You are on page 1of 34

‫الجزء الثاني‬

‫تحليل السياسة العامة و تقويم البرامج الحكومية‬

‫هذا الجزء يغطي موضوعات الملزمة من موضوع تحليل السياسات العامة إلى ما قبل موضوع معايير تقويم‬
‫السياسة العامة في اإلدارة العامة‬

‫‪1‬‬
‫مدخل تحليل السياسات العامة‬
‫يعتبر من أبرز مداخل تقييم البرامج التي تعنى بصياغة وإقرار السياسات‬
‫العامة‪ .‬وهو يقوم بمعالجة المشكالت المجتمعية الماثلة والمتوقعة‪ ,‬واختيار‬
‫البدائل المالئمة لحلها من خالل منهجية للمفاضلة وفقًا لمعايير قيمية‬
‫وموضوعية وأسس معلوماتية‪.‬‬
‫ظهر تحليل السياسات العامة في الواقع العملي كممارسة عملية منذ ظهور‬
‫السلطة في المجتمعات القدية‪.‬‬
‫ولكن ظهوره كمصطلح علمي يعود إلى مابعد الحرب العالمية الثانية‬
‫وكان من رواده هارولد السويل َو دانيل ليرنر‪.‬‬
‫ال يزال يخضع مفهوم تحليل السياسات العامة لتطورات واسعة مستمدًا روافده‬
‫من جملة من العلوم اإلنسانية والتطبيقية‪.‬‬

‫يطلق على تحليل السياسة العامة‪ :‬علم التشوف المستقبلي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫العوامل‪ /‬األسباب التي أدت إلى تطور الدراسات التحليلية بإعتبارها منهج‬
‫فكري للدراسات المستقبلية ‪:‬‬
‫‪ )1‬التقدم العلمي الكبير ونمو الرصيد المعرفي اإلنساني إجماًال في‬
‫المعارف والتقنيات المنطقية و العملية ‪.‬‬
‫‪ )2‬التطور في أدوات وأساليب التعامل مع المعلومات استقطابًا‬
‫وتخزينًا واسترجاعًا وتحليًال و دراسة‪ ،‬وكذا تكنولوجيات االتصاالت‪.‬‬
‫‪ )3‬بروز علم تحليل النظم كفرع من علم الرياضيات وامتداد‬
‫تطبيقياته مدعومًا باستخدام الحواسيب اآللية إلى شتى العلوم االجتماعية‬

‫‪3‬‬
‫تعريفات مصطلح تحليل السياسات العامة‬
‫‪( -1‬تعريف جلبرت)‪ :‬تحليل السياسات العامة كمصطلح شمولي متكامل يعني البحث‬
‫الهادف لتحديد بدائل السياسات العامة التي يمكن أن تؤمن أقصى درجة من األهداف‬
‫المطلوبة في إطار الظروف والصعوبات البيئية الماثلة‬
‫‪( - 2‬تعريف بنتيل)‪ :‬إن تحليل السياسات العامة منهج يساعد متخذ القرار الختيار البديل‬
‫األفضل لحل مشكلة عامة ذات أهمية مستعينا في ذلك باستعمال الطرق العلمية الرشيدة‬
‫‪( -3‬تعريف الدكتور حسن أبشر الطيب)‪ :‬تحليل السياسات العامة هو الجهد المنظم للبحث‬
‫والدراسة والتحليل لبدائل السياسات العامة بهدف توافر وتكامل المعلومات التي تحدد‬
‫مواطن القوة والضعف في كل بديل‪ ،‬وذلك من خالل جمع وتفسير دالالت المعلومات‪,‬‬
‫واستخدام أساليب حل المشكالت‪ ,‬ومحاولة استكشاف اآلثار المترتبة على اختيار كل‬
‫بديل من البدائل الممكنة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مراحل تحليل السياسة العامة‬
‫فصل األعراض‬
‫االحساس بالمشكلة‬
‫عن المشكلة‬
‫تحديد وتصور ‪1-‬‬
‫حدود مقيدة ينبغي‬ ‫المشكلة‬
‫االعتراف بالمشكلة‬
‫اخذها في االعتبار‬

‫استكشاف ‪3-‬‬
‫البدائل الممكنة‬
‫تقييم البدائل ‪4-‬‬
‫الممكنة‬

‫المعلومات ‪2-‬‬
‫اختيار البديل ‪5-‬‬ ‫الناتجة من‬
‫األفضل‬ ‫الدراسات‬
‫التشخيصية‬
‫تطبيق البديل ‪6-‬‬ ‫والنماذج والتنبؤ‬
‫الذي تم اختياره‬ ‫والتغذية‬
‫(تجريبي أو جزئي)‬ ‫االسترجاعية‬

‫متابعة التنفيذ‪7-‬‬

‫‪5‬‬
‫مراحل تحليل السياسة العامة‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬تشخيص المشكلة‬


‫تسعى هذه المرحلة إلى التعرف بشكل واضح ودقيق على المشكلة‬
‫البد من طرح مجموعة من األسئلة لتحديد وتصور المشكلة وهي‪:‬‬
‫س‪ /‬ماهي طبيعة المشكلة؟‬
‫س‪ /‬ماهي القوة الدافعة التي قادت لبروز المشكلة؟‬
‫س‪ /‬ما هي الحدود التي تفصل جوهر المشكلة عن األعراض‬
‫المترتبة عليها؟‬
‫البد من تحديد المشكلة تحديد دقيق رشيد غير انفعالي لجوهر‬
‫المشكلة وبدون قفز لحلول ممكنة لها‬

‫‪6‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬تكامل المعلومات‬
‫تمثل المعلومات العمود الفقري لكل مرحلة من مراحل تحليل السياسات العامة‬
‫تساعد المعلومات على زيادة المعرفة بطبيعة المشكلة وتعتبر الركيزة‬
‫األساسية في كل مراحل االستدالل واالستنتاج والتحليل والتقييم واالختيار‬
‫للبديل األفضل‬
‫البد من توافر الخصائص التالية في المعلومات‪:‬‬
‫‪-1‬الموضوعية والدقة‪ :‬البعد عن كل االعتبارات الشخصية‬
‫‪-2‬الشمول‪ :‬ليس بالضرورة أن يكون هناك حشد هائل غير مبرر للمعلومات‬
‫بل يعني توافر كل المعلومات المتصلة بطبيعة المشكلة المؤثرة فيها‬
‫والمتأثرة بها‬
‫‪-3‬المالئمة‪ :‬أن تكون المعلومات ذات داللة وذات أثر في تحديد أبعاد المشكلة‬
‫أو تحديد أفضل البدائل الممكنة لحلها‬

‫‪7‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬استكشاف البدائل الممكنة‬
‫تستوجب هذه المرحلة درجة عالية من الفهم والتصوير والخيال والمرونة في‬
‫استقراء المعلومات واستكشاف كل البدائل الممكنة لحل هذه المشكلة ‪.‬‬
‫يطلب في هذه المرحلة رصد كل البدائل القابلة للتنفيذ مع تحديد تكلفة كل‬
‫منها والعائد المتوقع من تنفيذ كل بديل‬

‫‪8‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬تقييم البدائل‬
‫وضع معايير للمفاضلة بين البدائل المتاحة بالقدر الذي يعين في ترتيبها وفق‬
‫أولويات محددة الختيار البديل األفضل‬
‫ومن المعايير التي يمكن االسترشاد بها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬التكلفة المترتبة على التنفيذ‬
‫‪ -2‬الوقت‬
‫‪ -3‬سهولة التنفيذ‬
‫‪ -4‬المنفعة المتوقعة‬
‫‪ -5‬المعالجة الكاملة أو الجزئية للمشكلة‬

‫‪9‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬تحديد البديل األفضل‬
‫إن البديل الذي يحقق القيم القصوى ( أكثر بديل يحل المشكلة و المتوفر فيه‬
‫الشروط الكاملة) مع إمكانية التطبيق وفق الطاقات واإلمكانيات المادية‬
‫والبشرية المتوافرة ووفق الظروف البيئة والمستوجبات الزمنية‬
‫المرحلة السادسة‪ :‬تطبيق البديل الذي تم اختياره‬
‫يفضل تطبيق البديل الذي تم اختياره على نحو تجريبي أو جزئي وذلك لالطمئنان‬
‫على النتائج المترتبة عليه وإجراء التعديالت الضرورية قبل تطبيقه بصورة‬
‫كليه‬

‫‪10‬‬
‫المرحلة السابعة‪ :‬متابعة التنفيذ‬
‫البد من وضع نظام متكامل لمتابعة ومراجعة وتقييم مراحل التنفيذ في ضوء التغذية‬
‫عبر قنوات االتصال الداخلية والخارجية ‪......‬وهذه المتابعة تعتبر بمثابة صمام‬
‫األمام للنظر في ايقاف مرحلة التنفيذ والعودة الختيار بديل آخر في حالة القناعة‬
‫بعدم جدوى البديل موضع التنفيذ‬

‫‪11‬‬
‫خصائص تحليل السياسات العامة‬
‫‪ -1‬هو علم يعىن مبشاكل وقضايا جمتمعية على املستوى العام يهدف إىل بلورة‬
‫احللول املالئمة واملتناسبة مع احملددات الثقافية والبيئية اليت تشكل خصوصية اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬له ذو نظرة مستقبلية فيما يتعلق بتحديد اخليارات اإلسرتاتيجية‪ ،‬وتوظيف املنهج‬
‫العلمي يف التعامل مع املعلومات ومن مث املزاوجة ما بني املنطق العلمي واخليال يف‬
‫بلورة التصورات املستشرفة عن اخليارات املستقبلية‪.‬‬
‫‪ -3‬يشمل املشكالت القائمة و السياسات احلالية لتقييم مدى فعاليتها و كفاءهتا و‬
‫التحقق من سالمة أدائها وتصحيح أية احنرافات يف مسار تنفيذها‪.‬‬
‫‪ -4‬يوظف الوسائل واألساليب البحثية‪ ،‬يف حتليل املشكالت وتقييم اخليارات‬
‫والبدائل إىل جانب التطبيقات الكمية واإلحصائية والرياضية يف مجع املعلومات‬
‫ودراستها واستنباط املؤشرات منها‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫تابع‪ /‬خصائص تحليل السياسات العامة‬
‫‪ -5‬ذو بعد قيمي يشكل الركيزة األساسية اليت تبىن عليها السياسات (قيم اجملتمع)‬
‫‪ -6‬يستوعب اإلمكانيات السياسية وما يتعلق بذلك من حتليل وحتديد للمتغريات‬
‫السياسية وأبعادها القيمية ومدلوالهتا وتأثرياهتا ومن مث مقتضيات تقديرها يف‬
‫تفضيل البدائل املتاحة‪.‬‬
‫‪ -7‬ذو طبيعة معيارية يف بيان قواعد وأسس املفاضلة والتقييم ما بني اخليارات‬
‫املمكنة من خالل حتديد األولويات واالعتبارات واألمهية والثقل النسيب لكل منها‪.‬‬
‫‪ -8‬يتسم باإلبداع واالبتكار والتجريب يف ضوء التقديرات للمعطيات املتحققة‬
‫واالستفادة من املعلومات املسرتجعة‬

‫‪13‬‬
‫عالقة تحليل السياسات (كمدخل لتقييم برامج الحكومة)‬
‫بدور الدولة في المجتمع الحديث‬
‫إن الدور المتعاظم الذي تقوم به الدولة لتأمين سيادتها وتحقيق التنمية بمختلف‬
‫مجاالتها يستوجب من مؤسساتها النهوض بثالث وظائف رئيسية‪:‬‬

‫‪ -1‬تأمين استقرار واستمرارية الخدمات ووسائل االنتاج‬


‫‪ - 2‬التفاعل مع المتغيرات البيئية وذلك عن طريق إيجاد حلول مبتكرة‬
‫للمشكالت االجتماعية سواء كان ذلك بتعديل أو زيادة الخدمات المقترحة‬
‫‪ -3‬استكشاف المتطلبات المستقبلية‪:‬‬
‫حيث ان المؤسسات الفعالة تحاول رسم صورة للمستقبل باستكشاف االحتماالت‬
‫المتعددة للمستقبل وما تنطوي عليه هذه االحتماالت من فرص ينبغي‬
‫استثمارها أو مشكالت ينبغي العمل على إيجاد البدائل الممكنة لها‬

‫‪14‬‬
‫إن لعلم تحليل السياسات العامة دورا هاما ومتميزا في كل هذه الوظائف‬
‫الثالث المذكورة سابقا التي تنهض بها مؤسسات الدولة ‪....‬فهو‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اداة منهجية معينة في تحديد الخيارات المستقبلية‬
‫ثانيا‪ :‬أداة لتحليل المشكالت الماثلة أو المتوقعة ووسيلة البتكار الحلول الممكنة‬
‫التحقيق‬
‫ثالثا ‪ :‬يوفر اإلطار الفكري والعملي لمتابعة ومراجعة تنفيذ ما تنهض به‬
‫المؤسسات من سياسات عامة‬
‫رابعا‪ :‬يؤمن النظم واألساليب لقياس وتقويم نتائج السياسات العامة بعد تنفيذها‬

‫‪15‬‬
‫مجاالت االستفادة من تحليل السياسات العامة‬

‫‪ -1‬حتديد اخليارات االسرتاتيجية‬


‫‪ -2‬التخطيط والربجمة وإعداد املوازنة التقديرية‬
‫‪ -3‬زيادة الكفاءة والفعالية التشغيلية‬
‫‪ -4‬املتابعة واملراجعة وتقييم الربامج‬

‫‪16‬‬
‫‪ -1‬تحديد الخيارات االستراتيجية‬
‫تقوم على القاعدة الذهبية‪:‬‬
‫أننا كلما ازددنا إمعانا يف املاضي واحلاضر إزددنا بصرية باملستقبل‬
‫اخليارات االسرتاتيجية‪:‬‬
‫هي حماولة جادة لرسم صورة للمستقبل متوافقة مع املعطيات احلالية املتمثلة يف هوية الدولة‬
‫وسياستها املعربة عن فكرها وفلسفتها يف احلكم ووفقا جلهدها يف حماولة الكشف عن‬
‫االحتماالت املتعددة للمستقبل‪.‬‬

‫إن هذا اجلهد اهلادف إىل حتديد اخليارات االسرتاتيجية يعين البحث عن إجابات مقنعة ألسئلة‬
‫ملحة‪:‬‬
‫‪ -‬ماذا تريد الدولة ان حتدد مستقبال؟‬
‫‪ -‬ما هي النظم والوسائل اليت تستعني هبا لتحقيق ما تريد؟‬
‫‪ -‬ما هي األولويات املمكنة؟‬
‫ما هي التكلفة املرتتبة واملنفعة املتوقعة من اخليار أو اخليارات اليت مت حتديدها؟‬
‫‪ -‬ما هي احملددات البيئية أو حمددات اإلمكانات اليت قد حتول دون تنفيذ بعض اخليارات؟‬

‫‪17‬‬
‫مثال‪ :‬اخليارات االسرتاتيجية الحداث تطوير يف التعليم قد تتمثل يف ‪:‬‬
‫‪ -1‬تطوير املنهج‬
‫‪ -2‬تنمية تقنيات التعليم‬
‫‪ -3‬ابتداع نظم إدارية جديدة‬
‫‪ -4‬إعداد املعلمني قبل اخلدمة وتدريبهم بعد اخلدمة‬

‫حتليل السياسات العامة يعني يف استكشاف وقياس وحتديد اخليار االسرتاتيجي (لتطوير التعليم)‬
‫األفضل ‪...‬ويستخدم لذلك أساليب ‪....‬ستعرض يف شرائح الحقة‬

‫‪18‬‬
‫‪ -2‬التخطيط والبرمجة وإعداد الموازنة التقديرية‬
‫التخطيط‪:‬‬
‫هو تطلع مبدع لرسم صورة للمستقبل وفق االحتياجات والظروف البيئية والقيم اليت ينظر‬
‫اليها اجملتمع كعناصر مطلوب تأصيلها‪.‬‬
‫هلذا فإن التخطيط الفعال ينبغي أن يتسم بأربع مسات أساسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الواقعية ‪...‬مبعىن أنه يقوم على أساس (البناء االجتماعي) ووفقا للحاجات الفعلية واملوارد‬
‫اليت ميكن توظيفها لتحقيق هذه االحتياجات‪.‬‬
‫‪ -2‬الشمول ‪...‬يشمل مجيع العناصر املباشرة والغري مباشرة ‪...‬مثل التخطيط ملنطقة سكنية‬
‫جديدة يتضمن ليس فقط جوانب اقتصاية وامنا جوانب حضارية واجتماعية ونفسية‬
‫‪ -3‬املرونة‪....‬مراعاة التغيريات والتبديالت اليت قد تستجد يف البيئة ووضع بدائل هلا‬
‫‪ -4‬التكامل والتنسيق‪....‬كفاءة وفاعلية تنفيذ اخلطة تقوم على التفاعل املستمر بني كل‬
‫الوحدات يف وضع من التكامل والتعاون والتنسيق‬

‫‪19‬‬
‫الواقعية والشمول واملرونة والتكامل والتنسيق هي عناصر اساسية ينبغي ان يتسم هبا التخطيط‬
‫املتميز بالكفاءة والفعالية وهي جماالت للبحث والتقصي والتحليل وحتديد اخليارات‬
‫املمكنة يف جمال حتليل السياسات العامة‬
‫عالقة ذلك بتحليل السياسات العامة تتضح يف أن حتليل السياسات العامة ‪......‬‬
‫‪ -‬يقوم بالبحث ملقارنة تكاليف وفوائد الربامج املقرتحة‬
‫‪ -‬يقوم بتحديد التكلفة التقديرية لتنفيذ ما يتم االتفاق عليه من برامج وفقا لعالقات من‬
‫التمازج بني اخلطة والربامج واملوازنة التقديرية كما هو احلال يف نظام التخطيط والربجمة‬
‫وامليزانية‬
‫‪ -‬ميثل أداة منهجية العادة توزيع االعتمادات وفقا ملراحل التنفيذ واملتغريات يف االمكانات‬
‫والظروف البيئية‬

‫‪20‬‬
‫‪ -3‬زيادة الكفاءة والفعالية التشغيلية‬
‫إن زيادة الكفاءة والفعالية التشغيلية ألي مؤسسة انتاجية أو خدمية تعين احلد من النفقات أو‬
‫التكاليف بأكرب درجة ممكنة شريطة بقاء هذه العمليات االنتاجية أو اخلدمية يف أرفع‬
‫درجة من اجلودة واالتقان‬
‫إن حتقيق هذه املعادلة االجيابية بني الكفاءة والفعالية يف عمليات تشغيل املؤسسات اخلدمية‬
‫واالنتاجية جانب يسهم فيه حتليل السياسات العامة بقدر كبري باستخدامه للطرق الكمية‬
‫والتحليلية مثل الربجمة اخلطية وحبوث العمليات ومامياثلها ‪....‬‬
‫إن هذه األساليب الكمية هي عبارة عن أدوات حبثية وحتليلية هادفة لتقدمي أفضل اخليارات‬
‫املمكنة اليت تتوافر فيها مقومات الكفاءة والفعالية يف آن واحد‬

‫‪21‬‬
‫‪ -4‬المتابعة والمراجعة وتقييم البرامج‬
‫املتابعة واملراجعة تتم للربامج احلالية قيد التنفيذ هبدف إبراز مواطن القوة وجوانب االحنرافات‬
‫والضعف هبدف إجراء التعديالت الضرورية سواء كانت حذفا أو تعديال أو تبديال إو‬
‫إعادة لتوزيع املوارد بني الربامج‪ .‬ومن األساليب املنهجية اليت يستخدمها حتليل السياسات‬
‫يف هذا اجلانب ‪ :‬حتليل املنفعة والتكاليف ‪ ،‬حبوث العمليات ‪ ،‬حتليل النظم وأسلوب‬
‫ومتابعة و مراجعة الربامج‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫أساليب تحليل السياسات العامة المستخدمة في التقييم‬
‫أ‪ -‬التقييم الصوري‪:‬‬
‫يهدف لتقدمي معلومات ثابتة عن نتائج السياسات العامة دون تعمق يف حتديد‬
‫قيمتها بالنسبة لألفراد أو اجملموعات املعنية هبا أو اجملتمع بصورة عامة‬
‫ب‪ -‬التقييم الرمسي‪:‬‬
‫يقوم على االفرتاض بأن حتقق األهداف الرمسية املعلنة للربنامج هي املعيار‬
‫األساسي لقياس قيمة ونتائج السياسات العامة والربامج بعد تنفيذها‬
‫ج‪ -‬التقييم النظري للقرار ‪:‬‬
‫ويقوم على افرتاض أن األهداف الرمسية للسياسات العامة املعلنة ال تشكل إال‬
‫قيمة واحدة للتقييم‪ ،‬وينبغي يف ذات الوقت وضع االعتبار الكايف لتقييم‬
‫األطراف األخرى اليت شاركت يف صياغة وتنفيذ الربامج ومنها ‪:‬‬
‫املوظفون الذين قاموا بدور يف التنفيذ‪ ،‬واملستفيدون من تنفيذ السياسة‬
‫العامة املعنية بشكل مباشر‪ ،‬واملؤسسات األخرى اليت شاركت بقدر يف‬
‫التنفيذ‬

‫‪23‬‬
‫أسلوب بناء‬ ‫أسلوب‬
‫السيناريو‬ ‫دلفي‬

‫‪24‬‬
‫أساليب تحليل السياسات العامة‬
‫‪ -1‬التنبؤ وتقدير الموقف والتوقعات‬
‫يقوم على احلدس والتخمني ورسم التوقعات والتنبؤات عن املستقبل استنادًا على مجع واستقراء ما ميكن‬
‫مجعه من املعلومات‪.‬‬
‫ويربز يف إطار هذا األسلوب أسلوبان فرعيان مها‪:‬‬
‫أ ) أسلوب دلفي‪:‬‬
‫يتيح تبادل اآلراء وتعديلها ما بني جمموعة من األفراد املختصني أو املعنيني باملسألة حمل التداول والدرس‬
‫مع إخفاء شخصياهتم عن بعضهم البعض وفقًا آللية حمددة ومبادئ أساسية ليكون احلوار فيما بينهم‬
‫حمايدًا‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫مبادئ أسلوب دلفي ‪:‬‬
‫يقوم على أربع مبادئ وهي‪:‬‬
‫‪ -‬اخفاء هوية المشتركين لتخفيض تأثير الشخصيات ذات النفوذ‪.‬‬
‫‪ -‬التكرار الذي يمكن كًال من المشتركين اعادة النظر في موقفه في ضوء‬
‫المعلومات المتجددة‪.‬‬
‫‪ -‬التحكم في التغذية االسترجاعية بمعنى أن المشارك يكون في موقف أفضل‬
‫لتقدير الموقف وفقا لكم ونوعية المعلومات المتوفرة‪.‬‬
‫‪ -‬اجماع الخبراء وهي المحصلة النهائية لالتفاق حول البديل أو البدائل األفضل‬
‫للقضية المطروحة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الخطوات األساسية ألسلوب دلفي‬

‫‪ -1‬اختيار الخبراء وتوضيح الهدف ومبررات الدراسة‬


‫‪ -2‬طلب قوائم من األحكام و التنبؤات واآلراء حول الموضوع‬
‫‪ -3‬تجميع االستجابات واعداد استبيان الجولة األولى واعادة الطلب من‬
‫الخبراء (المنسق) ترتيب الفقرات حسب األولويات واألهمية‬
‫‪ -4‬استالم استبيان الجولة األولى وتحليل االجابات احصائيا ثم اعادة‬
‫ترتيب الفقرات ووضعها في استبيان الجولة الثانية وتزويد الخبراء‬
‫بملخص احصائي‬
‫‪ -5‬يوزع االستبيان على نفس الخبراء إلعادة النظر في اجاباتهم حسب‬
‫التحليل االحصائي‬
‫‪ -6‬تكرار الخطوات (الجولة الثالثة ) ثم تحديد اآلراء المتفق عليها و‬
‫توضيح الفرق أو التحول في اآلراء بين الجوالت‬

‫‪27‬‬
‫تابع‪ /‬أسلوب التنبؤ وتقدير الموقف والتوقعات‬
‫ب) أسلوب بناء سيناريو‪:‬‬
‫والذي يقوم على صياغة تصور افرتاضي لألحداث املتوقعة يف املستقبل بناء على معلومات وخربات ماضية و افرتاضات و‬
‫حمددات ترتاوح ما بني التفاؤل واالندفاع أو احلذر و التحفظ‪ ،‬ويتم أحيانا االستفادة ‪.‬استثارة احلدس و التفكري يف بناء‬
‫السيناريوهات املتوقعة‬
‫أسلوب العصف الذهين او اسلوب بناء السيناريو يف جوهره يعني يف فحص واستقراء االحتماالت البديلة للسياسات والتنبؤ‬
‫يف جماالت ال يتوافر فيها القدر الكبري من املعلومات أو اليت ال يسهل فيها استعمال أدوات البحث العلمي اليت تعتمد‬
‫على الطرق الكمية ومامياثلها‪.‬‬
‫يتصف بسهوله تطبيقه وقلة تكلفته إذا قورن ببعض األساليب الكمية اليت تستوجب مناذج ومعاجلات معقدة باحلاسب اآليل‬
‫أمثلة ‪ :‬توجهات القبول في الجامعات ‪ ،‬أثر تغيير األسعار العالمية للنفط على أداء االقتصاد الوطني‬
‫لصياغة تصور افرتاضي ملا سوف تكون عليه توجهات القبول أو أثر تغيرياألسعار العاملية للنفط على أداء االقتصاد الوطين‬
‫حنتاج لتحديد ‪ 3‬سيناريوهات بديلة‬
‫• السيناريو الرئيسي‪ :‬يستند على افرتاض استمرار الظروف اخلارجية والداخلية احلالية للفرتة الزمنية احملددة‬
‫• السيناريو املتفائل‪ :‬افرتاض تغيريات مستقلبية أكثر تفاؤال‬
‫• السيناريو املتشائم‪ :‬افرتاض تغيريات مستقبلية أكثر تشاؤما‬

‫‪28‬‬
‫تابع‪ /‬أساليب تحليل السياسات العامة‬
‫‪ -2‬أسلوب تحليل النفقة و المنفعة‬
‫والذي يقوم على أساس املقارنة ما بني تكاليف سياسة عامة أو برنامج معني و بني‬
‫املنفعة أو القيمة اليت تتحقق من وراء تنفيذه‪.‬‬
‫إن اإلطار العام لتحليل النفقة واملنفعة يتكون من املراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬حتديد وتعريف بدائل السياسة العامة املراد تنفيذها‬
‫‪ - 2‬حتديد مجيع اآلثار املفضلة وغري املفضلة احلالية واملستقبلية لكل بديل على اجملتمع‬
‫‪ - 3‬ختصيص القيم املالية لآلثار على أن حتسب التأثريات املرغوبة كعائدات والتأثريات‬
‫غري املرغوبة كتكاليف‬
‫‪ - 4‬حيسب العائد الصايف لكل بديل (العائد الكلي‪(-‬طرح) التكلفة االمجالية)‬
‫‪ - 5‬اختاير البديل األفضل وهو البديل الذي ينتج أكرب عائد صايف وليس بالضرورة أن‬
‫يكون ذلك يف كل احلاالت حيث أن بعض االعتبارات قد تستوجب اختيار بديل‬
‫آخر‬
‫وذلك باحتساب كافة اجلوانب املادية و غري املادية‪ ،‬و احلقيقية و املالية‪ ،‬و املباشرة و‬
‫غري املباشرة‪ ،‬و امللموسة و غري امللموسة‪ ،‬و الداخلية و اخلارجية‪ ،‬و غري ذلك من‬
‫اجلوانب املادية و املعنوية‬
‫‪29‬‬
‫‪:‬أنواع العائدات والتكاليف‬

‫ملموسة‬ ‫مباشرة‬
‫داخلية‬ ‫حقيقية‬
‫وغير‬ ‫وغير‬
‫وخارجية‬ ‫ومالية‬
‫ملموسة‬ ‫مباشرة‬

‫‪30‬‬
‫‪:‬التفرقة بين أنواع العائدات والتكاليف‬
‫‪ -1‬الحقيقية والمالية‪:‬‬
‫• احلقيقية‪ :‬هي تلك العائدات اليت حيصل عليها املستهلكون النهائيون للمشروع العام وتعكس التغيريات يف فرص‬
‫االستهالك واالنتاج احلقيقي واليت توازن مع التكاليف احلقيقية للموارد‪.‬‬
‫• املاليه‪ :‬هي اليت حتدث بسبب التغيريات يف االسعار ذات العالقة باخلدمة املقدمة واملنتج املقدم واليت حتدث أثناء‬
‫عملية تكيف االقتصاد نتيجة لتقدمي خدمة عامة جديدة‬
‫‪ -2‬المباشرة وغير المباشرة‪:‬‬
‫• املباشرة‪ :‬هي الزيادة يف القيمة احلقيقية للمخرجات املرافقة للمشروع العام يف القطاع املعين‬
‫• غري املباشرة‪ :‬اليت تؤثر على باقي قطاعات االقتصاد‬
‫‪ -3‬الملموسة وغير الملوسة ‪:‬‬
‫• امللموسة‪ :‬هي اليت ميكن تقيمها يف السوق وميكن ترمجتها إىل معايري قابلة للقياس‬
‫• الغري ملموسة‪ :‬هي اليت ال ميكن تقييمها يف السوق وبالتايل عدم القدرة على ترمجتها إىل معايري قابلة للقياس‬
‫‪ -4‬الداخلية والخارجية ‪:‬‬
‫• الداخلية‪ :‬هي اآلثار والنتائج املقصودة واليت تستتهلك عن رغبة وقصد والتكاليف اليت تدفع باملقابل‬
‫• اخلارجية‪ :‬هي اليت تفرض على االخرين دون رغبة وقصد ودون ان يدفعوا مقابل‬

‫‪31‬‬
‫تابع‪ /‬أساليب تحليل السياسات العامة‬

‫‪ -3‬بحوث العمليات‬
‫واليت تنطلق من توظيف املنهج العلمي لفهم و تقصي ظواهر التغري يف جمال نظم التشغيل وصوال إىل‬
‫استشراف الوسائل لتحسني كفاءة العمليات اجلارية أو لتحقيق غايات مستقبلية‪ .‬ومن أبرز األمثلة‬
‫يف هذا املضمار‪:‬‬
‫‪ -‬الربجمة اخلطية ‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية الصف أو االنتظار‪.‬‬
‫‪ -‬حتليل السالسل الزمنية‪.‬‬
‫‪ -‬حتليل املسار احلرج‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫تابع‪ /‬أساليب تحليل السياسات العامة‬
‫‪-4‬النماذج الرياضية‬
‫واليت تستخدم يف متثيل صورة جتريدية لواقع مسالة معينة لبيان آلية عمل بعض النظم‬
‫باستخدام بعض العالقات والدوال واملعادالت الرياضية‪ ،‬من خالل متثيل العالقة ما‬
‫بني نوعني من املتغريات الكمية مها ‪ :‬املتغريات التابعة ‪ ،‬و املتغريات املستقلة ‪ ،‬و‬
‫يستفاد من هذه املعادالت يف اختبار الفروض واختيار بدائل السياسات العامة ‪،‬‬
‫ووضع التوقعات املستقبلية ‪ ،‬ومن هذه النماذج الرياضية ‪:‬‬
‫‪ -‬مناذج التنبؤ مبتغريات البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬مناذج التنبؤ بآلية عمل النظام و معدالت أدائه‪.‬‬
‫‪ -‬مناذج البحث عن احلل األمثل‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ملخص‬

‫ركز هذا اجلزء على استعراض اجلوانب املتعلقة مبدخل حتليل السياسات العامة ‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل التعريف ب‪:‬‬
‫• مصطلح حتليل السياسات العامة‬
‫• خصائص حتليل السياسات العامة‬
‫• أمهية حتليل السياسات العامة‬
‫• مراحل حتليل السياسات العامة‬
‫• أساليب حتليل السياسات العامة‬

‫‪34‬‬

You might also like