You are on page 1of 25

‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬

‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫منازعات التحصيل الضرييب وإشكالية ادلوازنة بٌن حقوق اخلزينة‬


‫العمومية وحقوق ادلكلف ابلضريبة‬
‫‪Tax collection disputes and the issue of balancing the rights of‬‬
‫‪the public treasury and taxpayers‬‬
‫‪‬‬
‫بلول فهيمة‬
‫كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ -‬جامعة جباية؛ اجلزائر‬

‫اتريخ اإلستالم‪ 2023/4/1 :‬اتريخ القبول‪ 2023/5/28 :‬اتريخ النشر‪2023/9/11 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫ىاما لتلبية‬
‫مصدرا ً‬
‫ً‬ ‫تعاين اإلدارة الضريبية من صعوابت يف حتصيل الديون الضريبية‪ ،‬واليت تعترب‬
‫االحتياجات العامة‪ .‬ذلك يرجع جزئياً إذل وجود نزاعات أثناء عملية التحصيل‪ .‬حاول التشريع اجلزائري‬
‫معاجلة ىذه ادلشكلة من خالل تنظيم اإلجراءات واحلفاظ على توازن بُت حقوق اخلزينة العامة وحقوق‬
‫ادلكلفُت‪ .‬يسمح للمكلفُت بطلب وقف عمليات التحصيل اجلربي من خالل القضاء دلنع التعسف يف‬
‫ىذه العملية‪.‬‬
‫الكلمات ادلفتاحية‪ :‬التحصيل الضرييب؛ ادلنازعة الضريبية؛ ادلكلف ابلضريبة؛ اإلدارية الضريبية‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Tax administration faces challenges in collecting tax debts, a vital‬‬
‫‪resource for meeting public needs. This is partly due to disputes during the‬‬
‫‪collection process. Algerian legislation has attempted to address this issue‬‬
‫‪by regulating procedures and maintaining a balance between the rights of‬‬
‫‪the public treasury and taxpayers. Taxpayers are allowed to request a halt to‬‬
‫‪compulsory collection through the judiciary to prevent abuse in this process.‬‬

‫‪Keywords: Tax collection; tax dispute; taxpayer; tax administration.‬‬

‫‪ ‬ادلؤلف ادلراسل‬
‫‪88‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫مق مة‪:‬‬
‫تٌشكل الديون الضريبية أىم مورد للخزينة العمومية وعلى ىذا األساس تسهر سلتلف‬
‫الدول على ضمان حتصيلها لتفادي التهرب عن أداءىا من طرف ادلكلف ابلضريبة‪ ،‬وىذا‬
‫إعماال مببدأ ادلساواة أمام األعباء العامة والذي ينتج عنو ضرورة فرض الضريبة على كل‬
‫ادلعنيُت هبا ويف نفس الوقت ضرورة اختاذ إجراءا حتصيلها‪.‬‬
‫ختتص إدارة الضرائب بتحصيل الديون الضريبية عن طريق اختاذ سلتلف اإلجراءات‬
‫اليت أقرىا ادلشرع وتستعمل لضمان ذلك امتيازات السلطة العامة واليت تتجلى يف سلتلف‬
‫إجراءات التحصيل اجلربي اليت تشرع فيها عندما يرفض ادلكلف ابلضريبة الوفاء مبا عليو من‬
‫ديون ضريبية‪.‬‬
‫ابلعودة إذل قانون اإلجراءات اجلبائية نالحظ أنّو تضمن سلتلف اإلجراءات اليت‬
‫ديكن إلدارة الضرائب القيام هبا إللزام ادلكلف ابلضريبة ابالمتثال للتحصيل اجلبائي‪ ،‬ويف‬
‫نفس الوقت ألزم ادلشرع جهة اإلدارة أن حتًتم سلتلف اإلجراءات لضمان عدم التعدي على‬
‫حقوق ادلكلف ابلضريبة‪.‬‬
‫تسعى الباحثة من خالل ىذه الورقة البحثية إذل تسليط الضوء على سلتلف‬
‫اإلجرا ءات التنفيذية اليت ديكن لإلدارة الضرائب اختاذىا أثناء مباشرة عملية التحصيل اجلبائي‬
‫السيما تلك اإلجراءات اليت يكون اذلدف منها إلزام ادلكلف ابالمتثال للتحصيل اجلربي‬
‫عندما يسعى للتهرب عن الدفع‪.‬‬
‫تتمثل اإلشكالية اليت نسعى دلعاجلتها من خالل ىذا البحث يف تبيان ال ور الذي‬
‫متارسو اإلدارة الضريبية أثناء مرحلة التحصيل اجلربي وىل اللجوء إىل القضاء اإلداري‬
‫لوقف عملية التحصيل ضمانة حلماية ادلكلف ابلضريبة أو وسيلة للمساس حبقوق‬
‫اخلزينة العمومية؟‪ ،‬وبتعبًن آخر أال ديكن اعتبار منح احلق للمكلف ابلضريبة لالعرتاض‬

‫‪89‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫على إجراءات ا لتحصيل اجلربي يشجع على ع م إمتام عملية التحصيل اجلبائي أو يعزز‬
‫أكثر من حظوظ اإلدارة الضريبية يف حتصيل ال يون العمومية؟‬
‫لإلجابة عن اإلشكالية ادلطروحة ينبغي إتباع مناىج علمية بداية ابدلنهج الوصفي‬
‫الذي من خاللو يتم إبراز سلتلف إجراءات التحصيل اليت تشرع فيها مصاحل اإلدارة الضريبية‪،‬‬
‫ويف نفس الوقت االعتماد على ادلنهج التحليلي لتبيان فحوى النصوص القانونية وصوال‬
‫للمنهج النقدي الذي أكيد ال ختلو أية دراسة من ىكذا منهج للوصول إذل سلتلف النتائج‬
‫واالقًتاحات‪.‬‬
‫نقسم الدراسة إذل زلورين أساسيُت‪ ،‬نتناول يف األول اإلطار ادلفامهي واإلجرائي‬
‫لعملية التحصيل اجلبائي ابلطريقة اجلربية‪ ،‬أما احملور الثاين فيخصص إلبراز سلتلف الضماانت‬
‫اليت منحها ادلشرع للمكلف ابلضريبة لالعًتاض على إجراءات التحصيل والدور الذي يلعبو‬
‫القاضي اإلداري لفض النزاع ‪.‬‬

‫ادلبحث األول‪ :‬سلطات اإلدارة الضريبية أثناء عملية التحصيل الضرييب‬


‫تتمتع إدارة الضرائب من أجل ضمان تسديد الضريبة‪ ،‬حبقها يف ّاختاذ رلموعة من‬
‫اإلجراءات لضمان حتصيل الديون الضريبية‪ ،1‬وىذا ابلنظر إذل طبيعة الديون الضريبية اليت‬
‫استناد إذل سلتلف الضماانت ادلقررة قانوان لل ّدين العمومي ذو الطابع‬
‫ً‬ ‫تعترب ديون شلتازة‬
‫اجلبائي‪ ،‬ويتميز ىذا احلق عن غَته من حقوق االمتياز ادلنصوص عليها يف القواعد العامة‪،‬‬
‫ادلشرع اجلزائري على ىذه الفكرة يف سلتلف النُّصوص الضريبية‪.2‬‬
‫وقد حرص ّ‬
‫‪1‬‬
‫‪WOUAKO Dieunedort, Le temps et recouvrement de l’impôt, Thèse de Doctorat en Droit‬‬
‫‪Public, L’école Doctorale Georges Vedel, droit public interne, science administrative et‬‬
‫‪science politique, Université Panthéon-Assas,2012, p. 145.‬‬
‫‪ 2‬راجع ادلادتُت ‪ 380‬وادلادة ‪ 388‬من القانون رقم ‪ 101-76‬مؤرخ يف ‪ 09‬ديسمرب ‪ ،1976‬يتضمن قانون الضرائب‬
‫ادلباشرة والرسوم ادلماثلة‪ ،‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،102‬صادر يف ‪ 22‬ديسمرب ‪ ،1976‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫ادلطلب األول‪ :‬التحصيل الودي لل يون الضريبية‬


‫يفًتض يف األصل حسن نية اخلاضع للضريبة ابعتباره سبق وأن امتثل للتصرحيات‬
‫اجلبائية وقدم سلتلف الواثئق الثبوتية لتربير مداخلو‪ ،‬وعلى ىذا األساس سعى ادلشرع إذل‬
‫التعامل بشكل اجيايب مع ادلكلف ابلضريبة أثناء اختاذ إجراءات التحصيل ويدخل ىذا ضمن‬
‫فكرة زرع الثقة بُت مصاحل اإلدارة الضريبية وادلكلفُت ابلضريبة بشكل جيعل ىؤالء ديتثلون‬
‫اللتزاماهتم اجلبائية وبصدر رحب‪.‬‬
‫وقبل تبيان سلتلف إجراءات التحصيل الودي ينبغي تقدمي حملة عن ادلقصود بعملية‬
‫التحصيل ابعتباره مصطلح جبائي ينبغي توضيحو ويف نفس الوقت اإلشارة ابختصار إذل‬
‫سلتلف طرق التحصيل ادلقررة قانوان‪ ،‬وىذا دتهيدا لتحديد سلتلف إجراءات التحصيل اليت‬
‫تشرع فيها ادلصاحل الضريبية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ -‬معىن التحصيل الودي وطرقو‪ :‬ينبغي إعطاء حملة عن ادلقصود بعملية‬
‫التحصيل اجلبائي وأمناطو اليت ختتلف من وضع إذل آخر‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف التحصيل اجلبائي‪ :‬يعرف التحصيل على أنو‪ ":‬مجلة من اإلجراءات إدارية‬
‫كانت أو فنية اليت من خالذلا يتم نقل دين الضريبية من ادلكلف إىل اخلزينة العمومية‪، 1‬‬
‫كما يُعرف على أنو " ادلرحلة اليت تستويف فيها ال ولة دين الضريبة ادلستحقة على‬
‫ادلمول أو ادلكلف ب فعها"‪.2‬‬
‫وتعترب ىذه العملية ادلرحلة النهائية إلدتام عملية تسديد الديون الضريبية اليت يتحملها‬
‫ادلكلف ابلضريبة حسب ادلعطيات اليت حبوزة مصاحل اإلدارة الضريبية‪ ،‬وحترص سلتلف الدول‬
‫على عدم تضييع ىكذا مورد ابعتباره حصن األمان للخزينة العمومية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪BELTRAME Pierre, La fiscalité en France, 5ème éd., Dalloz, Paris, 1997, p. 45.‬‬
‫‪ 2‬الكفيف فاتح‪ " ،‬أساليب ربط الضريبة وضماانت حتصيلها"‪ ،‬رللة االقتصاد والتنمية البشرية‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،02‬اجمللد‬
‫‪ ،06‬العدد ‪ ،2015 ،01‬ص ‪.116‬‬
‫‪91‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫اثنيا‪ -‬طرق التحصيل‪ :‬ما دييز ىذه ادلرحلة أهنا جد حساسة‪ ،‬ومن خالذلا تظهر مدى‬
‫كفاءة اإلدارة الضريبية يف حتصيل الديون العمومية‪ ،1‬فال يكفي فقط حتديد ادلكلفُت ابلضريبة‬
‫ونسبة الضريبة الواجبة الدفع‪ ،‬إمنا ينبغي االىتمام أكثر هبذه ادلرحلة الثانية‪ ،‬أل ّن فشل مصاحل‬
‫اإلدارة الضريبية يف حتصيل الضريبة يعٍت أ ّن كل اجملهودات اليت بذلتها ستكون بال فائدة‪.2‬‬
‫ختتلف طرق حتصيل الضريبة ابلنظر إذل نوع الضريبة واألوقات اليت يستحسن‬
‫حتصيلها ‪ ،‬وديكن تلخيص ىذه الطرق يف اجلداول العامة‪ ،‬اجلداول الفردية‪:3‬‬

‫‪ 1‬للمزيد حول التحصيل الضرييب من الناحية اإلجرائية‪ ،‬راجع‪:‬‬


‫‪ -‬داودي دمحم‪ ،‬اإلدارة اجلبائية والتحصيل الضرييب يف اجلزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت يف العلوم االقتصادية‪ ،‬ختصص‬
‫ادلالية العامة‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬العلوم التجارية وعلوم التسيَت‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد‪ -‬تلمسان‪.2006 -2005 ،‬‬
‫‪ 2‬العطية سعد و حسُت عبد هللا علي‪" ،‬إصالح اإلدارة الضريبية من الناحية اإلجرائية"‪ ،‬رللة كلية القانون للعلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬جامعة كركور‪ -‬العراق‪ ،‬اجمللد السادس‪ ،2017 ،‬ص ‪[ ،41‬متوفر على ادلوقع]‪:‬‬
‫‪( ،https://www.iasj.net/iasj?func=search&query=au:%22Ali.H‬مت االطالع عليو بتاريخ‪:‬‬
‫‪.)2022/12/17‬‬
‫‪ 3‬تتمثل ىذه الطرق يف‪:‬‬
‫‪ -‬اجل اول العامة‪ :‬ىي جداول ت ِرد من مراكز اإلعالم اآلرل اجلهوي على شكل إخطارات مثل الضريبة على الدخل‬
‫والضريبة على األرابح‪.‬‬
‫‪ -‬اجل اول الفردية‪ :‬وىي خاصة بكل شلول وتؤسس يف هناية السنة ادلالية لتقومي النشاط السنوي وتتم بطريقتُت ومها‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة ادلناظرة‪ :‬وفيها يتم إخطار ادلكلف ابل زايدة اليت تقوم هبا مصاحل الضرائب مقارنة مع ادلعلومات ادلتوفرة لدى ىذه‬
‫اإلدارة مع تلك اليت يصرح هبا ادلكلف‪ ،‬ويف حالة عدم قبولو ديكن لو رفع الشكوى الضريبية‪.‬‬
‫‪ -‬طريق اإلخضاع التلقائي‪ :‬ىناك تسعة حاالت حسب نص ادلادة ‪ 83‬من قانون اإلجراءات اجلبائية بثبوهتا يقوم ادلفتش‬
‫قبل إعداد جدول التحصيل بتبليغ أسس فرضها للمكلف ابلضريبة‪.‬‬
‫‪ -‬اجل اول اجلماعية‪ :‬وىي تشبو اجلداول الفردية إال أهنا ت ِرد رتاعة مث تقوم قباضة الضرائب بتبليغ كل واحد على انفراد‪،‬‬
‫راجع للمزيد‪ - :‬زعزوعة فاطمة‪ ،‬احلماية القانونية ادلمنوحة لألشخاص اخلاضعُت للضريبة‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه يف القانون‪ ،‬ختصص القانون العام‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة أيب بكر بلقايد ‪ -‬تلمسان ‪ ، 2013/2012‬ص‪ .‬ص‪.‬‬
‫‪.24-23‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫الفرع الثاين‪ :‬إجراءات التحصيل الودي‬


‫استنادا إذل قاعدة ال ّدفع مث االسًتداد ادلعروفة لدى سلتلف التشريعات فيجب على‬
‫ً‬
‫ادلكلف أن يس ّدد مبلغ الضريبة‪ ،‬وإن دل يقتنع ابدلبلغ ادلفروض فلو أن يطعن يف أساس فرضها‬
‫أو مقدارىا ويطلب اسًتدادىا‪ ،‬ويتمثل اذلدف من تقرير ىذه القاعدة يف استقرار ادلعامالت‬
‫الضريبية ومراعاة مصلحة اخلزينة العمومية‪ ،1‬ألنو يف حالة توقيف الدفع بسبب االعًتاض‬
‫سيؤثر ذلك سلباً على تلبية احلاجيات العامة‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مراحل التحصيل‪ :‬تتمثل فيما يلي‬
‫أ‪ .‬إص ار اجل اول‪ :‬حسب نص ادلادة ‪ 143‬من قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،2‬فإ ّن عملية‬
‫التحصيل يكون عن طريق إعداد جداول التحصيل من طرف قابض الضرائب ادلختص‪،3‬‬
‫واليت يدخلها حيز التنفيذ وزير ادلالية ابعتبارىا األداة القانونية لتحصيل الضرائب ادلباشرة‬
‫والرسوم ادلماثلة‪ ،‬وذلك وفق عدة أمناط مع اإلشارة إذل أ ّن ىناك فرق بُت حتصيل الضرائب‬
‫ادلباشرة وغَت ادلباشرة‪ ،‬ألنو ابلنسبة للضرائب ادلباشرة تكون ىناك عالقة مباشرة بُت ادلكلف‬
‫واإلدارة الضريبية ويتم حتديد التحصيل وفق جداول امسية يدون فيها اسم ادلكلّف وادلادة‬
‫اخلاضعة للضريبة وأوقات استحقاقها‪ ،‬أي ىناك عالقة مباشرة بُت الطرفُت‪ ،‬على خالف‬
‫الضرائب غَت ادلباشرة أين يكون ىناك اتّصال غَت مباشرة بُت الطرفُت وال يتم جباية الضريبة‬
‫بواسطة اجلداول االمسية‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪MAITTOT DE LA MOTTE Alexandre, Droit Fiscal, Puf, Paris, 2011. P 285.‬‬
‫‪ 2‬مت إحداث قانون اإلجراءات اجلبائية مبوجب ادلادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ ،21-01‬مؤرخ يف ‪ 22‬ديسمرب ‪،2001‬‬
‫يتضمن قانون ادلالية لسنة ‪ ،2002‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،79‬صادر يف ‪ 23‬ديسمرب ‪.2001‬‬
‫‪ 3‬صاحلي العيد‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬دار ىومو‪ ،‬اجلزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪4‬‬
‫زغدود علي‪ ،‬ادلالية العامة‪ ،‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫ب‪ .‬إرسال اإلنذارات‪ :‬نظرا خلطورة اإلجراءات اليت قد تتخذىا مصاحل اإلدارة الضريبية فإ ّن‬
‫ادلشرع حرص على ضرورة احًتام سلتلف اإلجراءات والشكليات إلدتام عملية التحصيل‬
‫وعدم الوقوع يف أخطاء قد تؤدي إذل عدم إمكانية مواصلة العملية‪ ،‬وكما جاء يف نص ادلادة‬
‫‪ 144‬فقرة ‪ 1‬من نفس القانون فيجب على قابض الضرائب أن يرسل إنذار إذل ادلكلف‬
‫ابلضريبية يتضمن رلموع ادلبالغ ادلطلوبة واتريخ الشروع يف التحصيل‪ ،‬وذلك يف ظرف سلتوم‪،‬‬
‫وىذا كدليل على إعذار ادلكلف وإلزامو ابلدفع‪.‬‬
‫لكن اإلشكال الذي قد حيدث من الناحية العملية أ ّن إرسال الظرف سلتوم قد ال‬
‫يعترب وسيلة فعالة للتبليغ وإلعالم ادلعٍت شخصيا وقد حتدث عدة إشكاالت تؤدي إذل عدم‬
‫علم ادلكلف ادلعٍت ابلدفع ابإلجراءات اليت شرعت فيها القابض ادلختص شلا يفوت عليو‬
‫فرصة االعًتاض على تلك اإلجراءات‪.‬‬
‫اثنيا‪ -‬أوقات التحصيل‪ :‬عمال مببدأ ادلالئمة يف التحصيل ّ‬
‫يتم حتديد أوقات حتصيل‬
‫الضرائب حسب طبيعة كل ضريبة‪ ،1‬والذي يقتضي أن يتم مراعاة ظروف ادلكلف ابلضريبة‬
‫لتحديد أوقات دفعها حىت ال يتضرر يف حالة إلزامو ابلتسديد يف أوقات غَت مالئمة مع‬
‫ضرورة عدم اإلضرار حبقوق اخلزينة العمومية يف حالة عدم التسديد يف الوقت احملدد أل ّن‬
‫ذلك سيؤثر سلبا على حقوق اخلزينة العمومية‪ ،‬فهناك أنواع من الضرائب حتصل يف هناية كل‬
‫شهر أو يف هناية كل سنة‪ ،‬فينبغي على ادلكلف أن يقوم بتسديدىا كما حددتو لو اإلدارة‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫ويف نفس اإلطار جيب على قابض الضرائب ادلختص أن يُراعي سلتلف اإلجراءات‬
‫اخلاصة السيما احًتام ادلدة احملددة للمكلف من أجل الدفع وضرورة تبليغو بكل العمليات‬

‫‪1‬‬
‫أمزاين عزيز‪ ،‬أخالقية القوانُت الضريبية اجلزائرية‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه يف العلوم القانونية‪ ،‬كلية احلقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة احلاج خلضر‪ -‬ابتنة‪ ،2013/ 2012 ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪94‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫اليت يسعى القابض إذل تنفيذىا‪ ،‬وىذا حتت طائلة بطالن اإلجراء ادلتخذ إذا كان سلالفاً دلا‬
‫مقرر قانوانً‪.‬‬
‫ىو ّ‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬سلطات اإلدارة الضريبية أثناء التحصيل اجلربي‬
‫تتم عملية التحصيل وفق إجراءات ومراحل قد تنتهي إبدتام العملية أو عدم إدتامها‬
‫يف حالة اعًتاض ادلكلف ابلضريبة ورفضو االمتثال للعملية‪ ،‬وىنا تضطر ادلصلحة اإلدارية‬
‫ادلختصة إذل تطبيق األحكام الواردة يف ادلادة ‪ 153‬وما يليها من قانون اإلجراءات اجلبائية‬
‫وإذا كان ىناك بعض ادلكلفُت الذين يلتزمون ابلتسديد يف الوقت احملدد بدون وجود أي نزاع‬
‫وختوفا أيضا من الغرامات التأخَتية‪ ،‬فأ ّن ىناك مكلفون آخرون يتماطلون يف التسديد رغم‬
‫علمهم آبجال الدفع‪ ،‬شلا جيعل مصاحل اإلدارة الضريبية تشرع يف ّاختاذ إجراءات التحصيل‬
‫اجلربي عن طريق استعمال رلموعة من الوسائل لضمان حتصيل ىذه الضرائب‪ ،‬السيما يف‬
‫حالة امتناع ادلكلف عن التسديد وداي عن طريق استخدام عدة وسائل كاحلجز على أموال‬
‫ادلدين‪ ،‬احلجز التحفظي‪ ،‬الغلق ادلؤقت للمحل التجاري‪...‬إخل‪ ،‬ىذه اإلجراءات تتّخذىا‬
‫إدارة الضرائب دون اللُّجوء إذل القضاء من أجل ذلك‪ ،1‬وتدخل ىذا ضمن سلتلف‬
‫التهرب عن تسديد‬
‫السلطات واالمتيازات اليت منحها القانون إلدارة الضرائب لضمان عدم ّ‬
‫الدُّيون العمومية‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ -‬الغلق ادلؤقت واحلجز‪ :‬استنادا إذل القوة التنفيذية ادلمنوحة للجداول اليت‬
‫يدخلها حيز التنفيذ وزير ادلالية فإ ّن رفض ادلكلف ابلضريبة التسديد وداي يسمع دلصاحل‬
‫اإلدارة الضريبية أن تشرع يف إجراءات ادلتابعة ادلقررة قانوان وذلك بشرط أن حتًتم سلتلف‬
‫اإلجراءات السيما ضرورة إعالم ادلكلف ابلضريبة قبل الشروع يف العملية‪ ،‬وتعترب ىذه العملية‬

‫‪1‬‬
‫أمزاين عزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪2‬‬
‫‪SERLOTEN Patrick, Introduction au droit fiscal, 2 ème éd, Dalloz, Paris, 2000, P 48.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫من أخطر السلطات اليت منحها القانون إلدارة الضرائب ىو ّاختاذ إجراءات الغلق ادلؤقت‬
‫للمحالت التجارية‪ ،‬الذي يعترب دتهيدا إلجبار ادلكلف على تسديد ما عليو من ديون‬
‫ضريبية‪ ،1‬وقد متّ استحداث ىذا اإلجراء مبوجب ادلادة ‪ 23‬من قانون ادلالية لسنة ‪،21997‬‬
‫والذي يدخل يف إطار اإلجراءات التنفيذية ادلمنوحة إلدارة الضرائب لضمان حتصيل الديون‬
‫العمومية‪.‬‬
‫أما ابلنسبة إلجراء احلجز فيعترب كذلك من أىم االمتيازات ادلمنوحة إلدارة الضرائب‬
‫لضمان حتصيل الضرائب ادلفروضة على ادلكلف ابلضريبة عن طريق إمكانية احلجز على‬
‫أموالو‪ ،‬ومنعو من التصرف فيها وذلك عندما يتضح أب ّن حق اخلزينة العمومية مهدد‬
‫ابلضياع‪ ،3‬وحسب نص ادلادة ‪ 231‬من قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬فإ ّن احلجز ينفذ بعد‬
‫ثالثة أايم من األشعار ابلتنبيو ويف حالة االستعجال ديكن تنفيذ احلجز بعد يوم واحد من‬
‫اتريخ التبليغ‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ -‬بيع احملالت التجارية وادلهنية‪ :‬تعترب ىذه العملية من أىم االمتيازات اليت‬
‫دتارسها مصاحل اإلجارة الضريبية وقد تتم العملية تكملة لعملية غلق احملل ادلهٍت أين ديكن‬
‫جتاوز عملية الغلق إذل بيع احملل فتتم عملية البيع عن طريق قرار يصدره ادلدير الوالئي‬

‫‪ 1‬صاحلي العيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬


‫‪ 2‬أمر رقم ‪ ،31-96‬مؤرخ يف ‪ 30‬ديسمرب ‪ ،1996‬يتضمن قانون ادلالية لسنة ‪ ،1997‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،85‬صادر يف ‪31‬‬
‫ديسمرب ‪.1996‬‬
‫‪ 3‬راجع للمزيد‪ - :‬مانع سلمى‪" ،‬إجراءات ادلتابعات الضريبية ورقابة القاضي اإلداري"‪ ،‬رللة ادلفكر‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة دمحم خيضر‪ -‬بسكرة‪ ،‬العدد الرابع عشر‪ ،2017 ،‬ص ص ‪.194 -181‬‬
‫‪ -‬ذيب منصف‪ ،‬اآلليات اإلدارية لتسوية ادلنازعة الضريبية يف النظام القانوين اجلزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت يف‬
‫القانون ختصص تنظيم إداري‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،2014 -2013 ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫للضرائب مع ضرورة ترخيص من طرف الوارل للقيام إبجراءات البيع نظراً خلطورة ىذا‬
‫اإلجراء‪.1‬‬
‫أما يف حالة عدم احلصول على ترخيص للبيع من طرف الوارل خالل أجل ‪ 30‬يوما‬
‫من اتريخ تقدمي الطلب أمامو‪ ،‬فيمكن للمدير الوالئي أن يرخص قانوان للقابض ادلكلف‬
‫ابلعملية من أجل الشروع يف البيع‪ ،‬إال أنو إذا تعلق األمر مبواد أو سلع سهلة التلف فيمكن‬
‫الشروع مباشرة يف عملية البيع دون انتظار احلصول على ترخيص من طرف الوارل‪ ،‬وىذا‬
‫لضمان عدم ىالك تلك السلع‪.‬‬
‫أما احلالة الثانية اليت ديكن من خالذلا الشروع يف عملية البيع فهي تلك ادلنصوص‬
‫عليها يف ادلادتُت ‪ 242‬و ‪ 241‬من قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬ويدخل ىذا اإلجراء يف إطار‬
‫عملية احلجز اليت تقوم هبا مديرية الضرائب ضد احملل التجاري والعتاد الذي ديلكو ادلكلف‪،‬‬
‫وذلك بعد القيام بعملية احلجز دون الوصول إذل نتيجة استمرار ادلكلف ابلضريبة رفض‬
‫التسديد ولكي يتم شلارسة ىذا اإلجراء اخلطَت ينبغي إتباع إجراءات زلددة وىي‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة إشهار إعالن البيع‪ :‬يتم البيع بعد ‪ 22‬أايم من إلصاق إعالن مبقر احملل‬
‫وإبعالانت البلدية يتضمن بيان لقب ادلكلف ادلعٍت وعنوانو وكل ادلعلومات ادلتعلقة ابحملل‬
‫والقابض ادلباشر للعملية‪ ،‬ويوم وساعة القيام بعملية البيع‪.‬‬
‫كما ينبغي إعالن البيع أيضا يف جريدة مؤىلة لنشر اإلعالانت القانونية يف الدائرة‬
‫والوالية مكان تواجد احملل التجاري واإلشارة إذل ىذا يف اإلشهار يف احملضر ادلتضمن عملية‬
‫البيع‪ ،‬كما نصت عليو ادلادة ‪ 151‬فقرهتا الثانية من قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬وما دييز‬

‫‪ 1‬جاء يف نص ادلادة ‪ 4/146‬من قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ..." :‬وخيضع تنفيذ ادلتابعات عن طريق البيع للرخصة اليت‬
‫متنح لقابض الضرائب من طرف الوايل أو أية سلطة أخرى تقوم مقامو‪ ،‬وىذا بع أخذ رأي ادل ير ادلكلف ابدلؤسسات‬
‫الكربى أو م ير الضرائب ابلوالية ‪."...‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫تتم وقف نظام البيع ابدلزاد العلٍت‪ ،‬شلا يستوجب على العون ادلكلف هبذه‬‫إجراءات البيع أهنا ّ‬
‫العملية أن يتّخذ كل اإلجراءات الضرورة السيما اإلعالن عن العملية وحتديد السعر‬
‫االفتتاحي للبيع وكيفية رسو ادلزاد‪.1‬‬
‫‪ -‬أن يتم البيع كأصل عام وفق إجراءات البيع ابدلزاد العلين‪ :‬ما ديكن التعقيب عليو فيما‬
‫خيص عملية البيع أن ادلشرع أقر أ ّن ىذه العملية تتم كأصل عام وقف إجراءات البيع ابدلزاد‬
‫العلٍت وأ َن العارض الذي يقدم أفضل عرض يرسو عليو ادلزاد‪ ،‬لكن يف حالة عدم رسوا ادلزاد‬
‫أو انعدام العطاءات بعد اجللسة الثانية‪ ،‬أب ّن عملية البيع تتم وقف إجراءات الًتاضي‬
‫ادلنصوص عليها يف ادلادة ‪ 241‬الفقرة الثانية من نفس القانون‪.2‬‬
‫ىذا ما يعترب إجحافا يف حق ادلكلف ابلضريبة ألن البيع وقف إجراء الًتاضي يعٍت‬
‫أن مبلغ البيع ال يتعدى السعر االفتتاحي‪ ،‬شلا يعترب سلالف لسعر السوق وديس بصفة مباشرة‬
‫ذمة ادلكلف خاصة إذا كانت ذلذا األخَت ظروف معينة من تسديد ما عليو من ديون‬
‫ضريبية‪.‬‬
‫كما أقر ادلشرع أ ّن الشروع يف إجراءات البيع يكون من طرف قابض الضرائب أو‬
‫احملضر القضائي أو زلافظ البيع‪ ،‬شلا يثَت تساؤل حول سبب إقحام قابض الضرائب يف ىذه‬
‫العملية اليت ينبغي أن تتم من طرف زلايد سواء احملضر القضائي أو زلافظ البيع ابعتباره‬
‫ادلختص يف ىكذا بيوع‪ ،‬فينبغي من أجل حتقيق نوع من العدالة بُت الطرفُت تكليف طرف‬

‫‪1‬‬
‫تنص ادلادة ‪ 3/151‬من نفس القانون على "‪ ...‬يرسى مزاد احملل على ادلزاد األعلى بثمن يساوي أو يفوق السعر‬
‫االفتتاحي‪ .‬غًن أنو يف حالة قصور ادلزادات‪ ،‬يباع احملل التجاري ابلرتاضي ‪"...‬‬
‫‪ 2‬من أجل ّاختاذ إجراءات البيع ابلًتاضي وحسب نص ادلادة ‪ 152‬من قانون اإلجراءات اجلبائية ينبغي أن يت ّم ذلك بعد‬
‫اإلعالن الثالث للبيع ابدلزاد وبعد مرور ‪ 15‬يوم دون تقدمي أية عطاءات‪ ،‬مع ضرورة احلصول على ترخيص من طرف ادلدير‬
‫الوالئي للضرائب‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫زلايد دلمارسة إجراءات احلجز والبيع وعدم منح ىذا االمتياز دلصاحل اإلدارة الضريبية‪ ،‬فمهما‬
‫افًتضنا الصحة والسالمة اإلجرائية ذلذه العملية فقد يكون ىناك احتمال لتعسف األعوان‬
‫ادلكلفُت هبذه العملية ومساسهم مبصاحل ادلكلفُت ابلضريبة‪.‬‬

‫ادلبحث الثاين‪ :‬منازعات التحصيل ودور القاضي يف محاية حقوق ادلكلف‬


‫ابلضريبة‬
‫ما دييز ىذا النوع من ادلنازعات أهنا تتعلق ابدلرحلة الثانية لتسديد الديون الضريبية‬
‫لصاحل اخلزينة العمومية‪ ،‬وتنتج بسبب سلتلف االمتيازات ادلمنوحة إلدارة الضرائب من أجل‬
‫صلاعة عملية التحصيل اجلربي اليت تشرع فيها ىذه اإلدارة‪ ،1‬السيما يف حالة رفض ادلكلف‬
‫تسديدىا وداي‪ ،‬وما ديتاز بو الدين الضرييب أنو دين شلتاز‪ ،‬وزلمول وواجب األداء رغم ادلنازعة‬
‫يف صحتو ومقداره‪.2‬‬
‫ابلعودة إذل أحكام ادلادة ‪ 242‬وما يليها من قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬ديكن‬
‫تلخيص أىم ادلتابعات اليت ديكن إلدارة الضرائب شلارستها يف إطار السلطات الواسعة اليت‬
‫ادلشرع ذلذه اإلدارة ابعتبارىا ادلعنية بضمان حتصيل الديون العمومية‪ ،‬وكل ىذه‬‫منحها ّ‬
‫اإلجراءات اليت قد تلجأ إليها مصاحل اإلدارة الضريبية ادلعنية ستؤدي ال زلالة إذل اعًتاض‬
‫ادلكل ف ابلضريبة‪ ،‬شلا ينتج عنو نزاع بُت الطرفُت قد يصل إذل اجلهة القضائية‪ ،‬وتتمثل أىم‬
‫ىذه االعًتاضات اليت قد تظهر خالل مرحلة التحصيل الضرييب يف‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪CHABCHOUB Toufik, « le contentieux du recouvrement des créances fiscales », p 252,‬‬
‫‪[En‬‬ ‫‪ligne]:‬‬
‫_‪http://bibliotheque.pssfp.net/livres/LE_CONTENTIEUX_DU_RECOUVREMENT__DES‬‬
‫‪CREANCES_FISCALES.pdf, (consulté le 51/02/2022).‬‬
‫‪ 2‬أمزاين عزيز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪99‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫ادلطلب األول‪ :‬االعرتاض على إجراءات ادلتابعة‬


‫رغم إقرار ادلشرع الكثَت من االمتيازات لإلدارة الضريبية أثناء اختاذ سلتلف إجراءات‬
‫التحصيل اجلربي‪ ،‬إال أنو ومن جانب آخر منح للمكلف الكثَت من الضماانت اليت تظهر‬
‫من خالل تقييد جهة اإلدارة بضرورة إتباع إجراءات دقيقة وزلددة لتفادي ادلساس حبقوق‬
‫ادلكلف ومنح ذلذا األخَت احلق يف اللجوء للقضاء اإلستعجارل لوقف عملية التحصيل‬
‫اجلربي‪.1‬‬
‫يقوم ادلكلف ابلضريبة ابالعًتاض على سند التحصيل بسبب عدم احًتام إدارة‬
‫الضرائب إلحدى اإلجراءات الشكلية كعدم تبليغو ابإلجراء الذي اختذتو‪ ،‬وقد ديس‬
‫االعًتاض اجلانب ادلوضوعي أو ما يسمى ابالعًتاض على التحصيل اجلربي‪ ،‬ويتعلق ىذا‬
‫االعًتاض مبوضوع ادلتابعة وليس إبجراءاهتا‪ ،‬كما نصت عليو ادلادة ‪ 242‬من قانون‬
‫اإلجراءات اجلبائية‪.2‬‬
‫الفرع األول‪ -‬االعرتاض على إجراءات ادلتابعة‪ :‬يف حالة عدم احًتام مصاحل اإلدارة‬
‫الضريبية لبعض الشروط واإلجراءات الشكلية ادلتعلقة ابدلتابعة يتم اللجوء إذل ىذا االعًتاض‪،‬‬
‫فاألصل أنو جيب على العون ادلختص ابدلتابعات إعذار ادلكلف قبل القيام أبي إجراء من‬
‫إجراءات التحصيل اجلربي‪ ،‬وقد استعمل ادلشرع مصطلح االحتجاج القصري للتعبَت عن ىذا‬
‫النوع من االعًتاض‪ ،‬وادلالحظ أن ادلشرع استبدل مصطلح التحصيل القصري الذي كان‬

‫‪ 1‬بن قويدر طاىر و خضراوي اذلادي‪" ،‬دور القضاء اإلستجارل اإلداري يف زتاية ادلكلف ابلضريبة"‪ ،‬رللة احلقوق والعلوم‬
‫اإلنسانية جامعة اجللفة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،2016 ،‬ص‪.‬ص‪.76-60 .‬‬
‫‪ 2‬جاء يف نص ادلادة ‪ 2/153‬من قانون اإلجراءات اجلبائية "‪ ...‬وتكتسي ىذه الشكوى‪ ،‬إما شكل اعرتاض على إجراء‬
‫ادلتابعة عن طريق االحتجاج القصري على قانونية شكل إجراء ادلتابعة‪ .‬وإما على شكل اعرتاض على التحصيل‬
‫اجلربي عن طريق االحتجاج على وجود التزام دفع مبلغ ال ين واستحقاق ادلبلغ ادلطالب بو أو غًنىا من األسباب‬
‫اليت ال متس بوعاء وحبساب الضريبة‪".‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫منصوص عليو يف ادلادة ‪ 194‬من قانون ادلالية لسنة ‪ ،12002‬مبصطلح االحتجاج القصري‬
‫الذي ال يفيد مبضمون ىذا االحتجاج وال يوحي ابدلعٌت الذي قصده ادلشرع يف نص ادلادة‬
‫‪ 153‬من قانون اإلجراءات اجلبائية‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ -‬االعرتاض على التحصيل اجلربي‪ :‬لقد منح قانون اإلجراءات اجلبائية‬
‫للمكلف ابلضريبة عدة ضماانت لالعًتاض على إجراء التحصيل الذي يقوم بو قابض‬
‫الضرائب‪ ،‬وديس ىذا االعًتاض موضوع االلتزام ككل أو جزء منو أو بوجوب الوفاء بو‪ ،‬إال‬
‫أ ّن ىذا االعًتاض ال يكون مقبوال إال إذا توفرت فيو الشروط ادلنصوص عليها يف أحكام ىذا‬
‫القانون‪ ،‬ويف كال احلالتُت جيب على ادلكلف الذي يسعى لالعًتاض على إجراءات ادلتابعة أو‬
‫التحصيل اجلربي أن حيًتم بعض الشروط الشكلية‪ ،‬السيما ما يتعلق آبجال رفع االعًتاض‬
‫يتم خالل أجل شهرين ابتداءً من اتريخ تبليغو ابإلجراء الذي ستشرع فيو‬‫الذي جيب أن ّ‬
‫مصاحل اإلدارة الضريبية‪ ،‬وأن تتضمن شكواه كل وسائل اإلثبات اليت تفيد أن اعًتاضو مربر‪،‬‬
‫وحسب نص ادلادة ‪ 153‬مكرر من قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬جيب أن تتضمن الشكوى‬
‫ادلعلومات ادلتعلقة هبوية ادلشتكي‪ ،‬طبيعة ادلتابعة وموضوع االعًتاض‪ ،‬مع إمضاء صاحب‬
‫الشكوى‪.‬‬
‫تقوم إدارة الضرائب بعد تسلمها للشكوى بدعوة الشاكي إذل تقدمي كل الواثئق‬
‫اليت تفيد ما يدعيو خالل أجل ذتانية أايم من اتريخ تسلّمو الرسالة ادلتضمنة تبليغو‪ ،‬ويف حالة‬
‫عدم تقدمي ىذه الواثئق الثبوتية خالل ىذه اآلجال فإنو يتم رفض الطعن مباشرة‪ ،‬مع ضرورة‬
‫تبليغ الشاكي هبذا القرار والذي يبقى أمامو حق اللجوء إذل رفع الدعوى القضائية أمام‬
‫احملكمة اإلدارية ادلختصة وذلك إبتباع إجراءات التقاضي ادلنصوص عليها يف القانون‬

‫‪1‬‬
‫نصت ادلادة ‪ 194‬من القانون رقم ‪ ،21-01‬مرجع سابق‪ ..."،‬تكتسي ىذه ادلتابعات إما شكل اعرتاض على‬
‫إجراءات ادلتابعة‪ ،‬وإما شكل اعرتاض على التحصيل القصري ‪"...‬‬
‫‪101‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫اإلجرائي العام‪ 1‬على أساس أ ّن قانون اإلجراءات اجلبائية أحالنا إذل تطبيق القواعد العامة‬
‫للتقاضي يف ادلادة اإلدارية‪.‬‬
‫أما إذا قدم ادلعٍت ملفو حسب ما طُلب منو ويف اآلجال احملددة‪ ،‬فإنو يتم الفصل يف‬
‫شكواه خالل أجل شهرين وتلتزم مديرية الضرائب ادلختصة ابلفصل يف الشكوى أن تبلّغ‬
‫ادلكلف الشاكي مبآل الشكوى سواءً بقبوذلا أو رفضها أو قبوذلا جزئيا‪ ،‬ومهما كان طبيعة‬
‫اإلجراء ادلتّخذ من طرف مصاحل اإلدارة الضريبية‪ ،‬فيجب عليها تبليغ ادلكلف بكل إجراء‬
‫مهما كانت أمهيتو وىذا حتت طائلة بطالن إجراءات ادلتابعة‪.2‬‬
‫أخذت احملكمة العليا هبذا ادلبدأ يف قراراىا الصادر بتاريخ ‪ 1991/01/27‬حتت‬
‫رقم ‪ 62575‬وأقرت بطالن إجراء التحصيل بسبب عدم تبليغ ادلكلف بعنوانو اجلديد رغم‬
‫علمها أنو غَت مقر إقامتو‪ ،‬كما قضت يف ملف آخر ابدلصادقة على القرار ادلستأنف الذي‬
‫قضى ببطالن إجراءات ادلتابعة اجلبائية اليت شرعت فها مصاحل اإلدارة اجلبائية‪.3‬‬

‫‪ 1‬قانون رقم ‪ 09-08‬مؤرخ يف ‪ ، 2008 -02- 25‬يتضمن قانون اإلجراءات ادلدنية واإلدارية‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،21‬صادر‬
‫يف ‪ ،2008 -02- 23‬معدل ومتمم مبوجب القانون رقم ‪ 13-22‬مؤرخ يف ‪ ،2022/07/12‬ج ر عدد ‪ ،48‬صادر‬
‫يف ‪.2022/07/17‬‬
‫‪ 2‬أخذت احملكمة العليا هبذا ادلبدأ يف قراراىا الصادر بتاريخ ‪ 1991/01/27‬حتت رقم ‪ 62575‬وأقرت بطالن إجراء‬
‫التحصيل بسبب عدم تبليغ ادلكلف بعنوانو اجلديد رغم علمها أنو غَت مقر إقامتو وقد جاء يف إحدى حيثيات القرار "‬
‫حيث أن إجراءات التحقيق والتبليغ والتحصيل كلها كانت ابطلة نظرا دلخالفتها ألحكام القانون ادلذكور أعاله مما‬
‫جيعل أن ما بين على ابطل فهو ابطل وأن قرار اجمللس ق أصاب يف حكمو مما يستوجب ادلصادقة عليو"‪ ،‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬قرار رللس الدولة (الغرفة الثانية)‪ ،‬ملف رقم ‪ ،001763‬الصادر بتاريخ ‪( ،2001/07/30‬غَت منشور)‪.‬‬
‫‪ 3‬جاء يف إحدى حيثيات القرار " حيث أن إجراءات التحقيق والتبليغ والتحصيل كلها كانت ابطلة نظرا دلخالفتها‬
‫ألحكام القانون ادلذكور أعاله مما جيعل أن ما بين على ابطل فهو ابطل وأن قرار اجمللس ق أصاب يف حكمو مما‬
‫يستوجب ادلصادقة عليو"‪ ،‬راجع‪ - :‬قرار رللس الدولة (الغرفة الثانية)‪ ،‬ملف رقم ‪ ،001763‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ ،2001/07/30‬أشار للقرار‪:‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫مع اإلشارة إذل أ ّن االعًتاض على إجراءات ادلتابعة ال يؤدي إذل وقف التسديد‬
‫استناد إذل مبدأ الدفع مث ادلعارضة‪ ،1‬إال إذا قدم ادلكلف ابلضريبة ضماانت للحفاظ على‬‫ً‬
‫حقوق اإلدارة الضريبية فكال االعًتاضُت ال يؤداين إذل وقف إجراءات ادلتابعة‪ ،‬وإمنا تواصل‬
‫اإلدارة الضريبية إجراءاهتا بشكل عادي‪.2‬‬
‫ب‪ -‬التماس إرجاء ال فع‪ :‬ما دييز التحصيل الضرييب ىو ضرورة التسديد مث االعًتاض‬
‫حفاظا على أموال اخلزينة العمومية‪ ،‬إال أن ادلشرع أوجد استثناءً عن ىذه القاعدة وىو‬
‫إمكانية طلب إرجاء الدفع كما نصت عليو ادلادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬ومن‬
‫خالل نص ىذه ادلادة يتضح أنو لكي يقبل طلب أتجيل التسديد ينبغي على ادلكلف‬
‫ابلضريبة أن يقدم طلب االستفادة من ىذا اإلجراء‪ ،3‬أما يف حالة عدم طلبو ذلك فال ديكن‬
‫وقف التسديد رغم وجود نزاع حول إجراءات التحصيل‪ ،‬وجيب عليو أن يقدم ضماانت‬
‫تضمن عدم ضياع حقوق اخلزينة العمومية‪ ،‬وتتمثل ىذه الضماانت يف إلزام ادلكلف ابلضريبة‬
‫أن يدفع ‪ % 30‬من نسبة الديّن‪.‬‬

‫‪ -‬عباس عبد الرزاق‪ ،‬التحقيق احملاسيب والنزاع الضرييب (من خالل عملية الرقابة اجلبائية على ضوء التشريع اجلبائي اجلزائري‬
‫وادلقارن)‪ ،‬دار اذلدى‪ ،‬اجلزائر‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.208 -207‬‬
‫‪ 1‬عدوان معزوز دمحم إشتية‪ ،‬مسببات النزاع يف قانون الدخل الفلسطيٍت رقم ‪ 17‬لسنة ‪ ،2004‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫ادلاجستَت ختصص ادلنازعات الضريبية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬انبلس‪ ،‬فلسطُت‪ ،2008 ،‬ص‬
‫‪.110‬‬
‫‪ 2‬جاء يف إحدى قرار رللس الدولة فيما خيص عدم وقف التنفيذ يف اجملال الضرييب " حيث أن منازعة الضرائب ب عوى‬
‫قضائية أمام احملكمة اإلدارية من جهتو ال يوقف التنفيذ وال أثر ذلذه ال عوى على مواصلة إجراءات التحصيل‬
‫القصري"‪ ،‬راجع‪ -:‬قرار رللس الدولة‪ ،‬ملف رقم ‪ ،024291‬الصادر بتاريخ‪ ،2005/03/08 :‬أشار للقرار‪:‬‬
‫‪ -‬كوسة فضيل‪ ،‬منازعات التحصيل الضرييب يف ضوء اجتهادات رللس الدولة‪ ،‬دار ىومو‪ ،‬اجلزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.93 .‬‬
‫‪ 3‬للمزيد حول نظام التأجيل القانوين للدفع راجع‪:‬‬
‫‪ -‬صدوق ادلهدي و خويلدي السعيد‪ "،‬التأجيل القانوين لدفع الدين الضرييب ادلتنازع فيو (ضمانة أم قيد)"‪ ،‬رللة االجتهاد‬
‫للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬ادلركز اجلامعي اتمنراست‪ ،‬العدد الثاين‪ ،2017 ،‬ص‪ .‬ص‪.77 -54 .‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫يسعى ادلكلف ابلضريبة من خالل طلب ىذا اإلجراء إذل ربح الوقت هبدف حتضَت‬
‫ادلبلغ ادلستحق خاصة عندما يتعلق موضوع الدين اجلبائي مببلغ معترب‪ ،1‬كما قد يستعملو‬
‫كحيلة لتهريب أموالو تفاداي الختاذ مصلحة التحصيل إلجراءات التنفيذ اجلربي‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬االعرتاض على عمليات احلجز والبيع‬
‫إذا كان سبب االعًتاض وادلنازعة ابلنسبة دلا سبق اإلشارة إليو تتعلق ابجلانب‬
‫اإلجرائي الذي قد يشكل سببا إللغاء ادلتابعة اليت شرعت فيها مصاحل اإلدارة الضريبية‪ ،‬فإ ّن‬
‫ما يلي من االعًتاضات يتعلق بطلب وقف إجراءات البيع واحلجز‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التماس إلغاء احلجز واسرتجاع احملجوزات‪ :‬األصل أنو ال ديكن وفق تنفيذ‬
‫إجراءات احلجز على أموال ادلكلف ادلعٍت‪ ،‬إال إذا سعى ىذا األخَت أمام إدارة الضرائب من‬
‫أجل اسًتجاع ىذه احملجوزات عن طريق تقدمي طلب إذل ادلدير الوالئي للضرائب وذلك‬
‫خالل أجل شهر من اتريخ احلجز‪ ،‬كما ينبغي على ادلكلف أن يقدم الوسائل الثبوتية اليت‬
‫على أساسها ديكن للمدير الوالئي أن يستجيب لطلبو‪ ،‬أما يف حالة عدم قبول الطلب فيحق‬
‫للمكلف أن يلجأ إذل القضاء اإلداري لرفع الدعوى الضريبية ضد ادلدير الوالئي للضرائب‬
‫الذي رفض االستجابة لطلبو‪ ،2‬األمر الذي يفيد أنّو جيب على ادلكلف أن ال يتوقف فقط‬
‫عند إاثرة منازعة وفق شروط االستعجال بل ينبغي إشارة نزاع حول أساس فرض الضريبة أو‬

‫‪1‬‬
‫‪DENIDENI Yahia, « la demande du sursis légal du paiement en référé fiscal », Revue‬‬
‫‪Algérienne des Sciences Juridiques, Politiques et Economiques, Université Benyoucef‬‬
‫‪Benkhedda d’Alger, n° 03, 2011, P 150.‬‬
‫‪2‬‬
‫أخذ قضاة رللس الدولة هبذا ادلبدأ يف قراره الصادر يف ‪ 2002/10/15‬الذي جاء يف إحدى حيثياتو " ‪ ...‬غًن أنو‬
‫ابلرجوع إىل ملف االستئناف وال عوى ال يوج ما يثبت أن النزاع مطروح على قاضي ادلوضوع دلناقشة صحة فرض‬
‫الضريبة‪ ،‬ويف ىذه احلالة ال ديكن توقيف تس ي ال ين اجلبائي‪ ،‬مما يستوجب إلغاء القرار ادلستأنف والتص ي من‬
‫ج ي برفض دعوى ادلكلف ابلضريبة"‪ ،‬راجع‪ -:‬قرار رللس الدولة‪ ،‬ملف رقم ‪ ،005543‬الصادر بتاريخ‬
‫‪ ،2002/10/15‬رللة رللس الدولة‪ ،‬عدد خاص (ادلنازعات الضريبية)‪ ،2003 ،‬ص ص‪.88 -87 .‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫إجراءات حتصيلها‪ ،‬فال يكفي رفع دعوى استعجالية للحصول على احلماية القضائية‪ ،1‬ورغم‬
‫أنو ليس ىناك تداخل بُت الدعوى االستعجالية ودعوى ادلوضوع إال أ َن ىناك تكامل‬
‫بينهما‪.2‬‬
‫الفرع الثاين‪ -‬التماس رفع الي على إجراءات غلق احملل ادلهين وبيعو‪ :‬ينبغي حتديد‬
‫إجراءات غلق احملل ادلهٍت وحاالت بيعو‪ ،‬وكيفية تدخل ادلكلف لتفادي شلارسة اإلدارة‬
‫الضريبية ذلذه اإلجراءات اليت تدخل يف إطار السلطات ادلمنوحة ذلذه اإلدارة للتأثَت على‬
‫ادلكلف ودفعو لتسديد الضرائب ادلفروضة عليو‪:‬‬
‫أوال‪ -‬التماس رفع الي على إجراءات غلق احملل ادلهين‪ :‬كما سبق اإلشارة إليو فإ ّن غلق‬
‫احملل ادلهٍت يتم بعد إعداد تقرير من طرف ادلفتش ادلكلف بذلك ويقوم إبرسالو إذل ادلدير‬
‫الوالئي للضرائب الذي يتمتع هبذه السلطة ويبلغ قرار الغلق بصفة رمسية للمكلف ادلعٍت‬
‫الذي دتنح لو مهلة ‪ 10‬أايم للتسديد أو اكتتاب سجال لالستحقاقات بعد موافقة القابض‬
‫يتم تنفيذ قرار الغلق بشرط أال تتجاوز مدة الغلق‬‫ادلكلف ابلعملية ففي حالة عدم التسديد ّ‬
‫ستة أشهر‪ ،‬كما نصت عليو ادلادة ‪ 146‬الفقرة األوذل من قانون اإلجراءات اجلبائية‪.‬‬

‫‪ 1‬يتميّز قضاء االستعجال أبن قضاء وقيت‪ ،‬يفصل يف التدابَت االستعجالية دلعاجلة وضعيات مستعجلة دون الفصل يف‬
‫موضوع اخلصومة اليت جيب أن تعرض على قاضي ادلوضوع ادلختّص‪ ،‬وال تكون ألوامر االستعجال أيّة قيمة فيما خيص‬
‫أحقيّة ادلدعي يف طلباتو راجع للمزيد‪ - :‬غٍت أمينة‪ ،‬االستعجال يف ادلواد اإلدارية يف قانون اإلجراءات ادلدنية واإلدارية‪،‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة ادلاجستَت يف القانون‪ ،‬ختصص اإلجراءات والتنظيم القضائي‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة وىران‪-2011 ،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪- STRICKLER Yves, Le juge des référés : juge provisoire, Thèse de Doctorat en Droit,‬‬
‫‪Faculté de Droit, De Sciences Politiques et de Gestion, Université Robert Schuman de‬‬
‫‪Strasbourg, 1993.‬‬
‫‪ 2‬رقام سعيدة‪" ،‬شروط دعوى االستعجال الضريبية وتطبيقاهتا أمام القضاء اإلداري اجلزائري" رللة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬كلية احلقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة زتّة خلضر‪ -‬الوادي‪ ،‬العدد الثالث‪ ،2018 ،‬ص ‪.305‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫ومن البديهي أ ّن اختاذ مثل ىكذا إجراء ديس مصاحل ومسعة ادلكلف ابلضريبة شلا‬
‫جيعلو يعًتض على ىذا اإلجراء مبوجب عريضة تتضمن طلب رفع اليد‪ ،‬واليت تقدم وفق‬
‫إجراءات االستعجال أمام احملكمة اإلدارية ادلختصة ويتم استدعاء شلثل إدارة الضرائب من‬
‫أجل تقدمي مالحظاتو قبل الفصل يف الدعوى‪ ،‬إال أ ّن ما يُعاب على نص ىذه ادلادة أهنا‬
‫أقرت إبمكانية جلوء ادلكلف ابلضريبة إذل القضاء اإلداري االستعجارل دون اإلشارة إذل‬
‫ضرورة رفع دعوى يف ادلوضوع‪ ،‬وىذا ما يُعد خروجا عن القواعد العامة اليت تقضي أب ّن رفع‬
‫الدعوى االستعجالية يكون متزامنا مع رفع دعوى يف ادلوضوع‪ ،‬على أساس أ ّن القضاء‬
‫االستعجارل يفصل فقط إبجراء مؤقت وال يفصل يف ادلوضوع‪.1‬‬
‫اثنيا‪ -‬االعرتاض على عملية بيع احملالت ادلهنية‪ :‬لقد أصاب ادلشرع عندما منح سلتلف‬
‫االمتيازات لإلدارة الضريبية أثناء اختاذ سلتلف اإلجراءات ضد ادلكلف‪ ،‬لكن ليس إذل درجة‬
‫أن تقوم ىذه اإلدارة ابختاذ اإلجراءات التنفيذية للحجز والبيع دلمتلكات ادلكلف‪ ،‬مادام أ ّن‬
‫ىناك جهة قضائية ديكنها التدخل لألمر مبختلف اإلجراءات اليت تراىا ضرورية ابعتبارىا‬
‫جهة زلايدة‪.‬‬

‫‪ 1‬استقر موقف قضاة رللس الدولة على ضرورة رفع دعوى يف ادلوضوع متزامنة مع دعوى االستعجال‪ ،‬كما جاء ذلك يف‬
‫قرار رللس الدولة رقم ‪ 005671‬الذي جاء فيو "حيث ما دام أنو مت الفصل يف ادلوضوع بتعيٌن خبًن فإن قيمة الضريبة‬
‫تكون مرجحة للزايدة أو النقصان أو البقاء على حاذلا‪ ،‬وأن الفصل إبيقاف تس ي اإلشعار ابل فع ال ديس أبصل‬
‫احلق وال يضر مبصاحل اخلزينة اليت ديكنها احلصول على ادلبلغ وفوائ ه يف حٌن الفصل يف ادلوضوع ‪ ،‬وق استقر رللس‬
‫ال ولة الفصل يف إيقاف التنفيذ يف ىذه احلاالت مما يستوجب ادلصادقة على القرار ادلستأنف"‪ .‬راجع‪:‬‬
‫‪ -‬قرار رللس الدولة‪ ،‬ملف رقم ‪ ،005671‬الصادر بتاريخ‪ ،2002/02/17 :‬رللة رللس الدولة‪ ،‬عدد خاص‬
‫(ادلنازعات الضريبية)‪ 2003 ،‬ص ص ‪.74 -73‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫نظرا خلطورة كال من اإلجرائُت فأكيد أ ّن ادلكلف ابلضريبة سيقوم برفع تظلم خالل‬
‫اآلجال القانونية وابعتبار أ َن الطعن ال يوقف عملية الغلق أو البيع‪ ،1‬كما ديكن لو رفع دعوى‬
‫إدارية ضمن شروط االستعجال من أجل أمر ادلدير الوالئي بوقف تنفيذ قرار الغلق أو البيع‪.‬‬
‫ويف غالب احلاالت فإ ّن القاضي اإلداري أيمر بوقف كل اإلجراءات نظرا دلساسها ادلباشر‬
‫حبقوق ادلكلف ابلضريبة ألنّو يف حالة بيع احملل سيؤدي ذلك إذل وضعيات يصعب تداركها‬
‫مستقبال‪ ،‬خاصة إذا اتَضح من خالل وقائع ادللف أ ّن أعوان اإلدارة الضريبية دل حيًتموا إحدى‬
‫اإلجراءات الشكلية الضرورية لبيع احملل التجاري أو ادلهٍت‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يتضح أ ّن ما دييز منازعات التحصيل ىو الطابع ادلستعجل الذي‬
‫يستوجب على ادلكلف إن أراد االعًتاض على اإلجراءات اليت تتخذىا مصاحل ادلديرية الوالية‬
‫للضرائب أن يلجأ للقضاء اإلداري االستعجارل من أجل الفصل وفق إجراءات مستعجلة‬
‫استناد إذل الطابع التنفيذي الذي دتتاز بو القرارات اإلدارية بصفة عامة وتلك ادلتعلقة ابجملال‬
‫ً‬
‫‪2‬‬
‫الضرييب بصفة خاصة ‪.‬‬

‫‪ 1‬يعترب رفع الشكوى أمام ادلدير الوالئي للضرائب من الشروط اخلاصة الواجب توفرىا إلمكانية االعًتاض أمام اجلهة‬
‫القضائية ضد سلتلف إجراءات احلجز والبيع‪ ،‬وقد أكد رللس الدولة ىذا ادلوقف يف عدة قرارات منها‪ ،‬قراره رقم ‪207171‬‬
‫الذي جاء يف إحدى حيثياتو‪ ... " :‬حيث ابلرجوع إىل دراسة ادللف وخاصة بع اإلطالع على ادلادة ‪ 291‬من قانون‬
‫الضرائب ادلباشرة اليت تنص على أنو يف حالة حجز أموال ادلكلف ابلضريبة كما ىو الشأن يف قضية احلال ال حيق‬
‫ادلطالبة برفع الي على األموال أمام القضاء مباشرة‪ ،‬إال إذا كانت ىذه ال عوى مسبوقة برفع طلب إىل ادل ير الوالئي‬
‫وفصل فيو خالل شهر من يوم إي اع الطلب‪ .‬ومادام أن ادلستأنف مل يقوم ابإلجراء ادلطلوب منو طبقا للمادة ‪291‬‬
‫من قانون الضرائب ادلباشرة‪ ،‬يتعٌن التصريح بع م قبول ال عوى شكال"‪ ،‬راجع‪ -:‬قرار رللس الدولة‪ ،‬ملف رقم‬
‫‪ ،207171‬الصادر بتاريخ ‪ ،2001/04/09‬رللة رللس الدولة‪ ،‬عدد خاص (ادلنازعات الضريبية)‪ 2003 ،‬ص ‪.92‬‬
‫استناد إذل القوة التنفيذية لقرارات‬
‫ً‬ ‫‪ 2‬تعترب قاعدة التنفيذ ادلباشر للقرارات اإلدارية من أىم االمتيازات اليت حتوزىا اإلدارة‬
‫ادلشرع أوجد استثناء أين ديكن للمتضرر من‬
‫اإلدارة وعدم إمكانية تدخل أية جهة يف مهامها أو وقف تنفيذ قراراهتا‪ ،‬إال أن ّ‬
‫‪107‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫لكن قبل ذلك جيب على ادلكلف ابلضريبة أن يرفع دعوى يف ادلوضوع ينازع فيها‬
‫صحة الضريبة أو إجراءات حتصيلها‪ ،1‬أل ّن دور قضاء االستعجال يتوقف عند حق األمر‬
‫بتدبَت مستعجل دون الفصل يف الدعوى من حيث ادلوضوع‪ ،‬فيبغي تدخل قاضي ادلوضوع‬
‫من أجل الفصل يف جدية مطالب ادلكلف ابلنسبة لالعًتاض احلقيقي ادلتعلق مبوضوع‬
‫الضريبة الواجبة التسديد‪ ،‬وقد أكد رللس الدولة ىذا ادلبدأ يف قراره الصادر يف‬
‫‪ 2002/10/15‬الذي جاء فيو" من ادلقرر قانوان أنو يف حالة ع م وجود شك حول‬
‫صحة الضريبة فإ ّن القضاء برفع احلجز أو إيقاف إجراءات ادلتابعة أمام قاضي ادلوضوع‬
‫دون مناقشة صحة الضريبة يكون خمالف للقانون‪.2"...‬‬
‫يتضح من خالل ما جاء يف منطوق ىذا القرار أنو ينبغي على ادلكلف من أجل‬
‫احلصول على احلماية القضائية يف مواجهة امتيازات اإلدارة الضريبية أن ال يتوقف دوره عند‬
‫االعًتاض على إجراءات التحصيل من الناحية الشكلية فقط‪ ،‬وإمنا جيب أن ينازع اإلدارة يف‬
‫الضريبية من حيث أساس فرض الضريبة وكيفيات حتصيلها عن طريق رفع دعويُت أمام‬
‫القضاء اإلداري‪ ،‬دعوى يف ادلوضوع ليطلب إلغاء الضريبة ادلفروضة أو التعديل من أساس‬
‫فرضها أو إسقاطها لظروف معينة ودعوى استعجالية أمام نفس القضاء يطالب فيها ّاختاذ‬
‫تدبَت مستعجل نظرا للقوة التنفيذية اليت دتتاز هبا القرارات اإلدارية اليت ال يتم وقف تنفيذىا‬
‫حىت يف حالة االعًتاض عليها أمام القضاء واستثناءً فقط ديكن رفع دعوى مستعجلة ألمر‬
‫إدارة الضرا ئب بوقف إجراءاهتا إذل حُت الفصل يف موضوع النزاع‪ ،‬وىذا هبدف عدم ادلساس‬

‫دتس بصفة مباشرة وخطَتة مبصاحل‬


‫تصرفات وقرارات اإلدارة أن يلجأ إذل القضاء لطلب وقف تنفيذ قراراهتا إذا كانت ّ‬
‫ادلخاطب ابلقرار‪ ،‬وىذا ما أقرتو ادلادة ‪ 835‬من قانون اإلجراءات ادلدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪DENIDENI Yahia, Op .Cit. P 184.‬‬
‫‪ 2‬قرار رللس الدولة‪ ،‬ملف رقم ‪ ،005543‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫حبقوق ومصاحل ادلكلف يف حالة قيام اإلدارة الضريبية مبمارسة إجراءات التحصيل اجلربي يف‬
‫مواجهة ادلكلف‪.‬‬
‫ابلعودة إذل القوانُت الضريبية وقانون اإلجراءات اجلبائية‪ ،‬يتضح لنا أب ّن ادلنازعات‬
‫الضريب ية ختتلف ابختالف موضوعها ورلال فرضها‪ ،‬وأغلب ىذه ادلنازعات قد تنشأ بسبب‬
‫امتناع ادلكلف عن تسديد ما عليو من ديون لصاحل اخلزينة العمومية‪ ،‬وقد يكون ىذا االمتناع‬
‫بسبب اعًتاض ادلكلف عن اإلجراءات اليت اختذهتا اإلدارة الضريبية أو يسعى إذل التهرب عن‬
‫دفع الضريبة ويستعمل عدة حيل من أجل ذلك‪.‬‬
‫ويف حاالت أخرى قد يكون موضوع ادلنازعة يتعلق بطلب االستفادة من حق انتج‬
‫عن صدور نص تشريعي أو تنظيمي‪ ،‬ففي حالة رفض مصاحل إدارة الضرائب طلب ادلكلف‬
‫لالستفادة من ىذا احلق يلجأ إذل القضاء من أجل إنصافو‪ ،‬ويف حاالت أخرى قد يلتمس‬
‫ادلكلف خت فيض الضريبة أو اإلعفاء منها بسبب وضعيتو ادلالية دون وجود نزاع حقيقي حول‬
‫تقدير الضريبة أو حتصيلها‪.‬‬
‫خامتة‪ :‬من خالل ما سبق عرضو يبدو لنا أ ّن عملية التحصيل اجلبائي تعترب ادلرحلة النهائية‬
‫لصب الديون اجلبائية يف اخلزينة العمومية وأ ّن ادلشرع منح الكثَت من السلطات واالمتيازات‬
‫دلصاحل اإلدارة الضريبية ابعتبارىا اليت دتثل الدولة إللزام اخلاضعُت للضريبة الوفاء ابلتزاماهتم‬
‫اجلبائية‪ ،‬وأ ّن ادلشرع حاول التوفيق بُت حقُت ومها حق اخلزينة العمومية الذي يتجلى من‬
‫خالل ضمان التحصيل اجلبائي‪ ،‬وحقوق ادلكلف ابلضريبة ابعتباره ادلعٍت األول إبجراءات‬
‫التحصيل السيما اجلربية منها اليت تضطر اإلدارة الضريبية اختاذىا عندما ديتنع ادلكلف عن‬
‫السديد وداي‪.‬‬
‫تبُت لنا كذلك أ ّن ادلشرع اجلزائري دل يتغاضى عن زتاية حقوق ادلكلف ابلضريبة ودل‬
‫يعاملو بوجو سليب بل حاول إجياد حلول تضمن تسديد الديون الضريبية عن طريق مساعدتو‬

‫‪109‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫ومنحو الوقت للتسديد عندما يكون يف ضائقة مالية ال يستطيع الدفع‪ ،‬وجتلى ذلك السيما‬
‫إبقرار حق ادلكلف ابلضريبة االعًتاض على سلتلف إجراءات ادلتابعة اليت تشرع فيها اإلدارة‬
‫الضريبية‪ ،‬عن طريق رفع دعوى استعجالية لوقف ادلتابعات ابلنظر إذل طابعها ادلستعجل‬
‫الذي ال يقبل التأجيل‪ ،‬كما ىو األمر ابلنسبة إلجراء غلق احملل التجاري أو حجزه وبيعو‬
‫كذلك‪ ،‬فكل ىذه العمليات اليت تشرع فيها اإلدارة الضريبية تدخل يف إطار الطابع التنفيذي‬
‫لقرارات اإلدارة الضريبية ابعتبارىا تسعى حلماية ادلال العام وختشى هترب ادلكلف عن‬
‫التسديد‪.‬‬
‫شلا يفيد أ ّن منح حق ادلكلف ابلضريبة االعًتاض على سلتلف ادلتابعات اليت تقوم هبا‬
‫اإلدارة الضريبية يفيد من جهة رغبة ادلشرع يف منح ضماانت ادلكلف ابلضريبة أثناء مرحلة‬
‫التحصيل لضمان عدم تعسف اإلدارة الضريبية وعدم تعديها على حقوقو‪ ،‬لكن من جهة‬
‫أخرى يفيد تعطيل عملية التحصيل اجلبائي عندما يتدخل القاضي اإلداري وأيمر مصاحل‬
‫التحصيل بوقف ادلتابعات إذل حُت الفصل يف موضوع النزاع‪ ،‬شلا يساىم يف هترب ادلكلف‬
‫عن الدفع‪ ،‬إذل درجة أنو قد يستعمل سلتلف احليل وخيفي مداخيلو لعرقلة اإلدارة الضريبية‬
‫أثناء التحصيل اجلربي‪ ،‬السيما إذا أخذان بعُت االعتبار طول أمد الفصل يف ادلنازعات‬
‫القضائية‪.‬‬
‫على ىذا األساس واستناد إذل ما سبق ينبغي على ادلشرع اجلزائري أن يعيد النظر يف‬
‫بعض األحكام الواردة يف قانون اإلجراءات اجلبائية عن طريق دتكُت مصاحل التحصيل من‬
‫اختاذ سلتلف اإلجراءات دون إمكانية وقفها سواءً إداراي أو قضائيا لكي يتم القضاء على‬
‫سلتلف ادلمارسات اليت يقوم هبا ادلكلفُت ابلضريبة لتنصل عن أداء ما عليهم من ديون‬
‫ضريبية‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫كما ينبغي إعادة النظر يف الدور الذي دتارسو مصاحل اإلدارة الضريبية اليت ولألسف‬
‫قد ال تتخذ ما يلزم من إجراءات حسب ما أقره القانون شلا يؤدي إذل عدم إمكانية متابعة‬
‫إجراءات التحصيل السيما إشكالية التبليغ الرمسي للمعٍت ابألمر أثناء اختاذ أي إجراء ضده‪،‬‬
‫وكذا عدم االكًتاث ابلكثَت من اإلجراءات وعدم احًتام ادلواعيد القانونية‪.‬‬
‫ابإلضافة إذل عدم اختاذ نفس اإلجراءات ونفس ادلتابعات ابلنسبة لكل ادلكلفُت‬
‫ابلدفع‪ ،‬فادلعمول بو ميدانيا أ ّن ىناك فئة من ادلستهدفُت الذين يتم اختاذ سلتلف اإلجراءات‬
‫وادلتابعا ت إللزامهم ابلدفع‪ ،‬دون اختاذ نفس اإلجراءات للبعض اآلخر من ادلكلفُت ابلضريبة‬
‫عن طريق استعمال سياسة التغاضي لتحقيق مصاحل شخصية‪.‬‬
‫كما أنّو يقع على ادلشرع واجب حتقيق ادلوازنة بُت حقوق اخلزينة العمومية وحقوق‬
‫ادلكلف ابلضريبة من خالل إتباع نفس اإلجراءات لكل األشخاص ادلستهدفُت ابلعملية‬
‫الضريبة حسب دخلهم وال يتحقق ىذا من خالل إقرار ترسانة قانون‪ ،‬وإمنا ينبغي تدعيم‬
‫ذلك يف أرض الواقع من خالل تدخل ادلصاحل ادلركزية التابعة للمديرية العامة للضرائب للرقابة‬
‫على سلتلف ادلصاحل غَت ادلمركزة اليت تعترب احلجر األساس لضمان حتصيل سلتلف الديون‬
‫الضريبية‪.‬‬
‫ابإلضافة إذل ضرورة نشر الوعي الضرييب لدى سلتلف فئات اجملتمع ادلعنية ابلدفع‬
‫إلقناعهم أبمهية الدين الضرييب ابعتباره من أىم مصادر اخلزينة العمومية‪ ،‬وهبذه الطريقة ديكن‬
‫التقليل من ادلمارسات غَت ادلشروعة اليت يقول هبا البعض من ادلكلفُت السيما الذين يكون‬
‫دخلهم عارل ويساىم يف تلبية احلاجيات العامة حتقيقا لفكرة العدالة الضريبية‪.‬‬
‫وختاما ينبغي تعزيز اخلدمة االلكًتونية يف مادة الضرائب واليت من خالذلا تسهل‬
‫عملية مراقبة ملفات اخلاضعُت للضريبة ومدى التزامهم ابلتسديد كما تضمن الطريقة‬
‫االلكًتونية حتقيق العدالة وادلساواة بُت كل اخلاضعُت للضريبة‪ ،‬وقد مت الشروع يف إنشاء‬

‫‪111‬‬
‫‪ISSN: 2253-0266‬‬ ‫رللة القانـون‪ ،‬اجملتمع والسلطة‬
‫‪EISSN: 2600-6219‬‬ ‫د‪ 1:‬السنة‪ 1212 :‬ص‪.‬ص‪221-88 :‬‬ ‫اجملل ‪ 21 :‬الع‬

‫منصات رقمية للتصريح اجلبائي عن بعد مع إمكانية التسديد عن بعد ابستعمال البطاقات‬
‫االلكًتونية لكن دل يتم تفعيل ىكذا منط بشكل هنائي بل ىي عملية ال تزال يف بدايتها‪.‬‬

‫‪112‬‬

You might also like