Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة 1 فلسفة
المحاضرة 1 فلسفة
/2ادريس فاضلي ،مدخل الى المنهجية و فلسفة القانون ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية، 2005ط.2
/3احمد خروع ،المناهج العلمية وفلسفة القانون ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية، 2005ط.3
/6احمد إبراهيم حسن ،غاية القانون :دراسة في فلسفة القانون ،االسكندرية :الدار الجامعية للطباعة والنشر.2000
/7علي مراح ،االتجاهات الفكرية في دراسة الظاهرة القانونية الجزء الثاني فلسفة القانون ،الجزائر.
/8احمد إبراهيم حسن ،فلسفة وتاريخ النظم االجتماعية والقانونية ،االسكندرية :الدار الجامعية للطباعة والنشر.2003
تمهيد
تعتبر فلسفة القانون فرعا من فروع الفلسفة ،هدفها دراسة ماهية القانون دون مادته.
أما القانون فهو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عمل المجتمعات وسيرها ،وفق نظام مسطّر ،أساسه الثواب
والعقاب ،ذلك أن القانون يعبّر عن واقع اجتماع ّي ويتصف بصفة اإللزام ،فالمخاطبون بها ملزمون بها أمرا
ونهيا.
ومن هنا يتبادر الى األذهان السؤال التالي:
ما الذي يعطي للقاعدة القانونية صفة اإللزام ،ويكسبها الشرعيّة؟
هل هي إرادة الحاكم؟ أم إرادة الجماعة ،أم مزيج بين هذا وذاك؟.
اإلجابة تكمن في دراسة فلسفة القانون ،والتي هدفها التعرف على طبيعة القانون وأصله وأساسه ،كما ظهر
اختالف حول مفهوم العدل واليات تحقيقه ،حيث يرى البعض ان العدل هو التضامن واخرون يرون انه يكون
بإقامة التوازن بين المصالح المختلفة.
وأمام هذا التعدد للنظريات والمذاهب ،البد من التركيز على أهم النظريات التي تناولت تطور الفكر القانون ّي
بنوع من التبسيط وربطها بالغايات التي تشكل خلفية لها.
المحاضرة :1الفصل األول :المذاهب الشكلية
يطلق عليها هذا االسم الستنادها الى فكرة القانون الوضعي ،وسميت شكليّة ألنها تهتم بالجانب الشكلي الذي تظهر
فيه القاعدة القانونية ،أو الشكل الذي أضفى على القانون قوة اإللزام في مواجهة أفراد المجتمع ،كما ّ
أن صفة
الوضعية للقانون لدى فقهاء المذهب الشكلي والمتمثلة في سلطة تأمر وتنهى وتملك إجبار االفراد على طاعة
قواعد القانون.
ومن أنصار المذهب الشكلي فقهاء وفالسفة كثيرون اتفقوا من حيث المبدأ على اعتبار القانون من إرادة الحاكم أو
السلطات ،واختلفوا في بعض الجزئيات ،ومن هؤالء نذكر الفقيه اإلنجليزي جون أوستن ،هانز كلسن.
المبحث األول :نظرية جون أوستن
:المطلب األول :تعريف النظرية
تزعمها الفيلسوف اإلنجليزي جون أوستن ،الذي يرى أنه الوجود للقانون اال من خالل وجود مجتمع منظم تحكمه
سلطة تباشر سلطانها علة المحكومين ويصدر عنها القانون في صورة أمر بعمل شيء أو االمتناع عن فعل كون
القانون ليس مجرد نصيحة ،ومخالفة هذا االمر ينجم عنه جزاء يوقعه الحاكم.
ان الفكرة التي يقوم عليها مذهب اوستن هي ان القانون هو إرادة ومشيئة الحاكم التي ينفذها جبرا على االفراد عند
االقتضاء.
ومن أهم خصائصها ان أساس القانون هو أمر توجهه هيئة حاكمة الى المحكومين وترفق بجزاء.
فبالنسبة لجون أوستن لكي يوجد القانون في نظره البد من توافر شرطين وهما:
/1وجود حاكم سياسي وطبقة محكومة
/2وجود أمر ونهي وجزاء
وجود أمر ونهي وجزاء وجود حاكم وطبقة محكومة
ومعناه وجود نهي وتكليف ،ويكون إما صريحا أو ضمنيا. و المقصود بالحاكم هو أي شخص يخضع له جميع افراد المجتمع
وقد يكون فردا أو هيئة أو نظام سياسي ،أما الطبقة المحكومة فدورها وانطالقا من هذا فان فكرة القانون الوضعي تستلزم وجود حكم وضعي
من طرف مشرع يمكن تعيينه . تطبيق األوامر والنواهي الصادرة عن الهيئة الحاكمة ،هذه
األخيرة ،تتولى توقيع ما يسمى بالجزاء.
ومن هنا تم إطالق تسمية أوستن على فكرة قانون النّهي ،وهي نظرية
تستبعد المثل واألخالق.
وتتفاوت فكرة الجزاء بتفاوت فروع القانون ،وتجمع في معنى واحد
وهو صفة الجزاء ،هذا األخير هو الذي يكفل احترام القانون عن طريق
احتكار توقيع الجزاء على المخالف خدمة للعدل وحفاظا على الgشرعيّة،
وهو يختلف عن الجزاء ال ّديني والجزاء االخالق ّي.
المطلب الثاني :نتائج نظرية أوستن
أفرزت نظرية أوستن نتائج تتمثل في:
/1إنكار صفة القانون على قواعد القانون الدستوري:
ال يعترف أوستن بصفة القاعدة القانونية لقواعد القانون الدستوري ،ويقصد بالقانون الدستوري تلك القواعد التي تبين شكل
الدولة ونظام الحكم فيها ،والسلطات العامة داخلها واختصاصاتها وعالقاتها ببعضها البعض مع تبيان حقوق االفراد السياسية
والمقومات األساسية للمجتمع.
فالقواعد الدستورية صادرة عن الحاكم ومادام هو مصدر القاعدة بإرادته ،فإنه يستطيع الخروج عنها أو تعديلها دون خوف
من الجزاء ألنها ليست إلزامية للحاكم ،وسماها أوستن قواعد االخالق الوضعيّة.
/2إعتبار التشريع هو المصدر الوحيد للقانون:
حيث يرى اوستن ان التشريع بما يتضمنه من أمر ونهي صادر عن الحاكم ،وموجه الى المحكومين فهو المصدر الوحيد ،أما
العرف فينكر أوستن كونه مصدرا للقانون ألنه ال يصدر عن الحاكم إنما ينشأ عن استمرارية سلوك األفراد على نسق معيّن
لم ّدة زمنيّة طويلة مما ينشأ معه الشعور بإلزاميّة ذلك السلوك ،وضرورة احترامه واليمكن أن تكون قواعد العرف مصدرا
للقانون إال في الحدود التي يرسمها المشرع.
/3إنكار صفة القانون على قواعد قانون الدولي العام:
حيث يرى اوستن ان الدولة ذات سيادة متساوية ،فال توجد هيئة حاكمة عليا لها القوة والسلطان تفرض رأيها على الدول
متبعة ذلك بجزاء ،كما يرى أن قواعد القانون الدولي العام هي قواعد مجامالت واحترام متبادل غير مقترنة بجزاء.
المطلب الثالث :تقييم نظرية أوستن
نظرية أوستن نظرية بسيطة وواضحة ،فالدولة صاحبة السّيادة تضع القوانين ،تعهد بهذه الصياغة للسلطة
التشريعيّة ،إال أنها تع ّرضت للنقد من النواحي التالية:
-نظرية تخلط بين القانون والدولة ألن نشأة القانون غير مرتبطة بالضرورة بوجود الدولة -نظرية تخلط بين
القانون والقوة حيث أعطت للحاكم الهيمنة ،والمفروض أن الحاكم في خدمة القانون.
-أغفل أوستن المصادر األخرى مثال العرف والقانون الطبيعي خاصة مع العلم أنه إنجليزي وانجلترا تعترف
بالعرف كمصدر.
القانون الدولي العام فيه جزاء وهو صادر عن محكمة العدل الدولية.
بالنسبة للقانون الدستوري ،يجوز لأل ّمة أن تثور على الحاكم عندما يخالف ال ّدستور.
-التفسير الضيّق ال يتماشى ومتغيّرات الحياة.
خالصة Rنظرية أوستن:
تق ّر نظريّRة أوسRتن أ ّنRإرادة الحاكRم هRي التRي تنفّRذ جRبرا علRى االفراد ،وبالتالي
شكRل دون الجوهRر ،وبالحاكRم دون المحكومين ،والقانون الذي ال فإنRه اهت ّم Rبال ّ
يهدف الى تحقيق رغبات الشعب يعتبر قانونا باطال.
القانون ليس مشيئRة الحاكم بRل هRو مزيRج مRن التفاعالت االجتماعيّRة ،الثقافيّة،
ال ّدينيّة ،األخالقية.