويزعجون السالم العام [رو ‪٣: ١٣‬؛‪ .‬من منئآلق‬
‫التجربة‪ ،‬نئغق كق االئفاق مع مقولة صولون إذ كق الدول التي يوحدها توائق الشعب على العمل‬
‫للمصلحة العامة يصونها [نظام؛ الجزاء والقصاص؛ أرز هذين يسقط نظام المدن [الدول؛ بزثته‬
‫وينحق‪ .‬ه فإذ االهتمام بالعدالة والمساواة يفتر في عقول الكثيرين ما لم بفن للكرامة الواجبة للفضيلة؛‬
‫واليمكنلشراهة األشرار أن تلجم بسوى الصرامة وإيقاع العقوبات‪ .‬وقد أورد النبي هذين الفتلين‬
‫عندما ناشد الملون وغيرهم من الحكام إجراء القضاء والعدل [ار ‪٣: ٢٢‬؛ قارن ‪ ١٢: ٢١‬؛‪ .‬والعدل‬
‫في الحقيقة هوأخذ البريء إلى األمان‪ ،‬واحتضانه‪ ،‬وحمايته والدفاع عنه‪ ،‬ومناصرته‪ ،‬وتحريره‪ .‬أثا‬
‫القضاء فهوالوقوف ضن جسارة األشرار‪ ،‬وقمععنفهم‪ ،‬ومعاقبة أفعالهم الشريرة‪.‬‬

‫صولون‪ :‬مشرع وسيا سي أثيني من القرن السادس ق‪ .‬م‪ .‬لهذا القول انظر‪ 10 8^15 :‬؟‪٢،‬عكبرعخ ‪0٢0,‬ن‪1‬ح ‪8011)10 )7(-‬؟‬ ‫ه‬
‫‪(. 766(.‬؛ ‪, 0)1. [.0. 01-0111118,‬ةم‪1٠01118 0‬جن‪1‬ح ‪1111‬آلآ ‪.‬يمآل) ‪٧. 5‬ل ‪1.‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٩٦‬‬

‫‪ . ١ ٠‬استخدام الحكام للقرة يتسق مع التقوى واليتنافى معها‬

‫ينشًا هنا سؤال يبدو صعبا وعسيرا‪ :‬إن كان ناموس الله يحزم على جميم المسيحيين‬
‫القتل [خر‪١٣:٢٠‬؛تثه‪١٧:‬؛مته‪ ،]٢١:‬ويتنبأ النبي أن البشر ال يسوؤون وال يفسدون‬
‫في جبل قدس الله (أي الكنيسة) [اش ‪ ٩: ١١‬؛ ه ‪ : ٦‬ه ‪ ،]٢‬فكيف يمكن أن يكون الحكام أتقياء‬
‫وسافكي دماء في الوقت نفسه؟‬

‫لكئنا إن أدركنا أن الحاكم‪ ،‬عندما يجري العقوبات‪ ،‬ال يفعل شيها من ذاته بل ينئن أحكام الله‬
‫عينها‪ ،‬فلن يعوقنا هذا التحزج‪ .‬يحزم ناموس الرب القتل؛ أتا لكي ال يهرب القاتل بال عقاب‪ ،‬يضع‬
‫معطي الناموس نفسه سيعا في يد خذام السيف ليشقر على القتلة‪ .‬يحزم فعل السوء واإليذاء على‬
‫األتقياء؛ أتا االنتقام بأمر الرب من السوء الذي يصيب األتقياء‪ ،‬فليس من قبيل اإليذاء أوفعل السوء‪.‬‬
‫ليتنا نتدر دائائ أأل يفعل‪ ،‬هنا شء عن طيش أو تهؤر‪ ،‬بل أن ئفعل جميع األشياء بشلطة الله الذي‬
‫يأمر بها؛ وإذ نجعل سلطته أمامنا‪ ،‬ال تجيد وال ننحرف عن الطريق السوي! هذا ما لم تكبل القيود‬
‫عدالة الله فال تعاقب فعل السوء‪ ،‬ولكن إن كان من الخطأ أن نفرض عليه قيودنا‪ ،‬فلماذا نحاول‬
‫أن نلوم خذامه؟ يقول بولس إدهم ال يحملون السيف عبائ‪ ،‬إذ هم خذام الله منتقمون للغضب من‬
‫الذي يفعل الشز [رو ‪ ٤: ١٣‬؛ ‪ .‬من ثم‪ ،‬إذا أدرك األمراء وغيرهم من الحكام أن ليس ثنة ما هوأكثر‬
‫قبوأل لدى الله من طاعتهم‪ ،‬فليزاولوا هذه الخدمة إذا كانت نبتهم الصادقة أن يكون بزهم وتقواهم‬
‫واستقامتهم مقبولة لدى الله [قارن ‪٢‬تي ‪١٥ :٢‬؛‪.‬‬

‫كان موسى مدفوعا بهذه األرادة عندما دقل المصري‪ ،‬لتا كان قد عرف أده مغروز بقؤة الله‬
‫ليصير محررا شعبه [خر ‪ ١٢: ٢‬؛ اع ‪٢٤:٧‬؛‪ .‬كذلك كان الحال عندما انتقم لتدنيس الشعب‬
‫مقذساته‪ ،‬فقتل نحو ثالثةآالف رجل [خر ‪٢٨-٢٧:٣٢‬؛‪ .‬داود أيصا‪ ،‬قرابة نهاية حياته أمر ابنه‬
‫سليمان أن يقتل يوآب وشمعي [‪١‬الملوك ‪:٢‬ه‪٩-٨ ،٦-‬؛‪ .‬ولذا فهو يسرد ذلك بين فضائل‬
‫الملوك‪ :‬أبيد جميع أشرار األرض ألقعلع من مدينة الرب كز فاعلي األثم [مز ‪٨: ١٠١‬؛ ‪ .‬والى ذلك‬
‫يعزى أيائ المديح الذي يجزل على سليمان‪ :‬أحببك البز وأبغضك األثم [مز ه ‪٧: ٤‬؛‪.‬‬

‫كيف تضطرم طبيعة موسى التي تقسم باللطف والمسالمة فتتحؤل إلى وحشية كهذه بحيث‬
‫يندفع في المحتة إلى مذبحة جديدة فيما يتصبب منه دم إخوته؟ وكيف لداود الرجل الرؤوف‬
‫العطوف طوال حياته‪ ،‬أن يترك تلك الوصية الدامية فيما هويلفظ أنفاسه األخيرة‪ ،‬فيحزض ابنه على‬
‫أآل يجعل شيبة يوآب وشمعي تنحدر بسالم إلى الهاوية [ ‪ ١‬الملوك ‪ : ٢‬ه‪٩-٨ ،٦-‬؛؟ ولكئ هذين‬
‫‪١٣٩٧‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل العشرون‬

‫الرحلين [موسى وداود؛‪ ،‬فبتنفيذهما النقمة التي رسمها الله قد برًاا أيديهما بقسوتهما التي لو كانا‬
‫قد امسكا عنها لكانا دتسا أيديهما‪ .‬يقول سليمان‪ :‬مكزهة الثغور وغل الغر‪ ،‬ألة الكرسى يؤت‬
‫داال [‪١‬م ‪ .]١٢:١٦‬وأيخا‪٠٠ :‬آلظك الخالى غلى كذسئ القضاء ئدذي بخيه كل ئز‪[ ٠٠‬ام ‪.]٨:٢٠‬‬
‫وأيائ‪ :‬الليك ‪١‬لخكيلمثقئذ األسزاز‪ ،‬ود غتثهم الئؤزح [‪١‬م ‪٢٦:٢٠‬؛‪ .‬وأيائ‪ :‬رل الرغد‬
‫من الفئة‪ ).‬ويفرغ إتاءبلصايغ‪ .‬آزل السرير من قدام ‪1‬ؤذيلثا‪ ،‬وستع كزسته بالفئل [ام ه‪-٤:٢‬‬
‫ه؛‪ .‬وأيصا‪ :‬السرير ائقا ئئني اقرن وينآلق غآيه رسون قاس [ام ‪١١ :١٧‬؛‪ .‬وأيفا‪ :‬فئ ئقول‬
‫يلئر‪ :‬اثث صديق ئشؤه الفاثة‪ .‬ثئفئة الثفوب [ام ‪ ]٢٤ :١٤‬فاالن إن كان برهم الحقيقي‬

‫هو أن يطاردوا المذنب وفاعل الشر بالسيف المسلول‪ ،‬فهل يغمدون سيفهم ويحفظون أيديهم‬
‫من أن تتلوث بالدم فيما يطوف الئغإتون ينفثون قتأل وذبخا؟ إتهم بذلك يرتكبون إثائ من أبعد‬
‫حدود الحرم‪ ،‬وينأون إلى أقصى الحدود من المديح الذي يستوجبه صالحهم وبرهم بالهروب‬
‫من مسؤوليتهم‪.‬‬

‫فليذهبوا عثا بغالظتهم الوحشية الفعلة‪ ،‬وبكرسي القضاء الذي يدعى عن حق مشنقة المدعى‬
‫عليهم! فإئني لسث بئن يحيذون القساوة والعنف‪ ،‬أو يطثون أة القضاء المنصف ممكن ما لم‬
‫ترافقه دائائ وأبذا الرأفة‪ ،‬وتلك المشورة الفضلى للملوك وأضمن حافظ للكرسى الملكي (كما‬
‫يعلن سليمان [ام ‪٢٨: ٢٠‬؛)؛ تلك الرحمة التي سقاها عرن حق أحد كثاب القدم أسمى رني‬
‫مواهب األمراء‪٦.‬‬

‫ومع هذا‪ ،‬يتحثم على الحاكم أن يراعي كلتيهما‪ ،‬خشية أن يؤذي بقسوته المفرطة أكثر‬
‫منا يشفي؛ أو يهري ‪ -‬من جراء تصتع خرافى بالرأفة ‪ -‬إلى أقسى دركات اللطف إذا تخلى عن‬
‫مسؤوليته (برقة ناعمة فاجرة) نحو الكثيرين‪ ،‬مسها هالكهم‪ .‬فقد قيل في عهد اإلمبراطور يرقا‪،‬‬

‫وليس بال مبرر‪ :‬إته لشيء رديء أن يعيش اإلنسان تحت سيطرة أمير ال يسمح معه بشيء؛ ولكن‬
‫األسوأ ‪ ٣‬ا هو العيش تحت حكم أميويبيح كل شيء‪٧.‬‬

‫‪ .١١‬حق الحكم في أن يشذ الحرب‬

‫لكئ الضرورة تحئم أحياتا أن يشهز الملوك والشعب السالح لألخذ بالثأر العام‪ .‬وعلى هذا‬
‫األساس نحكم بأة الحرب مشروعة في حال سئت تحت تلك الظروف‪ .‬فإته إن كانوا قد حولوا‬

‫‪011‬‬ ‫صل) ‪1.111. 3‬‬ ‫انظر‪.(. :‬؛؛ ‪1. 365‬‬ ‫‪٦‬‬


‫‪8,‬آلا‪88‬ةح ‪1(10‬‬ ‫نحمل) ‪٧111. 3‬آ‪ 1‬ظ‪00‬ة؛‪(1101110 0‬؛‪£‬‬ ‫‪٧111. 360‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪٧‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين المسيحي‬ ‫‪١٣٩٨‬‬

‫سلطة الحفاظ على استقرار نطافى سيادتهم‪ ،‬وكبح خيانة شغب المتمردين‪ ،‬وإعانة ضحايا العنف‪،‬‬
‫ومعاقبة فاعلي السوء‪ ،‬فهل ثئة ما هو أنسب من أن يلجموا اهتياج من يزعج هدوء بال األفراد‬
‫وسكون الجميع‪ ،‬ومن يثير صخب الخيانة‪ ،‬وتن يقترف عنف الظلم والسوء القبيح؟ وإن كان‬
‫من واجبهم أن يكونوا حراسا للقانون ومدافعين عنه‪ ،‬فهكذا ينبغي أيقا أن يطيحوا جهود كز‬
‫تن ئغسد جرائئهم نظالم القانون‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬إذ هم يعاتبون ‪ -‬بحى ‪ -‬اللصوض الذين تؤذي‬
‫سرقاتهم القليلين من المواطنين‪ ،‬فهل يسمحون للبلد كته بأن يخرب من جراء عمليات السرقة‬
‫والنهب التي تفلت بال عقاب؟ فإئه ال فرق إن احتز ملق بلذا أجسا‪ ،‬أو إن اعتدى عليه فرة‬
‫من أدنى العوام بالهجوم العدائي‪ .‬ينبغي أن يعتبر هذا مثل ذاك من اللصوص السآلبين‪ ،‬ومن ثم‬
‫يستوجبان كالهما العقاب‪ .‬ولذا‪ ،‬من منطلق العدالة الطبيعية ومن طبيعة وظيفة الحاكم‪ ،‬يلزم أن‬
‫يتسنح األمراء؛ ال لكبح السوء الذي يفعله أفراد بموجب عقوبات قضائية فقط‪ ،‬بل للدفاع حربيا‬
‫عن السيادة المؤتمتة لثقتهم أيقا إذا تعرضت بالدهم ألي عدوان‪ .‬ويعلن الروح القدس شرعية مثل‬
‫هذه الحروب بشهادات كتابية عديدة‪.‬‬

‫‪ .١٢‬االنضباءواإلنسانية في البرب‬

‫أتا إن اعترض علي أحدهم بالقول إذ العهد الجديد ال يحتوي على أي شهاد؛ أو مثز‪ ،‬يعتم‬
‫بأن الحرب مشروعة للمسيحيين‪ ،‬فأجيت أؤأل بأن السبب الذي كان يدفع إلى الحروب في القديم‬
‫ال يزال قائائ اليوم؛ ومن جابآخر‪ ،‬ال يوجد سبت يمنع الحكام من الدفاع عن رعاياهم‪ .‬ثانيا‪،‬‬
‫ال ئجدينا شيائ أن نبحث عن تصريح علني بين كتابات الرسل؛ إذ لم يكن غرضهم أن يشكلوا‬

‫حكائ مدنائ بل أن ينشوئا مملكة المسيح الروحية‪ .‬وأخيرا‪ ،‬نجد أن مجيء المسيح لم يغير شيائ من‬
‫هذا القبيل؛ ألته لو كان التعليم المسيحي (إذ نستعمل كلمات أوغسطينس) يدين كز الحروب‪،‬‬
‫لكان الزائ أن يقال للجنود الذين طلبوا المشورة حول أمر خالصهم‪ ،‬أن يتختصوا من أسلحتهم‬
‫وينسحبوا كتائ من الخدمة العسكرية‪ .‬ولكئ قيل لهم‪ :‬أل ئغبوئا احدا‪ ،‬زأل ثسوا باحي‪ ،‬واكوا‬
‫بقآلئفكم [لو ‪ . ] ١٤ : ٣‬فلما عئمهم أن ئقتعوا بأجورهم‪ ،‬لم يمنعهم من حمل السالح‪.‬‬

‫لكته من واجب جميع الحكام أن يحترزوا خصوصا من إطالق العنان النفعاالتهم وأهوائهم‬
‫العاطفية إلى أقز درجة؛ بالحري‪ ،‬إذا وجب عليهم العقاب‪ ،‬دعهم ال يتهورون طيسا وراء غضبهم‪،‬‬
‫أويسمحون للكراهية بأن تستأسرهم‪ ،‬أو ألن كقد سرائرهم بالقساوة التي ال تعرف الصفح‪ .‬دعهم‬
‫‪١٣٩٩‬‬ ‫الكتاب الرابع‪ -‬الفصل العشرون‬

‫أيشا (كما يقول أوغسطينس) يشفقون على الطبيعة المشتركة بينهم وبين ض يعاقبونه ‪ ٨.‬وإن لزم أن‬
‫دعهم ال يقبلون على ذلك بسهولة‪ ،‬دعهم ال يعبلون‬ ‫يتسلحوا ضن عدو‪ -‬فلنعل إته سارق مستح‬
‫الفرصة السانحة‪ ،‬ما لم تقتض ذلك‪.‬الضرورة القصوى‪ .‬ألته إذ وجب علينا أن نفعل أكثر مائ دعا‬
‫إليه الفيلسوف الوثني عندما أراد للحرب أن تبدو مطلبا للسالم‪ ٩،‬فمن المويد أته ينبغي محاولة‬
‫كز وسيله أخرى قبل اللجوء إلى السالح‪ .‬وأخيزا‪ ،‬في كلتا الحالئين دعهم ال يستسلمون لعاطفة‬
‫شخصية‪ ،‬بل يضعون الشعب في مقام اهتمامهم األوحد؛ وإآل فسوف يسيغون استعمال سلطتهم‬
‫على نحو أثيم‪ ،‬تلك السلطة التي حولوها‪ ،‬ال الستعمالهم الشخصى أو لمصالحهم الذاتية‪ ،‬بل‬
‫لخدمة اآلخرين ونفعهم‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك أن هذا الحق نفسه‪ ،‬حق شر‪ ،‬الحرب‪ ،‬هو أساس إقامة الحصون واألحالف‪،‬‬
‫وأدوات الدفاع المدني‪ .‬وأعزف اا‪١‬لحصونا ببزق الجنود الذين يرابضون في مخافر ثابتة بين‬
‫الثدن لحماية الوطن؛ و األحالف أعزفها بالغضب أو جامعات الدول القائمة بناة على اتفاقيات‬
‫اعتدا؛ على ءإحداها‬
‫مح‬‫‪0‬‬
‫نشوب‬
‫‪٠‬‬ ‫‪ ٠‬خ‬
‫فى حال‬
‫*‬
‫والتساعد‬
‫‪٠٠‬‬
‫بالتعاصد‬ ‫بالد مجاورة‪ ،‬تقضى‬
‫ة *‪ ٠ ٠٠ ٠ ٠٠‬ص‬ ‫مح‬ ‫‪٠‬‬
‫ومعاهدات‬
‫‪٠٠٠٠‬بين امراء‬
‫أو البعض منها‪ ،‬والتضافر على إخماد عدو مشترلبهـ يهذد البشرية‪ .‬وأسئي تلك األشياء التي لستخدم‬
‫المدنية‬
‫**‬
‫‪.‬‬ ‫الدفاعات‬
‫**‬ ‫في فنون القتال‬

‫‪ .١٣‬حقالحاكمؤةفيًانذغرضالضرائب‬

‫أخيرا‪ ،‬أضيف أن األتاوة والضرائب هي مصدر الدخل المشروع لألمراء‪ ،‬يحق لهم استعماله‬
‫لسداد المصروفات الرسمية ذات الصلة بوظيفتهم؛ كما يجوز لهم استعمالها أيثا للتهيئة الالئقة‬
‫بفخامة بيوتهم‪ ،‬حيث تتطلب ذلك كرامه السلطة التي يمارسونها‪ .‬فنالحظ أن داود وحزقيا‬
‫ويوشيا ويهوشافاط وملوكا قذيسين آخرين‪ ،‬ويوسف ودانيال أيثا أنفقوا بسخاء على‬
‫حساب الصندوق العام (كما كان يليق بكرامة مناصبهم) ولكئهم حرصوا على أأل يتعارحقر‬
‫إنفاقهم مع مبادئ التقوى؛ كما نقرأ في سفر حزقيال أن نصيبا ضخائ من األرض تعين‬
‫للملوك [حز ‪ .]٢١ :٤٨‬هنا‪ ،‬على الرغم من أن النبي يصور مملكة المسيح الروحية‪ ،‬يبتغي‬
‫نموذغ صورده في مملكة بشرية شرعية‪.‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪ 33. 531 £., 499; 11.‬ط(ل‪. 6. 13 )٦١4‬تتت‪X111. 2. 15; 0‬اال‪81‬ااجآل‪,6٨‬‬ ‫;‪20. 47 £.‬‬ ‫انظر‪18, :‬‬ ‫‪٨‬‬
‫‪386); 810718 .(٤ 110 .38‬‬ ‫ت ‪111. 7. 3-‬ل‪4 .8 .111‬‬
‫‪)1 6)1111011,‬ط) ‪. 35‬ات ‪1. 79; 1.‬س}{ ‪ 0, 0710^1681.‬عءاح‬ ‫انظر‪., 36 £.(. :‬؛ ‪80‬‬ ‫‪٩‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحي‬ ‫‪١٤٠٠‬‬

‫ولكته يفعل ذلك بطريقه يتدير بها األمراء أنغشهم بدورهم أة إيراداتهم ليست خزانات‬
‫خاصة بهم بقدر ما هي مالية الشعب كته (وهكذا يشهد بولس [رو ‪ ،)]٦: ١٣‬وال يمكن أن بئر‬
‫أو تم‪٠‬هد بدون أن يسبب الهدر ظلائ واضهتا ‪ -٠‬كما ليتذكر األمراء أن هذه تكاد تكون دم الشعحب‬
‫بعينه‪ ،‬والذي يمسي هدره أقسى أنواع الالإذساذية‪ .‬يتحتم أيشا أن يتفكروا ملائ في أن ما يفرضونه‬

‫من ضرائب والحزى والخراج وما إلى ذلك‪ ،‬ينبغي أن ينفق على ما يدعم ضروريات الشأن العام؛‬
‫أثا أن تغرضة هذه على العامة بال مبرر‪ ،‬فابتزاز جائر‪.‬‬

‫هذه االعتبارات ال تشجع األمراء على الهدر أو الترف الباهظ‪ ،‬إذ ال حاجة إلى إضافة الوقود‬
‫إلى حيهم الجبع للمال‪ ،‬حيث إته حث ملتهب من ذاته‪ .‬أثا ألته ضرورى جذا — أئه مهما شرعوا‬
‫في عمله‪ ،‬ينبغي أن يسلكوا بضمير صاب أمام الله ‪ -‬يتحتم أن يتعتموا أيصا مقدار ما يمكن أن‬
‫يكون مشروعا لهم كياليجلبوا على أنفسهم غضب الله بسبب عدم توزعهم أو بسبب ثقه متضحمة‬
‫بأنفسهم‪ .‬بيد أته يجب على األفراد أن يراعوا هذا المبدأ‪ ،‬وهو أآل يسمحوا ألنفسهم بأن ينتقدوا‬
‫بقسو؛ وطيش وعدم حياء إنفاق األمراء حتى إن فاق إنفاق المواطن العادي‪.‬‬

‫(القانون العام واإلجراءات القضائية‪ ،‬في ما ينعتق بالواجب المسيحي‪)٢١-١٤ ،‬‬

‫‪ .١٤‬ناموس العهد القديم وقوانين األمم‬

‫القوانين تلي حاكميه الدولة المدنية من حيث األهمية‪ ،‬وهي أقوى األعصاب التي تتماسك بها‬
‫الدولة‪ ،‬أوكما يستيها [أي القوانين؛ شيشرون — اقتفاء ألفالطون — النفوس التي بدونها ال تقوم‬
‫حاكميات‪ ،‬على الرغم من أن ال حول لها وال قوة بمعزل عن الحاكميات‪ .‬ومن ثلم‪ ،‬ال شيء يمكنه‬
‫أن يكون أصدق متا قيل‪ :‬إذ القانون حاكلم صامت؛ والحاكلم قانون حتي‪١ ٠ .‬‬

‫أثا ألتني اثخنث على عاتقي أن أقول ما هي القوانين التي يجب أن ثحكلم الدولة المسيحية‬
‫بمقتضاها‪ ،‬فليس هنالك ما يدعوإلى أن يتوقع أحذ مقاأل مطؤأل عن أفضل أنواع القوانين‪ .‬فال نهاية‬
‫لذلك‪ ،‬وال صلة له بالفرض الذي نحن بصدده‪ ،‬وال هويناسب السياق الحالي‪ .‬سوف أكتفي بذكر‬
‫القوانين التي يمكن أن سس بالتقوى الواجبة أمام الله‪ ،‬والتي ثثليق بعل‪ ،‬ل بين الناس‪ ،‬وذلك في بضع‬
‫كلمات‪ ،‬على نحومن مرور الكرام‪-‬‬

‫انظر‪1. :‬اتت‪،2 111.‬تذسوع‪٢‬ع(ك ى ‪ 0)1111011, [(£. 378 ٤٤٠٠ 460 ٤٠(.‬احء) ‪ ¥.1; 111.11‬س‪٧.‬ا ‪ 11.‬ا‪2‬غ ‪00٢0,‬اح‬ ‫‪١٠‬‬
‫‪١٤٠١‬‬ ‫الكتاب ارابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وكنث أفئل أن أتجاوز هذا الموضوع في صمت‪ ،‬تالم‪ ،‬لو لم أكن أدري أة الكثيرين يضلون‬
‫طريقهم فيه على نحو خطر‪ .‬فهنالك تن ينكرون إمكانية أن تقوم دوله على نحو صحيح إذا‬
‫انحرفت عن نظام موسى السياسى‪ ،‬واتبعت حكائ يتأنف من القوانين السائدة بين األمم‪ ١١ .‬دلح‬
‫آخرين يتفكرون ملائ في خطورة هذه النظرتة‪ ،‬وكم تميل إلى إثارة الفتن‪ .‬يكفيني هنا أن برهنث‬
‫على خطأها وغباوتها‪.‬‬

‫يلزمنا أن نتنتمر ذلك التقسيم المعروف لناموبس الله الذي نشره موسى‪ ،‬على قوانين أخالقية‬
‫وطقسية وقضائية‪ .‬ويتحئم أن نتأثل كأل من هذه األجزاء كي نفهم ما له صلة بنا‪ ،‬وما ليس ذا صلة‪.‬‬
‫وفي تلك األثناء‪ ،‬ال ينشغل أحد بتلك النقطة الصغيرة‪ :‬أن للقوانين الطقسية والقوانين القضائية‬
‫عالقة أيصا بالقوانين األخالقية‪ .‬هذا ألن الكائب األقدمين الذين علموا هذا التقسيم — على الرغم‬
‫من أتهم لم يجهلوا أن للجزءين االخيرين تأثيرا في األخالقيات — لم يسفوها قوانين أخالقية‪ ،‬ألته‬
‫يجوز أن تتغير أو يسخ الطقسيات والقضائيات‪ ،‬فيما تظل فاعلية القوانين ذات الصلة باألخالقيات‬
‫والسلوكيات‪ .‬فطيقوا هذا المسفى على الجزء األول فقط‪ ،‬الذي بدونه لم يكن هنالك سند للقداسة‬
‫الحقيقية التي تتميز بها األخالق‪ ،‬كما ال قواعد ثابته للعيش باالستقامة‪.‬‬

‫‪ .١٥‬التمييز بين القوانين األخالقية والطقسية والقضائية‬

‫ئدزج قانون األخالقيات (الذي نبدأ به) تحت قستين‪ ،‬أولهما يًامرنا بعبادة الله باإليمان‬
‫النقى والتقوى؛ والثاني يأمر باحتضان الناس بمحبة صادقة‪ .‬ولذا فهو القاعدة الحق واألبدية للبر‬
‫الموصى به للناس عند األمم وجميع العصور‪ ،‬الذين يريدون أن تشاكل حياتهم إراد؛ الله‪ .‬ألتها‬
‫إرادة الله األبدية التي ال تغيير فيها‪ ،‬أن نعبده جميعا هو نفسه‪ ،‬وأن نحك بعصنا بعشا‪.‬‬

‫أتا الناموس الطقسى فكان لتعليم اليهود‪ ،‬وبه رأى الله أته حسق لتدريبهم في حداثتهم (إن‬
‫جاز الحديث) إلى أن يجيء ملء الزمان [غل‪٤-٣:٤‬؛قارن‪،]٢٤-٢٣:٣‬كييعلنملءحكمته‬
‫لألمم‪ ،‬وي حقيقة تلك األشياء التي رمز إليها تسيعا في ذلك الحين في صور‪.‬‬

‫وناموس القضاء الذي اعطي لهم إلدارة الحكم المدني‪ ،‬رسخ صيعا لعينة للعدالة واألنصاف‪،‬‬
‫بها كان العيش بالمسالمة وبراءة الضمير ممكائ‪.‬‬

‫كالغن هنا‪ ،‬وفي الفقرة ‪ ١٦‬التي ستاي أدناه‪ ،‬يرفض فكرة الدولة الثيوقراطية‪ ،‬أو الدولة الدينية‪.‬‬ ‫‪١١‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٤٠٢‬‬

‫انتمت تلك الممارسات الطقسية على نحو صحيح إلى تعاليم التقوى‪ ،‬إذ حقفت كنيسه‬
‫اليهود في إطار خدمة الله ومخافته‪ ،‬وهع ذلك كان ممكائ لها [الممارسات الطقسية؛ أن تتميز في‬
‫ذاتها عن ممارسة التقوى نفسها‪ .‬وعلى المثال نفسه ‪ ،‬تميزت صيفة قوانينهم القضائية عن وصية‬
‫المحبة‪ ،‬رغم أده لم يكن لها غرنراخر سوى الحفاظ األكمل على تلك المحية نفسها التي أوصى‬
‫بها ناموس الله األبدي‪ .‬ولذلك‪ ،‬إذ بات ممكائ أن لنسخ القوانين الطقسية فيما ظلت التقوى‬
‫آمنة من دون أن تنقص أو تختز‪ ،‬هكذا أيشا دامت واجبات المحية ووصاياها عندما زالت‬
‫قوانين القضاء‪.‬‬

‫ولكن ما دام هذا صحيخا‪ ،‬ببي حق كز أته ثابائ في أن تصنع بكامل حرينها ما يروقها من‬
‫قوانين بحسب ما تراه مغينا لها‪ ،‬بشرط أن تطابق تلك القوانين قاعدة المحية التي ال تتغير وال‬
‫تزول‪ ،‬فيجوز لقوانين األمم أن تتعذد في صياغتها من دون أن تختلف في غايتها‪ .‬فإئني ال أعتقد أة‬
‫تلك القوانين الهمجية والوحشية كالتي أذدت بتكريم اللصوص وسمحت بالمضاجعة العشوائية‬
‫يمكن أن يعتبر قوانين‪ ،‬ألئها ليست بغيضة لكز مفاهيم العدالة فقط‪ ،‬بل للفتق ولإلنسانية عينها‪.‬‬

‫‪ . ١ ٦‬وحدة القواض وتعددها‬

‫سوف دنوصح ما قلته إذا توافر في جميع القوانين التي ودعحصها‪ ،‬كما يجب‪ ،‬هذان الشيائن‪:‬‬
‫بنية القانون‪ ،‬والعدالة التي على أساسها تقوم وترتكز بغية القانون‪ .‬العدالة‪ ،‬ألتها شيء طبيعى‪،‬‬
‫ال يمكن إآل أن تكون الشيء نفسه للجميع‪ ،‬ولذلك ينبغي أن تهدف جميع القوانين‪ ،‬أدا كان‬
‫موضوعها‪ ،‬إلى تلك الغاية عينها‪ .‬ثئة ظروف معينة تعتمد عليها الدساتير جزئيا‪ .‬ولذا ال ضير إن‬
‫كانت تختلف‪ ،‬على شرط أن تسعى جميعها إلى هدف العدالة الواحد‪.‬‬

‫إتها حقيقة واقعة أن ناموس الله الذي نسئيه ناموس السلوك األخالقى‪ ،‬ال يتعدى كونه شهادة‬
‫لناموس الطبيعة وللضمير الذي نقشه الله على عقول البشر‪ .‬ولذا فإذ مخئلط هذه العدالة برتته‬

‫الذي نناقشه اآلن‪ ،‬قد أوصي به فيه [في ناموس األخالق؛‪ .‬وس ثم يتحئم أن تكون هذه العدالة‬
‫وحدها الغايه والقاعد؛ والحذ الذي تنتهي إليه جميع القوانين‪.‬‬

‫فأي قوانيئ يسئ على أساس هذه القاعدة‪ ،‬وتسعى نحو تلك الغاية‪ ،‬وتتقيد بذلك الحذ‪،‬‬
‫دمسي مقبولة لدينا مهما كانت تختلف عن الناموس اليهودي أو فيما بينها‪.‬‬
‫‪١٤٠٣‬‬ ‫الكتابالرابع‪-‬الغصاللعشرون‬

‫ناموس الله يحرم السرقة‪ .‬يسرد سفر الخروج العقوبات التي دحصمئ للسارقين في األنة‬
‫اليهودتة [خر ‪٤-١ :٢٢‬؛‪ .‬لقد عاقبت قواس العصور الغابرة في أمم أخرى السرقة بالتعويض‬
‫المزدوج؛ وميزت القوانين التي تبعت أولئك القوانين بين السرقة الظاتورة والسرقة غير الظاهرة‪.‬‬

‫عاقب بعضها بالنغي‪ ،‬وآخر بالجلد‪ ،‬وخر أخيرا باإلعدام‪ .‬عوقبت شهادة الزور بين اليهود بإنزال‬
‫األذى نفسه [تث ‪٢١-١٨: ١٩‬؛؛ وفي مواقغ أخرى بمجرد إلحاق الخزي الشديد بالشخص؛‬
‫وعند بعض األمم بالشنق؛ وعند غيرها بالصلب‪ .‬كما دعاقت جميع الدساتير القتل بالقتل‪ ،‬ولكن‬
‫بوسائق مختلفة‪ .‬وإزاء الزنى‪ ،‬تفرض بعض الدول عقوبات أشذ وأخرى عقوبات أخف‪ .‬هع كز‬
‫هذا التنؤع‪ ،‬نرى أة جميع القوانين شجه إلى الغاية ذاتها‪ .‬وهكذا ينطق جميعها بالعقوبة بصوب‬
‫واحد لتلك الجرائم التي دانها ناموس الله األبدي‪ ،‬وهي القتل والسرقة والزنى وشهادة الزور‪.‬‬
‫ولكئها ال قغق على وسيلة العقاب‪ .‬كما ال يتحكم ذلك وال يفيد‪ .‬ثئة بالد ال ين أن ييدها القتل‬
‫والنهب كلائ ما لم تتعامل بقسوة مع مرتكبي جرائم القتل بواسطة أمثلة شنيعة‪ .‬وثتة عصور تتطلب‬
‫عقوبات متزايدة في قسوتها‪ .‬فإن حدث إزعاغ في أمة‪ ،‬وجب تصحيح الشرور التي تنتج منه‬
‫بسن قوانين جديدة‪ .‬وفي أزمنة الحرب وفي خضلتم قرقعة األسلحة وضجيجها‪ ،‬تختفي كز معالم‬
‫اإلنسانية ما لم يئر خوف مروع من العقاب‪ .‬وفي الجدب واألوبئة‪ ،‬قد يدئر كز شيء إن لم‬
‫ئستخدم قساوة أشذ‪ .‬ثئة أمتم تنجرف إلى رذيلة معينة ما لم ثقمع بصرامة‪ .‬ما هو مقدار الحتق‬
‫والكراهية الذي يكبنه إنسان نحو الصالح العام‪ ،‬أن يزعجه هذا التنوع الذي يكيف في موقعه‬
‫بحيث يصون الطاعة لناموس الله؟‬

‫فقول البعض إة ناموس الله الثعطى يتهلل‪ ،‬عندما تحز محته قوانين جديدة ئغخل عليه‪،‬‬
‫إنما هو عين العبث والبطل‪ .‬فإذ قوانين أخرى ال دعقل عليه عندما بقيل‪ ،‬ال على أساس المقارنة‬
‫البسيطة‪ ،‬بل بحسب ما تالئم األزمنة والمكان واألمة؛ أوعندما ينسخ ذلك الناموس الذي لم يكن‬
‫قد سن ألجلنا على اإلطالق‪ .‬ألة الرت لم ينزل ذلك الناموس على يد موسى لكنادى به وسط جميع‬
‫األمم وليطبق في كز مكان؛ لكته لائ شاء أن يأخذ األنة اليهودية إلى رحاب أمانه وحمايته أراد‬
‫أيقا أن يشرع لها خاصه‪ ،‬وكما يليق بمشرع حكيم‪ ،‬اهلتم اهتماائ بها خاصا بتشريع قوانينها‪.‬‬

‫‪ .١٧‬يجوز للمسيحيين أن يلجأوا إلى القضاء‪ ،‬لكن بدون حنق أورغبة في الثأر‬

‫تبعى لنا أن نفحص ما أرسيناه مؤحرا‪( :‬وهو) ما هو النفع الذي في القوانين واألحكام‬
‫والحكام لجماعة المسيحيين؟ يقترن بهذا أيقا سؤازآخر‪ :‬ما هو قدر المهابة التي يجب على‬
‫جون كالثن‪ :‬أسهر‪ ،‬الدين المسيحى‬ ‫‪١٤٠٤‬‬

‫الغرد العادي أن يمنحها للحكام؟ وإلى أي حذ تلزم عليه إطاعتهم؟ تبدووظيفة الحاكم لكثيرين بال‬
‫فائدة للمسيحيين‪ ،‬ألئهم ال يستطيعون‪-‬في إطار حياة تقواهم أن يطلبوا منه المعونة إذ حؤم عليهم‬
‫االنتقام‪ ،‬وأن يرفعوا الدعوى‪ ،‬أو أن يلجأوا إلى القانون‪ .‬أتا بولس فيشهد بعكس ذلك إذ يقول إذ‬
‫الحاكم خادم الله لصالحنا [رو ‪٤ : ١٣‬؛‪ .‬من هذا نفهم أئه مطن من يبل الله‪ ،‬وأتنا — محمئين‬
‫بيده ومحضنين ضد ظلم األغرار وأفعاول سوئهم — نستطيع أن نقضي حيا؛ مطمطة وهادئة‬
‫[ ‪١‬تي ‪ .]٢:٢‬ولكن إذ كان بال قصد أته أعطي من يبل الرب للدفاع عائ ما لم يكن مسموحا لنا‬
‫بالتمثع بمثل هذه الفائدة‪ ،‬فإئه واضح بما فيه الكفاية أته يجوز أن ئقضد الحاكم‪ ،‬وأن يلئمس عوده‬
‫من دون حرج التهاون في التقوى‪.‬‬

‫لكتني هنا أواجه التعامل مع صنفين من الناس‪ .‬هنالك العديد مئن يستعرون برغبة عارمة في‬
‫التقاضي بدافع حبهم للخصام‪ ،‬بحيث ال يهدأون ما لم يتشاجروا هع غيرهم‪ .‬يتمادون في رفع‬
‫الدعاوى بمرار؛ وحني مميت‪ ،‬وغيرة جنونبة لالنتقام واألذى‪ ،‬ويطاردون خصومهم بحقد ال‬
‫يعرف الصفح‪ ،‬وبال هوادة‪ ،‬وال يتوقفون إآل عند تدميرهم‪ .‬وكيال يظن بهم أتهم مخطوئن‪ ،‬يدافعون‬
‫عن شرهم متذرعين باإلجراءات القانونية‪ .‬لكئ إن سمح ألحدهم بأن يحتكئ) إلى القانون مع أخ له‪،‬‬
‫فال يستح له مع ذلك بأن يكره أخاه أو أن تعتليه رغبة جنونية في إيذائه‪ ،‬أو أن يالحقه بال توذ‪.‬‬

‫‪ .١ ٨‬دوافع المسيحي إلى التقاضي‬

‫إدا ال ين أن يفهم مثل أولئك أن االلتجاء إلى القضاء مسموع به إذا نلبق على النحو الصحيح‪.‬‬
‫فبالنحو الصحيح — لكل من المدعي لرفع دعواه‪ ،‬والمدعى عليه للدفاع عن نفسه — يقصد ما‬
‫يلي‪ :‬أن يتقدم الغدعى عليه في اليوم المعين لالعتراحش‪ ،‬بحسب ما له من قدرة‪ ،‬والدفاع عن‬
‫نفسه من دون مرارة لكئ بهذه النية فقط‪ ،‬أن يدافع عائ يحق له‪ .‬كما ومن الجانب اآلخر‪ ،‬أن‬
‫يسئم الغدعي أمره للقاضي شاكيا مظلمته إتا لشخصه أولبلكبته‪ ،‬وساعيا إلى التوصل إلى ما هو‬
‫منصف وخير‪ .‬ولكئ يلزمه أن يبتعد كز البعد عن االهتياج بواعز األذى واالنتقام‪ ،‬وعن الفظاظة‬
‫والكره‪ ،‬وعن الشهوة المتأججة للنزاع‪ .‬بل ينبغي أن يكون مستعدا أن يتنازل‪ ،‬وأن يحتمل أي‬

‫شيء في سبيل أأل تجمح به العداوة نحو خصمه‪ .‬من جهه أخرى‪ ،‬حيث يكتنف القلوت تعثن‬
‫األذى‪ ،‬ويفسدها الحقد‪ ،‬ويلببها السخط‪ ،‬وتلهث بالنقمة‪ ،‬وأخيرا تتأحج بحب المشاكسة‬
‫بحيث تفتر فيها المحبة‪ ،‬ال يمكن لخكم القضاة في أكثر القضايا عدالة أن يكون إأل قاسيا‪ .‬لذا‬
‫ينبغي أن يستتت هذا المبدأ لدى جميع المسيحيين‪ .‬أن دعؤى قضائية‪ ،‬مهما كانت على حق‪،‬‬
‫‪١٤٠٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫يستحيل أن يرفعها أي شخص ما لم يعامل خصمه بالمحبة ولحسن النية نغسيهما‪ ،‬كما لو كان‬
‫األمر المخئتف عليه قد تسوى وانهي فعأل بالتصافي والموذة‪ .‬هنا قد يتدحل أحدهم معترصا بأن‬

‫مثل هذا االعتدال ال يوجد إطالقا إذا وصل الحذ إلى التقاضي‪ ،‬وأئها دمسي معجز؛ إن وجد‪.‬‬
‫إتني أعترف حائ‪ ،‬إذ هو من واقع الزمن الذي نعيش فيه‪ ،‬بأن مثال متقاض هكذا صالح وحير جذ‬

‫نادر الحدوث‪ .‬ولكئ المبدأ ذاته‪ ،‬إن لم تفسده سوء النية أوأقرانها من الشرور‪ ،‬ال يكفل عن كونه‬
‫صالخا ونقيا‪ .‬أثا عندما نسمع أن معونة القاضي هبة مقدسة من أفضال الله‪ ،‬يتحقم أن نحرض‬
‫بأقصى جهد من أن يتلؤث من جراء خعلبنا‪.‬‬

‫‪ .١٩‬اعتراض‪٠‬طىوفضاالحتكامإلىالقضاء‬

‫أثا بخصوص من يدينون التعامل مع القضاء إطالقا‪ ،‬فليعلموا أنهم ينبذون بذلك رسم الله‬
‫المقدس‪ ،‬وواحدة من العطايا التي تكون شيكا طاهرا للطاهرين [تي ‪ : ١‬ه ‪]١‬؛ إال اذا شاؤوا اتهام‬

‫بولس بفعل مشين إذ صن افتراء متهميه‪ ،‬بغضح حيلتهم وسوء نيتهم [اع ‪ ١٢ : ٢٤‬وما يتبع] كما‬
‫استعان في بالط القضاء بجنسيته الرومانية [اع ‪٣٧:١٦‬؛‪،١:٢٢‬ه‪ ،]٢‬وعندما اقتضت الضرورة‬
‫استأنف دعواه إذ رفعها من القاضي الظالم إلى عرش قيصر نفسه [اع ه ‪. ] ١١ - ١٠ : ٢‬‬

‫ال يناقض هذا أنه لحت م على جميع المسيحيين أن يرغبوا في االنتقام‪ ،‬وهو ما لقصيه بعينا‬
‫جذا عن المحاكم المسيحية [ال ‪١٨: ١٩‬؛ مت ه‪٣٩:‬؛ تث ‪:٣٢‬ه‪٣‬؛ رو ‪ .]١٩: ١٢‬فإذا كانت‬

‫الدعوى مدنية‪ ،‬يخطئ أحدهم ما لم بودغ قضيئه‪ ،‬ببساطة بريئة‪ ،‬في يد القاضي بصفته الموضى‬
‫بحماية الشأن العام‪ .‬كما ال ينبغي أن يخطر بباله أن يجازي شرا بشر [رو ‪ ،]١٧: ١٢‬إذ هذا عين‬
‫الغيرة المضطرمة لالنتقام‪ .‬أما إذا أقيمت دعوى بسبب تعد خطير أو عقوبته الموت‪ ،‬فإتنا نفرض‬
‫على رافع الدعوى أن يجيء إلى المحكمة مجردا من رغبه مئقدة لالنتقام وس الغيظ من جزاء أدى‬
‫شخصتي‪ ،‬بل أن يضع في باله فقط أن يمنع جهود إنسا؟ مخرب من إيذاء المجتمع‪ .‬ألئك إذ‬
‫تطعمت من نزعة الفكر التواق إلى االنتقام‪ ،‬لم نكسر الوصية التي تحرم على المسيحي أن‬

‫يكون انتقاميا‪.‬‬

‫ولكئ البعض سيحتجون‪ ،‬ال ألته يحرم عليهم ابتغاء االنتقام فقط‪ ،‬بل ألئهم مدعوون أن‬
‫ينتظروا يد الرب أيشا‪ ،‬ألئه دعن بأن يأتي لمعونة المظلوم فيجازي بالنقمة التي له‪ ،‬فيما ثن يطلبون‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٤٠٦‬‬

‫سواء ألنفسهم أو لغيرهم ‪ -‬ينتظرون كزك النقمة التي تأتي من عند إله الحماية‬ ‫معونة القاضي‬
‫السماوي‪[ .‬أقول؛ ال أبذا! ألئه يلزمنا أن ال نعتبر نقمة القاضي نقمة إنسان‪ ،‬بل النقمة التي تأتي من‬
‫الله‪ ،‬وئطيق ‪ -‬كما يقول بولس [رو ‪ ٤ : ١٣‬؛ ‪--‬من خالل خدمة األنسان لصالحنا‪.‬‬

‫‪ .٢٠‬المسيحي يحتمل اإلهانة‪ ،‬ولكئه يدافع عن اسلحة العامة بالتفاهم واإلنصاف‬

‫ال خالف بيننا وبين كلمات المسيح التي يحزم بها علينا أن نقاوم الشر بالشر‪ ،‬ويأمرنا أن نحول‬
‫الهتن األيسر لتن لعلم األيمن‪ ،‬وأن نترك الرداء أيصا لمن يًاخذ متا الثوب [مت ه ‪٤٠ -٣٩ :‬؛‪ .‬إته‬
‫حعا يشاء أن تتراجع قلوب شعبه فزعا من أي إحساس بالرغبة في مقابلة األذى بمثله‪ ،‬بحيث ينبغي‬
‫لهم بالحري أن يفسحوا المجال ليصيبهم أذى مزدولج بدأل من أن يثأروا‪ .‬ونحن ال تئيهم عن هذا‬
‫التصبر؛ ألته حعا ينبغي أن يكون المسيحيون صنعا من الناس مولودين الحتمال تشويه الشمعة‬
‫واإلهانة‪ ،‬ومنفتحين لتحتل تعتد األذى‪ ،‬واختبار السخرية والمكيدة من األشرار‪ .‬وليس هذا‬
‫فقط‪ ،‬بل ينبغي أن يتحتلوا كل هذه الشرور بطول أناة‪ .‬أي ينبغي أن يتحئؤا برباطة جأش روحيه‬

‫كامله بحيث إذ واجهتهم إهانة استعذوا العتداءآخر‪ ،‬غير واعدين أنغشهم طوال حياتهم بشيء‬
‫سوى حمل صليب بال انقطاع؛ وفي األوان نفسه دعهم أيائ يحسنون إلى مبغضيهم ويباركون‬
‫العنيهم [لو ‪ ٢٨: ٦‬؛ قارن مت ه‪ ،]٤٤ :‬وأن يجتهدوا فيغلبوا الشر بالخير [رو ‪٢١ : ١٢‬؛ (ويكون‬
‫ذلك نصرهم الوحيد) ‪ .‬وعلى أساس هذه النية‪ ،‬لن يبتغوا عيائ بعين‪ ،‬وسائ بسئ‪ ،‬مثلما علم الفزيسيون‬
‫تالميذهم حت‪ ،‬االنتقام؛ بل كما دربنا المسيح‪ ،‬سوف يقبل المسيحيون أن تتشؤه أجسادهم‪ ،‬وأن‬
‫تغتصب ممتلكاتهم‪ ،‬وأن يسامحوا وعن طيب خاطر يعفوا عن الذنوب التي تقترف في حثهم‬

‫[مت ه ‪ ٣٨:‬وما يليه؛‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬سوف ال يمنعهم اتزان عقولهم واعتدالها هذا‪ ،‬من أن يطلبوا معونة الحاكم لصون‬
‫ممتلكاتهم فيما يحافظون على المودة تجاه أعدائهم؛ كما لن يمنعهم هذا التعقل من المطالبة‬
‫بعقاب شخص مذنب يهذد سالمة المجتمع‪ ،‬رغبة منهم في ديمومة المصلحة العامة‪ ،‬حتى إذ كانوا‬
‫يدركون أن العقوبة المستحثة لذلك المذنب هي الموت‪ .‬يفشر أوغسطينس بالحئ غاية جميع‬
‫هذه األحكام‪( .‬يقول) إته ينبغي للمسيحي (األنسان التقي الباز) أن يكون مستعدا لتحثل بصبر‬
‫أذى الذين يرغب لهم أن يصبحوا صالحين‪ ،‬كي يزداد زخم الصالح وعدد الصالحين؛ ال أن يضيف‬
‫ذاته إلى عدد األردياء برن األذى‪ .‬وثانيا‪ ،‬قصل هذه األحكام بتدريب القلب من الداخل أكثر من‬
‫‪١٤٠٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫تدريبه بالعمل الذي تجرى في العلن‪ ،‬كي يظز صبر العقل وحسن النية في الخفاء‪ ،‬ولكن [أيقا]‬

‫كي نفعل في العلن ما نراه نافائ لتن ينبغي أن نتمتى لهم الخير‪١٢.‬‬

‫‪ .٢١‬يدين بولس روح القيل إلى المقاضاة‪ ،‬لكن ليس كق المقاضاة‬

‫أما االعتراض المعتاد — أن بولس دان رفع الدعاوى كليا — فهو أيصا اعترافى مخطئ‬
‫[ ‪ ١‬كو ‪ : ٦‬هل‪ . ]٨‬يسهل االستنتاج من كلماته هنا أده كان ثمة في كنيسة كورنثوس ولع بالمحاكمة‪،‬‬
‫إلى درجة أئهم عرضوا إنجيل المسيح والدين الذي اعترفوا به لتهكم األشرار ومتكتمي السوء‪.‬‬
‫انتفدهم بولس أؤأل إلهانة اإلنجيل بين المؤمنين بإفراطهم في المنازعات‪ .‬ثانيا‪ ،‬وبخهم أيشا‬
‫لتشاجرهم هكذا فيما بينهم‪ ،‬اخوًا مع إخوة‪ .‬فقد كانوا أبعد ما يمكن عن احتمال بعضهم أخطاء‬
‫البعض اآلخر‪ ،‬حتى طمعوا في ممتلكات بعضهم‪ ،‬وهاجموا بعخهم بعصا واجتلبوا الخسارة‬
‫الواحد على اآلخر‪ .‬لذا ندد بهم بولسر بسبب تألجج شهوتهم إلى المحاكمة‪ ،‬وليس ببساطه بسبب‬
‫كز الجدل الذي ينشب بينهم‪.‬‬

‫ولكئه ئبمئه بالضعف أو الخطأ أئهم ال يقبلون فقدان مقتنياتهم‪ ،‬بل يسعون إلى حفظها‪ ،‬حتى‬
‫إلى درجة النزاع‪ .‬أي أئه‪ ،‬عندما أوقدت كز خسارة غيظهم بحيث ركضوا مباشرة إلى المحاكم‬
‫ألقز األسباب‪ ،‬يتكتم عن هذا كبرهاؤ على تلؤث عقولهم باإلفراط في الميل إلى الغضب‪ ،‬وعدم‬
‫استعدادهم الكافي للصبر‪ .‬حعا ينبغي للمسيحيين أن يعخلوا دائائ التنازل عن حقوقهم بدأل من‬
‫األسراع إلى المحاكم‪ ،‬وهذا يؤذي غالبا إلى إضطرام القلب بالبغض تجاه األخ‪ .‬أثا عندما يرى‬
‫مسيحى أئه يستطيع‪ ،‬بدون أن يفقد المحبة‪ ،‬أن يدافع عن ممتلكاته التي ال يمكنه أن يتحئل‬
‫خسارتها‪ ،‬فهو ال يمتهن وصية بولس إذا لجأ إلى القانون‪ .‬خالصة القول (كما قلنا في مستهز‬
‫الحديث)‪١٣،‬يجد كز إنسا؟ أفضل مشورة في المحبة‪ .‬وكز ما يضطلع به بمعزل عن المحبة‪،‬‬
‫وجميع المنازعات التي تتخنلى حدود المحبة‪ ،‬نحسبها ظالمة وعديمة التقوى‪.‬‬

‫‪,‬جعاأ‪8‬الجل‪٨٦‬‬ ‫‪ 33. 530; ٤٢.‬اوآلآل) ‪. 2. 12-13‬ااا‪٧‬آلت‪0‬‬ ‫انظر‪.(. :‬؛ ‪20.44‬‬ ‫‪١٢‬‬


‫انظر أعأله‪ :‬الفقرة ‪.١٨‬‬ ‫‪١٣‬‬
‫جون كالثن‪ .‬أسسى الدين المسيحي‬ ‫‪١٤٠٨‬‬

‫(الطاعة بالوقار‪ ،‬واجبة حتى للحكام الظالمين‪)٢٩-٢٢ ،‬‬

‫‪ .٢٢‬التوقير‬

‫إذ الواجب األؤل الذي ينبغي أن تلتزم به الرعية نحو حكامها هوأن تنظر إلى وظيفتهم بأسمى‬
‫التكريم‪ ،‬حيث إذ تلك الوظيفًا اختصاض منحه الله لهم‪ ،‬وألجل ذلك يليق بها أن يقئن وأن الور‬
‫أصحابها كغذام لله وممئلين له‪ .‬فقد تجد أناسا يوقرون حكامهم فيخضعون ذواتهم لهم رغبًا‬
‫منهم في أن يطيعوا أحذا‪ ،‬ألئهم يدركون أن هذا نافع للخير العام؛ وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬ينظر‬
‫هؤالء إلى حكامهم كادهم شر ال بذ منه‪ .‬أما بطرس فيطالبنا بما هو أكثر عندما يأمر بتكريم النلك‬
‫[ ‪ ١‬بط ‪] ١٧: ٢‬؛ وكذلك سليمان عندما يعلم بمخافة الله والقلك [ام ‪٢١ : ٢٤‬؛ ‪ .‬فعندما يستعمل‬
‫بطرس كلمة ااألكرام‪٠‬ا يضمر فكرا صادائ وعقودا نحو الملك‪ .‬أثا عندما قعرن سليمان الملك‬
‫بالله في الوصية نفسها‪ ،‬فإته يريد أن تظهر أن للملك وقارا وكرامًا مقنسين‪ .‬ثنة أيصا قول بولس‬
‫المأثور‪ :‬إته ينبغي أن نطيع كز‪ ،‬يشتب العصب وعط تل ايكفا يشتب الصمير [رو ‪٥: ١٣‬؛ ‪.‬بهنا‬
‫يعني أته ينبغي للرعايا أن ينقادوا؛ ال بدافع الخوف وحده من األمراء والحكام حتى يظتوا تحت‬
‫رعايتهم (كما لوكانوا يذعنون عادة لعدو متسلح متحئز لمعاقبتهم إذا قاوموه)‪ ،‬بل ألتهم يظهرون‬
‫طاعتهم لله عندما يوالونهم طاعتهم‪ ،‬حيث إذ سلطة الحكام هي من الله‪.‬‬

‫لست أتحذث عن البشر أنفسهم‪ ،‬كما لوكان قنالح من الكرامة قد أخفى حماقًا أو بالده أو‬
‫قساوة أو أخالوا مقيتة حاملة أفعاأل مخزية‪ ،‬فاكتسبت الرذائل ما كان مديحا للغضائل؛ ولكتني‬
‫أقول إذ النظام نفسه جدير بالكرامة واالحترام‪ ،‬بحيث قتن الحكام بيننا ويؤول إليهم الوقار‬

‫‪ .٢٣‬الطاعة‬

‫يستتبع هذا أمراآخر‪ :‬يجب على الرعايا أن يظهروا والءهم وطاعتهم لحكامهم بقلوب نازعة‬
‫إلى توقيرهم؛ سواء كان بامتثالهم لتصريحاتهم‪ ،‬أو بدفع الضرائب‪ ،‬أو بقبول وظائف الخدمة‬
‫العامة ومشاركتهم أعباء الحكم التي تؤول إلى الدفاع عن الوطن‪ ،‬أو بتنغيذ أوامرهم‪ .‬يقول‬
‫بولس‪! :‬التحطبغ كل تفهرة بلئألطين العادعة‪ ...‬حقى إذ من يقاوم الغلفان بعاوم ئرييك‬
‫اللهاا [رو ‪٢-١ : ١٣‬؛‪ .‬ويكتب لتيطس‪ :‬ا‪٠‬ئكزهم اذ ئخضغوا يلراساب ؤالئألطين‪ ،‬ؤيبليغوا‪،‬‬
‫ؤقكوتوا ئئئعذيئ بكن عتل صايح [تي ‪ .]١ :٣‬ويقول بطرس‪ :‬واحخثوا بكن ئرديب بقرى‬
‫‪١٤٠٩‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫مر‪ ،‬أحذ الرت‪ .‬اذ كان يلمللثه وكتن‪ ،‬هؤ وؤق انكن‪ ،‬اذ للوأله وكئزسلين‪ ،‬منه لال رتعا م من‪ ،‬واعلى‬
‫الغر‪ ،‬زبتئح بعاعبي الحش [‪. ١‬ط ‪ ١٤-١٣:٢‬؛‪.‬واالن‪ ،‬لكي يبرهنوا على أتهم ال يتظاهرون‬
‫بالخضوع‪ ،‬بل بإخالص وبقلوب صادقة يقبلون مسؤولية الخضوع كرعايا حقيقيين‪ ،‬يضيف‬
‫بولس أئه ينبغي لهم أن يستودعوا ين الله أمان من يعيشون تحت سلطتهم وفالحهم‪ .‬يقول‪ :‬ااأطلب‬
‫أؤذ كل سى؛‪ ،‬أن دعام طايات زضوئاذ زاببهاألت ؤئفكزان ألحل لجبيع الائس‪ ،‬ألحل‬
‫انئوئذ زلجبيع الذيئ هم وي تئبب‪ ،‬بكئ تئبى حتاه مطمئنة لهادئة وي غذ دعوى ؤزوارا‬

‫[‪١‬تي‪.]٢-١:٢‬‬

‫ال يخدعئ أحد نفسه هنا‪ .‬لائ كان ال يمكن أن يقاوم الحاكم بدون أن يقازم الله في الوقت‬
‫عينه‪ ،‬على الرغم من أئه إمكانية أن يزدرى حاكم غير متسلح مع اإلفالت من العقوبة‪ ،‬فإذ الله‬
‫متسلح لالنتقام بصرامه من ازدراء ذاته‪.‬‬

‫ثم إثني أدرج تحت هذا الباب — باب الطاعة — ضبط النفس الذي يجب على المواطنين‬
‫العاديين أن يلتزموه في العلن‪ ،‬بحيث ال يتطعلون عمذا في الشؤون العامة‪ ،‬أو يقتحمون مكتب‬
‫الحاكم‪ ،‬أو يتونون أي شي؛ سياستي (من تلقائهم) أبذا‪ .‬إن لزم أن دعنل شرغ ما أو يطح‪ ،‬ليحجم‬
‫العامة عن إثارة الشعب‪ ،‬وعن األخذ به بأيديهم‪ ،‬فليقيدوا جميعهم أيادئهم في هذا المجال‪،‬‬
‫وليرجوئا األمر إلى حكم الحاكم‪ ،‬تن له وحده اليد الحرة‪ .‬أعني أأل يغامروا بشيء بدون أن يوتروا‪.‬‬
‫ألته متى يعط الحاكم أمره‪ ،‬يتقيل المواطنون العاديون سلطة عامة‪ .‬فإئه مثلما يدعى المشيرون آذان‬
‫األمير وعيوته‪ ،‬فكذلك يعثل أن يقال فيمن تعينون بأمره لينجزوا األعمال‪ ،‬إتهم أيدي األمير‪.‬‬

‫‪ .٢٤‬وجوب الطاعة أيخا للحاكم الظالم‬

‫أتا إذ كا تعذ حتى اآلن حاكائ هوحائكما يدعى‪٠٠ ،‬أتا لبلدهاا‪ ١٤،‬وكما يعير عنه الشاعر‬
‫راعيا لشعبه ‪ ١٥‬حارسا للسالم‪ ،‬حاميا للعدالة والبر‪ ،‬ومنتقائ للبراءة‪ ،‬فإذ تن ال يؤيد مثل هذا‬
‫الحكم ال ين أن يحسك مجنوائ بحن‪.‬‬

‫ولكن كما نجد ني كز العصور تقرييا‪ ،‬بعض أمرائها باتوا مهملين لجميع تلك األمور التي‬
‫وجب عليهم أن يلتفتوا إليها‪ ،‬فنغضوا عن كواهلهم كز هم‪ ،‬وابتغوا شهواتهم في تكاسن وفتور‪.‬‬

‫دآل‬
‫*‬
‫‪,‬‬ ‫العبارة مستعارة من األوديسا للشاعر اليوناي هوميروس‪ .‬انظر‪ 1. 52 ٤(. :‬الح‪88‬زك‪)1 0‬ط) ‪0)1^886(( 11. 234‬‬ ‫‪١٤‬‬
‫العبارة مستعارة من إلياذة هوميروس‪ :‬انظر‪ 111)2)11. 68 ٤(. :‬صل) ‪0٢, 111)1)111. 243‬الل‪0‬آل‬ ‫‪١٥‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٤١٠‬‬

‫آخرون‪ ،‬مئن ابتغوا مصالحهم الشخصية‪ ،‬وضعوا برسم البيع القوانين واالمتيازات واألحكام‬
‫ورسائل التوصية‪ .‬آخرون استنزفوا أموال شعوبهم ثم بذروها في سخا؛ جنوني‪ .‬وآخرون غيرهم‬
‫مارسوا النهب عينه بسلب المنازل واغتصاب العذارى والنسوة من ذوات المقام الرفيع في‬
‫مجتمعاتهئ‪ ،‬وبذبح األبرياء‪.‬‬

‫نتيجة لذلك‪ ،‬ال يقتنع كثيرون بأن يعترف بمثل هؤالء امراء‪ ،‬وأن يخصع لسلطتهم على قدر‬
‫اإلمكان‪ .‬فإئهم [أي المحتجين؛ ليسوا قادرين أن يمؤزوا‪ ،‬إزاء هذا العار وتلك الجرائم الشنيعة‬
‫التي ال تليق بحاكم وال محكوم‪ ،‬صورة لله كان يتحثم أن تتألق في الحاكم؛ فيما ال يرون أثرا من‬
‫ذلك الخادم ألمر الله المعين لمدح فاعلي الخير ولالنتقام من فاعلي الشر [ ‪ ١‬بط ‪ .]١٤: ٢‬وهكذا‬
‫ال يعترفون أيشا بأمثال أولئك حكانا يوصي الكتاب بأن نكرمهم ونوقر سلطتهم‪ .‬حعا بات ذلك‬
‫اإلحساس الغريزى قائائ في أذهان البشر‪ ،‬أن يمقتوا بل يلعنوا الطغاة بقدر ما يحيون ويجلون‬
‫ملوق نرهين‪.‬‬

‫‪ .٢٥‬الحاكم الشرير دينونة من الله‬

‫لكئ إذا نظرنا إلى كلمة الله‪ ،‬نجدها تقودنا إلى ما هو أبعد‪ .‬فإئنا لسنا نخضع لسلطة األمراء‬
‫الذين يؤذون فقط وظيفتهم نحونا باألمانة واالستقامة كما يجب‪ ،‬بل لسلطة جميع نن تقثدوا أمور‬
‫الحكم أيصا‪ ،‬مهما كانت وسائل الوصول إليه‪ ،‬حتى إن لم يقوموا بمثقال ذرة من عمل األمراء‪.‬‬
‫ألئه على الرغم من شهادة الرب أة وظيفة الحاكم هي أسمى عطايا جوده للحفاظ على أمان البشر‪،‬‬
‫وعلى الرغم من تعيينه تخونا لسلطة الحكام؛ يعلن في الوقت عينه أئهم كائائ من كانوا‪ ،‬يستمدون‬
‫سلطتهم منه وحده‪ .‬حعا يقول إذ نن يحكم ألجل المنفعة العامة ادما هو نموذج وبرهان على‬
‫إحسانه العميم‪ ،‬وإن نن يحكم بالظلم أو بالكفاءة فإنما ردب ليجازي شز الشعب؛ وإذ جميع نن‬
‫يحكمون قد وسحوا بالتساوى بتلك الجاللة المقدسة المودعة في السلطة الصالحة‪.‬‬

‫لن أسترض في هذه النقطة إآل ألضيذ بعض الشهادات التي توكد ذلك‪ .‬ولكن ال نحتاج إلى‬
‫بذل الجهل المضني لنثبت أن ملكا شريرا هو غضب الله في األرض [اي ‪٣٠:٣٤‬؛ هو ‪ ١١: ١٣‬؛‬

‫اش ‪ ٤ : ٣‬؛ ‪ : ١٠‬ه ؛ تث ‪ ،]٢٩ : ٢٨‬وإئني واثق بأن أحذا لن يناقضني؛ وهكذا ال تقال في ملك أكثر‬
‫متا تقال في لض نهب الممتلكات‪ ،‬أو في زان يلؤث فراش الزواج‪ ،‬أو في قاتلي يبتغي أن يهرفى‬
‫دمك؛ ألن الله يحسب جميع هذه الباليا ضمن لعناته‪.‬‬
‫‪١٤١١‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫بل دعونا باألحرى نتوقف هنا لنبرهن على شيء ال يستقر بسهولة في عقول الناس‪ .‬إته [حتى؛‬
‫في رجل شرير — غير جدير إطالقا بالكرامة والوقار‪. ،‬وقد أوكل إليه كزى ذلك السلطان ليحكم في‬
‫منصب الشأن العام ‪ -‬تحز تلك القؤًا اإللهية المهيبة التي وهبها الرب بقدرة كلمته لخدام عدالته‬
‫ودينونته‪ .‬ومن ثم يجب على رعيته كز الوقار نحوه والتبجيل من حيث الطاعة والخضوع كالتي‬
‫تجب ألفضل ملك لو كان قد غين عليها‪.‬‬

‫‪ .٢٦‬وجوب طاعة الملوك األردياء يمليه الكتاب المقدس‬

‫أؤأل‪ ،‬أوة أن يالحظ قزائي بتدقيي ذلك التدبير اإللهي الذي كثيرا ما رعيد ذكرة إلى وعينا‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬ولسبب رصين‪ ،‬وكذا ذلك العمل الذي يقوم به في توزيع الممالك وتعيين‬
‫الملوك كما يشاء‪ .‬نقرأ في سفر دانيال أة الرب يغير األوقات واألزمنة ويعزل ملوغا وينصب آخرين‬
‫[دا ‪٣٧ ،٢١ :٢‬؛‪ .‬وأيشا‪ ٠٠٠ :‬لكئ دعلم األلخياء أئ الغلي متشلط في مملكة الناس‪ ،‬ويعطيها مرع‬
‫قائء ا [دا ‪ ١٧: ٤‬؛ ‪ .‬ومع أة الكتاب كته يزخر بمثل هذه النصوص‪ ،‬فهذه النبوءة بالذات تعخ بها‪.‬‬
‫معروف جينا نولح الملك الذي كانه نبوخذناصر‪ ،‬الذي غزا أورشليم؛ كان محتأل عنيائ ومخرائ‬

‫لغيره من الممالك‪ .‬ومع هذا يعلن الرب في سفر حزقيال إئه أعطاه أرض مصر ألجل الخدمة‬
‫التبن ملك) ملوك‪ ،‬ألة إلة‬
‫*‬ ‫التي صنعها له بتدميرها [حز‪٢٠ -١٩: ٢٩‬؛‪ .‬قال له دانيال‪ :‬ارك أيها‬
‫الششازب اعقان نئلكه زاوتذازا زظلغاائ زئئزا‪ .‬زحفتا يفرع بر ايسر زؤلحوش اير زطثوز‬

‫الشتاء ذوفها ليدن زشلكلنق علميها جميعيىا‪[ ٠‬دا ‪٣٨-٣٧:٢‬؛‪ .‬يقول دانيال أيشا لبلشاصر‪ ،‬ابن‬
‫نبوخذناصر‪ :‬ااالله الغبى اغفى اثان نبوخذناصر تفودا زعفتًا ؤلجآلأل ؤبهاء‪ .‬زللفظمة التي‬
‫اعفاه إدالها غائث يردعن ؤئغزع ودامه لجبيع الئفوب ؤاألمم ؤاألليته [دا ه ‪١٩-١٨:‬؛‪.‬‬
‫فعندما نسمع أة ملكا قد نصبه الله‪ ،‬فلنذكر فورا تلك األوامر السماوية التي توصي بتكريم الملك‬

‫وبخشيته؛ عندئذ لن نتردد في أن نضع أكبر مستبذ في المقام الذي تنازل الرب فنضبه فيه‪ .‬عندما‬
‫حذر صموئيل شعب إسرائيل بما يمكن أن يعانوه ‪.‬من ملوكهم‪ ،‬قال‪ :‬هذا ئكون قضاء التبلي الذي‬
‫قئبلذ علثكم‪ :‬قاحن تنيكم زقجفلهم بئب‪ ،‬يتزاي ؤوزسايه‪ ،‬ويذغوئة أمام مزاكبه‪ .‬زئجتز‬
‫لقبه رؤساء الوب ؤرواء حتاسيئ‪ ،‬ويحردون خزاقه ؤقحصذوذ خضاذه‪ ،‬ؤئغتتوة غذ؛ خزبه‬
‫زاذزب مزاكبه‪ .‬ؤائحذ بناتكم غائزب ؤطائغات ؤحثازامي‪ .‬زقاحذ حعولكم زكزومكم‬
‫ؤزدتوتكتم‪ ،‬احؤذلهازيغطيهابعتيد؟‪ .‬زيعشززروغكلم زكزومكم‪ ،‬زئعطي بحضيايه زعتيد؟‪ .‬ؤقاحذ‬
‫غبيدكم ؤجؤارقكئ) ؤسانكلم الجشان ؤخييزغئ) ؤقشتعملهم يثئبه‪ .‬ؤئغئز عنتكم ؤأدئم ئكولون‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٤١٢‬‬

‫له ءبيائا| [ ‪ ١‬صم ‪ . ] ١٧- ١١:٨‬من المؤبد أته لن يحق للملوك قانونيا أن يفعلوا ذلك إذ عتمهم‬
‫الناموس كبح شهوة االمتالك [تث ‪ ١٦ : ١٧‬وما يليه؛‪ .‬ولكته كان يسئى حعا ذا صلة بالشعب‪ ،‬ألن‬
‫إطاعته وجبت عليهم ولم يسمح لهم بالمقاومة‪ .‬فكان كما لو قال صموئيل‪ :‬سوف يفرط الملوك‬
‫في تخهم‪ ،‬ولكن ليس لكم أن تضعوا حدا له؛ ليس لكم سوى أن تسمعوا وتطيعوا‪.‬‬

‫‪ .٢٧‬مظلذبوخذذاصرفيإرصا‪٢٧‬‬

‫ثئة نمه جدير بالذكر‪ ،‬وخصوصا في سفر إرميا‪ ،‬لن يربكني اقتباسه (رغم أته طويز نوعا ما)‪،‬‬
‫ألئه يحذد معالم هذه المسألة بكإك وضوح‪ :‬هكذا وال زب انحوئد‪ ...‬ائي آتا ضتئت األرض‬
‫ؤاإلئشاذ ؤالحؤؤاذ ائذي غلى‪ ،‬ؤلجه األرض‪ ،‬بقؤري انغغليقه ورذزاعي الققذوذؤ‪ ،‬ؤآعطئتها يقئ‬
‫حشن بي غيتي‪ .‬ؤاآلذ ون ذئغث بز هذ؟ األراضي لغد تبو حذتاصز ملك تابل‪ ،‬غبي‪٠‬ي‪ ...‬وتحدمه‬
‫بز الئفوب‪ ،...‬غئى ياتي ؤئت أزضه ائخا‪ ...‬ؤئكون اذ األثه أو القئلكة ابي أل ئخدلم مللت‬
‫بابز‪ ...‬ائي اغابت تلك األلةبالشئعب> ؤالجوع ؤالؤبا‪ ...‬احدلوا مبلل بابز واحيوا [ار ‪-٤: ٢٧‬‬

‫‪١٧ ،٨‬؛‪ .‬نرى كم من الطاعة شاء الرب أن تقدم لذلك الطاغية القاسي والمقيت‪ ،‬ال لسب سوى‬
‫أن كان له الفلك‪ .‬ولكئه كان قدتصب على عرش المملكة بمقتضى أمرسماوي واقرت جاللته‬

‫الملكية التي تحرم أن دقئهن‪ .‬فإن تذبرنا بال انقطاع أته حتى القلك األدنى جدارة واألقصى‬
‫حقارة‪ ،‬ثعيئ ببقتضى األمر نفسه الذي به يطب جميع الملوك‪ ،‬فلن تخطر ببالنا تلك األفكار‬
‫المتمردة أن ملكا ينبغي أن يعاتل بحسب ما يستحق‪ ،‬أو أته من عدم اإلنصاف أن نخضع لمللئل ال‬
‫يظهر لنا‪ ،‬من جانبه‪ ،‬أته علك علينا‪.‬‬

‫‪ .٢٨‬شهادات كتابية عالة حول قدسية الشخصية الملكية‬

‫من العبث أن يعترض أحذ بأن تلك الوصية كانت موجهة إلى بني إسرائيل حصرائ‪ .‬ألئه‬
‫ينبغي أن نالحن أسباب تأكيد الرب لها‪ :‬يقول ئذ ذئغت بز هذ؟ األراضي لتي تبوحنتاصز‬
‫[ار ‪ .]٦:٢٧‬لذلك اسوا علك بابز واحيوا [ار ‪١٧:٢٧‬؛‪ .‬فال يشلن أحذ متا في أته ينبغي‬
‫لنا نحن أن لخلم‪ ،‬م ئن اعطيت له المملكة بدون لبس‪ .‬وعندما يرفع الله أي إنسا؟ إلى رتبة الئلك‪،‬‬

‫يؤبد لنا عزمه على أن يملك ذلك اإلنسان‪ .‬يوجد العديد من الشواهد الكتابية العامة التي تحذ‬
‫على ذلك‪ .‬يقول سليمان في األصحاح الثامن والعشرين من سفر األمثال‪ :‬االقعصتة ارض دكر‬
‫‪١٤١٣‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫وماؤنا [ام ‪٢ :٢٨‬؛ ‪.‬ويقول كاب أيوب في الفصل الثاني عشر‪ :‬تحل مناطق الملوك‪ ،‬ؤيشئ‬
‫احعاءهم بوراق [اي ‪ ١٨: ١٢‬؛‪.‬فحالما اعثرف بذلك‪ ،‬ال يبقى لنا سوى أن نخدلم ونحيا‪.‬‬

‫في سفر إرميا النبى أيثما وصية أخرى من الرب‪ ،‬يأمر فيها شعبه بأن يطلبوا سالم بابل التي‬
‫ارسلوا إليها في سئي‪ ،‬وأن يصلوا ألجلها ألته بسالمها يكون لهم سالم [ار ‪٧: ٢٩‬؛‪ .‬انظر! هوذا‬
‫بنو إسرائيل‪ ،‬مجردين من كزى ممتلكاتهم‪ ،‬تشايين من بيوتهم إلى أرض السبي‪ ،‬ومطروحين في‬
‫عبودتة تعيسة‪ ،‬واآلن يوترون أن إصغوا ألجل رخاء قاهرهم؛ ليس كما امرنا نحن بنصوحس أخرى‬
‫أن نصلي ألجل مضطهدينا [قارن مت ه‪٤٤ :‬؛‪ ،‬بل لكي لصان مملكته آمنة وفي سالم‪ ،‬وبذا تزدهر‬
‫حياتهم هم أيائ‪ .‬وكذلك داود الذي كان قد تم فرزه ملغا بتعيين الله‪ ،‬ومسخه بالزيت المقدس‪،‬‬

‫إته عندما كان مضطهدا على يد شاول بدون استحقاق‪ ،‬نظر إلى رأس تغيره كشي؛ محرم ومنيع‪،‬‬
‫ألن الرب قذسه بامتياز الئتك‪ .‬قال‪ :‬اخافا بي سل الرت اذ أصل هذا األلمز سئدي‪ ،‬بقسيح‬
‫الرت‪ ،‬والمن قدي ايه‪ ،‬ألئه لمسيح الرت [‪١‬صم ‪٦:٢٤‬؛‪ .‬وأيصا‪ :‬اسفقت‪ ،‬علئك زولت‪ :،‬أل امث‬
‫قدي إلى سيدي‪ ،‬ألئه نبيح الرت هؤ [ ‪ ١‬صم ‪ ١٠: ٢٤‬؛‪ .‬وأيتما لمئ الذي يئن ئذه انى لمسيح‬
‫الرت زؤبرًا؟ ‪ ...‬خى هز الرت‪ ،‬إن الرت سؤف دخر‪ ،‬اؤ تأتي ئؤلمه فثوت‪ ،‬أؤ ئئزل إلى الحزب‬

‫ؤتهلك‪ .،‬خاسا بي مر‪ ،‬قتل الرت اذ اثد قدي إلى مبيح الرت!اا[‪ ١‬صم ‪ ١١ -٩: ٢٦‬؛ ‪.‬‬

‫‪ . ٢ ٩‬ليس للرعية — بل لله ‪ -‬أن ينصر الحق‬

‫من واجبنا أن يكون لنا هذا الفكر‪ ،‬فكر التوقير‪ ،‬ومن ثم فكر التقوى نحو جميع حكامنا‪،‬‬
‫وألقصى درجه مهما كان سلوكهم أو طبيعتهم‪ .‬لذلك أكرر هذا مرارا‪ :‬ينبغي أن نتعلم أأل نتفحص‬
‫األشخاص أنفسهم‪ ،‬بل أن نكتفي بأئهم يحملون بتكليف مشيئة الرب‪ ،‬صفه مميزة طبع عليها‬
‫وحفز هو جالأل منيائ ال يتهك‪.‬‬

‫رت قائلي‪ :‬ولكن يحمل الحكام أيصا مسؤولية تجاه مواطنيهم‪ .‬لقد سبق أن اعترفت بذلك‪.‬‬
‫ولكتك إذا استنتجك من ذلك أن خدمة الرعايا واجبة على الحكام العادلين فقط‪ ،‬فمنطقك تبز‪.‬‬
‫فإذ األزواج أيشا مسؤولون تجاه زوجاتهم‪ ،‬والوالدين مسؤولون تجاه أوالدهم‪ ،‬بمسؤوليات‬
‫متبادلة‪ .‬لنفرض أة األزواج والوالدين تختوا عن واجباتهم‪ ،‬ولنفرض أن الوالدين أظهروا قساو؛‬
‫وصرامة شديدئين نحو أوالدهم الذين أوصوا بأأل يغيظوهم [اف ‪٤:٦‬؛‪ ،‬بحب يرهقونهم إلى ما‬
‫بعد حذ اإلعياء‪ .‬لتفرضأن األزواج يحتقرون زوجاتهنويزدرونهئ إلى أقصى الحدود‪ ،‬على الرغم‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الدين المسيحي‬ ‫‪١٤١٤‬‬

‫من أئهم امروا بأن يحبوهئ [اف ه‪ :‬ه ‪٢‬؛‪ ،‬وأن يشفقوا عليهن كاألناء األضعف [ ‪. ١‬ط ‪)٧: ٣‬؛ فهل‬
‫يجوز لألوالد أن تقز طاعتهم لوالديهم‪ ،‬أو الروجات ألزواجهن؟ فهؤالء وأولئك ما زالوا مطالبين‬
‫بالخضوع ولو لألشرار من اآلباء واألزواج‪ ،‬وللمختين بواجباتهم تجاههم‪.‬‬

‫يجب علينا حعا أآل ننظر إلى الكيس المعتق على ظهورهم ‪ ١ ٦،‬أي يجب أأل نتقضى واجبات‬
‫اآلخرين‪ ،‬بل أن يضع كز إنساؤ في ذهنه أن يتحفل مسؤوليته هو‪ .‬وينبغي أن يكون هذا — خصوصا‬
‫— اهتمام مرى وضعوا تحت سلطة اآلخرين‪ .‬لذلك‪ ،‬إن كان ينهكنا عذاب أمير متوحشة وتطحننا‬
‫قساوته‪ ،‬وإن افترسنا حاكم بشنة جشعه وشهوانيته‪ ،‬وإن أهيلنا من جراء بالدة آخر وكسله‪ ،‬وإن‬
‫حارت أفئدتنا وتعئرت تقوانا بسبب نجاسةآخر وفحشه‪ ،‬فلنتدر أؤأل سيائتنا التي ال شائط أن الرب‬
‫يؤدبها بسيا؛ كهذه من عنده [قارن دا ‪٧: ٩‬؛‪ .‬بهذا يلحم التواضع عدم صبرنا‪ .‬ولنتذدئر أيصا‬
‫هذا الفكر‪ :‬إئه ليس لنا أن نداوي مثل تلك الشرور‪ ،‬بل إذ هذا وحده يتبقى‪ :‬أن نستجير بمعونة‬
‫الرب الذي في يده قلوب الملوك [ام ‪ .]١ :٢١‬أًالله وائم بي مختع الله‪ .‬ني وشعل اآليقة‬
‫تعبي‪[ 11‬مز ‪ .]١ :٨٢‬يسقط أمام وجهه وينسحق جميع الملوك وجميع قضاة األرض الذين لم‬
‫يعبلوا مسيحه [مز ‪١١-١٠:٢‬؛‪ ،‬وكذلك جميع كتبة قوانين الجور ومن يقضون بالبطل ليظلموا‬
‫الضعفاء ويسلبوا حق بائسي الشعب‪ ،‬ليغتنموا األرامل وينهبوا األيتام [اش ‪٢-١ :١٠‬؛‪.‬‬

‫(ولكن ينبغي للحكام القانونيين أن يكبحوا استبداد الملوك؛ كما أن تكون طاعة الله في‬
‫المكانة األولى‪)٣١-٣٠ ،‬‬

‫‪ . ٣ ٠‬عندما يتنحل الله‪ ،‬يكون ذلك أحياائ بواسعلة وكالء من دون علمهم‬

‫هنا تظهر قوته وعنايته وإحساناته‪ .‬فإئه أحياائ يقيم من بين خدامه منتقمين يستحهم بأمره‬
‫أن يعاقبوا الحكومات الشريرة علائ‪ ،‬وبذا يحزرون شعبه المظلومين من بلواهم‪ .‬وأحياائ يوحه‬
‫لهذا الفرض أناسا لهم مقاصدهم هم ومساعيهم الخاصة‪ .‬فهكذا أغاث شعب إسرائيل من‬
‫طغيان فرعون بواسطة موسى [خر ‪١٠ -٧:٣‬؛‪ ،‬ومن قساوة كوشان ملك سوريا بواسطة عثنيئيل‬
‫[قض ‪]٩:٣‬؛ ومن استعباد ملوك وقضاةآخرين‪ .‬وهكذا رؤض كبرياء صور بواسطة المصريين‪،‬‬
‫وغطرسة المصريين بواسطة األشوريين‪ ،‬وعنف األشوريين بواسطة الكلدانيين؛ وعجرفة البابليين‬

‫يشبر كالغن هنا إلى أسطورة من روايات القصعي اإلغريقي إيسوب عن كسحن‪ ،‬أحدهما منظور ويحتوي على أخطاء‬ ‫‪١٦‬‬
‫اآلخرين‪ ،‬واآلخر خفي يحلوي أخطاءنا‪.‬‬
‫‪١٤١٥‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫بواسطة الميديانيين والغرس‪ ،‬بعد أن كان كورش قد أخضع الميديانيين‪ .‬كما قد سحق ملوك يهوذا‬
‫وإسرائيل الجاحدين ألحساناته بعدم ورعهم‪ ،‬تار؛ على يد األشوريين وتار؛ بواسطة البابليين‪،‬‬
‫بطرى مختلفة‪.‬‬

‫لم ينتهك النوع األول من المنتقمين الجالله التي طبعها الله على الملوك بقضائه عندما دعاهم‬
‫الله وأرسلهم كي ينجزوا قصدهم؛ بل إذ تستحوا من السماء‪ ،‬أخضعوا السلطات األضعف بالتي‬
‫هي أقوى كما يعاقب الملوك من يخضعون لهم على نحو مشروع‪ .‬أتا النوع الثاني من المنتقمين‪،‬‬
‫فعلى الرغم من أن يد الله قد وجهتهم كيفما شاء‪ ،‬فأنجزوا القصد بدون دراية منهم بأئه في الحقيقة‬
‫قصد الله‪ ،‬بينما قصدهم هم كان أن يفعلوا شرا‪.‬‬

‫‪ . ٣ ١‬المدافعون القانونيون عن حرية الشعب‬

‫لكن كيفما نحكم على هذه األفعال التي يقوم بها البشر‪ ،‬فقد أنجز الله قصده بواسطتهم على‬
‫السواء عندما كسر صولجانات سلطة دامية لملو^ مستكبرين‪ ،‬وعندما أطاح حكومات ومعية ال‬
‫وطاق‪ .‬فليسمع األمراء ويرتعدوا‪.‬‬

‫ولكن يجب علينا في أثناء ذلك أن نحرص جذا أآل نحتقر أو نمتهن سلطة الحكام‪ ،‬الكاملة‬
‫الجاللة والوقار‪ ،‬والتي أسسها الله بأوامر عليه عظيمة الشأن‪ ،‬وإن استقرت في أيدي أقز البشر‬
‫استحقاقا‪ ،‬أناس ينجسونها بأعمالهم الشريرة على قدر اإلمكان‪ .‬ألئه إن كان تصحيح الطفيان‬
‫الجامح من اختصاص الرب الذي له وحده النقمة‪ ،‬دعونا ال نسمح ألنفسنا أن نطئ توا أدها مودعة‬
‫في أيدينا‪ ،‬إذ لم نتلؤ أي أوامر عدا أن نطيع ونتحئل‪.‬‬

‫إئني أتحذث في هذا السياق كته حصرائ عن دور األفراد العاديين‪ .‬ألئه إن ؤجد اآلن‬
‫حكام ومعينون بواسطتهم لكبح عناد الملوك (كما وجد في العصور القديمة جماعة األيفور‬

‫(‪١٧،)٠0٣8‬الذين كانت لهم سلطة الرقابة على ملوك إسبارطة؛ ومجالس أالتربيون‪٠‬ا (‪8‬ع‪11‬لماهذئ)‬
‫التي كانت وظيفتهم الدفاع عن الشعب ومصالحه عند الرومان ضد قناصلهم؛ أو اد (‪18‬سآل‪1‬عه)‬
‫الذين راقبوا أعضاء مجلس الشيوخ األثيني؛ وربما قوات أخرى كالسلطات الثالثية في أزمنتنا‬
‫الحاضرة‪ ،‬والتي تمارس واجبها في كذ مجال العيش عندما تعقد مجامعها‪ ،‬فإئني أبعد ما يمكن‬

‫أن أكون من منعهم أن يقاوموا ‪ -‬بحسب ما يقتضي واجبهم — فجور الملوك المبرح‪ ،‬بحيث‬

‫أعضاء مجلس قضافي خمانني العضوية انتخبه الشعب‪.‬‬ ‫‪١٧‬‬


‫جون كالئن‪ :‬أسس الذين المسيحي‬ ‫‪١٤١٦‬‬

‫إذا تفاضوا عن الملوك الذين يتعصون بوحشية لالعتداء على المواطن الفقير والوضيع من عامة‬
‫الشعب‪ ،‬فاعلن أن يفاقهم يدد على خيانة شائنة إذ يفدرون بحرئة الشعب بعدم أمانتهم‪ ،‬ألئهم‬
‫يدركون أدهم عينوا حراسا وحما؛ لتلك الحرية بمقتضى أمر إلهي‪.‬‬

‫‪ .٣٢‬يجبًاآلتصبحطاءةاباسءصياائلله‬

‫ولكئنا‪ ،‬لتلك الطاعة التي أظهرنا أئها واجبة لسلطة الحكام‪ ،‬للحق دائائ هذا االستثناء بل‬
‫في الحقيقة نجعله أؤلؤا فوقها‪ :‬أال وهو أئنا لن نسمح لها إطالقا بأن تقصينا عن طاعة من ينبغي‬
‫أن تخضغ لمشيئته كز إرادات الملوك ورغبايهم‪ ،‬وتن ينبغي أن دنمع ألحكامه كز أوامرهم‪،‬‬

‫وتن ينبغي أن ثخغض لجالله جميع صولجاناتهم‪ .‬وكم يافي العقل أئك بمراضاة البشر تثير‬
‫غضب تن ألجل خاطره نطيع الناس أنغشهم! لذلك فإذ الرت هو ملك الملوك الذي ينبغي‬
‫أن ئسئع له عندما يفتح فمه القذوس‪ ،‬قبل جميع الناس وفوقهم؛ فإئنا نخضع له أؤأل‪ ،‬ثم بعنه‬
‫للبشر الذين اعطوا السلطة فوقنا‪ ،‬ولكن فيه وحده‪ .‬إذ يأمروا بأي شي؛ مخالب له‪ ،‬فلنتجاهز‬
‫أمرهم‪ .‬وهنا دعونا ال نكترث لكز تلك الكرامة التي يمتلكها الحكام؛ ألئه ال ضير يصيبها إذا‬
‫ادنت أهام تلك القوؤ المتغرد؛ سموا‪ ،‬قؤه الله‪ .‬وفي إطار هذا االعتبار‪ ،‬ينكر دانيال أئه اقترف أي‬
‫إساءة ضن الفلك نعندما لم يطع األمر االثم الذي أصدره [دا ‪ .]٢٣-٢٢: ٦‬لقد تجاوز المللذ‬
‫حدوذه؛ فلم يكن مخطائ إلى الناس‪ ،‬لكته إذ رفع قرئيه لمناطحة الله بذن سلطته‪ .‬وعلى العكس‪،‬‬
‫أدين بنو إسرائيل بسبب طاعتهم المفرطة لإلعالن االثم الذي أصدره الملك [هو ه‪ ٠]١٣:‬ال‬
‫عندما صاغ يربعام عجأى الذهب‪ ،‬فلكي يسروه‪ ،‬زلؤا مع هيكل الله واثجهوا نحو خرافات‬

‫جديدة‪ .‬وبدرجة االستعداد نفسها امتثلت ذريهم ألوامر ملوكهم‪ .‬يوتخهم النبتي بحن؛ لتبتيهم‬
‫إصدارات الملك [هو ه‪١ ١ :‬؛‪ .‬بعين حعا التظاهر باالحتشام عن استحقاق المديح؛ إئه ارضاخ‬
‫زائف يرتديه تن يتمتعون للبالط فيخدعون به البسطاء‪ ،‬بينما ينكرون أئه يحز لهم أن يرفضوا أي‬
‫شيء يفرضه ملوكهم؛ كما لو كان الله قد تختى عن حقه لبشر مائتين‪ ،‬معطيا إياهم سلطاائ على‬
‫البشرية! أو كما لوكانت السلطة األرضية تتضاءل عندما ئخضع لئنبئها‪ ،‬تن في محضره ترتعد‬
‫حتى القوى السماوية كما يرتعد المتوسلون‪ .‬إئني أدرك جسامة الخطر الذي يهدد الثبات على‬
‫هذا المبدأ ألن الملوك يتحفلون المعارضة بأشد استياء‪ ،‬وألذ عصب الغبب رسل المؤت‬
‫[ام ‪ ]١٤: ١٦‬كما يقول سليمان‪ .‬ولكن لغا كانت اإلرادة األلهية قد اعلنت على لسان الرسول‬
‫السماوي‪ ،‬بطرس؛ أئه اسعي اذ يطاغ الله أكتز مى الائس [اع ه‪ ]٢ ٩:‬فلئتعر بهذا الفكر‪ :‬أئنا‬
‫‪١٤١٧‬‬ ‫الكتاب الرابع ‪ -‬الفصل العشرون‬

‫نؤدي تلك الطاعة التي يأمر بها الرب عندما تعتل معاناة أي شيء‪ ،‬على أن ننحرف عن التقوى‪.‬‬
‫وأة شجاعتنا لن تخور إذ ينخنا يولس بمهمار آ حر ‪ :‬أئنا قد افئدينا بواسمطة الميح بثمي عظيم‬
‫كهذا‪ ،‬دفعه لغدائنا كي ال نصير عبيدا ألهواء الناس — فضأل عن الخضوع لعدم تقواهم ه‪.‬‬

‫[‪١‬كو‪.]٢٣:٧‬‬

‫لله المجد‬
‫‪٤١٩‬‬

‫فهرس األسماء‬

‫آلئ ‪111 11(11‬ة‪٦‬ك‪٢‬ة‪٨‬‬ ‫إبراهيم بن عزرا ‪١٣٤‬‬


‫‪8‬ال‪٢1‬آل‪1111‬ا‪(0‬ل‪٨‬‬ ‫أبوليناريوس ‪٤٨٢‬‬
‫‪8‬تآ‪111‬ةغ(ل‪(1‬ل‪£‬‬ ‫‪١٢٣٦‬‬ ‫إبيغانيوس‬
‫‪11٦18‬آ‪(10‬ل‪£‬‬ ‫هه‪٦٧،‬‬ ‫أيقور‬
‫‪118‬ح‪£[10111*0‬‬ ‫األبيقوريون ‪،٦٧‬ه‪،١٠٩،٧‬ه‪٨٩١ ،١٩‬‬
‫‪18‬ا‪81‬ة‪11‬ة‪٨٤11‬‬ ‫أناسيوس ‪،١٨‬ه‪،١٠٤٧،١٠٤٣،١٠٠٧،٨٣‬‬
‫‪،١٠٩٧،١٠٦٢،١٠٤٨‬هه‪١٣‬‬
‫‪08‬ا‪111‬ك‪٨‬‬ ‫آخيل ‪٧٥٩‬‬
‫‪18‬ااة‪٨٣‬‬ ‫أراتوس ‪١٨٦ ،٦٦‬‬
‫‪8‬ل‪٦‬ة‪01‬غ‪٨٢0‬‬ ‫أرخيالوس ‪٣٨٢‬‬
‫‪08‬س‪٢18‬خ‬ ‫أرستيدس ‪٩ ١ ٠‬‬
‫‪0‬اأ‪0‬أ‪٣18‬خ‬ ‫أرسطو ‪،٩٠،٦٧،٦٦‬ه‪،١٨٩،٩‬ه‪،٢٩٩،٢٦‬‬
‫‪١‬ه‪١٣٠٠،٣‬‬
‫‪08‬ا‪٨٢‬‬ ‫آرلءسودس) ‪١١٤٣ ،١٠٥٢‬‬
‫(‪011110 1‬ح) ‪٦‬أ‪1‬العل‪٨٢111٦‬‬ ‫أريمينوم (مجمع) ‪١٠٩٢‬‬
‫‪8‬ل‪٢1٦‬خ‬ ‫آريوس ‪٧،١٤٨،١٣١،١٢٨‬ه‪،١‬ه‪،١٠٨‬‬
‫‪١٠٩٤‬خ‪١٠٩٧‬؛‪١٠٩٩‬عهه‪١٣‬‬
‫ج‪٧111‬ج‪0٢0 0) 8‬ك‪81‬ل‬ ‫إسيدورس ‪١٣٧٢‬‬
‫‪8‬ال‪111‬ج‪٨8‬‬ ‫أسيليوس ‪٣٣٦‬‬
‫‪1011‬لآل‪3.11101‬خ‪٨‬‬ ‫أغاممنون ‪٢ ٠ ٦‬‬
‫‪1‬ا‪٤100‬ع‪ ٨‬؛‪18 0‬ا‪1‬أةعج‪1‬‬ ‫اغناطيوساإلطاكي ‪١٥٧‬‬
‫‪111118‬جج‪£11‬‬ ‫أفجسس (البابا) ‪١١٤٢‬‬
‫‪(1108118‬ل‪£‬‬ ‫أفسس‪(،‬مجمع) ‪٤‬ه ‪،١٠٩٤،١٠٩٢،١٠٤٣،٤‬‬
‫‪١٠٩٧‬‬
‫‪0‬غها(ل‬ ‫أفالطون ‪٩‬ه‪،٩٠،٧٤،‬ه‪،٢٤٣،١٨٧،١٨٦،٩‬‬
‫‪،٨٨٥ ،٨٣٧ ،٥٦٩ ،٢٧٥ ،٢٦٦ ،٢٦٤ ،٢٥٧‬‬
‫‪١٤٠٠،١٣٤٧،١٣٤٦،١١١٧،٩٢٢‬‬
‫‪1118‬ج‪0‬ا‪1‬أ‪£‬‬ ‫إفلوجيوس‪٨،١٠٤٦‬ه‪١٠٦٣،١٠‬‬
‫‪£111101111118‬‬ ‫أفنوميوس ‪١٠٩٧‬‬
‫‪1118‬س‪£١‬‬ ‫إفوديوس ‪١٢٩٤‬‬
‫ة‪٢1‬ك‪11‬ةلع‪>:101110111 0) ٨1‬‬ ‫إقليمنثدس اإلسكندري ‪٢٤٦‬‬
‫‪ £01110‬؛‪01110111 0‬اح‬ ‫‪٦،١٠٤٠‬ه‪١٠٦٨،١٠‬‬ ‫إقليمنئس الروماني‬
‫جون كالثن‪ :‬أس الذين المسيحي‬ ‫‪١٤٢.‬‬

‫(ج(ل‪ ٧ )1<0‬أ‪11‬ج‪111‬ج‪1‬ح‬ ‫إقليمنئسالخاس(بابا) ‪١٠٦٢‬‬

‫(ع^‪ ¥11 )۶0‬أ‪111‬ج‪1‬ح‬ ‫إقليمنصس السابع (بابا) ‪١٠٦٦‬‬


‫‪8‬ل‪301٦‬ن‪٨‬‬ ‫لكاكيوس ‪١٠٢٦ ،١٠٠٤ ،١٠٠٣‬‬
‫‪1[16٢1118‬آت‪£‬‬ ‫إكوبيريوس ‪١. ٢٦ ،١٠. ٣‬‬
‫(‪11011‬ل‪0٦‬ح) د‪61‬ا‪1‬ال‪٨٩‬‬ ‫أقوياليا‪(،‬مجمع) ‪،١.٢٧،١.٢٦‬ه‪،١.٤‬هه‪١.‬‬
‫‪118‬ة‪1181‬جج‪1‬أل‪٨1‬‬ ‫أليجون ‪٩٥٧‬‬
‫(‪11011‬آل‪0‬ح) ‪ً3‬ا‪1٧1£‬‬ ‫إلقيرا‪،‬مجمع ‪١١١ ،٣٩‬‬
‫‪1٦18‬ج‪£11‬‬ ‫؛ليجوس ‪٨٢١‬‬
‫‪1118‬سآل‪٨‬‬ ‫أماديوس ‪٤٤‬‬
‫ج‪٨1111(٢08‬‬ ‫أمبروسيوس ‪،٤٨٠ ،٣٨٢ ،٣. ١ ،١٧٦ ،١٨‬‬
‫‪٦٠‬ه‪،‬ه‪،٧٦٧،٧٦١ ،٧٠١ ،٦٨. ،٦١٨،٦١‬‬
‫‪،١٠٠٤ ،١٠٠٢ ،٨٧٨ ،٨٧٧ ،٨٣٤ ،٨٢.‬‬
‫‪،١.٢٦،١..٩‬ه‪،١.٤‬ه‪،١١٤. ،١١٣٧،١١٣‬‬
‫‪٣،١١٤٦‬ه‪،١١‬ه‪١٣٣١،١١٨‬‬
‫‪11‬ء‪10‬أع‪ ٨‬؛‪8 0‬آل‪81‬ةأ‪8‬ة‪ً1‬ا‪٨‬‬ ‫أنطاس اإلنطاكي ‪١٠٦٢ ،١٠٤٦‬‬
‫‪1‬ا‪100‬أع‪٨‬‬ ‫أنطاكية‪،‬مجمع(‪٣٤١‬م) ‪١٣٢٧٤١..٦،١..١‬‬
‫‪8 1٧‬ال‪11‬ن‪10‬خع‪٨‬‬ ‫أنعليوخوس الرابع ‪١. ٦٧ ،٩٦ ،٩٥‬‬
‫‪8‬ح‪1٤‬أ‪0٢3‬ا‪٢‬ائً‬ ‫إنغراطيون ‪١١٦٨‬‬
‫‪8‬آلأج‪٨111‬‬ ‫أكليطوس(البابا) ‪١٠٥٣‬‬
‫(ع؟‪1111006111 1 )۶0‬‬ ‫إوئقطيوس االول (البابا) ‪،١٠٥٦ ،١٠١٨ ،٣٣٦‬‬
‫‪١٣٧١‬‬
‫(‪0^6‬؟) ‪11111006111 111‬‬ ‫إتوقطيوسالثاك(البابا) ‪١١٤٣ ،٥٨٤ ،٥٨٣‬‬
‫‪8‬آل‪1‬س‪٨‬‬ ‫أوديوس ه ‪١ ٢‬‬
‫‪01111011‬ح ‪,‬حج‪11‬ة‪0٢‬‬ ‫أوراغ؛(مجمع) ‪١٣٦٤٤١١٧٤‬‬
‫(‪(6‬ل‪1¥ )1<0‬‬ ‫أورباض الرابع (البابا) ‪١٣١٧‬‬
‫‪611‬ج‪٠1‬ل‪0‬‬ ‫أوريجيش ‪،٣١٧،٢٦٩،٢٤٦‬هه‪٦٩٧،٣‬‬
‫‪18‬ا‪1‬ا‪٨111*6‬‬ ‫أوريليوس ‪١ ،١.٤٤،١. .٦‬ه‪٨،١٠‬ه‪،١٠‬‬
‫‪١١٧٩‬‬
‫‪8‬ةج‪٢‬كع‪61٠, ٨‬س‪081‬‬ ‫أوسندر‪ ،‬أندرياس ‪،١٨٦ ،١٨٥ ،١٨٣٤١٨٢‬‬
‫‪٤٣٦‬؛ ‪٤٣٩‬؛ ‪٤٤.‬؛ ‪٤٤١‬؛ ‪٤٤٢‬؛ ‪٦٨١‬؛ ‪٦٨٢‬؛‬
‫‪،٦٨٩،٦٨٨،٦٨٧،٦٨٦،٦٨٥،٦٨٤،٦٨٣‬‬
‫‪٦٩٢٤٦٩١٤٦٩.‬‬
‫‪٢‬ة‪8‬حةح ‪8‬آلا‪8‬ل‪٦‬ج‪٨11‬‬ ‫أغسطس قيصر ‪٢٩٧‬‬
‫‪1116‬ا‪18‬آجآل‪٨‬‬ ‫أوغسطسس ‪،٨٤ ،٨٢ ،٧٣ ،٧٢ ،٣٧ ،٢٨،١٨‬‬
‫ه‪،١١١،١.٧،٩٨،٩٦،٨٦،٨‬ه‪،١١٨،١١‬‬
‫‪،١٤١،١٣.،١٢٩‬ه‪،١٤‬ه‪،٢..،١٩٩،١٨‬‬
‫‪١٤٢١‬‬ ‫فهرس األسماء‬

‫ه‪،٢٣٧،٢٣٦،٢٣٤،٢٣٢،٢٢٦،٢٢٤،٢٠‬‬
‫‪،٢٤٢،٢٤١ ،٢٤٠‬ه‪،٢٤٩،٢٤٨،٢٤٦،٢٤‬‬
‫‪٠‬ه‪١،٢‬ه‪٣،٢‬ه‪٤،٢‬ه‪٩،٢‬ه‪،٢‬ه‪،٢٦٧،٢٦‬‬
‫‪،٢٨٤،٢٨١ ،٢٨٠ ،٢٧٨،٢٧٧،٢٧٠‬ه‪،٢٨‬‬
‫‪،٢٩٣،٢٩٢ ،٢٩٠ ،٢٨٩،٢٨٨،٢٨٧ ،٢٨٦‬‬
‫‪،٣٠١،٣٠٠،٢٩٩،٢٩٨،٢٩٧،٢٩٦‬ه‪،٣٠‬‬
‫‪،٣٣٥ ،٣٣٣، ٣١٩ ،٣١٨ ،٣١٧ ،٣١٥ ،٣٠٦‬‬
‫‪،٣٩٥ ،٣٩٣ ،٣٨٨ ،٣٥٥ ،٣٤٩ ،٣٤٤ ،٣٣٦‬‬
‫ه‪٤٠‬؛‪٤٢٨‬؛‪٤٢٩‬؛‪٧‬ه‪٤‬؛ ‪٤٦٠‬؛ ‪٤٨٤٤٤٧١‬؛‬
‫‪ ٠٥ ،٤٩ ،* ٤٨٥‬ه‪،٥٥٨ ،٥٤٦ ،٥٤١ ،٥٢٧ ،‬‬
‫‪٧١ ،٥٦٠ ،٥٥٩‬ه‪،٦١٧،٦١٢،٦٠٨،٦٠٧،‬‬
‫‪،٦٣٠ ،٦٢٨،٦٢٦،٦٢٣،٦٢٢ ،٦٢١ ،٦١٨‬‬
‫‪،٧١٧،٧١٣،٧٠٩،٧٠٤،٧٠٠ ،٦٩٤،٦٣١‬‬
‫‪،٧٦٩ ،٧٦٤ ،٧٤٠ ،٧٣٥ ،٧٣٤ ،٧٣٢ ،٧١٨‬‬
‫‪،٨٣٤،٨١٩،٨١٨،٨١٣،٧٧٢ ،٧٧٠‬ه‪،٨٣‬‬
‫‪،٨٨١ ،٨٧٩ ،٨٧٨ ،٨٧٧ ،٨٧٠ ،٨٦٢ ،٨٦٠‬‬
‫‪٨٨٤‬؛ ‪٨٨٧‬؛ ‪٨٨٨‬؛ ‪٨٩٠‬؛ ‪٨٩١‬؛ ‪٨٩٤‬؛ ‪٤٨٩٥‬‬
‫‪٨٩٦‬؛‪٩٠٠٤٨٩٧‬؛‪٩٠١‬؛‪٩٠٣‬؛‪٩٢٠‬؛‪٩٤٤‬؛‬
‫‪٩٥٢‬؛ ‪٩٦٠‬؛ ‪٩٧٥٤٩٧٢‬؛ ‪٩٧٦‬؛ ‪١٠٠٧٤١٠٠٢‬؛‬
‫‪١،١٠٤٤،١٠٤٠،١٠٣١‬ه‪،١٠٨٤،١٠٧٠،١٠‬‬
‫‪١٠٩٢‬؛‪١٠٩٣‬؛‪١١١٨٤١١١١‬؛‪١١١٩‬؛‪١١٢٤‬؛‬
‫‪،١١٤٣،١١٤١‬هه‪٦،١١‬ه‪٧،١١‬ه‪٨،١١‬ه‪،١١‬‬
‫‪،١١٨٦،١١٨٢،١١٨٠،١١٧٩،١١٦٤،١١٦٣‬‬
‫‪١١٩٧٤١١٩٦٤١١٩٥٤١١٩٤٤١١٨٨٤١١٨٧‬؛‬
‫‪،١٢١٠،١٢٠٨،١٢٠٧،١٢٠٦،١١٩٩،١١٩٨‬‬
‫‪،١٢١٩،١٢١٨،١٢١٤،١٢١١‬ه‪،١٢٢٦،١٢٢‬‬
‫‪١٢٩٩٤١٢٩٤٤١٢٧٦٤١٢٦٤٤١٢٣٦٤١٢٣٥‬؛‬
‫‪،١٣٠٤،١٣٠٣،١٣٠٢،١٣٠١‬ه‪،١٣١٠،١٣٠‬‬
‫‪،١٣١٤،١٣١٣‬ه‪،١٣٢٨٤١٣٢١ ،١٣١٦،١٣١‬‬
‫‪٣،١٣٤٣،١٣٤٢،١٣٣١‬ه‪٤،١٣‬ه‪٦،١٣‬ه‪،١٣‬‬
‫‪،١٣٦٣،١٣٦٢‬ه‪،١٣٧١ ،١٣٦٧،١٣٦٦،١٣٦‬‬
‫‪١٤٠٦،١٣٩٩،١٣٩٨،١٣٨٠،١٣٧٦‬‬
‫أوطيخا ‪٣‬ه‪٤،٤‬ه‪٩،٤‬ه‪،١.٤٨،١.٤٣،٤‬‬
‫‪١٣.٨،١.٩٧‬‬
‫‪0)1111, ١٧ 11113111‬‬ ‫أوكهام‪ ،‬ويليام ‪٢٨٤‬‬
‫(‪ )٠٢088‬ع‪1 11‬‬ ‫إيرينا(إمبراطورة) ‪١٠٩٣٤١١٩‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٤٢٢‬‬

‫‪0118‬ة‪٢011‬ل‬ ‫إيريغاوس هه‪٦،١‬ه‪٧،١‬ه‪٣٢٧،١‬؛‪٨‬ه‪٤‬؛‪٩٧٢‬؛‬


‫‪١٠٤٩‬‬

‫؛‪3 ،1811 0‬‬ ‫بسليوسالقيصري ‪،١.٩٧،٢٠٠،١٧٦،١٨‬‬


‫‪١١٧٩‬‬

‫‪!<1101111118‬‬
‫‪٤٠‬‬ ‫بافئثيوس‬

‫د‪11‬ة‪ً٧‬ا‪1‬ة‪1‬ح؛‪ 0‬ك‪٢‬ةع‪٢‬ح‪3‬‬
‫برنارد دي كليرقو ‪١٠٥٩٤٥٣. ،١٨‬‬
‫بركياس ‪١٥٧٤١٥٦‬‬
‫‪8‬ح‪^0‬ل‬
‫‪8‬ا‪٢11‬ةج‪01٠011‬ة‬
‫برنغارش ‪١٢٨٢ ،١٢٨١‬‬

‫‪ً٦11118‬ا‪8‬‬ ‫بروتوس ‪٩٧٤‬‬


‫‪01٠1118‬أ‪(٢0‬ل‬
‫بروتيريوس ‪١٠٥٧‬‬

‫‪712111118‬‬ ‫بالوتوس ‪٢٠٦‬‬

‫‪1‬ا‪2٢0‬ا‪7111‬‬ ‫بلوتارخ ‪ ٩‬ه‬

‫‪7‬االغجا‪1<01‬‬ ‫يورفيرس ‪٩١٢‬‬


‫‪2٢111٦‬اا‪00٢, ١‬ل‪3٦‬‬ ‫بوتبر‪ ،‬مارتن ‪١٢١.‬‬

‫‪ 81.‬وةا‪٢‬جا‪1‬ء‪1‬آل(ل‬ ‫لولخيريا ‪١٠٤٤‬‬


‫بونيفاقيوس الثاك ‪١٠٥٨‬‬
‫(ع‪200 111 )۶0£‬رال‪0‬ة‪٦‬‬
‫(ع؟‪30111)200 ٧111 )۶0‬‬ ‫بونيفاقيوس الثامن (البابا) ‪،٧٧. ،٣٥٥ ،٢٨٨‬‬
‫‪١٠١٨‬‬

‫‪!<111‬‬
‫ه‪١‬‬
‫بيبان ‪* ٨‬ه‪* ٩،١‬‬

‫ا‪0٢‬ةا‪٨‬‬ ‫بيجيوس‪ ،‬البرت ‪٥٣٤‬‬

‫‪1‬عا‪٢‬ة‪1, 62‬ع‪31‬‬ ‫ييل‪،‬غبريال ‪٢٨٤‬‬

‫‪8‬اااج‪2‬ا‪(0‬ل‬ ‫بيالجيوس ‪،٢٨١ ،٢٨. ،٢٧٧،٢٦٣،٢٣٤‬‬


‫‪٨٨٧ ،٨٧٨ ،٦٩٧ ،٢٩٨ ،٢٨٩ ،٢٨٧‬‬

‫‪121118111‬ج‪2‬ا‪!<0‬‬ ‫‪٦٩٤‬‬ ‫البيال‬

‫(‪0٢0٢‬ول‪11‬ل‪)£‬ع‪2‬ل‪٢2‬آ‬ ‫تراجان(اإلمبراطور) ‪٧١٧‬‬

‫‪01٠111111211‬آ‬ ‫ترتليانوس ‪،١٨‬ه‪٦،١٣١،١.‬ه‪٧،١‬ه‪٤،١‬ه‪،٨‬‬


‫‪٩٢٠١‬؛ ‪٩٣٢‬؛ ‪١٣٠٦٤١٢٣٦٤٩٧٢‬؛ ‪١٣٣١‬‬

‫‪11011‬ال‪0‬ح ‪٢111,‬لماآ‬ ‫نو ريغو (مجمع) ‪١٠٥٦‬‬

‫‪011‬ع‪1‬ا‪0‬ح ‪0,‬كجا‪0‬آ‬ ‫لوليدو‪،‬مجمع(‪٤..‬م) ‪١٣٢٧‬‬

‫‪8 ٨٩1111128‬ة‪٦‬آ‪0٣‬غآ‬
‫دوما األكويتي ‪٨٧٩ ،٢٤٧‬‬

‫‪ 11(01’1118‬آ‬
‫نيباريوس ‪١.٣٩ ،٧١٧ ،٥٨‬‬

‫(‪0٢0٢‬ول‪111‬ج‪111118 )٦‬‬ ‫ديطس (إمبراطور) ‪٧١٧‬‬

‫‪8‬لما‪0111‬غ‪0‬الآ‬ ‫ديخونيوس ‪٣ ٠ ٦‬‬

‫‪11101111811118‬‬ ‫ليمستيوس ‪٢٦٥‬‬

‫أ‪0٢0‬ا)‪1100‬آ‬ ‫ليودوريتس ‪،١٠٠٧،١٠٠٦‬ه‪١٠٨٦،١٠٨‬‬

‫(‪00‬؟‪11‬ل‪71100)1081118 )£‬‬ ‫‪،١٢٠‬ه‪،١٠٢‬ه‪،١١٣‬‬ ‫ثيودوسيوس (إمبراطور)‬


‫‪٤٢٣‬‬ ‫فهرس األسماء‬

‫‪١٣٣١٤١١٥٣‬‬
‫‪8‬ل‪ً٦‬ا‪0‬ا)‪0‬ج‪11‬آ‬ ‫‪١١٩‬‬ ‫ثيودورس‬
‫‪0^1111118‬‬ ‫جاليغوس ‪٦٥‬‬
‫‪11‬غ‪0‬ل ‪,‬ع‪٢80‬ح‪6‬‬ ‫جرسون‪ ،‬جون ‪١٠٦٩‬‬
‫جريللوس ‪٥٩‬‬
‫جا‪1٢‬خ‪11‬ج‪1‬ة‪0, ٧‬ا‪01111‬ت)‬ ‫جنتيلي‪ ،‬قالتتين ‪١٤٩‬‬
‫ا‪11¥0113‬ل‬ ‫جوقينال ‪٢٧٥٤١٠٨‬‬
‫‪381118‬ا‪60‬‬ ‫جيالوس ‪١٣٣٢٤١٠٠٣‬‬
‫(‪011 )451‬ك‪00‬ا‪113‬ح‬ ‫خلقيدونية‪،‬مجمع(‪١‬ه‪٤‬م) ‪،١.١٤،٩٤٤،٤٨٢‬‬
‫‪،١.٩٥٤١٠٩٤٤١.٩٢٤١٠٥٧٤١٠٤٦٤١.٤٤‬‬
‫‪١٠٩٧‬‬
‫‪0311138118‬‬ ‫داماشس ‪١٢٩‬‬
‫‪03٧1)1 1)11110111‬‬ ‫داودكيمشي ‪١٣٤‬‬
‫‪]<01111113.11‬‬ ‫دوميشياش ‪٧١٧٤٦٢‬‬

‫‪]<01131118‬‬ ‫دوناطس ‪١٠٥٢٤٣٧‬‬


‫‪00113118111‬‬ ‫دونا طية ‪،١١٥٧٤١١٥٦٤١١٥٥٤١.٨١٤٩٥٧‬‬
‫‪١٣٦١٤١٢٣١٤١٢٢٦‬‬
‫‪08‬اج^؛‪038 0‬ج‪013‬‬ ‫دياجوراسالميلوسي ‪٥٩‬‬
‫‪001110811101108‬‬ ‫ديموستيوئس *‪٩‬‬
‫‪0108001118‬‬ ‫ديوسقورس‪٧،١٠٤٣‬ه‪١٠٩٧،١٠‬‬
‫‪01011^81118‬‬ ‫ديونيسيوس ‪١٦٣ ،٥٩‬‬
‫‪311)1٢13‬ت‪0‬ا‪ ٨‬؛‪01011^81118 0‬‬ ‫ديونيسيوس اإلسكندري ‪٩٩٨‬‬
‫‪111118‬ج‪0‬آل‬ ‫رجيلوس ‪٢٩٧‬‬
‫‪11‬ا‪38‬آل‬ ‫راتشي ‪١٣٤‬‬
‫(‪0^0‬؟) ‪20(11^1111118‬‬ ‫زفرينس(بابا) ‪١٣٢٩ ،١٣٢٨‬‬
‫‪1 , 01011‬جئلم‪١١‬ا‪2‬‬ ‫زوينخلي‪،‬أولريخ ‪،١٠٢٤،١١٩٩،٦٨٧،١٨،١٧‬‬
‫‪،١٢١٠‬ه‪١٢٧‬‬
‫‪(11011‬إ‪0110‬عو‬ ‫زيوئفون ‪١١٦٧ ،٧٦‬‬
‫‪08‬ا‪01100٢3‬ت‬ ‫‪٩١ ٠‬‬ ‫زيوئقراط‬
‫‪1011‬ع)‪(1٣1‬ل‪8‬‬ ‫سببريدون ‪٣ ٩‬‬
‫‪81311118‬‬ ‫ستاتيوس ‪٦٢‬‬
‫(‪83111103 )001111011‬‬ ‫سردينية‪( ،‬مجمع) ‪١٠٥١‬‬
‫‪8001118, ^41011301‬‬ ‫سرئى‪ ،‬ميخائيل ه‪،١٤٨،١٤٧،١٣٦،١٣‬‬
‫‪٣٩٨‬ع‪٤٣٦‬ع‪٣‬ه‪٤‬ع‪٤‬ه‪٤‬عهه‪٤‬ع‪٦‬ه‪٤‬؛‪٧‬ه‪٤‬ع‬
‫‪٨‬ه‪٩،٤‬ه‪،١٢٦٤،٤‬ه‪،١٢٦٧،١٢٦٦،١٢٦‬‬
‫‪،١٢٧٠،١٢٦٧‬ه‪١٣٠٨،١٣٠‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٤٢٤‬‬

‫‪08‬خة‪800٣‬‬ ‫‪٩‬ه‪،٩٩٩،٩١٠،١٨٦،١٣٠،٧٦ ،‬‬ ‫سقراط‬


‫‪٠‬ه‪١٣٣٧،١٠٦٤،١٠‬‬
‫‪1110‬‬ ‫‪٩١٠‬‬ ‫سقيبيون‬
‫‪111٦18‬خ‪08‬ا‪0‬ح‬ ‫سلستيثس ‪١٠٤٣‬‬
‫‪18‬آ‪1‬ا‪08‬ا‪0‬ح‬ ‫سليستيوس ‪٧٦٤‬‬
‫ج‪01‬أل‪80٢‬‬ ‫السوريون ‪٧٧٤ ،٧٧٣ ،٧٤٠ ،٢٨٧‬‬
‫‪8020111011‬‬ ‫سوزومن ‪٨٤،٤٠،٣٩‬ه‪،‬ه‪٨‬ه‬
‫‪81100111118‬‬ ‫سويتونيوس ‪٥٨‬‬
‫‪801^10‬‬ ‫سيبيوس ‪٧١٨‬‬
‫‪801^1011‬‬ ‫سيرابيون ‪٣٩‬‬
‫‪1٢00‬ح‬ ‫بري ‪٥٩‬‬
‫‪11‬ة‪00111‬ةح‬ ‫سيسليانوس ‪١٠٥٢‬‬
‫*‪1‬ا‪0‬س‪01‬ة ا‪1‬ن أ‪01٠‬و‪0٦‬ج‪81‬‬ ‫سيفبرت دي جمبلو ‪١٣٧١‬‬
‫‪811110111)108‬‬ ‫سيمو نيد ص ‪٧٥‬‬
‫^‪801100‬‬ ‫سيغيكا‪٦٥١ ،٢٩٧،١.٧،١٨‬‬
‫‪110‬جح‪0111‬اس‪1‬ح‬ ‫شارلمان؟‪١٠٥٩،١١‬‬
‫‪100٢0‬ح‬ ‫غيثرون ‪٧‬ه‪٩،‬ه‪،٩.،‬ه‪،٢٤٣،١٨٨،١٢١،٩‬‬
‫‪،٢٤٤‬ه‪،١٣١١ ،٩٥. ،٦٥١ ،٦.٦،٢٩٧،٢٧‬‬
‫‪11٦18‬ا‪0‬ألآل‪8‬‬
‫‪801011‬‬ ‫صا بليوس ‪١٤٨٤١٣١ ،١٣. ،١٢٨‬‬
‫‪11‬ة‪11‬ةآ‬ ‫صولون ‪١٣٩٥‬‬
‫‪11311‬آلل‪0‬‬ ‫ططيانس ‪١١٦٨‬‬
‫غراش‪٢،١..٩،١..٢‬ه‪٣،١.‬ه‪،١.‬‬
‫‪،١.٦٢،١.٦١٤١٠٥٦‬ه‪١.٦‬‬
‫‪18‬ا‪ \،121،1112‬؛‪ 0‬لمد‪01٠‬ج‪ً0‬ال)‬ ‫غريغوريوس النازيانزي ‪١١٧٩ ،١٠٩٥ ،١٤٣ ،١٨‬‬
‫ة‪88‬اليحم؛‪7 0‬ا‪0‬ج‪٢0‬ل)‬ ‫غريغوريوس النيعي ‪١ ٨‬‬
‫(‪0‬؟‪ )۶0‬أة‪110 6٢0‬؛ ال‪0٢‬ج‪٢0‬د)‬ ‫غريغوريوس الكبير (البابا) ‪،٣٩٤،١١.،١٨‬‬
‫‪،١..٩،١..٨،١..٣،١..١،٩٩٩،٩.٩‬‬
‫‪،١٠٤٦٤١.٣٩،١.٢٢،١.٢١،١.١٨٤١٠١.‬‬
‫‪٤،١.٤٩،١.٤٧‬ه‪،١.‬هه‪٨،١.‬ه‪،١.٦١،١.‬‬
‫‪،١١٤٣،١.٧١،١.٧.،١.٦٤،١.٦٣،١.٦٢‬‬
‫ه‪١٣٦١،١٣٣٢،١١٤٧،١١٤‬‬
‫(‪0^0‬؟) ‪ ٧11‬ال‪0٢‬ج‪6٢0‬‬ ‫غريغوريوسالسابع(البابا) ‪١٣٨٢،١١٤٤‬‬
‫(‪0‬؟‪0)۶0‬ج‪٠0‬ى‬ ‫غريغوريوس التاسع (البابا) ‪١٠٦٢‬‬
‫‪٢٢0‬ة‪٧‬‬ ‫ثارو ‪١١١‬‬
‫‪, 10120‬آل‪11‬ة‪٧‬‬ ‫‪١١٤٤،١١٤٣،٨٨٩‬‬ ‫قاال‪،‬لورنزو‬
‫‪١٤٢٥‬‬ ‫فهرس األسماء‬

‫د‪1‬س‪0‬ك‪٧‬‬ ‫قالنتنيانس ‪٨٣٤‬‬


‫‪8‬ل‪٦‬ه‪1‬أ‪11‬ج‪٧3,1‬‬ ‫ثالنتينوس ‪٨٩٥ ،٣٣٦ ،٢٨٩ ،٢٨٧‬‬
‫‪8‬ل‪٦‬غ‪8‬ل‪3.٦‬ي‪1‬‬ ‫فاوستوس ه‪* ٨‬‬
‫‪،‬ه‪١٢١٨،٤‬‬
‫‪18‬آ‪01‬سآل‪1‬‬ ‫فبريسيوس ‪٧١٨‬‬
‫‪11‬ج‪٧0٢‬‬ ‫ثرجيل‪،٦٨‬ه‪١٠٠٧،٢٧‬‬
‫(جاالع) ‪18 1‬ن‪11‬ة‪٢1٠‬‬ ‫فرض األول (الملك) ‪٤٨ ،٣١ ،١٥‬‬
‫‪11‬ة‪81‬ة(ل‪8‬ج‪٧‬‬ ‫ماسيان ‪٧١٧‬‬
‫‪18‬آعة‪٧1‬ة‪٢1‬‬ ‫فالقياض ‪١٠٩٧‬‬
‫‪8‬ع‪٢1‬غا؛‪ 0‬خ‪11‬ج‪٧1110‬‬ ‫ققطيوس ‪١٠٤٣‬‬
‫‪8‬ة‪100‬ا(ل‬ ‫فوقس ‪١٠٥٨‬‬
‫‪8‬ة‪01٠‬جة‪111‬ج‬ ‫فيثا غورس * ‪٧ ٤‬‬
‫‪8‬آل‪٧11‬‬ ‫قيطوس ‪١٠٤٣‬‬
‫‪٧‬‬ ‫*‪0‬‬ ‫فيكتور ‪١٠٤٩‬‬
‫‪11‬ةغولالح‬ ‫قبريائس ‪٩. ،٢٥١ ،٤٢ ،١٨‬ه‪،٦٦٣،٦٢٧،‬‬
‫‪،٩٧٧،٩٧٦،٩٦٣،٩٤٤‬ه‪،١٠١. ،١٠.٦،٩٩‬‬
‫‪،١.٤٢،١.٣١،١٠١٢‬ه‪،١٠٥.،١٠٤٩،١.٤‬‬
‫‪٤،١١٣٧،١.٦٢‬ه‪٧،١١‬ه‪،١٢٦٤،١١٨٩،١١‬‬
‫‪،١٣٦٤،١٣٣٢‬ه‪١٣٦‬‬
‫‪8‬جخآل]ح‬ ‫قراطسالطيبي ‪٦٦٦‬‬
‫‪011‬ع‪1‬آ‪0‬ح ‪,‬ججة‪٦‬سح‬ ‫قرطاجهءمجمع ‪،١.٤٤،١٠.٩،٨٢١‬ه‪،١.٤‬‬
‫‪١٣٦٤٤١٠٧.‬‬
‫‪08‬عك‪٢1‬ي‪1‬‬ ‫قريا قص ‪١٠٥٨٤١٠٤٩‬‬
‫‪18‬ئ‪0118‬ح‬ ‫قطاض ‪١٠٤٧‬‬
‫ج‪111‬أعةأ‪0118‬ح‬ ‫قططين ‪٢،١.٤٧،١١٨،٦٢‬ه‪،١.‬ه‪،١.٨‬‬
‫‪١١٤٦،١١٤٤،١.٩٤،١.٩٣،١.٨٦‬‬
‫؛‪0, 1(011^1011 0‬ع‪1‬خعةخ‪8‬ع‪0‬ح‬ ‫قططين‪ ،‬هبة ‪١١٤٤ ،١١٤٣ ،١١٤٢‬‬
‫‪1٦18‬أ‪11‬ة؛‪8‬ع‪0‬ح‬ ‫قطذطيوس‪١.٤٩،١.٤٧،١..٨‬‬
‫(‪01111011 )381‬ح ‪,‬ع‪(1‬ل‪1111110‬آلا‪0118‬ح‬ ‫القطتطيتية‪،‬مجمع(‪٣٨١‬م) ‪،١..٧،٤٨٢ ،٤٥٤‬‬
‫‪٧،١.٤٤‬ه‪١.٩٣،١.٩٢،١.‬‬
‫‪0‬ح‬ ‫كاتو ‪٧١٨٤٦٦٨‬‬
‫جة‪٢‬ج‪ً1‬اح جة‪8‬ةح‬ ‫كازانيغرا ‪١٠٥٢‬‬
‫‪0^8‬ق‪8810‬هح‬ ‫كاسيدوزس ‪١١٦٤،٤.‬‬
‫‪1118‬ا‪8‬عا‪0‬هح‬ ‫كالتيوس ‪٢٨١ ،٢٧٧‬‬
‫‪, 0111‬ه‪¥1‬ا‪3‬ح‬ ‫‪،١٤،١٣،١٢،١١‬ه‪،١٧،١٦،١‬‬ ‫كالثن‪ ،‬جون‬
‫‪،٢٨٩،٢٨٤،٣١،٢٧،٢٢،٢١،٢٠،١٩،١٨‬‬
‫‪٢٩٢‬؛ ‪٩>٤٤٣>٣٨٢‬ه‪>٤‬ه‪٣٤>٤٨‬ه>‪٨٤‬ه>‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس الذين المسيحى‬ ‫‪١٤٢٦‬‬

‫‪،٦٨٢ ،٦٨١ ،٦٢٧،٦٢٤ ،٦١١ ،٦١٠ ،٥٨٥‬‬


‫‪،٨٥٨ ،٨٢٦ ،٨٢١ ،٨١٣ ،٧٨٨ ،٥٧٥ ،٧٠٦‬‬
‫‪٧،٩٤٤،٨٦٩‬ه ‪٠٤٣،١٠٠٧،٩٨٧،٩٦٦،٩‬د‪،‬‬
‫‪،١١٢٠،١١١٧،١١٠٢،١٠٨٩،١٠٦٢،١٠٦١‬‬
‫ه‪١١٨‬ع‪١١٩٨‬ع‪١١٩٩‬ع‪٤١٢٠٤‬ه‪١٢٦‬؛ه‪١٢٧‬ع‬
‫‪،١٣٦١،١٣٣٧،١٣١٦،١٣١١،١٣٠٣،١٢٨٧‬‬
‫‪١٤١٤،١٤٠١،١٣٦٣‬‬
‫د‪1‬الج‪11‬ةح‬ ‫كاليغوال‪٨‬ه‪٩٧٤ ،٧١٧،‬‬
‫‪8‬ال‪1‬س‪1‬ةح‬ ‫كاميللوس ‪٩٧٤ ،٩١٠ ،٢٧٥‬‬
‫‪١٠٨١ ،٩٥٧‬‬ ‫الكتار(األنقياء)‬
‫كريسبوس ‪٦٢‬‬
‫(‪, )301111011 )1414‬ج‪110‬ه‪8‬ع‪0‬ح‬ ‫كوبستانس‪،‬مجحع(‪١٤١٤‬م) ‪١٣٣٠،١٠٩٨‬‬
‫ة‪٢1‬ك‪٦‬لة\ج‪٢11 0٤٨1‬زح‬ ‫كثرالسكندري ‪،١٢٧٩،١٠٩٧،١٠٤٣‬‬
‫‪١٣١٧‬‬
‫‪0111‬اة‪18‬ا‪0٢‬ل )‪1٠11 0‬الح‬
‫كبرتس األورشليمي ‪١٠٠٣‬‬

‫‪8‬ل‪٢1٦‬ل‪٦‬ح‬ ‫كيوريوس ‪٩ ١ ٠‬‬


‫‪11011‬لم‪0٦‬ح ‪,‬ة‪100‬سا‬ ‫الودكيهءمجمع(‪١٠٠٨،١٠٠٧ )٣٦٣‬‬
‫‪٦, )301111011‬لة‪٢‬حأةذ‪1‬‬ ‫الالتراني‪،‬مجمع(‪١١٢٣‬م) ‪٨٣‬ه‪٨٤،‬ه‪١٣٢٧،‬‬
‫(ع‪05‬ل) ‪00 1‬ا‬ ‫الوناألول(البابا)‪،١٠٠٨،١٠٠٧،٦٢١‬‬
‫‪١٠١٢‬ع‪١٠٤٣‬ع‪١٠٤٤‬ع‪١٠٤٦‬ع‪١٠٤٧‬؛‪١٠٤٨‬ع‬
‫‪١‬ه‪٣،١٠‬ه‪٧،١٠‬ه‪،١٠٦٨،١٠٦١،١٠‬ه‪،١٠٩‬‬
‫‪١٣٥٥‬‬
‫(ج(ل‪(0‬ل)ل‪0‬جذ‬ ‫الونالعار(البابا) ‪١٠٦٦‬‬
‫(‪0٣0٢‬ول‪00 )£111‬ط‬ ‫الون(إمبراطور) ‪١٠٩٣‬‬
‫‪118‬سآلأ‪0‬ةا‬ ‫لقطنطيوس ‪١١١ ،٦٢‬‬
‫‪1101£01٠1،1118‬ا‬ ‫اللوسيغرنون ‪١٣٥٥‬‬
‫‪111‬خ‪0٢, 1٢‬غ‪٤‬الط‬ ‫لوثر‪ ،‬مارتن ‪،٣٤٣،١٩،١٨،١٧،١٣،١٢‬‬
‫‪،٩٨٧،٦٢٤‬ه‪١٢٨٧،١٢٧‬‬
‫‪8‬ال‪1‬أ‪1‬لج‪٢‬الةا‬ ‫لورنتيوس ‪١٠٤٩،٦١٨‬‬
‫ئآل‪8‬د‪ 0) 8‬عة‪01‬ل‪٦‬ط‬ ‫لوسيان السموساطي ‪١٠٦٨ ،٧٧٧‬‬
‫‪£1101118‬‬ ‫لوسيوس (البابا) ‪١٠٥٦‬‬
‫‪118‬ال‪1101*0‬ط‬ ‫لوكريشوس ‪٦٩‬‬
‫‪0٢‬أ‪, ۶0‬سس‪0‬ط‬ ‫لومبارد‪ ،‬بطرس ‪،٢٤٩،٢٤٨،٢٤٦،٢٣٨‬‬
‫‪٩‬ه‪٢‬ع‪٢٨٩‬ع ‪،٢٨٨،٢٨٠‬ه‪٤٨،٤٩‬ه‪٤٩،‬ه‪،‬‬
‫‪،١٢٨٢١٢٠٨،٧٤١ ،٧٤٠ ،٦٩٤،٦١٨،٦٠١‬‬
‫‪٣،١٣١٢،١٢٨٣‬ه‪١٣٧٢،١٣٧١،١٣٦١،١٣‬‬
‫‪٤٢٧‬‬ ‫فهرس األسماء‬

‫‪118‬ج‪0111٠‬الط‬ ‫ليكورغس ‪١١٧٩‬‬


‫‪08‬س‪001‬الا‬ ‫ليكونيدس ‪٢. ٦‬‬
‫‪1111118‬‬ ‫لينوس ‪١٠٤٠‬‬
‫مارسيا نس ‪١٠٤٤‬‬
‫‪1011‬ت‪١4،11٦‬‬ ‫ماركيون ‪١٢٩٩٠١٢٨٩٠١٢٨٨٠١٢٣٦‬‬
‫‪08‬أ‪31٠010111‬ا‪١‬‬ ‫‪٤٤٧،٤٤٣،١٢.‬‬ ‫ماركيونيون‬
‫‪143111‬‬ ‫ماني‪(،‬الفارسي) ه‪،٨‬ه‪،١٦٢،١٢‬ه‪،٨٨٧،٤٤‬‬
‫‪١٢٩٩‬‬
‫(ع؟‪8 )۶0‬آل‪11‬ج‪٢0‬ة]ا‪١‬‬ ‫مرسلوس (البابا) ‪١٠٣٨‬‬
‫‪8‬أ‪18‬خ‪3[1‬ج‪٨113‬‬ ‫معيدو المعمودية ‪،١٨،١٤،١١‬ه‪،٤٠١،٣٦٧،٤‬‬
‫‪٦١ ،٥٥١ ،٤٠٦‬ه‪٦٢،‬ه‪٧،‬ه‪٧،٩٦٦،٩‬ه‪،١١‬‬
‫‪،١٢٤٦،١٢٣١،١١٩٧‬ه‪١٢٧.،١٢٦‬‬
‫‪0111118‬ك‪0‬ة‪١1‬‬ ‫مقدوذيوس‪١.٩٧،١٤٣‬‬
‫‪143X1111111118‬‬ ‫مكيمينوس ‪١٠٩٢‬‬
‫‪18‬كة‪11‬ا‪0‬اج]ا‪١‬‬ ‫ملخياديس ‪١٠٥٢‬‬
‫‪11011,‬أ‪11‬ن‪311‬ا‪140‬‬ ‫مالنكثون‪،‬فيليب ‪٦٢٤ ،٥٥٧ ،٣٤٣‬‬
‫‪[40111138‬‬ ‫مداس ‪١٠٤٤‬‬
‫‪1110118‬؛ ‪14011110 8‬‬ ‫‪٤٤٨،٤٤٣،١١‬‬ ‫مدوسيمونز‬
‫‪143٦1٢100‬‬ ‫موريس ‪٨‬ه‪١١٤٧،١١‬‬
‫‪[40111311118‬‬ ‫مو نطا ض ‪١١٦٨،٤٠‬‬
‫ميدارد ‪٨٢١‬‬
‫(‪0¥18, )01111011 )416‬ا‪١41‬‬ ‫ميليغيس‪،‬صع(‪٤١٦‬م) ‪١٣٥٩‬‬
‫(‪٢0٢‬ع‪111|1‬ح) ‪1٢¥3‬‬ ‫نرقا(امبراطور) ‪١٣٩٧‬‬
‫‪8‬آل‪0٢1‬أ‪8‬جآح‬ ‫نسطور ‪٣‬ه‪٤،٤‬ه‪،٤‬هه‪٧،٤‬ه‪٩،٤‬ه‪١.٩٧،٤‬‬
‫‪18‬ا‪31٠1‬أ‪٢00‬ال[‬ ‫نكتاريوس ‪٨٤‬ه‪،‬ه‪٨‬ه‪٩٧،‬ه‪١..٧،‬‬
‫ا[‪3‬ال‪3‬ا‪1‬‬ ‫نوفاطيانس ‪٩٦٩ ،٩٦٦‬‬
‫‪[^03311111‬‬ ‫نوفا طئة ‪٧١‬ه‪٧٣،‬ه‪٧،‬ه‪،٩‬ه‪٩٦٦،٩٦‬‬
‫‪0٢0‬يحم‬ ‫نيرون ‪١٠٣٩،٩٧٤،٧١٧‬‬
‫(ج(ل‪8 11 )1<0‬آلا‪10‬ا‪^10‬‬ ‫ذيقوال(البابا)‪١٢٨٢ ،١٢٨١ ،١٠.٨‬‬
‫(‪, )01111011 )325‬آل‪^100‬‬ ‫‪٧،٤.‬ه‪،١..٩،١...،١‬‬ ‫ذيقيا‪،‬مجمع(ه‪٣٢‬م)‬
‫‪١،١٠٤٣‬ه‪٧،١.‬ه‪،١٠‬ه‪،١.٩٤،١٠٩٢،١.٨‬‬
‫‪١٣١٨،١١٧٠،١.٩٩،١.٩٧‬‬
‫(‪01111011 )787‬ح ‪141003,‬‬ ‫ذيقيا‪،‬مجمع(‪٧٨٧‬م) ‪١.٩٣،١..٩،١١٩،١١٨‬‬
‫‪1118‬ا‪0٢30‬آل‬ ‫هرقل‪١..٧،٩٩٨،٤٨٢‬‬
‫‪38‬ه‪01٠11118‬آل‬ ‫هرميسداس ‪١٠٥٣‬‬
‫‪118‬ا‪<3‬خ‪3‬ج‪10‬ا‪0‬آل‬ ‫هليوغابلوس ‪٩٧٤‬‬
‫جون كالثن‪ :‬أسس اآلين المسيحى‬ ‫‪١٤٢٨‬‬

‫همبرتس ‪١٢٨٢‬‬
‫(ج‪111‬ءل) ‪ 1٧‬مؤد‬ ‫هزي الرابع (الملك) ‪١١٤٤‬‬
‫ه‪٢٩٧،٢٧‬‬ ‫هوراس‬
‫هوميروس ‪،٢٦٠،٢٠٦‬ه‪٩،٢٧‬ه‪،٧‬ه‪،١٠٣‬‬
‫‪١٤٠٩٤١٣٤٩‬‬
‫‪8‬لآأتا‪(0‬ل<؛‪1‬آل‬ ‫هيبوليطس ‪٨٢٨‬‬
‫‪0‬‬
‫*‬
‫‪111‬‬ ‫هير و ‪٧٥‬‬
‫‪*01110‬‬
‫‪101‬‬ ‫هيرونيئس ‪،١٢٩،٣٨،١٨‬ه‪،٣١٧،٢٩٩،٢٤‬‬
‫‪،٩٩٨ ،٨٧٧ ،٦٩٧ ،٦٢٧ ،٦١٨ ،٥٧٨ ،٣٣٢‬‬
‫‪،١٠٢٧،١٠١٨،١٠٠٣،١٠٠٢،١٠٠١٤،٩٩٩‬‬
‫‪،١٠٤٢‬ه‪،١٠٩٩،١٠٧٠،١٠٤‬ه‪،١١٧١،١١٦‬‬
‫ه‪،١٣٣١،١١٨‬هه‪٦،١٣‬ه‪١٣٦٧،١٣‬‬
‫‪1*٧0٤£0‬أل‪1‬آل‬ ‫‪0*8‬‬ ‫هيالريوسالبواتياوي ‪،١٤٧٤١٣٠،١٢٩،٤٣‬‬
‫‪٨٣٥،٤٧٩،٣٣٦،١٥٧‬‬
‫‪* 11)1‬ة‪(1‬ا‪0‬ك‪11‬آل‬ ‫هيلدبراند ‪١١٤٤‬‬
‫‪(3111131*1118‬‬ ‫يتايريوس ‪٤،١٣٢٨،١١٦٤‬ه‪١٣‬‬
‫(‪0^0‬؟) ‪11‬تت ‪11‬د‬ ‫يوحتا الثانى والعشرون (البابا) ‪١٠٦٩‬‬
‫‪0111118‬ج‪1‬أ‪£‬‬ ‫يوجيتوس ‪٤ ٤‬‬
‫‪0111‬أ‪* 808‬ال‪111‬ت) ‪(01111‬‬ ‫يوحتا فم الذهب (الذهى الغم‪ ،‬فم الذهب) ‪،١٨‬‬
‫‪،٢٤٤،١٤٧‬ه‪١،٢٤‬ه‪٣،٢‬ه‪،٢٨٤،٢٨.،٢‬‬
‫‪،٣٠١ ،٣٠٠ ،٢٩٩‬هه‪٧٦،٣٩٣،٣‬ه‪،٥٨١ ،‬‬
‫‪٨٢‬ه‪،‬ه‪٨‬ه‪،٦١٨،٦١٧،٦١٤،٦١٢،٦٠٩،‬‬
‫‪،٧٢٨‬ه‪١،١٠٨٣،١٠٠٢،٩١٣،٧٣‬ه‪،١١‬‬
‫هه‪،١١٧٩،١١٧١،١١‬ه‪،١٢١٢،١١٩‬ه‪،١٢٢‬‬
‫‪١٣٤٣،١٣٣١،١٣٢٩،١٣٢٨،١٢٧٦‬‬
‫‪£1101101‬‬
‫‪*1118‬‬ ‫يوخيريوس ‪ ١‬ه ‪٢‬‬
‫‪)1181111‬‬ ‫بوستا نيوس ‪٥٧‬‬
‫‪3‬ئ‪18‬أ(‬ ‫وسطينا ‪١١٤٦‬‬
‫‪1118‬ه‪180‬أ‪£‬‬ ‫يوسيوس‪١٠٦٧،١٠٣٩،٩٤٤،١١١‬‬
‫‪)080^^118‬‬ ‫يوسيغوس ‪ ، ٩١‬ه ه ‪٣‬‬
‫‪£111311‬‬ ‫يوليانس ‪٥٦٠‬‬
‫‪)1111118‬‬ ‫بوليس ‪١٠٣٥‬‬
‫‪3083٢‬ح ‪(1111118‬‬ ‫يوليوس قيصر ‪١١٤٤‬‬

You might also like