You are on page 1of 10

‫مقياس فلسفة القانون‬

‫محاضرات موجهة لطلبة السنة األولى ليسانس حقوق‬


‫األستاذة‪/‬بوعمرة اسيا‬
‫‪2020/2021‬‬
‫برنامج السداسي األول‬
‫‪-‬تمهيد‪ -‬أصول القانون ومقاصده‬
‫المحور األول ‪ :‬المذاهب الشكلية والموضوعية والمختلطة‬
‫الفصل األول‪ :‬المذاهب الشكلية‬
‫المبحث األول‪ :‬نظرية جون أوستن‬
‫المبحث الثاني ‪:‬النظرية الصافية للقانون –هانز كلس‬
‫المبحث الثالث ‪:‬نظرية هيجل‬
‫المبحث الرابع‪ :‬نظرية الشرح على المتون‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المذاهب الموضوعية‬
‫المبحث االول‪ :‬مذهب القانون الطبيعي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المذهب التاريخي سافيني‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مذهب التضامن االجتماعي دوجي‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مذهب الغاية والكفاح إهرنغ‬
‫الفصل الثالث‪ :‬المذاهب المختلطة‬
‫المبحث األول‪ :‬نظرية فرانسوا جيني‬
‫الفصل الرابع‪ :‬المذاهب الواقعية االجتماعية‬
‫المبحث األول‪ :‬مذهب روسكو باوند‬
‫المحور الثاني ‪ :‬تفسير القانون‬
‫الفصل األول‪ :‬تعريف التفسير‬
‫الفصل الثاني ‪:‬أنواع التفسير‬
‫الفصل الثالث‪ :‬وسائل التفسير‬
‫‪-‬خاتمة‪-‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ /1‬ادريس فاضلي‪ ،‬الوجيز في فلسفة القانون‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.2003‬‬

‫‪ /2‬ادريس فاضلي‪ ،‬مدخل الى المنهجية و فلسفة القانون‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪، 2005‬ط‪.2‬‬

‫‪ /3‬احمد خروع‪ ،‬المناهج العلمية وفلسفة القانون‪ ،‬الجزائر‪ :‬ديوان المطبوعات الجامعية‪، 2005‬ط‪.3‬‬

‫‪ /4‬فايز محمد حسين‪ ،‬فلسفة القانون‪ ،‬مصر‪ :‬دار المطبوعات الجامعية‪.2007‬‬

‫‪ /5‬منذر الشاوي‪ ،‬فلسفة القانون‪ ،‬عمان‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،2009‬ط‪.2‬‬

‫‪ /6‬احمد إبراهيم حسن‪ ،‬غاية القانون‪ :‬دراسة في فلسفة القانون‪ ،‬االسكندرية‪ :‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪.2000‬‬

‫‪ /7‬علي مراح‪ ،‬االتجاهات الفكرية في دراسة الظاهرة القانونية الجزء الثاني فلسفة القانون‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ /8‬احمد إبراهيم حسن‪ ،‬فلسفة وتاريخ النظم االجتماعية والقانونية‪ ،‬االسكندرية ‪ :‬الدار الجامعية للطباعة والنشر‪.2003‬‬
‫تمهيد‬
‫تعتبر فلسفة القانون فرعا من فروع الفلسفة‪ ،‬هدفها دراسة ماهية القانون دون مادته‪.‬‬
‫أما القانون فهو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عمل المجتمعات وسيرها‪ ،‬وفق نظام مسطّر‪ ،‬أساسه الثواب‬
‫والعقاب‪ ،‬ذلك أن القانون يعبّر عن واقع اجتماع ّي ويتصف بصفة اإللزام‪ ،‬فالمخاطبون بها ملزمون بها أمرا‬
‫ونهيا‪.‬‬
‫ومن هنا يتبادر الى األذهان السؤال التالي‪:‬‬
‫ما الذي يعطي للقاعدة القانونية صفة اإللزام‪ ،‬ويكسبها الشرعيّة؟‬
‫هل هي إرادة الحاكم؟ أم إرادة الجماعة‪ ،‬أم مزيج بين هذا وذاك؟‪.‬‬
‫اإلجابة تكمن في دراسة فلسفة القانون ‪ ،‬والتي هدفها التعرف على طبيعة القانون وأصله وأساسه‪ ،‬كما ظهر‬
‫اختالف حول مفهوم العدل واليات تحقيقه‪ ،‬حيث يرى البعض ان العدل هو التضامن واخرون يرون انه يكون‬
‫بإقامة التوازن بين المصالح المختلفة‪.‬‬
‫وأمام هذا التعدد للنظريات والمذاهب ‪،‬البد من التركيز على أهم النظريات التي تناولت تطور الفكر القانون ّي‬
‫بنوع من التبسيط وربطها بالغايات التي تشكل خلفية لها‪.‬‬
‫المحاضرة ‪:1‬الفصل األول‪ :‬المذاهب الشكلية‬

‫يطلق عليها هذا االسم الستنادها الى فكرة القانون الوضعي‪ ،‬وسميت شكليّة ألنها تهتم بالجانب الشكلي الذي تظهر‬
‫فيه القاعدة القانونية‪ ،‬أو الشكل الذي أضفى على القانون قوة اإللزام في مواجهة أفراد المجتمع ‪،‬كما ّ‬
‫أن صفة‬
‫الوضعية للقانون لدى فقهاء المذهب الشكلي والمتمثلة في سلطة تأمر وتنهى وتملك إجبار االفراد على طاعة‬
‫قواعد القانون‪.‬‬
‫ومن أنصار المذهب الشكلي فقهاء وفالسفة كثيرون اتفقوا من حيث المبدأ على اعتبار القانون من إرادة الحاكم أو‬
‫السلطات‪ ،‬واختلفوا في بعض الجزئيات‪ ،‬ومن هؤالء نذكر الفقيه اإلنجليزي جون أوستن‪ ،‬هانز كلسن‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نظرية جون أوستن‬
‫‪:‬المطلب األول‪ :‬تعريف النظرية‬
‫تزعمها الفيلسوف اإلنجليزي جون أوستن‪ ،‬الذي يرى أنه الوجود للقانون اال من خالل وجود مجتمع منظم تحكمه‬
‫سلطة تباشر سلطانها علة المحكومين ويصدر عنها القانون في صورة أمر بعمل شيء أو االمتناع عن فعل كون‬
‫القانون ليس مجرد نصيحة‪ ،‬ومخالفة هذا االمر ينجم عنه جزاء يوقعه الحاكم‪.‬‬
‫ان الفكرة التي يقوم عليها مذهب اوستن هي ان القانون هو إرادة ومشيئة الحاكم التي ينفذها جبرا على االفراد عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬
‫ومن أهم خصائصها ان أساس القانون هو أمر توجهه هيئة حاكمة الى المحكومين وترفق بجزاء‪.‬‬
‫فبالنسبة لجون أوستن لكي يوجد القانون في نظره البد من توافر شرطين وهما‪:‬‬
‫‪/1‬وجود حاكم سياسي وطبقة محكومة‬
‫‪/2‬وجود أمر ونهي وجزاء‬
‫وجود أمر ونهي وجزاء‬ ‫وجود حاكم وطبقة محكومة‬
‫ومعناه وجود نهي وتكليف‪ ،‬ويكون إما صريحا أو ضمنيا‪.‬‬ ‫و المقصود بالحاكم هو أي شخص يخضع له جميع افراد المجتمع‬
‫وقد يكون فردا أو هيئة أو نظام سياسي ‪،‬أما الطبقة المحكومة فدورها وانطالقا من هذا فان فكرة القانون الوضعي تستلزم وجود حكم وضعي‬
‫من طرف مشرع يمكن تعيينه ‪.‬‬ ‫تطبيق األوامر والنواهي الصادرة عن الهيئة الحاكمة‪ ،‬هذه‬
‫األخيرة ‪،‬تتولى توقيع ما يسمى بالجزاء‪.‬‬
‫ومن هنا تم إطالق تسمية أوستن على فكرة قانون النّهي‪ ،‬وهي نظرية‬
‫تستبعد المثل واألخالق‪.‬‬
‫وتتفاوت فكرة الجزاء بتفاوت فروع القانون ‪،‬وتجمع في معنى واحد‬
‫وهو صفة الجزاء‪ ،‬هذا األخير هو الذي يكفل احترام القانون عن طريق‬
‫احتكار توقيع الجزاء على المخالف خدمة للعدل وحفاظا على ال‪g‬شرعيّة‪،‬‬
‫وهو يختلف عن الجزاء ال ّديني والجزاء االخالق ّي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نتائج نظرية أوستن‬
‫أفرزت نظرية أوستن نتائج تتمثل في‪:‬‬
‫‪ /1‬إنكار صفة القانون على قواعد القانون الدستوري‪:‬‬
‫ال يعترف أوستن بصفة القاعدة القانونية لقواعد القانون الدستوري‪ ،‬ويقصد بالقانون الدستوري تلك القواعد التي تبين شكل‬
‫الدولة ونظام الحكم فيها‪ ،‬والسلطات العامة داخلها واختصاصاتها وعالقاتها ببعضها البعض مع تبيان حقوق االفراد السياسية‬
‫والمقومات األساسية للمجتمع‪.‬‬
‫فالقواعد الدستورية صادرة عن الحاكم ومادام هو مصدر القاعدة بإرادته ‪،‬فإنه يستطيع الخروج عنها أو تعديلها دون خوف‬
‫من الجزاء ألنها ليست إلزامية للحاكم‪ ،‬وسماها أوستن قواعد االخالق الوضعيّة‪.‬‬
‫‪/2‬إعتبار التشريع هو المصدر الوحيد للقانون‪:‬‬
‫حيث يرى اوستن ان التشريع بما يتضمنه من أمر ونهي صادر عن الحاكم ‪،‬وموجه الى المحكومين فهو المصدر الوحيد‪ ،‬أما‬
‫العرف فينكر أوستن كونه مصدرا للقانون ألنه ال يصدر عن الحاكم إنما ينشأ عن استمرارية سلوك األفراد على نسق معيّن‬
‫لم ّدة زمنيّة طويلة مما ينشأ معه الشعور بإلزاميّة ذلك السلوك‪ ،‬وضرورة احترامه واليمكن أن تكون قواعد العرف مصدرا‬
‫للقانون إال في الحدود التي يرسمها المشرع‪.‬‬
‫‪/3‬إنكار صفة القانون على قواعد قانون الدولي العام‪:‬‬
‫حيث يرى اوستن ان الدولة ذات سيادة متساوية‪ ،‬فال توجد هيئة حاكمة عليا لها القوة والسلطان تفرض رأيها على الدول‬
‫متبعة ذلك بجزاء‪ ،‬كما يرى أن قواعد القانون الدولي العام هي قواعد مجامالت واحترام متبادل غير مقترنة بجزاء‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقييم نظرية أوستن‬
‫نظرية أوستن نظرية بسيطة وواضحة‪ ،‬فالدولة صاحبة السّيادة تضع القوانين ‪،‬تعهد بهذه الصياغة للسلطة‬
‫التشريعيّة ‪ ،‬إال أنها تع ّرضت للنقد من النواحي التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نظرية تخلط بين القانون والدولة ألن نشأة القانون غير مرتبطة بالضرورة بوجود الدولة ‪ -‬نظرية تخلط بين‬
‫القانون والقوة حيث أعطت للحاكم الهيمنة‪ ،‬والمفروض أن الحاكم في خدمة القانون‪.‬‬
‫‪ -‬أغفل أوستن المصادر األخرى مثال العرف والقانون الطبيعي خاصة مع العلم أنه إنجليزي وانجلترا تعترف‬
‫بالعرف كمصدر‪.‬‬
‫‪ ‬القانون الدولي العام فيه جزاء وهو صادر عن محكمة العدل الدولية‪.‬‬
‫‪ ‬بالنسبة للقانون الدستوري‪ ،‬يجوز لأل ّمة أن تثور على الحاكم عندما يخالف ال ّدستور‪.‬‬
‫‪ -‬التفسير الضيّق ال يتماشى ومتغيّرات الحياة‪.‬‬
‫خالصة‪ R‬نظرية أوستن‪:‬‬

‫تق ّر نظريّ‪R‬ة أوس‪R‬تن أ ّن‪R‬إرادة الحاك‪R‬م ه‪R‬ي الت‪R‬ي تنفّ‪R‬ذ ج‪R‬برا عل‪R‬ى االفراد‪ ،‬وبالتالي‬
‫شك‪R‬ل دون الجوه‪R‬ر‪ ،‬وبالحاك‪R‬م دون المحكومين‪ ،‬والقانون الذي ال‬ ‫فإن‪R‬ه اهت ّم‪ R‬بال ّ‬
‫يهدف الى تحقيق رغبات الشعب يعتبر قانونا باطال‪.‬‬
‫القانون ليس مشيئ‪R‬ة الحاكم ب‪R‬ل ه‪R‬و مزي‪R‬ج م‪R‬ن التفاعالت االجتماعيّ‪R‬ة‪ ،‬الثقافيّة‪،‬‬
‫ال ّدينيّة‪ ،‬األخالقية‪.‬‬

You might also like