You are on page 1of 31

‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.

‬عزالدين زوبة‬
‫‪1155‬‬

‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬


‫‪The compensation for lucrative fault in English and French law‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪/.‬عزالدين زوبة أستاذ محاضر ب‪،‬‬
‫‪1‬كلية الحقوق سعيد حمدين جامعة الجزائر ‪azzeddine.zouba@live.fr ،1‬‬
‫‪‬‬
‫تاريخ النشر‪2021/11/30 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2020/07/19 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪2020/ 05/ 06:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تعتبر فكرة الخطأ المربح من أهم مستجدات النظام القانوني اإلنجليزي‪ ،‬وقد تم تبنيها‬
‫من قبل القضاء اإلنجليزي لتجريد مقترف الفعل الضار من األرباح التي اكتسبها على حساب‬
‫المضرور نتيجة للخطأ المربح الذي ارتكبه‪.‬‬
‫تمثل الغرامة المدنية أهم مستجدات مشروع قانون اصالح قواعد المسؤولية المدنية‬
‫في التقنين المدني الفرنسي‪ ،‬اذ تعتبر هذه األخيرة تجسيدا للوظيفة العقابية والردعية لهذه‬
‫المسؤولية‪ ،‬حيث كان الهدف الرئيسي لواضعي هذا المشروع هو ردع المسؤول عن الفعل‬
‫الضار عن القيام بسلوكات أو ممارسات معادية للمجتمع لكن دون تكريس التعويض العقابي‬
‫للمضرور خالفا للقانون االنجليزي وذلك بذريعة تفادي أي انحراف نحو االثراء بدون سبب‬
‫أو التصادم مع قواعد قانون العقوبات‪ .‬خصص هذا المشروع المادة ‪ 1-1266‬لتفصيل مفهوم‬
‫ومضمون الغرامة المدنية كألية للتعويض عن الخطأ المربح‪ ،‬اال أن الجدل الذي ثار بشأن‬
‫تطبيقها يعد من العوامل التي ساهمت في عدم إقرارها في تعديل التقنين المدني الفرنسي لسنة‬
‫‪ 2016‬وتأجيل ذلك الى غاية استكمال الحوار الذي فتحته السلطات في هذا الشأن‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬الخطأ المربح‪ ،‬مسؤولية مدنية‪ ،‬تعويض عقابي‪ ،‬غرامة مدنية‪ ،‬ردع‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The idea of lucrative fault is the most important novelty of‬‬
‫‪English legal system, it has been created by English judiciary system to‬‬
‫‪strip of the profits that have been gained by tort doer or contract‬‬
‫‪breaker.‬‬
‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬
‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫عزالدين زوبة‬/.‫د‬
1156
The civil fine is the most important novelty of the draft law
reforming the rules of civil liability in the French civil law, as the latter
is an embodiment of the punitive and deterrent function of this
responsibility, as the main objective of the authors of this project was to
deter those responsible for the harmful act from conducting anti-social
behaviors or practices without devoting compensation punitive for the
injured or the victim contrary to English law under the pretext of
avoiding any deviation towards enrichment without cause or clashing
with the rules of penal law. This project devotes Article 1266-1 to
detailing the concept and content of the civil fine as a mechanism to
compensate for the Lucrative Fault, however the controversy that arose
over its application is one of the factors that contributed to its lack of
approval in the amendment of the French Civil Code for the year 2016
and postponing this until the completion of the dialogue opened by the
authorities in this regard..
Keywords: The Lucrative Fault; civil liability; punitive damages
or exemplary damages; civil fine; dissuasion or deterrence.

azzeddine.zouba@live.fr :‫ اإليميل‬، ‫عزالدين زوبة‬/.‫ د‬:‫ المؤلف المرسل‬-1


: ‫مقدمة‬
‫ سددواء فددي نطدداق‬،‫قدد يحصددل أال يكددون هددف المسددؤول عددن الفعددل الضدار‬
‫ بددل يسددعى‬،‫ مجددرد الحدداق الضددرر بالمضددرور‬،‫المسددؤولية العقديددة أو التقصدديرية‬
‫ وخاصدة إذا مدا فكدر أن مقددار مدا‬،‫عالوة على ذلك الى تحقيد ربدح مدن ارتكابده‬
‫سوف يجنيه مدن ربدح يفدوق علدى فدرض إقدرار مسدؤوليته العناصدر التقليديدة فدي‬
‫ فقدد وجدد القضداء الفرنسدي‬،1 ‫تعويض الضرر من خسارة حالة ومن كسدب فائدت‬
‫نفسه عاجزا وحدائرا فدي نفدس الوقدت أمدام مرتكبدي مثدل هدذا الندوع مدن األخطداء‬
‫المربحة نظدرا لصدرامة أو تشددد القواعدد الحاكمدة لتقددير التعدويض والتدي تسدتند‬
‫الدددى مبددددأ التعدددويض الكامدددل أو كمدددا يطلددد عليددده بمبددددأ التعدددادل بدددين التعدددويض‬
)2021(/ 01‫ العدد‬، ‫المجلد الثامن‬ ‫مجلة صوت القانون‬
‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1157‬‬
‫والضرر‪ ،2‬كما أنها قواعد قاصرة وغير كافية اذ ال تأخذ بعين االعتبدار مدا حققده‬
‫أو كسبه مقتدرف الخطدأ أو الفعدل الضدار مدن ربدح فدي ظدل انكارهدا غيدر المبدرر‬
‫للوظيفة العقابية للمسؤولية المدنية بالنظر الى سديادة الوظيفدة التعويضدية‪ ،‬فنتيجدة‬
‫التسدداع حجددم هددذا النددوع مددن مددن األخطدداء‪ ،‬جعددل األسددتاذة الفرنسددية المعروفددة‬
‫(‪ )Geneviève Viney‬تددددعو الدددى تطويدددع أو التخفيدددف مدددن تشددددد قواعدددد‬
‫المسؤولية المدنية لمواجهة حاالت الخطأ المربح‪.3‬‬
‫غيددر أن القضدداء اإلنكليددزي قددد أدرك مسددبقا خطددورة مددا قددد يمثلدده تددرك‬
‫مرتكبددي هددذه األخطدداء المربحددة مددن االحتفدداظ بهددام أو عائددد الددربح المتحصددل‬
‫عليدده‪ ،‬فأصدددر أحكامددا ردعيددة سددلب فيهددا هددذا الهددام وأدخلدده كعنصددر تعددويض‬
‫إضددافي حتددى ال يغتنددي شددخص مددن خطددأ قددد اقترفدده‪ ،‬مسددتفيدا مددن مرونددة قواعددد‬
‫المسؤولية المدنية في القدانون اإلنكليدزي والتدي تجعدل مدن وظيفدة ردع المسدؤول‬
‫مماثلة في قيمتها إلصالح الضرر الذي لح بالمضرور‪.‬‬
‫يعددد تبنددي القضدداء اإلنجليددزي فددي نهايددة القددرن الثددامن عشددر لفكددرة الخطددأ‬
‫المددربح معلمددا بددارزا مددن معددالم تطددور واصددالح قواعددد المسددؤولية المدنيددة‪ ،‬اذ‬
‫أصدبحت هددذه الفكددرة تحتددل مكانددة هامددة فدي ظددل القددوانين المدنيددة الحديثددة‪ ،‬حيددث‬
‫رأى هذا القضاء أن اعمدال القاعددة الرومانيدة التدي تقضدي بأنده ال يجدوز السدماح‬
‫لشدخص بجندي فائددة مدن خطددأ قدد اقترفده تعتبدر وسدديلة لدردع أنمداط سدلوك بدددأت‬
‫تشدديع فددي المجتمعددات المعاصددرة‪ ،4‬وبلددص صدددى هددذا الطددرح حتددى الددى معاقددل‬
‫األنظمددة القانونيددة التددي ال تددرى فددي التعددويض فددي نطدداق المسددؤولية المدنيددة اال‬
‫وسيلة لجبر الضرر‪ ،‬أو التي تحصدر وظيفدة المسدؤولية المدنيدة فقدط فدي الوظيفدة‬
‫التعويضددية أو االصددطالحية‪ ،‬وبددذلك فهنهددا كانددت تددرى أن الددردع يندددر ضددمن‬
‫االختصددداص األصددديل لقدددانون العقوبدددات أي ينحصدددر فدددي اطدددار تطبيددد قواعدددد‬
‫المسؤولية الجزائية‪.5‬‬
‫نددادى الكثيددر مددن كبددار الفقهدداء الفرنسدديين بتطبي د فكددرة الخطددأ المددربح اذ‬
‫عملوا على اقتراح نصوص قانونية لتبني هذا المفهوم الجديد بشديء مدن التهدذيب‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1158‬‬
‫أو العقالنية لالرتقاء بهذه الفكرة الى مصداف النظريدة حتدى تكدون إضدافة أصديلة‬
‫لنصدوص المسددؤولية المدنيددة فدي التقنددين المدددني الفرنسددي‪ ،‬وهدو مددا حصددل اذ تددم‬
‫تبنددي هددذا المقتددرح ضددمن مشددروع القددانون المتعل د بهصددالح قواعددد المسددؤولية‬
‫المدنية في القانون المدني الفرنسي‪ ،‬الذي أطل بشأنه وزير العددل حدافظ األختدام‬
‫بتاريخ الجمعة ‪ 29‬أفريل ‪ 2016‬أولى المشاورات الوطنية بغية إثراء بندوده قبدل‬
‫اقراره‪ ،‬لكن يالحظ أن بنود هذا المشروع قد أخدذت بفكدرة الغرامدة المدنيدة كأليدة‬
‫للتعددويض عددن الخطددأ المددربح بدددال مددن التعددويض اإلضددافي تفاديددا للتصددادم مددع‬
‫القواعدد الكالسدديكية أو التقليديددة للمسددؤولية المدنيددة‪ ،‬التددي يقتصددر نطاقهددا أو تتقيددد‬
‫بصفة دقيقة بمبدأ التعدويض الكامدل‪ ،6‬رغدم أن فكدرة تبندي أو تطبيد الغرامدة فدي‬
‫الما دة المدنية أثار هو األخر جدال يتعل بخصوصدية هدذه األخيدرة فدي حددا ذاتهدا‬
‫وارتباطهدا بشدكل وثيد بالمددادة الجزائيدة‪ ،‬وربماا يكاون كلا مان أها العواماال أو‬
‫األسباب التي ساهمت في عاد إقرارهاا ضامن مختلات تعادي ت التقناين المادني‬
‫الفرنسي بالنظر الى تصاعد اخت ت اآلراء والمواقت بشأنها‪.‬‬
‫وعليه في ظل القصور الذي يشوب القواعد الحاكمة لتعدويض الضدرر فدي‬
‫المسدددؤوليتين العقديدددة والتقصددديرية‪ ،‬أي قصدددور الوظيفدددة اإلصدددالحية للمسدددؤولية‬
‫المدنية‪ ،‬تم تكريس التعويض عن الخطأ المربح كفكرة جديدة للضدمان‪ ،‬لدذلك فدان‬
‫هذه الدراسة سوف تركز على توضديح معدالم وكيفيدات تطبيد هدذا المفهدوم الدذي‬
‫استحدثه القضاء اإلنجليزي للوصول الى فكرة الضمان العدادل مدن خدالل اضدفاء‬
‫الطدددابع أو الوظيفدددة العقابيدددة لقواعدددد المسدددؤولية المدنيدددة بهددددف توسددديع حمايدددة‬
‫المضددرور مددن جهددة‪ ،‬وردع المسددؤول عددن الفعددل الخدداطج أو الضددار مددن جهددة‬
‫أخددرى‪ ،‬فمااا هااي خصوصااية التعااويض عاان الخطااأ المااربح فااي كاال ماان القااانون‬
‫اإلنجليزي والفرنسي؟‪.‬‬
‫من أجل اإلجابة عن التسداؤالت التدي يطرحهدا هدذا الموضدوع قمندا بتقسديم‬
‫هذه الدراسة الى ثالث محداور‪ ،‬يتعلد المحدوراألول بمفهدوم فكدرة الخطدأ المدربح‬
‫واألسدداس القددانوني للتعددويض عندده‪ ،‬أمددا المحددور الثدداني فيتعل د بتصددنيف الخطددأ‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1159‬‬
‫المربح في نطاق المسؤولية المدنية من خالل دراسة ندوعي الخطدأ المدربح سدواء‬
‫العقدي أو التقصيري‪ ،‬وباعتبار أن تعديالت التقنين المدني الفرنسي لم تتبندى بعدد‬
‫هدذه الفكدرة التدي بقيددت حبدرا علدى ورق رغدم وجددود إرادة مدن الدولدة لتكريسددها‪،‬‬
‫لذلك خصصنا المحور الثالث لدراسة خصوصية فكرة الخطأ المربح في مشداريع‬
‫اصددالح المسددؤولية المدنيددة فددي التقنددين المدددني الفرنسددي( فددي انتظددار إقرارهددا‬
‫رسميا)‪.‬‬
‫‪ .1‬مفهو فكرة الخطأ المربح‬
‫تقوم فكرة الخطأ المربح في نطاق المسؤولية المدنية على تخصيص جزاء‬
‫خاص في حاالت توفر شروط قيام هذا الخطأ‪ ،‬اذ يتمثل الجزاء المترتب عليه‬
‫في تطبي التعويض العقابي على عات المسؤول عن الفعل الضار يضاف الى‬
‫عناصر التعويض التقليدية التي تحصر التعويض على ما لح المضرور من‬
‫خسارة وما فاته من كسب‪ ،‬وهو ما يشكل خروجا عن القواعد المألوفة أو‬
‫التقليدية لهذه المسؤولية‪ ،‬اذ يتميز هذا الخطأ المربح سواء من حيث تعريف ه‬
‫وخصائصه (أوال)‪ ،‬كما أن الحكم بالتعويض المضاف في حاالت الخطأ المربح‬
‫يستلزم تحديد أساسه القانوني أو مصدر تبرير شرعيته (ثانيا)‪.‬‬
‫‪ .1.1‬تعريت الخطأ المربح والخصائص المميزة له‬
‫‪7‬‬
‫يعددرف الخطددأ المددربح ‪(Lucrative Fault en anglais ou la Faute‬‬
‫)‪ Lucrative en Français‬بأنده‪ « :‬الخطاأ الاكي يحقاي فياه مقتارت الفعال الضاار‬
‫الموجاااب للمسااااولية التقصااايرية أو العقدياااة ربحاااا يتجااااوز مقااادار التعاااويض‬
‫الواجب عليه دفعه المتمثل في عنصاري الخساارة الحالاة والكساب الفائات علاى‬
‫فاارض إقاارار مساااوليته»‪ ،8‬اذ يمثددل هددام الددربح أو العائددد الددذي تحق د علددى‬
‫حسدداب المضددرور سددواء عددن قصددد أو تددم عرضددا أي بدددون قصددد كسددبا غيددر‬
‫مشددروع‪ ،‬فالهدددف مددن اقددرار هددذا النددوع الخدداص مددن الخطددأ هددو معاملددة مقتددرف‬
‫الفعل الضار على نقيض قصده بسلب أو استرداد أو مصادرة هام الدربح الدذي‬
‫حققدده‪ ،‬لكددي يضدداف الددى عنصددري التعددويض التقليدددين‪ ،‬وبعبددارة أخددرى يسددتبدل‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1160‬‬
‫الكسب ال ذي جناه المسدؤول بالكسدب الدذي سدوف يجنيده المضدرور رغبدة فدي أال‬
‫يكون خطأ المسؤول مصدر ربح له فال يغريه أو يغري غيره باقتراف مثدل هدذا‬
‫الخطددأ‪ ،‬وهددو مددا يضدديف وظيفددة ردعيددة زجريددة للمسددؤولية المدنيددة الددى جانددب‬
‫الوظيفة التعويضية‪ .9‬ان الهدف من هدذا التعدويض وفقدا للفقده الفرنسدي هدو القمدع‬
‫الفعددال لهددذا الددنمط مددن األخطدداء أو السددلوكيات غيددر األخالقيددة التددي يكددون مددن‬
‫مصدلحة مقترفهدا ارتكابهددا ألنده يجنددي مدن نشداطه الضددار ربحدا يفددوق مدا يخسددره‬
‫على فرض إقرار ادانته أو تحميله المسؤولية‪.10‬‬
‫أضددفى القددانون اإلنجليددزي علددى الخطددأ المددربح مجموعددة مددن الخصددائص‬
‫لتمييددزه عددن األخطدداء األخددرى فددي نطدداق المسددؤولية المدنيددة كالخطددأ الجسدديم أو‬
‫الخطدأ الخطيددر‪ ،‬اذ يتميددز هدذا الخطددأ بخصددائص جوهريدة يمكددن تحديدددها بهيجدداز‬
‫وفقا لما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أنه خطأ شخصي أي أنه لصدي أو مدالزم لشدخص مرتكبده‪ ،‬اذ ال يجدوز‬
‫نقل أو تحويل مسؤولية وأثر األخطاء المربحة التدي يقترفهدا شدخص الدى شدخص‬
‫أخددر‪ ،‬ففددي نطدداق مسددؤولية المتبددوع عددن أعمددال تابعيدده‪ ،‬ال يجددوز نسددبة األخطدداء‬
‫المربحة التي يرتكبها التابع الدى متبوعده بدل تقتصدر مطالبدة التدابع بدالتعويض اذا‬
‫تددوفرت شددروطه طبقددا لمبدددأ التعددويض الكامددل دون أن يتعدددى ذلددك الددى مطالبددة‬
‫المتبوع عن الربح الذي جنداه تابعده اال اذا كدان متواطئدا معده‪ ،‬ألن التعدويض فدي‬
‫حالدة الخطدأ المدربح لده صدبغة شددبه جزائيدة‪ ،11‬أمدا فدي نطداق مسدؤولية الددوارث‪،‬‬
‫فانه ال يجدوز مطالبدة هدذا األخيدر بالكسدب الفائدت الدذي ارتكبده مورثده عدن خطدأ‬
‫ارتكبه على اعتبار أن دعوى التعويض عن الخطدأ المدربح وفقدا للفقده اإلنجليدزي‬
‫تمددوت بمددوت مقترفهددا‪ ،‬كمددا أندده ال يجددوز وفقددا لهددذا الفقدده ترحيددل خطايددا مقتددرف‬
‫الفعل الضار المربح الى ورثته‪.12‬‬
‫‪-‬أنه خطأ عمددي مدن ندوع خداص‪ ،‬ذلدك أن مقتدرف الفعدل الضدار ال يندوي‬
‫مجرد إيقداع الضدرر بالمضدرور بدل يسدعى عدن وعدي وتخطديط الدى جندي الدربح‬
‫مددن ذلددك‪ ،‬فنيتدده فددي الحدداق الضددرر بمضددروره هددي مجددرد وسدديلة للوصددول الددى‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1161‬‬
‫الغاية النهائية التي يسعى اليها أال وهي تحقي وحسداب األربداح‪ ،‬وهدذا مدا يشدكل‬
‫باعثده الرئيسدي‪ ،‬فلدو قدام صداحب متجدر بدرفض تجديدد عقدد عمدل لشدخص يعمدل‬
‫لديده‪ ،‬فقدام العامددل بنشدر األسدرار التجاريددة لدذلك المتجدر نكايددة بصداحبه‪ ،‬ورغبددة‬
‫منه في حرمانه من المزايا التنافسية التي توفرها تلدك األسدرار‪ ،‬فدان الخطدأ الدذي‬
‫ارتكبه هذا العامل هو خطأ عمدي بسيط لدم يرغدب مرتكبده اال فدي إيقداع الضدرر‬
‫بصاحب المتجدر‪ ،‬غيدر أن هدذا العامدل اذا أفشدى هدذه األسدرار الدى متجدر مندافس‬
‫مقابل عمولة معينة فان الخطأ الذي ارتكبه قد يكيف على أنه خطأ عمددي مدربح‪،‬‬
‫حيث أكد القضاء اإلنجليزي هذه الخاصدية فدي عددة قضدايا منهدا القضدية الشدهيرة‬
‫)‪ (Rookes vs Barnard‬سدنة ‪ ،1964‬اذ أكدد القاضدي اللدورد(‪ 13(Devlin‬الدذي‬
‫كان يعتبر من أشد المعارضين لمبدأ التعويض العقابي على تالزم الصفة العمديدة‬
‫مع الخطأ المربح باعتبارها شرطا جوهريا لسلب الربح الذي حققه مقتدرف الفعدل‬
‫الضدار‪ ،‬وهدو مدا يفسدر ربمدا سدعيه الدى تقييدد اللجدوء الدى الددعاوى أو المطالبدات‬
‫القضائية التي كانت تؤسس عليه بمجموعة من الضوابط والشروط‪.14‬‬
‫انتقد البعض تقييد هذه الفكرة القانونية التي هي فدي طدور نشدأتها بقيدد ثقيدل‬
‫كقيد اشتراط العمدد ممدا يعيد تطورهدا‪ ،‬لهدذا فقدد أعمدل القضداء اإلنجليدزي فكدرة‬
‫الخطأ المربح غير العمدي في نطاق عقدد الوكالدة عنددما يجندي الوكيدل ربحدا مدن‬
‫جراء تنفيذ عقد وكالته بدون أن يشترط أن يكون اخالله عمديا في بعض القضدايا‬
‫التي فصل فيها‪.15‬‬
‫‪-‬أنه خطأ غير قابل للتأمين‪ ،‬وهو ما أكد عليه الفقه الفرنسي‪ ،‬ذلك أن جعدل‬
‫مثل هذا الخطأ قابل للتغطية التأمينية يتعارض مع الهدف الرئيسدي مدن تبندي هدذه‬
‫الفكرة أال وهو اسدترداد الدربح الدذي جنداه بفعلتده الخاطئدة‪ ،16‬وبدذلك ال يسدمح لده‬
‫بنقل عبء فعلته الى شركات التأمين بينما يحتفظ هو بالربح الذي جناه‪.17‬‬
‫‪ .2.1‬األساس القانوني للتعويض عن الخطأ المربح‬
‫تعتبدر قدوانين الكومنلوو)‪ )Common Law‬أنظمدة قانونيدة قضدائية طالمدا أنهدا‬
‫ترتكددز علددى السددواب القضددائية‪ ،18‬اذ مثلمددا تصددنف هددذه القددوانين بدقددة مختلددف‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1162‬‬
‫أنواع الخطأ التي تبرر توقيع عقوبة مدنية فدي حد مرتكبيهدا فهنهدا بالمقابدل تميدز‬
‫أيضا بنفس الدقة مختلف تصنيفات التعدويض مدن خدالل تخصديص وظيفدة معيندة‬
‫لكل منها‪.‬‬
‫ال يوجد أي نص ضمن هذه القوانين يعرف التعويض العقابي‬
‫)‪ (Dommages et intérêts punitifs‬أو يقيد وظيفة هذا التعويض ذو الطبيعة‬
‫الشاذة أو غير العادية‪ ،‬لكن يمكن القول أن الغرض األساسي من إقرار القانون‬
‫اإلنجليزي للتعويض العقابي هو توقيع الجزاء أو العقوبة على األفراد في حالة‬
‫قيام أي منهم بخرق قاعدة من قواعد القانون المدني بسوء نية أو بهرادة غادرة‪،‬‬
‫وبصفة خاصة في حالة قيام مرتكب الفعل الضار بخطأ بقصد تحقي ربح غير‬
‫مشروع على حساب المضرور‪.19‬‬
‫ثار جدل فقهي وقضدائي كبيدر حدول األسداس القدانوني للتعدويض المضداف‬
‫فددي حدداالت الخطددأ المددربح لتعارضدده مددع مبدددأ التعددويض الكامددل‪ ،‬المبدددأ الحدداكم‬
‫لنطدداق التعددويض فددي المسددؤوليتين التقصدديرية والعقديددة‪ ،‬فاجتهددد الفقدده فددي فرنسددا‬
‫وانجلترا إليجداد أسداس قدانوني متدين لهدذه الفكدرة‪ ،‬وفدي هدذا اإلطدار يمكدن القدول‬
‫بوجددود نظددرتين أساسدديتين وهمددا نظري دة االثددراء غيددر المشددروع(أوال) ونظريددة‬
‫االسترداد الكامل(ثانيا)‪.‬‬
‫‪ 1.2.1‬نظرية االثراء غير المشروع‬
‫ترجع هذه النظرية الى الفقيده اإلنجليدزي (‪ ،)Peter Birks‬حيدث اسدتمد هدذا‬
‫األخيددر المبددادت التددي تقددوم عليهددا مددن القددرارات القضددائية الصددادرة عددن القضدداء‬
‫اإلنجليدزي‪ ،‬اذ يؤسددس هدذا األخيددر موقفدده مددن أن اسددترداد الددربح غيددر المشددروع‬
‫الذي جناه المسدؤول بخطئده فدي حداالت الخطدأ المدربح مدا هدو اال تطبيد لنظريدة‬
‫االثراء بدون سبب‪ ،‬فاذا كان هددف المشدرع هدو إعدادة التدوازن بدين ذمدة المفتقدر‬
‫وذمة المغتني بهعادة القيمة المالية التي انتقلت مدن ذمدة المغتندي الدى ذمدة المفتقدر‬
‫بشكل غير عادل فانه يجوز باألحرى إعادة هذه القيمة التي تحققدت بشدكل خداطج‬
‫من ذمة مقترف الفعل الضار الى ذمة من وقع عليه أثر هذا الفعل‪ ،‬فداإلثراء غيدر‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1163‬‬
‫العددادل فددي ظددل نظريددة االثددراء بدددون سددبب يقابلدده االثددراء غيددر المشددروع بخطددأ‬
‫مقترف الفعل الضار في حاالت الخطأ المربح‪ ،‬فكالهما يبرر االسترداد‪.20‬‬
‫استندت قضدية )‪ (Edwards vs Lee’s administrators‬الدى هدذه النظريدة‪،‬‬
‫اذ تدتخلص وقائعهددا التددي حدددثت فددي الواليددات المتحدددة األمريكيددة فددي أن المدددعى‬
‫عليه قد أنشأ فندقا في أرضه إلسدكان السدائحين الدذين يهددفون الدى زيدارة كهدف‪،‬‬
‫غير أنه تبين أن ثلث الكهف يقع في أرض المدعي‪ ،‬مما جعل هذا األخير يطالدب‬
‫بثلث الربح الصافي الذي حققه المدعي عليه والدذي مدا كدان ليجنيده لدوال التجداوز‬
‫الذي وقع على أرضه‪ ،‬اذ استجابت له المحكمة مؤيدة لطلباته على أساس االثدراء‬
‫غير المشروع معتبرة أن مرتكب الفعل الضار يجب أن ال يسمح له بتحقيد ربدح‬
‫من فعل مخطج قد ارتكبه‪.21‬‬
‫سرعان ما أدرك لكن كل من الفقه والقضداء عددم حجيدة أو اقنداع األحكدام‬
‫القضددائية التددي اسددتندت الددى هددذه النظريددة كأسدداس السددترداد الددربح فددي حدداالت‬
‫الخطددأ المددربح‪ ،‬اذ أن هددذا االسددتناد وفقددا لتفسدديرهم يعددد إسدداءة وتشددويه لتطبيدد‬
‫نظرية االثراء بدون سدبب مدن جهدة‪ ،‬وسدوء فهدم لوظيفدة كدال الفكدرتين مدن جهدة‬
‫أخرى‪ .22‬اذ أن الربح الذي كسبه المسؤول لم يتحق بانتقدال عناصدر موجبدة مدن‬
‫ذمددة الددى ذمددة أخددرى كمددا هددو الحددال فددي نظريددة االثددراء غيددر المشددروع‪ ،‬بددل أن‬
‫مصدر ذلك الربح هو عمدل وجهدد وحسدن إدارة المسدؤول لمدال المضدرور الدذي‬
‫ما كان ليتحق لوال هذا الجهد وحسن اإلدارة‪ ،‬ومن ثمة فان هذا االثراء لدم يقابلده‬
‫افتقار‪ ،‬بمعنى أن الربح لم يكن على حساب المضرور هذا من جهة‪.‬‬
‫كمددا أن وظيفددة نظريددة الكسددب غيددر المشددروع هددو إعددادة التددوازن للددذمم‬
‫المالية‪ ،‬فال يوجد مسؤول أو مضرور‪ ،‬ومن ثمدة يجدب علدى الشدخص مهمدا كدان‬
‫بالغا أو قاصرا أن يرجع ما اغتنمدت ذمتده علدى حسداب ذمدة أخدرى‪ ،23‬بينمدا فدي‬
‫ظل فكرة الخطأ المربح فان ما يفرض من تعويض استثنائي متمثل بأخدذ مدا جنداه‬
‫المسؤول بالفعل الخاطج الذي ارتكبه له وظيفة ردعية وعقابية من جهة أخرى‪.‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1164‬‬
‫تماشيا مع هذا الطدرح ذهبدت أحدد محداكم االسدتئناف االمريكيدة الدى رفدض‬
‫طلب المدعي الذي أسند دعواه الى نظريدة االثدراء بددون سدبب‪ ،‬السدترداد الدربح‬
‫الدذي جنداه المسدؤول فدي قضدية)‪(Beck and others vs North Gas Company‬‬
‫سنة ‪.241999‬‬
‫‪ 2.2.1‬نظرية االسترداد الكامل‬
‫اجتهددد الفقدده الفرنسددي إليجدداد أسدداس قددانوني السددترداد الددربح الددذي حققدده‬
‫المسددؤول عددن الضددرر فددي حدداالت الخطددأ المددربح‪ ،‬اذ أرجددع ذلددك الددى نظريددة‬
‫االسترداد الكامل‪ ،‬فاذا كان التعويض الكامدل يرتكدز علدى ثالثدة عناصدر متصدلة‪:‬‬
‫‪-‬تعويض كل الضرر‪ ،‬ولكن ليس سدوى الضدرر‪- ،‬األخدذ بعدين االعتبدار ظدروف‬
‫المضرور بدون النظر الى طبيعدة خطدأ مقتدرف الفعدل الضدار وجسدامته وال الدى‬
‫شخص من اقترفه‪ -،‬وضع المضدرور فدي المركدز الدذي يجدب أن يكدون عليده لدو‬
‫أن الخطددأ لددم يرتكددب‪ ،25‬حيددث يددرى أنصددار هددذه النظريددة أن القواعددد الحاكمددة‬
‫للمسؤولية المدنية فدي التقندين المددني الفرنسدي ال يجدب أن تقتصدر وظيفتهدا علدى‬
‫الوظيفة التقليدية اإلصالحية والتي تنحصر في إعادة وضع المضدرور‪ ،‬بدل يجدب‬
‫أن تعيدد طرفدي المسددؤولية أي كدل مددن المضدرور والمسدؤول الددى مركزهمدا قبددل‬
‫اقتراف الفعل الضار‪.26‬‬
‫وبعبارة أخرى فانه إذا كان إعادة وضع المضرور الدى الحالدة السدابقة علدى‬
‫اقتراف الفعل الضار قد تحق من خالل تطبي مبدأ التعويض الكامل‪ ،‬فانده يجدب‬
‫إعادة المسؤول أيضا الى الوضع الساب من خالل تطبي مبددأ االسدترداد الكامدل‬
‫الذي يسمح بمحو أثار أو النتائج المربحة للفعل الضار وهدو مدا يسدمح بدردع هدذا‬
‫المسؤول ردعا كافيا‪.27‬‬
‫كما نادى زيادة على ذلك بعض الفقه الفرنسدي فدي سدبيل تحقيد ردع أكبدر‬
‫على المسؤول عن الفعدل الضدار الدى وضدعه فدي وضدع أسدوء مدن الوضدع الدذي‬
‫كان عليه قبل ارتكابه الفعدل الضدار عدن طريد فدرض تعدويض أزيدد عدن مقددار‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1165‬‬
‫الددربح الددذي حققدده وهددو مددا يحقدد ضددمانات عقابيددة فعالددة فددي مواجهددة الخطددأ‬
‫المربح‪.28‬‬
‫‪ .2‬تصنيت األخطاء المربحة‬
‫تتعدد وتتنوع حاالت الخطأ المربح أو مجاالت تطبيقه بحيث ال يمكن‬
‫حصرها أو اعداد قائمة كاملة تشمل جميع ه ذه الحاالت‪ ،‬لذلك يرجع الى سلطة‬
‫القاضي المدني تقدير مدى إمكانية تحققه حسب ظروف ومعطيات كل قضية‬
‫معروضة عليه‪ ،‬اذ يتصور تحق الربح الناجم عن الخطأ المربح في نوعي‬
‫المسؤولية المدنية سواء العقدية أو التقصيرية باعتبار أن واقعة تحقي الربح‬
‫تعتبر واقعة مستقلة عن طبيعة الخطأ الذي ارتكبه المسؤول عن الفعل الضار‪،‬‬
‫كما أن التعويض العقابي الناجم عن تطبيقه يعتبر مستقال عن تعويض الضرر‬
‫في اطار مبدأ التعويض الكامل‪ .‬ميز كل من الفقه والقضاء في إنجلترا ودول‬
‫الكومنلو وأيضا في فرنسا بين نوعين متميزين من األخطاء المربحة‪ :‬الخطأ‬
‫المربح التقصيري باعتباره أول هذه األخطاء من حيث تاريخ ظهوره والعمل به‬
‫من جهة وأكثرها شيوعا من جهة أخرى (أوال)‪ ،‬ثم الخطأ المربح العقدي الذي‬
‫لقي في بادت األمر معارضة وانكار قبل أن يتم تمديد تطبي حاالته (ثانيا)‪.‬‬
‫‪ 1.2‬الخطأ المربح التقصيري‬
‫يعتبر القضاء اإلنجليزي أول مدن أدرك حداالت الخطدأ المدربح فدي نطداق‬
‫المسؤولية المدنية التقصديرية كمدا يعدد أول مدن قدام بهعمدال األثدر المترتدب عليهدا‬
‫وذلك في قضايا التجاوز على األراضدي التدي تعدد المدوطن األول الدذي اسدتعملت‬
‫فيه هذه الفكدرة‪ ،29‬اذ أسدس هدذه القضدايا علدى قريندة قضدائية مفادهدا أن مدا حققده‬
‫مقترف الفعل الضار من كسدب يسداوي مدا فدات المضدرور مدن ربدح‪ ،‬كمدا اعتبدر‬
‫أ ن الهدف من الحكم باسترداد مدا جنداه المسدؤول مدن كسدب هدفده هدو ردعده عدن‬
‫فعل التجاوز على أرض الغير لتحقي ربح له‪ ،30‬ألنده ال يمكدن تصدور أن يكدون‬
‫خطأ الشخص مصدر لفائدة أو ربح له‪.‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1166‬‬
‫تعتبدر قضدية )‪ (Martin vs Porter‬سدنة ‪ 1839‬مدن أهدم تطبيقدات الخطدأ‬
‫المددربح التقصدديري‪ ،‬اذ تددتلخص وقددائع هددذه القضددية بددأن المدددعي عليدده قددد تجدداوز‬
‫عمددددا علدددى أرض المددددعي وقدددام باسدددتخرا كميدددات الفحدددم التدددي تحتويهدددا هدددذه‬
‫األرض‪ ،‬لذلك قامدت المحكمدة بتعدويض المددعي أي مالدك األرض عدن الخسدارة‬
‫التي أصابته من استعمال ح المرور على أرض بدون موافقة مالكها فضال عدن‬
‫القيمدة السددوقية للفحددم الددذي باعدده المسددؤول والمسددتخر مددن أرض المدددعي‪ ،‬كددل‬
‫ذلددك بغددرض منددع التجدداوز أو التعدددي عمدددا علددى أراضددي أو ممتلكدات الغيددر‪،31‬‬
‫وهدو نفدس مدا حكدم بده القضداء االنجليدزي فدي قضدية )‪ (Powell vs Aiken‬سدنة‬
‫‪ ، 1858‬اذ يالحظ أن القضداء اإلنجليدزي فدي مثدل هدذه القضدايا ال يشدترط اثبدات‬
‫وجود الضرر‪ ،‬اذ يعتبر مجرد فعل التعدي علدى مصدالح الغيدر كافيدا لقيدام الخطدأ‬
‫المددربح ومددن ثددم يبددرر توقيددع العقدداب علددى الطددرف المسددؤول مددن خددالل الزامدده‬
‫بتعويض من تعرض لمثل هذا التعدي‪.‬‬
‫قدام القضداء اإلنجليدزي بتوسديع أو مدد نطداق تطبيد هدذه الفكدرة علدى قضددايا‬
‫القددذف والتشددهير باألشددخاص أو التقليددل مددن مكددانتهم االجتماعيددة بهدددف تددرويج‬
‫كتبهم أو صحفهم أو برامجهم لتحقي األرباح‪ ،‬كمدا حددث فدي قضدية ( ‪(Broome‬‬
‫‪ vs Cassell‬سنة‪.321972‬‬
‫كمدا وظددف كدل مددن القضدداء األلمداني والفرنسددي هددذه الفكدرة خصوصددا فددي‬
‫قضايا الملكية الفكرية والصناعية بهدف حماية الح في الخصوصدية‪ ،‬ولعدل مدن‬
‫أشهر التطبيقات في هذا الشأن قضية أميرة موناكو‪.33‬‬
‫‪ 2.2‬الخطأ المربح العقدي‬
‫أنكر القضاء اإلنجليزي في البدايدة إمكانيدة تطبيد فكدرة الخطدأ المدربح فدي‬
‫نطاق المسؤولية المدنية العقدية‪ ،‬حيث برر جانب من الفقه هذا االنكار بدأن هنداك‬
‫اتجاه مسب إلرادة الطرفين المتعاقدين بأن ال يتجاوز مقدار التعويض الدذي يلدزم‬
‫بده أحدددهما مقدددار الخسدارة المتحققددة والددربح الفائددت‪ ،‬وال يتعدداه الددى الددربح الددذي‬
‫يجنيددده أحددددهما مدددن جدددراء اخاللددده بالعقدددد‪ ،‬كمدددا أن القدددول بعكدددس ذلدددك سددديؤدي‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1167‬‬
‫بالضددرورة الددى عدددم اسددتقرار المعددامالت العقديددة التددي يحددرص القددانون علدددى‬
‫ضمانها‪ .34‬اذ رفض على سبيل المثال تطبي هذه الفكرة في قضية ‪(University‬‬
‫)‪ of Nottingham vs Fishel‬سنة‪.352001‬‬
‫تراجع هذا القضاء عن موقفه الساب ‪ ،‬ليوسع من نطداق تطبيد هدذه الفكدرة‬
‫الدددى المسدددؤولية العقديدددة‪ ،‬اذ تعتبدددر حددداالت الخطدددأ العقددددي المدددربح الناشدددج عدددن‬
‫االسددتغالل المددالي للمعلومددات السددرية أو اسددتغالل الصددفة الناتجددة عددن العالقدددة‬
‫الوظيفيدة فددي الدولددة أكثدر الحدداالت شدديوعا‪ ،36‬اذ تعتبددر قضدية( ‪HM Attorney‬‬
‫‪ )General vs George Blake and Jonathan‬سدنة ‪ 2001‬القضدية األشدهر فدي‬
‫تاريخ القضاء اإلنجليزي التي كرس بموجبها مجلس اللوردات بصدفة واضدحة أو‬
‫رسمية التزام المسؤول عن الفعل الضدار بهرجداع كامدل الدربح الدذي حققده نتيجدة‬
‫االخالل بالتزام عقدي أو كعقوبة عن الخطأ المدربح العقددي‪ ،‬باعتبداره ندوع جديدد‬
‫لألخطداء المددربح‪ ،37‬اذ أيددد هددذا المجلددس طلددب االسددترداد فددي هددذه القضددية نظددرا‬
‫لتددوفر أربعددة شددروط وهددي‪ -:‬اخددالل المدددعى عليدده بددالتزام سددلبي يسددتند الددى بنددد‬
‫صدددريح فدددي العقدددد (العقدددد المبدددرم بينددده وبدددين المخدددابرات) يقضدددي بعددددم افشددداء‬
‫المعلومات‪- ،‬أن المدعى عليه حق ربحا من جدراء هدذا االخدالل‪-،‬أن المددعي لده‬
‫مصلحة خاصة تعلو على مجرد استحواذه على الدربح الدذي جنداه المددعى عيده‪-،‬‬
‫أن الجزاءات العقدية األخرى كالتنفيدذ العيندي أو التعدويض وفقدا لألسدس التقليديدة‬
‫أي الخسددارة الحالددة والكسددب الفائددت غيددر مجديددة أو عديمددة األثددر‪ ،38‬كم دا تبددرز‬
‫أهميددة هددذه القضددية فددي أن البرلمددان البريطدداني وعلددى وجدده الخصددوص مجلددس‬
‫اللوردات قد تدخل ألول مرة محددا على نحدو واضدح الشدروط القانونيدة الواجدب‬
‫توفرها إلعمال فكرة الخطأ المربح العقدي في نطاق المسؤولية المدنية‪.39‬‬
‫ابتددددداء مددددن تدددداريخ صدددددور الحكددددم فددددي قضددددية (‪ )Blake‬أسددددس القضدددداء‬
‫اإلنجليزي مبدأ ح الدائن في إطار المسؤولية العقدية في ظدل ظدروف معيندة أن‬
‫يلددزم أو أن يفددرض علددى المدددين المخطددج اسددترداد األربدداح التددي حصددل عليهددا‬
‫نتيجددة لخددرق أو االخددالل ببنددود العقددد‪ ،‬حيددث تعددد هددذه القاعدددة أكثددر شدديوعا فددي‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1168‬‬
‫الواليدات المتحددة األمريكيدة‪ ،‬اذ تدم تأكيددها فدي القسدم ‪ 43‬مدن قدانون ( ‪Lanham‬‬
‫‪ )Act‬فددي حالددة تقليددد أو تزويددر العالمددات‪ .‬كمددا أقددرت قواعددد (‪)Common Law‬‬
‫ح د المضددرور مددن خطددأ عقدددي أو تقصدديري فددي أن يلجددأ لمددا يعددرف بددهجراء‬
‫)‪ ،)Waiver of tort‬اذ ال يسدتند المضدرور فدي دعدواه أو ال يؤسدس هدذه األخيدرة‬
‫على قانون أو قواعدد المسدؤولية المدنيدة للحصدول علدى جبدر أو اصدالح الضدرر‬
‫الددذي لحقدده ولكدددن يطالددب باسددترداد األربددداح التددي حققهددا المسدددؤول عددن الفعدددل‬
‫الضار‪ ،‬اذ تتطلب مثل هدذه الددعوى أن يثبدت المضدرور أن المسدؤول عدن الفعدل‬
‫الضار قد أثري بدون سبب مشروع‪.‬‬
‫كمددا وظددف هددذه الفكددرة خصوصددا فددي العالقددات العقديددة القائمددة علددى الثقددة‬
‫واالئتمدان كعقدود النيابدة أو الوكالدة‪ ،‬اذ طبقدت فدي قضدية ‪(Esso Petroleum vs‬‬
‫)‪ Niad‬سنة ‪ ،40 2001‬كما أن القضاء اإلنجليزي قدد ألدزم الوكيدل بدرد مدا ربحده‬
‫بسبب أو بمناسبة عقد وكالته حتى ولو كان خطأه يسيرا‪ ،‬وهو ما قدام بتطبيقده فدي‬
‫قضية )‪ (Alwood vs Clifford‬سنة ‪.412002‬‬
‫لكددن يمكددن القددول أن القضدداء اإلنجليددزي قبددل هددذه القددرارات كددان متشددددا‬
‫وصارما في قبول التعويض عدن الخطدأ المدربح مدن خدالل حصدر وتقييدد حداالت‬
‫اللجوء الى تطبي الخطأ المربح‪ ،‬فبموجب قرار لمحكمدة االسدتئناف سدنة ‪1993‬‬
‫فددي قضددية (‪ )AB v. South West Water Services‬اعتبددر القضدداة أن قبددول‬
‫طلبات التعويض العقدابي عدن الخطدأ المدربح يكدون مدرتبط أو بنداء علدى األسداس‬
‫الددذي اسددتند اليدده الخصددم أو المدددعي فددي دعددواه‪ ،‬حيددث حددددت قائمددة األخطدداء‬
‫المربحددة التددي تجيددز للمضددرور طلددب التعددويض العقددابي مددن خددالل حصددرها فددي‬
‫ستة حداالت فقدط وهدي‪ :‬االعتدداء‪ ،‬القدذف والتشدهير‪ ،‬التعددي علدى أرض الغيدر‪،‬‬
‫الحددبس التعسددفي أو الخدداطج‪ ،‬مضددار الجددوار أو االزعددا الصددادر عددن شددخص‬
‫خاص‪ ،‬التعدي أو خدرق حقدوق المؤلدف‪ ،‬مدع االقصداء الصدريح لدبعض األخطداء‬
‫األخددرى مددن نطدداق هددذا التعددويض وهددي‪ :‬اإلهمددال‪ ،‬أفعددال التمييددز العنصددري‪،‬‬
‫التددددليس أو الغددد ‪ ،‬دون وجدددود أي منطددد أو مبدددرر مقبدددول لهدددذا التقسددديم‪ ،‬لكدددن‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1169‬‬
‫القضاء قد تراجع عن هذا الموقدف بموجدب قدرار صدادر سدنة ‪ 2001‬فدي قضدية‬
‫(‪ ،(Kuddus v. Chief Constable of Leicestershire Constabulary‬اذ أعدادت‬
‫غرفة اللوردات النظر في هذه القيدود أو فيمدا يعدرف ب)‪،(Cause of action rule‬‬
‫اذ أجدداز القضدداة إمكانيددة تطبي د التعددويض العقددابي دون تقييددده بحدداالت معينددة أو‬
‫محددة للخطأ‪.42‬‬
‫فددي األخيددر نددذكر أيضددا مددن بددين التطبيقددات الحديثددة لفكددرة الخطددأ الم دربح‬
‫العقدي قضية(‪ )Pederson vs Larcombe‬سنة ‪.432008‬‬
‫‪ .3‬نحو تكريس التعويض عن الخطأ المربح في التقنين المدني الفرنسي‬
‫أدرك الفقه الفرنسي مدى القصور الدذي يشدوب القواعدد الحاكمدة لتعدويض‬
‫الضددرر فددي المسددؤوليتين العقديددة والتقصدديرية فددي القددانون الفرنسددي التددي لددم يددتم‬
‫تغيير المواد الخمسة التي ترتكز عليها عمليا منذ سدنة ‪ ،1804‬معترفدا بدأن فكدرة‬
‫الخطددأ المددربح تكشددف علددى نحددو بددين عدددم كفايددة قواعددد تعددويض الضددرر‪ ،‬وأن‬
‫قواعد التقنين المدني ما هي اال قواعدد مشدجعة القتدراف األخطداء المربحدة‪ ،‬ذلدك‬
‫أن التقيددد الحرفدددي بمبدددأ أال تعدددويض اال عدددن الضددرر هدددو الددذي سدددمح بانتشدددار‬
‫وتطور أنماط الخطأ المربح في المجتمع الفرنسي‪.44‬‬
‫لذلك حاول مشروع القانون المتعل بهصالح المسؤولية المدنيدة فدي التقندين‬
‫المدددني الفرنسددي لسددنة ‪ 2016‬مواكبددة المسددتجدات والتطددورات التددي وقعددت فددي‬
‫إنجلترا عن طري تكريس الوظيفة العقابية للمسؤولية المدنية من خالل تبني هدذه‬
‫الفكددرة ضددمن بنددوده‪ ،‬لكاان رغ ا كلا ل ا ياات اقرارهااا فااي تعااديل التقنااين الماادني‬
‫المااااري فاااي ‪ 10‬فيفاااري ‪ 2016‬والاااكي دخااال حياااز النفااااك بتااااريخ األول مااان‬
‫أكتوبر‪ ،452016‬نتيجة لتأجيل الحوار حاول هاك الوظيفاة العقابياة‪ ،‬وخصوصاا‬
‫حول فكرة الغرامة المدنية كألية للتعويض عان الخطاأ الماربح التاي سارعان ماا‬
‫اتساع الخا ت المتعلاي بهاا‪ ،‬وهدو مدا دفدع وزيدر العددل الدى طدرح مشدروع أخدر‬
‫مسددتقل عددن األول سددنة ‪ 2017‬يعكددس إرادة الدول دة فددي القيددام بموجددة ثانيددة مددن‬
‫اإلصالحات‪ ،‬حيث حاول من خالله إعادة فدتح النقدا حدول هدذه المسدألة‪ ،‬اال أن‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1170‬‬
‫الجدل الفقهي ظل قائما ومستمرا الى يومنا هذا نظدرا لمدا قدد يطرحده تطبيد هدذه‬
‫الغرامددة المدنيددة مددن إشددكاالت قددد تصددل الددى حددد التسدداؤل حددول مدددى دسددتوريتها‬
‫وهو ما عطل من اعتمادها ضمن مختلت تعدي ت التقنين المدني‪.‬‬
‫تكتسددي دراسددة هددذا الموضددوع أهميددة كبيددرة علددى الددرغم مددن كوندده ال يددزال‬
‫نظريا أو مجرد اقترحات واردة ضمن مختلف مشاريع اصالح قواعدد المسدؤولية‬
‫المدنية دون أن يتم تبينهدا رسدميا ضدمن تعدديالت التقندين المددني الفرنسدي‪ ،‬اذ أن‬
‫االلمددام بجوانددب هددذه الدراسددة يسددتلزم ابددراز خصوصددية تعريددف الخطددأ المددربح‬
‫(أوال)‪ ،‬ثم خصوصية الجزاء المترتب عن هذا الخطأ (ثانيا)‪.‬‬
‫‪ 1.3‬خصوصية تعريت الخطأ المربح‬
‫بعدد االصددالح الدذي شددمل نظريدة العقددد فدي التقنددين المددني الفرنسددي‪ ،‬جدداء‬
‫الدور على إصالح نصوص هذا التقنين المتعلقة بالمسدؤولية المدنيدة الدذي أصدبح‬
‫ضروريا‪ ،‬اذ وجددت فكدرة اسدترداد الخطدأ المدربح كأليدة للتعدويض العقدابي‪ ،‬ذات‬
‫األصول األنجلوسكسونية ترحيب في األوساط القانونية الفرنسية‪ ،46‬وخاصة بعدد‬
‫تبنيهدا ضدمن وثيقدة مشدروع تعدديل نظريددة االلتدزام فدي التقندين المددني الفرنسددي‪،‬‬
‫حيددث نصددت المددادة ‪ 1371‬المقترح دة علددى مددا يلددي‪« :‬إكا ارتكااب شخصااا خطااأ‬
‫عمااديا‪ ،‬وباااألخص إكا كااان هااكا الخطااأ مربحااا‪ ،‬فانااه يجااوز تغريمااه‪ ،‬فضا عاان‬
‫الضمانات التعويضية (الخسارة الحالة والربح الفائت)‪ ،‬بضمانات أو تعويضاات‬
‫عقابية‪ ،‬وللقاضي منح جزء من هاك التعويضاات العقابياة الاى الخزيناة العاماة‪.‬‬
‫ويجاب أن يكااون هااكا الحكا (الااكي فاارض تعويضااات عقابيااة) مسااببا علااى نحااو‬
‫خاص‪ ،‬وأن يفصل مبلغه عن باقي عناصر التعويض الممنوحاة الاى المضارور‪.‬‬
‫تعتبر التعويضات العقابية غير قابلة ألي تغطية تأمينية»‪.‬‬
‫كما أن قانون (‪ )HAMON‬بشدأن حمايدة المسدتهلك لسدنة ‪ 2014‬قدد كدرس‬
‫الدددعوى الجماعيددة لغددرض تعددويض المسددتهلكين الددذين مارسددت شددركات كبددرى‬
‫بحقهددم أعمدداال أدت الددى االضددرار بهددم‪ ،‬وحققددت فددي نفددس الوقددت لهددذه األخيددرة‬
‫أرباحا طائلة نتيجة للخطأ المربح الذي مارسته في حقهم‪ ،‬اذ أن جمع هدذه المبدالص‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1171‬‬
‫بدددالرغم مدددن تفاهتهدددا بالنسدددبة لمسدددتهلك واحدددد يجعلهدددا كبيدددرة جددددا وتحقددد هدددذه‬
‫األرباح‪.47‬‬
‫لكدددن يمكدددن القدددول أن التشدددريعات الفرنسدددية الخاصدددة بالملكيدددة الصدددناعية‬
‫والفكرية سب وأن تأثرت بهذه الفكرة‪ ،‬فعلدى سدبيل المثدال نصدت المدادة‪L.331-‬‬
‫‪ 1-4‬مدن تقندين الملكيدة الفكريدة لسدنة ‪ 1992‬المعددل علدى أن للمحكمدة المدنيدة‬
‫المعروض أمامها النزاع أن تأمر بمصادرة جزء أو كل من العائد أو الدربح الدذي‬
‫تحق د بفعددل التقليددد وتمنحدده للشددخص المتضددرر‪ ،48‬كمددا أجددازت قبددل ذلددك المددادة‬
‫‪ L.331-1-3‬مددن نفددس القددانون للمحكمددة أن تسترشددد بجملددة مددن المعددايير فددي‬
‫تقددير التعدويض عدن الضدرر الدذي تحقد مدن فعدل االنتهداك مدن بينهدا مدا حصددل‬
‫عليدده المدددعى عليدده مددن ربددح‪ .‬حيددث يددرى جانددب مددن الفقدده الفرنسددي أن هددذين‬
‫النصين ما هما اال بوادر أو مؤشرات على ادخال فكرة الخطأ المدربح فدي النظدام‬
‫القانوني الفرنسي‪ ، 49‬كما ال يمكن في هذا اإلطدار اغفدال دور النصدوص المتعلقدة‬
‫بتجريم الممارسات المنافية للمنافسدة التدي كاندت تشدكل الميددان الخصدب النتشدار‬
‫تطبيد هدذه الغرامدة مدن خددالل االنتقدال مدن الددور المحتشددم فدي بدايدة األمدر الددى‬
‫الدور الفعال أو الواسع عن طري تمديد تطبيقها دون تردد‪.‬‬
‫يعددد مشددروع اصددالح المسددؤولية المدنيددة الددذي قدمدده وزيددر العدددل حددافظ‬
‫األختدددام الفرنسدددي )‪ (Jean-Jacques Urvoas‬بتددداريخ ‪ 13‬مدددارس ‪ 2017‬بعدددد‬
‫االستشددارة أو المشدداورات العامددة التددي أطلقددت بشددأنه مددن شددهر أفريددل الددى غاي دة‬
‫شهر جويلية ‪ 502016‬الموجة أو الدفعة الثانيدة مدن ثدورة اإلصدالحات المقترحدة‬
‫لتعديل التقنين المدني الفرنسي‪ ،‬بعد اإلصالحات الجوهرية التي تم تبنيها بموجدب‬
‫تعددديل سددنة ‪ ،2016‬حيددث حدداول هددذا المشددروع تبسدديط وتحددديث واثددراء قواعددد‬
‫المسددؤولية المدنيددة‪ ،‬اذ خصددص الفصددل الرابددع لألثددار المترتبددة علددى المسددؤولية‪،‬‬
‫كمددا عمددل علددى تنظدديم التعددويض العقددابي فددي الفددرع الخددامس المعنددون بالغرامددة‬
‫المدنية من الجزء األول المخصص للمبادت العامة‪.‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1172‬‬
‫كددرس هددذا المشددروع بصددفة واضددحة وصددريحة الطددابع العقددابي لقواعددد‬
‫المسؤولية المدنية كحل وسط ما بين القواعد المدنية الكالسيكية التدي ترتكدز علدى‬
‫جبددر الضددرر والقواعددد الجزائيددة التددي ترتكددز علددى عقدداب األفعددال المجرمددة مددن‬
‫جهددة‪ ،‬وتدددعيما للوظيفددة الوقائيددة الجديدددة التددي تددم تبنيهددا أيضددا بموجبدده مددن جهددة‬
‫أخددرى‪ ،‬حيددث لددم تعددد وظيفددة المسددؤولية مقتصددرة علددى التعددويض اإلصددالحي أو‬
‫جبددر الضددرر‪ ،51‬وهددو مددا يعددد قفددزة نوعيددة وجريئددة‪ 52‬تنهددي كددل الجدددل الفقهددي‬
‫والقضددائي الددذي ثددار وطددال كثيددرا فددي فرنسددا بشددأن تبنددي فكددرة أو ظدداهرة الخطددأ‬
‫المربح والتعدويض العقدابي عنده‪ ،‬حيدث خصدص هدذا المشدروع المدادة ‪1-1266‬‬
‫لتفصيل مفهوم ومضمون الغرامة المدنيدة كأليدة للتعدويض عدن الخطدأ المدربح‪،53‬‬
‫لكن الخالف أصبح فيما بعد يتبلور حول طبيعة هذا الجزاء‪ ،‬أي حول مدا إذا كدان‬
‫هذا الخطأ المربح يجعدل فعدال كدل مدن التعدويض العقدابي أو االسدتردادي مؤسسدا‬
‫قانونا‪.‬‬
‫لدم يقدم هدذا المشدروع بتعريدف الخطدأ المدربح‪ ،‬وهدو مدا يظهدر وجدود إرادة‬
‫لترك هذه المهمة لكدل مدن الفقده‪ 54‬والقضداء‪ ،‬اذ يرجدع الدبعض ذلدك الدى عموميدة‬
‫هدذه الفكدرة التدي تجعددل مدن الصدعب حصدرها ضددمن تعريدف دقيد ‪ ،‬فلديس هندداك‬
‫حاجة أو ضرورة لتعداد قائمة األفعال المادية التدي يمكدن أن تشدكل خطدأ مربحدا‪،‬‬
‫اذ ندذكر علددى سدبيل المثددال ال الحصدر بعددض صدور هددذا الخطدأ سددواء فدي نطدداق‬
‫المسؤولية التقصيرية كأفعال المنافسدة غيدر النزيهدة أو الشدريفة‪ ،‬المسداس بالحيداة‬
‫الخاصة‪ ،‬أو في نطاق المسؤولية العقدية كعددم التنفيدذ المتعمدد للعقدد أو بسدوء نيدة‬
‫بهدف جني ربح غير مشروع‪ ،‬عدم التوازن العقدي الجسيم بهدف تحصديل ميدزة‬
‫أو أفضلية تعاقدية على حساب أحد األطراف المتعاقدة (الركن المادي للخطأ)‪.‬‬
‫حدد هدذا المشدروع اإلطدار القدانوني لهدذه الفكدرة‪ ،‬اذ طبقدا لهدذه المدادة فانده‬
‫فددي مجددال أو نطدداق المسددؤولية التقصدديرية‪ ،‬عندددما يرتكددب المسددؤول عددن الفعددل‬
‫الضددار قصدددا خطددأ بهدددف تحقيدد ربددح أو مصددلحة‪ ،‬يجددوز للقاضددي أن يحكدددم‬
‫عليدده‪ ،55‬بندداء علددى طلددب المضددرور أو طلددب النيابددة العامددة‪ 56‬وبموجددب قددرار‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1173‬‬
‫مسبب على وجه الخصوص‪ 57‬بدفع غرامدة مدنيدة ( ولديس بددفع تعدويض عقدابي‬
‫للمضدددرور)‪ ،‬وبدددذلك فدددان هدددذه الغرامدددة ذات الطدددابع االقتصدددادي الردعدددي وفقدددا‬
‫لمعايير المجلس الدستوري الفرنسي والمحكمة األوروبيدة لحقدوق االنسدان ترتكدز‬
‫أساسا على النتائج أو األثار المترتبة على الخطأ في حد ذاته‪.58‬‬
‫تددأثر مشددروع التعددديل الددذي أشددرف عليدده الفقيدده الفرنسددي(‪)Catala Pierre‬‬
‫والذي وضعت نصوص المسؤولية المدنية الخاصة به األستاذة الفرنسدية الشدهيرة‬
‫(‪ )Geneviève Viney‬بما سار عليه الفقده والقضداء اإلنكليدزي‪ ،‬اذ اشدترط اصدباغ‬
‫صفة العمد على الخطأ المربح حتى يكدون مسدتهال لتعدويض خداص يتعلد بسدلب‬
‫تلك المنفعة التي غنمها مقترف الفعل الضار‪ ،59‬لدذلك يصدف جاندب مدن البداحثين‬
‫الفرنسدديين الخطددأ المددربح بددذلك السددلوك المخددالف لألخددالق والمتدددبر فيدده وغي در‬
‫النزيده والددذي يغددنم مندده مقترفدده منفعددة ماليددة بخددرق قواعددد القددانون واألخددالق‪،60‬‬
‫وهنددا تجدددر اإلشددارة الددى أن التقريددر الددذي أعدتدده محكمددة الددنقض الفرنسددية حددول‬
‫مشروع قانون تعديل نظرية االلتدزام فدي القدانون الفرنسدي قدد أيدد بقدوة تبندي هدذه‬
‫الفكددرة‪ ،‬غيددر أندده أعدداب صددياغة المددادة التددي تبنددت الخطددأ المددربح ألنهددا لددم تبددرز‬
‫الصفة العمدية له‪.61‬‬
‫من خالل مالحظة وتحليل نص المادة ‪ 1-1266‬من هذا المشدروع يتضدح‬
‫أن المشدددروع قدددد حصدددر تطبيددد فكدددرة الخطدددأ المدددربح فدددي نطددداق المسدددؤولية‬
‫التقصدديرية دون العقديددة أي االعتددداد بالخطددأ المددربح التقصدديري فقددط‪ ،‬وهددو مددا‬
‫يشكل استبعادا لتطور الفقه والقضداء اإلنجليدزي فدي مجدال توسديع نطداق تطبيقهدا‬
‫الى المسؤولية العقدية أيضا (الركن الشرعي للخطأ)‪.‬‬
‫استعمل المشروع مصطلحين في تحديد الباعدث الرئيسدي أو قصدد مرتكدب‬
‫الخطدددأ المدددربح وهمدددا الدددربح والمصدددلحة‪ ،‬ونحدددن نفضدددل لدددو اكتفدددى المشدددروع‬
‫بالمصطلح األول‪ ،‬على اعتبدار أن مصدطلح الدربح هدو الدذي يتوافد مدع المفهدوم‬
‫الحقيقي لهذه الفكرة‪ ،‬في حين أ ن المصلحة قد تثيدر اللدبس عندد تطبيقهدا‪ ،‬اذ يمكدن‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1174‬‬
‫أن تكون هذه األخيرة مادية أو غيدر ماديدة‪ ،‬وفدي الحالدة األخيدرة ال يمكدن تطبيد‬
‫هذه الفكرة (الركن المعنوي للخطأ)‪.‬‬
‫‪ 2.3‬خصوصية الجزاء المترتب عن الخطأ المربح‬
‫تمثدددل الغرامدددة المدنيدددة أهدددم مسدددتجدات مشدددروع قدددانون اصدددالح قواعدددد‬
‫المسدؤولية المدنيدة لسددنة ‪ ،2017‬اذ تعتبدر هددذه األخيدرة تجسدديدا للوظيفدة العقابيددة‬
‫والردعية لهذه المسدؤولية‪ ،‬حيدث كاندت الفكدرة األساسدية لواضدعي هدذا المشدروع‬
‫هي ردع المتقاضين (الطدرف المسدؤول عدن الفعدل الضدار) عدن القيدام بسدلوكات‬
‫أو ممارسددات منبددوذة أو غيددر مقبولددة أي تثيددر اسددتياء أو اسددتكار المجتمددع دون‬
‫تكدريس التعدويض العقدابي للمضدرور‪ .‬حددد هدذا المشدروع أليدات تطبيد الغرامدة‬
‫المدنية كعقوبة مترتبة عدن الخطدأ المدربح‪ ،‬سدواء فيمدا يتعلد بكيفيدة حسداب مبلدص‬
‫هذه الغرامة أو فيما يتعل بكيفية النط وتنفيذ الحكم المتعل بها‪.‬‬
‫فالغرامة المدنية هي عقوبدة خدار التعدويض اإلصدالحي للضدرر‪ ،‬بمعندى أن‬
‫هذه الغرامة تعتبر كعقوبة عن الخطأ مسدتقلة عدن تعدويض أو جبدر الضدرر‪ ،‬كمدا‬
‫تمثل هذه األخيرة تطبيقا مخففا لمبدأ الشرعية المعروف في قانون العقوبات علدى‬
‫المادة المدنية‪ ،‬اذ يعتبر الهدف من إقرارها هدو الدردع الحاسدم لمرتكبدي مثدل هدذه‬
‫األفعال من أجل الحفاظ على النظام العام االقتصادي خصوصا‪.‬‬
‫يجب أن تكون هذه الغرامة مالئمة أو تتناسب مدع جسدامة وخطدورة الخطدأ‬
‫المرتكددب‪ ،‬اإلمكانيددات الماديددة للمسددؤول عددن الفعددل الضددار أو قدرتدده علددى الدددفع‬
‫والفوائد التدي حققهدا‪ ،‬اذ ال يمكدن أن يتجداوز مقددار هدذه الغرامدة عشدرة أضدعاف‬
‫مبلص الربح المحق في حالة ما إذا كان المسؤول عن الضرر شخصا طبيعيا‪.‬‬
‫أمددا فددي حالددة مددا إذا كددان المسددؤول عددن الضددرر شخصدا معنويدا‪ ،‬فددان هددذه‬
‫الغرامة يمكن رفعهدا أو تصدعيدها الدى نسدبة ‪ %5‬مدن مبلدص رقدم األعمدال األكثدر‬
‫ارتفاعا خار الرسدوم المحقد فدي فرنسدا خدالل احددى السدنوات الماليدة المنتهيدة‬
‫بدءا بالسنة المنتهية السابقة التي تم خاللها ارتكاب هذا الخطأ‪.‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1175‬‬
‫تصدددنف طبيعدددة هدددذه الغرامدددة ضدددمن العقوبدددات المدنيدددة العموميدددة حتدددى ال‬
‫يتعددارض تطبيقهددا مددع طبيعددة الغرامددة فددي قددانون العقوبددات‪ ،‬باعتبددار أن الخددالف‬
‫األساسددي بددين الفقهدداء الفرنسدديين كددان يتمحددور حددول الطددرف المسددتفيد مددن هددذا‬
‫الددربح غيددر المشددروع فددي حالددة اسددترداده أو مصددادرته أو متددى يتلقددى مبلددص هددذه‬
‫الغرامددة فددي حالددة اقرارهددا‪ ،‬لددذلك اقتددرح هددذا المشددروع أن يسددتبعد الضددحية مددن‬
‫االسدتفادة مدن هدذه الغرامدة حتدى ال يكدون إثدراء غيدر مشدروع لصدالحه‪ ،62‬حيددث‬
‫تخصص هذه األخيرة للغير من األشدخاص المعنويدة العموميدة‪ ،‬وتحديددا لتمويدل‬
‫صندوق تعويض له عالقة بطبيعة الضرر الواقع أو المتحمل‪ ،‬أو في غياب ذلدك‪،‬‬
‫الى الخزينة العمومية‪ ،‬كما ال تقبل هذه الغرامة التأمين‪.‬‬
‫وعليه فقد حدد هذا المشروع جملدة مدن المعدايير التدي يجدب علدى المحكمدة‬
‫أن تسترشد بها في تقدير مبلص هذه الغرامة وهدي جسدامة الخطدأ المرتكدب‪ ،‬قددرة‬
‫أو إمكانية المسؤول في الدفع والفوائد التي حققها أو ما حصل عليه المدعى عليده‬
‫(مرتكب الفعل الضار) من ربح على حسداب المضدرور‪ ،‬حيدث جداء هدذا المعيدار‬
‫األخير في المرتبة الثالثة ضمن هذا التعداد فدي حدين أنده يمثدل المعيدار الوحيدد أو‬
‫األساسدي لهدذه العقوبدة ذات الطدابع االقتصددادي طبقدا ألصدل فكدرة الخطدأ المددربح‬
‫دون االعتددداد بددالظروف الشخصددية أو الموضددوعية للمسددؤول مددن قبيددل مركددزه‬
‫المالي أو قدرته على الوفاء وغيرها‪.‬‬
‫كما قام هذا المشروع بتسدقيف الحدد األقصدى لهدذه الغرامدة‪ ،‬الدذي ال يمكدن‬
‫أن يتجدداوز مقدددارها عشددرة أضددعاف مبلددص الددربح المحقد ‪ ،‬وهددو مددا يددوحي لنددا أو‬
‫يجعلندا نعتقدد أنندا أمدام إقدرار المسددؤولية الجزائيدة للمسدؤول عدن الفعدل الضددار أو‬
‫أننا بصدد تطبيد احددى نصدوص قدانون العقوبدات المتعلقدة بالمخالفدات أو الجدنح‬
‫البسيطة ولسنا أمام المسؤولية المدنيدة أو بصددد تطبيد نصدوص التقندين المددني‪،‬‬
‫على اعتبار أن أساس فكدرة التعدويض المضداف عدن الخطدأ المدربح هدو اسدترداد‬
‫كامدددل الدددربح الدددذي جنددداه المسدددؤول علدددى حسددداب المضدددرور دون أي زيدددادة أو‬
‫نقصان‪ ،‬وبذلك فان الحكدم مدثال بالحدد األقصدى لهدذه الغرامدة أي عشدرة أضدعاف‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1176‬‬
‫الربح هو خرو عن قواعد التعويض عن الخطأ المربح‪ ،‬كما أنه يمثل مغداالة أو‬
‫تشدد في تطبي الطابع العقابي للمسؤولية المدنية‪ ،‬بشكل يثير معده التسداؤل حدول‬
‫المصلحة المراد حمايتها من خالل تطبيد هدذه الغرامدة هدل هدي مصدلحة خاصدة‬
‫للمضرور أم مصلحة عامة أو جماعية تستدعي إقرار مثل هذه األحكام‪.63‬‬
‫ميددز هددذا المشددروع بددين حالددة مددا إذا كددان المسددؤول عددن الضددرر شخص دا‬
‫طبيعيا وبين ما إذا كان هذا األخير شخصا معنويا‪ ،‬وهدو تمييدز ال نجدد لده تطبيد‬
‫ال في الفقه وال القضاء اإلنجليدزي مؤسدس هدذه الفكدرة‪ ،‬كمدا أن مثدل هدذا التمييدز‬
‫يحيلنددا الددى قواعددد المسددؤولية الجزائيددة للشددخص المعنددوي‪ ،‬الددذي وان كددان لدديس‬
‫باإلمكان عقابه بجزاءات سالبة للحرية بالنظر الى طبيعته‪ ،‬فان هدذا المشدروع قدد‬
‫تشدد في مقدار الغرامة التي تفرض عليه في حالة الخطأ المدربح‪ ،‬وهندا تعتقدد أن‬
‫المشددروع مددن خددالل هددذا الددنص قددد سددعى الددى حمايددة المسددتهلك مددن األخطدداء‬
‫المربحة التي يرتكبها المنتجين مقابل ما تحققه لهم من مداخيل خياليدة دون األخدذ‬
‫بمصلحة المستهلكين‪.‬‬
‫كمدا يمكددن القددول أن هدذا المشددروع قددد خددر نهائيدا عددن مفهددوم أو القواعددد‬
‫التددي تحكددم الوظيفددة العقابيددة لفكددرة الخطددأ المددربح‪ ،‬وهددو مددا يظهددر بوضددوح مددن‬
‫خدالل حرمددان المضددرور مدن االسددتفادة مددن التعددويض عدن الخطدأ المددربح خالفددا‬
‫للمشروع الذي قدمده األسدتاذ )‪ ،64( Terry‬اذ يدتم تخصدص هدذه الغرامدة لتمويدل‬
‫صندوق التعويض له عالقة بطبيعدة الضدرر الواقدع أو المتحمدل‪ ،‬أو الدى الخزيندة‬
‫العمومية بذريعة تفادي أي انحراف نحو االثراء بدون سبب أو غير المشدروع أو‬
‫التصادم مع قانون العقوبدات‪ ،‬وهندا يتجلدى الخلدط بدين قواعدد المسدؤولية الجزائيدة‬
‫والوظيفدة العقابيدة للتعدويض عدن الخطددأ المدربح فدي نطداق المسدؤولية المدنيددة‪،65‬‬
‫لذلك يستحسن إعادة صياغة هذه المادة ألن تبينها بالصياغة الحالية سوف يطدرح‬
‫بالضددرورة إشددكالية مدددى دسددتوريتها باعتبددار أن تطبيقهددا بهددذا الشددكل يعددد خرقددا‬
‫للمبدأ الجنائي المعروف بأن ال جريمة وال عقوبة اال بنص‪.66‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1177‬‬
‫في األخير‪ ،‬ينبغي التككير أنه نظرا لكل هاك اإلشاكاالت التاي يطرحهاا تطبياي‬
‫هاك الفكارة‪ ،‬فاناه لا يات تبنيهاا ضامن تعاديل التقناين المادني لساانة ‪ 2016‬وال‬
‫التعدي ت التي تضمنها القانون رق ‪ 287-2018‬ماري في ‪ 20‬أفريال ‪2018‬‬
‫الكي يتضمن المصادقة علاى هاكا األمار‪ ،‬وهاو ماا يعكاس إرادة الدولاة فاي عاد‬
‫التعجااال فاااي اقااارار فاااي انتظاااار التوافاااي بعاااد اساااتكمال مختلااات المشااااورات‬
‫والنقاشات بشأنه‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يعتبر الخطأ المبرح خطأ ذو طبيعة خاصة‪ ،‬فهو الخطأ الذي يحق فيه‬
‫مرتكب الفعل الضار الموجب للمسؤولية العقدية أو التقصيرية ربحا يتجاوز في‬
‫حالة إقرار مسؤوليته مقدار التعويض الواجب عليه دفعه طبقا لمبدأ التعوي ض‬
‫الكامل‪ ،‬والذي يشمل عنصري الخسارة الحالة والربح الفائت‪ ،‬اذ يعتبر هام‬
‫الربح غير المشروع الذي يحققه المسؤول أو مقترف هذا الفعل على حساب‬
‫المضرور هو الباعث الرئيسي الذي يدفعه الرتكاب فعله بعد أن فكر وقدر أن ما‬
‫يجنيه من ربح يفوق ما سوف يخسره في حالة إقرار مسؤوليته‪.‬‬
‫يتعين على المشرع الجزائري مواكبة التطورات الحديثة التي مست قواعد‬
‫المسؤولية المدنية في كل من القانون اإلنجليزي والفرنسي وعدم التأخر في‬
‫اصالح وتطوير نظامها القانوني من خالل إضفاء الطابع العقابي على هذه‬
‫األخيرة‪ ،‬تداركا لقصور نصوص التقنين المدني الجزائري في تعويض‬
‫المضرور عن الخطأ المربح‪ ،‬على اعتبار أن األحكام التقليدية الحاكمة‬
‫للمسؤولية المدنية بنوعيها العقدية والتقصيرية التي ترتكز على مبدأ التعويض‬
‫الكامل للضرر أثبتت عدم كفايتها وقصورها في حماية المضرور من جهة‬
‫وردع المسؤول عن الخطأ المربح من جهة أخرى‪.‬‬
‫لذلك فان الغاية األساسية في حالة االعتراف أو إقرار هذا الضمان الجديد‬
‫هو الوصول الى فكرة الضمان العادل أو تحقي العدالة التعاقدية من خالل‬
‫انصاف المضرور ‪ ،‬اذ يشتمل هذا األخير على التعويض اإلصالحي عما لح‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1178‬‬
‫المضرور من خسارة وما فاته من كسب باإلضافة الى التعويض العقابي الذي‬
‫يلعب دورين أساسين; دور وقائي باعتباره وسيلة لضمان احترام سلطة القانون‬
‫من خالل تفادي شيوع أو تكرار مثل هذه السلوكات أو األخطاء المربحة خاصة‬
‫في المستقبل باعتبارها تثير سخط المجتمع‪ ،‬إضافة الى الدور العالجي من خالل‬
‫ردع المسؤول عن الفعل الضار ردعا كافيا وفعاال وهوما يشكل إرضاء نفسي‬
‫للمضرور قبل أن يكون إرضاء ماديا له‪.‬‬
‫يستحسن تبني أي مشروع إلصالح قواعد المسؤولية المدنية فكرة‬
‫التعويض العقابي اإلضافي كألية للتعويض عن الخطأ المربح تفاديا لما تطرحه‬
‫الغرامة المدنية من إشكاالت عند تطبيقها‪ ،‬خاصة فيما يتعل بالطرف المستفيد‬
‫من مبلص أو مقدار التعويض أو المتلقي للربح المسترد المتحصل عليه بطريقة‬
‫غير مشروعة‪ ،‬حيث ال مانع للقاضي المدني شريطة تسبيب حكمه من تمكين‬
‫المضرور من هذا التعويض عن طري دمجه مع عناصر أو أنواع التعويض‬
‫األخرى في حالة توفر شروط االستفادة منها خاصة فيما يتعل بالتعويض عن‬
‫الضرر المادي والمعنوي ‪ ،‬وفي هذا االطار يتعين السماح للقاضي من أجل‬
‫مساعدته أو تسهيل مهمته بتعيين خبير من أجل تقييم أو حساب الربح الذي حققه‬
‫الطرف المسؤول عن الفعل الضار لتقدير مبلص التعويض اإلضافي االستردادي‬
‫متى تعذر عليه القيام بذلك بنفسه أو متى تبين له الحاجة الى ذلك‪.‬‬
‫ومن أجل تجسيد ذلك عمليا‪ ،‬نقترح إضافة مادتين الى التقنين المدني‬
‫الجزائري في الباب المتعل بالمسؤولية المدنية تكون صياغتهما على النحو‬
‫التالي‪:‬‬
‫المادة األولى‪ « :‬في نطاق كل من المسؤولية المدنية العقدية أو‬
‫التقصيرية‪ ،‬في حالة ما إذا المسؤول عن الضرر قد ارتكب عمدا خطأ بهدف‬
‫الحصول على ربح غير مشروع‪ ،‬وكان هذا األخير يتجاوز مقدار التعويض‬
‫الواجب عليه دفعه المتمثل في عنصري الخسارة ال حالة والكسب الفائت على‬
‫فرض إقرار مسؤوليته‪ ،‬يجوز للقاضي أن يأمره بناء على طلب المضرور‪،‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1179‬‬
‫وبموجب حكم مسبب على وجه الخصوص بدفع تعويض عقابي استردادي‬
‫يضاف الى عناصر التعويض عن األضرار األخرى‪.‬‬
‫تعتبر على وجه الخصوص الحاالت التالية مبررة قانونا إلقرار التعويض‬
‫عن الخطأ المربح‪:‬‬
‫‪ -‬إذا انتهك المسؤول بخطئه ح المضرور في الخصوصية أو ارتكب في حقه‬
‫فعل القذف أو التشهير‪ ،‬أو كل انتهاك لحقوق المؤلف‪ - ،‬إذا غير المسؤول عن‬
‫فعل االستالء على عقار فالحي من نمط استغالل هذا األخير‪ ،‬وكان الربح الذي‬
‫حققه من هذا االستغالل غير المشروع أكبر من الذي كان يحققه المضرور قبل‬
‫ارتكاب هذه الواقعة‪- ،‬إذا تاجر المودع لديه بالوديعة النقدية التي كانت في‬
‫حيازته أو تربح من المال المودع لديه بأي شكل من األشكال دون علم وموافقة‬
‫المودع‪- ،‬إذا حصل الوكيل على أي منفعة أو ميزة من جراء تنفيذه لعقد الوكالة‬
‫خار األجرة المتف عليها مع األصيل أو الموكل‪- ،‬اذ امتنع البائع عن تسليم‬
‫البضاعة الى المشتري بعد أن حصل على مشتري أخر بثمن أعلى‪- ،‬إذا ضاي‬
‫المؤجر مستأجره وأخرجه من أرض زراعية بعد أن حصل على متعاقد أخر‬
‫وعده بأجر أزيد‪ - ،‬إذا انتهك العامل االلتزام بالسر المهني الذي يفرضه عليه‬
‫عقد العمل من خالل افشائه مثل هذه األسرار الى مؤسسة أخرى متواطئة‪،‬‬
‫وكانت هذه األسرار مهمة اذ تمنح مزايا تنافسية بحكم طبيعتها عن طري زيادة‬
‫مبيعات هذه المؤسسة على حساب مؤسسته المستخدمة‪ - ،‬اذ استغل شخص‬
‫نفوذه في شركة باعتباره مديرا لها أو عضوا في مجلس ادارتها في ابرام عقود‬
‫بمزايا خاصة لصالح شركة أخرى‪.‬‬
‫يراعي القاضي في تقدير هذا التعويض العقابي الفوائد التي حققها‬
‫مرتكب الفعل الضار أو ما حصل عليه من ربح على حساب المضرور»‪.‬‬
‫المادة الثانية‪ « :‬ال يجوز الحكم بالتعويض اإلضافي المنصوص عليه في‬
‫نص المادة ‪...‬أ عاله في حالة وفاة المسؤول‪ ،‬وال تؤثر وفاة المضرور على‬
‫الحكم به‪ .‬ال يقبل التعويض عن الخطأ المربح أي تأمين»‪.‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫عزالدين زوبة‬/.‫د‬
1180

:‫التهميش واإلحاالت‬

‫حيث قد تحقق الكثير من الشركات العمالقة في مختلف المجاالت كشركات النقل والشركات‬-1
‫ أرباحا خيالية على‬،‫السياحية وشركات الهاتف النقال أو غيرها من الشركات التي تقدم خدمات‬
‫حساب األشخاص نتيجة لألخطاء المتعمدة التي ترتكبها مقابل ما ستقوم بدفعه من تعويضات‬
.‫نتيجة اخالها بالمسؤولية سواء العقدية أو التقصيرية‬
‫ أسباب وجود فكرة الضمان الناتج عن الفعل غير‬،‫ ناهض سالم كامل‬،‫علي غسان أحمد‬-2
www.journal-nahrain.org : ‫ مقال منشور بالموقع االلكتورني‬،‫المشروع‬
.2020—04-19 :‫اطلع عليه بتاريخ‬
3
-Goderoy De MONCUIT, La Faute Lucrative, Centre de Droit et la
Consommation et du Marché, Montpellier, 2010-2011, p:135.
4
-James EDELMAN, Gain Bases Damages: Contract, Tort, Equity, and
Intellectual property, Oxford Portland, Hart Publishing, London, 2002, p:81.
5
-DE LUCA Stéphanie, Quelle place en droit français pour les dommages et
intérêts à titre punitif ?, Analyse des perspectives et problèmes à travers une
étude des droits anglais et américain, Master II Droit des affaires, Université
PANTHÉON–ASSAS PARIS II, Paris, 2011-2012, p:08.
.136-131 :‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ ناهض سالم كامل‬،‫علي غسان أحمد‬-6
7
-Elizabeth A Martin, A Dictionary of Law, 7th Edition, Oxford University
Press, London, 2011, p:151.
8
-Joh, COOKE, Law of Tort, Sixth Edition, Pearson, London, 2003, p:381-
382.
،‫ النطاق الفني للتعويض عن الخطأ المربح في المسؤولية المدنية‬،‫ظافر حبيب جبارة‬-9
.2020-04-08 ‫ اطلع عليه بتاريخ‬، www.iasj.net ، ‫دراسة مقارنة‬
10
-Juliette MEADEL, Faut-il introduire la faute lucrative en droit Français?, Petites
affiches, Paris, 2007, p:6.
11
-Paula GILIKER, Vicarious Liability in Tort: Comparative Perspective, Cambridge
University Press, London, 2010, p: 41.
12
-Nicholas J MCBRIDE and Roderick BAGSHAW, Tort Law, 2 nd Edition, Pearson
Education, London 2005, p:681.
13
- «the object of damages in the usual sense of the term is to compensate ; the object
of exemplary damages is to punish and deter. It may well be thought that this confuses
the civil and criminal functions of the law; and indeed, the idea of exemplary damages
is peculiar to English law ».

)2021(/ 01‫ العدد‬، ‫المجلد الثامن‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1181‬‬
‫‪14‬‬
‫‪-Solene ROWAN, Comparative Observations on the Introduction of Punitive‬‬
‫‪Damages in French Law, Reforming the French Law of Obligations, Studies of the‬‬
‫‪Oxford Institute of European and Comparative Law, Hart Publishing, London, 2009,‬‬
‫‪p:330-331.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪-Richard STONE, The Modern Law of Contract, 5th Edition, Cavendish Publishing,‬‬
‫‪London, 2002, p:166.‬‬
‫‪ -16‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12 :‬‬
‫‪17‬‬
‫‪- Solene ROWAN, Op.Cit, p:339-340.‬‬
‫‪-the Judge (Blackstone) said that: «the decisions of courts of justice are the evidence‬‬
‫‪18‬‬

‫‪of what is Common Law». DE LUCA Stéphanie, Op.cit, p:17.‬‬


‫‪ -19‬عرف القضاء األمريكي التعويض العقابي من خالل مختلف الوظائف أو األدوار التي‬
‫يضمن تحقيقها‪ ،‬اذ تسعى مختلف المحاكم والهيئات القضائية على تأكديها بعناية وبصفة مفصلة‬
‫في أحكامها‪ ،‬وهو ما حرص على القيام به القاضي ( ‪ ) John Paul Stevens‬من خالل قراره‬
‫الصادر عن المحكمة العليا األمريكية سنة ‪ 2001‬في قضية ‪Cooper IndustryV‬‬
‫‪.)Leatherman( Tool‬‬
‫‪20‬‬
‫‪- Struan SCOTT, Rights, Remedies, Wrongs and the Bribe Taking Fiduciary,‬‬
‫‪Hart Publishing, London, 2008, p:35.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪-James EDELMAN, Op.cit, p:40.‬‬
‫‪-22‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.14 :‬‬
‫‪-23‬عبد الرزاق أحمد السنهوري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬المجلد‬
‫الثاني (نظرية االلتزام بوجه عام‪ ،‬مصادر االلتزام)‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬منشورات الحلبي‬
‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،2009 ،‬ص‪.1321 :‬‬
‫‪ -24‬تتلخص وقائع هذه القضية في أن احدى شركات استخراج الغاز الطبيعي خزنت جزء من‬
‫فائض اإلنتاج بأرض ظهرت فيما بعد أنها ملك للمدعي‪ ،‬حيث طالب محامي هذا األخير بالقيمة‬
‫االيجارية لألرض فضال عن األرباح التي حققتها الشركة من هذا التجاوز على اعتبار أن هذه‬
‫األرباح ما هي اال اثراء غير عادل جنته من فعل التجاوز الخاطئ‪ ،‬اذ استجابت المحكمة الى‬
‫طلبه األول‪ ،‬فمنحته أجرا مثل ايجار األرض وقدرته بمليونين دوالر‪ ،‬غير أنها رفضت منحه‬
‫الربح الذي قدرته الشركة والذي قدر ب ‪ 12‬مليون دوالر‪ ،‬وعند االستئناف صادقت المحكمة‬
‫االستئناف على حكم المحكمة االبتدائية مقدرة أن األرباح التي حققتها الشركة لم تأت من أو‬
‫‪- James EDELMAN, Op.cit, p:39.‬‬ ‫على حساب المستأنف أنظر‪:‬‬
‫‪25‬‬
‫‪-Christian LAPOYADE, La réparation du Préjudice économique pur en droit‬‬
‫‪Français, Revue internationale de droit comparé, Vom.50, n02, 1998, p:368-‬‬
‫‪371.‬‬
‫‪ -26‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16 :‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1182‬‬
‫‪27‬‬
‫‪- Godefroy De MONCUIT, Op.cit, p: 94.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪-Vignolle D, La consécration des fautes lucratives un solution au problème‬‬
‫‪d’une responsabilité punitive?, Gazette du Palais, Paris, 2010, p:7.‬‬
‫‪29‬‬
‫‪-Nickolas J MCBRIDE, Roderick BAGSHAW, Op.cit, p:347.‬‬
‫‪ -30‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.25-24 :‬‬
‫‪31‬‬
‫‪- James EDELMAN, Op.cit, p:138.‬‬
‫‪ -32‬تتلخص وقائعها في قيام ناشر بتش هير مجموعة من ضباط البحرية اإلنجليزية وتحميلهم‬
‫المسؤولية عن احدى الكوارث البحرية في كتابه‪ ،‬ورغم مطالبة والحاح هؤالء الضباط على‬
‫هذا الناشر باالمتناع عن نشر كتابه‪ ،‬اال أنه قام بإصدار هذا الكتاب دون مراعاة هذه‬
‫االلتماسات‪ ،‬حيث أصدر القضاء حكمه القاضي بإقرار مسؤولية الناشر مستندا في تقدير مقدار‬
‫التعويض على ما جناه هذا األخير من ربح ‪ ،‬وهذا بهدف تجريده أو سلبه من الربح الذي حققه‬
‫من فعل أو واقعة التشهير‪-Nickolas J MCBRIDE, Roderick BAGSHAW, Op.cit, p:677.‬‬
‫‪ -33‬تتلخص وقائع هذه القضية في قيام مجلة ألمانية بنشر مقال على غالفها حول الحالة الصحية‬
‫لألميرة (كارولين) أميرة موناكو مدعية بأنها تعاني من مرض السرطان‪ ،‬على اثر ذلك قام‬
‫محامي األميرة برفع دعوى قضائية لمطالبة المجلة بتعويضها عن األضرار التي لحقت بها من‬
‫جراء اعتقاد عامة الناس بأنها مصابة حقيقية بهذا المرض‪ ،‬اذ استجابت المحكمة لهذا الطلب‬
‫مقرة بتعويضها بمبلغ قدره سبعة أالف أورو فضال على اجبار الصحيفة على نشر تكذيب‬
‫للخبر الذي أشاعته‪ ،‬وعندما نقضت األميرة الحكم أمام المحكمة االتحادية العليا على أساس‬
‫عدم تناسب مقدار التعويض مع الضرروالربح الذي حققته المجلة من إذاعة هذا الخبر‪ ،‬وافقت‬
‫هذه األخيرة على هذا النقض معتبرة بأن مقدار التعويض المقضي به كان في الحقيقة زهيدا‬
‫وغير كافيا‪ ،‬ألنه لم يأخذ بعين االعتبار ما جنته المجلة من ربح من انتهاكها لحق األميرة في‬
‫الخصوصية‪ ،‬وخاصة أن باعث المجلة من اقتراف الخطأ هو تحقيق الربح‪ ،‬لذلك يجب أن‬
‫يكون مقدار التعويض ذا أثر ردعي‪ ،‬بحيث يكون مناسبا ويشكل عبئا (عقابا) على المسؤول‪.‬‬
‫‪-Basil S MARKESINIS and Hannes UNBERATH, The German Law of Torts, A‬‬
‫‪Comparative Treatise, 4 th Edition, Hat Publishing, London, 2002, p:74-78.‬‬
‫‪- James EDELMAN, Op.cit, p:162-163.‬‬
‫‪34‬‬

‫‪ -35‬تتلخص وقائعها في أن المدعي عليه قد أبرم عقد عمل مع هذه الجامعة‪ ،‬غير أن هذه‬
‫األخيرة تبين لها فيما بعد بأنه متعاقد مع جهة أخرى ويؤدي أعماال استشارية لها دون علمها‬
‫وموافقتها‪ ،‬اذ رفضت المحكمة الدعوى التي تقدمت بها الجامعة لالستحواذ على المبالغ التي‬
‫حصل علي ها هذا األخير على أساس أنه ال يوجد بند صريح في العقد المبرم بينهما يمنعه من‬
‫القيام بهذه األعمال‪ ،‬فضال على أن الربح المتحقق للمدعى عليه قد نشأ عن واقعة ال عالقة لها‬
‫بعقد العمل المبرم مع المدعي‪ .‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 28 :‬و‪.29‬‬
‫‪ -36‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 :‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫د‪/.‬عزالدين زوبة‬
‫‪1183‬‬
‫‪ -37‬تتلخص وقائعها في أن السيد (‪ )George Blake‬كان عضوا في جهاز المخابرات للفترة‬
‫من ‪ ،1961-1944‬غير أن السوفييت استطاعوا أن يجندوه كجاسوس لهم‪ ،‬واستمر في ارسال‬
‫المعلومات حتى انكشف أمره وحكم عليه بالسجن لمدة ‪ 42‬سنة‪ ،‬غير أنه استطاع الهرب سنة‬
‫‪ 1966‬واستقر في موسكو‪ ،‬أين قام بكتابة سيرته الذاتية التي روى فيه مأثره في الجاسوسية‪،‬‬
‫حيث اتفق هذا األخير مع مؤسسة (‪ )Jonathan Cape‬للنشر على أن تقوم بنشر هذه السيرة‬
‫مقابل ‪ 50000‬ألف باوند تمنح عند توقيع العقد‪ ،‬ودفعتين أخريتين عند نشر هذه السيرة‪ ،‬حيث‬
‫رفع االدعاء البريطاني دعوى مدنية ضده وضد الناشر يطلب فيها منع هذا األخير من تسليم‬
‫المبلغ المتبقي من عقد النشر الى المدعى عليه األول وهو ما استجابت له المحكمة‪.‬أنظر‪:‬‬
‫‪-Caroline BALOSSO, De l’opportunité d’introduire des dommages et intérêts de type‬‬
‫‪punitifs‬‬ ‫‪en‬‬ ‫‪droit‬‬ ‫‪français‬‬ ‫‪de‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪responsabilité‬‬ ‫‪contractuelle,‬‬
‫‪www.blogs.parisnanterre.fr, consulté le: 05-05-2020.‬‬
‫‪ -38‬ظافر حبيب جبارة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 32 :‬و‪.33‬‬
‫‪39‬‬
‫‪-James EDELMAN, Op.cit, p:947-948.‬‬
‫‪ -40‬تتلخص وقائعها في قيام هذه الشركة بالتعاقد مع أحد الموزعين‪ ،‬يلتزم من خالله هذا األخير‬
‫بأن يعد تقريرا يوميا عن أسعار المشتقات النفطية للشركات المنافسة ويرسلها الى الشركة لكي‬
‫تقرر السعر الذي يجب أن تباع به هذه المشتقات‪ ،‬غير أن الموزع لم يتقيد بالسعر الذي وضعته‬
‫الشركة وباع لمرات عديدة بسعر أعلى محتفظا بالزيادة له‪ ،‬حيث قضت المحكمة باسترداد‬
‫جميع األرباح التي حصل عليها الموزع كأساس لتقدير التعويض‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Graham VIRGO, Restitutionary Remedies For Wrongs, Causation and Remoteness,‬‬
‫‪Hart Publishing, London, 2008, p:318.‬‬
‫‪ -41‬تتلخص وقائع هذه القضية في أن السيدة (‪ )Alwood‬كانت حامال بثمانية توائم‪ ،‬اذ أوكلت‬
‫السيد(‪) Clifford‬على أن يتفق مع احدى الصحف لنشر تفاصيل قصة حملها الغريبة‪ ،‬ولغرض‬
‫الترويج لهذا الخبر منحت الصحيفة شركة هذا األخير القيام بحملة عالقات عامة واسعة مقابل‬
‫‪ 15‬ألف باوند‪ ،‬حيث استجابت المحكمة لطلب المدعية المتعلق بإرجاع هذا المبلغ مقررة بأنه‬
‫في عقد الوكالة‪ ،‬يجب أن يكون األصيل على دراية كاملة بأي اتفاقات يبرمها الوكيل مع الغير‪،‬‬
‫ولما كان هذا الوكيل لم يعلم األصيل باالتفاق الفرعي الذي أبرمه مع الغير رغم الزامية أمانته‬
‫وحسن نيته في ابرام هذا العقد فانه يكون ملزما بإرجاع المبلغ الى األصيل‪ .‬أنظر‪:‬‬
‫‪- Richard STONE, Op.cit, p:166.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪-DE LUCA Stéphanie, Op.cit., p:25.‬‬
‫‪ -43‬تتلخص وقائعها في أن السيد (‪ )Pederson‬قد أوكل السيد (‪ )Larcombe‬بأن يبيع منزله‪،‬‬
‫وأن يخطره بأفضل سعر مقترح من المشترين‪ ،‬غير أن هذا األخير لم يبذل أي جهد في سبيل‬
‫ذلك لكي يجعل األصيل في حالة فقدان األ مل من اتمام صفقة البيع‪ ،‬حيث عرض هذا األخير‬
‫بعد ذلك شراء المنزل باسم مستعار لشركة تدعى(‪ )Varinya‬فقبل موكله عرض هذه الشركة‪،‬‬

‫المجلد الثامن ‪ ،‬العدد‪)2021(/ 01‬‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫عزالدين زوبة‬/.‫د‬
1184
) Pederson( ‫ مما دفع السيد‬،‫التي باعت بعد فترة هذا البيت بضعف السعر الذي اشتري به‬
‫ اذ استجابت المحكمة لطلبه مقررة بأنه اذا‬،‫بمطالبة الوكيل بمبلغ الربح الصافي الذي كسبه‬
‫استفاد الوكيل باسمه أو باسم مستعار من جراء االخالل بواجب الوفاء والثقة أو األمانة لموكله‬
:‫ أنظر‬.‫فانه يكون مسؤوال تجاه موكله بمقدار الربح الذي كسبه‬
-James EDELMAN, Op.cit, p:10-11.
44
- Godefroy De MONCUIT, Op. cit, p:856.
- Ordonnance n° 2016-131 du 10 février 2016 portant réforme du droit des
45

contrats, du régime général et de la preuve des obligations. JORF n°0035 du


11 février 2016.
.15 :‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ ظافر حبيب جبارة‬-46
47
-Mirelle BACACHE, Action de groupe et responsabilité civile, RTD Civ,
Paris, 2014, p:450-467.
.27 :‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ ظافر حبيب جبارة‬-48
49
-Jean Sébastien BORGHETTI, Op.cit, p:58-59.
50
- Projet de Réforme du droit de la responsabilité civile, Présenté le 13 mars
2017, par Jean Jaques Urvoas garde des sceaux, ministre de la justice suite à la
consultation publique menée d’avril à juillet 2016.
51
- Astrid Garraud, La faute lucrative et sa sanction, ou l’ombre pénaliste sur les effets
de la responsabilité civile, www.actu-juridique.fr, consulté le: 19-04-2020.
52
-Nathalie FOURNIER DE CROUY, Consécration de la faute lucrative en droit
commun : pourquoi ne dit-elle pas son nom ? Regard porté sur la constitutionnalité et
l’efficacité de l’article 1266-1 du projet de réforme de la responsabilité civile,
https://www.actu-juridique.fr, consulté le: 08-11-2017.
53
-L’article 1266-1 dispose :« En matière extracontractuelle, lorsque l’auteur du
dommage a délibérément commis une faute en vue d'obtenir un gain ou une économie,
le juge peut le condamner, à la demande de la victime ou du ministère public et par
une décision spécialement motivée, au paiement d’une amende civile. Cette amende
est proportionnée à la gravité de la faute commise, aux facultés contributives de
l'auteur et aux profits qu'il en aura retirés. L’amende ne peut être supérieure au
décuple du montant du profit réalisé. Si le responsable est une personne morale,
l’amende peut être portée à 5 % du montant du chiffre d'affaires hors taxes le plus
élevé réalisé en France au cours d'un des exercices clos depuis l'exercice précédant
celui au cours duquel la faute a été commise. Cette amende est affectée au
financement d’un fonds d’indemnisation en lien avec la nature du dommage subi ou, à
défaut, au Trésor public. Elle n’est pas assurable».

)2021(/ 01‫ العدد‬، ‫المجلد الثامن‬ ‫مجلة صوت القانون‬


‫التعويض عن الخطأ المربح في ظل القانونين اإلنجليزي والفرنسي‬ ‫عزالدين زوبة‬/.‫د‬
1185
54
-«Est qualifiée de faute lucrative toute faute commise délibérément en vue d’un
enrichissement illicite et au préjudice d’autrui ». Nathalie FOURNIER DE CROUY,
Op.cit.
‫» أن الحكم بالغرامة المدنية يندرج ضمن‬...‫اذ يظهر من عبارة « يجوز للقاضي أن يحكم‬-55
‫ أي أنه غير ملزم قانونا بالحكم بها وهو ما يضعف من‬،‫السلطة التقديرية للقاضي المدني‬
.‫خاصية الردع الذي تتصف بها هذه الغرامة‬
‫ تم توسيع قائمة األشخاص أو الهيئات المخولة قانونا بتحريك دعوى المطالبة بالنطق‬-56
‫ وهو ما يشكل ضمانا لفعالية هذه‬،‫وتطبيق عقوبة الغرامة المدنية كتعويض عن الخطأ المربح‬
‫ اذ كلما كثر عدد الهيئات‬،‫الغرامة أو أداة حقيقية لتحقيق خاصية أو صفة الردع الذي تستهدفه‬
‫ حيث تم ادخال النيابة العامة ضمن‬،‫المتدخلة كلما زاد احتمال أو إمكانية النطق بهذه الغرامة‬
‫هذه القائمة باعتبارها المؤهلة أو المختصة بالدفاع عن النظام العام االقتصادي إضافة الى‬
. ‫الضحية باعتباره الطرف المضرور من هذا الخطأ‬
‫ حيث يلزم القاضي بتسبيب قراره‬،‫اذ يعتبر التسبيب ضمانة هامة من أجل محاكمة عادلة‬-57
.‫المتعلق بتطبيق عقوبة الغرامة المدنية على مرتكب الفعل الضار‬
58
-Nathalie FOURNIER DE CROUY, Op.cit.
.10 :‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ ظافر حبيب جبارة‬-59
60
-Goderoy De MONCUIT, Op. cit, p:8.
61
-Jean Claude BIZOT, Groupe de travail sur le projet intitulé : ‘Pour une Réforme du
Droit de la Responsabilité, Cour de Cassation, Paris, 2012, p: 21 26
62
- Nathalie FOURNIER DE CROUY, Op.cit.
63
-» L’existence de plafonds légaux conforte la constitutionnalité de l’amende civile
étudiée. Parce qu’ils opèrent comme une limite à la répression, ils expriment le
principe de proportionnalité dans sa fonction limite ». Nathalie FOURNIER DE
CROUY, Op.cit.
64
-«Malgré qu’en droit anglo-américain qui a été le premier à introduire la notion
de punitive damages ou d’exemplary damages pour punir la faute lucrative, il s’agit
d’une somme supplémentaire qui est versée à la victime par l’auteur d’une
faute délibérée en raison du profit qu’il en aura retiré». Astrid Garraud, Op.cit.
65
- «Le projet Terré, quant à lui, prévoyait que le juge accorde à la victime le montant
du profit retiré par l’auteur de la faute intentionnelle ou lucrative plutôt que la
réparation du préjudice». Astrid Garraud, Op.cit.
‫ يرى بعض المهتمين بهذا الموضوع أن تخصيص عائد هذه‬،‫على خالف هذا الموقف‬-66
‫الغرامة أي الربح المسترد الى صندوق تعويضي أو الى الخزينة العامة يعزز من خاصية هده‬
.‫ كما من شأنه أن يدعم الوظيفة العقابية للمسؤولية المدنية‬،‫الغرامة كعقوبة مدنية عمومية‬

)2021(/ 01‫ العدد‬، ‫المجلد الثامن‬ ‫مجلة صوت القانون‬

You might also like