Professional Documents
Culture Documents
أسس الدين المسيحي ج2
أسس الدين المسيحي ج2
المجلدن الثاني
جر لثئ
^ 11 €11811؟1£8 0آل8111ل٦١أ
\٧1أل 01 ٢د
دار منهل الحياة باالشتراك مع كلئة الالهوت للشرق األدنى في بيروت التاشر:
جميع الحقوق باللغة العربية محفوظة لكلئة الالهوت للشرق األدنى في بيروت،
وال يجوز استخدام أو اقتباس أي جزء منه من دون إذن التاشر،
وللناشر وحده حق إعادة الطبع والنشر من خالل النسخ المطبوعة
أوأي وسيلة سمعية أوبصرئة أوعبر اإلنترنت في أي مكان.
الفصل الحادي عشر
التبرير باإليمان :أوأل التعريف بالكلمة وبالمحتوى
أعتقد أتني شرحت أعاله ،بما يكفي من عناية ،كيف باإليمان يبقى للبشر سبين وحيد
السترداد الخالص ،بعد أن صاروا تعرت لعنة الناموس إبسبب الخطيئة؛ .كما أعتقد أتني شرحت
كذلك ما هو اإليمان بعينه ،وتلك الحسنات اإللهية التي يجلبها لإلنسان ،والثمار التي ينتجها فيه١ .
وللحصها .لقد وهبا لنا المسيح من فضل سخاء الله حتى نحوزه ونمتلكه باإليمان .وبمشاركتنا
فيه ،نأخذ في المقام األول نعمة مزدوجة :األولى هي أن لنا في السماء — إذ صولحنا مع الله بواسطة
بر المسيح — أائ رؤوقا بدأل من قاض؛ والثانية — إذ يقذسنا روح المسيح — يمكننا أن ننئي البرء
وطهارة الحياة .أثا بشأن التجديد ،وهو العطية الثانية من هائين ،فلقد قلك ما يبدو كافيا .لذا
أشرت إلى موضوع التبرير إشارة عابرة ،إذ كان من األهلم أن نفهم أؤأل كم يتعجزد اإليمان من
األعمال الصالحة ،إذ من خالله وحده نحصل على البز المجاني برحمة الله؛ كما نفهم طبيعة
أعمال القديسين الصالحة التي يتعتق بها جزة من هذا السؤال ٢.لذا يجب االن أن نناقش هذه
األمور باستفاضة ،بل أن نناقشها واضعين في أذهاننا أن هذا [أي اإليمان؛ هو المحور الرئيس
الذي يدور حوله الدين ،بهدف أن نكرس أكثر اهتمامنا وعنايتنا له .هذا ألئك إن لم تدرك أؤأل
ماهية عالقتك بالله ،وطبيعة رأيه فيك ،فلن يكون لديك أساس تقيم عليه خالصك وال أساس تبنى
عليه التقوى نحو الله .أثا الحاجة إلى معرفة ذلك فسوف تظهر بأكثر وضوح من المعرفة ذاتها.
اإلشارة هنا إلى الكتاب الثاني ،الفصل ،١٢الفقرة األولى؛ الكتاب الثالث ،الفصل ٢و ،٣وفي أمكنة أخرى متعذدة. ١
انظر أعآله :الكتاب الثالث ،الفصل ،٣الفقرة ١؛ والفقرات .١٠-٦ ٢
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٦٧٨
.٢مفهوم التبرير
أائ لكي ال نتعكر على العتبة عينها -وقد يحدث هذا إن أقبلنا على مناقشة أمر مجهول -
فلنشرح أؤأل ماذا تعني هذه المصطلحات :اإلنسان مبرر في عيني الله ،ومبرر باأليمان أو باألعمال.
يقال إئه مبزر في عينتي الله من يحسبه الله في حكمه مبزرا ،وش فيل من أجل بره هو .في الحق ،ألن
الخطيئة رجس في عيني الله ،ال يستطيع خاطئ أن يكون مزضغا عنده ما دام يظل خاطائ فيحسب
هكذا .ولذلك أينما كانت الخطيئة ظهر أيصا غضب الله ونقمته .ويحسب مبزرا من ال يعتبر في
حالة خاطئ ،بل في حالة إنساز باز؛ ولهذا السبب ،يقف ثابائ أمام كرستي دينونة الله فيما يسقط
جميع الخطاة .فإذا دعتي إنسان بريء أمام كرستي قضاء قاض ننصف ،حيث إقضى له على أساس
براءته ،دقال إئه مبزر أمام القاضي .وهكذا يقف مبزرا أمام الله من قد تحزز من زمرة الخطاة
فيشهد الله لبزه ويوكده .وبالطريقة نفسها ،تن وجدت حياته في الطهارة والقداسة التي تستحق
أن يشهد لها بالبز أمام عرش الله ،يقال إئه مبزر باألعمال ،أو هو تن بقداسة أفعاله يرضي قضاء الله.
على العكس ،إذ من ال يفي مقاييس بز األعمال فيتمشك بالبز الذي في المسيح باأليمان ،فيلبسه،
فهذا هو تن ال يبدو في نظر الله كإنساز خاطئ ،بل كإنساز باز.
لذلك هكذا نشرح التبرير ببساطة ،باده القبول الذي يستقبلنا به الله إلى رحاب نعمته كأبرار.
ونقول إئه يتكؤن من تحو الخطايا وعزو بز المسيح.
يحتوي الكتاب المقنص على العديد من الشواهد التي توؤد هذه الحقيقة .بادئ ذي بدء،
ال يمكن إنكار أة هذا هو المعنى الصحيح واألكثر اعتيادا للكلمة .ولكن حيث إذ الوقت ال
يسع لجمع كل النصوص ومقارنتها ،يكفي أن دلفت نظر قزائنا إليها إذ إئهم يستطيعون فعل ذلك
بأنفسهم .سأذكر منها البعفى القليل الذي يرتبط بهذا التبرير الذي نتحدث عنه.
أؤأل ،عندما يذكر لوقا أة الشعب إذ سمعوا المسيح بزروا الله [لو ٢٩:٧؛ ،وعندما يعلن
يسوع أة 11ابكنه برزت ير ،جميع تييهااا [لو :٧ه ،]٣لم يعق في العبارة األولى (ع )٢٩
أة الشعب يمنح التز ،ألة التز يظز أبذا مالزائ لله ،على الرغم من أة العالم بأسره يسعى جاهدا
أن ينتزعه عنه .كما أئه ال يقصد ،في اآلية ،٣٥أن يبزر عقيدة الخالص التي هي في ذاتها بازة.
بل إذ كلتا العبارئين تعبران بقؤة ض المعنى ذاته -أي أن ينسب إلى الله وتعليمه الحمد الجدير
٦٧٩ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
به .من جاب اخر ،عندما يوتخ المسيح الغريسيين على تبرير ذواتهم [لو ١٥: ١٦؛ ،ال يقصد
أئهم يكتسبون البر بالعمل الصالح ،بل ألئهم .طموحهم يجرؤون على االستيالء على شمعة البز
وهم منها أحالء .يدرن هذا المعنى بأكثر عمق تن يقن اللغة العبرية :ليسوا وحدهم من يلقنون
لجريمتهم يستون أًاشرازا ،بل أولئك الذين وقع عليهم الحكم باللعنة أيصا .فعندما تقول بثسع
إدهاهي وسليمان سيحسبان مذنبين ،التعترف بأي ذنب [ ١مل )٢١: ١ولكئهاتشكوأدها
وابنها سوف يكسوهما العار ،ويحسبان من بين األشرار وسوف يدانان .ولكن يبدو من السياق
أة هذه الكلمة ئذنبين ،حتى عندما تقرأ في النص الالتيني ،ال يمكن أن تفهم إأل نسبيا ،من دون
أن دفين أي خاصية.
أائ ألئها قصل بالحالة الحاضرة ،فعندما يقول بولس إة الكتاب سبق فرأى أة الله يبرر األمم
باإليمان [غل ٨:٣؛ ،كيف نفهم ذلك سوى أئه يعني أة الله ينسب البر بواسطة اإليمان؟ وكذلك
عندما يقول إة الله يبرر الخاطئ الذي هو من االيتام سوغ [رو ٢٦:٣؛ ما عسى أن يكون
معنى ذلك إآل أة الناس يحررون من الدينونة التي تستحثها شرورهم بغائدة اإليمان؟ يتجلى هذا
المعنى بأكثر وضوح في خاتمة مقاله عندما يهتف :مره كسقكي على محداري الله؟ الله هو الذي
يبرر .تن هؤ الذي ئي٠ين؟ أنبيخ هؤ البدي تامق ،تن دالخري وام آيائ ...ؤائذي ...يسفع نيتا
[االن؛ا [رو ٣٤ ،٣٣ :٨؛ .فكأئما قال :امن* ذا الذي يوجه االدهام إلى تن منحهم الله حأل؟
وقن سوف يدين الذين يحفظهم المسيح في حماه؟اا لذا فإة ااًاة يبررا ال تعني إأل أن يبرئ من
ذنبه تن كان مثهائ ،أي أن يؤبد براءته .لذلك ،كون الله يبررنا بشفاعة المسيح ،فهو يحتنا ،ال
بتأكيد براءتنا نحن ،بل بإضغاء البر علينا بحيث إتنا الذين لسنا أبرارا في ذواتنا نحسب أبرارا في
المسيح .وهكنا يقال في عظة بولس في األصحاح الثالث عشر من أعمال الرسل :إله بواسطة
المسيح إنادى لكم بخفران الخطايا! ،اوبهدا تبرز كز تن ثوبر ،بر ،كل تا لم ثعدزوا اذ تبرروا منه
يتانوس وئشى [اع ٣٩ ،٣٨ :١٣؛ .الحظ التفسير ،بأئه بعد غفران الخطايا يوصغهذا التبرير.
الحظ أده يفهم منه الفغران بكل وضوح؛ الحظ أئه -أي التبرير -ال عالقة له بأعمال الناموس.
الحظ أئه نعمة المسيح وحدها؛ والحظ أة نواله يتم باإليمان .وأخيرا الحظ أة الكثارة تتم حين
يقول إئنا مبررون من خطايانا بواسطة المسيح .وهكذا عندما قيل عن العسار إئه نزل من الهيكل
إلى بيته مبرزا [لو ١٤: ١٨؛ ،ال يمكننا أن نقول ائه حصل على الفغران بأي استحقاى لألعمال.
هذا إدا ما قيل :بعد أن ينال الخاطئ المفغرة لخطاياه ،يحسب إنساائ بازا في عين الله .لم يصر بازا
جون كالثن :أسسى الذين المسيحى ٦٨٠
باستحسان أفعاله ،بل بغغران الله المجاني .لذلك عبر أمبروسيوس عن ذلك بطريقه مناسبة عندما
ولكي نتفادى الجدل حول كلمة ،لن تظل هنالك ريبة إذا نظرنا إلى األمر ذاته كما ؤصف
لنا .يشير بولس إلى التبرير بمعنى نعمة القبول عندما يقول في رسالة [اف : ١ه ٦؛ :غثتا بلسي
زريشوغ الفبسيح لتعسه ،حشمك تشر؛ تيسبه ،بتذح تجد يعميه التي أدعم بها علثا ني التحبورب .
وهذا يعني الشيء عينه الذي يقوله في موضع اخر :أة ٠االله يبررنا بالمجادا [رو .]٢٤ :٣بل إئه
في األصحاح الرابع من رسالة رومية يقول عن التبرير أؤأل أئه اايحشا,ا لإلنسان .وال يتردد في
أن يشمله ضمن غفران الخطايا .يقول بولس :انمتا ئعون ذاؤد أئائ ني دطويب اإلنشاز الذي
[رو ٧-٦ : ٤؛ مز .]١ :٣٢هنا ئجيسك له الله برا بدوز اعتال :طوش بئذئ غغزت ادامهم
يتوضح أده يناقش التبرير كامآل ،وليس جزءا منه فحسب؛ كما يتفق مع التعريف الذي أتى به داود
عندما كان يشيد ببركة من تنحوا مفغرة الخطايا بال مقابل [مز .]٢-١ :٣٢من هذا يتببن أن الير
الذي يتحذث عنه هو ببساطة ضد الذنب .ولكئ النص األروع في هذا المجال ،هو حيث يعتم
أة خالصة سفارة اإلنجيل هي مصالحتنا مع الله ،إذ إذ الله مستعد أن يقبلنا إلى نعمته من خالل
المسيح ،غير حاسب لنا خطايانا [ ٢كو ه .]٢٠-١٨ :ليتأتل قرائي النض باكمله .ألة بولس
رضيف بعد قليل هذا الشرح :المسيغ الذي لم ئعرف حعلبه جعل غعلبه آللجبنا [٢كوه٢١:؛،
ليكون وسيلة المصالحة [قارن العددين ١٨و ٠]١٩ال ريب في أئه يقصد بكلمة المصالحة
التبرير .كما أئه من المؤنمد أة ما يعتم به في موضع اخر — أئنا مبررون بإطاعة المسيح [رو ه:
—]١٩ال يمكن أن يظل قائائ ما لم نحسب أبرارا أمام الله في المسيح ،من دون أي صله لذواتنا.
,ج 0تسر انظر15. 1418(. :ال ؛ 62. 231ط8£ح) .47ت8)11171118.م ا0 ٣
٦٨١ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
أثا اوسيندر فقد اخترع مسحا بشعا سماه البر الجوهري ٤الذي به غلف موضوع التبرير
بضباب أظلم عقول األتقياء وخزتهم اختبازا حثا لنعمة المسيح ،فيما لم يقصد أن ينفي عطية
التبرير المجانية .لذلك ،قبل أن أحول الحديث إلى أمور أخرى ،أرى من الالزم أن أدحض هذا
الحلم الطائش.
أؤأل ،هذا التنظير ينشأ من فضوني هزيل وحت استطالع محض .نعم إئه يجتع العديد من
شواهد الكتاب التي بها يبت أة المسيح واحد معنا ،وأئنايبدوا واحد معه؛ الحقيقة التي ال
تحتاج إلى برهان .ولكئه إذ ال يالحظ رباط هذه الوحدة ،يخدع نفسه .ال يصعب علينا أن نجيب
على صعوباته ،ألئنا نؤمن أئنا مئحدون مع المسيح بقوة روحه الخفية.
لقد ابتكر ذلك السيد شيائ يقارب المانوقة برغبته أن ينقل جوهر الله إلى األنسان .وعن هذا
نشأت خرافة أخرى من خرافاته ،أة ادم صور على شبه الله ألن المسيح كان قد عين مسبائ أن يصير
النموذج األول للطبيعة البشرية قبل السقوط ٥.أائ ألئني أجتهد أن أختصر ،فيلزمني أن أرتمز على
الموضوع الحالي .
يقول إئنا واحد مع المسيح .نوافق .ولكئنا ال نقبل أة جوهر المسيح ممتزع مع جوهرنا.
كما نضيف ،إئه قطيق هذا المبدأ خطًا مع ضاللته هذه :أة المسيح بزنا ألئه الله األزلي األبدي،
مصدر البر ،وبر الله عيئه .سيسامحني قرائي إذا ما المست موضوعا تتطلة خئله تعليمي أن دنافش
في موضوعآخر .مع أئه قد يحتلج بأئه ال يعني بعبارة البر الجوهري إأل االتفاق على الرأي
القائل بأتنا ئحشت أبرارا ألجل خاطر المسيح ،فهو مع ذلك قد عير بوضوح عن أئه غير مقتنع
بذلك البر الذي اقتني لنا بواسطة طاعة المسيح وموته الكثاري ،ويزعم أئنا نوهرائ أبرار في الله
بواسطة سكبه فينا تمأل من جوهره وخواصه .لهذا السبب يجادل هكذا ملائ بأن ليس المسيح
فقط بل االب والروح القدس أيشا يسكنان فينا .ومع أتني أقر بصخة ذلك ،أقول إة هذا االعتقاد
قد لواه وعؤجه أوسيندر على نم منحرف؛ فقد كان خرائ به أن يتأتل في كيفية الحلول ،أي أة
اآلب والروح القدس حاألن في المسيح ،وأة كز ملء الالهوت حز فيه [كو ،]٩: ٢ولهذا فإئنا
ك٢/عغر٤ع( 1؟فر ظ 6٢,ك11ة081 يشير كألغن إلى ما كتبه أوسيندر في: ٤
انظر كشدسن غ٢وطرنم<6ك ؟فر^د ٢,عيالةاة 0ة-2ة; 0 1ه-4أل£ 3 ه
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٦٨٢
فيه نقتني كز ملء الالهوت .وهكذا ،كز ما أتى [ويندر] به عن اآلب والروح بغض النظر عن
المسيح ،ليس له إأل أن يضلل بسطاء العقول ويبعد فكرهم عن المسيح.
وبعدئذ يأتي خليط من المواد التي بها يجعلنا الله جزءا منه بسكبه ذاته فينا ،إن جاز القول .أائ
عن أئنا ننمو معا في المسيح بقؤة الروح القدس بحيث يصبح هو رأسنا ونحن أعضاءه ،فال يعيره
أدنى أهمية إأل إذا امتزج جوهر المسيح معنا .وهو في معالجته لآلب والروح القدس -كما قلت
— يصرح علائ بما يعني :أئنا لسنا مبررين بنعمة الوسيط وحده ،أو أة التر مقدلم لنا كليا أو ببساطة
في شخصه ،بل أتنا ئجعل شركاء في بز الله عندما يقحد الله بنا في الجوهر ٦.
لنفرض أئه اكتفى بالقول إة المسيح ،إذ يبررنا باتحاد الجوهر يصبح لنا ،ال بحيثية بشريته
فقط كان رأسنا ،بل باعتبار أة جوهر طبيعته اإللهية أيشا ينسكب فينا .عندئذ كان يمكنه أن يتلذذ
بتلك األفكار بأقز من الضرر؛ ولربما لم يكن من الضروري أن ينشب خصام هذا قدره حول هذه
الضاللة .ولكن حيث إذ هذا المبدأ يشبه الحيار [حيوان بحري من الرحويات — مثز يستعمل في
وصف مادة غير صلبة] ،الذي يخفي أذياله العديدة بتغريغ دمه الكدر ،يتحقم أن نقاومه بشنة إأل إذا
قتلنا — عن دراية واعية وعن إرادة راضية -أن نسمح لذلك البر الذي وحده يمنحنا الثقة بأن نفرخ
بخالصنا ،بأن ئنتزغ مائ .فإة في هذا المجال برتته يمند االسم بر والفعل أيبررا إلى اتجاهين،
بحيث إذ التبرير ال يعني المصالحة مع الله بواسطة العفو المجاني فقط ،بل أن يجعز المرء بارا
أيصا ،وأن البر ليس تشيا مجانيا بل القداسة والتقوى اللتان يحدثهما جوهر الله الساكن فينا .ثانيا:
إئه يعلن بوضوح شديد أة المسيح ذاته هو برنا ،ليس بقدر ما أرضى اآلب بعمله الكفاري نيابة عائ
بصفته كاهائ ،بل بكونه اإلله السرمدي والحياة األبدية.
ولكي تثبت نقطته األولى -أة الله ال يبزر بمجرد المفغرة بل بالتجديد — يسأل هل كان
الله يترك من يبزرهم كما كانوا على طبيعتهم بدون تغيير ألئ من رذائلهم .ما أمهل الجواب عن
ذلك! كما أة المسيح ال يمكن أن يمزق أجزاء ،هكذا أيصا هذان اللذان نراهما فيه مرتبكين مثا
ال يمكنهما أن ينفصال ،وهما البر والتقديس .لذلك كز من يقبلهم الله إلى نعمته ،يعف :ء عليهم
أيشا وفي الوقت عينه روح التبتي [رو : ٨ه ،] ١الذي به يجذدهم على صورته .فإن كان ال يمكن
ان المسائل التي ينتقدها كالغن موجودة في; 6 1 :أل٢, )201$€881071 ٨ 4جس081 ٦
٦٨٣ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
أن ينفصل لمعان الشمس عن حرارتها ،فهل يجوز القول بأة األرض يدفئها نور الشمس ،أو
أنها وضاء بحرارة الشمس؟ هل يوجد أي مثابة أقرب إلى التطبيق على الموضوع الحالي من هذه
المقارنة؟ فالشمس ،بطاقه حرارتها ،نحيي األرض وتثئرها ،وبأشقتها تضيئها وتسطع عليها .ثئة
ارتباط متبادل غير قابل للتجزئة .والمنطق عينه يمنعنا من أن ننقل الخاصيارت المتغردة من الواحد
إلى اآلخر .وفي ذلك الخلط بين هذين النوعين من النعمة ،واللذين يفرضهما علينا اوسيندر ،نجد
سخائ مشابها .فألئه إذ يجذد الله أولئك الذين يحسبهم مبررين بالمجان ،للحفاظ على البر ،يخلط
أوسيندر تلك الهبة — هبة التجديد — مع هذه النعمة ،نعمة القبول المجاني ،ويجادل في أدهما
الشيء الواحد نفسه .ولكل الكتاب ،على الرغم من أئه يربط بينهما ،فإئه يدرجهما منفردين لكي
يبين لنا نعمة الله المتعددة .فالعبارة التي يدؤنها بولس ال تحتوي تكرارا :أة المسيح صار لنا من
الله برا وقداسة [ ١كو ٧.]٣٠ : ١وأينما يفكر ويحاول االقناع بالحجة ،فإئنا نذعوون إلى حياة
القداسة والطهارة على أساس الخالص المقتنى بثس من أجلنا ،من دافع محبة الله األبوية ،ومن
نعمة المسيح ،يعئم بأن تكون مبررا يعني شيائ مختلعا عن أن نصئع مخلودا جديدا.
أائ في تعائله مع الكتاب المقدس فإذ اوسيندر يشؤه كل نعئل يورده .فغي تصريح بولس بأة
,,اإليمان يحسب.ؤا ,,ليس اكمن يعمل ,,ولكن اكمن يؤمن بالذي يبرر الفاجرا [رو -٤ : ٤ه]،
يشرح اوسيندر كلمة يبزر بأنها نفيد يجعل بارا .وبالطيش نفسه يشؤه األصحاخ الرابع من
رسالة رومية كليا .كما ال يتردد في أن يصبغ بالمراوغة نفسها نصا آخر اقتبسناه مؤحرا :مر،
دكئتكي على محتاري افه؟ الله هؤ اندي ييرر [رو ٣٣:٨؛ .ال يوجد هنا أي مجابة للغموض
حيث الموضوع بكل بساطة هو موضوع ذنب وتبرئة ،والمعنى الذي يقصده الرسول يكمن
في هذا التضاد .وعلى هذا ،فإة اوسيندر يبى عدم أهليته كمفشر ،ال في منطقه وال في اختياره
البرهان الكتابي.
كذلك يناقش كلمة البر بأقل صحة ،إذ يعتقد أة إيمان ابراهيم حسب له برا بعدما
تفوق بغضائل متغردة ،عندما بل المسيح الذي هو بر الله والله ذغسه ٨.من هذا يظهر أنه
لجعل من نصين صحيحين نصا واحدا مشؤلها .هذا ألة البز المذكور ههنا ال يمتد على مدى
دعوة إبراهيم ،بل على الرغم من أن تفوق فضائل إبراهيم كان جذ ممغرا ،وأئه إذ ثابر فيها
على مذى بعيد ،استطاع أن يزيدها؛ فالروح يشهد بأنه خشن في عيني الله حينما نال نعمة
٢,حسا08 و 3٦لل نخالن ة £ 3ععألحأل انظر. :ج8اس٢أ سال ٧
آل-£ 3ة; 0 4ة-3اًا;6 1نخ 1, £ 3 ٨
جون كالقن :أسس الدين المسيحي ٦٨٤
الوعد باإليمان فقط .من ثم يتبين — كما يجادل بولس بمهارة -أئه ال مكان لألعمال
ني التبرير.
إئني أسئم باعتراطى اوسيندر أن اإليمان في حذ ذاته ال يمتلك القدرة على التبرير ،إأل بقدر ما
يقبل المسيح .ال إذا كان اإليمان يبرر بذاته ،أومن خالل قوة كامنة فيه إذا جاز القول؛ فألئه دائائ
ضعيف وناقص ،يستطيع إلى حذ محدود فحسب أن لحدث ذلك؛ وبذلك فالبر الذي بوسحنا
بجزء يسير من الخالص يكون محييا .ونحن ال نتصؤر مثل ذلك ،ولكئنا نقول على وجه الدقة
وجوهر معنى الكلمة إذ الله وحده يبزر؛ ثم ننقل هذا العمل بعينه إلى المسيح حيث إده اعطي لنا
للبر .نشيه اإليمان بنوع من الوعاء؛ ألئنا إن لم نأب فارغين وبروح تائقة لطلب نعمة المسيح ،فلن
نقدر أن نتقيل المسيح؛ من هذا نستنبط أئنا ،إذ نعئم بأن المسيح ييل باإليمان قبل أن ننال بزه ،ال
وفي الوقت عينه ،لست أقبل التعابير المشوهة التي يأتي بها هذا السفسطائي عندما يقول
إذ اإليمان هو المسيح — ٩كما لو كان إناء فخاري كنرا ألئه يخفي فيه ذهيا .هنالك تشابه في
الحجة :وهي أة اإليمان ،على الرغم من أئه ليس ذا قيمة أوثمن في حذ ذاته ،يمكنه أن يبررنا إذ
يأتي بالمسيح ،كما يجعل اإلناء الممتلئ بالمال إنساائ ثريا .لذلك أقول إذ اإليمان ،وهو مجرد
األداة لنوال البر ،مخلوط -عن جهل -بينه وبين المسيح الذي هو العتة الحقيقية ،وفي الوقت
ذاته منشئ هذا النفع العظيم ووسيطه .لقد بينا اآلن كيف ينبغي أن يغهلم معنى كلمة اإليمان في
مجال الحديث عن التبرير.
يمضي اوسيندر إلى ما هو أبعد عندما يتحدث عن قبول المسيح :فيقول إذ الحصول على
الكلمة الباطنة يتم من خالل خدمة الكلمة الظاهرة .بذلك يبتعد بنا عن كهنوت المسيح وشخص
الوسيط إلى ألوهيته الخارجية .إئنا ال نجرئ المسيح بل نعترف بأن ذاك الذي صالحنا مع االب
في جسده ومنحنا البر ،هوكلمة الله األبدي ،وأن عمله كوسيغ لم يكن ممكائ أن بتم بواسطته ،أو
9 ح-2أل, 61ه٠د
٦٨٥ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
أن نحصل على البر ،ما لم يكن هو نفسه األله األبدي .أتا رأي أوسيندر فهو :ألة المسيح هو الله
واألنسان ،فقد صار برا لنا بحسب طبيعته اإللهية من دون طبيعته البشرئة .ولكن إذا حذدنا ذلك
باأللوهية فحسب ،فهذا ال يميز المسيح وحده بل يشمل أيصا اآلب والروح إذ إذ بر الواحد ال
يختلف عن بر اآلخر .ثم إئه إذ كان بطبيعته من البدء أبدائ ،ال يجوز القول بأئه جعل من أجلذاا.٠
ولكن حتى إذا ستمنا بأة الله لجعل برا من أجلنا ،فكيف يتفق ذلك مع ما يقوله بولس إة المسيح
ضاز لتا ...من الله ؤبئ ١ [ ١كو ]٣٠ : ١؟ بالتأكيد ،هذا يشير خاصًا إلى شخعس الوسيط؛ يعني أئه
على الرغم من أة األشارة هنا تتضئن الطبيعة األلهية ،فهي مع ذلك تميز التخصيص الذي به يتميز
يتشبث أوسيندر معجيا بعبارة إرميا حيث تعت بأن يصير الرت برنا [ار ١ه ١٠ :؛ قارن ٦ : ٢٣؛
١٦ : ٣٣؛ .ولكئه ال يمكن أن يستنبط من ذلك سوى أة المسيح ،الذي هو برنا ،هو الله معلون ،في
الجسد [قارن ١تي ١٦:٣؛ .في موضع آخر اقتبسنا من موعظة بولسى :اكنيشه الله التي التتالها
بذ مه [اع ٢٨: ٢٠؛ .إن كان أحل ليستف من هذا أة الدم الذي كعر به عن الخطايا إلهى ،ومن
طبيعة إلهية ،فمن يستطيع أن يقبل ضاللة كهذه؟ ومع هذا ،أوسيندر يفتكر أئه نال حيازة كز األمور
بهذه المماحكة الصبيانية؛ إده يئتغخ ويتباهى ويحشو صفحات عديدة يكنين كالمه — بينما يوجد
شرع جاهر وبسيط لكلمات الرت الذي ،عندما يصبح من نسل داود ،يكون بر األبرار .أثا إشعياء
فيعتم بأي معئى يصير ذلك عندما يقول1 :اؤغئدي ايار بنئرويب يرر كثيرين[ 11اش ٣ه١١:؛.
لنالحذ أة المتكتم هنا هو االب ،إئه يعين لالبن عمل التبرير؛ إئه يضيف السبب -أال وهوأئه
[أي االبن؛ بار؛ وإئه حذد الكيفية والوسيلة ،كما يقال ،في التعليم الذي به يصبح المسيح معروقا.
ألئه من األنسب أن دعتبر كلمة (٦ال٦ل) مبنيه للمجهول؛ ومن ثم أستنتج أة المسيح لجعل برا عندما
أحذ لنفسه صورة عبد [في ٧: ٢؛؛ وثانيا ،إئه يبررنا في أئه أظهر نفسه مطيعا لآلب [في ٨: ٢؛.
لذلك ال يفعل ذلك بحسب طبيعته اإللهية بل بالتبرير الذي وضغ عليه .ألئه مع أة الله وحده
هو مصدر البز ،وأئنا نحن أبرار باشتراكنا فيه فقط ،وألئنا أقصينا عن بره باختالفنا التعيس معه
[مع إرادته] ،وجب أن ئجذ مالذا من محنتنا في تبرير المسيح لنا بقوة موته وقيامته.
. ٩التبريركعمل الوسيط
لوكان ألوسيندر أن يعترض على أة هذا العمل — بحكم تغؤقه — يسموعلى الطبيعة البشرية،
ولذا يلزم أن ينسك إلى الطبيعة األلهية وحدها ،فإئني أستم بالنقطة األولى؛ أتا عن الثانية فأقول إئه
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٦٨٦
مضلل ضالأل فادحا .ألئه على الرغم من أن المسيح ،لو لم يكن الله الحى لم يمكنه أن يظهر نفوسنا
بدمه ،أوقخئنا من الذنب ،أولإليجاز ،يقوم بوظيفة الكاهن ،حيث إذ قوة الجسد ال تضاهي حمأل
جسيائ كهذا ،فإئه مع ذلك ،من الموقد أئه أكمل كل هذه األفعال بحسب طبيعته البشرتة .ألئنا
إن سألنا كيف بررنا ،يجيبنا بولس بإطاعة المسيح [رو ه .]١٩:فهل أطاع باى طريقه أخرى
غير ارخانه لنفسه صورة عبد [في ]٧: ٢؟ من ذلك نستنتج أن البر ،في جسده ،صار لنا .كذلك
بعبار؛ أخرى ،يدهشني أن أوسيندر أل يستحي أن يسرد بكثم من التكرار ،ارسخ بولس مصدر البر
في جسد المسيح وحده .ا ألئه لجعل الذي لم يغرف حطثه ،حطيه أللجبتا ،بتصير تحن ،ز الله فيه1,
[٢كو ه ٠]٢١ :بملء صوته يعئلم اوسيندر بر الله ،ويترئم بالنصرة كما لو كان قد أكذ شبح بره
الجوهرى أتا الكلمات فتعبر عن شيء كثير االختالف ،وهو أئنا قد لجعلنا أبرارا بواسطة الكقارة
*.
التي أحرزها المسيح .كل تلميذ في المدرسة يعرف أن المقصود من بر الله البر المقبول من الله،
كما ورد في إنجيل يوحنا حيث يقارن مجد الله بمجد البشر [يو ٤٣: ١٢؛ ه٤٤:؛ .أعرف أئه
يدعى أحياائ بر الله ألن الله هو منشئه وهو الذي يوسحنا به .أتا القارئ النبيه فسوف يدرك ،من
دون أن أبس بكلمة ،أن هذه العبارة تعني فقط أئنا نقف ،مدعومين بذبيحة موت المسيح ،أمام
عرش دينونة الله.
والكلمة ليست مهمة جدا ،بشرط أن ودقق معنا اوسيندر على أئنا مبررون في المسيح بقدر
ما قد لجعل ذبيحة كقار؛ لنا :هذا األمر ال يتطابق مع طبيعته البشرية .لهذا السبب أيصا ،عندما
حتم المسيح البر والخالص الذي أتانا به ،قئلغ له عهنا وثيائ في جسده .فهو يدعو ذاته خبز
الحياة [يو ٤٨: ٦؛ ،ولكئه لكي يشرح ذلك يضيف ألن لجشدي ماكل حى ،وذمي تشزب حى
[يو :٦ه ه] .ويرى أسلوب التعليم هذا في األسرار المقدسة؛ ومع أئها تولجه إيماننا إلى المسيح
الكامل وليس إلى نصف المسيح ،فهي تعتم بأن كأل من التبرير والخالص يكمن في جسده؛ ليس
كبشر وحشب يبرر أو يحيي من ذاته ،بل ألة الله قد زضي أن يعلئ في الوسيط ما كان خفائ وغير
قابل لإلدراك في ذاته .لذلك أقول عاد؛ إذ المسيح ،كما يجوز الحديث ،نافور؛ مغتوحه لنا؛ منه
نستطيع أن نسحل ما قد يخفى عن أنظارنا بال جدوى في ذلك الينبوع الجوفي العميق ،فيأتينا في
شخص الوسيط .وبهذه الطريقة ،وبهذا المعنى ،لسك أنكز أن المسيح ،وهو الله واإلنسان مائ،
يبزرنا؛ وأن هذا العمل هو العمل المشترك لالب والروح القدس؛ وأخيرا ،إذ البز الذي يجعلنا
المسيح فيه شركاء معه هو البز األبدي لله األبدي ،بشرط أن يقبل وأوسيندر األسباب الواضحة
فلئأل يخدع أوسيندر البسطاء بغما حكاته ،أعترف بأئنا دحرم هذه الفائدة التي ال شبيه لها إلى
حين أن يصير المسيح لنا .لذا فإن ذلك االوحاد بين الرأس واألعضاء ،وتلك الشكنى -سكنى
المسيح في قلوبنا — وباإليجاز ،ذلك االثحاد الروحي نعتبره من أعلى درجات األهمية ،حيث
إذ المسيح الذي صار لنا يجعلنا شركاء معه في الهبات التي أعطيت له .لذلك لسنا نتأتله خارجا
عن ذواتنا وكأئنا ننظر إليه من بعد لكي يحسك لنا بره ،بل ألتنا نلبسه وألئنا مطقمون في جسده؛
وباأليجاز ،ألئه يتنازل فيقبل أن يجعلنا واحذا معه .ولهذا السبب نفتخر بأن لنا شركة بر معه.
وهكذا ندحض افتراء اوسيندر الذي ينعي أئه بنا يحسب األيمان برا؛ كما لو كنا نحن ننتزع
من المسيح حعه ،عندما نقول إئنا باأليمان نأتي إليه فارغين لنفسخ مكاائ لنعمته حتى يمألنا هو
وحده! أثا اوسيندر فبزوضه هذه الوحدة الروحية ،يفرض خلكا جسيائ بين المسيح والمؤمنين.
ولهذا السبب يدعو بشراسه وخبب كل من ال يعتقدون بهذه الخرافة ،خرافة البر الجوهري من
أئباع زوينغلي ،ألئهم ال يعتنقون الرأي القائل بأن المسيح يؤكل جوهرائ في العشاء الرباني .أثا أنا
فأحسبه من أعلى درجات الشرف أن ئهينني إنسان مغرور كهذا ،متورط في حبائل خداعه؛ وإن
يكن ال يهاجمني وحدي ،بل أشهر الكائب في العالم مش كان يتبغي أن يحترمهم .فهذا ال يهتني
البئه ،إذ إئني لسمت أدافع عن وقبية شخصية خاصه بي .ائني أدافع عن هذه المسألة بسبب كوني
حرا من كل الدوافع الفاسدة.
من ثم ،إذ إصراره بعنف كبير على البؤ الجوهري وشكنى المسيح الجوهرية فينا يأتي بهذه
النتيجة؛ أؤأل ،إئه يعتقد أن الله يسكب ذاته فينا كخليغ غليظ ،تماثا كما يتخيل ذاته يلتهم طعاائ
مادائ في العشاء الرباني؛ وثانيا :أئه [أي الله] ينفخ ببره علينا ،وبذلك نصبح حائ أبرارا معه ،إذ
يعتقد أوسيندر أن هذا البر هو الله نفسه ،وأئه في الوقت ذاته :الصالخ والقداسة أو الكمال التي
يتصف بها الله.
لن أصرف الكثير من الجهد في تفنيد البراهين الكتابية التي يأتي بها ،والتي يعؤجها
ويفشرها بالخطأ من الحياة السماوئة إلى الحالة الحاضرة .يقول بطرس :في المسيح وهبتا
لنا المواعيد العظمى والثمينة ...لكي نصير شركاء الطبيعة األلهية.ا [٠٢ط .]٤:١كما لو كا
اآلن ما يعد به األنجيل أن نصير عند مجيء المسيح األخير! في الحقيقة ،يذكرنا يوحنا بأئنا
سنرى الله كما هو ألئنا سنصير مثله [ ١يو .]٢ :٣أردث فقط أن أعطي مثأل صغيرا لقرائي .ولهذا
جون كالثن :أسس الئ يرق المسيحى ٦٨٨
أتجاوز هذه التفاهات ،ال ألئه يصعب دحضها ،بل ألئني لسث أون أن أسهب في الشرح المدقق
بال ضرورة.
ولكئ سائ أكثر يندس في العبارة الثانية التي بها يعتم أوسيندر أئنا أبرار مع الله .أفتكر أئني
اديت بما فيه الكفاية أة هذه العقيدة ،وإن لم تكن مؤذية إلى هذه الدرجة ،فألئها باردة وعقيمة
ومنغمسة في غرور ذاتها ،لزم أن تكون بحى بغيضة وغير مستساغة لدى القراء األذكياء والورعين.
فأن ئضعف (هذه العقيدة) طمأنينتنا في الخالص ،وأن ئطيز بنا فوق السحاب لكي تمنع دعاءنا
إلى الله بقلوب هادئة بعدما ،في تاكدنا من الكائرة ،استمسكنا بالنعمة ،فأن تفعل كز هذا بزعم بر
يهزأ اوسيندر مئن يعتمون بأن كون الشخص مبررا هو مصطلح قانوني؛ ألئه يجب أن
نكوذ أبرارا فعأل .ثم إئه يحتقر أكثر االحتقار فكرة أئنا مبررون يغزو البر إلينا بالمجان .حسائ إدا،
فإن كان الله ال يبررنا بالتبرئة والعفو ،فماذا يعني تصريح بولس :إذ الله نماذ ني التميح نضايخا
الغالم لنبه ،عير حاسب ،لهم حطاتاهم [٢كوه١٩:؛ ألده لجعل الذي لم يعرف لخطئه ،حطثه
ألحس ،لنصيز رحن ح الله بيه [اآلية ]٢ ١؟ أؤأل :أستنتح أئهم مبررون أولئك الذين تصالحوا مع
الله .وهذا يشمل الوسيلة :أن الله يبرر بالعفو ،كما أن في نعرآخر يقاس بين التبرير واالدهام لئخلهز
الغرق .وهذا التضاد يوضح جليا أة التعبيز مستعار من استعماله القانونى .فكز من تعتم مبادئ
اللغة العبرتة ،بشرط أن يكون عقله يقكا ،ال يجهل أة العبارة نشأت من هذا المصدر ،واثخذت منه
اثجاهها ومحتواها .حينما يقول بولس إة داود يصف البز بدون أعمال بهذه الكلمات :طوبى
بتذي عغز إدئه ؤثتزت حطئته[ 1,مز ١ :٣٢؛ رو ،]٧: ٤فليجبني أوسيندر هل كان هذا تعريائ
كامأل أو نصف تعريف .من المؤنمد أة بولس ال يثبن النبي على االعتقاد بأة مفغرة الخطايا جزء
من التز ،أو أئها مجزد شيء مالز؛ لتبرير اإلنسان؛ بالعكس ،إئه يتضغن البز بكآيته في الفغران
المجانى ،إذ يعلن مطودا اإلنسان الذي شترت خطاياه ،ئن غفر الله إثمه؛ وش لم يحسب الله له
تعذياته .من ثم يحكم ويقز بسعادته ألئه تبزر بهذه الوسيلة :ليس من يبل ذاته بل بأن حسب له البز.
يرد أوسيندر معترصا بالقول إئه من قبيل اإلهانة لله والتناقض مع طبيعته اإللهية ،أن يبزر من
يبقون بالفعل في حالة الشز .بل لنتذنمر ما ولتة قبأل ،وهو أة نعمة التبرير ال تنفصل عن التجديد،
٦٨٩ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
على الرغم من أة كأل منهما يتميز عن اآلخر .ولكن ألئه من المعروف باالختبار أة آثار الخطيئة ال
تبارح األبرار ،فإة تبريرهم لزم أن يكون مختلعا اختالائ تاائ عن إصالح حياتهم نحو حذة الحياة
[قارن رو .]٤ : ٦فالله يبدأ هذه النقطة الثانية في مختاريه ،ويطؤرها بالتدريج وأحياائ ببطء مدى
الحياة ،بحيث إتهم يظتون دائائ عرضة لدينونة الموت أمام عرش قضائه .ولكئه ال يبزر جزئيا بل
كلائ وبسخاء ،حتى يظهروا في السماء كما لو ألبسوا طهارة المسيح .فال يمنح ضمائرنا الساللم
أفي جزء من التبرير حتى يقرر أئنا مقبولون عند الله ألئنا مبررون كلائ أمامه .من هذا يستنتج أة
عقيدة التبرير تتحرف ،بل ثطاح كلائ عندما يفعم عقول الناس بالشلذ فيها ،وعندما تتزعزع الثقة
بالخالص ويتعقر األحرار ومن ال يعرفون الخوف في طلب الله -ال بل عندما ال يتونلد الثبات في
الفرح الروحي .من ثم يجادل بولس ببرهان استخدام األضداد ،أة الوراثة ال تأتي من الناموس
[غل ،] ١٨:٣ألئه إن كان الذين من الناموس ورثه ،فقد تعتلل اإليمان [رو .]١ ٤: ٤إة اإليمان يهتر
ويتزعزع إن اهتلم باألعمال ،حيث ال أحد ،وال أكثر الناس قداسة ،يجد فيها — أفي األعمال — ما
يمكنه االرتكاز عليه.
يعئر بولسى أجمل تعبير عن هذا التمييز بين التبرير والتجديد ،الموضوعين اللذين يخلط
اوسيندر بينهما باستعمال عبارة البر المزدوج .فهو إذ يتحذث عن بره هو ،أو البر الذي أعطي
له ،وما يستيه اوسيندر البر الجوهري ،يقول متعجائ :زيجي أرأ اإلسان الئقئ! من ينقذني من
حشد هذا التوب؟ [رو ٢٤: ٧؛ .لكئه إذ يسرع إلى ذلك البر المؤسس على رحمة الله وحدها،
ينتصر انتصارا مجينا على كز من الحياة والموت ،على الخزي والجوع ،على السيف وعلى كذ
محنه تواجهه .المى كشكي غئى محتاري الله؟ ,,الذين يبررهم [رو ]٣٣:٨؟ فإتي متيقن أن ال
شيء [يثدز]ًاذ [ئثصًاتا]ءىهخئةاللهائيضاذتسيح[ ...رو . ]٣٩-٣٨ : ٨هنا يعلن بوضوح
أة له برا يكفي وحده كلائ للخالص أمام الله ،بحيث ال تنتقص ثقته بافتخاره ،وال تقف أمامه عائقا
بسبب عبودئته التعيسة التي ،منذ لحظة ،جفئ يرثي لحاله .يدرك هذا االختالف بما فيه الكفاية،
ويعرفه تماائ جميع القذيسين الذين يرزحون تحت وطأة الذنوب ،ولكئهم يتغلبون بثقه منتصرة
على جميع مخاوفهم.
أثا اعتراضى أوسيندر أة هذا ال يالئم طبيعة الله ،فينقلب عليه .فمع أئه البسى القذيسين
البر الجوهري هذا كرداء فرائئ ،ال يزال مضطرا أن يعترف بأة أحذا ال يستطيع أن يرضي
الله بدون مفغرة الخطايا .فإذا كان هذا صحيحا ،فليستم على األقل بأة الذين ليسوا من ذواتهم
أبرارا يحسبون مبررين على أساس الحصة الثابتة المنسوبة إليهم ،كما يقال .ولكن إلى أفي
جون كالثن :أسس األين المسيحى ٦٩ ٠
ط يقسم الخاطئ هذا القبول المجاني الذي يحز محق البر؟ أبالرطل أم باألوقية؟ ال ريب أئه
سيظز معتائ في غير يقين ،مترجحا من هذا الجانب إلى ذاك ،ألئه لن يبمخ له بأن يفترض في
نفسه القدر الكافي الذي يحتاج إليه لالطمئنان إلى األمان والضمان .فليكفن ئن يزعم أئه يضع
ناموسا لله عن الحكم في هذه الحالة .أتا هذا القول فسيثبت :ابكئ ئسرز ني اقزالكه ،زتزكز في
ما أكبره افتراة أن يدين [إنسان؛ القاضي األعلى عندما يعفو بالمجان ،بحيث ئفرغ هذه
اإلجابة من قؤتها :أًائرا؛ف غتى تن اتراذف ،وأنخلم من ازحم[ 1,خر ١٩:٣٣؛! ومع ذلك ،فإذ
شفاعة موسى التي يحذها الله بهذه الكلمات ،لم تطلب من الله أأل يشفق على أحد ،بل أن يمحو
عنهم دهمتهم على الرغم من أدهم مذنبون ،وأن يعفو عن جميعهم بالتساوى .وعلى هذا األساس،
نقول حعا إذ خطايا الضالين قد دفنت ،وأئهم مبررون أمام الله ألئه ،بسبب كرهه الخطيئة ،يستطيع
أن يحي الذين بررهم وحدهم .إذ هذه خثله رائعه للتبرير :ألن بر المسيح يكسوهم ،ال يرتعدون
بسبب الدينونة التي يستحعونها ،ولغا كانوا -عن حق -يدينون أنغشهم ،يحسبون أبرارا من
خارج ذواتهم-
. ١ ٢تفنيد اوسيندر
أتا قرائي فينبغي أن يحذروا فينتبهوا جينا إلى ذلك السر الذي يفتخر اوسيندر بأئه ال يرغب
في أن يخفيه عنهم .فإئه — أؤأل — يوبد بإسهاب وإطناب أئنا ال نحصل على رضى الله بخسبان
بر المسيح وحده ،ألئه يستحيل (وهنا أستعمل كلماته) عليه أن يعتبر تن ال يسلكون بالبر مبررين.
وفي النهاية ،يستنتج أن المسيح أعطى لنا برا ،ليس من قبيل طبيعته البشرية بل اإللهية .ومع أن هذا
يمكنه أن يوجد في شخص الوسيط فقط ،فهو على الرغم من ذلك ليس بر األنسان بل بر الله .إئه
ال يجمع النوعين من البر مثا ،ولكئه -بكز وضوح -يجرد طبيعة المسيح البشرية من وظيفة
التبرير .كما يهئنا — باألكثر — أن نفهلم أسلوب جداله .فغي الموضع نفسه الذي يقتبس فيه القول
بأن المسيح صار حكمه لنا من الله [ ١كو ٣٠:١؛ ،يقول :ولكن هذا ينطبق على الكلمة األبدية
فقط .لذلك فإذ المسيح اإلنسان ليس هو البر .وأجيب :لقد كان حعا االس الوحيد المولود من الله
حكمكه األبدية ،ولكن هذا االسم يستعمل .طريقه أخرى في رسائل بولس ،ألة فيه مذحر لجييع
كوئر الحكمة ؤالعلم [كو ٣: ٢؛ .ما كان له مع االب [قارن يو : ١٧ه] أعلنه لنا .من ثم ،ما يقوله
بولس ال يشير إلى جوهر اس الله ،بل إلى ما هو لغائدتنا ،ويالئم طبيعة المسيح البشرية عن حق.
٦٩١ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
فمع أة النور أضاء في الظلمة قبل أن اثخن جسنا [يو : ١ه] ،كان النور خفائ إلى أن ظهر المسيح
بطبيعة اإلنسان ،شمس البر ،ولذا يقول عن نفسه نور العالم [يو ١٢ : ٨؛ .
ويعترض اوسيندر أيصا — بعباء — بأة قزة التبرير تفوق كثيرا قدرة المالئكة والبشر ،حي٠ث إذ
هذا ال يعتمد على كرامة أي مخلوى ،بل على تعيين الله .فإذا شاء للمالئكة أن يصنعوا كائرة لله،
فلن يستطيعوا أن ينجزوا شيائ ،ألئه لم يئن لهم ذلك .ولكن هذا [العمل؛ غئعى للمسيح اإلنسان
حيث خضع للناموس لكي يفتدينا من لعنة الناموس [غل ١٣:٣؛ قارن ٤ : ٤؛ .
كذلك ،إذ من ينكرون أن المسيح هو برنا بحسب طبيعته اإللهؤة ،ينهمهم اوسيندر بوقاحه
بأئهم يتجاهلون جزذا من المسيح ،واألسوأ من ذلك ،أئهم يقيمون إلهين ،ومع أئهم يقرون بأن الله
يسكن فينا ،فهم ال يزالون ينعون أئنا لسنا مبررين ببر الله .فانا إن كائ ندعو المسيح مصدر الحياة
وننبئها ،ونرى أئه اجتاز الموت اللكئ يبين بالنؤت دان ائذي لة تلطان اكزت[ 1,عب ١٤: ٢؛،
لسنا بذلك نجرد المسيح بكتيته من هذا االمتياز ،إذ إئه هو الله الذي ظهز في الجسد؛ ولكئنا
باألحرى نبين كيف يأتينا بر الله حتى نتمثع به .وعلى هذه النقطة وقع اوسيندر في خطا فادح .إئنا
ال دنكؤ أن ما قد اعلن لنا بوضوح في المسيح هو بر الله الذي ينبثق منه .ولكئنا نؤمن بثبا.ت أن في
موت المسيح وقيامته برا لنا وحياة .سوف أهمل ذلك الكلم من النصوص التي بها يثقل قراءه بال
تمييز وبدون اعتبار للبديهة أو الحسل العام ،ليشير إلى أئه كتما ورد الحديث عن البر ،يلزم فهلم ذلك
على أئه ٠البر الجوهري .فمثأل ،عندما يناشد داود بر الله أن يعينه ،مع أئه يكرر ذلك أكثر من مائة
مرة ،ال يتردد اوسيندر في تشويه نصوص هذا عددها.
ألمنا اعتراضه اآلخر فال يقوى عن هذا بمثقال ذرة :وهو أن التعريف الصحيح والمالئم للبر هو
أئه ما يدفعنا إلى العمل السوي ،بل إذ الله وحده هو العامل فينا أن نريد وأن نعمل [في١٣:٢؛.
لسث أنكر أن الله يصلحنا بفعل روحه في القداسة وبز الحياة .لكن -أؤأل — ينبغي أن نرى هل كان
يفعل ذلك بذاته ومباشر؛ أو بواسطة يد ابنه الذي عليه سكت ،كزى ملء الروح القدس ،لكي يوقر من
غناه ما افتقر إليه أعضاؤه .ثم ،مع أن البر يتدقق إلينا من عمق ينبوع الوهته الخفى ال يعني ذلك أن
المسيح الذي قذس ذاته في الجسد ألجلنا [يو ١٩ : ١٧؛ هو برنا بحسب طبيعته اإللهية.
وما يضيفه (أوسيندر) ليس أقز سخافة :أن المسيح كان بارا بواسطة البر اإللهي؛ ألئه لو لم
تكن إرادة الله قد أرغمته ،لما كان له هو أن يتئم األعمال التي أمر بها ١ ٠.فمع أئه قد قيل في موضع
انظر :د- 0 3أل, €071^881071 [١٢ 4ا1جض1؟ا0 ١٠
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٦٩٢
آخر ،إة جميع استحقاقات المسيح نفسه تنبع من مسرة اآلب وحدها ١ ١ ،فهذا ال يضيف شيقا إلى
الخيال الجامح الذي يفتن بها اوسيندر عينيه وعيون البسطاء .ألئه ض يسمح ألحد بأن يستنبط أئنا
في جوهرنا أبرار لمجرد أة الله هو مصدر برنا ورأسه ،وأة جوهر بر الله يسكن فينا؟ يقول إشباء
في افتداء الكنيسة إة الله ابش ابر كيزعا[ ٠اش ٩ه . ] ١٧:هل فعل [الله] ذلك لكي يجرد المسيح
من السالح الذي أعطاه إياه ،لكي ال يصبح المسيح الغادي الكامل؟ ولكئ النبي قصد فقط أة الله
لم يستعر شيائ خارجا عن ذاته ،وال احتاج إلى معونة أحد ليفتدينا .لقد أشار بولس إلى ذلك بعبار؛
أخرى حين قال إئه أعطانا الخالص إلظهار بره [رو :٣ه .]٢هذا ال يناقض أبتدا ما عتم به في
موضع1خر :أئنا مبزرون با٠طءة اإلنسان الواحد [رو ه .]١٩:باإليجاز ،إة من يدمج نوعين من
البز لجة ال تستريح الغوس التعيسة مطمئثه في رحمة الله وحدها ،يتوج المسيح بإكليل من شوك
يتصؤر الكثير من الناس أة البر يتكؤن من اإليمان واألعمال .بدايه ،لئظهر أة بر اإليمان
يختلف عن بز األعمال إلى درجة أئه إذا ثبت الواحد انتفى االخر .يقول الرسول إئه ا يحسب كل
شيء نفاية لكي يربح المسيح ويوجد فيه...وليخس له (من ذاته) بره الذي من الناموس ،بل الذي
بإيمان يسوع المسيح ،البر الذي من الله باإليمان [في .]٩-٨ :٣هنا ترى مقارنة لئئضادين،
واإلفادة بأة اإلنسان الذي يرغب في أن ينال بز المسيح ،عليه أن يهجر بر ذاته .لذلك يشير في
موضع اخر إلى أة ذلك كان سبب سقوط اليهود :إذ تمانوا ...يغلبون اذ ئبتوا ح ادفسهم للم
يفصعوا لبؤ الله^ [رو .]٣: ١ ٠إذا كائ بإثباتنا بز أنفسنا نلفظ بر الله ،فإئنا لكي ننال األخير يجب
أن تهجز األول .كما أئه يبين هذا الشيء عينه عندما يقول إة افتخارنا ال ينفيه الناموس بل اإليمان
[رو .]٢٧: ٣من ثم يلزم منطقيا أئه ما دام قد بقتي أقز جزء ممكن من بؤ األعمال ،تظز لنا الفرصة
لالفتخار به .أثا إن كان اإليمان ينفي إمكانية االفتخار كليا ،فال يمكن أن تكون لبؤ األعمال
عالقة ببر اإليمان .وفي سياق ذلك ،يقول بوضوح في الفصل الرابع من رسالة رومية ،إئه ال يبقى
مجال للخداع أوللمراوغة :يقول بولس اذ تماذ إبزاهيم ون كؤز باألعتال طهؤحرا[ ٠رو ،]٢ : ٤
انظر أعآله :الكتاب الثاني ،الفصل ،١٧الفقرة .١ ١١
٦٩٣ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
ويضيف٠ :اؤالًكذ لبس لذى الله ,1.من ثم يلزم أئه لم يتبرر باألعمال .ثم يبني بولس نقالها آخر
باستخدام األضداد .يقول إة األجرة تدفع مقابل عمل ،فهي ,مثل ذئن ،ولكئها ال تدفع كؤبه أوعلى
سبيل نعمة [رو .]٤:٤أائ البر بحسب النعمة فيست إلى اإليمان .ولذا ،فإئه ال يقوم على األعمال.
وداغا إدا ألحالم الذين يبتدعون برا نابائ من االيمان واألعمال معا.
يظل السفسطائيون الذين يتالعبون بتشويههم للكتاب المقدس وبمراوغتهم الفارغة أن لديهم
وسيلة حاذقة للتحايل .فهم يشرحون األعمال بمعنى ما يفعله اإلنسان غير المتجند بعن فقط،
بتقيده الحرفى وبمحض إرادته الحزة هو ،بغز النظر عن نعمة المسيح .ولكئهم ئنكرون أة هذه
(األعمال) نشير إلى األعمال الروحية ،إذ -بالنسبة إليهم ١ -إلذساندئبرر باإليمان واألعمال معا،
بشرط أأل تكون هذه أعماله هو ،بل هبات المسيح وثمار التجديد .ويقولون إذ بولس تحذث
بذلك ال ألي سبب إآل إلقناع اليهود الذين كانوا يعتمدون على قدرة ذواتهم ،بأنهم كانوا أغبياء
في نسبتهم البر إلى أنفسهم ،حيث إذ روح المسيح وحده يغدقه علينا ،وليس من خالل أي جهد
ناتج من طبيعتنا .أائ بعد ،فيم باتوا ال يالحظون أنه في المقابلة بين بر الناموس وبز االنجيل
— األمر الذي يقذمه بولس في موضعآخر -تنتفي جميع األعمال ،مهما لعبث بألغا؛ ناعمة
[غل .]١٢-١١ :٣فهو يعتم أة هذًا هو بر الناموس :أن من كئل ما يوصي به الناموس ينال
الخالص؛ أتا هذا فهو بز اإليمان :أن يؤمن بأن المسيح مات وقام من األموات [رو : ١ ٠ه و .]٩
على أننا سنرى الحعا ،في الموضع الصحيح ،أة نعمة المسيح المزدوجة :نعمة التقديس
ونعمة البر مختلفتان ١ ٢.من ذلك يثبت أن األعمال الروحية نفسها ال يوجد لها مكان عندما تنسب
قوة التبرير إلى اإليمان .مقولة بولس التي فيها ينكر أن إبراهيم كان له ما يتفاخر به أمام الله — النعل
الذي أوردناه دوا — إذ إنه لم يكن بارا بأعماله ،هي مقولة ينبغي أأل تنحصر في مظهر الفضيلة
الحرفى والخارجي ،أو في قدرة اإلرادة الحزة .ولكن مع أة حياة ذلك الشيخ الجليل كانت روحية
وشبه مالئكية ،لم يكن له ما يكفي من فضل أعماله ما يستحق الحصول على البز أمام الله.
جماعة المدرسيين أسد فظاظة إذ يمزجون تلفيقاتهم .هؤالء الرجال يلوثون عقول البسطاء
وغير الحذرين ،بعقيد؛ ليست أقز انحطاندا ،يموهونها تحت قناع الروح و النعمة وحتى
تحت رحمة الله التي وحدها تستطيع أن ئطمئن النفس المرتعبة .إئنا نعترف مع بولس بأن العاملين
بالناموس يتبررون أمام الله ،ولكن ألئنا جميعا بعيدون عن إطاعة الناموس ،نستنبط من ذلك أن تلك
األعمال التي كان يجب أن تفيد للبز ال تساعدنا البتة ألتنا نفتقر إليها.
أما عن جمهور الشعب البابوي ،أوهؤالء المدرسيين فإئهم مخدوعون انخداعا مزدوجا هنا،
ألئهم بدعون اإليمان إيقان الضمير وينتظرون جزاء استحقاقاتهم من الله ،وألئهم ال ئفئرون نعمة
الله باعتبارها تنسب البر المجاني ،بل باعتبارها معونة الروح القدس في السلوك نحو القداسة.
يقرأون ما دؤنه الرسول :أ ...تجب أة ائذي قاري إلى الله يومن رائه مزجوة ،ؤائه بحاري ائذيئ
قثتبوته [عب ٦: ١١؛ .ولكئهم ال ببدون التفاائ إلى السبيل الذي به ينبغي أن بطلب .فيتوحئح
من كتاباتهم واستعمالهم لكلمة النعمة أئهم مضئلون .يشرح لومبارد أئنا ئعطى التبرير بواسطة
المسيح بطريقثين .أوال ،يقول إذ موت المسيح يبررنا ،بينما توقظ المحبة من خالله في قلوبنا
فتصيرنا أبرارا .وثانيا ،ألن الخطيئة تنطفئ فينا بسب تلك المحبة عينها ،ولذا يؤسر الشيطان ومن
ثم يفقد قدرته على إدانتنا ١٣.هنا ترى كيف ينظر إلى نعمة الله وخصوصا في عمل التبرير ،بقدر ما
ترشدنا نعمة الروح القدس إلى األعمال الصالحة .يبدو أئه قضن أن يتبغ فكر أوغسطينس؛ ولكئه
يتبعه مول بعد ،بل يحيد بقدر بعيد عن محاكاته على النحو الصحيح .ألئه عندما يقول أوغسطينس
أي شيء بوضوح ،يجعله لومبارد غامصا ،وإن زلجن في أوغسطينس أي شيء مشوبا ألقز درجة،
أفسده لومبارد .ولقد استمزت المدارس في سبيل التدهور والثردي ،من سيء إلى أسوأ ،إلى أن
غاصت مندفعة إلى الخراب في نوع من البيالجية .وفي هذا الصدد ،ينبغي أأل نقبل كلجا رأي
أوغسطينس أو على أي حال طريقة شرحه .ألئه على الرغم من تجريده اإلنسان من كل فضل في
البر ،وغزو؟ كته إلى نعمة الله عززا يستحق إعجابنا به ،فإئه مع ذلك بدرج النعمة تحت موضوع
التقديمس ،الذي به نولد ثانية في حذة الحياة بواسطة عمل الروح القدس١ ٤.
انظر 192. 795 ٤.( :ال) . 1ةل 111.ا،دج ,كللةألاال0أ !<. ١٣
0,االأ8أأجل٨٦ (; 011ا 8 11. 581الدج 8ى .ئ ;.2 )^8<1 38. 726 £.تتأن ض آلم٠٠ انظر: ١٤
٧. 92(.الحم. 21 )144. 214; ٤٢.ااال
٦٩٥ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
أثا حينما يتحذث الكتاب عن بؤ اإليمان ،يقودنا ٠إلى شيء مختلب تماائ؛ وهو أن نحؤل
أنظارنا من التفكر في أعمالنا نحن ،إلى التأثل في رحمة الله وكمال المسيح فقط .إئه في الواقع
يقذم التبرير على الترتيب اآلتي :بدايًا يتنازل الله ليحتضن الخاطئ بجوده النقى المجاني ،غير
واجد فيه ما يستحق رحمته سوى حالته التعيسة ،إذ يرى اإلنسان خاوائ إطالبا ومجرذا من
ًاءمابا صالحة؛ فيبحث في ذاته عن السبب الذي ألجله يغين اإلنسان .عندئذ يلمسن الله الخاطئ
بإحساس من فضله كيما يعزو اإلنسان خالصه برتته -وهو في حالة يأس سحيق من أعماله -إلى
رحمة الله وحدها .هذا هو اختبار اإليمان الذي به يحصل الخاطئ على خالصه ،عندما يدرك
من تعليم االنجيل أئه قد صولح مع الله :أئه بشفاعة بر المسيح وبغغران خطاياه يتبرر .ومع أئه
يتجند بروح الله ،يتأثل في البر األبدي المذخر له ،ليس في األعمال الصالحة التي يميل إلى فعلها،
بل في بر المسيح الوحيد .فعندما يتفكر القارئ في هذه األمور ،أحدها تلو اآلخر ،ستئضح له
نظرتنا من خالل ما شرحناه .ومع ذلك يجوز ترتيب هذه النقاط على نحو مختلب قد يتفوق
على هذا الترتيب؛ ولكئ الغرق يسير جذا ،بشرط أن شق بعثها مع بعض ،حتى يظل الشرح
صحيحا وئثبائ.
هنا يجب أن نتنكر العالقة التي أقمناها قبأل بين اإليمان واإلنجيل؛ ألئه رقال عن اإليمان إئه
يبرر ألئه يقبل ويعتنق البن الثعطى في االنجيل ،فضأل عن أته حيث إذ البز معكى في اإلنجيل،
ال مجال ألي اعتبار لألعمال .يشير بولس إلى ذلك تكرارا في مواضع أخرى ،لكئه يبينه بأكثر
وضوح في تظمين .فبمقارنة الناموس باإلنجيل في رسالة رومية يقول :الفي البر الذي بالناموساا
[رو :١ ٠ه] ٠وأتا البر الذي باإليمان إذ االتشان الذي يعفلها [هذه األشياء؛ كحتا بها
[رو ٦: ١ ٠؛ فيعلن الخالص إذ ااإن اعترفك بفملف وامنك بقلباذ أن يسوغ رث وأن الله أقامه من
األموات غلضث٠ا [رو ٩: ١ ٠؛ .أترى كيف يميز بين الناموس واإلنجيل :األول ينسب البز إلى
األعمال ،واألخير يمنح البر بعيدا عن معونة األعمال؟ هذا نعز ثهلم يستطيع أن تخرجنا من الكثير
من الصعوبات ،إن يمنا أن البر الذي يونقك بواسطة اإلنجيل قد تحرر من كزى شروط الناموس.
هنا يكمن السبب الذي ألجله يقابل باستمرار بين الموعد والناموس كشكين متناقصين بالتبادل:
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٦٩٦
الدن كات الوزائة من الائوئس ،ظلم ئكئ اتخا من مؤعي [غل ١٨:٣؛؛ إلى جانب نصوص أخرى
في الفصل نفسه تعبر عن الفكرة ذاتها.
من المؤبد أن للناموس نفسه وعوذه .لذلك لزم أن يكون لوعود اإلنجيل ما يمبزها ويختلف
بسببها عن تلك ،إأل إذا قلنا بأن المقارنة باطلة .ولكن ما عسى أن يكون نوع هذا االختالف سوى
أن مواعيد اإلنجيل مجانبة وتعتمد حصرا على رحمة الله ،بينما تتوقف مواعيد الناموس على شرط
األعمال؟ فليحجم عن أن يزمجر أحذ علتي معترصا بالقول ،إئه البر الذي يقحمه البشر بقدرتهم
وبحرية إرادتهم على الله هوما يرفضه الله ،ألن بولس يعتم بما ال كز ،فيه أن الناموس — فيما يوصي
به — عاجز عن أن يفعل ما صنعه الله بالمسيح [قارن رو . ]٣: ٨ألئه ال يوجد إنسان — ليس من عاتة
البشر فحسب ،بل من أكثر النابس كماأل -يستطيع أن يتئم الناموس .وبالتمحكيد إذ المحبة هي قفة
الناموس .ولقا يشكلنا روح الله بحسب محبة كهذه ،لماذا ال تكون لنا عثة البر؛ ولو أئها ال تصل
إلى حذ الكمال حتى في القديسين ،ولهذا السبب ال تستحق مكافأ؛ عن ذاتها؟
أتا النص الثاني فهو هذا :الؤلكنرأن كن اخذ كتوز دالائثوس طن الله شاهر ،ألن ايار
باإليمان تحتاال [قارن حب .]٤:٢زلين الائنوس ليسن من اإليمان ،تزب االضان الذي يعفلها
[هذه األشياء؛ دبيا بهاالال [غل .]١٢-١١ :٣كيف تقوم هذه الحجة إأل باالثفاى على أن
األعمال ال تدخل في حساب اإليمان بل يجب فصلها عنه كلجا؟ يقول إذ الناموس يختلف عن
اإليمان .لماذا؟ ألن األعمال الزمة لبر الناموس .يتبع ذلك أئها غير مطلوبة لبز اإليمان .يتس جلؤا
من هذه العالقة ،أن الذين يؤرون باإليمان يبررون بدون أى اعتبار الستحقاق األعمال ،وفي
الواقع ،بدون أي استحقاى لألعمال .إذ اإليمان يتقيل ذلك البر الذي يمنحه اإلنجيل .واإلنجيل
يختلف عن الناموس في أئه ال يربط البر باألعمال ،بل يحذد مصدره في رحمة الله وحدها .فيجادل
بولس في رومية هكذا :لم يكن إلبراهيم ما يتفاخر به ،بل إذ إيمانه حسب له برا [رو ٣—٢ : ٤؛؛
ويضيف لزيادة التأكيد ،أن بز اإليمان يوجد حيث ال أعمال يكافأ .يقول :أينما كانت األعمال،
يحسب له الآلجرة كذدن؛ أتا ما ئعطى لأليمان فهو نعمة مجانبة [قارن رو -٤ : ٤ه) .حائ ،إذ
معنى الكلمات الذي يستخدم هناك ينطبق على هذا المقطع أيصا .ثم يضيف بعد قليل كذلك ننال
الميراث من اإليمان ،كما من نعمة .لذلك يستخلص أن هذا الميراث مجانتي ،ألئه يقتبل بااليمان
[قارن رو ١٦: ٤؛ .كيف يكون ذلك لوال أن االيمان مرتكز كلائ على رحمة الله وبدون مساعدة
٦٩٧ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
األعمال؟ ويعتم في مقطعآخر ،بالمعنى نفسه بال شك ،أؤاائ االذ نعن ظهز ح الله بدون الائوئس،
ئفهودا له بن الائموس واألب؛[ .رو ٢١ :٣؛ .لذا ،إذ يقصي الناموس ،يكر بولس أن االعمال
تساعدنا ،وأتنا ننال البز باألعمال؛ بل وعلى العكس ،أئنا نأتي فارغين لنناله.
. ١ ٩باإليمان وحده
االن يستطيع القارئ أن يرى كيف يتحابل السفسطائيون على عقيدتنا عندما نقول إذ األنسان
يتبرر باأليمان وحده [رو .]٢٨:٣إئهم اليتجزأون على إنكار أن األنسان يتبرر باإليمان ،ألن هذا
يرذ مكررا في الكتاب المقدس .ولكن ألن كلمة وحده لم دنكز في أي موضع ،ال يسمحون
بإضافتها .هل صحيح؟ بل بماذا يجيبون عن كلمات بولس هذه ،حيث يقول إن البر ال يكون
من األيمان إن لم يكن بالمجان [رو ]٢: ٤؟ كيف نفق العطية المجانية مع األعمال؟ وبأي حيل
شرعية نفابطة يتملصون متا يقوله في نعل اخر :إذ بر الله معلن في األنجيل (البشارة السارة)
[رو ]١٧: ١؟ فإن كان البر معتائ في اإلنجيل ،فمن المؤغد أن ما هو ثغتن فيه ليس بزا مشولها
.أو نصف بز ،بل هو بر تالم وكلي .لذلك ال مكان فيه للناموس .إئهم يشددون على استبعاد هذه
الصفة (صفة وحدانية األيمان) ليس خطأ منهم فحسب ،بل هو أسلوب يبعث على السخرية.
فالذي يجرد األعمال من كز فاعلية ،أال ينسب كل شيء — بما يكفي من البرهان — إلى األيمان
وحده؟ ماذا -أناشدكم -تعني هذه التصريحات :وت ظهر بر الله بدون الناموس [رو٢١:٣؛؛
واامتتزرين مجادا بنعمته ا [رو ]٢٤ :٣؛ و يدوئ اعتاز الائثوس [رو]٢٨:٣؟
هنا ئطلعون بحيلة حاذقة ،مع أئهم لم يبتكروها من عندهم بل استعاروها من أوريجينس
وبعض الكياب األقدمين اآلخرين؛ ١٥فهي على أي حال مضحكة وسخيفة تماثا .يثرثرون قائلين
إذ األعمال الطقسية قد اقصيت ،أثا األعمال األخالقية فال تقصى .يتحاذقون في الجدل المستمر
إلى درجة أئهم ال يستوعبون حتى أبسط مبادئ المنطق .أيغلوئن أن الرسول كان يهذي عندما
أش بتلك النصوص ليثين رأيه؟ الئشان ألذي ئعقيا شخا بهاال [غل ،]١٢ :٣وممتوئة كل
ئن أل يسئ بي لجميع ما هؤ ئكيوب ني كتاب الائثوس [غل .]١ ٠ :٣إأل أن يكونوا قد جتوا،
فلن يقولوا إذ الحياة وعدت لحاففلي الطقوس ،أو إذ اللعنة ئطقت على من تعذوا وحدهم
اإلشارة إلى أوريجينس مخطئة .األرجح أئها تعود إلى بيآلجيوس كما اقتبسها هيرونيثس .انظر: ١٥
,ج٢0111جل 071 #0771071$, ۵. 3 071ال, ):0771771271107ح<٢08ض0-٨ا)آلج8د80, 1اة ;30.66
#0771071$ 3 )1 17.79(.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٦٩٨
على الطقوس .إن كانت هذه النصوص ثفهم على أئها تشير إلى الناموس األخالقي ،فال شك
أة األعمال األخالقية ثستبعد من قؤة التبرير .هذه الحجج التي يستعملها بولس تتطلع إلى الغاية
ذاتها :من حيث أة بالناموس معرفة الخطئة ^رو ]٢ ٠ :٣فليس البز .ألة الناموس ينشئ عصائ
[رو : ٤ه ١؛ ،ومن ثم ليس البز .وألة الناموس ال يمنح الضمير الثقة ،فهو ال يستطيع أن ده ب البر.
وألة اإليمان يحسب برا ،فليس البز جزاء األعمال ،بل إنه يمنح وال يربح [رو .]٥٠٤ : ٤وألئنا
مبررون باإليمان ،فليس لنا أحقية الفخر [رو .]٢٧:٣لؤ اغبي تالوس وادر اذ يحبي ،لكان
دالحبيعه التر دالثاتوس .لبئ البائت اعتق عتى الكز رحت ،الغبيه ،بيفعلى القعد س إيمان
[غل .]٢٢٠٢١ :٣فليثرثروا ،إن تجاسروا ،أة هذه التصريحات تنطبق على الطقوس ،وليس على
األخالفى .فحتى أوالد المدارس يقهقهون لسماع هذا الهزل .لذلك لبت ،واثقين أنه عندما ثنكر
على الناموس القدرة على التبرير ،فإة هذه التصريحات تنطبق على الناموس بكمله.
. ٢ ٠أعمال الناموس
إذ تعجب أحدهم لماذا يلجأ الرسول إلى تحثن كهذا إذ ال يقبل اعتبار األعمال ،فثئة لذلك
سبت نشرحه .على الرغم من أن األعمال هي ذات جدارة عالية ،فإئها تكتسب قيمتها من قبول
الله إياها وليس من حذ ذاتها .فتن يتجاسر أن يربى لله ببز أعماني إن لم يقبل الله األعمال؟ ومن
يجرؤ أن يطلب جزاء إن لم يكن (الله) قد ؤعذ به؟ لذلك فإئه من جود الله وفضله أن تعتبر األعمال
جديرة بلقب البر مثلما بجزائها .ولهذا السبب فإة لألعمال قيمتها ألة األنسان بها يقصد أن يظهر
طاعته لله .ولذلك ،لكي يبرهن الرسول على أة إبراهيم لم يكن ليتبرر باألعمال ،يعلن في موضع
آخر ،أة الناموس قد اعطي ال أقز من أربعمائة وثالثين عاثا بعد أن قطع العهد [غل .]١٧:٣قد
يهزأ الجاهل من هذا الجدل على أساس أئه وبل ،إعالن الناموس كان يمكن أن يكون هنالك بر
أعمال .ولكن ألئه عتم أئه كانت لألعمال قيمتها العظيمة بشهادة الله وبإجازته فقط ،وتلها كحقيقة
أة األعمال — قبل إعالن الناموس — لم تكن لها قدرة التبرير .والسبب الذي نعطيه لذكره الصريح
لألعمال لما يريد أن يجردها من القدرة على التبرير ،هو — بكز وضوح — أة خالوا يمكنه أن يثور
حولها دون غيرها.
ولكئه أحياائ ينفي األعمال بدون استثناء ،مثلما يقول مستندا إلى شهادة داود ،إة البركة تخذفى
على من يبزره الله بغض النظر عن األعمال [رو ٦:٤؛مز ]٢٠١ :٣٢وعلى هذا ال تمنعنا حيلهم
من استعمال التعبير الحصري [اإليمان وحده] ،كمبدأ عام.
٦٩٩ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
يحاولون أيشا دون جدوى أن يتحايلوا — يغباء -بتحوير عقيدة التبرير باإليمان وحده فيقولون
إذ هذا ينتج أعمال المحبة ،فبذلك يتوقف البر على المحبة .ائنا في الحقيقة نقر مع بولس بأن ليس
هنالك إيمان اخر فاعز للتبرير سوى االيفان الغاثل بالمحثة [غل ه .]٦ :لكن هذا ال يعني أن
اإليمان يستمد قدرته على التبرير من أعمال المحبة .في الحق إذ اإليمان ال يبرر بأي وسيلة أخرى،
إأل بكونه يقودنا إلى الشركة مع بر المسيح .وإأل ينهار كز ما يصر عليه الرسول هكذا بشدة .يقول
|اًاما الذي يعمل ،وأل تحشب له األجرة غلى تبيل نغمة ،بزغلو ،سبيرب ذين [رو٤:٤؛ .وأثا الذي
آل ئفقل ،ؤلكرذ ،يومن ،باليي يرز العاحز ،فايقانه يحشب له زا ا [رو :٤ه] .هل كان يمكنه أن
يكون أوضح من ذلك عندما يجادل هكذا :إئه ليس لإليمان بر إآل إذا خال كلائ من أي أعماي دكاوأ
باألجر؟ وإئه عندئذ يحسب اإليمان برا فقط ،حيثما ئعطى البر بواسطة نعمة دي يسدد؟
لنمتحن اآلن صحة القول الوارد في التعريف ،وهو أن بر اإليمان هو المصالحة مع الله ،والتي
تقوم حصرائ على مفقرة الخطايا .يلزمنا دائائ أن نعود إلى هذه المقولة :إذ غضب الله يستقر على
الجميع ما داموا يستمرون في خطاياهم .لقد عير إشعياء عن ذلك جيدا بالقول :لها إذ قذ الرت للم
ئعشر عن اذ دفتعز ،زلم دتعز ،أذنه عن ،اذ دشمغ .ئز ارائكم صازت واصئه يغم ؤين/،إلهكم،
زحطاتاكم شتزت زلجهه غنكم خئى أل يشمغاا [اش ٢-١ :٥٩؛ ٠تعتمنا أن الخطيئة تفصلنا عن
الله ،إذ يحول الله وجهه عن الخاطئ؛ وال يمكن أن يحدث غير ذلك ،حيث إئه من الغريب لبر الله
أن تكون له أي معامله مع الخطيئة .لذلك يعتم الرسول أن اإلنسان يظز عدوا لله إلى أن يستعاد إلى
النعمة بواسطة المسيح [رو ه١ * -٨ :؛ .وهكنا من يستقبله الرب إلى وحدة مع ذاته ،فهذا هو
من يبرره ،ألئه ال يستطيع أن يقبله إلى نعمته وال أن يضئه إلى ذاته إأل إذا حوله من خاطي إلى إنساؤ
بار .نضيف أن هذا يحدث بواسطة غفران الخطايا؛ ألئه إذا حكم على من يصالحهم الرب لنفسه
بمقتضى أعمالهم ،فإئهم يغلتون خطا؛ ،على الرغم منأئهم يجب أن يكونوا قد تحرروا وتطهروا
من الخطيئة .من الواضح ،إدا ،أن الذين يحتضنهم الله يتبررون — فقط — بكونهم قد تطهروا عندما
تفشل عنهم براثن الخطيئة بواسطة الفغران .ولذا يسئى هذا التبرير — في كلمة -اغفران الخطايا .
جون كالثن :أسمدن الذين المسيحى ٧٠٠
تعبر كلمات بولس التي اقئبسئهاآذائ١٦ءن كلتا التقطعين ببالغة :ائ الله كاذ في الفسيح
تضابحا الغالم لتفسه خزخاسب لهلم خطاتالهم ،زواضائ فيقا كلقه الئضالخه٢[٠كوه. ]١٩:ثم
يضيف بولس خالصة سفارة المسيح :أألئه لجغل ائذي للم ئثرف حطئه ،غطئه ألحبتا ،بتصير دحى
بئ الله نيه [ ٢كو ه .]٢١ :هنا ينكر البر والمصالحة بال تمييز ،لكي نفهم أن كأل منهما متضئن في
االخر بالتبادل .إآل أئه يعتم أيصا سبيل الحصول على البز :أي عندما ال تحشت لنا خطايانا .لذلك،
ال ئعذ تشلن في كيف يبزرنا الله عندما تسمع أئه يصالحنا لذاته بعدم حسبانه لخطايانا .هكذا يبرهن
بولى ألهل رومية ،يغاج على شهادة داود ،على أن البز يحسب لالنسان بغض النظر عن األعمال،
إذ يعلن داود أن اإلنسان المطوب مرى عغز إثمه وسترت خطبته؛ الذي لم يحسب له الرب خطبته
[رو ٨-٦ : ٤؛ مز .]٢-١ :٣٢ال شلن هنا أئه استبدل البر بالتطويب ،ألئه قعلى أن البر يحدث
إثر غفران الخطايا؛ ومن ثم ال يوجد ما يدعو إلى تعريعب مختلف .على هذا األساس يترتم زكريا،
أبو يوحنا المعمدان ،بأن معرفة الخالص تكمن في مفغرة الخطايا [لو ٧٧: ١؛ .واثبع بولس هذا
االعتقاد في عظته حول خالصة الخالص التي وعظها لجمهور أنطاكية .وكما يذكر لوقا ،قد ختم
بولس موعظته هكذا :ائأبكى تغلوائ عئذكلم ...ائه دهنا ينادى لكلم بغغزان انفكارا ،زيهذا كترز
كلشئؤمنمنكلائلمشز:,اأن دجذزوا مئة بتاوئس ثوتى[ ,,اع .]٣٩-٣٨:١٣فالرسول
يربط غفران الخطايا بالبر بصور؛ يظهر فيها أئهما الشيء عينه .ومن ثم يجادل على أساكة صحيح،
بأن البر الذي نناله بواسطة نعمة الله هوعطبة مجانبة.
وال يلزم أن يبدو هذا التعبير غريبا؛ أن المؤمنين ال يتبررون في نظر الله بفعل األعمال ،بل
بالقبول الحز والمجاني كما ورد مكررا في الكتاب المقدس ،وكذلك في كتابات العديد من
األقدمين .هكذا يقول أوغسطينس :إذ بز قديسي هذا العالم يكمن في غفران الخطايا أكثر مائ
في كمال الغضائل.أ ١٧ويقابل ذلك كلمات برنارد المأثورة :اًان ال يخطئ فذلك هو بر الله؛ أتا بز
اإلنسان فهو نعمة الله ١٨ .وكان قد قال قبل ذلك :المسيح برنا في المفغرة ،لذلك وحدهم أبراز
تن ينالون عفو رحمته١ ٩ .
انظر أعأله :الفقرة .٤ ١٦
ئ ;. xx٧11 )16 41.657الل , ٥٠۶ 0/60)1جاا1خ8ل٦جل٨٦ انظر11. 419(. : ١٧
انظرXX111.15 8£ )1 183.892(. :أ)$0ا§ 0أ) $0ا٢)1, 8610)18 0)1ةاالح8 ١٨
انظر 183. 880,884(. :ا(ل xx11 ,.(01. 6 )١4وه ,كد6 ١٩
٧٠١ الكتاب الثالث -الفصل الحادي عشر
من هذا يتضح أيائ أئنا مبررون أمام الله بشفاعة بز المسيح فقط .وهذا يعادل القول بأة
اإلنسان ليس بارا في ذاته ،بل ألة بر المسيح وقل إليه بالخسبان؛ وهذا أمر جدير بااللتفات
المدقق .في الحق أة هذا ينفي ذلك الفكر العابث أن اإلنسان يتبرر باإليمان ،ألئه بواسطة بر
المسيح يشارك روخ الله الذي به يجعل بارا .إة هذا نضاد كز التضاد للعقيدة التي شرحناها أعاله،
إلى حذ استحالة أن يتصالحا مائ .ومن البديهى أة من يتحتم أة البحث عن البز خارج ذاته فهومعت ،م
منه في ذاته .إلى ذلك ،يوكد الرسول هذا بأوضح عبارة عندما يكتب 11 :ائني لم ئقرف حطئه،
حطيه أللجلتا ،لتبيرك دحن ٠ح الله فيه ٢[ .كوه٢١ :؛ .
هكذا ترى أة بزنا ليس في ذواتنا بل في المسيح؛ واننا نقتنيه ألئنا شركاء في المسيح فقط؛
في الحق أئنا معه نمتلك كزغناه .وهذا ال يناقض ما يعتم به في موضعآخر ،بأئه ألجل الخطيئة قد
٤-٣؛ ٠إة اإلتمام الوحيد ادينت الخطيئة في جسد المسيح لكي يتالم حكم النامويس فينا [رو
الذي يشير إليه هو ما ذحص٠ل عليه بالحسبان .ألئه بهذا يشاركنا السيد المسيح بره ،بطريقه عجيبة،
إذ سكب فينا ما يكفي من القدرة التي بها نواجه دينونة الله .ومن الواضح جذا أة بولس يعني ذلك
بعينه ،في تصريحآخر سبق فدؤنه :ألئة كتا بمعصتة اإلنشاز الواحد لجبز الكبيرون حطاه ،هكذا
ائائ بإغاعب الو حد شيجعإئ الكثيرون ازارا [رو ه ١ ٩:؛ .فلئن يعلن أة به وحده نحسب أبرارا،
فما عسى أن يعني ذلك سوى أة بزنا يقوم على أساس إطاعة المسيح ،ألة إطاعة المسيح لحسب
لنا كما لو كانت إطاعتنا نحن؟
لهذا السبب ،يبدو لى أة أمبروسيوس أعطى مثاأل لهذا البز فى تزكة يعقوب :يشير إلى أئه،
إذ لم يكن من ذاته مستحعا لحق البكورتة — حيث تنكر في ثياب أخيه ولبس معطفه تنكزا ،أسبغ
عليه رائحة مقبولة — تحبب إلى أبيه ليحظى بالبركة لذاته فيما تقلد هو شخصية أخيه .وهكذا
نحن نستتر تحت نقاوة المسيح االس البكر الثمينة القدر ،فنحسب أبرارا في غيتي الله .هذا ما قاله
أمبروسيوس :اكون إسحق قد شم رائحة ثيابه ،ربما يعني أئنا مبزرون؛ ال باألعمال بل باإليمان،
إذ إة ضعف الجسد يعطل األعمال ،أتا بهاء اإليمان الذي ينال استحقاق مفغرة الخطايا فيحجب٠
عيوب األفعال٢٠ .
هذا في الحقيقة هو الحق ،ألئه لكي نظهر أمام وجه الله تفية الخالص ،يلزمنا أن نتعكر برائحة
المسيح الزكية ،وأن يكسوكماله رذائلنا ويدفنها.
انظر 32.11.36 £.( :ا8£ح) € 11.11. 9اأ 1رد, 071 [)1001( €171)1 ٠ #٠ع08صد ٢٠
الفصل الثاني عشر
مع
مع أن كز هذه األمور تشهد لكمال صحتها بشهادات واضحة كلمعان الشمس ،لن تتوصح
لنا ضرورتها حتى نضع دعب عيوننا ماذا يجب أن يكون أساس هذا النقاش برتته .لذلك ،أؤأل ،يلزم
أن نتننمر هذه الحقيقة :أن حديثنا ال يتعتق بعدالة محكمة بشرية بل بعدالة منبز قضا؛ سماوي ،لئأل
نقيس بمعاييرنا الصغيرة متانة األعمال الالزمة ألرضاء العدل األلهي .ومع ذلك ،فإئه من الئذهل
كيف يعرف هذا الموضوع بتهؤر وجسارة عظيتين هكذا .في الحقيقة أئنا نتعجب متا نراه في
قوم يتعالى صراخهم وتتجاسر ثرثرتهم حول بز األعمال ،أكثر متا نتعجب مئن يبتليهم مرص
غضال أو ض يسمع صريرهم من جراء قروح تحت الجلد .يحدث ذلك من أناس ال يتفكرون
في عدالة الله التي لم يكن لهم أن يستهزوئا بلي ،لو أئهم تأدروا بأقز إحساس بها .ومع ذلك ،من
المؤنمد أئها ال تقئم بشيء إن لم ينظز إليها أئها عدالة الله ،وذات كما؟ ال يمكن أن يقزبها سوى ما
كان كامأل وتانا في كز جز؛ وال يدئسه أدنى فساد .لم يوجد قط هذا الكمال في إنسان ولن يوجد
أبذا .يستطيع أي إنسا؟ ،في أروقة المدارس المريبة ،أن يثرثر بال تردد أو جدال عن قيمة األعمال
في تبرير البشر .لكئنا عندما نقف أمام حضرة الله يلزمنا أن نضع جانيا تلك التسليات! ألئنا هنالك
نتعامل مع أمر حذي ،وال نشتبك في معارك كالمية طائشة .اصر على أن نشئزعقولنا للرن على هذا
السؤال ،إذا أردنا أن نخرغ بغائدة في محاولتنا لفهم البز الحقيقي :كيف ئجيمب القاضي السماوي
عندما تطالبنا بأن ئعطي حسابا؟ لنتصؤر ذلك الديان ،ليس كما تتخيله عقولنا بصقه طبيعية ،بل
كما يصؤره لنا الكتاب المقدس :ذاك الذي يخسف بهاؤه لمعان النجوم [اي )٩ :٣؛ الذي بقدرته
تذوب الجبال؛ الذي في غضبه يزعزع األرض [قارن اي :٩ه]٦-؛ اآلخذ الحكماء بحيلتهم
٧٠٣ الكتاب الثالث -الفصل الثاني عشر
[اي ه ١٣:ع؛ الذي بجانب نقاوته كز شيء يبيت دنشا [قارن اي ه : ٢ه]؛ والذي بزه ال تحتمله
المالئكة [قارن اي ١٨: ٤؛؛ والذي يستذنب الكامل [قارن اي ]٢٠:٩؛ هوإن اشتعلت نار بغضه
نقد وتنغذ إلى الهاوية السفلى [تث ٢٢:٣٢؛ قارن اي .]٦:٢٦أقول لندظره جالشا في القضاء
ليفحص أعمال الناس :من يقف واثائ أمام عرشه؟ ئن ثغا يشكل ني تار ايمته؟ يتساءل النبي .محن
البثا؛ [اش-١٤:٣٣ه ...]١فليجرؤ
* كا تشكن في زائئت ايدئه؟ الشابك بالخق ؤالئقكلم
أن يأتي أمامه واحد .ال ،لن يستجيب أحد فيتقذم .على العكس ،يدوي صون مزعخ :إذ كنت
تزابن اآلدام يا زب ،يا سد ،وتن يقف؟ [مز ٣: ١٣٠؛ .حعا ،يتالشى أمامه الكل سريعا ،كما
ورد في مكانآخر :أًااالذشان اير من الله؟ ام الرحل اطهؤ من لخالقه؟ لهؤدا عتيدة أل يأدمنهم ،ؤإلى
مالئكته ينيسن حقاوه ،وكلم بالحري سغان بوئت من طين ،انديز أثاثهم بي الئزاب ،ؤدشحقون
مثل ،انك؟ يئئ الصباح وانتشاء يحطمون...اا [اي .]٢٠-١٧ :٤وأيائ ،هودا وديشوه أل
تأ دمنهم ،ؤالشقاؤات عئز كاهزه بعسه ،ذلحري نكزوه ؤواسد االتشان السارب االدم نمانقاء!
[ايه:١ه.]١٦-١
حائ ،إئني أقز بأئه في سفر أيوب دشار إلى بر أسمى من حفظ الناموس ،ومن الجدير أن نتذنمر
هذا التمييز .ألره حتى إذا أرضى أحدهم الناموس ،فلن يستطيع هذا عندئذ أن يجتاز اختباز ذلك
البز الذي يفوق كز إدراك .لذلك حتى أيوب ،على الرغم من ضميره النقي ،قد احزشته الدهشة
إذ يرى أته حتى قداسة المالئكة ال تستطيع أن برضي الله إذا هو أراد أن يزن أعمالهم في ميزانه
السماوي .لذلك أترن االن جانبا ذلك البر الذي تحذثنا عنه ألئه يفوق االستيعاب .أقول فقط إته
إذا وحصت حياتنا بمعيار الناموس المكتوب ،فنحن حذ يتذاة إذا لم يعذبنا حريق الفزع من اللعنات
التي ال تحصى والتي بها شاء الله أن ينثين ،والتي منها هذه اللعنة الشاملة :طغون كز من ،أل ئئيت
..ا [غل١٠:٣؛ قارنتث .]٢٦:٢٧بااليجاز ،يظز بيججيعائلهؤ٠كوئتبيكائباال
هذا التفاش بأكمله هزيأل وسخيائ إن لم يعترف كز إنسا؟ بذنبه أهام الددان السماوى ،ويطرح
ذاته -إذا اهتم بتبرئته -فيقر بأئه ال شيء.
إلى هنا ،كان علينا أن ننئلز إلى فوق لنتعتم كيف نقشعر بدأل من أن نتفاخر .في الحقيقة -ما
دامت المقارنة تقف عند حدود دائرة البشر — يبرد ه ل ألي إنسا؟ أن يظل نفسه كقز عنده شيء
ينبغي أأل يحتقره أقرانه .ولكائ عندها نقف أمام الله ،تتبند ثقتنا في لمحة بصر وتموت .ويحدث
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٧٠٤
الشيء ذاته لنفوسنا في ما يتعتق بالله ،مثلما يحدث ألجسادنا تجاه السماوات المنظورة .فإذ قؤة
البصر ،ما دامت تقتصر على فحص المرئيات القريبة ،تقتنع بقدرتها على التمييز .أثا إذ صؤبت
نحو الشمس ،إذ تعميها ويملها شدة اللمعان ،تشعر رؤيتنا بالضعف بقدر ما سقرت به من قؤة
وهي تنظر إلى ما هو تحتها .فلنكذ إدا عن خداع ذواتنا بالثقة الفارغة .فحتى إن اعتبرنا أنفسنا
متساوين مع سائر الناس ،أوأفضل منهم ،يظهر ذلك كال شيء بالنسبة إلى الله ،الذي يعود إلى قضائه
حسر األمور .أثا إذا لم يرؤضره جموحنا بهذه األنذارات ،فسوف يجيبنا كما أجاربا الغريسيين .
1االغلم الذئ يرزون انفحكم قدام الائس! ؤلكن ...الئشتغلئ عئذ الائس لهز رلجش ودام الله/ال
[لو : ١٦ه ١؛ .اذهب اآلن واستعلي ببر ك بين الناس فيما يمقته الله من أعالي سمائه!
لكن ماذا يقول خذام الله الئرسدين حعا بالروح؟ األ تذخل بي اكخاكتة ثغ عيدن ،ؤإنه لئ
يبرز قذاتك حى .ا [مز ٢ : ١٤٣؛ .يتكتم عبد اخر ،وإن كان بمش يختلف قليأل :الال يتبرر إنسان
عند الله .إن شاء أن يحاحه ال يجيبه صه في ألف [اي .]٢ : ٩هنا إدا نخبر بطبيعة بر الله الذي حعا
لن ترضيه أي أعمال البشر .عندما يمتحن ألوف خطايانا ،لن دعلهر حثى من واحدة .من الموكد أة
بولس ،تلك األداة المختارة من الله ،كان قد أدرك ذلك البر عندما اعترف قائال إئه ال يشعر بشيء
ضن ذاته ،لكئه ليس بذلك مبرزا [ ١كو ] ٤ : ٤
هنالك أمثلة عديدة لذلك ،ليس في الكتاب المقدس فحسب ،بل قد أيد جميع الكقاب األتقياء
الفكر ذاته .فيقول أوغسطينس :يرنو جميع األتقياء الذين يرزحون تحت ثقل هذا الجسد اآليل
إلى الفساد وفي ضعف هذه الحياة ،إلى رجاء واحد :أة لنا شفيعا واحذا ،يسوع المسيح الباز،
وهو كعارة عن خطايانا [قارن ١تي : ٢ه— ١٠]٦ماذا نسمع؟ إن كان هذا هو رجاءهم الوحيد،
فأين الثقة في األعمال؟ ألئه عندما يقول واحد ال يترك مجاأل لرجاء سواه .واآلن يقول برنارد:
أين ،في الحقيقة ،يوجد األمان ،والراحة الثابتة االمنة للضعغاء إأل في جروح المختص؟ فإئه
األقوى ليختص ،وهنالك أمكن بأكثر اطمئنان .إة العالم يتوعدنا ،والجسد رثقلنا ،وإبليس ينصب
مكايده .وأنا ال أسقط ألوني مؤسس على الصخر المتين .أخطأت خطًا شنيعا .ضميري مضطرب،
ولكئه لن ينزعج ألئني سأتنمجبر جروح الرب.ال ومن هذه الخواطر يختتم بعدئذ بالقول :الذا* فإة
استحقاقي هو تحتن الرب .من الواضح أش لن أفتقز إلى المزايا ما دام ال يخلو هو من الرأفة .أائ
,جاالغ8ل٦جل٨٦ ٢.خ ;( 44. 599ا(ل]111. ¥.15 )1٧له!٠احم حغكا،9 انظر٧. 409(. : ١
٧٠٥ الكتاب الثالث -الفصل الثاني عشر
إذا استفاضت رحمات الرب ،فكذا يزداد افتخاري .هل أتغثى بأعمال بري؟ يا سيد ،سأتذكر برك
وحده ،ألئه صار لي أيثما ،فقد جعل لي برا من الله .وفي موضعآخر :إة كز استحقاق اإلنسان
هو في ونع كز رجائه في مرن ،يؤئن اإلنسان بكليته .أينما يئعر بالسالم في قرارة نفسه يترك
المجد لله .يقول الك يدوم المجد .سأسكن مطمطا متى كان لي سالم .إدني ال أطمع في المجد
لئأل أخسز ما اعطي لي إذا ما أنا اغتصبك ما ليس لي .ا ويتكتم بصراحه أكثر في موضع آخر:
ألماذا تهك الكنيسة بالميزات ما دام لها -في قصد الله -سبك أعظم للتباهي؟ لذلك ليسردهنالك
ما يدعو إلى أن تسأل بأي مزايا يمكننا أن نترحى الفوائد ،وخصوظدا ألدك تسمع قول النبي.
٠اكزا أللجاكم اتا طماع ...بز ألجز اشبي المدوس[ ,,حز ٢٢ : ٣٦و . ]٣٢يكفي تباهيا أن نعتم
أة المزايا ال تكفي للتباهي .وكما ألئه يكفي تباهيا أأل نعتمد على المزايا للتباهي ،كذلك يكفي
الخكلم أن نكوذ بال مزايا.اا وكونه يستخدم كلمة أمز١ياأ أو أ١ستحقاقاتأ بمعنى اا١ألءماالا له
عذر إذ كانت هذه عاد؛ زمانه .أثا قصده فكان أن يبث الفزع في نفوس الئرائين الذين في شرهم
غير الئلخم يتصرفون بال حياء ضد نعمة الله .لذلك يقول توا :يا لسعادة الكنيسة التي ال تنقصها
استحقاقات بال جسارة االدعاء ،أو االدعاء بال استحقاقات .فإذ لها أن تتجاسر ولكن ليس بحى
األعمال .ولها أعمال تسعى إلى أن تجعلها جديرة ،ولكن ال أن تتباهى بها .أليس في االمتناع عن
االدعاء تتحثق الجدارة؟ بذلك تتباهى بأكثر جرأة من أئها ال تجرؤ أن تذعي ،إذ لها فرصة واسعة
لالفتخار برحمات الله الواسعة ٢.
(الضمير والنقد الذاتي ينتزعان مائ كل ادعاء لألعمال الصالحة ،ويقوداننا إلى أن نتقبل رحمة
الله بسرور)٨—٤ ،
هذا هو الحق .عندما تتعامل الضمائر المتيقظة مع موضوع دينونة الله ،تدرك أئه المالذ اآلس
الوحيد الذي فيه تستطيع التنثس باطمئنان .ألن النجوم التي تتألق المعة في الليل ،إن كانت دظلم
عند ظهور الشمس ،فماذا نظثه يحدث حتى ألكثر الناس براء؛ بالمقارنة مع نقاوة الله؟ سوف يكون
ذلك اختبارا قاسيا ينفذ إلى أعمق أفكار القلوب؛ كما يقول بولس الرت الذي سيبير حثايا الئآلم
العلوب [ ١كو :٤ه] وهذا سيضطر الضمائر الئئذسة والمتلكئة إلى أن تنطق بكز ما
** زيظهز ازاء
ا ٠، 071ه8 ح// انظر6 80718 :أ{أ 183.246(; 8617110718 071ا(ل٧.5 )1\4آ ( )1*8. 91س//لحك ٢
1. 4,اات ;0/8071881x1.3 111. 6 183. 1072, 836. 1111(.
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٧٠٦
كان خفيا أو منسؤا حتى اآلن .وهنا يظهر إبليس مشتكيا علينا ومذكزا إدانا بجميع التعذيات التي
دنفنا إلى ارتكابها .ولن يجدينا عندئذ استعراض األعمال الصالحة التي بها وحدها نفتخر اآلن؛
ألؤ نقاوة األرادة وحدها هي ما سيطلب متا .لذلك ينكفئ الرياء مخلودا على أمره ،حتى إن كان
الذي يعرف مقدار اآلن يتبجح مغتتائ بذاته .وال ينطبق هذا الرياء على محاولة األنسان فحسب
ذنبه أمام الله — أن يتباهى أمام الناس ،بل على تلك المغالطة أيائ التي يخدع بها األنسان ذاته أمام
الله ،إذ إئنا ميالون بطبيعتنا إلى أن ندش أنفسنا وأن نشبع غرورنا .إذ الذين ال يعيرون هذا المشهد
انتباائ يستطيعون أن يخترعوا ألنفسهم برا ذاتيا ئطمئل إليه نفوسهم وتستريح ولو ألجل مؤقت،
لكن سرعان ما تبيده دينونة الله ،مثلما يتالشى عند اليقظة ثراء عظيلم يتراكم في لحلم .أتا أولئك
الذين يبتغون بجذية ،وأمام الله ،قاعدة البر الصحيحة فسوف يجدون — ال محالة -أن جميع
األعمال البشرية إذا قيمت على أساس ما لها من جدارة ،ليست إأل روائ ودئشا؛ وأن الذي يحسبه
الناس برا ما هوفي عيني الله سوى مجرد إثم؛ وما يعتبر أده تقوى ما هوإأل تلوث؛ وما يظر ،أده مجد
ما هو إأل حزى وعار.
ه .بطرحعائاإلعجاببالذ٠ات
دعونا نهبط من تأتل الكمال األلهي لننظر إلى ذواتنا ،بدون تمتي أو تأثير حت الذات
األعمى .ألن ال غرابة في أتنا عميان هكذا في هذا المجال ،بسبب أن أحدا مثا ال يحترز من
وباء ذلك االنغماس الذاتى المتأصل فينا بالطبيعة ،كما يعلن الكتاب .يقول سليمان :اكز طري
االشاي ئشتقينه بي عئنئه[ ,,ام .]٢: ٢١وكذلك ،اكل وق الئشا؛ تعيه ني عثئ تعسه٠ا [ام
.]٢: ١٦أي إته ،فيما يفتر اإلنسان بمظهر قناع البر الذي يلبسه ،يزن الله في ميازينه خفايا عدم
نقاوة قلبه .لذلك ،حيث إذ التمتق أبعد ما يكون عن نفع األنسان ،دعونا ال نخدع أنفسنا بإرادتنا
لئال نهلك .أثا لكي نمتحن أنفسنا على الوجه الصحيح ،فينبغي أن دستنعى ضمائرنا إلى عرش
قضاء الله .ألئه يجب أن تتجرن تماتا في ضوء ذلك القضاء ،مواضع فسادنا الخفية ،وإأل تبقى
مدفونه في أعماقنا .عندئذ فقط ددرلذ قيمة هذه الكلمات :األنسان ال يتبرر عند الله ...فهو
[اي ،]٦ ،٤ :٢٥تغروة واسن [ رجس وفارغ — ترجمة كالثن]... ، رئة ودودة
الغارت األتم كاكاءأال [اي ه .]١٦:١رن يخرج الطاهز من النجر،؟ أل اخدأال [اي .]٤:١٤
عندئذ نختبر ما قاله أيوب عن نفسه :اذ برزت تحكم علي ديي ،وإذ كنت كاماح دشتنبيي
[اي .]٢ ٠: ٩ألن الشكوى التي ئغؤه بها النبى على إسرائيل في القديم ال تنطبق على عصر واحد
٧٠٧ الكتاب الثالث -الفصل الثاني عشر
فحسب ،بل عبر مدى األزمان :اكلتا كعنم صلتنا -بلتا كل واجب إلى طريقه [اش٣ه٦:؛.إئهفي
الحقيقة يشمل هنا جميع من كانوا ستأتيهم نعمة الغداء .وينبغي أن ئطيق صرامة هذا االمتحان إلى
حذ أن تبعث بنا إلى رعب ،مهول ،وبهذا إلى أهلية نوال نعمة المسيح .ألن كز من يظل ذاته قادرا أن
يتمئع بها يبز نفسه ،إآل إذا وغ عنه أؤأل كز تعاني وتعجرف .وكتنا يعرف النص القائل :األن:
٠االله يعاولم الثشثكتريئ ،وا انثئؤاضوئة ؤعطيهم يعمهاااا [ ١بط ه:ه؛يع٦:٤؛ام. ]٣٤:٣
وكيف نقضع إأل بأن نخضع ذواتنا ،بكز فاقتنا وإعوازنا ،لرحمة الله؟ ألئنا إن ظنتا أئه بقتي لنا
شيء ،فال أدعو ذلك تواضائ .كما أعتبر أة الذين ما زالوا يجمعون بين هذين األمزين — أي أئنا
ينبغي أن نعتبر ذواتنا متواضعين أمام الله ،وأن نظل أة لنا برا ذا شأن -عتموا برياء نهلك .ألئنا إذا
كدا نعترف أمام الله بما ال نشعر به ،فإئنا نكذب عليه بشناعة .ولكئنا ال نستطيع أن نشعر كما يجب
بدون أن ندوسن تحمت أقدامنا فورا كز ما يمكن أن يبدو حميدا فينا .لذلك عندما تسمع قول النبى
إة الخالص قد اعذ للشعب البائس ،واإلذالل لألعين المتعالية [مز ٢٧:١٨؛ ،تأمل أؤأل ،أة باب
الخالص ال يبقى مفتوحا إن لم نضع جانيا كز استكبار ونرلى لباس التواضع الكامل؛ وثانيا ،إة هذا
التواضع المطلوب ليس بعصا من السلوك الحسن المنظر الذي به تتنازل بشعرة من حثك للرب،
مثلما يدعى الذين ال يتصرفون بالغطرسة أويعينون اآلخرين متواضعين في عيون الناس ،على الرغم
من أئهم يعتمدون على شيء من الوعي للتمؤز .لكئه التواضع الذي يعير عن التسليم غير المتكتف
عندما يتكتم الرب هكذا على فم صفنيا :ألئي حينئذ ارغ من ،ؤنطاث مئتهجي كبرتائك...
ؤأبقي بي ؤشطاك سقيا بايشا وبيائ ،ئشؤكلون غتى اب الرت ،أال يعرف بمن هم أولئك
المتواضعون؟ [صف ١٢-١١ :٣؛ .إئهم أولئك الذين تنفصهم معرفتهم بمدى فقرهم .وفي
المقابل ،يدعو الكتاب المقدس المتكيرين مبتهجين ألة البشر الذين يسعدون بازدهارهم
يطربون عاد؛ بالفرح .ألمنا للمثضعين الذين يشاء أن يختضهم ،فال بترن شيائ سوى أن يضعوا رجاءهم
في الرب .وهكذا أيائ في إشعياء :وإلى هذا ائظر :إلى اليبس ؤالئئشجي الروح ؤالثردعب من،
كألمياا [اش .]٢:٦٦وكذلك :ااهكذ ١واذ الغلى الئزئقغ ،شاكن األلى ،المدوس اشئة :الى
الثؤضع الثرئقع انثثنسي أشكن ،زمغ الثئشجي ؤالئئؤاضع الروح ،ألحبى روخ الثوئاضعيئ،
زالتي فلب الثئشحءقين٠ا [اش ٧ه :ه . ] ١
جون كالثن :أسسى الذين المسيحي ٧٠٨
** إفهم منها جرحا في القلب ال يسمح ألنسا؟ ثلثى على األرض
المنسحق فكتما تسمع كلمة
بأن يقوم .فإذا أرددن ،على أساس قضاء الله ،أن برفع مع المئضعين ،يتحقم أن يكون قلبك مجروحا
بهذا االنسحاق .إن لم يحدث ذلك ،فلسوف يضعك الله بيده القوية فيلحقك الخزي والعار.
غير مكتتب بكلمات ،يصور معتثنا األسمى ،في كل كما لو في صورة ،منظر التواضع
الصحيح .يأتينا .د عسار زقف من بعيد ال يشاء أن يرفغ عينيه نحو السماء ،يصني بدموع غزيرة
الحاطوخ [لو ١٣: ١٨؛ .ال نظلن أة هذه عالمات احتشام نصفع :أئه
** الكلم
** ارحبي ،اتا قائال:
ال يتجاسر أن ينظر إلى السماء أو أن يقتررن ،أو أن يقرغ صدره ،فيعترف بأئه خاطئ .بل للدرك
أن هذه شهادان ألحساس قلبتي .وفي الجانب اآلخر يضع (يسوع) الفريسى الذي يشكر الله ألئه
ليس كباقي عامة الناس ،فال هو مبتر وال ظالم وال زب؛ وأئه يصوم مرين في األسبوع ،ويعسر كز
ما يقتنيه [لو ١٢-١١ :١٨؛ .فغي اعترافه العلني يقر بأة البز الذي له هوعطيه من الله؛ ولكئ ألئه
واثق من بره ،وسيخ ومكروه ،ينصرف عن وجه الله .يبزر العشار باعترافه بإثمه [لو ١٤: ١٨؛.
من ثم نرى كم من الفضل يقتني لنا اتضاعنا أمام الله ،بحيث ال يستطيع القلب أن ينغتخ لنوال
رحمته إن لم يتفرغ كلائ من كز فكر حول استحقاقه .ألده عندما تحتته مثل هذه األفكار يغلئ باب
الرحمة أمامه .ولكي ال يشك أحد في ذلك ،أرسل االب المسيخ إلى العالم مكتائ إقاه أن يبتر
المساكين وليعصعذ منكسري القلب ،لينادي للتسبيين بالعتق وللمأسورين باألطالق ،ليعري كل
النائحين ...ليعطيهم جماأل عوصا عن الرماد ،ودلهئ فرح عوصا عن النوح ،ورداء تسبيح عوصا
عن الروح اليائسة [اش ٣- ١ :٦١؛ .وبحسب ذلك التكليف [تلك الوصية؛ يدعو إلى مشاركة
إحساناته المتعبين والثقيلي األحمال وحدهم [مت ٢٨: ١١؛ .وفي نصآخر يقول :نلمآت ألذعؤ
**
الئؤتة [مت ١٣: ٩؛. ارارا نز خطاة إلى
لذا ،ليتنا تصفي إلى دعوة المسيح مبعدين عن أنفسنا العجرفة واالطمئنان إلى الذات!
فالعجرفة تنشًا من االقتناع األحمق ببرنا الذاتي ،عندما يظئ اإلنسان أة له شيائ ذا استحقاق يركيه
٧٠٩ الكتاب الثالث -الفصل الثاني عشر
أمام الله .والرضا بالذات يمكنه أن يوجد بدون أي ركو؟ إلى األعمال .ألة الكثيرين من الخطاة
سكارى بحالوة رذائلهم إلى درجة أدهم ال يتفكرون في دينونة الله بل يبيتون في ذهول ،إن جاز
الحديث ،وفي حالة نعاس ،فال يطمحون إلى الرحمة المقدمة لهم .والحاجة إلى النهوض من هذه
البالدة ليست أقز من الحاجة إلى نبذ .أي ثقه بأنفسنا ،كيما نسارغ إلى المسيح بال توا؟ أو تعثر،
وكيما -في حالتنا الجائعة والخاوية — نمتلئ من جود إحساناته .ألئه لن يكون لنا ما يكفي من
الثقة فيه ،إن لم نصبح شديدي االرتياب في أنفسنا؛ ولن يمكننا إطالفا أن نرفغ قلوبنا بالقدر الكافي
فيه ،إن لم تكن قد أمست منحنية فينا؛ ولن يكون لنا ما يكفي من التعزية فيه ،إن لم نكن قد اختبرنا
اإلقفار واألسى في نفوسنا.
لذلك ،نكون مستعدين أن نختار نعمة الله وأن نعتصم بها ،حين نكون قد طرحنا عتا كلجا
ثقتنا بأنفسنا وادكًانا على تمكيد جوده فقط؛ أوكما يقول أوغسطينس ،عندما نعتنق عطايا المسيح
ناسين كز استحقاي في ذواتنا ٣٠٠.ألئه إذا ابتغى فينا أي استحقاقاب فلن نجي؛ إلى عطاياه .يتفق
برنارد مع هذا عندما يقارن المتكبرين بالعفلة األشرار الذين يدعون أقز شيء كاستحقاى لهم ألدهم
يشتئقؤن لذواتهم — مخطئين -فضل النعمة التي تسري من خاللهم ،تماائ كما لو قال حائذ إئه
غلى من نور الشمس شعاعا كان الجدار قد استقبله من خالل نافذة فيه ٤ .فلكي ال نعرخ على هذا
طويأل ،لنلتزم بهذه القاعدة كمبدأ وجيز وفي الحين ذاته كمبدأ عام وموكد :أة ض أخلى ذاته -
لسق أقول من البر ،وهو غين موجود فيه -بل من سبه بر باطل ووهمي-هوش أمسى جاهرا
للمشاركة في ثمار رحمة الله .ألئه بقدر ما يركن إنسان إلى الرنا بذاته ،يعثلل إحسان الله.
وًا ٢.خ !, 38.941:لالرط) ٧. 2الل1ن , $61)1حاال81ل٦جال٨ انظر11. 891 £.( : ٣
8611131)1, انظر 183. 836(. :طسة) . 5اااآ 071 ٠ 80718 0/807188 ع
الفصل الثالث عشر
مح
.١التبريريخدم كرامة الله ،والوحي يخدم عدله
هنا بالتأكيد يلزم خصوصا االنتباه إلى أمزين :هما أة مجد الرب يجب أن يثبت بال انتقاص،
وإذا جاز القول ،سليائ بال مساس؛ وأة ضمائرنا تستقر مطمئئة وفي سالم في حضرة دينونته.
نرى بأي جذئة ،وبكم من التشديد المكرر ،يحثنا الكتاب المقدسى حي٠ث ما يشير الى البر على
أن نتقنم بالشكر من الله وحده ٠فيشهد الرسول بأن قصد الرب بتبريرنا في المسيح كان إلظهار
برهأ [رو :٣ه .]٢ولكئه ئؤا يضيف طبيعًا هذا اإلظهار ،إظهار بزه ،في الكلمات :أبيكون بارا
ؤتبزز مر ،هؤ بر ،اإلشان [أو أس يؤس ],بتشوغ..،ا [رو .]٢٦:٣أال ترى أة بز الله ال يظهر
كامأل إن لم يكن هو وحده الذي يعتبر بارا ،والذي يهب عطية البر المجانية لغير المستحثين؟
لهذا السبب يشاء أن اكشتئ كز نم ،ؤقصيز كل الغانم ثخث بضامر من الله[ ٠٠رو . ] ١٩ : ٣ألئه ما
دام لكز إنسا؟ شيء يقوله في الدفاع عن نفسه ،فهذا يحول النظر عن مجد الله .لذلك يعنم الله
على فم حزقيال كيف نمجد اسمه في اعترافنا بآثامنا .يقول :أئدكرون طركلم وكز اغتابكلم التي
ئثجشتلم زيا ،ؤثنقتوذ آنعشكلم يجيع السرور اكي فعلتم [حز . ] ٤٣: ٢٠كشون اوي اائ الرت
الغرير[ .حز.]٤٤:٢٠
* إذا صئع بكم من آلجز ،احي.آلكطئقكلم
إن كانت هذه األمور هي بعض مكونات معرفة الله — أي أن يستوقفنا وعينا بجسامة ذنوبنا وأن
نتأثل كيف يحسن إلينا نحن غير المستحثين — فلماذا نحاول — لما يعود علينا باألذى — أن نسترق
من الله ولو اليسير من ذئن الشكران له ألجل لطفه المجانى؟ وكذلك ،عندما ينادي إرميا قائأل :أأل
ئغئخزة الحكيلم بحكقته ،ؤأل يفتجر الجيار زدجيزوبه ،ؤأل يفتخر العنئ بغناه[ ,1ار ،]٢٣:٩بل ون
الملغز ولتعتخز يالرت [ ١كو ٣١ :١؛ قارن ار ،]٢٤: ٩أال ئلئح إلى أة مجد الله ينتقص نوعا إذا
٧١١ الكتاب الثالث -الفصل الثالث عشر
افتخر اإلنسان بنفسه؟ حعا تالئم تلك الكلمات استخدامه لها ،عندما يعنم أة كز جزء من أجزاء
خالصنا يمكث مع المسيح حتى يكون افتخارنا بالرب وحده [ ١كو ٣١ -٣٠ : ١؛ .بهذا يعني أة
كز من يظئ أة لديه أئ فضل ،من ذاته ،يثور على الله ويحجب بهاء مجده.
هكذا يقوم األمر :إئنا ال نمجد الله ما لم نطرح عثا مجد ذواتنا .وعلى العكس ،لنوبد هذه
الحقيقة كمبدأ مطلق :كز من يتفاخر بذاته ،يتفاخر ضد الله .يعتبر بولس أة العالم يخضع لله [قارن
رو ]١٩:٣عندما يتجرد الناس كلائ فقط من أئ إمكانية للتفاخر .وعلى ذلك ،عندما يعلن إشعياء أة
تبرير إسرائيل يستقر مع الله ،يضيف في الحين ذاته اوكذلك* الحمدا (كما ورد في الترجمة الالتينية
إلشعياء ه : ٤ه .)٢إئه كما لوكان يريد أن يقوز إة المختارين يبزرون من الله بغية أن يتفاخروا به
ال بسواه .لكئه كان قد عتم في اآلية السابقة أئه ينبغي أن نتفاخر بالرب :أي أن نقسم أة أعمال
بزنا وقوتنا هي في الرب [اش ه .]٢٤:٤الحظ أئه لم يطلب مجرد االعتراف البسيط ،بل اعتراائ
موئعا بالثشم لئأل ئظئ به أئه يتم بنوع أو باخر من التواضع المصطثع .وال يزعمئ أئ إنسان هنا أئه
ال يتفاخر بنفسه إطالقا ،عندما يتحذث عن بزه ولو بدون تعجرف .ألئه ال يمكن أن يكون هنالك
اعتبار للذات كهذا بدون توليد الثقة ،أو أن تكون ثئة ثقة من دون أن توند فخزا.
لنتدير إدا في كز مجالي ياقش فيه البز ،أن تفغ نصب عيوننا هذا الهدف :أن مجد البز ينبغي
أن يبقى كلائ ،تاقا وكامأل ،في حوزة الله حيث إته لكي ئظهر بزه هو — كما يشهد الرسول — سكب
بغضائل الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب [ ١بط ،]٩: ٢يقصد بال ريب أة تمجيد الله
وحده هو ما يرذ في آذان المؤمنين إلى أن ئغرق تعايلم الجسد في صمت ،عميق .الخالصة أئه ال
يمكن لإلنسان ،من دون تدنيس كز ما هو مقذس ،أن يدعي لذاته قتات بز ،إذ بذلك ينتقص من
مجد بر الله.
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٧١٢
إذا سألنا كيف يهدأ الضمير أمام الله ،نجد أن السبيل الوحيد هو أن نمتح البؤ غيز التستحق
كهبؤ من الله .لنتذكر دائائ سؤال سليمان :اس ئقوز :ادي ركلى قتتي ،دطهزت من غدي ا ؟
[ام ٩: ٢ ٠؛ .حعا ،إئه ال يوجد تن ليس غارقا في الوحل الذي ال نهاية له! لينزل أكمل الناس إلى
أعماق ضميره وليحاسب أعماله ،عندئذ ماذا يجد؟ هل سيسكن مطمئائ كما لو كانت كز أموره
سودة مع الله ،أو يجد ضميره ممزقا من جزاء عذاب أليم ،إذ لو حكم عليه على أساس أعماله يشعر
في داخله بما يستدعي إدانته؟ إذا نظر الضمير إلى الله ،فال بد أن يجذ إتا سالائ مؤنمذا في قضائه،
أو أن تكتنغه أهوال جهنم .لذلك ال يجدينا أن ننافنش موضوع البؤ إن لم ننشئ برا هكذا راسحا،
بحيث يمكنه أن يدعم نفوسنا عند قضاء الله .فلتا يكون لنفوسنا ما يمكنها به أن تقف بال خوف
أهام وجه الله لتتقبل حكمه بال فزع ،عندئذ فقط يمكننا أن نتكد أئنا لم نجد برا زائغا .لذلك يشذد
الرسول على هذه النقطة ،ولسبب وجيه؛ وأفصل أن أعبر عنها بكلماته هو بدأل من كلماتي .اذ
نماذ الذيل س الائثوس هم و ده ،قفن دفطل اإليفان ؤتطل الوغد [رو .]١٤:٤ألئه أؤأل يستنبط
أن االيمان قد ابطل والفي إذا اعتمن وعد البر على استحقاقات أعمالنا ،أو إذا أركن إلى حفظ
الناموس .إذ أحذا ال يستطيع أبذا أن يثق به [أي الوعد] ألئه لن يمكنه إطالقا أن يكون مقتنائ تماائ
في ذهنه بأئه قد أكمل الناموس ،كما أن ال أحد يكتله على االطالق من خالل األعمال .ال يلزم أن
يبحث أحدهم عن برهان على ذلك بعيذا عن نفسه ،ألن كز من يريد أن ينظر إلى ذاته بعين األمانة
يستطيع أن يكون شاهد ذاته.
وهذا يري إلى أي حد يدفئ الرياء الناس في األعماق الموحشة عندما يدللون ذواتهم
بثقة كهذه ،حتى ال يترددوا في أن ينصبوا غرورهم قبالة حكم الله ،كما لو حاولوا أن يفرضوا
عليه إرجاء إجراءات قضائه القانونية .لكئ اهتماائآخر يقلق ويعذب المؤمنين الذين يفحصون
نفوسهم بإخالص.
أؤأل ،عندئذ يساور الشك عقل اإلنسان ،إلى حذ اليأدس ،فيما يحاسب ذاته فيدرك كم هو
مقدار الذين الذي يرزح تحته ،وكم يبعد عن الحال الذي أوصي به .انظر كيف يختد اإليمان
فيتالشى! ألئه أن يكون لالنسان إيمان ،يعني أئه ال يترجح أو يتئب أو يرتفع ويهبط أو يتردد أو
يحار أو يتذبذب — وفي النهاية ييأس! بل باألحرى أن يكون لك إيمان ،يعني أن يتقؤى ذهنك
باألمان الدائم وبالثقة الكاملة ،وأن تكون لك نقطة ارتكاز ومكان تزرع فيه قدمك [قارن
١كو:٢ه؛٢كو.]٤:١٣
٧١٣ الكتاب الثالث -الفصل الثالث عشر
يضيف بولس كذلك نقطة أخرى :أة الموعد يصير الغيا وبال أثر .ألئه إذا كان اكتماله يعتمد
على استحقاقنا ،فمتى سوف نكون أخيرا قد وصلنا إلى مكا؟ فيه نستحق بركة الله؟ في الحق أة
هذه النقطة الثانية تلزم منطقيا عن النقطة األولى :سوف يتحثق الموعد ألولئك وحدهم الذين
يؤمنون به .لذلك عندما يخيب اإليمان يبطل الموعد .ولذا فإذ الميراث يقوم على أساس اإليمان
لكي يكمل الموعد بحسب النعمة .ألة الوعد يثبت بالتأكيد عندما يرتكز حصزا على رحمة الله
وحدها ،ألة الرحمة والحتى مثصالن أحدهما باآلخر بموجب ربا؛ أبدي .معنى ذلك أة كز ما
يعذ الله به من قبيل رحمته ،يفي به أيصا بأمانة .وهكنا داود ،قبل أن يطلب لنفسه خالصا بموجب
كلمة الله ،يعلن أؤأل أة سببه يكمن في رحمة الله .يقول :دلدصر زحقئك لقفزتيتي ،حشك وؤيذاب
لفئدك [مز ٧٦:١١٩؛ ،وبحق ،ألة الله يقطع عهنا بسبب رحمته وحدها .وعلى أساس ذلك
نثبت على هذه النقطة ،وكما يجب القول ،ونثبت كل رجائنا ،من دون أن نضع اعتبارا ألعمالنا أو
أنذستعيئبها٠
يعتمنا أوغسطينس أيصا ذلك ،لئأل يظن أتنا نأتي بجديد ،يقول ا سوف يملك المسيح في
خذامه إلى األبد .لقد وعد الله بذلك؛ لقد قال الله ذلك ،وإن لم يكب هذا ،فقد حلف الله بذلك.
لذا ،ألة الموعد ثابت ليس على أساس أعمالنا بل بموجب رحمته ،يتحتم أن أحذا ال ينادي
مرتادا ،فيما ال يمكنه أن يشلن فيه ١ .كذلك برنارد :يسأل تالميذ المسيح :ادا موذ ،كتطيع أن
يحلض؟اا أما يسوع فيجيب :اهذا* بئت القاس عبر ئشئكاع ،زلكرع عشن الله كل سي؛ مئقطاغ,,
[مت :١٩ه ٢٦-٢؛ .إة هذه هي ثقتنا كتها؛ هذه تعزيتتا الوحيدة؛ هذه علة رجائنا بأكملها.
ولكئنا إذ نؤمن بقدرته ،ماذا نقول عن إرادته؟ من يعلم إن كان [اإلنسان؛ يستحق حيا أو بخصا؟
[جا - ١: ٩الترجمة الالتينية؛ كن عرف فكر الرب ،أو ض صار له مشيرا؟) [رو ٣٤: ١١؛ قارن
اش ١٣: ٤٠؛ .هنا ،واآلن ،واضح أئنا بحاجة إلى االيمان ليعيننا؛ هنا يلزم أن يسعفنا الحتى ،لكي
يعتن لنا ما هو خفي في قلب الله بواسطة الروح القدس ،وبشهادة الروح تقتنع قلوبنا أئنا أبناء الله
[رو ١٦: ٨؛ .إئنا بحاجة إلى أن يقنعنا ،وذلك بأن يدعونا وبأن يبررنا باإليمان بالمجان .وفي هذه
األمور ،ال شك أة هنالك انتقاال معبائ وسيائ من االختيار السابق األبدي إلى المجد العتيد.ا٢
,جاالأ8ل٦جآل٨ ى !٢.؛ 37. 1123ا1<8. 88.1. 5 )1 انظر1٧. 243 ).(: ١
,ك٢ةاللجة 071 €أ{أ انظر ¥.6 )11 183. 523( :د٢فع ٥/٥ ٢
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧١٤
لنختتم بإيجاز هكذا :يبؤن الكتاب المقدس أن مواعيد الله ال تست إن لم دستوعب بثقة
الضمير الكاملة .وأينما كان هنالك شلى أو ريبة ،فهذا يلغي المواعيد .ألن الشك يعلن أن هذه
المواعيد ليس من شأنها إأل أن تتذبذب وتترجح إذا هي ارتكزت على أعمالنا نحن .لذلك إائ
أن يبرحنا البر أو أن ال يحسب لألعمال حساب ،بل إذ اإليمان وحده ينبغي أن يكون ذا شأن،
بحيث تكون طبيعته أن يرجف اآلذان وكفبق العيون؛ بمعنى أن يرتمز على الوعد وحده ،وأن يحؤل
كل فكر بعيدا عن كز استحقاق اإلنسان .وهكذا تتحعق نبوءة زكريا الشهيرة :عندما يزول إثم
هذه األرض ،الينادي تمز اشابة ريبه ئحك الكذمة ودحث انيته [زك ١٠-٩ :٣؛ .هنا يعني
النبي أن المؤمنين لن يتمئعوا بالسالم الحقيقي حتى يحصلوا على مفقرة الخطايا .فيجب علينا أن
نستوعب هذا المثال في أقوال األنبياء :إذ عندما يتحدثون عن ملكوت المسيح ،يعذدون بركات الله
الظاهرة كصؤر للخيرات الروحية.ومن ثم يدعى المسيح رئيس السالم [اش ]٦: ٩و سالمنا
[اف ١٤: ٢؛ ألئه يهذئ كز اضطرابات الضمير .وإذ نسأل عن الوسيلة ،يلزم أن نأتي إلى الذبيحة
التي ارضي بها الله .ألن كز من ال يقتنع بأن الله أرصته تلك الكقارة التي بها احتمل المسيح غضبه،
لن يكذ عن أن يرتعد .باإليجاز ،ينبغي أن نطلب سالمنا في آالم المسيح فادينا وحنها.
ه .اإليمان بنعمة المسيح المجانية وحدها ،يمنحنا سالم الضمير والسرور عند الصالة
لكن لماذا أستعمل شهادة شبه غامضة؟ ينفي بولس دائكا أن السالم والفرح الهادئ يستقران
في الضمائر إن لم نقتنع بأئنا مبررون باأليمان [رو ه .]١:وفي الوقت ذاته يعلن هذا االطمئنان:
ألن محئه الله^ ود اسكبت ،ني يوبتا بالروح العذس [رو ه:ه] .فكأدما يقول إذ نفوسنا ال
تستطيع أن تهدأ إن لم نكن مقتنعين بالتأكيد بأئنا نرضي الله .ومن ثم أيائ يقول متعجبا — في
نعلل آخر — إذ يتكلم بلسان جميع األتقياء :من سيفصلنا عن محبة الله التي في المسيح...؟
[رو :٨ه٣٩ ،٣؛ .إئنا سنرتجف عند أقز نسمة هواء حتى نصل إلى ذاك المالذ ،ولكئنا سنظز
آمنين حتى في ظالم الموت الدامس ما دام الرب يبين لنا أئه هو راعينا [قارن مز ١ :٢٣و.]٤
لذلك كز تن يثرثرون أئنا تبررنا باأليمان بسبب عيشنا البار بعد ميالدنا الثاني ،لم يتذوقوا البتة
حالوة النعمة ليتفكروا في أن الله سيغن عليهم .وس ثم يختم بأئهم ال يعرفون كيف يصتون على
النحو الصحيح أكثر من األتراك وسائر األمم الوثنية .ألئه كما يشهد بولس ،ليس اإليمان صحيحا
إن لم يعترف ويتذتمر االسم العذب — اسم اآلب؛ كآل بل إن لم يفتح أفواهنا طواعية فتصرخ يا
ابا اآلثا[ ٠غل ٦: ٤؛ رو :٨ه .] ١ويعير عن هذا بأكثر وضوح في موضع آخر إذ يقول :أ ...به
٧١٥ الكتاب الثالث -الفصل الثالث عشر
[أي المسيح؛ لقا لجزاءه زقدوم بايتايه غذ ثعة٠ا [اف ١٢ :٣؛ .من الموكد أة هذا ال يحدث من
خالل عطية الميالد الثاني التي ،إذ ال تكمل تماائ بينما نحن في الجسد ،تتضئن في ذاتها الكثير
من دواعي الشلن .لذلك ينبغي أن نأتي إلى هذا الدواء :أن يكون المؤمنون مقتنعين بأن علة رجائهم
الوحيدة لميراث الملكوت السماوي تكمن في كونهم مبررين مجادا بتطعيمهم في جسد المسيح.
أائ بالنسبة إلى التبرير ،فإذ اإليمان في حذ ذاته ليس هو الفاعل المؤئر ،إذ ال يأتي بشيء متا فيجلب
لنا فضل الله ،بل إئه يتسئم من المسيح ما ينقصنا نحن.
الفصل الرابع عشر
مع
(اإلنسان في حالته الطبيعية ميت في الخطايا وبحاجة إلى الغداء)٦ —١ ،
لكي نوضح هذا الموضوع بصورة أدق ،دعنا نختبر نوع البر الذي يجوز أن يحصل عليه
اإلنسان مدى مسيرة حياته؛ فلنصئغه في أربع فائت :إما أن يكون البشر ( )١عديمي المعرفة عن
الله إطالائ وبذلك هم منغمسون في الوثنية؛ أو ( )٢متناولي األسرار المقدسة ،ولكئهم بعيشهم
الدنمس ينكرون الله بأفعالهم بينما يعترفون به بشغاههم ،وبذا ينتمون إلى المسيح اسميا فحسب؛
أو ( )٣مرائين إذ يحجبون بادعاءاتهم الفارغة شرور تلوبهم؛ أو ( ) ٤متجددين بروح الله وجاعلين
فغي الحالة األولى ،عندما يقيمون بحسب ما أوتوا من هبات طبيعية ،لن يوجد بهم مثقال ذرة
من اإلرادة الحسنة من قمة الرأس إلى أخمص القدم ،اللهم إأل إذا أردنا أن نقهم الكتاب المقدس
بعدم الصدق عندما يصف جميع بني آدم بهذه الصفات :أئهم ذوو قب أخدع من كل شيء
ونجيس [ار]٩: ١٧؛ وأة تصؤر قلب اإلنسان شرير منذ حداثته [تك ،]٢١ : ٨وأة أفكار اإلنسان
باطلة [مز ١١: ٩٤؛؛ وأة مخافة الله لم تكن أمام وجوههم [قارن خر ]٢٠:٢٠؛ أن ا ليس من
**
بشرا [تك .]٣:٦وبهذه الكلمة يعني
* الله [مز ٢:١٤؛ .فباالختصار الهو
بينهم فاهم طالب **
بولمس جميع من يسرد أعمالهم أيها :رنى عهازه رجاسة دعار؛ عياد؛ األؤدان سحر عن و حضالم
عير؛ كحط .بخرت سعاق بذعه حشد وعز ...،وكل ما يمكن للخيال أن يتصؤره من دنمس ومنكر
[غل ه٢١ - ١٩ :؛ .تلكم إذا ما يحق لهم أن يفتخروا به من استحقاق!
٧١٧ الكتاب الثاك -الفصل الرابع عشر
ولكن إذا تمير إنسان بحميد خلق وكان له مظهر القدامة ،فألئنا نعلم أن الله ال يفريه نعان
ر مح ا
المظهر ،ينبغي أن نستقصي مصدر األعمال عينه إن أردنا أن تحسب لها أي قيمة من الز .أقول ينبغي
أن نتحرى بعمي مصدن ميل الفؤاد الذي تنبع منه تلك األعمال [الصالحة] .وهنا ينفتح أمامنا حقل
فسيح للنقاش ،ولكئني أرى أده يمكن أن نتناول الموضوع في كلمات محدودة ،لذا سأختعر تعليمي
على قدر المستطاع.
بدايه ،لسك أنكر أة كز الهبات الملحوظة التي تظهر بين غير المؤمنين هي عطايا من عند الله.
كما أتي لسك أعارض الرأي السائد ،بحيث أجادل في أئه ال يوجد فرق بين العدالة ،واالعتدال،
والمساواة التي انسم بها [االمبراطور] تيطس و[األمبراطور] تراجان [الرومانيان؛ والجنون
والعربدة والوحشية التي اشتهز بها [األباطرة] كاليغوال ونيرون ودوميشيانس ،أو بين شهوانية
تيباريوس الفاحشة وعفة وسباسيان .ولكي ال أسترسل في سرد الفضائل والرذائل الفرددة ،ال أذعي
عدم التمييز عموائ بين االلتزام بالحق والقانون وازدرائهما من جانب اخر .فإة هنالك فاروا كبيرا
بين األبرار واألشرار بحيث تظهر سمات البر والشر حتى في صو جم الميتة .ألئه إن كا نخلط بين
هذه األمور ،فماذا تبثى من ائساق في العالم؟ لذلك فإة الرب لم يحفر في سجايا أفراد بني البشر
تمييرا كهذا بين مكارم األفعال ومساوئها فحسب ،بل جعل يودها أيائ بمشيئة عنايته .ها نحن
نشهد أئه ينعم ببركات الحياة الحاضرة الجئة على من يفرسون الفضيلة بين الناس؛ ال ألة مظهر
الفضيلة يستحق أقز إحساي منه ،بل ألئه يشر بأن يبك كم يثغن البز الحقيقي عندما ال يسمح بأن
يمضي البز -حتى إن كان ظاهرا أو مختلعا -من دون جزا؛ زمني .من ثم يلزم ما قد أقررنا به:
وهو أة جميع هذه الفضائل — أو هي في الواقع أشباه الفضائل -هي من عطايا الله حيث ال شيء
مما يستحق المديح يتأئى من سواه.
ومع ذلك ،فإة ما كتبه أوغسطينس صحيح :أة جميع من اغتربوا عن دين اإلله الواحد ،مهما
كان ينظر إليهم بعين االعجادب بسبب شهرتهم بالفضيلة ،ليسوا غير مستحثين للثواب فقط ،بل
باألحرى مستحثون العقاب ،ألدهم بسبب تلوث قلوبهم يدكسون أعمال الله الصالحة .فعلى الرغم
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٧١٨
من كونهم آالت الله للحفاظ على استقامة المجتمع البشري في البر واالعتدال والوائم والعفاف
ورباطة الجأش والعقالنية ،هم مع ذلك ينفذون أعمال الله الحسنة هذه على نحو رديء .ألن ليس
ما يكبتهم عن عمل الشر هوغيرتهم الحقيقية للصالح ،بل هوإلمنا مجرد طموحهم أو حث ،الذات،
أو دافع فاسدآخر .لذلك حيث إذ تلك األعمال الحسنة يشوبها التلوث عينه كما من المصدر،
يلزم أأل تعذ بين الفضائل ،مثلما ال يجوز أيشا أن تحسب الرذائل التي عاد؛ ما تخدع بسبب شبهها
للفضيلة .باإليجاز ،عندما نتننمر الغاية الثابتة التي يهدف إليها دائائ كز ما هو حق — وهي خدمة
الله — فإذ كز ما يرمي إلى غاية أخرى قد استحق فعأل أن يخسر لقب البر ٠فحيث إتهم — على
أساس ذلك — ال يتطلعون إلى الغاية التي تفرضها حكمة الله؛ فمهما بدا حسائ ما يفعلونه في
األداء ،هو في الواقع خطيئة بحكم نيته الفاسدة .لذا ينتهي أوغسطينس إلى أة كأل من فبريسيوس
وسيبيوس وكاتو قد أخطأوا في كز عملي صالح ،إذ كان ينقصهم جميائ نور اإليمان .إئهم لم
يصؤبوا أعمالهم نحو الغاية التي كان ينبغي لهم أن يصؤبوها .ولذا لم يكن لهم البر الحقيقي ،ألة
الواجبات ال تقدر باألعمال بل باألهداف التي ترمي إليها١.
فضال عن ذلك ،إذا صخ ما يقوله يوحنا :ض ليس له ابن الله فليست له الحياة [١يوه١٢:؛،
فإة من ليس لهم نصيب في المسيح مهما يكونوا ،ومهما قد يفعلون أو يتبغون عمله ،يسارعون
طوال حياتهم إلى الدمار وإلى دينونة الموت األبدي .يتفق مع هذه الفكرة ما قاله أوغسطينس:
تميز ديانتنا بين البار وغير البار ،ليس على أساس ناموس األعمال بل بناموس األيمان الذي بدونه
يتحؤل كز ما يظهر إلى خطايا ٢ .كما يعير عن الفكرة ذاتها بلباقه في نعس آخر من كتاباته عندما
يقارن حماسة أمثال هؤالء بعداء يحيد عن نهح مساره .وكلما جاهد متسابق في الثدو خارج
نهجه ،ابتعن عن هدفه ،واستحق الرثاء لحاله .ولهذا يرى أوغسطينس أئه من األفضل أن يعرغ
األنسان على الدرب الصحيح من أن يركض حائذا ءذه ٣.وأخيرا ،حيث إذ ال تقديس بعيدا عن
الشركة مع المسيح ،فمرن ،ليس لهم نصيت في المسيح هم أشجار شريرة وجميلة المنظر قادرة
أن تأتي بثمر ،بل إذ ثمرها حلو المذاق ،ولكئه ليس جينا أبذا .من هذا نفطن بسهولة إلى أن كز
ما يتفكر فيه إنساة أو يخئلط له أو ينجزه قبل أن يتصالح مع الله باإليمان ،ملعون ومتجرد من أي
جئ8ل٦جآل٨ 1٧. 111. 16 ٤٠ 21, 25-26 )1144. 744دس انظر749 !.(: ١
,جال1خ8الجل٨٦ اا7 انظر7 ٧. 404(. :ا1د ; 44. 597 ٤ط 111. ٧. 14 )1ل/٠٠6عم ٥/٠ ٢
وجاالأ8الجآل٨ انظر 36. 259 £.( :ط(ل<8. 31.11. 4 )٦١4؟ ٣
٧١٩ الكتاب الثالث -الفصل الرابع عشر
استحقاى للبر .ليس هذا فحسب ،بل من المؤكد أئه جدير باإلدانة .لكن لماذا نجادل في هذا األمر
كما لوكان في موضع الريبة ،بينما قد برهن فعأل شهادة الرسول على أئه ابدون* إيمان ال يمكن
ألحد أن برضي الله[ *,عب ٦: ١١؛؟
أائ البرهان فسيسطع بأكثر لمعان عندما نضع نعمة الله مباشرة قبالة حال اإلنسان الطبيعية.
فالكتاب المقدس بأسره يعلن أة الله ال يجد في اإلنسان شيائ يبعثه على فعل الصالح نحوه ،بل
[الله] يأتي أؤأل لإلنسان بدافع سخائه المجانئ .ألئه ماذا يستطيع إنسان ميت أن يفعل ليحصل
على الحياة؟ ولكن [الله] عندما ينيرنا بمعرفة ذاته يحيينا من موت [يو ه :ه ،]٢إلى خليقه جديدة
[ ٢كو ه .]١٧:وفي هذه االستعارة نرى أة سخاء الله نحونا يفيض مكزرا ،سخاة يتميز به تعليم
الرسول .يقول :اآه الذي غؤ عنفي في الرحته ،من ألجل ئخثته الكثير؛ ائي احيا يفا ،ؤثخذ
ائزامن دالحفا يا الجياتا نغ التسيح. . .إلخ [اف -٤ : ٢ه] .وفي موضع آخر في مجال النقاش
حول إبراهيم كنموذج لدعوة المؤمنين — تحت موضوع إبراهيم كنمودج — يقول[ :هو] الله
الذي يفتي الغوى ،وئذعو األسياة عير اكؤلجون؛ كأدها نؤلجوذة [رو .]١٧: ٤أنا أسأل :إن
كنا ال شيء ،فماذا نستطيع أن نفعل؟ في سياق قصة أيوب ،يكبح الرب عجرفته شذة في هذه
الكلمات :من ،دعت مني ئأوفته؟ ما ددى كل الئماؤات هؤ لي [اي .]١١ :٤١وبولس،فيشرح
هذه العبارة [رو ،]٣٥: ١١يستنبط هذا المعنى :دعونا ال نفترض أئنا نجيء بأي شي؛ إلى الرب،
سوى خزي الفاقة والغراغ الئطتق.
لذلك لكي يبرهن على أئنا حصلنا على رجاء الخالص بالنعمة وحدها وليس باألعمال [قارن
اف ]٩-٨:٢كما ورد في المقطع المذكورآنائ،؛ يقول :األكا* لحى عمله ،محلوقين ،في التسيح
يشولح ألغتال ضايحه ،قذ شيق الله واعدها لكئ ،ثشلك **
فيها [اف .]١ ٠: ٢فكأئه يقول :تن متا
يستطيع أن يتفاخر بأئه يستشفع الله بز ذاته ،بينما تنبع قدرتنا األولية لفعل الخير من التجديد؟ ذلك
ألئه إذا توقف عمل الصالح على الطبيعة التي لجبلنا عليها ،كان أن بعضر الزيث من الحجر أكثر
احتماأل من أن ينتج متا أي صالح .ومتا يثير العجب أة اإلنسان ،وقد ادين لخزي وعار هكذا ،ما
انفك يتجاسر على افتراض أئه بقي عنده أي شيء .لذا لنعترف بًاة الرب بفضل هذه اآللية العظمى
ؤالتقته [ ٢تي ]٩:١وأن
** ** ذغؤة معدسه ،آل دئثئخى اغتابتا ،ثل بئثتصى ،العضد
ذعاتا من لذئه،
1اظهز لنلف ئغئصتا الله ؤإخشائه أل بأعمال ني بز عملنالها ثخن ،تل بمعتصى زلحمته آلضائ...
[تي -٤ :٣ه٧ ،؛ .وبهذا االعتراف حئى إذا ئبززتا يقتبه ،تصير ؤزئه خشب) زجا؛ انحبان األبد
نجرد اإلنسان من البز كلجا ،حتى إلى أقل حريء ،إلى أن يولد ثانية بالرحمة وحدها ،إلى رجاء
الحياة األبددة ،ألئه إن كان بر األعمال يأتي بأي شيء به نتبرر ،فباطأل رقال إئنا بالنعمة تبزرون.
من الواضح أة الرسول لم يكن مناقصا لمنطقه عندما أعلن مجانية التبرير ،إذ يثبت في نعل آخر
أة النعمة ال تبقى بعن نعمة لو أة األعمال تنفع [رو .]٦ : ١١وماذا غير ذلك يقصد الرب ،عندما
يقول إئه أتى ال ليدعو أتزارا بز حكا؛ [مت ] ١٣ : ٩؟ وإن كان الخطاة وحدهم هم من يسمح
تراودني الفكرة دائائ أة ثئة خطرا جسيائ في كوني غير منصف لرحمة الله — عندما أبذل
كما لو كانت غامضة أو في موضع شف! ولكن لتا جهدا باهتما؛ عظيم كهذا أن أويدها
كانت إرادتنادمنحرفة بحيث إئنا ال لعطي الله ما هو له ،إال إذا ارغمنا على ذلك ،أراني ملزائ أن
أواصل الحديث عن هذا الموضوع بعض الوقت .ولتا كان الكتاب المقدس واضخا بما فيه
الكفاية في هذا األمر ،فسأقصر الجدل على استخدام كلماته بدأل منكلماتي .فعندما وصف إشعياء
هالك البشرئة الشامل ،أضاف كيفية احيائها بعبارة بليغة :نزأى الزت ؤساة بي عئنثه ائه تبدل
عنز .نزأى ائه تبز إتشان ،زتخير مرح آئه لبز ،سفيع .ؤحئطدرك ،دزاعه لدعسه ،ؤبره هؤ عصنه
[اش :٥٩ه .]١٦—١أين هي أعمالنا البازة إذا كان النبى صادائ في قوله :ليس من أحد ئعين
الرب أن يسترد خالصه؟ وهكذا نبىآخر ،عندما يمثل الرب في عمل مصالحة الخطاة لذاته،
يقول :ااًالحطثك إتنبي إلى األبد ...بالفئ ل ؤالخل ؤاإلحشان والتزاحم ...ؤًازحم لوزخائة
[هو ١٩ : ٢و٢٣؛ .إن كان ميثاق من هذا النوع -وهو في غاية الوضوح أول عقد عالقتنا بالله -
يعتمد على رحمة الله ،فهو ال يترك أساسا ألي بر فينا .بل إئني أتمتى أن أعرف مرح الذين يتكؤنون
أة األنسان ينهت لمواجهة الله ببعض من بز األعمال هل كانوا يغلتون أئه يمكن أن يكون ثتة أي
بز اخر على األطالق سوى ذاك الذى يقبله الله .إن كان من قبيل الجنون أن أفكر هكذا ،فما الذي
يمكنه أن يكون مقبوأل لدى الله متا يأتيه من أعدائه ،وهو يرفضهم ويرففى كل أعمالهم بازدراء؟
الحل يشهد أئنا جميعنا -أقول جميعنا — بغز مائتون ،وأعداء أللهنا [رو ه١٠:؛ كو ]٢١: ١
إلى أن نبرر وئقيل في رحاب الصداقة .وإن كان التبرير هو بداية [عمل] المحبة ،فأي بز أعماي
٧٢١ الكتاب الثالث -الفصل الرابع عشر
يسبقه؟ أثا لكي نتجرد من ذلك الشمخ المهلك ،فيدكرنا يوحنا بأمانه كيف أئنا لم نحت الله أؤأل
[ ١يو .]١٠: ٤كما أنالرب كان قبألقدعتمناتلك الحقيقة عينهاعلى لسان النبى .قال :اًاثا...
احئهم وخأل ،ألن عصبي ود اذدن غئه [هو ٤ : ١٤؛ .فإن كانت محبته قد وهبت ذاتها لنا ،فمن
الموبد أئها لم تتحرك نحونا بدفع من أعمالنا.
ولكن جمهرة الجهالء يفترضون أن هذا يعني فقط أن ال أحد بات مستحعا إتمام المسيح
لغداءنا ،ولكئ أعمالنا ساعدت على دخولنا حوزة الغداء .ال بل بالحري ،مهما كانت كيفية فدائنا
بواسطة المسيح ،وإلى حين ئطئم في شركته بدعوة اآلب ،نظز ورثه للظالم والموت وأعداء لله.
فإذ بولس يعتم أئنا ال نطهر وال نفتسل من دنسنا بدم المسيح إأل متى يعمل الروح فينا ذلك التطهير
( ١كورنتوس .)١١ : ٦وبطرس الذي يريد أن يعبر عن هذا األمر ذاته ،يؤكد أن تقديس الروح ناجع
بلائعه ،ورس ذم يشوغ النميح [ ١بط ٠]٢ :١فلئن رششنا بدم المسيح بواسطة الروح للتطهير،
دعونا ال نطئ أئنا قبل رسنا بدمه بواسطة الروح ،كدا نختلف عن أي خاطى بدون المسيح .لذلك
لنتمشك بهذه الحقيقة :إذ بداية خالصنا هي بمنزلة قيامة من الموت إلى الحياة ،ألئه متى وجب لنا
ألجل المسيح أن نؤمن به [في ٢٩: ١؛ ،عندئذ أخيرا نبدأ العبور من الموت إلى الحياة.
تشمل هذه الحال من أدرجوا في الفئتين الثانية والثالثة المشار إليهما أعاله .ألن عدم نقاوة
الضمير يبرهن على أن هائين الفئئين لم تتجذدا بعد بفعل روح الله .ومن جاب1خر ،عدم تجديدهم
يكشف عن عدم إيمانهم .ومن هذا يلضح أئهم لم يتصالحوا بعد مع الله ،ولم يتبرروا بعد في عيليه،
إذ ينال البشر تلك البعم باإليمان وحده .بماذا يمكن للخطاة ،وهم متغربون عن الله ،أن يأتوا
إليه إأل بما هو معاد لقضائه؟ إذ جميع األشرار ،وخصوصا المرائين ،منتفخون بهذه الطمأنينة
الحمقاء ،ألئهم مهما أدركوا كم تفيض قلوبهم بالنجاسات ،ال يزالون يظلون أئهم إذا أتوا أعماأل
تبدو صالحة ،فهذه ال تستوجب ازدراء الله لها .ومن ثم يبرز الخطأ الخبيث الكامن في أئهم ،على
الرغم من إدانة فكرهم الشرير ،ليسوا مضطرين إلى أن يعترفوا بتجردهم من البر .وحتى عندما
تقرون بإثمهم الذي ال يستطيعون إنكاره ،ال يزالون ئذعون لذواتهم بعض البر.
أائ الرت فيستنكر ببالغه ذلك الزهؤ على لسان النبتي :يقول ٠ااشأل الكهنة عن الئريفه
وائأل :إذ حمل ،اشان لخائ معدتا في نلزئ دؤبه وش بكندفه خثرا اؤ ...نلغاائ ائ ،وهز،
قعدلى؟اا والجات الكهته زوارا :اال .وعال خيي :ا٠إذ كان اصلى بتت تفلى نسا مئ هذ؟،
وهل ئقيش؟اا كالجات الكهته زوارا :اتحس .كاحات خيي زوال :اهكذا* هذا السفت،
ؤهكذا هذ؟ األثة وذاثي ،ئقول الرت ،ؤهكذا كز عمل ،،أيديهم زفا يعز بوه لهثان .هؤ ئجشااا٠
[حج .]١٤-١١ :٢ليت هذه الكلمات تصدق معنا ،أو دحفر على لوح ذاكرتنا! فإئه ليس من
إنساخ ممتلئ شرودا طول أيام حياته ،يسمح لذاته بأن يقتنغ بما يعلنه الرب هنا بوضوح كهذا .إئه
حالما ينجز إنسان بارع في عمل الشز واجبا يقتضيه الناموس ،ال يشلن في أن ذلك يحسب له بزا؛
أتا الرب فيعلن تقديشا تكشب بسبب هذا العمل الواجب إن لم يكن القلب قد تطهر أؤأل .ليس
هذا فحسب ،فإئه يعلن أيشا أن كز األعمال التي تتأئى عن الخطاة ملوثة بنجاسة القلب .اخلغ،
إدا ،صفة البر عن تلك األعمال التي أدانها فم الرب أفعاز دس! ويا لها من مقارنه مالئمة تلك
التي يستخدمها ليثبت ذلك! فقد إثار االعتراض بأن ما أوصى به الرب هووذوسل ال ينتهك .أتا هو
فيثخذ الجانب المضاد؛ إذ ال عجب في أن األمور التي يقدسها ناموس الرب يلؤثها دنس األشرار.
ألن المقدس الذي تتناوله إحدى اليدين تدتسه اليد األخرى النجسة.
. ٨الشخص والعمل
وكذا يعالج األمر نفسه بروعة في إشعياء بالقول :آل كعودوا كاتون بتعدمة باطلة .انحور هؤ
تكرلههيي[ ...نغسيتمقت]زهأشالسهرزالشبذؤيذاةاكخقل.لشثأطيقاإلرؤاالعتكاق...
زول سهورم ؤأعتادكم بئعئئها تغسي .ضازت غاي ثعأل .مللت ،خئتها .وجيئيشعلون ائدتكم
اتئر غثئتي م ،زان كرتم ١لضألة أل اشتع .آئديكم تال ذائ .خسرا .قعؤا .كعو؛ ض ففل
الئر...اا [اش ١٦-١٣ :١؛ قارن .]٥٠١ :٥٨ماذا يعني هذا؟ هل يعني أن الله يبغض ممارسة
شريعته؟ من الموقد أئه ال يحتقر أي جانب من التطبيق الحقيقى للناموس ،فهو الذي يعتمنا فى كز
مكان أئه بداية المخافة الحقيقية السمه .هما إن ينتفي ذلك يمسي كز ما يعذم له ليس عبائ فقط بل
وحسا مقيائ.
اآلن ،ليغفى المراؤون في طرقهم ،وليحاولوا باستتار شرهم في قلوبهم أن يربحوا رضا الله
باألعمال! إئهم بهذا يراكمون غضبه على ذواتهم .ألن :اائبيحة األسرار تكزلهة الرت ،ؤضألة
الئشثبيويئ تزغاته [ام ه .]٨: ١إئنا لذلك نوقن — بما ال ريب فيه ،وهو ما أمسى بديهيا حتى
٧٢٣ الكتاب الثالث -الفصل الرابع عشر
لدى من ال اكتراث لهم بثعليم الكتاب المقدس -أن أعمتال مرئ لم يتقدسوا حعا مهما سطعت
وتألقت ،ائما هي هكذا نائية عن البر في عيلي الله حتى إئها حسبت شرورا.
ولهذا ،صدق حقا تن عتموا بأة مرضاة الله ال يجتنيها أي إنسا؟ باألعمال ،بل على العكس؛
األعمال رضيه فقط إذا كان اإلنسان قد سبق فوجد نعمه في عينيه .هنا ينبغي أن نحافن بأمانه على
الترتيب الذي يقودنا إليه السفر المقذس .كب موسى :ثظز الرب إلى ،هابيل ،زقؤبايه [تك.]٤:٤٠
أتالحظ كيف يشير إلى أن الله ينظر إلى الشخص أؤأل قبل أن ينظر إلى أعماله؟ لذا ينبغي أن تتلم تنقية
القلب أؤأل لكي دقتل عند الله األعمال التي تنتج مائ .وهدا ما يوده إرميا دائائ :أن الئي الرب
على الحق ال [انظر ار ه ٣:؛ .ثم إئه باإليمان وحده تتنقى القلوب ،كما تكتم الروح القدس على فم
بطرس [أعمال ه .]٩: ١ومن هذا يتسن أة األساس األزل يكمن في إيما؟ حقيقى حتي.
لنبحث اآلن فيما هو البز الذي يمتلكه من وضعناهم في الفئة الرابعة .نحن نعترف بأئه فيما
يصالحنا الله لذاته بشفاعة بز المسيح ،ويحسبنا أبرارا بمحوخطايانا المجانى ،يقترن إحسانه برحمه
تؤخلنا لسكناه فينا بعمل روحه القدوس؛ وبفضل قوته دمات شهوات أجسادنا يوتا بعد يوم؛ إئنا
والغاية
٠٠
لحياتنا ،ومهؤأ؛ قلوبنا ألطاعة الناموس. فى نقاو عع حقيقية
٠٠؛ ٠٠
مكرسون للرب
٠هي *
أي
٠٠
حقا مقدسون،
هي أن تتركز إرادتنا خصوصا على خدمة مشيئته ،وأن تعمل بكز وسيله على رفع مجده وحده.
ولكن بينما نحن نسلك في سبل الله بإرشاد الروح القدس ،فلكي يحفظنا من االنتفاخ بالغرور
ونسيان أنفسنا ويحمينا من الغرور ،تظز فيذاآثار تواقصنا فتمنحنا فرصا للتواضع .يقول الكتاب:
الأل إنشان حمنيق بي األرض تفتز ضألحا وأل ثحطئاا [جا ٢٠ :٧؛ قارن ١مل . ] ٤٦ : ٨ما.هو
إدا نوع البر الذي يقتنونه من أعمالهم؟ أؤأل ،أقول إذ أجود األعمال التي يجوز أن تأتي منهم تبقى
دائائ مشوبه ويفسدها دنس الجسد ،وتختلط بها — إن جاز القول — حثاأل باقية .أقول ،دع واحذا
من حذام الله القديسين يختار من مسيرة حياته بأسرها شيها مائ ئغله ويظثه عن جدارة مرموقة .دعه
يتأثل ذلك الشيء ملائ من مختلف جوانبه .ال ريب في أئه سوف يشقلم منها نكهة دناسة الجسد ،إذ
إة شففنا بحسن الفعل ليس بأي حال ،ما ينبغي أن يكون ،وإذ ضعفنا الشديد يحبط هئتنا لمواصلة
السعي .ومع أئنا نالحظ أن الوصمات التي تعيب أعمال القديسين واضحة للعيان ،على الرغم
جون كالقن :أسس اآلين المسيحى ٧٢٤
من أئنا نقز بأدها لطخات خفيفة ،نسأل أنفسنا :هل دمسي مهانه في عيي الله التي أمامها حتى
الكواكب نفسها غير نقية [اي ه : ٢ه؛؟ ال يوجد عمز واحن من أعمال القديسين — إذا حكم عليه
في حذ ذاته — إأل يستحق جزاة له الخزي والعار.
يلي ذلك أئه حتى لو جاز أن يكون لنا بعض أعماني كاملة ونقبة ،فرغائ من ذلك ،كما يقول
النبى ،إذ نعزإثم واحد يكفي لمحوذاكرة كز البز الذي سبق أن عبل [حز ٢٤: ١٨؛ .يتفق يعقوب
معه إذ يقول :األن* تن ...غقز ني زاحذؤ ،قمت ضاز ثجرتا ني انكز [يع .]١ * :٢اآلن حيث
إذ هذه الحياة الغانية منعدمة النقاء وال تخلو من اإلثم ،فمهما أحرزنا من .رز ،فلن يمكنه أن يأتي
إلى محضر الله أويحسب لنا برا ،عندما ئفسده أو ثطغى عليه أو ددتره الخطايا التي تتبعه تكرارا.
ياإليجاز ،في ما يتعئق يالسؤال عن بز األعمال ،ينبغي أن ال نهتم بعمل الناموس بل بالوصبة.
لذلك إذا سعينا لنوال البز .رواسطة الناموس ،فسوف نحاول ياطأل أن نأتي بعمز وام أو .نآخر ،لكئ
ما يتحئم هو إطاعة الناموس بال انقطاع .ولذا ال يثل أن الله قحسب لنا برا مز؛ وإلى األبد ،ذلك
الفغران الذي يبزرنا من خطايا الماضي ،إذا كائ نظز نسعى بعد ذلك لنيل البز بواسطة الناموس،
كما يعتقد البعض بخباء .كز ما يمكن أن يفعله هذا هو أن يقودنا إلى رجاء زائف ،وأن يهزًا بنا
ويسخز متا .ولتا كان من الئحال أن يأتي منا كماز ما دمنا نلبس هذا الجسد ،كما ينطق الناموس
بحكم الموت والدينونة على كز من ال يحفظون برا كامأل باألعمال ،فسوف يجد الناموس دائائ
أساسا ألدانتنا إأل إذا أبطلثها — على العكس — رحمة الله ،وبمغغرؤ مستمزة نتبزأ مكزذا .لذا إذ ما
ولعه بدايه يبقى صحيحا دائائ ،أال وهو :إن حكم علينا على أساس جدارتنا ،فمهما نخعلط بكز
جهودنا أو نشرع في عمله يكز طاقاتنا ،ال نزال نستحق الموت والهالك.
ال آل أن نصز على هائين النقطئين :أؤأل ،لم يكن هنالك إطالقا أي عمز ألنساني تقى إأل ؤجذ
مستحائ لإلدانة إذا امتحن بحسب معايير دينونة الله الصارمة؛ وثانيا ،لو ؤجد عمز تقى كهذا
(األمر الذي يستحيل على أي بشر) ،فإئه مع ذلك يوجد ناقضا إذ يضعفه وتدئسه براثن اإلثم الذي
يبز صاحبه بكز تأكيد.
٧٢٥ الكتاب الثالث -الفصل الرابع عشر
هذا على وجه التحديد هو محور جدلنا [مع البابوين؛ .فال خصام حول بداية التبرير بيننا
وبين األكثر تعئآل من المدرسيتين :يمكن الخاطئ المحرر من الدينونة أن ينال البز من خالل
مفغرة الخطايا؛ إأل أدهم يعزفون مصطلح التبرير بأئه عمليه بخلق بها مجددا لطاعة الناموس
بفعل روح الله .إدهم في الحقيقة يصفون بز اإلنسان المتجدد الذي تصالح مع الله مز؛ وإلى
األبد ،بإيمانه بالمسيح بأئه قد يحسب مبزرا في غيتي الله بواسطة األعمال الصالحة وإقبل عنده
على أساس استحقاقها .أثا الرب فيعلن — على العكس — أة اإليمان هو ما حسب بزا إلبراهيم
[رو ٣: ٤؛ ،وذلك ليس عندما كان إبراهيم بعد يعبد األصنام ،بل بعد أن كان في سنوات طوال
قد تميز بقداسة الحياة .لذلك ،كان إبراهيم قد عبد الله بقلب نقئ زمائ طويال ،كما حفظ الناموس
بقدر ما يمكن إلنساؤ فاؤ أن يحفظه .ومع ذلك كان له بر دعامئه اإليمان .من هذا نستنبط ،على
أساس منعلق بولس ،أن بزه لم يكن من األعمال [اف ٩: ٢؛ .ويشبه ذلك أله عندما يقول النبى:
اًاالتاؤ بايتابه تحتا [حب ]٤:٢؛ فإة مقولته ال تنطبق على األثمة واألشرار الذين قد يبزرهم
بتوجيههم إلى اإليمان ،بل تقصد المؤمنين ،ولهؤالء يوهب وعد الحياة باإليمان .وبولس أيائ
ييد كز شك عندما يوكد تلك الفكرة باقتباسه هذه اآلية من أقوال داود :اطوبى للذي غفر إثمه
وسترت خطيته٠ا [مز ١ :٣٢؛ قارن رو .]٧: ٤من المؤبد أن داود ال يتحذث هنا عن األشرار
بل عن المؤمنين ،مثلما كان هو نفسه ،إذ تكتم بإيحاء ضميره .لذلك ينبغي أن ال نناز تلك
النعمة ره واحدة فحسب ،بل أن تدوم فينا مدى الحياة .وأخيرا ،يشهد بأن سفارة المصالحة
الميدانية مع الله ال ئعتن ليو؛ واحد أوآخر فقط ،بل أن يشهد لها عمأل مستديائ في الكنيسة [انظر
٢كو ه١٩-١٨ :؛ .وبحسب ذلك ،ال يمتلك المؤمنون برا ما داموا على قيد الحياة سوى ما
وصف هنالك .ألة المسيح يبقى أبذا وسيط مصالحتنا مع الله؛ كما تدوم فاعلبة موته دواثا أبدائ:
وتلك الفاعلبة هي التطهير ،واإلرضاء ،والكائرة ،وأخيزا الطاعة التامة ،وبهذه جميعها تسئر
خطايانا .بولس ال يقول ألهل أفسس إة لنا بداية الخالص من النعمة ،بل إئنا بالنعمة مختصون،
ايس سفال كئآلتفشخن اخدال [اف .]٩-٨ :٢
(معارضة المدرسيين للتبرير باإليمان ،وفحعر عقيدة األعمال النافلة ودحضها)٢١ - ١٢ ،
.١ ٢مراوغة المعارضين
المراوغات التي يتذرع بها المدرسبون ههنا للتهزب ال تعود عليهم بغائدة .يقولون .ليست
األعمال الصالحة في ذاتها على قدر من األهمبة بحيث تكفي لنوال الخالص ،إرما تكمن قيمتها
جون كالثن :اسس الذين المسيحي ٧٢٦
في اقبول النعمة .ا ومن ثلم ،إذ هم مضطرون أن يعترفوا بأن بر األعمال بر منقوض دائائ ،بتلمون
بأئنا في حاجه إلى مفقرة الخطايا ما ذمنا أحياء لكي نكتل ما للبر من نقصان؛ ولكئ األعمال النافلة
[أي الزائدة على المطلوب؛ ائعيض* عن التعديات التي نقترفها .ا
أجيب بأن قبول النعمة ،كما يستونه ،ال يعدو كونه األحسان المجاني الذي به يحتضننا
اآلب في المسيح ،عندما ببسنا براءة المسيح ويقبلها كما لوكانت براءتنا نحن ،بحيث إته بفضلها
يحسبنا مقنسين وأطهارا وأبرياء .ألن بر المسيح الذي يتفرد بالكمال ،قادر وحده أن يحتمل
مرأى الله ،وأن ذلك البر وحده ما ينبغي أن يقف نيابة عتا أمام القضاء ،وأن يؤدي الكفالة المحكوم
بها علينا .وإذ نؤئل بهذا البر ننال غفراائ مستديائ لخطايانا باإليمان .ومتى أبسنا هذه النقاوة ،ال
ينسب إلينا دنس نقصاننا ونجتاسته ،بل يستثر كما لو كان قد دفن بحيث ال يظهر أهام دينونة الله،
إلى أن تأتي الساعة حين يمات فينا األنسان العتيق ويدثر تماائ ،وعندئذ يتقبلنا األحسان األلهي
إلى رحاب السالم المبارك هعآدم الجديد .فلننتظر هنالك يوم الرب الذي إذ تعثلى فيه أجسادا ال
يصيبها الفساد ،سوف تقام في مجد ملكوت السماوات [قارن ١كو ه : ١ه ٤وما يتبع؛.
.١٣من يتحذث عن األعمال اا١لذافلةاا بسيء فهم حذة مطلب الله ،وخطورة الخطيئة
إن صحت هذه األمور ،ال يمكن ألعماني نغطها أن تنيلنا قبوأل عند الله أو أن تجعلنا مرضبين
لديه؛ كما ال تستعليع األعمال ذاتها أن تناز رضاه ،إأل في حال أن إنساتا يكونه قد استبر في بر
المسيح ،يرضي الله وينال مفغرة الخطايا .ألن الله لم يعد بجزاء الحياة ألعماني معبنة ،بل إته يعلل أن
من يفعلها فقط يحيا [ال : ١ ٨ه؛ ،مصودا تلك اللعنة المعروفة نحوكز من ال يقيمون جميع وصايا
الناموس [تث ٢٦:٢٧؛ قارن غل ١٠ :٣؛ .هذه العبارات تنقض خرافة البر الجزئي كلبة ،إذ ال
مجال ألي بر في السماء سوى الثبات التام في الناموس بأسره.
وحديثهم الرخو الذي يفسح المجال للتأويالت المختلفة عن األعمال الزائدة عن
المطلوب وقدرتها على تعويض كاب لنقصان البر ،ال يقوم على أى أساس من األصالة .لماذا؟
أليسوا بذلك يعودون دائائ إلى الموقع الذي ئبك خطأه ،أال وهو أن من يحفظ جزءا من الناموس
مبرر إلى ذلك الحد؟ إتهم ،بعدم حياء وبجسارة تختلى كل الحدود ،يفترضونه حقيقة ما ال
يقبله عاقل .فالرب كثيرا ما يشهد أته ال يقبل بر أعمال إأل في الثبات الكامل في ناموسه .أي
زيغ هذا عندما نفتقر إلى البر ،ولكي ال نظهر مجردين من كل شرف -أي من الخضوع التام
٧٢٧ الكتاب الثاك -الفصل الرابع عشر
لله — أن نتفاخر بغتاب يسير من األعمال ،ثم نحاول استكمالها بأفعاني إرضائية أخرى لكي
نعؤض نقصاننا؟
لقد سبق أن دحضنا األعمال األرضائية على نحو سديد ٦،حتى لينبغي أأل تخطر على بالنا
ولو في حلم .أقول إذ من يتحدثون بؤرا؛ كهذا ،ال يدركون كم هو مقيت األثم في غيني الله.
كان يجب في الحق أن يفهموا أن بز األنسان برته ،لو تكذس مائ في كومة ،ما كان ليعوض عن
خطيئه واحدة .لقد رأينا كيف غرد األنسان وصار متروغا من الله من جزاء تعذ واحد ،بحيث
دعان في الوقت عينه كز القدرة على استعادة خالصه [تك ١٧:٣؛ .وهكذا افزعمت قدرة الفعل
االرضائئ .وكز ض يتباهى بها ال يمكنه أن ويرضي الله الذي ال يقبل وال يرضى بأي في؛ يأتي من
أعدائه .وأعداء الله هم كز أولئك الذين يحكم عليهم بأئهم خطاة .لهذا يلزم أن تسقر خطايانا وأن
تفغر اثامنا قبل أن يقبز الله أائ من أعمالنا .ومن هنا يلزم أة مفغرة الخطايا هبة مجانية ،وأن من يقحم
أي أعماب) إرضائية يزدري تلك المفغرة ازدراء أثيائ .لذا دعونا نكون على مثال الرسول ناسين ما
هو وراء ،وممتذين إلى ما هو قذام ،وأن نسعى نحو..لجعالة دعوة الله العليا [في١٤-١٣:٣؛.
. ١ ٤حتى إن أكملنا واجسا على أرم وجه ،فلن يأتينا ذلك بمجب؛ وعلى أي حال هذا نحال
إذ نتباة بأعماني نافلة ،فكيف يقفق ذلك مع التنبيه الئعطى لنا؛ أئه متى قد فعلنا كز ما امرنا به،
ينبغي أن ندعوذواتنا عبيدا بكالين ،وأن نقول :إرتا غيلتا ائ كاذ يجب غيثا [لو١٠ :١٧؛؟ وأن
تتكتم أمام الله ،ال يصح أن تذعي أو أن تكذب ،بل أن تقرر في قرارة نفسك بماذا توقن .لذلك
لم دطلب في دواخل سريرتنا ،أأل نقوم ٠٠؛
بواجباب نحوه لم بإخالص ٠٠
بح يناشدنا الرب أن ندرن وأن نتفكر
متا ،بل أن نؤدي له الخدمة الواجبة ،وبحق! ألتنا خذام تلزمون أن نقوم بخدمات كهذه متعذدة
بحيث إتنا ال نستطيع أن نؤديها ،حتى لو اتجهت كز أفكارنا وجميع أعضائنا إلى الواجبات التي
يتطتبها الناموس .ومن ثم ،عبارة امتى* فعلتم كز ما ابرتم بهاا تفيد أن كز أعمال البز التي يمنعها
البشر إتما هي له وحده .كيف نجرؤ إدا -وما ذمنا هكذا بعيدين عن هذا الهدف -أن نتفاخر بأتنا
ركمنا شيائ يزيد على الكم المطلوب متا؟
على أئه ال يوجد داع ألن يعترض أى إنساني -على الرغم من أئه يفشل في أداء البعض من
الواجبات الضرورئة — على أن ال شيء يمنعه من السعي لفعل ما يزيد عليها .يلزم أن نقبل هذه
انظر أعاله :الفصل الرابع ،الفقرات ه.٣٩-٢ ٦
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٧٢٨
الحقيقة كلائ :أة ال سيء يمكنه أن يخطر على البال ليساهلم في تكريم الله أو محبة الجار إأل قد ورد
في الناموس .ولكن إن كان ذلك واردا في الناموس ،فلنكفئ عن التباهي بسخائنا الطوعي في حين
دجبرنا الضرورة.
ه . ١ائنا بكق ما نحن وكق ما لنا لله؛ لذا ال توجد أعمال نافلة
لتأكيد اعتقادهم ،يتخذون من مفاخرة بولس لدى الكورنثيين ذريعة أئه تنازل عائ كان يحق
له والذي كان ممكائ أن يركن إليه خالنا لذلك لو أئه شاء؛ وأئه لم يكرس لهم ما فرض عليه من
واجب فحسب ،بل تفخل عليهم أيثدا بخدمة مجانئة فوق الواجب [ ١كو ١ : ٩وما يتبع؛ .لكن
كان ينبغي أن يلتفتوا إلى السبب المذكور [في ذلك النص؛ ،وهو أئه نغق ما فعله لكيال يضع عقبه
في سبيل الضعفاء [ ١كو .]١٢ : ٩ألة الحذام األشرار والمضئلينكانوا يركون ذواتهم باستعراض
اللطف الزائف لكي يربحوا قبول عقائدهم الخطرة ،وينفثوا يفخا على اإلنجيل .فأمسى ضرورائ
لبولس إائ أن يعرض عقيدة المسيح للخطر ،أو أن يخالفئ تلك الحيل .حسائ إذا لو كانت المسألة
غير ذات شأن لدى المسيحي أن يعقر أوأن يحجم عن أن يعقر ،عندئذ .ال يد أن أعترف بأة الرسول
أدى للرب عمأل زائنا على الواجب .أثا إذا كان هذا هو الواجب المطلوب من وكيل حكيم
لإلنجيل ،فأقول إئه فعل ما كان ينبغي فعله .وأخيرا ،حتى إن لم يكن سبب كهذا بئائ ،فما قاله يوحنا
فم الذهب يبقى صحيجا دائائ :إة لكق ما نمتلكه المكانة نفسها التي تخطل ممتلكات العبيد،
والتي من باب الحق هي مالث ،لسئدهم ذاته ٧.ويسوع لم يخفب هذه الحقيقة في نله ،إذ يسأل ما
هو الشكر الذي يقذم للعبد متى يعود بعد أدائه العديد من الواجبات طول النهار [لو .]٩-٧ : ١٧
يجوز أئه قد اجتهد في نهاره أكثر مائ كا نجرؤ على أن نطلبه منه .حسائ ،ومع ذلك فإئه لم يفعل
شيائ يخرج عن حدود حال كونه عبذا خادائ ،ألئه بكق ما له من ودرة مللث ،لنا.
لست أعني هنا نوع األعمال النافلة التي يريد مثل هؤالء أن يستعرضوها أهام الله ،ألئها مجرد
تفاهات لم يطلبها منهم أو يستحسنها ،كما لن يقبلها عندما يقدمون له حسايا عن أنفسهم .بهذا
المعنى وحده نيفق على أة هنالك أعماأل نافلة كالتي ورد ذكرها على لسان النبي عندما قال :امن*
طلب هذا من أيديكم؟ [اش ١٢:١؛ .لكن ليتدبروا ما قيل عنها في موضع1خر :يفادا ئزنوذ
فصه يعني حني ،ؤرعئكم لعني سبع؟أ [اش هه٢:؛ .في الحقيقة ،ليس مرهعا ألولئك المعثمين
[السيين؛ أن يجادلوا في هذه االمور تحت الظالل وفي كراسيهم المريحة .ولكن متى يجلس
0171111€8 011ا0111, 1أ808ال٢غح انظر11.4 )16 62. 713 }.( : ٧
٧٢٩ الكتاب الثالث -الفصل الرابع عشر
ذلك القاضي العظيم على عرش قضائه ،فسوف تطير هذه اآلراء الواهية مع الريح .هذا ما كان علينا
أن نبتغيه :ما هي الثقة التي يمكن أن نأتي بها إلى عرش دينونته في الدفاع عن أنفسنا ،وليس ماذا
نستطيع ان نتحذث عنه في المدارس وزوايا جدرانها؟
في هذا الصدد توجدآفتان يتحذد علينا خصوصا أن نطردهما من أذهاننا :ينبغي أأل نضع أي
ثقة ببز األعمال ،كما ينبغي أأل نعزو إلى األعمال أي مفخرة.
في مجال التعليم ،بأئ جميع أعمالنا البارة كريهة في عيني الله ما لم تستمد رائحة زكية من
براءة المسيح ،يثنينا الكتاب المقدس مكررا عن الثقة ببر األعمال .فليس لألعمال إأل أن تثير غضب،
الله إأل إذا ذعشئها رحمة عفوه .لذا فإئها ال تترك لنا شيائ سوى أن نتوسل إلى دقاننا من أجل الرحمة
معترفين مع داود :أئه لن يتبرر أحذ قذامه إن هو دخل في المحاكمة مع عبيده [مز ٢: ١٤٣؛.
أما عندما يقول أيوب :ا اذ آدبت ئؤيل بي ،وإذ برزت أل أزيغ زأسي٠ا [اي ١ ٥: ١ ٠؛ ،فمع أن
اهتمامه هو ببر الله األسمى الذي ال يبلغ إليه حتى المالئكة ،يبين أنه في ما يتعئق األمر بدينونة الله،
ال يتبقى ألي بشر فان سوى أن يصمت .وهذا ال يعني فقط أن أيوب يغخل أن قذعن عن رصا ،على
أن يصارغ مخاطرا حتى الهالك مع صرامة الله ،بل أئه أيائ لم يختبر في ذاته أي نوع من البر سوى
ما كان ئذبل من أول وهلة أمام وجه الله.
متى تالشت الثقة ببر األعمال ،فال بئ أن يزول التباهي بها أيصا .ألن من ذا الذي ينسب فضل
البز إلى األعمال التي ترتعد الثقة بها عند رؤية الله؟ لذلك ينبغي أن نأتي إلى حيث يدعونا إشعياء:
كالرث يتبرز ويعتخر كذ تشلي إشزاييلءال [اش ه:٤ه]٢؛ ألن ما يقوله في موضع آخر صوات
وخ ،إى الوس الرت يلئتجيدال [اش .]٣: ٦١بهذا يتطقر العقل كما ينبغي متى ال يتكل بأي
شكلي على الثقة باألعمال ،أويتباهى بالمفاخرة بها .ولكئ هذا الخطأ قميل الحمقى من الناس إلى
الزهو بثقه زائغه وكاذبة ،ألدهم طالما يؤدعون األعماز قضية خالصهم.
يفترض الفالسفة أربع علل يقتضي التقيد بها في فرز األمور وإنجازها .إذا دققنا النظر فيها نجد
في ما ينعتق بإرساء خالصنا -ال صلة ألحدها باألعمال .فالكتاب المقدس يعلن في كز مكا؟ أئه
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧٣٠
أن العتة الفاعلة لنوالنا الحياة األبدية هي رحمة اآلب السماوي ومحبته المعطاة لنا مجاائ .المويد
أن العلة المادية هي المسيح الذي أحرز لنا البز بطاعته .فما العلة الصورية ،أو االلية المسببة ،سوى
االيمان؟ يحصر يوحنا هذه العلل الثالث في حمله واحدة عندما يقول :هكذا أحجة الله العالم
حقى يذن ايته انوحين ،بكتي أل يهلك كل تى يومى به ،بل ثكون له الحياة ١ألبييةاا [يو . ] ١٦: ٣
أتا عن العلة الغائية ،فيشهد الرسول بأئها تتكؤن من برهان العدالة اإللهية ،وس امتداح إحسان
الله ،وفي الموضع نفسه ينكز ثالثة أمور أخرى تصريحا .فيقول ألهل رومية٠ :االجميع أحكأوا
واعؤزهلم تجد اؤ ،كدريى تجادا بنعمته [رو ٢٤-٢٣ : ٣؛ قارن اف .]٦:١إدا المصدر األول
والرئيس هو أن الله احتضنا برحمته المجانية .ويتبع ذلك القون .بالغت ،اء الذي ديشوغ التسيح
[رو .]٢٤:٣هنا تجد ،إذا جاز الحديث ،العلة المادية التي بها احضر لنا البز .وفي الكلمات
باإليمان بدمه [رو :٣ه ٢؛ يين العلة االلية التي بها يشل إلينا بز المسيح .وأخيرا يضيف العلة
الغائية عندما يقول مبرهائ على بزه :إلظهار يه ليكون بارا ويبزر [مبزرا — في الترجمة الالتينية؛
ض هو ض اإليمان بيسوع [رو ٢٦ :٣؛ .ولكي يشير أيقا -في المناسبة — إلى أة هذا التبرير
يقوم على المصالحة ،يقول بوضوح إذ المسيح اعطي بمنزلة المصالحة .وكذلك أيصا يعلم
إلى أفسس ،أئنا قبلنا في رحاب نعمة الله من فضل رحمته
أهل* في األصحاح األول من الرسالة
المحضة ،وأن هذا يحدث شفاعة المسيح ،وأئنا نناله باإليمان ،وأن جميع األشياء الموجودة
تؤول إلى اإلشراق الكلي لمدح مجد نعمته [اف .]١٤-٣ :١وإن كائ هكذا نرى أن كز حزي؛
من خالصنا ال يعتمد على شي؛ فينا ،فلماذا ال نزال نثق أو نفتخر باألعمال؟ إذ األعداء األكثر
مجاهرة بعداوتهم للنعمة اإللهية ،ال يستطيعون أن يثيروا معنا جدأل؛ إتا حول العلة الفاعلة أو العلة
الغائية ،البلم إأل إذا أرادوا أن يؤكروا الكتاب المقدس بجملته .إئهم يصورون العلة المادية والعثة
الصورية خطًا كما لو كانت األعمال تقتسم المساحة مع اإليمان ومع بز المسيح .أثا الكتاب
فيصرخ احتجاجا على هذا أيائ ،إذ يوكد ببساطة أن المسيح بولنا وحياة ،وأن فائدة التبرير نقتنيها
باإليمان وحده.
في معظم األحيان يتقؤى القديسون ويتعزون بذكر براءتهم واستقامتهم ،ويغلب أحياائ أئهم ال
يترددون في التصريح بها .يحدث هذا بطريقتين :إثا بالمقارنة بين ما يهتوئن هم به ،واهتمامات
األشرار االثمة ،ومن ثم يستمدون ثقة النصرة ،ليس بإطراء بز ذواتهم بقدر ما هو باإلدانة العادلة
٧٣١ الكتاب الثالث -الفصل الرابع عشر
والمستحئة لخصومهم .أو أئهم -ال على سبيل المقارنة بالغير بل بينما هم يمتحنون ذواتهم أمام
الله — يستمدون شيها من راحة النفس والثقة من نقاوة ضمائرهم.
سوف ننظر في السبب األول الحائ ٨.أائ بشأن الثاني ،فدعونا اآلن نشرح بإيجاز كيف ينفق
معه ما قلذاهآذائ :٩تحت دينونة الله ،ينبغي أأل نضع أي ثقؤ باألعمال ،أو أن نفتخر بأي قيمه لها.
هنا يكمن االدفاق :أن القديسين ،عندما تكون المسألة مسألة تأسيس خالصى نفوسهم وإرسائه،
بغض النظر عن األعمال ،يحولون أبصارهم نحو صالح الله وحده .إئهم ال يلجأون وقبل كل
شيء إلى ذلك الجود كبداية سعادتهم فحسب ،بل يستكلون في كونه تحقيعا لها .كما أن الضمير
المؤسس والمبني على ذلك ،يقوم أيصا على اعتبار األعمال ،بقدر ما هي شهادات لسكنى الله
فينا وسيطرته علينا .لذلك ما دام ال موقع لهذا االئكال على األعمال إن لم تكن قبأل قد ألقيك ثقة
فكرك برئتها على رحمة الله ،ينبغي أأل برى وكاها عكس ما تعتمد عليه .ولذا متى نستثني االثكال
على األعمال ،فانا نعني هذا فحسب :ال يجوز أن يعود الفكر المسيحي فينظر إلى قيمة األعمال
كمساعد صوب نوال الخالصى ،بل أن يعتمد اعتمادا كلائ على الوعد المجاني بالبر .ولكئنا ال
نمنعه من دعم هذا اإليمان وتقويته بدالئل من اإلحسان اإللهى نحوه .ألنه إذا كانت جميع العطايا
التي أجزلها الله علينا ،متى نتنتمرها ،هي مثل أشعة نورانية من الجبين األلهي بها نستنير لكي نتفرى
فباألكثر تثبمت صحة نعمة األعمال الصالحة هذه ،ثبوبا سناء جوده في ذلك السناء األسمى
تظهر أن روح التبئي قد وهب لنا [قارن رو : ٨ه . ] ١
.١٩األعمال كثمارللدعوة
إدا ،عندما يشعر المؤمنون بأن إيمانهم يتقؤى بسبب نقاوة ضميرهم فيبتهجون ،فإذ ذلك
يحدث فقط ألن ثمار دعوتهم تقنعهم بأن الرت اختارهم أبناء له .لذلك عندما يقول سليمان بي
محاوة الرت ثعه سي يد ،ه [ام ،]٢٦:١٤وعندما يضرع المؤمنون للرب لكي يسمع لهم الدهم
ساروا أمامه باستقامه وبساطة قلب [قارن تك ٤٠ :٢٤؛ ٢مل ]٣:٢٠فهذان أمران ال يشكالن
أساسا لتقوية الضمير ،بل إذ قيمتهما تكمن في مجرد كونهما عالمة لما قد سبق حدوثه [أي دعوة
الله]؛ ألئه ال مجال لذلك الخوف الذي يستطيع أن يعطي تأكيدا كامأل .كما أن القديسين يدركون
أة لديهم قدرا من األمانة ال يتعدى كونه مختلفا بالعديد ساثار الجسد .ولكن ألئهم يتخذون من
ثمار التجديد برهادا على سكنى الروح القدس ،من هذا يتشددون بقؤة كبيرة تزكنهم من انتظار
معونة الرب في جميع احتياجاتهم ،وئرون أئهم بهذا يختبرون أبؤته .كما أئهم ال يستطيعون فعل
ذلك إن لم يكونوا أؤأل قد أدركوا إحسان الله المضمون لهم بيقينية الوعد وحدها .الدهم إذا شرعوا
في تقييم ثقة ضمائرهم بمقياس األعمال الصالحة ،فلن يجدوا شيائ أكثر ريبه أو أعظلم ودفائ؛ ألده
حعا إذا قيست األعمال في حذ ذاتها ،فإئها بحكم نقص نقاوتها ال تستطيع أن تشهد لنعمة الله،
واألسوأ من ذلك أئها بعدم كمالها تستثير غضبه.
قصارى الحديث أن أعمال القديسين الصالحة تعلن حسنات الله ،بحبك ال تتنافى مع نعمة
الله المجانية التي فيها يدركون -كما يشهد بولس -قدر العرض والطول والعمق والعلؤا [اف
١٨:٣؛ .فإئه كما لو قال :أينما تتحؤل أذهان األتقياء ،ومهما كان علؤ ارتفاعها ،ومهما امتدت
في البعد واالئساع ،فمع هذا ال ينبغي أن تتحول عن محبة المسيح بل أن تلتزم كليا بالتأتل فيها؛
ألن كمالها يشمل جميع األبعاد .لذلك يقول إئها تفوق وتسمو على كز المعرفة ،وإئنا عندما
نعترف بمقدار حض المسيح لنا ،نمتلئ ا٠إلى غز بز؛ الؤ [اف ١٩:٣؛ .وفي موضعآخر ،فيما
يفتخر بولس بأن األتقياء هم المنتصرون في كز سباق ،يضيف ئؤا عتة نصرتهم ،بالقول :البائذي
احتاال [رو٣٧:٨؛.
.٢٠األعمال هبة الله وال يمكن أن تصير للمؤمنين أساسا للثقة بالذات
نرى اآلن أن القديسين ال يضعون باألعمال ثقة من شأنها أن تعزو شيائ لقيمتها ،حك إئهم
يرونها كهبة فقط من الله بها يتعرفون إحسانه ،وكعالمات لدعوتهم بها يحعقون اختيارهم ،أو أن
دخترل إلى درجة البر المجاني الذي نناله في المسيح ،إذ إئها (أى الثقة) تعتمد على هذا البز بحيث
ال وجود لها بدونه .يعير عن ذلك أوغسطينس بكلمادب قليلة ،ولكن ببالغة ،عندما يكتب :لست
أقول للرب :وال تحتقر أعمال يدى [مز ( ]٨: ١٣٨طلبت الله بيدى ولم يخدعني) [مز ]٢ :٧٧؛
ولكئني ال أرغي أعمال يدي ألئني أخشى أئك متى تراقبها فقد تجدآثاائ أكثر من االستحقاقات.
فهذا وحده أقول ،وهذا وحده أسأل ،وهذا وحده أرغب :ال تحتقر أعمال يديك؛ شاهد فى عمل
يديك ،وليس عملي أنا .ألئك إن أبصرك عملي سكديئه؛ أتا إذا رأيك عملك فسوف ئتؤلجئه.
فإذ كز أعمال صالحة أفعلها هي مذك.ال ١ ٠ويعطي سببين من أجلهما ال يتجاسر على أن يتبهرج
بأعماله أمام الله[ :أؤأل] ألئه إن كانت له أتي أعماني صالحة ،ال يرى فيها شيائ من صنعه؛ و[ثاذائ؛ إذ
انظر. 13[ ٧111. 635(. :نع8. 138, 8؟] تد٢.خ ;8. 137. 18 )11 37. 1783؟ اسم ,ثسد ١٠
٧٣٣ الكتاب الثالث -الفصل الرابع عشر
أعماله تغمرها كثرة من الخطايا .وس ذلك يغلب على ضميره اإلحساس بالخوف والرعب بدأل
من الطمأنينة .لذا يترحى أن يرفغ الله وجفه على أعماله الحسنة فحسب ،حثى إذ يرى فيها نعمة
دعوته ،يمكنه أن يكمل ما نزلح في عمله.
إذ يبثن الكتاب المقدس أن أعمال المؤمنين الحسنة أسباب ألجلها يحسن الله إليهم ،إرما
يوفد أة ما وصحناه اذائ ١ ١يظز ثابائ ال يتزعزع :أال وهو أة العتة الفاعلة لخالصنا أصلها محبة الله
اآلب؛ والعلة المادرة أصلها طاعة المسيح؛ والعتة االلية أصلها إنارة الروح ،وهي اإليمان؛ والعته
الغائية أصلها مدح مجد الله وجوده العظيم .وهذه ال تمنع أن الله يتقبل األعمال كما لوكانت علال
أقز شأائ .ولكن كيف يحدث هذا؟ إذ الله يقود أولئك الذين قصدهم برحمته لميراث الحياة األبددة
إلى الحصول عليها — بحسب تدبيره العادي — بواسطة األعمال الحسنة .وما يسبق في ترتيب
ذلك التدبير يدعوه علة ما يتلوه .وبهذه الطريقة يستخرج الحياة األبدية من األعمال ،ال بقصد أن
ينسبها إليها؛ ولكن ألئه يزر الذين اختارهم لكي يمجدهم [رو ٣ ٠ :٨؛ ،يجعل النعمة السابقة،
التي هي خطوة لما يليها ،كما لوكانت العلة .أائ متى تتعين العلة الحقيقية ،فإئه ال يفرض علينا أن
نلتجئ إلى األعمال بل يحفظنا في حيز التأتل في رحمته وحدها .ما هو هذا التعليم الذي ينادي
به الرسول عندما يقول :احز؛ الحطية دبي تؤت ،ؤأما هبة الله وهي حياة اردية [رو ٢٣: ٦؛ ؟
لماذا ال يقابل الز بالخطية مثلما يقابل الحياة بالموت؟ لماذا ال يجعل الز علة الحياة ،مثلما يجعل
الخطية علة الموت؟ إده بهذا يكسر منطق األضداد .لكن الرسول قصد بهذه المقارنة أن يعير عائ
هو صواب وحق :أن الموت علته استحقاقات اإلنسان ،أثا الحياة فتركن إلى رحمة الله وحدها.
باإليجاز ،نستنتج من هذه التعابير أة التعاقب هو المقصود أكثر من قصد العلة؛ ألن الله إذ
يكوم نعمة فوق نعمة ،شخن من النعمة األسبق علة إلضافة الئعم الالحقة حتى ال يترك شيائ مائ
يثري عبيده .كما أده يبسط وفرة سخائه بحيث يجعلنا دائائ نتطلع إلى اختياره المجاني ،الذي هو
المصدر والبداية .ألئه ،على الرغم من أئه يحك الهبات التي يجزل بها علينا يوائ تلؤ يوم — إذ نرى
أئها تنبع من ذلك المصدر — يبقى لنا أن نعتصم بذلك القبول المجاني الذي وحده يمكنه أن يدعم
نفوسنا؛ وهكذا أيائ ،أن ئخبغ للعثة األولى عطايا الروح القدس التي يغمرنا بها تباعا ،بحبث ال
تصرفنا هذه بأي حال عن تلك العلة األولى ،وهي محبة الله اآلب.
م،
(االعتقاد باستحقاق اإلنسان في عملية التبرير يرفضه أوغسطينس وبرنارد وكذلك الكتاب
المقدس)٤-١ ،
لقد انتهينا االن من المسألة الرئيسة في هذه المناقشة :إئه لو كان البر مدعوائ باألعمال ،فغي
نظر الله ينهار كلائ؛ وإئه منحصر في رحمة الله وحدها ،وفي الشركة في المسيح وحدها ،ولذا في
اإليمان وحده .لكن لنالحظ جينا أة هذه هي نقطة تحؤل األمر كي نتفادى االشتباك في الضالل
السائد ،ليس انخداع البسطاء فقط ،بل ضالل المتعامين أيشا .ألئه حالما يقار السؤال حول التبرير
باإليمان أو باألعمال ،يهرعون إلى تلك النصوص التي ئظهر وكأئها ئنسب إلى األعمال بعض
االستحقاق في عيثي الله ،كما لوكان التبرير باألعمال يبرهن عليه كلائ بإظهار أة لها قيمة ما عند الله!
لقد بيتا مؤتمنا وبوضوح — أعاله — ١أة بر األعمال يقوم على حفظ الناموس فقط حففا تاائ
وكامأل .من هذا يلزم أة أحذا ال يتبرر باألعمال — حتى إن كان قد توصل إلى أعلى قئة من الكمال،
إآل إذا استحال ابهائه ولو بأدنى تعد على الناموس .ولذا لثار سؤازآخر منفصل هو :على الرغم من
أة األعمال ال يمكنها بأي وسيله أن تكفي للتبرير ،أال يجب أتها تستحق الرضا من الله؟
يلزمني — بدايه — أن ابدي بعض المالحظات التمهيدية حول كلمة استحقاق :فئن بادر
إلى إطالقها على أعمال الناس على خلفية دينونه الله ،وضع أساسا واهيا جدا لنقاوة اإليمان.
إئني بالطبع أون أن أتجئب المعارك الكالمية ،ولكئني أتمتى لو أة الكائب المسيحيين قد التزموا
االنضباط دائائ بحيمث ال يستبيحون ألنفسهم ،بال ضرورة ،استعمال تعابير غريبة عن محتوى
الكتاب المقدس من شأنها أن تنخ امتهاائ فادحا ،واليسير من الثمر .اسأل :ماذا كانت الحاجة إلى
إقحام كلمة أاستحقًاقأ بينما كان باإلمكان أن ئشرخ قيمة األعمال الصالحة بعبار؛ أخرى ذات
معنى من دون إثارة لألذى؟ إذ مقدار األذى الذي تحتويه هذه الكلمة لواضخ من الضرر الجسيم
الذي أوقعته في العالم .من الموبد أة هذا المصطلح ،وهو جد مفعلم بالزهو ،ليس من شأنه سوى
أن يحجما نعمة الله ويغمر الناس بالعجرفة المنحرفة.
إئني اقر بأة بغاب الكنيسة القدامى استخدموا هذا التعبير بصفة اعتيادية؛ ويا ليتهم لم يعطوا
األخالف مجاأل إلدامة الخطأ بإساءة استعمال كلمة صغيرة واحدة! وعلى الرغم من ذلك ،وردت
لهم بعض النصوص التي يشهدون فيها أيصا بأئهم لم يقصدوا أن يجحفوا بالحق .فغي احدى
كتاباته تحذث أوغسطينس هكذا ،قال :ألتصمك هنا استحقاقات الجنس البشري الذي أفسد
بواسطةآدم؛ ولتشن نعمة الله من خالل يسوع المسيح.اا وأيائ يقول :ال يعزو المؤمنون شيكا
إلى أعمالهم؛ بل إلى رحمتك وحدها يا **
الله .وكذلك :اومتى* يز اإلنسان أة كل الصالح الذي
له ليس من ذاته بل من إلهه ،يز أة كز ما يمتدح فيه ال ينبع من استحقاقاته هو بل من فضل رحمة
الله ٢.تالحظ أئه متى أنكر أوغسطينس على اإلنسان قوة فعل الحسنى ،فهو يطيح أيصا أئ وزن
**
لالستحقاق .وأيصا يقول يوحنا فم -ا :-إذ أعمالنا ،إن كان لنا من األعمال ما ينشًا من دعوة الله
المعطاة محاائ ،إئما هي دين نسذده ،أثا عطايا الله فهي نعمة وإحسان وسخاء عظيم٣ .
فلنطرخ جانبا الكلمة ذاتها ،ونتأمز بالحري الموضوع عينه .لقد اقتبستآنائ من برنارد:
أاكمًا أئه يكفي لالستحقاق أأل يتجرأ ثصرا على االستحقاق ،فأن يخلو اإلنسان من االستحقاق
يكفي ألجراء القضاء .ولكئه وئا يضيف تغسيره الذي فيه يخفف من حذة قوله بما فيه الكفاية إذ
** فلتهتلم أن تكون لك استحقاقات؛ وعندما تكون لك ،اعلم أئها قد لنحت لك .ليكن
لذلك يقول:
لديك األمل في الثمر ،ثمر رحمة الله ،عندئذ تكون قد نجورق من خطر الفقر والعقوق واالذعاء.
سعيدة هي الكنيسة التي إتا ال تنقصها االستحقاقات بال ارياء ،أو االرتياء بال استحقاقات ا وقبل
ذلك بقليل ،وصح بقدر واب المفاد التقي الذي كان قد استخدم فيه الكلمة .فهو يسأل :ألماذا
بعنى الكنيسة بأن تهتم باالستحقاقات فيما لديها سبت أقوى وأضمن لتتفاخر في قصد الله؟ الله ال
, 0)1 ٠جاالأ8ل٦جل٨٦ انظر8. 139. 18 :؟ 8,الل1آل 44. 983(; 1<8ا(ل1ذ) ٧.31ت 8)111118 ٢
8. 84.9 )11 37. 1073(.؟ ;( 37. 1814ا)1
انظر1٧. 6 )10 53.321(. :آآآ)11108 011, #0))1111€8 0)1 0))1€818, 110111. ٣
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧٣٦
يمكنه أن ينكر ذاته؛ إئه تجري ما زغن به [قارن ٢تي .]١٣:٢وهكذا ال داعي أن تسأل :وبأئ
استحقاقاربة يمكننا أن نأمل في االحسانات؟ وخصوصا عندما تسمع القول :كز ،ألجلكم أتا
صاع ...بل ألحل اشبي المدوس[ ،حز ٢٢ :٣٦و٣٢؛ .فألجل االستحقاق ،يكفي أن نعرف أة
االستحقاقاتالتكغي.أ٤
يبين الكتاب المقدس ما تستحثه كل أعمالنا ،عندما يقول إلها ال تستطيع أن تحتمل
نظر؛ من الله بسبب عدم نقاوتها .ماذا إدا سوف يكون استحقاق حفظ الناموس حقفا كامأل،
إن وجد ذلك ،متى يأمرنا الكتاب بأن نعتبز ذواتنا عبينا بغالين حتى عندما نفعل كل ما هو
مطلوت مائ [لو ]١٠:١٧؟ فإئنا لم نعط الرب شيائ لم تطلب مائ ،بل ومنا بالخدمات الواجبة التي
ال تستوجب الشكر.
ومع ذلك ،فإة تلك األعمال الصالحة التي تنعم بها علينا يدعوها الرب ااأءمالذا٠ا وال يشهد
بأئها مقبولة لديه فقط ،بل بأئها سوف رجازى أيائ .ومن ثم وجب أن يدفعنا وعد كهذا عظيلم
المقدار ،ألن نتشجع وال نفشل في عمل الخير [قارن غل ٩:٦؛ ٢تس ،]١٣:٣وأن نقبل لطف
الله العظيم بشكر حقيقي .ال شك في أة كل ما يستحق المدح في األعمال إثما هو من نعمة الله؛
وليس من مثقال ذزة منها ما يحق لنا أن نعزوه إلى ذواتنا .وإة فهمنا ذلك بصدق واجتهاد ،فلسوف
تزول فكرة االستحقاق كتها ،ال ثقتنا باالستحقاق فحسب .إئنا ال نقشم فضل األعمال الحسنة بين
الله واالنسان ،كما يفعل السفسطائيون ،بل تركناه للرب تاائ وكامأل دون انتقاص .وإلى اإلنسان
إثما نعزو هذا وحده :أئه يفسد ويلؤث بعدم نقاوته كل ما كان صالخا .فإة شيائ ال يخرج من
إنسان ،مهما كان كماله ،إأل ويكون موصوائ بالعبب .فليحكم الرت إدا على أفضل أعمال البشر:
إئه سوف يتعرف فيها حعا إلى بره هو ،ولكن إلى خزي اإلنسان وعاره أيصا! إدا ،األعمال الحسنة
تبهج الله وليست تعود على أصحابها بال ثمر .فإئها تنال على سبيل الجزاء أوفر إحسانات الله ،ال
ألئها تستحق ذلك بل ألة عطف الله قد قيمها من ذاته هكذا .يا له من قنوط أة البشر ال يقنعون
بغرط سخاء الله الذي يغدق جزاء غير مكتسب على أعمال ال تستحق شيائ ،بل يسعون بطموح
دنيوئ حتى يبدو ما يأتي كلائ من عظم جود الله منسورا إلى استحقاق األعمال!
8217110718 071 انظر٧111. 6 )11 183. 1111(. :آ50718 0</5071^8 1 ٤
٧٣٧ الكتاب الثالث -الفصل الخامس عشر
هنا أناشد كز إنسا؟ أن يحتكئ) إلى المنعلق العام .إن كان ألحدهم حق االنتفاع من حقل
بفضل كرم شخصآخر ،فاذعى لذاته أيغما ملكية الحقل ،أليس يستحق هذا بسبب جحوده أن
يفقن ما كان عنده أصال؟ كذلك إن كان عبد قد حرره صاحبه عاد وأخفى حالة كونه عبدا محررا
فاذعى أئه ون حرا ،أال يستحق هذا أن ئخغعز مكانته إلى منزلة عبوديته األولى؟ إة الشبيل السوي
الوحيد للتمئع باإلحسان هو أأل نذعي لذواتنا أكثر مكا اعطينا ،وأأل نستلك حق المديح والحمد
من صاحب المعروف ،بل أن نسلك بحيث يظن ما ش به علينا بيائ أئه من فضله .إن كان علينا أن
نفرض مثل هذا االنضباط نحو البشر ،فلينظر كز منا ويتأتل في نوع االنضباط الذي يطلبه الله.
أعلم أن هؤالء السفسطائيين يسيغون استعمال نصووس معينة ليثبتوا أن عبارة االستحقاق نحو
الله واردة في الكتاب المقذس .يقتبسون جملة من سفر يسوع بن سيراغ تقول :دفسح الرحمة
لكل إنسان مجتاأل بحسب استحقاق أعماله [ه ً ١٦ : ١ا؛ وأخرى من الرسالة إلى العبرانيين ،تقول:
ا آل دئشؤا ففل الحير ؤالتؤزع ،ألئه بدتائخ مثل هذه يشر الله [عب ً ١٦ : ١٣ا.
سوف أتنازل عن حقي في رفض سلطة الغر األبوكريفتي [بن سيراخ] -ومع ذلك أقول إئهم
لم يقتبسوا بأمانه ما دونه تن كان كاتبه .ألن النعل األصلي اليوناني يقول :إئه يفسح مجاأل لكز
عمل من أعمال الرحمة؛ وكز إنسا؟ يجد بحسب أعماله .وكون هذه هي القراء؛ الصحيحة ،التي
تشوهت في الترجمة الالتينية ،يظهر من تركيب هذه الكلمات [األصلية ًا وحده ،كما من السياق
األوسع الوارد في الجملة السابقة.
كذلك ال مجال ألن يوقعونا في شرك كلمة واحدة وردت في الرسالة إلى العبرانيين ،بينما
كلمات الرسول في اليونانية ال تعني إآل أة مثل تلك الذبائح [التي تورع في سبيل عمل الخيرًا
مقبوله ومرضية عند الله.
إدا لكي نراقب ونلجم وقاحة كبريائنا ،يكفي أن ال نرى شادا لألعمال فوق ما يحدد ه الكتاب
المقدس .إذ تعليم الكتاب واضح وجلى :أن األعمال الصالحة ال تخلوأبذا من شوائب ووصمات
بغضب الله متا عن حق .وما أبعدها عن كونها قادرة أن تراضيه أو تبعثه على التروف بنا! ومع
هذا ،فألئه يختبر أفعالنا بحسب كثرة رأفته ،وليس بمعيار حثه األسمى ،يقبلها كما لو كانت كلية
النقاوة؛ ولهذا السبب يكافئها — ولو عن غير استحقاق — بإحساناب النهائية في هذه الحياة
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧٣٨
الحاضرة كما في الحياة اآلتية .ولسث أقبل التمييز الذي يفتعله بعض المتحتمين واألفاضل من
الناس — باستثناء هذا الخطًا — في أن األعمال الحسنة تستحق الئعم التي نحزل علينا في هذه
الحياة ،بينما الخالص األبدي هو جزاء اإليمال وحده .ألن الرت — دائائ تقريبا -يودع في السماء
جزاء التعب وإكليل المعركة .ولكن من جهة أخرى ،أن نعزو إلى استحقاق األعمال حقيقة أئنا
دفكز بنعمه فوق نعمة بحيث يختلش الفضل من عمل النعمة ذاتها ،فهذا يخالف تعليم الكتاب.
ومع أة المسيح يقول :أألن كل مى له يئعلى وئزذادا| [مت ه٢٩:٢؛لو]١٨:٨؛ وأن العبد الصالح
واألمين الذي كان أميائ في القليل سوف إقام على الكثير [مت ه ،]٢١:٢فهو في الوقت ذاته يس
في موضعآخر ،أن ازدياد عطايا المؤمنين هبة من لطف الله المجاني [قارن يو ١٦: ١؛ .يقول:
ااًايها العطائئر) جميعا لهلوئا إلى انببا؟ ،زائدي كز ،له بئة ئعائؤا اسئروا ...بأل فصة وأل دمن ،حئرا
حتى انطوبب وبائ [اش ١ :٥٥؛ .لذلك فإذ كز ما أعبي اآلن لألتقياء إعانه على خالصهم
ذاته — هو من فضل جود الله .ومع هذا ،فغي هذا التطويب وفي أولئك األشخاص األتقياء ،يشهد
أئه يًاخذ األعمال الصالحة بعين االعتبار .ولكي يشهد لفظم محبته نحونا ،يجعلنا جديرين بتكريم
هذا مقداره؛ وليس لنا فحسب ،بل العطبة التي من علينا بها أيصا.
لو عولجت هذه المسائل على النحو الصحيح في األزمنة السالغة ،لما نشأت خالفات
ومنازعات جئة هكذا حولها .يقول بولس إئه في بناء التعليم المسيحي يلزمنا أن نحفظ األساس
الذي وضعه بين الكورنثيين [قارن ١كو ]١٠ :٣وهو الذي ال يستطيع أحد أن يضع غيره...
الذي هو يسوع المسيح [ ١كو ١١:٣؛ .ما هو نوع األساس الذي لنا في المسيح؟ هل كان
بداية خالصنا كبما يلي ذلك إكماله من أنفسنا؟ هل فتح الطريق الذي عليه يمكننا أن نواصل
المسيرة من موارد قؤتنا؟ بالطبع ال .ولكن ،كما ببن بولس قبأل ،عندما نعترف بالمسيح يعطى
لنا فيصير لنا برا [ ١كو .]٣٠:١هو وحده المتأسس في المسيح مرذ ،له كمال البر فيه :حيث إذ
الرسول لم يقل إذ المسيح أرسل ليعيننا على نوال البر ،بل صار هو نفسه برا لنا [ ١كو ٣٠:١؛.
يعلن في الحق أئه احائزتا فيه منذ األزل وثل داسيس اثفاثم بال استحقاق بسا بل حشك كؤه
تبيقبه ا [اف ٤ :١اه]؛ وأن لنا بموته الغداء من الحكم بالموت ،وأتنا محررون من الهالك
٧٣٩ الكتاب الثالث -الفصل الخامس عشر
[قارن كو ٢٠ ،١٤ :١؛؛ وأئنا معه صرنا أبناة وورثة بالتبئئ ،إذ تبغا؛ أبونا السماوي [قارن رو
١٧: ٨؛ غل : ٤ه٧-؛؛ وأئنا صويخنا بدمه [رو ه ] ١٠ - ٩ :؛ وأئنا إذ أدرجنا تحت حمايته نجؤنا
من خطر الهالك والسقوط [يو ٢٨: ١٠؛؛ وإذ إئنا هكذا مطغمون فيه [قارن رو ٩: ١١؛ فقد
أصبحنا شركاء الحياة األبددة ،إذ دخلنا ملكوت الله بواسطة الرجاء .بل أكثر من ذلك :إئنا نختبر
مثل هذه المشاركة حتى — وإذ نحن بعد في حماقتنا — يظز هو حكمتنا أمام الله؛ وإذ نحن بعن
خطاة ،هو برنا؛ وإذ نحن غير أنقياء ،هو نقاوتنا؛ وإذ نحن ضعفاء ،وإذ نحن غير مستحين ومن
ثم معرضون إلبليس ،فمع ذلك إذ قوتنا هي ما قد اعطيت له في السماء وعلى األرض [مت
١٨: ٢٨؛ ،التي بها يسحق لنا الشيطان ويحكم أبواب الجحيم؛ وفيما نحن ال زلنا مثقلين بجسد
الموت ،هو حياتنا .قصارى الحديث أئه ما دامت كز األشياء التي له ثلكا لنا ،وما دام لنا كز
شيء فيه ،فال شيء فينا .أقول :على هذا األساس ينبغي أن ئبلى إن كدا لننمو هيكال مقدسا للرب
[قارن اف٢١:٢؛.
أثا العالم فقد تعتم غير ذلك زمائ طويأل .وهكذا اكيشفت أعمال صالحة أخالقية تفوق
اإلحصاء ،بها نال الناس مرضاة الله قبل أن طعموا في المسيح .كما لو كان الكتاب المقدس
يكذب عندما يقول :إذ موق كز ،له ابرئ الله دلشنت له الحياة [ ١يو ه ١٢:؛! فإن كان أولئك في
الموت ،فكيف كان في استطاعتهم أن يولدوا جوهر الحياة؟ كما لوكان هراة أن اكل ،نا كش من
اإليمان وهؤ حطئه [رو ٢٣: ١٤؛! كما لو كانت أثمار جيدة تصنعها الشجرة الردئة ! [قارن
مت ١٨:٧؛ لو ٤٣:٦؛ .ماذا ترك هؤالء السفسطائيون الئهبكون للمسيح حتى يمارس
قدرته؟ يقولون إئه استحق لنا النعمة األولى ،أي فرصة االستحقاق ،أثا االن فالدور دورنا أأل
نفشل في اقتناص الفرصة المقدمة لنا .يا له من فجور متغطرس وقح صفيق! من كان يظن أن
أولئك الذين ائخذوا اسم المسيح ،هكذا يتجاسرون بأن يجردوه من قوته ،وتقرييا يدوسونه
تحت األقدام؟ إذ الشهادة المعهودة له هي أن كز من يؤمن به قد نال البر .أثا السفسطائيون
فيعتمون بأئه ال تأتي منه فائدة أخرى ،سوى أة طريائ ئتحت لألفراد حتى يبرروا ذواتهم .ليتهم
كانوا قد تذوقوا ما تعنيه هذه الجفل :ض له االئل لتة الحياة [١يوه١٢:؛؛ ش ...يون...
قد ايعز مرى الكؤب إلى الحيا؛ [يو ه٢٤:؛ قارن ٤٠ :٦؛؛ ئبزذتا بنعمته ،تبريز وه خشب
زجاء الحيا؛ األبد ا [تي ٧:٣؛ قارن رو ه٢-١ :؛؛ المؤمنون رثيت فيهم المسيح [١يو
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٧٤٠
]٢٤:٣؛ وبواسطته يلتصقون بالله ،شركاء في حياته ،يجلسون معه في السماويات [اف ]٦:٢؛
ابنقلون إلى ملكوت الله[ 1,كو ١٣:١؛ ،وينالون الخالص؛ والعديد من النصوص المشابهة.
كز هذه ال تعني أئه باإليمان في المسيح تأتينا القدرة؛ إائ أن نحصل على البر أو ننال الخالص
فقط ،لكئ كليهما قد ئنحا لنا .لذلك فإتك حالما طعمت في المسيح بواسطة اإليمان ،فقد
حعلث ابائ لله ،ووارائ للسماء ،وشريكا في البر ،وحاصأل على الحياة؛ (بهذا ئغئد بهتانهم
على بحو أفضل) وال تحصل على فرصة لربح االستحقاق ،بل على كز استحقاقات المسيح،
ألثها أعطيت لك.
هكذا مدارس السوريون ،وهي أقهات كز خطأ وباطل ،قد جردتنا من التبرير باإليمان ،وهو
خالصة التقوى برئتها .إئها في الحقيقة تعترف بالكالم أن اإلنسان يتبرر باإليمان الناضح،
ولكئ هؤالء المعئمين أخذوا يفسرون ذلك يعدئذ على اعتبار أن األعمال الحسنة تستخرج من
اإليمان القدر؛ على التبرير؛ فيبدوأتهم يذكرون اإليمان بطريقه تكاد أن تكون زائغة ،حيث ال سبيل
إلى إغفاله من دون إحراج عظيم ،ألته يرد مكررا في أقوال الكتاب المقدس.
وكأتهم ال يزالون غير مكتفين؛ فالمتداح األعمال الحسنة يسرقون شيائ من عمل الله وينسبونه
إلى اإلنسان .وإذ يرون أن األعمال الحسنة تافهة الجدوى لرفع شأن اإلنسان ،وأئها ال يمكن أن
ما دامت من ثمار عمل نعمة الله ،فإتهم يشنعونها بالمعنى الصحيح للكلمة تعير استحقاقات
من قوة حرية اإلرادة كما بستخزج الزيت من الحجر الصؤان! وهم ال ينكرون أن العتة الرئيسة
حعا تكمن في النعمة؛ ولكئهم ال يزالون يجادلون في أته حتى في ذلك ال تستبعد حرية االرادة التي
يوجد بواسطتها كز استحقاق .ال يعتم بذلك المتأخرون من السفسطائيين فحسب ،بل من تقذموا
منهم أيصا أمثال فيثاغورس ،وبيتر لومبارد الذي إذا قارنته بهم ،يمكنك أن تدعوه عاقأل ومعتدأل.
كم لقد كان في عماء نذهل عندما لم يز -فيما كان يردد أوغسطينس على شفقيه بال انقطاع
اعتنى ذلك األب بأأل يعزو إلى اإلنسان أقز قسط من مجد ينجم عن األعمال الصالحة .لقد أشرنا
أءاله ٦،في نقاشنا حول حرية اإلرادة ،إلى بعض شهاداته في هذا الشأن ،وأخرى مثلها ترد تكرارا
في كتاباته :منها ،على سبيل المثال ،عندما يمنعنا تماائ من أن نتباهر باستحقاقنا ،ألته حتى هذه إتما
هي عطايا من الله؛ وعندما يكتب أن كزى استحقاقنا ما هوإأل من فعل النعمة وليس من منال كفاءتنا،
بل يأتي كلائ من النعمة ،إلخ٧.
من قليل العجب أن لومبارد كان ضريرا أمام نور الكتاب المقدس ،فيبدو أده لم يكن له نصيب
سعيد في التدريب فيه .ال شيء أوضغ يمكننا أن ورغبه له ولتالميذه لمعارضة تعليمهم ،من كلمات
الرسول التي يحرم بها على المسيحيين أن يتباهوا ،مضيائ إلى ذلك سبب خطا المفاخرة باألعمال:
األكا دحن غفته ،ئغتوبيئ بي المسيح ئشوغ ألغفال ضابحه ،ون سبق الله قاعدنا بكتي سلك
فيهااا [اف .]١٠:٢لذا ،حيث إذ صالحا ال يأتي من ذواتنا إأل إذ كائ قد تجددنا — ولكن تجديدنا
هوكلائ وبال استثناء من الله — ال توجد حجة بها نستطيع أن نذعي ولو مقدارا ضئيأل من األعمال
الصالحة لذواتنا.
وأخيرا ،فيما هم ينادون باألعمال الحسنة ،في الوقت عينه ،يدربون الضمائر بحيث يحبطون
كز ثقتها بأن الله يظز رحيفا فيتقئل أعمالهم بالرأفة واالستحسان .أثا نحن ،فبدون إشارة إلى
االستحقاق نثابر على تعزية قلوب المؤمنين وبعثها على االبتهاج إلى حذ بعيد بما نعتم به؛ أي
عندما نخبرهم أئهم يفرحون الله بأعمالهم وأئهم بال ريب مقبولون عنده .ولكئ هنا أيائ نصر على
أأل يحاول أي إنساؤ أن يزاول أي عمل بال إيمان ،بمعنى أأل رقدم على أي عمل من دون أن يكون
مؤتمنا له كز التأكيد أؤأل أن عمله سون يرضي الله.
خذار أن نسمغ ألنفسنا بأن نبتعد عرض قيراط واحد عن هذا األساس الوحيد .الره إذ وضع
ره ،يبني عليه البتاؤون البارعون الحكماء بالدقة والترتيب.
فإن كانت هنالك حاجة إلى التعليم والنصح ،يخبرنا أولئك بأئ اظهر ابن الله لكي ينقض
الزمان
** أعمال إبليسرا وأن اتمز* من هؤ تؤلود مى الله أل ئئغل حطيهاا [١يو]٩ — ٨:٣؛ وأن
الذي مضى يكفينا لكي نكون قد عملنا إرادة األمم [ ١بط ٣: ٤؛؛ وأن مختاري الله آنيه رحمه
.]٢١ -٢ولكن كق هيء قد قيق مختارون للكرامة ويتبغي أن يطهروا من كل دنس [٢تي ٢
ره وإلى االبد ،متى ئبهن أن المسيح يريد تالميذ ينكرون أنفسهم ويحملون صليبهم ويتبعونه
;(8. 144. 11 )١> 37. 1876؟ !,اد ,جعاأ8آلغاأ٨ انظر٧. 4. 16-19 :انلن !٧1 . 325(; 11 ٧
(33. 879 ££.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧٤٢
[مت ٢٤:١٦؛لو .)٢٣:٩فمن أنكر نفسه فقد استأصل جذر كل الشرور بحيث ال يسعى بعن
إلى األشياء التي له .ومن حمل صليبه فقد اغذ ذاته لكز صبر ولطف .ويتمثل هذا وغيره من مطالب
التقوى والقداسة في شخص المسيح .لقد قذم ذاته لآلب بالطاعة حتى الموت [في .]٨: ٢ودخل
كلجا في إنجاز أعمال الله [قارن يو ٣٤ : ٤؛ وأيثا يو .]١٨ - ١٦ :٧وضع حياته ألجل إخوته
[يو :١٠ه١؛ قارن يو ه . ] ١٣ : ١صئع خيرا ألعدائه وصلى ألجلهم [قارن لو٢٧:٦وه٣؛
وكذالو.]٣٤:٢٣
وإن كانت هنالك حاجة إلى تعزية ،نجدها بوفرة عجيبة في هذه النصوص .. . :متحيرين،
لبئن ني ياسين .ئغخؤدين ،لكن عير نئزوكين .تفروحين ،لبكن عير لهابكين .حاببين في
لحشدتا [٢كو ]١٠ —٨ : ٤؛
** الحشد كل حين ،إنائه الرت ئشوغ ،بكئ دظهز حيا؛ فشوغ ...في
إن كنا ون متنا مفه وشقحائ ائصا مفه .إن كنا تصبر دشنملش ايصا مفه [٢تي ]١٢-١١ :٢؛
وإئنا متشبهون بآالمه ...إلى أن نبلغ ليبه قيامته [في ،]١١-١٠ :٣حيث إذ اآلب اسبق فعين
الذين اختارهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه ليكون المسيح بكرا بين إخوة كثيرين [رو . ] ٢٩ : ٨
لذلك ا..الق زأل لحياة** .
..أؤأل أوئز خابزة زال ئشققكله ...تعدز ان تفصلتا غن ئختة الله
اكي بي انبميح ئشوغ [رو ]٣٩-٣٨ :٨؛ بل بالحري تؤول كز األشياء مائ لخيرنا ولخالصتا
[قارن رو .]٢٨:٨الحظ أئنا ال نبرر األنسان أمام الله باألعمال ،بل نتحذث عن كز ض هم
**
جديدة [٢كو ه ،]١٧: خليقة
** من الله اكفولودين **
ثانية [قارن ١بط ،]٣: ١وكمن يصيرون
لكي يجتازوا من عالم الخطيئة إلى ملكوت البر؛ ونقول إئهم بهذه الشهادة يسون دعوتهم
[٢بط ،]١٠: ١وعلى غرار األشجار رغرفون من ثمارهم [مت ٢٠ :٧؛ ٣٣: ١٢؛ لو .]٤٤:٦
الفصل السادس عثر
مع
بكلمة واحدة يكفي أن ننفض صفاقة وجه بعض عديمي الورع الذين يئهموننا افتراء بإبطال
األعمال الصالحة ،وبإغراء الناس بعيدا عن السعي إلى فعلها ،عندما نغول إذ اإلنسان ال يتبرر
باألعمال وال ينال استحفافا للخالص بواسطتها؛ كما يئهموننا بأئنا نجعل سبيل البر سهأل إلى أبعد
الحدود ،عندما نعتم بادن التبرير يكمن في غفران الخطايا المجانئ؛ وأئنا بهذا اإلغراء نجتذب
الناس إلى الخطيئة ،فيما هم حالائ ومن طبيعة إرادتهم ميالون إليها.
أقول إذ هذه التهم الزائغة يكفي لنقضها ذلك التصريح البسيط .ومع ذلك سوف أجيب عن
كل منها بإيجاز .يجادلون بالقول إذ التبرير باإليمان يهدم األعمال الصالحة.
إئني امسك عن أن أقون ما هذا الصنف من الغيارى على األعمال ،هؤالء الذين يعيبوننا هكذا.
دعهم يكيلون لنا النقد الجارح بال حساب ،بينما ينشرون العدوى بحياتهم الكريهة في أرجاء العالم
باستهتارهم المسرف! ويتظاهرون بالحسرة ،أئه عندما يبجل األيمان ،تتدئى منزلة األعمال .ماذا،
بالحري ،إذا شجعناها وقويناها؟ إئنا ال نحلم بإيما بة مجرد من أعمال ،وال بتبرير يقوم بدونها .هذا
وحده هو النهم :إذ نعر بأن األيمان والعمل الصالح متالزمان ،ال زلنا نودع التبرير في األيمان،
وليمس في األعمال .ولنا في ذلك حجة جاهزة بشرط أن يكون المسيح مرجعنا ألن إيماننا إليه
يصبو ومنه ينال ملء قوته.
لماذا ،إدا ،نحن مبررون باأليمان؟ ألئنا باإليمان نتعلق ببر المسيح ،الذي به وحده ننال
المصالحة مع الله .ولكئك ال تستطيع أن تمتللن بر المسيح بدون الحصول أيصا على التقديسى.
ألن المسيح ضاز لتا حكمه مرل الله ؤزا وداسه وبذاء [ ١كو . ]٣٠:١ولذا ال يبرر يسوع من ال
جوا٠نكالعرك :،اسسى؛الدين٠المسيحي ٧٤٤
يقذسه أيشا .وهذه اإلحسانات متالزمة مائ بربا؛ أبدي ال ينفصم ،بحيث إذ س;يذيرهم بحكمته
يفديهم أيشا؛ ومن يفديهم يبزرهم أيصا؛ ومن يبزرهم يقذسهمأيائ.
ولكن ألن السؤال يرتبط بالتبرير والتقديس ،فسوف نركز عليهما .ومع أئنا نمتز بينهما،
فالمسيح يحتويهما في ذاته بدون انفصال .فهل تريد إدا أن تنان البر في المسيح؟ يلزم أذأل أن شخن
المسيح؛ ولكئك لن تستطيع أن تناله من دون أن تصير مشاربا في تقديسه ،ألن المسيح ال يتجزأ
[ ١كو .]١٣: ١ولذا ،حيث إذ الرب ال يمنحنا هاقين التعمقين للتمثع إأل ببذله نفسه- ،فهو يعطينا
إياهما في الوقت ذاته ،وليس الواحدة دون أخرى أبدا .هكذا تتوصح صحة كوننا مبررين؛ ليس
بدون األعمال ،ولكن ليس بواسطة األعمال أيصا ،إذ إئنا في مشاركتنا في المسيح -وهي التي دنيلنا
التبرير -نجد أيائ تقديسنا بقدر ما نجد تبريرنا فيه.
وهذا االثهام أيصا خاطئ :أن قلوب البشر تميل عن فعل الخير متى انتزعنا منها فكرة
االستحقاق .هنا — في المناسبة — يلزم تحذير قرائي من أن معارضي يتحانجون بغباء من منطلق
الجزاء واالستحقاق ،كما سأشرح الحعا بأكثر وضوح ١ .فما هو جلى أئهم ال يعرفون المبدأ أن
الله ليس أقز سخاء عندما يعين جزاء لألعمال عما هو متى يمنح القدرة على فعل الصالح .ولكئني
أفشل أن أؤحل الحديث عن هذه النقطة إلى مكانها المناسب.
أما اآلن فيكفي أن نمر مرور الكرام على ضعف اعتراضهم .وسنفعل ذلك بطريقتين :أؤأل،
إئهم يخطوئن في القول بأن الناس ال يعتنون بتنظيم حياتهم على النحو الصحيح إن لم يوضع
أمامهم توقع المكافأة .ألئه لو كان السعي وراء الجزاء هو ما يبعثهم على خدمة الله ،مثل عملية
تأجير جهدهم وبيعهم له ،لبات الربح يسيرا .يريد الله أن يعبده األنسان بحرئته وأن يحيه اإلنسان
بدون التطتع إلى أجر .أقول إئه يقبل ذلك العابد الذي عندما ال يلوح أمامه أي أمل ،في نيل الثواب،
ال يكذ عن خدمته.
حعا ،إذا كان ال ين من حفز الناس ،فليس ثتة حوافز أمضى من غاية فدائنا ودعوتنا .وتستخدم
كلمة الرب مثل هذه المهامز عندما تعلم أن عدم مبادلتنا الله الحذ ،إئما ينم عن فرط جحودنا
االثم لفضل نعمة الذي أحينا أؤأل [١يو١٩:٤؛ قارن االية ١٠؛؛ وأن دم المسيح الذي قذم
نفسه لله بال عيب تطهر ضمائرنا من أعمال ميتة لنخدم الله الحى [عب ] ١٤ : ٩؛ وإئه لغعز مشين
لو أئنا ،بعد أن تطهرنا بدم المسيح وتقدسنا به ،نعود فنلؤث ذواتنا وندتس ذلك الدم المقذس
[عب ]٢٩:١٠؛ وأئنا قد نجونا من أيدي أعدائنا لكي نخدمه بال خوف ،في قداسه وبر قذامه
*
للبرا بروح حزة حياتنا [لو -٧٤ :١ه]٧؛ وأئنا إذ اعتقنا من الخطئة صرنا عبيدا
** كز أيام
الحياة
** [رو ١٨:٦؛؛ وأن ادشاتتا اليق وئ صلباا [رو ،]٦:٦حتى ننهض افنسلك* في جذة
[رو . ] ٤: ٦وكذلك.إن كا قد لمتنا مع المسيح ،كما يليق بأعضائه ،ينبغي أن نطلك ما فوق حيث
يكون كنزنا [قارن كو ٣-١ :٣؛ وكذا مت ٢٠ :٦؛ .في هذا اون ظهزت رفقة الله ...لمشًا إراثا
اذ ئنكز العجوز ؤالئهؤاري الغالبائً ،وتعيش دالقفعز ؤالتر زالئعزى في الغانم الخاير ،نئثفلرئ
الرحاء الئبازق ؤظهوز فحي ،الله انغغليم ؤمحلصتا ئشوغ الكيح [تي . ] ١٣- ١١ :٢لذلك لم
يجعلنا الله لنثير الغضب على ذواتنا بل القتناء الخالص بالمسيح [ ١تس ه .]٩:إئنا هياكل للروح
القدس الذي ال يحق لنا أن نفسده [ ١كو ١٧-١٦ :٣؛ ٢كو ١٦: ٦؛ اف .]٢١: ٢إئنا لسنا اآلن
ظلمة بل نور في الرب ،فينبغي أن لطك كأوالد نور [اف ه٩-٨ :؛ قارن ١تس ه-٤ :ه؛.
ونحن لسنا مدعوين للنجاسة بل في القداسة [ ١تس ،)٧: ٤ألن هذه هي إرادة الله ،قداسئنا ،أن
نمتنع عن الشهوات غير الترضية [ ١تسر ٣:٤؛ .دعودنا دعوة مقدسة [ ٢تي ٩: ١؛ وال تتطنب
أقق من نقاوة الحياة؛ فلقد اعتقنا من الخطئة لهذه الغاية ،أي إلطاعة البر [رو ١٨:٦؛ .فهل كان
ممكائ أن تحفزنا على المحبة مناشد؛ أكثر حيوية من الحجة التي تفق بها يوحنا :أئه إذ كاذ الله
ون اخئتا هكذا ،تنتفي لتا ايصا اذ يبئك رفئتا يفصا [ ١يو ١١:٤؛ قارن يو ٣٤: ١٣؛ ،ألئه بهذا
أوالد الله ظاهرون ،ويختلفون عن أوالد إبليسر ،كأوالد النور الذين يختلفون عن أوالد الظلمة
[١يو١٠:٣؛١١ - ١٠ :٢؛؟ وكذلك بالمناظرة التي يطرحها بولس :أئنا إن ثبتنا في المسيح فنحن
أعضاء الجسد الواحد [ ١كو ١٧ ،١٥ :٦؛ ،]١٢:١٢الذين ينبغي أن نهتتم اهتمام بعضنا البعض
في واجباتنا المتبادلة [قارن ١كو : ١٢ه ٢؛ .هل يمكن أن نسمع دعوة إلى القداسة أقوى من تلك
التي ينادينا بها يوحنا ثانية ،أن اكل ،من عنده هذا الرجاء يطهر نفسه به ألن الله طاهر [ ١يو ]٣: ٣؟
** لتا هذ؟ انتزاعين [التبئي؛ ...بغهز ذؤارتا من كل ذتس الجند
وإذ وكذلك من سعني بولسر:
والروح [ ٢كو ] ١ : ٧؟ وأيقا متى نسمع المسيح يقذم ذاته مثاأل لنا لكي نتبع خطواته [ ١بط
٢١:٢؛قارنيوه]١٠:١؟
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٧٤٦
.٣جالل الله ورحمته باعثان على العمل :وضع األعمال في مرتجة أدنى
لقد سردن هذه البراهين الروحية القليلة لمجرد التذؤق؛ ألئني لو قصدن أن أبرز كز برها؟
لكان الزائ أن أخضض مجتذا كامأل لهذا الفرض .إذ جميع الرسل يحقون وينذرون ويحذرون
وينصحون ويويخون بملء ما لديهم من تعليم ،أن يكون إنسان الله كامأل متأهبا لكز عمل ،صالح
[قارن ٢تي ،)١٧-١٦:٣وذلك بدون أي نكر لالستحقاق .بل على العكس ،إتهم يستمذون
كز تعليمهم وأقوى توصياتهم من الفكر القائل بأة الخالص ال يقوم على أي استحقاى لنا ،بل على
رحمة الله وحدها .لذلك ،عندما كرس بولس رسالة بأكملها ليبين أئه ال رجاء لنا للحياة إأل في بر
المسيح — إذ يأتي إلى الجزء الخاص بالنصح — يطلب إلينا بتلك الرأفة عينها التي تنازل الله وأعطانا
إياها [رو . ] ١: ١٢ومائ ال ريب فيه أن هذا السبب وحده يجب أن يكون كافيا :أال وهو أن يتمجد
الله فينا [مت ه . ] ١ ٦:وإن كان ثئة ئن لم تدفعه قوة حجة مجد الله لعمل الصالح ،فال ين أن تكون
ذاكرة إحساناته واعزا قوائ لفعل الخير .ولكن ألن هؤالء الرجال ،بتشديدهم على االستحقاقات
يفرضون ولو مصادفه نوعا من الطاعة اإلجبارية للناموس وااللتزام القسري به ،ينعون كذيا أن
ليس لدينا أساس بخن الناس على األعمال الصالحة ألتنا ال نسير على الدرب نفسه .كما لوكانت
مثل هذه الطاعة ترضية عند الله الذي أعلن أته يحك المعطي المسرور ويمنع أن يعطى أي شيء
كما لو ض حز؟ أو اضطرار [ ٢كو . ]٧: ٩
ولست أقول هذا ألئني أحتقر أو ألئني أهمل نوع التوصية التي يعظ بها الكتاب المقنس في
يتن كيف سيجازي الله كز واحد
كر* كثير من النصوص ،لئأل نففل أي وسيلة يستحقنا بها .فإته
بحسبأعماال [رو٧-٦:٢؛مت٢٧:١٦؛١كو٨:٣و-١٤ه١؛٢كوه١٠:؛إلخ]ولكئذي
أنكر أن ط[ ١العمل الصالح] هو كز شيء ،أو أهم شيء من أشياء كثيرة .أكرر أتني لسن أقبل أن
نقخن بدايتنا من تلك النقطة .بل أكثر من ذلك ،أشذد على أن البداية من هذه النقطة ال تدعم نوع
االستحقاقات التي يعظون بها ،كما سنرى الحعا ٢.وأخيرا أقول :ال جدوى إن لم نجعل المكانة
األولى للعقيدة التي دعنم أئنا مبررون بفضل استحقاق المسيح وحده الذي نناله باأليمان ،وليس
باستحقاق أي من أعمالنا ،ألن ليس من بشر مؤلهأل لطلب القداسة سوى أولئك الذين تشيعوا أؤأل
بهذه العقيدة.
وهذا ما لوحي به عبارة النبي اكنئقة التي بها يخاطب الله :ألن عندك المفغرة يا رب لكي
يخاف منك [مز ٤ : ١٣٠؛ .ألئه يبثن أئه ال يمكن تكريم الله إآل باالعتراف برحمته التي عليها
وحدها يقوم إجالله .وهذا على األخطل,جدير بالمالحظة :أئنا ال نستطيع أن نعرف فقط أة بداية
تعظيم الله على الئحو الصحيح هي الثقة في رحمته ،بل إذ مخافة الله التي يحسبها البابويون جديرة
وذات استحقاق ،ال يجوز أن لدرج تحت مصطلح االستحقاق ألن أساس تلك المخافة العفو
وغفران الخطايا.
لكئه من أحذ درجات االفتراء وتشويه الصيت ،أن يقال إئنا ندعو الناس إلى اقتراف الخطيئة
عندما نؤتمد المفغرة المجانية للخطايا ،ونشند على أن البر يكمن فيها .نحن نقول إئها هكذا ثمينة
حثى ويستحيل اقتناؤها بثمن أي عمل صالح منا .لذا ال يمكن نيلها إآل كعطية مجانية .إئها هكذا
لنا ،ولكئها ليست بال ثمن بالنسبة إلى المسبح الذي كتفه شراؤها ده الكريم الذي بدونه لم نكن
فدية ذات قيمة تكفي ألرضاء دينونة الله .ولما يتم الناس ذلك يدركون أئهم ال يستطيعون أن
يفعلوا شيائ مهما عظم قدره ليمنغ إراقة دمه الثمين كتما ارتكبوا الخطيئة .وأكثر من ذلك نقول،
إذ نجاستنا هكذا مشينة بحيث يستحيل تطهيرها إأل بواسطة ينبوع دمه الطهور .أال ينبغي كن
يسمعون هذه األمور أن يستشعروا رعدة أعظم للخطية ،مائ لو قيل إئهم يطهرون برس من األعمال
الحسنة؟ وإن كان لديهم أي إحساس بالله ،فكيف يمكنهم أأل يرتعدوا ،حيث طهروا ره ،إذا عادوا
ليتمزغوا في الحمأة ،وبذا يلوثون ويسئمون ،بقدر ما يمكنهم ،طهارة هذا الينبوع؟ القد غسلث
رجلئ تقول النفس اكؤمنة ،على لسان سليمان ،فكيف أوسخهما؟ [نش ه .]٣:
لقد انكشف الستار اآلن عئن يفصلون أن يستصغروا غفران الخطايا ،والذين يتاجرون بكرامة
التبرير .يدعون أن الله تراضيه أعمالهم الكقارية الحقيرة التي ليست إآل نفاية .أثا نحن فنقز بأن
ذئب الخطيئة أثقل جذا من أن يكئر عنه ببضعة توافه ضئيلة ال وزن لها ،وأن جريرة األثم إهانة لله
أجسلم من أن يصفح عنها مقابل هذه االرضاءات الحقيرة؛ أي أن محو هذه المآثم إئما هو حق
مقصور على دم المسيح وحده .يقولون إذ البر ،إذا أخفق في أي وقت ،يستعاد ويصلح بواسطة
األعمال الكثارتة .أتا نحن فنحسبه أثمن جدا من أن يضاهيه أي عمل تعويضي؛ ولذلك ،لكي
نسترده ال مالذ لنا سوى أن نلتجئ إلى رحمة الله وحدها ونحتمي بها .أتا األمور الباقية التي تتعتق
بغغران الخطايا فقد عالجناها سابقا٣.
أنظر أعاله :الفصل ،٣الفقرة ١٩؛ الفصل ،٤الفقرات ٢٥و ٢٧و.٣٠ ٣
الفصل السابع عشر
لنتابع اآلن الحجج األخرى التي بها يحاول الشيطان ،من خالل أزالمه المتمتعين ،أن يطيخ
عقيدة التبرير باأليمان ،أو أن قضعفها .لقد تطرقنا إلى هذا الموضوع بالتفصيل لكيال يقهمنا
المغترون بالعداوة لألعمال الحسنة .إذ التبريز منغصز تماائ عن األعمال؛ ليس لكي ال تؤتى
األعمال الصالحة ،وال لكي يغفى صالح ما يجز منها ،بل لكيال نعتمد عليها أو نتفاخر بها أو نعزو
الخالص إليها .ألن طمأنينتنا ،وفخرنا ،ومرساة خالصنا هي أن المسيح ابن الله لنا ،ونحن بدورنا
أبناء الله فيه وورثة ملكوت السماوات ،تدعؤون إلى الرجاء المبارك بنعمة الله ،وليس باستحقاقنا.
ولكن ألئهم يهاجموننا ،كما قلنا ،بوسائل أخرى ،هلتوا نواصل صدهم! أزأل ،إتهم يرجعون
إلى وعود الناموس التي صنعها الرب مع حافظي ناموسه ،ويسألوننا هل كدا نرغبها مبطلة تماائ
أو ذات فاعلية .وحيث إته من العبث والسخرية أن نقول بإبطالها ،يقبلونها فاعلة كأمر مسئم
به .ومن هذا يحتجون بأئه ليس باإليمان وحده نتبرر .ألن الرت يتكلم هكذا :زس الجل اتكًا
تشتفون هذ؟ األحكالم ؤئعئعلون ؤدعملوتها ،يحعظ لك الرت إلهك الفئن واإلحسان اللثيب،
اوشم آلبايك ،زيحثك ؤيارغك ؤيكرك[ 11...تث .]١٣-١٢ :٧وأيصا :إن*ا أصلحتم إصالحا
طرقكم وأعمالكم ...ولم تسيروا وراء آلهة أخرى ،أو تحكموا بين إنسان وإنسان ،أو تنزلقوا إلى
١لشزاا [ار :٧ه٧-؛ قارن الترجمة الالتينية؛ وكذا ار ،]٢٣:٧سوف أسير في وسطكم .لست أريد
أن أتلو ألف نعس من ذات الطابع حيث ال تختلف في المعنى ،بل سأشرح ما اقتبسن من نصوص.
قصارى القول أن موسى يشهد بأن الناموس يضع أمامنا بركة ولعنة [تث ]٢٦: ١١موتا وحياة
٧٤٩ الكتاب الثالث -الفصل السابع عشر
[تث : ٣ ٠ه ١؛ .لذلك ،إدا ،يجادلون في أئه إائ أن ئعئلل هذه البركة وتصبح بال ثمر ،أو أة التبرير
ليس باإليمان وحده.
لقد كناآنائ ١كيف أئنا إذا تقيدنا بالناموس لحزم البركة كتها ،وأن لعنة تخيم فوقنا ،لعنة مقسوائ
بها لجميع األشرار [قارن تث .]٢٦ : ٢٧فالرب ال يعذ أحذا بشي؛ سوى من يحفظون ناموسه
بالكمال ،وليس من إنساؤ يمكنه أن يجتاز هذا االختبار .تقئ إدا أة الجنس البشري بأسره خاضع
بالتأكيد للعنة الله وسخطه ،وأن اإلنسان لكي يتحزر من هذه ،يتحقم أن يهجز سطوة الناموس ،إذا
جاز الحديث ،وأن يعقق من عبوديته إلى رحاب الحرية .ليست حرية جسدية هذه التي تجذبنا
بعينا عن حفظ الناموس ،وتغرينا باستحالل كز األشياء ،وتغغل فينا الشهوانية التي تبعثنا على
االنغماس كما لو كانت كز القيود قد ارتخت وكز المزاليج تحكمت .لكئها حرية الروح التي
تستطيع أن تعزي وترفع الضمير المنهك ،وتريه سبيل التحزر من اإلدانة واللعنة اللثين يفرضهما
عليه الناموس ،وبذلك يفتله ويعتقله .إئنا متى اعتصمنا برحمة الله في المسيح باإليمان ،ننال هذا
التحرير ،والعتق من اإلذالل للناموس ،ألئه باإليمان يؤكد لنا غفران الخطايا ،بل يضئن أيائ بعد
أن وخز الناموس ضمائرنا إلى أن تعيها.
هكذا تبطل المواعيد التي قدمت لنا في الناموس إن لم يكن إحسان الله قد أعاننا بواسطة
اإلنجيل .ألة الشرط الذي يتحثم به أن نحفن الناموس — والذي تقوم عليه الوعود وبه وحده
يمكنها أن تتم — يستحيل أن يتحثو .وهكذا فإذ الرب يساعدنا؛ ليس بأن يترك لنا قسائ من البز
لنكئله بأعمالنا فيما ينجز هو القسم اآلخر بفضل نعمته ،بل بتعيين المسيح وحده منجرا للبز.
فالرسول ،بعد قوله إئه والبهود االخرين إذ عتموا أة اإلنسان ال يتبرر بأعمال الناموس . . .امنوا
بيسوع المسيح ،يضيف السبب :ليس أئهم قد يحصلون على المساعدة إلكمال بزهم بااليمان
بالمسيح ،بل ليتبزروا بإيمان يسوع ال بأعمال الناموس [غل .]١٦:٢إن كان المؤمنون يجتازون
من الناموس إلى اإليمان حتى يجدوا البز في اإليمان الذي يرونه أبعد ما يكون عن الناموس ،فمن
المؤنمد أئهم يتختون عن بز الناموس .إدا فليضحم من يرغب أن يضحم [بأعماله؛ الجزاء الموعود
به لحافظ الناموس ،بشرط أن يتفكر آنذاك في أن فساد طبيعتنا يمنعنا من اختبار أي منفعة منه إلى
حين نيل براآخر من االيمان .هكذا داود عندما تنكر الجزاء الذي أعذه الرب لخدامه ،هرع وئا
إلى اإلقرار بالخطايا التي تبطله .كذلك في المزمور ،١٢:١٩بنبل يمتدح مزايا الناموس ،ولكنه ئؤا
يصرخ٠ :اآلشهؤكارى مذ ،كبر بها؟ من الغطاتا المشتتزه أألديي .يتفق هذا النص تماائ ٠عآخر تغؤه
به ،بعد أن كان قد قال أكل شبإب الرت زحمه زحى [مز ه ] ١ ٠: ٢لخائغيه [قارن مز ه ،] ١٢: ٢
يضيف :أس احل اشيك يا زب اعفز [فساد طبيعتي] ألئه غطيم ا [مز ه . ] ١١: ٢فينبغي لنا أيغا
أن نقر بأن إحسان الله قد اظهر لنا في الناموس ،إذا نحن استطعنا أن نستحثه باألعمال فقط! ولكن
يستحيل أن نناله بهذا االستحقاق.
ماذا إدا؟ هل اعطيت المواعيد لمجرد أن تبطل من دون أن تأتي بثمار؟ لقد أعلنن فيما سبق أن
هذا لم يكن ما أعنيه .في الحقيقة أقول إئه ليس للمواعيد أثر خثز علينا ما دامت تعود إلى استحقاقات
األعمال ،ولهذا إذا اعتبرت في حز ذاتها فهي — بمعنى من المعاني — قد أبطلت .من ثم ذلك الوعد
الصالحة [قارن حز ]١١ :٢٠التي إن عملها إنسان يحيا بها
** المعروف :وأعطيتكم فرائضي
[ال : ١٨ه] .يعتم بولس أن هذا الوعد ليس ذا شأن [قارن رو:١٠ه؛غل]١٢:٣؛ فاذا توقفنا هنا،
ال نجني من الفائدة ما يزيد عتا لوكان الوعد لم يعط قط .فإله ال ينطبنى حتى على أقدس حذام الله،
وهم أبعد ما يكونون عن إكمال الناموس ،إذ هم محاطون من كز ،جاب بتعذيات كثيرة .ولكن
عندما تحز مواعيد اإلنجيل التي تبئر بخفران الخطايا المجاني محز مواعيد الناموس ،تجعلنا
مقبولين عند الله ،وليس هذا فحسب ،بل تصبر أعمالنا أيصا مزضيه لديه .وال يحسبها الرب مرضية
فقط ،بل يمنإليهاالبركات الموعودبها — تحت شروط العهد — لحافظي ناموسه .لذلك اقزبأن
ما وعد به الرب في ناموسه لحافظي البر والقداسة ،يفي به ألعمال المؤمنين ،ولكن في إيفائه إياه
يلزمنا أن نتنتمر السبب الذي من أجله ئحشن هذه األعمال في عينيه.
نحن نرى ثالثة أسباب :األول هو أن الله ،بعد أن حول نظره عن أعمال عبيده ألئها دائائ
تستحق التوبيخ بدأل من المديح ،يتقبل خذامه في المسيح بسرور ،وباإليمان وحده — وسيثا
— يصالحهم لنفسه من دون معونة األعمال .والثاني هو أن الله ،من فرط سخائه األبوي ونعمته،
وبدون أن يحسب قيمة األعمال ،يرفعها إلى مكانة التكريم ،وبذا ينسب إليها قدرا من القيمة.
والسبب الثالث هو أده يتقبل هذه األعمال عينها بالصفح ،غير حاسب النقصان الذي يشوبها
بحيث دعتبر — عدا ذلك — خطايا بدال من فضائل.
٧٥١ الكتاب الثالث -الفصل السابع عشر
وهذا يبين إلى أي حذ انقاد للضالل أولئك السفسطائيون الذين ظنوا أئهم تفادوا بحذق هذه
السخافات ،بالقول إة األعمال في كونها )حسنة ضمخا ال تغين الستحقاق الخالص بل إئها نافعة
بسبب العهد ،ألة الرب من فرط كرمه قد عئلمها شأائ .وفي أثناء ذلك ،لم يالحظوا إلى أي حذ
ابتعدت تلك األعمال التي افترضوا أئها أهل للجزاء عن تحقيق شروط المواعيد ،اللهم إآل إذا كان
قد سبقها التبرير المبنى على اإليمان ال غير ،وغفران الخطايا الذي من خالله ينبغي أن تتطهر حتى
األعمال الصالحة من الشوائب .فمن األسباب الثالثة التي ئظهر الله فضله من أجلها ،انئبهوا إلى
واحد فقط بينما حفروا االثنين؛ بل عالوة على ذلك ،االثنين الرئيسين!
يستشهدون بقول .طرس الذي يقتبسه لوقا في سفر أعمال الرسل :بالحق ارا احد اذ الله آل
تعبل الوجوذال [اع -٣٤ : ١٠ه ،]٣بل في كز أته من يصنع البر مقبون عنده .وس هذا النص الذي
يبدوفي غاية الوضوح ،يستنبطون أره إذا ربح إنسان مرضاة الله بالمجهود الصحيح ،فليست عطية
الله وحدها هي التي تقتني له الخالص؛ ال بل [يستنبطون؛ أة الله بفضل رحمته دعين الخاطئ بحيث
إذ الله يميل إلى الرحمة بفعل أعمال الخاطئ.
ولكن ال يمكنك أن توئق بين النصوص الكتابية بأي طريقه ،ما لم تقر بقبوني مزدوج لإلنسان
في عينى الله.
ال يجد الله في طبيعة اإلنسان ما يحرك رحمته سوى حالته التعيسة .لذلك إن كان االنسان
-عندما تقبل من الله أؤأل -عرياائ ومجردا من كز صالح ،وس جهة أخرى مملوا وئثقأل بكز
أصناف الشرور ،فعلى أساس أي عطيه — أسأل — نقول إره أهل لدعوة سماوية [قارن عب ١ : ٣؛؟
إدا فليكقوا عن االسترسال في هذا الحلم الفارغ باالستحقاقات أينما رطلق الله العنان للرحمة
المجانئة! إئهم يعوجون بخبثهم المقيت ما قاله صوت المالك لكرنيليوس— أن شمعت صالته
ونكرث صدقاته أمام الله [اع — ]٣١:١٠لتعني أة اإلنسان بغيرته لألعمال الصالحة يؤئل لقبول
نعمة الله .حعا ال دد أة كرنيليوس كان قد سبق فاستنار بروح الحكمة ،حيث كان قد اعطي الحكمة
الحقيقية ،أي مخافة الله؛ وكان قد ئعدس بالروح ذاته إذ كان حافكا للبر الذي عثم الرسول بأئه ثمر
الروح نفسه [غل ه :ه] .إة جميع تلك األشياء فيه والتي قيل إئها نالت مرضاة الله ،تقيلها من نعمة
الله؛ فما أبعده من تأهيل ذاته لقبول النعمة بواسطتها وعن جهده! بالصدق ما من مقطع وام من
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٧٥٢
لفظة كتابية يناقض هذه العقيدة :إن البتة الوحيدة التي بسببها يقبل الله اإلنسان لذاته ،هي أئه يراه
ضاأل إلى أبعد ما يكون إذ هو درك لحاله ،وألئه ال يشاء له أن يضز ،يغفل رحمته ليحرره .واآلن
نرى كيف أئه ال توجد أي عالقة لقبوله هذا ببز اإلنسان ،بل إئه البرهان الصافي على إحسان الله
نحو الخطاة األشقياء غير المستحقين هذه النعمة الحقة.
لقد فرز الله اإلنسان لذاته بنعمة التبني إذ انتشله من حفرة الهالك .وألئه قد زننه ثانيه
وشاكله لحيا؛ جديدة ،يحتضنه كمخلوي جديد [قارن ٢كو ه ]١٧:مزؤدا بمواهب روحه .هذا
هو ذاك القبول الذي يذكره بطرس [اع ٣٤:١٠؛ . ١ط ١٧: ١؛ الذي به يقبل الله المؤمنين،
بعد دعوتهم ،في ما ينعتق باألعمال [قارن ١بط :٢ه] .ألن الله ال يستطيع إآل أن يحب ويقبل
مسرورا األشياء الحسنة التي يعملها فيهم بواسطة روحه .لكئ ينبغي أن نتدير دوائ أة الله
يقبل المؤمنين بسبب األعمال ألئه هو مصدرها فقط ،وأوه لكي يزيد من سخائه يتنازل ننبائ
أيصا ليكشف عن قبوله لألعمال الصالحة التي وهبها هو نفشه .ألئه من أين تأتي أعمالهم
الحسنة عدا أة الرب الذي اختارهم انية للكرامة [رو ٢١ :٩؛ هكذا سر أن يزينهم بنقاوؤ
حقيقية؟ وبًاي منطي ،أيصا ،رعث هذه األعمال حسنه كما لو لم يكن ينقصها شيء ،عدا أن اآلب
الرؤوف يتغاضى عن تلك العيوب والشوائب التي تعلوها؟ وباالختصار ،إئه بهذا النعل ال يعني
إأل أة أبناء الله محبوبون لديه ومبهجون له إذ يرى فيهم سمات جبينه وعالماته .لقد عتمنا في
موضعآخر ٢أة التجديد هو تحديث الصورة اإللهية فينا .إدا ،حيث إذ الله ،كتما يتفرس في
وجهه ،يحيه ويكرمه بحق؛ يجوز القول — منطقيا — إة حياة المؤمنين المصورة على القداسة
والبر تسره.
ال زالوا خطاة ،وما دامت أعمالهم لكن ألة األتقياء — فيما هم مقيدون بالجسد المائت
الحسنة يعوزها الكمال وتغوح منها رائحة شرور الجسد ،ال يمكن أن يكون الله صفوحا إنتا
لألعمال أو ألصحابها إأل إذا بلها وقبلهم في المسيح ،وليس في حذ ذواتها أو ذواتهم .بهذا
المعنى أيشا يجب أن نفهم تلك النصوص التي تشهد أة الله رحوم وكثير الرأفة لمن يحفظون البر.
قال موسى لشب إسرائيل :الواغلم اذ الرت إلبك هو الله ،اإلله االئ ،الحافن القبن ؤاإلخشان
بئذيئ ئحيوره ؤئحئئلون وضاياه إلى الغب حيل [تث .]٩:٧وقد شاع استخدام هذه الجملة بين
انظر أعاله :الكتاب األول ،الفصل الخامس عشر ،الفقرة .٤ ٢
٧٥٣ الكتاب الثالث -الفصل السابع عشر
الشعب فيما بعد .فهكذا صنى سليمان :ايها الرت الة إئزائيل . . .حافظ انغؤد ؤالؤلحفه إفتيدن
الشينكك زخن ةويؤلمآ[١مل.]٢٣:٨ويكرر نحميا الكلمات ءيذها[ذح:١ه].
حعا ،إذ الرت في جميع عهود رحمته يطلب من عبيده — في المقابل — االستقامة
وقداسة الحياة ،لئأل تستهزأ بإحسانه ،أو لئأل يتبزك أحذ في نفسه فيما هو سالك في نجاسة قلبه
[تث ٠]١٩:٢٩وس ثم فهو بذلك يشاء أن يحفظ في التزاماتهم من قبلوا في شركة العهد :ومع
هذا فإذ العهد — منذ البدء -قد رسم ميثاقا حرا ،وسيبقى متقائ في كذ شيء ومحفوفا على
الدوام .لهذا السبب لم يففل داود ،على الرغم من أئه قد كوفئ لطهارة يديه [٢صم ٢١ :٢٢؛
قارن مز ٢ :* ١٨؛ ،المصدر الذي أشرت إليه :أئه اخرج من الرحم وخلص ألن الله أحبه
[٢صم ٠]٢٠ :٢٢هنا يزبي حسئقضبته بحيث ال يئتقص شيائ من الرحمة المجانية التي تتوقع
كزالحظايا المنبثقةمنها.
من المفيد هنا أن نالحظ كيف تختلف هذه الصياغات عن وعود الناموس .ال أعني .ر ا٠وءود
الناموس الوعود المتناثرة هنا وهناك عبر أسفار موسى ،إذ إلنا نجد في هذه وعودا إنجيلبة .ولكئني
أعني تلك الوعود التي تتعتق بوظيفة الناموس .فهذه األخيرة ،بأي اسم رغبك أن تدعوها ،تعتم أن
ثمة جزاء معد ،ا لك إذا فعلك ما توصي به.
أائ عندما تقال إذ اا١لرب يحفظ عهد الرحمة لتذين يحبونه [قارن تث ٩: ٧؛ ١مل٢٣:٨؛
نح :١ه] ،فهذا يشير إلى نوع الخذام الذين اثخذوا على عاتقهم أن يلتزموا بعهده عن صفاء نبة،
وليس إلى سبب إحسان الرب إليهم .وتئضح اإلشارة على هذه النحو :كما أن الله يتلظف فيعطينا
نعمة الحياة األبدتة كي نحبه ونخافه ونمجده ،هكذا تهدف وعود الرحمة الموجودة في الكتاب
المقدس ،بحن ،إلى جعلنا نوقر ونكرم متنح هذه اإلحسانات .ومن ثم فلنتدير كتما سمعنا أئه
يحسن إلى حافظي ناموسه ،أن المقصودين هنا هم أبناء الله المعبنون بالواجب المطلوب منهم
دائائ ،وأئنا قد دبئينا لهذا السبب :أن نوقره كأبينا .وبناء على ذلك ،ينبغي دائائ أن نسعى في اثجاه
دعوتنا ،لكي ال نتخلى عن حق التبئي.
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٧٥٤
أقول ثانية ،لنذكر أن تيل رحمة الله وإحسانه ال يعتمد على أعمال المؤمنين ،بل إة [الله] يفي
بوعد الخالص ألولئك الذين يلبون دعوته بالحياة المستقيمة ،ألده يرى عالمة التبئي الوحيدة في
الذين يسعون إلى عمل الخير بإرشاد روحه .وما قيل في المزمور ه ١:١عن مواطني الكنيسة يجب
أن يرتبط بالقول :يا زن ،ئئ ئئرل يي تشكيان؟ تن يشكن يي لجئزب قذسان؟ [مز ه .]١ : ١
ااآلطاهز اليذي ؤالئعى الظب،أ إلخ [مز .]٤:٢٤وكذلك ما ورد في إشعياء :اتن منا يشكن
بي ائرآكلؤ؟اا [اش .]١٤:٣٣سمشابلذ بالخق زالئقكللم باالئتقاتة[ !1اش ،]١٥٠٠٣٣إلخ.
ليست األعمال هي األساسى الذي عليه يقف المؤمنون أمام الله ،بل الوسيلة التي بها يدخلهم أبونا
السماوي في شركته ،والتي يحفظهم ويقويهم فيها .ألئه يبغغى الخطيئة ويحت البر؛ فهو لكي
يشكلهم على ذاته وعلى ملكوته ،يطؤر بروحه تن ضئهم لنفسه .لذلك إن أراد أحد أن يكشفن
عن العنة األولى التي تفتح باب ملكوت الله للقديسين ،نجيب كوا :ألن الرب قد تبثاهم وه وإلى
األبد ،وألئه يحفظهم على الدوام .أتا إذا كان السؤال عن الوسيلة ،فيجب أن نثجه إلى التجديد
وثماره التي يعذدها هذا المزمور [مز .]١٥
لكئ يبدو أن هنالك صعوبة أعظم كثيرا في نصوص أعمال النعمة التي تحمل عنوان البر ،
والتي تفيد أة اإلنسان سزز بها .إذ معظم تلك النصوص هو من النوع األول حيث ددعى ممارسات
حفظ الوصايا مبرات أو أعمال بر .على أئنا نجد مثاأل للنوع الثاني في أسفار موسى :وإئه
يكون لنا برا إذا حفظنا جميع هذه الوصايا لنعملها[ 11...تث : ٦ه . ] ٢ولكئك إذا اعترضك بالقول
إذ هذا وعد قانونى ال يمكنه ،إذا ارتبعن بشر؛ مستحيل ،أن يبرجن على شيء ،فستواجه اعتراضاب
أخرى ال تستطيع أن ترد عليها باالجابة نفسها ،مثل ...نتكون للى ح لدى الرب إلهلذ [تث
]١٣: ٢٤وما يقوله النبى هو الشيء نفسه :نؤنف بيئحاس وذان ،وامقتغ الويا .نحست له ذبلن
يزاإلىذووإلىاألذد[مز.]٣١-٣.:١.٦
لذلك يظن فريسبو زماننا الحاضر أن لهم هنا أساسا قويا للتهليل .ألئه متى نقول :بعد أن يثبت
بر االيمان يزول تبرير األعمال؛ يجادلون على أساس المنطق ذاته بالقول :إن كان البر على أساس
األعمال فال يصغ أئنا مبررون باإليمان وحده.
٧٥٥ الكتاب الثالث -الفصل السابع عشر
اعترافي بأن وصايا الناموس يدعى أعمال برأ ليس غرا ،ألئها فعأل هكذا .ومع ذلك يلزمني
أن أته قراثي إلى أن اليونانيين ترجموا الكلمة العبرية حوقيم ترجمة غير دقيقة إذ استعاضوا بكلمة
أمبز١تأ (ع0آع0اللع)اع0ءء1ة) عن كلمة اأوامر٠ا أو أوصاياأ .وعلى أي حال ،فإئتي على استعداد أن
أتنازذ عن رأيي في ما يتعلق بهذه الكلمة.
في الحقيقة ،ال ننكر أن ناموس الله يحتوي برا كامأل .فعلى الرغم من أئه كان يجب أن نخضغ
له بكامل الطاعة ،حيث يلزمنا أن نفعل كز ما يأمر به ،ما زلنا بعن أعبيذا بطالين [لو ١٠ :١٧؛.
لكن لتا كان الرت قد تلئلف بأن يوسحه بصفة البز ،فليس لنا أن نجرده متا منحه هو .لذلك نقز
— وعن طيب خاطر — بأن الطاعة الكاملة للناموس بر؛ وبأن حفظ كل وصيه منه هو جزة من البز،
بشرط أن تحتوي األجزاء الباقية على العذر الكامل من البر .ولكئنا نرفض أن صورًا مثل هذه من
البر توجن في أي مكا؟ كان .كما نرفض البر الناموسي ،ليس ألره مشوب أو عائب أو مشؤة في
حذ ذاته ،بل ألده -بسبب ضعفنا — ال أثر له في األفق.
وعلى الرغم من هذا ،ال يتوقف الكتاب المقنس عند وصف وصايا الرب بأدها أعمال بر ،
بل يستخدم التعبير ذاته كذلك ألعمال القديسين .فمثأل ،عندما يقول إذ زكريا وزوجته اغادا
كالهما بارئن اتالم الله ،سابكي بي لجبيع وضايا الرت زاحفاوه دآل لؤم [لو ،]٦ : ١من الواضح
أده يقيم األعمال من منظور طبيعة الناموس ،أكثر من تقييمها من زاوية طابع حلقهما .ومع هذا يلزم
مالحظة ما قلته دوا ،وهو عدم جواز أن دبنى قاعدة على أساس عدم إتقان المترجم اليوناني .لكن
ألن لوقا لم يرد أن يغير شيائ في النسخة التي تسئمها [قارن لو ٣: ١؛ ،فلن أجادن في األمر .فإذ
األحكام التي يحتويها الناموس قد أوصى الله بها على ائها بر؛ ولكئنا ال ندرك ذلك البز إأل بالطاعة
التامة للناموس بكليته ،ولكئه مكسور بكل تعذ يحدث .حيث إذ الناموس يأمر بالبر وال شيء
دونه ،لذلك إن حفظنا ه فكل وصاياه أعمال بز؛ وإن غائ نحكم بحسب ما نرى من أناس يعيشون
بمقتضاه نجد أئهم متعذون في كثير من وصاياه؛ أي أن عمأل واحذا يوجد دائائ معيبا من جانب
أومن1خر بسبب نقصانه.
أائ اآلن فأتعرض للطابع الثاني الذي يحتوي على صعوبة خاصة .ليس في ما قذمه بولس من
براهين على بر اإليمان أقوى متا كتبه عن إبراهيم ،أن إيمانه قد حسب له برا [رو ٣: ٤؛ غل
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٧٥٦
. ]٦:٣لذا ،حيث قيل عن عمل فينحاس إئه حسب له بزا [مز ٣١ : ١٠٦؛ ،يجيز لنا أن نستنبط
من جدل بولس حول األيمان الشيء نفسه حول األعمال .ولذا يقور مناووئنا كما لو كانوا قد
أحرزوا نصرا أكيدا ،أئنا بدون اإليمان ال نتبرر حائ ،ولكئهم يضيفون أئنا أيشا ال نتبرر به وحده،
وأة األعمال هي التي تكئل تبريرنا .هنا أناشد األتقياء — ما داموا يعرفون أة القاعدة الصحيحة للبر
ينبغي أن يحذ عنها في الكتاب وحده دون سواه — أن يتأثلوا معي بكل جذية ودقة كيف يتطابق
الكتاب مع نفسه بال مواربة أو مماحكة.
لنا كان بولس يدرك أن تبرير اإليمان مالذ لمن يعوزهم البز في ذواتهم [قارن رو ه] ،يستنتج
واثائ أة جميع المبررين باإليمان يستثنون من بز األعمال ،لكن حيث إذ هذه هي بالتأكيد حال
جميع المؤمنين ،يجزم بولس بالثقة ذاتها أن ال أحد يبرر باألعمال [رو ]٢ ٠ :٣بل على العكس؛ أة
الناس يزرون بدون أي معونة من أعمالهم .ولكى أن تناقثى ما عساه يكون لألعمال في حذ ذاتها
من قيمة فهذا شيء ،وأائ أن تحذد مكانة األعمال بعد أن بت بر اإليمان فهذا أمزآخر.
إن كائ نقدر لألعمال ثمائ يعادل قيمتها ،نقول إئها ال تستحق أن تأتي أمام عيني الله؛ أي ليس
لإلنسان من أعمال يفتخر بها أمام الله؛ ومن ثم ،إذ هو مجرد تماثا من شفاعة األعمال ،فإئه مبرر
باإليمان وحده .أتا نحن فنعزف التبرير هكذا :الخاطئ الذي يقبتل في شركة المسيح يصالح مع
الله بنعمته ،بينما ينال مفغرة الخطايا بتطهير دم المسيح ويكتسي بر المسيح كما لو كان بره هو،
يقف واثائ أمام عرش القضاء السماوي.
بعد أن يتم غفران الخطايا ،ريم األعمال الصالحة التي تنتج منه ،على أسامى يختلف عن
أساس استحقاقها الذاتى .ألن كز ما كان ناقضا أو معيبا فيها يفكى بكمال المسيح ،وكز عيب أو
دنس يتطهر بنقاوته حتى ال يكون موضع المساءلة عند الدينونة اإللهية .لذلك ،بعدما رمحى كل
التحديات التي تعوق اإلنسان عن أن يأتي أمام الله بأي شيء ئرضيه ،وبعدما تدفن شوائب النقصان
التي تدئس حتى األعمال الصالحة ،تصير أعمال المؤمنين الحسنة بزا ،أو بتعبيرآخر يحمل هذا
المعنى ،يحسب لهم برا [رو .]٢٢: ٤
واآلن إذا أثار أحدهم اعتراصا علتي لينقعثى عقيدة التبرير باإليمان ،فسوف أسأل أؤأل :هل
يحسصل إنسان بارا بسبب عمل واحد أو عملين مقدسين ،فيما يظز متعديا في سائر أعمال حياته؟
٧٥٧ الكتاب الثالث -الفصل السابع عشر
هذا حعا أمر أسوأ من سخيف ٠ثم أسأل بعد ذلك :هل كان هذا ئحسئب بارا على أساس أعمال
حسنة عديدة ،بينما يوجد مذنبا من ٠جاتباآخر؟ عندئذ ال يتجاسر أن نجادل إزاء التحذير الصارخ
للناموس الذي يعلن اللعنة على كز من ال يحفظ جميع وصاياه على التمام [تث ٢٦ : ٢٧؛ .ولكئني
ال أزال أسأل :هل كان هنالك أي عمره ال يستحق االستهجان بسبب عيب ،أو نقعره ما؟ وكيف
يمكن أن يوجن عمز عاب ،مثل هذا أمام من في عينيه حتى الكواكب غير نقية [اي ه،]٥٠٠٢
والذي إلى مالئكته ينسب حماقة [اي ]١٨: ٤؟ هكذا سوف يضطر [المعترض] إلى اإلقرار بأة
ليس ثئة عمل صالح ال تدتسه كز من التحديات المحيطة به ،وكذلك طبيعته الشائبة بحيمث ال
يجوز أن لخلع عليه شرف صفة البر .أائ إذا صغ بالضرورة وبكز تأكيد ،أة أعماأل في حذ ذاتها
مشوبة ،غير نقية ،غير مكتملة ،غير جديرة بالظهور أمام عينتي الله ،واألسوأ غير جديرة بمحبته،
تنشأ على أساس التبرير باأليمان فتحسب برا ،فلماذا يحاول [المعترضون] بمغاخرتهم ببر األعمال
أن ينقضوا التبرير باأليمان الذي بدونه يتفاخرون باطأل ببز األعمال؟
هل هم يرغبون في أن ينتجوا جيأل من أوالد األفاءي؟ ٣إذ تعاليم األشرار تغضي إلى ذلك .ال
يمكنهم أن ينكروا أة تبرير األيمان هو البداية ،المنبع ،العتة ،البرهان ،المادة التي ينشًا منها تبرير
األعمال .وعلى الرغم من ذلك ،يصزون على أة األنسان ال يرر باأليمان ألة األعمال الصالحة
أيشا لحسب برا.
مهما حسبت في دعونا إدا نتجاوز هذه السخافات ونقر بحقيقة األمر :إذا كان بر األعمال
النهاية طبيعته — يعتمد على تبرير األيمان؛ فإذ هذا األخير ال ينتقصه األول بل على العكس يدعمه،
بينما بذلك تسطع قوه ببها؛ أعظم .وكذلك أيشا دعونا ال نبجل األعمال بعد التبرير المجاني
بحيث تتولى مهمه تبرير األنسان ،أو تكون مشاركه لإليمان في وظيفته .ألره إن لم يبق تبرير
األيمان كامأل وغير مقسوم ،فلسوف ينكشف عدم طهارة األعمال .أضف إلى ذلك اره ليس عبائ أن
األنسان هكذا يتبرر باأليمان؛ حتى ائه ليس وحده بارا بل أعماله أيصا دحسب بزا فوق استحقاقها.
في إطار هذا المعنى ،سوف ال نسئم ببر جزئتي لألعمال فقط ،كما يعتقد خصومنا ،بل
بأئها مقبولة أيصا لدى الله كما لو كانت تاتة وكاملة .ولكن إذا تذاكرنا األساس الذي يدعمها
هنا يوشح كألغن هذا التعبير في النص الفرنسي بإضافته في الحاشية هذا الشرح :أوالد األفاعي الذين يقتلون األم. ٣
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٧٥٨
فسوف قحز كز صعوبة .إذ عمأل يبدأ في أن يكون مقبوأل عندما يشرع فيه فقط مع المفغرة.
واآلن من أين تنشأ هذه المفغرة إأل حيث يتفكر الله فينا وفي كز ما لنا في المسيح؟ لذلك مثلما
نحن أنفسنا ،متى ظومنا في المسيح مبررون أمام الله ألن آثامنا خترت في عدم خطية المسيح،
كذلك أعمالنا مبررة وقحسب هكذا ألن أي عيب فيها قد ذفن في نقاوة المسيح وبذا ال يحسب
علينا .لذا يحق لنا القول إئه باإليمان وحده لسنا وحدنا مبررين ،بل أعمالنا أيشا تصير برا .فاآلن
إن اعتمن بر األعمال هذا — مهما كانت صفته — على األيمان والتبرير المجاني ،وإن تلم نتيجه
لهذا ،لزم أن يدرخ تحت األيمان ويوصغ في المرتبة الثانية منه ،إن جاز الحديث ،على غرار
النتيجة للعتة ،وهكذا يستبعد أن يكون له أي حز في أن يعلو على التبرير باإليمان إنا لينقضه
أو ليحجبه.
وهكذا بولس ،لكي يقنعنا بأن سعادتنا تتوقف على رحمة الله وإحسانه وليس على
أعمالنا ،يؤكد قول داود خصوصا :طوتى للبي عغز إدمه ؤستزت حطيته [مز ١ :٣٢؛ قارن
رو .]٨-٧ : ٤لنفرض أن أحذا زغ باألقوال المتعددة التي فيها تبدو السعادة وكأئها قعزى إلى
األعمال ،مثل :طوتى للرجل المدعي الرب [مز ] ١: ١١٢و مىيرخم المشاكين [ام ٢١: ١٤؛،
و الدك ،للم يشللى في كوزه األسردار [مز ،] ١: ١و الذي ئحئبل الغيرة [يع]١٢:١؛ طوتى
بئحابغليئ الخز [مز ،]٣: ١٠٦وطوبى للكاملين ،واللمساكين بالروح و للوذعاء و للرحماء
[مت ه٣:وه و — ]٧هذه األقوال ال تناقفى الحق الذي تكتم به بولس .فبقدر ما ال توجد هذه
الصفات الممتدحة في األنسان بقصد أن يربى من الله ،يلزم منطقؤا أن يبقى اإلنسان أبذا تعيشا إن
لم يحرر من بؤسه بمغغرة خطاياه .لذا يصبح العديد من التطويبات الممتدحة في الكتاب المقدس
عديم األثر ،بحيث ال ينتفع اإلنسان بأي منها إلى أن ينال السعادة التي تفسح المجال لها بمغغرة
الخطايا ،يلزم منطقيا أة هذه السعادة ليست أسمى سعادة فقط ،أو البركة الرئيسة فحسب ،بل
السعادة الوحيدة أيصا؛ إأل إذا ردما أصررت على أن أنواعا أخرى من البركات المتفرعة منها أصأل
قضعفها وتوهنها.
قد تضاءلت اآلن األسباب التي أمست تزعجنا حول استعمال صفة الباز التي تنطبق عاد؛
على المؤمنين .بالطبع اقر بأن األبرار يدعون هكذا من طابع قداسة الحياة؛ لكن إذ هم يميلون إلى
على عآلته — يلزمه أن يذعن السعي نحو البز أكثر من تحقيقهم البر ذاته بالفعل ،يليق أن هذا البز
بالتبرير باإليمان الذي منه يستمن كيانه.
٧٥٩ الكتاب الثالث -الفصل السابع عشر
لكئهم يقولون إئنا ال نزال نواجه إشكالية مع يعقوب اكمن يعارضنا صراحه؛ ألئه يعنم بأئه
باألعمال [يع ٢١ : ٢؛ ،وأئنا جميعنا أيثا مبررون ...باألعمال ،ااأل باإلشان
** ** تبرر
إبراهيم حتى
وخذذا [يع . ]٢٤ : ٢ماذا إذا؟ هل يعجرون بولس إلى التنازع مع يعقوب؟ إن كانوا يعتبرون يعقوب
خادائ للمسيح ،يلزم أن دفهم مقولته بحيث ال تخالف ما يتحذث به المسيح على شغئي بولس.
يطن الروح على فم بولس أن إبراهيم تبرر باإليمان ،وليس باألعمال [رو ٣:٤؛غل .]٦:٣نحن
أيشا نعلم أئنا جميائ مبررون باإليمان بغض النظر عن أعمال الناموس .والروح نفسه يعتم على
لسان يعقوب أن إيمان إبراهيم ،وكذلك إيماننا ،يكمن في األعمال ال في مجرد اإليمان .من
الموبد أن الروح ال يناقض ذاته .فيم إذا يكون ائفاق هذه النصوص؟
يستربتح معارضونا لو أمكنهم أن يقتلعوا عقيدة التبرير باإليمان من جذورها ،والتي نريد نحن
أن ئرسخها بأعمق الجذور ،ولكئهم ال يهتفون كثيرا بطمأنة الضمائر .قد تالحظ من هذا أئهم حائ
يقرضون في عقيدة التبرير باإليمان بغية تمزيقها ،من دون أن يحذدوا معيارا للبر يمكن للضمائر
أن تعتمد عليه .فلينتصروا إذا كما يروق لهم بشرط أأل يتفاخروا بنصر سوى زعزعتهم ليقين التبرير
كلائ .وسوف يحرزون بالفعل هذا النصر البغيض متى نجحوا في إطغاء نور الحق ،ومتى يسمح لهم
الرب بأن ينشروا ظالم باطلهم .لكئهم لن ينجزوا شيائ بينما يبقى حق الله ثابها.
وبناة على ذلك ،انكر أن العبارة الواردة في رسالة يعقوب ،والتي يتمادون في زيها تجاهنا
مثل درعآخيل ٤،تمنح نظريهم الحذ األدنى من الدعم .ولتوضيح ذلك ،يلزمنا أؤأل أن نلقي نظرة
على ما قصده الرسول ،ثم نبين أين حاق بهم الضالل.
كان الكثيرون في ذلك الحين — ويغلب الظق أن يظز هذا الشر سائذا في الكنيسة في كز
زمان -يصرحون جهازا بعدم إيمانهم من خالل إهمالهم والمباالتهم بجميع األعمال التي
تليق بالمؤمنين ،ومع ذلك لم يتوقفوا عن التباهي بادعاء اإليمان .هنا يسخر يعقوب من الثقة
الحمقاء التي اثسم بها مثل هؤالء الناس .لذا لم يكن يقصد أن يضعف من أي جاب قوه اإليمان
الصحيح ،بل باألحرى أن يري إلى أي حذ بلغ عدم كفاءة هؤالء العابثين في محاولة عزو القدر
الكبير إلى صور؛ فارغه منه عن قناعة إلى درجة أن استرسلوا غير مكترثين النغماسهم إلى الصميم
في حيا؛ فاسقة.
آخيل :بطل إلياذة هوميروس ،الذي ب هكن قتله إأل إذا أصيب في وتر العرقوب ،لذا كان يحمل درعا كبيرا لحماية ذاته. ٤
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٧٦٠
.واستيعابنا لتلك الحال ،نستطيع أن نرى أين يكمن خطأ معارضينا .إئهم في الواقع يقعون في
خطأ مزدوج :الواحد في كلمة اليمان^ واآلخر في كلمة أالتبرير.
عندما يصؤر الرسول ذلك النوع من االيمان بأئه اعتقاد خال من الجوهر وال يمث بصلة
إلى اإليمان الحقيقي ،يعطي مجاأل لتعريي معتن ال يقتل من شأن وجهة نظره بأي حال .فهو
يبسط هذا االفتراض في بداية النقاش بالقول :ا ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إة له إيماائ ولكن
أحدا.
* ليس له أءمال؟ا [يع . ] ١٤: ٢إئه ال يقول ا٠إن كان ألحب ،إيمان بال أعمادا بل ااإن افتخر
ورعيد القول الحائ بأسلوب أوضح حيث يكشف متهكائ عن صور؛ أسوأ لإليمان عندما يقارنه
بمعرفة الشياطين له [يع ،]١٩:٢وأخيرا عندما يدعو ذلك االيمان ميتا [يع .]٢٠: ٢فمن هذه
الصورة يمكنك أن تدرك ما يعنيه بما فيه الكفاية إذ يقول :آئث تؤس آذ الله زاجل [يع .] ١٩: ٢
من الواضح أن هذا اإليمان إذا اقتصر على االعتقاد بوجود الله ،فليس من الغريب أئه — أي هذا
اإليمان — ال يبرر .أتا اإليمان المسيحي فيختلف تماائ عن هذا النوع من اإليمان؛ ألئه كيف يبرر
اإليمان الحقيقي إأل عندما يصلنا بالمسيح ،حتى إذا اثحدنا به يمكننا أن نشترك في بره؟ لذلك ال
يبرر ألئه يحصل على معرفة لجوهر الله ،بل ألئه يرتكز عل الثقة في رحمته.
.١ ٢يختلف معئى كلمة اايبزراا في استعمال يعقوب لها ،عن معناها في مفهوم بولس
لن ينتهي نقاشنا للموضوع إن لم نتعرض للخطأ الثاني أيصا :وهو أن يعقوب يعتن لألعمال
قسائ من التبرير .فإن كنث تعتقد أن يعقوب يتفق مع سائر ما ورد في الكتاب المقدس ،ومع ذاته،
يتحكم أن تفهم استخدامه لكلمة التبرير بمعأى يختلف عن استعمال بولس لها .ألن األخير يقصد
بالتبرير أئنا نتبرر عندما ثمحى نكرى آثامنا فنحسب أبرارا .ولو كان يعقوب قد اثخن تلك النظرة،
لكان منافيا للعقل أن يقتبس قول التوراة :إذ ابراهيم اممن بالئباا [تك ه ٦: ١؛ يع ٢٣: ٢؛ ،إلخ.
ألن السياق يفيد بأن إبراهيم تبرر باألعمال تجاوبا مع أمر الله فلم يتردد في أن يقذم ابنه على
المذبحه [يع .]٢١: ٢وهكذا تم قول الكتاب :فاس إبزاهيم بالله ؤحسب له ٠ؤا [يع.]٢٣:٢إن
كان من غير المعقول أن النتيجة تسبق العتة ،فإتا أن موسى شهد كاذبا حين قال إذ إيمان إبراهيم
حسب له برا ،أو أئه لم يتبرر إثر الطاعة التي أبداها بتقديمه إسحق .كان إبراهيم قد تبرر بإيمانه
قبل أن حبرت بإسماعيل الذي كان قد بلغ المراهقة قبل ميالد إسحق .إدا كيف يمكن القول إئه نال
البر بالطاعة التي حدثت بعد زمن هذا قذره؟ لذلك إثا أن يعقوب عكس تتابع األحداث — األهر
أي أن إبراهيم أطاع أمر الله ألله كأن قد آمن أؤأل (المعزب]. ه
٧٦١ الكتاب الثالث -الفصل السابع عشر
الذي يستحيل استيعابه! — أو أله لم يعن القول إله تبرر كما لو كان استحق أن يحشب بارا .ماذا
بعد؟ واضح بالتأكيد أئه يتحذث عن إعالن البر ،ال عن غزوه .فكأئه قال :إة كز من تبرر بإيمانه
يبرهن على بزه بالطاعة واألعمال الصالحة ،ال بقناع خيالى وا؛ من اإليمان .حالصة الحديث أئه
(يعقوب؛ ال يناقش كيفية التبرير ،بل يطالب المؤمس ببر يثمر في أعمالهم .وكما أن بولس يجادل
في أئنا مبررون بدون معونة األعمال ،هكذا يعقوب ال يسمح لمن تنقصهم األعمال الحسنة أن
يحشبوا أبرارا.
فإن تفكرنا في هذا المعنى الذي يقصده يعقوب ،نتختص من كز الصعوبات التي تواجهنا
في التوفيق بين ما عتم به بولس وما عتم به يعقوب .أائ معارضونا فقد جرفهم الضالل إذ ظتوا أن
يعقوب يحذد كيفية التبرير ،فيما هو يحاول فقط أن يبذد الثقة الخاطئة التي دفعت البعض إلى أن
يذعرا إيماائ زائنا كذريعه لنبذ األعمال الصالحة .لذلك كيفما حاولوا أن يعوجوا كلمات يعقوب،
فالحق أة تلك الكلمات إئما بر عن فكرثين جوهريتين هما :أن المظهر الخادع لإليمان ال يبرر؛
وأن المؤمن — غير مكتف بمظهر كهذا — يعلن عن تبريره باألعمال الصالحة.
.١٣رومية ١٣:٢
أما أئهم يقتبسون بوكى في المعنى نفسه فهذا ال يفيدهم كثيرا :ألن كز ،الديل يشفعون
الغانون هم ابزار عئذ الله ،تلب الذيل يغفلون بالائنوس هم يبرروذال [رو ١٣:٢؛ .لسى أنوي أن
أتجنب السؤال باإلشارة إلى الحز الذي يقذمه أمبروسيوس :أال وهوأن هذا قيل ألن إتمام الناموس
هو اإليمان بالمسيح .إئني أرى أن هذا مجزد تمتص ال حاجة إليه فيما كان المعنى واضخا .هنا
يحكم الرسول الثقة العمياء لليهود الذين ادعوا ألنفسهم المعرفة الحصرية للناموس ،فيما كانوا هم
أنفسهم أعظم تزدريه .فلئأل تفزهم مهارتهم في التعامل مع الناموس ،يحذرهم بأن البز إذا ايثفي
من الناموس ،فليست معرفته بل العمز به هوما ينبغي أن دسعى إليه .إئنا ال نشك في أن بز الناموس
ينشأ في األعمال ،وال نشك حتى في أن بز الناموس يقوم على قيمة األعمال واستحقاقاتها .ولكن
لم شق بعد أئنا مبزرون باألعمال إن لم يرونا إنساائ واحذا أتم الناموس.
وأن يكون بولس قد قصد هذا المعنى عينه فواضخ جذا من سياق حديثه .إذ إئه بعد أن دان
األمم واليهود مائ ألجل شرورهم ،أقبز على الشرح بالتفصيل فقال :ألن كل تن أحكأ بدون
الائثوس دون الائنوس تهلكاا؛ وبذلك كان يشير إلى األمم ،و الكل ،تئ احكًا ني الائنوس
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٧٦٢
بالغاتوس يذان [رو ١٢ :٢؛ ،وهي إشارة إلى اليهود .وإذا هم يفقون الطرف عن تحذياتهم
ويتباهون بالناموس وحده ،يضيف بولس مالحظة في موضعها تماتا هي :أن الناموس لم يعط
ليتبرر الناس بمجرد سماع صوته؛ ولكئهم يتبررون متى يطيعونه كامأل فقط .وكأئه يقول :هزى
تسعون إلى البز من خالل الناموس؟ إدا ال تنعوا أئكم سمعتموه ،ألن ذلك في حذ ذاته ال يجدي
إآل قليأل ،بل إيتوا بأعماني يمكنكم بها أن تظهروا أن الناموس لم يعط لكم هباة.ا وألئهم قطروا
في تلك األعمال ،لزم أآل يحق لهم أن يتفاخروا بالناموس .لذلك يلزمنا المعنى الذي قصده
بولس أن نصوغ الحجة المعاكسة ،أي أة بز الناموس يكمن في إنجاز األعمال إلى حذ الكمال؛
وال أحد يستطيع أن ينعي متباهيا أئه أكمل الناموس بواسطة األعمال؛ ومن ثم ليس من بر ينشأ
من الناموس.
يستند المنادون بفاعلية األعمال في التبرير إلى هذه الصووس التي فيها يحتكم المؤمنون إلى
أعمالهم بجرأة أمام الله إلثبات بزهم ،طالبين أن يحاسبوا على هذا األساس :اوض بي يا زرب نمحعي
[مز ١ :١٧؛. [بزى ؤمثل كهالي ألذي أل [مز .]٨:٧وكذا :اااحغتا زب بلحق [لبى
ألجزيت ئبي ،دعهذه ليان ...أل جد في ذموما[ .مز ٣: ١٧؛ .وأيقا :اثكاوئيي الزت خشك
يري .خشك غهازه تني نزدبي .الئي حفظت ،طرق الرت ،زلم اغص إلبي ...زببوننمابأل
مفه ؤارحعظ من إدمي[ 11مز .]٢٣ ،٢١ ،٢٠:١٨وأيثا :أعض بي يا زت ألر يكتابي ذلكتاا
[مز . ] ١: ٢٦ألم احبش تغ أناس الشو؛ ،زمغ الشاكرين أل ائحل٠ا [مز . ] ٤: ٢٦أوأيقا :أأل دجشغ
تغ الثثا؛ نميي ،زأل تغ رلجال الذتا؛ ألأل [مز .]٩: ٢٦اأالييى في ائي يهم زديته ،ؤتمينهم
تاله رخؤه .أثا آنت بكقالي اتلك[ ٠٠مز.]١١-١٠ :٢٦
تحذثت أعاله عن الثقة التي يبدو أن القذيسين يستمنونها ببساطة من األعمال .وفيما
يخش الشواهد التي ادلينا بها هنا ،لن يضيرنا كثيزا إذا فهمناها بحسب سياقها (—ا—ال)11ع0آت)ا(ععًا7
دج1؟الل0ء) ،أو كما العبارة السائدة في ظروفها .وهذا من جهثين :فال هم يطلبون تحزيا كامأل
ألنفسهم يدانون على أساسه ،أو ئبزأون بالنظر إلى سلوك حياتهم بكليتها -بل يطلبون بث قضيه
معينة -وال هم يذعون البز لذواتهم بالقياس إلى الكمال االلهي بل بالمقارنة مع األشرار.
انظر أعاله :الكتاب الثالث :الفصل الرابع عشر ،الفقرات .٢٠-١٨ ٦
٧٦٣ الكتاب الثالث -الفصل السابع عشر
أؤأل :متى كانت المسألة تتعتق بتبرير اإلنسان ،يلزم أن يكون ذلك على أساس سلولب -مغسق
ال يحيد عن البر مدى الحياة ،وليس لمجرد براءته في قضيه خاصة تتعتق بأمر ما .وعلى أي حال،
إذا التمس القديسون أن يحكم الله ببراءتهم ،ال يقذمون ذواتهم كما لو كانوا أبرياء من كزت ذنب،
أو بال عيب في كز مجال؛ ولكئهم إذ قد ثبتوا تمحكيد خالصهم في إحسان الله وحده ،يستعطفونه
مع ذلك واثقين باه المنتقم للمساكين المبتلين إلى حد يتجاوز الحق واإلنصاف ،فيتقذمون منه
بالقضية التي ئظتم فيها األبرياء.
ومن جابآخر ،إئهم إذ يجزون معهم خصومهم أمام قضاء الله ،ال يتباهون ببراء؛ بضاهي
نقاوة الله ذاته؛ بل ألئهم مطمثون إلى أة الله يعلم وسر بإخالصهم وبزهم وبساطتهم وطهارتهم،
بالمقارنة مع خبث أعدائهم وفكرهم وخداعهم وشزهم ،فال يخشون أن يطلبوا إليه أن يقضي
بينهم وبين خصومهم .هكذا عندما قال داود لشاول| :ازالردب يزد غتى كل واب زه ؤأماتتة,1
[ ١صم ٢٣:٢٦؛ ،لم يعب أن الرب من ذاته يمتحن ويكافئ كز واحل بحسب استحقاقه ،بل كان
بذلك يعلن لله كم كان غطم براءته بالمقارنة مع شز شاول .حتى بولس كذلك في افتخاره بنقاء
ضميره أئه تصزف بإخالكى واستقامه في كنيسة الله [ ٢كو ١٢:١؛ قارن اع ،]١ :٢٣ال يقصد
أئه يعتمد على هذا التفاخر أمام الله؛ بل إئه في وجه افتراء األشرار الذين ابتغوا تشويه سمعته ،كان
مضئلرا إلى أن يدافع عن أمانته ونزاهته حيث كان يعلم أئها مقبولة لدى اللطف اإللهي .وضح
قصده هذا فيما يقول عن ذاته في موضع1خر ،إئه ال يشعر بشيء من الخطأ في ذاته ،ولكئه ليس
بذلك مبررا [ ١كو ]٤:٤لقد أدرك بولسى أة قضاء الله يسمو جدا ويرتقي فوق نظر البشر األغشى.
لذا يمكن لألتقياء أن يحتكموا إلى قضاء الله وأن يلتمسوا معونته كشاهد لهم ،ليدافعوا عن براءتهم
إزاء رياء األشرار؛ وعندما يوجدون في حضرة الله وحدهم ،يصرخون أيائ بصوب واحد قائلين:
إن كفته تزاقب االدام تا زب ...ومن يقفى؟ [مز ٣: ١٣٠؛؛ وكذا :أل رذحز في المحاكمة مغ
غبدك ،قائه لن يبرز ؤئ٠امك لحي[ 11مز ]٢: ١٤٣؛ وإذ يرتابون في جدوى أعمالهم ،يهتفون بفرح:
األة زحئقلث سز ب الحؤاؤأ [مز.]٣:٦٣
.١٥كمادالسن؟
هناللث نصوصى أخرى تشابه تلك المقتبسة أعاله والتي قد يستند إليها البعفى .يقول سليمان
إة من يسلك في طريق استقامته فهو باز :ألصديق تشلك بكماله [ام ]٧:٢ ٠؛ وأيقا :بي
نبيل التر ختاة ،ؤفي غريفي تشلكه أل ذؤخ٠ا [ام ٢٨: ١٢؛ .وعلى سبيل المثال يقول حزقيال:
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧٦٤
**اإلنسان الذي ...سلك ني ئزايبي ؤ حبظ الخكامي ينفتل بالحى وهؤ ثارا [حز : ١٨ه و ٩؛
قارن : ٣٣ه . ] ١لسنا ننكر أو نخفي أدا من تلك النصوص .بل دع أحذا من أبناءآدم يأتي ببر كهذا!
كذلك ال ننكر أن استقامة المؤمنين ،على الرغم من نقصانها ،هي خطوة صوب الخلود.
ولكن ماذا عسى أن يكون مصدرها سوى أن الرب ال يتحرى في استحقاقات أعمال تن قتلهم في
عهد النعمة ،بل يحتضنهم بعطفه األبوي؟ لسنا بهذا نفهم ما يعتم به المدرسيون فقط؛ أي أن قيمة
القابلة ألئهم يعنون أن األعمال ،وإن كانت في ذاتها ال تكفي لنوال
**
. **
األعمال تسقمن من النعمة
الخالص بحسب عهد الناموس ،إآل أثها ترتقي إلى مرتبة تالئم ذلك بواسطة قبول الله لها .ولكئني
أقول إذ تلك األعمال — وهي ملؤثة بطبيعتها ومن جزاء تعذيات أخرى -ال قيمة لها أبذا ،إآل أن
الرب ينظر إليها وإلى التعذيات األخرى بعين الرحمة والغفران ،أي أئه يجزل البر المجانئ منبائ
على اإلنسان.
وليس من غير المالئم ههنا أن صئى الرسول من أجل كمالنا متوسأل أن نحصر قديسين وباللوم
وبال عيب قذامه [كو ٢٢:١؛قارن اف ]٤:١فييوم الرب[١كو ٨:١؛ ١تس١٣:٣؛ ه.]٢٣:
في الواقع ،كان أتباع سليستيوس [زميل بالجيوس؛ في الماضي يوخفون هذه الكلمات بقؤة لكي
يوبدوا كمال البر في هذه الحياة .ولكئنا نكتفي بجواب موجز عتم به أوغسطينس :ليفتخ جميع
األتقياء نحو هذا الهدف ،لعئهم يظهرون يوائ بال عيب وبال لوم قذام وجه الله [قارن كو ٠]٢٢:١
ولكئ ألن أفضل مخكط ،حتى أسمى مخكط في الحياة الحاضرة ال يتعنى كونه تدريا ،فإئنا لن
نبلغ ذلك الهدف إأل متى خلعنا جسد الخطيئة هذا والتصقنا كلائ بالرب .٧ومع ذلك لن أجادل
معاننا من يشاء أن يطبق سمة الكمال على المؤمنين ،بشرط أن يعرفها بكلمات أوغسطينس نفسه
** ندعو فضيلة القذيسين كماأل ،فألذ الكمان كمان ألئه يتضئن -حعا وبكل
عندما عندما قال:
تواضع — اعتراائ بعدم الكمال ٨.
انظر 44. 301 ٤( :ذ(ل]. 20 )٦٧ة €88أ87أأ€0أأ^§أ^ >9^ 171غت،٠،مد , 071ج111أ8آلجل٨٦ ٧
انظر 44. 602(. :ا(ل\1ل) 61§161718 111. ¥11. 19أ€م 68 ٥/٠أأ £](18ا 1110, ;]§6117181أ8ل٦جآل٨ ٨
الفصل الثامن عشر
بز األعمال ستتبتل خطًا من الجزاء
مح
(النصوص التي تشير إلى المكافأة ال تجعل من األعمال عتة الخالص)٤-١ ،
األعمال
؟
** .١ماذا يعني الجزاء
** بحسب
لنأب اآلن إلى تلك النصوص التي يصرح بأ ة الله يجازي كز إنساب) بحسب أعماله [مت
٢٧: ١٦؛ .فمن هذا القبيل ترد نصوص مثل1 :اال دن آئقا جييائ دظهؤ أمام كذبي اكسيح ،كال
كل ؤاحد تا كان بالحشدس يحشب تا حئئغ ،حذا صكان أم سرا [٢كو ه١ ٠ :؛؛ تجد وكزامة
ؤتألم بكز تن نعفل الضآلح واليذة وضيق ،غئى كز تفس إسان ئعقل الغرأ [رو ١٠:٢
و]٩؛ و نفرغ ائذ٠يئ ئغلوا القابخاب إلى بياته الخياؤ ،ؤالذين عيلوا الئساب إلى بياته
الذدنوته [يو ٢٩٠٠٥؛ .ئعالؤا يا تيا رئي ابي ...ألتي حفت ائلفتثوئدي .غعلئث ئتئييوئديا٠
وللبف إلى هذه النصوهل التي تعزف الحياة األبدتة بأئها جزاء األعمال .من هذه القول:
ثكانأة ئذي اإلنشاآل ترد نه [ام ١٤: ١٢؛ مع اش ]١١:٣؛و توع غبي الزصئة ثكاوأال
[ام ٠٠ .] ١٣: ١٣إلذخوا زئألتوا ،ألن اجرثم غظيم بي الشغازاب[ ٠٠مته]١٢:؛ ألهؤذا اجرثم
غبلمبي الئتاذا [لو ]٢٣:٦؛ وكر،كز واجي ستاحئ الخزية بحشب دعبه [١كو.]٨:٣
أتا عن القول بأن الله سيجاري نمز و حد لخشك اعتابه [رو ٦: ٢؛ فيمكن شرحه بقليلي من
الصعوبة ،ألن التعبير يشير إلى التتالي فضأل عن العتة .فبال ى شك ،يكتل الرب خالصنا بحسب
ترتيب مراحل رحمته عندما دعاهلم [مختارينلذاته]؛ وائدين دعاهم ،قهوألء تذزهم انشا .ؤانذيئ
نرزهلم ،ئهوآل؛ تحذهلم ًاذائا [رو .]٣ ٠ :٨أي أئه يتقيل ذويه إلى الحياة بفضل رحمته وحدها.
عالو؛ على ذلك ،إذ يقودهم إلى اقتنائها من خالل األعمال الصالحة حتى يكتل عمله هو فيهم
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٧٦٦
بحسب الترتيب الذي وضعه ،ال عجب أن قيل ،إئهم يوجون بحسب أعمالهم التي بها قد الهلوا
بال ريب لنوال إكليل الخلود .ومن ثم ،فمن المناسب أن يقال عنهم أن يتئموا خالصهم ^في
،]١٢:٢لهذا السبب :إدهم فيما يكرسون ذواتهم لألعمال الصالحة يتأثلون ملائ في الحياة األبدية.
وهذا يفق مع نزاخر فيه يؤمرون أئ ٠٠اغذلوا أل يلئغام ايايد ،تق يلئقام اياتي يتخبا؛ األبد أ
[يو ،٤٢٧: ٦بينما هم بإيمانهم بالمسيح ينالون حيا؛ لنفوسهم .ولكن فورا لضاف العبارة الذي
ئغطيكلم ائق اإلئشائ .أ من هذا يظفر أن كلمة أ١ءملوا [أو اًان تعمرا] ال تناقض النعمة بل تشير
إلى السعي المتواصل ،ولذا يلزم منطقؤا أن المؤمنين ليسوا هم فاعلي خالصهم ،أو أن الخالص
ينتج من أعمالهم هم .ماذا إذا؟ إئهم حالما دعوا ،بمعرفة االنجيل وإنارة الروح القدس ،إلى شركة
المسيح تبدأ فيهم الحياة األبدئة .واآلن إذ ابتدأ الله فيهم عمأل صالخا ،ينبغي أن يكئل إلى يوم الرب
يسوع [في .]٦: ١على أة هذا العمل يكتمل -على شبه اآلب السماوي في البر والقداسة — متى
يثبتون كفاءتهم أئهم أبناء أمناة لطبيعتهم.
.٢الجزاآلكميراث٠ا
ال يلزم أن يعني استعمال كلمة اًاجر أو اجزاءا أن أعمالنا هي عتة خالصنا .أؤأل ،لنقتنع
تماائ أن ملكوت السماوات ليس أجر؛ تدفع أليد خدم عاملة ،بل ميراث ألبناء [اف ١٨: ١؛،
يتمزع به تن — وحدهم — قد تبغاهم الرب [قارن غل ،]٧:٤وليس ذلك لسبب آخر عدا التبئي
[قارن اف :١ه .]٦-ألن ابئ الجارية لن يصير وارائ بل ابئ الخرة [غل .]٣٠:٤فحتى في هذه
النصوص التي فيها قعد الروح القدس بالمجد األبدي كجزاء لألعمال ،يظهر -إذ يئر تصريحا
بأده ميراث — أده يأتي من مصدرآخر .وهكنا دعند المسيح األعمال التي يكافئها بجزاء السماء
[مت ه ،]٣٧ — ٣٥ : ٢بدعوة المختارين القتنائه؛ ولكئه في الوقت نفسه يضيف أئهم يجب أن
يقتنوه بحق الميراث [مت ه .]٣٤: ٢وهكذا يأمر بولس العبيد الذين يعملون بأمانه ما هو ضمن
واجبهم ،بأن يأملوا جزاة من عند الرب ،ولكئه يضيف أة ذلك الجزاء هو جزء الميراث [كو
٢٤:٣؛ .نرى جليا أة هذه التعبيرات المتقنة تحذرنا بدئة ،من أأل ننسب السعادة األبدقة إلى
األعمال ،بل إلى تبئينا من قبل الله.
لماذا إدا دذكز األعمال في الوقت ذاته؟ يوصح هذا السؤال بمثال كتابى واحد .قبل أن توند
إسحق ،وعد إبراهيم بنسبد فيه يتبارك جمهور أمم األرضة .وتصير كثرة ذلك النسل كنجوم السماء
ورمال البحر [تك ه ٥: ١؛ ١ : ١٧إلخ؛ قارن ١٨: ١٨؛ وبعد عنة سنوات ،تمنطق إبراهيم وشن
٧٦٧ الكتاب الثالث-الغصل الثامن عشر
رحاله ليقدم ابنه ذبيحًا لله إطاعة ألمره [ تلث .]٣:٢٢ ،وبتذغيذه-فعل الطاعة هذا ،نال الموعد :بذاري
ائتنف ققول الرث ،ائي موق ألجل ائلن ئئك هذا األتن ،زلم سلق ائد ؤحيدك ،أباريق...
ؤاكر تشتك تكثيرا كجوم الشتا؛ زكالؤنل الذي على شاطصع البخر ،ؤئرظ تشتلن بات اغذايه،
زئئبازك ني تشبلن لجبيغ أمم األرض ،من الجلي أئلن سيغث بعؤيي٠ا [تك؛ . ] ١٨ - ١٦: ٢ما هذا
الذي نسمعه؟ هل استحق إبراهيم بإطاعة البركة التي دعبل موعدها قبل أن أعطي األمر؟ لقد ببائ هنا
بال غموض أة الرب يجازي أعمال المؤمنين بالبركات نفسها التي كان قد أجرلها قبل أن يتفكروا
في أي أعمال ،حيث ليس له بعد أي سبب ليباركهم سوى رحمته هو.
.٣الجزاء كعمة
ومع ذلك ،فإة الرت ال يخدعنا أو يهزأ بنا عندما يقول إئه سوف يجازي أعمالنا بما كان قد
أعطاه قبل األعمال مخاائ .إئه يشاء أن نتدرب في األعمال الصالحة لكيما نتفكر في تقديم تلك
األمور التي وعد بها أو إثمارها ،وكيما نتعجلي بها إذ نسعى إلى ذاك الرجاء المبارك المعن لنا في
السماوات .من ثم ،فإذ األعمال هي ثمر المواعيد إذ بأدائها ينضج هذا الثمر .لقد عبر الرسول
عن هاتين الفكركين بأسلوب عذب ،عندما قال إة الكولوسبين انهمكوا في أعمال المحبة من أجل
الرجاء الموضوع لهم في السماء ،والذي سمعوا به قبأل في كلمة اإلنجيل الصادقة [كو —٤ :١ه].
ألئه ،بقوله إئهم قد عرفوا من بشارة اإلنجيل أة رجاءهم كان موضوعا في السماء ،يعلن أة توام
ذلك الرجاء هو المسيح وحده ،وليس األعمال .وهع هذا يتفق قول بطرس إذ األتقياء نحروسوة،
بإيتان ،لحآلص مشتعئ أن يعترق في الرم األحم [ . ١ط : ١ه] .وبالقول إئهم يتعبون لجميع
القديسين — وله — يقصد بولس أة على المؤمنين أن يثابروا في جهادهم مدى حياتهم لينالوا
رجاء خالصهم.
أتا لئأل نطئ أة الجزاء الذي قعدنا به الرب يتدتى إلى حذ كونه مسألة استحقاق ،فقد أعطى
مثأل صؤر فيه ذاته رت بيب أرسل من قابته من الفعلة ليعملي في كذمه .البعض أرسلهم في الساعة
األولى ،واخرون أرسلهم في الساعة الثانية ،واخرون أيشا في الثالثة ،والبعض حتى في الساعة
الحادية عشرة .في المساء حاسبهم فأعطى الكز أجورا متساوية [مت ١:٢٠إلح .كتب مؤنف
قديم — تحت اسم أمبروسيوس — تفسيرا صحيحا موجرا لهذا المثل بعنوان دعوة األمم .سوف
أستعمل كلماته بدأل من كلماتي .قال :صؤر الرب بهذه المقارنة تنؤع دعوته المتعددة بحسب
ما يتناسب مع نعمته الواحدة والوحيدة ...بحيث يتضح أن الذين ارسلوا إلى الكرم في الساعة
جون كالثن :أسس األين المسيحي ٧٦٨
الحادية عشرة ووضعوا على قدم المساواة مع فعلة اليوم كته ،يمثلون مصير من يكافئهم إحسان
الله عند أفول النهار ،أي عند نهاية حياتهم ،لكي يكشف عن عظم نعمته .فهو بذلك ال يدفع أجر؛
لعمل ،،بل ينعم من ثراء جوده على من اختارهم بمعزل عن أعمالهم .وهكذا ينبغي أن يدرن أيتا
الذين كدحوا جهنا ولم يقبضوا أكثر من متأحري المجيء ،أئهم نالوا عطية من فضل النعمة وليس
جزاة ألعمالهم١ .
أخيرا ،يجدر بالذكر أيشا أئه حيث ددعى الحياة األبدئة في تلك النصوص جزاة لألعمال ،ال
تعني تلك الشركة الخالدة التي لنا مع الله حيث يحتضننا بعطفه األبوي في المسيح ،بل نيل السعادة
-أو بالحري إثمار تلك البركة التي ال تزول .وهذا معنى قول المسيح :زني األلهر اآلري الحيا؛
األبد ا [مر .]٣٠ :١٠وفي نعآلخر :أئقالؤا ...رثوا التلكورق[ ...مت .]٣٤:٢٥ولهذا
السبب يسئي بولس التبئي استعالن أبناء الله عند القيامة [رو ١٩-١٨ :٨الخ]؛ ثم يفشر ذلك
بالتعبير فداء أجسادنا [رو .]٢٣:٨وإأل فكما أة االغتراب عن الله هو الموت األبدي ،كذلك
متى يرحب الله باإلنسان إلى نعمة التمثع بالشركة معه والتوحد به ،يثل من الموت إلى الحياة،
وهنا األمر يحدث بفضل التبئي وحده .ألها إذا أصر مناصرو جزاء األعمال ،كما هو متوقع منهم،
يمكننا أن نرد عليهم بقول بطرس إة الحياة األبدئة هي غاية اإليمان وجزاؤه [١بط.]٩:١
لذلك دعونا ال نفتكر أة الروح القدس يولد جدارة أعمالنا بهذا النوع من الوعد ،كما
لو كانت أعمالنا تستحق جزاة كهذا .ألة الكتاب المقدس ال يعطينا سببا ألجله يرتفع قدرنا في نظر
الله .بل إذ هدفه األعظم هو أن يكبح غرورنا وأن يضعنا ويخفض منزلتنا بل أن يحتمنا تماائ .أائ
ضعفنا ،الذي ينهار بنا كوا إن لم يستند إلى هذا االنتظار ويخفف عن هوانه بهذا العزاء ،فيخفف عنه
بهذه الطريقة.
أوأل :ليتفكر كذ واحد ني نفسه كم يصعب عليه ال أن يتختى عن ممتلكاته وينبذها فقط،
بل أن ينكر ذاته أيائ .هذا هو الدرس األول الذي به ألرج المسيح المؤمنين ني صفوف التلمذة .ثم
يدربهم عندئذ مدى حياتهم على نهح الصليب ،بحيث ال يطمحون إلى الرغبة ني المنفعة الزمنية أو
االعتماد عليها .باإليجاز ،إره يتعامل معهم بحيث إئهم أينما وجهوا أنظارهم صوب العا لم بأسره،
,ج0-٨1111(٢08ا)1اج(8ل ا ' 1؟،ع/غظ) #1€ا0)111 0 انظر٤ 17. 1091( :؟^) ١
٧٦٩ الكتاب الثاك -الفصل الثامن ٠ءشر
واجههم اليأسى منفردا .وهكذا يقول بولس :اذ كاذ كا في هذه الميا؛ ؤع ،رجاء في السيح ،فاكا
أسقى جميع الائس.اا [ ١كو ه ]١٩:١فلئأل يخوروا في وسط هذه الضيقات العظيمة ،يؤنمد الرب
وجوده معهم مشجعا إياهم على أن يرفعوا .رؤوسهم ،وأن يصوبوا أنظارهم إلى ما هو أبعد حيث
يرون فيه تلك السعادة التي ال يرونها في هذه الدنيا .ويستي هذه السعادة أجرا و جزاة [قارن
مت ه ١٢:؛ ١ : ٦إلح ،ليس على سبيل المجازاة لألعمال ،بل التعويض عن معاناتهم واحتمالهم
للضيق واإلهانة والشقاء .لهذا السبب ،واستنادا إلى شهادة الكتاب المقدس ،لن يمنعنا شيء من أن
ندعو الحياة األبدية ا أجذا ألن الرب يستقبل إليها شعبه من التعب إلى الراحة ،ومن الضيق إلى
الهناء ،وس األسى إلى الفرح ،وس الفاقة إلى الرفاه ،ومن العارإلى األمجاد .إته يحول كز ما قاسوه
من تعاسة وشر إلى صالح ،فلن نخطئ إن اعتبرنا قداسة الحياة مدخال لملكوت السماوات ،ليس على
سبيل كونها اآللية التي كيلنا مجده العتيد ،بل الدرب الذي يقود مختاري الرب إلى استعالنه؛ ألئها
مسبرة الله الصالحة أن يمجد الذين سبق فبررهم[ .رو ٣ ٠: ٨؛ .
حذار فقط أن نتصور أى عالقة بين االستحقاق والجزاء يطبر عليها السفسطائيون بفظاظة،
إذ هم ال يتفكرون في الهدف الذي وضعناه لصب أعيننا .فيا له من عبث ،أن ننظر نحو عكسى
الهدف الذي يدعونا الله إليه! ليس شيء أكر وضوحا من أن أجرا قد وعد به لألعمال الصالحة
لكي يقوي ضعف جسدنا ببعض الراحة ،ال لكي تنتفخ قلوبنا بالغرور .من ثم ،فإن استنتج أحد
أجرا لألعمال من هذه الوعود ،أو إن ربط أحدهم األعمال بالجزاء ،فقد ضز السبيل بعيدا جدا عن
القصد األلهي.
عندما يقول الكتاب :إذ الرت الدتان العادل سوف ًاهث لمختاريه في ذلك اليوم إكليل البز
[ ٢تي ]٨: ٤أجيب مع أوغسطينس :المن* ينبغي أن يهب الديان العادل األكليل ،إن لم يكن اآلب
الرحوم قد سبق فأغدق النعمة؟ وكيف يمكن أن يكون هنالك بر إن لم تكن النعمة التي تبرر
األثيم قد سبقته؟ وكيف يمكن أن دمنح اآلن هذه األشياء كما لو كانت مستحقة ،إذا لم يكن
قد سيق فاعطي ما لم يكن مستحقا؟ ولكئني أضيف أيصا شيائآخر :كيف يمكنه أن يحسب
0, 0/2عاأ8ل٦جآل٨ 1111)1 انظر 44. 890( :أجل) [¥111 ¥1. 14 ٢
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٧٧٠
ألعمالنا برا ما لم تكن رأفته قد غمرت كل ما احتوت أعمالنا من إثم؟ وكيف يمكنه أن يحكم
بأئها مستحثة للجزاء ،سوى أئه من فرط لطفه كان قد محا ما كان فيها مستجعا للعقاب؟ لقد
اعتاد أوغسطينس أن يدعو الحياة األبددة نعمة ألئها معطا؛ كهبة من الله ألئها — فيما ئحشب
لها األعمال -في جوهرها هي عطية مخفانية .أتا الكتاب فيضئنا أكثر بينما هو يرفعنا في ذلك
الحين .ألئه إلى جانب تحريمنا التباهي باألعمال ألئها عطايا مخفانية من الله ،يعتمنا في الوقت ذاته
أتها مدتسة بالشوائب الكريهة ،بحيث ال يمكن أن تمسي مقبولة لدى الله بحسب معايير قضائه؛
لكن ،لئأل يصيبنا اإلحباط ،يعثمنا الكتاب أة أعمالنا مقبولة لدى الله بسبب المفقرة وحدها .ومع
أة أوغسطينس يختلف نوعا ما في بعض كتاباته األخرى عائ نقوله هنا ،فإة ما قاله في الكتاب
الثالث لبونيفاقيوسى يين جلؤا أئه ال يختلف جوهرائ عائ نقوله نحن .لقد قارن في الكتاب المذكور
بين رجلين :أحدهما إنسان كامز من كز وجه وقذيس؛ واآلخر جد تقى حسئ الخصال محمود
الشمائل ولكئه لم يبلغ الكمال .واختتم بالقول :اجده لمن الموكد أة األخير -الذي يبدو أدنى
خلثا من األول ،فبسبب إيمانه الصحيح بالله ،والذي به يحيا ،والذي على أساسه يحاسب ذاته
على جميع أخطائه ،وبكز أعماله الصالحة يقتل من شأن ذاته ويمجد الله ،كما يتقيل منه مفغرة
الخطايا وتزكية ألعماله الحسنة — فسوف يتحرر هذا األنسان من هذه الحياة وينتقل ...إلى شركة
المسيح .لم يحيا هذا الرجل هكذا إن لم يكن بدافع إيمانه؟ وعلى الرغم من أة اإليمان بدون
أعمال ال يختص أحدا ،فهو ليس إيماتا مرفوصا ألئه إيمان عامز بالمحبة [قارن غل ه٦:؛ ،ومع
ذلك به دغغر الخطايا حيث إذ التاؤ بإيمانه يحتا [حب ]٤: ٢؛ ولكن بدونه ما قد يبدو أعماأل
حسنة يتحول إلى اثام ٣ .بهذا يقر [أوغسطينس؛ بما نشند عليه :أال وهو أة بر األعمال الصالحة
يعتمد على أة الله بالعفو يقبلها.
بشابه النصوص التالية في معناها تلك التي ذكرناها أعاله٠ :ااطئوئا لكم أصداء بغال الغتم،
لحيى إذا نييم فتوتكم ني اسان األتدثة[ ,,لو .]٩: ١٦ااأزص األغثاء ني الدر الخاضر اذ ال
ئشكتروا ،ؤأل دلعوا زلجاءهم غتى عير قعسة البتى ،بز غتى الله انحى ...زان ئضتعوا ضاللحا،
زان بكودوا اعيياء ني اغتال ضايخؤ ...مدخرين الرفسبم أساسا خشائ بلئشئعيل ،لكئ يشيكوا
[١تي .)١٩-١٧ :٦األعمال الصالحة تشبه بالبنى الذي سوف نتمتع به في بالحتاه األبد
اسعادة الحياة األبدية .وأنا أجيب :إئنا لن نتوصل إلى فهم صحيح لهذه النصوص ،إن لم نحؤل
أبصارنا إلى ما قصده الروح بتوجيه هذه الكلمات .إدا صدق قول المسيح — حيث يكون كنزنا
هناك يكون قلبنا أيائ [مت - ]٢١ : ٦فكما ينشغل أبناء هذا الزمان بتخزين ما يجلب لهم النشوة
في هذه الدنيا ،كذا ينبغي للمؤمنين أن ينقلوا األشياء التي تسعدهم حعا إلى موضع تبقى لهم فيه
الحياة على الدوام .هذا ألئهم قد تعتموا أن هذه الحياة الدنيا تتالشى سريفا كالحلم في المنام.
لذلك يلزمنا أن نقتد ما يفعله أناس قرروا أن يهاجروا إلى موطن اخر .إئهم يرسلون قدامهم
ما لهم من ثروة ،وإن افتقدوها إلى حين ،فيجدونها عند وصولهم وبذا يكونون األسعد حيث
يستقرون في وطنهم الجديد إلى أمد بعيد .وهكذا نحن ،إن كا نعتقد أن السماء وطننا ،فاألحسن
أن نودع ممتلكاتنا هنالك من أن نبقيها هنا حيث نخسرها حين يباغتنا الرحيل .ولكن كيف
ننقلها؟ األكيد بمساعدة المحتاجين؛ إذ إذ ما يقدم لهم من إحسان يحسبه الرب كاما اعطي له
[مت .]٤٠ :٢٥من هذا قرد الوعد المأثور مى يزحم العقيز يعرض الرث [ام .]١٧: ١٩وكذا
1امن يؤزغ بالتزكات بكزكك١ت ًايصا يحصئ [ ٢كو .]٦: ٩وكق ما يخصص إلخوتنا من دافع
واجب المحبة ،موذع في يد الرب .وكوه الوصى األمين سوف يرذ األمانة بأضعاف الفوائد .فهأل
تصير واجباتنا إدا ذات أهمية كهذه في عيتي الله ،بحيث تكون مثل كنوز محفوظة لنا في يديه! ومن
ذا الذي يترذد في اإلقرار بذلك فيما يوكده الكتاب المقدس صراحه وتكرارا؟
أثا إذا رغب أحدهم أن يقفر فوق لطف الله المحض لثصؤ على قيمة األعمال ،فتسوف
يستحيل عليه أن يبرهن على صخة نظريته في محضر هذا الزخم من الشواهد الكتابية .ألئك ال
يمكنك أن تستخلطن منها سوى ميل رحمة الله الصافية نحونا .ولكي يحتنا على المثابرة على عمل
الخير ال يسمح ألئ من أعمالنا أن يضيغ سدى ،على الرغم من أن كق ما يمكن أن تقذمه له ال
يستحق ولو لمحه من نظره.
أائ كلمات الرسول فتأخذنا إلى أبعد من ذلك .فهو إذ يعزي أهل الكنيسة في تسالونيكي في
ظروف ضيقاتهم ،يعتم بأن الضيقات تأتيهم لكي يحسبوا مستحقين لملكوت الله الذي من أجله
يعانون [٢تس : ١ه] .في الواقع يقول :إذ هؤ غادن عنت الله اذ الذين رضايقوتكم يجازيهم ضيائ،
ؤإياكم الذين ئتضائقون زاحة معتا ،عثن اتبغالن الرت ئشوغ من الشفاء٢[ .تس .]٧—٦ :١
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧٧٢
ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين :أألن الله ليستى بظابم حى يغشى) عملكم وثني المحجة اش
أكهزرموها تحو اسبه ،إذ ون حلك متم العذيسيئ ؤرحدمودهم[ .عب ١ ٠: ٦؛ .
حول النص األول أقول :ال بقصد بهذا النص أي وجه من وجوه االستحقاق ،ولكن ألن الله
االب يشاء أن نشابه المسيح اينه البكر نحن الذين اختارهم أبناة له [رو ،)٢٩:٨مثلما كان له أن
يتألم أؤأل ثم يدخل في مجده [لو ،)٢٦:٢٤كذلك أيائ ربيعاب كيزه تنغفي اذ تنحز ملكوت
اقذأ [اع .]٢٢: ١٤لذلك ،فيما نحن نتألم من جزاء الضيقات ألجل اسم المسيح ،نوسم بعالمات
معينة مثلما توسم الماشية -إذا جاز القول — بها يميز الله غنم مرعاه .وبهذا تحسب مستحثين
لملكوت الله ألئنا نحمل في أجسادنا سماب الرب يسوع [غل ١٧: ٦؛ ،وهي عالمات أبناء الله.
وإلى هذا المجال تنتمي أيصا هذه النصوص :ا خاثبيتى ني انحشي .كل حين إماده الزت فشوغ ،لكئ
ئكؤز حيا؛ ئشوغ ائائ ني لجشب٠داأ [٢كو .]١٠: ٤وأيصا :ألعروه ،ؤووه قيامته ،وسركهآالمه،
ئثشئها بتزته ،لغلي اتلع إلى قتاتة األئؤات[ ,في٠]١١-١٠:٣
أتا السبب الذي يضيفه بولس فال يمك بصلة إلى قيمة األعمال ،بل ليقوى به رجاء ملكوت
الله .فكأتما يقول :إئه إن افق وقضاء الله الباز أن ينتقذ) من أعدائكم ألجل الباليا التي أنزلوها
بكم ،فلذا يتفق وقضاءه أن تمنحوا راحه وسالئا من شدائدكم .ويعلم النص الثاني [عب ] ١ ٠: ٦
أئه يتالزم مع عدالة الله أآل دحيل إلى النسيان تعب أبنائه ،بحيث ال يعطى مجاأل أن يظن ظالائ أو
متغافال عن أعمالهم .يعني هذا أن الله ،لكي ينخستى كسلنا ويحقنا على المثابرة ،قد أكد لنا أن الضيق
الذي نتحئله لمجد اسمه لن يضيغ سذى .فنتذغر دائائ أن هذا الوعد ،مثل جميع المواعيد ،لن
يثمر لنا إن لم يكن قد سبقه عهد رحمته المجاني الذي ارتكز عليه تمكيد خالصنا بجملته .واعتمادا
على ذلك ،ينبغي أن تتوكد فينا الثقة في أن الله لم يبخز علينا بالجزاء من فيض جوده السخى مهما
ث؛ ه دتء أعمالنا .ولكي يؤكد لنا هذا الوعد المنتظر ،يعلن الرسول أن الله ليس ظالائ ،بل يفي بما
أعطى من وعود .إدا هذه العدالة تؤسر إلى صدق الوعد االلهي أكثر من تأشيرها إلى اإلنصاف في
سن الذئن .وفي هذا الضدد نتذكر قول القديس أوغسطينس المأثور الذي لم يتردد في تكراره في
كثير من األحوال ،والذي يستحق أن يلتصق دائائ بذهني :أمين هو الله الذي جعل نفسه مديائ
لنا -ليس بقبول أي شي؛ منا بل بوعدنا بكز شيء٤ .
انظر8. 109.1 )11 36. 284; 37. 1068; 37. 1445; :؟ ;8. 83. 16؟ ;/٠ ۶8. 32. 11. 1.9هتم ,دهـ ٤
38. 863(.لآلل) 1. 2.2اا٧ا$610718 0
٧٧٣ الكتاب الثالث -الفصل الثامن عشر
يستند مناصرو التبرير باألعمال إلى اقتباس هذه النصوص من رسائل بولس لدعم حجتهم:
٠٠إن كان بي كل اليتاز ض أنقل الجبان ،زلكن يق بي تختة ،فلشغ قؤا١ [ ٠٠كو .]٢: ١٣
وجت اعض التخئه,, وأيخا :شما اآلن ئ :االيتان زالؤلجاة واسه ،هذ؟ الئال
[ ١كو ١٣: ١٣؛ .وكذلك :أطى لجميع هذه انبشوا التفائً اش هتي رتاط الكتاآل [كو ١٤ :٣؛.
من هذين المرجعين يجادل فزيسؤونا بأئنا نتبرر بالمحبة ال باإليمان ،وهكذا بقؤة أعظم كما
يقدولون .أتا هذا التعليل الحاذق فال يصعب نقضه .لقد شرحنا قبأل أة ما ورد في النص األول ال
يمث بصلة إلى اإليمان الحقيقيه .كذلك نشرح النص الثاني من حيث عالقته باإليمان الحقيقي.
يقول بولس إة المحبة أعظم من اإليمان ،ليس لكونها أجدر بالتقدير أو المكافأة ،بل ألئها أكثر
إثمارا ،وألئها تمتن إلى أبعد ،وألئها تخدم نطاوا أوسع ،وألئها تسطع دوائ وأبذا ،بينما تدوم فائدة
اإليمان إلى حين فقط [قارن ١كو ١:١٣وما يلي؛ .فإن كا نتأتل مقدار التغؤق ،لزم أن يأخذ حئنا
لله المقام األول بحق ،ولكن ليس هذا ما يرمي إليه بولس .في الواقع ،إئه يشذد على هذه النقطة
الواحدة :أئه ينبغي أن نهذب بعضنا بعشا في الرب بالمحبة المتبادلة .ولكن لنفرض أة المحبة
تتفوق على األيمان في كز مجال :كيف لكن ذي رشد — بل ألي كامل عقل -أن يفطئ من هذا
أئها تبرر أكثر؟ إذ قوة التبرير التي يمتلكها األيمان ال تكمن في أي كفاءة لألعمال .تبريرنا يرتكز
على رحمة الله وحدها واستحقاق المسيح؛ واإليمان هو الذي يحقق التبرير.
لكئك إذا سألث خصومنا على أي أساس وبأي معئى يعزون التبرير إلى المحبة ،يجيبون ألة
واجبها يشر الله ،وألئه باستحقاقها -من حيث قبولها بإحسان الله -يحسب لنا برا .من هذا
تالحظ كيف يغسق جدالهم منطقيا .أتا نحن فنقول إة األيمان يبرر ،ال ألئه يربح لنا البر بما له
من استحقاق في ذاته ،بل ألده أداة بها نحصل مجادا على بز المسيح .إدهم بإغفالهم رحمة الله
وتخئليهم المسيح الذي يكمن فيه كل البز ،يجادلون في أدنا نتبرر بحصيلة المحبة ألدها تتغؤق
على األيمان .هذا كما لوكان أحدهم يجادل في أة ملكا أقدر على صنع حذاء من صانع األحذية
لمجزد أئه أرفع منه مقاتا بال حدود .يعطينا هذا المثال القياسي الواحد دليأل عظيائ على أة أحذا
من كز مدارس أالسور.وون لم يتذوق -ولوعلى طرف اللسان -ما هو التبرير باإليمان.
لكن إن قاطعنا نشاغت بالسؤال :لماذا فهمنا -في حيز ضئيلي كهذا -مصطلح اإليمان كما
يستعمله بولس ،كما لوكان ذا خصائص.متعددة ،فله عندي جواب معقول ورصين :حيث إذ هذه
المواهب التي يعذدها بولس تندرج بصور؛ أو أخرى تحت موضوعى اإليمان والرجاء ألئهما
يتعلقان بمعرفة الله ،إده يسردها جميعا على سبيل االختصار تحت عنوان اإليمان و الرجاء .
فكأدما يقول :إن
** النبوة واأللسنة وموهبة الترجمة والعلم تهدف جميعها إلى قيادتنا إلى معرفة الله؛
ولكئنا في هذه الحياة نعرف الله باإليمان والرجاء فقط .لذا عندما أذكر اإليمان والرجاء فإئني إدا
أشمزكز هذه.أ أيا اآلن ئثت :اإليقان ؤالرحاء واسه ،هذ؟ الئال ١ [ ٠٠كو -١٣: ١٣أ] -
أي مهما عظمت جميع هذه المواهب في تعددها — والمقصود بذلك هو قائمة المواهب المشار
** اسه أ [ ١كو -١٣: ١٣ب] ،إلخ.
إليها -اغظئهن
.٩ش١٧:١٩
لسك أريد أن أتعثب الشواهد الفردية التي انتزعها أغبياء الوربون الحاليون من الكتاب
المقدس على غير أساس — كز ،ما زوفخته عليه أيديهم من أول وهلة — لكي يقذفوا بها نحونا .فإذ
بعضها هكذا باعك على السخرية ،بحيث ال يمكنني أن أنكرها إأل إذا رغبت أن يحسبني الناس
بحن ناقص العقل .ولسوف انهي هذا الموضوع بعد أن أشرح مقولة للمسيح يتخذون منها غاية
المتعة .يجيب يسوع الناموسئ الذي يسأله عائ يجب أن يفعله لكي ليخلص ،فيقول :إذ ارذن
اذ دنحل ،الحيا؛ والحعغل الوصايا [مت .]١٧: ١٩يسألون :ماذا نريد أكثر من ذلك ،إذ يدعونا
واهب النعمة إلى اقتناء ملكوت الله بحغظ الوصايا؟ فكما لم يكن واضحا أن المسيح لم يكيف
إجاباته لمن رأى أده يتعامل معهم! هنا يسأل أحد معلمي الناموس عن كيفية الحصول على السعادة
— وليس هذا فقط ،بل عن أي أعمال يفعلها الناس للتوصل إليها .على أن صاحب السؤال ذاته وهو
معتم للناموس ،وكذلك السؤال نفسه ،دفعا الرب إلى أن يجيب هكذا .لقد أعمى الناموسى ذاته
٧٧٥ الكتاب الثالث -الفصل الثامن عشر
بالثقة في األعمال إذ تدرب في مذهب بز الناموس .ومن ثم لم يبحث إأل عما كان من أعمال البز
التي بها يتم الخالص .لذا كان من المنطق أن دعاد إلى الناموس الذي يحتوي على مرآؤ مثالية للبز.
نحن أيصا نعلن بصوت جلى أن هذه الوصايا ينبغي أن دطاع إذا غلمتا إنسان الحيا؛ في
األعمال .كما يجب على كز مسيحى أن يعرف هذه العقيدة :ألئه كيف يمكنه أن يهرغ إلى
المسيح إن لم يدرك أئه قد هوى من طريق الحياة إلى حافة الموت؟ وكيف يعلمون إلى أى حد
ضآوا عن طريق الحياة إن لم يكونوا قد أدركوا ما هو ذلك الطريق؟ لذلك ،عندما يميزون فقط ما
أعظم الغرق بين حياتهم والبؤ األلهي الذي ينشأ عن قبول الناموس ،يتجهون إلى أن مالذهم الوحيد
الستعادة خالصهم هو المسيح.
خالصة القول إئه إذا ابتغينا الخالص في األعمال ،لزم علينا أن نحفظ الوصايا التي بها نتدزب
نحو البز الكامل .ولكن ينبغي أال نتوقف عند هذا الحذ إن لم نرغب في أن نفشل في الطريق،
ألة أحذا منا غير قادر أن يحفظ الوصايا إلى حذ الكمال .ومن ثم ،إذ نحن ئعوقون عن اقتناء
بز الناموس ،وجب علينا أن ننتهغ سبيألآخر التماسا للمعونة ،أي سبيل األيمان بالمسيح .لهذا
السبب ،كما أن الرب بهذه الكلمات يرد إلى الناموس معئائ للناموس رأى فيه زنؤوا بثقة خاوية
في األعمال ،لكي يتنيه إلى أئه إنسان خاطئ خاضع للدينونة الرهيبة دينونة الموت األبدي ،كذلك
في موضعآخر ،وبوعد النعمة وبدون أى ذكر للناموس ،يعري آخرين قد اتضعوا بإدراكهم تلك
الحقيقة ،اذ قال :ئغالؤا إنى فا لجميغ الئئغتيئ ؤالتقيلي األحنال ،زاتا اريخكلم . . .قحدوا زاخة
لئغوسكم[ ,,مت.]٣٠-٢٩:١١
أخيرا ،بعد أن أرهقهم سوء تطبيقهم لنصوص الكتاب المقدس ،لجأوا إلى المراوغة-
في بعض األماكن بكلمة اعمل والسفسطة .فها هم يماحكون حول تعريف اإليمان
[يو .]٢٩:٦من هذا يستنبطون أئنا نخطأ بإقامة تضاد بين األيمان واألعمال؛ كما لو كان األيمان
يختم بر المسيح على قلوبنا بتلك الرحمة المقدمة لنا من خالل المناداة باألنجيل ،باعتباره -أي
األيمان — إطاعة األرادة اإللهية يحصل لنا على البز باستحقاق ذاته ،وليس بقبول رحمة الله .سوف
يعذرني قرائي إذا لم أتوان في تحطيم تلك الخزعبالت مع أئها بما فيها من ضعف ،ومن دون إقحام
قوه خارجية ،تتحظم من ذاتها بما فيه الكفاية.
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٧٧٦
على أئني أريد في المناسبة أن أتختض من اعتراحبن له بعض الشبه من الحقيقة ،لئأل يقلق
البعض من عديمي الخبرة .ألن البديهة تعتمنا أن القاعدة الواحدة تنطبق على األضداد ،وأة كز
خطيئة دحسب علينا كشر [عدم بر؛ ،يقولون إره من المالئم أيصا أن يحشب كل عمل صالح برا.
لست أقتنع بجواب من يقولون بأن دينونة البشر تقوم كما ينبغي بناة على عدم اإليمان فحسب،
وليس على الخطايا المغردة .إئني أثغق معهم في أن عدم اإليمان هو أصل ومئبع لكز الشرور ،ألله
االنشقاق األول عن الله ويتبعه اقتراف التعذيات المغردة على الناموس .ولكن ،ألئهم حين يضعون
البز والشر في الميزان ،يبدو أئهم يطبقون المعايير ذاتها للخير والشز ،أجدني مضطرا أن أختلف
معهم في ذلك .هذا ألن بز األعمال هو الطاعة التامة للناموس .لذلك ال يمكنك أن تكون بارا على
أساس األعمال ،إآل إذا سردق بال حيد دائائ وأبذا مدى الحياة -إذا جاز القول -على ذلك الدرب
القويم .ومتى انحرك عنه ،تنزلق إلى الشر .من هذا يتبين وبكز وضوح أن البز ال يأتي من عمل
واحد أو بعضن األعمال ،بل من إطاعة اإلرادة اإللهية بال كالل وبال انحراف .أتا معيار الحكم
على الشر فيختلف تمام االختالف .فالسارق أو الغاسق ،باقترافه جريمة واحدة ،مستحق عقات
الموت ألئه قد أذنب ضد عزة الله وجالله .إذ أولئك السفسطائيين يتعثرون إذ ال يلتفتون لمقولة
يعقوب اوإذ من عثر في واحدة فقد صار مجرائ في الكل ،ألن الذي قال ال دزن ١١قال أيصا
ال ئعئزا[ ١يع ١١ - ١٠ : ٢؛ ،إلخ .لذا يلزم أأل يبدوسخيعا أن نقول إذ الموت هو القصاص العادل
لكز خطيئة مغردة من خطايا متعذدة ،ألن كز واحد؛ منها تستحق غضب الله ونقمته .ولكئك
تمسي مختز المنطق إذا جادلث — على العكس — في أن إنساائ يمكنه أن يتصالح مع الله بواسطة
عمل صالح مغرد ،فيما هو من أجل عديد خطاياه مستحؤ لغضب الله.
الفصل التاسع عشر
الحرية المسيحية
مع
(ضرورة عقيدة الحرتة المسيحية ،ذات ثالثة أجزاء ،يوجد أؤلها في غالطية )٣-١
ينحتم اآلن أن نناقش موضوع الحرتة المسيحية .فمن يثخن على عاتقه أن يلخص تعليم
اإلنجيل يلزمه أأل يهمل شرح هذه العقيدة ،ألدها ذات أهمية أساسية ،وبدون معرفتها ال يكاد يجرؤ
الضمير على أن يتبغى أمرا من دون أن يشك؛ فهو يتردد ويتراجع ويضطرب ويتهذج بال انقطاع.
ولكل الحردة تتصل اصاأل خاصا بالتبرير ،وهي ذات نفع غير قليل الستيعاب قوته .حعا إذ من
يخافون الله جدائ سوف يتمتعون بالجدوى العديمة النظير التي تتميز بها هذه العقيدة .ويا لها من
جدوى رغم التهكم الذي يولجهه إليها أصحاب لوسيان ١ ،بال ورع أو حياء في سخريهم الالذعة!
فغي حالة سكرهم الروحي التي ابتلوا بها استباحوا كز فعل ماجن وئشين .لذا هذا هو المكان
الصحيح لبحث هذا الموضوع .كان من المفيد أدنا أرجأنا نقاسا أكمز له حتى اآلن ،مع أدنا قد
لتحنا له قبأل عنة مرات. ٢
على أده حالما بذكر الحرية المسيحية ،تهيج المشاعر أو ينشب الجدال إن لم لعازض تلك
األرواح المستهترة بالنقد والحجة فورا ،وإأل فلسوف ئغسد كز شيء .فالبعض يتخذون من هذه
الحرية ذريعة للتجرد من كز التزامات إطاعة الله وإلطالق العنان لالستباحة المفرطة .آخرون
يزدرونها ظائ منهم أئها تطيح معايير االعتدال والنظام وحسن االختيار .فماذا إدا عسانا نفعل
ومحاطون بالحيرة إزاء هذه األجواء؟ هل نقول وداعا للحرية المسيحية وبذا نحتمي من تلك
. )]<€ لوسيان السموساطي (مات حوالى ٢٠٠ب .م ).سخر من اإليمان والممارسة المسيحيين في كتابه ١
واإلشارة هنا إلى من يسيرون عاى نهجه.
انظر أعأله :الكتاب الثاني ،الفصل السابع ،الفقرات ١٤و :١٥الكتاب الثالث ،الفصل الحادي عشر ،الفقرات ١٧و .١٨ ٣
جون كالثن :أسس الئ يرق المسيحي ٧٧٨
المخاطر؟ ولكن ،كما قلنا قبأل ،إن لم تلم بمعنى هذه الحردة ،فلن يمكننا أن نعرف المسيح ،وال
حق اإلنجيل ،وال معتى السالم الداخلي على حقيقته .بل باألحرى نبحتم علينا أن نهتم بأآل نهمل
هذا الجانب الضروري من عقيدة إيماننا ،وفي الوقت عينه ينبغي أأل نتهاون في الرد على تناث
السخافات التي ال بد أن دثار عندما نتعرض لموضوع الحردة المسيحية.
.٢الحرية من الناموس
في اعتقادي أة الحردة المسيحية تتكؤن من ثالثة أجزاء :أولها ،أة ضمائر المؤمنين التي
تحتاج إلى تأكيد تبريرهم أمام الله ،يلزمها أن ترتقي على الناموس وأن تتخثاه بحيث ال تعير بر
الناموس اعتبارا .ألئه إذ ال يستطيع أحد أن يقف مبررا أمام ما يقتضيه الناموس ،فإائ أئه يقطع أمامنا
كز أس في التبرير أوكلزمنا أن نتحرر منه بحيث ال دقام أي وزن لألعمال .فتن يظئ أره لكي يتبرر
يلزمه أن يأتي بحفنة تافهة من األعمال ،فهوفي الحقيقة عاجز عن تقدير ضآلة قيمتها ومحدوديتها،
بل إئه يجعل من ذاته عبنا مديائ للناموس .لذلك إذ نطرح جانبا أئ ذكر للناموس وكز اعتبار
لألعمال ،وجب علينا عندما نتحدث عن التبرير ،أن نعتمد على رحمة الله وحدها ،وأن نحول
انتباهنا عن ذواتنا ونتطلع إلى المسيح وحده .ألة السؤال عندئذ :ليس كيف يمكننا أن نتبرر ،بل
كيف — ونحن أشرار وغير مستحثين — يمكن أن نحسب أبرارا .فإذا ابتغت الضمائر الحصول
على أي قدر من التأكيد في هذا لمجال ،يتحئم أآل تعطي أي مكاز للناموس.
.٣برهان غالطية
تدور حجه رسالة غالطية برئتها تقريبا حول هذه النقطة .والذين يعتمون بأن بولس في رسالته
هذه يجادل ألجل حرية الطقوس والشعائر فحسب ،يفشرونه منافيا للعقل كما يمكن إثباته من
النصوص ذاتها .من مثال ذلك ما ورد في قوله :إة المسيح أضاز لئ أللجلنا أ ليفتدينا من لعنة
الناموس [غل ]١٣:٣؛ وادبتوا إذا في الفره ابي قذ خرزتا التسيخ بها ،ؤأل دربكوا اتخا يتير
غبودئه .لها اتا بولش ادول ...ائه إن الحم أل تئعفكلم انسيخ نسقا ...ؤ غز إكان نغس ائه
ثلتزم اذ ئفتز بكل الائوئس .قذ بطلتم غن التسيع ادفا الندين دتيكررون دالائثوس .سعطتم مئ
الئثته [غل ه ٤—١ :؛ .ال ريب في أن هذه النصوص تحتوي على ما هو أسمى من الحرية ض
الطقوس! إئني بالطبع اقز بأن بولس يناقش الطقوس ههنا ،ألئه يعيب الرسل الكذبة الذين كانوا
يحاولون أن يعيدوا إدخال ظالل الناموس البالية على الكنيسة المسيحية ،بعد أن كان المسيح قد
أبطلها بمجيئه .ولكئه لكي يناقش تلك المسألة ،كان عليه أن يشيز إلى الموضوعات األهلم التي
ارتكز عليها الجدال بكآيته .أؤأل ،إذ كان وضوح األنجيل قد قئمته تلك الظالل اليهودئة ،بين
بولس أن لنا في المسيح األعالن التام لتلك األمور التي رمز إليها في الطقوس الموسوية .ثم إذ كان
أولئك الدحالون قد شيعوا أذهان عامة الناس بالفكر الشرير القائل بأن إطاعة تلك الطقوس تنيلهم
استحقاق نعمة الله ،يصر بولس في هذه الرسالة على أأل يفترض المؤمنون أئهم بأعمال الناموس
يمكنهم أن ينالوا البر في عيلي الله ،أو أسوأ من ذلك أنهم يبررون بممارسة تلك الطقوس البدائية
التافهة! وفي الوقت عينه يعتم بأئهم بواسطة صليب المسيح قد صاروا أحرارا من حكم الناموس،
الصليب الذي لواله لظتوا يرزحون تحت ثقل الناموس [غل ٥: ٤؛ .وبهذا التعليم أراد أن يوفد
لهم أئه يمكنهم أن يضعوا كز الثقة في المسيح وحده؛ وهذا هوموضوعنا أيصا .وأخيرا ،إئه يؤكد
ضمان حرية ضمائر المؤمنين بحيث ال يشعرون باالضطرار إلى ممارسة ما ال لزوم له.
أما الجزء الثاني ،ويعتمد على األول ،فهو أن الضمير يحافظ على الناموس ،ليس عن اضطرار
إلى التقيد بالناموس ،بل إئه إذ يتحرر من نير الناموس ،يطيع إرادة الله عن رصا وطيب خاطر.
فحيث يظز الضمير في رعدة متناهية ما دام باى تحت سيطرة الناموس ،سوف يستحيل عليه أن
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٧٨٠
يجد ذاته على استعداد وشوى إلطاعة الله ،إن لم يكن قد نال هذا النوع من الحرية .سوف ندرك
هذا بوضوح أكثر إذ نسرد مثاأل مختصرا يعيننا على ذلك :يوصي الناموس بأن دحب الرت الفك
س كل قلبك ؤس كل بك ،زمىكل ،ووتلثع ا [تث : ٦ه ] .فلكي نتتم هذا ،ينبغي أن تفرغ نفوسنا
من كز شعور وفكر آحرئن ،وأن ئطؤر قلوبنا من كز رغبة ،وأن ئسئجمغ كز قوانا وركز على
هذه النقطة وحدها .ولكن كز من أحرزوا تقذائ أعظم من غيرهم في نهج الرب ،ال يزالون أبعد
ما يمكن عن ذلك الهدف .ألئه على الرغم من أئهم يحبون الرب يخالعن حب وجدانهم ،يظز
جانت عظيم من قلوبهم ونفوسهم متعتى شهواتهم الجسدية التي تجرفهم وتمنعهم من اإلسراع
ود ،ما إلى الله .إئهم حعا يجاهدون في سعيهم نحوه ،ولكى الجسد يضعف قواهم من جهة ،ومن
أخرى يجذبهم إلى ذاته .ماذا عساهم يفعلون ههنا فيما هم يشعرون بعجزهم الكتي عن أن يتئموا
الناموس؟ إئهم يريدون ،يطمحون ،يحاولون ،ولكن ال حول لهم في مواجهة الكمال المطلوب.
إذا نظروا إلى الناموس ال يرون سوى اللعنة تصيب ى عمل يحاولونه أويقصدون عمله .وليس ثتة
من سبب ،يبرر ألي إنسا؟ أن ئتخدغ ذاته فيغلى أن عمله لينى بكتيته شريرا ألئه ناقص ،وأن الله على
الرغم من ذلك يجد ما فيه من صالح مقبوأل لديه .فإذ لم تخئف صرامة الناموس ،فمطالبته بالحت
الكامل تدين كز ما ينقصه الكمال .لذا ليتفكر اإلنسان في عمله الذي أراده أن يوجد حسائ إلى حد
ما ،وبذلك سوف يجده تعديا على الناموس لمجرد أده عمز يعوزه الكمال.
انظز كيف أن جميع أعمالنا تمكث تحت لعنة الناموس إذا هي قيست بمعيار الناموس .فكيف
إدا يمكن لنقوس تعيسة أن تتألهب متحئسة للقيام بعمل يتوقعون أئه سوف يجازى بمجرد لعنة؟ أتا
في حال تحررهم مائ يفرضه الناموس من لعنة ،بل من قسوة الناموس كلائ ،إذا سمعوا الله يناديهم
بصوب أبوي حنون ،فتسؤف يجاوبون بفرح واشتياق عطيتين ويتبعون إرشاده .باإليجاز ،إذ من
يتقيدون بنير الناموس يشبهون بعبيد قرض عليهم أسيادهم واجباب معينة ليقوموا بها كز يوم .ال
يشعر هؤالء العبيد بأئهم أنجزوا منها شيائ ،وبذا ال يجرؤون على أن يظهروا أمام أسيادهم إذا لم
يتئموا كز واجباتهم على أكمل وجه .أتا األبناء الذين يعاملهمآباؤهم بأكثر لطب وأقل تعشب،
فال يترددون في أن يتقدموا إليهم بأعمالهم حتى لو كانت غير مكتملة ،أو حتى لو كانت مشوبة
بالعبب ،ثقة منهم بأن طاعتهم وطيب خاطرهم يناالن القبول عندآبائهم .مثل هؤالء األبناء ،ال ين
لنا أن نثق تماتا بأن الخدمات التي نقوم بها سوف تحوز قبول أبينا السماوي كتي الرحمة ،مهما
٧٨١ الكتاب الثالث -الفصل التاسع عشر
كانت ضئيلة أو ناقصة أو تعوزها البراعة .إئه هكذا يطمئننا بقول النبي :أدا ...اغبق عليهم كما
يسفق اإلرسان على) ابنه الدي تحدل [مال ١٧:٣؛ .من الواضح أة كلمة يشفق اسئعملت هنا
بمعنى ٠ايتساهال أو يتغاضى عن ...أ.و يرق على ...كما ذكرت أيصا كلمة خدمة .إئنا
بحاجة إلى هذه الطمأنينة إلى درجه ليست بقليلة؛ بدونها باطأل دعي م على كل ما نفعله .وال يمكن
أن يعتبر الله أئنا نوقره بعمل من أعمالنا إذا لم نفعله بكامل اإلجالل نحوه .ولكن كيف يمكن عمل
ذلك وسط كز هذه الرعدة التي تجعلنا نشك في أعمالنا هل كانت تهين الله أو تكرته؟
وهذا هو السبب الذي ددغ كاتب الرسالة إلى العبرانيين إلى أن ينسك إلى اإليمان كز عمل،
صالح نقرأ أة اآلباء القديسين فعلوه ،فقئتهم على أساس اإليمان وحده [عب ٢ : ١١وما يليه؛
١٧: ١١إلخ؛ .وفي رسالة رومية ،نجد نصا معروقا عن هذه الحرية التي على أساسها يستنتج
منطفائ أئه ال ينبغي أن تتمنكنا الخطيئة أو تسودنا [رو ١٢ :٦و١٤؛ ،ألئنا لسنا تحت الناموس
بإى تحت النعمة .فقد حذر المؤمنين أآل ينعوا الخطيئة تملك في أجسادهم المائتة [رو ]١٢:٦
وأأل يخضعوا أعضاءهم للخطيئة كآالت إثم ،بل أن يقذموا ذواتهم لله كأحياء من األموات ،
وأعضاءهمآالت بر للهاا [رو . ] ١٣: ٦أتا من جهؤ أخرى ،فقد يعترضون بأئهم ال زالوا يحملون
معهم أجسادهم الممتلئه بالشهوادت ،وأة الخطيئه تسكن فيهم .أما بولمر) فيضيف هذه التعزية في
الحرية من الناموس .فكما لوكان قد قال :على الرغم من أئهم ال يشعرون بعن بوضوح أة الخطيئة
قد ابيدت أو أة البر يسكن فيهم ،لم يزل ثئة سبب ،ألجله يخافون ويحبطون ،كما لودكان الله يتعقر
دائائ بمختفات الخطيئة ،إذ يرون أئهم قد تحرروا بالنعمة من الناموس بحيمث ال ئقاس أفعالهم
بحسب معاييره .لكن حذار أن يظئ أحذ أئنا نقول بأئه ينبغي أن نخطئ ألئنا لسنا تحت الناموس،
بل ليفهموا أة هدفنا هو أن نحفزهم على كز عمل صالح.
أتا الجزء الثالث من موضوع الحرية المسيحية فهو هذا :إئنا لسنا ملتزمين أمام الله بأي
اضطرار دينى يمنعنا من أداء األشياء السوائية [أي التي ال تقذم وال تؤحر] .في حذ ذاتها في بعض
األحيان ،أو أن نغطها في أحيا؟ أخرى بال مباالة .وإذ إدراك هذه الحرية ألمز ضروري جذا لنا،
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ٧٨٢
ألئنا إن لم نعرفها فلن تسترخ ضمائرنا ولن تكون هنالك نهاية للخرافات .إئنا اليوم نبدو للكثيرين
وكأئنا فقدنا الرشد ألئنا نثير نقاائ حول تناول اللحوم بدون تحريم ،وحول التعامل مع العطالت
(األعياد) واأللبسة ،وهلتم جرا ،وتبدولهم هذوحماقات طيش.
ولكل هذه األمور أهنتم كثيرا منا شاع االعتقاد به .ألئه إذا ما احتبك الضمائر وه ،تدخل
في متاهات ال سبيل إلى الخروج منها .فإن بدأ رجز يشك في أئه لو حز له أن يستعمل الكيان
للثالءات أو لألقمصة أو لمنادبل اليد أو لمناديل المائدة ،فسوف يلتبس بعدئذ عليه هل كان يحز
له أن يستعمل القئب؛ وأخيرا سوف يحوم الشك حتى حول الحبل المصنوع من ئسالة الكيان.
وسوف يقاب في فكره هل يستطيع أن يجلش إلى العشاء بدون استعمال منديل المائدة ،أو أن
رخرخ من داره بال منديل اليد .وإن كان أحدهم يعتبر طعاائ لذيذ المذاق محرائ ،فلسوف يبقى
ضميره مضطرائ أمام الله أيشا عندما يأكل الخبز األسود أو األطعمة المألوفة ،بينما يقنع نفسه بأن
جسمه يمكن أن يقتات على طعام أكثر خشونة .وإذا أجفل مع تذؤق النبيذ الحلو ،فسوف يزعج
ضميره لوشرب نبيذا عادائ ،وأخيرا لم يجرؤ على أن يشرف ماء أنقى وأعذب من ماءآخر .فالموجز
أئه سيصل به الحال إلى أن يعتبر حراائ إذا داست قدمه قئة اعترضت طريقه ،كما بضرب المثل.
هنا بثار جداز جسيم األهمية ألئه يدور حول هل كان الله الذي ينبغي أن تسموإرادته فوق كل
مخكطاتنا وأفعالنا ،يريد لنا أن نستعمل هذه األشياء أو تلك .ونتيجة لذلك ينزلق البعض في يأسهم
إلى هاوية من الحيرة؛ وآخرون مئن يحتقرون الله وال يبدون له مخافة ،يشعون طريقهم بأنفسهم
إلى الهالك حيث ال يجدون إليه سبيأل جاهرا .ويرى جميع من يقعون في شرك تلك الشكوك ،أئهم
حيث يحولون أنظارهم يجدون حرم الضمير حاضرا في كل مكان.
يقول بولس :ا|إري غابتم ...اذ نيش سيء تجشا بداته ،إأل ش تحسب نسا تحشا ،وله هؤ
دجشاا [رو ١٤: ١٤؛ .بهذه الكلمات يخضع بولس كل األشياء الخارجية لحرينا ،بشرط أن
تكون عقولنا على ثقة تامة بأن أساس تلك الحرقة يثبت أمام الله .أتا إذا شكل لنا رأي خرافتي
عقبه ما ،أمست األشياء النقية في ذاتها فاسدة لنا .لذلك يضيف :خويى لمن أل يدين تغشه وي تا
يئقخسنه .ؤاما الذي ئرائب واذ/أكل بذان ،ألن ذيك نيش من اإليمان ،ؤكل تا نيش ج األيمان
وفي وسط حيرة كهذه ،أال ينصرف عن الله إلى هذا الحذ أولئك الذين يظهرون ذواتهم جشوا
زؤئخا بإقدامهم الجريء على كز األمور بثقة؟ أتا أولئك الذين دحرك مشاعزهم أي درجة من
مخافة الله ،فتغمرهم الرعدة متى ارغموا على أن يفعلوا شيائ ضن ضمائرهم .كز أمثال هؤالء ال
يتقبلون شيائ من عطايا الله بالشكر ،ومع ذلك يشهد بولس أده بالشكر وحده تتقدس كل األشياء
[١تي ٤ : ٤وه] .أعني ذلك الشكر الذي يخرج من عقل يميز في عطايا الله حنؤه وجوذه
العميئبن .وهكذا يدرك الكثيرون ائها عطايا الله الصالحة تلك التي يستعملونها ،ويحمدون الله
في أعماله؛ ولكن إن لم يكونوا مقتنعين تماتا بأة األشياء الصالحة قد لنحت لهم ،فكيف لهم أن
يشكروا الله معطيها؟
حصيلة الحديث أئنا نرى إلى أين تقودنا هذه الحرية :أئه ينبغي أن نستخدلم عطايا الله ألجل
الفرض الذي من أجاه أعطانا الله إياها ،بدون تحرج ضمير ،بدون قلق عقل .وبثقة كهذه سوف
تبقى عقولنا في سال؛ معه ،وسوف تدرك قدر سخائه نحونا .هنا توجد كل الطقوس التي تظز
مراعاتها قيد حرية االختيار ،حتى ال تتقيد ضمائرنا بأي ضرور؛ لمجاراتها ،بل لكي تتنلكر أئه من
فضل إنعام الله بقي استعمالها لتهذيبها وإخضاعها له.
ولكن يلزم أن نالحظ بالتدقيق أة الحرية المسيحية ،في جميع نواحيها ،أمز روحى .وتكمن
كز قوتها في تهدئة الضمائر الخائفة أمام الله ،الضمائر القلقة والمضطربة وبخصوص غفران
الخطايا ،أو التي تقلقها الريبة فيما كانت أعمال أصحابها -إذا لم دئس مكتملة -مقبولة عند الله،
أو تعذبها الحيرة في ما يتعئق باستخدام األشياء السوائية أي التي ال تقذم وال تؤحر .ولذا يفشرها
بطريقة منحرفة أولئك الذين يتذرعون بها لممارسة رغباتهم ،فيسيوئن استخدام عطايا الله الصالحة
إلشباع شهواتهم ،وكذلك الذين يعتقدون أة الحرية ال وجود لها إآل إذا اسئخدمت على مرأئ من
الناس ،ومن ثم ال يكترثون عند استعمالها لما قد يعبر األخوة األضعفين.
يخطئ في أيامنا معظم القوم إلى أقصى حد في الحالة األولى .فاليكاد يوجد أحذ مئن تسمح
لهم مواردهم باألفراط في التبذير ،إآل يجد متعة بالغة في العيش المسرف والوالئم الباذخة ،في
الملبس المتفاخر وفخامة المسكن؛ إآل يسعى جاهذا أن يتفوق في كز مظاهر الثراء على جيرانه؛
إأل يهنئ نفسه بما هو فيه من ترف وتنعم .وكز هذه األمور دبرر بحجة الحرية المسيحية .يقولون
جون كالقن :أسس الدين المسيحي ٧٨٤
إذ هذه األشياء التقذم والتؤحر .إئني اقر بذلك على شرط أن ستخلك م بالمباالة .ولكن عندما
دشتهى هذه األشياء بجشع مفرط ،أو عندما تكون موضوعا للتعاظم والتباهي ،أو عندما لبذر
بإسراي ،تتدرس بأثر تلك الرذائل وإن كانت في حذ ذاتها حالأل.
مقوله بولس دمئز بين األشياء السوائية :اكل سئء طاهز بلكاجربئ ،وأائ للنجسيئ زعير
انوئسئ وكزة قتي؛ ناهرا ،بز ون تتعق ذفثهم آنثا ؤصبؤلهم[ 11تي ]١ ٥:١وإأل فلماذا
تنزل اللعنة على األغنياء الذين قد نالوا عزاءهم ،وشبعوا ،ويضحكون اآلن [لو -٢٤ :٦ه ٢؛،
ويضطجعون على أسرة من عاج [عا ،]٤:٦وئقرنون حقأل بحقل [اش ه ،]٨:والعود والرباب
والدف والناي والئمهم [اش ه١ ٢:؛؟ ما من شك في أن العاج والذهب والغنى بمختلف أنواعه
خليقة حميدة من الله ،مسموح بها ،بل في الحقيقة معثنة منه ليستخدمها األنسان في إطار عناية
الله .كما لم نكن ط قد حرمنا الضحك ،أو الشبع ،أو حرمنا أن نضيف المقتنيات إلى ما امتلكه
أجدادنا أو ما أمسى قديائ عندنا ،أو أن بطزب نفوسنا لإليقاع الموسيقي ،أو أن نحتسي قسائ من
النبيذ .هذا حق وصواب .ولكن أينما وجدت الوفرة :أن ننغمس في الملذات ،أوأن تأكل بتهم ،أو
أن دسكز العقل والقلب بالمتعة الحاضرة ونلهث سعيا وراء ملذاب جديدة ،فما أبعد هذه جميعها
عن االستعمال الئباح لعطايا الله!
فلتنصرف إدا الرغبة الجامحة ،ولينبذ الشرود المتطرف ،ولتعزي النغش عن الغرور
طوع القلب على
بسبل نقية .فإذا ي٤
مح والغطرسة ،حتى يمكن للناس أن يستعملوا عطايا الله الطاهرة
هذا االعتدال ،فلسوف يتدرب على قاعدة سوة الستعمال بركاب كهذه .أائ إذا افتقز القلب إلى
هذا االعتدال فتتجاوز حتى الملذات البسيطة حدود القبول .فمن يتراهى بلباس فظ وأجس تعبت
أن يسكته قلت مختان ،أثا من يتحلى بالبساطة فيسكنه قلب زاهد خشوع .لذا ،ليعس كز إنسان
بحسب مركزه ،سواء أكان على مستوى البساطة أم االحتدال أم الوفرة ،لكي يتذتمر الجميع أن الله
ئقودهم لكي يحيوا ،ال لكي يحيوا حياة الترف والبذخ .وليتعتموا مع بولس أن يكونوا مكتفين
بما هم فيه :أن يعرفوا أن يتضعوا وأن يستفضلوا أيشا؛ أن يتدربوا على السبع كما على الجوع؛ أن
يخطئ الكثيرون في هذا المجال؛ فهم يستخدمون حرتهم بال تمييز ويغير حكمة ،كما لو
كان أحذ ال يالحظ .وبهذا التصرف الغافل ،كثيرا ما يعبرون اإلخوة الضعفاء .إئك تستطيع اليوم
أن ترى البعض ال يتمئعون بحريهم إذا لم يذعوا امتالكها بأكل اللحوم في أيام الجمعة .إئني ال
ألومهم على أكل اللحم ،لكن يلزم أن ثطرد هذه الفكرة من أذهانهم .ألئه يجب أن يدركوا أئهم من
منطلق حريهم ،لن يحرزوا شيقا جدينا من عند الناس بل في عيثي الله ،وأة تلك الحرقة ال تنقص
وال تزداد سواء باالستخدام أو باالعتكاف .فإن أدركوا أته ال فرق في نظر الله إذا أكلوا اللحم أو
البيض ،أو إذا لبسوا ثيابا حمرا أو سودا ،فهذا يكفي ويزيد .عندئذ يصبح الضمير الذي تؤول إليه
هذه الحرية محررا .ومن ثم ،حتى إذا أحجم الناس عن تناول اللحوم طوال العمر ،أو ارددوا دائائ
ثيابا من لون وام فهم ليسوا أقز حرية .إئهم في الحقيقة.سبب حريهم يمتنعون بضمير حر.
أتا إذا لم يحترسوا من أن يعثروا إخوتهم الضعفاء فهم يزنون على نحو كارثي ،ألئه يجب علينا أن
نحتمل ضعفهم بحيث ال نسمح -غافلين — ألقز ضرر قد يصيبهم.
ولكن يكون من المهة) أحياائأن دظهزحريناأمام الناس .إئني اقربذلك .ومع ذلك ينبغي أن
نلتزم هذا الحذ بأقصى حذر :أأل تغفل أو تهيل االعتناء بالضعغاء الذين أودعنا الرت إياهم.
.١١عن العثرات
هنا ،إدا ،وجب أن أقول شيائ عن العثرات؛ كيف ئصئف؟ وأيها يجب أن يجتنب؟ وأيها
يففل عنه؟ من هذا يمكننا بعدئذ أن نقرر المكان المالئم لخرينا بين الناس .ألئني أميل إلى التمييز
المعروف بين العثرة التي نسببها واألخرى التي نتلثاها ،بحسب ما يوضحه الكتاب المقدس من
تمييز بينهما ،والتعريف الذي يعبر عن معناهما تعبيرا صحيحا.
فإذا فعلث شيائ ما بطئثن وبال لياقة ،أو بخالعة وعدم حياء ،أو بتهور ال يعرف قينا أو حذا
بحيث سبب للجاهل أو للبسيط أن يعبر ،فهذه ردعى عثرة تعطاة ألدها تنجم عنك ،إذ حدثت نتيجه
لخطأارتكبئه.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧٨٦
أثا العثرة التي رقال إئها متلثاة فهي التي تحدث من دون قصده سئئ أو في وقب غير مالئم،
ولكئها تتحول رغائ من ذلك نتيجة لتأويل ثفرض إلى ما يتعقر به من أراد .هذه فى ذاتها ليست
مح امح
عثرة بالمعنى المألوف ،ولكئها تصير عثرة بسبب التفسير الخاطئ لبعض المفسرين األئمة .األولى
ال يتعئر بها سوى من كان ضعيف العقل واألرادة ،أثا النوع الثاني من العثرات فهو الذي يجرح
كبرياء الغريسيين أو ذوي مرارة النفس .وعلى هذا ،فانا سمي األولى عثرة الضعفاء ،بينما ندعو
األخرى عثرة الفزيسيين .وهكذا سوف نطوع استخدام حرينا بحيث تفسح مجاأل لجهل إخوتنا
يبين بولس لنا في عنة مواضع ما ينبغي أن نتنازق عنه للضعغاء في وسطنا .يقول :ؤس
هؤ حئعيف ني اإليعاز كافيتوه [رو .]١:١٤وأيائ يقول :كآل نحاكم أدشا بغخائ بفصا ،تل
دالحري ٠..اذ آل يوحقغ بالح مضت ،مه اؤ معتزه [رو ١٣: ١٤؛ ،وغيرها منا يستحسن اللجوء إليها
في مواضعها المالئمة .والخالصة هي :اوكجئ ،علثا تحل األقوياء اذ تحتمل اصفاف الصقعاء،
ؤأل نزبتي انعشتا .كيرض كل ؤاجل منا قريبة للحير ،ألحل السان[ ,,.رو ٢-١ :١٥؛ .وفي موضع
آخريقول :ؤننيائئلزوالئألئصيز شئغائغئ)هذا [حردتكم؛نفقر؛بلئفعاء [ ١كو .]٩:٨وأيفاًا
اكل نا ياغ ني التنحمة كلوه ني ناحصين غن شيء ،من الجل الثمبيرأ [ ١كل : ١٠ه ٢؛ .. .ااًاقول
الصبير ،فيش صميزك أدك ،بل صبيز االحر ١[ ...كو .]٢٩:١٠باأليجاز ،اكونوا دآل عتزه
للتهوب نبعوتاسن ؤييكة اللها١[ ٠كو٣٢: ١٠؛ .وكذلك نعتىآخر :الوإنكم إنتا دعيئثم بئخزئة
ادفا اإلحؤة .ني ائه أل تضيزوا انخزئة فزضة بئجتبه ،بل بالمحثة احدثوا بغثكلم بفصا
[غل ه١ ٣:؛ .إئها حعا هكذا .لم دعط حرئتنا ضن إخوتنا وجيراننا الضعفاء؛ لكن المحبة تجعلنا
خذاثا لهم في جميع األشياء؛ بل إئها بالحري قد اعين ،بحيث لنا سالم مع الله في قلوبنا ،لكي
نتعتم من كلمات الرب كم ينبغي أن نتعامل مع ما يعبر الفزيسيين :إئه يدعونا قائأل :أركوهم.
هلم عنيان قاذة عنياز [مت ه ١٤: ١؛ .كان التالميذ قد حذروا السيد بأن الغريسيين لثا سيعوا
العوفي ئغزوا [مت ه . ] ١٢: ١فأجاب معتنا إياهم أن يتجاهلوهم وأأل يعيروا نغورهم اهتماثا.
٧٨٧ الكتاب الثالث -الفصل التاسع عشر
مع ذلك ،سيبقى األمر مريبا إن لم ندرك من الذي نعتبره ضعيائ ،ومن نعتبره فريسؤا .وإذا ازيق
هذا التمييز الت أرى ماذا ينبثى حعا الستعمال الحرقة في ما ينعتق بالعثرات ،ألئها ستغلق دائائ في
وبمثاله* ،إلى أئ حذ ٠٠يلزم
ع ٠٠ الوضوح٦ ،
بتعليمه ٠ أة ٠بولس قد غرف ٠اببالغ
٠ لي
٠٠ جسيم .ولكن ٠٠٠يبدو
٠٠ خطر
تع
للحرية إائ أن تتكيف أوأن ئبتاع على حساب العثرات .لائ أخذ بولس تيموثاوس معه رفيعا لرحلته
حئته [اع . ]٣: ١٦ولكئه لم ئضتلر أن ئخثبن تيطس [غل ٣: ٢؛ .هنا نجد فعتين مختلعين من دون
أن يكون تفغر في الفكر أو الهدف .أي أئه في ختانه تيموثاوس ،على الرغم من أئه كان حرا من
الجميع ،جعل ذاته اعبنا للجميع ؛ فلليهود صار اكيهودئ لكي يربح اليهود؛ وللذين تحت
الناموس صار كأئه تحت الناموس . . .لكي يربح الذين تحت الناموس [ ١كو .]٢٢-١٩ :٩إلنا
نستطيع أن نتحكم في حرتنا إن لم يسبب ذلك فرقا عندنا ،متى كان فعل ذلك ئجدائ.
أائ ما كان في باله عندما رفض بشنة أن قخين تيطس ،فهو ما شهد له عندما كتب :لكن لم
يصطر زأل يطش الذي كان تعي ،زهو وئتانى ،اذ قغئبئ .ؤلكن ،يشبب اإللحؤه الكدبه الئذحبيئ
خفيه ،الذئ دحلوا الحبآلسا إيتجششوا حرقتا التي لتا بي الفسيح كئ قشقبدوتا ،الذين للم نذعن
لهم يالفخوع ؤأل سائ ،بهبثى عئذكم حق االحيق [غل -٣ :٢ه] .هكذا ينبغي أيصا أن
نتمشك بحريتنا ونثبتها إذ أحاطها خطر التأثير في ضمائر الضعفاء من جراء ضغوط الرسل الكذبة.
ينبغي دائائ ،وفي كذ أوان ،أن نسعى إلى محبة القريب وأن نئطتغ إلى تهذيبه وبنائه [في
األيمان] .يقول في موضع اخر :اغز األلهبا؛ ثجز يي ،لي ليش غز األنبا؛ توق .اغز األسياء
بالحرا
* تحز إي ،زلكن ليش غز األلهبا؛ سي .أل قنللت احد ما هؤ بتنمه ،بق كز زاحد ٠ما هؤ
[ ١كو .]٢٤-٢٣:١٠ليس هنالك ما هو أكثر وضوحا من هذه القاعدة :أئنا ينبغي أن نستخدلم
حرقنا إذا كان استخدامها ينتج تهذيب قريبنا وبناءه؛ أائ إذا لم يكن هذا ليعينه ،فعندئذ يلزم أن
نتنازل عنها .هنالك من يدعون لذواتهم حكمة بولس بإمساكهم عن الحرية ،بينما ال يوجد لديهم
ما يستخدمونها له إأل لواجبات المحبة .إئهم ،لكي يحافظوا على طمأنينة نواتهم ،يرغبون في أن
يدفنوا كز دكر للحرقة؛ بينما ليس أقز أهمبة في بعض األحيان أن نستخدم حرية القريب لمصلحته
ولبنائه ،من أن تخنها ألجل فائدته .فإئه من قبيل تقوى األنسان أن يدرك أئه متخ قدرة استخدام
حريته في األمور الخارجية ،كيما يمكنه أن يكون أكثر استعدادا للقيام بكق ما تتطتيه المحبة.
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٧٨٨
كز ما عتمئه عن اجتناب العثرات قصدن به األمور المرحلية والسوائية .ألن األشياء التي
دحئم الضرور؛ عملها ،يجب أأل يرك خونا من العثرات .ألده كما يلزم أن نخضع حريئنا للمحبة،
هكذا يجب أن تظز مكانة المحبة .ودورها أقز من مكانة نقاوة األيمان .ال ريب في أئه من المناسب
هنا أيشا أن نؤخذ المحبة بعين االعتبار ،حتى إلى حافة المذبح [قارن مت ه٢٤-٢٣:؛؛ أي أئه
ليس من الصواب أن نغيب الله ألجل خاطر القربب .فيجب أآل نقبل تمادي من ال يستطيعون أن
يفعلوا شيائ إأل بإثارة جلبة صاخبة ،أو تن يفشلون أن يقتحموا كز مجابة .ردأل من أن يتطرقوا إليه
بهدوء .كذلك أيخا يلزم أأل يسمع لمن يدعون — بعد أن يضبوا ذواتهم قادة باآلالف من أنواع
الشر -أئه يجب أن يتصرفوا بحيث ال يسيبون المعثرة للقريب [قارن ١كو ٩:٨؛؛ هذا كما لو
كانوا في تلك األثناء ال يبنون ضمائر جيرانهم في عمل الشر ،وخصوصا فيما يتمادون هم أنفسهم
في غرس ذواتهم في حمأة الطين نفسها بدون أى أمل للخروج منها .وما أحذق تن يقولون إذ
قريبهم يلزمه أن يتغذى باللبن بينما يفرقونه في أسوأ األفكار المميتة ،بغض النظر عن إمكانية حاجة
القريب ليتعلم العقيدة أوليقتدي .رمثال الحياة! يتدبر .رولس أله سقى الكورنثيين لبائ [ ١كو ٢ : ٣؛.
لكن لو كان القداس البابوي يمازس عند الكورنثيين ،فهل كان [بولس] ضخى لكي يعطيهم لبائ؟
بالطبع ال ،ألن اللبن ليس سائ .لذلك يكذ.رون متى ينعون ألهم يقذمون غذاء لمن هم في الواقع
يقتلونهم بوحشية تحت ستار المالطفة .نسلم بأن هذا النوع من االخفاء يمكنه أن يكون مقبوأل
موق — ولكن إلى متى سوف يطعمون أطفالهم هذا اللبن نفسه؟ ألئه إن لم ينضج هؤالء كفايه
بحيث يستطيعون أن يحتملوا ولو قليال من الطعام الخفيف على األقل ،فمن المؤكد أدهم لم ينشأوا
على غذاء من اللبن.
سببان يمنعا نني من أن أجادلهم بأكثر حذة :أؤأل ،إذ تفاهتهم ال تستحق أن أبرهن على خطأها،
حيث إتهم ئحتثرون -كما يحق — بين جميع العقالء؛ وثانيا ،لسك أريد أن أكرر ما بيخه بوفرة
في بحوب ورسائز خاصة ٣.ليتذتمر قرائي هذا فقط :مهما اجتهد الشيطان والعالم أن يبعدانا .ركز
أنواع العقبات عن وصايا الله ،أو يعكالنا من فعل ما يشاء ،ينبغي أن نثابر بكز جهد في عمله.
وعندئذ مهما هذدتنا المخاطر ،فلسنا أحرارا بمقدار غفر إصبع أن نحيد عن سلطة الله هذه؛ وال
يحز لنا بأي حجة كانت أن نجرب شيائ سوى ما يسمح به هو.
اآلن ،ما دامت ضمائر المؤمنين -وقد تقبلت امتياز حريتها كما وصفناآنائ -قد استطاعت
بواسطة عطبه المسيح أآل تقع في حبائل أي من الممارسات التي شاء الرب أن تتحرر منها ،نستنتج
ألها تحزرت من سلطة أي بشر .هذا ألن المسيح ال ينبغي أن يفوت تقيل شكرنا على سخائه
العظيم ،كما ال تستحق الضمائر أن تغؤت الفائدة التي حصلت عليها .وليس لنا أن نضع قيمة
بخسة على ما نراه قد كتفل المسيح ثمائ باهكا ،حيث إته لم يثغن حريتنا بالذهب أو الفضة بل
بدمه الكريم [ ١بط .]١٩—١٨: ١ال يتردد بولس في أن يقول إذ موت المسيح يخل إذا أخضعنا
أرواحنا لشلطة إنسان [غل ٢١ :٢؛ .في رسالة غالطية ،يحاول بولس أن يظهر كيف يحجب
المسيح عن أنظارنا فقط ،أو بالحري أن يزال ما لم تبت ضمائرنا في حريتها .إئها حعا تفقد
تلك الحرية إذا أمكن — إرضاء لمشيئة بشر — أن تحتبل في شراك التشريعات والبالغات البابوية
(10118خل11٦خ8ع0ح) [انظر غل ه ١ :و ٠]٤ولغا كان هذا جديرا بأن يعرف جبذا ،يلزمه شرح أطول
وأوضح .ولكن حالما لطقت كلمة تؤسر إلى إلغاء البالغات البشرية ،ثارت عواصف صاخبة من
المشاكل؛ من المحرضين على الفتنة من جانب ،ومن المغترين ومشوهي السمعة من جابآخر،
كما لوكانت إطاعة البشر بمجملها قد أطيحت وأبطلت كلبا.
.١٥المملكتان
لذلك لئأل نعثر بهذا الحجر ،دعونا أؤأل نتفكر في أن ثتة سلطة مزدوجة في اإلنسان :األولى
سلطة روحية هي التي يتدرب بها الضمير على التقوى في مخافة الله؛ والثانية سياسبة ،وهي التي
يتعتم المرء بواسطتها واجبات االنسانية والمواطنة التي ينبغي أن تصان بين الناس .وتدعى هاتان —
عاد؛ — السلطتين الروحية* و الزمنية ؛ يقصد باألولى االختصاص الروحي وهو ما ينعتق بحياة
النفس ،بينما للثانية اختصاص مهام الحياة الحاضرة؛ ليس في ما يتعئق بالطعام والملبس فحسب،
جون كالثن .أسس الذين المسيحى ٧٩.
بل بتشريع القوانين التي بها يمكن للمرء أن يعيش حياته بين سائر الناس في قداسه وشرب واعتدال.
تسكن السلطة األولى في قرارة العقل ،فيما تنكم الغلطة الثانية التصرف الظاهر .نستطيع أن نستي
األولى مملكة الروح ،والثانية المملكة السياسؤة .وينبغي دائائ أن يبحت في كز من هائين على
حدة :فبينما نتفكر في إحداهما ،يلزم أن نصرف الذهن عن التفكير في األخرى .فثتة في األنسان
— إذا جاز الحديث — عالمان يحكمهما ملكان مختلفان وتنكم كليهما قوانين مختلفة.
بهذا التمييز ،يملي المنطق أده ال يجوز أن نطبق تعليم األنجيل خطًا حول الحرية المسيحية،
على النظام السياسي كما لو كان المسيحيون أقز خضوعا — في ما يتعئق بالشلطة الخارجية —
للقوانين البشردة بسبب تحرر ضممائرهم في عيلي الله؛ وكما لو كانوا قد تحرروا من الواجبات
الجسدية لمجزد كونهم أحرارا بحسب الروح.
ولكن ،ألة ثتة ضالأل ممكائ في األنظمة التي من المغروض أن تنطبق على المملكة الروحية،
وجب علينا أيثما أن نميز ما ينبغي أن يعتبر شرعيا ومتناسيا مع كلمة الله من جهة ،وما ال مكان له
بين المؤمنين من جهة ثانية .سوف نعالج موضوع الحكومة المدنية في موضع اخر ٤ .وكذا في ما
يتعئق بالقوانين الكنسية ،فسوف امسك الحديث عنها في الوقت الحالي ،فأعالج الموضوع على
نحو أوسع وفي موضع أنسب في الكتاب الرابع ،حيث سئنافش سلطة الكذيسة.ه
فلتكن هذه إذا خاتمة النقاش الحالي :السؤال في حذ ذاته ،كما قلت ،ليس غامصا أو معثذا.
ومع ذلك فهو يزعج الكثيرين ألئهم ال يميزون بما يكفي من التدقيق النطاق الخارجى -كما
بستى — من نطاق الضمير .أضف إلى ذلك ،أة المسألة تزداد صعوبة إثر وصية بولس بإطاعة
الحكام ،ليس خونا من العقاب فقط ،بل ألجل الضمير أيائ [رو ١ : ١٣وه؛ ٠من هذا يلزم منطقيا
أة الضمائر أيضا تضبطها القوانين المدنية .ولكن إن كان هذا صحيحا ،ينتفي كز ما قلناه مؤحرا
وما سنقوله االن حول الشلطة الروحية.
لكي نحز هذه الصمعوبة ،يلزمنا أؤأل أن ندرك ما هو الضمير؛ فيجب أن نجد تعريفه من اشتقاق
اللفظ .ألئه كما يحصل المرء على معرفة األشياء من خالل العقل والفهم وبذلك يقال ااأن يعرف
وهي مصدر كلمة المعرفة ،هكذا أيثما عندما يصيب األنسان شعور بالقضاء األلهى كشاهد
عليه فال يسمح له بأن يخفي آثامه عن عرش القاضي العظيم ،فإة هذا ما يسمى بالضممير .فهو إدا
كالوسيط بين الله واإلنسان ،ألئه ال نسمح لإلنسان بأن يكتب في دواخله ما يعرفه ،بل يالحقه إلى
حذ إدانته .هذا ما يغهمه بولس عندما يعلم بأن الضمير يشهد على الناس حيث تكون أفكارهم
شاكية أو محتجة [رو ١٦—١٥ :٢؛ .تستطيع معرفة يسيرة أن تسكن نفلائ عليها بداخل اإلنسان.
ومن ثم تكون هذه الدراية التي تسوق اإلنسان إلى الوقوف أمام قضاء الله ،كالحارس المعثن
لإلنسان ليراقب ويتجشس على كز أسراره بحيث ال يمكن أن تظل منها بقيه مدفونه في الظالم.
لذا قيز المثل المعروف :الضمير ألف شاهد .وللسبب نفسه ،وضع بطرس سواز صبير ضابح
ض الله٠ا [ ١بط ٢١ :٣؛ كمرادب الطمئنان البال عندما نقف واثقين من نعمة المسيح ،أمام عرس
الله .وكذا عندما يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين إئنا [إذ طهرنا حه] ال يكون لنا بعد ضمير
خطايا١ا ،يعني أئنا صرنا أحرارا وتبزأنا بحيث ال تستطيع الخطية بعد أن فهمنا أوتشتكينا.
من ثم ،كما أن األعمال ًاه٠٨ا بما للناس ،فكذا ب٠هت م الضمير بما لله .ما الضمير الصالح إدا إأل
استقامة القلب الداخلية .وفي هذا المجال يكتب بولس أن عادة الوصثة وهتي المحئه س قنب
طاه ،زصبير ضايح ،زايتا؟ بآل رناءا [١تي .]٥: ١ثم يبين بعد ذلك في األصحاح نفسه كم
يختلف الضمير عن الفهم ،بالقول إذ قوائ ادكشزت بهم الشبيته مرة جهة االينا؟ [أي جعلوا
من إيمانهم حطاائ] [ ١تي ١٩: ١؛ ألئهم رفضوا الضمير الصالح .وبهذه الكلمات يقصد اهتماائ
مولعا بخدمة الله واجتهادا مخلصا للعيش بالتقوى والقداسة.
وإذ االهتمام واالجتهاد نفسهما يوجهان أيصا نحو الناس ،كما أعلن بولس بحسب ما دؤنه
لوقا ،أئه درب نفسه (أي اجتهد وثابر) أن يكون له دائائ صبير بآل ظر؛ س تحو الله ؤالائس
[أعمال ١٦:٢٤؛ .أما هذا فأمكن قوله ألن ثمر الضمير الصالح ينبع فيفيض حتى نحو الناس.
ولكن إن راعينا الدقة في الحديث ،فهو يرتبط بما لله وحده.
من ثم ينتج أن قانوائ يقال إئه نلزم للضمير عندما يلزم إنساائ بغض النظر عن العالقة بأناس
آخرين ،أو متى ال يدخل اآلخر في حساب االعتبار .فمثأل :إذ الله ال يأمرنا أن نحفن عقولنا
فقط نقيه وغير مدرسة بالشهوات أجمع ،بل يحرم علينا أيائ كز أنواع بذاءة اللسان والتصزف
الثخز بالقواعد المرعية .إذ ضميري خاضع لهذا القانون حتى إن لم يوجد إنسانآخر على وجه
ورد هذا المثل عند 11. 294 ٤.( :الةا1اأعال. 41 )1)1 )5٦اآ ٧.جؤ٢ر€8 ٠٠أا8أ7ل >211111)111311, ٦
جون كالثن :أسس الذين المسحى ٧٩٢
البسيطة .لذا فإذ من يسلك سلوغا شهوانيا فإئه يخطئ ،ليس ألئه يعطي مثاأل سخا إلخوته فقط ،بل
ألئه يكبل ،باإلثم والذنب أمام الله أيائ.
أتا في األمور السوائية في حذ ذاتها فثئة اعتبارآخر .ألته ينبغي أن لحجم عن كز ما يمكن
أن يسبب عثرة ،ولكن بضمير صاب .هكذا يتحذث بولس عن اللحم المذبوح لألوثان :إذ وال
لكم ًاخد:ااهذا تنيرخ لؤدر ،وآل ائوئا من ،أبز ،دان االي اعلمكم ،ؤالخبير( ...أعني) ليش
صبيرذ ادك ،بز صبير اآلحر [ ١كو .]٢٩-٢٨ : ١٠فالمؤمن االي أكل لحائ من هذا الذبيح
على الرغم من أته قد انذر ،يخطئ .ولكن مهما كان ضرورائ أن يمتنع مراعا؛ ألخيه كما يأمر الله،
فهو ال يزال يحتفظ بحرية ضميره .من هذا نرى كيف يبقي هذا القانون الضمير حرا فيما هو يقيد
األفعال الظاهرة.
الفصل العشرون
تجه
(طبيعة الصالة وقيمتها)٣ - ١ ،
.١اإليمان والصالة
من مختلف المواضيع التي ناقشناها حتى اآلن ،نرى بوضوح مدى لحلو اإلنسان من كز
صالح ،وافتقاره إلى كز ما يعينه على تئل الخالص .لذلك إذا ابتغى عوائ يسعفه في احتياجه ،لزم
أن يتطتع خارج ذاته ليجد العون المطلوب .ولقد وصح لنا أن الرب كشن عن ذاته طوغا وبحرية
تامة في المسيح .فغي المسيح يهب لنا كز سعادؤ بدأل من تعاستنا ،وكز غئى ملائ الحتياجاتنا؛
وفيه يفتح لنا الكنوز السماوية حتى يتاكل إيماتنا بكليته ابئه الحبيب ،ويعتمن كز انتظارنا عليه،
ويلتصق كز رجائنا به ويرتكز عليه .هذا حعا هو ذلك السز وتلك الفلسفة الخفية التي ال يمكن
أن كستخلعى من القياس المنطقي .أما من فتح الله عيونهم فيحفظون تلك الفلسفة عن ظهر قلب؛
ولكن بعد أن تعتمنا باإليمان أن ندرك أن كز ما نحتاج إليه وكز ما يعوزنا هو في الله ،وفي
ربنا يسوع المسيح الذي فيه سر أن يحز كز الملء [قارن كو ١٩ : ١؛ يو ١٦:١؛ ،بحيث يتسئى
لجميعنا أن نغرف منه كما من ينبوع فياض ،بقتي علينا أن نبتغي فيه ،وأن نطلك منه بالصالة ،ما
تعتمناه أئه فيه .وإأل فكوننا نعرف اك كالسيد المعطي كز شيء ،وأئه صالخ الذي يدعونا أن نطلك
منه تلك اإلحسانات ثم ال نذهب إليه ونطلبها منه ،يمسي ذلك عديم الفائدة ،كمثل إنسان يهمل
كنرا مدفورا في األرض بعد أن أشير إليه به .لذلك وضع الرسول هذا النظام لكي يبين أن اإليمان
الحقيقي ال يمكنه أن يظل فاترا من حيث الذعاء لله ،فقال ما معناه :كما أن اإليمان مولود من
اإلنجيل ،فهكذا به تتدرب قلوبنا على الدعاء باسم الله [رو .]١٧-١٤ : ١٠وهذا بالضبط ما كان
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٧٩٤
قد قاله قبأل :إة روح التبتي الذي يختم شهادة اإلنجيل في قلوبنا [رو ،]١٦:٨يرفع أرواحنا فتجرؤ
على أن تكشف لله عن رغباتنا ،فيحزك فينا أثاب ال ئنطق بها [رو ٢٦:٨؛ ،بل يشجعنا على أن
نصرخ بثقة ايا أبا! اآلب! [رو :٨ه ١؛.
واالن يلزم أن نناقش هذه النقطة نقاسا أكمل إذ كائ قد مررنا بها قبأل مرور الكرام.
.٢ضرورة الصالة
من فائدة الصالة أئها تفتح تلك الكنوز المخزونة لنا مع أبينا السماوي .ألن هنالك شركة
للناس مع الله بها يلتمسون منه شخصؤا بدخولهم مقد شه السماوي تحقيق وعوده ،لكي يختبروا
حيثما تقتضي الضرورة ،أة ما امنوا به لم يكن باطأل ،على الرغم من أئه كان قد ؤغذ بها بالكلمة
وحدها .لذلك نرى أن ال شي؛ لم نوعد به لنتوقعه من الرب ،إأل ونحن أيصا مدعوون أن نطلبه منه
بالصلوات .فصحيح حعا أئنا نحفر بالصالة مناجم كنوز السماوات التي دلنا عليها إنجيل الرب
تخوننا الكلمات لشرح مقدار ضرورة الصالة والكتم الهائل من الفوائد التي يجلبها التدريب
عليها .يوكد لنا اآلب السماوي بما ال يترك مجاأل للشك ،ولسبب رصين ،أة مالذ األمان الثابت
والوحيد هو الدعاء باسمه [قارن يؤ ٣٢: ٢؛ .وبهذا الدعاءإئنا نطلب حضور عنايته التي بها يسهر
على أمورنا ويحافظ عليها ،وقوته أيائ التي يدعمنا بها في ضعفنا وهزيمتنا ،وإحسانه الذي به يتقبلنا
عندما نأتي إليه مثقلين بالخطايا طالبين نعمته .إئنا بالصالة ندعوه أن يعلئ لنا ذاته بحضوره الكامل
لنا .ومن ثم يأتي سالم يفوق استيعابه كز قدرتنا ،ونجد راحة لضمائرنا .ألئنا بالكشف للرب عن
الحاجة التي ئثقل كواهلنا ،نبيت مطمئنين في معرفة أن ما من وزر من أوزارنا إأل مكشوف أمام من
يشاء ويقدر أن يعتني بنا أفضل عناية.
لكن رت قائلي :أال يعلم الله ،حتى بدون أن ندره ،ماذا يضايقنا وما هو األفضل لنا بحيث
يبدوليس ضروردا أن نزعجه بصلواتنا — كما لوكان نائائ أوكانت عيناه نصف مفتوحثين فنوقظه
بأصواتنا؟ أتا تن يفكرون بهذه الطريقة فال يالحظون ماذا كانت غاية الرب من تعليمه شعبه أن
٧٩٥ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
ايصغوا ،فإئه لم يرسم الصالة لغائدته هو بل لمصلحتنا نحن .وهو اآلن يشاء — كما يحق له -أن
يوفي حثه كما يجب ،إقرارا من اإلنسان بأن كز ما يرغبه اإلنسان ويحسبه مغينا له يأتي من لدن
الله ،وأن في أداء الصالة شهاد؛ لذلك .ولكن فائدة هذه التقدمة التي بها نقنم عبادتنا لله تعود علينا
أيشا .لهذا اهتم االباء القديسون بالصالة بأكثر غيرة كتما ازداد تعظيمهم بثقة أكثر إلحسانات الله
لذواتهم ولالخرين .يكفي أن نذكر هنا مثاأل واحذا ،مثال إيليا الذي رغم أئه كان واثائ من قصد
الله — بعد أن كان قد أعطى أخآب الملك وعدا مويدا بسقوط األمطار -صئى قلائ ،جاعال وجهه
بين ركبتيه ،وأرسل غالمه ليتاكد [ ١مل ،] ٤٢ : ١٨ال لكي يضعف الثقة بنبوءته ،بل لمعرفته أئه كان
عليه أن يطرح طلبته أمام الله ،خشية أن يغتز إيمانه أو يبلد.
لذا على الرغم من أن الله يسهر علينا ليحرسنا ،بل دعيننا أحياائ من دون أن نطلك منه،
وخصوصا عندما تتبتد أحاسيسنا نحو الباليا التي تحيط بنا ،يلزمنا مع ذلك أن ندعو إليه .أؤأل ،لكي
تضطرم قلوبنا بالغيرة والرغبة المفعمة لنطلب وجهه دائائ ،ولنحثه ،ولنخدمه ،فيما نتعود أن نلوذ
إليه عند كز احتياج كما لمرسا؛ مقذسة؛ وثانثا ،حتى ال تتسرب إلى قلوبنا أي رغبه ئخجلنا من أن
نجعله شاهدا ،فيما نحن نتعتم أن نطرخ كز رغباتنا أمام عينيه ،بل أن نسكك عنده قلوبنا بكآيتها.
وثالتا ،لكي نكون مستعدين أن نستقبز إحساناته بشكرا؟ قلبى وشكر حقيقى ،تلكم اإلحسانات
التي تدرنا الصالة أئها تأتي من يديه [مز ه:١٤ه .]١٦-١ورابائ ،وبعد اقتناعنا بأئه استجاب
لصلواتنا ،يقودنا ذلك إلى التأتل في لطف الله بغيرة متقدة .وخامشا ،حتى نتقبل األشياء التي ندرك
أئنا نلناها استجابه لصلواتنا بابتهاج أعظم .وسادسا وأخيرا ،المواظبة واالختبار ،بحسب مقدار
ضعفنا ،يويدان لنا عنايته فيما لحن ال ندرك وعده فقط بأأل يتخآى عتا أبذا ،وأئه بحسب مسرة
مشيئته يفتح أمامنا طريائ لنقصده عند لحظة احتياجنا بعينها ،بل أئه يمن يده أيائ ليعيل خاصته؛ ال
كمن يرضعهم بكلماب فارغة بل بعون وثيي وبقثد ال يتزعزع.
لهذه االسباب عينها ،على الرغم من أن أبانا السماوي الرحوم ال ينعس وال ينام ،يبدو أحياائ
كأئه نائم إئما لكي تنهضنا من كسلنا وبالدتنا ويدربنا على أن طلك وجهه وأن نتضرع إليه
لغائدتنا العظمى.
إذ الذين يحاولون أن يصرفوا أذهاننا عن الصالة ،ويهذرون بأن عناية الله التي تقف حارسا
على كز شيء دلحفها عبائ طلباتنا ،يتصرفون بحماقه خارقة لكز الحدود ،إذ إذ الرب ذاته — على
العكس — أعلن أئه وريك يكز ائذيئ ئذعوته ،الذيل ئذعوته دالخئ [مز .] ١٨: ١٤٥يشبه ذلك
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٧٩٦
أيئدا الذين يثرثرون بأئه ال يلزم أن يلتمسوا وجه الله ألشياء هو على استعداد أن يسبفها بسرور من
دون أن نطلبها .أائ الرب فيريدنا أن نعلم أة تلك األشياء التي يفيض علينا بها من فرط سخائه الحر،
هي في الواقع استجابه لصلواتنا .يشهد القول المأثور الوارد في المزمور لهذه الحقيقة ،كما يتردد
مثله في العديد من النصوص :اغتتا الرت تحو الصنيعين ،زادتاه إلى صزاخه— ٢٠ا [مز :٣٤ه ١؛
١بط ٠]١٢:٣تربي هذه الجملة عناية الله — أي قصده األرادي لالهتمام بخالص الئئقين —
ولكئها ال تففل تدريب األيمان الذي به تتطهر أذهان البشر من التراخي والكسل .لذا فإة عيئي الله
ساهرتان على إعانة العميان في عوزهم ،ولكئه مستعذ أيصا أن يستمغ إلى أتاتنا لكي يبرهن على
محبته لنا على وجه أوضح .وهكذا فإة كلتا هاتين الحقيقتين صحيحة :أن أل يتعسن ؤأل يتام خابن
إشزائيل٠ا [مز ،]٤: ١٢١ولكئه محتجن أيائ ،وكأئه قد نسينا ،حين يرانا بكما عاطلين.
ولكي نصوغ الصالة كما يجب وعلى نحو صحيح ،لتثبك هذه القاعدة األولى :أن نهبئ
ذواتنا ذهائ وقلبا كما يليق بمن يتحذث مع الله .يمكننا أن نتوصل إلى ذلك من جهة العقل ،إذا
تحرر من األفكار واالهتمامات الجسدية التي يمكنها أن تصرفه بعينا عن التأتل الصحيح والنقى
في الله ،بحيث يكرس ذاته تماتا للصالة؛ ليس ذلك فحسب بل على قدر المستطاع ،بأن يسمو
أيصا على ذاته ويخرج منها .لسك أطالن هنا بأن يغين العقل بحيث يستحيل أن تخزه الحيرة
وتقرضه ،وخصوصا إته يلزمنا — على العكس — أن يشعز القلق فينا الرغبة في الصالة .وهكذا نرى
كيف أة عبيد الله األتقياء ينزعجون ،بل يتعذبون عندما يتحذثون عن النطق بأنين صراخهم للرب
من أعماق الهاوية وأنياب الموت [قارن مز ٠]١ : ١٣٠ولكئني أرى أن نتخئص من كل الهموم
المغايرة والغريبة التي تحمل العقل — وهو بطبيعته جوال — هنا وهناك ،وتجره بعيدا عن السماء
وتدفعه إلى األرض .أعني أن العقل يجب أن يرتقي فوق ذاته حتى ال يسمح له بأن يضغ أمام وجه
الرب كز شيء تعؤد تفكيرنا األعمى والغبي أن يخترعه ،وال بأن يظز حائائ في مدار غروره ،بل
أن يعلوإلى مرتبة النقاوة الالئقة بالله.
٧٩٧ الكتاب الثالث-الغصل العشرون
هذان األمران يستحثان االلتفات :أؤأل ،ينبغي لكق من يشرع في الصالة أن ئغرد لها جهده
الفكري وقواه العقلية ،ال أن ينشغل — كما يحدث في كثير من األحيان — بأفكار شاردة .فليس
هنالك ما يتنافى مع توقير الله اكثر من الخئة التي تدل على األسراف في االستهتار والعبث والتجرد
من الرهبة .وفي هذا المجال ،كتما صعب علينا التركيز في الصالة ازدادت حاجتنا إلى بذل الجهد
نحوه .فال يوجد إنسان يعزم على الصالة إأل يشعر باألفكار الشاردة تزحف إلى ذهنه زحائ يسبب
توقف انسياق الصالة أو يعرقله في منحنيات تبتعد بها عن هدفها .فلنتدر هنا كيف ال يليق -
عندما يسمح لنا الله بدخول محادثة حميمة في محضره — أن سيء استخدام امتياز لطفه العظيم
نحونا بخلط المقدسات باألرضيات؛ أو أن نهمله في وسط صالتنا ،كما لوكان حديثنا مع إنسا؟
عادي ،فنفسح المجال ألن تتشقت أذهاننا.
إدا ،لندرن أة الذين يهيوئن ذواتهم حعا للصالة كي تتفرغ أذهانهم للخشوع في حضرته هم
وحدهم تن يغمرهم اإلحساس بجالل الله بحيث يتحزرون من االنشغال باالهتمامات األرضية
أو بالملذات الزمنية .كما أة رفع األيدي يشير إلى أة األنسان يتدبر كم هو بعيد عن الله إذا لم
يسر بأفكاره إلى فوق ،مثلما ورد في المزمور :ايلن ائ زت رع تغسي [مز .]١ :٢٥فالكتاب
يستخدم كثيرا الجملة رفع الصالة [مثأل :اش ]٤:٣٧بمعنى أة تن يترحون وجه الرب في
الصالة يهتفون بأأل ايستقزوا* على رئهم^ [ار ١١ :٤٨؛ صف . ] ١٢: ١باالختصار ،كتما
استفاض جود الله نحونا بحيث يدعونا بلطب أن نفرغ أثقال همومنا أمامه ،قتت أعذارنا أهام
عظمة إحسانه الذي ال نظير له والذي يفوق كق ما ننشغل به في حياتنا فيجنبنا إليه ،والذي ألجله
نصئ ،كق أفكارنا وطاقاتنا في الصالة .ال يمكن لهذا أن يحدث إذا لم يصارع العقل تلك العقبات
بكق قدرته فيتفتعب عليها.
هالك نقطة أخرى يلزم االلتفات إليها ،وهي أأل نطلب أكثر مائ يسمح به الله .فمع أئه يدعونا
أن نطرح سؤل قلوبنا أمامه [مز ٨:٦٢؛ قارن مزه،]١٩:١٤ال يطلق العنان للعواطف الشريرة
والطلبات الغبية؛ ومع أئه دعن بأن يستجيب ألرادة مئقيه ،ال يسمح لئطغه أن يمتن إلى حذ الخضوع
ألهوائهم الملحة .على كق حال ،في طبيعة البشر أئهم يخطوئن بصور؛ شنيعة؛ والكثيرون منهم
يلحون بال وقار على الله بسخافاتهم ويستعرضون أمام عرشه بتهور وبدون إحساس بالخزي كق
ما يجول بخيالهم من أوهام .على أة تلك الحماقة ،أوذلك الغباء يستولي عليهم بحيث يتجاسرون
جون كالثن :أس الذين المسيحى ٧٩٨
أن يقحموا على الله كزى نزواتهم النجسة التي ال بذ أن يخزيهم البوح بها أمام الناس .لقد انتقد بعض
الكاب من غير المتدينين تلك الوقاحة وصفاقة الوجه التي يتصف بها ذلك التصنف في الصالة،
ولكئ الرذيلة نفسها ما انفكت دسيطر .من ثم ادخن بعض الئغغمين بالطموح كوكك المشتري —
كبيرآلهة الميثولوجيا اإلغريقية — راعيا لهم؛ والبخالة عطارن -أصغر الكواكب السيارة؛ والئؤاقون
إلى المعرفة أدولو إله السعر والموسيقى ،ومينرثا إلهة الحكمة والغنون عند الرومان؛ والمولعون
بالحرب المريخ إله الحرب؛ والماجنون الرهرة [قينوس؛ إلهة الحب والجمال والخصب .وحتى
في أيامنا هذه ،يسمغ بعصهم — كما دكزت — بإفساح مجابًا أوسع للصالة ألهوائهم غير المباحة،
مائ يستطيع األنداد أن يمزحوا به بعضهم مع بعض .ولكئ الله ال يبيح لطول أناته أن يسفر بها،
فيخضع بسلطان حعه كز شهواتنا وئنحمها بقوة قدرته .لهذا السبب ينبغي أن نلزم قول يوحنا
الرسول :وهن؛ هئ الئعه التي لتا عئذه :آئه إذ غلبتا سيائ حشك مشيديه يشتع لكا [ ١يو ه٠]١٤:
أائ ألن إمكاناتنا ال تستطيع أن تضاهي الكمال المنشود ،فإئنا نحتاج إلى البحث عن عالج
بعيننا .فإذ يلزمنا أن نصؤب ذكاء العقل نحو الله ،كذلك أيائ ينبغي أن نوجه إليه إحساس الوجدان؛
فالحقيقة أة كليهما في الميزان إلى فوق؛ إئهما في الواقع يخيبان ،بل يتعارضان .لذلك لكي بعين
الله ضعفنا هذا يهب لنا الروح القدس معتائ في صلواتنا ليرشدنا إلى الصواب وليهذب عواطفنا.
ااكذبليع الروع ائقائعيئ شفعايتا ،ألئتالشناتعلم تائضلي ألجبه كماتسعي وئئغغ نيتايارات
أل بئى بهااا [رو ]٢٦ :٨؛ ليس أنه بصأى أو يئئ فعأل ،بل يوقظ فينا الثقة والرغبة واألثات التي ال
تستطيع قوانا الطبيعية أن تنتجها.يقول بولس ،ولسبب وجيه ،إئها أثات ال بنطق بها تلك التي
تخرج من صدور المؤمنين تحت إرشاد الروح القدس (فمثلما يرشدنا الروح القدس لفهم الكتاب
المقدس هكذا يحقنا على الصالة ويلعننا ما نصلي به)؛ هذا ألن من تدربوا حعا في الصالة ،ال
يففلون أئهم بسبب كز ما يصيبهم من هموم غمي يعجزون عن إيجاد ما يمكن أن ينطقوا به .في
الواقع ،عندما يحاولون الفأفأة يترددون ويتلعثموذ .واضخ إدا أة الصالة الصحيحة موهبة نادرة.
لسنا نقول بهذه األشياء لكي ئلقي المسؤولية على كاهل روح الله ،تشجيعا لبالدتنا ،أولكي نتمادى
في إهمالنا الذي نميل إليه بطبيعتنا .كثيرا ما نسمع في هذا السياق أصواثا شريرة تشجعنا على أن
نظز في حال ئعاس ،منتظرين هيمنة الروح على أفكارنا المتشتتة .لكنا ئشير إلى هذا الخطر
لنسارغ إلى طلب معونة الروح إذ نبغض فتورنا وغالظة أذهاننا .لهذا بولس نفسه — عندما يحقنا
٧٩٩ الفصل العشرون الكتاب الثالث
على الصالة في الروح — ال يكنى عن مناشدتنا أن نكون متيعظيئ ذهنؤا أيثا ١٦كو : ١٤ه ١؛ .
بذلك يقصد أة الروح القدس يمكننا بقؤته من أن نرفع صلواتنا بحيث ال دمسك جهدنا أو نقيد
طاقتا ،ألن الله يريد بذلك أن يعرف إلى أي مذى يحزك اإليمان قلوبا.
.٦اإلحساسب1لحاجةالذياليتركمجاال لالواقعية
لتكن هذه القاعدة الثانية :أئنا في يللباتنا نشعر دائائ بعدم كفايتنا من ذواتنا؛ وإذ نحن نتأثل
هل كنا فعأل بحاجه إلى كز ما نطلبه ،ئرفق بصالتنا هذه رغبة صادقة -بل عارمة -في الحصول
على ما نطلب .هذا ألن كثيرين يرددون صلواتهم بال مباالة وعلى نحو نمطى ،كما لوكانوا يؤدون
فرصا واجبا لله .ومع أئهم يقرون بأة في صالتهم عاللجا ضرورائ ألسقامهم -إذ ال يمكنهم
االستغناء عن معونة اإلله الذي يطلبونه — فهم ال يزالون يؤذون هذا الواجب من قبيل العادة بينما
قلوبهم باردة وأذهانهم غير واعية لما يطلبونه .في الواقع ،أن ما يبعثهم على الصالة هوإحساس عام
وغامض بحاجتهم ،ولكئه ال يوقظهم على طلب ما يحتاجون إليه فعأل في حالتهم الحاضرة لسداد
إعوازهم وبوئثهم من فقرهم .فاآلن ،ما الذي يمكن أن نحسبه أكثر بفخا لله من أكذوبة أحدهم
في طلب المفغرة لخطاياه ،فيما هو يظل — مدى الزمن -أئه ليس خاطائ أو على األقل ال يفكر
أبذا في أنه خاطئ؟ مائ ال نزاع فيه أة في ذلك استهزاة بالله نفسه! ومع ذلك ،كما ذكرت ،فالبشر
غرقى في الفساد بحيث إئهم ،يدافع األداء ال غير ،غاليا ما يطلبون من الله أشياء كثيرة هم متكدون
أئها ستأتيهم — ليس من إحسان الله — بل من مصدرآخر ،أو أئها عندهم حالائ.
هنالك خطأآخر يبدو أقز خطورة ولكئه يبقى غير مقبول ،وهو أنآخرين مئن تشيعت
أفكارهم بالمبدأ القائل بأن الله ينبغي أن يراضى بالتعيد ،يتمتمون صلواتهم بال تأتل .أتا األتقياء
فيلزمهم على الخصوص أن يحرصوا أأل يتقدموا لله بطلب أي شيء ،إن لم ئتق إليه قلوبهم يشخب
مئقد ،وإن لم تكن لهم الرغبة الحقيقية في الحصول عليه .في الحق أيائ أئه حتى في األمور التي
نطلبها لمجد الله فحسب — بغض النظر من أول وهلة عن جلبات احتياجنا — يليق جذا أن نبتغيها
بحرارة واشتياق ال يقآلن عن لهفتنا إلى ما نطلبه لذواتنا .فعندما نصلي — مثأل — لئتعدس اشمك
[مت ٩: ٦؛ لو ،]٢ : ١١يجب أن نجوع ونعطش بشوى حبب إلى ذلك التقديس.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٨٠٠
إذا اعترض أحدهم بالقول إئنا ال نشحر دائائ بالضرورة نفسها بحاجتنا إلى الصالة ،فلست
أختلف معه .ولفائدتنا يعطينا الرسول يحقورب هذا التمييز .أغلى ،احد كدحكم مغثا رغ؟ ؤأ.دط.غل ٠
أتشرو اخذ؟ ئلثزدل [يع .]١٣٠٠٥لذا يفرض علينا المنطق ذاته أة الله ينخسنا بأكثر حذ؛ كتما
ازداد تراخينا ،ألن نصتي بحرارة بحسب ما تقتضي المناسبة .يدعو داود ذلك ا الوقت الذي
نجد الله فيها[ ٠مز ]٦ :٣٢ألئه -كما عتم في مواضغ احر [مثأل مز-]١٩:٩٤كتما اشتذت بنا
الخطوب والباليا والضيقات والمخاوف ،ازداد اثساع مدخلنا نحو الله ،كاما هو يدعونا
إلى نفسه.
في الوقت عينه ال يغز قول بولس صخة بأئه ينبغي أن نكون أمصتين ...كز وقت ا
[اف ١٨:٦؛ ١تس ه .]١٧:ألئه مهما فاضت الخيرات نحونا بحسب سؤل قلوبنا ،ومهما
أحاطتنا مناسبات البهجة من كز جانب ،ال ,يوجد حيئ من األحيان تخلو فيه حياتنا من ضرورة
تدفعنا إلى الصالة .قد تمتلئ خزائن إنسان ما بالغالل ونبين الكروم؛ ولكن إذ ال يمكن أن يتمتع
بلقمة خبز واحد؛ من دون جود الله المستمر ،فلن تمنعه خزائن غالله ونبيذه من الصالة ألجل خبز
كفافه اليومي .ونحن إذا تونفنا لنتأتل كم تحيط بنا المخاطر في كز حين ،يعتمنا الخوف نفسه أئنا
كما أئنا نستطيع إدراك هذه الحقيقة أيائ في األمور الروحئة .ألئه ،متى يمكن لكز خطايانا
التي ندري بها أن تسمح لنا بالتوقف عن الصالة ،بغير اكترارثه ،لكي نلتمس الصفح عن ذنوبنا
والعفوعن عقوبتنا؟ متى تمنحنا التجارب الهدنة الكافية لنسارع إلى االستغاثة؟ بل أكثر من ذلك،
ليت غيرتنا نحوملكوت الله ومجده تمألنا بحيث نبتغيهما دائائ ،وليس بين الحين واآلخر .لذلك
ليس باطأل أن نعي دائائ وصية المواظبة على الصالة .لم أتكتم بعد عن المواظبة؛ فسوف يرد
الحديث فيها فيما بعد؛ ١لكئ الكتاب يحقنا على أن نصتي بال انقطاع [١تس ه ،]١٧:ويؤئبنا
على الكسل إذ ال ندرك كم نحن بحاجة إلى هذا االنتباه وهذه المثابرة .بهذه القاعدة يستبعد الرياء
والخداع والمغالطة ،بل تتبند هذه جميعها! يعد الله بأئه الرت وريب بكز ائذيئ ئذعوته ،ائذيئ
ئذعوثه بالخؤأ [مز ،]١٨: ١٤٥وأة كز ما يطلبونه بكز قلوبهم يجدونه [ار .]١٤-١٣ :٢٩
لهذا السبب ال يطمح إلى شيء تن ئبهجهم نشوة كبهم .ألمنا الصالة المستقيمة فتتطنب التوبة .ومن
أنظر أدناه :الفقرة .٥١ ١
٨٠ ١ الكتاب الثالث . -الفصل العشرون
ثم يرد في الكتاب المقذس القول المعروف إن الله ال يسمع للخطاة [يو ٣١ : ٩؛ ،وأة صلواتهم
[قارن ام ٩: ٢٨؛ اش : ١ه ١؛ -كذبائحهم [قارن امه٨:١؛ — ]٢٧:٢١مكرهة له .ألئه صحيخ
أة تن يغلقون قلوبهم ال بذ أن يجدوا اذنى الله قد طشت ،وأة ض يثيرون قساوته بغالظة قلوبهم ال
ئئ أن يشعروا بعدم استعداده للمراضاة .فغي سفر إشعياء يتوعد الله أولئك هكذا :إذ كبرتم الصاله
آل اشتغ .ارديكلم تالنة ذائ [اش : ١ه ١؛ .وكذلك في إرميا :صرخت قايأل :اشتعوا ضوي.
ظلم يشتعوا[ ...سوف؛ يصرخون إلى قاذ اسقع لهلم [ار ١١،٨،٧:١١؛.إة الله ليحشبه
غاية العار أن يتباهى األشرار بعهده بينما هم يلئلخون اسمه القذوس طوال حياتهم .لذا يشتكي
بغيب ..زاما ئثه ؤابغذه عني [اش ١٣: ٢٩؛ .إئه ال
* في إشعياء شعك اليهود أئه ود اوقرت إلي
يقطر ذلك على الصالة وحدها ،بل يعلن أة الزيف في أي جزء من العبادة مكرهه له .ينطبق على
ذلك قول يعقوب الرسول :ئكلبوذ ؤلشئلم ائخذوذ ،ألئكلم ئئلئبوذ ردائ بكئ تلفقوا بي لائتكلماا
[بع ٣: ٤؛ .صحيح كما سنرى ثانيه أدناه ٢،أة صلوات األتقياء ال تعتمد على استحقاقهم؛ ومع
هذا فإة تحذير يوحنا تحذير جذي :زتؤفا سألتا كاز بئه ،ألكا تعئظ وصاياه [١يو٢٢:٣؛،
بينما يفلق الضمير الفاسد باب االستجابة في وجوهنا .من هذا نستنتج أة العابدين الحقيقتين هم
وحدهم من يصلون باالستقامة ومن يسمع لهم .فليكره أعماله الشريرة كز من يتألهب للصالة،
وليتخن لنفسه شخص المستعطي وحالته (وال يمكن أن يحدث ذلك من دون التوبة).
القاعدة الكالكة :أن نطرخ عتا كل الثقة بالشس ونتوشل طالبين العفوباالقضاع.١٠-٨ ،
إلى ذلك نضيف قاعدة ثالثة :أئه إن وقف أحذ أمام الله ليصلي ،معطيا إياه المجد كلبا في غاية
االئضاع ،فليطرح عن ذاته كز فكر في مجد ذاته ،وليخلغ عنه كز وهم حول قيمته الذاتية ،وأخيرا
أن يتخلى عن كز ثقة في النفس — لئأل ،إذا ادعينا ألنفسنا أي شيء مئما كان قليأل ،نمتلئ غرورا
ونهلك في محضره .لقد عذدنا األمثلة التي توضح أة هذا االئضاع يطرح أرحنا كز تعاني من
خذام الله؛ فإئه كتما ازدادت قداسة أحدهم ازداد تواضعه عندما يجثو أمام الله .هكذا تكتم دانيال
الذي كرمه الرب نفسه بلقب عظيم القدر :األئه ألألحل رتا دطزلح ثصؤعاتنااتالم زلجبلذ ،يز
أللجني تراحبن الثبيتة .ائ شئن اشتغ .ائ شئن اعفز .يا شين اطخ وابغ .* .بى ألجني تبك ائ
إلبي ،ألن اشفك دعتى طى ئي٠يبلذ ؤعلى قغبلئ[ |٠دا .] ١٩-١٨ : ٩كما أئه ال يمتزج بالجموع
كواحيؤ منهم مثلما يفعل البعض بخداع كالمهم .بل إئه يعترف بذنبه كفرد ،وكمتوسل يئخذ
من صفح الله ملجًا له إذ يعلن ببالغة :اكتتا اتا أقكلم زأضأي واغترف بحطئيي ؤلخطثة سعبي١ا
[دا ٢ ٠:٩؛ .وداود أيغا يدعو إلى هذا االتضاع على مثال ما فعل هو بقوله :اال* قذحز ني
الثحانممة مغغئدك ،وإده لن ،تبرن قدامك حي [مز ٢: ١٤٣؛ .وبهذه الصيفة يصًايإشعياء :الها*
أث بلث إد احكاتا .هتى إلى األبد وتختص .زقن صزتا كلتا بره ،ؤنمثؤب عن؛ كل اغتاي
يرتا ،زقن دبلتا كوذوة ،ؤاائثتا تمريح تخيلتا .ونيتى من ،ئذعو باشيك أؤ ئسه لتقمشك دك ،ألرك
حجبث ؤلجؤك غائ ،زادتا بتقتب ،ادابتا .ؤاآلذ يا زب الث أقوتا .تخل الكيل ؤأثغ جابلتا،
زشمئتًا كز قذئك .أل قط كز الئب ٠دذا زت ،ؤأل تدير ١إلكثم؛لى األثد .لهًا ائكز .نفيك كلتا٠٠
[اش :٦٤ه.]٩-
الحظ أن ال أحد من هؤالء يعتمد على أي ثقؤ أبذا سوى هذه وحدها :أئهم إذ يحسبون
ذواتهم من الله ،ال ييأسون من أئه سوف يعتني بهم .من مثل ذلك قول إرميا :اذ دكن٢،كامتا قئؤد
غلثا يا زت ،واكز أللجل انبدأ [ار .]٧: ١٤لقد دؤن كاتب غير معروف ،كاائ من كان،
هذه الكلمات الصحيحة والمقنسة المنسوبة إلى باروخ النبي .النفس الحزينة والمنكسرة بسبب
شرها العظيم منحنية ومنسحقة ...والنفس الجائعة والعيون التي ضعفت تعطي مجذا ...إليك
يا رب .ليس من أجل بزآبائنا أئنا نسكب صلواتنا أمامك ،ونتوسل إلى رحمتك يا رب إلهنا
** فإئنا أخطأنا إليكاا [باروخ .]٢:٣
ارحمنا [باروخ ]١٩-١٨ : ٢؛ بلألئك رحيم
موجز الحديث هوأن بداية الصالة ،وحتى فترة االستعداد لها ،هي التماس الفغران باالعتراف
المتواضع والئغبص بالذب .فال يتووغ أحد ،مهما كانت قداسته ،أن يتان شيائ من الله إلى أن
يحصز على المصالحة المجانية معه؛ كما ال يحتمل أن يكون الله سمخا نحو من لم تفغر خطئته .ال
عجب إدا أن المؤمنين فتحوا لذواتهم باب الصالة بهذا المفتاح ،كما نتعلم من العديد من نصوص
المزامير .عندما صاى داود طاليا شيائآخر بخالف مفغرة خطاياه ،قال1 :اال قذير حكايا صقكاي
زآل تفاصئ .كزلحشتلث ادوني ائث بى ألجل مجودن تا زب[ ,1-مزه .]٧:٢وأيثا ا٠ائظز إلى ذر
زدعبي ،زاعفز لجميغ حكاتاي[ ,,مز ه .]١٨:٢كذلك ،من هذا نرى أئه ال يكفينا أن نحاسب ذواتنا
كز يوم على خطايانا الحديثة ،إذا لم نتننمر تلك الخطايا التي قد تبدو منسئة منذ رس بعيد.
٨٠٣ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
وهذا النبي ذاته إذ اعترف في موضع آخر بمعصيه جسيمة اقترفها ،عاد بذهنه عند هذه
المناسبة إلى رحم أمه الذي فيه أصابته جرثومة الخطية [مز :٥١ه؛ ،ال ليخئف ذنبه بغزوه إلى
فماد الطبيعة بل إئه ،إذ استجمغ خطاياه في خالل كز حياته ،يدين نفسه بشنة ويسهل عليه أن
يرجو إيجاد الله .وعلى الرغم من أة القديسين ال يلتمسون دائائ مفغرة لخطاياهم بكلماب هذا
عددها ،نرى في صلواتهم التي يدؤنها الكتاب ما أعنيه هنا :وهو أئهم حصلوا على إذن الدخول
أمام الله للصالة من فضل رحمته وحدها ،ومن ثم تقذموا إليه طالبين رضاه .فإن شرع أحدهم في
مساءلة ضميره ،استحال عليه أن يتجاسر بطرح همومه أمام الله بحيث يرتعد كتما حاول االقتراب
هنالك أيائ اعتراف خاص يقذمه المصتون عندما يطلبون العفو من العقوبات ،وهو أدهم
يطلبون مفغرة ذنوبهم في الوقت نفسه .ألئه يمسي من غير المعقول أن ئطلب إزالة النتيجة بينما
يبقى المسيب .يلزمنا أن نحرض على أأل نقتد المرضى األغبياء المعنتين فقط بعالج األعراض ،فيما
هم يهملون السبب الجذري ذاته للمرض .ينبغي لنا نحن أن نهتم أؤأل بأن يكون الله راضيا نحونا،
بدأل من أن يجزل فضله علينا بعالماب خارجية ،ألئه يشاء أن قبع هذا الترتيب ،وألة الفائدة التي
تعود علينا كانت تكاد أن تكون عديمة إن لم تكن ضمائرنا قد ضفت بفضل مرضاته بحيث تجعل
ارحلعه حألؤه زكله مئقهتات [نش ه ١ ٦ :؛ .تدبرنا بذلك إجابة يسوع بعد قراره شفاء المفلوج
عندما قال :معفوزه للث حكاتاك [مت ٢:٩؛.إئه هكذا يوقظ أذهاننا على ما ينبغي باألحرى أن
نشتهيه :وهو أة الله يتقيلنا إلى رحاب نعمته؛ وبعدئذ يرز بمعونته إيانا ثمار المصالحة.
لكن ،إلى جانب االعتراف المحند بالذنب الحالي الذي بواسطته يتضرع المؤمن لمغغرة
كز خطئة والعفو عن كز عقوبة ،ينبغي أآل نففل تلك المقنمة العامة التي تجد نعمة عند الصالة.
ذلك ألئه إن لم تتأسس صلواتنا على قاعدة الرحمة المجانية ،ال يمكن أن تصل إلى الله .هنا ينعلبق
ما قاله يوحنا الرسول :ااإن اعتزعنا دفكاناتا وهؤ أس وغادن ،حئى تعيز ..-ؤئطهزدا يى كز إباا
[ ١يو .]٩: ١لهذا السبب كانت الصلوات تحت الناموس تكرس بدم الكقارة [قارن تك ٨: ١٢؛
:٢٦ه٢؛ ٢٠ :٣٣؛١صم ]٩:٧لكي تصبح مقبولة ،ولكي نحذر الشعب هكذا أئهم غير
مستحثين المتياز الصالة العظيم حتى ينالوا ثقة الدخول في رحاب الصالة — بعد تطهيرهم من كز
نجاسة — على أساس رحمة الله وحدها.
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٨٠٤
.١٠اإلشارذإلىبزناالذاتتي؟
يصيح المؤمنون أحياائ ببز ذواتهم عندما يطلبون المعونة من الله .فمثأل داود الحعظ تغسي
أللى دقئ [مز )٢ : ٨٦؛ وكذلك يقول حزقيا ٥١٦ :يا زب ،ادكن كف سزت امامك باألمارة ؤبعلب
شليم ،ؤئقك الخشن وي ءسك٠ا [٢مل٣:٢٠؛ قارن اش ٣:٣٨؛ .بمثل هذه التعاير يقصدون
أئه بفضل تجديد قلوبهم ذاته يشهد لهم بأئهم خذام الله وأبناؤه الذين وعدهم بأن يكون تنبائ
عليهم .ائه يعلم على لسان النبي كما رأينا ،أن عينيه نحو الصديقين وأن أذتيه إلى صراخهم
[مز :٣٤ه .]١وأيصا على فم يوحنا الرسول :ؤمهنا شالثا كاز ثئه ،ألقا رحعظ ؤصاائها
[١يو ٢٢ :٣؛ .في هذه التعاير ،ال يؤشس قيمة الصالة على استحقاقات األعمال ،بل يسر بأن
يمنح الثقة من يدركون حائ أهمية البراءة والبز العديم الخبث ،كما يجب أن يثصف به جميع
المؤمنين .في الحقيقة ،ما اعترف به األعمى الذي اعيد له البصر -كما ورد في إنجيل يوحنا:
بأن الله ال يسمع للخطاة [يو — ]٣١ : ٩مأخود رأسا من الحق اإللهي نفسه ،بشرط أن ندرن أن
ا١الخطاة ١١بحسب المفهوم الكتابى المعتاد هم جميع الذين يفئلون في سبات خطاياهم من دون أي
إحساس بالرغبة نحو البر .ألئه ال يستطيع القلب أن ينغتخ بإخالحس طالبا وجه الله إآل وهو يطمح
في الوقت ذاته إلى التقوى .إدا ،لتلك الوعود تيجه شهادات القديسين التي فيها يذكرون طهاراتهم
أو نقاوتهم حتى يمكنهم أن يشعروا -كما ينبغي أن يرجوه جميع خدام الله — بأئهم مكشوفون
أمام ذواتهم.
نجدهم كذلك يستعملون تلك الصيفة في صلواتهم عندما يقفون أمام الله ،مقارنين ذواتهم
بأعدائهم الذين يشتاقون إلى النجاة يده من شز خطاياهم .العجب عندئذ ،في سياق تلك المقارنة،
إذا أشاروا إلى بز ذواتهم وبساطة قلوبهم لكي يحزكوا من رصيد هذا السبب نفسه أحشاء رأفة
الرب ليئن لهم يد المعونة .يتمزع التقي بضمير نقي أمام الريب ،وبذا نبت ذاته في المواعيد التي
بها يعزي الرب ويدعم من يعبدونه بالحق واالستقامة .ال نشاء أن يتجزد الصنيق من هذه النعمة
التي يشعر يركتها في صدره ،بل نويد أن ثقته باستجابة صلواته تقوم على أساس رأفة الله وحدها،
أائ القاعدة الرابعة فهي أئه ينبغي لنا — في وضاعه وانكسار النفس — أن نتشجع رغائ عن
ذلك لنصآى برجا؛ أكيد أن صلواتنا سيستجاب .قد يبدو تناقثا أن ترتبن الثقة األكيدة في نعمة
الله ،بإحساس واع لنقمته العادلة؛ ومع ذلك ،فإئه على أساس أة إحسان الله وحده يرفع المنسحقين
تحت نير أعمالهًا الشريرة ،يلتقي هذان النقيضان .ألئه كما عتمنا انغا بأن التوبة واإليمان رفيقان
متالزمان بربا؛ ال يحل -مع أن أحدهما يرعبنا بينما اآلخر يفرحنا - ٣هكذا أيائ ينبغي أن يالزم
*
تسلف. هذان االثنان كزصلواتنا .يعبرداودعن هذاالتالزم بالقول :اثااداوبكتزك ه زحمتك اذحل
اشحذ بي هئكل ون سك بحؤفكاا [مز ه .]٧:فدذكره رحمة الله يتضئن اإليمان ،بينما ال رقصي
الخوف .ليس أن جالله يفرحنى علينا الخشوع فقط ،ولكئنا بسبب عدم استحقاقنا -إذ ننسى كز
كبريا؛ واعتداد بالذات -نسجن في خوف.
أثا أ١لثقةاا فلسك أعني بها تلك التي تلعلف فكرنا بحالوة السكينة التامة ،وتخفف عائ كز
قلق .ألن مثل هذه الراحة جزء من حياة الذين ال تمشهم الهموم متى سارت جميع األمور على
مرامهم ،فال تتوقد فيهم رغبة ،وال يقلقهم خوف .أثا القديسون فأكثر ما يدفعهم لطلب الله هو
اضطراب نفوسهم ،عندما دلم بهم الحاجة الملخة فتكاد تؤذي بهم إلى حافة الحبل ،إلى أن يأتيهم
اإليمان عوائ في حينه .ألن إحسان الله يضيء عليهم في وسط تلك الضيقات بحيث يفرج عنهم
صعوبة احتمالها ،حتى عندما يئوئن باإلعياء من جزاء ثقلها ويعذبهم خوف من احتمال وقوع
الباليا األكثر ثقأل ،ويستحيل أن تصز بهم الحال إلى السكينة ورجاء النجاة ما لم دلقوا كز هئهم
على رحمة الله .لذا يليق أن تصعن صالة التقي من باعث هارين العاطفئين ،كما أن تحتويها الصالة
فتعبر عنهما أيشا :وهما أئه يئئ تحت وطأة الضيقات الحاضرة ويخشى وقوع ما قد يحمله إليه
المستقبل ،وفي الوقت نفسه أن يتخذ الله ملجًا له من دون أن يشك لحظًا في أئه على استعداد أن
يمن يد المساعدة .كم يغيظ الله عدم ثقتنا إن طلبنا منه مده ال نتوقع الحصول عليها!
الصالة واإليمان
ألجل ذلك ليس شيء اكثر ابساقا مع طبيعة الصالة ،من أة توغد هذه القاعدة كأساس لها:
أأل تنطلق جزاائ أو مصادفة بل أن تسترشد باإليمان .يلفت المسيح انتباهنا جميعا إلى هذا المبدًا
بقوله :ااًاقول لكم :كزما دطلثوده حينمائضوئذ ،فاثنوااذ قالوه ،نيكونلكم [مر .]٢٤:١١
ويوقد ذلك في موضعآخر :اوكز* ما تطلبوده في الصالة ،مؤمنين ..ا [مت .]٢٢ : ٢١يتفق
مع ذلك يعقوب :إنخباذ احذغم بفوزه حكمه ،ولتطلب ثن الله ائذي يعطي الجبيغ رشحاء
ؤأل يفثئ ...ؤلكرذ ،لتطلب بإيمان عبر مزكارب الته [يع :١ه— .]٦هنا يعبر عن قوة اإليمان بأن
ئضاذه باالرتياب .ولكن يجب أن نالحظ أيشا ما أضافه :أة تن يطلبون الله في ريبه وعدم يقين
— غير متأبدين في أذهانهم إذا كان الله سيسمع لهم — لن ينالوا شيائ [قارن يع ٧: ١؛ .حتى ليقارن
مثل هؤالء الناس بأمواج البحر التي تخبطها الريح وتدفعها [يع .]٦: ١وس ثم فهو يدعو الصالة
الصحيحة صالة اإليمان [يع ه:ه .]١لذا عندما يؤبد الله مكررا أئه سوف يعطي كز وام
بحسب إيمانه [مت ١٣:٨؛ ٢٩: ٩؛ مر ]٢٤: ١١يعني أئه ال يمكن أن نغاز شيائ بدون اإليمان.
هو اإليمان ،إدا ،الذي يحصل لنا على كز ما يمنح لنا في الصالة .هذا ما تفيده كلمات بولس
لم يشغفوا به؟ [رو ] ١٤: ١٠و اإليمان بالثتتر ،ؤالحتكر بكلمب الله[ ،رو . ] ١٧: ١٠وإذ يستنتج
خطوة فخطوة كيف تبدأ الصالة من منطلق اإليمان ،يعلن بوضوح أة الله ال يمكن أن يدعى إأل بمن
تعزفوا رأفته ولطف معاملته بسماع اإلنجيل ،أي الذين كشفت لهم ذاته بشكل حميم.
معارضونا ال يتفكرون في أهمبه هذا الشرط .لذا عندما نوصي المؤمنين بأن يكونوا مسثنين
وواثقين بعقلي ثابت ومتين بأة الله إلة منعم ورؤوف نحوهم ،يطثون أئنا نتحذث بما ال يعقل.
ومع هذا فإذ كانوا يمارسون الصالة الحقيقية ال بذ أن يدركوا أئه بدون ذلك اإلحساس األكيد
باإلحسان اإللهى ال يمكن دعاء الله على النحو الصحيح .لائ كان اإلنسان ال يستطيع أن يدرن قوة
اإليمان إذا لم يختبرها في قلبه ،فما الجدوى من الجدال مع أمثال هؤالء الذين يبدو جلؤا أن ليس
عندهم سوى مخبلة فارغة؟ نحن نتعلم قيمة هذا اليقين الالزم وحاجتنا إليه من ممارسة الدعاء إليه.
ومن ال يرى ذلك يكشف عن خلو ضميره من الحفل .فلننش هذه الفئة من العميان ،ولنتمشك
٨٠٧ الفصل العشرون الكتاب الثالث
واآلن ،ما عسى أن تكون نوعية هذه الصالة؟ هل تكون يا رب ،إلني أشلن هل كث ستسمع
لي ،لكئني بسبب ما يساورني من قلق آتي إليلذ حنى ،إن كنث مستحعا ،لربما تساعدني ؟ ليس
هكذا يصلي مئقو الرب بحسب ما نقرأ في الكتاب المقدس .والروح القدس لم يعتم هكذا على
لسان الرسول الذي يأمرنا أن نتقنم من العرش السماوي بثقة !الكئ تتاز زلحتًا وتحن يفقًا غؤائ
ني جيه [عب ١٦ : ٤؛؛ وعندما يعتم في موضع آخر أن لنا في المسيح جراءة وقدوائ وثقة
[اف ١٢ : ٣؛ .إن كائ لنصتي بثمر ينبغي أن نمساغآ بكلتا اليذين تلك الثقة ،ثقة تيل ما نطلبه؛ فهذا
األمر يأمرنا به الرب بصوته هو ،ويعتمنا إداه القديسون بمثالهم .فإذ الصالة المقبولة لدى الله
هي التي تتوتد ،إن جاز لي القول ،عن افتراض اإليمان ،والتي تقوم على أساس ثقة الرجاء التي ال
تتزعزع .كان من الممكن أن يكتفي بمجرد ذكر اإليمان ،ولكئه لم يضف الثقة فحسب ،بل دعمها
أيائ بالحرية أو الجراءة لكي يميزنا بهذه العالمة من غير المؤمنين الذين يمتزجون بيننا في الصالة
ولكن على سبيل المصادفة .الكنيسة بأسرها تصئي هكذا1 :التكن يا زب زختئلذ عيتا حشيتا
ائرتان [مز .]٢٢ :٣٣وفي مكا؟ آخر يضع النبتي الشرط نفسه :ا...ني* يؤم أدغوذ نيه .هذا
ئذ علمته ألن الله يي [مز ٦ه٩:؛ .وكذلك :اابالعدكاه أوجه ضأليي ثحؤذ ؤارتظزال [مز ه.]٣:
من هذه الكلمات نستنتج أن الصلوات تنطلق باطال تجاه الريح إن لم يصف الرجاء الذي به نسهر
وننتظر الله في سكون كما من برج الحراسة .يتفق مع هذا ترتيب اإلرشادات الذي يطيقه بولس:
فقبل أن يحق المومئين على أن يكونوا اثقلن ...كززك في الروح ،وشايرين ..-بكل مواغتي
ؤطتئة[ ,,اف ]١٨:٦يناديهم أؤأل أن يكونوا اخاببن ئؤق انغز ترش اإليقان. ..أ وأن يًاخذوا
خوذ؛ الحألص ،ويف الروح اتذي هز كلمه انذال [اف . ] ١٧-١٦:٦
ليتذتمر قزاني هنا ما سبق أن قلته :إذ اإليمان ال يتبدد إذا قرتا به اإلقرار بتعاستنا وفاقتنا-
ونجاستنا ٤.ألته مهما سقر المؤمنون بثقل أوزارهم ،ومهما اضطربت نفوسهم بسبب خطاياهم،
وليس بافتقارهم فقط إلى كز ما يمكن أن تحشن في عيتي الله ،بل بحمل الذنوب التي تبعثهم
على أن يتصؤروه مهوأل ،فال يمنعهم هذا من أن يقذموا إليه دائائ ،وأن يطرحوا ذواتهم أمامه إذ ال
توجد وسيلة أخرى لالقتراب منه .فإذ الله لم يرئب لنا الصالة لكي نتشامخ وننتغخ بها أمامه ،أو أن
نثغن أي شيء في ذواتنا ،بل باعترافنا بآثامنا نكشف أمامه عن كز ما ينثصنا كما يغضي األبناء إلى
انظر أعأله :الكتاب الثالث ،الفعمل الثاني .الفقرات .٢٦-٢٢ ٤
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٨٠٨
آبائهم بكز ما يقلقهم .كثرة خطايانا التي ال حدود لها تدفعنا بما يفوق الكفاية إلى أن نصتي ،كما
يعتم النبي بمثاله ،قائلين :ا اسغب تفيمي ألبلي وت ألحطات إكك [مز .]٤:٤١حائ أعترف بأة في
هذه السهام سموائ مميتة لو لم يأرب الروب لمقونتنا ٠فلقد هيا لنا ًابونا السماوتلي الرحيم ،من فرط
لطفه وكثرة إحسانه ،دواة ناجائ في حينه ،مهذائ جميع اضطراباتنا ،مخئعا كز همومنا ،طاردا كز
مخاوفنا ،حتى يجذبنا بحنانه إلى ذاته؛ بل مزيأل كز عائق يمنعنا من القدوم إليه.
بدايه ،حيث إذ الله قد دعانا أن نصتي ،فهو بالوصية ذاتها يبكت عصياننا إن لم دطع؛ فال وصية
أوضح متا ائر به المزمور :ادعيي في يؤم الصيق [مز :٥٠ه .]١ولائ لم يتكرر في األسفار
المقدسة من واجبات التقوى ما يزيد عن هذه الوصية ،ال أراني بحاجة إلى االسترسال في التشديد
عليها .يقول السؤد :اغتبوا تحدوا .اقرعوا يغئغ نكلم [مت . ]٧: ٧ومع ذلك فإذ وعذا قد اضيف
ههنا ،وكان ذلك ضرورا ،ألئه على الرغم من أن الجميع يقرون بأن الوصية ينبغي أن تطاع ،فإذ
أكثر الناس يوبون وجوههم عن الله عندما يدعوهم إذا لم يعد باه قريت ومجيب.
وما دامت هاتان الحقيقتان — حقيقة الوصية وحقيقة الوعد — قد اثبتتا ،فمن المؤتمد أن من
يحاولون التمتص من المجيء المباشر إلى الله ليسوا معاندين ومتمردين فحسب ،بل يصبحون
في حكم األشرار إذ يرتابون في المواعيد .تهتم اإلشارة إلى هذه النقطة ألن المرائين ،باذعائهم
التواضع والبساطة ،يتعالون على الله باحتقارهم لؤصيته وبتكذيب دعوته الكريمة ،بل يسلبونه
العنصر الرئيس من عبادته .فإذ روض الذبائح التي كانت تعتمد عليها كز مظاهر القداسة [مز ٠ه:
،]١٣-٧تعلن أن دعاءه في يوم االحتياج هو أسمى وأثمن من كز ما يمكن أن يقذمه اإلنسان
[مز ٠ه :ه . ] ١لذلك عندما يطالب بما هوله ،ويحقزنا على الطاعة التواقة ،ال مجال ألي نوع من
الشلق لغذرنا ،مهما كان بريعه تغردا .ومن ثم ،فجميع نصوص الكتاب التي يتكرر ورودها لدعوتنا
إلى الصالة هي مثل الفتات دصبت أمام عيوننا إللهامنا ولتوطيد ثقتنا بالوعد .فلولم يكن الله نفسه
قد دعانا وانتظر مجيئنا إليه ،لكان تمام التهؤر والفظاظة أن نتجاسر باالندفاع إلى محضره .لذلك
يفتح لنا سبيألإليه بهذه الكلمات :هؤ تنعو دابتي زاتا أحيبه .اقول :هؤ سعبي ،زهوتقول :الرث
إلهياا [زك .]٩: ١٣نرىكيف يتقنم [الله] ئنيعبدونه ،وكيف يريد أن يتبعوه ،وهكذا ال يخافون،
بسبب حالوة اللعمة التي يدعوهم هو ذاته بها.
٨٠٩ الكتاب الثالث -.الفصل العشرون
ليثن إلى أذهاننا ذلك اللقب العظيم الذي يادى به الله ،والذي بركوننا إليه نتغلب على كق
!لعقبات بال عناء :تا الله ...تا ساخ الضآله ،إليك تارني كل تشر [مز ه ٢-١ : ٦؛.فهلثئة
ما يحلو لله وما يستحسنه أكثر من هذا اللقب الذي يويد لنا أن ال شئ يتوافق مع طبيعته أكثر
من استجابته لصلوات ملتمسيه؟ من هذا يدرك النبى أن الباب ليس مفتوحا للبعض فحسب بل
** ني تؤم الئيي أئبنن قمجذ;نياا
اذعيي لكق بشر ،ألئه يخاطب كل ،إنسان بهذه الكلمات:
[مز ٠ه:ه ١؛ .وبحسب هذه القاعدة ،يطالب داود بالوعد الئعطى له ليحصل على ما يطلبه.
يقول :األدق* ائت يا زث ...ئذ اعلنت يقتدن ،...بذبك زجت عتدن ني قلبه اذ يضلئ لك...
[٢صم .]٢٧:٧من هذا نستنتج أئهكان خائائ لوال أن الوعد شجعه .وفي موضعًاخر يحصن ذاته
بهذه العقيدة الراسخة :تفتل [الله] رصا لحائغيه [مز .]١٩: ١٤٥في الواقع ،دمكننا أن نالحن
في المزامير أئه إذا انقطع خيط الصالة ،فإئما إئسقمر اإلشارة أحياائ إلى جبروت الله ،وأحياتا إلى
إحسانه ،وأحياائ أخرى إلى أمانته وصدق وعوده .قد يبدو أن داود بإدراجه تلك الخواطر في غير
موضعها يسوه صلواته؛ ولكل المؤمنين يعرفون بالخبرة والممارسة أن الحرارة تفتر إن لم يصف
إليها وقود جديد .ولهذا السبب فإذ التأتل في طبيعة الله وكلمته مائ ،عندما نصلي ،ال يفترقان.
فعلى مثال داود ال نستكبر أن ندرج — في صلواتنا -شيائ من شأنه أن ينعش أرواحنا الذابلة بزخم
من الحيوية والنشاط.
من الغريب أئنا ،على الرغم من وعود عذبة وعظيمة كهذه ،إتا نقابلها بالبرود أو نتفافلها
تماائ ،إلى درجة أن الكثيرين يا يفشلون أن يزيغوا في المتاهات ،فننسى ينبوع المياه الحتة لنحفر
ألنفسنا آبارا جاوه مشثقة ال تضبط ماء [ار ،]١٣:٢بدأل من أن نرحب بسخاء الله المعطى لنا
ؤكتئع[ *1ام .]١٠: ١٨ بالمجان .يقول سليمان1* :اشلم الرق ترع حبيل ،الكش إليه الغد
يوئيل ،بعد أن تنتأ بالدمار العتيد ،يضيف هذه العبارة المأثورة :ا زيفون اذ كل تل يذعو باشم
الؤث سهوا [يؤ ٣٢: ٢؛ رو ١٣: ١٠؛ اع .]٢١ : ٢نعلم أن هذا يشير إلى تقذم االنجيل .بالكن
ينشط واحد من مائة ليقرب من الله .أتا هو نفسه فيعلن على لسان إشعياء :زيفون ائي ئنا
ينعون اتا اجيب٠ا [اش ه . ] ٢٤: ٦وفي موضع1خر يمنح هذا االمتياز أيصا الكنيسة ككق إذ يجيزه
لكق أعضاء جسد المسيح .تذعوني واستجيب له ،معه ٢دا في الصيق ،أدقذه[ ...مز :٩١ه.]١
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٨١ ٠
وكما أشرن قبأله لسك أقصد أن أسرن كز النصوص ،بل رأيت أن أنتقي بعض أبرزها التي يمكننا
أن نتذوق منها لطف الله الذي به يجذبنا إلى ذاته ،وندرك مدى جحودنا عندما تعوقنا بالدتنا عن
االقتراب منه .لذلك ،لترة هذه الكلمات دوائ في اذاننا :ا٠الؤث وريث ،بكز ائدين يذغوتة ،اندين
يذعوده بالحق[ ,,مز ١٨: ١٤٥ع .إئها تلك الكلمات عينها التي اقتبسناها من إشعياء ويوئيل ،والتي
بها يويد الله لنا أئه مصغ لصلواتنا ،حتى إله يشر كما بذبيحه زكية المذاق عندما نلقي هئنا عليه
[١بط ه٧:؛ وأيصا مر ٢٢:٥٥؛ .إئنا نحصل على هذا الثمر الغريد من وعود الله عندما نقدم
صلواتنا بال تردد أو ذعر؛ بل باعتمادنا على كلمة موذ ،بغير ذلك قد يروعنا جالله ،نجرؤ على أن
ندعوه أبانا فيما هو يتنازل بأن يمنحنا هذه البنوة.
يبقى لنا بعد كز هذه الحوافز أن نعرف أة لنا في ذلك ما يكفي من البرهان على أئه سرف
يسمع لنا بقدر ما ليس لصلواتنا من استحقاى ذاتي ،بل ألة االستحقاق بكآيته ،وكذلك رجا خ
تحقيق طلباتنا ،يقومان على وعود الله ويثبتان فيها بحيث ال حاجة لهما إلى دعمآخر ،وال حاجة
إلى البحث الحائر عن بديز هنا أو هناك .لذلك ينبغي لنا أن نتيقن يكز عزيمتنا ائه على الرغم من
نقصاننا في القداسة التي امتدح بها االباء القديسون وكذلك األنبياء والرسل ،فلنا معهم وصية
مشتركة وإيمان واحد ،إذ اعتمدنا نحن على كلمة الله في الحقيقة في شركة معهم .ألة الله الذي
أعلن ئطغه ورحمته للكز يعطي أتعش الناس رجاء ئيل ما يطلبونه .وعلى أساس ذلك يلزمنا أن
ثجعز التفاتنا إلى النماذج العامة التي ال يمكن أن يستثنى منها أى نموذج معين أؤأل وآخزا ،بشرط
أن تكون جميعها مفعمة بإخالص القلب ،وعدم الرضا عن الذات ،والتواضع ،واأليمان بحيث ال
يمكن لريائنا أن يدس اسم الله بالخداع عند دعائه .إذ أبانا الرحوم لن يخرج خارحا من يحقهم
بكز وسيله ممكنة على اللجوء إليه .من ثم ينشأ أسلوب داود في الصالة ،والذي ذكرته حديقا:
*أهوذا قد أعلنث لعبدك ...لذلك وجد عبدك في قلبه أن يصآي إليك ...واآلن يا سيدي الرب أنت
هو الله ،وكالمك هو حق .وقد كتمك عبدك بهذا الخير .فاآلن ارتض [وافعل ما تكلئك به]
[٢صم ٢٩-٢٧ :٧قارن الترجمة الالتينية] .وفي موقعآخر يقول :أتجز زخثائق ...حشب
ئؤيك لثثيكا| [مز .]٧٦: ١١٩وعلى مثال ذلك يثق بنو إسرائيل ،عندما يتحصنون بذكر العهد،
بأئه ما دام الله يأمرهم هكذا فهم ال يخافون .في ذلك يقتفون أثر اآلباء األولين ،وال سيما يعقوب
الذي إذ أقر بأنه أقز من أن يستحق مراحم الله الكثيرة التي ئقيلها من يديه [تك ]١٠ :٣٢يقول إئه
تجرأ على الرغم من ذلك أن يطلب أمورا أعظم ،ألن الله كان قد أحسن إليه ووعد بأن يتئم [قارن
تك.]١٣-١٢:٣٢
انظر أعاله الفقرة .١٣ ه
٨١١ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
وبالنسبة إلى غير المؤمنين وما يزعمونه من حجج لكيال يلوذوا بالله ،ولكيال يطلبوا وجهه
أو يستغيثوا بعونه عندما تحيط بهم الشدة ،فاهم يسلبون الله إجالله الواجب تماائ كما لو نصبوا
تجاهه أصنامآلهه أخرى ،ألدهم بذلك ينكرون أده منشئ كز شيء صالح .أئبا المؤمن فيحرره هذا
الفكر من كز هاجس مريب :أن ال يوجد سبب يمنعه أو يؤحره عن إطاعة دعوة الله ،ألة الله قد
أعلن أن ال شيء يسره بقدر ما تسره طاعته.
من ثم يتوصح مجددا ما قلتهآنائ :إذ روح الصالة الجريء يغسق مع المخافة والهيبة والورع،
وأده ليس عبائ أن الله يرفع نفوس المتضعين .وهكذا يتفق ما قد يبدو متناقصا من التعابير .فيقول
إرميا ودانيال إئهما يلقيان التضرعات أمام الله [ار ٩ : ٤٢؛ دا . ] ١٨: ٩وفي موضع اخر يطلب
الشعب ورؤساؤه إلى إرميا أن يك دصزعنا يعغ أمامك ،دتضلتي أللجلتا .. ٠ألجز كل هذ؟ التعئةاا
[ار ٢ : ٤٢؛ .من جانبآخر ،بقال في المؤمن أئه يرفع الصالة .هكذا تحدث حزقيا عندما طلب
من النبتي أن يشفغ إلى الله نيابه عنه [ ٢مل . ] ٤ : ١٩كما يشتاق داود إلى أن تصعن صالته ا كالبخور
[مز .]٢ : ١٤١يعني ذلك أن المؤمن ،على الرغم من قناعته الكاملة بمحبة الله األبوبة ،وإيداع
نفسه أذرغ حمايته وعدم تردده في أن يستجدي معونته التي يعد بأن يمنحها بالمجان ،فهو مع
ذلك ال يتعاظم في زهو طائش أو في ثقه غافلة كما لو كان قد تجرد من كز حياء ،بل يصعد على
سئم المواعيد بينما يظز ذليأل في توسله.
(يولي الله الصالة أذائ صاغية حتى إن كانت مشوبة ،ه )١٦ - ١
.١٥اإلصغ1ءإلىالصالةالمذحرفة
هنا بثار أكثر من سؤال :يفيدنا الكتاب بأن الله استجاب صلوات معينة على الرغم من أئها -
انبعثت من قلب قلق وغير مستقر .فلسبب مالئم ،ولكن من منطلق النقمة والغضب المتقد ،أقسم
يوثام لسكان شكيم بالدمار الذي لحق بهم فيما بعد [قض ]٢٠:٩؛ هنا يبدوأة الله إذ نمخ باللعنة،
كان مؤبدا لتفجرات العواطف الجامحة .هكذا أيصا وقع شمشون في قبضة انفعاله عندما قال:
العلف [قض .]٢٨: ١٦فعلى الرغم من وجود
** يا سيدي الرب ،اذكرني وشذدني فأنتقم من
غيرة مبررة في األمر ،فإة الشهوة العارمة لالنتقام اآلثم تحكمت وسيطرت .ومنح الله الطلبة .وقد
نستنبط من ذلك أئه رغم خروج الصالة من إطار قاعدة كلمة الله فهي تصيب الهدف.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٨١٢
هنا أجيب بأن قانودا عاكا ال ببطله أمثلة فردية؛ بل قد يعطى أ حيادا القليل من البشر حافزا خاصا
يعزى إليه اعتبار خاوس بهم وحدهم ال يسري على عامة الناس .فيجدر بنا أن نالحظ إجابة المسيح
طلب تلميذيه الطائش ،عندما رغبا في أن يتكرر معهما ما صار مع إيليا ،إذ انتهرهما بالقول إئهما
ليسا يعلمان من أي روح هما [لو : ٩ه ه ] .
لكن ينبغي أن ندهش إلى ما هو أبعد من ذلك :إذ الصلوات التي يستجيبها الله ليست دائائ
مرضته له .أتا في ما يتعلق بسرد األمثلة فإذ ما يعلم به الكتاب توضحه البراهين :أن الله يعين
البائسين ويصغي ألتات الئبئلين طلائ عندما يلتمسون عونه؛ لذا فهو يئن أحكامه بينما تصعد
إليه شكاوى المساكين على الرغم من عدم استحقاقهم أن ينالوا ولو القليل .فكم من دليلي على
األشرار،
خ
يعاقب قساوة
ة ٠
إلله مجهول ،فيما
٠٠٠٠ ء مح
بصلوات
مح ٠
يضاربون الهواء
٠ ٠٠
الذين
٠٠
المظلومين
٠٠ ٠
٠أئه ٠٠٠يناصر
وسرقاتهم ،وشهواتهم وغيرها من أعمال العنف واإلجرام ،ويوقف طغيانهم ،ويقلب جبروتهم
الغاشم على رؤوسهم! يشير أحد المزامير بوضوح إلى أن الصلوات التي ال تصل إلى السماء من
منطلق اإليمان ،ال تعود على الرغم من ذلك بال أئر .يصم المزمور المذكور تلك الصلوات التي
بلزمها الضرورة لغير المؤمنين ،بدافع الشعور الطبيعي ،مع صلوات المؤمنين المنبثقة كذلك من
شذة احتياجهم ،فيتبين من النتيجة أن الرب رؤوف تجاه العصاة والجهال كما هو رحيم تجاه
تفده [مز ٦ : ١٠٧و ١٣و . ] ١٩فهل بتم هذا ألئه بمثل هذه الرأفة يشهد لصالح صلوات األشرار
ولقبوله إياها؟ ال ،لكئه في ظروف ضيقهم يكشف لهم عن رحمته عندما ال يرفض طلباتهم،
وكذلك يضرم بهذا غيرة الساجدين الحقيقيين لتزدان صلواتهم عندما يرون أئه حتى صراخ األشرار
يفيدهم أحياائ.
ومع هذا ،ال مبرر لحيدان المؤمنين عن قانون إلهى قرض عليهم؛ كما ال يجوز لهم أن يحسدوا
األشرار كما لو كان هؤالء قد أحرزوا نصرا عندما نالوا طلباتهم .لقد ذكرنا أئه بهذه الطريقة
تحركت مشاعر الله إثر توبة أخآب الزائغة [ ١مل ٦]٢٩: ٢١لكي يثبت بهذا البرهان كيف يسهل
على مختاريه أن يتضرعوا إليه عندما يأتون بقلوب التوبة الحقيقية .لهذا نرى في المزمور ١ ٠ ٦أئه
يلوم اليهود عندما ارتدوا إلى طبيعة عنادهم بعد أن وجدوه سامعا لتضرعاتهم [مز ٤٣: ١٠٦؛ قارن
مز ١٣: ١٠٦وما يتبع] .ويتجلى هذا بكز وضوح في تاريخ القضاة :فكلما بكى بنو إسرائيل،
اغيثوا من أيدي أعدائهم على الرغم من دموعهم الكاذبة [قارن قض .]٩:٣فمثلما يشرق الله
بشمسه على األشرار كما على الصالحين [مت ه :ه ،]٤هكذا أيصا ال يحتقر بكاء ذوي الدعوى
انظر أعاله :الكتاب الثالث ،الفصل الثالث ،الفقرة .٢٥ ٦
٨١٣ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
العادلة ومن يستحثون أن يخئف ضيقاتهم .وبسماع صلوات األشرار ال يتحذى إنقاذه إائهم ما
يفعله لتوفير الخير حتى لمن يحتقرون إحسانه.
أتا في حالئي إبراهيم وصموئيل فتبرز أسئلة أكثر صعوبة .فاألول ،بدون تعليمات من الله،
صاى من أجل شعب سدوم [تك ٢٣: ١٨؛؛ والثاني صلى ألجل شاول ،مخالائ لتحريم صريح
[ ١صم ه ١١ : ١؛ .كما فعل إرميا ذلك عندما صلى لكي يدرأ خراب المدينة [ار ١٦١٣٢وما
يتبع] .وعلى الرغم من أن صلواتهم رفضت ،يصعب الحكم بأئه لم يكن لهم إيمان .أعتقد أن هذه
االجابة سترضي القارئ المتزن :فبناة على المبادئ العامة التي يدعونا بها أن نمن يد الرحمة حتى
لغير المستحثين ،نستنتج أن هؤالء لم يفتقروا كليا إلى االيمان ،على الرغم من ألهم في الحالة
االستثنائية قد خانهم التفكير الصائب .يقول أوغسطينس في مكا؟ ما :اكيف يصآي القنيسون
بإيما؟ عندما يطلبون من الله ما هو بعكس قضائه؟ إئهم يصتون بحسب إرادته ،ليست تلك االرادة
الخفية الثابتة التي ال تتغير ،بل االرادة التي يلهبها فيهم كيما يستمغ لهم بطريقه أخرى بحسب ما
يقضي بمشورة حكمته ٧ .لقد أصاب القول .ألن الله يناغم عواقب األحداث بحسب قصده الذي
ال يستقصى ،بحيث ال تبطل صلوات األبرار التي ال تتعذى كونها خليائ من االيمان والخطأ .وفي
كز حال ينبغي أأل يعتبر هذا نموذجا صحيخا ،مثلما ال ينبغي أيثما أن كرز القذيسون أنفسهم؛
فإئني ال أنكر ألهم تجاوزوا الحذ الملزم .لذلك إن لم يكن هنالك وعذ صريح ،يجب أن تكون
طلباتنا من الله خاضعة لشروط .هنا أمست مقولة داود في محتها :وم [يا رب] ...بحسب الحق
الذي به أوصيك [مز ،]٦ :٧إذ يبين أئه كان قد أوحي له بإرشاد محند أن يطاك إحسادا زمنيا.
جدير أيصا أن نالحن أن ما أوضحته في القواعد األربع للصالة الصحيحة ،ال يطيق بصرامة
إلى درجة أن الله سوف يرفض الصلوات التي يجدها تفتقد االيمان الكامل أو التوبة أو التي ال تصعد
له عن غيرة دفيئه وبطلبالت صحيحة.
قلت إئه على الرغم من أن الصالة محادثة حميمة بين األتقياء والله ،وجب مع ذلك أن قسم
بالوقار واالعتدال خشية أن نطلق العنان لشتيب ٠من الطلبات ،وألذ نطلك من الله فوق ما يسمح
به .ثم إئه ينبغي أن نسمو بأذهاننا إلى إجال؟ طاهر ونقتي الئق بعرته ،لئأل تتدئى عظمته في عيوننا.
يقتبس كألغن بنثي ؤ من التعزف أقوال أوغسطينس في 41. 753(. :ا(ل\11.11. 1-2 )١1ل 0/00)1رؤاح ,جا[اأ8اآجا٨٦ ٧
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٨١٤
إذ أحذا لم يؤد هذا باالستقامة الواجبة؛ فكم فاحت شكاوى داود باإلفراط ،فضأل عن ثرثرة
عامة الناس! ال ألئه يتعتد مجادلة الله أو-يريد أن يتنتر صاخبا على أحكامه ،بل ألئه عندما يعييه
الضعف ال يجد مالذا سوى أن يطرخ هموم نفسه في حضن الله .ولكئ الله يحتمل ئلختنا ويتغاضى
عن جهلنا متى ننسى شيائ؛ حيث بدون هذه الرأفة لن تكون لنا الحرية التي بها نقتررب منه في
الصالة .لقد عمد داود إلى أن يذعئكلجا إلرادة الله ،كما ابتهل إليه بصبر اليقن عن غيرته للحصول
على طلبته ،ولكن كم انطلقت منه -بل تفجرت أحياائ — عواطف صاخبة ال نسق أبذا مع القاعدة
األولي التي وضعناها!
نستطيع أن نستشن من خاتمة المزمور التاسع والثالثين ،قدر الحزن القاسي الذي انجرف به
هذا الرجل التقى بحيث لم يتمكن من ضبط نفسه .قال :اوقصر عدي ٠ . ٠وبل أن ادهت وال اولجن
[مز ١٣:٣٩؛ .قد يظئ أحدهم أن هذا اإلنسان الفاقد كل أمل ،ال يطلب إآل أن يتعفن في بلواه
رافصا العون من يد الله .ليس ألئه يعزم على االندفاع إلى ذلك اإلفراط ،أو ألده يريد أن يبتعن عن
الله كما يفعل األشرار ،بل لكي يعبر عن عدم قدرته على احتمال سخط الله .في وسط مثل هذه
التجارب ،كثيرا ما تنبس الشفاه بطلبات ال شق تماائ مع القاعدة التي أرستها كلمة الله ،والتي ال
يمتحن القذيسون صجتها ومعقوليتها بما فيه الكفاية .تستحق كل تلك الصلوات العائبة أن لرفض؛
وعلى الرغم من ذلك ،فإذ الله بتامحها بشرط أن يندم القذيسون على خطاياهم ،ويؤئبوا ذواتهم،
ويعودوا ئؤا إلى رشدهم.
كذلك يخطوئن إزاء القاعدة الثاذية؛ ٨فإئهم ال شذ يتصارعون تكرارا مع فتورهم حيث ال
تدفعهم حاجتهم وتعاستهم بما يكفي ليلجأوا إلى صالة اللجاجة .ما يحدث غالبا هو أن عقولهم
تشك بل تكاد أن تغيب تماائ؛ وفي هذه الحالة أيصا تلزم المفغرة لئأل يرفض الصلوات البليدة أو
المشوهة أو المتقئلعة أوالغامضة .لقد غرس الله في العقل أن الصالة السليمة ترفع من أذهاب واعية.
ومن ثم فاأليادي المرفوعة — كما أشرنا سابعا - ٩وهي من الطقوس المعروفة لدى جميع الشعوب
وكل األجيال ،وال يزال يمارسها الكثيرون؛ فكم يندر أأل يدرك المرء فتوره عندما يرفع يديه فيما
وفيما يتعلق بمغغرة الخطايا ،فمع أن المؤمنين ال يهملون هذا الموضوع ،لكئ المتمرسين
بالصالة يعلمون أدهم ال يقذمون العشر مائ يشير إليه داود بالقول :دتائح الله هئ روح مئكسزه .
انظر الفقرة ٦أعاله. ٨
انظر الفقرة ه أعاله. ٩
٨١٥ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
القلب الئئكسؤ زائئئشجق تا أن أل تلجيقزة[ ,,مز ١ه .]١٧:لذا ينبغي أن يطب الناس عفوا
أتا ضعف اإليمان أو نقضه فهو أكثر ما يطل صلوات المؤمنين ما لم ئعنها رحمة الله؛ فال
عجب أة الله يتغاضى عن هذا النقصان ،ألئه كثيرا ما يمتحن خاصته بتجارت قاسية كما لو كان
يقصد عمنا أن يطفئ إيمانهم .إذ أقسى جميع التجارب هي ما تضطر المؤمن أن يصرخ :إلى
تئى دد حن [بالغضب؛ غنى صأله سبك؟ [أو ءبدك[ ٦مز ٤ :٨٠؛ ،كما لو كانت الصالة ذاتها
تضايق الله .فعندما يقول إرميا! :احين اضرغ ؤاشئبك تصغ صألتي[ 1,مرا ٨:٣؛ ،ال شك أئه كان
قد اعتراه اضطرات عنيف .ترد في الكتاب المقدس أمثلة ال ئحصى من هذا القبيل ،يتضح منها أة
إيمان القديسين كان في كثير من األحيان ممزوحا بالشكوك المزعجة ،بحيث إتهم حتى في حال
إيمانهم ورجائهم كشفوا عن عوز اإليمان .ولتا كانوا ال ينالون ما يبتغون ،لزم عليهم أن يسعوا
باألكثر أن يصححوا أخطاءهم ،وأن يقتربوا كز يوم أكثر فأكثر من القاعدة الكاملة للصالة .كما
وجب أيصا أن يحشوا في الوقت عينه بأعماق الشر الذي انغمس فيه من ستبوا لذواتهم أمراصا
جديدة فيما يأتون به من عالج ،إذ يرون أة الله لم يكن ليقبز صال؛ واحدة بحق لو لم يتغاض أؤأل
عن العيوب المتناثرة عليها .إلني لم أكن ألعند هذه األمور لكي يعفي المؤمنون أنفسهم من أى
شيء ،بل لكي يجاهدوا في التغلب على هذه العقبات بتأنيب ذواتهم بصرامه وشذة .وعلى الرغم
من أة الشيطان يحاول بكز قواه أن يسن جميع السبل ليمنعهم من الصالة ،يلزمهم أن يتفتبوا
مقتنعين بأة جهودهم سوف ترضي الله مهما اعترتها من معوقات ،وأة طلباتهم مقبولة لديه بشرط
أن يثابروا في السعي نحو هدب قد ال يتحثق فورا.
ألئه ليس ثتة إنسا؟ واحد يستحق أن يتقنم إلى الله ويقف أمام حضرته ،ولكي يحزرنا حاأل
من الخزي والخوف ،وهب لنا اآلب السماوي نفشه ابله يسوع المسيح رتنا لكي يكون شفيعنا
[ ١يو ١: ٢؛ ووسيائ معه [ ١تي :٢ه؛ قارن عب ٦: ٨و ،]١٥: ٩بإرشاده يمكننا أن نأتي إليه بثقة،
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٨١٦
وبشفاعته نوقن أن ال شيء نطلبه باسمه إأل يعطى لنا ،حيث إذ اآلب ال يرفض أن يمنحه شيقا .إلى
هذه الحقيقة ينبغي أن يعون كل ،ما عثمناه عن اإليمان .فكما أن الوعذ يضمرن المسيغ وسيائ لنا،
إذا لم يعتمد عليه رجاؤنا في نوال ما نطلبه ،انقطعت عالقته بفاعلية الصالة.
فحالما تتنيه أذهاننا إلى عظمة الله الرهيبة ،ال يسعنا إأل أن نرتعذ ونبتعذ بسبب إدراكنا لعدم
استحقاقنا ،إلى أن يظهر المسيح وسيكا لنا ليغير عرش المجد الرهيب إرب ٠عر شبم النعمة .وكما يعزم
الرسول ،هكذا نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمًا ونجد عودا في حينه (عب ١٦ : ٤
فإذ قد ربت لنا قاعدة للذعاء إلى الله ،ونحنا وعدا بأته يصفي لمن يدعونه ،هكذا أيشا نحن
مدعوون أن نصتي باسم المسيح ،كما اعطينا الوعد بأن نناز ما نطلبه باسمه .يقول إلى اآلن لم
تغلثواشثائبايي.أطلثواتأخلوا(٠٠.يو]٢٤:١٦افيذلكالتؤمتطلبونبايي[ ٠٠،يو]٢٦:١٦
باالبن [يو . ] ١٣ : ١٤وس ثم ،فيائ ال جدال في
!* وممهما سألتم دايي لمذيك ألمغلة يجذ االت
وضوحه ،أن من يطلبون الله باسم آخر غير اسم المسيح يستهزوئن بأمره ويزدرون إرادته في عناد
واستعصاء ،وليس لهم من وعد ينالون به شيقا؛ ألن ،كما قال بولس ،نثتا كاست ،ئؤ عيد الله
[ ٢كو ،]٢٠ : ١أي أن مواعيد الله كتها موكدة وئكئلة في المسيح. وهز فيه ا النغم زنيه االئ
يلزمنا أن ندقق المالحظة في ظرف الزمان الذي أمر فيه المسيح تالميذه بأن يلجأوا إلى
شفاعته ،وذلك بعد صعوده إلى السماء ،إذ قال اني ذبك الفؤم [.في تلك الساعة؛ دئيون بايي11
[يو.]٢٦:١٦
من الموكد أده منذ البدء لم ندسمع صلوات المصتين إأل بنعمة الوسيط .لهذا السبب عتم الله
في الناموس أن الكاهن وحده ،بدخوله القدس ،هو الذي يحمل أسماء أسباط إسرائيل على كتعيه
والعدد نفسه من الحجارة الثمينة على الصدرة [خر ٢١-٩ :٢٨؛ ،بينما يقف الشعب خارجا في
الساحة وهنالك يلحقون طلباتهم مع الكاهن .بل إذ الذبيحة أيصا كانت ذات قيمة لتأييد الصالة
وتقويتها .لذلك عثمنا ذلك الطقس الذي هو رمز ألمر عتيد ،أئنا جميعا ممنوعون من دخول
/ خ ١
محضر الله ،ومن ثم نحتاج إلى وسيغ يظهر حامال اسمنا وواضائ إيانا على كتفيه ،ويحتضننا
على صدره حتى يسمغ لنا في شخصه؛ بل نحتاج أيصا إلى أن دطهر صلواتنا بالدم المرشوش إذ
هي صلوات غير نقية -كما قلنا — من دون ذلك .ونرى أن القديسين متى أرادوا أن ينالوا شيائ
٨١٧ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
أشسوا رجاءهم على الذبائح ،إذ كانوا يعلمون أن بها تقديشا -لكز طلباتهم .يقول داود :لتذكز
كل دعي ماتلث ،،ؤئشئشين مجدواتلث[ ،مز .]٣: ٢ ٠من هذا نستنبط أن الله منذ البدء أرضته شفاعة
المسيح فقبتل دعوات األتقياء.
لماذا إدا يعين المسيح ساعة جديدة يبدأ التالميذ فيها صلواتهم باسمه لولم تكن هذه النعمة،
التي تزهووتتألق اليوم ،تستحق قبوأل أكثر عندنا؟ وقد قال قبل قليل ما يحمل المعنى ذاته :إلى االذ
لم وغلبوا سثائ باشمي .اغلبوا [يو .]٢٤:١٦ليس أدهم ال يفهمون شيائ أبدا عن وظيفة الوسيط،
فإذ كز اليهود كانوا مشبعين بهذه التعاليم ،لكن ألدهم لم يكونوا بعد قد فهموا بوضوح أن المسيح
بصعوده إلى السماء يصير شفيعا أضمن للكنيسة عتا كان عليه األمر قبل ذلك .لذا ،لكي يعزي
حزنهم في غيابه بنعمه غير عادتة يتخذ لنفسه وظيفة الشفيع ،ويعتم بأدهم كانوا قبل ذلك قد افتقروا
إلى البركة الخاصة التي سوف يوهت لهم للتمقع ،عندما يدعون الله بحرية أكثر وهم مئكلون على
حمايته .وهكذا يقول الرسول إله قد كرس الطريق الجديد بدمه [عب ٢ ٠: ١ ٠؛ .فال عذر لتمزدنا
على هذه النعمة التي ال تقذر بثمن والمرصودة لنا وحدنا ،إذا نحن لم نفتنمها.
واآلن ألئه هو الطريق الوحيد الذي لنا به دخول في الله ،وبواسطته وحده نستطيع القدوم إليه
[قارن يو ٦: ١٤؛ فليس من سبيزآخر أومدخزآخر للذين يحيدون عن هذا السبيل ويهجرون هذه
الوسيلة للذنؤ .لن يتبثى لهؤالء على عرشه سوى الغضب والدينونة والرعدة .كذا ،إذ إذ اآلب قد
ختمه[اذظريو]٢٧:٦رأشالذا[مت٦:٢؛اذظرأيصا١كو٣:١١؛اف٢٢:١؛:٤ه١؛ه٢٣:؛
كو ١٨: ١؛ ،فكز من يحيدون أو يميلون بعيدا عنه ،يحاولون بكز قدرتهم أن يشوهوا العالمة
المطبوعة عليه من الله .هكذا قد اقيم المسيح الوسيط الوحيد الذي بشفاعته يصبح اآلب لنا منعائ
ومرحبا لطلباتنا.
مع ذلك يواظب المؤمنون على صلواتهم الشفاعبة التي بها يرنمون خالص اآلخرين لله.
يذكر الرسول هذه الشفاعات [ ١تي ١ :٢؛ ،ولكل جميعها يعتمد على شفاعة المسيح وحدها
من دون أن تنتقص منها أبذا .ألئه إذ تنطلق شفاعاتنا بدافع عاطفة المحبة التي بها نحتضن بعضنا
البعض بإراد؛ حزة كأعضاء الجسد الواحد ،فهي أيصا ترتبط بالوحدة التي لنا في رأس الجسد.
لذا عندما دروع هذه التضرعات الشفاعبة باسم المسيح ،إالم يشهد هذا سوى أن ما من صلوارب)
جون كالثن :أسسى الذين المسيحى ٨١٨
بفيد أحذا قطعائ إأل بشفاعة المسيح؟ إذ المسيح بشفاعته ال يعؤقنا عن التوسل من أجل بعضنا
البعض في الكنيسة .لذلك إدا ليثبت المبدأ باده ينبغي أن نوجه جميع شفانعات الكنيسة إلى تلك
الشفاعة الوحيدة ،شفاعة المسيح .على أده لهذا السبب عينه ينبغي أن نتحذر من العقوق ،ألة الله
بمسامحته عدم استحقاقنا ،ال يسمح لألفراد بأن يصنوا ألجل ذواتهم فحسب ،بل يدعو الناس إلى
أن يلتمسوا وجهه ألجل اآلخرين أيائ .ألئه عندما عين الله أن يشفغ أبناء الكنيسة بعضهم لبعض
واحي منهم ألجل ذاته فحسب ،فكم هو قدر
* مئن يستحثون أن ئرفض أدعيتهم ،إذا صأى كز
االفتراء أن يساء استعمال هذا السخاء بحيث يخفت مجد المسيح؟
ثرثرة السفسطائين هذه ما هي إآل هراء :أن المسيح وسيط الغداء ،وأن المؤمنين وسطاء
الشفاعة .كما لو كان المسيح قد أدى وساطته مزة واحدة في زمن معين ،وألقى على عاتق خدامه
عمل الوساطة الدائمة واألبدية! إذ أولئك الذين يقتضون منه شريحة يسيرة كهذه من المجدائما
بالطبع [يظنون أدهم] يعاملونه بلطف! أما الكتاب المقدس فيتحذث بخالف ذلك تماثا ،متغافأل
عن أولئك المضئلين ،وببساطة تقنع األتقياء .يقول يوحنا :اذ احكًا أحذ ئتا سبيغ عئذ اآلب،
ئئموغ البيخ [ ١يو ] ١: ٢؛ فهل يعني أن المسيح كان شفيعا لنا ره واحد؛ وإلى األبد ،أوينسب
إليه شفاعة مستدامة؟ ولماذا يؤغد بولسى أن المسيح هو عن يميز ،اؤ ،الذي أيكما يسفع
نيائ [رو ]٣٤: ٨؟ أثا عندما يدعوه في موضع اخر الوسيط الواحد بين الله والناس [ ١تي : ٢ه]
أال يشير هنا إلى الصلوات التي ذكرها قبل ذلك [ ١تي ]٢-١ : ٢؟ ألئه بعد أن قال قبأل بأن ئقذم
الشفاعة من أجل جميع الناس ،فلكي يبك بولسى قوله يسارع إلى االضافة بأئه ادوجن* إله واحن
ووسطزحذ...أ [١تي :٢ه]٠
يشرح أوغسطينس هذه النقطة عندما يقول :يرغي المسيحيون بعضهم بعصا بصلواتهم.
ولكئه هو ،من ال يشفع له أحد فيما يشفع ألجل الجميع ،هو الوسيط الحقيقي الوحيد .والرسول
بولسى ،على الرغم من كونه عضوا مرموائ تحت رأس الكنيسة ،عاربا أن كاهن الكنيسة األعظم
واألصوب كان قد دخل — وليس مجازيا -في أبعد ردهات حجاب قدس األقداس ،بل بالحتى
الواضح والراسخ دخل أعماق السماء لقداسة حقيقية وأبدية ،استودع ذاته أيكما لصلوات المؤمنين
[رو ه ٣٠: ١؛ أف ١٩:٦؛كو.]٣:٤لم يجعل [بولسى] نفسه وسيكا بين الناس والله ،ولكئه طلب
** تهتم األعضاء
...بل أن جميع أعضاء جسد المسيح يتبادلون الصالة من أجل بعضمهم البعض:
٨١٩ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
اهتماائ واحذا بعضها لبعض .فإن كان عضو واحد يتألم ،فجميع األعضاء تتألم معه [ ١كو : ١٢
ه .]٢٦-٢وهكنا الصلوات المتبادلة التي يصنيها جميع األعضاء العاملين معا على األرض،
تصعد إلى الرأس الذي سبقهم إلى السماء ،والذي فيه اكعازه يفعالياتا [١يو .]٢:٢فإن كان
بولمس وسيائ يكون كذلك كل الرسل الباقين؛ وإن كان هنالك وسطاء كثيرون ،تنتفي عبارة بولس
التي أقر فيها .د الة واحد ؤؤسيط واحد بيع الله ؤالائس :اإلنسان ئشوع المسيحاا [ ١تي : ٢ه]،
الذي فيه اتخل* الكثيرين :حشد ؤاحدا؛ [رو ٥: ١ ٢؛ ،إن حفظنا وحدانية الروح برباط السالم؛
فإن طلبك كاهائ [اف .]٣:٤على مثال ذلك يقول أوغسطينس في موضع آخر:
[قارن فهو فوق السماوات حيث يشفع لك ،هو الذي مات من أجلك على األرض
ءب٢٦:٧ما يتبع]١٠.
على أئنا لسنا نتصؤره جاثيا أمام الله متضرعا كمن يتوسل من أجلنا؛ بل مع الرسول نفهم أته
يظهر في محضر الله فيجدي قوة مويه شفاعه أبدية بالنيابة عائ [قارن رو ٣٤:٨؛ ،ولكن بحيث إته
بدخوله أقداس السماوات عينها ،حتى انقضاء الدهور ،يحمل وحده إلى الله ابتهاالتنا نحن الذين
أثا بشأن القديسين الذين رقدوا في الجسد ويحيون في المسيح ،إن كدا ننسب إليهم أي
صالة ،فحذار أن نظل — أو حتى أن نحلتم — أن لديهم سبيال للتضرع إلى الله إآل من خالل المسيح
الذي هو وحده الطريق [يو ٦: ١٤؛ ،أو أن صلواتهم تقبل عند الله بأي اسم اخر .يحيلنا الكتاب
منهم إلى المسيح وحده ،وأبونا السماوي يشاء أن تجتمع جميع األشياء مائ فيه [كو ٢ ٠: ١؛.
اف .]١٠:١لذلك من قئة الغباء ،فضأل عن الجنون ،أن يصئم أحذ على ابتغاء الدخول من طريق
القديسين بحيث ينقاد بعيدا عئن ليس بدونه الدخول.
ولكن من ينكر أن هذا كان ساريا في بعض الحقب ،كما هو شائع أيصا اليوم أينما عتم الفكر
البابوي؟ فلكي يربح الناس رضا الله زحوا أمامه باستحقاقات القديسين ،مهملين المسيح في
,ج111خ8آلجآل٨ -ا€أ )1 انظر :ا(ل١4ل) 8. 94.6؟ 8,الل1آل 43.60(; ۶8ط(ل11. ¥111. 16 )١1 ١٠
(.؛37. 1220
جون كالثن :أسسى الدين المسيحى ٨٢.
العموم عندما يسردون له أسماءهم .أسألك :أليس هذا تحويآل لوظيفة الشفاعة الوحيدة التي أفدنا
ثم من — سواء أكان مالتما أم شيطاائ — أعلن إلنسا؟ ولو جزءا يسيرا من نوع شفاعة القديسين
التي يخترعونها؟ ال توجد إشارة إليها في الكتاب المقدس .لماذا إدا اخترعوها؟ حعا عندما يسعى
الذكاء البشري إلى عون ال دعم له في كلمة الله ،من الواضح أن ذلك تظهر عدم إيمان .ولكئنا إذا
ناشدنا ضمائر الذين يلهجون بشفاعة القديسين ،وجدنا أن هذا ينشأ من كونهم مثقلين بالقلق وال
شيءآخر ،كما لو لم يكن المسيح كافيا أو كما لو كان صارائ إلى درجه بعيدة .أؤأل ،إئهم بهذه
الحيرة يهينون المسيح وينزعون عنه لقب الوسيط الوحيد الذي أعطاه إداه اآلب حصرا فينبغي
أأل ينعل إلى غيره .وكذلك بفعلهم هذا عينه ،يحجبون مجد ميالده ،ويبطلون صليبه؛ وفي النهاية
يمنعون أن نحمده على كز ما فعله أو احتمله! كز هذه األمور تقود إلى االستنتاج أده وحده
الوسيط ،والذي به وحده يليق عمل الوساطة .وفي الوقت ذاته يستبعدون نعمة الله الذي يقي ذاته
أتا لهم .فإئه ليس أتا لهم إن لم يعترفوا بأخؤة المسيح لهم .فهم ينكرون تلك األخوة بصراحة
إن لم يعكسوا في حياتهم أن له نحوهم حثا أخودا حميائ ال يقاربه حث أو رئة .لذلك يقذمه
الكتاب وحده لنا ،ويوجهنا اليه ،ويثبتنا فيه .يقول أمبروسيوس إله [أي المسيح؛ هو ئئنا الذي
نتحذث من خالله مع اآلب؛ وهو عيننا التي بها نرى اآلب؛ هو يميننا التي بها نقنم ذواتنا لآلب.
فال دعاثل لنا أو لجميع القديسين مع الله إن لم يتوسط هو لجميعنا ١ ١ .فإن اعترضوا على اختتام
الصلوات العامة التي يقدمونها في الكنائس باستعمال عبارة بواسطة يسوع المسيح ربنا ،فما
هذا إأل مراوغة مبتذلة .ألن شفاعة المسيح دمسي موضع اإلهانة إذا امتزجت بصلوات األموات
وبحسن خصائلهم ،تماائ كما لو أن شفاعته قد حذفت بينما دكرت شفاعة األموات وحدها .ثم
نجد أئهم في طلباتهم وترانيمهم ومرذاتهم التي يكرمون فيها القديسين األموات تكريائ عظيائ،
ال يذكرون المسيح.
. ٢ ٢تمجيد القديسين
لقد تمادى الغباء إلى حذ االنحراف الجلى نحو الخرافة التي ما إذ طرحت عنها اللجام حتى
لم تكنى عن اإلفراط .ألئه بعدما بدأ الناس يهتوئن شفاعة القذيسبن ،شرعوا يعينون لكز منهم
أداء خاصا به بحيث إذ شفيعا يمكن أن يستعان به أحياائ لقضاء مهمة معينة ،وآخر لكهمة أخرى في
أأ, 0ج08سهـ انظر 14.520(. :ا(ل 32. 694; ١1ذ٥٢ ٠ 801/1 ¥111. 75 )0 ١١
٨٢١ الكتاب الثاك -الفعل العشرون
أحيائ أخرى .ثم تبئى كز شخص قذيائ معبائ بمنزلة إله حارس وصائى ،أودعه ثقئه .وانتشر هذا
٠٠ ء مح ٠٠ مح ٠ ١ مح
النظام بحيث وصب القديسون كآلهة حماة ،كز على مدينته يحسب عدد المدن ،وهذا هو البدي
من أجله وتخ النبي شعب إسرائيل في القديم [ار ٢٨:٢؛ ١٣٠. ١١؛؛ ليس هذا فحسب ،بل أقم
القنيسون آلهة بحسب التعداد.
ولكن ألة القديسين يوتون كز رغباتهم إلرادة الله وحده ،ويلهجون بها ،ويلتزمونها ،بات
كز من تسب إليهم صال؛ سوى تلك التي بها يطلبون مجيء ملكوت الله ،جاهأل فيما يظته بهم ،بل
مزدريا إياهم .واألبعد من ذلك جدا هو ما يخترعه الناس للقديسين ،أال وهو أن لكز واحد منهم
وأخيرا ،ثنة كثيرون جئدا ال يتورعون من أن ينعوا إلى القديسين ،ليس لمجرد االستعانة بهم
بل كمن يقررون مصير خالصهم؛ وهذا األمر يشكل ضالأل مشيائ ٠هنا يسقط اإلنسان التعيس
لن أطيز الحديث عن الدالالت األكثر بذاءة على الضالل ،والتي على الرغم من كونها بغيضة
عند الله والمالئكة والبشر ،ال تخزي هؤالء الناس وال تثير اشمئزازهم .فهم يسجدون أمام تماثيل
بربارة وكاثرين وغيرهما من القديسين فيما يدمدمون أبانا .وبدأل من أن يهتم الرعاة بشقاء هذا
الجنون أوكبحه ،يؤيدونه ويستحسنونه لما قد يشتوئن فيه من ربح .بل فيما هم يتمغصون من اللوم
من جراء هذا اإلثم الكريه؛ بأي حجة يمكنهم الدفاع عن مناداة إليجوس أو ميداردأ ١ليطال من
السماء فيعينا من يعبدونهما ،أولمناداة السيدة العذراء القديسة أن تشفع مع ابنها الستجابة طلباتهم؟
لقد حرم توجيه الصلوات إلى القديسين في مجمع قرطاجة العتيق [عام ٣٩٧م]؛ ١٣ومن المحتمل
جدا أده بينما لم يستطع أحبار ذلك المجلس الوئقرون أن يسكتوا غنوًا تلك العادة الشريرة ،لكئهم
العبارة :أيها القذس
** على األقد فرضوا مراعاة االعتدال كي ال تفسد الصلوات العامة بمثل هذه
بطرس ،صز من أجلنا ** .فكم يمتن شيوع هذه الوقاحة الشيطانية كتما ال يتردد الناس في أن يعزوا
يكد باطأل من يصر على أن مثل هذه الشفاعة تدعمها سلطة الكتاب المقدس .يقولون نقرأ
كثيرا عن صالة المالئكة — ليس هذا فحسب بل يتكلمون عن صلوات المؤمنين ترفعها أيدي
المالئكة إلى محضر الله .لكن إن أرادوا أن يقارنوا القديسين الذين انتقلوا من الحياة الحاضرة
بالمالئكة ،لزم عليهم أن يبتوا أدهم أرواح خادمة اوكلت إليها وظيفة االهتمام بخالصنا [عب
،] ١٤ : ١وغهد إليها بعمل حراستنا في كز طرقنا [مز ،]١١٠٠٩١والحلول حولذاا[ ١مز ،]٧: ٣٤
وإنذارنا وتشجيعنا والسهر على حفظنا من األخطار .لقد أوصيت المالئكة بجمع هذه التهام
من دون القديسين .تتجلى منافاة منطقهم للعقل بأشذ وضوح في خلطهم بين القديسين األموات
والمالئكة ،من حيث الوظائف المتنوعة عينها التي يميز بها الكتاب المقدس بين هؤالء وأولئك.
لن يجسر أحذ على القيام بوظيفة المرافعة أمام قاض أرضي ،إن لم يكن ترحضا له من السلطات
القضائية .فمن أين إدا لهذه الديدان أن أجيزت بامتياز كهذا حتى تفرض على الله محامين ال نجد
لهم تغويائ وظيفؤا في الكتاب المقدس؟ لقد أراد الله أن يعين للمالئكة االعتناء بخالصنا ومن ثم
فهم يحضرون المحافل المقدسة ،وتكون الكنيسة لهم مسرح األحداث الذي فيه يعجبون عند
مشاهدة حكمة الله المتنوعة [اف .] ١ * : ٣إذ من يحولون ما خطل الله به المالئكة إلى غيرهم إدما
يربكون بل يشوهون النظام الذي أرساه الله ،والذي وجب أن يدوم عزيزا منيعا ال يتهك.
يسارعون أيثدا إلى اقتباس شواهذ أخرى .قال الله إلرميا :وإذ وقف نوسى ؤصوئريل أتابي
أل لغون تغسي لحو هذا السغب [ار ه .]١: ١يسألون :كيف يتحذث هكذا عن األموات لو لم
يكن يعلم أئهم يشفعون لألحياء؟ على العكس ،إئتي أستنتج أئه ،كما يظهر من هذا النص عينه ،لائ
كان موسى أو صموئيل لم يشفعا لشعب إسرائيل ،يلزم منطقيا ومباشرة أن ليس ثمة شفاعة بواسطة
األموات .ألئه أي القديسين ئعثل أئه عمل على خالص الشعب بعد ممات موسى ،وهو الذي في
حياته فاق كز اآلخرين إلى أبعد المراحل في هذا العمل؟ أتا إذا تمادوا في مرائهم باالسترسال في
هذه المراوغات الحاذقة بل العابثة؛ أي أن األموات يشفعون لألحياء على أساس قول الرب وإن
شفع (موسى وصموئيل) [ار ه ١:١بحسب الترجمة الالتينية لعام -]١٥٦٠فاي أرد بما هو
أجدر بالتصديق هكذا :لم يكن موسى متشقائ حتى إن اقتضت الحاجة القصوى للشعب ،ألئه قيل
عنه وإن . ...لذلك فمن المنطق أة أحذاآخر لم يشفع أيصا حيث إذ مرتبة موسى كانت األعلى
من مراتب الجميع في الرأفة والصالح واالهتمام األبوي .من الواضح أن هؤالء الرجال ،من فرط
هزئهم ،يجرحون أنفسهم باألسلحة نفسها التي طثوا أئهم يتذرعون بها.
٨٢٣ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
على أره من السخف أن دعؤج عبارة بسيطة هكذا ،ألة الرب يعلن أئه لن يتغاضى عن
تعذيات الشعب فقط ،حتى إن أسرع صموئيل ما أو موسى ما للتشئع لهم ،إذ كان الله دائكا
يسع لصلواتهما .وهذا المعنى الواضح يشتئ من نعز في حزقيال اوإذ ...كان في [المدينة]
هؤالء الرجال الثالثة ،نوح ودانيال وأيوب ،يقول الرب،أ لم يكن ممكائ أن ينقذوا أبناءهم وبناتهم
ببرهم ،الدئهم ائقا يغتضون ادغشهم ببرهماا [حز .]١٤: ١٤ال شك هنا في أة المعنى المقصود
ثانية .هذا ألة الثالث -دانيال -كان ال يزال على
** هو إن*ا حدث أة اثلين منهم كانا ليعودا للحياة
قب الحياة ،وكان مشهودا له أئه لقا كان في ريعان شبابه قذم مثاأل ال يضاهى في التقوى .فلنتجاوز
إدا من يخبر الكتاب بأئهم قد أكملوا السعي .لهذا السبب متى تحذث بولس عن داود ،لم يعتم أئه
ظل ئعين ذريته بصلواته ،بل أئه خدم جيله فقط [اع .]٣٦ : ١٣
يعودون فيعارضون بالقول :أولئك الذين عاشوا كز حياتهم ال يتنفسون سوى التقوى
والرحمة ،هل نجردهم من كز رغبة في التقوى؟ وحيث اتني متأبد من عدم رغبتي في استطالع
شغوب يقا كانوا يفعلونه أوينفكرون فيه [أي بعد رحيلهم] ،فمن غير المحتمل على أي حال أئهم
محمولون هنا وهنالك بخواطر متنوعة أو برغبات معينة ،بل يتوقون إلى ملكوت الله بإرادة راسخة
ال تتزعزع؛ ويترتمز هذا في خالص المؤمنين يقدر ما رهتم أيائ بهالك األشرار .فإن صغ ذلك،
فال شك في أن محيتهم تنحصر في شركة جسد المسيح ،وال تتسع إلى خارج ما تفسح له هذه
الشركة .ومع أئني أستم بأئهم يصلون من أجلنا على هذا النحو ،فإئهم مع ذلك ال يتركون راحتهم
بحيث ينجرفون إلى التثعل بالهموم األرضية؛ وهذا يعني أئه على هذا األساس ال ينبغي أن نثقلهم
نحن باالستنجاد بهم!
ولكن إن خاصم أحدهم بالقول إته لتا كان ارتباطهم بنا وثيائ في اإليمان الواحد ،يستحيل
أن تنقطغ عائ المحبة نفسها التي كانوا يحبوننا بها[ ،نقول] ،إدا ،ئن أخبرنا بأن لهمآذاائ تمتن
هكذا طويأل لتئصث ألصواتنا ،أو أن لهم عيوتا هكذا ثاقبة لتراقب احتياجاتنا؟ يثرثر معارضونا في
ظاللهم بشي؛ أو بآخر حول إشراق وجه الله على القديسين ،والذي -كما في مر — يتفرسون فيه
أمور الناس من غلتي .ولكن ما عسى أن يكون اإلقرار بذلك -وخصوصا بمثل جسارتهم هذه —
سوى أن يتملوا في حلم مخمور أن يتغلغل عقلنا في أحكام الله الخفبة بعيدا عن كلمته ،وأن نسحق
الكتات ذؤسا بأقدامنا؛ ئعلن الكتاب تكرارا أن ا حكمة الجسد عداوة لحكمة ١للهأ [رو ٧—٦ :٨
بحسب الترجمة الالتينؤة] .والكتاب المقدس يدين كلائ بطل أذهاننا [اف ]١٧: ٤؛ وإذ يضع قوى
عقولنا عند حدودها ،يدعونا إلى أن نجت أنظارنا على إرادة الله وحدها [أنظر تث .]٣٢ :١٢
إتهم يشوهون بخبب الشواهد الكتابية األخرى التي يتبلونها للدفاع عن تعاليمهم الخاطئة.
يقولون :ولكن يعقوب طلب أن بدعى اسمه وأن بدعى اسما أبويه إبراهيم وإسحق على ذريهه في
األرض [تك .]١٦: ٤٨أؤأل ،لنز ماذا تكون صيفة هذا الدعاء بين االسرائيليين .إتهم ال يستدعون
أسماءآبائهم ألجل إعانتهم ،بل يترجون الله أن يتنكر عبيده إبراهيم وإسحق ويعقوب .لذا فال يقذم
ئهم هذا أقز دعم للذين يخاطبون القديسين أنفسهم .ولكن ألن هؤالء المفعلين من فرط غبائهم
ال يستوعبون معنى أن بدعى باسم يعقوب وال لماذا يدعون به ،فال حاجة أن نتعجب إذا تعقروا
بالصيفة ذاتها! هذا التعبير يرد مكررا في الكتاب .يقول إشعياء إذ النساء يدعون بأسماء الرجال
[اش ]١:٤عندما يكون لهئ أزوالج ويعشن تحت رعايتهم وحمايتهم .وعلى المثال نفسه بدعى
بنو إسرائيل بامم إبراهيم إشار؛ إلى نسبة أصل جنسهم إليه ،وإجالأل له بالنكرى الموقرة ألبؤته
لهم .أائ يعقوب فلم تكن طلبته تهدف إلى نشر صيت اسمه ،بل ألئه كان يعلم أة بركة رته التامة
تعود إلى ميراث العهد الذي صنعه الله معه .فألئه يرى أتهم سوف ينالون الخير األسمى ،يصلي كي
يحسبوا بين عشيرته؛ وبذلك يورثهم العهد ،وال غير .وهم بذورهم ،إذ بدرجون مثل هذه الذكرى
في صلواتهم ال يبتهلون إلى األموات ،بل يذتمرون الرب بعهده الذي وعد به أبونا الكلتي الرحمة
أئه سيترأف بهم ألجل خاطر إبراهيم وإسحق ويعقوب.
يشدد صوت الكنيسة الموحدعبر العصور على عدم ركون القديسين األقدمين إلى استحقاقات
آبائهم ،على لسان النبتي بالقول :اقالى أثث ابوقا وإذ لم رقرقتا إبزاهيم ،وإذ لمئذرثاسزايل .ارك
٨٢٥ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
يا زب ابودا ،ؤليتكا مغل األتي اشماك [اش ١٦ : ٦٣؛ .وفيما هم حعا يتكتمون هكذا ،يضيفون في
آن,٠ :اذجغ بى ألجل عبيدك[ ,,اش ،]١٧:٦٣من دون أي تفكس في شفاعة بل مركزين انتباههم
ض مزايا العهد .أتا االن ،ولنا الرب يسوع الذي بيده صنع لنا العهد األبدي وبه أيائ صودق
عليه ،فبأي اسم آخر يجدر بنا أن نرفع صلواتنا؟
ولغاكان هؤالء المعتمون الطيبون يعتقدون أن االباء قد نصبوا شفعاء على أساس هذه الكلمات،
أريد أن أعرف منهم لماذا ال يجد إبراهيم ،أبو الكنيسة ،حتى أدنى مكانة بين جمهرة عظيمة كهذه
الذي من الشفعاء .ليممى سرا من أي حثاله يستمنون شفعاء هم .فليجيبوني كيف يليق أن إبراهيم
هكذا يسى ويقى طي قذمه سائر القديسين جميائ ،والذي رقعه الله إلى أسمى مراتب العظمة
الكتمان؟ في الواقع أة شيوع عادة ذلك االستعمال — استعمال أسماء االباء األولين -في الكنيسة
العتيقة ،حفزهم على الصمت عن نكر أسمائهم لكي يخفوا حداثة تلك البدعة ،كما لو كان من
شأن تعذد األسماء أن يبرر عاد؛ مستحدثة وفاسدة.
وكذلك اعتراض البعض بأن طلب إلى الله امن* أجل داودأ أن يرحم الشعب [قارن مز
]١٠: ١٣٢ال يدعم خطأهم بل بالحري ينقضه تماتا .ألئنا إذا تأتلنا الرمزية التي حملها داود،
وجودناه مميرا عن مجمع القديسين بأسره لكي يقيم العهد الذي صنعه الله على يده .فهكذا
إئه العهد ،وليس الرجل ،هو موضوع اعتبارنا ،وتحت رمزية مجازية أعلنت شفاعة المسيح
الوحيدة .ألن ما ال مجال للشلل فيه هو أة ما تميز به داود ،بقدر ما كان رمزا للمسيح ،ال ينطبق
على آخز سواه.
يبدوأة البعض متارون بما يقرؤون كثيرا عن صلوات القديسين بأئها يستجاب .لماذا؟ ألئهم
بالطبع كانوا يصتون .يقول النبي :غليك ...اثكلوا قنجئتهم .إليك صزخوا قتجؤا ....عتيك
اثكلوا دلم قفزوا[ ,,مز ~٤ : ٢٢ه] .لذلك لنصز نحن أيثا على مثالهم لكي يسمع لنا كما شمع
لهم .أتا خصومنا فيجادلون بغير منطق وبشيء من الوقاحة ،ني أن أولئك الذين شمع لهم قبأل هم
وحدهم من سوف يسمع لهم .يقول الرسول يعقوب بمنطي أصغ :اتمان إيبيا إئشاائ ثخك اآلألم
بغتتا ،وطى صأله اذ أل ثئبز ،دلم دمطز غتى األزض تالث سنين ؤسته أسهر .دم ثلمة اقائ،
وغزلها [يع ه١٨— ١٧ :؛ .لماذا؟ هل يستنبط أة إيليا
** قًاغعلي ٠الشفاء تفزا ،ؤأحزلجب األزض
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٨٢٦
كان ذا امتياز منفرد نثخن ألنفسنا منه ملجًا؟ ال ،على اإلطالق! لكئه يريد أن يعتم بالقؤة الالمتناهية
التي تكمن في صالة التقوى والنقاء ،وبذا يناشدنا أن نصلي على ذلك النحو .فإئنا نفشر استعداد
الله وصالح مشيئته الستجابة الصلوات تفسيرا تفرصا ،إذا لم تؤيدنا براهينه الصادقة في ثقه أعظم
في مواعيده ،تلك المواعيد التي يعلن فيها أئه ال يميل أذنه لصالة شخص واحد أوآلخر ،وال للنغر
القليل من األفراد ،بل لجميع من سيدعون باسمه.
فال معذر؛ لهذا الجهل الذي يكشف جلائ عن أدهم ال يعيرون باأل -كما عن قصد — العديد
من التحذيرات الكتابية اهتماائ .لقد نجا داود مزة تلوأخرى بفعل يد الله القوية .هل كان ذلك لكي
يتفرد بهذه القوة فينعيها لذاته كيما ننجو نحن عندما يطلب هو لنا النجاة؟ إده هو نفسه يوبد غير
ذلك تماتا :أالشئ٠يقوذ يكئيعوتيي ،ألئك تخبئ إلي [مز [ ]٧: ١٤٢قارن الترجمثين الالتينية
فينبغي أن نالحن هذا على العموم :أن اختبار نعمة الله ،نحونا كما لغيرنا ،ليس ذا شًالز يسير
من حيث المعونة التي يعطينا إياها لتأكيد إيماننا بوعوده .لن أحصي النصوص العديدة التي يضع
فيها داود إحسانات الله أمامه كأسباب موحبة للثقة ،ألن تلك النصوص سوف تتراءى لقارئ
المزامير من أول وهلة .لقد علم يعقوب قبال األمر ذاته مستعيائ بمثال اختباره الشخصي :صعير آدا
غن لجميع آلكافاغ زلجميع األتاته التي صدق إلى غثدك .وإري رفضاي غيرت هذا األردن ،زاآلذ
ون صزت لجئسثن[ .تك ١٠ :٣٢؛ .إله بالفعل يتمئع بنيل الوعد ،ولكن ليس بالوعد وحده بل
يضيف ثمرة الوعد أيصا؛ أال وهي أده االن يستطيع أن يركن إلى الله بشجاعه أكثر في المستقبل واثائ
بأئه يبقى ثابائ تجاهه .هذا ألن الله ليس كالبشر الذين يسأمون في عطائهم ،أوتن تنضب مواردهم،
بل يليق به أن يثغن ألجل طبيعته هو ،كما يعترف داود عندما يقول1 :اوت يتني ائ زت إلة الحى أ [مز
: ٣ ١ه؛ .فبعد أن يحمن الله من أجل خالصه ،يضيف موبذا أئه جدير بالثقة؛ ألته إن لم يكن دائائ
٨٢٧ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
وأبذا نفشه ،فلن يكون ممكائ أن يوجه إليه الدعاء بثقة كاملة .على أساس البعض من إحساناته.
ولكئأ عندما ندرك أئه كآما ساعدنا يعطينا مثاأل وبرهاائ على أمانته وصالحه نحونا ،فلن نخشى
أن يخيب رجاؤنا فيه أو أن سوف يخدعنا األمل.
هذه هي خالصة القول :يبرز لنا الكتاب المقدس األمر الجوهري في عبادة الله ،وهو :كيف
ندعو الله في الصالة؟ ومن ثم ،إن كان الله يطالبنا بهذا الواجب األسمى من واجبات التقوى ،فإن في
توجيه الصالة إلى غيره تدبيسا فاضخا لقدسيته .ومن ثم يرد في المزامير :إذ ...يشئثا آئدئقا إلى
اله نريب ،اوان ئفخش الله عن هذا؟ [مز . )٢١-٢٠ :٤٤إذ الله سر بأن يطلب يدافع اإليمان،
ويدعو بوضوح إلى أن تطابق الصلوات المقياس الذي تحذده كلمته .وأخيرا ،فإذ اإليمان الذي
يقوم على أساس كلمة الله هو منبع الصالة الصحيحة؛ لذا إذا انحرف اإليمان عن الكلمة فسدت
الصالة .لقد وصحنا أعاله ١ ٤أئه إذا نظرنا إلى الكتاب كته بعين االعتبار ،وجدنا أن هذا المقام يتميز
به الله وحده .وأن ما تختض به وظيفة الشفاعة بلك خاص يتغرد به المسيح ١٥،وليس من صالة
ترضية لدى الله إأل قد قدسها هذا الوسيط الوحيد .ومع ذلك ،إذا تبادل المؤمنون التضرع لدى الله
من أجل إخوتهم ،فلن ينقص هذا من شفاعة المسيح الغريدة ١ ٦.والجميع بادكالهم على هذا يزكون
ذواتهم وسواهم لله .كما عتمنا أيصا ١٧أئه من الخطأ أن يطيق هذا المبدأ على الموتى حيث ال نجد
مرجائ البتة يفيد بأئه قد طلب ،منهم أن يصتوا من أجلنا .يحقنا الكتاب على أن نقوم بواجبنا بعضنا
نحو بعض ،ولكئه ال يذكر إطالقا أي إشارة في هذا الصدد إلى األموات .في الواقع ،عندما يربط
الرسول يعقوب إحدى هائين الوصيئين باألخرى :أن نعترف بخطايانا بعضنا لبعض ،وأن نصتي
لذلك يكفي هذا السبب الواحد إلدانة هذا الخطأ :لكي تبدأ الصالة على النحو الصحيح
يجب أن تنبع من اإليمان ،واإليمان ينبع من سماع كلمة الله [رو ١٤ : ١٠و ،] ١٧حيث ال دكر
للشفاعة الوهمية؛ أما الخرافة فاثخنت لذاتها في تهور وطيش مناصرين لم يعينهم الله .وفيما يزخر
الكتاب بالصيغ المتعددة من الصالة ،لم يرد فيه مثال واحد لهذا النوع من الشفاعة ،والذي بدونه
انظر الفقرة السابقة (.)٢٦ ١٤
انظر أعاله :الفقرات .١٩-١٧ ١٥
انظر أعاله :الفقرة .٢٠ ١٦
انظر أعاله :الفقرة .٢١ ١٧
جون كالعن :أسسى الذين المسيحى ٨٢٨
— عند البابويين — ال يؤمنون أئه توجد صالة .وأكثر من ذلك ،يبدو جلجا أة هذه الخرافة نشأت
من نقص في اإليمان؛ ألئه إتا أئهم لم تكبهم شفاعة المسيح ،أو أئهم قد جزدوه تماائ من هذا
االمتياز .وهذه النقطة األخيرة تؤددها صفاقة وجههم المشينة ،ألنهم بإصرارهم على أننا نحتاج
إلى شفاعة القديسين ،ال يجدون حجة أقوى من االعتراض على أئنا نستطيع القدوم إلى الله على
نحو حميم .نحن نعترف بأن هذا صحيخ حعا ،ولكئنا من هذا االعتراض نستنبط أن من يحسبون
شفاعة المسيح عديمة الجدوى -إن لم يتدحل جاورجيوس وهيبوليطس وغيرهما من األشباح —
ال يتركون للمسيح شيائ يفعله.
.٢٨الصالة الخاصة
مع أن الصالة تتألف — كما يجب — من تضرعات وتوسالت ،ثمة ارتباط وثيق بين االلتماس
والشكر بحيث يجوز أن يدرجا مائ تحت ئسئى واحد .فتلك الصلوات التي يسردها بولس في
قائمته ^قارن ١تي ]١ :٢تنتمي إلى الجزء األول من هذا التقسيم .فعندما نسأل ونتضرع نسكب
رغباتنا أمام الله ،طالبين تلك األمور التي تعمل على امتداد مجده ورفع اسمه ،وكذلك اإلحسانات
التي تفيد احتياجاتنا .إذ نشكر ،نحتفل بالحمد الالئق ببركاته نحونا ،ونعزو إلى سخائه كز
صالح يأتينامن لئده .لقدربط داودهذين البئتين :اذعني ني يؤم الئيي ائبذنشجنني
{مز ٠ه:ه .]١يحئنا الكتاب — ولسبب وجيه — على أن نستعملهما معا دائائ .كما قلنا في موضع
آخر ،إذ ثعل ،فقرنا وحقائق اختبارنا تعلن جهارا أن الخطوب التي تحصرنا من كز جانب عديدة
وجسيمة بحيث نجد جميعنا سببا كافائ لألنين والتنقد المتواصلين إلى الله ،واللتماس معونته.
فحهى لو خال أقدس الناس من الشدائد ،فإذ ذنب تعذياتهم وهجومات التجارب التي ال تحصى،
تكفي ألن تدفعهم إلى إيجاد دواء .أتا من حيث ذبيحة الحمد والتسبيح ،فال يمكن أن تنقطع من
دون الوقوع في الخطيئة ،إذ إذ الله ال يتوقف عن أن يكوم بركات فوق بركات لكي يحملنا على
السكران مهما كنا بطيئين وكسالى .باالختصار ،نحن نكاد نغرق في فيض اإلحسانات وغزارة
البركات بفضل معجزات عجيبة هذا عددها ومن كز جانب إذا نحن تجهنا ،بحيث ال نفتقر إلى
ولكي نشرح هذه األمور على نحوأوضح [نقول؛ إته-كما برض قبأل بما فيه الكغاية-١٨ما
دام كز رجائنا وكز ثروتنا مقزهما الله بحيث ال يمكن أن ئفلح أولئقتنياتنا أن تزدهر إن لم نحصل
على بركته ،وجب علينا أن نستم ذواتتا وكز ما لنا له [قارن يع -١٤ : ٤ه ١؛ .عندئذ لنضغ كز
ما نقزره وكز ما نتكتم به وكز ما نفعله تحت يده وتحت إرادته؛ وبكلمة ،تحت رجاء معونته.
ألة كز من ؤحقغ ثقته في ذاته أو في غيره ،وكز من ابتدع ونقن خططه هو ،وكز من شرع في
بداية أي شي؛ أوحاول إنشاءه من دون إرادة الله ومن دون أن يطلع معونته ،فهوملعون منه [قارن
اش ١ : ٣٠؛ ١ : ٣١؛ .وألده -كما قلنا مرارا — ١٩يكرم كما يليق به اإلجالل عندما يذكر فضله
الذي يأتي منه كز إحسان ،يلزم منطقيا أئه يجب علينا أن نتقبل كز شيء من يده بحيث نرافق قبوله
بالشكر المستمر؛ وأله ليس هنالك ما يبرر استخدام عطاياه التي تفيض نحونا من سخاء جوده
لهدفتة آخر سوى أن نقنم له كز حمد وتسبيح .فإذ بولسر عندما يشهد بأن كز األشياء بقدس
ؤالصألؤ [ ١تي : ٤ه] ،يؤسر أيائ إلى أئه من دون الصالة والكلمة ال يطهر شيء وال
** بكلمة الله
).
** لذاك عندما أدرك داود قدر
األيمان الكلمة
** على أئها كناية عن يقذص لنا( .يبدو أئه يفهم
جديدة قد ؤضعت في فمه [مز .]٣: ٤ ٠وبذلك يلتح إلى أئه
** جود الرب ،أعلن ببالغة أة ترنيمة
إن أخفقنا في تقديم الحمد لله ألجل بركاته فيعني صمغنا النكاية والخبث ،حيث إله كتما أجزل لنا
من بركاته يعطينا ئزصا جديدة لنبارك اسمه .وهكذا أيصا إشعياء عندما أراد أن يجاهر بنعمة الله،
يحك المؤمنين على أن يترتموا للرب بأغنية جديدة لم يتعودوها قبأل [اش ١٠ : ٤٢؛ .وبهذا المعنى
بتشبيحك [مز ١٥:٥١؛ .وكذا شهد حزقيا
** يتكتم داود أيشا :يا** زب ائئغ سعئئ ،وثحبز وبي
ويونان أن تكون هذه نتيجة خالصهما :أن يترتما في الهيكل بإحسان الله لهما [اش ٢٠ :٣٨؛
ويون ٩: ٢؛ .ويصف داودالقاعدة ذاتهالجميع األتقياء على السواء .يقول تاذااردبلرت من احل
أذغو [مز ١٣-١٢:١١٦؛ .وكذا تتبع
** كز حشتابه بي؟ كاش الحألض أئتاؤل ،ؤباشم الرت
الكنيسة القاعدة ذاتها كما في مزمورآخر .حتضتا آئقا الرت القتا ...بتحتذ [أو ،لنعترف د؛
اسم وذسلف ،ؤرتعاحم بتشبيحك [مز ، ٤٧: ١٠٦راجع الترجمة الالتينية؛ .وأيصا :ايعث إلى
صأله الثخنلر ،ؤلم يذدل دغاءهم .يكئب هذا يلذو االحر ،وسفت سوف يفتق يشئح الرت...
بكئ يحدث ني صفيون باسم الرت ،ورقشتيجه في اورست [مز ١٧ : ١٠٢و١٨و —٢١قارن
الترجمتين الالتينية والسبعينية؛ .حعا ،عندما يتضرع المؤمنون إلى الله ليعمل شيائ ما من أجل اسمه
فقم يلزمون ذواتهم بأن يشكروا؛ ويعدون بأئهم سوف يستخدمون عطايا الله باالستقامة إذ كنادون
انظر أعأله :الفقرة .١ ١٨
المرجع ذاته. ١٩
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٨٣٠
وتعلنون بها .وهكذا هوخع الذي يعلن عن الغداء االتي للكنيسة ،يقول :قولوا له :ازوغ كز إرم
واتجز خشتا ننعدم عجوز شائدبائ٠ا [هو ٢:١٤؛.
أفضال الله تجلب لذاتها مديح اللسان؛ ليس هذا فحسب ،بل تربح لذاتها المحبة .يقول
داود :اجشت ،ألن الزب تشمع طبؤتي ،رطؤعاتي [مز ١: ١١٦؛ .وفي موضع1خر يتذتمر المعوا
التي اختبرها فيقول :ارحبك نا زرب ،يا قوتي[ ,,مز ١: ١٨؛ .فترانيم الحمد التي ال تنبع من حالوة
المحبة هذه ال يمكن أن يسن بها الله .بل أكثر من ذلك ،يجب أن نفهم ما عثر عنه بولس :أة كز
الجلبات التي ال تقترن بالشكر إرما هي فاسدة وشريرة .إره يقول :نز في كز سئء بالصأله ؤالذعاء
تغ الغلم ،لتثلملح ٢طلت١تكلح ٢لذى الله ا [في .]٦: ٤ألئه إذ يتمتم الكثيرون صلواتهم بروح التذر
والضجر وبمرارة حزبًا ونغاد صبر وعن خوفتا وقلق ،يدعو المؤمنين إلى أن يضبطوا عواطفهم
بحيث يباركون الله بابتهاج على الرغم من ظروفهم ،بينما ينتظرون نوال رغبتهم .وإن كان هذا
تماتا ما يجب فعله في حافي تكاد تكون متناقضة ،فكم بالحري يكون الدافع األقدس الذي ينتظره
متا اآلب لنسيح بحمده كتما نبحنا أن نحعق رغباتنا.
واالن إذ عتمنا بأة صلواتنا تكرسها شفاعة المسيح التي لوالها لم تكن من ذاتها نقية وصافية،
فهكذا أيئائ يحذرنا الرسول بأن أفواهنا ليست بمقدار من الطهارة يكفي للتسبيح بحمد اسم الله
إلى أن يشفع لنا كهنوت المسيح [عب :١٣ه .]١من هذا نستنبط أة الناس — في إطار التعليم
البابوي -باتوا في حيرة مقلقة ما دام معظمهم يتعجب لماذا يلعب المسيح .د الشفيع.
إة السبب الذي ألجله يأمرنا بولس أن نصتي وأن نشكر بال انقطاع [ ١تس ه ١٨—١٧ :؛
تارن ١تي ]٨ ، ١ : ٢هو بالطبع أئه يريد أن يرفع جميع الناس رغباتهم إلى الله ،بكز ما أمكن بانتظام
وتواصل ،وفي كز زمان ومكان ،وفي كز شؤونهم ومعامالتهم ،وأن يتودعوا منه كز شيء ،وأن
يقدموا له الحمد على كز شيء ،إذ إله نعطينا أسبانا ال تخفق وال تنضب لنحمده ولنصتي إليه.
إة مسألة االنتظام هذه في الصالة ومواصلتها -على الرغم من أئها تتعتق إلى حذ ما
بصلوات الغرد الخاصة -ذات صلة أيشا بالصلوات الجمهورية في الكنيسة .فهي ال يمكن أن
تكون منتظمة ومتواصلة ،كما يجب أن ال نمارس بدون سياسه مقفي عليها بإجماع الكز .وإئني
أستم بذلك .لهذا السبب ،هنالك أوقات معينة للصالة — ال فرق بينها عند الله ،ولكئها ضرورتة
٨٣١ الكتاب الثالث.-.الفصل العشرون
لتوفير الغردعن المالئمة للناس -قد ادفق عليها حتى تناسب الجميع ،ولكي يكون كز شيء بلياقة
وبحسب ترتيب في الكنيسة ،كما علم بولس [ ١كو ]٤٠: ١٤على أن هذا ال يمنع كز كنيسة
من أن تشعر بضرورة خاص٠ة لصلوادي) أكثر ،أو أن تدفعها غيرة متقدة نحوها إذا استدعى ذلك
احتياح خطير .وسوف نتعرض الحعا للحديث عن المواظبة [في الصالة؛ ،وهي ذات ارتباط
وثيق باالنتظام فيها٢٠.
أتا هذه األمور فال عالقة لها بالتكرار الباطل الذي أراد المسيح أن يحرمه علينا [مت ٧: ٦؛ .
فالمسيح ال يحزم مداومة الصالة باستمرار ،ولزس طويل ،وبحرارة ،لكئه يطلب متا أأل تأخذنا الثقة
إلى حذ الظل أئه في استطاعتنا أن ننتزع من الله شيائ بمجزد أئنا نقرع على أذتيه بوافي من الكالم
المطتب ،كما لو كان يمكننا إقناعه على غرار البشر .نحن نعرف أن المرائين الذين ال يظهرون
أي تعافي لهم مع الله ،يستعرضون في صالتهم الزهو والتلنين نغسيهما اللذين يتبهرجون بهما في
احتفاب) انتصاري .فذلك الفريسى الذي شكر الله ألئه ليس مثل سائر الناس [لو ١١: ١٨؛ ،ال شك
أئه جعل يمتدح ذاته في عيون الناس كما لو كان دضالته يلتصق بصيب القداسة .هكذا أيصا كز
ذلك التكرار الباطل ،ولسبب مماثل ،تشيع ممارسته اليوم عند البابويين .البعض يصرفون الوقت
في إعادة الصلوات القصيرة نفسها مرارا وتكرارا ،بينما يتباهى آخرون بزهو وغرور أمام الجماهير
بالتلعظ بكتل ضخمة من الكلمات .ولكن بما أة هذه الثرثرة تهزأ بالله كما يسخر األطفال بتقليد
األلفاظ والحركات ،فال عجب في أن الكنيسة حرمتها حتى ال يتردد فيها أي صنى سوى ما هو
جاذ وينبعث من قرارة القلب.
عنصر آخر يشابه هذا ،وفي الوقت نفسه يدينه المسيح ،هو دع ط بدن المرائين إلى أن يراهم
العديد من المتفرجين إذ يصلون قائمين في زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس ويحظوا بالتصغيق
[مت : ٦ه؛ .ولكن ما دام الهدف من الصالة قد ثحدد - ٢١أال وهوإيقاظ القلوب وإثارتها ورفعها
إلى الله إتا لحمده أو لطلب معونته — فمن هذا نفهم أن أصول الصالة تنشأ في القلب والذهن،
أو باألحرى أن الصالة نفسها هي -على وجه الدقة — إحساس القلب الداخلي الذي يسكب
ويكفف أمام الله ،فاحصب القلوب [قارن رو٢٧:٨؛ .وعلى أساس ذلك ،لتا أراد المعلم السماوي
أن يضغ أفضل قاعدة للصالة دعانا ألن ندخز مخدعنا ،وهنالك — من خلف الباب الئفلق — نصلي
إلى أبينا الساكن في الخفاء ،فأبونا الذي يرى في الخفاء يسمع لنا [مت .]٦:٦فهو لم يكتفب
انظر أدناه :الفقرة .٥١ ٢٠
انظر أعأله :الفقرة .٤ ٢١
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٨٣٢
بإقصائنا عن مثال المرائين الذين يطمعون في إعجاب الناس بصلواتهم التفاخرتة الملفتة لألنظار،
لذلك أضاف في الوقت عينه شيائ أفضل ،وهوأن ندخز مخادعنا ونصأي من وراء أبوابها المغلقة,
فبحسب فهمي لهذه الكلمات ،علمنا أن نبتغي خلوة تعيننا على النزول إلى قرارة قلوبنا بجملة
الذي ينبغي أن تكون أجسادنا هياكل له — أفكارنا والتعئق الكامل في دواخلنا .كما وعد أن الله
سوف يكون قريبا منا في مشاعر قلوبنا [قارن ٢كو ١٦: ٦؛ .
لم يقصد أن ينكر إمكانية الصالة ولياقتها في أماكئ أخرى ،بل يريد أن يبن أن الصالة شيء
خفى ،يعني أدها شيء مسكنه القلب ،كما يتطلب سكودا يبتعد عن همومنا الصاخبة .لذلك عندما
عزم الرب نفسه أيشا على تكريس ذاته بأكثر تركيز للصالة ،تبثى عادة االنصراف إلى مكا؟ هادئ
بعيدا عن جلبة الناس؛ وقد وعل ،ذلك لكي يعتمنا بمثاله أئنا يجب أأل لهمل هذه العادات التي
تساعد أذهاننا ،والتي طالما تشغلها اضطرابات الحياة ،على أن تنبري في الصالة الجادة والصادقة
العزيمة .ولكئه في الوقت عينه ،إذ لم يحجم عن الصالة حتى في وسط االزدحام إذا حانت الفرصة
لذلك ،يشجعنا نحن أيشا على رفع األيادي في كز مكان أينما اقتضت الحاجة [١تي .]٨:٢
أخيرا ،يهتنا أن نعتبر أة كز من يرفض أن يصلي في وسط محفل جماعة المؤمنين ال يعرف معنى
الصالة الفردية في الخفاء ،أو في البيت .وكذلك من تهمل أن يصتي بمفرده وفي الخفاء ،مهما
واظب على حضور االجتماعات العامة ،فإذ صالده هنالك ال تتعذى كونها رياحا كالمبة ئصطنعة
ومتكتفة ،الده حينئذ يراعي اراء الناس بدأل من حكم الله الخفي.
زد على ذلك أن الله في القديم ،لكي ال يزدري أحد الصلوات العامة في الكنيسة ،زتنها
بعبارات مشرقة ،وخصوصا عندما دعا الهيكل 1ابيت الصالذا [اش ٦ه٧:؛ مت ١٣:٢١؛.
وبإعطائه الهيكل هذا التقب عتم أن أهم عناصر العبادة يكمن في خدمة الصالة ،وأن الهيكل كان
قد ئعئسب كشعار للمؤمنين يشتركون فيه معا بنفس واحدة .كما أن وعدا ممبرا اضيف أيصا :الك
تنتعي الئئسيخ تا الله وي صؤبون ،ؤلك تووى الندرا[ ,مز ١ :٦٥؛ .بهذه الكلمات تلمع النبى إلى
أن صلوات الكنيسة ليست عقيمة أو غير نجدية إطالوا ،ألن الله يوور دائائ لشعبه فرصة للتسبيح
بفرح .ومع أة ظالل الناموس قد انقشعت ،ال يوجد أدنى شلئ ٠في أة الوعد ذاته يخصنا نحن،
حيث إذ الله قد سر بأن يكون هذا األداء عامال على تشجيع وحدة اإليمان بيننا .لم يكن المسيح
وحده قد ألذ هذا الوعد ،بل أتده كذلك بولس وعذا شامأل.
٨٣٣ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
اآلن ،إذ رسم الله بكلمته الصلوات العامة للمؤمنين ،وجب أيائ أن توجد هياكل عامة تؤدى
فيها تلك الصلوات .وش يقاومون بازدراء الشركة مع شعب الله في الصالة ،لن يمكنهم االحتجاج
الكاذب بأدهم يدخلون مخدعهم إطاعة منهم لوصية الرب .ألة الذي وعد بأن يفعل ما يطلبه اثنان
أو ثالثة اجتمعوا باسمه [مت )٢٠ - ١٩ : ١٨يشهد بأئه ال يحتقر الصلوات العامة بشرط خلوها
من التعاظم والسعي وراء المديح التافه من الناس ،وانبثاقها من شعور وجدانى صادق وئخبص
يسكن خفاء القلب.
فإذا كان ذلك هو االستخدام الصحيح ألبنية الكنائس ،وهو األمر الموبد ،ينبغي أن نحترز
لئأل نفلتها المكان الصحيح لشكنى الله الذي فيه يفصل أن يميل أذنه إلى صلواتنا — كما جرت عادة
اعتبارها كذلك منذ عدة قرون — أو لئأل نختلق لها نوعا من القداسة المستترة يجعل الصالة فيها
أكثر قبوأل لدى الله .ألده ما دمنا نحن هياكل الله الحقيقية وأردنا أن ندعو الله من هيكله المقدس،
وجب علينا أن نصلي في دواخل أنفسنا .إدا فلنترك ذلك التفكير الغبى لليهود أو للوثنيين ،ألن لنا
نحن الوصية بأن ندعو الرب ،بال تمييز لمكان ،ابالؤوح* ؤالحق[ ,,يو ٢٣: ٤؛ .لقد دلهن الهيكل
في القديم بوصية من الله لتقديم الصلوات والذبائح ،ولكق الحق عندئذ بات مستترا ،تمثله تلك
الظالل؛ أتا االن وقد أعلن لنا في حقيقة حية ،فال قسمح لنا أن نلتصق أو نتقين بأي هيكلي مادى
ولكن حتى عند اليهود ،لم دعكوا الهيكل على شرط أن يحبسوا حضور الله داخل جدرانه ،بل كان
قف اعبي لهم لكي يتدربوا على التأتل في شبه الهيكل الحقيقي .لذلك وتخ إشعياء واستغانوس
يشذة الذين ظلوا أة الله يسكن -بطريقه أو بأخرى -في هياكل مصنوعة باأليادي [اش ١:٦٦؛
اع.]٤٩٠٤٨ :٧
كما أئه من الواضح جدا مائ تقذم أة رفع الصوت بالترنيم في أثناء الصالة ،إن لم يكن ناتجا
من إحساس قلبى عميق ،فال قيمة وال أدنى جدوى له مع الله .بل على العكس ،إئه يثير غضب الله
تجاهنا إذا نشب عن أطراف الشفاه أو من الحنجرة ،إذ إئه يسيء إلى اسمه األقدس ويهزأ بجالل
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٨٣٤
عزته .هذا ما نستنتجه من كلمات إشعياء التي ،على الرغم من أدها تستبدف بعدا أبعد ،تهتلم مع
ذلك بتصحيح هذا الخطأ .يقول :األن* هذا السغب وب اقزت إنى يفيه وأكزمني بقفتئه ،زاائ قئبه
فائفذة ض ،زضازرق تخائهم مئي ؤصثه الغامن ثشه [اش ١٣: ٢٩؛ قارن مت ه .]٩-٨ : ١
بذبك هاذا اعود/أصقع دهنا السغب عجبا ؤغحيبا ،وقبت حكنه حكماده ،زتحتفي وهم وهماره
[اش-]١٤:٢٩
ومع ذلك ،لسنا هنا نشجب الكالم والترنيم ،بل على العكس نزبيهما بشرط أدهما يرتبطان
باإلحساس الداخلي ،ألدهما هكذا يدربان العقل على التفكير في الله ويبقيانه متيعائ ،بينما هو
بطبيعته متقنب ومشئت ،وقابل دائنا للتراخي والشرود ما لم تدعنه عوامل متنوعة من المساعدة.
على أئه إذ لزم أن يتمجد الله في العديد من أعضاء أجسادنا ،يليق اللسان خصوصا أن يقوم بهذه
الوظيفة ،بالترنيم كما بالكالم .فإذ اللسان صنع للترئم بحمد الله واإلشادة بمجده .أائ االستخدام
الرئيس لئسان ،فهو في الصلوات العامة التي يقذمها المؤمنون في محفل اجتماعاتهم ،والذي به
نقحد جميعنا في تمجيد الله مائ ،بصوب واحد وبغم واحد ،فنقنم عبادتنا له بروح واحدة وبإسان
واحد .كما أئنا نفعل ذلك جهارا بحيث يستطيع جميع الحاضرين أن يتبادلوا — الواحد مع أخيه -
اعتراف إيماننا الطاهر ،وأن يتقبلوا بذلك دعو؛ للمشاركة ومثاأل يحتذى به.
.٣٢التسبيح في الكئيسة
وفي هذه المناسبة نذكر أيصا أن عادة الترنيم في الكنيسة ليست ممارسة قديمة جذا فقط،
بل كانت تمارس بين الرمل .نستنبط هذامن قول بولس :اريل بالروح ،زازئل بالدلهن أيصا١ [ ,,
كو : ١٤ه .]١وكذا يتحذث بولس إلى الكولوسيين قائال11 :زأرتم ., .لمشون زمنذزون بعصكم
يغثا ،بئزاعيز ؤئتايخ واغار رومي ،يفقه ،عقزدميئ في علوبكم للرب[ 11كو . ] ١٦: ٣يعتم في
النص األول بأئه ينبغي أن نرثم بالصوت وبالقلب؛ وفي الثاني يوصي باألغاني الروحية التي بها
يعتم المؤمنون بعضهم بعشا ويهذب من خاللها الواحذ اآلخر.
مع ذلك يذكر أوغسطينس أن تلك العادة لم تكن شاملة االثساع ،إذ يقول إذ الكنيسة في
ميالنو ابتدأت تمارس الترتيل في عهد أمبروسيوس فقط -وكانت المناسبة عندما ثارت جوستينا،
أم ثالنتنيانس ،ضن اإليمان المستقيم الرأي — وأن الشعب واظك على سهرات اليقظة التعبدية بكر
مثابرة .بعدئذ اثبعت سائر الكنائس الغربية نموذج ميالنو .وكان قد أشار قبأل [أوغسطينس؛ إلى أة
٨٣٥ الكتاب الثالث-الفصل العشرون
هذه العادة أتت من الكنائس الشرقية ٢٢ .كما أئه يذكر في كتاب الحي له أة تلك الممارسة ائخذتها
[كناسن] أفريقيا في عهده .يقول إة شخصا ما يدعى هيالريوس — مدافع سابق عن حقوق العامة
عند ارومان — أخذ على عاتقه أن يهاجم بالتقريع واإليذاء في كز فر صه اتيحت له ،تلك العاد؛
الس ما ادعغت تمارسها الكنيسة في قرطاجة بترنيم المزامير المنظومة عند المذبح ،إما قيل تقدمة
العطايا أو عند توزبع التقدمات على الشعب .ولقد حسي اإلخوة على الرد عليه٢٣ .
بالتأكيد إذا لهذب الترتيل إلى هذه الدرجة من الوقار ،تهذيبا يروق في عيون الله والمالئكة،
فهو يضفي كرامه وجماأل على الطقوس المقدسة ،كما يكون له األر األعظم في إيقاد مشاعرنا
لغيرة حقيقية واشتياي قلبى إلى الصالة .لكن يلزمنا أن نحرص على أأل تهتائًآذاذذا بالنغمة أكثر من
اهتمام أذهاننا بالمعنى الروحي للكلمات .وأوغسطينس نفسه يعر — في موضع آخر — يعتلم ما
يزعجه هذا الخطر حتى تمئى أحيادا أن تثيلى العادة التي مارسها أثناسيوس ،الذي أمر القارئ أن
يقتل من تلحين الصوت [أي من تغيير مقام الصوت موسيقيا؛ بحيمث تصير قراءته للنص أقرب إلى
اإللقاء مائ إلى الترتيل .ولكئه عندما تدكر كم للترنيم من فائدة ،تراجع عن فكره ٢٤.لذلك عندما
يراعى هذا االعتدال دمسي ممارسة التسبيح في الكنيسة — من دون أدنى شك — ذات قدسية
عظمى وفائدة جئة .أتا الترانيم التي ظمت ولحنت لمجزد حالوة نغمها وبهجتها لألذن ،فال
تليق بهيبة العبادة في الكنيسة ،وال يمكن إأل أن تثير اشمئزاز الله إلى أبعد الحدود.
من هذا يظهر بوضوح أة لغة الصالة العامة يجب أأل تكون اليونانية بين الالتين ،وال الالتينية
بين الفرنسيين أو اإلنجليز ،كما جرت العادة إلى اآلن ،بل لغة الشعب بحيمث يغهمها جميع
المجتمعين .ألن المقصود تعليم الكنيسة كتها وبناؤها ،وهذا ال يمكنه أن يحدث بسماع ألفا؛ ال
يغهمها أحد .أتا عن الذين ال اكتراث لديهم وال محية ،فال يد على األقذ أن يحركهم قليال ما عتم
به بولس بشلطته الرسولية إذ ال لبس في كلماته .يقول :واأل وإذ بازغك باروح ،فائدي يسعل
تكان الغائى ،كيف بقول اامين ...؟ ألئه ألقئرف تاذا ئقول! وإدك اك نشكئ خشائ ،زلكن
اآلحز أل يئى١[ ٠٠كو .]١٧-١٦:١٤من يمكنه أأل يندهش -عندئذ -أمام تلك اإلباحة غير
الملجمة التي يستبيحها البابويون الذين ،على الرغم من اعتراض الرسول هكذا علائ ،يتجاسرون
على أن يطنطنوا صلواتهم الئطئبة والممتة بلغة أجنبية ال يفهمون هم أنفسهم منها مقطعا وحذا،
وال يريدون أن يغهمهاآخرون أيضا؟
أتا لنا فيصف بولس ما يجب فعله .يقول :ؤما هؤ إذا؟ أطي دالروح ،ؤأطي دالنلهي أتضا.
أزئلبالروح ،زأزئليالذلهي ايصااا [ ١كو :١٤ه ١؛ .إئه بكلمة ااالروحا ١يقصد هبة األلسن المتغردة
التي كان البعض قد ؤب إياها وأساءوا استخدامها إذ فصلوها عن الذهن ،أي عن الفهم .على أي
حال ،يلزمنا أن نشعر بال تردد أو تساؤل أئه — سواء في الفتن أو في الخفاء — إذا ولف اللسان
بدون الذهن فهذا يثير عدم رضا الله إلى حذ بعيد .كما أة العقل يلزمه أن يتقد بحماسة الفكر بحيث
يتجاوز ويتخعلى كز ما يمكن لتسان أن يعبر عنه بالكالم.
وأخيرا ،يجب أيائ أن ندرك أة اللسان ليس ضروريا للصالة الفردية [الخاصة؛ ،إآل في
حال كون اإلحساس الداخلي غير قادر بذاته أن يتيعظ ،أو في حال كونه شديد االئقاد بحيث
يفعل اللسان معه تلقائيا .فمع أن أفضل الصلوات تكون في بعض األحيان غير منطوقة ،ففالبا ما
يحدث في الواقع أة اللسان عندما تتوقد مشاعر الذهن ينطلق بالحديث ،كما تعبر بعض األعضاء
باإليماءات عفويا .ويظهر أة هذا ما حدث عندما كانت حنة تصتي في الهيكل [ ١صم ١٣: ١؛،
وهو ما يشابه اختبار القديسين في كثير من األحيان عندما تنبس شفاههم بكالم متقثلع وئبفقر فيما
هم يطون في قلوبهم.
أتا اإليماءات الجسدية التي تعودنا أن نراها في الصالة ،مثل الركوع وكشف الرأس ،فتدن
على أئنا نحاول أن نرتقي إلى مقا؛ أعلى لتوقير الله توقيرا أعظم.
أتا اآلن فال يلزمنا أن نتعتم طريقة أنجع للصالة فقط ،بل الشكل النموذجي نفسه أيصا :أال
وهوما عتمنا إياه اآلرب السماوي بواسطة ابنه الحبيب [مت ٩: ٦وما يلي؛ ولوقا ٢:١١وما يلي؛،
والذي يمكننا من أن نعترف بقدر إحسانه الالمحدود ورحمته الفائقة .ففيها ينذرنا ويحقا على أن
نبتغيه في كز احتياج عندنا ،كأوالد تعودوا أن يلجأوا إلى حماية الوالذين كتما أزعجهم أي قلق.
٨٣٧ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
ثم إئه إذ رأى أئنا لم نكن ندرك بما يكفي كم ضاق بنا فقر عيشنا ،وما كان يحسن بنا أن نطلبه،
وما كان ممكائ أن يعمل على نفعنا ،احتاط فدر لما كا نجهله؛ وكز ما افتقرت قدرتنا إليه أعذ
هو نفسه له وزودنا به من كفايته هو .فلقد وصف لنا أنموذجا وضع فيه ،كما في جدول ،كز ما
يسقح لنا بأن نطلبه منه ،كز مفيد لنا ،كز ما نحتاج إلى أن نسأله .إئنا من لطفه هذا نتقبل ثمرا
عظيائ من التعزية :إذ نعرف أئنا ال نطلب شيائ سخيائ أو غريبا أو خارج إطار اللياقة؛ أي باإليجاز،
-أئنا ال نطلب منه شيائ يرفض االستجابة له ،حيث إئنا نطرح طلباتنا باستخدام كلماته هو .لتا رأى
أفالطون افتقار البشر إلى المهارة المطلوبة للتقنم من الله بطلباتهم التي — إذا منحت — يغلب أن
تكون لغير منفعتهم ،أعلن أن هذه الكلمات المأخوذة عن شاعر قديم ،هي أفضل صالة :ايها
الملك جوبيتر (كبير اآللهة في الميثولوجيا الرومانبة؛ ،أغدق علينا أعظم األشياء ،سواء أرغبناها
أم ال ،بل مر األشياء الشريرة أن تبتعد عنا حتى عندما نطلبها ٢٥ .في الحق أن ذلك الرجل الوثنى
حكيلم في كونه يحكم كم من الخطر أن نطلك من الرب ما تفرضه علينا أطماعنا؛ وفي الوقت
ذاته يكشف عن بؤسنا الكامن في عدم قدرتنا حتى أن نفتح أفواهنا أهام الله ،بدون أن نعرض
ذواتنا للخطر ما لم يعلمنا الروح النموذخ السليم للصالة [رو ٢٦:٨؛ .يستحق هذا االمتياز أن
يثغن على نحوأسمى بيننا ،إذ إذ ابن الله الوحيد ذاته يضع على شفاهنا الكلمات التي تحرر أذهاننا
من التردد والتذبذب.
يتألف هذا النموذج — أو هذه القاعدة للصالة -من ست طلبات .والسبب الذي يجعلني
أختلف مع من يمبزون سبعا ،هو أثه بإضافة حرف االستدراك بل يبدو أن البشير وصد أن يربذ
هذين الجزءين معا في طلبه واحدة .فكأئه كان يقول :ال تسمح لنا أن تقوى عليا التجربة بل
بالحري إيب بالمعونة لضعفنا وأنقذنا من السقوط .يتفق معنا أيصا كاب الكنيسة األقدمون٢٦،
اد
بحيث إذ ما أضيف في موضع سابع في مثى ،وجب — تفسيريا — أن يدمح مع الطلبة السادسة.
ومع أن الصالة الريانية بأكملها تهدف إلى أن يحتل مجد الله المكانة العظمى فيها جميعها،
فلقد غصصت البللبات الثالث األولى لمجد الله على وجه التحديد ،وهذا وحده ما ينبغي أن
يحث عنه فيها ،بدون أي اعتبار يما يسئى مصلحتنا نحن .والطلبات الثالث األخرى تهتم بما
انظر0 ٧111. 249( :ك 1<1عل) 11. 142 £, 143 ٨كسير !<13)0, ٣٥
26 0111,أ808ال11٢ت)0-ا)1آج<8؟ ( 56.715ال) 1٧ت (, 110111.غ ١٧0٢ع٠1ا3ا! ) 1100111سد071
جون كالثن :أسسى الذين المسيحى ٨٣٨
يهئنا نحن ،وقد تخصصت لألمور التي ينبغي أن نطلبها لغائدتنا .لذلك عندما نطلب أن يتقدس
اسم الله -ألة الله يريد أن يختبز هل كائ نحبه ونعبده بحرية إرادتنا أو أمأل منا في ثواب — يلزمنا أأل
نتفكر أبذا في ما هو لمصلحتنا نحن ،بل أن نضع أمامنا مجده وأن نتفرس بعيوب) مرتمزة على هذا
وحده .كذلك أيضا في الكلبتين التاليغين ،يليق بنا أن نرتمز أحاسيسنا باألسلوب نفسه.
وفي الحقيقة ،يجلب لنا هذا فائدة عظمى ألده عندما يتمجد اسمه كما نطلب ،نتقدس نحن
أيصا به .ولكن يتحتم أن تكون عيوننا ئعمضة — بل بالحري عميا ،إن جاز الحديث — إزاء ذلك
النوع من االنتفاع الذاتى بحيث ال يكون ذلك في الحسبان على األطالق ،وبحيث إن انقطغ
كز أمل في أي ربح شخصى ،ال تنقطع رغبتنا وال ينقطع توسلنا ألجل هذا التقديس ولكز األمور
التي توول لمجد الله .فغي مثالى موسى وبولس ،نرى أئه لم يكن باهكا بالنسبة إليهما أن يحؤال
أفكارهما وعيونهما بعيدا عن نغسيهما ،وأن يتوقا إلى فنائهما بغيرة متقدة كيما يقدما مجد الله
وملكوته بغض النظر عن خسارتهما [خر ٣٢ :٣٢؛ رو .]٣ :٩ولكن من جهة أخرى ،عندما
نطلب كفاف خبزنا اليومي فعلى الرغم من أئنا نطلب ما هو لمنفعتنا ،هنا أيشا ينبغي على وجه
الخصوص أن نطلك مجد الله بحيث ال نطلب الخبز إن لم يكن طلبنا إياه يرتن على مجده .لننتقل
اآلن إلى تفسير الصالة.
(٠٠أباذاالذيفيالسماواتأ)
.٣٦ماآل
أؤأل ،وعند مدخل الصالة ،يقابلنا ما قد ذكرته انغا :وهو أئه ينبغي أن نقدم جميع صلواتنا لله
باسم المسيح وحده ،إذ ال يمكن أن دقتل عنده بأي اسم اخر .ألئه عندما ندعو الله أبانا فإئنا نقول
ضمائ المسيح .بأي ثقة يمكن ألحد .أن يخاطب الله اكأب ؟ من يتجاسر على تهؤر كهذا أن
يدعي لنفسه امتياز ابن لله إن لم نكن قد ئبئينا كأوالد النعمة في المسيح؟ إئه ،وهو االبن الحقيقي،
قد اعطي لنا بفضل ذاته كأخ ،بحيث إذ ما له بطبيعة ذاته يمكنه أن يصير لنا بفضل التبئي إذا تمائ
نحن نتقبل هذه البركة العظمى بيقيئ راسخ .لهذايقول يوحناإة سلطاائقداعطي لمن يؤمنون باسم
ابن الله الوحيد ،لكي يصيروا أوالد الله [يو .] ١٢: ١
لذلك يدعو الله ذاته ااًاباذااا ويريد أن نخاطبه كذلك .وبعظمة هذا االسم وحالوته يحزرنا
من كز ارتياب ،إذ ال يوجد شعور أعظم بالمحبة في أي مكا؟ آخر إأل في اآلب .ولذا لم يمكنه
٨٣٩ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
أن يشهن لمحبته الالمحدودة نحونا وببرهاب أقوى من أئنا ندعى أوالد الله [١يو .]١ :٣بل
مثلما يفوق كز بشر في جوده ورحمته ،هكذا أيثا تفوق عظمة محبته كز محبة والدينا .ومن
ثم ،إذا تختى كز اباء األرض عن أبؤتهم وهجروا أبناءهم ،فلن يتركنا هو [قارن مز ١٠: ٢٧؛
اش ١٦:٦٣؛ ،ألئه ال يقدر أن ينكر نفسه [٢تي .]١٣:٢ألن لنا هذا الوعد منه :اقان كنتم
ؤًاقلم الهزاز تثردون اذ تغطواراؤالذكلم غكاائ حبذ؛ ،وكلم ٠الخري/أوئكلم ائذي في الئغازات,,
[مت . ] ١١ : ٧وكذلك ما قاله النبى فز كشى الغزاة زضيفها؟ ...حئى هؤالء يئنكثرل ،زاتا أل
ًاذشاللما [اش : ٤٩ه . ] ١لكن ال يستطيع ابى أن يأتمن غريبا على رعايته من دون أن يشتكي في
الوقت عينه من قساوة أبيه أو عوره .فهكذا إن كنا أوالد الله ،لن نحتاغ إلى أن نطلب المعونة من
أحي غيره ،من دون أن نخزيه بسبب فقره أو عوزه أو قساوته أو صرامته الزائدة.
دعونا ال نذعي أئنا قد صرنا نهاب المجيء إلى اآلب من جزاء الشعور بالذنوب ،ألئنا نعرف
أن الذنوب تغضب أبانا يومائ على الرغم من كثرة لطفه ورأفته .فإن كان بين البشر ابن ال يستطيع
أن يكون له ندافع يترافع نيابؤ عنه أمام أبيه ،وال يستطيع أن يجد وسيائ أفضل ليصالحه معه ويسترد
رضاه ،فاضطر هو نفسه إلى أن يعترف بذنبه متويئأل ومتواضعا أمام أبيه طالبا منه الصفح والرحمة
-فعندئذ ال يستطيع قلب أبيه أن يليئ أو أن يذعي أن توسالت ابنه قد حركته -فماذا يفعل ض
هو أبو الرأفة وإله كز تعزية [قارن ١كو ٣: ١؛؟ أال ئبالي بالحري بدموع أبنائه وأتات توسالتهم
التي يأتون بها إليه مباشرة ،وخصوصا إئه يدعونا ويحقنا على أن نفعل ذلك ،بدأل من أن تنوب
عنا توسالت اآلخرين ممن قد ال تكون لهم الثقة ذاتها برأفة اآلب ولطفه؟ إئه يصؤر لنا في مثل،
[لو ]٣٢-١١ :١٥هذا الفيض من الحنان األبوي :ابل أقصى ذاقه عن أبيه فتغزب وبذر ما له في
عيش ماجن [االية ،]١٣فأحزن قلبه من كل وجه [اآلية ]١٨؛ أائ األب فيعانقه ويفتح له ذراعيه،.
كما أئه ال ينتظر حتى يطلب االبن عفوه ،بل جعل ينتظره ،وإذ كان لم يزل بعيذا ره فركض إليه
[اآلية * ،]٢وصار يعزيه ويتحسن عليه ويرحب به [اآليات .]٢٤-٢٢فإذ يصؤر مقدار عظمة هذه
الرأفة في إنسان ،أراد أن يعثمنا كم أكثر جذا ينبغي لنا أن ننتظر منه .فهو ليس مجرد أب ،بل أفضل
اآلباء وأرقهم بكثير ،إذا كنا نطرح ذواتنا على رحمته على الرغم من عقوقنا وجحودنا وتمردنا
كأبثاء .ولكي يقؤي ثقتنا بأئه هذا النوع من األب لنا ،إن كائ مسيحيين ،لم يشأ أن ندعوه يا أبتاه
أبانا إئه كما لو كائ نخاطبه بالقول :ايا* أبانا من تزخر باإلخالص والتكريس ألوالدك،
.
** فقط بل
جون كالثن :.أسسى الذين المسيحى ٨٤٠
وس توجد دائائ عظيم االستعداد للخفران ،نحن أوالدك ندعوك ونصأي لك ،واثقين ومقتنعين
تماائ بأئك دكن لنا الحنان األبوي ،رغائ عن عدم استحقاقنا ألب مثلك.
أائ ألن ضيق قلوبنا ال يمكنه أن يستوعب فضل نعمة الله الذي ال يستقصى ،لم يكتفب المسيح
بأن يكون عربون تبئينا وضمانه ،لذلك يعطينا الروح القدس شاهذا على هذا التبئي الذي به [أي
الروح؛ نستطيع أن نصرخ بصوب حز وممتلئ يا ابا االب [غل ٦ : ٤؛ رو : ٨ه . ] ١لذلك إذا
أصابنا أي تردد ،فلنتذنمر أن نسأله أن يصحح خوفنا ،وأن يضغ أمامنا ذلك الروح الذي يرشدنا إلى
الصالة بجرأة وثقة.
لم يعلم الرب أن كأل مائ يصآي — على حدة — فيدعو الله أباه ،بل أئنا جميعنا معا ندعوه
أبانا .فغي هذا إنذار لنا كم يجب أن يسود بيننا األحساس العظيم بالمحبة األخوية ،ألئنا جميعنا
وبالتساوي نلنا بموجب الرحمة العظمى والسخاء األلهى المجانى تلك البنوة كأوال ألب كهذا.
ألئه إن كان لجميعنا أب واحن [مت ،]٩:٢٣وكز شي؛ جيد يقع من نصيبنا يأتي من لدنه ،يلزم
أآل يكون بيننا شيء منغصز ال نشاركه عن طيب خاطر وبكز قلوبنا بعضنا مع بعض بحسب ما
تقتضيه المناسبة.
إئنا إن رغبنا ،وهكذا يليق ،في أن نمن أيدينا بعضنا إلى بعض وأن نساعد بعضنا بعصا ،فال يوجد
ثمة ما يمكن أن نفيد به إخوتنا أفضل من أن نستودعهم العناية األلهية العظمى التي ال تضاهيها عناية
أبوية أخرى على األطالق؛ ألده ما دام الله رحيائ وحتارا ،فليس هنالك ما يمكن أن يشكهى سواه.
الحى أن من واجبنا نحو الله اآلب هو أن نفعل هذا الشيء عينه .تماائ مثلما تن يحت رت أسرؤ
بإخالص وعمق ،فيحتضن أيصا جميع أهل بيته بالمحبة والمودة ،هكذا يجدر بنا أن ئظهز ألسرة
/ ٠ * * جمع مح
اآلب السماوي ولشعبه ولميراثه الغيرة والحب نغسيهما اللذين لنا نحوه .فإئه قد كرم هؤالء بحيث
دعاهم وبحشذه ،مزة الذي كأل انكز ني انغزا [اف ٢٣: ١؛ .إدا فلئشاكز صلوات المسيحي
هذه القاعدة كيما تكون مشتركة ف:ضم جميع إخوته في المسيح ،ليس من يراهم حالائ ويعرفهم
كإخوؤ له فقط ،بل كز بشر يسكن على وجه األرض .هذا ألن ما عينه الله لهم يفوق معرفتنا ،غير
أئه ليس أقز برا منه إنسانائ أن نرجو ونتمتى لهم أفضل كز خير .ومع ذلك يجب علينا أن نقترت
بمودة خاصة من الذين هم ،فوق غيرهم ،من أهل بيت األيمان الذين أوصانا بهم الرسول في كز
٨٤١ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
شيء [غل ١ ٠ :٦؛ .باإليجاز ،ينبغي أن يرفع جميع الصلواث بحيث تشمل تلك الجماعة التي
أقامها الرب في نطاق مملكته وبيته.
٠
على الرغم من ذلك ،ال يمنعنا هذا من أن نصغي خصوصا ألجل ذواتنا وآلخرين ،بشرط أأل
يحجب ذلك انتباهنا عن هذه الجماعة أو يحؤل اهتمامنا عنها بل يوجه كز أفكارنا إليها .ومع أن
الصلوات ئصاغ فردتا ،فألئها ترمي إلى تلك الغاية ال تكنى عن كونها عامة وشاملة .يمكننا أن نفهم
كز هذا بالتشبيه التالي .الوصية اإللهية العامة هي أن نسن احتياج جميع الفقراء ،ولكن يطيع هذه
الوصية ض يسعفون عوز من يعرفونهم أو من يرونهم يعانون ،على الرغم من أئهم يففلون الكثيرين
الذين يرزحون تحت وطأة الفاقة ،ألئهم إتا ال يمكنهم أن يعرفوهم جميعهم ،أو ال يستطيعون
أن يسذوا إعوازات الكز .وعلى المثال نفسه ال يقاوم المصغون إرادة الله ،إذ يرفع أولئك الذين
يهتشون عموائ بجماعة الكنيسة صلوات محذدة إلى عرش نعمته ألجل ذواتهم وآلخرين ،ذاكرين
االحتياجات الخاصة التي شر هو بأن يجعلها معروفة لديهم عن قرب ،وهم يضعون هموم شعب
الله كته في قلوبهم.
على أن أوجه التشابه بين الصالة وإعانة الفقراء ال توجد في جميع األحوال .ألن السخاء
في العطاء يمكن ممارسته نحو من يكون فقرهم بيائ فقط لنا .لكئنا نستطيع أن نساعد بالصالة
حتى أغرب الغرباء وغير المعروفين لدينا أبذا ،مهما طالت المسافة التي تفصلنا عنهم .وهذا نفعله
باستخدام صيفة الصالة العامة التي تشمل جميع أوالد الله بما في ذلك المصغون أيصا .ولعز في
استحثاث بولس مؤمني زمانه على أن يرفعوا أيديهم في كز مكان بال جدال [ ١تي ]٨: ٢إشار؛
إلى هذا األمر .فغي إنذار بأن الجدال والخصام تخلقان الباب على الصالة ،يقصد أن يوصيهم بأن
يقذموا تضرعاتهم بنفس واحدة.
اباذا...فيالسماوات^ .٤٠
هنا اضيفت عبارة في السماوات [مت ٠]٩:٦يجب أأل نفهم من هذا بديهيا أئه مكيل
وحبيس داخل محيط السماء كما في مكان مسيج .فها هوسليمان يجاهر هودا الشقاواك وششاء
الغمازات أل ئشغك [ ١مل . ]٢٧: ٨والله نفسه يقول على لسان النبى إذ السماء كرسيه واألرض
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٨٤٢
موطئ قدميه [اش ١ : ٦٦؛ اع ٤٩: ٧؛ قارن اع ٢٤: ١٧؛ .يهذا يعني أئه ال يحصره موقع معين
بل هو منتشر في كز األشياء .أما عقولنا ,الئطتقة فلم يكن ممكائ لها أن تدرك مقدار مجده الذي
ال ثتطق به بأي تعبير اخر .ولذا عثر لنا عنه .د ٠٠السماواتأ إذ ال نستطيع أن نبصر شيائ أكثر شئؤا
أو أسمى جالأل من ذلك .لذا ،عندما تدرك حواسنا أى شيء تربطه عاد؛ بمكاب) ما ،لكن تقتي الله
إدرالب جسدى
* يتعالى فوق كز مكان بحيث إئنا عندما نريد أن نطلبه ،ينبغي أن نرتقي فوق كز
ونغستي .وثانيا ،إئه بهذا التعبير يعلو على كز احتماب) للفساد أو التغيير .وأخيرا ،يعني هذا التعبير
أده يحتضن الكون كته ويحفظه متماسكا ويسيطر عليه بجبروته .لذلك فهو ،كما لو قيل عنه،
النهائى العظمة أو السمو ،ذو جوهر ال يسبر غوره ،ذو قدر؛ ال حدود لها ،وذو بقا؛ أزلى أبدي.
على أده عندما نسمع هذا ،ينبغي أن نحرض على أن تسمو أفكارنا إلى العال حينما يكون الحديث
عن الله ،لئأل نتخيل أي شي؛ أرضتي أو جسدى عنه ،ولئأل نقيسه بمعيارنا الصغير ،أو نحجم
إرادته لتطابق عواطفنا .وفي الوقت ذاته يجب أن تتيقظ ثقتنا به ما دمنا ندرك أة السماء واألرض
تضبطهما قوته وعنايته.
خالصة القول إره تحت اسم االب يقوم أمامنا ذلك الله الذي كهز لنا بصورة ذاته كيما
ندعوه بإيماب) راسخ .كما أن االسم الحميم أب ال يولد فينا الثقة فحسب ،ولكئه يحفظ أذهاننا
أيائ من الشتات سعيا وراء آلهة زائغة مشكون فيها ،ويسمح لها بأن ترتفع من االس الوحيد إلى
اآلب الوحيد للمالئكة وللكنيسة .ثانيا ،ألن عرشه مؤسس في السماء ،نتنغر بالضرورة من جراء
سيطرته على الكون أئنا ال نأتي إليه عبائ ،ألئه يقابلنا مسرورا بعونه الحاضر .يقول الرسول ...11
يجب اذ الذي يأتي إلى الله يومن بائه ئؤحود ،ؤائه رجازي الذين ئثليوئه [عب .]٦: ١١هنا
يعلن المسيح هاثين الحقيقتين ألبيه :أن إيماننا متأصل فيه هو ،ثم أئنا يجب أن نكون مقتنعين
بأئه ال يففل خالصنا .ألئه يتنازل ليتكقلنا بعنايته ،وبهذا التعليم األزلي قعدنا بولس ألن نصتي
على النهج الصحيح .فقبل أن يدعونا ألخن طلباتنا إلى الله [في ،]٦: ٤يوصينا محذرا أل ثؤقوئا
بشتي؛[ ,1في٦:٤؛؛ 11الزب ويب[ ,,في : ٤ه] .من هذا يتضح أن من ال يثقون بأة اعيقي الرت دحؤ
الصنيعيل [مز :٣٤ه١؛ قارن ١بط ] ١٢: ٣يقتبون صلواتهم في أذهانهم في رب وحيرة.
.٤١الثلبة األولى
الطلبة األولى هي أن يتقنص اسم الله [مت ]٩:٦؛ والحاجة إلى هذه الطلبة ترتبط بخزينا
الفادح؛ ألئه ،ما هوأكثر حقار؛ من أن مجد الله يحجبه جحودنا من جهة ،وعنادنا من جهه أخرى،
٨٤٣ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
وأن تمحقة — بحسب ما يكمن في قدرتنا — بوقاحتنا وصفاقتنا الجنونية؟ على الرغم من جماح
جميع األشرار في هزء إباحيتهم ،فاسم الله يبقى ساطائ .يعلن التبتي عن حق :ادظيؤك* اشيلغ يا الله
ئشتيخلذ إلى أقاصي األزضاا [مز .]١٠ : ٤٨ألئه حيث يصبح الله معروقا ،ال يمكن أن بخفى
قؤات قدرته :جبروته ،جوده ،حكمته ،بره ،رحمته ،حثه ،وال دد أن تسبينا في قهمر ،وروعه له،
وأن تدفعنا إلى التهليل بحمده .ومن ثلم ،ألة قداسة الله تذئس جوزا على األرض ،إن لم يكن في
وسعنا أن نظهرها ونثبتها ،فنحن مدعوون -على األقز — أن نهتلم بها في صلواتنا.
حصيلة القول إئه ينبغي أن نبتغي تكريم الله كما يحق له التكريم؛ فيجب أأل يتحذث الناس عنه
أو يتفكرون فيه إال بغاية التوقير .عكس ذلك ،البذاءة والدنسر الذي أمسى دائم الشيوع ،وانتشر
حتى اليوم في العالم بأسره .ثم الحاجة إلى هذه الطلبة التي كانت تظز غير ضرورئة لو ؤجد حتى
القليل من التقوى في محيط عالمنا .أما إذا ارتبطت القداسة باسم الله وحده بحيث انفصلت عن كلد
١سمآخر ،فما كانت إأل تزفر مجدا نقؤا .لسنا مدعوين هنا لنطلب) أن ييرئ الله اسمه القذوس من كز
ازدراء وعار فحسب ،بل أن ثحجيغ الجنس البشري بأسره إلجالله ومهابته أيصا.
واآلن ،ما دام الله يعلن ذاته لنا جزئيا بالتعليم ،وجزئائ باألعمال ،نستطيع أن نقنسه إذا أعطيناه
ما له في كلتا الناحيتين فقط ،وبذلك نقبل ما ينبع منه .كما أن حزننه ال أقز من لطفه ينبغي أن يقودنا
لنحمده ،إذ نرى أئه قد حفز عالمات واضحة لمجده على تنؤع غفير من أعماله ،وهذا بحى
يستوجب التسبيح على كز لسان .وهكنا سوف يكتسسب الكتاربًا المقدس سلطته المالئمة بيننا،
كما لن يحدث شيء ليعؤقنا عن مباركة الله كما يستحق في سياق ضبطه للكون .ألمنا الطلبة فهي
موجهة أيصا نحو هذا الهدف :أن يغنى ويزول كز العقوق الذي كان من شًانه أن يلتلخ هذا االسم
المقدس؛ وأن يقصى كز ما كان له أن يحط من قدر قداسته أويهزأ بها؛ وأن يتألق ضياء مجد الله في
جالله أكثر فأكثر بإفحام كز تدنيسى لقدسيته.
.٤٢اسية الثانية
والطلبة الثانية هي أن يأتي ملكوت الله [مت .]١ ٠:٦على الرغم من أة هذه الطلبة ال تأتي
بجديد عائ سبقتها ،فلقد أبقيت منفصلة عنها ولسبب معقول؛ فإئنا إن تأتلنا قدر تراخينا في أعظم
األمور جمعاء ،تغين علينا أن نعليز النقاش كي نبرز شيائ كان يلزم أن يكون معروقا كز المعرفة
من ذاته .لذا بعد أن دعينا أن نسأل الله أن يخبع ،وأخيرا أن يالشي تماائ كز ما يعيب اسمه
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٨٤٤
األقدس ،ثئة اآلن إضافة لطلبة مماثلة بل ربما مطابقة تماائ لتلك الطلبة أال وهي لتات ملكودلث٠اا
[مت١٠:٦؛.
ولتا كائ قد طرحناآنثا التعريف بهذا الملكوت ٢٧،أعيده االن بإيجاز :يملك الله حيثما يكرس
الناس ذواتهم للبز ،بإنكار ذواتهم كما ببغض العالم والحياة الدنيا ،لكي يتوقوا إلى حيا؛ سماوية.
هكذا يكون لهذا الملكوت جانبان :أولهما أل الله بقؤة روحه يصحح جميع شهوات الجسد التي
تحاربه بجيوشها؛ والثاني أئه يشاكل جميع أفكارنا إلطاعة لحكمه.
لذا ال ينتمي إلى األخودة الصادقة من طالبي هذه الطلبة سوى أولئك الذين يبتدوئن باهنفسهم،
أي الذين يتطهرون من كز الشوائب التي تخز بسالم ملكوت الله ،وتعكر نقاوته .فألة كلمة الله
مثل صولجان ملوكي ،نحن مدعوون برئعنا هذه الطلبة للتضزع إلى الله ،أن بخبغ قلوب البشر
وأفكارهم إلطاعتها طواعية .يحدث هذا عندما يعلن عمل كلمته بواسطة وحي روحه الخفى،
لكي يحتز موقعه بالدرجة المالئمة من اإلجالل الذي يستحثه .وبعدئذ يلزم أن تندرج [بأذهاننا
في سياق هذا التضرع؛ إلى األشرار الذين بعنادهم وفي جنونهم المستميت يقاومون سلطته .لذلك
ينطب الله ملكوته بإذعان العالم بأسره ،ولكن بطرى مختلفة :فيرؤض وحشية البعض ،ويكسر
الكبرياء الجامحة عندآخرين .ألمنا نحن فيلزمنا أن نشتهي كز يوم أن يجمع الله الكنائس إلى نفسه
من جميع أطراف المسكونة؛ وأن ينشرها ويزيدها عددا؛ وأن يزتنها بالمواهب؛ وأن بنشى شركة
صادقة بينها؛ ومن جهه أخرى ،أن يثيط جميع أعداء التعليم النقى والدين السوي ،وأن يشثت
مشوراتهم وئئخق جهودهم .من هذا يتونح أن الغيرة نحو التقنم اليومى ال دومر بها بال سبب،
ألن شؤون البشر بطبيعتها ال تجري إأل ويعلوها قذر الرذائل الذي ال تنضل وال يشخب ،وال تزهر
فيها وال تنمو االستقامة التامة .أائ كمالها فيرجأ إلى مجيء المسيح األخير عندما دكون الله الكز
بي الكز [١كو ٢٨: ١٥؛ كما يعتم بولس.
وهكذا تسترجعنا هذه الصالة عن فساد العالم الذي يفصلنا عن الله بحيث ال ينمو وال يزدهر
ملكوت الله في داخلنا .وفي الوقت ذاته ينبغي أن يوقد غيرتنا إلماتة الجسد؛ وأخيرا أن يدربنا
على حمل الصليب .ألده بهذا يشاء الله أن ينشز ملكوته .دعونا ال ننزعج وال نفشل إن كان إنساننا
الخارجي يغنى ،على شرط أة الداخل يتجدد يوائ فيوائ [٢كو ١٦: ٤؛! وهكذا يكون مجيء
ملكوت الله :أده فيما نحن نذعن لبره ،يجعلنا شركاء في مجده .يحدث هذا عندما يضيء بسناء
انظر أعاله :الكتاب الثالث ،الفصل الثالث ،الفقرة ،١٩الفصول .١٠-٦ ٢٧
٨٤٥ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
نوره وحثه الذي به يتبند ظالم ملكوت إبليس ويتالشى رطالنه وتنقضي أكاذيبه .وفي أثناء ذلك
يحمي الله خاصته ويرشدهم بمعونة روحه إلى االستقامة ويقويهم على الجلد .كما يطيح تآمز شر
أعدائه ،ويفكك حيل خديعتهم ،ويقاوم خبثهم ،ويقمع استعصاءهم ،إلى أن يبين ا٠األثيما( ٠المسيح
الدجال) بنفخة من فمه ،ويطل كز شر بظهور مجيئه [ ٢تس . ]٨: ٢
.٤٣الطلبة الثالثة
البلبة الثالثة هي :أن تكون مشيئة الله على األرضى كما هي في السماء إمت ١ ٠:٦؛ .أضيفت
هذه الطلبة على الرغم من أرها تعتمد على ملكوت الله بحيث ال يمكن أن تنفصل عنه ،وذلك بسبب
جهلنا وعدم قدرتنا أن نستوعك في الحال أو بيسر ماذا يعني أة الله يملك في العالم .لذلك من
المعقول أن قخذ هذه الطلبة كأوها شرح معنى أة الله سوف يكون ملكا في العالم عندما يخضع
الجميع لمشيئته.
ليس هنا سؤال عن مشيئته الخفية التي بها يضبط كز األشياء ويجريها إلى مرماها؛ ألئه على
الرغم من أة الشيطان والنامى يهاجمونه بعنف ،يعنم بحسب خثلته التي ال دستقصى أره ال يزبغ
لكئها إرادة الله األخرى التي يجب مالحظتها ،وهي التي تتجاوب معها الطاعة االختيارية؛
ولهذا السبب تقارن السماء باألرض؛ فالمالئكة — كما يرد في المزمور — تفعل أمر الله طواعية عند
سماع صوته [مز .]٢٠ : ١٠٣لذلك تناشدنا هذه الطلبة أن نرغب ونريد أئه ،كما في السماء ال
يفعل شيء خارجا عن مسرة الله الصالحة ،وفيها يسكن المالئكة معا بكز سالم واستقامة ،كذلك
وفي رفعنا هذه الطلبة ننبذ شهوات أجسادنا؛ ألن من ال يخيع مشاعره لله يعاند ويقاوم
مشيئته على قدر ما استطاع ،إذ إة ما يصدر عائ هو الفساد وحده .وكذلك تشكلنا هذه الصالة
بحيث ننكر ذواتنا لكي يسيطر الله علينا وفائ إلرادته .ليس هذا فحسب ،بل لكي يخلق فينا عقوأل
وقلوائ مجذدة أيشا [قارن مز ١ه ] ١ ٠ :إذ تكون قلوبنا وأذهاننا قد تضاءلت إلى الالشيء بحيث ال
نحش في دواخلنا بأي رغبة تتنافى مع مشيئته الطاهرة .باإليجاز ،إئها طلبة من شأنها أن تجعلنا ال
نشتهي أي شيء من أنفسنا سوى أن يسيطر روح الله على قلوبنا؛ وفيما يعنمنا الروح سرا ،نتدرب
جون كالقن :أسس الذين المسيحي ٨٤٦
على أن نحب األشياء التي ترضيه وأن نكره ما يثير استياءه .وهكنا يكون اشتياقنا إلى أن يصيز عبائ
وال طائل تحته ،كز إحساس يتنافر مع مشيئته.
مع مح
هذه ،إدا ،هي الطلبات الثالث األولى من الصالة .وبرفع هذه الطلبات نجعل مجد الله وحده
نضب أعيننا ،بينما نترك ذواتنا خارج كز اعتبار وال ننظر إلى أي فائدة ألنفسنا؛ فإذ مثل هذه
الفوائد النفعية ،على الرغم من ائها تتكاثر لنا من جراء هذه الصالة ،ينبغي أآل نبتغيها هنا .ومع أن
كز محتوى هذه الطلبات ال بذ أن يتحثق في أوانه ،بدون فكر أورغبة أو التماس من جانبنا ،ينبغي
رغم ذلك أن نرغبه وأن نطلبه .وليست الجدوى من طلبه بالشيء الطفيف .إئنا بذلك نشهد ونقز
بأئنا خذام وأوالد لله ،ملتزمون بتمجيده ،بغيرة وصدي بأفضل قدراتنا .إئنا مدينون بذلك لربنا
وأبينا .وعلى أساس ذلك ،كز من ال يصتي بهذه الغيرة وبهذا الشوق أن يتقنص اسم الله ،وأن
؛ايأتي ملكوته ،وأن تكون مشيئته ال يجوز له أن بحسك بين أوالد الله وخذامه؛ ولغا كانت كز
هذه األمور سوف تحدث رغم إرادة أناس كهؤالء ،فال مغز من أن دمسي عاقبتهم األرباك والغناء.
.٤٤الجلبة الرابعة
يتبع الجزء الثاني من الصالة الذي فيه نتدرج إلى األمور التي تتعتق بنا .لسنا بذلك نتختى عن
طلب مجد الله الذي — كما يشهد بولس — يتجتى أيصا في الطعام والشراب [ ١كو ،]٣١:١٠
ونطلب ما ينفعنا فقط .لكئنا قد أشرناآذائ ٢٨هنالك إلى هذا الغرق :يطالب الله محذدا بالطلبات
الثالث األولى ويجنبنا بها كلجا إلى ذاته لكي يمتحن تقوانا بها .ثم يسمح لنا بعد ذلك أن نهتم
بمشاغلنا ،ولكن على شرط :أئنا ال نبتغي شيائ لذواتنا من دون أن نقصد تمجيد الله في كز ما يجزل
علينا من فوائد ،ألئه ليس ثئة أفضل من أن نعيش ونموت له [رو .]٩-٧ :١٤
أئنا بهذه الطلبة فنسًال الله أن يمنحنا عامة األشياء التي تحتاج أجسادنا إلى استعمالها للتعامل
مع عناصر هذه الدنيا [غل ،]٣: ٤ليس الماكل والملبس فقط ،بل كز ما يرى الله أئه مفيد لنا لنتناول
انظر أعأله :الفقرة .٣٥ ٢٨
٨٤٧ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
خبزنا اليومي في سالم .باالختصار ،نحن بهذه الطلبة نستودع نفوسنا لرعايته ،ونعهد بذواتنا
لعنايته ليطعمنا ويفذينا ويحافظ علينا .ألة أبانا السماوي الكلى الرحمة ال يستعلي على أن يشمل
حتى أجسادنا تحت حفظه وحمايته ،كيما يدردن إيماننا حتى في األمور الصغيرة بينما نحن ننتظر
ونتوقع كز شيء منه ،لتات الخبز وقطرة الماء .وألئنا بطريقه أو بأخرى من خالل شرنا ،قد كذرنا
االهتمام بما للجسد ونعصنا القلق من حيث احتياجاته أكثر من اكتراثنا للروح ،يظل الكثيرون مئن
غامروا بتسليم أرواحهم لله مضطربين بشؤون الجسد ،قلقين لما يأكلون وما يلبسون ،بحيهث إذ
لم يكن في خزائنهم الفيض الوافر من الخمر والغالل والزيت يرتعدون خوقا من شر مرتقب .كم
يعنينا ظل هذه الحياة السريعة الزوال أكثر من معنى الخلود األبدي! أثا الذين باتكالهم على الله قد
ألقوا — مر؛ وإلى األبد — كل قلي حول االهتمام بالجسد ،كوا فينتظرون منه أشياء أعظم :خالصهم
والحياة األبدية .لذلك من قبيل التدريب المفيد لإليمان ،أن نطلك من الله تلك األشياء التي تسبب
لنا القلق إذا لم نطلبها منه ،علائ بأئنا نجني فائدة عظمى إذا طرحنا جانبا عدم األيمان هذا الذي
يلتصق بعظام معظم البشر.
ال يبدو لي أئه يمك ما يكتبه البعض ،على سبيل التفلسف ،عن الخبز فوق المادي
بصلة إلى ما قصده المسيح .في الحقيقة إن لم ئقز إلى الله — في هذه الحياة الزائلة — وظيفة
المغذي ،ظتت هذه الصالة ناقصة [مت .]١١:٦أثا السبب الذي يعطونه فتعوزه البراعة:
[يقولون] إئه ال يليق بأوالد الله ،الذين يجب عليهم أن يكونوا روحيين ،أن يهتموا بما هو أرضى
فقط ،بل أن تدخلوا الله في هذه األمور أيشا .وكأن بركته ونعمته األبوتة ال تتجليان حتى في
الماكل ،أوكما لوكان الوحي قد كتب جزانا أن الئعؤى ...لها نوعد الحبا؛ الحاضزه زاكبين؛
[ ١تي ! ]٨: ٤ومع أن مفغرة الذنوب أهم بكثير من الغذاء الجسدي ،فقد قذم المسيح ما هو أوضع
كيما يأتي بنا تدريجيا للطلبنين المتبثيئين الفين تتعلقان حعا بالحياة السماوتة .وبهذا التفك المسيح
إلى.طء إدراكنا.
كما دعانا إلى أن نطلك خبزنا اليومي كيما نقتنغ بالنصيب الذي رأى أبونا السماوي أن
يوزعه علينا ،ال أن نسعى للحصول عليه بطري غير مشروعة؛ فكما وزد في كتهب ،موسى
أن ال قدرة وال قوه يد ٠تصنع لنا شيائ ،بل هي بركة الله وحدها [الو ٢٠:٢٦؛ قارن تث
.]١٨—١٧ :٨حعا ،مهما كثر الخبز فلن ينفعنا بمثقال ذزة إن لم تحؤله عنايته األلهبة إلى
غذاء مفيد .وبحسب ذلك ليس هذا السخاء االلهى أقل ضرورة للغنى متا هو للفقير؛ ألئه
هكذا وردت في الترجمة الالتينية للكتاب المقنس (فولجاتا) فى متى .١١:٦ ٢٩
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ٨٤٨
حتى لو امتألت الخزائن ،يخور البشر من جزاء الجوع والعطش إن لم يتمتعوا بخبزهم
يفضل نعمته.
أثا كلمة اليوم أو في يومنا أو يوائ بيوم فتلجم شهوة االخنزان العارمة لكز ما هو
سريع الزوال وايل إلى الغناء؛ ألكها شهوة تضطرم بال حدود ،كما ئضاف إليها خرور أخرى .وإذا
ازدادت عندنا الوفرة ،فما أسهل أن نبذلها باطأل في التعاظم والمباهج والملذات! لذلك نحن
مدعوون أن نطلك كفاف حاجتنا فقط من يوم إلى يوم بهذا االطمئنان :أن أبانا السماوي سيطعمنا
اليوم ،ولن يهملنا غذا .وهكذا حتى إذا امتألت مخازننا ،يلزمنا أن نطلك خبزنا اليومي ألئه ينبغي
مؤتمنا أن نحسك كز ما لنا من ممتلكات كال شيء سوى ما يجعله الرب مثمرا ودائم االزدياد
من فيض بركته .وإذ كز ما في أيدينا أيائ ليس لنا سوى ما يهبه لنا من قليل ،ساعة بعد ساعة،
ويسمح لنا باستخدامه .وألذ غرور اإلنسان ال يرتوي إأل على مضض ،يقول الرب إئه أعطى برهاى
وحيذا فرينا مدى العصور ،عندما أطعم شعبه مائ في البرية ،لكي يعتمنا أئه ليس بالخبز وحده
يحيا اإلنسان بل بالكلمة التي تخرج من فمه [تث ٣:٨؛ مت .]٤:٤بهذا درينا أن استدامة الحياة
وسندها هما في قوته وحدها ،على الرغم من أئه يمنحنا إتاها بواسطة الموارد المادرة .لذا يعتمنا
-بالمثال العكسي في كثير من األحيان -عندما يكسر عصا الخبز [أي الطاقة الناتجة منه؛ كتما
شاء ،بحيث نضفف ونهزل جوعا كز من يكله [ال ٢٦: ٢٦؛ ،وييبس عطائ كل من يشرب [قارن
حز١٧-١٦:٤؛.]١٣:١٤
أائ الذين ال يقنعون بكفاف الخبز اليومي بل يلهثون سعيا إلى أشياء ال حصر لها ،أو أولئك
الذين أتخمتهم زودهم ،أو من باتوا غير مبالين بما دزاكم لديهم من ثروات ،وفي الوقت عينه
يتضرعون إلى الله بهذه الطلبة ،فهم إلما يتهكمون عليه .فاألؤلون يطلبون منه ما ال يريدون أن ينالوه
— بل في الواقع ما يمقتونه ،أال وهو الكفاف -وبقدر ما في إمكانهم ئئئعون أمام الله نزوعهم إلى
الجثع ،بينما ينبغي أن تسكب الصالة الحقيقية أمامه الذهن بكتينه وكز ما يكمن فيه .وآخرون
يطلبون منه ما ال يخطر ببالهم أن يتوئعوه ،أي ما يظلون أئهم ليسوا بحاجه إليه.
وبقولنا خبزنا [في صيفة الثتكية؛ ،يبرز — كما ذكرنا — سخاء الله وجوده بأكثر وضوح،
ألئها تجعل لنا ما ليس لنا حق في اقتنائه [تث ١٨:٨؛ .وكما أشرت أيائ ،ال نغغز أو نرفض
التفكير في أن ما يحصل عليه باالجتهاد النزيه وعديم اإليذاء لآلخرين هو ما يمكن أن نسئيه لنا،
وليس ما تقتنى بالفنل أو السرقة ،ألن كل ما نحصل عليه بإيذاء آخر فهو ملك) آلخر.
٨٤٩ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
وإذ نطلب أن يعطى لنا ،فهذا يعني أئه ببساطة عطية مجانية من الله مهما كانت وسيلة حصولنا
عليه ،حتى إذا كان يبدو أئنا حصلنا عليه بمهارتنا ومثابرتنا ،وأئنا نلناه بعمل أيدينا؛ ألئه من فضل
الله وحده أن جهودنا تفلح حعا.
.٤٥الطلبة الخامسة
أوبؤ لتا دنوا [مت .]١٢:٦بهذه الطلبة وتلك التي تليها ،شمل المسيح بإيجاز كز ما
يجعل الحياة السماوية ممكنة ،إذ إذ العهد الروحي الذي صنعه الله لخالص كنيسته يرتكز على
هائين الدعامتين وحدهما :ابقل ثريعيي في ذاجلهلم زأكتبها على ولوبهلم و اعبرك كل دربهم
[ار ٣٣:٣١؛ قارن .]٨:٣٣هنا يبدأ المسيح بمغغرة الخطايا ،ثم بعد قليل يضيف النعمة الثانية :أن
الله يحفظنا بقؤة روحه ويعولنا بمعونته لكي نقف منتصرين أمام كز تجربة.
والذنوب يسئيها ديوائ ألئها تستوجب علينا جزاة ،وال يمكننا أن نسنده ما لم يطلق سراحنا
بغغرانه .وهذا الصفح ال يأتي إأل من رحمته المجانية التي بها يمحو ديوننا من فرط سخائه من دون
أن يطالبنا بدفع ما علينا ،بل بعمل الكقارة الفرضية له برحمته التي تجلت في المسيح الذي بلذل
نفسه فديه لنا [قارن رو .]٢٤:٣لذلك ال يشارك في هذه العطية المجانية إطالقا من يثغون أن الله
يرضى ببرهم الذاتي أوباستحقاقات غيرهم ،وأن تلك االستحقاقات قد نالت لهم مفغرة الخطايا أو
أئها قد اشترت لهم العفو .هؤالء يستخدمون هذه الصيفة في دعائهم لله ،إآل أئهم بذلك ال ينتفعون
إآل بأن يؤغدوا دهمتهم ،ويصادقون على إدانتهم شهادتهم هم أنفسهم .فإئهم يعترفون بكديونيتهم
ما لم يعف عنها بموجب أثر الفغران ،وهذا ال يقبلونه بل على العكس يرفضونه بازدراء ،بينما
يقحمون باستحقاقاتهم وإرضاءاتهم على الله .وبذلك ال يلتمسون رحمته بل يجلبون دينونته.
فليجذ أولئك الذين يتصورون ذواتهم كاملين بحيث ال يحتاجون إلى طلب العفو ،تالميذهم
بين من يخدعهم شغفهم نحو الضالل ،شرط أن يدركوا أن جميع من يضتونهم إلى ذواتهم من
تالميذ قد اخيطفوا من المسيح .هذا ألئه بتعليمه الجميع أن يعترفوا بذنوبهم ،ال ئقبل سوى الخطاة
الذين يقبلون إليه ،ليس أئه يعزز الخطيئة باإلطراء ،بل ألئه عرف أن المؤمنين ال يتجردون من شرور
الجسد من دون أن يظتوا دائفا مسؤولين ومعرضين لدينونة الله .حائ ينبغي أن نشتاق بل أن نعمل
جاهدين — بعدما أذينا كز ما علينا من واجب — لنهتئ ذواتنا أهام الله كمن تطهروا من كز شائبة.
وإذ إذ الله يشر بأن يستعيد صورته فينا بالتدريج بحيث ال نتحرر كلائ من براثن الجسد ،كان ال ين
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٨٥٠
من أن يوقر لنا مخرجا .ولكن إن كان المسيح ،بما أعطاه اآلب من سلطان ،يوصينا طول حياتنا بأن
نلون إلى الصالة لطلب مفغرة الذنوب؛ فمن سوف يحتمل هؤالء المعتمين الجدد الذين يحاولون
أن يهروا عيون البسطاء ببريق البراءة الكاملة بحيث يفترضون أئهم يستطيعون التختص بأنفسهم
من كز لوم؟ إة هذا ،كما يعفا يوحائ الرسول ،يجعل الله كاذائ [ ١يو ] ١٠: ١ليس إأل.
كذلك يمزق هؤالء األنذال ،باالجتهاد ذاته ،جزءا من عهد الله الذي أودع فيه خالصنا
ويطيحونه من أساسه .فليسوا مذنبين بتدنيس كل مقنس فقط إذ يفصلون كز ما كان حتى اآلن
مثصأل ،بل بلغت قساوة شرهم إغراق النفوس التعيسة في اليأس .إرهم في الحقيقة يرتكبون خيانة
لذواتهم وألمثالهم ألئهم يحدثون حالة من التراخي تتناقض كتجا مع رحمة الله .أتا اعتراضهم
بالقول إئنا في اشتياقنا إلى ملكوت الله نحاول في الوقت ذاته إبطال الخطيئة والقضاء عليها ،فهو
اعتراض صبياني ساذج .ألله في مستهز هذه الصالة دصبت أمامنا ذروة الكمال ،كما أدرج ضعفنا
في الجزء الثاني منها .وهكذا ينسجم هذان مائ على نحو رائع ،بحيث إذ نسعى نحو الهدف
األسمى ال نففل العالج الذي تقتضيه ضرورتنا.
اكما نخفر...
أخيرا ،نتضرع أن ننال الفغران انمنا تعبر تخق ائائ بلثذسئ الغتا [ست ١٢ : ٦؛ :أي كما
نصفح نحن ونعفو عن كز من سبب لنا أي أذى ،سواء بمعاملة ظالمة أو بإهانة كالمية .ليس ألئه
في سلطاننا أن نغغز ذنبا أو اعتداء ،ألة لله وحده هذا السلطان [قارن اش :٤٣ه ٢؛! بل هذه هي
مغغرتنا :أن نطرح عن أذهاننا السخط عن رصا وطيب خاطر ،وأن نتغلب على إحساس الفره
ورغبة االنتقام ،وأن تقصي إلى النسيان طوعيا ذكرى المظلمة .لهذا السبب ال نسمخئ ألنفسنا
بأن نطلك مفغرة الذنوب من الله ،إن لم نفغر نحن أيصا تعذيات كز المذنبين إلينا .فإئنا إن استبقينا
الكراهبة في أفئدتنا ،وإن دررنا مكيدة لالنتقام وترقبنا فرصة لإليذاء ،حتى إن لم نحاول أن نستعين
العالقة السوية مع أعدائنا بكز وسيله نتاحة ،إرما نطلب من الله بكلمات هذه الصالة أأل يفغر لنا
ذنوبنا .ألئنا نسأله أن يفعل معنا ما نحن نفعله مع اآلخرين [قارن مت ١٢ :٧؛ .هكذا حائ نتوسل
إليه أأل يفغر لنا ما لم نفغر نحن .ماذا يكسب مثل هؤالء سوى دينونة أعظم ألنفسهم؟
أخيرا ،يجب مالحظة أة هذا الشرط — أن يفغر لنا كما نفغر نحن أيشا للمذنبين إلينا
[مت - ] ١٢ : ٦لم يشف ،ألئنا .رالصفح الذي نمنحه لغيرنا نستحق أن يفغر الله لنا ،كما لو كان
هذا مسببا لغغرانه .بل إة الرب قصد بهذه الكلمة أن يعري ضعف إيماننا من جهة .فلقد أضاف
٨٥١ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
هذا كعالمه منه يطمئننا بها إلى أئه قد منحنا غفران ذنوبنا بالتأكيد نفسه الذي ندرك به أئنا غفرنا
لآلخرين ،بشرط أة قلوبنا قد تفرغت واخليت تماائ من كز كراهية وحسد وانتقام .ومن جهة
أخرى أيشا ،أراد أن يعتمنا بهذه العالمة أئه بقصي من بين أعداد أوالده ،أولئك الذين يتلهفون على
النقمة ويتباطؤون في الصفح فيمارسون العداء المثرد ،ويثيرون على غيرهم السخط الذي ئصتون
أن يعبر عن أنفسهم .يضيف الرب هذه الطلبة كيما ال يتجاسر مثل هؤالء على أن يدعوه أبا .وهذا
ما عثر عنه البشير لوقا ببالغة مقتبسا كلمات المسيح [لو ٤ : ١١؛ .
.٤٦الطلية السادسة
كما ذكرنا ،تطابق الطلبة السادسة [مت ١٣:٦؛ الوعد القائل بأة الشريعة ئحفر على قلوبنا
[ام ٣:٣؛ ٢كو ،]٣:٣ولكن ألئنا نطيع الله — وليس بدون صراع وجهاد قاس وشاق — هنا نبتغي
أن نتستح بوقاية الدرع الذي يوبد لنا النصرة .دعتمنا هذه الطلبه أئنا لسنا بحاجه إلى نعمة الروح
فحسب لكي تلين قلوبنا وتثنيها إلطاعة الله ،بل إلى معونته أيصا التي تجعلنا ال ئقهر من جراء
كز مكايد الشيطان كما من جميع هجماته العنيفة .أثا التجارب فأشكالها حعا كثيرة ومتنوعة.
فتصؤرات العقل التي تدفعنا إلى التعذي على الشريعة ،والتي دوحي بها لنا شهواتنا العارمة أو
يوسوس بها الشيطان هي تجارب؛ وكذلك أيصا األشياء غير الشريرة في حذ ذاتها ،بل يسحرها
الشيطان ليجزبنا بها إذ يدفعها أمام عيوننا فننجذب وننحرف بعيدا عن الله [يع ٢ : ١و ١٤؛ قارن
مت ١: ٤و٣؛ ١تس :٣ه] .تأتينا هذه التجارب من اليمين أومن اليسار .فمن اليمين الغنى والقؤة
والجاه وأمثالها متا يبتد نظر اإلنسان ببريقها الولهاج وبما ينجم عنها من مظهر الخير ،ويفتتنه
بخداعه ،بحيث ينسى الله إذ تأسره حيلها وسكره حالوتها .ومن اليسار ،الفقر والخزي والحقد
والبلوى ،وما يشابهها ،متا يبعث على اإلحباط ،فيقنط العقل وتذبل اإلرادة ويزول الرجاء وأخيرا
يتغرب اإلنسان عن الله.
إئنا نصتي إلى الله أبينا أأل يدعنا نذعن لهذين الوئغين من التجارب التي تشل علينا الحروب،
إتا من واعز رغباتنا الجامحة أو بإيحاء مكر إبليس .بل باألحرى نصتي أن يدعمنا ويشجعنا بيمينه
كيما نثبك بتعضيد قوته ،ضن هجمات عدونا المميت مهما كانت األفكار التي يحاول أن يزغ بها
في أذهاننا .ثم نصتي أن ما يأتينا من هذه الجهة أو تلك يتحؤل إلى صالح؛ أي أأل ننتفخ بنجاحنا
ومع كز هذا ،إئنا ال نطلب أأل نشعر بالتجارب أبذا ،ألئنا في الحقيقة نحتاج أن نتيقظ وننتخس
بها لئأل تبلد أحاسيسنا .فليس جزانا أؤ داود رغب أن يجرب ويمتحن إمز ٢ :٢٦؛ ،وليس بال
سبب أن الرب يجرب مختاريه كز يوم [تك ١ : ٢٢؛ تث ٢ : ٨؛ ،]٣: ١٣ويؤذبهم بالخزي والفقر
والضيق وكز أنواع المحن .أائ الله فيجرب بطريقة معينة ،والشيطان بأخرى .الشيطان يجرب
لكي يهلك ويحكم وئدين ويلعن ويثبط ،أتا الله إذ يختبر أوالده فهو يمتحن إخالصهم ويثبت
قدرتهم ،وكذا يميت ويطهر جسدهم ويعالجه بالكى ،إذ لو درك بال ضابط يجمح في شهواته
ويتبجح بال حدود .إلى جانب ذلك ،يهاجم الشيطان غير المستحين وغير المهيتين كيما يقهرهم
على حين عرة .أثا الله فمع التجربة يعطي المنفذ لكي يستطيع أحياؤه أن يحتملوا خلي ما يحز بهم
[١كو١٣:١٠؛.٢ط.]٩:٢
وال فرق مهائ إذا فهمنا كلمة ا١لشزيراا على أئها تعني الشيطان أو الخطيئة .في الحقيقة،
إئه الشيطان ذاته هو العدو الذي يترئص بحياتنا [ ١بط ه٨:؛ ،بل هو متستح بالخطية ليهلكنا.
فهذه إدا هي طلبتنا :أأل تهزمنا أى تجارب أو تغمرنا ،بل أن نصمن ونثبك بقؤة الرب أمام كز قوة
معادية تهاجمنا .أي أأل نستسلم للتجارب ،إذ بانتصار نواجه الخطيئة والموت وأبواب الجحيم
[مت ] ١٨: ١٦وكذا مملكة إبليس بأسرها ،ألئنا نحتمي في عناية الرب وحفظه ونظزآمنين تحت
ظز جناحيه .هكذا نتحرر من الشر والشزير.
هنا ينبغي أن نالحن أئه ليس في استطاعتنا أن نشتبك مع ذلك المحارب الفثاك في معركة،
أو أن نقاوم انقضاضه وسطوته؛ وإأل لكان على سبيل الهزء أئنا نسأل الله عائ هو في وسعنا .من
الواضح أن من يتأتبون لمعركة مع إبليس بثقة واعتداد بالذات ،ال يدركون بما فيه الكفاية مع
أي عدو وحشى قوي الثنة والعتاد يتعاملون .بهذه الطلبة نسأل أن نتحزر من قبضة قوته كما
من فكي أسد زائر هائج [ ١بط ه]٨:؛ ألئنا لو لم يقتنصنا الله من الموت لكتا كوا نتمزق إريا إريا
بأنيابه ومخالبه ،وئبئلع إلى هؤة جوفه .أتا نحن فنعلم أئه إن كان الرب معنا ويحارب عنا فيما
نبقى ساكنين ،لاابالله رضنغ بتاساا [مز ١٢: ٦٠؛ قارن ١٤: ١٠٧؛ .فليثق آخرون بقدرانت ذواتهم
إذا شاءوا ،وبحرتة اختيارهم التي يظتون في أنفسهم أئهم يمتلكونها .أتا نحن فيكفينا أئنا نثبت
ونتقؤى بقوة الله وحده.
على أن هذه الصالة تتضئن أكثر مما يبدو من أول وهلة .ألئه إن كان روح الله هو القؤة
التي بها نصارع الشيطان ،فلن يمكننا أن نحرز النصر حتى نطرح عتا ،بملء الروح ،كز ضعفات
٨٥٣ الكتاب الثالث -.الفصل العشرون
الجسد .إدا عندما نلتمس أن نتحرر من الشيطان والخطيئة ،نتوقع أن يمطر الله علينا مزيدا جدينا
ومتواصأل من نعمته حتى نمتلئ بها فنئفتب على كز شر.
قد يبدو قاسيا للبعض أن نطلب من الله أأل يدخلنا في تجربة ألئه ليس من طبيعته أن يجرب
كما يشهد بذلك يعقوب [يع . ] ١٣: ١ولكل السؤال قد زلجن جرذا من الجواب ،ألة شهوتنا هي
المسيب الحقيقي لجميع التجارب التي تقهرنا [يع ،]١٤: ١والتي يقع عليها اللوم .وهنا يريد
يعقوب أن ندرن أئه من الخطأ وس العبث الذي ال يجدي ،أن نحيل إلى الله تلك الرذائل التي ال ين
من أن ئحسب علينا ،ألئنا نعرف أئنا المذنبون بها .ولكن هذا ال يمنع الله ،حين يروق في عينيه،
أن يحيلنا إلى ابلس وأن نصير عقأل وإرادة من المغضوب عليهم ،وأن يتركنا ألهوائنا فندخل في
التجارب ،وذلك بحكمه العادل وغاليا بدينونة مستترة .قد تختفي العتة في معظم األحيان عن
عيون الناس ،ولكئها معروفة لديه .من هذا نستنبط أن التعبير [ ال لدختنا في تجربة ] ليس تعبيرا
خاطائ إذا اقتنعنا بأن [الله] يتوعد مرارا وتكرارا بأن يعطي البراهين الواضحة على نقمته عندما
يضرب المستهترين بالعمى وقساوة القلب.
تبين من هذه الطلبات الثالث األخيرة بوضوح ما سبق أن قلنا به :ينبغي أن تكون صلوات
المسيحيين علنية ،وأن ترنو إلى ينيان الكنيسة وتعزيز شركة المؤمنين .فإذ الصالة ال يرفعها كز
فرد على حدة كما لوكان يطلب الخبز له وحده ،بل نلتمس جميعا الخبز مائ ونطلب كتنا مفغرة
الخطايا ،كما نصتي ينفس واحدة أأل ئجرب بل أن ننجو من الشر.
ثم إة هنالك سبيا يضاف إلى كوننا نتجاسر فنسأل ونثق فننال .فعلى الرغم من أة هذا الجزء
من النطل ال يرد في الترجمات الالتينية للصالة الربانية ،فالخاتمة المألوفة — وهي :األة للغ الئأك،
زالعؤه ،وانحن ،إلى األبدا[ ,مت - ] ١٣: ٦تتناسب مع هذا المكان بحي٠ث ينبغي أأل سعط .فهي
ركيزة متينة ومعزية إليماننا .ألئه إن كانت صلواتنا يرفع إلى الله على أساس استحقاقنا ،فمن يجرؤ
حتى أن يدمدم في حضرته؟ أائ نحن ،فمهما كانت تعاستنا ومهما كان عدم استحقاقنا وخلؤنا من
كز ما يدعو للمديح ،فلن ينقصنا سبب يدفعنا إلى الصالة ،ولن نتجرد من الطمأنينة ألة الئلك
والقؤة والمجد ال يمكنها أن تنتزع من الله أبينا.
جون كالقن :اسس الدين المسيحى ٨٥٤
وفي النهاية بضاف ال۴-مينأ [مت ،] ١٣: ٦وبها يطر عن حرارة الرغبة في نوال ما طلبناه من
الله .وبذا يتقؤى يقيننا بأن كز ما طلبناه قد أعطي بالفعل ،وأئه سيعطى لنا بالتأكيد ألة الله قد وعد
** يا رب
إفعز به ،وألة الله ال يخلف الميعاد .ويتفق هذا مع-صيفة الصالة التي أشرنا إليها سابغا:
من أجل اسمك ،ال ألجل برنا [قارن دا١٩-١٨:٩؛.ال يختم المؤمنون صالتهم باستعمال ال
؟مين فحسب ،بل بها يقرون بعدم استحقاقهم لالستجابة ما لم يعتل الله سبيا من ذاته ،وبأن ثقتهم
.سماعه صلواتهم تنبع من طبيعة الله وحدها.
(اعتبارات ختامية :مالءمة الصالة الربانية ،مع حردة استخدام كلمات بديلة.)٤٩ - ٤٨ ،
لدينا اآلن في صيفة هذه الصالة كز ما ينبغي أن نطلبه من الله ،أو كز ما نستطيع مطلائ أن
نطلبه؛ إئها قاعدة موثوق بها ونموذج الكمال في الصالة تستمناه من سيننا األعظم ،الرب يسوع
المسيح الذي عينه اآلب معتائ لنا ،وأتزنا بأن نسمع له وحده [مت :١٧ه] .هذا ألئه كان دائائ
حكمة الله األزلية [اش ٢:١١؛ ،وبصيرورته إنسابا ،اعطي للبشر مشيرا شبيب الرأي عظيم الفهم
[اش ٦: ٩مدمجا هع ٢٩: ٢٨وار .] ١٩: ٣٢
تتمتل في هذه الصالة صيفة الكمال من كز وجه حتى إذا ادخل عليها أى شيء مغاير أو
غريب متا ال صلة له بمحتواها ،بات غيا وغير مستحق القبول من الله .فلقد بين في هذا الموجز ما
يستحق أن بقدم له وأن بقيل عنده وما هو ضروري لنا ،وفي الواقع ما يشاء أن يهبه.
ولهذا السبب ،إة من يتجاسرون على الذهاب إلى ما هوأبعد من ذلك بطلب أي شيء من الله
فإئهم أؤأل ،يريدون أن يزيدوا من حكمتهم على حكمة الله متا ال يمكن أن يحدث دون تجديف
مخبول؛ وثانيا ،ال يلزمون حدود مشيئة الله بل ينجرفون إلى مطامح شهواتهم الجامحة مزدرين
إرادته؛ وأخيرا ،لن ينالوا شيائ ألئهم يصتون بال إيمان .فإئه من الموكد أة مثل تلك الصلوات تقذم
بدون أساسب من األيمان ،ألئها ال تعي كلمة الله التي يركن إليها األيمان .وأولئك الذين يهملون
قاعدة السيد فيعهدون بذواتهم إلى شهواتهم ،ليسوا يفتقرون إلى كلمة الله فقط ،بل يقاومونها بكز
المشروعة ٣٠وبذا
**
، قدرتهم .لذلك دعا ترتليانوس الصالة الربانية — عن حق وببالغة — الصالة
يلتح ضمنيا إلى أة كز ما خرج عن محتوى هذه الصالة فهو ال شرعى ومحظور.
111أأ$أ 0^1 £1اال3ا1س٠آ انظر 11. 1138( :الةا1سًا0آ )1ح) 11. 5 ٣٠
٨٥٥ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
ال يجوز أن نفهم أئنا تلزمون بهذه الصيفة للصالة بحيث ال يسمح لنا بأن نفتر منها كلمة أو
حروا .فغي الكتاب المقدس نقرأ العديد هنا وهنالك من الصلوات التي تختلف عنها في الكلمات
ولكل الروح الواحد هو من أوحى بها ،والتي يمكننا أن نستفين جدا باستخدامها .ثقة الكثير من
الصلوات التي يوحي بها الروح نفسه للمؤمنين مع تعذد صيغ ألفاظها .وبهذا التعليم نقصد هذا
وحده :يجب أأل يطلب أي إنسا؟ أو يتوقع أبذا سوى ما تحتويه هذه الصالة التي دخر موجزا
لكز ما ينبغي أن يطلب؛ وإئه إن اختلفت الكلمات تماائ ينبغي أأل يتفتر المعنى .فهكذا تعود كل،
الصلوات الواردة في الكتاب المقدس ،وكذا جميع الصلوات التي تنطلق من صدور األتقياء على
مر العصور ،فتجد مرجعها في هذه الصالة .في الحق ال توجد صالة أخرى على اإلطالق تضاهي
هذه في الكمال ،فضأل عن كونها تتجاوزه .هنا لم يهكل ،شيء وجب التفكر فيه في الترئم بمجد
الله ،ولم ئترك شيء وجب إدراجه متا يفيد األنسان .إئها في الواقع قد أيرت في غاية من الذقة
يستحيل معها رجاء محاولة أي شيء أفضل .باإليجاز ،دعونا نتنكر أن هذا تعليم الحكمة االلهية،
مع أئنا قد أشرنا سابغا إلى أئه يجب علينا ،برفع قلوبنا ،أن نحتق إلى الله و نصتي بال انقطاع؛ إأل
أئه بسبب ضعفنا الذي يعوزه دعم الكثير من األدوات المساعدة ،وبسبب بالدتنا التي تحتاج إلى
أن ئحئز ،يليق بكق واحد مثا أن يخصص ساعاب معتنة لهذا التدريب .ويلزم أأل تمز تلك األوقات
بدون صالة ،وأن ينشغل في أثنائها كق تكريس القلب انشفاأل كامأل .وهذه األوقات هي :عند
استيقاظنا في الصباح ،وقبل أن نستهق عملنا اليومي ،وعندما نجلس لتناول الطعام ،وبعد أن نأكل
من فضل نعمة الله ،وحين نتألحب للخلود إلى النوم.
ولكن لنحرص على أأل تصبح هذه ممارسات خرافية لهذه األوقات ،وكأئنا بها ندفع ديوننا لله
لنتصؤر أئنا قضينا الددن عن بقية ساعات اليوم .بل ينبغي أن تكون مثل تهذيب لضعفنا الذي يلزمه
التدريب المتواصل والتنشيط المستمر .كما يجب أن نعتني خصوصا بأن نسارع إلى الرجوع إلى
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٨٥٦
الله متى أحاطت بنا الضغوط أومتى رأيناآخرين وقد ألغت بهم الضيقات ،وأن ال يكون هرعنا إلى
الله بأقدام مسرعة بل بقلورب تؤاقة .كما ال نهمز أن نشهن لجود الله وسخاء يده ،بالحمد والشكر،
متى أفلحنا أوأفلح غيرنا ،ألن منه ومن فضله الخير كته.
أخيرا ،في جميع صلواتنا ينبغي أن نعتني ونتاكد أئنا ال نقصد أن نقيد الله بظروفب معية ،أو
نملي عليه ماذا يفعل وكيف ومتى يفعل أي شيء .فبحسب النموذج األكمل في هذه الصالة ،نتعتم
أأل نضغ حدودا له أو أن نفرض شرونا عليه ،بل أن نترن لقراره ماذا يفعل وكيف ومتى وأين يروقه
أن يفعله .ولذلك فإئنا قبل أن نطلب أي شيء ألنفسنا ،نصتي أن تكون مشيئته [مت ١ ٠ :٦؛.
وبهذه الكلمات ئخضع مشيئتنا لمشيئته ،بحيث نكبحها كما بلجا؛ ،حتى ال تفترض أئها تسير الله
بل تجعله الفيصل والئسير لكز التضرعات.
ولئن نسمح ألنفسنا بأنهاب) ماثلة لطاعته بأن دح .ط,دع لنواميس العناية األلهيه ،نستطيع بيسر
أن نتعتم المثابرة على الصالة؛ وبإرجاء رغباتنا يمكننا أن ننتظر الله بصبر .عندئذ سوف نتاكد أئه
قريب مثا دائائ وحاضر لمعونتنا وإن ا حدعججغ عثا ،ولسوف يعلن لنا في حينه كيف لم دطسلم أنناه
عن سماع الصلوات التي تكون قد بدت في أعين الناس وكأئه أهملها .إدا لثو ،هذا الفكر عزاء
ثابائ لنا :أئه إن لم يستجب الله لصلواتنا األولى فال نفشز وال نيأش .ألئه هكذا تفود المتلهفون في
فرط حماستهم أن يدعوا الله بحيث إذ لم يسرغ ويستجب لهم بالمعونة المرجوة في أول صالة،
يتخيلونه ئؤا غاضيا عليهم وثعادائ لهم ،فيقطعون كز أمز في سماعه صلواتهم ثم يتوقفون عن
دعائه .لذلك يلزمنا أن نعهن برجائنا إلى هدو؛ ذهنى مئزن ،وبذا ندأب بالصبر الذي يحقنا عليه
الكتاب مشددا .فائنا نستطيع أن نرى في المزامير كيف أن داود وغيره من المؤمنين ،عندما كاد
يعييهم اإلرهاق من جراء صلواب بدت وكأئها ئضارب الهواء وتقع على أذنتي إله أصم ،لم يكثوا
مع ذلك عن الصالة [مز .]٢:٢٢فإئه ما لم يكن األيمان بكلمة الله أقوى من سائر األحداث،
فقدب الكلمة سلطانها وأمست بال أثر.
كذلك دعونا ال نجرب الله وئسئمه بغسوقنا فنثير سخطه تجاهنا .فهذا ما يشيع مع من يصنعون
مع الله.عهنا تحت شرو؛ معينة ،وكما لوكان هو عبنا لميولهم يقيدونه بشرو؛ من صنعهم .إن
لم دععلهم مباشر؛ يغضبون ويتذترون ويشتكون ويهيجون ضده .لمثل هؤالء ،كثيرا ما بعطي في
٨٥٧ الكتاب الثالث -الفصل العشرون
غضبه وحنقه ما يمنحه بالرحمة لغيرهم مئن يستحسنهم .وفي بني إسرائيل برهان على ذلك ،ألئه
كان من األفضل أآل يسمع الرب لهم من أن يبتلعوا غضبه مع ا,للحم الذي كان بعد بين أسنانهم
[ءد.]٣٣،١٨:١١
ولكن إذ لم تكن حواسنا لتستطيع — أخيرا وبعد طول انتظار — أن تتعلم الفائدة التي تستشثها
ض الصالة ،أو تدرك الثمر الذي نجتنيه منها ،فإذ إيماننا سوف يوفد لنا ما ال تستطيع الحواس
أن تدركه ،وهو أئنا قد حصلنا على ما كان لخيرنا .فالرب كثيرا ما يعدنا موبذا أئه يعتني بنا في
مصاعبنا حالما ألقيناها على صدره .وهكذا فإئه دفنينا في الفقر ،ويعزينا في الضيق .وإن كانت
كل األمور تعجز علينا أو تخيب آمالنا ،فالله لن يتخلى عتا ألده ال يمكنه أن يحبط رجاء شعبه أو
انتظارهم .إئه وحده سيكون لنا بدأل من كز األشياء ،ألن كز شيء صالح ينشأ منه ويقوم فيه،
وسوف يعلن لنا كز شيء في يوم الدينونة عند ظهور ملكوته جلؤا.
كما أئه إذا استجاب الله لصالتنا ،فال يتجاوب دائائ على النحو الذي نطلبها به تماائ بل،
وكأئه يضعنا في موقع التروب القلق ،يرينا على الرغم من ذلك وطريقه عجيبه أن صلواتنا لم تذهب
شذى .هذا ما تعنيه كلمات يوحنا الرسول :زان كتا وعلم أئه مهما طينا يشتع لتا ،دعلم اذ لتا
الكبباب التي غلثتادفا منه [١يوه:ه١؛.قد يبدو هذا تكرارا غامصا للكلمات ،لكن ما تكشف
عنه عظيم الفائدة ألن الله ،حتى عندما ال يتجاوب مع تمتياتنا ،ال يزال مهتائ وصاغيا ومتعاطغا مع
صلواتنا بحيث يستحيل أن يخذل رجاءنا الذي يعتمد على كلمته .يحتاج المؤمنون إلى أن يتقؤوا
بهذا الصبر ألئهم لن يستطيعوا الصمود إن لم يعتمدوا عليه .ألن الرب يختبرهم بتجارب ليست
بخفيفة ،كما ال يدربهم بلين ،بل كثيرا ما يسوقهم إلى الحافة ويسمح لهم بذلك بأن يغوصوا في
الوحل قبل أن يمنحهم مذوا من حالوته .فكما قالت ختة :ا٠الئث دييت ؤيحيي .يهبط إلى الهاوتة
زيغعئ|ا [١صم ٢ح ٠]٦ماذا كان يمكنهم أن يفعلوا إآل أن يصيبهم زهى العزيمة وينجرفوا إلى
هاوية القنوط ،إن لم يجهم الفكر بأن الله مهتر بهم وسوف يهي كز ما يحيط بهم من بلوى،
فيما هم أنصاف موتى في قفر محنتهم؟ فعلى الرغم من كل ما ينثصهم ،ومهما بلغت ثقتهم بذلك
الرجداء ،فهم ال يكعون في تلك األثناء عن الصالة .ألئه إن لم تتصف الصالة بالمواظبة والجلد
فحسا نصتي.
الفصل الحادي والعشرون
م،
(دحظر أهمية عقيدة االختيار جراءة الحديث عنها كما تمنع تجئبه)٤٠١ ،
في واقع األمر أة عهد الحياة ال يوعظ به لجميع الناس على حذ سواء ،وفيما بين مرئ يوعظ به
لهم ال يحوز القبول نفسه إتا دائائ أو بالدرجة ذاتها .على أن عمق لحكم الله العجيب يتجلى في
هذا التنوع .وما من شك في أة هذا التنوع يخدم قرار اختيار الله األزلى .وإذا كان من الواضح
أة الختالص الهب محتارا للبعض بناء على دعوة الله لهم بينما دمًاعآخرون من كله ،تبرز ئؤا أسئلة
عسيرة وكبيرة ال يسهل تغسيرها ،إآل عندما رثثت األذهان التقية في ما ينبغي االعتقاد به حول
االختيار السابق .إئه لسؤال يبدو للكثيرين عويصا .ألئهم ال يظثون شيائ أكثر تضارائ من أن يكون
بعض جموع البشر معينين سابغا للخالص ،بينماآخرون مقذر لهم بالهالك .لكن تورطهم الخاطئ
سوف يئضح في النقاش التالي .واألكثر من ذلك ،فإة فائدة هذا التعليم سوف تتجلى في غياهب
الظالم عينه الذي يرعبهم؛ ليس هذا فحسب بل ثمره الحلو أيصا .لن نقتنع بكامل الوضوح — كما
ينبغي -بأة خالصنا ينبع من تعين رحمة الله المجانية الذي ال ينضب ،حتى نقف على معرفة
اختياره األزلي الذي يضيء نعمة الله بهذه المقابلة :أئه ال يتبغى الجميع بال تفرقة لرجاء الخالص،
بل يعطي البعض ما يرفض أن يمدحه آلخرين.
وما ال يخقى عن العلم هو كم يحظ الجهل بهذا المبدأ من قذر مجد الله ،وكم بقصي عن
االئضاع الحقيقي! ومع ذلك ينكر بولس أة هذا الذي معرفته ضروردة ،يمكن معرفته ما لم يخئر
الله ٠بغض الئظر كتائ عن األعمال -أولئك الذين قضى باختيارهم في قرارة نفسه .يقول :اكي
الرتاز انحاضر ائائ قذ خضك [ خلصت — كالثن؛ تقئه خشك احبيار النعمة .قاذ كان بالنعمة
٨٥٩ الكتاب الثالث -الفصل الحادي والعشرون
شزه بغد دا ألغتا بط ،وإأل شتت اشتًا بقد يقتًا .وإذ كان باألعمال شنق بعد يفتًا ،زإأل والعمل،
آل بكون بفن غتأل [رو :١١ه٦-؛ .ولكي نوصح أن خالصنا يحدث عن سخاء فضل الله وحده
ال سواه -إن لزم أن نعود إلى مسار االختيار -فأولئك الذين يرغبون في التختص من كز هذا ،إثما
يحجبون عن خبثا ما ينبغي أن قعتن بقوة وفخر ،كما أئهم يقتلعون التواضع من جذوره .يشهد
بولس جلؤا بأره عندما ينسب خالص بقية شعب الختيار النعمة ،عندئذ فقط سلم بصحة أن الله من
مجرد مسرة مشيئته يحفظ من يريد ،وأئه فوق ذلك ال يكافئ ألئه ليس ممكائ أن يدين ألحد .ومن
يوصد األبواب ليمنع كز من يجرؤ فيسعى إلى تذؤق هذه العقيدة ،يأثم في حق الناس بما ال يقز
عن تعذيه على الله .إئه ال يوجد أي شيءآخر يكفي ألن يجعلنا متواضعين كما ينبغي ،كما لن نشعر
بإخالدس من دون ذلك كم نحن مدينون لله .وكما يعلم المسيح ،هنا نجد أساسنا الوحيد للثبات
والثقة :إئه لكي يحزرنا من كز خوف ويخرجنا منتصرين وسط مخاطر هذا عددها ،وسرك،
وصراعات مميتة ،يعذ بأن كز ما أودع اآلب له ليحفظه سوف يظزآمائ [يو .]٢٩-٢٨ : ١٠من
هذا نستنتج أن كز تن ال يعرفون أدهم خاصة الله ،سوف يظلون في شقاء رهيب من جراء الخوف
المستديم .ومن ثم فإذ تن قد يرغبون — بسبب عماء عيونهم عن المزايا الثالث التي أشرنا إليها
[رحمة الله المجانئة ،ومجد الله ،وائضاعنا المعخلعرع] — أن يستبعد ويتالشى أساس خالصنا من
بيننا ،ويضيرون نواتهم وجميع المؤمنين بضرر جسيم .فكيف تتبغن الكنيسة لنا من هذا عندما
— كما يعلم برنارد على النحو الصحيح — ال يمكنها على خالف ذلك أن توجد أو لعرف بين
المخلوقات ما دامت ،في الوقت ذاته ،ترقد مخفية بشكني عجب في حضي تعييي سابي مبازك من
جهة ،ومن ضمن كتلة جمع بائس ودان١٠٠.
ولكن قبل أن أتطرق إلى جوهر الموضوع ،لي مالحظتان على سبيل المقدمة حول صنفين
من الناس.
الفضول البشري يصير مناقشة االختيار السابق ،وهو موضوغ صعت نوغا ما في حذ ذاته،
أمزا محيرا بل خطرا .ال تستطيع قيود أن تكبحه عن أن يتيه في معارج ممنوعة أو أن يدفع به
إلى الشواهق .وإذا سمح له فلن يترك لله سرا إأل يتقضاه ويحته .ولتا كثا ترى كثيرين من كز
جاب يندفعون إلى ذلك التهور والطيش ،ومنهم بعش ليسوا ستغين في أمور أخرى ،لزم في الوقت
المالئم أن ندرهم بنصيبهم من الواجب في هذا المجال.
أوأل ،إدا ،ليتنتمروا أدهم عندما يتفحصون موضوع االختيار السابق يغورون في منطقة مقدسة
من الحكمة اإللهية .وإذا جرؤ أحذ على أن يقتحلم هذا المجال بثقة وال مباالة ،فلن يلح -في إشباع
فضوله ،بل سوف يتورط في متاهات لن يمكنه أن يجد منها مخرجا .ألئه ليس من الصواب أن
يرمي إنسان نفسه بغير رؤية وال تحشب ،في أمور شاء الرب لها أن تظز سرا مكتوائ في ذاته ،أوأن
يستخرخ من األبدية ذاتها الحكمة األسمى التي يريد [الرب؛ أن نبحلها من دون أن نغطنها ،بحيث
إته بذلك أيصا يمألنا بالعجب والتشوق .لقد كشف لنا في كلمته أسرار إرادته التي شاء فقرر أن
يعلنها لنا .لقد قضى أن يكشف عن أسراره بقدر ما سبق فرأى أئها تختش بنا وتفيدنا.
يقول أوغسطينس :القد دخلنا درب األيمان ،فلنستمسك به بثبات وطيد .إته يقودنا إلى
حجرة التبك التي ادخرت فيها جميع كنوز المعرفة والحكمة المخبوءة .فالمسيح الرب ذاته لم
يكن يكتم حفيظه عن أعظم تالميذه وأقربهم إليه عندماقال :إذيي أنوراتمثيزه ايفاألقوزلكم،
ؤلكن أل ئئقبيثوذ اذ ئخئيلوا االذا [يو ١٢ : ١٦؛ .يلزمنا أن نسير ،ويلزمنا أن نتقذم ،ويلزمنا
أن ننمو حتى تتمكن قلوبنا من أن تنهيًا لإلقدام على تلك األمور التي ال نستطيع بعد أن نستوعبها.
أنا إذا ولجذنا اليوم اآلخر وال زلنا نتقذم ،فهنالك سوف نتعلم ما لم نقدر أن ندركه ههنا ٢ .إذ
الزننا وثبك فينا هذا الفكر :أن كلمة الرب هي السبيل الوحيد الذي يقدر أن يقودنا في بحثنا عن
كز ما يحز لنا أن نؤمن به في ما يتعئق به ،والنور الوحيد ليضيء رؤيتنا لكز ما يجب أن نرى منه؛
فلسوف يحفظنا [هذا الفكر؛ وئا ويحرسنا من كز طيش وزلل .ألئنا سوف نعرف أته متى تجاوزنا
حدود الكلمة ،انحرف سبيلنا عن الدرب القويم وتهنا في غياهب الظالم؛ وهنالك ال ين من أن
نطوف وننزلق ونتعئر في ضالل .لذلك ليكن هذا أؤأل تصب أعيننا :أن ابتغاء أي معرفة أخرى عن
االختيار السابق خارجا عثا تفصح به كلمة الله ،ليس أقز جنوائ من أن يعزم المرء على أن يضز
في قفر غير مطروق [قارن اي ٢٤: ١٢؛ أو أن يرى في قتام .ودعونا ال نستحي أن نجهل شيائ في
هذا الموضوع الذي يحز لنا فيه نوغ معين من الجهل الئكعئم ٣.بل دعونا تمسك طواعية عن أن
نتقصى نوعا من المعرفة التي يمسي اتقاد غيرة الحصول عليها عابائ وخبرا ،ال بل مميتا .أنا إذا
كان يقلقنا فضوز طائش ،فيحسن بنا أن نقاومه بهذا الفكر المعئل :كما أن أكل كثير من عسل ليس
يحسن ،كذلك طلت الناس مجد أنفسهم ال يؤول بهم إلى مجد [انظر ام ه .]٢٧: ٢لذلك ثئة
سبب جئن نرتدع ألجله عن هذه الغطرسة التي من شأنها أن تقذفنا إلى هاوية الهالك.
هنالك اخرون ،في شغفهم أن يداووا هذا الشر ،يطالبون إلى حذ اإللحاح تقريبا أن يواروا
كزى ذكر لالختيار السابق؛ إئهم في الواقع يعتموننا أن نتفادى أي سؤال منه كما يتجنب البحار
االرتطام بالصخر .ومع أن اعتدالهم في هذا األمر جدير بالمديح ،ألئهم يشعرون أة هذه األسرار
ال يجوز نقاشها إآل بوافر التعقل واالئزان ،فإئهم يتطرفون في منطقهم إلى حذ يعشر معه مرافقة
الفهم البشري الذي ال يسمح لذاته بأن يلجم بسهولة .لذلك ،لكي ندرك حدودنا الصحيحة في
هذا المجال أيائ ،سوف يتعبن علينا أن نعود إلى كلمة الرب ألئنا نجد فيها األساس الراسخ للفهم.
فالكتاب المقدس هو مدرسة الروح القدس التي ال يدرس فيها سوى ما هو نافع للمعرفة ،مثلما ال
يهكل في منهاجها ما هو ضروري ومفيد .من ثم ينبغي أن نحذر حرمان المؤمنين سكزمًا أفصح
به الكتاب حول االختيار السابق ،خشية أن نبدو كأئنا نسلبهم بركة إلههم ،أو كأئما نهزأ بالروح
القدس بائهامه أئه نشر ما كان من األجدى أن يبقى طى الكتمان.
أقول دعونا نفسح المجال لإلنسان ابسيحي أن يفتح ذهنه وأذئيه لكزى كلمة تفوه بها الله
وومجهها إليه ،بشرط أن يراعي في ذلك التحكم واالنضباط الذي يوقفه عند إغالق سبيل االستقصاء
عندما يفلق ارب شغثيه المقدستين .إة أنسب حد لتعثلدا سوف يكون أن نتبع إرشاد الله دائائ في
التئم ،ولكن ليس هذا فحسب بل أن نمتنع عن االسترسال في محاولتنا أن نصير حكماء عندما
يضع الله نهاية للتعليم .إذ خوفهم من الخطر ليس بما يكفي من األهمية بحيث يلزم لنا لهذا السبب
أن نصرف أذهاننا عائ أتى في الوحي اإللهى .نشير هنا إلى مثل سليمان المألوف ممجت الله/إلحعاء
االئر [ام ه .]٢ : ٢ولكن حيث إذ التقوى والبديهة تتطتبان أن هذا ال يقصد به أن يطبق بال
تمييز على كزى شيء ،يلزمنا أن نسعى إلى تميير لئأل نقبل الجهالة العمياء تحت غطاء ادعاء التعقل
واالعتدال.يعبر موسى عن ذلك باليسير ض الكلمات ،يقول :السرائر للرب إلهنا ،ولكئه أعلنها
لنا ولتنينا[ ,,تث ، ٢٩: ٢٩قارن الترجمة الالتينية ٠٠الثولجاتاأ] .هنا نرى كيف يحذ الشعب على
أن يدرس تعليم الناموس ،ولكن على أساس ما أعلنه القضاء السماوي فقط ،ألن الله سز أن يعلنه؛
وكذلك كيف رسم للشعب نفسه هذه الحدود لهذا السبب وحده .أئه من المحرم على بني البشر
أن يتطثلوا عنو؛ على خفايا أسرار الله.
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٨٦٢
إئني أعترف بأة المجذفين الدنيوين ينتهزون جانيا أو اخر من موضوع االختيار السابق بال
ترو ،ليعيبوه أو يسخروا منه أو ينتقدوه بألغا؛ جارحة ٠لكن إن كانت وقاحتهم دثئينا ،فسنضطؤ
إلى أن نكتم أهم عقائد إيماننا التي ال يتورعون عن التنكيل بمعظمها .فالعنود المستكبر الذي
يتجاوز الحذ في العصيان ،لن يكون أقز عجرفة عند الشماع أن لجوهر الله دالثة أقانيم ،إذا قيل
له إة الله سبق فرأى ماذا سيحدث لإلنسان عندما يخلق .كما لن لهبلت مثل هؤالء عن القهقهة
عندما يخبرهم أحذ أة خمسةآالف من األعوام ،أو فوقها بقليل ،قد انصرمت منذ خليقة الكون؛
فيسارعون إلى السؤال :لماذا إدا كانت قدرة الله عاطلة كاسلة أمذا طويأل .باالختصار ،ال يمكن
أن يقان شيء من دون أن يهاجموه بالسخرية .فهل ينبغي ،لكي لبكت هذه التجاديف ،أن دحجم
عن الوهية االبن والروح؟ وهل يجب أن نتغافل في صمت حتق الكون؟ كآل! فإة قوة الحق اإللهي
حول هذه المواضيع أو غيرها ،ال تخشى أبذا حديث األشرار األثيم.
وهذا ما يوكده أوغسطينس يثبا ب في بحثه القصير بعنوان موهبة المثابرة .ونستطيع أن نرى
كيف لم ينجح األنبياء الكذبة في إخجال بولس بالتشهير به وبالقنف في عقيدته المستقيمة.
يقولون بأة هذا النقاش برمته يعرض عقول األتقياء للخطر -ألئه يحول دون النصح ،وألئه يزعزع
اإليمان ،وألئه يزعج القلب ذاته ويرعبه -ولكئ هذا كته هراء! يقر أوغسطينس بأئه كثيرا ما كان
ينهم — لهذه األسباب — بأئه يعظ باالختيار السابق بال قيود ،ولكئه دحض ذلك االثهام دحائ
ساحعا وبسهوله بارعة ٤.ونحن كذلك قد فشلنا — بسبب العديد من السخافات المتنوعة التي
يدلى بها عنو؛ في هذا المجال — أن نعالخ كأل منها في موقعه .ه إئني أرغت في أن يقبلوا فقط بشكلي
عام ،أئه ينبغي أأل نتحرى ما تركه الرب مكتوائ في الخفاء ،وأأل نففل ما كشف عنه في الفتن ،لكيال
يحكم علينا بالفضول من جهة أو بالجحود من جيه أخرى .لقد عبر أوغسطينس أيصا عن هذه
الفكرة بمهار؛ .٠يمكننا أن نثبع الكتاب المقنس الذي يواصل تعليمه بسالسة ،على غرار أم تنحني
نحو طفلها — إن جاز الحديث -بحيث ال نتختف في ضعفنا ٦.أتا عن أولئك الذي ئحذرون أو
لونا
:
النفوس٠٠ -فبآي
٠٠
ضعفاء
٠٠
يزعجوا
٠ ٠٠
السابق حتى ال
٠
االختيار
٠٠٠
يريدون ًان ٠٠يطمروا ٠٠يخافون ٠بحيث
٠٠٠٠^٠٠
سوف يكسون عجرفتهم عندما يلهمون الله على نحو غير مباشر بالغباء وعدم مراعاة األحاسيس،
٠٠ ٠٠٠ ٠٠ د ٠٠ ٠٠
كما لو أئه لم يتوقع الحظر الذي يشعرون بأئهم اكتشفوه بمهارتهم وبائساع انلالعهم؟ إة من
يكيل العار على عقيدة االختيار السابق ،يلوم الله علائ كما لو كان قد انغلن عنه -بال ترؤ -ما
دصيب الكنيسة باألذى.
(تعريف االختيار السابق وشرحه في ما يتعلق بشعب إسرائيل ،وباألفراد ،ه — .)٧
من يود أن يعتبر متدرائ ،ال يجرؤ على أن ينكر بكل بساطه التعيين السابق الذي يتبغى به الله
البعض ليرتجوا الحياة ،ويحكم على آخرين بالموت األبدي .أتا معارضونا ،وخصوصا تن
ينسبون االختيار السابق إلى العلم السابق ،فيغتفون اعتراضهم بخجح واهية .نعم ،نحن نصئف
لكلتا العقيدئين موضائ في الله ،ولكئنا نقول إذ إخضاع إحداهما لألخرى عبن ال عقالنية فيه.
عندما ننسب العلم السابق إلى الله ،نعني أن كز األشياء كانت داثائ ،وستظز إلى األبد تحت
عينيه ،بحيث ال شيء ماض أومستقبل لديه ،بل كز شيء حاضر .وجميع األشياء حاضرة بحبث إته
يراها ويدركها ويصوغها من خالل األفكار ،كما نرى نحن أمام عيوننا تلك األشياء التي تتنتمرها
أذهاننا ،ولكئه فعأل ينظر إليها ويميزها كأمور موضوعة أمامه .وتتغلغل هذه المعرفة السابقة في
جميع أنحاء الكون وتمتن إلى كز مخلوق .إئنا نسئي االختيار السابق قضاء الله األزلى الذي تعهد
به على ذاته ما أراده أن يصير من كز إنسان .ألن الجميع ليسوا مخلوقين متساوي الحال؛ فالحياة
األبد مقذرة سابعا للبعض ،والهالك األبدي آلخرين .لذلك إذ كان أي إنسا؟ حلق لواحد؛ أو
ألخرى من هاثين النهايغين ،فنتحذث عنه كمن اختير سابعا للحياة أوللموت.
لم يؤتمد الله ذلك في حال األفراد على حدة فحسب ،بل أعطانا مثاأل له في نسل إبراهيم برته
ليش أن مستقبل كز أته يستقر في اختياره1 .احين قشم القبى لألمم ،حين قرق تييآذلم ...إذ بشم
الرت هؤ سفيه .ئقعوت حئز تصيته [تث ٩-٨ :٣٢؛ قارن الترجمة الالتينية — العولجاتا ].
وهذا الفصل [أو التغرقة؛ واضخ لكز بشر :في شخص إبراهيم ،كما في جذع شجرة ياس اختير
شعت معين ،فيما ربض الباقون؛ لكن العتة ال ئثلهز ،إأل أن موسى — لكي يمنع وإلى األبد أي
مناسوللتباهي — يعتم أتهم [أي ذلك الشعب] مميزون بمجزد محبة الله المعطاة مخاائ .فإئه ئعلن
هذه عتة خالصهم :أن الله أحت االباء اوفاز رشلهم من تعدهم [تمث ٣٧: ٤؛.
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٨٦٤
وبصراحه أكثر ،في فصلآخر [يقول؛ :كز ،بن كؤيكلم ابقر مر ،سائر الئفوب ،الئضق الرت
**
الثولجاتا ويكرر موسى
؛. إياكم[ 1تث ٨-٧ :٧؛ أنظر
* بكلم زاحائزكم ...بل بن مجة الرت
** بلرت إلهك الشائوائ ...ؤاألزحز وكل ائ فيها .زلين الرت ائقا
لهؤذا اإلعالن ذاته بكثرة:
انقضتى يآبابك لجهم ،قالحقاز بن بغدهم تشلهلم االي لهز ًائتماا [تث -١٤:١٠ه .]١وكذلك،
في موضعآخر ،ابروا بالتقديس ألئهم قد اختيروا ليكونوا له أشغبا أ.حعرااا [تث .]٦: ٧وفي نعل
آخر اعلنن المحبة سبك حمايتهم [تث :٢٣ه؛ .وهكذا يجاهر المؤمنون بهذا بصوب واحد:
*ادفائز لثا ئصيبقا ،وحز دفقوت ائذي امه [مز ٤: ٤٧؛ .فإة كز من ازدانوا بالعطايا من يد الله
يعطون الفضل من أجلها لمحثته المجانئة ،ألئهم لم يعرفوا عدم استحقاقهم فقط ،بل أئه حتى ذلك
الشيخ الجليل ذاته أيثدا لم يكن موسحا بغضيله كهذه حتى ينال تكريائ كبيرا لنفسه ولشاللته.
ولكي يقضي على كز أثر للتفاخر بصور؛ حاسمة ،فإده يعذلهم إذ ال يستحثون ما ينالون من حت
ألئهم انغت صنت الرفيه [خر ٩:٣٢؛ قارن تث .]٦:٩كذلك األنبياء ،لطالما واجهوا اليهود
بموضوع اختيارهم ،مواجهة أثارت استياءهم ،بسبب ارتدادهم المشين عنه [قارن عا ٢ :٣؛.
وعلى الرغم من ذلك ،فليتقدم االن من يريد أن يربط االختيار اإللهي إقا باالستحقاق البشري
أو بجدارة األعمال .افألئهم يرون أة أمة واحدة ئئلت على جميع األمم األخرى ،ويسمعون
أة الله لم يكن ألي سبب مقتنعا بأن يميل إلى حفنة قليلة من البشر ،حقير؛ ،خسيسة — بل شريرة
متمادية في العناد — سيتعاركون معه ألئه اختار أن يعطي برهاائ كهذا على رحمته؟ ولكئهم لن
يعرقلوا عمله بجلبة أصواتهم الصارخة ،كما لن يرجموا فيدتروا بره بحجارة إهاناتهم .بل إة هذه
لسوف تسقط على رؤوسهم! كما أة شعب إسرائيل يذكر بهذا المبدأ ،مبدأ العهد الئعطى مجاائ،
في حين زلجب الشكر لله أو عندما يوقظ فيهم رجاء الزمن العتيد .يقول النبتي :هؤ ضثفائ [ولسنا
نحن أنفسنا؛ ،وته تخز سغئه وعتم ئزغاه [مز ٣: ١ ٠ ٠أنظر الثولجاتا؛ .فالصيفة السلبية المضافة
الستبعاد أنفسنا ليست تكرارا سطحائ ،ألدهم يدركون بها أة الله ليس مصدر كز شيء حسن
به ينعمون فقط ،بل إئه اشتق عتة وجودهم من قرارة نفسه ألة شيائ فيهم لم يكن ليستحق فضال
عظيائ كهذا.
كذلك يدعوهم إلى أن يكونوا قانعين بمجرد مشيئة مسرة الله الصالحة بهذه الكلمات :يا
ذره إبراهيم عئده ،يا يبي يفقوتك ئغتاريه! [مز ه ٦: ١ ٠؛ .وبعد أن عند لهم إحسانات الله
المتواصلة كثمرة االختيار ،يختتم باإلعالن أة ما فعله كان من فضل جوده ألده تدبر عهده
[مز ٤٢:١٠٥؛.إة تسبيحة الكيسة كتها تتناغم مع هذه العقيدة يمينك ...ونور وجهك منح
٨٦٥ الكتاب الثالث — الفصل الحادي والعشرون
!ألرض آلبائنا ألئك رضيت عنهم[ ,,مز ٣: ٤٤؛ .يلزمنا االن أن -نشيز إلى أئه أينما تنكر 11األرض1,
فهذا رمز مرثي للغرز الخفى الذي يشمل البئي -وفي موضعآخرميحت ٠داود الشعب على الشكر
نمه بالقول :اشى بالة افى الؤت الفها ،السغب الذي حائزة ميزاثا ف![ ,,مز .]١٢:٣٣
وصموئيل يوقظهم للرجاء الصالح :أل تتؤك الؤت سفبه يرغ الجل اشيه انعفليم .ألئه قذ ساة الؤدلي اذ
تلجفلكم له سئبا [ ١صم .]٢٢:١٢وبهذه الطريقة ،يستح داود أيائ ذاته للمعركة حينما يهاجم
إيمانه :مطوتى للدي قئثازة ...بيشكئ ني ديارك[ ,1مز ه .]٤:٦فضأل عن ذلك ،ألن االختيار
— وهو سر مكتوم عند الله ،اعلن مؤغذا في التحرير األول ،كما بالئعم الثانية واألخرى الوسيطة
بعده — اسئخدمت كلمة يختار ليفيد هذا المعنى في إشعياء :ألن الرت ستذحم ئقوئت ويفقاز
اينا إشزائيل١:١٤[ ,,؛ قارن العولجاتا ] .فغي وصفه للزمن اآلتي ،يقول النبي إذ جمع البقية
من الشعب مائ ،بعد ما كان يبدو أئه قد تختى عنها ،سيكون عالمة رسوخ اختياره وثباته إذ كان
يظهر في تلك اللحظة عينها كما لوكان قد أخفق .وعندما يقول أيصا في موضع اخر الختزداغ ؤلم
رعنان [اش ،]٩: ٤١فهو يؤغد الشياق المتواصل لفضل جوده األبوى العفيم القدر .يعبر عن
هذا بأكثر وضوح قول المالك في سفر زكريا :ا,الرت ...قخقاز أوزسايم يقدا.]١٢:٢[ ,قال هذا
كما لو كان الرب بعقابه الصارم إياها قد رفضها ،أو كما كان السبي بمنزلة توئف اعترض عملية
االختيار .ولكن مهما كان األمر ،فاالختيار يظل منيعا وإن لم تتجل دالئله دائائ.
يتحئم اآلن أن نضيف درجه أخرى أكثر محدودية من االختيار ،أو درجة تجتت فيها نعمة
أكثر خصوصية من ببل الله؛ أي عندما رفض الله بعشا من نسل إبراهيم نفسه ،أظهر أئه حفظ
آخرين بين أبنائه باحتضانهم في الكنيسة .لقد حصل إسماعيل في بادئ األمر على مكانة مساوية
ألخيه إسحق ،ألن العهد الروحي كان قد حتم فيه على حد سوا؛ بعالمة الختان .حرم إسماعيل
الميراث؛ وبعدئذ عيسو؛ وبعد ذلك جمع غفير ،وتقريبا كز إسرائيل .في إسحق دعي النسل؛
واستمزت الدعوة ذاتها في يعقوب .لقد بين الله مثاأل مشابغا في رفضه شاول ،كما يتوصح بصور؛
جلبة في المزمور :ؤزئض حئمه [سبط؛ يوشف ،ؤلم ئحئر سظ اهزايم ،ئل اغثان سبط يهوذا
[مز ٦٨—٦٧ :٧٨؛ .ورن هذا مكررا في التاريخ المقذس ،لكي يعلن في هذا التغيير سز النعمة
األلهية العجيب .إئني أمتم بأده بسبب قصورهم وإثمهم قد حرم إسماعيل وعيسو وأمثالهما من
البتي؛ ألن الشرط كان قد وضع بلزوم الحفاظ على العهد باألمانة ،ولكئهم نكثوا به جاحدين.
جون كالثن :أسهر ،الذين المسيحي ٨٦٦
هذا على الرغم من أدهم تغردوا بهذه النعمة من إحسان الله ،إذ تنازل فاستحسنهم فوق سائر األمم،
كماقال صاحب المزمور :اكميضئغ هكذاباخذى األمم ،ؤاحكائه لم يعرووها[ ,,مز.)٢٠ : ١٤٧
ولكئ لي سببا في القول بائه يلزمنا أن نشير إلى درجئين ،ألن الله اظهر في اختياره أئة بأسرها
أئه في وافر سخائه لم يتقيد بأي قوانين ،بل إئه حر بحيث لم يكن مضطرا إلى االلتزام بتحصيص
نعمته بالتساوي؛ فإذ عدم تساوي نعمته عينه يثبت ماحانيتها .لهذا السبب يشذد مالخي على
جحود إسرائيل ،ألنه فيما هو لم يكن قد اختير فحسب من بين الجنس البشري بجملته ،بل ألنه
فرز بيائ مقذسا شعبا خاصا له أيائ ،إآل أئه تمرد خانا العهد فاحتقر الله أباه صاحب األحسان .لذا
يسأل 1الكئ عينو احا لتععورب؟ [ومع ذلك؛ احسى يفعوب وأئئخث عيشوا [مال ٣—٢ :١؛
رو .]١٣: ٩الله يستم باره ،إذا كان كالهما قد ولدا من أب قذوس ،ووارئين للعهد ،وباالختصار
فرغين لجذر مقذس ،فاآلن أصبح بنو يعقوب تحت اضطرار استثنائي بكونهم قد قبلوا في رحاب
هذه المنزلة من الكرامة؛ ولكن ،بعد أن رفض االس البكر ،عيسو ،وئنح أبوهم الميراث مع أئه
كان األصغر أي األدنى شارا من حيث الميالد ،هونا الله ينهمهم بالجحود المزدوج بدعوى عدم
التزامهم بذلك العهد المزدوج.
قد وئحئح بما فيه الكفاية أن الله يختار من يشاء بحسب قصده الخفي ،كما يرفضنآخرين ،إأل
أن شرح اختياره الحر لم يكئل حتى نأتي إلى اختيار األفراد الذين ال يمنحهم الخالص فحسب،
بل يخضعبه أيصا بحيث ال يشللى أو درتاب في يقينية فعاليته .هؤالء هم ض حسبوا من النسل
الغريد الذي يذكره بولس [قارن رو ٨-٧ : ٩؛ غل ١٦:٣؛ وما يتبع؛ .كان التبتي قد وضع في
يدي إبراهيم .وعلى الرغم من ذلك ،ألن الكثيرين من نسله حرموا بسبب فسادهم ،فلكي يكون
االختيار فاعأل وثابغا حعا ،يلزمنا أن نرتقي إلى الرأس الذي جمع فيه االب السماوي مختاريه
معا وضئهم إلى نفسه بميثاي سرمدي ال ينفصم .لذا ،حائ كهرت نعمة الله الفائقة في تبتي نسل
إبراهيم ،والتي ٠تمتهاآخرون؛ ولكن فوق ذلك تتجآى قؤة أعظم جذا لهذه النعمة في أعضاء جسد
المسيح ،الرهم إذ كعموا في رأس الجسد لن يستبعدوا قطعا من الخالص .لذلك يجادل بولس
بمهارة على أساس النص الذي أشرت إليه من سفر مالخي ،حيث صنع الرب عهنا للحياة األبدية
ويدعوكز شعب إلى ذاته ،أن منواأل خاصا من االختيار يطيق على البعض منهم كيال يختار فعأل
الكز بنعمه غير مميزة [رو ١٣:٩؛.فعبارة أحببت يعقوب [مال ]٢: ١تنطبق على سائر نسل
٨٦٧ الكتاب الثالث -الفصل الحادي والعشرون
ذلك األب ،على خالف ذرتة عيسو .ومع ذلك فإذ هذا ال يناقض أئه قد وضع أمامنا في شخص
إنساب) واحل مثاز لالختيار ال يمكنه إآل أن يجر قصده .يشير بولس ،ولسبب رصين ،إلى أدهم
يدعون أ١لبقيةأ [رو ٢٧:٩؛ ٥: ١١؛ قارن اش .]٢٣-٢٢: ١٠فإذ االختباريعتمنا أة كثيرين من
الحشد الغفير يرتدون ويتوارون بحيث يتبقى في معظم األحيان متجرد قسم يسير.
ال يصعب أن نشرح لماذا ال يستمز ثبات اختيار شعب وفعاليته :إذ الله عندما يصنع عهدا ال
يعطي الذين صنعه معهم في الحال روح التجديد الذي يمكنهم من أن يثبتوا في العهد إلى المئتهى.
على) األصغ ،إذ التغيير الخارجي بدون عمل النعمة الخفية الذي كان ممكائ أن دمسي مغينا
لحفظهم ،إئما هومرتبة وسيطة بين رفض البشرية واختيار زمرة ضئيلة من األتقياء .لقد دعي شعب
إسرائيل بأسره أميراث ١للهأ [تث٩:٣٢؛١مل١:٨ه؛مز٩:٢٨؛١٢:٣٣؛إلخ،].هعأذكثيرين
منهم غرباء .ولكن ألن الله لم يتعهد عبائ أن يصير أيا لهم وفاديا ،يلتزم الجميل الذي صنعه من
منطلق حريته بدأل من أن يتقيد بالذين يهجرونه غدرا وخيانة .على أن الحق اإللهي لم يبخل بسبب
هؤالء ،ألئه إذ حفظ لذاته بقيه يبدو أن دعوته كانت بال ندامة [رو ٢٩ : ١١؛ .ولنا كان الله يجمع
كنيسته بصفة متواصلة من أبناء إبراهيم بدأل من أمم وثنية ،فهذا يعزى إلى عهده الذي إذ انتهكه
الجمع ،حضراه في العلة كي ال يتالشى كلائ .باإليجاز ،كان ذلك التبئي العام لنسل إبراهيم صور
مرئيه للنعمة األشمل التي أسبفها الله على البعض من بين الكثيرين .لهذا السبب يميز بولس بعناية
ودلة متناهينين أبناء إبراهيم بحسب الجسد ،من األبناء الروحيين المدعوين على غرار مثال إسحق
[غل ٢٨: ٤؛ .ليس أن كون أحد ابائ إلبراهيم كان باطأل أو قليل الشأن؛ ألئه لو كان يمكن قول
ذلك ألمسى إهانه للعهد! كال ،فإذ خعلة الله التي ال يعتريها تغيير ،والتي بها سبق فاختار من شاء
اختيارهم ،كانت في الواقع فاعلة للخالص في جوهر ذاتها لهذه الذرية الروحية وحدها .ولكئني
أنصح قرائي بأأل يئخذوا موقعا انحيازائ إلى هذا الجاب أو ذاك حتى يدلى بالنصوص الكتابية،
وعندئذ يتوصح الفكر الذي ينبغي أن يؤخذ به.
كما يبين الكتاب جلائ ،نقول إة الله قد عين بحسب تصميمه األزلى الثابت أولئك الذين
قضى منذ زمن بعيد وه وإلى األبد ،بأن يقبلهم للخالص؛ وكذلك الذين من الجانب اآلخر،
يخصصهم للهالك .ونجزم بأئه ،في ما يتعلق بالمختارين ،رسم قصده من منطلق رحمته المعطاة
مجانا بغض النظر عن استحقاق اإلنسان ،ولكئه بحسب قضائه العادل الذي ال عيب فيه مع كونه
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٨٦٨
ال يسبر غوره ،قد ,أوصد بادب الحياة أمام من سلمهم لتحنة األبدية .أما بين المختارين فنعتبر الدعوة
شهاد؛ الختيارهم .ثم نؤمن أن التبرير عالمة أخرى ألعالنه ،إلى أن يأتوا إلى المجد الذي يكمن
فيه تحقيق ذلك االختيار .ألمنا الرب فيختم مختاريه بالدعوة والتبرير ،بحيث إئه بإيقافه األشرار من
معرفة اسمه أو من تقديس روحه ،يعلن بتلك السمات المميزة أئ نوع من الدينونة ينتظرهم .هنا
سأتجاوز العديد من الروايات التي اختلقها أناس مخئلون ليطيحوا االختيار السابق .فهي ليسمت
بحاجة إلى تفنيد ،ألئها متى رلئت ئبرلهن على بطالنها بما يفوق الحدود .سوف أتوقف فقط عند
تلك التي إائ يناقشها أصحاب العلم ،أو تلك التي تحير عقول البسطاء ،أو تلك التي يأتي بها اإلثم
والخداع تهجائ على بز الله.
الفصل الثاني والعشرون
(االختيار السابق ليس مبنؤا على العلم السابق باستحقاق اإلنسان ،بل هو من قصد الله المطلق،
)٦٠١
يختلف معنا كثيرون في هذه المواقف التي طرحناها ،وخصوصا موضوع اختيار المؤمنين
المجاني؛ إما هو فغير قابل للجدل .ألة هؤالء — على وجه العموم — يعتبرون أن الله يميز بين الناس
بحسب ما يرى مسيعا ماذا ستكون استحقاقات كز إنسان .وعلى أساس ذلك يتبغى مرئ عرف
سابعا أدهم لن يكونوا غير جديرين بنعمته؛ كما يعين للعنة الموت الذين يميز فيهم الميل نحو نية
الشر وتعئد اإلثم .وبتغطيتهم االختيار هكذا بستار العلم السابق ،فإدهم ليسوا بوسحونه بالغموضى
فقط ،بل يزعمون أن أصله يكمن في موضعآخر .على أن هذا الفكر الشائع قبوله ال ينحصر في
عاتة الشعب؛ بل إذ كادا ئهئين اعتنقوه مدى العصور ١ .إئني أعترف بذلك صراحه ،حتى ال يظل
أحد أئه إذا اسئشهد بأسمائهم ضدنا ستضعف بذلك حجتنا .ألن الحئ اإللهي حول هذا الموضوع
أكيد ،بحيث ال مجال له أن يتقلقل أو يتزعزع ،وجلى بحيث ال يمكن أن تعلو عليه سلطة بشر.
آخرون كذلك من غير المتضلعين من معرفة الكتاب المقدس ،ومتن ال ينالون استحساننا،
يتهجمون بشراسة آثمة على هذه العقيدة السليمة بحيث ال رطاق غطرستهم .يدعون على الله ألن
الله يختار البعض ويفض الطرف ءن1خرين بحسب قضائه هو .ولكن إن كانت الحقيقة ذاتها ذائعة
االنتشار ،فماذا ينتفعون بنزاعهم مع الله؟ ادنا ال وعلم بشيء ال تدعمه الخبرة :أن الله حر دائتا ليجزل
نعمته على من يشاء .لن أسأل في أي مجال تغؤق نسل إبراهيم على سائر أجناس البشر ،عدا ذلك
الضين الذي ال يجد له أصأل بعيذا عن الله؟ فليجيبوا لماذا حلقوا بشرا ال ثيراائ أو حميوا .ومع أئه
كان في إمكان الله أن يصنعهم كالدا ،خلقهم على شاكلة شبهه وصورته .هل يسمحون للوحوش
بأن تجادل الله حول منزلتهم ،كما لوكان االختالف ظالائ؟ مائ ال ريب فيه أئه ليس أكثر إنصاى
كودهم ينالون امتيارا لم يستحثوا الحصول عليه ،من أن يوزع الله تنؤع إحساناته بحسب مقياس
حكهة قضائه!
أتا إذا حولوا الجدل إلى عالقة االختيار باألفراد حيث يجدون عدم المساواة مثيرا لالعتراض،
كان يجب عليهم على األقز أن يرتجفوا أمام مثال المسيح ،فال يثرثروا بتهؤر وبال حساب عن هذا
السر الرفيع .لقد حبل به بشرا مائائ ،من نسل داود .فبأي فضل أو فضيلة يقولون إئه استحق وهو
بعد في رحم أته ،أن يجفل رئيسا فوق المالئكة ،ابن الله الوحيد ،صورة االب ومجده ،نوذا ،برا
وخالصا للعالم؟ [قارن عب ٢ : ١وما يلي؛ .يشرح أوغسطينس بحكمه هنا قائأل :إن لنا في رأس
الكنيسة عينه أوضح مرآة لالختيار السابق المجاني ،بحيث ال تضطرب قلوبنا نحن األعضاء؛
وهو لم يجعل ابن الله بموجب سلوكه البار ،بل اعطي هكذا إجالأل كيما يشارن بعدئذ عطاياه مع
آخرين ٢ .فإن سأل أحدهم لم لم يكن اخرون مثلما كان هو — أو لماذا تفصلنا كئنا عنه مسافة هذا
قدرها؟ لماذا نحن جميعنا فاسدون فيما هو اللقاء عينه؟ إلما ذلك المتسائل ال يكشف عن لحتله
فقط ،بل عن صفاقة وجهه أيشا .أتا إذا كانوا يسعون في عنادهم إلى تجريد الله من حرية سلطانه
لالختيار أو الرفض ،فليخلعوا عن المسيح أيصا ما قد وهب.
االن يجدر بنا أن نلتفت إلى ما يعلنه الكتاب المقنس لكز إنسان .عندما يعتم بولس أة الله قد
اختارنا في المسيح نبز ائسيس الغانم [اف ٤ : ١أ؛ فإئه يزيل كز اعتبار ألي استحقاي لنا ،فكما
لو كان فعأل قد قال :حيث إذ اآلب السماوي لم يجد بين ذرية آدم بأسرها شيائ يستحق اختياره،
فلقد حول بصره إلى مسيحه ،لكي يختار من ذلك الجسد أعضاء تن كان ليدخلهم شركة الحياة.
فليشد هذا المنعلق ادا بين المؤمنين؛ إئنا قد تعينا في المسيح للميرادث األبدي ،ألئنا في حذ ذواتنا
لم نكن لنستطيغ أن نتبؤأ امتيارا عظيائ كهذا.
وهذا يؤتده بولس أيشا في نعزآخر ،عندما يحذ الكولوسيين أن يكونوا شاكرين ألن الله
إذا كان االختيار يسبق عمل نعمة الله الذي به يؤلهلنا ألهلهم لشركة ميراث القديسين [ كو ١٢ : ١
لنوال مجد الحياة اآلتية ،فماذا سوف يبقى أن يجده الله فينا اآلن ليجعله يختارنا؟ توصح ما أعنيه
انظر1٧. :تت 1<€78€{(€7)171€€ا x1 €10€07 1(171€071 : 30 11 )44. 934 ٤(; 071 ٠ 01/1 0وجع1أ8ل٦جل٦م ٢
¥. 2 )1 38. 941(.اتئ 810718 0؛(45. 1033 £ط67 )1
٨٧١ الكتاب الثاك -الفصل الثاني والعشرون
بارة أخرى لبولس .يقول ... :اغتازرا فيه دئل دابى الغالم [اف ٤ : ١أ؛ ...حشت ،كؤه
قدامه [اف ٤ : ١ب تدمجة مع كو .]٢٢ : ١هكذا
** تبيئيه [اف : ١ه] الكون* قديسين وبال لوم
**
الله فوق كز اعتبار ألي استحقاى لنا.
يقذم بولس امسرة* مشيئة **
لكي نكئل إثبات ما سبق ،يفيدنا أن ندقق المالحظة في األجزاع المغردة لهذا النعل [اف
—٤ : ١ه؛ والتي عندما تقترن مثا ال تترك مجاأل للشذ .ما دام [الرسول بولس؛ يدعو مخاطبيه
مختارين ،ال لبض في أله يتحذث إلى المؤمنين ،كما يؤكد هو الحثا؛ لذلك فإذ من يسيغون تفسير
** بتحديد زمنها في فترة الوعظ ببشارة اإلنجيل ،يشوهون معناها بتأويلي ملثق ومنحعذ.
اختار كلمة
أتا بولس فبقوله إئهم [أي المؤمنين] اختيروا قبل تأسيس العالم ،ينفي كز اعتبار للجدارة أو
االستحقاق .ألن ما األساس الذي تبنى عليه التمييز بين من لم يكونوا قد غبقوا بعد ،وأولئك الذين
كانوا ليصبحوا بعدئذ متساوين فيآدم؟ فإن كانوا قد اختيروا في المسيح ،يلزم منطقيا أن كأل منهم
لم بختر من ٠دون اعتبار لشخصه فقط ،بل إذ أشخاصا يقينهم أيقا مغروزون منآخرين ،ألئنا
نرى أن ليس الجميع أعضاء في المسيح .عالو؛ على ذلك ،كونهم مختارين ليكونوا* قذيسين
[اف ٤ :١ب] ينفي بوضوح خطأ بناء اختيارهم على البلم السابق ،حيث إذ بولس يعلن أة كز
أسباب أسمى،
ء ٠ وإذا دعت الحاجة إلى
*٠ [وليست عنه له] ٠
٠٠ لالختيار
٠٠ ٠ نتيجة
٠٠ هى
٠٠. إنسابا
خ من *٠
٠ فضيلة٠تبدو
: ٠٠
يجيب بولس بأن الله قد سبق فعين ذلك االختيار بسر مشيئته ،حشب مشؤته [اف ٩:١ب]
وبهذه الكلمات يطيح كز الوسائل التي يتصؤرها البشر في ذواتهم عنه لالختيار .ألن كز الئغم التي
يجزلها الله على الحياة الروحية ،كما يعتم بولس ،إئما تنبع من هذا المصدر الواحد :وهوأن الله قد
اختار من شاء ،وكنز لكز فرد منهم قبل ميالده النعمة التي شاء أن يمنحه إياها.
ال حساب لألعمال حيثما بسيطر هذا القرار اإللهى .ال يوضح بولس التضاد تفصيليا هنا ،بل
ينبغي أن بستشف ذلك مكا يشرحه في موضعآخر .يقول ... :ذعادا دعؤه لمثنسه ،أل بمعتصى
**
األزلئة عمالتا ،بز بئثئثى العضد والئغتة افى أعطتت فا بي الكسيح ئشوغ دئل األرثه
[ ٢تي . ] ٩: ١ولقد بيائ قبأل أة في كلمات النعل أن
** نكون قديسين وبال لوم تأكيدا يحررنا من كز
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٨٧٢
ريب .فإن قلث ألئه قد رأى سابعا أئنا سنكون قديسين فلذلك اختارنا ،فستعكس ترسب منطق
بولس .لذلك تستطيع بثقة أن تستنبط االتي :إذا كان قد اختارنا لكي نكون قذيسين ،فإئه لم يخترنا
ألئه سبق فرأى أئنا سنكون هكذا .ألن هادين الفكردين ال قفقان :أن األتقياء يكتسبون قداستهم من
االختيار ،وأئهم يحصلون على االختيار بسبب أعمالهم ٠فالمماحكة التي كثيرا ما يستعينون بها
أن الرب ال بكافئ األعمال السابقة بنعمة االختيار ومع ذلك يمنحها لالستحقاقات الالحقة -ال
أساس لها من الصحة .ألئه عندما بقال إذ المؤمنين اختيروا لكي يكونوا قذيسين ،فهذا يقتضي أن
القداسة التي عيلت لتكون فيهم تجد أصلها في االختيار .فأين هو التماسك المنطقى في القول إذ
ما ينبع من االختيار هو علة االختيار؟
ويبدو أن بولس أراد أن يؤكد الحعا توضيحه لما ذكره حين قال :خشك تشر؛ كيئتهاا
[اف :١ه] وأضاف أخشك تشربه اكي قضنلها ني تغسه [اف .]٩: ١ألئه عندما يقول إة الله
قصد في ذغسها ،٠يعني أن الله لم ينظر إلى شيء خارج نفسه ليبني عليه قرار قضائه .لذلك يضيف
ئؤا أن القصد الكتي الختيارنا هو أن نكون نحن لمدح مجد نعمته االلهية [قارن اف .]٦:١فال
ريب في أن نعمة الله تستحق وحدها أن ئستعلن في اختيارنا ،إذا ننحت بالمجان فقط .على أئها لن
تكون قد اعطيت مجاائ ،لو أن الله في اختياره لخاصته أخذ في حسبانه ما عسى أن تكون أعمال
كز واحد منهم .لذلك نجد صخة في قول المسيح عن جميع المؤمنين اكز ادتم الحتندموني بز
ادا الحيندكتم [يو ه ١٦: ١؛ .هنا ينخي فاعلية االستحقاقات السابقة ،كما يويد أئه لم يكن في
تالميذه أنفسهم شيء يمكن بسببه أن يختارهم ،إن لم يكن هو قد توجه نحوهم من فرط رحمته.
ثم كيف كا أن نفهم معنى قول بولس :من كق ،وآغطاه قثكاوأ [رو ٣٥: ١١؛؟ إئه يقصد أن يبين
أن جود الله يستبق البشر ،بحيث ال يجد بينهم ماضيا وال مستقبال يستهوي قبوله.
لذلك يقول بولسى في رسالته إلى الكنيسة في رومية ،حيث يعيد هذا النقالمت بأكثر تعقق
ويتقضاه بأكثر استفاضة :ألهز خميع الدين ،منءإئرائيل هتم إشزائياوئن [رو .]٦:٩فمع أن الجميع
قد تباركوا بموجب حق الوراثة ،لم ينتقل الميراث باكساوي إلى الجميع .لقد نشأت هذه المناقشة
من استكبار الشعب اليهودي وتفاخره الزائف .ألئهم عندما ادعوا لذواتهم اسم الكنيسة أرادوا
أن يتوقف األيمان باألنجل على قرارهم .واليوم ،على المثال نفسه ،يريد البابويون — عن قصد
و باالدعاء الخاطئ نفسه [أئهم الكنيسة] — أن (يستبدلوا الله بذواتهم .أتا بوش — مع أئه يقر بأة
٨٧٣ الكتاب الثالث -الفصل الثاني والعشرون
نسل إبراهيم مقذس بمقتضى العهد -فيجادل في أن الكثيرين من بينهم غرباء عنه .وليس هذا
ألئهم يسقطون من البنؤة الشرعية فقط إلى من ال يعرف أبواه ،بل ألن اختيار الله الخاص أيائ يعلو
ويسيطر فوق الكز ،وهو وحده يثبت ينؤته لهم .فإن كانت تقوى البعض قد وغدتهم في رجاء
الخالص ،وانشقاق آخرين حرمهم الميراث ،بات منافيا للعقل أن يرفغ بولس قراءه إلى االختيار
السري .وإن كانت مشيئة الله -وهي ما ال دظهؤ عنتها وما ال ينبغي أن يبحن عنها خارج ذاته -
لتر البعض من غيرهم بحيث ليس جميع أبناء إسرائيل إسرائيليين حقيقيين ،فباطز االدعاء أن وضع
كز إنسا؟ ينشأ من أصل ذاته.
يعلؤر بولس القضية إلى مذى أبعد معتمدا على مثل يعقوب وعيسو .فمع أدهما كانا ابتي
إبراهيم وسكنا مائ زحم أئهما ،تتخ يعقوب امتياز البكورية .كان ذلك تغييرا نظير مؤسر نذير
يشهد ،كما يجادل بولس ،باختيار يعقوب ورفض عيسو .فإذا كنا نسأل عن األصل والعتة ،يجيب
تن ينادون بالبلم السابق بأثهما فضائل الرجلين ورذائلهما .وخالصة جدلهم السطحي هي هذه:
لقد اظهر الله ،في شخص يعقوب ،أئه يختار تن يستحثون نعمته؛ أتا في عيسوفهو يتبرأ متن يرى
سابثا أدهم غير مستحثين .هكذا فعأل يجادلون بجسارة .ولكن ماذا يقول بولس؟ ألله وهما
لم يولدا بعد ،وال فعال خيرا أو شرا لكي يثبت قصد الله بحسب االختيار ،ليس من األعمال بل
من الذي يدعو قيل لها .اذ الكبين يشئقبد بلصعير كما هو مكتوبً .ا حبشت يفعودب وًاح * ور ,غ د 1 ٠٠
عيشوا [رو ١٣- ١١ : ٩؛ قارن تك ه ٢٣ : ٢؛ .لوكان للعلم السابق أي أثر على هذا التمييز بين
األخوين ،ألسى نكر الزمن حتائ في غير محته.
لنفرض أن يعقوب اختير بسبب استحقاى ناشي من فضائل متوقعة؛ لماذا اهتم بولس أن يقولز
إله لم يكن قد ويذ بعد؟ كما كان من العبث أن تضيف أئه [أي يعقوب؛ لم يكن قد قفز خيرا .وفي
تلك الحال سيكون الجواب الجاهز أن ال شيء يخفى عن الله ،ومن ثم كانت تقوى يعقوب حاضر؛
أمامه .فإن كانت األعمال تجني النعمة ،لزم أن جزاء الله لها قد تعين قبل ميالد يعقوب ،تماائ كما
لو كان قد نضج .أتا الرسول فيتقذم بالحجة لحق هذه الصعوبة ،فيعتم قائأل إذ تبتي يعقوب هو
فعل الدعوة التي دعاه الله بها ،وليس ثمرا ألي أعما؟ عملها .وفي معالجته لموضوع األعمال ال
يذكر عنصر الزمان ،سواء ماضيه أو مستقبله؛ بل يضعها بالذات مقابل [ضد] دعوة الله ،رغبة في
أله بتأكيد الدعوة يدحض األعمال بحذق .هذا كما لو كان قد قال :ما شاء الله هو العتة الوحيدة
التي تؤخذ بعين االعتبار ،وليس ما يأتي من أفعال الناس .وأخيرا ،كلمة اختيار وكلمة قصد
بعينهما تؤبدان أة كزعته يختلقها البشر بمعز؟ عن قصد الله الخفى تبتعد كز البعد عن هذه البتة.
جون كالثن :أسسى الدين المسيحى ٨٧٤
بلم سوف يتذرع الذين يخصصون في االختيار مكانة لألعمال ،ماضية كانت أو مستقبلة،
لكي يشوشوا هذه األمور؟ إدما هم بذلك يحاولون مباشر؛ اجتناب تصريح الرسول بأن التمييز بين
األخوين ال يعتمد على أي أساس من األعمال ،بل على دعوة الله فقط ،ألده قد تثبك قبل أن يولدا.
كما أن حذقهم لم يكن ليخفى عن بولس لوكان حذقا أصيأل .ولكن ألئه كان يعلم جيذا أن الله لم
ير سابعا شيائ صالخا في اإلنسان سوى ما كان قد سبق فقضى أن يجزله بفضل اختياره ،ال يلجأ إلى
ذلك التشويشى المنافي للمنطق الذي يجعل األعمال الصالحة سابقة لعتتها .لقد أكد لنا الرسول أن
خالحس المؤمنين تأسس على قضاء االختيار اإللهى وحده ،وأن هذه النعمة لم تكتسبها األعمال
بل تأتي من يبل الدعوة المجانية .لنا ،إن جاز الحديث ،نموذلج (ؤً٦ا07آزً٢٦ا0الا )>7لهذا األمر في
عيسو ويعقوب .ها هما آخوان توأمان ،ؤلدا من األبون نغسيهما ،ال يزاالن في الرحم مائ قبل
أن يخرجا إلى النور .هما متساويان في كز شيء ،أتا حكم الله في كز منهما فمختلف .إئه يقبل
الواحد ويرفض اآلخر .لم يكن سوى حق البكورة ما ميز أحدهما من اآلخر .وحتى هذا لم يكتزك ث
له ،وما حرته االبر وهب لألصفر .في الواقع ،يظهر أن الله كان داثائ يتعتد ازدراء حئ البكر كما
في حاالب أخرى على السواء ،لكي يجرد الجسد من كز دافع للتباهي .فبرفض إسماعيل ثبت قلبه
على إسحق [تك ] ١٢ : ٢١؛ كما قذم أفرايم على منشى (تك .)٢٠ : ٤٨
لكن لنفرض أن أحدهم يقاطع حديثي ليقول ،إئنا ال ينبغي أن نستنتج على أساس هذه الفوائد
الضئيلة والقليلة الشأن في ما يتعئق بالحياة العتيدة ككز ،أن من ريع إلى منزلة البكورئة يلزم حتائ
أن يحشب قد بتي للميراث السماوي .هذا ألن ثتة كثيرين مئن ال تعيقون حتى بولسى من االدهام
بأده يلوي نصوحصى الكتاب المقدس التي يقتبسها في شواهده لتعني مدلوأل غريبا .وأنا أجيب — كما
سبق أن فعلت — بأن الرسول لم ينحدر إلى عدم التفكير ،كما لم يتعمد إساءة استعمال شهادات
الكتاب .لكئه رأى ما لم يحتملوا أن يأخذوه بعين االعتبار :أال وهو أن الله شاء من خالل رمز
أرضتي أن ئعلن اختيار يعقوب اختيارا روحيا ،وهنا كان — من دون ذلك -ليبيك في عرش قضائه
سرا خبيائ يستحيل إدراكه .فإئنا إن لم نربط حق البكورة الذي تنح له بالدهر اآلتي ،أمسى بركة
خاوية وال معتى لها ،وخصوصا أئها لم تجلب معها سوى الشدائد المتعددة ،والضيقات ،والتغرب
٨٧٥ الكتاب الثالث — الفضل الثاني والعشرون
المًاسوي ،واألحزان الكثيرة ومرارة الهموم .لذلك لما رأى بولس من دون ريبة أو ثدلى أن الله أكذ
بواسطة البركة الملموسة بركة روحية ال تغنى وال تضمحز كان قد هيًاها في ملكوته لعبده هذا،
لم يترذد في أن يبتغي في البركة الزمنية برهاائ على اليركة الروحية [قارن اف ٣: ١وما بعده؛ .كما
يلزم أيشا أن نستبقي في أذهاننا أة وعد السكن السماوي كان ملحعا بأرض كنعان .وس ثم يتحئم
من دون أدنى شللى أن يعقوب كان ،مع المالئكة ،مطئائ في جسد المسيح لكي يكون له نصيب
في الحياة نفسها.
لذا اختير يعقوب ،وثئز من عيسو المرفوض بتعس إلهئ سابق ،فيما لم يكن مختلعا عن
أخيه في ما يتعتق باالستحقاقات .وإن سألت عن السبب ،جاء جواب بولس هكذا :ألله يقول
لوس٠:شازخمشازخم،واتزائىضشاتزاةى[ ٠٠رو:٩ه.]١وأذاأسأل :ما معنى ذلك؟
إئه إعالن الرب الصريح أئه ال يجد في البشر ذواتهم أي عته ليباركهم بل يتخذ العتة من رحمته
هو [رو ١٦: ٩؛؛ ولذا فإذ خالص خاصته عمته هو .وما دام الله ينشئ خالصك في ذاته وحده،
فلماذا يلزمك أن تندتى إلى نفسك؟ وحيث إته يعين لك رحمته وحدها ،ما الذي يضئلرك إلى أن
تلون باستحقاقاتك؟ ولغا ترى أته يحصر ذهنك في رحمته دون غيرها ،فلماذا تحول ولو جزءا من
التغاتك إلى أعمالك؟
لذلك يلزم أن نأتي إلى ذلك الشعب األقز شأتا ،الذي يكتب عنه بولس أن الله سبق فعرفه
[رو ٢: ١١؛ .إئهم معروفون من قبل ،ليس كما يتصؤر مقاومونا أئه سبق درف ،كمن ينظر
بال اهتمام من برج مراقبة ما ال ينفذه هو ،بل بالمعنى المتداول .فمن الموكد أته عندما يقول
بطرس ،بحسب ما دؤنه لوقا ،إذ المسيح سلم للموت بمسوزه الله المحدومة ؤعئبه الشابق
[اع ٢٣: ٢؛ ،فإذ الله الذي يشير إليه هنا ليس إلؤا متغزلجا ،بل هو منشئ خالصنا .وهكذا بطرس
نفسه الذي يتكلم عن المؤمنين الذين يكلب لهم كمختاري الله بمقتضى علمه السابق [ ١بط ٢: ١؛،
يعبر على نحو أوفى عن سر االختيار السابق الذي غيئ الله به الذين يشاء أن يكونوا أبناء له .وبإضافة
كلمة قصد كمرادب — باعتبارها تعير في لغة الحديث الشائع عن ثبات العزم — يريد بال شللى أن
يعتم أن الله ،وهو صانع الخالص ،ال يخرج عن ذاته .وفي إطار هذا المعنى يتحذث في األصحاح
نفسه ض المسيح كالحمل المعروف سابغا قبل تأسيس العالم [ ١بط ٢٠ - ١٩ : ١؛ .ماذا يمكن
أن يكون أكثر العقالنيه من أن ينظر الله من غاله باحتا عن مصدر يأتي منه بالخالص للبشرية! إدا
الشعب المعروف سابعا يعني لبولس حفنة صغيرة من الناس ممتزجة بالجماهير التي تدعي لذاتها
اسم الله .في موضعآخر ،لكي يكبح تباهي المتنكرين بوجه مستعار مثن يدعون أمام المأل المكانة
جون كالقن .أسمعى الذين المسيحي ٨٧٦
األولى ين األتقياء ،يقول بولس أيثا :أتفغم الرت اندئ لهم له ٢ [ ,,ى ٢ح ٠ ] ١٩وبإيجاز ،يلفت
بوش نظرنا إلى صنفين من الناس :أحدهما من نسل إبراهيم كته؛ واآلخر ،منفصل عنه ،متعز ن
تحت ستار عيني الله ،مختف عن نظر البشر .ال شلن في أئه اقتبس هذا من موسى الذي أعلن أؤ
الله يتراءف على من يتراءف ،ويرحم هكى يرحم [خر ١٩ :٣٣؛ ،على الرغم من أة هذا اإلعالن كان
يعني الشعب المختار ،الذي كان في ظاهره على قدم المساواة من حيث المنزلة ،كما لو كان قد
وإة العهد الشامل ال يمنع أن دغرز تلك الحفنة القليلة من جمهرة الشعب .وهو ،إذ شاء أن يجعز
ذاته صاحب الخكم ومنفذه الحز في هذا الشأن ،يعلن بال توان أو طواب في الحديث أئه يتراءف
على الواحد دون اآلخر كيفما ،وكيغما فقط ،يتوافق مع مشيئته هو .وحينما تأتي الرحمة لمن
ييتغيها ،على الرغم من آئه فعأل ال برفضى ،فهو إتا يترقب نوالها أو يتقبل مذاقا من تلك النعمة التي
يعود الفضل بها إلى الله وحده.
(الرذ على مرى يعترضون على هذا األساس لالختيار ،وكذلك للرففى)١١-٧ ،
ليحذثنا اآلن القاضي والمعتم األعظم عن هذا السؤال برتته .إة الرب إذ اسسن قساوة
مستمعيه إلى درجة اوه حبتي أن يبذر كلماته على جمع بطيء الفهم ،صرخ عساه يتفتب على هذه
العقبة ،قائال :اكلكائثطيذي اآلثوإلئئقبل٠ا [يو ]٣,٧ : ٦اوهن؟ ئبيهه اآلب ...اة غز تا اطابي
آل أدلن ،منه خبائ [يو ٠]٣٩: ٦الحظ أة عطبة اآلب هي مبتدًا قبولنا إلى كفالة المسيح وحمايته.
قد يقلب أحدهم الحجة فيعترض بالقول :إة أولئك الذين يخضعون بإيمانهم عن رنا هم وحدهم
نكن يعتبرهم اآلب ضمن خاصته .أتكا المسيح فيصر مشددا على هذه النقطة بدون بديل :أده لو اهتز
العالم بأسره من جزاء ارتداد الجموع ،إآل أة قصد الله الراسخ أأل يتقلقل االختيار إطالقا سوف يبقى
أوطد من السماوات عينها .فالمختارون هم في قبضة يد اآلب قبل أن ؤفك لهم ابنه الوحيد .يسأل
المعارضون :هل كان ذلك بالطبيعة؟ ال ،فإة من كانوا غرباء جعلهم لنفسه باجتذابهم إليه .كلمات
المسيح واضحة تماائ ،بحيث يستحيل التحايل عليها بالمراوغة .قال :ا١أل يعدر احذ اذ ئثتز إنى
إن لم تجتذبه االث ٠٠ -كل مر ،شغ بن اآلب ودعتم يعبل إلياا[ ٠يو -٤٤ : ٦ه.]٤لوأحتىجميع
الناس عامه رغبهم أمام المسيح لكان االختيار شامأل ،أائ في البثة الراهنة من المؤمنين فتظهرك
٨٧٧ الكتاب الثالث -الفصل الثاني والعشرون
اختالف جلى .لذلك أضاف يسوع ،بعدما اعلن أن التالميذ الذين اعطوا له كانوا خاصه لله االب
[يو ،]٦: ١٧قائأل :ألشث اشآن [أصلي] بن احل انغانم ،بل بن حل الذين اعطثيي ألدهم لك|٠٠
[يو ٩ : ١٧؛ انظر أيثا يو ه .] ١٩: ١من ثم ثرى أن العالم بأسره ال ينتمي إلى خالقه ،إآل أن النعمة
تنقذ عددا محدودا من لعنة الله وس غضبه والموت األبدي فال يهلكون .ألما العالم نفسه فمترون
لدماره المقذر له .وفيما يقوم المسيح بدور الوسيط ،يئخذ لذاته حق االختيار بصفته واحذا مع
اآلب .قال :كت آقول عى لجميعكم .ارا آغلم الذيئ الحتزتهم [يو .] ١٨: ١٣إن سأل أحد ض
أين اختارهم ،أجاب في نش اخر :أس ١لعالمأ [يو ه ،]١٩: ١العالم الذي يستبعده من صلواته
عندما يزبي تالميذه لآلب [يو .]٩: ١٧ينبغي أن نصدق قوله بأئه عندما يعلن أئه يعرف الذين
اختارهم ،فهو يعني فصيلة معينة من الجنس البشري ،ال تتميز بنوعية فضائلها بل بمرسوم سماوي.
من هذا نستشف أن ال أحد يتفوق بجهد ذاته أو بدأبه المتواصل ،إذ إذ المسيح يصنع ذاته
صاحب االختيار .فهو دحصي يهوذا بين المختارين مع أده شيطان [يو .]٧ ٠:٦واإلشارة هنا
هي لوظيفته كرسول ،وهي ال تحتوي في حذ ذاتها رجاء الخالص األبدي على الرغم من أن
اختياره لها يعكس عمل نعمة الله ،كما يقر بولس تكرارا من واعز حياته هو [مثأل كما ورد في
غل ١٦:١؛ اف . ]٧: ٣فيمكن ليهوذا إذا أن يكون أكثر شرا من شيطا؟ ألئه لم يقم بعمل الرسول
بأمانة ،لكئ من طغمهم المسيح إلى جسده مزة وإلى األبد ،ال يسمح ألحد منهم بأن يهلك،
[يو ]٢٨: ١٠؛ ألئه إذ يحفظ خالصهم سوف ينفذ ما وعد به؛ أال وهوأئه سوف يظهر قوة الله التي
هي 0اعظم بن الحكل[ ,1،يو ٠ ] ٢٩: ١٠ليس ثنة كن وال غموض في ما يقوله في موضع٢خر (على
الرغم من إساءة استعمال التعبير أ٩أآًا)ا٢اآع>0ام :أأيه ١االت ...ائدين أعظتنئ حفظتهم،
ونلم تهللن منهم أخد إال ائن الهالك أ [يو .]١٢-١١ : ١٧الخالصة :إذ من يتبتاهم االب محاائ
وبمطلق حردته بحسب مسرة مشيئته يجعلهم أبناة له؛ والعتة الجوهرية لهذا الفعل متضئنة في ذاته
تمشك أمبروسيوس وأوريجنس وهيرولينس باالعتقاد بأن الله وزع نعمته بين الناس بحسب
ما رأى سلائ أن كأل يستعملها جيذا ٣.إلى جانب ذلك ،كان أوغسطينس أيشا يشارك هذا الرأي
,ل01ا8آل081أ٨111 انظر11, )20771771271107^ 071 :جغ 0٢1؛(071 #07710715, 1^0111. 8:29 )11 17. 134 ٣
18, 011 1*011. 8:29 )111ا1جة1ج(ل ;()3 14. 1126؟^) #07710718 ٧11. ¥111 ( 30. 684 ٤ا(ل1ل) (لج0110’8 1
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٨٧٨
إلى حين ،ولكئه بعد أن حصل على قسط أفضل من معرفة الكتاب المقذس لم يكتفب بسحب
معتقده باعتباره خاطائ بوضوح ،بل دحضه يقؤة ٤.في الواقع أئه بعد أن تختى عن رأيه ومضى
يستهجن أتباع بيالجيوس لتماديهم في ضالل تلك العقيدة ،قال :امن* كان ال يتعجب من إغفال
الرسول ذلك الحذق الماكر؟ فإئه بعد أن ٠ش أمزا مدهائ حول أشخاوس لم يولدوا بعد ،ثم واجه
نفسه بالسؤال :ماذا إدا؟ ألعزعند الله ظلائ؟ [رو ،] ١٤ : ٩هنا كان يستطيع أن يجيمب بأة الله سبق
فرأى استحقاقات كز إنسان .لكئه على الرغم من هذا لم يقل ذلك بل التجأ إلى حكم قضاء الله
ورحمته .ه وفي موضعآخر ،بعد أن نغى أوغسطينس كز االستحقاقات كشر؛ لالختيار يقول:
*
تأكيد تعليل من يودون علم الله السابق ضد نعمة الله ،ومن ثم يقولون إئنا قد *اهنا قد بطلة بكز
احيرنا قبل تأسيس العالم ألن الله سبق فرأى أئنا سنكون من الصالحين ،وليس أئه هو يجعلنا من
الصالحين .فالذي يقول وأنتم لم تختروني بل أنا اخترتكم (يو ه )١٦: ١ال يتحذث عن صالح
سبق فراه .ألنه لوكان قد اختارنا ألئه كو ،فرأى صالحنا ،لكان سبق فرأى أيصا أئنا نختاره ،وت
يترني عن ذلك ٦٠٠.فإذ أردنا أن نرتكز على سلطة االباء ،فلئقم لشهادة أوغسطينس وزائ عندنا،
نحن الذين نريد االئكال على شهادة آباء الكنيسة .ومع ذلك ،ال يسمح أوغسطينس لنفسه بأن
ينفصل عن سائر اآلباء ،بل بمجرد منعلق البراهين الواضحة يسن أن االثهام بهذا االنفصال الذي
رشقه به البالجيون كان خاطائ .فها هو يقتبس من أمبروسيوس قوله :يختار المسيح من يترأف
عليه .وكذلك :لو شاء لجغل الطالح صالحا؛ لكل الله يدعو من يمنحه امتياز الدعوة ،ويفدق
وأنا لوأردت أن أنسج مجتذا ب كمله من كتابات أوغسطينس ،الستطعك بالتقوى على من يشاء.
وئا أن اري ورائي أئني لسث بحاجه إلى لفه خالف لفته .ولكئني لسك أرغت في أن أثعل
عليهم باإلسهاب.
لكن تعالوا نتخيل أن هؤالء االباء باتوا صامتين ،ولنحؤل التفاتنا إلى األمر ذاته .لقد أثير
سؤاز عسير :هل كان الله قد تصرف بالعدل في منحه نعمته ألناس معينين؟ كان ممكائ لبولس
أن يحسلم هذا بكلمه واحدة ،وذلك باقتراح األخذ باألعمال في الحسبان .لماذا إدا لم يفعل
ذلك ،بل يواصل حديتا مشحوائ بالصعوبة ذاتها؟ لم يكن الروح القدس يعاني خطأ النسيان عندما
32. 621 ٤(; 8x1(03111011ا<1. 2- 4 )141ا1تآ0, [±€1111101181.االأ8ل٦جل٨٦ 1 انظر 35. :ا(ل]ا )١ت1 ٤
2076, 2078(.
انظر :ط(ل€ 8)111118111. 7 )١4أ{اا€ [(]€)±€81:111)11:10110أ{ا 33, 886(; 011طل١41ل) 1٧. 8. 35نت€]8 ٠اا€أ 0,ع1خ8الجل٨٦ ه
(ع 44. 964
انظر 35. 1851( :أاللل) ٧1. 2للل 1أ 608[(€ئ,فد ,عال1أ8آلجل٨٦ ٦
, 011جال1أ8ل٦جآل٨ €أ[ا . 49 )1 45. 1024(; 011ةل 1<€]8€^€])111€€ا01/1 0 €أ{ا انظر 011)1 :ا8أ]أ01ا011€ 0 ٧
44.383(.ط(ا) 1٧1. 51ل 01-18111)1181111.
٨٧٩ الكتاب الثالث -الفصل الثاني والعشرون
لحدث على فم الرسول :لذا يجيب من غير لئ ،أو دوران :الله يجيز فضله لمختاريه ألله يشاء ذلك؛
يرحمهم ألئه يشاء ذلك .ولذا فإذ قوله نثبت :ا٠اثزاءف غتى من ،ائزاءف ،زازحم من ،ازخم[ ,,خر
،]١٩ :٣٣كما لوكان يقول :إذ الله يتحلن بالرحمة ال لسبب ،سوى أئه يشاء أن يكون رحوائ.ا
عندئذ يظز قول أوغسطينس صحيحا :إذ نعمة الله ال تجد من تختارهم بل تؤلهل من تختارهم
ليكونوا مختارين.اا٨
لن نتوقف طويأل عند حذق توما [األكويني] في قوله :العلم السابق الستحقاقات األنسان
ليس عته االختيار السابق من جانب صاحب قرار االختيار ،بل يمكن أن نقال من جانبنا إئه السبب:
أي أئه بمقتضى تقدير االختيار ،كما عندما نقال إذ الله يعين سابعا مجذا إلنسا؟ بحسب استحقاقه،
ألده قضى أن يجزز عليه نعمًا يستحق بها نوال المجد ٩ .أثا ألن الرب يشاء أآل نتفكر في شيء سوى
جودته في مسألة االختيار ،إذا اشتهى أحدهم أن يستشف منها شيائ أكثر من ذلك ،يمسي ذلك
تكآثا سخيائ .لكئنا إن أردنا أن نجادل بحذى ومراوغة ،فلن ئغشز علينا أن نفتد مواربة توما هذه.
يجادل بالقول إذ لألعمال نصيبا في قرار االختيار ،ألن الله سبق فعين قسكا من النعمة لمختاريه
يستطيعون بواسطتها أن يستأهلوا التمجيد .لكن ماذا لو اعترضمق بالقول إذ التعيين السابق لقبول
النعمة أقز شأدا من االختيار للحياة ،ويعتبر مساعدا له؟ وأن النعمة قد حئضت للذين سبق أن
تعين لهم نوال المجد من قبل بزم طويل ،ألن الله تشر بأن تحبر أبناءه من االختيار إلى التبرير؟
من ثم يلزم منطقؤا أن االختيار السابق للمجد هو عته التعيين السابق للنعمة ،وليس العكس .ولكن
وداغا لهذه االدعاءات ،فهي ليست ذات أثر لدى من يعتبرون أن في كلمة الله ما يكفي من الحكمة
للتعقل .لقد كقت ،أحدهم من سلف رجال الكنيسة :من ينسبون اختيار الله إلى استحقاق األعمال
هم أحكم متا ينبغي أن يكونوا١ ٠ .
يعترض البعض بالقول إذ الله يناقض نفسه إذا دعا جميع الناس لذاته بغير استثناء ولكئه يقبل
العلة كمختارين فقط .وهكذا ،كما يرون ،زيل شمولية المواعيد امتياز النعمة الخاصة :فيتحذث
بعض المعتدلين على هذا النحو ،ليس بقصد ومع الحئ بقدر تجئب األسئلة الشائكة ،وإلجام فضول
الكثيرين .إئه لقصد حمين ،ولكن ال يمكن قبول صياغته حيث ال عذر للتهرب .أائ أولئك الذين
في غطرستهم يقرعون االختيار ،فجذلهم يطرح مناظرة تثير االشمئزاز ،أو ينشر وكبالال مشيائ.
لقد شرحن في مكا؟ آخر ١١كيف يصالح الكتاب المقدس كأل من العقيدئين أن الجمع
مدعوون إلى التوبة واأليمان بواسطة الوعظ ،ومع هذا فإذ روح التوبة واأليمان ال يعطى للجميع.
وسوف اضطر إلى تكرار بعض ما شرحت قبأل ١٢.كما يلزمني أن أرفض ما يدعون ،إذ هو خطأ
من جانيين .فتن ينذر بأن مطرا يسقط على مدينه بينما يمتنع المطر عن أخرى [عا ٧: ٤؛ ،وش
يعلن في موضع آخر عن تعئلش إلى التعليم [عا ١١ :٨؛ ،ال يقيد ذاته بقاعدة ثابتة لدعوة البشر
بالتساوى؛ وإة الذي يمنع بولس من أن يتكلم بالكلمة في أسيا [اع ٦:١٦؛ ،ثم ال يدعه ومن
معه أن يذهبوا إلى بييية بل يوحههم إلى مكدوتية [اع ٧: ١٦وما يلي] ق بذلك أة له الحق في
توزيع هذا الكنز لمن يشاء .وعلى لسان إشعياء يظهر بأكثر صراحة كيف يوجه مواعيد الخالص إلى
المختارين على وجه التحديد؛ فهو يعلن أئهم وحدهم ،وليس الجنس البشري بأسره ،يصبحون
تالميذه [اش . ] ١٦ : ٨من ثم يتوصح أن عقيدة الخالص المذخرة ألبناء الكنيسة وحدهم — أفرادا
— دون سواهم ،يحط من قدرها عندما دقنم وكأنها فعالة ونافعة للجميع.
ليكي اآلن القول إئه على الرغم من أن صوت األنجيل يذاع لجميع الناس ،فإذ هبة اإليمان
جذ نادرة .ويحند إشعياء سبب ذلك ،فيقول إذ ذراع الرب لم يستعلن [اش ١: ٥٣؛ .لو كان قد
قال إذ خبر البشارة تزدرى من جراء عناد الناس وتعتدهم لألذى ومن ثم رفضهم لسماعه ،ربما
كان لتلك الدعوة الشاملة نفاذ وسريان مفعول .أثا النبتي فال يعزوعماء األنسان إلى معصيته عندما
يعتم أن الله ال يتنازل فيعلن ذراعه للبشر أجمعين [اش ٣ه ١:؛ .إئه يحذر بأن االذان فقط ئطرق
باطأل بالتعليم من خارج ألن اإليمان عطية خاصة .فاالن أوة أن أعرف من هؤالء العلماء البارزين
هل كان الوعظ وحده ،أو األيمان ،يصنع أبناء الله؟ متا ال ريب فيه أئه عندما يقال في األصحاح
األول من شارة يوحنا :ا وأثا كل الذين بلوة قأغطائم غلطانا اذ يصيروا أزالن اللهاا ،٠هذا القول ال
يشمل حشنا فوضوائ من الناس ،بل إة رتبة خاصة تمتح للمؤمنين باسمه ،أولئك هم ألزين زيدوا
كز ،بى ذم ،وأل بى تبيقه حشد ،زأل بى تبيقه ذحل: ،لبىالله,٠ا [يو٠]١٣:١
ولكئهم يقولون إذ هنالك اتفاقا متبادأل بين اإليمان والكلمة .هذا صحيح أينما يوجد
اإليمان؛ ولكن ليس من جديد فى أن تسقط بذار على الشوك [مت ٧: ١٣؛ ،أوعلى أرض تحجرة
[هت :١٣ه] ،ليس ألن الغالبية فقط تعصى الله بعناد ،بل ألن ليس الجميع أيائ قد اعطوا عيوائ
وآذاائ .فكيف إدا يغسق أن الله يدعو لنفسه أناشا يعرف أئهم لن يأتوا إليه؟ دغ أوغسطينس يجيب
نيابه عني1:أتريد أن تجادلني؟ تعجك معي واندهش يا للعمق! لنتفق معا بخوف ،لئأل يهلك كالنا
في ضالل ١٣ .إلى جانب ذلك ،إن كان االختيار بحسب قول بولس هوألم اإليمان ،أرن الجدل على
رؤوسهم بالقول إذ اإليمان ليس شمولائ ،ألن االختيار خصوصي .ومن هذه السلسلة من األسباب
والمسببات يمكننا كوا أن نستنبط هذا االستدالل :عندما يقول بولس [الله] بارنما بكق بركة
العالم [اف ،] ٤-٣ :١لذا فإذ تلك العطايا ليست
** روحية ...كما [أو ،إذ] اختارنا ...قبل تأسيس
للجميع ،ألن الله اختار من شاء اختيارهم فقط .لهذا السبب يزبي بولس اإليمان — في موضعآخر
— للمختارين [تي : ] ١: ١لئأل يظئ أحذ أده يحصل على اإليمان بواسطة جهده ،بل إذ هذا انمجد
يبقى مع الله الذي ينير به من سبق فاختارهم بمحض حريه .يقول برنارد بحن :أيصغي األحياء فرذا
فرذا عندما يقول لهم أيائ :ا أل قفف ،أيها انععليغ العئعيرأ [لو ]٣٢: ١٢ألئه قذ اغبي لكم اذ
دغروا أنزان ملكوت الشماؤات [مت .] ١١: ١٣من هم هؤالء؟ إئهم تن سبق فعرفهم وعيهم
ليكونوا مشابهين صورة ابنه [رو ]٢٩:٨؛ والذين ؤهب لهم أن يعرفوا قصد الله الخفي :اايعلم
ائب يق هم له [ ٢تي ،] ١٩: ٢وما كان معلوائ عند الله قد نمقنى عنه للناس .وفي الحق أئه ال
الزت *
يمنحرين المشاركة في سر عظيم القدر كهذا سوى تن سبق فعرفهم وعيهم ليصيروا له.أ ويتابع
خاثفيه [مز . ] ١٧: ١٠٣من الدهر بسبب
** ** رحمة الرت فهي من الدهر وإلى الدهر على
القول :أما
االختيار السابق ،وإلى الدهر بسبب التطوب في الخلود -من األزل الذي ال بداية له ،وإلى األبد
الذي ال ينتهي ** ١ ٤.ولكن لماذا نحتاج إلى اقتباس شهادة برنارد عندما نسمع من شفقي السيد ذاته
القول :كوة ائ أحذا رأى االب إال الذي مئ الله [يو ]٤٦: ٦؟ ائه يعني بهذه الكلمات أن جميع
من ال دولدون من الله يذهلهم إشراق وجهه .وفعأل ،يرتبط اإليمان تماتا باالختيار على شرط أن
يكون في المرتبة الثانية .وتعير كلمات المسيح عن هذا الترتيب بأجلى وضوح :وهذه هي مشيئة
اآلب ...أن كق ما أعطاني ال أتبف [ال أفقد] منه شيائ ...هذه هي مشيئته أن كل من يؤمن باالبن
ال يهللدا [يو ، ٤٠ -٣٩ : ٦ترجمة يتصرف] .لو كان قد أراد الخالص للجميع ،لزنع صورة
االبن على جميعهم ،وطغم الجميع في جسده برباط اإليمان المقذس .اإليمان وعد منفرد لمحبة
اآلب ،مذخر للبنين الذين تبتاهم .ومن ثم قول المسيح في موضعآخر :أوالخزاف* ددبئه [راعيها]
ألرها دعرف ضؤئه .وا القريت وال كبئه ...ألرها آل ئغرف ضون العرا؛ [يو -٤ : ١ ٠ه] .من
أين ينشأ هذا التمييز إأل من أة آذانهم قد وسمت بعالمه من الرب؟ فإذ أحذا ال يجعل ذاته ضمن
الرعية ،بل يصير واحذا منها بفعل النعمة السماوتة .يعلم الرت أيشا أة خالصنا يظزآمائ ومؤتمنا
أبذا ومحفوفا بقدرة الله العظمى التي ال يقهرها شيء [يو .]٢٩: ١٠وعلى أساس كز ذلك ال
ينتمي غير المؤمنين إلى خرافه [يو .]٢٦ : ١٠أي أن هؤالء ليسوا من الذين وعد الله -على فم
إشعياء — أن يصيروا تالميذ له [قارن اش١٦:٨؛٤ه .]١٣:وحيث إة الشواهد التي اقتبسئها تعبر
عن الثبات ،تشهد في الوقت نفسه لثبات االختيار وعدم تغيره.
. ١ ١الرفض أيضا اليحدث بناة على األعمال ،بل بحسب مشيئة الله وحده
واآلن كلمه في المرفوضين ،وهم أيصا موضع اهتمام الرسول .فكما أة النعمة اإللهية تحتضن
يعقوب الذي لم يكن مستحعا ،كذلك عيسو قبل أن يوصم بأي ذنب ابغض [رو .]١٣: ٩إئنا
لو رتمزنا النظر على األعمال ،نخثئ الرسول كما لو لم ير ما هو كامل الوضوح أمامنا! وبذا تم
البرهان على أئه فعأل لم يكن لينظر إلى االعمال ،إذ يشذد بالتحديد على أة الواحد قد اختير واآلخر
رفض ،من دون أن يكون أحدهما أو اآلخر قد عمل صالحا أو فعل إثائ .وهذا تثبت أة أساس
االختيار االلهي ال عالقة له باألعمال .ثم إته عندما أثار االعتراض على إمكانية كون الله ظالائ،
لم يوفف ما كان أكثر وضوحا وتأكيدا للدفاع :وهو أة الله جازى عيسو بحسب نيته الشريرة.
ولكئه ،بدأل من ذلك ،يرتضي بجواب مختلف؛ وهو أة األشرار قد أقيموا لكي تظهر مجد الله
من خاللهم .وأخيرا يختتم بالقول :ادا هز يذحم تن يشاء ،زئقئي تن تفاء [رو .]١٨:٩فهل
ترى كيف ينسب بولس كليهما إلى قرار مشيئة الله وحده؟ إدا إن تمتا ال نستطيع أن نميز عتة معينة
يتلئف الله ألجلها برحمته على خاصته ،سوى أئه يسر بذلك ،فكذلك لن نجد سبيا لرفضآخرين
سوى مشيئته .وعندما تقال إة الله يقشي أويرحم من يشاء ،فإة في ذلك تحذيرا للناس بأن ال يبتغوا
الفصل الثالث والعشرون
م،
(اإلخراج من زمرة األبرار مالزم لالختيار وعمل من مشيئة الله)٣- ١ ،
واآلن عندما يسمع العقل البشري هذه األمور تثور وقاحته بحيث ال يمكن السيطرة عليها،
فتتغجر بال تدبر أو اعتدال في صيحات صارخة كما يحدث عند نفخ أبواق المعركة.
في الحقيقة ،يقبل الكثيرون االختيار كما لو كانوا يرغبون في أن يتجنبوا لوائ من الله ،ولكن
بحيث ينكرون إدانة أحد .أثا هؤالء فيفعلون ذلك عن جهل وبسذاجة ،إذ ال يمكن أن يقوم
االختيار إن لم يقابله الرفض .فالله يخصص من يتبغاهم للخالص؛ ومن غير المعقول إطالقا أن بقال
إذآخرين يقتنون — على سبيل المصادفة أو بمقتضى جهدهم الشخصى — ما يسبغه االختيار وحده
على قليلين .لذلك يدين الله من يغض الطرف عنهم؛ وهذا يفعله ال لسبب سوى أئه يشاء أن يحرمهم
الميراث الذي يسبق فيعينه ألوالده .أثا الوقاحة البشرية فال بطاق ،إذا هي رفضت أن تكبحها كلمة
الله التي تبحث في قصده غير الئدرك الذي يوقره المالئكة أنفسهم .على أئنا قد تعلمنا أن في يد
الله ومشيئته الرحمة وكذلك القساوة [رو ١٤:٩وما يتبع] .وبولس ال يجهد نفسه قلعا في اختالق
األعذار الواهية للدفاع عن الله؛ إئه يكتفي بالتحذير فقط من أن تجادل الجبلة جابلها [رو . ] ٢ ٠ : ٩
فكيف يتعامل من ال يقرون بدينونة أحد مع قول المسيح :اكل عزس لم يعرص أبي السماوي يعلغ
[مت ه ]١٣: ١؟ يعني هذا بكز وضوح أن كز من لم ينعم اآلب السماوي بأن يفرسهم كأشجار
مقذسة في حقله ،مخصصون للهالك .وإذا قالوا ليست هذه عالمة إلخراجهم من زمرة األبرار،
فلن يوجد ما هو أوضح منها للبرهان.
جون كالثن :أسسى الذين المسيحي ٨٨٤
أثا إذا لم يتوقفوا عن المشاحنة ،فليقنع اإليمان العاقل بمشورة بولس :أده ال يوجد سبب
للتشاجر مع الله إذا هومن جهؤ ازهوك ترين أن يظهز عخيه زسن ثؤئه ،اخئز باتا؛ كتيزهآيية عصب،
نخيًا؛ بلفأللب ، .ولكئه من جهؤ أخرى يسئ عئى تحده غز ايه زخمة قذ سيق ناغنلها للمجد٠اا
[رو ٢٣-٢٢ : ٩؛ .فليالحظ العراء أن بولس ،لكيال يفسخ مجاأل للهمس والذلم ،يسئم بالسلطان
المطلق لغضب الله وقوته؛ إذ من قبيل الشر أن نتولى الفصل في تلك القرارات العميقة التي تستنفد
كز طاقاتنا العقلية .بعطي مخاصمونا جوادا ال قيمة له :أن الله ال يرفض كلؤا من يتسامح معهم
باللين ،بل يرجئ الحكم عليهم لعتهم يتوبون .هذا كما لو كان بولس نسب إلى الله صبنا ينتظر
به توبة الذين قال إئهم لهيوا للهالك؛! [رو .]٢٢:٩يشرح أوغسطينس هذا النص على نحو
صحيح فيقول :حيث تقترن القؤة بطول األناة ،ال يسمح الله بل يحكم بقوته ١ .يضيفون أيصا أن
آنية الغضب قد صنعت للهالك لسبب جيد ،أتا الله فقد أعذآنية رحمة [رو ]٢٣:٩؛ وبهذا
ينسب بولس إلى الله فضل الخالص ويذعيه له ،فيما بلقي لوم الهالك على تن يجلبونه على ذواتهم.
ولكن مع أئني اقر لهم بأن بولسى — باستعماله تعبيرا مختلائ يخفف خشونة العبارة األولى — فإئه من
منتهى التناقفن أن يحول التهيئة للهالك إلى غير القصد األلهي الخفي .هذا يتوحلح في سياى سابق
قليأل :لقد أقام الله فرعون [رو ] ١٧: ٩ثم إئه يثغي تن ئقاء [رو . ] ١٨: ٩من هذا يلزم منطقيا
أن قصد الله الخفي هو علة التقسية .وأنا ،على األقل ،ألتزم تعليم أوغسطينس :إئه حيثما يصنع الله
خراقا من ذائب ،فهو يصلحهم بنعمه أعظم قوة لكي يخضع قساوتهم؛ ولذا ال يغير الله المعاندين،
ألئه ال يظهر تلك النعمة االمكثر قؤه والتي ال يفتقر إليها ،لو شاء أن يجزلها٢.
تكفي هذه التصريحات لألتقياء والعقالء وأولئك الذين يدركون أئهم بشر .أتا فألذ هؤالء
الكادب الشامة يتقيًاون سائ بعد سم ضدد الله ،فسوف نجاوب كأل على حدة حسبما يقتضي األمر.
يتبارى الحمقى مع الله بطرائق متعذدة فيحتلونه سؤولية ما يقهمونه به .لذلك يسألون أؤأل:
بأي حق يغضب الله على مخلوقاته الذين لم يستغزوه بتعد سابق؟ فأن يعين للهالك كز من يشاء
فهذا يشبه بنزوة المستبد أكثر مما يشبه بحكم القاضي الملتزم بالقانون ٠لذا يبدو لهم أن من حق
الناس االعتراض على الله إذا عينوا مسبعا للموت األبدي بموجب قراره وحده ،بغض النظر عتا
ستحثون .إذا خطرت مثل هذه األفكار على بال أناس أتقياء ،فسيكون لديهم ما يكفي من القدرة
ليكسروا حذتها بمجرد التأتل في أئه من األثم المبين أن يتحرى اإلنسان أسباب مشيئة الله .هذا
ألن مشيئته ،ويحق لها أن تكون ،العتة األولى لكز ما يكون .ألئه إن كانت لها عتة مسيبة ،يلزم
حتائ -أن شيكا [آحم] يسبقها ،وال بت لها — إن جاز الحديث — أن تلتزم به؛ وهذا متا ال يجوز
تصؤره .هذا ألن مشيئة الله هي القاعدة العليا للبر بحيث إذ ما يشاؤه ،بحكم أئه يشاؤه ،لزم أن
يعتبر برا .لذلك عندما يسأل أحدهم :لم فعل الله هكذا ،وجب أن نجيب :ألن الله شاءه ٣.ولكن إذا
تماديك في السؤال قائأل :لماذا شاء [الله] هكذا؟ فاك تطلب شيائ أعظم وأسمى من مشيئة الله،
وهذا يستحيل أن يوجد .فليلجم اإلنسان اندفاعه بحيث ال يطلب ما ال يوجد ،لئأل يخفق في إيجاد
ما هو موجود .وهنا التجام ،أقول ،سوف يكبح كز من أراد أن يتفكر ورعا في خفايا أسرار إلهه.
سوف يدافع الله عن ذاته ببره ومن دون معونتنا ،ضد جسارة األشرار الذين ال يتورعون من لعن الله
عالنية ،وذلك بأن ينتزع من ضمائرهم كز مراوغة ،فيدينهم ويصدر لحكمه عليهم.
ثم إئنا ال نروج لخرافة القوة المطلقة؛ إدها امتهان لقداسة الله؛ وينبغي حعا أن نمقتها,
لسنا نتصور إلها ماردا يستقز بالقانون لذاته .فكما يقول أفالطون :يحتاج البشر الذين تردكهم
الشهوات إلى قانون؛ أتا ناموس الله فليس مجردا من الخطأ فقط ،بل إئه القاعدة الغاية في الكمال،
حساب عن نفسه؛ كما ننكر كوننا
ء ٠ أجمع .ولكئنا نرفض أن ٠٠
يطانب الله بإعطاء ٠مع النواميس
٠٠ بل ناموس
قضا؛ مؤلهلين ألن ننطق بالحكم في هذه المسألة على أساس فهمنا نحن .ولذا ،إن حاولنا أكثر منا
سمح لنا به ،فلتقع علينا رعد؛ وعيد المزمور :إذ الله يتبرر ويزكو في القضاء كتما حاول أن يحاكمه
وهكذا يستطيع الله ،بالتزام الصمت ،أن يبكم أعداءه .ولكن لئأل نسمح لهم بأن يهزأوا باسمه
القدوس ويفلتوا من العاقبة ،فهو يستحنا ضنهم من كلمته .وهكذا إن تقذم أحذ بسؤالنا مثل:
آلماذا سبق الله فعين البعض للموت — منذ البدء — إذ لم يكونوا قد وجدوا بعد ،ومن ثم لم يكونوا
1110, 0*1أ8آلجل٦م انظر 34. 175( :رأل) 1. 11. 4 ٣
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٨٨٦
بعد مستحثين دينونة الموت؟ دعونا ،بدأل من أن نجيب ،نسألهم بذورنا :بماذا يظوئن أة الله
يدين لإلنسان إن كان يحكم عليه بمعيار طبيعته اإللهية؟ فإذ قد أفسدتنا جميعنا الخطيئة ،ال يمكنا
إأل أن نكون بغضاء في نظر الله ،وليس ذلك ٠ءنقساوة وظلم بل بأعظم مقاييس اإلنصاف والعدالة.
وإن كان جميع من سبق فعينهم الرب للموت خاضعين بحكم طبيعتهم لدينونة الموت ،فمن أي
ظلم يحق لهم أن يشتكوا؟
ليتقذم جميع بنيآدم؛ وليتنازعوا وليتجادلوا مع خالقهم في أئهم كانوا بواسطة تدبيره األزلتي
محئائ عليهم قبل والدتهم أن يصيروا إلى التعاسة األبدية .أي ضجيج يمكنهم أن ئحدثوه إزاء هذا
الدفاع عندما يدعوهم الله — على العكس — لكي بعطوا حسابا عن أرفسهم أمامه؟ إن كان الجميع
بجئذبون من كتلة تالفة ،ال عجب في أئهم خاضعون للدينونة! فليكوئا عن اثهام الله بالظلم إذا سبق
أن عينوا — طبعا لحكمه األزلى — للموت الذي يشعرون بأة طبيعتهم ذاتها ،سواء شاؤوا أو أبوا،
هي التي قادتهم إليه .إة ميلهم الطبيعتي إلى االحتجاج يظهر من خالل ئقثدهم إبقاء عتة دينونتهم
طتي الكتمان ،فيما هم مضطرون إلى األقرار بها في ذواتهم ،ولكئهم يكتمونها كيما يبروئا أنفسهم
بوضع المالمة على الله .ولكئني على الرغم من لزوم أن أعترف مائة مرة بأة الله هو سبب دينونتهم
— وهذا حعا صحيح — فهم ال يتخلصون هكذا سريعا من ذنبهم المحفور على ضمائرهم ويتراءى
لهم مرارا وتكرارا.
يعترضون وه أخرى بالقول :ألم يكونوا قد سبق أن عينوا بحسب قضاء الله إلى الفساد الذي
بقال عنه اآلن إئه عتة الدينونة؟ لذلك عندما يغنون في فسادهم ،يدفعون جزاء التعاسة التي سقط
فيها آدم بتعييب سابي من الله ،كما -بو بعده نسله بتهور .إدا أليس ظالتا ئن يخدع مخلوقاته
بقساو؛ كهذه؟ بالطبع أقر بأة هذه الحال التعيسة التي تكتنف البشر اآلن ،قد سقط فيها جميع
بني ادم بحسب مشيئه الله .وهذا ما قلته في البداية؛ ينبغي دائائ أن نعود أخيرا الى قرار مشيئه
الله وحده الذي تستتر علته فيه .لكن ال يلزم مباشر؛ أة الله خاضع لهذه المالمة .وسنجيب مع
بولس هكذا :مرع ات أيها اإلنشان اندي ثخاوب الله؟ انقز انجئله ثقول لجابلها :اكمادا ضتقئيي
هكذا؟ ام كز ،يئغزافب ستثان غتى الثيب ،اذ ئضتغ من كتلة زاحت،؛ إداة للكزامة زاحر لتهزان؟
*
[رو.]٢١-٢٠:٩
سيقولون إذ بر الله ال يتبرأ فعأل بهذا الدفاع ،وإئنا نجرب ذريعة كالتي ينزع إلى استخدامها من
ليس لهم عذر صائب .لكن ماذا يظهر أئه يقال أيصا هنا سوى أن لله سلطادا ال يمكن لشي؛ البئة أن
يمنعه من أن يفعل ما يسره؟ ولكن األمر يختلف كثيرا .فأي منطي أقوى يمكن أن يدلى به إأل عندما
ئدغى أن نتأتل من هو الله؟ ألئه كيف يستطيع ذاك الذي هو دبان كزى األرض أن بعطي لإلثم مجاأل
[قارن تك : ١٨ه ٢؛؟ وإن كان تنفيذ الحكم يخش حائ طبيعة الله ،فإئه بطبيعته يحب البر ويبغض
الشر .ولذا لم يبحث الرسول عن مهرب ينفذ من خالله كما لو كان مستحيا بخجته في جداله،
ولكئه بين أة منطق البر اإللهي أسمى من أن ترتقي إليه معايير اإلنسان ،وأعلى من أن يدركه ذكاؤه
الهزيل .حتى الرسول يقر بأن عمثا هذا مقداره يكمن تحت أحكام الله [رو ٣٣:١١؛ بحيث لو
حاولت عقول جميع البشر أن تتقضاه لغارت في غياهبه .ولكئه يعلم أيصا كم هو مقدار التفاهة
أن يحط اإلنسان أعمال الله إلى مستوى ناموس وضيع كهذا ،بحيث إذ لم نستطع إدراك منطقها
نتجاسر على أن ندينها! لقد اشتهر قول سليمان ٠الذي طما وهكه معظم الناس :خالق كل الكائنات
ه .قضاء الله الخفتي اليخضع لالستجواب ،بل يجب التعجب أمامه بالطاعة
تعالوا نفترض أن أحد المتهكمين على عقيدة العناية اإللهية من أتباع ماني أو سيليستيوس
حاضر بيننا ،ه وبادرت أنا بالقول هع بولس إئه ال ينبغي أن نفتش عن سكب [لقضاء الله؛ ألئه في
كثرة عظمته يفوق فهمنا [قارن رو .]٢٣- ١٩ : ٩ما العجب في هذا القول؟ أو ما سخافته؟ أيريد
أن يحذ من قدرة الله بحيث ال يستطيع أن ينجز ما ال يستطيع عقله استنيحابه؟ أقول مع أوغسطينس:
ماني انظر أعاله :الكتاب األول ،الفصل الثالث عشر ،الفقرة ،١هامش .٨٩سيليستيوس :زميل لبيآلجيوس ،من ه
القرن الخامس.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٨٨٨
لقد خلق الله مرع سبق فعرف أدهم يؤولون إلى الهالك .حدث ذلك ألده قد شاءه .أما لماذا شاءه
فليس لعقلنا أن يبحث فيه ألده يستحيل علينا أن نستوعبه .كما ال يليق أن دجرجر مشيئة الله إلى
مستوى المساءلة بيننا؛ ألده كآما ورد ذكرها ،بمانت قاعدة البز العليا ،وأساسه المتين .فلماذا دثار
أي سؤالح حول الشز حيثما يتجنى البر؟ دعونا ،على مثال بولس ،ال نستحي أن بكم أفواه األشرار،
وأن نعين القول كتما تجاسروا على االفتراء من ادك أدفا األسان [التعيس) ائذي ثجاوب الله؟ا
[رو .)٢ ٠ : ٩لماذا إدا روجه إليه الئفم ألئه ال يكيف مقدار عظمة أفعاله لكي يالئم مقدار جهلك؟
فكأن هذه األمور أمست شريرة ألئها استترت عن إدراك البشر! إئك تعلم كما برها؟ جلى ،أن
عظيمة [مز .)٦٠٠٣٦تأثلي اآلن ضيق
** **
لجة أحكام الله ال ثقاص وال نستقضى ،وتعلم أئها بدعى
عقلك ،وهل يمكنه أن يفهم ما قضى به الله في سراريه؟ وماذا ينفعك في سعيك المسعور أن
اللجة التي يحذرك إدراكك من أئها تتوغدك بالهالك؟ لماذا ال
* تفوض متهورا في عمق تلك
يعئلك بعض الخوف على األقلي ،فإذ قصة أيوب على غرار أسفار النبوة ،دحنث بحكمة الله التي
ال ثستقصى وبقدرته المهيبة؟ إن كان فكرك مضطرائ فال تستح أن تأخذ بصيحة أوغسطينس الذي
** أدها األنسان تنتظر هتي جوادا؛ أائ أنا فبشر مثلك .فليستمع كالنا لمن يقول :اس أثث
أنت قال:
األئشان؟ [رو .)٢ ٠:٩الجهل الذي يؤمن خير من معرفة طائشة .اسغ وراء االستحقاق،
** أيها
طالب بما تستحق فلن تجد سوى العقاب * .يا للعمق! [رو . )٣٣: ١١ها هو بطرس ينكر؛ واللص
يؤمن .يا للعمق! أتطلب المنطق؟ إتي أرتعد إزاء العمق.تعئل يا أنت؛ أتعجب أنا.جادز أنت؛
أنا أومن .إتي أرى العمق؛ وال أتوضل إلى القاع .بولس استراح ألئه وجد عجبا .إئه يصف أحكام
الله بأئها تبعد عن الفحص وأنت تشرع في فحصها؟ يقول عن طرقه إئها بعيدة عن االستقصاء
[رو ،)٣٣:١١وأنت تتعثبها؟ ٧ال جدوى من أن نستمر ،إذ لن يشتع استمرارنا شكاستهم كما ال
يحتاج الرب إلى أي دفاع اخر سوى ما سمح به بفعل روحه فيما تحدرثا به على فم بولس .ونحن
متى توقفنا عن الحديث مع الله نسينا أن نتحذث حسائ.
ينتج عدم ورعهم اعتراصاآخر ال يوجه ادهاائ مباشرا إلى الله بل بالحري يختلق عذرا للخاطئ.
مع ذلك ،فإذ من يدينه الله كخاطئ ال يمكن تبريره من دون إهانة للديان .لذلك تثرثر األلسنة البذيئة
6,اال81أأجال٨ انظر 33. 824( :ط(ل4لل) . 7. 23ا٧تتتك ٦
0,االأ8ل٦جآل٨ انظر 38 )179-182(. :ط. 3.4; 6.6; 7.7 )1اا٧تت ٧
٨٨٩ الكتاب الثالث -الفصل .الثالث والعشرون
يالقول :لماذا ينبغي أن يحسك الله شرور البشر خطيه إذ كان تعيينه األسبق قد وضع عليهم ضرورة
اقترافها؟ ماذا كان لهم أن يفعلوا؟ هل وجب عليهم أن يحاربوا قضاءه؟ بل بات عنادهم باطأل إذ لم
يمكنهم أن يقاوموا .من ثم كان عقابهم خلتا لما فعلوه تنفيذا لتعيين الله السابق .سوف أتحاشى
ذلك الدفاع الذي اعتاد أن يلجأ إليه كائب الكنيسة :أال وهو أة علم الله السابق ال يمنع اإلنسان
ض أن يحشب خاطائ؛ حيث إذ الشرور التي يراها الله مسبائ هي فعل اإلنسان وليس من فعله هو.
يمثل هذا الجواب لن يكذ الجدل ،بل بالحري يستوجب الرد بأة الله كان قادرا فاختار أن يصن
الشرور التي سبق فراها لو أراد .وأتا ألئه لم يفعل ذلك ،فإئه بقصده األسبق حلق اإلنسان لهذا
األجل بحيث يسلك هذا أيام حياته األرضية بحسب منهاج نهايته المحتومة .فإذا كان اإلنسان قد
حيق بحسب قصد الله لهذه الحالة ،بحي٠ث وجب عليه من بعن أن يفعل كز ما يفعله ،وجك إدا أأل
يالم على ما لم يكن قادرا أن يتجئبه ،وعلى ما قام بعمله تنفيذا لمشيئة الله .لئر إدا كيف ينبغي أن
ثحز هذه المعضلة .بادئ ذي بدء ،وجب أن يتفق الكز مع قول سليمان :آلزب ضتغ الكل بغزحك
ؤالئريؤ ائائ لتؤم الئرأ [ام ، ٤: ١٦قارن أالثولجاتاا| .انظر! لتا كان تدبير كز شيء في يد الله،
ولغا كان قرار الخالص أو الموت يبقى رهن قؤته ،فإئه بحسب تصميمه ومشيئته يقذر للبعض من
بني البشر أن يولدوا متجهين من قرارة الرحم إلى موب مود ،وهؤالء يمجدون اسمه بهالكهم.
وإن أجاب أحدهم قائأل إذ الله في عنايته ال يفرض عليهم أى ضرورة ،بل قد خلقهم في تلك
الحالة ،إذ رأى سابغا خطأهمآتيا ،فإة ذلك الشخص يجيت بجزء مائ ينبغي أن يقال .لقد اعتاد
الكائب القدامى أن يلوذوا بهذا الحز في بعض األحيان ،ولكن بشيء من التردد .أتا المدرسيون
فيرتكنون إليه كما لوغير ممكن أن يثار عليه اعتراص ما .إئني في الحقيقة اقر عن طيب خاطر بأة
الطم السابق وحده ال يفرض الحتمية على المخلوق ،ولكن هذا ال يقنع الجميع .فإة هنالك بعض
من يريدون أن يكون [العلم السابق؛ علة األشياء .ولكن يبدو لي أن ثاال -وهو رجز لم يتضيع من
المقنسات -رأى األمر بوضوح وبحكمه أكثر ،ألئه اظهز سطحية هذا االعتراض حيث إذ الحياة
والموت هما من عمل مشيئة اك ،أكثر متا هي من فعل علمه السابق ٨.إذا كان الله قد رأى سابغا
أحداث البشر فحسب ،ولم يرثبها ويقذرها أيصا بقضائه ،أمكن أن يكون مغرى للسؤال هل كانت
لرؤيته السابقة أي صلة بحتميتها؟ ولكن ألئه يرى أة األحداث العتيدة تخنث بموجب قضائه
فقط ،فهم يجادلون باطأل حول البلم السابق[ ،خصوصا] وأئه من الواضح أة كز األشياء تحدث
باألحرى بموجب قضائه واستجابًا ألمره.
لورنزو قاآل (حوالى ٧-١٤٠٦ه)١٤؛ مفكر إيطالي وكاهن ،من أتباع االشباه اإلنسانوي (أ1118ة111ل٦آل) ،كت مقاأل حول ٨
ح( )7أنكر فيه إمكانية التناغم بين قدرة الله الكلية وحرية اإلرادة اإلنسانية. حرية اإلرادة
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٨٩٠
يقولون إئه لم ئرذ قوق صريخ قضى بلزوم هالك آدم بسبب عصيانه .كما لوكان حائ أن ذاك
الله نفسه الذي يشهد الكتاب بأئه 1اكتما ساة صتغا[ 1مز ]٣: ١١٥كان ليخلق أسمى مخلوقاته
لمصير ملتبس مريب .يقولون إذ اإلنسان حلق حرا كيما يختاز قسمته ،وإذ الله لم يرسم إأل أن
يعامله بحسب ما يستحق .لوكان اختراع عقيم كهذا ليقبل ،أين هو مكان قدرة الله الكلية التي بها
ينقم كز األشياء بحسب تصميمه الخفى الذي يعتمد على ذاته فقط؟ وعلى الرغم من ذلك فإذ
االختيار السابق ،سواء أرادوا أو أبوا ،رعبن ذاته في ذرية ادم .ألئه لم يكن منطقيا بطبيعة األمور أن
دب أب واحد يمكنه أن يحرم نسله أجمعين من الخالص .ماذا إدا يمنعهم [أي رافضي عقيدة
٠٠يتعئق بالجنس
٠لجسى فى ما
- مضض —
٠٠ ٠ واحد بما ٠ ٠٠
يقبلونه -على عي إنساز
خ بشًان
يقروا ٠خ
السابق؛ من أن ٠٠دن
٠ التعيين
٠ ٠٠٠٠
البشري بأسره؟ ولماذا يبددون طاقتهم في مثل هذه المراوغات؟ يعلن الكتاب المقدس أن كز بني
البشر قد أودعوا للموت األبدي في شخص إنسا؟ واحد [قارن رو ه ١ ٢ :وما يتبع] .ولغا كان
من الئحال أن ينسب هذا إلى فعل الطبيعة ،يتضح جليا أده حدث بفعل التصميم اإللهى العجيب:
فمن ذروة الحماقة أن هؤالء المدافعين عن عدالة الله يتعكرون بققة ،فيما هم يثبون فوق سطوح
شاهقة العلو!
أعود فًاسأل :أين المنطق في أن سقوط ادم يجر وراءه — بال رجعة — إلى الموت األبدي
كثا كبيرا من البشر ،مع نسلهم الرضيع ،إن لم يكن ذلك عن مسرة مشيئة الله؟ هنا يلزم أللسنتهم
الثرثارة أن تخرس .أعترف بأئه حعا قضاة رهيب .ومع ذلك لن يستطيع أحذ أن ينكز أن الله سبق
فعرف المصير الذي كان ينتظر اإلنسان قبل أن خلقه ،ومن ثم سبق فعرف ألئه عبنه بحكم قضائه.
وإن تجاسر أحذ على التنديد بعلم الله السابق اآلن فسوف يتعكر غافأل متهورا .بأي منطي يوحه
االدهام إلى الددان السماوي ألئه لم يكن يجهل ما كان سيحدث؟ فإن وحن أي تذئر عادل أو
بي فهو ينطبق على التعيين السابق .كما ال يتحئم أن يبدو سخيائ متي أن أقول ،إذ الله لم يسبق
فرأى سقوط اإلنسان األول فقط ،بل حذده [قذره] له أيشا بحسب حكم قراره .ألئه حيث كان
في نطاق حكمته أن يعرف سابغا كز ما كان ليحدث ،كذلك في نطاق قدرته أن يحتكم وأن
يضبن كز شيء بقبضة يده .يتعامل أوغسطينس مع هذه المسألة بغطته المعهودة ،فيقول :اإئذًا نقر
بكز نقاوة قب بما نؤمن بصحته :أن الله رت كز شيء ،والذي حلوة كز شيء حسائ جدا [قارن
تك ،]٣١: ١وسبق فعرف أن أشياء شريرة سوف تنشأ من األشياء الحسنة ،كما عرف أله كان في
حيز جوده الكلي القدرة أن يخرج خيرا من األشياء الشريرة بدأل من أن ال يسمخ للشر أن يكون...
٨٩١ الكتاب الثالث -الفصل الثالث والعشرون
هكذا رئب حياة المالئكة والبشر لكي يظهز فيها أؤأل ماذا يمكن لحرية اإلرادة أن تفعله ،من ثم
(لم يسمح الله بأن يحدث سقوط ادم فقط ،بل شاءه ،وكذا أراد برفض األشرار ،ولكن بعدل،
هنا يستعينون بالتمييز بين المشيئة والسماح .يقصدون بذلك أن األشرار يهلكون ألة الله
يسمح بهالكهم ،وليس ألئه يشاءه .ولكن لماذا نقول اباإلذدا إن لم يكن قد أراده الله؟ ومع ذلك،
ليس من المحتمل أة اإلنسان جلب الهالك على ذاته بإرادته هو ،وكأن الله قد أعطاه مجرد اإلذن
رغائ من قصد مشيئته .هذا وكأن الله لم يرسم الحال الذي يريد أن يكون عليه أسمى مخلوقاته!
لذا لن أتردد في أن أقر ببساطة مع أوغسطينس أة ا مشيئة الله هي موجب األشياء ١ ٠ ،وأن ما شاءه
سوف يحدث ال محالة ،كما أة كز ما سبق فرآه سوف يحدث حعا بالضرورة .واآلن إذا انتحل
البيالحبون أو المانوثون أو األبيقورتون أو مجذدو الفائد (وهؤالء أصحاب المذاهب األربعة
هم من يلزم التصذي لهم) لذواتهم كما لألشرار عذرا ،فاعترضوا بحجة أئهم بالضرورة تجبرون
بموجب التعيين اإللهي السابق ،فإئهم ال يقذمون حجة ذات صلة بهذه المسألة .فإن لم يتعن
التعيين السابق كونه تطبيق العدالة اإللهية — سرا ،في الواقع ،ولكن على حق — ألئه من الموكد أئهم
استحثوا أن يعثنوا لهذه الحال ،فمن المؤتمد أيصا أة الهالك الذي يصيبهم بحسب التعيين السابق
هو عين العدل والحق .كما أة هالكهم يتوقف على اختيار الله السابق بحيث إذ عآته ومناسبة
حدوثه كائنتان في ذواتهم .سقط اإلنسان األول ألن الله رأى ذلك مالئائ؛ أتا لماذا حكم الله هكذا
فاألمر خفى عتا .ومع ذلك حكم هكذا ألئه رأى أن مجد اسمه ينجلى بذلك كما ينبغي.
حيث بذكر مجد الله في مسمعك ،فكر في عدله .ألن كز ما يستحق الحمد ال بد أن يكون
عادال .ولذا يسقط اإلنسان بحسب ما تفرضه عناية الله ،لكئه يسقط بفعل خطأه هو .قبل ذلك،
اعلن الله أة اكز تا عمله قادا هز لحسن حدا [تك .]٣١ : ١فمن أين ،إذا ،يأتي ذلك الشر لإلنسان
بحيث يسقط مبتعدا عن الله؟ فلئأل تظن أته يأتي من الخليقة ،ز صغ الله خاتم تصديقه على ما كان
قد صدر منه .لقد أفسد اإلنسان — باقزافه اإلثم عمنا — الطبيعة النقية التي تلثاها من عند الرب؛
وبسقوطه جر معه ذريه إلى الهالك .ولذا لزم عليه أن يتفكر في العتة البينة إلدانة الطبيعة البشرية
الفاسدة — وهي األقرب متا — بدأل من أن ننقب عن عته مسثزة يستحيل إدراكها في االختيار
السابق اإللهي .فدعونا ال نخجل من أن نخبع فهمنا لحكمة الله التي ال حدود لها ،بحيث نذعن
أمام أسرارها التي ال حصر لها .ألة الجهل بما ال ئعطى وما ال ئباح بعلبه هو شي؛ نتعتمه ،أتا اإللحاح
قد يقول أحدهم إئئي لم ات إلى االن ببرها ؟ يكفي إلسكات هذه الحجة اآلثمة .أتا أنا
فأعترف بأئه ال يمكن فعل ذلك بحيث يمكن قمع العقوق .ومع ذلك ،يبدو لي أئني ولت ،ما
يكفي ال لينفي كز أسباب المعارضة فقط ،بل كز ذريعة لها أيثا .يتمتى األشرار أن يجدوا عذرا
لخطاياهم ،بحجة أئهم ال يستطيعون تجتب الوقوع في الخطيئة ،وخصوصا أن هذا النوع من
الحتمية قد ورض عليهم بقضاء الله .أتا نحن شكر أن لهم عذرا عن حق ،ألة لقضاء الله الذي
يشتكون أئه يصيرهم إلى الهالك عدالته المستقتة -عدالة تفوق حعا سعة معرفتنا جمعاء -ولكئها
عدالة أكيدة بدون جدال .وس ذلك نستنتج أة ما يصيبهم من بالء إرما يئزله بهم حكم الله البار.
وعلى أساس ذلك نعتم بأئ من ينثبون في قدس مقاصد الله الخفي إليجاد مصدر إدانتهم إرما
يتمادون في الضالل ،ويفخون الطرف عن فساد الطبيعة الحقيقية التي تنجم عنها بلواهم .ولكي
يوقفهم الله عن ائهامهم إتاه بما ينتابهم ،يشهد لخليقته .ألئه على الرغم من أة اإلنسان قد غلق
ليجتاز تلك الفاجعة التي يتعرض لها ،تنشأ مع ذلك من فعل اإلنسان نفسه ،وليس من الله ،حيث إذ
السبب الوحيد لدماره هو أئه انحن عن خليقة الله النقية إلى فساد أثيم وضالب) لبين.
.١٠االعتراض الثالث :تقود عقيدة االختيارإلى االعتقاد بأن الله يعحابي الوجوه
هنا يفتري خصوم هذه العقيدة عليها بشخب ثالث .فلائ كنا ننسب إلى قضاء اإلرادة اإللهية
نجا؛ من يقبلهم ورثه لملكوته من الهالك الشامل ،يستنتجون أة في الله محاباة للوجوه — هذا
األمر الذي ينفيه الكتاب المقدس في كزمكان .واألكثر من ذلك ،يستنتجون :إائ أن الكتاب يناقض
نفسه بنفسه ،أوأة اختيار الله السابق يئخذ استحقاق األعمال بعين االعتبار .أؤأل :ينفي الكتاب أة
٨٩٣ الكتاب الثالث -الفصل الثالث والعشرون
اوجه أو ٠اشخصاا
** الله يظهر تحيرا لألشخاص بمعتى يختلف عن تغسيرهم .ألئه ال يعني بكلمة
اإلنسان ،بل مميزاته المرئية للبيان والتي تثير عاد؛ اإلعجاب وتستدعي التعامل باللطف والتكريم،
أوكتتج البغض واالحتقار والخزي .تشمل تلك المميزات الثروة والترف والقؤة والجاه والمنصب
والوطن وحسن الخلقة وما إلى ذلك [قارن تث ١٧: ١٠؛؛ وقد تشمل أيشا الفقر والعوز والدناءة
والخسة والحقارة وما أشبه ذلك .فهكذا يعلم بطرس وبولس أن الله ال يقبل الوجوه [أعمال
٣٤: ١٠؛ قارن رو ١١: ٢؛ غل ،]٦: ٢ألئه ال يمتز بين يهودي ويوناني [غل ]٢٨:٣بحيث يرفض
الواحد ويحتضن اآلخر على أساس الجنس .وكذا يعقوب يستخدم الكلمات نفسها عندما يريد أن
يطن أن الله ال يراعي في أحكامه الغنى [يع : ٢ه؛ .ولكن بولس ،في حديثه عن حكم الله ،يقول في
نعراخر إذ كون اإلنسان عبنا أو حرا ال يؤئر في نوال جزائه ألن ليس عند الله محاباة [اف ٩ : ٦؛
كو : ٣ه . ] ٢من ثم لن يناقضنا أحد إن قلنا إة الله يختار أبناء له بحسب مسرة مشيئته ،من دون أي
اعتبار لالستحقاق ،فيما يستبعدآخرين ويدينهم.
يمكننا أن نشرح األمر بمزيد من اإلقناع .هل يسألون كيف يحدث أن رجين ال يتميز أحدهما
عن اآلخر من حيث االستحقاق ،يتجاوز الله أحدهما بينما يختار اآلخر؟ وأنا بذوري أسأل :هل
يظلون أره يوجد في ض اختير شيء يميل الله تجاهه؟اا فإذا اعترفوا -كما يحق االعتراف -بأئه
ليس هنالك في الشخص ما يوجب االختيار ،يلزم حتائ أن الله ال ينظر إلى استحقاق اإلنسان بل
يبحث في منبع جوده عن سبب لإلحسان إليه .لذلك وآن يختار الله الواحد فيما يرفض اآلخر ،ال
يرجع إلى اعتباره للشخص بل إلى مجرد رحمته التي يحق لها أن دطهر ذاتها أينما و حيثما يشاء هو.
نرى ذلك أيصا في النص القائل تجز تجرون حكائء ...كز ،تجيرون اووياء ،كت ،تجرون شرواء
[ ١كو ]٢٦:١لكي يخزي الله كبرياء الجسد ،هكذا يغد فضل الله عن االرتباط باستحقاق اإلنسان!
يلهم بعضهم الله ظلائ بالتحيز في العدالة زعائ أئه ال يتعامل مع الجميع بالفكر نفسه في ما
يتعلق باختياره السابق .يقولون :إذا وجد الكزآثمين ،فليعائب الكز على السواء ،وإن كانوا أبرياء
فلثعبهم من صرامة دينونته .إئنا نقر بأن الجميع مذنبون ،ولكئنا نقول إذ رحمة الله سعف البعض.
يقولون :فلتسعف الجميع .ونجيب :من الصواب أن يظهر الله ذاته قاضيا منصائ في العقاب أيائ.
ولكئهم عندما ال يسمحون بذلك ،ماذا يفعلون سوى أئهم إائ يحاولون أن يجردوا الله من قدرته
على إظهار رحمته ،أوعلى األقز يسمحون له بها بشرط أن يفرط في حكمه كليا؟
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٨٩٤
يؤدد أوغسطينس هذا الرأي تماائ عندما يقول :حيث إته في ادم األول وقعت الدينونة
على كتلة الجنس البشري بأسره ،لم تكن تلك اآلنية التي لهست للكرامة بازة في حذ ذاتها ...بل
هتئت هكذا برحمة الله ،أتا غيرها فقد صنع للهوان [قارن رو ٢١: ٩؛ وال يخضع لالستجواب بل
للدينونة ١ ١ .فألذ الله يحكم بعقاب من يدينهم بينما يوزع النعمة غير المستأهلة على من يدعوهم،
يزأ من أي اتهام؛ كمن يقرض ماأل ،في قدرته أن يعفي هذا ويطالب ذاك .يستطيع الرب أن يعطي
نعمه أيشا ...تن يشاء ...ألئه رحوم ،وأأل يعطي الجميع ألده قاض عادل .ألئه إذ يعطي البعض
ما ال يستحثون ...يري نعمته المجانية ...وبعدم إعطائه الجميع ،يستطيع أن يعلن ما يستحق
الجميع ١٢ .لذا عندما يكتب بولس قائأل إذ الله أغلق على الجميع مائ في العصيان لكي يرحم
الجميع [رو ،٣٢: ١١نص مدمج مع غل ]٢٢:٣يلزم أن يضاف إلى ذلك أن الله ليس مديائ ألحد
**
ألن * أحذا لم يسبق فأعطاه فيرن له [أنظر رو ٣٥٠٠١١؛.
ولكي يطيحوا االختيار السابق ،يعترض مقاومونا بالقول — إذا ثبت كالمهم — إذ كل اعتناء
أو اجتهاد في العمل الصالح يؤول إلى الدمار .يقولون :فمن يمكنه أن يسمع بأن الحياة أو الموت
قد تعينا له بقضاء الله الذي ال يتغير ،من دون أن يفكر وئا بأن ال أهمية لكيفية سلوكه ما دامت
جهوده لن تثني اختيار الله السابق ،كما لن تعرزه؟ وهكذا يلقي الناس بأنفسهم مندفعين بتهور
أينما تحملهم شهواتهم .من الواضح أتهم ال يكذبون تماثا [بقولهم هذا] ،فهنالك الكثيرون من
الخنازير الذين ينحسون عقيدة االختيار بتجديفهم البغيض ،وبهذه الذريعة يتهربون من كق تحذير
وتوبيخ .إذ الله عارف بما قرر ره وإلى األبد أن يفعل بنا :إن كان قد قضى بالخالص فلسوف يأتي
بنا إليه في الوقت الذي يقزره؛ وإن كان قد قذر لنا الموت فباطأل نحاول أن نقاومه.
ألما الكتاب المقدس ،فيما يطالبنا بأن نتأثل هذا السر العظيم بوقار وهيبة عطيتين ،فيعزم
األتقياء فكزا مختلائ تمام االختالف كما يدحض حائ الجنون األجرامي الذي يتستط على
هؤالء الرجال .الكتاب ال يتحدث عن االختيار السابق بقصد إثارة جرأتنا ،لنحاول بعكثب سفيه
,جاالأ8ل٦جل٨٦ انظر٠ 7. 22; 6.18 )11 33. 824, 823(. :ا٧تلتا0 ١١
انظر 45. 1009(. :ا(ل. 28 )١1ااآ عحس٢حر٦ح؟٢،عم/ه 01/1لج أا, 0جااا81الجال٨ ١٢
٨٩٥ الكتاب الثاك -الفصل الثاك والعشرون
أن نستقصي خبايا الله التي ال يمكن بلوغها .على العكس ،فإئه يهدف إلى أن نتعتم في تواضع
وانكسار نفس ،أن نرتعذ أمام قضائه وأن نثغن رحمته .ذلك هو الهدف الذي ينبغي أن يصؤب
عليه المؤمنون .أئنا باع أولئك الخنازير فيسكته بولس على نحو واب .يقولون إدهم يمضون في
فسادهم غير مكترثين؛ ألئهم إن كانوا في عداد المختارين فلن تمنعهم شرورهم من أن تقادوا أخيرا
إلى الحياة .ولكل بولس يعتم بأئنا احبرنا لهذا الهدف :لكي نكون قديسين وبال لوم [اف .]٤:١
إن كانت حياة القداسة هي غاية االختيار ،لزم باألحرى أن ينهض [االختيار؛ بنا وأن يدفعنا إلى أن
نثبت أفكارنا عليه بشوق ،ال أن نتذرع به فال نفعل شيائ .ما أعظم الغارق بين هذين األمرين :أن
نتوقف عن العمل الصالح معتمدين على كفاية االختيار للخالص ،أو أن نكرس ذواتنا للسعي من
أجل الصالح باعتباره الهدف المعين لالختيار! فلئعرب عتا مثل هذه التدنيسات إذ هي دعلب نظام
االختيار برئته.
على أئهم يتمادون في تجديفهم إلى أبعد من ذلك ،عندما يقولون بأن من أدانه الله للهالك
يضيع تعيه إذا انخرط في السعي في طهارة الحياة واستقامتها لكي يكون مقبوأل عند الله [قارن
٢تي : ٢ه ١؛ ٠إئهم بذلك يتورطون في زيي مشين .ألئه من أين ينشأ مثل ذلك السعي المستقيم إن
لم يكن أصله االختيار؟ ومن كانوا في عداد المرفوضين ،إذ هم انية معنة للهوان [قارن رو ]٢١: ٩
هؤالء ال يتوقفون بإجرامهم المتواصل عن إثارة غضب الله عليهم ،كما يؤغدون بعالماب واضحة
أة حكم الله عليهم قد لطق به ،مهما كان قدر مقاومتهم الفاشلة له.
وآخرون يشوهون هذه العقيدة عمنا وبال حياء وكأئها ثبطل الحك على حياة التقوى .لقد
جلب هذا األمر دغصا جسيائ ضد أوغسطينس فصرفه عنه في كتابه إلى ثالنتينوس :في التوبيخ
والنعمة ١٣٠٠.وسوف برضي قراءة هذا الكتاب كز تقى قابل للتعليم .وبذوري سأذكر بعض النقاط
< ٠
التي سآمل أن تشبع حاجة المسالمين ومستقيمي الرأي .لقد رأينا كم كان بولس واضحا وصريحا في
وعظه عن االختيار المجانى الحر .فهل كان فاترا في حقه ونصحه؟ دع أولئك الغيارى المتشددين
يقارنون حذيتهم بجنيته :ولتجدن حماستهم كالثلج إزاء شذة حرارته .وبكز تأكيد يتبدد كز حرج
عند مراعاة المبدأ القائل إذ الله لم يدغنا إلى النجاسة [ ١تسى ]٧: ٤بل آذ ...كز واحد ...يعتنئ
إراءه بعدانة وكزامة [ ١تس ٤ : ٤؛؛ وأئنا نحن عمل الله مخلوقين ...ألعمال صالحة ،وئ كق الله
آلغذلها بكتي سلك فيهاال [اف . ] ١ ٠ : ٢
خالصة القول إذ مول درسوا بولس — ولو على نحو متوسط العمق — يفهمون بال جهد
طويل في البحث عن البرهان ،كيف يووق بين األمور التي يزعمونها متناقضة .المسيح يوصينا
بأن نؤمن به .وعلى الرغم من ذلك ،عندما يقول ائه أل يعي ز اخل اذ يأتتي إقتي إذ لم يعط من
آبي [يو : ٦ه ٦؛ ،فقوله هذا ال هو كاذب وال يتناقفرة مع وصيته .فليمض الوعظ إدا في مجاله
لكي يقود الناس إلى األيمان ويحفظهم في ثباب فيجتنوا نفثا متزايذا .ومع ذلك حذار أن ئطمش
معرفة االختيار السابق ،لكي ال يستكبر المطيعون فيتباهوا بشيء من ذواتهم ،بل يتفاخروا في
الرب .يقول المسيح منطقيا :ص له ًادائبا بلشنع ،ولتشمغ [مت ٩ : ١٣؛ .لذلك عندما نعظ مرق
خفوا بعطية األذن يسمعون عرى طيب خاطر ،أما فيمن يفتقرون إليها فيتحعق المكتوب عنهم أئهم
سامعون وال يسمعون [اش .]٩:٦يقول أوغسطينس :ولكن لماذا يكون لهؤالء آذان للسهع،
بينما ليس ألولئك؟ اش غرف فكزك الرت [رو ]٣٤: ١١أينبغي أن ننكز ما هومكشوف وواضخ
ألئنا ال نستطيع أن نستوعك ما هو خفى؟ لقد نقلن قول أوغسطينس بأمانة؛ وحيث إذ كلماته
قد تكون ذات سلطة أقوى منكلماتي ،تعالوا اآلن نقتبس ما كتبه هو :إئه إذا أصيب البعض عند
سماع هذا بالبالدة وحز بهم الغذر فاندفعوا بغير ترذد إلى شهوات رغباتهم؛ فهل يعني ذلك أة ما
قيل عن علم الله السابق ال بئ أن يعتتز زائغا؟ إن كان الله قد سبق فعنم أئهم يصيرون صالحين ،ألن
يصيروا صالحين مهما وصلت بهم درجة األثم حالائ؟ وإن كان قد سبق فعلم أئهم سوف يصيرون
أشرارا ،أفلن يصيروا أشرارا مهما تبين فيهم من إحسان في الوقت الحاضر؟ فإدا ،بناء على أسباب
مثل هذه ،هل دتكر حقيقة ما قيل عن علم الله السابق ،أم هل دكتم -في حن أئه إذ لم نذكر تقع
أخطاء أخرى؟ يقول [أوغسطينس] :إة سبب صبتمان الحق شيء ،أتا حتمية قول الحق فشيء
آخر .فأن نتحرى كز األسباب التي تدعوإلى ستر الحتى أمرا سيكون ممأل ،ومع ذلك فهذا أحدها:
لئأل نجعل حال من ال يفطنون أسوأ ،إذ نسعى إلى زيادة المعرفة لدى الفاهمين .هؤالء ال يصبحون
أكثر علائ بواسعلة حديثنا عن مثل هذه األمور ،اكما لن تتناقض معرفتهم .ولكن عندما تكون
طبيعة حتى ما بحيث تسوء حال من ال يستطيع أن يتقيله واسطة تحدثنا به ،وتسوء حال من يمكنه
أن يتقيله واسطة بقائنا صامتين عن الحديث عنه ،فماذا عسانا نفعل؟ أال يتحلم أن نتكتم بالصدق
بحيث يمكن أن يتقيله من يستطيع أن يتقيله ،بدأل من أن نلجأ إلى الصمت بحيث ال هذا فقط
وال ذاك يتقيله ،بل يسوء حال من كان أكثر ذكاء؟ ألئه إذا سمعه هذا وقتله ،استطاع كثيرون أيشا
٨٩٧ الكتاب الثالث -الفصل الثالث والعشرون
أن يتحتموا منه ... .فهكذا نحن نأبى أن نقول ما يمكننا أن نقوله مستشهدين بالكتاب المقدس.
وها كحن نخشى ،في الواقع ،أن بعثر بكالمنا تن ال يقدر أن يتقبل الحق؛ ولكئنا ال نخاف أن
تن يمكنه أن يتقبل الحق .أخيرا ،لكي نختصر هذه النقطة ،يؤتمدها بسبب صمتنا يضل،
[أوغطيتى] بأكثر وضوح :ادا ،إذا فعل الرمل وش حلفهم من معتمي الكنية هذين الشيقين
-التعامل مع االختيار اإللهى بالوقار ،والحفاظ على المؤمنين تحت نظام حياة التقوى واالستقامة
-لماذا يظئ هؤالء من أبناء زماننا أئهم ،على الرغم من أبهم مقيدون بقوة الحق الذي ال يقهر ،من
الصواب أن يقولوا :حتى لو كان ما يقال عن االختيار السابق ...حقيقؤا ،ينبغي على الرغم من
ذلك أآليوعظ به للشعب ؟ الريب وبكق يقين ،ينبغي أن يوعظ به حتى يسمع من له أذنان للسمع)
[مر ٩:٤؛ مت :١١ه١؛لو .]٨:٨ولكن من له هاتان األذنان إن لم يكن قد تقبلهما مش زغن
بهماا٠؟ من المؤتمد أن تن ال يتقبل يمكنه أن يرفض ،بينما من يتقبل فله أن يًاخذ ويشرب ،وله أن
يشرب ويحيا .فإذا زلجك أن ينادى بالتقوى لكي يعبد الله بالحتى . . . ،فهكذا أيائ ينبغي أن يوعظ
بالتعيين السابق ...لكي يتفاخر من له أذنان للسماع بنعمة الله ،ال بذاته ،بل بالله١ ٤ .
ومع ذلك ،فإذ ذلك الرجل القديس الموسج بغيرة فائقة من أجل التعليم البتاء ،يلئلف
أسلوبه لتعليم الحق بحيث يتجتب على قدر المستطاع أن يسبب العثرة .فينتمرنا بأن األمور التي
يمكن أن بقال بالحق يمكنها في الوقت ذاته أن دقال بأسلوب مالئم .إذ خاطك أحذهم الشعب
بالقول :إذا لم تؤمنوا ،فالسبب هو أئكم قد سبق أن تعبنتم بقضاء إلهى إلى الهالك ،فإئه ال ينشئ
الكسل فحسب ،بل يعطى مجاأل لتعثد الشر أيصا .وإن أشار إلى المستقبل بالقول إدهم عندما
يسمعون لن يؤمنوا ألئهم قد ادينوا ،فسوف يكون ذلك من قبيل اللعنة عوصا من التعليم .لذا يدعو
أوغسطينس — بحق — أمثال أولئك الوعاظ أن ينصرفوا من الكنيسة كمعآمين أغبياء أو كأنبياء
منحرفين وكذبة ١٥.وفي مكان آخر يرتثي أة التوبيخ دمسي مؤئرا عندما يظهر [المتكتم] لطائ
ويمن المعونة إلى تن يريد أن يقيده حتى من دون استعمال التوبيخ .ولكن لماذا هكذا تكون الحال
مع أحدهم فيما يختلف األسلوب مع٣خر؟ حاشا لنا أن نقول بأن صاحب الحكم هو الخزف وليس
الخذانى! يكتب [أوغسطينس] فيما بعد :عندما يأتي الناس إلى سبيل البز أويعودون إليه من طريق
انظر!, 45. 1016-1018(. :لآلرًا 40ة١ل ¥. 38-,ل ٧. 37-,ال حتدج¥حك٢٠عملر 0مدى حأ/سم أأ, 0جعاأ8الجل٨٦ ١٤
€ت،لحمعر١ح٢5عم/ه ٠ 01/1أأ, 0ةعاأ8الجال٨ انظر. 61 )11 45. 1025, 1030(. :ااتل ;51 ١٥
جون كالثن :أسسى الديرذ ،المسيحي ٨٩٨
التوبيخ ،فمن يفعل الخالص في قلوبهم سوى ذاك الذي دغمي -بغض النظر عئن يفرس أويسقي
[ ١كو - ]٨~٦ : ٣الذي يستحيل على حرية اختيار إنسان أن تقاومه عندما يشاء أن يختصه؟ لذلك
ال يجوز الشك في أة مشيئة الله — الذي صنع في السماوات واألرض كل ما شاء [مز ٦ :١٣٥؛،
والذي صنع كز اآلتيات [اش ه ١١: ٤؛ -ال يمكن أن تقاومها مشيئة بشر بحيث تمنعه من أن
يفعل ما يشاء ،إذ هو يعمل بمشيئة الناسى ما يشاء هو ،وكذلك :متى يشاء أن يقود الناسى إليه .هل
يكيل أجسادهم بقيود؟ إئه يعمل في الداخل؛ فهويقيد قلوبهم في دواخلهم؛ وهو يحزك قلوبهم في
دواخلهم؛ ويجنبهم بإرادة ذواتهم التي صنعها هو فيهم.أ كذا ينبغي أأل ئهمل ما يضيف بعد هذا
كوا [قائال؛ :وحيث إتنا لسنا على علم بتن ينتمي إلى عدد المختارين ومن ال ينتمي ،يلزمنا أن نتسه
إلى أئنا نريد أة جميع الناس يخلصوة .لذا فليكن أمامنا أن نحاول جعل كز ئن نقابله مشاربا
في السالم الذي نتمئع به .أثا سالمنا فسيحز على أبناء السالم [لو ٦:١٠؛ قارن مت ١٣: ١٠؛.
وبقدر ما يتوقف علينا ...فيلزم أن نقنم توبيحا شدينا ومفيدا كدواء لصحة الروح للجميع ،كي ال
دهبكوا هم وال دهبكوا غيرهم .ولكئه عمز الله الذي يستخدم ذلك التوبيخ ليفيد به مرذ ...،سبق
ًامه ,جعاأ8ل٦جل٨٦ سع انظر 44. 920, 942 - 946(. :ا(ل. 49 )٦١4ا٧آ ;٧. 46ت ;٧. 43, 45ال ;٧. 8 ١٦
الفصل الرابع والعشرون
الدعوة اإللهية توفد االختيار؛ فضالعن أن األشرار
يجلبون على ذواتهم الهالك العادل المعل لهم
حج
ولكي نعالج األمر بوضوح أكثر ،يلزمنا أن نتصدى لدعوة المختارين كما إلعماء قلوب
األشرار ودعسبتها .أثا الدعوة وعلت عنها شيائ في تفنيد ضاللة من يعتقدون أن شمولية المواعيد
تجعل البشر سواسية .ولكن ليس بال اصطغاء ،يظهر الله االختيار بواسطة دعوته وهذا يحفظه الله
خفائ في ذاته؛ ولذا ،يجوز تسمية نللث صوارا شهادة البرهان .ألن الذين سبق وغزوهم سبق
ديتهم ليكونوا مقابهين خبوزه ابيب [رو٢٩:٨؛ .زالذيئ تو ،ديتهم ،وهؤآلء ذعاهم أيصا.
والذيئ ذغاهلم ،وهؤألء بززهم أيصا (رو ،)٣ ٠ : ٨فمع أة الرب في اختيارهم لذاته تبتاهم أبناء له،
نرى أئهم ال ينالون عظيلم إحساؤ هذا قذره إآل حينما يدعون؛ وإن ئبنا التعبير ،فإئهم عندما يدعون
يكونون قد بدأوا فعأل يتمئعون بحصه من اختيارهم .لهذا يدعو بولس الروح [القدس؛ ،والذي
نالوه ،روح التبئي [رو : ٨ه ١؛ و الختم و عربون ضمان الميراث العتيد [اف١٤-١٣:١؛
قارن ٢كو ٢٢ : ١؛ ه :ه؛ .ألئه ينشئ تبئيهم اآلتي األكيد ويختمه في قلوبهم شهادته.
ومع أن الوعظ باإلنجيل يتدلق من ينبوع االختيار ،ألن الوعظ نفسه يوجه كذلك إلى األشرار،
فإئه ال يمكنه في حذ ذاته أن يكون برهاائ كامأل على االختيار .ولكئ الله يعتم مختاريه باره يقودهم
إلى اإليمان .وقد اقتبسنا سابعا من كلمات المسيح ذاته ما يؤول إلى هذا المعنى :لش اذ احذا
زاى اآلب األ الذي من اذأ [يو ٢.]٤٦:٦وكذلك أرا اظهزت اشتك بلائس الذين اغطكني1,
انظر أعاله :الكتاب الثالث ،الفصل الثاني والعشرين ،الفقرات .١١-١٠ ١
انظرأعاله :الكتاب الثالث ،الفصل الثاني والعشرين ،الفقرة .١٠ ٢
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٩٠٠
[يو .]٦: ١٧وفي نعل اخر يقول :األ ئئير اخذ آذ يعبل إلي إذ للم يجتذبه االت.أ [يو .]٤٤:٦
شرح أوغسطينس هذا النص بحكمته المعهودة فقال :ا إن كان كز إنسا؟ -إذ تعثم -يأتي ،كما
يقول الحؤ االلهي [يو : ٦ه ،] ٤إدا من المؤتمد أن من ال يأتي لم يتحتم ٠ ٠.ومن ثم ال يستنبط أن كذ
ض يستطيع فعأل أن يأتي ،يجيء ،إن لم يكن أيشا قد شاء ذلك وقثله .ولكن كز من تعتم من اآلب
ليس فقط قادرا أن يأتي ،بل إئه يأتي أيائ؛ وكضئن هذه النتيجة الحادثة ميزة إمكانية الحدوث
وأثر اإلرادة وأثر الفعل ٣٠٠.وفي مكا؟ آخر يعبر عن ذلك بمزيد من الوضوح :اماذا يعني أة تمز
تن سيغ بن اآلب زقثئلم يعبل إلئاا [يو:٦ه ]٤سوى أئه ليس ثتة أحب يسع من اآلب ويتعتم منه
بدون أن يقتل إلي؟ ألئه إن أتى كز من سمع من االب ،وتعتم ،فمتا ال شاذ فيه أن كز تن ال يأتي
لم يسمع من اآلب ولم ينعتم؛ أئه إذ كان قد سيغ وتعتم فإئه يقتل ...وما أبعد هذا التعليم الذي
فيه يسع من اآلب فيعتمنا أن ئقتل إلى االبن من أن يكون بالمعنى الجسدى! وبعد قليل يضيف
[أوغسعلينس] ومن ثم فإذ هذه النعمة التي تجزل سرا على القلوب البشرية ،ال يقبلها كز من
تقشى قلبه .إئها يمنح لهذا الفرض :أن ئزال بها قساوة القلب أؤأل .وعندئذ حينما يسمع اآلب في
السريرة ...ينزع قلب الحجر ويعطي قلب لحم [حز ١٩: ١١؛ ...]٢٦ :٣٦وهكذا يجعلهم أبناء
الموعد ونية الرحمة التي أعذها للمجد [رو .]٢٣ :٩لماذا إدا ال يعتم الجميع حتى يقتلوا إلى
المسيح إن لم يعتم بالرحمة جميع من يعثمهم ،ولكن ال يعثم بالدينونة من ال يعتمهم؟ ألئه ديرحم
إدا يخضعى الله أولئك الذين اختارهم أبناء له ،وئعبن ذاته أيا لهم .وإذ يدعوهم ،يقبلهم في
اسرته ويوحدهم معه حتى يكونوا واحذا معا .أتا عندما ئقزن الدعوة باالختيار ،فالكتاب يشير
على هذا النحو بما فيه الكفاية إلى أن ال يبتغى بها [أي الدعوة] سوى رحمة الله المجانية .ألئنا إن
سألنا من يدعوهم الله ،وما هو سبب دعوتهم ،يجيب إئهم من قد اختارهم .عالو؛ على ذلك،
فإئه عندما نتأتل في مسألة االختيار ال تتجنى سوى الرحمة وحدها على كز جانب .هنا تبرز أهمية
قول بولس :إذا كز ،يتن دقاء وأل يتن قشش ،قز لله الذي ئرخلم [رو .] ١٦: ٩فليس األمر إدا
كما يشيع فهمه بين من يقتسمونه بين نعمة الله ومشيئة اإلنسان وسعيه .إئهم يشرحون فهمهم
بالقول إذ رغبة اإلنسان واجتهاده ال أثر لهما في حدودهما إن لم تعززها نعمة الله؛ أتا عندما
ئعيئهما بركته يكون لها دور في اقتناء الخالص.
ا 0, 071االأ8ل٦جأل٨ انظر 44. 368 £.( :لآلل( ٧, XXX1ل ٧,ال 1$171ا)أ7أ§أ-أ 0سه أ8أ0ا0 ٣
انظر 44. 970 £.( :ا(ل1ل) € $)11711$ ¥111. 13, 14أ1أا 0أ07أأا)أ7أأ€$أ)€ 1<7-€أ1أ 0, 071عاخ8اآجل٨٦ ٤
٩٠١ الكتاب الثالث -الفصل الرابع والعشرون
ارني أفثمل أن أدحض مماحكتهم باللجوء إلى كلمات أوغسطينس بدأل من كلماتي :إن
لم يقصد الرسول سوى أن ليست المسألة هي مشيئه اإلنسان أو سعيه إأل بحضور الرب الرحيم،
عندئذ يجوز أن دقلب العبارة بحيث رقال :ليست المسألة هي الرحمة وحدها إأل إذا اقترنت
٠دالمشيئة والسعي [البشرين؛ .لكئ إن كان هذا القول ضالأل بكتا ،فلندرك بال أي ريبه أن الرسول
ينسب كز شيء إلى فضل رحمة الله ،من دون أن يترن أي مجاني لمشيئتنا أو الجتهادنا البشري.
كما أدني ال أحسبه مقدار قسة أن يتقدموا بهذه الفكرة الماكرة :أن بولس لم يكن ليقوز هذا لو
لم يكن لنا بعض السعي وبعض المشيئة[ .أقول؛ إذ بولس لم يكن ليناقش دورا لإلنسان ،لوال أله
عندما رأى أن أناسا معكنين باتوا ينسبون جزءا من الخالص إلى جهود البشر ،أدان خطأهم ببساطه
في الشطر األول من الجملة ،وفي نصفها الثاني سب الخالص بكلكته إلى نعمة الله .وماذا يفعل
األنبياء سوى الوعظ المتواصل بدعوة الله المجانكة؟
هذا إلى جانب أن طبيعة الدعوة عينها ،وكذا تدبير توزيعها ،يوضح هذه الحقيقة جيذا؛ إذ
هي ال تكمن في الوعظ بالكلمة فقط ،بل في إنارة الروح أيقا .نتعتم من النبي إلى تن يوحه الله
كلمته :اصغيت* [أعلئث ذاتي؛ إلى ائذيئ لم يشالوا .وحنت من ائذيئ لم يطلبوني .ونى :هأثذا،
هاذا .ألثؤ لثم تشغ) داشمي[ ٠..اش ه ١ : ٦؛ .ولكي ال يعتبر اليهود أن ذلك الترؤف بولجه نحو
األمم فقط ،يديرهم أيائ من أين أخذ أباهم إبراهيم عندما تلثلف وأظهر له نعمته :أي من زحل
الوثنكة التي كانت كز عشيرته قد غاصت فيها [قارن يش ٣—٢ : ٢٤؛ .فإئه عندما يضيء بنور كلمته
على غير المستحثين ،بظهر بذلك برهاائ واضحا على جوده المجاني .هنا ،إدا ،يتجنى إحسان
الله ولكن ليس لخالهن الجميع؛ ألن دينونًا أعظم تتبعى لألشرار ألدهم يرفضون شهادة محبة الله.
وكذلك الله أيغما ،لكي بظهر مجده يسترجع أثر عمل روحه منهم .إدا هذه الدعوة الروحكة التي
تحاكينا في الداخل ،ائما هي عربون للخالص ال يمكنه أن يضتلنا؛ وينطبق عليه قول يوحنا :بهذا
تغرف ائه قئبت بيتا :مث الروح ائذي 1غئالتا [ ١يو ٢٤: ٣؛ قارن ١٣: ٤؛ .لكن لئأل يتفاخر الجسد
بأئه على األقزاستجاب للدعوة المجانية التي قذمهاله الروح ،يعلن أن الاذن له يسمع بهاوالعين
يرى بها ما لم يجعلها هو .وأكثر من ذلك ،فإئه ال يجعل األذن لتسمع أو العين لترى بحسب مقدرة
,جاالأ8آلجال٨ انظر. 32 )1140. 248(. :تا ه
جون كالثن :أسسى الذين المسيحي ٩٠٢
كل شحخهس على الشكر ،بل على أساس اختياره .لهذا مثال واضح للئ فيما دؤنه لوقا ،حيث يسمع
اليهود واألمميون مائ وعظ بولس وبرنابا .فلنا كان الجميع قد سمعوا تعليم الكلمة ذاتها ،قيل:
واتئ جميع ائذيئ تمانوا معثنين يتحبا؛ األبد ا [اع . ] ٤٨: ١٣فبأي جسار؛ نستطيع أن ننكر أة
الدعوة خرة ومجانية حيث إدها — حتى عند محئلتها األخيرة — خاضعة لالختيار وحده؟
هنا يلزمنا أن نتنيه إلى خطاين :ألة البعض يجعلون اإلنسان مشارتما لله في عمله ،لكي يصادق
على االختيار بقبوله .وبذا تصبح إرادة اإلنسان أرفع من خئلة الله بحسب اعتقاد هؤالء .هذا كما
لوكان الكتاب يعلم بأئنا أعطينا مجرد القدرة على اإليمان وليس بالحري اإليمان ذاته! وآخرون
— على الرغم من أئهم ال يقتلون من نعمة الروح القدس — انقادوا لسبب أو آلخر لجعل االختيار
رهائ باإليمان ،كما لو كان مشكوتما فيه وكذلك بدون فاعلية إلى أن يبزم باإليمان .أائ بالنسبة إلينا،
لكونه في الواقع مؤتمدا ،هو واضح بدون لبس .لقد رأينا أة ترتيب الله الخفي الذي بات مستترا قد
ظهز إلى النور ،بشرط أن تفهم من هذه اللغة مجرد أة ما لم يكن في حيز المعرفة قد اثبتت صحته،
أو صار مختوائ بختم ،إذا جاز التعبير .ولكئه من الخطأ أن يقال إة مفعوله يسري بعدما نؤمن
ببشارة اإلنجيل فقط ،وأئه يتخذ صالحيته من ذلك .حائ ينبغي أن نطمئن إلى ذلك؛ ألئه إذا حاولنا
أن نتقضى عمق سر قصد الله األزلى ال بذ أن يبتلعنا ذلك الغور .لكن ألن الله قد أعلن قصده لنا،
ينبغي أن نرتقي إلى أعلى لئأل يغمز العته األثر .فلائ كان الكتاب قد عتمنا أئنا استنرنا بحسب اختيار
الله لنا ،ما عسى أن يكون أكثر سخافة أو تفاهة من أن تنبهر عيوننا ببهاء هذا النور بحيث نرفض
أن ننتبه الختيارنا؟ وفي الوقت نفسه ،لست أنكر أئه يلزمنا االستهالل بكلمة الله لكي نتأبد من
خالصنا ،وأن تكون ثقتنا صادقة العزيمة بحيث نستطيع أن ندعو الله أبا لنا .بلكي يتمكد البعض من
خطة الله ،وهي قريبه مائ جدا ،وفي فمنا وفي قلبنا [تث ،] ١٤ : ٣٠يشتهون في ضاللهم أن يرفرفوا
فوق السحب .أتا هذا العليش فيلزم إدا أن يكبحه تعثل اإليمان بحيث يستطيع الله بكلمته النافذة
أن يشهن لنعمته الخفية نحونا ،بشرط أة الماسورة التي تتدلق منها المياه بغزارة لتروي ظمأنا ،ال
تحول بيننا وبين نسبة الفضل إلى الينبوع الذي تمتد مياهها منه.
٩٠٣ الكتاب الثالث -الفصل الرابع والعشرون
إدا ،لائ كان من الخطأ أن نجعل فاعلية مشروطة على اإليمان باإلنجيل الذي يشعرنا بائه من
حقتا ،فسوف نثخن النهج األفضل للذمكد من اختيارنا إذا تشبثنا بتلك األمارات التي من شأنها أن
تشهن له .ليس لدى الشيطان تجربة أخطر أوأمر يمكنه أن يسط بها هئة المؤمنين من أن يزعزعهم
بالشك في اختيارهم ،ويفعمهم في الوقت ذاته برغبة شريرة في أن يبتفوه بأسلوب خارح عن
الطريق الصحيح .إئني أدعوه بحائ خارجا عن الطريق السليم عندما يحاول اإلنسان المحدود أن
يقتحم أغوار الحكمة اإللهية الخفية ،وأن يتعن إلى أعالي األبدية ،لكي يكتشغل القرار الذي ادحن
بشأنه من تبل عرش دينونة الله .ألئه بذلك يلقي بذاته فيتلع في أعماق دؤامؤ ال قالح لها؛ ثم يشتبك
في سؤك ال حصر لها وال مالذ منها؛ ثم يدفن ذاته في هاوية من الظالم الكثيف .وهكذا تستحق
غباوة العقل البشري أن دعائب بدمار رهيب ،عندما يحاول اإلنسان في محدودية قدرته أن يرتقي
إلى مراتب الحكمة اإللهية .ويا لها من تجربة مميتة تفوق في خطرها كل التجارب ،ألن معظمنا
حعا ،قتما نجد عقأل ال تتطرق إليه هذه الفكرة مرارا وتكرارا :من أين يأتي خالصك إن لم
يكن من اختيار الله السابق؟ وماذا لديك من إعالن عن اختيارك؟ وإذا ألحت عليه هذه الفكرة فهي
إائ تعذبه في أوقات تعاسته بال هوادة وال رحمة ،أو تغمره تماائ إلى حذ الغرق .إئني في الحقيقة
ال أريد برهادا أقوى لتأكيد حقارة ما يتصؤره مثل هؤالء األشخاحس عن االختيار من ذلك االختبار
بعينه [أال وهو أن تن يبحث عن التأبد خارجا عن كلمة الله يعاني من عذاب الضمير ،بينما من
يرتمز على الكلمة يجد العزاء ويحعق تبثيه؛؛ هذا ألن العقل ال يمكن أن يصيبه خطأ أخطر مائ من
شًانه أن يربك الضمير ويسلبه سالمه واطمئنانه نحوالله .ومن ثلم ،إن تمثا نخشى حطام سفينتنا ،لزم
علينا أن نتفادى هذه الصخرة التي لم ينخ أحذ من الهالك ،كان قد ارتطم بها .ومع أن الحديث عن
التعيين السابق يشيه ببحر ركويه محفوف بالمخاطر ،فإذ في أثناء عبور غماره يجد المرء إبحارا
٠٠ ٠ ٠ مح
آمتا وهادائ ،بل أضيف أيائ سفرا ممتائ ،إن لم يتعتد تعريض ذاته للخطر .فبقدر ما يغمر البعض
ذواتهم في هاويه مميتة باستقصاء قصد الله بعيدا عن كلمته ،سعيا منهم في التأكد من اختيارهم،
كذا يحصن دمن راحه ال يقدر بثمن كل من يفحصه على النحو المستقيم بدراسة ما دؤنته كلمته
المقدسة .فليكن هذا إدا منهاج بحثنا :أن نبدأ بدعوة الله ،وأن ننتهي بها.
جون كالثن :أسس اآلين المسيجين ٩٠٤
وهذا ال يمنع المؤمنين من اإلحساس بأة البركات التي يتقبلونها كز يوم من يد الله ستمن؛
من ذلك التبئي الخفي ،كما يقرون في.إشعياء هاتفين :ائ رت ...ألحقن اشقك ألائغ ٠طئغك
عجبا .نثاصدق نئن العديم أناثة ؤصنق [اش ره ،]١ :٢ألة الله يشاء أن يثبت لنا بهذا ،كما
بعالمه ،القذز الذي يحز لنا أن نعرفه من قصده .ولئأل تبدو هذه الشهادة ضعيفة ألحدهم ،دعونا
نتأثل كم هي واضحة في إرساء الطمأنينة في نفوسنا .يتحذث برنارد في هذا المجال على النحو
اآلتي :فبعد أن يتعامل مع ما يفعله األشرار يقول :قضاء الله يبقى راسحا؛ وقصد سالمه يثبت
على خائغيه ،متغاضيا عن إثمهم ومجازيا أعمالهم الصالحة إذ يستخدم رحمته العجيبة بحيث ال
تعمل األشياء الحسنة فقط ،بل األفعال اآلثمة أيائ ،مائ للخير ...من ،ستشتكي غلى ئفقاري الله،؟
[رو .]٣٣٠٠٨يكفيني برا أن يقف هو وحده إلى جانبي [مدافائ عني؛ أمام الوحيد الذي أخطأت
إليه.كز اثهام قضى بأأل يولجهه إلى بات كأثه لم يكن .ويضيف :يا له من موضع السكينة الحقيقية،
الذي ال اختبئ إن أسميته حجرة نوم ! يا له من مسكب يرى فيه الله ،ليس — إن جاز القول —
ثائرا وفي غضب ،ليس منشغأل بالهموم ،بل فيه تختبر اثار إرادته الصالحة المرضية الكاملة! تلك
الرؤيا ال ترعبنا بل تهذئنا؛ ال تثير في دواخلنا فضوأل قلعا بل تسغنه فينا؛ وال ئعيينا بل تلتلف
أحاسيسنا .هنا نشعر بالراحة الحقيقية .وإله السالم يبذد كز اضطراب ،وإذ ننظره في سكوب) ،نبيث
في ثقه واطمئنان ٦.
أوأل ،إن كائ نبتغي رحمة الله األبوية وقلبه الحنون ،يلزمنا أن نوجه أبصارنا إلى المسيح؛ مر،
عليه وحده نزل روح الله [قارن مت .]١٦ :٣وإن كائ نطلب الخالص والحياة وخلود الملكوت
السماوي فعندئذ ليس غيره نستطيع أن نلوذ به ،ألئه وحده هو ينبوع الحياة ،ومرساة النجاة،
وواردث ملكوت السماوات .فما هوقصد االختيار سوى أدنا إذ تبئينا أوالدا ألبينا السماوي ،نحوز
الخالحكى والخلود بنعمته؟ فمهما توشعك في تميز معنى االختيار ،ومهما تفغرث فيه ملبا ،فسوف
تدرك أن حدوده ال تتجاوز ذلك القصد .ولذا فإة من تبغاهم الله أوالذا له قد اختيروا ،ليس في
ذواتهم بل في المسيح [اف ]٤: ١؛ ألة [الله] إن لم يمكنه أن يحبهم فيه ،لم يمكنه أن يكرمهم
بميراث ملكوته إذ لم يكونوا أؤأل قد أصبحوا مشاركينفيه .لكئنا إن كا قد اخترنا فيه ،فلن نجد
تأكيد اختيارنا في ذواتنا؛ أو حتى في الله االب إن جاز لنا أن نظته منفصأل عن ابنه .المسيح إدا
8671(718 071 انظر 183. 892 £.( :ا(ل]٧ل) . 15, 16اااتآ 80718 0/807188 ٦
٩٠٥ الكتاب الثالث -الفصل الرابع والعشرون
هو المراة التي ينبغي أن نتأتل فيها اختيارنا نحن من دون أن نغش ذواتنا .ألئه لقا كان االب قد
قصد لمن شاء منذ األزل أن يكونوا خاصته أن يطعموا في حسد المسيح ،لكي يعتبرهم أبناء له
كز من يقرهم أعضاء فيه ،ثبت لنا بما يكفي من واضح البرهان أئنا قد دوائ في سفر الحياة [قارن
رؤ ،)٢٧: ٢١إن كا في شركة مع المسيح.
ولقد وهب لنا هذه الشركة معه عندما شهد في كرازته باإلنجيل أئه قد اعبي لنا من اآلب،
وأئنا قد ؤهب لنا معه أيصا كذ شيء [رو .]٣٢ :٨وقد وهب لنا كذلك أن نلبسه [رو ،] ١٤: ١٣
وأن ننمو مائ فيه [اف : ٤ه ] ١لكي نحيا ،ألئه هو يحيا .وكثيرا ما يتكرر هذا التعليم :أة اآلب لم
يشفق على ابنه الحبيب [قارن رو٣٢ :٨؛ يو :٣ه ]١االكئأليهلككلمىيوبى[ ٠٦يو .]١٦:٣
انحقا؛ [يوه]٢٤:؛ وفي إطار هذا
** بل إة اكل من يؤمن **به يقال عنه إئه اود ايعز من انقوب إلى
الحياة [يو : ٦ه]٣؛ ومن يكل من هذا الخبز ال يموت بل يحيا إلى
** خبز
** المعنى ،يدعو نفسه
األبد [يو ١ : ٦ه ٨ ،ه] .أقول إئه قد شهد لنا بأن االب السماوي سوف يحسب كلة من يتقبلونه
باإليمان أبناء له .وإن اشتهينا أي شيء أكثر من أن نعن بين أبناء الله وورثه له ،فعلينا أن نسمو على
المسيح .أتا إذا كان ذلك هو هدفنا األسمى فيا له من جنون أن نطلب من غيره ما قد ؤهب لنا فيه،
وما نستطيع أن نجده فيه وحده! عالو؛ على ذلك ،لقا كان هو حكمة اآلب األزلية ،وحثه الذي
ال يتفقر ،ومشورته الثابتة ،ينبغي أأل نخشى أي احتماني الختالف ما عتمناه به في كلمته عن تلك
المشيئة اإللهية التي نبتغيها .بل بالحري ،إئه يعلن لنا بأمانة تلك المشيئة التي كانت منذ البدء وإلى
الدهر تكون .كما أن ممارسة هذا التعليم ينبغي أن تزدهر في صلواتنا .فمع أن اإليمان باالختيار
يحقنا على أن نتضرع إلى الله ،فإئه يمسي منافيا للعقل أن نساولم مع الله أو أن ئقحم إرادتنا على
الله بالقول :اليا رب ،إن كث قد اخترتني فاسمع لي ا هذا ألئه يشاء أن تطس إلى وعوده ،وأأل
نحاول أن نقوم بالتحقيق معه في هل كان يميل إلى السماع لنا .ولسوف يحزرنا هذا التعقل من
فخاخ كثيرة ،إن عرفنا كيف نعليق ما قد دؤنته الكلمة تطبيعا صحيحا لغائدتنا؛ ولكن لئحجم عن
أن نوئع هنا وهناك وبال ترو ما وجب أن يظز داخل تخومه.
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٩٠٦
(تبقى مثابرة المختارين آمنة في حمى المسيح :وئلي تفسير النصوص التي سردها
المعارضون)١١—٦ :
كون ثبات اختيارنا مقترائ بدعوتنا ائما هو وسيله أخرى لتوطيد ثقتنا .ألن من أنارهم المسيح
بمعرفة اسمه ورحب بهم في حضن كنيسته ،يستقبلهم إلى حفظه ورعايته .وكز من يستقبلهم
قد أودعهم اآلب إليه ليحفظهم إلى حياة األبد .إدا ماذا نريد؟ لقد أكلمى المسيح عالي أئه اثخن
تحت حمايته جميع من يشاء اآلب أن ينالوا الخالص [قارن يو ٣٩ ،٣٧: ٦؛ .)١٢ ،٦: ١٧لذلك
إذا رغبنا أن نعرف هل كان الله يهتم بخالصنا ،فلنبحث هل كان قد ائتمننا إلى المسيح ،الذي
أقامه المختص الوحيد لكز ،شعبه .وإن كنا ال نظز في ريبه هل كان المسيح قد استقبلنا إلى عنايته
وحماه ،فإئه يتصدى لذلك الشلن عندما يقدم لنا ذاته طوعا راعيا لنا ،ويعبل أئنا سوف ئحسب
ضمن أعداد قطيعه إن سمعنا صوته [يو .]٣: ١ ٠لذا ،دعونا تعبل المسيح الذي ؤهب لنا فضأل،
والذي يأتي الستقبالنا؛ سوف تحصيا ضمن قطيعه ويحمينا داخل حظيرته.
ومع ذلك يتسرب إلينا القلق حول مستقبلنا؛ ألئه كما يعتم بولس بأن الذين سبق فعينهم
وهوألء دعاهم اتصا [رو ٣ ٠ :٨؛ ،كذا يبين المسيح أن اكثيريرل ئذعؤذ زوليلين يسحبون [مت
١٤: ٢٢؛ .والواقع أنبولس تثنيناض المبالغة في الثقة ،فيقول :تئ نظل ائه وابة) ،ئأيئظر اذ أل
يشعغا ١ [ ٠كو :]١٢: ١٠وأيثا يسأل :أًاذت مطئم في زيتونة شعب الله؟ ااأل ستكبن تل حف ا
[رو ]٢٠: ١١ألن الله يقدر أن يقطعك ليطعم اخرين [قارن رو ٢٣-٢١ : ١١؛ .وأخيرا ،نتعتم
من هذا االختبار عينه أأل يقام وزن كبير للدعوة وااليمان ما لم يصف الدأب؛ وهذا ما ال يحدث
للجميع .أتا المسيح فقد حذرنا من القلق ،ألن هذه المواعيد تنطبق على المستقبل :اكل ،تا يفعليني
اآلت قانئ يبز ،ؤتنيهبزإلئ أل أرلجئ حارحا[ ٠٠يو .]٣٧:٦وأيائ1 :اهذه تشيقه اآلب الذي
ازشلني :ائ كل تا آعكاني أل اتين ،منه غفا ،تل أقيئه في التؤم األخئ[ ٠يو.]٣٩:٦وأيائ:حري
األيي ؤأل تحطمها
*، دشمغ صؤبي ،ؤاتا أعروها ئثئبغيي .زاتا أعطيها حتاه اد ،زنئ رهللثع إلى
اخل من ،يدي .ادي الدي أعكايي إدالها هؤ/أعظم من ،الكز ،ؤأل يعدز اخد اذ تحكمة من ،تب أبي
[يو ٢٩-٢٧ : ١٠؛ .وعندما يقول :اكل عرس لم تعرل ردي السماوي ثعلغ [مت ١٣: ١٥؛،
يعني العكس أيثا ضمائ :أي أن من عرسوا وتأصلوا في الله ال يمكن أن يقتلعوا من الخالص على
األطالق .يوتد ذلك قول يوحا ١الؤتمانوا متا نبوئا تقائ [ ١يو ١٩: ٢؛ .ولهذا السبب يتحذى بولس
٩ ٠٧ الكتاب الثالث — الفصل الرابع والعشرون
الحياة والموت ،واألمور الحاضرة والمستقبلة [رو ]٣٨:٨؛ وال شك في أن هذا التفاخر أساسه
هبة المثابرة والدأب .وال شك أيصا في أئه يطبق هذه الفكرة على جميع المختارين .وفي موضع
اخر يعيد بولس القول نفسه :اذ اال،ي ابتد ،ا فيكم عمأل ضابحا يكمل إلى يؤم يشوغ اكسيحًا
[في .]٦:١كذلك داود ،عندما ضعف إيمانه استند إلى هذه الطلبة :عن أعمال ينيك أل قفزا
[مز ٨٠٠١٣٨؛ .ما من شك في أن المسيح عندما صأى من أجل جميع المختارين طلب لهم ما
طلبألجل.لطرس ،أأل يغنى إيمانهم [لو. ]٣٢:٢٢من هذا ذستذةًائهمليسوافيخطر االرتداد،
ألن ابن الله الذي يصلي من أجل ثباتهم لم ترفض له طلبة .ماذا أراد المسيح أن نتعتم من ذلك سوى
أن نثق بأئنا نظز دوائآمنين ،ألئه جعلنا خاصة له مز؛ وإلى األبد؟
مع ذلك فإئه يحدث في كز يوم أن االين يظهرون وكأئهم خاصة المسيح يرتذون عنه ثانية،
ويسارعون إلى الهالك .الواقع أئه في النص عينه االي فيه يعلن أن االين أعطاهم االب إياه لم
يهلك منهم أحد ،استثنى ابن الهالك [يو ١٢: ١٧؛ .إئه صحيح حائ ،ولكئه في غاية الوضوح
أيشا ،أن أمثال أولئك لم يكونوا قط قد التصقوا بالمسيح بالثقة القلبية التي توغد لنا تأكيد
اختيارنا .عن هؤالء يقول يوحنا :منا حرجوا ،لكئهم لم يغولوا ثغا ،ألدهم لؤ فالوا منا لبعوا معنا
[١يو ١٩:٢؛ .ولست أنكر أن لهم عالمات للدعوة تشابه عالمات دعوة المختارين ،ولكئني
كمت ،أمنحهم ذلك التوطيد الختيارهم االي أدعو المؤمنين أن يبتفوه في كلمة اإلنجيل .إدا
دعونا ال نسمح ألمثلة كهذه بأن تبعدنا أبذا عن االعتماد الهادئ على وعد الرب االي فيه يعلن أن
كرى من قبلوه بإيمان صحيح قد اعطوا له من اآلب ،وأن ليس واحن منهم يهلك ألله هو راعيهم
وحارسهم األمين [يو ١٦: ٣؛ ٣٩: ٦؛ .سوف نتحذث عن يهوذا بعد قليل ٧.بولس ال يثبط هئة
المسيحيين عن الثقة ببساطة القلب ،ولكئه يحذرهم من ثقة الجسد المجردة والفعلة التي تحمل
في طباتها العجرفة والغطرسة واالستعالء وازدراء اآلخرين ،والتي تقضي على التواضع وتوقير الله،
وسي اإلنسان النعمة التي يجزلها عليه [انظر ١كو ٠]١٢: ١٠ينصح بولس لألمميين االين أراد
أن يعتمهم بأأل يتشامخوا على اليهود لمجرد أئهم وضعوا في محز أولئك الذين ارتدوا [انظر
رو ١٨: ١١الخ] كما أئه يطلب متا المخافة ،ال لكي نفزع ونخفق ،بل لكيال تتزعزع ثقتنا بالله إذ
يعذنا لقبول نعمته بتواضع وخشوع .ثم إئه اليخاطب الناسكأفراد ،بل يحادثهم عامة كجماعات،
انظر أدناه :الفقرة .٩ ٧
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٩٠٨
ألئه بعدما اششت الكنيسة قسقين [اليهود واألمم] ،واعطت المنافسة مجاأل لالنشقاق ،حذر
بولس األممين الذين كانوا قد اعطوا مكادا ممتل ا ومقدسا ،بأة هذا االمتياز ينبغي أن يكون دافائ
للمخافة واالئضاع .ومع هذا انتفخ الكثيرون من بينهم ،فكان من المفيد أن يكبخ خواء تفاخرهم.
ألمنا نحن أنفسنا فنرى أة رجاءنا يمتد إلى المستقبل البعيد ،حتى ما بعد الموت ،وليس هنالك ما
ينافي طبيعته سوى االرتياب في ما قد يحدث لنا.
قد أسيء كثيرا فهم قول المسيح اة كثيرين يذعؤن ؤييئ ينتحون[ ,1مت .] ١٤ : ٢٢لكن
لن يبقى شيء غامصا إذا نحن اعتصمنا بما لزم أن يكون واضحا متا تقدم :أال وهو أة ثقة نوعين
من الدعوة .فهنالك دعوة عامة يدعو بها الله الجميع إلى ذاته بالتساوى من خالل الكرازة العلنية
بالكلمة — حتى أولئك الذين يلوح لهم بها كرائحة موت [قارن ٢كو ،]١٦: ٢وكمناسبه لدينونه
صارمة .أثا نوع الدعوة اآلخر فهو مميز يتنازل به الرب ليخطر به المؤمنين وحدهم ،حيث يفئل
الكلمة التنادى بها بإنارة الروح في دواخلهم لتسكن في قلوبهم .ولكئه أحياائ يجعل أيشا الذين
يستضيوئن بالكلمة إلى حين أن يتناولوا منها؛ ثم يتركهم بسبب جحودهم ويصيبهم بعئى أعظم.
لقا رأى الرب أئه قد كرز باإلنجيل في جميع األنحاء ،فازدراه الكثيرون ،وثئنه البعض كما
يحق ،يصف لنا الله في شخص إنسا؟ ملك أقام وليمة فاخرة ،فارسل رسله هنا وهنالك ليدعو
حشدا كبيرا ،ولم يقبل دعوته سوى قليلين من المدعوين حيث تذرع الكثيرون بأعذار تمنعهم
من الحضور؛ ومن ثم إذ رفضوا ،اضفر إلى أن يرسل مبعوثيه إلى مغارق الطرق فجمعوا كل الذين
وجدوهم [مت .]٩-٢ :٢٢إلى هذا الحذ يرى الجميع أة المشل يشير إلى الدعوة الخارجية.
وبعد ذلك يضيف المعنم أة الله اثخن دور صاحب الوليمة الكريم الذي ينتقل من مائدة إلى أخرى
ليحئي ضيوفه ببشاشه ودماثة .لكئه إن رأى أحدهم غير مزدي لباس العرس ،ال يسمح له بأن يهين
بهجة الحفل بملبسه القذر [مت . ] ١٣- ١١ :٢٢إدني أعتقد أة هذه الجملة ينبغي أن بفهم بمعنى
أرها تشير إلى الذين ينضفون إلى اسرة الكنيسة على أساس إقرار اإليمان ،ولكن بدون أن يلبسوا
تقديس المسيح .الله لم يحتمل إلى األبد مثل هذه اإلهانات ،بل السرطانات (الكلمة اليونانية
ع0آع0داش>1٦/ا{>1،ءؤ) ،داخل كنيسته ،ولكئه يخرجهم خارجا كما تستحق دناءتهم .لذا قليلون من ذلك
العدد الخفير من المدعوين ينتحبون [قارن مت ] ١٦ : ٢٠؛ ومع ذلك ال نقول إة هذه الدعوة هي
التي ينبغي أن يميز بها المؤمنون اختيارهم .هذا ألة هذه الدعوة تقدم لألشرار كما للصالحين ،أثا
٩ ٠٩ الكتاب الثالث -الفصل الرابع والعشرون
الدعوة األخرى فتحمل معها أتجديد الروح القدس [قارن تي :٣ه] ،وعربون الميراث العتيد
وختمه [اف ]١٤-١٣ : ١الذي ختقت به قلوبنا [٢كو ]٢٢: ١ليوم الرب .باأليجاز ،عندما
يتفاخر المنافقون بالتقوى ،وكذلك العابدون الحقيقيون ،يعلن المسيح أئهم يطرحون خارجا
عن الموضع الذي يحتتونه خطًا [مت ،]١٣:٢٢كما قيل في المزمور :تا زت ،تن قزز ني
العنب [مز ٤:٢٤؛ قارن مز ه ٢: ١وما يليه؛.
** ** اليذي ،والئعئ
الكابر قشكنلنى؟[ ,,مز ه . ] ١: ١
وش موضع٢خر :هذا هؤ الجن الكاببه ،انثفيشون ؤلجؤك يا ئقعوب [مز .]٦ :٢٤وهكذا
يحمق الروح المؤمنين على الصبر بحيث ال يتاكدهم اختالط بني إسماعيل بالكنيسة ،إذ سوف
ينكشف عنهم القناع مدى الدهر ،ويطرحون إلى خارخ في خزى مشين.
ينطبق المنعلق نفسه على االستثناء المذكور ًاءاله ٨حيث يقول المسيح :لم يهللثع ثئهم أخد
الهألك [يو ]١٢: ١٧؛ إئه تعبير غير دفيي تماائ ولكئه ليس غامصا أبذا؛ ألئه [أي يهوذا]
* األ ابن
كان معدودا بين خراف المسيح ،ليس ألئه كان بالحقيقة واحذا منهم ،بل ألئه احتلف مكان أحدهم.
وإشارة الرب إليه في نعل اخر أئه اختاره بين الرسل كانت ذات صلة بالخدمة .أنا
** أخترت االثني
عشر ،وواحد منهم شيطان [يو .]٧ ٠: ٦إئه كان قد اختاره للوظيفة الرسولية .أائ عندما يتحذث
عن االختيار للخالص ،فيقصيه عن عدد المختارين :لشث ابوز عن لجميعكم .ادا لعلم الذيل
الحئزئهلما [يو .]١٨: ١٣إن خلط أحدهم بين استعمال لفظة االختيار في النصين ،فلسوف
يورط نفسه في شرلب ٠معثد؛ أثا إذا الحظ الغرق ،بات المعنى في أكمل وضوح .ولذا عندما يعتم
غريغوريوس أئنا نعي دعوتنا ولكئنا لسنا متأبدين من اختيارنا ،فهو على خطأ مبين ومحفوف
بالخطر الجسيم .ومن منطلق هذا المعتقد يحث جميع الناس على الخوف والرعدة ،بناء على
هذا السبب :إئه وإن كنا ربما نعلم ماذا نحن اليوم ،فال نعلم ماذا سوف نكون فيما بعد ٩.ولكئه
في هذا السياق نفسه يعلن كيف تعقر بهذا الحجر .ألئه إذ زلهن االختيار باستحقاق األعمال ،فقد
أعطى وفر؛ من األسباب التي تقود العقل البشرى إلى االغتمام؛ وبهذا لم ئعنهم ،ألئه لم يحؤلهم
من االنشغال بذواتهم إلى الثقة في إحسان الله.
من هنا يجد المؤمنون مذاقا نا نرعنا ني الحديث عنه ني البداية :أال وهوأة التعيين السابق،
إذا فهم على النحو الصحيح ،ال تنجم عنه زعزعة اإليمان بل باألحرى أرسخ تأكيد .ومع هذا ،ال
أنكر أن الروح يكيز ،أحيادا الكلمة المنطوق بها بحسب مقياس فهمنا — مثال عندما يقول :فى
مجفن شغبى أل دكونوذ ،ذفى كقاب ريت اسرائيل أل يكبون[ ,,حز .]٩:١٣كما لوكان الله شارعا
في كتابه الذين يحسبهم بين شعبه في سفر الحياة ،على الرغم من أئنا نعلم -كما يشهد المسيح
[لو — ]٢٠: ١٠أن أسماء أبناء الله قد كتبت في سفر الحياة منذ البدء [في ٣: ٤؛ .ولكن تلك
الكلمات إمما تطر ببساطة عن إبعاد من تصدروا زمرة المختارين ظاهرائ ،كما قال عنهم صاحب
المزمور :لثئحؤا من سفر األحياء ،ؤ مع الصديقحرك ،أل يكشوا [مز ٢٨: ٦٩؛ قارن الرؤيا : ٣ه ] .
ي ط,د م المختارون إلى قطيع المسيح من خالل دعوة وليس مباشر؛ وقت الميالد ،وال كتهم
في الوقت نفسه ،بل بحسب ما تثر الله أن يضفي عليهم نعمته .ولكئهم قبل أن يجشعوا إلى ذلك
الراعي العظيم ،يطوفون متناثرين في تيه البرية الذي يجول فيه جميع الناس؛ كما ال يتميزون عن
اآلخرين بسوى كونهم مظئلين برحمة الله الخاصة التي تحميهم من االندفاع المتهور إلى دمار
الموت النهائي .إئك إذ نظرك إليهم ،ستتعرف إلى مالمح ذسل1دم التي تتميز بغساد عامة الناس.
أتا كونهم ال يطيشون إلى ذروة الشر المستميت ،فال يعزى ذلك إلى بر فطرى فيهم ،بل ألن عيئ
الله عليهم تؤئنهم ويده ممتن؛ لمعونتهم!
أمًا من يتصورون أن بذر؛ لالختيار قد عرست فيهم من لحظة ميالدهم ذاتها ،وأئهم بقؤتها
ظتوا دائائ ميالين نحو التقوى ومخافة الله ،فلن يجدوا لتصؤرهم دعائ في سلطة الكتاب ،كما
يرض على عكس ذلك أيثما بواتع االختبار .مثل هؤالء يسردون بعض األمثلة القليلة ،يحاولون
بها أن يثبتوا أة المختارين لم يكونوا غرباء عن الدين حتى قبل استنارتهم :لقد عاش بولس حياة
ال يشوبها لوم كفريسى [في ]٦٠٠٥ :٣؛ وكان كرنيليوس بصلواته وحسناته مقبوأل لدى الله
[اع ،]٢: ١ ٠وهلم جرا .أتا عن بولس فإئنا نستم لهم بوجهة نظرهم؛ وفي حالة كرنيليوس نقول
بأئهم مخطوئن .فقد يبدوأئه كان قبأل مستنيرا ومجذدا ،بحيث لم يعوزه شيء سوى رؤيا واضحة
لإلنجيل .ولكن ماذا يعتصرون من فائدة بسرد هذه األمثلة القليلة؟ ًاأذ كز المختارين موسحون
بروح التقوى؟ ليس أكثر مشا إذا كان أحدهم — باالشارة إلى استقامة أرستيدس وسقراط وزينوقراط
وسقيبيون الروماتي [الملعب باألفريقي] وكيوريوس وكاميللوس وغيرهم - ١ ,يستنبط أنكز الذين
انظر أعاله :الكأب الثاني ،اساللثالث ،الفقرة؛. ١.
٩١١ الكتاب الثالث — الفصل الرابع والعشرون
يسلكون في ظلمات الوثنية كانوا طأليا غيارى للقداسة والطهارة .حعا ،يتنضل الكتاب منهم
صراحة في أكثر من مكان .إذ حالة ما قبل التجديد ،كما يصفها بولس في رسالته إلى كنيسة
أفسس ،ال تحتوي أي إشارة لهذه البذرة .يقول :ؤأدتم إذ كنتم ائؤاائ دالننوب ؤالحفايا ،اكي
شلكتم بيقا بذ حتب دهر هذا الخازم ،حشت ،زريس سلطان الهؤاء ،الروح الذي يعمل اآلن ني
ائتا؛ التئصيه ،الذئ دحن ائائ جميعا ئضرائ بذ يتهم بي سهؤات لجشدتا ،غابنن كيائت
اليتشد ؤاألوكار ،وكائ بالئلبيخه ائثاة العشب نمالباقيئ ادنا [اف .]٣-١ :٢وأيثا :اذكذوا...
آئكلم كنتم بي ذلك ،الؤئب يذوب سيح ...أل زجاء لكم ،واذ إله بي الخازم [بدون الله في العالم]٠٠
[اف ١٢-١١:٢؛ .وكذلك :ا٠كئمكأل غنة ،زاتا اآلن فغوت بي الردن .اشأفوا كأؤألد نورا1
ولكئهم قد يرغبون في أن يعزى ذلك إلى الجهل باإلله الحقيقي الذي يظل فيه المختارون
قبل دعوتهم ،كما ال ينكرون .أتا هذا فيمسي افتراة وقخا حيث يعظهم [بولس؛ بأن يطرحوا عنهم
الكذب [اف :٤ه٢؛ ،والسرقة [اف .]٢٨:٤بل بم يجيبون على نصوص أخرى؟ مثل ما ورد
في رسالته إلى الكورنثيين ،حيث بعد أن يعلن أن الأل زائ؛ ؤأل غينة أؤدان زأل ائسقون ؤأل تأيونون
زألتضاحعودغور ،زأل ساروئن زأل نلثاعون ...يرون تلكورق الله [ ١كو ١٠-٩ :٦؛ ،يضيف
دوا أدهم كانوا مذنبين بهذه التحديات قبل أن عرفوا المسيح .أتا االن فقد اغتسلوا ،بل تقدسوا ،بل
تبرروا بدم الرب يسوع وبالروح [ ١كو ] ١١: ٦وكذا في نطل آخر في رسالته إلى أهل رومية إذ
يقول :األكن* كتا وذئتم اغعائءكم غتينا يلئخاشه ؤاإلئم بإلدم ،هكذا االذ وذوئا اععائءكم غتينا
للبئ اللقذاشةال [ ١٩: ٦؛؛ الواي ثكر كاذ لكم حيسن من األتورائي ئشئخوذ دقا اآلذ؟ال [٢١: ٦؛.
إدا أي بذرة اختيار ،أسألكم ،نبتت في أولئك ،وقد كانوا طوال حياتهم منغمسين بسبلي شغى
في رجس الشرور ،بل متمرغين في أبغض أنواع الخطايا وأنجسها؟ إن كان بولس قد قصد أن
يتكلم [قارن ١كو ١١-٩ : ٦؛ مثلهم ،كان عليه أن يبين كم كانوا مدينين إلحسان الله الذي قد
نجوا به من السقوط في مثل تلك النجاسات .وكذا وجب على بطرس أيصا ،أن يحذ أتباعه على
الشكر من أجل بذرة االختيار األزلية .ولكئه على العكس ينتهرهم إذ كفى زمان ماضيهم إلشباع
الشهوات األممية [١بط٣: ٤؛ .وماذا لو ذكرنا بعض األمثلة؟ ماذا كانت بذرة البز في راحاب
العاهرة [يش ]١:٢قبل أنآمنت؟ أو في منسى عندما تلئلخت أورشليم بدماء األنبياء بل غرقت
جون كالثن :أسسن الد ،يرى المسيحى ٩١٢
فيها [ ٢مل ]١٦: ٢١؟ أو في اللص الذي لم يفكر في التوبة إأل عند شه األخير [لو ] ٤٢: ٢٣؟
أوعدوا عتا إدا تلك المجادالت الواهية التي يختلقها ناقصو العقول لذواتهم بعينا عن تعاليم
الكتاب! ولنتذبر نحن ما يحتويه الشقر المقذس :ابئتا نموتم صلتنا .ثغتا كل زاحد ،إلى طريقه0
[اش ٣ه ،]٦:أي إلى الهالك .ولكئ تن كان الله قد قصد فتاختطفهم من هؤة الهالك هذه فهو
ترجئهم إلى حينه هو؛ إئه يحفظهم من السقوط فقط في تجديف ال يفتغر.
مثما يتئم الله خالصه بفعل دعوته للذين سبق فعينهم يحسب قصده األزلى ،كذا أيصا ينفذ
أحكامه على األشرار وبذا يتئم قصده بهم .ماذا إذا عن أولئك الذين خلقهم للعار في حياتهم
وللهالك في مماتهم ،ليكونوا أدا؛ لغضبه وعبر؛ لصرامته؟ لكي يأتوا إلى نهايتهم ،يحرمهم تار؛
القدرة على سماع كلمته ،وتار؛ أخرى دعميهم بل ئذهلهم بالوعظ بها .وحيث إذ هنالك العديد
من األمثلة الذالة على األثر األول ،نكتفي بذكر أحدها فقط نختاره لبيانه األوضح واألبرز بينها.
لقد انقضى نحوأربعةآالف سنة قبل مجيء المسيح وحجبت في خاللها أعين األمم عن نور تعليمه
عن الخالص .إن قال أحذ بأئه لم يسمح لهم بأن يشاركوا في تلك النعمة العظيمة بسبب عدم
استحقاقهم ،فإذ ذريتهم لن تكون أحق بمثقال ذرة .كان مالخي -فوق ما عرف عبر خبرة الحياة
شاهدا مؤدرا في هذا المجال :ألده فيما كشف عن أفعال شرورهم وتجديفهم المشين ،كرز
بمجيء فاد عتيد [مال ١ : ٤وما يتبع؛ .فلماذا يعطى [هذا المختص؛ لألخيرين مغخأل إياهم على
األولين؟ إذ من يبحث هنا عن عته أعمق من قصد الله الخفى الذي ال يستقصى ،فلسوف يعذب
ذاته عبائ ومن غير طائل .كما يلزم أأل نخشى من أن أحد تالمذة يورفيرس( ١١ال٢ال(11لتل0د )1قد يتهكم
بال حساب أوعقاب على عدالة الله ،فيما نظز نحن صامتين عن أن ئعطي جوادا للدفاع عنها .ألئه
عندما نؤبد أة أحذا ال يهلك من دون استحقاق ،وأن بعقا يعتقون من الهالك بفضل لطف الله
وإحسانه المجانى ،فإئنا قلنا ما يكفي إلظهار مجده بدون أدنى مواربة أو مراوغة.
إذ القاضي األعظم ،إذ يترك في ظالم عمائهم ض سبق فأدانهم وحرمهم من شركة نوره
يفسح المجال لتعيينه السابق .ثئة في كز يوم عدة براهين ،وكذا في السجل المقدس ،على حرمان
فيسلوف ،تلميذ أفلوطين ،كتب حوالى سنة ٢٧٠م مقاد ق الرذ على المسيحيين . ١١
٩١٣ الكتاب الثالث -الفصل الرابع والعشرون
المتروكين في عماهم عن شركة النور .ألئه إن كانت عظة بعينها دلقى على مسامع -قز -مائة
شخصية ،يتقبلها باستعداد عشرون بطاعة اإليمان ،فيما يستهتر بها الباقون ،أو يضحكون منها ،أو
يسخرون بها ،أو ئغافونها؛ وإن أجاب أحدهم بالقول إة هذا التنؤع من ردود فعل الرافضين ينشأ
من فسادهم وتعقدهم الشر ،فلن يرضيني مثل هذا الجواب؛ ألن طبيعة المجموعة األولى كانت
لتبقى على العناد ذاته لوال إحسان الله الذي بفضله يوم اعوجاجهم .لذا لم يكن لنا مالد من الحيرة
ما لم يطرق أذهاننا سؤال بولس :امن يميزك؟أ الذي قصد به أن بعالمنا أن البعض ال يتمبزون عن
سواهم بفضل فضيلة مناقبهم ،بل بمقتضى نعمة الله وحدها.
لماذا إدا يجزل نعمته على هؤالء فيما يعبر عن اآلخرين؟ يعطي لوقا السبب بخصوص األولين،
يقول ألئهم انمانوا* ثغين للحتاه األبب٠ئهاا [اع . ] ٤٨: ١٣وماذا لنا أن نفكر عن اآلخرين سوى أتهم
مدئة عشب مهائه للهالك[ 1,رو ]٢٢-٢١ : ٩؟ لذلك ،دعونا ال نشثح أن نقول مع أوغسطينس:
*ايستطيع الله أن يحول إرادة األشرار إلى خير ألئه قدير .فمن الواضح أئه قادر .لماذا إدا ال يفعل؟
ألئه يشاء غير ذلك .ولم يشاء غير ذلك فيظز شأنه ١ ٢ .أثا نحن فينبغي أن ال نكون أحكم مائ يليق
بنا أن نكون .وهذا أوفق جذا من أن نقول بمواربة مع يوحنا فم الذهب :إذ من يشاء ويمن يده
يجذبه الله إلى ذاته ١٣.فغي هذه الحالة األخيرة يكون القرار كلجا مع اإلنسان ،خارحا تماائ من
حكم الله .في الحق أن القرار ال ينشأ عن باعي في ذات اإلنسان ،ولذا فإته حتى المتقون وخائغو
الله يظتون في حاجة إلى حفز الروح القدس .فمثأل ليديا ،بائعة األرجوان ،خافت الله ومع ذلك
كان قلبها محتالجا إلى أن ينفتح لسماع تعليم بولس [اع ١٤: ١٦؛ ،ولالستغادة منه .لم بقل هذا عن
امرأ؛ واحدة فقط ،بل ليعتمنا أن تعئق كز شخص في التقوى هو العمل الخفى الذي بجريه الروح.
أن يرسل الرب كلمته إلى كثيرين مئن يقصد أن يزداد عماؤهم أمر ال يقبل الئساءلة .فلماذا
يسبب كثرة من المطالب توجه إلى فرعون؟ هل ألئه كان يأمل أن يلغن قلبه بالبعثات المتكررة؟
كأل ،فقبل أن بدأ ،كان قد عرف النتيجة وتوقعها .قال الرب لموسى :اذهب [خر ]١٩:٤
**
يطيع [خر ،٢١:٤قارن الترجمة الالتينية الوأعلن مشيئتي لفرعون؛ (ولكني أشذد قلبه) حتى ال
, 071 62716818 171ج111أ8ل٦جال٨ أأ] انظر٤ 34. 434( :؟^) . 13ل 1.ل 67)11 867186 ١٢
£11108 011, أ7-6^7-6116718107111(118 6 انظر771111)1110716 71077117111771, 110111. 111. 6 )10 51. : ١٣
143(.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٩١٤
الثولجاتا ] .وهذا عندما أقام حزقيال ،أنذره بأئه ثركزإياه إلى اثة عنيدة ومتمزدة [حز ]٣: ٢
حتى ال ييأس إن زلجن نفسه يفتي لشب أصنم [حز .]٢: ١٢وكذا يجه إرميا إلى أئه جاعل
كالمه في فمه نازا ،لكي يقلع ويهدم ويهلك وينقض ويشتت الشعب كالجذامة [ار ١ ٠ : ١؛
قارن ه .]١ ٤ :وتذهب نبوة إشعياء إلى أبعد من ذلك إذ يرسله الرب هكذا :اذلهك وز يهذا
الئئب :انتعوا سئائ وأل ئفقوئا ،ؤأببزوا اضارا ؤأل ثغروا .علظ قلك هذا السغب ؤدعز أذي
زاطقز ،عسب ،لئأل يبز بعسب زئشتغ باذيب ويفهم يمه ،وغ قيئعىا[ ٠اش ١٠—٩:٦؛ قارن
ال نستطيع أن ننكر أة الله يرسل تعليمه مفلعا باألحاجي ،لمن يشاء لهم أأل يستضيوئا به حتى ال
يتتفعوا به الله—لم إآل ليزدادوا حماقة .يشهد المسيح بأن السبب الذي ألجله يشرح لرسله على انفراد
األمثال التي تكلم بها للجموع ،هوأئهماقذ اغبى لكم اذ ئقرفوا اتزار ملكوت الششاؤاب ،ؤاثا
ألولئك [للعاثة] قللم يعط [مت . ] ١١: ١٣قد تسأل :ماذا يعني الرب بتعليم أولئك بما يقصد أأل
يغهموه؟ تأثز على من يقع الخطأ ،وكفى عن السؤال .ألده مهما كانت درجة غموض الكلمة،
فعلى الرغم من ذلك ،ثنة ما يكفي من النور لتبكيت ضمير األشرار.
بقي لنا اآلن أن نرى لماذا يفعل الرب ما يفعله عالنية .إذ قيل إئه يحدث هكذا ألن البشر
يستحثونه بسبب عقوقهم ونزهم وعدم شكرانهم ،بات هذا قوأل صحيحا وحسائ .ولكئ ألن
سبب هذا االنحراف الالمنطقي ليس واضخا بعد [ -أي] لماذا يستمز هؤالء الذين ينحرفون عن
الطاعة في عنادهم -وجب علينا في سبيل استقصاء هذا األمر أن نلفك النظر إلى تلك الغاية التي
أشار إليها بولس نقأل عن موسى [خر ،] ١٦: ٩وهي :إئه لهذا عثيه أقامهم الرب منذ البدء لكي
يخز باسمه في كز األرض [رو .] ١٧: ٩كون األشرار يستمرون في عصيانهم كلمة الله ،على
الرغم من المناداة بها لهم ،فذلك مرذه عن حق إلى عنادهم وفسوفى قلوبهم ،تغم ،ولكن ئضاف
إلى ذلك في الوقت عينه ألهم حصصوا لهذا الفسوق ،ألدهم أقيموا بواسطة دينونة الله العادلة
ه ٩١ الكتاب الثالث — الفصل الرابع والعشرون
وحكمته التي ال لستقصى إلظهار مجده في إدانتهم .وعلى مثال ذلك ،لتا زوي عن بني عالي
أئهم لم يعيروا اإلرشاد الصحيح التفاائ ألة الرت ساة اذ يميدهلم [ ١صم : ٢ه ،]٢ال ئنكر أة
عنادهم كان ناشقا من شرهم؛ ولكن يالحظ أيصا لماذا ئركوا في عنادهم فيما كان الله قادرا أن يلين
قلوبهم؛ ألة قضاءه الثابت وغير القابل للتغيير كان قد عينهم للهالك مرة وإلى األبد .ويؤيد يوحنا
هذه النقطة ذاتها بقوله :ؤتغ ائه كان وئ ضتغ أناتؤلم اياب هذا غذدلها ،لم دونوا به ،لكتم ئؤل
(نغيا؛ اي ...آقا زت ،تن صدق ختزذا؟٠ا٠ا [و ٣٨-٣٧ :١٢؛ اش .]١: ٥٣وهع أئه ال يعفي
المعاند من اللوم فإئه يكتفي بهذا السبب ،أن ال طعم لنعمة الله لدى اإلنسان إلى أن يمنحها الروح
والمسيح ،باقتباسه قول إشعياء ؤتكون الجميع مقعلميرع مئ الله [يو : ٦ه ٤؛ اش ٤ه] ١٣:
يعني فقط أة اليهود مرفوضون ومغتربون عن الكنيسة ألئهم غير قابلين للتعليم .وال يدلي بسبب
آخر لرفضهم سوى أة وعد الله ال يخضهم .يؤيد ذلك قول بولس :دالنميح ...لليهود عتزه،
زللوئنانئينجيالة! وا بئتذغؤين ...وه الله /زحكتة اللهآلا [ ١كو .)٢٤-٢٣ : ١ألئه عندما ذكر
ما يحدث عاد؛ عندما يادى باإلنجيل — أال وهو أئه يثير غضب البعض ،ويرفضه البعض بازدراء
-يقول إذ أ١لمدءؤيناا وحدهم هم من يثتنون قيمته العالية [قارن ١كو٢٢:١و .]٢٤قبل قليل
دعاهم المؤمنين [أنظر ١كو ٢١ :١؛ ،ولكئه لم يشأ أن يحرم نعمة الله — التي تسبق اإليمان —
مكانها المسئحق ،بل أضاف ،على سبيل التصحيح ،تلك الجملة التي تؤكد أة منآمنوا باإلنجيل
.بات لزاتا عليهم أن يغزوا فضل إيمانهم إلى الدعوة اإللهية .وهكذا يعتم عقبا على ذلك أئهم
عندما يسمع عديمو التقوى هذه األمور يشتكون بأة الله يسيء معاملة حلقه التعيس ،مطبعا
العنان لقؤته المطلقة في لهو عابب وحشى .أتا نحن الذين نعلم أة جميع الناس مسؤولون أمام
عرش دينونة الله وأئهم محاسبون على دهم عديدة ،حيث إذا ؤوحهوا بألف منها ال يمكنهم أن
يدافعوا عن إحداها — فإائ نقز بأن األشرار ال يقاسون شيقا خارلجا عن قضاء الله المطلق البر .وعلى
الرغم من أئنا ال ئدرك بوضوح علة ذلك ،دعونا أأل نأبى االعتراف ببعض الجهل من حيث تسمو
أثا معارضونا فقد اعتادوا أن يقتبسوا نصوصا كتابئة يبدو فيها أن الله ينكر أن األشرار يهلكون
بموجب قضائه ،عدا أدهم يجلبون الموت على أنفسهم من جراء تمردهم الصاخب .لذا دعونا
نشرح هذه النصوص ونبرهن على أدها ال تتعارضى مع االعتقاد السالف نكره.
يطرح نطل حزقيال القائل بأن الله ال يشر ١ابتؤت الغرير ،تل بأن ئزجغ الغرير غن غريقه
ؤئحائ [حز .] ١١ :٣٣إن كان الله يسر بأن يمنح هذا للجنسى البشري باكمله ،فلماذا ال يحذ على
التوبة الكثيرين مقن هم أكثر قابلئة للطاعة من أولئك الذين تتقسى قلوبهم أكثر فأكثر إزاء دعواته
اليومئة لهم؟ فبحسب شهادة المسيح ،لو أن كرازة األنجيل واآليات حدثت بين شعب نينوى
[مت ] ٤١: ١٢وأهل سدوم ،لوجدت قبوأل أكثر متا القته في اليهودية [مت .]٢٣: ١١لو شاء الله
أن الجميع يحلصون ،فلم لم يفتح باب التوبة لألشقياء الذين على كثر استعداد أن يتقئلوا النعمة؟ من
ثم يمكننا أن نرى أن هذا النص يلتوى بعني إن تعارضت مشيئة الله التي يشير إليها النبتي [حزقيال]
مع قصده األزلتي الذي مئز به المختارين من المرفوضين .أما إذا كنا نطلب جوهر المعنى الحقيقتي
لنطل النبتي ،فهو إعطاء للنادمين فقط رجاة المفقرة؛ ومغزاه هو أن الله مستعد بدون أي شق أن
يصفخ للخاطئ حالما يتوب .ومن ثم ،لتا كان الله يريد توبة الخاطئ فهو ال يشاء موته .ولكن
االختبار يعثمنا أن الله يشاء توبة من يدعوهم إلى ذاته ،بحيث إته ال يمش قلوب الجميع .وهذا ال
يبرر القول بأئه يتصرف بالمخادعة ،ألئه على الرغم من أن دعوته الخارجية وحدها باتمت تترك
من يسمعونها وال يطيعون بال عذر ،فهي بحى تعتبر برهاتا على نعمة الله التي يصالح الناس بها مع
نفسه .دعونا إدا نعتبر تعليم النبتي بأن موت الخاطئ ال يسر الله ،يقصد به طمأنة المؤمنين إلى أن الله
مستعذ أن ئغئز لهم حالما تلمسهم التوبة؛ أتا بالنسبة إلى األشرار فيهدف إلى جعلهم يشعرون بأن
تعذيهم يضاعف ألئهم ال يستجيبون للطف الله وإحسانه ،ولهذا فإذ رحمة الله سوف تمتن دائائ
لمقابلة التوبة ،ولكن جميع األنبياء ،وجميع الرسل ،وكذا حزقيال نفسه أيصا ،يعلمون بوضوح
لمن توهب التوبة.
)لكيفية التي يريد الله بها ذلك .فإذ بولس يربط الثفليين مائ :أن الله يريدهم أن يخلصوا ،وأن يقبلوا
إلى) معرفة الحق .إذا أرادوا القول بأن هذا قد عيله قصد الله األزلى لكي يتقيلوا عقيدة الخالص،
فاذا يعني قول موسى :ألئه أي شعب هكذا هوعظيم بحيث يقترب الله منه كما يقترب منكم؟
[تث .]٧: ٤كيف حدث أن الله حزم شعوائ كثيرة نور إنجيله ،فيما تمتع بهآخرون؟ كيف حدث
أن القبول النقى لتعليم التقوى لم يأب للبعفى ،فيما كادآخرون يتذوقون بعض عناصره األساسية
اباهتة؟ من هذا يمكن استشفاف ائجاه منطق بولس .لقد طلب من تيموثاوس أن بقام صلوات
جادة في الكنيسة ألجل الملوك وجميع من هم في منصب [١تي٢-١:٢؛ .ولكن لائ بدا سخيائ
أن بسكب لله صلوات ألجل طبقة من الناس يكاد يكون ميؤوسا منها (ليسوا جميعهم غرباء عن
جسد المسيح فقط ،بل مصنمون على القضاء على ملكوته بكل ما كان لهم من قدرة) ،يضيف:
األن هذا خشن وثيون لذى ئغئصتا اؤ ،الذي يريد اذ لجميغ الائسب يغلطون [ ١تي . ] ٤-٣ : ٢
ال شك في أن بولس يعني فقط أن الله لم يفلق طريق الخالص أمام أي جماعه من الناس؛ بل بالحري
إئه ال يريد أن يعئكزه أحذا من دونها.
أثا النصوصى األخرى فال تكشف عفا عينه الله في لحكمه الخفى لجميع الناس ،ولكئها بعلن
أن ثئة مفغرة سهلة المنال لجميع الخطاة بشرط أن يرجعوا فيطلبوها .فإن كان ئناووئنا يصرون
على التمشك بالنص القائل إذ الله يريد أن يرحم الجميع [قارن رو ٣٢: ١١؛ ،فإئني أرن على سبيل
االعتراض ما ورد في موضوعآخر :إة إلهتا في الشماء .كلما ساء صبغ [مز .]٣٠٠١١٥وهكذا
إذا ثشرح هذه الكلمة بحيثكغق هع األخرى :آئزاءف ،ؤاذخر تئنمأذخائً [خر .]١٩ :٣٣فمن
يختار الذين تقيد بأن يرحمهم ال ينعم برحمته على الجميع .أتا ألئه يتضح أئه يبدي هنا اهتمامه
بفائب معينة من الناس ،وليس بالناس كًافراد ،فال داعي لالستمرار في هذا السجال! على أبه ينبغي
في الوقت ذاته أن نالحن أن بولس ال يشير إلى ما يفعله الله في كز زما؟ وفي كز مكا؟ ومع كز
الناس ،بل يحفظ حريته ليجعل حتى الملوك والحكام شركاء في التعليم السماوي ،مع أئهم بسبب
ولكن يظهر أئهم يثيرون اعتراصا أقوى على أساس ص آخر من رسالة بطرس وهوأن الله األ
تشاء اذ يؤبلن أتاسل ،رز اذ ثعبز الجييغ إلى التؤتة. ٢ [ 11ط . ] ٩: ٣لكئ حز هذه الصعوبة يكمن
في النصف الثاني من الجملة ،ألن مشيئة القبول للتوبة يمكن فهمها في اإلطار العام فقط للمعنى
المقبول به .إذ التجديد في يد الله :فعندما يعد بأن يعطي قالئل معينين قليا من لحم فيما يترك الباقين
بقلب من حجر [حز ،]٢٦ :٣٦ليسأل هل كان يريد توبة الجميع .من المويد والصحيح أئه ما لم
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩١٨
يكن الله مستحنا أن يتقبل ض يلتمسون رحمته ،باتت هذه المقولة في غير محتها :ازحفوا إني...
وارخ إلحكم [زك .]٣: ١ولكتي أقول بإصرار إئه ال يقرب الله بشر فان ما لم يكن الله منتظر)
إداه .ولوكانت التوبة متوقفة على خيار اإلنسان ،لم يكن بولس ليقول غشى اذ يعطتهم الله رؤبهاا
[٢تي : ٢ه . ] ٢حعا ،ما لم يكن الله الذي يحذ الجميع على التوبة بصوته هو نفسه الذي قد جذب
المختارين لذاته بقدرة روحه الخفية ،ما كان إرميا قال :توبئي فأتوب ...ألئئي رجعت بعد أن
تؤبتذي[ ٠٠ار ،١٩-١٨ :٣١انظر الترجمة الالتينية ٠-االثولجاتا.٢٠
قد تقول :لكن إن كان كذلك ،فلن يبقى الكثير مائ يدعولإليمان بمواعيد اإلنجيل،ألئها حين
تشهد إلرادة الله تجزم بأئه يشاء بما يناقض قضاءه المنيع .ليس كذلك على اإلطالق .فمهما كان
لمواعيد الخالص من شمولية ،فهي ال تتناقض من أى وجه مع التعيين السابق للهالكين ،بشرط أئهم
يلتفتون لفاعليتها ,ألئنا عندما نتقيل وعود اإليمان لقلم عندئذ ،وعندئذ فقط ،أدها تبدأ عملها الفعال
فينا .على العكس ،عندما تنطفئ شرارة اإليمان يتالشى الموعد في الوقت عينه .وإن كانت هذه
طبيعئها [أي طبيعة المشيئة والمواعيد) ،دعونا نز إدا هل كان يتناقض أحدها مع اآلخر .قيل إذ الله
عين منذ األزل من يشاء أن يقبلهم في محيته ،وكذا من يشاء أن ينفث عليهم غضبه .وعلى الرغم من
ذلك يعلن عن الخالص لجميع الناس بدون تحيز .أتا أنا فاولد بإيراد الدليل أن هادين المقولتين
تتفقان مائ تمام االتفاق .ألن الله يقصد ،بوعد كهذا ،أئه يبسط رحمته للجميع ،بشرط أن يسعوا
إليها ويلتمسوها فقط .ولكن من ،أنارهم فقط يفعلون ذلك؛ وأئه هو يير من قد عينهم للخالص.
وهؤالء األخيرون يمتلكون حقيقة الوعود األكيدة غير المنقوصة ،وهكنا ال يمكن ألحد أن يقول
إذ هنالك تناقصا بين االختيار اإللهي األزلي وشهادة نعمته التي يقذمها للمؤمنين.
لكن لماذا يقول أ١لجميعأ؟ الجواب :لكي تستكئ ضمائر األتقياء عندما يدركون أن ال تمييز
بين الخطاة في حال وجود اإليمان .ومن جابآخر ،ال يستطيع األشرار أن يذعوا أن ليس لهم
ملجأ يعجلون باللون به من عبودية الخطيئة ،فيما هم بسبب جحودهم يرفضونه عندما يقذم لهم.
لذلك ،لما كانت رحمة الله مقدمة لكال الصنعين من الناس من خالل بشارة اإلنجيل ،فهو اإليمان
-أي إنارة الله -الذي يميز األتقياء عن األشرار بحي٠ث يشعر السابقون بفاعلية اإلنجيل فيما ال
يستفيد الالحقونمنءمله .واالستنارة ذاتها أيشا ترتبط بقاعدة االختيار اإللهى األزلي.
٩١٩ الكتاب الثالث -الفصل الرابع والعشرون
أما مرثاة المسيح التي يقتبسونها — يا أورشليم ،يا أورشليم ...كم مزة أردت أن أجمع
أوالدك...ولم تريدوا [مت-]٣٧:٢٣فالتدءم اعتراضهم .إر أقر بأة المسيحاليتكتم[هذا؛
بصفته كإنسابا فقط ،بل يوبخهم أيصا لرفضهم نعمته عبر جميع األجيال.
ولكن يلزم أن نعزف مشيئة الله التي نناقشها اآلن .من الواضح تماائ كيف يذل الله جهنا كبيرا
وعناية ليجمع الشعب ،وكم رفض الشعب بعناد أن يجتمعوا ويقحدوا ،مستمين أنفسهم لشهواتهم
الضالة ،من أكبرهم إلى أصغرهم! لكن ال يلزم أن يعني ذلك أة إرادة األنسان الشريرة تفسد قصد
الله .يعترضون بالقول إئه ليس أبعد عن طبيعة الله من أن يكون مزدوج األرادة .إئني أتفق معهم في
هذا ،بشرط أن يفسروا ذلك على النحو الصحيح .لكن لماذا ال يأخذون بعين االعتبار النصوص
العديدة التى ينزل الله فيها -مثخنا المشاعر البشرئة -إلى ما هو أدنى من عزة جالله؟ يقول
إئه بسط ذراعيه ...ليدعو شعبا متمردا [اش ه٢:٦؛؛ مبكرا ومؤحزا اهنتم بأن يرجعهم إليه .إن
أرادوا أن ينسبوا كز هذا إلى الله ،بغض النظر عن صيفة التشبيه واالستعارة ،فسوف تنشأ جدليات
سطحية عديدة يمكن الرد عليها بهذا الجواب الوحيد :بنقل ما هو بشري [من صفاب وخصائص؛
لوصف الله؛ مع أن الجواب الذي قذمناه في موضع اخر كاب للغاية[ ١٤ ،نضيف؛ إئه على الرغم
من أة إدراكنا ألرادة الله متعذدة ،فهو ال يشاء هذا وذاك في ذاته ،ولكئه بحسب حكمته الغزيرة
والمتنؤعة ،كما يصفها بولس [اف ١ ٠ :٣؛ ،بخرس حواشنا إلى حين تعتلى أن ندرك كيف يشاء،
بصنعه العجيب ،ما يبدو موقا ضد إرادته.
يتالعبون بالحجة الطفيفة أة الله ،بصفته أبا الكز ،ليس من عدله أن يتختى عن أحد سوى أولئك
الذين من جراء إثمهم استحثوا هذا العقاب .كما لو كان سخاء الله لم يشمل الخنازير والكالرب!
أثا في ما يتعتق بالبشر ،فليجيبوا لماذا التزم بشب واحد ليكون لهم أبا؛ وأيصا لماذا انتقى من بين
*هؤالء عددا قليال ،كما ينتقي أحدهم زهرة من بستان .ولكئ ولع هؤالء المتكتمين بالسوء يمنعهم
من التفكر في أة الله اابشيق لهئشه غتى األلهزار زالطابجيائ[ ٠مت ه :ه ٤؛ ،بحيث يؤتمن الميراث
للقليلين الذين سيقول لهم يوائ ما :دعالؤا يا مباركي ًا.ري ،رثوا الملكوت [مت ٣٤:٢٥؛ ،إلخ.
كما إئهم يعترضون بالقول إة الله ال يكره شيائ من صنعه .نعم إتي اقر لهم بذلك؛ ومع هذا فإة ما
أعتم به يبقى ثابيا :أن المرفوضين مكروهون من الله ،ولسبب ئعقل .إئهم إذ يفتقرون إلى روحه،
ال يستطيعون أن ئحدثوا إأل عته للمسبة .يضيف المعارضون أئه أل نزق يرع اليهودي ؤالثوائنئ
[رو ١٢: ١٠؛ ،ولهذا فنعمة الله تمتن للجميع بال تمييز .أكيد ،ولكن بشرط أدهم يعترفون كما
انظر أعأله :الكتاب األول ،الفصل السابع عشر ،الفقرة ٢؛ والفصل الثامن عشر ،الفقرات .٤-١ ١٤
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٩٢٠
وصح بولس ،بأة ا الله يدعو أناشا من كز من اليهود ومن األمم أيائ بحسب مسرة مشيئتدأ
[رو ٢٤:٩؛ ،بحيث إته ليس تلزائ بأحد .وبهذه الطريقة أيثما نرذ على اعتراضهم الوارد في
موضعآخر ،أن الله اعتق عتى الجميع ئائ في العضتان ،بكتي تزحم الجييغ [رو ٣٢:١١ندمج
مع غز )٢٢ : ٣؛ أي ألئه يشاء أن يعزى خالص جميع المختصين إلى رحمته ،رغم أن هذا االحسان
ليس شامأل للجميع .أثا اآلن ،فعندما ثطرخ األفكار على كز من الجانبين ،لتكن خاتمتنا هكذا:
أن نرتعذ مع بولس إزاء سر هذا عمعه؛ ولكن إذ تصخب جلبة األلسنة المشاكسة ،فال نستح من
هذا التعجب الذي نطق به :من ادت ادفا االسان الذي تجاوب الله؟ [رو ٢ ٠ : ٩؛ .وكما أكت
أوغسطينس عن حق :تن قاس عدالة الله بمعايير العدل البشرية إثما يسلك في ضالل١٥ .
القيامة األخيرة
يشهد بولس أن المسيح ،شمس البل [مال ،]٢ : ٤الذي يتأنق مجده في اإلنجيل ،قد أبطل
الموت وأنار لنا الحياة والخلود [٢تي ١٠ :١؛ .ومن ثم ا٠ذذتقأل نحن ،باإليمان ،أس الكؤب
إلى الحتاه[ 11يو ه٢ ٤ :؛ ،صائرين ليس اتئد* غزناة زنزأل ،تل رئة مغ القايس ؤأش تيب الله*1
[اف ،]١٩:٢الذي أجلسنا مع ابنه الوحيد !افي الشكاواض>أ [اف ]٦:٢حتى ال يعوزنا شيء
لكمال سعادتنا .ومع هذا ،فلئأل يرح بنا نضال حربنا الروحية ،كما لو كا لم نستغد من نصرة
المسيح ،ينبغي أن نتمشك بما نتعتمه من مواضع كتابية أخرى عن طبيعة الرجاء .فألئنا نرجو
ما ال يرى [رو :٨ه٢؛ ،وألة اإليمان ،كما ورد في نص اخر الهز *...اإليقان ياور أل تزىاا
[عب ،]١ :١١فائنا مدعوبون عن الرت ما دمنا بقينا مستوطنين -أو بالحري سجناء — في
الجسد [ ٢كو .]٦٠٠٥لهذا السبب ،يقول بولس نفسه في موضعآخر لنا1 :اون متم ؤحتادكم مشتيزه
تغ الكسيح ني الله[ .و] تئى اظهز التسيخ حياقا ،وحينئذ دظهزون ًائتئأ أئائ تفه بي الكجدأ
[كو .]٤—٣ :٣هذا إدا هو ما يشترط علينا :أئعيس رالئفعل وابر ؤالقثؤى بي الغالم الحاضر،
منتظرئ الرجاء الثيازذ ؤظؤوز تجد الله الغغليم زمحينا ئشوغ الكسيح [تي .]١٣-١٢ :٢
هنا إدا نحتاج إلى صبر فوق المعتاد حتى ال نعكس اثجاه مسيرتنا ،من جراء إعيائنا ،أو نتختى عن
الموقع الموكل إلينا.
لذلك ،يستلزم كز ما قد شرحناه حتى اآلن أذهاائ موجهة إلى ما فوق ،كيما نحت
المسيح وإن كا لم نره لكن نؤمن به ،فنئتهج بفرح ال ينطق به ومجيد إلى أن ننال غاية إيماننا
جون كالثن :أسس األين المسيحي ٩٢٢
١٦بط .]٩~٨ : ١لهذا السبب يقول بولس إة إيمان األتقياء ومحبهم يتطلعان إلى الرجاء الموضوع
لنا في السماوات [كو ٤ :١له] ٠لذلك عندما نثبت أنظارنا على المسيح فيما ننتظر السماء ،بحيث
ال يصرفنا شيء على األرض عن مسيرتنا إلى تلك السعادة الموعودة ،عندئذ يتحئق القول إله حت
تكون كنرك لهتان يكون قلبك ايصا [مت .]٢١ :٦من ثم تنشأ حقيقة الواقع أئه قئما يوجر
اإليمان في هذا العالم :وليس أصعب على بطئنا من أن نتغلب على عقبات ال حصر لها ،فيما نحن
نسعى دخؤ انقرض ألحلي لجفالة دغوه الله اذئيا٠أ [في١٤:٣؛ .ألئه عالو؛ على جملة الباليا التي
تكاد تطمرنا ،تهدد براءتنا غارات التقريع التي يشئها علينا األشرار عندما يبدو أئنا إذ ننبذ إغراءات
العالم الحاضر نسعى نحو نعيم ال نراه ،وكأئه ظل سريع الزوال .وأخيرا تحاصرنا ،من أعلى وس
أسفل ،ومن أمامنا والخلف ،تجارب قاسية ال تستطيع عقولنا أن تتكبدها ما لم تكن قد تحررت
من األرضيات ،وثبت أنظارها على الحياة السماوية التي تبدو بعيدة المنال .لذلك فإئه وحده من
درب ذاته على التأتل بال انقطاع في القيامة المجيدة ،هوتن استفاد كلجا من بشارة اإلنجيل.
ناقش الفالسفة األقدمون موضوع الخير األسمى ،وحتى أولئك تجادلوا حوله فيما بينهم.
ومع ذلك لم يدرك أحذ سوى أفالطون أة الخير األسمى هو االقحاد مع الله ١،وحتى هو لم
يستطع أن يدرن طبيعته ،ولوفي غموض .وال عجب ،ألئه لم يتعلم شيائ عن الرباط المقدس لذلك
االثحاد .إئنا حتى في رحلتنا األرضية هذه نعرف ما هي السعادة الوحيدة والكاملة؛ ولكن هذه
السعادة تضرم اشتياقنا إليها أكثر فأكثر في كز يوم ،إلى أن يشبعنا اكتمال إثمارها .لذا قلن إئهم
وحدهم تن يرتقون بأنظارهم إلى القيامة يجتنون ثمار المسيح .وهكذا يرفع بولس أمام المؤمنين
هذا الشعار [في ]٨: ٣وأن ينسى ما هو وراء ويمتن إلى ما هوقذام [في . ] ١٣: ٣وكذا نحن يلزمنا
مريرا ٠بسبب
٠٠٠بالدتنا ءإذا وقعنا ٠٠مح من الشوق ،ءلئأل ئعاقن عقادا
٠ وبمزيد
٠٠د ٠ أن نسعى نحوذلك الفرض ٠بهئة
في قبضة العالم .لذا — في نعل تالي — يميز المؤمنين بهذه العالمة ،أن أسيرتهم هي في السماوات
التي منها ينتظرون مختصهما[ ٠في .]٢ ٠:٣
ولكيال تخور شجاعتهم في هذا السباق ،يلحق لهم بولس جميع المخلوقات لترافقهم .وألة
كز ما يرونه حولهم هو حطام ال هيئة له ،يقول إة كز األشياء ،ما في السماء وما على األرض
; 0 11. 126-129ادًا نحمًا) <£م 176أاأل77 انظر£ £1310 :ح1٧. 715 £-716 £ )£ ١
1. 292-297(.
٩٢٣ الكتاب الثالث -الفصل الخامس والعشرون
يسعى نحو التجديد [رو .] ١٩ :٨فمنذ أن أربكآدم بسقوطه نظام الخليقة الكامل ،باتت العبودية
١لتي اخضعت لها كز المخلوقات بسبب خطيئة اإلنسان ثقيلة ومبرحة .ليس ائها قد وهبت ملكة
!الدراك ،ولكئها .طبيعتها تتوق إلى حالتها األصلية التي سقطت منها .لذلك نسب بولس إليها
الروح [رو ]٢٣:٨يلزمنا
* أ١ألس و التمغض[ ٠٠رو ،]٢٢ :٨حتى إى حمحن االين لنا باكوز؛
أن نخجل إذ نذبل في فسادنا ،كما يلزمنا أأل نماثل العناصر المائتة التي تحمل في طياتها عقاب
خطيئةآخر .ولكي يهمزنا بولس بمزيد من الحذة ،يدعو مجيء المسيح األخير فداءنا [قارن
رو .]٢٣: ٨إئه صحيح حعا أن جميع نواحي قيامتنا قد اكيلت؛ ولكن ألن المسيح وت٠م عن
ينتظرونه]
** ** قايتة بآل لحطئة للحألص [للذين
الخطايا ره وإلى األبد [عب ]١٢:١٠فسوف تظهز
** إلى أن يكتمل.
الغداء [عب .]٢٨: ٩فمهما قاسينا من صعوبات ،فلنتقؤ بهذا
ينبغي أن تشحن أهمية هذا األمر اهتمامنا األقصى .فإذ بولس يحاول أن يبرهن على أئه إن
باطلة [ ١كو ه ،]١٤-١٣:١وأئنا نكون
** لم تكن قيامة أموات ...فاإلنجيل باطل والكرازة به
سش جميع ١لائسأ [ ١كو ه ،]١٩: ١إذ نحن لمعرضون لتعيير الكثيرين ولكراهتتهم أنخاطر كز
ساعه [ ١كو ه ،]٣١اخل مذ خستا مثل غتم ألج[ ,,رو ٣٦:٨؛ مز .]٢٢: ٤٤وبناة على
واحد فقط ،بل في مجموعه الذي يشمل تبئينا وإكمال
* ذلك فإذ سلطة اإلنجيل تنهار ،ليس في جزء
خالصنا .لذا ،لنلتفك عن كثب لهذا األمر االي في غاية الخطورة بحيث ال نعيا مهما طال الزمن.
لقد أرجأت إلى هنا نقاشي الوجيز لهذا الموضوع لهذا السبب :وهو أن يتعلم قرائي — متى تقيلوا
المسيح ،رئيس خالصنا ومكئله -أن يشموا إلى أعلى ،ويدركوا أئه مشرز في أعاليه بالمجد
السماوي والخلود حتى يشاكل الجسذ كئه الرأس .فإئه هكذا يضع الروح القدس أمامنا -تكرارا
-نموذج القيامة.
ما أصعب أن نصنق أن األجساد التي يأكلها العفن ،سوف ئقام في أوانها! اللك ،على الرغم
من أن الكثيرين من الفالسفة قد أقروا بخلود األرواح ،اعترف قليلون منهم بقيامة الجسد .ومع
أئه ال توجد حجة أو عذر لهذا الرأي ،فإئها تدبرنا بمدى صعوبة فهمها من تبل العقل البشري.
أتا الكتاب المقنص فيزؤدنا بنقطئين تساعداننا على التغلب على هذه العقبة الجسيمة باإليمان؛
إحداهما نموذج قيامة المسيح؛ واألخرى قوة الله الكلية القدرة.
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٩٢٤
أؤأل ،لتكن صورة المسيح أمامنا كتما تأثلنا موضوع القيامة .إئه في الطبيعة التي ادًاخذها
لذاته متا قد أكمل مسيرة الحياة المائتة ،وإذ نال الخلود أصبح عربون قيامتنا العتيدة .ألئنا في كز
ما يحيط بنا من بالء [قارن ٢كو ]٩—٨ : ٤نكو ن حاملين ني الجدد ...إنائه الرت ئشوغ ،بكى
دئهز حياه سوغ اقصا في لجشدرا [ ٢كو ١ ٠ : ٤؛ .فاذ نفصله عن ذواتنا ليس مسموحا به ،وال
ممكائ من دون أن نمزقه .لهذا يجادل بولس :إذ للم ثكل نياتة اثواب قال ئكون انتسخ قذ واماا
[ ١كوه .]١٣:١ألئه يستم كمبدأمتفق عليه بأئه ليس من أجل المسيح وحده اخضع للموت ،أو
أئه أحرز االنتصار على الموت بقيامته ثانيه ،بل إذ ما قد ابثدئ في الرأس وجب أن يكئل في جمع
األعضاء بحسب رتبة كز منها ومقامه .ألئه حعا ليس من المالئم أن ينبروا جميعا مساوين له من
كز وجه .فلقد قيل في المزامير :اكن ئذغ ئقثك ئرى وشادا[ ,,مز ١٠: ١٦؛ قارن اع .]٢٧: ٢ومع
أئنا نملك قسائ من هذه الوديعة بحسب القذر الذي وهب لنا ،فإذ ملء فعلها تجئى في المسيح
وحده الذي لكونه معصوائ من كز فساد اعيد له جسد الكمال .واآلذ إذ ال ريب في شركتنا مع
المسيح في القيامة المباركة ،ولكي نقنع بهذا العربون ،يعلن بولس بكز وضوح أن المسيح جالس
في السماء [قارن اف ٢ ٠: ١؛ ،وسوف يأتي في اليوم األخير قاضؤا لكي يغير نكز حشد ئؤاصعثا
بيكون عتى صورن حشد مجيه,ا [في ٢١-٢٠ :٣؛ .ويعتم أيصا في موضعآخر [كو ٤ :٣؛ أن الله
أقام ابنه من األموات ،ال ليظهر مثاأل وحينا لقدرته ،بل ليظهر لنا نحن المؤننين عمز الروح نفسه،
الذي يسميه حياة ،بينما يسكن فينا ألئه أعبي لكي يحيي ما هو مائت فينا [قارن رو ١١: ٨؛ .
إئني أتعرض هكذا عاجأل لما كان يمكن أن يعالج على وجه أكمل ويستحق أن يسط بصور؛
أروع .ولكتئي أثق بأن يجد القارئ الخاشع في هذه الكلمات القليلة ما يكفي لبناء إيمانه .لقد
قام المسيح ثانية لكي نرافقه في الحياة اآلتية .لقد أقامه اآلب بصفته رأس الكنيسة التي ال يسمح
اآلب البتة بأن يفصله عنها .لقد أقيم بقوة الروح القدس الذي يحيينا معه وعلى مثاله .وأخيرا أقيلم
لكي يكون هو 0القيامه وانجبا؛[ ,,يو ٢٥: ١١؛ .كما قلنا ،في هذه المرآة تظهر لنا صورة القيامة،
وهكذا تصير أساسا وطيدا يدعم أذهاننا بشرط أأل يعيينا أو يضجرنا طول االنتظار؛ ألن وظيفتنا
ليست أن نقيض دقائق الزمن كما يروقنا ،بل أن ننتظر بصبر حتى يسترد الله ملكوته بحسب زمانه
باكورة الذين للمسيح ،كز واحد في رتبته
ثم* هو .يتصل بهذا نصح بولس حين يقول :المسيح
[١كوه٢٣:١؛.
ولكن كي ال يثار تساؤز حول قيامة المسيح التي على أساسها ثبنى قيامتنا جميعا ،نرى كم
من مرة ،وبكم من الوسائل المختلفة يظهر شهادتها لنا .سوف ينظر المستهزوئن إلى الحقيقة
٩٢٥ الكتاب الثالث -الفصل الخامس والعشرون
١لتاريخية التي دونها البشيرون كأسطور؛ من حكايات اليدحر ٠ماذا تكون قيمة البشارة التي أتت
مرف نسا؛ فقيرات خائفات ،وأكدها تالميذ أيبسهم الرعب؟ لماذا بالحري ال ينصب المسيغ في
وسط الهيكل وفي الميادين العامة دصائ بزاقة عالمة النتصاره؟ لماذا أيشا ال يبرهن للكهنة ولكز
أورشليم على أره عاد إلى الحياة؟ يندر أن يقز أبناء هذا العالم بكفاءة الشهود الذين اختارهم.
أجيب :على الرغم من أئه كان لضعفه المنظور في تلك البدايات أن يحتقر ،فقد كان كز
هذا موجبا من قتلة عناية الله الفائقة ،بحيث اندفع إلى القبر هؤالء الذين كان الرعب قد اعتالهم،
مغمورين من جاب بحبهم للمسيح وبحبه لهم وغيرتهم للتقوى ،ومن جاب آخر بعدم إيمانهم،
ال لكي يصيروا شهود عيان فقط للحدث ،بل ليسمعوا من المالئكة ما قد رأوه هم بعيونهم أيصا.
كيف لنا أن نشتبه في مصداقية من ظلوا أن ما سمعوه من النسوة مجرد رواية إلى أن واجهتهم
الحقيقة عينها؟ أتا عن عامة الشعب ،والحاكم نفسه ،فبعد أن يرهن لهم على تلك الحقيقة بما يفوق
الكفاية ،ال عجب في أرهم غرموا رؤية المسيح الثغام أو أى عالماب أحر .كان القبر قد أحكم
وحتم ،وكان العسكر يحرسونه [مت ٦٦ : ٢٧؛ ،ولكن بعد ثالثة أيام لم يوجد جسد يسوع [قارن
لو [ ]٣: ٢٤مت ٢٨ح ٠]٦أشاع الجنود المرتشون أة تالميذه سرقوه [مت ، ١٣- ١٢ : ٢٨ه . ] ١
هذا كما لو كان التالميذ قادرين أن يتغلبوا على كتيبة الجنود المسلحين ،أو كاهم كانوا مزودين
باألسلحة ،أو لهم من الخبرة ما يجعلهم يجرؤون على ارتكاب مثل هذه البعلة! ولكن إن لم يكن
للعسكر ما يكفي من الشجاعة لتشتيتهم ،فلماذا لم يطاردوهم بحيث يمسكون ولو ببعضهم،
بمعونة الناس؟ حعا قد ختم بيالطس قيامة المسيح بخاتمه الشخصى؛ وأمسى أولئك الحراس،
رطدئتهم أو بكنبهم ،المنادين علائ بالقيامة ذاتها .وفي تلك األثناء ،صدح صوت المالئكة :كزت
هز ههائ ،ألده وام [قارن مت ٦: ٢٨؛ لو ٦ :٢٤؛ .وسطع المجد النورانى ليخبر في ؤضح أئهم
ليسوا رجاأل بل مالئكة.
ثم بعد ذلك ،أزال المسيح نفسه كز ريب كان قد فجس في صدورهم [لو ٢٨: ٢٤؛ .لقد
رآه التالميذ أكثر من مزة ،ولكئ عدم إيمانهم كان من شأنه أن يساهم إلى مذى بعيد في تقوية
إيماننا .فقد تحدث معهم عن أسرار ملكوت الله [اع ،]٣: ١وأخيرا ،فيما كانوا يشحصون ،صعد
إلى السماء [اع .]٩:١ولم يظهر هذا المشهد لألحد عشر فقط ،بل أيصا ا دفة ؤ حذ؛ ألئز من
حمسمقة اح [ ١كو ه ٠]٦:١ولتا ارز الروح القدس أعطى برهادا أكيذا ليس للحياة فقط ،بل
لربوبيته أيثا ،كما سبق له أن قال :ائه حم لكم أن انطلق ،ألئه إذ لم أنطلق أل يابكم انثغري
[يو . ]٧٠. ١٦وحعا لم يحدث بقوة إنساز حت ،أن اسقط بولس منطرغا على الطريق ،لكئه شعر
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٢٦
أة لذاك الذي كان يضطهده القدرة األسمى [اع ٤ : ٩؛ .وكهز الستغانوس لسبآخر ،أي لكي
يتغاب على الخوف من الموت .طمأنينة تأكيد الحياة [اع :٧هه] ٠أن بكذب براهين أصيلة
ومؤيدة هذا عددها ،ال يعتبر كفؤا فحسب ،بل عصيادا فاجزا مخبوال.
قلنا إئه في إثبات حقيقة القيامة ينبغي أن قجه أفكارنا صوب قدرة الله التي ال حدود لها.
يعلم بولسى هذا بإيجاز .سيعير .. ٠جسد دواصعتا لتكون على صوزؤ لجسد مجده ،بحنكسمب عمز،
اشبكاغبه اذ ئخبغ بشيمه كل ئئءا[ ,في .]٢١ :٣وعلى أساس ذلك ،ال شيء يمكنه أن يكون
أقبخ من أن يكل أة حدائ يجوز وقوعه في مجرى الطبيعة يستطيع بسبب عظمته أن يغمر حواسنا،
فيما نحن ئبصر ئبالنا معجزة يستحيل التنبؤ بها .ومع هذا فإة بولس يستعمل برهاائ من الطبيعة،
وبذا يدحض جهالة الذين ينكرون القيامة .يقول :داعيى! الذي ثرزعه آل يحيا إذ لم يمت ا إلخ
[١كو ]٣٦: ١٥ويعلمنا أئنا د الزرع نمبز صورة للقيامة ،إذ من الفساد تنبت الحبة.
لن تكون هذه الحقيقة صعبة الفهم إذا نحن التفتنا جبذا إلى كز ما يطرح أمام أنظارنا من
معجزات تحدث في جميع أنحاء العالم .لكن لنتذكر أن ال أحد يقتنع تماائ بحقيقة القيامة العتيدة،
ما لم ترزعه عجائببتها فينسب مجدها المستحق إلى قوة الله .وأمام تأكيد القيامة ئذهش إشعياء
قائأل1 :ادحيا اثؤائك ،ئقولم الجئ .اشتبؤظوا ،ئزئوئا ائ شغان الراباا [اش .]١٩:٢٦وفي
ظر وب عصيبة ،يستنجد داود بالله ،رت الحياة ،من عنده للموت مخارج ،كما ورد في المزمور
[ .]٢٠ :٦٨وأيصا أيوب ،الذي كان أشبه بجثمان منه بإنسان ،يوكد معتمدا على قدرة الله أئه
سيقوم إنساق كامأل في ذلك اليوم :شما ارا وقذ علث اة ولثي خئ ،زاآلحز غلى األزض تقوم
( وفي اليوم األخير سوف يقؤى على التراب ) ،زبقن اذ يفتى جلدي هذا ،زبدون حشدي أزى
الله (أوصوف اكتسي بجلدي ثانيه [ترجمة بديلة]) اراه اثا بتئيدي ،زعبتاكل دنظزان زنبش احز
[اي :١٩ه .]٢٧-٢ألئه على الرغم من أن مقاومينا يعوجون هذه النصوص بحذق كما لوكان
ينبغي أأل تفشر بمعنى القيامة ،فإئهم مع ذلك يوكدون ما يشتهون أن ينقضوه؛ أثا األتقياء فيبتفون
تعزيه في ضيقاتهم من مصدر وحيد ،أال وهو تصوير القيامة لهم بمثال.
يمكننا أن نرى بمكثر وضوح في نطل من سفر حزقيال ،أده عندما رفض اليهود موعد عودتهم
[من السبي؛ ،محتجين بالقول إذ خروج األموات من قبورهم يدو أرجح من رجوعهم ،أعطى
٩٢٧ الكتاب الثالث — الفصل الخامس والعشرون
الرب النبئ رؤية بقعؤ مالنؤ عظاائ يابسة أمر الله بأن ثلبس لحائ وعصبا .ومع أن النبى استطاع أن
يعيد األمل إلى قلوب الشعب بتلك الصورة الحية ،فإئه اثخن أساس رجائه من وحي القيامة؛ تماائ
كما هي نموذجنا الرئيس لجميع اختبارات نجاة المؤمنين من ضيقات هذا العالم .لهذا بعد أن عتم
المسيح بأن صوت بشارة اإلنجيل يهب الحياة ،ولكي يقبل اليهود تعليمه ،أضاف ئؤا قائأل :اال
تعجبوا من هذا .فإئه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوت ابن اإلنسان ،ويخرجون
[يوه.]٢٩-٢٨: إلى قيامة الحيا
لذلك فعلى مثال بولس ،لننتصر باشتياى حثيث في وسط معارك الحياة ،ألن من وعدنا بحياؤ
عتيدة قادر أن يحفظ الوديعة إلى ذلك اليوم [٢تي ١٢: ١؛؛ كما ولنتهتل إذ ؤضع لنا إكليل البر
الذي يهبه لنا في ذلك اليوم الرب الدتان العادل [ ٢تي .٢٨٠. ٤وهكذا يكون ًانكلماوالجؤذامن
هناء أو اضطراب سوف يكشف لنا عن الحياة اآلتية .ألئه متا يئغق وطبيعة عدل الله أن يجازي
ي عه
األشرار باألسى الذي يبتلوننا به ،وأن يكافئنا نحن من دبكلى طلتا بالراحة عند استعالن المسيح من
السماء مع مالئكة قوته في نار لهيب [٢تس .]٨~٦ : ١لكن يلزمنا أن ندرك أئه يضيف بعد ذلك
بقليل ،أئه يأتي إستحذ يي يديبيه ؤيتعجب منه في لجميع الوئيئ ألن شهادة إيمانهم باإلنجيل
على الرغم من أثه كان جديرا بالعقل البشري أن ينشغل دوائ باستقصاء هذه األمور ،كما لوكان
يحاول عمدا أن يطمش أي ذاكر؛ للقيامة ،سئي الموت ثحم جميع األشياء وانقراض اإلنسان .عبر
سليمان عن الرأي السائد بقوله :إن الكلب الحي حز من األكي المبتع [جا ٤:٩؛ ٠وكذلك من
يعتلم زوغ بيي ايقر فز بي قفئن إلى وؤفى؟ ؤذوخ الب فزجي كر ل إلى أتعز ،،إلى األزنى؟,1
[جا ٢١ :٣؛ .لقد عتت هذه الغباوة البهيمية كز العصور ،بل ائها شئت طريقها إلى الكنيسة ذاتها،
ن على أن يصرحوا علكا بأن ليس قيامة [مر١٨:١٢؛لو٢٧:٢٠؛اع،]٨:٢٣ فقد لجرؤ الصد
وأن األرواح نفسها مائتة.
أتا لكيال تصبح هذه الجهالة الجسيمة عذرا ألحل ،فظلت الطبيعة تنخس ذاكرة اإلنسان
بصور؛ باهرة أو أخرى للقيامة تبسطها أمام عيليه .بل أال تدل طقوس دفن الموتى المهيبة على
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٩٢٨
أما إبليسى فلم يتوقف عند تشويش عقول البشر وأحاسيسهم فقط دجفلهم يدفنون ذاكرة القيامة
مع الجثث ،بل حاول أيائ أن دفسن االعتقاد بها من خالل تزييفها وتزويرها بعدة طرق كيما ينتهي
إلى تدمير اإليمان بها كليا .وهنا أمر سريائ على محاولة الشيطان في عصر بولس إبطال االعتقاد
بها [ ١كو ه ١٢ : ١وما يتبع؛ .وبعدئذ بقليل جاء األلفيون الذين وضعوا حدا لثلك المسيح مذة
ألغب عام .أائ تفاهة خرافتهم الصبيانية فال تحتاج إلى تفنيد ،بل ال تستحثه .فإذ اإلشارات الرؤيوتة
التي يستندون إليها من دون شك ،ال تدعم ضاللتهم .هذا ألن عدد ا١أللفا [رؤ ] ٤ : ٢ ٠ال ينعلبق
على السعادة األبدكة التي تتمثع بها الكنيسة ،بل على الكروب المتنوعة فقط التي تعرضت لها في
غضون جهادها األرضي .على العكس ،فإة الكتاب المقدس كته يعلن موبذا أن ال نهاية لسعادة
مختاري الله أو لشقاء األشرار [مت .]٤٦ ،٤١ :٢٥
اآلن يلزم إائ أن ثضذق نموحي فحلى من الله جميغ األمور التي تعمى عن رؤيتها نظراتنا
المدققة ،أو أن ئيختى عنها كلجا .وحن يحددون مذة ألف عام يتمئع فيها أبناء الله بميراث الحياة
العتيدة ،ال يدركون قدر العار الذي يجلبونه على المسيح وملكوته .ألئه إن لم يلبس أوالد
الله األبدية كساة لهم ،فالمسيح نفسه الذي إلى مثال بهائه يتغيرون ،لم يقم إلى مجد أبدى
[ ١كو . ]١٣: ١٥إن كانت لسعادتهم نهاية ،إدا ملكوت المسيح الذي يعتمد هناؤهم على ثباته،
موثن وايل إلى الزوال .باإليجاز ،إائ أن يكون مثل هؤالء األشخاص في غاية الجهل باألمور
اإللهية ،أو إئهم يحاولون — بحيلة خبيثة ومتمئجة -طمس نعمة الله وقوة المسيح اللئين تتحثقان
بمحو الخطايا فقط ،وابتالع الموت ،واستعادة الحياة األبدية استعادة كاملة!
فحتى األعمى يستطيع أن برى غباوة الهراء الذي يتكتم به هؤالء الذين يخافون أن ينسبوا
إلى الله القساوة المفرطة إذا حكم على األشرار بالعقاب األبدي! إن كان الله يحرم مرع ملكوته من
أثبتوا بجحودهم الزائد عدم جدارتهم به — بات ذلك ،حعا ،ظلائ مفرغا! يقولون إذ خطاياهم
شيء مؤقت .فليكن .أتا عزة الله وعدالته التتان انتهكتهما خطاياهم ،فهما أبديان .ولذا فإذ ذاكرة
٩٢٩ الكتاب الثالث -الفصل الخامس والعشرون
٠٢ثامهم ال تزول .مع ذلك [يقولون] إة العقاب يفوق حدود التعذي .على أة هذا التجديف ال يطاق
عندما يحئر المخلوق جاللة الخالق ،أو عندما يثخل االزدراء بها على فقدان نغمة واحدة .لكن
دعونا نتجاوز هذا العبث وهذه التوافه لئال ،على عكس ما ولنا سابعا ،يبدو أدنا لحسب هذيانهم
جديرا بالتغنيد.
إلى جانب أولئك ،جاء رجاآلخرون ،بغضولهم اآلثم ،بضاللقين اخزيين .قال البعض بأة
؛ألرواح دقام مع األجساد ،كما لوكان اإلنسان يموت بكليته .وقال اخرون مئن يعتقدون بخلود
األرواح ،إدها تكتسي أجسادا جديدة .وهكذا ينفون شمامة الجسد.
وأللني أشرت إلى االعتقاد األول من هذين عندما عالجن موضوع خلق اإلنسان،؟ يكفي أن
أحذر قرائي من بشاعة هذه البدعة :أي أن يجعل من الروح المخلوقة على صورة الله ،لعسا سريع
ازوال من شأنه إحياء الجسد فقط في هذه الحياة العابرة ،وإبادة هيكل الروح القدس؛ وأخيرا سلب
هذه العطية ذلك الجزة من ذواتنا الذي فيه يتألق ما كان ألوهؤا بصغه مميزة ،والذي يتميز في ذاته
دسماب واضحة للخلود ،بحيث يشف ذلك عن أة حالة الجسد أجود وأسمى من حالة الروح.
أئنا الكتاب فيناقض ذلك تماائ إذ يشيه الجسد بكوخ نهجره عند الممات ،ومن هذا المنطلق
يعتبرنا مختلفين عن الدواب .وهكذا يقول بطرس وقد داقترب موته :إة الوقت قد أرف ليخلع
مسكنه [٢بط .]١٤:١ألمنا بولس ،ويتحدث هنا عن المؤمنين ،شمعد أن قال :إذ [أو متى] نعض
بيت حئئتنا األزجى ،دلقا في الشائؤاب دغاءا [٢كو ه ،]١ :يضيف :الزتحن مشتؤطنون
جمعنا إلى أرواح أزار نكئبن [عب .]٢٣: ١٢يعني بهذه الكلمات أننا نكون في شركه مع
القديسين الذين ،مع كونهم أموادا ،ينوئن التقوى ذاتها التي تنمو فينا بحيث ال يمكن أن نكون
أعضاء في المسيح إن لم قحد نفوسنا بهم .وإن كانت األرواح عندما تتجرد من األجساد ال
تستبقي جوهرها ،وال تحافظ على قدرتها لالرتقاء إلى المجد السعيد ،ما كان المسيح ليقول للعل:
انظر أعأله :الكتاب األول ،الفصل الخامس ،الفقرة ه؛ والكتاب األول ،الفصل الخامس عشر ،الفقرة .٢ ٢
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٣٠
أ١لتؤم ئكون نعي بي الفزذزس[ 1,لو ٤٣:٢٣؛ .إدا ،اعتمادا على شهاداب واضحة هكذا ،دعونع
ال نتردد عند لحظة نختنا في أن نستودع الله أرواحنا كما فعل المسيح [لو ،]٤٦: ٢٣أو أن طلب
من المسيح ،على مثال استفانوس ٠٠ايها الؤرب ئشوغ اقن زوحياا [اع ٩ :٧ه؛ إذ كان جديرا أن
يدعى أراعي نفوس المؤمنين وأسقفها [.١ط:٢ه.]٢
على أته ال يصخ ،كما ال يفيد ،أن نسال يشغي مفرط عن حالة أرواحنا ما بين الموت والحياة.
فالكثيرون يعذبون ذواتهم فوق طاقتهم بالسؤال حول المكان الذي تحتته النفوس ،وهل كانت
تتمئع فورا بالمجد السماوي .والحن أته من قبيل الجهالة والطيش أن يسأل المرء نفسه في حز
الغيب المجهول أكثر مما يسمح لنا الله بأن نعلمه .والكتاب المقدس ال يتعنى القول بأة المسيح
حاضر معها ،ويقبلها إلى ذاته في الفردوس [قارن يو ]٣٢: ١٢لتتعزى به ،فيما تتعذب نفوس
األشرار بقدر ما تستحق .أي معتم له أن يعلن ،لنا ما قد ستره الله عائ؟ من حيث المكان ،ليس أقن
لهذه النظرية ،إذ جادلوا بمنطي غريب في أة نجاسة الجسد قحول دون قيامته ثانيه .كأئه ليس
هنالك أرواح ملوثة ،على الرغم من نجاستها لم يحرموها رجاء الحياة السماوية! فكأدهم يقولون
لن يمكن أن يطهر الله ما كان قد أصيب بلؤث الخطيئة .ولسك في وارد مناقشة ضاللهم القائل
بأة الجسد نجهل بطبيعته ،ألئه مخلوق من رجس الشيطان .كن ما أريد أن أبتنه هنا هوأة ما يوجد
٩٣١ الكتاب الثالث -الفصل الخامس والعشرون
في :ا االن مائ ال يجدر بشكنى السماوات ،لن يحوذ دون قيامتنا .ومع هذا ،أوأل ،حيث إذ بولس
أرواح المؤمنين وأنفسهم وأجسادهم كاملة إلى يوم مجيء المسيح [١تس ه ٢٣:؛.وال عجب!
ألئه يمسي من ذروة السخف أن تسقط األجساد التي كرسها الله هياكل لذاته [ ١كو ١٦ : ٣؛ إلى
حمأة النجاسة من دون رجاء للقيامة! ماذا أيائ عن أئها أعضاء في المسيح؟ [ ١كو :٦ه ١؛ .أو
أؤ الله يأمر بأن تكون انية مقذسة له؟ أو أئه يشاء أن يسبح اسمه بألسنة البشر ،وأن ترئع له األيادي
الطاهرة [ ١تي ،]٨: ٢وأن تقذم له ذبائح الحمد [رو ]١ : ١٢؟ فأي جنو؟ هو هذا الذي يحدو
باالنسان الغاني أن يختزن إلى تراب هامد ال رجاء له في استعادة حياته ذلك الجزء من اإلنسان،
الذي يحسبه القاضي السماوي جديزا بكرامه ساطعه هكذا؟ لكن بولس ،على منوال هذا المنطق
الواعد ،عندما يأمرنا بأن نمجد الرب في كز من الجسد والروح إذ كالهما لله[ ١كو ٢٠ : ٦؛ ،فإئه
بالتأكيد ال يسمح لما قد استبقاه مكرسا لله أن يدان إلى فساد أبدي!
كما أن الكتاب المقنس ال يعطي تعريائ أوضح مائ يعطيه لقيامة الجسد الذي نلبسه اآلن.
يقول بولس :ألن هذا فعاسن أل ين اذ يغبش غدم وشاد ،وهنا القايك يغبش عن؛ مؤت.
[ ١كو ه ٣: ١ه؛ .إن كان الله يصنع أجسادا جديدة ،فأين يظهر تغيير النوعية هذا؟ لو كان الكتاب
قد قال إئه ينبغي أن نتجذد ،أمكن أن يعطي هذا التعبير الغامض مجاأل لمماحكتهم التافهة .أثا ألئه
يتحذث عن هذه األجساد التي تفتغنا ويعذ لها بعد الفساد ،فهو ينكر بما يكفي من الوضوح صنع
أجساد جديدة .يقول ترتليانوس :في الواقع ،لم يكن ممكائ له أن يتكلم بمكثر دوة إأل إذا أمسك
بجلده فى يديه ٣ .فهل يستطيعون اآلن ،بأي اعتراض يجيوئن به ،أن يتجاهلوا ما كزره بولس
[رو ]١١ :١٤عن شهادة إشعياء مؤسزاإلى صيرورة النسيح دياداللعالم عندماقال :حي ادا ،يقول
الزث[ ٠٠اش ٠٠ ] ١٨: ٤٩إذه لي تجتوكل زكبة٠ا [اش ه ٢٣: ٤؛ رو ١١: ١٤؛ ألئه يعلن صراحة أن
من يخاطبهم سوف يطالبون بتقديم حساب عن حياتهم .وعلى أساس ذلك يمسي قوله بال معنى
لو جيء بأجساد جديدة إلى عرش القضاء .وكذلك ،ليس ثمة أي غموض في كلمات دانيال:
زكييزون ض الزاوديق في تزاب األرض قشثئبظوذ ،هؤآلء إلى الحبا؛ األبدية ،زهؤآل؛ إلى القار
, 071عة11سلجآ €أ{أا1071 0أ#€17€)3 انظر8 11. 955(. :آل11ة111لماأ٢جآ )1ح) 11 ٣
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٩٣٢
يالذدزا؛ األبدى [دا ،)٢ : ١٢إذ إة الله لن يستجمع من العناصر األربعة ماد؛ جديدة منها يحوك
أجساد بشر ،بل يدعو األموات من قبورهم.
وهذا ما دمليه المنعلق البسيط .إن كان الموت الذي يعود أصله إلى سقوط اإلنسان عرضيا،
فالتجديد الذي جلبه المسيح يرجع إلى الجسد نفسه الذي في بدايته كان مائيا .ومن استهزاء
األثينويين من تصريح بولس بحقيقة القيامة [اع ]٣٢ : ١٧يمكننا أن نستنبط المنطق الذي وعظ
به؛ كما تساهم سخريتهم في تقوية إيماننا إلى حد بعيد .كذلك يجدر قول المسيح باسترعاخ
التفاتنا :ا١ؤأل ئغافوا مر ،الذيئ تثئلون انجشن ؤلكن الغش أل تعدزون اذ ئعيلوخا ،تل حافوا
بالخري من الذي تعدز اذ يهلك الئعش ؤالجشذ كلئهقا ني لجهئم٠ا [مت ٢٨: ١٠؛ .ألئه لن
يكون هنالك ما يدعو للخوف إأل إذا كان الجسد الذي نلبسه االن عرضة للعقاب .وثمة قول
آخر للمسيح ال يقل وضوخا عن هذا :ثاني ساعه نيفا يشتع لجميع الذيق ني العبور طؤئه،
هتخزج الذئ نعلوا الظايخاب إلى قتاتة الخياؤ ،ؤألذيق غيلوا الئسات إلى قياتة الئثونة[ ,,يو
ه٢٩-٢٨ :؛ .هل نقول بأن األرواح ترقد في القبور بحيث تسمع من داخلها صوت المسيح،
أم هل نقول بالحري إئه عند سماع أمره تنهض األجساد من رقادها فتعود إلى زخم حيويتها
الذي فقدته؟
ثم إئه لوكائ نزؤد بأجساد جديدة ،كيف تتالءم الرؤوس مع األعضاء؟ المسيح قام .هل كان
ذلك بضعه جسنا جدينا لنفسه؟ ال ،لقد تجأ قائأل :انقضوا هذا الغفل ،زني دآلدة أيام انيئه
[يو .]١٩: ٢عاد إليه الجسد البشري الذي كان قد لبسه قبأل .كما لم يكن ليفيدنا بشيء لو كان
الجسد الذي وذم كثار؛ عائ قد هللت وحل ميحله جسن جديد .ينبغي أن نتمسك بشد؛ بتللمث
الشركة التي ينادي بها الرسول :إئنا نقوم ألن المسيح قام [ ١كو ه ١٢: ١وما يتبع؛ .ومائ ال يعقل
أن الجسد الذي نحمل فيه موت المسيح نفسه يمكنه أن بحرم قيامة المسيح .يتضح هذا من
مثال جدير بالذكر :عندما قام المسيح ،تفشحت القبور زوام لكبير مرن ،الجشاد البنيسيق الرابديق
[مت ٥٢:٢٧؛ .وال يمكن أن ننكر أن هذه كانت المقنمة للقيامة التي نحيا على رجائها ،أو
باألحرى عربوائ لها .وقد شابهت ما حدث قبأل ألخنوخ وإيليا اللذين دعاهما ترتليانوس مرسحين
للقيامة ألدهما اسئقبال إلى رحاب ستر الله محررين من الدنس جسنا وروحا٤.
ا1071 0أ11, 071 ٠ ^17€0ة111الخ0٢آ انظر11118 11, 1007(. :ة11س0آ 1حح) 1, 111أ€8
أ¥ ٤
٩٣٣ الكتاب الثالث — الفصل الخامس والعشرون
بخجلني أن اسهب بالعديد من الكلمات في موضوع بغاية الوضوح ،ولكل قزاني سوف
يحتطون هذه المضايقة بال شكوى لكيال نترن شرحا مفتوحا ألصحاب العقول الشريرة ليخدعوا
من خالله بسطاة النفوس .لقد طرح مخاصمونا الحلق الذين أجادلهم اآلن بدعه من تلفيق عقولهم،
وهي أده في القيامة ئختق أجساد جديدة .أي منطي يضطزهم إلى ذلك عدا أده يبدو لهم منا دصنق
أئ جته رقدت طويأل في االنحالل يمكنها أن تعود إلى حالتها األولى؟ لذلك فإة عدم األيمان
وحده هو مصدر هذه النظرية .لكئ الكتاب المقنس — على العكس — يعلمنا أة روح الله يحقا
بال فتور على أن نحيا على رجاء قيامة الجسد .وهكذا تصبح المعمودية كما عتم بولس ،ختام عهد
وضمادا لقيامتنا العتيدة [كو )١٢ :٢؛ وال أقز منها العشاء المقنص الذي يدعونا إلى األيقان بها
عندما نتذوق بأفواهنا رموز النعمة الروحية .كما ال شتن في أة إرشاد بولس بأن نخضع أعضاءنا
كآالت مطيعة لبر الله [رو ١٩ ، ١٣ :٦؛ يمسي بال معنى إن لم يرافقه اإلقرار الالحق :اوالذي*
اؤام التسيخ مر ،األثواب سيبي /ألجشاذكم النائثة ابائ [رو ٠]١١:٨ألئه ما جدوى أن ئكرس
األقدام واأليادي والعيون واأللسنة لخدمة الله إن لم يكن لها نصيب في ثمارها وجزائها؟ يوتد
بولس ذلك علائ بالكلمات :اصن كن يلرائ بز يلرت ،زالرت يتحشد .زالله ون أوام الرت،
زسيقيثنا قفئ ائصا بقؤتهاا [ ١كو . ] ١٤ - ١٣ : ٦والكلمات التي تتلوها تعير بمزيد من الوضوح
عن كون أجسادنا هياكل للروح القدس وأعضاء المسيح [١كو ١٩ ،١٥ :٦؛ .وفي الوقت
نفسه نرى أئه يربط بين القيامة والطهارة والقداسة ،كما يمن الحعا ثمن الغداء ليشمز األجساد
[ ١كو ٢ :* ٦؛ .فبناء على كز هذه المعاني والصفات التي يعطيها بولس للجسد ،يتنافى مع المنطق
أة جسد بولس الذي حمل فيه سمات المسيح [غل ١٧:٦؛ والذي فيه ععلم المسيح وميتده،
يكون من نصيبه أن بحرم من مكافأة التوبج .ومن هنا أيصا ينشأ أيصا التكريم ... :ننتظر مختصا
من السماوات...سيعئز نكز لجشدثواصبائيفوذعتى صور لجشي٠ذ٠جي٠؟أ [في.]٢١-٢٠ :٣
ولئن كان صحيحا ا ائه ببيثاب كييزه ينغفي اذ دنحل ،ملكوت الله [اع ٢٢: ١٤؛ ،فال منعلق يدعم
رفض ذلك الدخول في األجساد التي يدربها الله قياسا على الصليب ثم يتوجها بمديح النصر.
فال ريب في أئه من أجل هذه الحقيقة ،قد اشتن لدى القذيسين العزم على أن يبقوا في الرجاء،
ألن يصبحوا تناصري المسيح الذي ينقل إلى شخصه هو مختلف الضيقات التي ئمتحن بها،
لكي يعتم بذلك أئها من أجل إحيائنا .في الحتى أة الله كان يدرب االباء القذيسين أيائ الذين
عاشوا تحت اكاموس على نهج هذا األيمان من خالل الطقوس الخارجية .وإأل فلماذا لقام
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٣٤
مراسم الدفن ،كما ذكرنا انغا ،ه إن لم تكن لتعلمنا أة حياة جديدة قد اعذت لألجساد التي بطؤى
في الثرى؟
كذلك كان سغب األطياب وغيره من رموز الخلود ،يؤسر إلى تلك النهاية عينها التي تومئ
إليها الذبائح للتخفيف من غموض التعليم تحت الناموس .فلم يكن مصدر هذه الممارسات سحزا
أو خرافة ،إذ نحن نرى أة الروح القدس ليس أقز حضورا عند إقامة شعائر الدفن وتالوة إقراراته،
من حضوره عند استقصاء ببريات أسرار األيمان .ولقد زكى المسيح نفسه مثل هذه الممارسة
كفعل نبيل [مت ]١ :* ٢٦ليس لسبآحر سوى أئه يرر بأنظارنا من التحديق إلى قبر ئعفن
ويطمس كز شيء إلى رؤيا التجديد .عالو؛ على ذلك ،أداء هذه المراسم بالتدقيق -وهو ما كان
معتمذا في عصر اآلباء األقدمين — يثبن أئه كان عامأل مساعنا على اإليمان .فلم يكن إبراهيم
ليعتني بمدفن زوجته بكز تلك الدقة [تك ١٩ ،٤ :٢٣؛ إن لم يكن الذين ،وقيمة أعلى من هذه
الدنيا ،قد وضعا نصك عيثيه؛ أي أئه بتزيين جثمان امرأته بعالمات القيامة ،استطاع أن يقوي إيمانه
وإيمان أهل بيته .ويعطينا مثال يعقوب برهاائ أوضح على هذه الحقيقة؛ فبكي يشهد لذريته أة
رجاء أرض الميعاد لم يبرح ذهنه حتى عند مماته ،أمر بأن بعاد عظامه ليدنئ فيها [تك ٣٠:٤٧؛.
أسألكم :لوكان ليكشى بجسد جديد ،ألم يكن من أسخف األمور أن يأمز بإعادة الغبار الذي كان
على وشك التالشي؟ لذا إن كانت للكتاب المقنس أي سلطه في حياتنا ،ال يمكننا أن نبحث عن
عقيدة تتمثع ببرها؟ أوضح أو أكثر تأكينا من هذه.
بقتي لي اآلن أن اقترح شيائ حول كيفية القيامة .وأستنعمل هذه اللغة ألة بولس إذ يدعوها
سرا [ ١كو ه ١ : ١ه] ،يحئنا على الضحو ،ويحذرنا من التفلسف بالحذق وبال قيود .ينبغي
أؤأل أن نؤمن ،كما ذكرت ،بائه من حيث المادة سوف ئقام بالجسد نفسه الذي نلبسه اآلن ،أتا
أتا هنا فيثار سؤال أصعب :بأي حى يشارك األشرار ومالعين الله في القيامة التي هي في
ذاتها نعمة فريدة من يغم المسيح؟ نعلم أئه في آدم ادين الجميع بالموت [قارن رو ه ،]١٢ :ولكئ
المسيح جاء قيامه وحياة [يو : ١١ه ٢؛ .فهل أتى ليهب الحياة للبشرة بأسرها بدون تمييز؟ وماذا
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٣٦
يمكنه أن يكون أش عقالي من أن يستوي األشرار في عماء عنادهم ،مع األبرار العابدين الحقيقيين
قد حرمنا ميراث العالم كته ،وأئنا غير مؤلهلين أن نأكل الطعام نفسه للسبب العادل ذاته كاكلنا
معا من شجرة الحياة .كيف يحدث أن الله ليس يغرق سئشه علو ،األسرار ؤالظدابحيئ فقط
[مت ه ،)٤٥:بل من حيث استخدام عناصر الحياة الحاضرة ،ئفيض أيئدا جوده بسخا؛ ال دقنر
وبغزار؛ ال دحن؟ من ثم ندرك أة جميع األشياء التي تخش المسيح وأعضاءه تعم األشرار أيشا
بوفرة ،ال لتصير ملكا حالال لهم بل لتتركهم يال عذر .كثيرا ما يختبر األشرار رأفة الله ببراهين
عديدة جديرة بالمالحظة ،بل أحياائ بقدر تخسف به جميع بركات األتقياء ،ولكن كز ذلك يؤول
إن اعترض أحد قائال إة القيامة ال تمنح على المقياس نفسه الذي تجزل به العطايا األرضية
السريعة الزوال؛ اجيك بأئه عندما ابتعد األشرار عن الله ينبوع الحياة ،استحثوا موت إيبس الذي
فيه يهلكون نهائيا .لكن من فضل ختلة الله العجيبة ،وجدت حالة وسيطة يعيشون بها في الموت
ولكئ نستبعدين عن الحياة .وال يلزم أن يبدو هذا بأي حال من األحوال أكثر غرابة ،إذا كانت
هنالك قيامة ثانوية لألشرار يستدعون منها رغم إرادتهم إلى عرش دينونة المسيح الذي يرفضون
االن [في حياتهم األرضية) أن يسمعوا له وخذوه معكا وسيدا لهم .ألئه إن كان الموت يبتلعهم
فحسب ،بات ذلك عقايا خفيائ إن لم يحضروا أمام القاضي العظيم ليجازوا عن عنادهم ،جزاة بال
قياس وبال نهاية هم وحدهم من لجتبه على ذواتهم.
ومع أئه يتحقم أن نصر على ما ئلذاهآذائ ،وعلى ذلك االقرار األشهر الذي اعترف به بولس أمام
فيلكس — أئه سوف تكون قيامة لألموات األبرار واألثمة [اع :٢٤ه — )١يبرز الكتاب ،بشواهد
جئة ،القيامة مقترنة باألمجاد السماوية ألبناء الله وحدهم ،ألة المسيح لم يأت لهالك العالم بل
(حياة اإلشان في االخرة :التمئع األبدي بمحضر الله ،أو التعاسة األبدئة في التغرب عن الله
.١٠السعادة األبدية
حيث إذ وعد ابتالع الموت إلى غلبة [اش ه ٨: ٢؛ هو ١٤: ١٣؛ ١كو ه ٤ : ١ه-ه ه] يتم
.عند ذلك الحين فقط ،فلنضع في أذهاننا دائكا السعادة األبدية ،هدف القيامة؛ سعادة ال يطر عن
أدنى فوط منها حتى لو اجتمعت ألسنة كز البشر لتصفها .ألده على الرغم من أدنا نسمع جيدا
وبكامل زغتنا أن ملكوت السماوات يكون ممتلائ بالبهاء والفرح والسعادة والمجد ،فهذه كتها
تبقى أبعد ما يكون عن أحاسيسنا ،مغتفًا — إن جاز القول — في عتم وغموض إلى مجيء ذلك اليوم
الذي يكشف لنا الله عن مجده فتراها وجها لوجه [قارن ١كو ً ٣ا . ] ١٢:يقول يوحنا :نحن نعلم
فينا الرغبة المتقدة ،دعونا نتوقف لنتاكل خصوصا هذه الفكرة :إن كان الله يشع في ذاته ملء كل
شيء صالح كما لينبوع ال ينضب ،فال يرعب في سواه شيء متا يبتغيه الذين يطلبون الخير األسمى
وكز عناصر السعادة؛ كما يعثمنا العديد من نصوص الشفر المقدس .من ثم :تا ازام ...الجرذ
** تعميت تشتبي ...حبان ؤئغث إيبي النعماءا!
الزت كثير حذا [تك ه .] ١: ١وكذلك إقرار داود:
في الحقيقة ،يعلن .طرس أن [مز :١٦ه٦-؛ .وص آخر :اسع ...بشتهك[ 1,مز : ١٧ه ١
المؤمنين مدعوون ليصبحوا شركاء الطبيعة اإللهية [ ٢بط .]٤:١وكيف هذا؟ ألن [المسيح؛ لجاء
ليقمجته تي تديسيه وفحك منه تي لجميع المومنين٢ [ ،تس ١ ٠: ١؛ .فإن كان الرب سيشارك
مجده وقوته وبره مع المختارين؛ ال ،بل سيعطيهم ذاته ليتمتعوا به ،وما هو أعظم من ذلك سوف
يجعلهم أن يصيروا واحذا معه ،فلنتدير أن كز صني) من السعادة هو من ضمن البركة التي يهبها
لنا .وإن كا قد أحرزنا تقذائ ذا اعتبار في تأثلنا هذا الموضوع ،فلنعترف على الرغم من ذلك
بأره إن قورنت قدرتنا العقلية بقدر هذا السر ،فلسوف نظز عند أدنى درجات فهمه .لذا يلزم
البحب
* باألكثر ،إزاء هذا األمر ،أن نظل متيثظين لئأل نحتق في نسيان محدوديتنا إلى أجواء خطير؛
من الجسارة فيقهرنا لشعان المجد السماوي .إذ رغبًا جامحًا تدغدغنا لكي نعرف أكثر مائ يباح
لنا .ومن ثم تنشأ تكرارا تساؤالت عابثة وضارة -أقول عابثة حيث ال نخرج منها بنفع؛ كما أئها
ضارة -وهذا هو األسوأ — ألن من ينغمسون فيها يشتبكون في حبال التكهن الخطير٥٥.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٣٨
يلزم أن تضع تعليم الكتاب فوق كز أنواع الجدل ،في أئه كما وع الله من بركاته على
قديسي هذا العالم شروق إحسانه بال تساو ،فلن يكون في السماء تساو في قدر المجد الثعطى
واحي بالعطايا التي يمنحه إياها .وما قاله بولس ال ينطبق بال تمييز على
* لهم ،حيث يتوج الله كز
الكز٠ :اادتم نجذتا زوحتااا [ ١تس ٢ ٠ : ٢؛ في يوم مجيء المسيح [ ١تس . ] ١٩ : ٢وكذلك
قول المسيح :اقجلشون/أغم* ايخا غلى ايي غئز يا قدون أساط اسرايق االيي غفرا
[مت ٢٨: ١٩؛ .أثا بولس الذي غزنى أن الله ،إذ يجزل المواهب الروحية على تديسي األرض
يكتلهم أيشا بالمجد في السماء ،فال يشك في أن إكليأل معيائ قد وضع له بحسب جهاده الحسن
وسعيه الكامل [٢تي .]٨: ٤ولكي يوسح المسيح كرامة الخدمة التي عهد بها إلى تالميذه ،يشير
إلى أن ثمارها قد وضعت لهم في السماء [قارن مت ٢١: ١٩؛ .وكذلك دانيال إذ يقول الوحي
ؤانعايوئذ
** يبيوئن تمضياء انجتد ،ؤائذبئ زدوا كثيرين ،إلى انتر كالكؤاكب إلى أد على فمه:
الدهور [دا ٣:١٢؛ .إذ كز من يدرس األسفار المقدسة بدئة يجدها قعد المؤمنين؛ ليس بالحياة
األبدية فقط ،بل بمكافأ؛ خاصة لكز منهم أبشا .ومن ثم كذلك قول بولس :ببفعله الرنى أن تجذ
زحته ...ني ذبك اليؤ؛ [٢تي ١٨: ١؛ .يوبد ذلك وط المسيح[ :ستأخذون؛ مئة ضعف...
األبدية [مت .]٢٩: ١٩باأليجاز ،إذ يبدأ المسيح مجد جسده في هذا العالم بهباب
** في الحياة
متعددة ومتنوعة ،ويزيدها بدرجات ،كذا أيصا يكتلها في السماء.
تعثد األمور .أتا من جهتي شخصؤا ،فلسث أحجم فقط عن تحري األمور غير الضرورية ،لكئني
أعتقد أبشا أئه ينبغي أن أحترس من المساهمة في خفة اآلخرين بالرد عليهم .فالذين يتعكسون إلى
المعرفة الفارغة يسألون كم يعظم القرق بين األنبياء والرسل ،وبين الرسل والشهداء أبشا؛ وبكم من
الدرجات تختلف العذارى عن النساء المتزوجات .باأليجاز ،ال يتركون من السماء زاوية إأل يصبح
موضائ لتنقيبهم .ثم يخطر لهم أن يسألوا عائ يكون النفع في إعادة تجديد العالم ،إذ إذ أبناء الله لن
يحتاجوا إلى أفي من هذه الوفرة التي ال نظير لها ،بل سيكونون مثل المالئكة [مت ]٣٠: ٢٢حيث
يمسي اعتكافهم عن الطعام رمزا لسعادتهم األبدية .ولكئني أجيب بأئه في رؤيتها نفسها سوف
تشرق بهجه كهذه ،وتقطر منها حالوة كهذه لمجزد معرفتها -حتى من قبل اختبارها -بحيث
٩٣٩ الكتاب الثالث -الفصل الخامس والعشرون
تفوق سعادتها مختلف المباهج التي نتمئع بها اآلن .دعونا نتخيل ذواتنا مقيمين في أثرى مناطق
المسكونة بحيمث ال نفتقر إلى أي متعة أوملذة .من متا ال لحرم بين الفينة واألخرى التمئغ ببركات
الله بسبب مرضه؟ وش ال يختبز دؤدز مسار حياته أو دعكز فكره ،نتيجة إفرامله في إشباع شهوؤ
أو هؤى؟ من هذا يلزم منطقائ أة التمثع النقى الذي يصفو من كق مشرة -على الرغم من أئه ال
يستهويه العيش اآليل إلى الفساد -ادما هو ذروة السعادة الحقيقية.
البعض يذهبون إلى ما هو أبعد فيسألون هل كانت طفاوة المعدن المذاب وشوائبه غير قابلة
للتنقية والتجديد ،بل تناقضهما تماائ؟ وعلى الرغم من أش أئغق معهم إلى حذ ما ،فإئني مع بولس
أنتظر إصالح العيوب التي نشأت من السقوط في الخطية ،التي من أجلها ص وتتمغض الخليقة
كتها [رو .]٢٢ :٨إئهم يذهبون إلى أبعد من ذلك ليسألوا :ماذا يتبغى لإلنسان من كيان أفضل
لتا كانت بركة النسل سوف تأتي عندئذ إلى نهايتها؟ هذا يمكن الجواب عنه بسهولة .ينطبق
التأييد العجيب الذي يمنحه الكتاب المقدس لسعادة استمرار الذرية ،على التزايد الذي يحرك به
الله الطبيعة نحو تحقيق قصده؛ أائ في الكمال ذاته فنعرف أة ثمة حساياآخر .ولكن سرعان ما
تعتقق الغافلين مغريات الدنيا فثهوي بهم إلى أعماق متاهاب غير نافذة .والنتيجة هي أن يشعد كق
واحد في نشوة آرائه الخاصة ،من دون نهاية للجدل .فليكن هذا مخرجنا المختصر :أن نقنع .د
ا١لمرآةاا واعتم اللغرا إلى أن نراه وجها لوجه [ ١كو . ] ١٢ : ١٣ألة قليلين من حشد عظيم يهتتون
بكيفية وصولهم إلى السماء ،ولكن الجميع يشتاقون إلى معرفة سابقة لما يحدث هنالك .ومعظم
الناس يغلب أن يكونوا كسالى وال رغبة عندهم أن يخوضوا المعركة ،فيما هو يتصورون لذواتهم
انتصاراب خيالية.
.١ ٢نصيب المرفوضين
لثا لم يكن ثتة وصف يعير كما يلزم التعبير عن شذة النقمة اإللهية التي تنتظر األشرار ،لزم
أن يفيه تعذيبهم برمور برجمت لنا في صور محسوسة مثل الظلمة ،والبكاء ،وصرير األسنان
[مت١٢:٨؛١٣:٢٢؛ ،ونار ال لطفًا [مت ١٢:٣؛مر٤٣:٩؛اش ،]٢٤:٦٦ودو ينخر في
القلوب وال يموت [اش ٢٤:٦٦؛ .بمثل هذه التعبيرات ،أراد الروح القدس أن ينجل حواسنا
برعب مهيب :عندما يتحدث مثألعن كفئة [جهنم؛ وربة مئد ،األمسر[ ،األزل؛ مهياه ،...عميعه
وفه ،كوهنتها تان زخعلت بكقزة .نفخه الرت كتهر كبريت كوقذفا[ ٠٠اش ٣٣:٣٠؛ .وس هذه
التفاصيل وجب أن نتمغن ،ولوإلى حد ،من أن نستوعب قسمة األشرار حتى دثيت أفكارنا بشكل
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ٩٤٠
خاص على هذا :كم من تعاسة تكون في االنفصال التام عن الشركة مع الله! ليس هذا فحسب ،بل
أن يشعز المرة بعظم جبروت قؤته يحاصره بحيث ال مالذ وال مناص من االصطدام به .فأؤأل ،إذ
غضبه مثل نا^ مئقدة تحيط بكق ما تحئه وتلتهمه .وثانيا ،إذ جميع المخلوقات تخضع لسلطانه
وتخدمه في تنفيذ حكمه ،بحيث يشعر كز من يشاء الله أن دصت عليهم سخطه بأن السماة واألرض
والبحز ،وكز كائن حي ،وجميع الموجودات مضطرمة -إن جاز الحديث -بغضب سحيق
ضنها ،ومجئدة لتدميرها .لذلك لم يكن هيائ ما أعلنه الرسول ،أن الذين ال يعرفون الله والذين
ال يطيعون إنجيل المسيح سيعاقبون بهألك ابدي [ ويستبعدون) ص ؤلجه الرت زمن مجي دوتهاا
[ ٢تس .]٩:١ومهما كان مجاز الصور المادية التي وخفها األنبياء ليصنعنا بالخوف ،على الرغم
من أئهم ال يسحرون المبالغة لمضاهاة بالدة إدراكنا ،لهم مع ذلك يخلطون مع رسالتهم عالمات
الدينونة العتيدة ،باإلشارة إلى الشمس ،والقمر ،ونسيج الكون بأسره [مت ٢٩: ٢٤؛ .ولذا ،ال
تجد الضمائر الشقية راحه من التقاذف والتغلب المروع في دوامات الرعب ،أومن اإلحساس بأن
إلبا معاديا يمزقها ،أو أن سهاائ ملتهبة ورماحا مميتة تخترقها؛ وها هي تتزلزل عند صاعقة لمعاؤ
بري غضب الله ،وتنسحق تحت ثقل يده الطاحنة؛ بحيمث يكون من األكثر احتماأل أن تنجرف إلى
أعماق هاويه ال قاع لها ،من أن تقف ولو وهلة أمام كز هذا الهول .ما أعظم موذ ،أن يكون المرء
دائائ وأبذا في قبضة الله؟ على هذه النقطة يذخر لنا المزمور التسعون قوأل مأثورا :مع أن الله بمجرد
لمحه منه يشثت كز أبناء البشر ويفنيهم ،فإئه يحك عباده على أن يثابروا في جهادهم ،وخصوصا
ألئهم مهذدون في هذه الدنيا بالتعب والبلية والضيق .كما يلهمهم بوحي عبء الصليب ،أن
الكزا [ ١كو ه . ] ٢٨: ١
* يواصلوا السعي [مز ٧: ٩٠وما يتبع؛ إلى أن يكون هو اا١لكز بي
الكتاب الرابع
هج،
. ١ضرورة الكنيسة
كما سبق الشرح في الكتاربط الثالث ،يصبح المسيح لنا باإليمان باإلنجيل ،فنصير شركاء في
الخالص والسعادة األبدتة اللذين جلبهما .ولكن بسبب جهلنا وبالدتنا — وإليهمااضيف تقلية
فبادئ ذي بدء ،أسس أسرارا شعر من اختبرها متا بالفائدة العظيمة التي وتأدى عنها لتعزيز اإليمان
وتقويته .فنحن إذ ال نزال أسرى سجي الجسد لم نرتي إلى رتبة المالئكة .لذا — من فرط عنايته
العجيبة -كيف الله ذاته ليالئم قدرتنا ،فرسم لنا طريائ ليجذبنا إليه إذ كتا بعن بعيدين.
على هذا األساس يتطلب منهاج تعليمنا اآلن أن نناقش موضوع الكنيسة ،وتظم إدارتها،
وترتيبها ،وسلطتها ،ثم األسرار ،وأخيرا النظام المدني .وفي الوقت ذاته يتحتم علينا أن ندعو
القراء األتقياء إلى العودة عن تلك اإلفسادات التي لؤث بها الشيطان ،في البابوية ،كز شيء عينه
الله لخالصنا.
سوف أبدأ ،إدا ،بالكنيسة التي سر الله بأن يجمع بنيه في حضنها ،ليس لكي يتغذوا بمعونتها
وخدمتها فقط ما داموا يأتون أطفاأل وزصائ ،بل لكى يسترشدوا بعنايتها وحنوها األمومئ أيشا
إلى أن ينضجوا ويصلوا أخيرا إلى غاية إيمانهم .ااوالذي لجتفه الله آل يفرص اضان [مر ،]٩ : ١ ٠
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٩٤٤
بحيث تن يكون الله لهم ادا ،تكون الكنيسة لهم أثا .هكذا كان الحال ،ليس تحت الناموس فقط،
بل بعد مجيء المسيح أيصا ،كما يشهد بولس عندما يعلم بأدنا أبناء أورشليم السماوية الجديدة
1غل.]٢٦:٤
ال تشير مادة قانون اإليمان التي نعترف فيها بأرنا نصنق الكنيسة ٢إلى الكنيسة المنظورة
فقط (وهي موضوعنا الحالي) ،بل كذلك إلى جميع مختاري الله الذين يشمل عددهم أيصا جميع
تن رقدوا في الرت .ستعمل كلمة أذؤمن/ذصدى ألده يغلب أأل يوجد تمييز ار بين أبناء الله
واألشرار ،أو بين قطيعه والوحوش الضارية .كما أده ال يوجد سبب جيد إلدخال الكثيرين حرف
الجر .د .أدرن أده استعماز دارج ،كما أده مدعم بترديد األجيال له منذ القدم وعبر العصور،
إذ أضافه [أى حرف الجر] قانون اإليمان النيقاوي ،بحسب ما ورد في كتاب التاريخ الكنسي
ليوسيبيوس.؛ وهع ذلك ينبغي في الوقت ذاته أن نالحظ أته على أساس ما ورد في كتابادت اآلباء
األؤلين ،كان من المقبول بدون جدال أن يقول الشعب :أنا أصدق الكنيسة ،وليس أوس
بالكنيسة .هكذا تحدئث أوغسطينس وكذا الكاتب القديم (أدا كان هو) الذي حملت رسالته
تفسير إقرار اإليمان اسم قبريائس.؛ إلى جانب ذلك ،يؤسران بوضوح إلى أن إضافة حرف الر
تجعل التعبير معتأل ،ويؤددان ذلك الرأي يخجج راجحة .نحن بت بأئنا نؤمن بالله ألن عقلنا يركن
إليه كإله صادق ،لذا نودع ثقتنا فيه .أتا من غير المناسب أن نقول [إدنا نؤمن؛ .د الكنيسة مثلما
هو من غير المالئم أن نقول .ر مفقرة الخطايا أو .د قيامة الموتى .لذا مع أتني لسن أرغت في
أن أجادن حول استعمال الكلمات ،ال أزال أفشل استخدام العبار؛ األنسب على أن أتصئع صيعا
كالمته من شأنها أن تزيد الموضوع غموحقا بال داع .ولكئ الهدف من هذا التعبير هو أن نعرف
يردد كالقن قوال آلباء الكنيسة نجده أوأل عند قبريائس :اال يكون الله أدأ لك إن لم تكن الكنيسة أمك ,,.انظر: ١
, 011عةا٢ولالح €أ{أ ,عال811اأجاأ ٧. 127 1.(; ٨حح٦ £أل ; 3.1.214ء8£ح) ٧1ض 0٢ج٠/ه €أ11ا11111^ 0
( £8. 88.11. 14 )11 37.1140سهلم
كلمة 0كع٢ح التي يستهن بها قانون اإليمان يمكن أن تعني -في الالتينية ،كما في األصل اليوناي,, -أومن ب_اا أو ااأصذق.,, ٢
يفصل كالقن المعنى الثاني عاى أنه األصخ الهوتؤا.
لقد أخطأ كالثن هنا في المرجع .ورد حرف الجز اب ,,في نش قانون اإليمان النيقاوي في أعمال مجمع خلقيدونية ،وليس ٣
في كتاب يوسيبيوس.
ض!0, 011 ])1اااأ8ل٦جل٨٦ انظر(٢1311 :لتح0-ا)آلج8و.111. 331(; 1ئ ; 40. 193ط ^.21 )1سه ٤
)1.6., £111111118( 011 ا08111011 0ودك ٧1تآآ سه ^^0811 2 861-.اس21. 373; 11.
111. 557(.
٩٤٥ الكتاب الرابع-الغصل األؤل
أئه لن تغنى كنيسة المسيح ،على الرغم من أن إبليس يقتب كز حجر لكي يزيل نعمته .وعلي
ارغم من أن أعداء الله ينفثون تهذدا وحشائ عليها ،يستحيل أن يقضى عليها ألن دم المسيح ليس
بال ثمر ،ال بل سوف إثمر كثيرا .ومن ثم ينبغي أن نتأتل اختيان الله الخفى ودعوته المستترة .ألته
هو وحذه معلم ...الذيى هملهاا[٢ني ،]١٩:٢كما يقول بولس ،ويحفثهم تحت حئبه [اف
،]١٣: ١عدا أتهم يحملون عالمئه التي يتميزون بها عن المرفوضين .ولكئ ألن حفنة يسير؛
وحقيرًا يواريها جمع غفير ،وبعصا من حبوب الحنطة تغئليها كومة من الفصافة ،يلزمنا أن نترك
لله وحده معرفة كنيسته التي تقوم على أساس اختياره السري .في الحقيقة ،ال يكفينا أن نستوعب
في أذهاننا وأفكارنا جمهرة المختارين إذ لم نعتبر وحدة الكنيسة هي ما نؤمن عن قناعة أكيدة أئنا
قد غئمنا فيها .ألئه لن يبقى لنا رجاء لميرارر آت إن لم نكن قد اتحدنا مع جميع األعضاء
بالمسيح رأسنا.
توصف الكنيسة بأئها جامعة بمعنى اءالمية٠ا ألئه ال يمكن أن يكون هنالك كنيستان أو
ثالث كنائس من دون أن يمرق المسيح [قارن ١كو ١٣: ١؛؛ هذا األمر الذي ال يمكن أن يحدث!
فإذ جميغ المختارين توحدون في المسيح [قارن اف ]٢٣-٢٢ :١بحيث إذ هم يعتمدون على
رأس واحد ينمون مثا أيشا إلى جسد واحد ،لكونه امزكائ تائ ؤمعترائ [قارن اف ] ١٦: ٤مثل
أوصال الجسم [رو : ١٢ه؛ ١كو ١٧: ١٠؛ ١٢ : ١٢و .]٢٧فؤم يجعلون واحذا بحؤإذ يعيشون
مثا في إيماؤ واحد ،ورجاء واحد ،ومحبة واحدة ،وفي روح الله الواحد .لم يذعوا إلى ميراث
الحياة األبدية نفسه فقط ،بل إلى المشاركة في اإلله الواحد والمسيح الواحد أيصا [اف ه.]٣ ٠:
وعلى الرغم من أن األقفار الكئيب الذي يجبهنا من كل جانب قد يصيح معلائ أئه ال تبقى للكنيسة
بقية ،لنعلم أن موت المسيح يظز تثمرا ،وأن الله يحفظ كنيسته كما في مخائ .فهكذا قيل إليليا:
ون ادعيت ...سعة األب ،كز ارني ابي لم تحث لتتعلاا [ ١مل ١٨: ١٩؛ .
.٣شركذالقديسين
تنطبق هذه المادة من قانون اإليمان على الكنيسة الظاهرة أيصا في أن يلتزم كز وام متا أن
يظز في وفاي مع جميع أبناء الله ،وأن يدغ للكنيسة الغلطة التي تستحعها؛ باأليجاز ،أن سلللى
كواحد من القطيع .لذا أضيف االعتراف .د شركة القذيسين .ومع أن األقدمين كانوا عموتا
قد أسقطوا هذه العبارة ،ينبغي أآل تهمل ألئها تغير جينا عن ماهية الكنيسة .فهي كاتما نقول إذ
القذيسين قد جمعوا إلى شركة المسيح على المبدأ القائل بأته كز ما يهب لهم الله من إحسانات،
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ٩٤٦
لزم عليهم بدورهم أن يشاركوها بعضهم مع بعض .ولكن هذا ال يمنع أن يكون هنالك تعذد في
الئعم ،إذ نعرف أن مواهب الروح توزع على نحو متنوع .وال يبلغ ذلك بالنظام المدني الذي
يسمح لكز فرد بأن تكون له ممتلكاته الخاصة ،إذ إته يلزم للجفاظ على الشالم بين الناس ،أن
تكون اليلكيه محند المعالم وذاك طابع شخصى بينهم .ولكئ شراكة الجماعة تثبتة ،كما يصفها
لوقا ،حيث لجمهور الذين آمنوا قلت واحن ونفس واحدة [اع ٣٢ : ٤؛؛ والتي كانت في ذهن
* ٠ ٠٠ د ۶
رجاء فى وروحا واحذا كما دعوا أيصا واحذا ۶٠
جسنا ٠٠
األفسسيين على أن ٠٠يكونوا ع
حذ بولس عندما
واحدأ [اف ٤ : ٤؛ .فإن كانوا حائ مقتنعين بأن لهم أتا واحذا لجميعهم ،وأن المسيخ هو الرأس
الواحد ،وإن كانوا حعا يعتصمون مائ برباط المحبة األخوية ،ال يمكن لهم إأل أن يتشاركوا يعمهم.
واالن يهئنا أن نعرف الفائدة التي نجتنيها من ذلك .إذ األساس الذي نبني عليه ثقتنا بالكنيسة،
هو أتنا مقتنعون تماائ بأتنا أعضاء فيها .بهذا نوقن أن خالضنا يقوم على دعاماب متينه بحيث ال
تتزعزلح الكنيسة وال تسقط ،وإذ تهلهل نسيح العالم بأسره واضمحل .أؤأل ،يقوم خالصنا على
أساس االختيار اإللهى ،وال يمكنه أن يتقلقل أويخيب ألن العناية األزلية ال تخفق وال تعجز .ثانيا،
يرتبط خالصنا يثبالبه المسيح الذي لن يسمح يأن يتغرب عنه مؤمنوه ،مثلما ال يسمح ألعضاء
جسي٠ه بأن تئلى وتتمزفى ٠عالو؛ على نللث ،من الموفد أته ما دمنا و.م كاف في حضن الكنيسة
فسوف يظل الحق معنا دائائ .وأخيرا ،نشعر بأن هذه الوعود موجهة إلينا :ني لجبل صؤيؤذ. . .
ئكون جاه[ ,,يؤ ]٣٢:٢؛ [عو ]١٧؛ ا,الله [يسكن] في زشطها [إلى األبد] قلمن ئرغزغ1,
[مز : ٤ ٦ه) .إذ للمشاركة في الكنيسة قؤه هذا قدرها فهي تحفظنا في جماعة الله .وثئة في كلمة
الشركة عيبها كنر غزير من العزاء وراحة للنفس .ألئه فيما يقدر لنا أن كل ما يسبغه الرب على
أعضائه يصير ئلكا لنا ،فإذ رجاءنا تعرزه جميع الخشنات التي يتقبلونها.
ومع ذلك ،لكي نقبل وحدة الكنيسة على هذا األساس ،ال يلزمنا (كما سبق أن ذكرنا) أن نرى
الكنيسة عياتا أو أن نجشها بلمس األيدي .بل إذ هي تنتمي إلى حيز اإليمان انتماء يفوق إدرانمنا،
فهذا ينبهنا الى عدم اعتبارها شيائ أقل مائ لو كانت منظور؛ بوضوح .وليس ايماتنا أقل شأتا بسبب
أته يقئ بكنيسة تفوق عقولنا .نحن لسنا مطالبين بأن نميز بين المرفوضين والمختارين — ذاك شأن
الله وحذه ،وليس شأتنا -بل أن تمكن الثقة في قلوبنا ،بأن كل من دخلوا شركة المسيح بنعمة الله
٩٤٧ الكتاب الرابع -الفصل األؤل
اتنا نعتزم االن أن نناقش الكنيسة المنظورة ،إدا دعونا نتعتم من لقب األم البسيط هذا كم
هو نافغ لنا ،بل في الحقيقة كم هو ضروري أن نعرفها .فإئه ال يوجد سبيزآخر نستطيع أن ندخل
منه الحياة إن لم ثحيئنا هذه األم في زحيها ،وتلذنا ،وئرضغنا ،وأخيرا تحفئلنا تحت رعايتها
وإرشادها ،حتى — عندما نطرح عتا جسدنا المائت — نكوذ اكماذئكة الله ني الشفا؛
[مت .]٣٠:٢٢ال يسمح لنا ضععنا بأن ننصرف من مدرستها إأل إذا كثا تالميذ فيها طوال أيام
حياتنا .عالو؛ على ذلك ،ال يمكئ ألحد أن يرجو مخفرة لخطاياه أو خالصا لنفسه بعيدا عن
صدرها ،كما شهد إشعياء [٣٢ :٣٧؛ وكذلك يوئيل [٣٢ :٢؛ .يوتدقوقهما حزقيال عندما يطن
أن من يرفض الله دخولهم الحياة السماوية لن يغذوا بين شعب الله [حز ٩ : ١٣؛ .أائ أولئك الذين
ينكبون على تنمية التقوى الحقيقية ،فهم من يكثب أسماؤهم في سجق مواطني أورشليم [اش
ه:٦ه؛ مز .]٦:٨٧لهذا السبب عينه ورد فى مزمور آخر أن ادكرني يا زب برصا سعبان.
دغهذني دحالصلن ،ألزى حز ثفثاريلذ .ألؤرخ يغزح تجلن .أليحز ئغ ميزابان ا [مز :١٠٦
-٤ه؛ .بهذه الكلمات تنحصر نعمة الله األبوية وشهادة الحياة الروحية الخاصة في قطيعه ،بحيث
إدا فلنبين ما يتعلق بهذا الموضوع .يكتب بولسر أن المسيح بكى يئأل الكل عيرعه البعش أن
يكونوا رثأل ،زالبغش اياة ،والتعش مبشرين ،زالبغش رعاة زمغلبيى ،أللجل ككميإب القبيل
بقش البذئه ،ببنياز حشد الضبيح ،إلى اذ دنتهتي جييئتا إلى ؤلحذانئة اإليعاز زمعروة ابرئ الله.
الى إنشاز فاول .إلى تياس وامة ملء الفسيح [اف ١٣-١٠ : ٤؛ .هنا نرى أن الله ،مع أئه قادر
أن يكفل خاصته في لحظة ،يريد الذين هم له أن ينموا إلى كمال نضجتهم حصرائ في إ'طار تعليم
الكنيسة .وها نحن نرى المنهاخ الموضوغ له :تعين الوعظ بالتطيم االلهى على الرعاة .نرى أن
الكز مقيدون بااللتزام نفسه ،أال وهوأن يسمحوا ألنفسهم في روح وديع قابل للتعتم أن يوجههم
مح مح مح يي
مطمون مهجؤون لهذه الوظيفة .سبق إشعياء النبي منذ أمد بعيد فميز ملكوت المسيح بهذه العالمة:
زوجي الذي غئيلذ ،زكآلمي الذي وصفية ني ويلن أل ترول من ويلن ،ؤأل من وم نشبلن ،ؤأل
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٤٨
من ئم نئر ،دشلك[ 11اش ٩ه٢١ :؛ .من هنا يلزم منطقؤا أن جميع ض يرفضون الغذاء الروحي
المقدم لهم يكب الكنيسة ،يستحعون أن يهلكوا في مجاعة وفي سغب .إذ الله يسفس فينا اإليمان
وعلى مثال ذلك ،إذ بالية إنجيله فقط ،كما يوصح بولس أن اإليمان يأتي بالخبر [رو ١٧ : ١٠
قؤه الخالص تكثن مع الله [رو ] ١٦ : ١؛ ولكئه يعلنها ويئللقها (كما يشهد بولس أيصا) بواسعلة
الكرازة باإلنجيل.
وبحسب هذه الخثلة ،شاء [الله] في القديم أن دقام اجتماعات مقذسة في مكان العبادة ،لكي
يتعزز إيمان الشعب المشترك بتلعيهم تعليتم العقيدة على لسان الكاهن .وئئي الهيكل مكان راحه
الله[ ٠٠مز ،] ١٤: ١٣٢والموضغ المقدس امسكه[ ٠٠اش٧ه:ه ،]١حيث يجلس على الكروبيم
[مز .] ١ : ٨ ٠يا لها من ألقاب مجيدة اسئعيلت لكي تضغي اإلجالد والحت والوقار والكرامة على
خدمة التعليم السماوي فقط ،وإأل فمظهر إنسا؟ حقير مائب يحذ من قدرها .من ثتم ،لكي ينتنا
إلى أن كنزا ثميائ قد اودع في أوا؟ خزفية [ ٢كو ،]٧: ٤فالله نفسه يظهر في وسطنا ،وكمنشئ لهذا
لذا ،بعد أن حرم على أبناء شعبه أن ينجرفوا إلى العرافة أو الكيانة أو السحر أو استشارة
الجاذ والموتى ،أو خرافات أخرى [تث ،]١١-١٠ : ١٨أضاف أته يهت ما من شأنه أن يكفي
لجميع احتياجاتهم :أي لن ينقطع من وسطهم حضور أنبياة لهم يسمعون [قارن تث .]١٥: ١٨
ولتا لم يكل قد أونمل األقدمين للمالئكة بل أقام عليهم معتمين من تراب األرض ليؤذوا الوظيفة
المالئكية ،كذلك شاء اليولم أيصا أن يشنا من خالل وسائط بشرية .وكما لم يكتت في القديم
بالناموس وحده ،بل أضاف كهنة لتفسيره يستطيع الشعب أن يسألهم عن معناه فيتعلم متا يخرج
نحونا فيقصينا عنه .في الحق ،يعرف جميغ األتقياء كم هي الحاجة إلى هذا النوع المألوف من
عدأل — عظمه الرب وجالله. التعليم ،ألتهم يدركون حعا قدر الرعدة التي تغمرهم بها
أتا الذين يغلتون أن سلطة كلمة الله تدريها حقار؛ البشر المدعوين لتعليمها ،فأولئك يكشفون
عن عدم شكرانهم .فمن بين كثرة المواهب السامية العديدة التي زين الله بها الجنس البشري ،إته
٩٤٩ الكتاب الرابع-الغصل األزل
ألمتياز جذ منفرد أره يتنازل فيكرس لذاته أفوالها وألسنة اناس يتردد صوته بها .لذلك دعونا بدورنا
ال نرفص أن نتقبل بالطاعه تعليلم الخالص الذي يخرج من فم الله وبأمره ،على ألسنتهم .ومع أة قزة
الله ال تتقيد بحدود الوسائل الظاهرة ،فلقد ألزمنا بهذه الوسيلة االعتيادية لتعليمنا .أثا المتشددون
من الناس والرافضون االلتزام بها ،فيوقعون ذواتهم في سرك مميتة طى .أولئك تقودهم كبرياؤهم
أن يغلت من العواقب الوخيمة ،والعادله أيشا ،لهذا الجذم االثم من دون أن يخبل في ضالالب
وله وأوهام شنيعة .أتا لكي تترعرع فينا وبيننا بساطة األيمان ،فدعونا ال دمائ أن نواظك على
تدريب ذوائنا في هذه الممارسة الروحية التي ببن الله لنا ،برسبه إياها ،كم هي ضرورتة ،بل محبذة
لبناء نفوسنا .لم يوجد أحد قع — حتى همجى متعشب — يطلب إلينا أن نصلم آذاننا عن سماع
الله .ولكئ األنبياء والمعلمين الصالحين كانوا دائائ وفي كز عصر يواجهون المقاومة العسيرة من
األشرار الذين لم يستطيعوا قط — من فرط عنادهم — أن يخضعوا ذواتهم لنير التعلم من كلمة البشر
وخدمتهم .يشبه ذلك طمس وجه الله الذي يشرق علينا في خدمة التعليم .لقد دعي المؤمنون في
القديم أن يلتمسوا وجه الله في بيت قدسه [مز ٤ :١٠٥؛ ،كما زرن تكرارا في الناموس
[مز ٨: ٢٧؛ ٢:١٠٠؛ه٤:١٠؛ ١اخبار ١١ : ١٦؛ ٢اخبار ١٤:٧؛ ،ليمس لسبب اخر سوى أن
تعليم الناموس وإرشادات األنبياء كانت صورة حية لله ،كما أكد ،بوثس أة مجد الله يشرق في وجه
المسيح من خالل تعليمه [ ٢كو .]٦:٤
وما هو أكثر يغشا من تلك النظرة االزدرائبة ،ولع المرتئ٠ين بإحداث االنشقاق في الكنائس
انشقاقا يبعد الخراف عن يطعانها ويدفع بها إلى فكوك الذائب .علينا أن نستمساث بما اقتبسناه
من بولس — أن الكنيسة مبنية حصرائ بواسطة الوعظ بالكلمة ،وأن اإلجماع على التزام واحد من
و ط
خالل التعليم والنمو مائ هو ما يرسخ زحدتهم ،وبذا يحافظون على نظام الكنيسة الذي أسسه
الله [قارن اف ١٢: ٤؛ .كان ذلك على األخص هو الهدف الذي -كماقكآنعا-اس ألجله
المؤمنون في القديم أن يجتمعوا في مكان ودس الرب .فإذ كان موسى يتحذث عن مسكن الله،
جون كالثن :أسس الش المسيحى ٠ه٩
[مز ٢ :٨٤لل .]٣قد تبدو هذه الشكوى تذئرا صبيا نبا للكثيرين ،إذ ما هو قدر الخسارة التي تنجم
عن عجزه عن االقتراب من الهيكل؟ وما هي الملذة التي تتالشى خصوصا وإن وحدت مغريات
أخرى بدأل منها؟ ولكئه على الرغم من ذلك يندب حاله إذ يتحرق شوقا ،ويتعذب إلى حافة الفاخ
من جراء هذه المعضلة المنفردة وأسى هذه الحيرة .من الموكد أن يعزى ذلك إلى كون العبادة
العاتة هي أعظم وسيله للمعونة التي يرفع الله بها المؤمنين إلى فوق ،خطوة خطوة.
ينبغي أن نالحظ أن الله أعلن ذاته هكذا دائائ لالباء القديسين في مراة تعليمه لكي يعرفوه
روحؤا .لذلك لم بذغ الهيكل اوجن* الله٠ا فقط [قارن مز ،]٢: ٤٢بل (لكي بزيل كز ما قد يسبب
االعتقاد الخرافي) آموطئ قدميها[ ٠مز٧:١٣٢؛:٩٩ه؛ ١اخبار . ]٢: ٢٨حعا ،يا لغبطة إدرالذ
تلك الوحدة ،وحدة األيمان [قارن اف ]١٣:٤عندما يتوق الجميع — من األعلى إلى األدنى — إلى
الرأس! وأدا كان ما بناه األمم لله على أساس مبدأ اخر بات تدنيشا لعبادته .لقد سقط اليهود -إلى
حذ ما — في هذه الحفرة ولكن ليس إلى القدر الفادح نفسه .لقد وبحهم استفانوس بكلمات
عات األقادى (انظر اع ٤٨:٧؛ اش )٢-١ :٦٦أتا إسعياء :إذ ا٠الغلئ ألتشكنفيهتاكل
الله وحذه فيقنس لنفسه الهياكل بكلمته ،لالستعمال الصحيح .وإذا نحن حاولنا أي شيء لم يأمر
به ،فطالما التصقت ببداياتها الرديئة بدلح غريبة ومنها ينتشر الشر بال حدود.
ومع ذلك ،عندما تسرع أحشويرش فأحرق ودر جميغ هياكل اليونان بناء على مشورة
خكمائه ،كان يظئ أته مائ ينافي المنطق أن تحبس اآللهة داخل جدران وتحت سقوف ،فيما ينبغي
أن تمتلك حرية الوصول إلى أي شيء كان .ه فكما لوكان من غير المستطاع لدى الله أن يدنو إلينا
من غاله ليقرب ذاته لنا من دون أن يغير مسكنه أوأن يحصر نا بوسائل أرضبة ،اختار بهذه الوسائط
أن يحملنا كما بمركباب إلى مجده السماوي ،المجد الذي يمأل كز األشياء يعدم محدودبته ،بل
الذي يفوق السماوات في سموه!
جرت في عصرنا هذا سجاالت حول فاعلبة الخدمة .البعفزيبالغون في كرامتها بما ال بقاس.
يجادل آخرون في أن ما يخض الروح القدس بحؤل خطًا إلى بشر مائت -إن كنا نفترض أن
للخذام والمعلمين قدر؛ اخزاق العقول والقلوب بحيث يصححون عماء العقل وقساوة القلب.
يلزم لنا أن تزن هذا الجدل على نحو صحيح.
يروي شيشرون هذه الحادثة .انظر<٠ 405 £.( :؟(؛ 0)111:1011,نحمل) . 26ت 11.ئ٠ك ٢0,ج0اح 0
٩٥١ الكتاب الرابع-الغصل األؤل
سوف تجد نقاط الجدل حلوأل سريعة وسهلة عندما نفحص خصوصا (أؤآل) النصوص) التي
يعد الله فيها ،باعتباره منشئ الوعظ ومؤيده بروحه ،بالئعم التي لجثتى منه؛ وذثانائ) النصوص التي
يميز الله لنفسه فيها ،بفصل ذاته عن الوسائط الخارجية الئعينة ،أة له وبه وحذه بداية اإليمان
ومجراه الكتى.
. ١كانت وظيفة إيليا الثاني ،بحسب نبوءة مالخي ،أن ينير العقول وأن يرذ قلوب اآلباء
إلى األبناء ،والفصاة إلى فكر األبرارأ [مال : ٤ه٦-؛ لو ١٧: ١؛ .والمسيح يعلن أته
يرسل الرسل ليأتوا بثمر أتعابهم [يو ه .]١٦: ١يعطي بطرس هذا الثمر تعريائ وجيرا.
يقول إتنا مولودون ثانيه من زرع ال يغنى [. ١ط ٢٣:١؛ .لذا يفتخر بولس بأته ونن
الكورنثين باإلنجيل [ ١كو : ٤ه ،] ١وأئهم حئلم رسالته [ ١كو ،)٢٠. ٩ال بل لم يكذ
بها ينسب الله إلى ذاته كال من إنار العقل وتجديبؤ القلب ،وبذا يحذرنا بانه من قتيل
التجديف أن ينعي اإلنسان لذاته أئ قسط من هذين الفئتين.
وفي هذه األثناء ،فإذ كز تن تقدم بروح التعتم إلى الخذام الذين عينهم الله ،سوف يعرف
بدليل الثمر أة طريقة التعليم هذه دشر الله لسبب جيد ،ولسبب جيد أيصا وضع نير االعتدئ هذا
على المؤمنين.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٩٥٢
أما كيف نحكم على الكنيسة المنظورة التي تقع في محيط معرفتنا ،فأعتقذ أئه واضح من
الئقاش السابق .ولنا إذ الكتات المقنس يتحذث عن الكنيسة بطريقتئن .أحياائ يقصد بكلمة
اكنيسة اليبائ الموجون بعأل في محضر الله الذي ال يسمح بدخوله إآل ألبناء الله بنعمة التبتي،
فقط على األرض حالائ ،بل جميغ المختارين منذ بداية العالم .على أن االسم ٠االكذيسةأ يشير
في أغلب األحيان إلى كز جموع البشر من جميع أركان المسكونة مئن يعبدون الله الواحد
والمسيح .فبالمعمودية ادلنا في اإليمان به؛ وباالشتراك في العشاء الرياني نشهد لؤحدتنا في
التعليم الصحيح وفي المحبة؛ وفي كلمة الله نجد اثفاقنا ،وفي الوعظ بالكلمة يحافظ على الخدمة
التي أسسها المسيح .على أده في هذه الكنيسة يمتزج العديد من المرائين الذين ليس لهم أي نصيب
في المسيح سوى االسم والمظهر الخارجي .يوجد أيصا الكثيرون من الطموحين والطتاعين
والخشاد والمتكتمين باألثم ،والبعص متن يعيشون في النجاسة .هؤالء يحئتلون فتر؛ ما إتا ألئهم
ال يحاكمهم قضاة مؤلهل ،أو ألن تأديبا فاعأل ال يسود كما ينبغي.
لذلك مثلما يجب أن نعترف أن كنيسة النوع األؤل ،غير المرئبة لنا ،منظورة لعيتى الله وحذه؛
كذلك نحن مأثورون بأن نوقر ونحفظ شركتنا مع الكنيسة المنظورة التي بدعى الكنيسة من
جهة البشر.
. ٨محدودية حكيتا
ومن ثم ،بين لنا الرب بعالمامب وأماراب معينة ما يلزم لنا معرفيه عن الكنيسة .فكما اقتبسنا
لهذا قد آنائ من بولس ،إذ معرفة ثن هم للرت هي حز مقصور على الله وحذه [ ٢تي ١٩ : ٢
ائبنت حطواث لكبح طيش اإلنسان؛ وددرنا األحدان اليومية كيف تعلوأحكام الله الخفية على
قدربنا الستيعابها .فتن يظهرون وكًادهم قد زاغوا إطالقا ولم يعد لهم رجاء ،هؤالء يدعون بنعمه
الله للرجوع إلى السبيل؛ فيما يسقط غالبا ثن يبدو عليبم دون غيرهم قوة الثبات .لذا ،كما قال
أوغسطيفس ،بناء على اختيار الله السابق الخفى خراف كثيرة تبقى خارغ الحظيرة ،وذائب كثيرة
٩٥٣ الكتاب الرابع-الغصل األؤل
تدخلها .أ ٦فهو يعرف تن ال يعرفونه كما تن ال يعرفون أنفسهم ،وقد وضغ عالمة عليهم .وثن بين
تن يلبسون شارثه علائ ،عيناه وحذهما تريان المقدسين بدون زيف ،الذين يصبرون إلى المنتهى
[مت ١٣٠٠٢٤؛؛أي إلى أقصى ثعد للخالص.
ولكته من جابآخر ،ألئه قد سبق أن رأى أئه من المفيد لنا أن نعرف ض كانوا ليحشبوا
أبناة له ،كئنى ذائه ليالئلم استطاعئنا .ولتا لم يكن تأكيد اإليمان الزائ أبذله بمميزاب معينة مرافقة
لها ،نتعرف بها إلى تن يشاركون اعترالنا باإلله الواحد والمسيح بإقرار اإليمان وبمثال السلوك
٠االشتراك في األسرار المقدسة ،كأعضاء في الكنيسة.
إلى ذلك ،عتم لنا دستات أكثر وضوحا معرفه جسده عييه ،إذ يعتم كم هذا ضرورى لخالصنا.
مرق هذا يشرق وجه الكنيسة ويصبح مرثائ لعيوننا .فحيث نرى كلمة الله مكروزا بها بنقاوؤ
ومسموعا لها ،واألسراز دمارس على النمط الذي أسسه المسيح ،هناك ،بال ريب ،توجد كنيسة
الله [قارن اف .]٢ ٠ : ٢إذوعذالمسيح لن يخيب :االه حسنناالجقمغ ادتائ اؤئآلئة دابي وهناك
أثماثفيوتطهم٠ا [مت.]٢٠:١٨
أائ لكي نستوعب خالصة هذا األمر ،فيلزمنا أن نتبع هذه الخطوات .تتكؤن الكنيسة الجامعة
من جمهرة المؤمنين مرت جميع األمم؛ كما أئها متغرقة ومنتشرة في أئكنة منفصلة ومتنوعة ،ولكئها
تتفق على حئ التعليم اإللهى الواحد ،وتتقيد برباط اآلين الواحد .وهكذا تشمل تحت مظآتها
الكنائس الفردية [المحلية] القائمة بذاتها في بلداب وقرى بحسب الحاجة البشرية ،بحيث تمتلك
كز مدها عن حذ اب اكنيساذأ وسلطتها .وينتمي إليها بمعتى من المعاني األفران الذين يعتبرون
بفضلي إقرار إيمايهم جرذا منها ،حئى إن كانوا حالائ غرباة عنها ،إلى أن يرفضوا من عضويتها
بموجب لحكم رسمى.
على أن هنالك أساسا مختلعا نوعا ما للحكم في ما يتعتق باألفراد والكنائس المحلية .ألئه
قد يحذث أن يجب علينا أن دعابل كإخو؛ وتعتبر كمومنين تن قد ئخشبهم غير مستحثين لشركة
المد تقياء ،على أساس النظام المألوف للكنيسة التي تحملهم وتتقيلهم كأعضاء في جسد المسيح.
35. 1725; ٥٢.٧11. 253ط1٧. 12 )1آ 008^1تكس, ٠جالئ8٤ااجآل٨ انظر: ٦
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٥٤
نحن ال ًاق ت بأمثال هؤالء أعضاة في الكنيسة بمقتضى التصويت ،ولكئنا نترن لهم مكادا بين شعب
الله إلى أن يشئأصلوا منه بموجب إجراء قانوني.
لكن ينبغي أن نفكر بطريقه أخرى في ما ينعتق بكلية جماعة الشعب ذاتها .إن كانت تمابز
خدمه الكلمة وتكرنها ،كما تمارس األسرار المقدسة ،فهي تستحق بدون أدنى شلن أن يعكرف بها
ككنيسة .ألنه من المؤتمد أن تلك الممارسات ليست بال ثمر .وبهذه الطريقة نحافظ على وحدانية
الكنيسة الجامعة التي طالما حاولت القوى الشيطانية أن تمرقها؛ كما ال ننزع السلطة عن المجامع
الرسمية التي التأمت وفثا لالحتياجات المحلية.
(ال ينبغي أن دهشل كنيمه تحمل هذه الغشات مهما وحد فيها من عيوب :خطئة الئقاق،
لقد حددنا الوعذ بالكلمة وممارسه األسرار المقدسة بأتها المعام التي تتميز بها الكنيسة.
وأكدنا أته يستحيل أن توجد هذه بدون أن تحمل الثمر وتزدهر ببركة الله .لست أقول بأئه أينما
يكرز بالكلمة سوف يأتي ثمرها فورا؛ بل أينما رقيل وتستقر في مثوى ثابب لظهز فاعليتها .ولكئ
من الئحتمل أته حيتما يسكع للوعفن باإلنجيل بوقار ،وال د ه مزة ممارسة األسرار ،هنالك درى
حالائ صور؛ للكنيسة ،ال زيف فيها وال عموفرة؛ وال يسمح ألحد بأن يمتؤن سلطكها ،أو يستهتر
بتحذيرارها ،أو يقاولم مشورتها ،أو يستخفن بتأديبايها — فضأل عن أن يهجزها أو يسغب انشقاقها.
ألن الرذ يثئئ شركه كنيسته بحيث تحتك ،خائائ وئرتنا عن المسيحية كلغ ض يترك جماعه
مسيحيه في غطرسه وغرور ،على شرط أن تكون تلك الجماعة موضغ تكريم خدمه حقيقية
للكلملم واألسرار .إذ الرب يقيم سلطه الكنيسة إلى درجه يرى معها أته ينئعص من قدر خاصته
عندما تنتهك تلك الشلطة.
فاذ ندعى الكنيسة اعموذ الحق وقاعدته و بيك ١للها ١ 1تي : ٣ه ] ١ليس باألمر الهين .بهذه
الكلمات يعني بولز أن الكيسة هي الحارسز األمين للحق األلهتي حتى ال يزول من العالم .ألن الله
شاء أن يحفظ نقاوة الوعظ باألنجيل بواسطة خدمتها وعملها الجدي ،كما شاء أن يظؤر بها ذاته
أيا ألسرؤ ،فيما هو تغذينا بالقوت السماوي ويمنخنا كز ما يؤذي إلى خالص نفوسنا .وليس من
قبيل المدح الدارج أن يقال إذ المسيح اختار الكنيسة وفرزها لنفسه عروسا بآل عنب زأل عصر،
٩٥٥ الكتاب الرابع-الغصل األزل
االنفصال عن الكنيسة هو عين الرفض لله والمسيح .لذا يتحإئم أن نقاوم بشدة انفصاالآثائ كهذا.
ألئه عندما نحاول بكز ما أورينا من قدرة أن نطيخ كنيسة الله ،فعندئذ نستحق أن تلفحنا ويسخعنا
بعجز صاعقة غضته .كما يستحيل تصور جريمة أشنغ من أن نستهزئ فنخون عهد العراب) المقدس
الذي تنازل ابل الله الوحيد ليعقذه مع كنيسته [اف ه .]٣٢-٢٣ :
دعونا إدا نحفن هذه المعالم محفور؛ على أذهاننا ،ونثئئها كما يئغق مع مشيئة الرب .ألئه
ال يوجد ما يجتهد الشيطان إلبادته ومحوه تماتا من الوجود أكثر من واحدة من هارين النصيحئين
أوكلتيهما .إئه يحاول أحياائ أن يطمس معام الكنيسة وأن يدئزها كي يين مميزاتها الصحيحة
والحقيقية .وأحيادا يحاول أن يكيز لها االحتقار واالزدراء لكي يجرنا بعينا عنها في عصياب) علنى.
فين جراء تكره اختفت نقاوة الوعظ بالكلمة في بعض العصور؛ واآلن يجتهد محتاأل بالخبث
نفسه أن يالشي الخدمة؛ الخدمة التي رسمها المسيح لكنيسته والتي بدونها يسقط .رناؤها
[اف . ] ١٢ : ٤ولكئ يا لها من تجربة خطيرة -ال ،بل تميتة — عندما يوعز إلينا باالنسحاب من
جماعة المصغين ،حيث تبرز معام الكنيسة ورموزها التي ارتأى الرت أئه يكفي أن قسم بها .هنا
نرى كم يجب االهتمام الذي نخش به كأل من هاتين العالمتين الثتيزتئن .فلكيال تساورنا أي
شاذ في نقاوة الكنيسة من الزتف ،ينبغي لكز جماعة مصدية [كنيسة محلية؛ متن تتخذ لذاتها اسم
أكنيسة أن دحتكر بهذا المعيار كما بالمحك الذي دحتتر به نقاوة الذهب .فإن كانت قبع نظام
قلنا إذ خدمة الكلمة وممارسة األسرار في نقاء وطهارة تكفيان كدليلي وضماب) يمكننا
االستناد إليهما امنين ،بتعيل أي جماعة لمازس فيها هاتان السمتان ككنيسة .كما أن هذا
الواحدة؟ لنسغكلمات الرسول :ا٠قلئعحكذ هذا لجميع انكاثبيئ ثغا ،وإن اهتكنكم سائ بخآلفه والله
كفلن لكلم ذا ًاذثاا [في :٣ه .]١أال يعني هذا بما فيه الكفاية أة اختالقا في الرأي حول األهور
غير الجوهرية ال ينبغي أن يكون في أي حال من األحوال أساسا للشقاق بين المسيحيين؟ أؤأل وقبل
كز شيء ،يجب أن نيفق على جميع النقاط .لكن لائ بات ضبات الجهل يعكر أذهان الكن الى حذ
ما ،يتحقم أئنا إتا دصطؤ إلى أن ال تبقى لنا كنيسة ،أو أن نتغاضى عن األفكار الخاطئة حول األهور
التي ال يمكن التوصل إلى علم حاسم بها ،من دون أن تسبب ضررا للفالصة الجوهرية للدين أو
فقداائ للخالص.
هنا يلزمني أن أتووف عند هذه النقطة ألوبد أثني ال أؤيد أدنى اختالني يمكئه أن يتمادى
ويتعزز من خالل المداهنة والتسير .ولكيني أقول إئه يتحقم علينا أأل نتخأى عن الكنيسة في تهور
إزاة خالفاب ثانويه واهية .ألئه فيها وحدها يحعظ التعليم الصحيح الذي تستقيم عليه التقوى،
وفيها رصان إقامة األسرار التي رسمها الرب .وفيما نبقى داخل الكنيسة إذ نحاول أن نصفح ما
ئثير استياذنا ،فهذا نفعله ألته واجبنا .ينعلبق على ذلك قول بولس :إذ اعبئ الحز لجابس قكئكت،
األون [ ١كو٣٠ : ١٤؛ .ثن هذا يقضح أن كز عضوفي الكنيسة ئحئز بمسؤولبة التهذيب العلني
بحسب مقياس النعمة المعطاة له ،على شرط أن يقوم بها بلياقه وبحسب ترتيب [ ١كو .]٤٠:١٤
يعني هذا أآل نعتزن عن شركة الكنيسة من جهة ،ومن أخرى أئنا بثباتنا فيها ال دخلة بسالمها وبنظام
تأديبها المشروع.
٩٥٧ الكتاب الرا.بع-الغصل األؤل
وفيما نحن نتحئل نراقص الحياة ،ينبغي أن نكون أكثر صبرا وتعثآل في مراعاة مشاعر
اآلخرين إذ المسار زبق جذا ،وإبليسى يترصد لنا في نكتنه بخبب مكايده .فإته ما دام ثئة قولم
ثئةآخرون يخطوئن من وازع غيرة طائشة للبر أكثر من الخطأ من كبرياء جنونية .فعندما يتعذر
عليهم رؤيه نوعية عيش ال شق مع تعليم اإلنجيل لدى نن يتلثونه ،يحكمون توا بأن الكنيسة ال
توجد في ذلك المكان .إئها حائ شكوى منطقية وجديرة باالهتمام ،ويحق لنا أن تغذ بين المذنبين
في تسبيبها في عصرنا التعيس هذا .وال عذر لتراخينا اللعين في هذا المجال ،ألن الرت لن يسمخ
له بأن يمضي من دون عقاب ،إذ نرى فعأل أته قد فزغ في تأديبه بجلداب قاسية .وخنا ،إدا ،نحن
الذين تطبق لحرتنا عناتا فاجرا بل إجراميا بحيث تجزح بها الضمائر الضعيفة بسببنا! ولكئ أولئك
الذين تحذثنا عنهم يخطوئن ،من جانبهم ،في أتهم ال يعرفون كيف يكبحون كؤههم .ألئه حيث
يأمر الرب بالتروف ،فؤم يهملونه ويستمون ذواتهم كيا للشذة المتطرفة .في الحقيقة ،ينشق
هؤالء عن الكنيسة بدافع كراهيتهم للشر ،اعتقادا منهم أته ال توجد كنيسة حي٠ث ال يوجد كمال
النقاوة وتمامية استقامة العيش ،فيما يلوخ لهم أتهم يبتعدون عن زمرة األشرار.
يقولون إئ كنيسة المسيح مقذسة [افة ه ٢ ٦ :؛ .ولكن لكي يدركوا أن الكنيسة يختلط فيها
الصالح والطالح من الناسى ،دعهم فيسمعوا نثل المسيح الذي يشيه الكنيسة بشبكه يجتمع فيها
كل أصناف السمك ال تفرز حتى تصفد على الشاطئ [مت ٥٨ - ٤٧ :١٣؛ .دعهم فيسمعوا أتها
تشبه حقأل تزرع فيه البذار الجيدة التي يبعش فيها مكز العدوزواائ ال يقئع من بين الحنطة حتى يؤئى
بالحصاد إلى البيدر [مت .]٣٠-٢٤ :١٣دعهم فيسمعوا أخيرا أتها كالبيدر الذي تحصد إليه
الحنطة وتبقى مختفية في التبن حتى ترض وتغرق ثم تجئغ إلى المخزن [مت ١٢: ٣؛ .فإذ كان
الرب يعلن أة الكنيسة تجاهد تحت وطأة هذا االثم ،وأن يئلها خليط األشرار حتى يوم الدينونة،
فإتهم باطأل يبحثون عن كنيسة غير ملوثة بأي عيب.
إذ مصطلح أااألذقياءا ٠أو ااالكتأراا في استخدام كالغن يشير إلى جماعة ٠٠الذوفاطيا٢ن٠ا (8أ1118ة1أة ٠٧من القرن الثالث ٧
ميالدي ،وليس إلى ٠ااأللبيجيين٠ا (118ة81ع0ج1أل )٨1من العصور الوسطى (حوالى ١٢٠٠م).
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٥٨
ولكئهم يشتكون أده يستحيل التغاضي عن ضربه من الرذائل تتفقى وتنتشر هنا وهناك .لنترك
لرأي الرسول أن يجاوبهم مزة أخرى .كان عدة ليس بقليل من الكورنثين قد زاغوا؛ بل إة الجسد
برتته كان نصابا بالعدوى .لم يكن هنالك نوع واحد فقط من الخطيئة ،بل ضروت عديدة؛ ولم
تكن هذه أخطاة طفيفة بل تعذياب مرعبة؛ انتشر الفساد — ليس فساد األخالق فحسب بل فساد
العقيدة ذاتها .إزاء ذلك ،ماذا فعل الرسول المغذس إزاء الفاسدين ،بصفته أداة الروح السماوي
الذي بشهادته تقوم الكنيسة أو تسقط؟ هل اجتهد أن يتنصل من مثل هؤالء؟ هل ألقاهم خارج
مملكة المسيح؟ هل يصرعهم بصاعقة الرعد النهائية بحرمانهم شركة المؤمنين [األناثيما؛؟ ال،
إئه يحجم عن فعز كز ذلك؛ ليس هذا فحسب ،بل يقذرهم ويلقبهم بكنيسة المسيح وشركة
القديسين [ ١كو !]٢:١اكقدت بين الكورنثيين غير ونزاعات وانقسامات [ ١كو ١١: ١؛ ٣:٣؛
ه ١:؛ ١: ٩وما يليه؛؛ وتغسى بينهم الخصام والقجار مخلوطين بالطمع؛ وسرى بينهم فسؤ كرية
موافقا عليه في حين كونه ممقوكا حتى بين األمم [ ١كو ه ١:؛؛ كما فبح اسم بوبس نفسه (الذي
الكنيسة بينهم ألئه ظل يعنل بخدمة الكلمة وممارسة األسرار في وسطهم .ئن إدا يجسر على أن
يسلك لقب الكنيسة مئن ال يمكن أن يتهموا حتى بعسر من سيغاب كهذه؟ وأسأز ،ماذا كان
ليفعل هؤالء الذين يثورون بغضب شكسة كهذا على كنائس اليوم ،مع الغالطين الذين أشرفوا على
حافة االرتداد عن األنجيل ،فيما اقز الرسول نفسه بحضور الكنائس بينهم [غل ٢: ١؛؟
.١٥الشركة مع األثمة
يعترضون أيائ بأن بولس وتخ الكورنثيين توبيائ صارائ لتفاضيهم عن فعله شائنة اقترفها
أحذهم [ ١كو ه .]٢:بعدئذ يرسي مبدًا عاائ يعلن فيه أئه من الخطأ مجرد أن يوكل الخبز مع إنساز
ذي عيش مخز .هنا يحتخ أولئك متعجبين إن كان أكل ،الخبز العادي محزائ فكيف ئحئل تناول
إدي أعترف بأئه ذروة -العار أن يوجد للخنازير والكالب مكان بين أبناء الله ،وخزي أقبح أن
يزعر لهم جسن المسيح المقدس .وفي الحقيقة ،لواثبفت الكنائس نظاائ دقيقا لما كانت لتحتمل
أن دحتضئ األشرار .كما لم تكن لتسمخ بال تمييز لكل مقن يستحثون وش ال يستحثون ،أن
يقبلوا معا إلى تلك الوليمة المقدسة .أما ألن الرعاة ال يدأبون بغير؛ دائمة على الحرص ،كما قد
بساهلون أحياائ أكثر مائ يجب؛ أو قد يمنعهم مالخ من أن يمارسوا التشند الذي يرغبونه ،فينتخ
من ذلك أره حتى المعروفون علائ أثمه وفاعلي سوء ال يستبعدون عن شركة القديسين .أعترف بأن
هذا خلل ،ولسك أعتزم أن أعذزه ،وال سؤما أن بولس يعيبه ويوئخه في الكورنثين .ولكن حتى إذا
قصرت الكنيسة وتراخت في واجبها ،ال يحق ألحد األفراد أن يثخن لنفسه قرار االنفصال فجأة.
إئني في الواقع ،ال أنكر آئه من واجب الشخص التقى أن يمسك عن معاشرة فاعلي الشر ،وأن
لحجم عن التورط معهم في أي عالقه إرادية .ولكئ الهروب من رفقة األشرار شيء ،أتا التختي
عن شركة الكنيسة بسبب كره األشرار فشيءآخر.
ولكئ بظئهم أئه انتهاك لحرمه مائدة الرب أن يتناولوا منها مع االثمين ،فهم أكثر تشذدا من
بولس .ألن بولس عندما يحقنا على تناول الشركة بالقداسة والطؤر ،ال يطلب أن يمتحن أحدنا
اآلخر ،أو أن يمتحن كز واحد الكنيسة كتها ،بل أن قمئحن كز و حد نفشه [ ١كو ٢٨: ١١؛ ٠فلو
كان محرائ االستران مع شخص غير مستحق ،فمن المؤكد أن بولس كان يطلب يا أن نتحرى هل
كان فى الجماعة أي شخص يلؤثنا عدم طهارته .ولكئه عندما يطلب من كل واحد أن يمتحئ نفسه،
سن أته ال يؤذينا إذا نرص شخص غير مستحل ذاثه علينا .يئغق مع ذلك هذا القول!! :الذي داغل
زيسزب بدون اشبحثاى يابل ويغرب ذينوتًا لنعسه [ ١كو .]٢٩:١١ال يقول بولس دينونًا
لآلحرين!! بل !النبه .وبحق ،ألئه ال ينبغي أن يكون لألفراد سلطًا الفصل في مسأله ض يستحق
القبول ومن يستحق ارفض .إئ هذا التمييز من اختصاص الكنيسة كغل وال يمكن أن يتخذ من
دون نطا؛ مقرر ،كما سترد بمزيد من التوتع أدناه .لذلك يمسي من قبيل األثم ألي فرد أن يتسخ
بعدم استحقاى آحز ال يستطيع وال يحق له أن يمنعه من االقتراب من المائدة المقدسة.
مع أن هذه التجربة تواجه أحياتا أناسا أفاضل من واعز غير؛ هوجاء للبر ،سوف نالحظ أة هذا
التفحص الزائد يتولد من التكبر والتعانلم والرأي الكاذب عن القداسة ،أكثز مائ يتولد من القداسة
الحقيقية والغيرة الصادقة نحوه .لذلك فإذ أولئك الذين يحرضون على االنشقاق عن الكنيسة بأكثر
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٦ ٠
جسارة من غيرهم بحيث يشابهون حامل الراية في مقذمة تظالهرؤ ،يفتقدون إلى حجة ،غدا أرهم
بتحقير عيرهم يظهرون أدهم أفضل من اآلخرين .هنا ينبق أوغسطينس بالحكمة والقول الرصين:
إئ مقياس التقوى والكياسة للتأديب الكنسي يلزمه أئ يهتلم دائائ وفي جميع األحوال بؤحذاردة
الر ح برباط الثالج [اف .]٣: ٤لقد أمر الرسول بأن يحافظ على هذا المبدأ .أتا إذا لم يراغ،
شتا أن المداواة بالعقوبة ليست بدون جدوى فقط ،بل جذ خبرة ،وعلى ذلك فهي ليست مداواة
البئة .ليس من قبيل كراهيتهم آلثام االخرين يسعى أبناء الشر هؤالء إلى أن يجزوا وراءهم البسطاء
والشذج الذين يحيلون في شرك تفاخرهم -أو على األقل أن يحدثوا االنقسام بينهم -بل من دافع
ول :ه م المتقد بقضايا نزاعهم يتظاهر هؤالء األشرار بالتشدد المتجؤم كيال ينكشفل افتقارهم إلى
نور الحتى .والواقع هو أئهم يكشفون عن انتفاخهم وتعاظمهم ،وشنة تعيلهم ،وخداع افترائهم،
واندفاعهم في التحريض على التمرد والعصيان .يناشدنا السفر المقدس أن نعتني بتصحيح أخطاء
إخوتنا بمزيد من االعتدال ،فيما نحافظ على إخالص المحبة ووحدانية السالم .هؤالء يعقرون
بهذا المبدأ إلى دض الشقاق والختالق المجال لحرمان اإلخوة من شركة الكنيسة.ا أتا األتقياء
والمسالمون من بين األعضاء فيومجه أوغسطينس إليهم هذه النصيحة :أن يصححوا ما يستطيعون
بالرأفة؛ وأن يحتملوا بالصبر وأن يأسفوا ويتحشروا بمحبه على ما ال يستطيعون تصحيحه؛ إلى أن
يصخخ الله ويصبح ،أو أن يقلع الزوان ويذري القس في زمن الحصادأ [مت ٤٠: ١٣؛ ١٢ :٣؛
لو٨.]١٧:٣
لتشغ جميع األتقياء إلى تزويد ذواتهم بهذا السالح لئأل ،فيما يبدو أئهم حماة البر الشجعان،
يحيدوا عن ملكوت السماوات ،ملكوت البر الوحيد .وألئ الله شاء أن يبقي على شركة الكنيسة
في هذه الجماعة المنظورة ،فإذ تن يعبث بنموذج هذه الجماعة ويعمل على تحطيمها من منطلق
كره األشرار ،ينزلتى في مسار ينحدر إلى السقوط من شركة القديسين.
دغهم يتفكرون ملجا أئه في حشد غفير من الناس ،ثئه كثيرون من األبرياء والقديسين الحقيقيين
في غص الرب مئن يغيبون عن مالحظتهم .دعهم يتفكرون ملائ في أده حتى بين أولئك الذين يظهر
أئهم معتلون ،ثئة كثيرون متن ال ينزون بأتي حال بمعايبهم أو يهقون ذواتهم بها ،بل ثوتظهم
مرارا وتكرارا مخافه حقيقته للرب فيطمحون إلى استقامه حياتهم .دغهم يتأثلون ملائ أئه ال يحكم
على شخص بسبب هفو؛ واحدة ،إذ يحدث بين الفينة والغينة أن يسقط أكثر الناس قداسه سقوطا
عظيائ .دعهم يتأثلون ملائ كلم أن خدمة الكلمة والمشاركة في األسرار المقدسة أعظلم شأدا لتجميع
الكنيسة من احتمال أن تتبند هذه القؤة الهائلة بسبب ذنب ارتكبه بعض األشخاص االثمين .أخيرا
دعهم يدركون أئه ،في ما ينعتق بتقييم الكنيسة الحقيقيةءديفوق لحكلم الله وزائ لحكلم كز البشر.
(عد اكتمال قداسة الكنيسة ال يبرز االنشقاق فيها ،بل يعطي فيها مجاأل لمغغر الخطايا،
)٢٢-١٧
.١٧قداسه الكيسة
ردا على زعمهم أن الكنيسة ال تدعى مقدسة بال أساس ،من المناسب أن نمتحن ماهئة
القداسة التي تتميز بها ألئه ،إذا أبئنا قبول كنيسة ما للم تكئ كامة من كز وجه ،فلن تبقى كنيسة
واحدة على اإلطالق .صنق حعا قول بولس :المسيح ...أسللم ئغشه ألجابا [الكنيسة؛ بكى
يعدكها ،ثعلؤزا إدالها بعشل انتا؛ دالكبتة ،بكئ يحضرلها بئسه كنيشه تحيذن ،أل درس نيفا ؤأل
عصن...الخ [اف ه :ه .]٢٧-٢وليس أقز صدائ أن الرت يعمل يومائ على ضثل الغضون
وإزالة البقع والبراثن .من هنا يتضح أن قداسة الكنيسة لم تكمل بعد .إدا الكنيسة مقدسة بمعنى أئها
تتقنم يوثا دلويوم ولكئها لم لترز بعن درجة الكمال :فهي آخذة في التقنم من يوم إلىآخز ولكتها
ي لم ي و-ع ر_٠ا بعن هدوة القداسة ،كما شرحنا بشكز أوفى آنعا.
تتبًا األنبياء بمجيء أورشليلم مقدسة األئحثاز فيها األغاجلم بي تا تعدا! [يؤ ١٧:٣؛ ،وبهيكز
كلئ القداسة ال يدخله كز ما هو نجس [اش ه ٨: ٣؛ قارن ٢ه ١:؛ .دعونا ال نفهم هذه النبوءة على
أئها تعني أن جميع أعضاء الكنيسة بال عيب؛ بل ألئهم يطمحون بغير؛ إلى القداسة وكمال النقاء،
سوف يسبغ الله عليهم من فرط رأفته تلك الطهارة التي لم يتوصلوا إليها بعد .ومع أئه لم يز في
أغب األحيان سوى قته من البراهين التي تؤكد وجون هذا النوع من التقديس بين بني البشر ،ينبغي
على الرغم من ذلك أن نتمشك باالعتقاد بأكه منذ بدء الخليقة لم يوجن عصر من العصور لم تكئ
للرب فيه كنيسته؛ وحتى انقضاء الدهر لن يوجن عصر لن تكون فيه .ألئه رغم أن الجنس البشري
بكليته بارق منذ البدء موصوائ بالغساد ونلئلحا يعخطيئةآدم ،حدث أئه من هذه الكتلة الملوثة ظز
الرت يقذس آنيه للكرامة [قارن رو ٢٣:٩وما يليه) ،بحيث ال يخلو عصر من الزمان من اختبار
رحمته .لقد شهد لذلك بمواعين أكيدؤ كهذه :وعلفت عقنا تغ لمحكاري ،حلعت بذاوذ عبدي:
إنى الذدئي أفى تشللى ،زأئبي انى ذؤر وذؤركذسثلى[ ,1مز ]٤-٣ :٨٩؛ وأيثا :أ ...الذب وب
احائز فيون .افانا تشكتا ته .هذ؟ هتي زاخي إنى األث ...أ إلخ [مز ]١٤-١٣:١٣٢؛
وأيثا :اهكذا* وال الرث الجاعل التشتي لإلصاءه تفازا ،ؤوزادطى انعفر ؤالئحوم لإلصاءه نؤأل.
إن كاتحه هذ؟ انعزادض ئزول ...قاذ تشل إشزائيل ائائ ئكذ من اذ ئكوذ...ا [ار :٣١
.]٣٦٠٣٥
.١٨مثان األنبياء
لقد وئر لنا المسيح نفسه والرسل ومعظم األنبياء أمثلة لذلك .يا لها من صور مروعة تلك
التي يندب بها إشعياء وإرميا ويوئيل وحبثوق وغيرهم باليا كنيسة أورشليم! فقد بلغ فساد الشعب
والحاكميه حتى الكهنوت ،درجة لم يتردن معها إشعياء في أن يشبه أورشليم بسدوم وعمورة [اش
.]١ :* ١احثبر الدين من جهة ،ودهكم عليه من جهة أخرى .وفي األخالقيات عئت السرقة
والنهت والخيانة والغدز والقتل وما شابهها من شرور شنيعة .ومع ذلك لم يؤسس األنبياء كنائس
جديد؛ ألنفسهم ،كما لم يقيموا مذابخ جديد؛ ليقدموا عليها ذبائخ منفصلة .ولكئ مهما كانت
شاكلة الشعب ،رفغ األنبياء للرت أيادي طاهر؛ في وسط مجامع األشرار ،ألئهم اعتبروا أته قد ثغت
كلمئه في وسطهم وأسس فرائض وممارساب أقيفت له بها العباد؛ هنالك .فمن المؤكد أدهم لو
ظتوا أن تلك الطقوس كانت ستدئسهم ،آلثروا المودى مائة مز؛ على أن يسمحوا ألنفسهم يأن
يكروا إلى ممارستها .ومنثم ،لم يمنفهم من أن يحدثوا انشقاقا سوى غيريهم على صولز الوحدة.
فإن كان األنبياء المقدسون قد توزعوا عن أن ينفصلوا عن الكنيسة بسبب سبغات كهذه عديد؛
مح مح
وجسيمة لم تنتج من شخرة واحد أوآخر فقط ،بل من معظم الشعب بأسره ،فإتنا نذعي ألنفسنا
أكثز مغا يلزم إذ جرؤنا على االنسحاب السرع من شركة الكنيسة ،إذا لم تتالق أخالقيات الجميع
مع معاييرنا أو مع مقياس إقرار األيمالز المسيحتي.
واآلن ،كيف كانت حالة العالم في زمن المسيح والرسل؟ إئه حتى في ذلك الحين ،لم يمنفهم
عقوق الغريسيين المتناهي واالنحالز المتفسي من ممارسة الطقوس عيبها مع الشعب ،أو من
االجتماع مع اآلخرين في هيكلي واحد ،أو المشاركة العامة في الفرائض الدينية .كيف حدث هذا
٩٦٣ الكتاب الرابع-الغصل األؤل
سوى أن الذين شاركوا في تلك الممارسات ذاتها بنقاوة الضمير ،عرفوا أن أفكازهم وأفعالهم لم
يسئئها ترابطهم مع األشرار؟
إن كان ثئة ض ال يقنعه األنبياء والرسل ،فليذعن على األقز لشلطة المسيح .جاء قول قبريانس
في هذا الصدد في محته :على الرغم من وجود الروان واآلنية الملوثة في الكنيسة ،ال يوجد ما
يبرر أن ننسحك نحن منها؛ ينبغي باألحرى أن نجتهذ ألن نصيز حنطة؛ وأن نسعى قدر جهدنا أن
نكون أواني ذهبيه وفشية .أتا تحطيم األواني الخزفية فين اختصاص الرت وحذه[ ،فهو] الذي
اقمن على قضيب من حديد [مز ٩: ٢؛ رؤ .]٢٧: ٢فليكت أى إنسا؟ عن أن يذعى لذاته ما عهد
به لالني وحذه ،وهو أن يذري العصافة ويدزسن ذراوة القز [قارن مت ١٢:٣؛لو،]١٧:٣
وبمقياس حكم البشر ،أن يغربل الروان [قارن مت .]٤١ -٣٨:١٣متعا؟ حعا هذا العناد ،وافتراء
ذميم الذي يضطلع به ذلك الجنون األثيم١ ٠٠٠.
لتثبك إدا النقطتان التاليتان :أوأل ،ال عنز بقن يهجر عمدا شركة الكنيسة المنظورة [حيث
يكرز بكلمة الله وتمارس األسرار المقدسة] .وثانيا ،ال تمنعنا نقائص البعض وال معايك الكثيرين من
اعال؟ إيماينا بأي حا؟ في الكنيسة من خالل الطقوس والمراسم التي فرضها الله؛ ألن ضميرا نقائ
ال يجرحه عدم استحقاىآخر ،سواء أكان [األخير] راعي الكنيسة أم عضوا من أعضائها العثمانيين.
وليست األسرار المقدسة أقز نقاء أو نفعا للشخعبى المستقيم والذي يحيا حيا؛ القداسة ،إذا تناولها
أو قذمها أشخاوس أردياء الحلق أو السلوك.
.٢٠الكتياومغغرةالخطايا
إئني أقر باه عندما ثحغز الناس على السعي إلى الكمال ،يلزمنا أأل نعمز بتوا؟ أو فتور ،وأن
ال نيأس .ومع ذلك ،فإده ألبتداغ شيطانى تلفئنه عقولنا ،فيما نواصل سعينا األرضي ،أن نثق
انظر ٧. 327(. :د .ئ ; 3 11. 662 £.ا8£ح) 11٧. 3دئ ,الةا(٢لالح ١٠
جون كالثن :أسجر ،الذين المسيحى ٩٦٤
بكمابنا أكثر متا ينبغي .لهذا السبب بارق منطقيا أن يلي غفران الخطايا ذكر الكنيسة في قانون
اإليمان .ألده كما ورد على لسان النبى ،مواطنو الكنيسة وأهل بيتها هم مرك ،ينالونه .لذلك يلزم أن
لعطى األولويه لبنا؛ أورشليلم السماوية ،وعندئذ دتزك مساحه لرحمة الله فيها فتمحى آثام جميع من
يأتون إليها .أقول ينبغي أؤأل أن تبنى ،ليس أئه يمكن أن توجد أي كنيسة من دون مفغرة الخطايا،
بل ألن الرب وغد برحمته حصرائ في إطار شركة القديسين .إدا غفران الخطايا هو تبتدًا دخولنا
وحاب الكنيسة وملكوت الله .وبدونه ليس لنا عهد أورباي مع الله .فإئه هكذا يقول على فم النبي:
الزاظع لهم غهذا بي ذيلن الفؤم مغ ختؤان البرية ؤطبوو الشتا؛ وذائباب األرض ،ؤأكسز العؤش
زالئثنى والحررق ض األرض ،ؤألجفلهم ئشعلجفونآج .ؤألحطئك شي إلى اال .ؤألحطئك
لنعسي بالغذل زالحى ؤاإللحشان زالمزاحم [هو . )١٩- ١٨ : ٢نرى كيف أة الله يصايحنا مغ
ذاره بواسطه مرحبه .وكذا ،في موضع٢خر ،عندما يعبئ أن الشعك الذي شهته في غضبه سوف
يعاذ فيجمغ ثانية ،يقول1 :اؤأغهرهم من كل إفهم ائذي ألحطاوا بب إلئ|ا [ار ٨: ٣٣؛ .وعلى أساس
ذلك ،فإئنا دنحل في وحاب الكنيسة بعالمة المعمودية ،ويشنا ذلك أن الدخول في عائلة .بت
الله ليس مفتوحا لنا بدون أن نتطهر أؤأل من زسخنا بفضل صالحه.
ال يكتفي الرب بأن يتقبلنا ويتبغانا مر؛ وإلى األبد للكنيسة بمغغرة الخطايا ،بل إئه يحفظنا
ويحمينا بها بالطريقة ذاتها .ألئه ماذا تكون أهمية توفير صفع ال يعود علينا بنفع؟ يشهد كز مؤمن
من واقع حياته أن رحمة الرب ،إن كانت فنح مز؛ واحد؛ فقط ،أمست الشيه موهمة ،حيث إره
يعرف تماائ قدر الضعفات التي يختبرها والتي هي بحاجة إلى مراحم الله .وحعا ليس هزوا يعذ الله
نعمة خاصة أهل بيته ،وليس عبها يأمر بأن يفسروا كز يوم برساله المصالحة .وهكذا ،إذ نحمل معنا
ما آثاز الخطبة مدى الحياة كما هي الحال ،لن يمكننا أن نمكك في الكنيسة -ولو مجرد لحظة
لم تدعتنا نعمة الرب التي ال تتغبر والتي بها نناز مفغرة خطايانا .فلقد دعا الرث أبناءه إلى خالص
أبدي .لذا ينبغي أن يتأثلوا ملجا أته ثئة عفو جاهز دائائ لخطاياهم .لذا يلزم أن نتمشك بإيما ؟ راسخ
يؤكد لنا أئنا إذ نجلنا ونلئئنا في جسد الكنيسة ،قد عفرت لنا خطايانا؛ كما نناز الصغخ يومائ لكز
معاصينا ،وذلك من فرط سخاء الله الذي يجزله علينا بوساطة استحقاق المسيح وبتقديس
اروح القدس.
٩٦٥ الكتاب الرابع-الغصل األزل
.٢٢سلطة المفاتيح
فلكي سلقا هذا اإلحسان ،أعبيت مفاتيح الكنيسة .فعندما أوصى المسيح الرسل بأن يفغروا
الخطايا ،ووهب لهم الثلطان الالزم لذلك [مت ١٩: ١٦؛ ١٨: ١٨؛ يو ٢٣:٢٠؛ ،لم يشأ أن
يصفحوا عن آثام الذين يهتدون إلى اإليمان بالمسيح بقدر ممارستهم هذه الوظيفة تجاه المؤمنين
بصفة مستديمة .يعتم بهذا بولس عندما يكتب أن رسالة المصالحة قد اودعت لخذام الكنيسة ،وأن
بها ينبغي أن يدعوا الشعب تكرارا إلى أن يتصالحوا مع الله ،في اسم المسيح [ ٢كو ه ٢٠ ، ١٨ :؛ .
لذلك ،في إطار شركة القديسين ،ئغغر لنا خطايانا باستمرار على يد خدمة الكنيسة نفسها عندما
يقوي القسوس (الشيوخ المعتمون) أو األساقفة الذين اتبنوا على هذه الوظيفة ،ضمائر األتقياء
بوعود اإلنجيل في رجاء الفغران .هذا يفعلونه علائ أو على انفراد حسبما تقتضيه الحاجة .فإذ
الكثيرين تعوزهم التعزية الشخصية بسبب ضعفاتهم .يذكر بولس أئه ليس من طريق الوعظ جهزا
الله ،يظلون عاجزين عن الوقوف أمام الله بدون مفغرة الخطايا ما داموا هم ال يزالون في مسكن
أجسادهم المائتة .ثانيا ،تبقى هذه البركة من اختصاص الكنيسة بحيث إئنا ال نستطيع التمتع بها
خارج شركة الكنيسة .وثالتا ،دمقح معونة هذه النعمة على أيدي خذام الكنيسة ورعابها؛ إلمنا
بواسطة الوعظ باإلنجيل ،أو من خالل ممارسة األسرار؛ وهنا خصوصا تتميز سلطه المفاتيح التي
منحها الرب لجماعة المؤمنين .لذلك فليحسك كز واحد متا أن من واجبه الشخصي أن يطلك
مفقرة الخطايا في الموضع الذي عينه الرت إليجادها .ألمنا في ما يتعئق بالمصالحة العلنية ،والتي
تتضئنن التأديب [الكنسي؛ ،فسوف ئناوشها في موضعها.
لائ ال زالت األرواح الهاذية التي تحذك عنها تحاول أن تختطن من الكنيسة مرسا؛ الخالص
الوحيدة ،ينبغي أن دستح ضمائرنا بمزيد من المناعة ضن هذا التفكير الوبائى .أثار النوفاطيون مر؛
الهياغ في الكنيسة بتعليمهم ،واآلذ في أيامنا هذه نرى فئة معينة من معيدي المعمودية -وهؤالخ
ال يختلفون كثينا عن النوفاطيين — وقد انزلقوا إلى ذلك الجنون بعينه .إتهم يتخيلون أن شعب الله
يولدون مجددا في معموديتهم إلى هيئة مالئكية نورانية ال يكدر صفاءها أي قذارؤ دنيوية .أتا إذا
انحرف أحدهم بعد المعمودية فال يعون له سوى دينونة الله التي ال ترخم .باإليجاز ،إذ الخاطئ
الذي يهفو بعد أن نال النعمة ،ال يقذمون له أي رجاء للعفو؛ ألئهم ال يعترفون بأي مفغرة للخطايا
سوى تلك التي نالوا بها أؤأل الميالد الجديد.
وعلى الرغم من أن الكتاب المقدس يشجب هذه الضاللة بوضوح كبير -ولكن ألن
هؤالء [العابثين؛ يجدون أشخاصا يفرضون عليهم هذه األكذوبة (تماائكما كان لنوفاطس
العديد من األنصار) -دعونا نبين بإيجاز إلى أي درجه من الجنون يعبدون العرلم على هاللب٠
أنفيهم ودم غمهم.
أوال ،حيث إذ الرت قد أوصى القديسين بأن يعيدوا دالوة هذه الصالة يومائ قائلين :اغفر
ذنوبنا [مت ١٢ : ٦؛ .ال ريت في أئهم يقرون بأئهم أنغشهم مذنبون .وال تذهب هذه الطلبة
** لنا
شذى ،إذ إذ الرب قد زسم لهم أن يطلبوا ما يشاء هو أن يعطيهم .في الحقيقة ،مع أن االب يعد
بأئه سوف يسمع كز صالة ،فإته خئم هذا العفو بوعل خاص ،نغيم نطمع بأكثر من ذلك؟ يأمر
الرت المؤمنين بأن يعترفوا بزألتهم دائائ طوان حياتهم ،ويعد بالصفح .فما هي البراعة — إتا في
استغنايهم من الخطأ ،أوإذا تعئرت حطالهم — في أن يحزموا النعمة؟ وش اآلن يحتاخ إلى أن نخفر
له سبعين وه سبغ مرات؟ أليسوا إخوتنا [مت ٢٢-٢١ :١٨؛ .وألي غرض أمز الرت بذلك سوى
أن نشابمل لطئه؟ لذلك فهو ال يفغر وه وال مزتين ،بل كآما لجأ إليه بشر تكلون بوغبهم
تعذ ياتهم ،يصرخون إليه.
بدايه من أقمطة الكنيسة ١٢:كان اآلباء قد اخبنوا والحبيروا ليشتركوا في العهد ،كما تعتموا
البز واالستقامة بال شك في مثابر؛ ابايه ،عندما تامروا لقتل أخيهم [تك ١٨:٣٧؛ .كانت هذه
جريمة يمثئها حتى أبشع اللصوص .وأخيرا بعد أن هدأ يهوذا حماستهم بنصيحته ،باعوا يوسف
[تك ٢٨:٣٧؛؛ ولكئ هذا أيثا كان فعأل وحشائ ال يطاق .وشمعون والوي — في انتقاثهما غير
المشروع (النتهاك أختهما) انتهابا أدانه أبوهما -شتا ثورة على بينى شكيم [تك ٢٥:٣٤؛.
كما نجس رأوين مضجع أبيه [تك ٢٢ :٣٥؛ .ويهوذا ،مطيقا العنان للبسق على غير ناموس
الطبيعة ،دخل على كتته [تك .] ١٦:٣٨ومع ذلك ،بدأل من أن يستأصل هؤالء الرجال من الشعب
ومانا عن داود؟ إله فيما تقئد مغاتيخ الشلطة العليا إلدارة العدالة ،فتح البات على مصراعيه
لشهوته العمياء بسعكه دماة بريئة [٢صم ،٤ : ١١ه ١؛! كان قد ولد مجذدا ،وتوجه الرت بين
المجددين بأسمى مراتب المديح .ومع ذلك ارتكب تلك الجريمة المروعة (التي دعت في أقصى
حدود النغر حتى عنن األمم)؛ ولكئ عفر له [٢صم ١٣: ١٢؛.
كذلك (وبدون أن نعرج على العديد من األمثلة الفردية) بقدر ما تكئر الوعود بالرحمة اإللهية
في الناموس واألنبياء نحو بني إسرائيل ،يبرهن الرت على أته مستعد أن يفغر ذنوب شعبه! يم
ئبد موسى أن يحذث عندما يعود الشعب المرتن إلى الرب؟ اود* الرت إلبك كاك و خئك،
ؤئغود وكجمعك ،مى لجبيع الثغوب ائذيئ بددن إلئهم الرت إلبك .إذ ئكئ ون بدذك إنى اوضاء
الشقاؤات ،لن هتاك تلجئغك[ ,,تث .]٤-٣ :٣٠
ال أرغت أن أشرغ في سزد الئحه طويلة من األمثلة .فأسفار األنبياء تفيض بالوعود من هذا
القبيل ،وتيل المراحم لشعب غاري في األجوام .فما هو األثر األشنع مرئ التمرد؟ إئه يسئى حلالوا
بين الله والكنيسة؛ ومع ذلك فإذ إحسان الله يجتازه ويفوقه .يقول (على لسان إرميا) :ااأي رجز،
يطيق أن يرجع إلى معاثثة امراوه إذا هي غبرت جسنها للزناة؟ لقد تنجست كز طروت بسبب
زناي بأصحاب كثيرين يا أرض يهوذا .ارجعي إلى يقول الرت فًاقبئتا [ار ( ١ :٣بتصرف)].
|؛ازجعي أقها الغاصه اسراييل ،تقول الرت .آل أوقع عقى بكم ألني ذؤوف [قذوس] يقول
الرت .آل اخبن إنى األند [ار .]١٢:٣حائ ال يمكن أن يكون ئ إحسسآخر عند من يقول
إته ال سز يموت الشرير سوى ائه يرجع فيحيا [حز ٣٢ ،٢٣:١٨؛ ١١ :٣٣؛ .لذلك عندما
دنن مليمان الهيكل ،أراد أن يستخذم (الهيكل) يحيط تمتهجاب الصلواطه التي درؤلم فيه لطلب
مفغرة الخطايا .قال :إذا* أخطأ [أوالدك] إليك -ألئه ليس إنسان ال يخطئ -وغضبك عليهم
فدفعتهم أمام العدؤ ...فإذا زدوا إلى قلوبهم ...ورجعوا وتضرعوا إليك في أرض سهم قائلين
٩٦٨
وقد أخطأنا وعؤجنا وأذنبنا ...وصلوا إليك نحو أرضهم التي أعطيث آلبايهم نحو ...الهيكل...
فسوف تسمع لهم ...في السماء ...وتخفر لهم ما أخطأوا به إليك [ ١مل ٠ -٤٦ : ٨ه ،الترجمة
الالتينية] .وليس عبائ أن زكم الله في الناموس الذبائح اليومية كثارة عن الخطايا [عد ٣: ٢٨وما
يليه] .ألن الرب لو لم يكن قد سبق أن رأى أن شعبه سوف يتقلل هكذا بأحمال الخطئة ،ما كان
قد أسس ظ لهذا العالج.
هل يكل سريان هذه النعمة على المؤمنين بمجيء المسيح ،الذي فيه أشرق ملء النعمة ،بحيث
ال يتجرأون على أن يصتوا من أجل مفغرة الخطايا إن كانوا قد أذنبوا أمام الرت ،ومن بم ال يجدون
مجاأل للرحمة؟ ما عسى أن يعني هذا سوى أن المسيح أتى ألجل هالك شعبه ،ال لخالصهم ،إذا
كانت رأفه الله التي ال تشب تظز نتاحة لتقديسهم تحت العهد القديم فيما تحرمون منها تماائ
االن؟ لكن إن كائ نثق فعأل بقول الكتاب — الذي يصرح عالنيه بأن الرت ،وقد تجلت ألطافه كامله
في المسيح ،وأن كنوز رحمته قد انسكبت [تي ٤:٣؛ ٢تي ،]٩:١وأن مصالحة الله مع الناس قد
تغت [٢كوه١٨:وما يليه] -دعونا ال نشك في أن رأفة أبينا السماوي تفيض لنا بأكثر غزارة،
وليش أن تنقطع أو تنقص.
تربب ،ولتاهم دعوا إلى التوبة [قارن ٢تس -١٤ :٣ه ١؛ وأيشا .]٦:٣حتى سيمون الساحر
ما ألقي به في غؤة اليأس ،ولكته دعي إلى الرجاء الصالح عندما حقه بطرس على أن يلجأ إلى الصالة
[اع.]٢٢:٨
وماذا عن الكنائس التي تخبطت برئتها أحياائ في أشنع المعاصي ،ومع ذلك حررها بولس من
قبضة إبليس برفق ،بدأل من أن يلعئ قادتها؟ لم يكن ارتدان كنائس غالطية باألمي الهتن [غل
٩٦٩ الكتاب الرابع-الغصل األؤل
٦:١؛١:٣؛٩:٤؛؛ والكورنثيون كانوا أقن عذرا منها ،إذ تماذوا في آثام أجسم وليس أقن بشاعة.
أعضا؛ جسده بهذه الكلمات :إذ زك تثوه شريعتي زلم ئنئكوا دأحكامي ،إذ تعثموا وزائبي
زلم ئخئئلوا زخماياي ،ألخبن يفخما معصتتهم ،ؤبصزبات إدتهم ٠أائ زلحئشي وهن أدزعها ئ. ..ا
إمز .]٣٣-٣٠ :٨٩وأخيرا نتعتم من ترتيب الجفل والعبارات في قانون اإليمان ،أن نعمة
مغغرؤ الخطايا تتوافر بال انقطاع في كنيسة المسيح .ألته حالما انشئت الكنيسة اضيف إليها
غفران الخطايا.
هنالك البعض ،وهؤالء أحكم من غيرهم بعض الشيء ،عندما يرون أن وضوح الكتاب
المقدس ينقض تعاليم نوفاطيانس يقتنعون بأئه ليست كذ الخطايا غير قابله للصثح ،بل تلك
التعذيات الطوعية فقط على الناموس التي يقتل عليها الخاطئ عن درايه وإرادة .ال يترك من يعتمون
بذلك مجاأل للصثح عن أي خطية سوى تلك التي ئقئرف عن جهزة .أتا الرب فقد أمز في الناموس
بنوع من نبيحه تقذم كثارة عن خطايا المؤمنين اإلرادية [ال ١ : ٦وما يليه؛ ،وبنوع اض لغداء
ثفير خطايا القديسين اإلرادية ،حيث شهن الرت بذلك بذبائخ دنيوية خئائ لها.
مز؛ ًاضى ،تن يستطع أن يلئيش العذر لداود بحجة جهبه فيما كان متضمتائ من أحكام
الناموس؟ ألم يكل يعرف قدز شناعه جرائم رعاياه الذين باث يعاقبهم يومائ للزنى والقتل
[ ٢صم ١١؛؟ هل بدا قتل األخ حالال عند اآلباء [تك ١٨:٣٧وما يليه؛؟ بم كان .طرس يعتم عن
جسامة إنكار سيده ،بعد التحذير المحند [مت ٧٤:٢٦؛؟ لذلك دعونا ال نسن — بقساوتنا —
الطريق إلى رحمه الله التي دغهؤ عظم ائساعها لكز خاطى يثوب.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٩٧٠
في الحقيقة ،أدري أن الكائب األقدمين فشروا الذنوت التي صفح عنها يومائ للمؤمنين على
أئها أخطاة طفيفة تنشل ،إليهم بسب ضعف الجسد؛ أتا ألحكام عقوبة التوبة التي كانت ئغزض على
الجرائم األكثر بشاعة فكان ،كما بدا لهم ،يجب أأل دكرر ،على مثال المعمودية .أتا هذا الرأي
فيجب أأل نفشزه بمعنى أئهم أرادوا إتا أن يطيحوا كز ض انحرف عن توبته األولى إلى هؤة اليأس،
أو أن يستبعوا بتلك األخطاء األخرى كما لوكانت تافهه في عثني الله .هذا ألن اباء الكنيسة عرفوا
جبذا أن القديسين غابا ما يتمايلون في عدم اإليمان ،وأحياتا يتخذون عهوذا خاوية ،ومن حين إلى
آخر كانوا ينفجرون بالغضب ،بل حعا كانت تندلع منهم ألسنة الذلم واللعنة ،وإلى جانب كز هذا
كانت لكدرهم شرور أخرى يبغضها الرب .ولكن أولئك الكائب أطلقوا على هذه النقائص تعريف
الطفيفة كيما يمؤزوها من الجرائم الفاضحة التي جيء بها إلى علم الكنيسة .بل أكثز من
** **األخطاء
ذلك ،كانوا يصعبون الصفح إلى أبعد الحدود لض انغزف إثائ يستدعي التأديب الكنسي .فعلوا
ذلك ال ألتهم اعتبروا الصغخ عن خطاياهم أمرا عسيرا لدى الرت؛ بل قصدوا بشن؛ ذلك القصاص
أن يردعواآخرين عن االندفاع المتهور الركاب آثام تقتضي حرماتهم شركة الكنيسة ،مع أن كلمة
(الحين عن العقيدة والعباد؛ الصحيحتين يبل اذعاء الكنيسة الرومانية بأئها الكنيسة الحقيقية،
يدعو المؤمنين أن يودعوا خالصهم في المسيح وحذه ،فكيف يبقى البناء قائائ إذا أطيخ ذلك
التعليم؟ ينهار إدا بناء الكنيسة عندما يتبدد جوهر الدين الذي وحذه يستطيغ أن يدعمه .أتا إذا كانت
الكنيسة الحقيقية هي عمود الحق وقاعدته [ ١تي :٣ه ١؛ ،فمن الموبد أن ال يمكن لكنيسه أن
توجد حيث يسود الكذب والغش.
انظر أعاله :الكتاب الرابع ،الفصل األول ،الفقرة .١٢ ١
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٩٧٢
ألة األحوال هي هكذا تحت سلطة البابوية ،نستطيع أن ندرك ماذا تبثى من كنيسة هناك.
فبدأل من خدمة الكلمة ،تتحكم هنالك سلطه تتأنف من االكاذيب التي من شأنها — جزئائ — أن
تطفئ النوز النقي ،أو أن تخنثه .كما اسكبدلت خدمة عشاء الرب ٠ارجس تدنيس .وسؤهت عباد؛
الله بتشكيلة قداديس وخرافات ال يطاق .والتعليم الذي بدونه ال يمكن للمسيحية أن تقوم ،دفن
تماائ واقصي من الكنيسة .وأصبحت المحافق العاتة مدارس لعبادة األوثان وعد؛ التقوى .لذلك
في انسحابنا من المشاركة الثميتة في أعماني كثيرة شريرة كهذه ،ال خطور؛ في أن نختطف من
كنيسة المسيح .إة شركة القديسين لم تتأسش على االشتراط أدها تغوينا بعبادة األصنام ،والغسق،
والجهل بالله ،وصنوب أخرى من الشر ،بل لكي تحفعلنا في مخافة الله واطاعه الحئ.
إتهم يمتدحون كنيستهم ويتفاخرون بأمجادها كيما يجعلونا نظن أته ليست هنالك أخرى
غيرها في العالم .وعلى ذلك ،كما لو كان األمر قد استقر ،ينتهون إلى اعتبار أة جميع من
يتجاسرون على األحجام عن الطاعة التي يزينون بها الكنيسة ،كلهم انشقاقثون؛ وأة جميع من
النظر عن الحق ،سوف أذكر بعض األمور التي يستطيع بها أصحات الرأي السليم وذوو العثر؛ على
الحق ،أن ينقذوا ذواتهم من أكاذيبهم المضللة.
أؤأل ،أسالهم لماذا ال يذكرون إفريقيا ومصر وكز اسيا؟ السبت هو أن في كق هذه المناطق
انقطعت تلك الخالفة اا١لمقذسةاا ،خالفه األساقفة التي يتفاخرون بأته بغضبها دامت الكنيسة.
لذلك يعودون إلى االدعاء أن لديهم الكنيسة الحثة ألتها لم تفتقر إلى األساقفة منذ البدء إذ تسلسلت
٩٧٣ الكتاب الرابع-الغصل الثاني
خالفتهم بدون انقطاع .ولكئ ماذا يحدث لو والجؤئهم باليونان؟ أسألهم مرة أخرى لم يقولون
١ن الكنيسة تبددت بين اليونانيين [األرثوذكس] الذين لم تنقطع بينهم قط خالفة األساقفة (وهم
بحسب رهم الحارس الوحيد القيم على صون الكنيسة)؟ يدعون أن اليونانيين هراطقة؛ بأي
حق؟ [يقولون؛ إتهم بانغصالهم عن الكرسي الرسولى قعدوا امتيازهم .ما هذا؟ أال يستحق الذين
يفصلون عن المسيح أن يقعدوا أكثر من ذلك؟ ض هذا يلزم منطقيا أن زعم الخالفة هذا باطل،
ما لم يحفظ خلفاؤهم حق المسيح الذي تسئموه على أيدي آبائهم نقيا وآمائ ،ويعيشوا بمقتضاه.
تفاخر بنو إسرائيل بالهيكل والطقوس والوظائف الكهنوتية ،وقاسوا الكنيسة بتلك المعايير.
وهكذا ،بدأل من الكنيسة ،يعرض الرومانيون مظاهر خارجيه معيًا يغلب عليها في معظم األحيان
أتها ال تمك ،بكملة إلى الكنيسة ،ألمنا الكنيسة فيمكئها بدونها أن تواومل سيرها بقؤ؛ .لذلك نقثدهم
بالكلمات نفسها التي قارع بها إرميا ثقًا اليهود الحمقاء ،قائأل :أأل تكلوا غلى كألم الكذب
وائلين :هيكل الرت ...هحكل الرت هؤ!ا [ار . ] ٤: ٧فإذ الرت ال يعترف بأي هيكل له سوى ذلك
الذي فيه نسمع كلمئه ويعمل بها بالتدقيق .ومع أن مجذ الله استقر بين الكروبيم وبيب الردب
[حز ،]٤: ١ ٠ووعد الله شعبه بأن يظل هذا عرنا له؛ فإته عندما يفمد الكهًا عبادته بخرافاتهم
الشريرة يتحنى عنهم وينقل عرسه من وسطهم ،ويجرد مكان القداسة من قدسيته .إذ كان ممكائ
أن يهجر الله ذلك الهيكل الذي ظهر عرسا أبدائ مكرسا له ،ومن ثم يصبح الهيكل نجشا ،فليس
هنالك ما يبرر أن يزعم هؤالء الرجال لنا أئ الله يتقيد هكذا باألشخاص واألماكن ،ويرتبط بممارسة
القشور بحيث يضطر إلى أن يمكك بين من عندهم مجرد لقب الكنيسة ومظهرها [رو ٦: ٩؛.
وهذا هو محور جدال بولس في األصحاحات التاسع إلى الثاني ءشر ٢من رسالته إلى أهل
رومية .فكثيرا ما أزعخ ضمائر البسطاء أن اليهود -على الرغم من افتراضه أتهم شعب الله -لم
يرفضوا تعليم اإلنجيلي فحسب ،ولكتهم أيائ اضطهدوه .ولذا ،حل بولسن هذه الصعوبة بعد أن
شرح [تعليم األنجيل؛ ،برفضه أتهم [اليهود؛ الكنيسة ،معتبرا إياهم خصوائ للحق ،على الرغم من
أته لم ينعضهم شيء متا يمكن أن يكون متسعا مع المظهر الخارجي للكنيسة .وكان أساسل رفضه
الصحيح هو روية .١١-٩ ٢
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٧٤
إداهم هذا عدم قبولهم المسيح .ويصرح بذلك على نحو أشذ صراحة في رسالته إلى الغالطييرت،،
حيث يقول في سياق مقارنته إسماعيل بإسحاق — إذ في الكنيسة مكادا للكثيرين مثن ال ينطبق
عليهم الميراث لمجرد أتهم نيموا أبنا؛ أم حزة [غل ٢٢:٤وما يليه] .ومن هنا ينتقل بولس إلى
المقارنة بين األربتس .فكما أعطي الناموس على جبل سيناء ،هكذا خرج اإلنجيل من أورشليم.
وهكذا كثيرون مئن ولدوا ونشأوا في العبودية يتفاخرون بال ترذد بأتهم أبناة الله والكنيسة .وفي
الواقع ،يستكبرون على أبناء الله الحقيقيين ويحتقرونهم ،على الرغم من أئهم لقطاء .أتا نحن،
زانيا [تك ] ١٠ : ٢١
** فعلى العكس ،وإذ كا سمعناها أعبت مز؛ من السماء اغرن
** هذ؟ الجارئه
نأتمل هذا الحكيم المنيع ونركن إليه ،ولذا نرفض بشن؛ وبثبات تفاهة مفاخراتهم التسيخة .ألتهم
إذ تباهوا بمظاهر عقيدتهم ،كان إسماعيل أيصا مختوتا؛ وإذ تفاخروا بًاقدستهم ،كان [إسماعيل؛
االبل البكر؛ ومع ذلك نراة مرفوصا .ولئن ثحئنا عن سبب ،يين بولس أن المولودين من عرس
كرامة الكهنوت ينبغي آن تتميز بمكانه فريدة .إنه يقز بهذا المبدًا عن طيب نفس ،ويتحاغ معهم
على خلفيه أته مستعذ أن يحفظ العهد؛ ولكتهم يستحثون الرفض إذ لم يؤذوا ما يشترنله عليهم
العهد .تأتلوا قيمة هذه الخالفة إذ لم تشمل أيصا االحبذاء الحقيقي والمتواصل من قتل الخلفاء!
ألئه حالما ددانون بالتردي عن أصولهم ئختع عنهم هذا االمتياز [مال . ] ٩- ١ :٢التهم إأل إذا كان،
رئما ،بسب خالفه ئيافا لسلسله لم تنقطع من كهنة أتقياء [في الواقع منذ هارون] قد استحق ذلك
المجمع الشرير أن يسئى اكنيسه ! إته حتى في ممالليم األرض ليس مقبوأل أن يعتبر حكم طفاة
على شاكلة كاليغوال ،أو نيرون ،أو هليوغابلوس مثال الجمهوريات الحثة لمجزد أتهم خلفوا أناسا
أمثال بروتوس ،أو سيبيو أو كاميلتوس ٣.وفي التنظيم الكنسى على األخعل ،ال يمكن لشيء أن
يكون أكثر سخافه من أن رودغ الخالفه في أشخاص حصزا ،مع استبعاد التعليم.
ولم يخطز على بال المعتمين القذيسين (الذين يرشقوننا بهم عبائ) أن يبرجنوا برهاائ جازتا
أن الكنيسة توجد حيثما يحتف األساقفه أحذهم اآلحز كما لو كان بحئ الوراثة .ولكن بينما لم
يكن متا ال جدال فيه أن تغيرا لم يحدث في العقيدة من البداية حتى ذلك العصر ،تبغوا هذا المبدأ
باعتباره يكفي للصون من كل ما يستجن من ضالالميم ،أى أتهم قابلوها بثباشميم استنادا إلى التعليم
اراسخ وبإجماع االئفاق المعئمد منذ عصر الرسل .ومن ثم ال توجد حجة تدعم مواصله خداع
الناس باسم الكنيسة التي نكئ لها كز توقير واحترام ،ونكذمها كما يليق بها التكريم .ولكئ عندما
يحاولون التعريف بها [على طريقتهم) يغوصون في وبهم ،ألثهم يجلسون عاهرة نجسة على
عرش ،عروسى المسيح المقدسة .ولكيال يخدعنا هذا التبديل ،لنتأمل ،هذه النصيحة من أوغسطينسى
(كما من غيره)؛ في حديثه عن الكنيسة يقول :قد تكون الكنيسة أحياثا محتجبة كما لو كانت
مغتفة يشحب كثيفة من الفضائح؛ وأحياائ تبدو هادئة وحرة في زمن استقرار؛ وفي أحيا؟ أخرى
تغمرها أمواج عاتية من الضيقات والتجارب .كما يسرد أمثلة تبين أثه طالما دفع بأقوى أركانها
إلى المنفى من أجل اإليمان ،أو اضعلروا إلى أن يظتوا في الخفاء في جميع أنحاء العالم٤ .
بهذا التعريف يثير الرومانيون غيظنا اليوم ،كما يرعبون قليلي العلم عندما يستعملون لمؤسستهم
اسم الكنيسة ،على الرغم من كونهم ألذ أعداء للمسيح وأشذهم خصومة .فعلى الرغم من أثهم
يضعون الهيكل والكهنوت وبقية الملحقات الكمالية في الواجهة ،لن يخدعنا زغل بهرلجبهم
الذي يبهر الشنج ويعمي عيونهم ،فنسئم بأة الكنيسة تنوجد حيث ال توجد كلمة الله .ألن هذه
هي العالمه الدائمة التي ختم بها رتنا خاصته :اثمل تئ هو مئ الحق يسقع صؤبي [يو٠)٣٧:١٨
وأيائ :اتما اثاقإئي الراعي الضايح ،زاغرف غاصبي زحاصبي دغروي[ ,,يو .]١٤: ١٠و احزاني
[يو .)٢٧: ١٠كما أته قال قبل ذلك :الخزاف دتتعه رشمغ صؤبي ،زآثا لعرؤها وتتئعني
[راعيها) ،ألرها رفرف ضؤئه .زاائ الغريل وآل قيثه بل ثهؤب منه ،ألئؤا أل ئغرف صؤت
العزباء [يو -٤ :١ ٠ه) .لماذا نسعى بعناد وجنو؟ بحتا عن الكنيسة ،بينما زسمها المسيح
اورشليم لتميز باالختالى عن بابل ،وننيسه المسيح عن عصبه الشيطانى ،باالحتالى داله الدي
** من ،الله يشئغ كآلم الله .لذلك أدتم لشتم ئشننوئذ ،ألئكم لغتم
حذده المسيح عندما قال :الذي
مائلله,ا .ايو .|-٤٧:٨
. 9. 30 £.اااهآ ؟٢،عكهغ و0اال8٤الجل٨٦ 33. 336 24.11. 476ا8£ح ٢.أ انظر18.85 !.(: ٤
جون كالثن :أسس اآلين المسيحى ٩٧٦
خالصة القول :أده لما كانت الكنيسة هي ملكوت المسيح ،ويسود فيها بسلطان كلمته
وحدها ،أال يتضح لكز إنسان ائها كلمات الكذب [قارن ار ٤: ٧؛ تلك التي يصورون بها الكنيسة
وكًارها توجد بال صولجانه (أئ ،كلمته الكلية القداسة)؟
اآلن يعاملوننا كما لو كنا نبع االنشقاق وننشر الهرطقة ألتنا نعظ بعقيدة يخالف عقيدتهم،
وال نطيع قوانينهم ،ونجتمع في اجتماعات منفصلة للصالة والعماد واالحتفال بالعشاء المقدس
وأنشطة تعيدية أخرى.
في الواقع ،هذا ائهالم خطير جدا ،ولكئه ال يحتاج إلى دفاع مودتع أو طويل .إذ الذين
لكن يجب مالحظة أن رباط المحبة هذا يعتمد على وحد؛ اإليمان بحيث ينبغي أن تظز هذه
الؤحدة بدايته ونهايته ،وأخيراقاعدئه الوحيدة .لذالتتذكز أته كتمااوصينابأن نسعى إلى وحدة
المسيح [رو ه:١ه] .بهذا يعني أته ال يوجد اثفاق بين المؤمنين بعيدا عن كلمة الرب ،بل خصالم
واب بين أشرار-
اقتفاء ألثر بولسى ،يستند قبرياتسر في تنظيره لؤحدة الكنيسة وتناعمها ككزإلى أسقفية المسيح
وحده .ويتبع ذلك بالقول :الكنيسة واحدة ،ومنتشر؛ إلى أقاصي األرض في حشد عظيم ،وذلك
0, 21168110118 011 ٠االًع8ااجل:٨٦ أ0 انظر (1. 1-2 )11 35. 1367 £.ت ه
مغروسه ومتأحقله بثبات -وألته من ئنبوع غزير وام تتدقق عنة جداول ،على الرغم من أة
كثيرها يبدو فائقا من وفرة مياهها -فؤحذتها تلبث عند المصدر .خذ قيشا من حسم الشمس،
وال تنقسم زحدتها .اقصف غصائ من شجرة ،تجذه لن ينتت .افصل جدوأل عن منبعه يجف.
كذلك الكنيسة ،مغمور؛ بنور ربها ،يسطع ضوؤها في المسكونة بأسرها؛ ومع هذا ثمة نور واحن
يتتشر في كز مكان.ا ٦ليس هنالك ما يمكن أن دقال بصور؛ أنسك للتعبير عن هذا الرباط الذي ال
يتجرأ ،والذي يجمع كز أعضاء المسيح بعضهم إلى بعض .إتنا نرى كيف يدعونا دائائ إلى العودة
إلى الرأس نفسه .لذا يستنتج قبريانس أن الهرطقات واالنقسامات تنشأ من ابتعاد الناس عن مصدر
الحق ،ومن عدم السعي إلى الرأس ،وس االنصراف عن تعليم السيد السماوي.
اآلن دعهم ينطلقون ويصيحون أتنا — نحن من انسحبنا من كنيستهم -هراطقه ،مع أن سبب
انفصالنا الوحيد هو عدم استطاعتهم بأي حال احتماز اإلقرار النقي بالحق .إتني امسك عن نكر
أدهم طردونا بالحرمانات واللعنات ،وهذا في حذ ذاته يربو على كويه كافيا ألن يمنحنا الجز ،إأل
إذا أرادوا أن يدينوا الرسل أيصا باالنشقاقات ،حيث إذ قضيتهم لم تختلفي عن قضيتنا .لقد حذر
المسيح رسله بأدهم سوف يطردون من المجامع من أجرة اسمه [يو ٢ : ١٦؛ ٠كانت تلك المجامع
التي تكلم عنها عندئذ دعئبر كنائس حقيقية .لذا حيث أمسى واضئحا أتنا خردنا ،وأتنا مستعذون
أن نبين أن ذلك حدث من أجل المسيح ،من المؤيد أته يلزم تحري قضيتنا قبل التوصل إلى أي
قرار بشأننا ،سواة لمصلحتنا أو ضننا .ومن جهتي أمنخهم هذه الغرضة إذا شاؤوا .ألته يكفيني أتنا
اضطررنا إلي الخروج عنهم لكي نأتي إلى المسيح-
(كنيسة روما تقارن بإسرائيل العتيقة من حيذ العبادة واختصاص السلطة)١١— ٧ ،
€أ11ا 0ردسع , 0^1 ٠الدا٢ولالح ; 2 ٧ )114. 501 ٤اعل/ح 3.1. 213 انظر٢. ٨^ :ا ٦
;٧. 423 ٧. 127(.
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ٩٧٨
التي يتماسك بها توام الكنيسة بفضل إحسان الله وجود؟ .كان لديهم تعليث) الحق في الناموس؛
وكانت خدمئهم مؤئمنة أليدي الكهنة واألنبياء .أدحلوا رحاب اآلين بعالمة الختان؛ ولتقوية
إيمايهم كانوا ثثمزسين باألسرار األخرى .وما من شذ في أن األلقاب التي كرم الرت كنيسته بها
انطبقت على مجتمعهم .ولكتهم بعن حيب غرقوا في عبادة األوثان والتشبث بالخرافات بهجرهم
الناموس ،ئئثدوا جزءا من ذلك االمتياز .ألته قن كان ليتجاسر على أن ينتزع اسم الكنيسة عقن
استودعهم الله الوعظ بكلمته وممارسة فرائضه؟ ولكئ من تجرأ أيصا على أن يدعو ذلك الجمع
اكنيسه حيث أمست كلمه الرت رداس تحت األقدام علائ ،وبإفالرب من أي حسارب أو عقاب،
وحيث باثت الخدمة خرابا ،مع أتها عضت الكنيسة الرئيس وروحها؟
رت ساثني :ألم يبق بين اليهود أثر للكنيسة بعد أن انحرفوا إلى الوثنية؟ ما أسهل اإلجابة
عن ذلك! أوأل ،أقول إته كان للتدهور درجات مختلفة .لن نقول إذ االنحدار في إسرائيل كان
بالمقدار نفسه الذي كان عليه في يهوذا عندما انصرف كاللهما عن عبادة الله النقية .عندما
تحت يزبعام عجني ذهب في عصيا؟ تالم ضن تحريم الله ذلك ،وبتى بيائ نعأل وكرسه للعبادة،
نجس الدين إلى أقصى الحدود [ ١مل ٢٨: ١٢وما يليه] كما دتس شعت يهوذا ذواتهم
بمماراب خرافية شريرة قبل أن يزقفوا مظاهر ديانتهم .ولكن على الرغم من أئهم في عهد
رحبعام كانوا قد وبتوا العديد من الطقوس الفاسدة ،بقيت لدى األتقياء منهم كنيسة بصور؛
ما مقبولة ،نسبه إلى استمرارهم في مزاولة تعليم الناموس والنظالم الكهنوتي ،والطقوس التي
رسمها الله ،في أورشليم .وفي إسرائيل لم تتحسب األمور تحشتا ملحوفا حتى عهد أحآب،
بل آلت في الواقع إلى األردأ في عصره .وكان الملوك الذين أتوا بعده حتى دمار المملكة
أشبه — جزئيا — بأخآب ،وجزئيا (عندما أرادوا أن يحسنوا األوضاع قليأل) على مثاني يربعام.
أئنا الجميع فكانوا — على أي حاني وبال استثناء — أشرارا وعيد؛ أوثان .في يهوذا ،كانت
هناك بين الحين واآلخر تغيرات متعددة :ففيما أفسد بعض الملوك عبادة الله بخرافاب مفتعلة
وممارسارب زائغة ،استعاد آخرون الديانة المتدهورة .أخيرا ،حتى الكهنة أنفسهم استحنوا
لذواتهم أن ينجسوا الهيكل بطقوس ممتهنة وممارسارب بغيضة.
٩٧٩ الكتاب الرابع -الفصل الثاني
اآلن ،دع البابويين يكرون — إن استطاعوا ،ومهما حاولوا تلطيف غلطاتهم — أن حال
الدين بينهم يماثل في فساده وانحطاطه ما كان الحال عليه في مملكة إسرائيل في عهد يربعام .إة
وثنيتهم في الواقع أبشع .وفي تعليمهم ليسوا مثقاذ ذزه أنقى ،بل في الحقيقة أكثر تلؤائ! يشهد
الله لي ،وكذا حعا جميع من وسحوا بدرجة متوسطه من العقل؛ بل إته حثى واقع تلك الكنيسة ذاده
يطل أتني لست أبالغ.
إتهم عندما يريدون أن يحبسونا في شركة كنيستهم يطالبوننا بشيهين .األول هو أته يتحتم علينا
أن نشترك في جميع صلواتهم ،وأسرارهم ،وطقوسهم .والثاني هو أن نوقر كنيستهم بكز كرامة
وبكز سلطة وبكز اختصاكى منحه المسيح لكنيسته.
فبالنسبة إلى الطلب األول ،أعترف بأن جميع األنبياء الذين كانوا في أورشليم عندما كان كز
شيء فاسدا على اإلطالق ،لم يقدموا ذبائحهم في عزلة عن سائر الشعب ،كما لم يجتمعوا للصالة
مضطرين إلى ممارسة عبادة خرافية ،وفي الواقع لم يكونوا ملتزمين بعمل ما لم يؤشش له الله.
ولكن أين التشابه مع هؤالء ،أعني البابويين؟ ينذر أن نجتمغ بهم من دون أن نلؤث ذواتنا
بو .ثنيتهم الفاضحة .من األكيد أن الرباط األكثر وثوائ لشركتهم يكمن في القداس الذي نمعته
باعتبار؟ الرحش األعظم .سوف يتبين في موضع آخر هل كا نفعل ذلك عن حق أو عن طيش.
يكفي اآلن أن نبين في هذا المجال أن حالتنا تختلف عن حالة األنبياء الذين ،رغائ من حضورهم
طقوس األشرار ،لم يكونوا إتا مضطرين إلى أن ينظروا ،أوأن يمارسوا أي طقوس سوى تلك التي
أسسها الله.
وإن كتا لنبحث عن متل ،ينطبق تمام االنطباق من كز جانب ،علينا أن نأخذه من مملكة
إسرائيل .ألئه بحسب مرسوًايربعام ،استمر الختان ،وقذمت الذبائح وابتغ الناموس ،وابثبل إلى
الله الذي كان االباء قد عبدوه؛ ولكن لتا ابتدعت صور محرمة وزائغة للعبادة أدان الله ما طرأ على
في بيب إيل .لقد كانوا يعدمون أتهم ال يستطيعون ذلك من دون أن كدش نفوسهم .لذلك نخئم
بالقول إته في ما يتعئق باألتقياء ،ال ينبغي أن ئمتد شركه الكنيسة الى حذ ،بحين إذا الحطى إلى
طقوس فاسدة يضطر المؤمنون إلى ممارستها.
أثا عن النقطة الثانية فئرة يجدني أقوى .ألئه إن كائ نفكر في الكنيسة بهذه الطريقة -أئ بأن
نوقر أحكامها ،وتذعن لشلطتها ،ونطيع تحذيراتها ،ونتهذب بتأديباتها ،ونحافظ على شركتها
بكز تدقيق ومن كز وجه — فلئ يمكتنا أن نقز بأن لديهم كنيسة من دون أن نتوقع ضرورة
الخضوع بالسمع والطاعة .ومع ذلك فإئنا على استعداد أن نتنازل لهم بما تنازل به األنبياء لليهود
واألسرائيليين في زمانهم ،عندما تستوي لديهم شروط مماثلة أو أفضل .ولكئنا نرى كيف أعلن
األنبياء مزة تلو مزة أن محافلهم صارت نجسة [اش ١٤ : ١؛ ،ولم يكن بعد أكثر حالأل لهم أن
يرتضوا بها مرئ أن ينكروا الله .إذ كانت هذه كنائسى فال بئ أن إيليا وميخا وغيرهما في إسرائيل ،وأن
إشعياء وإرميا وهوخع واخرين من أمثالهم في يهوذا ،كانوا غرباء عن كنيسة الله .يدن على ذلك أن
الكهنة والشعب في أزمنتهم كرهوهم ولعنوهم بما يفوق كراهيتهم ولعناتهم للعنف .نعم إذ كانت
هذه كنائس ،إدا ليست الكنيسة عمون الحق [ ١لى : ٣ه ،] ١بل دعامة للزيف؛ وليست خيمة اإلله
الحي ،بل مستودع لألوثان .انذاك ،اضطر األنبياء إلى التنائي عن التوافق مع تلك المجامع التي لم
تكن سوى ثآمرات شريرة على الله.
لذلك ،يخطئ خطًا فادحا تن يعتقد أن التجشعات هذه في حاليها الحاضرة هي حائ كنائس
يستطيع كز ذي عقل أو ضمير أن يكون عضوا صادقا فيها ،مؤيدا لتعاليمها وممارسا لطقوسها
الملوثة جميعها باألوثان والخرافات والعقائد الفاسدة .ألته لو كانت كنائس حعة الستقزت في
أيديها سلطة المفاتيح؛ ولكئ للمغاتيح ارتباغا ال ينقصر عن الكلمة؛ والكلمة قد انعدمت فيما
بينها .وإذ كانت حعا كنائس فإذ وعذ المسيح القائل ...كل تا ئرطة علكة األرض ئكون مزبوطا
لى الشغاؤاب..ا [مت ١٩: ١٦؛ ١٨: ١٨؛ يو ]٢٣:٢٠يبقى عنصرا هاائ في بميانها ورسالتها.
أتا الواقع فهو عكش ذلك ،ألتها تطرد من شركتها جميغ تن يعترفون عن صدى وإخالص بأتهم
خدام المسيح .لذلك إتا أن زغن المسيح باطز ،أو أتها — على األقل في هذه الناحية -ليست
بكنائسى .أخيرا ،بدأل من أن تعمل هي على خدمة الكلمة ،تنشئ مدارس عدم التقوى ومستنقعاب
٩٨١ الكتاب الرابع-الغصل الثاني
لمخلف صنوف الضالل .يترب على ذلك إذا ظل الحاز كذلك ،إتا أن ال يجوز أن نحشب ،هذه
كنائس ،أو أن ال تبقى أي سمه تميز الكنائس الحقيقية من محافل األتراك.
تبعى عند اليهود في العدم بعض االمتيازات االستثنائية .وال زري اليوم في أن نحرم البابويين
آثار العالمات المتبغية التي شاء الرت بها أن يحافظ على كنيسته بينهم من االندثار .لقد قطع الله
ره وإلى األبد عهنه مع اليهود ،ولكئ لم يكن اليهود هم الذين حبظوا العهد؛ بل استمر العهد
استنادا إلى متانته الكامنة فيه بينما ظز يعاني من معصيتهم .لذلك مكث العهن بينهم بفضل ديمومة
إحسان الله الثابتة والمؤغدة .لم تستطع خيانتهم أن تبدد أمانته ،ولم يبطل الختان من جراء لؤت
أيديهم بل ظز سمة عهده الحقيقية وفريضقه المقدسة ،من ثم دعا الرت األبناء الذين ؤلدوا لهم
أبناء له [حز ]٢١-٢٠:١٦حيث صاروا خاصة له بموجب بركه مميزة فقط .وهكذا كان الحال
فى فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وإنجلترا بعد أن أقام الرت عهده فيها .و[لكن؛ لتا تستط عدؤ
ء مح . ١
المسيح على تلك البالد ،حفظ الله عهده المنيع بها بواسطة وسيلقين :آؤال ،استبقى فيها ممارسة
المعمودية شهاد؛ لهذا العهد مكرسا لها بغمه ،ومن ثم حافظت على قوتها على الرغم من عقوق
البشر .وثانيا ،شاء بفضل فائق عنايته أن يبقي فيهاآثارا أخرى كي ال تنقرض الكنيسة كلؤا .فكما
يحدث في غالب األحيان أته عندما نهدم المباني تبقى اآلساس واألطالل ،كذلك أيثما لم نسمح
الرت لكنيسته أن تتدثر إلى قاع أساسها على يد عدو المسيح ،وال أن تسؤى باألرض ،مع أته لكي
يعاقت غقوق ض احتقروا كلمكه سمخ لها بأن تهتر وتتضعضغ إلى حذ مروع .ولكئه شاء بعد أن
اجتازت الكنيسة هذا الدمار كله ،أن يتبعى بناء منهدم يصفه.
.١٢التجعزالعذاصزالسليمًاالكئيسةالئغشدةكيسًاحقيقية
جون كالثن :اسس الذين اسحتي ٩٨٢
التحس وحامل رايبه .وكون ذلك العرش يتسلط في هيكل الله ،يعني أن ملك عدؤ المسيح لن يطل٠ق
له العنان بحيث يمحو اسم المسيح أو كنيسثه .ومن ثم يتضح أتنا ال تنكر بأي حال من األحوال
أن الكنائس التي تقبع تحت سيطرته تظل فعأل كنائس .ولكتنا نقول إئها قد تنجست بلوب خدم
تقواه ،وابتلت بتسلعله الوحشى ،وأفسدت ال بل قاربت أن يقتلها تعليئه الشرير المميت الذي
بارق شرادا سانا .في تلك الكنائسى يبقى المسيح مستترا ،نصف مدفو؟ ،واإلنجيل نطاحا ،والورع
مبعثرا ،وعباد؛ الله أقرت إلى كويها ثمله مرفقة .باختصار ،بات كل شيء فيها مخبأل بحيث نرى
فيها وجه بابل بدألمن طلقه مدينه الله المقدسة .بصارى الحديث ،اطلق عليهم لقب كنائسى بقدر
ما يحفن الرب فيها بقيه من شعته بواسطة عمبه العجيب ،نهما كانك تلك البقية مكروبه متناوًا
بائسة ومثعلة بالهموم ،كما بقدر ما تبعى فيها من بعض سمات الكنيسة ،وخصوصا تلك الغمات
التي ال تستطيغ مكايد إبليس أن تطمس أثزها ،وال يقؤى االنحطاط البشري على دمارها .ولكن
يلزننا من جهة أخرى أن نعيز الشماب التي ائحت التفاتا خاصا في سياق هذا الحديث ،فأدقوز إذ
كل كنيسة من تلك الكنائس ،كما هي الحاز في جسد كنيستهم ككل ،تفتقد إلى صور؛ الكيان
الشرعي للكنيسة.
الفصل الائك
مشوالكنيسة وخذاثها اختيارهم ووظائفهم
قلنا إته يستخدم خدمة البشر ليعلن لنا إرادته جهزا من أفواههم ،بمنزلة عمل مغوض؛ ليس بنقل
حثه وكرامته إليهم ،بل لمجرد أن يقوموا بعمله هو من خالل أفواههم ،مثلما يستخدم العامل أدا؛
لينجز بها عمله .
هنا أجنني مضطرا مر؛ أخرى إلى أن أكرر ما شرحته في الفصل السابق ١ .ما من شك في أته
قادر أن يقوم هو بنفسه بعمله من دون أي أدا؛ أو مساعدة ،أو بواسطة المالئكة؛ على أن هنالك
أسبابا متعددة يفشل ألجلها أن يفعله بواسطة البشر.
فبواسعلتهم يظهر أؤأل مقدار تقديره لنا عندما يختار من الناس بعشا ليخدموا كسفراء له في
العالم [قارن ٢كو ه ]٢٠:وليفشروا مشيئته الخفية ،وباختصار ،ليمقلوا شخضه .وبذا يبرهن على
جديته عندما يدعونا هياكل له في كثير من األحوال [ ١كو ١٩:٦ ، ١٧-١٦ :٣؛ ٢كو ،]١٦:٦
ويعطي إجابايه على شفا؟ بشر كما من بيت قدسه.
كما أن هذا يصبح أفضل تدريب يساعدنا على التواضع ،عندما يعودنا إطاعة كلمته على الرغم
من أتنا نسمئها موعوغا بها من خالل أناس مثلنا وأحياتا أقل متا شأائ .لوكان ليتكتم من السماء،
لن يدهشنا إن كانت كلماته المثنسة تسمع وكقبل بوقار وبال توا؟ باذاب الجميع وبقلوبهم .فض
ال يرتعد من محضر قؤته؟ وش ال يصفعه منظر جالل عظيم كهذا؟ وش ال يبهره بهاء ساولع كهذا
بال حدود؟ أثا عندما يتحذث باسم الله إنسان تانه مجبوز من التراب ،فعندئذ نست تقوانا وإطاعكنا
نحو الله إذا كتا كظير ذواتنا قابلين للتعتم من خادمه ،على الرغم من أئه ال يتميز عتا بشيء .إدا لهذا
السبب شاء أن يخفي كنز حكمته السماوية في آنيه واهية من طين األرض [ ٢كو ]٧: ٤لكي يختبر
بأكثر تأئد كم نحن نثئنها.
عالو؛ على ذلك ،ليس ثئة ما يعزز الحمي المتبادل أشي من أن يعتصم أناش مائ بهذا الرباط:
واحن منهم معثن لتعليم الباقين ،واآلخرون المدعوون أن يتتلمذوا يتقبلون تعليائ مشترغا على فم
واحد .ألته لوكان أحذهم مكتفيا بذاته وغيز محتاج إلى معونة آش (وهذه هي طبيعة حال كبرياء
البشر) ،لبارف كز إنسا؟ يحتقر الباقين ومحتقرا هو ننهم .لذلك ربط الردي كنيسته معا بوثاي سبق
بهذه الكلمات ،يبين بولس أن هذه الخدمة البشرية التي يستخدمها الله إلدارة كنيسته هي
العضب الرئيس الذي يتآزر به المؤمنون مائ في جسد واحد .ثم يبين بعد ذلك أن الكنيسة تظز
سليمة إذا دغئتها فقط آليات الوقاية التي سر الرب بأن يودع فيها خالصها .يقول بولس :صعد
٩٨٥ الكتاب الرابع -الفصل الثالث
[!لمسيح] لكي يمأل (كق شيء) [اف . ] ١ ٠ : ٤وهذه هي الوسيلة التي يمأل بها الكق :ألته يصرف
ويوزع مواهبه على الكنيسة من خالل خذامة الذين ائتمنهم على هذه الوظيفة ووسحهم بالنعمة
ألديتها؛ كما يبين ذاته كحاضر بينهم بإعالن قوة روحه في تأسيسه وظيفته هذه لكيال يتعئلق فعق
قوته وال يبطق أثره .هكذا يجز تجدين القديسين؛ وهكذا سى جسد المسيح [اف ]١٢ : ٤؛ هكذا
ا سوئفي كز سي؛ إنى دان البدي هؤ الراس [اف : ٤ه ] ١؛ وننمونحن مثا فيما بين أنفسنا؛ وهكذا
ننتهي إلى وحدانية المسيح ،إذا ازدهر الوعظ والتعليم ،وإذا تقثائ الرسل ،وإذا لم نرفض التعليم
الذي يقذم لنا .لذلك كق من يسعى إلى إلغاء هذا النظام وهذا التدبير الذي نتحذث عنه ،أو كق ئن
يستهتر بضروريه ،إتما يعمل على هدم الكنيسة بل خرابها .فال نور الشمس وحرارتها ،وال المأكل
والمشرب الذي يلزم لتفذية الحياة الحاضرة واستدامتها ،ضروريان بقدر ضرورة الخدمة الرسولية
والرعوية للحفاظ على الكنيسة في األرض.
على أساس ذلك ،أشرت فيما سبق أءاله ٢إلى أن الله رئى كرائة الخدمة بكق ما أمكن من
عالماب التأييد كيما ئقيم بيننا في أعلى مراتب التقدير والشرف ،بل كأستى االمتيازات جميعها.
يعلن الله شهادة كلمته أئه يجزل إنعاائ ال نظير له على البشر عندما يقيم بينهم ض يعتمونهم ،وذلك
إذ يدعو النبى إلى أنيهتفقائأل:كا ألجفن...قدش البئر ،التفتردالشال ..ا [اش٢ه،]٧:
األرض! [مت ه . ] ١٤ - ١٣ :ولم يكن ممكائ أن يرفع
* وعندما يدعو الرسق أنوز العالم ا و ملخ
من شأن هذه الوظيفة أكثر من قوله عنها :آلي ي يشتع مئكم يشتع ثغي ،والني زذلكم يذذلني
[لو .] ١٦: ١٠وال يوجد نش أوضح من قول بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس ،حيث
يناقش هذا السؤال كما لوكان يجادله عمنا .يوبد أن ليس أمجن في الكنيسة من خدمة اإلنجيل،
إذ هي خدمة الروح وخدمة البز وخدمة الحياة األبدية [٢كو ٦:٤؛ .]٩:٣يهدف هذا النش
وأمثاله إلى استحثاث الكنيسة على عدم ازدراء نظام إدارتها والحفاظ عليها من خالل خدامها
(وهو النظام الذي أسسه الرب إلى األبد) ،لئأل يهتل ويذبل من جراء االستهانة به.
لقد أعلن الله مقدار عظم ضرورة الخدمة ،ليس بالكالم فقط بل باألمثلة أيصا .فلتا شاء أن
يشرفى حئه على كرنيليوس بنو أسطع ،أرسل مالكا من السماء ليولجهه إلى بطرس [اع :١ ٠
.]٦٠٣ولتا أراد أن يدعو بولس إلى معرفته وأن يطئمه في جسد الكنيسة ،لم يخاطبه بصوته
انظر أعآله :الكتاب الرابع ،الفصل األول ،الفقرة ه؛ أيصا :الفصل الثالث ،الفقرة .١ ٢
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٨٦
هو بل أرسله إلى رجل يتقبل مده تعليلم الخالص وتقديس المعمودية [اع ٦: ٩؛ .وليس جزاائ أن
المالك ،وهو مغثر الله ،يحجم عن إعالز مشيئة الله بل يأمر بأن يطلته إنسان ليعلتها .وليس بال
سب يأتمن المسيح ،معلم المؤمنين األوخد ،بولسل إلنسا؟ يعئمه؛ بولس عينه الذي كان [الرت؛
قدعين له أنيخئعلف إلى السماء الثالثة وأن يجعله مستحعا أن دعلن له رؤية عجيبة ،ويسمع كلماب
ال يطق بها ،وال يسوغ إلنساز أن يتكتم بها [ ٢كو .]٤-٢ :١٢شإةا يجترئ على أن يحتقز تلك
الخدمة أويستغني عنها كشيء كمالي ،ما دام الله قد شاء أن يؤيدها ببراهين كهذه؟
يسنى الذين يثولون إدارة الكنيسة بحسب تأسيس المسيح لها ،باأللقاب الواردة بحسب
بولس كما يلي :أؤأل رسأل ،ثم أنبياء ،وثالها مبسرين ،ورابائ رعاة ،وأخيرا معتمين [اف
١١ :٤؛ .ومن بين هذه الوظائف ،نمارس االثنتان األخيرتان فقط بصغه معتاد؛ في الكنيسة؛
فقد أقام الرت الثالثة األزل في بداية ملكوته ،ويعيد احياءها من وقب إلى آخر حسبما تقتضي
احتياجان األزمنة.
أتا طبيعة وظيفة الرسل فواضحة من وصيته :اذلهبوا إلى الغالم الجمغ واتمرزوا با إل رجيل
للحليعة كلها [مر : ١٦ه ١؛ .لم توضع لهم حدود ،بل عجنوا ليأتوا بالمسكونة كتها إلى طاعة
المسيح ،كيما يرقعوا ملكوده في كل مكاز بنشر رسالة اإلنجيل أينما استطاعوا بين األمم .لذلك إذ
أراد بولس أن يبت رسوليته يستنكر اده لم يربغ للمسيح مدينه واحد؛ فحشب ،بل دسر اإلنجيل في
كز اتجاه؛ ولم كب حيث أشسآخر ،بل زرع الكناس في أماكن لم سقع فيها باشم المسيح من
قبل [رو ه ٢٠ - ١٩ : ١؛ .وهكذا ارسل الرسل لكي يقودوا العالم للرجوع عن العصيان إلى طاعة
الله الحقيقية ،ولتأسيس ملكوده في كز مكان بالكرازة باإلنجيل ،أو ليكونوا أول بنا؛ الكنيسة،
وإرساء وأشبها في جميع أنحاء العالم [ ١كو . ] ١٠: ٣
أثا نستى أ١ألذبياء فال ئطيقه بولس على جميع تن اضطلعوا بتغسير المشيئة اإللهية ،بل على
تن تميزوا بكشب خاص [اف ١١: ٤؛ .وهذه الفئة إتا ال توجد اليوم أو يندر ظهورها.
٩٨٧ الكتاب الراع -الفصل الثالث
والمبئرونا ،٠على ما أعتقد ،جاؤوا بعد الرشل في الترتيب الوظيفي ،وقاموا بعملهم رغم
أتهم احتتوا مكانه أقز شأائ منهم .بن هؤالء كان لوقا وتيموثاوس وتيطس واخرون مثلهم ،وربما
؛كالمين السبعون أيصا الذين عينهم الرب [ لو .]١ : ١ ٠
وبحسب هذا التفسير (الذي يبدولي مثفعا مع كلمات بولس ورأيه) ،لم تؤسس هذه الوظائف
اكالث في الكنيسة بصغه مستديمة ،بل لتلك الفترة فقط التي كانت دنشًا في أثنائها الكناتل حيث
لم توجد سابغا ،أو حيث كانت سعل من موسى إلى المسيح .ومع ذلك ،ال أنكر أن الرب أحياائ
أقام رسأل في فترة الحقة أو عين مبسرين في مكانهم كما حدث في عصرنا هذا ،حيث كانت
الحاجة إلى مرئ يقود الكنيسة للرجوع عن ضالل عدو المسيح .وعلى الرغم من ذلك ،أدعو هذه
الو ظيفة استثنائية ألن ليس لها مكان في الكنائس المؤسسة على النحو السليم.
تتبع ذلك وظيفه الرعاة والمعتمين الذين ال تستطيع الكنيسة أن تستغني عنهم البئه .وأعتقد أئ
بينهما هذا الغرق :المعتمون غير مخولين القيام بالتأديب الكنسي وال بإقامة األسرار المقدسة ،أو
باكحذير والتصح ،بل بالتفسير الكتابي فقط للحفاظ على سالمة العقيدة ونقائها بين المؤمنين .أثا
الرعوبة فتشمل كز هذه العناصر مجتمعًا.
اآلن يمكننا أن نميز الخدمات الموقتة في التنظيم الكنسي ،والخدمات التي أسست لتظز
دائمة .وإذا كائ لئقرن المبسرين بالرعاة ،يصبح لدينا زوجان يطابق أحدهما االخر إلى حد ما .ألئه
كما يطابق المعتمون األنبياء القدماء ،هكذا يطابق رعابنا الرسز .كانت الوظيفة النبوئة أبرز بسبب
هبة الرؤيا الغريدة التي تميز بها أصحابها .ولكئ وظيفة المعتمين عظيمة الشأن أيصا ،وتشابه
الوظيفة النبوتة في طبيعتها ألكها تؤدي الفرض نفشه تماائ .وهكذا تفوق االثنا عشر الذين اختارهم
الرب لنشر الكرارة الجديدة باألنجيل في العالم ،على البقية في اكرتيب كما في الرتبة [لو ١٣: ٦؛
غل .]١ :١اآلن يجوز أن قدعى كز الخدام ارسال ،استنادا إلي معني الكلمة وأصلها ،ألتهم
ومرسلون من تبل الرت ،رسأل وسعاة .ومع هذا ،كان من الضروري أن يحز االثنا عشر (الذين
أضيف إلى عددهم بولل فيما بعد) فوق اآلخرين بلقب خاص ،ألته كان مهما جذا أن تعرف
الناس على وجه اكأكيد الرسالة الجديدة التي أرسلوا ألجلها ،والتي لم يكن مسموعا بها قبأل .في
يشير كالغن هنا إلى مارتن لوثر من دون أن يسقيه ،فهو يمدحه داائ ،وقد سقاه في إحدى كتاباته رسول المسيح المميز ٣
اإلنجيل انظر ٧1. 250( :آلج)
** الذي بواسطة خدمته أشرق نور
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٨٨
الواقع ،استخدم يولس هذا اللقب في موضع آخر مطبعا إياه على أندرويكوس ويونياس التذر
يدعوهما مشهورين بين الرسل [رو ٧ : ١٦ح ٠ولكثه لثا أراد أن يكون أكثر دقة ،استعمل اللقب
لإلشارة إلى تلك الرتبة األولى .وهذا هو االستعمال المألوف في اإلنجيل [مت . ] ١ : ١ ٠ومع هذا
فالرعاة مكتفون بالتؤثة نفسها كالرشل (إآل في ح١ل أة كأل منهم مش لتدبير عنة كنائس) .واآلن
لنسمغ بأكثر وضوح ما هي طبيعة ذلك التكليف.
.٦الزشلوالزعاة
عندما أرسل الرت الرسل أوصاهم — كما قلنا — بأن يكرزوا باإلنجيل وأن يعئدوا كز من
ولكئه كان قد أوصاهم قبأل بأن يوزعوا رموز جسده ودمه يؤمن لمغغرة الخطايا [مت ١٩ : ٢٨
المقدسة على مثاله [لو .]١٩:٢٢تلز؛ ،هي القاعدة المقدسة المنيعة الدائمة التي ارسيت على من
على الكنيسة ال ليحتلوا منصبا عاطآل ،بل لكي يعلموا الشعب حياة التقوى الحقيقية المبنية على
تعاليم المسيح ،وأن يمارسوا األسرار ،وأن يحافظوا على التأديب القويم .يعلن الرب لكز من
يعينهم رقباء في كنيسته ،أئه إذا كان أحذ ليهلك من جراء إهمالهم ئثللت دمه من أيديهم
[حز ١٨-١٧ :٣؛ .وينعلبق عليهم جميعهم ما قاله بولس عن نفسه :الزيل يي إذ كنت ،أل اثئر٠٠ .
٩٨٩ الكتاب الراع -الفصل الثالث
وقي استومنت غلى وكاال [ ١كو ١٧— ١٦ : ٩؛ .أخيرا ،ينبغي لكز راع أن يفعل لقطيعه الغش له
ما فعله الرسل للعالم بأسره.
هع أدنا نعين لكز راع كنيسئه ،ال ننكر أن راعيا مرتبثا بكنيسه واحد؛ يمكنه أن يساعد كنائسق
أخرى؛ إائ في حال وجود اضطرابات تستدعي حضوره ،أو إذا طابت مشوره في أمر عويص.
دكا دحاقظ عد ٠السالم ف ٠الكنسة ط ٠م هذا النظام( :دتحئث أن ثخذد لكآ ٩ .احد ٩احثه لكال
ليس هذا تصميغا بشردا ،بل نظالم رسمه الله نفسه .فنقرأ أن بولس وبرنابا انتخبا شيوحا [أو
تسوسا؛ في الكنائس المحلية في لسترة وإيقونية وأنطاكية [اع ]٢٣—٢٢ : ١٤؛ وناشد بولس
نفشه تيطش أن يقيم شيوحا في كز مدينة [تي ٥٠٠١؛ .فهكذا يتحذث بولس في موضع عن أساقفة
يبي [في ] ١: ١وفي احر عن ارييس أسقف الكولوسين [كو .]١٧:٤كما ون لوقا عظة
مرموقه لبولس ألقاها على قسوس (شيوخ) كنيسة أفسس [اع ١٩-١٨:٢٠؛.
إدا كز من يأخذ على عاتقه تدبير كنيسة ورعايتها ،يلزمه أن يدرك أئه مقيد بموجب قانون
هذه الدعوة اإللهية .هذا ال يعني أده مقيد بأرض الكنيسة (بالمعنى القانوني بالكلمة) أى مربوحذ بها
حرفيا بحيث ال يستطيع أن ينقل قدته منها مهما تطتبت المصلحة العامة ،حتى إذ خلب ذلك منه
وفثا لإلجراءات الرسمية .ولكن (يعني هذا) مرئ ددعى للخدمة في مكا؟ معين ،ال ينبغي أن يفكر
في تركه أو في خز العالقة التي تربطه بها (العتبار نفعي) .وفي هذا المجال ،إن ادفق ألحد أن
يقل إلى مكا؟ آخر لسبب مالئم ،ال يجوز له أن يقوم بذلك بقراره الشخصى المحض ،بل يلزمه
أن ينتظر تغويصا عاثا.
أما استعمالي لأللقاب أساقفة ،و شيوخ ،و رعاة ،و قسوس و خدام تن يسوسون
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ٩٩٠
األساقفة
** الكنيسة ،فلقد اكفن استخدامها الكتابى كمرادفاب للمعنى ذاته .فالكتاب يطلق لقب
على كز تن يقومون بخدمة الكلمة .ألئه عندما يوجه بولس تيبس أن يعين تسوسا (شيوحا) في كز
مدينة [تي :١ه؛ يتبع ذلك مباشرة بالقول :تجث آن نكون األسقف باذ تؤم ...ا [تي ٧:١؛قارن
١تي ١ :٣؛ ،إلخ .وفي موضع آخر يقدم التحية لعدد من األساقفة في كنيسة واحدة [في .]١: ١
وفي أعمال الرسل نقرأ أده جمع مائ القسوس (الشيوح) األفسسيين [اع ١٧: ٢٠؛ وفي خطابه لهم
كان المدنرون [ ١كو ٢٨: ١٢؛ ،بحسب اعتقادي ،شيوحا ينتخبهم شعب الكنيسة ،نناط
بهم واجمل التوبيخ الرسمي في مسائل األخالق وتطبيق التأديب الكنسى بالمشاركة مع األساقفة.
وإأل فال يمكننا تفسير العبارة المدنر فباجتهاد [رو ٨: ١٢وما يليه؛ .لذلك كان لكز كنيسه منذ
البداية مجلش ينتخب من األتقياء الجاذين القديسين المخولين لهم تصحيح األخطاء .وسوف
نتحدث عن ذلك الحعا.؛ ولعتمنا الخبرة أة هذا النظام لم يكن مقصورا على سئ معينة .ولذا
فوظيفة التدبير هذه تشمل جميع األعمار.
. ٩الشمامسة
اخمن الشمامسة على االعتناء بالئحتاجين .وقد دكر نوعان في رسالة رومية٠ :االئعطي
فبسخاء ...الراحم فبسرور [رو ٨:١٢؛ .ولغا كان موقذا أن بولس يتحذث عن الوظيفة العامة
في الكنيسة ،ال بئ أن كان ثئة درجتان .فإذ لم يخدغني ظئي ،ئحذث في العبارة األولى عن
الشمامسة الذين وزعوا الضذتة .أتا في العبارة الثانية فيشير إلى الذين كرسوا ذواتهم للعناية بالمرضى
والمعوزين .يشمل هؤالء األرامل اللواتي ذكرهذ يولس لتيموثاوس [١تيه.]١٠-٩:لم تتطع
النساء أن يحقبئئ وظيفه عاتة أخرى سوى أن يكرسن ذواتهئ لالهتمام بشؤون الفقراء .إن قبلنا
ذالث( 1كما يحق) ،يكون ثتة فئتان من الشمامسة :واحدة منهما لخدمة الكنيسة في مجال تدبير
١حتياجات المعوزين ،واألخرى لالعتناء المباشر بالفقراء أنفسهم .ولكن مع أة كلمة ادياكونيا ا
ذ١تها تحمل معئى أشمل ،دحند الكتاب المقدس خدمة الشمامسة خصوصا كمن بعينهم الكنيسة
لتوزبع العطايا الخيرية وللعناية بالمحتاجين ،ولكي يخدموا كوكالء لصندوق إعانة الفقراء .وصف
لوقا في سفر األعمال تنشأ هذه الوظيفة وتأسيسها [اع ٣: ٦؛ .وعندما أطلق اليونانيون إشاعة أده
كان رغغل عن أراملهم في خدمة الفقراء ،سأل الرسل الشعب أن ينتخبوا سبعه رجال أتقياء لبؤدمنوا
على ،ذلك العمل ،إذ لم يستطع الرسل أن دهملوا خدمة الكلمة في سبيل االعتناء بالمحتاجين
[اع ١ :٦وما يليه؛ انظر أيصا :في١:١و١تي .]١٣-٨ :٣كانت هذه إدا نوعية الشمامسة التي
اختارتها كنيسة الرسل ،والتي ينبغي أن تبتغيها كنائسنا ارباعا لمثلهم.
في ما يتحتم أن يكون اكل ستي ء بلتاوة زبحشب دزتيب [ ١كو ]٤٠ :١٤ضمن الجماعة
المقدسة ،ال يوجد شيء يتطلب تقيدا أكثر من إرساء نظام إدارتها ،ألن ليس أخطز من أن بجرى
أمز بخالف األصول .لذلك بات ضروردا أ٠ن قحن جميع االحتياطات لضمان لياقة تن دناط بهم
مسؤولية وظيفة عاتة بحسب دعوة رسمية مؤسسة على نظام منهجتي ،وإأل قد يتخذ المشاغبون
والضاحون على عواتقهم أن يعلموا أو يددروا شؤون الكنيسة (األمر الذي يحتمل حدوثه في
غياب النظام) .لذلك ،إذ كان لشخص أن يعتبر خادائ صادائ للكنيسة ،يلزمه أؤأل أن يتسلم
وظيفته بموجب دعوة مشروعة [عب ه ،]٤:ثم يلزمه أن يستجيب لدعوته ،أي أن ئقبل أن يقوم
بالواجبات التي تفرضها عليه .نالحظ هذا المبدأ تكرارا عند بولس ،إذ يشيز في أغلب األحيان إلى
دعوته ويؤكد أمانته في القيام بوظيفته كتما أراد أن ئثبت رسوليته [رو ١: ١؛ ١كو .] ١: ١إذ كان
خادلم للمسيح عظيم كهذا ال يجرؤ على أن يذعي لذاته السلطة ألن يسمع له في الكنيسة — إآل على
أساس أئه قد اردسم لها بأمر الرب ،واستجاب بأمانة في قيامه بما ائتمن عليه -فكم يكون قدر
وقاحه أي إنسا؟ فان لم يتلل دعوة فلم يستجب بأمانة ،أن يدعي هذا الشرف المميز لذاته؟ أتا ألتنا
قد تعرضنا انغا للزوم أداء هذه الوظيفة ،فلنناقش االن الدعوة وحدها.
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٩٩٢
الئذام يجب أن يكونوا؟ ( )٢وكيف؟ ( )٣ومن يجب أن يعينهم؟ ( ) ٤ما الطقوس أو الشعائر التي
عن أي شهوؤ أنانية أخرى ،بل بمخافة مخلصة لله ورغبة صادقة لبنيان الكنيسة .هذه في الحق
ضرورة موضوعة على كز واحي* متا (كما قلت )،إن كا نتوقع أن يزبي الله خدمتنا.
ولكن قد يأتي واحن إلى الخدمة بضميرآثم ،ومع ذلك يدعى رسمؤا للكنيسة على شرط أأل
يكون إثمه علسا .كما أته أمر عادي أن يقال عن علمانيين إتهم مدعوون للخدمة عندما يتضح
أتهم مالئمون ومقتدرون على القيام بها .فإذ التعتم مقروتا بالتقوى وبالمواهب األخرى التي
تطلبها الرعاية الصحيحة ،هي بالتأكيد من المؤلهالت التي دعت المتقدمين لها .وتن عثرى لهم الرب
أن يمألوا تلك الوظيفة العالية الشأن ،ال ين أن يؤلهلهم بالمعدات الالزمة إلتمامها حتى ال يأتوا
إليها بصغر اليدين وبال استعداد .لذلك عندما شرع بولس يناقش هذه الوظائف في رسالته إلى
الكورنثئين ،استنكر المواهك التي ينبغي أن يتفؤق فيها كز من يقوم بها [ ١كو ١١ -٧ : ١٢؛ .أتا
ألن هذا أوز الموضوعاب األربعة التي بيئها ،فدعونا االن نعالجها.
.١٢شيصجخادائلصة؟وكيفيتلمذلك؟
يصح يولس على نحو واب نوعية األساقفة الذين ينبغي اختيار هم في تقش [تي ٧: ١؛ ١تي
١ :٣ل .]٧باالختصار ،يطلب منهم أن يتميزوا في العقيدة السليمة وأن يقسموا بحياة القداسة،
أن يكونوا بال لوم متا قد يعؤق فرض سلطبهم ويشيل خدمتهم ،وهؤالء فقط تن يجب اختيارهم
[١تي .]٣-٢ :٣وتنطبق هذه المتطتبات نفسها على الشمامسة والشيوخ [ ١تي .]١٣-٨ :٣
ويتحتم علينا أن يتأبد لنا دائائ أتهم مؤلهلون لحمل المسؤولية الئلقاة عليهم ،أي أن يكونوا
مدربين على المهارات الالزمة لتأدية وظيفتهم .هكذا عندما شرع المسيح في إرسال الرسل،
زؤدهم بالئعذات والعتاد التي كانوا بحاجه إليها [لو : ٢١ه ١؛ ٤٩: ٢٤؛ مر : ١٦ه ، ١٨-١
٩٩٣ الكتاب الرابع -الفصل الثالث
١ع .]٨:١وكذا بولس ،بعد أن زسم صورة لألسقف الصالح والحقيقي ،تضخ تيموثاوس أأل
يدتس نفسه باختيار كز من يختلف عن تلك الصورة [ ١تي ه. ] ٢٢:
هنا استخدم الكلمة ٠اكيفا ال لألشارة إلى طقوس االختيار ،بل إلى الرهبة الروحية التي ينبغي
أن تتم عملية االختيار في إطارها .من ثم الصالة واألصوالم التي يذكر لوقا أن المؤمنين مارسوها
,عندما انتخبوا القسوس [اع ٢٣:١٤إلخ .].ألئهم إذ أدركوا أة شيقا يفعلونه لن يكون أخطر
من ذلك على اإلطالق ،لم يجتروئا على محاولة أي شيء من دون مراعاة أعلى درجؤ من العناية
والوقار .وعلى هذا انكيوا على الصالة خصوصا طالبين من الله روح المشورة والفهم [قارن
أائ النقطة الثالثة في نقاشنا فهي :من ينبغي أن يقوم باختيار الخدام؟ يصعب استنباط الرذ
على هذا السؤال من عملية اختيار الرسل حيث إتها ال توقر لنا قاعدة أكيدة في هذا المجال ،ألئها
تختلف نوعا ما عن دعوة اآلخرين .فإذ كانت خدمة الرسل خدمه فوق عادية تتميز بطابعها
الخاص ،بات الزائ أن يدعى ويرسم الذين يقومون بها بغم الرب نفسه .ولتا لم يكن تعيينهم
بمشيئة بشر بل بأمر الله والمسيح وحده ،تمنطق الرسل لكهمتهم .وهكذا لتا كان على الرسل أن
يضعوا أحذا في المكان الذي احتته يهوذا ،لم يجرؤوا على أن يستوا شخصا معيقا ،لذا أتوا باسقين
حتى يعلن الرب من يشاء هو أن يعينه بواسطة من تقع عليه العرعة [اع .]٢٦-٢٣ :١وفي هذا
اإلطار يمكننا أن نفهم قول بولس إئه لم يجعل أرسوأل ال من الناس وال بإنسان بل بيسوع المسيح
والله ١آلبا [غل ١: ١؛ قارن العدد .]١٢يشاركه في النقطة األولى -اال من الناس -جميع
خدام الكلمة األتقياء؛ ألئه ال يمكن ألحد أن يؤذي هذه الخدمة رسمؤا إن لم يكن مدعوا من الله.
أتا عن النقطة الثانية فكانت تخضه (أي بولس) وحده .لذا عندما يفتخر بذلك ،ال يظهر أن له كز
ما يمتلكه كز راع قانوني فقط ،بل أئه يلبس على صدره وسالم رسوليته أيصا .وقد اضطر بولس
إلى هذا التفاخر لكي يحافظ على كرامة وعظه لدى الغالطيين ،ألئه كان يعلم أدهم يهاجمونه سرا
ويحاولون أن يقتلوا من شأن سلطته الرسولية باعتباره مجرد تلميذ عادي معين بواسطتهم .لهذا
أعلن أن اختياره لم يحذرق بقر ر بشري كما يتبع في حال اختيار أسقب عادي ،بل ٠ب الرت نثب
وعلى أساس إعالؤ إلهي.
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ٩٩٤
.١٤وابطة ابشر
ال ينكر عاقز أن تعيين الناس لألساقفة أمر يتوافق تماائ مع الدعوة الشرعية لهم؛ إذ هنالك عنة
نصوص كتابية تؤيد مزاولة هذا الغرف .كما ال يتناقض ذلك مع ما اقتبسناه توا من قول بولس؛
أن رسوليته كانت آل من الائس ؤآل بإدشان [غل ،]١ : ١إذ كان يتحذث عثا كان يتميز به الرسل
خصوصا وليس على أساس الطريقة العادية الختيار الخدام .ومع ذلك وز الرب بولس بممارسه
حثه اإللهي المقصور عليه وحده ،مستخدائ النظام المئبع لتفعيل دعوة كنسية .وهذا ما نقرأه في
ما دؤنه لوقا :اوثفا هم [الرسل] يفدنون الرت زئطموثوذ ،دال الروح ائثذس :ارزوا إي بزداتا
زساؤل بتقتلي الذي ذعؤدهما إلئه،اا [اع .]٢ : ١٣فماذا كان القصد من ذلك الغرز ووضع األيدي
— بعد أن أيد الروح القدس اختياره — سوى أن يحفظ نظام الكنيسة لتعيين القسوس بواسطة الناس؟
لقد أيد الله هذا النظام بمثال واضح حين أراده أن يفزز من الكنيسة حتى بعد أن كان قد عينه رسوأل
لألمم .كما يمكن مالحظة المبدا نفسه في انتخاب متياص [اع .]٢٣: ١ولخطورة أهمية الوظيفة
الرسولية بحيث لم يجتروئا على اختيار شخعئى واحد ،أتوا باثتين كانت القرعة لتثغ على أحدهما.
وهكذا كان االختيار مشهودا له من السماء ،ولكن من دون إهمال النظام الكنسى.
ه . ١صودف الشعب
االذ يسأل أحدهم :هل يجب اختيار الخادم بواسطة الكنيسة كلها ،أو بواسطة زمالئه
والشيوخ الثناط بهم تهذيك األخالق ،أوأن يكون تعيينه بشلطة فردية لشخص واحد؟
على أن ئن يتبعون نظام السلطة الغردقة يعتمدون على قول بولسى لتيطس :من ألجل هذا
ولئأل أبدوكاي ألعق أدلتي ،سوف أونح نقطبي األساسية بمثال مشابه .يفيدنا لوقا أن بولس
وبرنابا عينا قسوسا بواسطة الكنائس؛ ولكته يلفت نظرنا في الوقت نفسه إلى الطريقة ،أو الوسيلة،
عندما يقول إذ تعيينهم تم بالتصويت — انتخبا لهم تسوسا [اع ،]٢٣:١٤ومن ثم ،خلق
الرسل وظيفة القسوس ،ولكن جماعة شعب الكنيسة بأكملها أعلنت اختيارها لمن يقودها ،برفع
تكرارا أة القنصل الذي كان يترأس االجتماعات العامة ااأذشأاا الحكام والقضاة الجدد ،بمعنى أئه
ش األصوات في عمليات االنتخاب التي.كانت وظيفئه الوحيدة فيها رائسة االجتماع.
من المؤكد أن بولس لم يخول تيموثاوس وتيطس أكثز هائ تمثع هو به من ميزات .فنرى أن
العرف سزى على إنشاء وظيفة األساقفة بأصوات الشعب .وعلى ذلك يلزم أأل تؤحد النصوص
المذكورة أعاله بأي معئى من شأنه أن ينتقص من الحئ والحرية اللذين تتميز بهما الكنيسة .يحسن
ف يائس القولة عندما يوبد أن يكون اختيار األسقف في حضور الشعب وأهام عيون الجميع ،وأن
يكون برهان استحقابه ولياقبه لمنصبه بقرار وشهاد؛ علنيين ،ينحدران من سلطه إلهية .في الحقيقة،
نرى أن هذا كان ما تمارس اتباغا لوصية الرت في حال الكهنه الالوين؛ أدهم كانوا تحصرون أمام
الشعب قبل تكريسهم [ال ٦-٤ :٨؛ عد .]٢٧-٢٦ :٢٠وعلى المثال نفسه غجن مياس
وبتأييب ه [اع ١ ٥: ١وما
* لزمر؛ الرسل؛ وهكذا الشمامسة الشبعة — على مرأى من الشعب
يليه؛ .]٧-٢ : ٦يقول قبرياتس :توصح هذه األمثلة أن سيامة كاهن ينبغي أن تحدث حصرا في
محضر الشعب وبمعرفته ،لكي تكون الرسامة التي عايئئها شهاد؛ الجميع شرعية وءادلة.اه
لذلك نتمشك باالعتقاد أن دعو؛ الخادم تكون صحيحة قانونيا بحسب كلمه الله ،عندما
يصب ئن يبدون مؤلهلين للخدمة بموافقة الشعب وقبوله؛ وفضأل عن ذلك ،ينبغي أن يشرف رعا؛
آخرون على عملية االنتخاب لكيال تخبئ الجمهور في اتمامها ،إقا بسبب تقتب أهوائه ،أو حبث
مقاصده ،أو فوضى إجرائه.
.١٦الرسامة
بقي أن نتعرض اآلن لشعائر الرسامة التي أرجأنا نقاسها إلى نهاية الحديث عن الدعوة .يتبين
أن العالمة الوحيدة التي استخدمها الرسل عندما بلوا أحذا للخدمة كانت وضغ األيدي .وأستنتط
أئهم اقتبسوا هذا األجراء من عاد؛ ائبعها العبرانيون في القديم عندما كانوا يقدمون لله تن أرادوا
مباركته وتكريشه ،بوضع األيدي عليه .وهكذا عندما أراد يعقوب أن يبارك أفرايم ومنشى وضع
يديه على رأسيهما [تك ١٤:٤٨؛ .واتبع السين المسيح هذه العاد؛ عندما بارلذ األطفال
وأفترض أته هكذا وضع اليهون أيديهم على ذبائحهم بالقصد ذايه بحسب تشربع [مت : ١٩ه ١
انظر ٨^٢٧ .370( :خ؛ 3.11. 738اح8ح) 1. 4ا¥آ 1دئ ,دح ه
جون كالثن :أسس الذين لديحتي ٩٩٦
الناموس [عد ١٢:٨؛ ٢٣:٢٧؛ ال ٤:١؛ ٢:٣و ٨و١٣؛ ٤:٤وه ١و ٢٤و ٢٩و،٣٣إلخ.].
وعلى هذا المنوال ،أشار الرسل بوضع األيدي إلى أدهم يقدمون لله ئنكانوا يستقبلونه إلى الخدمة.
على أتهم استخدموا العالمة نفسها أيشا مع الذين يمنخونهم مواهبا الروح القذس [اع .]٦ : ١٩
على أي حال ،كانت تلك هي الغريضة المهيبة المئبعة كنما دعوا أحدا لخدمة الكنيسة .وبهذه
الطريقة كرسوا الرعاة والمعتمين والشمامسة.
فمع أته ال توجن وصية محذدة لوضع األيدي ،يجبا االعتناء بالمحافظة على هذا الغرف الذي
ستته المزاولة المستمرة في عهد الرسل .كما من المويد أته من المفيد -إلعالء كرامة الخدمة —-
أن روضى الشعبة باستعمالي هذه العالمة التي بها أيائ تحذر الثرئسم بأته ليس بعد ناموسا لذاره،
بل إته مقيد في الخدمة لله والكنيسة .عالو؛ على ذلك ،فهي لن تمسي عالمة فارغة إذ استعيدت
إلى أصلها الحقيقي .ألته ما دام روح الله ال يؤسس شيائ في الكنيسة بال سبب ،أو بدون معئى،
وجب علينا أن نشعر أن هذا الطقس الذي انبثق منه ليس بال فائدة ،بشرط أآل يساء استعماله كنوع
من الشعوذة .أخيرا يلزمنا أن تدرك أن جماعة شعب الكنيسة كتها لم تضغ أؤديها على خدامها ،ل
قام بذلك القسوس وحدهم .ومع أته ليس ثئة ما يوقد أة العديد كانوا دائائ يضعون أيديهم أن ال،
لكته واضخ أن هذا ما حدث في حالة الشمامسة ،كما حدث في حالة بولس وبرنابا وقليلينآخرين
[اع ٦ : ٦؛ .]٣: ١٣أائ في موضعآخر ،فيتذكر بولش أته هو نفسه ،وليسآخرون معه ،و صغيدئه
علىتيموثاوس ،يقول :ا!أدكرك ان تصرم ائصا مؤجته الله اليي فيك بؤظعتذي [٢ني .]٦:١كما
أتني لسك أستئتط متا قاله في رسالته األولى عن وضع أيدي المشيخة [ ١تي ،] ١٤: ٤أته كان
يتحذث عن جماعة الشيوخ ،بل أفهلم هذا التعبير ليعني الرسامة ذاتها .فكأتما كان يقول :احترز
أأل بطل النعمة التي تقبلثها عندما فرزدك قسيسا بوضع اليدين.
الفصل الرابع
حاذ امة القديمة ،و عظام المبق
لحآلع
(التطؤر التاريخي للخدمة؛ ثالذ فائت من الخذام :شيوغ معتمون وشيوغ مدترون؛ شيخ
بختار أسقائ؛ رئيس األساقفة)٤ —١ ،
ناقشنا إلى هنا نظام الكنيسة كما تستمناه من كلمة الله النقية ،وكذا أنواع الخدمة التي أسسها
المسيح .واآلن ،حتى نوحنخ هذه األمور ونأحذها إلى حيز المألوف ،ولثردبفها في أذهاننا على
نحو أثبت ،يغيننا أن نتعرف شكل التأسيس اإللهى الذي يمثل أمام أعيننا في خصائص الكنيسة
القديمة .فمع أن أساقفة تلك األزمنة سوئا العديد من القوانين الكنسية التي يظهر من خاللها أدهم
عيروا بما يزيد عتا وزن في الكتاب المقذس ،إأل أدهم شاكلوا تأسيس تلك الثئلم بعناية قصوى على
نموذج كلمة الله الغريد ،بحيث تالحظ ئؤا أئها لم تحتوعلى شي؛ يمكنه أن تعتبر مغايرا لكلمة الله.
وإن كانت ترتيباتهم قد افتقرت إلى شي؛ ما ،لكئ ألتهم حاولوا على قدر إمكانهم وبإخالص أن
يحفظوا ما شزعه الله ولم ينحرفوا عنه بعيذا ،يغيننا جذا أن نفحعل بإيجاز التنظيم الذي مارسوه.
ذكرنا أن الكتاب المقدس يضع أمامنا ثالثه أنواع من الخدمة .وكذلك مهما كان للكنيسة
القديمة من خدام ،انقسمت وظائفهم على ثالثة أنظمة؛ من نظام الشيوخ ( )١انتخب البعض رعا؛
معتمين؛ ( )٢وبات الجزء المتبثي مكئعا اإلشراف على األخالقيات وتصحيحها؛ ( )٣ووقعت
مسؤوليًا العنايه بالفقراء وتوزيع اإلعاناب الخيرية على الشمامسة.
لم يعتبر دور القراء أو مساعدي الخدام ١في خدمة العبادة وظيفًا محددة؛ بل كان هؤالء
يستون إكليريكؤين ويدربون -منذ سئ مبكرة من خالل مناهج مقررة -على خدمة الكنيسة
بهدف أن يفهموا عن كثب أهمية دورهم ،عساهم يوائ يصبحون أكثر استعدادا لوظيفه قيادية
وسوف أتصنى بإسهاب لهذا الموضوع الحعا.٢
لذا عندما وضع هيرونيمس خمسة أنظمة كنسية ،أدرج في الئحتها هذه الفائت :األساقفة،
الشيوخ ،الشمامسة ،المؤمنون وطالبو االنضمام للعضوية [المرعوظون] .على أده لم يعط
األكليروس المتبثي أو الرهبان مكاائ خاصا.
. ٢مغصت األسقف
دعي جميع من أسندت إليهم وظائف التعليم شيوحا [أو قسوسا ] واختار هؤالء من
بينهم في كز مدينه واحذا أطلقوا عليه لقب األسقف لكيال تنشب الخالفات التي تنجم عن
التساوي في الرتبة (كما يحدث عادة) .ومع هذا لم يحتز األسقف مكانه عالية من الكرامة أو
الشرف ،بحيث تكون له سياد أو سلطه استبدادية على زمالئه .ولكئ وظيفته كانت تؤلمله للقيام
بدور تنفيذي في مجمع الشيوخ ،شبيه بدور القنصل في مجلس الشيوخ؛ كتقديم تقارير األعمال،
واستدعاء اآلراء ،وقيادة جلسات المشورة ،والنصح واألرشاد ،وإدارة العمل في حدود السلطة
المغوضة إليه ،وتنغيذ القرارات المثخنة في اإلطار الجماعي.
ويقر األقدمون أنفسهم بأن هذا الترتيب نتج من اتفاي بشري يالئم احتياجات العصر .لهذا
كتب هيرونيمس معتائ على الرسالة إلى تيطس قائأل :األسقف والشيخ [القسيس] واحن وال
اختالف بينهما .فقبل أن نيبت نزاعات في ممارسة الدين بين الناس بحفر من الشيطان ،بحيث
صاروا يعولون فيما بينهم :أنالبولس وأنالصقا [ ١كو ١٢: ١؛ قارن ٤:٣؛ ،كانت شؤون
الكنيسة تدار بمشورة القسوس [الشيوخ] المشتركة .أما بعد ذلك فاسند اإلشراف إلى شخعي
واحد كيما يستأصل بذور الخالف .ولكن مثلما عرف القسوس أئهم خاضعون لمن يتراس عليهم
على أساس العادة المتبعة في الكنيسة ،كذا يدرك األساقفة أنهم أعلى درجة من القسوس بمجرد
حكم العادة السائدة في الكنيسة ،وليس بتكلينب فعلى من ردب الكنيسة ،وعلى ذلك يجب عليهم
أن يديروا الكنيسة بالتعاون معهم .على أن هيرونيمس يذكر في موضع آخر أة ذلك التنظيم كان
في العدم؛ فيقول إذ قساوسة اإلسكندرية — من زمن البشير مرقس حتى عصر هرقل وديونيشيوس
[اإلسكندري] — انتخبوا من بينهم واحدا رفعوه إلى مرتبه أستى ،وستوه أسقعا ٣.
إذا ،كان لكق مدينه مشيخه [مجمع شيوخ؛ تتكؤن من الرعاة والمعئمين ،إذ كانوا جميعا
يواظبون بين الشعب على التعليم ،والتضح ،والتأديب ،وهي الوظيفه التي أوصى بولش األساقفة
بها [تي ]٩:١؛ ولكي يشغوا جيأل بعنهم ،اجتهدوا في تدريب الشبان الذين انخرطوا في سلك
الجيش المقذس.
كما حددت منطقة معينة لكق مدينه اختير منها قسوشها ،واعيبرت جزءا من جسد تلك
الكنيسة .وكانت كق مشيخة [أو مجمع؛ تحت إشراف أسقي واحد للحفاظ على التنظيم
أتا في ما ينعتق بالوظيفة التي نحن بصددها اآلن ،كان على األساقفة كما القسوس أن يكرسوا
ذواتهم لخدمة الكلمة واألسرار .على أده في االسكندرية وحذها ،بحسب ما ورد في الكتاب
التاسع من مؤلف سقراط التاريخ المثلث األجزاء ،ه سبي بأأل يعتلم الشعب أحذ من الشيوخ .أما
من األكيد أئه كان يبدو من الخطأ المشين أن يذعي أحدهم وظيفة األسقف لنفسه ،من دون
أن يبرهن على ذاته أسقائ حقيقيا .وقد اثصفت األزمنة بعثر كهذا اضئلز معه جميع الخدام إلى أن
يقوموا بالعمل الذي أمرهم به الرت .لسث أشير إلى نمي اوتغ في أحد العصور بمفرده؛ ألئه حتى
في زمان غريغوريوس العظيم ،حين قاربت الكنيسة حافة االنهيار (وقد تدهورت جذا من نقاوتها
األصلبة) ،لم يفتغر ألي أسقي إذا أحجم عن الوعظ .يقول في مكا؟ ما :يموت األسقف إذا لم
يسفع منه صوت؛ ألئه يجلب لنفسه سخط القاضي المستتر إذ جال صامكا عن الوعظ .وفي
موضعآخر :الما يتبرأ بولس من دم الجميع [اع ٢٦ : ٢٠؛ ،دبكتنا بل تحكم علينا عبارته هذه،
*.
المكان أالخورًاسقفأ ً01 :ا07ءا٠اًا7حمسد أساقفة* ٤
انظر8, £:جال0٠٢ة ٠0111ة 71. 38 )11 69. 1156,رز٢هك؟ 7/7حكغ8, 7<7/1ل0٢٦ك8810ةح ه
٧.21 ا) ٢. 11. 129(.ع 11-. 11 2 8؛)3 67. 623-626
0 ٧. 322; ٤٢.حط 54. 428; ٤٢.ط8£ح) 111. 7دئ 0116, انظر2 80٢. ¥1. 93( : ٦
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٠٠٠
فنحن في كذب ،ونظهر مذيبين نحن المدعوين أساقفة؛ نحن مسؤولون عن موت اآلخرين (إلى
جانب ما لنا من ذنوب) .فانا نقئل بغتورنا وبعجنا النفوس العديدة التي نراها تمضي إلى هالكها
يوائ بعد يوم ٧.يثهم نفسه وآخرين بالصمت .ألئهم باتوا أقز مواظبة على عملهم مثا كان واجبًا
عليهم .ولما لم يشبق على مرع أنجزوا نصن ما تتطتبه وظيفئهم ،ماذا كنث تظته يفعل إن توقف
أحد عن عمله كلائ؟ لهذا كان مبدًا قديثا في الكنيسة.أن أؤل واجبات األسقف هي أن يغذي شعبه
أن كان لكز دائر؛ اختصاص (أو مديرية) رئيس واحد لألساقفة ،وأن نئب لدى انعقاد مجمع
نيقيا بطاركة يحتتون مرتبة أعلى مقاائ وكرامة من رؤساء األساقفة ،فهذه من الوقائع ذات صلة
لصؤن النظام (والقيام بالتأديب) .ولكئ ال يسعنا في هذا المجال أن نفعل عن أن ذلك كان نادرا
جذا .لذا كانت تلك الرئب قد تأسست ،حثى إذا طرأت حادثة ما استعصى حئها على مجموعه
قليلة العدد في كنيسه ما ،احيلت إلى سينودس المقاطعة .أما إذا استفحلت صعوبة األمر بحيث
تطآبت تقاسا أوسع ،عندئذ دعي البطاركة معا لالنضمام إلى السينودس في التعامل معها .وفي تلك
الحالة لم يسمح باالستئناف إأل لمجمع عام .قال البعض بأن ذلك النظام يؤنف أنظاائ هركاال؛
ولكئ هذا (في اعتقادي) تعبير خاطئ ،دال يظهر أبذا في الكتاب المقذس .ألن الروغ القدس شاء
للناس أأل يحلموا بتسلط أو بسياد؛ في إدارة الكنيسة وحكم شؤونها .أائ إذا وضعنا اللفظة جانبا
وأنعمنا النظر في الموضوع نفسه ،لوجدنا أن األساقفة األقدمين لم يزعموا إنشاة أي هيكلية مغايرة
لما أرساه الله في كلمبه لتنظيم أمور الكنيسة.
ادسمت الشموسبة في ذلك الحين بالخواص نفسها التي كانت لها تحت إشراف الرسل .فقد
تقبل الشمامسة العطايا اليومية التي قدمها المؤمنون ،وتناولوا الدخل السنوي للكنيسة .وكانوا
حا1أ ال0٢جج]ن انظر€$ 071 :أ1أأ٧[ 77.472 £.(; 1تت.ل] ذ(ل 1.32; [١٧1جةا0أ8ا<؟ £آل1. 24 )[٧10 ٧
. 10 )11 76.910(.ات1,110111.
١٠٠١ الكتاب الرابع -الفصل الرابع
يختبصون تلك التقدمات لالستعمال السليم ،أي أئهم كانوا يوزعون بعضها إلعالة الخذام،
والبعفى إلشباع المحتاجين ،ولكن بحسب قرار األسقف الذي كانوا بعطونه حسابا سنودا عن
توزيعهم .وكون القانون الكنسي إذ ذاك يجعل األسقف وكيأل على جميع ممتلكات الكنيسة ،ال
ينبغي أن بفهم بمعنى أده كان يدفن تلك المسؤولية شخصبا؛ بل كان من واجبه أن يسني للشماس
األشخاص الذين ينبغي أن يتلثوا دعائ عاثا من الكنيسة؛ وبالنسبة إلى ما ربثى ،كان عليه أن يحذد
لنن ئعطى ومقدار ما بعطى كز شخعئى ،حيث وقع عليه أن يتحرى هل كان الشماس قد أدى
واجته بأمانة .فهكذا نقرأ في القوانين المنسوبة الى الرسل :نقضي بأن تكون شؤون الكنيسة في
حيز سلطة األسقف .ألئه إن كانت نفوس النايس (وهي أثمن قيمه) قد ائتينت له ،فمن األنسب
أن توضع رقابة األموال بين يديه بحيث تورع كز األشياء بواسطة الشيوخ والشمامسة بناء على
سلطته ،وبحيث ددبر بمخافه وعنايه دقيقة ٨.هذا وقد حكم مجمع أنطاكية [٣٤١م] باإليقاف
كان يعبن غالبا في البدء معاونون للشمامسة لمساعدتهم في سن حاجة الفقراء؛ ولكن هذا
.التمييز لم يغد واضخا بعد حين
عالو؛ على ذلك ،ظهر بعدئذ رؤساء الشمامسة عندما ازداد ثراء األمالك ودعت الحاجة إلى
اإلدارة األكثر دقه ،علائ بأن هيرونيمس يفيدنا بأدهم وجدوا في زمانه ١ ٠ .كلفت رؤساء الشمامسة
جميع اإليرادات والممتلكات والئعذات والهقدمات اليومية .لذا بنذر غريغوريوس رئيس شمامسة
.سالونا باره يعتبر مذنيا ،إذا فقدت أو تبذدت أي ممتلكادب للكنيسة بسبب إهمابا أحد أو غئه
ولكئهم كانوا أيائ مكلفين قراءة اإلنجيل للشعب ،والصالة ،كما اسندت إليهم أيشا وظيفة تقديم
انظر, :ال3اس 111 0كحأاء ;93 £. ٨ جا،9ك؟،هورم ص 311)1 1131181311011 11111011,س; 1ات
).جلعألقعا 187. 893; ^٢ا(ل]11. 1. 24 )٦١۶ت 11. 685 .1
. 011,ون 11,319; 1111011,ا8ال3س(01111(1 0 انظر247 £.: ٩ 1111011ء ( )341ا1ن0ا1ع ٨؛
اةال ; 56. 310; 1٢. !14] 2 801. ٧1. 288ا8£ح) 0*11. 1 انظر٧. 386 £.( : ١٠
انظر110, 8^10718 0001. 1 )^۶٤ 39. 1574(. :ئ118ج٨11 ١١
إذ رسائل البابا غريغوريوس األؤل الكثيرة إلى (وعن) مكسيموس ،رئيس الشمامسة الذي تسئم أسقفية سالونا ،الهزت
:بحضوره ليجيب عن ادهامات باالختآلس والسيمونية (شراء منصب كنستي أو بيعه] وسوء استخدام األموال .قارن
6795 ,750 .77 ئد ٠٠آلة^) ;.££ 402 ,382 ,254 .1 ,ال0٢ج٠0ل ; ¥1.111; ٧1 £.,دت1٧.
٢. x^^^ 172 £., 189, 195 ££.).ح815-818); €٢. !! 2 8
جون كالثن :سس الذين المسيحي ١٠٠٢
الكأس في العشاء المقدس .كانت هذه المهام ئدزج تحت مهام وظيفتهم حتى يؤذوها بأكش
تدقيق ،إذ بذلك انذروا بأن دعوتهم لم تكن لوظيفه إدارية دنيوية ،بل لعمل روحى مكرس لله.
مح ع مح ي
من هذا يمكننا أن نستشف ما كانت ممتلكات الكنيسة دستعمل ألجله ،وكيف كانت توزع.
ولسوف تجد في كز من القرارات الصادرة عن السينودسات كما في كتابات األقدمين ،أن كز
ما كانت تمتلكه الكنيسة -سواء من المال أو العقار -إثما هو وقف للفقراء .لذا كانت ركزر
النغمة ذاتها على األساقفة والشمامسة؛ أن يتدبروا أن ما في أيديهم ليس ملكا لهم بل إئه نخصص
الحتياج الفقراء؛ أثا إذ احتجزوها بسات سيئة أو بذروا منها شيائ ،بات دم المحتاجين على أيديهم.
وعلى هذا ،ئصحوا بأن يؤذوا هذه األمانات إلى أصحابها بكز خوب ورعدة كما في حضرة الله،
وبالمحاباة للوجوه .ومن هنا نشأت احتجاجات يوحنا فم الذهب ،وأمبروسيوس ،وأوغسطينس،
وأساقفة عظام مثلهم ،والتي يثبتون بها استقامتهم وجدارتهم عند الشعب.
على أته من قبيل اإلنصاف ،كما أئه مؤيد من شريعة الرب ،أن تدعم الكنيسة من يخدمونها من
ماليتها العامة [ ١كو ١٤:٩؛ غل ]٦ : ٦؛ كما أن بعض القسوس في ذلك العصر كرسوا مواريفهم
لله واختاروا مستوى الفقر طواعيه .ولذا كانت نتيجة التوزبع عندئذ أن -خذام الكنيسة لم يعوزهم
القوت ،كما لم يهئل المحتاجون .وفي الوقت ذاته اشئرط من قبيل االحتياط أن القسوس أنفسهم،
إذ كان متوبائ منهم أن يكونوا نموذجا يحتذى في االقتصاد ،ال يمتلكون الكثير إلى حذ التبذير
واالنغماص في الثراء ،بل ما يكفي لسداد احتياجاتهم فقط .يقول هيرونيمس :إذا فيل القسوس -
أي شيء من وقف الفقراء ،فهؤالء يدئسون المقدسات، الذين يستطيع أن يدعميم ثراء وايديهم
وبهذا األتالف يكلون ويشربون دينونة على نفوسهم [١كو١٢.]٢٩:١١
.٧هسمدباءؤ٠لإليرادات
كانت األدارن في بادئ األمر مجانية وتطؤعية ،إذ كان األساقفة والشمامسة أمناء في تطوعهم
االختياري (للخدمة) ،ما دامت األمور تجري طبعا لنزاهة الضمير وبراءة الحياة بدأل من القواعد
ينسب غواسيأنس (المعروف بأبي الشرع الكفتي) هذا القول إلى هيرونيمس ،إآل أئه غير مشهود له ق أي من كتابات ١٢
,الهاك6٢ هيرونيمس التي وصلت إلينا .انظر11. *11. 1. 23 ٤; 11.1. 2. 6 )^۶٤ 187. 822 £., 543(. :
١ ٠ ٠٣ الكتاب الرابع-الغصل الرابع
والقوانين .وما إذ بززت للوجود أمثلة شريرة من جراء جشع البعض وتالعبهم االثم ،بات ضروري أن
قتدن ،القوانين الكنسية لتقويم هذه النقائعى ،فتردب على ذلك تقسيلم دحل الكنيسة أربعة أجزاء :واحد
لإلكليزس ،واخر للفقراء ،وثالث لترميم الكنائس واألبنية األخرى ،ورابعللفقراء الغرباء والمحليين.
وفيما تنش بعض المراسيم على تخصيص هذا الربع األخير لألسقف ،ال يختلف ذلك
عن التقسيم الذي تحذثث عنه قبأل ،ألئها لم تهدف إلى جعل هذه الحصة دخأل خاصا له؛ إثا
الستهالكه الشخصي أو لسكبه على من يشاء ،بل لكي تكتمل به الضيافة المتوقعة من تلك الرتبة
بحسب تعليمات بولس [١تي ٢:٣؛ .وهكذا فشره جيالسيوس وغريغوريوس؛ حيث لم يسرن
جيالسيوس أئ سبب آخر يجعل األسقف يخضص لذاته شيائ سوى إعانة المسجونين وعابري
السبيل .أتا غريغوريوس فيتحذث بمكثر وضوح :سرى العرف أن يأمز الكرسي الرسولى األسقف
حازما برسم ،أن يقشم اإليراد بجملته أربعة أجزاء :أحدها لألسقف وأهل بيته للضيافة والصيانة؛
وخر لإلكليرس؛ وثالث للفقراء؛ ورابع إلصالح أبنية الكنائس ١٣ .لذا لم يكن مسموحا به أن
يأخذ األسقف شيائ الستعماله الخاص سوى ما كان كافيا للقوت والكسوة المعتدلين مع مراعاة
االقتصاد في اإلنفاق .وإن شرع أحدهم في الخروج على هذه المبادئ فانحرف إلى الغرف أو
اإلفراط أو التبهرج والفجب ،وتخه أقراده ثؤا؛ وإذ لم يذعن يخنع من وظيفته.
لم تنفقوا الكثير في البدء على زينة األشياء المقدسة؛ حتى بعدما اغتنت الكنيسة رويدا رويدا،
ظتوا يراعون االعتدال في هذا األمر .وكان كز ما ورد من دخل ال يزال محفونا لمصلحة الفقراء
إذا اقتضت الحاجة .لذا باع كيرتس اآلنية والمالس الكهنوتية ،وأنفق المال على سن احتياجات
الفقراء عندما حلت المجاعة بمديرتة أورشليم ولم يكن هناك سببنآخر ألعانتهم .وكذلك لائ
أشرف جمهور ضخلم من الغرس على حافة الموت بسبب المجاعة ،دعا أكاكيوس أسقف أميدا
قساوسته وألقى عليهم حطبته الشهيرة :ليس إلهنا في حاجة إلى أطباق أو كؤوس ألئه ال يأكل
وال يشرب .ثم طمؤرآنية كي يبتاغ قوائ ويفتدي قوتا يرى لحالهم ١ ٤.وهيرونيمس أيقا ،عندما
ندد بالفخامة المفرطة التي ادجهت إليها الكنائس ،مدح إكسوييريوس -أسقف تولوزآنذاك
الذي حمل جسد الرب [الخبز المقدس] في ستة من األملود المجدول ودته في كأس زجاجية ة
ولم يترن مسكيائ يجوع ١٥ .وما قائه روا.عن أكاكيوس قاله أمبروسيوس عن ذاره ،ألده عندما عاره
االريوسيون لكسره االنية المقدسة لكي يدفع الفدية عن األسرى ،استعمل هذا العذر الغدهش:
ذاك الذي أرسل تالميذه بال ذهب لجمع كنائس أيقا بال ذهب .تمتللن الكنيسة الذهت ال لتخرئه
بل لئنبقه لتفريج الكروب .فما الحاجة إلى حفظ ما ال يعين؟ وهل نجهل قدر الذهب والفضة
الذي حمله األشوريون من هيكل الرب [٢مل:١٨ه ] ١٦-١؟ أال يكون من األفضل أن يصهره
الكاهن لدعم المحتاجين في حال عدم وجود موارد أخرى ،بدأل من أن يغر به عدؤ زنديق؟ ألئ
يقول الرب :ولماذا قيلت أن يموت هكذا محتاجون كثيرون من الجوع؟ من المولد أته كان لدتك
الذهب الذي به تبتاغ الطعام .لماذا تبل األسرى غنو؛ ولم يدفع فديتهم؟ لماذا دبل كثيرون على يد
العدؤ؟ كان أجذر بكم أن تحفظواآنيه بشرية حية من حفظ أوعية معدنية .حينما يستجوبك الله
هكذا بماذا تجيب؟ [هل تقول] :وخشيت أن يظز هيكل الله عاريا من الزخرفة؟ عندئذ يجيب:
آلال تحتاج األسرار المقنسة إلى الذهب ،كما وال يشر بالذهب ما ال يشترى بالذهب .إذ زينة
األسرار المقدسة هي فدية األسرى ٤.باأليجاز ،ما قاله هذا الرجل ذاته كرره في موضعآخر:
كز ما تمتلكه الكنيسة محضص لسن اعواز المحتاجين .وأيقا .ال يمتلك األسفنى شسا ليس
تفا للفقراء١٦٠٠.
.٩المراحقاإلعداديةللوظيفة
تلكم كانت خدمات الكنيسة القديمة .ثمة مهالم أخرى دنرها الئؤرخون لعتبر تدريباب
وإعدادات أكثر متا هي وظائف محذدة .فقد فيل أولئك الرجال القديسون للرعاية وللتعليم،
سيارا صفارا تطوعوا بموافقه والديهم وإذنهم للتجئد في الجيش الروحي ،وهنا صتن استمرارية
الخدمة لألجيال التالية .وبهذا هيأوا أولئك الشبان منذ سن غقه حتى ال يأتوا إلى أداء مسؤوليات
الخدمة غير مصقولين وغير مدربين .وكان جميع مرئ انخرطوا في هذا التدريب األولى يدعؤن
بالمستى العام إكليريكيين .كنك أوقل أن يلعبوا باشم أكثر تمييرا؛ ألن هذه التسمية نشات من
خطأ ،أو على األقز من فكر خاطئ ،حيث إذ بطرس دعا الكنيسه كتها إكليرس[ ،الرعية] ،أتي
أميراث الرب١بط ه .]٣:أثا المؤسسة في حذ ذاتها فكانت مميزة بالقداسة ،نبيلة القصد،
يذرب مجندو الجيوش من خال* ل معارك صورية استعدادا للمواجهات الحقيقية الجادة ،هكذا
تعرحس هؤالء الشبان لمراحل ابتدائية محددة أخلتهم في مجال الخدمة قبل أن يدخلوا إطار وظائفهم
الكنسية .فأؤأل ،التبنوا على فتح الكنائس وإغالقها ،واطلق عليهم لقت الحراس .وبعدئذ ستوا
أساعدس إذ كانوا يعاونون األسقف في إدارة شؤون بيبه ويالزمونه في الخروج والدخول؛
على سبيل االحترام أوأل ،ثم إلبعاد الئبهة .عالو؛ على ذلك ،كان الناس يشاهدونهم فيتعرفون
إليهم تدريجيا ،وبذا أصبحوا يكتسبون ألنفسهم االحترام والتقدير ،وفي الوقت نفسه يتعلمون
أن يراهم الجميع وأن يتحدثوا أمام الجميع؛ حتى حين يصيرون قسوسا ال يكسوهم الحياء عندما
يعتمون ،ولذلك كانوا يعثؤن فرصا للقراءة من ايمنبر .وبهذه الطريقة كانوا ئزئعون من درجه
إلى أخرى حتى يصلوا مرتبة مساعدي الشمامسة ،وبهذا كانوا يستون مثابرتهم في تمريناتهم
الفردية .كز ما أعنيه هو أن هذه كانت األطوار اإلعدادية للمجتدين ،وليست المهن التي يمكن
(تاريخ التغيرات في انتخاب الخدام ورسامتهم :موافقة الحكام واألكليروس والشعب في
انتخاب األساقفة-١ ٠ ،ه )١
ذكرنا فيما تقذم أن االعتبارين األؤل والثاني في دعوة الخذام هما :نوع األشخاص الذين
يختارون ،ومقدار العناية التي يجب أن قراعى في هذه العملية .في هذين األمزين ائبعت الكنيسة
األولى إرشادات بولس ومثال الرسل .وكانت عادتهم أن يجتمعوا في غاية الوقار وأحز الغيرة في
دعاء اسم الرب ،الختيار الرعاة .كان لديهم نموذج يختبرون به المتقدمين بحسب المعايير
التي وصفها بولس في ما يتعئق بلوب حيايهم ويتعليبهم .ولكئهم في الواقع أخطأوا هنا
بإفراطهم في شذة االختبار ،ألتهم أرادوا أن يتوقعوا من األسقف أكثر مائ كان بولس ليئتظزه منهم
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٠٠٦
[ ١تي ،]٧ —٢ :٣وخصوصا — بعد مضي حقبة من الزمان — اشتراط التبغل .أتا من جهة أخرى
فاكفقت اختباراتهم مع المعايير التي تطآبها يولس.
أتا عن نقطتنا الثالثة — وهي من يجب أن يرسم القسوس — فلم يتبعوا نمكا واحذا .قديائ ،لم
يقبل أحذ لعضوئة مجمع الخذام من دون موافقة الشب .لذا يبذل قبريادس غاية جهده في االعتذار
عن تعيين أحدهم — يدعى أوريليوس — قارائ بدون استشارة الكنيسة ،إذ بذلك تصرف على غير
العادة ،على الرغم من أكه فعل ما فعله لسبب جيد .يقول في مقذمة حديثه :أبها اإلخوة األحباء،
جرت العادة أن نتداول معكم لتقييم مؤلهالت أي فرد ولؤزن أخالبه في مشور؛ متبادلة ١٧ .ولكن
تونفت هذه العادة بعد حين ،إذ لم يكن ثئة خطر جسيم يهذد تلك الوظيفه الصغيرة ،وألذ الرجال
عظيمة.
٠٠
مسؤولية
٠٠ءئ
طويلة تحت االختبار
٠٠بدون ٠٠
كانوا ٠٠يقضون فترة
بعدئذ ،ترك الشعب لألسفنى والقسوس مسألة اختيار األشحخاصن المناسبين والجديرين
وإقرارهم لبقية المناصب أيصا ،رتبة األسقفية ،وتعيين القسوس الجدد للكنائس المحلية حيث
تطاب األمر تأييد الشعب علائ .ما من عجب إدا في أن الشعب تنازل عن هذا الشرط ،ألئه لم
يعؤن أحذ لوظيفة مساعد الشماس من دون أن يكون قد قضى اختبارات طويلة كجزء من إعداده
األكليركتي ،وذلك تحت النظام الصارم السائد في ذلك الحين .وبعد أن ثبتت إمكاناده كمساعد،
أصبح ممكائ أن يرتفع إلى وظيفة الشماس ،ومن هنا يرتقي إلى وظيفة الشيخ إذا قام بعمله بأمانة.
وهكذا لم يتقنم أحذ من وظيفة إلى أخرى من دون اجتياز سنوات عديدة من االختبار تحت عيون
الشعب .كما كانت هنالك قوانين كنسية كثيرة العدد تنض على معاقبة النقائص ،بحيث لم تكن أي
كنيسة مضطرة إلى ئحئل شيوخ أو شمامسة أدقة إأل إذا تهاونت في معالجة األمور .ومع ذلك،
استلزم تعيين القسوس موافقة الشعب دائائ .يشهد لذلك المرسوم رقم ١للمنطقة ٦٧والمنسوب
إلى أذاقليطس ١٨.أخيرا ،تغت جميع شعائر الرسامة في وقب معين كز عام ،لكيال يتستل أ حدهم
في الخفاء من دون موافقة المؤمنين ،أو يترنى في عجلة بدون شهود.
احيفظ بحرية الشعب في اختيار أساقفتهم عصورا طويلة :فلم يكن أحذ ليقحم على وظيفة ما
لولم يكن مقبوأل لدى الجميع .لذا قرر مجمع أنطاكية (٣٤١م) أن يمنع تطئل أحد على الناس ضن
3.1 579ذ8£ح) اال٧تلل ال٢عس٦, 1لةضالح انظر[ ٧.312. :االلت 0٢اأج7 ]1آلحخً.اأ ١٧
,ددء لجكع. 1ال0أ1ل٧ )5. ٢٦ا1ت-اا1ل انظر 1.:لكح٢حع<ك ,الةاأة94 ).(; 6٢ ١٨
7.امد ;1
تن يختاره اإلكليروس ،ويطلبه الشعب آوغالبيته .وآيضا ذع من يتعتب فوق الجميع ان يختاره
الجميع .وإأل فالمجهوز وغير المجزب يقحم على الشعب غنوة .وكذا :ليختار ض انتخبه
اإلكليروس وأيدته رغبة الشعب .وليكرس بواسطة أساقفة تلك المقاطعة بموافقة المتروبوليت ٢ ٠ .
وعلى كز حال ،اعتنى أولئك اآلباء القديسون بأأل يتقطر حزيه الشعب بأي شكل أو صورة .ولذا،
عندما اجتمع السينودس المسكونى الجامع في القسطنطينية ورم نكتاريوس ،رفض (المجمع)
أن يكثل الرسامة بدون موافقة جميع الحاضرين من اإلكليروس والشعب ،كما شهد لها في رسالته
إلى السينودس الروماني .لذلك عندما قرر أحد األساقفة أن يعين نن يخلفه ،لم تثبت صالحية
التعيين إأل بتوكيد جميع الشعب .تجد مثاأل لذلك في تسمية أوغسطينس لهرقل أسقائ؛ ٢ ١
لس هذا فحسب ،بل تجد وصائ للصيفة التي يلزم ائباعها أيشا في حال مثل هذه التسمية.
وعندما يشير تيودوريتشى إلى بطرس الذي ستاه أثناسيوس خليفة له يضيف توا :أن السلك
الكهنوتي أدد صالحية عملية اختياره ،والحكام ووجهاء المواطنين وجميع الشعب أيدوا
أعترن بأته كان قرارا حمينا عندما حكم مجمع الوية (حوالى ٣٦٣م) بأأل يترك عمية
االنتخاب للجموع؛ ٢٣ألته قتما يحدث أن نجمع رؤوس عديدة كهذه على حز أمر من األمور؛
وإئه صحيخ على وجه العموم أن احشنا غير موثوى به من العامة ،تتغرق أهواؤه إلى ائجاهات
متناقضة اا ٢٤.ولكئ عالجا ناجائ ؤجد لتجيب هذا الخطر .أؤأل ،قام اإلكليروس باختيار الشخص،
ثم قدموا اختيارهم للحكام أو لمجلس الشيوخ وألعيان المواطنين .وبعد الترزي ،أيد هؤالء
الترشيح إذا بدا ذلك سليائ ومنصائ؛ وإن لم يزؤهم اختاروا بدبال يغخلونه .وس ثم أتوا باألمر إلى
. 011.,؟ 1101; 0؛31181 11. 1315س ٧111ت 1 )341( 0311011ا100غع ٨؛€01111011 0 انظر. :؛242 ١٩
انظر 10. 110(. :ا 2 801.تد .ي ; 54. 634, 1203مس) x. 6; 011دئ 0 1,ل ٢٠
س٤س7٠ععا00أك 11100)100, انظر 2 :؟!٢. 1أ ;€ 82. 1217 £.ل. 414; ^1ول . >38 0 )1,آ ٧. 9 )0)1. ٢١
00X11ا811ااجاا801.* 111. 138(. ٨ € 32. 52-57.؟ .(; 11.ى 33. 966مألتظ) ,0
. >3 810)1,آ ٧. 20 )01.ا 11(1)1., ;346 1 *8 19. 69; 11.ح82. 1181 1; 6 انظر 111. :ء2 80 ٢٢
126(.
انظر :د6س 111011,؟ 3 011 111ا0X1 ;565 .11 31181^ 111 311)1 3118آ 1,30)1003 )03, 363( 0311011؛€0111101 0 ٢٣
;254 1 1٧. 131(.ل7 2 801.ل1حم ١٧11110108
1,اج٧1 يقتبس كالغن هذا القول ،بثي ج من التقرف ،من إنيأدة فرجيل11. 296(. :اج٢ا ٧اح]) 11. 39 ٢٤
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٠٠٨
الشعب .وعلى الرغم من أة الشعب لم يكن مقبنا بالقرارات السابقة ،لم يمكنه أن يثير الجلبة.
أتا إذا ابتدأوا بعاتة الشعب ،فلمجزد التعرف إلى اختيار نفئل لهم .وبعد االستماع إلى رغبة
الشعب ،اثخن اإلكليروس قراره .وهكذا لم سمح لإلكليرس بأن يعين تن يختارونه ،كما لم يتحئم
عليهم أن ينقادوا ألهواء الشعب الطائشة .دؤن [البابا؛ الون هذا الترتيب عندما قال :أرغبات
المواطنين ،شهادات الشعب ،قرار األشراف ،اختيار اإلكليروس -هذه ما ينبغي أن يبحث عنها ا
وأيقا :لتكن شهادة الشرفاء ،وموانقة اإلكليروس ،ومبايعة المسؤولين والشعب تلزمه .ويقول:
أال يسمح العقل بأن يعفل ،خالف ذلك .ا ٢٥فالقرار الذي اثخنه مجلس الؤدكية يعني فقط أة
اإلكليروس والقادة ال ينبغي أن يسمحوا لذواتهم أن تجرئهم أهواء الجماهير الجامحة ،بل أن
يخمدوا طياشة الجمهور — إذا اقتضت الضرورة — باالسترشاد بحكمتهم وجذيتهم.
ظلت وسيلة االختيار هذه سارية النفاذ حتى عهد غريفوريوس ،ولربما شرت حتى زمن،
طويل بعده .وتوجد رسائل عديد؛ منه توبد هذه الحقيقة بغاية الوضوح ،إد كان يكتب للقساوسة
والمسؤولين والشعب — وأحياائ للحاكم أيقا بحسب هيكلية السياسة في المدينة ،كتما حانت
الفرصة لتعيين أسقب جديد في أى مكان .وإذ تعذر ذلك .سبب أى اضطراب في الكنيسة ،كان
غريغوريوس يعتمد على أحد األساقفة القريبين لتحرتب االنتخاب ،ويتطتب دائكا إقرارا رسميا
بالحدث الذي وقع عليه الجميع .أتا عندما تعين أحدهم — يدعى قسطنطينوس — اسقائ على ميالنو
في أثناء غزوات البرابرة التي سيبت هروب العديد موذ ،أهزب المدينة إلى حنوا ،رأى غريغوريوس أة
االنتخاب لن يكون تعترقا به إن لم يجتمعوا مائ ويؤيدوه ٢٦.في الواقع ،لم تمض خمسمائة سنة
اا٧ت 1; 4.6; ٠1ة !01, 11ل . 7ااآ 7 2 861.ل([١٢ل١٢ج54, 625 ٤, 632, 634, 1203; 1٢. انظر10 ٤, : ٢٥
109 ٤٤(.
6 011سا 111. 30,10 (011111116 8ا٢5عككجغ 1,ة 1116 0٢6ال0٢خ٠6ل6 77. 627 ٤.; ^4011 انظر1. : ٢٦
( 2 861.11. 129 ٤.امير188; 1٢.
أسس البابا نيقوال الثاني عام ١٠٤٩مجمع الكرادلة النتخاب البابوات .انظر^.915( :د ,ا8الة١4ل) ٢٧
١٠٠٩ الكتاب الرابع -الفصل الرابع
أثا عن موافقة اإلمبراطور ،فبحسب معرفتنا لم تكن مطلوبة إأل في حالة كنيستين :روما
والقسطنطينية ،إذ كانت تلك المدينتان عاصمتي اإلمبراطورية .وعندما أرسل قالنتينيانوس
أمبروسيوس إلى ميالنو لإلشراف على عملية انتخاب أسقب جديد ،كان ذلك أمزا استثنائيا ناتجا
من صراعات جسيمة نشبت بين المواطنين ٢ .ألمنا في روما القديمة فكانت سلطة اإلمبر اطور قد
سيطرت على تعيين األسقف ،كما يشهد قول غريغوريوس أئه أقيم على إدارة شؤون الكنيسة بأمر
اإلمبراطور ،رغم أئه كان قد تم انتخابه على النظام المرسوم وفي شعائر احتفالية مهيبة دعت إليها
أصوات الشعب ٢٩ .ولكن جرت العادة هكذا :بعد أن أكمل المسؤولون الرسميون واإلكليروس
والشعب عملية تخصيص أحدهم ،يمؤل هذا األخير أمام اإلمبراطور الذي بدوره يصادق على
االنتخاب بموافقته ،أو بإلغائه إن لم يوافق .وال تختلف الوثائق التي جمعها غراسيانس عن هذه
الممارسة .ولم يرد في هذا الصدد ما يزيد على ذلك سوى أته ال يسمح ألى ملك! بأن يعلل بأى
ه سيلة انتخابا قانونيا فيعين أسقعا كما يحلو له ،كما ال يسمم للمطارنة بأن يكرسوا أسقائ انحناء
ئرض على الجميع ،أو على األقق على ض لم يكن لهم عذر مقبول ،أن يجتمعوا بهدف االختبار
انظر٢. 11. 113 £.(. :ع 2 8ل[ال[ ٢ 67. 543. ٤; ٤٢.ل><٧. 30 )٦١41ا 8011(17 ٢٨ ٤08,ة٢ه
٢.ع ٤٢. 11] 2 8؛61. 6 177. 450 انظر11. 76( : ٢٩ * 1.5د 1,ال0٢جج٢
قارنx111. 18. 1. 2. (11 187. 333 £., 327-330 £.) :اءكءءه ,عة٤1ة61.1 ٢ ٣٠
يتطلب مجمع قرطاجة ( )٣٩٧في قراره التاسع والثالثين أن يشهرك ثالثة أساقفة في سيامة أسقف١)4 31181 111. 886) ، ٣١
وكذلك مجمع نيقيا الثاني ( ،)٧٨٧القرار الثالث (111. 748ل ا8ال ،)١٦3ومجمع نيقيا األول ( )٣٢٥في القرارين التاسع
والتأسع عشر ).(181 11. 671, 678
جون كالثن :أس الدين المسيحي ١٠١٠
األعمق لمرسح الرسامة في ما يتعلق بالعقيدة واألخالق ،حيث لم تخن القرار بدون تمحيص
تجدر بهم وظيعة الخهنوت ،او رض عير المستحشين شهم ،اضاى بعد دليل :وكي هدا الصدد
يتحئم أن نتمشك بشن؛ بالشرع األلهى والتقليد الرسولى — الذي نزاوله بيننا وفي أنحاء معظم
المقاطعات — أن يجتمع جميع أساقفة المنطقة المحيطة عند احتفاالت الرسامة أمام كله الشعب
الذي يرسم له من يقودهم ،وأن بختار األسقف في حضور الشعب ٣٢ .أتا ألته حدث أحياائ أن
يكتمل االجتماع ببطء ،وأن ينتهز البعش هذا التأخير للذعاية والمناضرة االنتخابية ،كان كافيا أن
يعقد احتفاز الرسامة والتكرس بعد أن يتم االنتخاب وأن يعنن ،بالموافقات المطلوبة.
عم ذلك النظام بال استثناء .وبعدئذ تطورت عاد؛ أخرى رويدا ،وهي أن يتوحه المنتخبون
إلى المدينة [مقر المتروبويت] طليا للرسامة .حدث ذلك من منطلق الطموح ،وبسبب بالء النظام
العتيق ،أكثر مائ لسبب وجيه .وبعد زمن ،ليس بطويل ،وبازدياد سلطة الكرسى البابوي الرومانى،
سادت عاد؛ أخرى أسوأ من تلك ،هي سعي أساقفة تعظم إيطاليا إلى التكريس في روما .نجد
سجأل لذلك في رسائل غريغوريوس ٣٣ .وتضاءل التمشك بالحقوق القديمة إلى حدود قليلة؛ وبعن
ميالنو مثاأل لهذا االستثناء .ومن الجائز أن عواصم المقاطعات هي التي استطاعت أن تستبقي هذا
االمتياز ،إذ كان جميع أساقفة المقاطعة يجتمعون في المدينة الكبرى لتكريس رئيس األساقفة.
ولكن ظلة وضغ األيدي العان؛ المتبعة ،إذ لم أقرأ عن أي طقوس أخرى اسيعيلت للتكريس
سوى أن األساقفة كانوا يلبسون زخارف معينة تميزهم من سائر القسوس .وزسم األساقفة الشيوخ
(القسوس) والشمامسة بمجرد وضع األيدي؛ ورسم كزأسقي شيوحه بمداركه زمالئه القسوس.
األسقف ألته كان يتراسه
** احتفال
** وهع أن كز شيء كان بينهم مشتركا ،دعي احتفال الرسامة
وبجري كز األمور تحت رعايته وإشرافه .ولذا يغلث ،في معظم كتاباب األقدمين أتهم يميزون
القش عن األسقف بمجرد أته (أي القش) ال يمتللن الئلطه إلجراء الرسامة.
3.11. 787ا8£ح) . 3, 5اا٧ل 1دالع] ,مالح .ئ انظر٧. 370. £.( : ٣٢
1,همًا ;] 2 80٢. *11.1. 10ا[ .ئ ; 54. 633ط(ل15 )٦١4 انظر111. :دس 1,ال0٢ج34. 43(; 6٢0 ٣٣
(. ]110. 76[ 1010, 1269 ٤, 627؛ 111. 17; 111. 30 £. )11 77. 315 ٤٠ 713ل ;. 81, 185ت14; !٧. 39; 1
الفصل الخامس.
نظالم صة القديمة أطخ كلائ
تج
يلزئنا اآلن أن نحول التفاتنا إلى نظام إدارة شؤون الكنيسة الذي يلتزم به اليوم الكرسى الرومانى
وجميع ملحقاته؛ وإلى الصورة المتكاملة لتلك الهيكلية الهرمية التي يتحذثون بها دائائ؛ كما
سنقارن بها وصفنا للكنيسة األولى والقديمة .وسوف تتبين من خالل تلك المقارنة ،طبيعة الكنيسة
التي يمتلكها أولئك الرجال الذين يتسارعون لقئعنا — ال بل لتدميرنا — بمجرد تسميبهم لها.
يحشن بنا أن نستهن البحث بموضوع الدعوة ،حتى يتسئى لنا أن زرى من هم المدعوون
لهذه الخدمة ،وما هي نوعيتهم ،وبأي وسيله ذغوا إليها .وبعدئذ سنتفكر في قدر األمانة التي
يؤذون وظيفتهم بها.
سوف نخصص المكان األوق لألساقفة؛ وليئه كان لتشريفهم أن نعطيهم هذا االعتبار في
سياي نقاسنا! لكئ الواقع ال يسمح لي حتى بأن أمز سريائ على هذه المسألة بدون أن أجبب لهم
خزتا فادحا .ومع هذا ،سوف أضع أمامي ماهيه ما أنا بصدد كتابته ،فال أسمح لمداولتي التي ينبغي
أن تظن في إطار التعليم المبشط بأن تتجاوز حدودها.
بل دغ أتا منهم ممن لم يكئ قد ثد حياءه تماائ تجيبني عن نوع األساقفة الذين تنتخبون
اليوم عادة!
لقد أمسى إجراة أي اختبار للمعرفة باليا وعتيق الطراز .أتا إذا حسب التعلم مؤلمأل مهائ،
صاروا يختارون محاميا يعرف كيفية المرافعة في محكمة القضاء بدون أي مقدرة على الوعظ في
جون كالثن:أمس الذين ابتي ١٠١٢
الكنيسة .إئه أمؤ موبد ،حيث لم ينتخب عبز مائه عام مضت رجز واحد من مائة رجل استطاع
أن يستوعب اليسير من علم الالهوت .إتني أتغاضى عن القرون السابقة ،ال ألئها كانت علوه
أي حال أفضل ،بل ألن سؤافا يدور حول واقع الكنيسة الحالي فقط .ولو كانت أخالقهم ليقيم
،لوجدنا القليل ،بل ربما ال أحد ،يعتبر جديرا بوظيفة الخدمة بحسب معايير القوانين الكنسية
القديمة .فمن لم يكن سكيؤا كان زانيا؛ وش لم يكن عربيدا ،كان ثقامؤا أو باحيا عن غنيمة ،أو
قاجؤا ئتفمشا في الشهوات .على أن هنالك ذنوبا أقز بشاعة ،ومع ذلك ال تتغاضى عنها المراسيغ)
القديمة التي تحدد شروط األهلية لألسقفية .أتا ما يستحيل أن يقبله العقل على اإلطالق ،فهو أن
ينصب صبيان لم يتجاوزوا العاشرة من العمر أساقفة ،ويجز بابوي .ولقد وصل بهم الغباء وعدم
األحساس بالخزي إلى حد ال يقشعؤون معه رعيا إزاء هذا التعذي البغيض والمتطؤف والئتعر
ألحاسيس الطبيعة عينها .يتبين من كز هذا كم كان التدقيق في االنتخابات [لألسقفية] حيث تفقى
االهمال واستثحلت الالمباالة!
واآلن انيهك حى الشعب في انتخاب أسقي له؛ فقد تالشى التصويت ،والمبايعة ،واالكتتاب
وكز ما إلى ذلك؛ وتحولت السلطة برئتها إلى هيئة كهنة الكاتدرائية وحدها .وقام هؤالء الكهنة
بتوزيع الوظائف األسقفية على تن راقهم؛ وقذموا األسقف الذي تم تنصيبه للشعب لمجؤد إبداء
أتا [البابا] الون فيصرخ محتجا بأن ال منطق يسمح بذلك ،بل يفرض عبائ قاسيا ١ .وقبرياش
أيصا يجزم بأن االنتخاب بتأييد الشعب هو السبيل الوحيد الذي ينبع من الحق اإللهي ،وأن ما
يخالف ذلك إثما يناقض كلمة الله ٢ .كما أن العديد من أحكام السينودسات تحؤم بأقصى شذة كز
ما يتنافى معها ،ويحذر بإ٠طابا أي إجراء نغاير ٣.فإذ صنقت كز هذه األوامر واألحكام ،ال يبقى
اليوم ما يمكن أن يسئى انتخابا قانونيا في النظام البابوي بجملته؛ إتا من منطلق الحق األلهي أو
على أساس الحذ الكنسي.
0 1,ل ٧11,ل1ن انظر11. 1. 110(. :ت -.لج٢.2 8أ؛ 54. 1203اكالل) 8 01 1جال0 ٩ ١
,مجح ااا٧تآآ؛1X1. 4; 1٧. 8 3.1. 738, 629, 673, 579ا8£ح) 1. انظر., :؛ 7 ٧. 370ليبر٨ ٢
[.ااتًاآل] 329 ]11. 8[ 341 ]1. 6[. 311 £.
راجع المراجع المذكورة أعآله في هوامش الفصل الرابع ،الفقرة .١١ ٣
١٠١٣ الكتاب الرابع -الفصل الخامس
ولو كان هذا هو الشر الوحيد ،فتن يمكنه أن يعذرهم ل ًاه ي ه ٠ا حى الكنيسة؟ يقولون :ولكئها
ظروف فساد العصر هي التي فرضت ذلك حيث ،ساذت الكراهية والحزبية بين الناس والحكام،
وتغلبت تيارات الشقاق في اختيار األساقفة على عقالنية الحكم وصواب الرشد ،وهذا أدى إلى
تفويض هذا األمر إلى القالئلي المعدودين .من الواضح أن هذا كان عالجا متطرقا لغساد متفس
في ظروب بائسة! ولكئ لتا أمسى العالج نفسه ممينا إلى درجه أبعذ من المرض ذاته ،لماذا لم
يعالج هذا الشر الجديد بعينه؟ يقولون ،ولكئ سئت قوانين تحدد بتمام الدقة األسلورت الذي يجب
أن تع في االنتخابات؛ .ولكئ هل ذشلغ ٠في أن القدماء ،عندما اجتمعوا الختيار أسقف ،أدركوا
أدهم كانوا مقيدين بقوانين كلية القداسة ،إذ رأوا أن األحكام الموضوعة لهم هي من كلمة الله؟ في
الحقيقة ،إذ ذلك القول اإللهي الوحيد الذي به وصف الصورة الحقيقية التي ينبغي أن يشاكلها
األسقف لهو أبلغ من عشرات آالف القوانين الكنسية .ومع ذلك إد أفشذهم ولعهم الخسيس ،لم
أما قولهم إذ هذا ابتكر كعالج فكاذب .نقرأ أده حذرق الشفت في المدن عند اختيار األسقف
في األزمنة القديمة؛ ومع ذلك لمهه يتجاسر أحد على أن يفكر في سلب حى المواطنين ،ألته كان
لديهم سبز نجنجا حدورق هذه األخطاء؛ وإذ حدثت عرفوا كيف يصححونها .الحى يقال.
إشارة إلى قوانين مجمع التران الثالث الملتئم في عام ١١٧٩م ،والتي رسمت األنظمة والعقوبات ذات الصلة. ٤
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٠١٤
لتا بدأ الشعب يتكاسل في إجراء االنتخابات وألقى تلك المسؤولية على القسوس ليتمئص
منها ،أساء هؤالء استخدام هذه الفرصة باغتصاب سلطه استبدادية ألنفسهم ،ثم يتوها ال٠حعا
بإصدار أحكام كنسية جديدة.
أصبحت الرسامة هزأ؛ محضة .وكان نوع االختبار الذي استعرضوه في أثنائها واهيا ،بل
فارعا إلى درجة أئه تجرد حتى من الصورية أو الزخرفات الزائغة.
حصول األمراء في بعض األماكن على حق تسمية األساقفة ،بناء على ادفاقيه أبرموها مع بابوات
روما ،لم يحدث في الكنيسة خسار؛ كبيرة أوفادحة؛ إذ انتقل اختيار األساقفة إلى األمراء من أيدي
الكهنة الذين كانوا قد اغتصبوا هذا االمتياز ألنفسهم ،بل سرقوه .حقيقة هنا مثال مشحون بالخطأ:
أساقفة يرسلهم البالط الملكي ليحتتوا الكنائس ،فيما ينبغي أن يكون واجت األمراء األتقياء أن
إدنا بصدد دعوة شريفة ساميه المقام ،يتفاخر األساقفة ندعين أدهم بئقتضاها خلفاء الرسل.
ولكتهم يقولون إذ لهم وحذهم الحذ في تعيين القسوس .وبهذا ينعضون نظاائ قديم المنشأ ،ألئهم
يخلقون برسامتهم كهنة لتقديم الذبائح بدأل من رعاة [شيوحا] لقيادة الشعب وإطعابه .وكذلك
عندما يكرسون الشمامسة؛ ال يقيمونهم على عمل يكتل الوظيفة التي يدعون إليها ،بل ألداء بعض
الفرائض التي تتعتق بالكأس وطبق القربان فقط.
أثا مجمع خلقيدونية فكان قد حكم بأآل تتم رسامة تخلو من واجباب راعوتة ،أي يجب أن
يعين المرتسلم على مكان يمارس فيه وظيفته ٥.يعتبر هذا القرار مهائ لسببين :أوأل :كي ال ثحئل
031101111111,لح)1ع. 111011, 1ل ;3.11011 ٧1 )1^31181 ٧11. 362ح (011 )451ا)00اة11ح)011 0عل0٦ح انظر178 ٤(. : 0
٠١٥ الكتاب الرابع — الفصل الخامس
١لكذيسة عبائ غير ضروري بإنفاق ما كان ينبغي أن يوزع على -الفقراء ،على رجال عاطلين .وثانيا:
حتى ال يظل الئرتسم أته يعتلي منصح ،شرب بل إته مكلت ،عمل وظيفه موضوعة عليه بشهاد؛
جاذة وبمسؤولية ال بذ من إنجازها.
ولكئ أسياد روما (الذين يعتقدون أن ليس في العمل الدينى هلم سوى إشباع البطون) يترجمون
أالقب |٠الوظيفة ليعني — في المقام األول — الحق الشرعي ،أي دخأل كافيا للمعيشة ،سواء أكان
ذلك من الميرادث الشخصي أم من العمل الكهنوتى .لذلك عندما يرسمون شتاسا أو قسيشا ،غير
مكترثين أين ينبغي أن يقوم بخدمته ،يوسحونه بمراتب مقذسة ،إذا كان ثرائ بما يكفي لدعم معيشته
فقط .ولكن من يستطيع أن يقبل هذا ،أي أن الحق الشرعي الذي ينعل عليه حكم المجمع يعادل
دخل العام كته؟ فبكي توقف الرسامان التي تجرى بال حساب ،حكمت المراسيم األكثر حداثه
بإدانة األساقفة الذين يعينون القسوس بدون كفاله حعهم الشرعتي وأمزت بتعويضهم .أثا لكي
يتغلب األساقفة على تلك األحكام فقد ابتدعوا حيلة جديدة :أن يتعهد الئرئشم أته سوف يكتفي
بما يخصص له من معاش .وبناء على ذلك التعهد ،يحرم حق الئقاضاة طليا للدعم [المعيشي؛ .لئ
أتحذث عن-آالب حاالب االحتيال التي تتكرر في هذا المجال ،أمثاني الكذب في ما يتعلق بوعود
الدعم الزائغة التي ال يستطيع أن يتحضل بموجبها ولو قيمه خمسه حمير في السنة؛ وخرون
يقترضون دخوأل يعدون برذها فورا بموجب ائفاى سري ،وفي الغالب ال يردونها .وثائً العدين
سؤال :حتى لو توقفت هذه االساءات ،أليس من أسخف األمور دائائ أن يغين أحدهم قسيسا
بدون تحديد مكا؟ لخدمته؟ فها هم ال يرسمون أحذا إآل لتقديم الذبيحة .أائ الرسامة الصحيحة
لقسيس أو شيخ فتبنى على دعو؛ ألدارة كنيسة؛ والشماس لجمع التبرعات الخيرية .ولكئهم
مساعديهم تحري عن مستوى علم المرسحين كل سامتهم .ولكن ما األسئلة التي يسألونها؟ هل
يمكنهم أن يقرأوا قداديسهم؟ هل استطاعوا أن يصرفوا اسائ مألوتا وزد في قراءة الدرس ،أو أن
يصرفوا فعأل؟ وهل كانوا يعرفون معنى كلمة مغردة ،حيث لم يكن ضروا أن يفسروا اية واحدة؟
ولم يمنع من القبول للكهنوت تن كانت تنعضهم المعلومات األولية التي يتعئمها األطفان في
صغرهم ،ما داموا حملوا معهم هدته أو توصيه تفيد بأتهم من ذوي األموال .ويتكرر حدوث ذلك
عندما يقادون إلى المذبح للرسامة ،فيسألهم واحن ثالث مزات بلغة ال يمكنهم فهمها :هل كانوا
جديرين بهذا الشرف؟ ويجيب أحدهم (لم ترهم قظ ،ولكن لكي تكتمل الصورة يخصص له دور
في المسرحية) :نعم جديرون .ماذا تلوم في مثل هؤالء اآلباء الموقرين سوى أئهم ،في مهزلة
تدنيسهم بكلة المقدسات ،يسخرون من الله والناس بال حياء؟ ولكن ألئهم استولوا على ذلك زهتا
طويأل ،يعتبرونه اآلن ثاخا شرعؤا لهم .ألن تن يجرؤ على أن يفتح فاه احتجاجا على هذه الشرور
العلنية الشنيعة ،تقبض عليه ويحكم عليه باألعدام ،مثل من أفشى أسرار سيرير (8ع-لعح) المقدسة في
القديم ٦ .وهل كانوا ليفعلوا هذا إذا طوئا أته يوجد إله؟
وهل تحشن أسلوب تئجهم الرئب الكنسية ذات الدخل بعد أن فصلوا جمع االيرادات عن
الرسامة؟ اختلفت بينهم طرق توزبع المناصب ذات الدخل وسبل جمع الدخل .لم يكن األساقفة
وحدهم تن يمنحون الوظائف الكهنوتية ،حتى الوظائف التي وقعت عليهم مسؤولية منحها ،ومن
ثم سوئا مانحي الرتب الكنسية ،ال يسيطرون عليها كز السيطرة؛ إذ إذ لغيرهم حق منحها ،فيما
مائة من المناصب الكهنوتية من دون بيع أو شراء .لسث أقول إذ الجميع يشترونها بثمن ،لكئ
أرني واحذا من عشرين يتوصل إلى رتبة كنسية بدون إيداع ما غير مباشر .بعشها ئقحضل عليه من
طريق القرابة أو الثشب؛ وبعض اخر من خالل نفوذ الوالذن؛ واخر بالتذلل والخنوع .باإليجاز ،ال
دو ع الحياة الكهنوتية لنفع الكنائس ،بل لغائدؤ الرجال الذينقحظؤن بها ٠لذا ئسئى هذه مزايا ،
وبهذا المستى يعلنون بما فيه الكفاية أرهم ال يعتبرونها أكثر من إكراميات -أو مكانآت — من
أيدي األمراء الذين يسعون بذلك إلى اكتساب شعبية الغرسان ،أوإلى مجازاة أتعابهم .ولن أسترسل
بإضافة أة هذه الجوائز تمتح للحآلقين والئلهاة والبائلين وحثالة القوم .واليوم تكظ دور القضاء
بالدعاوى المرفوعة حول الوظائف الكهنوتية بأعداد تفوق معظم المسائل األخرى ،بحيث يجوز
لك القول إتها ليست أكثر من كونها غنيمة دلقى لكالب الصيد .وهل من الممكن أن نصفح عتن
يحمل لقب قسيس إذ سمعنا أده يتسابق للحصول على كنيسة كما لو كانت تغنتا من عدو
دحاردب ،أو ربحها إثر دعوى قضاثية ،أو اشتراها بثمن ،أو نالها بالتمتى الخسيس كسيا للرضما ،أو
وردها من أعمام أو أخوال مثلما يفتني األطفال المدللون قبل أن ينطقوا كالائ مفهوائ ،أو ورثها
أحياائ األبناء غير الشرعيين من٢بائهم؟
يحز عده كنائس في ان ،وأن يدعى رجل راعيا فيما ال يستطيع — وإذ رغب — أن يكون حاضرا
مع رعيته .وعلى الرغم من ذلك (وهذا مقدار عدم خزيهم) يشون رجتا موبائ كهذا تحت اسم
الكنيسة حتى يتهربوا من كز توبيخ وإدانة! ومع هذا أيثما -إن شاء الله — ئستبقى في إطار هذه
النذالة اا١لخالفةاا الكتيه القداسة التي بوئجب جدارتها — كما يتفاخرون — تضمئ أن الكنيسة لن
تتالشى من الوجود!
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٠١٨
(اإلهمال والكسل لدى الرهبان والكهنة وآخرين متن يحتلون مناصب إكليريكية) ١ ٠ -٨ ،
.٨الرهبانك.ااقسوساا
بثر االن بأي قدر من األمانة يؤدي القسوس عمل وظيفتهم ،وهي العالمة الثانية التي بقاس بها
الراعي الحقيقي.
بستى بعض الكهنة الذين أوجدتهم كنيسة روما ارهباتا ،وبدعىآخرون منهم اعلماضاا٧.
لم تكن المجموعة األولى من هذين القطيعين معروفًا في الكنيسة القديمة ،كما ال يتفق مع
طبيعة الرهبنة أن يكون لها مكان في الكنيسة يحتفظ به الراهب إذا هو غادر الدير ليصبح كاهائ.
فحثى غريغوريوس الذي تميز عصره بتغسي الفساد ،لم يسمح بحدوث مثل هذا الخلط ،ألئه أراد
لتن أصبحوا رهباتا أن يتخلوا عن الوظيفة اإلكليركية ،باعتبار أده ال يستطيع أحد أن يكون راهيا
وكاهائ في الوقت نفسه ،ألة إحدى الوظيفقين تشكل عاثثا لألخرى ٨.واآلن إن كث ألسأز كيف
يمكن لشخس تقزر أئه غير مالئم أن يمارس وظيفته ،فبماذا — أناشدكم — يجيبون؟ بالطبع سوف
ص لع
يستشهدون بتلك المراسيم العقيمة التي أصدرها (البابا) إنوقنطيوس و(البابا؛ بونيفاقيوس ،والتي
تفيد بأة الرهبان بقبلون على شرف الكهنوت وسلطته ولو بقوا في أديرتهم ٩.ولكن أي منطي في
هذا ،أن يطيح كز أحمي جاهز يعتلي كرستي روما ،كز ما كان في البدم بكلمؤ صغيرة واحدة؟
سيأتي الحديث عن هذا فيما بعد؛ وليكي اآلن هذا :أته كان منافيا للعقل في الكنائس األكثر نقاوة
أن يقوم الراهب بعمل الكاهن .لذا ينكر هيرونيئس أته احتق وظيفة كاهن في أثناء حياته الرهبانية؛
فهو يعتبر نفسه واحذا من الناس الذين يخضعون لشلطة الكهنة ١ ٠ .وحتى إذ كتا لنقبل هذا النظام،
فأي جاب من الوظيفة يؤدون؟ يقوم بعض الرهبان المتسولين بالوعظ؛ وجميع الباقين يدمدمون
ويرثلون قداديسهم بنبرب رتيبة في صوامعهم ،كما لو كان المسيح أراد أن بدعى قسوس لهذا
الفرض ،أو أن تكون طبيعة الوظيفة نفسها تقتضي ذلك! فإذ يشهد الكتاب عالنية أن واجب
القسيس هوأن يرعى كنيسته [اع ٢٨: ٢٠؛ ،أليش من التدنيس الفاجر أن يحول ذلك الواجب إلى
ليس المقصود هنا بالتسمية علماي ؤر الديني أو المدي ،كما فى المعنى المعاصر ،بل اكاهن عالمي ،أي كاهن يمارس ٧
كهنوته في العالم لتمييزه عن الراهب المنقطع عن العالم.
1,ال0٢ج0ل6 انظر :؛(11.11. 149ل1٢.1!٢ 2 80٢.؛ 77. 680ط(ل 14؛30 1, 244ا810ا(ل £د) 1٧. 11 ٨
,اا3اك6٢ . 1. 38 )1 187. 1003(.ا٧ت 11.
انظر٧1.1. 22, 25 )11 187. 997 !.(:ت 61111811,11. ٩
انظر 001110, :الأل ك0ا0ل 811)1 ٩٦ءل٢00ل) 1110د؛ 0111, 1131181810)1ا 01188؛1 10 (01111 0ح11ع3111118, 111 8 1غ(ل11ا£ ١٠
2 80٣. ٧1. 83(.؟ 54.396; 11.* 11ط8£ح) 11. 1؟٢،اغك
١٠١٩ الكتاب الرابع-الغصل الخامس
١لغير ،وحعا يفغر النظالم المقدس الذي أسس له الله؟ فإد يرسم القسيس يمتع من عمل األشياء التي
حرمها الله على جميع الشيوخ .وتردد هذا القول على مسامع الرهبان :دع الراهب القانع بغلوته
أآل يتجاسر على إجراء األسرار أو القيام بأي عمل ذي صلة بالوظيفة العاتة ١١ .فلينكروا إدا ،لو
استطاعوا ،أئه استهزاء بالله عندما يتظب أحذ قسيسا بهدف أن يمتنع عن أداء وظيفته الصحيحة
والحقيقية ،وأن يكون له اللقب من دون أن يضطلغ بمسؤوليات وظيفته.
آئي اآلن إلى اسمانين ،بعضهم ذوو مراب بدخل (كما يقولون) ،أي لهم أرزاق كهنوتية
تدعئهم؛ فيما يشتغآلخرون مقابل أجر يومى بعمل القداديس أو بتمتمة بعض الترانيم ،وهكذا
يقتاتون بما يجمعونه من البقاشيش.
تشمل المراتب ذات الدخل العمل الرعوي ،مثل األسقفيات واألبرشيات ،أورواتب ومكافات
يتقاضاها ؤجهاء الرجال نظير عمل كنسى كالترنيم ،أو واجب كهنوتي فيتمتعون بألقاب فخرية
أو مزايا عيئية .فكاهم لم يقببوا كل األنظمة رأسا على عبب ،راحوا يمنحون رائسة األديرة؛ ليس
الكهنة العلمانيين فقط ،بل للغلمان أيصا .هذا يفعلونه بخكم االمتياز ،أي كإجراء عادي وطبيعي.
أتا بشأن الكهنة المرتزقة الذين يسغؤن وراء المعاش اليومي ،فماذا يمكنهم أن يفعلوا سوى
فلو حاولن هنا أن أعبر بكلماب عن عظم العار الذي لحى بالكنيسة ،إذ وطلق كرامة وظيفة
القسيس إلى هذا المنعطف ،فلن تكون ثئة نهاية لما ئقال .لذلك لن يجد قراثي سبيا ليتوئعوا متي
خطايا يواجه هذا العار والسنار .أقول باختصار :إن كانت وظيفة القسيس (كما تنعل عليه كلمة
الله — ١كو ١:٤؛ قارن يو ١ : ١٠وما يليه — وما توجبه المراسيم القديمة) هي أن يرعى الكنيسة
ويطعم شعبها ،وأن يمارس في وسطها ملكوت المسيح الروحى ،فجميع أمثال هؤالء المقدمين
الذبائح والذين يتعاطون أجورهم باصطياد الجماهير ونهبهم ،ال يفشلون في وظيفتهم فقط ،بل
هم أصأل بال وظيفة شرعية يمارسونها .ألدهم لم يعينوا على مكاز يعتمون فيه؛ ولم يقطوا شعيا
يرعونه .قصارى القول إده لم يترك لهم شيء سوى المذبح الذي يضحون عليه بالمسيح ،وبزا ال
يقربون تقدمه لله ،بل للشياطين [قارن ١كو ،]٢٠: ١٠كما سنرى في موضعآخر١٢ .
رب كنسية ذات دخلي ،ينبغي أن ئعئبر من طبقه واحدة .إذ ما الخدمة التي يقذمونها للكنيسة؟ لقد
طرحوا عن أنفسهم عبء الوعظ بالكلمة إذ هو شاق ،وكذا هم التأديب ،وتختصوا من ممارسة
األسرار .فماذا تبثى لهم ليفتخروا بأته يجعلهم خذاائ حقيقيين؟ حسائ ،إتهم يرتمون ويستعرضون
المواكب الطقسية .ولكن ما عالقة هذه بالموضوع؟ إن قالوا إته التقليد ،أو العادة ،أو النظام
المغروض منذ العدم ،أواجههم بالتعريف الذي عير به المسيح عقن هم الخدام الحقيقيون ،وعئن
يريدون أن يعتبروا كذلك .أائ إذا لم يستطيعوا أن يتحئلوا هذا المطلب العسير الذي توحبه سلطة
المسيح ،فليسمحوا على األقز بأن دحسم هذا السؤاز سلطه الكنيسة األولى ،ولن تمسي حالتهم
أفضل إذا هم احتكموا إلى المراسيم القديمة .كان ينبغي ألولئك الذين انحوئا إلى رتبة الكانن
[كاهن الكاتدرائية] أن يكونوا قسوسا يديرون شؤون الكنيسة بالمشاركة مع األسقف ،كما
كانت الحال في الكنيسة القديمة ،ويخدمون كزمالء له في الوظيفة الرعوية .فض يستونهم اكهنة
شرف٠ا -الملحقون بإحدى الكاتدرائيات -ال صلة لهم على اإلطالق بإدارة أعمال الكنيسة
الحقيقية ،فضال عن قسوس البالط أو المؤسسات وما إلى ذلك من ألقارب تافهة .ماذا نحسب
هؤالء؟ وما هي المرتبة التي يستحثونها؟ ما من شك البائً في أن كلمة المسيح وممارسة الكنيسة
القديمة ال تسمح ألمثالهم باالندراج في وظيفة القسيس .وعلى الرغم من ذلك ،يصرون على أتهم
قسوس؛ ولكئ يجب أن ينزع عنهم هذا القناع .وهكذا سوف نجد مهنتهم بكليتها مغايرة تماائ
وبعيدة كز البعد عن وظيفة القسوس التي وصفها لنا الرسل ،وكما حذدت شروطها وواجباتها
الكنيسة األولى .إذ جميع تلك األنظمة ،بأي ألقارب غرئت ،اختراعاث مستحذثة ،غير مؤتسة
على التعليم اإللهي ،وغير مدعومه بممارسة الكنيسة القديمة .لذا يجب أآل يوجد لها مكان في
توصيف السياسة الروحية للكنيسة التي كرستها كلمة المسيح .أو (إذا أرادوا أن أتحذث بمكثر
بساطة وجرأة) ،حيث إذ تلحقي الكاتدرائيات ،أو البال؛ الحاكم ،والغمداة ،والوكالة وجميع
أمحوال هذه البطون الفارغة ،ال يمشون مثقاز ذر؛ وظيفة القسيس حتى بخناصرهم ،ال يمكننا أن
نحتمل أتهم يغتصبون ألنفسهم شروا عن غير جدار؛ وبالخداع ،وبذا ينتهكون قداسة التأسيس
الذي شيده المسيح.
بقي أن تلفت النظر إلى األساقفة وكهنة األبرشيات :ليكهم اجتهدوا للحفاظ على وظيفتهم.
وإتئي أستم بأن لهم وظيفة متميزة كسم بالئعى والوقار ،لو كانوا هم يورونها ويؤدونها كما
يليق .أما عندما يهملون الكنائس المودعة في عهدتهم ،ويلقون القيام بأعما على غيرهم ،فيما
يتهشكون بألقابهم الرعوية؛ فإتهم يتصرفون بالضبط كما لوكانت وظيفة الراعي أن يبقى عاطأل.
فإن كان تستثير لم رطا قدته خارغ أرض المدينة (الحصر) ليذعتي أته حارث أو كرام؛ وإن كان
جندى ظل دائائ وبال توقف في أرض المعركة أو في المعسكر ،من دون أن تقع عيثه على كتاب
أو أن يرى محكمة قضاء ،لينعي أته محام؛ فتن كان له أن ئطيق سخافاب تقرفة مثل هذه؟ ومع
ذلك ،فمائ يدعو إلى السخرية الزائدة أن يرغب بعضهم في أن يتمشكوا بلقب راعي الكنيسة من
دون أن يكونوا كذلك بالفعل .كم من حالؤ يرعى أحدهم فيها كنيسة ،ولو على سبيل التظاهر؟
كثيرون يبتلعون إيرادات الكنائس طوال أيام حياتهم من دون أن يقتربوا من مجرد إلقاء نظرة واحدة
عليها.آخرون يأتون مر؛ في السنة ،أو يرسلون مندوبا ،بحيث ال يضيع شيء من دحلهم؛ فعندما
تبين أن دذار هذا الشر وجدت منذ عصر غريغوريوس ،حيث انتشر إهمال التعليم في الكنائس
على أيدي قساوستها ،بدليل إشارته المشددة إلى هذه الظاهرة في إحدى كتاباته .يقول :العالم
جون كالثن :أسس الذين السبحي ١٠٢٢
مآلن بالكهنة ،أائ في زمن الحصاد فال يوجد عامل؛ إتنا في الحقيقة شخن وظيفة الكهنوت ،ولكى
ال نؤذي العمل الذي وئجبه الوظيفة .ويضيف :وإذ ليس لهم أحشاء الرأفة ،يطمعون في أن
السيادة .ثم
** ئظهروا أسيادا؛ وال يعرفون ذواتهم كاباء على اإلطالق .يستبدلون التواضع بغرور
يقول :أثا نحن ،يا حضرات الرعاة ،فماذا نفعل نحل الذين نتقاضى مربا في حين ال نشتغل؟
لقد انهمكنا بمظهر االنشغال فنتعهد شيائ ونفعل غيره .إئنا نهمز خدمة الوعظ؛ ولكي نضاعف
عقوبتنا ،كما أرى ،ندعى أساقفة ؛ لنا هذا اللقب الفضيل ،بدون شلطبه ١٣ .إن كان غريغوريوس
يستخدم كلمات كهذه شديدة القسوة ضد ثن هم فقط أقز مثابرة أوأقز تدقيعا في تأدية وظائفهم،
أستعطفكم :ماذا كان ليقول إن لم يكن قد شاهد واحدا على األقز من األساقفة ،أو القالئل جذا من
بينهم ،أوآخرين من سلك األكليروس — متا يعادل واحدا بالمئة — نادرا ما اعتلوا أحد المنابر؟ لقد
وصل حذ الجنون البشري أن يعتبروها إهانه لكرامة األسقف أن يعظ الشعب .بيد أن األمور سارت
إلى أسوأ في عصر برنارد ،لترى قسوة التوبيخ الذي به ينذد بالنظام بأكمله ،النظام الذي كان على
األغلب عندئذ أكثر نقاء إلى حذ بعيد متا هو عليه الحاز اآلن١٤.
.١٣االدعاء والواقع
ولكن من يحاول أن يرن ويمتحن هذه الصورة الظاهرة لتنظيم الكنيسة القائم اليوم تحت
السلطة البابوتة ،فلن يجد مغارة يعربد فيها اللصوص بأكثر وقاحة بدون انضبا؛ أو تحشب
نحن أعمدة الكنيسة ،وقادة الدين ،ووكالء المسيح ،ورؤساء المؤمنين ،ألن السلطان الرسولى
توالى إلينا بالخالفة .يتبجحون بهذه الحماقات بتعاظم وبال انقطاع كما لوكانوا يخاطبون ألواحا
خشبية .ولكئهم كتما يتفاخرون بهذا ،سأسألهم بدوري عتا يجدونه مشترغا بينهم وبين الرسل.
نحن ال يعنينا شرف متوارث تغذق على الرجال فيما هم نائمون ،لكئنا غيارى جدا على وظيفة
الوعظ باألنجيل التي يغزون منها بجهد جاهد .كذلك عندما نواحههم باستبدادتة حكمهم التي
تضاهي طغيان عدؤ المسيح ،يصرون بال كاللة أو ملل على أئه النظام الهرمى الجليل الذي وقره
ء٠ظماء القديسين .هذا كما لو كان اآلباء القديسون -عندما باركوا السلطة الكنسية أو اإلدارة
١لر و حية التي تسئمثها الكنيسة من الرسل -.قد حلموا بهذه الفوضى الخربة والئقبر؛ بال حدود،
والي يغلب أن يصبح األساقفة فيها كالحمير األجالف الذين ال يستوعبون حتى اسس اإليمان
البديهية ،أو أحيابا كاألوالد الكبار الذين سرحتهم مردياتهم دوا؛ وإن كانوا قد نالوا قسكا يسيرا
من العلم (مع أن هذا نادر الحدوث) ،ينظرون إلى األسقفية كمجرد لقب عظمه ولمعان؛ حيث
ال يخطر ببالهم أن يراعوا قطيائ ،أكثر مائ يخطر ببال صانع أحذية أن يحردن أردائ؛ وحيث تسود
البلبلة بصور؛ أفظع من التبديد البابلي [تك ،]٩ : ١١فال ئظهر عليهم ملمح من مالمح الرسامة التي
رسم بها االباء.
مقياسا دائائ للحياة؟ ال توجد اليوم بين بني البشر فصيلة أخرى أردأ سمعة بإفراط ،أو تخئث ،أو
شهوانية ،وما إلى ذلك من النزق وجميع صنوف األهواء؛ وال يوجد نظالم آخر يبرع فيه صائع
يتضآعون من الخبث والخداع والخيانة والفدر ،بقدر ما نجد في هذه الطبقة من الرجال .كما
ال يوجد على سطح األرض ما يضاهي عظم مكر هؤالء أو بجاحتهم لإليذاء؛ فضأل عن عجرفبهم
وغرورهم وحسبهم ووحشيبهم ،واستباحتهم الفاجر؛ طوال حياتهم .لقد سئم العالم جميع هذه
اإلساءات بحيث ال خطر هنالك من ظهوري مبابائ فوق الحاجة .أقول شيكا واحدا ال يمكنهم أن
ينكروه .قلما وجد أسقف ،وال واحد بين مئة كاهن لرعوية ،ال يكون عرضة للحرمان أوعلى األقل
للعزل من وظيفته إذا قيش سلوكه بمعايير المراسيم القديمة .قد يبدوأئني أقول شيكا ال يصدق؛ إذ
التأديب الكنسي القديم قد تراحى واهيل بحيث تحكم تطبيق التوبيخ الرسمي األكثر صرامة لسلوك
اإلكليروس؛ ولكئ هذا كته صحيح .اآلن دع الذين يخدمون تحت لواء كرسى روما وحمايبه
يذهبون ويتباهون فيما بينهم بنظام الكهنوت! جلى أن نظامهم ال هو من المسيح ،وال من الرسل،
وال من االباء ،وال من الكنيسة القديمة.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٠٢٤
ه . ١الشمامسة
ليتقدم االن أمامنا الشمامسة بتصرفهم المقنس في إيرادات الكنيسة .ولكئ الرومانيين ال
يعينون اليوم شمامسة لهذا الفرض؛ بل يكتفونهم خدمة المذبح فقط ،أو قراءة اإلنجيل أو ترديده،
قبل تكريسها .أثا العادة القديمة فكانت أن يقبل المؤمنون بعضهم بعصا ثم يقدموا عطاياهم على
المذبح؛ وبهذا كانوا تعلنون محيتهم رمزتا أوأل ،وبعد ذلك بصدقادهم .فكان الشماس يتسئم
العطايا كيما وئ عها .أثا اليوم فال يحصل الفقراء على شيء من تلك العطايا التي كأئها ألقيت في
البحر .هكذا يهزأون بالكنيسة بشموسؤة زائغة ،ألن ليس فيها إطالقا ما يشابه التأسيس الرسولى لها
أو الممارسة القديمة .في الواقع ،حولوا توزيع الصنقات إلى مكا؟ اخر ،وركبوا األمور بحيث ال
يمكن تصور عبثه أسوأ .فكما يطعن اللصوص رقاب الناس ثم يتقاسمون الغنائم فيما بينهم ،هكذا
افترض هؤالء الرجال — بعد أن يطفوئا نور كلمة الله وبذا يطعنون رقبة الكنيسة — أة كز ما كان
مكرسا لالستعمال المقت؛ سه أصبح كسبا عظيائ كفنيمه لهم .ومن ثم يجري التقسيم ،ويخطف كز
*
واحد لنفسه حطة على قدر ما يستطيع.
لم يكتف األساقفة والقسوس في المدن بإحداث الخلل في األعراف التي مارستها الكنيسة
القديمة ،بل تاكدوا من محوها تماثا .فقد تحولوا إلى كهنة كاتدرئيات ،واقتنصوا ألنفسهم
النصيب األكبر من مخضسصادت التوزيع .وهع ذلك كان التقسيم منعلائ ،بدليل أدهم حتى اليوم
يتنازعون حول الحدود .ولكن في كز األحوال ،تقرر أأل ينال الفقراء درهائ واحذا ،في حين
كان مخضضا لهم نصف ثروة الكنيسة؛ وهكذا خضص كهنة الكاتدرائيات ربائ لهم ،وربائآخر
لألساقفة لإلنفاق على الضيافات وما شابه ذلك من إكراميات .لن أذكر شيائ عائ يفعله اإلكليروس
بحضتهم أوكيف ينبغي أن يستخدموها .ألئه قد تبين بما فيه الكفاية ،أة الجزء المتبثي (المحصص
للكنائس وصيانة أبنيتها وما إلى ذلك) كان ينبغي أن يظز لغائدة الفقراء حينما تعوزهم المعونة.
١ ٠٢٥ الكتاب الرابع-الغصل الخامس
؛نني أسأل :لو حذت في قلوبهم شرارة من مخافة الله ،هل كانوا يحتملون فكرة أن كز ما يأكلونه
وكز ما يلبسونه يأتي من السرقة -ال بل من تدنيس المقنسات؟ لكن مع جمود ضمائرهم التي
ال لحزكها دينونة الله ،يجب أن يفطنوا على األقز إلى أن الذين يحاولون إقناعهم بأن لديهم نظاائ
سودا في الكنيسة ،كما يزعمون ،هم أناس موهوبون عقأل وحشا وإدرابا .فليجيبوني باختصار:
هل الشموسية ز حصة تجيز السرقة والنهب؟ فإن أنكروا ،ال بذ أن يقروا بأن لم يبق لديهم شموسية،
إذ تحولت إدارة ممتلكات الكنيسة بجملتها إلى نهب دبس.
ألمنا هنا فيستخدمون خداعا أنيعا .يقولون اذ كرامة الكنيسة دسكنام على النحو الصحيح بهذه
الفخامة .ومنهم ض يجاهرون بال حياء ،بأئه هكذا فقط تتحثق النبوءات التي بها وصف األنبياء
األقدمون بهاء ملكوت المسيح ،أي عندما يرى الجالل الملكي في النظام الكهنوتي .يقولون
لم يعال الله بهذه األمور باطأل لكنيسته .ئلون . . .برسلون دعدمه . . .بعدنون هديه .ؤئشجد نه
بز الغد [مز ٠ .]١١-١٠ :٧٢اائتئقظي ،ائثقظي! ايسي عرلم قا صهئؤق! ايسي ريات
لجماللث تا أورسليم [اش ١ :٥٢؛ .اكلها داتي من سبا .نحمل دهبا زلقتادا ،ؤتبسر يكشابيح الرب.
كز ص بيذار رجتمع إكك [اش ,]٧-٦ : ٦٠إن كنت ألسترسل في نقض هذا التبجح ،أخشى
أئني قد أبدو غبيا .لذا ال أريد أن أضيع كلماتي سدى .ومع ذلك أسأل :لو كان ليهودي أن يسيء
استعمال هذه الشواهد ،يم كانوا عساهم يجيبونه؟ من المؤبد أدهم كانوا يوبخون غباءه ،ألئه
اختلس للعالم ولبشر الروحيات التي قيلت حول المسيح وملكوته .إدنا نعرف أن األنبياء صؤروا
لدا في تشبيه أرضى مجد سماوبات الله ،الذي ينبغي أن يسطع في الكنيسة .ولم تقز تلك الكعم
التي صؤرتها كلماتهم عفا ازدانت به في عصر الرسل؛ ومع ذلك يقر الجميع بأن قوة ملكوت
المسيح بلغت أوج ازدهارها في ذلك العصر .ماذا تعني إدا تلك المقوالت في حذ ذاتها؟ كز ما
هو ثمين أينما كان ،وكز ما هو جليل ،وكز ما هو سامي المنزلة ،ليكل خاضائ للرب .أتا ما قيل
تصريحا عن الملوك — أي أدهم يذنلون صولجاناتهم للمسيح ،ويطرحون تيجانهم عند قدميه،
ويكرسون مواردهم لكنيسته — هل سيقولون تم كز ذلك على نحو أكمل وأصخ في أي زمى
سوى زم سلم فيه [االمبراطور؛ ثيودوسيوس ذاته علكا لله وللكنيسة في توبه حقيقية ،وذلك بخلع
ثوبه األرجوانى وشارات السلطة ليظهر كواحد من عامة الشعب؛ أوعندما كرس هو وأمراء أتقياء
آخرون مثله كز مساعيهم واهتماماتهم للحفاظ على نقاوة العقيدة في الكنيسة ،ولرعاية المعتمين
جون كالثن :أسس الذين الهبى ١٠٢٦
البوام وحمايتهم؟ أثا التعقف الذي ادسم به الكهنه في ذلك الزمان ،فأفصح عنه مجمع أقوياليًا
الذي تراسه أمبروسيوس بعبار؛ واحدة :الفقر مجد األسقف ١ .من الموبد أته كان لألساقفة في
ذلك الحين شيء من الثراء الذي كان ممكتا لهم أن يظهروا به كرامة الكنيسة ،إذا ظتوا أة هذا ئ
كان يزتن الكنيسة .ولكتهم ،إذ أدركوا أن شيائ ال يمكنه أن يناقض الوظيفة الرعوتة أكثر من التباس
بعظمة أطايب المائدة أو بهرجة الثياب ،أو طواقم الخدم في دهاليز القصور ،اثروا أن يدريوا
ذواتهم على االئضاع والبساطة واالحتشام ،وعلى ذلك الفقر عينه الذي دسنه المسيح بين خدامه.
أثا لكيال نطيل الحديث في هذه النقطة ،دعونا نلحص باختصار إلى أي حذ ابتعد هذا البذير
-أو باألحرى هذا التبديد — الحالي لموارد الكنيسة من خدمة الشموسية الحقيقية التي توصينا
من االعتداء -فضال عائ ثلناة انغا عن االقتصاد في الصرف -مرفوض .ال شيء على األطالق
يرضي سوى ما يلذن اإلفراط والغسان اللذئن يتميز بهما هذا الزمان .وفي األثناء نفسها ،لقد ابتعدوا
كثيرا عن االعتناء الواجب بالهياكل الحية ،بحيث آثروا أن يهبك من الجوع آالف من المحتاجين
على أن يكسروا أصغر الكؤوس أو واحذا من األوعية إلسعافب حاجتهم .ولكيال أديتهم بقسوؤ،
أود أن يتأثل القراء األتقياء هذا الشيء الواحد :لو كان إكسوييريوس أسقف تولوز ،أو أكاكيوس،
أوأمبروسيوس ،أوأى من أمثالهم لثقام من األموات ،ماذا تراه يقول؟ ال شلثع في أتهم إذ يشاهدون
فاقة الئعوزين ،لن يمكتهم أن يسمحوا بأن يؤخذ مئهم أموالهم ،كما لوكانت فائشا .هذا فضأل
عن أن األغراض التي تنفق من أجلها (حتى لو لم يكذ هنالك فقراء) ضارة من عنة وجوه ،أو على
األقز ليست بنافعه على أئ حال.
لئ أتحدث عن الرجال .إذ هذه الممتلكات مكرسة للمسيح؛ ولذا ينبغي أن يصرف بحسب
إرادته .ولكتهم باطأل يعطون حساتا عتا بذروه على عكس ما أوصى به ،على الرغم من أن القليل
جذا من إيراد الكنيسة العادئ — والحق يقال — ينتقص بقدر هذه المصروفات .ألن ليس من
أسقفيات هكذا ثرية ،وليس من أديرة هكذا غنية ،وأخيرا ليس من متح ضخمه كهذه أو موقوب
0 ,لسد انظر.2[ ٧. 185. :ل ٢جأخجا] 16. 940; 11.دل(ل٠ 2 )١4ال ١٥
١٠٢٧ الكتاب الرابع -.الفصل الخامس
كع أهوال طائلة ،يمكنها أن تشبع دهم الكهنة .ولكئ فيما يحاولون أن ئؤئنوا ذواتهم يقنعون الناس
أتا عن اإليرادات التي يتسئمونها من الحقول واألمالك ،فماذا أقول سوى ما قلته قبأل ،وما
هوأمام أنظار الجميع؟ سوف نرى بأي أمانؤ يدار القسم األعظم منها مئن يسوئن أساقفة ورؤساء
اذيزة .يا له من غباء أن نبحث هنا عن نظام كنستي! هل كان يليق أن تن وجب على حياتهم أن
تكون مثاأل فريدا في االقتصاد ،وقدو في االسام ،ومقياسا للعئة ،ونموذلجا لالضاع ،يجارون
بل ينافسون فخامة األمراء في أعداد الحذم وفي أئهة الصروح وأناقة الملبس وأئهة الوالئم؟ وكم
كان كل هذا منافرا لوظيفة تن عينهم اختيار الله األزلتي المنيع إذ يسفون وراء الربح البذيء ،فيما
يحقهم اختيازه على القناعة بالبساطة [تي ،]٧: ١ويمنعهم من االستيالء؛ ال على قرى بأكملها
وقصور شامخه فقط ،بل على محافظاب حتى ممالك باكمبها أيائ! إذ كانوا يحتقرون كلمة الله،
فبماذا يجيبون تلك المراسيم القديمة التي ستتها المجامع والتي نضت على أن يكون لألسقي
منزن صغير على مقربؤ من كنيسته ،وبعض من األثاث الزهيد والعيش المتضع؟ ١٦وبم يرذون
** مجذ كهنه الرب ؟ ١٧فلربما يرفضون وئا أمز
الفقر على تلك العبار؛ من تجمع أقوياليا حيث
هيرونيمس لنيبوطياثسكأئر شديد العسوة :أن فخر األسقف هو أن يوور احتياج الفقراء؛ وأن عاز
جميع الكهنة هو أن يسعوا وراء إثراء ذواتهم ١٨.لكتهم ال يمكنهم أن يتقيلوا هذا كته من دون أن
يدينوا ذواتهم إلى خزي العار .ومع ذلك ال يلز؛ أن نالحعهم بقسو؛ زائدة هنا ،إذ إذ قصدي
الوحيد هو إظهار تالشي مفهوم الشموسية الصحيح بينهم منذ زس بعيد ،بحين ال يمكنهم
بعن أن يتفاخروا بهذا اللقب كأحيد األلقاب المشرفة للكنيسة .وأعتقد أش أنجزن ما قصدن
على وجه الكمال.
مع
راجعنا إلى هنا الزئب التي شكلت إدارة الكنيسة القديمة والتي افبدت الحائ على مز
األزمنة ،والتي رعتى فسادها بعدئد بحيث صارت تحتفظ اليولم بأسمائها في الكنيسة البابوية
فقط ،ألصبحت ال تتعذى كونها مجزد أقنعة .لقد فعئنا ذلك غسى يستطيع القارئ التقي أن يمج،
— بالمقارنة — نوغ كنيسة الرومانيين التي ألجلها يرشقوننا بتهمة االنشقاق إذ قد انفصلنا عنها.
على أئنا لم نناقش -بعد -حجر الذروة الذي يتماسك به بناؤها ،أي أولية الكرسى الروماني
الذي يحاولون منه جاهدين أن يبرهنوا على أة الكنيسة الجامعة هي ئلكهم الحصري .أثا السيب
الذي ألجله لم نناقش هذه األولية ،فهو أئها لم تنشأ مكا أسسه المسيح ،أو مكا مارسته الكنيسة
القديمة ،إذ كانت تلك الوظائف السابقة التي نشأت منذ القدم ،كما تثنا ،قد تدهورت على مز
العصور بحيث ادخنت لذاتها — في الحقيقة — صورًا مغايرًا تماثا.
ومع ذلك يحاولون أن يقنعوا العالم بأن الرباط الرئيس -بل األوحل -لوحدة الكنيسة هو
أن نلتصق بالكرسى الرومانى وندوم مطيعين له .أقول :إئهم عندما يريدون أن يسلبوا متا الكيسة
ويدعوها ألنفسهم ،يستندون خصوصا إلى هذه الدعامة؛ أن يحافظوا على الرأس الذي تعتمد عليه
وحدة الكنيسة ،والذي بدونه ال بذ أن تتهلهل الكنيسة وتتحكم .وهذه حجتهم ٠أن الكنيسة جسد
مشؤة ومقطوع الرأس إذ لم تخضغ للعرش البابوي الذي هو رأسها .لذا عندما يناقشون نظامها
الهرمي ينطلقون دائكا من هذا المبدأ :أن يرأس أسقف روما (أي البابا ،بصفته وكيل المسيح الذي
هو رأس الكنيسة) الكنيسة كتها ممدال المسيح؛ وال يمكن للكنيسة أن تقوم على النحو الصحيح ما
١٠٢٩ الكتاب الرابع-الغصل السادس
بكن لذلك الكرسى األزلية فوقجميعاالخرين .فألجل ذلك يلزمنا أن نتفحص طبيعة األزلية،
وأآل نغفل فيائ مها ينعتق باإلدارة السليمة للكتيسة.
.٢التجوز اإلشارة إلى وظيفة رئيس كهنة العهد القديم إلثبات سيادة البابوتة
إدا فلنحذد هنا ماهية السؤال :هل كان الزائ لتكانل هيئة الكهنوت الثئبية الصحيحة (كما
يستونها) ،أو لسالمة النظام الكنسي ،أن يسوئ كرسي ما -في الكرامة والسلطان — فوق البقية
بحيث يكون رأسا للجسد كله؟ ارنا لو لرصنا هذه الضرورة على الكنيسة أجمع ،اتما ئخضعها —
على غير ما توصي به كلمة الله — لقوانين ظالمة إلى حد نفرط .لذلك إذ كان خصوئنا ليثبتوا ما
ينعونه ،فعليهم أؤأل أن يبينوا أن هذا التدبير قد أسسه المسيح.
يشيرون في هذه النقطة إلى رائسة كهنوت الناموس ،وكذا إلى كرسى القضاء األعلى الذي
أسسه الله في أورشليم .ولكئ ال يصعب الرذ على ذلك؛ وإن لم ثرضهم صيفة واحدة من الرذ
فثتًا صيغ عديدة له .أؤأل ،ليس ثقة سبب تلزم تطبيق ما كان نافائ ألئة معينة على المسكونة
بأشملها؛ في الواقع إذ دستور أئه واحد؛ سوف يختلف جذا عن دستور العالم كته .فألذ اليهود
كانوا تحاطين من كز جاب بعيدة األوثان ،وضع الله مقر عبادته في النقطة الوسطى لألرض
لكي ال دلهيهم الديانات المتنوعة األخرى ١ .هنالك عين [الله] رئيس كهنه لكي تقجه نحوه أنظار
الجميع لضمان الوحدة بينهم .أتا اآلن ،وقد اقسر الذين الحق إلى جميع أطراف المسكونة ،فتن
ال يستطيع أن يرى السخافة القصوى في أن بحكم رجز واحن الشرق والغرب؟
هذا كما لوكان أحدهم يجادل في أده يتحئم على العالم بأسره أن يسيطز عليه حاكلم واحن ألن
إقليائ واحذا له حاكم واحد .ولكئ هنالك سبياآخر أيائ يوحل أأل تقتد ذلك النظام .ال يجهل
أحد أن رئيستى الكهنة كاذ رمزا للمسيح؛ وبانتقال الكهنوت وجب أيصا انتقال حق الكهنوت
[عب . ] ١٢ : ٧ولكن إلى تئ انتقل؟ واضخ أئه لم تثل إلى البابا (كما يتجاسر هو أن يتفاخر) عندما
يتخن التقب لنفسه ،بل إلى المسيح ،إذ هو -وحذه — يحتفظ لذاته بتلك الوظيفة ،بال خليفه أو
ناب عنه ،وس ثلم ال يتنازل عن ذلك االمتياز ألحد سواه .ألن هذا الكهنوت ال يقوم على التعليم
فقط ،بل على إرضاء الله الذي ائته المسيح بموته ،وفي شفاعته التي يقوم بها اآلن في حضرة أبيه.
كانت الكنيسة في العصور الوسطى تعتقد أن أورشليم تقع في منتصف األرض ،أي في المركز الوسط لألرض كلها ،وهكذا ١
كأنت ئصور في الخرائط.
جون كالثن :أسمرة الذين المسيحي ١ ٠٣٠
إذا ال يوجد ما يبزر أن يقيدونا بهذا المثال كما بناموس أبدى ،عندما نرى أئه كان مجز ن
نموذج مووت.
ليس لديهم ما يوثق رأيهم من العهد الجديد سوى أته قيل لرجل واحد11 :ألتا بطرش ،وطى
طه الطفر؛ آئتي كتيشتي[ ,,مت ]١٨: ١٦؛ وكذا ايا* [بعلرس] أدحيي...؟ ازغ خزافيا٠
[يو:٢١ه.]١
أتا لكي تجت براهينهم على أساس متين ،فيلزمهم أؤأل وقبل كلة شيء أن يبنوا أئه قد ؤهب
لمن أوصتي بأن يطعم قطيع المسيح ،بأن يكون له السلطان على جميع الكنائس ،وأن الربط والحز
اليعني إأل أن ئحكم العالم بأسره.
ولكئ .طرس ،إذ تسئم األمر من الرب ،يوصي كذلك سائر الشيوخ بأن ازعؤا زعية الله
[الكنيسة] [ ١بط ه . ]٢ :من هذا يلزم أن نستشنى أن شيائ لم يمنح لبطريس فوق البقية ،أو أؤ
.طرس تقاسم هع اآلخرين — بالتساوى — الحق الذي تسلمه .لكيال نجادل عبائ ،لبرز شرحا أوصج
لما يعنيه الربط والحز من شقتي المسيح نفسه ،وهو مفقرة الخطايا وإمساكها [يو .]٢٣:٢٠
ويتوصح أسلوب الربط والحز هذا مرارا وتكرارا في الكتاب المقنس برتته .ليس هذا فقط ،بل
إذ بولس يشرحه بأفضل وسيله عندما يقول إذ خذام اإلنجيل مكتفون مصالحة الناس هع الله،
وباالنتقام في الوقت نفسه على كز عصيا؟ — أئ على كز من يرفضون هذه النعمة ،نعمة المصالحة
[٢كوه١٨:؛.]٦:١٠
كم يعوجون تلك النصوص التي تتحذث عن الربط والحل بتغسيرهم المشين (وهو ما أشرمى
الخالف كئه مباشرة .ألن البابا سوف يتخلى -عن طيب خاطر -عن العمل الذي درض على
الرسل؛ هذا األمر الذي ،لكونه مشحوتا بالجهد والمتاعب ،يحرمه ملذاته من دون أن يعود عليه
بأي ربح.
حيث إذ تعليم اإلنجيل يفتح لنا باب السماء ،فإذ كلمة أمغاتيح استعارة مالئمة .مرئ زم
ال يوجد معجاز لربط البشر أو لحلهم إأل عندما يصالح اإليمان البعش مع الله ،بينما يقيد البعفل
عدم إيمانهم بصور؛ أشذ .إذ كان البابا ليطيق ذلك على ذاته ،فاي أعتقد آئه لن يوجد هنالك من
يحسده ،أو من يدخل معه في شجار.
ولكن لائ كانت هذه الخالفة — بما تتطنب من جهي من دون أن تجتني ربحا — ال رشؤ البابا،
ينشأ منها بدايه جدل حول ما وعد المسيح بطرس به .إدني أستنبن من الوعد ذاته اوه لم دقصد منه
ها لهم يحتجون بصخب! ولكئني أسأل :بم يفيدهم ضربهم هذه الصخرة؟ ألئهم سوف
يبتون فقط أته كما ائتيئب الكرازة باإلنجيل لجميع الرسل ،زود جميعهم أيصا بسلطان الرئط
والحز .يقولون إذ المسيح عين بطرس أميرا على الكنيسة كتها لتا وعده بأن يعطيه المفاتيح.
ولكئ ما زغد به واحذا ،ولهيه أيصا — في موضعًاخر ،وفي الوقت عينه — لآلخرينكتهم؛ ووضعه،
إن جاز القول ،في أيديهم [مت ١٨: ١٨؛ يو ي .]٢٣:٢٠إذ كان الحق نفسه الذي اعطي للواحد
وقد ننح للكز ،فمن أى جاب كان .طرس أعبى مرتبه من أقرانه؟ يقولون :يتفوق في أته ننح ما
أعطي له بمشاركة اآلخرين كما بمفرده ،فيما أعطي اآلخرون ما ننحوا بالمشاركة وحدها .ماذا
لو أجيت مع قبريائس وأوغسطينس بأن المسيح لم برد أن يغخز رجأل واحذا على اآلخرين ،بل
أراد أن يوصني الكنيسة بالوحدة؟ فهكذا تكتم قبرياتس :في شخص إنسا؟ واحد ،أعطى الرت
المفاتيح للكز لكي يعير عن وحدة الجميع؛ لقد كان الباقون مثلما كان بطرس :موسخا بنصيب
مساو في كز من الكرامة والسلطة؛ ولكئ البداية كانت من واحد حتى تظهر كنيسة المسيح
ويقول أوغسطينس :إن لم يكئن سر الكنيسة في بطرس لم يكن المسيح ليقود أئها واحدة.
, 071عةا<ح انظر ٧. 126.( :حح 3.1. 212; ٤٢. £ط8£ح) ٧ا أ/حل7ح ٤
للكنيسة .أما إذا كانت في حوزة الكنيسة ،كان بطرس عندما تقبل المفاتيح رمزا للكنيسة كله اال
وفي نعل آخر ،قال :بعدما سئل الجميع ،كان بطرس وحذه الذي أجاب :أنث هو المسيحم ،
فقيل له :فسأعطيك* المفاتيح) ،كما لوكان هو وحده تستم سلطان الربط والحز؛ ولكونه واحذا
قال األولى بالنيابة عن الجميع ،وتقبل األخيرة مع الجميع بحيث تمثلت في شخصه الؤحدة عينها.
ولكئنا ال نقرأ في أي مكا؟ أة ما قاله المسيح لبطرس أدك ئطؤس ،وغلى هذ؛ الضفر؛ أرني
الجسد بمغاصل وربط يتوازر ويقترن ،ينمو نموا من الله [قارن اف ١٦:٤؛ كو ( . ] ١٩: ٢يقولون)
هوقبل اآلخرين ،ألته مخصوص بهذا االسم .إئني بالطبع أنسب هذا الشرف إلى بطرس بكز رصا
وطيب خاطر ،وأضعه في قائمة األوائل في بناء الكنيسة؛ بل (إذا أرادوا أيثا) أون جميع المؤمنين؛
ولكئني لن أسمخ لهم بأن يستنتجوا من ذلك أن له األؤلبة فوق االخرين .ألده أي استنتاج هذا؟ كما
لو كان بطرس قد تقؤق على اآلخرين في حماسته وائقاد غبرته ،وفي التعليم ،وفي الجرأة؛ لذلك
له سلطان عليهم .كما لو لم نكئ قادرين أن نستنتج بأكثر معقولبة أن أندراوس يسمو على بطرس
في الرتبة ،ألئه سبقه من حيث الزمن وأتى به إلى المسيح [يو ٤٢ ،٤٠:١؛! ولكئني أتجاوز هذا.
فلبشلم بطرس على اآلخرين؛ لكئ شرف المرتبة يختلف اختالائ عظيائ عن السلطة .إتنا نرى أن
الرسل قد ستموا عموائ بتمؤز بطرس من حيث الكرامة ،وقدموه على ذواتهم ليعن الجمهور؛ وإذ
جاز الحديث ،أن يقود في المناقشة والتصح والتحذير [اع ١٤:٢وما يليه؛ ٨: ٤وما يليه؛ ه٧:١
وما يليه؛؛ ولكئنا ال نقرأ شيائ عن السلطان.
. 5 )135. 1762 £.٠ 1478. 1973 £.; ٥.اآ ;5 608^11. 12كد ,جاالخ8ل٦جآل٨ انظر٧11. 282, 78. : ه
8610718 38. 1349(.ط(ل2 )١1
١٠٣٣ الكتاب الرابع -.الفصل السادس
.٦األساس الواحد
وحده .الن نللث الحماهات التي حاولوا ان يخدعوا بها هي البدء ال وستحق الدثر ،هضار عن
التفنيد :أن الكنيسة تأسست على يطرس ألره قد قيل ،على هذه الصخرة ...إلخ .ومع ذلك
يقولون إذ بعض اآلباء فشروا تلك المقولة كذلك .ولكن لتا كان الكتاب المقدس كته يصرخ عالكا
ضد ذلك التفسير ،فلماذا يدعون سلطه أعلى من سلطة الله؟ في الواقع ،لماذا نحن نجادل في معنى
هذه الكلمات كما لو كانت غامضة أو مبهمة فيما ال يمكن أن رقال ما هو أوضح وما هو مؤغد؟
اعترف بطرس عن نفسه وباسم إخوته بأن المسيح هو ابن الله [مت .]١٦:١٦وعلى هذه الصخرة
[صخرة هذا االعتراف؛ يبني المسيح كنيسته .الره ال يوجد سوى أساس واحل ،كما يقول .رولس،
يمكن أن يوضع غيره [ ١كو . ] ١١: ٣ولست هنا أتختى عن سلطة اآلباء وكأن شهاداتهم ال تؤددني
إذا رغبت في أن أقتبس منهم ألبرهن على ما أقول .بل ،كما قلك ،لسك أريد أن أرهق قرائي بال
داع .رالجدل حول أمر جلى كهذا ،وال سؤما أئه قد عولح وشرح بدأب والتزام كابين منذ زض
مح ط ه مح مح
بعيد. ،رواسطة مناصرينا.
على الرغم من ذلك ،ال يستطيع أحذ فعأل أن يعالج المسألة على نحو أفضل من الكتاب
المقدس نفسه ،إذا جمعنا معا كز النصوص التي تعتم عن الوظيفة والسلطة اللثين كانتا لبطرس
بين الرسل ،وعن كيفؤة سلوكه ،وعن كيفؤة قبوله أيصا بواسطتهم .افحض كز ما قاله الكتاب عنه:
ال تجذ إأل أته كان واحذا من االثني عشر ،متساورا مع الباقين ،رفيعا لهم وليس سؤذا عليهم .إئه
في الحقيقة يرجئ إلى مشورة مجمع أي ما كان ليفعل ،وينصح بما اقتضت الحاجه أن يعتل به.
ولكئه في الوقت عينه يصفي إلى اآلخرين ،وال يذغهم يعبرون عنآرائهم فقط ،بل يترك لهم القرار؛
وعندما يقررون يتبع ويطيع [اع ه : ١ه . ] ١٢ -عندما يكتب إلى الرعاة ،ال يأئرهم بسلطه كما لو
كان مترئشا عليهم ،بل يجعلهم زمالءه ويحقهم برئه ولطب ،كما هي العادة بين األنداد [ ١بط ه١ :
وما يليه] .وعندما قهم .رائه ذهب إلى األمم ،على الرغم من أن التهمة غير مستحثة ،يجاوب ويبرئ
نفسه [اع . ]١٨-٣ :١١ولتا طلب أقرانه منه أن يذهب مع يوحنا إلى السامرة ،لم يرفض
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٠٣٤
[اع . ] ١٤ : ٨وعندما أرسلوه أعلنوا أئهم ال يعتبرونه ذا مرتبه أسمى منهم؛ وبدوره إذ أطاع إرسالهه
التي امر بها وشرع فيها ،يغز بأئه في شركة معهم ،وال سلطه له عليهم.
ولكئ حتى إن لم توجد كز هذه النصوص ،تكفي الرسالة إلى الغالطين ليزيل بسهولة كز
شتن يساورنا .فغي تلك الرسالة ،وفي نحو أصحاحين كامتين ،يجادل بولس في هذا األمر :أته
على قدم المساواة مع بطرس في رسولؤته .من ثلم يستنكر أره أتى لبطرس ،ال ليعلن خضوعه له ،بل
ليشهن له فقط أمام الكز بائفاقهما في التعليم؛ كما لم يطالب بطرس بشي؛ كهذا ،بل أعطاه يمين
الشركة كيما يعمال مائ في كرم الرت؛ ولم تكن النعمة التي ؤئح بها [بولس] للعمل بين األمم
أقز من تلك التي نالها بطرس بين اليهود [غل١٨:١؛ .]٨:٢أخيرا ،حين يذكر أة بطرس أخفق
في التصرف بحسب دعوته ،صخحه ،وأطاغ بطرس توبيخه [غل .]١٤-١١ :٢تكشن جميع
هذه األمور أثه إما أن المساواة سادت بين بولن وبطرس ،أو على األقز لم يكن رمة سلطان أعلى
لبطرس على اآلخرين عتا كان لهم عليه .فاآلن ،كما سبق أن قلت ،يجادل بولس تصريحا في أن
أحذا ال يمكنه أن يضع إائ بطرس أويوحنا في مقنمه أمامه في الرسولية ،ألئهما كانا ينده ال سؤذده.
ولكئ ،إن ستمنا بما ينعونه عن بطرس — أئه كان حعا أمير الرسل ،وأئه فاق الباقين في الكرامة
— ال يوجن مع ذلك ما يدعو إلى بناء قاعد؛ جامعة شاملة من مثالي منفرد ،أو إلى فرض ما حدث
وه هدى الدهور وإلى األبد؛ فهذان يختلفان كز االختالف! لقد تقذم واحد على الرسل إذ كانوا
قليلي العدد .فإن كان رجز واحن يترأس بين اثغى عشر شخصا ،أيلزم أن يعني ذلك أن واحذا ينبغي
أن يضب فوق مائة ألب؟ ال غرابة في أته بين اثني عشر كان واحن فقط يحكم! إذ الطبيعة تحتمل
ذلك ،والتكوين البشري يتطئبه ،وفي كز اجتماع يرأس واحن فينظر الكز إليه رغتا من تساوي
١٠٣٥ الكتاب الرابع — الفصل السادس
باألحرى رئس أعلى واحد على الكز مثلما يلزم على األجزاء الغردقة .ويبرهنون على ذلك -
ما شاء الله — من عالم طيور الكركي وعالم النحل حيث تختار الجماعة دائائ قائذا واحذا لها،
ال كنيرين! إتني فعأل أقبل األمثلة التي تحضرونها ،ولكن هل يجيء النحل من كز أنحاء العالم
النتخاب حاكم واحد؟ كز حاكم يرضى بخلئته .وهكذا الحال بين قطعان الكركي ،فلكز قطيع
حاكمه .إدا مادا يبرهنون من هذًا الحقيقة سوى أن الكنائس المقردة ينبغي أن يكون لها أسقفها
الحاص؟ ثم يتضربون لنا أمثلة سياسته :يقتبسون تلك المقولة لهوميروس :حكم الكثيرين ليسى
حستا ٦،وما كتبه اخرون علمانتون من أقواب) مماثلة في المعنى اعتراونا على الحكم الملكي.
لكن لنفرض ،كما يريد الرومانتون ،أئه من الجتد والمفيد للعالم كته أن تحتضنه دوله ملخه
واحدة — وهذا عيرن السخافة — بل دعونا نسئم بذلك ،فرحنا .ومع ذلك ،فلسث بعد مستعدا أن
أتنازل عن اعتقادي بأن ذلك ال يعني أن يسري الشيء نفسه في حكم الكنيسة .ألن المسيح هو
رأشها الوحيد الذي يلتصق تحت سلطانه أحذنا باآلخر ،بحسب ذلك النظام وتلك الصورة لسياسة
الكنيسة اللتين أرساهما .دهم يشيرون إلى إصابه فادحة للمسيح عندما يريدون أن رجل واحد
يسصب فوق الكنيسة الجامعة ،على رغم أن الكنيسة ال يمكن أن تكون بال رأس .ألن المسيح هو
الرأسأألذيخمجيزالجشدئزخايائ،ؤثثئرائدئؤارنمزذثصل(بحسبءمل،ءلىقياسكز
جزء) ،يحصتز ئئؤ الحشدأ [اف : ٤ه ١٦-١؛ .هل ثرى كيف يدرج [الرسول؛ بال استثناء ،كز
من هو فان في الجسد ،ولكئه يترن كرامة الرأس واسته للمسيح وحده؟ هل ثرى كيف يعيرن ،لكز
عضو مقياسا محددا وعمأل محدودا ،كيما يبقى للمسيح وحده كماز النعمه وكذلك السلطان
األسمى في الحكم؟
كما أتني أعي لجذلهم عندما يطرح أمامهم االعتراض بأن المسيح يدعى -بحن وعلى النحو
الصحيح — الرأس الوحيد ،ألته وحذه يحكلم بسلطته هو وباسمه هو .يقولون :ال يمنع ذلك من
انظر 1. 64 £.( :ال0اغاك 0عل) !*, 111)1)111. 204دآل ٦
جون كالثن :أسس اش المسيحي ١٠٣٦
وجود رئيس خادم تحته ،ليكون نائبه على األرض .ولكئ ال يعيثهم جدلهم هذا ما لم سنوا أؤأل أن
هذه الخدمة رستها المسيح .ألن الرسول يعلم بأن الخدمة منتشرة في جميع األعضاء ،وأن القؤة
تسري من ذلك الرأس السماوي األوحد [ابى .]١٦: ٤وإن أرادوا أن دقال ذلك بأكثر صراحًا:
ألن الكتابى يشهد بأن المسيح هو الرأس ،ويحتفظ بهذا االمتياز له وحده ،ال يجوز أن يحول إلى
آخر أائ كان ،سوى ض كان المسيح ذاته قد عينه .ولكئنا ال نقرأ عن ذلك في أي موضع ،بل يمكن
في الواقع أنئعئدبوفر؛سءذة نصوص [اف ٢٢:١؛ :٤ه١؛ ه٢٣:؛كو ١٨:١؛ ١٠:٢؛.
يرسم بولسى أمامنا عدة مرات صور؛ حيًا للكنيسة .ال ذكر هنالك لرأس بشري منفرد .لكئه
من السهل أن يستنبط المرء مرذ ،وصبه كون ذلك شيائ غرييا بالمقارنة مع ما أسسه المسيح .لقد
حجب عتا حضوره المنظور بصعوده [اع ]٩: ١؛ ولكثه صعد ليمأل الكز [اف .]١٠ : ٤لذا
فالكنيسة ال تزال تمتللن ،وسوف تظز أبدا تمتلك حضوره .ولغا يريد بولسر أن يبين كيف يكشف
[المسيح؛ عن ذاته ،يدعونا للعودة إلى الخدمات التي يستعملها .يقول :إذ الربى حاضر فينا
جميعنا بحسب مقياس النعمة التي سكبها على كز عضو [اف ٧: ٤؛ .وألجل ذلك ا عين البعش
أن يكونوا رسأل ...واخرين رعاة ،وآخرين مبئرين ،واخرين أيثا معتمينا ٠إلخ[ .اف . ] ١١: ٤
لماذا لم يعق بولس إذ المسيح عين واحذا ليكون نائبا عنه فوق الجميع ألن الظروف اقتضت ذلك،
بل أوجبته خصوصا؟ وإن كان ذلك صحيحا ،وجب أآل يسعط ذكره ألي سبب ،من األسباب.
يقول [بولس؛ :إذ المسيح حاضر معنا .كيف؟ بخدمة الناس الذين عينهم ألدارة الكنيسة .ولم
ليش ،باألحرى ،من خالل الرأس الخادم الذي ائتمنه على هذه الوظائف؟ يذكر بولس الوحدة،
ولكئ في الله وفي اإليمان بالمسيح .أثا للبشر فلم يعين سوى الخدمة المشتركة ،وأسلويا معيثا
لكز من الوظائف .لماذا ،في توصيته بالوحدة بعن أن يقال حشن واحن ،ؤروخ واحن ...زلجا؛
ذعؤتكم الواحد .زب ،واحن ،إيقان واحن ،ئئوئدئه واحن؛ [اف -٤ : ٤ه؛ ،لم رضف مباشر؛
اوبابا واحن ذو سلطة شاملة وجامعة يحافظ بها على وحد؛ الكنيسة ؛ إذ لم يكن كمه أن تقال ما هو
أنسبى من ذلك إن كاذ في الواقع صحيحا؟ ليكئ هذا النش [من أفسس؛ موضغ تأمل ،دؤوب .ال
شلئ أن قصد بولس العميق هنا كان أن يصؤر نظام اإلدارة الروحية المقدسة للكنيسة ،الذي سمتي
الهرمية ليش فقط ال يؤسس لنظام طكتي (1٠ة011اع) بين الخذام ،بل يين أئه
.
** من بعده النظام
**
ال وجود بينهم لنظام كهذا .ال شك في أن بولسى قتد أن يعبر عن أسلوب الترابط الذي يتصل به
١٠٣٧ الكتاب الراع -الفصل السادس
المؤمنون معا بالمسيح ،الرأس .فهو ال يذكر هنا رأسا للخذام ،بل يعين وظائف محذدة لكز ،عضو
[اف ١٦ : ٤؛ ،بحسب مقياس النعمة المعطاة لكز [اف ٧: ٤؛ .كما ال يوجد ما يبرر لمعارضينا أن
يتفدغوا بحذق ،بمقارنة هيكليات أرضية بأخرى سماوتة؛ ألئه ليس من األمان أن يتكؤن أحدهم
الحكمة بما يتجاوز حدوده في ما يتعئق بالسماويات ،كما ال يجوز في تنظيم األرضيات أن نئبع
ذم ط ا مخالعا لذاك الذي زسمه الردت نفسه في كلمته.
(اإلقرار بأن بطرس كان أسقائ في روما ،ال يؤشس لروما أولية مؤبدة)١٣- ١١ ،
اآلن ،لنفرض أدني قد أتنازل لهم عن نقطه أخرى ،لن يمكنهم رخها من أناس في صواب
رشدهم :وهي أن أولية الكنيسة كانت قد تأسست في بطرس بحيث تبقى دائائ في خالفة ال
تنقطع .ومع ذلك كيف يبرهنون على أن كرسيه قد تأشس في روما ،على نحو تظز مفه الخالفة
حتى أن مرذ ،يأتي بعده ليحتز كرسي أسقفية المدينة يصبح رئيسا على كز أرجاء المسكونة؟ بأي
ص يقيدون هذه الكرامة بمكا؟ محند لو لم تكئ قد وهبت بدون ذكر لمكان؟ يقولون سكن
بطرس روما ومات فيها .وماذا فعل المسيح نفشه؟ ألم يمارس المسيح أسقفيته على أورشليم،
ويكفل بموته وظيفة كهنوته؟ لم يقدر راعي الرعاة العظيم ،األسقف السرمدي ،رأس الكنيسة،
أن يستحصل على كرامه لمكاؤ؛ فهل يمكن لبطرس ،وهو أدنى منه سأدا بمسافة شاسعة ،أن يفعل
ذلك؟ أليست هذه الحماقات أسوأ من العبث الصبيانى؟ [يقولون؛ وسح المسيح بطرس بشرف
األولية؛ جلس بطرس في روما؛ لذلك لضب كرسى البابوبة هناك .إدا وبئ ننطلق هذا المنبق ،كان
الزائ على بني إسرائيل في العدم أن ينضبوا كرسى األولية في الصحراء حيث أذى موسى -معلثهم
ا'ألسمى وأمير األنبياء — خدمئه ،ومات [تث : ٣ ٤ه].
على الرغم من ذلك ،دعونا نتأثل في أناقة منطقهم! يقولون كان لبطرس األولية بين الرسل؛
لذا يحل االمتياز للكنيسة التي) شب فيها كرسيه .ولكن أين كان الكرض األؤل الذي كان له؟
جون كالقن :أس الذين البوئ ١٠٣٨
الذي أحضرة معه إليها .ويشيرون إلى وجود رسالة من البابا مرستوس إلى قساوسة أنطاكية قال
فيها ما يلي :اكان* كرسى بطرس أؤأل عندكم ،ولكئه بعدئذ حؤله إلى هنا بناة على أمر من الرب،
بهذا حصفت لكرسى روما كنيسة أنطاكية التي كانت فيما مضى األولى ٧ .لكن أي وحي هو ذاك
الذي هبط على هذا الرجل الطيب بذلك األمر؟ ألئه إن كانت تلك المسألة لتحشم بواسطه القضاء،
يلزم أن يعطوا جوادا هل يريدون أن يعتبروا هذا االمتياز [حما] شخصيا ،أو ذا صلة بمكاز ثابت،
أو خليثا من هذين؟ فإئه يتحئم أن يكون األمر واحذا من هذه الثالثة .إن قالوا إئه شخصى ،فال
صلة له بالمكان؛ وإن كان ثابائ فقد منح [االمتياز؛ إدا مر؛ وإلى األبد لذلك المكان ،وال يئزع من
ذلك المكان إلمنا بسبب موت الشخص أو رحيله .لذا لم يبق لهم إآل أن يجيبوا بأده خلين؛ عندئذ
لن تكون مسألة اعتبار المكان بهذه البساطة ما لم يطابق الشخطى المكان .فليختاروا ما يريدون،
فإدني سأستنبط — وأبرهن بسهولة — أده يستحيل على روما أن تذعي األولية لنفسها.
لنفرض أة األولية (كما يتوخمون) دقلت من أنطاكية إلى روما .لماذا إذا لم تحتفظ أنطاكية
بالمركز الثاني؟ ألئه إن كانت أزلية روما بنيت على أساس تروس بطرس فيها حتى نهاية حياته،
فألي مدينه تكون المرتبة الثانية سوى تلك التي كان له فيها كرسيه األول؟ كيف حدث أن تغؤقت
االسكندرية على أنطاكية؟ وكيف يليق بكنيسة مجرد تلميذ أن تسمو على كرسى بطرس؟ إن كان
الشرف يمنح لكز كنيسة بحسب كرامة مؤسسها ،فماذا نقول أيصا عن سائر الكنائدن؟ يسمى
بولس ثالثة تالميذ يبدو أئهم كانوا أعمدًا :يعقوب وبطرس ويوحنا [غل ٩ : ٢؛؛ فإن كانت األولية
تعينت لكرسى روما تكريائ لبطرس ،أال تستحق كنيستا أفسس وأورشليم أن تحتال المكانثين
الثانية والثالثة حيث تراس يوحنا ويعقوب؟ مع ذلك احتلت أورشليم القديمة المركز األخير ،ولم
تستبغ أفسس أن قفيك ولو بالزاوية األخيرة .كما أغبلت الكنائس األخرى التي أسس بعضها
بولس ،وتراس على غيرها رسآلخرون .نال كرسى مرقس االمتياز وهو الذي كان مجرد تلميذ.
ليعترفوا إدا إائ أن الترتيب كان منافيا للعقل والمنعلق ،أوأن يستموا لنا بأكه ليش مبدًا ثابائ وغير قابلي
للتغيير أن يكون لكز كنيسة درجة الشرف نفسها التي لمؤسسها.
(إقامة بطرس في روما غير تثبتة ،بينما إقامة بولس ال شاق فيها)
ومع ذلك ،لسث أرى كيف تكون لروايتهم عن رثاسه بطرس على كنيسة روما أي مصداقية.
ض المويد أن ما وزد في يوسيبيوس -أئه ترأس هنالك مدى خمسة وعشرين عاائ -يمكن
دحضه بسهولة .ألئه يتبين من األصحاحين األول والثاني من رسالة غالطية ،أئه [أي بطرس]
ظل في أورشليم قرابة عشرين سنة بعد موت المسيح [غل ١٨ :١؛ ١:٢وما يليه] ،ثم ذهب
إلى أنطاكية [غل ]١١:٢حيث حز زمائ غير محدد .يذكر غريغوريوس أله أقام هنالك سيع
سنوات ،ونكر يوسيبيوس خمشا وءشرين ٨.ولكئ الفترة ما بين موت المسيح ونهاية حكم نيرون
(الذي يفيدون بأئه — أي بطرس -تجل في أثنائها) لم تتجاوز سبعة وثالثين عاائ .كما أن الرت
تألم تحت تيباريوس في السنة الثامنة عشرة من حكمه .فإذا نلزحث عشرين سنة أقام بطرس في
خاللها بأورشليم ،بحسب شهادة بولسى ،يبقى سبغ عشرة سنة على األكثر ،وهذه ال بذ أن تقتسمها
أسقفيتان .فإن كان قد مكث طويأل في أنطاكية ،أمست أسقفيته في روما قصيرة المدى .ويمكن
بيان ذلك بعن على نحو أوضح :كتب بولس رسالته إلى أهل رومية وهو في طريقه إلى
أورشليم [رو ه:١ه ]٢حيث القي عليه القبض واخذ إلى روما .لذلك كان من المرجح أن رسالته
هذه كتبت قبل أربعة أعوا؛ من مجيئه إلى روما .وحتى ذلك الحين لم يكن هنالك دكر لبطرس،
على الرغم من استحالة أن يفعل ذلك لو كان بطرس مترئشا تلك الكنيسة! وأخيرا ،عندما يسرد
[بولس] قائمة طويلة بأسماء األتقياء الذين يرسل إليهم تحياته ويذكر فيها جميغ تن عرفهم
[رو ١٦—٣ :١٦؛ ،ظز مع كز ذلك صامائ تماائ عن بطرس .ال حاجة هنا إلى برها؟ أطون أو
أكثر حذوا بين العقالء؛ ألن األمر نفسه ونقاش الرسالة بكتيته يصرخان عاليا بأئه لم يكن من الالئق
إطالقا أن يهقل دكر بطرس لو كاذ عندئذ في روما.
احضر بولش الحثا إلى روما أسيرا [اع .] ١٦: ٢٨يقول لوقا إذ األخوة خرجوا الستقبال
بولس [اع : ٢٨ه .] ١ولم يقن شيائ عن بطرس .من هنالك كتب بولس إلى كنائس كثيرة .كما
1,ال0٢جع0٢ 77. 899; ٤٢.لآلل ;0 1, 485ةا0أ8ا(ل £آلسآل) ¥11. 37 انظر٢. :ج٢ 40[ 2 8ع٤٤ج]1 ٨
11.11. 229(.ت
جون كالعرف :أسس الذين السيحئ ١٠٤٠
أته في بعض الرسائل يدؤن التحبات بأسماء البعض؛ ولكن لم ينبس بكلمه واحدة بأة بطرس
كان هناك انذاك .فأسأل :هل يرحح أته كان ليظز صامائ لوكان بطرس هناك؟ بل أكثر من ذلك،
يشتكي بولس -في رسالته إلى أهل فيلبي ،حيث قال إئه لم يكن له من يعتني بعمل الرت بإخالص
كتيموثاوس -أن كز واحد يطلب ما لنفسه [في ٢١-٢٠ :٢؛ .ولتيموثاوس يشكو بكثر مرارة
أة أحذا لم يقف معه في احتجاجه األول ،بل هجره الجميع [ ٢تي ١٦: ٤؛ .أين إذا كان بطرس
عندئذ؟ ألئه إذ قالوا إته كان في روما ،فبأي عار مشين يقهمه بولس بأته كان تارنما لإلنجيل؟ لقد
فمتى؟ كان يتحذث عن المؤمنين ألته يضيف :ال يحسب الرت ذلك عليهم [٢تي ١٦: ٤
وكم من الزمن إذا كان بطرس يعتلي ذلك الكرسي؟ يقول أحدهم :يثغق رأي الكثاب في أئه تراس
على الكنيسة حتى مويه .أجيب :ال يثغق الكثاب على تن حتفه :البعض يقولون لينوس ،وآخرون
أقليمنضس ،ويسردون روايات ال بعقل عن جدبة تيب بين بطرس وسيمون الساحر؟ .ويقر
اإلشارة إلى سيمون الساحر (اع :٨ه )٢٤-خاطئة .المقصد هو سيمون من بلدة غيتا (عأأا ،)6الذي صار شخصية ٩
أسطورية ؤري عنه أقه تجادل هع بطرس وعمل عجائب مشرة وعلم تعاليم غنوصية غير معقولة.
انظر 12. 156( :ح !7ءأ ;ع 33. 145ط. 21 )1ا٧تأل ؟٢،عا! 0,عاخ8ل٦جآلخ ١٠
١٠٤١ الكتاب الرابع -الفصل السادس
لنتأتنل االن الكنيسة القديمة ،لنبين أن معارضينا يتباهون بدعمها أكثر من تمسكهم بكلمة الله.
لذا عندما يتبهرجون بمبدئهم البديهى بأن وحد؛ الكنيسة ال يمكن أن بصان ما لم يكن لها رئيس
عال واحن على األرض يطيعه جميع األعضاء ،وأن الرت وهب تلك األولية لبطرس وبعدئذ شاء لها
أن تبقى إلى أبد االبدين لكرسى روما بأحقية الخالفة؛ يعلنون أن مزاولة هذا المبدأ استمزت منذ
البدء وعلى الدوام .أتا ألدهم يشوهون الكثير من الشواهد بمكر ،فأريد أن أقول هذا :لسال أنكر
أن الكائب القدامى في كز مكا؟ يكرمون كنيسة روما ويتحدثون عنها بوافر االحترام .ثئة ثالثة
أسباب لذلك.
. ١كان الرأي القائل باها تأسست بخدمة بطرس (والذي كان قد انتشر بطريقه أو بأخرى
على نطاى واسع) ذا أهمية عظمى الكتساب قبولها وسلطتها؛ لذلك شتيت في الغرب
بقصد التكريم الكرسي الرسولى .
.٢لتا كانت روما عندئذ عاصمة اإلمبراطورية ،ربما كان الرجال فيها أقنز في العقيدة،
والغطنة ،والمهارة واثساع الخبرة ،من غيرهم في أي مكا؟آخر .احذن هذه الحقيقة
بعين االعتبار ،كيال يحط من شهرة المدينة أو من مواهب الله السامية.
.٣إلى جانب ذلك ،ثتة سبت ثالث :فيما كانت كنائس الشرق واليونان وكنائس أفريقيا،
ئنئصها خالفات وانشقاقات عديدة ،كانت روما أهدأ منها وأقز اضطرابا .لذا حدث أن
أساقفة أتقياء وقذيسين متن حلعوا من كراسيهم ،علب أن يتخذوا ألنفسهم روما ملجًا
لهم .ولتا كان الغربيون أقز نباهة وأبطأ بداهه من االسيويين واألفارقة ،باتوا أيائ لهذا
السبب عينه أقز انجذابا إلى ما هو جديد .كما لتا كانت كنيسة روما أقز اضطرابا من
الكنائس األخرى في تلك األزمنة المتعلعلة ،وأكثر تمتكا بالتعليم الذي سلمته وه
عن كز البقية ،أضفى ذلك عليها مزينا هائأل من سلطتها ،كما سنشرح الحعا بطريقه
مباشرة .لهذه األسباب الثالثة أقول إده كان بنظر إلى روما باعتبار غير طفيف ،وكانت
دزكى ،مكانها بشهاداب مرموقة كثيرة من يبل الكائب األقدمين.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٠٤٢
أائ عندما يريد معارضونا أن يعزوا األولية إلى روما على هذا األساس ،وأن يونحوها بالسلطة
العليا فوق الكنائس األخرى ،وهم ينحدرون إلى خطا جسيم ،كما قلت .ولكي ابئن هذا بمزيد من
الوضوح ،سوف اظهر أؤأل ما كفكر الكائب القدامى فيه حول هذه الوحدة التي كانوا يستحإًاوذها
بقوة .فبعد أن يسرد هيرونيمس العديد من األمثلة للؤحدة ،يأتي أخيرا إلى موضوع الهرمية في
الكنيسة .يخبرنا أن لكز كنيسة أسقفها ورئيس قساوستها ورئيس شمامستها ،وأن كز تنظيم كنسئ
يعتمد على حكامه ١١ .هنا يتحدث قسيس (شيخ؛ رومانى؛ إله يوصي بالوحدة في نظام الكنيسة.
لماذا ال يذكر أة رأسا واحذا هو الرباط — إن جاز الحديث -الذي يوحد جميع الكنائس مائ؟ لم
يكن ممكائ لقوني آخر أن يود الجدل الحالئ على نحوأفضل .كما لم ئكئ ممكائ أن تقال إئه أغفل
هذه النقطة بسبب النسيان ،ألده لم يكن ليريد أن يستخدم سبيا عن أكثر رصا إذ كانت الحقائق
تسمح بذلك .لذا رأى -بدون ريبة -أن األساس الحقيقي للوحدة كاذ ما وصفه قبريادس بأجمل
تعبير في هذه الكلمات :األسقفية واحدة ،فهي اكز يشارن في جز؛ منه كز أسقف .والكنيسًا
واحدة ،تمتن أطرافها إلى أقصى التخوم والحدود ،وتنتشر فتصبح جمهر؛ ضخمًا بمفعول
إثمارها .فكما أن هنالك أشعه كثير؛ للشمس ،ولكئ نور واحد؛ فروعا كثيرة لشجرة ،ولكل
ساوا قودا واحدا متجنر في أصلها المتين؛ وإذ من ينبوع واحد تفيض عدة جداول على الرغم من
ظهور أة األكثرية تنهمر وتتدئق من وفرة غمرها ،ظلن عند مساقطها واحد؛ ال تتجزأ ...كذلك
من هذا ترى أته يجعل األسقفية الجامعة ئلكا حصرائ للمسيح الذي يحتضن الكنيسة كلها لذاته.
يقول (قبرياثس؛ إذ أجزاء هذا الكز يشئتها جميع من يؤذون وظيفة أسقف تحت رائسة المسيح
وحده ١٢ .أيئ أؤلئة كرسى روما ،إن كانت األسقفئة التي ال تتمرق تكمن في قذى المسيح وحذه،
وإذ كان كز أسقب يشغل جزءه منها؟ قصدنا بهذه االقتباسات أن نفيد القراء بأن ذلك المبدأ الذي
يستم الرومانيون عامًا به ،ويعتبرونه مقبوأل ومعترائ به بدون شلن من الجميع -مبدأ وحدة الترتيب
الهرمى للكهنوت تحت سلطة رأس أرضفي — كان حعا غير مسموع به إطالوا لدى اآلباء األقدمين.
؟€٢،حمبرعك 0116, انظر 56. 133,1٢. 141^ 2 861.111. 249(. :ا15 )0 ١١
, 071عةا<ح ^1(711 انظر 3.1.212,214; ٥٢.٧. 125-128(. :ا8£ح) 111, ٧, ¥1 ١٢
الغ٠صالالئع
أصل بابوية روما ونمزها حنى رفعث ذاتهاإلى حد
من العلؤاختنقت معه حرية الكنيسة واطح كزكح
تي
أما عن بدم أولية الكرسي الروماني ،فال يوجد ما يشير إلى تأسيسه قبل مرسوم المجمع
النيقاوي الذي منح فيه المقام األول بين البطاركة ألسقف روما ،وأمر بأن يرعى كنائس الضواحي
المحيطة بها ١ .ومن المؤغد أته عندما قسم المجمع حدود دوائر الرعاية بينه وبين البطاركة اآلخرين،
لم يقئه رئيسا على الكز ،بل جعله واحدا مئ الرؤساء .كان ثيطوس ونقنطيوس حاضرن بالنيابة
عن يوليوس , ٢هنا أسأل :لو كان يوليوس قد أقر رئيسا للكنيسة ،لماذا أخفض مندوباه إلى الدرجة
الرابعة؟ وهل لزم أن يترأس أثناسيوس هذا المجمع المسكوني الجامع؟ ٣نظهر في مجمع أفسس [ ٤٣١م]
أؤ سلئتيئس (الذي كان وقتئذ بابا روما) اسثخدم حيله ما ليضمئ امتياز كرسيه .ألئه عندما أرسل
وفده [إلى أفسس؛ جعل رديفه كيرتل اإلسكندري (الذي كان سيتراس المجلس على أي حال).
ماذاكان القصد من هذا التعيين ،سوى أن يربط (سلستيئس) اسمه للمقعد األول [أي رائسة المنصة؛؟
ألؤ أعضاء وفده يجلسون في أحد الصفوف السفلى ،ويسألون آراءهم مع الباقين ،ويصوتون في
دورهم .أتا في تلك األثناء ،فيلحق بطريرك اإلسكندرية اسم سلستيلس باسمه هو.وماذا أقول عن
مجمع أفسس الثاني [ ٤٤٩م؛ حيث تراس ديوسقورس بطريرك اإلسكندرية ،كما لو كان حعا له،
جون كالثن :أسس الديرف المسيحى ١٠٤٤
انعقد السينودس ووزع األساقفة المقاعد فيما بينهم ،من المؤكد أن مولدي الكنيسة الرومانية جلسوا
مع اآلخرين تماائ كما لوكانوا في مجمع قانوني مقدس .ومع ذلك لم يطالبوا بالمقام األول ،بل تنازلوا
عنه الخر؛ لم يكونوا ليفعلوا ذلك لو اعتقدوا أنه كان من حثهم أن تكون لهم المكانة األولى .ألة
أساقفة روما لم يستحوا أبدا من رفع احتجاجاتهم حول ما يمس كرامتهم ،ولهذا السبب وحذه لم
يترددوا في إزعاج الكنيسة والتحرش بها ،بإثارة الصراعات الخعلرة؛ أتا ألن الون رأى أته يعتبر من
غير المعقول أن يطالب بالمقاعد األولى لوفده ،فلم تشغ للحصول عليها.
تتغ بعد ذلك مجمع خلقيدونية الذي ،بموافقة االمبراطور ،احتل فيه ممثلو كنيسة روما
المكان األول .ولكئ الون نفشه يعترف بأن ذلك كان أمزا استثنائيا؛ ألئه لائ سعى إلى الحصول
عليه من اإلمبراطور مارسيائس واألمبراطورة بولخيريا لم يجادل في أته حعه المشروع ،بل ينعي
فقط أن األساقفة الشرقيين أهاجوا كز شيء وأساؤوا استخدام القوة بمكرهم .ولهذا لتا كانت
الحاجة إلى رئيس رزين ،ولتا أمسى من غير المالئم ومن غير المرجح أة أولئك الذين كانوا وه
فقط بأن الحاجة توجب تعيين رئيس جديد الن أداء سابقيه بات كا ،بدا واضخا آن هذا لم يحدث
من قبل ،كما يجب أأل يحدث إلى ما ال نهاية ،بل يستثنى حدوثه في وجه الخطر الحاضر .كان
ألسقف روما المكان األؤل في مجمع خلقيدونية؛ ال ألن ذلك الكرسى يخضه ،بل ألن المجمع
كان بحاجه إلى تن يديره بمقدرة ،فيما يتخلى عن الرائسة تن كانت تحق لهم ،ويكون تنازلهم
ما أقوله هنا قد أكد ،ه أحد خلفاء الون بالفعل .عندما أرسل مووديه إلى المجمع الخامس
في القسطنطينية (الذي انعقد بعد زس طويل [ ٥٣هم]) ،لم يتشاخئ فيه على المقعد األول ،بل
سمح فورا لبطريرك القسطنطينية ،مناس ،بأن يترأس .لذا نالحظ أن مجمع قرطاجة الذي حضره
أوغسطينس ،لم يرأسه وفد كرسى روما بل أوريليوس ،رئيس أساقفة تلك الدائرة ،حتى عندما دار
0 1,ل انظر٢. 1417 2 801. :خ؛ )11 54. 951 £., 988, 1005, 921تالتل. 3: 1ا. 1; 0111, 0٧ااا٠٧ل ٤
11. 72,78(.
أحياتا على غطرسته ،وأحياتا أخرى على جهله .ه وندري كيف كانت الكنيسة األفريقية كتها تنظر
الكهنة أو
** إلى هذا األمر ،بعد قبريادس وعلى مثاله .فئئغ مجمع قرطاجة أدا كان أن يدعى أمير
**األسقف األول ،بل أن يدعى أسقف الكرسي األول فقط .ومع ذلك ،إذ كان أحدهم ليفتح
أقدم السجألت ،فلسوف يجد أن أسقف روما كان يقنع بلقب األخ المألوف .من المويد أئه
ما دانت صورة الكنيسة الحقة والنقية ،لم يكل مسموعا إطالائ بكل هذه األلقاب المنتفخة التي
تمادى بها الكرسى الروماني بعدئذ في التعاظم والتعجرف؛ ولم يكن يعرف ما قد يكونه ذلك
األرض أثا لو كان األسقف الرومانى قد تجزأ
.
** األعظم وارس الكنيسة األوحد على
** **الحبر
على أن شحن لذاته لقيا كهذا ،لوجن هنالك رجاز أقوياء سجعان القلوب لقنع حماقته فورا .لم
يكل هيروسئس ،القض الروماني ،غير راغب ،في التباهي بكرامة كنيسته ،بقدر ما كانت تسمح
:بذلك الحقائق واألوضاع في أيامه؛ ومع هذا نرى كيف كان يحجمها لحيز الواقع .يقول :إذا
كانت السلطة هي ما يسعى إليه( ،فغدرك أن) العالم أونع من مدينة .لماذا تقدم لي الغرف الميغ
في مدينه واحدة؟ لماذا ندافع عن ادعاءات حفنه يسيرة من الناس نشأت منهم غطرسة ئخابف
نواميس الكنيسة؟ فأينما كان أسقف؛ سواء في روما ،أو غوييو ،أو القسطنطينية ،أو ريجيو،
له االستحقاق نفسه والكهنوت نفسه (كما لغيره) ،ألن قوة الثراء أووضاعة الفقر ال تصنعان أسقائ
أسمى أو ًاسقائ أدنى ٦.
,الة٢1ولالح ا¥ا ;¥.1اآ;¥.1ا1آ;.1ااا¥آ1
انظر 3.11. 724, :ا8£ح) ¥. 3, 17,25تت. 3; 1ااتآ.1; 1ااا¥ال* 1.1 ه
(ً 777, 817, 821, 826ا 597, 599, 605
.ئ ;ًا 56. 310ط8£ح) . 1, 2ا¥كء دئ الةل انظرً( :ا ٧. 386 ٦
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٠٤٦
لم ينشأ الجدل حول لقب **األسقف المسكونتي** (أو **األسقف الجامع**) حتى ءص٠
وهذا لم يحاوله أحذ قبله .في تلك المشاجرة ،لم يئخذ غريغوريوس موقف من سبب منه حق كان
يمتلكه ،بل احتخ بشن؛ بأة اللقب نفسه كان قبيحا ،ومدتشا في الواقع للمقذسات ،بل منذرا بعدو
المسيح .يقول :الكنيسة كتها تسقط من منزلتها إذا سقط من بدعى جامعا .وفي موضع آخر
يقول :أولبن اثخن أغ لنا وأسقف زميز لثك األسقف األوحد -وبذا يحتقر كق اآلخرين ح فهذا
أئه يقتد ذاك الذي برئيوشركة المالئكة ،حاول التستق إلى قئة التغرد! ٠٠وفي رسالؤ أخرى ومجهها
** يرغب أئ من أسالفي ئ في أن يستخدم
ألفلوجيوس األسكندرى وأنسطاس األنطاكى يقول :لم
هذه الكلمة الدنيوية .ألته من الواضح أته إذا دعي .طريرة واحن جامائ ،ينتزع لقب البطاركة)
من الباقين .لكن ليبق هذا أبعذ ما يكون عن الفكر المسيحي؛ أن أحذا ،كائائ مرى كان ،يرغك في
أن ينعي لنفسه امتيازا يهذد به كرامة إخوته بأقز درجة من التهديد .أن يقتل ،هذا اللقب اآلثم،
ال يعني أقز من أن يدئر األيمان ** .يقول :إئه شي؛ واحد أن نحافظ على وحدة األيمان؛ وآخر أن
ينبغي لنا أن نكيت تبجيز الذات .ولكئني أقولها عن ثقة ،ألن كز من يغذ نفسه أسقائ جامائ ،
أو يرغك في أن يسئى هكذا ،يكون في تبجيله لذاته نذير عدؤ المسيح ،حيث في اختياله يقذم
ذاته على الباقين .وكذا يكتب مز؛ أخرى ألنسطاس األنطاكى :قلث إته لن يكون له سالم معنا
إذلم يصحح كبرياءه حول كلمة خرافية ومتشامخة ابتدعها أزل مرتد .وأيثا (كيما امسك
عن خدش كرامتك) إذا لئب أسقف واحد جامعا تنهار الكنيسة الجامعة عندما يسقط ذلك
الجامع
.
** األسقف
أتا قوله إذ هذا االمتياز ننح لالون في مجمع خلقيدونية فال أساس له من الصحة ،ألئنا ال نجد
شيائ من هذا القبيل في قرارات السينودس .والون نفشه الذي يكدرب المرسوم الذي أير هنالك
(ويصححه) لمصلحة الكرسى القسطنطينتي ،ال يمكل أن يكون غافأل عن هذا البرهان الذي كان
أقوى ما يمكن تصديقه ،لو كان صحيفا أئه فعأل تنازل عتا كان قد اعطي له .وإذ كان في كز
األحوال األخرى رجأل متشوقا إلى التكريم ،لم يكن ممكائ أن يتجاهل طواعيه ما كان من شأنه أن
يصنخ بمديحه .لذا كان غريغوريوس تضتأل إذ اعتقد أن ذلك اللقب كان قد تنح لكرسي روما
بقر ر من المجلس الخلقيدونى .إتني أتذرع بالصبر ،بل امسك عن ذكر كم هو تضحلن وداع
١٠٤٧ الكتاب الرابع -الفصل السابع
؛لى السخرية أده يشهد أن (القرار) ضنز عن سينودس مقذس ،وفي الوقت نفسه يصفه بأده (أي
اللقب)اثم ،قبيح ،دنيوي ،نجس ،متشامخ ،ودنس ،وفي الواقع هو أحذ مكايد إبليس ،يذيعه ئناد
لعدؤ المسيح .ومع ذلك يضيف أن سلائ .له رفضه خشية أن يجلب المهانة على جميع األساقفة،
ويحرمهم كرامتهم المستحئة عندما يمنح شء حصرائ ألسقب واحد .يقول في صآخر :لم يرد
أحذ ط أن يدعى بمثل هذا اللقب ،ولم يقفز أحذ القتناصه خشية أن يحزم جميع األخوة إذا هو
١ذتزع لذاته مجذ التغرد بالرتبة الرائسية٧ .
آتي اآلن إلى االختصاص الذي يجزم الحبر الرومانى بأئه يحتجزه لنفسه من دون جميع
الكنائس بال نزاع .إتني أعلم كم من الخالفات التي نشبت حول ذلك فيما مضى :ال لم يوجن
عصر من العصور لم يسغ فيه كرسى روما أن يتسلط على الكنائس األخرى .وليس في غير محله أن
نتفحص هنا بأي الوسائل توضل تدريجيا إلى مقياس من السلطان وكيف؟ لسك أحدث اآلن عن
السطوة الالمحدودة التي اثخنها لنفسه قبل قليل .سوف نرجئ ذلك إلى موضعه المالئم ٨.أائ هنا
فما يستحق االلتفات إليه هوأن نغذ كيف طؤرت (البابوية) نغشها في فتر؛ مبكرة ،وبأي الوسائل
.اغتصبت بعض الحقوق للتستط على الكنائس األخرى
عندما كانت الكنائس الشرقية منقسمة وثعاني السقاقات اآلريوسية في عصر األمبراطوزين
قسطنطينوس وقسطانمس ابلي قسطنطين األكبر ،جلع عن كرسيه أثناسيوس الغدافع األعظم وقتئذ
عن العقيدة األرثوذكسية .أرغمته تلك الكارثة أن يذهب إلى روما عساه يستطيع -بتغويض من
الكرسي البابوي -أن يقمع ضراوة أعدائه وأن يقؤي األتقياء في محنبهم .استقبله البابا يوليوس
اإلشارات إلى غريغوريوس واالقتباسات منه في الفقرة ٤هنا مأخوذة من عنة مصادر ،منها ما هو من البابا الون األول ٧.
سآل -8 ٧. 37, 39, 41, 44, 45ا€أ 1,ال-ل0ج انظر 11 ]1110 :؛6٢01. 322, 327, 332, 341, 344
.ا 2 801-.ا! 1٢.؛ [ 77, 745, 749, 771, 740, 743ا(0011٧0ل08ل ٢0 ٧. 20, 21, 43, 18, 19,ة 1108. 11
]170,171, 179, 166, 169); ٧11. 24, 30 (883 .77 [33 ,27 .1108 477 ,469 .1 ,سآل
891; 80 2 ؛ ] 110.148[ 77. 1004أآلصآل) 11. 157بدي د) . 156ل 1؛)X11.11. 222, 225 £.كا
00 1,أ ;(!٢آل! 1101111 2 ايح 11-.؛ 54. 993. 998 £., 972, 979ا(ل4آل) 4, 5ا 0؛٥٧. 2; ٠٧. 2; 0.3
801-. .(34 -01 ه 1؛11.1. 75, 76 ٤ل01101111^811
٨.انظر أدناه :الفصل الحادي عشر ،الفقرات -١٠ه١
جون كالثن :أسمرة الدين المسيحي ١٠٤٨
وقتئذ بحفاوة ،فنجح (أثناسيوس) في إقناع األساقفة الغربيين باإلسراع في الدفاع عن قضيته .لذا
لنا كانت حاجة األتقياء إلى المعونة الخارجية -وعندئذ ميز أن مقدرة الكنيسة الرومانية هي
أنسب ما يحتاجون إليه من مساعدة -سئموا-لها بكز ما استطاعوا من سلطة عن طيب خاطر
ولكئ النقطة األهتم كانت أدهم ثفنوا الشركة معها ،إذ اعتبروا من العار أن يبيتوا في انفصال عنها.
بعد ذلك ،أضاف رجاز أشرار وماكرون المزيد من تكريم كنيسة روما؛ ألئهم طلبوا اللجوخ
إليها هردا من أحكا؛ قانونية .فكان كز قسيس أدانه أسقفه ،وكز أسقف أدانه سينودس مقاطعته،
يغز إلى روما ئؤا ليستأنف حكمه .كما تقيل األساقفة الرومانيون تلك االستئنافات بأكثر رهم مائ
كان ينبغي ،حيث بدا ذلك فرصًا استثنائية الستخدام سلطة غير اعتيادية للتدحل في الشؤونآيميائ
ويسارا .وكذلك لائ أدان فالؤيانس أسقف القسطنطينية أوطيخا ،شكا هذا األخير لالون أئه ظلم.
فلم يتواذ الون في أن يتبغى هذه القضية اآلثمة بحماسه مفاجئة وجامحة ،فهاجم فالؤيائس بعنب
وصك افتراءاب بال حصر لتشويه سمعة أبناء بلده؛ وظل كرسى روما على استعداد دائم أن يتدحل.
فاضعلزت هذه الوقاحه أساقفة أفريقيا إلى أن يصدروا مرسوائ بحرمان كز تن يستأيف حكائ
عبر البحر٩.
واآلن لتحر ما كان لروما من حئ وسلطان مهما كان لهذان .تضئنت سلطة الكنيسة هذه
الموضوعات األربعة :رسامة األساقفة ،استدعاء انعقاد المجامع ،سماع االستئنافات أو تأكيد
االختصاص ،اقتراحات التأديب أو التوبيخ.
ى ئ
أمرت جميع المجالس القديمة بأن يرئسم كل من األساقفة بواسطة متروبوليت [مطران؛
دائرته؛ ولم يسمح ألي أسقي رومانى بأن يفعل ذلك إأل في محيط بطريركيته .ولكئ تطؤرت
األمور تدريجيا بحيث سرى العرف أن يذهب جميع أساقفة إيطاليا إلى روما طالبين التكريس ،ما
هكذا نش القانون الثاني عشر من مقررات مجمع ميليذا [قرب قرطاجة] الثاني ( .)۴٤١٦انظر 1٧. 332; :ا8الةتل ٩
,عة1ال-ل6 ;( 187. 633ط(ل11. 11. 6.35 )\1 ع0عة[. 456 ]0اا٧1تت ال0الةن] 1٧ل٢.ج7 2 8ل([١١٢ل١٢ح٢.أ
٧[. 502.تتن
١٠٤٩ الكتاب الرابع -الفصل السابع
ءد٠ا المطاردة الذين لم يقبلوا بأن ينزلوا إلى هذا المستوى الذليل .أما إذا رسم أي متروبوليجت ،أوفد
فآصبح يعتبر إجبارائ ما سبق أن كان إرادائ .مهما كان ذلك ،من الواضح أن الشهادة للشركة
سلطة الرسامة كانت فيما مضى تخض أسقف روما في حدود دائرة .طريركيته فقط ،أي في كنائس
الضواحي فحسب ،كما ورد في أحد قوانين المجمع النيقاوي.
أضيف إلى شعائر الرسامة إرسال رساله سينودسية إذ لم يتبين أن أسقف روما كان أعلى رتبه
من اآلخرين بأي صور؛ من الصور .وجرت العادة أئه حالما تم تكريس البطاركة ،أعلن هؤالء إقرار
إيمانهم في وثيقة وقورة تعقدوا فيها تأييد المجامع المقدسة والمستقيمة الرأي .وهكذا عندما
قدموا حسابا عن إيمانهم ،أعلنوا تبادلهم جميعا االستحسان واإلطراء .لو كان األسقف الروماني
قد تستم هذا األقرار من االخرين ،ال أعطاه ،لكان يخر األسمى بينهم؛ ولكئ كونه اضطر أن
يعطيه لآلخرين كما أن يتستمه ،وبذا يكون خاضائ للعرف السائد ،لهي بالتأكيد إشارة إلى الشركة
الحقيقية معهم ،وليس إلى السيادة عليهم .وتتمثل مزاولة هذه العادة في رسائل غريغوريوس إلى
أنسطاسبس وقرياقص القسطنطينئ وغيرهما من جميع البطاركة مائ١ ٠ .
.٧اإلنذار المتبادل
يتبع ذلك األنذارات والتوبيخات .فكما استخدمها أساقفة روما فيما مضى بوها أيائ
بدورهم كذلك .لقد ورخ إيريناوس قيكتور بشدة ألده بتهور أزعج الكنيسة بجدي خطر حول
أهر تافه .وخضع ؤيكتور بدون احتجاج ١ ١ .كان مثل هذه الحربة مألوا لدى األساقفة القديسين؛
أن يعتمدوا على حق األخوبة بينهم نحو أسقف روما ،منذرين ومؤدبين إباه كتما أخطًا .وهو
بدوره نكر اآلخرين بواجبهم عندما دعت الضرورة ،كما وبخ لهم غلطاتهم .فلتا يحذ قبرياثس
1,الا0ج0ال 801 2 د) 111. 29 انظر). x^^ 11. :ا! £. 186 £.; 11 77. 627; 11. ١٠
ح388,,ال 1110؛0 ١٧0171 31 1110 83010)1 1110 0و311111111 10 ٦؟ 8011)18 )0118131111110 ،،3ال01ج10ت) 01ا3ا 129).
؟٠٦ك80ا٧. x^^ 11. 144); 800 324 .1 ;٧11.5 ;25 .1دس801 2£^1 .11 ;679 .77 ٠££^!) 1 .1
.الا0011٧0؟08ا .]1. 26; ٧11. 4; 1. 25,؛ 77. 479 £., 858 £., 468 £ال[; 1. 38 £., 447, 28; 11
]).ال1٧0ج 11.11. 80 ££. ]٧11. 5 1101ت2 801.
انظر ٧. xx1٧.11 ££.(0(78 9. 949 £.: 11. ^£^£ 2 £.). 801.1. 243 :رزردفخم س/س57٠عس£118061118 , £*1 ١١
جون كالثن :أسس الذين المبي ١٠٥٠
استفانوس على أن ينذر أساقفة غول (فرنسا) ،ال يبني نقاشه على أساس سلطة أعلى أو أشمل بل
على السلطة المشتركة بين األساقفة .إتئي أسأل :إن كان استفانوس عندئذ األسقف المسؤول عن
فرنسا ،ألم يكن لقبرياش أن يقول له :؛؛ألزنهم ،ألئهم تحت سلطتكا٠؟ ولكئه تكلم بنبر؛ تختلف
تماائ .قال :؛تتطلب الشركة األخوقة التي تربطنا مائ أن نحذر وننصح أحدنا اآلخر ١٢٠٠ .كما نرى
بًاي لهجة قاسية أيصا يكيل هذا الرجل الرقيق الخلق عموائ ،اللولم على استفانوس نفسه عندما يظن
أده تعاظم إلى حد ئغرط .لذا ال يظهر في هذا المجال حتى اآلن أن أسقف روما كان موسحا بامتياز
رائسى فوق تن لم يكونوا ضمن دائرته.
,الةضالح ; 3. 11 746, 799, 801 ٤, 805ا8£ح) 1٧. 1, 3, 4, 7, 8أل; 1ا٧11آ1 انظر0٢8 :أ1ح٨٦١١٢] ]1 ١٢
١٠٥١ الكتاب الرابع -الفصل السابع
يكمن النوع الرابع من السلطة في االستئنافات .من الواضح أن السلطة العليا هي لدى من
يطرح االستئنافات لدى كرسى قضائه .كثيرا ما احتكم معظمهم إلى بابا روما؛ كما حاول أيائ
أن يتولى سماغ الحاالت؛ ولكن كان يسفر منه دائائ كتما تجاوز حدوده .لن أتعرض هنا لما
جرى في الشرق 'أو في اليونان؛ لكئه أمسى واضحا أن أساقفة فرنسا قاوموا بشدة عندما بدا لهم
أده يغتصب السلطة عليهم.
داز في أفريقيا جدل مستفيض حول هذا الموضوع؛ ألله بعدما حرم الذين استأنفوا عبر
البحر في مجلس ميليثيس (بقرب قرطاجة) الذي حضره أوغسطيئس ،حاول أسقف روما أن
ينثح الحكم .أوفد وفذا لكي ئظهر كأته كان قد اعطي هذا كامتياز له بواسطة المجمع النيقاوي.
وأحضر الوفن قرارات مجمع نيقيا التي أخذوها من أرشيفات كنيستهم هم .فقاولم األفارقة ذلك
على أساس أن مصداقية أسقف روما تزول عندما يترافع هولقضيته .ومن ثم قالوا إئهم سيستفسرون
من القسطنطينية ومن مدن أخرى في اليونان ،حيث توجد نسخ أقز شبهه .هنالك اكيشف أله لم
ولكل شرا أعظلم وأكثز خزيا حدث عندما أضاف أسقف من قرطاجة رساله مزورة للمجمع،
يجرم فيها ستعه أوريليوس ألله تجاسر فاه بى إطاعة الكرسي الرسولى ،ويلتمس العفومتذلال ومتوسأل
أن يقتل ،إذعاله وخضوع كنيسته .تلكم هي السجألت المزعومة والمدهشة التي أسست عليها
جاللة العرش الروماني .يشهدون زورا كالضبية بأكاذيب كهذه تذعي األقدمية ،في حين يستطيع
األعمى أن يرى زيقها .تقول الرسالة المزورة :ايتحئم أن يوم أوريليوس بالحرمان (األناثيما)
إذ تمرد على المسيح والقذيس بطرس بغطرسته وجسارته الشيطانية وعناده العضال٠أ ماذا عن
أوغسطينس؟ وماذا عن العديد من اآلباء الذين كانوا حاضرين اجتماع المجلس؟ وها هي الحاجة
التي يجترنا على اإلسهاب في تفنيد تلك الكابة الحمقاء التي ال يستطيع حتى الرومانيون أنفسهم
انظر أعأله :الفقرة ه والهامش .٩٥يوبخ البابا الون األول أساقفة مقاطعة ؤين ألنهم لم يتقيدوا أبالعرف القديم أ فى ١٤
xل 54. 630; ٥٠.ا(ل,01. 2 )١1 مسائل االستئناف .انظر£11.1. 9( :د2 80٢.
انظرX1 0311011 ,0٧18 . )1^31181 !٧. 332 £.( :ا ١41؛800011)1 )0)111)1 0 ١٥
جون كالثن :أسس الش الصبحي ١٠٥٢
أن ينظروا إليها إأل ويغمرهم العار؟ وهكذا غراسيانس ،لست أعلم أعن سوء نثة أم سذاجة ،يضيف
فيتوقعون ذلك الشيء الواحد الذي ألجاه ،كما يرى الجميع ،صنع القانون لمنعه؟ ها هو المجمع^
إذ يدين االستئناف عبر البحر ،يحرم بالضبط االحتكام إلى روما! ولكن هكذا يستثني روما هذا
المقشر البارع من القانون الشائع!
أثا لكي نحسم هذا السؤال نهائيا ،نسوف تبين حادثة تاريخية بكز وضوح ما كانت
حدود اختصاص أسقف روما في الحقبة المبكرة .وجه دوناطس األعظم ،األسقف األفريقي من
كازانيغرا ،تهمة إلى سيسليانوس أسقف قرطاجة .اديل المئهم ددون أن ئسمع حالته؛ فإذ كان قد
عرف أن األساقفة ثآمروا عليه ،لم يظهر أمام القضاء .عندئذ أحضرت الدعوى إلى اإلمبراطور
قسطنظين .فلتا كانت رغبته أن دحسم القضية بحكم كنسى ،حول اإلمبراطور سماعها إلى
ملخياديس أسقف روما الذي أضاف قسطنطين إلى جانبه بعض الزمالء من إيطاليا وفرنسا وإسبانيا.
أثا لوكانت جهة االختصاص العادتة لسماع استئناف لحكم كنسى هي كرسي روما ،فلماذا سمح
ملخياديس آلخرين بأن يشتركوا معه بأمر اإلمبراطور بدأل س سلطته المباشرة؟ في الحقيقة ،لماذا
يقوم بالحكم استجابه ألمر االمبراطور بدأل من أن يكون ذلك واجبه الرسمي؟ لكن لنسمع ماذا
حدث بعدئذ .ربح سيسليانوس القضية هناك؛ سقط دوناطس من جراء تصرفه االفترائي؛ عندئذ
يستأنف هذا األخير؛ فيحؤل قسطنطين حكم االستئناف إلى أسقفآرل؛ يراجع هذا األخير قرار
البابا كيفما يبدو السبيل األفضل له .لو كان لكرسي روما السلطان األعلى غير القابل لالستئناف،
لماذا يسمح ملخياديس بأن يجلي على نفسه إهانه مثل هذه ،أي أن يفصل عليه أسقفآرل؟١٧
وأي إمبراطور يفعل ذلك؟ إله قسطنطين الذي يتباهون بأله لم يكرس كز جهده فقط ،بل معظم
موارد إمبراطوريته أيصا إلعالء مقام الكرسي الروماني.
لذا نرى إلى أي حذ كان الحبر الروماني بعيذا عندئذ عن السيادة العليا التي ئعلن أئها ؤهبت له
ض المسيح على جميع الكنائس ،والتي يجزم كذبا بأئه تقتدها على مر جميع العصور بتأييد
الكالم أجمع.
. ١ ١التزوير واالغتصاب
إتئي أعرف كم يوجد من الرسائل والمراسيم والقرارات التي يخفس فيها البابوات كل شيء
لكرسيهم ،ويدعونه ألنفسهم بجرأة .ولكئ جميع الناس أيائ ،حتى قليلو الذكاء والعلم منهم،
يعرفون هذا :أن معظم تلك الوثائق ال نكهة لها ،إلى درجة أئه ال يصعب عند تذوقها معرفة منذ
أول وهلة أي دكان جاءت منه .فأي عاقل واع يمكنه أن يفترض أن التفسير المشهور الثشار إليه
اتقإيطوس فعأل إلى أنقليطوس ،أي أن صفا هو الرأس ؟
يعود* في (رسالة) غراسيانس تحت اسم
ولكي يدافعوا عنكرسيهم ،يسيء الرومانيون اليوم استعمال تفاهات كثيرة من هذا النوع لخداعنا،
كما أقر بأته توجن أيصا رسائز بابويه مبكرة ينعون فيها عظمة كرسيهم بألقاب مفحمة طائنة.
من تلك الرسائل بعض ما كتبه الون .فقد كان هذا الرجل معجيا بالزهو والسيادة إلى حذ مفرط،
بقدر ما كان عالائ مثعائ وبليعا .ولكئ السؤال هو هل صدقت الكنالس عندئذ شهادته حائ عندما
تمادى هكذا في تبجيل ذاته؟ يبدو باألحرى أن الكثيرين امتعضوا من طموحه ،كما قاوموا جبروئه
وتضه الطامع .وذات مزة عثن أسقف تسالونيكي وكيأل له على اليونان واألقاليم المجاورة؛ ومر؛
أخرى جعل أسقفآرل أوغيره مندوبه في فرنسا .وهكذا عثن هزميشداس أسقف اشبيلية نائيا على
إسبانيا :ولكثه لائ كان يعبي تلك التعيينات ،يشترون في كز حاله أن تظز امتيازات المتروبوليمت
كامله وال سنة .أثا الون ذاته فيعلن أة أحد هذه االمتيازات هو أته إذا وجد أي شك في موضوع
ما ،يلزم التشاور أؤأل مع المتروبولي٠ت ١٨.إدا كانت كز تلك االنتدابات تمتح بشرط أآل تتعارون
54. 668, 636, 692, 672, 674; ٤٢.أ, 1 )1اااآ ;٧ .2ات ;٧.17ل ;.9ل ;٧. 1ال 0 1, 111ل انظر2 : ١٨
11.1. 16, 12, 25, 17(.ت٢.ج8
جون كالثن :أسس الت يرق المسيحي ١٠٥٤
مع عمل األسقف في دائرة اختصاصه بأي حال أو ئععلل عمله ،وال أن تأخذ مكان المتروبوليت
في سماع االستئنافات ،أو وظيفة مجلس المقاطعة في التعامل مع الكنائس .فما معنى ذلك سوى
االمتناع عن التدحل في اختصاص اآلخرين ،هع السماح بالتدحل لغش الخالفات في حدود ما
تغيرت النظم القديمة تغيرا كبيرا قبل مستهز عصر غريفوريوس .فكانت اإلمبراطورية قد
تزعزعت وتمزقت ،ونزلت الكوارث المتكررة بغرنسا وإسبانيا ،وأقحلت إلليريقية ،وافبكت
إيطاليا ،وأشرفت أفريقيا على الدمار جزاء نكبات متواصلة .ولكي يبقى اإليمان على األقز سالائ،
أو ال يتالشى كلائ ،في وسط فوضى تلك االضطرابات السياسية ،تحالف جميع األساقفة من كز
جانب على أن يلتصقوا ببابا روما عن كثب .لم ينتج من ذلك االزدياد الملحوظ في مكانة الكرسى
فقط ،بل في سلطته أيصا .ال تهئني جدا أسباب حدوث ذلك؛ فإته من الواضح على األقز أة سلطة
كرسي روما باتت أعظم مائ كانت عليه في عصور مضت .ولكئها غلى الرغم من ذلك ،اختلفت
كثيرا عن كونها سيادة جامحة يستطيع إنسان واحد أن يسيطز بها على اآلخرين كيفما يشاء .فكان
ينغر إلى كرسى روما بقدر من الوقار يمكنه معه أن يخضع بسلطته األشرار ،ويقمع المعاندين الذين
لم يكن ممكائ أن يتقيدوا بحدود واجباتهم بواسطة تهذيب زمالئهم .وهكذا دأب غريغوريوس
على أن يشبن دجد وإخالص بأئه ال يذخر جهنا في االحتفاظ ألقرانه بحقوقهم بأمانة وعدالة مائ
يبذله في اإلبقاء على حقوقه .يقول :اكما أتني ال أجرد أي إنساب) من حثه عندما يئغشه طموحه؛
أرغب في أن أكرم إخوتي في كز شيء .وال توجد في جميع كتاباته عبارة تتفاخر بعظمة أزليته
أكثر من هذه :لست أعرف عن أي أسقب ال يخضع للكرسي الرسولى إذ وحل مخطائ .ولكئه
على عاتقه حق تصحيح مرل يخطوئن؛ وفيما يؤذي كل واحد واجبه يجعل ذاته مساودا للباقين .كما
يثخن هذا على عاتقه كأحد حقوقه :يقبز هذا من يريدون؛ وش لم يعجبهم يحق لهم أن يحتجوا بال
عقوبة ،ومعروف أة ئعظمهم يحتجون .وكذلك يتحذث في هذا السياق عن البطريرك البيزنطي
الذي نقض إدانة أوقعها عليه مجدل إقليمي ،فأبلغ زمالؤه عناذه إلى اإلمبراطور ،فأرشد هذا
األخير غريغوريوش أن يقفي في الدءوى١٩.من هذا ترى ،إذا ،أة غريغوريوس ال يحاول
1,ال0٢جج0٢ ،< 1. 187, 156:11. 60ئه؛ئم £د) 27عال ;111.29; 11. 52 انظر, 77. 627, :الآلآل ١٩
١٠٥٥ الكتاب الرابع-الغصل السابع
بأي صور؛ أن يتجاوز حدود اختصاصه العادي ،وما يفعته لمعونة اآلخرين ،يقوم به عندما
كان هذا ،إذا ،نجمل سلطة أسقف روما ،أن يثخن موقثا ضن المعاندين والجامحين من
األساقفة حيث وحدت الحاجة إلى عالج استثنائي ،وكان ذلك لمساعدة سائر األساقفة وليس
سويق عملهم .لذا لم يتخذ لذاته سلطة فوقآخرين ،فيما كان في مواضع أخرى يخبع ذاته لسلطة
الجميع ،عندما يعترف باستعداده أن يعخحه الجميع ،وأن يخصه الجميع .في رسالؤ أخرى،
يلتمس من أسقف أقوياليا أن يحضر إلى روما ليرافع عن قضيته في خالب عقائدي نشب بينه وبين
آخرين؛ ولكئه لم يطلبه من منطلي سلطته بل بأمر من اإلمبراطور .كما ال يقول بأن يصير األسقف
المكتف القاضي األوحد ،بل ئعد بأن يعقد اجتماعا سينودسائ إلقرار المسألة كتها .فكان االعتدال
في استخدام السلطة ال يزال يرسم حدودا ال يجوز تخثليها ،ويقتضي أآل يعلي أسقف روما نفسه
على الباقين كما ال يقن شأائ عنهم.
أمور الدنيا .يقول في رسالؤ أخرى :ثثئلني األحمال اإلدارية بحيث ال يستطيع ذهني أن يرتقي إلى
السماويات .تتقاذفني لجخ قضايا عديدة؛ وما إذ تهدأ هذه حثى تبتليني عواصف عالم مضطرب
يمكنلث أن تستنبعإلي من هذا ما بحيث أقول :لقد اكثئثني غمر عميق ،وأحاطت بي الزوابع .
كان عنده ليقول لو عاش في عصرنا الحاضر! وإن لم يكن منجزا لوظيفة الراعي وكما ينبغي ،فقد
'كان على الرغم من ذلك يحتتها! لقد أحجم عن اإلدارة المدنية ،وأقر — كاآلخرين — بخضوعه
لإلمبراطور .لم يتدحل في شؤون الكنائس األخرى ما لم تضطره الحاجة .ومع هذا ،إذ ال يمكنه
ببساطه أن يكرس ذاته كلائ لوظيفة األسقف ،يظهر في عين نفسه وكأئه في متاهة.
في ذلك الحين ،كان أسقف القسطنطينية في صراع مع أسقف روما على األولية ،كما ذكرنا
آنائ ٢١ .فبعد أن تثبت العرش في القسطنطينية ،أوجيت مهابة االمبراطورية أن تكون للكنيسة أيثا
مكانة شرب في الدرجة الثانية بعدكنيسة روما .بدايه ،لم يكن هناك بالتاكيدمايبزر منح روما األولية،
سوى أدها كانت عاصمة اإلمبراطورية .وورد في غراسيادس مرسولم تحت اسم البابا لوسيوس يفيد
بأن الغدن التي يترأس فيها المطارنة والبطاركة تحددت بحسب خئة لحكم مدنئ سيق وجودها.
كما أن ثمة مرسوائ آخر مشابؤا لهذا تحت اسم البابا أقليمنضس يقول فيه إذ البطاركة تأسسوا
في تلك المدن التي كان فيها قديائ رؤساء كهنةآلهة الرومان ٢٢.ومع أن هذا األخير كان وهمائ،
إأل أله مًاخود عتا كان صحيحا .الواضح أده لكي يعلل ،من التغيير بقدر الئستطاع ،رسمت تخوم
المقاطعات [الكنسية؛ بحسب الظروف القائمة في أزمنتها ،وغين المطارنة والبطاركة على تلك
المدن التي تفوقت على غيرها في الصيت والقدرة .لذا تقزر في مجمع تورينو أن تصبح الغدن
التي كانت األولى في الحكم المدني لكز مقاطعة ،المدن ذارق األولية للكراسي األسقفية .ألما
إذا حدث أن تحولت أفضلية الحكم المدنى من مدينة إلى أخرى ،انتقل معه حق المتروبويت
من الواحدة إلى األخرى ٢٣.رأى البابا الروماني إتوقنعليوس كرامة مدينته القديمة تتدهور بعد أن
تحؤل عرش اإلمبراطورية إلى القسطنطينية؛ وإذ خسي على كرسيه ،سل قانودا مضادا يقول فيه
إئه ليس من الضروري للكراسي الكنسية في المقاطعات ،أن تنتقل كتما تغيرت العواصم الرسمية
السائد في اإلمبراطورية.
بناء على ذلك .المرسوم القديم ،تقرر في مجمع القسطنطينية األؤل [٣٨١م] أن تكون
ألسقف تلك المدينة امتيازات الشرف بعد بابا روما إذ أصبحت القسطنطينية روما الجديدة٢٥ .
ولكن لقا ضنز مرسولم مشابه في خلقيدونية بعد ذلك المرسوم القسطنطينى بزمن طويل ،احتخ
الون بغضب متقد .لم يئخذ على عاتقه فقط أن يعتبر ما قرره سئمائة أو ما يزيد من األساقفة تافؤا،
بل عابهم بمرار؛ على حرمانهم الكراسي األخرى الشرف الذي تجرأوا على أن يغدقوه على كنيسة
القسطنطينية .أسألكم :ماذا ،عدا الطموح المجرد ،كان يمكن أن يدفع هذا الرجل إلى أن ينعص
العالم بتغاهه كهذه؟ يقول إذ ما رسمه مج٠ع نيقيا زه ينبغي أن يظز منيثا ،كما لوكانت الكنيسة
المسيحية مهددة بالمخاطر إذا وئمت ،إحدى الكنائس على أخرى؛ أو كما لو كان البطاركة قد
النى الحش السليم يملي بانى هدا المرسوم يمخنه ان يلغى مع لعلب االحوال على مز االزمنة .لمادا
لم يعارخه (أي المرسوم) أساقفة الشرق ولهم أهم ئن كان يعنيهم؟ ال شك في أن بروتيريوس كان
حاضرا ،وكانوا قد رئبوا مكانته فوق االسكندرية بدأل من ديوسقورس؛ وكان حاضرا بطاركة
كان لهؤالء أن يحتجوا ،وليس لالون الذي ظزة في مكانه ولم يمشه القرار بشيء .ولكن لقا
ظل الجميع صامتين ،بل لتا وافق الجميع ،كان الروماني هو المعارض الوحيد .من السهل وهم
دافعه :واضغ أئه سبق أن رأى ما كان ليحدث بعد أهد وجيز؛ فبعد خسوف لمعان مجد روما
العتيقة ،تأتي اللحظة التي تتنازع القسطنطينية معها األولية إذ ال ترضى بعد بالمرتبة الثانية .ولكل
الون مع علو احتجاجه لم يغز ،إذ لم يستطع أن يمنع المجمع من تثبيت قراره .ولهذا ،لقا رأى
خلفاؤه هزيمتهم كعوا عن ذلك العناد في هدوء؛ فقبلوا أن يعتبر البطريرك الثاني.
8001^* 168, عغً٢ا8, 7٠اا0)1ا88ئ ٧. 8,111 انظر. 13 )^۶٤ 69.1129; :تل ٢٥
,الةا1ة!!7 2 861.* 11. 121; 86611016 7(; 6٢ال *11. 1. 75(,خ6٢ة6)1ا7٢ل ;. 3 )11187. 124 6ااتآ 1.
1٧. 178(.ت *7 2 861.لي١ل(ل١٢ت *6 )381( 0^11011 111 ٠1181 111. 559; 11.ا(ل1111110حا0118ج؛6*0111 )301111011 0
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١ ٠ ٥٨
.١٦غروريوحاالصوام ،و١قضاعغريغوريوس
بعد قليل ،أطلق يوحنا ،الذي تراس كنيسة القسطنطينية في عهد غريغوريوس ،االدعاء أده كان
البطريرك الجامع .وهنا لم يتردد غريغوريوس في معارضته بحزم وثبات ،دفاعا عن قضية كرسيه
العادلة .كان غرور يوحنا مثل ،جنونه ،ال بطاق :إذ أراد أن تطابق حدود أسقفيته الحدود نفسها الني
لإلمبراطورية .ومع هذا لم يذع غريغوريوس لذاته ما ينكره على غيره :فأبغض بشدة ذلك اللقب
الذي اعتبرهآثائ لعيائ ومقيائ ،بغض النظر عئن سعى إلى ادعائه .حثى في مكازآخر ،نراه غاضبا
منإفلوجيوس أسقف اإلسكندرية الذي كان قد دعاه بهذا اللقب تكريائ له .يقول :انظر هنا ،إدك
بتلقيبلع إتاي بابا جامائ في مقدمة تحية الرسالة التي أرسلتها إلتي ،أردرق أن تكرمني بلئب رفزع
منعت أنا استخدامه .ألتمش من قداستك أأل تفعل هذا من اآلن فصاعدا ،ألن ما يسبغ على آخر أكثر
متا يجوز يكون على حسابه .أتا أنا فال ألخشيه شروا أن أشاهد شرف إخوتي ينعص .ألن كرامتي
هي أن تكون للكنيسة الجامعة كرامتها ،وأن تكون إلخوتي حياتهم وتوئدهم .فأن تدعوني ابابا*
كانت قضية غريغوريوس عادلة ونزيهة حعا؛ أتا يوحنا الذي دعمه اإلمبراطور موريس،
فلم يكن ممكائ له قذ أن يحين عن هدفه .وكذا قرياقص خليفته ،لم يسمح لنفسه وط بأن
يشي عن عزيمته.
(توسيع اختصاص روما من خالل عالقاتها بغوض وبيبان ،وتثبيته بعدئذ فيما سيب أذى
الكذيسة)١٨-١٧،
أخيرا ،تئخ فووس بونيفاقيوس الثالث مالم يشغ إليه غريغوريوس قذ ،أالوهوأن تتراس
روما كز الكنائس( .كان فووس قد حلنى موريس بعد اغتياله ،ولدبدس أدري لماذا كان أكثر
توددا للرومان ،لربما ألئه كان قد دوج هنالك من دون نزاع) .فكان أن انفض الخالف بمنحه
روما الرائسة.
صعر البابا غريغوريوس األؤل بإهانؤ كبيرة عندما ابتدأ يوحنا الصوام ،بطريرك القسطنطينية (سنة ٥٨٨م) يلعب نفسه ٢٦
د البطريرك المسكوني ،مع أن هذا اللقب اسئعمل سابعا فى وثائق إمبراطورية رسمية .انظر المراجع فى الهامش ٩٤أعاذه.
١٠٥٩ الكتاب الرابع — الفصل السابع
أثا هذا المعروف الذي صنعه اإلمبراطور فلم يكن ليفيد كرسي روما إأل بسبب ما حدث
بعد ذلك .ألن اليونان وكزآسيا كانت قد انفصلت بعد فترة يسيرة عن شركتها مع روما .ووقرت
فرشا أسقف روما بإطاعته كما حثنت فقط .أثا بعد ما احتز بيبان العرش أمست المملكة خاضعة
(لروما) .ولتا كان بابا روما قد ساعده في إنجاز مؤامرته التي غنم بها العرش من التبك القانوني
بعد أن طرده ،كافأه بمنح الكرسي البابوي اختصاهر السلطة فوق كنائس فرنسا .وكما هو مألوف
بين اللصوهى أن يتقاسموا الغنيمة المشتركة بينهم ،هكذا ردب أولئك األسياد الحيرون فيما بينهم،
أن يسمح لبيبان بأن يتولى السلطة المدنية والسيادة األرضية بعد أن حلع الملك الحقيقي ،فيما
يصبح زكريا رئيشا على األساقفة أجمعين وأن يتقلد السلطة الروحية فوقهم.
وعلى الرغم من أن هذه السلطة كانت ضعيفة في بادئ األمر (كما يحدث عاد؛ مع
االبتداعات) ،تقؤت فيما بعد بتأييد شارلمان للسبب ذاته تقرييا :كان شارلمان ثديائ لبابا روما ،إذ
اعتلى رتبته اإلمبراطورية بجهود البابا.
واالن ،على الرغم من تدهور أحوال الكنائس في كز مكان ،واضح أن الصورة القديمة
ومنذ ذلك الحين ،تمادى طغيان الكرسي الروماني إذ ساءت األمور من يوم إلى اخر .يعزى
هذا جزئيا إلى جهل األساقفة ،وجزئيا إلى بالدتهم .ألئه فيما كان أحذهم يستحوذ لنفسه كز
شيء ويسارغ أكثر نمكثر لترقية ذاته بالتحابل على القانون والحيد عن الحق ،لم يجتهد اآلخرون
لكبح طموحه بالغيرة الئنتثلزة منهم .وعلى الرغم من أئهم لم يفتقروا إلى الجرأة ،كانوا ختوا من
التعليم السليم والمعرفة بحيث كانوا غيز موغلين قط ألن يحاولوا عمأل هائأل كهذا .من ثم نرى
طبيعة حلق روما والحذ المذهل الذي توصلت إليه في تدنيس كز ما هو مقدس ،وانحالل النظام
الكنسي برئته في عصر برنارد .ها نحن نسمعه يشكو أن روما أصبحت نقطة التقاء الطموحين
والطتاعين ومشتري المناصب والمدلسين ومضاجعي الشريات ومزاوجي األقارب وأمثال كز
عليها ،بموجب السلطة الرسولية؛ ويشكو شريان الغز والخداع والعنف في كز شرايينها .بنا:
على ذلك يعلن أة أسلوب الحكم السائد وقتئذ رحس بغيض وغير الئق بالكنيسة وال بمحكمة
قضاء .يشكو أن الكنيسة مكتثلة برجابًا طموحين ،وال يوجد ض يقشعر بسبب الجرائم المرتكبة
أكثر من لصوص في مغار؛ عندما يتقاسمون غنائم نهبهم من عابري الطريق .يقول :اقليلون* قعيرون
فم المشرع التفاائ؛ أتا الجميع فينظرون إلى يديه .وليس بال سبب! ألن هائين اليذين تفعالن
عمل البابا .ما هذا الشيء ،أن ض يقولون لك حسائ فعلت ،حسائ فعلت يشقرون بما يهب من
الكنائس؟ حياة الفقراء ثزرع في شوارع األثرياء؛ والفضة تبرق في الطين؛ يركض نحوها الناس من
كز جهة ،فيغر بها األقوى من دون األفقر ،بل ربما من يركض بمكثر سرعة .ومع هذا ال تأتي هذه
األخالقية -بل بالحري هذه الغنائية -منك .يا ليتها تنتهي إليك! (ولكئك) في وسط كز هذه
األشياء تؤدي واجباتك الرعوية لحاطا بتنظيم معقد باهظ .إذ تجرأت أقول ليست هذه مراعي
خراف ،بل مراعي شياطين .بالطبع كان بطرس يمارس هذه؛ وبولس جرب حئله فيها أيشا!
ومحكمتك اعتادت أن تستقبل البضائع ،بدأل من أن تعمل على إصالح الناس .وال يربح األشرار
هناك ،بل يسقط الصالحون ا مائ سبق ،يستحيل أن يقرأ إنسان تقى ما كان يحدث ،من دون أن
تفزعه بشاعة إساءة االستئنافات التي يشير إليها .وأخيرا يختم تعليقه على الدهم الجامح الذي كان
الكرسي البابوي يشتهي به ما ليس له ،قائال :إئني (بما تقدم) أرفع صوت الكنائس بالشكوى
التي باتت ده دهم بها بهدوء .ائها في الحقيقة تصرخ إذ كزه وئقكع أوصالها .وال يوجد إآل
القليل — إن وجد هذا — من الكنائس التي تحزنها بل ترعبها تلك الصاعقات القاسية .تسأز ما
هي تلك الصاعقات؟ ببقد رؤساء األديرة من أساقفتهم؛ واألساقفة من رؤسائهم ،إلخ .غريب حقا
إن أمكن أن دلتنس األعذار لذلك! وبهذا السلوك تثبت أدك ممتلئ قوه ،وليس برا .تفعل هذا
ألئك تستطيع ،أائ السؤال فهو هل ينبغي أيخا أن تفعله؟ لقد عيك لكي تحفظ لكز واحد كرامته
ومقامه ،وليس ألن كتهيهما٢٧ .
لقد اخترت هذه األمثلة القليلة من كثير ،لكي يدرك قرائي من جهة إلى أي درجة مروغة
تدهورت حال الكنيسة ،ومن جهة أخرى في أي حزن وأسى أيخا العتي األتقياء من جراء
هذه الكارثة.
. 13; 1٧. 11. 4, 5; 1٧. 1٧. 77; 111.11. 6-12; 111.1٧. 14ل ;٧. 5؛ 1.تسدادء ]<€ا>1دة انظر: ٢٧
182. 732, 740 £., 774 ٤ 780, 761-764, 766(.
١٠٦١ الكتاب الرابع -الفصل السابع
أائ االن ،مع أئنا اليوم نسئم لبابا روما بشمو المقام وباثساع نطاق السلطة اللذين كانا له في
أثناء الحقبة الوسطى (أي في عصر الون وغريغوريوس) ،فماذا يعني هذا اليوم للبابوية؟ لسث
أتحذث عن السيادة األرضية ،أو السلطة المدنية ،إذ سأتناولهما في مكانهما الحعا؛ ٢٨ولكن ما هو
انشابه بين تلك السلطة الروحية التي يتفاخرون بها ،وحالة األزمنة الحاضرة؟ إئهم يعزفون البابا
بأئه ببساطة الرأس األعلى للكنيسة على األرض ،واألسقف الجامع للعالم أجمع .ولكئ البابوات
أنفسهم عندما يتحدثون عن سلطتهم يعلنون بعظم استكبار أن قؤة األمر والنهي تكمن في أيديهم
فيما يبقى لالخرين أن يطيعوا؛ وأن السينودسات اإلقليمية ال نفاذ لها إذا لم يكن البابا حاضزا فيها؛
وأن لهم أنفسهم سلطة رسامة الكهنة على أي كنيسه كانت؛ وأن يستدعوا للمثول أمام كرسيهم من
رسموا على أيدي جهاب أخرى .ثئة ما ال يحصى من مثل هذه األشياء في قائمة غراسيائس ،مائ
ال أكرر ذكره خشية أن يمز قرائي بال داع .ولكئ جميعها يصك في اآلتي :يمتلك البابا الروماني
وحده نطاق السلطة العليا واألشمل لجميع الحاالت ،سواء في البك في العقائد والتعريف بها ،أو
في وضع القوانين ،أو في إقامة التأديب ،أوفي أحكام القضاء.
كما أن سرد االمتيازات التي ينخنونها ألنفسهم ،ويسوئنها تحميات [أي أمورا يحتفظون
بالحق في ممارستها وحدهم؛ ،يطول ويصير ئعدادها ممأل .أتا ما ال يطاق مطلعا فهو أئهم ال
يتركون محجاأل ألي سلطا؟ آخر على وجه البسيطة لضبط شهوتهم أو كبتها عندما يسيغون استخدام
سلطتهم الالمحدودة .يقولون :بسبب أولية الكنيسة الرومانية ،ليس ألحد في الوجود حق مراجعة
أحكام هذا الكرسى .وأيصا :في قضاء (هذا الكرسى) ال يقاضيه أحمد :ال االمبراطور وال الملوك
٩ال الكهنة وال الشعب .ما هذا إأل قمة االستبداد ،أن ينضب رجز واحن ذاته قاضيا على الجميع،
وأأل يخضع ألي قضاء .ولكن ماذا إذا مارس الطفيان على شعب الله ،وإذا بعثنك ويدر وبذد ملكوت
المسيح؛ وإذا وذف بالكنيسة كتها إلى هؤة الفوضى؛ وإذا حول وظيفة الرعاية إلى تئؤب؟ بل مهما
كان تماديه في الشز ،ينكر ويرفض أن يحاسبه أحد .هذه هي كلمات البابا نفسه :شاء الله أن يعبئ
الناش في أمور الناس .ولكئه احتجز أسقف هذا الكرسى لقضائه هو .وأيشا :نحن نقضي في
شؤون الناسوأعمالهم ،أتا أعمالنا فاللهوحده.ا٢٩
إضافات جديدة اخترعت حدا .واألكثر أن حماقتهم توصلت إلى حذ أئهم بثوا مرسوائ تحت
اسم أنسطاس ،بطريرك القسطنطينية ،شهد فيه — كأمر كرسته القوانين الكنسية العتيقة — أن ال شيء
يجوز فعله حتى في أبعد المقاطعات ما لم يسبق أن أحيل على الكرسي البابوي في روما ٣٠ .بغض
النظر عن كون هذا ال أساس له ،ئن سيصنق أن خصائ ومنافشا في الكرامة والفوقية ينطق بمثل هذه
التزكية للكرسي الروماني؟ ولكئه من المناسب والمعقول ألعداء المسيح هؤالء أن يحتلوا على
لهواهم إلى نقطة الجنون والعمى ،بحيث إذ جميع العقالء ما إن يفتحون عيونهم حثى يروا شزانية
هؤالء الرجال .ولكئ الرسائل المرسوة التي جمعها [البابا] غريغوريوس التاسع ،وقوانين [البابا]
أقليمنضس الخامسى ،ومراسيم [البابا؛ مارتينويى ،تزفر بمزيد من نقثات الضراوة واالستبداد التي
تصدر من ملوك البرابرة .ولكئ هذه هي إلهامات الوحي التي اشتهت بابوكهم تثميتها! ومن ثم
نشأت تلك األقوال المأثورة التي تحمل اليوم سلطة الوحي األلهي في كز أرجاء البابوية :أة البابا
معصوم من الخطأ ،وأن البابا أعلى من المجالس ،وأن البابا هو األسقف الجامع األشمل فوق كز
الكنائس ،والرأس األسمى للكنيسة على األرض .إئني أتذرع بالصبر على ذكر غباوات أكثر سخافة
يهذي بها معلموهم الكنسيون في مدارسهم ،ويتملق بها الالهوتيون الرومانيون لضقمهم المعبود،
لن اعاملهم بأقصى ما يمكن من القساوة التي يمكنني أن أستخدمها .يستطيع غيري أن يقتبس
عبارة قبريانس التي قالها تعليائ على هذه الغطرسة الفاحشة في محضر األساقفة في أثناء مجمعهم
الذي تراسه :ال يقول أحد مائ إئه أسقف األساقفة ،كما ال يرغم أحدنا على أن يقمع زمالءه
باألرهاب المستبذ .وبات يعترض على مرسوم سئ الحعا في قرطاجة بالقول :ال يشلم أحذ أمير
المقصود بتلك الرسالة المزورة هو أثناسيوس ،ولكئ كالقن يتبع غراسيانس هنا ويشير إلى أنسحالس .انظر, :الةااة٢ن ٣٠
. 3, 12ال 11.
١٠٦٣ الكتاب الرابع-الغصل السابع
الكهنة أو أول األساقفة ٣١ .ا(وهكذا) انكت (غريغوريوس) فيما بعد على جمع شواهد عديدة من
تلك الوقائع التاريخية ،ومن السجالت السينودسية ومراسيمها المتعددة ،ومن كتابات المؤرخين
القدامى ورائهم ،التي كان من شأنها جميعها أن تحجم البابوات!
سوف أتجاوز هذه كي ال أقسو عليهم كثيرا .ومع ذلك أنتظر أن آسمغ من أحد أنصار كرسي
روما المميزين ،يجيبني بأي بجاحه يتجرأون على الدفاع عن لقب األسقف الجامع الذي ،كما
يعرفون ،حرمه غريغوريوس .فإن كانت شهادة غريغوريوس لتسود ،فإئهم يجعلون من خبرهم
الجامع عدو المسيح.
كما أة لقب رأس (الذي اعبي للبابا) لم يئد مستعمأل .فقد قال غريغوريوس في موضع
آخر :اكان* بطرس العضو الرئيس للجسد؛ وكان يوحنا وأندراوس ويعقوب رؤساء مجموعات
خاصة من الشعب .ولكتى جميع أعضاء الكنيسة يخضعون لرأس واحد .في الحتى أن القديسين قبل
الناموس ،وكذا القديسون تحت الناموس ،والقذيسون في عهد النعمة ،جميفهم يكتمل بهم جسد
الرب ،وكتهم أعضاء فيه .ولم يرغب أحدهم لذاته أن يدعى جامائ .
أن يذعي البابا لنفسه سلطة األمر والنهي ،ال يغسق إأل قليأل مع ما قاله غريغوريوس في موضع
آخر .ألثه عندما قال إفلوجيوس ،أسقف االسكندرية ،إره :أمر بواسطته ،أجابه غريغوربوس
قائأل :أ١حذف ،أرجوك ،هذه الكلمة — كلمة األمر -من مسمعي؛ ألئني أعرف ض أنا وش
أنت :فغي المقام ،أنتم إخوتي؛ ومن حيث األخالق ،أنتم آبائي ٠لذلك لم آمر بل اعتنيت أن أشير
إلى األمور التي تبدومفيدة.ا٣٢
وإذ يبسط أسقف روما نطاق سلطته هكذا بال حدود ،إثما يسبب إصابة فادحة ومروعة؛ ليس
لألساقفة اآلخرين فقط ،بل أيصا للكنائس العديدة .ألثه بهذه الطريقة يشوههم ويمزقهم كيما يبني
كرسيه على أطاللهم.
إئه يستثني نفسه من كز األحكام ويشاء أن يحكم .طغيا؟ واستبداد بحيث يعتبر نزواته ناموسا؛
ومثل ذلك من السلوك غريت وخارج على كل حدود اللياقة.للنظام الكنسى بحيث ال يمكن أن
يحتمل .كما أثه مقيت كز التقب ،وال تنبذه كز أحاسيس التقوى فحسب ،بل البشرية جمعاء.
ولكئ لكيال اسي مضطرا إلى أن أتحرى كز نقطة واالحق كز خطأ على حدة ،ألتمس مرؤ
أخرى مش يرغبون اليوم في أن تعتبروا أفضل أنصار كرسي روما وأكثرهم والة له ،أن يصارحوتي
إن كانوا ال ينتحون أن يدافعوا عن الحالة الراهنة للبابوية .فإئها اليوم تفوق في فسادها عتا كانت
عليه في عصري غريغوريوس وبرنارد بما يربو على مائة مزة ،على الرغم من أئها وقتئذ أمعقت
هذئن القذيشين .تنتر غريغوريوس من انصراف ذهنه إلى درجة تفرطة إلى انشغاالت خارجة
عن نطاق دعوته ،وأئه تحت يناع وظيفته كأسقي عان لينهمك باألمور الدنيوية؛ وأن استعبدته
مهام أرضية جسيمة لم يتنغر أده كان يدي التفادا لمثلها أو لحجمها من قبل لتا كان علمانيا؛ وأن
تنعصه من كز جانب الشؤون الالكنسية ،بحيث ال يستطيع ذهنه أن يتفكر في السماويات؛ وأن
تتقاذفه لجح مثيرة ،وأن تبتليه زوابع حيا؛ مضطربة ،بحيث يقول عن حق :القد غرقت في أعماق
البحار.اا ٣٣صحيح أئه في وسط تلك االنشغاالت الدنيوية أمكنه أن يعتم الشعب بعظاته ،وأن يرشد
ويصحح أفرادا كانوا بحاجه إلى النصح ،ويدير شؤون الكنيسة ،ويقذم المشورة لزمالئه ،وأن
يحئهم على واجبهم .وإلى ذلك كته ،يقي له بعض الوقت للكتابة؛ ومع هذا يتفجع لهذه الئيتة
التي حتت به وبكنيسته ،والتي أغرقته في أعماق المياه .إن كانت اإلدارة في عصره اابحر١اا ،فماذا
يمكن أن نستي بابويه هذه األيام؟ وما وجه الشبه بينهما؟ هنا ال يوجد وعظ ،ال اهتمام بالتهذيب،
ال عير؛ على الكنائس ،ال نشاط للحياة الروحية؛ قصارى الحديث :ال شيء سوى العالم .ومع كز
ذلك ،ئمتذح هذا الهيه كما لو لم يوجد نظام أفضل وترتيب ينعن.
وماذا ينهمر من شكوى برنارد ،وبلم ينطق من أثات ،عندما يطز على رذائل ءصره؟ ٣٤ماذا
لو يشاهد هذا العصر الحديدي ،أو ما هو أسوأ من حديدي إن وجد؟ ما هذا الفسوق؟ ليس أن
ينظر إلى كز ما تثئه جميع القذيسين وأجمعوا على رفضه وكأئه مقدس وإلهي ،بل أن يساء أيائ
استخدام شهاداتهم للدفاع عن البابوية ،وهي ما لم يكن معروقا لهم في زمانهم .ولكئني أقز بأة
فساد كز شيء في عصر برنارد كان جسيتا أيصا ،بحيث لم يكن أقز متا هو في أيامنا نحن .ولكئ
تن يبحثون عتا يدعم حججهم في أثناء تلك العصور الوسطى (أي في زمان غريغوريوس وبرنارد
وأمثالهما) يفتقدون كز حياء .فإئهم يفعلون تماائ ما كان يمتدحه أحذ في أحوال الجمهورية
0٢٧ 1,جج6٢ آل1. 5. 7, 25, 24 )١16 انظر١٧0,1. :أ أ8ة£ 1ن ]1108.ط! ;1. 5 £., 9, 38, 35 ٣٣
;[ 77. 448, 455, 480, 476ال1ع٧اس(ل8ج27; 1. 25, ٢ ٢.1. 75, 77, 85(.ع 2 8ا!
انظر المراجع في الهامش ١١٤أعآله. ٣٤
١ ٠٦٥ الكتاب الرابع-الغصل السابع
)رومانية العتيقة لكي دعين تأسيس ملكتة القياصرة؛ أي أئهم يستعيرون قصائد مديح الحرتة لكي
يزبوا بها طغيانهم.
أخيرا ،إذ كئنا لنسئم بجميع هذه األمور ،ينشأ خالف جديد معهم عندما نقول :اده ال كنيسة
في روما يمكن أن تنوجد فيها مزايا من هذا القبيل؛ عندما نقول إدها تنجرد من أي أسقب يمكنه
أن يستديم امتيازات الرتبة هذه .لنفترض أن كز هذه األمور كانت صحيحة (وقد نجحنا في
إقناعهم بأدها خاطئة) :أن بطرس تعين بأمر كلمة المسيح رأسا على الكنيسة كلها؛ واده اؤدع في
كرسي روما االمتياز الذي وب له؛ وأن ذلك (االمتياز) كرسته الكنيسة القديمة وأيدته المزاولة
الطويلة المدى؛ وأن السلطة العليا ميحت لبابا روما بإجماع كز بسر مدى الدهور؛ وأن يحقكم
إليه في كز حاله وقضية؛ وأئه ال يخضع لخكم أحد .ولنسئم لهم بالمزيد إن شاؤوا .أجيمب بكلمه
واحدة :ليس ألي من هذه األمور أي قيمه ما لم توجن في روما كنيسة أو أسقف .يتحئم عليهم أن
يسئموا لي بهذا :أن ما هو ليس بكنيسه ،يستحيل أن يكون أم الكنائس؛ ون ليس أسقعا ال يمكنه
أن يكون أمير األساقفة .فهل يرغبون إدا في أن يكون لهم كرمني رسولتي في روما؟ دغهم يروني
رسولية شرعية حقيقية .هل يريدون أن يكون لهم الحبر األعظم؟ دغهم يروني أسقائ .ماذا إدا؟ أين
يطهرون لنا ما يقارب الكنيسة سبيا؟ يستونها كنيسة ويرددون اسمها على شفاههم .إذ الكنيسة ال
األسقفية! هي لقب لوطيفه (كنسية) .هنا ال أتحذث عن الشعب،
* دعرف إآل بمعالمها الواضحة؛ و
هو أن يمارس األسرار المقدسة .والثالث هو النصح واإلرشاد ،وكذلك تصحيح من يخطوئن،
وحغظ الشعب تحت التأديب المقدس .ماذا يؤدي (البابا) من هذه الواجبات؟ في الحقيقة ،ماذا
يدعي أئه يفعل؟ فليقولوا إذا كيف يريدون أن يعتبره الناس أسقائ تن ال يقس ،ولو من قبيل التظاهر،
أائ من واجبات هذه الوطيفة ببئضره.
.٢٤الردة
الحال مع األسقف لبست كما هي عليه مع الملك .الملك ،حتى إن لم يؤد واجبه الملكي
على أكمل وجه ،يظن ملكا ،ويحتفظ بلقبه ويجاللته .أثا في تقييم األسقف ،فنأخذ أمز المسيح
يعين االعتبار ،ألئه يتحئم أن يظز دائائ في الكنيسة .فيخز الرومانيون لي هذه الئقدة :إئئي أرفض
أن يكون باباهم رأسا على األساقفة حيث إئه ليس أسقعا .يلزم عليهم أن يبرهنوا على خطأ هذه
النقطة إن كانوا لينتصروا في األولى .ماذا عن كونه ال يمتلك خاصية من خواص األسقف ،بل
باألحرى عكش جميع ما يتصف به األسقف؟ ولكن هنا ،يا رباه ،مرن ،أين أبدأ؟ بعقيدته ألم بأخالقه؟
ماذا أقول وماذا أترك من دون أن أنبش به؟ وأين أتوقف عن القول؟ هذا ما أقوله :حيث العالم
يغمره اليوم تعليلم فاسن وشرير ،وتفعمه ضروب الخرافات ،وتعميه الضالالت ،ويفرق في محيط
عبادة األصنام؛ ال توجد واحدة من هذه أجمع إآل تنبع من الكرسي الروماني ،أو على األقل تتقؤى
نبدو للبعض نفترين ومبابغين في التجريح عندما ندعو البابا الروماني اعدؤ المسيح .ولكئ
ثن يطثون ذلك ال يدركون أئهم يتهمون بولس الرسول باإلفراط إذ إئنا نتحذث مثله ،ال بل نتكتم
١٠٦٧ الكتاب الرابع -الفصل السابع
بكلماربة سقطت من شفتيه .فلئأل يعترض أحدهم بأرنا نعوج بمكرنا عبارته لنطبقها على الحبر
واالنحرافات المذهبية منذ البدء إلى مملكة عدؤ المسيح .وعلى الرغم من ذلك ،عندما ينبئ بولس
بأن ارتدادا سيأتي [ ٢تس ٣: ٢؛ يقصد بهنا التصوير أن عرش الرجس سوف يرتفع عندما تتحكم
الردة في الكنيسة ،رغم أن عددا وافرا من أعضاء الكنيسة في الشتات يثابرون على وحدة اإليمان
الحقيقية .ولكن بولس يضيف أئه (حتى) في زمنه .ندأ عدؤ المسيح يمارس عمله في سز اإلثم
[ ٢تس ]٧ : ٢الذي سوف يمارسه علائ فيما بعد؛ ومن هذا نفهم أن هذه البلوى تنشأ من فعل إنسا؟
واحد ولن تنتهي بفعل إنسا؟ واحد .واآلن يخصص عدو المسيح بهذه العالمة :بأئه يسلب الله
كرامته لكي يثخنها لنفسه [ ٢تس . ] ٤ : ٢ينبغي لنا إدا أن نتابع (هذه العالمة) كالمؤسر الرئيس في
تمييزنا لعدو المسيح ،وخصوصا عندما يقود مثل هذا التشامخ حتى إلى شتات الكنيسة علائ .لذا،
ألئه من الواضح أن الحبر الروماني قد انتحل لذاته بال ورع ما هو لله وحده وخصوصا ما للمسيح،
فلسوف ال نشك قطائ في أئه زعيلم تلك المملكة البغيضة المآلنه شرا ،وحامز رايتها.
اآلن دغ أولئك البابويين يحتجون باألزمنة العتيقة ئبالتنا .كما لو إذا لى كز شيء رأبائ
على عقب ،تبرز كرامة الكرستي حيث ال يوجد كرستي أبدا! يخبرنا يوسيبيوس بأن الله ،لكي ينئن
نقمته نقز الكنيسة التي كانت في أورشليم إلى دأل (ة11حح[ ٣٦.)1على أة] ما نسمع بحدوثه مزة
يمكنه أن يحدث مرارا .لذلك ،أن يقيد امتياز األولية بمكا؟ بحيث ئعئبر عدؤ المسيح اللدود،
والخصم األلت .لإلنجيل ،وأعظم مشرد ومبذد للكنيسة ،وأقسى سثاح لجميع القديسين ،نائبا
للمسيح وخليفة بطرس واألسقف األعلى فوق الكنيسة ،لمجزد أده يحتز الكرسي الذي كان وه
صسد 8,ل٦س8ا£٦ .ئ ;111. ٧. 3 )008 9.1. 196; 10 20. 223 انظر٢. 1. 138(. :ج2 8 ٣٦
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ١٠٦٨
أول الكراسي أجمعين — هذا أمر في منتهى الحماقة والالعقالنية .لن أتكتم عن الغرق الشاسع .ين
محكمة البابا العليا والتنظيم الصحيح في الكنيسة .ولكن هذا األمر وحده يمكن أن يبذد كز شلن
يحوم حول هذه المسألة .ال أحذ ذا عقني سليم يحبس وظيفة أسقف وراء أقفاني وأختام — أو حتى
أدنى من ذلك ،في المقز الرئيس لمتاجرة الخداعات والحيل — عرفت بها األدارة الروحية للبابا!
لذا قال أحدهم عن جدارة :الكنيسة الرومانية التي كانت يوائ مفخرة للناس تحولت إلى محكمة،
وهي الشيء الوحيد الذي يمكن رؤيته اآلن في روما.
لست ألوم هنا نقائص الناس ،بل أين أن البابوية نفسها هي الضن المباخر للنظام الكشي.
واالن ،إن كا لنتحرى رجاآل فعليين ،آلرك الجميع نوعية نؤاب المسيح التي سوف نجدها:
يوليوس والون وأقليمنضس وبولس؛ هؤالء بدون شك سوف يوحدون من أعمدة اإليمان ،ومن
أبرز مفسري العقيدة الذين لم يستوعبوا شيائ عن المسيح سوى ما تعتموه في مدرسة لوسيان٣٧ .
ولكن لماذا أسرد أسماء ثالثة بابوات أو أربعة ،كما لوكان ثغة أئ شك في نوع الديانة التي اعتنقها
البابوات وزمالة الكرادلة منذ أمي بعيد ،وينادون بها اليوم؟ هاك البند األول من ذلك الالهوت
جينا ،فالالهوتيون الرومانيون ال يكعون عن التباهي بأئه بامتياز خاص من المسيح نفسه بني
عليه أئه يستحيل على البابا أن يخطئ مذ قيل لبطرس :لكني طتئت مى أحبك لكئ أل ئثئى
إلغ١دك>اا [لو ٣٢ :٢٢؛ .أسئشبخكم أجيبوني :بم يستفيدون من سخرية عارية بدون حياء سوى
أن يفسحوا المجال للعالم بأسره ،أن يدرن أئهم ابتعدوا إلى أقصى حدود الشر بحيث ال يخافون
الله وال يهابون إنساائ؟
لوسيان السموساطي (القرن الثاني م :).خطيب وثني بليع ،مشهون بهجائه ونقده الالذع ولسانه السليط. ٣٧
١٠٦٩ الكتاب الرابع-الفعل انابع
لكن تعالوا تتخين أن فجور البابوات الذين ذكرتهم كان خبيائ ،ألدهم لم ينشروه علتا إتا
بالوعظ أو بالكتابة ،بل أفثي سره في موائدهم أو مضاجعهم أوعلى األقز خلفى جدرانهم .ولكن
إذ أرادوا لهذا االمتياز أن وثبت صحته (وهو ما يدعونه) ولتمعحوا من قائمة باباواتهم يوحنا الثاني
والعشرين الذي نادى علائ بأة األرواح فانية وتموت مع األجساد حتى يوم القيامة .ولكي دنتبه إلى
أة الكرسي كته وبجميع حاشيته كان قد انهار عندئذ تماثا ،لم يعارنه في جنونه المستحبم أحد
من الكرادلة ،ولكن جامعة باريس أرغمت ملك فرنسا على إجباره أن يرتد عن موقفه .فمنع الملئ
التمادي في الجدال مع خصومي ،حول إقرارهم بأن الكرسى الروماني وباباواته معصومون
إيمانك
** من الخطأ في مسائل األيمان لمجرد أئه قيل لبطرس :ااإني صلين من أجلك لكيال نرل
[لو . ]٣٢ : ٢٢من المؤنمد أنه بهذا النوع القبيح من السقوط ،ارتد يوحنا الثاني والعشرون عن اإليمان
الحقيقي ،وأن في ذلك برهاائ قاطائ لجميع األجيال على أن ليس كز من حتف .طرس في األسقفية
بطرسا .ومع هذا فإة االدعاء هو في حد ذاته صبيايًا ،ال حاجة إلى الرد عليه .ألدهم إن أرادوا أن
ينسبوا إلى خلفاء بطرس كز ما قيل لبطرس ،يتحتم قطعا أن جميعهم شياطين ،إذ قال الرت أيشا
لبطرس :ااائهب عتي نا نئكان! انت معترة لي [مت .]٢٣: ١٦في الحقيقة ،يسهل علينا أن نرد
عليهم بهذا القول ،كما يسهل عليهم توجيههم ادعاءهم اآلحر إلينا.
ال مغزة عندي إلى مبارزتهم بالتظاهر بالبته .لذا أستطرد من حيث عرجن على نقطه سابقة:
فأن يقؤد المسيح والروخ والكنيسة بمكاب) ما لكي يظز كز من يحتئه -ولو كان إبليس ذائه-
ثعقبرا نائك المسيح ورأس الكنيسة ألن [ذلك المكان؛ كان يوائ كرسيا لبطرس؛ أقول إذ هذا
ليس شرانيا وئهيائ للمسيح فقط ،بل أبعد ما يمكن أن يكون عن العقالنية ،وأغرب ما يتطرق إلى
الحش الفطرى! لقد بات بابوات روما باستمرار إائ حتؤا من الدين ،أو ألذ أعدائه .لذا ال يمكن
أن يصبحوا نؤاائ للمسيح لمجرد أدهم جلسوا على الكرسي الذي صار عندهم شبيه صنم يعبدونه،
٢8011, 8^1071 012جن 11غ0ل لمعسك/ه .£.ط.كح 1.ع٢80ج6 انظر!<111, 111. 1205(. : ٣٨
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٠٧٠
وإذ ويع في هيكل الله صؤر لهم كإله [ ٢تس . ] ٤ : ٢واآلن ،إن كانت أخالقهم لثمقخن ،فليجيبو)
بأنفسهم هل كانت لهم صفة ولو واحدة تشابه خصائص األسقف؟ فأؤأل ،أن يعيش الناس حياتهم
في روما على هواهم ،بينما يطز البابوات بمجزد لمحة العين من دون أن ينبسوا بشفة بل يصادقون
على سلوكهم بإيماء؛ صامتة ،فهو عيش ال يجدر باألساقفة؛ ألن من واجبهم أن يكبحوا إباحية
الشعب بتأديب صارم .ولكئني لن أقسو عليهم بالمزيد بحيث أبهمهم بتعذيات بشرية أخرى .أما
ألئهم مع أهل دارهم ،ومعظم زمالة كرادلتهم ،وسائر قطيع إكليزسهم ،قد دغروا أنفسهم للشرور
والنجاسة والقذارة ومختلف صنوف الجرائم واألفعال االثمة ،بحيث يشابهون الوحوش الضارية
أكثر من مشابهة البشر؛ فهم بذلك يكشفون عن أنفسهم على أدهم كل شيء ما عدا أساقفة! إره
من الكريه أن يجتاز المرء في الوحل الش فيما يلزمه أن يظز عفيائ .يبدو لي أئني برهنن على ما
قصدث بما فيه الكفاية :أله وإن كانت روما ذارق يوم رأسا على الكنائس ،ال تستحق اليوم أن تعتبر
أصعر حئضر قدم للكنيسة.
.٣٠الكرادلة
أائ عن الكرادلة (كما يستونهم) ،فال أدري من أين صاروا بغًا بهذا الحجم المروع .في
عصر غريغوريوس منح هذا اللقب لألساقفة وحدهم؛ ألله حيثما ينكرهم غريغوريوس ،ال يعينهم
للكنيسة الرومانية فقط ،بل لسائر الكنائس أيصا .ولهذا ،إيجازا ،لم يكن كارديناال سوى أسقف٣٩ .
لست أجر لقب الكاردينال في كتابات العصور المبكرة .ومع هذا لم أجن سوى ألهم كانوا
أدنى من أساقفة ،فيما يفوقونهم اآلن كثيرا .غرف عن أوغسطينس قوله المأثور :على الرغم من
أن وظيفة األسقف في الترتيب الكهنوتي تفوق وظيفة القش ،أوغسطينس من عنة أوجه أقز شأائ
الصف األخير وحدهم؛ ولم يكن للشمامسة مكان محدد .في الواقع ،لم يكن لهم عمز سوى أن
11. 12, 37; 111. 13, 14؛1. 15, 77, 79دئ 1,ال0٢جج0٢ 1. 16, 97 انظر110, 133, : ٣٩
2 80٢.تسل( 0111ه 5ض ه, 4ة )2خ ;; 531; 533,11016 11; 575; 614 £.ع ج 1] 77. 461,10؛172 ٤
*11.11. 99 ٤٠ 103,111(.
;. 4. 33 )11 33. 290افددئ ,جاال81ااجل٨٦ انظر 12. 418(. :ح34.11. 385; ٤٢. £ ٤٠
انظر3.1181 111. 699(. :لنمآل) (0 )418ج113خ3٢ح؛)01111011 0 ٤١
١٠٧١ الكتاب الرابع -الفصل السابع
يكونوا تحت [إرشاد؛ األسقف في التعليم وخدمة األسرار .أتا اآلن فقد تغير حثلهم بحيث صاروا
أوالد أعمام الملوك واألباطرة .وال شك في أئهم ثتؤا تدريجؤا مع رأسهم حتى حيلوا إلى هذه
الذروة من الكرامة.
حسائ ،لقد قزرث أن أتس هذا الموضوع أيائ بإيجاز ،لكي يدرك قرائي بصور؛ أوضح أة
كرسى روما بما هو عليه اآلن ،يختلن تماائ عن الكرسى القديم ،بحيث يحمي نفسه ويدافع عن
مكانته بموجب امتيازه .ولكن مهما كانوا عليه فيما قبل ،إذ لم يسن لهم اليوم وظيفة حقيقية أو
قانونية في الكنيسة ،تبقى لهم األلوان والقشور :في الواقع ،ما دام كز شيء طاهر مضادا للكنيسة
في عيونهم ،تحئم أن يحدث لهم ما كان يكتبه عنهم غريغوريوس مكررا .يقول :أتحذث والدمع
في عينى ،وأعبئ بأنين :إذ سقط النظام الكهنوتي من الداخل ،يستحيل له أن ينتصت خارجا٤٢ .
واالتم أته تحئم أن يتحقق قول مالخي النبي عنكهنه كهؤالء :اائ ارقتم وجذدم غرة الغريفي زأعرئم
كبيرين دالئردفة .ألشذكتم عهن ألوي ،وال زب البخود .قاتا ...صتنركم محتعرين ؤدبيئ عتت
كل السغب [مال .]٩-٨ : ٢واآلن أترك لجميع األتقياء أن يتأتلوا إلى أي حذ تتشامخ ذروة نظام
روما الهرمى التي ال يتردد الباباوتون في أن يخضعوا لها — بكن إثم وبال خزي -كلمة الله عينها،
الكلمة التي كان من المغروض أن تبقى العليا ،والمقدسة في السماء كذلك على األرض ،لدى
الناس كما للمالئكة.
; 1. 365, 369, 377, 379, 386ءه/ه،وئ, 58, 62, 63; ٧1. 7)1 £ة ٧. 57دهل ,ال0٢جج٠ل6 انظر: ٤٢
اء أ8ع 1سًا 11.11 ]3)1ت٣.ح77. 790, 793, 799; ٥٢.[!] 2 8 ([. 187, 191ال1ع018 0
الفصل الثامن
يلي اآلن القسم الثالث الذي يتعلق بسلطة الكنيسة التي تكمن جزئائ في أيدي األساقفة ،كل
على انفراد ،وجزئيا في المجامع اإلقليمية أو العامة .وأقصر الحدين هنا على السلطة الروحية
التي تتميز بها الكنيسة .وتكمن هذه السلطة إائ في العقيدة ،أو في نطاق السلطان القضائي ،أو في
التشريع .أائ الجانب العقائدي فينقسم جزءين :سلطة إرساء بنود اإليمان ،وسلطة تغسيرها.
وقبل أن نشرع في مناقشة كز من هذين الجزءين ،أوة أن أنيه القراء األتقياء إلى أن يتدروا ما
يعلم به بولس فيما يختطن بسلطة الكنيسة ،وهو أن يؤول كز شيء إلى البنيان ،ال إلى الهذم
[ ٢كو ٨:١٠؛ .]١٠:١٣فتن يستخدمون السلطة على السبيل السوي ال يرتؤون أنفسهم سموى
أتهم خذام المسيح ،وفي الوقت ذاته خذام الشعب في المسيح [ ١كو .]١ : ٤على أن الطريقة
الوحيدة لبنيان الكنيسة هي أن يسعى الخذام أنفسهم أن يحفظوا سلطة المسيح له وحده؛ وليس من
سبيل ،يضمن ذلك سوى أن يرك له وحده ما تسلمه من اآلب ،أال ولهوأن يكون لهو المعلم األسمى
للكنيسة .ألده كتب عنه وحده ما لم بكنك عن سواه :له اسمعوا [مت : ١ ٧ه].
فلتمارس الكنيسة سلطتها بدون اعتراض أوعائق ،ولكن يغز تلك السلطة فى إطار حدودها
ًا ا مح /
الواضحة بحيث ال تتمغط هنا وهنالك بحسب أهواء البشر .لهذا السبب من المفيد أن تتقيد بما
وصفه األنبياء والرسل .ألتنا إن سمحنا للبشر بأن يخذوا لذواتهم من السلطة ما هم مقبوعون على
أخذه ،فواضخ كيف يؤول االنزالق إلى الطفيان ،وهو ما ال ينبغي أن قلحق بكنيسة المسيح.
١٠٧٣ الكتاب الرابع -الفصل الثامن
لذا ،يلزمنا هنا أن نتنتمر أن أي قدر من السلطة والكرامة ميز به الروح القدس الكهنة أو األنبياء
أو الرسل أو خلفاء الرسل ،لم يعط بكليته لألشخاص أنفسهم بل للخدمة التي غينوا لها؛ أو (بكثر
إيجاز) للكلمة التي وكلت ،خدمتها لهم .ألئنا إذا فحصناهم جميعا بالترتيب ،فسوف ال نجد أدهم
كانوا قد وسحوا بأي سلطه ليعتموا أو ليجيبوا ،إأل باسم الرت وكلمته .فحيثما دعوا لوظيفتهم،
امروا في الوقت عينه بأأل يأتوا بشيء من عندهم ،بل ليتكتموا بغم الرب .ولم يكئ هو يأتي بهم
يشغ لهم من الناس قبل أن عتمهم هو ما يتكتمون :فلم يكونوا ليتكتموا إأل بكلمته.
كان موسى نفسه ،وهو أمير جميع األنبياء ،ليسشغ له فوق كز الباقين؛ ولكئه سبق أن تلثى
تعليماته ،ولم يكن له أن يعلئ شيقا قط سوى ما كان من فم الرب [خر ٤ :٣وما يليه؛ .لذا عندما
فم الرب ممنوغا من اختراع أي شيء من عنده؟ ماذا يعني أن يأتي أحذ بكلمؤ من فم الرب؟ أن
يتكتم أحذ هكذا يعني أئه يعتز بثقؤ بأن الكلمة التي يجيء بها ليست من صنعه بل من عند الرب.
يعير إرميا عن الفكرة نفسها هكذا| :االذبئ ائذي تفه حلم ولتعطل حلائ ،ؤائذي تفة كلمتي كئتكلم
بكلمتي بالحقاا [ار ٢٨: ٢٣؛ .إئه يرسي القاعدة لجميع األنبياء .إلى ذلك ،تكشف هذه القاعدة
عن أئه غير مسموح لنبي بأن يعتم بأكثر مائ أمره به الله ،بدليل أئه يعئب بأن ما ليس من فم الله
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٠٧٤
فهو ااسناا [ار .]٢٨: ٢٣ولذلك لم يفتح أحد األنبياء فاه ما لم يكن الرت قد لثته .من ثم
نجد مثل هذه العبارات مكررا في أقوال األنبياء :كلمة الرب ،حئل الرب ،هكذا يقول
تكتم ؛ وكيف ال! ألن إشعياء قد هتف متعببا :ألني إنشاة تجسى
* ١لربا ،األن* فم الرت
السمحين[ ,,اش :٦ه]؛ واعترف إرميا يأته ال يعرف أن يتكلم ألته ولد [ار .]٦: ١ترى ماذا كان
ليخرغ من فم إشعياء الثجس وفم إرميا الطائشى سوى النجاسة واللزء لو كانا يتكلمان بكالمهما؟
ولكئ شفاههما ظهرت عندما أصبحا أدا؛ للروح القدس .فعندما يتقيد األنبياء بتوقير هذه القاعدة
— أي أآل يتكتموا بغير ما يتلعون -يمتلوئن يقؤؤ فائقة وتزتنهم ألقاب الكرامة والشرف .وعندما
يشهد الرب بأئه وتمتهم على الشعوب وعلى الممالك ليقلعوا ويهدموا وتهلكوا وينقضوا ويبنوا
ويفرسوا [ار ] ١ ٠: ١يعطي ثرا سببا لذلك ،وهوأته جعل كالمه في أفواههم [ار ٠]٩:١
إتك إذ كأئل الرسل تجذ أتهم حعا موسحون بعدة ألقاب ساميه .إتهم نور العالم و ملح
١ألرضا [مت ه] ١٤-١٣ :؛ ويسمع منهم ألجل المسيح [لو ١٦: ١٠؛؛ وما يربطونه وما يحتونه
على األرض يكون مربوغا أومحلوأل في السماوات [مت ١٩:١٦؛١٨:١٨؛ قارن يو ٢٣: ٢٠؛ .
ولكئ اللقب الذي يحملونه يكشف عتا تسمح لهم وظيفتهم به؛ أي ألتهم رسل ال يجوز أن
يثرثروا كيفما شاؤوا ،بل إتهم مكتفون بإبالغ ما أمرهم به الذي أرسلهم .وتوصح كلمات المسيح
واجبهم بما فيه الكفاية :لقد أوصاهم أن يذهبوا ويتلمذوا جميع األمم ...وأن يعتموهم أن يحفظوا
جميع ما أوصاهم به [مت .]٢٠-١٩ :٢٨واتبع هو نفشه القاعدة نفسها التي تستمها ،بحيث ال
يصغ ألحد أن ينقضها( .قال ):دعليمي كس لى تلللذي أرسلني [يو ١٦:٧؛ .كان هو المشير
األوحد واألزلتي لآلب ،وعبنه اآلب سبنا وردا على الكز؛ ومع هذا ،إذ كان يقوم بخدمة التعليم،
حذد بمثال ذاته لجميع خذاثه القاعد؛ التي ينبغي أن يثبعوها في تعليمهم .لذا سلطة الكنيسة ليست
بال حدود ،بل تخضع لكلمة الله ،وإن جاز الحديث ،تتفتف بها.
ه .ؤخدةالوحيوتعذده
ومع أن هذا المبدأ ظلك سائدا منذ البدء في الكنيسة ،كما ينبغي أن يسود اليوم — أن يكحئم أأل
تعتم خدام الله بما ال يتعتمونه منه — تتعند وسائل التعتم مع تعذد األزمنة وتغؤرها ،ولقد تفتر نظام
أؤأل ،إذ صغ قون المسيح يأن أيسق اخذ تفرد االئن إأل االت ،زآل اخذ تفرفل االت إال
لم يعلن ذاته لبشر قط إآل في االبن الذي هو حكمئه ونوره وحعه األوحد .شرب من هذا الينبوع
الواحدآدم ونوح وإبراهيم وإسحق ويعقوب وآخرون كز ما ثتعوا من التعليم السماوي .وس هذا
الينبوع نفسه ،نزل الوحى اإللهى الذي تكتموا به.
أائ هذه الحكمة السماوية فلم ثعبن ذاتها دائائ بالوسيلة نفسها .فلقد استخدم الله وسيلة
الرؤى الخفية مع اآلباء األولين ،ولكئه لكي يويد لهم صحة هذه ،أضاف عالماب تالشى بها
عندهم كز شك في أته الله الذي يتحذث إليهم .وما تسئمه االباء ستموه أيصا ألجيال أبنائهم ،ألن
الرب كان قد اشترط أن ينشروا ما اعلن لهم .وعرف البنون وأبناء البنين أن ما أماله الله في الباطن
كان نازأل من السماء ،ولم يخرج من األرض-
أن الوحي ياهم عن أن يعتموا أي شيء يختلف عن التعليم الذي احتواه الله في الناموس؛ بل كان
محرائ عليهم أن يزيدوا عليه أو أن ئتعصوا منه شيائ [تث ٢ : ٤؛ .] ١ : ١٣
وبعدهم جاء األنبياء الذين نشر الله من خاللهم إعالنات جديدة أضيفت إلى الناموس ،ولكئها
لم تكن جديدة بحيث لم تنبع من الناموس أوتعود لئشير إليه .أثا في ما يتعئق بالتعليم ،فكانوا مجرد
مفشرين للناموس بدون أن يزيدوا عليه سوى التنبؤات بأحداث المستقبل .عدا ذلك لم يأتوا إآل
بشرح الناموس .ولكن لائ كان الرب قد سر بأن يعلن تعليائ أوفى وأوضح كيما يقوي الضمائر
الضعيفة ،أمر بأن تدؤن النبوات وأن ثعتبر جزءا من كلمته .وكذا أضيفت إلى هذه وقائع تاريخية
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٠٧٦
ونبن من أعمال األنبياء ،ولكئها كسق تحت إرشاد الروح القدس .إلى ذلك ،أضلم المزامير إلو،
أعمال األنبياء إذائهاتشاركهافي خاصياتها.
ومن ثلم بات النش كته ،بما فيه من ناموس -ونبؤات ومزامير وتاريخ ،كلمة الله للشعب القديم؛
وللقاعدة نفسها التزم تعليم الكهنة والمعلمين و(من لحقهم) حتى مجيء المسيح .وكان مجرائ
عليهم أن يزيغوا عنها يميائ وال يسارا [تث ه٣٢ :؛ ،ألن نجمل وظيفتهم كان الرذ على الشعب
بما تفوه به الله .نستنتج ذلك من النص المعروف من سفر مالخي ،حيث يأمرهم الرب بأن يذكروا
الناموس وأن يعملوا بمقتضاه إلى حين الكرازة باألنجيل [مال ٤: ٤؛ .وهكذا كان يسترهم ض
البدع ،ويمنعهم من الحيد قين سئر؛ عن السبيل الذي أراهم إتاه موسى .وناك سبك إشادة داود
برفعة الناموس ،وتكراره لمديحه [مز ٧:١٩وما يليه؛ :أن ال يشتهي اليهود غيره إذ احتوي فيه
الكمال برتته.
أتا لائ جاء شء الزمان فأعلنت حكمة الله في الجسد ،بست لنا تلك الحكمة جلائ كز ما كان
العقل البشري قادرا على استيعابه ،وكز ما وجك له التفكر فيه ،لمعرفة اآلب السماوي .واآلن وقد
أشرق شمش البر حيث سبق أن كان قبله ضوء معتم فحشب ،صار لدينا الشطوغ األكمل للحئ
اإللهى تمتتعان نور الظهيرة .فلم يكن الرسول ليغز بشيء مألوب عندما قال :آلله ،يقذ تا كلم
االباء باألدبتاء وديتا ،يائؤاع ؤطرق تمبيزج ،تمتعتا ني ذه األدام األخير؛ ني ابنه [عب .]٢-١ :١
فإذ بولس يعني ،بل يعلن آذ الله لن يتكتم فيما بعد كما كان يتكتم من ذي قبل بين الفينة والغينة،
[اع ٢ ، ١٧: ٢تي ١ :٣؛ .٢ط .]٣:٣سئى زماننا هكذا كيما نتعتم أأل نصوغ شيقا جدينا ألنفسنا،
وكذلك أأل نقبل أي شيء يصطنعهآخرون ،بل أن نكتفي قانعين بكمال تعليم المسيح.
لذلك رسم االب بامتياز متغرد ولسبب نفحم ،أن يكون المسيح معلمنا وأوصى بأن يسمع
له وحده ،وليراخر؛ وبكلمه وجيزة ،أوصى بأن يكون هو من يعتمنا ،عندما قال :اله اسمعوا
لظن! إذ الله بهذه الكلمة يقود نا بعين ا عن تعاليم البشر وإلى ابنه الوحيد؛ ويحقنا على أن نبحث عن
التعليم الذي يرشد نا إلى طريق الخالص منه وحده؛ وأن نعتمد عليه ونلتصق به :وباإليجاز (كما
توحي كلمة الوصية ذاتها) أن نسمع لصوته هو فقط .فماذا ،حقيقة ،يلزمنا أن ننتظر أو نرجو اآلن
من أي بشر في حين أن كلمة الحياة عينه قد أتى إلينا شخصيا وفتح فاه ليعتمنا وذراعيه ليتقؤلنا؟ إدا
فلتصمت أصوات البشر وعلق شفالهؤم عندما يتكتم هو ،ألئه هو من اذخر اآلت السماوي فيه
جميع كنوز الحكمة والعلم [كو ،]٣: ٢وتكتم فيه حائ كما يليق بحكمة الله (التي قصل جميع
أجزائها منسوجه كما بغير خياطة [قارن يو ،)]٢٣: ١٩وبالمسيا (الذي متى جاء يخبرنا بكل ،شيء
[يو : ٤ه ]٢؛ أي أته إذ قد أتى ،لم يترك لغيره ما يقولونه).
فاسق وليرسغ هذا المبدأ :أأل رسثطر كلمه سوى كلمة الله ،وأأل تكون كعوا لها؛ وأأل دععلى
لكلمه سواها مكان في الكنيسة نظيرا لكلمة الله المحتواة أؤأل في الناموس واألنبياء ثم في ما دؤنه
الرسل؛ وليكن كذ -ما يعلم في الكنيسة مبنيا على أسايس ما توصي به كلمته وعلى سلطتها وحدها.
من هذا نستنبط أيصا أن السلطة الوحيدة التي اعطيت للرسل هي تلك التي كانت قد أعطيت
لألنبياء في القديم ،وهي أن يقشروا السفر القديم وأن يجنوا أن ما كان دعتم به قد أكيل في المسيح.
ومع هذا لم يكونوا ليفعلوا ذلك إأل بأمر الرب ،أي بإرشاد روح المسيح بشيرا ومنذرا ،وإلى حذ
ما ملئنا للكلمات .وبهذا االشتراط حذد المسيح رسوليتهم عندما أمرهم بأن يذهبوا ويعتموا؛ ال
ما قد يخطر اعتبالما على أذهانهم بل كز ما أوصاهم به [مت ٢٠ - ١٩ : ٢٨؛ .فال أوضخ متا قاله
في موضعآخر :وا ادتم وال دذغؤا سييدي ،ألن مقلمكم واحن التسيغ ...زأل دنعزا ئعئييئ،
التسيلح [مت ٨٠٠٢٣و ١٠؛ .ولكي يرسخ هذا في أعماق أذهانهم كرر ما
** ألن مقتمكم واحن
قاله مردين في الموضع عينه [مت ١٠-٩:٢٣؛ .وألذ أذهانهم لم تكن لتستوعب ما سمعوه
وتعتموه من شفتى سيدهم بسبب جهلهم ،وعدهم بروح الحئ الذي يرشدهم إلى فهم جميع الحئ
جون كالثن :أسس الديرى المسيحي ١٠٧٨
.٩حعى الرشل لم تكن لهم الحرية لتخثلي كلمة الله :فكيف بالحري خلفاؤهم!
وهكذا لم يذخر بطربدى ،الذي دلعى تعليمه من السيد نفسه ،شيائ لذاته سوى أن ينقل التعليم
الذي تستمه من الله .يقول*1 :إن كاذ يتكلم أحتد وكاوؤال الله** [ ٠١ط ] ١١ : ٤؛ أي ،فلتكن أقواله ٠ال
ترذد وال حبن كما هي عادة األشرار عندما يتكتمون؛ بل بالثقة العالية التي تليق بخادم الله المكتف
أوامزه الثابتة .وما هذا ،إآل أن يرفض كز ما يبتدعه العقل البشري كيما يعلم بكلمة الله النقية وعتم
منها في كنيسة المؤمنين؟ وما هذا ،سوى أن بطزد جميع أوامثم البشر وما يختلقونه (مهما ستت
سلطه دنيوية ،ومجد أرضتي ،وحكمه بشرية ،وارتقا؛ عالمتي أن يخضغ ألطاعة جالل الله وعرته؛
وكي يأمروا الجميع من األعلى حتى األخير؛ وكي يبنوا بيث المسيح ،وسهلوا إبليس؛ وكي
يرعوا القطع وطوا الذائب؛ وكي يعتموا ويتصحوا كذ من يتفشل التعليم واإلرشاد؛ وكي يوبخوا
وهموا ويخضعوا المعاندين والمتمردين؛ وكي يربطوا وقختوا ،وأخيرا ،إذا اقتضت الضرورة،
كي يطلقوا رعنا وبرفا؛ ولكل ليكل كز ما يفعلونه في إطار كلمة الله.
ومع ذلك ،هنا يكمن الغرق بين الرسل وخلفائهم :كان الرسل الكتبة الحقيقيين والموثوق
بهم للروح القدس ،ولذلك يعتبر ما ذؤنوه وحيا من الله؛ أثا الوظيفة الوحيدة التي نيط بها إلى
حتفهم ،فهي أن يعتموا بما اعطي مختوائ به في السفر المقدس .ولهذا فادنا نعتم بأأل يسمح اآلن
للخذام األمناء بأن يصكوا أي عقائد أو تعاليتم جديدة ،بل أن يلتزموا التعليم الذي أخضع الله له
جميع أبناء البشر بال استثناء .وبقولي هذا أعني أن أبئن ما يسمح به؛ ال لألفراد فقط ،بل للكنيسة
جمعاء أيائ .أائ في ما يتعئق باألفراد ،فكان الرب قد عين بولس ،بال شلئ ،٠رسوأل للكورنثيين،
ولكئ بولس ينكر أن له سلطادا على إيمانهم [ ٢كو ٢٤ : ١؛ .واآلن مرى يتجاسر فينعي سياد يشهد
بولس نفشه أئها ليست حتى له؟ ولكئه إن كان قد أقر بأن راعيا يحق له أن يلزم الناس أن يقبلوا بال
سؤال أو نقاش كز ما يعتم به ،لم يكل ممكائ له ظ أن يقول لهؤالء الكورنثئين أنفسهم إته عندما
األول [ ١كو : ١٤
** ** االغزوذ .ؤلكئ إذ أعلئ الغز لجابس ولتشكت
ليحكم يعظ اثنان أو ثالثة
.]٣٠ - ٢٩فإئه بذلك لم يشتثن أحذا ،كما أخضع سلطة الجميع لحكم كلمة الله.
١٠٧٩ الكتاب الرابع-الغصل الثامن
ولكن قد يقول أحدهم إذ الحال تختلف مع الكنيسة الجامعة .وأجيب بأن يولس كان يتوقع
هذا الشك عندما قال في ض اخر :ا ...اإليقان بالحبر ،زالحتكؤ بكاتة الله[ ,,رو ١٧:١٠؛.
حسائ ،إدا .إن كان اإليمان يتوقف على كلمة الله وحدها ،وإن كان ينكب عليها وترئكز عليها
وحذها ،فماذا يتبثى بعدئذ لكلمؤ من العالم بأسره؟ وكز من يعرف ما هو اإليمان ال يمكنه أن
يساوره شك في ذلك .ألن اإليمان يجب أن يصمد بثباب كهذا بحيث ال يزعزعه وال يهزمه إبليش
وجمع مكايد الجحيم ،أو حيل العالم كته .فهن؟ إدا قاعد؛ جامعة ينبغي أن نلتزم بها :أن الله يحرم
على جميع الناس أن يبتدعوا عقائد جديدة ،لكي تكون كلمته هو وحدها هي العليا ،.وأن
يكون هو معلمنا األوحد في منهاج التعليم الروحى إذ االتكن الله ضادقا ؤكل إرشان كاذبا
[ ١و ٤ : ٣؛ ،ألئه ال يكذب وال يختز .وهذه القاعدة تنطبق على الكنيسة كتها بقدر ما تنطبق على
األفراد المؤمنين.
(رفض اذعاءات العصمة من الخطأ في ما يتعلق بالتعليم العقائدي بمعزل عن كلمة الله،
. ١ ٠اذعاء روما
لكئ لنفرطن أئنا نقارن سلطة الكنيسة هذه التي تحدثنا عنها ،بتلك التي يدعو بها أولئك
الجبابرة الروحيون المستبذون أنفسهم أساقفة وباباوات ،والتي استغتوها مدى قرون ليتستطوا
على شعب الله .عندئذ لن كفعا بما يزيد على ادفاى للمسيح مع بليعال [ ٢كو :٦ه ١؛ .لست
أنوي هنا أن أشرخ بأي سبل مشينة تجتى استبدادهم وكيف؟ أريد أن أشير فقط إلى تعليمهم الذي
يدافعون عنه اليوم بالقلم ،دم بالسيف وحريق النار.
يستمون جدأل بأن مجمائ جامائ يعكس الصورة الحقيقية للكنيسة .وبقبولهم لهذا المبدأ،
ينتهون بال ترذد إلى أن مثل هذه المجامع يسيطر عليها الروح القدس مباشرة ،ولذا فإئها معصومة
من الخطأ .أثا ألن هؤالء الرجال يحكمون المجامع ،بل يشكلونها ،يدعون ألنفسهم فعأل كز ما
يجادلون بأئه من حق المجامع .لذا يعتبرون أة إيماننا يقوم أويسقط بناة على قراراتهم :بحيث إذ
كز ما يجزمون به يميائ أو يسارا يلزمه أن يرسخ في أذهاننا؛ وبحيث نؤدد بال تساؤل ما يودونه
هم أوأن نرفض بال إل ما يرفضونه هم .وفي تلك األثناء ،يصوغون هم عقائد وتعاليم كما يروق
أهواءهم ،مزدرين كلمة الله؛ وبحسب ذلك يطالبون بأن دعتنق ،تعاليمهم كبنود إيمان .وبناء على
جون كالثن :اسس الذين المسيحى ١٠٨٠
ذلك لن يعترفوا بمسيحية شخص ما لم يرضخ تماائ لجميع عقائدهم — سواة بالموافقة أو بالشجب
— إائ صراحه أو باأليمان الضمني على األقز .ألن للكنيسة سلطة أن تصوغ بنودا إيماي جديدة.
أؤأل ،لنسمغ بأي جدل يثبتون أن هذه السلطة منحت ،للكنيسة؛ عندئذ سوف نرى كم تدعمهم
ادعاءاتهم عن الكنيسة.
يقولون إذ للكنيسة وعودا ثمينه بأن المسيح عريسها لن يتركها أبذا ،بل إذ روحه يرشدها إلى
جميع الحق [قارن يو . ] ١٣: ١٦أتا من حيث الوعود التي يزعمونها بصقه اعتيادية ،فأكثرها وهب
لألفراد المؤمنين بقدر ما وهب للكنيسة كتها .فمع أن الرب كان يخاطب الرسل االثني عشر عندما
قال :زلها اتا تتكثم كز األيام إنى ائقخاء الدلهر [مت ٢٠ :٢٨؛؛ وأيشا :زاتا أطلب يى اآلب
هثئطيكم خفرتاآحن ...زوخ الحقاا [يو ،] ١٧- ١٦ : ١٤لم يكن بذلك ليبدهم كاالثني عشر مائ
فقط ،بل لكز واحد على حدة أيائ ،كما لتالميذآخرين ،سواة كانوا قد أقبلوا إليه أو كانوا سوف
جتة ومتعددة ،لم تمنح كنزا اعظم واتمن من الحآلمة السماوية متا وهب لآلل عضو فيها على
انفراد .كما ال أعني أة هذا قد ؤعت به عموائ كما لو كان الكز قد وهبوا بالتساوى روح الحكمة
والفهم [قارن اش ٢:١١؛ .لكئني أريد أن أقول إره يتحقم علينا أآل نسمح ألعداء المسيح بأن
يعوجوا قول الكتاب ،فيحؤلوه إلى معابا نغاير؛ في سبيل الدفاع عن نياتهم الخبيثة.
لكي نواصل الحديث ،اقر بما هو حق :أن الرت دائم الحضور مع شعبه ،مرشنا إيًاهم
بروحه .وأعترف بأن هذا الروح ليس روح ضالل أو جهل أو بهتان أو ظالم؛ بل روح وحي
واضح وأكيد ،روح حكمه وحق ونور ،ينهلون منه بال غز أو ريب معرفة األشياء الموهوبه
لهم سالله[١كو]١٢:٢؛أي معرفة 11ما هز زحاة دغؤته [الروح] ،وتا هؤ عتى مجلمح ميرأده بي
القت يسيق [اف ١٨: ١؛ .ولكق المؤمنين ،حتى أولئك الذين أعطوا مواهب أعظم من الباقين،
يمتحون في هذا الجسد مجرد الباكورة ،وبعصا من مذاق روحه [رو .]٢٣:٨ومنم ،إذ يدركون
قدر ضعفهم ،ال يبقى لهم أفضل من أن يحفظوا أنفسهم بدوه وحذر في حدود كلمة الله ،لئأل يضتوا
١٠٨١ الكتاب الراج -الفصل الثامن
اطريق السوي إذا هم حادوا بعيذا منقادين لنزوعهم ،بقدر افتقارهم إلى ذلك الروح الذي يفصل
تعليئة بين الحق والضالل .ألن الكل يعترفون مع بولس بأئهم لم ينالوا كماأل ولم يصيروا كاملين
إفي .]١٢:٣لذا يسعون قدائ كل يوم أكثر مائ يتفاخرون بالكمال.
الكمال األقصى الذي يتباهى به خصومنا .هذا ال يعني أن الكنيسة شديدة الفقر هكذا ،بحيث ال
يكفيها ما لها [من مواهب الروح] .فإذ الرت يعلم ما تتطآبه حاجتها .أتا لكي تبقيها في حدود
االئضاع واالحتشام الورع ،فلقد سكب عليها ما يعرف أئه يالئمها ،ال أكثر وال أقل.
إئني أعرف ما يعترضون عليه أيائ هنا :أن الكنيسة طؤرت بعشل التا؛ بالكلمة...
لكئ تحبزلها ...أل دش فيها وآل ءصن[ ٠,اف ه ]٢٧-٢٦ :ولهذا شغيت اظرة الحق
ؤقءدأ[١تي:٣ه.]١
ولكئ النش األسبق يعتم بما يفعله المسيح في الكنيسة كل يوم ،وليس ما قد فعله مر؛ فقط
فيما مضى .ألئه ما دام يقذص شعبه أجمع يومائ ،ويطؤرهم ويصقلهم يوتا بعد يوم ،ويمسح عنهم
لوثهم كل يوم ،فمن الواضح أئهم ال يزالون موصومين ببعض براش العيب والذش ،وأن شيائ ما
زال ئئقضهم عن التقديس التام .أتا أن تعتبر الكنيسة كاملة القداسة من كل وجه وخالية تماتا من
المعايب فيما بات جميع أعضائها يفتقدون إلى الطهارة؛ فما هذه السخافة؟ وما هذا الغباء؟ صحيح
أن الكنيسة تقذست بفعل المسيح ،ولكق بداية تقديسها فقط هي بذت منظورة هنا؛ ولسوف يتم
كمالها ويظهر عندما يمأل المسيح كنيسته بقداسته ،حعا وتماتا ،والذي هو عيله قدس األقداس
[قارن عب ٩و .]١٠وصحيح كذلك أن المسيح نثى كنيسته من شوائبها وعيوبها ،ولكئ هذه
عمليه يوميه تستمر الى أن يمحو بمجيئه كل ما ددثى من عيوب .ألده ما لم نسئم بذلك ،يتحثئم علينا
أن نوتد ما اعتقده البيالجيون ،من أن بر المؤمنين يصل إلى حد الكمال في هذه الحياة؛ وكذلك أأل
؛طيق مع الكتار والدوناطيين أي ضعي في الكنيسة.
جون كالثن :اسس الدين المسيحي ١٠٨٢
أثا النص اآلخر ،كما رأينا من قبل ١ ،فيختلف معناه كلغ االختالف عائ يزعمون .أله عندما
أرشد بولس تيموثاوس ودزبه لوظيفة األسقف الحقيقية ،يقول إئه فعل ذلك لكي يعرف كيف
يتصرف في الكنيسة .وألجل أن يطؤع بمئر غيرة وتقوى لهذا العمل ،رضيف بولس أة الكيسة
ؤواعدده١[ 1تي :٣ه .]١ولكن ماذا تعني هذه الكلمات عدا أن الحق
* نفسها هي اغثرن* الحق
األلهتي محفوظ في الكنيسة ،أي بخدمة الوعظ؟ أو ،كما يعتم في موضع1خر ،أة المسيح ااًاغئلى
البغض اذ يكوبوا رسأل ...زالبقش زغا؛ زمغلميق [اف ١١ : ٤؛ ،اكي أل تكون ني تا يقذ...
تخثوبيئ دكن ريح ئغبيم ،بحيلة الائس ،بمكر [العدد ١ ٤؛ .بل إذ نستنير بمعرفة ابن الله...
وحتى يدرك قرائي على لحو أفضل النقطة المحورية لهذا السؤال ،سأشرح باليسير من
الكلمات ما يطلبه مثا خصومنا ،وفي ما يستقر خالفنا معهم .فقولهم بأة الكنيسة معصومة من
الخطأ ذو عالقة بهذه النقطة ،وهكذا يفشرونه :ألن الكنيسة خاضعة لحكم روح الله ،يمكنها أن
تسلك آمنة من دون الكلمة؛ فأينما تهجه ،ال يسعها إأل أن تفكر وتتحدث في ما هو صحيح؛ ومن
ثم فإن فرضك أى شيء أبعذ مثا تعبر عنه كلمة الله أو منفصال عنها ،ينبغي أن يعتبر ذلك وحيا
أكيذا من الله.
إن كا لنسلم بنقطتهم األولى ،أي أة الكنيسة ال يمكن أن تخطئ في ما ينعتق بما هو ضرورى
للخالص ،فهذا ما نعنيه بذلك :أن القول صادق وصحيح ما دامت الكنيسة قد جردت ذاتها من
كق حكمتها هي ،وسمحت لنفسها بأن تتعلم بواسطة الروح القدس من خالل كلمة الله .هذا إدا
هو الغرق .يحدد معارضونا موقع سلطة الكنيسة خارجا عن كلمة الله :أثا نحن فئعبر على كونها
متأصله في الكلمة ،وال نسمح بأن تنفصل عنها.
انظر أعاذه :الكتاب الرابع ،الفصل األول ،الفقرة ١٠؛ والفصل الثاني ،الفقرة .١ ١
١٠٨٣ الكتاب الرابع -الفصل الثامن
ويا له من شي؛ رائع إذا خضعت عروس المسيح وتلميذته لرأسها ومعلمها بحيث تعي كلماته
دائائ وبالتدقيق! ألن هذه هي عالمة ترتيب البيت المنثلم؛ أن تطيع الزوجة سلطة زوجها .وهنا
أيثا هو التنظيم المنشود في المدرسة؛ أن يكون تعليم المعتم وحده هوما سمع به .ولهذا السبب
ال يجوز للكنيسة أن تعتمد على حكمتها الذاتية ،أو أن تختلق شيائ من عندها ،بل أن تضع حدودا
لما لها من حكمه حيث وضغ المسيح حدا لكالمه.
بهذه الطريقة يجب أن ترتاب الكنيسة في جميع مخترعات فكرها .أتا في تلك األمور التي
تعتمد فيها على كلمة الله ،فسوف ال يزعزعها ارتيات أوشك ،بل ستستكن في ثقة وثبات عطيتين.
وكذا يمكنها -إذ تودع كز ثقتها في ملء الوعود التي تقتنيها -أن تجد في تلك الوعود الموارد
الغنية التي تدعم إيمانها .وهكذا لن تشك أبذا في مؤازرة الروح القدس الذي يالزمها دائائ،
والذي تجد فيه المرشد األعظم للسبيل المستقيم .كما أدها سوف تعي في الوقت نفسه ،كيف
يريد الله أن يستخدمها بإرشاد روحه .يقول :الروح الذي أرسله من عند االب [يو ٧: ١٦؛ وهؤ
برشذكم إلى لجبيع الكؤأ ايو ١٣: ١٦؛ .ولكن كيف؟ يقول ألة |٠الروخ (سوف) يذكركم بكل،
ما ولته لكم [يو .]٢٦ : ١٤لذا يعلن أن ليس لنا أن ننتظر من روحه أكثر متا ينير به أذهاننا لندرك
صحة تعليمه .ولهذا يقول يوحنا فم الذهب في حذة :يتفاخر الكثيرون بالروح القدس ،أتا تن
يتكتمون بأفكارهم هم فاهم ينعونه نمنبا .فكما شهد المسيح أده لم يتكتم من نفسه ،ألته تكتم
من الناموس واألنبياء [يو ٠: ١ ٢ه] ،لذا فلنرفض أن نصنق أى شيء بدفع به تحت عنوان الروح
ترويج عقائد عجيبة وغريبة عن كلمة الله — فيما يشاء الروح أن يالزم كلمة الله بربا؛ ال ينفصم،
ويعلن المسيح ذلك عنه عندما يعد بالروح لكنيسته .إله لقوز مؤنمد .وهذه اليقظة ،يقظة الذهن
التي أوصى بها الرب كنيسته [قارن ١بط ١٣:١؛ ٧:٤؛ ه٨:؛إلخ] شاء أن بحافز عليها إلى األبد.
كما أته حرم أن يزاد على كلمته أي شيء ،أوأن بنتقص منها [تث ٢:٤؛ قارن رز .]١٩-١٨ : ٢٢
وهذا هو األمر المنيع من الله والروح القدس ،والذي يحاول خصومنا أن يطرحوه جانبا عندما
انظر 52. 824(. :ة!) xي٤غ $1:10 ٠٠٢لج 0 0111, $610ال1ح0-ماج8؟ ٢
يغمغمون هنا أيائ بأن الكنيسة باتت بحاجه إلى إضافة بعض األمور لما كتبه الرسل ،أو أن
الرسل أنفسهم تكتموا بشكل صحيح من خالل صوب حي بما لم يبوا به بما يكفي من الوضوح.
ألن المسيح بالطبع قال للرسل :اة بي اثوزاتجزة يثما ألوونتغلم ،زلكن أل ئشقطيفون اذ
االذا [يو ١٢ : ١٦؛ .يفشرون ذلك بالقول إذ هذه أحكام ،إلى جانب الكتاب المقدس،
* ئخبوا
قلته بموجب االستعمال والعرف فقط .لكن ما هذه الوقاحة؟ إئني اقز بأن التالميذ لم يكونوا
بعد متضتعين ،بل كانوا غير مهؤئين للتعتم ،عندما سمعوا ذلك من فم الرب .لكثهم عندما دونوا
تعليمهم في صيفة مكتوبة ،هل كان الغباء هكذا يعتليهم بحيث احتاجوا الحفا إلى أن يضيفوا صوتا
حائ يعبر عفا كانوا قد أهملوا ذكره في كتاباتهم جزاء جهلهم؟ أما إذا كانوا قد أرشدوا من روح
الحق إلى جميع الحق [انظر يو ١٣: ١٦؛ عندما دؤنوا ما كتبوه ،ماذا كان يمنعهم من قبوز وتدويب
لمعرفه تاتة وواضحة لتعليم اإلنجيل؟ لكن بتهك لهم ما يرغبون :دعهم يبسون [لنا؛ فقط ماذا كان
ينبغي أن ئعلن يمعز ل عتا هو مكتوب .وإذ تجاسروا على محاولة ذلك ،سوف أجيبهم بكلمات
أوغسطينس :إذ كان الرب لم يقل شيائ ،من متا يجرؤ أن يقول هذه األشياء أو تلك تكون ؟ وإن
جرؤ أحدهم على قول ذلك ،فما هو البرهان الذي يطرحه؟ ٣لكن لماذا أجادل في أمر تافه؟ فإذ
أصغر تلميذ في المدرسة يدرك أئه في هذه المدونات التي يشؤهها ويمزقها أولئك ،إن جاز القول،
يكمئ ثمز ذلك الوحي واإلعالن الذي وعد به المسيح رسله.
يقولون :ماذا ،إذا؟ ألم يضع المسيح كز ما تعلمه الكنيسة وترسمه فوق الجدل ،عندما أوصانا
أن نعامل كز من يناقضها كالوثني والعثار [مت ١٧: ١٨؛؟ أوأل :ال يذكر المسيح هنا عقيدة أو
تعليائ ،لكئه يتحذث عن سلطة الكنيسة في التأديب من خالل التوبيخ حتى ال يعارض حكتها تن
توبخهم أو تن تنذرهم .بل قد نتهاون فى هذه النقطة ،أتا العجيب فإذ هؤالء المشاغبين وصل
هذ)؟ ولكن ما يبزر ذلك هو-أة الكنيسة ال تطق إآل بكلمة الرب .أتا إذا احتاجوا إلى أكثر من ذلك،
سلموا أن كلمات المسيح هذه ال تدعمهم بأي حال من األحوال.
ولست ألبدو محبا للشجار لمجرد أتني أصر بشنة على أته غير مسموح للكنيسة بأن تصلن
أي تعليم جديد ،بمعنى أن تعتم كما بؤحي سماوي بما يزيد عتا أعلنه الرب في كلمته .فيرى
العقالء كن الناس قذر الخطر إذا تنح البشر مثل هذه السلطة .كما يرون أيائ عئلم اتساع نافذة
الهول التي تفتح لقزافه عديمي التقوى ومماحكاتهم ،إذ قلنا إذ ما يقرره البشر يعتل ،بين المسيحيين
كالوكان وحيا.
إلى جانب ذلك( ،يقولون؛ كالم المسيح في ذلك الزمان منح امتيارا للسنهدريم [ المجمع
— مت ه ٢ ٢ :؛ لكي يتعتم تالميذه الحائ أن يوبروا محافل الكنيسة البقنسة .في حال ذلك ،يجوز
لكل ،مدينه وقريه أن تأتي -بالمقدار نفسه من الحردة — بعقائد تصطكها لذاتها هي.
واألمثلة التي يستخدمها خصومنا ال تقيدهم البتة .يقولون إذ معمودية األطفال لم تنشأ من
وصية كتابية واضحة بقدر ما كانت نتيجة قانون كنسى .والحقيقة هي أتنا لو كنا نلجأ إلى سلطة
الكنيسة للدفاع عن معمودية األطفال ألضحى مطقنا هزيأل واهائ! وسوف نبين صحه جدالنا بما
فيه الكفاية في موقع الحق ٤ .وعلى المثال نفسه ،يعترضون بالقول إته ال يوجد في الكتاب المقنص
ما أعلنه مجمع نيقكا :أن االبن متساو مع اآلب في الجوهر .بذلك يظلمون آباء الكنيسة كما لو لم
يكن لديهم األساس الذي أدانوا عليه اريوس ألئه رفض أن يذعن لكلماتهم ،على الرغم من أته
زعم أن كتابات األنبياء والرسل احتوت التعليم بكليته .إئني أقر بأن عبارة أمتساوفي الجوهرأ لم
ترد في الكتاب المقدس .لكئ ما دام الكتاب المقدس يوبد مرارا وتكرارا أته يوجد إله واحد،
وعندما تتردد اإلشارة أيصا إلى المسيح بأئه اإلله الحقيقي األبدي ،واحمد مع االب؛ ماذا كان
اآلباء النيقاويون يفعلون عندما أعلنوا أن االب واالبن واحل في الجوهر سوى تأكيد هذه العقيدة
الكتابية وشرحها؟ يذكر ثيودوريتس أن قسطنطين افتتح مجلسهم بهذه العبارة :في المناظرات
حول األمور الالهوتية نجد مرجائ في تعليم الروح القدس الئلرم؛ فإذ أسفار البشيرين والرسل،
وما أوحي به لألنبياء ،كتها تعلن لنا اإلرادة اإللهية بكامل الوضوح .إدا فلنضع الخالف جانبا،
المجامع وسلطتها-
مع
.١مالحظتان تمهيديان
اآلن ،لنفرض أئني أسئم بكز نقطة من نقاطهم حول الكنيسة ،فحتى هذا لن يدعم األساس
الذي يبنون عليه منعلق جدلهم .ألن كز ما يقال عن الكنيسة يحؤلونه فوزا إلى المجامع ،إذ في
نظرهم تمئل المجامع الكنيسة .إئهم في الواقعيجادلون بعناد كهذا حول موضوع سلطة الكنيسة،
ليش إأل ليبتروا كز ما يمكنهم لمصلحة الحبر الروماني ولفيفه من حوله.
لكن قبل أن أستهز النقاش في هذا السؤال ،يلزمني أن أبدي مالحظثين قصيرثين أؤليتؤن:
إذا بدا حديثي في هذا المجال شديد اللهجة ،فذلك ال يعني أئني أثغن المجامع الكنسية
القديمة أقز متا يجب علي من التقدير .ألئئي أوقرها واحتها بكز القلب ،كما أروم أن تتمثع
بإجالل الجميع .ومع هذا ،فإذ المبدأ الذي ينبغي أن يطيق بالطبع هوأن ال ينقص أئ شيء -مهما
كان — من المسيح .فهو حق المسيح أن يرأس ويعلو على جميع المجامع ،وأأل يشاركه في تلك
الرتبة أي بشر .ولكئني أقول اده يترأس عندما تسود كلمته وروحه وحدهما على المجمع كته.
ثانيا :إذ أنسب إلى المجامع أقز متا يذعي لها خصومي ،فهذا ال يعني أئني أخشى المجامع
كما لوكانت تدعر جهتهم وتعارض جهتي .فإلنا إذ تستحنا جيدا بكلمة الرب للبرهنة على تعليمنا
وإلطاحة كز بابوية ،ومن ثر لسنا بحاجة إلى المزيد من الدعم؛ لذلك إذا اقتضت الضرورة،
فسوف تمذنا المجامع القديمة إلى حذ بعيد بما يكفي إلثبات هادين القضيئين.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ٠٨٨
دعونا اآلن نتحذث في الموضوع نفسه .إن ابتغى أحدهم سنذا كتابيا ليحذد ماهية سلطة
المجامع ،فلن يجد وعذا أوضح من قول المسيح :حفنا الجئتغ ارنان ًاؤ رآلره ياشيي وهناك
اكون في ؤئطهم [مت .]٢٠: ١٨لكئ هذا يعني اجتماعا صغيرا بقدر ما يفيد مجلتا جامعا .أائ
صعوبة السؤال فال تكمن في ذلك ،بل في الشرط المضاف ،أال وهو أن المسيح يكون في وسط
االجتماع ،إذا كان منعقذا باسمه فقط .نتيجة لذلك ،لن يفيد خصومنا إأل قليأل أن يذكروا مجامع
األساقفة ألف مزة؛ كما لن يقنعونا بأن نصنق أو أن نقبل ما يجادلون فيه — وهو أن الروح القدس
يحكم المجامع -قبل أن يقنعونا بأثها اجتمعت باسم المسيح .يستطيع أساقفة أشرار أن يجتمعوا
ليتآمروا على المسيح ،بقدر ما يستط^عآخرون شرفاء صالحون أن يجتمعوا باسمه .ولدينا برهان
واضح على هذه الحقيقة في العديد من المراسيم التي صدرت عن مثل تلك المجامع .وسوف
لظهر ذلك الحعا؛ ١أما اآلن فًاجيب بكلمة واحدة :ال يعد المسيح أحذا بشيء سوى من يجتمعون
باسمه .لذا دعونا نعرف معنى ذلك .إئني أرفض أته يجتمع باسمه ئن يطرحون جانيا وصية الله
التي تحرم إضافة أي شيء أو انتقاصه من كلمته [تث ٢ : ٤؛ قارن تث ٣٢ : ١٢؛ ام ٦ :٣٠؛
رؤ]١٩-١٨:٢٢؛ وش يرسمون أي شي؛ بحسب قرارهم لهم؛ وتن يلعقون بدعه أو أخرى من
بنات عقولهم ،عندما ال يروقهم ما جاء به الكتاب على لسان الوحي ،وهو الدستور الوحيد لكمال
الحكمة والفهم .وحيث إذ المسيح وعد أئه ال يكون في وسط كز المجامع أدا كانت ،بل وضع
عالمه خاصة تتميز بها المجامع الحقيقية من غيرها ،يلزم أأل نتجاهل هذا التمييز أبذا .هذا هو
العهد الذي قطعه الله في القديم مع الكهنة الالويين؛ أن يعتموا من شفتيه [مال ٧:٢؛ .إده يتطآب
ذلك من األنبياء؛ ويفرض القاعدة ذاتها على الرسل .وش ينقض ذلك العهد يحسبه الله غير جدير
بكرامة الكهنوت وال بأي سلطة .دع خصومي يحتون لي هذه الصعوبة إذا أرادوا أن يلزموا إيماني
إذا اصبحت منظورة دي المجامع العامة فقط .لمع هدا بعيد عتا كان في الماضي ،إن كان االنبياء
قد تركوا لنا شهاد؛ صادقة عن أزمنتهم .فغي عهد إشعياء ،كانت ني أورشليم كنيسة لم يكن الله قد
تركها بعد .أثا عن الرعاة فيتحذث هكذا :ئزاوبوه عتي كلهم .أل يفردون [شيائ] .كلهم كألب
ثكم أل ثعب ز آذ دنتخ .خابوئن ئشكحوئذ ،مجو الئؤم ...ؤهم زعاه أل تغرفون اللهم ٠الئوئا
خبيتا الى طربهلم [اش ٦ه .]١١-١٠ :وعلى المثال نفسه يقول هوشع :أوزايم مئتظز عئذ
إلبي .الغبى دح ضؤاد ...خقت ني تبتع إال [هو .]٨: ٩هنا إذ يتهكم على وضعهم مع الله ،يعتم
أن كهنوتهم ادعاء زائف .لقد بقيت الكنيسة حتى عصر ارميا .لنسمع ماذا يقول عن الرعاة :نمع
الئبئ إلى الكاهن ،كل زاحب ٠قفتن بالكذال [ار .]١٣: ٦وأيشا :تالكذب كئ االياء باشمي.
لم ازسلهم ،زأل آئزال [ار .] ١٤ : ١٤ولكيال نسهب في اقتباس كلماته ،ليراجغ قزاؤنا ما كتبه
في األصحاحين الثالث والعشرين ،واألربعين ٢ .كما لم يكن حزقيال -من اثجا؛آخر -أكثر ترؤدا
بهم .يقول :فئته ابيابزا بي ؤسطها كاك مزمجر تفئلن الغريسة ...كهنتها حالوئا نريغبي
وتجثوا اثن سي .لم صروا ين الئعذس زالئغل[ ,1حز :٢٢ه ]٢٦ —٢وهلم جرا .وهكذا
يكثر سرد الشكاوى المماثلة في األنبياء؛ وفي الواقع ال يتكرر شيء اخر بهذه الكثرة [اش ١٤ : ٩؛
٧:٢٨؛ ١.:٢٩؛ار ،٢٦ ،٨:٢ه٣١ ،١٣:؛ ١٣:٦؛١.:٨؛١٣:١٣؛١٤:١٤؛١:٢٣؛
٩:٢٧؛إلخ].
سيقول أحدهم لعز هذا تفئى بين اليهود ،أثا زماننا الحاضر فقد تحزر من شز أثيم كهذا!
ليته حعا كان كذلك! أثا الروح القدس فقد أعلن أة الحال ستكون بخالف ذلك .وكلمارن بطرس
تؤنمد هذا بوضوح ال غموض فيه :انمان أتصا ني السغب التياء نمنته ،كما سيكوذ فيكم أيصا
تفتوئن نمذتة ،ائذيرع تذسون بذغ لهألي [٠٢ط.]١:٢أترى كيف ينبئ بخطر محدي ال يجيء
من عاثة الشعب ،بل مئن يتفاخرون بألقاب المعتمين والرعاة؟ وأكثر من ذلك ،كم كزر المسيح
أخطأ كالقن باإلشارة إلى األصحاح األربعين .يظن البعض أئه قصد األصحاح الرابع واألربعين. ٢
جون كالثن :أسس اآلين المسبحتي ١٠٩٠
ورشله نبوءتهم بالخطر الجسيم الذي يسبه الرعاة للكنيسة [مت ٢٤ ،١١ :٢٤؛ اع —- ٢٩ :٢٠
٣٠؛ ١تي ١: ٤؛ ٢تي ١ :٣وما يليه؛ ]٣: ٤؟ في الحقيقة ،سن بولس أن عدؤ المسح سوف ال
يجلس إأل في هيكل الله [ ٢تس . ] ٤: ٢بهذا يعني أن الكارثة الثزؤعة العتيدة التي يتحدث عنها
في تلك الرسالة ،لن تأتي من أي مصدرآخر سوى مئن يترعون كرعا؛ على الكنيسة .وفي نعل
آخر يظهر أن بدايات ذلك الشر الفادح قد الحت حولها .فغي خطابه الموجه إلى أساقفة أفسس
يقول :األبلي* أعلم هذا :ائه بفن دفايي كذحل سنكم ذائب لحاطعه آل ئئيق غلى) الرعؤه .ؤمئكم
ادتم سنقوم رحان تكلمون يامور ملتوية ببجئذبوا الئألئيذ ززاءهم [اع .]٣٠-٢٩:٢٠فإذا كان
الرعاة وصلوا إلى ذلك الحذ من االنحطاط في زمن قصير كهذا ،فكم من الفساد يمكن أن يتراكم
على مر سنواب متعاقبة؟ ولكيال نمأل صفحات متتالية من األمثلة ،تحذرنا أحداث كذ زمان بأن
الحق ال يترعرع دائائ في أحضان الرعاة ،وأن نقاوة الكنيسة وكمالها ال يتوقفان على أحوالهم.
كان األولى أن يكونوا صانعي سالم الكنيسة وحافظي أمانها حيث كان تعيينهم منونا بصيانتها؛
ولكئه شيء أن تقوم بما عليك عمله ،وشيء آخر أن يكون عليك ما دخغق في عمله.
ومع ذلك لسك أبغي أن يسيء أحدهم وهم كلماتي وكأئها تعني أئني أقوض سلطة الرعاة أو
وهحدا يعبون ويصرحون ارصا ص ضيء بحسب هواهم .وهي الولت عينه يسعون جاهدين
القناعنا بأئه يستحيل أن يفتقروا إلى نور الحق ،وأة روح الله يسكن فيهم على الدوام ،وأة
الكنيسة تقتات بوجودهم وتموت بموتهم .كما لو لم تكن ثئة أحكام للرب يعاقب العالم بها
اليوم كما عاقب بها جحود األقدمين :أي كما ضرب رعاتهم بالبالدة والعمى [زك ١٧: ١١؛.
كما ال يدرك هؤالء األغبياء أثهم يتعلون باألغنية عينها التي ترح بها مز؛ مرك ،كانوا يقاومون كلمة
الله بعنادهم .ألته هكذا اصطن أعداء إرميا قبالة الحق :ا[فقالوا] لهلم ونعكئ غتى إربا انكازا
[أي نتآمر] ألن الغريفة أل سين غي الكاهب ،ؤأل اككوزة غب الخي ،وأل الكائ غن
الئبئ[ ,1ار.]١٨:١٨
١٠٩١ الكتاب الرابع -الفصل التاسع
من ثم يسهل أن نجاوب االعتراض اآلخر حول المجامع العامة؛ أئه كان لليهود كنيسة في
زمن األنبياء أمر ال ينكره أحد .أتا إذا كان مجلس عام من الكهنة قد انعقد عندئذ ،فأي شبه للكنيسة
كان ليظهر؟ نسمغ أة الله قد أعلن -ال لواحد منهم أوالخر بل -للنظام [الكهنوتى؛ بأسره ،قائأل:
أ[ويكون في ذلك اليوم أن؛ ...تجئ الكهنه ؤدتفجب األدبتاءا! [ار ٩:٤؛ .وأيثا :اؤالئرة
ي ص الغاض ،زالخشوزة لمب الئثوخ[ ,,حز٢٦:٧؛ .وكذلك1 :اتكون لكم ئه بال زذتا .غالم
لكم بدون مذاقي ٠ؤدبيب الغنجة غن األدبيا؛ ،ؤيظلم علميهم النهار [مي ٦: ٣؛ .أجيبوني إن كانوا
جميعهم مجتمعين معا ،أي روح كان مهيمائ على مجمعهم؟ نجد مثاأل واضخا لهذا في المجلس
الذي عقده أخآب [١مل٢٢ي٦و٢٢؛ .حضره أربعمائة نبئ .ولكن لثا لم تكن غاية اجتماعهم
إآل إشباع غرور الملك الشرير ،أرسل الرت الشيطان ليكون روخ كذب يحرك ألسنة الجميع.
فادين الحق بتصويت الجميع :أدانوا ميخا بالهرطقة ،وعذبوه ،وزحوا به في السجن [ ١مل :٢٢
٢٧-٢٦؛.حدث الشيءنغسهالرميا [ار ٢:٢٠؛ ٢:٣٢؛ :٣٧ه ١ومايليه؛وألذبياآخرين [قارن
مت:٢١ه٣؛٢٩:٢٣وما يليه].
إليه — من حيث المظهر الخارجى — ذلك المجمع الذي عقده الكهنة والغريسبون في أورشليم
ليحكموا على يسوع [يو ٤٧: ١١؛؟ لولم تكن هنالك كنيسة عندئذ في أورشليم ،لما كان يسوع
ليشترك في تقديم الذبائح والشعائر األخرى .فها هو مجمع وقور ينعقد؛ يحضره لحل النظام
الكهنوتى؛ ويتراسه رئيس الكهنة .هنالك يدان المسيح ،ويطرح بتعليمه أرصا [مت ٥٧: ٢٦وما
يلي] .يبرهن هذا الفعل أة الكنيسة لم تكن ئتضئنة في المجمع .ومع ذلك يجزم خصومنا بأئه
ليس من خطر كهذا يمكن أن يحدث لنا .من أكد لنا ذلك؟ ألن التهاون في أمر مهم كهذا ،إثما
*
الحادث لنا ،عندما يتنبأ هو إهمان مفرط جدير بالمالمة .لكن لماذا ئعمي عيوننا بعناد عن الدمار
الروح القدس علي شفتي بولس باالرتداد االتي [٢تس ٣: ٢؛ ،والذي ال يمكن أن يحدث ما لم
يبتعد الرعاة أؤأل عن الله؟ لذا ،ال يجوز لنا قطعا أن نقز بأة الكنيسة تجد كيانها في محفل الرعاة
الذين ال يفترض الرت أة صالحهم أبدي ،بل قد أعلن أئهم سيكونون في بعض األحيان أشرارا.
أتا عندما ينذر بالخطر ،فهو يفعل ذلك تحذيرا لنا.
جون كالثن :أسس الدين البئ ١٠٩٢
ماذا بعد؟ تسألني :ألن تكون للمجامع سلطة ملزمة؟ بلى ،حثا؛ فإئني لسث أطالب هنا بأن
ددان جميع المجامع أو أن رنععنى جميع قراراتها ،أو أن بلغى (كما تقال) ابجرة* تلزا .لكئك
تقول :إدك قحط من شأن كق شيء بحيث تترك لكق فرد أن يقبل أو يرفض قرارات المجامع على
هواه .ال؛ أبذا! لكئني أريد -كتما صدر عن أي مجمع كنسى إقرار أو مرسوم -أؤأل أن يدوق
الناس بجذيه في هذه التفاصيل :زمن التائم المجمع ،وموضوع انعقاده ،وهدف اللقاء ،ونوعية
حاضريه؛ ثانيا ،أن يمتحنوا ما تعامل معه الحاضرون في ضوء الكتاب المقدس وبحسب معاييره،
وأن يفعلوا ذلك بحيث تحذد أهمية انعقاد المجمع ودقل نفوذه ،وأن تكون قراراته نظير أحكام
موقتة ،بدون إعاقة أو تعطيل لعملية التمحيص الذي ذكرته.
ليت الجميع حافظوا على االعتدال الذي أوصى به أوغسطينس في كتابه الثالث الذي يجيب
فيه معترصا على مكسيمينوس! فلتا أراد أن تسبت ببضع كلمات هذا الجدل حول مراسي٠٠ا
المجامع ،قال [أوغسطينس] :ا يجب على أأل أصن وجهك بمجمع نيقيا ،أو أصن بك في وجه
مجمع أريمينوم كقن يحكم قبل االستماع إلى الوقائع .فإرني لسك خاضعا لسلطة المجمع الثاني،
وال أنت خاضع لسلطة األول .دع الموضوع يجادل الموضوع ،والقضية ترد على القضية،
والمنطق يجيب المنطق بحسب السلطة الكتابية ،وليس بحسب السلطات التي يتميز بها الواحد
من اآلخر ،بل تلك السلطة التي يشترك فيها االثنان مائ.ا٣
يمكن للمجامع أن تكتسب الجالل الذي تستحثه؛ ولكئ يطق الكتاب المقنص في تلك
األثناء في المكانة العليا ،فيما يخضع كق شيء لمقياسه .وعلى هذا األساس ،نقبل ونرحب
بالجامع المبكرة ونوقرها كمجامع مقذسة ،وتشمل مجامع نيقيا ،والقسطنطينية ،وأفسس
األول ،وخلقيدونية ،وأمثالها ،ألئها اهتئت بتغنيد الضالالت ،في إطار األمور ذات الصلة بتعاليم
األيمان .لم تحتو قرارات تلك المجامع سوى التفسير القويم والنقي للكتاب المقنس الذي طيثه
اآلباء القذيسون بكق حكمه وتعثي روحيين ،لسحي أعداء األيمان الذين ظهروا وقتئذ في سباحة
الميدان .كذلك في بعض المجامع الالحقة أيشا ،نشاهد لمعان الغيرة الحقيقية للتقوى ،وعالمات
,حعاأ8ل٦جآلخ 1x11*1111 €أ{أ انظر٧. 3 )^۶٤ 42. 772(. :ال ^161*111. ٣
١٠٩٣ الكتاب الرابع-الغصل التاسع
واضحة للبصيرة والتعليم والحكمة والتعئل .أتا ألة األمور تميل بطبيعتها إلى التدهور ،يمكننا أن
نرى من المجامع األكثر حداثة إلى أي حذ انحئلت الكنيسة عن نقاء ذلك العصر الذهبي.
لسى أظ في أته حتى في هذه األزمنة األكثر فسادا ،يوجد في المجامع أساقفتها األفضل
زوغا .ولكل هذا الشيء عينه حدرث ان اشتكى أعضاء مجلس الشيوخ الروماني القديم بسبب
الصي١غة السيئة لمراسيمه .ألئه ما دامت اآلراء ال يوزن أو يقئم بل يحصى ،واألصوات دفن ،كانت
األكثرية تتغاب على األفضلية .من المؤتمد أتهم أصدروا عدة اراء أثيمة .وال يلزمنا هنا أن نسرد
األمثلة حيث يستفز ذلك أكثر من الوقت المتاح ،أو ألة آخرين فعلوا ذلك بكد دؤوب بحيث ال
معجال للمزيد.
.٩مجاهع ضد مجامع
هل أحتاج إدا إلى إحصاء المجامع التي تناقضت مع مجامع أخرى؟ وليس من أساس ألحد
أن يغمغم ضدي أن واحدا من مجمعين تناقضا غير شرعي .ألته بم سنحكم بينهما؟ نحكم بينهما
هكذا ،إن لم ئضئني الخداع :لسوف نحتكم إلى الكتاب المقنص ليتبين لنا عدم استقامة قرار أي
منهما .ألة هذا هو المبدأ المؤتمد الوحيد الذي بواسطته يجوز التمييز.
لقد مضى تسعمائة عام على انعقاد مجمع القسطنطينية تحت [رعاية؛ االمبراطور الون،
حيث صدر القرار بإزالة الصور والتماثيل من الكنائس وتدميرها .وبعدئذ بقليل ضنز قرار من
المجمع النيقاوي الذي انعقد تحت رعاية االمبراطورة إيرينا بإعادة تعليق الصور ،انطالقا من
البغض نحو المجلس األول ٤ .فبأي من هذين المجمعين نعترف لنود شرعيته؟ شاع قرار المجمع
الالحق الذي أعطى الصور مكاتا في الكنائس فحاز قبول الجماهير .أتا أوغسطينس فيقول :إذ
هذه الممارسة تفسح المجال لخطورة دائمة لعبادة األصنام .كما تحذث ايفا نوس — في حقبه
سابقة — بلهجه أشد قسو؛ ،إذ يؤدم وجود الصور في الكنائس المسيحية باعتبارها حراتا ورجشا.
جون كالثن :أسس الذين السيحئ ١٠٩٤
صدق المؤرخون ،وإذا صنق الناس ما كان يحدث بالفعل ،لم تكن الصور وحدها وفي حذ ذاتها
موضوع تأييد المجمع ،بل عبادها أيصا .من الواضح أن مرسوائ كهذا انبثق من الشيطان نفسه
ولكن ماذا عن عبثهم بالكتاب المقدس وتعويجهم لتعاليمه؟ ألم يكشف ذلك عن أله كان موضوع
السخرية والهزء في عيونهم؟ لقد بينك ذلك بوافر الوضوح أعاله ٧.على أده كيفما كانت الحال،
ال يمكننا أن نميز بأي واسطؤ أخرى بين مجامع متناقضة ومتنافرة ،وقد كتزك عددها ،ما لم نضعها
جميعها ،كما قلت ،في ميزان جميع الناس والمالئكة ،أال وهوكالم الرب .وعلى هذا األساس نقز
بخلقيدونية ،ونرفض أفسس الثاني ألته أيد الهرطقة األوطيخية التي أدانها المجمع الخلقيدوني.
لقد فحص أناس قذيسون هذا الموضوع في ضوء كلمة الله وحدها التي سطعت فأنارت الطريق
أمامهم ،والتي نطلب أن تسطع أمامنا أيصا اآلن .فليذهب الرومانيون اآلن ويتفاخروا (كما هي
عادتهم) بأن الروح القدس مربوظ ومقيد رهينه مجامعهم.
أولئك الرجال الحاضرين الذين اتشحوا بالمعرفة والحكمة لم يتوقعوا بعض األمور ،إذ انشغلت
عقولهم بالعمل الغناط به إليهم ،أو ألن تفاصيل أخرى لم تكن ذات شأن غابت عن أذهانهم ،إذ
ثثلتهم األشغال األكثر أهميه واألعظم جدته ،أولمجرد كونهم بشرا لم تتوقر لهم بعض المهارات؛
أولعلهم كانوا محمولين بشنة قوة العاطفة .هنالك مثال مشهور لحدوث هذه الحالة األخيرة (التي
تبدو األصعب) ،في مجمع نيقيا الذي اعيرف بسموه بإجماع الكز وبتوقيرهم األكبر على مدى
العصور ،كما يستحق .فكان أته عندما تعرض للخطر البند الرئيس إليماننا ،بدا آريوس مستعدا
للمعركة ،فؤقغ اشتبان متالحر في شجار عنيدب بينه وبينهم ،فكان في غاية األهمية أن يكون هنالك
اتفاق بين تن حضروا مجهزين لمقاومة ضالآلريوس .وعلى الرغم من هذا ،إذ لم ئثوا شذة الخطر
المحدق ،بل بدوا ناسين كز رزانه واعتدال وكياسة ،سمحوا للمعركة بأن تغبت من أيديهم ،كما
لوكانوا قد جاؤوا عمدا لصنع المعروف معآريوس .بدأوا ينتون بعضهم بعصا بمنازعاب داخلية،
ويجرحون بعضهم بعشا باألقالم التي كان ينبغي أن تشحر ضدآريوس .تبادلوا الئساذات البذيئة،
وأطلقوا نشرات اثهامية جيائً وذهابا؛ ولم تكن المضاربات لتنتهي حتى أشرفوا على طعن أحدهما
اآلخر وجرحه ،لوال تدحل اإلمبراطور قسطنطين .وإذ ادعى [االمبراطور؛ عدم كفاءته لتحري
انظر أعاله :الكتاب األؤل ،الفصل الحادي عشر ،الفقرات .١٦-١٤ ٧
١٠٩٥ الكتاب الرابع-الفصل التاسع
حياتهم ،أذب جماح طبعهم بالمديح والتقريظ يدأل من اللوم والتوبيخ .في كم من األوجه يغلب
أن مجامع أخرى الحقة أخفقت أيشا؟ ال يحتاج األمر إلى برها؟ مطؤل؛ ألة كز من يقرأ وقائعها
ال يترذد الون ،البابا الروماني ،في أن يثهم مجمع خلقيدونية (الذي يعترف باستقامة عقيدته)
بالطموح والطيش األرعن .إئه في الواقع ال ينكر شرعيته ،ولكئه يعلن صريخا أئه ربما قد أخطأ٨.
قد يظئني أحدهم غبها ألئئي أجتهذ في كشف مثل هذه األخطاء ،حيث إذ خصومنا يعترفون بأن
الجامع يمكنها أن تخطئ في األمور التي ال تتعلق بالخالص .أثا اجتهادي هذا فليس تافيى! ألئهم
وإن اعترفوا — مضطرين — شفاههم ،فعندما يقذفون عليا قرار كز مجمع ،في أي موضوع بدون
تمييز ،كؤحي من الروح القدس ،يطالبوننا بأكثر مائ افترضوا أصأل .وبفعلهم ذلك ،ماذا يولدون
سوى أن المجامع معصومة من الخطأ؛ وإذ أخطأت ال يحز لنا أن نميز [ألنفسنا؛ ما هو الحق،
أو أآل نوافق على أخطائها؟ أثا ما أقصد فعله فهو أن أبئن فقط ما يمكن استدالله من هذا ،وهو أن
الروح القدس كان مهيمائ على تلك المجامع التي كانت — فيما عدا ما أخطأت فيه — حائ محافز
تقيه ومقذسه ،بحيث سبخ لشيء شرى أن يحدث لها ،لئأل نضع في البشر أكثر ما ينبغي من الثقة.
إذ هذا الرأي أفضل جذا متا كان لغريغوريوس النازيانزي الذي لم يز شيائ صالخا ظ يخرج من
أي مجمع ٥٠ .ألئه عندما يجزم بأئها جميعها بدون استثناء تؤول إلى نهاية سيئة ،ال يترك لها كثيرا
ص السلطة.
ال حاجة االن إلى ذكر منفصل للمجامع اإلقليمية ،حيث يسهل أن نختن ،على أساس المجامع
54. 993 ٤ 1٢.34. 178ا(ل)14 0 1,ل 182-188(. انظر ا٧ن ل٧ن ٧. 2-4,ا٠ ٨
كتب غريغوريوس النازيانزي :الم أز شيائ صالحا يأتي من المجامع .إلها تزيد األذى بدأل من أن تبعده.اا انظر :إللل0غع)3٣ ٩
8,ا2٦الةا2ةال ا0 )^4^0 37. 228(.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٠٩٦
(ينبغي أأل نطيع القادة العميان؛ قرارات المجامع المتًاحرة معيبة في ضوء الكتاب المقدس،
)١٤-١٢
.١٢الطاعه عمياء
أثا روماخونا ،وفيما هم يدافعون عن قضيتهم يكتشفون أة معونة المنطق تتخنى عنهم
بجملتها ،فيلجأون أخيرا إلى هذه المراوغة التعيسة :فعلى الرغم من أة هؤالء الرجال أنفسهم
أغبياء عقأل ومشورة ،وأشرار إجماأل قلبا وإرادة ،تدوم كلمة الرب التي تناشد الناس أن يطيعوا
حكامهم [عب ١٧: ١٣؛ .هل هذا حائ كذلك؟ فماذا إذا رفضى أة أنابائ من هذا النوع هم في
الحقيقة حكام؟ ألته ال ينبغي أن ينعوا ألنفسهم أكثر متا ادعى يشوع لنفسه ،وهو الذي كان نببا
للرب وراعيا مميرا .فلنسمع بأي كلمات عسه الرب لوظيفته :ال يبرح سفر هذه الشريعة من فمك؛
بل تلهج فيه نهارا وليأل .ال دمل عنه يميائ وال شماأل ألتك حينئذ دصاح طريقك وحينئذ ئغلحا٠
[يش ٨:١و( ٧مع إعادة الصياغة)] .ومن كم سوف يصيرون حكامنا ومرشدينا الروحيين ،تن ال
يحيدون عن شريعة الرب يميائ وال شماأل .ولكن إن تحكم علينا أن نقبل تعليم جميع الرعاة -أدا
كانت — بال أي ارتياب ،فماذا كان قصد إنذارات الرب المتكررة لكيال نلتفت إلى ما يجيء به
األنبياء الكذبة؟ يقول على فم إرميا :أل تشفعوا بكآلم األبياء الديل ساون لكم ،وإئهلم تجعلونكم
باطأل.ئئكلوئذيوائشملمالموتأ [ارً٢٣ا .]١٦وكذلك :ائرزوئ األبياء انكدة
الذين يأتوتكلم بيياب الحمألن ،ؤلكنهلم مى داخله ذداب لخاطعة [مت :٧ه .]١وإأل كان يوحنا
الكفاية أته من المهلم جدا أن يكون نوع الرعاة الذين ينبغي أن نسمع لهم ،وأئه يتحهم أأل يسمع
لهم ،بال تمييز؟ لذا ال يوجد سبب يلزم ألجله أن درعبونا بألقابهم بحيث يجروننا إلى مشاركة
عمائهم .فإتنا — على العكس — نرى أة الرب اعتنى خصوصا بأن يثبهنا لكيال نسمح ألنفسنا بأن
ننقاد لخطأ اآلخرين المقئع خلن أي اسم مهما كان .ألئه إذ كان جواب المسيح صحيحا ،فإذ
كز المرشدين الثمي ،سواء سوئا رؤساءدكهنة ،أو كرادلة ،أو باباوات ،ال يمكنهم إأل أن يقذفوا
بكز شركائهم معهم من حافة الهاوية ذاتها .فمن ثلم ،لن تمنعنا أسماء مجامع ،أو رعاة ،أو أساقفة
(سواء أصيلة أو مصطنعة) أن نتعتم متا تثبته الكلمات واألفعال أن نمتحن أرواح كز تن هو بشر
على مقياس كلمة الله ،حتى نميز هل كانت من الله أم لم تكن منه.
١٠٩٧ الكتاب الرابع -الفصل التاسع
بعد أن أثبتنا أته لم ئغؤض إلى الكنيسة سلطة إنشاء عقيدة جديدة ،فلنخاطب االن السلطة التي
ينعونها لها في تفسير الكتاب المقذس.
مجموعة منهم لصياغتها .أائ عندما يجتمع األساقفة ،فحينئذ يتسئى لهم مائ أن يتداولوا مليا وبأكثر
ترؤ ما ينبغي أن يعتموا به ،وبأي أسلوب ،خشية أن يولد تعذد االراء إخالأل بالعقيدة .ثالثا ،يصف
بولمس هذه الطريقة لتمحيص التعاليم :فعندما يعين تمييز التعاليم للكنائس المتغرقة إقارن ١كو
٢٩ : ١٤؛ ،يبين النظام الذي يجب اتباعه في الحاالت األكثر خطور؛ — وهو أن تتوصل الكنائس
إلى فهم مشترلب ٠فيما بينها .يعثمنا التزاثنا بالتقوى أته إذا أزعج أحدهم سالم الكنيسة بتعليم غريب
بحيثههأتصل األمور إلى حذ خطر انتشار الخالف ،يلزم أؤأل أن تجتمع الكنيسة ،فتغحصكسؤ١ل
المطروح ،وأخيرا بعد ما يكفي من التدئر تتوصل إلى تعريف ئستخزج من الكتاب المقنس من
شانه أن يزيل كز ريبه تساور الشعب ،ودكم كز لسان لهر؛ عن االسترسال في ٠ئ الشرور.
وهكذا عندما ظهر اريوس ،انعقد مجمع نيقيا وأخمد بنغوذ سلطته جهود ذلك الرجل
الشرير ،فاستعاد السالم لتلك الكناض التي كان قد أزعجها ،كما أغد الوهية المسيح السرمدتة
ضن تعليمه الدنس .وعندما أثار أفنوميوس ومقدونيوس بغا جديدة ،جاء مجمع خلقيدونية بعالج
مماثل لجنونها .وفي مجمع أفسس ،اطيح عقوق تسطور .إدا كانت هذه من البدء الوسيلة المتبعة
لصون الوحدة في الكنيسة كتما شرع الشيطان في توظيف مكايده.
ولكن لنتذتمر أته ليس كز عصر يثرى بأناس أمثال أثناسيوس وباسيليوس وكيرلس ،وغيرهم
من مستي العقيدة الحقيقية والمدافعين عنها ،ض أقامهم الرب في زمانهم .في الواقع ،لنتاق
ماذا حدث في مجمع أفسس الثاني ،عندما تفتبت هرطقة أوطيخا ،وثبي ذلك الرجل الصالح
فالقيانمس وآخرون أتقياء ،واردهكبت شرور عديدة أخرى .حدث ذلك بسبب ديوسقورس؛ ذلك
الرجل المشاكس والذميم والمجرد من روح الرب ،والذي ترأس المجمع .لكن رب قائل لم تكن
الكنيسة هناك .اقز بذلك .فإئني على يقيب في قناعتي بأن الحتى ال يموت في الكنيسة عتى الرغم
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٠٩٨
من الثللم الذي يوقعه بها أحد المجامع ،ألئه [أي الحق]آمر ،ومحفوظ بشكل ،عجيب بفعل الرب
بحيث يشرق ثانيه ويعلومنتصرا في حينه .ولكئني أرفض الفكر القائل بأئه صحيخ دائائ وأبذا أن
تفسيرا للكتارب المقنسر يتبغاه متجمع ما بالتصويت ،هو تفسير قويلم يقينى ال زددكء فيه.
ادس؛ بدون اساى .دعولهم ب دن ما درسم ٩ادمجاهع ادما مو السير ساب ادس
يكشف عن قصدهم سوة استعماله كذريعة .فال يوجد في الكتاب المقنس كته مقطع واحن من
كلمة واحدة يشير إلى المطهر أو شفاعة القذيسين أو االعتراف السري (للكاهن) وما شابه ذلك.
أما ألن هذه جميعها أجازتها سلطة الكنيسة ،أي أدها (على وجه التدقيق) وبلت ،ومورست بتأييد
رأي الكنيسة ،فقد سئم بها كتفسير للكتاب المقدس .ليس هذا فقط :بل إذا قرر مجمع شيائ
ما — حتى لو صرخ الكتاب المقنس ضنه — فسوف يسئى هذا تفسيرا .المسيح يدعو الكؤ
أن يشربوا من الكأس التي يقذمها في العشاء [مت .]٢٨-٢٧:٢٦أائ مجمع كونستانس [عام
]١٤١٤فحزم تقديمها للعلمانيين ،بل حسم بأن يشرب منها الكاهن وحده ١٠ .وهكذا ما يناقض
رشم المسيح كلائ ،أمسى تفسيرا بحسب ما يشاؤون أن يظله الناس .بولس يستي تحريم الزواج
,٠ازواحا ثبة زدعاليم قياظين١ [ !,تي ]٣-١ : ٤؛ وفي نعل آخر يعلن الروح أن الزواج مقذس
عمدا أتخظى ما يعتمون به عن سلطة الموافقة على الكتاب المقدس .ألن إخضاع التعاليم
الوئحى بها من الله ألحكام الناس بهذا األسلوب ،بحيث يجعلون شرعيتها رهينة نزوات البشر،
هو تجديف ذكره ذميم .لقد لئحث إلى ذلك آنعا ١ ١ .ومع ذلك أطرح هذا السؤال الواحد :إذ
كانت سلطة الكتاب المقدس متأصلة في الكنيسة ،فبأى مرسوم يستشهدون ومن أي مجمع؟ في
انظر )1181 :وً1>1.,ا1ءل ج111 011؛1011 0أل111؛881011 13 )1415(, ،،]<0ج, 8جنعةأ8ع0ح )011 0عل0٦ح ١٠
٧11. 727(.تت
انظر أعاله :الكتاب األؤل ،الفصل السابع؛ والفصل الثامن ،الفقرة .٩ ١١
١٠٩٩ الكتاب الرابع -الفصل التاسع
اعتقادي أدهم ال يمتلكون مرسوائ كهذا .لماذا سمحآريوس لنفسه بأن يهزمه مجمع نيقيا بحجج
الشهادات المستمدة من إنجيل يوحنا؟ فلقد كان — بحسب هؤالء الرجال — حرا ليرفضها إذ لم
تكن ثمة مصادقة سابقة من مجمع كنسى عام .يبرزون قائمة عتيقة يسوئنها قانون بناء على
حكم كنسى .ولكئني أكرر سؤالي :في أي مجمع سئ ذلك القانون؟ يتحئم عليهم هنا أن يظتوا
صامئين .أتا أنا فأطالب بأن أعرف ماذا عساهم كانوا يظتون نوع ذلك القانون؛ ألئني أرى اتفاقا
ال يتعدى كونه صئيأل بين المؤرخين القدامى .وإن كان ما قاله هيروسثس ذا شأن ،فلتبق أسفار
المكابين وطوبيا وأمثالهما في غضون األسفار المشكوك في صحتها (األبوكريغا) .وهنا ما ال
يطيقه الرومانيون١ ٢ .
الفصل العاشر
تجوع
.١السؤال األساستي
يلي أدناه الجزء الثاني من الحديث عن سلطة الكنيسة .يرغب الرومانيون أن تكمن سلطتهم
في سئ القوانين .ونشأ من ذلك تقاليد بشرية ال لحصى وال دعن؛ ئؤك كثيرة تحتبل فيها النفوس
البائسة .أللهم ال يختلفون عن الكتبة والغريسيين كثيرا عندما ال يتوزعون عن أن يحتلوا أكتاف
الناس أثقاأل عسيرة الحمل ال يمشونها هم بإحدى أصابعهم {لو ٤٦: ١١؛ مت ٤:٢٣؛ .لقد
عنمت في موضع اخر عن قدر قساوة حرارتهم التي يقسم به تعليمهم عن االعتراف السري ١ .ال
يتجلى عنفهم بهذه الدرجة من الجسامة في قوانينهم األخرى؛ ولكئ القوانين التي تبدو األكثر
احتماأل تطفى بشنة هائلة على الضمائر .وال أقول شيائ عن إفسادهم عباد الله ،أو سلب الله حعه،
أائ ما نناقشه اآلن فهوهذه السلطة بعينها ،وهل كان يحز للكنيسة أن بلزم الضمائر بقوانينها.
لسنا نتحذث من خالل هذا النقاش عن النظام السياسى ،إلما يهتنا فقط كيف يعتد الله بحن بحسب
١١٠١ الكتاب الرابع -الفصل العاشر
هوأن نكبح هذه اإلمبراطورية الهمجية الالمحدودة التي تفرض نفسها على نفوس الناس ،بتستط
ض يريدون أن يحسبوا رعاة الكنيسة فيما هم في الواقع جزاروها المتوحشون .يقولون إل القوانين
التي يستونها روحية ذات عالقة بالنفس ،ويعلنون أئها الزمة للحياة األبدية .ولكئ ملكوت
المسيح (كما أشرت كوا) ،بهذه الطريقة ،قد اخترفى؛ والحرية التي وهبها لضمائر المؤمنين ومعت
واخمدت .لست أناقش اآلن عظم العقوق الذي يكرسون به إطاعة قوانينهم ،فيما يعلمون الناس
أن يبتغوا مفقرة الخطايا والبر والخالص من تلك الطاعة ،وفيما يودعون فيها الدين برتته والتقوى
كلها .إنني أجوم بالنقطة الواحدة هذه :أأل ثغرض الضرورة على الضمائر في تلك األمور التي
كما عتمنا سابعا — ٢ال تستطيع أن تحرروا منها بواسطة المسيح؛ والتي بدون التحرر منها
تستريح مع الله .يجب (على الضمائر) أن تعترف بملك واحد هو المسيح الذي وحده يحررها؛
وأن يحكمها قانون واحد ،ناموس الحرية ،كلمة اإلنجيل المقدسة ،إن كانت لتدوم لهم النعمة التي
نالوها مره في المسيح .ال ينبغي أن يكونوا أسرى العبودية ،وال أن تكيتهم قيود.
يغان هؤالء المشرعون أة دساتيرهم قوانيئ توور الحردة؛ نير هين وحمل خفيف
[مت ،]٣٠:١١ولكن تن ال يصر أة هذا كذت جلى؟ (بالطبع) ال يشعرون بأن قوانينهم ظالمة
عندما يهملون عمدا وبتهؤر الشرائع اإللهية والقوانين نفسها التي يسوئنها هم ،بنبذهم مخافة
الله كتيا .أتا تن يهتوئن ولو قليأل بخالص نفوسهم ،فال يحسبون أنفسهم أحرارا ما دامت قد
احتبلتهم تلك المصايد .نشاهد بكم من الحرص تعامل بولس مع هذا األمر ،بحيث لم يجرؤ
على أن يتهاون في شي؛ واحد من شأنه أن يقيد حرية اإلنسان [ ١كو : ٧ه . ]٣ولسب وجيه! فقد
رأى جسامة الجرح الذي يصيب الضمائر إذا ارعنت عنو؛ في األمور التي تركها الرب لحريتنا .
أتا هنا فنرى العكس ،إذ ال يمكن ألحد أن يحصئ كم من القوانين فرضها هؤالء الرجال مهددين
بالموت األبدي ،والتي قضوا بأقصى صرامه بأئها ضرورية للخالص .وس بين هذه ،يوجل العديد
جذا منا يكاد يستحيل تنفيذه ،أتا إذا تكوم جميعها مائ فتستحيل قطائ ،إذ يا لها من كؤمة! كيف
إدا يستطيع الذين يكدحون تحت هذا الحمل الثقيل أن يغلتوا من بلوى الحيرة والعناب التي تحز
بهم ،والكرب والري المبرح؟
انظر أعآله :الكتاب الثالث ،الفصل التاسع عشر ،الفقرات .٩-٧ ٢
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ١١٠٢
من ثم ،غايتي هنا أن أهاجم قوانين وضعت لتقؤد دواخل النفوس أمام الله ،وأن تربكها،
وكأئها تأمر بما هو ضروري للخالص.
.٣طبيعة الضمير
تتقيد الضمائر أيائ بالشرائع المدنية .ولكن إن كان ذلك هكذا ،يسقط كز ما قلناه في الفصل
السابق وما سأقوله االن عن السلطة الروحية.
لكي نحز هذه المعضلة ،يلزمنا أؤأل أن نستوعب ماهية الضمير .يجب أن نقخن التعريف من
أصل الكلمة .فعندما يستوعب الناس مفاهيم األمور بالعقل والفهم بقال إتهم ٠ايعرفونأ ،ومن هذه
الكلمة دشتى كلمة أالمعرفةأ ٣.وعلى المثال نفسه ،عندما يتنيه اإلنسان إلى الدينونة اإللهية التي
تالزمه كشاهد ال يسمح له بأن يخيئ خطاياه بل يستدعيه أمام عرش القضاء ،يسئى هذا التنأه أو
اإلحساس الضمير .إئه حكم ؤسط بين الله واإلنسان ،ألئه ال يسمح لإلنسان أن يكتلم ما يعرفه
بداخله ،بل يالحقه إلى أن يقر بذنبه .هذا هو ما يعنيه بولس عندما يعتم أة الضمير يشهد ،وأة
األفكار تشتكي وتحتخ أمام الله الدبان [رو .]١٦—١٥ :٢لذلك فإة هذا اإلحساس الذي يجيء
باإلنسان إلى قضاء الله ،هو نظير حارس معين لمراقبة جميع سرائر اإلنسان ،بحيث ال يظز شيء
دفيائ في الظالم .ومن ثم خرب المثل القديم الضمير ألف شاهد ٤.وبحسب هذا المنطق وضع
بطرس جواب ضمير صالح عند الله [ ١بط - ٢١:٣ترجمة كالثن؛ على المستوى نفسه مع
سالم العقل عندما تغتل أمام الله من دون خوف ،واثقين بنعمة المسيح .وكذلك عندما يقول كاتب
الرسالة إلى العبرانيين إته أل بكون [لنا؛ ابائ صمير حكارا [عب ٢ : ١ ٠؛ يعني أئنا تحررنا أو نلنا
العفو بحيمث تتالشى قدرة الحطية على ائهامنا.
ومعناها تتألف الكلمة اإلنكليزية أج110ع1ء0118ءأ (وأصلها الالتيني) ض مقطفين 011 :أ ومعناها أمع** ٣
**العلم** أو **المعرفة**؛ فيفيد هذا الربط معنى **المعرفة الضمنية أو الفطرية** ،وكذا تعني أيائ كلمة ا ضميرا العربية إذ
تفيد ما يضمر اإلنسان معرفته في داخله.
111111111811,؟ نحمل) ٧٧. *1. 41حهص/0ه انظر11. 294 £.(. : ٤
١١٠٣ الكتاب الرابع -الفصل العاشر
لذا ،كما األعمال تتعتق باإلنسان ،كذا ره :م الضمير بما لله بحيث ال يكون الضمير الصالح
سوى استقامة دواخل القلب .وبهذا المعنى يكتب بولس :أًاثا عاته الوصية وهئ المجه من قلب
طاهر ،زصمير ضايح ،ؤإيقان بآل رتاءاا [ ١تي :١ه] .وبعد .ضع آيات من األصحاح عينه يحول
كم يختلف صالح الضمير عن الفهم القويم ،إذ يقول :إذ قوثا ائكشزت بهم الثبيتة مر ،جهة
اإليمان ألدهم رفضوا الضمير الصالح ١٦تي . ] ١٩: ١وبهذه الكلمات يفيدنا بأن الشوق المفعم
بالحياة هو الذي ينهض باألنسان على عبادة الله ،وأن النية المخلصة هي التي تبعث به على حياة
التقوى والقداسة.
كما أن الدور الذي يقوم به الضمير ينطبق أحياائ على العالقة بالناس ،وهذا ما عتم به بولس
أيثدا عندما قال — بحسب ما دؤنه لوقا :اذرب لغسي ليكون بي ذارائ صبير بآل عمزه مى دحو
الله ؤالائس [اع .]١٦:٢٤قال هذا ألن بركات الضمير المستقيم تفيض على الناس ،بل تصلهم
أيثدا .ولكئنا إن دققنا التعبير ،فالضمير يهتم بما لله وحده ،كما ذكرت في مستهل هذا الحديث.
من ثم ينطبق القول بأن الناموس يقيد الضمير عندما يقيد األنسان ،بفعل النظر عن عالقته
بسائر البشر ،أو بال أي اعتبار لهم .فعلى سبيل المثال :ال يعتمنا الله أن نحفظ القلب عفيعا طاهزا
من كل شهوة فقط ،بل يحزم بذاءة اللسان والخالعة وجميع مظاهر االنغماس في الئئع الحسية.
ولذا فإذ ضميري خاضع لهذا الناموس ومسؤوز بحسبه ،وإن لم يوجد مخلوق بشري آخر على
وجه البسيطة .وهكنا ،مرل يسلك مسرقا في إشباع هواه يخطئ؛ ال بضرب المثل السيئ الذي
يحتذي به اإلخوة ،بقدر تكبيله ضميره بالذنب أمام الله.
ألمنا في األمور التي بطبيعتها ال تقذم وال تؤحر ،فثتة اعتبارآخر .وهنا ينبغي أن نمتنع عنها إن
كانت تسيب العثرة ،ولكن بضمير صاب .هكذا يتكلم بولس عن اللحم المذبوح لألوثان يقول:
إن اعترض أحدهم فال دمسوها من أجل الضمير ...أقوز الضمير .ليس ضميرك أنت بل ضمير
اآلخر.ا[١كو،٢٩-٢٨:١٠مع إعادة الصياغة] .والمون يخطئ إذا أكل من ذلك اللحم الذي
حذر منه قبأل .ولكن مهما كانت ضرورة االمتناع لكيال يعثر المؤمن أخاه ،كما أوصى الله ،فإره
هع ذلك ال يتختى عن االبقاء على حردة الضمير( .إدا) نرى أن هذا الناموس الذي من شأنه أن تلتزم
(الضمير وعالقته بالقوانين البشرقة والباباوية :الله هو المشرع الوحيد ،ه— )٨
بنثي اآلن إلى القوانين التي يستها البشر .إذ كانت قد اصدرت كي تثلنا بالتحرج ،كما لو
*
كان االلتزام بها ضرورائ في حذ ذاته ،نقول إة شيائ محرائ يوضع على ضمائرنا .ألة ضمائرنا
ليست مسؤولة أمام الناس بل أمام الله وحده .هذا هو جوهر الغرق المألوف بين المحاكم األرضية
ومحكمة الضمير .ألئه فيما كان العالم كته مكعنا في دامس ظالم الجهل ،ظتت هذه الشرارة
الضئيلة من النور ،بحيث اعترف الناس بسمؤ ضمير األنسان على جميع األحكام البشرتة .وعلى
الرغم من أئهم بعدئذ طرحوا حعا عنهم ما اعترفوا به في كلمة واحدة ،شاء الله مع ذلك بأن تظهر
شهادة للحركة المسيحية ،حتى في ذلك الحين ،لكي تنقذ الضمائر من طغيان البشر.
على أة الصعوبة الناشئة من كلمات بولس لم نحشم بعد .ألئه إن وجب علينا أن نطيع حكامنا،
فليس بدافع الخوف من العقوبة فقط ،بل من أجل الضمير أيثا [رو : ١ ٣ه؛ ،يبدو أئه يترثب على
ذلك أة قوانين الحكام تفرض سلطتها أيصا على الضمير .واآلن ،إن كان هذا صحيحا فهو ينطبق
أجيب :ينبغي أؤأل أن نميز بين الجنس والصنف .فمع أة القوانين الغردقة قد ال تنطبق على
الضمير ،ال نزال مقيدين بناموس الله الشامل الذي يوصينا بالخضوع لسلطة الحكام .ويدور نقاش
بولس على هذه النقطة :ألة الحكام من ترتيب الله ،لذلك يجب أن ئكرموا [رو . ] ١: ١٣ولكئه ال
يعلم في غضون ذلك أة القوانين التي يستونها تنطبق على االنضباط الداخلي للنفس ،إذ إته يبجل
في كز مكان ،وفوق جميع مراسيم الناس ،كأل من عبادة الله والقاعدة الروحية للسلوك المستقيم.
كما يجدر نكر أمرآخر (يتوقف على ما سبق) :أال وهوأن قوانين البشر؛ سواء من صنع الحكام
أو الكنيسة ،رغم أته يجب إطاعتها (هنا أتحذث عن القوانين الصالحة والعادلة) ،ال توبق الضمير
في ذاتها .ألة لزوم طاعة القوانين يرمي إلى الهدف العام ،ولكئه ال يكمن في األشياء المأمور بها.
(من ثم) تختلف عن هذا النظام تلك القوانيل التي تحتم صيفة جديدة لعبادة الله ،وتفرض
لو كان هؤالء أساقفة حقيقيين ،لكك يكز تأكيد .أستم لهم السلطة في ذلك؛ ليس إلى الحذ
نفسه الذي ينعونه ،بل إلى المستوى المطلوب لصون اإلدارة الكفء للكنيسة؛ أما ألئهم كز شيء
عدا ما يودون أن يعتبروا أنفسهم ،ال يمكنهم أن يتخذوا ألنفسهم حتى التزر القليل من السلطة من
دون أن يتخثلوا الحدود.
أتا ألئنا قد نظرنا في ذلك في موضع اخر ٦،فلنتنازل لهم -موقتا -بأن كز ما كان من سلطة
لألساقفة الحقيقيين فهذا مغت لهم عن حق .ولكئني ال أقبل أئهم هكذا تعتنوا مشرعين على العباد
المؤمنين بحيث يستطيعون من أنفسهم أن يرسموا ناموسا للحياة ،أو أن يفرضوا مراسيمهم عنوًا
على الشعب الموكل به إليهم .وعندما أقول ذلك أعني أئهم ال يمتلكون الحق في أن يأمروا الكنيسة
بالطاعة اإللزامية لما ارتأوه بمعزل عن كلمة الله .فلتا كان هذا الحق غير معروف لدى الرسل،
ومحرائ على خدام الرب تكرارا بشفتي فمه ،يدهشني أن أحذا ،أدا كان ،تجاسر — على
عكس مثال الرسل وضد التحريم الجازم من فم الله — على أن يقتنعل هذا الحذ ويجرؤ على
الدفاع عنه اليوم!
لقد ضئن الرت ناموسه كز ما يالئم القاعدة المثلى للحياة الصالحة ،بحيث لم يترك شيائ
ليضيفه البشر إكماأل لذلك الموجز .فعل ذلك لسبين :أؤلهما ،أئه يريد أن نقز بهيمئته على حياتنا
ونرى فيه مرشدا لها .إئنا نفعل ذلك إن تواترت جميع أعمالنا مع معايير مشيئته إذ يكمن فيها كز
الذي
** عيش باز .والسبب الثاني هو أن ندرك أئه ال يطلب متا أكثر من الطاعة .لذا يقول يعقوب:
يدين أخاه ...يدين الناموس .ومن يدين الناموس ال يعمل بالناموس إثما يصبح ديادا له .واحد هو
ويهلك [يع ١٢ - ١١ : ٤مع إعادة الصياغة]( .في هذا) نسمع أن
** واضع الناموس القادر أن يختص
الله يحفظ لنفسه هذا االمتياز الواحد ويخضصه لذاته وحده؛ أن يحكمنا بسلطة كلمته وقوانينها.
كان قد سبق أن قال ذلك على فم إشعياء ،ولو بوضوح أقز بعض الشيء :الرت ائضيتا .الرت
سارعتا .الرت تلكنا هؤ إشتاال [اش .]٢٢ :٣٣يوئح كق من هذين النضين أن سلطة الحياة
والموت هي لتن له النس .يعلن هذا يعقوب بوضوح .واألكثر من ذلك هو أن إنساائ ال يستطيع
أن يتخن (هذه السلطة) لذاته .لذا ينبغي أن نعترف بأن الله هو الحاكم الوحيد لنفوسنا ،الذي نستل
معه وحده القدرة على أن يختص وأن دهبك .كما تعلن كلمات إشعياء أيائ أئه الحاكم والقاضي
والمشزع والمختص فيآن .ولذا ،عندما ينصح بطرس الرعاة في ما ينعتق بوظيفتهم ،يحقهم على
** الله ...أل كتن ئشود. ١ [ ..** .ط ه ،]٣-٢ :وبهذه الكلمة يعني [بطرس] ميراث
** أن يرعوا زجه
الله ،أي المؤمنين .فإن بتا* نقدر ذلك على أساس معناه الصحيح ،أي أته ال يجوز ،بل يمسي
محرائ أن دحول لإلنسان ما خصصه الله لذاته ،عندئذ نفهم أن كز سلطه مرع يرغبون اغتصابها
لذواتهم كي يفرضوا على الكنيسة كز ما كان خارجا على كلمة الله ،دقعلع عنهم [هذه السلطة].
نمتلك المعرفة الكاملة للحياة الصالحة .والثاني هو آن له وحده (عندما نبتغي سبيل
كما يليق) كز السلطان على نفوسنا ،عندئذ ينبغي أن نعليعه وحده ،وأن نبي إرادته.
١١٠٧ الكتاب الرابع-الغصل العاشر
وإذ ندرك هذين الشببين ،لن يكون من الصعب أن نميز ماهية الدساتير البشرية التي تضان كلمة
ارب .تنتمي جميع هذه [الدساتير] إلى النوع الذي ينعي الصلة بعبادة الله الحقيقية ،وبذا رضطؤ
الضمائر إلى حفظها ،كما لوكانت إطاعتها أمرا إجبارائ .لذلك لئتذي أة جميع قوانين البشر يجب
وزنها في هذا الميزان ،إن كائ نريد أن نختبر منها ما ال يسمح لنا بأن نضز الطريق.
يلجأ بولس إلى استعمال السبب األول المذكور أعاله ،عندما يجادل الرسل الكذبة الذين
كانوا يحاولون أن يثقلوا الكنائس بأحماب) جديدة ،حين كتب رسالته إلى كنيسة كولوسي
[كو .]٨:٢ويطبق السبب الثاني على نحو أوسع في رسالته إلى أهل غالطية ،عندما يتعرض
لمسأله مماثلة [غل ه .]١٢-١ :ومن ثم ينادي في رسالة كولوسي بأأل نبحث عند البشر عن
تعاليم عبادة الله الحقيقية ،ألن الرب قد علمنا بأمانة وبالقدر الوافي كيف نعبده .ولكي يبرهن على
ذلك يقول في األصحاح األول إذ األنجيل يحتوي على كز الحكمة الالزمة لكي بحشر اإلنسان
تلثوها من غيرهم ،أوكز ما يجرؤون على سته حول عبادة الله [كو .]٢٣—١٦ :٢لذا نعتبر عقوقا
كز ما يبتدعه الناس من الدساتير التي تتظاهر كأن في ممارستها تكمن عبادة الله.
يكفي وضوحا ما ورد في نصوصر رسالة غالطية — وخصوصا األصحاح الخامس — حيث
يحذر بولس من أن تحتبل الضمائر في الفرك ،إذ يجب أن تخفع لحكم الله وحده [غل ه:
.]١٢ —١ولتكف هنا اإلشارة إليها.
(القوانين الكنسية التي تفرض طقوسا على العبادة ،استبدادبة واستهتاربة ومنافية للكتاب
المقدس)١٨-٩ ،
قبل أن نتقدم ولغا كان هذا الموضوع يتوصح على نحوأكمل بسرد األمثلة ،فسوف يفيدنا
في بحثنا — أن نطيق هذا المبدأ على ما يدور في زماننا الحاضر .نقول إذ القوانين (ويدعونها
هم اكنسيؤا) التي يكيل بها البابا ومرؤوسوه المحيبون الكنيسة ،مميتة كما بمرض خبيث؛ فيما
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١١٠٨
يدافع عنها خصومنا بالقول إدها مقذسة ومغيدة .لكئها من نوعين :أحدهما ذو صلة بالطقوس
والممارسات؛ واآلخر يتعلق بالتأديب .فهل يوجد سبب عادن يبزر مهاجمتنا إياهما؟ نعم حعا ،بل
أكثر عدأل متا نحبذ!
أوأل :أال يحذد المؤلفون أنفسهم ،وبكز وضوح ،أة أصدق عبادة لله محتواة -إن جاز القول
-في هاتيك القوانين؟ فألي هدب يوجهون طقوسهم عدا أن يعبد الله من خاللها؟ وهذا ال تفعله
جماهير السذج وحدهم عن جهل ،بل باستحسان من يقومون بتعليمهم أيائ .لم أتطرق بعد إلى
األرجاس الجسيمة التي سفوا بواسطتها إلى إطاحة كز ورع .ولكن لن يطرأ على مخيالتهم أن أقز
إهمال في إطاعة أتفه تقاليدهم ،يمثل جريمة بشعة كهذه إذ لم يخبعوا عبادة الله لخرافاتهم .كم
يكون عظم خطيئتنا إن لم نستطع أن نتحتل اليوم ما عتم بولس بأئه فوق ما يطاق — (أال وهو) أن
النظام القويم لعبادة الله يخئزل لما يقرره البشر؟ وخصوصا عندما يفرضون على الناس أن يعبدوا
بما يئغق مع عناصر هذا العالم التي يصرح بولس بأدها مضادة للمسيح [كو .]٢٠:٢معروف أيصا
للمأل بأي تشديد وقسوؤ متطرنين يقيدون الضمائر إلطاعة ما يفرضونه عليها .لذا عندما نناقضهم
إثما نضم أصواتنا إلى ما عتم به بولس الذي لم يسمح في أي حال من األحوال بأن يخبغ ضمائر
المؤمنين لنير عبودية البشر [غل ه.]١:
أضف إلى ذلك هذا الشز األثيم :أئه عندما تبدأ الخرافات الباطلة بتحديد الدين ،يعقب هذا
الفساد دائائ ضالن بغيض احر ويخ المسيح الغريسيين بسببه :ألئهم يتعذون وصية الله فيبطلونها
بسبب تقليدهم [مت ه ٣: ١؛ .لسك أرغت في أن أتبارز مع مشرعي زماننا الحاضر ،بل أقول
دغهم ينتصرون إذا استطاعوا — بأي وسيله — أن يتبرأوا من االدهام^ الذي يوحهه المسيح .ولكن
ما عسى أن تكون حجتهم ،في حين كان إغفال االعتراف السري في نهاية العام إثائ أعظم من
عيش فاسد إلى أبعد الحدود طوال العام كته ،بحسب تقليدهم؟ أوإذا لوثوا لسانهم بمذاي سطحى
للحم في يوم الجمعة ،بينما لمحشت أجسادهم كمائ بالغسوق في كز يوم؟ أو تحركت يد في عمز
شريب في يوم مكرس لهذا أو ذاك من القديسين المزعومين ،فيما يسئر جميع أعضاء الجسد
القتراف أبشع الجرائم؟ أو ماذا عن كاض أقبل على رباط الزواج المقدس بدأل من أن ينغمس في
١١٠٩ الكتاب الرابع-الغصل العاشر
سان رمق الفقير الذي ال يملك أقز القوت؟ أم أن يمز أحدهم بتمثالب من دون تكريمه فيما يعامل
بقية جنسه البشري بازدراء وإيذاء؟ أو أن يهمل االبسان تمتمة وابل من كلمات ال معنى لها في
ساعاب محذدة ،في حين لم يسبق أن انشغل ذهئه قط بصال؛ مدرونة؟ ما عساه أن يكون التحذي
ض وصية الله بسبب تقاليدهم [مت ه ٣: ١؛ إذ لم يكن هذا؟ إنهم فيما تؤيد شفاههم وحدها
يتراخون في محاسبة تن يزدرون الله ،يضطهدون ض يحتقرونهم إلى حذ التطرف بكر؛ حقود ال
يعرف الصفح؛ كما يدربون سذج مستعبديهم من العاتة على إطاحة ناموس الرت كلؤا ،بأكثر اتزاب
ورباطة جأش من التهاون في مثقال ذرة من وصايا الكنيسة (كما يستونها) .أؤأل :إئه تعذ جسيم
أن يحتقر إنسان إنساائ اخر أويدينه أو ينبذه جراء أمور تافهة (في عينى الله) ال تزيد وال تنبعى .أتا
الفقيرة لهذا العالم (كما
* ما نراه االن كما لوكان إثائ طفيعا ،فهو أن أصبحت األركان الضعيفة
يستيها بولس في رسالته إلى الغالطيين [ )]٩: ٤أسمى مكانه من وصايا الله .وتن يساتح القتراف
الزنى يدان في المأكل؛ ومن يسمح له بعاهر؛ رحرم عليه زوجته .ههنا إدا نتجت ثمرة تلك الطاعة
الخادعة التي تبتعد عن الله بقدر ما تتحول إلى البشر.
نجد في هذه القوانين أيصا خطأين كبيرين نستهجنهما .أؤآل ،إئها تفرض ممارسات في
معظمها قليل الفائدة ،وفي بعض األحيان غبية؛ وثانبا ،ترزح ضمائر األتقياء تحت عبء ثقيل
من كثرة هائلة وظالمة منها ،تنتكسى بهم إلى نوع من اليهودية يتشبث بالظالل بحيث تحجب
عنهم المسيح.
أدرك أن وصفي إياها بالغباء وعدم الجدوى لن يروق الحكمة البشرية التي تجد فيها قدرا من
النشوة ،يجعلها تظئ أن الكنيسة تبيت ممسوخة الهيئه إذا دحلصست منها .لكئ هذا ما يكتبه بولسى.
[وصايا الناس وتعاليمهم؛ التي لها مظهر حكمه بعبادة نافلة ،وإذالل الذات وبذا يظهرون من
جراء قساوتهم أن يقهروا الجسد [كو ٢٣:٢مع إعادة الصياغة؛ .يا له من وصح رشيد مفيد هذا،
وال ينبغي أن يغيب عن أذهاننا! فهو يقول إذ تقاليد الناس خادعة ألئها تيخذ متبسى الحكمة .من
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١١١٠
أين يجيء هذا التلون؟ موق تلفيق البشر؛ فإذ مرى طبيعة ذكاء البشر أئه يتعذف ما هوض صنعه ،فيعتقه
بإرادؤ أكثر استعدادا لقبوله من ئيئيه شيائ يفوقه حائ ،ولكئه تقز عن أن يالئم غروره.
مرة أخرى ،ما يزكي هذه القوانين أيشا أثها ،على ما يبدو ،تعطي دروسا مناسبة في إذالل
الذات ،إذ توش عقول الناس إلى األرض تحت ثقل نيرها .وأخيذا ،إذ تبدو أئها تحاول كبح
ملذات الجسد وإخضاعه لصرامة التعقف ،تظهر بذلك كأئها دئرت بحكمة .ولكئ ماذا يقول
بولس لهذه؟ هل ينزع عنها األقنعة لكي ال يفدع السذج بادعاءاتها الكاذبة؟ إئه يستغني عن
تفنيدها جميعا ويكتفي بالقول إلها بدلح من صنع البشر [كو ٢٢ :٢؛ ،معتبرا إياها من تفاهات
استحداثاتهم .عرف بولس في الواقع أن العبادة الزائغة بجميع أشكالها قد ادينت ،وأئها كتما
تلذذت بها الطبيعة البشرية أصبحت موضع الشبهة لدى المؤمنين؛ كما أدرك أن الصورة الخارجيه
لالئضاع الكاذب هي أبعد ما يمكن أن يكون من التواضع ،بحيث يسهل التعرف إليها ئؤا؛ وأخيرا
.١٢أسرارهم مهازل
وهكذا اليوم ،ليس غين المثقفين هم فقط تن تخدعهم أبهة الطقوس وبريقها ،بل كز تن انتفخ
رأسه بالحكمة الدنيوية أيخا .في الواقع ،ينجرف المنافقون وتن خئت عقولهئ من النسوة إلى الظئ
أن ال شيء يمكنه أن يفوق تصور جمايها .أتا العقالء الذين يترؤون في تحري األمور ،ويقيسون قيمة
تلك الطقوس بمقياس التقوى ،فهم تن يدركون أؤأل أئها هباء إذ ال نفع لها؛ وثانيا ،أئها حيز تخدع
أنظار المتفرجين بفخب فارغ .إئني أتحذث عن تلك الطقوس التي يتكؤن بها األسياد الرومانيون:
أن ثمة أسرارا عظاائ؛ وهذه إذ نختبرها نكتشف أدها مهازل .ال عجب أن مبتدعيها قد انزلقوا
إلى حذ خداع أنفسهم وغيرهم بحماقات عابثة! فلقد اثخذوا نماذجهم جزئيا من خرافات األمم؛
وتهؤروا كالغزدة وراء طقوس بالية من ناموس موسى ،لم تعد دطثق عندنا كالذبائح وما شابهها.
واضخ بديهيا أئه حتى لو لم يوجد برهانآخر ،لن يأمز عاقز أو يتوقع أى ذي رشد أن يخرج شى
صالخ من روع سقيمة الوصل كهذه .كما يتبين من الشيء ذاته أن معظم الطقوس ال تستعمل إآل
لتخدير الشت وليس لتعليمه .وكذا يدي المنافقون أهميه عظيمة لتلك القوانين التي تتماشى مع
كز ما هوجديد ،والتي من شأنها أن تجلك البلبلة عوصا من أن تحافظ على حياة االنضباط .أتا من
يدقق في تمحيصها فيكتشف أئها ال تتجاوز كونها سرايا وهمائ لاللتزام باالستقامة.
١١١١ الكتاب الرابع-الغصل العاشر
وفيما ينعتق بالنقطة األخرى ،من ال يرى أن هذه التقاليد بتراكمها الواحد فوق اآلخر قد ازداد
عددها ،بحيث صارت عبائ شاائ استعصى على الكنيسة حئله؟ لذا ،فإذ ثمة يهودية ما تظهر في
طقوس ،أوقع بعضها اآلخر عذارا أليائ على عقول األتقياء .اشتكى أوغسطيلس أده كتما تمادى
التهاون في وصايا الله في زمانه ،تفاقم التعصب إلى حذ أته لو حت األرض قدم رجل عاريه في
أثناء اليوم الثامن لعيد من األعياد ،لبات تعنيفه أقسى مقا لو اعرق عقله في شرب الكحول .اشتكى
أن الكنيسة التي شاء الله في واسع رحمته أن تكون حرة ،باتت ترزح تحت نير ظالم كهذا حثى
أمسى حال اليهود أكثر احتماأل ٧.لوعاش ذلك الرجل القذيس حتى عصرنا هذا ،كم تكون شكواه
مجادا كانكم غايفون في الغالم؟ تعزش غلثكم نر دش :األ تغش! زأل ئذذ! زأل تخش!٠٠٠٠
[كو ٢١ -٢٠ : ٢؛ .فمع أن كلمة 1ع٢00حعآ71ة تعني األكل وكذلك اللمس ،فلتجثب التكرار وهمت
بمغادها األؤل .ومن ثم وصف بولس ببراعة ما يفعله الرسل الكذبة؛ فؤم يبدأون بالمعتقد الخرافئ؛
ليس بمنع األكل فقط ،بل بتحريم مجزد المضغ الخفيف أيصا؛ وإذ ينجحون في الوصول إلى هذا
الحذ يحزمون التذؤق .وبعد ذلك يعتمون بادن مجزد اللمس باألصبع محظور.
اليوم نلوم عن حى ذلك االستبداد في القوانين البشرية ،والذي به تتعذب الضمائر التعيسة
بمراسيم ال حصر لها وبتطبيقها الذي ال يرحم .وقد تحذك في موضع آخر عن القوانين التي
تتعتق بالتأديب ٨.ماذا أقول عن طقوس تحجب عثا المسيح ودعيننا إلى رموز اليهودية؟ يقول
أوغسطينسى :لقد ربط سيدنا المسيح شركة الشعب الجديد برباط األسرار المقنسة ،قليى عددها،
,جع1أ8ل٦جآل٨ خ؛ 33. 321ط(ل1. 19. 35 )٦١4 انظر12. 290 ٤(. : ٧
انظر أدناه :الفصل الثاني عشر ،الفقرات .٢٧-٢٢ ٨
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١١١٢
فائقة التميز في معناها ،سهله جذا ممارستها ٩ .ما أبعد تعذد الشعائر وكثرتها عن تلك البساطة! بل
حت رتع بال حر تمج عن هذه الشعائر التي نرى الكنيسة اليوم مشتبكه ومرتبكه فيها.
أعلر قدر الحيل الخادعة التي يدافع بها أناس ماكرون عن هذا الضالل .يقولون بيننا كثيرون
من البسطاء وغير المتضلعين ،بقدر ما وحن أمثال هؤالء بين شعب إسرائيل؛ لهذا أوجد هذا النوع
األولي من التهذيب .أتا عن األقوى من الشعب ،فعلى الرغم من أئهم ليسوا بحاجه إليه ،يجب
أأل يهملوه إذ يرون فائدته لإلخوة األضعف بينهم .أجيب بأئنا لسنا نجهل واجبنا نحو اإلخوة
األضعفين؛ ولكئنا على العكس ،نعترض بأن ليس هذا هو االعتناء بالضعغاء :أن يعزقوا تحت أكوام
من الطقوس .فلم يكن عبها أن مهرنا الله عن القدماء بأن شاء أن يعتمهم من خالل العالمات والصورًا
فيما يعنمنا نحن بأكثر بساطة ،من دون كز هذه الزخارف( .يقول بولس) كما أن الطفل القاصر
يقوده معتمه بحسب مقدرة سته ،ويظز هكذا تحت وكالته ،بقي اليهود تحت وصاية الناموس
[غل .]٣—١ : ٤أما نحن فكالبالغين ،إذ تحزرنا من الوصاية والوكالة ،ال حاجة بنا إلى الطرق
البدائية .من المؤنمد أن الرب رأى ما يكون نوع شعب كنيسته ،وكيف يلزم أن تدار شؤونهم.
وكما قلنا ،لقد ميزنا في هذا المجال عن اليهود .ولذا إن كتا نريد أن نفيد البسطاء ،بات من الغباء
أن دحيي لهم نوعا من اليهودية تشحه [مجيء؛ المسيح .وهكذا وضع المسيح نوذه السمة التي
تميز االختالف بين السعيين القديم والجديد بكلماته هو ،عندما قال للمرأة السامرية ثادي ساعة،
زهئ اآلن ،حيئ الشاحذون انخقيبؤوذ يشحذون بآلب دالروح ؤالحقا[ ٠يو ٢٣: ٤؛ .وقد حدث
هذا فعأل .وفي هذا يختلف الشعب الجديد عن القديم في أن عبادة الله الروحية تحت [ناموس؛
موسى تصورت ،بل ئئتغت ،إن جاز القول في طقوس وشعائر عديدة؛ أتا اآلن وقد ازيلت هذه،
فإذ عبادته قسم ببساطة أكثر .وعلى ذلك فإذ خنن ال يميز هذا الغرق إتما يقلب النظام الذي أسس
له المسيح وقدسه.
(قد تسألني) أال نعطي إدا الجهالء طقوسا لتعينهم في عدم خبرتهم؟ لسك أقول بذلك؛ فاي
.ئ؛ 33. 200أ¥. 1.1 )١٠ا 1؟٢،عكبرحك ,جعا81ل٦جل٨٦ انظر12. 252(. : ٩
١١١٣ الكتاب الرابع -الفصل العاشر
وجب أن يحافظ على قلة عددها ،وبساطة ممارستها ،وكرامة تمثيلها؛ ويشمل ذلك الوضوخ
أيشا .ماذا يكون جدوى القول إذ هذا لم يحدث؟ ألن الحقيقة تبصرها كز العيون.
أتعرض االن في عجلة لالراء الخبيثة التي تنشزبها عقول البشر :وهي أن الطقوس ذبائح
وتقدمات بها يراخى الله ،وتغغز الذنوب ،وينال البر والخالص .سوف ينكرون أن أخطاء غريبة
أثا األعمال الموصى بها من الله فيجازى ،ألن معطي الوصايا نفسه يقبلها كبرها؟ على طاعته.
ولذا ال تستمد هذه األعمال قيمتها من استحقاقها أو جدارتها ،بل ألن الله يثغن عاليا طاعتنا له.
هنا أتحدث عن الكمال في األعمال الذي أوصى به الله ،ولكئه ليس من صنع األنسان .فإذ أعمال
الناموس التي نقوم بها ،تكتسب نعمة من فضل الله فقط ،ألن طاعتنا في فعلها سقيمة وضعيفة .لكن
لتا لم تكن قيمة األعمال من دون المسيح موضوع نقاشنا هنا ،فلنتجاوز هذا السؤال .من ثم أكرر
فيما نحصر الفكر اآلن :إذ مهما كان في األعمال من قيمة ترفيها ،فهو بسبب الطاعة التي
يشها الله كما أعلن على فم النبتي :لم أكتمكم وال أوصيثكم . . .من جهة محرقة وذبيحة ،بل
أوصيتكم بهذا األمر(وحده) أن أصغوا لي ،وبذا تسمعون صوتي [ار ٢٣-٢٢ :٧مع إعادة
وفوق ذلك :أليس هذا إثائ يستحق التوبيخ ،أن يستعرضوا طقوسا مبهمة ال يمكن فهمها،
كمشهد على مسرح ،أو كشعون؛ سحرية؟ تكون جميع الطقوس فاسدة ومضرة قطائ ما لم تأب
بالناس إلى المسيح .أثا تلك الطقوس التي تبتدعها البابوية فال عالقة لها بالتعليم ،بحيث تستعبد
الذاسألشاراتالمعذىلها.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١١١٤
أخيرا ،حيك ،يسود جشع البطون ويستحكم مكرها البارع ،يبدو أن الكثير من الطقوس
اخترعه كهنة طغاعون من صفار النفوس كوسيله الصطياد المال .ولكن مهما كان منشًاها ،تعهر
جميعها للربح البذيء بحيث ينبغي أن نستأصل العديد منها ،إن شئنا أن نحزر الكنيسة من هذه
المتاجرة الدنسة.
إذ بدوت كأتي لست أعلم بعقيد؛ مستدامة حول القوانين البشرية ،إذ إذ هذه المداولة تدور
حول موضوع ذي صلة بعصرنا هذا ،فال أظئ أن شيقا قيل بحيث ال يضحي مغينا لجميع العصور.
فإته كآما تتسرب هذه الخرافة ،أي أن الناس يريدون أن يعبدوا الرب بخياالتهم المكذوبة،
تتردى جميع الوصايا واألحكام المعطاة بقصد إقامة العبادة وئا إلى هذه المساوئ البشعة .ألن
الله يهذد جميع األجيال — وليس جيأل معيقا فقط — بهذه اللعنة؛ أئه يضرب بالعمى والذهول من
يعبدونه بحسب الوصايا التي يعتم بها الناس [اش ١٤-١٣:٢٩؛ .وهذا العمى طالما يدفع الذين
يستهترون بإنذارات الله الكثيرة ،ويشتبكون بارادتهم العنيدة في هذه المصايد المميتة ،إلى اعتناق
جميع صنوف السخافات .لكن لنفرض أدك تريد ببساطة أن تفهم تلك التقاليد التي تدوم على مر
العصور — بغض النظر عن الظروف الحالية — وتلك التي ينبغي أن تنبذها الكنيسة أو يمجدها كز
عاقل وتقتي؛ أعتقد أن ما قلناه آنثا ١ ٠سيظز تعريعا واضخا ومؤغذا :وهو أن جميع القوانين عدا
كلمة الله[ ،أي] القوانين التي يصنعها البشر هي إتا لوصف كيفية عبادة الله ،أو لتقييد الضمائر
بالتحرج والتخويف ،كما لوكانوا يصوغون القواعد لكز ما هو ضروري للخالص .وإن اضيفت
العيوب األخرى إلى أحد هذين الجانيين من التعريف — نمكونها تحجب وضوح األنجيل بسبب
إئني أسمع الجواب الذي يقولونه ألنفسهم — أة تقاليدهم ليست من ذواتهم بل من الله .ألئهم
يقولون إة الروح القدس يهيمن على الكنيسة فيعصمها من الخطأ؛ وإة سلطتها تكمن فيها [أي في
التقاليد؛ .إذا دثئم بصخة هذه النقطة ،يتحئم قطائ أة تقاليدهم هي إعالنات وحي الروح القدس،
فال يمكن االزدراء بها ما لم يكن ازدراة مشيائ لله .ولكيال يظهروا وكأئهم حاولوا أى شي؛ يفتقر
إلى تأييد الشواهد المقنعة ،يريدون أن نصدق أة غالبية ممارساتهم نزلت علينا من قتل ،الرسل.
ويجزمون بأة مثاأل واحذا يبين بما فيه الكفاية ما فعله الرسل في مواقف أخرى ،عندما أمروا
األمميين بقرار المجمع الذي عقدوه أن يمتنعوا عن نجاسات ما دبح لألصنام والمخنوق والدم
[اعه٢٠:١و٢٩؛.
لقد بيتا أيصا في موضعآخر كيف يغلطون باستعمال لقب زائف للكنيسة لتعظيم ذواتهم١ ١ .
ففيما يتعلق بالمسألة القائمة ،لنفرض أئنا بنزع كز األقنعة والمظاهر الكاذبة ،نحذق جينا إلى
ما ينبغي أن يكون اهتمامنا األول واألهإلم ،وهو نوع الكنيسة التي يريدها المسيح؛ وبذا يمكننا
أن سداكل ،نموذجها ونقبس ذواتنا بها .عندئذ نرى بسهولة أئها ليست كنيسة تستهتر وتسرف
وتلهو بذاتها ،باختراق حدود كلمة الله وسئ نواميس جديدة .أليس الناموس الذي ائزل وه دائم
الصالحية مدى األزمنة وإلى األبد؟ اص انكآلم الذيأوصيكم.دهاضضوا وئهاألتزذءيهؤأل
تتعش مئهاا [تث ٣٢: ١٢؛ .نعز اض :أأل ثرذأ وآل تغص من كلمة الرب 1القأل يؤبحلق ئتكدرب,1
[ام ٦:٣ ٠؛ .ال يستطيعون أن ينكروا أة هذه الوصية كانت موجهة للكنيسة .إدا ماذا يعلنون أيشا
سوى استعصائها وتمردها ،فها هم يتفاخرون ،على الرغم من هذه التحريمات ،بأة [الكنيسة؛
تجاسرت فأضافت وخلطت شيائ من صنعها مع تعليم الله؟ حاشا لنا أن نصادق على ضاللهم الذي
يجلبون به اإلهانة الفادحة على الكنيسة! لكن لنفهلم جينا أئه كتما يتأثل المرء هذا التهور البشري
الجامح — والذي ال يستطيع أن يلتزم بالوصايا اإللهية بل يسترسل متهتأل في اختالق بدعه -
يتضح االدعاء الباطل للقب الكنيسة .فال يوجد أي تعقيد أو غموض أو إبهام في هذه
الكلمات التي تحزم على الكنيسة الجامعة أن تزيد أو يعص من كلمة الله ،فيما يخض عبادة الرب
أو تعاليم الخالص.
ولكئهم يقولون إثما اعطيت هذه الوصية بشأن الناموس وحده ،ثم عقبته النبوات وخدمات
اإلنجيل .واقرأنا حعا بذلك؛ كماأضيف أيشاأن هذه بعينهاتكمالت للناموس وليست إضافات
إليه أو اختزاالت منه .الرت لم يسمح بان يزاد شيء على خدمة موسى أو أن يعص منها — مع
كونها محتجبة وقاتمة ،إن جاز القول ،بسبب أغعليتها الكثيرة — إلى حين يعطي تعليثا أوضح
خال خذامه األنبياء ،وأخيرا عندما يتكتم في ابنه الحبيب .لماذا إدا يلزم أن نحسب أنفستا
ل* من
ممنوعين بأشذ حظر أن نزيد على الناموس واألنبياء والمزامير واإلنجيل؟ ألن الرث الذي أعان
منذ القدم أن ال شيء يغضبه بقدر العبادة التي تتأنف من مخترعات البشر ،لم بخن ذاته .هاك
منبع تلك الكلمات العجيبة التي تكتم بها األنبياء والتي ينبغي أن ترن دائائ في اذاننا :ائي لم
اكلم آباض ؤآل اؤصسهم يؤم كأحملجتهم مى ازض بضز [كلماب؛ بى جهة محزوب ؤدبيحة.
تل إئقا ًاؤطثتهم يهذا األئر وايأل :اشغفوا صؤتي قاسمون لكم إلها ،ؤارتم ئكونوذ بي سبا،
لهؤذا االستفاع اضل ج الذبيحة ،ؤاإلائء اضل من ئخم الكباش .ألة الئتؤق كخطئة
لهذا السبب نندد بال تحئظ باالستبداد الذي يفرضه تقلين بشري علينا بغطرسة واستكبار
باسم الكنيسة .فإدنا لسنا نزدري الكنيسة (كما يدعي خصومنا — كذبا — كيما يجمعوا الجمر
على رؤوسنا)؛ بل نبجلها ونطيعها بقدر ال يضاهى عظمته احد .اثا من يسببون تمردها على ربها،
٠٠ مح ٠٠
فأولئك هم من يجلبون عليها األذى والعار عندما يزعمون لها الخروج من تخوم كلمة الله .إئني
احجم عن التحدث عن الرقاعة وقلة الحياء المشينة — وكذلك الخبث المضير — التي يسترسلون
بها في مبالغة سلطة الكنيسة ،فيما يحجبون ما أوصاها به الرب ،والطاعة التي تستوجبها وصاياه.
أثا إذا تنبهنا إلى قبول ما دعتم به الكنيسة — وهو ما يجب -فيلزم أن نتنسمر نحن والكنيسة أيائ ما
١١١٧ الكتاب الرابع -الفصل العاشر
يطلبه الرب مثا ومنها ،وأن نلتزم بإطاعته إجماعا .ألئه ال شك في أتنا سوف نؤدد الكنيسة يكز ما
أوتينا من إرادة وإخالص ،إذا نحن والكنيسة أظهرنا ذواتنا مطيعين للرب في كز شيء.
أتا أن بغزى أصل هذه التقاليد (التي تكبلت بها الكنيسة جوزا حتى عصرنا هذا) إلى الرسل،
فهذا خداغ محض؛ ألن تعليم الرسل برتته يرمي إلى هذا الهدف :أآل تثعل الضمائر بممارساب
جديدة أو دلؤث عبادة الله بمخترعاتنا البشربة .إته لو وجد أي شيء يوجب التصديق في مستودعات
التاريخ أو في السجالت القديمة ،فالرسل ال يجهلون فقط ما تنسبه الكنيسة الرومانية إليهم بل لم
يسمعوا به على اإلطالق.
فليكثوا عن الهراء يأن معظم إقرارات الرسل التي لم تدؤن ،تقيلتها (الكنيسة) فشاعت بكثرة
االستعمال .واإلشارة هنا هي إلى األشياء التي لم يغهمها الرسل لتا عاش المسيح وسطهم بل
من المعنى يجيد أداءها صفار كهنه أغبياء (الحيل الذين ال يفقهون السباحة وال األدب ) ١٣٠في
الواقع ،يقئد األطفال والمهرجون هذه اإليماءات ببراعة تؤلهلهم أن يكونوا المؤدين الرسميين
لمثل هذه الطقوس المقدسة! (حتى) لو لم توجد سجآلت تاريخية ،الستطاع ذوو األلباب أن
يستنبطوا من حقائق الواقع أن ركاتا عظيائ كهذا من الطقوس والشعائر لم يهبط بفته على الكنيسة،
بل زحف إليها تدريجيا .فبعد ذلك الرعيل من األساقفة القديسين الذين تاخموا العصر الرسولى
لم يتميزوا أحدهم دلو اآلخر ورسموا بعضن القواعد ذات الصلة بالنظام والتأديب ،جاء رجاز
بما يكفي من الكياسة ،بل انشغلوا بما ال يعنيهم وأفعمتهم شهوانهتهم .كما قناقش كز متأحر منهم
مع أسالفه على اختالق ما هو جديد ،بحيث لم يسمح بأن يتجاوزوه في حماقة بذعه .ولقا كان
خطر اإلهمال والنسيان بحدق ببدعهم (التي كانوا يبتغون بها مديح خلفائهم) ،باتوا أكثر تشذدا
في المطالبة بممارستها .فتوئد من هذه الغيرة الشريرة الجزء األعظم من هذه الطقوس التي ينادون
لنا بكونها رسولية األصل ،كالبائع المتجول الذي يصيح منادبا على بضاعته .وهذا أيصا ما تؤبده
صفحات التاريخ.
(تراكمات طقوس عقيمة ردعى زيغا رسولية :إرغام للضمائر الضعيفة)٢٢ — ١٩ ،
ولكي ال نسهب في سرد قائمة كاملة بهذه التقاليد ،سوف نكتفي بمثال واحد .فلقد كانت
ممارسة العشاء الربانى في عصر الرسل بسيطة للغاية .وأضاف خلفاؤهم شيائ لتعزيز وقار السر بما
ال يستدعي اإلدانة .أتا بعد ذلك ،فجاء أولئك المقتدون الجؤال الذين أضافوا رقعه هنا ورقعه هناك
من وقب إلىآخر ،فصنعوا تلك األزياء الكهنوتية وزخرفات المذابح واإليماءات التي نشاهدها في
معتمذا كلمات أوغسطينس نفسه وال أحد سواه( .يقول) يمكننا أن نفهم تلك األشياء التي يحتفل
بها العالم كته ،على أن الرسل أنفسهم قد أسسوا لها أو اعتمدتها المجامع العامة ،وبسلطه يبز
الجميع بغائدتها البداءة للكنيسة .ومن مثال هذه نذكر الشعائر التذكارية الالم المسيح واالحتفال
بقيامته وصعوده إلى السماوات ،وبحلول الروح القدس ،وما شابهها من أحداث تحتفل بها
الكنيسة كتها ،أينما انتشرت ١٤١٠.ولغا كان أوغسطينس قد سرد قته من األمثلة ،فئن ال يرى أئه
قصد األشارة إلى مراجع جدير؛ بالثقة والتصديق؛ ومن ال يوقر االحتفاليات التي مورست في تلك
األزمنة؛ أي تلك الشعائر البسيطة والمتعتقة والنادرة الحدوث فقط ،والتي من شأنها بناء الكنيسة
وحغظ نظامها؟ وما أعظم الغرق بين هذه ،وتلك التي يفرضها أسياد روما البتزاز الشعب بترويج
كز شعيرؤ تافهه على أدها رسولية المصدر!
.٢٠أوغسطينسمفتزا
ولكيال أرهق ذهن القارئ ،أكتفي بمثالب واحد فقط .إن سألهم أحد :من أين يأتي ماؤهم
المقذس؟ يجيبون توا من الرسل .كأن صفحات التاريخ ال تعزو هذا االختراع إلى أسقي ما
أو إلى آخر في روما ،والذي لو أمكنه أن يستشير الرسل لما سمحوا له بأن يلوث مياه المعمودية
برمز غربب كهذا وخارى لتياقة! زد على ذلك ،أتني أشك في أن أصل تكريس الماء هذا يعود إلى
الزمن الذي تحذده سجآلت التاريخ .ألن قول أوغسطينس إذ كنائسق معينة في زمانه نغرت من
,جاالأ8ل٦جل٨٦ ٥٠.؛٧. 1.1 )11 33. 200ا1 انظر12. 252 ٤(. : ١٤
١١١٩ الكتاب الرابع -الفصل العاشر
مزاولة غسل األرجل تقلينا للمسيح ،لئأل يبدو هذا الطقس وكأته يمث إلى المعمودية بصلة؛١٥
يعني أته لم يكن ثئة نوع من القسل يشابه المعمودية .ولكن مهما كان األمر ،نإئئي ال أور بأي
باستذكارها هكذا بإشار؛!٠٠بومية .ليست ممارسة كهذه من
حم ن األحوال ٠بأن المعمودية تتكرر
ح٠ال٦من
روح الرسل .ولسث أرغب أن أطيل ذكر أن أوغسطينس هذا نفسه نسب إلى الرسل أشياء أخرى
في مواضع أخرى .فألذ عباراته في هذا الصدد مجرد تكهنات ،يتحئم أآل تكون األساس الذي
نبني عليه الحكم في أمور عظيمة الشأن كهذه .أخيرا ،لنفرض أتنا نقز بأن األمور التي يذكرها قد
أتت فعأل من الرسل؛ فال يزال هنالك فرق شاسع بين تأسيس تدرب لممارسة التقوى يستطيع
المؤمنون أن يزاولوه بحرية الضمير ،أو (إذا لم يخدم غرضهم) أن يمتنعوا عنه ،وبين فرض قانون
يحتبل ضمائرهم في سرك العبودية .أتا اآلن ،وكائائ مر ،كان منشئ تشريعهم ،فبعد أن رأينا قدر
ععلم األذى الذي أوقعوه ،لن يمنعنا شيء أن نلغي تشريعاتهم من دون تجريح لمؤلفها .ألئها لم
خ و له
ثزك بحيث تدوم بال تغيير.
وال يدعم قضيتهم كثيرا االدعاء بمثال الرسل لتبرير استبدادهم .يقولون عن الرسل وشيوخ
الكنيسة األولى إتهم صاغوا قرارا خارجا على وصية المسيح ،فرضوا به على جميع األمميين
أن يمتنعوا عن تناول اللحم المذبوح لألصنام ،وعن أكل لحم الحيوان المخنوق ،وعن الدم
نير على عنق التالميذ [اع ]١٠ :١٥إنه يقوض رأيه هو إذا كان ليقبل الحعا أن يوضع نير على
أعناق المؤمنين .ولكئ (النير) يوصع إذا أفتى الرسل بمحض سلطتهم بأن يمتع األمميون أن تنشوا
المذبوح لألصنام ،أو الدم ،أو المخنوق .ومع ذلك ال يظل هنالك وازع يبعث على التحرج من
أته يبدو أن الرسل والشيوخ يمنعون هذه .ولكئه من السهل أن يزول التحرج ،إذا التفتنا بالتدقيق
إلى المعنى الحقيقى لذلك القرار الذي يهدف أؤأل وأخيرا إلى تعزيز أهمية ترك الحرية لألمميين،
وحمايتهم من لهم وجوب حفظ الناموس [اع ه ١٩: ١و ٢٤و .]٢٨إلى هذا الحذ يوتد ذلك
0,اااأ8ل٦جآل٨ . 18. 33 ٤٢.؛33. 320 انظر12. 289(. : ١٥
جون كالثن .أسس الدين المسيحي ١١٢٠
حجتنا .ولكئ استثناه يتبع مباشرة [اع ٢٠ :١٥و٢٩؛ .أتا الرسل فلم يأتوا هنا ينامس جديد ،إذ
هو األمر اإللهي واألبدي أأل ينتهك ناموس المحبة .وهذا ال ينقعريح مقدار ذرة من تلك الحرية ،بل
يحذر األممبين من أن يحرصوا على ضبط أنفسهم أمام إخوتهم بحيث ال يعثرونهم بسوء استخدام
حريتهم .فلتكن هذه النقطه الثانية .أن يتمدع األممؤون بحرده ال دسبب الضرر ،من دون أن يعبروا
إخوتهم .ومع ذلك فإذ الرسل يوصون بشي؛ محند إذ يعتمون ويخضصون — بقدر ما يلزم مراعاته
األشياء التي يمكن أن تعتر اإلخوة كيما يتجئبوها .وبذلك ،ال يضيفون وصيه في ذلك الحين
جديد؛ إلى ناموس الله األبدي الذي يحزم وضع العثرة أمام اإلخوة.
[هنا يشيه تعليم الرسل؛ بما لوكان رعاة أمناء لكنائس يافعة يعتمون كز رعيتهم باه ينبغي أن
يعتكف المؤمنون عن تناول اللحم في الفتن أيام الجمعة ،أوعن العمل جهرا في األيام المقدسة ،أو
ما شابه ذلك إلى أن ينضج األخوة الضعفاء ويتقؤوا في إيمانهم .فعلى الرغم من كون هذه األمور-
إذا تغاضينا عن الخرافات — ال تقذم وال تؤحر؛ عندما تسبب العثرة لإلخوة ال يمكن فعتها من
دون الوقوع في الخطأ .أائ حاجة العصر فتقتضي أة المؤمنين ال يستطيعون أن يظهروا غير مبالين
من دون أن يسيبوا جرحا فادحا لضمائر إخوتهم .مرع سوى الئغتري سوف يقول إئهم (أي الرعاة
األمناء) بهذا يضعون قاعد؛ جديدة ،فيما هو جلي أئهم يؤخذون خطوات وقائية فقط ضن حدوث
أفعاني مخزية حرمها الرب؟ كما ال يمكن باألحرى أن يقال هذا عن الرسل ،هم الذين لم يقصدوا
سوى إزالة احتمال حدوث العثرة تأيذا للناموس اإللهي الذي ينهى عن تعثير األخوة .فإئه كما
لو كان قد قال :القد أوصى الرب بأأل تجرح أحا ضعيعا؛ ومن ثم ال يمكنك أن تأكل لحائ متا
دبح لألصنام ،أو لحيوابا مخنوق ،أو دائ من دون أن تعتر األخوة الضعفاء .لذلك نوصيكم بما
أوصت به كلمة الرب أأل تاكلوا متا يسبب العثرة .وبولس هو أنسب من يشهد أة هذا بعينه ما
كان في فكر الرسل .فلقد كتب ما يلي مؤتذا قرار المجمع :وأتا من جهة ما ذبح لألوثان ...نعلم
أن ليس للوثن وجود حقيقي . . .لكئ أناسا — عن ضمير -يكلون ما ذبح للوثن بحسب اعتقادهم
بوجود األصنام .فضمير هؤالء إذ هو ضعيف يتنجس .ولكن انظروا لئأل تصير حريتكم هذه معثرة
للضعغاء [ ١كو ١ :٨و ٤و ٧و - ٩ترجمة كالثن؛ .إة من يدقق في هذه األمور جبذا ،لن يخدعه
الحائ تمويه من يتخذون الرسل ذريعة للطفيان ،كما لو كان الرسل قد وضعوا بهذا القرار (سئة
جديدة) للتعذي على حرية الكنيسة.
١١٢١ الكتاب الرابع -الفصل العاشر
أتا لكيال يتمكنوا من الهرب من ورطتهم بدون أن يوتدوا رذنا على اعتراضهم باعترافهم
فليجيبوفي بأي حى تجزأوا على أن يطلوا ذلك القرار الرسولى( .يقولون) ألئه لم يزل هنالك خطر
من تلك العثرات التي قصد الرسل أن تقجئب .كانوا يعلمون أة (صالحية) القانون تقيم على أساس
الهدف الذي يرمي إليه .لذلك لتا كان هذا القانون قد ؤضع بقصد تعزيز المحبة ،فال يحتوي
شيائ سوى ما يحذ على المحبة .فلتا يعترفون بأة التعذي على هذا القانون ال يقل عن كونه خرائ
لوصية المحبة ،أال يقرون بأة هذا ليس إضافة متكتفة إلى ناموس الرب ،بل توجيه إيجابى للتعامل
مع ظروف الزمن وعاداته؟
(التقاليد والتدع البشرتة في العبادة ،يدينها الكتاب المقدس والمسيح نفسه)٢٦ —٢٣ ،
ولكن على الرغم من أة أمثال هذه المراسيم ظالمة مائت المرات وتضزنا جذا ،فهم يجادلون
بأرها ينبغي أن لطاع بال استثناء .فالمسألة ليست مسألة قبولنا بالضالالت ،بل أئه ينبغي أن نحتمل
فقط األوامر القاسية التي يصدرها قؤادنا ،باعتبارنا مرؤوسين ،وأئنا ال نملك حق الرفض.
أتا هنا أيثما فيواجههم الرب على أفضل وجه بحق كلمته ،وينقذنا من تلك العبودية فيدخلنا
في رحاب الحردة التي اشتراها لنا بدمه المقدس [١كو ،]٢٣:٧والتي ختم يفتها بكك أكثر
من مرة .فليس المقصود هنا (أي بكلة المراسيم التي تفرضها روما) أن نحتمل مجرد قمع
جسدي قادس (كما يزعمون بخبثهم) بل أن تتعنرب ضمائرنا كالعبيد إذ دحرم حريتها (أي مذ
جدوى دم المسيح).
بل دعونا نتجاوز هذا أيصا كما لو كان أمرا هيائ .فما عسانا نطئ قدر أهمية حرمان المسيح
من ملكوته الذي يدعيه لذاته بإصرار وإلحاح؟ إئه سلبا منه عندما يعتد بأنظمه وطقوس
يخترعها اإلنسان ،بينما يشاء (المسيح) أن يحشب المقئن الوحيد لعبادته .ولكيال يظن أحذ أة
هذا األمر طفيف ،دعونا نسمع إلى أي حذ يثتنه الرب .يقول :ألة هذا السغبة وئ . . .صازت
محاهتهم مني زصيه [أو تعاليم] الائس تغتتًا ...هاثذا اعود اصنع يهذا السغب غجائ زغجييا،
قبيت حكتًا حكتاده ،ويحتفي وهم وهتائهاا [اش .]١٤-١٣:٢٩وفي نعل آخر (يقول):
الجدد الذين أحضرهم ملك بابل ليقيموا في السامرة ،مزقتهم وأكلتهم السباع ألئهم كانوا
يجهلون أحكام إله تلك األرض وفرائضها. .وهع أئهم لم يخطوئا في إقامة الطقوس ،لم تكن
بهرجتهم الفارغة مقبولة عند الرب؛ وفي أثناء ذلك لم يكذ عن عقاب انتهاك عبادته ألن البشر
كانوا قد ابتدعواآليات غريبة عن كلمته .ومن ثم قيل إدهم في رعدة خوفهم من العقاب ،أقاموا
الشعائر التي ينص عليها الناموس؛ ولكن ألئهم لم يكونوا بعد يعبدون اإلله الحقيقي بطهارة،
شيل عنهم مرن أئهم اتموا الرب ولم آلقوه [٢مل -٢٤ :١٧ه٤١ ،٣٣-٣٢ ،٢؛ .من هذا
نستنبط أن جانبا من الوقار الذي نقنمه له ،يكمن ببساطة في عبادته على النحو الذي يأمر به،
من دون خلط مخترعاتنا .فكثيرا ما يغذق مديخ على الملوك األتقياء ألئهم سلكوا بحسب
جميع الوصايا اإللهية ،ولم يحيدوا عنها دمنة أو يسرة [٢مل ٢-١ :٢٢؛ قارن ١مله١١:١؛
٤٣:٢٢؛ ٢مل ٢:١٢؛ ٣:١٤؛ ه٣:١؛ ه٣٤:١؛ .]٣:١٨وأقول أيشا إئه على الرغم ض
أن عدم الورع ال يظهر صراحة في بعض أنماط العبادة المصطنعة ،فهو يدان بشنة من الروح
القدس ألئه يشكل انحراائ عن وصية الله .قد يبدو أن مذ.وحآحاز الذي صئم على نموذج جيء
به من السامرة [ ٢مل ١٠ : ١٦؛ كان يمكنه أن يزين رونق الهيكل ،حيث إذآحاز كان ينوي أن
يذبح هنالك لله وحده؛ ولذا قصد أن يكون أعظم بهاء من المذبح األصلي القديم .ومع ذلك
درى كيف يمقت الروح القدس هذه اإلهانة ،لمجرد أن اختراعات البشر في ما يتعئق بعبادة
الله ارما هي شوائب مفسدة [ ٢مل ١٨- ١٠ :١٦؛ .فبقدر ما ازداد وضوح إعالن إرادة الله لنا،
هكذا تتضاءل أعذار عدم احتشامنا في محاولة أي شيء .لهذا تفاقمت جريمة منشى عندما أنشًا
مدبخا جديذا في أورشليم المدينة التي قال عنها الله في أورشليم أصغ ايي [٢مل٤:٢١؛
ينذهل الكثيرون من وعيد الرب بصرامه كهذه ،بأن يصنع عجبا وعجيبا بالشعب الذي
عبده على أساس وصايا الناس [اش ١٤-١٣ : ٢٩؛ ،ويعلن أتهم باطأل يعبدونه بتعاليم هي وصايا
الناس [مت ه ٩ : ١؛ .أتا إن كانوا ليتأتلوا جينا في ما يعني أن يعتمدوا على ما يطلبه الرب فقط بما
يختض بالدين (أي على الحكمة السماوية) ،فسوف آلضح لهم عندئذ أن ثئة حججا مقنعة يمقت
الرب بسببها تلك الشعائر الرجسة التي تمام أمامه بدافع من عناد الطبيعة البشرية .فعلى الرغم من
١١٢٣ الكتاب الرابع-الغصل العاشر
أة الذين يتبعون تلك الطقوس في عبادتهم لله يظهرون نوعا-من الخشوع في إطاعتهم هذه ،هم
في الواقع ليسوا بمئبعين يتاائ في عيتي الله ،إذ إرهم هم أنفسهم يوصون بأداء هذه الشعائر نفسها
التى يمارسونها .ولهذا السبب عينه يحذرنا بولس من أن يخدعنا الناس بكالم حسب تقليد الناس،
مح * ٠٠٠ *٠٠
وليس بحسب المسيح [كو ،]٨-٤ : ٢أوبما يستيه ع0اعً£ا)ا1ز)00دع6غ ،أي أعبادة **
نافلة من تدبير
الناس بحسب وصاياهم وتعاليمهم هم [كو ٢٢ :٢و٢٣؛ .إله جذ صحيح أن حكمتنا ،بل حكمة
البشرية جمعاء ،ينبغي أن تصير حماقة ،إذ هي جميعها للغناء ،كيما نفسح له وحده المجال أن يكون
حكيتا؛ وإذ ئن يتوقعون قبوله لممارساتهم الواهنة التي تصطنعها اإلرادة البشرية ،والتي يقدمونها
له ،كأئها كرهية وإطاعة صورية ،هي في الواقع مقدمة للناس ،فأولئك ال يسلكون في ذلك الدرب
(الذي يصفه بولس) .وهكذا كانت ممارسة العبادة عبر قرون مضت ،كما استمرت وبحسب ما
نذكر ،وتظز اليوم أيصا حيثما لطاع سلطة المخلوق من دون الخالق [قارن رو : ١ه ٢؛ .هنالك
يدئس الدين (إن كان ال يزال مستحعا أن يدعى ديائ) بخرافارلى ال معنى لها تفوق ما اثصفت بها
كز وثنيه من قبل .ألئه ماذا يستطيع أن تنتج عقل اإلنسان سوى كز ما هو دنيوى شهوانى خادلح
ه . ٢تفنيد رد الرومانيين
يتذرع مناصرو الخرافات أيصا بأن صموئيل ذبح في الرامة وأن ذبيحته ،على الرغم من كونها
بمعزل عن وصية الناموس ،حازت قبوأل لدى الله [ ١صم ١٧:٧؛ .ولكئ نقفى هذه الحجة ليس
باألمر العسير :لم يكن المذبح الذي قذم عليه ذبيحته مذبحا ثانيا إلى جانب المذبح الوحيد ،لكن
لائ لم يكن موقع تابوت العهد قد تحذد بعد ،أصبحت البلدة التي كان مقيتا بها مكادا مناسيا.
بالطبع لم يقصد النبي القذيمس أن يبتدع موقعا جديدا للشعائر المقدسة ،إذ كان الله قد شدد على
تحريم إضافة أي شيء أو إنقاصه [تث .]٢ : ٤أتا مثل منوح فكان استثنائيا وفرينا من نوعه
جون كالثن :أسس الذين لسيحئ ١١٢٤
يسألون :لماذا إدا شاء المسيح أن يحتمل الناس تلك األعباء الثقيلة التي فرضها الكتبة
والغريسيون على كاهلهم؟ ال بل لماذا شاء هذا المسيح عينه — في موضعآخر — أن يحترز الناس ض
خميرة الغريسيين[مت٣:٢٣؛٦:١٦؛؟أائ أالخميرة ٠٠كما فشرها الثير مشءفيثضد بهاكزى
يخلطه الناس بطهارة كلمة الله [مت .] ١٢ : ١٦فما عساه يكون أوضح من أئه يوصينا بأن نهرب
تجي لتعاليمهم باكملها؟ بهذا يتوحئح لنا في النعل اآلخر أيشا أن الرب ال يريد أن تتعكر ضمائر
شعبه بالتقاليد الخاصة بالغريسيين .والكلمات نفسها ،إذ لم تعؤج فقط ،ال تتضئن شيائ كهذا .ألؤ
الرب قصد بتللث الكلمات أن يهاجم بإصرار سلوك الغريسيين ،كما أراد ببساطة أن يعلم مستمعيه
منذ البداية حتى ال يكعوا عن عمل ما يعلم به الغريسيون بأفواههم إذ كانوا يجلسون على كرسي
موسى (ويتكلمون بموجب سلطته) كمفشري الناموس ،على الرغم من أدهم (مستمعي المسيح؛
لم يروا في حياة الغريسيين وسلوكهم ما يستوجب االحتناء بمثالهم .ولذا قصد (المسيح) أن يحذر
الشعب فقط من االنقياد وراء أمثلة معلميهم السيئة حيث إتهم بسلوكهم يحتقرون ما يعلمون به.
ولكن لتا كان البعض ال يقتنعون بالحجج بل يطالبون داثائ بالقول ذي السلطة ،فسوف أقتبس
هنا يشير الرب نفسه إلى األجراء .يقول (الرب) :الكتبة والغريسيون يتكلمون من منضة موسى.
اعملوا بما يقولونه ،وليس بما يفعلونه [مت ٣-٢ :٢٣؛ .ماذا قال أيصا سوى هذا :اسمعوا
صوت الراعي من خالل األجراء ؟ ألئهم بجلوسهم على الكرسي يعثمون ناموس الله؛ ومن ثم،
يعلم الله بواسطتهم .أما إذا كانوا ليعلموا بنواميسهم هم ،فال تسمعوا ،وال تعملوا بها ١٦ .تلكم هي
كلمات أوغسطينس.
لكئه يوجن كثيرون من غير المتحتمين حين يقال لهم إذ ضمائر الناس تستعبدها التقاليد البثرية
الد ٨ 1111811116, . 5, 6؛*1٧ 35. 1730; 11. انظر.(. :؛ ¥111. 257 ١٦
١١٢٥ الكتاب الرابع -الفصل العاشر
امقيمة بال ورع ،وبهذا تمسي عبادة الله باطلة ،يسارعون إلى محو جميع القواعد والقوانين التي
تضبط نظام الكنيسة .فيليق بنا هنا أن نعالج هذا الخطأ .كم يسهل أن يكون األمر خادعا ،إذ ال يظهر
من أزل وهلة قدر االختالف النوعى بين القواعد األولى التي تقيد الضمائر ،والثانية التي تنقم إدارة
الكنيسة .لذا سأشرح األمر كته بوضوح ال يترك مجاأل لالنخداع بما قد يبدو مشا بيا.
أوأل :لنضع أمامنا هذا االعتبار .نرى أده يلزم أن يوجد نوع من التنظيم في كز مجتمع بشري
يتعزز به سالمه العالم وقصان تناغمه .كما نرى أيشا أة المعامالت اإلنسانية تتطلب دائائ تطبيق
آليات فاعلة توجب االحترام لمصلحة اللياقة العامة بل لنفع البشرية ذاتها .فهذه تتحئم مراعاتها
الكنا التي رضفن استدامتها عندما تنتظم جميع األمور تحت سلطة دستور حسن
سى* خصوصا في
الترتيب ،والتي ال تعود كنائش أبذا ما لم تشد ويها الوائم .لذلك إن أردنا أن نضمن سالمة
الكنيسة ،لزم علينا أن نعي بكق تدقيق وحزم وصية بولسى أن يكون كل سئء بلتاوة زبهوتسبه
لكئه ما دام االختالف في طبائع البشر وعاداتهم ،والتنوع في أفكارهم ،والتضارب في
تقييمهم لألمور وفي ميولهم ونزعاتهم ،ال توجد منقمة لها ما يكفي من القؤة ما لم تدعمها قوانين
محذدة وواضحة المالمح؛ كما ال يمكن أن تحافظ على إجراء من دون نظام ثابت .لذلك ،حاشا
لنا أن ندين القوانين التي تهيئ لذلك ،بل نجادل جادين في أته عندما تفتقر الكنائس إليها تنحز
طئبها فتتشؤه وكشئت كلائ .كما يستحيل إيفاء وصية بولسى — أن يكون اكز شيء بلياقه وبحسب
ترتيب ا — ما لم بنضب الترتيب ذاته ،ورحند قواعد اللياقة بإضافة الممارسات التي تشكل رباط
الؤحدة الحثة.
ألما في ما يتعئق بهذه الممارسات فيلزم الحذر من شيء واحد ،وهوأأل ئعتبر ضرورية للخالص
فتقيد الضمائر بالتورع وشنة التفحص؛ كما أآل تكون ذات صلة بعبادة الله فتصير ضامنة للتقوى.
هكذا أصبح لدينا معلم فائق االمتياز وجدير بالثقة ،يهدينا لتبئن الغرق بين تلك الدساتير التي
ال تتوزع من أن تعئم الدين الحقيقي وتخدر الضمائر ،والممارسات الكنسية المشروعة .فلقد
أصبنا (هذه العالمة) إن كا لنتلكر أن غايتنا يجب أن تكون واحذا من شيقين ،أو كليهما مائ :أن
يجرى كز شيء في مجمع المؤمنين المقدس بلياقه وفي إطار الوقار المالئم؛ وأن يحافظ على
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١١٢٦
الجماعة البشرتة ذاتها في إطار النظام بواسطة روابط معينة شف باإلنسانية واالعتدال .ألئه إذ
تج م الجميع أن قاعدة قد وضعت لضمان االحتشام العام ،تزول الئبهة التي يقع فيها أولئك الذين
يقيسون عبادة الله بمعايير البدع البشرية .أي أئه إذا اقر بأن القانون يهدف إلى التطبيق العام ،عندئذ
رطاح االعتقاد المخطئ باالضطرار والقسر الذي طالما سحق الضمائر بالرعب الفظيع لثا اعسرت
التقاليد ضرورية للخالص .أتا هنا فالمتطئب الوحيد هو تعزيز المحبة بيننا بالجهد المشترك.
ولكن يجدر بنا أن نعرف على نحو أشذ وضوحا ،ما تشمله تلك اللياقة التي ينادي بها بولس،
وكذلك الترتيب[١كو.]٤٠:١٤
إذ غاية اللياقة هي ،من جاب ،أن ئسشئ على التقوى بمثل هذه األدوات الغبينة ،أي
الشعائر التي تنئي توقير المقدسات؛ وس جاب اخر ،أن يتجلى المائ أيعنا الحياء والرزانة اللذان
ينبغي أن يظهرا في كز عمل جدير .فالبند األول في النظام هو أن يعرف المسؤولون قواعد قانون
اإلدارة الجيدة ،وأن يتعود الشعب المحكوم إطاعة الله وقواعد التأديب القويم .أتا البند الثاني فهو
أتنا حين نضع الكنيسة في نظام سليم ،نهيئ لسالمها واستقرارها.
.٢٩االحشامالحقيقتيشالعبادة،الاألداءالمسرحتي
لذا ،لن ذقول٠إة هنالك لياقة حبثصال٠يوب سوى المتعة سهارغة.أذرى٠مثاأل لذلك٠٠في
به المؤمنون أمام المقدسات .وهكذا ينبغي أن تقودنا مباشر؛ إلى المسيح ،الطقوس التي من شأنها
أن تكون تدريبات على التقوى.
كذلك على المثال نفسه ،لن نؤسس لنظام يقوم على تلك البهرجة التافهة التي ال تحتوي
رن مح
شيائ سوى الفخامة الزائلة ،بل يقوم على ترتيب يمحو كل تشويش وهمجية واستعصاء
واضطر اب وتمرد.
ثتة أمثلة على الوئع األول في ما كتب عنه بولس :أأل تختلط جلسات السكر الدنسة بعشاء
الرب المقذس [١كو ]٢٢-٢١ :١١وأآل تخرج النساء إلى األماكن العامة عاريات الرؤوس
١١٢٧ الكتابالرابع-الغصل العاشر
[ ١كو : ١١ه؛ .ولدينا أمثلة كثيرة أخرى تمارس في يومنا هذا :كأن نمتي بركب منحنية ورؤوس
العظات ،ثئة هدوء وصمت ،وأمكنة معينة ،والترنيم الجماعي ،وأيام معينة لالحتفال بالعشاء
الرباني ،وأن يولس يحزم أن تعلم المرأة في الكنيسة [ ١كو ٣٤: ١٤؛ ،وما شابه ذلك .كما أة
هنالك على وجه الخصوص تلك األمور التي تصون التهذيب؛ كتعليم الدين بطريقة السؤال
والجواب ،واإليضاح والتصحيح ،والتوبيخ الرسمي ،والحرمان من المائدة المقدسة ،والصوم،
وكز ما يجوز أن تشمله هذه الالئحة.
وهكذا يجب أن تدرج القوانين الكنسية التي نعترف بقدسيتها وفائدتها تحت عنوانين
رئيسين :األول يشمل الطقوس والشعائر؛ والثاني يختطل بالتأديب وسالم الكنيسة.
هنا يلزم أن نحذر من الخطر الذي يتربص من جانيين :فمن جهة ،يمكن لألساقفة الكذبة أن
يقتنصوا من هذا عذرا لقوانينهم االستبدادية؛ ومن أخرى ،نخشى مبالغة البعض في وسوسة الحذر
من الشرور المنكورة التي تدفعهم إلى النفور الكًاي من قواعد األنظمة القويمة والمقدسة .لذا يلزم
علي أن أعلن تأييدي تلك الدساتير البشرية المؤسسة على سلطة الله المستمدة من السفر المقدس،
ومن ثم فهي ذات طبيعة سماوية تامة.
لنأخذ مثأل الركوع عند الصالة .والسؤال هو هل كان هذا تقليدا بشردا يمكن ألي شخص أن
يهمله أو يتختى عنه ،بحيث ال يكون متحذيا على وصية أو ناموس؟ أقول إئه (أي الركوع) بشري،
كما أته إلهتي أيصا .إئه من الله إذ هو جانب من اللياقة التي يزكي لنا الرسول ممارستها والحفاظ
عليها [ ١كو .] ٤٠ : ١٤ولكئه تعبير بشري أيائ بقدر ما يشير إلى ما أمسى مقترحا عموائ من دون
أن يكون منصوصا عليه صراحه.
بهذا المثل يمكننا أن تحكم بما نرتثي عن هذه الفئة كتها (من الممارسات) .أعني أة الرب
قد شمل في وحيه المقدس ،ووصح أيثا أمزين :مجموع ما يحتويه البر الحقيقي وجميع أوجه
ألئه لم يشأ أن يصف مغئأل ما يجب أن نفعله من خالل شعائر األداء وأساليب التهذيب (ألئه سبق
أن رأى أن هذا يعتمد على أحوال األزمنة ،ولم يعتبر أسلوبا واحذا مناسبا لجميع العصور) ،يلزمنا
إدا أن نلجأ إلى تلك القواعد العامة التي أعطاها ،بحيث ينبغي أن ئمقحن يمحاييرها ضرورياث
الكنيسة لتياقة والترتيب .أخيرا ،حيث إره لم يعلم شيائ على وجه التحديد الئلرم ،وألذ مثل هذه
األمور ليس ضروريا للخالحس ،ولكي يتكيف كز ما يؤول إلى بناء الكنيسة بحسب عادات كز أمة
وكز عصر ،يليق (لما يتطتبه نمؤ الكنيسة وازدهارها) أن تتغير بل أن تنسخ الممارسات التقليدبة،
وأن تحز محتها ممارسان جديدة .على أئني في الحقيقة ،أعترف بأته يلزم أأل نندفع نحو التغيير
والتحديث بتهور ،أو بفته ،وبدون أسباب كافية .ويظز ناموس المحبة -المعيار المؤتمن والمغئل
الختبار ما قد يكون مضرا أو بتاء؛ فإذا نحن اثخننا من المحبة موجها لنا ،أصبح كز شيء في أمان.
أي حرية ضمير هي حين نبالغ في االنتباه اليقظ والحرص المفرط؟ في الحقيقة ،سوف يتوصح
ذلك عندما نتغفر في أن هذه ليسمت قوانين ثابتة ومراسيم دائمة يلزم أن نتقيد بها ،بل مساعدادت
خارجيه بسبب الضعف البشري .جميعنا لسنا بحاجة إليها ،إأل ألنا جميعا نستعملها ،أللنا ملتزمون
بالرباط المتبادل فيما بيننا ،أن نفذي ونعتق المحية المتبادلة .قد نتعرف إلى ذلك في األمثلة السابق
ذكرها .ماذا؟ هل يكمن الدين في غطاء رأس المرأة ،بحيث ال يحز لها أن تخرج مكشوفة الرأس؟
وهل كانت وصية بولس عن (صمت المرأة) مقنسه هكذا بحيث يستحيل التعذي عليها من دون
الوقوع في خطيئة جسيمة؟ وهل يوجد طقش مقنص في إحناء الركبة ،أوفي دفن الجسد بحيث ال
يجوز إغفاله من دون تعذ؟ قطعا ال .فإن كانت امرأة تسرع ألعانة جار بحيث ال تستطيع أن تتريث
لتفطية رأسها ،ال تتعذى الوصية إذا ركضت مكشوفة الرأس .كما أن ثئة وقتا يليق بها الكالم فيه،
فثئة حيل يليق بها أن تظز فيه صامتة .كما أن ال شيء يلزم رجأل الركوع إذا كان غير قادر بسبب
مرض أو عجز فظز واقعا ليصتي .وأخيرا ،األفضل أن قدفن جسد هشتا في حينه -وإذ لم يكمل
السائدة في إقليم ما ،أو اإلنسانية ذاتها واداب االحتشام واالئضاع ،دملي ما يجب عمله أو تجتبه
في هذه األمورًا ولن يمسي مجرائ تن قد ال يتقيد بهذه الممارسات ولو كان عن نسيان أو عدم
إلى ذلك ،يجب أن نسعى جاهدين وبكز يقظة واهتمام أن نمنع الخطأ من أن يتسرب خلسة؛
إائ ليفسد الممارسة النقية أو ليحجبها .ويمكننا أن نبلغ هذه الغاية إذا حرصنا على أن كبدي جميع
الشعائر والطقوس ،أدا كانت ،نفائ واضخا ،وكذلك إن قز عددها؛ وخصوصا إذا أضيف إلى هذا
القصد تعليم راع أمين لمنع سيطرة اآلراء الفاسدة .ويكون من فوائد هذه المعرفة أئها تطمئننا جميعا
إلى أن كأل متا سوف يحافظ على حردة ضميره في جميع هذه األمور؛ ومع ذلك فإذ كأل مائ سوف
يفرض على ذاته — طواعية — نوعا من التحكم في حريته ،بقدر ما تتطئبه هذه اللياقة التي تحدثنا
عنها ،وما يتووعه مائ ناموس المحبة .ثانيا( :يتحتم كذلك) أن ننشغل من دون وسوسة أو تشاؤم،
جامذا أبدائ لذواتنا ،أن نعزو هدف جميع ممارساتنا إلى بناء الكنيسة .وإن اقتضت حاجة الكنيسة،
ينبغي أن نقبل التغيير بدون امتعاض؛ ليس هذا فقط ،بل أن نسمح أيائ لعاداب أوممارساب سابقة
جون كالثن :أسس األين المسيحى ١١٣٠
بيننا أن قفتى عنها .وفي عصرنا هذا ثتة دليل كاب على أته يليق بنا أن نضع جانبا ،بقدر ما يتخم،
من ظروف ،طقوسا معينة قد تكون في سياق ظروب أخرى غير خارجه على اللياقة أو غير خارقة
لالحتشام .فقد كانت الكنيسة أحياتا في عصور غابرة منغرزة في طقوس تبلورت عنآرا؛ خبيثة
ونيات عنيدة (فهكذا كان وذز العمى والجهل في أزمنة مضت) .ومن ثم تكاد تصبح عاجزة عن
التطهير الكافي من خرافات مرؤعة ،بدون الخسارة الناتجة من اقتالع ممارساب كثيرة أسست عن
حجج ناجعة ،فلم تكن في ذاتها عديمة التقوى بشكل ملحوظ.
الفصل الحادي عشر
السلطة القضائية لصة
وسوء تطبيقهاكما يرى في الباباوية
هج
(االختصاص القضائى والتأديب الكنسى :سلطة المفاتيح والحاكمية المدنية-١ ،ه)
يتبعى الجزء الثالث من السلطة الكنسية ،وهو األكثر أهمية في كز دولة حسنة التنظيم .يكمن
هذا في االختصاص كما سبق أن قلنا .أتا في الكنيسة ،فاختصاص السلطة يئصل بالتأديب في
مسائل االخالق ،وهو الذي سوف نناقشه قرييا .فكما ال تستطيع مدينه أو بلد؛ أن تنجز أشغالها
بدون حاكمية وبدون نظام إداري ،تحتاج الكنيسة كذلك إلى إدارة روحية (كما عثث سابغا
وأجدني اآلن مضطرا إلى األعادة) .أتا هذه فتتميز تماتا عن األدارة المدنية ،ولكئها ال تتعارض
معها وال تهذدها ،بل بالحري تعينها جدا وتعززها .لذا ،فإذ سلطان الكنيسة القضائى ليس سوى
ولهذا الفرض تأسست منذ البدء محاكم كنسية لتتعامل مع التوبيخ الخلقى ،ولتحري الرذائل،
ولتولي ممارسة وظيفة المفاتيح .يشير بولسر إلى هذا النظام بالضبط في رسالته إلى الكورنثيين
عندما يذكر وظائف التدبير [ ١كو ٢٨: ١٢؛ .وكذلك في رسالته إلى أهل رومية عندما يقول:
ااالئتبز نتاخيقاد ا [رو .]٨: ١٢فهو لم يكن يخاطب القضاة (الذين لم يكن أحذ منهم مسيحيا
عندئذ) بل أولئك المنضئين مع الرعاة إلى التدبير الروحي في الكنيسة .وفي رسالته إلى تيموثاوس
أيصا ،يميز فئثين من الشيوخ .فئة الذين ينشغلون بتعليم الكلمة ،وفئة الذين ال يمارسون الوعظ
بالكلمة بل يدورون حسائ [١تي ه .]١٧:وال شك أته كان يقصد بهؤالء األخيرين ،تن ئغينوا
فإذ هذه السلطة التي نتحذث عنها ،تعتمد كلائ على المفاتيح التي أعطاها المسيح للكنيسة،
والتي ورد نكرها في األصحاح الثامن عشر من بشارة مئى .هنالك يأمر بأن تن يزدرون التحذير
الفردي الخاهل ،يذرون (علائ) باسم الشعب؛ أائ إذا تمادوا في عنادهم ،فيعتم بأن يفضلوا عن
شركة المؤمنين [مت :١٨ه .]١٨-١على أن هذه التحذيرات والتصحيحات ال يمكن أن دقنم
من دون استقصاء العتة؛ ومن ثم تأتي الحاجه إلى محكمة قضاء ونظام ينتهج .لذلك إن رغبنا أآل
نبذد وعد المفاتيح ونلفي الحرمان ،واالنذارات الجذية ،وما شابهها ،يتحئم أن نمنح الكنيسة
بعض اختصاص السلطة .ليالحظ قرائي أن ذلك النطل ال يتعلق بمسألة سلطة العقيدة العامة ،كما
هو الحال في مئى [ ]١٩: ١٦ويوحنا [ ،]٢٣:٢٠بل يشير إلى أن اختصاص سلطة السنهدريم
تحولت مستقبال إلى قطيع المسيح .فحهى ذلك الحين ،كان لليهود نظام حكمهم ،وقد أقامه
المسيح في كنيسته كمجرد نمط وبحرص وازن .وهذا منطقى ألن حكائ من كنيسه مزدزاه أو
محتقرة يمكن أن يزدريه ويرفضه الحمقى العابثون.
ألمنا لكي ال يقلق قرائي إذ استعمل المسيح هذه الكلمات عينها للتعبير عن أمزين مختلعين شيائ
ما ،فيعيننا أن نعالج هذه الصعوبة .ثنة إدا ضان يتحذثان ض الربط والحق :أؤلهما األصحاح
السادسى عشر من بشارة هئى حيث دضيف المسيح توا بعد وعده لبطريدى أن يعطيه مفاتيح ملكوت
السماوات -أن كق ما يربطه أو ما يحته في األرض سوف يؤدد في السماء [مت .]١٩:١٦يعني
بهذه الكلمات ما ورد بكلماب أخرى في بشارة يوحنا ،عندما كان على وشك إرساله التالميذ
للكرازة وبعدما نفخ عليهم [يو ٢٢:٢٠؛،فقال :من عفندم حطاتاه دعفر له ،ؤس أمشكتم لحطاتاه
أمبكتاا [يو .]٢٣:٢٠سوف اقنم تفسيرا ليس غامصا ،وال مفتعأل ،وال معؤلجا ،بل طبيعى،
وسلس وصريح .إذ هذه الوصية التي ئعنى بمغغرة الخطايا وإمساكها ،وذلك الوعد الذي اعطي
لبطرس حول الربط والحق ،يتحئم أن تنفرد بهما خدمة الكلمة حصرائ ،ألته عندما ستم المسيح
الرسل هذه الخدمة ،أخلهم أيصا لوطيفة الربط والحق .فما هي خالصة بشارة اإلنجيل برتنها،
سوى أئنا جميعا إذ كا عبينا للخطيئة والموت ،تبزأنا وتحررنا بواسطة الغداء الذي بيسوع المسيح
[قارن رو ٢٤: ٣؛؛ وأن ض ال يقبلون المسيح أو ال يعترفون به محررا وفادائ لهم تدانون ومحكولم
عليهم بقيود أبددة [قارن يه ]٦؟ عندما أودع الرب هذه االرسالية لدى رسله ليحملوها إلى جميع
1قا ١ن مت ٢١٩ :٢٨كى مها دهنه الشهادة الساسة المقام ،لك ,آلكد كو نها ا ١سالئه هه ٩أئه اال
١١٣٣ الكتاب الرابع -الفصل الحادي عشر
الزائ للرسل في مهمة كرازتهم التي كانوا مكتفين بأدائها ،ليس بجهود ال تكز وفي وسط همو؛
وضيقات ومخاطز شغى فقط ،بل أن يواصلوا أداءها إلى المنتهى حيث يختمونها بشهادة دمائهم.
أقول :لكي يدركوا أن ذلك التاكيد لم يكن فارعا أو باطأل ،بل مغعائ بالقؤة والمتانة ،كان مهائ
لهم أن يقتنعوا بأئهم في وسط صعوباتهم وقلقهم والمخاطر التي تحدق بهم يؤدون عمل الله؛
كما أن يدركوا أة الله يقف إلى جانبهم فيما يتعرضون لمقاومة العالم وهجتماته؛ وبينما ال يرون
المسيح معتمهم متجئذا أمام أعينهم على األرض ،يعلمون أئه من السماء يؤيد الحتى الذي يعتمون
به والذي كان قد أعطاهم إياه .ومن جهه أخرى ،كان الزائ أن يعطي سامعيهم شهادة ال تشوبها
ريبة وال خطأ ،ليدرك هؤالء أة كلمة اإلنجيل التي يعظ بها الرسل ليست كلمتهم بل هي كلمة
الله نفسه؛ ليست صودا ينادي من األرض بل صون نازق من السماء .فإذ هذه جميعها -مفقرة
الخطايا ،ووعد الحياة األبدية ،وبشرى الخالص السارة -ال يمكن أن تكمن في قوة األنسان.
لذلك شهد المسيح بأن ليس للرسل دور في الكرازة باإلنجيل سوى الخدمة ،وأته هو نفسه ض
يتكتم ويعد بكز شيء على شفاههم إذ هم أدوات له .ولذا فإذ مفغرة الخطايا التي كرزوا بها كانت
وعد الله الصادق واألمين؛ والهالك الذي أنذروا به كان دينونة الله المؤكدة .زد على ذلك أة هذه
الشهادة اعبيت لجميع العصور ،وتبقى ثابتة لتؤكد لجميع الناس أن كلمة األنجيل ،كاثائ تن كان
يكرز بها ،هي حكم دينونة الله عينها الئعتن عنها من عرش قضائه ،والمدونة في سفر الحياة،
والئصادق عليها مصادقه ثابته وراسخه في السماوات .وننتهي إلى أن سلطة المفاتيح التي تتحذث
عنها النصوص هي ببساطة الكرازة باإلنجيل ،وأتها في ما يتعئق بالبشر ليست سلطة بقدر ما هي
خدمه .ألن المسيح لم يمنح هذه السلطة فعأل للبشر ،بل لكلمته التي جعل البشر خذاائ لها.
أتا النعل اآلخر ،في مهى ، ١ ٨فيتحذث كما ذكرنا عن سلطة الربط والحز .يقول فيه المسيح:
زان لم يشتغ (أخوك) ...هلتكن ،عئذك كالوى زالفائر .الحتى اقول لكم :كز تا رزبطوته
غتى األرض يكون تردوحثا في الشتاء ،وكز تا ثخوئتة عتى األرض قغوذ تحتوأل في
الشتاء [مت . ] ١٨- ١٧ : ١٨ال يطابق هذا النعل ذلك األول تماائ [مت ،] ١٩: ١٦لذا يلزم أن
يفهم بطريقه مختلفة .ولكئني لست أجعلهما هكذا مختلفين بحيث ال تكون بينهما صلة جديرة
باالعتبار .إتهما يتشابهان من هذه الجهة :يحتوي كز منهما على تصريح عام؛ وفي كز منهما
دائائ سلطة الربط والحز نفسها (أي ،من خالل كلمة الله) ،واألمر نفسه ،والوعد نفسه .ولكئهما
جون كالقن :أسس الدين المسيحى ١١٣٤
يختلفان في هذا الوجه :يهتلم النعل األزل خصوصا بالكرازة التي يقوم بها خذام الكلمة؛ أائ الثاني
فينطبق على التأديب بالحرمان الذي أوئله إلى الكنيسة .أتا الكنيسة فتربط تن تحرمه؛ ليس أئها
تطرحه في هؤة الهالك واليأس األبدقن ،بل ألئها تدين سلوكه وأخالقه ،وقد سبقت فأنذرته بهذه
العقوبة إن لم يتسن .و(الكذيسة) تحز تن تتقبله إلى الشركة ،إذ تجعله شريكا للوحدة التي لها في
المسيح يسوع .أتا لكيال يحتقر أحذ بعناد لحكم الكنيسة ،أو يظئه أمرا هبائ أئه أدين بتصويت
المؤمنين ،يشهد الرب أن حكائ كهذا بصوت المؤمنين ،ما هو إأل إعالن حكمه هو ،وأن كز ما
فعلوه على األرض تؤدده السماء .فإذ لديهم كلمة الله التي يدينون بها اآلثمين؛ ولديهم كلمة الله
التي بها يتقبلون التائبين إلى نعمته .وال يمكن لهم أن يخطوئا في دينونة الله أو يختلفوا معها ،ألئهم
يحكمون بحسب ناموس الله وحده ،إذ ليس هو رأدا أرضبا معرونا للشذ ،بل إرادة الله المقنسة
ووحيه السماوي.
على هذين النصين — اللذين أعتقد أتني فشرتهما بإيجاز ،وعلى نحو صحيح ال يصعب فهمه
— يحاول هؤالء المجانين المستهترون أن يؤسسوا االعتراف تارة ،والحرمان حوئرا ،واختصاص
السلطة تارًا أخرى ،وحق سئ المراسيم تارًا ،والصكوك تار؛ أخرى .إتهم في الحقيقة ،يقتبسون
النص األول ليؤسسوا ألولية كرسي روما .وهكنا قد أتقنوا كيف يشعلون مفاتيحهم على أي من
األقفال واألبواب كما يروقهم ،بحيث يمكن القول بأتهم تحئكوا في حرفة البغالة طوال حياتهم!
المدنبة والكنسبة .فال تمتلك الكنيسة حق استعمال السيف لتعاقب أولئرعم ،وال السلطة لإلكراه؛
ال لالعتقال وال للحبس وال للعقوبات األخرى التي يفرضها القاضي على نحو عادي .ليست إدا
المسألة معاقبة الخاطئ غصبا عن إرادته ،لكئها اعتراف المخطئ بتوبته وقبول التأدبب طواعية.
وهكذا يختلف المفهومان تمام االختالف .الكنيسة ال تفترض ما يصغ للقاضي؛ كما ال يحق
للقاضي أن ينثن ما تقوم به الكنيسة .نوصح ذلك بمثال .لنفرض أن رجأل سرت فسكز .فغي مدينه
حسنه التنظيم تكون العقوبة بالحبس .لنفرض أته زاب ٠ستكون عقوبته مماثلة أو أكثر قساوة.
بذا يفي بما يقتضيه القانون .ومع ذلك فقد ال تظهر أي عالمة للتوبة ،بل على العكس ،قد يتظلم
ويفمفم شاكجا .فهل تكتفي الكنيسة بذلك؟ أمثال هذين ال يمكن أن يسمح لهم بالتقذم الى مائدة
. ٤الكنيسة والحاكم المسيحي
إذ من ينعم النظر حعا في كلمات المسيح [مت ١٨؛ ،فلسوف يجد بسهولة أن نطاتا دائائ —
وليس مووثا — قد وضغ للكنيسة .فإئه من غير المناسب أن نحيل إلى الحاكم تن يتهمون بالعصيان
عن تحذيراتنا .ومع ذلك ،فهذا يمكنه أن يكون ضروريا إذا احتز الحاكم وظيفة كنسؤة .وماذا عن
*
واحي أو لبضعة أعوام :الخى أوئز لكم :كل تا دذبطوده الوعد؟ هل لنا أن نقول إئه يصلح لعام
غلى األرض. ..أ [مت ]١ ٨:١ ٨؟ عالوه على ذلك ،لم يؤسس المسيح هنا لشيء جديد ،بل اتبع
العرف السائد في الكنيسة العتيقة بين شعبه .بهذا أشار إلى أن الكنيسة ال تستطيع أن تستمر بدون
اختصاص السلطة الروحية التي كانت لها منذ البدء .وهذا ما أددته موافقة جميع العصور .فإئه
عندما بدأ األباطرة والحكام يقبلون المسيح ،لم دلع هذه الشلطة الروحية فورا ،بل ترثب لها أن ال
تنتقص من قذر السلطة المدنية أو أن يخلط بينهما .وبحق! فإذ الحاكم ،إذ كان تقيا ،لن يريد' أن
يعفي نفسه من الخضوع المهبع بين أبناء الله .وهذا الجانب ليس بقليل في أهميته — بأي حال من
األحوال — أن يخضع ذاته (كالباقين) لسلطة الكنيسة التي تحكم بحسب كلمة الله؛ إذ يجب عليه
أأل يستبعد حكمها! يقول أمبروسيوس :ألئه هل ثتة شيء أشرف من أن يدعى االمبراطور ابن
الكنيسة؟ فاألمبراطور الصالح هو ضمن الكنيسة ،ليس فوقها .ومن ثم ،فتن يجردون الكنيسة
أ0¥أ7أ٠080, 8€¥ل(ا1ع٨ أره.. انظر :؛ 16. 1018ا(ل1ل) ٧1للل أا 8)18أ7أ 1ح2ابر ١
٥٠. ٣.436(.ه2 8
جون كالثن :أسس اآلين المسيحى ١١٣٦
من سلطتها ،تكريائ للحاكم ،ال يشؤهون أمر المسيح بتفسم خاطئ فقط ،بل يدينون على أساس
زائف جميغ األساقفة الصالحين الذين خدموا الكنيسة منذ عصر الرسل ،ألثهم ائخذوا لذواتهم
شرف وظيفة الحاكم.
لكئه يجب علينا أيصا أن نرى كيف كان االستعمال الصحيح لسلطة الكنيسة القضائية ،وإساءة
االستعمال الهائلة التي تسئلت إليه ،كيما نعرف ما يمكن أن نلغيه وما يجب الحفاظ عليه من تراث
الماضي الحميد ،إذا أردنا أن نقلب نظام مملكة عدو المسيح ألجل أن نستعيد ثانيه ملكودن
المسيح الحقيقتي .
أؤأل :هذا هو الهدف من االختصاص الكنسى للسلطة :أن تقاوم التعذيات ،وأن تستأصل كز
فضيحة نشبت .وفي تطبيق السلطة ،ينبغي أن يؤخذ بعين االعتبار شيائن :أن ئفضل الشلطة الروحية
كليا عن حق السيف؛ وثانيا أآل دمازس بقرار شخهى واحد بل بواسطة مجمع شرعي .لقد خيق
هذان المبدآن عندما كانت الكنيسة أكثر نقاوة [ ١كو ه—٤ :ه].
أائ أولئك األساقفة الصالحون فلم يمارسوا الشلطة بواسطة الغرامات أو بعقوبات الحبس أو
بغيرها من بصاصات مدنية ،بل بما تمليه كلمة الرب من جزاء مالئم .حتى أقسى عقوبة يمكن أن
يتعرض لها المخطئ في الكنيسة -الصاعقة النهائية ،إن جاز القول -فهي الحرمان من الشركة،
وهذه ال بعليق إآل في حالة الضرورة القصوى .كما أثها ال تتطلب استعمال القؤة الجسدية بل
تكتفي بقوة كلمة الرب .مغزى الحديث هوأن سلطة الكنيسة العتيقة ما كانت إآل إعالثا بالممارسة
ولتا كان هذا يحصل بواسطة الوعظ بتعليم المسيح ،فهكذا -لكي ال يصير هذا التعليم
موضع سخرية الناس -يلزم أن بحاكم من أعلنوا انتماءهم إلى أهل بيت اإليمان بحسب ما يعلم به.
وال يمكن أن يتم ذلك إن لم يلحق بالخدمة حل استدعاء ئن يلزم ثصحهم في جلسة شخصية ،أو
إذا اقتضت الضرورة أن يصححوا بتأديب أشذ؛ وكذلك حل المنع من شركة العشاء الربانى لمن ال
يمكن قبولهم الى المائدة بدون تدنيسى هذا السر العظيم .لذلك عندما يقول بولس في موضعآخر،
١١٣٧ الكتاب الرابع -الفصل الحادي عشر
إئه ليس لنا أن ندين الذين هم من خارج (أي الغرباء عن اإليمان أوعن الكنيسة) [ ١كو ه )١٢ :فهو
(ضروب من سوء االستعمال المبني على تولي األساقفة السلطة بال مبرر)١٠ ٦ ،
(كما ذكرناآنائ) لم تكن هذه السلطة من اختصاص فرد ليفعل ما يحلو له ،بل أوكلت إلى
أيدي متجمع الشيوخ الذي كان للكنيسة بمنزلة مجلس البلدية في المدينة .عندما يتحذلث قبريانس
عئن كانت بأيديهم السلطة في زمانه ،يربط عاد؛ بين اإلكليروس واألسقف .ولكته في موضع٢خر
دظهر اإلكليروس يحكمون ولكن ليس بمعزل عن مشاركة الشعب في المداوالت .فيقول :د منذ
بداية أسقفيي ،قررت أأل أفعل شيائ من دون مشورة اإلكليروس وإجماع الشعب ٢ .أائ النظام
الذي كان شائعا في الكنيسة ،فقد اعتمد على أن تطثق سلطتها بواسطة مجلس شيوخها الذين كانوا
(كما قلث قبأل) فئئين .رسم بعضهم للتعليم ،والبعض اآلخر لمراقبة السلوك الخلقي فقط .ولكن
هذا الترتيب تدهور من وضعه األصلى بالتدريج ،بحيث جلس اإلكليروس وحدهم في القضاء قبل
عهد أمبروسيوس .ومن خالل هذه الكلمات نسمع شكواه :اكان في مجمع اليهود قديائ ،وبعده
في الكنيسة ،شيوخ لم يعتل شيء من دون مشورتهم .أما ذلك النظام فقد تداعى ،ولسمق أدري
من جراء أفي إهماني ،إأل إذ سبب الكسز تهالكه ،أو باألحرى كبرياء المثقفين الذين يشاؤون أن
يظهروا أئهم وحدهم ذوو شأن ٣ .نرى كيف كان هذا الرجل القذيمس ساخكا على ما أمست عليه
الحال من انحالل وتلي ،في حين كان ال يزال لديهم نظام يعتبر على األقز مقبوأل نوعا ما!آه لو
يرى اآلنهذه األطالل التيالمعاملها،والتيالتدز علىأثم باى للهيكبةاآلفلة-كم كان يرثي
لحالنا! أؤأل ،لقد احتكر األسقف لذاته فقط ما كان قد وهب للكنيسة .فبات األمر كما لو كان
مجلس الشيوخ قد أطيح ،وتقتد القنصل الشلطة وحده .أائ ألن األسقف كان يسمو على اآلخرين
في الكرامة ،فهكذا كانت في المجمع سلطه أكثر هيمنة من سلطة فرد عادفي .ومن ثم كان شرا
فادحا أن رجأل واحذا بتحويله السلطة المشتركة إلى نفسه ،فتح المجال الستباحة الطفيان .ليس
,الةا(٢؛الح انظر, :ات , ٧٠ 311)1ال ٢8ح1أ0ا] ٢م 3.11. 518, 522, 512; )٢. ٨1١ا8£ح) ٧.4اآ ;.2اا٧ت ;.2ا٧ل ٢
[ ٧. 290, 283, 292(.ال1ج٧ا1:نج(ل٢08
0711رح٢ص^،9۶۶21ح 01٠,خ8ةا٨1111(٢08 انظر[, 17. 475 ).(:لآلرظ) 5 :1 ٣
جون كالثن :أس الذين الميحي ١١٣٨
هذا فحسب ،بل انتزع من الكنيسة أيثما ما كان ثغا لها ،ومن ثلم قمع وحز المجمع الذي رسمه
ولكن (لتا كان شر يفسح مجاأل لشرآخر) إذ بات األساقفة يأنفون من هذا العمل كمزاولة ال
تجدر باهتمامهم ،أحالوه ًالىآخرين ،ولذا اسيحدث منصب الموظفين الرسمين (وعرف هؤالء
بلقب المندوب العام ) لممارسة هذه الوظيفة .لسح ،أقول بعد ماذا كان نوع هؤالء الرجال؛ أشير
فقط بأئهم ال يختلفون عن القضاة العلمانيين .على الرغم من ذلك ،ومع أن الدعاوى تتعتق باألمور
الدنيوية ،ظتوا يستونها ا|ختصاص السلطة الروحية ا إن لم يوجد هنالك شذآخر ،نبأي وقاحه
يتجاسر هؤالء الناس على أن ينعوا صحب شجار في جلسه قضائية محكمة كنسية ؟
ومع هذا ثتة تحذيرات ،وكذلك الحرمان من الشركة .واضح أثهم يسخرون من الله .ما
رأيكم في رجل مسكين مدين ببعض المال؟ ها هو يدعى للمحاكمة .فإذا ظهر أمام القضاء يدان.
أوإذا كان ثداائ ال يمكنه أن يدفع ما عليه من مال ،فيعطى إنذارا؛ وبعد اإلنذار الثاني ،قخذ خطو؛
أخرى نحو حرمانه؛ وإن لم يظهر ،يعطى إنذاراآخر أن يخضع ذاته للمحاكمة؛ وإذا تأحر ،ينذر،
وبعد ذلك بقليل يحرم من الشركة .أسألكم :هل ترؤن في هذا ما يمك لتعليم المسيح بصله ،أوإلى
الغرف القديم ،أو إلى إجراء كنسى؟
ثم يأخذون على عاتقهم أيائ توبيخ التعذيات الحلقية .أثا الغسق والدعارة ،والسكر
بهذه الجرائم .كما ال أذكر هنا نوع الرجال الذين يختارون غاليا لهذه الوظيفة؛ إذ يكفي
ويزيد أن يقال إئه عندما يتفاخر الرومانيون باختصاصهم بالشلطة الروحية ،يمكننا أن نبين
توا أن ليس ثتة شيء يمكنه أن يناقض ما أشمس له المسيح أكثر من هذا ،كما أن ال شبيه في
هذا للعرف القديم أكثر متا للظلمه من شبه للنور.
١١٣٩ الكتاب الرابع -الفصل الحادي عشر
على الرغم من أتنا لم نذكر كز ما كان ممكائ أن نستعرضه هنا ،وأتنا حضرنا ما قلناه في
كلماب معدودة ،فإئني واثق بأتنا قد أحرزنا نصرا بحيث لم يتبق ألحي سيحل للشدق في أن السلطة
الروحية التي يتأتق بها البابا وجميع حاشيته الملكية ،ما هي إأل بدعة استبدادية شريرة متنافية مع
كلمة الله وظالمة لشعبه .هم في الحقيقة ،تحت شعار السلطة الروحية ،أشمل جسارتهم في
صياغة عقائد جديدة استبعدوا بها الشعب التعيس عن النقاوة األصدليه لكلمة الله ،والتقاليد الشريرة
التي يوقعونه في سركها ،واالختصاص الكنسي القضائي المزعوم الذي يمارسونه من خالل أساقفة
مساعدين ورسميين .أما إذا كدا لنفسح لملكوت المسيح المعجال أن يزدهر بيننا ،فال بد من أن ينتج
من ذلك انهيار هذه السيادة االقطاعية بأكملها وسقوطها.
لائ لجمغ موسى بين الوظيفيين كان ذلك ،أؤأل ،من قبيل المعجزة النادرة الحدوث؛ وثانيا،
كان ترتيبا مؤق إلى حين تنتظم األمور على نحوأفضل .لكن لائ تحددت هيكلية األدارة من الرت،
استقر الحكم المدني مع موسى؛ وأحيل الكهنوت إلى أخيه [خر ٢٦-١٣:١٨؛ .وبات ذلك
التنظيتم الصحيح؛ ألئه ليس في نطاق الطبيعة أن يكون شخص واحن كثائ لحمل أعباء الوظيفقين
على كاهله.
جون كالثن :أسبرة اآلين المسيحى ١١٤.
لقد اتبع هذا النظام بعناية في الكنيسة مدى العصور ،ولم يفتكر واحد من األساقفة ،ما دامت
اسئبطت وسيلة مكتت األساقفة من أن يتخذوا ألقاب وظيفتهم ومزاياها وشرف قدرها بدون
مشعة أو هم .ولكئهم بعد ذلك ،ولكي يظآوا عاطلين تماائ ،اعطوا سلطة ,السيف ،واألصح هو
أدهم استولوا عليها بأنفسهم .فبأي عذر إدا يمكنهم أن يدافعوا عن هذه الصفاقة؟ هل كان واجب
األساقفة أن يتدحلوا في األجراءات القضائية وفي إدارة المدن والمحافظات ،وأن يتوبوا أعماأل
بعيدة جدا عن أعمالهم؟ ألن أعمال وظيفتهم كثيرة جدا بحيث إتهم لو كرسوا لها أنفسهم كلائ
وبال انقطاع ،ولم يسمحوا لشيء قط بأن يصرف انتباههم عنها ،فإتهم بالكن كانوا لينجزوها على
نحو واف بالمراد.
مح ي
ولكن هكذا أصبح قدر صالبة أعناقهم ،بحيث ال يتورعون من أن يتفاخروا بأة مجد ملكوت
المسيح ئعثلم كما يجب من خاللهم ،وأئهم بذلك ال يقشرون في أعمال دعوتهم.
أتا في ما ينعتق بالنقطة األولى ،فإن اعتبروه شروا رفيع المستوى يزتن وظيفتهم المقدسة أن
ارتقوا إلى مقام بهذا القدر من السمؤ ،بحيث يبعثون المخافة في صدور جالالت الملوك ،فإة
لديهم سبيا يتجادلون به مع المسيح الذي جرح كرامتهم (بالمبدأ الذي عتم به تالميذه) .ألته
مادا كان ممكائ أن يكون أشنع من أن يقال :روساء األمم ئشودوثهلم ...،وآل ئكون هكذا
كم أود لو استطاعوا أن يبرهنوا ذلك من خالل االختبار بالسهولة نفسها التي تتجتى في
كالمهم! لم ترق في عيون الرسل أن يفرطوا في الوعظ بالكلمة في سبيل خدمة الموائد [اع .]٢:٦
أتا أتهم ال يريدون أن يتعلموا من هذا ،فيلزم أن يقبلوا أئه يستحيل أن يكون أحدهم أسقائ قديرا
وأميرا كفؤا في الوقت ذاته .فألته إن كان الرسل (الذين بكز ما أوتوا به من مواهب عظام قد
برهنوا قدرتهم على التصدي لهمو؛ أكثر جسامة من أي إنسا؟ ولد بعدهم) قد اعترفوا بأتهم ال
يستطيعون تحئل مسؤولية خدمة الموائد مع خدمة الكلمة بدون أن يفرقوا تحت أعبائها ،فكيف
لهؤالء األقزام ،الذين ال يمكن أن تقارنوا بالرسل ،أن يتجاوزوا أسالفهم في كذهم مائة مزة؟ بل إة
مجزد أن يحاولوا ذلك ،يشي بوقاحة ثقتهم الذاتية وصفاقتها ،ومع ذلك نراهم يحاولون،
ولكن واضخ بأي نجاح! إته من المحال أن تكون النتيجة سوى أن يهجروا واجباتهم وينتقلوا إلى
الجهة االخرى.
ال شلن في أته من البدايات الضئيلة للرومانيين ،تطورت سطوتهم شيائ فشيائ ،إذ لم يكن ممكائ
لهم أن يصعدوا هكذا عاليا من مجزد الخطوة األولى .لكئهم في لحظؤ مضت بدأوا يزحفون سرا
بجيني ومهارات خبيثة ،بحيث لم يكن ممكائ ألحد أن يتوقع ما يمكن أن يحدث حتى حدث ما
حدث! وكان في أحيا؟ أخرى ،لتا سنحت لهم الفرصة ،أتهم انتزعوا من األمراء بعض المزيد من
سلطتهم ،سواة باإلرهاب أو بالتهديد .وفي أزمنة أخرى ،لتا ظهر لهم كل من األمراء نحو السخاء،
انتهزوا سخاءهم المخطئ فأساؤوا استعماله.
كان في الماضي أته عندما ثار خصام ،جاء األتقياء بمشاكلهم إلى األسقف كيما يتجلبوا
االحتكام إلى القضاء ،إذ وثقوا بنزاهته .وهكذا عبي األساقفة األقدمون بمهام الناس ،واتخذوا
القرارات المناسبة على الرغم من المضايقات التي سيبها لهم االنشغال بها (كما يذكر أوغسطيئس
في مكا؟ ما)؛ ولكئهم قبلوا هذه المسؤولية غير راغبين ،لكي يريحوا األطراف المتخاصمة
من األسراع إلى التنازع في المحاكم .وهكذا جرت األمور بحيث عيض بالتفاهم الطوعي.عن
المشاكسة القضائية ،وصار ذلك نمط اختصاص الرومانيين.
(ولكن) بعد حين ،عندما تعثدت الحياة في المدن واألقاليم ،وصعبت األمور فيها ،ذهب
الناس إلى األساقفة ليحتموا بهم ويطمئوئا في ظزأمانتهم .أتا هؤالء ارجال فبحذى ومكر تحولوا
من كونهم حتا؛ ومدافعين إلى أسياد.
انظر8)1111'18 ٧. 418(. :م [ ]۶8. 119:115ى ٤٢٠؛, 37. 1570الهآل) ٧الل 8. 118.؟ 80.11718,م 0,االأ8آلجاأ٨ ه
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١١٤٢
وال يمكن إنكار أئهم تمتكوا جانبا كبيزا (من السلطة والجاه) من خالل النزاعات الحزبية
العنيفة .فاألمراء الذين منحوا األساقفة اختصاصا بالسلطة طوعا ،فعلوا ذلك من منطلق دوافع
مختلفة .ولكن ،مع أن سخاءهم لم يخز من بعض الشبه للتقوى ،لم يوقروا بكز هذا النبل األحمق
ما يضمن خير الكنيسة وصالحها ،ألئهم أفسدوا بذلك نظام تأديبها القديم القويم .في الواقع،
والحق يقال ،لقد حكموه كلجا! لقد أثبت هؤالء األساقفة الذين أساؤوا استعمال فيض سخاء األمراء
لنفعهم الذاتي ،أئهم بذلك الشاهد الواحد على أئهم ليسوا أساقفة .فإئه إن بقيت فيهم ولو شرار؛
واحد؛ من الروح الرسولى ،كانوا يجيبون بكلمات بولى :أسلحة محاربتنا ليست جسدية،
بل روحية٠ا [٢كو .]٤: ١٠أثا ألن الجشع األعمى قد اكتنفهم ،فقد دنروا أنفسهم وخلفاءهم
والكنيسة معهم.
أخيرا ،فيما كان الحبر الروماني غيز مكتتب بالسيطرة على البارونيات ،وضع يده أؤأل على
ممالك ،ثم على االمبراطورية ذاتها .ولكي يستبقي بحجة أوأخرى ما كان قد اقتناه بمجزد السرقة،
يتفاخر أحياائ بأئه حازه بمقتضى حئ إلهي ،مدعيا أحياائ أده امتلك بموجب هبة قسطنطين،
وأحياائ أخرى بشثد ملكيدأبر .أجيب أؤأل مع برنارد :مع أئنا نقز بأئه ينعي هذه الملكية بحجة
أخرى ،فإئهاليست بموجب حى رسولى .ألنبطرس لم يمكئه أن يهب مالم يكن له؛ ولكئه
منح خلفاءه ما كان له( :أي) االعتناء بالكنائس .ولغا قال الرب والسيد إئه لم يتعين قاضيا بين
شخطين [لو ١٤: ١٢؛ ،ال ينبغي على الخادم أو التلميذ أن يعتبره عدم جدارة إن لم يعئن قاضيا
ليحكم جميع الناسى .يتحدث برنارد هنا عن القوانين المدنية ،ألئه يضيف :إذ سلطتك تكمن
في (التعامل مع) سوء السلوك وليس مع األمالك ،حيث إئك تستمت مفاتيح ملكوت السماوات
بسبب السلوك السيئ ،ال للسيطرة على األمالك .أيهما يبدو أعظم شرقا لك :أن تمنح مفغرة
الخطايا ،أوأن تغشم الممتلكات؟ ال مقارنة بينهما .فلهذه األشياء الدنيوية الوضيعة قضائها ،ملوك
األرض وأمراؤها .لماذا تتعذى على تخوم اآلخر؟ إلخ .وكذلك :قد جعلت صاحب ثمو
(يخاطب البابا أبيس) .ا لماذا؟ ال لكي تسيطر على ما أظئ .لذلك لنتذتمر أن ما اوكل إلينا هو
الخدمة ال السيادة ،مهما كا نتراءى لذواتنا .تعثم أئك تحتاج إلى معزق ،وليس لصولجان ،لكي
١١٤٣ الكتاب الرابع-الغصل الحادي عشر
تقوم بعمل النبي .وأيفا :اليكن واضخا أن السيادة ممنوعة على الرسل .لذلك ادهت واجرو
على أن تأخذ على عاتقك :إلما الرسولية فيما أنت كل ،أو السيادة فيما أنت رسول .وتوا يضيف:
هذه صورة الرسولية :السيادة ممنوعة؛ الخدمة مطلوبة .ا ٦على الرغم من أن ما قاله هذا الرجل
كان ليبرهن للجميع على أئه يتكتم بالحق عينه — ومع أن هذا نفسه في الحقيقة جلي بدون الحاجة
إلى أى كلمات -لم يستح الحبر الروماني أن إصدر مرسوائ في مجمع آرل يعلن فيه أن كأل من
السيحين (السلطة المدنية والسلطة الروحية) هما اختصاصه بمقتضى حق إلهى٧.
شاهدا مالئائ ووافيا على هذا الموضوع .ألله كتما كان يخاطب اإلمبراطور ،يدعوه السيد
األسمى جالأل ،فيما يدعو ذاته الخادم غير المستحق .وكذلك في نعق آخر يقول :فليتخاحقى
سيدنا ،بموجب سلطته األرضية ،عن أخطاء الكهنة؛ ولكن في إطار روة مراعاته المميزة للمشاعر
والظروف ،أن يحكمهم ألجل خاطر من يخدمونه ،بحيث يمنحهم ما يستحثونه من الوقار.
نرى كيف كان يرغب ،بمشاركة عاتة الشعب في الخضوع للسلطة ،أن يحشب كواحد منهم.
ألئه لم يكن في خطابه هذا يرافع عن قضبة إمآخر ،بل عن ذاته .وفي صآخر11 :إني واثن
بأن إلهنا الكلئ القدرة سوف يتعم .طول األيام على أسيادنا األتقياء ،وسوف يقرر مصير نا تحت
يدكم بحسب كثرة رحمته ٠لم أقتبس هذه العبارات بقصد مناقشة موضوع هبة قسطنطين
بالتفصل ،بل لكي برى قرائي فقط سريعا كيف يكذب الرومانيون عندما يحاولون ادعاء السلطة
الدنيوية لحبرهم.
أتا األعفن من ذلك فهو عدم حياء أوغسطيلس أستويحس -حين تبحح في هذه القضية
الخاسرة — أن يسفر لحبره مشعة جهده ولسانه أيصا .كان قاال قد كذب األسطورة ،وهذا ال
انظر 182. 736, 747 ٤( :طسآل) 071 007181^10711. ¥1. 7; 11. ¥1. 9-11ده8 ٦
إذ االشارة إلى مجمع آرل (08ا )٨٢المنعقد سنة ١٢٣٤خاطئة .واألصح هو أن البابا إنوئطيوس الثالث (مات )١٢١٦ ٧
1111011111, ٧11. 212 اذعى باختصاص الكنيسة بسلطة السيف :انظر215. 527(. :
انظر 1. 6, 254, 221, 318, 329; :ج3ا0ل8ا(ل £د) 1. 5; 1٧. 20; 111. 61; ٧. 36, 39دئ 7 1,ل0ججل6 ٨
;[ 77. 449, 689 ]111. 65[, 662,766 ]٧. 40[, 750 ]٧. 21مألعآل 11. 75 £.٠ 150 0 141,أدل٢.ع2 8
176, 173.(.
جون كالقن :أسس الذين المسيحى ١١٤٤
يصعب على رجل ذي علم وذكا؛ خارق .مع ذلك (كإنسا؟ غير متمرس باألمور الكنسية) لم يكن
قد سرد كز ما كان يمكنه أن يطرح لتعزيز الجدل .فهنا يقتحم أستويغس الجلسة ويبعثر بفبعات
مقرفة ليفقي الضياء الجلي .وبكز ثقة يرافع عن قضية سيده بكلماب هزيلة كما لو دخل بهلول
تزوح محاوأل أن يقئده فينتهي به األمر أن يؤيد فاال .إئها في الواقع قضية تستحق أن يستأجر البابا
تن يدعمونها نظير البعض من المال! وكذلك استحق أولئك األجراء المشاغبون أن يحبط طمعهم
— كما حدث أللجوبيئس ! ٩
لكن إن كان أحدهم ليسأل :متى بدأت هذه االمبراطورية المصطنعة الصعود؟ فلم تكن
خمسمائة سنة قد مضت منذ أن كان البابوات يخضعون لألمراء ،ولم يكن أحذهم يعين إآل بمقتضى
سلطة االمبراطور .أثا االمبراطور هنري -الرابع باالسم نفسه [١٠٥٦م ١١٠٦-م] -فإذ كان
رجأل متقلقأل ،مندفعا ،غير قادر على ضبط عواطفه ،مجردا من الفعلنة ،شديد الجسارة ،ذا حياة
مضطربة ومختة بالسلوك؛ أفسح المجال لغريغوريوس السابع أن يبذل هذا النظام .فعندما أضحت
جميع أسقفيات ألمانيا في حوزته ،معروض بعضها للمبيع ،ومعرض بعضها اآلخر للنهب ،انتهز
هيلدبراند ،الذي كان هنري قد استفره ،تلك الفرصة على أساس حجة معقولة ظاهرا هي أن يبرز
ذاته .وال كان يدافع عن قضية نزيهة ،أيده كثيرون .وكان هنري من الجانب اآلخر مكر ولها لدى
معظم أمراء المقاطعات بسبب غطرسته في الحكم .وأخيرا كشف هيلدبراند ،الذي كان يسئي
نفسه غريغوريوس السابع ،وكان شريرا ونجس الخلق ،عن نيته الغادرة .ولهذا السبب هجره
الكثيرون مئن ثآمروا معه .وعلى الرغم من ذاك ،أمكنه أن يحعق هذا :استطاع خلفاؤه أن يطرحوا
عنهم — بدون أي عقوبة — نير (الخضوع لسلطة الحاكم)؛ ليس هذا فحسب بل أن أخضعوا
األباطرة ألنفسهم .إلى ذلك ،كان هنالك أباطرة (يشبهون هنري أكثر مائ يشبهون يوليوس قيصر)
لم يكن من الصعب إخفاغهم ،إذ ظتوا في بيوتهم متراخين يفتفهم الضن في كز شيء ،و خصوصا
عندما اقتضت الضرورة أن يخمدوا طمع البابا بشن؛ وتحت سيادة القانون .نالحظ األلوان الزاهية
التي احتال بها البابا مذعيا أة االمبراطورية ١لغربيةآلت إليه.
ااهبة قسطذطين1( ,,ع1سأ8ع0ح 10خة )1(011وثيقة رؤرت ض ما يبدو ق شب محفوظات البابوية أيام البابا بولى ٩
األول ( .)٧٦٧٠٧٥٧تذعي ألها صك هبة منحها اإلمبراطور قسطنطين العظيم إلى البأبا سلفستروس األول ،وبموجبها يصير
البابا حاكائ لمنطقة واسحة تضلم اليهودية واليونان وآسيا وتراقيا وإفريقيا وإيطاليا .شك في أصالتها أكر من عالم ولكن
لورنزو فاال ( )۴١٤٤٠قفى عليها بضربؤ قاضية حين قذم أدتة وافية ال دجاذل في زيفها .أما اإلشارة إلى أفجوبيئس هنا،
فهي إلى أحد العلماء الذين دافعوا عن أصالة الهبة في القرن السادس عشر لكن بدون جدوى.
١١٤٥ الكتاب الرابع -الفصل الحادي عشر
منذ ذلك الحين ،لم يكذ البابوات عن احتالل ملكيات الناس ،تارة بالزور ،وأخرى بالخيانة
والفدر ،وطورا بأسلحة الحرب .فمن حوالى ١٣٠عاائ أخضعوا المدينة (التي كانت آنذاك مدينه
حرة) لسيطرتهم ،حثى توصلوا إلى مرتبة السلطة التي آلت إليهم اليوم ٠وفي سعيهم للحفاظ على
هذه السلطة ،بل زيادتها ،أحدثوا اضطرارا في العالم المسيحي مذة قرتين (ألئهم كانوا قد شرعوا
في ذلك قبل أن يسيطروا على المدينة) ،بحيث دتوا من تدميرها.
كان منذ أمد بعيد ،فى عصر غريغوريوس ،أة متعؤدي األمالك الكنسية وضعوا اليد على
يئ
العقارات التي اعتبروها ملبا للكنيسة ،وبحسب غرف بيت المال ،فرضوا عليها سندات تمليك
تأكيدا الدعائهم ملكيتها .شكل غريغوريوس عندئذ مجلسا لألساقفة ودعاه إلى االجتماع ،وهاجم
بعنف ذلك العرف الدنيوى سائأل :هل كانوا يحرمون كاهائ حاول اغتصاب األرض بكتابة الشئد
بمبادرته الغردتة؛ أو أسقائ إائ حاول أن يفعل الشيء نفسه أو أغفل معاقبة ئن يفعله؟ فأجمع الكز
بالقول :اااحرمه!اا (أذاثيما!) ١٠.فإن كان ادعاء ملكية قطعة أرض جريمة تستوجب تحريم أحد
الكهنة ،فكم بالحري ما تستحثه ممارسات البابوات على امتداد مائتي عا؛ من شن معارك،
وإهراق دماء ،وذبح جيوش ،وتدمير ثدن وإبادة أخرى ،ومذابح أمم ،وتخريب ممالك — لمجرد
االستيالء على ممتلكات اآلخرين — أي أناثيمات لها من القوة ما يكفي لمعاقبة هذه النماذج من
الجرائم؟ واضح في الحقيقة تمام الوضوح أدهم ال يبتغون أقز من االستيالء على مجد المسيح.
أنا إن قبلوا عموائ أن يتختوا عن كز السلطة الدنيوية التي يمتلكونها ،فال خعلر يهدد مجد الله ،أو
العقيدة السليمة ،أو أمان الكنيسة .لكئهم منجرفون بعيدا بًاهم شهوتهم لالمتالك والقهر .ألدهم
يؤمنون أة شيائ ال يبقى في أمان ما لم يتستطوا بشدة وبعنف [حز ٤: ٣٤؛ .
أائ األساقفة القدامى الذين ائصغوا بالحزم في التمشك بحقوق الكنيسة ،فلم يحسبوا مضؤا
بهم أو بنظامهم الكهنوتي إذا خضعوا للسلطة [المدنية] .كما استدعى األباطرة األتقياء ،بال أي
اعتراض ،الكهنة إلى القضاء كتما اقتضست الضرورة .فهكذا خاطب قسطنطين النيقومديين فى
خطاب وجهه لهم :إذ سبب أحد األساقفة إزعاجا من منطلق عدم حكمته ،فلسوف يكبح تهوره
بالسلطة الرسمية التي لخادم الرب ،أي بسلطتي .اكما قال فالنتنيان :اال يعارض األساقفة الصالحون
سلطة اإلمبراطور ،بل بإخالص يحفظون وصايا الله ،الملك العظيم ،ويطيعون قوانيننا ١١ .كان
الجميع في ذلك الزمان مقتنعين بذلك.
كانت القضايا الكنسية تحال إلى قضاء األسقف .فمثأل إن لم يكن كاهن قد كسر قانوا،
بل قد أدهم بتعذي أحد مراسيم الكنيسة ،لم تستدغ إلى القضاء المدني ،بل احتز األسقف وقتئذ
مركز القاضي .وعلى المثال نفسه ،إذا ثار الجدل حول مسألة ذات صلة باأليمان ،أرجئ قضاؤها
للكنيسة .وهكذا كان اذ ه ١٠متا كتبه أمبروسيوس لغالنتنيان .لقد أجاب أبوك الطيب الذكر ليس
بالكالم فقط ،بل بشى القوانين أيئدا ،أته في حال قضيه تدور حول األيمان ،ال ينبغي أن يكون
القاضي إتا غير مؤلهل بموجب وظيفته أو خارلجا عن االختصاص .وأيشا :ا إذا تأثلنا ما يقوله
الكتاب المقدس ،أوما يتجلى في األمثلة القديمة ،فض يمكنه أن ينكر في مسألة ذات صلة باأليمان
— أكرر ،في مسألة ذات صلة باإليمان — جرت العادة أن يقاضي فيها األساقفة األباطر؛ المسيحيين
وليس األباطر؛ األساقغة؟ ٠٠وكذلك :اى (مستعدا أن) أجيء ،أتها االمبراطور ،إلى بالطك ،لو
سمح لي األساقفة أو الشعب نفسه أن أذهب قائلين ،كما حدث فعأل ،إذ قضية يعنى باأليمان ينبغي
أن سمع في الكنيسة في حضرة الشعب ١٢٠٠.وفي الواقع ،يجادل بأن القضية الروحية التي تمس
الديانة ،ال ينبغي أن تحال إلى المحكمة المدنية ،حيث يعلم الشجار الدنيوي .ويني الجميع على
ثباته في هذا المبدأ .ومع ذلك ،فغي إحدى الحاالت التي كان ئحعا فيها ،يذهب إلى حذ القول
إته يذعن إذا وصل النزاع إلى حذ استخدام العنف الجسماني .يقول :الن أتخلى برصا عن المكان
الموتمل إلتي؛ أتا إذا ارغث ،فلسن أعرف كيف أقاوم ،ألن أسلحتنا هي الصلوات والدموع.اا
فلتقبع إدا االعتدال والغطنة الفريدين اللذين اتصف بهما ذلك الرجل القذيس ،عالو؛ على عظمة
فكره .يوسطينا ،ألم االمبراطور ،بعد أن ويلت في أن تجذبه إلى صفوف اآلريوسيين ،حازك أن
تطرده من واليته الكنسية .وكان من الممكن أن ببلم ذلك لو أطاع االستدعاء الذي أمره بالحضور
1.رز٠٢ك؟/،مر,أج0٢ك0جغآ انظر ]X1X .1[ 82. :ل)(ل]ا,91, 310;١كمل8٢0اة. ٢٢. 6كج) 1٧. ¥111 ١١
٣. 111. 56, 113(.ع 2 8اغآ 962-966, 1139 £.; 008 19. 69; ٥. !١٢] ]1.
,ع٨٠08 انظر٢.422 ٤(. :ح(\٢ 2 8ل٢. ٦١٢؛ ;., 1006؛ XX1. 2, 4, 17 )1^0 16. 1003 ١٢
١١٤٧ الكتاب الرابع -الفصل الحادي عشر
إلى القصر .وبذلك أعلن زفضه أن اإلمبراطور يتمتع باالختصاص الصحيح للقضاء في مثل تلك
الحاالت الخطيرة .لقد حثمت ضرورة العصر والخاصيات الثابتة للموضوع ذاته أن يكون رذه
هكذا .ألله حسب أئه يفصل الموت على أن يرحل هذا المثال — بموافقته — إلى مدى الدهور.
وهع هذا ،إن اضطر إلى مواجهة العقاب العنيف فلم يكن يفكر في مقاومته .فيقول :ليس جزءا
من (وظيفة) األسقف أن يدافع عن اإليمان وعن حقوق الكنيسة بالسالح .أائ في حاالب أخرى،
فيظهر ذاته مستعدا أن يفعل ما أمره به اإلمبراطور .يقول :إذا ابتغى اإلمبراطور ضريبة فلن نرفض؛
إذ أراضي الكنيسة تدفع الضرائب .إذا أراد حقوأل فله سلطة عليها :وال يقاوم أحد متا ١٣.وهكذا
أيشا يتحذث غريغوريوس؛ يقول :الال يغيب عن ذهني فكر سيدنا الجليل ،أتها ليست عادته أن
يتدحل في حاالت تمش الكهنة ،لئأل يثعل بهموم خطايانا ١ ٤ .على أته عموائ ال يمنع اإلمبراطور
من محاكمة الكهنة؛ ولكئه يقول ثئة حاالت معيلة يلزم أن يتركها لقضاء الكنيسة.
إدا ،بهذا االستثناء عينه ابتغى الناس الصالحون فقط أن يمنعوا األمراء األقز تدا من تعويق
الكنيسة عن إدارة شؤونها بطغيانهم العنيف .ولكئهم ،مع هذا ،لم يعترضوا إذا استعمل األمراء
سلطتهم في أمور كنسية ،على شرط أن يكون تدحلهم لمصلحة الحفاظ على نظام الكنيسة ،وليس
إلثارة الخلل به؛ وإلقامة التأديب ال لحته .ولتا لم يكن للكنيسة سلطة لإلكراه ،وال يحز لها أن
تسعى إليها (أعني هنا اإللزام المدني) ،فإته من واجب الملوك واألمراء األتقياء أن يدعموا الديانة
القويمة بتطبيق القوانين والمراسيم واألحكام قياسا على ذلك ،بعد أن أصدر اإلمبراطور موريس
أمرا لبعض األساقفة بأن يقبلوا أساقفة جيراائ لهم طردهم البرابرة ،أكد غريغوريوس أمره ،واستحث
األساقفة على إطاعته .ولتا حدر اإلمبراطور نفشه غريغوريوسل بأن يتصالح مع يوحنا أسقف
القسطنطينية ،أعطى سبيا لتبرير موقفه .ومع ذلك لم يتفاخر بحصانه تقيه أوامر قضاء دنيوي ،بل
بالحري وعد بأن يطيع بقدر ما يسمح له ضميره .كما أضاف أن موريس فعل ما يليق بأمير تقى
بإعطائه األساقفة مثل هذه األوامر١٥.
1118 011أ11جلل ٨٦ا118ا3ج011 ٨د٢080, 8و٨111٦ انظر :ا )1ذاسهر 18. 1, 11, 111,ا1110 8 38111038, 0 ١٣
ءأ؛16. 1007 £., 1017 .؛ج2 8 430, 435(.
د) 1٧. 20دئ 1,إلل0ج0لة ;1. 254 خ ;77. 689 انظر. 2(. :لآلو ٤ج2 8 ١٤
. 69,320لسدءآلآلظ) 143;٧.37,39,45سذ7 1,ل0ج5ال0 انظر٤ 77. 689, :ص327, 344 ١٥
الم ]111خ ;[503, 744 !., 749, 719 ٤ )٧. 19 11. 2. 150 £., 169(.ل٣.ج2 8
الفصل الثاني عشر
مع
(مناقشة سلطة المفاتيح في التأديب الصحيح :أهداف التأديب وطرق تطبيقه)٧-١ ،
شمح لكز وام بأن يفعل ما يروقه؟ ال شك في أن ذلك يحدث إذا لم بضف إلى الوعظ بالعقيدة
النصح الشخصى على انفراد ،والتصحيح والئعينات األخرى التي تدعم العقيدة وال تتركها عاطلة.
ومن ثم فالتأدب يشبه اللجام الذي يكبح ويرؤض ئن يحتدمون ضد تعليم المسيح؛ أو يشابه
الملحس الستحثاث بطيئي األرادة؛ وأحيادا يماثل عصا األب التي تهذب باعتدال وبرفي المسيح
١١٤٩ الكتاب الرابع -الفصل الثاني عشر
كن أخفقوا بأكثر خطورة .لذلك عندما نتبين بداية خراب مروع يهذد الكنيسة بدون أن يوجد
االكتراث والضوابط التي تكبح جماح الناس ،تصرخ الضرورة نفسها بالحاجة إلى عالج .واآلن
هذا هو العالج الوحيد الذي أوصى به المسيح ،والذي اسئعمل دائائ بين األتقياء.
األساس األول للتأديب هو إفساح المجال للتحذير والنصح على لحو خصوصى [أي في
إطار المحادثة السرية؛؛ أي إذا لم يؤد أحدهم واجبه عن طيب خاطر ،أوإذا تصرف بوقاحة ،أوإن
كان سلوكه غير مشرف ،أو فعل ما يجلب المالمة ،وجب عليه أن يخضع ذاته للنصح واإلرشاد؛
وعندما تقتضي الضرورة ،يجب على كل فرد أن ينصح أخاه .لكئ ليكن كزًا راع وكزًا شيخ متنبها
إلى ذلك على وجه الخصوص ،ألن واجبهم ال يقتصر على الوعظ للشعب ،دبل يشمل األنذار
والحذ أيصا في كز بيت ،اذا لم يكن ثئة تأثير كاب لتعليمهم في المنجال العام .يعتم بولس بذلك
**
الجميع عندما يقول :ااؤءلئتكم به جهزا زفي كل يتاا [اع ٢ ٠ :٢ ٠؛ ،ويبرئ نفسه انمن* ذم
[اآلية ،]٢٦ألئه ليأل ونهارا لم يفغر عن أن ينذر ايدثوع كل زاحدا[ ,االية .]٣١هذا ألن التعليم
بالعقيدة يزداد سلطه وقوًا أينما كان للخادم الحئ ،والوسيلة الستحثاث المتراخين على فعل ما
يتوقعه الرب ،ومطالبة المستهينين به بالقيام به ،هذا بعد أن كان قد شرح للجميع جهارا ما يطلبه
المسيح من المؤمنين به.
فإذ كان أحدهم يرفض معاننا مثل هذه التحذيرات ،أو يظؤر ازدراءها بالتمادي في سلوكه
الرذيل بعد أن ؤمجهت إليه مرة ثانيه في محضر شهود ،فإذ المسيح يأمر بأن يؤتى به إلى قضاء
الكنيسة ،أي مجمع الشيوخ ،وأن يحذر هنالك بأكثر شذة كما في حضور سلطة علنية ،كيما
يخضع ويطيع إن كان يوقر الكنيسة .أما إذا لم يخضع بذلك فتمادى في عصيانه ،عندئذ يأمر
المسيح أن يفضل عن شركة المؤمنين ،كئن يزدري الكنيسة [مت ١٧ ،١٥ .١٨؛.
أثا ألن المسيح يتحذث هنا عن الخطايا المستترة ،فيلزمنا أن نفترض هذا التقسيم :بعض
الخطاي شخصى ،والبعض اآلخر علنى .فبالنسبة إلى النوع األزل ،يقول المسيح لكز فرد|٠ :اذب
زعاسه تغتللى ؤبثنه زلحذكنا [مت : ١٨ه ١؛ .ويقول بولس لتيموثاوس عن الخطاي العلنية :ائذيئ
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١١٥٠
يفطوئن ؤبحهم أتالم الجميع ،لكئ ئكون عثن ايابين حؤفا١ [ ١تي ه ٢٠ :؛ .فالمسيح سبق أن
قال :إذ حثًا ايك اخون [مت : ١٨ه ١؛ .وهذه العبارة ( إليك ) ال يمكنإأل أن تفهمها بمعنى
أئك أنت الوحيد الذي تعرف ما فعله أخوك ،وال أحذ سواك (إأل إذا رغبت في أن تجادل) .أتا
فلتا كان بطرس قد أخطأ إلى ما يقرب من حذ الفضيحة المكشوفة ،لم يوبخه بولس سرا بل أتى به
إلى محضر الكنيسة [غل.]١٤:٢
هذا إدا سيكون الترتيب الصحيح الذي يقع :أن نتناول عملية تصحيح األخطاء المستترة
بحسب الخطوات التي رسمها المسيح؛ أما الخطايا العلنية ،إن كان التعذي معرونا فعأل في العلن،
ههنا تمييز اخر .فمن الخطايا ما يعتبر أخطاة؛ والبعض االخر جرائلم أوأفعاأل مشينة .ولتصحيح
هذه األخيرة ،يلزم أآل نكتفي بالتوبيخ أو بالنصح وحدهما ،بل يحتاج األمر إلى عالج أشذ قسوة،
مثلما استخدمه بولس عندما لم يكتب بمجرد تأنيب مسافحي األقارب من الكورنسن بكلمالت،
بل عاقبهم بالحرمان ريثما أختر بجريمتهم [ ١كو ه ٣:وما يتبع؛ .اآلن يمكننا أن نرى كيف يدعم
صحة الكنيسة اختصاص سلطتها الروحية الذي يجازي الخطايا بحسب كلمة الرب ،كما يرسخ
أساس النظام ،ويضمن بقاء رباط الوحدة .لذلك إذا الكنيسة تستبعد من شركتها الزناة والغاسقين
واللصوص والئآلب والمحرضين على الفتنة وحانثي العهد وشهود الزور وأمثال هؤالء ،وض
يتجاهلون التصح والتحذير بغطرسة وعناد وبذا يستهزوئن بالله ويستهترون بأحكامه ،ال تذعي
لذاتها شيائ يتجاوز حدود العقالنية بل تمارس مسؤولية السلطة الملقاة عليها من وبل الرب .وحتى
ال يحتقر أحذ مثل هذا الحكم الذي تطيقه الكنيسة ،أو ينظر إلى اإلدانة التي يقررها تصويت
المؤمنين كما لوكانت أمرا يستهان به ،شهد الرب أن هذا ليس إآل إعالن حكمه هو ،وأن ما فعلوه
على األرض تؤبده السماء .فإذ لديهم كلمة الرب ألدانة األشرار؛ كما لديهم كلمئه ليتقيلوا التائبين
إلى النعمة [مت ١٩: ١٦؛ ١٨: ١٨؛ يو .]٢٣: ٢٠إن ظن البعض أن الكنيسة قادرة على البقاء
طويأل بدون أواصر التأديب هذه ،أقول لهم إتكم مخطوئن؛ اللهم إآل إن كتا نعتقد أئنا ربما نستطع
بدون خشية العاقبة ،أن نمضي من دون هذه المعونة التي سبق أن رأى الرب ضرورتها الستمرارنا.
في الحقيقة ،يتجلى عظم الحاجة إلى هذا التأديب في كثرة تنؤع استعماله.
١١٥١ الكتاب الرابع -الفصل الثاني عشر
تهدف الكنيسة من خالل هذه التصحيحات والحرمان من الشركة إلى ثالثة أهداف :أؤلها
هو أن من يعيشون حياة فاسدة شائنة ال يجوز أن ردغوا مسيحيين ألئهم بذلك يجلبون العار على
؛لله ،كما لو كانت كنيسته المقدسة [ قارن اف ه :ه ]٢٦-٢مؤامر؛ لألشرار والمتهئكين .ألئه
لائ كانت الكنيسة نفسها جسد المسيح ٦كو ٢٤ : ١؛ ،ال يجوز أن تتلوث بأعضاء تالفين فاسدين
هكذا من دون أن يجلب عفئهم بعض الخزي على رأسها .لذلك ،كيال يكون في أسرة الكنيسة ما
يطمس اسمها األقدس بالعار ،يتحقم اقتالع ض يعيث ،سلواكهم نقاوتها .كما يلزم هنا أن نحافظ
على ترتيب عشاء الرب وقدسيته حتى ال يتدلس بممارسته بال تمييز .فإله إذا سمح تن أعبي
مسؤولية توزيعه أن يقذمه — عن درايه — لمن ال يستحق التناول ،فيما يحق له أن يرفضه ،يصبح هو
أيائ مذنبا كما لوكان يلقي بجسد الرب إلى الكالب .في هذا الصدد نذد يوحنا فم الذهب بشدة
بالكهنة الذين لم يتجزأوا على أن يستبعدوا أحذا ،خوا من بطش العظماء .يقول ...٠٠ :آثا ده وين
تدك اطلبه.اا [حز١٨:٣؛.]٨:٣٣إنكتث تهاب إنساقا ف٠سوفيسخرئك؛ أتا إذا كنك تخاف
الله سيحترمك الناس أيصا .دعونا ال نخاف من القضبان المحزومة على فأس (شعار السلطة عند
الرومان] ،أو من األرجوان [اللون الذي يرمز إلى الملكية]؛ أو التيجان؛ فإذ لنا هنا قؤه أعظم .حعا
إئني أحبذ أن أسئم جسدي للموت ،وأن يراق دمي ،من أن أشارك في هذا التلويث.اا ١لذا كيال
ئلجق بهذا السر المقنص أي خزي ،يعوزنا الحرص والتمييز في توزيعه .وهذا ال يمكنه أن يتوافر
إأل باختصاحس الكنيسة بالسلطة.
أتا الفرض الثاني فهو أآل يفسد الصالحون بصحبة األشرار الدائمة ،كما يحدث عادة .ألئه
ال أسهل من أن ننقاد بعيدا عن العيش السوي بتأثير القدوة السيئة (فذلكم هو مبلنا الطبيعي ،أن
ننحرف عن السبيل) .أشار الرسول إلى هذا المبل عندما ناشد الكورنثيين أن يطردوا من بينهم
سافخ القرثى .يقول :حميز ه صغيزه دحمز العجن ،كله [ ١كو ه . ]٦:كان قد رأى الخطر الفادح
إذ حرم كز تعامل مع ذلك الرجل االثم .يقول إذ كان أخد تنعو احا رايبا آؤ نلائعا اؤ غارن ؤئن
ًاؤ لهائائ اؤ سكيرا و حاحأثا ...أل ئحايوئا ؤآل دوابمتوا مئز هذا [ ١كو ه.]١١:
والهدف الثالث هو أن يشرع في التوبة تن يعلوهم الخزي بسبب انحطاطهم .وأولئك الذين
ازداد عنادهم بعد التوبيخ الرقيق سوف يفيدهم التأنيب األشد لشرهم بحيث توقظهم قساوة العصا.
. 6ااًاد€8 011أ1أأ€1110 0111,1 ٢.غ ;58. 742 انظرx. 496(. : ١
١١٥٢
هذا ما يعنيه الرسول عندما يقول :إذ كاذ أحد أل يليغ كآلمتا . . ٠بثوا هذا زأل دفابوئة لكئ
بعد أن عذدنا هذه األهداف ،بقي لنا أن نرى كيف تطيق الكنيسة جانب التأديب الذي يقع
ضمن اختصاصها.
بدايه ،لنضع أمامنا التقسيم الذي أشرنا إليه أعاله :أن بعض الخطايا علني ،والبعض االم خاض
بمعنى أئه سرى .وليست الخطايا العلنية ض يشهدها أو يعرف عنها شخش واحد أو شخصان ،بل
هي التي ئقترف جهرا وتجرح الكنيسة كتها .وما أسئيها الخطايا السرية ليست هي األخطاء التي
لرئكب في الخفاء بحيث ال يراها أحذ كالتي يقترفها المراؤون (ألؤ هذه ال تدرج تحت تأديب
الكنيسة) ،بل تلك ذات المرتبة الوسئى ،ليست غيز مشهود لها من دون أن تكون علنية.
والنوع األول ال يتطتب الخطوات التي أدرجها المسيح [مت : ١٨ه ]١٧-١؛ ولكن عندما
تظهر هذه الخطايا ،يلزم أن تستدعي الكنيسة الخاطئ وأن تصححه بما يتفق مع خطئه.
على أئه في النوع الثاني ،بحسب ما يعتم المسيح ،ال تأتي الحالة أمام الكنيسة حثى يعاند
المخطئ التحذير الموجه له .ومتى جاءت إلى الكنيسة عندئذ يميز بين األخطاء والجرائم ،بحيث
ال يطيق عقاب صارم كهذا على أخطاء أخف ،بل يكفي التأنيب الشفوي — وأن يكون هذا معتدأل
وأبوائ -بحيث ال يقثي المخعلئ أو يربكه ،بل يعيده إلى ذاته فيفرح بدأل من أن يغتم من جزاء
تصحيحه .أثا األفعال المشينة فتحتاج إلى تأنيب بعالج أقوى .كما ال يكتثى بذلك إن كان هذا
المخطئ بمثاله السيئ قد جرح كرامة الكنيسة؛ فعندبذ ،إلى جانب التأنيب بالكلمادت ،ينبغي
أن يحزم إلى حيب من شركة عشاء الرب حثى يوبد توبته .لقد أئب بولس المخطئ الكورنثي ال
١١٥٣ الكتاب الرابع-الفصل الثاني عشر
بالكلمالت فقط ،بل بحرمانه من الكنيسة ،كما ويخ الكورنثيين الحتمالهم إياه وصبرهم عليه زمائ
طويأل[١كوه٠]٧-١:
حفظت الكنيسة القديمة -التي كانت أفضل مائ هي عليه اآلن -هذا الترتيب ما دامت
اإلدارة الشرعية مستمرًا فيها .فإن كان أحد قد اقترف جريمة ،أمر أوأل أأل يتناول من مائدة العشاء
المقدس ،ثم أن يقضع أمام الله ويعلن توبته أمام الكنيسة .كما كانت هنالك طقوس مقذسة قفزض
على الساقطين كعالمات تعبر عن توبتهم .وعندما تكتمل هذه الخطوات بحيث تقتنع الكنيسة
بإيغائها ،يقبل التائب إلى النعمة بوضع األيدي .يسئي قبريانوس هذا االستقبال اا١لسالماا ،ويصف
شعائره بإيجاز ،على هذا النحو :يؤذون أعمال التوبة مذًا محذدة؛ ثم يحضرون لالعتراف العلنى،
وبعد وضع أيدي األسقف واإلكليروس ينالون حق الشركة .فمع أده كان لألسقف وأعوانه سلطة
المصالحة ،لزم أن ترافقها موافقة الشعب ،كما يبين قبريانوس في مكا؟آخر٤.
الكهنة .بل ال ينبغي أن يشتهوا أن يغش الكهنة الطرف عنهم كيما يغض الله الطرف عنهم.
لن أتحدث في هذا المجال عئن يقومون بتطبيق هذا االختصاص إذ ناقشت ذلك سابعا٥.
أكتفي هنا بإضافة هذا :إذ المنهاج الذي اثبعه بولس لحرمان شخص هو المنهاج الصحيح ،على
شرط أن يفعل ذلك الشيوخ وحدهم ولكن بمعرفة الكنيسة وموافقتها .بهذه الطريقة ال يتخذ
جمهور الشعب قرار العمل ،بل يصبح الشاهد والكفيل (للقرار) حرصا على أأل يفعل شيء بحسب
في هذا الصدد ،ال يمكننا أبدا أن نعذر القسوة المفرطة التي فرضها األقدمون ،والتي حادت
كلؤا عن أوامر الرب ،كما كانت شديدة الخطر .ألئهم لائ كانوا يفرضون عقوبة الحرمان من
الشركة المقدسة لمنة سبع سنوات ،أو أربع أحياائ ،أو ثالت ،وفي أحيالذ أخرى طوال العمر،
فما عساها كانت النتيجة سوى الرياء الزائد ،أو اليأس المطلق؟ كما ليس من المفيد أو متا يطابق
المنطق أآل يعطى تن زل مرة ثانية الفرصة لتوبه ثانية ،وأن يطرد من الكنيسة إلى حين مماته .إذ تن
يزن هذا األمر بتميز ،ال شاغ ٠في أن يدرك عدم التعقل فيه.
على الرغم من ذلك ،أفئل أآل أؤيد الغرف المألوف على أن أيهم من ائبعوه؛ الذين كان
بينهم البعض بالتمكيد مئن لم يعجبهم ممارسته ،ولكئهم اضطروا إلى مجاراته لتا لم يجدوا في
استطاعتهم أن يصخحوه .في الحق ،يصرح قبريايسكيف أمسى هكذا قاسيا خارجإرادته .يقول:
ااإة صبرنا ولطفنا وإنسانيتنا كئها مستعذة أن تقبل كز من يجيء .إتي أرغب في أن يرجع الجميع
إلى الكنيسة؛ أشتاق أن يجتمع كز إخوتنا الجنود داخل معسكر المسيح ومسكن الله اآلب .إيني
١١٥٥ الكتاب الرابع-الغصل الثاني عشر
أسامح كل شيء؛ وأتغاضى عن الكثير؛ ويغيرة متقدة تدفعني أن أجمغ اإلخوة مائ ،أراني لسن
أتفحص قانونياتفاصيل المعاصي التي ئرتكب ضدالله .وبعغوي عن األخطاء بأكثرمناينبغي ،اغذ
ذاتي كمنيخطئ .إئلي سريائ أعانق بكز وة وحن جميع التائبين المعترفين بخطيئتهم ،المستعدين
أن يقدموا كقارة بسيطة متواضعة ٦ .كان يوحنا فم الذهب أقسى بعض الشيء ،ولكئه قال :إن
كان الله هكذا رؤوقا ،فلماذا يريد كاهنه أن يظهر هكذا قاسؤا؟ ٧نعرف أيشا رقة أوغسطينس تجاه
الدوناطيين ،إذ لم يتردد في أن يعيد إلى أسقفياتهم أولئك الذين رجعوا عن انشقاقهم ،وفعل ذلك
بعد توبتهم فورا! ٨ألن ممارسه عسير؛ كانت تسيطر في تلك االونة ،اضئلز هؤالء إلى أن يتنازلوا
يلزم التعامل بهذا اللعلف مع جسد الكنيسة كته ،حتى تستطيع أن تتعاطى باعتدال مع من يزن،
وحتى ال تعاقب بقساوة مفرطة ،بل بالحري دمكن لة المحبة كما أوصى بولس [ ٢كو ٨: ٢؛ .
وكذلك ينبغي لكز عضو أن يساوق ذاته لهذا االعتدال وهذا اللطف .وهكذا ليست وظيفتنا أن
نشطب من عدد المختارين تن قصلوا عن الكنيسة ،أو أن نيأس كما لوكانوا قد ققدوا .يصغ أن
نحسبهم اغتربوا عن الكنيسة ،ومن ثم عن المسيح ،ولكن فيما هم يغلتون منفصلين فقط .أثا إذا
أظهروا العناد بدأل من اللطف ،فطينا رغم ذلك أن نستودعهم إلى حكم الرت آملين أن يصدر منهم
فيما بعد سلوك أفضل متا هو عليه في الوقت الحاضر .كما علينا أآل نكز بسبب هذا عن أن نتضرع
إلى الله من أجلهم .ودلكي نوجز الحديث في كلمة واحدة) دعونا ال نحكم بالموت على الشخص
الذى ًا د ۶ين الله ٩حكته ٩حذه؛ با ,دعع نا لحكمك عد /طسعة عما ,كا ,انسان نحسى نامه د ,
ويؤصله في الكنيسة .يفعل الرب ذلك ليحبط اراء البشر ويكبح طيشهم الذي ،إذ لم ييد يغامر
فيغترض لذاته حقا أعظلم للحكم متا يحق له.
,مدح انظر ٨^ ٧. 345(. :خ؛ 3.11. 686ا8£ح) , 16ة1 ٦
انظر )16 48. 943 !.(. :؟٠0٠،ع٠فى 6111^808 00, ٧ د 1 ]<€ز//٠س
٧xxx٧. 10. 44 (1 33. 229, 489, 803, :٨تلل1ن ;11. 2اx1. 2; <^1^ ;23 .6 .ج0اأ8ل٦ج٨01 !71 , انظر
خ ; 34.11. 223; 44: 31; 57: 21ط8£ح 812; ٤ 182 ,164 .30 ;[7 ).جأ0ع] .؛ 12. 302
جون كالثن :أسس الئ ،ين المسيحى ١١٥٦
١ .١٠لغصلسالشركةذوفائدةإصالحية
اللعنة والدمار االبدنن ،لحهم بسماعهم إداله حيالهم واحارؤهم ،يتاددون من لعنتهم االبدية إن
لم يتوبوا .أتا الفصل عن الشركة فيختلف عن الحرمان (أي األناثيما) في أة هذا األخير يفلق نهائيا
جميع فرص العفوفيدين اإلنسان إلى الدمار األبدي؛ في حين أة األزل يثأر لسوء السلوك األخالقى
ويهذبه .وعلى الرغم من أة في الفصل من الشركة عقايا للغرد أيائ ،فإئه يعاقب بحيث يسترذه إلى
الخالص بإنذاره بإدانة عتيدة .أتا إذا تاب ،فالمصالحة والعودة إلى الشركة تنتظرانه .زد على ذلك
أة األناثيما قتما تستعمل ،أو قد ال تطبق إطالقا .ولذا ،على الرغم من أة التأديب الكنسي يحرم أن
نظل على عالقة حميمة بالمغصول من الشركة ،ينبغي أن نسعى بكز ما أوتينا من جهد إلى توفير
كز إمكانية الحياة الفاضلة له ،حتى يمكنه أن يعود إلى مجتمع الكنيسة ووحدتها .فهكذا يعتم
الرسول :أل رحسثوه كغدؤ ،بز ائذزوه كأخ [ ٢تس : ٣ه ١؛ .فإن لم يحاقظ على هذه الرأفة في
كز من التوبيخ على انفراد والتوبيخ العلني ،يخشى أن ننحدر من التأديب إلى المجزرة.
هذا أيائ شرط أساسى لالعتدال في التأديب ،كما جادل أوغسطينس ضن الدوناطيين :أأل
يسارع أعضاء الكنيسة العلمانيون في تركها ،إذا الحظوا أة بعض األخطاء لم ئصحح بالدأب
المطلوب من يبل مجلس الشيوخ؛ كما أآل يتخئى الرعاة عن الخدمة أو يبلبلوا الكنيسة كتها
بتشدد غير مألوف ،إذ هم لم يستطيعوا أن يطهروا كز ما يحتاج إلى اإلصالح على النحو الذي
يرضي أفئدتهم .فإة ما كتبه أوغسطينس صحيخ حائ :إذ تن يمكئه أن يصلخ ما يستطيع إصالخه
بالتوبيخ ،أوأن يحئلر ما ال يستطيع إصالحه — هع استهجانه بإنصاف ،واحتماله بحزم — من دون
صون الؤحدة ،وال يفصم رباط الشركة إثر تطبيق التصحيح المسرف .أ في الحقيقة ،هو ال يقر بأئه
ينبغي للرعاة أن يبذلوا قصارى جهدهم للحفاظ على نقاوة الكنيسة من الخطأ فقط ،بل يطالب أيغا
بأن يلتزم كل شخعى بتحقيق الغاية ذاتها بقدر ما أوتي من قؤة .كما ال يخفي أوغسطينس حقيقة
أة من يهمل أن ينذر ويورخ ويصحح الشخص الشرير ،رغم أئه ال يحابيه وال يستحسن خطيئته،
إئما يضحي مذنبا أمام الرب .وإئه إذ نيط إليه بدور المسؤول بحيث يمكنه أن يعزل إنساائ مذنبا
عن شركة األسرار وال يفعل ،فإئه يخطئ؛ ال في بطة ذلك الشخص بل في ذات بعلبه هو .يريد
أوغسطينس أن تراغى فقط تلك العقالنية التي يطالب الرب بها لئأل ئعئغوا انجئة نغ الرزاز
[مت ٢٩ : ١٣؛ .ومن هذا المنطلق يختتم القول بتأييد ما يقوله قبريادس :أليصحخ (من توضع
عليه الضرورة) ما يمكنه أن يصحح لمتردائ؛ وليحتمل بصبر وأناة ما ال يستطيع تصحيحه ،وأن يئئ
ويحزن على ذلك بالمحبة.اا٩
تسود المحبة ويحانظ على وحدانية الروح ورباط السالم؛ وهكذا يندفعون إلى دنس الشقاق
ويخلقون مجاأل لالنقسام .ا فهكذا ا الئيائذ ئغشه يعير سكتة إلى سبه مألك نور [ ٢كو ١٤ : ١١؛
0,ال1خ8ل٦جآل٨ انظر ; 111.1. 1; 111.11. 15; 111.1. 2 )1^1,43. 51,ج 11.1.ئسددم ٢جكبرجك ٩
;(82, 94, 83 كا ; 3.11. 686ا8£ح) 11.* 16 (]11٧. 16[ ٧. 345
جون كالثن :أسس اآلين المسيحى ١١٥٨
عندما تسنح الفرصة لصرامة عادلة يحث البشر على وحشية ال ترحم ،سعيا إلى تفتيت الوحدة
وفصم رباط السالم فقط .أما إذا ظل هذا الرباط متيتا بين المسيحيين ،فتبيعت قوى الشيطان
واهنة هزيلة عاجز؛ عن األذى ،وتضغف مكايده عن الخداع ،وتتالشى مخنلطاته الماكرة
أسقف قرطاجة ،شاكيا أن الشكر (الذي يدينه الكتاب المقدس بقساوة) قد تغشى في أفريقيا من
دون عقاب ،وينصح بعقد مجلس من األساقفة لمعالجة األمر .ثم يضيف :في اعتقادي أن هذه
األشياء يمكن مالشاتها؛ ال بالخشونة والقساوة ،أو بالتعالي والتعجرف ،بل بالتعليم أكثر متا
باألمر ،وبالتحذير أكثر منه بالتهديد .ألئه هكذا ينبغي أن نتعامل مع جمهرة ضخمة من الخطاة.
أثا تجاه خطايا القليلين فينبغي أن نستعمل الشذة ١٢ .إئه ال يقصد بذلك أن يتغاضى األساقفة
عن الجرائم العلنية ،أو أن يصمتوا بحجة أئهم غير قادرين أن يطيقوا العقوبة األقسى ،كما يشرح
الحائ .ولكته يوذ أن تكون وسيلة التصحيح ملتلغه بحيث تسترن الصحة ،بقدر ما يمكن ،بدأل
من أن تقضي على الجسد .وبالتالي يختتم بالقول :اينبغي* أأل يهمل ذلك المبدأ الذي يعتم به
الرسول حول عزل األشخاص المذنبين ،عندما يمكن تطبيقه من دون خطر انتهاك رباط السالم.
فإده لم يرد أن يطيق على أي نحوآخر .كما يلزم أيصا أن يحافظ على هذا المبدأ :محتملين
بعصكم بفصا بي التحيه ،مجتهدين اذ ئعئئلوا ؤخذاريه الروح برباط الشالء ١ [ .كو ه٧-٣ :؛
اف١٣.]٣-٢:٤
,جال8٤1ا٦جاأ٨ انظر 43. 93-97, 81- :ال) 1 111. 111. 17-19; 111.1. 1, 3؟اا7٤٠،ا77عم٠ره ١٠
,دح .ى ;(83 اا€أ ٧. 397-402(.االخ خ ; 3.11. 686ا8£ح) ئ8 1
انظر 43. 93(. :ا<11آل) , ٥۶. 011( 111.11. 14جاالغ8آلجآل٨ ١١
انظر(. :ا 12. 54ح7ل . 1. 4. 5 )11 33. 92; ٤٢.اكو!لل 0ال811آلجل٨٦ ١٢
0,ع8٤1آلجل٨٦ انظر 43. 94 £.(. :ا(ل 111.11. 15, 16 )١1ده!٠دم٠ره ١٣
١١٥٩ الكتاب الراع -الفصل الثاني عشر
(الهدف من الصوم وأداؤه ،الشخصي والعلنتي [أي الفردى والجماعي] :مبادئه التي ينبغي أن
يراعى)١٨-١٤ ،
إذ الجزء المتبقي من التأديب ،والذي ال يندرج بالضبط في محتوى سلطة المفاتيح ،هو ما
ينصح به الزعا؛ الشعب عندما تتطنب الحاجة؛ إما للصيام أو التوسالت الجادة ،أوإلى أفعابه أخرى
تشف عن التواضع والتوبة واإليمان ،وهي أفعاز لم يوض بمواصفات أزمنتها أوأساليبها أو صبفها
في كلمة الله ،بل يركت لما ترتئيه الكنيسة .كما أن ممارسة هذا الجزء المفيد كانت مألوفة في
الكيسة األولى ،حتى في أتام الرسل أنفسهم .وحتى الرسل أنفسهم لم يكونوا أول من مارسها ،بل
اقتفوا فيها ما عتم به الناموس واألنبياء .فترى أته كتما وقع حدن خطير ،دعي الشعب لالجتماع
.١٥الهدف من الصوم
للصوم المقدس والصحيح ثالثة أهداف .إئنا نركن إليه إائ لئخبع الجسد ونقمغه كيال
ينغمس في الملذات ،أو لنصبح أكثر استعدادا للصلوات والتأتلدت المقدسة ،أو ليكون إقرارا مثا
بائضاعنا أمام الله عندما نريد أن نعترف بذنوبنا قدامه.
جونكالثن :أسس الذين المسيحى ١١٦٠
أتا الفرض األول فال مجال له عموثا في الصوم العلني ،إذ ال تتساوى كز األجسام في بنيتها،
أو في أحوالها الصحيه .فهي لذلك ألسب للصوم الشخصي .
وينعلبق االستعمال الثاني على الحالئين الغردقة والجماعية ،حيث الكنيسة كتها وكذلك
الله معترقا بذنبه .أتا إذا وشت يد الرب على أي فرد ،فيجب أن يفعل الشيء ذاته ،إتا بمفرده
أو مع عائلته .يكمن األمر بالدرجة األولى في نية الفؤاد .أتا عندما يكون القلب نفسه منكسرا
كما يجب ،فلن يمكنه أن يصرخ بشهادة جهرية .على أة هذا يحدث خاوتًا إذا أذى حدوثه إلى
تهذيب شامل (لشعب أو لمجتمع برتته) بحيث يعطي الجميع مائ الحمن إلله البر باعترافهم العلنى
بخطيئتهم ،ويستحذ بعضهم بعصا كز بقدوته.
.١ ٦الصوم والصالة
ومن ثم ،،يمارس الصوم في أغلب األحيان جماعيا أكثر من ممارسته فرديا كعالمة تذلل،
على الرغم من كونه معتاذا في الحالقين كما سبق الذكر .وش ثم يضحي مغينا -ما دام الصوم على
عالقة بالتهذيب الذي نحن بصدد مناقشته اآلن -أن يعين مصحوبا بالصالة التي يرفعها الناس كتما
تضرعوا إلى الله بسيب أمر ذي شأن .فهكذا عندما وضع األنطاكيون أيدبهم على بولس وبرنابا
كيما يرتموا خدمتهما العظيمة لقدرة الله ،أرفقوا الصوم بالصالة [اع .]٣: ١٣لذا عندما عين هذان
للخدمة الحثا ،كانا قد اعتادا أن يصنيا مع الصوم [اع .]٢٣: ١٤وكان غرضهما الوحيد من هذا
التوع من الصوم أن يتفرغا للصالة بال هموم وبمزيد من الشغف .من المؤتمد ألنا جميعنا نعرف
هذا :أته عندما تمتلئ بطوننا تبلد أذهاننا عن أن ترتفع إلى الله للصالة ،وتظز هكذا مرتفعة بشعور
جذي متشوق .يساعدنا هذا على فهم ما أخبرنا به لوقا عن حتة بنت فنوئيل ،ألها كانت اوعابده
باصؤام ولتباب كدح ؤرهاائاا [ لو .]٣٧: ٢ال يعني هذا أة لوقا ألصق الصوم بالعبادة ،بل إذ هذه
المرأة القذيسة دربت نفسها بهذه الطريقة على الصالة المستديمة .هكذا أيقنا كان صوم نحميا
١١٦١ الكتاب الرابع -الفصل الثاني عشر
بالصالة لدعمها ،ويحذر بأنه ليس ذا أهمية في حذ ذاته ما لم ئمازس لهذا الفرض [ ١كو :٧ه؛.
ثم إئه عندما يشير على الزوجين بأن يعطي كل منهما اآلخر حثه [١كو٣:٧؛،من الواضح أئه ال
تحت ث عن الصالة اليومية ،بل عن أمر ستوجب اهتماائ أكثر جذية.
كما قلنا انغا ،إذا اثيبي شعب أوإقليم ما بؤداء أو بمجاعة أو حرب أوكارثة أخرى ،عندئذ أيصا
يجب على الرعاة أن يستحقوا الكنيسة على الصوم كي يتحول عنها غضب الله بتضرعاتهم إليه .ألئه
حيث يحدث خطرا ،إثما ينذر بأئه متألهب وجاهز للنقمة .لذا لتا كانت العادة في قديم الزمان أن
يظهر المثهمون أهام القاضي ملتمسين الرحمة بعالمات مرئية لتذنلهم ،كالئحى الطويلة ،والشعر
األشعث ،والمالبس القاتمة؛ هكذا عندما نقف أمام عرش قضاء الله ،فإن صلواتنا المصحوبة
بالصوم تردد المجد له وتعود على شعبه بالتهذيب .كما يفيدنا أن نجثو له بلباس وضيع طالبين أن
يعبر عتا غضبه .يمكننا أن نستشن من كلمات يوئيل النبي أن هذه كانت العادة المتبعة بين
شعب إسرائيل .ال لتا يأمر بأن يصورن البوق وأن ئئجئع الشعب وأن يعين صوم ثم ما يتبع ذلك
[يؤ : ٢ه ،]١٦ — ١فإئه يتحذث عثا كان غرائ مألوائ .كان قد قال قبل ذلك بقلر إذ يوم القضاء قد
اقترب ليدين الرب أعمال خزي الشعب ،ودعا المئهم ليمثل أمامه [قارن يؤ]١:٢؛ثم يصرخ لهم
بأن يسارعوا في لبس المسوح وتغطية رؤوسهم بالرماد وأن يرجعوا بالصوم والبكاء [يؤ ،]١٢:٢
شأنه أن يعتمنا التذلل كما يعيننا على التواضع ،لماذا نستخدمه على نحو أقل مائ كان يستخدمه
األقدمون عند احتياجاتهم المماثلة؟ نقرأ أئه ليس بنو إسرائيل فقط من تأسسوا وتشكلوا بحسب
كلمة الله[١صم٦:٧؛١٣:٣١؛٢صم ،]١٢:١بل أهل نينوى أيثا الذين لم يتلقوا أي تعليم عدا
وعظ يونان [يون :٣ه]؛ هؤالء صاموا رمزا لتذنلهم .فلماذا ال نفعل نحن مثلهم؟
قد تعترض بالقول إذ هذا طقس خارجى انتهى عهده بمجيء المسيح .ال ،فإئه معس ممتاز
لمؤمني اليوم (مثلما كان مدى األزمنة) ،وتحذير مفيد أليقاظهم كيال يستفزوا غضب الله أكثر
فأكثر بثقتهم المفرطة وإهمالهم الزائد عندما يؤدبهم بجلداته .وعلى هذا األساس ،ندرك أن
المسيح عندما يتغاضى عن عدم صوم رسله ال يعلم بزوال أهمية الصوم ،بل يعينه ألوقات التجربة
جون كالثن :اسس الذين السيحئ ١١٦٢
وحلول الباليا ،كما يقرنه بالحزن .اشقايي* ايام حين يذوغ الريش عنهم ،نحسن يصوتون,,
[٠ت:٩ه١؛لوه-٣٤:ه.]٣
.١٨طبيعة الصوم
أتا لكي نجتنب سوء فهم التعبير ،فلنعرف جوهر الصوم .فهنا ال نفهم به مجزد االمتناع عن
الطعام ،بل شيائآخر .فينبغي أن يتحلى األتقياء طوال حياتهم باالقتصاد في اإلنفاق وبالتيثظ ،بحيث
يتشبه سلوكهم بما يقارب الصوم .ولكئثئة نوعاآخر من الصوم ،مؤقت في طبيعته؛ عندما نتراجع
عن نمط العيش العادي ،إتا فترة يوم واحد أو مدة محددة ،ونعاهد ذواتنا على تضييق أسد فى
العذاء .ويتكؤن هذا من ثالثة عناصر ًافي طول مذته ،وفي نوعية األطعمة ،وفي قتة كمياته .أتا عن
الئنة ،فأقصد أن نعتكف ألجل السبب الذي يتعين له الصوم .مثال ،إن صام أحدهم بسبب مفالة
خاصة ،فليأت إليها قبل أن يتناول إفطاره .والنوعية تعني أن تتغيب كز أصناف التنوع والتزين التي
تتحلى بها الموائد ،وأن نكتفي بأبسط الم كوالت المألوفة ولحجم عن تناول ما يشحن الشهية من
)٢٠-١٩
على أته يلزمنا دائائ أن نحتاط بشكل خاض لئأل يزحف إلى أذهاننا أي فكر خرافى ،كما
حدث في الماضي مسيا ضررا فادحا للكنيسة .فإئه من األفضل أآل يمارس الصوم إطالقا ،من أن
يمارس بعنايؤ شديدة ومرتبكا بمعتقدات خاطئة وضارة يسقط العالم فيها تكرارا ،ما لم يواجهها
وأؤل ما ينبغي أن يحقوا عليه هوما يعلمه يوئيل ،أن مروا دلوبكم ألثتاتكم [يؤ١٣:٢؛؛أي
أته يجب على الرعاة أن ينصحوا الناس بأن الله ال يستحسن الصوم في حذ ذاته ،إن لم ئرافقه شعور
قلبي خفى ،ومجبرة حقيقى للخطيئة التي يصوم صاحبها بسببها ،واتضاع صميم ،وندامة مخلصة
١١٦٣ الكتاب الرابع -الفصل الثاني عشر
نابعة من مخافة الله .فى الواقم إذ الصوم ،عدا ذلك ،بال نغم إن لم يكن عامأل مساعنا على حدوث
الرب؟أ [اش -٦ :٥٨ه (نص مدمج)؛ .إدا صوم الرياء ليس جهنا سطحائ وعديم الفائدة فقط،
بل أشر نوع من الرجس.
المانويون الذين عندما دحضهم أوغسطينس ،علم بما يكفي من الوضوح بأده يحكر على
الصوم بمقدار إسهامه في تحقيق الغايات فقط التي أشرت إليها ،وأئه مغبوق لدى الله إن كان متئائ
لها فقط١٤.
خطًاآخر ،ليس آثما إلى ذلك الحد ولكئه مع ذلك خعلر ،هو أن نصر على الصوم بالمقدار
نفسه من الصرامة والتدقيق كما لوكان إحدى الفرائض الرئيسة ،وأن نبجله بالمديح المفرط بحيث
يظئ الناس أئهم فعلوا صنيائ نبيأل إذا صاموا .وفي هذا الصدد ،ال أجدني قادرا أن أسامح كتائ
الكائب األقدمين على غرسهم بعض بذار الخرافة ،وئئحهم المجال للعذاب الذي نشأ الحنا من
الفرض القسرى للصوم؛ على الرغم من ائه في غضون بعض كتاباتهم ،تبرز عبارات عاقلة تشف
عن حكمة الصوم ،ولكئنا نجد فيما بعد مرارا مبالغات مفرطة في امتداح مزاياه ،امتداحا يضعه في
مصاف الفضائل األساسية.
في ذلك الحين ،كانت خرافة صوم فصل اآلالم قد انتشرت في كق مكان؛ ألن عاتة الشعب
طوئا أدهم كانوا يقومون بخدمة استثنائية جليلة لله ،وأيدها الرعاة نظير ضرب من االقتداء بالمسيح.
بل على العكس ،لم يكن المسيح يضرب بصومه مثاأل ليحتذي به اآلخرون ،بل صام ليبرهن -
, 0^1جاالأ8الجال٨ 32.1356ا(ل. 27-28 )١1اااآ 11. انظر :؛(1٧. 76؛ليح )٢. ١٤
42. 493ا(ل. 5 )١1تلل 6عأ/تخد١ال €أ{أ د!؟/سأ٠ر ٤٢. !٧. 330(.
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ١١٦٤
وذلك عند بداية إعالنه بشارة اإلنجيل — على أته (أي اإلنجيل) ليس تعليتا بشرتا ،ولكته في الواقع
رساأل تعليم مرسله من السماء [مت .]٢:٤والمدهش هو أة مثل هذا الهذيان المحض (الذي
نقضه كثيرون مكررا بجدل صريح) استطاع أن يتسرب إلى أذهان أناس عقالء يتسمون بالغطة
والتميز الوافزين .فلم يصم المسيح بالتكرار الذي كان يلزمه لو أراد أن يضع ناموسا لصيام سنوي
— بل صام مر؛ فقط لغا كان يتمنطق استعدادا للكرازة ببشارة اإلنجيل .ثم إته لم يصم باألسلوب
البشري الذي كان يمكنه أن يناسب استطاعة الناس ،لوشاء أن يستحتهم على احتذاء مثاله .وأخيرا،
كان صومه على غرار صوم موسى عندما تقبل الناموس من يد الرب [خر ١٨:٢٤؛ ٢٨: ٣٤؛ .
فلتا كانت معجزة تأسيس الناموس قد اعلنت في شخص موسى ،لزم أيصا أأل تهمل في المسيح
حتى ال يبدو اإلنجيل كأئه يخضع للناموس .ولكن لم يحدث قط منذ ذلك الحين أن خطر على بال
إنسان ،بحجة االحتذاء بموسى ،أن يؤسس لشعب إسرائيل نظاائ للصوم .ولم يتبعه أحذ من األنبياء
القديسين أو اآلباء األولين ،على الرغم من غيرتهم التي لم تفتر وحماسهم الذي لم يخفت تجاه
ممارسة جميع فرائض التقوى .أثا بشأن اإلشارة إلى اعتكاف إيليا عن الطعام والشراب مذة أربعين
يوائ [ ١مل ]٨:١٩فإتما كانت تهدف إلى توعية الشعب فقط على أته [إيليا؛ أقيم إلحياء الناموس
الذي كان كز إسرائيل قد انصرف عن حفظه .ومن ثم كان من قبيل الحماسة الئضئلة والخرافة
كما وجد أيشا تتوع لذهل في أساليب الصوم ،كما يذكر كاسيدورس ،باإلشارة إلى الكتاب
التاسع من تاريخ سقراط( .يقول) فاستمر (الصوم) عند الرومان ولكئه كان متواصأل (باستثناء
السبت واألحد)؛ أتا الليرتون واليونان فاستمر صيامهم فترة ستة أسابيع؛ وآلخرين سبعة ،لكته
كان متقئلغا .كما اختلفت أصوامهم في أنواع الطعام؛ فتناول البعض مجرد الخبز والماء؛ وأضاف
آخرون الخضروات؛ ولم يمتذعآخرون غيرهم عن تناول األسماك ولحوم الطير؛ وآخرون لم
يمتزوا بعد في اختيار ما يأكلون .ه ١ويذكر أوغسطينس أيشا هذا االختالف في رسالته الثانية
إلىيذايريوس١٦.
8,جة00٢ة 88 00118,آلح 1113107{ ٧. 22, 111 انظر 69. :ا(ل. 38 )١1ت 1ال0٢ا18آل ١٥
7 2 801. 11.131(.لي([١ل٢يح .ئ ؛1155
,حاالأ8ل٦جال٨ انظر 12. 253 ££.( :ح؟ 117. 2. 2-4. 5 )^٤ 33. 200 ££.; 11. ١٦
١١٦٥ الكتاب الرابع -الفصل الثاني عشر
دلت أزمنة أسوأ؛ فإلى غيرة الشعب الغشاء توجيهها ،اضيف عدم كفاءة األساقفة ونقص
تدريبهم ،وكذلك ازداد نزوعهم إلى السيادة واالستبداد القاسيين .سئت قوانين شريرة تقيد الضمائر
بسالسل تهلكة .منع تناول اللحوم ،كما لوكانت تنجس اإلنسان .تراكمت اآلراء والعقائد الدنسة
حتى أدركت أعماق الضالل .ولكيال يهمل أي فساد ،شرعوا يقرعون الله متظاهرين بالتقسف
الكتئ السخف .فأمسى امتداح الصوم يبئغى في أروع أذواي المشجيات؛ كما لم تكنى األطايب
الئلشة؛ ولم يوجد في أي وقت ،آخر ما يفوق وفرة األطعمة أو تنوعها أو حالوة مذاقها .يظتون
أدهم يخدمون الله بمثل أناقة تلك الزركشات جميعها .إدني امسك عن ذكر أن من يرغبون أن
يعدوا أكثر الناس قداسة ،هم من ال يجرؤ أحذ على منافستهم في ًاه ج ه م أوشراهتهم .باإليجاز :إذ
أسمى صورة عندهم لعبادة الله ،هي االعتكاف عن تناول اللحوم وذلك باستبدالها بأوفر أصناف
المشهيات وأفخرها .وس جهه أخرى ،إذ أبشع صور العار وأقصى حدود الفئ ،التي ال يكئر عنها
حتى الموث بعينه ،هي أن يذوق أحدهم ئتاائ من شحم اللحم المقند أو ما عبن منه مع لقمة خبز
أسود .يخبرنا هيرونيمس أن أناسا سخروا هكذا من الله بمثل هذه الحماقات .فلكي يجتنبوا تناول
الزيت ،دثروا أن يحضر لهم صنوف ال حصر لها من ألذ األطعمة من كز اجاه :وفي الواقع ،لكيال
يسيبوا ضررا للطبيعة ،أحجموا عن سرب الماء ،بل طلبوا أن ثخشر لهم الجعة الئخآلة الباهظة
الثمن واحتسوها؛ ال من كأس بل من محارة صذف ١٧.وما كان يوائ رذيلة أصبح اليوم شائعا
بين األثرياء ،وبذا يصومون ال لفرض إأل ليويموا بكر دهم على كز ما هو متزف وحلؤ المذاق.
ولكئني ال أرغب أن أضيع الكثير من الكلمات في أمر بهذا الوضوح .أقول هذا فقط :إره في ما
يتعئق بالصوم ،كما في جميع أوجه التأديب ،ال يصيب البابويون في شيء ،وال يخبصون في شيء،
كما ليس لديهم أي شيء من قبيل اللياقة والترتيب متا يحق لهم أن يتفاخروا به ،كما لو بقي لديهم
أي شيء يستحق المديح.
خ ;٢.ء - x٧11 (١< 23. 290عدج3٧ .7171107111(0[ 017181^ , انظر €78أ€1أ ;(. ¥1. 391-402لج2 8 ١٧
.ا! ٢.أ ; 54. 435ا8£ح 111. 12 (95 .1¥ .-861 2
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١١٦٦
.٢٢تأديب اإلكليروسوانحالله
نناقش تالها الجزء الثاني من موضوع التأدب الكنسي ،وهو ما ببق على اإلكليروس .فما
ورد في المراسيم القديمة العهد هو أة األساقفة فرضوا على أنفسهم وعلى مراتبهم الكهنوتية
أمثال هذه الضوابط :ال يسمح ألي إكليريكي بأن يصرف وقته في الصيد أو الميسر أو العربدة؛
أو أن يحضر حفالت الرقص الخليعة وغيرها من محرماب هذا النوع .كما أضيفت عقوبات
لمخالغة هذه القوانين وذلك للحفاط على حرمتها .وللتحكم في مراعاة هذه القواعد ،نيط بكل،
أسغب مسؤوليه الدراية بسلوك الخذام تحت إشرافه ،لكي يحاسبهم بموجب هذه المعايير ويحئق
التزامهم بواجبهم .ولضمان التدقيق في ذلك بئلمت زيارات سنوية واجتماعات سينودسية لتحذير
كز من يتراخى في أداء وظيفته ،ولمعاقبة كز مرئ يخطئ بالقصاص المقرر لتعذيه .كما كان لألساقفة
أنفسهم انعقاد دورات سينودسية إقليمية سنوية — نصف سنوية في الحقبة المبكرة — كان كز منهم
يراجع للتأكد من أئه لم يحذ عن واجبه ١٨.وإن وجد أسقف مفرغا في معاقبة أحد الكهنة أو مغاليا
في خشونته معه ،كان من حق األخير أن يستأنف قضيته أمام سينودس ،حتى إن كان المتظلم فردا
واحذا .وكان أقصى ما يمكن من القصاص أن يخلع الخاطئ من وظيفته ،وكأن يحزم شركة السر
المقدس إلى حين .ولتا كان هذا النظام داثغا (وليس مولائ) ،لم يسمح لسينودس أن ينصرف من
دون تحديد الزمان والمكان النعقاد جلسته التالية.؟ ١أتا انعقاد مجمع جامع فبات من اختصاص
اإلمبراطور وحده ،وتشهد لذلك جميع سجالت االستدعاءات القديمة.
وما دامت هذه الصرامة ،لم ينتظر اإلكليروس من الشعب بالكالم أكثر متا تجئى في قدوتهم
وفي أعمالهم هم .ال بل كانوا أكثر تدقيقا مع ذواتهم مما كانوا مع الشعب ،وإئه حائ يليق أن يحكم
عاتة الشعب ،إن جاز القول ،بتأديب ألطف وأخف؛ وأن يحرص القسوس على ممارسة ضوابط
أكثر صرامة مع أنفسهم ،وأن يكونوا أقل تساهأل مع ذواتهم متا مع اآلخرين.
ال نحتاج إلى أن نغطل كيف تدهور كز هذا التدقيق إلى حذ اإلبطال ،حيث ال يوجد اليوم أي
شيء أكثر ئلتاائ وعدم التجا؛ متا يستطيع أحذ أن يتخيله ،وكيف تمادوا في استباحيؤ كهذه تجعل
العالم بأسره يصرخ .إئني أعترف بأئهم -كيال يطمسوا أو بالحري يدفنوا تراث العدم بكليته معهم
٧,ا1ت-اا1ت 0)1118 ,ا٧تت )1111101, (. 94؛(ل ,دد€ انظر86 ٤٠ 90 ٤(. : ١٨
انظر٧111 )1^1181 :ل 0 )589( 01111011ك0ا0آ؛)1 €01111011 0ئآ ;0 )527( 0^11011 ٧ا)0ا0آ؛860011)1 €01111011 0 ١٩
;٧111. 787 997(.
١١٦٧ الكتاب الرابع -الفصل الثاني عشر
— يخدعون أنظار البسطاء ببعض الظالل ،ولكن هذه تشبه -األعراف القديمة بقدر ما يشبه تقليد
القرود لما يفعله البشر بالعقل والتخطيط .ثئة نظل دروي فيه زينوفون كيف انحة العرس بوقاحة
عن مراعاة أعراف أجدادهم ،فانحدروا من عيش سوي إلى البذخ والتخئث؛ ألمنا لكي يستروا هذا
العار ،فحافظوا بدئة على ممارسة شعائر أسالفهم .فغي زمن كورش انتشر االعتدال عن الئكر
بحيث لم يحئج الناس إلى مسح أنوفهم؛ وصار أئهم حسبوا هذا العمل مخزقا ،بل تعذائ على الذين
القويم أن ينفخوا المخاط من المناخر ،وتوارثت سالالت أحفادهم عرائ دينائ هو أن يبلعوا المادة
المخاطية (إلى حذ القعن) -بدأل من التختص منها بالنغخ — لتهدئة الغازات واألبخرة الناتجة من
التخمة .وهكذا كان محرائ بحسب المفهوم القديم ،أن ئحخر أواني الشراب (النئبكر) إلى
المائدة ،ثم أصبح مسموحا به الحعا أن يسرف الناس في تناول المسكرات بحيث لزم أن يحملوا
خارجا .وجد ثمة طقس يحزم األكل عدا مزة واحدة في اليوم .لم يفهر أبناء األجيال الالحقة هذا
الفرض ،ولكئهم تعودوا أن يواصلوا عربدة شكرهم من الظهر حتى منتصف الليل .كان الغرف
لدى الغرس مدعما بالقانون ،أن يواصلوا رحلة نهار بدون طعام؛ أتا لكي يتجئبوا االعياء ،فقد
أضحى مسموحا لهم ومئبائ بينهم أن يقصروا زمن رحالتهم ساعتين ٢ .عندئذ كتما يستعرض
البابودون قواعدهم المنحفة ليظهروا صلتهم باآلباء األقدسين ،سوف يكفي هذا المثال لتوبيخ
تقليدهم الباعث على السخرية ،بحيث ال يستطيع فتان مبدع أن يرسم صورة أشذ واقعية.
واحد بتصتب مفرط وعناد ال يرحم ،هو تحريم الزواج على الكهنة .ولكئ ال
* يتشبثون بأمر
حاجة إلى الحديث في هذا المقام عن الحذ الذي بلغه الغسق بال عقاب؛ وكيف أصبحوا استنادا
إلى ثتوليتهم النتنة يتغافلون عن جميع الجرائم األخرى .ومع هذا ،يظهر هذا التحريم بوضوح
شديد الوبأ الذي آلت إليه جميع تقاليدهم .هذا ألدها حرمت الكنيسة رعا؛ صالحين ومؤلهلين
للخدمة؛ ليس هذا فقط ،بل أحدثت في داخل الكنيسة بؤرة فساد ورذيلة ،كما ألقت نفوسا كثيرة
العدد إلى هاوية من اليأس .من الموكد أن منع الكهنة من الزواج كان نتيجة عصيان مستحكم؛ ليس
على كلمة الله فقط ،بل بات انتهاغا كلائ لجميع حقوق العدالة واألنصاف .أوأل ،حظر ما جعله
الرب مباخا ،كان من كز وجه حراائ أن يمنعه الناس .وثانيا ،اعتناء الرب بواسطة كلمته بأأل دنتهك
حرية األنسان للزواج ،واضخ كز الوضوح بحيث ال يحتاج إلى برهان مطؤل .أكتفي بذكر ما
عو انظر)1 0)111101111. 442 !.(:ا) ¥111. ¥111. 8ه/ص،وشه<) 0(11011, ٢٠
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ١١٦٨
أوصى به بولس في نصوص متعذدة :أن يكون األسقف بعل امرأة واحدة [١تي٢:٣؛تي.]٦:١
ولكن ما عساه ممكثا أن يقال بأكثر شدة متا أعلنه صريحا بوحي الروح القدس أته في األزمنة
**(
أرواحا مضلة٠ا) األخيرة يرتن قوم عن األيمان ...مانعين من الزواج ،فال يدعونهم دحالين فقط
بل شياطين أيصا [ ١تي ١ : ٤و٣؛؟ القول ادا ،إذ تحريم الزواج تعليم شيطاني هو نبؤة ووحى من
اروح القدس ،وبه شاء الروح أن يساح الكنيسة ضد المخاطر.
لكثهم يغلثون أدهم تهربوا من المالمة بحذق عندما عوجوا هذا الحكم فنسبوه إلى مونطائس،
وأتباع ططيانس ،واإلنقراطيين وغيرهم من هراطقة الماضي القديم .فيقول (البابووئن) إذ أولئك
وحدهم هم من أدانوا الزواج ،أما نحن فال نحكم عليه بعقوبة جهتم ،ولكثنا تحئلره على المراتب
الكنسية وحدها باعتباره غير مالئم لها .كما لو كانت هذه الحجة لعفيهم من مالمة هذه النبوة —
على الرغم من أئها كانت فعأل قد تحثقت في الهراطقة األوائل من قبلهم؛ أو كما لو كانت هذه
المواربة الصبيانية تستحق االهتمام :أن ينكروا منقهم الزواج ألئهم ال يحظرونه على الجميع —
فهذا يشبه طاغيه يتبرأ من شره إذ يجادل بأن قانوا ليس بظالم عندما يتأئر بظلمه جزء فقط من مدينة!
يعترضون بالقول :ينبغي أن يتميز الكاهن عن الشعب بعالمه ما .كما لو أن الرب لم يسبق
فيرى بأي زينات مميزة ينبغي أن يتحنى الكهنة ،هكذا يلومون الرسول على إرباك نظام الكنيسة
وتشويه رونقها ألله حين رسم تصورا يخثلط النموذج األكمل لألسقف الصالح ،تجاسر فذكر
ارواج كأحد المعطيات المتوقعة منه .ادرك كيف يقشرون النصوص [١تي ٢:٣؛ وتي ]٦:١
بمعنى أئه إذا كان أحدهم متزوجا امرأتين ال يصلح لألسقفية ٢١ .وأقر بأن هذا التفسير ليس بجديد،
ولكئ خطأه واضح من سياق النص .ألن بولس يواصل الحديث بوضع أوصاف الزوجة التي
تصلح لألساقفة والشمامسة [ ١تي .]١١ :٣يدرج بولس الزواج في قائمة فضائل األسقف؛ أائ
البابوتون فيعتمون بأله خلق في النظام الكنسي .أضف إلى ذلك ،ما شاء الله ،أدهم إذ ال يكتفون
بتعميم اللوم هذا ،يستونه (أي زواج الكهنة) في قوانينهم الكنسية قذارًا وتدنيشا للجسد.
ليتعحك كز إنسان في أي ورشة صنع هذا القانون! أثا المسيح فيحسب الزواج جديرا بكرامة
كهذه ،بحيث أراده أن يكون كناية عن اقترانه المقذس بالكنيسة [اف ه .]٣٢ ، ٢٤-٢٣ :هل من
,ااةاال6٢ هكذا يرد في 187. 149 ٤٤.(:ط(ل1ل) ا٧لل 1. ٢١
481. 7أأ-أ£ا 0أ 8اأأ):أ7أ٠ 8ما،9 حت،فك ٢,عال13. 1138 ٤٤.; ٤٢. ٨ انظر415 ٤٠(. : ٢٢
١١٦٩ الكتاب الرابع -الفصل الثاني عشر
تزكية أبهج لقال في كرامة الزواج؟ وبأي عدم حياء يدعى قذرا أو نجشا ما يسطع فيه شبه لنعمة
المسيح الروحية!
واآلن ،على الرغم من أن تحريمهم (زواج الكهنة) يناقض كلمة الله بأجلى وضوح ،يجدون
في الكتاب المقنس ما يدافعون به عنه .فكتما جاء دور الكهنة الالويين ليخدموا ،انفصلوا عن
فراش الزوجية حتى يكونوا أنقياء وبال دنس عند تناولهم للمقدسات [قارن ١صم : ٢١ه وما
يليه؛ ( .يقولون) لذا ال يليق بطقوسنا المقنسة -وهي أكثر دباة وتتكرر يومائ — أن يقوم بها كهنة
متزوجون؛ كما لوكان دور خادم اإلنجيل والكاهن الالوي هو الدور نفسه! أائ الكهنة الالوتون
فكانوا نظير النموذج الرمزي المقابل [ح(1الأس1ة] لما يمقل المسيح ،الوسيط الوحيد بين الله والناس
[ ١تي : ٢ه] ،والذي بكمال طهارته قد صالح اآلب معنا .ولكن لائ لم يكن ممكائ ألناس خطاة
أن يظهروا نموذج قداسته من كز وجه ،قرض عليهم أن يرسموا صورة لها بتطهير ذواتهم على
غير عادة البشر عندما يقتربون من ود ردب الخيمة .وعندئذ مقلوا المسيح حيث ظهروا عند الخيمة
(رمز عرش الدينونة) كصانعي سال؛ ليصالحوا الشعب مع الله .واليوم إذ ال يقوم رعاة الكنيسة بهذا
الدور ،ال معنى لمقارنتهم بالكهنة .ولذا يعلن الرسول بجسارة ،وبال استثناء ،أن الزواج مكرم
لدى جميع الناس ،أما العاهرون والزناة فسيدينهم الله [عب ٤ : ١٣؛ ٠ويبرهن الرسل أنفسهم على
أن الزواج ليس غير جدير بقداسة أي وظيفة مهما تميزت .فقد شهد بولس أدهم كانوا متزوجين؛
وليس هذا فحسب ،بل جالوا مصحوبين بزوجاتهم [١كو:٩ه]٠
إدا ،أمسى من عدم حيائهم المنجل أن يروجوا لزخرفة العثة هذه وكاها ضرور؛ حتمية.
وبفعلهم ذلك جلبوا اإلهانة المشينة على الكنيسة القديمة التي إذ ئميزت بعمق معرفتها لله ،تغؤقت
باألكثر في قداستها .فإن كانوا ال يعيرون الرسل اهتماائ (وقد اعتادوا أن يعاملوهم في بعض األحيان
باألزدراء الفاضح) ،فماذا إدا ،من فضلكم ،عساهم يفعلون باآلباء األقدمين الذين لم ينظروا إلى
زواج األساقفة بعين السماحة فقط ،بل أتدوه أيائ؟ ٢٣فهل كان ذلك ترويجا منهم لنجاسة كريهة
, 1011)11101110ال3اس٠٢آ 8 11. 1024آلعةا1س0آ )1ح) ¥11 .ئ انظر!٧. 54(. : ٢٣
جون كالثن :أسس الذين السبحى ١١٧.
للمقدسات ،بحيث لم تكن ممارسة األسرار بينهم لقام على النحو الصحيح؟ في الحقيقة ،حدث
في مجمع نيقيا أن كانت هناك محاولة ألثارة الرأي تأييدا لبتولية الكهنة .ثئة دائائ مخرفون مئرى
تصل بهم التفاهة إلى حد اختراع ما هو جديد ليربحوا به إعجاب الناس بهم .ولكن أينآز القرار؟
فيل رأي بافنوس القائل إته من قبيل العفة لرجل أن يساكن زوجته ٢٤.ولذا بقي الزواج مقدائ
بينهم؛ ولم يغد عليهم بالعار ،كما لم يعتبر جالبا وصمة على الخدمة.
توالت األزمنة وتعزز االفتتان الوهمي بفكرة بتولية الكهنة .عقب ذلك المديح الطروب
المتكرر وغير المتحثظ بالتبئل ،بحيث لم تعد ثئة فضيلة أخرى تضاهيه .ورغم أة أحدا لم يعتبر
الزواج دنشا ،صفف تثمين قدسيته وكرامته وتعتيمها بحيث من لم يحجم عنه من الرجال ،بدا
كأئه ال يطمح إلى الكمال بما يكفي من العزيمة والقدرة .نتجت من ذلك القوانين التي حرم أوأل
بموجبها على الجميع متن يطمحون إلى االرتقاء إلى مرتبة الكهنة أن يعتلوا على الزواج؛ ثم:
منع الجميع ،عدا العزاب من الرجال ،أو المتزوجين الذين -هع زوجاتهم -تعغدوا بأن يتختوا
عن فراش الزوجية ،من أن ينضتوا إلى نظام الكهنوت .إئني أقر بأن تلك القواعد ،إذ بدت موئرة
للكهنوت ،قوبلت باالستحسان العظيم في العدم .إذا تستح أحدهم ضدي بالعصور القديمة ،أجيبه
أوأل بأن حرية زواج األساقفة مورست في عصر الرسل كما في عدة قرون تلت [١تي٢:٣؛ .لقد
استخدم الرسل أنفسهم ،والرعاة الذين احتتوا مراتب السلطة البارزة بعدهم ،تلك الحرية من دون
أى صعوبة .فينبغي أن نعتز بمثال الكنيسة األولى األكثر أهمية ،بدأل من أن نحكم على ما كان
عرا ممتدحا بعدم اللياقة أوعدم الشرعية .ثانيا ،إذ ذلك العصر الذي بدأ ينحاز ضد الزواج مادحا
التبغل بإعجاب متطرف ،لم يفرض منع زواج الكهنة كأمر ضروري في حد ذاته ،بل ألن األعزب
كان مغئأل على رجل متزؤج .وأخيرا أجيب بأدهم لم يشترطوا العزوبة بحيث فرضوها عنو؛ أو
قسري على تن لم يمكنهم االمتناع عن االتصال الجنسي .على الرغم من معاقبتهم للمعاشرة غير
المشروعة طبعا لقوانين في غاية الصرامة ،أوجبت مراسيئهم في حال المتزوجين مجرن تنازلهم
عن وظائفهم.
كأن بافنونيس أسقعا متقفعا ومعارئدا لمطلب البتولية عندما ؤضع أمام مجمع نيقيا ( .)٣٢٥وقد أعلن أن الزواج مكرم، ٢٤
وأن المساكنة الزوجية الشرعية عفة ،لذا فأقزاح البتولية مؤذ .انظر:
8020111611, 1. 23 €38810)0118, ; 69. 933از11. 14 )١11
2 861.11.18. 256(.ا\1
١١٧١ الكتاب الرابع -الفصل الثاني عشر
ولهذا ،كتما استدعى المدافعون عن هذا النوع من الحكم الظالم حجة العصور القديمة لتبرير
منع الكهنة من الزواج ،سوف نطالبهم باألحرى أن يعيدوا التعقف القديم إلى كهنتهم؛ وأن يعدوا
؛لزناة والئفاحين؛ وأأل يتسامحوا مع تن يمنعونهم من زواج مكرم ،وخلود معتدل إلى فراش
الزيجة عندما ينغمسون في كز ضرب من الشهوات؛ وأن يستعيدوا ذلك التأديب المتروك الذي
دلجم به كز ألوان الخالعة والشهوانية واألفراط؛ وأن يحرروا الكنيسة من هذا الشر المخزي الذي
سؤه به وجهها على مدى العصور .فعندما يعبلون بكل هذه ،سوف نحذرهم مزة أخرى بأأل يدعوه
إجبارائ ما دام اختيارائ وثمد على نفعه لمصلحة الكنيسة.
ومع ذلك ،لسك أقول هذا ألئني أعتقد أئه في كز األحوال ينبغي أن يفسح المجال لهذه
القوانين التي تكبل النظام الكنسى بأغالل البتولية؛ ولكئني أقوله كيما يدرك أهل الفطنة بكم من
الوقاحة واالفتراء يشغر خصومنا بالزواج المقنس للكهنة ،باسم األزمنة السالغة.
فيما يتعلق باآلباء الذين ختفوا لنا تراائ مكتوبا ،عندما يتفؤهون بآرائهم الشخصية ،لم يطعن
أحد منهم — سوى هيروذيئسه — ٢بنكاية كهذه في كرامة الزواج .سوف تعتع بإطراء يوحنا فم
الذهب وحده؛ ألئه إذ كان معجبا بالتبتل بصورة استثنائية ،ال يمكن أن يعتبر مبابائ -أكثر من
غيره -في ثنائه على الزواج .هذه هي كلماته :ااإئ أعلى درجة من العقة هي ابتولية؛ وثانيه لها هي
انظر; 2 861.* ٧1. 346-386( :الح 11.؛ 23. 221- 296ط(ل١4ل) .0116, )]§017181 [0^1711)1711 ٢٥
0111, 11077111{ 071ا808ال٢هح0-ا)ال86ز1 7
أ[أ أ] انظر :؛١ 6)1111011 0ال811ئ 11؛ ي)ج)1آلا€ €7088, 1110أ{أ ا71§ 0 ٢٦
1* 6)11101*8.ج1ج 1اله 01111116)1االه 1530( 11.130,ا86آلة) 1* 0810111هح
الفصل الثالث عثر
مع
.١إنحالل ومخاطر
ائه أمز يرثى له حائ أن الكنيسة التي اشترى المسيح حريها بدمه الذي ال يقذر بثمن ،اخضعت
هكذا لحكم مستبذ وكادت تفرق في كتلة ضخمة من التقاليد .وفي هذه األثناء برز جنون األفراد
بحيث لم كن جزوا أن الله سمح بمساحة واسعة للشيطان وخذامه .ولم يكن كافيا للناس،
بإهمالهم سلطه المسيح ،أن يرزحوا تحت األحمال التي طرحها على ظهورهم المعلمون الكذبة؛
فسعى كز إنسان ألن يجد أحماأل أخرى لنفسه وراح يغوص إلى حضيض أعمق بحفر األوجار
لذاته .حدث هذا حين ابتدعوا نذورا تزيد من شذة تقييد الضمائر والتزامها ،عالوًا على القيو د
المعتادة .لقد بدائ قبألكيف أفسد من يشنون رعاة عبادًا الله بحكمهم المتجرئ للكنيسة ،حيث
يحتبلون النفوس التعيسة بقوانينهم األثيمة .لذا لن يكون في غير وقته أوفي غير محته هنا أن نضيف
إلى قائمة الشرور إثما شبيبا ،لكي دغلهر كيف نبذ العالم كز المساعدات التي كان ممكائ بواسطتها
أن ينقاد لله ،وليس ذلك بسبب ميله الطبيعي فقط إلى االنحالل ،بل نتيجة وضبه دائائ أيشا كز ما
استطاع من عقبات تبعده عن الله .واآلن كي يرى قرائي بصور؛ أوضح مقدار خطورة األذى الذي
رفضي إليه النذور ،دعهم يتنتمرون المبادئ التي وصحناهاآنعا ٠
فقد عتئنا أوأل أن كز ما قد يتطتبه تدريت اإلنسان لحياة التقوى والقداسة ،يحتويه الناموس.
كما عتئنا أيخا أن الرب ،لكي يعفينا من مشعة اختراع أعماب) جديدة ،احتوى كز ما يكئل
مجذ البر في الطاعة البسيطة ألرادته .فإن صغ ذلك ،يمكننا أن نحكم على الغور بأن كز األفعال
المخئتعة التي نبتدعها في العبادة ظائ متا أئها تكسبنا رضا الله ،هي أفعال غير مقبولة لديه مهما
١١٧٣ الكتاب الرابع.-الغصل الثالث عشر
كانت تعجبنا نحن .بل من الموكد أن الرب نفسه ،بشهادة عنة نصوص ،ال يرفضها علائ فقط ،بل
يمقتها بعمق.
من ثم تحوم ريبة حول تلك العهود التي تؤخذ بمعزل عن كلمة الله الصريحة .ماذا إدا تكون
مكانتها؟ وهل يجوز للمسيحي أن يتخذها بجذية؟ وإلى أي حذ يجوز التقيد بها؟
إذ ما دعن اوعدا ا لدى الناس يسفى اتعهدا ا باإلشارة إلى الله .عالو؛ على ذلك نعد الناس؛
إتا بما نظته يسرهم ،أو بما يحق علينا تجاههم من قبيل الواجب .ولهذا يليق أن يكون للعهود التي
شخنها نحو الله اعتبار أهم والتزام أوثق ،ألتنا له ينبغي أن نعمل بأعلى درجات الهنة والدأب.
لقد سادت الخرافة عبر العصور حتى اآلن بشكلي غريب ،أن ينذر الناس لله فورا كز ما طرأ
على بالهم أو حتى أفواههم ،من دون تفكير أو تمييز .من ثم نشأت هذه الغباوات ،ال بل هذه
السخافات ،عند الوثنيين نشو ا جعلهم يهزأون منآلهتهم .يا ليت المسيحيين لم يقتدوا حماقاتهم!
في الحقيقة ،لم يكن ينبغي أن يفعلوا ذلك .ولكئنا نرى أته لم يكن شء أكثز اعتيادا من هذا الشر
طوال عنة قرون :شعب باكمله في كز مكان يحتقر ناموس الله ،متخرقين بغيرة جنونية باتت
تدغدغهم في أحالمهم .لسك أريد أن أبالغ كارلها ،أو أن أعذد مفصأل ،كم وكيف أخطأ الناس
في هذا المجال ،وبشكز مروع .لكئه يبدو لي مناسيا أن أنكر ذلك — عرصا — كي تبين في سياق
نقاشنا لموضوع العهود ،أتنا ال نثير سؤاأل حول أمر دستهان به في أي حال من األحوال.
واآلن ،إذ أردنا أن نتجئب الخطأ في تحديد أي العهود مشروعة وأي العهود مرفوضة ،يفيدنا
أن نتأتل ثالثة أمور )١( :لنن يصنع العهد؛ ( )٢تن نحن الذين نتخن العهد؛ ( )٣وما هو القصد
من ائخاذنا العهد.
هدف األمر األول هوأته يجعلنا ندرك أن الله هوتن يلزم أن نتعامل معه ،وهوتن يشر بطاعتنا
بحي٠ث يعلن كز ما يصنعه األنسان لنفسه من تدئن مرفوصا بل لعيائ ،مهما بدا منها بهيجا وجميأل
في عيون البشر [كو ٢٣: ٢؛ .فما دامت كز العبادة الطوعية التي نفتعلها نحن بمعزل عن وصية
الله مكروهة لديه ،يتحتم منطقيا أآل تقبل عنده عبادة سوى ما تؤيدها كلمته .لذا لنحرحكل على أأل
نستبيح ألنفسنا أن نتجاسر بالتعهد لله بما ال يظهر برهاائ لعزيمتنا أن نحترمه .يعتم بولس أن كز ما
جون كالثن :أسس اآلين المسيحى ١١٧٤
تفعل بمعزني عن اإليمان خطيئة [رو ٢٣: ١٤؛ ،ويعني ذلك أته ينطبق على كز شيء؛ فكمبالحرى
وعلى األخش عندما يكون الفكر موجها إلى الله مباشرة! ولكن إن كتا تخبق أو نخطئ في أتفه
األشياء (ويتحدث بولس هنا عن أنواع األطعمة) فكم يليق بنا االئضاع االمكثر عندما نقوم بعمل
أهةًا األمور! في الواقع ،ال شيء ينبغي أن يكون أكثر جذية لدينا من الواجبات التي يتطتبها اإليمان.
لذا فليكئ أون حذرنا في العهود أأل نقدم إطالفا على أي تعؤد بدون أن تتاكد ضمائرنا أؤأل أئها
ال تحاول اإلقبال على فعني متهؤر .ولكئ خطر التهور يزول عندما يتقنم الله فعلنا فيملي علينا من
كلمته ما هو صالح ،وما ال يجدي عمله أيشا.
واألمر الثاني الذي يلزمنا مراعاته هنا يتضئن اآلتي :ينبغي أن ندرك مقدار طاقتنا ،وأن نتذر
دعوتنا بحيث ال نهمل نعمة الحردة التي ونحنا بها الله .فهو إنسان أحمق أحمق تن ينذر ما ال
يستطيع أن يفي به أو ما يتعارض مع دعوته .كما أته عقوق وجاحذ تن يزدري بإحسان الله الذي
يجعله رائ وسيذا على كز األشياء .على أتني عندما أتحذث هكذا ،لسك أعني أن كز ما ؤضع في
أورانج ،يقضي بأأل ينذر لله شيء ما لم يكن قد تقيلناه من يده .ألن كز ما يقذم له إتما هو عطية
منه ١ .وألذ بعض األشياء قد وهتتا لنا بفضل جزيل نعمته ،و.دعضآخر منع عتا بموجب حعه علينا،
واحد إلى مقياس النعمة المعطاة له ،كما يعتم بولس [رو ٣: ١٢؛ ١كو ١١: ١٢؛.
* فلينظر كز
ال أقصد شيائ هنا سوى أن تكيفى تذورآل وعهودآل بحسب المعيار الذي حدده الله للى
بمقتضى عطاياه للئ ،لئأل تورط نغسلئ إن ذهبك إلى أبعد ما يسمح للى به بادعاء أكثر مائ
لك ،وعندئذ تدفع بنغسك إلى هؤة عميقة .فمثال ،عندما أقسم أولئك السقاحون (الذين
ينكرهم لوقا) أآل يًاكلوا أو يشربوا حتى يقتلوا بولس [اع ]١٢:٢٣فإذ حماقتهم في إخضاع
حياة إنسان وموته إلرادتهم وقوتهم لم تكن لتتحقق ،حتى إن لم تكن ختثهم ختله شريرة.
وكذلك عونب يعتاح بسبب غبائه عندما تغؤه في حمو طيشه بنذر مشور [قض -٣٠ :١١
.]٣ ١وفي هذا المقام ،يحتز نذر البتولية الدرجة األولى من الجسارة الجنونية .ألن الكهنة
والرهبان والراهبات يخالون أنفسهم بثقه عمياء قادرين على إيفاء عهد التبغل إذ ينسون
انظر٧11. :ل 0/00)1رزآلح 1110,أ٦18جال1 )^31181 ٧111. 714(, 1(380)1 011 ٨ت 311011ء ( )529ججعةًا11€11 0) 0آل0ح ١
11.11. 342(.؛41. 530ط!¥. 7 )1
١١٧٥ الكتاب الرابع-الغصل الثالث عشر
ضعفهم أو يتفافلونه .فبأي أمر إلهى تعتموا أن يصونوا -عفتهم مدى الحياة ويتخذوا عهودا
بذلك؟ لقد سمعوا كلمة الله عن حالة اإلنسان العاتة :كز) لحيذا اذ يكون اذم زلحنه [تلث،
.]١٨:٢إنهم يدركون ،وليتهم لم يشعروا كيف أن الخطيئة الباقية فينا ليست بال وخز حاذ!
فبأي ثقه يجرؤون على أن ينغضوا عن نواتهم — هدى الحياة — تلك الدعوة الشاملة لتا
نمانت هبة التبقل ال تعطى غابا إأل ألجل مستى ،بحسب ما دملي الضرورة؟
وفي عنادهم هذا ،ال يحسس أحدهم أن يعينه الله ،بل دعهم بالحري يتنكرون قوله :األ
دجرب الرت إلهلثااا [مت ٧: ٤؛ تث . )١٦ : ٦بل إئه جذ تجريب للرت أن يمضي اإلنسان على
عكس الطبيعة المغروسة فيه ،وأن يزدري مواهبه الحالية كما لو لم تكن معطاه لجميعنا .إئهم ال
يتجاسرون فقط على أن يفعلوا ذلك ،بل يتجرأون على أن يدعوا الزواج تلوائ لمجرد مدح التبتل
بمديح عجيب .هذا على الرغم من أن الله لم يكتب بأأل يعتبر تأسيس الزواج منافيا لجالله [قارن
تك ٢٢: ٢؛ ،فأعلنه مكوما عنت كل ؤاحي [عب ٤: ١٣؛؛ وقدسه المسيح بحضوره ،قابأل بأن
يكرمه بأولى معجزاته [يو ١١-٦ ،٢:٢؛! كما لوكانوا يبرهنون بنموذج حياتهم (الذي يسوئنه
بكز وقاحة مالئكيا ) على أن البتولية شيء والعذراوتة شيءآخر! بذلك يسيغون بكز تأكيد إلى
سمعة مالئكة الله بتشبيههم بالزناة والغاسقين ،وبما هو أبشع شرا وأفدخ خزيا .ومن الواضح أن
ال حاجة إطالقا إلى الجدال حول ما ينقضه الشيء نفسه علائ .ألئنا نرى جليا كيف ينتقم الرب من
مثلة تلك الغطرسة بعقوباب رهيبة ،ومن مثل ذلك االزدراء بعطاياه الذي ينشأ من ثقتهم المفرطة.
كما أئئي أعدل ،من أجل الحياء والحشمة ،عن نكر الشرور الخفية التي يعتبر قبيحا ما قد يسئنقج
منها ضمائ.
وأن ال ينبغي أن ننذر شيائ قد يتعارض مع دعوتنا ،أو قد يحول دون االستجابة لها ،فهو ما
ال يقبل الجدل أو النقاش؛ كما لوكان رت أسرة يًاخذ على -عاتقه أعباء أخرى على حساب هجر
زوجته وأبنائه؛ أو رجز انتخب لوظيفة رسمية ينذر أن يبقى مواطائ عاددا.
على أئه قد توجد بعض الصعوبة في استيعاب ما قلناه عن عدم ازدراء حريتنا ،ما لم نشرلحه.
ههنا ما نعني بكز اختصار :لقد أعطانا الله سلطاائ على كز شيء وأخضع جميع األشياء لنا بحيث
نستعملها لغائدتنا .لذا ،إذ كائ لنستعبد ذواتنا لألشياء الخارجية (التي يفترض أئها لمساعدتنا) ،فال
يوجد ما يبرر الطئ بأن يعتبر ذلك خدمه مقبولة لدى الله .أقول هذا ألن البعض يحاولون أن يربحوا
مديخا لتواضعهم باحتبالهم ذواتهم في ممارسات ال حصر لها ،شاء الله بحسب مسرته أن نكون
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ١١٧٦
أحرارا منها .ومن ثم إذا نحن أردنا أن نتفادى هذا الخطر ،فلنتلني دائائ أأل نحيد بأئ حال من
األحوال عن ذلك التدبير الذي أرساه له الله في الكنيسة المسيحية.
نأتي اآلن إلى نقطتي الثالثة :إذ كنك تتوقع أن يقبل الله نذرك ،نفليك أن تدرن قدز أهميه
صفاء نيه تعيدك إياه .فألذ الرت ينظر إلى القلب ال إلى المظهر ،دمكن للشيء نفسه (حيث يختلف
الهدف المقصود به) أن يشره أحياائ ،وفي أحيان أخرى أن يثير استياءه الشديد .إذا نذرت االمتناع
عن تناول الخمر كما لو كان في امتناعك شيء مقدس ،فهذه خرافة منك؛ ألمنا إذا قصدت بذلك
هدائ غير محئل بالخبث ،فلن يستطيع أحد أن يعترض.
على أن هنالك ،بقدر ما يمكنني أن أميز ،أربعة أهداف ينبغي لتعهداتنا أن ترمي إليها :اثنان
منها أعزوهما ،من قبيل تهذيب النفس ،إلى الماضي؛ وآخران إلى المستقبل.
إلى الماضي تعود تلك التعهدات التي إتا أن نشهد بها لشكرنا لله ألجل إحسانات تقبلناها
من يده ،أو أن نعاقب ذواتنا على تعذيات اقترفناها ،فنتجئب سخطه .دعونا ،إن شئتم ،سم القصد
األول تدريبا على الشكر ،والثاني ممارسة للتوبة.
لنا من النوع األول مثال في العشور التي نذرها يعقوب إذا كان الرت يقوده في عودة سالمة
إلى أرض بلده من المنفى [تك . ]٢٢-٢٠ : ٢٨ومثال آخر في طقس ذبيحة السالمة التي نذر بها
الملوك والقادة األتقياء إذا انتصروا في حرب مبررة؛ أو إذا ختصهم الله من ضيقه جسيمة .هذا
ما يمكننا أن نفهمه من كز نصوص المزامير التي تتحدث عن النذور والتعهدات [مز : ٢٢ه ٢؛
٨:٦١؛٦ه١٢:؛ .]١٨،١٤:١١٦تساعدنا مثل هذه النذور اليوم كآما أيذنا الرت من كارثة
ما ،أو من مرض عضال ،أو من أي أزمة أخرى .فإئه ال ينافي إحساس األنسان التقى أن يكرس لله
تقدمة إيفاء منه بنذر كرمز جاد لعرفانه ،لئأل يبدو جحودا برأفته نحوه.
وللنوع الثاني من النذور يكفي مثال واحد مألوف .إن وقع أحدهم في خطأ إثر شرهه ،ال
يمنعه شيء من نبذ جميع الئشهيات إلى حين ،تأديبا لعدم اعتداله ،إذا فعل ذلك بمقتضى نذر لكي
يلزم نفسه .ولكثني لسك أفرض بذلك قانوائكونجالكزئن أخطأعلى هذا النحو ،بل اظؤر ما
يسمح به لض يعتبر مثل هذا النذر مغينا له .ومن ثم أعتقد أة تعهنا من هذا النوع نباح ،على شرط
أن يظز اختياريا.
١١٧٧ الكتاب الراح -الفصل الثالث عشر
أتا التعهدات ذات الصلة بالمستقبل فائها تميل من جاب إلى جعلنا أكثر حذرا كما قلنا ،ومن
جاياآخر إلى حقنا ،كما بغم ،على القيام بواجبنا.
يرى شخص ما نفسه نازغا إلى رذيلة معتنة ترتبط بشي؛ سيئ في حذ ذاته بحيث ال يستطيع
أن يمسك عن الوقوع فورا في الشز .ال ضيز عندئذ إذا تعهد باالمتناع عن ذلك الشيء إلى حين.
فمثأل إذا أدرك إنسان ما أة زينه جسدية تستب له خطرا ،ومع ذلك التهبت شهوته إلى استعمالها،
فما عساه يكون أفضل من أن يلجم نفسه -أي أن يفرض على نفسه ضرورة االعتكاف عنها وبذا
يتحزر من كز ريبة؟
وعلى مثال ذلك ،إذا تعود أحدهم الكسل في أداء واجبات التقوى أو نسيانه ،فلماذا ال يوقظ
ذاكرته بنذر ينغفى به كسله عن نفسه؟
أقز بأن في كز من هذين النوغين من النذور شيائ من التدريب األولى ،لكثهما يصبحان نافقتن
ولذا ،سوف نقول :إثها مشروعة النذور والعهود التي تتطئع إلى غاية من هذه الغايات،
وخصوصا في ماينعتق باألمور الظاهرة ،على شرط أن تكون مقبولة لدى الله ،وتتناسب مع دعوتنا،
وتظل في حدود إطار النعمة المعطاة لنا من الله.
ال يصعب اآلن أن تستنبط ما ينبغي أن نعتقد به عن النذور عموائ .فبكز المؤمنين عهن
واحد نشترك فيه جميعا نثخنه في معموديتنا ونثبته كما- ،إن جاز القول -نقزه بواسطة التهذيب
المسيحي بتعاليم اإليمان ثم بتناول العشاء الرباني .ألة األسرار إدما هي نظير عقود يمنحنا بها
الرب رحمته ومنها الحياة األبدية؛ ونحن بدورنا نتعهد الطاعة له .أتا صيفة التعهد ،أو على األقل
موجزه ،فهي :إذ ننبذ الشيطان ،ئخبغ ذوادنا لخدمة الله ،إلطاعة وصاياه وليس لإلذعان لشهوات
الجسد الشريرة [قارن رو ١٤: ١٣؛ .وال ينبغي أن يفشح مجال للشك في أة هذا العهد — ألن
الكتاب المقدس يشهد له ،وباعتباره فرصا على جميع أبناء الله -إثما هو مقدس ومفيد .كما أثه
ال عثر؛ في أن ال أحذ يستطيع أن يحافظ في هذه الحياة على الطاعة التامة للناموس الذي يتطتبه
جون كالثن :اسس الدين المسيحى ١١٧٨
الله منا .ولثا كان عهد النعمة يشتمل على هذا االشتراط .واحتوائه كأل من مفغرة الخطايا وروح
التقديس ،فإذ الوعد الذي نصنعه نحن إزاءه يرافقه التماس للعفو وتوسق للمساعدة.
يلزم أن نلتفت إلى تلك القواعد الثالث السالف ذكرها عندما نميز عهودا محذدة؛ وعس
مقياسها يمكننا أن نقرر طبيعة كز عهد .ومع ذلك ال تظل أئني أوصي بتلك العهود ذاتها التي
أعلث أثها مقذسة بحيث أريدها أن تكون ممارسة يومية .فعلى الرغم من أتني ال أتجاسر على أن
أصف بأي شيء من قبيل العدد أو الزمن ،سوف يتخن كز ض يعي نصيحتي نذورا رزينة ومؤقتة.
وإذ أكثرك من النذور بين حين وخر ،فسوف يمي رخيصا طابعها اإليمانى ويميل إلى كونه
خرافة .وإذا كنك لتربط نفسك .رننر دائم ،فإائ أثك سوف توفيه بمشثة عظمى وملل شديد ،أو —
على خالف ذلك -سوف تغامر يوائ ،من فرط إعيائك من طول مذته ،أن تنقض عهدك.
.٧النذور الفاسدة
لقد توصح اآلن عظم االعتقاد الخرافي الذي تفئى في العالم مدى قرون عديدة حول النذور.
هاك شخعر نذر أن يبقى معتدأل في الشراب ،كما لو كان االمتناع عن تناول الخمر في حئ ذاته
نوعا من العبادة التي يشت .رها الله .وآخر تقيد .رالصوم؛ وثالث .واإلحجام عن أكل اللحم في أيام معينة،
ثضؤر ياطأل أة لها طايثا من القداسة أخص من غيرها من األيام .كما كانت هنالك أيشا عهود أكثر
صبيانية ،ولكن لم يلخنها صبيان .وظلها أناس حكمه بالغة العظمة أن يقوموا بحلج نذري ألماكن
أكثر قداسة ،وأحياثا كان حجهم اثا سيرا على األقدام أو نصف عار كي ينالوا استحقابا أعظم من
جزاء إرهاقهم .فإذا قيشت هذه وغيرها مثا زيغ العالت) -بغير؛ ال رضنق — أن يثخنها زمائ طويأل
بتلك المعايير التي وضعناها سالائ ،لما كانت لتوجد فقط فارغة عقيمة عديمة الجدوى وسريعة
الزوال فقط ،بل مالنة زيغا وعقوا لجليين .ألئه مهما أعارها اإلنسان من وزن ،ال وبغض الله شيائ
بقدر ما يمقت العبادة الزائغة .إلى جانب ذلك توجد هذه اآلراء الخبيثة :يؤمن المراؤون بأئهم إذا
مارسوا هذه الغباوات يضمنون ألنفسهم رصينا هائأل من البر؛ فإثهم يودعون التقوى برئتها في
الممارسات الخارجية؛ كما يزدرون جميع تن يظهرون أقز اكتراائ لمثلها.
١١٧٩ الكتاب الرابع-الغصل الثالث عشر
ال جدوى من سرد الصور المختلفة للرهبنة .أثا ألن الرأي العام في الكنيسة بات يور عهوذها،
فحبب أن نتعزض لها بإيجاز.
أوأل ،لئأل يحاول أحدهم أن يدافع عن رهبنة هذا العصر على أساس بدمها ،يلزم أن نشير إلى أن
نموذجا مختلائ كل االختالف لحياة األديرة كان سائدا ذات مرة .كان مرع أرادوا أن يدربوا ذواتهم
على أقسى درجات الزهد والصبر اعتزلوا داخلها .هنالك ؤجد عند الرهبان نوع تأديب الذات
الذي مارسه -بحسب ما دونه المؤرخون -اإلسبارطيون تحت قواعد ليكورغس ،بل أقسى من
ذلك .افترشوا األرض؛ وكان الماة شرابهم ،والخبر وبعض الخضروات والجذور طعاثهم .أثا أهلم
أطايتهم فكانت الزيت والحئعر .امتنعوا عن كز ما يعتبر مشهيا وعن تدليل الجسد تهذيبا له .قد
يظن أن هذه األمور ثبالع فيها لوال أئها وردت من شهود عيان محتكين :غريغوريوس النازيانزي
وباسيليوس ويوحنا فم الذهب ٢ .وبمثل تلك اإلعدادات المبدئية جهز الرهبان ذواتهم ألعمال
عظيمة .فكانت كليات الرهبنة ،إن جاز الحديث ،كليات الهوت كنسية دعن أمثال من ذكرناهم
وغيرهم من العمالقة ليصبحوا أساقفة الكنيسة .كما يبين أوغسطينس أن األديرة في عصره كانت
تزود الكنيسة باألكليروس .وهكذا خاطب رهبان جزيرة قبراريا :نناشدكم أبها األخوة في الرب
أن تحفظوا عزمكم وأن تثابروا حتى المنتهى؛ وإذا طلبت منكم الكنيسة األم أن تقذموا جهدكم
في أي لحظة فال ئقتلوا بزهو شفوف ،كما ال ترفضوا بتراخ فاتتي ،بل أطيعوا الله بوداعة وبقلوب
خاشعة .وال تفضلوا وقت فراغكم على احتياجات الكنيسة؛ ال لوكان الرجال األخيار قد عدلوا
عن خدماتها في لحظة ميالدها ،لم يكن ممكائ لكم أن تعرفوا كيف أمكن أن تولدوا .إئه يتحذث
هنا عن الخدمة التي يولد بها المؤمنون روحيا مجددا .وكذا كتب ألوريليوس :إذا اختير الغار
من الدير لعط٠ ٨ا إلى جند اإلكليروس ،وسيسبب ذلك سقوطه هو وسيجلب دى مشيائ على نظام
اإلكليروس كته .أثا بشأن نمع يتبعون في األديرة ،فلقد جرت عادتنا أن ننتقي أكثرهم قبوأل وأفضلهم
لرعاية الكنائس .هذا ،ما لم يقل الشعب ،رما على سبيل المزح :رت راهب رديء يصلح قسيسا
نافائ اقتفاء لمنطق العاثة :لعز عازف مزمار سيائ يصير موسيقارا عظيائ .يا لها من مأساة أن
8,ل112٦سةم 1١؛7 0ا0جج6٢ )07-011071 ^§01718 انظر1, :ا8حة0-كع 35. 594(; ۶8ل1 )1تآ1071 1
أ£ا[ ٢
11111)! )2071811111110715 )16 31. 988عالالد لره 994(; 611108 01, !]§017181 0^07167118
11. 2 )^6 47. 339 £.(.خرط
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١١٨٠
دروي رهباائ إلى مراتب تكبر مدئر كهذا ،بحيث نحسب القسوس يستحقون عازا مشيائ كهذا؛
وهي أن نرى أحيادا أن راهبا ،حتى لو كان جينا لما له من كبح النفس المطلوب ،يالكن يصلح
يئضح من هذه النصووى أن رجاأل أتقياء تعؤد ا للقسوسية حيث ال يمتلك التدريب الضروري .
أن ئعذوا أنفسهم من خالل تدريب الرهبنة لكي يديروا شؤون الكنيسة ،حتى يكونوا بذلك أنسب
تأهيأل وأفضل تدريبا لالضطالع بوظيفة هذا قذرها .لم يحئق كز الرهبان هذه الغاية بل لم يضعوها
جميعهم تصك أعينهم ،إذ لم يكن معظمهم ذا حظ وافر من التعليم ،ولكن اختير ض كانوا أهأل لها.
دهمة موضعان يصف لنا فيهما أوغسطينس الصورة المبكرة للرهبنة .فغي كتابه في أخالق
الكنيسة الجامعة ،يدافع عن قداسة تلك المهنة ضد تجريح المانوتين؛ وفي كتاب آخر غئؤنه في عمل
الرهبان يهاجم جماعة الرهبان المنحظين بعنف البتدائهم إفساد المؤسسة .سوف ألحعر بقدر
ما يمكنني بكلماته هو ما يعئم به ني هذين المرجعين .ا٠إئهم في ازدرائهم مغريات هذا العالم،
يقضون وقتهم مثا في حياة تمألها الصلوات والقراءات والمناقشات ،غير منتفخين بالزهو ،غير
مشؤشين بالعناد وغير متوئدين بالحسد .ال يمتلك أحد منهم شيائ لذاته؛ وال يثقل أحد منهم على
أي إنسان .بأيديهم يربحون كفاف طعام الجسد من دون أن تنصرف أذهانهم عن الله .يعطون
عملهم لرجال يسوئنهم عمداء .يقوم هؤالء العمداء بإدارة كز شيء بعناية ويعطون حساائ دقيقا
لواحد يدعونه أبا .وهؤالء اآلباء ليسوا فقط على أعلى درجة من قداسة الحلق فقط ،بل بارزون
أيصا في تفوقهم في العقيدة اإللهية ،وممبزون في كز شيء .يقذمون المشورة من دون استكبار
لض يدعونهم أبناء ؛ يأمرون أبناءهم بسلطة عظيمة فيما يطيعهم األبناء عن رصا جم .يخرج األبناء
من صوامعهم عند نهاية كز يوم فيجتمعون لسماع ذلك األب .ويلتقي ثالثة آالف رجل فيما هم
صائمون ليتعلموا تحت كز أب( .يتحدث هنا خصوصا عن مصر والشرق) .يتناولون بعدئذ
بعض غذاء الجسد ،كافيا لصون الصحة والسالمة :بينما يلجم كز واحد شهبته خشية أن يًاخذ أكثز
مائ يلزمه حتى من الزاد الزهيد المتاح .وهكذا ال يمتنعون عن اللحم والخمر بما يكفي لترويض
شهواتهم فقط ،بل عن كز ما يثيرها عند الحئق والمعدة أيصا .ومع ذلك فإذ بعفى المرجعيات
[الدينية] تدافع عن هذه األطعمة [التي تثير الشهية؛ على نحو منتظم ،وفي سخافة مخزية ،قائلين
إدها أنظف ،وبذا يتسامحون مع رغبة دنيئة لتناولها بحجة أئها تختلف تماائ عن اللحوم .وكز
,ععاغ8آلجل1 ;2 .٨٦ .ئ ;x1 (11 33. 188, 228ااا1٧ل انظر12. 232, 301(. : ٣
١١٨١ الكتاب الرابع -الفصل الثالث عشر
ما يتبقى متا يفوق الطعام الضروري (وكثير جذا يتبقى متا -تصنعه أيديهم ومائ يهم) يوذع على
المحتاجين بأكثر عناية من تلك التي راعاها الموزعون عندما حصلوا عليه .فإنهم ال يهتمون بأي
حال أن يغخل عنهم فائض ،بل يهتمون بكز وسيلة أآل يتبقى لديهم ففل .ثم إذ يتنكر مقدار
التقشف (الذي شهد منه عينة في ميالنو وغيرها) يقول :وفي وشط هذه األحوال ،ال يحذ أحد
على القيام بأصعب متا يحتمل؛ وال بطالب أحد بأن يتحمل ما ال يقبله من أعباء؛ كما ال يدينه أحد
ألئه يعترف بضعف يمنعه أن يساير اآلخرين .ألئهم قفون عكم المحبة التي اوصوا بها؛ يتديرون
أن ،كل نى؛ طاهز يلكاجريئ ( [تي ١حه ٠]١ولذا يراعون بكن تدقيق أأل يرفضوا أنواعا معية من
الطعام ،كما لو كانت فاسدة ،بل أن يروضوا شهواتهم ويحافظوا على محبة األخوة .يتنتمرون
[ ١كو . ) ١٣: ٦وهع ذلك فإذ كثيرين األغبته بتجؤفب (أي المعدة) والجؤف بألخعتة أن
أقوياء بمسكون ألجل خاطر الضعفاء .وكثيرون ليسوا بحاجة إلى أن يمتنعوا إآل أدهم يرغبون في
أن يقتاتوا الغذاء األكثر شيوعا واألقل بذحا .لذلك من يستطع منهم أن يكبح شهيته بمسك فيما
تحتمل صحته؛ وال حرج في أن يأكل إذا مرض .كثيرون ال يحتسون الخمر ،لكئهم ال يعتقدون
أئها تنجسهم؛ بل يقذمونها بإشفاق إنساني لألخ األضعف بينهم ،ولض تتعافى صحة أجسادهم
بتناولها؛ كما يؤئبون بروج أخوقة تن يرفضونها عن جهل خوقا منهم -مخطئين -أئها دضعفهم
أو دقل ،من قداستهم .وهكذا يمارسون التقوى باجتهاد؛ ولكئهم يدركون أن تدريب الجسد نافع
ولو زمائ يسيرا .يحاوط بينهم على المحبة األخوية :في الطعام ،في الكالم ،في التلبس ،في التحيا،
في الهدوء ورباطة الجأش؛ الجميع يحيون ودعا لها .يلتقون على محبة واحدة ويطمحون إليها مائ.
واذ يذيبوا إليها فهو إثم يضاهي التعدي على الله نفسه .إن قاومها أحد ،يين ويتجئب .إذ يهزأ بها
بهذه الكلمات ،يبدو أن ذلك الرجل القديس رسم لنا صورة لما كانت عليه حياة الرهبنة
في القديم .وعلى الرغم من أئها طالت بعض الشيء ،أردت أن أقتبسها هنا ألتني أدركت أتني
كنك ألسترسل في الوصف بمكثر إسهاب لو كنت ألجمع الوصف ذاته من مصادر متعددة ،مهما
حاولت أن أختصر.
ه/٤هسح ٥/٠ئ/ع٢د , 0/1 ٠جاال81آلغآل٨ انظر 32. 1328- :ءا) . 70-73اااآتل ;67 ٤
]. 1١٢1<١٢] 1٧. 591.(.؛;1341
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٨٢
لسخ ،أنوي أن أخاطب هذا الموضوع بأكمله؛ وال أريد أن أشير إلى نوعية رهبان الكنيسة
القديمة فقط ،بل إلى ما كان عليه نوع الحياة الرهبانية في ذلك العصر .بذا يتسلى للقراء األذكياء
أن يميزوا بالمقارنة صفاقة تن يستدعون العصور القديمة لدعم رهبنة الحاضر .إذ أوغسطينس،
بما يصؤره لنا من رهبنة مقذسة ومشروعة ،يتخئص من كز القيود الصارمة التي ئرضت على تلك
لكئ ال توجد مطالب اليوم أكثر قساوة! ألئهم يحسبونها جريمة ال ئغئغر أن يحيد [راهب؛
ولوألتفه درجة عن الموصوف من لون المليس أو مظهره ،أو نوع المأكل ،أو طقوس أخرى جافة
وال معنى لها .يجادل أوغسطينس بقوة بأئه ال يحز للرهبان أن يعيشوا على حساب اآلخرين فيما
يظلون عاطلين .فيقر بأئه لم توجد هذه الحالة في أي دير جيد التنظيم من أديرة يومه .ه أتا في يومنا
هذا ،فيجد الرهبان أهم جزء من قداستهم في التبكل والكسل .ألئك إن أخذت منهم التبكل ،فأين
تتبعى حياة التأمل التي يتباهون فيها بالتفوق على جميع البشر بحيث يدنون من المالئكة؟ وأخيرا،
ينادي أوغسطينس بنوع من الرهبنة يضحي تدرييا ودعائ لكز واجبات التقوى المدعوكز مسيحي
إلى القيام بها .ماذا؟ إئه عندما يجعل المحبة األخوية قاعدتها الرئيسة ،بل ناموسها األوحد ،ألنظن
نحن أئه يمتدح مؤامرة تنعزل بها جماعة من الرجال من جسد الكنيسة كته باحتشادهم مائ فيما
بين ذواتهم؟ ٦لكته يريد باألحرى أئهم يشكلون نموذجا يلقي ضوءا على حفظ وحدة الكنيسة .أتا
رهبنة اليوم الحاضر فتختلف طبيعتها في كز من الجانبين بحيث ال تكاد تجد ما يماثلها .إذ رهباننا
اليوم ال يعجبهم نوع التقوى التي يدعو المسيح أتباعه أن يلتزموا بها بغير؛ ال تفتر .بالعكس،
إئهم يخترعون نوعا جدينا من التقوى ،يستغرقون في تأتلها كي يصيروا بواسطتها أكمز من جميع
بني البشر.
, 071جاالس٦جل٨٦ انظر. 27 )1140. 569; ٥٠.111. 517(. :اااتل 0/^071^8 ه
, 071 ٠جاالخ8الجا٨٦ انظر٢. :أ ; 32. 1339-1341ط(ل xxx111. 70-73 (]\4شل/ه ه٠غهدح ٠اه ٦
[).؟٤ 59 .٧! 11
١١٨٣ الكتاب الرابع-الغصل الثالث عشر
إذا أنكروا ذلك ،أجدني مضطرا أن أسألهم :لماذا يشرفون هذا النظام وحده بلقب الكمال،
من دون الوظائف األخرى التي تستجيب للدعوة اإللهية؟ على أئئي ال أجهل إجابتهم المغايظة:
(يقولون) ال دائب الرهبنة بالكمال بسبب كماي يكمن فيها ،بل ألئها أفضل السبل لبلوغ الكمال.
إرهم عندما يروجون ألنفسهم وسط عانة الشعب ،وعندما يلصبون نزتما للشباب الساذج
والجاهل ،وعندما يفرضون امتيازاتهم ،وعندما يرقنون سمؤهم بتحقير غيرهم؛ يتفاخرون بأئهم
في مرتبة الكمال .وإذا وضعوا في حرج بحيث يستطيعون أن يحافظوا على عجرفة فارغة كهذه،
يتراجعون بمراوغة هذه الحيلة :أدهم لم يبلغوا بعد درجة الكمال ،ولكئهم ال يزالون يطمحون
إليها أكثر من جميع الناس .وفي تلك األثناء ،يظز إعجاب الناس بالرهبنة بحيث يظنون أن الحياة
الرهبانية وحدها ،مالئكية وكاملة ونقية من كل شائبة .وخلف هذا الستار ينهمكون في أكثر
التجارات ربحا ،ولكنهم يتركون االنضباط مدفودا في بعض الكتب .تن ال يرى أة هذه مهزأة ال
تطاق؟ ومع ذلك دعونا نتعامل معهم على أساس االفتراض أئهم ال ينسبون إلى هذه المهنة أكثر
من كونها مجرد منزلة لبلوغ الكمال .الواقع أدهم بتسميتها كذلك يميزونها عن غيرها من أساليب
الحياة كما بعالمة خاصة .فض يطيق أن ئعطى كرامه هذا مقدارها ،لنمتل سلوكى ال يدعمه حرف
واحد؛ وأن دحثر — بالمقارنة معه — كز دعوات الله األخرى ،على الرغم من أن شفتيه الطاهرتين
باركتاها ،وزئنها الله بألقاب مهيبة؟ بل أستسمحكم ،أى إهانة غظمى لله ،أن تفئل تزوير كهذا
على جميع أنماط العيش المرسومة بمشيئته والمكرمة بشهادته؟
أتحذاهم أن يدعو افتراء ما قليه قبأل :إئهم رافضون للقاعدة التي وضعها الله .فحتى إن أمسكت
عن الكالم ،يدينون هم أنغشهم بأكثر متا يكفي .ألدهم يعتمون علائ بأدهم يتحتلون ربعة أثقل متا
وضعها المسيح على شعبه ،إذ يتعهدون أن يحافظوا على مشورات اإلنجيل بمحبة األعداء ،وأأل
يبتغوا النقمة ،وأآل يحلفوا ...إلخ [مت ه ٣٣:وما يليه؛؛ والتي ال يلتزم بها جميع المسيحيين .بأي
بذم يمكنهم أن يجادلونا هنا؟ لم يخطر شيء من هذا على بال أحد من القدماء .ال بل نادوا جميعهم
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١١٨٤
دون أي تردد بأن المسيح أمر على وجه التحديد باألشياء عينها التي يتصؤر مفشرونا األعزاء أزه
نصح بها .ولكن ألننا عتمنا أءاله ٧أن هذا خطأ وبائى مميت ،يكفي هنا أن نذكر بإيجاز أن رهبنة
اليوم تقوم على الفكر الذي يتحئم على جميع األتقياء بحؤ أن يمقتوه ،وهو أن ناموسا أكثر كماأل
يمكن أن يخترع من ذلك الناموس المألوف الذي وضعه الله للكنيسة كلها .إذ كز ما يى على
أساس كهذا يستحيل إأل أن يكون مقيائ.
.١٣معنىش٢١:١٩
ولكئهم يجيوئن بحجة أخرى لتأييد كمالهم ،ويعتبرون هذا أقوى حجة عندهم .لقد قال
الرب للشاب الذي سأله عن كمال البر :إذ ازدت اذ ئكون كامأل واذهجه زيغ/أمألكلغ ؤأعط
[مت .]٢١ :١٩ العثر
لسق أناض بعد هل كانوا يفعلون هذا أو ال؛ دعونا نستم لهم بذلك حاليا .إدا يتباهون بأئهم
يكئلون بترك جميع ممتلكاتهم .إن كان ذلك مجموع ما يكمن فيه الكمال ،فماذا يعني بولس
عندما يعتم بأن من يعطي الفقراء كز ماله ليس شيائ ما لم تكن له محبة [ ١كو ]٣:١٣؟ ما نوع هذا
الكمال الذي إذا افتقر إلى المحبة يختزل إلى ال شيء ،هو واإلنسان الذي يتحلى به؟ ال بذ هنا من
أن يجيبوا :هوفعأل أرفع األنواع ،ولكثه ليس وحذه عمل الكمال .ولكئ هنا أيشا يناقضهم بولس
بصوت مرتفع وبال تردد ،بأن يجعل المحبة بدون تخن كهذا رباط الكمال [كو .]١٤ :٣فإئه إن
كان من المؤكد أن ليس ثئة اختالف بين السيد والتلميذ ،وينكر أحدهما أن الكمال البشري يكمن
في التختي عن كز ممتلكاته ،بل يعلن أيائ أئه (الكمال) يقوم بدون التخلي؛ يلزم أن نلتفت إلى
كيفية فهم مقولة المسيح :إن أزدت ان دعكون كاماذ٠ ...غ أمألكلق [مت .]٢١ :١٩
سوف يثضح المعنى تماائ عندما نأخذ بعين االعتبار إلى من ؤحهت هذه الكلمات؛ وهو أمر
يتحثم االلتفات إليه في جميع خطابات المسيح .يسأل الشاب بأي أعمال يمكنه أن يدخل الحياة
األبدية [مت ٢٦:١٩؛ قارن لو : ١٠ه .]٢يحيله المسيح ،حيث كان السؤال يتعتق باألعمال،
إلى الناموس [مت ٠]١٩-١٧ : ١٩وبحؤ! ألئه -إذا اطبر في حذ ذاته -هو السبيل إلى الحياة
األبدية؛ ولوال فسادنا الكلى ،إئه قادر أن يجيئنا بالخالص .بهذا الرد أعلن المسيح أئه لم يعتم
بمنهاج للحياة سوى ما رودي به قديائ في ناموس الرب .وهكذا أيصا شهد بأن ناموس الله هو
انظر أعأله :الكتاب الثاني ،الفصل الثامن ،الفقرة ٥٦وها يليها. ٧
١١٨٥ الكتاب الرابع -الفصل الثالث عشر
التعليم الكامل للبر ،وفي الوقت عينه دحض أقاويل كاذبة ،لكيال يظهر كما لو كان يحذ الناس
بواسعلة ناموس جديد على أن يهجروا الناموس.
يجيب الشاب بزهو وثقة ،ال عن سوء نية ،بأته حفظ كز وصايا الناموس منذ حداثته
[مت ٢٠ :١٩؛ .واضح كز الوضوح أته كان يحيذا كز البعد عتا كان يتباهى بالوصول إليه .وإن
كان افتخاره حقيقؤا ،لم يكن يفتقد إلى شيء متا يعوزه لبلوغ قمة الكمال .فلقد بهتا أعاله أة
الناموسمى في حذ ذاته يحتوي كمال البر؛ ويتضح هذا من أن إطاعته تستى طريق الخالص األبدي.
،1لكي يعتمه كم أمسى قليأل ما أحرزه من تقذم نحو ذلك البر الذي أجاب — بكز جسارة — بائه
أكفته ،كان من المهم أن يكشف عن تقصيره الخفي .لتا كان عظيم الثراء ،بات غناه يشغل كز
قلبه ومشاعره .لذا لم يكن يشعر بهذا الجرح الخبيء .أتا المسيح فجشه ،وقال له :ادهت ،ؤبغ
امآلكك [مت .]٢١:١٩لو كان مدقعا في حفظه للناموس كما اعتقن ،لم يكن يمضي حزيائ
لسماع كلماته [مت ٢٢: ١٩؛ .ألن تن يحب الله بكز قلبه ،ال يحسب نغايه كز ما يتعارض مع
محبته فقط ،بل يغر منها كما يغر من الطاعون.
لذلك ،عندما يأمر المسيح الغنى الطامع بأن ينختى عن ممتلكاته ،يشبه ذلك أن يؤتر إنسان
طموح بأن يتختى عن كز مراتب شرفه وامتيازاته ،أو أن يلزم شهوانى بأن يكف عن االنغماس
في ملذاته ،أو أن إضطر عديم حياء إلى ترك أهوائه .هكذا ينبغي أن تستعاد إلى الوعي بشرورها
الشخصؤه المحددة ،كز الضمائر التي لم يمشها أي شعور بالتأنيب والنهي .أتا خصومنا فيعطون
تفسيرا عاثا لهذا المثل المحدد ،كما لوكان المسيح قد أسس كمال اإلنسان على نبذه للممتلكات.
في الواقع ،لم يقصد بهذه المقولة سوى إجبار الشاب ،المغرور بذاته إلى أبعد الحدود ،على أن
يشعر بموقع ألمه ،وإدراك مقدار بعده عن الطاعة الكاملة للناموس التي كان يدعيها لنفسه كذبا.
اقز بأته اسيء فهم مقولة المسيح هذه لدى بعض اآلباء ،وس ثم نشأ عشق الفض الطوعي الذي
حسب به مبارتما وحده تن هجر كز ممتلكاته األرضية وكرس ذاته عاريا للمسيح ٨.ولكهني أثق
بأة جميع الصالحين المسالمين من النايس سوف يرتضون بتغسيري ،بحيث يمكنهم أآل يبيتوا في
ي
شك حول قصد المسيح.
هع أن كالغن ال يذكر أسماء هنا ،أمبروسيوس وهيرونيمس فشرا تلك اآلية بهذا المعنى .انظر: ٨
11(٢080,ع٨ 18ا8صه 1 111011ك8011 ١؛ 1ا000ا ة 18ا11غ1 1101 ٦س11. 73: ،، ،111011 8آ
،1 111, 011111.سد 0/1رز٠٢ع12ه١ح . 403(: (001110,خد 16. 256; 11.2 80٢.ط(ا) ا 00111180ة
19:21 )^۶٤ 26. 137(.
جون كالثن :اسس الذين المسيحي ١١٨٦
لم يكن في فكر اآلباء شيء أبعد من أن يبتدع هؤالء السفسطائيون في المستقبل نوعا ض
الكمال بحيث يقيمون مسيحية مزدوجة .فلم يكن قد نشأ تعذ ذلك الدنس العقائدي الذي يقا ,,ن
نذر الرهبنة بالمعمودتة ،بل ببرها علائ بأئها صيفة لمعمودتة ثانية .تن يئن في أن اآلباء كانوا
واالن إذ عدنا إلى ذلك الشيء األخير إذ ذكر أوغسطينس أة الرهبان األقدمين عملوا به ٠
أئهم كرسوا ذواتهم كلائ للمحبة -٩فماهي الحاجة إلى التعبير بالكلمات عن غرابة ذلك تماائ علو،
هذه المهنة الجديدة؟ تفيدنا الحقائق نفسها بأن كز من ينخرطون في مجتمع الرهبنة ينفصلون عن
الكنيسة .لماذا؟ أال يفصلون نواتهم عن جماعة المؤمنين المشروعة بدبئيهم خدمة غريبة واجر اء
خاص لألسرار؟ إذ بم يكن من شأن ذلك أن يحطم شركة الكنيسة ،فماذا إدا؟ وإذا تابعت المقارنة
التي بدأتها ،ولكي أنهيها مزة وإلى األبد ،فأين هو وجه القبه بينهم وبين الرهبان األقدمين في
هذا المجال؟ مع أن أولئك (األقدمين) أقاموا في عزلة عن الباقين ،لم تكن لهم كنيسة منفصلة؛
لقد تشاركوا األسرار مع اآلخرين؛ وحضروا اجتماعاتهم؛ وكانوا هنالك جزءا من الشعب .ماذا
فعل رهبان اليوم سوى تحطيم الوحدة بنصبهم مذبحا خاصا ألنفسهم؟ قد حكموا على أنفسهم
بالحرمان من جسد الكنيسة كته ،كما احتقروا الخدمة العادية التي شاء الرب بها أن يحافظ على
المحبة والسالم بين شعبه .أقول إذ كل ،دير موجود اليوم هو اجتماع سري غير مرحص له بئحدثي
االنشقاق الذين بربكون نظام الكنيسة ،وينفصلون عن مجتمع المؤمنين .ولكيال يمسي هذا
االنفصال غامصا ومستترا ،اثخذوا ألنفسهم أسماء شيع متنوعة .ولم يغزوا أن يتفاخروا بما لم
يمكن لبولس أن ببغضه بما فيه الكفاية [١كو ١٣-١٢ :١؛]٤:٣؛إأل إذا كان علينا أن نفترض
أن الكورنثيين قشموا المسيح عندما افتخروا :واحد بمعتم ،وخر بآخر! أو أأل نحسبه دى
للمسيح عندما يدعو البعض أنفسهم يدكتيين بدأل من مسيحيين ،والبعض فرنسيسكان ،والبعض
دومينيكان؛ أو عندما يتخذون ألنفسهم بأتفه هذه األلقاب عنواائ لديانتهم ،فيما يتصتعون أئهم
مختلفون عن المسيحيين العاديين.
٠أأ 0و0عاأ8الجآل٨ انظر ٤٢.!٧. :؛ 32. 1341ط(ل. 73 )٦١4اااألل أ/هل7ح ه٠غهدح ٥/٠ ٩
١١٨٧ الكتاب الرابع-الغصل الثالث عشر
(اختالفات الرهبنة القذيمة :أرامل العهد الجديد وشماساته لم يكر ،راهبات ،ه ) ١٩-١
االختالفات التي سرددها حتى اآلن بين الرهبان القدامى ورهبان عصرنا الحاضر ،ليست
اختالفاني في األخالق بل في المهدة ذاتها .فليتذغر قراني إدا أش تحذثت عن الرهبنة ال عن
الرهبان ،وما أشرت إلى األخطاء التي يقترفها البعش القليل ،بل إلى تلك التي ال يمكن فصلها عن
نمط الحياة عينه.
لكن ما جدوى أن نشرح بالتفصيل قدر التفاوت في أخالقهم؟ هذا واضح :أته ال يوجد نظام
بشري أكثر تلوا بجميع أصناف الرذائل البغيضة ودركاتها؛ وال توجد في أي مكان آخر كراهيات،
وغيرات حزبية ،ومكايد ققد بأكثز حذ؛ من نظامهم .الحؤ يغال إته في البعض الغليل من األديرة
يحيا الرجال بعفة ،إن جاز أن يسئى عفة قمع الشهوة إلى حذ أئها ال تحمل سمعة سيئة .ومع هذا
يندر أن يستثنى واحد بين عشرة (أديرة) من كونه بيت دعارة بدأل من هيكل عفاف .وأي تقشف
ثئة في مأكلهم؟ ها هم يسئنون كالخنازير في الحمأة .أتا لكيال يتنتروا بأش أقسو عليهم ،فلن
أسترسل .ولكئ تن يعلم حقيقة األمر سوف يقؤ بأش لم أقل شيائ من قبيل االتهام في النقاط القليلة
التي ألمث إليها.
وأوغسطينس نفسه ،فيما يشهد بامتياز الرهبان في احتشامهم الفائق العظمة؛ يشير شاكيا
متحشرا إلى أن كثيرين منهم شاردون يسلبون بحيلهم اآلثمة ودلجلهم الخادع أموال السذج من
الناس ،كقن يجز عن الخراف أصوافهم؛ أو يسمسرون في تجارة مشينة بعظام األموات على أتها
رفات الشهداء؛ أو بمثل أفعال مخزية كهذه يجلبون سوء الصيت على النظام كته .وبينما يقر بأئه لم
يشهد رجاأل أفضل من أولئك الذين تحشنت حياتهم في األديرة ،يندب كذلك أته لم يز أناسا أسوأ
مئن تردت حياتهم فيها ١ ٠ .ماذا عساه يقول لو شاهد اليوم كيف تطفح األديرة ،بل تكاد تتفجر،
برذائل كهذه ئثفجع لها؟ إتني أقول بما هو جلى للجميع.
ومع ذلك ،ال يجوز أبدا أن توجه هذه التهمة إلى الجميع بال استثناء .ألته على الرغم من أن
قاعدة التزام التدريب الروحي والعيش المقدس قد تأسست بقدر من األحكام ال يسمح ببعض
النشاز الذي يتنافر مع النظام ،أقول أيصا إذ الرهبان اليوم لم تتدهور حالهم عتا كانت عليه الحال
ا أمه 0,االأ8ل٦جأل٨ ;(،!7 111. 517ا 40. 575 £.; ٤٢.أ. 36 )1ااا٧لل 1^8 انظر: ١٠
. 9 )11 33. 272; ٤٢.ااا٧تت1 12. 384(.
جون كالقن :اس الذين البى ١١٨٨
في القدم ،بحيث لم يبق بعن بعض صالحون بينهم .ولكئ هؤالء يبقون في الخفاء ،مبعثرين ني
ذلك الحشد الضخم من رجال أشرار فاسدين ،بينما أولئك [الصالحون؛ تحتقرون وحزر بهم،
بل أحياى يعتفهم اآلخرون الذين -كما يقول المثل -يعتقدون أئه ال ينبغي أن يوجد مكان إلسان
صالح بينهم.
لعآني بهذه المقارنة بين رهبنة العدم ورهبنة يومنا الحاضر قد أصبت هدفي :وهو أن أبين
االدعاء الكاذب الذي ينعيه أصدقاؤنا البسو القلنسوات بمضاهاة الكنيسة األولى دفاعا عن
مهنتهم ،إذ يختلفون عنهم اختالف البردة عن البشر.
على أئني في غضون حديثنا عن ذلك ،أعترف صراحة بأئه حتى في تلك الصورة القديمة
التي حازت إعجاب أوغسطينس ،ثئة شيء ال أحبذه كثيرا .أسلم بأدهم لم يكونوا وهميين في
ممارستهم الظاهرة لنظام صارم ،ومع ذلك أقول إئهم لم يكونوا بال افتتان متطرف وغيرة منحرفة.
ما أجمل أتهم تركوا كل ما كان لهم من ثروة وتحرروا من الهموم الدنيوية! ولكئ الله يغخل
اهتماائ مكرسا من رب بيت أن يدتر منزله بحيث يثبت نظره على هدف خدمة الله في إطار دعوة
محذدة ،متحزرا من كز طمع تجنبا للطموح وشهوات الجسد األخرى .حسئ أن يتفلسف المرء
في خلوة بنفسه ،بعينا عن االتصال بالناس .ولكته ليس جزءا من الوداعة المسيحية أن يهرب
اإلنسان إلى برية الصحراء وأن ينبذ الجنس البشري ،متحليا عن تلك الواجبات التي أمر بها الرب
محذذا .فعلى الرغم من تسليمنا يائه ال يوجد شيءآثمآخر في تلك المهنة ،من المؤكد أئه ليس إثائ
طفيعا أدها جلبت مثاأل عديم الجدوى وخبرا على الكنيسة.
إدا ،لنلي نظرة على طبيعة تلك النذور التي تكرس بها الرهبان اليوم للدخول في عضوية هذا
السلك الالمع.
أوأل ،لتا كان قصدهم أن يؤسسوا عبادة جديدة للعقة سعيا إلى استحقاق القبول لدى الله،
أستنبط من األدنة السابق ذكرها أة كز ما يتعهدون به بغيض في عين الله.
١١٨٩ الكتاب الرابع-الغصل الثالث عشر
ثانيا ،حيث إوهم يبتدعون أى و ٠م ط عيش يشاؤون بدون مراعا؛ لدعوة الله ،وبدون تأييده،
أقول إذ هذه مغامرة طائشة ومن ثم غير مشروعة .ألن ضميرهم ال يملك ما يدعمونها به أمام الله،
1ازكل تا فزة من اإليقان فهؤخطية[ ,,رو٠]٢٣:١٤
عالوة على ذلك ،عندما يقيدون أنفسهم بعنة أفعال عبادة فاسدة وعديمة التقوى تتميز
بها رهبنة اليوم ،أوبد أدهم ليسوا مكرسين لله بل لروح شريرة .فلماذا سمح للنبي بأن يقول عن
اإلسرائيليين إدهم ذبحوا ببيهم وبناتهم ألوثان وليس لله [تث ١٧:٣٢؛ مز ٣٧: ١٠٦؛ ،لمجرد
أدهم أفسدوا عبادة الله الحقيقية بطقوس دنيوية؟ ولماذا ال يسمح لنا بأن نقول الشيء نفسه عن
الرهبان الذين رئيسون أنفسهم ويتلغلفون بألف خرافة فاضحة؟
واالن ،ما هي أنواع النذور؟ يعدون ببتوليه أبدية لله ،كما لوكانوا قد تعاقدوا قبأل مع الله على
أن يحررهم من الحاجة إلى الزواج .ال يوجد لديهم ما يبرر ادعاءهم بأئهم يصنعون هذا النذر
باالعتماد على نعمة الله فقط .ألله إذ اعلن أن هذه العطية الخاصة لم توهب لجميع الناس
[مت ١٢ —١١ :١٩؛ ليس لنا أن نضمن أئها معطاة لنا .فقن أعطيت له ،دعه يستخدمها .وإن
شعر في أي لحظة بإلحاح مزعح من الجسد ،دعه يلجأ إلى معونة تن وحذه يمنحه القدرة على
المقاومة .وإن لم يستغد ،دعه ال يحتقر العالج المقدم له .ألن من يحزمون القدرة على التعقف
مدعوون إلى الزواج بإعالن الله الصريح في كلمته [١كو .]٩:٧وما أسقيه التعقف ليس هو
االعتصام الذي يمتنع به الجسد وحده عن الفسوق ،بل هو أيصا ذلك الذي يحافظ به العقل على
نقاوته من الوصمات .فإذ بولس ال يأمرنا بأن نحترز من نجاسة الجسد فقط ،بل من تحرق شهوة
العقل أيصا .يقولون إذ هذه الممارسة — ممارسة العفة — استمرت منذ قديم الزمان( :أي) أن تن
أرادوا أن يكرسوا أنفسهم كليا للرت وجك عليهم أن يلتزموا نذر العثة .أقر طبعا بأن هذه العادة
ابعمت في العصور السالغة ،ولكئني كددي ع أعتقد أن ذلك العصر كان خاليا من كز عيب ،بحيث
ينبغي أن يقحن كز ما كان يفعل فيه قاعد؛ للسلوك .ثم تدرجت القسوة المتصلبة التي لم يقسع
بها أي مجال للرجوع عن النذر بعد أن صنع .يقضح هذا من قول قبريانس :إذا كرس المتبقلون
ذواتهم للمسيح بدافع إيمانهم ،فليواظبوا على نذرهم بعفة وتواضع ،وبدون أي انخداع .وهكذا،
بعزيمة وثبات ،دعهم ينتظرون جزاء بتوليبهم .أتا إذا لم يريدوا أن يواصلوا المسيرة ،أولم يقدروا،
فأن يتزوجوا أفضل من أن يسقطوا في جحيم تعذيهم .أ ١ ١أتا اآلن ،فبأي تأنيب مخز يعذبون رجأل
وغب في أن يلئلف نذر العفة بإنصاف كهذا! ومن ثم يبتعدون أكثر فأكثر عن تلك الممارسة
,مدح انظر 1x1. 2[ ٧. 357( :صل] احف خ؛ 3.11. 474ا8£ح) 1٧.2 ١١
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١١٩.
القديمة .فهم ال يرفضون أي اعتدال وال يسمحون بأي عفوعندما يوجد أحذ ما غير قادر -أن يحفظ
عهده فقط ،بل يعلنون بال حياء أئه يخطئ بأجسم بشاعة إذا عالج تحزق جسده بائخان زوجة له،
مائ لودئى جسده بمضاجعة امرأة بدون زواج.
أتا هم فيتمادون في اإلصرار ،ويحاولون أن يبينوا أة ذلك النذر كان معتادا في زمن الرسل،
ألة بولس يقول إة األرامل الالتي تروحن بعدما ين مز؛ في الخدمة العامة انتهكن عهدهئ األول
[١تيه . ] ١٢ - ١١ :لسث أنكر بأي حال أن األرامل الالئي نذرن أنفسهن وخدماتهن للكنيسة
اثخنن على عواتقهئ حالة التبغل الدائمة .ولكئهن لم يفعلن ذلك بحجة أئهن اعتبرن ذلك واجيا
دينؤا في ذاته (كما أضحى الحال بعدئذ) بل ألنهئ لم يستطعن أن يواظبن على دورهئ بدون أن
يكن أسياد أنفسهئ ،حرائر من نير الزواج .أتا إذا فكرن في الزواج مجددا — بعد أن اثخنن العهد
— ماذا عساه يكون هذا سوى التحزر من الدعوة اإللهية؟ ال عجب إدا إذ قال بولس إئهن باثباع
شهوتهئ بطرن على المسيخ ١ 1تي ه ! ] ١١ :وبعدئذ يضيف -على سبيل التضخيم -إئهن
بقدر ما يوئيئ بما وعدن الكنيسة به ،ينتهكن ويطلن العهد األول الذي قطعنه في المعمودية
[ ١تي ه ،]١٢:الذي يشمل شرط التزام كز تن يقطعه أن يكئل دعوته .هذا ،رئما ،إأل إذا كنث
تفخل أن تفهم هذا النعل هكذا :إذ إنهن نزحن عنهن كذ حياء ،إن جاز التعبير ،قد تخين عن أي
اكتراث آلداب السلوك ،فينخعلخئ إلى كز أصناف الخالعة والدعارة ،وفي إطار حياتهن الفاجرة
دغغئن جميع القواعد المرعية ويستعرضن شيائ منافيا كز المنافاة لما يليق بالنساء المسيحيات.
وهذا التفسير يسرني كز السرور.
دعونا إدا نجيب :اثخنت تلك األرامل اللواتي كئ قد نجلن للخدمة العامة حالة التبتل الدائمة
ألنفسهن .إذ هن بعدئذ تزؤجن ،يمكننا بسهولة أن نفهم كيف تثخن فيما يقوله بولس :حلزخن
عنهن الحياء ،فصزن أكثر من بخاالت ،على نحوال يليق بالمسيحيات [ ١تي ه . ] ١٣:إثهن هكذا،
ما حطئئ بكسر العهد المعخى للكنيسة فقط ،بل فصلن أنفسهئ عن مصاف النساء التقيات .ولكئ،
أوأل ،أرفض أثهن تعيدن التبغل ألي سبب سوى أن الزواج لم يتفق مع العمل الذي كئ يقمن به؛
كما أرفض أثهن تقيدن بالتبتل قط عدا ما حتمته ضرورة دعوتهئ .ثانيا ،لسث أستم بأتهن كئ هكذا
مقيدات ،بحيث لم يكن من األفضل لهن عندئذ أن يتزوجن موق أن دنعضهئ لشعات الجسد أو أن
١١٩١ الكتاب الرابع-الغصل الثالث عشر
يسئئن في نجاسؤ ما .ثالائ ،أقول إذ بولس حدد سائ تتجاوز عموائ مرحلة الخطر ،وخصوصا
عندما أمز بأن تن كذ يخترن هذتن قد أعبين مثاأل في العفة بعد أن كان لهئ زواغ ثرض .إلى
ذلك ،إئنا ال نرفض نذر التبثل لسببآخر ،إأل ألته يعئبر — حعنأ — خدمه لله ،وألئه ئئخذ بال ترؤ
ولكن كيف يحز أن يطئق نعل بولس هذا على الراهبات؟ إذ الشائسات لم يخلعن حتى
يسترخين الله باألغاني أو بتمتمات غامضة ،وال لكي يعفن بقية الوقت عاطالت ،بل ليقمن بخدمة
الكيسة للفقراء ودسعين بكز غيرة واجتهاد وثبات في عمل المحبة .لم يتخذن نذر العزوبة ليقذمن
نوعا من الخدمة باالمتناع عن الزواج ،بل ألتهن فقط كئ بذلك حرائر لتأدية العمل .وأخيؤا لم
ينذرن هذا النذر في ريعان شبابهن أو في معقيكزة العمر فيكتشغن باالختبار بعد فوات األوان عمق
الهوة التي فبثلن فيها فجأة؛ ولكن لغا بدا أتهئ تجاوزن كز المخاطر اتخذن نذرا ال هوآمل وال
مقذين .لكيال نهاجم تعكي خصومنا ،أقول إته لم يحز قبول النساء لنذر العزوبة قبل الستين ،وهي
السن التي لم يقبثهن قبلها الرسول [ ١تي ه]٩:؛ وفي الوقت عينه يحذ الحدثات على أن يتزوجن
ويلذن أطفاأل [ ١تي ه ٠ ] ١٤ :ومن ثم ،أن يسمح لهئ بذلك النذر أؤأل في الثانية عشرة ،ثم في
العشرين من العمر ،وبعدئذ في الثالثين ،فهو أمر ال يفتغر .كما أن األقز احتماأل من ذلك هو إغراء
البنات الفقيرات بالخداع -قبل أن يدركن بسبب حداثتهن أوأن يستوعبن باالختبار الشخصي —
بل إرغامهئ بالقؤة والتهديد على أن يلبشن تلك القذبرة اللعينة.
لن أتوقف هنا لإلغارة على النذرين المتبقيين [الفقر والطاعة) .يكفي أن أقول هذا :إلى
جانب أن األمور تكتنفها اليوم عدة خرافات ،يبدو أن هذين النذرين اديدعا حتى يستهزئ كز
من يئخذونهما بالله والناس .أتا لكيال نظهر وكأئنا نكيل النقد الالذع لكز نقطه صغيرة وكبيرة،
أعتقد أئئي شرحت بما فيه الكفاية أنواع النذور المشروعة .والمقبولة لدى الله .ومع هذا فإن
الضمائر الجاهلة والضعيفة ،حتى لو لم تحبذ أو لم تقبل نذرا ما ،تشك أحياى في وجوبها ،كما
يزعجها جذا التراجع عن إيفاء عهد تذر به لله من جهة ،وتخشى من جهة أخرى أئها بحغظ
النذر المشكوك فيه تخطئ إليه .لذا نرى من واجبنا أن نعين مثل هؤالء هنا ،حتى يتحرروا
من هذه الصعوبة.
ولكي تزيل كق هاجس فوزا وفي وقت واحد ،أبرم بأة جميع النذور غير المشروعة أو التي
يعتقد بها على أساس غير صحيح باطلة بالنسبة إلينا ،ألن ال قيمة لها عند الله .ألده إن اشترطت
العقود البشرية اإليفاء فقط بالوعود التي يتووع ض نتعاقد معه أن نرتبط بها ،فمتا ينافي المنطق أن
نتقيد بما ال يطلبه الله منا؛ وخصوصا أة أعمالنا دعتن صالحة عندما تسر الله فقط ،وتسره بشهادة
الضمير .ألة هذا المبدأ ثابت :اكل تا كوة مى االماآل ؤهؤ حطئه[ 11رو ٢٣: ١٤؛ .يعني بولس
بذلك أئه عندما ينخن عمز في ريبة فهو معيب؛ ألن أصل كلة عمل صالح هو اإليمان الذي به يتكد
اطمئناننا إلى أة أعمالنا مقبولة لدى الله .ومن ثلم ،إذا سأمنا بأة مسيحائ ال يسمح له بأن يشرع في
عمل من دون هذا اليقين ،ومع ذلك فعل البعض أى شيء بتهور عن خطأ الجهل ،فلماذا ال يجوز
لهم أن يتراجعوا عنه حالما يتحزرون من هذا الخطأ؟ ولتا كانت النذور الطائشة من هذا النوع،
فهي ليست غيز ملزمة فقط ،بل ينبغي أن دلفى براتا .وماذا عن كونها ليست عديمة القيمة فقط
في نظر الله بل مقيتة أيصا لديه — كما أثبتنا سالائ؟ كما يبدو لي ،يكفي هذا البرهان الواحد لتهدئة
ضمائر األتقياء ولتحريرهم من كق هاجس :أة جمبع األعمال التي ال تنبع من ينبوع نقي ،وال
تصك في غايات مشروعة يمقتها الله ويرفضها .إئه يرفضها بحيث يمنعنا من االستمرار فيها ،أو
الشروع في عملها .ومن هذا يتحثم منطقيا أة النذور التي تنشأ من خطأ أو من خرافة ال قيمة لها
عند الله ،وينبغي أن نتخئى عنها نحن.
عالوة على ذلك ،إة من يستوعب هذا الشرح يمكنه أن يتذرع بما يدافع به في وجه افتراء
األشرار ،عئن يهجرون الرهبنة إلى نوع مشرف من العيش .هؤالء ئئهمون بكسر العهد والحنث
١١٩٣ الكتاب الرابع-الفصل الثالث عشر
بالنذر ألئهم كسروا ما يستى بالرباط الذي ال فكاك منه والذي تقيدوا به أمام الله والكنيسة .أثا
أنا فأقول إئه لم يكن ثئة رباط أصأل حيث يطل الله ما يربطه اإلنسان .ثانيا ،لنسئم بأئهم ارتبطوا
فيما اكتنفهم الجهل بالله وفي سرك الخطأ؛ أثا اآلن ،بعد أن استنارت عقولهم بمعرفة الحئ ،أقول
تحزروا بنعمة المسيح .ال إن كانت للصليب قوة كهذه بحيث يحررنا من لعنة ناموس الله الذي
كتا مستعبدين له [غل ،]١٣:٣فكم باالكر يختصنا من تلك األغالل الخارجية التي ال تتعذى
كونها سباك الشيطان! ال ريب في أة من يحزرهم المسيح بنور إنجيله يحتهم أيصا من قيود الخرافة
التي تكبلوا بها.
إلى ذلك ،ثتة دفاع اخر لتن يتحزرون من هذه القيود إن لم يستطيعوا العزوبة .إره إن كان
من شأن نذر مستحيل أن يدثر نغشا شاء الله أأل تهلك بل أن تخلص ،يحثم المنطق أن يتخلص
منه صاحبه .لقد شرحنا أعاله كم يستحيل نذر العزوبة على مرى لم تكن تلك الهبة قد أعطيت له
[مت ١٢-١١ :١٩؛ ١٣٠ومع أته ينبغي أن ألتزم الصمت فالخبرة تتحذث .ال يجهل أحذ قدر
النجاسة التي تعخ بها معظم األديرة .وإن بدا بعضهم أكثر اعتداأل من سواه ،فهؤالء ليسوا أطهارا
لهذا السبب ،ألن شز النجاسة وإن ومع أو احتبس ،يمكث خفيا .وهكذا ينتقم الله بشنة مرعبة
من عجرفة اإلنسان عندما يشتهي في إغفاله مقدار ضعفه ما قد حرم عليه ،وعندما يزدري العالج
الذي وضعه في متناوله فيغترض أته قادر على قهر مرض انقياده للشهوة بعناد واستعصاء .ألئه ماذا
عسانا ندعوه سوى العناد عندما يحدر رجز بأئه محتاج إلى الزواج ،وأن الرت قد وهبه له عالجا
الحتياجه ،ليس يزدريه فقط [أي بالزواج؛ بل يقيد ذاته أيائ بنذر يحتقره به؟
األسرار
.١التعريف
لنا في األسرار أداة أخرى تعين إيماننا ،وذات صلة بالكرازة باألنجيل .لذا من المهم أن نتعتم
عقيد؛ واضحة في ما يتعئق بها ،لكي نفهم الفرض الذي تأسست ألجله وكذا استعمالها الحالي.
أوأل ،يجب أن نتأتلماهية السر .يبدولي أن تعريائ بسيائ وصحيخا له ،أئه عالمة خارجية يختم
بها الرت على ضمائرنا وعود مشيئته الصالحة نحونا لكي يدعم ضعف إيماننا؛ ونحن بدورنا نشهد
لخشوعنا له في محضر الرب ومالئكته وقذام الناس .هاك تحريائآخر أكثر إيجارا :يجوز القول بأئه
(أي السر) شهادة للنعمة األلهية تجاهنا ،مؤغدة بعالمة ظاهرة ،يرافقها دليل نتبادل لتقوانا نحوه.
فأدا كان اختيارك بين هذين التعريقين ،ال يختلف عن تعريف أوغسطينس الذي يعتم بأن السز هو
اعالمة مرئية لشيء مقدس ،أو صورة مرئية لنعمة غير منظورة ،وهوتعريف أفضل (ألئه) يشرح
بأكثر وضوح الشيء بعينه ١ .أائ ألن ثئة بعض الغموض في إيجازه بحيث قد يبلبل فكر الكثيرين من
قليلي التعليم ،فقد رأيت أن أقنم شرخا أوفر ئستخدائ المزيد من الكلمات لتبديد كز شك.
.٢كلمةهمز٠٠
استعمل القدماء هذه الكلمة لتفيد هذا المعنى لسبب واضح بما فيه الكفاية :ألئه حيثما أراد
المترجم القديم أن ينقل الكلمة اليونانية ال0أو)آل٦آل>ئ٦دأ إلى الالتينية ،وخصوصا عندما تشير إلى
األمور اإللهية ،ترجمها .ر اسرا اا111د01٠ج8اا :فمثأل ،في أفسس٠٠ :إذ عزفنا بسر مشيئته^ [اف
.]٩ : ١وأيفا :إذ كثلم ون يعتلم بتدبير نعمة الله المعطاة إي أللجلكم .آئه بإعآلن غزئبي يالئر
[اف .]٣-٢ :٣وفي كولوسي٠٠ :الئر الغوم حث الئكور ؤثنئ ١أللجائل ،لكنة اآلن قذ أظهز
بعنيبيه ،الب يرل ازان الله آذ يجرئ ه لم ما هؤ عثى مجب هذا السر[ ...كو ٢٧-٢٦ :١؛ .وأيفا في
الرسالة األولى إلى تيموثاوس :غفليلم هز سمر الئعؤى :الله فؤز ني ائجشد [١تي.]١٦:٣لم
يرد أن يستعمل كلمة٢ااأح800٢اا (التي تفيد الخفاء والتكقم) خشية أن تقتل من عظمة األمر .لذلك
كتب ااخ0٢،1111011ة8اا بدأل من اا؛0٣0ع8اا ولكن ليفيد اشيها* مقئ٠سااا -ااجعس ع)0٢0ة8اا .وبهذا المغزى
اسئعملت كلمة سر تكرارا بأقالم الكائب الكنسيين .ألئه معروف بما فيه الكفاية أن ما كان
الالتين يسوئنه اا011٤8د0ح8اا ،هو ما كان اليونانيون يسمونه اا8ج0٢1أ8ال111اا .وإذ تطابق المعنيين
ينفي كلغ الجدل .ولذا أضحت الكلمة تنطبق على تلك العالمات التي ترمز بالتوقير إلى األشياء
الروحية المهيبة الرفيعة القدر .يشير أوغسطينس أيغا إلى ذلك في موضع ما؛ يقول :يمسي ممال
أن نجادل حول تنوع الدالئل والرموز التي تستخدم لألمور اإللهية وتدعى أسرارا ٣ .
.٣الكلمة واسدمة
من التعريف الذي قذمته ،نفهم اآلن أة السر ال يخلو إطالقا من أن يسبقه وعد ،بل يالزمه
كنوع من ملحق غايته أن يوفد ويثبت كما بختم الوعذ نفشه ،وأن يجعله بيائ لنا ،وبمعئى من
المعاني يصادق عليه .وبهذه الوسيلة يعوضنا الله عن جهلنا وعدم فطنتنا ،ثم عن ضعفنا .ومع هذا،
لكي نتكتم على وجه الدقة ،فال حاجة إليه لتثبيت كلمته المقدسة بحيث تؤصل فينا اإليمان بها.
ألن الحق اإللهى ثابت في ذاته ،وأكيد بحيث ال يلزمه المزيد من التمكيد من أي مصدرآخر عدا
نفسه .أتا ألن إيماننا وا؛ وواهئ ما لم يكن له ما يدعمه بكلة وسيلة ممكنة ومن كز جانب ،فإئه
يرتعد ويتهدج ويتداعى وفي النهاية ينهار .ولكئ إلهنا الرحوم من فرط رأفته التي ال حدود لها،
يساوق نفسه لحالتنا ويتنازل فيقودنا إلى ذاته بهذه العناصر األرضبة ،ويضع أمامنا في الجسد
مرآة للبركات ابروحية ،نظرا ألئنا مخلوقات ال تعدو كونها زاحفات على سطح األرض ،حبيسة
الجسد ،ال تتفكر بل ال يمكنها أن تتخيل أو تستوعب أي شيء روحي .ألئنا لو كائ الجسدئين
(كما يقول يوحنا الذهبي الغم) ألعطانا هذه األشياء عينها عاريه والجسدائ .ولكن ألن لنا أرواحا
التمييز ليسرع متوافذا ق اللغة العربية بحة اازاا ( )86)161بمعنى) األص اسي والمكتوم ،وابرا (س111ة0٢ة/8ال٢جأ٠8 ٢
بالمعنى الالهوتي والكتابي ،لذا استخدمنا الكلمة ذاتها هع التوضيح باللغة اإلنكليزية.
انظر 20. 40(. :ح7ل 33. 527; ٥٦ا<ل] 1.7 )[٧ااا٧آلت 0؟٢،عس, ٤جاالأ8لماجال٨ ٣
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١١٩٦
مغروسة في أجسامنا ،يمنحنا األشياء الروحيه في عناصر مرئية .ليس المقصود أن هذه
الهبات التي توضع أمامنا في األسرار ثمئح بطبيعة العناصر ،بل أمنها افردت للتعبير عن هذا المراد
بفعل الله.
اعتاد خصومنا أن يقولوا هذا :إذ السز يتأنف من الكلمة والعالمة الظاهرة .فإئه ينبغي أن نفهم
الكلمة ال كأنما هبس بها بدون معنى وبال إيمان؛ كمجرد ضوضاء ،أوكتعويذة سحرة لها القدرة
على تكريس العنصر؛ بل يجب باألحرى أن تجعلنا نفهم معنى العالمة عندما يوعظ بها.
من ثم كان ما يمارس تحت طغيان البابوية يتضتن تدنيسا مهوأل لألسرار .ألنهم اعتقدوا أئه
يكفي أن يتمتم الكاهن الصيفة المعتمدة للتكريس ،فيما يحملق الشعب في حيرة وذهول وبال
فهم .في الواقع ،لقد تعتدوا أآل يقدم بذلك أي تعليم للشعب؛ ألئهم يستعملون اللغة الالتينية
بين شعب غير متعتم .ثم وصلت الخرافة إلى حذ اعتقادهم أن التكريس يجب أن يردد في همس
أجش ،بحيث ال يسمعه إأل البعض القليل.
ما أبعد هذا عتا عتم به أوغسطينس عن الكلمة وعالقتها باألسرار :أضف الكلمة إلى العنصر
المادي يصز سرا! ألته من أين تأتي هذه القوة الهائلة للماء بحيث إذ تلمس الجسد تطهر القلب،
إذ لم تكن الكلمة قد دفنتها؟ ليس ألئها قيلت بل ألئه أومرى بها .نبرات الكلمة سرعان ما تزول،
أثا قوتها فتبقى طويأل .يقول الرسول :هذه هي كلمة األيمان التي نكرز بها [رو .]٨: ١ ٠ومن
ثم نلهز* باإلينان دلوبهم ح [اع ه .]٩: ١ويقول الرسول بطرس :هكذا لخئضنا المعمودية ،ليس
كإزالة وسخ الجسد بل كطلب ضمير صالح ١[ ...بط ٢١:٣مع إعادة الصياغة؛ .هذه هي كلمة
األيمان التي نكرز بها [رو ]٨:١ ٠التي بها تكرس المعمودية بال شك ،كيما تستطيع أن تطهر.
ئرى كيف يتطتب السر الوعظ لكي يوند األيمان .ولسنا بحاجة إلى أن نبذل الجهد ألثبات
ذلك في ضوء الوضوح الكلي لما فعله المسيح ،وما أمرنا نحن بفعله ،وما اتبعه الرسل ،وما
مارسته الكنيسة األكثر نقاوة .في الحق ،كان معلوثا حتى منذ بدء الخليقة أته كتما أعطى الله
اآلباء القديسين عالمة ،كانت مقترنة دائائ وبدون انفصال بالتعليم الذي لواله لكانت حواسنا
انظر 011080111’8 :؛ 1111110 63801 1530 0)1111011 0ال1ع11111111, 01111)1 0ا011111. 60 3)1 £0آل0110 011, ،، ٤
)8 !٧. 581.ا١٧0٢
ت ,د 0,اال81ا٦جاآ٨ انظر.3 )^66 35. 1840; 1٢. 146 ٧11. 344(. :آتآ1 ه
١١٩٧ الكتاب الرابع-الغصل الرابع عشر
يذهلها النظر إلى العالمة المجردة .لذلك ،عند سماعنا الكلمة التي يقترن بها السر ،دعونا
نستوعب الوعد الذي يكرز به الخادم بصوت جلي ،ليقود الشعب ممسغا بأيديهم أينما تؤسر
العالمة لتوجيهنا.
يجب أال نأبه لض يحاولون محاربتنا بمعضلة ذات قرنين ،هي في الواقع حاذقة وماكرة أكثر
متا هي رصينة .يقولون :إائ أئنا نعرف ،أو ال نعرف ،أة كلمة الله التي تتقدم األسرار هي فعأل
مشيئة الله الحقيقية .إذ كتا نعرف ذلك ال نتعلم شيائ جديدا من السر الذي يتبعها .وإن كتا ال
نعرف ،فالسر (الذي تكمن قوته كلها في الكلمة) أيصا لن يعلمنا شيائ .على ذلك نجيب بإيجاز
هكذا :إذ األختام التي توضع على وثائق حكومية أو غيرها من األوراق الرسمية هي ال شيء في
حذ ذاتها ،ألئها تكون بال قيمة وبال معنى إذا الصقت بصفحة خالية من الكتابة .أنا إذا أضيفت
(األختام) إلى نعل مكتوب فهي تؤيد ما هو مكتوب وتصادق عليه .وال يستطيع خصومنا أن
يتهمونا باختراع هذه المقارنة ٦،إذ استعملها بولس نفسه حيث يدعو الختان ختائ [رو . ] ١١: ٤
يجزم بولس هنالك بأة ختان إبراهيم لم يكن لتبريره ،بل لختم ذلك الموعد باإليمان الذي كان
قد تبرر به قبأل .فأسألكم ،ماذا في ذلك من عثرة جسيمة ألي إنسان ،إن عتمنا بأة الموعد تختمه
األسرار عندما يتضح من المواعيد ذاتها أن واحدا يثبت اآلخر؟ فإئه كتما كان أي شيء أوضح،
يناسبه باألكثر أن يدعم اإليمان .وهكذا تأتي األسرار بأوضح المواعيد؛ أن لها هذه السمة المميزة
فوق الكلمة نفسها ألئها (أي األسرار) تمتل المواعيد لنا في صورة مجشمة من الحياة .على أة
التمييز الشائع الذي يفرق به البعض -على سبيل المعارضة — بين األسرار وأختام الوثائق ال ينبغي
أن يزعجنا ،أال وهو أئه ما دام كالهما يتأنف من عناصر دنيوية مادية ،ال يمكن لألسرار أن تكفي
لختم مواعيد الله الروحية واألبدية ،بينما ئسئخدم األختام عادة لتوثيق مرسوم ملكي وما شابهه متا
يتعلق بأمور واهية سريعة الزوال .في الحق ،أن المؤمن عندما يرى [عناصر] األسرار المقنسة بعينيه
ال يتوقف عند منظرها الطبيعي ،ولكته من خالل تلك الخطوات (التي أشرث إليها بالقياس) يرتقي
في تأتل خاشع إلى تلك الخفايا السامية التي تكمن في األسرار.
. ٦األسراركعالمات للعهد
ألة الرب يدعو مواعيده عهودا [تك ١٨:٦؛٩:٩؛٢:١٧؛ وأسراره أماراب العهود؛
يمكننا أن نستعير تشبيبا من العهود التي يقطعها البشر :ماذا يحثق ذبح خنزير إن لم تسبقه كلمات
ءهد؟ ٧فالخنازير غالبا ما تذبح بال سز ضمني أو سام .ماذا يمكن أن ينجز إعطاء اليد اليمنى في
الوقت الذي تشتبك فيه األيادي في المعارك؟ أتا عندما قعدم الكلمات الوعون ،توئق قوانين
التعاقد بتلك العالمات ،على الرغم من أئه قد سبق أن دصورت وتأسست وشت أؤأل في كلمات.
من ثم ،فإذ األسرار هي ممارسات توبد لنا باألكثر مصداقية كلمة الله .وألئنا نحيا في الجسد،
دعتن لنا تحت عناصر جسدية ،لتعتمنا في اطر قدراتنا المحدودة ،ولكي تقودنا باليد كما يقود
ألئها تمثل مواعيد الله مرسومة كما المدرب األطفال .يسئى أوغسطينس السر اكلمة منظورة
في صورة ،وتضعها أمام أعيننا بشكل واضح جذا وأيقوذئ٩.
مح مح
ثئة مقارنات أخرى يمكن بواسطتها أن يتوصح معنى األسرار؛ نستطيع أن نسئيها ااًاءمدة
تحته ،هكذا يرتكز اإليمان على كلمة الله أساسا له؛ ولكن بإضافة األسرار ،يستقر عليها بثبات
أقوى كما على أعمدة .أو يجوز أن نسئيها مرايا نتفرس فيها كنوز نعمة الله التي يسبفها علينا.
ألئه يعلن ذاته لنا فيها (كما سبق أن قلنا) بقدر ما يمكن لبالدة أذهاننا أن تبصر ،كما يشهد لمشيئته
الصالحة ولمحبته نحونا بتعبير أكثر جالة من الكلمة وحدها.
(األسرار تثبت اإليمان ،ليس من ذاتها ،بل بفعل قوة الروح القدس بمرافقة الكلمة؛ كما أئها
عالمات مميزة إلعالن إيماننا قذام الناس)١٣-٧ ،
ال تقنعنا تماتا تن يجادل بأن األسرار ليست باألدنة المفحمة على نعمة الله ألئها تقذم
أيصا لألشرار الذين ،رغائ من ذلك ،ال يجدون نعمة في عيني الله بل يجتلبون منه دينونة أقشى
لنفوسهم .فعلى أساس منطق هذا الجدل ،ال يمكن لألنجيل أو للمسيح أن يكون شهاد؛ لنعمة الله؛
ألن اإلنجيل يسمعه الكثيرون ويرفضونه ،وألذ المسيح نفشه رآه الكثيرون وعرفوا ض هو ولكئ
قليلينشقبلوه.
نجد الشيء نفه في الوثائق الرسمية .فإذ أكثر الناس يسخرون من الختم األصيل ويزدرونه،
رغائ من أدهم يعلمون أن أميرا وضعه على وثيقة تعلن إرادته .البعض يعاملونه بعدم اكتراث وكأنه
ال يعنيهم؛ وآخرون يلعنونه .وهكذا إد يمكن للمقارنة التي استخدمئها أعاله أن تنطبق على كل من
التشبيهين بالتساوى ،يلزم أن تزداد قدرئها على اإلقناع.
إدا ،فمن الموبد أن الرب يمد لنا الرحمة وعهد نعمته في كلة من كلمته المقدسة واألسرار.
ولكن من يفهم ذلك هو تن ئقبل فقط الكلمة واألسرار بإيماب) راسخ وطيد ،تماائ كما أن المسيح
ئقدم للجميع من اآلب للخالص ،ولكئ ليس الكز يعترفون به ويقبلونه .أراد أوغسطينس في
موضع ما أن يبلغ هذه الحقيقة ،فقال إذ فاعلية الكلمة تتجلى في السر ،ليس ألتها يتهطى بها بل
ولذا ،عندما يحدث بولس المؤمنين ،يعتبر األسرار وسائط تحمل لهم المسيح .يقول — مثأل
-األةمألذيائءئقدًا ...قللبشكلمفيخ[ |٠غل .]٢٧:٣وأيائ :ا ...الئتالجميفتا...
اعتقدتا إلى حشد واحد [ ١كو . ] ١٣- ١٢ :١٢ولكئه عندما يتحدث عن االستعمال الخاطئ
لألسرار ،يعتبرها مجرد نماذخ بارد؛ وخاليه المعنى .بهذا يعني اآلتي :مهما إخمد المراؤون
والمستهترون عمل النعمة اإللهية في األسرار المقدسة أو يؤمونه أو يععللونه بسبب فسادهم؛
فهذا على الرغم من ذلك ال يمنعها (أينما وكتما شرت مشيئة الله) من الشهادة الحقيقية لتوصيل
المسيح (من خاللها) ،وال يمنع الروح القدس ذاته أيشا من إعالن ما تعد به وتحقيقه .لذلك
انتهينا إلى أن األسرار دسئى عن حئ شهادات نعمة الله ،وأئها شبيه أختام لمشيئته الصالحة التي
يرق بها نحونا ،ويصادق بها على تلك المشيئة الصالحة ،ومن ثم تدعم وتغذي إيماننا كما
ترسخه وتزيده.
على أن الحجج التي تعود البعض أن يعارضوا بها اعتقادنا هذا ،إتما هي تافهة وواهية إلى
حذ بعيد .يقولون إذ إيماننا ال يمكن أن يصير أفضل إن كان جينا حاليا ،وهو ليس إيماائ إن لم
يكن راسحا وثابغا ومرتكرا على رحمة الله ١١.كان أجدر بهم أن يصتوا مع الرسل لكي يريد الرت
ألكد ,جاالأ8آلجل٨٦ 35. 1840; ٤٢.ا(ل.3 )١4لتت1 انظر٧11. 344( : ١٠
يجادل كالغن آراء أولريخ زوينغلي ،المصلح السويسري ،الذي علم تعليقا مغايرا عن معنى األسرار .انظر, :ا1جاال2١¥ ١١
011ر(11٠٢ح 111. 761(.ااجعا 2١٧ى) 2ا0أ8أأ8€ #€أأ) 77ض
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٠٠
إيمانهم [لو : ١ ٧ه؛ من أن يذعرا هكذا كماأل إليمانهم كس لم يرتفي إليه أحد غيرهم من بني
البشر ،أوككن لن يمكن ألحد سواهم أن ئبلقه في هذه الحياة الدنيا.
دعهم يجيبون ماذا كان نوع إيمان سال :ااأومىتاج ،داعى همإيمانياا [مر٠]٢٤:٩
لقد كان ذلك اإليمان جينا على الرغم من أته كان عند مجرد بدايته ،كما أته كان قادرا على االزدياد
بعد أن يؤخذ منه عدم اإليمان .ولكن ليس ثئة جدل يدحض جدالهم أقوى من ضميرهم بعينه؛
ألئهم إن اعزفوا بأئهم خطاة (األمر الذي اليمكنهم أن ينكروه تلقائيا) ال بد أن يعزوا ذلك إلى مجعدم
يقولون إذ فيليس أجاب الخصى الحبشى بأئه مسموح له أن يعتمد إن كان يؤمن من كز قلبه
[اع ]٣٧:٨؛ فما هو مكان تثبيت المعمودية (لأليمان) حيث يمأل األيمان كز القلب؟ أائ أنا
فأسألهم -من جهة أخرى -هل كانوا ال يشعرون بغراغ عظيم من اإليمان في جزء من قلوبهم؟
وهل كانوا ال يعترفون يومائ بزيادات جديدة؟ افتخر رجل بارز الشهرة بأئه أدرك الشيخوخة وهو
ال يزال يتعئم ١٢.وعلى ذلك المقياس ،فإئنا مسيحيون تعساة أضعاف المزات إذا سفنا من دون
تقذم في رحلة اإليمان ،ألن إيماننا ينبغي أن يتقنم في جميع مراحل حياتنا إلى أن يبلغ إلى إنسان
كامل [اف ١٣: ٤؛ .وعلى هذا األساس ،العبارة أن نؤمن من كز قلوبنا ا ال تعني أن يكون إيماننا
بالمسيح كامأل ،بل أن نقبله بملء القلب وبذهن مخلص؛ ليس أن نشبع به بل أن نجوع ونعطش
ونتوق إليه بوجدابًا مئقد .فالكتاب المقنس يستعمل التعبير بكز القلب مجعندما يريد أن يعير عن
فعل شيء ما بإخالص وبتعئق .فعلى سبيل المثال ،نقرأ :اركل مي طبتلث[ ,,مز ]١٠ :١١٩؛
وأعترف إلى الرب يكز قني[ 1,مز ١ :١١١؛ ١ :١٣٨؛ كلمة ا٠أءترفآ من الترجمة الالتينية -
الثولجاتا] .ومن جاب آخر ،إته عندما يورخ الكاذبين والماكرين ،يؤتبهم أ ...؟ذب قلب [أي
ابقلبمزدوح] [مز.]٢:١٢
يعودون فيقولون :إن كان اإليمان يزداد باالشتراك في األسرار ،فباطل إدا فعل الروح القدس
الذي يبدأ اإليمان ويغذيه ويكئله بعمل قوته .إئتي أعترف لهم بكز تأكيد بأن اإليمان هو بكايته
العمل الصحيح للروح القدس الذي بإنارده أذهاتتا نتعرف الله وكنوز نعمته ،والذي بدون نوره
تبقى عقولنا في عماء كامل بحيث ال نستطيع أن نرى شيائ؛ وفي غباء ال يمكنها معه أن تستشعر
شيائ من الروحيات .ولكتهم إذ ينادون ببركة إلهية واحدة -،نحن ندرك ثالث بركات .األولى هي
أن الرب يعتمنا ويدردنا بكلمته .والثانية هي أته يستها باألسرار .وأخيرا ،أته ينير أذهاننا بنور روحه
القدوس ويفتح قلوبنا للكلمة ولألسرار لقبولها ،بحيث إتها — عدا ذلك — ال تتجاوز كونها تطرق
آذاننا ،أو تظهر أمام عيوننا ،فال يحدث لها أي تأثير في أعماقنا.
أما عن توطيد اإليمان وزيادته (األمر الذي أظثني قد شرحته بوضوح اذائ) ١٣،أود أن أنكر
قرادي بأتني أخصص عملية هذه الخدمة بالذات لألسرار .ليس ألتني أفترنحن أن لها قوه سرية أو
غيرها تكمن فيها مدى الزمان ،وبها يمكنها أن توند اإليمان بمفردها؛ ولكئني أعتبر أن الرب
أسسها بقصد أن تنشئ اإليمان وتزيده.
على أن األسرار تؤدي وظيفتها على النحو الصحيح عندما يحز عليها الروح القدس فقط،
ذاك المعتم الداخلي الذي بفعل قوته وحدها تخئرق القلوب وتتحرك المشاعر وتفتح النفوس
لئنثذ إليها األسرار .فإن غاب الروح ،ال تستطيع األسرار أن تنجز في أذهاننا أكثر مائ ينجزه بهاء
الشمس إذا سطع على عيون عثي ،أوإذا وقع الصوت على آذان صم .لذلك أفرق هكذا بين الروح
واألسرار ،بحيث إذ القوة الفاعلة تكمن في الروح ،أثا األسرار فتقوم بأداء الخدمة فقط؛ فهي
مجرد خدمة خاليه من القوة في حذ ذاتها ،عاجز؛ عن إحداث األثر المطلوب ،ولهذا هي خامله
بمعزل عن الروح ،ولكتها مشحونة بالفاعلية والتأثير عندما يعمل الروح القدس فيها فيظهر قوته.
وعلى أساس هذا التفسير ،يتضح كيف يتقؤى العقل التقي في اإليمان بواسطة األسرار .أي،
مثلما ترى العيون بواسطة لمعان الشمس ،أو تسمع اآلذان برنين الصوت ،هكذا ال يمكن للعيون
أن تتأئر بأي ضوء ما لم تكن قد ؤهبت رؤية ثاقبة قادرة على االستنارة بها؛ وكذا اآلذان ال يمكنها
أن تتأئر بأي صوت ما لم تكن قد حبقت واخلت للسمع .ولكن لنفترض أته صحيح (األمر الذي
ال لبش فيه بيننا) فعأل أن ما يفعله البصر من خالل عيوننا لرؤية النور ،أو ما يفعله السمع في آذاننا
الستشعار الصوت ،يماثل عمل الروح القدس في قلوبنا؛ وهو أن يولد اإليمان وئديمه ويغذيه
وينئيه ويوتده؛ فمائ تقذم ندرك أمرين :األسرار ال تجدي شيائ إن لم يصحبها فعل قوة الروح
القدس ،كما أن ال شيء يمنعها من تقوية اإليمان وتنميته في القلوب التي قد تلثنت العلم من المعتم
انظر أعاله :الكتاب الثالث ،الفصل الثاني ،الفقرات -٣ه؛وأيائ الفقرتين ٧و ٨في هذا الفصل. ١٣
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٠٢
األعظم .سلمن أن ثئة فروا واحذا ،أال هو أن اذاننا وعيوننا تقبلت ملكتي السمع والبصر بالطبيعة؛ أغا
المسيح فيفعل الشيء عينه في قلوبنا بفاعلبة نعمه خاصة تفوق كز معاسر الطبيعة والفئق.
بهذا أيشا يمكننا أن نبذد في الحال االعتراضات التي تقلق البعض :لئن نسبنا تنمية اإليمان أو
توطيده إلى مخلوق ،فإئنا بذا ال لنصف بالروح القدس ،ألئه هو ض يجب أن يعترف به أته المنشئ
األوحد .نحن ال نغتصب منه حثه في إرساخ األيمان وزيادته؛ بل بالحري نجزم بأن ما يثبت
األيمان هو بالضبط إعداد أذهاننا بإنارته الداخلبة لكي تتقبل التأكيد الذي تهبه األسرار.
ولكيال يظز ما أردنا توضيحه غامخا ،سوف يتجلى ذلك على أكمل وجه من المقارنة التي
سأضيفها هنا .إئك إذا شرعت في أن تقنع بكلماتك أحدهم أن يفعل شيائ ،فسوف تفكر في كز
الحجج التي يمكنه بها أن يتقرب من رأيك ،وأن يصطر تقريبا إلى سماع نصيحتك .ولكئك لن
تكون قد أنجزت شيائ ما لم يكن هو بدوره قد مبز بحذى شديد مقدار رصانة حججك؛ وما لم
يكن له الميل للتعئم واالستعداد لتطبيق ما يتعامه؛ وأخيزا ما لم يقتنع بحكمتك وبإيمانك يقدر
يهثئه ألن يتبنى رأيك .ألئه ما أكثر الرؤوس الصلبة التي ال يمكن تطويعها بالمنطق! وأينما بات
األيمان مشقكها فيه ،والسلطة محتقرة ،ال سؤوع التقنم حتى بين من لهم القابلية للتعليم .والعكس
أيخا صحيح؛ فإته إذا توقرت جميع تلك الشمات ،توا تدفع المستمع الذي تنصحه إلى طاعة
نصيحتك التي — عدا ذلك — كان سوف يستهزئ بها .يفعل معنا الروح القدس ذلك النوع نفسه
من العمل .فألته ،كي ال تطرق الكلمة أذنيك باطأل ،وكي ال تبصر عيناك األسرار بال جدوى ،درينا
الروح القدس أئه فيها يتكتم الله لنا ،ملئائ عناد قلوبنا فيعذها لتلك الطاعة الموجبة عليها لكلمة
الرب .أخيرا ،ينقل الروح القدس تلك الكلمات واألسرار الخارجبة من اذاننا إلى نفوسنا.
إدا الكلمة واألسرار توئد إيماننا عندما تبسط أمام أعيننا إرادة أبينا السماوي الصالحة نحونا،
هو الذي بمعرفته يثبت إيماتنا ويصمد راسحا كما يزداد قو؛ .يؤثمكد الروح إيماتنا عندما يجعله إيماتا
فغاأل بحفر هذا اليقين على عقولنا .وفي تلك األثناء ،لن يعوق أبا األنوار [قارن يع ]١٧: ١شيء
عن إنارة أذهاننا بوساطة نوع من اللمعان الوسيط من خالل األسرار ،تماائ كما ينير عيون أجسادنا
بأشعة الشمس.
١٢٠٣ الكتاب الرابع-الغصل الرابع عشر
عثمنا الرب أن هذه الخاصة تبقى في كلمته عندما دعاها البذار في المثل المعروف
[مت ٢٣-٣ :١٣؛ لو :٨ه-ه ١؛ .فالبذرة إذا سقطت على أرض مقفرة ومهملة فحتائ تموت؛
أتا إذا انتشرت في تربة مهيًا؛ للزرع ومعتئى بها فسوف تأتي بثمر متزايد وكثير .هكذا أيثدا كلمة
الله ،إذا وقعت على أذني شخص عنيد صلب الرقبة ،رضحي عقيمه وغير مثمرة ،كما لو سقطت
يشرح بولس ذلك في مواضع مختلفة .فلتا أراد أن ينكر الكورنثبين بكيفية تأثير عمل الرت
افتخر إذ له خدمة الروح [ ٢كو ،]٦:٣كما لوكانت قوة الروح القدس تالزم وعئله [ ١كو ٤: ٢
بربا؛ ال ينفصم إلنارة العقل وتحريكه .ولكئه عندما يرغب في أن يعثم بمقدار تأثير كلمة الله
نفسها لكا يوعظ بها على لسان إنسان ،يشبه الخذام أنفسهم بالزارعين الذين إذ يكيلون جهودهم
في فالحة األرض ال يبقى لهم بعد ذلك شيء يفعلونه [ ١كو .]٩-٦ :٣فماذا يجدي الحرث
والزرع والري إذ لم قلم البركة السماوية ما قد زرع؟ وس ثم ينتهي إلى القول :ادا كى انقاس
سبائؤأل الثايم(يعرىكزشيء إلى) الله الذي يغمى [ ١كو .]٧:٣هكذا يعبر الرسل عن
قوة الروح في وعظهم ،بقدر ما يستخدم الله األدوات التي خضصها هو لتفيض من خاللها نعمته
الروحبة .ولكن على الرغم من ذلك ،يلزم مراعاة هذا الغرق :ينبغي أن نتنصقر ما يمكن لإلنسان أن
يفعله ،وأن ندرك ما يلزم أن يغزد لله.
ثم إذ األسرار تأكيدات إليماننا بحيث إذ الرت أحياائ ،عندما يريد أن يزيل الثقة باألشياء عينها
التي كان قد وعد بها في األسرار ،يزيل األسرار نفسها .فلتا يحرم آدم هبة الخلود ويسحبها منه
يقول :أواآلن ليحرلم من أكل ثمر شجرة الحياة ،لئأل يحيا إلى األبدأ [تك ٢٢:٣بتصرف] .ماذا
يمكن أن يعني هذا؟ هل يقدر هذا الثمر أن يعيد إلى آدم عدم فساده الذي كان قد سقط منه اآلن؟ ال،
أبذا! أتا هذا فكما لوكان الرب قد قال :اسأل يتزاهى (ادم) بثقه كاذبة إذا التصق برمز الوعد الذي
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٢٠٤
**
الخلود .لهذا السبب ،عندما كان الرسول وعدته به ،فليؤخذ منه ما يمكنه أن يأتيه بأي رجاء في
يستحمن أهل كنيسة أفسس على استذكار أدهم كانوا بدون تسيح ،ألجدبييئ عرة رعودة إشزائيل،
زعزباة غر ،عؤود المؤعي ... ،وأل إله بي الفاقم [اف ١٢ : ٢؛ ،وال إدهم لم يشتركوا في الختان
[اف ١١ : ٢؛ .بهذا يعني — عبر هذه الكناية — أة الذين لم يكن لهم رمز الموعد أمسوا مسئئعدين
من الموعد عينه.
أتا في ما يتعئق باعتراضهم اآلخر -وهو أة مجد الله ينتقل إلى المخلوقات ،وس ثم يعزى
إليها الكلم الجسيم من القوة ،وهكذا ينتقص (المجد) بهذا المقدار — فإجابتنا جاهزة :إلنا ال نودع
أي قوة في المخلوقات .أقول هذا فحسب .إة الله يستعمل الوسائل واألدوات التي يستنسبها
هو ،لكي تؤول كز األشياء إلى مجده إذ إته رت الكز وديان الجميع .إئه يغذي أجسادنا بالخبز
وبأطعمة أخرى ،وينير العالم بضياء الشمس ،ويدفئه بالحرارة؛ ومع ذلك ليس الخبز شيها ،وال
الشمس ،وال النار ،إأل يقدر ما يوزع هو بركاته علينا بواسطتها .فعلى المثال نفسه ،إته يغذي
اإليمان روحؤا بواسطة األسرار التي من وظيفتها أن تفرش مواعيده أمام عيوننا لنبصرها ،وفي الحق
لتكون لنا فيها ضمانات لتلك المواعيد .فمن واجبنا أآل نضع ثقتنا في أي من األشياء المخلوقة
التي سحرها الله وإحساده الستعمالنا ،والتي نجتني من خدماتها المواهب التي ينعم علينا بها من
فرط غناه؛ كما ال ينبغي أن نفتتن بها أو نبجلها كما لو كانت عته خيرنا .وبالمقيايس ذاته ال ينبغي
أن وئذع ثقتنا في األسرار ذاتها ،أوأن يحؤل مجد الله إليها .بل ينبغي باألحرى أن تطرح كز شيء
جانبا وأن نرفع إيماننا ،وكذلك اعترافنا ،إليه هو منشئ األسرار وخالق األشياء كتها.
يشتق بعضهم جدأل من مجرد لفظة سر ،ولكننا ال نعتبره مقنائ .يقولون إته رغم من أة
لكلمة سر معانى متعددة بين الكائب من ذوي الصيت ،فقثاد العالمة أو الدليل إتما هو
أحد المعاني فقط مائ تدز عليه .أي أتها تشير إلى الثشم المهيب الذي كان يؤذيه الجندي أمام
القائد العسكري عند دخوله خدمة القوات المستحة .فإته كما يعلن المجئدون والءهم لقائدهم
بهذا الغشم العسكري وينخرطون في سلك الخدمة العسكرية ،هكذا نحن بإشارتنا نعلن المسيح
قائدنا ،وبذا نشهد أئنا نخدم تحت رايته ١ ٤.يضيفون تشبيهات يوحئحون بها األمر( .يقولون) فكما
أن التوجا [الثوب الروماني الفضفاض؛ ميزت الرومان من نرتدي الرداء االغريقي المستطيل،
ينتقد كالغن تعليم المصلح السويسري أولريخ زوينغلي حول مفهوم اا|لتراا. ١٤
١٢٠٥ الكتاب الرابع-الفصل الرابع عثر
وكما تميزت رتب السلطات الرومانية المختلفة بعضها من بعض بالشارات المميزة (فتتميز الطبقة
السناتورية من رتبة الغرسان ياألرجوان واألحذية الهاللية الشكل ،ويتميز الغرسان بدورهم من
عامة الشعب بخاتم اإلصبع) ،فهكذا نحن نلبس أزياءنا الرمزية التي تميزنا من العلمانيين.
يبدو بمزيد من الوضوح مائ تقدم ،أن األقدمين الذين طيقوا اسم األسرار على العالمات ،لم
يعيروا الكقاب الالتينيين أقز التفات ،بل اختلقوا هذا المعنى الجديد للكلمة الستعمالهم المريح،
ليخضصوا به — ببساطة — العالمات المقدسة.
على أئنا إذ رغبنا في أن نتقصى األمر بأكثر عمق ،يمكن أن يظهروا أدهم استعملوا الكلمة
بالمعنى المستخدم حالائ على المقياس نفسه الذي يظهر في استعمال كلمة إيمان ،ألده على
الرغم من أن اإليمان هوالصدق في تنفيذ الوعود ،فهم يدعونه الثقة أواالقتناع األكيد بالحتى نفسه.
بهذه الطريقة ،جعلوه فعز القائد أن يقبل المجندين إلى الخدمة فيما كان العشم (وهنا اسئعملت
كلمة اثما1عد٠آل١8ا) هو أداء الجندي في نذر ذاته إلطاعة أوامر القائد؛ ألن الرب يعد — بواسطة
األسرار — بائه سيكون لنا إلؤا وسنكون نحن له شعيا (٢كو١٦:٦؛حز.)٢٧:٣٧
أثا نحن فنتجاوز مثل هذه التحويرات ،إذ يبدو لي ألني برهنت بما يكفي من الوضوح على
أن األقدمين لم يقصدوا شيائ باستخدام لفظة األسرار سوى أئها تعني العالمات أو الدالئل التي
تشير إلى األشياء الروحية المقدسة .في الحقيقة ،نحن نقبل التشبيهات والمقارنات التي عرضها
خصومنا من حيث العالمات الظاهرة ،لكثنا ال نتساهل في قبول ما ينبغي أن يعتبر ثانويا في األسرار
على أته أولى ،أو حتى جوهرها الوحيد .ما يلزم أن يظز أولغا هو أن األسرار ينبغي أن تخدم إيماننا
أمام الله؛ وبعد ذلك ،أئها ينبغي أن تشهد العتراف إيماننا قذام الناس .وإزاء هذا االعتبار األخير،
تصلح هذه المقاربات .أائ النقطة األولى فال بذ أن تكون لها األولوتة؛ وإآل تضحي األسرار (كما
رأينا) مائتة ما لم تكن إعانة إليماننا ودعائ لتعليمنا إذ ترمي إلى االستعمال والفرض نغسيهما.
(ال تمنح األسرار بحن ذاتها النعمة ،ولكتها — على مثال الكلمة -ثبرز المسيح) ١٧- ١٤ ،
على العكس ،فإته يلزم أن نتدبر أته ،كما يضعف هؤالء الرجال قوة األسرار ويطيحون فائدة
استعمالها ،كذلك في المقابل ،ثئةآخرون يلحقون بها نوعا من الثوى الخفية يختفي معها كز
١٢٠٦
تلميح بأة الله قد وهبها .وبهذا الخطأ ينخدع البسطاء والسذج حتى حافة الخطر ،إذ يتعلمون أن
يبحثوا عن هبات الله حيث ال يمكن وجودها ،وبذا يبتعدون تدريجائ عن الله ليعتنقوا الباطل م٠٣
دون الحئ .لقد علمت مدارس السفسطائيين بقدر وافر من النجاح ،أة أسرار الناموس الجديد
(التي دستخدم اآلن في الكنيسة المسيحية) دبرر وتمنح النعمة ،على شرط أأل نقيم حاجزا م٠ ٣
خطورته ألن االدعاء به بات متفشائ في جزء كبير من العالم على امتداد قرون عديدة ،تفسائ نتجت
منه خسارة فادحة للكنيسة .إذ هذا التعليم شيطانى بال ريب .فهو إذ رعد ير بمعزني عن اإليمان،
يطيح النفوس مباشرة إلى هاوية الهالك .وثانائ ،إذ يعزو علة التبرير إلى األسرار ذاتها ،يحبس عقول
البشر التعيسة (إذ هي بطبيعتها تميل إلى األرضغات) في سجن هذه الخرافة بحيث تضع الثقة في
عنصر مادي بدأل من وضعه في الله نفسه .ليتنا لم نكن قد اختبرنا الكثير من هذين الشيئين؛ فكم
يبتعدان عن الحاجة إلى برهان طويل! لكن ماذا يمكن أن يكون سر يناول بمعزل عن اإليمان،
سوى الدمار األكيد لكنيسة المسيح؟ ألره يستحيل أن ينتظر شيائ من السر يمعز ل عن الوعد ،ألئ
الوعد يهدد غير المؤمنين بالغضب ،كما يقدم النعمة للمؤمنين .من ثم ينخدع أي إنسان إذ ظئ أره
يتقئل شيائ من خالل األسرار فوق ما تقذمه له كلمة الله ويقبله هو بإيمان صادق.
من هذا نخرج بشيء آخر :إة ضمان الخالص ال يعتمد على المشاركة في األسرار ،كما
لوكان التبرير كامائ فيها .ألئنا نعرف أة التبرير مودلح في المسيح وحده ،وأئه ينتقل إلينا بالوعظ
باألنجيل بمقدار انتقاله بختم السر ،وأن التبرير قادر أن يقوم كامأل بدون السر .صنق قول
أوغسطينس :يمكن أن يعم تقديس غير منظور من دون عالمة منظورة ،كما يمكن — بالمقابل — أن
توجد العالمة المنظورة بدون أن يحدث تقديس حقيقي ١٥ .يقول في موضعآخر :كما يحدث
أحياائ أن يلبس الناس المسيح إلى حد تناول السر ،وأحياائ إلى حد تقديس الحياة .على أة الحالة
األولى يمكن أن تحدث مع كز من الصالحين والطالحين على السواء؛ أثا األخيرة فال تحدث إأل
أدهما ال يرتبطان على نحو ال يحول دون أن ينفصال؛ وأئه حتى في اثحادهما نفسه ينبغي أن يتميز
الجوهر دائائ عن العالمة ،وأأل نحؤل إلى أحدهما ما يختش -به اآلخر.
يخاطب (أوغسطينس) انفصالهما عندما يكتب :يحدث ما تمئله األسرار أثره في المختارين
وحدهم ١٧ .وأينا ،عندما يكتب عن اليهود قائأل :على الرغم من أة األسرار مشتركة بين الجميع،
لم تكن النعمة — وهي قوة األسرار -مشتركة .هكذا أيصا كانت مغسلة التجديد (في الهيكل) ^تي
٣حه] متاحة للجميع؛ أائ النعمة ذاتها التي يولد بها أعضاء جسد المسيح ثانيه مع رأسه ،فلم تكن
مشتركة للجميع ١ ٨ .ويقول أيثا في موضعآخر عن عشاء الرب :إئنا نتناول اليوم طعاائ منظورا،
ولكئ السر شيء ،وقؤة السر شيءآخر .لائذا يحدث أن الكثيرين يتناولون من المذبح ويموتون،
ويموتون بتناولهم؟ لقد كانت لقمة الرب سائ ليهوذا ،ليس ألئه تناول الشر ،بل ألن إنساائ شريرا
تناول بإثمه شيائ صالخا.أ ١٩ويضيف بعد قليل :ااإة سر هذا األمر الجوهري ،أي وحدة جسد
المسيح ودمه ،يوضع على مائدة الرب في بعض األماكن يومائ ،وفي أماكن أخرى في أيام فترات
محذدة؛ والبعض يتناولون منه للحياة ،وآخرون للموت .أائ الجوهر ذاته ،الذي منه السر ،فيتناوله
كز من يشترك فيه للحياة ،وال أحذ للموت.اا كان قد قال قبل ذلك بقليل :ض أكل لن يموت ،أي
تن ينتفع من قوة السر ،وليس من (عناصر) السر المنظور(؛)؛ (وهو) تن يأكل في الباطن ،وليس
في الظاهر؛ ض يتناول بقلبه ،وليس من يقضم بأسنانه ٢ ٠ .بهذا كته يقال لك إذ السر منفصل عن
جوهره من جراء عدم استحقاق ض يتناوله ،ومن ثم ال يبقى (فيه) شيء سوى منظر فابًا ال نفع فيه.
أما لكي يكون لك الجوهر مع العالمة ،وليس العالمة الخالية من جوهر الحق ،فعليك أن تدرك
فتقبل باإليمان الكلمة المحتواة فيه .إدا لسوف تنتفع من خالل اشتراكك في األسرار باشتراكك
في المسيح ،بقدر ما تنتفع من تناولها نفسه.
.١٦األسرار ذاتًاهميةلذافياإليمانباسح
إن كان هذا ال يزال غامقا بسبب إيجازه ،فسوف أشرحه بأكثر تفصيل .أقول إذ المسيح
هو الجوهر ،أو إذا شئت فهو المادة الحقيقية لجميع األسرار؛ ألن كز قوامها فيه ،وألئها ال ئعد
انظر٥٠.14] ¥11. 171 ££.(; ]<€ :؛٠ 11, 12, 15 )11 35. 1611-1614د ٠/هى صدهز اص٨ ١٧
١٧ 11. 82(.ح. ٨ئ؛ 40. 344ا(ل]ا. 50 )١ا¥تآ س٠س٢
0,ال811آلقاأ٨ انظر8. 78.2[ ٧111. 367(. :؟] ] 11. 11؛( )^۶٤ 36. 983 ٤٠ج0ااةأ8جآل<8. 77. 2 )111 8؟ ١٨
انظر([١١٢17 ¥11. 171(. :ل١٢حم11.؛٧1. 11-12 )11 35. 1611تل /عوف) ئ, [01)171 ,جال811آلجآل٨ ١٩
انظر 11. 14] ٧11. 172 ٤.(. :؛٧1. 15 )^]٤ 35. 1614تت. 011.وه ,جال811ل٦غآل٨ ٢٠
جون كالثن :اسس الذين المبئ ١٢٠٨
بشيء قط بمعزبة عنه ٠ومتا ال يمكن قبوله ،إدا ،هو خطًا بطرس لومبارد الذي — بًاسلوب المتعزم
-يجعل األسرار عتة البؤ والخالص اللذين هي مجرد أجزاء منهما ٢ ١.إدا فلنودع كز عئة يصؤرها
ذكاء اإلنسان ولنستمسك بهذه العئة وحدها .ومن ثم فإذ فاعلية األسرار بيننا ئقاس بمقدار إعانة
خدمتها أحيادا على تنشئة معرفتنا الحقيقية للمسيح وإرساخها وتنميتها؛ وأحيا دا أخرى على اقتنائه
بأكثر امتالء والتمثع بغناه .هذا يحدث عندما نقتبل ما يقت ،م لنا فيها بيقين حقيقي.
سوف تسأل :إذا هل يلغي األشرار بجحودهم ما رسمه الله؟ أجيب :إن ما قلته ال ينبغي أن
يفهم منه كما لوكانت قوة األسرار وحقيقتها تتوقف على حالة مرئ يتناولها أوعلى خياره .ألؤ ما
رسمه الله يبقى ثابائ ويحتفظ بطبيعته كما هي ،مهما تنوع البشر .فبما أن التقديم شيء ،والتناول
شيءآخر ،ال شيء يمنع الرمز الذي تقذسه كلمة الرب من أن يكون فعأل ما يدعى به ،وس أن يحافظ
على القؤة الكامنة فيه .ومع ذلك لن يجدي هذا إنسابا شريرا أو عديم التقوى .حل أوغسطينس
هذه المسألة حيذا في كلمات وجيزة :إذا تناولت جسدائ فإذ ما تتناوله ال ئبطل أن يكون روحيا،
ولكثه ليس كذلك بالنسبة إليك٢٢٠٠.
ومثلما بين أوغسطينس في النصوص التي تم ذكرها سابعا ذكرها ،أن ال قيمة لألسرار إذا
انفصلت عن الحق الذي تشير إليه ،يذتمرنا في موضعًاخر بأئه في ارتباطهما عينه ،يلزم علينا أن
ندرك الغرق بينهما لئأل ثشئمسك بشد؛ بالعالمة الناهرة .يقول :اأن نتمشك بالحرف ونأخذ
العالمات وكأئها الجوهر ذاته إتما هو دليل على ضعفب من يستعيد للعالمات ،ولذا أن ئغئز
ويبرز هنا نقيصتين مشينتين يلزم اجتنابهما: العالمات بهباء كهذا إدما يقود إلى ضالل مبين.
أوالهما هي أن نتقيل األسرار كما لوكانت اعطيت باطأل ،وأن نجعلها عديمة الثمر لنفوسنا بتدمير
معانيها الكامنة أو بإضعافها بواسطة ئعاذابنا لها .والنقيصة الثانية هي أن نحيل إليها فضل النعم
التي يجزلها علينا المسيح وحده ،وذلك عندما ال نرتقي بأذهاننا فوق العالمة المنظورة .أنا هذه
النعم المشار إليها ،فيمنحنا إياها المسيح بقؤة الروح القدس الذي يجعلنا شركاء فيه؛ وبمساعدة
العالمات الظاهرة التي تجذبنا إلى المسيح؛ ولكئها إذا عوجت فانصرفت إلى ادجاهآخر ،أفنيت
قيمتها-ياللعار-كلؤا.
إدا فليستتب هذا المبدأ :أن لألسرار الوظيفه عينها التي لكلمة الله :أن تقدم المسيح لنا وتبرزه
أمامنا ،وفيه تكون لنا كنوز النعمة السماوية .ولكئها ال تجدي شيائ وال تفيد ما لم لقبل باإليمان.
فهي كالزيت أو الخمر الجيدة أوأي شراب طيب ،يسيل وينساب فيختفي مهما تدئقت كمياته ما
لم ينفتح فاه اإلناء الذي يضب فيه؛ بل إذ اإلناء سوف يترشش من الخارج ويظل فارعا.
عالوة على ذلك ،يلزمنا أن نحترز لئأل ننجرف إلى خطإ مشابه من خالل ما كتبه األقدمون
بشيء من المغاالة لتعزيز كرامة األسرار .وهوأن نظن أن ثئة قوة خفيه الحقت باألسرار تضغي بها
من ذواتها نعم الروح القدس علينا ،كالخمر المقدمة في كأس؛ بينما الوظيفة المعطاة لها إلهيا هي
أن تشهد وتوثق لنا مشيئة الله الصالحة تجاهنا ،وأن ال فائدة أخرى لها ما لم يرافقها الروح القدس،
ألئه هو مرذ ،يفتح أذهاننا وقلوبنا ويؤلهلنا لقبول هذه الشهادة .وفي هذا أيصا تسطع إحسانات مميزة
ومتنوعة أخرى .فكما بيائ أعاله ٢٤ ،تكون األسرار بالنسبة إلينا كرسل بشارة مفرحة أو كضمانات
توثيق العقود التي تبرم بين الناس .إئها ال تسبغ نعائ من ذاتها بل تعلن لنا وتخبرنا (باعتبارها
ضمانات وعرابين) وتصادق على اإلحسانات المعطاة لنا من فيض أفضال الله .وهو الروح القدس
(الذي ال تسكبه األسرار على جميع بني البشر بل على ئن يشاء الرب أن يمنحه لشعبه هو) الذي
يأتي ومعه إحسانات الله فيعطي مكادا لألسرار بيننا ويجعلها تأتي بثمر.
ال ننكر أن الله نفسه حاضر في ما أسسه بقوة الروح القدس الحاتة فيه فعأل .ومع ذلك نعلن
أره — لكيال تكون ممارسة األسرار عقيمة وبال ثمر — ينبغي أن ئئعكر في النعمة الكامنة؛ في كونها
تتميز عن الخدمة الظاهرة ،وأن نتأثل فيهما على انفراد .على أساس ذلك ،ندرك أن الله ينفذ حعا
كل ما يعد به ممئأل في الدالئل والعالمات؛ كما أن العالمات ال تقئر عن أن تبرهن على أمانة
منشئها وصدقه .السؤال الوحيد هنا :هل يعمل الله بقوته الجوهرية (التي هي طبيعته) أو
يتنازل عن وظيفته للرموز الظاهرة؟ نحن نصر على أن أي أدواب يستعملها الله ال تسلب جزءا
من فعله األصلي.
وعندما دعتم هذه العقيدة — عقيدة األسرار [ -هكذا؛ ،فإذ فائدتها درئى على نحو صحيح،
ويبين استعمالها بشكل واضح ،وتعلن قيمتها بقدر عظيم ،ويستبقى أفضل اعتدال بين كل هذه
األشياء بحيث ال يبالغ في أي جانب منها ،كما ال ينتقص منها أي حق .وفي الوقت عينه يبطل
انظر أعأله :الكاب الرابع ،الفصل الثالث عشر ،الفقرات ه.٧- ٢٤
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٢١٠
االعتقاد الخاطئ الذي بفتف به عتة التبرير وقؤة الروح القدس في عناصر األسرار المادرة ،كما في
أوان أو وسائط ،فتبرز القؤة المحركة الرئيسة — التي تغافل عنها بعضهم ٢٥-بأكثر وضوح.
كما ينبغي أيشا أن نذكر هذا :أن الله هو لن ينجز داخليا ما يمقله الخادم ويشهد له ظاهرن
خشية أن يحول ما يحتفظ به الله لذاته إلى إنسان مائت .يحذر أوغسطينس بحكمته القائلة :اكيف
يتئم الله وموسى التقديسى؟ ليس موسى نيابة عن الله؛ بل موسى بواسطة األسرار المنظورة من
خالل خدمته ،والله بواسطة النعمة غير المنظورة من خالل الروح القدس .ثئة أيشا ثمر األسرار
المنظورة كته .ألله ماذا تكون الجدوى من هذه األسرار المرئية إذا افتقدت هذا التقديس ،تقديس
النعمة الآلمرئية؟أ٢٦
(االستخدام األوسع لتفظة في األحداث الكتابية ،وقطرها على أسرار الكنيسة العادية،
)٢٠—١٨
يشمل تعبير األسرار ا عموائ كما ناقشنا طبيعته ،سلائ وحتى اآلن ،جميع تلك الدالئل التي
أوصى الله البشر بها بغية أن يوكد لهم صدق وعوده ويونلد ثقتهم بها .فقد شاء أحياائ أن يقذمها
في أشياء طبيعية ،وفي أحيان أخرى بواسطة المعجزات.
هاك بعض أمثلة النوع األول .أحدها عندما أعطى الله آدم وحواء شجرة الحياة كضمان
للخلود ،فيطمئننا إلى الحياة ما أكال من ثمرها [تك ٩: ٢؛ ٢٢: ٣؛ .مث1آلخر :عندما نشر الله قوش
تزخ-لنوح وذريته تصديعا على ميثاق أقامه بأئه ال يهلك األرض بطوفان .لقد اعتبرآدم ونوح هاتين
العالمتين كأسرار .ليس أن الشجرة أتنت خلودا ال تستطيع أن تهبه لذاتها؛ أو أن القوس (وما هو
إآل انعكاس ألشعة الشمس على السحب قبالتها) يمكنه أن يمنع المياه؛ بل ألئه كانت قد حبرت
عليهما عالمة بكلمة الله فأصبحتا برهادا وختائ لمواعيده .والحقيقة هي أن الشجرة كانت قبأل
شجرة وكان القوس قوسا .ولكئهما لتا انطبعا بكلمة الله اكخذا هيئة جديدة فابتدآ يكونان ما لم
يكوناه من ذي قبل .وكيال يظن أحد أن هذه األشياء قيلت باطأل ،يظل قوس القزح اليوم شاهذا على
العهد الذي قطعه الله لنوح .فكتما ننظر إليه نقرأ ميثاق الله هذا فيه؛ أن األرض لن تهلك أبذا بواسطة
أي أولريخ زوينغلي ومارتن بوتسر؛ انظر أعأله الفقرات ه.٨- ٢٥
,ج8٤111آلجل٨٦ 071٠ انظر 34. 712(. :را) 111. 84 ٢٦
١٢١١ الكتاب الرابع -الفصل الرابع عشر
طوفان .لذلك إن سخر متفلسف من بساطة إيماننا ،فجادل بأن هذا التنوع من األلوان إثما ينتج من
انعكاس أشقة الشمس على سحب قبالتها ،فلنعترف بذلك ،ولكن لنضحك من غباوة عدم إدراكه
أن الله هو سيد الطبيعة وحاكمها ،وأن كز العناصر تخدم مجذه بحسب مشيئته .فإثه لو كان قد
مذ كهذه على الشمس والنجوم واألرض واألحجار ،لكانت جميعها أسرارا لنا .لماذا
براب* طخ
ال تتساوى الفضة الخام والعمالت الغضية في القيمة مع أئهما المعدن نفسه تماائ؟ أحدهما يوجد
في حالته الطبيعية؛ أتا اآلخر فمختوائ بعالمة رسمية ،يصبح عمله لها تقييم جديد .أال يستطيع الله
أن يسم بكلمته األشياء التي خلقها ،والتي سبق أن كانت عناصر عارية ،فتصبح أسرارا؟
هاك أمثاأل من النوع الثاني :عندما أضاء الله إلبر اهيم مصباحا في فور نار داخن
[تك ه]١٧:١؛ وعندما وعد جدعون بالنصر ،بز جزة الصوف بالطز في حين كان في األرض
جفاف ،ثم بز األرض كتها بالطز وأحدك في الجزة جفاائ [قض ]٣٨-٣٧ : ٦؛ وعندما رجع
الظز عشر درجات على المزولة [الساعة الشمسية؛ كعالمة لحزقيا توبد له شفاءه وأماثه [من يد
ملك أشور] [٢مل ١١-٩:٢٠؛ اش .]٧٠٠٣٨فلائ كانت هذه األشياء قد وعلت لتدعم إيمانهم
الضعيف وتوطده ،باتت أيصا أسرارا مقدسة.
ولكئ غرضنا اآلن — على وجه التحديد — أن نناقش تلك األسرار التي شاء الرب أن تمارس
اعتيادا في الكنيسة ،كيما تغذي عباده وخدامه في اإليمان وفي االعتراف بإيمان واحد .هنا
نقتبس كلمات أوغسطينس :ال يمكن صهر البشر مائ في دين واحد بًاي اسم ،سواء أكان ديائ
صحيحا أم زائغا ،ما لم تجمعهم شركة عالماب أو أسرار مرئية ٢٧ .فلقا سبق أبونا األرحم أن رأى
هذا االحتياج ،رسم منذ البدء ممارسات تقوية لعباده .ثم جاء الشيطان بعد ذلك فحط من قدرها
بتحويلها إلى أفعال خرافية للعبادة ،فأفسدها بسبل متعددة .من ثم نشأت عمليات إدخال األمميين
في ممارساتهم السرية ،وشعائر أخرى منحتة؛ وهذا ،على الرغم من كونه مغعائ بالخطأ وسالن
الخرافة ،يبرهن على احتياج البشر إلى دالئل ظاهرة العتناقهم الذين .ولكن إذ لم تكن هذه متأصلة
في كلمة الله ،وال تشير إلى ذلك الذي ينبغي أن تبرزه جميع العالمات ،فهي ال تستحق االستذكار
حيثما دنكر الرموز المقدسة التي رسمها الله من دون أن تنحرف عن غرضها األساسي كإعانات
على التقوى الحقيقية.
كما أثها — فوق ذلك — تكمن في طقوس وشعائر ،وليس في عالمات بسيطة كالشجر وقوس
القزح .وبمعنى آخر (إذ شئت) ،العالمات المعنية هنا معطاة بمثابة ممارسات .ولكئها ،كما سبق
أن قلنا أءاله ٢٨،شهادات للنعمة وللخالص من الرب؛ فهي من جانبنا عالمات اإلقرار الذي نعان
به جهارا — كما بعشم — والءنا لله ،والتزامنا األمين به .لقد دعاها يوحنا الذهبى الغم عهودا ير؛ ول
بها الله ذاته بنا ،ونحن بدورنا نعاهده بالطهارة وقداسة العيش؛٢٩وهذا يتوسط عقد متبادل بين الله
وبيننا .ألئه كما يعد الله في هذه العالمات بأن يلغي ويمحو أي ذنب أو عقوبة وقعا علينا من جؤاء
تعذينا ،ويصالحنا لنفسه في ابنه الوحيد ،فهكذا نحن بذورنا دوق أنفسنا به بهذا اإلقرار ،بأن نسعى
في سبيل البر والتقوى .من ثم يمكنك القول -عن حق -إذ هذه األسرار إثما هي شعائر
يشاء بها الله أن يدرب شعبه أؤأل على تعزيز اإليمان وإنهاضه وإرساخه في الباطن؛ ثم على الشهادة
له قذام الناس.
تنوعت األسرار نفسها ،يتطور الزمن ،بحسب التدبير اإللهي الذي شاء الرب أن يعلن به ذاته
للبشر بأنواع وطرق كثيرة .فأمر بالختان إلبراهيم ولنسله [تك .]١٠:١٧وإليه أضيفت القرابين
والذبائح والغرائض [ال ]١ ٠-١ :من ناموس موسى .كانت تلك أسرازا لليهود حتى مجيء
المسيح .ولما بغداء هذه عند مجيئه ،أقيم سران تستعملهما الكنيسة اليوم .المعمودية والعشاء
الربانى [مت ١٩: ٢٨؛ .]٢٨-٢٦ : ٢٦إئني أتحذث عن تلك التي تأسست الستعمال الكنيسة
كلها .بيد أثني ال أعترض على تسمية وضع األيدي الذي يفزز به الخذام لممارسة وظيفتهم سرا
مقدسا ،ولكتني ال ادرجه تحت عنوان األسرار االعتيادية .ألمنا عن الموضع الذي كدزج فيه بقية ما
يعتبر أسرارا على نحو شائع ،فسوف نراه عن قربب٣٠ .
كانت األسرار القديمة ترنو إلى الهدف نفسه الذي تهجه إليه أسرارنا اليوم :وهو أن توحه
الناس ،بل تكاد تقودهم باليد إلى المسيح ،أو باألحرى ،باعتبارها صورا تمثله وتبينه لكي يعرف
بها .لقد علمناآذعا ٣١أثها أختام يصادق بها الله على مواعيده .وعالوة على ذلك ،إثه واضح كزى
الوضوح أن موعدا لم يوهب للناس إآل في المسيح [ ٢كو ٠]٢٠:١ولذا ،كيما تعلمنا عن أي موعد
من مواعيد الله ،يلزمها أن تبرز المسيح .وهذا يوافق ذلك النموذج السماوي ،نموذج الخيمة
ونموذج العيادة تحت الناموس الذي ؤضع أمام موسى على الجبل[خر٤٠،٩:٢٩؛.]٣٠:٢٦
ثنة فرق واحد فقط :هو أن النمونح األول كان يؤذن بحلول المسيح الموعود به فيما كان ينتظر
بعل؛ واألخير يشهد له كمن أعطي وأعلن.
(أسرار العهد القديم ذات صلة وثيقة بأسرار العهد الجديد في أتها كانت تؤذن باستعالن
المسيحاستعالتاكامأل)٢٦-٢١ ،
ستتوصح هذه جميعها على نحو أوفر عندما يشرح كز منها على حدة.
أي كان الختان بالنسبة إلى اليهود الرمز الذي انذروا به ،أن كز ما ينبثق من نسل اإلنسان
الطبيعة البشرية بأكملها -فاسد وفي حاجة إلى تشذيب .وفضأل عن ذلك ،كان الختان تدنرة
لتثبيتهم في الوعد المعطى إلبراهيم لبركة نسله الذي كانت ستتبارك فيه جميع أمم األرضى
[تاث ،)١٨: ٢٢والذي كانت جميع األمم أيصا تنتظر منه بركها .كان ذلك النسل الذي يختص
(كما تعتمنا من بولس) هو المسيح (غل ١٦:٣؛ ،الذي به وحده وثق بنو البشر بأئهم كانوا
سيستعيدون ما فقدوه فيآدم .ولذا كان الختان بالنسبة إليهم ما كان إلبراهيم ،كما في تعليم بولسى،
أي عالمة بر اإليمان [رو ١١: ٤؛؛ أي الختم الذي بواسطته يتاكد لهم بأكثر اطمئنان أن إيمانهم
الذي انتظروا به النسل يحسب لهم برا لدى الله .وسوف نتابع الحديث في موضع أنسب بمقارنة
أكمل بين الختان والمعمودية٣٢ .
فالمعموديات والتطهيرات تكشف لهم عدم طهارتهم ،بل عفنهم وتلؤثهم الذي كانوا قد
تنجسوا به في طبيعتهم هم؛ أتا هذه الفرائض فوعدتهم بنوعآخر من التطهير يزال به ويفشل عنهم
كز وسخهم [عب ١٤ ، ١٠ : ٩؛ .وكان المسيح هذا التطرير .ونحن— مغسولين بدمه -تحضر
هذه الطهارة أمام عيني الله ليفعلي بها كل نجاساتنا.
كذلك الذبائح أيقظت وعيهم ليدركوا عدم برهم ،وعتمتهم ،في الوقت عينه ،أن كعارة ما
كان ال بذ من صنعها لمراضاة عدالة الله .كما عتمتهم أيصا أته ينبغي أن يكون هنالك رئيش كهنه
وسيثا بين الله والناس ،ليصنعكائرة يسفك الدم و بتقديم ذبيحة تكفي لمغغرة الخطايا .كان رئيس
الكهنة هذا هو المسيح [شب ١٤ : ٤؛ ه :ه؛ ١١ : ٩؛؛ فقد سكب دمه؛ وكان هو عينه الذبيحة
الكائرية؛ لقد قذم ذاته ،مطيائ اآلب حتى الموت [في .]٨:٢وبإطاعته محا عصيان اإلنسان
[رو ه )١ ٩:الذي كان قد أوقد غضب الله.
أثا عن أسرارنا نحن ،فارها كآما أظهرت لنا المسيح على نحو أكمل ،قدمته لنا بشكلي أوضح
منذ أن كان اآلب قد أعلنه كما كان موعودا به .المعمودية تشهد لنا بأرنا قد عسلنا وتطؤرنا؛ ومائدة
الشكر تعلن لنا أئنا قد افئدينا .بالماء يتمثل القسل؛ وبالدم تتمقل الكفارة .وكالهما يوجدان في
المسيح الذي ...كما يقول يوحنا أتى بماء ودم [١بو ه]٨:؛ أي ليغسل وليغدي .وروح الله
أيصا يشهد لذلك ،حعا ،أن 0االين يشهدون ...هم ئآلئة :الروخ ،واناء ،زالئم٠ا [ ١يو ه .]٦:في
الماء والدم لنا شهادة التطهير والغداء .أائ الروح ،وهو الشاهد األول ،فيثبت لنا هذه الشهادة .وقد
سيلزمنا أن نناقش هذا بأكثر توسع .ال ريب في أن نعمة الروح تعلن ذاتها أيصا بصورة أوفر
هنا ،إن كنت لتقارن زماائ بآخر .فإذ هذا يتعتق بمجد ملكوت المسيح ،كما نستنبط من العديد
من النصوص ،وخصوصا من األصحاح السابع من بشارة يوحنا [يو ٣٩-٣٨ ، ٩-٨ : ٧؛ .وبهذا
المعنى ينبغي أن نفهم قول بولس :تحت الناموس كانت ظالل؛ أتا الجسد فللمسيح [كو . ] ١٧: ٢
لم يعب بذلك أن يجرد شهادالش النعمة من فاعليتها ،والتي شاء الله فيها منذ زمن بعيد أن يبرهن
على ذاته صادائ لدى اآلباء ،كما يبرهن على ذاته لنا في المعمودية والعشاء المقدس .ولكته
قصد ،بالمقارنة ،أن يعثم ما قد وهب لنا ،كيال يظته أحد أمرا غريبا أن طقوس الناموس أبطلت
بمجيء المسيح.
.ئ ;٧.8; ^.2 )11 35. 1513, 1953ت ٢5 608^1س ٠ههسد انظر٧11. 101, 4343(; : ٣٣
11. 174; ٧. 24,دألتم٢.خ ;8. 40. 10; 126. 7; 138. 2 )11 36. 461; 37. 1672, 1785؟
38. 55(.ا) 192(; $€1718 ٧. 3
١٢١٥ الكتاب الرابع-الغصل الرابع عشر
ال بد أن نرفض كلائ العقيدة التي يعلم بها المدرسيون (والتي نمر بها مرور الكرام) والتي
تضخم الغرق بين أسرار الناموس القديم والجديد ،كما لو كان األول بلتح إلى نعمة الله فقط،
فيما يقذمها األخير كحقيقة واقعة ٣٤ .في الحقيقة يتحدث الرسول بالوضوح نفسه عن كليهما
عندما يعثم بأن اآلباء أكلوا الطعام الروحي ذاته الذي أكلناه نحن ،ثم يشرح أن ذلك الطعام كان
المسيح [ ١كو . ]٣ : ١٠من كان يجرؤ على أن يعتبرها عالمه خالية المعنى ،ما أعلنته شركة المسيح
الحقيقية لليهود؟ كما كانت طبيعة الحالة التي يتعامل معها بولس تؤبد موقفنا بكز وضوح .فبكى
ال يتجاسر أي إنسان على أن يزدري دينونة الله باعتماده على معرفة عميقة للمسيح ،أو على عنوان
المسيحية من دون حقيقتها أوعلى رموزها الظاهرة ،يستعرض بولس أمثلة للقصاص اإللهي الذي
كان ليقع على اليهود ،حتى ينبهنا إلى أن العقوبات نفسها التي باتوا يعانون منها يمكنها أن تهددنا
نحن إذا سئمنا نفوسنا للشرور نفسها التي اكتنغتهم .واآلن كي تجوز المقارنة ،احتاج (بولس)
إلى أن بري أئه ال يوجد عدم تساو بيننا وبينهم في تلك الئعم التي تنعنا من أن نتفاخر بها زيغا .لذا
يجعلنا متساوين معهم في األسرار؛ وال يترن لنا حبرا للتمئز عليهم يسمح للنفوس بأن تطمع في
الهروب من العقاب .كما ال يحز لنا أن نعزوإلى معموديتنا أكثر متا يعزو -في موضعآخر — إلى
الختان عندما يدعوه ختائ لبز اإليمان [رو . ] ١١ : ٤لذلك نال اليهود األقدمون كز ما تكشف عنه
لنا األسرار اليوم؛ أي المسيح بما فيه من كنوز روحية .لقد شعروا بالقوة ذاتها في أسرارهم كما
نشعر نحن في أسرارنا؛ كانت تلك أختاائ للمشيئة اإللهية الصالحة نحوهم ،تتطثع إلى الخالص
األبدي .لو كان خصومنا ئفشرين قديرين للرسالة إلى العبرانيين ،لم يمسوا هكذا في ضالل.
ولكئهم عندما يقرأون هنالك أن الخطايا لم بكعر عنها بطقوس الناموس ،وأده حعا لم تكن الظالل
ذات أهمية للتبرير [عب ،]١ : ١ ٠متناسين المقارنة التي نوقشت هنالك ومتمشكين بهذه النقطة
وحدها — أن الناموس في حذ ذاته غير قادر أن يفيد حافظيه -يفترضون ببساطة أن الطقوس كانت
مجرد صور خالية من محتوى الحق .ولكئ الرسول يقصد أن يختزل الناموس الطقسى إلى ال شى ء
إلى حين مجيء المسيح الذي ترتكز عليه فاعليته بأسرها.
1,غل3ألالل0ل 38,ع1ال1٧. 1. 1 )^۶٤ 192. 839(; ٨٩ انظر ،على سبيل المثال0 111. :
.أ ا ٣٤
.ة1x11.6; 1112 .01 .0
جون كالثن :أسس الذين السبحئ ١٢١٦
يقتبس المعارضون ما يقرأون عند .رولس عن الختان الذي في الغاجثم [رو ]٢٨: ٢أن ليس
له مكان عند الله ،وال يضفي شيائ ،وأته فارغ .فإذ هذه العبارات تخفض قدره كثيرا عن المعمودية
[انظر رو:٢ه٢٩-٢؛غله٦:؛:٦ه١؛١كو.]١٩:٧أقول:ال،ءلىاإلطالق!ألئه يجوز أن
يقال الشيء عينه عن المعمودية .وقد قيل فعأل على فم بولس أؤأل ،عندما ئظهر أن الله ال يكترث
أبذا للفسل الخارجي الذي ندخل به رحاب اإليمان [قارن ١كو : ١ ٠ه] ،ما لم يكن القلب يتطؤر
في الخفاء ويمضي على نهج النقاء إلى المنتهى .ثم أعاد بطرس القول عندما شهد بأن الحق الكامن
في المعمودية ال يرتكز على الفسل الظاهر ،بل على شهادة الضمير النقي [ .١ط .]٢١ :٣
يقولون :ولكن بولس يبدو — في موضع آخر — وكأئه يزدري الختان المصنوع باأليدي
عندما يقارنه بختان المسيح [كو .]١٢ — ١١ :٢أجيب :إذ كرامة الختان ال دنتقعس .دأى حال في
هذا النص ،إذ فيه يجادل بولس — بشنة — من يصرون على ضرورتته فيما قد أببل .لذا فإئه دخن
المؤمنين على أن يهجروا الظالل العتيقة وأن يصمدوا في الحق .يقول (بولس) إذ هؤالء المعتمين
يلخون على أن دخضعوا أجسادكم للختان .ولكئكم قد احبتم روحائ في كذ من الروح والجسد.
وبذلك صارت لكم رؤية للحقيقة تسمو في وضوحها على الظالل .قد يعترض أحدهم قائأل بأته ال
ينبغي أن يزدري الناس الصورة إذا نالوا الحقيقة عينها ،حيث إذ اآلباء أنفسهم أيصا كانوا قد مارسوا
طرح اإلنسان العتيق ،وهذا األمر يتكتم عنه بولس في ذلك النص؛ ومع ذلك لم يكن الختان بالنسبة
إليهم أمرا سطحيا .ولكن بولسى يبادر فيحبط هذا االعتراضى عندما يضيف توا أن الكولوسيين قد
دفنوا هع المسيح بالمعمودية [كو ١٢٠٢؛ .بهذا يعني أن المعمودية بالنسبة إلى المسيحي اليوم هي
ما كانه الختان بالنسبة إلى األقدمين ،ولهذا ال يجوز للختان أن يفرض على المسيحيين من دون
الحذ من قدر المعمودية.
أثا ما يلي — وقد أشرنا إليه منذ قليله —٣فهو (ما يقولون إته) األصعب حأل( :وهو) أن
جميع الطقوس اليهودية كانت رموزا — أو صورا — ألمور عتيدة ،وأن الجسد هو في المسيح [كو
١٧: ٢؛ .أصعب الكن في الواقع هو ما تناقشه أصحاحات عديدة من الرسالة إلى العبرانيين؛ أن دم
.الحيواذات لم يكن على صلة بالضمائر [عب ١٢:٩وما يليه؛؛ وأة الناموس احتوى ظال للبركة
اسدة ،ال على صورة حقيقية لألشياء عينها [ءب-٤ :٨ه؛ ١ : ١٠؛؛ وأة العابدين لم ينالوا أي
كماني من الطقوس الموسوية [عب ١٩:٧؛٩:٩؛]١:١٠؛ وما شابه ذلك .أعيد ما سبق أن ألمث
؛ليه؛ أة بولس ال يجعل الطقوس ظالأل بسبب خلوها من الحقيقة ،بل ألة إكمالها — أو تحقيقها
— بات معتقا ،إن جاز القول ،حتى ظهور المسيح .ثم أقول إئه ينبغي أن بفهم ذلك ،ال من حيث
لجاعتها بل بالحري كأسلوب للتعبير عن المراد .ألده إلى أن أعلن المسيح في الجسد ،باتت جميع
الالمات (كظالل أمامية) دلع إلى قرب حدوثه كما لو كان غائبا ،مهما كان يجعل حضور قوته
وحضور شخصه محسوسا في وجدان المؤمنين .أثا ما يجب مالحظته على وجه التدقيق ،فهو
أق بولس في جميع هذه النصوص ال يتحذث ببساطة بل على سبيل الجدل .فإذ كان على خالب
هع رسل كذبة ينادون بأة الطقوس — بغض النظر عن المسيح -هي السبيل األوحد إلى التقوى،
جادلهم بمجرد ما كان للطقوس من قيمة في حذ ذاتها .وعلى نفس المنوال ،سعى كاتب الرسالة
إلى العبرانيين إلى الهدف نفسه.
بل دعونا نتذر أة النقاش هنا ال يتعلق بالطقوس بمعناها الحقيقي والطبيعي ،بل بكونها
مشوهة بتغسير خاطئ وثلكو؛ وال بما لها من استعمال صحيح ومشروع ،بل بكونها تطبق على
أساس الخرافة وسوء االستعنال .ما العجب إدا ،إن اخليت الطقوس من فاعليتها جميعا ،بمعزل
عن المسيح؟ ألئه إذ أزيل المشار إليه ،تجردت اإلشارات من كز ما تمتلكه من معنى .لذلك عندما
واجه المسيح أولئك الذين لم يعتبروا المئ سوى طعام للمعدة ،كيف حديثه لمستوى مفهومهم
الغذ وقال إته — وهو من يغذي النفوس برجاء الحياة األبدية -يقذم طعاائ أفضل [يو . ]٢٧: ٦
على أئك إن طالبت بجواب أوضح على االعتراضات ،يرسو األمر برئته على هذا :أوأل ،إن
أيهة الطقوس التي ازدان بها ناموس موسى سريعة الزوال وال قيمة لها ما لم تهجه نحو المسيح؛
ثانيا ،كانت الطقوس كتها ترنو إلى المسيح بحيث اكملت عند ظهوره العتيد في الجسد؛ وأخيرا،
بات الئثا أن تنسخ الطقوس وكبكل بمجيئه ،تماائ كما تضمحز الظالل في زنح لمعان نور
الشمس .ولكني إذ أرجئ النقاش األوسع لهذا الموضوع إلى المكان الذي خئطت أن أقارن فيه
بين المعمودية والختان ٣٦،أكتفي اآلن بمجرد التعريج عليه باأليجاز.
ربما خدغث هؤالء السفسطائيين التعساة تلك المخاالة في مديح األسرار التي تفئى بها
الكائب األقدمون حول عالماتنا .من مثال ذلك التبجيل قول أوغسطينس :لقد وعذن أسر ر
الناموس العتيق بالمختص؛ أتا أسرارنا فتهب الخالص .وإذ أخفقوا في مالحظة المبالغة في هذه
الصور البالغية ،نشروا أيثدا عقائدهم المبالغ فيها ،ولكن بمعاؤ تختلف كز االختالف عتا عبرت
عنه كتابات القدماء .فقد قصد أوغسطينس أن يقول ما عبر عنه فقط في موضع1خر هكذا٠ :اأذذزت
وردا على فاوستوس قال :اكانت أسرار الناموس الموسوي بالمسيح ،أتا أسرارنا فتخبر به.
أسرارهم وعودا بأشياء تتم فيما بعد؛ أتا أسرارنا فإشارات ألشياء انحزت فعأل ٣٨ .فكما لو كان
يقول :اكانت تلك ترمز إليه فيما كان ال يزال تخطرا؛ أتا أسرارنا هذه فيظهر حاضرا تن حدث فعأل
مجيئه .ثم إره يتحدث عن أسلوب التعبير ،كما ينكر في موضعآخر في هذه الكلمات :احتوى
الناموس واألنبياء على مؤسرات ألمور عتيدة؛ أتا أسرار زماننًا الحاضر فتشهد بأن ما نادى به
الماضي كحدب عتيد قد تحعق بالفعل ٣٩ .كما اره يشرح المحتوى نفسه وكذا فاعلبة حدوثه في
مواضع شتى ،مثل قوله بأن األسرار التي كانت عند اليهود اختلفت في إشارتها ،ولكئها تساوت
فيما كانت دشير إليه؛ اختلفت في مظهرها المنظور ،واستوت في قوتها الروحية .وكذلك :في
تختلف العالمات ،ثتة األيمان نفسه؛ إده هو نفسه بإشارات مختلفة كما هو بكلمات مختلفة؛
فأصوات الكلمات تتغبر من وقب ًالىآخر؛ وما الكلمات سوى إشارات .لقد شرب اآلباء الشراب
الروحي نفسه ،ولكن ليس الشرات المادي نفسه كشرابنا .لذا انظر كيف يظز اإليمان فيما تتغبر
العالمات .كان المسيح لهم الصخر؛ ن ١كو * )٤:١؛ لنا المسيح هو ما يوضع على المذبح .لقد
شربوا ،كما بسر عظيم ،ماء نابائ من صخرة؛ ويعرف المؤمنون ما نشربه نحن .إذ أنت تنظر إلى
المظهر المرئي ،تراهم يشربون شيائ مختلعا؛ أتا إذا نظرت داخلبا إلى الئشار إليه ،تراهم شربوا
الشراب الروحي نفسه .ا ٤وفي نعسآخر يقول :افي السر كان لهم المأكل والمشرب اللذان لنا؛
ولكن في المحتوى وليس في المظهر .ألن المسيح بذاته الذي تمثل لهم في الصخرة ،هو تن اعلن
لذافيالجسد.اا٤١
ومع ذلك فإئنا من هذا الجانب نقز ببعض االختالف .فاالثنان يشهدان أن نعمة الله األبوية
وإحسانادت الروح القدس مقدمة لنا في المسيح ،أثا لنا فهي أكثر وضوحا وأكثر لمعادا .في كليهما
يتجلى المسيح ،ال بل بالنسبة إلينا يظهر المسيح في كامل غناه وفي أثم كماله ،وفعا لذلك الغرق
بين العهدين القديم والجديد ،والذي ناقشناه أعاله .وهذا بعينه هو ما قصده أوغسطينس (الذي
نقتبسه مكررا باعتباره أفضل شهود العصور القديمة وأكثرهم مصداقية) بتعليمه أده عندما أعلن
المسيح اسست األصرار ،أقز عددا ،أعظم جالأل في الداللة ،أكثر تغوثا في القؤة٤٢.
كما يحسن أن يخبر قزاؤنا هذا أيشا :أن كز ما ابتدعه السفسطائيون عن العمل الفاعل
(اسم )0^118 0ليس خطًا فقط ،بل مناقص لطبيعة األسرار التي رسمها الله بحيث يأتي المؤمنون
إليها ،بائسين ومجردين من متاع وممتلكاب ،بال شي؛ سوى االستجداء .من هذا يلزم حتائ أن
المؤمنين في تقتلهم األسرار ،ال رفعلون شيائ يستحق المديح ،وأثه حتى في تقتلهم هذا يستجيبون
لبعل لم ينسوئه هم ،وال يجوز أن ئعزى إليهم كما لو كان عمأل يؤدونه هم أو يبادرون به.
المعمودية
(المعمودية عالمة غفراننا ،ومشاركتنا في موت المسيح وقيامته ،وكذلك آيضا في بركاته،
.١معنى المعمودية
المعمودية هي عالمة الدخول الذي نلنا به قبوأل في مجتمع الكنيسة كيما ئحسب بين أوالد
الله بتطعيمنا في المسيح .فقد ولببت المعمودية لنا من الله لتحقيق هاتين الفايتين (التي عنمك
بانطباقهما المشترك على جميع األسرار) :أوأل ،لتشهد إليماننا أمامه؛ وثانيا ،لتشهد العترافنا
أهام الناس .سوف نعالج بالترتيب أسباب كز من جانبى تأسيسها .تجلب المعمودية إليماننا ثالثة
عناصر تستوجب تعاملنا معها كأل على حدة .أؤل هذه العناصر التي يبسطها الرب لنا ،هو أة
المعمودية ينبغي أن تكون عالمه وبرهاائ على تطهيرنا؛ أو (بشرح أفضل لما أعنيه) إتها كوثيقة
مختومة لتوكد لنا أن كز خطايانا قد ابطلت ،وعفرت ،واتحت بحيث ال تأتي إطالبا أمام
نظره ،وال يستعاد ذكرها ،كما ال دحسب عليا .ألئه يشاء أن يتعئد كز من يؤمن لمغغرة الخطايا
[مت١٩:٢٨؛اع.]٣٨:٢
لذا ،فإذ ض اعتبروا المعمودية مجرد رمز وعالمة نعترف بهما بإيمانا أمام الناس ،على مثال
الجنود الذين يحملون على صدورهم شارات قائدهم كعالمة لتأدية العشم ،لم يلحظوا الغاية
الرئيسة للمعمودية ،وهي الحصول على هذا الوعد الذي تحمله معها :من آمرة واغلقن حلعلى
[مر١٦ذ.]١٦
١٢٢١ الكتاب الرابع -الفصل الخامس عشر
بهذا المعنى نفهم ما كتبه بولس :أن الكنيسة قذسها المسيح ،العريس ،مطهزا إراخا بعشل
القا؛ بالكلتة[ ,,اف ه ،٢٦:بتصرف؛ .وفي نعسآخر1 :اتل رئثئئى زلحمته ظضتا بعشل
العذس [تي :٣ه]؛ وما كتبه بطرس عن خالصنا ...بالمعمودية
* الميالد الغادي ؤدجديب الروح
[.١ط.]٢١:٣
فلم يقصد بولس أن يقول إذ تطهيرنا وخالصنا يتغان بواسطة الماء ،أوأن الماء يحتوي في ذاته
قوة التطهير والتجديد والميالد الثاني؛ أو أن ثمة عثة الخالص ،بل إئنا في هذا السر فقط نحصل
على معرفة هذه العطايا والتاكد منها .فالكلمات نفسها توصح ذلك بما يكفي .ألن بولس يربط
معا كلمة الحياة بمعمودية الماء ،كما لو قال :القد جاءتنا رسالة تطهيرنا وتقديسنا بواسطة بشارة
اإلنجيل؛ وقد وئقت هذه الرسالة بخاتم المعمودية .ويضيف بطرس توا أن هذه المعمودية ليست
إزالة للوسخ عن الجسد ،بل تطهير لضمير صالح أمام الله [ . ١ط ،]٢١ :٣وذلك من اإليمان .في
الحقيقة ،ال ئعذنا المعمودية بأي تطهيرآخر عدا رش دم المسيح الذي يمثله الماء من حيث تشابه
التطهير والفسل .من إدا يمكنه أن يقول إتنا تطهرنا بهذا الماء الذي يشهد بالتأكيد أن دم المسيح
هو غاسلنا الحقيقي الوحيد؟ وهكذا إذ أصمن حجة لنقض خداع الذات الذي به يدفع ئن يعزون
كز شيء إلى قوة الماء ،تكمن في معنى المعمودية نفسها ،والذي يجذبنا بعيدا ليس عن العنصر
الظاهر والمرئي فقط لعيوننا ،بل من مختلف الوسائط األخرى ،كيما نست أذهاننا على المسيح.
إلئه من الخطأ أن نعتقد أن المعمودية ؤهبت لنا ألجل الماضي فقط ،بحيث يلزمنا أن نسعى
لوجود أسرار أخرى للتكفير عن ذنوب نقترفها مجذدا بعد المعمودية ،كما لو كانت فاعلية
المعمودية السابقة قد نفدت .باك هذا الخطأ مسيطزا على فكر البعض في آونة مبكرة ،بحيث
دفعهم إلى رفض الدخول في رحاب جماعة المؤمنين بواسطة المعمودية ،ما لم يجدوا ذواتهم
على حالة خطر لفظ أنفاسهم األخيرة ،كي يحصلوا على المفغرة لحياتهم بأكملها .لقد نذد
األساقفة األقدمون بشدة — ومكررا — في كتاباتهم بهذا الحذر المنافي لكز ما تعنيه المعمودية.
أتا نحن فلئتدكر ونتاكد أته مهما كان زمن عمادنا ،فإئنا مغسولون ومطهرون مزة ومدى الحياة.
لذلك كثما زلت أقدامنا ينبغي أن نستعيد ذاكرة معموديتنا ،وأن نحطن عقولنا بها كي نظل دائكا
جون كالثن :أسس الذين السبحي ١٢٢٢
على يقين وثقة بمغغرة خطايانا .ألئه على الرغم من أة معموديتنا حدثت مزة واحدة فتظهر كأتها
قد عبرت إلى غياهب الماضي ،فهي لم كمخ بفعل الذنوب الالحقة .إة نقاوة المسيح قد منخى
لنا فيها؛ ونقاوته تزدهر وتسطع أبذا؛ وال يشوبها عيب وال عصن ،بل تطؤرنا دائائ من كز براثن
نجاستنا ،وتدفنها إلى األبد.
ولكئه على الرغم من ذلك ،يلزمنا أن نحرصر فال نستبيح ألنفسنا أن نخطئ في المستقبل ،إذ
ال يعتمنا هذا أن نتجاسر هكذا .بل نعطي هذا التعليم للخطاة فقط الذين يئوئن من جزاء إعيائهم
تحك أثقال خطاياهم ،كي يجدوا عزاة ينهض بهم وعوائ يحول ببنهم وبين الهبوط إلى هؤة البلبلة
واليأس .هكذا يتكتم بولس ... :يسوغ التميح ،الذي ودمه الله كعازه ...مر ،احل الظثح غن
الشابثة [رو -٢٤ :٣ه ٢؛ .ال ينكر بولس بهذا أئنا نحصل في المسيح على صفح مستمر
؟* الحكاائ
وبال انقطاع للخطايا حتى إلى الموت؛ بل يقول إته (أي المسيح) قد اعطي من االبًا للخطاة
البؤساء فقط الذين يستغيثون بالطبيب بسبب جروح ضمائرهم الموسومة بنار الذنوب .ألولئك
دقدم رحمة الله .أتا تن يعولون على الحصانة من العقاب ،فهؤالء يتعقبون أي فرصه أو رخصة
للخطأ ،وبذا ال يستفزون سوى غضب الله ودينونته.
ثقة أيشا معتقد شائع آخر ،أعرفه عن قرب ،يقول بأئنا نحصل على مفغرة الخطايا بعد
المعمودية نتيجة للتوبة وبفضل المفاتيح ،أتا تلك المفغرة فكانت قد وهبت لنا في تجديدنا األول
بفضل المعمودية وحدها .أتا غن يخترعون هذا الفكر فيخطوئن ،إذ ال يدركون أة قوة المفاتيح
التي يتحدثون عنها تعتمد على المعمودية بحيث يستحيل أن تنفصل عنها .إة الخاطئ ينال المفغرة
بواسطة خدمة الكنيسة ،أي ليس من دون الوعظ باألنجيل .ولكن ما هي طبيعة هذا الوعظ؟ هي أتنا
وطهرنا من خطايانا بواسطة دم المسيح .وما هي عالمة ذلك التطهير وشهادته سوى المعمودية؟
لذلك نرى أة إعالن المفغرة ذو صلة بالمعمودية.
أفسح هذا الفكر المخطئ المجال العتماد سر وهمي زائف؛ سر التوبة التكفيري .لقد أشرلك
إلى ذلك سالعا ١ ،وسأتابع النقاش حول هذا الموضوع في موضعه المناسب ٢ .ولكن ال عجب
أن البشر ،بسبب طبيعتهم البدائية ،تعتقوا بولع باألشياء الظاهرة ،فكشفوا أيصا عن هذا الخطأ
بابتداعهم سبأل جديدة يستعينون بها ،بدأل من قبول تعليم -الله النقي! كما لو لم تكن المعمودية
ذاتها هي سز العمل الكثاري المقدس ذاته! فإذا كان عمل المسيح الكثاري قد منح لنا مدى
الحياة ،فكذا لزم أيشا أن دمنح لنا قوة المعمودية إلى تلك الحدود عينها .ال شاك إدا في أن جميع
المؤمنين يستطيعون أن ينكروا أنفسهم بمعموديتهم كتما أربكهم اإلحساس بخطئهم ،ومدى
حياتهم ،كي يظلوا ثابتين في طمأنينة ديمومة تطهيرهم المتواصل الذي لنا في دم المسيح.
كما أن المعمودية تجلب لنا أيصا فائدة أخرى ،إذ تبين لنا إماتتنا في المسيح وحياتنا الجديدة
فيه .حعا (كما يقول الرسول) إتنا اااءتكذرا لمؤته و دفنا مفه بالمغمودية للمؤت( ... ،لكي)
سلللى ...ني جدة الختاهاا [رو ,]٤-٣ :٦بهذه الكلمات ،يحقنا على أن نتبع المسيح كما لو
كان قد قال إذ المعمودية تدفعنا إلى أن نموت عن شهواتنا على مثال موت المسيح ،وأن ننهض
إلى عمل البر على مثال قيامته .ليس هذا فحسب ،بل إده يدرك شيائ أسمى جدا ،وهو أن المسيح
بواسطة المعمودية يجعلنا شركاة في موته بحيث نصير متحدين معه [رو : ٦ه] .فكما أن الغصن
شخن غذاءه من الجذر الذي يطعم فيه ،هكذا أيصا من يعتمدون بإيمان صحيح إذ يشعرون بأثر
فعل موت المسيح في إماتة أجسادهم ،وفي الوقت نفسه يشعرون بفعل قيامتهم في إحياء الروح
[رو .]٨: ٦يتخن بولس من ذلك فرصة للنصح :إن كتا (في الحقيقة) مسيحيين ،ينبغي أن نموت
عن الخطية وأن نحيا للبز [رو .]١١:٦ويكرر هذا النقاش في موضعآخر :إتنا غبتا بخلع اإلنسان
العتيق بعد أن دفنا مع المسيح في المعمودية [كو ١٢-١١ :٢؛ .وبهذا المعنى ،دعا (تلك
العملية) عسل الميالد الثاني والتجديد [تي :٣ه] ،كما أشرث قبأل ٣.هكذا ودنا أوأل بالعفو
المجاني من الخطايا وباكتسالب البر الذي حسب لنا ،ثم بنعمة الروح القدس لتمحيصنا واصالحنا
لجذة الحياة.
أخيرا ،ينال إيماننا من المعمودية ميزة شهادتها األكيدة لنا بأئنا لسنا مطعمين فقط في موت
المسيح وحياته ،بل متحدون مع المسيح نفسه بحيث إتنا نصبح شركاء في كز بركاته .فإئه كرس
المعمودية وقذسها في جسده هو [مت ٣:٣ال] حتى يشاركنا بها نظير الرباط األوثق للوحزة
والشركة اللتين تنازل ليقيمهما معنا .من ثم يبرهن بولس على أثنا أبناء الله من كوننا قد لسحا
المسيح في المعمودية [غل ٢٧-٢٦ :٣؛ .وهكذا نرى أن كمال المعمودية هو في المسيح،
وهو أيصا من ندعوه لهذا السبب الغاية الصحيحة للمعمودية .ولذا ليس غريبا أثنا نقرأ أن الرسل
عئدوا باسمه [اع ١٦:٨؛ : ١٩ه] على الرغم من أئهم كانوا قد أوصوا أيشا بأن ئعئدوا باسم
اآلب والروح القدس [مت .]١٩:٢٨فإذ كز عطايا الله المقدمة في المعمودية توجد في المسيح
وحده .ومع ذلك ،ال يمكن لهذا أن يحدث ما لم يدغ تن يعئد إسمي اآلب والروح القدس أيخا.
فإثنا قد تطهرنا بدم المسيح ألن أبانا األرحم — من فرط رغبته أن يقبلنا إلى النعمة بحسب كثرة
رأفته -قد وضع بيننا هذا الوسيط ليقتني لنا نعمة في عينيه .ولكتنا نحصل على الميالد الثاني
بموت المسيح وقيامته إذا تقذسنا بالروح وأبسنا طبيعة جديدة روحية فقط .ولهذا السبب نميز
عتة تطهيرنا وتجديدنا ونحصل عليها ،إن جاز القول ،في االب ،والشيء نفسه في االبن ،واألثر
الخطايا
** في الروح القدس .هكذا عئد يوحنا أؤأل ،والرسل من بعده بمعمودية التوبة لمغغرة
[مت٦:٣،١١؛لو١٦:٣؛يو٢٣:٣؛١:٤؛اع٣٨:٢و-]٤١بحيثتعذيكلمةأالتوبه ذلك
الميالد الثاني؛ وتعني عبارة مفقرة الخطايا ذلك التطهير.
(ال فرق بين معمودية يوحنا ومعمودية الرسل :وقد زيز بمعناها إلى بني إسرائيل في خروج
)٩-٧
من هذا نتاكد أن خدمة يوحنا كانت تطابق تماائ تلك الخدمة التي تستمها الرسل من بعده.
فإذ األيدي المختلفة التي ثجري المعمودية ال تجعلها تختلف ،ولكن التعليم يبين أثها المعمودية
نفسها .لقد اثفق تعليم يوحنا مع تعليم الرسل :كالهما عتد للتوبة؛ وكالهما لمغغرة الخطايا؛
كالهما عئد باسم المسيح الذي أتى منه كل من التوبة ومغغرة الخطايا .قال يوحنا إذ المسيح هو
حمل الله الذي به رفعت خطية العالم [يو ٢٩: ١؛ .بذلك جعله ذبيحة ترضية لدى اآلب ،وكائرة
البز ،ومنشئ الخالص .ماذا كان للرسل أن يضيفوا إلى هذا االعتراف؟
لذا ال يضطرت أحد من محاوالت الكتاب القدامى أن يغرقوا بين الشيء الواحد واالخر.
ال ينبغي أن نثغن سلطتهم إلى درجة أن ندعها تزعزع ثقتنا بيقينية الكتاب المقذس .فإته تن يور
١٢٢٥ الكتاب الرابع-الغصل الخامرعشر
أن يستمع إلى يوحنا فم الذهب عندما ينكر أن معمودية يوحنا اشتملت على مفغرة الخطايا،
على اإلصغاء إلى لوقا عندما يجزم بالعكس بأن يوحنا المغمدان كرز بالتوبة لمغغرة الخطايا٤
[لو ]٣:٣؟ كما ال ينبغي أن نقبل منطق أوغسطينس الحاذق أن الخطايا — في معمودية يوحنا —
عفرت على أمل الرجاء ،أتا في معمودية المسيح فثغغر حعا وواقائ .ه لماذا دعر على إضعاف لغة
البشيرين الذين يشهدون بكامل الوضوح أن يوحنا وعد بمغغرة الخطايا في المعمودية ،في غياب
أي اضطرار إلى أن نفعل ذلك؟
أتا إذا اجتهد أحدهم ليجد في كلمة الله فروا بينهما [يوحنا والرسل؛ ،فلسوف ال يجد
سوى أن يوحنا عتد بقن لم يكن قد أتى بعد ،فيما عتد الرسل بقن كان قد أعلن ذاته [لو ١٦: ٣؛
اع.]٤:١٩
ال يعتبر انسكاب يغم الروح القدس األغنى منذ قيامة المسيح أساسا لالعتقاد بتنوع
المعموديات .فقد كانت المعمودية التي عتد بها الرسل في أثناء خدمة المسيح على األرض تدعى
معموديته .ولكتها لم قسم بوفرة أعظم من (مواهب) الروح من معمودية يوحنا .وحتى بعد صعود
المسيح ،لم قل السامريون قسائأكبرمن الروح مئن تعمدواقبلهم إلى أن ارسل بطرس ويوحنا
ليضعا أيديهما عليهم ،اعير/أدهم كارا تغتمدين باب الرت تشوغاا [اع .]١٦،١٧،١٤:٨
أعتقد أن الكتاب القدامى عندما قالوا إذ معمودية يوحناكانت مجرد إعداد لمعمودية المسيح،
انخدعوا لسبب واحد هو أتهم قرأوا أن الذين كانوا قد اعتمدوا من يوحنا عتدهم بولس مجددا
[اع ٦ ،٣ : ١٩؛ .أتا قدر انخداعهم ،فسوف يأتي شرحه بكل وضوح في موضعه المناسب٦.
ماذا إدا تعني مقولة يوحنا إئه يعتد بماء ،لكن المسيح يأتي بعده فيعتد بالروح القدس ونار
[مت ١١:٣؛لو١٦:٣؛؟ يمكن شرح ذلك ببضع كلمات .لم يقصد يوحنا أن يميز بين معمودية
وأخرى ،ولكته قارن شخصه بشخص المسيح أته كان خادم ماء ،أتا المسيح فتعطي الروح
القدس؛ وأن هذه القوة تعلن بواسطة معجزة منظورة يوم يرسل الروح القدس على الرسل في ألسنة
0 011,ألج 011 انظر٧1. :ت تمل !٢.؛6 183. 185ل.1 )011111. 3. 1-21( )١11ل 110111. ٤
(132 ٤
[>011(111818أ8الجل٨٦ 1110, 01130^118112, ^§011181 ٧. x. 12 ]ا) ح! ؛43. 183 انظر1٧. 468(. : ه
انظر أدناه :الفقرة .١٨ ٦
جون كالثن :أسس الدس المسيحي ١٢٢٦
من نار [اع . ]٣: ٢بلم كان ممكائ للرسل أن يتباهوا فوق ذلك؟ وبم يتباهى من يعئدون اليوم؟ إتهم
ال يتحذون كونهم خذاائ للعالمة الظاهرة ،أائ المسيح فهو منشئ النعمة الداخلية ،كما يعتم أولئك
القدامى في كز مكان ،وخصوصا أوغسطينس الذي في جداله مع الدوناطيين اعتمد أساسا على،
هذه الحجة :أدا كان من يعئد ،فالمسيح وحده يترأس٧.
ما قلناه عن كز من اإلماتة والفسل ،كان قد سبق اإليذان به في شعب إسرائيل الذين قال عنهم
الرسول في هذا المجال إتهم اعتمدوا في السحابة وفي البحر [ ١كو ٢ : ١٠؛ .فزمز إلى
اإلماتة عندما صنع الرب لشعبه طريعا في البحر األحمر لينقذهم من عبودية فرعون القاسية [خر
،]٢١:١٤وأغرق فرعون نفسه وجيشه المصري الذي الحقهم وكاد يدرك ظهورهم [خر : ١٤
.]٢٨-٢٦إته على نفس المثال أيخا ،يعدنا في المعمودية ويرينا بعالمة ظاهرة معطا؛ بقوته أته
اقتادنا وأخرجنا من عبودية مصر ،أي من عبودية الخطيئة؛ وأن فرعوننا ،أي إبليس ،قد أغرق على
الرغم من أته ال يكف عن مالحقتنا ومطاردتنا وإرهاقنا .ولغا لم يبتلع المصري في قاع البحر بل
ترك مغتا على الشاطئ ،أرعب منظره المخيف بني إسرائيل ،ومع هذا لم يقدر أن يصيبهم باألذى
[خر ،]٣١ -٣٠ :١٤فهكذا أيائ عدؤنا هذا ال يزال يهذدنا ويلؤح بأسلحته ،ونشعر به ولكته
عاجز عن السيطرة علينا.
في السحابة [عد :٩ه١؛ وخر ]٢١ :١٣كان رمز للتطهير؛ فإته إذ غئداهم الرب بسحابة
وأعطاهم برودة من القيظ كيال قبنوا ويتذتروا في قساوة الهاجرة ،هكذا نميز نحن في المعمودية:
أتنا تحت حمى دم المسيح وغطائه ،وأن قساوة نار غضب الله اآلكلة سوف ال تغير علينا.
وعلى الرغم من أن السر كان عندئذ غامصا ولم يدركه سوى البعض القليل ،فمع ذلك -إذ
ال يوجد سبيل للخالص إأل في هاتين النعمتين -لم يشأ الله أن يحرم اآلباء األقدمين الذين تبائهم
ورثه له من تلك العالمتين.
8أأأ1أ1<€ا§8 0أ7أأأ€ 1أ1أ سن صير ,جاالأ8ااجدآ٨ انظر 1. ٧1£. )1٤ 43. 379, :؛. 59ل11ل 111. ٧
(. 23 )1143. 67اآ 811.ا6أأال]ا)(ال- 0ا£ا €أ{أ سن ٠2؛(249
١٢٢٧ الفصل الخامس عشر الكتاب الرابع
(لسنا بمعموديتنا محررين من الخطيئه األصلية ،ولكئنا بواسطتها نجاهر باعتراف إيماننا قدام
الناس.)١٣٠١٠ ،
وئصح اآلن كم هو خاطئ التعليلم الذي نشره البعض مدى زمن طويل وال يزال يصز عليه
اخرون ،والذي ينادي بأتنا تحزرنا بواسطة معموديتنا من الخطيئة األصلية ،وأئنا تختصنا من
الطبيعة الفاسدة التي توارثتها ذرية آدم مدى األجيال ،وبذا استعيدت طبيعتنا إلى ذلك البز والطهر
عينه الذي كان آدم سيحصل عليه لو ظل مستقيائ كما حلق أوأل .فلم يفهم هذا النوغ من المعتمين
إطالقا ماهية الخطيئة األصلية ،أوماهية البز األصلي ،أو نعمة المعمودية .ولكئنا قد وضحنا أءاله٨
أة الخطيئة األصلية هي نجاسة طبيعتنا وفسادها الكلي الذي يجعلنا أوأل نستحق غضب الله،
ثم يئتج فينا ما يسئيه الكتاب المقدس أعمال الجسد [غل ه ٠]١ ٩:لذا ينبغي أن ننتبه بدئة إلى
هاش النقطتين.
فلتا كانت طبيعتنا فاسدة هكذا في جميع أجزائها ،نقف بسبب هذا الفساد وحده محكوائ
علينا وئدانين أمام الله الذي ال يقبل سوى البز والبراءة والنقاوة .فحتى األطفال والرصع يحملون
إدانتهم معهم من أرحام أمهاتهم ،ألته على الرغم من أتهم لم ينتجوا بعد ثمار إثمهم فإذ بذوره كامنة
فيهم .إذ طبيعتهم بزثتها هي في الواقع بذرة الخطيئة؛ ومن ثم يستحيل أن التكون مكروهة من الله.
أتا بواسطة المعمودية فيتأكد المؤمنون أن تلك األدانة (كما قلنا سابغا) قد اتحت عنهم وانصرفت،
إذ بهذه العالمة وعد الرب بأته صنع المفغرة الشاملة الكاملة للذنب الذي كان سيحسب علينا ،كما
للقصاهى الذي كان ينبغي أن يقع علينا بسبب الذنب .كما أتهم (أي المؤمنين) يستمسكون بالبز؛
البز الذي يستطيع شعب الله أن يناله في هذه الحياة — وذلك بالثزؤ فقط — إذ إذ الرب من فرط
رحمته يحسبهم أبرازا وأبرياء.
والنقطة األخرى هي أن فساد طبيعتنا هذا ال ينقطع عتا ،بل يثمر ثمارا جديدة بال انقطاع -
وهي ما سبق أن وصفناه ب -أعمال الجسد [غل ه١٩ :؛-٩تماتا مثلما يظل أتون مئقن يبعث لهيا
وشروا ،أو نبع ملون ال يكذ عن فيض ما؛ نجس .فالشهوة ال تنطفئ إطالبا وال تموت في بي
البشر حتى يتجردوا تماائ من أنفسهم عندما يتحزرون بالموت من جسد الموت .تعدنا المعمودية
حائ بإغراق فرعوننا [خم ٢٨: ١٤؛ وإماتة خطيئتنا ،ولكن ليس بحيث إدها ال تعود توجن بعد أو
ال رربغنا ،بل أتها ال تتغلب فقط علينا .ألتنا ما دمنا حبساء سجن هذا الجسد ،تمكث آثار الخطيئة
ساكنه فينا؛ أتا إذا واظبنا على تمشكنا بالوعد اإللهي الئعطى لنا في معموديتنا ،فلن تسيطر عليا
تلك الوصمات.
لكن ال يخذغئ أحذ نفسه ،وال إقنعن أحذ ذاته بالملق والمالطفة في حالته الخاطئة إزاء
الخطيئة ،عندما يسمع أئها تسكن فينا دائائ .فإتنا عندما نتحذرث هكذا ،فليس لكي يعذ في سباتهم
تن ينزعون بميولهم إلى االنغماس في خطاياهم ،بل لكيال يخط ويخور في طريقه كذ من يئغصه
صراعه مع البصدفقط .ال بل دغ هؤالء بالحري يتفكرون في أتهم ال زالوا على الدرب ،ويصدقون
أتهم أحرزوا تقدائ محمودا عندما يشعرون أن شهوتهم تتضاءل يوائ بعد يوم ،حتى يصلوا إلى نهاية
رحلتهم ،أي موت جسدهم الذي يتم في خاتمة هذه الحياة الغانية .وحتى ذلك الحين ،فليسفو ا
بثبات وبسالة ولجلد في المضي وئ ما على النهج إلى جعالة النصر الحصين .وليعقدوا العزم على
مضاعفة جهودهم كتما بدا لهم بعد طول جهاد ،أن صعوباب ال يستهان بها تترض بهم في
الطريق .هذا ما ينبغي أن نؤمن به :أتنا معئدون إلماتة الجسد ،وإذ يبدأ هذا بالمعمودية ونناضل من
أجل تحقيقه يوائ بعد بوم ،سوف يكتمل عندما نعبر من هذه الحياة لنكون مع الرمت.
وما نقوله هنا ال يختلف عائ شرحه بولس بوضوح صريح في األصحاح السابع من رسالته
إلى أهل رومية .فبعد أن اختتم نقاشه لموضوع البر المجاني ،وإذ كان قد استنبط بعصهم من ذلك
أن نعيش كما نرغب ألن قبولنا لدى الله ال يعتمد على استحقاق أعمالنا [رو ١ :٦وه ١؛ ،يضيف
قائال إذ كز تن يلبسون بر المسيح هم في الوقت عينه مولودون ثانيه بالروح ،وإذ لنا موعذ هذا
التجديد في المعمودية [رو ٣: ٦وما يليه] .ومن ثم يحذ المؤمنين على أأل تتسئظ الخطيئه على
أعضائهم [رو ١٢ : ٦؛ .لقد كان يدرك أن هنالك دائائ ضعائ ما في المؤمنين .فلكيال تثبط عزيمتهم
بسبب ذلك ،يعزيهم بالقول إتهم ليسوا بعد تحت الناموس [رو ١٤ :٦؛ .أتا من جهة أخرى ،إذ
قد يبدو احتمان أن يستهين المسيحي في مسيرته ألته تحرر من نير الناموس ،يناقش ارسول
طبيعة ؛طالنه [رو ،]٦-١ :٧والنغغ الذي للناموس [رو ،]١٣-٧ :٧وهي مسألة أحلت
١٢٢٩ الكتاب الرابع -الفصل الخامس عشر
مرتين [رو .]٢٤-١٢ :٢والنقطة الجوهرية هي أئنا تحزرنا من قساوة الناموس حتى نلتصق
بالمسيح .أثا وظيفة الناموس فهي أن نعترف بضعفنا وتعاستنا إزاء إدانتنا بغساد طبيعتنا .ولغا كان
فساد الطبيعة هذا ال يظهر من أؤل وهلة في اإلنسان الدنيوي (الذي ينغمس في شهواته بدون أن
يعخاف الله) ،ينخن بولخس مثاأل من إنسان متجدد ،أي من ذاته .فيقول إده في صراع مستمر
مع ما يسكن في جسده من شهوات ،وإئه مقيد بعبودية قاسية بحيث ال يستطيع أن يكرس نفسه
كلائ لطاعة الناموس اإللهي [رو .]٢٣-١٨ :٧وس ثم ال يسعه إأل أن يشكوفي أنين :ازيحي أثا
الئشان التبتي! تن ثئبذيي بن حشد هذا الكؤت؟[ 0رو ٢٤ : ٧؛ .ولكن إن ظق أبناء الله مسجونين
هكذا طوال حياتهم ،فال بذ من أن يزعجهم القلق كتما ساورهم فكر هالكهم ،إأل إذا تغتبوا على
هذا الخوف .ولذا يضيف بولس كلمة عزاء لذلك :آل فتي؛ س الذئنوثه االذ غتى الذين هم ني
الفسيح سوغاا [رو .]١ :٨هنالك يعتم أة من قبلهم الله في النعمة مرة ،ويطغمهم في شركة
مسيحه ،ويتبتاهم في جماعة الكنيسة بالمعمودية -ما داموا يثابرون بثبات في اإليمان بالمسيح
(حتى على الرغم من أئهم محاطون بالخطيئة وال يزالون يحملونها في جنباتهم) — هؤالء قد اعفوا
من ذنبهم ومن دينونتهم .إن كان هذا هو التفسير البسيط والحقيقي لبولس ،فليس ثئة ما يدعو إلى
تعبر المعمودية أيشا عن اعتراف إيماننا قدام الناس .إئها في الحق العالمة التي نعلن بها جهازا
أتنا نريد أن ئحسب شعك الله؛ والتي نشهد بها أتنا نتفق مائ في عبادة الله نفسه في ديانة واحدة مع
كل المسيحيين؛ والتي — أخيرا — نوبد بها إيماننا علائ ٠وهكذا تلهج قلوبنا بحمد الله؛ ليس هذا
فقط ،بل تتغلى ألسننا أيثدا ،وجميع أعضداء جسدنا تردد صددى تسبيحه بكق وسيلة ممكنة .ألته
هكذا يليق أن توقف جميع قوانا وتتكاتنا في خدمة مجد الله التي ال ينبغي أن نقشر في أدائها،
وعلى مثالنا ينهفرآخرون للقيام بها .كان ذلك ما فكر فيه بولس عندما سأل الكورنسن عائ إذا لم
يكونوا قد اعتمدوا في اسم المسيح [ ١كو ٠]١٣:١بهذا كان يلمح إلى أته لكونهم معتدين باسمه
قد كرسوا نفوسهم له ،وأعلنوا والءهم له ،وجاهروا بإيمانهم به أمام الناس .ونتيجة لذلك ،لم يئد
ممكائ لهم بعد أن يعترفوا بأحد سوى المسيع وحده ،إآل إذا اختاروا أن يرتذوا عن االعتراف الذي
جاهروا به في معموديتهم.
جون كالقن :أس الذين الهبص ١٢٣.
(تقئل المعمودية بالثقة بالموعد الذي تحمله كعالمه له ،كما أتها ال تكزر.)١٨- ١٤ ،
اآلن ،وقد شرحنا قصد الردب من رسبه المعمودية ،سوف يسهل علينا تمييز كيفبة استعمالها
واستقبالها .فحيث إتها أعطيت إليقاظ إيماننا وتغذيته وتوطيده ،فسوف نتقبلها كما من يد ئنشئها
نفسه .وينبغي أن نكون على يقين البرهان أته هو ض يخاطبنا من خالل العالمة؛ أئه هو ض يطؤرنا
ويغسل عتا الخطايا ويمحو ذاكرتها؛ أته هو من يجعلنا شركاء في موته ،ومن يجرد الشيطان من
سلطته ،ويضعف قوة شهوتنا؛ وحعا إته هو ض يأتي فيتحد معنا حتى إذا لبسنا المسيح تحشب أبناء
الله .أقول إته يفعل .هذه كتها لدواخل نفوسنا بالحقيقة نفسها و بالتأكيد نفسه اللذين بهما نبصر
تطهير أجسادنا الخارجي بغمرها وإحاطتها بالماء من كز جانب .وهذه هي القاعدة التي يمكننا
بها أن ندرك معنى األسرار :أن ينبغي أن نرى أشياء روحية في المادة الطبيعية ،كما لوكانت تلك
الروحيات منظور؛ أمام عيوننا .ألن الرب قد سر أن يمتلها بهذه الرموز؛ ليس أن مثل تلك النعم
تحتويها وتحصرها األسرار بحيث تجزل علينا بفضل قوة األسرار ذاتها ،بل ألن الرب فقط يوكد
لنا بعالمتها مشيئته الصالحة نحونا ،وهي أته قد سر بأن يجود علينا بكق هذه األشياء من فرط عظيم
سخائه .كما أته ال يغذي أنظارنا بمجرد المظهر وحده ،بل يقودنا إلى الحقيقة الحاضرة ويجري
على أرض الواقع ما يرمز (المظهر) إليه على نحو ففال.
دعونا نتخن من كرنيليوس قائد المئة برهاائ على ذلك .فإته كان قد نال غفراائ لخطاياه وقبل
عطايا الروح القدس المنظورة ،ومع ذلك اعتمد [اع ٤٨: ١٠؛ .فلم يكن يسعى وراء مفغرة أوفر
لخطاياه من خالل المعمودية ،بل تأكيذا إليمان أرسخ؛ في الواقع (أراد) مزيدا من اإليقان
بالوعد .قد يعترض قائل :لماذا إدا أمر حنانيا بولس بأن يعتمد وبذا تغسل خطاياه [اع ١٦: ٢٢؛
قارن ١٨-١٧ : ٩؛ إن كانت الخطايا ال تفسل بقوة كامنه في المعمودية؟ أجيب هكذا :إثنا بقدر
ما يعيه إيماننا نقبل وننال ونكتسب ما ئظهره لنا الرب؛ إتا عندما يشهد أوأل له ،أو عندما
يؤغد بصورة أوفر وبأكثر تأكيد ما شهد به .هذا فقط ما قصده حنانيا :احتى تتأغد يا بولس
أن خطاياك قد عفرت ،وم واعتيد .فغي المعمودية ئعد الرت بمغغرة الخطايا .لذا اقبل
المعمودية واطمئئ.
١٢٣١ الكتاب الرابع-الغصل الخامس عشر
ولكئني لست أقصد أن اضعف قزة المعمودية بفصل الحق والحقيقة عن العالمة ،بقدر ما
يعمل الله من خالل الوسائط الخارجية .ولكتنا نحصل في هذا السر على قدر ما نقبل باإليمان فقط.
فإن تعطنا اإليمان ،يكون ذلك برهاتا على عدم لهكراننا ،وهذا يجعلنا موضوع محاسبة الله ،ألتنا
لم نصدق الوعد المعطى فيه.
أتا بقدر ما هي رمز العترافنا ،فينبغي أن تشهد المعمودية بأن ثقتنا هي برحمه الله ،وأن
طهارتك هي في غفران الخطايا الذي اشكري لنا بواسطة يسوع المسيح؛ وأتنا ندخل شركة كنيسة
الله لكي نحيا في وائم مع جميع المؤمنين في وحدة اإليمان التانة وفي كمال المحبة .كانت هذه
النقطة األخيرة التي قصد بولس أن يعلم بها عندما قال :ألكنا لجبيعائ بؤوح زاحد ٠أنصا اعققنتا الى
جشدؤاحد[١كو.]١٣:١٢
لنفرض أن ما انتهينا إليه صحيح؛ أي ال ينبغي أن يقؤم السز على أساس يد تن يقوم بإجرائه ،بل
كما لوكان قد اجري بيد الله الذي ال شك فى أته أتى منه .من هذا نستنبط أن ال شى ء يضاف إليه
أوينتقص منه على أساس استحقاق تن يقوم بإجرائه .فغي معامالت البشر ،إذا ارسل مكتوب ما،
وكان خط اليد والختلم معروقين ،فال أهمية لهوية أو شخص تن وزعه .وعلى نفس المثال ،يكفي
أن نتعرف يد الرب وخاتمه في أسراره بغض النظر عفن يجريها.
تفحم هذه الحجة خطأ الدوناطيين بإحكام ،ألتهم كانوا يقيسون فاعلية السر وقدر قيمته
بمقياس استحقاق الخادم .ويقتفي أثرهم اليوم معيدو المعمودية الذين ينكرون أتنا ئعئدون على
النحو الصحيح ،ألتنا اعتمدنا على أيدي وثنيين أشرار تحت السلطة البابوية .ولذا يلحون على
إعادة العماد بغيرؤ متقدة.
أتا نحن فسوف نتسلح بحجة قوية لمقاومة حماقاتهم ،ما دمنا مقتنعين بأئنا لم ئنضتم بمعمودتتنا
إلى جماعة تتسفى باسم أي إنسان ،بل باسم اآلب واالبن والروح القدس إمت ] ١٩: ٢٨؛ وأن
المعمودية — تبثا لذلك — ليست من إنسان بل من الله ،بغض النظر عفن يقوم بإجرائها .فمهما
كان جهز معئدينا بالله وازدراؤهم إياه وكز معالم التقوى ،فإتهم لم يعئدونا إلى شركة جهلهم أو
إلى تدنيسهم لكز المقدسات ،بل إلى اإليمان بيسوع المسيح ،ألته لم يكن اسمهم هم بل اسم الله
الذي دعوه ،ولم يعئدونا باسماخر .ولكتها إذا كانت معمودية الله ،فقد حملت في طياتها وعد
جون كالثن :اسس الذين المبي ١٢٣٢
بكل تأكيد ،كما حملت إماته الجسد ،وإحياة الروح ،والمشاركة في المسيح
* مفغرة الخطايا
فهكذا لم يعئر اليهود أن يختتنوا على أيدي كهنة فاسدين وكرة؛ كما لم تكن العالمة نفسها خالية
المعنى بحيث وجبت إعادتها ،بل كانت وسيلة كافية للعودة إلى المصدر الحقيقي.
اعتراضهم بالقول ينبغي للمعمودية أن ئمارس ويحئغل بها في محافل األتقياء ،ال يكفي إللغاء
الفاعلية الكلية لما هو معيت جزئائ .ألتنا عندما نعتم بما يجب فعله لكي تكون المعمودية نقيه
وطاهرة من كز دنس ،ال تبطل ما رسمه الله بهذا السر مهما أفسده عابدو األوثان .فعندما اكتنفت
الخرافات الختان في قديم الزمان ،لم يكذ على الرغم من ذلك أن يعتبر رمزا للنعمة .ولتا أخرج
يوشيا وحزقياشحادواءناللهسبينكزإسرائيل[٢مل٢٢؛٢٣؛،]١٨ميأمرابخام.
يسألنا معارضونا عن أي إيمان أتانا بعد بضعة أعوام من معموديتنا .يفعلون ذلك كي يبرهنوا
على بطالن معموديتنا ،إذ إتها ال تتقدس لنا إآل عندما تقبل كلمة الموعد باإليمان .نجيب عن
سؤالهم بأتنا في الحقيقة لم نستوعب الموعد المعطى لنا في معموديتنا زمائ طويال ،بسبب عمائنا
وعدم إيماننا؛ ومع هذا فإذ ذلك الموعد ،ألته من الله ،ظز ثابائ وراسائ أبذا ،وجديرا
بالثقة .حتى إن كان جميع بني البشر كاذبين وغير موثوق بهم ،فإذ عدم أمانتهم ال يطل أمانة
الله [رو .]٣:٣وإن زاغ جميع الناس ،يبقى المسيح خالصا .ولذا نعترف بأئه طوال ذلك الوقت
لم لبدنا المعمودية بشيء — من حيث الوعد الذي تحئله ،والذي بدونه هي ال شيء — فباتت
ثهتلة .أثا االن فبنعمة الله تبدأ توبتنا ،فندين عماءنا وقساوة قلوبنا ،نحن ض ظللنا زماتا هذا
مقداره جاحدين إحسانه العظيم .ولكتنا نؤمن بأن الموعد عينه لم يبطل ولم يتالش ،بل بالحري
نحسب أن الله ئعذنا بمغغرة الخطايا في المعمودية ذاتها؛ وال ريب في أته سوف يحثق وعده لكز
من يؤمن .لقد وهب لنا هذا الوعد في المعمودية؛ فلنعتنعه ونتمشن به باإليمان .إته حائ بسبب
عدم أمانتنا رقد مدفونا عن عيوننا ،أثا االن فلنعتلئه إدا باإليمان.
لهذا السبب ال يأمر الله بتكرار الختان عندما يدعوشعب اليهود إلى التوبة حتى إن كانوا (كما
قلنا سابعا) قد اختتنوا على أيدي كهنة مدتسة ،وعاشوا إلى حين محتبلين بعدم الورع عينه؛ بل
يحههم الله على تجديد القلب فقط .ومهما كان تعذيهم على العهد ،ظتت عالمة العهد ثابتة منيعة
بفضل أن الله قد رسمها .ومن ثم ،اسثعيدوا إلى العهد الذي صنعه الله معهم في الختان بشر؛ واحد
١٢٣٣ الكتاب الرابع.-الغصل الخامس عشر
فقط هو التوبة؛ مع أدهم عالوة على ذلك ،كانوا قد تقبلوا العهد نفسه بوساطة كاهب كاسر العهن،
ثم بذلوا أقسى جهدهم لينجسوه ويطلوا أثره.
يتخبلون أئهم يصيبوننا بسهم ملتهب عندما يجزمون بأن بولس أعاد معمودية ض كان قد
عتد هم يوحنا [اع .]٧—٢ : ١٩نفرض أئنا نعترف بأؤ معمودية يوحنا ومعموديتنا هما معمودية
واحدة وال فرق بينهما .عندئذ ،إذ كان من سبق أن اعتمدوا بموجب تعليم خاطئ قد رجعوا
فاعتمدوا ثانية بمقتضى التعليم المستقيم بعد ئعبلهم إياه ،يلزم منطفائ أن المعمودية التي أجريت
من دون التعليم القويم ال بذ أن ال بحسب شيائ ،ومن ثم يجب علينا أن نتعتد مجذدا في إطار الدين
السوي الذي تذوقناه االن أؤل مرة.
يعتقد البعض بأئهكان تلميذا مضألليوحنا ،ذاك الذي أدخلهم في خرافة باطله بمعموديه سابقة.
يبنون حدسهم حول هذا األمر على اعتراف من تعتدوا بجهلهم الكلي بالروح القدس ،فيما كان
من المحال أن يرسل يوحنا تالميذ جهالء كهؤالء .ولكئه من غير المحتمل أيصا أن اليهود ،على
الرغم من أئهم لم يتعتدوا قط ،كانوا مجردين كلائ من معرفة الروح القدس المحتفى به في العديد
من نصوص الكتاب المقدس .فإجابتهم -بأئهم ال يعلمون إن كان يوجد روع قدس -يلزم فهمها
كما لو كانوا يقولون إتهم لم يكونوا بعد قد سمعوا هل كانت امتيازات الروح القدس ،التي كان
بولس يسألهم عنها ،قد أعطيت لتالميذ المسيح .إتني أعترف ،من جانبي ،بأئها كانت معمودية
يوحنا الحقيقية ،وأئها كانت هي ذاتها معمودية المسيح؛ ولكئني أنكر أئهم تعتدوا مجذدا .ماذا
إدا تعني هذه الكلمات :اعتمدوا باسم يسوع ؟ يفشرها البعض لتفيد أئهم تلعنوا التعليم الصحيح
على يد بولس فقط؛ ولكثني أحبذ أن أفهمها بأكثر بساطة ،أي أتها معمودية الروح القدس ،أي
مواهب الروح القدس المنظورة التي أجزلت عليهم بوضع األيدي .وليس جدينا أن يشار إلى تلك
المواهب بكلمة معمودية ،كما الحال في يوم الخمسين إذ قيل إذ الرسل استذكروا كلمات
الرب عن معمودية النار والروح القدس [اع .]١ ٥: ١ويذكر بطرس أئه تدفر الشيء نفسه عندما
رأى تلك المواهب عينها تنسكب على كرنيليوس وأهل بيته وعشيرته [اع ١٦ : ١١
وال يغاير ذلك ما اضيف الحعا :اولثا ؤصغ دولس يديه عليهم حل الروح العنسل
عليهم [اع ٦ : ١٩؛ .وال يتحذث لوقا عن شيئين مختلفبن ،بل يتبع أسلوب الرواية المألوف لدى
جون كالثن :أسس األين المسيحي ١٢٣٤
العبرانيين ،وذلك بعرض ملخص للموضوع ثم بشرحه بتوبتع .ويمكن ألي شخص أن يالحظ
ذلك من السياق نفسه؛ ألره يقول إلهم عندما سمعوا هذه األشياء اعتمدوا باسم سوع ٠ولغا
وضع بولس يديه عليهم عندئذ ،حق الروح ,القدس عليهم .يصف هذا التعبير األخير طبيعة
(هذه) المعمودية.
أتا إذا كان الجهل يطل معمودية سابقة بحيث يلزم أن يصحح الوضع بمعمودية ثانية ،كان
— أتفه وتات من التعليم األكثر نقاوة .واالن فيما بيننا ،كم من األنهار تكفي إلعادة تغطيس كق قن
تعتد متا عن جهل ثم صححه الرت فينا برحمته يوتا بعد يوم؟
إن لم أكن مخطائ ،ينبغي أن أكون قد وصحت بما فيه الكفاية ما لسر المعمودية من فاعلية
وقيمة وفائدة وهدف .وفيما يتعتى بالرمز الظاهر لهذا السر ،ليت تأسيسي المسيح الحقيقي ساد
بحيث إته كبح جسارة البشر! فكما لو كان االعتماد بالماء بحسب قصد المسيح شيائ يزدرى،
أضيفت الحقيقى للماء: ٠ .
وبعدئذ ٠٠٠ *♦ * التكريس
٠٠ تعويذة ،بنخس
0 ٠ كهنوتية ،أو ٠باألحرى
٠ابيدت ٠بركه ٠٠ ٠
شمعة وكذلك الميرون .وأتا تعويذة طرد الشيطان فبدت كأثها بوابة الدخول إلى المعمودية.
ومع أتني عالم ببدم أصل هذا الخليط الغريب ،فإتني أتئسك بحثي مع جميع األتقياء في رفض
كق ما تجاسر البشر على إضافته إلى ما رسمه المسيح .ولكن لائ شاهد الشيطان كيف وبلت
يذغه المبتذلة بغباء وسذاجة وسرعة تصديق منذ أن نودي باإلنجيل ،تمادى في هزئه بشرانية
فاحشة .وس ثم أوتي علائ هراء الحلتي الكاذبة والبصاق وما إليها من سخرية اطلق لها العنان بقين
المعمودية .فمن هذه االختبارات دعونا نتعتم أن ال شيء أقدس أو أفضل أوآمن من أن نقنع بسلطة
المسيح وحده.
كم يكون من األفضل جدا أن يستغنى عن البهرجة المتكلفة والتمثيل المسرحي الذي يبهر
عيون البسطاء ويميت عقولهم؛ وأن يقدم الئقتل على المعمودية إلى محفل المؤمنين فيما تنظر إليه
الكنيسة كتها بصفته الشاهد ،وترفع صالتها من أجله ،وبذا تقذمه لله؛ وأن بتلى إقرار اإليمان الذي
وجب على المتقدم للمعمودية أن يتلثنه؛ وأن لردد الوعود التي يتفهان بها عندئذ؛ وأن يعمد المتقدم
١٢٣٥ الكتاب الرابع -الفصل الخامس عشر
باسم االب واالبن والروح القدس [مت ً١٩:٢٨ا؛ وأخيرا أن يصرف بالصلوات والشكر! إذ
صنع هذا يكئل اإلجراء وال يهمل من جوهره شيء؛ كما يسطع هذا الطقس الواحد الذي أنزله الله
ئنبئه بدون أن يتكعن بتلؤثات فادحة.
أثا هل كان ينبغي أن تكون المعمودية بالغطس ،وهل كان يغئلس الثعئد ثالث مرات أو
مزة واحدة ،أو كان يعئد بالرش أو بسغب الماء؛ فال أهمية لهذه التفاصيل ،بل ينبغي أن تترك
الخيار للكنائس بحسب تنوع البالد .أثا لفظة يعئد فتعني الغطس ،وس الواضح أن الغطس
كان يمارس في الكنيسة العتيقة.
كما يليق في هذا المجال بأن نشير إلى أته من الخطأ أن يقوم األفراد العاديون بإجراء المعمودية،
فإذ هذا — كما هي الحال في إجراء خدمة العشاء الرباني — عمل تختص به وظيفة خذام الكنيسة
المغروزين لهذه الخدمة .فلم يوص المسيح النساء ،أوالرجال ذوي الحرف المتنوعة ،بأن يعئدوا،
بل أوصى بذلك ثن كان قد اختارهم رسأل .ولتا أمر تالميذه بأن يقوموا بعمل ما رأوه يفعله —
بصفة المضيف — في خدمة العشاء [لو ١٩ : ٢٢؛ ،فال شك في أته شاء أن يقتفوا أثره فيها.
جرت العادة عبر العصور الغابرة ،ومنذ نشأة الكنيسة تقرييا ،أن يعئد علمانيون الذين كانوا
في خطر الموت إن لم يوجد خادم في تلك اللحظة ١ .ولكتني لسك أرى كيف يمكن الدفاع
عن ذلك بحجة رصينة؛ ألئه حتى الكائب القدامى أنفسهم الذين اتبعوا هذه الممارسة أو تفاضوا
عنها ،لم يكونوا واثقين بص٠جه ذلك .يكشئن أوغسطينس عن هذا الشك عندما يقول :حتى إذا
اضئلز علماني من واقع الضرورة إلى أن يجري المعمودية ،فلسك أدري هل أحد يقول بؤرع إذ
هذا يجوز تكراره .ألته إن لم تحتم الضرورة بعله ،فذاك اغتصاب لوظيفةآخر؛ أثا إذا استلزمت
الحاجة ،فإتا أن ال إثم في ذلك قذ ،أوهو خطأ عرضى إفتغر ا ١ ١وبخصوص النساء ،لقد تقزرفي
مجمع قرطاجة — بال استثناء — أآل يتجزأن على التعميد إطالفا١ ٢ .
617311311؛( ٥. ٨٦١٢٢ 111. 677ن 81. 291أأال3ا11آل1اجآ )1ح) اا٧ل, 0/1ال3ا11الأ٢عآ انظر111. : ١٠
ة7اد 187. 1800; ٢ما) ٧. 21ا (1384 .1
11 0,عاأ8آلجل٨٦
- ا/أ €أ{أ 43.71(. :ا(ل]. XX1. 29 (٦٧
187. 1800(,ال ; 1. 1367ج1(0٢ك0ا٧. 20 )٢٢ا 6٢3111. 0111 110 انظر :عص؟،عسح ١٢ ,ال3اأ
).ا8ائ )٦١ء 03110118 X^x, 959 .111
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ١٢٣٦
وهع ذلك (قد تقول) ثقة خطر يواجه المريض ،إذا مات بدون أن يعئد ،في أن يحرم نعمة
التجديد .ال ،أبذا .يعلن الله أته يتبغى أطفالنا لذاته قبل أن يولدوا عندما تعد بأته يكون لنا إليى وألبنائنا
من بعدنا [تك ،]٧: ١٧وأة خالصهم مؤكد في كلمته .لن يتجاسر أحد أن يئعطرس تجاه الله
بحيث ينكر أن وعده في حذ ذاته يكفي لفاعيته.
قليلون موق يدركون قدر األذى الذي أحدثته بسوء تغسيرها العقيد؛ القائلة بأة المعمودية
ضرورية للخالص .ونتيجة لذلك أصبحوا أقل حذرا .ألته حيث انتشر الرأي القائل بأن جميع ئن
لم يحدث أتهم اعتمدوا بالماء هالكون ،فإذ حالنا أسوأ من حالة شعب الله القديم ،كما لو كانت
يأت ليكئل المواعيد بل لينقضها [قارن مت ه ،] ١ ٧:إذ يرون أن الوعد (الذي كان وقتئذ كافيا
في حذ ذاته لمنح الخالص قبل اليوم الثامن) [تك ٧: ١٧؛ قارن عدد ١٢؛ قد بطل االن الفتقاده
إلى مساعدة العالمة.
قبل ميالد أوغسطينس ،النساء كئ يمارسن سر المعمودية كما يستنبط متا وزد في كتابات
ترتليانوس الذي شذد على أن ال يسمح للمرأة بأن تتكتم في الكنيسة ،أو أن تعتم أو تعئد أو تقذم
العطايا .كان ذلك كيال قخذ لنفسها وظيفة أي رجل ،فضأل ض وظيفة كاهن ١٣.وأكد أبيغانيوس
المبدأ نفسه بنقده الشديد لماركيون لسماحه للنساء بالتعميد.
وإتني عالم بجواب من ال يتفقون مع ذلك :وهو أن هنالك فروا عطيائ بين الممارسة العادية،
والمعالجة فوق العادية في ظروف الحاجة الماسة .ولكن لقا كان إبيغانيوس يعلن أته من باب الهزء
أن تعطى المرأة حق التعميد ،وال يترك مجاأل لالستثناء ،فواضح بما يكفي أته يدين هذه المزاولة
بحيث ال مبرر لها بأي حجة أوذريعة .كما أته ال يضيف أي تردد أوتحثظ عندما يدافع ض رأيه في
كتابه الثالث ،حيث يعتم أته لم دعط حتى والد؛ المسيح القديسة هذا األذن١٤.
انظر٢. ٨٦١٢٢ 111. 679(. :أ ;01111111311118 1. 291آ ا٤ح) اا¥ت أ877أ161111111311, 0713)2[(1 ١٣
8 )315-413(,أأاعةا(1ال(ل£ 81^6 انظر8 31. :ح. 3 )6اللت. 4; 1اا1آ 0^67-8118 11067-6868 ١٤
;(٧٢£6 41. 699 1.; 42. 745 ٤ل ;100; 37. 477 1.تتت ا8د) ( 1(60 )1439تسج 1٧, 61111
, 61 )±1871110161(01(1187711سًا ,اال ع ^7-06011(01, ،/أ00أ ,الهل 6)1., £(. 235(; [. ١٧681ه, 4أ67أأ6أأ1055; ^41161, 0
{. 242(.ا, 1556,جالا0ح8آل-ل)81
١٢٣٧ الكتاب الرابع-الغصل الخاسرعشر
يستشهد معارضونا على نحو غير مالئم بمثال صفورة إخر : ٤ه .]٢ويبنون حجتهم على
استرضاء مالك الرب بعد أن أخذت حجر صؤان وقطعت غرلة ابنها ،إذ يفسرون ذلك بأن نعلتها
هذه باتت مرضية لدى الله .وإآل يلزم القول بأن الله ئز بالعبادة التي رفعتها األمم التي جيء بها من
أشور[٢مل.]٣٣-٣٢:١٧
لكنأسباتا رصينة أخرى تبرهن على أته من الغباوة أن ينقاد قوم لتقليد ما فعلته تلك المرأة الغبية.
فإن كنت ألقول إذ ذلك كان شيائ غيز عادي ،ولكن ال يجوز أن يعتبر مثاأل بقتفى( ،وخصوصا
إذ ال نقرأ في أى مكان أن وصيه صريحة اعطيت للكهنة ألجراء عملية الختان) وأن مسألة الختان
تختلف عن المعمودية؛ يجب أن يكفي هذا الرد لنقض حجتهم .ألن كلمات المسيح شديدة
الوضوح :اذهبوا وتلمذوا جميع األمم ،وعتدوا[ ٠٠ .مت . ] ١٩: ٢٨وإذ نرى أته رمم الرجال
أنفسهم للكرازة باإلنجيل كما لخدمة المعمودية ،وال يئخذ أحذ في الكنيسة لنفسه ذلك الشرف
ما لم يكن مدعوا كهارون (بحسب ما يشهد الرسول) [عب ه - ] ٤:فكز من ئعئد بدون دعوة
وحتى في أصغر األمور — مثل الطعام والشراب — كز ما نفعله بضمير مترذد يحكم عليه
بولس بأته خطيئة [رو .]٢٣: ١٤ولنا ،ثئة خطيئة أعظم جدا في التعميد بواسطة النساء
حيث إذ قاعد؛ كلية الوضوح أعطاها المسيح دنتهك هكذا ،إذ نعلم أن ما جمعه الله ال يغرفه إنسان
[مت٦:١٩؛مر.]٩:١٠
ولكتني أضع كز هذا جانيا ألقول إة فعلة صفورة كانت أبعد ما يمكن أن تكون عن قصدها
;٠٠٠ ٠٠ح٠٠ مبى ^٠ ٠٠ ء
ألقت بغرلته على األرض،
0 0
تنترت واشتكت ،وفى غين
0 0 0
فى٠خطر،
0
ابنها
0
رأت فإتها ءإذ
ك٠0
نجءتأدية ٠خدمة :خلله.
وبذا لعنت زوجها لعائ جعله أيصا يغضب من الله .باإليجاز ،كان المنظر كته نتيجة اندفاعها العنيف
ألتها صحبت ضن الله وضن زوجها الى حذ أتها سفكت دم ابنها .وحتى إن كانت قد تصرفت
حستا في كز شيءآخر ،فإذ طيشها في ختان ابنها أمام زوجها — وهو ليس بشخص عادي ،بل
موسى أؤل أنبياء الله الذي لم يقم أعظم منه في كز إسرائيل—شيء ال يفتغر .وهذا التصرف ال
ولهذا إذا غابت العالمة ،ليس عن كسل أوإهمال أو ازدراء ،فنحن في أمان من كز خطر .من
ثم إته لمن أكثر القداسة أن نوقر ما رسمه الله ،أي أن نبتغي األسرار مئن أودعها الله في أيديهم .وإن
لم نستطع أن نتلثاها من الكنيسة ،فإة نعمة الله ال تتقيد بها ،بل نحصل على تلك النعمة باإليمان
من كلمة الله.
الفصل السادس عشر
مح
(معمرة األطفال ،في ضوء ما تمثله ،تقابل الختان؛ منشأها العهد مع إبراهيم)٦-١ ،
لتا أضحت أرواح محمومة تشى الكنيسة اليوم حول معمودية األطفال ،من دون أن تكن
عن إثارة الفتنة فيها ،ال يسعني أن أمسك عن إضافة هذا الملحق كيما أكبح هذيانهم المسعور .وإذ
بدا هذا الدفاع ألي إنسانة مسهبا ،ألتمس منه أن يتأثل في نفسه أته ينبغي في موضوع مهلم كهذا،
أن نثغن نقاوة التعليم في الكنيسة وسالمها ،بحيث يجب أآل نعترض بترب كهذا على أي شي؛
يؤول إلى تحقيق كليهما .إلى ذلك ،سوف أحاول أن أرتب هذه المداولة بحيث تيشر شرح سز
المعمودية بمزيد من الوضوح .إتهم يهاجمون معمودية األطفال بححه تبدو في ظالعرها جديرة
بالتصديق ،وذلك بالتفاخر بأتها غير مبنية على أساسى رسم الله ،بل ادخلت بسبب تحدس البشر
وفضولهم الفاسد ،وأخيرا احذ في استعمالها بطيش ،وفتور غبي .فكل سر لم يرتكز على أساس
راسخ من كلمة الله يبيت معتعا كما بخيط .أما عندما يدرسى الموضوع باتزان ،فماذا لو ثبت أن
ادهانا مؤذيا كهذا قد ولجه خطًا ولمللائ إلى أمر الرب المقذس؟ إدا بسخر أصله؛ فاس اتضح أته ابكدع
بمجرد تهور البشر ،فلتهجذه ولئقسم ممارسة المعمودية الصحيحة بحسب إرادة الله وحدها.
ولكئ إذا يرهن على أئها ال تفتقد إلى سلطته األكيدة على األطالق ،فلنحترز لئأل تأخذنا الغطرسة
إزاء الله نفسه بمالشاة ما رسم له الله.
أؤأل ،إتها عقيدة معروفة بما فيه الكفاية ،ومعترف بها بين جميع األتقياء بحيث ال يرتكز
فهمها على التفكر الصحيح في الطقوس الظاهرة وحدها ،ولكئه يعتمد في المقام األول على
جون كالثن :أسس الش المسيحى ١٢٤٠
داللتها على الوعد واألسرار الروحية التي يعثن الرت الطقوس نفسها لتمثلها .لذا ،دغ مرق يريد
أن يتعلم قيمة المعمودية على أكمل وجه ،والهدف منها ،وحقيقتها الكاملة ،ال يثبت فكزه على
العنصر المادي ،والمظهر المنظور بل يزقعه إلى مواعيد الله المقدمة لنا فيه ،وإلى األسرار الخفية
التي تتمثل فيه .ومن استوعب هذه األمور فقد بلغ معرفة الحق المتين الذي يكمن في المعمودية،
بل جوهز محتواها بكآبته .ومن ثم سوف يتحتم أيصا سبب الرش الخارجى وفائدته .وعلى العكس،
فإذ من يزدري هذه األمور ويتجاهلها فيرتمز انتباهه على الطقس المرئي ويتقيد به كلائ ،ولن يدرك
القوة الكامنة في المعمودية وال طبيعتها ،وال معنى المياه أو استعمالها .يؤتمد الكتاب المقدس هذا
القول بشهادات عديدة وواضحة بحيث ال حاجة إلى االسترسال فيه حالائ .ولذا بقي لنا ،من حيث
الوعود المعطاة في المعمودية ،أن نتقصى طبيعتها ومدى قوتها .ئعلن الكتاب أن المعمودية ،أؤأل،
تؤسر إلى التطهير من خطايانا ،والذي نحصل عليه من دم المسيح .وكل ،ما يعتم به الكتاب
عن المعمودية يمكنه أن يوجد في هذا الموجز ،عدا أة المعمودية هي أيصا رمز شهاد؛ إليماننا
أهام الناس.
.٣المعمودية والختان
ولكن لائ كان الله قد عين لشعبه الختان قبل أن رسمت المعمودية ،فلندرس كيف تختلف
هاتان العالمتان ،وما تتشابهان فيه .من هذا ستظهر عالقة التفسير الباطني بين الواحدة واألخرى.
عندما أمر الرت إبراهيم أن يمارس الختان ،كان قد قال له إده سيكون إليى له ولنسله ًاتك : ١ ٧
١٠ ،٧؛ ،وأضاف أن له كز الغنى وفيه كز الكفاية لجميع األشياء [تك ٨ ، ٦ ، ١ :١٧؛ .فقد فعل
ذلك لكي يدرك إبراهيم أن يد الله منبع كز شيء .إذ هذه الكلمات تحتوي على وعد الحياة األبديه
كما فشرها المسيح مشتعا منها حجة ودعائ لقيامة المؤمنين وخلودهم .فيقول المسيح :كدل الله
احياءا [لو ٣٨:٢٠؛ ومت .]٣٢:٢٢وكذا بولس ،عندما وي األفسسيين ما
* إلة ائؤات بز إلة
هو الهالك الذي أنقنهم منه الرب إذ لم يكونوا قد ادخلوا في عهد الختان ،يستنبط أدهم كانوا من
دون المسيح بدون الله ،بال رجاء ،غرباء وأجنبيين عن عهود الموعد [اف ١٢ :٢؛ التي احتواها
العهد نفسه .أتا أؤل وسيلة لالقتراب من الله ،وأؤل مدخر للحياة األبدية هو غفران الخطايا.
ولهذا ،يطابق هذا وعد المعمودية بأننا سوف نتطهر .بعدئذ يتعاهد الرب معإواهيم على أده سوف
يسير أمامه في الكمال ونقاوة القلب [تك .]١: ١٧وهذا يفيد اإلماتة ،أو الميالد الثاني .وإن كان
أحدهم يظز في ريب ،يشرح موسى في موضع آخر عندما يحث بني إسرائيل على ختان غرلة
١٢٤١ الكتاب الرابع-الغصل السادس عشر
قلوبهم للرب ^تث ١٦ : ١٠؛ إذ الختان هوعالمة اإلماتة؛ وعلى أساس ذلك اختير إسرائيل من بين
جميع أمم األرض شعبا لله [تث .]١٥: ١٠وإذ أمر الله عند تبئيه نسل إبراهيم شعبا له ألن يختتنوا،
هكذا يعلن موسى أئه ينبغي أن يختنوا قلوبهم ،وبذا يفسر الختان الجسدي [تث . ]٦ : ٣ ٠ثم لكيال
يسعى أحذ بجهد ذاته إلى (ختان القلب) ،يعتم موسى بأئه عمل نعمة الله .كز هذا يستذكره األنبياء
تكرارا بحيث ال حاجة هنا إلى أن نكؤم نصوصا عديدة [ار .] ٤ : ٤لنا إدا وعد روحي اعطي لآلباء
في الختان كما لنا نحن أيثما في المعمودية ،إذ قد مغل لهم مفغرة الخطايا وإماتة الجسد .عالو؛
على ذلك ،عثمنا أن المسيح هو أساس المعمودية الذي يكمن فيه كز من هذين ،فمن الواضح
كذلك أته أيخما أساس الختان .ألته قد وعد به إلبراهيم ،وفيه تتبارك جميع األمم [تك ]٣—٢ : ١٢
ولختم هذه النعمة تضاف عالمة الختان.
االن يمكننا أن نرى — من دون صعوبة -التشابه واالختالف بين هائين العالمتين :الوعد
(الذي بئنا أته مكمئ قوه العالمتين) هو نفسه في كليهما ،أي وعد نعمة الله األبوتة ومغغرة الخطايا
والحياة األبدية .كما أن الشيء الذي يمتالنه هو نفسه ،أي التجديد .ولكليهما أيثما أساس واحد
يقوم عليه حدوث ذلك .لذا ال اختالف في السز الخفي الذي تقاس به قؤة السرين وطبيعتهما.
أتا ما بقي من اختالب فيظهر في الطقس الخارجى الذي تعتبر عامأل طفيائ للغاية ،إذ إذ الجزء
األب يرتكز على الوعد وما تشير إليه العالمة .وعلى أساس ذلك ننتهي إلى أته — باستثناء الغرق في
ا٠لطقس المنظور -يستوي الختان والمعمودية في جملة ما يحتويانه .إلى عالقة التطابق في التأويل
الباطنى المقارن هذه ،تقودنا قاعدة الرسول التي تحتنا على أن نفحص كز التفسير الكتابي بالنسبة
إلى مقدار اإليمان [رو .]٦، ٣: ١٢وهذا الشيء صحيح إلى درجة أئنا نكاد نلمسه .فإذ الختان
كان لليهود بمنزلة أؤل مدخلي إلى الكنيسة؛ إذ كان لهم عالمة توتد تبثيهم شعبا وأهل بيت الله،
وأئهم بدورهم يعلنون إقراراهم باالنخراط في خدمة الله .وعلى المثال نفسه ،نكرس نحن ذواتنا
لله بواسطة المعمودية ،فنحتب شعبه ،وبدورنا نؤدي فسم والئنا له .بهذا يبدو غير قابل للجدال
واآلن ،إن اخترنا أن نتحزى صحة ممارسة المعمودية على األطفال ،أال نقول إذ أحدهم
يهرأ — أو في الحقيقة يهذي في حيل — إذا توقف عند مجزد عنصر الماء والعملية الخارجية؛
فيما ال يحتمل أن يوجه ذهنه إلى السز الروحى؟ إن كتكا لنحسب حساب ذلك ،وسيضحي سنا
أة معمودية األطفال الرصع فرض علينا ندين به لهم .ألن الرت لم يتنازل في األزمنة المبكرة أن
يأمر بختانهم من دون أن يجعلهم شركاء في كز ما كان يعنيه الختان [قارن تك .]١٢: ١٧وإأل
يرؤعنا معنى لها ،وهذا متا
ض ٠٠مح ٠
رموز ال
ئ
أنشاهم على
ئ
إذ كان قد
ء ٠
االحتيال
٠٠٠٠
بمجزد
ض ٠
بشعبه
٠
لكان *٠يستهزئ
ء ٠ع
السماع به .لكئه يعلن صراحه أن ختان رضيع صغير سيكون شبه ختم يوثق شهادة موعد العهد.
وإن ظز العهد ثابائ ووطينا بعد ،فهو ينطبق على أوالد المسيحيين انيوم كما انطبق على أطفال
اليهود في العهد القديم .فإن كان (األطفال) شركاء فيما تدن عليه العالمة ،فلماذا يحزمونها؟ وإن
كانوا يمتلكون الحق الذي يكمن فيها ،فلماذا يستبعدون من الصورة التي تمثله؟ وإلى ذلك ،تلتصق
العالمة الظاهرة بالكلمة في السز بحيث ال يمكن أن تنفصل عنها؛ ولكن إذا دظر إلى العالمة بمعزل
عن الكلمة ،فأيهما أسألكم سوف نثئنها أهم من األخرى؟ من الواضح أئنا إذ نرى أن العالمة
تخدم الكلمة ،فسنقول إئها أدنى مقاائ من الكلمة ،وسنعين لها مكانه أقز .لذا ،لتا كانت كلمة
معمودية تطيق على الرصع ،فلماذا درفض لهم العالمة التي هي ملحق للكلمة؟ يكفي هذا السبب
وحده ،إن لم يوجد غيره ،ليدحض حجج جميع تن يعترضون على تعميد األطفال .أتا االعتراض
بالقول إة الختان كان له يوم محند فهو حيلة للتجتب والتهرب .نحن نقز بأئنا لسنا مقيدين بيو؛
معين كاليهود؛ ولكئ لتا أعلن الرب ،من دون أن يحذد يوتا ،أئه يشر بقبول األطفال إلى عهده
نبتغيه أكثر من ذلك؟
٠٠٠٠٠
بغريضه مقدسة ،فما الذي
مح ٠٠
ومع هذا ،يفتح الكتاب المقدس أذهاننا على معرفة أكثز إثباائ للحق .في الحقيقة ،إئه في
كامل الوضوح أن العهد الذي صنعه الله وه مع إبراهيم [قارن تك ١٤ : ١٧؛ ال تقز فاعليته اليوم
للمسيحيين عتا كانت عليه لليهود في القدم؛ إأل إذا افتكرنا ريما أن المسيح بمجيئه قتل أو انتقص
نعمة اآلب .ولكن ما هذا إأل تجديف لعين! لقد كان أطفال اليهود -كونهم ورثة عهده وبذا
متميزين عن أطفال غير المؤمنين -يدعؤن زرعا مقدسا [عز ٢ : ٩؛ اش ١٣ : ٦؛ .ولهذا السبب
١٢٤٣ الكتاب الرابع.-الغصل السادس عشر
عينه ،يعتبر أطفال المسيحيين مقدسين؛ حتى إن كانوا قد ولدوا ألب مؤس فقط أو أللم مؤمنة
فقط ،فهم يختلفون عن الزرع الوثنى النجس ،بحسب ما شهد له الرسول [ ١كو .]١٤:٧إذ
نرى أة الرب بعدما صنع العهد مع إبراهيم أمر فورا أن يختم العهد في مواليده بعالمة السر
الخارجية [تك ١ ٢: ١ ٧؛ ،فما العذر الذي سوف يرده المسيحيون لعدم شهادة (عهدهم) وختمه
فيسهم اليوم؟
بل ال يعترصنأحد علي قائأل إذ الرب لم يأمر بأن يثبت عهده بأي رمز اخر سوى الختان الذي
ابطل منذ أمد طويل .ثئة إجابة جاهزة :اشس الختان لزمان العهد القديم ،وبعد أن ألفي الختان،
بقي سبب تثبيدتى عهده صالحا (وهو السبب نفسه المشترك بيننا وبين اليهود) .لذا ينبغي دائتا أن
نتفكر جاهدين في ما هو مشترق .بيننا ،وفي ما لهم وحدهم .العهد مشترك ،وسبب تثبيته مشترك.
أتا طريقة التثبيت فتختلف؛ ما كان لهم ختاائ أبدل لنا معموديه .وإأل. ،إذا انتزعت متا الشهادة
التي اكد بها لليهود خالص نسلهم ،أمسى مجيء المسيح حاجبا ألثر نعمة الله ومقتأل لشهادته لنا
عتا كان لليهود سابثا .وال يمكن أن يقال هذا بدون إهانة مشينة ومحزنة للمسيح الذي بواسطته
انسكبت نعمة الله الالمحدودة بأكثر سخاء وبأكثر وضوح على األرضى ،كما وأعلنت للناس ،من
أي عصر قبله .وإن كان كذلك ،يلزم أن نقر على األقز بأئه ال ينبغي أن ئطمس بمزيد من النبات
الخبيثة ،وال أن لعلن شهادة أضعف متا كانت عليه تحت ظالل الناموس المعتمة.
(دعا المسيح األطفال الصغار وباركهم :ال ينبغي أن نحرمهم [حتم؛ العالمة وفائدة المعمودية،
)٩-٧
.٧يسوعو١ألطغال
لهذا السبب ،إذ أراد الرب يسوع أن يعطي مثاأل يستطيع العالم به أن يفهم أئه جاء لكي يوسع
دائرة رحمة االب ،ال أن يحصرها ،احتضن األطفال الذين قدموا له بلطفه ،فيما أتب تالميذه
لمحاولتهم أن يمنعوهم من الوصول إليه ،إذ كانوا بذلك يبعدون عنه من كان لهم ملكوت الله
[مت -١٣:١٩ه ١؛ .لكن قد يقول قائز :ما عالقة المعمودية باحتضان المسيح لألطفال؟ فلم
ئرد أته عتدهم ،بل أئه بلهم واحتضنهم وباركهم .ومن ثم -يقولون -إن ئ لنقتفي أثره ،فلنعلم
األطفال أن يصلوا ،ال أن نعتدهم .لذلك دعونا نزن أفعال المسيح بعناية أكثر قليأل متا يفعل مثل
هؤالء .فإئه ال ينبغي أن نمر مرور الكرام على أئر المسيح بأن يحضر له األطفال ،مضيائ قصده
جون كالثن :أس اش ابى ١٢٤٤
من هذا األمر ،وهو ألن يمثل هؤألء نلكورق الشمازات (مت .]١٤:١٩كما يؤدد إرادته لهذا
الفعل عندما رفعهم بصالته وببركته إلى اآلب .فإن صغ أن يؤتى باألطفال إلى المسيح ،فماذا يمنع
قبولهم إلى المعمودية ،رمز شركتنا وعضوتنا في المسيح؟ إن كان ملكوت السماوات لهم ،فلم—انا
دمنع عنهم العالمة التي -إن جاز القول -تفتح لهم باائ إلى الكنيسة بحيث ،بتبئيها لهم ،يندرجون
ضمن ورثة ملكوت السماوات؟ كم نظلمهم أن نستبعد من دعاهم المسيح إلى نفسه! وأن نحرم
من يرنهم بمزايا ومواهب! أن كفلق الباب في وجه من أراد هو أن يستقبلهم! أتا إذا أردنا أن نبالغ
في الغرق بين المعمودية وما فعله المسيح مع األطفال ،فكم بالحري يسمو قدر المعمودية في
نظرنا إذا كانت شهادتنا حعا أن عهد الله يشمل األطفال والرصع ،على مجرد قبولهم واحتضانهم
ووضع يد البركة عليهم والصالة ألجلهم التي بها يعلن المسيح شخصيا أتهم له وأتهم مقدسون
به .أتا في الحجة التافهة التي يحاول بها معارضونا أن يحكوا من قدر هذا النص ،فإئهم يكشفون
عن جهلهم .يجادلون حول قول المسيح دعوا األوالد يأتون إلى بقولهم إذ هؤالء األطفال كانوا
قد نموا بعض الشيء وبالتالي أصبحوا أهأل للمجيء إليه .أتا البشيرون فيدعونهم حديئي الميالد
واألطغاالًا [لو : ١٨ه ١؛ قارن مت ١٤:١٩؛مر ] ١٣: ١٠؛ وبهائين الكلمتين تعني اللغة اليونانية
األطفال الرصع .ولهذا ،فإذ كلمة ايأتون استعملت هنا بمعنى أن تكون لهم وسيلة الوصول.
انظروا إلى أي حذ اضطر معاندو الحئ إلى أن يخيطوا أنسجة من الخداع! كما أته ال منطق سليائ
أكثر في قولهم إذ المسيح قصد أن يكون الملكوت المثل هؤالء من كونه لألطفال أنفسهم .فإن
كان المسيح قد قصد ذلك فعأل ،فماذا كانت عتة قصده أن يري أن األطفال والرصع ليسوا غرباء
بالنسبة إليه بسبب العمر؟ لائ أمر بأن يؤتى باألطفال إليه ،ليس أوضح من قصده المرحلة األولى
ألن بمقل هؤالء تلكوث الشمازات عينها من نمو األطفال .ولئأل يبدو هذا سخيائ ،يضيف
[مت ٠]١٤:١٩وإن لزم أن يشمل الملكوت هؤالء الرصع ،يصبح جليا إلى حد الكمال أن تعبير
االمثال ٠ئقصد به أمثال هؤالء (الرصع) أنفسهم.
اآلن يمكن للجميع أن يروا أن معمودية األطفال لم يبتدعها إنسان ،ألتها ترتكز على تأييد
كتابتي كهذا .كما ال وزن العتراضهم المضحك بأئه ال يوجد أبذا ما ئثبت أة رضيائ تعئد على
أيدي الرسل! فحتى إن لم يكن ثتة نكر صريح لذلك في األناجيل ،فتن في كامل صوابه يستطيع
أن يستثني األطفال من المعمودية عندما بقال إذ عائلة بأكملها تقيلت المعمودية؟ ألئه إن صغ ذلك
١٢٤٥ الكتاب الرابع -الفصل السادس عشر
١لجدل ،كان الزائ أيشا أن تحرم النساء تناول عشاء الرب ،إذ ال نقرأ أرهل قيلن للمائدة في عصر
الرسل [اع : ١٦ه ٣٢ ، ١؛؛ ولكتنا هنا نخضع لقاعدة اإليمان .فإئنا عندما لنعم النظر في مضمون
تأسيس سر العشاء المقدس ،ال يصعب أ-ن نميز ئن ينبغي أن تمنح هذا السر .ونالحظ هذا أيصا في
المعمودية .في الحقيقة ،عندما ندقق االنتباه في الفرض الذي تأسست من أجله ،نرى بوضوح أده
قصد بالمعمودية األطفال والرحئع كما الكبار تماائ .لهذا السبب ال يجوز أن يحرم األطفال منها
انتهالب علنى لمشيئة الله ،مؤسسها .لقد بئ ٠معارضو معمودية األطفال بين بسطاء القوم،
* يدون
الفكر القائل بأن سنواب عديد؛ مضت بعد قيامة المسيح لم تكن في أثنائها معمودية األطفال
معروفة .وكانوا في هذا — يا للعار — غيز صادقين .ألئه حعا ال يوجد كاتب — مهما كان قديائ
عصره -لم يعتبر أصلها في العصر الرسولى أمرا مؤكدا.
ولئأل يزدري أحدهم فائدة معمودية األطفال ،بقي لنا أن دلفت النظر بإيجاز إلى نوع الفائدة
التي تعم من هذه الممارسة كز من المؤمنين الذين يقدمون أطفالهم للعماد ،واألطفال أنفسهم الذين
يعتمدون بالماء المقذس .وإن خطر على بال أحد أن يهذر بمعمودية األطفال من هذا الجانب،
إثما هو يهزأ بوصية الختان المعطاة من الرب .فما الذي يأتون به من طعن فى معمودية األطفال
بحيث ال تنقض الختان؟ وهكنا يعاقب الرب استكبار من يدينون ما ال يمكنهم استيعابه بحشهم
الجسدى .ولكل الله يزؤدنا بأسلحه أخرى نتغلب بها على غبائهم .ألن هذا الرسم المقدس الذي
نشعر به يؤكد إيماننا على نحو فريد ،ال يستحق أن يدعى إضافة غير الزمة .فإته إذ توضع هذه
العالمة من الله على الطفل ،كما بختم مطبوع ،توغد الوعد المعطى للوالد التقى ،وتعلن تأكيده أن
الرت سوف يصير إلؤا؛ ليس له فحئب بل لنسله أيصا؛ وأئه يشاء أن يعلن نعمته وإحسانه؛ ليس له
فقط بل لذرئته أيائ حتى ألوب من األجيال [خر .]٦ : ٢ ٠وإذ يظهر سخاء الله الذي ال حدود له،
يعطي الناس أوسع الفرص إلعالن مجده ،ثم يفيض في قلوب األتقياء بسعاد؛ ال مثيل لها ،وهذا
يبعث في الناس محبه أعمق ألبيهم الحنون ،كما يرون اهتمامه مؤيدا اهتمامهم بنسلهم.
ل٢،فار 8,اأ6آلال1 انظر ،عل سبيل مثال71. :ل١٢ل. ٨ئ ; 11016 87س . 4. )16 7. 784ااآت 11. ١
,العج1ل 11016 9(; 0ة391; 1!11 , x1٧.ال3ا۴إل 6سًا ;( )16 14. 1047ة 071#0771)1718 ٧.
6 ((113.11. 721).
جون كالثن :أسس األين المبي ١٢٤٦
إن كان أحد يعترض على كون الوعد كافيا حتائ لتأكيد خالص أطغالنا ،فإنني أتجاهل ه٠ذا
االعتراض .ألة الله يرى األمر من منظورآخر؛ فحيث أدرك ضعفنا ،شاء أن يتعامل بره معنا في
هذا الموضوع .وعلى أساس ذلك ،كز من اعتنق الوعد القائل بأة رحمة الله تمتن إلى أوالده ،خليه
أن يعتبر واجيا أن يقذمهم للكنيسة ليختموا برمز النعمة ،وبذا ينهض إلى ثقة أوطد ألده يرى بعينيه
حيث يطعمون في جسد الكنيسة ،ينالون قبوأل أكثر لدى بقية أعضائها .ثم إذ ينضجون ،تزداد
غيرتهم نحو عبادة الله الذي بهم في طفولتهم برمز مقنص تبتاهم به ،قبل أن يبلغوا من العمر ما
يكفي للتعرف إليه أيا لهم .وأخيرا؛ ينبغي أن نرتعد خوا من أة الله سوف ينتقم غاضبا من أي والد
يأنف من أن يضع رمز العهد على مولوده؛ ال مع مثل هذا االزدراء يكث العهد ،ورفض النعمة
[تك.]١٤:١٧
(الرذ على جدل تعيدي المعمودية القائل بأن ال عالقة بين المعمودية والختان)١٦-١٠ ،
دعونا االن نفحص الحجج التي يهاجم بها دوائ بعض الوحوش المسعورة تاسيش الله
المقنس هذا .فبادئ ذي بدء ،لائ كانوا يشعرون بعسر وعدم ارتياح ليس بقليل بسبب التشابه بين
المعمودية والختان ،راحوا يجاهدون في المغارقة بين هاثين العالميين مغارقة شاسعة بحي٠ث ال
يظهر بينهما ستة على اإلطالق .فذهبوا يقولون إتهما يختلفان في المعنى كز االختالف ،وإذ العهد
الذي يمتله كز منهما يختلف تماائ ،وإذ دعوة األطفال تحت كز من العالميين تختلف إحداهما
عن األخرى .ولكتهم عندما يشرعون في إثبات هذه النقطة األولى ،ينعون أة الختان كان رمزا
لإلماتة ،وليس صورًا للمعمودية .ونحن نتفق معهم في ذلك بكز رصا ،ألته يدعم وجهة نظرنا كل
الذعم .فإة البرهان الوحيد الذي نستخدمه لتأييد رأينا هو أة المعمودية والختان عالمتان لإلماتة.
ومن ذلك نستنتج أة المعمودية قد حلت محز الختان لتمقل لنا ما كان الختان يدز عليه لليهود
في القديم .فبأي همجية يشوهون الكتاب المقنس ويعيبونه عندما يصرون على وجود الغرق بين
العهذين! وليس في نعز واحد فقط ،بل بحيث ال يتركون شيائ من دون العبث به! فإئهم يصؤرون
لنا اليهود كأجساد دنيوكة شهوانية كما لو كانوا أقرب شيها للحيوانات مكا للبشر .وال يتجاوز
عهن معهم كوته مقتصرا على الحياة الزمنية ،وتؤول الوعود المعطاة لهم إلى منافع مادرة مؤقتة.
١٢٤٧ الكتاب الرابع -الفصل االدس عشر
1 .
فإذ صغ هذا االعتقاد ،ماذا يتبعى سوى أن أمة اليهود كانت تتسقن إلى حيب على إحسانات الله
(كما يسغن الناس قطيائ من الخنازير في زريبة) ،لمجرد أن تقنى في هالك أبدي .ألئه كتما ذكرنا
الختان والوعود الملحقة به ،أجابوا دوا يأن الختان كان عالمه حرفية ،وأن مواعيده جسدية دنيوية.
من الواضح أته إذا كان الختان عالمه حرفية ،لزم أن نعتبر المعمودية كذلك أيشا .ألن الرسول
— في األصحاح الثاني من رسالته إلى كنيسة كولوسي — ال يميز إحدى العالمتين وكأرها أكثر
روحية من األخرى .فيقول إئنا مختونون ختاائ غير مصنوع بيد ،بخلع جسم خطايا البشرية الذي
سكن فينا .ويسقي هذا الختان ختان المسيح ٦كو .]١١ :٢وبعدئذ ،لكي يقشر قوله ،يضيف أتنا
ماذا تعني هذه الكلمات سوى أن تحقيق المعمودية ش المعمودية مدفونين معه [كو ١٢:٢
والحق الكامن فيها هما أيصا تحقيق للختان والحق الكامن فيه ،حيث إتهما يعنيان الشيء عينه؟ إته
يحاول بكز جهده أن يبين أن المعمودية للمسيحى هي ما كان الختان لليهودي سابعا .ولغا كا قد
شرحناآنائ بوضوح أن وعود كلتا العالمتين واألسرار التي تتمقل فيهما قغق ،فلن نطيل الحديث
عن ذلك .ولكئني سوف أحذ المؤمنين فقط ،على الرغم من صمتي ،على أن يتأثلوا ملؤا دواخل
أنفسهم وفيما بينهم :هل وجب عليهم أن يعتبروا العالمة شيائ حرفيا وأرضيا فقط في حين أتها ال
تمثل إأل ما هو روحى وسماوي؟ أثا لكيال سق (معارضونا) هراءهم في عقول البسطاء والسذج،
فسوف ننقض حجة واحدة يحاولون بموجبها أن يغطوا كذبه عارية صفيقة .إته من الموقد كتيا
أن المواعيد األولية التي احتوت ذلك الميثاق الذي صدق الله عليه بالعهد القديم ،كانت روحيه
٩ترنو إلى الحياة األبدية ،ثم تقيلها اآلباء بدورهم (كما يصخ) على أتها مواعيد روحية كيما ينالوا
بموجبها تأكيد الحياة اآلتية التي كانوا يطمحون إليها بكز قلوبهم .ولكئنا في الوقت عينه ال ننكر
أن (الله) شهد لمشيئته الصالحة نحوهم بإحساناب أرضية ومادية نقول بها إذ رجاء مواعيد األشياء
الروحية كان أيصا مؤكدا .فعلى سبيل المثال ،لقا وعد الله عبده إبراهيم ببركه أبدية ،أضاف وعذا
آخر بالحصول على أرض كنعان ^تك ه ١٨ ، ١ : ١؛ لكي يمنحه إشارة عينية لنعمته نحوه .وبهذه
الطريقة يلزمنا أن نفهم جميع المواعيد األرضية المعطاة لألئة اليهودية :أن الوعد الروحى ينبغي
أن يعتبر في المقام األول .ولقا كنت قد عالجت هذه األمور ببعض اإلسهاب في شرح الغرق بين
العهذين القديم والجديد ٢،فإتني أكتفي اآلن بمجرد األشارة إليها.
انظر أعاله :الكتاب الثاني ،الفصلين العاشر والحادي عشر. ٢
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٤٨
يجدون هذا الغرق في استعمال لفظة أوالد :فغي العهد القديم ،شغي نن كانوا من نسل
إبراهيم واالن يسمى باسمه من يقادون إيمانه .ولذا يقولون إذ تلك البنؤة
؛
** أوالد
** إبراهيم
الجسدتة التي طعمت في شركة العهد بالختان ،أنذرت بالبنؤة الروحية في العهد الجديد ،والتي
تصف المولودين ثانيه للحياة األبدية بكلمة الله .في الحقيقة ،نرى في هذه الكلمات قبتا من
الحق .ولكئ تلك النفوس المتعتبة تخطئ خطًا جسيائ في اقتناص أول ما تقع عليه أيديهم
فيما ينبغي أن يتعئقوا فيه ،وفي التشبث بلفظه منفردة فيما يجب أن يقارنوا أفكارا عديدة
مثا .وبذلك ال يمكن إأل أن يضتوا مزة أخرى ،ألئهم ال يدأبون على إدراك المعرفة الرصينة
ألي شيء .نقز حعا بأن — إلى حين — زرغ إبراهيم الجسدي احتز مكانة نسله الروحى
الذي طعم فيه باإليمان .ألتنا ندعى أوالده على الرغم من أن ال عالقة وراثية لنا معه بالتناسل
الطبيعي [غل ٢٨:٤؛ قارن رو . ] ١٢ : ٤ولكن إن كانوا يقصدون — كما يقولون بوضوح — أة
بركة الله الروحية لم تكن موعودا بها قذ لنسله الجسدي ،وهم جذ مخطوئن في ذلك ،ولذلك
يلزمنا أن نوحه حديثنا فئصيك هدوا أسمى دمليه علينا اإلرشاد المؤبد الذي نجده في الكتاب
المقدس .ومن هنا يقيلنا أن الرب وعد إبراهيم بأن يكون له نسق تتبارك فيه جميع أمم األرض [تك
٣: ١٢؛؛ وفي الوقت عينه يؤبد له أته سيكون إلؤا له ولكن رته [تك .]٧: ١٧وجميع الذين
يقبلون المسيح باإليمان كمنشئ تلك البركة هم ورثة لهذا الموعد ،وس ثم يدعون أوالد إبراهيم.
بعد قيامة المسيح ،بدأت تخوم ملكوت الله شع في كذ اتجاه بين جميع األمم ،كيما يجتمع
ولكئه كان أيئدا قد احتضن اليهود بعظمة رحمته الفائقة منذ قرون المجد السدماوي [مت ١١ : ٨
عديدة مضت .وألته إذ تجاوز سائر األمم لكي يختار تلك األنة الواحدة فيخصها بنعمته إلى حين،
دعاها خاصة له [خر : ١٩ه؛ والشعب الذي اقتناه [خر ه .] ١٦: ١
اعبي الختان شهاد؛ لفضل إحسانه لكي يعلم اليهود برمزه أن الله هو منشئ خالصهم.
وبمعرفتهم لذلك ارتقت أفكارهم إلى رجاء الحياة األبدية .فإذ ما الذي عساه أن يفوز أحذا استقبله
الله ،مرة والى األبد ،إلى رحاب حماه المأمون؟ ومن ثم ،كيما يبرهن الرسول على أة األمم أيائ،
١٢٤٩ الكتاب الرابع -الفصل السادس عشر
كما اليهود ،هم أوالد إبرافيم ،يتحذث هكذا :تبزر إبراهيم باإليمان فيما كان بعد في الغرلة.
بعد ئب أخذ عالمة الختان ،ختائ لبر اإليمان ليصير أبا لكز ،المؤمنين ،لتن هم في الغرلة وتن هم
في الختان ،وليس لتن يتفاخرون بكونهم في الختان فقط ،بل لكز تن فعون اإليمان الذي كان
إلبراهيم حين كان بعد في الغرلة [رو .]١٢-١٠ : ٤أال نرى أة كز تذفي الغرلة وتذفي الختان
قد جعلوا متساوين في الكرامة؟ فإئه في الزمان الذي حذده قضاء الله ،كان إبراهيم أبا الختان.
الذي لضل األمم وبعدما تعض حائط السياج (كما كتب الرسول في موضع آخر [اف ١٤ : ٢
عن اليهود ،اعطيت األملم دخوأل في ملكوت الله ،وأصبح إبراهيم أبا لهم؛ وذلك بمعزل عن عالمة
الختان ،إذ صارت المعمودية عالمة لهم بدال من عالمة الختان .أثا لكي يحئلم الرسول بولس
استعالء البعض مئن ضربوا بالتقوى غرض الحائط ،فزئنوا أنفسهم بقشور الطقوس وحدها ،جزم
بأن إبراهيم ليس أبا لتن هم في الختان فقط [رو ١٢ : ٤؛ .واليوم على المثال نفسه ،يمكننا أن
ندحض غرور الذين ال ينظرون إلى شيء في المعمودية عدا الماء.
ولكئهم سيأتون بنضآخر لتعزيز اعتراضهم ،وذلك من قلم الرسول بولس [في رومية ،]٧: ٩
الذي يعلم فيه أن تن هم في الجسد ليسوا أوالدا إلبراهيم ،بل تن هم أوالد الموعد فقط الذين
بحسبون نسأل له .ويبدو ذلك كتلميح إلى أن نسل إبراهيم الطبيعي الذي تفسح له مكاتا ما ،هو
الشيء.
لكته ينبغي أن ندقق النظر في الحالة التي يناقشها هنالك الرسول .ألئه ،إذ قصد أن بري اليهود
كيف لم يقتصر إحسان الله على نسل إبراهيم الجسدي ،وفي الحقيقة أن النسل في حذ ذاته ال يمنح
الساللة فضأل ،يطرح بولس من قبيل البرهان رفض الله إلسماعيل وعيسو [رو ] ١٣-٦ : ٩كما
لوكانا غرباء؛ وعلى الرغم من أتهما كانا من نسل إبراهيم الحقيقي بحسب الجسد ،حلت البركة
على إسحق ويعقوب .يلزم من هذا منطقؤا ما يوبده الحعا ،وهو أن الخالحس يعتمد على رحمة الله
التي يمنحها لض يشاء [رو :٩ه]١٦-١؛ وأن ليس ثتة ما يدعو اليهود أن يتباهوا ويتفاخروا باسم
العهد ما لم يحفظوا ناموس العهد ،أال وهو كلمة الله.
وعلى الرغم من ذلك ،عندما بخبضهم بولس عن استعالئهم وثقة غرورهم في قرابة عشيرتهم،
ظز يرى -من زاويه أخرى -أن العهد الذي قطعه الله مزة وإلى األبد لذرئة إبراهيم ،ال يمكنه أن
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٥٠
يغلل بأي وسيله كانت .ولذا يجادل في األصحاح الحادي عشر بأكه يجب أأل دتتؤع كرامة ذرية
إبراهيم الطبيعية .وعلى أساس ذلك يعنم بأؤ اليهود هم باكورة األنجيل وأوائل ميراثه ،ما خال
أثهم بسبب جحودهم قد قطعوا لعدم استحقاقهم؛ ومع ذلك فهؤالء قطعوا بحيث لم تنقطع البركة
السماوية عن أتتهم كتجا .ولهذا السبب ،على الرغم من عنادهم وكسرهم للعهد ،يدعوهم بولس
أنة مقدسة [رو ( ] ١٦ : ١١ويا لها من كرامة يهبها للجيل المقدس الذي حسبه الله مستحائ لعهده
المقدس)؛ ولكئه يدعونا نحن (بالمقارنة معهم) — إن جاز الحديث — أوالدا بعد وفاة أبيهم ،أو
أوالدا حبيبين إلبراهيم -وذلك بالتبتي ال بالطبيعة -كما لوكان غصئ مقطولح من شجرته أعيد
فئلعم في ساق شجر؛ أخرى [رو . ] ١٧: ١١
وبناة على ذلك ،ولكيال يتجردوا من امتيازهم ،أعلن اإلنجيل لهم أؤأل؛ ألئهم -إن جاز
الحديث — كأوالد البكر في بيت الله .وبحسب ذلك كان هذا الفضل يوهب لهم حتى رفضوا ما
قدم لهم ،وبسبب عدم شكرانهم تحؤل منهم إلى األمم .ومع هذا ،على الرغم من عظيم عنادهم
الذي طالما يتمادون به في شئ الحرب على اإلنجيل ،يجب أأل نحتقرهم ،إذ نتأتل كيف أره بسبب
الوعد [اإللهي] ،ال تزال بركة الرب حاتة عليهم .فالرسول يشهد أتها في الحقيقة لن تؤخذ منهم
كاثا أبدا! :األن مقات الله ؤذغوثه هتي بال تدامة [رو.]٢٩:١١
انظر قيمة الوعد المعطى لنسل إبراهيم ،وفي أي ميزا؟ توزن .فعندما نمتز ورثة الملكوت
عن الغرباء والالشرعتين ،ال نشك في أن اختيار الله وحذه هو الحكر في حثه الحر .وعلى الرغم
من ذلك ،نرى أئه سر على نحو خاص بأن يحتضن نسل إبراهيم بفضل رحمته؛ وكيما يؤكد تلك
الرحمة بأكثر وضوح ،رأى أن يختمها بعالمة الختان .واآلن ،إذ حال الكنيسة المسيحتة هي تلك
تماتا؛ فإذ بولس إذ يجادل في ذلك النص بأن اليهود مقنسون بوالديهم ،يعتم في موضعًاخر أة
أوالد المسيحيين ينالون التقديس ذاته من والديهم [١كو .]١٤:٧ومن ثم يختتم القون بأن تن
يوجدون منجسين يفصلون عن الباقين ،عن استحقاق [ ١كو : ٧ه .] ١
واآلن تن يمكنه أن يشك في أن استنتاج معارضينا مخطئ كز الخطأ ،أي أن أولئك الرصع
الئخئئنين في البذم كانوا مجرد نماذج أؤلتة للطفولة الروحتة التي تنشأ من التجديد بكلمة
الله؟ يكتب الرسول أن المسيح هو خادم الختان من أجل صدق الله حتى يست مواعيد اآلباء
١٢٥١ الكتاب الراع-الفصل السادسرعشر
[رو ه .]٨: ١وبحديثه هكذا ،ال يتفلسف كما لو كان قد تكتم بأسلوب كهذا :بقدر ما ينطبق
العهد المصنوع من إبراهيم على ذرقته ،جاء المسيح لخالص أمة اليهود كيما يتئم الوعد الذي
صنعه أبوه وه وإلى األبد .هل ترى كيف.يعتقد — بعد قيامة المسيح أيصا — أن الوعد ال يتحعق
رمزتا فقط ،بل حرفيا ،لنسل إبراهيم الجسدي؟ يؤدد ذلك ما أعلنه بطرس أيصا لليهود [اع ]٣٩: ٢
أن فائدة األنجيل هي لهم وألوالدهم بموجب حئ العهد؛ ويدعوهم في األصحاح التالي أبناء
**
العهدا [اع :٣ه ٢؛؛ أي ورثة .وال يختلف كثيرا عن ذلك ما ورد في ص آخر للرسول (بولس)
وقد ذكرناه أءاله ٣،حيث يفهم الختان المطبوع على الرنح ويفسره على أئه شهادة للشركة التي
لهم مع المسيح [اف.]١٣-١١:٢
ولكئ إن كا لنسمع تفاهاتهم ،فماذا يصبح الوعد الذي يعد الرب فيه خذامه الوصبة الثانية من
ناموسه ،بأئه يصنع إحسادا إلى األلوف من أجيال نسلهم [خر ]٦: ٢ ٠؟ هل نتلكى هنا وراء الرموز؟
إذ في ذلك مراوغة واستهتارا! أو هل نقول إذ الوعد قد نعض؟ ولكن هذا يلغي الناموس باكمله،
وهو الذي أتى المسيح ليكتله [مت ه١ ٧:؛ بقدر ما يبني حياتنا .إدا فللقبل ما ال جدال فيه :أن
الله صالخ وسخى نحو خاصته إلى درجة أئه يشر — ألجل خاطرهم — أيشا بأن يحسب بين شعبه
األوالن الذين ولدوهم.
عالو؛ على ذلك ،فإذ الفوارق التي يحاولون الدفع بها بين المعمودية والختان ال تبعث على
السخرية فقط ،أو تخلو مائ يشابه المنطق فحسب ،ولكئها متناقضة ويلغي بعضها البعض أيصا.
ألدهم عندما أعلنوا أن المعمودية تنطبق على اليوم األول من الحرب الروحبة ،أما الختان فعلى
اليوم الثامن بعد انتهاء اإلماتة؛ وهم إذ ينسون ذلك ئؤا ،يغبرون نغمتهم ويدعون الختان رمزا ألماتة
الجسد ،والمعمودية يدعونها دفائ وهو ما ال يحصل ألحد إن لم يكن قد مات أؤأل .هل يستطيع
هذيان المجانين أن يترقص هنا وهناك بمثل هذه السرعة؟ فإده تبعا لمقولتهم األولى ،لزم أن تسبق
المعمودية الختان؛ وفي الثانية تتبعه .على أن هذا [التناقض] ال يستجن فيه شيء على أمثال ما يتخبط
به حذق البشر إلى أعلى وإلى أسفل ،عندما يعبدون ما يحلمون به كما لوكان موبدا كلمة الله.
في ضوء ذلك ،نقول إة هذا الغرق الذي أتوا به أعاله ليس إأل لحلائ من بنات أفكارهم١ .ن
كانوا يريدون أن يقشروا اليوم الثامن رمزرا ،للم يتوئقوا بانتهاج هذه الطريقة .ألته بحسب ما كتبه
األقدمون ،كان من األنسب أن يرمزوا بالعدد ٨إلى القيامة (التي حدثت في اليوم الثامن) والتي
نعرف أن الحياة تعتمد عليها؛ أوإلى مسيرة الحياة الحاضرة بأ جمعها التي ينبغي في أثنائها الطويلة
أن تستمر اإلماتة حتى نهايتها ،وعندئذ أيشا تكتمل ٤.ومع هذا فإته في تأجيل الختان خنى اليوم
الثامن ،قد يكون أن الله قصد أن يترك مجاأل لرئة الطفولة ،حيث إذ الجرح كان ليظز محقوق
بالخطر في األيام األولى للميالد ،ويكون المولود ال يزال تخترا من رحم أمه.
ما أشذ قوة المقولة أتنا ،وقد كحتا أمواتا ،مدفونين بالمعمودية! مع أن الكتارب المقدس يحتلج
ببالغه بأتنا مدفونون للموت على هذا الشرط :أتنا نموت ،وبذا نمارس اإلماتة [رو ٤ : ٦؛٠
وحيلة أخرى من حيتهم هي هذه المماحكة التافهة( :يقولون) إن كانت المعمودية تطابق
الختان ،ال يجوز لإلناث أن يتعتدن .فإذ كان من الموكد أته شهد لتقدص النسل اإلسرائيلى بعالمة
الختان ،فال شك في أن المقصود به أن الرجال والنساء كانوا يتقدسون بالتساوى .ولكئ أجسام
الذكور فقط هي التي كانت تطيع بالعالمة التي كان ممكائ أن تعلبعها الطبيعة ،ومع هذا (تطيع)
بطريقه يمكن بها لإلناث أن يصبحن من خاللهم -إن جاز القول -رفيقات وشريكات للختان.
من ثم دعونا نطرح هذه السخافات جانيا ونتمشك بالشبه بين المعمودية والختان ،والذي نراه
مئغثا كز االتفاق في ما يتعئق بالسز الباطن ،وبالمواعيد ،وبالغائدة ،وبالفاعلية.
(الرذ على االحتجاج بأن الرحئع غير قادرين على اإليمان)٢٠ - ١٧ ،
يعتقدون أتهم يطرحون حجة قوية جذا لمنع األطفال من المعمودية ،عندما ينعون أن األطفال
بسبب صغر سثهم ليسوا قادرين بعد أن يدركوا معنى السر الكامن فيها ،أي التجديد الروحي الذي
ال يمكن أن يحدث في الطفولة المبكرة .ومن ثم ينتهي معارضونا إلى االعتقاد أن األطفال يجب
أن يعتبروا أوالدا آلدم فقط ،إلى أن يبلغوا سائ مناسبة للميالد الثاني .أتا الحق اإللهي فينافي جميع
تلك الحجج في كز مكان .ألئه إذ اعئرف بأن األطفال (ال يزالون) بين أوالدآدم ،فهم متروكون
0,االأ8آلجل٨٦ 0,االخ8آلقع 20. 33(; ٨٦ح] .ئ؛ 33. 680ط(ل. 14 )١4اا1٧ن ])11181118 انظر: ٤
. 29 )1142. 335; ٥٠.ا٧آ خ٠د !٧. 231 £.(.
١٢٥٣ الكتاب الرابع -الفصل السادس عشر
في الموت ،إذ إدنا في آدم أل يمكننا إأل أن نموت [رو ه ١ ٢ :وما يليه؛ .على العكس ،ألن المسيح
يأمر بأن يؤتى بهم إليه [مت . ] ١٤ : ١٩لماذا؟ ألئه هو الحياة .ولذلك يجعلهم شركاة في ذاته لكي
يحييهم ،فيما يحكم عليهم خصراث هؤالء باإلقصاء والموت.
وإئهم إن ترجحوا في هذا بالقول بأن الرنع ال يهلكون على الرغم من أتهم يعتبرون أوالدا
آلدم ،فإذ الكتاب المقدس يفتد ضاللهم بما فيه الكفاية .فحيث يعلن الكتاب أته في آدم يموت
الجميع ،يلزم منطقيا أن ال رجاء يتبثى للحياة إأل في المسيح [١كوه٢٢:١؛ .ومن ثم ،لكي
نصبح ورثة للحياة ،يلزم أن تكون لنا شركة فيه .وألذ الكتاب يشهد أيائ في نزاخر أتنا بطبيعتنا
خاضعون جميعا لغضب الله [اف ٣: ٢؛ ،وأته لحبل بنا في الخطيئة [مز ١ه :ه؛ ،فهذا يعني دائائ
أتنا تحت الدينونة ،ويلزمنا أن نخلع طبيعتنا قبل أن يفتح لنا ملكوت الله .وما عساه يمكن أن يقال
بأكثر وضوح من أن لحائ ودائ ال يقدران أن يرثا ملكوت الله [ ١كو ه ٠ : ١ه؛؟ لذا ،ليتالشى كل
ما لنا (األمر الذي ال يحدث بمعزل عن التجديد)؛ عندئذ سوف نمتلك الملكوت .باإليجاز ،إذ
كان المسيح يتكتم بالحق عندما يعلن أته هو الحياة [يو :١١ه٢؛ ،]٦:١٤يلزمنا أن تطغم فيه لكي
نتحزر من عبودية الموت.
يسألون :ولكن كيف يتجند الرنع ما داموا لم يمنحوا معرفة الخير أو الشر؟ تجيت بأن عمل
الله ،على الرغم من كونه يفوق إدراكنا ،ال يزال فاعأل .وبهذا يتونح أن أولئك الرفع المختصين
(إذ من الموكد أن البعض مختصون من سئ مبكرة) جذدهم الرب قبأل .فإئهم ،إن حملوا معهم
فسادا وراثائ من رحم أتهم ،يلزم أن يتطهروا منه قبل أن يقبلوا إلى ملكوت الله ،ألته ال يدخله شيء
دنس [رؤ ٢٧ : ٢١؛ .فإن كانوا مولودين خطاة ،كما يويد داود وبولس [اف ٣: ٢؛ مز ١ه :ه]،
فإتا أتهم يظتون كارهين الله ومغضبين إياه ،أو ينبغي أن يتبرروا .فماذا نطلب أكثر من هذا عندما
أعلن الديان السماوي بأجلى وضوح أن دخول الحياة السماوية لمتاع للمولودين الوالدة الجديدة
فقط[يو]٣:٣؟
ولكي يسكت المقاومين ،أعطى الله برهاتا في يوحنا المعمدان الذي قذسه في بطن أمه [لو
: ١ه ١؛ — وهذا ما لم يفعله فيآخرين .ثم إتهم ال يربحون أي شيء هنا بمراوغتهم الساخرة عندما
يقولون إئها كانت مزة واحدة فقط ،قوأل ال يعني من هذه الحادثة المغردة أن الرت يتعامل هكذا
عادة مع الرنع .ولكئنا ال نجادل في ذلك .إذ هدفنا الوحيد هو أن نبتن أتهم يحبسون قوة الله،
بغير عدل ،في حدود ضتقة ال تقبل قدرة العلى أن تتقتد بها .أتا عن مواربتهم األخرى فال وزن
جون كالثن :أسس الذين السبحي ١٢٥٤
لها .يدعون ،بحسب صيفة التعبير المألوفة في الكتاب المقدس ،أة عبارة امن الرحماا مجز د
تعبير مرادب ن منذ الطفولة .ولكتنا نستطيع أن نرى بوضوح أن المالك ،عندما أعلن هذا لزكريا
قصد شيائ مختلعا؛ وهو أن يوحنا سيكون قبل والدته ممتلائ بالروح القدس .إدا دعونا ال نحاول
أن نفرخن قاعد؛ على الله نقيد بها إرادته فيمن يشاء أن يقذسه ،مثلما قدس هذا الطفل ،إذ إذ قوته
ال بخن.
حعا كان المسيح مقذائ منذ أبكر طفولته كيما يقدس في ذاته مختاريه من كل سن بال تمييز.
فإته لكي يمحو ذنب العصيان الذي اقترفناه في الجسد ،اثخن لذاته ذاك الجسد عينه بحيث يجز
فيه ،ألجلنا ونيابه عتا ،الطاعة الكاملة .وهكنا حبل ،به من الروح القدس لكي ينقل إلينا في جسده
الممتلئ بقداسة الروح تلك القداسة ذاتها .وإن كان لنا في المسيح المثال األكمل لجميع العطايا
التي يجزلها الله على أوالده ،فسيكون (هو) لنا في هذا الصدد برهاثا على أن سل الطفولة المبكرة
ليس مضادا كلائ للتقديس.
كيفما كان ذلك ،نعتبره أمرا غير قابل للجدل أن ال أحذ من المختارين يدعى من الحياة
الحاضرة قبل كونه مقدسا ومجددا بفعل روح الله .يضادون معترضين بأن الروح في الكتاب
المقدس ال يعترف بأي تجديد عدا زرع غير قابل للفساد ،أي من كلمة الله [ ١بط ٢٣: ١؛ .بهذا
ني د
يخطوئن في تفسير مقولة .طرس التي تشير إلى المؤمنين فقط الذين تعلموا بواسطة الوعظ باألنجيل.
إثنا حعا نقز بأن لمثل أولئك كانت كلمة الرب الزرغ الوحيد للتجديد الروحي؛ ولكتنا نرفض أن
نستنبط من ذلك أن األطفال والرصع ال تقدر قوة الله على تجديدهم ،ألثها ميشرة ومتوافرة لهم
كما هي عجيبة وتفوق كز عقل ،بالنسبة إلينا .إلى جانب ذلك ،إثها معارضة غير آمنة تلك التي
تسلب الرت قدرثه على أن يعرف ذاته لهم بأي وسيله تسز مشيئته.
يقولون :ولكئ األيمان يأتي بسماع الخبر [رو ،]١٧: ١٠وهو ما لم يحصل عليه الرصع
بعد ،كما ال يمكنهم أن يستطيعوا معرفة الله ،ألثهم -كما يعتم موسى — لم يعرفوا الخير والشر
[تث .]٣٩: ١ولكن هؤالء الرجال ال يرون أته عندما يجعل الرسول السماع بداية لإليمان ،يصف
١٢٥٥ الكتاب الرابع-الغصل السادس عشر
الترتيب الطبيعي وقضاء الله فقط المستخدم عاد؛ في دعوة شعبه ،وال يسئ -في الواقع — قانوتا ثابائ
بحيث ال يستخدم وسيلة أخرى .لقد استعمل وسائل أخرى دعا بها كثيرين ،معطيا إداهم معرفه
حقيقية لذاته .شبر ،داخلية ،أي بإنارة الروح القدس بمعزني عن وساطة الوعظ .أائ إذ يعتقدون
أته ينافي المنطق تماائ أن بعزى معرفة الله إلى األطفال الذين أنكر موسى معرفتهم للخير والشز،
فأسألهم أن يخبروني فقط ما هو الخطر إذ قيل إذ األطفال ينالون اآلن جزءا من النعمة التي سوف
يتمتعون بكمالها بعد زمن يسير؟ ألئه إن كان كمال الحياة يكمن فى معرفة الله الكاملة ،فعندما يعبر
بعضهم مئن يخطفهم الموت في بداية طفولتهم إلى الحياة األبدية ،يقبلون مؤتمنا إلى التأتل في
الله في محضره الكتي .ومن ثم ،إن كان ليسر مشيئته ،فلماذا ال يضيء الرب ولو بشرار؛ ضئيلة في
الوقت الحاضر على الذين سوف ينيرهم في المستقبل بكامل لمعان نوره ،وخصوصا إن لم يكن
قداستأصل جهلهم قبل أحذهم من سجن الجسد؟ لسى أؤتمدمتهززاأتهم قدانعم عليهم باإليمان
ذاته الذي نختبره في أنفسنا ،أو أتهم يقتنون كتجا معرفة األيمان نفسها — إذ أوصل ،أن أترك هذا من
دون الجزم به -ولكتني أريد أن أكبح العجرفة المتبلدة التي تتجلى في ض ينكرون أو يؤتمدون ما
يشاؤون بأعلى أصوات حناجرهم.
ولكئهم في إصرارهم المتصتب على هذه النقطة يضيفون أن المعمودية سر للتوبة ولإليمان.
ومن ثم إذ ال يمكن حدوث أحدهما أو اآلخر في نعومة سئ الرضاعة ،يلزم أن نحترز من قبول
الرصع لشركة المعمودية خشية أن يصير معناها خاوتا وسريع الزوال .أتا هذه السهام فهي في
الواقع موجهة صوب الله وليس تجاهنا .ألته من الواضح جدا من شهادات الكتاب المتعددة ،أن
الختان كان أيائ عالمة للتوبة [ار ٤: ٤؛ : ٩ه ٢؛ قارن تمث ١٦: ١٠؛ .]٦:٣٠ثم يدعوه بولس
ختم بر األيمان [رو .]١١ : ٤إدا فليطاب الله نفشه بأن يعطي سبيا لوصبته بأن يطبع (الختان)
على أجسام الرصع .وما دام الختان والمعمودية يطابقان ،ال يستطيع معارضونا أن يمنحوا شيائ
ألحدهما فيما يمنعونه عن اآلخر .وإن كان تراجعهم عن موقفهم يتخن المخرج المعتاد -أن زمن
سئ الرضاعة في ذلك الحين كان يمثل الحضانة الروحية -فليعلموا أته طريق مسدود .لذا نقول إته
ما دام الله قد أعطى الختان للرصع كيمر للتوبة واأليمان ،ال تعتبر المنطقؤا إن كانوا االن قد لجعلوا
شركاء في المعمودية؛ التهم إأل إذا اختار البشر أن يعاندوا ما فرضه الله .ولكن ،كما هي الحال في
صنيع الله بأجمعه ،فكذلك في هذا الفعل عينه أيشا يسطع ما يكفي من الحكمة والبر لصد التشويه
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٢٥٦
الذي يحدثه عقوق المنحرفين عن الحق .فإئه على الرغم من أة الرصع لم يدركوا بعقولهم —
في اللحظة التي ختنوا فيها — ماذا كانت تعني هذه العالمة ،باتوا حقا مختونين إلماته طبيعتهم
الفاسدة والمدرسة ،وهي إماته سوف يمارسونها فيما بعد في سنيهم الناضجة .خالصة القول اذ
هذا االعتراض لحل ،بال صعوبة :يعئد األطفال إلى توبؤ وإيما؟ ستقبين ،على الرغم من أة التوبة
واإليمان لم يتشكال بعد فيهم ،إذ تكمن بذرتهما ستترة في دواخلهم بعمل الروح القدس الخفى.
بهذه اإلجابة يطرح خارجا وه وإلى األبد كل ما عؤج تفسير ما قلناه عن المعمودية .هاك
العنوان الذي يضعه بولس على المعمودية حيث يدعوها عسل الميالد الثاني ،و(ذسل) التجديد
[تي :٣ه؛ .من هذا يتحاجون باها دمنلح ألشخاكى فقط يستطيعون أن يختبروا هذه األشياء.
ولكئنا بحق حريتنا نرذ بالقول :كذلك إدا لم يكن ليمارس الختان الذي كان يفيد التجديد إأل على
المولودين ثانية .وهكذا ندين نحن ما أشى له الله .من ثم (كما سبق أن قلنا في عنة مواضع) إة
جميع الحجج التي قد يهاجم بها الختان ،ال قوة لها في اإلغارة على المعمودية.
كما ال يمكنهم أن يتهربوا بالقول إة ما يقوم على سلطة الله األكيدة هو ثابك ووطيد ،حتى
إن لم تعزف له عتة .أما مثل هذا التبجيل فال يعزى إلى معمودية األطفال أو إلى ما يشابهها متا لم
يوصنا به الله في كلمته الصريحة؛ فإئهم عندما يحتبلون مز؛ ويبقون في هذا المأزق ،فسوف ال
يستطيعون الخروج منه إلى األبد .إذ وصية الله بختان حديثي المولد كانت إما شرعا ال يقبل العبث
به ،أو عرضة لالستهجان .أائ إذا وجدت خالية من التناقض والتنافر ،فال يمكن أن يوجد ما ينافي
المنطق في ممارسة معمودية األطفال.
إئنا نزيل وصمة التنافي مع المنطق ،التي يحاولون أن يسموها على هذا الموضوع هكذا:
إذ نال الذين تنازل الرب فاختارهم عالمه التجديد ولكئهم ارتحلوا من الحياة الحاضرة قبل أن
ينضجوا ،فهو يجذدهم بقوته التي تفوق إدراكنا ،أي بقوة الروح القدس ،بالوسيلة التي يسبق فيرى
هو وحده ائها توافق إرادته .وإن نموا إلى سق يمكن فيها أن يفئموا حق المعمودية ،فسوف تئقد
فيهم غيرة أعظم للتجديد ،من جراء تعئبهم أئهم اعطوا غربونها في ستهم المبكرة كيما يتأتلوا
يجب أن نفهم بهذا المعنى نفسه ما عثم به بولس في موضعين ،بأئنا دفنا مع المسيح بالمعمودية
[رو ٤:٦؛ كو ١٢ : ٢؛ .ال يعني بولس بذلك أة من يقبل للمعمودية ينبغي أن يكون قبأل قد ذين مع
المسيح؛ بل إئه يعلن ببساطه التعليف) الكامن في المعمودية ،ويعلنه لتن كانوا قد تعتدوا فعأل .من ثم
لن يجادل حتى المجانين بأة بولس قصد في هذا النص أن الدفن يسبق المعمودية .بهذا األسلوب
يدر موسى [تث ] ١٦: ١٠وكذلك األنبياء [ار ]٤:٤الشعك بما كان يقصد بالختان الذي كانت
عالمته قد وضغت عليهم صفارا.
وفي إطار السياق نفسه ،يكتب بولسى للفالطيين أدهم لبسوا المسيح عندما تعتدوا [غل
.]٢٧:٣ماذا كان القصد من ذلك؟ أن يعيشوا بعدئذ للمسيح ،ألئهم لم يكونوا قد عاشوا له من
قبل .ومع أته في تعميد األكبر سائ ينبغي أن يتقبل هؤالء معموديتهم بعد أن يفهموا معنى السز،
فسوف نشرح أة األطفال ينبغي أن يعتبروا كمن يتطورون بحسب تتابع مختلف.
كما ينبغي أن نفسر نعل بطرس على المثال نفسه ،حيث يغلثون أة هذا النعل يهبهم دعتا
قودا .هنا يقول الرسول إة المعمودية ليست إزالة وسخ الجسد ،بل شهادة ضمير صالع أمام الله
بقيامة يسوع المسيح [ ١بط ٢١ :٣؛ .إتهم في الواقع يجادلون بناء على هذا النص ،بأن ال شيء
يبقى لمعمودية األطفال سوى دخان فارغ ،أي أته شيء يبعد كز البعد عن الحق .ولكئهم يكررون
الخطأ نفسه بتفكيرهم المضل بأة المحتوى ينبغي دائائ أن يسبق العالمة بحسب ترتيب الزمن.
فإة الحق الكامن في الختان أيصا اعتمد على شهادة الضمير الصالح نفسها .ولكن إذا لزم له
بالضرورة أن يسبق ،استحال أن يختن األطفال بأمر من الله .ومع هذا ،إذ يري أة شهادة ضمير
صالح تكمن في حق الختان ،وبوصئته أن يخئن األطفال ،يفيد بأن الختان يمنح في هذه الحالة
للزمى الالحق .على أساس ذلك ،ال تستوجب معمودية األطفال حدوث أثر فوري سوى أتها توكد
وتؤيد العهد الذي قطعه الرب معهم .أتا ما يتبقى لهذا السر من معنى وأهمية ،فسوف يتحثق الحعا
في وقب قد سبق أن ره الله نفسه وحدده.
.٢٢في هذا السز راحة واطمئنان لألطفال ،فيجب أآل يحرموا عالمته
أعتقد أته ال يخفى على أحي اآلن أن يرى بوضوح أن جميع الحجج من هذا النوع هي
ارتكاس محفى للثئر المقذس .سوف نمر سريعا على ما تبثى منها .ينفون أة المعمودية اعطيت
لمغغرة الخطايا .فعندما يعدلون عن هذا االعتراض ،سوف يؤدد ذلك رأينا إلى حذ بعيد .ألته إذ
جون كالثن :أسس الش البئ ١٢٥٨
إرنامولودون خطا؛ ،نحن في حاجه إلى العفووالمغفرة حتى منذكنابعدفي أرحام ائهاتنا .ولغا
كان الله ال يقطع رجاء الرحمة عن األطفال. ،لل بالحري يرسخه ،فلماذا نمنع عنهم العالمة وهي في
ذاتها أدنى قيمة جذا من الشيء نفسه الذي تدز عليه؟ ولذا نرذ إلى معارضينا بقؤؤ ما يحاولون أن
يهاجمونا .وه( :فنقول) ينال األطفال غفران الخطايا؛ لذا ال ينبغي أن وحزموا هذه العالمة.
في الوقت نفسه ،يوردون مقولة رسالة أفسس إذ الكنيسة تطؤرت بفسل الماء بكلمة الحياة
[اف ه .]٢ ٦:ال يوجد نعس أقوى من هذه اآلية لقلب منطقهم رأسا على عقب! ألته يعطينا برهاائ
جاهزا .فإن كان المسيح يقصد أن تكون المعمودية شهاد؛ للفسل الذي يطؤر به كنيسته ،ال يعقل
أأل يكون األطفال الصغار جزءا من هذه الشهادة ،حيث لهم الحق أن يكونوا جزءا من الكنيسة،
إذ إتهم دعوا ورثه لملكوت السماوات [مت .)١٤: ١٩وبولس يشمل الكنيسة الجامعة عندما
يتحدث عنها باعتبارها مطؤرة بفسل الماء.
ومن إقراره في موضع آخر بأئنا قد غثمنا في جسد المسيح بالعمودية [ ١كو ،]١٣: ١٢
نستنتج على أساس المنطق ذاته أن االطفال الرونع الذين يحسبهم ضمن أعضاء جسده ،يلزم أن
يتعئدوا كي ال يسفروا عن بقية الجسد.
ما أشنع العنف! وما أكثرآالت الحصار التي يهاجمون بها قلعة إيماننا!
.٢٣ال يثبغي أن كعبق على األطفال الشواط الكتابية التي تشيرإلى الكبار بدون ديل
اآلن يأتون إلى العادة التي كانت تمارس في العصر الرسولى ،حيث يجدون أن ال أحد
كان تقبل إلى المعمودية ما لم يكن قد أقر قبأل باأليمان والتوبة .ألته عندما سأل مرى تبكتت
نفوسهم بطرش عائ يجب أن يفعلوه ،نصحهم بأن يتوبوا أؤأل ،ثم أن يعتمدوا لمغغرة الخطايا
[اع .)٣٨_٣٧ :٢وكذلك فيليس ،عندما سأله الوزير الحبشي عن إمكانية عماده ،أجاب بأته
يجوز ،إذ كان يؤمن من كق قلبه [اع ٣٧: ٨؛ ٠من هذا يظهر أته قد يمكنهم أن يبرهنوا على حجتهم
بأن المعمودية ،إذ لم يسبقها اإليمان والتوبة ،ال يجوز إجراؤها ألحد .ولكتنا إن قبلنا هذا المنطق،
فسوف يبرهن النعل األول ،حيث ال يذكر األيمان ،على أن التوبة وحدها تكفي؛ ويبت النعل
الثاني ،حيث ال تذكر التوبة ،أة اإليمان وحده يكفي .أظتهم سيجيبون أة كأل من النضين يكتل
١٢٥٩ الكتاب الرابع -الفصل السادس عشر
اآلخر ،وس ثم يلزم أن ئقزن أحدهما باآلخر .وأنا أيصا أقول بدوري :إذ نصوصا أخرى يجب أن
ئقارن بهذين ،إذ سوف يساعد ذلك على حز هذه الصعوبة. .فهنالك العديد من الشواهد الكتابية
التي يعتمد تغسيرها على سياقها .فالحالة التي نحن بصددها تعطينا مثاأل مناسبا :ألن ئن دحنث
بطرس وفيلبس إليهم كانوا في ص ناضجة بحيث يمكنهم أن يتأتلوا في التوبة وأن يفهموا جوهر
االيمان .ونحن نرفض بإصرار أن يتعتد أمثال هؤالء البالغين ما لم تكن توبتهم حقيقية وما لم يكن
إيمانهم واضحا ،على األقز بقدر ما يمكن لبشر أن يحكموا .ولكئه واضح كز الوضوح أده يجب
وضع األطفال الصغار في فئه أخرى؛ فغي العصور الغابرة كان إذا انضم أحدهم إلى شركة دينية مع
بني إسرائيل (أي صار يهودائ) ،لزم له أن يتفتم عهن الرت ،وأن يذرس الناموس قبل أن يمكنه أن
يوسم بعالمة الختان ،ألئه كان غريب الجنس ،أي أجنبؤا عن شعب إسرائيل الذي وطع معه العهد
ففبم بعالمة الختان.
وأيشا ،عندما يتبغى الرت إبراهيم ،ال يبدأ بالختان خافيا ما يعنيه بتلك العالمة ،بل إعلن له
أؤأل العهد الذي ينوي أن يقطعه معه [تك ه ١ : ١إ؛ ثم بعد أن يؤمن إبراهيم بالموعد ،يجعله الرب
مشاركا في السر [تك ١١ : ١٧؛ .لماذا يتبع السر األيمان في حالة إبراهيم ،بينما مع إسحق ابنه
يسبق كز فهم؟ ألن من األنصاف أن يتعلم أؤأل شروط العهد من كان إنساتا ناضجا بالغ الرشد وهو
غريب عن العهد وشروطه؛ أائ الحال فليست كذلك مع ابنه الرضيع .فاالبن الصغير يتضتنه العهد
من رحم أمه بحق الميراث المتضتن في صيفة العهد .أو(لكي نطرح األمر على نحوأوضح وأكثر
إيجارا) إذ كان أطفال المؤمنين شركاء في العهد بدون معونة اإلدراك ،فليس ثتة ما يمنع عنهم
العالمة لمجرد أتهم ال يستطيعون أن يتعهدوا -وشما — بقبول شروط العهد .هذا بعينه هو السبب
الذي ألجله يوكد الله أن بني االسرائيليين وبناتهم ولدوا له [حز٢٠: ١٦؛ .]٣٧: ٢٣فما ص شلف
في أته يحسبهم أبناء وبنات له من يولدون لمن وعدهم بأن يكون لهم أائ [قارن تك ٧: ١٧؛ .أتا
غير المؤمن الناشئ عن أبزين غير مؤمئين ،فيعتبر غريبا عن شركة العهد إلى حين انضمامه إلى
رحاب الله بواسطة األيمان .ال عجب إدا إذ لم يشارك في العالمة حين يمسي الئشار إليه زائغا
وخاوي المعنى في باطنه! يكتب بولس أيصا في هذا المجال :أن األمم ،ما داموا منغمسين في
وثنيتهم ،هم غرباء عن عهود الموعد [اف ١٢ : ٢؛ .إن لم أكن مخطائ ،يمكن للموضوع كته أن
يفح بهذه العبارة الموجزة :إذ كز ض يأتي إلى األيمان بالمسيح في ص ناضجة — إذ كان قبأل
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٦٠
غريبا عن العهد — ال يجوز أن توضع عليه عالمة المعمودية ما لم يكن قد امن أزأل وتاب ،ألن
األيمان والتوبة هما ما يمنحان الدخول في العهد .أما األطفال الرصع الذين يشتعون أصلهم
من مسيحيين ،إذ ولدوا مباشر؛ إلى ميراث .العهد وينتظرهم الله ،فهكذا بقبلون للمعمودية
وبهذا (المبدأ) يلزم أن دعرى قول البشير :ؤاعئقدوا بئه (أي من يوحنا) ...معترفين ،رحكاقالهلم٠ا
[مت ٦ :٣؛ .نعتقد أئه يجب اقتفاء هذا المثال اليوم .لذلك إذا تقذم تركى [نسلم] للمعمودية ،ال
يمكننا بسهولة أن نعقده إن لم يعيد إقرارا مرضبا للكنيسة.
(تفسير بعض النصوص المقتبسة لرفض معمودية األطفال الصغار :وش يموتون منهم من
دون أن يتعقدوا ال بدان جميعهم ،ه )٣ ٠-٢
على أدهم يطرحون كلمات المسيح التي أوردها البشير يوحنا في األصحاح الثالث من إنجيله،
والتي على أساسها يعتقدون أن والدة جديدة في الحاضر ضرورة قبل إجراء المعمودية٢ :ن كان
احد أل بوئن ش ائقا؛ زالروح أل يعي ز اذ تنحزة تتكورن الله [يو :٣ه]( .يقولون) انظر كيف
ردعى المعمودية بشفتي الرب نفسه ميالذا ثانيا .فما دام األطفال غير قادرين على الميالد الجديد،
فما هي حجتنا لقبولهم إلى المعمودية التي ال يمكن أن تقوم بمن دونه؟
أوأل ،إدهم مضغون في اعتقادهم أدهم حيث يسمعون كلمة الماء يظنون أتها بشير في هذا
النعل إلى المعمودية .بعدما شرح المسيح لنيقوديموس فساد الطبيعة [البشرية؛ ،وعلمه بلزوم
الوالدة الثانية — إذ كان نيقوديموس يظنه متحذائ عن والدة جسدتة ثانية — لغز له يسوع كيف
بجذدنا الله ،أي بالماء والروح .فهوكما لوكان يقول :إذ التجديد يتم بواسطة الروح القدس الذي
بتطهيره وربه النفوس المؤمنة يقوم بالعمل الذي يعمله الماء .وبناء على ذلك أفهم عبارة الماء
والروح على أتها تعني ببساطة الروح الذي هو (نظير) الماء .وليس هذا تعبيرا جديذا ،فإته يتفق
تماائ مع ما ورد في األصحاح الثالث من إنجيل متى (حيث يقول يوحنا المعمدان):
ا ...ائذي ائيي تعدي ...هؤ سيعقدكم بالروح انعنس وتار [مت ١١:٣؛لو١٦:٣؛ قارن
يو ٣٣ ،٢٦ : ١؛ .ألئه كما أة التعميد بالروح القدس وبنار يعني منح الروح القدس الذي يقوم
بعمل النار وله طبيعتها في عملية التجديد ،كذلك أن يولد أحد بالماء والروح ما هو إأل أن يقبل
قوة الروح القدس التي تفعل في النفس ما يفعله الماء في الجسد .أعلم أنآخرين يفشرون هذا بغير
١٢٦١ الكتاب الرابع -الفصل السادس عشر
ذلك ،ولكئني ال أشلن في أن هذا هو المعنى الصحيح ،ألن هدف المسيح هو أن يعلم فقط بأن كز
الذين يصبون إلى ملكوت السماوات يلزمهم أن يخلعوا عنهم طبيعتهم.
على الرغم من ذلك ،إذآثرنا أن نماحك يالوئابه المملة كما يفعلون هم ،يسهل علينا (بعد أن
نتنازل لهم بمايريدون) أن نردعليهم بأنالمعمودية تسبق اإليمان والتوبة ،إذائها — بحسب ترتيب
كلمات المسيح -وردت قبل الروح .من المولد أن المعنى المقصود بذلك هو مواهب الروح.
فإن كانت هذه المواهب تتبع المعمودية ،فقد أصبث هدفي .أتا بغض النظر عن كز المماحكات،
فيجب أن نتمسك بالتفسير البسيط الذي طرحيه( :وهو أن) ليس أحذ يستطيع أن يدخل ملكوت
الله ،حتى يكون قد تجذد يفعل الماء الحى الذي هو الروح القدس.
ولذا ،يجب علينا اآلن أن نرفض قطعا خرافة الذين يرسلون كز غير المعئدين إلى الموت
األبدي .لنتخيل إدا أن المعمودية — بحسب افتراضهم — رجزى للبالغين فقط .ماذا يقولون سوف
يحدث لطفلي تلثى تعليثا صحيخا في مبادئ التقوى األولية ،ولكن عندما اقترب يوم عماده،
اقتنصته يد الموت بفته بشكل لم يتووعه أحد؟ إذ وعد الرت صريح :إة من ،يشمع كألمي زيومن
باالي أزشلتي ؤله عتاه أبدية ،ؤأل يأتي إلى ديوتة ،تل قل اقمل من الئؤت إر المحتاج[ 1يوه.]٢٤:
ال نجد في أي مكان أته أدان أحذا لم ئعئد بعد أبذا .لست أريد أن يستنبط أحد من قولي هذا أئني
أقصد أن دهتل المعمودية أو أن يستهان بها (إذ بازدرائها اعلل أن عهد الرب سوف لتت!هك ،وما
أبعدني عن التسامح بي هذا األمر!)؛ يكفي فقط أن يبرلهن على أن المعمودية ليست بالحتمية التي
يحشب معها توا هالكا من سليت قدرته على الحصول عليها .ألتنا -على خالف ذلك -إن بلنا
خرافتهم ،فلسوف ندين بال استثناء جميع الذين صدف أن نبعوا عن المعمودية في حين أتهم ريما
وهبوا إيما تا هذا قدر عظمته بحيث يمكنهم أن يقتنوا المسيح نفسه .زد على ذلك ،أتهم يدينون
للموت األبدي كز األطفال الصغار الذين يمنعونهم من المعمودية ،إذ هي بحسب اعترافهم هم
ضرورية للخالص .فاآلن ،دغهم يرون بأي صور؛ من الجمال يتفق رأيهم مع كلمات المسيح التي
يمنح بها ملكوت السماوات لتلك الفئة من األعمار [مت ١٤ : ١٩؛ .ولكن على الرغم من أتنا
نهت لهم كز ما يتصل بفهم هذا النص ،سوف ال يحرزون شيائ منه إذ لم يقبلوا أؤأل التعليم الذي
أسسنا له حول الميالد الثاني لألطفال ٥.
أثا معارضونا فيتباهون بأدهم يمتلكون أمنع الحصون ،في كلمات تأسيس المعمودية ذاتها
التي يقتبسونها من األصحاح األخير من بشارة مهى التي بها أعطى المسيح وصيته ،عندما أرساى
الرسل إلى جميع األمم فأمرهم أؤأل بأن يعتموهم ،وثانيا بأن يعتدوهم [مت . ] ١٩: ٢٨وإلى ذلك
لحلض [مر .] ١٦ : ١٦
** يضيفون هذه الكلمات من األصحاح األخير من مرقس .مى٢مى ؤاعئتذ
ويسألون ماذا نطلب أكثر من ذلك ،حيث كلمات الرب واضحة أئه يلزمنا أن نعتم قبل أن نعتد،
وأن نضع المعمودية في المقام الثاني بعد اإليمان؟ كما أة الرب يسوع نفسه أعطى في ذاته مثاأل
لهذا الترتيب إذ اختار أأل يعتمد [هو نفسه] حتى السئ الثالثين [مت ١٣:٣؛ لو .]٢٢-٢١ :٣
يا إلهي! ما أكثر السباك التي يورطون أنفسهم فيها ،ويكشفون عن جهلهم! إنه خطأ أفدح من
غلطة طفل ،أن يكون هذان المثالن التأسيس األول للمعمودية .فلقد أوصى المسيح تالميذه منذ
بداية كرازته بأن يعتدوا .ولهذا ،ال يوجد مبرر لجدالهم بأن ناموس المعمودية وقاعدتها يجب أن
يشئعا من هذين النصين كما لوكانا قد احتويا أوز تأسيس لها.
لنفرض أتنا نتماشى مع خطئهم هذا ،فإلى أي حذ يبلغ أثر محاولتهم لإلقناع بهذه الحجة؟
من الموتد أته لو اخترنا أن نتجاهلها ،فلسوف نجد مساحة عريضة للتهزب من النقاش.
** اكرزوا...
اذهبوا... إتهم يتشبثون بالتتالي الحرفي للكلمات بحيث عندما يقول النص:
واعتمد [مر ،]١٦ : ١٦يتحاجون بأته ينبغي أن يكرز أؤأل
** وعتدوا [مر ١٥: ١٦؛ ،أو :من
**آمن **
قبل التعميد ،وأن يؤمن الشخص قبل أن يبتغي المعمودية .لماذا إدا ال نقدر نحن أن نجيب بأته
ينبغي أن نعتد ،ثم بعد ذلك أن نعتم بأن ئحعظ جميع ما أوصى به المسيح؟ أشير هنا إلى تسلشل
كلمات [مت .]٢٠-١٩:٢٨أشرنا إلى هذا عينه عندما تعاملنا أعاله مع كلمات المسيح حول
الميالد الثاني بالماء والروح [يو :٣ه؛ .ألته إذا فهمنا ذلك النص بحسب إصرار منطقهم ،فحينئذ
يلزم للمعمودية أن تسبق التجديد الروحى إذ ورد ذكرها قبله .فلقد عتم المسيح أته ينبغي أن تولن
ثانية؛ ال بالروح والماء ،بل بالماء والروح .
اآلن يبدو أن هذه الحجة التي يعزون إليها مساحة شاسعة من الثقة ،بحيث ال يمكن اإلغارة
عليها ،قدآلت إلى السقوط .ولكن ألن الحق يجد ما يكفي للدفاع عنه في البساطة ،لست أريد
١٢٦٣ الكتاب الرابع -الفصل السادس عشر
أن أتمتص باللجوء إلى المراوغة التافهة .دعهم يأتون بحجه ذات مادة حقيقية .إة طنب وصبة
المسيح وجوهرها هنا هو الكرازة باإلنجيل؛ ويضيف إليها ،كما بملحي ،خدمة المعمودية .ثم
يتحذث عن المعمودية في إطار إخضاع إجرائها لوظيفة التعليم فقط .فإذ المسيح يرسل التالميذ
للكرازة باإلنجيل في جميع األمم على وجه المسكونة ،حتى يجمعوا إلى ملكوته كز ض قد
كان هالكا ،من كز مكاب) ،وذلك بتعليم الخالص .ولكن تن هم هؤالء؟ وما نوعهم؟ بالطبع،
دكر الذين كانوا قادرين فقط على تلقي التعليم .وبعد ذلك يضيف أن مثل هؤالء يتعئدون ،ريثما
يكونون قد تلقنوا التعليم ،ثم يضيف الوعد وكز تن آتئ زاعقمذ حتعل [مر ١٦ : ١٦؛ .هل
يوجد حرف واحد فقط عن األطفال الصغار في كز هذا الحديث؟ فما هوإدا أسلوب تحاججهم
الذي يهاجموننا به؟ فأن يتلقى البالغون التعليم كيما يؤمنوا قبل أن ئعئدوا ،ثم ال يجوز تعميد
األطفال! فطبائ كال! وإذ حاولوا أقصى جهدهم إلقناعنا ،فلن يخرجوا من هذا النص إآل باه يجب
أن يكرز باإلنجيل لتن لهم القدرة على السمع ،قبل أن يعتدوا .وهؤالء فقط هم تن يتحذث عنهم
هذا النص .دعهم يقيمون من هذا حاجزا ،إذا استطاعوا ،لمنع معمودية األطفال الصغار!
ولكتني لكي أبئن حيتهم حتى للعميان ،سوف أبرزها بمقارنة واضحة .إن جادل أحدهم
بخببا بأن األطفال الصغار يجب أن يمنعوا من الطعام بحجة أن الرسول سمح لمن يشتغل فقط
بأن يأكل [٢تس ١٠ :٣؛ ،أال يستحق ذلك الشخص أن يئصق الجميع عليه؟ لماذا؟ ال يطوه
على جميع الناس من دون تمييز ما كان قد قيل عن فئه معينة في زمي ثقين .إذ مهارة معارضينا ال
تزيد عن ذلك ،ألن ما يراه الجميع منطبقا على الكبار فقط ،يطيقونه على األطفال الصغار بحيث
يخضعونهم لقاعدة وضعت لبالغي سن الرشد فقط.
أتا مثال المسيح فال يدعم قضيتهم بأقز دعم .إده لم يتعتد قبل بلوغ الثالثين من العمر
[لو ٢٣:٣؛ مدمح مع مت ]١٣:٣؛ حقا هذا صحيح ،ولكئ ثتة سببا في متناول اليد :لقد عزم
بكرازته أن يضع أساسا متيتا للمعمودية ،أو بالحري أن يعزز األساس الذي كان يوحنا المعمدان قد
وضعه قبل قليل .ولذا ،عندما قصد بتعليمه أن يبيم المعمودية ،فلكي يكتسب لتأسيسه إياها سلطة
أعظم ،قذسها في جسده ،وفعل ذلك في أنسب وقبا ،أال وهوعند بداية كرازته .باإليجاز ،سوف
ال يجتنون شيائ هنا عدا أن المعمودية تجد أصلها وبدايتها من الكرازة باإلنجيل .فإن كانت السن
الثالثين تعجبهم ،فلماذا ال يقزونها بل يتقبلون كز فرد للمعمودية عندما يعتبرونه قد تقذم في السئ
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٦٤
بما يكفي؟ وحتى سرثيثس ،أحذ معلميهم ،رغم إصراره على هذه السئ ،كان قد بدأ في الحادية
والعشرين يتباهى بكونه نيائ؛ ٦كما لوكان يمكن أن توضع الثقة في أي شخص) يذعي لذاته مكانة
المعلم في الكنيسة ،قبل أن يكون هو نفسه عضبوا فيها!
عالو؛ على ذلك ،يعترضون بأن ال علة تبرر معمودية الصغار أكثر إقناعا من العشاء الرباني الذي
ال يسمح لهم بتناوله .كما لوكان الكتاب المقنس لم يميز بين السرين بغارى شاسع من كز وجه!
لقد كان يؤذن لألطفال بتناول العشاء الرباني في الكنيسة األولى ،كما يتضح من كيابات قبرياض
وأوغسطينس ،ولكئ تلك العادة توقفت كما ينبغي ٧.إتنا إذا تأتلنا الطبيعة التي تميز المعمودية،
فهي بالنمحكيد تؤسر إلى دخول رحاب الكنيسة وبداية التطعيم في جسد الرب الذي دحشب به بين
شعب الله( :هي) عالمة تجديدنا الروحي الذي نولد به ثانيه أبناء لله .أتا العشاء الرباني فيعدم للكبار
الذين تجاوزوا سئ الرضاعة الغص ،فيمكنهم أن يتغذوا باألطعمة الصلبة.
يتبين الغرق جليا في الكتاب المقذس .ففيما يتعتق بالمعمودية ،ال يحذد الرب سائ معينة.
ولكته ال يقذم العشاء للجميع للمشاركة فجه ،بل ألولئك الذين فقط يمتلكون قدرة تمييز جسد
الرب ودمه ،وامتحان ضمائرهم ،واألخبار بموت الرب ،والتأتل في معناه وقوته .فهل نريد ما هو
أوضح من تعليم الرسول ،عندما يوصي بأن يمتحن كز إنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب
من الكأس [ ١كو ٢٨: ١١؛؟ لذا ينبغي أن يأتي فحص الذات أؤأل؛ وليس هذا ممكائ لألطفال.
أيثا! :األن الذي تاكل وفزب بدون اسبئناق تاكل وئرت ذئنوثه لتفيه ،عير ممثز جشن
الرت [ ١كو ٢٩: ١١؛ .فإن كان أولئك الذين يعرفون فقط كيف يميزون باالستقامة قداسة جسد
المسيح هم تن يحز لهم أن يشتركوا ،فلماذا يلزم أن نقنم ألطفالنا الصغار سائ بدأل من غذاء نحي؟
ما هى تلك الوصية التى أعطاها الرب :اصطدوا هذا لذكري[ ٠٠لو ١٩: ٢٢؛ ١كو ٢٤: ١١؛؟ وما
هي تلك الوصية األخرى التي يستنبطها الرسول منها :ااوإئكم كلتا آكلتم هذا الحير ؤئربتم هذ؟
الكال ،تحترون بمؤرت الرت إلى اذ تجيء اا [ ١كو ٢٦:١١؛؟ أسأل :ما هو الذكر الذي يجب
أن نطلبه من الرصع الذين لم تكن لهم دراية به قط؟ وأي وءبب ١بصليب المسيح تستوعب عقولهم
لقد نشر سرفيتس كتابه في أخطاء الثالوث (٢ز1٤ا٢1٢آ جغ€ 10*8 ٠£ ٤غ ٤ع )0سنة ،١٥٣١وكان في العشرين من عمره. ٦
, 011الةا٢ولالح 1^,لىع٠ك ١٧ح ٤٢. ٨؛ 3.1. 243, 255ا8£ح) انظر0, :عا8٤الجتآ ٨؛(20. 32 £. ٧
011 1 )111)1 !^€11118810110/811181. . 5. 16اا٧ل€78 00أأ€أ ؛(^ ٧. 25؟ ٤٢. 14؛44.124ط27 )1
٤٢.؛)11 33. 984 £. 32. 87(.
١٢٦٥ الكتاب الرابع-الغصل السادس عشر
قؤته وفائدته؟ ال يطلب شيء من هذا للمعمودية .ومن ثم هنالك فارق عظيم بين هائين العالمثين
كما الحظنا في عالمتي العهد القديم المماثلتين لهما .الختان المعروف عنه أته يطابق المعمودية،
تعين للرصع [تك .]١٢ : ١٧أائ الفصح ،الذي حل محله العشاء الرباني ،فلم يقبل كلة الضيوف
بال تمييز ،بل كان يكله الذين بلغوا من العمر ما يمكنهم من تقئي معناه [خر ٢٦: ١٢؛ .إن بقي
لهؤالء الرجال القليل من العقل ،فهل يعمى بصرهم عن شي؛ واضح وجلى كهذا ؟
.٣١اعتراضات سرقيئس
يزعجني أن أثعل على قرائي بكومه من التوافه .ومع ذلك أرانا مضطرين إلى أن نواجه باختصار
الحجج الخادعة التي تبدو معقولة في ظاهرها ،والتي يأتي بها سرقيتس — وهو ليس األصغر بين
معيدي المعمودية — بل في الواقع هو تاج مجد تلك القبيلة؛ فإذ كان يمنطق ذاته للمعركة قرر أن
يأتي بها:
. ١ينعي أته ما دامت الرموز التي رسم لها المسيح هي في رتبة الكمال ،يتحثم أيثا أتها
تتطنب أناشا كاملين ،أو من لهم القدرة على الكمال ٨.لكئ الرذ على ذلك سهل :من الخطأ
حصر كمال المعمودية الذي يمتن حتى الموت في نقطه محددة من الزمن .أضف إلى
ذلك ،أته من الغباء أن ننتظر من أي إنسان في اليوم األول ،ذلك الكمان الذي تدعونا
المعمودية للسعي إليه بخطوات متواصلة مدى الحياة.
٠ ٢يعترنر بالقول إذ رموز المسيح اسست للذكرى ،كيما يتنتمر كل واحد أته ذفن مع المسيح.
أجيب بأن ما اخترعه من ذهنه ال يحتاج إلى التفنيد؛ في الواقع أن ما يطبقه على المعمودية
يتعتق على األصغ بالعشاء الرباني ،كما توضح كلمات بولسر :الكمتحن االرشان تغشه
[ ١كو ]٢٨: ١١؛ وال توجد أي إشار؛ من هذا النوع إلى المعمودية .وس ذلك نستنبط أن
مول ليست لهم قدرة اختبار الذات ،بسبب صغر سنهم ،يصغ تعميدهم٠
.٣يجيء باعتراض ثالث :أن كزى من ال يؤمن بابن الله يظز في حالة موت ،ويمكث عليه
غضب الله [يو .]٣٦ :٣ولذا فاألطفال الصغار الذين ال يستطيعون أن يؤمنوا ،يرقدون في
انظر: يفقد كالثن في هذا المقطع أراء مبرفيتس التي عحر عنها هذا األخير في كتابه (]6811111110 )1553 ٨
.08 ٧. 336- 340
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٦٦
لعنتهم .أجيب :ال يتحذث المسيح في ذلك السياق عن الموت الشامل الذي يشتبك في
شركه نسآلدم بأجمعه ،بل عن الموت الذي يهدد فقط تزدري اإلنجيل الذين يرفضون
بعناد واستكبار النعمة المقنمة لهم .وال عالقة لهذا باألطفال الصغار .بل أجيب أيشا،
على العكس ،بأن كزى من يباركه المسيح محرر من لعنة آدم ومن غضب الله .وما ذمنا نعلم
أن المسيح بارك الصغار [مت :١٩ه١؛مر ،]١٦:١٠يتحثم منطقؤا أئهم محررون من
الموت .أما سرقييس فيقتبس زيعا ما ال يوجد في الكتاب المقنس فيقول :اكل من يولد
من الروح يسمع صوت الروح [قارن يو .]٨: ٣ولكن حتى إن قبلنا أن هذا مكتوب ،فلن
يبرهن ذلك على شيء سوى أن المؤمنين مطبوعون على الطاعة بحسب عمل الروح فيهم.
ومع هذا ،من غير المعقول أن يطبق على الجميع ما يقال عن عدد محذد.
. ٤واعتراضه الرابع هو حيث إذ الجسدي يأتي أؤأل [ ١كو ه ،]٤٦: ١يلزم أن تنتظر حتى
بلوغ زمن النضج إلجراء المعمودية ،إذ هي روحانية .ولكن مع أتني اقر بأن ذركةآدم جمعاء
المولودة من الجسد تحمل اللعنة من الرحم ذاته ،أرفض أن هذا يمنع الله من إعطاء عالج
فوري .ولن يستطيع سرفيثس أن يبرهن على أن عديدا من السنوات قد تعين لها بترتب إلهى
البتداء جذة الحياة الروحية .فكما يشهد بولس :مع أن المولودين للمؤمنين قد يكونون
.طبيعتهم هالكين ،فإتهم اآلن مقنسون بنعمه خارقة للطبيعة [ ١كو .]١٤ :٧
ه .ثم يطرح رمزا تمثيليا .يقول إذ داود عندما صعد إلى حصن صهيون لم يأخذ معه الثمي أو
الفرج بل جيائ من الرجال األقوياء [١صم ه .]٨:ولكن لنفرض أتني أرد بحجة مضادة،
مشيرا إلى المثل الذي يدعو الله فيه العمي والعرج إلى الوليمة السماوية [لو ]٢١ :١٤؛
فكيف يتختص سرثيئس من هذه الصعوبة؟ كما أسأل أيائ :ألم يكن العرج والعمي قد
خدموا قبأل في جيش داود؟ ومع ذلك ،من التفاهة أن تسهب في التعامل مع هذا االعتراض
الذي ابثكر من هباء زائف ،كما سيرى قراني من سجل التاريخ المقذس.
.٦يتبع ذلك رمز تمثيلى آخر :أن الرسل كانوا صيادي الناس [مت [ ] ١٩: ٤حرفائ :صيادي
الرجال ] ال صيادي األطفال .وأجيب بالسؤال :ماذا كان المسيح يعني بالقول إذ شبكة
اإلنجيل تجمع من كل نوع [مت .]٤٧: ١٣وألش ال أريد أن أتالعب بالرموز التمثيلية،
أجيب بأئه عندما أوصي الرسل بالكرازة باإلنجيل ،من الموكد أتهم لم يمنعوا من تعميد
الصغار .على الرغم من ذلك ،أون أن أعرف لماذا ينكر سرثييس بشرية األطفال عندما
يستعمل البشير كلمة ;>وً0٦ااًس<0۴الع( 0التي تشمل الجنس البشري كته بال استثناء)؟
١٢٦٧ الكتاب الرابع -الفصل السادس عشر
. ٧واعتراضه السابع هو أته ما دامت الروحيات تقارن بالروحيات [١كو ،]١٤ — ١٣:٢وما
دام األطفال ليسوا روحيين ،فإتهم ليسوا مؤلهلين ألن تعئدوا .أوأل ،واضح جدا قدر المكر
الذي يعوج به قول بولس .فالرسول يتحذث هنا عن التعليم :فلنا كان الكورنثيون قد أفرطوا
في تهنئة أنفسهم على حذقهم الزائف ،وتخ بولس غباءهم ألئهم كانوا ال يزالون في المرحلة
االبتدائية لتقيل التعليم السماوي .من عساه يستنبط من هذا النعل أن المعمودية ينبغي أن
دمتع عن األطفال المولودين من لحم ودم ،فيما قد كرسهم الله لذاته بالتبئي المجانئ؟
.٨يعترض بأته يجب أن ئطئموا بالغذاء الروحتي إن كانوا أشخاصا حددا .الرد سهل :إتهم
بالمعمودية يقبلون ضمن قطيع المسيح ،وتكفي عالمة تبئيهم حتى يبلغوا النضج الذي
يحتملون عنده الطعام الصلب .وس ثلم ،يلزم أن ننتظر أوان امتحان الذات الذي يتطتبه الله
صريحا في العشاء المقذس.
. ٩بعدئذ يعترض على أن المسيح يدعوجميع شعبه إلى العشاء المقدس .ومع ذلك من الواضح
أته ال يسمح بالتقذم إلى مائدة الرب سوى تن استعذوا أن يتدبروا موته .ومن ثم ،فإذ
األطفال الصغار ،وهم تن تلكف باحتضانهم ،يبقون في مكانهم المميز وفي مقامهم الالئق
بهم إلى أن ينموا ،بدون أن تعتبروا غرباء .يعترض (سرفيثس) بأته من الوحشية أن ال يأكل
اإلنسان بعد أن يولد .أجيب :تتغذى النفوس بطريقه أخرى تختلف عن األكل الجسدي
للعشاء؛ ولذا فإذ المسيح — بالنسبة إلى األطفال الصغار — هو طعام (روحى) ،مع
أتهم ال يتناولون من الرمز .أتا الحال فيختلف في المعمودية التي تفتح بها لهم الباب فقط
لدخول الكنيسة.
.١ ٠يعترض سرثيتس أيائ بالقول إذ العبد األمين الحكيم الذي ويله سيده تعطي الطعام ألهل
البيت في حينه [مت : ٢٤ه .]٤وعلى الرغم من أتني أقز بذلك عن طيب خاطر( ،أسأل)
بأي قاعد؛ سوف يحذد (سرؤيتس) لنا أوان المعمودية حتى يثبت أن سن الرضاعة ليست
الوقت المناسب ألجرائها؟ عالو؛ على ذلك ،يضيف وصية المسيح للرسل بأن يسارعوا
إلى الحصاد حيث قد ابيشت الحقول [يو : ٤ه .]٣هنا يقصد المسيح أن التالميذ فقط ،إذ
يرون ثمار عملهم جاهرا ،يجب أن يمنطقوا ذواتهم بالمزيد من الشغف للتعليم .تن عساه
يستنتج من هذا أن أوان الحصاد هو الوقت الوحيد المالئم للمعمودية؟
.١١يؤسسن جداله الحادي عشر على أن مسيحيي الكنيسة األولى كانوا هم أنفسهم التالميذ
[اع ]٢٦:١١؛ ولكئنا رأيناه يحاول بغير إتقان أن يجادل من جزء واحد من السياق الكتئ
جون كالثن :أسس األين اسيحتي ١٢٦٨
للنش .تن يستيهم النض تالميذ ،كانوا رجاأل كاملي النضج ،وقد تعتموا تحت إرشاد
المسيح وانخرطوا في خدمته ،تماائ كما تتلمذ اليهود الذين كانوا تحت الناموس على
ألى موسى .لكئ لن يخطر على بال أحد أن يستنتج في صوالب رشده ،أن هذا النعل يعتبر
األطفال الذين شهد لهم الله يائهم من أهل بيته ،غرباء.
. ١ ٢يذعي أن كل المسيحيين إخوة ،أائ بالنسبة إلينا فال يحسب األطفال في عداد اإلخوة ما
ذمنا نستبعدهم عن العشاء الرباني .أائ أنا فأعود إلى ذلك المبدأ الذي يعتبر أعضاة جسد
المسيح وحدهم ورثه ملكوت السماوات؛ ومن ثم أصبح احتضان المسيح لهم إمت : ١ ٩
- ١٣ه ١؛ مر ١٦- ١٣:١٠؛ لو :١٨ه ] ١٧- ١البرهان الحقيقى على تبئيهم الذي ينضلم
به الصغار إلى الكبار ،وعلى أن االعتكاف عن العشاء الرباني إلى حين ال يمنعهم من االنتماء
إلى جسد الكنيسة .في الحقيقة ،لم يحرم اللعى التائب عند ضلبه [لو ]٤٣-٤٠ : ٢٣أن
يصير أحا لألتقياء على الرغم من أئه لم يأب إطالفا إلى العشاء.
.١٣ثم يضيف بعدئذ أن ال أحد يمكنه أن يصبح أحا لنا إأل بواسطة روح التبتي [رو :٨ه،]١
الذي يمنح بواسطة سماع خبر اإليمان فقط [غل ٢ :٣؛ .أجيب :إئه يرجع دائائ ليستند إلى
المنطق المخطئ ،ألله — على نحو مناب للعقل — يطبق على األطفال الصغار ما قيل عن
الكبار وحدهم .يعتم بولس [رو ١٧: ١٠؛ غل :٣ه؛ أن هذه هي طريقة الله للدعوة لكي
يجذب مختاريه إلى اإليمان ،فيما يقيم لهم معتمين أمناء بحيث يمن يده إليهم بواسطة خدمة
معتميه .من يتجاسر — على أساس هذا — على أن يفرض على (الله) قاعد؛ تحقم عليه أأل
يطثم الصغار في المسيح بطريقه خفبه أخرى؟
.١٥أما السبب الخامسى عشر العتراضه فأكثر من سخيف .يقول إئنا نصبح آلهه بالتجديد،
ولكئ اآللهة هم امن تصير إليهم كلمة الله[ 11و -٣٤ :١٠ه٣؛ قارن مز ،]٦:٨٢وهذا
األمر يستحيل على األطفال الصغار .إته مثال من أمثلة هذيانه أن يتخيل األلوهبة في
المؤمنين ،ولكئ ليس هذا مجال اختبارها .أتا أن تعوج اية المزمور [ ]٦:٨٢إلى مثل هذا
النوع الغريب من التفسير ،فهو استرسان في عدم الحياء .يقول المسيح إذ الملوك والحكام
١٢٦٩ الكتاب الرابع -الفصل السادس عشر
يد ،عون آلهة* بحسب قول النبتي إذ بناط بهم وظيفه بمقتضى تعييب إلهى .أما هذا المفسر
الحاذق فيطبق على تعليم اإلنجيل شيائموجهاإلى اناس معسن يتعلق بأمر خاص بالحكم،
.١٦و يعترض أيخا بأن الصغار ال يجوز أن يعتبروا أشخاصا متجذدين ألئهم غير مولودين
بالكلمة .ولكتني أكرر اآلن ما سبق أن قلته مرازا ،أن تعليم اإلنجيل زرلح ال يغنى [ ١بطرس
٢٣: ١؛ يحدث به ميالدنا الثاني إن كتا فعأل أهأل لنيله؛ أثا عندما ال نكون قد بلغنا
السئ ذات القدرة على التعئم ،فإذ الله يحفظ الجدول الزمنتي الذي له وحده أن يعرفه
للميالد الثاني.
. ١ ٧بعدئذ ،يعود سرقيتس إلى رموزه التمثيلية ،قائأل إذ الناموس فرض أأل يذبح خروف ونعجة
فور والدتهما .وبدوري ،إن رغبت أن أطبق تفسيرا رمزيا لهذا ،يمكنني أن أرن سريعا بأن
جميع األبكار عند لحظة فتحهم الرحم لدسوا لله إخر ٢ : ١٣؛ ،وأيصا ،أن شاه ذكرا ابن
سنة دبح بمقتضى أس إلهتي [خر :١٢ه].من هذا يتبس أئه ال يجوز بأي حال من األحوال
أن ننتظر حتى عنفوان الرجولة ،بل بالحري أن حديثي الميالد وتن ال يزالون في غمر غض
هم من يختارهم الله.
. ١ ٨يقول :إذ من أعدهم يوحنا هم وحدهم من استطاعوا أن يقبلوا إلى المسيح .كما لو لم
تكن وظيفًا يوحنا وظيفًا موقتة! بل لنتجاوز ذلك ،ال مائ ال شك فيه أن األطفال الذين
احتضنهم المسيح وباركهم [مت -١٣ : ١٩ه ١؛ مر ١٦-١٣ : ١٠؛ لو : ١٨ه ]١٧-١
لم يتقبلوا إعداد يوحنا .وداعا إدا (لسرقيئس) ،ووداغا لمنببه الزائف!
.١٩وبعد طول انتظار ،يستشهد بهرممدن المثلت الفتلمة وعرافات الرومان واإلغريق ليبرهن
على أن الغسالت المقدسة تليق بالكبار فقط ٩ .انظر بأي قدر من التكريم يفكر في معمودية
المسيح التي يشبهها بطقوس الوثنية الدنسة ،بحيث دجرى بحسب لهوى هرمس المثلت
الفتلمات! أثا نحن فنثئن بمقدار أعلى سموا من ذلك ،سلطة الله الذي سر بأن يكرس
األطفال الصغار لنفسه ،وأن يقبلهم بذلك الرمز المقنص الذي لم يكونوا قد بلغوا ما
يكفي من العمر الستيعابه .كما أتنا ال يجيز االقتباس من طقوس الوثنية الكقارية ،أي
هرمس المثلث العظمة (أي المعظم ثالث مرات)8( ،ل18)٦ج10آل٢18آ 8ج11ع0آل) هو االسم الذي أطلقه اليونان عاى ثوث ٩
(1ال0غآ) ،إله الكتابة والحكمة عند الممريين القدامى .أتا أالعر1ئتا ( )$1118فكن نسوة متنبائت في كوما (٠دح)
وأنحاء أخرى من إيطاليا واليونان ،يذهب الناس إليهئ الستشارتهئ وللنصح والتنبؤ.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٢٧٠
ما من شأنه أن يفتر في معموديتنا ذلك الناموس اإللهى األبدي والمنيع الذي أقامه
على الختان.
. ٢ ٠وفي المقام األخير ،يتحاغ بأته إن كان ممكائ للصغار أن تعتدوا من دون إدراك معنى
معموديهم ،يجوز لألطفال أنفسهم أن يعتدوا بعضهم بعصا على سبيل اللهو والسخرية
والهزل .دعه يتشاجر حول هذا األمر مع الله الذي ،بحسب وصيته بات ختان األطفال
الرصع شرعا شامأل فيما لم يبلغوا بعد سل الرشد .هل كان ذلك موضوع لهو وهزل بين
األطفال ،بحيث يطيحون رسم الله المقدس؟ ال عجب في أن تجتذب تلك األرواح الشريرة
أفظع الحماقات للدفاع عن ضاللها .إذ الله لينتقم من استكبارهم وحماقة عنادهم يعذل
ألجل العقالنيتهم .لعآي بينت مقدار ضعف سرفيثس الذي حاول به أن يدعم إخوته معيدي
المعمودية الصغار.
اآلن أعتقد اده لن يشلن عاقز في قدر جسامة الفتنة التي يعكرون بها صفو كنيسة المسيح،
بالخالفات والمشاحنات التي يثيرونها حول معمودية األطفال .لكئه من واجبنا أن نلفت النظر
إلى محاوالت الشيطان بمكره الحاذق .إته يعمل جاهذا على حرماننا ثمر االطمئنان والفرح
الروحي الذي يجتنى منها ،كما يحاول أيصا أن بحط من قدر مجد اإلحسان اإللهى .فما أحلى
أن تطمئئ أذهاننا؛ ال بمجرد الكالم ،بل بالعيان أن لنا من لذن أبينا السماوي نعمه غزيرة كهذه
بحيث يحتضن صغارنا في دثار عنايته! فهنا نبصر كيف يقوم نحونا بدور اآلرب المدير الكلتي
االهتمام الذي يواصل اعتناءه بنا ،حتى ما بعد موتنا حيث يعول أطفالنا ويعتني بهم .أال يليق بنا إدا
اقتفاء مثاني داود؛ أن نبتهج بكز قلوبنا بالشكر والتسبيح ليتعالى اسمه ويظز ممجدا بفضل مثال
إحسانه [مز ١٠ : ٤٨؛؟ هذا بعينه هو ما يحاوله الشيطان بمهاجمة معمودية الصغار بجنود جيشه:
إته حالما رمسلب مائ شهادة نعمة الله هذه ،سوف يتبند شيائ فشيائ الموعد الموضموع أمام عيوننا
بواسطة عالمتها المنظورة .ومن هذا ال رذ أن يتزايد النكران والعقوق لنعمة الله ،فضأل عن شيء
من اإلهمال في تدريب أطفالنا في التقوى .ألئه عندما نتفكر ملؤا في أن الله يتبغاهم ويحتضنهم منذ
لحظة ميالدهم ،تجس ندافع قوي لتعليمهم مخافة الله الصادقة وحغظ ناموسه .وس ثم ،إن لم ترد
أن نغمض عيونهم عمنا وكذا عن جود الله ،فلنقئ م أطفالنا له ألته يجعل لهم مكاائ وسط أسرته
قتتنا الله مرة وإلى األبد إلى أهل بيته ،ال ليجعلنا كعبيد بل كأبناء .وبعدئذ ،من أجل أن يوفي
واجبات أب أمز يهتم ببنيه ،أخذ على عاتقه أن ئغذينا مدى مسيرة الحياة .ولما لم يكن مكتفيا
بهذا وحده ،شاء أن يتعؤد لذاته أن يضمن لنا هذا الجود الفياض .فلكي يتئم هذا القصد أعطى
كنيسته ييد ابنه الوحيد سراآخر ،في وليمة روحية يشهد بها المسيح لذاته أنه الخبز الحي ،معطي
الحياة؛ الذي تغتذي به أرواحنا إلى سعادة حقيقية مباركة إلى األبد [يو ١ : ٦ه].
إن معرفة هذا السر السامي ضرورية جذا؛ وهي في ضوء عظمته عينها تتطلب شرحا دقيعا.
عالو؛ على ذلك ،فإذ الشيطان الذي يبتغي أن يسلب الكنيسة هذا الكنز النفيس الذي ال يقذر
بثمن ،تمادى منذ زمن بعيد في نشر الضبابية ،ثم في حجب هذا النور ،بإثارة النزاع والمشاحنة
حتى يبعد أذهان البسطاء عن تذوق هذا الطعام المقذس ،كما حاول أن يتطاول بمكر احتياله على
الكنيسة في أيامنا .لذا ،بعد أن ألحعر ،األمر على نحو يبيت في متناول ادراك غير المتخظصسن،
سوف أزيل الصعوبات التي حاول الشيطان بها أن يوقع العالم في سرئه.
أؤأل ،الخبز والخمر هما العالمتان اللتان تمقالن لنا القوت غير المنظور الذي نستمنه من
جسد المسيح ودمه .الده ،كما يطعمنا الله في مجتمع كنيسته بواسطة المعمودية ،ويدعونا خاصقه
بالتبئي ،فهكذا قلنا إته يقوم بوظيفة صاحب البيت ،والثعيل الشفوق بتزويدنا دائائ بطعا؛ يحفظنا
به ويستديمنا في تلك الحياة التي زلننا إليها بكلمته.
جون كالقن :أسس الدين المسيحى ١٢٧٢
المسيح هو الغذاء الوحيد ألرواحنا ،ولذا يدعونا أبونا السماوي إلى المسيح ،حتى إذ انتعشا
باالشتراك فيه نستعيد قوانا تكرازا ومجددا حتى نباغ الحياة السماوية األبدية.
أما ألن سؤ هذا االثحاد الخفي بين المسيح والمؤمنين هو بطبيعته فائق اإلدراك ،فإثه يظهر
صورته وهيئته بعالماب تتالءم مع قدرتنا الضئيلة .حعا ،إته بإعطائه رموذا عينية وضمانات ،يويد
لنا حقيقة وحدتنا مع المسيح كما لو كا قد رأيناها بعيوننا .وهذه المقارنة البسيطة تتغلغل
حتى في أكثر العقول كثافة( :وهي أته) مثلما يقيم الخبز والخمر غذاء للحياة ،هكذا النفوس
تتغذى بالمسيح.
يمكننا اآلن أن نفهم القصد من هذه البركة الروحية السربة ،وهو تأكيد حقيقة بذل جسد
الرب ره وإلى األبد ذبيحًا من أجلنا ،كي نقتات نحن اآلن بها ،وبتناولنا منها نشعر في دواخلنا
بعمل تلك الذبيحة الغريدة؛ وكذا تأكيد حقيقة دمه المسفوك مز؛ من أجلنا كي يظز تتربا دائائ
لجشي ي
* لنفوسنا .هكذا تتحدث كلمات الوعد المضافة لتأكيد تلك الحقيقة :حذوا كوا هذا هز
الئكشوز ألجملما ١ [ ٠كو ٢٤: ١١؛ قارن مت ٢٦:٢٦؛مر٢٢:١٤؛لو.]١٩:٢٢لذا ،نحن
مدعوون إلى أن نأخذ ونأكل الجسد الذي اعطي من أجل خالصنا ره وإلى األبد ،حتى عندما
نتناوله نطمئئ بأن قوة موته الواهب الحياة سوف يكون لنا فيها الكفاية الفاعلة دائائ .ومن ثم
يدعو الكأس ا(كأس) العهد بدمه٠ا [لو ٢٠: ٢٢؛ ١كو : ١١ه .]٢هذا ألته يجذد ،بل يديم فاعلية
العهد الذي صنق لنا عليه بدمه ،ره وإلى األبد (بقدر ما يتعتق بتقوية إيماننا) كتما يقدم ذلك الدم
المقدس لمذاقنا.
تستطيع النفوس التقيه أن تجتني طمأنينة وبهجة عظيمتين من هذا السر المقدس .لنا فيه شهادة
لنئؤنا إلى جسد واحد ،مع المسيح بحيث يصير كز ما هو له لنا .ونتيجًا لذلك ،يمكننا أن نكون
على تمام الثقة بأن تلك الحياة األبدية التي هو وارثها ،ملك لنا؛ وأن ملكورق السماوات الذي
دخله ،ال يمكن أن ينتزع متا وال منه هو؛ وأته أيصا ،ال يمكننا أن لدان بسبب خطايانا التي حررنا
هو من ذنوبها ،إذ شاء أن يرفعها عتا في ذاته كما لوكانت خطاياه هو .هذه هي المقايضة العجيبة
التي صنعها معنا من فرط إحسانه الذي ال يقاس :أته بصيرورته ابن اإلنسان معنا ،جعلنا نحن معه
أبناء لله؛ وبنزوله إلى أرضنا أعذ لنا صعودا إلى السماء؛ وأته باتخاذه لنفسه قابليتنا للموت قتدنا
١٢٧٣ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
بطبيعة خلوده األبدي؛ وبقبوله حالة ضعفنا قوانا بقوته؛ وبتقؤبه فقرنا حؤل إلينا ثراءه؛ وبرفعه عائ
لنا في هذا الشر شهادة كاملة لجميع األمور ،بحيث ينبغي لنا بكز تأكيد أن نعتبرها وكأن
المسيح كان هنا حاضرا بنفسه؛ تنظره عيوننا وتلمسه أيدينا .فإذ كلمته ال يمكنها أن تكذب
أو تخدعنا (إذ يقول) :خذوا ،كلوا ،اشربوا :هذا هو جسدي الئعطى ألجلكم؛ هذا هو دمي
المسفوك لمغغرة الخطايا[ ٠٠مت٢٨-٢٦:٢٦مدمجمع١كو٢٤:١١؛قارنمر٢٤-٢٢:١٤؛
لو٢٠-١٩:٢٢؛ .فإذ يدعونا لنأخذ يفيد أن هذا منك ،لنا؛ وإذ يدعونا لنأكل يفيد أته لجعل واحذا
معنا؛ وإذ يعلن أن جسده قد بذل ألجلنا وأن دمه قد سفك ألجلنا ،إتما يعثمنا أن جسده ودمه
ليسا ملكا له بقدر ما هما لنا .ألته اتخذ كليهما ووضع كليهما ،ال ألجل فائدة يجتنيها هو ،بل
ألجل خالصنا.
وبالفعل ،يجب أن نالحظ بعناية ودقة أن قؤة السر ،بل جل ما به من طاقة ،تكمن في هذه
** ألجلكما ٠والمسفوك ألجلكم٠ا .وال يفيدنا كثيرا التوزيع الحالي للخبز
المبذول الكلمات:
والكأس ،ما لم يكونا قد وهبا ره وإلى األبد ألجل فدائنا وخالصنا .ولذلك فإئهما يتمثالن بالخبز
والخمر كي ال نتعتم أتهما لنا وألجلنا فقط ،بل أيشا أن غاية تناولنا منهما هي غذاة لحياتنا الروحية.
وهكذا ،كما قلنا انغا ،فإذ العناصر المادية التي يتكؤن منها السر المقدس تقودنا كما بنوع
من القياس التمثيلى إلى األشياء الروحية .من ثم ،عندما يقدم الخبز كرمز لجسد المسيح ،ينبغي أن
نستوعب توا هذه المقارنة :كما أن الخبز يغذي ويقيم األون ويحفظ حياة أجسادنا ،كذلك يكون
جسد المسيح الغذاء الوحيد إلحياء أرواحنا وتقويتها .وعندما نرى الكأس موضوعه أمامنا كرمز
لدم المسيح ،علينا أن نتأثل الفوائد التي تضغيها الخمر على الجسد ،وبذا ندرك أن تلك الفوائد
نفسها تنتقل إلينا روحيا بواسطة دم المسيح .وهذه الفوائد إثما لتغذي وتنعش وتقوي وتبهج
نفوسنا .ألتنا إن كثا لئثمن قيمة ما نلناه من بذل ذاك الجسد األقدس وسفك ذاك الدم ،فلسوف
ندرك بوضوح أن تلك الخصائص التي للخبز والخمر ،تالئم تماائ وعلى نحومميز التعبير عن تلك
األشياء عندما نتناولهما.
جون كالثن :أس الذين البئ ١٢٧٤
(إدنا باشتراكنا في جسد المسيح ندرك الوعد المختوم في العشاء — وهوسر نتحعقه واإلحساس
ال بالشرح)٧-٤ ،
من ثم ،ليست مهمه هذا السر الرئيسة أن يقدم لنا جسد المسيح ببساطه ومن دون اعتبار
أسمى؛ بل هي أن يختم ويوفد الوعد الذي يشهد به أن جسنه مأكز حق وأن ذمه مشرت حق
[يو : ٦ه ه] وأدهما يغذياننا لحيا؛ أبدية [يو ٤:٦ه] ٠بذا يعلن أته خبز الحياة الذي يحيا به أبذا تن
يأكل منه [يو ٤٨ : ٦و ١ه ] .ولكي يفعل السرذلك ،يرسلناإلى صليب المسيح حيث انجزذلك
الوعد فعأل ،وبكيل من كزى وجه .فنحن ال نتناول المسيح على نحو صحيح ،وال ننال به الخالص،
ما لم يكن قد صبب ،وما لم نستوعب في اختبارنا الحياتى فاعلية مو؛ الناجعة .وهو إذ يدعو ذاته
اخبز الحياة ،لم يستعر تلك التسمية من السر كما يفشره البعض خطأ؛ بل كان قد أعبي لنا هكذا
من تبل االب ،واظؤر ذاته عندما جعلنا شركاء في أبدئته اإللهية باثخان صورتنا البشرية المائتة؛
وعندما حمل عتا لعنتنا في ذاته .لبنل نفسه كذبيحه ألجلنا كيما يفعمنا .وإحسانه؛ وعندما ابتلغ
الموت ومحا أثره بموته [قارن ١بط٢٢:٣؛ ١كو ه ٤:١ه؛؛ وأخيرا عندما أقام بقيامته جسذنا
الفاسد هذا إلى مجد وعد؛ فساد [قارن ١كو ه٣:١ه٤-ه؛.
يبقى لهذا كته أن يسري علينا ،ويحدث ذلك بواسطة اإلنجيل ،وعلى نحو أوضح بواسطة
العشاء المقدس ،حيث يقذم المسيح ذاته لنا بكل إحساناته ،ونتقيله نحن باإليمان .يتضح من هذا
أن السر ليس هو ما يجعل المسيح يبدأ أن يكون خبز الحياة؛ بل إته عندما ينكرنا بأن المسيح
قد جعل خبز الحياة الذي نتناوله باستمرار ،والذي يمنحنا أن نستطيمب مذاقه ونتلنن به ،يعطينا
اإلحساس بالقوة الكامنة في ذلك الخبز .إته يوكد لنا أة كز ما فعله المسيح وما قاساه إتما كان
إلحيائنا؛ وأن هذا اإلحياء أيائ إتما هو أبدي؛ إذ نحن نقتات به دوائ ،وتحئظ بواسطته مدى
الحياة .كز هذا لم يكن ممكتا إطالفا لو لم يكن أثر فعل ميالد المسيح وموته وقيامته شيائ أبددا
ال يزول .يعير المسيح عن هذا كته بقوله الرائع :ؤالحثر الذي اتا اعبي هؤ لجشي٠ي الذي ابذله
بن احل حيا؛ الغانم [يو ١ : ٦ه] .ال يترك هذا القول مجاأل للشلث ،في أته يعني أة هذا الجسد
سوف يصير لنا الخبز لحياة النفس الروحية ،ألته كان ليخخع للموت ألجل خالصنا؛ وفضأل عن
١٢٧٥ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
ذلك ،يقدم لنا لناكله إذ يجعلنا شركاة له باإليمان .لذلك ،زه وإلى األبد ،بذل جسده ليجعله خبرا
عندما سئم نفسه ليصلب من أجل فداء العالم؛ كما يبذله كز يوم عندما يقدم لنا نفسه بواسطة كلمة
اإلنجيل كي نشترك فيه ،حيث إته خلب ألجلنا ،عندما يختًا لنا بذله لنفسه بواسطة سز العشاء
هنا يلزمنا أن نجتنب خطأين .أؤأل ،ال ينبغي أن نفصل العالمات عن مضمونها الخفي الذي
ترتبط به باالستخفاف بها .وثانيا ،ال ينبغي أن نبالغ في عظمة العالمات نفسها بحيث تخفي
مضمونها الخفى نوعا ما١ .
ال ينكر ،إآل تن يتجرد من الدين كلائ ،أة المسيح هو خبز الحياة الذي يتغذى به المؤمنون
للحياة األبدية .لكئ ال يوجد إجماع في ما يتعئق بكيفية االشتراك فيه .فالبعض يزفون التناول
من جسد المسيح والشراب من دمه بأئه — في كلمة واحدة -ال يتعنى كونه مجرد اإليمان به.
على أته يبدو لي أة المسيح قصد أن يعئم شيائ أكثر تحديدا ،وأكثر سموا ،بذلك الخطاب الرفيم
الذي يزكي لنا فيه مأكل جسده [يو ٢٦:٦وما يليه؛ ،أال وهو أتنا لحيا بالتناول الحقيقى منه؛ وأئه
خصص هذا التناول بكلمتي اا١لمأكالا و المشرب ،كيال يفتكر أحد أة الحياة التي ننالها منه تأتينا
من مجرد المعرفة .فكما أتها ليست المشاهد؛ بل المأكز من الخبز هو الذي يكفي إلطعام
الجسد ،هكذا الروح ينبغي أن يصبح حعا وبعمق ،مشتركا في المسيح بالتناول منه كي يحيا إلى
الحياة الروحية بقوته.
إتنا في الحقيقة نقز ،مع هذا ،بأة هذا التناول ليس سوى تناول باإليمان ،حين يستحيل تصؤر
ما هو خالف ذلك .ولكئ هنا يكمن الغرق بين كلماتي هذه وكلماتهم :بالنسبة إليهم ،أن ناكل هو
أن نؤمن؛ أما أنا فأقول إتنا نأكل جسد المسيح فيما نحن نؤمن ،ألته يجعل لنا بواسطة اإليمان ،وأن
كتنا هذا هو نتيجة إليماننا وأثر له .وإن ابتفيك وضوحا أعظم ،فبالنسبة إليهم األفل هو اإليمان؛
أتا بالنسبة إلي فيبدو أته ينبع من اإليمان .في الحقيقة أة هذا الغرق ضئيل من حيث الكلمات،
ولكته ليس بالقليل في ما ينعتق باألمر ذاته .فإته على الرغم من أة الرسول يعتم أن اكمسيح يحز بي
قلوبنا باإليمان [اف ١٧: ٣؛ ،لن يفشر أحد هذا الحلول بأته اإليمان ،بل يشعر الجميع أنه حاذ،
وأن حلوله تعبير مدهش لثمر اإليمان ،ألنه من خالل هذا يربح المؤمنون سكى المسيح فيهم.
وبهذه الطريقة قصد الرت بدعوته ذاته اخبز الحياذا [يو ٤٨: ٦؛ أن ال يعتم أة خالصنا يرتكز
يشير كالقن في الخطأ األؤل إلى الهوت أتباع زوينغلي ،وإلى أتباع لوثر في الخطأ الثاني. ١
جون كالثن :أس اش البى ١٢٧٦
على اإليمان بموته وقيامته فقط ،بل أة حياته تسري فينا أيثا وتصبح ملكا لنا بواسطة المشاركة
الحقيقية فيه ،كما يهث ،الخبز الطاقة والعنفوان ألجسادنا عندما نتناوله طعاائ لنا.
وأوغسطينس (الذي ينظرون إليه كمرجع وراع مناصر ألفكارهم) لم يكتب قط أتنا نأكل
باإليمان ،بأي معئىآخر سوى أن يبين أن تناونا هو من ننغلق اإليمان ،وليس مجرد تناول الغم.
وأنا أيثا ال أنكر ذلك .ولكئنى في الوقعت عينه أض٠يف أتنا باإليمان نعتنق المسيح ليس كمن يظهر
من بعد ،بل كمن يصل ذاته بنا كي يكون رأسنا ونكون نحن أعضاءه .وعلى الرغم من ذلك،
لسك أمانع استعمال ذلك التعبير قطعيا ،بل أرفض فقط أته التفسير الكامل إذ كان قصدهم أن
يعرفوا تحديدا معنى أكل جسد المسيح .فلقد رأيمت أن أوغسطينس استعمل هذا التعبير في مواضغ
أخرى .يقول ،على سبيل المثال ،في الكتاب الثالث من مؤلفه في العقيدة المسيحية :إذ عبارة
ا إن لم راكلوا لجشت ابرة اإلئئكان [يو ٣: ٦ه ؛ إتما هي استعارة تعتمنا أنه ينبغي أن نشترك في آالم
المسيح ،وأن نخزن في ذاكرتنا -بتلدن ولالستغادة -أن جسده صلب ولجرح ألجلنا .وأيفا،
عندما يقول إذ أولئك الثالثة االف الذين تغيروا بواسطة وعظ .طرس [اع ]٤١ : ٢باإليمان شربوا
من دم المسيح الذي كانوا هم قد سفكوه بعنف وحشى .وفي نصوص أخرى كثيرة العدد جذا،
يزتمي تلك الفائدة التي لإليمان ،ألته بواسطته تنتعش نفوسنا بالشركة في جسد المسيح كما تتقؤى
أجسادنا بالخبز الذي ناكله فتنبعث فينا الحياة متجددا ٢.ويعير يوحنا الذهبي الغم عرة الفكر نفسه
في نعزآخر :يجعلنا المسيح جشذه؛ ليس باإليمان فقط ،بل بالشيء عينه ٣.وبهذا يعني أن فائدة
كهذه ال يمكن نيلها من أي مصدرآخر سوى اإليمان؛ ولكئه يرغب أن يستبعد فقط االحتمال بأن
يعتقد كز ض يسمع ذكر اإليمان اه مجرد تخيل.
واالن لن أسترسل في الحديث لنقض االدعاء أة العشاء المقدس ال يتجاوز كونه عالمة إقرار
إيمان ظاهرة؛ ألتني قد فئدت خطأهم بما يكفي عندما عالجك موضوع األسرار المقدسة بشكل
ءام ٤.ليالحظ فقط قرائي أته عندما تدعى الكأس العهد (الجديد) ار١ ..لدما [لو ٢٠ : ٢٢؛ ،ثقة
,جال1أ8ل٦جل٨٦ 24اا٧ل€ 111.أ7أ7أ071 0171811071 ]<0): ا(ل٢ر)١ 34. 74 ([١٢٢ 11.آلد£.; ٤٢. ;(566 انظر :ل٢فير ٢
. X1 ;9. 2اللت 00^1 1. 1; 1 11. 7للل35. 1640, 1686; ٤٢. 1! ٧11. 191, 225(; $€7118 0
38. 729, 389; ٤٢.$1071811. 586 £., 84 £.(.
انظر1, 1530( 1٧. 581. :ع8آل(€70 )6ل, 0اال808٤0ال٢غح ٣
انظر أعاله :الكتاب الرابع ،الفصل الثالث عثر والرابع عثر. ٤
١٢٧٧ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
وعد معلن من شأنه أن يقؤي اإليمان .ومن هذا يلزم منطقيا أته ما لم ننظر إلى الله ونقبل ما يقذمه
إلى ذلك ،ال تقنعني أولئك الذين — مع إدراكهم أن لنا شركه مع المسيح ،وعندما تطلب
منهم أن يسنوا ما هي تلك الشركة — يجعلوننا شركاء للروح فحسب ،بدون ذكر للجسد
والدم؛ كما لو كانت كز هذه األشياء قد قيلت باطأل( :أي) أن جسده مأكز حق ،وأة دمه
مشرت حق [يو ٥٥ :٦؛؛ وأن ال أحد يحيا سوى أولئك الذين يأكلون من جسده ويشربون
من دمه [يو ٥٣: ٦؛؛ وغيرها من النصوص ذات الداللة نفسها! لذا ،إن كان من الموبد أن شركه
متكاملة في المسيح تتخئلى وصفهم الضيق جذا لها ،فسوف أشرح ما هي باختصار لكي أوصح
معناها ،قبل أن أناقش الخطأ النقيض أي اإلسراف .لسوف يكون لي جدز أوسع مع المعتمين
الذين يتخذون نهج اإلفراط ،الذين وهم في فداحة أذهانهم يختلقون نوعا من المأكل والمشرب
يتجاوز العقالنية ،هم أيائ يصورون المسيح متجليا ،مجردا من هيئة جسده ،فيحؤلونه إلى شبح
— إن جاز لنا أن تحجم سرا عظيائ كهذا في بضعة ألفاظ ،وهو أمر يعجز ذهني عن استيعابه .لذلك
أعترف عن طيب خاطر أته ال ينبغي أن يقيس أئ إنسا؟ قدر سمؤه بحسب ضآلة معيار صبيانيتي.
على العكس ،فإكني أستحذ قزاني على أأل يحصروا اهتمامهم الفكرى في هذه التخوم الضيقة،
بل أن يسعوا إلى االرتقاء إلى حد أسمى جدا متا أجدني مستطيعا أن أقودهم إليه .فإته كتما نوقش
هذا الموضوع وحاولن أن أقوز كز شيء ،أشعر بأئني ما قلث سوى القليل بالنسبة إلى ما يستحق.
وعلى الرغم من أن عقلي يقدر أن يفكر في ما هو أبعد متا يستطيع لساني أن ينطق به ،يقف عقلي
مهزوائ ومغمورا بمقدار ضخامة العظمة التي تكمن في الشيء نفسه .لذا ال يبقى إأل أن نصيخ
عجيا أمام هذا السر الذي من الواضح أن العقل يستحيل عليه إدراكه ،كما ال يمكن لتسان أن يعير
عنه .ومع هذا سوف ألفص وجهات نظري بطريقه أو بأخرى؛ ألتني إذ ال أشذ في صحتها أثق
بادئ ذي بدء ،تعثمنا من األسفار المقدسة أن المسيح كان منذ البدء الكلمة ،نعطي الحياة
من عند اآلب [يو ،]١:١ينبوع الحياة ومصدرها الذي منه استمدت جميع األشياء قدرتها على
[ ١يو ١:١؛ ،وأحياائ يكتب العيش .لذلك يدعوه يوحنا في بعض األحيان اكلمة الحياة
*افيه كانت الحياة [يو ]٤:١بمعنى أته إذ يسري في كز المخلوقات غرس فيها القدرة على
التنقس والحياة.
ويوحنا ذاته هذا يضيف أة الحياة اعينت فقط عندما أعطى ابن الله نفسه ،باثخاذه جسدنا،
حتى تبصره عيوننا وتلمسه أيدينا [ ١يو .] ١: ١فمع أته سكت ،قبأل قوته على المخلوقات ،إأل أته
لزم لإلنسان (الذي كان قد تغرب عن الله بالخطيئة ،وئقذ إمكانية المشاركة في الحياة ،ورأى
الموت يحيط به ويهدده من كز جانب) أن وقيل إلى شركة الكلمة كي ينال الرجاء والخلود .فهل
من أما؟ يمكن أن يستقر في وجدانك لوسمعك أة كلمة الله (التي ابتعدرقه عنها إلى أبعد الحدود)
تتضئن في ذاتها مزء الحياة ،بينما أنت ال يمألن وال يحوم حولك سوى الموت؟ أما عندما يبدأ
ينبوع الحياة يسكن في أجسادنا ،ال يظز بعد خفيا عثا ،بل يرينا أن علينا أن نتناول منه ،وإذ نتناول
منه نتغذى إلى األبد ،إلى عدم الموت .يقول :اتا هؤ خبز الحيا؛ ...الذي تزز ش الشقاء...
ؤالخئز الذي ادا اغطي هر حشدي الذي ادله ص أخلي حيا؛ الخاب [يو ١ ،٤٨ :٦ه] .ال يعتم
بهذه الكلمات أته هو الحياة ،كلمة الله األبدي الذي نزل إلينا من السماء فقط ،بل أته بنزوله سكب
تلك القوة أيصا على الجسد الذي اثخنه حتى تسري منها إلينا المشاركة في الحياة.
من هذا أيشا يتبع :أة جسده هومأكز حق ،وأة دمه هوتشرب حق [يو : ٦ه ه؛ ،وبهذا الطعام
الحقيقي يتغذى المؤمنون للحياة األبدية .لذا فهي تعزية خاصة ومصدر اطمئنان عميق للمؤمنين
أتهم يجدون اآلن حيا؛ في أجسادهم .وهكذا فإة الحياة ليست متيسرة لهم وفي متناولهم فقط،
بل إتها مقدمة لهم أيائ تلقائيا في المائدة المرتبة قدامهم .دعهم يفتحون قلوبهم الحتضان الحياة
فقط فينالوها.
أتا جسد المسيح فليس له في حذ ذاته قوة عظيمة في إمكانها أن تحيينا ،ألته في حالته األولى
١٢٧٩ الكتاب الرابع -الفصل الساع عشر
جسن خاضع للموت؛ أثا ال موسخ بالخلود ،فهو ال يحيا-من ذاته .ومع ذلك ،فألذ ملء الحياة
يعئه لكي ينتقل إلينا ،ردعى عن حى معطيا للحياة .وبهذا المعنى أفشر مع كيرئس ذلك القول
١لذي تغؤه به المسيح :أحمائاذاالت ألحياة بي دايه ،كذلك أغثى االئل يغذانفونله حياة
ني ذاآل [يو ه .]٢ ٦:ألته -في إطار الحديث المدبق -ال يتحدث هنا عن الهبات التي كانت له
في حضرة اآلب منذ البدء ،بل عن تلك التي تحتى بها في ذلك الجسد عينه الذي ظهر فيه .ومن
ثلم يبين أته في بشرينه يسكن أيشا فيه ملء الحياة ،بحيث إذ كز ثن يتناول من جسده ودمه يمكنه
أيقا أن يتمتع في الوقت عينه بالمشاركة في الحياة .ه
يمكننا أن نشرح طبيعة ذلك بمثال مألوف .يسقعى الماء أحياائ من ينبوع؛ فغي بعض األحيان
يسحب أو يشغ ،وفي أحيا؟ أخرى يشير في قنواب لري الحقول ،ولكته ال يجري من تلقاء ذاته
لكي يفي االستعماالت المتعذدة ،بل يفيض من المنبع عينه بال انقطاع ليسن كز احتياج .وعلى
سبيل المثال ،يشبه جسد المسيح ينبوعا غزيرا ال ينضدب ،يسكب فينا الحياة المنبثقة إليه من
بميان الله .واآلن ثن ال يرى أن شركة جسد المسيح ودمه ضروريه لكز ثن يطمح إلى الحياة
السماوية؟ هذا مغزى قول الرسول :ائكييشة . . .هتي حشده ،منء الذي يئأل الكز بي الكز
[اف ]٢٣: ١؛ وذاك اهو الرأس [اف :٤ه ]١ائذي بئة نمز الحشد ئزكثا ثغا ،ؤئقزنا...
يحصز ئئؤ الجشد [اف]١٦:٤؛وأذ أجشاذكلم هتي أعصاء النسيج [١كو:٦ه.]١وذحن
ندرك أن جميع هذه األشياء ال يمكن أن تحدث يسوى التصاقه بنا في الروح والجسد .أثا بولى
فقد كرم تلك الشركة الحميمة التي بها نقترن بجسد المسيح بصور؛ أسمى مجذا عندما قال .أتقا
اعقاء حشبه ،من لحيه زمن ءظامهاا [اف ه٣ ٠:؛ .وأخيرا ،كيما يشهن لهذا الشيء الذي يسمو
على جميع الكلمات ،يختم حديثه بالقول :اهذا* الشر عظيم[ 11اف ه .]٣٢:إته جنون مفرط أآل
نقر بشركة المؤمنين بجسد الرب ودمه التي يجاهر الرسول بأئها عظيمه جذا ،بحيث يفشل أن
يقف متعجبا أمامها بدأل من أن يحاول شرحها.
للحعل ما سبق .تتغذى نفوسنا بجسد المسيح ودمه كما يحفظ الخبز والخمر حياة الجسد
ويدعمانها .فإذ لتشبيه العالمة معئى فقط متى وجدت النفوس غذاءها في المسيح؛ وهذا ال يحدث
ما لم يتحد المسيح معنا حعا ،ويحينا بتناولنا جسده وسربنا من دمه.
انظر 73. 381 £.(. :تا) 11. ¥111.أ(€ل 608ألهد لره 1ا(08ل, £(£ةغكعةل6ا ٨؛٢11 0الح ه
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٨٠
وعلى الرغم من أته يبدو غير معقول أو فوق التصؤر ،أن جسد المسيح الذي تفصلنا عنه
مسافه شاسعه يخترقنا بحيث يصير ماكلنا ،فلنتذصدبر كم تفوق قؤه الروح القدس جميع حواسناة
وكم من الغباء أن نرغب في أن نقيس الحصرتته بمقياسنا .إدا ليدر^ اإليمان ما ال يستطيع العقل أن
يستوعبه :وهو أن الروح القدس يقرب بل يوحد حعا األشياء التي تفصلها المسافة.
واآلن ،ذلك التناول من جسد المسيح ودمه الذي يسكب به حياته فينا ،كما لوكانت تتخلخل
في عظامنا ونخاعها ،يشهد له كما يختمه في العشاء المقدس؛ ليس باستنعراحنى عالمه فارغه تافهة،
بل بالكشف من خاللها عن تأثير روحه في تحقيق ما قعد به .وحائ إته يقذم ويبين الحقيقة التي تدن
عليها لجميع تن يجلسون إلى تلك الوليمة الروحية ،على الرغم من أن المؤمنين وحدهم يجتنون
فائدتها ،فإئهم هم تن يقبلون ذلك السخاء العظيم بإيما؟ حقيقي وشكر قلبى.
وعلى هذه الوتيرة قال الرسول :الخبز الذي نكسره ،أليس هو شركة جسد المسيح؛ والكًاسى
التي نباركها بالكلمة والصالة أليست هي شركة دم المسيح؟ [ ١كو ، ١٦: ١٠مع إعادة الصياغة؛.
ال يوجد ما يبرر اعتراض أحدهم على كون هذا تعبيرا مجارا يعطي العالمة اسم الشيء الذي تدل
عليه .إتني في الحقيقة أقر بأن كسر الخبز رمز ،فهوليس الشيء .ولكثني ،إذ أقر بهذا ،فإتنا مع ذلك
نستنبط صوابا أن إبراز الرمز ئظهر الشيء ذاته أيصا .ألته ما لم برد أحدهم أن يدعو الله مخاتأل،
فهو لن يتجاسر قطعائ على أن يصرح يأته يقذم رمنا خالائ من المعنى .وس نتم ،إذ يمئل الرب حعا
شركة جسده بكسر الخبز ،لزم أأل تتسلل أي ريبة في أته يقذم فعأل جسده وتبجنه .وعلى المؤمن
أن يحفظ هذه القاعدة بكز ما أوتي من وسيلة :كتما ابصر رموذا عينها الرب ،فليغغر ويقتنع بأن
حقيقة الشيء الذي يدن عليه الرمز حاته فيه؛ وإأل فلماذا يضع الرب بين يديك رمز جسده إأل ليوبد
لك مشاركتك فيه؟ ولئن كان صحيحا أتنا تعطى عالمه منظورة ختائ للعطية غير المنظورة ،فلنثق
أكيدين عندما نتقبل الرمز بأن الجسد نفسه أيصا تحتلى لنا.
(أساء المدرسيون التعبير عن عالقة العالمة الظاهرة بالحقيقة غير المنظورة ،كما في عقيدة
االستحالة-١١ ،ه )١
لذا أقول (ما كان دائائ مقبوأل في الكنيسة ويعتمه اليوم جميع أصحاب الرأي الصائب) إذ
سر العشاء المقدس يكمن في شيئين :عالمات مادبة موضوعة أمام عيوننا التي تمثل لنا بحسب
١٢٨١ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
ضعف قدراتنا أشياء غير منظورة؛ وحن روحى يتمثل في الوقت عينه ويعزض من خالل
الرموز نفسها.
عندما أريد أن أوصح طبيعة هذا الحق في ألفاظ مألوفة ،أرسي ثالثة أشياء :الداللة ،والجوهر
الذي يعتمد عليها ،والقؤة — أو الفاعلية — التي تنطلق من كليهما .الداللة تحتويها المواعيد التي
تتضتنها العالمة ،إذ جاز القول .والمسيح بموته وقيامته هو ما اسميه الموضوع أو الجوهر .أتا
باألثر — أو الفاعلية -فأفهم أئه الغداء ،والتبرير ،والتقديس ،والحياة األبدية ،وجميع النعم التي
يهبها لنا المسيح.
ومع أن جميع هذه األمور ذات صلة باإليمان ،فإئني ال أترك حيرا للسفسطة التي تقشر ما
أعنيه عندما أقول إذ المسيح يعقكزة باإليمان ،بأته إقبل بالفهم والتصور فقط .هذا ألن المواعيد
تمنحه (لنا) ،ليس لكي نتوقف عند المظهر والمعرفة المجردة وحدهما ،بل في التمئع بالشركة
ألحد أن يثق بأن له فداء وبؤا في صليب المسيح،
* الحقيقية فيه .في الحقيقة لست أرى كيف يمكن
وحيا؛ في موته ،إذ لم يرتكز أساسا على شركة صادقة في المسيح نفسه .ألن تلك اشم ال تأتينا ما
لم يكن المسيح قد جعل ذاته ملكا لنا.
لذلك أقول :تظهر المسيح نفسه لنا حعا في سز العشاء ،من خالل رمزي الخبز والخمر ،مأكل
جسده عينه ومشرب دمه عينه اللذين أكمل بهما الطاعة كلها ليحصل لنا على البز .لماذا؟ أؤأل،
لكي ننمو نحن إلى جسد واحد معه؛ وثانيا ،إذ نتناول من جوهر مادته ،نستطيع أن نشعر بقؤته في
المشاركة في جميع أفضاله .
أصل االن إلى الخلط المفرط الذي جلبته علينا الخرافة .هنا زتن الشيطان ذاته بمكر يثير
العجب ،كيما يجذب عقول البشر فيبعدها عن السماء ويفعمها بالبطالن الخبيث ليصؤر المسيح
ملصثا بعنصر الخبز!
أؤأل ،يتحئم أأل نحلم بأئ المسيح يحز في السز بالصورة التي صاغها مهرة البالط البابوي،
كما لو كان جسد المسيح قد وضع هنالك بوسيلة حضور محتي لكي تلمسه األيدي ،وتمضغه
األسنان ،ويبتلعه الغم .تلك كانت الصيفة التي أمالها البابا نيقوال على برنغارئس ،ليتخآى عتا كان
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٨٢
يعتم به ويشجب معتقده علائ كبرهاب) على توبته :أي أثه ارغم على استخدام ألفا؛ مشؤهة كهذه
استخداائ اصطر كاتب النص إلى أن يصيح منذرا بالخطر ما لم يراع القراة الحذر الحكيلم ض
الوقوع في هرطقه أشنع متا أقر به برنغارس ذغسه ٦.أثا بطرس لومبارد -فعلى الرغم من خديد
اجتهاده لتعليل هذه السخافة — يميل إلى رأي ئباعد٧.
ونحن إذ ال يساورنا شلقا في أن جسد المسيح خضع لجميع الخصائص التي تالزم كزأجسام
البشر عامه ،ويظل في السماء (حيث قبل مرة وإلى األبد) إلى أن يعود المسيح [اع ٢١ :٣؛ ليدين
األحياء واألموات ،إأل أئنا نجزم بأته خطأ فادح تماائ أن نسترذه في هذه العناصر القابلة للفساد ،أو
أن نخاله حاضرا [جسدائ] في كل مكان.
ولسنا بحاجه إلى ذلك كي يمكننا أن نتمثع بشركه فيه ،إذ يجزل الرب هذا الفضل علينا
بواسطة روحه القدوس بحي٠ث نصير واحذا معه؛ جسنا وروحا ونغشا .ومن ثم ،فإذ رباط هذه
العالقة هو روح المسيح الذي نقترن به في أواصر الوحدة ،ألئه نظير التشرى الذي يجري فيه إلينا
كل ما هو المسيح ،وكل ما له .فإن تا نشاهد أن الشمس التي تبسط أشعتها على األرض ،تطرح
قسعائ من مادتها عليها فتحيي وئغذي ودنتي عناصرها ،فلماذا يلزم أن يقل ضياء روح المسيح قدر؛
على وهبنا شركة جسده ودمه؟ وعلى هذا األساس ،يعزو الكتاب المقدس كل القوة إلى الروح
القدس حين يتحذلث عن شركتنا مع المسيح .يكفي نعز واحن من عديد النصوص لتاهييد ذلك.
يقول بولس ،في األصحاح الثامن من رسالة رومية ،إذ المسيح يسكن فينا بواسطة روحه فقط [رو
٠]٩:٨ولكته ال يأخذ متا تلك الشركة ،شركة جسده ودمه التي نناقشها االن [رو ،]٩:٨بل يعتمنا
أن الروح وحده هو الذي بجعلنا نمتلك المسيحكتائ ،ويبنه فينا.
يظهر المدرسيون نوعا من االعتدال عندما يتعرضون لمناقشة هذه العقيدة ،إذ رؤعتهم وحشية
التعبير التي كتب بها برنغارص إقراره استجابة ألمر البابا نيقوال ،ومع ذلك فهم أيائ يطلقون
العنان لمراوغاتهم الخادعة .يستمون باهذ المسيح ليس حاال في هيئة محذدة المعالم أو في إطار
أرغم برنغارس (سنة )١٠٥٩عاى توقيع نئن صاغه الكاردينال همبرتس ،وكانت عباراته متطرفة من حيث التشديد عاى ٦
جسدية ومادية جسد المسيح ودمه إذ جاء فيه :إذ جسد المسيح ودمه الحقيقيين ...بسكان ويكسرا ن حسيا وليس سرائ
*
المؤمنين (.انظر: فقط بأيدي الكهنة ويطحنان بأسنان
,الةاال0٢ 1. 1328 ٢.ج٢جو0)1٦الل7ل ; 187. 1750أ111.11. 42 01
٢)1,ا،و٦اع0ا انظر!, 192. 865(. :لآلآل) !٧. *11. 4.5 ٧
١٢٨٣ الفصل السابع عشر الكتاب الرابع
جسدي .ولكتهم توا يخترعون صيفة ،ال لهم أنفسهم يغهمونها ،وال يستطيعون شرحها لغيرهم.
مادة الخبز تتحول إلى المسيح ،أال يقرنون المادة بالبياض المتبثي منه؟ ويقولون مع ذلك إذ السز
يحتويه بحيث يظل ،في السماء؛ ونحن ال نعتقد بأي حضو آخر سوى العالقة.
ولكن مهما كانت الكلمات التي يستخدمونها لؤعئعوا عقيدتهم ،فهذا قصدهم :إذ ما كان قبأل
يستحون من التعبير عن ذلك جهزا وبوضوح .فيقول لومبارد (وهذه هي كلماته) :جسد المسيح
الذي هو في حد ذاته منظور ،يظز خفيا بعد التكريس ،ومستتزا تحت هيئة الخبز ا ٨هكذا ال
تكون هيئة الخبز سوى مجرد قناع يحجب أنظارنا عن رؤية الجسد .لسنا بحاجه إلى أن نلجأ إلى
الحدس والحزر حتى نكتشف الفخاخ التي قصدوا أن ينصبوها بهذه الكلمات ،حيث إئها تعثري عن
ذاتها .يستطيع المرء أن يرى مقدار الخرافة التي احتبس فيها عاثة الشعب ،بل القادة أنفسهم أيصا،
مدى قرو؟ عديدة ،واالن يعتنقونها في الكنائس البابوية .هم ال يكترثون إأل قليأل لإليمان الحقيقي
الذي لنا به وحده دخول في الشركة مع المسيح وااللتصاق به .يظتون أن لهم ما يكفي من حضور
بشرط أن يكون حضوره حلوأل جسمانائ اصطنعوه هم بمعز؟ عن كلمة الله .بإيجاز ،يمكننا أن
نرى كيف يصبح الخبز كأئه الله ،من خالل هذا االختراع البارع الخبث.
.١٤االستحالة
تنشأ من هذا عقيدة االستحالة الخيالية التي من أجلها يحاربون بأقسى شذة من جميع بنود
إيمانهم األخرى .لم يستطع أول مرذ ،اصطنعوا هذه البدعة — بدعة الحضور المكاني — أن يشرحوا
كيف يمكن لجسد المسيح أن يمتزج بمادة الخبز بدون أن ينجم عن ذلك توا العديد من السخافات
المنافية للعقل .وس ثم لجأوا مضطرين إلى خرافة تحول الخبز إلى الجسد :ليس ألن
الجسد مصنولح أصأل فعأل من (مادة) الخبز ،بل ألن المسيح يبيد مادته كي يختبئ تحت
الشكل المنظور.
أائ من غريب العجب فأئهم انحكوا إلى تلك الدرجة من الجهل ،حتى الغباء ،بحيث أزاحوا
الستار عن ذلك الوحش المريع ،ضاربين عرض الحاظ بشهادة الكتاب المقذس ،ومزذرين حئى
إجماع الكنيسة األولى٩.
إتني أقز حعا بأن بعض الكائب األقدمين استخدموا لفظة ا٠التحؤال (٧01٠81011ع0ن) في بعض
األحيان ،ال ألئهم قصدوا أن يالشوا المادة في العالمة الظاهرة ،بل ليعتموا أن الخبز المكرس للض
يختلف جذا عن الخبز العادي ،فهو اآلن شيءآخر ١ .ولكئهم جميائ وفي كز ،مكان ،كانوا ينادون
بوضوح بأن العشاء المقنص يتأثف من جزءين :األرضى والسماوي؛ ويفشرون الجانب األرضي
بالجدال بائه خبز وخمر.
من الموكد ،كما من الواضح أيائ ،أته مهما تمادت ثرثرات معارضينا ،لم يحظوا بتأييد
األقدمين عندما يحاولون تثبيت عقيدتهم ،فضأل عن جرأتهم على معارضة كلمة الله الصريحة.
لقد ابئدعت االستحالة منذ عهد ليس ببعيد؛ في الواقع ،هي لم تكن غير معروفة فقط في تلك
األزمنة الفضلى التي ترعرعت فيها العقيدة األكثر نقاوة ،بل حتى بعدما أصابت بعض الشوائب
تلك النقاوة .ال أحد من بين الكائب القدامى إأل يقر بأفصح العبارات بأن رمزي العشاء المقنص
هما الخبز والخمر ،حتى عندما ميزوهما في بعض األحيان ،كما قلناآنائ ،بصقاب متعذدة ليرفعوا
من شأن كرامة السر .ألئهم ،عندما يقولون يحدث في التكريس تحوز خفتي ،بحيث ثقة شيءآخر
يختلف عن كونه خبزا وخمرا ،كما ذكرت ،ال يقصدون بذلك أن العنصرين تالشيا ،بل باألحرى
اكتسبا مرتبة أسمى من الطعام العادي الذي من شأنه أن يشبع الجوف ،ألته دقنم فيهما اآلن مأكز
يقول (هؤالء الرجال) ،إذ كان هنالك تحؤز فال ين أن يصنع شيء منآخر .إن كان معنى ذلك
أته شيء صنغ ولم يكن هو نفسه قبأل ،فأنا أتفق معهم .أتا إذا أرادوا أن يشبهوه بما يطابق خيالهم،
فليجيبوني :ما هو التغيير الذي يشعرون بأته يحدث في المعمودية؟ وآباء الكنيسة يقرون هنا أيشا
بأن تحؤأل عجيبا يحدث عندما يقولون إذ التطهير الروحي للنفس يتم من خالل عنصر (مادي)
قابل ،للغناء ،ولكن ال أحد ينكر أن الماء يبقى (ماء) .ولكئهم [أي المدرسيين] يقولون :ال يوجد في
المعمودية ما يوجد في العشاء الرباني (أي) هذا هو جسدي .كما لو كان السؤال يدور حول
هذه الكلمات ،مع أن معناها واضح بما يكفي ،وليس حول لفظة ٠االتحؤل التي يجب أآل تعني في
العشاء أكثر مائ تعنيه في المعمودية .لذا.،وداعا لهم ولحرفيتهم التي إثما تشد ،عن خالء عقولهم.
أائ الداللة فلم تكن لتناسب ما لم يكن للحق الذي تمقله صورة حية في العالمة الظاهرة.
فقد قصد المسيح أن يشهد بالعالمة الظاهرة أن جسده مأكل حق؛ (ألته) إن كان قد بسط مجرد
المظهر الفارغ للخبز وليس خبرا حقيقيا ،فأين كان يوجد التشابه أو المقارنة التي نحتاج إليها
لننتقل بأذهاننا من المنظور إلى غير المنظور؟ أائ لكي يكمل االتساق ،فإذ الداللة ال تمتن إلى ما
هو أبعد من أتنا ؛طعم بهيئة جسد المسيح .وعلى سبيل المثال ،إن كان رمز الماء في المعمودية
يستعمل لخداع أنظارنا ،لم يكن لنا أن نتاكد من وعد الفسل (التطهير)؛ في الواقع ،كان من شأن
ذلك المظهر أن يثير فينا التردد والريبة .ومن ثم ،بطرة طبيعة السر ما لم تطابق العالمة األرضية في
حيز صيفة الداللة للشيء السماوي .وعلى أساس ذلك تتالشى الحقيقة الكامنة في هذا السز إن لم
يمقل الخبز الحقيقي جشد المسيح الحقيقي .أكرر مزة أخرى أته لائ كان العشاء ال يزيد عن كونه
شهاد؛ منظورة للوعد المذكور في األصحاح السادس من بشارة يوحنا ،أال وهو أن المسيح هو
خبز الحياة النازل من السماء [يو ١ : ٦ه؛ ،لزم أن يقوم الخبز المنظور بدور الوسيط الذي يمقل
ذلك الخبز الروحى ،إآل إذا قتلنا أن نخسر كل النعمة التي يسبفها علينا إلعانة ضعفنا .فلماذا
يستنتج بولسر أتنا نحن الكثيرين خبز واحن وجسد واحن ألتنا جميعنا نشترك في الخبز الواحد
[ ١كو ١٧: ١٠؛ ،لو كان مظهز الخبز ،وليس باألحرى طبيعة الخبز الحقيقية ،هو كل ما تبثى؟
كان من المستحيل أن تضئلهم بدع الشيطان إلى تلك الدرجة الكريهة لو لم تسلب هذه
الضاللة ألبابهم :أن جسد المسيح ينتقل ،مفتائ في خبز ،إلى جوف اإلنسان من طريق الغم .فقد
كان سبب ذلك التصور الفظ أن التكرس بحسب مفهومهم كان أقرب ما يمكن أن يكون من
شعوذات الشحر .وغاب عن أذهانهم أن الخبز هو سر فقط لمن توحه إليهم الكلمة؛ تماائ مثلما
ال يتغير ماء المعمودية في ذاته ،بل يشرع في أن يصبح لنا ما لم يكن قبأل حالما اقترن الوعد به.
يتبين ذلك بمزيد من الوضوح من مثال سر شبيه .كان الماء المتدئق من الصخرة في البيداء
[خر ]٦: ١٧عالمه ورمزا لالباء ،للشيء عينه الذي تمقله لنا الخمر في العشاء المقدس .فيعتم
جون كالعن :أسس الذين السبحى ١٢٨٦
بولس أدهم كانوا يشربون الشراب الروحي نفسه [ ١كو .]٤:١٠وكان مكان الشرب هو نفسه
الذي استقى منه البشر والدواب على السواء .من ذلك ال يصعب االستدالل على أته ،في ما يتعئق
بالعناصر األرضية عندما دستخذم لفرض روحى ،ال يحدث تحول آخر سوى ما تعنيه للبشر بقدر
ما هي أختام تصادق لهم على المواعيد.
وفضأل عن ذلك ،لائ كان قصد الله (كما أدفر في كثير من األحيان) أن يرفعنا لذاته بوسائل
مالئمة ،فاذ الذين يدعوننا حعا إلى المسيح -لكئه المسيح غير المنظور ت١حت ستار الخبز —
إثما يحبطون خئلته بعنادهم .ألته يعسر على العقل البشري أن يبلغ ما وراء السماء نفسها ليدرك
المسيح يؤدبات تتخثلى فضاءاب النهائية .فما خرئهم إياه الطبيعة ،حاولوا أن يصححوه بعالج
أكثر ضررا ،بحيث ال نحتاج بوجودنا على األرض إلى ورب سماوي للمسيح .وهنا لذلك تكس
الضرورة التي اضطرتهم إلى تحويل الخسيس إلى النفيس؛ أي تحويل الخبز إلى جسد المسيح.
وحتى في عصر برنارد (دو كليرقو) ،لم تكن االستحالة عقيدة يعترف بها ،على الرغم من
فظاظة التعبير التي سادتآنذاك .بل وفي غضون كز العصور التي سبقت ذلك الحين ،كثيرا ما
ترددت على شفاه الجميع العبارة القائلة بأئه في هذا السر تقترن الحقيقة الروحية بالخبز والخمر.
أتا بخصوص األلفاظ ،فهم يبسطون ما يظتونه ردا ذكائ ،ولكتهم ال يذلون بشي؛ له عالقة
بالموضوع القائم.
(يقولون) تحولت عصا موسى إلى حية؛ ورغم أتها حملت اسم الحية ،ظل ،يشار إليها على
أتها عضا [خر ٤-٢ : ٤؛ .] ١٠: ٧وهكذا بحسب نظرهم ،يجوز كثيرا أن الخبز ،رغم تحؤله إلى
مادة جديدة ،يظل ،يسئى بحسب ما يظهر للعيان بسبب سوء التطبيق غير المعتبر خطأ .ولكن ما
هو التشابه؟ وما هي القرابة التي يجدونها بين تلك المعجزة المجيدة وتولهمهم الملعق الذي لم
تشهده عيل وطك على وجه األرض؟ استطاع السحرة بحيلهم الخادعة أن يقنعوا المصريين بقدرة
موحاة تفوق ناموس الطبيعة يمكنهم بها تغيير المخلوقات .وهنا يأتي موسى خاذأل خداعهم،
فيري أن قوة الله التي ال تغلبئها قوة تقف إلى جانبه إذ ابئلغت كز عصيهم [خر .]١٢ :٧أتا
أن ذلك التحول بات منظورا ،فال أهمية له بالنسبة إلى الحالة الحاضرة كما قلت؛ وبعد قليل
عادت العصا إلى شكلها الطبيعي بصور؛ منظورة [خر : ٧ه . ] ١إلى جانب ذلك ،ليس معرووا هل
كان لذلك التحول المووت أي أهمية؟ كما ينبغي أن نالحظ اإلشارة إلى عصي العرافين التي لم
يسفها كاتب السفر ثعابين ،خشية أن يبدو أته يقصد ضمنيا تحؤأل لم يكن في أصله تحؤأل ،ألن
١٢٨٧ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
هؤالء المهرة المتمرسين بخفة اليد لم يفعلوا شيائ سوى إعماء عيون المتفرجين .فعلى أي لحب
يشابه هذه التعبيران ذلك٠٠ :الئز الذي تكسرة١ [ ٠٠...كو ]١٦: ١٠؛ الكلائ اكلئم هذا الفغر. ..أ
[١كو ٢٦:١١؛؛ ٠٠وكانحانحاظثونهم ...الشركة ،زكشرالئز[ 0...اع ]٤٢:٢؛ كما ودشابه
نصوصا أخرى؟ من المؤكد أن شعوذات العرافين خدعت عيون الناظرين .أما بالنسبة إلى موسى
فكان األمر مختلعا؛ فغي يده ،لم يكن أصعب عند الله أن يجعل من العصا ثعباائ ،ثم من الثعبان
عضا ،من أن يكسو المالئكة أجسادا مادرة ،ثم يعود فيخلعها عنهم .لو كانت طبيعة هذا السر هي
طبيعة (أعجوبة العصا) نفسها أوقريبة منها ،لبات لختهم [أي حل المدرسيين] نوع من المصداقية.
لذا ليبق من الموبد أن جسد المسيح في العشاء المقدس ال يصبح حعا وعلى نحو صحيح موعودا
لنا به أن يكون مأكأل حعا ،ما لم تطابقه مادة الرمز المنظور الحقيقية.
كذلك (مثلما ينشأ من الخطأ الواحد خطأ آخر) غوج نعق آخر من سفر إرميا بالتحايل
الالمنطقى ألثبات االستحالة إلى حذ أتي أمتعض من مجرد ذكره .يشكو النبى من أن خشيا ؤضع
في خبزه [ار ،]١٩:١١بمعنى أئه من جزاء عنف أعدائه أفسدت خبزه المرارة .وبتعبير مشابه
أيصا ،يستهجن داود تحول طعامه إلى علقم وشرابه إلى خل [مز .]٢١: ٦٩يختار معارضونا أن
يعتقدوا بأن جسد المسيح تثبت مجازا على خشبة الصليب .ويقولون إذ بعض الكائب األقدمين
ظوئا ذلك .أن نسامح جهلهم وندفن خزيهم ،أفضل من أن نضيف وقاحة إرغامهم على االستمرار
في محاربة معنى النبى الحق.
(حجح رضنا لعقيدة وجود الجسد في كل مكان في آب واحد باعتبارها تفسيرا حرفائ ضيعا،
مع شرح المعنى الروحي للشركة مع المسيح في السماء. )٣١ —١٦ ،
.١ ٦التصريح المعارض
يرى1خرون أئه إذا تالشت رمزتة عالقة العالمة والحقيقة التي تمهلها يتبند معها الحق الكامن
في السر ،يعترفون بأن خبز العشاء هو حعا مادة أرضية وقابلة للفساد ،وال يحدث له تغيير في حذ
ذاته ،ولكئه يحتوي جسد المسيح منطورا في ذاته.
يشير كالغن هنا إلى تعاليم بعض أتباع لوثر ،ولكن ليس لوثر نفسه ،هع أن هذا األخير علم أن جسد المسيح الممجد ١١
موجود في كل مكان.
جون كالثن :أس الذين ابى ١٢٨٨
لوشرح أولئك أة ما يعنونه عندما يقذم الخبز في السز ،هوأئه مقترن بإظهار للجسد ،باعتبار
أة العالمة والحقيقة التي تمثلها متالزمتان وال انفصال بينهما ،لما كنث ألعارض بقؤة .ولكن،
ألئهم بوضعهم الجسد ذاته في الخبز ،يعينون له وجودا في كز مكابًا منافيا لطبيعته ،وبإضافة
عبارة تحت الخبز يقصدون أة الجسد يرقد هنالك ،يلزمنا بقليل من التأتي أن نميط اللثام عن
هذه التعابير الخبيثة .على أتني لسث أنوي أن أعالج هذه المسألة رسميا أو بصور؛ متكاملة عند
هذه النقطة؛ ولكتني أريد أن أرسي فقط أساسا للنقاش القادم في موقعه المالئم ١٢ .إتهم يرغبون في
أن دعتبر جسد المسيح غير منظور وال دحن بمقاييسر ،بحيث يظن مستترا تحت الخبز .ويظتون
أته يمكنهم االشتراك فيه إذا حز في الخبز فقط؛ ولكئهم ال يفهمون كيفية الحلول التي يرفعنا بها
إلى ذاته .يخبوئنه بكز لون ممكن ،ولكن عندما ينتهون من الحديث كته ،يظز واضخا بما فيه
الكفاية أتهم يصرون على حلول المسيح مكانيا .لماذا؟ ألئه ال يمكنهم أن يحتملوا تصور
أي مشاركه أخرى في الجسد والدم ،سوى تلك التي تكمن في الترابط واالثصال المحتى أو في
صورة بدائية لالحتواء.
تمادى بعضهم بعناد وبال تردد في الدفاع عن عقيدة تشكلت عندهم بتهور ،فقالوا إة األبعاد
الوحيدة التي دميز بها جسد المسيح امتدت طوأل وعرصا بقدر سعة السماوات واألرنن .فأن ولد
طفأل خرج من رحم أئه ،وأن كان ينمو ،وأن طق على الصليب ،وذفن في قبر؛ حدث كز ذلك
بمقتضى إذن استثنائى كي يكئل عملية الميالد والموت وغيرها من الوظائف البشرية .وأن ظهر
بعد قيامته في هيئة جسده المألوف [اع ٣: ١؛ قارن ١كو ه : ١ه؛ ،وأن أحذ عن األنظار إلى السماء
[اع ٩:١؛ لو ١ :٢٤ه؛ مر ١٩: ١٦؛ ،وأخيرا أن شاهده بعد صعوده إستفانوس [اع :٧هه]
وبولس [اع — ]٣: ٩يقولون حدث هذا أيصا بمقتضى اإلذن نفسه كي يرى الناس أته لجعل ملكا
في السماء .ما عسى كز هذا إآل ليقض ماركيون من الجحيم؟ ألن لن يشلن أحذ في أته لو وجد
يلجأ البعض إلى مراوغة أكثر حذوا( .يقولون) إذ هذا الجسد المعطى في السر مجين وغير
قابل للغناء؛ لذلك ليس هنالك ما ينافي العقل إن وجد خلف السر في عنة أماكن ،أو في ال مكان،
أو بال هيئة.
ولكئني أسأل :ماذا كان نوع الجسد الذي أعطاه المسيح للتالميذ في الليلة التي أسيم فيها؟
أال تشهد الكلمات أئه أعطاهم ذلك الجسد المائت نفسه الذي كان ليسئم بعد قليل؟ يقول هؤالء
الرجال إته كان قد سبق أن أظهر مجده ليرى من ثالثة من تالميذه على الجبل [مت ٢ : ١٧؛ .نعم
صحيح ،ولكته قصد بذلك البهاء أن يهبهم مذاقا للخلود .وفي تلك األثناء لن يجدوا هنالك جسنا
مزدوجا ،بل الجسد ذاته الذي لبسه المسيح ،وقد زين بمجد جديد .ألمنا عندما وزع جسده عند
العشاء األول ،فكانت الساعة قد اقتربت ليرقد محتقرا وذليأل كأبرص [قارن اش ٣ه ،] ٤ :مضرورا
من الله ،وأبعد ما يكون من أن يقصد أن يظهر مجد قيامتهآنذاك .وما أوسع النافذة التي يفتحونها
هنا لماركيون إذ بدا جسد المسيح وضيعا وفانيا في مكابًا واحد ،وفي غيره تعتبر مجيدا وأبددا!
ومع هذا إذ صات رأيهم ،بات الشيء نفسه يحدث كز يوم .إتهم مرغمون على أن يعترفوا بأن
جسد المسيح ،وهو في ذاته منظور ،يظز مختفيا عن األنظار تحت رمز الخبز .ومع ذلك ،من
يتفوهون ببشاعاب كهذه ال يستحون من خزيهم عندما يهاجموننا — بدون أن نستغرهم — بشتائم
مرؤعة ألئنا ال نؤتد اعتقادهم.
ال يا صاح! إن أرادوا أن يقرنوا جسد الرب ودمه بالخبز والخمر ،يلزم بالضرورة أن ينفصل
الواحد عن اآلخر .ألته عندما يقذم الخبز منفصأل عن الكأس ،بهذه الطريقة ،ينعزل الجسد المثحد
مع الخبز عن الدم الذي تحتويه الكأس .وعندما يوبدون أن الجسد يحتويه الخبز ،والدم تحتويه
الكأس ،ثم يبتعد الخبز عن الخمر بالمكان) الذي يشفله كز منهما ،ال يمكنهم بأي محاورة في
أتا ادعاؤهم المألوف بأن الدم في الجسد بالتالزم ،وأن الجسد في الدم ،فهو حائ مناقب
أتا نحن فنرتفع إلى السماء بأنظارنا وبأذهاننا لنبتغي المسيح هنالك في مجد ملكوته ،إذ
يدعونا الرمزان إليه في كماله ،بحي٠ث إذ نتناول رمز الخبز نتغذى بجسده ،وإذ نتناول رمز الخمر
نشرب من دمه منفصأل لكي نتلذذ في المنتهى بكماله .فعلى الرغم من أته أخذ متا جسده ،وصعد
بجسده إلى السماء ،فإته يجلس عن يمين اآلب؛ أي يملك بقوة اآلب وجالله ومجده .وملكوته
هذا ال يحذه مكان وال تقيده تخوم .وهكذا ليس ثئة ما يمنع المسيح من ممارسة قوته أينما يشاء،
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٢٩٠
في السماء وعلى األرض .إته يسن حضوره بقؤة وقدرة ،وهو دائائ حاز بين شعبه ،وينفخ نسمة
الحياة عليهم ويحيا فيهم ،داعائ إتاهم ،مقوتا ومنهائ اتاهم ،حافقلهم من الضرر ،كما لو كان
حاضرا في الجسد .باإليجاز ،إته يغذي شعبه بجسده الذي يهبهم شركته بقؤة روحه القدوس.
وبهذه الطريقة ،تظهر لنا المسيح جسده ودمه في السر.
يلزمنا أن نؤسس حضورا للمسيح في العشاء المقدس بحيث ال نحبسه في عنصر الخبز ،وال
نحتويه في الخبز أو نقيده بأي طريقه كانت (إذ إذ كز هذه ،كما هو واضخ ،تصرف النظر عن
مجده السماوي)؛ وأخيرا بحيث ال دنقعى من مقامه ،أو نوزعه على أماكن متعددة في الوقت عينه،
أو (حتى) أن نصب (في جسده) ضخامه ال حدود لها بحيث يمتن مخترقا السماوات واألرض.
ألن كز هذه تتعارض بوضوح مع طبيعه هي حعا بشرية .أقول دعونا ال نسمح لذواتنا إطالقا بأن
نتخكى هذه الحدود ) ١ ( :أأل نسمح ألي شيء مهما كان بأن تنقص من مجد المسيح السماوي،
مثلما يحدث عندما يؤتى به تحت عناصر من هذا العالم قابلة للفساد ،أو عندما يقتد ألي من
مخلوقات األرض )٢( .أآل نسمح ألي شيء متا ال يتفق مع الطبيعة البشرية أن ينسب إلى جسده،
كما يحدث عندما تقال إئه النهائي ،أو يجوز أن يوجد في أماكن مختلفة في آبا واحد.
أتا عندما تطرح هذه السخافات جانبا ،فإئني مستعد أن اقبز عن طيب خاطر كز ما يمكن
عمله للتعبير عن االشتراك الحقيقى والجوهري في جسد الرب ودمه ،المنظور أمام المؤمنين
في رمزي العشاء المقدسين؛ وهكنا للتعبير عنه بحيث يفهم المؤمنون أتهم ال يتناولونه بالخيال
وحده ،أوبإدراك العقل وحده ،بل أتهم يتمتعون به ذاته كفن ء للحياة األبدية.
ال يوجد ما يبرر أن يكون هذا الرأي بغيشا للمأل ،أو تستبعد الدفاع عنه بسبب تحيزات
الكثيرين ،ما لم يكن الشيطان قد أخبل عقولهم بتعويذ؛ تريعة .إثني متيثن بأن ما نعتم به يتفق
تماائ وكلبا مع ما يعتمه الكتاب المقدس .كما ال يتضتن شيائ منافيا للعقل أو مبهتا أو غامصا ،وال
يتضتن ما ينفي التقوى الحقيقية أو التهذيب السليم .باإليجاز ،ليس في ما نعتم به ما يعتر أحدا ما
لم يكن هذا النور الجلي قد بات مقموعا في أزمنة جهل السفسطائيين وهمجيتهم التي سيطرت
على الكنيسة .ومع هذا فال زال الشيطان يسعى اليوم أيشا من خالل أرواح شريرة وئربكة ،إلى
أن يلكخ تعليمنا بكز ما أمكنه من افتراء ،ويقحم ذاته في هذا المجال بجهد يفوق جهوده في أي
مجانيآخر .ومن ثم لزم أن ندافع عن صحة ما نعتم به بعنايه أكثر.
١٢٩١ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
االن ،وقبل أن نواصل البحث ،يلزمنا أن نناقش تأسيس المسيح للعشاء ،ألئنا عند هذه النقطة
خصوصا ،نجد معارضة خصومنا هي األكثر معقولية( :وهو) أن ننطلق في البحث من كلمات
المسيح نفسها .لذا ،لكي نزيح عن ذواتنا الطعن الذي يجرحوننا به ،سوف يكون من األنسب أن
نستهز بتغسير الكلمات :ثالثة من البشيرين وبولس يخبرون بأن المسيح أخذ خبرا ،وشكر فكشر،
وأعطاه للتالميذ قائأل[ :مت ٢٦: ٢٦؛ قارن مر ٢٢: ١٤؛ ١كو :]٢٤: ١١أغذوا كلوا هذا لهز
حشدي التكشور أللجلكم [ ١كو ٢٤:١١؛ .وعن الكأس ،يتحدث متى ومرقس هكذا :هذا
هز ذمى الذي للفهد الجديد الذي يشعك موذ ،ألجلف كيرين لمعغزه الحكايا [مت ٢٨: ٢٦؛ قارن
مر ٢٤: ١٤؛ .أتا بولس ولوقا فيقوالن :هذ؟ الكأس جي الفقن الجدين بذثي [١كو:١١ه،٢؛
قارنلو.]٢٠:٢٢
يفصل المدافعون عن االستحالة أن يفسروا اسم األشارة هذا بجعله يدلن على هيئة الخبز،
ولكئهم إذا أرادوا أن يكونوا شديدي الحرفية هكذا في فهم األلفاظ — ألن المسيح شهد بأن ما
قذمه لتالميذه هو جسده — فمن الواضح أن روايتهم الخيالية هذه -أن ما كان خبزا هو اآلن جسد
— غريبة كز الغرابة عن المعنى الصحيح .إذ ما أخذه المسيح في يديه وأعطاه لتالميذه قال عنه علائ
إئه جسده؛ ولكئه كان قد أخذ خبرا — فتن إدا ال يستطيع أن يفهم أن الذي ما زال يظهر هو الخبز؟
ولذا أن ليس ثئة شيء أكثر العقالنية من أن يسب إلى هيئة الخبز ما أسند إلى الخبز الحقيقي؟
آخرون ،يفشرون الضمير ااهواا اكأل ,في الالتينية؛ أليتحؤل إلى (جسد)أ ،فيأتي التفسير
مغئغأل ومشؤلها للغاية .لذا ال داعي لتظاهرهم بتوقير الكلمات ،ألئه منغير المسموع به في جميع
يجوز أن ئؤخذ بمعنى أتحؤل شيء إلى آخرا األمم وعبر كز اللفات أن كلمة
ثئة اختالف واسع بين تن يقون الخبز خبرا في العشاء ويعتقدون أئه جسد المسيح .منهم ض
يتكتمون بكثر اعتدال ،على الرغم من أئهم يصرون على الحرفية ،وهؤالء يتختون عن تشذدهم
فيقولون إذ عبارة ا هذا هو جسدي تؤذي معنى القول نفسه بأن جسد المسيح هومع الخبز ،وفي
الخبز ،وتحت الخبز .وإلى الشيء نفسه الذي يؤمنون به قد أشرتآنائ ،ويلزمني أن أقول المزيد
عنه قريبا .أتا اآلن فأناقش الكلمات فقط التي يقولون بها إئهم ملزمون بأن ال يسمحوا للخبز بأن
يدعى الجسد ،ألئه عالمة الجسد .ولكئهم إن كانوا سيتحاشون كز استعارة ،فلماذا يقفزون من
جون كالثن :أسس الذين الميحي ١٢٩٢
إشارة المسيح البسيطة إلى عبارات من صياغتهم ،متعددة وواسعة االختالف؟ ألن ثكة فرقا كبيزا
** هو الجسد و الجسد [حاز؛ هع الخبز .ولكئهم وجدوا أته ال يمكن الدفاع عن هذا
بين الخبز
القول البسيط الخبز هو الجسد .ونتيجة لذلك ،حاولوا أن يتلؤؤا للخروج من هذه الصعوبة
باستخدام هذه التعابير.
وآخرون أيشا ،أكثر جرأة ،ال يترددون في أن يجزموا بأن الخبز -إن كا لنراعي الدقة في
الحديث -هو الجسد ،وبذلك يبرهنون على أتهم حرفيون حعا .وإن اعترض أحذ قائأل فالخبز إدا
هو المسيح ومن ثم هو الله ،ينكرون ذلك بحجة أة هذا لم تشمله كلمات المسيح .أثا إنكارهم فان
بجديهم شيائ ،إذ يتفق الجميع على أة المسيح بكليته رعثلى لنا في العشاء .وهو من قبيل التجديف
الذي ال بطاق أن دقال حرفائ إذ عنصرا سربغ الزوال وقابأل للفساد هو المسيح .فاالن أسالهم هل
كان هذان االفتراضمان يعنيان الشيء عينه .المسيح هو ابن الله و الخبز هو جسد المسيح ؟ فإن
أقروا بأتهما يختلفان (وسوف يضطرون رغائ عن إرادتهم إلى أن يتفقوا) ،فدعهم يحددون مكمن
الغرق .ال أظتهم سيقدمون سبيا سوى أة الخبز يدعى الجسد بمعتى سؤي [1ئ11جدءآل ]8فيترئب
على ذلك حتتا أة كلمات المسيح (في هذا السياق) ال تخضع للقاعدة المألوفة ،ومن ثم ينبغي أن
دغحص على أساس قواعد اللغة .كما أسأل كز المتمسكين بالحرفية وبصالبة الرأي ،حيث يستي
ومع هذا فإتني لسان أحاوز أن أقتل من قيمة تلك الشركة في جسد المسيح ،وقد اعترفن به.
مجز قصدي هوأن أفئد العناد األحمق الذي به يجادلون بعني حول الكلمات .إتني أفهم — بسلطة
قول بولس ولوقا -أن الخبز هو جسد المسيح ،ألته العهد (الجديد) بجسده .أتا إذا هاجموا
ذلك ،فإة شجارهم ليس معي بل هع روح الله .وعلى الرغم من ذلك قد يحتجون عاليا بأة توقير
كلمات المسيح قد حرك مشاعرهم ،بحيث ال يتجاسرون على أن يفهموا رمزيا ما قاله بوضوح؛
أتا هذا فال يزال عذرا يبرر بما يكفي رفضهم جميع األسباب التي نأتي بها للرن عليهم.
١٢٩٣ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
وفي الوقت نفسه ،كما أشرت سابعا ،يفيدنا أن ندرك طبيعة هذا العهد بجسد المسيح ودمه.
ألن العهد المصادق عليه بذبيحة موته لم يكن ليفيدنا لو لم يقترن به ذلك االشتراك السري الذي
به ننمو إلى وحدتنا مع المسيح.
على أساس الئبه بين الرموز ومدلوالتها ،بقي لنا أن نقر بأة المسئى أعطي للرمز — مجازا
بالتأكيد — ولكن ليس بال تشابه مالئم إلى أقصى حذ .لن أسرن أمثاأل أو قصصا رمزتة ،خشية أن
يثهمني أحذ بأتني أبتغي مكادا أختبئ فيه ،أو بالشرود عن الموضوع الحالي.
أقول اذ هذا التعبير كناية ،صورة توضيحيه ترد تكرازا في الكتاب المقدس عندما تناقثى
الموضوعات ذات الطابع السري .فاك عدا ذلك ال تستطيع أن تفهم تعبيرا مثل الختان هوعهد
الفصح [خر ١١ :١٢؛ ،أو ذبائح الناموس ...للتكفير
** [تك ١٣: ١٧؛ ،أو أن الخروف هو
الصحراء [خر ]٦ : ١٧
** ** التي خرج منها الماء في
الصخرة [ال ١١ : ١٧؛ عب ٢٢ : ٩؛ ،وأخيرا أن
هي المسيح [ ١كو ٤ : ١٠؛ ما لم تأخذ هذه التعابير باعتبارها قيلت مع نقل المعنى .ليس أن
االسم يثل من شي؛ أسمى إلى آخر أدنى فقط ،ولكن ،من جهي أخرى ،ئعطى اسم العالمة المنظورة
لمدلولها غير المنظور :مثلما يقال عن الله إله كهز لموسى في العتيقة [خر ٢ :٣؛؛ وعندما يذعى
تابوث العهد اا١للهاا ووجه اللها[ ٠مز ٩:٨٤؛ ]٢:٤٢؛ ويطلق على الحمامة اسم الروح القدس
[مت ١٦:٣؛ .ومع أن الرمز يختلف في الجوهر عتا يرمز إليه (في أن األخير سماوي وروحى
فيما األول طبيعى ومنظور) ،فألنه ليس يمقل فقط الشيء الذي كرس ،ليمقله وهوفي ذاته شيء عار
وفارغ ،بل ألده يعرضه حقيقه أيصا ،لماذا ال يمكن السمه أن يكون — عن حق — للشيء الذي
يمقله؟ إذ الرموز التي يصنعها البشر ،والتي ال تتجاوز كونها صورا ألشياء غائبة (غير منظورة)،
ال عالمات ألشياء حاضرة (وفي األغلب يمتلونها على نحو خاطئ) ،تتزتن أحياائ بألقاب تلك
األشياء .وعلى مثال ذلك ،ولسبب أعظم ،شخن تلك األشياء التي يرسم الله لها أسماء األشياء التي
تحمل لها دائائ داللة محذدة الوضوح وغير خادعة ،ومقترنة أيصا بالحقيقة .عظيلم ،عظيم
إرا ذلك التشابه والتقارب [بين الرمز والشيء الذي يدن عليه؛ بحيث يسهل االنتقال من الواحد
إلى؛آلخر.
جون كالقن ا أسس الدين اكبحي ١٢٩٤
ؤلزكفئء إدا مخاصمونا عن قذفنا بنكاتهم السخيفة :بتسميتنا مجازرين لمجرد شرحتا
المصطلحات ذات العالقة باألسرار على النحو المألوف في لغة الكتاب المقدس .فلتا كانت
األسرار متشابهة من عذة نواح ،هكذا تشترك جميعها في استخدام هذا النوع من الكناية .وبحسب
ذلك ،إذ يعنم الرسول أن الصخرة التي خرج منها شراب روحي ببني إسرائيل كانت المسيح —
ألدها كانت عالمة منظورة شملت حعا شرابا روحيا من دون أن يكون (هذا الشراب) مرئيا للعيون
— [ ١كو ٤ : ١ ٠؛ -فهكذا يستى جسد المسيح اليوم خبزا بقدر ما هو الرمز الذي يقدم به الرب
مأكأل حعا من جسده.
ولكيال يزدري أحد رأيي ظارا أته شيء مستجد ،فكر أوغسطينس كما تحذلث باألسلوب
نفسه .يقول :الو* لم يكن لألسرار سبه معين لألشياء التي هي أسرار لها ،لما كانت أسرارا أبذا.
عالو؛ على ذلك ،فإدها تقخذ أيصا أسماء األشياء ذاتها بسبب ذلك السبه .لذلك ،مثلما سر جسد
المسيح هو -بطريقه معينة -جسد المسيح ،كذلك سر دم المسيح هو دم المسيح ،وهكذا سر
األيمان هوإيمان .يوجد العديد من النصوص المماثلة في كتابات أوغسطينس التي يعتبر تجميعها
مجرد تكرار ،إذ يكفي مثال هذا االقتباس .ليعلم قرائي فقط أن هذا الرجل القديس يعنم هذا التعليم
هي مراوغة استهتارئة أن يجيبوا قول أوغسطينس (أن الكناية أداة مألوفة ومتكررة في مجال
مناقشة األسرار) بأئه ال يذكر العشاء المقدس (بعينه) .فإذ بلنا منطق هذه المراوغة ،يعني ذلك ائه
ال يسمح لنا بأن نجادن منطقيا من العام إلى الخاص .وهكذا إذ قلنا إذ كز حيوان مبح خاصية
الحركة ،لذا ال يصخ أن نقول إذ الثور والحصان يمتلكان خاصية الحركة .ومن ثم ال يقبل النقاش
الذي يعتمد على كلمات ذلك الرجل القذيس نفسه الواردة في موقعآخر ،يقول فيه إذ المسيح
عندما أعطى عالمة جسب٠ه لم يتردد في أن يدعو تلك العالمة جسذه .يقول أوغسطينس أيصا:
اعجيبا كان طول أناة المسيح ألئه بل يهوذا إلى مائدة الوليمة التي رسم فيها العشاء وأعطى رمز
جسي٠ه ودمه لتالميذه١٣ .
وجعاأ8آلجل٨٦ انظر :سن في ;( 18. 137; 30. 18تديل .ئ ; 33. 746ا(ل. 9 )١1ةل1ن ;111. 9 ١٣
غ ;8. 3: 1 )11 36. 73؟ ا5فسم ;(. 3 )1142. 144ااآ.سل٠£س ٧111. 5(.
١٢٩٥ الكتاب الرابع -الفصل السابع عشر
أما إذ أصر أحدهم بعناد ،وأغلق عينيه إزاء جميع األدلة ،فتمشك بالتعبير هذا هو حتى يتميز
هذا السر فيظز منفصأل عن سائر األسرار جمعاء؛ فال يصعب الرذ عليه .يقولون إذ الفعل الرابط
(فعل الكينونة :الفعل الذال على الوجود) هو فعل يحمل معنى التوكيد بحيث ال يقبل أسلوب
التشبيه .أثا إذا سئمنا لهم بذلك ،فإئنا بالتأكيد نجد هذا الفعل الرابط في كلمات بولس التي يدعو
في الحقيقة أئه حيثما نتعرض لموضوع األسرار ،تكاد تستعمل الكلمة نفسها :فيكون
(الختان) عهدي معكم عهنا أبدائ [تك ١٣:١٧مع إعادة الصياغة]؛ و يكون (الحقل) بصخا
للرب [خر ١١: ١٢؛ قارن .] ٤٣: ١٢باأليجاز ،عندما يقول بولس :والصخرة كانت المسيح
**
[ ١كو ،]٤: ١٠لماذا بات فعل الكينونة بالنسبة إليهم أقز تأكيدا في هذا الموضع عتا في قول
** الروح لم يكن (قد اعطي) بعد ،ألن يسوع لم يكن قد ثجد *
بعد المسيح؟ وعندما يقول يوحنا :ألن
[يو ،]٣٩ :٧دعهم أيشا يجيبون :ما هي فاعلية فعل الكينونة الرابط؟ إئهم لو ثبتوا على قاعدتهم،
لتالشى الجوهر السرمدي للروح القدس ،كما لوكان قد استمن بدايته من صعود المسيح .أخيرا،
فليجيبوا ماذا تعني مقولة بولس :إذ المعمودية هي اعشل الميالد الثاني والتجديد [تي :٣ه؛ ،إذ
من الواضح أن المعمودية ال دجدي الكثيرين.
على أن أقوى د يفتد اعتقادهم هوقول بولس إذ الكنيسة هي المسيح [ ١كو . ] ١٢: ١٢فإده
كذلك* المسيح أيصا ال يعني هنا ابئ الله الوحيد في إذ أجرى مقارنة بالجسم البشري ،يضيف
ذاته بل في أعضائه.
أظتني قد برهنت على وجهة نظري بحيث يرى العقالء واألتقياء كراهة افتراء أعدائنا وتشويههم
لسمعتنا ،عندما يذيعون أدنا نكذب كلمات المسيح التي نتمشك بها بشن؛ وبطاعة ال تقز عن
طاعتهم لها ،والتي نتعامل معها بأعظم توقير .في الحق أن سهولة اطمئنانهم إلى صحة معتقدهم
إرما تدق على قئة عنايتهم بل عدم اكتراثهم بما يعنيه المسيح ،إذا كانت كلماته تمنحهم درعا
يدافعون به عن استعصاء عنادهم ،تماثا بقدر ما ينبغي أن يكون تفحصنا المدئق في هذا الموضوع
شهاد؛ لمقدار معنى سلطة المسيح لنا.
ولكته من غير اإلنصاف أن يلومونا بهذا .لقد بينت ذلك إلى حذ بعيد انغا ،وسوف يتبين ذلك
بصور؛ أوضح فيما يلي .فال شيء يمنعنا من أن نصدق المسيح عندما يتكتم ،أو من أن نجيبه حينما
يدعونا وحيثما يدعونا .والسؤال الوحيد هو هل كان تقصي المعنى الحقيقي لكلماته يعتبر روغا
من اإلجرام.
أثا لكي يظهر هؤالء المعتمون الموقرون كأدباء ،فإدهم يمنعون أقل انحراف عن الحرف .بل
بالعكس ،عندما يدعى الله في الكتاب المقدس رجل الحرب [خر ٣: ١٥؛ ،وأرى أن هذا التشبيه
يمسي مفرغا في قساوته إذ يظز بال تقسير ،ال أشلل أبذا في أتها مقارنة مقتبسة من البشر.
وفي الحقيقة ،كان على هذه الحجة وحدها ،أن ازعج األقدمون ئصورو الله بصقاب بشرية
(£8سل10م0ئ )٨11االباة المستقيمي الرأي عندما تشبثوا بعباراب مثل هذه :اعينا* الرب. ..أ
[تث١٢:١١؛١مل٢٩:٨؛اي...٨:٧إلخ]؛أًاغابي!شالرتأ[ءد]١٨:١١؛ صراخي
دغل ادثه ٢[ ٠٠صم ]٧: ٢٢؛ ااكخابخ غلي زغخزس قذ ضبذا إنى اذتئ٢ [ ٠٠مل ٢٨: ١٩؛
*
قذهثه, إلخ] ا ...زكئ تقة[ ٠٠اش ه:ه٢؛ ١١:٢٣؛ ار ٩:١؛ ١٢:٦؛ إلح؛ ٠٠األزش تؤطئ
[اش ١:٦٦؛ مت ه:ه٣؛اع٤٩:٧؛ .جعل (اآلباء مستقيمو العقيدة) يشتكون أن جسم الله الذي
ميزه به الكتاب ،أخذ منه .إته لو سبح لهذا المبدأ بأن يقيل لنثجت منه همجية فكرية ال حدود
لها ،من شأنها أن تطفئ نور اإليمان .فما هو قدر الشذوذ العقلي الذي لن يتورع أولئك الرجال
الكتاب المقدس ،لو سمح لهم بأن
يعترضوا على أي نقطه ضئيله لكي يثبتوا ما يشاؤون؟
إئهم في الواقع يؤيدون موقفنا عندما يعترضون بأن المسيح لتا جؤز (مائدة) راحه لتالميذه
في وقت الضيق ،لم يكن يتكتم باللخز أو الغموض .فإته إن لم يكن قد طرأ على أذهان الرسل أن
الخبز دعي -مجازا -الجسذ ألته كان رمزا له ،كان ال ين لهم من دون أن يفامرهم شلل أن
تنتابهم الحيرة .يتجادلون فيما بينهم حول كيفيه ذهاب المسيح إلى االب ،ويتساءلون كيف يرحل
عن العالم؛ ال يفقهون شيائ عتا يقال عن االب السماوي إلى أن يروه [يو : ١٤ه٨-؛ ]١٧: ١٦
١٢٩٧ الكتاب الرابع -الفصل السابع عشر
كيف إدا كانوا هكذا مستعدين أن يصدقوا ما يرفضه العقل ابكز قواه :أن المسيح كان جالتا إلى
المائدة أمام أنظارهم ،وأن الخبز يحتويه غير منظور؟ بتناولهم الخبز بال ترذد ،يشهدون لقبولهم.
من هذا يثبت إدا أدهم فهموا كلمالت المسيح بالمعنى نفسه الذي نفهمه به نحن ،ألده لبين لهم أن
اسم الشيء الذي تدل عليه العالمة قد تبل إلى العالمة ،وهذا أمز ينبغي أأل يبدو غريبا في ما يتعئق
باألسرار .لذلك كان هذا عزاء للتالميذ ،كما هولنا ،عزاء غير مغئف في لغز .على أن السبب الوحيد
الذي يمتعض ألجله البعض من تغسيرنا ،هو أن تعويذة من الشيطان قد أعتئهم بحيث يتصؤرون
،بينما يظهر تفسير هذه الصورة المدهشة واضحا ال لبس فيه.
إلى ذلك ،إن أصررنا على الكلمات تحديدا ،كان من غير المغسق أن يقول المسيح عن الخبز
شيائ منفصأل عما يقوله عن الكأس .إئه يدعو الخبز جسدا والخمر دائ .لزم أن يكون هذا إما تكراز
خلط أوتقسيائ يفصل الجسد عن الدم[ .وعلى هذا األساس] في الواقع ،كان يمكن أن دقال هذا
هو جسدي عن الكأس ،ويظز القول صحيحا كما عن الخبز ،وكذلك العكس ،أن الخبز هو
الدم .فإن أجابوا بالقول يجب علينا أن ندرك ألي غرض أوألي فائد؛ عينت الرموز ،فإئني بالتمكيد
أؤيد ذلك .ولكن هذا ال يعفيهم من أن يتنازلوا عن خطئهم الالعقالني :أن الخبز دم والخمز جسد.
وأنا لست أدري ماذا يمكن أن يعني إقرارهم بأن الخبز والجسد شيائن مختلفان ،وهع ذلك
يقولون إذ أحدهما اسئخدم ليعني اآلخر ،حرفيا ال مجازيا ،كما لو قيل إذ رداء يختلف عن رجل،
وعلى الرغم من ذلك يدعى رجأل .وفي أثناء ذلك ،كما لو كان نصرهم يكمن في التشبث بالرأي
واألهانة ،يقولون إذ البحث عن أي شرح للكلمات يعادل ادهام المسيح بالكذب.
اآلن يسهل على قزائي أن يحكموا في قدر اإلهانة الظالمة التي يكيلها لنا هؤالء المتعصبون
للحرفى ،بتشريب عقول البسطاء فكرة أئنا تضعف الثقة بكلمامت المسيح ،فيما قد زهدا جزائ على
أئهم يفسدونها ويشوشون معناها بجنو؟ ،وأئنا قد فشرناها باألمانة واالستقامة.
أثا وصمة هذا االفتراء فال يمكنها أن تمحى تماائ ما لم يدئر قبأل ائهالم اخر .يدعون أتنا
مقيدون هكذا بالمنطق البشري بحيث ال نعزو إلى قدرة الله أكثر مائ يسمح به ناموس الطبيعة
وثمليه الحش العام .أثا أنا فألون من هذا القذف االثم بالتعليم عينه الذي ناديت به ،والذي يببن بكز
وضوح أتني ال أقيس هذا السر بمعيار المنطق البشري ،كما ال أخضعه لنواميس الطبيعة .أسألكم
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٢٩٨
هل كا قد تعتمنا من الفيزياء أن المسيح يقوت أرواحنا من السماء بجسده ،بينما تتغذى أجسادنا
بالخبز والخمر؟ من أين تأتي إلى الجسد هذه القؤة التي لنهض النفوس؟ يقول الجميع إئها ال تأتي
من الطبيعة .ولن ئغتظ العقل البشري أن جسد المسيح يعير إلى دواخلنا ليكون مأكأل لنا .باإليجازع
إذ كل ش تذوق تعليمنا سوف تغمره الدهشة من قوة الله الخفية.
أثا أولئك الغيارى المحترمون فينسجون ألنفسهم معجزة بحيث إذا توارت اختفى الله نفسه
بقؤته معها.
ره أخرى أون أن أنذر قزائي ليتالوا ملائ فحوى تعليمنا :هل كان يدور على الحش العالم ،أو
إذ حتق فوق العالم بأجنحة اإليمان يسمو إلى السماوات؟ نحن نقول إذ المسيح ينزل إلينا بالرمز
المنظور كما بروحه القدوس ،كي يحيي نفوسنا حعا بمادة جسده ودمه .فمن ال يرى أن آيات
عديدة تحتويها هذه الكلمات القليلة هو أكثر من غبى .ألده ال يوجد ما هو أكثر من كونه فوق
جسي اثخن أصله من تراب األرض واجتاز
* الطبيعة ،من أن تقترض النفوس حيا؛ سماوية روحية من
الموت .وال يوجد ما يعسر تصديقه أكثر من أن أشياء ئئلعها وفصل بعضها عن بعض ارتغاغ السماء
عن األرض ،تعود فقصل عبر مسافة هائلة كهذه؛ ليس هذا فقط ،بل كحد أيشا بحيث تقتات
النفوس من جسد المسيح .لذا دع الرجال األشرار يكعون عن إثارة اليغض نحونا بتشويههم الغتن
لما نعتم به ،واثهامهم إرانا بأرنا نعمل — عن قصد لئيم -على الحذ من قؤة الله التي ال دحن .فإدهم
بذلك إائ مخطوئن بخباء مفرط أو يكذبون بانحطاط.
لسنا هنا بصدد ما يستطيع الله أن يفعله ،بل ما شاء أن ينجزه .اآلن نوكد أن ما كان يسر مشيئته
قد اكمل .سره أن المسيح جعل شبيه إخوته في كل شيء بال خطية [ي :٤ه١؛ قارن ١٧ : ٢؛ .ما
هي طبيعة جسدنا؟ أليست شيقا له أبعاده الثابتة ،مرتبئال بمكاب) ،يكس ،يرى؟ (يقولون) ولماذا ال
يستطيع الله أن يجعل الله الجسذ ذاته يحتل عنة أماكن متنوعة ،أو ال يحتويه مكان ،بحيث ال تكون
له هيئة أومقاييس؟ يا مجنون! لماذا تطالب قوه الله بأن تصنع جسنا بحيث ال يكون في الحين عينه
جسدا؟ هذا كما لوكنت تصر على أن يصنع النور بحيث يكون نورا وظالائ في الوقت نفسه! أثا
هو فيشاء أن يكون النور نورا؛ والظالم ظالائ؛ والجسد جسدا .حعا ،اثه عندما دسر مشيئته سوف
يحؤل الظالم إلى نور والنور إلى طالم؛ أنا أن تطب أآل يختلف النور عن الظلمة ،فماذا أنت فاعل
سوى أن تقلب نظام حكمة الله؟ لذلك يلزم للجسد أن يكون جسذا ،والروح روحا ،وأن يبقى
كل شيء في الحالة والمنزلة اللتين خلقه الله فيهما .وهذه هي حالة الجسد؛ أئه ينبغي أن يوجد في
١٢٩٩ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
مكابا محدد واحد ،بحجمه وبهيئته .وعلى هذه الحالة اثخن المسيح جسدا ،معطيا إياه — كما
يقول أوغسطينس — عدم فساد ومجذا ،من دون أن ينتزع منه طبيعته وحقيقته١ ٤ .
يجيبون بأن لديهم الكلمة التي اعلنت بها مشيئه الله بوضصوح — هذا ان كتا نتنازل لهم عن حق
الكنيسة في موهبة التفسير [ ١كو ١٠ : ١٢؛ التي تلقي الضوء على الكلمة.
اقر بأن لديهم الكلمة ،ولكئها كلمة كالتي كانت لمشيهي الله باإلنسان في البذم عندما جعلوا
الله جسمانؤا ،أو كما كان لماركيون وأتباع ماني الغاري عندما اصطنعوا للمسيح جسدا :إائ
سماوائ أو طيفؤا .فاقتبسوا شواهد إثبات( :مثل) اإلنشان األول مئ األرض تزادى .الئشان الهادي
الرت ض الشفاء [١كو ه ٤٧: ١؛ ،وأيصا( :المسيح) احلى بفشه ،اخذا صور عيد ،ضابرا ني
ثئهالائس٠ا [في.]٧:٢
هؤالء الطفيليون ال يؤمنون بقدرة الله ما لم ينقلب ناموس الطبيعة بأكمله بواسطة تثين نختلي
في عقولهم .وهذا نوع من التحجيم لله ،عندما نحاول بأفكارنا الخيالية أن نمتحن ما يمكنه أن
يفعل .فمن أي كلمه استنبطوا أن جسد المسيح منظور في السماء ،ولكئه يرقد خفيا على األرض
تحت وتات ال حصر له من الخبز؟ سوف يقولون ،تقتضي الضرورة ذلك حتى يمكن للجسد أن
يعطى في العشاء .فألئهم سروا بأن يستنبطوا مأكأل مادائ من كلمات المسيح إذ تمادوا في فكرهم
المنحاز ،اضطروا إلى صللى هذه الصيفة الحاذقة بعكس ما يعلنه الكتاب المقدس صراحة!
ولكته كذت فادح أئنا ننتقص مثقال ذرة من قوة الله؛ بل بالعكس ،ألئنا بتعليمنا نقدم أسمى
مراتب الحمد لها .أثا هم فيتهموننا دائائ بأئنا نسلب الله كرامته عندما نرفض ما يصنقه اإلحساس
العام ،على الرغم من أئه ما وعد به فم المسيح .عن هذا أجيب وه أخرى ،كما سبق أن أجبت
مؤحزا ،أته في ما يتعئق بأسرار اإليمان ال نستلهم الفهم من اإلحساس العام ،بل نتسلم التعليم
الئععلى من السماء فنقبل الكلمة المغروسة بوداعة وروح التعتم [يع ٢١: ١؛.
لكئ حيث يضاون في خطأ خبيث وثهلك ،ننتحي نحو االعتدال المفيد .إئهم عند سماعهم
33. 835.لالل) . 3. 10اا٧تئ 0؟٢،عا! 0,عاغ8آلخآل٨ 11. انظر30. 228 ٤(. : ١٤
يهؤون إلى غور كلية قدرة الله بحيث يطفوئن بهذه الوسيلة عينها نور الحق .من ثم ينشأ ذلك التائق
المتغطرس والمبالغ فيه :السنا نريد أن نعرف كيف يرقد المسيح مستترا تحت الخبز ،إذ نكتني
هذه العبارة ،كما هو منهجنا فى دراسة الكتاب المقدس بكليته .كما ال نتهؤر بحماسه فاسدة أو بال
تمييز القتناص أؤل ما يخطر على بالنا .بل إتنا ،بعد تأتني هادئ ومترؤ ،نعتنق المعنى الذي يكشف
عنه روح الله .وباعتمادنا عليه [هذا المعنى؛ ننظر من عئل لنمتحن الحكمة األرضية التي شخن
تجاهه .بالحق تسبي عقولنا بحيث ال تثير مجزد كلمة صغيرة من قبيل االحتجاج؛ كما ئخضعها
للطاعة المتواضعة بحيث ال تجرؤ على العصيان عليها .من هذا المنطلق نشأ شرخنا لكلمات
المسيح ،حيث يدرك جميع متوسطي التعشق في درس الكتاب على أساس االستخدام الكتابي
الثابت ،أوه الشرح السائد لألسرار .ولكئنا ،اقتفاء لمثال العذراء القذيسة ،ال نحسبه من قبيل الخطأ
أو المحرم في ما ينعتق باألمور العويصة أن نستفسر :اكف يكون هذا؟ [لو .]٣٤ : ١
أتا ألن شيائ اخر يمكنه أن يبقى ذا أثر لتقوية إيمان المؤمنين ،أكثر من أن يعرفوا أة االعتقاد
الذي طرحناه مبنى كلائ على كلمة الله النقية ،ويرتكز أؤأل وآخزا على سلطتها ،سوف أسعى إلى
توضيح ذلك بكز ما يسعني من إيجاز .ليس أرسطو ،بل هو الروح القدس الذي يعتم بأن جسد
المسيح منذ قيامته كان محدودا ،وسيبقى محفونا في السماء إلى اليوم األخير [قارن اع ٢١:٣؛٠
وأنا لست بغافل عن أئهم يتجاهلون باستخفاف تلك النصوص المقتبسة لتأييد ذلك .فكتما يقول
المسيح إته سوف يرحل [يو ٢٨ ، ١٢: ١٤؛ ٧: ١٦؛ ،ويترك العالم [يو ٢٨: ١٦؛ ،يجاوبون بأن
هذا الرحيل ال يتعنى كوته تفقرا من الحياة الغانية .ولكن بحسب هذا المنطق ،ما كان المسيح
ليرسل اروح القدس بدأل منه لكي يسن فراغ غيابه ،بحسب ما يقولون ،إذ نرى أة الروح ال يأتي
خليعة له؛ وال أن المسيح يعود فينزل من المجد السماوي ليستأنف حالة الحياة الغانية .من المؤكد
أن مجيء اروح وصعود المسيح متضادان؛ ولذا ،ال يمكن للمسيح أن يسكن معنا بحسب الجسد
عالو؛ على ذلك ،يعلن صريفا أته لن يكون مع التالميذ في كز حين [مت ١١:٢٦؛
١٣٠١ الكتاب الرابع -الفصل السابع عشر
في حاال الفقر التي يرثى لها ،أو خاضائ لمقتضيات هذه الحياة الزائلة .على أن سياق النعل يصرخ
عاليا بخالف ذلك؛ إذ ليست المسألة حال الفقر أو البؤس ،أو تعاسة الحياة الحاضرة على هذه
األرض ،بل العبادة والتكريم .لم يسر التالميذ ستغت الكيب إذ اعتقدوا أئه تبذير وال حاجة إليه؛
ولذا كانوا يفصلون أن يحصلوا على ثمنه الذي ظوئه صرف في غير محته ،فيعطى للفقراء .فأجاب
المسيح بأئه لن يكون معهم دائائ ليكرم هكذا [مت .]١١ -٨ : ٢٦
وقد شرح أوغسطينس النعل بالطريقة نفسها ،وبكلمارخ ال غموطن فيها :الكا قال المسيح
ولن أكون معكم في كز حين كان يتحذث عن حضوره في الجسد .فإته في ما يتعئق بجالال،
وبعنايته الكتية ،وبنعمته الفائقة وغير المنظورة ،قد حقق ما قاله :ها أنا معكم إلى انقضاء الدهر
[مت .]٢٠: ٢٨في ما يتعئق بالجسد الذي اتخذته الكلمة ( ،أي) أته ولد من العذراء ،واعتقله
اليهود ،وشئر على الخشبة ،وانزل من على الصليب ،ذئر باألكفان ،وقبر ،واسثعلن في القيامة ،ولن
أكون معكم في كز حين .لماذا؟ ألته بحسب حضوره الجسدي كان له شركة مع تالميذه أربعين
يوتا .وإذ كانوا برفقته ،رأوه يصعد بدون أن يتبعوه [اع ٣ :١و .]٩ليس هو ههنا ذمر ٦: ١٦؛:
ألته جالس هناك عن يمين اآلب [مر . ] ١٩: ١٦ومع ذلك هوهنا ،ألته حاز بمجده [عب . ]٣: ١
ولنا المسيح دائائ بحسب حضرة جالال؛ أتا بحسب الجسد فيقول عن حق لن أكون معكم دائائ
[مت .] ١١: ٢٦لقد كان حضوره مع الكنيسة في الجسد ال يتجاوز بضعة أبام قالئل؛ أتا اآلن فهو
حاضر معها باأليمان ،وليس برؤية العيان ١٥٠٠
هنا (على سبيل المالحظة الموجزة) يفهم أوغسطينس كون المسيح حاضرا بيننا في ثالث
أحوال :في جالله ،وفي عنايته ،وفي نعمته الفائقة .وتحت عنوان النعمة أدرجت تلك الشركة
العجيبة ،شركة جسده المكسور ودمه المسفوك ،على شرط أن ندرك أتها تحدث بقوة الروح
القدسى ،وليس بذلك التنازل الذي يحز به الجسد راقدا تحت عنصر الخبز .لقد شهد المسيح
حعا أته كان له لحم وعظام بحيث أمكن (توما) أن يبصره بعينيه وأن يلمسه بإصبعه [يو .]٢٧: ٢٠
وال يعني الرحيل و الصعود أيشا أته يظهر كأته يرحل ويصعد ،بل يعنيان فعأل ما تقوله
الكلمتان .يسأل أحدهم :فبناء على ذلك ،هل دعين للمسيح منطقه محددة في السماء؟ أجيب مع
أوغسطينس إذ هذا سؤاز فضولي هنا وبال طائل .يكفينا أن نؤمن أته في السماء١٦.
*1. 13 )11 35. 1763; 11.ضصح ألف; ,حعاأ8ل٦جال٨ انظر¥11. 282(. : ١٥
€أ{أ سع غك٠جشم ,جا[اأ8الجاا٨ انظر¥1. 13 )1140. 188; ٤٢.¥1. 360(. : ١٦
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٣٠٢
لكن لماذا نكرر كلمة ا االصعود ۴ا بهذه الكثرة؟ أال تتضئن االنتقال من مكان إلى آخر؟ إتهم
يكرون ذلك ،ألن العلو -بحسب مفهومهم — يدل على سموئلكه وجالل حكمه فقط .ولكن ما
هي طريقة الصعود نفسها؟ أليست االرتفاع إلى أعلى أمام أنظار التالميذ عينها؟ أال يخبرنا البشيرون
بوضوح أة السماء قبلته [اع ٩ : ١؛ مر ١٩ : ١٦؛ لو ١ : ٢٤ه؛؟ يجيب هؤالء السفسطائيون المهرة
بأته اخذ عن أنظارهم في سحابة ،كي يعرف المؤمنون أته لن يكون منظورا بعد في العالم .فكما
لوكان ليويد لنا حضوره غير المنظور ،لم يلزمه أن يغيب عن العيان في لحظه؛ أوأة السحب لم
تضطر إلى أن تفتفه قبل أن يتحرك مسافة قدم! أتا عندما لحبل عاليا في الهواء ،والسحابة
تحته [اع ٩ : ١؛ ،ويعلمنا هذا أته لن يبحث عنه بعد على هذه األرض ،عندئذ يمكننا أن نستنتج
مطمئنين أة مسكنه اآلن هو في السماء ،كما يعلن بولس ويدعونا أن ننتظره منها [في . ] ٢ ٠ : ٣لهذا
السبب ينذر المالئكة التالميذ بًاتهم يتطتعون إلى السماء باطأل ،ألة يسوع الذي أخذ إلى السما,ء
هنا أيائ يلجأ خصومنا ذوو العقيدة السليمة إلى ما يبدو لهم تحؤأل حاذوا :أة المسيح لم
يرحل عن األرض يتاقا بل يبقى غير منظور بين خاصته ،وسوف يعود بصورة مرئية .كما لو كان
المالئكة هنالك يقصدون ضمائ حضورا مزدوجا ،وال يجعلون التالميذ شهود عيان للصعود،
بحيث ال مجال للشلل! فكما لوكانوا يقولون :إذ ديلته السماء في أنظاركم فاآلن حاز ملكوته؛ وما
بعى لكم إأل أن تنتظروا بصبر مجيئه ثانيه ليدين العالم .ألته االن قد اجتاز إلى السماء ،ال ليمتلكها
وحده ،بل ليجمعكم وكز األتقياء لتكونوا معه.
. ٢ ٨شهادة أوغسطينس
لائ بات مناصرو هذا التعليم المشوه ال يستحون من أن يزينوه بإطراء الكياب القدامى ،ومنهم
على األخش أوغسطينس ،سوف أكشف ،في بضعة كلمات ،المكر الذي حاولوا به أن يفعلوا
ذلك .ولكن ألتهم جمعوا براهينهم من أقوال رجاني أتقياء ،لسق أرغب في أن أكرر شيائ سبق
عمله[ :بل] ذغ من يشاء يبحصق عن مثل ذلك من حصيلة جهودهم المرهقة .كما لن أكؤم كز ذي
١٣٠٣ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
صلة بالموضوع حتى من كتابات أوغسطينس ،بل سأكتفي بسرد بعض شهاداته التي تبين بما ال
جدال فيه أده يؤيد جانبنا ١٧.
إتهم لكي ينتزعوه متا ،اذعى مخاصمونا أن كتابات أوغسطينس رددت بوفرة أن جسد
المسيح ودمه يمنحان في العشاء ،إشار؛ إلى الضحية الذبيحة التي وئ ممتتع مؤ؛ وإلى األبد على
الصليب .وهذا ينافي العقل؛ ألته يدعو السؤ أيثما إائ أفخارستيا (أي الشكر ) أو سؤ الجسد .إتنا
لسنا بحاجه إلى أن نبحث بطريق طويل وملتو ،المعنى الذي يقصده باستعمال كلمنئ ا الجسد
ب مح ى مح مح
و الدم ،إذ هو نفسه يشرح المعنى الذي يقصده بهما ،قائال إذ األسرار تتخن أسماءها من شبهها
لألشياء التي تدن عليها؛ ولذا فإذ سؤ الجسد هو الجسد بمعئى معين .يتفق مع ذلك مه معروف
العالمة
؛* .آخر :الم* يترذد الرب في أن يقول اهذا هو جسدي عندما أعطى هذه
ولكئهم يعترضون مؤ؛ أخرى بالقول إذ أوغسطينس يكتب صريحا أن جسد المسيح يسقط
إلى األرض ويدخل الغم .من المؤنمد أته يقصد المعنى نفسه الذي يعلن فيه أته نجل ،ألته يربطهما
كليهما مائ .وقوله :بعد إكمال السؤ يؤكل الخبز ،ال يناقض ذلك .فكما سبق أن قال قبل ذلك
بقليل :حيث إذ هذه األمور يعرفها البشر ،فإته عندما يفعلها البشر يكؤمونها كأشياء مقذسة ولكن
.ليس كمعجزات
وما ينعيه خصومنا ألنفسهم له الفحوى نفسها :أن المسيح حمل ذاته في يديه عندما قذم
الخبز السؤي لتالميذه .اذ أوغسطينس ،بإضمافته حال التشبيه ،يبين بوضوح أن المسيح لم يكن
يحتويه الخبز حائ أو فعال .ال عجب إدا! ألته يصؤ صراحه في موضع آخر على أن األجساد إذا
تجردت من موقعها المكاني لن توجد في أي مكان؛ وألتها ال توجد فلي أي مكان ،فهي ال توجد
.إطالقا .إته حعا جدز وا؟ أن أوغسطينس ال يتحذث هنا عن العشاء الذي يبذل الله فيه قدرة خاصة
ألن أوغسطينس ،هذا الرجل القذيس ،يتعئد الرذ أينما اثير سؤال حول العشاء قائأل :لقد ؤهب
المسيح الخلون لجسده بدون أن ئنتزغ طبيعئه منه[ .لذلك؛ ئلزم أآل نفكر أن الجسد في صورته
المقاطع العديدة التي يقتبسها كالقن من أوغسطينس مأخوذة من الكتابات التالية ١٧:
؟٧11 .46 ;11 .26.11 .8 . ¥11عتت 0/00)1وات ٠هئ8سجال٨ 41. 7
ع 81. 176; 11 ]۶8. 47[. 280أ))1ا; 33.1. 10; 11. 2 (1136. 205, 528, 306, 308; ٥٠. 00 1>8(:(250 .[134] 1
,؟ 11خ ;1. 4ا¥ء ;. 2ا¥ء ;11. 6ء ;1. 1ا0ت ;1.11; 1. 12, 13اال 008^1صرود 399 ,391 ,362 ,282 ,90 .11¥
,ا; x^¥111. 9; 16 .¥ا1د 6^))8أ ( 32. 778; ٤٢. 100 ¥11. 200ا(ل]111. 36 )¥ت.ت403; 00(1/(8810118 110 ,5 .¥
;8 .ا1. 6, 18, 3, 10, 13,41 )10 33. 178, 364, 203, 838, 835 ٤ا ^18 ;.٤ 257 ,215 .12 00 .٤٢ ;848
!!.ت¥. 10; 111.ا ) 1)1)11111.أ{أ ., 228 0, 254 £.(; 0)1؛137; 30. 234 ٥٠ ;880 ,873 .142) 20 ,19 .
.).؛111.59,63
جون كالثن :أسس الذين المبي ١٣٠٤
الطبيعية هذه منتشر في كز مكان ،إذ ينبغي أن نتوحى الحذر لئأل نسترسل في تأكيد ألوهية اإلنسان
(يسوع؛ بحيث نسلبه حقيقة جسده .وليمس من الضروري منطقيا أن ما في الله ينبغي أن يكون
في كز مكان ،كما هي الحال مع الله [ذاته؛ .ا ويعطي (أوغسطينس؛ سبب ذلك فوزا قائأل :أفزن
شخصا واحذا هو الله واإلنسان؛ وهذان كالهما مسيح واحد :كلئ الوجود في كز مكان لكونه
الله؛ وفي السماء لكونه اإلنسان .فيا له من غباء أن يستثنى سر العشاء — بكز ما يحمل معناه من ثقل
وجذية -إن كان يشمل أي شيء يضاد التعليم الذي كان بصدد نقاشه .ومع ذلك ،إذ كز تن يقرأ
ما يلي ذلك بانتبا؛ سيجد أن هذه العقيدة العامة تشمل العشاء أيائ .فهو يقول إذ المسيح — ابن الله
الوحيد ،وكذلك ابن اإلنسان — حاضر كلائ في كز مكا؟ بصفته الله ،وأته الله الحاضر في هيكل
الله (أي في الكنيسة) ،وفي مكا؟ ما في السماء ،بسبب ما له من جسد حقيقي .نرى كيف أن الله،
لكي يوحد المسيح بالكنيسة ،ال يسحب جسد المسيح من السماء .كان ذلك ليمسي صحيحا
بالتأكيد ،لو أن جسد المسيح كان حائ مأكأل لنا فقط إذا احتواه الخبز حصرائ.
يشرح أوغسطينس في موضع اخر كيف يمتلك المؤمنون المسيح فيقول :تنالون المسيح
بعالمة الصليب ،من خالل سر المعمودية ،من خالل ماكل المذبح ومشربه .لسى أناقش صحة
إدراكه طقسا وهمائ ضمن رموز حضور المسيح .لكئه عندما يقارن حضور الجسد بعالمة
الصليب ،يبين بما فيه الكفاية أته ال يتصؤر مسيحا ذا جسنين ،بحيث) إذ الذي يجلس منظورا في
السماء يمكنه أن يكمن مستترا في الخبز .أتا إذا أعوزنا شرح أوضح ،فإته يضيف بعدئذ توا قائأل:
إته في ما يتعئق بالجالل فلنا المسيح دائائ؛ وبشأن الجسد قيل عن حق :لن كون معكم في كل
[مت١١:٢٦؛. حس
ردا على ذلك يجيبون فورا بالقول :أتا بشًان النعمة غير المنظورة والغائقة الوصف ،فإته
سوف يوفي بما وعد (قائأل) :الها اتا مغكم ...إلى العفاء الذنؤر [مت ٢٠ :٢٨؛ .لكئهم ال
يحرزون بذلك نصرا ،ألن قول المسيح هذا مقصور على الجالل ،وهو ما يضاد الجسد؛ والجسد
يتميز صراحة من النعمة والقوة .نجد التضاد نفسه في نعر ،آخر ألوغسطينس :أن المسيح سحب
حضوره الجسدي من تالميذه حتى يحضر معهم حضورا روحائ .في هذا النص يظهر جلائ أته
(أوغسطينس) يميز جوهر الجسد من قوة الروح الذي به نحن مقترنون بالمسيح ،فيما نحن ما خال
ذلك منفصلون عنه بمسافة مكانية شاسعة .ويستعمل هذا النوع نفسه من التعبير مكررا عندما يقول
مثال :سيأتي ثانيه لألحياء واألموات بحضوره الجسدي أيصا ،بحسب قاعدة اإليمان والتعليم
الصحيح .ألته كان ليأتي لهم أيشا بحضوره الروحى ،وليكون مع الكنيسة كتها في العالم إلى
١٣٠٥ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
انقضاء الدهر [مت ٢٠ : ٢٨؛ قارن يو . ] ١٢ : ١٧وعلى أساس ذلك ،إذ هذا الخطاب موجه إلى
المؤمنين الذين بدأ المسيح يختصهم فعال في حضوره الجسدي ،والذين كان ليغارقهم جسددا كي
يختصهم بحضوره الروحي مع اآلب .فأن نفهم ما هو اجسدى بمعنى ما هو حضور منظور ،
فهذه نقطة شجار إذ دقابل الجسد بالقوة االلهية .وبإضافة عبارة أيختصهم ...مع اآلب يبين
لنا كانوا قد أودعوا ثقة كبيرة في هذه المراوغة بحضور خفتي ،تعالوا لنرى كيف يجيدون
التستر وراءها.
أؤأل ،إتهم ال يستطيعون أن يخرجوا مقطائ واحذا من كلمة من الكتاب يثبتون به أن المسيح
غير منظور .ومع ذلك يستمون بما ال يمكن إلنسان عاقل أن يقبله منهم على أته حقيقة[ ،أي؛ أة
جسد المسيح ال يمكنه أن يقذم في العشاء ما لم يكن مستترا تحت قناع الخبز .وهذه عينها هي
نقطة حالفهم معنا ،وكم تبعد هذه النقطة عن كونها اختالائ حول مبدأ!
وفيما هم يثرثرون على هذه الوتيرة ،نراهم مضطرين إلى أن يجعلوا جسد المسيح مزدوجا،
ألته — في رأيهم — منظور في ذاته في السماء ،ولكئه غير منظور في العشاء بمقتضى تدبير استثنائتي .
على أته يسهل جذا أن نحكم كيف يجوز ذلك فعأل بهذه الصورة األنيقة ،في ضوء شهادة بطرس
كما بحسب معايير النصوص الكتابية األخرى .يقول بطرس إذ السماء ينبغي أن تقبل المسيح حتى
يجيء ثانيه [اع .]٢١ :٣أتا هؤالء الرجال فيعتمون بأته موجود في كز مكان ولكن بال هيئة.
يعترضون بأته من الخطأ أن تخضع طبيعة الجسد المجيد لنواميس الطبيعة السائدة.
أتا هذه اإلجابة فتجر معها تلك الفكرة الجنونية التي أتى بها سرثيتس (والتي يمقتها جميع
العقالء) ،أالوهي أة جسد المسيح ابتلعته الوهيته ١٨.لث أئهمهم بأتهم يعتقدون بذلك .أتاأن
توضع جميع األشياء بصور؛ غير منظورة في خانة مزايا الجسد الممجد فيظهر ذلك أة مادة الجسد
تتالشى ،وال يتبثى فرق بين األلوهة والطبيعة البشرية.
أاأأا8أ¥أ8, 0الأجآلج8 ,عال8ا؟ج 17 انظر٧.8. :ات ٧111. 681 ٤; ٠] 11.آلح 620, ١٨
جون كالقن :أس الذين الميحي ١٣٠٦
عندئذ ،إن كان جسد المسيح هكذا متعنن الهيائت ومتنوعا بحيث يظهر ذاته في مكا؟ ما،
فيما يظز غيز منظور فيآخر ،فأين هي طبيعة الجسد عينها التي توجد في أبعادها المحسوسة؟
وأين هي زحدتها؟ يجيب ترتليانوس على نحو صحيح بأة جسد المسيح كان حقيقيا وطبيعائ ،إذ
وضع أمامنا في سر العشاء المقنص عربوا وضمادا للحياة الروحية ١٩ .كما قال يسوغ عن جسده
الممجد٠ :الظزوا ئذئ زرحلى :ائي اتا هز! جشوني ؤائظروا ،وإن الروخ كبرة له لحم زعفام كنا
تزؤن بي [لو ٣٩:٢٤؛ .الحظوا أة حقيقة الجسد دبرهى عليها شفتا المسيح نفسه إذ يمكن أن
يجش وأن ينغر؛ فإن لم يكن كذلك ما بقي جسد.
دائما يحتجون بذريعة التدبير اإللهى الهتاص التي اصطنعوها ألنفسهم .لكئه واجبنا أن
نتمشك بما يعلنه يسوع على نحو مطلق ،وهو أة ما يريد أن يوكده ينبغي أن تثئن بيننا بال استثناء.
فهويبرهن على أته ليس بشبح ألته منظوزفي جسده .حذمنه مايشهدبه بنفسه عتاينطبق على
طبيعة جسده الحقيقية ،أال يلرم إدا ،حتائ ،أن يصاغ تعريف جدين للجسد؟
واالن أينما حاولوا أن يتجهوا فال مالذ لهم بفكرة التدبير الخاص ،حيث ال مكان له في النص
الذي يأتينا على لسان بولسى إذ يقول :قرة سيركا تحن هئ ني الشتاؤاب ،التي منها اقائ تسفلر
محلصتا هؤ الرت يشوغ التسيغ ،الذي سيعير سكل جشي ٠تؤاصعائ ليكون على صوز؛ جشي
فجده ا [في .]٢١ -٢٠ : ٣فال ينبغي أن نرجو مشاكلة تلك الخواض التي يعزونها إلى المسيح،
أي ألن يكون للجميع جسن أبدى غير منظور .ولن يمكنهم أن يجدوا أحذا غبيا كفاية يمكن أن
يقتنع بسخافة منطقية هذا قدرها .لذا دعهم ال ينسبون هذه الخاصية إلى جسد المسيح الممجد؛
أي أته موجود في أماكن شتى فيآ؟ ،وفي الوقت نفسه ال يوجد في موقع مكانى معين .بإيجاز ،إتا
بمجي سماوي ،لم يطرح عن ذاته الجسد،
* أن ينكروا قيامة الجسد أو أن يقبلوا أة المسيح مخشوا
بل إره ،ما دام سيكون لنا معه قيامة مشتركة ،سوف يجعلنا شركاء مجده ورفقاءه في أجسادنا نحن.
ألته ماذا يعتم الكتاب كته بوضوح أكثر من أن المسيح إذ اثخن لنفسه جسدنا الحقيقي عندما وبن
من العذراء وقاسى في جسدنا النيقي لتا صدغكثارًا لنا ،كذلك نال ذلك الجسد الحقيقي نفسه
أيصا في قيامته ،ورفعه إلى السماء؟ فإة لنا هذا الرجاء ،رجاء قيامتنا ورجاء صعودنا إلى السماء :أن
ولكن المسيح قام أيصا وصعد ،وحمل معه — كما يقول ترتليانوس — ضمان قيامتنا إلى السماء.
كم كان ليصبح هذا الرجاء ضعيائ وهائ لو لم يكن جسدنا هذا قد قام حائ في المسيح ،ودخل
,عةا1س0آ 8 1. 656; ٤٢.آلالةا11الأ0٢آ 1حح؛ 47. 559ا8£ح) ل6<^ 1٧.ف1٢ انظر111. : ١٩
418(.
€أ1أ , 0*1الها11آل0٢٤آ €أ1أتمرع انظر 47. 105(. :ا8£ح) 11. 921( 11. 2-3اا3ا1سلجآ )1ح) ٢٠
١٣٠٧ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
أيائ ملكوت السماوات! ائها الطبيعة الحقيقية للجسد أن تحتويه مساحة مكانية ،وأن تكون له
أبعاده وهيئته .فليغرت عثا هذا الوهم الغبي الذي يحبس عقول الناس — والمسيح — في الخبز!
وما هو القصد من اختفاء الحضور في الخبز ،إذ لم يكن لكي يتوقف عند الرمز من يريدون أن
ينالوا المسيح؟ لكئ الرت نفسه شاء أن ال تنصرف أنظارنا فقط ،بل كز حواسنا عن األرض ،إذ منع
النسوة من أن يلمشثه ألئه لم يكن بعن قد صعد [يو ١٧: ٢٠؛ .لنا رأى مريم تسرع بوقار وغيرة
متقدين لتقيل قدنيه ،لماذا لزم أن يرفض بل أن يمنع ذلك اللمس إلى أن تعبله السماء؟ ال يوجد سبب
لهذا سوى أئه أراد أن يسعى هنالك فحسب.
ويسهل الرذ على اعتراضهم بأئه ظهر بعد ذلك ألستغانوس [اع ٥٥٠٠٧؛ .فلم يكن ضروري
للمسيح أن يغير مكانه إذ أمكنه أن يهب عيثي عبده وضوح الرؤية بحيث اخترقتا السماوات.
وينطبق القول نفسه على بولس [اع ٩ح٠]٤
يحتجون بالقول إذ المسيح خرج من القبر المفلق [مت ٦:٢٨؛ وذهب إلى تالميذه عبر
األبواب المغلقة [يو * ١٩:٢؛ .أتا هذا فال يدعم خطأهم .ألته مثلما أعطته المياه ممرا صليا
كأرض مرصوفة عندما مشى على البحيرة [مت :١٤ه ٢؛ ،فهكذا ال يدهشنا أن النت الحجارة
له عند اقترابه منها .ولكن على األرجح أن الحجر تدحرج إطاعه ألمره ،ثم عاد إلى وضعه حالما
مر من خالله .ثم إذ دخوله من خالل أبواب مغلقة ،ال يعني القدرة على اختراق مادة صلبة فقط،
كما أن اقتباسهم قول لوقا إذ المسيح اختفى بفته عن أنظار التلميذين اللذين رافقهما إلى
عمواس [لو ]٣١ : ٢٤ال يودهم ،بل يساعدنا نحن .ألئه إذ حول أنظارهما عنه لم يجعل ذاته غير
منظور؛ بل مختفيه .وعلى شهادة الشاهد نفسه ،لوقا ،إذ المسيح عندما انطلق معهما مئجؤا إلى
عمواس ،لم يظهر ذاته لهما بحيث أمسكت أعينهما عن معرفته [لو ١٦ : ٢٤؛ .أتا هؤالء الرجال
[المجادلون؛ فليسوا يغيرون هيئه المسيح فقط ليسكنوه [ثانيه؛ األرض ،بل ليجعلوه شيائ هنا،
وآخر هناك .وبخالف ذاته .باإليجاز ،إتهم يصنعون روحا من جسد المسيح ،من نسيج خيالهم،
ليس فعأل مباشرة بل بالمواربة والتف والدوران في الحديث حول المعنى :ثم إذ هم ال يكتفون
بذلك ،يوسحونه بخاصيات متضادة ومتضاربة كز التضاد والتضارب .ومن ثم ال مغر من أن يكون
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٣٠٨
وحتى إذ كثا نسئم لهم بما يثرثرون به عن الحضور غير المنظور ،فلن يمكنهم أن يبرهنوا على
تلك الالمحدودتة التي يحاولون بها أن يحبسوا المسيح في الخبز .إذ لم يكن جسد المسيح قاد ا
على أن يوجد في كز مكان في الوقت نفسه ،من دون محدودية المكان ،فلن بعثل أئه يرقد مستترا
تحت الخبز في العشاء .فلكي يهجوئا لهذه الضرورة قذموا فكرة الحضور الشامل في كز مكان.
ولكئنا كما أثبتنا بشهادات قوية وواضحة من الكتاب المقدس ،كان جسد المسيح محند
المعالم واألبعاد بحسب طبيعة الجسم البشري .كما أته بصعوده إلى السماء بين بوضوح أن
[جسرده] ال يوجد في كز مكان ،بل إته عندما ينطلق إلى مكاز ما يغادر المكان الذي سبق أن كان
موجودا فيه.
كما أن الوعد الذي يقتبسونه ،ؤلها اتا تقكلم ...إنى ائعشاء الذلهر [مت ]٢٠ : ٢٨ال يجوز
تطبيقه على الجسد .أؤأل ،إذ ارتباغا دائائ يمكنه أن يحدث ،بغض النظر عن العشاء ،إذ يسكن فينا
لديهم برهان صحيح يبرر جدلهم المرير حول كلمات المسيح
الحتواء المسيح في خبز العشاء .ثانيا :يبين السياق أن المسيح يتحدث من دون أدنى إشار؛ إلى
جسده ،حيث كان يعد تالميذه بعوز ال بعهر لحمايتهم ومعاضدتهم إزاء جميع شحمات إبليس
والعالم .ألن المسيح عندما عين لتالميذه إرسالية صعبة ،قواهم بتأكيد حضوره معهم لكي يزيل
عن أذهانهم أي تردد في قبولها ،أو األقبال على نهئتهم بأفئدة هيابة .كان ذلك كما لوقال لهم إته
لن يتركهم بدون حمايته المنيعة .فإن لم يكن قصدهم أن يبلبلوا األذهان ،ألم يكن األولى بهم أن
يميزوا كيفيه حضوره؟
أكيد حعا أن البعض يفصلون أن يظيروا جهلهم حتى إن أذى هذا إلى عظمة خزيهم ،على أن
يتنازلوا حتى عن مثقال ذرة من ضاللة خطئهم .لسك أتحذث هنا عن البابويين الذين تعليثهم أكثر
قبوأل ،أو على األقز أكثر اعتداال .لكئ البعض يتمادون في فكتدهم إلى حذ الخلط بين طبيعثى
المسيح ،فيقولون :لثا كانت الطبيعتان مقترنثين ،فأينما وجدت طبيعته األلهية ثئة أيصا جسده
الذي ال يمكن فصله عنها .كما لوكان ذلك االتحاد قد مزج بطبيعقين نوغا من كائب وسطى ال هو
إله وال هو إنسان! هكذا في الحقيقة عثم أوطيخا ،وسرثيتس من بعده .أائ نحن فنستنتج من تعليم
الكتاب المقدس أن شخص المسيح الواحد ذو طبيعئين ،بحيث تستبقي كز منهما بدون خلل
طابعها المميز .وهكذا سوف يعلوهم الخزي إذا أنكروا أن أوطيخا ادين .وس العجيب أتهم ال
١٣٠٩ الكتاب الرابع.-الغصل السابع عشر
يتعظون من علة إدانته؛ [إذ إته] بإزالة التمييز بين الطبيعئين والمناداة بوحدانية الشخص ،لجثل من
الله إنساائ ،ومن اإلنسان إلهًا .أي جنون هذا ،إدا ،أن تمزج السماء باألرض بدأل من أن تقحلى عن
محاولة جز جسد المسيح من القدس السماوي؟
يتشبثون بهذه النصوص لمعونتهم :زليمس اخد صعت إلى الشفاء إأل ائدي تزل مر ،الشفاء،
ائئ اإلثشاآل الذي لهز في الشفاء [يو ]١٣:٣؛ وأيشا :ا٠االئن ...الذي لهز في حشب اآلب غز
حئز٠ا [يو .]١٨: ١ومن الغباء أيصا أن يزدرى تبادل الخواص ٢١ ،العبارة التي صاغها اآلباء
األولون منذ رس بعيد ففيد قصنا معبائ .فمن الموكد أته عندما يكون الحديث عن صلب المسيح
[ ١كو ،]٨: ٢ال يعني بولس أته تأئم في طبيعته اإللهية ،لكئه يقول هذا ألن هذا المسيح نفسه الذي
وقاسىآالم الجسد ،كان هو الله ورت المجد .وبهذا المعنى كان أيصا
٠ أصبح مخذوأل ومحتفزا،
ابن اإلنسان [يو ،]١٣:٣ألن هذا المسيح نفسه الذي حل مسكئه على األرضح بحسب الجسد،
كان هوالله في السماء .وبهذه الطريقة ،قيل إته نزل إلى ذلك المكان بحسب الوهبته ،ال ألن
األلوهة غادرت السماء لتختبئ في سجن الجسد ،بل ألئها على الرغم من أتها تمأل جميع األشياء،
حتت في إنسانية المسيح عينها جسديا [كو ،]٩: ٢أي بالطبيعة وعلى نحو معين فائق الوصف.
ثغة تميير سائد للمدارس ال يخجلني أن أشير إليه :على الرغم من أن المسيح بكلكبته حال في كل
مكان ٢٢،ليس كل ما فيه حاال في كل مكان .يا ليت المدرسين أنفسهم تأتلوا بأمانه قزة هذه
المقولة .ألته هكذا كانت تفصح العقالنبة حضور المسيح الجسدي .لذلك ،ما دام المسيح حاال
بكليته في كل مكان ،فإذ وسيطنا حاز دائما مع شعبه ،وفي العشاء المقدس يعلن ذاته على نحو
خاص؛ ومع هذا فالمسيح كته حاضر هكذا ،ولكن ليس بكليته .ألته ،كما قلنا ،تحتويه السماء في
جسده إلى أن يظهر عند الدينونة.
لكئ يخطئ خطًا فادحا تن يتصؤر أن ال حضوز جسديا في العشاء إذ لم يكمن الجسد في
الخبز .ألته بذلك ال يترك مجاأل للعمل الخفي الذي يقوم به الروح القدس ،الذي به يولجن المسيخ
ذاته بنا .ال يبدو لهؤالء أن المسيح حاضر ما لم ينزل إلينا .كأتما ال ينبغي أن نتلذذ بحضوره معنا
بالمقدار نفسه! فالمسألة إدا هي في الكيفبة ،ألتهم يحددون مكان المسيح في الخبز ،بحيث ال
نعتقد نحن أته من قبيل الصحيح ،أو المباح ،أن ئنزله نحن من السماء .فليقرر قزاؤنا أيهما أصغ.
لئبعذ فقط عن أذهاننا ذلك االفتراء بأن المسيح يعلب عن العشاء ما لم يكن كامائ تحت غطاء الخبر!
فحيث إذ هذا السر سماوي ،ال حاجة إلى جر ,المسيح إلى األرضى حتى يقترن بنا.
(طبيعة الحضور الجسماني الحقيقية التي يشترك فيها المؤمنون بواسطة الروح)٣٤ - ٣٢ ،
إذا سألني أحدهم كيف يحدث هذا ،فلن أستحي أن أعترف بأته سر يفوق في سموه مقدرة
عقلي على استيعابه أو كلماتي على التعبير عنه .وكي أتحدث بكثر وضوح إته أمؤ أختبره ،ال أمر
أفهمه .لذلك فإئني هنا أقبل من دون جدال الحق اإللهي وأسكن فيهآمائ مطمئائ .إته يعلن أن جسده
ماكل نغسي ،وأن ده مشريها [رو ٣:٦ه وما يليه؛ .فأقدم نغسي له لتتغذى بذاك المأكل .يدعوني
في العشاء المقدس أن آخذ وأن أشرب جسده ودمه المرموز إليهما بالخبز والخمر .وال يخامرني
شك في أته هو نفسه يقذمهما حعا وأتني أنا أتناول منهما.
إتني أرفض السخافابت المنافية للعقل فقط ،والتي تبدو إلمنا غير جديرة بجالل المسيح
السماوي ،أو متنافرة مع حقيقة طبيعته البشرية ،حيث إتها تتناقض صريحا وحتمؤا مع كلمة الله؛
ألتها (كلمة الله) تعتم بأن المسيح قد فيل هكذا إلى مجد الملكوت السماوي [لو ٢٦ : ٢٤؛
بحيث ارتقى فوق اليبان الدنيوي بأسره ،وتبرز — ليس بعنايه أقل — تلك األشياء التي تميز
االنسانية الحقيقية.
هذا ال ينبغي أن يبدو منافيا للمنطق أو صعب التصديق .ألته كما أن ملكوت المسيح بجملته
هو روحى ،فمهما يفعل مع كنيسته ال يلزم أن يخضع لمنطق هذا العالم .أو ،إن اقتبسنا كلمات
أوغسطينس ،إذ هذا السر ،كبقية األسرار يجريه البشر ،ولكن على نحوإلهي؛ على األرض ،ولكن
بصور؛ سماوية[ ٢٣.أقول؛ هكذا يحضر الجسد إذ تتطنب طبيعة السر حضورا نقول عنه إته يظهر
ذاته هنا بقوة وفاعلية عظيمة كهذه ،بحيث يأتي ألذهاننا بتأكيد ال حدود له للحياة األبدية،
بل يوفد لنا أيصا خلود أجسادنا .في الحقيقة أن أجسادنا ئنبشها اآلن جسده األبدي ،وإلى حذ
ما تشارك أبديته.
0/60)1رؤاح ,جعا8٤ااجال٨ ٢.أ ; )16 41. 516اا٧لآل انظر11. 32(. : ٢٣
١٣١١ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
على أة مرل يذهبون بمبالغاتهم إلى ما هو أبعد من هذا ،ال يفعلون شيها عدا حجب الحق
ابسيط الواضح بتعقيداب كهذه .إن ظز أحدهم بعن غير مقتنع ،أون أن أدعوه ليتاكل معي هنا
بعض الوقت أتنا اآلن بصدد مناقشة سر ينبغي أن دحال برئته إلى اإليمان .لكئنا ،بهذه المشاركة في
الجسد التي أقررنا بها ،نفذي اإليمان بالفزارة والروعة نغسيهما اللتان يشارك بهما الذين يحدرون
المسيح نفسه من السماء.
وفي تلك األثناء ،أعترف صراحه يأتني أرفض تعليمهم بامتزاج جسد المسيح بأرواحنا ،أو
بنقله إليها كما يحدث في عماية نقل الدم .فإته يكفينا أن المسيح ينفخ حيا؛ في نفوسنا -بل
يسكب حياته عينها في دواخلنا — على الرغم من أة جسده ذاته ال يخترق أجسادنا .إلى
ذلك ،ال شلثع في أن قياس اإليمان الذي ينادي بولس بأن يشاكله كز تفسير الكتاب
المقدس [رو ،]٦ ،٣ : ١٢يؤيد وجهة نظرنا بصور؛ ملفتة للنظر .فلتن تن يعاندون الحق ألي
معيار من معايير اإليمان يشاكلون أنفسهم .وش ال يعترف بأة يسوع المسيح جاء بالجسد فليس
من الله[١يو ,]٣-٢ :٤هؤالء الرجال ينكرون حقيقة مجيئه بالجسد مع أتهم يسترون ذلك
أو ال يالحظون ما يفعلون.
.٣٣االشتراك الروحي في المسيح اشتراك فعلي؛ واشتراك غير المؤمنين في العشاء الرباني
وبالطريقة نفسها يلزمنا أن نميز االشتراك الذي ال يغزون به ما لم يبتلعوا جسد المسيح تحت
الخبز .ولكئ إهانة جسيمة تصوب إلى الروح القدس ،إن لم نؤمن بأته من خالل قوته التي يستحيل
استيعابها ،نشترك فعال في جسد المسيح ودمه .في الحق ،لو كانت قوة السر كما عتلنا بها وكما
اختبرتها الكنيسة القديمة قد أعطيت حؤ قدرها عبر القرون األربعة الماضية ،لكان ذلك يرضينا
وأكثر .بذا كانت تضن األبواب في وجه العديد من الضالالت البذيئة التي نشأت منها خالفات
أنزلت الكوارث بالكنيسةآنذاك كما في يومنا ،فيما يطالب الفضوليون بحضور نبالغ فيه وال مكان
له في الكتاب المقدس .ثم يتشدقون بالحديث في هذا األمر ،بغعز النظر عن كونه الخئلق أساسا
بغباء وتهؤر ،كما لو كان احتواء جسد المسيح في الخبز هو التقوى بكليتها ،من مقنم السفينة
إلى مؤحرها ،كما يقولون ٢ ٤ .كان في غاية األهمية أن نعرف كيف يصبح لنا جسد المسيح الذي
يذل من أجلنا ره وإلى األبد ،وكيف نصبح نحن شركاء في دمه المسفوك وه ألجلنا .فإذ هذا
صار لكي نمتلك المسيح كلائ ،مصلودا ،كي نتمتع بنعمه كتها .أما هم ،إذ يتغافلون عن هذه األمور
يستخدم كالغن مثال شعبيا ينسبه الكاتب الرومافي شيشرون إلى اليونانيين. ٢٤
جون كالثن :أس اش ابئ ١٣١٢
الئهئة ،ويهملونها بل يكادون يدفنونها تمانا ،فيسرهم سؤاذ واحن شائك :كيف يرقد جسد
يفتخرون — خطأ — بالقول إذ كز ما نعتم به عن الغذاء الروحى مضاة (هذا قولهم) لألكل
الصحيح والحقيقي ،بحيث ننتبه — بحسب نظرهم — إلى الكيفية فقط التي هي — بالنسبة إليهم
— جسمانية ،إذ يحتوون المسيح في الخبز أنا بالنسبة إلينا فالكيغيه روحيه ،ألن قوة الروح الخفية
هي رباط اثحادنا مع المسيح.
واعتراضهم االخر ليس أكثر صوادا( :وهو) أتنا نشير إلى الفائدة فقط ،أو األثر الذي يجتنيه
المؤمنون من أكل جسد المسيح .إذ المسيح نفسه ،كما قلتا انغا ،هو موضوع العشاء ،وينتج األثر
من كوننا قد تطهرنا من آثامنا بذبيحة موته ،وبدمه عسلنا ،وبقيامته ابمنا لرجاء الحياة السماوية.
أنا التخيل األحمق الذي اخترعه لومبارد ،أئ أكل جسد المسيح هو السر ،فهو ما أفسد عقولهم.
ها هو نطل كلماته :السر وليس الشيء هو هيئة الخبز والخمر؛ السر والشيء هما جسد المسيح
ودمه؛ والشيء ،وليس السر ،هو جسده الخفى .ثم يقول أيصا فيما بعد :الشيء الذي تدز عليه
العالمة وتحتويه هو جسد المسيح الصحيح (أنا) المدلول عليه وغير الئحتوى فهو الجسد
الخفي .إتني أتفق مع تمييزه بين جسد المسيح والغذاء الناتج منه ويكمن فيه؛ أثا االدعاء بأته
السر ،حتى بأئه كامل (ئحتؤى) في الخبز فهو خطأ ال بطاق.
ومن ثم ينشأ تغسيرهم الخاطئ لألكل السري .فإئهم يفترضون أته حتى غير المؤمنين واألشرار
باكلون جسد المسيح ،مهما كانوا متغربين عنه٢ .
ولكئ جسد المسيح نفسه في سر العشاء شيء ال يقز روحانيه عن خالصنا األبدي .من هذا
نستنبط أن كز نن افتقر إلى روح المسيح ،ال يتناول جسد المسيح ،بل هو كمر ،يتناول خمرا
ال مذاق لها .كا ال ريب فيه أن المسيح يتمزق باحتقار إذ عرض جسده المائت والفاقد القؤة
— لتناول غير المؤمنين .على أته ينافي [تقديم العشاء لغير المؤمنين] بقوله :نن تأكل ،حشدي
ؤيشزب دي سن فئ زاتا فيهاا [يو ٦: ٦ه] .لكئهم يجاوبون ذلك معترضين بالقول إذ هذا النعل
ال يتكتم عن المناولة من السر .أوافقهم على ذلك بشرط أال يتعئروا هم مرارا على الحجر عينه ،أن
ال أحذ يمكنه أن يأكل جسن ه نفسه بدون جدوى إطالقا.
,ضس0ا انظر 192. 857 ٤(. :ا(ل. 2 )١/1ال !٧. ¥111. 4; !٧. ٢٥
١٣١٣ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
وأوذ أن أعرف منهم كم يطول فيهم بقاء الجسد بعدما -يكلون منه .في رأيي أتهم لن يجدوا
مخرجا من هذا السؤال .سوف يعترضون بالقول :ال شيء من أمانة مواعيد الله يمكنه أن ينقص
أو يخيب بسبب جحود البشر .هذا بالطبع أمر متفق عليه ،وأضيف إلى ذلك أة قوة السر تبقى
باكملها ،مهما حاول األشرار بكز قدرتهم أن يبطلوها .لكئ هنالك اختالائ مبيائ بين أن تعدم [قوة
السر) وأن ثقيل .يقذم المسيح هذا الغذاء الروحي ويعطي هذا المشرب الروحي للجميع .البعض
يتناولونهما ويتغذون بهما باشتياق ،وآخرون يرفضونهما باستعالء .فهل يفقد المأكل والمشرب
طبيعتهما بسبب رففى البعض لهما؟ سوف يقولون هذه المقارنة تؤيد رأيهم :أن جسد المسيح
— على الرغم من أن ال مذاق له -ال يزال جسذا .ولكئني أرفض إمكانية أن يؤكل بدون بعض
من مذاق اإليمان .أو (إن فصلنا أن نتحذث على مثال أوغسطينس) ،إئني أصر على أن البشر ال
يفوزون من هذا السر بأكثر مائ يجمعون بإناء اإليمان ٢٦.وهكذا يبقى السر باكمله من دون أن
ينتقص؛ وفي الحقيقة يظن حعه وفاعليته غير منقوقصين ،رغم أن األشرار ينصرفون فارغين بعد
وإذا اعترضوا ثانية بالقول إذ كلمة اهذا هو جسدى تفقد معناها إذا تناول األشرار خبزا
قابأل للفساد وال شيء سواه ،فثئة جواب حاضر :إذ الله يشاء أن يعترف بصدقه ،ال في التناول
نفسه ،بل في ثبات جوده واستمرارتته ،وذلك في استعداده أن يعطي غير المستحثين ما يرفضونه؛
إئه في الحتى يعطيه بسخاء ومجاتا .وفي هذا يكمن كمال السر ،بحيث ال يستطيع العالم بأسره أن
ينبصه :أن جسد المسيح ودمه يعثيان لغير المستحثين بكتية الحتى الكامن فيهما كما للمؤمنين
مختاري الله .وفي الوقت عينه ،صحيح مع ذلك أده كما يجري تماائ المطر الساقط على
صخر صلي ألته ال يجد مدخأل للحجر ،فهكذا يصن األشرار بقساوتهم نعمة الله بحيث ال تتسرب
إلى دواخلهم .فأن يقال يمكن دعبل ،المسيح من دون إيمان ،يشبه العقالنية القول بأن البذرة
يمكنها أن تست في النار.
ومن قبيل العبث أن يسألوا كيف أتى المسيح لهالك البعض إن لم يتناولوه عن غير استحقاق،
حيث اتنا ال نقرأ في أي مكا؟ أن البشر يجلبون الموت على أنفسهم بتناول المسيح عن غير
استحقاق ،بل باألحرى بازدرائهم إتاه.
انظر٢. !1 :غ ;x11. 1; 1111. 10 (1 35. 1432, 1801, 1778؛. 15ا 008^1 ٧نس ٠هئ8د (11 ٢٦
¥11. 44, 312 ٤٠ 244); 0*1 خ ; 43.181ال¥. ٧111. 9 (142 .8 .؟ افد ;(ع 1¥. 466
]15 (292 .1¥ [143 .۶8 ).اط.ى ; 37. 1854أل
طلع الشون وخنقها ،وبذا ماتت [مت .]٧: ١٣ألته يتحدث هنا عن قيمة اإليمان المووت الذي
ال يحسبه ضروريا للتناول من جسد المسيح ودمه ،تن يجعلون من يهوذا يذا لبطرس في هذا
المجال .في الواقع يبرهن المثل نفسه على خطأ اعتقادهم حيث يقول المسيح إذ بذاذا سقطت
على الطريق ،وأخرى على األرض المحجرة ،ولم تمم جذور لهذه أو لتلك ،وإذ لم يكن لها أصل
إذ كذ تن يرغب معونة هذا السز لخالص نفسه ،سوف ال يجد ما هوأنسب من أن المؤمنين
بانقيادهم إلى الينبوع [قارن يو —٦ : ٤ه ]١يمكنهم أن يستمدوا ماء الحياة من ابن اإلنسان.
وكرامة هذا السز تبقى رفيعة عندما ندرك بثقة أته يعيننا على أن نطعم في جسد المسيح ،أو ،إذ
ئئلغم فيه ننمو أكثر فأكثر فيه مائ ،إلى أن يضئنا إلى شركته في الحياة السماوية .يعترضون بالقول:
إذ لم يتناولوا من جسد المسيح ودمه ،يجزمهم بولس فيهما [ ١كو .]٢٧: ١١ولكئني أجيب
بأئهم ال يدانون بسبب أتهم أكلوا ،بل ألتهم دتسوا السر فقط إذ داسوا تحت أرجلهم عهد شركة
وحدتهم المقدسة مع الله ،حيث كان ينبغي أن يقبلوه بحمد وورع.
أكد الكائب األقدمون ،ومن بينهم أوغسطينس خصوصا ،هذا التعليم :أن األسرار ال تفقد
شيائ بسبب عدم أمانة البشر أوإرادتهم الشريرة ،كما ال تبطل النعمة التي ترمز إليها .ولذا يفيدنا أن
نبرهن بوضوح من كلماته على مقدار الجهل والخطأ عند أولئك الذين يطرحون جسد المسيح
لتأكله الكالب ،حين يطبقون ما يقوله [أوغسطينس؛ على الحالة الراهنة .فبحسب مفهومهم،
يتناول األشرار من جسد المسيح ودمه في السر ،ولكن بدون قوة الروح أو أي أثر للنعمة .أتا
أوغسطينس فيفئر هذه الكلمات بحكمه واثزان :اومن* يأكل جسدي ويشرب دمي [يو ٤ : ٦ه]
يحيا (لن يموت) [يو ٠:٦ه] إلى األبد) [يو ١: ٦ه]؛ أي ،تنتعئل قوة السر ،ليس السر المنظور
فقط؛ وفي الحقيقة داخليا ،وليس في الظاهر؛ ومن يأكل من القلب ،وليس من يقضم بأسنانه.
من هذا يستنتج أخيرا أن سز هذا الشيء — أي سر وحدة جسد المسيح ودمه — مقنم للبعض في
العشاء الرباني للحياة ،وآلخرين للموت؛ أتا الشيء ذاته الذي يدن عليه السز فيقنم للجميع للحياة،
وليس ألحد للموت ،أي لكز تن يتناول منه .وحتى ال يجادل أحذ هنا بأن اذلشيءا ال يسئى
١٣١٥ الكتاب الرابع -الفصل السابع عشر
الجسد بل نعمة الروح التي يجوز أن تظل منفصلة عنه [عن الجسد؛ ،يبذد تضاد المنظور وغير
المنظور هذه الشحب؛ ألن جسد المسيح ال يمكن أن يشمله المنظور .ومن هذا يظهر جايا أة
غير المؤمنين يشتركون في الرمز المنظور فقط .وكيما يزيز اوغسطيئس كز ريبة ،يضيف إلى قوله
بأن هذا الخبز يقتضي جوع اإلنسان الباطن إليه :لقد سر الله أن موسى وهارون وفنحاس وخرين
كثيرين أكلوا من المئ [خر ١٤ : ١٦وما يليه] .لماذا؟ ألئهم فهموا األكل المنظور روحائ؛ جاعوا
روحيا ،تذوقوا روحيا ،حتى يشبعوا روحيا .وهكذا نحن اليوم ،نتناول المأكل المنظور؛ ولكئ
السر شيء ،وقوة السر شيء اخر .وبعد قليل يضيف أيغما :وس خالل هذا ،من الموفد أن من ال
يثبت في المسيح وتن ال يسكن فيه المسيح لن يأكل جسده ولن يشرب دمه روحيا ،على الرغم
من أئه قد يمضغ بأسنانه — جسمانيا وظاهريا -العالمة المنظورة للجسد والدم .تكرارا يقال لنا
إذ العالمة المنظورة والتناول الروحى متضادان .وبهذا يغئد خطأ أكل جسد المسيح غير المنظور
بواسطة السر ،حتى إذ لم يكن تناوأل روحيا .نسمع أيصا أن األدناس وغير الطاهرين ال ينالون
شيائ سوى التناول المنظور للسر .فمن دم جواب أوغسطينس المأثور هو أن بقية التالميذ أكلوا
الخبز الذي هو الرب ،أائ يهوذا فأكل خبز الرب .بهذا يستبعد غير المؤمنين -بكز وضوح -من
االشتراك في جسد الرب ودمه .وما يقوله في موضع اخر يفيد المعنى عينه :لماذا تتعجب إن كان
خبز المسيح اعطي ليهوذا إذ به كان مسلكا للشيطان ،فيما ترى — على العكس — أن رسوأل من
الشيطان أعبي لبولس كي يككله في المسيح [ ٢كو ٧: ١٢؛؟ في الحقيقة ،يقول في موضع آخر
إذ جسد المسيح كان خبز العشاء لمن قال لهم بولس :ألن الذي تأكل ؤئئزب بدون اشغفاق
تأكل وفزت ذينوده لتعسهاا [ ١كو .]٢٩: ١١كما ال ينالون الشيء ألتهم يأكلون اثمين .ولكن
في موض٠عآخر يفشر معنى قوله بأكثر تفصيل .فإذ يريد عمدا أن يعزف كيف يتناول جسن المسيح
االثمون واألشرار الذين يقزون باإليمان المسيحي بشغاههم ولكئهم ينكرونه بأعمالهم (وكذلك
لكي ينافي رأي البعض القائل بأئهم ال يتناولون من السز وحده بل في الحقيقة) يقول :أيتحتم أأل
يقال عن هؤالء إتهم يأكلون جسد المسيح ،إذ يجب أأل يعذوا بين أعضاء المسيح .فبغض
النظر عن اعتباراب أخرى ،ال يمكنهم أن يكونوا أعضاء المسيح وفي الوقت عينه أعضاء
زانية [ ١كو :٦ه ١؛ .وأخيرا ،عندما يقول المسيح نفسه تن يأكز جسدي يثبمق في وأنا فيه
[يو ٦: ٦ه؛ ،يبين معنى أن يأكل [أحذ؛ جسد المسيح ،ليس كسر فقط بل في الحقيقة .ألن هذا هو
معنى أته يثبت في المسيح وأن يثبت فيه المسيح .لقد قال ذلك كما لوكان يقول :ال يقل وال يظئ
من ال يثبت فى وأنا فيه ،أته يأكل جسدي أويشرب دمي .ا
جون كالثن :أسس اش السم ١٣١٦
دع قزائي يرنون هذه المقابلة بين االل السري واألكل الحقيقي؛ عندئذ لن يبقى شلن .يؤكد
[أوغسطينس] الفكرة نفسها وبالوضوح نفسه في هذه الكلمات :ال تجهز فكي فمك بل جهز
قلبك :ألته لهذا أوصى بالعشاء المقدس .انظر ،إئنا نؤمن بالمسيح عندما نتناوله باإليمان؛ وبتتاول
نعرف في ما نتفكر .نتناول يسيرا وتتغذى قلوبنا .وما يغذيتا هوما نؤمن به وليس ما تبصره عيوننا.أ
وهنا أيصا يحذد ما يجتنيه األشرار (من تناول السر) فيحصره في مجرد العالمة المنظورة؛ ويعتم أئ
المسيح يقتبل باأليمان فقط .ويعلن أوغسطينس أيائ صراحه في موضعآخر ،أن األبرار واألشرار
يشتركون مائ في التناول من العالمات [المنظورة] ،ولكته ينكر أن األشرار يتناولون حعا من جسد
المسيح؛ ألدهم لو كانوا فعأل يتناولون الشيء نفسه ،لما كان يترك بأي حال من األحوال ما يؤيد
موقفه من دون أن يقوله .وفي موضعآخر أيصا ،تحت عنوان األكل ومزاياه ،يختتم قائأل :ايصبح
جسد المسيح ودمه حياة لكز إنسان ،إن كان ما يتناول منظورا في السر هو بالحؤ عيله يؤكل
ويشرب منه روحائ .لذلك إذ كتا لسفق مع أوغسطينس ،فلندغ من يجعلون من غير المؤمنين
شركاء في جسد الرب ودمه يروننا جسد المسيح المنظور ،حيث كان األمر كته بالنسبة إليه [أي
ألوغسطينس] روحيا .كما يستنتج من كلماته — بالتمكيد — أن أكل السر حيث يفلق عدم األيمان
الباب على الحقيقة ،ليس له ما يزيد قيمه عن كونه أكال منظورا وخارجيا .أما إن كان جسد المسيح
يؤكل حقيقًا ،ال روحيا ،فماذا يعني قوله في موضعآخر :الن تأكلوا هذا الجسد الذي ترونه،
ولن تشربوا هذا الدم الذي سوف يسفكه الذين يصبونني .لقد أمرت لكم بسر :إذ تأكلوه روحيا
يعبكم حياة ؟ من الموبد أته لم يقصد أن الجسد ذاته الذي قذمه المسيح كثارًا هو نفسه في
السر؛ ولكئه التفت إلى كيفية االل؛ أي إذ قبلته السماء في المجد ،ينفخ جسنه فينا حياة بقؤة
الروح الخفية .إتني أقز حعا بأته لطالما يجد من يقرأ أعماقه هذا التعبير :أن جسد المسيح يأكله
غير المؤمنين؛ ولكئه يشرح ذلك بإضافة القول في السر .ويصف االكل الروحي في نعل آخر
بالقول إذ قضماتنا ال تلتهم النعمة .وكي ال يتهمني معارضتي بأئني اراكم االقتباسات ،أون أن أعرف
كيف يمكنهم أن يتهربوا من عبارته القائلة :إته في المختارين وحدهم تفعز األسرار ما ترمز
إليه ٢٧ .بالتأكيد لن يجرؤوا على أن ينكروا أة جسد المسيح يرمز إليه بالخبز في العشاء .من هذا
يقتبس كالغن أقوال أوغسطينس من الكتابات التالية. 3,11 :اا٧تت ;. 1تا. 11, 12, 15, 18; 1ا٧تت أ(€ا )$08ألكد ٢٧
7٧11. 171ل٢ال\ 35. 1611,1612,1614,1796 , 1801, 1616, 1621; ٥٠.الس 307 1., 312 ٤, 174,177
303 41.742; ٥.الس ذذ كا ;37. 1265الس8. 98.9الدم ;(11. 473
466 .1٧ ٤(; $€]0X11 1118.الذمح 43. 181; 11.ذا) 111. 9؟ 880,1111,8 ]1<8. 99[ 1٧. 454(; 011801(118111 ٧.
;(8 1. 462الد 8ذذ كا ; 38. 645الس 5.5 !! 1٧.كا ; 42. 291الس . 16اذك 80118108
ذلح كا ; 44. 125 ٤, 177الس XX1. 30; 11. xx٧11 .1081$. 44ا00 0أ88أأ8 00)18€0أأ€ا €ا1أ 205(; 011
٧. 26, 62(.
١٣١٧ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
يلزم منطقيا أته يحظر على األشرار االشتراك فيه .أتد كيرتس هذا الرأي بقوله :اكما أته إذا سكب
أحدهم شمائ على شمع منصهر يختلطان كلكا ،كذا يلزم أن يقترن بالمسيح من يتناول من جسد
الرب ودمه ،بحيث يولجن في المسيح .،ويوجد المسيح فيه .أعتقد أته يتضح من هذه الكلمات،
أة ئن يتناولون من جسد المسيح الذي ال يمكن أن ينفصل عن قوته بحسب السر فقط ،يحرمون
أكله الصحيح والحقيقي؛ وأته ال يوجد في هذا المجال ما يسبب فقدان الثقة بمواعيد الله الذي ال
يوقف المطر من السقوط وإذ لم تمتطه الحجارة والصخور.
سوف تبعدنا هذه المعرفة عن بجادة المادة ،وهذا أدخله أشخاحكى معينون على هذا السر بتهور
آثم ٢٨،على األساس التالي :إذ كان الجسد حاال (في السر) يتحتم أن النفس والالهوت حاضران
مع الجسد بحيث ال ينفصالن عنه؛ ومن ثم ينبغي أن نعبد المسيح هنالك.
أؤأل ،إذ رفضنا اعتقادهم باتحاد جسد المسيح ودمه في كز عنصر من عناصر السر ،فماذا
يفعلون؟ فمع أتهم يجهرون بشدة بالعقالنية فصل الجسد عن النفس واأللوهة ،كيف يمكن ألي
إنساب) عاقلي وفي كامل رشده أن يقنع نفسه بأة جسد المسيح هو المسيح؟ في الواقع ،يطلون
أنهم أثبتوا ذلك بمهارة باستخدامهم القياس المنطقى .لكن لتا كان المسيح يفصل في حديثه بين
جسده ودمه ،من دون أن يصف كيفية حضوره ،فكيف لهم أن يثبتوا ما يريدونه بما ال يقبل الجدل
بشي؛ غير محند وغير معروب سلائ؟ ماذا إدا؟ إن كانت ضمائرهم تنئصهم بإحساس أثقل،
أال يذوبون هم وقياساتهم المنطقية ،وينصهرون توا؟ هكذا سيكون حالهم عندما يرون أنفسهم
محرومين كلمة الله الصادقة ،إذ عليها وحدها تثبت نفوسنا عندما تطالب بأن نعطي حسايا؛ والتي
بدونها سوف يؤتون ريثما يتضح لهم أة تعليم الرسل ومثالهم يضاذهم ،وأئهم هم أنفسهم المرجع
الوحيد الذي يرتكزون عليه؟ إلى ذلك تضاف منغصات حادة أخرى؛ نحوماذا؟ ألم يكن ذا أهمية
عندهم أن يعبدوا الله بهذه الصيفة كما لو لم نوص بشيء؟ وعندما دار الموضوع حول بجادة الله
الحقيقية ،هل وجب عليهم أن يفعلوا ما لم تؤيذه كلمة واحدة من الكتاب المقدس؟ لكن لوكانوا
أسس البابا أوربانس الرابع ،فى مرسومه 8ل٦أ1181ة٢آ ( ١٢٦٤م) عيد جسد المسيح (أو الجسد المقدس): ٢٨
,,(٠اأ8سح 8ل(٦ل01ح)،،
جون كالثن :اسس الذين المسيحي ١٣١٨
في ادضاع الئق قد حفظوا كز أفكارهم تحت (إرشاد؛ كلمة الله ،لكانوا يسمعونه قائأل :خذوا،
اشربوا [مت ٢٧-٢٦:٢٦؛ ،ويطيعون وصيته التي يدعونا بها القتبال السز ،ال لعبادته.
** كلوا،
أتا من يتقبلون السر كما أوصى به الله ،من دون أن يعبدوه ،فهم يدركون واثقين أئهم ال
يحيدون عن وصيته .ال يوجد ما يسمو على هذا االطمئنان عندما نضئللع بأي نهئة .لهم مثال
الرسل الذين ،كما قرأنا ،لم يعبدوا السر ولم يخزوا أمامه ،بل تناولوه فاكلوا متكئين .كما أن لهم
أيشا مثال ممارسات الكنيسة الرسولبة حيث يخبرنا لوقا بأن المؤمنين اشتركوا مائ ،ال في عبادة
السر ،بل في كسر الخبز [اع ٤٢ : ٢؛ .لهم تعليم الرسل الذي عتم به بولس كنيسة كورنثوس،
معترقا بأكه قد تستم من الرب ما ستمه هو أيخا [ ١كو ٢٣: ١١؛.
.٣٦الخرافةوالوةفيءب1دةالسر
إضافه إلى ذلك ،تدفع هذه األشياء القراء األتقياء إلى تأئل خطر الشتات عن كلمة الله البسيطة
في أمور رفيعة القدر كهذه واالنحراف إلى أوهام عقولنا .أائ ما قلتاه آنثا فينبغي أن يحررنا من كز
ريبة في هذا الموضوع .ألئه كيما يدرن األتقياء [حضور؛ المسيح في العشاء على نحوصحيح ،لزم
عليهم أن يرفعوا نحو السماء .لكن إن كانت وظيفة السر هي أن يعين ضعف عقل اإلنسان ليرتقي
فيبصر سمو ارتفاع األسرار ،فإذ توقفهم عند العالمة الخارجية تحيدهم عن الطريق الصحيح
البتغاء المسيح .ماذا إدا؟ هل ننكر أن هذه إلما هي عبادة خرافية عندما يسجد الناس أمام الخبز
كيما يعبدوا المسيح فيه؟ ال شك في أن مجمع نيقيا قصد أن يصن هذا الضالل ،عندما منعنا من أن
نثبت انتباهنا المتواضع إلى الرموز الموضوعة أمامنا ٢٩ .ولهذا السبب نفسه ،تعبن منذ القدم أن
والكتاب المقدس يقال للشعب بصودبة عال قبل تكريس مائدة العشاء الرباني أن يرفعوا قلوبهم .
نفسه يخبرنا بعناية عن صعود المسيح الذي به زوغ حضوره بالجسد عن أنظارنا وعن شركتنا ليزيل
أن من أذهاننا كز فكر جسمانئ عنه؛ ليس هذا فحسب ،بل يدعو أفكارنا أيصا — كتما نستنكره
ح مح
شجه إلى فوق وأن تطلبه في السماء جالشا عن يمين اآلب [كو ٢-١ :٣؛ .فبحسب هذه القاعدة،
وجب علينا باألحرى أن نعبده ونعثلمه روحيا في مجي ٠سماوي ال أن نبتدع أسلوبا خطرا لتبجيله،
مكتفا بمغاهيم جسمانية فعلة عن الله.
بسبب ذلك ،إذ من اختلقوا تبجيل السر لم يحلموا به فقط في مخيالتهم بمعزل عن كلمة الله
حيث ال يرد أى ذكر لممارسته — وهو أمر لم يكن تفافله ممكائ لو كان الله يقبله — بل إذ يرفضه
الكتاب المقدس رفائ صارحا ،هجروا أيصا اإلله الحتي وصاغوا إلبا يالئم رغبتهم .فما هي
عبادة األصنام إن لم تكن هذه :أن يعبد اإلنسان العطايا بدأل من الئعطي نفسه؟ وفي ذلك تعذ
مزدوج ،ألن الكرامة التي سلبت من الله دقلت إلى المخلوق [قارن رو :١ه]٢؛ وأئه اهين بتدنيس
عطيته عندما جعل سره المقدس وثائ منبودا .أتا من جانبنا ،فلكي نتفادى السقوط في الحفرة
نفسها ،دعونا نثبت عيوننا وذاننا وأذهاننا وألسنتنا كتيا على تعليم الله المقدس .فهذه مدرسة أعظم
المعتمين ،الروح القدس ،ألئنا فيها نتقنم بحبث ال يعوزنا أن نحصل على أي شيء من غيرها ،بل
بحيث ينبغي أئنا نصير جهالء — بإرادتنا — بما ال دعتم فيها.
لئن خرجت الخرافة عن حدودها الطبيعية فهي ال تتووز ،عن السقوط في الخطيئة؛ وها
هم قد ذهبوا إلى ما تجاوز الحدود بمسافة طويلة .فقد اصطنعوا طقوسا وفرائض مفرطة في
الغرابة عقا رسم له في العشاء ،بقصد تكريم العالمة تكريائ إلهيا .يقولون :إتنا نهدي هذا
اإلجالل للمسيح .أؤأل ،إذ كان هذا دفعل في العشاء ،أقول إذ التوقير الصحيح الوحيد هو
ما ال يمنح للعالمة ،بل يوجه للمسيح الجالس في السماء .أائ اآلن ،فما هي حجة تفاخرهم
بأئهم يعبدون المسيح في الخبز فيما ليس لديهم وعد بشيء كهذا؟ يكرسون القربان ،كما
يسوئنه ،ليحملوه ويدوروا به في موكب ،ليعرضوه في مشهد استعراضتي ضخم كي ترى
ويعبد ودصتى له .وأنا أسأل :بأي قؤة يظتونه تكرس على نحو صحيح؟ ال شللى في أتهم
يجيبون بهذه الكلمات :اهذا* هو جسدي.ا على العكس ،إتني أعترض ألته قيل في العبارة
وأبني اعتراضي على سبب رصين .ألئه عندما تقرن وعد بأمر، خذوا كلوا. نفسها:
بمزيي من
* فاألخير يشمله األول بحيث إذا انفصل عنه تالشى كوده وعنا .يتجلى هذا
وأضاف وعنا :أنقذك ادغني. الوضوح في مثاني مشابه .أعطى الله أمرا عندما قال:
[مز ٠ه:ه .]١إن كان أحد ليدعو بطرس وبولس مطالبا بهذا الوعد ،أفال يحتخ الجمبع
أئه يخطئ؟ وأسألكم ،ماذا يفعل أيثما تن يقتنصون وعذا مشولها [ هذا هو جسدي ] فيما
,جون كالقن :أس الذين البي ١٣٢.
يتجاهلون األمر باألكل ،هذا هو جسدي ،كى يسيغوا استعماله فى طقوس غريبة عتا رسمه
المسيح في هذا السز؟ إدا ،لتتنتمر أن هذا الوعد أععلي لمن يطيعون األمر المعكرن به؛ أما من
يحولون السز إلى استخدام آخر فهم خارجون عن كز كلمة متا أوصى به الله.
لقد ناقشنا أعاله ٣١كيف يفيد سز العشاء المقدس إيماننا أمام الله .أائ اآلن فيستذكر الرب
ألذهاننا — كما شرحنا -وافر جوده؛ ليس هذا فقط ،بل يعطينا إياه في أيدينا أيشا ،إن جاز القول،
ويستحهنا على التعرف إليه .وفي الوقت نفسه ،يحذرنا من أن نجحد سخاء فضله العظيم ،بل
ينصحنا باألولى أن ننادي به بالحمد الالئق وأن نحتفل به شاكرين .لذا عندما أعطى الرسل فريضة
هذا السر ،عتمهم أن يصنعوه لذكره [لو ١٩٠٢٢؛ .دشر بولسن هذا بأن يحبر بموت الرب
[ ١كو ٢٦ : ١١؛ ،أي أن نعترف جهازا ،وبصوب واحد أهام الناس ،بأن ضمان الحياة والخالص
— بالنسبة إلينا -يرتكز على موت الرب ،فنمجده باعترافنا ،ونحن اآلخرين -بقدوتنا -على
تمجيده .وهنا أيثا يتوصح القصد من السر ،وهوأن يدربنا على تنتمر موت الرب .ألن األمر بأن
نخبر ايتؤج الرت إنى اذ تجيءا١[ 1كو٢٦:١١؛ال يعني -في يوم الدينونة -سوى أئنا باعتراف
أفواهنا نخبر بما يقر به إيماننا في السر[ :أال وهو؛ أن موت المسيح هو حياتنا .وهو االستخدام
الثاني للسن ،ذو الصلة باعترافنا العلنى.
(نقاط ينبغي التشديد عليها :المحبة المتبادلة؛ تالزم الوعظ [.مع السر؛؛ دواء للنفوس السقيمة؛
االشتراك عن استحقاق؛ الصيفة المالئمة وتكرار الممارسة.)٤٦ - ٣٨ ،
ثالتا ،قصد الرب أيصا أن يكون العشاء نوعا من النصح واالرشاد لنا ،يمكنه بواسطته ،أكثر
من أي وسيله أخرى ،أن ينهضنا ويلهب فينا الرغبة في حياة الطهارة والقداسة ،وكذلك في المحبة
والسالم والوائم .فهو إذ يعطينا جسده في هذا السر ،يجعل ذاته واحذا معنا كلائ ،ويجعلنا واحذا
معه .ولتا كان له جسد واحد فقط ليشركنا جميعا فيه ،يلزم أن نصير كئنا جسنا واحذا بموجب
هذه المشاركة .فالخبز الذي نراه في هذا السر يمتل هذه الوحدة .وكما أئه يصنع من حبوب كثيرة
تمتزج مائ بحيث ال يمكن أن يحز أحد بعضها من بعض ،فهكذا يليق بنا أيثا أن نصبح واحذا
مائ ،بحيمث يكون لنا الفكر الواحد الذي ال يسمح بأن يتطرق إليه خالف أو انشقاق .أفخل أن
أشرح هذه النقطة باقتباس كلمات الرسول بولى :اكأس التزكة اليي رتاركها ،أكننت هتي قركه
ذم الفسيح؟ الحبر الذي تكسؤه ،الشن هؤ سركه لجشد الفسيح؟ . . .وإدتا دحرن ،الكبيرين . . .لجسئ
ؤاحد ،ألق لجبيعتا تئقرك ني الخثر الواحد [ ١كو . ] ١٧- ١٦:١٠سوف يفيدنا جذا هذا السز
إن انطبع ،بل إذ.ا حفر هذا الفكر على أذهاننا :أأل يجوز أن نجرح أو نعثر أو نحتقر أو نرفض أو
نسيء معاملة المسيح في الوقت نفسه بما نقترفه من خطأ؛ كما ال يمكننا أن نختلف مع إخوتنا
بدون أن نختلف مع المسيح في الوقت نفسه؛ وال نستطيع أن لحب المسيح من دون أن نحبه في
االخوة؛ وأته ينبغي أن نولجه العناية ذاتها إلى أجساد إخوتنا كما نعتني بأجسادنا؛ ألئهم أعضاء
جسدنا الواحد؛ وكما أن جزءا واحذا إذ يمسه األحساس باأللم يسر األلم نفسه في سائر الجسد،
فهكذا ال ينبغي أن نسمح ألخ بأن يمشه أي شر من دون أن تفيض فينا الرأفة نحوه .لهذا يسفي
ليس منخسن أحد لبنهز فينا أوغسطينس مكزرا هذا السر ،ولسبب وجيه ،رباط المحبة .
الحض المتبادل بيننا ،من أن المسيح إذ بذل نفسه ألجلنا ،ليس يدعونا فقط بمثاله األعلى أن نتعاهد
وأن نعطي ذواتنا بعضنا بعشا ،بل بقدر ما يجعل هو ذاته مشتركا بيننا جميعنا يجعلنا جميعا واحذا
في ذاته أيائ.
يؤيد هذا ما سبق أن قلته في موضع آخر :أن الممارسة الصحيحة للسر المقدس ال يمكن
أن تقوم بمعزي عن الكلمة .فإذ أي فائد؛ تعود علينا من العشاء تلزمها الكلمة :سواة أكتا لنثبت
في األيمان ،أم متمرسين باالعتراف ،أم متحفزين للواجب ،فسوف نحتاج إلى الوعظ .لذلك،
ال يمكن لشيء أكثر منافاة لطبيعة السر وفاعليته أن يحدث من أن يتحول إلى عملية صامتة ،كما
حدث في عصر االستبداد البابوي .فقد أرادوا أن تصبح قوة التكريس برتها رهن نية الكاهن،
كما لوكان بال أدنى معنى للشعب الذي له — أكثر من غيره — وجب شرح السر .من ثم نشأ هذا
الضالل :لم يالحظوا أة تلك الوعود التي يحدث بها التكريس ال ئؤلجه إلى العناصر نفسها ،بل إلى
ئن يتقبلونها .أكيد أة المسيح ال يقول للخبز إته سوف يصير جسده ،ولكته يأمر تالميذه أن يأكلوا
ويعدهم المشاركة في جسده ودمه .يتخن تعليم بولس الصيفة نفسها ،أة المواعيد تقذم للمؤمنين
إلى جانب الخبز والكأس .هذا واضح .ال يلزمنا هنا أن نتخيل بعض التحمات السحرية ،مغترضين
كفاية غمغمة الكلمات ،كما لو كانت لتسمعها العناصر؛ بل دعونا نفهم أة هذه الكلمات هي
انظر ٧11. 172(. :تد 35. 1613; 11.احدس 13اا¥لل 00^1ئ كبر ,ثئ8ل٦جل٨٦ ٣٢
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٣٢٢
كلمات وعظ حية تهذب سامعيها ،وتتخلخل في أعماق أذهانهم ،وتطبع ذاتها على قلوبهم وتستقر
فيها ،كما تكشف عن فاعليتها في تحقيق ما تعد به.
لهذه األسباب ينضح جلائ أن الحفاظ على السر -وهو ما يحث عليه البعض للتوزيع الحؤا
على المرضى -عديم الفائدة .فإتهم إائ سيتناولونه من دون تالوة الكلمات التي رسمه بها
المسيح ،أو سوف يقرن العالمة بالشرح الصحيح لمعنى السر .أما الصمت وشبة وسوء استعمال.
وأتا إذا اسثعين ذكر المواعيد ،واعلن السر بحيث يتناوله بغائدة كز تن يتقبلونه ،فال يوجد ما يدعو
إلى الشك في أن هذا تكريش صحيح .إدا ما غرض ذلك النوع اآلخر من التكريس الذي ال تصل
المرضى جدوى منه؟ ولكن يقال إذ تن يفعلون ذلك يحتذون بمثال الكنيسة العتيقة .إتني أقبل
تنعجم التهلكة عن الخطأ فيه ،ال يوجد ما هو أكثر
حيث تنجم
ع خطير،
٠٠ مح يتعلق ٠
بأمر هكذا في ما ٦٠
٠٠ القول ،أتا
أماتا من أن ينبع الحق وحده.
رأينا أن هذا الخبز المقدس ،خبز عشاء الرب ،مأكل روحي حلو المذاق كما أته رقيق ومفيد
لصحة الجسد والعقل لعابدي الله األتقياء الذين ،في تذؤقهم إداه يشعرون بأن المسيح هو حياتهم،
والذين يندفعون به إلى تقديم الشكر ،والذين ينخنونه حافرا إلى الحك المتبادل بينهم .لكئه من
الجهة األخرى سلم مميت لجميع تن ال يغذي إيمانهم وتن ال يستحقهم على الشكر والمحبة.
فالطعام الجسدي إذا دخل جوائ ممتلائ بأخال؛ شريرة ،وكان هو نفسه قد فسد وأصابه العفن،
يؤذيه بدال من أن يغذيه .هكذا أيصا هذا الطعام الروحي ،إن دخل نغشا أفسدها الخبث والشر،
فإته يؤول بها إلى هال؛ أعظم — ال لخطأ في الطعام ذاته ،بل ألن اللنجسين وغير المؤمنين ليس
شيء طاهرا [تي ١ ٥: ١؛ مهما تقدس على خالف ذلك ببركة الرب .ألن ،كما يقول بولس،
ا٠اي من اكل ،هذا الغثر ،اؤ سرت كأس الرت ،بذون اشنخعاق ،دكون تجرائ في حشد الرت
ؤذمه ...تاكل زسزت ذحوته شه ،عثر تحز حشن ١لرتأ [ ١كو .]٢٩ ،٢٧ : ١١والبشر من
هذا النوع ،تن ليس لهم شرارة إيمان ،وال غيرة للمحبة ،يندفعون كالخنازير للتناول من عشاء الرب
غير ممثزين جسده .وبقدر ما ال يؤمنون بأن ذلك الجسد هو حيا؛ لهم ،فهم بالقدر نفسه يهينونه
ويسلبونه كرامته؛ وأخيرا يلؤثونه ويدتسونه بتناوله .كذا لتا باتوا متغربين عن إخوتهم ومتنافرين
معهم ويتجاسرون على أن يمزجوا رمز جسد المسيح المقنس بمنازعاتهم ،فليس ألجلهم أن
جسد المسيح لم يتمزق ،ولذا هم مئهمون باألجرام في جسد الرب ودمه ،وعن استحقاق ،إذ
١٣٢٣ الكتاب الرابع -الفصل السابع عشر
يدنسونه باالزدراء وعدم الورع .وبذلك التناول عن غير استحقاق يجتلبون دينونة لنفوسهم ،ألدهم
على الرغم من أن ليس لهم إيمان مرتكز على المسيح ،فهم بتناولهم السز يغزون بأن خالصهم ال
يوجد إال فيه ويعلنون تختيهم عن كز ضماي آخر .وس ثم هم أنفسهم موجهو الئهمة إلى ذواتهم؛
ويشهدون على أنفسهم ،ويختمون الحكم على ذواتهم .عندئذ ،على الرغم من أئهم منفعلون
عن إخوتهم س جزاء كراهيتهم وسوء نياتهم؛ أي أئهم منفعلون عن أعضاء المسيح ،وس ثم
ليس لهم نصيب في المسيح ،ال يزالون يشهدون بأة الخالص ال يتوافر إآل بالشركة في المسيح
والوحدة معه.
وألجل ذلك ،يأمر بولس بأن يمتحن كز إنسا؟ نفسه قبل أن يأكل من الخبز ويشرب من
الكأس [ ١كو ٢٨: ١١؛ .يهذا يعني (كما أفشره أنا) أة كز إنسا؟ ينزل إلى قرارة نفسه ،ويراجع
بتأكيي قلبي إلى أئه يرتكز على الخالص الذي اشتراه المسيح؛ وأن يتاكد من
* ذاته إذ كان مطمئائ
آئه يقر بذلك باعتراف الغم؛ ثم إن كان يطمح إلى التشبه بالمسيح بغيرة البراءة والقداسة؛ وإذا كان
مستعدا — على مثال المسيح — أن يبذل نفسه من أجل إخوته ،وأن يهب ذاته ألولئك الذين يتشارك
معهم في المسيح؛ وإذا كان بدوره يعتبر إخوته أيشا أعضاء في جسده إذ يعتبر ذاته هوعضوا فيه؛
وإذا كان يريد أن يعتز بهم وأن يحميهم وأن يعينهم كأعضاء جسده هو .ولكئنا لسنا نظئ أة هذه
الواجبات — واجبات اإليمان والمحبة — يمكن أن تصل االن فينا إلى مستوى الكمال ،بل يلزم أن
نسعى ونطمح بكز قلوبنا صوب تلك الغاية كي ننمو يوائ فيوائ في األيمان الذي بدأ فينا.
.٤١من اااستحقاًا؟
اعتادوا ،في إعدادهم الناس للتناول عن استحقاق ،أن يعذبوا الضمائر التعيسة وؤكوها بسبل
أليمة؛ وعلى الرغم من ذلك لم يأتوا ولو باليسير للتوضل إلى تلك الغاية .قالوا إذ ض كانوا افي
النعمة لتعني كون أحدهم طاهرا ومنعى من
** ** حالة
النعمة أكلوا عن استحقاق .وفشروا في
** حالة
كز إثم .على أة عقيد؛ كهذه من شأنها أن تمنع جميع البشر الذين عاشوا على وجه األرض ،وكز
من يقيمون في جميع أرجائها اآلن ،من التقنم إلى هذا السر .فلو كانت مسألة استحقاقنا بأيدينا
لهلكنا جميعا؛ وال يبقى لنا سوى اليأس والدمار المميت .وإن حاولنا بكز ما أوتينا من قوة،
فلن نحرز شيائ سوى أئنا في النهاية نظز غير مستحثين إطالقا ،بعد أن استنفذنا كز جهودنا سعبا
نحو االستحقاق.
جون كالعن :أسس الذين المسحى ١٣٢٤
ولكي يضئدوا هذا الجرح ابتدعوا سبيأل للحصول على االستحقاق( :وهو) أئنا بغحص
أنفسنا بأقصى إمكاننا ،وبمساءلة ذواتنا أن نعطي حساائ عن جميع أفعالنا ،نكثر عن عدم استحقاقا
بانكسار القلب واالعتراف والعمل اإلرضاب لقد بثا في موضع أنسب طبيعة هذا النوع من
الكقارة ٣٣.أما في ما ينعتق بما نحن بصدده اآلن ،أقول إذ العالح الذي يقذمونه هزيل المفعول
وسريع الزوال إزاء ما تعانيه الضمائر من تعاسة واكتائب وحزن من جزاء رعب الخطيئة وأوجاعها.
فإن كان الرب قد تثغ عن العشاء تن لم يكن بازا وبال مالمة ،بذا يحذر بشنة كز من يؤكد لنفسه
بر ذاته ،إذ يسمع أن البر هو ما يطالب به الله .فعلى أي أساس يمكن أن يتمكد لنا باطمئنان أن تن
بذلوا قصارى جهدهم قد أوفوا واجبهم أمام الله؟ وحتى إن كان كذلك ،متى سيحدث أن أحدا
*
تأكيد واضح، يجرؤ على أن يطمئن ذاته إلى أئه قام بأقصى جهد ممكن؟ لذا لنا استحال ظهور أي
سوف يظز الباب مغلقا بذلك المنع الرهيب الذي يقضي بأن الذي تأكل ؤيشزب بذوبي) استحقاق
يأكزؤيشزبدوته لتقسه [١كو .]٢٩:١١
اآلن يسهل الحكم على طبيعة ذلك التعليم الذي يسيطر على النظام البابوي وتن كان تنبئه.
إته بقساوته المفرطة يحرم الخطاة التعساء والمنكوبين بالرعدة والحرن ،ويسلبهم عزاء هذا السر؛
مع أته قد اودعت فيه جميع ملذات اإلنجيل وبهجاته ألجلهم .من المؤكد أن إبليس لم يكن قادرا
أن يجد وسيلة أسرع يهللن بها البشر ،من هذا الخبل الذي بسببه ال يستطيعون أن يتذوقوا ويتلذذوا
بهذا الطعام الذي شاء أبوهم السماوي األرحم أن يطعمهم إتاه .ولكيال نسرع نحن إلى هالك
كهذا ،فلنتذنمز أن هذه الوليمة المقنسة إثما هي دواة للمرضى ،وسلوان للخطاة ،وثراء للفقراء؛
ولكئها ال تعود بالفائدة على األصحاء واألبرار واألثرياء ،إن ؤجد أمثال هؤالء .فحيث إذ [هذا
السر؛ اعطي لنا مأكأل ،ندرك أئنا من دونه نجوع وكخل وتخور -تماتا مثلما تدتر المجاعة دوى
الجسد .ثم إذ وهب [المسيح؛ لنا للحياة ،ندرك أئنا لوال وجوده فينا لصرنا حعا أمواتا .لذا فإذ
هذا هو االستحقاق — األفضل بل األوحد الذي يمكننا أن نأتي به إلى الله -أن نطرح أمامه غفن
فسادنا (إن جاز القول) وعدم استحقاقنا كي تجعلنا رحميه جديرين به؛ أن نيأس في ذواتنا كي نجد
راحتنا وعزاءنا فيه؛ أن دذل أنفسنا كي نرتفع به؛ أن نثهم أنفسنا كي نتبرر به؛ كما أن نطمح إلى تلك
الوحدة التي يزبيها لنا في عشائه؛ وإذ هويجعلنا جميعا واحذا في ذاته ،ليكن استحقالنا في أن نروم
نغشا واحدة ،وقلبا واحذا ،ولساائ واحذا لجميعنا .فإن كائ قذ نبتا هذه األمور وتأثلناها ملائ ،فلن
تخيب آمالنا هذه األفكار ،على الرغم من أئها قد تذهلنا .كيف نستطيع — نحن المعوزين العرايا من
كز صالح ،الئجردين من كز بر ،الئتحسين بالخطيئة ،أنصاف األموات -أن ناكل جسد الرب
عن استحقاق؟ األؤلى أن نفتكر في أئنا ،هكذا مساكين نأتي إلى معط رؤوف؛ ومرضى نأتي إلى
الطبيب؛ وخطا؛ نأتي إلى ينبوع البر؛ وأخيرا ،أمواذ نأتي إلى من يهبنا الحياة .سوف نتفكر في أن
االستحقاق الذي يطلبه الله متا ،إئما يكمن (أوأل) في األيمان الذي يودع كز شيء في المسيح،
وال شي ،في ذواتنا .ثانيا في المحبة -في تلك المحبة عينها التي -على الرغم من كونها
تفتقر إلى الكمال -تكفي كتقدمة متا لله كي يزيدها إلى ما هو أفضل ،ألئه ال يمكن تقديمها في
صورة الكمال.
على الرغم من أئهم يتفقون معنا على أن االستحقاق نفسه يكمن في األيمان والمحبة آخرون
ال يزالون مخطئين إلى حذ بعيد في ما يتعئق بمستوى االستحقاق نفسه؛ إذ يطالبون بإيماز
كامل ،وهو ما ال يمكن االرتقاء إليه ،ومحبه مساوية لمحبة المسيح التي أظهرها لنا .ولكئهم
بذلك -مثل غيرهم السابقي الذكر -يعدون جميع الناس من االقتراب إلى هذا العشاء األقدس.
ألئه إن ثبت رأيهم فلن يستطيع أحذ أن يتناوله إآل عن غير استحقاق ،إذ يكون الجميع — من
أؤلهم إلى آخرهم -مذنبين وثدانين في عدم كمالهم .كما يكون من الغباء المفرط — فضأل عن
الحماقة -أن ئطالب بكمال كهذا في تناول السر ،بحيث يجعل السر صورائ وخاليا من المعنى.
إئه سر مرسوم ال للكاملين ،بل للضعفاء والؤلهن أليقاظ إيمانهم ومحبتهم ،لتنشيطهم وإلحيائهم،
أتا في ما ينعتق بطقوس توزيع العناصر وكيفيته ،أي هل كان ذلك بأن يأخذها المؤمنون في
أيديهم ،أو يقسموها بأنفسهم ،أو يكلوا كل بمفرده ما اعطي لهم؟ وهل كانوا تعيدون الكأس إلى
الشماس أويعطونها لجارهم؟ وهل كان الخبز مختمرا أوغير مختمر ،والنبين أحمر أوأبيض؟ فال
فرق .هذه جميعها ال تزيد وال دنعص ،لذا ئتزك الستنساب الكنيسة.
على أن ممارسة الكنيسة القديمة جرت بحيث يأخذ الجميع عناصر الشركة في أيديهم .قال
ويخبرنا المؤرخون أن خبرا مختمرا عادوا يسوع :حذوا هذ؛ زاوقسموها بيدكم [لو ١٧: ٢٢
جون كالثن :أس اش البى ١٣٢٦
اسئخدم قبل عصر األسقف الرومانى اإلسكندر الذي كان أؤل ض سر بالخبز غير المختمر ٣٤ .أئنا
أنا فال أرى سببا لذلك ،ما لم نرد أن نلفت أنظار عاثة الشعب للتعجب إلى مشهد جديد ،بدأل
من أن ندرب أذهانهم في الدين الصحيح .وأسأل جميع من ال اكتراث لهم وال غير؛ للتقوى:
هل كانوا ال يرون بوضوح كم يسمو سطوع مجد الله هنا ،وكم تفزر حالوة العزاء الروحى التي
ينالها المؤمنون ،على هذه الحركات المائتة والتغاهات المسرحية التي ال تصيب هدوا سوى أن
تخدع حواس شعب مذهول؟ يسوئن ذلك باالحتفاظ بالشعب بوسيلة الدين عندما يقودونهم
يحسب ميولهم ومتى شاؤو ا ،فيما يظز (الشعب) أبله مخبوأل بالخرافات .وإن رغب أحدهم
في أن يلجأ إلى ممارسات القدم دفاعا عن هذه المخترعات ،فلست أجهل بذم استعمال الميرون
وطرد الشيطان في المعمودية؛ وكيف أفسد العشاء الرباني بالصدأ بعد عصر الرسل بزمن قصير.
ولكئ ما هذا إأل شدة عناد البشر الذي ال يستطيع أن يكبح تماديه في العبث بأسرار الله وإتغاهها.
أثا نحن فلنتذكر كم يثغن الله طاعة كلمته بحيمث يهبنا سلطادا أن نحكم على المالئكة وأن لدين
العالم[١كو٣-٢:٦؛غل!]٨:١
أائ لكي ئئخلص من هذه الكومة الضخمة من الطقوس ،فكان ممكائ أن رقام العشاء بأكثر لياقة
إذا مورس كثيرا في الكنيسة ،مز؛ في األسبوع على األقز .عندئذ ،أوأل ،يجب أن دستهز ممارسة
العشاء بالصلوات العامة ،وبعد ذلك دلعى عظة .وبعدئذ إذ يكون الخبز والخمر قد ؤضعا على
المائدة ،يقرأ القسيس الكلمات التي رسم بها المسيح العشاء .ثم يعيد بعد ذلك الوعود التي تركها
لنا المسيح في العشاء؛ وفي الوقت عينه يستبعد من المناولة جميع المحرومين منها بتحريم الرب.
ثم يصتي بعد ذلك إلى الرب — الذي بفضله قد وهبنا هذا الغذاء المقنص أن يعتمنا ويهيئنا لنتناوله
باإليمان والشكر القلبى ،وأن يحسبنا -ال من استحقاق فينا بل من فضل نعمته هو — مستحثين
أن وقبل إلى هذه الوليمة .هنا يجوز ترتيل بعض المزامير ،أو قراءة بعض النصوص المالئمة .ثم
بنطام يليق ،يشترك المؤمنون في هذه المًادبة المقدسة إذ يكسر القسيس الخبز ويقدم الكأس.
وعند االنتهاء من العشاء ،يوحه النصح باإليمان المخبص واإلقرار به ،وبالمحبة الصادقة والسلوك
الجدير بالمسيحيين .وأخيرا يقئ ،م الشكر وئرئم بالحمد لله .وبعد انتهاء كز هذه الخطوات،
ًاص,درفة الكنيسة بسالم .
فيما تقدم من حديثنا عن هذا السر ،يتضح جلؤا أده لم يقصد أن يتناول مره واحدة في السنة.
وحتى تلك الممارسة كانت صورية كما هي العادة حالائ .بالعكس ،كان قد رسم له أن يستعمل
تكرارا بين المسيحيين كي يعودوا بذاكرتهم مكررا آلالم المسيح ،وبتلك الذكرى يمكنهم أن
يستديموا إيمانهم ويقؤوه ،ويستحقوا نواتهم على التفئى بالشكر لله كما بإعالن جوده؛ وأخيرا
تعينهم نكرى آالمه على تغذية الحمك المتبادل ،والشهادة فيما بينهم لهذا امك ،ولتمييز رباط
وحدة جسد المسيح .فإلنا كتما اشتركنا في رمز جسد المسيح باعتباره عالمة اعطيت ولبلت،
نوئق رباط التبادل بيننا فيما تمليه علينا المحبة من واجبات ،كي ال يسمح أحد متا لشي؛ من شأنه
أن يؤذي أحد إخوتنا ،أوأن يففل ما قد يكون لنفعه ،حسبما تتطلب الضرورة وتكفي المقدرة.
يفيدنا لوقا في سفر األعمال بأن عادة الكنيسة جرت هكذا في عصر الرسل ،عندما يقول
إذ المؤمنين أ .٠.تمانوا يوانلوئذ على دعايم الرسل ،ؤالئرتمة ،ؤتمشر الحتر ،ؤالئلؤاب
[اع ٤٢:٢؛ .وهكذا صارت القاعدة الثابتة أن ال يعقد اجتمالح للكنيسة بدون الكلمة والصلوات
وشركة العشاء والعطايا .كما يمكننا أن نستنبط من بولس أن هذا كان أيائ النظام المتبع في كنيسة
كورنثوس [قارن ١كو ٢٠ : ١١؛ .وظز الحال هكذا عنة قرون دلت.
من ثم نشأت تلك القوانين التي يعزونها إلى البابا أناقليط والبابا كاليكسثس ،والتي تنش على
أن كز ض ال يرغب أن يكون خارج الكنيسة يجب أن يتذاول ٣٦،وكان هذا يعلن بعد نهاية التكريس.
ونقرأ في تلك القوانين التي يدعونها اارسولتةا ٠هذا التنبيه :أوكز ض ال يبقى إلى النهاية ،وال يتناول
الشركة المقدسة ،يستوجب التأديب كئن يشؤش الكنيسة .وفي مجمع أنطاكية [ ٣٤١م]
أيشا ،صدر مرسولم يحتم بأن كز من يدخل الكنيسة ويسمع قراءات الكتاب المقدس ويمتنع عن
الشركة ،يطرد من الكنيسة إلى حين يعود فيصحح هذا الخطأ .ومع أن لهجة هذا المرسوم تلئغت
نوعا ما في قرار مجمع توليدو األول ٤ ٠ ٠ 1م؛ ،قبي هنالك أيصا بأن ض يسمعون العظة ،إذا
اكئشف أئهم ال يشتركون أبذا ،ينبغي أن ينذروا؛ وإن امتنعوا بعد اإلنذار ،يستبعدوا٣٧.
لقد اشبرط المجمع الالتراني الرابع ( )١٢١٥على المؤمنين ضرورة التناول مزة واحدة في السنة على األفل .انظر11 :س٢0 ٣٥
(xx 31181^^. 1010س xx1 0311011 )1215( 1ا011110ح 0٢311أ3ذ
هذا القول منسودني إلى البابا أناقليط ولكن ليس في المقررات المنسوبة إلى كاليكسثس األول .انظر :سغهرغ؟-/،هض؟،م ٣٦
031311, -هض؟،م 1. 1311:6)1.1111180111118,ج 0ا0)1ل؛ 187. 1726لالل) 111.1. 59
8 0 1
.الً.٦آل£,د ٢جا ا
ه٠غد٠ 1x )111101, ,دده انظر نصوص هذه المقررات في £01111011 0٤ :؛(82 £. ٣٧
؛(1٧. 108 £.ت . !!٢ 2 801-.ئ؛. 233 ).وول . 011,وه 1111011,؛ 11. 1310ا8ال3يمآل) 0011 )341( 031101111ال٨
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ١٣٢٨
يتجلى في نصوص تلك المراسيم أن أولئك الرجال القديسين حرصوا على أن يحافظوا على
الممارسة المستمرة لالشتراك كما تلثوها من الرسل أنفسهم .فلقد رأوا أئها نافعة جذا للمؤمنين؛
ولكئها لم تستمر بسبب اإلهمال المتزايد .يشهد أوغسطينس بما كان يحددث في عصره :بسط
سؤ وحدة جسد الرب على مائدة الرب ،وتناوله [شعت الكنيسة] يومائ في بعض األماكن ،وض
أماكئ أخرى بين فترات محذدة؛ فتناوله البعض للحياة ،واخرون للهالك ا وفي رسالته األولى إلى
ينايريوس ،يقول :ايتائول البعض يومجا من جسد الرب ودمه؛ والبعض في أتام معية؛ وفي بعض
األماكن ال يمر يوم ال تقدم فيه [المائدة المقدسة]؛ وفي أخرى أيالم السبت والحد؛ وفي غيرهما
في اآلحاد فقط .ا لكن لائ تراخت العامة أحياائ ،كما قلنا ،وبخها الرجال القديسون بشنة كي
ال يبدوا متغاضين عن عدم اكتراث الشعب .ثتة مثال لذلك في تأمالت يوحنا الذهبي الغالم في
الرسالة إلى أهألفسس ،يقودالم بعل لمن استهان بالوليمة ولماذا لم قكئ إلى المائدة؟) بل ولماذا
دخك (كيف ذلحلت العرس؟) [مت ١٢ : ٢٢ع .إذ ض ال يشترك في األسرار فهو شرير ،وعار
عليه أن يحضر .أستسمحكم :إن كان أحدهم قد دعي ،فيأتي إلى الوليمة ،ويغسل يديه ،ويتكئ إلى
المائدة ،ويبدوكأئه يتأكب لألكل ،ثم ال يذوق شيائ ،أال تهيل كأل من العشاء وصاحب العشاء؟ ولذا
عندما تقف بين من أعذوا ذواتهم بالصالة للتناول من الطعام األقدس ،وفي الواقع لم تغادر المائدة،
لقد اعترفث يأتك واحن منهم ،ولكئك في النهاية ال تشارك! أال يجدر بك أن تتغبب؟ تقول إئك
غير مستحق .لذا إئك غير جدير بصالة االشتراك التي هي االستعداد لتناول السؤ المقذس٣٨٠٠.
جلى أة هذه العادة التي تأمرنا أن نتناول عشاء الرب ره واحدة في السنة إثما هي ،حائ،
من رجس الشيطان ،كائائ من كان منشؤها .يقولون إذ زفرينس كان مؤلف هذا المرسوم ٣٩،على
الرغم من أئه من غير المعقول أئه كان بالصيفة التي في أيدينا اليوم .ألئه لعته لم بقصد به ضررا
(0 )400ا)6ا0آ؛10انعال0ح ; 111.11. 20 )11187. 1759لكح!< £عةاأة 111.1000(; 0٢ا8الة11 )1١4ك
1.1320(.جلج)16ج8٢1
انظر :ط 11٧ 2.2 )1؟،ع/سمئم7 ٧11. 173(; £ل([١٢ل٠٢د٢.أ; 35. 1614ط<.15 )1ا٧تت أ(€ل 008تكخهر,جال1خ8الجآل٨ ٣٨
٢.؛ ;33. 200 ;(12. 253 , 011. 1.110111.111. 5 )٨4۶0 62. 29لغ؟071 £٠،
.(.؛. 63الالد
؟،عر٤١ك ,ة1اجة1<1 بابا روما .٢١٧٠١٩٨ :انظر, ٤٢. ١٧. 8611113111,1. 37. :كحو،9م ٣٩
١٣٢٩ الكتاب الرابع -الفصل السابع عشر
للكنيسة في تلك اآلونة .فما من شك في أة العشاء المقنس في ذلك العصر كان يقدم للمؤمنين
كتما اجتمعوا مائ؛ وال شك في أة معظمهم اشتركوا فيه :ولكن لائ حدث نادرا أة جميعهم
اشتركوا في الوقت نفسه ،وكان من الضروري لض امتزجوا بغير المؤمنين والوثنيين أن يشهدوا
إليمانهم بعالمه منظورة؛ عين ذلك الرجل القديس يوائ يجب على كز المسيحيين أن يشهدوا
فيه اليمانهم باشتراكهم في العشاء الرباني ،لمراعاة النظام والترتيب .على أة توالي العصور شوه
مرسوم زفريسس الذي كان أصال نافعا ،ونلك بتقنين المرة الواحدة سنودا للعشاء .ومن ثم ترئب
على ذلك أة الجميع تقرييا إذ تناولوا وه ،كما لو كانوا قد أدوا واجبهم على نحو مشرف لبقية
السنة ،مصوا كل إلى سبيله بال اكتراث .كان يلزم أن يمارس السر على نمط مختلف :كان ينبغي أن
ئبسط مائدة الرب لمحفل المسيحيين مر؛ في األسبوع على األقز ،وأن يتغذوا روحائ بالمواعيد
المعلنة فيها .ليس شيء ئرغم أحذا على االشتراك ،لكن الجميع مدعوون بإلحاح واستنهائى ،كما
وجب أيائ تأنيب الفتور والكسل .يجب أن يحتشد الجميع جياعا إلى وليمة حافلة كهذه .فليس
إدا من غير اإلنصاف أدني شكؤت في مستهز الحديث أة هذه العادة اقحمت علينا باستهواء من
مكايد الشيطان ،إذ يدفع االشتران السنوي بأصحابه إلى التراخي واإلهمال بقية العام .في الحقيقة،
نرى أة هذا االستهتار المهين زحف إلى حياة الكنيسة بحلول عصر يوحنا فم الذهب؛ كما نرى
أيائ قدر امتعاضه منه .ال -في النعل الذي اقتبسته منه -يشكو بأسى من فداحة عدم االتساق؛
(يشير إلى) أئهم في بعض فصول السدة لم يحضروا فيما كانوا طاهرين ،ولكئهم حضروا في عيد
القيامة وإن لم يكونوا طاهرين .ثم يبدي الدهشة فيقول :يا لها منعادة! يا لها من وقاحة! باطلة إدا
تقدمتنا اليومية؛ باطأل نقف أمام المذبح؛ ال أحد يأتي لالشتراك معنا ٤ ٠ .كم يبعد يوحنا فم الذهب
عن منح سلطته للموافقة على ممارسة كهذه!
من الدنانة نفسها خرجت قاعدة أخرى؛ إائ أئها سرقت نصف العشاء ،أو خطفته من بين
أيدي السواد األعظم من شعب الله .كان رمز دم المسيح الذي يمنع عن العلمانيين والمدرسين
(وهي األلقاب التي طيقوها على رعية الله — [انظر ١بط :٣ه]) ،يعطى— كبلكية خاصة — لحفنة
من الرجال فقط محلوقي شعر الرأس وممسوحين .ومع أة مرسوم األله األبدي يقتضي أن يشرلب
الجميع من الكأس [مت ٢٧: ٢٦؛ ،يتبجح األنسان فيبطله وينسخه بقانون جديد مضاد ،ال سمح
بموجبه للكز بأن يشربوا منه.
وبفية أآل يتشاجر هؤالء المشرعون مع إلههم بال حجة ،يبتدعون المخاطر التي يمكنها أن
تحدث إذا ودمت الكأس ليشترك فيها الجميع ،كما لو كان الله بحكمته األزلية لم يكن سبق أن
رأى هذه المخاطر وتحسب لها!
ثم يتحاجون بخبث أة [عنصرا] وا حذا يكفي بذأل من اثنين( .يقولون) األوه* إن كان الجسد،
فهو المسيح كته الذي ال يمكن أن ينفصل عن جسده .لذا يحتوي الجسد على الدم أيصا بواسطة
التالزم ٤١ .انظروا إلى أي حذ تطابق أفكارنا البشرية فكر الله ،عندما يرتخي اللجام فتبدأ الشرود،
ولوقليأل ،إلى العبث والطيش! الرث يرينا الخبز ويقول إئه جسده؛ ويرفع الكأس ويدعوها دمه .أائ
جسارة منطق األنسان فتصرخ بالعكس :أة الخبز هو الدم ،والخمر الجسد — كما لوكان الرب قد
ميز جسده من دمه بكز من الكلمة والعالمة — بال سبب ،و(كما لوكان) قد شبع أن قيل إذ جسد
المسيح ،أو الدم ،بدعى الله واإلنسان .من الواضح أئه لو قصد أن يعني نفسه بكليته لقال أنا هوا!
كما اعتاد أن يتحدث في األسفار المقدسة [مت ٢٧: ١٤؛ يو : ١٨ه؛ لو ،]٣٩ : ٢٤ولكته قال:
هذا هو جسدي؛ هذا هو دمي .ولكي يسند ضعف إيماننا ،رسم الكأس منفصله عن الخبز ،حتى
عندئذ يعتمنا أته ال يكفي للمشرب أقز من كفايته للمأكل .لنفرض أن أحد الجزءين استبعد نواله
كنا لنجد فيه نصف العذاء فقط .ومن ثلم ،حتى إن كان ما يدعونه صحيفا -أته بمقتضى التالزم
يحتوي الخبز على الدم ،وأة الجسد حاز في الكأس أيائ — فهم مع ذلك يسلبون توطيد األيمان
من نفوس األتقياء ،وهو ما يعطينا إباه المسيح كشيء ضروري .لذا إذ نوذع مماطلتهم ،ينبغي أن
نتمشك بالنعمة التي نتلثاها منا رسمه المسيح بوعده المزدوج.
.٤٨الجدال الخاطئ القائل بأن الرسل وحدهم تتاولوا الكأس ك -ا٠مقذمي ١لذ٠بيحةاا
إتني أدرك ،حعا ،أن خدام إبليس (كعادتهم في السخر من الكتاب المقدس) يتماحكون
حول هذه النقطة .أؤأل ،إتهم ينعون أته من فعل بسيط ،ال ينبغي أن نشتق قاعدة عامة تتقيد الكيسة
بممارستها دائائ .ولكتهم يكذبون عندما يقولون إذ هذا فعز بسيط؛ ألة المسيح لم يقدم الكأس
انظر. :أ0ا 8, $11آل٧11. 727(; ٨٩11111تل 81الحبآل) ()0118131100, 1111116011111 80881011 )1415؛11€11 0ل0٦ح ٤١
111.2; 111. . 1,2.ا^
١٣٣١ الكتاب الرابع-الغصل السابع عشر
فحسب ،بل رسم أيثدا للتالميذ أن يفعلوا كذلك بعدئذ .وهذه هي كلمات الذي أعطاهم هذا
األمر :اسربوا بثقا لئكتم [مت ٢٧ : ٢٦؛ .كما أن بولس ،إذ يستنكر هذا العمل ،يوصي هوأيشا
مراوغة أخرى تذعي أن الرسل وحدهم؛ الذين كان قد اختارهم وخرطهم في سلك أمقذمي
الذبيحة ،هم مرك ،سمح لهم المسيح بالمشاركة في العشاء.
أائ أنا فبودي أن يجيبوني عن خمسة أسئلة ،لن يستطيعوا التهرب منها بدون أن دفئد
أكاذيبهم بسهولة.
أؤأل :أئ وحي من الغيب كشف لهم هذا الحز الغريب عن كلمة الله؟ يذكر الكتاب اثني عشر
تلميذا اتكأوا مع يسوع [قارن مت ٢٠ : ٢٦؛ ،ولكئه ال يحجب كرامة المسيح بحيث يدعوهم
*امقذمي الذبيحة .ا (سوف نتعامل فيما بعد مع هذا اللقب في موضعه الصحيح) ٤٢.ومع أئه وزع
العشاء لالثني عشر بنفسه ،عندئذ طلب إليهم أن يوزعوه فيما بينهم.
ثانيا ،لماذا سرت العادة أئه منذ ذلك الزمان األفضل وحتى ألف عام بعد عصر الرسل ،اشترك
الجميع بال استثناء في كذ من الرمزين؟ ألم تعرف الكنيسة األولى تن رئ بهم المسيح ضيوا على
عشائه؟ يمسي من أقبح صفاقة الوجه أن نتوقف هنا أو أن يتهربوا من السؤال! فتوجد اليوم سجالت
لتاريخ الكنيسة كما توجد كتب المؤلفين القدامى ،تعطي براهين قاطعة على هذه الحقيقة .يقول
ترتليانوس :يقتات الجسد بجسد المسيح ودمه كي تتغذى النفسى من الله .يقول أمبروسيوس
لثيودوسيوس :اكيف لك بينين كهالين تتقبل جسد الرب المقدس؟ وكيف لك لتتجرأ أن تشترك
من كأس دمه الثمين بشفتيك؟ ويذكر هيرونيئس الكهنة الذين يخدمون األفخارستيا ويوزعون
دم الرب على الشعب .ويقول يوحنا الذهبي الغم :ليس كما كان في الناموس القديم أن أكذ
الكاهن جزءا ،والشعئ جزءا؛ ولكئ جسن واحد وكأس واحدة يقدمان للجميع .وكز ما تشمله
األفخارستيا يشترك فيه الكاهن والشعب.اا ويود أوغسطينس الشيء نفسه في عنة مواضع٤٣.
.٤٩استمز اشتراكالعلمانهينحتىزسمتأخر
لكن لماذا أنا أجادل في شي؛ كهذا معروب جبذا؟ فليقرأكز من يرغب جميع ما دؤنته األقالم
اليونانية والالتينية في هذا الصدد ليجد وفرة من البراهين على ما نقوله .ثم إذ هذه الممارسة لم ص ه ذ ل
ولم تتوقف ما ظلت في الكنيسة قطرة واحدة من األمانة واالستقامة .عتم غريغوريوس — الذي
تستطيع أن تدعوه بحى احر أساقفة روما — بأن هذه العاد
لقد سكب دمه في أفواه المؤمنين٤ ٤ . االن ما هو دم الحمل؛ ولم تتعلموه بالسماع بل بالشراب.
في الواقع ،دامت هذه الممارسة طوال أربعمائة سنة بعد رحيله ،على الرغم من تدهور األحوال في
في تلك االونة؛ ولم يشكوا في أئه كان من قبيل تدنيس المقدسات أن يغؤق ما جمعه الرب .فهكذا
يتكلم جيالسيوبس .اخبرنا بأن البعض إذ يتناولون جزة ا بمفرده من الجسد المقنس ،يمتنعون عن
تناول الكأس .متا ال ريب فيه ،يلزمهم إذ ئطؤرون مقيدين بتوع من الخرافة ،إائ أن يتناولوا السر
بأكمله ،أو أن يحزموه كلجا .فال يمكن لهذا السر أن يقشم بدون تدنيس جسيم له .لقد حرص
الناس على مراعاة حجج قبريائس التي ينبغي بالطبع أن ئقنع العقل المسيحي .يقول :اكيف لنا أن
نعتمهم أو نطالبهم بإراقة دمائهم في سبيل اعترافهم بالمسيح ،إذ كتا نحجب دم المسيح عثن
يعيشون ويجاهدون من أجل المسيح؟ وكيف نؤنلهم لكأس االستشهاد إن بتا ،أؤأل في الكنيسة
وبحق االشتراك ،ال نقبلهم إلى الشراب من كأس الرب؟ فأن يحصر المشرعون الكتسيون مرسوم
جيالسيوس في الكهنة وحدهم ،فهو من قبيل الصبيانية المفرطة بحيث ال يستحق أن نفئده .
ثالائ :لماذا قال المسيح ببساطة عن الخبز إئهم لياكلوه ،أائ عن الكأس فقد تعتد القول بأن
يشرب منها الجميع [مر ٢٣-٢٢ :١٤؛ مت ]٢٧-٢٦ :٢٦؟ يبدو أته قصد عمنا أن يقاوم
دهاء الشيطان.
رابائ :إن كان الرب قد أراد (كما ينعون) أن يكرم مقدمي الذبيحة فقط في عشائه ،فأي
إنسا؟ كان يجرؤ على السماح للغرباء الذين استبعدهم الرب بالقدوم إلى االشتراك ،ثم حتى إلى
11. 7تل 8 11.أ(€ل 071 $1€ 6)(8؟،ح7/ل 1.#6ال0٢ج٢0ل) انظر0£11€8 !٧. 1111 :أ€1أ( 1, £ال0٢جج76. 1178(; 6٢ ٤٤
(. 256(.؛ ام 6ح .١٧., 0)1. £.ز. 1ى ;77. 425
انظر 187. 1756(. :ط 111.11. 12 )1لحمع٢ئى(ك ,عة1ك6٢ ٤٥
١٣٣٣ الكتاب الرابع-الفصل السابع عشر
االشتراك في تلك العطية التي لم تكن قؤتها تحت سيطرتهم ،بدون أمر صاحب األمر الوحيد؟
تأكيد يجوز لهم أن يفترضوا سلطة توزيع رمز جسد الرب على عامة الشعب ،ما لم يكن
* حثا ،بأي
لهم أمز أو مثال من الرب نفسه؟
خامشا :هل كان بولس يكذب عندما قال للكورنثقن إئه تسنم من الرب ما يسلمه لهم
[ ١كو ٢٣: ١١؛؟ إئه يعلن بعدئذ أة ما ئشئمه ودشتمه لهم هو أن يتناول الجميع من كال رمزئه،
بال تمييز [ ١كو ٢٦ : ١١؛ .إن كان بولس قد تسئم من عند الرب أن دقبل الجميع بال تمييز ،دعوا
من يستبعدون معظم شعب الله ئزون مض تسئموا ممارستهم ،إذ ال يستطيعون اآلن أن ينعوا
أن الله سلمها لهم ،ألئه ليس فيه تغم وال [ ٢كو ١٩ : ١؛ .هع ذلك ال يزالون يفعلون مثل هذه
األرجاس باسم الكنيسة ويدافعون عنها بهذه الذريعة .إئه كما لوكان أعداء المسيح هؤالء -الذين
تجدهم دائائ مستعدين أن يدوسوا بأقدامهم تعليم المسيح ومراسيمه ،وأن يبعثروها وببطلوها -
هم أنفسهم [أو وحدهم؛ الكنيسة؛ أوكما لولم تكن كنيسة الرسل التي في عهدها ازدهر األيمان
وترعرع ،هي الكفية!
الفصل الثامن عشر
م،
.١العقيدة الرومانية
حاول الشيطان بهذه الحيل وما يشابهها أن يحجب عشاء المسيح المقدس بظلمة حالكة،
وأن ينجسه كي يمنع احتفاظ الكنيسة بطهارته .أتا رجسه فقد بلغ ذروته عندما ابتدع عالمة ئقئمه
بها ويفسده ،بل يمحوه ويبيده أيخا بحيث يتوارى تماتا من الذاكرة البشرية .حدث هذا عندما
أعمى العام كته تقريبا بضاللة هي األكثر وبائيه (أي) االعتقاد بأة القداس هو ذبيحة وتقدمة
للحصول على مفغرة الخطايا.
لسث أتوقف ألسأل كيف توصل األرجح عقأل من المدرسيين إلى هذه العقيدة من البداية.
فليعرب هؤالء ومعهم مهارتهم المععدة! ألثه بغض النظر عن دفاعهم عنها بالمراوغة ،يلزم رغائ
من ذلك أن يرفضها جميع العقالء ،ألئها ال دجدي شيها سوى حجب لمعان العشاء .وإذ نودعهم،
ليدرن قرائي أش أكافح في هذا الصدد ضد ذلك االعتقاد الفاسد الذي أعدى به عدؤ المسيح
الروماني وأنبياؤه العام كله( :وهو) أن القداس عمل يقوم به الكاهن مقذائ به المسيح [ذبيحه]
فيما يحظى اآلخرون مئن يشتركون في تقديم األضحية برضا الله ،أو أئه ذبيحة كقارتة يصالحون
بها الله ألنفسهم.
ولم يمسى هذا مقبوأل كعقيدة سائدة فقط ،بل صيفت الممارسة نفسها بحيث أصبحت عملية
أيشا
٠ ٠٠
التى *٠يستعملونها
٠٠
عينها
٠٠
األحياء واألموات .فكلمات الصلوات
٠٠
خطايا
٠٠
للتكفير عن
٠٠ ٠
استرضاءكع صلله
تعير عن هذا الفكر صراحة ،وال نستطيع أن نستنتج غير ذلك من استعمالها اليومي .إتئي أعلم إلى
أي مذى تغلغل هذا البالء ،وكم يندس تحت مظهر الخير المفيد ،وكيف يستعرض اسم المسيح،
١٣٣٥ الكتاب الرابع-الغصل الثامن عشر
وكيف يعتقد الحشد الغفير من الناس أدهم في هذه الكلمة الواحدة — القداس — يختصرون
مجموع اإليمان!
أائ حينما يتجلى من كلمة الله بما ال يترك مجاأل للشك في أن هذا القداس — مهما تبزج بالبهاء
— إرما يبتلي المسيح بالخزي الفادح ،وئخيد صليبه بل يدفنه ،ويلقي بموته في هوة النسيان،
ويفتصب النعمة التي فاضت نحونا منه ،ويهلهل السر الذي ورثنا به ذكرى موته؛ فهل تعئقت
الجذور بحيث يستحيل على هذه الفأس األكثر صالبة (أعني كلمة الله) أن كعدها وتقتلعها؟ فهل
من غشاء محير كهذا للبصر ،بحيث ال يستطيع هذا النور أن يفضح شره المدسوس؟
إدا لنس بدايه ما انتشر [من اعتقاد] ،بحيث اجتلب على المسيح تجديعا وخرا مبيائ ال
يحتمل .أثا هو فقد كرسه أبوه السماوي رئيس كهنة أبدائ ،وليس إلى أجل مووت كما كان الحال
مع الكهنة الذين نقرأ عنهم في العهد القديم .لم يكن كهنوت هؤالء خالنا حيث كانت حياتهم
تنقضي بعد حين .ومن ثم كانت الحاجة إلى خلفاء يتبعونهم من وقت إلىآخر .ولكئ المسيح
األتي غلى
* الذي تفرد بأبدئته ،ليس بحاجه إلى خليفة ليحز محته .لذا ميزه بأن يصير اكاهنا إنى
زبنة تتكل صاققاا كي يقوم بعمل الكهنوت إلى األبد [عب ه١٠ ،٦:؛ ٢١ ،١٧:٧؛ ١١ : ٩؛
٢١ : ١٠؛ مز ٤ : ١١٠؛ تك . ] ١٨: ١٤كان قد دنثئ بهذا السر [سر كهنوت المسيح األبدى منذ
عصور سبقت ،أو بصور قبال متمثال في شخص ملكي صادق؛ فلتا قدمه الكتاب المقدس كاهائ
لإلله الحى ،لم يذكره بعد أبذا ،متضئائ أة حياته كانت بال نهاية .ولهذا التشابه دعي المسيح كاهائ
على رتبته.
أتا اآلن ،فمن يقدمون الذبائح يوميا ئطلب منهم أن يعينوا لتقديم قرابينهم كهنًا يضعونهم.في
مقام المسيح كخلفاء ووكالء .وبهذا التبديل ،ليسوا يسلبون المسيح كرامته ،ويفتصبون منه امتياز
ذلك الكهنوت األبدي فقط ،بل يحاولون أن ئنزلوه عن جلوسه عن يمين أبيه ،حيث ال يمكنه
أن يبقى حيا إلى األبد بدون أن يبقى أيصا كاهائ أبدائ .وال تدغهم يتذرعون بأة كهنتهم األصاغر
ال يحتون محل المسيح كما لو كان نيائ ،بل يقومون فقط بدور مساعدي كهنوته األبدي الذي
ال ينتهي .إة كلمة الرسول عنهم تمنعهم من أن يحاولوا التهرب من ذلك .يقول :صاروا كهنة
كثيرين ألن الموت منعهم من البقاء [عب .]٢٣:٧لذلك فإة المسيح الذي ال يعؤقه الموت ،فريد
جون كالثن :أس اش السحى ١٣٣٦
وال يحتاج إلى شركاء .ولكئهم من كثرة فجورهم يتذرعون بمثال ملكي صادق للدفاع عن عدم
تورعهم .فألئه قيل إته قذم خبرا وخمنا [.تك ،]١٨:١٤يستنبطون ضمائ أن القداس تمئل في ذلك
سابعا ،كما لوكان ثتة تشابه بينه وبين المسيح في تقديم الخبز والخمر .أثا هذا القياس فوا؛ بل تافذ
بحيث ال يستحق أن نفئده .لقد قذم ملكي صادق خبرا وخمزا إلبراهيم ورفقائه لكي يجذد قواهم
بعد رحلتهم الطويلة والمعركة التي خاضوها .ما عالقة هذا بالذبيحة؟ يمتدح موسى إنسانية ذلك
الملك التقي [تك .] ١٨: ١٤أثا هؤالء ارجال فيصطنعون شيائ غير متقن ويجعلون منه سرا ال دكر
له .ومع ذلك يلونون خطأهم بلو؟ آخر معتمدين على الكلمات التالية( :أته) اتمان تماجنا لله العلي!!،
[تك ١٨: ١٤؛ .أجيب بأئهم بخبث يطبقون على الخبز والخمر ما يضعه الرسول في خانة البركة.
إدا،ألته كان كاهائ لله ،بارق ملكي صادق إبراهيم [تك .] ١٩: ١٤من هذا يستنتج الرسول (ولسنا
بحاجة إلى البحث عن مقشر أقدر منه) تغؤقه ،ألن األقز يباركه األكثر عظمة [عب ٧: ٧؛ .ولكي
أسألكم :لوكانت تقدمة ملكي صادق رمزا سابعا لذبيحة القداس ،فهل كان الرسول -الذي يغربل
أصغر التفاصيل — قد نسي أمرا بهذه األهمية والخطورة؟ أثا اآلن (مهما حاولوا بهذيانهم) فسوف
يحاولون باطأل أن يمحقوا الحجة التي يأتي بها الرسول نفسه :أن أحقية الكهنوت وكرامته بين بني
البشر قد توقفت ،ألن المسيح الذي هوإلى األبد ،هوالكاهن األبدي الوحيد [عب ١٩- ١٧: ٧؛ .
كما برزت خاصية أخرى من خصائص القداس :أته يحجب بل يطمر صليب المسيح والمه.
هذا مؤتمد حعا :أن صليب المسيح يطاح عندما ينصب المذبح؛ ألته إذ بذل نفسه كذبيحه على
الصليب لكي يقذسنا إلى األبد ،وليحصل لنا على فداء أبدى [عب ،]١٢:٩فال ريب في أن قوة
هذه الذبيحة وفاعليتها تستمران بال نهاية .وإأل فما كائ لنوقر المسيح أكثر متا نشعر بارقار تجاه
الثيران والعجول التي كانت تذبح تحت الناموس ،إذ هي ذبائح أثبتت عدم فاعليتها بدليل أته تكزر
تقديمها مرارا وتكرارا .لذا يلزم منطقيا إنا أن نعترف بعدم قدرة ذبيحة المسيح التي أكملها على
الصليب ،على أن تطهر إلى األبد ،أوأن المسيح قذم ذاته ذبيحة ،مره وإلى األبد ،مدى كز الدهور.
هذا ما يقوله الرسول :إذ رئيس الكهنة هذا ،أي المسيح ،قذ أظهز مزه (والى األبد) عنت العصاء
الدهور لثئطل ،الحبية بث بحة تغسه [عب ٠]٢٦:٩وأيصا :وبهنه التشيئة تحن ،ئعدسون بتعديم
حشد فشوغ الكسيح ثز؛ ؤاحذؤأ [عب ١ ٠: ١ ٠؛ .وأيثما :ألئه يقربان زاجي وئ أكتزرإلى األبي،
المعد،سير[ ،عب ٠]١٤: ١٠ولهذه الكلمات يضيف المقولة المأثورة :زاتتاحيث ،دكونمعغزه
١٣٣٧ الكتاب الرابع-الغصل الثامن عشر
يهذ؟ (الخطايا) آلبكون ئثد قربان غرق الحطثة [عب ١٨ : ١٠؛ قارن عدد ٢٦؛ .أكد المسيح نفسه
ون أكيتل [يو ٣٠:١٩؛ .نعتبر عاد؛ ذلك بكلماته التي نطق بها مع ئغسه األخير ،عندما قال:
الكلمات األخيرة على شفاه المشرفين على الموت شبيه كلمات نبوية موحى بها ١ .يشهد المسيح،
وهوعلى وشك أن يستم الروح ،أن بذبيحته الوحيدة هذه قدانجزوتم كزمايلزم للخالص .فهل
يسمح لنا بأن نضيف نحن ،كز يوم ،زوعا ال حصر لها على ذبيحة كهذه ،كما لو كانت عائبة ،فيما
قد أعلن هو كمالها صراحه؟ فعندما تؤكد كلمة الله ،بل تنادي عاليا بأن هذه الذبيحة لدمت مز؛
واحدة فقط وأن قوتها تظز إلى األبد ،أال يقهمها بالنقعر والضعف مرف يطالبون بذبيحه أخرى؟ وإأل
ما الفرض من القذاس الذي رئب بحيث ئقذم مائة ألف ذبيحة كز يوم ،سوى أن يطمس بل يدفن
آالم المسيح التي قذم بها ذاته لآلب بمنزلة الذبيحة الوحيدة؟ ض غير األعمى يخفى عنه أن جسارة
الشيطان هي التي تتصارع مع حق ساطع كهذا وصريح؟ إئني لست أغفل الحيل التي يتنكر وراءها
أبوالكذب بزيفه( :بالقول) إئها ليست بذبائح مختلفة أومتنوعة ،بل هي الذبيحة الواحدة المتعددة
التكرار .لكن أمثاز سخب الدخان هذه سريعا ما تنقشع؛ ألئه طوال النقاش كته ،ال يجادل الرسول
بأئه ال توجد ذبائح أخرى فقط ،بل أة هذه الذبيحة أيائ وت ستتا مر؛ واحدة فحسب ،وال تقبل
التكرار .يتمتعى رجال أكثر مكزا من خالل منفذآخر — أته [القداس؛ ليس تكرارا بل تطبيعا.
ولكئ يسهل دحض هذه السفسطة أيصا؛ فإذ المسيح لم يقذم ذاته مرة وإلى األبد بشرط أن يصادق
على ذبيحته بتقديم قرابين جديدة كز يوم ،بل إذ الجدوى التي نجتنيها من ذبيحته دمنح لنا بواسطة
الوعظ باإلنجيل وممارسة العشاء الرباني .فهكذا يقول بولس :ألة وضختا أيصا البيخ ون دبخ
ألحبتا ويدعونا لنعيد [ ١كو ه٨-٧٠.؛ .أقول إذ هذه هي الوسيلة التي دعلبق بها ذبيحة الصليب
علينا على النحو الصحيح ،عندما بعدم لنا لنتنعم بها ،فنقتبلها بإيماب) حقيقي.
يجب علينا أن نسمع على أى أساس آخر يدعمون ذبيحة القذاس .يوردون نبوءة مالخي
التي يعد الرت بها أئه سيأتي وقت حين يقرب عنده السمه بخور وتقدمة طاهرة في جميع أرجاء
المسكونة [مال ١١: ١؛ .كما لو كان جديدا أو من غير المألوف أن يخضعى األنبياء عباد؛ الله
الروحية بطقوس الناموس الخارجية ،عندما يتحدثون عن دعوة األمم (وذلك بمناشدتهم أن
يستذكر كالغن هنا قوأل لسقراط قبيل موته :أقد أتت اللحظة التي فيها يتنبًا معظم البشر -اللحظة قبل موتهم )).انظر: ١
08,كالئ80 1 01. 136 ٤(.؟ ط0ط)
جون كالثن :أس الذين الصيحي ١٣٣٨
ينخرطوا فيها)! بهذا أخبر األنبياء أهل عصورهم بأكثر عمق ،أن األمم سوف يدعون إلى شركة
الدين الحقيقية .وعلى المثال نفسه ،اعتادوا دائائ أن يصفوا الحق الذي أعلن فيما بعد في اإلنجيل،
من خالل الرموز المعروفة في أزمانهم .فمثأل يمثلون الرجوع إلى الله بالصعود إلى أورشليم [اش
٣-٢:٢؛ مي ]٢-١ :٤؛ وعباد؛ الله بتقديم جميع أنواع العطايا [مز ٢٩:٦٨؛ ١١-١٠ :٧٢؛
اش ٦:٦٠وما يلي؛؛ والمعرفة األعمق به (التي توهب للمؤمنين في ملكوت المسيح) بأحالم
ورؤى [يؤ ٢٨: ٢؛ .لذا فإذ ما يقتبسونه من مالخي يشبه نبوءة أخرى من نبوات إشعياء عندما ينبئ
بأن ثالثة مذابح تنصب في أشور ومصر ويهوذا [اش .]٢٤-١٩:١٩أؤأل إئئي لذلك أسأل :أال
يوافقون على أة هذه النبوءة قد تمت في ئلك المسيح .وثانيا ،أين توجد هذه المذابح ،أو متى
ئصبت؟ وثالثا ،هل كانوا يعتقدون بأن لكل من تلك الممالك هيكأل مخضص لها ،مثل الهيكل
الذي في أورشليم؟ أعتقد أدهم لو تأثلوا هذه األمور سوف يدركون أن النبي — مستخدائ الرموز
المتاحة له في عصره — تنيأ بانتشار عبادة الله الروحية في كل أنحاء األرض .هذه هي اإلجابة التي
نعطيهم إياها .أما ألئنا نواجه أمثلة من هذا النوع بصفة متكررة ،فلن أهتم باالسترسال في تعدادها.
ومع ذلك ،فإئهم مضتلون بصورة تعيسة إذ ال يعرفون أي ذبيحة أخرى سوى القداس ،على الرغم
من أن المؤمنين يقذمون اآلن للرب ذبيحة حقيقية وتقدمة طاهرة؛ سنتحذث عنها في أوان قريب٢.
آتي اآلن إلى العمل الثالث الذي يؤذيه القداس ،حيث يلزمني أن أشرح كيف يمحو موث
المسيح الغريد ويطرده من ذاكرة الناس .فكما ،بين البشر ،يعتمد تأكيد الوصية على موت
الموصي ،فهكذا أيائ أكد الرب بموته العهن الذي وهب لنا به مفغرة الخطايا والبز األبدي
[عب :٩ه . ] ١٧- ١فكل من يغير أو يضيف شيائ جدينا إلى وصية هذه التركة ،ينكر موته ويبطل
فاعليتها .وما القداس سوى وصية جديدة مختلفة تمام االختالف؟ لماذا؟ أال بعن القداديس الفردية
مفغرة جديدة للخطايا ،وحصوأل جدينا على البز ،بحيث يوجد اآلن العديد من العهود الجديدة
بقدر عدد القداديس؟ لذلك ،دع المسيح يأتي ثانية ،وبموب جديد دعه يصادق على هذا العهد
الحق
*♦
أول
لم:
يجيء .ألم
*-٠٠
لقداديس ال *لحصى دعه
*٠
وبعهود جديدة
٠٠ة
0 خ ٠
متعدد
٠٠
بموب
:
بالحري
٠٠
الجديد؛ أو
**
في بداية األمر ،أن موت المسيح الغريد والحقيقي تمحوه القداديس؟ ماذا إذ كان منعلق القداس
يقود مباشرة إلى أن نذبح المسيح مرة (بل مزات) أخرى ،إن أمكن ذلك؟ ألته حيث توجد وصية
(يقول الرسول) يلزم بيان موت الوئصي [عب .]١٦:٩يعرض القداس وصية جديدة للمسيح؛
ومن رم يقتضي موته .فضأل عن ذلك يلزم أن تذبح الذبيحة التي تقذم .فإن كان المسيح يذبح كتما
اقيم قداس ،فمن المحتم أئه يذبح بوحشية في ألف مكا؟ في كز لحظة .ليس هذا موقفي أنا ،بل
موقف الرسول1 :أفإن دان كان جذ ،أن كألم مزارًاكثيزة تئد تأبر) انقاب [عب : ٩ه .]٢٦-٢
أعترف بأن لديهم إجابة جاهزة يئهموننا فيها باالفتراء .يقولون إئنا نعترض على ما لم يفكروا فيه
ظ ،وال يفكرون فيه اآلن .ولكتنا ندرك أن موت المسيح وحياته ليسا في أيديهم .وال يهئنا إن
كانوا قد قصدوا أن يذبحوه؛ أثا هدفنا فهو أن نكيف ما ينتج من سخافة ال يقبلها العقل من تعليم
عقيدتهم .وأبرهن على ذلك بتصريح الرسول ذاته .وعلى الرغم من أتهم يصرخون عاليا مائة رة
بأن ذبائحهم ال دهرق فيها دماء ،فإئني أرفض أن أقبل أة الذبائح تغير طبيعتها حسبما يروق البشر؛
ألئه بواسطة ذلك ينسخ ما أسس له الله تأسيشا مقدسا ومنيعا .ألئه يلزم منطقيا الحئ الذي أغده
الرسول أته :ا ددو؟ شعدثه ذم أل ئخطل معغزه [عب .]٢٢ : ٩
يلزم اآلن أن أناقش العمل الرابع الذي يؤذيه القداس :أته ينهب مائ الجدوى التي كانت اتية
لنا من موت المسيح ،إذ يعمينا عن أن ندركها ويمنعنا من أن نتأتلها .ألته من يستطيع أن يظن
ذاته مغددا بموت المسيح عندما يرى فداء جدينا في القداس؟ وتن يمكنه أن يثق بمغغرة خطايا
عندما يرى غفراتا جديدا؟ على أره ال يفيدهم أن يتهربوا بالقول إدنا نحصل على مفغرة الخطايا في
القداس ،لمجرد أئها قد اشئرئك لنا بموت المسيح .فهذا ال يعني إأل االفتخار بأرنا افيدينا بواسطة
المسيح بشرط أن نفتدي نحن أنفشنا؛ وهذا هو التعليم الذي ينشره خدام الشيطان ،ويداوع عنه
اليوم بالصياح والسيف والنار :أئنا عندما نقنم المسيح لالب في القداس ،ننال بعملية تقديمنا إياه
قرباتا ،مفغرة الخطايا وئجعل شركاء في آالم المسيح .ماذا يتبقى اآلن من٢الم المسيح سوى أئها
مثاز للغداء نتعتم به أئنا تغتدوذواتنا؟ عندما يختم المسيح تمكيد غفراننا في العشاء ،ال يأمر تالميذه
بأن يتوقفوا عند ذلك الفعل ،بل يرسلهم إلى ذبيحة موته ،مؤسرا إلى أن العشاء هوللتذكير به ،أوأته
تذكار (كما يدعوه الناس عادًا) منه يتعتم الناس أته ذبيحة كفارية اكيل بها إرضاء الله ،ويلزم حتما
أن يكون قد قدم مزًا ال غير .فال يكفي أن نفهم أن المسيح هو الضحية الوحيدة ،إن لم ئضف أن
اتي اآلن إلى الخاتمة :أة العشاء المقنص (الذي ترك الرب فيه ذكرى مكتوبة ومنحوتة الالمه)
قد اغتصب ودئر وأزيل بإقامة القداس .إؤ العشاء ذاته حعا عطية من الله كان ينبغي أن ئقبل بالشكر.
أتا ذبيحة القداس فتتمثل في دفع ثمن لله ،وعليه أن يتقبلها كإرضاء أوكائرة له .ثئة فرق بين هذه
الذبيحة وسر العشاء يعادل الغرق بين العطاء واألخذ .وهكذا يتبين نكران اإلنسان التعيس في أئه
ينبغي له أن يدرك قدر عظمة جود الله وأن يشكره على كثير سخائه ،لكته جعل من الله دائائ له! ال
يعد السر بأره قد أعيدلت إلينا .حياتنا مؤ؛ واحدة بموت المسيح ،بل بأة الحياة ببعث فينا باستمرار،
إذ قد اكملت كلغ متطلبات خالصنا .أتا ذبيحة القداس فتفتي لحائ يختلف تمام االختالف :أن
المسيح ينبغي أن يذبح يوميا لكي يعود علينا بالفائدة .كان العشاء ليقذم جهارا في محفل الكنيسة
ليعلمنا عن الشركة التي نلتصق بها مثا في المسيح يسوع .أتا ذبيحة القداس فتهلهل وتمزق تلك
الشركة .ألئه بعد أن توغد الخطأ بلزوم وجود كهنة لتقديم الذبيحة بالنيابة عن الشعب ،كما لو
كان العشاء قد أحيل إليهم ،توف توزيعه على كنيسة المؤمنين بحسب وصية الرب .وتح الباب
للقداديس الخاصة التي ئظهر كأثما يقصد بها الحرمان بدأل من الشركة التي أسسها الرب .هذا
ألن ذلك المقنم التافه الذي يبتاع الذبيحة وحده يفصل نفسه عن جميع أهل اإليمان .أسئيه قداسا
خاصا (وال يخطئئ أحد في ذلك) حيث ال يشترك المؤمنون في عشاء الرب ،على الرغم من أة
حشدا كبيرا من الناس يحضره.
لم أتمكن قذ من أن أحسم بالتدقيق أصل لفظة أأل88اااااا إأل ما قد يبدو محتمأل أئها أسقت
من العطايا والتقدمات [التي توضع في صندوق العطاء عند وقت االنصراف ( ))1181111883.1بعد
صلوات العبادة] ٣.وقد استعملها الكائب األقدمون عاد؛ في صيفة الجمع .ولكن لكي نجتنب
الجدل حول اللفظة ،أقول إة القداديس الخاصة تناقفر تأسيس المسيح تماائ ،ولذلك فهي تدنيس
شنيع للعشاء المقدس .ألئه إالم دعانا الرب؟ أليس لنأخذ ونتقاسم بيننا [لو ]١٧:٢٢؟ وما هو
يستخدم لفظة أقد1سا في العربية لبرجمة ا ،،18,أو ^ع88ع11آل ٤في اللغتين اإلنكليزية والغرنسية وهي كلمة التينية ق ٣
األصل أآل٤111188؛ .لذا ،فألبحث في أصول الكلمة الالتينية ال ه بصلة إلى االستخدام العرفي.
١٣٤١ الكتاب الرابع -الفصل الثامن عشر
نوع إطاعة الوصية الذي يعلم به يولس؟ أليس كشر الخبز الذي هو شركة جسد المسيح
[ ١كو ١٦: ١٠؛؟ لذلك ،أين التشابه عندما يتناوله [أي الخبز؛ شخص واحل من دون المشاركة؟
يقولون :لكن هذا الشخص الواحد إثما يفعل ذلك باسم الكنيسة كتها .بأي وصية؟ أليس هذا
استهزاة بالله عندما يقتنص شخص واحد لنفسه ،حصرائ ،ما كان ينبغي أن يشارك فيه الكثيرون؟ أثا
ألن كلمات المسيح وبولس واضحة بما فيه الكفاية ،فيمكننا أن نستنتج — باختصار — أله حيثما
ال يمارس كسر الخبز الشتراك المؤمنين فليس هو عشاء الرب ،بل تقليد زائف ومنابة للعقل.
والتقليد الزائف إفساد .وأكثر من ذلك ،إذ إفساد سر عظيم هذا مقداره ال يخلو من األثم .وس
ثم ،قسم القداديس بإساءة االستعمال االثمة .ولوال أن غلطة واحدة في ما يتعئق بالدين تفسح
المجال تكرارا ألخرى ،لما زحفت تلك العادة؛ عادة التقدمة بدون االشتراك ،فأصبحت تقليدا.
بدأوا ينصبون العديد من القداديس في كز زاوية من أركان الكنيسة في الوقت نفسه ،ويجرون
الناس هنا وهناك ،فيما كان ينبغي أن يجتمعوا مائ في مكان واحد كي يدركوا سر وحدتهم .اآلن
دعهم ينكرون ألها عبادة األصنام ،عندما يستعرضون الخبز في قداديسهم ليعيد بدال من المسيح.
إلهم يتفاخرون باطأل بوعود حضور المسيح التي ،كيفما كانت لفهم ،لم رعظ حتى يشكل األشرار
بها جسن المسيح كتما أرادوا وألي سوء استعمال شاؤوا ،بل لكي يتمتع المؤمنون بالمشاركة
عالو؛ على ذلك ،لم يكن هذا الضالل معروبا في الكنيسة األكثر نقاوة .ألله مهما عئلمت
محاولة مخاصميا األكثر صفاقة أن يزينوه ،فمن الموقد أن الكنيسة القديمة بئجملتها كانت
ضدهم ،كما بيائ في سياق الحديث عن موضوعاب أخرى ،ويمكن إثبات ذلك بالقراءة المدبقة
للكهاب األقدمين .ولكئني قبل أن أختم حديثي في هذا المجال ،أسأل أساتذة القداس هؤالء -بما
أئهم يدركون أن إطاعة الله أقوى من تقدمة الذبائح ،وأئه يطلب باألحرى أن يسمع الناس صوته
من أن يقذموا الذبائح [ ١صم ه ٢٢ : ١؛ -كيف يمكنهم أن يؤمنوا بأن الله دشر بهذه الطريقة من
تقدمة القداديس التي ليس لها أساس في وصية ،وال يدعمها حرف واحد أومقطع من كلمة كتابية؟
وفضال عن ذلك ،إدهم عندما يسمعون قول الرسول بأن أحدا ال يأخذ لنفسه امتياز الكهنوت ما
لم يكن مدعوا من الله (كما كان هارون هكذا مدعوا) ،وأن المسيح نفسه حعا لم يمجد نفسه إذ
لم يسغ ليصير رئيس كهنة بل أطاع نداء أبيه [عب ه -٤ :ه؛ ،وجب عليهم إائ أن يبينوا أن الله هو
جون كالثن :أس اش البئ ١٣٤٢
منشئ كهنوتهم ومؤسسه ،أو يلزمهم أن يعترفوا بأة امتياز كهنوتهم ليس من الله ،وبذا إذ هم غيؤ
مدعوين ،يحكمون شرعيته .أثا هم فال يمكنهم أن يقدموا ولو حربا واحدا (من الكتاب؛ لدعم
كهنوتهم .فاآلن ،لماذا ال تختفي ذبائح قداديسهم ما دام ال يصخ لها أن تقذم بدون كاهن؟
إذا دفع أحدلهم أمامنا بجس متناثرة من أقالم الكقاب األقدمين ،ليجادل بها على أساس
سلطة كتاباتهم أة الذبيحة المقدمة في العشاء المقنس يجب أن رقهم بخالف ما شرحناه ونعلم
به ،فإجابتنا باختصار هي :إن كانت المسألة هي المصادقة على دجل الذبائح كالتي اخترعها
البابوبون في القداس ،فإة الكائب القدامى ال يدعمون هذا التدنيسر أبذا .نعم إرهم يستعملون
كلمة ذبيحة ؛ ولكئهم يوحنحون في الوقت عينه أدهم ال يقصدون بها سوى ذكرى تلك الذبيحة
الحقيقية الوحيدة التي قذمها على الصليب المسيح ،كاهئنا األوحد (كما يجاهرون به في كز
** العبرانيون ،في تقديمهم الذبائح الحيوانية لله ،بنبوءة تتطتع
احتفل كتاباتهم) .يقول أوغسطينس:
إلى الذبيحة المستقبليه التي قذمها المسيح؛ ويحتفل المسيحيون ،بواسطة التقدمة األعظم قداسه
وباشتراكهم في جسد المسيح ،بذكرى الذبيحة التي تم تقديمها .هنا حعا يعلم تماائ بالشيء نفسه
الشماس أدا كان مؤلئه٤.
*، الذي ورد بأكثر تفصيل في كتاب ارسالة* في اإليمان :مو٠بهةإلى بطرس
وهذا ما قاله :اتمشك بثبات ،وال يعترن ريب في أة االبن الوحيد الذي تجسد من أجلنا ،قذم ذاته
ألجلنا قرباائ ونبيحه لله رائحه طيه ؛ الذي له مع اآلب والروح القدس قذمت ذبائح حيوانية في
أزمنة العهد القديم؛ والذي له االن مع االب والروح القدس (الذي له معهم ألوهة واحدة) تعذم
الكنيسة المقنسة في كز أنحاء األرض ،بال انقطاع ،قربان الخبز والخمر .فتلك الذبائح الجسمانية
كانت تمثيأل سابعا لجسد المسيح الذي كان هو نفشه سيقذمه من أجل خطايانا ،ولدمه الذي كان
سيسفك من أجل مفغرة الخطايا .كما أن في هذه الذبيحة شكرا ألجل جسد المسيح وتدرة له ،إذ
أجلنا .ومن ثم ،يفشره أوغسطينس نفسه في عنة نصوص
اه* بذله من أجلنا ،ولدمه الذي سفكه من
بأئه ال شيء سوى ذبيحة حمد .وأخيرا ،سوف تجد في كتاباته مكررا أة عشاء الرب يدعى ذبيحة
ال لسبب آخر سوى أوه تذكار ،وصورة ،وشهادة لتلك الذبيحة الغريدة الحقيقية الوحيدة التي
كثر بها المسيح عتا .كما أن هنالك أيائ نصا ال ينسى في مؤلفه في الثالوث (الكتاب الرابع،
0,عاأ8آلجآل٨ انظر٦1٧. 260 ٤(. :أل ;18 )1142. 382 £. ٤
8,ا٦اسج1آل٢ انظر 65. 699(. :ط. 60 )1الل ه
١٣٤٣ الكتاب الرابع-الغصل الثامن عشر
الفصل )٢ ٤ينتهي فيه إلى القول ،بعد نقاشه موضوع الذبيحة الغريدة :ثمة أربعة اعتبارات يلزم
التفكر فيها حول الذبيحة :لمن ودمت؟ وض ودمرتى؟ وما هي التي وئمرى؟ ومن أجل تن ودمت؟
ولذلك يبقى ذلك الوسيط الوحين نفشه الذي صالحنا مع الله بواسطة ذبيحة السالم ،وا حذا مع تن
قذمها له؛ وجعل تن قذمها ألجلهم واحذا فيه؛ وهو نفسه تن قدم وما قد وذم ،واحد ٦ .يتحذث
يوحنا فم الذهبة في ادجاه المعنى عينه .ولكئهما [أوغسطينس وفم الذهبة؛ يحتجزان كرامة
الكهنوت للمسيح وحده بحيث ،بحسب أوغسطينس ،يعدبر صورئة عدؤ المسيح أن دقال إذ
أسقعا يشفع متوسخا بين الله واألنسان٧.
]على الرغم من ذلك ،ال ننكر أن ذبيحة المسيح تتجشم أمامنا هنالك [في العشاء المقدس
بحيث يكاد يكون مشهد الصليب منصورا أمام عيوننا؛ تماتا كما يقول الرسول إذ المسيح قد رسم
أمام عيون الغالطيين عندما ؤعظ لهم بالصليب [غل .]١ :٣ولكئني أالحظ أيصا أن كيادا قدماء
أخطأوا تفسير هذا التذكار بحيث ال يغسق مع رسم الرب له ،ألن عشاءهم يظهر شيائ من الذبيحة
المكررة ،أو على األقز ذبيحة مجددة٨.ليس أكثر أماائ للقلوب المؤمنة من االعتماد فقط على
نقاوة ما رسمه الله وبساطته ،وهما الصفتان اللتان يتميز بهما عشاؤه أيشا؛ إذ إذ سلطته وحدها
هي ما ينبغي أن تهبه فاعليته .فمن المؤكد إدا ،إذ أرى أئهم حافظوا على حش ورع وستقيم
،الرأي لهذا السر في كليته ،وال أرى أئهم قصدوا ولو ألقز درجة أن يحكوا من قدر ذبئحة الرب
ال أسمح لنفسي بأن أئهمهم أوأدينهم بأي نوع من عدم الورع؛ ومع ذلك أعتقد أئهم بال عذر في
الخطأ الذي ارتكبوه .فلقد ائبعوا النمط اليهودي لتقديم الذبائح بأكثر قرب مشا رسمه المسيح أو
ما سمحت به طبيعة اإلنجيل .ومن ثم يجوز لنا أن نلقي عليهم بعض المالمة لهذا التفسير الباطنى
0,اال81آلجل٨٦ 1116صه رمً١اةخ ع2ام^)0678)17168 >9 انظر 42. :ا(ل]. 39 )[٧آت ;. 37ااا¥آ 1. ٦
;)624, 626 0(11181118 .؟ (; #8)117718,ع21 (1142. 385; ٥. !!1¥. 261 36 11) 1 .3 .8
73; 11. ااآ 0 20. 96(; ^)11718111111:118أ ] 33. 557; 11.؟كالل( ¥111. 4 £.); #611678 0X1. 18. 46
).ا! 42. 901; 1٢.أ¥. 19 )1اآ6 #717110 1¥.أ1ا (^[#142. 144); 071 79 .111
1110, 0^)117181ا118ج(; ٨11أ ¥11. 3 )10 63. 131آ 376^, 110111.ا(1110810111, 0077111168 071 06 أ{اانظر6 : ٧
£.).أل) !<)171711)171118 11. ٧ 111ا67 0اا #659 .43
060111768# انظر 2 801.* ¥11.155, :أ!ح xx111. 10 (1١0 33. 1117; 1.ا01*1183و؛٢11 0ال,0111 ٨
;)ت¥ )10 48. 642; 11-. 14^ 1ا00)1111.أ{ا68أ 11010 5(; 011 80810111, 071 1^16 #7ال310٢عة(1؟آ¥1111 046 .
x^. 394); !!077111168 071 061)761, 110111.ألآلل4۶0 60. 465; 11.آل) 11. 8ا!!077111168 071 #0771(1718,110111. ¥
ام 0 63. 131; 11.* 111س . 3اا¥آ 425 .77 ;ظ68 1¥. 1111 )^4۶اأ§0أأ)أ 1, 0ال0٢ج*0ل1¥. 447(; 0ت
٢).ا٢±ة. ١¥., 0)1. £. 0. 0أ*. 256 .£ ,0
11
جون كالثن :أسس األين المسيحى ١٣٤٤
األعوج فقط ،بحيث إتهم إذ لم يرضهم الرسم األصيل البسيط الذي رسمه المسيح ،انحرفوا بعيذا
جذا إلى ظالل الناموس.
ض يتأثل مدقعا فسوف يالحظ أن هذا الغرق بين الذبائح الموسوبة وعشائنا الرباني قد وغدته
كلمة الردب؛ وهو أته على الرغم من أن الذبائح مقلت للشعب اليهودي فاعلية موت المسيح نفسه
كما يتبين لنا اليوم في العشاء [ال : ١ه] ،فإذ صورة التمثيل تختلف .فبالنسبة إلى اليهود ،أمر
الكهنة الالوتون أن يمثلوا مسيعا الذبيحة التي كان المسيح ليقدمها؛ واتي بالضحية لتحز محز
المسيح؛ كان ثنة مذبح تعذم عليه؛ وهكذا باختصار ،اقيم كز شيء كي تنصب أمام أنظار الشعب
سها للذبيحة التي كانت لتقدم كثار؛ لله .أثا بعد أن أنجزت ذبيحة المسيح ،فإذ الرت أشس
لطريقه أخرى ألجلنا ،أي لينقل إلى الشعب المؤمن نفع الذبيحة التي قذمت له بواسطة ابنه .لذا
أعطانا مائد؛ لنعيد عندها ،وليس مذبحا نقدم عليه ضحية؛ لم يكرس لها كهنة يقذمون ذبيحة ،بل
خداثا ليوزعوا الوليمة المقدسة .فكلما سما قدر السر وتقذس ،ازداد الوقار والورع اللذان ينبغي
أن تتعاثل معه بهما .ولذا ،ليس ثنة ما هو امئ من أن نطرح عائ كز ادعاء باإلدراك البشري ،وأن
نلتزم بما يعتمه الكتاب وحده .ومائ ال ريب فيه ،أئنا إذ نتفكر في أن العشاء هو من الرب ال من
الناس ،فليس هناك ما يدعوألن نسمح ألنفسنا بأن تبعدنا عنه — ولومقدار شعرة — أي سلطة بشرئة
أو صفة كرسها الزمن .لذلك عندما قصد الرسول أن ينثيه من كز خطأ كان قد انسن إلى كنيسة
الكورنثيبن ،استعاده إلى ذلك التأسيس الوحيد (وهو أقصر الطرق إلى ذلك الهدف) ،إذ يرى كم
يتحئم أن دبقفى قاعدة مستدامة [ ١كو ٢٠ : ١١وما يليه؛.
.١٣طبيعة الذبيحة
واآلن ،كيال يعاركنا ئشابمس حول لفظتي ذبيحة و اكاهن ،سوف أشرح بإيجاز المعنى
الذي قصدته على امتداد النقاش بكلمتي ٠اذبيحةاا وااكاهناا.
١٣٤٥ الكتاب الرابع-الغصل الثامن عشر
لستة أرى على أي أساس يبني جميع من يشيرون إلى كز الطقوس المقنسة والشعائر الدينية
**
.
اذبيحة بكلمة
نحن نعلم ،بناة على االستعمال الكتابى المغرد ،أة ما يسقيه اليونانيون أحياائ ع0ا٢ءوا ،0وأحياائ
ة<عه0و)ًا ، 7وأحياائ أخرى (ً٢اعدعًا ،تدعى اذبيحه *.وتفهم عاته أة هذا يشمل كز أنواع ما تقدم
لله .لهذا يلزم أن نميز ،ولكن بحيث قد يحمل هذا التمييز في طياته تفسيرا باطائ ،من [بين] ذبائح
الناموس الموسوي الذي شاء الرب تحت ظالله أن يمثل لشعبه الحق الجامعللذبائح .هذه ادخنت
صورا مختلفة ،إآل أله يمكن تصنيفها نوعين :إتا كانت التقدمة تقدم نظير كثار؛ عن الخطية تفقدى
بها الذنب أمام الله؛ أو أئها كانت رمزا لعبادة الله وشهادة للدين؛ أحياائ في صورة التوسل لطلب
قبول الله؛ وأحياائ للشكر ،للشهادة بعرفان القلب بإحسانات اجزلت؛ وأحياائ لمجرد التدريب
على التقوى البسيطة ،لتجديد تأكيد العهد .شمل هذا النوع الثاني تقديم التحرقات ،أو سكب
الشراب ،أو التقدمات ،أو بكر الحصاد ،أو ذبائح السالم.
وبحسب ذلك دعونا نقشم نبائحنا نوعين؛ وبقصد التعليم دعونا نسئي أحدهما ذبيحة
خمد ووقارا (الةء1اًاواع<عآعد و ً 0اهى]3عى) ،حيث إته ينتمي إلى عبادة الله وتعظيم جالله ،وهو
األمر الذي يلزم على المؤمنين ويؤذونه له؛ أو ،إذا رغبت ،أذبيحة سكرا! (الة>ااآت>أ<عع0دل٦ح) ،حي٠ث
إتها يقدم لله مئن اغدقت عليهم منه إحسانات ال حصر لها وال عدد ،وبها يدفعون دتنهم بتقديم
نفوسهم بجملتها وكز أعمالهم له .ودعونا نسئي النوع اآلخر ذبيحة كثارة أو استرضاء .
وذبيحة الكثارة هي التي يقصد بها استعطاف غضب الله وإرضاء دينونته ،وبهذا يغسل الخطايا
ويطير بحيث يمكن للخاطئ الذي يصبح بذلك تطهرا من براثنها ومسثفاذا إلى طهارة البز ،أن
يعود إلى رحاب قبول الله .سئيت بهذا الذبائح التي وتست ،تحت الناموس للتكفير عن الخطيئة
[خر،]٣٦:٢٩ليس ألتها كانت قادرة على استعادة رضا الله أو محو اإلثم ،بل ألئها كانت تمثل
مسيعا ذبيحة حقيقية انجزت في الواقع بواسطة المسيح وحده؛ وبه وحده ،ألة أحذا سواه لم
يمكنه أن يفعلها .ولم يفعل إأل مرة واحدة ،ألة قوة تلك الذبيحة وفاعليتها التي أتفها المسيح
أبدية ،كما شهد بصوته هو عندما قال قد اكمل [يو ]٣٠:١٩؛ كز ما كان ضرورائ الستعادة رضا
االب ،ولنوال مفغرة الخطايا والبر والخالص؛ كز هذا عمله من قذم تلك الذبيحة الغريدة وأكمله
ببذل نفسه .وكامله كانت تلك الذبيحة بحيث لم يبق مكان بعدئذ ألي ذبيحه أخرى.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٣٤٦
.١٤يعالقداديس
لذا أستنتج أده أشر العار والتجديف الذي ال يطاق -ضن المسيح وضن الذبيحة التي صنعها
ألجلنا بواسطة موته على الصليب -أن يفترض أحذ أئه بتكرار التقدمة يحصل على غفران خطاياه
ويرضي الله ويكتسب البر .ولكن ماذا يفعلون حين يقيمون القداديس ،غير جثبنا شركاء في آالم
المسيح باستحقاق ذبيحة جديدة؟ وكما لم تكن هنالك حدود لخبلهم ،اعتبروه أمرا هتائ أن
يقولوا إذ ذبيحة قذاسهم تقذم بالتساوى للكنيسة كتها ،ما لم يختاروا أن يقصروا تطبيقها على هذا
اإلنسان أو ذاك على وجه التحديد كما يشاؤون ،أو باألحرى على كز من شاء أن يشتري بضاعتهم
بقطعة من النقود .وعلى الرغم من أئهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى سعر يهوذا ،لجأوا إلى التشبيه
بالعدد لكي يشاكلوا نموذجه .لقد باع يهوذا (سيده) بثالثين من الفضة [مت :٢٦ه ]١؛ يبيعه
هؤالء ،بحسب سعر العملة الفرنسية ،بثالثين قطعة نحاسية؛ يهوذا باعه ره ،هؤالء يبيعونه بقدر
كما نرفض أئهم كهنة بمعنى أئهم بواسطة تقدماتهم يشفعون أمام الله من أجل الشعب ،وإذ
استرضوا الله يحصلون على كعارة للخطايا .ألن المسيح هو رئيس الكهنة الوحيد ،وكاهن العهد
الجديد األوحد [قارن عب ،األصحاح ]٩الذي دبل إليه كز كهنوت ،والذي انهي فيه جميعه
واغبق .وحتى لو لم يذكر الكتارب شيائ عن كهنوت المسيح األبدي ،فألذ الله عندما أوقف كز
كهنوت قديم لم يرسم جديذا ،تظل حجة الرسول منيعة :ا|أل قاحن أخذ هذ؟ الؤظيعه بنفسه ،تل
المذعؤ من الله[ ٠١عب ه . ] ٤ :فبأي وقاحة ،إدا ،يتجاسر هؤالء المدرسون الذين يفتخرون بأئهم
جزارو المسيح ،على أن يدعوا أنفسهم كهنة األله الحي؟
ثمة فقرة رائعة في الكتاب الثاني لمؤلف أفالطون األشهر الجمهورية .نجدها في سياق حديثه
عن التقدمات الكثارية القيقة ،وتنكيله بخباء ثقة الفاسدين من البشر الذين اعتقدوا أة سيائتهم
سترتها تلك التقدمات فحجبتها عن عيون اآللهة ،والذين كما لو كانوا قد تعاقدوا مع اآللهة،
انغمسوا في الملذات بال مباالة .هنا يبدو بالتكيد أئه يشير إلى مزاولة القداديس االسترضائية كما
نجدها اليوم في أنحاء العالم .يعرف الجميع أئه من الحرام أن يحتال أحدهم على آخر وينهبه .كما
يعترف الجميع باه من اإلثم أن تربك األرامل بمعامالت ظالمة ،وأن يسلب مال اليتامى ،وأن
١٣٤٧ الكتاب الرابع-الغصل الثامن عشر
يئلى المساكين ،وأن بتز الممتلكات باالحتيال والنصب ،وأن يتطاول أحدهم على ملكبة غيره
باليمين الكاذبة ،وأن يظلم أحد باالستبداد والعنف .كيف إدا ال يكذ الكثيرون عن فعل كز هذه
باستمرار ،كما لو كان بجرأة مستفحبة؟ في الحقيقة ،إن دققنا الفحص فلن نجد ما يشجعهم على
فعل هذه جميعها سوى اعتقادهم أدهم سيرضون الله بتقدمة القداس كثمب يدفع ،وأن هذه أسهل
وسيلة لتصفية حسابهم معه.
يسترسل أفالطون في التهكم على الغباء البدائى عند الذين يغلتون أن تقدماتهم االسترضائية
تعفيهم من قصاص العالم السفلي ٩.وما هو الهدف اليوم من التذكارات السنوتة ومعظم القداديس،
عدا ائها بقام لتن كانوا أشر المستبدين طوال أيام حياتهم ،أوأفظع اللصوص ،أومرق نزلوا إلى أسفل
دركات االنحطاط ،عساهم إذا افتداهم هذا الثمن المدفوع يهربون من نار المطهر؟
٠٠ .٦١ظدمةالشكرا؛فيالكئيسةالمسيصة
تشمل الفئه الثانية من الذبائح ،والتي سميناها ذبيحة الشكر جميع واجبات المحبة .فإرنا
عندما نحتضن إخوتنا بهذه ،نكرم الرب نفسه في أعضائه .كما تشمل أيشا صلواتنا ،وئسمحات
حفدنا ،وشكرنا ،وكز ما نفعله في عبادة الرب .وتعتمد جميع هذه في النهاية على الذبيحة
العظمى التي نتكرس بها ،نغشا وجسدا ،لنصير هيكأل مقدسا للرب [ ١كو ١٦:٣الخ؛ .ألده ال
يكفي األعمال الخارجية أن تدرج تحت هذه الخدمة؛ بل أنفسنا أؤأل ،ثم كز ما بنا ولنا ينبغي أن
تفرز ويكرس له ،حتى يخدم مجذ ه كز ما فينا ويطمح بغيرة متقدة إلى زيادته.
وهذا النوع من الذبيحة ال صلة له باسترضاء غضب الله ،أو الحصول على مفغرة الخطايا ،أو
استحقاق البز ،بل ينشغل بتعظيم الله وإعالئه فقط .وال يمكن أن يسر به الله سوى أن يقذم بأيادي
من صالحهم لنفسه بوسيله أخرى بعد أن نالوا غفران الخطايا ،ومن ثم وهبهم محو ذنوبهم.
أتا هذا فالزم للكنيسة بحيث ال يمكنها أن تتغبب عنه .لذا كما تبئن أعاله من النبى ،سوف
يدوم إلى األبد ما ظز شعت الله .وبهذا المعنى يمكننا أن نفهم النبوءة القائلة :ألئه من ،تسري
اشس إنى تعربها اسبي عظيم سن األتم ،ؤفي شمز محكان يعؤث السمي ثغور وبعدته طاهزه،
ألن اسيي عظيم كن األتم ،وال زب الكوئد [مال .]١١ : ١حاشا لنا أن نزيلها! هكذا يدعونا
بولس أن نقنم أجسادنا ذبيحة حثه معل كه مزضئه عنت الر ،عائذدكم الفعلثة [رو ١:١٢؛ قارن
10,؟ انظر 0, 71. 138 ٤(. :الل )1ط) خ 11. ¥111. 365 £. 366 ٩
جون كالثن :أسس الدين المسيحى ١٣٤٨
١بط :٢ه .)٦-لقد قصد متعتنا أن يقول أعبادتنا العقلية ،ألته كان يتفكر في النمط الروحى
لعبادة الله ،الذي يقابله ضمائ بالذبائح الجسمانية التي تميز بها الناموس الموسوي .كما يسئى فعل
الخير والمشاركة بذبائح سز الله (عب ١٦: ١٣؛ .وهكذا اعتبر بولس سخاء كنيسة فيلجي الذي
تجلى في إعانته وهو في فقره ،نسيم رائحه طيه ذبيحة مقبولة [في ١٨: ٤؛؛ وهكذا تعتبر جمع
األعمال الحسنة التي يفعلها المؤمنون ذبائح روحية.
ولماذا أسعى وراء براهيئ كثيرة؟ ألن هذا التعبير يرد تكرارا في الكتاب المقذس .فحتى بينما
ظل شعب الله تحت وصاية الناموس الخارجية ،أعلن األنبياء بوضوح كاب أن الحق -ذاك المشترك
بين الكنيسة المسيحية واألمة اليهودية — يكمن في تلك الذبائح الجسمانية .بهذه الطريقة صلى
داود طاليا أن تستقيم صالته كالبخور قدام الله [مز .]٢ :١٤١وهي ما دعا هوخع الشكر عجول
شفاه [هو ٢: ١٤؛؛ وداود يدعو شكره ذبح حمد [مز ٠ه٢٣:؛ قارن ١ه .)١٩:وعلى مثاله
يدعو الرسول الشكر ديخه الئسيح ،آي دمز سعا؛ معتر وة داشبه [عب :١٣ه.]١ال يمكن أن
يخلو عشاء الرب من ذبائح من هذا النوع ،والتي فيها ،فيما نخبر بموته [ ١كو ]٢٦:١١ونقدم
الشكر كذبيحة حمد ،وهذا هو ما نفعله نحن .وهكذا يدعى المسيحيون كهنودا ملوكيا بتقديمهم
هذه الذبائح [ ١بط .]٩: ٢إتنا نقنم تلك الذبيحة ،ذبيحة الحمد ،لله بواسطة المسيح .ويستي
الرسول ذلك كمز سعا؛ معتروة داسبه [عب : ١٣ه ١؛ .كما أتنا ال نقف أمام الله بال شفيع .وهذا
الوسيط الذي يشفع فينا هو المسيح الذي نقنم به ذواتنا وكز ما لنا لآلب .هو رئيس كهنتنا الذي
دخل أقداس السماء [عب ]٢٤: ٩ويفتح لنا طريعا للدخول [قارن عب .)٢٠: ١٠هو المذبح
[عب ]١٠:١٣الذي نضع عليه قربان عطايانا بحيث كز ما نبادر إلى عمله نعمله به .أقول هو هو
من جعلنا ملوغا وكهنة لله أبينا [رؤ .]٦:١
ماذا يتبعى سوى أن العمي يبصرون ،والضم يسمعون ،حتى األطفال يدركون هذا الرجس،
رجس القداس؟ تذم في كأس ذهبية ،فأسكر جميع ملوك األرض وشعوبها من األعلى إلى األدنى،
وضربهم بالذوار والنعاس بحيث صاروا أغبى من البهائم ،فحملوا إناء خالصهم إلى هذه الدوامة
١٣٤٩ الكتاب الرابع-الغصل الثامن عشر
الواحدة الثؤلكة .من المؤنمد أن الشيطان لم يصنع آله أقوى من هذه ليحاصر ملكوت المسيح
ويأسره .إته الهيالذة ١ ٠التي من أجلها يحارب أعداء الحئ اليوم باهتياح ونقمة وعنب شديد؛ هيالنة
حائ ،يدتسون بها نفوسهم بقسي روحى ،وهو أشنع الرجس جميائً .هنا لن أمش ولو بخنصري
تلك الشناعات التي قد يتذرعون بها لتلويث طهارة قذاسهم المقدس؛ والمتاجرة المنحثلة التي
يزاولونها؛ واألرباح النجسة التي يجتنونها من صنع قداديسهم؛ والجشع غير المكبوح الذي
يشبعون به شهواتهم .إتني أشير فقط بكلمات بسيطة ووجيزة إلى أي نوع من قدس األقداس ينتمي
القداس حتى استحق أن يحترم ويجل بضعة قرون .فإته ليصبح عمأل ونخائ أن تخرج إلى الضوء
هذه األسرار العظيمة بحسب كرامتها .ولسك مستعدا أن أمزج بها تلك المفاسد القبيحة التي
تكشف اآلن عن نفسها أمام أعين جميع البشر ووجوههم ،كي يدرك الجميع أن القداس -حتى
إذا ادخن على أسمى مستوى من الطهارة يمكنه أن يدعيه ،مجردا من معاليقه ،من جذره إلى ذروته
— يعخ بمختلف أنواع االنحطاط والتجديف والوثنية وتدنيس المقدسات.
يمتلك قرائي االن ،بصورة موجزة ،كل شيء تقرييا ارتأيت أته ينبغي أن يعرفوه عن هذين
السرين اللذين دسئمت الكنيسة المسيحيه استعمالهما منذ بداية العهد الجديد حتى جمبع أنحاء
العالم؛ أال وهو أن المعمودية يلزم أن تكون ،إذ جاز القول ،مدخأل إلى الكنيسة واستهالأل في
اإليمان؛ ولكئ العشاء ينبغي أن يكون نوعا من المأكل المتواصل الذي يغذي به المسيح أهل بيت
مؤمنيه .لذلك إذ إذ ثئة إليى واحذا ال سواه ،وإيماتا واحذا ،ومسيحا واحذا ،وكنيسة واحدة،
جسنا واحذا؛ فكذلك المعمودية إتما هي واحدة [اف ]٦-٤ : ٤وال يجوز تكرارها .أتا العشاء
بالمسمح. فيوزع تكرارا بحيث يتمكن تن لجذتئهم الكنيسة ،من أن يدركوا أتهم يواصلون التغد
لم يؤسس الله لغير هذين السرين؛ فال ينبغي على كنيسة المؤمنين أن تعترف بغيرهما؛ ألن
تأسيس أسرار أخرى وتنصيبيى لم يتركا لحرية اختيار البشر .سوف نفهم ذلك فورا باستذكار
عينها الله كيما يعتمنا عن وعوده ،ويشهد لنا بمشيئته الصالحة ما سرح أعاله بوضوح كابا:
اإلشارة هنا إلى هيآلنة (في إلياذة هوميروس) المغتصبة وهي هنا رمز للقداس وهو العشاء الرباني المغتصب ،والمدافعون ١٠
عن القداس هم رمز ألهل طروادة.
انظر أعاله :الكتاب الرابع ،الفصل السادس ،الفقرة .١ ١١
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٣٥٠
نحونا .عالو؛ على ذلك ،سوف ندرك ذلك إذ نحفظ في حاضر أذهاننا أن ليس لله مشير من بني
اإلنسان [اش ١٣: ٤٠؛ رو . ،]٣٤: ١١بحيث يمكنه أن يعطي وعذا أكيذا في ما يتعئق بمشيئة
الله ،أو أن يولد فينا الثقة فيما يفكر الله بها نحونا ،أو ما يقصد أن يعطينا أو يحرمنا إياه .فتؤا يؤن
أده ما من إنسان يستطيع أن يقيم عالمه تشهد لقصد له أو لوعد منه .هو وحده من أعطى العالمة
ومن يقدر أن يشهد لذاته بيننا .سأقولها بأكثر اختصار وربما بأكثر فظاظة ،ولكن بأكثر وضوح:
يستحيل أن يكون هنالك سز من دون أن يحمل وعذا بالخالحس .فالبشر كلهم — مجتمعين — ال
يمكنهم أن قعدونا بشيء على صلة بالخالص ،وس تلم ،ال يمكنهم من تلقاء أنفسهم أن يقيموا سرا.
يثالب
: ٠ع
تقبل وتعترف
٠
الكنيسة أن
٠٠
درفضئ
٠٠٠٠؟
السردن .كما ال
ض٠:
بهذين
٠٠ ٠
المسيحية
٠٠ ٠٠
الكنيسة
٠٠
لتكتف
/
لذا
لهما فقط للوقت الحاضر ،بل دعها ال ترغب أو تتوقع أي سرآخر أيائ ،حتى انقضاء الدهر.
اعطي اليهود فيما مضى أسرارا مختلفة إضافة إلى هذين السرين المعتادئن وذلك طبعا
لألحوال المتغيرة في زمانهم (سل التئ [خر ١٣:١٦؛ ١كو ،]٣: ١٠والماء الخارج من
الصخرة [خر ٦: ١٧؛ ١كو ،] ٤ : ١ ٠والحية النحاسية [عد ٨:٢١؛يوً١٤:٣ا ،وغيرها) .ومع
هذا التنوع انذر اليهود بأآل يتوقفوا عند تلك الرموز التي كانت أحوالها موقتة ،بل أن ينتظروا من
الرب شيقا أفضل وذا ديمومة بحيث ال يغنى وال يضمحز.
أثا أحوالنا ،نحن الذين اعلن لنا المسيح ،فتختلف تماائ ،ألن فيه مذخر لجميع بلور* الحكته
ؤالعلمًاا [كو ٣: ٢؛؛ وفي وجود عظم هذه الوفرة والغنى ،أن نرجو أو نطلب أي إضافة إلى هذه
الكنوز ،فهو حعا أن نثير غضك الله ونستغره نحونا .أثا نحن فلنا أن نجوغ ونسعى إلى المسيح
وحده ،ولنبتفية وندرسه ونتعتم منه وحده ،حتى ينبثق فجر ذاك النهار العظيم حين يعبن كمال
مجد ملكوته [قارن ١كو ه ٢٤ : ١؛ ويظهر لنا نفسه ونراه كما هو [ ١يو ٢ : ٣؛ .لهذا السبب يدعى
األخيرة [ ١يو ،]١٨:٢و األيام األخيرذأ [عب ٢:١؛،
** زمننا هذا في الكتاب المقدس ٠٠الساءة
األخيرة [ ١بط ٢٠ : ١؛ ،حتى ال يخدع أحذ نفشه بتووع باطل لتعليم جديد أو إعالن ** و األزمنة
جديد .الله ،بفن ائ كلم االباة باألدبائء قديتا ،بادؤاع ؤ طر ق كثيزه ،جمتا ني هذذاأليام األحيز؛ بي
ايبه [ 11عب ٢-١ : ١؛ الذي وحده يمكنه أن يعلن االب [لو ٢٢ : ١٠؛؛ وقد أظهر اآلب فعأل وكلجا،
واآلن ،وقد -يرم البشر القدرة على صلن أسرار جديدة في الكنيسة ،لتكن هنالك رغبة أأل
يمزج مع هذين السرين اآلتيين من عند الله سوى أقز ما يمكن-من االبتكار البشري .فإئه تماائ مثلما
يتحئض العجين كته عندما بضاف إليه الخميرة ،والخمر تتشعشع وال يبقى خمرا عندما دحعف
بالماء ،هكذا أيشا يتلؤث نقاء أسرار الله عندما يعبث بها البشر بإضافة أي شيء من عندهم.
مع ذلك نرى كيف تدهورت حال األسرار المقدسة عن طهارتها األصلية في ممارستها
الحالية .في كز مكان نرى مواكك وطقوسا وإيمائيات؟ وفي الوقت عينه ال يوجد اعتبار وال ذكر
لكلمة الله التي بدونها ال تظز حتى األسرار نفسها أسرارا.
في الواقع ،إذ الطقوس عينها التي أسسها الله ال تستطيع أن ترفع رأسها في وسط حشد كبير،
بل تنطمر كما لو أن الناس داستها .في المعمودية ،كم هوقليل ما يراه الناظر من تلك التي وحدها
كان ينبغي أن ئشطع وأن ينغر إليها (كما شرحنا قبأل) ١٢،أي المعمودية نفسها؛ والعشاء مدفون
كليا منذ أن حول إلى قداس ،عدا أئه يرى مز؛ واحد؛ في السنة ،ومع ذلك يرى مشؤائ ،ميتوزا،
مشطورا إلى النصف!
انظر أعآله :الكتاب الرابع ،الفصل الخامس عشر ،الفقرة .١٩ ١٢.
الفصل التاسع عشر
مح
(خمسة أسرار مزعومة ال سلطه لها من كلمة الله ،وغير مستعملة في الكنيسة األولى)٣-١ ،
كان يكفي أن يقع نقاسنا السالف العقالة والقايلين للتعتم من الناس بأأل ينقادوا إلى ما هو
أبعد وراء حب استطالعهم ،أو أن يقبلوا أي أسرار أخرى بمعزبًا عن كلمة الله ،عدا السرين االثنين
اللذين غبموا أتهما مرسومان بأمر الرت .أتا فكرة األسرار السبعة الشائعة على كز لسان والتي
تغلغلت في المدارس والعظات ،فرسخت بسبب يدمها وال تزال راسخة في أذهان الناس .ولذا،
بدا لي أتني أفعل شيائ جديرا إذا كنث ألتقضى الخمسة الطقوس األخرى ،كأل على انفراد وعن
أكثر كثب ،إذ صارت تعتبر ضمن أسرار الرب الحقيقية واألصلية ،وإذا كنت ألنزع عنها البناع
أوأل ،أريد أن أعلن لجميع األتقياء أتني ال أثخن هذا الجدل حول التسمية بدافع رغبة في
الشجار ،ولكئ أسبابا وازنة تضطرني إلى اإلقبال على مهاجمة إساءة استعماله .أعي جيذا أة
المسيحيين أسياد الكلمات وغيرها من األمور ،ومن ثم يمتلكون قدرة تطبيق الكلمات على األشياء
كما يروقهم ،بشرط الحفاظ على معاني الورع حتى إذا سمح ببعض الخطأ في استعمالها في
الحديث .إتني أستم بذلك كته ،على الرغم من أته يفشل أن تخضع الكلمات لألشياء ،ال األشياء
للكلمات .أتا في كلمة اسرا فالحال يختلف؛ ألن الذين يفترضون سبعة أسرار ،يطبقون عليها
جميعها التعريف بأتها عالمات منظورة لنعمة غير منظورة؛ ويجعلونها كتها آنية للروح القدس،
[أي لومبارد؛ نفسه ينكر أن تستى أسرار الناموس 8ح0عحخعج8 في الحقيقة أن مؤتف كتاب
الموسوي بذلك االسم على وجه التدقيق ،ألدها ال تمنح ما كانت تمثله مسبعا ١ .وأنا أسأل :هل
يطاق أن تلك الرموز التي كرسها الرب بغمه ،والتي زينها بوعود مميزة ،ال يحق لها أن تعتبر
أسرارا؛ بينما تجزل هذه الكرامة على تلك الشعائر التي إما صنعها البشر بأنفسهم ،أو مارسوها
على األقز من دون أمر صريح من الله؟ دعهم ،إدا ،إتا أن يفغروا تعريفهم للكلمة ،أو أن يمتنعوا عن
استعمالها هذا الذي ينتج منه خطر نشوء معتقدات خاطئة ومنافية للعقل( .يقولون) المسح األخير
هو رمز نعمة غير منظورة وعآته ألثه سر .ولما كان مستحيال علينا بأي حال أن نقبل هذا االستنباط
الذي يدعونه ،يتحتم مؤغدا أن نتحذى استخدامهم للكلمة نفسها ،لئال نسمح لها بدفع هذا الثمن
بأن تفسح المجال لخطأ كهذا .إثهم أيائ عندما يصادقون عليها كسر ،يرفقون السبب (قائلين)
إثها تتكون من العالمة الظاهرة والكلمة .أتا إن كتا ال نجد أمرا بها وال وعذا تحتويه ،فماذا يمكننا
أن نفعل سوى أن ننكر صحة زعمهم؟
يظهر اآلن أثنا ال نتنازع على اللفظة ،بل نثير جدأل ضروريا حول الموضوع نفسه .ولذا ينبغي
أن نتمشك بشنة بما آكدناهآنائ بحجة منيعة :بأن قرار تأسيس سر يعتمد على الله وحده .في الحق
ينبغي للسر — على أساس وعد الله الصادق — أن يشجع ويعزي ضمائر المؤمنين التي ال يمكنها أن
تحصل على هذه الطمأنينة من إنسان .وينبغي للسز أن يكون شهادًا لنا لمشيئة الله الصالحة نحونا،
والتي ال يمكن لبشر وال مالك أن يشهد لها إذ ليس له بن مشير [اش ١٣: ٤٠؛ رو .]٣٤ : ١١
لذلك ،هو وحده ،بسلطته الحقيقية ،يشهد لنا عن نفسه بواسطة كلمته هو .والسز هو ختم يبزم به
العهد ،أو الوعد ،ويختم .ولكئ ال يمكن للعهد أن يختم بأشياء مادتة وبعناصر هذا العالم ،ما لم
تكن قد سكلت وحصصت بقوة الله .ولذا ال يستطيع اإلنسان أن يؤسس سرا ،ألته ال يمتلك قوة
أن يستر أسرارا إلهية هذا قدر عظمتها في عناصر وضيعة كهذه .وينبغي ،كما قال أوغسطينس ،أن
تسبق كلمه الله السر لتجعله سرا.
أضف إلى ذلك أئه من المفيد أن نحافظ على التمييز بين األسرار والطقوس األخرى ،إأل إذا
أردنا أن نقع في سخافات عديدة .صتى الرسل راكعين [اع٦٠:٧؛٤٠:٩؛ ٣٦:٢٠؛ :٢١ه؛
] ١٤ : ٢٦؛ ولذا لن يركع الناس من دون أن يكون ركوعهم سرا .قيل إذ التالميذ عندما صتوا
كانوا يونون شروا؛ فإذ وينا شروا وجب أن يكون ذلك سرا مقنشا لنا .يريد بولس أن يرفع الناس
أيادي طاهر؛ في كز مكان [ ١تي ٨ : ٢؛؛ كما استذكر أن القديسين كثيرا ما صغوا بأيد مرفوعة إلى
فوق [مز ٤: ٦٣؛ ٩:٨٨؛ ٢: ١٤١؛ ]٦: ١٤٣؛ أفهكذا ينبغي أن يكون مذ األيادي إلى فوق سرا
مقدسا؟ في النهاية تتحول جميع إشارات القديسين إلى أسرار مقدسة! لم أكن أوة أن أقف عند هذه
األمور لوال ارتباطها بتلك األكثر صعوبة.
لو حاولوا أن يقنعونا عنو؛ باالرتكاز على سلطة الكنيسة العتيقة ،فإئني أحتخ بأدهم خادعون.
ألته ال يوجد هذا العدد سبعة عند أي من الكائب الكنسيين؛ ومائ ال يعرف على وجه التأكيد،
هو متى تستل هذا األمر أؤل مرة .إتني أعترف بأئهم [الكتاب القدامى] ال يدوقون أبذا أحياائ في
استعمالهم لكلمة سر ؛ ولكن ماذا يعنون بها؟ يعنون جميع الطقوس والشعائر الخارجية ،ويعنون
كز تدريبات التقوى .أما عندما يتكتمون عن العالمات التي ينبغي أن تشهد للنعمة اإللهية نحونا،
فيكتفون بهذين االثلين :المعمودية واألفخارستيا.
فلئأل يظن أحذ أتني أدعي ذلك زورا ،سوف أؤسر هنا إلى بضع شهادات من أوغسطينس.
يقول لينايريوس :أريدك أوال أن تستوعب النقطة الرئيسة في هذا النقاش( ،وهي) أن ربنا المسيح
(كما يقول هو نفسه في اإلنجيل) وضع على كاهلنا نيرا هيائ وحمأل خفيعا [مت * ٢٩ : ١١
.]٣ -
ولذا فإته ربط مائ مجتمع الشعب الجديد بأسرار قليلة العدد جذا ،سهلة الممارسة جدا ،مميزة
المعنى جذا .تلكم هي المعمودية مكرسه باسم الثالوث ،وشركة جسد الرب ودمه ،وكز ما تؤيده
األسفار المقدسة القانونية ٢.اويقول أيشا في كتابه في العقيدة المسيحية :لقد منح الرب ذاته بسلطته،
منذ قيامته ،وكذا أسس تعليم الرسل استعمال بعض العالمات القليلة بدأل منكثر؛ في عددها ،سهز
جذا إجراؤها ،سامية جدا في مغزاها ،طاهرة إلى أقصى حذ في ممارستها .تلكم هي المعمودية
واالحتفال بجسد الرب ودمه ٣.افلماذا ال يذفر هذا العدد سبعة ؟ هل من المحتمل أته غفله لو
كان قد تًاشسآذذاك في الكنيسة ،وخصوصا مع تميزه بمراعاة األعداد بأكثر مائ يلزم؟ في الحقيقة
أته عندما يذكر المعمودية وعشاء الرب باالسم وال ينبس بكلمة عن البقية ،أال يقول ضمائ بما فيه
الكد 0,االخ8عآجل٨٦ انظر٢. !!٢ ٧11. 349(. :أ ;.3 )!^۶٤ 35. 1840للل1 ٢
0,اال81ل٦جل٨٦ 1 . 1 )^۶٤ 33. 200; ٤٢. #عغال 0،أأ12. 252(; 0 انظر. 13 :ال 111. ٣
( 11. 560تسر ٠٤ 34.71; 11.ر)
١٣٥٥ الكتاب الرابع-.الغصل التاسع عشر
الكفاية إذ هذين السرين يتميزان بكرامه متغردة ،وتهبط الطقوس األخرى إلى مقام أدنى بكثير؟
لذا أقول إذ هؤالء المعثمين األسرارئين ال يفتقرون جذا إلى معرفة واعية فقط لكلمة الله ،بل إلى
الدراية أيائ بما توده الكنيسة األولى ،مهما عئلم تباهيهم بهذا االدعاء .أائ االن فلنعالج األنواع
(التثبيت ليس سرا؛ يلزم أن لبقعاد الممارسة المبكرة للقبول [في عفرتة الكنيسة) بعد التعليم
المناسب.)١٣-٤ ،
.٤عادةالكتيسةالقديمة
جرت العادة في األزمنة المبكرة أن يؤتى بأوالد المسيحيين الى األسقف -بعد أن يكونوا
قد نموا — لتأدية الواجب المطلوب مش تقذموا للمعمودية كبالغين .وجلس هؤالء بين صفوف
الموعوظين إمن يتلعون التعليم الدينى قبل معموديتهم؛ حتى أتنوا التعلم في بنود األيمان ،فأصبحوا
قادرين أن يقروا بإيمانهم أمام األسقف والشعب .ومن ثم ،كان أن تن تعئدوا كأطفال عند نهاية
مرحلة الطفولة أو بداية سن المراهقة -إذ لم يكونوا قد اعترفوا بإيمانهم أمام الكنيسة -يأتي بهم
والدوهم ،ويمتحنهم األسقف بحسب نظام كتاب التعليم المسيحي الذي كان عندئذ قد اثخن
صيفة محذدة وبات استعماله شائعا .ولكي تودر هذه العملية بشكل خاص ،مع أثه كان ينبغي
أن تكون مقذسة وعظيمة الشأن في حذ ذاتها ،اضيف إليها وضع األيادي .وهكذا ما إن اعترف
الشاب بإيمانه ونجل إقراره ،حثى انصرف ببركه مهيبة.
يذكر الكائب األقدمون هذه الممارسة بكثرة .يقول البابا الون :إن تاب رجز عن الهرطقة
ال يلزم أن يعئد ثانية ،بل لتستقر عليه قوة الروح القدس التي افتقدتها معموديته ،وذلك بوضع ئذي
األسقف .هنا سوف يصيح مخاصمونا بأن طقسا يحز الروح القدس من خالله ال بذ أن يكون
سرا مقذسا .ولكن الون نفسه يشرح ما قصده في موضع-آخر ،فيقول :ال يعتن ثانيه من تعئد
قبأل بين الهرطوقيين ،بل ليسح بوضع األيدي وبالدعاء لحضور الروح القدس؛ ألئه كان قد تجل
صورة المعمودية من دون التقديس.اا٤يذكر هيروينمس ذلك أيائ ضد اللوسيغريين.ه ومع أئني ال
0 1,ل ا€أء ;. 7آا1ن ;. 2ا¥ت1ن -8 0 18اخا8ال٩٦عا 11, انظر7 2 :ل١١٢ل(ل١٢ح54. 1194, 1138, 1209:1٢. ٤
2; 112(.ع 11.1. 108; 103,10ت.لج8
اللوسيغردون شيعة صغيرة أسسها لوسيغر الكاغليري (مات ،)٣٧١أحد مؤيدي أثناسيوس .وقد غضب بسبب محاوالت ه
الكنيسة آنذاك مصالحة بعض أتباع آريوس السابقين.
جون كالثن :أسس األين المسيحي ١٣٥٦
أنكر أن هيرونيمس كان مخطائ هنا بعض الشيء ،بقوله إذ الممارسة رسولية ،فإته على الرغم من
ذلك بعيد كز البعد عن حماقات هؤالء الرجال .ثم إته يعدل قوله عندما يضيف أة هذه المباركة
أعطيت لألساقفة وحدهم ،إكراائ لوظيفتهم أكثر مائ هي ضرورة قانونية ٦ .لذا أؤيد وأرحب بوضع
األيدي ،باعتباره إشارة بسيطة للمباركة ،وكم أرغب أن دمارس اليوم بصورتها النقية.
أثا في عصر الحق كاد يمحو الحقيقة ،فادخل تثبيت مزعوم على أته سر من أسرار الله.
فقد ادعوا أن قوة التثبيت تمنح الروح القدس الذي وهب عند المعمودية لمنح البراءة ،ونلك
ألجل ازدياد النعمة؛ وألجل إعداد من تجددوا للحياة بالمعمودتة لمواجهة معاركها .وبجزى
هذا التثبيت بالمسح بالزيت وبهنه الجملة .إتني أضع عليك عالمة الصليب المقدس ،وأثبدلث
بتيرون الخالص ،باسم اآلب واالبن والروح القدس ا يفعل كز ذلك في أناقة وجماني ساحر!
ولكن أين كلمة الله التي تعد بحلول الروح القدس هنا؟ ال يستطيعون أن يرونا حرائ واحذا .كيف
يؤكدون لنا أن ميرونهم إناء للروح القدس؟ نرى الزيت -السائل الدهني المقرف — ال غير .يقول
أوغسطينس :أضف الكلمة إلى العنصر فيصبغ سرا ٧ .وأنا أقول :ليأتوا بهذه الكلمة إن أرادوا
أن نرى في الزيت أئ شي؛ غير الزيت .ولكن إن كانوا يقرون بأئهم خذام األسرار ،كما ينبغي أن
يفعلوا ،فلن تكون لنا بعن حجه للجدل .هذه هي القاعدة التي يجب أن يلتزم بها الخادم :أأل تفعل
شيائ من دون أمر .طيبرزوا إدا أوامرهم للقيام بهذه الخدمة ،عندئذ لن أنيس بكلمه أخرى .وإن لم
يكن لديهم أمر ،ال يمكن أن يعذروا تدنيسهم الجسور .بهذا المعنى سأل الرب الغريسيين :هل
كانت معمودية يوحنا من السماء أو من الناس؟ فاذا جاءت إجابتهم أتها من الناس كان
ليثبك لهم أتها معمودية عابثة وباطلة؛ وأثا إن قالوا إتها من السماء فعندئذ لزم عليهم أن
يعترفوا بتعليم يوحنا .ولذا لم يتجزأوا على أن يقولوا إتها من الناس حتى ال يهينوا يوحنا إهانة
مفرطة [مت :٢١ه ٢٧-٢؛ .إدا إن كان التثبيت من الناس ،فببرهن على أته عابث وباطل؛ أثا إذا
أراد معارضونا أته من السماء ،فليبرهنوا على صخة ذلك.
هم في الحقيقة يدافعون عن أنفسهم باللجوء إلى مثال الرسل الذين يغزون بأتهم لم يفعلوا
شيقا بتهؤر .هذا فعأل صحيح؛ كما أتنا لم نكن لنلومهم إن أظهروا أتهم يتبعون مثال الرسل .ولكن
ماذا كان الرسل يفعلون؟ يقول لوقا في سفر أعمال الرسل إذ الذين كانوا في أورشليم ،لائ سمعوا
أن السامرة قد قبلت كلمة الله ،أرسلوا بطرس ويوحنا إليها؛ وصلى هذان الرسوالن لكي يقبل
السامريون الروح القدس الذي لنا يكن قد حز بعد عليهم ،إذ كانوا قد تعندوا باسم يسوع فقط؛
وبعد أن صنيا وضعا أيديهما عليهم ،وتقبل السامرتون الروح بواسطة وضع األيدي [اع
.]١٧-١٤ :٨كما تذكر وضع األيادي هذا مرارا [اع٦:٦؛١٧:٨؛٣:١٣؛.]٦:١٩
إتني أسمع ما عمله الرسل ،أي أتهم قاموا بخدمتهم بأمانة .لقد شاء الرب أن تلك اشم
العجيبة ،بعم الروح القدس التي سكبها عندئذ على شعبه ،دجرى وتورع بواسطة رسله من خالل
وضع األيدي .لسث أظل أن سرا أعمق كان يكمن في وضع األيدي هذا ،لكن تفسيري هو أتهم
استخدموا ذلك الطقس ليشيروا إلى أتهم بهذه العالمة يقذمون من وضعوا عليه أيديهم للرب
ويسلمونه إلى عنايته.
لو كانت هذه الخدمة التي قام بها الرسل قد استمرت فيما بعد في الكنيسة ،الحدغظ أيثما
بوضع األيدي .أائ إذ قد تووقى إعطاء هذه النعمة ،فما هو الفرض الذي يؤذيه وضع األيدي؟ إذ
الروح القدس ال يزال حاأل في وسط شعب الله ،ألن الكنيسة لن تقوى على البقاء ما لم يكن هو
قائذها ومرشذها .إذ لنا وعدا قائائ ووطينا يدعو به المسيح إلى نفسه كز تن يعطش حتى يشرب
من الماء الحى [يو ٣٧:٧؛ قارن اش هه ١ :؛ وأيائ يو ١٠: ٤؛ .]٣٨:٧أتا تلك القوى الخارقة
واألعمال الظاهرة التي حدثت بوضع األيدي فقد توثفت؛ وكانت قد استمزت بحئ ،إلى زس
محدود .لقد كان من المالئم أن يستضيء الوعظ الجديد بإنجيل المسيح وملكوته الجديد ،وأن
يتعثلم بمعجزات تفوق المألوف وغير مسموع بها من قبل .أتا عندما تووقى الرب عن صنع هذه
المعجزات ،فلم يهجر كنيسته ولم يتخز عنها ،بل أعلن أن بهاء ملكوته وكرامة كلمته قد اظهرا
بامتياز .فمن أي جانب يذعي هؤالء الممتلون أتهم يقتفون مثال الرسل؟ كان ينبغي لهم أن يصؤروا
هذا المثل بوضع األيدي حتى يظهر برهان حلول قزة الروح القدس .ولكتهم ال ينجزون ذلك.
لماذا إدا يتفاخرون بأة وضع األيدي ملك لهم ،فيما نقرأ أته كان مستعمأل حعا بين الرسل ،ولكن
لعته معقول أن نعتم بأن الئثس الذي نفخه المسيح على تالميذه [يو ]٢٢:٢٠هو ص اعض
الروح القدس بواسطته .ولكثه فيما فعل المسيح ذلك ره ،لم يقصد أن نفعله نحن أيشا .وعلى
المثال نفسه ،وضع الرسل أياديهم في الوقت الذي سر فيه الرب بأن تولهت ألطاف الروح القدس
المنظورة عندما صتوا ،ال لكي يكرر الفعل من يتبعونهم؛ على سبيل تقليد الحركات فقط وبال نفع
تجلبه عالمة باردة ومزيفة ،كما يفعل هؤالء البزدة.
ولكن إذا برهنوا على أثهم بوضع أيديهم يقتفون أثر الرسل (الذين ال يشابهونهم من أي وجه
اللهتم إأل من قبيل غثرة منحرفة) ،فمن أين مسحة الزيت الذي يستونه ازيت* الخالص؟ من عتمهم
أن يبحثوا عن الخالص في الزيت؟ ومن عتمهم أن يعزوا إليه قزة التثبيت؟ هل هو بولس الذي
يصرفنا بعينا عن عناصر هذا العالم [غل ،]٩:٤ ،والذي ال يدين شيائ بأكثر دينونة من الركون إلى
فرائض تافهة [كو ٢ ٠: ٢؛؟ إني أعلن هذا بجرأة ،ال من ذاني بل من الرب :إذ ض يدعون الزيت
زيت الخالص ينكرون ،كما بعشم ،الخالطر الذي في المسيح؛ بل ينكرون المسيح نفسه،
وليس لهم نصيب في ملكوت الله .ألن الزيت هو للبطن ،والبعلن للزيت؛ وسوف يبيد الله ذلك
وذاك [قارن ١كو . ] ١٣: ٦جميع هذه األشياء التي تفسد مع االستهالك ،ال عالقة لها بملكوت الله
الذي هوروحي ولن يمشه فساد .ماذا إدا؟ سيسأل أحدهم :هل تقيس مياه المعمودية بالمسطرة
نفسها ،والخبز والخمز اللذين قدمهما المسيح في العشاء؟ أجيب :يالحظ في السرين المقدسين
المعطيين من الله أمران( :فيهما توجد) المادة الطبيعية الموضوعة أمامنا ،والصورة المطبوعة عليها
بكلمة الله التي تكمن فيها القوة كتها .لذلك ،حيث تستبقي العناصر ماذتها الطبيعية — الخبز
والخمر والماء ،هذه العناصر الموضوعة أمام أنظارنا في األسرار — تظل كلمة بولس ناجعة دائائ:
٠ااألطعمه للجؤب زالجؤف لألطعمة ،ذالله سيتين هذا ؤتتلثع [ ١كو .]١٣:٦فائها تزول وتختفي
مع هيئة هذا العالم [ ١كو .]٣١ :٧أتا من جهة أئها مقذسة بكلمة الله لتكون أسرارا ،فإئها ال
تحبسنا في الجسد ،بل تعتمنا روحيا حعا.
بل دعونا نتقصى عن أكثر كثب كم مسحا يطعثه ويغذيه هذا الشحم .يقول هؤالء المشاحون
إن الروح القدس يعطى في المعمودية ألجل البراءة؛ وفي التثبيت الزدياد النعمة؛ وإئنا في المعمودية
١٣٥٩ الكتاب الراح -الفصل التاسع عشر
نولد ثانيه للحياة؛ وفي التثبيت نؤلهل للمعركة .وال يستحون أن ينكروا أن المعمودية يمكنها أن
تكون بحى كامله بدون التثبيت! يا له من شز! إدا ،ألم نكن قد دبتا مع المسيح في المعمودية،
وجعلنا شركاء لموته ،لكي نصير أيخا شركاء في قيامته [رو —٤ : ٦ه]؟ ثم إذ بولس يشرح ،فضأل
عن ذلك ،أن هذه الشركة ،شركة موت المسيح وحياته ،هي إماتة ألجسادنا وإحياء ألرواحنا ،ألن
فما عساه أن إئشاتقا انعبيق ئذ حئبك [رو٦:٦؛كي كالك . . . ۶في جئ ة الحتتاه [رو ٤ : ٦
يكون التأهيل للمعركة عدا هذا؟
أثا إذا أرادوا أن يستهينوا بكلمة الله ،فلماذا لم يحترموا الكنيسة التي يرغبون في أن يظهروا
لها خضوعهم ووالءهم من كز وجه؟ وأي حجة يمكن إحضارها لنقض عقيدتهم أثقل وزائ من
مرسوم مجلس ميليفيس؟ ينعل المرسوم على أن من يقول بأن المعمودية أعطيت لمغغرة الخطايا
فقط ،وليس كأداة قعين فيما بعد على النمؤ في النعمة ،فليكن محروائ (أناثيما).
أثا لوقا فيقول في النص الذي اقتبسناه وئا :مرى لم يكن قد حز عليهم الروح القدس بعن،
كانوا معتدين باسم الرب يسوع [اع ١٦ : ٨؛ .وبقوله ذلك ،ال يعني أن ينكر ببساطة أن ثن يؤمنون
بالمسيح بقلوبهم ويعترفون به بأفواههم يوهبون أي عطية من مواهب الروح [رو .] ١ ٠ : ١ ٠لكته
يقصد نوال الروح الذي يحصلون به على القوى العجائبؤة والئعم المنظورة .وبهذا المعنى قيل إذ
الرسل قبلوا الروح القدس في يوم الخمسين [اع ٤ : ٢؛ ،فيما كان المسيح قد قال لهم قبل ذلك
بزمن طويل1 :الشتم أدتم الئقكلميئ بز روح ابيكم االي تكلم فيكماا [مت .]٢ ٠ : ١ ٠فيا تن أنتم
من الله ،أبصروا هنا زيف الشيطان ومكايده الخطيرة .فهو ،كي يسترق الغافلين من المعمودية،
يكذب بالقول إذ ما كان حائ قد أعطي في المعمودية يوهب في تثبيته .ض يمكنه اآلن أن يشك في
أة هذه عقيدة من الشيطان الذي ،إذ ينتزع من المعمودية الوعود التي تتميز بها المعمودية ،ينقلها
ويحولها إلى شيءآخر .أقول إلنا قد تعرفنا اآلن األساس الذي يقوم عليه هذا المشح العجيب.
هذه هي كلمة الله :كز الذين اعتمدوا بالمسيح قد لبسوا المسيح وعطاياه [غل ٢٧:٣؛ .وكلمة
المشاحين هي :لم تعط وعودا مع المعمودية تؤثلنا للمعركة ٨ .الكلمة األولى [أي كلمة الله]
هي صوت الحق ؛ فيلزم أن تكون الثانية كلمه الباطل .ولذا ،أستطيع أن أعزف تثبيتهم بتعريف
أصخ متا عرفوه به :إته اعتداء وحشي صريح على المعمودية ،من شأنه أن يحجب عملها ،بل في
الحقيقة أن يبيده؛ إته وعد كاذب من إبليس يهدف إلى إبعادنا عن الحق اإللهى .أو إن شئتم ،هو
زيث متون برلجس الشيطان ،خادلح لعقول البسطاء وقاذف بهم إلى ظلمه حالكة.
,عة1أ6٢3 انظر :ا(ل8 ]416[ 0^11011111 )١1ا٧ع411آل؛ 0ك0عال 8هغأ 11. ٧. 2, 3; 111. 1٧. 154 )0111 ٨
1. 1413, 1412(.ج0٢ةس187. 1857, 1855; ٢1
جون كالثن :أسسى الدين المسيحى ١٣٦٠
يضيفون أته يلزم جميع المؤمنين أن يتقبلوا الروح القدس بوضع األيدي بعد المعمودية كي
يصيروا مسيحيين كاملين؛ ألته لن يوجد مسيحى غير ممسوح بالميرون بالتثبيت األسقفى .تلك
هي كلماتهم .لكئني كند أعتقد أن كز ما له صلة بالمسيحيه تحتويه األسفار المقدسة .فاآلن
أرى أن الديانة الصحيحة يجب أن يفكش عنها ودلعن خارجا عن الكتاب المقدس .ومن ثم حكمة
الله ،والحئ السماوي ،وتعليم المسيح بجملته ،هذه إتما تعطي المسيحيين بدايتهم؛ أتا الزيت
فيكئلهم .وعلى أساس هذا الخكم يقع جميع الرسل والكثيرون من الشهداء تحت الدينونة ،ألئهم
بكز تمكيد لم ينالوا مسحة الميرون؛ إذ لم يكن بعن زيد مقنس بسكب عليهم ليجعلهم كاملين في
-جميع تفاصيل المسيحية ،أو باألحرى ليصنع مسيحيين مئن ليسوا مسيحيين.
أما إن كند أظز صامائ ،فينقفى هؤالء أنفسهم بأنفسهم بوفرة .فأي نسبة من شعبهم دمسح
بعد المعمودية؟ لماذا إدا يسمحون ألنصاف المسيحيين باه ن يغتموا إلى قطيعهم ما داموا مستطيعين
بسهولة كهذه أن يعالجوا نقصهم؟ لماذا بزمونهم بكثم من الحزم بشيء كهذا ضروري للخالصى،
ما لم يكن قد منع أحدهم منه بالموت المفاجئ؟ يعني هذا أته ،عندما يسمحون له بأن يحئعر بهذه
السهولة ،يعترفون ضمائ بأته ليس باألهمية التي يذعونها له.
أخيرا ،يقررون أن هذا المشح المقدس يجب أن يودر بمرتبه أعلى من مرتبة المعمودية ،ألته
رجزى حصرائ على أيدي األساقفة ،فيما تمارسى المعمودية بواسطة جميع الكهنة .ماذا يمكنك أن
تقول هنا سوى أتهم جوئا ئعجبين باختراعاتهم بحيث يزدرون بغير اكتراث مراسيم الله المقدسة
بالمقارنة؟ أيا أيها الغم المدلس ،هل تتجاسر على معارضة سز المسيح المقدس بشحم ملؤث
فقط بنفخة تعسك الكريه ،وتحت ردية كلمات متمتمة ،وأن تقارنه بماء تقذسه كلمة الله؟ ولكن
وقاحتك لم تكتي بذلك ،فقد أوليت المسح [التثبيت؛ األولية .فتلكم هي ردود الكرسي الرسولى،
إئها وحي الكرسي الرسولى المثلث األرجل١ '-
على أة البعض يحاولون أن يبدأوا تخفيف هذا الجنون قليأل ،إذ ارتأوا أته خرج عن الحدود.
يقولون إته (أي التثبيت بالمشح ووضع األيدي) ينبغي أن يمئح وقارا أعظم ،ريما ليس ألته يسبغ
قوة أعظم أو يكسب فائدة أكبر ،بل ألئه يجزى على أيدي من هم أكثر استحقاقا ،ويوضع على
الجزء االكرم من الجسم ،أي الجبهة؛ أو ألته يجلب ازديادا من الفضائل ،على الرغم من أة
المعمودية كيح مجاأل أوسع لمغغرة الخطايا.
أتا في ما ينعتق بفختهم األولى ،أقال يكشف هؤالء عن كونهم في الحقيقة دوناطيين بحيث
يوقفون قوة السر على استحقاق الخادم؟ ومع هذا فإتني مستعد أن أقز بأته يجوز أن يدعى التثبيت
أكثر جدارة بسبب جدارة يد األسقف ١ ١ .لكل إن سألهم أحد عن مصدر هذا االمتياز العظيم الذي
يتميز به األسقف ،فما عساها تكون الحفة التي يطرحونها سوى هواهم؟ (سوف يقولون) الرسل
وحذهم تن استعملوا هذا الحق (االمتياز) إذ هم وحدهم تن يورعون الروح القدس .فهل األساقفة
وحدهم رسل؟ في الحقيقة ،هل هم رسن أصأل؟ ومع ذلك ،لنفترض أتنا نسئم لهم بذلك أيشا؛
لماذا ال يجادلون بالمنطق نفسه أن األساقفة وحدهم ،هم تن يجب أن يلمسوا سر الدم في عشاء
الرب الذي يحرمون العلمانيين إياه ،بحجة أن المسيح أعطاه للرسل وحدهم؟ إن كان الرسل
وحدهم ،فلماذا ال يستنبطون إدا أته لألساقفة وحدهم؟ أتا في ذلك الوضع فيجعلون الرسل كهنه
عاديين؛ ولكئ دوار المح يذهب بهم اآلن في اتجاداخر ،بحيث يجعلونهم بفته أساقفة .أخيرا ،لم
يكن حنانيا أسقائ ،ومع ذلك ارسل بولسر إليه ليستعيد له بصره ،وليعتمد ،وليمتلئ بالروح القدس
[اع .] ١٩-١٧:٩وسوف أضيف هذا إلى الكومة :إن كانت هذه الوظيفة قد حئعت لألساقفة
بحى إلهي ،فلماذا تجزأوا على نقلها إلى القسوس العادين ،حسبما نقرًا في رسالة غريغوريوس؟١٢
كم هو العبث والغباء بل الحماقة التي تكشف عنها حغتهم األخرى العتبار الثبيت أسمى
مقاتا وكثر جدارة من معمودية الله( :وهي) أن الجبين فيه يمسح بالزيت ،أتا المعمودية فأعلى
الرأس ١٣،كما لو كانت المعمودية تجرى بالزيت ال بالماء! إتتي أنادي جميع األتقياء ألن يشهدوا
سعي هؤالء األوغاد نحو غايه واحدة :أن يفسدوا طهارة األسرار بخميرتهم .قلئ ٠قبأل في موضع
يقتبس كالقن هنا من لومبارد 192. 855( :ا(ل1ل) 1٧. 2 ١١
,ال3اخ6٢3 1. 1. 33.ج6٢ةك0اال7ل ; 187. 447ا(ل١4ل) . 1 1,ال0٢ج0111 6٢0 انظر1٧. 26 : ١٢
18101361. 261; ٥. ^£ 2 861.؟ £آل)٦٧16 11. 153(.
03311, انظر 1. 1414(. :ج1(6٢ك6ا££ 187. 1857; £٢يمط) 111. ٧. 5 ١٣
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٣٦٢
آخر ١٤ :في ممارسة األسرار ،قتما ينفذ بريق مائ لله عبز الشقوق في وسط ازدحام البدع التي
اخترعها البشر .إن عجز أحد عن أن يثق بي عندئذ في شأن هذا الموضوع ،فدعه اآلن يصنق
معتميه .هونا فيما يستهينون بالماء فال يحسبونه شيائ ،يثئنون الزيت وحده في المعمودية! أما
نحن فلهذا نقول إذ الجبين يئل بالماء في المعمودية .وبالمقارنة مع هذا ،نحن قمن زيتكم — سواة
في المعمودية أو في التثبيت — بما ال يساوي قطعة من زؤث .أتا إذا اعترض أحذ بالقول إته ياع
بأكثر ،فإته بقدر ما قد يرتفع ثمنه يزداد فسان ما قد يكون فيه عدا ذلك من صالح؛ هكذا ال يسمح
لهم بأن يبيعوا خلسه نجلهم السن!
يغشون عدم ؤزعهم بحجتهم الثالثة عندما يهذرون بأن التثبيت يجزل ازديادا في الفضائل
أعظم متا في المعمودية ١٥.لقد أعطى الرسل مواهب الروح القدس بواسطة وضع األيدي .فمن
فا*
انتها ما أي ناحيه يظهر شحم هؤالء الرجال نفعه؟ وداعا لهؤالء المدراء الذين يخفون
بانتهاكاب عديدة أخرى .إتها عقدة غوردية [معضلة عويصة؛ يحشن أن ئقئلع من أن تبذل الجهد
المفرط لحتها.
أتا اآلن ،عندما يجدون أنفسهم يفتقدون كلمة الله ،ويفتقرون إلى أي حجة مقنعة ،ينعون أن
هذه ممارسة قديمة األجل توفدها أجيال وعصور عديدة .حتى إن كان هذا صحيحا ،فال يجديهم
شيائ( .االن) السر ليس شيائ أرضيا ،بل عطية سماوية؛ أي أته ليس من الناس ،بل من الله وحده.
ينبغي إدا أن يبرهنوا على أن الله هو منشئ تثبيتهم إن أرادوا أن يعكبر سرا.
لكن لماذا يتخذون من البدم مرجائ لهم ،لتا يرون أن الكائب األوائل عندما يقصدون أن
يتحدثوا بالتدقيق ،ال يحسبون في ما يكتبون إأل سرين؟ إن اضعلررنا إلى أن نجد ملجًا أليماننا
في البشر ،فلنا قلعة حصينة ال تخترق في أن الكائب األقدمين لم يتعرفوا قط إلى ما يستيه خطًا
هؤالء الرجال الوضيعين أسرارا .يتحذث القدماء عن وضع األيدي ،لكن هل يدعونه سرا؟ يجزم
أوغسطينس جهازا بأئه ال يتجاوز كوته صالة .اآلن دعهم يزمجرون علي بمغارقاتهم الكريهة،
أن أوغسطينس لم يقصد بهذا الفعل (أي بوضع األيدي) أن يكون مسا بل مصالحا وشافيا .كتابه
موجود ويتداوله الناس؛ فإن كنت معوجا لمعناه بقول شيء مخالف لما كتبه هو ،أرضى أن أذغهم
انظر أعاله :الكاب الرابع ،الفصل الثامن عشر ،الفقرة .٢٠ ١٤
,س<س0ا انظر 192. 855(. :امآلل) !٧. ¥11. 2 ١٥
١٣٦٣ الكتاب الرا٠.بع-الغصل التاسع عشر
يسونني ال بألغا؛ جارحة كالمعتاد فقط ،بل أن يبصقوا في وجهي .إذ أوغسطينس يتحدث عش
كانوا يعودون عن االنشقاق إلى وحدة الكنيسة .إته يرفض إعادة معموديتهم؛ ألن وضع األيدي
يكفي ،حتى يسكب الرب عليهم الروح القدس من خادل رباط السالم .ولكن لائ كان ممكائ أن
يبدو غريبا تكرار وضع األيدي بدأل من المعمودية ،أخذ على عاتقه أن يوصح الغرق.يقول :أتا
وضع األيدي ،فماذا عساه أن يكون سوى الصالة على شخص؟اا ويقضح هذا المعنى في نزاخر
حيث يقول :إته ألجل رباط المحبة التي هي موهبة الروح القدس العظمى ،والتي بدونها
تتضاءل قيمة كز شيء مقدس في إنسا؟ في ما يتعتق بالخالص ،توضع األيادي على المهرطقين
العائدين إلى الصواب١٦ .
.١٣التثبيت الحقيقتي
كم كنت أرغب لوأتنا حافظنا ،كما قلت ،على العادة التي زاولها المسيحيون األقدمون قبل أن
ولد هذا الشبح المسخ من السر؛ ال أن يصبح سرا كما يخالونه إذ يمسي ذلك إهانة للمعمودية؛ بل
تعليائ بالسؤال والجواب حيث يبذ األطفال أو تن ناهزوا سئ المراهقة بإيمانهم أمام الكنيسة!
على أن أفضل طريقة للتعليم بالسؤال والجواب ،هي أن دوف كبب لهذا التدريب ،ئتحص فيه
معظم بنود ديانتنا على نحو مبشظ ،بحيث تكون جميع محتويات هذا الكتيب مئغثا عليها من قتل،
كنيسة المؤمنين بال استثناء وبال جدل .فإذ يتقدم طغز في العاشرة من العمر من الكنيسة ليقر اعترافه
باإليمان ،يشأل في كز بند ويجيب؛ وإن كان ليجهل أحد البنود أو ال يدرك معناه بقدر كافب،
يعتمه .وهكذا إذ تشاهده الكنيسة بمنزلة شهود ،يقر باإليمان الواحد الحقيقتي الصادق الذي به
يعبد أهل األيمان األله الواحد بنفس واحدة.
ولو كان هذا النظام متبعا اليوم ،لكان من الموكد أته يوقظ الوالدين البلداء الذين يتراخون
ويهملون تهذيب أوالدهم كشيء لهم شأن فيه؛ ألتهم عندئذ لن يمكنهم أن يتفافلوه من دون أن
يمسي مخزيا لهم .عندئذ سيوجد تناغلم أوفر في أمور اإليمان بين الشعب المسيحتي ،وسيقز عدد
تن يجهلونها؛ ولن يتهورآخرون باعتناق عقائد غريبة .باأليجاز ،كان سينخرط الجميع في نوع
نمطى من التدريب على التعليم المسيحى.
يبني كالعن موقفه في هذا على مقاطع من أوغسطينس مأخوذة من الكتابات اآلتية: ١٦
. 13آا 00^1716 111.قده أأ0 34. 71: ٧. 1ا 1دهل؛(11. 560 33. 200; ٥.
12. 252(; 0/1 43. 149, 193; ٥٠. !١٢٢ !٧. 443. 475(.دل) . 33اااآآ. 21; ٧.ا٧آ111.
جون كالثن :أسس اش المسيحى ١٣٦٤
بعد ذلك ،وضعوا فعل التوبة الذي يتحذثون عنه بصورؤ مخبولة كهذه وعديمة النظام،
بحيث ال تستطيع الضمائر أن تجتني شيائ متماسغا أو موكدا من تعليمهم عن هذه العقيدة .لقد
أفصحنا مطؤأل في موضعآخر ما تعتمناه من الكتاب المقنص عن التوبة ١ ٧،وما يعتم به مخاصمونا.
واآلن يعوزنا أن ولمع فثط إلى ما دفع أصحاب هذا الفكر إلى تأسيسه بحيث انتشر وتوغد في
يلزمني أوأل أن أذكر بإيجاز شيائ ذا صلة بما مارسته الكنيسة القديمة ،راقهم أن يستعملوه
مخطئين كذريعة بتأسيس هذوه الرواية .لقد اتبع األقدمون هذا النظام ،طقس التوبة ،مع الذين وقوا
اإلرضاءات التي أمروا بها فأعطوا المصالحة بوضع األيدي .كانت هذه عالمة منح الصفح التي
استطاع بها الخاطئ نفسه أن يقف أمام الله متاكذا من مغفرته ،والتي ارشدت بها الكنيسة أن تمحو
ذاكرة تعذيه وأن تستقبله بالرأفة إلى رحاب شركتها .يدعو قبريانس ذلك تكرارا منح السالم ١٨.
لكي يصبح هذا الفعل ذا ثقل ومقبوأل لدى الشعب ،تقرر أن يدعم ذلك بسلطة األسقف .من ثم
ال يسمح للكاهن بأن يعيد قبول تائب علائ أثناء القداس^ كان مرسوم مجمع قرطاجة الثاني:
ومرسوم آخر في مجمع أورانج :أليقبل إلى الشركة بدون وضع األيدي ،تن يرحلون عن هذه
الحياة أثناء عملهم التكفيري؛ وإن سفوا من المرض ،فليقفوا أثناء طقس صنع الكفارة وعند انتهائه
ليقبلوا وضع أيدي المصالحة من األسقف .وكذلك مجمع قرطاجة الثالث :ال يسمح لكاض بأن
يصالح تائبا بدون سلطة األسقف ١٩ .كان الهدف من كز هذه المراسيم هو التاكد من أن الصرامة
التي أرادوا أن يحافظوا عليها ،ال ئضعف من جراء التساهل المفرط .لذا أرادوا أن يحكم األسقف،
إذ يغبب أن يكون أكثر حرصا في امتحان التائبين .ومع ذلك ،يكشف قبريابسى في نعل آخر أن
ليس األسقف فقط الذي يضع يديه ،بل اإلكليروس جميعهم أيثما .فيقول :أيصنع (التائبون) عملهم
الكثاري مدى الفترة المقررة؛ بعدئذ يأتون إلى الشركة ،ثم يتقبلون حق االشتراك بوضع أيدي
األسقف واإلكليروس.ا٢٠
وبمرور الزمن ،تدهور الحال إلى درجة أدهم ،إلى جانب الشعائر العامة ،مارسوا الطقس
ممارسة خاصة لحز األفراد من خطاياهم .ومن ثم نشأت المغارقة في غراسيانس بين المصالحة
العامة والمصالحة الخاصة٢ ١ .
أعتبر أن الممارسة القديمة التي يشير إليها قبريارس ،مقدسة وومحيه ونافعة للكنيسة ،وأود أن
أراها تستعاد اليوم .أثا هذه التي تمارس اليوم ،فمع أتني ال أتجاسر على أن أوقفها أو أن أنتقدها
انتقادا الذعا ،فأرى أتها أقز ضرورة .ولكن مهما كانت ،فإذ وضع األيدي في طقس التوبة هو
عمل من صنع البشر ،وليس من تأسيس الله ،وينبغي أن يدرج في خانة الممارسات الخارجية التي
ال تزيد وال دنقعى؛ الممارسات التي ال يجوز ازدراؤها بها ،ولكن ينبغي أن تحتز مقاائ أدنى مثا
أوصتنا به كلمة الرب.
أتا الرومانيون والمدرسيون (الذين أدمنوا عادة إفساد كز شيء بتغسيرهم األعوج) فيجاهدون
متشؤقين إلى أن يجدوا هنا سرا .وال عجب ،فإئهم يبتغون ما يستحيل وجوده .ولكتهم بعدما
يبذلون أقصى جهدهم يتركون األمر معتائ ،معئذا ،مبهائ ،مكذرا ،مخبوأل ومرييا ،ومحيرا بينآرا۶
متداخلة .لذلك يقولون :إتا أن عمل التوبة الظاهر سر ،وإن كان كذلك فال بذ أن يعتبر عالمة للتوبة
القلبية ،وهي جوهر السر ،وإتا أتهما كليهما معا سر -واحن ال اثنان -كامل في ذاته .ولكتهم
يقولون (أيصا) ،إذ العمل الكثارى الخارجى هووحده السر؛ والتوبة الباطنة هي جوهر السر وهي
السر .عالوة على ذلك ،إذ مفغرة الخطايا هي الجوهر فقط وليست السر٢٢.
ض يتدر تعريف السر الذي أعطيناه أعاله ،فليختبر ما يقول الرومانيون إته سر ،مقابل تعريغنا؛
ولسوف يجد أته ليس طقسا خارجيا أسس له الرب ليوكد به إيماننا .أتا إذا أجابوا بالقول إذ
تعريغنا ليس بقاعدة ينبغي أن تطاع ،فليسمع أوغسطينس تن يتظاهرون بتقديس ما يقوله :اسست
األسرار لكي تكون عالماب منظورة ألجل البشر الجسديين ،بحيث يرتقون بواسطة سئم األسرار
من األشياء التي تميز بالعيان إلى ما تدركه العقول ٢٣ .فماذا يشبه ذلك متا يرونه أو ما يستطيعون
إبرازه فيما يستونه سر التوبة ؟ في موضعآخر يقول [أوغسطيتس؛ :والسر يستى حائ سرا ألن
01311311, انظر 1. 1037(. :جلع(خلجالل ۶؛ 187. 1556نحألاليآل) عأ0ع . 6. 3, 01’311311’8ا٧لت 11. ٢١
,ك٠لعةالل0ط انظر 192. 899(. :ط(لxx11 .1٧. 3 )١4 ٢٢
انظر )1140. 28(. :ااا1ل 8أأ0أأ€8اأ )2ح؟٢،حر 1(/٦أأ, 0جعا81ل٦جآل٨ ٢٣
جون كالثن :أسس اش المسيحى ١٣٦٦
شيائ واحذا يرى فيه ،ويفهم منه شي؛آخر .وما ترى له هيئة جسمانية؛ وما يفهم له ثمت روحىا٢٤
ومن هذا التعريف ،ال يوجد بأي حال ما ينطبق على سر عمل التوبة (كما يخالونه) ،حيث ال درى
هيئه جسمانية لتمثل ثمرا روحيا .
ولكي تقتتل هذه الوحوش في خليبها ،إذ كان لبئ هنا عن سز ،أال يجدر باألؤلى أن
يغئحر بمصداقية منح الكاهن إعالن الفغران على أتها أقرب أن تكون سرا من عمل التوبة ،ظاهرا
كان أم باطائ؟ ألته يجوز القول بأته طقس يؤول إلى تأكيد إيماننا بمغغرة الخطايا ،ويكمن فيه
الوعد بالمغاتيح ،إشارة إلى استنادهم إلى القول :اكز ائ ئرطوته غئى األرض ئكون مزبرطا ني
الشتاءا [مت ١٨: ١٨؛ قارن .]١٩: ١٦ولكن ربما اعترض البعض بالقول إذ الكثيرين مئن
حتهم الكهنة ال ينتفعون شيائ من مثل هذا الحز،؛ على الرغم من أته ،بحسب عقيدتهم ،ينبغي أن
تحعق أسرار الناموس الجديد ما تمثله .غير معقول .إتهم يفترضون أكأل مزدوجا في العشاء؛ أكأل
على نحو سري (مشتركا بالتساوى بين الصالحين وغيرهم) وأكأل على نحو روحى (مقتصرا على
الصالحين وحدهم) ٢٥.فلماذا ال يتصورون حأل مزدوجا أيصا؟ مع هذا ،لم أستطع حتى اآلن أن
أفهم ماذا يعنون بعقيدتهم؛ لقد شرحنا يعد االختالف عن الحئ اإللهى عندما عالجنا ذلك النقاش
على وجه التحديد ٢٦ .هنا أريد أن أبين فقط أن التدقيق لن يعوقهم عن تسمية إعالن الصفح بواسطة
الكاهن سرا .فإنه يمكنهم [عندئذ؛ أن يجيبوا بما ورد على فم أوغسطينس بأن التقديسى يحصل من
دون أن يكون ثئة سر منظور ،وأن سرا منظورا يوجد من دون أن يحدث تقديس.وأينا .٠البعض
يلبسون المسيح بحسب ما يتناولون السر؛ وخرون يلبسونه بحسب ما ينالون التقديس .األولون
هم الصالحون وغير الصالحين على السواء ،ألمنا األخيرون فالصالحون وحدهم ٢٧ .من الواضح
أنهم كانوا مضتلين على نحو يفوق عقول الصبيان ،فكانوا عنيا في وضح نور الشمس ،وفيما
جاهدوا بكثير من المشعة ،لم يروا شيائ واضخا وجلائ كهذا للجميع.
. ١ ٧المعمودية هي سر التوبة
أما لكي ال نفسح لهم مجاآل لالستكبار ،وبغض النظر عما يبنون عليه مفهومهم للسر ،أرفض
اعتبار عمل التوبة سرا .أؤأل ،ألته ال يحمل في طياته وعذا خاصا من الله؛ وهو األساس الوحيد
الذي يقوم عليه كز سر .وثانيا ،ألن جميع الشعائر التي دقام فيه هي من صنع األنسان ،على الرغم
من أتنا قد أثبتناآنائ أن طقوس األسرار رسمها الله وحده .ومن ثم بات ما صئعوه حول سر للتوبة
زيغا وانتحاأل .لقد زينوا هذا السز المصطنع بعنوائ مالئم هو قارب األنقان بعد حطام سفينة ،ألته
إن كان أحد قد لوث باقترافه الخطيئة رداء البراءة الذي ناله في المعمودية ،يمكنه أن يسترده بعمل
التوبة التكفيري .ولكتهم يجزمون بأته قول هيروذيمس ٢٨.بغض النظر عئن جاء بهذه المقولة ،ال
تفتغر لها صفاقتها الفاضحة ،إن كان يقصد بها ما فسزوها به .كما لوكانت المعمودية قد اتحت
بالخطيئة ،وكأتها ال ينبغي أن تستعاد إلى ذاكرة الخاطئ كتما يتفكر في غفران الخطايا ،بحيث
يستطيع باستذكارها أن يستجمع ذاته ،ويستمن الشجاعة ،ويوعد ثقته بأته ينال مفغرة الخطايا التي
وعد بها في معموديته! أتا ما قاله هيرونيمس — بخشونه وبعدم لياقة -إذ المعمودية (التي يرتن
بها تن يستحثون أن تحرمهم الكنيسة) تستعاد بواسطة التوبة ،فليطيقها اآلن هؤالء المفسؤون
لذلك سوف تكون مصييا إذ تدلح المعمودية سر عمل التوبة ،إذ قد اعطيت لقن يقصدون
التوبة بعزم ،كوسيلة لتوطيد النعمة وحتم لتأكيدها .فلئأل تظن أن هذا من نسج خيالنا ،يتضح —
عالو على مطابقته لكلمات الكتاب المقدس -أته كان يعتم به في الكنيسة القديمة على أته مبدًا
ثابت ومولد .فغي كتاب رسالة؛لى بطرس حول اإليمان المنسوب إلى أوغسطينس ،يدعى هذا المبدأ
اسر األيمان والتوبةاا ٢٩.ولكن لماذا نحتمي بكتاباب مشتبه فيها ،كما لو كتا نحتاج إلى ما هو
[مر ٤:١؛ أوضح متا يقوله البشير :كان قوحتا ...يكرز بمعمودية الئؤبه لكعغزه اتحفايا
لو]٣:٣؟
(يعتمد المسح األخير بالزيت على سوء استعمال ليعقولب ه ،١٥ ١٤:وليس دررا،
أثا السر الزائف الثالث فهو المسح األخير ،ويجرى بيد الكاهن فقط ،وفي الحالة القصوى
(11118ح٢ألح —)111كما يقولون — بزيت يكرسه األسقف وبهذه الصيفة :ابواسطة* هذه المسحة
المقدسة ،ومن فرط لطف رحمته ،ليسابخك الله بكز ما اقترفت من خطايا بالنظر أو السمع أو
الشم أو اللمس أو التذوق .يتخيلون أة قوها هما مفقرة الخطايا وتلطيف مرض الجسم إذا تيشر
ذلك ،وإأل فخالض النفس.
يقولون اة يعقودب أسسى لهذا بهذه الكلمات :اتريغن اخد بيدكم؟ وليذع شيولح الكنيسة
قيطوئا غليه ونلهنوة بزيت ،داسم الزت ،وضآلة اليقا دة قفعي القريض ،ؤالؤت يعيثه ،وإذ نماة
[يع ه ٣٠ .)١٥-١٤ :أتا هذه المسحة فهي من ذات النوع الذي وصفنا ون قفل ،لحطيه دعغز له
به أعاله وضع األيدي ٣١ ،أي من قبيل المشابهة التي بها من دون علة وبال نفع ،يماثلون الرسل.
يخبرنا مرض بأة الرمل في بعثتهم األولى أقاموا موتى على أساس الوصية التي تلقوها من
الرب ،كما أخرجوا شياطين ،وطهروا يرصا ،وشفوا مرضى ،وفي شفاء المرضى دهنوهم بالزيت.
يقول :ذلهثوا زدرب ٠تزحنى نمؤيرئ وسفؤلهلم [مر . ] ١٣: ٦كان يعقوب يشير إلى ذلك لتا أوصى
بأن يدعى الشيوخ ليدهنوا المريخى.
أن ال سرا يكمن في عمق طقوس مثل هذه ،فسوف يتس توا لتن يالحظون ،بأي قدر من
الحرية مارس الرب والرسل هذه األمور الظاهرة .فالرب ،قبيل شفاء األعمى ،كعل على األرض
وصنع من التراب والتغل طيتا [يو ،)٦: ٩و شفى البعض باللمس [مت )٢٩: ٩وآخرين بكلمة
[لو .]٤٢: ١٨وعلى المثال نفسه ،شفى الرسل بعض األمراض بالكلمة وحدها [اع ٦:٣؛
،]١٠ -٩: ١٤وبعتنها باللمس [اع ه ،] ١٦ ، ١٢:والبعض بالذهن [اع .]١٢: ١٩
,ك3٢ةا00ط 38,عالما. 2 )[\> 192. 899(; ٨٩اااتت 1٧, . 111.ادآ انظر- :عدكز ٣٠
xxx 111; £1439) 60<£ سكو .1311108 5:14-15( )1^31181جااا1ا) X1٧ (0;7 1058 .اااالججتآ1111(1 ,1٧ 8
, 4* 0)1.,طس2ك 1(1يمآل111110001111 . ,؛ن ;(٠ 1. 353غصحجر . !>01(1118011,ئ ;237 xx٧. 8 (^77
20. 559).
انظر أعاله :الفقرة .٦ ٣١
١٣٦٩ الكتاب الرابع -الفصل التاسع عشر
وفي األغلب ،لم يستعمل المسح بالزيت مع تلك الوسائل األخرى بال تمييز .إتني اقر بهذا:
إته لم يكن أدا؛ للشفاء ،بل مجرد رمز يعي به غير المتعئمين شيائ عن مصدر قوه هذا قدرها ،بحيث
ال يرجعون فضلها للتالميذ .ومن الشائع المألوف أة الزيت يرمز إلى الروح القدس ومواهبه
[مز .]٧٠٠٤٥
أتا عطية الشفاء ،كسائر المعجزات التي شاء الرب أن يسفرها ألجل موقت ،فقد زالت كيما
تصير الكرازة الجديدة باألنجيل شيائ عجيبا دائائ .لذلك حتى إن سئمنا كلائ بأة الدهن بالزيت
كان سرا يفصح عن تلك القوى التي كانت تمنح عندئذ على أيدي الرسل ،فال صلة له اآلن بنا نحن
الذين لم نكتف إجراء قؤات كهذه.
وما هو الدافع األقوى الذي بسببه يجعلون من هذا الذهن — من بين كز الرموز الواردة لنا
في الكتاب المقدس — سرا؟ لماذا ال يعينون دركه ما ،بركه سلوام [يو ]٧:٩التي يمكن لبعض
المرضى أن يغطسوا فيها؟ يقولون :يمسي فعل ذلك بال جدوى .قطعا لن تقز جدارة عن جدوى
الدهن بالزيت .لماذا ال يفردون أجسامهم على جثامين الموتى مثلما وقع بولس على شات ميت
[أفتيخوس] فأقامه من الموت [اع ] ١ ٠ : ٢ ٠؟ ولماذا ال يحقل الطين من القفل والتراب سرا مقدسا؟
يجيبون :تلك أمثلة فردية ،أتا هذا (الذهن بالزيت) فبًامر وارد في سفر يعقوب .أي أة يعقوب تكتم
لذلك العصر الذي تمتعت فيه الكنيسة بعد ببركه كهذه من عند الله .إتهم في الواقع يجزمون بأن
القوة ذاتها كانت ال تزال تكمن في ذهنهم ،ولكن خبزتنا تختلف .فليمتنع الجميع من التعجب من
جسارتهم الجسيمة التي يهزأون بها من النفوس التي يعلمون أتها عمي وبال حس ،عندما تفتقد
إلى كلمة الله التي هي نور وحياة؛ فإنهم ال يستحون من أن يخدعوا حواس الجسد الحية والنابضة.
ومن ثم يصيرون مهزأة عندما يتفاخرون بأتهم موسحون بموهبة الشفاء .إة الرت حاذ حعا وسط
شعبه في كز زمان؛ وهو يشفي ضعفاتهم كتما كانت الحاجة ،ليس أقز متا كانت عليه الحال في
قديم الزمان؛ ومع هذا فإته ال يظهر هذه القوى العلنية وال يوزع المعجزات بأيدي الرسل .فلقد
كانت هذه موهبة موقتة ،وزالت سريعا جزئيا بسبب نكران البشر.
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٣٧.
لذلك ،كما شهد الرسل جهارا باستخدام الزيت أن هبة الشفاء المخذلة لهم لم تكن من عندهم
وال من قزتهم هم ،بل قوة الروح القدس؛ فهكذا من جاب٢خر ،يخطئ في حق الروح القدس قن
يمنحون قؤته لزيت عفن وال مفعول له .أي كما لوكان أحدهم قد قال إذ كز زيت هوقؤة الروح
القدس ألثه هكذا سئي في الكتاب المقدس؛ وإذ كز حمامة هي الروح القدس ،ألده ظهر بتلك
الهيئة [مت ١٦:٣؛يو.]٣٢:١بل دعهم يتأثلون هذه األمور .أتا بالنسبة إلينا نحن ،فيكفينا حالائ
بأن مسحة الزيت ليست سرا ،ألثها ليست طقائ أسس له الله ،كما ال أن نقر -كما بأمر مؤكد
تحمل في طغاتها وعذا .في الحق أئنا عندما تجمز على هذين الشيقين في السر-أي تأسيسه من لدن
الله ،وحيازته وعذا إلهائ — فإئنا نطالب في الوقت نفسه بأن يسئم الطقس لنا ،وأن يعطى الوعد لنا.
فال يجادل أحد اليوم بأن الختان سز من أسرار الكنيسة المسيحية ،على الرغم من أثه (أؤأل) كان
مرسوائ له من الله ،و(ثاذائ) حمل وعذا مرفعا به .فإثنا لم نوص به ولم ئعط وعذه على الشرط نفسه.
فأن لم يعط لنا الوعد الذي يدعون بغيرة متقدة أن المسحة األخيرة تحمله ،لقد برهتا عليه بوضوح،
وهم أنفسهم بوصحون ذلك عملائ .فكان ينبغي حتائ أن ذلك الطقس ال يمارس إأل بواسطة من
وسحوا بهبة الشفاء ،ال بواسطة هؤالء الجزارين المتمرسين بالقتل والتقطيع إردا إربا أكثر مائ هم
قادرون على الشفاء.
**
تأسيس يعقوب .٢١اليقبع البابوقون اكلمات*
ولكن ،حتى إذ فازوا بمنطقهم بأن ما وصف به يعقوب بشأن المشح ينطبق على هذا
العصر ،على الرغم من أتهم يبعدون كز البعد عن الفوز ،فإتهم حتى بذلك ال يستطيعون أن
يحرزوا تقذائ إذا حاولوا أن يبرهنوا على صحة مشحهم الذي لئخونا به إلى اآلن .إذ يعقوب
يريد أن ينتح جميع المرضى [يع ه]١٤:؛ وأتا هؤالء الزمالء األفاضل فال يلكخون بشحمهم
المرضى ،بل جثامين أنصاف الموتى الذين استهوئا لفظ أنفاسهم األخيرة أو (كما يقولون) في
النهاية القصوىأ ٠إذ ؤجد في سزهم دواء قوي المفعول يخعف به ألم األمراض ،أو على األقل
يأتي ببعض الراحة للنفس ،ين القسوة أثهم ال يشفون المريض في حينه .يوصي يعقوب بأن
لكاهني صغير فقط أن يكون
ن الرجال *
فيسمحون ٠ شيوخ الكنيسة؛ أتا هؤالء
٠٠ح يدهن المريض بواسطة
الداهن .ومن أسخف ما يمكن تصؤره أثهم يفشرون الشيوخ في نطل يعقوب .د اكهنة .
١٣٧١ الكتاب الرابع-الغصل التاسع عشر
ويتصورون أن صيفة الجمع هي لمجرد الزينة ،كما لو كانت الكنيسة في ذلك العصر [أي في
عصر يعقوب؛ تعخ بمقذمي الذبائح بحيث يمكنهم أن يسيروا في موكب طويل حاملين زيغا
مقدسا على حفالة [مثل التي لحمل عليها األصنام؛ .أما يعقوب فعندما يوصي ببساطة أن يدهن
المرضى بالزيت ،فهذا ال يعني بحسب ما يستوعبه ذهني شيائ سوى المشح بالزيت العادي ،فال
ينكر غيره في رواية مرقس [مر( ٠]١٣:٦ولكن) هؤالء الرجال ال يتنازلون إلى حيث يستعمل أي
زيح ،عدا الذيا يكربده أسقفً ،اتب المدائً بالقس اكستفيض ،والئقمقم فوقه بتعزيمات طويلة،
والمركوع أمامه لتحيته تسع مرات على هذا النحو :ثالائ .د السالم عليب يا مريم ،وثالائ ب
السالم عليلك أتها الميرون المقنص ،وثالائ ٠د السالم غليك أيها البلسم المقذس ٣٢ .من أين
جاءوا بهذه التعويذات؟ يقول يعقوب إذ المريض ،بعد أن يمشح بالزيت ودصئى عليه ،إن كان
قد أخطأ ئغغر له [يع ه-١٤:ه١؛ ،أي إذا اتحى ذنبه دعفى من العقوبة ،ليس أن خطاياه يمحوها
الشحم ،بل أن صلوات المؤمنين التي يربى بها لله األخ المتألم لن تضيع سدى .هؤالء يكذبون
كذتا فادحا بأن الخطايا ئغغر بواسطة بشحتهم المقدسة ،تلك المسحة الملعونة .انظروا كم
يكون قدر ربحهم عندما تسمح لهم بحرتة بإساءة استعمال شهادة يعقوب طبعا لهواهم! وحتى
ال نسترسل في البرهان على ذلك ،تخفف سجآلتهم المدونة عائ من هذه الصعوبة؛ ألتها تخبرنا
بأن البابا إنوقنطيوس الذي تراس على روما في زمن أوغسطينس ،أسس مزاولة أن ال يستخدم
الشيوغ فقط بل جميع المسيحيين الزيك للمسح عندما تقتضي حاجتهم أو حاجة نويهم ذلك.
يسرد ذلك سيغبرت دي جمبلو في كتابه األخبار٣٣.
(السر المزعوم للكهنوت تعقده الرتب السبع لإلكليرس وهنا ئققد طقوس تأسيسها ووظائفها،
)٣٣—٢٢
.٢٢سؤواحد،أمسبعة؟
ثالثة عشر سرا .ثم إته ال يمكنهم أن يفترضوا أن هذه [السبعة األخيرة؛ تكرن سرا واحذا ،ألتها
لكز منها ،ويقولون إذ لها أفضاأل يتميز بها كز منها ،فال يمكن ألحد أن يشك في أته ينبغي أن
ردعى سبعة أسرار؛ هذا إن قبلنا آراء هؤالء الرجال .ولماذا نجادل في أمر مشكوب ٠فيه عندما
لكئنا سنتعرفى على نحو عابر لمسألة العدد ،ولقدر السخافائت التي تثير االشمئزاز يقذفون
بها صوبنا عندما يحذثوننا عن مراتبهم كأتها أسرار .وثانيا ،سوف نرى هل يجوز أن يسقى سرا
الطقس الذي تستعمله الكنائس لرسامة الخدام.
إدا يشيدون سبع رتب أو درجات كنسية ويسقونها أسرارا هذه هي :حراس أبواب،
قراء ،طاردو أرواح شريرة ،معاونون (حاملو شموع) ،مساعدو شمامسة ،شمامسة ،كهنة .حتى
ليقولون إتها سبع لثطابق الهبة السباعية للروح القدس ،والتي ينبغي أن يوسح بها من يرتقون إلى
هذه الوظائف .وإذ هذه الهبة تزداد فيهم بغزارة تراكمية مع ترقيهم من رتبة إلى رتبة٣٥ .
أائ العدد نفسه فقد تكرس بتغسير أعوج للكتاب المقذس ،ألتهم يعتقدون أتهم قرأوا في سفر
إشعياء عن السبع قؤات للروح القدس ،فيما يشير إشعياء فعال إلى سدش [اش ٢ : ١١؛؛ ولم يشًا النبتي
أن يحصرها جميعا في ذلك الموضع ،إذ يدعى في مكاؤآخر روح الحياة [حز ٢ ٠ : ١؛ ،و روح
القداسة [رو ٤ : ١؛ ،و روح التبتي [رو : ٨ه ١؛؛ فيما يدعى هنالك (في إشعياء) روح الحكمة،
والفهم ،وروح المشورة ،والقوة ،وروح المعرفة ،ومخافة الرب.
ولكذآخرين من ذوي الفطنة ال يصنعون سبع رتب بل تسائ ليشابه — كما يقولون -الكنيسة
الظافرة .وثئة خالف بينهم ،ألن البعض يريدون أن يحسبوا رتبة حلي جزء ض شعر الراهب األولى
قبل الكز ،ورتبة األسقفية األخيرة بعد الباقيات؛ وآخرون ،إذ يستبعدون حلق الشعر ،يضيفون
رائسة األسقفية إلى الرتب .ويقسمها إسيدورس بطريقه مختلفة :فيميز بين مرثلي المزامير والقراء،
إذ يعطي مرثلي المزامير مسؤولية الترنيم؛ والقراء مسؤولية قراءة السفر المقدس لتهذيب الشعب؛
ويراغى هذا التمييز في القوانين الكنسية.
وفي وسط هذا التنوع واالختالف ،ماذا يريدوننا أن نتبع؟ وماذا نترك؟ أنقول إذ هنالك سبع
مراتب؟ هكذا يعلم سيد المدارس [لومبارد؛ ،أما المعلمون األسمى استنارة فيقولون بغير ذلك؛
ولكئ هؤالء يختلفون فيما بينهم .أضف إلى ذلك أن القوانين الكنسية المقنسة تأخذنا في ادجاه
آخر ٣٦.هكذا يتفق البشر عندما يجادلون في األمور اإللهية بمعزني عن كلمة الله!
ولكتها حماقة تتجاوز كز حماقة ألهم يجعلون المسيح رفيعا لهم في كز مرتبة .يقولون:
إته مأل أؤأل وظيفة حارس الباب عندما طرد الباعة والمشترين في الهيكل بسو؛ مفتوني من حبال
[يو : ٢ه ١؛ مت ١٢ : ٢١مدمخن] .وهو يقول إته حارس باب عندما يعلن أنا* هو الباب [يو
. ]٧ : ١٠وابخن وظيفة القارئ عندما قرأ من سفر إشعياء في المجمع [لو . ] ١٧ : ٤واعتلى وظيفة
طارد األرواح عندما لمس اددي األصلم األعقد وبز لسانه .شابه [مر .]٣٣-٣٢ :٧وأثبت أته
حامل نور بقوله مى يتتعني واذ تمشي في الظلمة [يو . ] ١٢ : ٨وأذى وظيفة مساعد شائس
عندما اتزر بمنشفة وغشق أرجل التالميذ [يو -٤ :١٣ه] .وقام بدور الشماس لما وزع الخبز
والكأس في العشاء [مت .]٢٦:٢٦وحثق وظيفة الكاهن عندما قذم نفسه ذبيحة لآلب على
الصليب [مت ٠:٢٧ه؛ اف ه . ] ٢:ال يمكن سماع هذه األشياء من دون أن تثير الضحك؛
فيدهشني أتها دونت [في القوانين الكنسية] من دون الضحك ،هذا إذا كان ئن دونها ،مع
ذلك ،بشرا .ولكئ تحذلعهم يسترعي االلتفات حعا عندما يتفلسفون حول لقب مساعد الكاهن
(ع ا0ءآل) ،فيجعلون المسيح حامل الشمعدان ٣٧،كلمة سحرية حعا (في افتراضي) ،من الموكد
أته غير مسموع بها في كز األمم واللفات؛ إذ لفظة ;)00را0سة اليونانية تعني اا١لخادم المتزتف
الخنوع .أثا أنا فلن أصرف الوقت لنقض هذه اآلراء ،ألتني إن فعلت ذلك فسوف يسحر متي
عن حق؛ إئها لسخافات تافهة!
لكي ال يخدعوا حتى مجرد النساء ،ال بذ -في هذه المناسبة — أن يكسف غرورهم .يخلقون
قزاءهم ومرثلي المزامير وحراس األبواب وحاملي الشموع في جؤ من مظاهر الفخامة والهيبة،
.اتآ ; 187. 116ا(ل1 )١1 ج٢جةكجا;٢ل )* 1,ا53االلم1. 67(; 1 ٧. 1اتل1٧. ط(ل]ي١ل) 192. 900(; 61311311,
1.ده1٢ 1.افآل ; 187. 136ط. )1؛ 18 ج٢جأل)1جا٢٢ .(.؛ 1. 84
٢)1,ة<س0ا ٧.الت !٧. 3- 9 192. 900-904(. انظر: ٣٧
جون كالثن :أس الذين المسيحى ١٣٧٤
ليقوموا بتلك الخدمات التي يعينون لها صبياتا ،أو على األقل ،عددا متن يستونهم ءلماذيين.اا
ألته — في الغالب -مرع ،سوف يشعل الشموع أو يسكب الخمر والماء من إناء ،سوى ولد أو
علمانى تعيس يربح من ذلك لقمة العيش؟ أال يرثل أيغما هؤالء الرجال أنفسهم؟ أال يفتح ويغلق
هؤالء الرجال أنفسهم أبواب الكنيسة؟ فمن رأى حامل شموع أو حارس أبواب يقوم فعال بعمله
في الكنائس؟ في الواقع ،عندما يؤخذ صبي كان يحمل شموعا ليعين حامل شموع رسميا ،يتوقف
عن ممارسة ما يستى به؛ ومن ثم يبدو أتهم يقصدون عمدا أن يطيحوا الوظيفة ذاتها عندما يخلع
على أصحابها اللقب .أترى بتا يتمسكون بالحاجة إلى التكريس بواسطة أسرار ولحلول الروح
القدس؟ لكي ال يفعلوا شيائ فقط!
إذا اذعى [معارضونا؛ أة هؤالء يهملون واجباتهم ويتغافلون عنها بسبب فساد األزمنة ،دعهم
يعترفون في الوقت نفسه أة مراتبهم المقدسة أصبحت اليوم عديمة االستعمال أوالنفع في الكنيسة،
وأة كنيستهم برتتها ممتلئة بالحرمان [أناثيما؛ ،إذ تسمح بأن يلمس الشموع وانية القداس صثيه
وأشخاص مدتسون متن ال يستحثون أن يقتربوا منها ما لم يكونوا مكرسين كحاملي شموع ،وإذ
تترك اإلنشاد لألوالد فيما ينبغي أن يسمع من شفا؛ مكرسة فقط.
ولكن ألي غرض يكرسون طاردي األرواح؟ أسمع أته كان لليهود ئغرموهم ،ولكتني أرى
أة هؤالء كانوا يستون بأسماء التعاويذ التي مارسوها [اع ١٣: ١٩؛ .من سمع إطالقا أة هؤالء
المعرمين الدجالين أخرجوا روحا ولو مزة واحدة؟ يسود اإلدعاء أة لهم قوة وضع األيدي على
المجانين ،وطالبي االنضمام إلى الكنيسة ،وذوي األرواح الذجسة ٣٨،أتا هم فال يستطيعون أن
يقنعوا الشياطين بأئهم يمتلكون تلك القوة ،ليس ألن الشياطين ال تخضع ألوامرهم فقط ،بل ألئها
تعطي أواهرها للعرامين أنفسهم! فإتك بالكن تستطيع أن تجد بينهم واحذا من عشرة ال يسيطر
عليه روخ شرير .وهكذا ما كز هذا الحديث السائب عن مراتبهم الحقيرة إآل أكاذيب جاهلة
وبغيضة مرقعة مائ ليستى نطاتا .تحدثنا قبأل عن حاملي الشموع (مساعدي الكهنة) القدامى،
وحراس الكنائس والقراء لتا شرحنا نظام الكنيسة ٣٩.وهدفنا هنا ال يتجاوز اعتراضنا على هذه
البدعة المستحدثة ،بدعة السر الشباعي المراتب في التنظيم الكنسى الذي ال نقرأ عنه إطالقا في أي
مكاآل اخر ،سوى بين مدافعي القضايا الحقيرة ،واألكاديميين السوربونيين والمشرعين الكنسيين.
,ال3اخة6٢ انظر 1. 90(. :ج0)11(0٢ا ٢٢؛. )11 187. 116الل 1. ٣٨
انظر أعاله :الكتاب الرابع ،الفصل الرابع ،الفقرة .٩ ٣٩
١٣٧٥ الكتاب الرابع -الفصل التاسع عشر
دعونا اآلن ننظر إلى الطقوس التي يستعملونها .بدايه ،إئهم ينخلون جميع ض يجتدونهم
في نظام اإلكليروس برمز مشترك .فيحلقون الشعر من أعلى رؤوسهم بحيث يدل تاج الرأس
على الكرامة الملوكية ،إذ يعترض أن اإلكليريكيين ملوك يحكمون أنفسهم واآلخرين .ألن
بطرس يتحدث عنهم هكذا :ؤأائ آرتم وجمك نحتار ،زكهثوت ملوكئ ،ائه نثدسه ،سغب
اققا؛أ [ ٠١ط ٠]٩:٢ولكته انتهانمنهم أن يتخذوا ألنفسهم وحدهم مااعبي للكنيسة كتها،
وأن يتفاخروا باستعال؛ باللقب الذي خطفوه من المؤمنين .يتحذث بطرس عن الكنيسة بجملتها؛
وهؤالء يعوجون الحديث ليخطل رجاأل قليلين حليقي السعر ،كما لو كان لهم وحدهم قد قيل
اكونوا قذيسين [ ٠ ١ط : ١ه ١٦-١؛ ال ٧: ٢٠؛ قارن ال )٢ : ١٩؛ كما لو كانوا وحدهم اشتروا
بدم المسيح [ ١بط ١٩-١٨:١؛؛ كما لوكانوا وحدهم شكلوا مملكه وكهنودا لله بواسطة المسيح
[ . ١ط : ٢ه !]٩ ،ثم إتهم يعطون أسبايا أخرى :دفنى قته الرأس لكي سن عقولهم محررة للرب،
وهكذا بوجه مكشوف [ ٢كو ١٨:٣ع للتأتل في مجد الرب ٤٠ ،أو لكي يتعتموا أته يجب أن
تبتر زألت الغم والعين .أوأة حلق الشعر هو هجر األمور الدنيوية الزمنية؛ أما الشعر المتبثي حول
تاج الرأس فهو ما تبعى من الخيرات المحتفظ بها إلعالتهم .كز شيء في رموز ،ألته من الواضح
دقق بعد [مت ١:٢٧ه] .وباقتناعهم إدا ،أدهم قد أذوا واجباتهم بتمقر
** *
الهيكل لم أن احجاب*
ألئهم رمزوا إلى تلك األمور بتيجان رؤوسهم ،ال يقومون فعأل بعمل أفي منها .حتى متى يهزأون بنا
باحتيال وخداع مثل هذا؟ بحالقة البعض من شعور الرؤوس يدد اإلكليريكتون على أئهم طرحوا
عنهم وفرة األطايب الزمنية كي يتأثلوا مجد الله ،وأئهم أماتوا شهوات االذان والعيون .ولكن هل
توجد طبقة من البشر أكثر جشائ ،وأكثر غباة ،وأكثر انغماسا في الشهوات؟ لماذا ال يدون القداسة
بدأل من التظاهر الخارجى بها بعالمات زائغة وكاذبة؟
عندما يقولون إذ أصل التاج االكليريكي وعأته يعودان إلى المنذورين [انظر عد ٢٦-١ : ٦؛،
ماذا ينعون عدا أن أسرارهم نشأت من طقوس يهودية ،أوباألحرى هي يهودية محضة؟ أائ عندما
يضيفون أن بريسكال وأكيال وبولس قطعوا عهنا وحلقوا رؤوسهم كي يتطهروا [اع ١٨: ١٨؛،
,ا[ةاأة٠ل6 1. 678(:ج)11(0٢جاج 187. 884: 1ط(ل11. ^11. 1.7 )١4 ,س(س0ا 1٧. انظر: ٤٠
فإتهم يكشفون عن جهل مبين ٤١ .ألته لم يسجل عن بريسكال(أتها حلقت فعررأسها) ،وليس
الحال مؤتمنا مع أكيال أيائ ،ألن الحالقة المنكورة يمكنها أن تثير إلى بولس يقدر ما تشير إلى
أكيال .وكي ال نتركهم لهوى اذعائهم -أن لهم مثاأل في بولس -يلزم أن يالحظ القارئ العادي
أن بولس لم يحلق رأسه إطالقا بهدف التقديس ،بل لخدمة إخوته األكثر ضعائ فقط .لقد اعتدث
أن أسئي هذه النذور نذور المحبة ،ال نذور التقوى؛ أي أتها ال تؤخذ ألي نوع من عبادة الله،
بل للتعامل فقط باللطف مع جهل الضعفاء ،مثلما يقول هو لليهود إته أصبح يهودائ ،إلخ [ ١كو
.]٢ ٠ :٩لذلك فعل هذا مزة واحدة ،وبالتأكيد لزمب قصير ،ليكيف ذاته مؤق لليهود .فعندما
يحاول هؤالء أن يقتدوا تطهيرات المنذورين تقلينا أعمى وبال معنى ،ماذا يفعلون سوى إنشاء
يهودية أخرى فيما هم يتصئعون محاكاة اليهودية القديمة [عد ١٨: ٦؛ قارن ٦حه]؟
وبالحذلقة الدينية نفسها تأنفت تلك الرسالة اإلفتائية تقلينا للرسول ،والتي تحزم على
اإلكليريكيين أن يطلقوا شعورهم ،بل تفرض عليهم أن يحلقوا (رؤوسهم) كالكرة ٤٢.فهذا كما لو
كان الرسول بتعليمه ما يليق بجميع الرجال ،قد بات مهتائ بحلق شعر رؤوس اإلكليروس بحيث
دشابه الكرة! ليحكئ) قزائي من هذا :ما هي قيمة تلك األسرار األخرى؟ وما أثر قوتها تلك التي
تلي ،والتي لها بدايات كهذه؟
فحثي من [كتابات؛ أوغسطيئس وحده ،يمكننا أن نتعزف أصل حالقة جزء من شعر الرأس
على نحو وافر الوضوح .فلقا كان الرجال المخقون فقط ،في تلك الحقبة ،وخرون مئن نزعوا
إلى اتخاذ مظهر أنثوي متأنق رشيق ،هم من يرتون شعور رؤوسهم ،لم يبذ مالئائ أن يقتفي
األكليروس مثالهم .لذلك أمر رجال الكهنوت بأن يجتر أويحلق كز فعر الرأس ،كي ال تبدومنهم
أي مظاهر التزين المخنث .شاع ذلك بحيث إذ بعض الرهبان أطلقوا شعور رؤوسهم ،كي تبدو
فيما بعد ،عندما أصبح منهم قداسة أعظم تتجنى في زي محتشم يتميز عن ألبسة سائر الرجال.
طول الشعر مطابعا للطراز الحديث مزة أخرى ،وقبلت المسيحية بعض البالد التي كانت شعور
رؤوس رجالها دائائ طويلة ،مثل فرنسا وألمانيا وإنجلترا؛ من األغلب أن اإلكليريكيين في كز
مكان حلقوا رؤوسهم كي ال يظهروا أئهم يتأتقون بشعورهم .وأخيزا ،بانتشار عصر ازدياد الفساد
غؤجت فيه كز العادات السالغة أو تدهورت إلى خرافات ،لجأوا إلى نوع من الغموض الذي
أقحموه علينا كي نصادق على سرهم ،ألئهم لم يروا علة تبرر حلق الرأس (دلم يستبقواآنذاك من
تلك العادة سوى تقليل غبى على أي حال).
يتسلم الحراس مفاتيح باب الكنيسة عند تكريسهم ،وبذا يدركون أن حراستها قد اكمنت
إليهم .ويتسلم القراء الكتاب المقدس .والمعرمون يتسلمون صيغ التعويذ لالستعمال على المجانين
وطالبي المعمودية .كما يتسلم حاملو الشموع الشمعدان وإناء القداس .هذه إدا هي الطقوس التي
(ما شاء الله) تكمن فيها قوة خفية هائلة ،بحيث ال تبقى مجرد عالمات ورموز ،بل مسيات أيصا
للنعمة غير المنظورة .فهم يفترضون ذلك طبثا لتعريفهم عندما يريدون أن يحسبوها أسرارا.
وحتى أختتم بإيجاز ،أستيها سخافاب أن يجعل المدرسيون والمشرعون الكنسيون من هذه
المراتب الصغيرة أسرارا ،فيما كانت هذه — باعتراف من يعثمون بها — غير معروفة للكنيسة األولى
بل اخئرعت بعدها بسنوات طوال .أثا حيث تتضئن األسرار وعودا إلهية ،فينبغي أن يؤسس لها؛
ال المالئكة وال البشر ،بل الله وحده الذي له وحده أن يهب الموعد.
٠٠.٨٢الكاص٠٠وا٠الشخا٠
ثبيت ثالث مراتب يعتبرونها رتبا رئيسة .رعل إلى هذه المجموعة ما كان يعقر أقز شأائ
بعدما أفرخت وتكاثرت الرتب الثانوية .أتا ألتهم يتظاهرون بأن لديهم تغويائ من كلمة الله في
ما يتعلق بهذه األمور ،فيستونها الرتب المقدسة كي يكرموها .يجب أن نالحظ كيف يسيغون
بعدم أمانتهم استخدام ما رسمه الله عذرا لهم.
نبدأ بمرتبة الشيخ ،أو الكاهن ،ألدهم يعنون الشيء نفسه بهاكين الكلمثين ،ويسندون إلى
تن هو واجبهم — كما يقولون — أن يؤدوا ذبيحة جسد المسيح ودمه على المذبح ،وأن يتلوا
الصلوات ،وأن يباركوا عطايا الله .ومن ثم ،فاهم عند رسامتهم يتسلمون طبق القربان والخبز
المقدس رمورا للسلطة المخولة لهم لتقديم ذبائح التكفير [قارن ال ه ]٨:لله؛ ودمشح أيديهم
[بالزيت؛ كرمز يعلمون به ألهم قد اعطوا سلطة التكريس ٤٤.أتا عن الطقوس فسوف نتحذث
٠دهم ;
٢)1,ا1(،اال0ذ ,عةاأه 192. 904(; 6٢ا(ل٧. 9 )٦٧1الت1٧. ; 187. 143ا¥.1 )1تآ 1 انظر: ٤٤
الحعا.ه٤ءن هذا الشيء في حذ ذاته أقول ،إته أبعد ما يكون عن أن يؤدده أصغر حرف من كلمة
الله ،بل إدهم ئفسدون ما أمر به الله أشد فساد.
أؤأل ،ينبغي أن يقبل هذا كحقيقه مسئم بها (األمر الذي جزمنا به في نقاش القداس البابوي)٤٦،
أال وهو أة جميع ض يستون أنفسهم كننة تقديم ذبائح كعاردة ،يسيغون إلى المسيح .لقد عين
المسيح وبرس كاهائ على رتبة ملكي صادق بواسطة اآلب بثشم [مز ٤ : ١١٠؛ عب ه ،]٦ :بال
نهاية ،وبال خليفة [عب .]٣:٧لقد قذم وه وإلى األبد ذبيحة كقارة ومصالحة؛ واآلن وقد دخل
ئدش السماء يشفعلنا .جميعنا كهنة فيه [رؤ ٦: ١؛ قارن ١بط ٩: ٢؛ ،ولكن لذقت٠م حمذا وشكرا،
أي -باإليجاز — لكي نقنم ذواتنا وكز ما لنا لله .وكهنوته وحده ما كان ليرضي الله ويكثر عن
الخطايا بتقدمته نفشه .وعندما يغتصب هؤالء الرجال هذه الوظيفة لذواتهم ،ماذا يتبعى سوى أة
كهنوتهم وقح ودنس؟ أكيد أتهم أشرار أشرار عندما يجرؤون أن يخطوا هذا الطقس بعنوان السر.
ألمنا في ما يتعئق بوظيفة الشيخ [القسيس؛ الحقيقية التي أوصانا بها المسيح بشغثيه ،فإتني
أمنحها هذه الرتبة طوعا .فإذ لها طقسا مأخودا أؤأل من الكتاب المقدس ،ثم يشهد له بولس بأته
ليس فارغًا أو طفيف ،بل رمز صادق لنعمة روحية [ ١تي .]١٤: ٤وعلى الرغم من ذلك ،فإتني
لم أروم هذه الوظيفة ثالثة األسرار بسبب كونها غير عادية أو ال يشترك فيها جميع المؤمنين ،بل
هي طقس معين لوظيفة مخصصة .ومع ذلك ،حيث إذ هذا االمتياز تعطى للخدمة المسيحية ،ال
يوجد مبرر لكبرياء الكهنة البابويين .ألة المسيح أوصى بأن يرسم إلنجيله ولسره وكالء ،ال
أن ينضب مقنمو ذبائح .لقد أمر بأن يكرز باألنجيل [مت ١٩:٢٨؛مر:١٦ه )١وأن يرعى
قعليعه [يو :٢١ه ،]١ال أن تقذم ذبائح .وعد بنعمة الروح القدس ،ال ليمكنهم من صنع كقارة
عن الخطايا ،بل ليكونوا أكعاء في تدبير إدارة الكنيسة على النحو الصحيح [قارن مت ٢٠: ٢٨؛.
تطابق الطقوس الحقيقة بصورة تثير اإلعجاب .عندما أرسل الرب الرسل ليكرزوا باإلنجيل،
نفخ عليهم [يو ٢٢: ٢٠؛ .وبهذا الرمز مغل قوة الروح القدس الذي وهبه لهم .وهؤالء ارجال
الصالحون استبقوا هذا النفخ ،وكما لوكانوا يبعثون باروح القدس من حناجرهم ،يكمتمون فوق
** الروح القدس [يو ٢٢ :٢٠؛ .إئهم ال يتركون شيائ إآل يزقفونه
اقبلوا من يصنعون منهم كهنة:
بصورة نحالة :لسمت أعني أئهم يشابهون الممثلين الذين تعبر حركاتهم عن فى وتشف عن مغزى،
بل يشابهون القرون الذين يقتدون كز شيء غريزائ وتلقاثغا بال تمييز( .يقولون) إتنا نحتذي مثال
الرب ،لكئ الرب فعل العديد من األشياء التي لم يقصد أن نماثلها .قال الرب لتالميذه اقلوا
الروخ العذس [يو٢٢:٢٠؛.كماأتهقال :يغازر ،خللم حارحا! [يو ٤٣: ١١؛ .قال للمغلوج:
وم وانش [مت :٩ه؛ قارن يو ه . ]٨:لماذا ال يقولون الشيء نفسه لجميع األموات وللمصابين
بالشلل؟ لقد أعطى [المسيح؛ برهاتا على قوته األلهية عندما مأل بنفخته تالميذه بنعمة الروح
القدس .وإن فعلوا ذلك فهم يتنافسون مع الله بل ئئحذونه إلى مباراة ،ولكن ما أبعدهم عن الفغر!
وما هم فاعلون شيائ بنفختهم الخاوية سوى االستهزاء بالمسيح .حعا ،لقد وصلت بهم صفاقة
الوجه وعدلم الحياء حذ أن يجرؤوا على تأكيد أتهم يهبون الروح القدس .ولكن كم بات صحيحا،
كما عتمنا االختبار ،أن جميع تن تكرسون كهنة يتحولون من أحصنة إلى حمير ،وس مثقلين إلى
مجانين! ومع ذلك ،ليس هذا ما يدعوني إلى الشجار معهم .إتني أدين الطقس فقط ذاته الذي ما
كان ينبغي أن تقحن مثاأل حيث استعمله المسيح رمزا لمعجزة معينة؛ هكذا ابتعدت حجة االحتذاء
به عن كونها دفاعا تنصعا عن اذعائهم!
أخيرا ،مئن تستموا المشح؟ يجيبون بأئهم تسلموه من أبناء هارون الذي منه أيائ ادحن
نظامهم بدايته .وهكذا يفصلون دائائ أن يدافعوا عن أنفسهم بأمثلة خاطئة ،بدأل من أن يقروا بأن
ما يستخدمونه بغيش هومن صنعهم هم؛ ولكئهم ال يالحظون في الوقت نفسه أتهم عندما يذعون
الخالفة عن أبناء هارون ،يسيغون إلى كهنوت المسيح ،الذي كان وحمده تن تمتل سابعا واليع
إلى حدوث مجيئه بكز كهنوت قديم .فيه احتويت جميعها وتحثقت ،وبه زالت كما قلنا مرارا،
وكما تشهد الرسالة إلى العبرانيين من دون الحاجة إلى معونة الشرح أو التفسير .أتا إذا كانت
تفتنهم الطقوس الموسوية ،فلماذا ال يأخذون الثيران والتيوس والشياه للذبح؟ في الحقيقة ،لديهم
قسعن وافر من خيمة االجتماع العتيقة وس العبادة اليهودية بجملتها؛ لكن تنقصهم ذبائح العجول
والثيران .تن ال يمكنه أن يرى أن هذا الطقس ،طقس المشح ،أخطر جذا من الختان ،وخصوصا
عندما يضيفون الخرافة وفكرة االستحقاق الفزيسية إلى األعمال؟ أودغ اليهود ثقتهم بالتبرير في
الختان؛ وهؤالء الرجال يودعون المواهب الروحية في المشح .ومن ثم ،إذ يتوقون إلى مضاهاة
الالويين ،يرددون عن المسيح ويتختون عن وظيفة الرعاة.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٣٨٠
هذا (إن رضي الله) هو الزيت المقنس الذي يطبع خاصية ال دمحى .كما لو كان الزيت ال
يمحوه الغبار والماح ،أو (إذا التصق بشذة) فبالصابون! (يقولون) ولكئ الخاصية روحية ٤٧ .ما
صلة الزيت بنفس اإلنسان؟ هل ينسون ما يكررونه كالببغاء عن أوغسطينس :إذ لحجبت الكلمة
عن الماء ،بلن يكون إأل ماء؛ أائ الكلمة فهي ما تجعله سرا ٤٨ .أي كلمة يطبرونها لترافق سحمهم؟
أن موسى أبر بأن يمسح أبناء هارون [خر ٣٠ :٣٠؛ قارن ٤١:٢٨؛ ]٧:٢٩؟ هنالك أثر أيئسا
بالجية والرداء والئدرة والعمامة وصفيحة الذهب (اإلكليل المقذس) التي كان هارون ليتزتن
بها [ال]٩ ،٧:٨؛ كمااثربإلباس بنيه األقمصة والمناطق والقالنس [ال .]١٣:٨اثرأيصابذبح
الثور وإيقاد الشحم [ال ،] ١٦-١٤:٨وذح الياش وحرقها (رأسا وبطائ وشحائ) [ال -١٨:٨
،]٢١وتكريس شحمات آذانهم (أي بني هارون) ورس ثيابهم بدم كبش ثان [ال٢٤-٢٢:٨؛،
وطقوس أخرى ال تحصى وال تعذ .وإذ يتجاهلون كز هذه الطقوس ،أتعجب كيف يشرهم مشلح
الزيت فقط؟ وإن كان يعجبهم الرش ،فلماذا بالزيت وليس بالدم؟ من الواضح أئهم يجربون شيائ
عبقريا :أن يشكلوا ديانة واحدة من المسيحيه واليهودية والوثنيه بترقيعها ثالثتها معا .هكذا أكت
ثشحتهم إذا افتقدت إلى الملح ،أي إلى كلمة الله.
تبثى إدا وضع األيدي .وكما أتني أقبل أته سر في الرسامات المشروعة والحقيقية ،أرفض
كذلك أن له مكاتا في هذه المهزلة حيث ال هم يطيعون أمر المسيح وال يتفكرون في الغاية التي
ينبغي أن يقودنا إليها الوعد .فإن لم يرغبوا أن يحرموا العالمة ،لزم عليهم أن يطيقوها على أرض
الحقيقة التي مئنت من أجلها.
.٣٢الشماسة
كذا ال أريد أن أجادل نظام الشموسية ،إن كانت تستعاد إلى استقامة تلك الخدمة التي
مورست في عصر الرسل وفي الكنيسة األكثر نقاوة .لكن ما هو الشبيه لها في الشمامسة الذين
اصطنعهم هؤالء الرجال؟ لسك أتحذث عن األشخاص (خشية أن يشتكوا أتني ال أنصف في
الحكم على عقيدتهم بسبب أخطاء األفراد) ،ولكتي أعترض بأته من المشين أن يغفى في مثاني
ألكد ,جاالأ8أأجل٨٦ 11-.؛1{^. 3 )11 35. 1840 ٧11. 344 £.(. انظر: ٤٨
١٣٨١ الكتاب الرابع-الغصل التاسع عشر
مئن رسمهم الرسل شمامسة ،شهادة لهؤالء أنفسهم الذين يقذمهم لنا الرومانيون في تعليمهم.
يقولون إتها وظيفة الشمامسة أن يساعدوا الكهنة؛ وأن يخدموا في كل ما يجرى في األسرار :أي
في المعمودية ،وفي الميرون ،وفي تلبق الخبز ،وفي الكأس ،كما في جمع العطايا ووضعها على
المذبح؛ في فرش مائدة الرب وتغطيتها؛ في حمل الصليب إلعالن قراءة اإلنجيل وترنيمه وكذا
قراءة الرسالة في مسمع الشعب .هل توجد هنا كلمة واحدة عن خدمة الشمامسة الحقيقية؟
اآلن دعونا نتعلم كيف يؤسسون لهذه الخدمة :عندما يرسم شماس ،يضع األسقف وحده
يده عليه .يضع كتاب صالة ووشاحا على كتفه اليسرى كي يفهم أئه تسئم نير المسيح الهين
[مت ،]٣٠:١١الذي ئخبع به لمخافة الرب جميع األشياء ذات الصلة بجانبه األيسر .يعطيه
األسقف تصا من األنجيل كي يقر بأته مناد به .وما هي عالقة كز ذلك بالشمامسة؟ يفعل
البابويون كما لو قال أحدهم إته رسم رسأل أشخاصا عيئهم لمجرد أن يحرقوا بخوزا ،وينغضوا
الغبار عن التماثيل والصور ،ويكتسوا الكنائس ،ويصيدوا الفئران ،ويطاردوا الكالب .ض يقبل
أن يستح لهذه الفئة من الناس بأن يدعوا رسأل ويقارنوا برسل المسيح؟ لذا فليكثوا من االن
فصاعنا عن الكذب قائلين إذ هؤالء شمامسة ،وهم رسموهم بهدف التصئع فقط .في الحقيقة،
هم بمجرد اللقب وحده يعرفون .طبيعة الوظيفة بما فيه الكفاية؛ يدعونهم الويين ،ويرجوئن
مرجعهم وعتة وجودهم إلى بني الوي ٤٩.ال أعترض على ذلك ،لو أئهم فقط ال يفشونهم فيما
بعد بريشآخرين.
.٣٣مساعدوالشمامسة
ماذا يمكن أن يقال في موضوع مساعدي الشمامسة؟ على الرغم من أئهم عينوا قديائ
للعناية بالفقراء ،يعين لهم البابوتون اليوم أشفاأل تافهة ،مثل إحضار الكأس وغبق الخبز وإناء الماء
والمنشفة إلى المذبح؛ وصك الماء لفسل األيدي ،إلخ .وفي مناسبة الحديث عن جمع التقدمات
وإحضارها ،يقصدون التقدمات التي يلتهمونها كتقدماب مخصصة للحرمان.
ويطابق طقس تكريسهم توصيف وظيفتهم تماائ :يتسلم مساعد الشماس الكأس وغبق الخبز
من األسقف ،ومن رئيس الشمامسة اإلناء بالماء ،وكتاب التعليمات ،ونغايات من هذا القبيل٥٠.
ويطالبوننا بأن نقر بأن الروح القدس مغئف داخل هذه التوافه .أفي أتقياء الله يتحفل أن يقر بذلك؟
أتا لننهي الموضوع برتته فنقول عنهم ما قلناه عن اآلخرين؛ وال حاجة إلى أن نعيد بأكثر تفصيل
ما سبق أن شرحنا ه أعاله .٥١.
يكفي هذا للمئضعين القابلين للتعثم (أمثال الذين توليت تعليمهم) :ال يوجد سر من دون أن
يصحل طقشه وعذ ،أو باألحرى عدا ما دشالهد في طقسه وعد .أتا في هذه الشعائر فال نجد
مقطائ واحذا من وعد محذد؛ من ثم يمسي بال جدوى أن نفقش عن طقس لتأكيد الوعد .مرة
أخرى ،ال نقرأ عن أي طقمة رسمه الله بين هذه الطقوس التي يستعملونها .ولنا ال يمكن أن يكون
هنالك أي سر.
(االدعاء الخاطئ أن الزواج سر مقذس ،مبنى على سوء وهم أفسس ه ٢ ٨:ونصوص أخرى:
إساءات ذات صلة بالزواج)٣٧-٣٤ ،
يأتي الزواج في آخر القائمة .يؤمن جميع بني البشر أئه رسم له من الله [تك ٢٤-٢١ :٢؛
مت ٤: ١٩وما يليه؛؛ ولكن لم ئره أحذ دجرى كسر حتى عصر غريغوريوس٢.ه وأي إنسا؟ في
كامل رشده كان يظنه سرا؟ إذ الزواج ناموس من الله؛ وكذلك البالحة والبناء وعمل اإلسكافي
والحألق؛ كتها من رسم الله المشروع ،ومع ذلك ليست أسرارا .ال يلزم السر أن يكون من عمل
الله فقط ،بل أن يكون طقسا ظاهرا عينه الله أيشا ليوكد وعذا .وحتى األطفال يمكنهم أن يميزوا
أته ال يوجد شيء كهذا في الزواج.
يقولون :ولكئه عالمة لشيء ذي قدسية ،أي للرباط الروحي الذي يقرن المسيح بالكنيسة.
فإذا كانوا يفهمون بكلمة اعالمة رمرا وضعه الله أمامنا ليزيد تأكيد إيماننا ،يخطوئن الهدف
بمسافة بعيدة؛ أتا اذا فهموا أن العالمة تعني ببساطة ما يمكن استنباطه من مقارنة ،فسوف أبين
حصافة محالجتهم .يقول بولس :ا٠كما يمتاز نجم عن نجم في المجد ،هكذا أيشا قيامة األموات
[١كو ه ٤٢-٤١:١؛ .هنا تجد سرا.يقول المسيح :يشبه ملكوت الغمازات حبه خ۵ل [مت
٣١: ١٣؛ .هنا ترى سراآخر .وأيائ :ايسة تغوث الئشاؤاب لحميرة[ 11مت ٣٣: ١٣؛ .هوذا
ثالث .يقول إشعياء :الكزاع يزعى ئيعه[ ,,اش ١١: ٤٠؛ .وراع .وفي موضعآخر يقول :ااالرث
نمانجائر يفرغ ا [اش ً ٤٢ا . ] ١٣هنا ترى سرا خامشا .أخيرا ،ما عسى تكون ألنهاية ،أوالمقياس؟
ال يكون شيء سرا إآل على أساس هذا المنطق .سوف توجد أسرار بقدر عدد األمثلة والتشبيهات
الواردة في الكتاب المقدس .في الواقع ،ستكون السرقة سرا إذ هو مكتوب :مؤلم الرت نملص في
اللثل ١ [ 1,تس ه .]٢ :تن يتحئل هؤالء السفسطائيين بثرثرتهم الجاهلة؟
إثني أعترف بأكنا كتما رأينا كرمة ،يحسن بنا أن نتذنمر ما قاله المسيح :اائ الكذمة وأدتم
األعضان [بو ٥: ١٥؛؛ وأبي الكرام [بوحنا ه .]١:١وكتما نلتقي راعائ هع قطيعه ،يحسن
بنا أيائ أن نستذكر قوله :اتا ...الراعي الضايح ا [يو ] ١٤:١٠؛ حزاني ثشتغ ضؤدي [يو
٢٧: ١٠؛ .لكن كز تن يضع هذه التشبيهات في خانة األسرار ،يلزم أن يرسل إلى ستشفى
لألمراض العقلية.
لكتهم مع ذلك ينعصوننا بكلمات بولس التي يقولون بها إذ لفظة سر تنطبق على الزواج:
موع بجت ائزاته بحت تغشه .وإده لم يعض آخذ جشنه ئ ،بز يعوده ويرديه ،نمتا الرت ايفا
بئكييشه .ألكا أعصاء حشيه ،س نحبه ؤس عظامه .مى الجل هذا سرك الرجز اباه ؤدأئه زيلتصق
بائزآته ،زفون االدائآل لجشذا واحذا .هذا الشر غظيلم ،ؤلبئيي اتا اوون ص تخو انتسيح
ؤالكتيشة[ ,,اف ه٣٢-٢٨:؛ .ولكن ،إذ نستعمل الكتاب هكذا نخلط األرض بالسماء .بولس،
إذ يريد أن بظهر للرجل المتزؤج بأي حت متغرد ينبغي أن يحت زوجته ،يبرز له المسيح كالنموذج
األمثل .ألته كما سكب رأفته على الكنيسة التي اتخنها عروشا لنفسه ،فهكذا يريد لكز رجل أن
يكون شعوره نحو زوجته .عندئذ تتبع هذه الكلمات :مرة بجت امزآده بجت تغشه ...نمتا ازت
ائائ يتكييشه [اف ه .]٢٩ ،٢٨ :ولكي يعتم كيف أحت المسيح الكنيسة كنغسه ،ال بل كيف
جعل نفسه واحذا هع الكنيسة عروسه ،يطيق بولس ما نقله موسى من قول آدم عن ذاته .ألن حواء
(وقد عرف [آدم] أتها سكلت من إحدى ضلوعه) بدت أمامه ،قال :هذ؟ اآلن عظم س عظامي
ؤلحم س لحمي [تك .]٢٣:٢يشهد بولس بأن كز ذلك اكيل روحائ في المسيح وفينا ،عندما
يقول إننا أعضاء جسده ،من لحمه ومن دمه ،أي جسد واحن معه .أخيذا يضيف هذه الخالصة:
*اهذا الشر ءظيماا ولكي ال يغتض على أحد شيء ،يشرح أته ال يتكتم عن االتحاد الجسماني
بين رجل وامرأة ،بل عن الزيجة الروحية بين المسيح والكنيسة .في الحق أن هذا لسر عظيم ،أة
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٣٨٤
المسيح سمح إلحدى ضلوعه بأن دنقل ،منه لتشكلدا؛ أي لنا كان قودا شاء أن يصير ضعيائ ،كي
نتقؤى نحن بقوته فنحيا ال نحن ،بل المسيح يحيا فينا [غل .]٢ ٠ : ٢
لقد خدعهم لفظ أسؤأ [111د1٠ءح .]8لكن هل كان من اإلنصاف أن تعاني الكنيسة كتها
أسرا [7لجأ8مل11ل] .وكان للمترجم أن يترك هذه الكلمة كما هي،
* عقوبة جهلهم؟ كان بولس قد قال
إذ كانت مألوفة لدى اآلذان الالتينية .على أته فخل كلمة [سعدءع[ ]8اف ه ،]٣ ٦ :لكن بالمعنى
نفسه الذي استعمل به .رولس كلمة [7لجخ8الالل] .اآلن دعهم يذهبون ويشتكون مؤ الشكوى بصخب
وبألغاظ جارحة ،عن المهارة في اللفات التي بسبب جهلهم لها باتوا مضتلين طويأل في أمر واضح
ويسير ألى شخص .بل لماذا يصؤون بشنة على كلمة سؤ في هذا الموضع بالذات ،فيما يتغافلون
عنه في أوقاب أخرى؟ فقد استعمل مترجم الثولجاتا كلمة 11٣دىج8اا لتعني اك٢جخ8ال1ع,ا في
الرسالة األولى لتيموثاوس [ ١تي ] ١٦ : ٣كما في هذه الرسالة إلى أهل أفسس نفسها [اف ٩:١؛
.]٩ ،٣:٣ومع هذا لنتجاوز هفوتهم هذه .أتا الكذابون فيلزم أن تكون لهم على األقل ذاكرة قوتة.
واآلن إذ يزتنون الزواج يلقب سؤ ،بينما يدعونه من بعن نجاسًا وتلؤائ ووسائ جسديا ،فأي
تقأب واستهتار هذا؟ يا له من تناقض والمنطقية أن يحرم الكهنة هذا السؤ! ولن يغلتوا متي إذا قالوا
إتهم ال يحرمونهم الزواج بل شهوة الجماع .ألتهم يعتمون بأة الجماع نفسه جزء من السؤ ،وأته
هو وحده ما لبثببه به وحدة الجسد التي لنا في المسيح ،بالتمشي مع الطبيعة؛ إذ إذ رجال وامرأة
يصبحان جسنا واحذا باالئصال الجسمي .أتا من ناحية أخرى فوجد بعضهم هنا سؤئن :أحدهما
سر الله والنفس ،في العريس والعروس؛ واآلخر سز المسيح والكنيسة في الزوج والزوجة .ومع هذا
يطق الجماع سرا يتحتم أأل يحزم منه أي مسيحي ،إأل إذا كان هنالك تنافر بين أسرار المسيحيين
بحيث ال يتسق منطقها .كما أن هنالك تناقخا سخيائآخر في عقائدهم .يوكدون أة نعمة الروح
القدس تحق في السؤ؛ ويعتمون بأن االتصال الجنسي سر ،ولكتهم ينكرون أن الروح القدس
حاضر في الجماع٥٤.
انظر. 2. 4 )11 187. 155, 597 ٤٠ 1397, :االتت 1. 2. 17; 11.اآآأل. 2; 1.ااا٧آآ 1.دد ٥٤
1413 ٤(.
١٣٨٥ الكتاب الرابع -الفصل التاسع عشر
.٣٧تداعيات التعليم-الرومانتيالظالمة
كما لولم يكونوا قد استهزأوا بالكنيسة في شيء واحد ،يا لها من سلسلة طويلة من الضالالت
— أكاذيب ،حيل ،إساءات — أوثقوا بها هذه الضاللة الواحدة .وهكذا يمكنك أن تقول إلهم
ابتغوا مغارة نجاسات عندما جعلوا الزواج سرا .فإدهم عندما أحرزوا ذلك ،ثؤآوا استماع الدعاوى
ذات الصلة بالزواج؛ فإذ اعتبروها أمزا روحائ ومن ثم ال يجوز للقضاة المدنيين أن يتعاملوا معها؛
أصدروا من ثم تشريعات رقوي تحكمهم المستبذ ،تشريعات مهينة لله علائ من جانب ،وظالمة
للناس من جاب اخر .فعلى سبيل المثال :زواج العصر بدون موافقة الوالدين يظز ثابائ وشرعائ.
زواج األقارب حتى إلى الدرجة السابعة ليست شرعية ،وإذا تم عقده يتحقم حله .كما زوروا
الدرجات عينها تعدا على قوانين جميع األمم ،وتعذوا أيصا على تشريع موسى [ال ٦: ١٨وما
يليه؛ :فحكموا بأأل يتزؤج ثانية تن يتخلى عن زوجته الزانية؛ وأأل يقترن العرابون في الزواج؛
وأآل تعقد زواج في الفترة ما بين أحد السبعين [الثالث قبل الصوم الكبير؛ واليوم الثامن بعد عيد
القيامة ،كما في أثناء األسابيع الثالثة قبل مولد يوحنا ،وكذلك ما بين [ابتداء؛ فصل المجيء إلى عيد
فبعد طول صراع ،وجب الظهور؛ وغيرها أحكالم أخرى ال دحصى وال يقسع المجال لسردها.
أن ننتشل ذواتنا من حمأتهم التي طال أمن نقاشنا فيها بأكثر متا كنت أون .ومع هذا ،أعتقد أتني
أنجزت شيائ إذ نزعت فروة األسد ولو جزئيا عن هؤالء الحمير.
)1,دال0ط1٧ ;2-1 . ترد هذه التشريعات واألنظمة في :اا1ت. xxx1. 2; 1٧. xxx1٧. 5; 1٧.ا1ت1٧. ٥٥
11 ). xxx٧; 11. xxx.ال3اغف) ;( 192. 938 ٤, 918 ٤, 928, 940-942الديت,
).ج٢هةص٠امل7ل; 187. 1163 ٤٤٠١ 1519!., 1647 ).ذايل (1249 ,.!1100 ,! 1261 .1
الفصل العشرون
الحكم المدني
م،
أثبتنا أعاله أن اإلنسان يخضع لحكم مزدوج ١ .وإذ ناقشنا في موضع آخر وبما يكفي من
اإلطالة ،نوغ الحكم الذي يجد مقرا له فى النقس أو في اإلنسان الباطن لؤما أن له صلة بالحياة
األبدية ٢ ،خعئعت هذا المكان ألقول شيائ أيثا عن النوع اآلخر الذي يتعلق بتوطيد العدالة
االجتماعية وأخالقيات السلوك العام فقط.
وعلى الرغم من أة هذا الموضوع يظهر بطبيعته بعيدا عن عقيدة اإليمان الروحية التي
اضطلعت بمناقشتها ،سوف يثؤن ما يلي أتني مصيت في ربطهما ،بل للزمني الضرورة في الواقع
أن أقرنهما .هذا صحيح على وجه الخصوص ،حيث يسعى المجانين والمتوحشون من الناس إلى
قلب هذا النظام ذي التأسيس اإللهي من جانب؛ بينما ال يتردد المتمتعون لألمراء والمتزتفون في
مدحهم — من جابآخر ،في أن ينضبوهم مقابل الله نفسه .فإذا لم يردع هذا اإلثم ،تتوارى نقاوة
اإليمان .كما ليس باألمر الهجن أن هيًا الله لبني البشر مجاأل لتنظيم أمور الحياة ،حتى تتنامى فينا
غيرًا أشذ نحو التقوى فتكون شهادًا لشكراننا.
أؤأل ،وقبل أن ندخل في صلب الموضوع ،يلزمنا أن نتدبر ذلك التمييز الذي أرسيناه قبأل،
كيال نخلط بدون تغلم (كما يحدث عادًا) بين هذين الشيقين ،جث إذ لهما طبيعتين تختلفان كل
االختالف .فهنالك س يعتقدون أته ال يمكنهم أن يجتنوا أى فائدة من حريهم ما ظتوا يخضعون
انظر أعآله :الكأب الثالث ،الفصل التاسع عشر ،الفقرة .١٥ ١
انظر أعاله :الكتاب الرابع ،الفصل الثالث إلى الحادي عشر. ٢
١٣٨٧ الكتاب الرابع-الغصل العشرون
ألي سلطة بشرية ،وذلك عندما يسمعون أن اإلنجيل يعدهم بحريؤ ال تعترف بملك أو حاكم
بشري بل بالمسيح وحده .ومن ثم يؤمن هؤالء أن شيقا لن يكون آمائ ما لم يغد تشكيل العال)
بأسره ،فيتغير إلى هيئة جديدة ال مكان فيها لقوانين أو لمحاكم أو لقضاة أو ألي شيء دخن ،في
نظرهم ،من الحرية التي لهم .لكل كز من يعرف كيف يميز بين الجسد والروح ،وبين هذه الحياة
السريعة الزوال وتلك الحياة اآلخرة األبدية ،سوف يدرك بال صعوبة أن ملكوت المسيح الروحي
واالختصاص المدنئ يتميز واحدهما عن اآلخر تماائ .من ثم ،لنا بات البحث عن مللثه المسيح
ثم احتواؤه في عناصر هذا العالم هوادا يهودا فارعا ،دعونا بالحري نتفكر في أن ما يعلم به الكتاب
المقدس صراحه هوثمر روحي نجتنيه من عمل نعمة المسيح .ودعونا نتنكر كذلك أن نحفظ في
حدود ذلك التعليم تلك الحردة بكليتها ،الحردة التي وعدنا بها ،وطى لنا في المسيح .وإأل فلماذا
يوصي الرسول نفشه الذي يدعونا بأن نثبت (في الحرية) وأأل نرتبك بنير عبودية [غل ه،]١ :
وفي موضع آخر ينهى) العبيد عن أن يلفهم حاله كويهم عبينا [١كو ،]٢١:٧ما لم تكن تلك
الحرية الروحية قادرة تماائ أن تتعايش مع العبودية المدنية؟ فينبغي أيصا أن تؤخذ مقوالته
هذه بالمعنى نفسه :في مملكة المسيح ليس يهودي وال يوناني .ليمس ذكر وأنثى .ليس عبد
وال حرأ [غل ،٢٨:٣هع تغيير الترتيب] .وأيقا :كش قوقايى زتهودي ،ختان زغرنه ،زبري
الكزا [كو .]١١ :٣يعني بهذه التصريحات أقه ال فرق
* سكيثئ ،غبت خر ،تل النسخ الكز زني
مهما كان موقعك بين البشر ،وأائ كانت دساتير األئة التي تنتمي إليها ،حيث ال تشكل هذه العوامل
.٢الىقضبين١لخكش
على أن هذا التمييز ال يقودنا إلى اعتبار طبيعة الحكومة (المدنية) بجملتها شيائ ملوبا ال عالقة
له بالمسيحيين .في الحقيقة أن هذا ما يتفاخر ويصيح به بفجور بعض المتشددين قائلين :اتنا بعد
أن متنا مع المسيح عن أركان العالم [كو ،]٢ ٠:٢انتقلنا إلى ملكوت الله ،ونجلس في السماويات؛
فإذ ننشغل باالهتمامات الدنيوية الحقيرة واألمور الخارجة عن محيط اإلنسان المسيحي فهذا
يحظ من قدرنا ودندى ء تميزنا .يسألون :ما هو الفرض من القوانين بدون محاكم وكراسي قضاء؟
ولكن ما للمسيحي وللمحاكمات؟ حعا ،ما دام القتل محرائ ،لم نحتاج إلى قوانين ومحاكم؟
أائ نحن فإذ بيتا أن هذا النوع من الحكم يختلف عن ئلك المسيح الروحى والباطني ،كذا يلزمنا
أن ندرك أدهما ليسا متناقضين .فإذ الحكم الروحي يعمز فينا حاليا لينشئ على األرض بداياب
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٣٨٨
للملكوت السماوي ،ويهيئ في هذه الحياة السريعة الزوال والغانية قدوائ أكيذا لسعادة أبدية ال
تفسد وال تضمحز .مع هذا ،فإذ للحكم المدني غايقه المحذدة ما دمنا نحيا بين البشر ،لتعزيز
عبادة الله العامة وصونها ،وللدفاع عن المبادئ الصحيحة للتقوى وعن موقع الكنيسة ،ولتكييف
حياتنا للعيش المجتمعي ،ولتشكيل سلوكنا االجتماعي بحسب معايير العدالة المدنية ،ولمصالحتنا
بعضنا مع بعض ،ولتعزيز السالم واالستقرار .إتني أعترف بائه لوكان ملكوت الله — كما هو حاز
بيننا اآلن — من شأنه أن يبيد الحياة الحاضرة ،ألمسى كز ذلك بال معنى وغير ضرورى .أثا إذا
كانت مشيئة الله أن نواصل سياحتنا على األرض فيما نطمح إلى وطننا األم ونسعى إليه ،وفيما
تحتاج سياحتنا إلى مثل تلك المعونات ،فإذ من ينتزعونها متا إثما يسلبوننا بشرتنا بعينها .يدعي
مخاصمونا أته ينبغي أن يكون لكنيسة الله كمال عظيم القدر كهذا ،بحيث يجب أن يكفي حكئها
قانوتا .ولكئهم يتصورون — بغباء — كماأل يععلم شأنه بحيث يستحيل وجوده في أي جماعه
بشرية .ألته ما دامت عنجهية األشرار عظيمه كهذه ،وشرهم كهذا حروائ ،بحيث كاذ يستحيل
رذعها بقوانيئ في غاية الصرامة ،فماذا نتوقع أن يفعلوا لو درك لهم المجال ليعملوا ما يشاؤون بال
عقوبة ،وعندما ال تقدر أي قوه أن دوقفهم عن عمل الشر؟
سوف يقسع المجال المالئم لمناقشة مزاولة الحكم المدنئ ٣.أنا اآلن فنرغب في أن نبين
فقط أن التفكير في االستغناء عنه وحشيه فاضحة .إذ عمله بين البشر يضاهي وظيفة الخبز والماء
والشمس والهواء؛ فى الحئ أن كرامته تفوق هذه بتميز بعيد المدى .ألته يضمن أكثر مائ تضمنه
هذه العناصر[ ،وهو؛ مجرد أن يتنفس الناس ،وأن يأكلوا ،ويشربوا ،ويدفأوا؛ ألته يتحفل هذه
األعباء كتها إذ يهيئ لهم عيشهم مائ .أكرر أن عمله ال يقتصر على ذلك فقط ،ولكته يمنع أيصا
أن تنشأ بين الناس عبادة الوثن ،وانتهاك قدسية اسم الله ،والتجديف على حثه اإللهي ،واإلساءات
العاتة األخرى للدين؛ كما يمنع نشوب االضطراب الذي يهذد السالم العام؛ ويضمن حفاظ الغرد
على أمان ملكيته وسالمتها .ويوبد الحثم المدنئ كذلك التعامل النزيه بين الناس ،كي يسود
االحتشام واألمانة في المعامالت .باأليجاز ،يتيح الحكم المدني المجال إلظهار التقوى علائ بين
المسيحيين ،وتنمية اإلنسانية بين البشر.
وال يشمئز أحذ إذ أعين اآلن للحكم المدني واجب إقامة الدين بشكل صحيح ،هو األمر
الذي قد يبدو متا ولته أعاده ٤أتني وضعته خارج إطار قرار البشر .ألتني عندما أؤكد إدارة مدنية
تهدف إلى منع االزدراء العلني واالنتهاك المشين للدين الحق الذي يحتويه ناموس الله ،لسن أبيح
هنا — أكثر متا قبز — أن يشرع الناس بمحض قرارهم قوانيئ في الدين وفي عبادة الله.
ولكئ قزائي الذين يعينهم الوضوح لترتيب هذا الموضوع ،سوف يفهمون على نحو أفضل
ما يجب أن يكون عليه الحكم المدني إذا ناقشنا جوانبه كأل على حدة؛ وهي ثالثة :الحاكم الذي
من شأنه أن يصون القانون ويحمي خرمته؛ والقانون الذي يحكم بمقتضاه؛ والشعب الذي يخضغ
لحكم القانون ويطيع الحاكم.
إدا دعونا نلقي نظرة أوأل على وظيفة الحاكم ،بحيث نتقصى هل كانت دعوته شرعيه ومؤيده
من الله؟ وطبيعة وظيفته؟ وحدود سلطته؟ ثم بأي قوانين ينبغي أن تتقيد حكومة مسيحية؟ وأخيرا
كيف يعود حكم القانون بالخير على الشعب؟ وما يستوجب من طاعة للحاكم؟
لم يشهد الرب بأن وظيفة الحاكم مقبولة لديه ومزنماة أمامه فقط ،بل إته يسبغ على كرامتها
أسمى ألقاب التبجيل كما يشيد لنا بمآثرها بروعة فائقة .نذكر القليل منها :لتا كان الحكام يدعون
ملهًا[ ,,خر ٨:٢٢؛ مز ٦ ، ١ :٨٢؛ ال يشتهن أحد بأهمية هذه التسمية؛ فإتها تدل على أن لهم
تغويصا من الله ،وأئهم ؤسحوا بسلطة إلهية ،وأئهم ممتلون لله بكز ما تعنيه الكلمة ،ليقوموا إلى حذ
ما بعمل خلفاء له .ليس هذا دحذلعا مثي ،بل هوما شرحه المسيح :اذ واز[الناموس؛ ابؤه ألولئلك،
الذين ضارحن إليهم كلمه الله [يو : ١ ٠ه٣؛؛ ما هذا إآل أن الله ائتمنهم بعمل خدمته من خالل
وظيفتهم ،وكما قال موسى ويهوشافاط للقضاة الذين عيناهم في كز مدينة ني يهوذا ،إذ ائتمنهم
أن يزاولوا القضاء ال لوجه األنسان بل لله [تث ١٧- ١٦:١؛ ٢اخبار]٦: ١٩؟ وما توكده حكمة
الله من خالل فم سليمان يؤول إلى الغاية ذاتها ،وهوأته به االمللثا التلوك ،ؤئعبي ائعئلتاء عذأل.
(به) بي دتزاش الروساء ؤالئزواء ،كز وشا؛ األرض [ام : ٨ه .] ١٦- ١هذا كما لو كان قد قيل:
لم يحدث عن غي البشر أن أتت السلطة فوق جميع األمور الدنيوية إلى أيدي الملوك واآلخرين
من الحكام ،بل بفعل العناية االلهية وبقضاء مقذس .ألئه هكذا شاء الله أن يحكم شؤون الناس بقدر
انظر أعاله :الكأب الرابع ،الفصل الثامن ،الفقرة .١ ٠ ٤
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٣٩٠
ما هو حاز معهم ,،ويسود على صنع النواميس ومزاولة الحق والالمحاباة في محاكم العدالة .يعلم
بولس أيغما بهذا عندما يدرج التدبير في قائمة مواهب النعمة [رو ]٨: ١٢التي ورعت بحسب
تنوعها ،فيجب أن تطوع لخدمة المسيح في بناء كنيسته .ألته مع أن بولس يتحذث هنا بالظبط عن
مجلس يتكؤن من عقالء غينوا في الكنيسة األولى لإلشراف على نظام السلوك العام (الوظيفة التي
يستيها في الرسالة إلى الكورنثيين تدابير [ ١كو ٢٨: ١٢؛) ،فإتنا على الرغم من ذلك إذ نركى
أن السلطة المدنية تخدم الغاية نفسها ،ال شلن في أن بولس يحدونا على أن نؤيد كز حكم عادل.
ولكئ بولمس يتحذلث بكثر وضوح عندما يشرع في مناقشة هذا الموضوع مناقشه مباشر؛
وصريحة .يقول :ليس سلطان إال من الله [رو ١: ١٣؛ .وكذلك ،إن الحكالم خدام الله ،فيجلب عمل
الصالح المدح ،أتا فعل الشر فالنقمة للغضب [رو ٤-٣: ١٣؛ .لهؤالء تجوز إضافة أمثال رجال
قذيسحن نن كانت لهم ممالك :كداود ويوشيا ،وحزقيا؛ ونن كانت لهم سيادات كيوسف ودانيال؛
وخرين ممن تولوا الحكم على شعب حر مثل موسى ويشوع والقضاة .وقد أعلن الرب تأكيده
لوظائفهم .لذا ال ينبغي أن يشلن أق في أن السلطة المدنية هي دعوة مقذسة ومشروعة في نظر الله
فقط ،بل إتها أقدس الدعوات وأسماها كرامه أيصا في حياة البشر كلها.
المسيحي للحاكمية
** ه .نقص للرفض
يعترض ض يرغبون في أن يثيروا الفوضى [بإزالة الحكم المدنى] يأته على الرغم من أن
الملوك والقضاة في القديم حكموا شعويا جاهلة ،ال يالئم الكمال الذي أتى به المسيح بإنجيله هذا
النوع من الحكم الذي يتطلب الخنوع .بذا ال يكشفون عن جهلهم فقط ،بل عن عجرفة شيطانية
عندما يدعون كماأل ال يرى منه فيهم جزة من مائة .ولكن مهما كان نوعهم من البشر ،يسهل تفنيد
اعتراضهم .فإذ داود عندما يحث جميع ملوك األرض وحكامها على أن يقيلوا ابن الله [مز ١٢: ٢؛
ال يناشدهم أن يطرحوا عنهم سلطتهم ويتقاعدوا إلى عزلة الحياة الخاصة ،بل أن يخضعوا للمسيح
القوة التي وسحوا بها كي يسموهووحده فوق الجميع .وكذا إشعياء ،عندما يعد بأن يصبح الملوك
آباء حاضنين للكنيسة ،والملكاخ ٠مرضعاتها [اش ٢٣: ٤٩؛ ،ال يخلع عنهم امتياز كرامتهم .أتا
بالحري فيجعلهم بلقب رفيع لحتا؛ لعباد الله الصالحين؛ إذ تتطبع تلك النبوءة لقدوم المسيح .ومن
طرفي ،أتجاوز عن درايؤ العدين من النصوص التي ترد تكرارا ،وخصوصا في المزامير ،لتوكد
حق سلطة الحكام لجميعهم [مز ٢١؛٢٢؛ ٤٥؛ ٧٢؛ ٨٩؛ ١١٠؛ ١٣٢؛ .أتا النص األشهر فهو
ما جاء من قلم بولس حيث يحض تيموثاوس على الصالة من أجل الملوك في المحافل العامة،
١٣٩١ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
وعندئذ يضيف توا لكئ رعضئ حياه مطميده هادرة (تحت سلطتهم؛ ني كلى رعوى زوار
[ ١تي ٢ : ٢؛ .وبهذه الكلمات يأتمن حال الكنيسة إذ يعهد إليهم بحمايتها والعناية بها.
ينبغي أن يظل هذا االعتبار الشاغل الدائم للغنى م أنفسهم ،حيث يمكنه أن يحفزهم على
ممارسة وظيفتهم ،ويهب لهم راحة فوق العادتة تخفف مصاعب نهاتهم ،ويا لها من مصاعب
ثقيلة وكثيرة العدد! فكم ينبغي أن ئعئلم الغيرة نحو االستقامة ،ونحو الفطنة ،واللطف ،وضبط
النفس ،والنزاهة التي تطلب منهم ،تن يدركون أتهم نضبوا خذاائ للعدالة اإللهية؟ وكيف تكون
لهم الوقاحة للسماح بالظلم أن يعتلي كرسي قضائهم الذي اخبروا بأئه عرش اإلله الحى؟
وكيف يتجاسرون على النطق بحكم ظالم بغم يعرفون جينا أته غجن ليكون أدا؛ للحل اإللهى؟
مح مح ي
وبأي ضمير سوف يوقعون على مراسيم آثمة باليد التي يعرفون أتها عينت لتسجل أعمال الله؟
الخالصة هي أتهم إذا تنغروا أتهم ممثلو الله ،يتحثم أن يحترزوا بكل عنايه وبكل اجتهاد وكن،
أن يمقلوا في ذواتهم للناس جانبا من صورة العناية اإللهية وحماية الله وجوده ولطفه وعدالته.
وكذا يلزمهم أن يضعوا نصب أعينهم هذا الفكر بال انقطاع :إن كان ملحوتا من يعمل عمل
الرب برخاء [ار ١٠ : ٤٨؛ فكم تكون لعنة تن يعملونه بخداع فيما هم تدعوون إلى عمل بار.
لذا عندما أراد موسى ويهوشافاط أن يحثا قضاة الشعب على إنجاز العدل ،لم يكن لهما ما
يقنعهم بأكثر قوة سوى ما ذكرناه انغا [تث .] ١٦ : ١اوطروا تا /أدتم ناعلون ،ألدكم آل ئعضوذ
لإلسهان بل بلرت ،زهو تفكم بي اتر العصاء .ؤاآلذ لتكر ،لهية الرت غليكم .احذروا ؤانغلوا.
ألئه كى عنت الزت إلهتا ظلم وأل تخابا؛ وأل ارتقاء [؟اخبار .]٧-٦: ١٩كما قيل أيشا في
موضع٢خر :ااًالله قائم بي تحئع الله .ني ؤسط اآللهة يعبى[ 1,،مز ١ :٨٢؛ كان ليدفعهم إلى
عملهًا عندما يتعلمون أتهم نؤاب الله الذي منذئذ فصاعدا يعطونه حسابا عتا غلفوا بعمله .كما
يلزم أن يكون لهذا التحذير ثقله معهم؛ ألتهم إذا فعلوا الخطأ فليسوا يخطوئن إلى الناس الذين
يسببون لهم اضطرارا مشيائ فقط ،بل يهينون الله نفسه أيصا الذي ينجسون قضاءه األقدس [اش
-١٣ :٣ه .]١كما يمتلكون أيصا الوسيلة التي يريحون بها نفوسهم عندما يتأتلون في ذواتهم
كم هم مكثفون بأعمالت) ال دنيئة وال خارجة عتا يليق بخادم لله ،بل بوظيفه كلبة القداسة إذ
يخدمون كوكالء الله.
جون كالثن :أسس الش المسيحي ١٣٩٢
يتجاسر الذين ال يبالون بشهادات كتابية هذا عددها ،فيشكون ئز الشكوى ،وبألغا؛ جارحة
هذه الخدمة المقدسة كشي؛ معيبة للديانة المسيحية ولحياة التقوى؛ وماذا هم فاعلون سوى أدهم
يتطاولون بألسنتهم على الله نفسه ،إذ ال يمكن أن يندد بهذه الخدمة من دون إهانة له؟ ليس أة
هؤالء يرفضون الحكام فحسب ،بل إئهم يطيحون بحكم الله وسيادته عليهم .فإن كان الرب حعا
قال هذا عن شعب إسرائيل ألدهم رفضوا حكم صموئيل [ ١صم ،]٧ : ٨فلماذا بقال ذلك بمصداقية
أقز في ض يطلقون العنان لعداوتهم المتقدة ضن جميع ما رسمه الله من حاكميات؟ قال الرب
لتالميذه إة ملوك األمم يسودونهم ،وأما للتالميذ فليسوا هكذا ،حيث يصبح األون بينهم األصغر
[لو :٢٢ه٢٦-٢؛؛ يقولون إده بموجب ذلك القول يمنع جميع المسيحيين من أخذ الممالك
أو الحكومات .يا لهم من مقشرين تؤرة! كان قد نشب جدال بين التالميذ حول تن يتميز منهم
فوق اآلخرين .أتا الرب ،فبيضيك ذلك الطموح الباطل ،عتمهم أة خدمتهم ليست كالممالك
التي يسود فيها واحن على كز اآلخرين .أسألكم :ما هي اإلهانة التي تجلبها هذه المقارنة على
الكرامة الملكية؟ حعا ،عال تبرهن إطالقا عدا أن وظيفة الئتكية ليست الخدمة الموضوعة على
الرسل؟ عالو؛ على ذلك ،فإئه مع تعذد أنواع وظائف الحكم نفسها ،ال فرق بينها في ما يتحئق
بلزوم اعتبارها جميعها مركبة من الله .ولهذا يجمعها بولس كتها ككتلة واحدة عندما يقول :اكز،
ستكان إال بن الله [رو .]١:١٣كما أن ما يعتبر أقز استساغة من الكز قد خش بمكانه فوق
الكز؛ أي سلطة الواحد .هذا األمر — ألئها تحمل في طياتها طاعة الجميع (عدا أئها ئخبع كز
األشياء لمشيئة شخعى واحد) — لم يمكن في العصور الغابرة أن تقبله الطبائع البطولية ومرتبات
األشراف .لكي يحبط آراءهم الظالمة ،يوبد الكتاب المقدس صراحة أته من عناية حكمة الله
وحسن قضائه به يملك الملوك [قارن ام :٨ه ،)١وأن الله يأمرنا تحديدا أن :أكرموا الملك
[ام٢١:٢٤؛.١ط.]١٧:٢
جلى أئه من قبيل الئكل والبتلل ،أن العامة غير المؤلهنن يقتبون الرأي في تنغليم دولة تتوحد
فيها األهداف والمصالح المشتركة ،وأن يتجادلوا في ما عساها تكون الحكومة األنسب حي٠ث
١٣٩٣ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
يقيمون .كما أن هذه المسألة ال تقبل حأل بسيطا ،بل تتطلب تداوأل مترؤى فيه إذ تعتمد طبيعة
النقاش في األغلب على الئالبسات .وإذ كنت لتقارن أنظمة الحكم بعشها ببعض ،بغض النظر
عن الظروف ،ال يسهل أن تميز من بينها أي نظام يتفؤق على سواه في الفائدة ،ألئها جميعها تتحاخ
متبارية بتساو فالهبوط من الحكم الملكي إلى االستبدادية سهل ،ولكئه ليس أكثر صعوبة الهوي
من حكم أفضل إنسان إلى حكم غصبة من البتة؛ على أته األسهل جذا هو السقوط من الحكم
الشعبى إلى التمرد والعصيان .فإن كا لتأثل ملائ في أنظمة الحكم الثالثة التي ناقشها الفالسفة ،في
حد ذاتها ،فلن أنكر أن األرستقراطية ،أوأن حكومة تختلط فيها األرستقراطية والديموقراطية ،تتميز
على سائر األنظمة إلى حذ كبير :ليس في حذ ذاتها ،بل ألئه يندر جذا أن يضبط الملوك أنفسهم
بحيث يستحيل قطعا أن تختلف مشيئتهم عفا هو عادل وحق؛ أو أن
بالذكاء والغطنة بحيث يدرك الواحد منهم حدود االكتفاء .ولذا يسبب نقطن اإلنسان ونقاط ضعفه
أن يصبح أكثر أماتا واحتماال ،أن يتشارك في الحكم عدة من الناس ،حتى يعيق بعضهم بعصا،
ويعتم بعضهم بعصا ،وينتقد ويصحح وينصح بعضهم بعائ ،بحيث إذ قرض أحدهم نفسه لمللائ،
وجدآخرون من الرقباء والمشرفين لكبح عناده .لقد برهن على ذلك باالختبار ،كما أيده الرب
بسلطته عندما عين بعض أفراد بني إسرائيل ليشكلوا أرستقراطية محفوفة بالديموقراطية ،إذ أراد
أن يحفظ الشعب على أفضل حال [خر ٢٦-١٣: ١٨؛ تث ١٧-٩ :١؛ إلى أن يحبر لهم صورة
المسيح في داود .وكما أعترف بال تحعظ بأته ال يوجد نولح من الحكم أسعد مائ تتغم فيه الحرية
باالعتدال الالئق ،ويوسس على أساس من الصحة يضمن له الديمومة؛ فهكذا أيصا أحسبهم أسعد
الخلق من سمح لهم بأن يتمتعوا بهذه الدولة؛ وإذا اجتهدوا بجذية وبال كال أو توا؟ الستبقائها
وللمحافظة عليها ،فإتني أجوم بأتهم ال يفعلون شيائ خارجا عنا تستحعه هذه الوظيفة .حعا ،ينحتم
غينوا
٠٠
وجه (إذ قد
مح
أي
٠٠
الحرية أو إضعافها من
٠٠
منع تناقص هذه
منع
دأب على
مح
ينكت الحكام ٠بكل،
٠ ٢٠٠
أن
حراسا لها) ،أو ما هو أسوأ ،انتهاكها .وإن تهاونوا ولم يسهروا متيقظين على يوتهم ،باتوا غير أمناء
في وظيفتهم ،بل لحؤنه لبلدهم.
أتا إن كان الرب قد عين لجماعه ما نظام حكمآخر ،فارتأوا أن يغيروا هذا النظام عينه بحيث
يؤول إلى مصلحتهم؛ فحتى التفكير في مثل هذا التعيير حماقة وال ضرورة له ،بل ضار جدا .وإتك
إذ نظرك ،ال إلى مدينه واحدة فقط ،بل ألقيث نظر؛ عاجلة على العالم كته من حولك ،أو أقته على
المناطق األبعد عنك ،فسوف تجد أن التقدير اإللهي قد رئب بحكمه أن تحكم البالن المختلفة
أنظمه متنوعة .فكما أن العناصر تترابط في ائساى غير متساو ،هكذا البالد أيصا يحسن أن تترابط
جون كالقن :أسس الذين السحتي ١٣٩٤
مائ بحسب خصوصياتها من تفاوب وعدم استواء .وعلى كز ،فإئه ال حاجة إلى الحديث عن هذه
األمور جميعها لض يكتفون بمشيئة الرب .ألئه إن كان قد خشن في عينيه أن يضب ملوغا على
ممالك ،أو مجالس شيوخ أو وظائف بلدتة على مدن حزة ،فمن واجبنا أن دظهر أنفسنا لمشايرين
ومطيعين لض عينه الرب قيائ على أماكن عيينا.
ينبغي اآلن أن أشرخ — عابرا — وظيفة الحكام ،وكيف تصفها كلمة الله ،ومائ تتأنف .فإن كان
الكتاب المقدس لم يعتم بأئها لمذزجة في كال نوحى الناموس ،يمكننا أن نتعتم ذلك من الكائب
الالدينيين :ألنه لم يناقش أحد وظيفة الحكام ،وأصول التشريع ،والخير العام ،من دون أن يبدأ من
نفطة الدين والعبادة األلهية .وهكذا أجمع الكز على االعتراف بأته ال يمكن لحكم ما أن يزدهر ما
لم يكن الورع والتقوى انشغال األؤل ،وأن القوانين التي ثغغل حق الله وتركز على منفعة األنسان
فقط منافية للعقل ونحالة .لذا ،لتا كان الدين يحتز المقام األؤل لدى الفالسفة ،ولغا ظتت هذه
الحقيقة براعى باألجماع الكوني ألمم األرض قاطبة ،فليخر األمراء والحكام المسيحيون من جزاء
عدم اهتمامهم إذ هم أهملوا هذا االهتمام .ولقد وصحنا كم هم مطالبون بها من الله نفسه؛ كما
يليق بهم أن يجتهدوا توطينا وصودا لكرامة تن يمئلونه ،ومن يحكمون بفضل نعمته.
كذا يمتدح الكتاب المقدس الملوك القديسين ألئهم أعادوا عبادة الله عندما انحرفت أو
انعدمت ،أوصاروا رعا؛ للدين حتى تزدهر نقاوته في عهد تلكهم .أتا في الطرف النقيض ،فيدرج
التاريخ المقدس التمرد والعصيان بين الشرور المقيتة :لغا لم يكن هناك ملك في إسرائيل ،عمل كز
واحد ما حشن في عينيه [قض : ٢١ه .]٢
يست هذا غباوة من قد يهملون االهتمام بالله فيهتوئن بإجراء العدل بين الناس فقط — كما لو
كان الله قد عين حكاتا باسمه ليحسموا الخالفات األرضية فيما دغفلون ما هو أكثر أهمية — وهو
أن يكون هو نفسه موضوع العبادة الطاهرة بحسب ما يقتضيه ناموسه اإللهي .ولكئ الغيرة التي
تدفع المشاغبين إلى تغيير كز شيء بال عقاب تؤذي بهم الى الولع بإطاحة جميع مناصري التقوى
المنتهكة من وسطهم.
وفيما ينعتق باللوحة الثانية [من الوصايا العشر] يحذ إرميا الملوك قائأل احروا حعا ؤعدأل
و ؤآئغذوا التغطرف موذ ،تي الغايم و أل ثصطهذوا ؤأل ئئلبثوا القريب ؤالتييم ؤاألذتته و أل
١٣٩٥ الكتاب .الرابع -الفصل العشرون
ئشبكوا ذائ زكيا [ار . ]٣: ٢٢والوصية التي نقرأها في المزمور الثاني والثمانين ترمي إلى الهدف
نفسه :أن ااًادصغوا البشين والباس .تحوا بشكين ؤانعبيز .من تي األلهزار [الظالمين؛ اربذوا
[مز ٤-٣ : ٨٢؛ .كذا أوصى موسى القادة [القضاة؛ الذين عبنهم ممثلين له أن اشفعوا* بيئ إلحؤتكم
وضوا بالحق بئن اآلرشان وأخيه زويله وأن آل ئئظزوا إلى انوحو؟ في العطا؛ .بلضعير نمالكتير
ئئشعون .آل قهابوا ولجة دشاب) ألن العضاة ؤ [تث . ] ١٧- ١٦ : ١فضأل عن أمثال األوامر التي
توصي الملوك بأأل يكقروا أحصنة لذواتهم ،وأأل يضحوا هم أذهانهم في الجشع؛ وأآل يتعالوا
على إخوتهم؛ وأن ينكبوا مواظبين على التأتل في ناموس الرب طوال جميع أيام حياتهم
[تث ١٩-١٦:١٧؛ ...وللقضاة يقول :اآل* دحزف العخاة ،ؤأل قلثلز إلى الؤلجو؟ ،زأل قاحن
زلهؤه [تث ١٩: ١٦؛ -وغيرها من نصوص نقرأها هنا وهنالك على صفحات السفر المقدس.
على أتني إذ أشرح هنا وظيفة الخكام ،فلست أقصد أن أرشد الحكالم أنفسهم بقدر ما أريد أن
أعثم االخرين ماهبة الفكام والغاية التي ألجلها عبنهم الله .وهكذا نرى أئه تفئن لهم أن يكونوا
حما؛ ومناصرين للبراءة العامة ،واالحتشام ،واللياقة ،واالستقرار ،وأن يكون انشفالهم الوحيد
هو استتباب األمن والسالم للجميع .ولهذه الفضائل دقز داود بأئه سيكون نموذجا :فلتا اعتلى
العرش الملكى تعهد أال يقبل اآلجرام وفعل الشز ،بل يبغض االعوجاج والقذف واستكبار العين
وانتفاخ القلب ،كما يبحث بغيتي رأسه في أنحاء األرض عن مشيرين أمناء ليجلسوا معه [مز ،١٠١
وخصوصا اآليات ، ٤ه ٧ ،٦ ،؛.
ولغا كان يصعب عليهم [الملوك والقضاة] أن يؤذوا ما ئتطآب منهم ما لم يدافعوا عن األبرياء
من٢ثام األشرار ،ويقذموا المعونة والحماية للمظلومين ،فقد سلحوا بالسلطة التي يقهرون بها بشن؛
المجرمين وفاعلي الشز علائ الذين يثيرون الشغب ويزعجون السالم العام [رو ٣: ١٣؛ .من منئآلق
التجربة ،نئغق كق االئفاق مع مقولة صولون إذ كق الدول التي يوحدها توائق الشعب على العمل
للمصلحة العامة يصونها [نظام؛ الجزاء والقصاص؛ أرز هذين يسقط نظام المدن [الدول؛ بزثته
وينحق .ه فإذ االهتمام بالعدالة والمساواة يفتر في عقول الكثيرين ما لم بفن للكرامة الواجبة للفضيلة؛
واليمكنلشراهة األشرار أن تلجم بسوى الصرامة وإيقاع العقوبات .وقد أورد النبي هذين الفتلين
عندما ناشد الملون وغيرهم من الحكام إجراء القضاء والعدل [ار ٣: ٢٢؛ قارن ١٢: ٢١؛ .والعدل
في الحقيقة هوأخذ البريء إلى األمان ،واحتضانه ،وحمايته والدفاع عنه ،ومناصرته ،وتحريره .أثا
القضاء فهوالوقوف ضن جسارة األشرار ،وقمععنفهم ،ومعاقبة أفعالهم الشريرة.
صولون :مشرع وسيا سي أثيني من القرن السادس ق .م .لهذا القول انظر 10 8^15 :؟٢،عكبرعخ 0٢0,ن1ح 8011)10 )7(-؟ ه
(. 766(.؛ , 0)1. [.0. 01-0111118,ةم1٠01118 0جن1ح 1111آلآ .يمآل) ٧. 5ل 1.
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٣٩٦
ينشًا هنا سؤال يبدو صعبا وعسيرا :إن كان ناموس الله يحزم على جميم المسيحيين
القتل [خر١٣:٢٠؛تثه١٧:؛مته ،]٢١:ويتنبأ النبي أن البشر ال يسوؤون وال يفسدون
في جبل قدس الله (أي الكنيسة) [اش ٩: ١١؛ ه : ٦ه ،]٢فكيف يمكن أن يكون الحكام أتقياء
وسافكي دماء في الوقت نفسه؟
لكئنا إن أدركنا أن الحاكم ،عندما يجري العقوبات ،ال يفعل شيها من ذاته بل ينئن أحكام الله
عينها ،فلن يعوقنا هذا التحزج .يحزم ناموس الرب القتل؛ أتا لكي ال يهرب القاتل بال عقاب ،يضع
معطي الناموس نفسه سيعا في يد خذام السيف ليشقر على القتلة .يحزم فعل السوء واإليذاء على
األتقياء؛ أتا االنتقام بأمر الرب من السوء الذي يصيب األتقياء ،فليس من قبيل اإليذاء أوفعل السوء.
ليتنا نتدر دائائ أأل يفعل ،هنا شء عن طيش أو تهؤر ،بل أن ئفعل جميع األشياء بشلطة الله الذي
يأمر بها؛ وإذ نجعل سلطته أمامنا ،ال تجيد وال ننحرف عن الطريق السوي! هذا ما لم تكبل القيود
عدالة الله فال تعاقب فعل السوء ،ولكن إن كان من الخطأ أن نفرض عليه قيودنا ،فلماذا نحاول
أن نلوم خذامه؟ يقول بولس إدهم ال يحملون السيف عبائ ،إذ هم خذام الله منتقمون للغضب من
الذي يفعل الشز [رو ٤: ١٣؛ .من ثم ،إذا أدرك األمراء وغيرهم من الحكام أن ليس ثنة ما هوأكثر
قبوأل لدى الله من طاعتهم ،فليزاولوا هذه الخدمة إذا كانت نبتهم الصادقة أن يكون بزهم وتقواهم
واستقامتهم مقبولة لدى الله [قارن ٢تي ١٥ :٢؛.
كان موسى مدفوعا بهذه األرادة عندما دقل المصري ،لتا كان قد عرف أده مغروز بقؤة الله
ليصير محررا شعبه [خر ١٢: ٢؛ اع ٢٤:٧؛ .كذلك كان الحال عندما انتقم لتدنيس الشعب
مقذساته ،فقتل نحو ثالثةآالف رجل [خر ٢٨-٢٧:٣٢؛ .داود أيصا ،قرابة نهاية حياته أمر ابنه
سليمان أن يقتل يوآب وشمعي [١الملوك :٢ه٩-٨ ،٦-؛ .ولذا فهو يسرد ذلك بين فضائل
الملوك :أبيد جميع أشرار األرض ألقعلع من مدينة الرب كز فاعلي األثم [مز ٨: ١٠١؛ .والى ذلك
يعزى أيائ المديح الذي يجزل على سليمان :أحببك البز وأبغضك األثم [مز ه ٧: ٤؛.
كيف تضطرم طبيعة موسى التي تقسم باللطف والمسالمة فتتحؤل إلى وحشية كهذه بحيث
يندفع في المحتة إلى مذبحة جديدة فيما يتصبب منه دم إخوته؟ وكيف لداود الرجل الرؤوف
العطوف طوال حياته ،أن يترك تلك الوصية الدامية فيما هويلفظ أنفاسه األخيرة ،فيحزض ابنه على
أآل يجعل شيبة يوآب وشمعي تنحدر بسالم إلى الهاوية [ ١الملوك : ٢ه٩-٨ ،٦-؛؟ ولكئ هذين
١٣٩٧ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
الرحلين [موسى وداود؛ ،فبتنفيذهما النقمة التي رسمها الله قد برًاا أيديهما بقسوتهما التي لو كانا
قد امسكا عنها لكانا دتسا أيديهما .يقول سليمان :مكزهة الثغور وغل الغر ،ألة الكرسى يؤت
داال [١م .]١٢:١٦وأيخا٠٠ :آلظك الخالى غلى كذسئ القضاء ئدذي بخيه كل ئز[ ٠٠ام .]٨:٢٠
وأيائ :الليك ١لخكيلمثقئذ األسزاز ،ود غتثهم الئؤزح [١م ٢٦:٢٠؛ .وأيائ :رل الرغد
من الفئة ).ويفرغ إتاءبلصايغ .آزل السرير من قدام 1ؤذيلثا ،وستع كزسته بالفئل [ام ه-٤:٢
ه؛ .وأيصا :السرير ائقا ئئني اقرن وينآلق غآيه رسون قاس [ام ١١ :١٧؛ .وأيفا :فئ ئقول
يلئر :اثث صديق ئشؤه الفاثة .ثئفئة الثفوب [ام ]٢٤ :١٤فاالن إن كان برهم الحقيقي
هو أن يطاردوا المذنب وفاعل الشر بالسيف المسلول ،فهل يغمدون سيفهم ويحفظون أيديهم
من أن تتلوث بالدم فيما يطوف الئغإتون ينفثون قتأل وذبخا؟ إتهم بذلك يرتكبون إثائ من أبعد
حدود الحرم ،وينأون إلى أقصى الحدود من المديح الذي يستوجبه صالحهم وبرهم بالهروب
من مسؤوليتهم.
فليذهبوا عثا بغالظتهم الوحشية الفعلة ،وبكرسي القضاء الذي يدعى عن حق مشنقة المدعى
عليهم! فإئني لسث بئن يحيذون القساوة والعنف ،أو يطثون أة القضاء المنصف ممكن ما لم
ترافقه دائائ وأبذا الرأفة ،وتلك المشورة الفضلى للملوك وأضمن حافظ للكرسى الملكي (كما
يعلن سليمان [ام ٢٨: ٢٠؛)؛ تلك الرحمة التي سقاها عرن حق أحد كثاب القدم أسمى رني
مواهب األمراء٦.
ومع هذا ،يتحثم على الحاكم أن يراعي كلتيهما ،خشية أن يؤذي بقسوته المفرطة أكثر
منا يشفي؛ أو يهري -من جراء تصتع خرافى بالرأفة -إلى أقسى دركات اللطف إذا تخلى عن
مسؤوليته (برقة ناعمة فاجرة) نحو الكثيرين ،مسها هالكهم .فقد قيل في عهد اإلمبراطور يرقا،
وليس بال مبرر :إته لشيء رديء أن يعيش اإلنسان تحت سيطرة أمير ال يسمح معه بشيء؛ ولكن
األسوأ ٣ا هو العيش تحت حكم أميويبيح كل شيء٧.
لكئ الضرورة تحئم أحياتا أن يشهز الملوك والشعب السالح لألخذ بالثأر العام .وعلى هذا
األساس نحكم بأة الحرب مشروعة في حال سئت تحت تلك الظروف .فإته إن كانوا قد حولوا
سلطة الحفاظ على استقرار نطافى سيادتهم ،وكبح خيانة شغب المتمردين ،وإعانة ضحايا العنف،
ومعاقبة فاعلي السوء ،فهل ثئة ما هو أنسب من أن يلجموا اهتياج من يزعج هدوء بال األفراد
وسكون الجميع ،ومن يثير صخب الخيانة ،وتن يقترف عنف الظلم والسوء القبيح؟ وإن كان
من واجبهم أن يكونوا حراسا للقانون ومدافعين عنه ،فهكذا ينبغي أيقا أن يطيحوا جهود كز
تن ئغسد جرائئهم نظالم القانون .في الحقيقة ،إذ هم يعاتبون -بحى -اللصوض الذين تؤذي
سرقاتهم القليلين من المواطنين ،فهل يسمحون للبلد كته بأن يخرب من جراء عمليات السرقة
والنهب التي تفلت بال عقاب؟ فإئه ال فرق إن احتز ملق بلذا أجسا ،أو إن اعتدى عليه فرة
من أدنى العوام بالهجوم العدائي .ينبغي أن يعتبر هذا مثل ذاك من اللصوص السآلبين ،ومن ثم
يستوجبان كالهما العقاب .ولذا ،من منطلق العدالة الطبيعية ومن طبيعة وظيفة الحاكم ،يلزم أن
يتسنح األمراء؛ ال لكبح السوء الذي يفعله أفراد بموجب عقوبات قضائية فقط ،بل للدفاع حربيا
عن السيادة المؤتمتة لثقتهم أيقا إذا تعرضت بالدهم ألي عدوان .ويعلن الروح القدس شرعية مثل
هذه الحروب بشهادات كتابية عديدة.
.١٢االنضباءواإلنسانية في البرب
أتا إن اعترض علي أحدهم بالقول إذ العهد الجديد ال يحتوي على أي شهاد؛ أو مثز ،يعتم
بأن الحرب مشروعة للمسيحيين ،فأجيت أؤأل بأن السبب الذي كان يدفع إلى الحروب في القديم
ال يزال قائائ اليوم؛ ومن جابآخر ،ال يوجد سبت يمنع الحكام من الدفاع عن رعاياهم .ثانيا،
ال ئجدينا شيائ أن نبحث عن تصريح علني بين كتابات الرسل؛ إذ لم يكن غرضهم أن يشكلوا
حكائ مدنائ بل أن ينشوئا مملكة المسيح الروحية .وأخيرا ،نجد أن مجيء المسيح لم يغير شيائ من
هذا القبيل؛ ألته لو كان التعليم المسيحي (إذ نستعمل كلمات أوغسطينس) يدين كز الحروب،
لكان الزائ أن يقال للجنود الذين طلبوا المشورة حول أمر خالصهم ،أن يتختصوا من أسلحتهم
وينسحبوا كتائ من الخدمة العسكرية .ولكئ قيل لهم :أل ئغبوئا احدا ،زأل ثسوا باحي ،واكوا
بقآلئفكم [لو . ] ١٤ : ٣فلما عئمهم أن ئقتعوا بأجورهم ،لم يمنعهم من حمل السالح.
لكته من واجب جميع الحكام أن يحترزوا خصوصا من إطالق العنان النفعاالتهم وأهوائهم
العاطفية إلى أقز درجة؛ بالحري ،إذا وجب عليهم العقاب ،دعهم ال يتهورون طيسا وراء غضبهم،
أويسمحون للكراهية بأن تستأسرهم ،أو ألن كقد سرائرهم بالقساوة التي ال تعرف الصفح .دعهم
١٣٩٩ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
أيشا (كما يقول أوغسطينس) يشفقون على الطبيعة المشتركة بينهم وبين ض يعاقبونه ٨.وإن لزم أن
دعهم ال يقبلون على ذلك بسهولة ،دعهم ال يعبلون يتسلحوا ضن عدو -فلنعل إته سارق مستح
الفرصة السانحة ،ما لم تقتض ذلك.الضرورة القصوى .ألته إذ وجب علينا أن نفعل أكثر مائ دعا
إليه الفيلسوف الوثني عندما أراد للحرب أن تبدو مطلبا للسالم ٩،فمن المويد أته ينبغي محاولة
كز وسيله أخرى قبل اللجوء إلى السالح .وأخيزا ،في كلتا الحالئين دعهم ال يستسلمون لعاطفة
شخصية ،بل يضعون الشعب في مقام اهتمامهم األوحد؛ وإآل فسوف يسيغون استعمال سلطتهم
على نحو أثيم ،تلك السلطة التي حولوها ،ال الستعمالهم الشخصى أو لمصالحهم الذاتية ،بل
لخدمة اآلخرين ونفعهم.
أضف إلى ذلك أن هذا الحق نفسه ،حق شر ،الحرب ،هو أساس إقامة الحصون واألحالف،
وأدوات الدفاع المدني .وأعزف اا١لحصونا ببزق الجنود الذين يرابضون في مخافر ثابتة بين
الثدن لحماية الوطن؛ و األحالف أعزفها بالغضب أو جامعات الدول القائمة بناة على اتفاقيات
اعتدا؛ على ءإحداها
مح0
نشوب
٠ ٠خ
فى حال
*
والتساعد
٠٠
بالتعاصد بالد مجاورة ،تقضى
ة * ٠ ٠٠ ٠ ٠٠ص مح ٠
ومعاهدات
٠٠٠٠بين امراء
أو البعض منها ،والتضافر على إخماد عدو مشترلبهـ يهذد البشرية .وأسئي تلك األشياء التي لستخدم
المدنية
**
. الدفاعات
** في فنون القتال
.١٣حقالحاكمؤةفيًانذغرضالضرائب
أخيرا ،أضيف أن األتاوة والضرائب هي مصدر الدخل المشروع لألمراء ،يحق لهم استعماله
لسداد المصروفات الرسمية ذات الصلة بوظيفتهم؛ كما يجوز لهم استعمالها أيثا للتهيئة الالئقة
بفخامة بيوتهم ،حيث تتطلب ذلك كرامه السلطة التي يمارسونها .فنالحظ أن داود وحزقيا
ويوشيا ويهوشافاط وملوكا قذيسين آخرين ،ويوسف ودانيال أيثا أنفقوا بسخاء على
حساب الصندوق العام (كما كان يليق بكرامة مناصبهم) ولكئهم حرصوا على أأل يتعارحقر
إنفاقهم مع مبادئ التقوى؛ كما نقرأ في سفر حزقيال أن نصيبا ضخائ من األرض تعين
للملوك [حز .]٢١ :٤٨هنا ،على الرغم من أن النبي يصور مملكة المسيح الروحية ،يبتغي
نموذغ صورده في مملكة بشرية شرعية.
0 33. 531 £., 499; 11.ط(ل. 6. 13 )٦١4تتتX111. 2. 15; 0اال81ااجآل,6٨ ;20. 47 £. انظر18, : ٨
386); 810718 .(٤ 110 .38 ت 111. 7. 3-ل4 .8 .111
)1 6)1111011,ط) . 35ات 1. 79; 1.س}{ 0, 0710^1681.عءاح انظر., 36 £.(. :؛ 80 ٩
جون كالثن :أسس اآلين المسيحي ١٤٠٠
ولكته يفعل ذلك بطريقه يتدير بها األمراء أنغشهم بدورهم أة إيراداتهم ليست خزانات
خاصة بهم بقدر ما هي مالية الشعب كته (وهكذا يشهد بولس [رو ،)]٦: ١٣وال يمكن أن بئر
أو تم٠هد بدون أن يسبب الهدر ظلائ واضهتا -٠كما ليتذكر األمراء أن هذه تكاد تكون دم الشعحب
بعينه ،والذي يمسي هدره أقسى أنواع الالإذساذية .يتحتم أيشا أن يتفكروا ملائ في أن ما يفرضونه
من ضرائب والحزى والخراج وما إلى ذلك ،ينبغي أن ينفق على ما يدعم ضروريات الشأن العام؛
أثا أن تغرضة هذه على العامة بال مبرر ،فابتزاز جائر.
هذه االعتبارات ال تشجع األمراء على الهدر أو الترف الباهظ ،إذ ال حاجة إلى إضافة الوقود
إلى حيهم الجبع للمال ،حيث إته حث ملتهب من ذاته .أثا ألته ضرورى جذا — أئه مهما شرعوا
في عمله ،ينبغي أن يسلكوا بضمير صاب أمام الله -يتحتم أن يتعتموا أيصا مقدار ما يمكن أن
يكون مشروعا لهم كياليجلبوا على أنفسهم غضب الله بسبب عدم توزعهم أو بسبب ثقه متضحمة
بأنفسهم .بيد أته يجب على األفراد أن يراعوا هذا المبدأ ،وهو أآل يسمحوا ألنفسهم بأن ينتقدوا
بقسو؛ وطيش وعدم حياء إنفاق األمراء حتى إن فاق إنفاق المواطن العادي.
القوانين تلي حاكميه الدولة المدنية من حيث األهمية ،وهي أقوى األعصاب التي تتماسك بها
الدولة ،أوكما يستيها [أي القوانين؛ شيشرون — اقتفاء ألفالطون — النفوس التي بدونها ال تقوم
حاكميات ،على الرغم من أن ال حول لها وال قوة بمعزل عن الحاكميات .ومن ثلم ،ال شيء يمكنه
أن يكون أصدق متا قيل :إذ القانون حاكلم صامت؛ والحاكلم قانون حتي١ ٠ .
أثا ألتني اثخنث على عاتقي أن أقول ما هي القوانين التي يجب أن ثحكلم الدولة المسيحية
بمقتضاها ،فليس هنالك ما يدعوإلى أن يتوقع أحذ مقاأل مطؤأل عن أفضل أنواع القوانين .فال نهاية
لذلك ،وال صلة له بالفرض الذي نحن بصدده ،وال هويناسب السياق الحالي .سوف أكتفي بذكر
القوانين التي يمكن أن سس بالتقوى الواجبة أمام الله ،والتي ثثليق بعل ،ل بين الناس ،وذلك في بضع
كلمات ،على نحومن مرور الكرام-
انظر1. :اتت،2 111.تذسوع٢ع(ك ى 0)1111011, [(£. 378 ٤٤٠٠ 460 ٤٠(.احء) ¥.1; 111.11س٧.ا 11.ا2غ 00٢0,اح ١٠
١٤٠١ الكتاب ارابع -الفصل العشرون
وكنث أفئل أن أتجاوز هذا الموضوع في صمت ،تالم ،لو لم أكن أدري أة الكثيرين يضلون
طريقهم فيه على نحو خطر .فهنالك تن ينكرون إمكانية أن تقوم دوله على نحو صحيح إذا
انحرفت عن نظام موسى السياسى ،واتبعت حكائ يتأنف من القوانين السائدة بين األمم ١١ .دلح
آخرين يتفكرون ملائ في خطورة هذه النظرتة ،وكم تميل إلى إثارة الفتن .يكفيني هنا أن برهنث
على خطأها وغباوتها.
يلزمنا أن نتنتمر ذلك التقسيم المعروف لناموبس الله الذي نشره موسى ،على قوانين أخالقية
وطقسية وقضائية .ويتحئم أن نتأثل كأل من هذه األجزاء كي نفهم ما له صلة بنا ،وما ليس ذا صلة.
وفي تلك األثناء ،ال ينشغل أحد بتلك النقطة الصغيرة :أن للقوانين الطقسية والقوانين القضائية
عالقة أيصا بالقوانين األخالقية .هذا ألن الكائب األقدمين الذين علموا هذا التقسيم — على الرغم
من أتهم لم يجهلوا أن للجزءين االخيرين تأثيرا في األخالقيات — لم يسفوها قوانين أخالقية ،ألته
يجوز أن تتغير أو يسخ الطقسيات والقضائيات ،فيما تظل فاعلية القوانين ذات الصلة باألخالقيات
والسلوكيات .فطيقوا هذا المسفى على الجزء األول فقط ،الذي بدونه لم يكن هنالك سند للقداسة
الحقيقية التي تتميز بها األخالق ،كما ال قواعد ثابته للعيش باالستقامة.
ئدزج قانون األخالقيات (الذي نبدأ به) تحت قستين ،أولهما يًامرنا بعبادة الله باإليمان
النقى والتقوى؛ والثاني يأمر باحتضان الناس بمحبة صادقة .ولذا فهو القاعدة الحق واألبدية للبر
الموصى به للناس عند األمم وجميع العصور ،الذين يريدون أن تشاكل حياتهم إراد؛ الله .ألتها
إرادة الله األبدية التي ال تغيير فيها ،أن نعبده جميعا هو نفسه ،وأن نحك بعصنا بعشا.
أتا الناموس الطقسى فكان لتعليم اليهود ،وبه رأى الله أته حسق لتدريبهم في حداثتهم (إن
جاز الحديث) إلى أن يجيء ملء الزمان [غل٤-٣:٤؛قارن،]٢٤-٢٣:٣كييعلنملءحكمته
لألمم ،وي حقيقة تلك األشياء التي رمز إليها تسيعا في ذلك الحين في صور.
وناموس القضاء الذي اعطي لهم إلدارة الحكم المدني ،رسخ صيعا لعينة للعدالة واألنصاف،
بها كان العيش بالمسالمة وبراءة الضمير ممكائ.
كالغن هنا ،وفي الفقرة ١٦التي ستاي أدناه ،يرفض فكرة الدولة الثيوقراطية ،أو الدولة الدينية. ١١
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٤٠٢
انتمت تلك الممارسات الطقسية على نحو صحيح إلى تعاليم التقوى ،إذ حقفت كنيسه
اليهود في إطار خدمة الله ومخافته ،وهع ذلك كان ممكائ لها [الممارسات الطقسية؛ أن تتميز في
ذاتها عن ممارسة التقوى نفسها .وعلى المثال نفسه ،تميزت صيفة قوانينهم القضائية عن وصية
المحبة ،رغم أده لم يكن لها غرنراخر سوى الحفاظ األكمل على تلك المحية نفسها التي أوصى
بها ناموس الله األبدي .ولذلك ،إذ بات ممكائ أن لنسخ القوانين الطقسية فيما ظلت التقوى
آمنة من دون أن تنقص أو تختز ،هكذا أيشا دامت واجبات المحية ووصاياها عندما زالت
قوانين القضاء.
ولكن ما دام هذا صحيخا ،ببي حق كز أته ثابائ في أن تصنع بكامل حرينها ما يروقها من
قوانين بحسب ما تراه مغينا لها ،بشرط أن تطابق تلك القوانين قاعدة المحية التي ال تتغير وال
تزول ،فيجوز لقوانين األمم أن تتعذد في صياغتها من دون أن تختلف في غايتها .فإئني ال أعتقد أة
تلك القوانين الهمجية والوحشية كالتي أذدت بتكريم اللصوص وسمحت بالمضاجعة العشوائية
يمكن أن يعتبر قوانين ،ألئها ليست بغيضة لكز مفاهيم العدالة فقط ،بل للفتق ولإلنسانية عينها.
سوف دنوصح ما قلته إذا توافر في جميع القوانين التي ودعحصها ،كما يجب ،هذان الشيائن:
بنية القانون ،والعدالة التي على أساسها تقوم وترتكز بغية القانون .العدالة ،ألتها شيء طبيعى،
ال يمكن إآل أن تكون الشيء نفسه للجميع ،ولذلك ينبغي أن تهدف جميع القوانين ،أدا كان
موضوعها ،إلى تلك الغاية عينها .ثئة ظروف معينة تعتمد عليها الدساتير جزئيا .ولذا ال ضير إن
كانت تختلف ،على شرط أن تسعى جميعها إلى هدف العدالة الواحد.
إتها حقيقة واقعة أن ناموس الله الذي نسئيه ناموس السلوك األخالقى ،ال يتعدى كونه شهادة
لناموس الطبيعة وللضمير الذي نقشه الله على عقول البشر .ولذا فإذ مخئلط هذه العدالة برتته
الذي نناقشه اآلن ،قد أوصي به فيه [في ناموس األخالق؛ .وس ثم يتحئم أن تكون هذه العدالة
وحدها الغايه والقاعد؛ والحذ الذي تنتهي إليه جميع القوانين.
فأي قوانيئ يسئ على أساس هذه القاعدة ،وتسعى نحو تلك الغاية ،وتتقيد بذلك الحذ،
دمسي مقبولة لدينا مهما كانت تختلف عن الناموس اليهودي أو فيما بينها.
١٤٠٣ الكتابالرابع-الغصاللعشرون
ناموس الله يحرم السرقة .يسرد سفر الخروج العقوبات التي دحصمئ للسارقين في األنة
اليهودتة [خر ٤-١ :٢٢؛ .لقد عاقبت قواس العصور الغابرة في أمم أخرى السرقة بالتعويض
المزدوج؛ وميزت القوانين التي تبعت أولئك القوانين بين السرقة الظاتورة والسرقة غير الظاهرة.
عاقب بعضها بالنغي ،وآخر بالجلد ،وخر أخيرا باإلعدام .عوقبت شهادة الزور بين اليهود بإنزال
األذى نفسه [تث ٢١-١٨: ١٩؛؛ وفي مواقغ أخرى بمجرد إلحاق الخزي الشديد بالشخص؛
وعند بعض األمم بالشنق؛ وعند غيرها بالصلب .كما دعاقت جميع الدساتير القتل بالقتل ،ولكن
بوسائق مختلفة .وإزاء الزنى ،تفرض بعض الدول عقوبات أشذ وأخرى عقوبات أخف .هع كز
هذا التنؤع ،نرى أة جميع القوانين شجه إلى الغاية ذاتها .وهكذا ينطق جميعها بالعقوبة بصوب
واحد لتلك الجرائم التي دانها ناموس الله األبدي ،وهي القتل والسرقة والزنى وشهادة الزور.
ولكئها ال قغق على وسيلة العقاب .كما ال يتحكم ذلك وال يفيد .ثئة بالد ال ين أن ييدها القتل
والنهب كلائ ما لم تتعامل بقسوة مع مرتكبي جرائم القتل بواسطة أمثلة شنيعة .وثتة عصور تتطلب
عقوبات متزايدة في قسوتها .فإن حدث إزعاغ في أمة ،وجب تصحيح الشرور التي تنتج منه
بسن قوانين جديدة .وفي أزمنة الحرب وفي خضلتم قرقعة األسلحة وضجيجها ،تختفي كز معالم
اإلنسانية ما لم يئر خوف مروع من العقاب .وفي الجدب واألوبئة ،قد يدئر كز شيء إن لم
ئستخدم قساوة أشذ .ثئة أمتم تنجرف إلى رذيلة معينة ما لم ثقمع بصرامة .ما هو مقدار الحتق
والكراهية الذي يكبنه إنسان نحو الصالح العام ،أن يزعجه هذا التنوع الذي يكيف في موقعه
بحيث يصون الطاعة لناموس الله؟
فقول البعض إة ناموس الله الثعطى يتهلل ،عندما تحز محته قوانين جديدة ئغخل عليه،
إنما هو عين العبث والبطل .فإذ قوانين أخرى ال دعقل عليه عندما بقيل ،ال على أساس المقارنة
البسيطة ،بل بحسب ما تالئم األزمنة والمكان واألمة؛ أوعندما ينسخ ذلك الناموس الذي لم يكن
قد سن ألجلنا على اإلطالق .ألة الرت لم ينزل ذلك الناموس على يد موسى لكنادى به وسط جميع
األمم وليطبق في كز مكان؛ لكته لائ شاء أن يأخذ األنة اليهودية إلى رحاب أمانه وحمايته أراد
أيقا أن يشرع لها خاصه ،وكما يليق بمشرع حكيم ،اهلتم اهتماائ بها خاصا بتشريع قوانينها.
.١٧يجوز للمسيحيين أن يلجأوا إلى القضاء ،لكن بدون حنق أورغبة في الثأر
تبعى لنا أن نفحص ما أرسيناه مؤحرا( :وهو) ما هو النفع الذي في القوانين واألحكام
والحكام لجماعة المسيحيين؟ يقترن بهذا أيقا سؤازآخر :ما هو قدر المهابة التي يجب على
جون كالثن :أسهر ،الدين المسيحى ١٤٠٤
الغرد العادي أن يمنحها للحكام؟ وإلى أي حذ تلزم عليه إطاعتهم؟ تبدووظيفة الحاكم لكثيرين بال
فائدة للمسيحيين ،ألئهم ال يستطيعون-في إطار حياة تقواهم أن يطلبوا منه المعونة إذ حؤم عليهم
االنتقام ،وأن يرفعوا الدعوى ،أو أن يلجأوا إلى القانون .أتا بولس فيشهد بعكس ذلك إذ يقول إذ
الحاكم خادم الله لصالحنا [رو ٤ : ١٣؛ .من هذا نفهم أئه مطن من يبل الله ،وأتنا — محمئين
بيده ومحضنين ضد ظلم األغرار وأفعاول سوئهم — نستطيع أن نقضي حيا؛ مطمطة وهادئة
[ ١تي .]٢:٢ولكن إذ كان بال قصد أته أعطي من يبل الرب للدفاع عائ ما لم يكن مسموحا لنا
بالتمثع بمثل هذه الفائدة ،فإئه واضح بما فيه الكفاية أته يجوز أن ئقضد الحاكم ،وأن يلئمس عوده
من دون حرج التهاون في التقوى.
لكتني هنا أواجه التعامل مع صنفين من الناس .هنالك العديد مئن يستعرون برغبة عارمة في
التقاضي بدافع حبهم للخصام ،بحيث ال يهدأون ما لم يتشاجروا هع غيرهم .يتمادون في رفع
الدعاوى بمرار؛ وحني مميت ،وغيرة جنونبة لالنتقام واألذى ،ويطاردون خصومهم بحقد ال
يعرف الصفح ،وبال هوادة ،وال يتوقفون إآل عند تدميرهم .وكيال يظن بهم أتهم مخطوئن ،يدافعون
عن شرهم متذرعين باإلجراءات القانونية .لكئ إن سمح ألحدهم بأن يحتكئ) إلى القانون مع أخ له،
فال يستح له مع ذلك بأن يكره أخاه أو أن تعتليه رغبة جنونية في إيذائه ،أو أن يالحقه بال توذ.
إدا ال ين أن يفهم مثل أولئك أن االلتجاء إلى القضاء مسموع به إذا نلبق على النحو الصحيح.
فبالنحو الصحيح — لكل من المدعي لرفع دعواه ،والمدعى عليه للدفاع عن نفسه — يقصد ما
يلي :أن يتقدم الغدعى عليه في اليوم المعين لالعتراحش ،بحسب ما له من قدرة ،والدفاع عن
نفسه من دون مرارة لكئ بهذه النية فقط ،أن يدافع عائ يحق له .كما ومن الجانب اآلخر ،أن
يسئم الغدعي أمره للقاضي شاكيا مظلمته إتا لشخصه أولبلكبته ،وساعيا إلى التوصل إلى ما هو
منصف وخير .ولكئ يلزمه أن يبتعد كز البعد عن االهتياج بواعز األذى واالنتقام ،وعن الفظاظة
والكره ،وعن الشهوة المتأججة للنزاع .بل ينبغي أن يكون مستعدا أن يتنازل ،وأن يحتمل أي
شيء في سبيل أأل تجمح به العداوة نحو خصمه .من جهه أخرى ،حيث يكتنف القلوت تعثن
األذى ،ويفسدها الحقد ،ويلببها السخط ،وتلهث بالنقمة ،وأخيرا تتأحج بحب المشاكسة
بحيث تفتر فيها المحبة ،ال يمكن لخكم القضاة في أكثر القضايا عدالة أن يكون إأل قاسيا .لذا
ينبغي أن يستتت هذا المبدأ لدى جميع المسيحيين .أن دعؤى قضائية ،مهما كانت على حق،
١٤٠٥ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
يستحيل أن يرفعها أي شخص ما لم يعامل خصمه بالمحبة ولحسن النية نغسيهما ،كما لو كان
األمر المخئتف عليه قد تسوى وانهي فعأل بالتصافي والموذة .هنا قد يتدحل أحدهم معترصا بأن
مثل هذا االعتدال ال يوجد إطالقا إذا وصل الحذ إلى التقاضي ،وأئها دمسي معجز؛ إن وجد.
إتني أعترف حائ ،إذ هو من واقع الزمن الذي نعيش فيه ،بأن مثال متقاض هكذا صالح وحير جذ
نادر الحدوث .ولكئ المبدأ ذاته ،إن لم تفسده سوء النية أوأقرانها من الشرور ،ال يكفل عن كونه
صالخا ونقيا .أثا عندما نسمع أن معونة القاضي هبة مقدسة من أفضال الله ،يتحقم أن نحرض
بأقصى جهد من أن يتلؤث من جراء خعلبنا.
.١٩اعتراض٠طىوفضاالحتكامإلىالقضاء
أثا بخصوص من يدينون التعامل مع القضاء إطالقا ،فليعلموا أنهم ينبذون بذلك رسم الله
المقدس ،وواحدة من العطايا التي تكون شيكا طاهرا للطاهرين [تي : ١ه ]١؛ إال اذا شاؤوا اتهام
بولس بفعل مشين إذ صن افتراء متهميه ،بغضح حيلتهم وسوء نيتهم [اع ١٢ : ٢٤وما يتبع] كما
استعان في بالط القضاء بجنسيته الرومانية [اع ٣٧:١٦؛،١:٢٢ه ،]٢وعندما اقتضت الضرورة
استأنف دعواه إذ رفعها من القاضي الظالم إلى عرش قيصر نفسه [اع ه . ] ١١ - ١٠ : ٢
ال يناقض هذا أنه لحت م على جميع المسيحيين أن يرغبوا في االنتقام ،وهو ما لقصيه بعينا
جذا عن المحاكم المسيحية [ال ١٨: ١٩؛ مت ه٣٩:؛ تث :٣٢ه٣؛ رو .]١٩: ١٢فإذا كانت
الدعوى مدنية ،يخطئ أحدهم ما لم بودغ قضيئه ،ببساطة بريئة ،في يد القاضي بصفته الموضى
بحماية الشأن العام .كما ال ينبغي أن يخطر بباله أن يجازي شرا بشر [رو ،]١٧: ١٢إذ هذا عين
الغيرة المضطرمة لالنتقام .أما إذا أقيمت دعوى بسبب تعد خطير أو عقوبته الموت ،فإتنا نفرض
على رافع الدعوى أن يجيء إلى المحكمة مجردا من رغبه مئقدة لالنتقام وس الغيظ من جزاء أدى
شخصتي ،بل أن يضع في باله فقط أن يمنع جهود إنسا؟ مخرب من إيذاء المجتمع .ألئك إذ
تطعمت من نزعة الفكر التواق إلى االنتقام ،لم نكسر الوصية التي تحرم على المسيحي أن
يكون انتقاميا.
ولكئ البعض سيحتجون ،ال ألته يحرم عليهم ابتغاء االنتقام فقط ،بل ألئهم مدعوون أن
ينتظروا يد الرب أيشا ،ألئه دعن بأن يأتي لمعونة المظلوم فيجازي بالنقمة التي له ،فيما ثن يطلبون
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٤٠٦
سواء ألنفسهم أو لغيرهم -ينتظرون كزك النقمة التي تأتي من عند إله الحماية معونة القاضي
السماوي[ .أقول؛ ال أبذا! ألئه يلزمنا أن ال نعتبر نقمة القاضي نقمة إنسان ،بل النقمة التي تأتي من
الله ،وئطيق -كما يقول بولس [رو ٤ : ١٣؛ --من خالل خدمة األنسان لصالحنا.
ال خالف بيننا وبين كلمات المسيح التي يحزم بها علينا أن نقاوم الشر بالشر ،ويأمرنا أن نحول
الهتن األيسر لتن لعلم األيمن ،وأن نترك الرداء أيصا لمن يًاخذ متا الثوب [مت ه ٤٠ -٣٩ :؛ .إته
حعا يشاء أن تتراجع قلوب شعبه فزعا من أي إحساس بالرغبة في مقابلة األذى بمثله ،بحيث ينبغي
لهم بالحري أن يفسحوا المجال ليصيبهم أذى مزدولج بدأل من أن يثأروا .ونحن ال تئيهم عن هذا
التصبر؛ ألته حعا ينبغي أن يكون المسيحيون صنعا من الناس مولودين الحتمال تشويه الشمعة
واإلهانة ،ومنفتحين لتحتل تعتد األذى ،واختبار السخرية والمكيدة من األشرار .وليس هذا
فقط ،بل ينبغي أن يتحتلوا كل هذه الشرور بطول أناة .أي ينبغي أن يتحئؤا برباطة جأش روحيه
كامله بحيث إذ واجهتهم إهانة استعذوا العتداءآخر ،غير واعدين أنغشهم طوال حياتهم بشيء
سوى حمل صليب بال انقطاع؛ وفي األوان نفسه دعهم أيائ يحسنون إلى مبغضيهم ويباركون
العنيهم [لو ٢٨: ٦؛ قارن مت ه ،]٤٤ :وأن يجتهدوا فيغلبوا الشر بالخير [رو ٢١ : ١٢؛ (ويكون
ذلك نصرهم الوحيد) .وعلى أساس هذه النية ،لن يبتغوا عيائ بعين ،وسائ بسئ ،مثلما علم الفزيسيون
تالميذهم حت ،االنتقام؛ بل كما دربنا المسيح ،سوف يقبل المسيحيون أن تتشؤه أجسادهم ،وأن
تغتصب ممتلكاتهم ،وأن يسامحوا وعن طيب خاطر يعفوا عن الذنوب التي تقترف في حثهم
ومع ذلك ،سوف ال يمنعهم اتزان عقولهم واعتدالها هذا ،من أن يطلبوا معونة الحاكم لصون
ممتلكاتهم فيما يحافظون على المودة تجاه أعدائهم؛ كما لن يمنعهم هذا التعقل من المطالبة
بعقاب شخص مذنب يهذد سالمة المجتمع ،رغبة منهم في ديمومة المصلحة العامة ،حتى إذ كانوا
يدركون أن العقوبة المستحثة لذلك المذنب هي الموت .يفشر أوغسطينس بالحئ غاية جميع
هذه األحكام( .يقول) إته ينبغي للمسيحي (األنسان التقي الباز) أن يكون مستعدا لتحثل بصبر
أذى الذين يرغب لهم أن يصبحوا صالحين ،كي يزداد زخم الصالح وعدد الصالحين؛ ال أن يضيف
ذاته إلى عدد األردياء برن األذى .وثانيا ،قصل هذه األحكام بتدريب القلب من الداخل أكثر من
١٤٠٧ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
تدريبه بالعمل الذي تجرى في العلن ،كي يظز صبر العقل وحسن النية في الخفاء ،ولكن [أيقا]
كي نفعل في العلن ما نراه نافائ لتن ينبغي أن نتمتى لهم الخير١٢.
أما االعتراض المعتاد — أن بولس دان رفع الدعاوى كليا — فهو أيصا اعترافى مخطئ
[ ١كو : ٦هل . ]٨يسهل االستنتاج من كلماته هنا أده كان ثمة في كنيسة كورنثوس ولع بالمحاكمة،
إلى درجة أئهم عرضوا إنجيل المسيح والدين الذي اعترفوا به لتهكم األشرار ومتكتمي السوء.
انتفدهم بولس أؤأل إلهانة اإلنجيل بين المؤمنين بإفراطهم في المنازعات .ثانيا ،وبخهم أيشا
لتشاجرهم هكذا فيما بينهم ،اخوًا مع إخوة .فقد كانوا أبعد ما يمكن عن احتمال بعضهم أخطاء
البعض اآلخر ،حتى طمعوا في ممتلكات بعضهم ،وهاجموا بعخهم بعصا واجتلبوا الخسارة
الواحد على اآلخر .لذا ندد بهم بولسر بسبب تألجج شهوتهم إلى المحاكمة ،وليس ببساطه بسبب
كز الجدل الذي ينشب بينهم.
ولكئه ئبمئه بالضعف أو الخطأ أئهم ال يقبلون فقدان مقتنياتهم ،بل يسعون إلى حفظها ،حتى
إلى درجة النزاع .أي أئه ،عندما أوقدت كز خسارة غيظهم بحيث ركضوا مباشرة إلى المحاكم
ألقز األسباب ،يتكتم عن هذا كبرهاؤ على تلؤث عقولهم باإلفراط في الميل إلى الغضب ،وعدم
استعدادهم الكافي للصبر .حعا ينبغي للمسيحيين أن يعخلوا دائائ التنازل عن حقوقهم بدأل من
األسراع إلى المحاكم ،وهذا يؤذي غالبا إلى إضطرام القلب بالبغض تجاه األخ .أثا عندما يرى
مسيحى أئه يستطيع ،بدون أن يفقد المحبة ،أن يدافع عن ممتلكاته التي ال يمكنه أن يتحئل
خسارتها ،فهو ال يمتهن وصية بولس إذا لجأ إلى القانون .خالصة القول (كما قلنا في مستهز
الحديث)١٣،يجد كز إنسا؟ أفضل مشورة في المحبة .وكز ما يضطلع به بمعزل عن المحبة،
وجميع المنازعات التي تتخنلى حدود المحبة ،نحسبها ظالمة وعديمة التقوى.
.٢٢التوقير
إذ الواجب األؤل الذي ينبغي أن تلتزم به الرعية نحو حكامها هوأن تنظر إلى وظيفتهم بأسمى
التكريم ،حيث إذ تلك الوظيفًا اختصاض منحه الله لهم ،وألجل ذلك يليق بها أن يقئن وأن الور
أصحابها كغذام لله وممئلين له .فقد تجد أناسا يوقرون حكامهم فيخضعون ذواتهم لهم رغبًا
منهم في أن يطيعوا أحذا ،ألئهم يدركون أن هذا نافع للخير العام؛ وعلى الرغم من ذلك ،ينظر
هؤالء إلى حكامهم كادهم شر ال بذ منه .أما بطرس فيطالبنا بما هو أكثر عندما يأمر بتكريم النلك
[ ١بط ] ١٧: ٢؛ وكذلك سليمان عندما يعلم بمخافة الله والقلك [ام ٢١ : ٢٤؛ .فعندما يستعمل
بطرس كلمة ااألكرام٠ا يضمر فكرا صادائ وعقودا نحو الملك .أثا عندما قعرن سليمان الملك
بالله في الوصية نفسها ،فإته يريد أن تظهر أن للملك وقارا وكرامًا مقنسين .ثنة أيصا قول بولس
المأثور :إته ينبغي أن نطيع كز ،يشتب العصب وعط تل ايكفا يشتب الصمير [رو ٥: ١٣؛ .بهنا
يعني أته ينبغي للرعايا أن ينقادوا؛ ال بدافع الخوف وحده من األمراء والحكام حتى يظتوا تحت
رعايتهم (كما لوكانوا يذعنون عادة لعدو متسلح متحئز لمعاقبتهم إذا قاوموه) ،بل ألتهم يظهرون
طاعتهم لله عندما يوالونهم طاعتهم ،حيث إذ سلطة الحكام هي من الله.
لست أتحذث عن البشر أنفسهم ،كما لوكان قنالح من الكرامة قد أخفى حماقًا أو بالده أو
قساوة أو أخالوا مقيتة حاملة أفعاأل مخزية ،فاكتسبت الرذائل ما كان مديحا للغضائل؛ ولكتني
أقول إذ النظام نفسه جدير بالكرامة واالحترام ،بحيث قتن الحكام بيننا ويؤول إليهم الوقار
.٢٣الطاعة
يستتبع هذا أمراآخر :يجب على الرعايا أن يظهروا والءهم وطاعتهم لحكامهم بقلوب نازعة
إلى توقيرهم؛ سواء كان بامتثالهم لتصريحاتهم ،أو بدفع الضرائب ،أو بقبول وظائف الخدمة
العامة ومشاركتهم أعباء الحكم التي تؤول إلى الدفاع عن الوطن ،أو بتنغيذ أوامرهم .يقول
بولس! :التحطبغ كل تفهرة بلئألطين العادعة ...حقى إذ من يقاوم الغلفان بعاوم ئرييك
اللهاا [رو ٢-١ : ١٣؛ .ويكتب لتيطس :ا٠ئكزهم اذ ئخضغوا يلراساب ؤالئألطين ،ؤيبليغوا،
ؤقكوتوا ئئئعذيئ بكن عتل صايح [تي .]١ :٣ويقول بطرس :واحخثوا بكن ئرديب بقرى
١٤٠٩ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
مر ،أحذ الرت .اذ كان يلمللثه وكتن ،هؤ وؤق انكن ،اذ للوأله وكئزسلين ،منه لال رتعا م من ،واعلى
الغر ،زبتئح بعاعبي الحش [. ١ط ١٤-١٣:٢؛.واالن ،لكي يبرهنوا على أتهم ال يتظاهرون
بالخضوع ،بل بإخالص وبقلوب صادقة يقبلون مسؤولية الخضوع كرعايا حقيقيين ،يضيف
بولس أئه ينبغي لهم أن يستودعوا ين الله أمان من يعيشون تحت سلطتهم وفالحهم .يقول :ااأطلب
أؤذ كل سى؛ ،أن دعام طايات زضوئاذ زاببهاألت ؤئفكزان ألحل لجبيع الائس ،ألحل
انئوئذ زلجبيع الذيئ هم وي تئبب ،بكئ تئبى حتاه مطمئنة لهادئة وي غذ دعوى ؤزوارا
[١تي.]٢-١:٢
ال يخدعئ أحد نفسه هنا .لائ كان ال يمكن أن يقاوم الحاكم بدون أن يقازم الله في الوقت
عينه ،على الرغم من أئه إمكانية أن يزدرى حاكم غير متسلح مع اإلفالت من العقوبة ،فإذ الله
متسلح لالنتقام بصرامه من ازدراء ذاته.
ثم إثني أدرج تحت هذا الباب — باب الطاعة — ضبط النفس الذي يجب على المواطنين
العاديين أن يلتزموه في العلن ،بحيث ال يتطعلون عمذا في الشؤون العامة ،أو يقتحمون مكتب
الحاكم ،أو يتونون أي شي؛ سياستي (من تلقائهم) أبذا .إن لزم أن دعنل شرغ ما أو يطح ،ليحجم
العامة عن إثارة الشعب ،وعن األخذ به بأيديهم ،فليقيدوا جميعهم أيادئهم في هذا المجال،
وليرجوئا األمر إلى حكم الحاكم ،تن له وحده اليد الحرة .أعني أأل يغامروا بشيء بدون أن يوتروا.
ألته متى يعط الحاكم أمره ،يتقيل المواطنون العاديون سلطة عامة .فإئه مثلما يدعى المشيرون آذان
األمير وعيوته ،فكذلك يعثل أن يقال فيمن تعينون بأمره لينجزوا األعمال ،إتهم أيدي األمير.
أتا إذ كا تعذ حتى اآلن حاكائ هوحائكما يدعى٠٠ ،أتا لبلدهاا ١٤،وكما يعير عنه الشاعر
راعيا لشعبه ١٥حارسا للسالم ،حاميا للعدالة والبر ،ومنتقائ للبراءة ،فإذ تن ال يؤيد مثل هذا
الحكم ال ين أن يحسك مجنوائ بحن.
ولكن كما نجد ني كز العصور تقرييا ،بعض أمرائها باتوا مهملين لجميع تلك األمور التي
وجب عليهم أن يلتفتوا إليها ،فنغضوا عن كواهلهم كز هم ،وابتغوا شهواتهم في تكاسن وفتور.
دآل
*
, العبارة مستعارة من األوديسا للشاعر اليوناي هوميروس .انظر 1. 52 ٤(. :الح88زك)1 0ط) 0)1^886(( 11. 234 ١٤
العبارة مستعارة من إلياذة هوميروس :انظر 111)2)11. 68 ٤(. :صل) 0٢, 111)1)111. 243الل0آل ١٥
جون كالثن :أسس الذين المسيحي ١٤١٠
آخرون ،مئن ابتغوا مصالحهم الشخصية ،وضعوا برسم البيع القوانين واالمتيازات واألحكام
ورسائل التوصية .آخرون استنزفوا أموال شعوبهم ثم بذروها في سخا؛ جنوني .وآخرون غيرهم
مارسوا النهب عينه بسلب المنازل واغتصاب العذارى والنسوة من ذوات المقام الرفيع في
مجتمعاتهئ ،وبذبح األبرياء.
نتيجة لذلك ،ال يقتنع كثيرون بأن يعترف بمثل هؤالء امراء ،وأن يخصع لسلطتهم على قدر
اإلمكان .فإئهم [أي المحتجين؛ ليسوا قادرين أن يمؤزوا ،إزاء هذا العار وتلك الجرائم الشنيعة
التي ال تليق بحاكم وال محكوم ،صورة لله كان يتحثم أن تتألق في الحاكم؛ فيما ال يرون أثرا من
ذلك الخادم ألمر الله المعين لمدح فاعلي الخير ولالنتقام من فاعلي الشر [ ١بط .]١٤: ٢وهكذا
ال يعترفون أيشا بأمثال أولئك حكانا يوصي الكتاب بأن نكرمهم ونوقر سلطتهم .حعا بات ذلك
اإلحساس الغريزى قائائ في أذهان البشر ،أن يمقتوا بل يلعنوا الطغاة بقدر ما يحيون ويجلون
ملوق نرهين.
لكئ إذا نظرنا إلى كلمة الله ،نجدها تقودنا إلى ما هو أبعد .فإئنا لسنا نخضع لسلطة األمراء
الذين يؤذون فقط وظيفتهم نحونا باألمانة واالستقامة كما يجب ،بل لسلطة جميع نن تقثدوا أمور
الحكم أيصا ،مهما كانت وسائل الوصول إليه ،حتى إن لم يقوموا بمثقال ذرة من عمل األمراء.
ألئه على الرغم من شهادة الرب أة وظيفة الحاكم هي أسمى عطايا جوده للحفاظ على أمان البشر،
وعلى الرغم من تعيينه تخونا لسلطة الحكام؛ يعلن في الوقت عينه أئهم كائائ من كانوا ،يستمدون
سلطتهم منه وحده .حعا يقول إذ نن يحكم ألجل المنفعة العامة ادما هو نموذج وبرهان على
إحسانه العميم ،وإن نن يحكم بالظلم أو بالكفاءة فإنما ردب ليجازي شز الشعب؛ وإذ جميع نن
يحكمون قد وسحوا بالتساوى بتلك الجاللة المقدسة المودعة في السلطة الصالحة.
لن أسترض في هذه النقطة إآل ألضيذ بعض الشهادات التي توكد ذلك .ولكن ال نحتاج إلى
بذل الجهل المضني لنثبت أن ملكا شريرا هو غضب الله في األرض [اي ٣٠:٣٤؛ هو ١١: ١٣؛
اش ٤ : ٣؛ : ١٠ه ؛ تث ،]٢٩ : ٢٨وإئني واثق بأن أحذا لن يناقضني؛ وهكذا ال تقال في ملك أكثر
متا تقال في لض نهب الممتلكات ،أو في زان يلؤث فراش الزواج ،أو في قاتلي يبتغي أن يهرفى
دمك؛ ألن الله يحسب جميع هذه الباليا ضمن لعناته.
١٤١١ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
بل دعونا باألحرى نتوقف هنا لنبرهن على شيء ال يستقر بسهولة في عقول الناس .إته [حتى؛
في رجل شرير — غير جدير إطالقا بالكرامة والوقار. ،وقد أوكل إليه كزى ذلك السلطان ليحكم في
منصب الشأن العام -تحز تلك القؤًا اإللهية المهيبة التي وهبها الرب بقدرة كلمته لخدام عدالته
ودينونته .ومن ثم يجب على رعيته كز الوقار نحوه والتبجيل من حيث الطاعة والخضوع كالتي
تجب ألفضل ملك لو كان قد غين عليها.
أؤأل ،أوة أن يالحظ قزائي بتدقيي ذلك التدبير اإللهي الذي كثيرا ما رعيد ذكرة إلى وعينا
الكتاب المقدس ،ولسبب رصين ،وكذا ذلك العمل الذي يقوم به في توزيع الممالك وتعيين
الملوك كما يشاء .نقرأ في سفر دانيال أة الرب يغير األوقات واألزمنة ويعزل ملوغا وينصب آخرين
[دا ٣٧ ،٢١ :٢؛ .وأيشا ٠٠٠ :لكئ دعلم األلخياء أئ الغلي متشلط في مملكة الناس ،ويعطيها مرع
قائء ا [دا ١٧: ٤؛ .ومع أة الكتاب كته يزخر بمثل هذه النصوص ،فهذه النبوءة بالذات تعخ بها.
معروف جينا نولح الملك الذي كانه نبوخذناصر ،الذي غزا أورشليم؛ كان محتأل عنيائ ومخرائ
لغيره من الممالك .ومع هذا يعلن الرب في سفر حزقيال إئه أعطاه أرض مصر ألجل الخدمة
التبن ملك) ملوك ،ألة إلة
* التي صنعها له بتدميرها [حز٢٠ -١٩: ٢٩؛ .قال له دانيال :ارك أيها
الششازب اعقان نئلكه زاوتذازا زظلغاائ زئئزا .زحفتا يفرع بر ايسر زؤلحوش اير زطثوز
الشتاء ذوفها ليدن زشلكلنق علميها جميعيىا[ ٠دا ٣٨-٣٧:٢؛ .يقول دانيال أيشا لبلشاصر ،ابن
نبوخذناصر :ااالله الغبى اغفى اثان نبوخذناصر تفودا زعفتًا ؤلجآلأل ؤبهاء .زللفظمة التي
اعفاه إدالها غائث يردعن ؤئغزع ودامه لجبيع الئفوب ؤاألمم ؤاألليته [دا ه ١٩-١٨:؛.
فعندما نسمع أة ملكا قد نصبه الله ،فلنذكر فورا تلك األوامر السماوية التي توصي بتكريم الملك
وبخشيته؛ عندئذ لن نتردد في أن نضع أكبر مستبذ في المقام الذي تنازل الرب فنضبه فيه .عندما
حذر صموئيل شعب إسرائيل بما يمكن أن يعانوه .من ملوكهم ،قال :هذا ئكون قضاء التبلي الذي
قئبلذ علثكم :قاحن تنيكم زقجفلهم بئب ،يتزاي ؤوزسايه ،ويذغوئة أمام مزاكبه .زئجتز
لقبه رؤساء الوب ؤرواء حتاسيئ ،ويحردون خزاقه ؤقحصذوذ خضاذه ،ؤئغتتوة غذ؛ خزبه
زاذزب مزاكبه .ؤائحذ بناتكم غائزب ؤطائغات ؤحثازامي .زقاحذ حعولكم زكزومكم
ؤزدتوتكتم ،احؤذلهازيغطيهابعتيد؟ .زيعشززروغكلم زكزومكم ،زئعطي بحضيايه زعتيد؟ .ؤقاحذ
غبيدكم ؤجؤارقكئ) ؤسانكلم الجشان ؤخييزغئ) ؤقشتعملهم يثئبه .ؤئغئز عنتكم ؤأدئم ئكولون
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٤١٢
له ءبيائا| [ ١صم . ] ١٧- ١١:٨من المؤبد أته لن يحق للملوك قانونيا أن يفعلوا ذلك إذ عتمهم
الناموس كبح شهوة االمتالك [تث ١٦ : ١٧وما يليه؛ .ولكته كان يسئى حعا ذا صلة بالشعب ،ألن
إطاعته وجبت عليهم ولم يسمح لهم بالمقاومة .فكان كما لو قال صموئيل :سوف يفرط الملوك
في تخهم ،ولكن ليس لكم أن تضعوا حدا له؛ ليس لكم سوى أن تسمعوا وتطيعوا.
.٢٧مظلذبوخذذاصرفيإرصا٢٧
ثئة نمه جدير بالذكر ،وخصوصا في سفر إرميا ،لن يربكني اقتباسه (رغم أته طويز نوعا ما)،
ألئه يحذد معالم هذه المسألة بكإك وضوح :هكذا وال زب انحوئد ...ائي آتا ضتئت األرض
ؤاإلئشاذ ؤالحؤؤاذ ائذي غلى ،ؤلجه األرض ،بقؤري انغغليقه ورذزاعي الققذوذؤ ،ؤآعطئتها يقئ
حشن بي غيتي .ؤاآلذ ون ذئغث بز هذ؟ األراضي لغد تبو حذتاصز ملك تابل ،غبي٠ي ...وتحدمه
بز الئفوب ،...غئى ياتي ؤئت أزضه ائخا ...ؤئكون اذ األثه أو القئلكة ابي أل ئخدلم مللت
بابز ...ائي اغابت تلك األلةبالشئعب> ؤالجوع ؤالؤبا ...احدلوا مبلل بابز واحيوا [ار -٤: ٢٧
١٧ ،٨؛ .نرى كم من الطاعة شاء الرب أن تقدم لذلك الطاغية القاسي والمقيت ،ال لسب سوى
أن كان له الفلك .ولكئه كان قدتصب على عرش المملكة بمقتضى أمرسماوي واقرت جاللته
الملكية التي تحرم أن دقئهن .فإن تذبرنا بال انقطاع أته حتى القلك األدنى جدارة واألقصى
حقارة ،ثعيئ ببقتضى األمر نفسه الذي به يطب جميع الملوك ،فلن تخطر ببالنا تلك األفكار
المتمردة أن ملكا ينبغي أن يعاتل بحسب ما يستحق ،أو أته من عدم اإلنصاف أن نخضع لمللئل ال
يظهر لنا ،من جانبه ،أته علك علينا.
من العبث أن يعترض أحذ بأن تلك الوصية كانت موجهة إلى بني إسرائيل حصرائ .ألئه
ينبغي أن نالحن أسباب تأكيد الرب لها :يقول ئذ ذئغت بز هذ؟ األراضي لتي تبوحنتاصز
[ار .]٦:٢٧لذلك اسوا علك بابز واحيوا [ار ١٧:٢٧؛ .فال يشلن أحذ متا في أته ينبغي
لنا نحن أن لخلم ،م ئن اعطيت له المملكة بدون لبس .وعندما يرفع الله أي إنسا؟ إلى رتبة الئلك،
يؤبد لنا عزمه على أن يملك ذلك اإلنسان .يوجد العديد من الشواهد الكتابية العامة التي تحذ
على ذلك .يقول سليمان في األصحاح الثامن والعشرين من سفر األمثال :االقعصتة ارض دكر
١٤١٣ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
وماؤنا [ام ٢ :٢٨؛ .ويقول كاب أيوب في الفصل الثاني عشر :تحل مناطق الملوك ،ؤيشئ
احعاءهم بوراق [اي ١٨: ١٢؛.فحالما اعثرف بذلك ،ال يبقى لنا سوى أن نخدلم ونحيا.
في سفر إرميا النبى أيثما وصية أخرى من الرب ،يأمر فيها شعبه بأن يطلبوا سالم بابل التي
ارسلوا إليها في سئي ،وأن يصلوا ألجلها ألته بسالمها يكون لهم سالم [ار ٧: ٢٩؛ .انظر! هوذا
بنو إسرائيل ،مجردين من كزى ممتلكاتهم ،تشايين من بيوتهم إلى أرض السبي ،ومطروحين في
عبودتة تعيسة ،واآلن يوترون أن إصغوا ألجل رخاء قاهرهم؛ ليس كما امرنا نحن بنصوحس أخرى
أن نصلي ألجل مضطهدينا [قارن مت ه٤٤ :؛ ،بل لكي لصان مملكته آمنة وفي سالم ،وبذا تزدهر
حياتهم هم أيائ .وكذلك داود الذي كان قد تم فرزه ملغا بتعيين الله ،ومسخه بالزيت المقدس،
إته عندما كان مضطهدا على يد شاول بدون استحقاق ،نظر إلى رأس تغيره كشي؛ محرم ومنيع،
ألن الرب قذسه بامتياز الئتك .قال :اخافا بي سل الرت اذ أصل هذا األلمز سئدي ،بقسيح
الرت ،والمن قدي ايه ،ألئه لمسيح الرت [١صم ٦:٢٤؛ .وأيصا :اسفقت ،علئك زولت :،أل امث
قدي إلى سيدي ،ألئه نبيح الرت هؤ [ ١صم ١٠: ٢٤؛ .وأيتما لمئ الذي يئن ئذه انى لمسيح
الرت زؤبرًا؟ ...خى هز الرت ،إن الرت سؤف دخر ،اؤ تأتي ئؤلمه فثوت ،أؤ ئئزل إلى الحزب
ؤتهلك .،خاسا بي مر ،قتل الرت اذ اثد قدي إلى مبيح الرت!اا[ ١صم ١١ -٩: ٢٦؛ .
من واجبنا أن يكون لنا هذا الفكر ،فكر التوقير ،ومن ثم فكر التقوى نحو جميع حكامنا،
وألقصى درجه مهما كان سلوكهم أو طبيعتهم .لذلك أكرر هذا مرارا :ينبغي أن نتعلم أأل نتفحص
األشخاص أنفسهم ،بل أن نكتفي بأئهم يحملون بتكليف مشيئة الرب ،صفه مميزة طبع عليها
وحفز هو جالأل منيائ ال يتهك.
رت قائلي :ولكن يحمل الحكام أيصا مسؤولية تجاه مواطنيهم .لقد سبق أن اعترفت بذلك.
ولكتك إذا استنتجك من ذلك أن خدمة الرعايا واجبة على الحكام العادلين فقط ،فمنطقك تبز.
فإذ األزواج أيشا مسؤولون تجاه زوجاتهم ،والوالدين مسؤولون تجاه أوالدهم ،بمسؤوليات
متبادلة .لنفرض أة األزواج والوالدين تختوا عن واجباتهم ،ولنفرض أن الوالدين أظهروا قساو؛
وصرامة شديدئين نحو أوالدهم الذين أوصوا بأأل يغيظوهم [اف ٤:٦؛ ،بحب يرهقونهم إلى ما
بعد حذ اإلعياء .لتفرضأن األزواج يحتقرون زوجاتهنويزدرونهئ إلى أقصى الحدود ،على الرغم
جون كالثن :أسس الدين المسيحي ١٤١٤
من أئهم امروا بأن يحبوهئ [اف ه :ه ٢؛ ،وأن يشفقوا عليهن كاألناء األضعف [ . ١ط )٧: ٣؛ فهل
يجوز لألوالد أن تقز طاعتهم لوالديهم ،أو الروجات ألزواجهن؟ فهؤالء وأولئك ما زالوا مطالبين
بالخضوع ولو لألشرار من اآلباء واألزواج ،وللمختين بواجباتهم تجاههم.
يجب علينا حعا أآل ننظر إلى الكيس المعتق على ظهورهم ١ ٦،أي يجب أأل نتقضى واجبات
اآلخرين ،بل أن يضع كز إنساؤ في ذهنه أن يتحفل مسؤوليته هو .وينبغي أن يكون هذا — خصوصا
— اهتمام مرى وضعوا تحت سلطة اآلخرين .لذلك ،إن كان ينهكنا عذاب أمير متوحشة وتطحننا
قساوته ،وإن افترسنا حاكم بشنة جشعه وشهوانيته ،وإن أهيلنا من جراء بالدة آخر وكسله ،وإن
حارت أفئدتنا وتعئرت تقوانا بسبب نجاسةآخر وفحشه ،فلنتدر أؤأل سيائتنا التي ال شائط أن الرب
يؤدبها بسيا؛ كهذه من عنده [قارن دا ٧: ٩؛ .بهذا يلحم التواضع عدم صبرنا .ولنتذدئر أيصا
هذا الفكر :إئه ليس لنا أن نداوي مثل تلك الشرور ،بل إذ هذا وحده يتبقى :أن نستجير بمعونة
الرب الذي في يده قلوب الملوك [ام .]١ :٢١أًالله وائم بي مختع الله .ني وشعل اآليقة
تعبي[ 11مز .]١ :٨٢يسقط أمام وجهه وينسحق جميع الملوك وجميع قضاة األرض الذين لم
يعبلوا مسيحه [مز ١١-١٠:٢؛ ،وكذلك جميع كتبة قوانين الجور ومن يقضون بالبطل ليظلموا
الضعفاء ويسلبوا حق بائسي الشعب ،ليغتنموا األرامل وينهبوا األيتام [اش ٢-١ :١٠؛.
(ولكن ينبغي للحكام القانونيين أن يكبحوا استبداد الملوك؛ كما أن تكون طاعة الله في
المكانة األولى)٣١-٣٠ ،
. ٣ ٠عندما يتنحل الله ،يكون ذلك أحياائ بواسعلة وكالء من دون علمهم
هنا تظهر قوته وعنايته وإحساناته .فإئه أحياائ يقيم من بين خدامه منتقمين يستحهم بأمره
أن يعاقبوا الحكومات الشريرة علائ ،وبذا يحزرون شعبه المظلومين من بلواهم .وأحياائ يوحه
لهذا الفرض أناسا لهم مقاصدهم هم ومساعيهم الخاصة .فهكذا أغاث شعب إسرائيل من
طغيان فرعون بواسطة موسى [خر ١٠ -٧:٣؛ ،ومن قساوة كوشان ملك سوريا بواسطة عثنيئيل
[قض ]٩:٣؛ ومن استعباد ملوك وقضاةآخرين .وهكذا رؤض كبرياء صور بواسطة المصريين،
وغطرسة المصريين بواسطة األشوريين ،وعنف األشوريين بواسطة الكلدانيين؛ وعجرفة البابليين
يشبر كالغن هنا إلى أسطورة من روايات القصعي اإلغريقي إيسوب عن كسحن ،أحدهما منظور ويحتوي على أخطاء ١٦
اآلخرين ،واآلخر خفي يحلوي أخطاءنا.
١٤١٥ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
بواسطة الميديانيين والغرس ،بعد أن كان كورش قد أخضع الميديانيين .كما قد سحق ملوك يهوذا
وإسرائيل الجاحدين ألحساناته بعدم ورعهم ،تار؛ على يد األشوريين وتار؛ بواسطة البابليين،
بطرى مختلفة.
لم ينتهك النوع األول من المنتقمين الجالله التي طبعها الله على الملوك بقضائه عندما دعاهم
الله وأرسلهم كي ينجزوا قصدهم؛ بل إذ تستحوا من السماء ،أخضعوا السلطات األضعف بالتي
هي أقوى كما يعاقب الملوك من يخضعون لهم على نحو مشروع .أتا النوع الثاني من المنتقمين،
فعلى الرغم من أن يد الله قد وجهتهم كيفما شاء ،فأنجزوا القصد بدون دراية منهم بأئه في الحقيقة
قصد الله ،بينما قصدهم هم كان أن يفعلوا شرا.
لكن كيفما نحكم على هذه األفعال التي يقوم بها البشر ،فقد أنجز الله قصده بواسطتهم على
السواء عندما كسر صولجانات سلطة دامية لملو^ مستكبرين ،وعندما أطاح حكومات ومعية ال
وطاق .فليسمع األمراء ويرتعدوا.
ولكن يجب علينا في أثناء ذلك أن نحرص جذا أآل نحتقر أو نمتهن سلطة الحكام ،الكاملة
الجاللة والوقار ،والتي أسسها الله بأوامر عليه عظيمة الشأن ،وإن استقرت في أيدي أقز البشر
استحقاقا ،أناس ينجسونها بأعمالهم الشريرة على قدر اإلمكان .ألئه إن كان تصحيح الطفيان
الجامح من اختصاص الرب الذي له وحده النقمة ،دعونا ال نسمح ألنفسنا أن نطئ توا أدها مودعة
في أيدينا ،إذ لم نتلؤ أي أوامر عدا أن نطيع ونتحئل.
إئني أتحذث في هذا السياق كته حصرائ عن دور األفراد العاديين .ألئه إن ؤجد اآلن
حكام ومعينون بواسطتهم لكبح عناد الملوك (كما وجد في العصور القديمة جماعة األيفور
(١٧،)٠0٣8الذين كانت لهم سلطة الرقابة على ملوك إسبارطة؛ ومجالس أالتربيون٠ا (8ع11لماهذئ)
التي كانت وظيفتهم الدفاع عن الشعب ومصالحه عند الرومان ضد قناصلهم؛ أو اد (18سآل1عه)
الذين راقبوا أعضاء مجلس الشيوخ األثيني؛ وربما قوات أخرى كالسلطات الثالثية في أزمنتنا
الحاضرة ،والتي تمارس واجبها في كذ مجال العيش عندما تعقد مجامعها ،فإئني أبعد ما يمكن
أن أكون من منعهم أن يقاوموا -بحسب ما يقتضي واجبهم — فجور الملوك المبرح ،بحيث
إذا تفاضوا عن الملوك الذين يتعصون بوحشية لالعتداء على المواطن الفقير والوضيع من عامة
الشعب ،فاعلن أن يفاقهم يدد على خيانة شائنة إذ يفدرون بحرئة الشعب بعدم أمانتهم ،ألئهم
يدركون أدهم عينوا حراسا وحما؛ لتلك الحرية بمقتضى أمر إلهي.
.٣٢يجبًاآلتصبحطاءةاباسءصياائلله
ولكئنا ،لتلك الطاعة التي أظهرنا أئها واجبة لسلطة الحكام ،للحق دائائ هذا االستثناء بل
في الحقيقة نجعله أؤلؤا فوقها :أال وهو أئنا لن نسمح لها إطالقا بأن تقصينا عن طاعة من ينبغي
أن تخضغ لمشيئته كز إرادات الملوك ورغبايهم ،وتن ينبغي أن دنمع ألحكامه كز أوامرهم،
وتن ينبغي أن ثخغض لجالله جميع صولجاناتهم .وكم يافي العقل أئك بمراضاة البشر تثير
غضب تن ألجل خاطره نطيع الناس أنغشهم! لذلك فإذ الرت هو ملك الملوك الذي ينبغي
أن ئسئع له عندما يفتح فمه القذوس ،قبل جميع الناس وفوقهم؛ فإئنا نخضع له أؤأل ،ثم بعنه
للبشر الذين اعطوا السلطة فوقنا ،ولكن فيه وحده .إذ يأمروا بأي شي؛ مخالب له ،فلنتجاهز
أمرهم .وهنا دعونا ال نكترث لكز تلك الكرامة التي يمتلكها الحكام؛ ألئه ال ضير يصيبها إذا
ادنت أهام تلك القوؤ المتغرد؛ سموا ،قؤه الله .وفي إطار هذا االعتبار ،ينكر دانيال أئه اقترف أي
إساءة ضن الفلك نعندما لم يطع األمر االثم الذي أصدره [دا .]٢٣-٢٢: ٦لقد تجاوز المللذ
حدوذه؛ فلم يكن مخطائ إلى الناس ،لكته إذ رفع قرئيه لمناطحة الله بذن سلطته .وعلى العكس،
أدين بنو إسرائيل بسبب طاعتهم المفرطة لإلعالن االثم الذي أصدره الملك [هو ه ٠]١٣:ال
عندما صاغ يربعام عجأى الذهب ،فلكي يسروه ،زلؤا مع هيكل الله واثجهوا نحو خرافات
جديدة .وبدرجة االستعداد نفسها امتثلت ذريهم ألوامر ملوكهم .يوتخهم النبتي بحن؛ لتبتيهم
إصدارات الملك [هو ه١ ١ :؛ .بعين حعا التظاهر باالحتشام عن استحقاق المديح؛ إئه ارضاخ
زائف يرتديه تن يتمتعون للبالط فيخدعون به البسطاء ،بينما ينكرون أئه يحز لهم أن يرفضوا أي
شيء يفرضه ملوكهم؛ كما لو كان الله قد تختى عن حقه لبشر مائتين ،معطيا إياهم سلطاائ على
البشرية! أو كما لوكانت السلطة األرضية تتضاءل عندما ئخضع لئنبئها ،تن في محضره ترتعد
حتى القوى السماوية كما يرتعد المتوسلون .إئني أدرك جسامة الخطر الذي يهدد الثبات على
هذا المبدأ ألن الملوك يتحفلون المعارضة بأشد استياء ،وألذ عصب الغبب رسل المؤت
[ام ]١٤: ١٦كما يقول سليمان .ولكن لغا كانت اإلرادة األلهية قد اعلنت على لسان الرسول
السماوي ،بطرس؛ أئه اسعي اذ يطاغ الله أكتز مى الائس [اع ه ]٢ ٩:فلئتعر بهذا الفكر :أئنا
١٤١٧ الكتاب الرابع -الفصل العشرون
نؤدي تلك الطاعة التي يأمر بها الرب عندما تعتل معاناة أي شيء ،على أن ننحرف عن التقوى.
وأة شجاعتنا لن تخور إذ ينخنا يولس بمهمار آ حر :أئنا قد افئدينا بواسمطة الميح بثمي عظيم
كهذا ،دفعه لغدائنا كي ال نصير عبيدا ألهواء الناس — فضأل عن الخضوع لعدم تقواهم ه.
[١كو.]٢٣:٧
لله المجد
٤١٩
فهرس األسماء
ه،٢٣٧،٢٣٦،٢٣٤،٢٣٢،٢٢٦،٢٢٤،٢٠
،٢٤٢،٢٤١ ،٢٤٠ه،٢٤٩،٢٤٨،٢٤٦،٢٤
٠ه١،٢ه٣،٢ه٤،٢ه٩،٢ه،٢ه،٢٦٧،٢٦
،٢٨٤،٢٨١ ،٢٨٠ ،٢٧٨،٢٧٧،٢٧٠ه،٢٨
،٢٩٣،٢٩٢ ،٢٩٠ ،٢٨٩،٢٨٨،٢٨٧ ،٢٨٦
،٣٠١،٣٠٠،٢٩٩،٢٩٨،٢٩٧،٢٩٦ه،٣٠
،٣٣٥ ،٣٣٣، ٣١٩ ،٣١٨ ،٣١٧ ،٣١٥ ،٣٠٦
،٣٩٥ ،٣٩٣ ،٣٨٨ ،٣٥٥ ،٣٤٩ ،٣٤٤ ،٣٣٦
ه٤٠؛٤٢٨؛٤٢٩؛٧ه٤؛ ٤٦٠؛ ٤٨٤٤٤٧١؛
٠٥ ،٤٩ ،* ٤٨٥ه،٥٥٨ ،٥٤٦ ،٥٤١ ،٥٢٧ ،
٧١ ،٥٦٠ ،٥٥٩ه،٦١٧،٦١٢،٦٠٨،٦٠٧،
،٦٣٠ ،٦٢٨،٦٢٦،٦٢٣،٦٢٢ ،٦٢١ ،٦١٨
،٧١٧،٧١٣،٧٠٩،٧٠٤،٧٠٠ ،٦٩٤،٦٣١
،٧٦٩ ،٧٦٤ ،٧٤٠ ،٧٣٥ ،٧٣٤ ،٧٣٢ ،٧١٨
،٨٣٤،٨١٩،٨١٨،٨١٣،٧٧٢ ،٧٧٠ه،٨٣
،٨٨١ ،٨٧٩ ،٨٧٨ ،٨٧٧ ،٨٧٠ ،٨٦٢ ،٨٦٠
٨٨٤؛ ٨٨٧؛ ٨٨٨؛ ٨٩٠؛ ٨٩١؛ ٨٩٤؛ ٤٨٩٥
٨٩٦؛٩٠٠٤٨٩٧؛٩٠١؛٩٠٣؛٩٢٠؛٩٤٤؛
٩٥٢؛ ٩٦٠؛ ٩٧٥٤٩٧٢؛ ٩٧٦؛ ١٠٠٧٤١٠٠٢؛
١،١٠٤٤،١٠٤٠،١٠٣١ه،١٠٨٤،١٠٧٠،١٠
١٠٩٢؛١٠٩٣؛١١١٨٤١١١١؛١١١٩؛١١٢٤؛
،١١٤٣،١١٤١هه٦،١١ه٧،١١ه٨،١١ه،١١
،١١٨٦،١١٨٢،١١٨٠،١١٧٩،١١٦٤،١١٦٣
١١٩٧٤١١٩٦٤١١٩٥٤١١٩٤٤١١٨٨٤١١٨٧؛
،١٢١٠،١٢٠٨،١٢٠٧،١٢٠٦،١١٩٩،١١٩٨
،١٢١٩،١٢١٨،١٢١٤،١٢١١ه،١٢٢٦،١٢٢
١٢٩٩٤١٢٩٤٤١٢٧٦٤١٢٦٤٤١٢٣٦٤١٢٣٥؛
،١٣٠٤،١٣٠٣،١٣٠٢،١٣٠١ه،١٣١٠،١٣٠
،١٣١٤،١٣١٣ه،١٣٢٨٤١٣٢١ ،١٣١٦،١٣١
٣،١٣٤٣،١٣٤٢،١٣٣١ه٤،١٣ه٦،١٣ه،١٣
،١٣٦٣،١٣٦٢ه،١٣٧١ ،١٣٦٧،١٣٦٦،١٣٦
١٤٠٦،١٣٩٩،١٣٩٨،١٣٨٠،١٣٧٦
أوطيخا ٣ه٤،٤ه٩،٤ه،١.٤٨،١.٤٣،٤
١٣.٨،١.٩٧
0)1111, ١٧ 11113111 أوكهام ،ويليام ٢٨٤
( )٠٢088ع1 11 إيرينا(إمبراطورة) ١٠٩٣٤١١٩
جون كالثن :أسس الذين المسيحى ١٤٢٢
!<1101111118
٤٠ بافئثيوس
د11ةً٧ا1ة1ح؛ 0ك٢ةع٢ح3
برنارد دي كليرقو ١٠٥٩٤٥٣. ،١٨
بركياس ١٥٧٤١٥٦
8ح^0ل
8ا٢11ةج01٠011ة
برنغارش ١٢٨٢ ،١٢٨١
!<111
ه١
بيبان * ٨ه* ٩،١
8 ٨٩1111128ة٦آ0٣غآ
دوما األكويتي ٨٧٩ ،٢٤٧
11(01’1118آ
نيباريوس ١.٣٩ ،٧١٧ ،٥٨
١٣٣١٤١١٥٣
8لً٦ا0ا)0ج11آ ١١٩ ثيودورس
0^1111118 جاليغوس ٦٥
11غ0ل ,ع٢80ح6 جرسون ،جون ١٠٦٩
جريللوس ٥٩
جا1٢خ11ج1ة0, ٧ا01111ت) جنتيلي ،قالتتين ١٤٩
ا11¥0113ل جوقينال ٢٧٥٤١٠٨
381118ا60 جيالوس ١٣٣٢٤١٠٠٣
(011 )451ك00ا113ح خلقيدونية،مجمع(١ه٤م) ،١.١٤،٩٤٤،٤٨٢
،١.٩٥٤١٠٩٤٤١.٩٢٤١٠٥٧٤١٠٤٦٤١.٤٤
١٠٩٧
0311138118 داماشس ١٢٩
03٧1)1 1)11110111 داودكيمشي ١٣٤
]<01111113.11 دوميشياش ٧١٧٤٦٢
همبرتس ١٢٨٢
(ج111ءل) 1٧مؤد هزي الرابع (الملك) ١١٤٤
ه٢٩٧،٢٧ هوراس
هوميروس ،٢٦٠،٢٠٦ه٩،٢٧ه،٧ه،١٠٣
١٤٠٩٤١٣٤٩
8لآأتا(0ل<؛1آل هيبوليطس ٨٢٨
0
*
111 هير و ٧٥
*01110
101 هيرونيئس ،١٢٩،٣٨،١٨ه،٣١٧،٢٩٩،٢٤
،٩٩٨ ،٨٧٧ ،٦٩٧ ،٦٢٧ ،٦١٨ ،٥٧٨ ،٣٣٢
،١٠٢٧،١٠١٨،١٠٠٣،١٠٠٢،١٠٠١٤،٩٩٩
،١٠٤٢ه،١٠٩٩،١٠٧٠،١٠٤ه،١١٧١،١١٦
ه،١٣٣١،١١٨هه٦،١٣ه١٣٦٧،١٣
1*٧0٤£0أل1آل 0*8 هيالريوسالبواتياوي ،١٤٧٤١٣٠،١٢٩،٤٣
٨٣٥،٤٧٩،٣٣٦،١٥٧
* 11)1ة(1ا0ك11آل هيلدبراند ١١٤٤
(3111131*1118 يتايريوس ٤،١٣٢٨،١١٦٤ه١٣
(0^0؟) 11تت 11د يوحتا الثانى والعشرون (البابا) ١٠٦٩
0111118ج1أ£ يوجيتوس ٤ ٤
0111أ* 808ال111ت) (01111 يوحتا فم الذهب (الذهى الغم ،فم الذهب) ،١٨
،٢٤٤،١٤٧ه١،٢٤ه٣،٢ه،٢٨٤،٢٨.،٢
،٣٠١ ،٣٠٠ ،٢٩٩هه٧٦،٣٩٣،٣ه،٥٨١ ،
٨٢ه،ه٨ه،٦١٨،٦١٧،٦١٤،٦١٢،٦٠٩،
،٧٢٨ه١،١٠٨٣،١٠٠٢،٩١٣،٧٣ه،١١
هه،١١٧٩،١١٧١،١١ه،١٢١٢،١١٩ه،١٢٢
١٣٤٣،١٣٣١،١٣٢٩،١٣٢٨،١٢٧٦
£1101101
*1118 يوخيريوس ١ه ٢
)1181111 بوستا نيوس ٥٧
3ئ18أ( وسطينا ١١٤٦
1118ه180أ£ يوسيوس١٠٦٧،١٠٣٩،٩٤٤،١١١
)080^^118 يوسيغوس ، ٩١ه ه ٣
£111311 يوليانس ٥٦٠
)1111118 بوليس ١٠٣٥
3083٢ح (1111118 يوليوس قيصر ١١٤٤