Professional Documents
Culture Documents
net/publication/340583591
ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻨﻤﺎذج اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرﻳﺔ دراﺳﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺑﻨﻮك ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﺟﺰاﺋﺮﻳﺔ
CITATIONS READS
0 267
1 author:
Hocine Beladjouz
Université de M'sila
47 PUBLICATIONS 1 CITATION
SEE PROFILE
Some of the authors of this publication are also working on these related projects:
اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔView project
All content following this page was uploaded by Hocine Beladjouz on 12 April 2020.
مقررا
مشرفًا و ً جامعة املسيلة أست ـ ـ ــاذ التعليم العايل بلعجوز حسني
فهرس احملتوايت
شكر وتقدير
اإلهداء
II فهرس احملتوايت
II قائمة اجلداول
II قائمة األشكال
مق ــدمـ ـ ـ ـ ــة
ج إشكالية الدراسة
ج فرضيات الدراسة
د أمهية الدراسة
د أسباب اختيار املوضوع
د أهداف الدراسة
ه حتديد املفاهيم
و الدراسات السابقة
ص منهج الدراسة
ص حدود الدراسة
ص هيكل الدراسة
الفصل األول :اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
2 متـهيــد:
3 املبحث األول :االستثمار الطبيعة واخلصائص
3 املطلب األول :مفهوم االستثمار
5 املطلب الثاين :تصنيفات االستثمار
7 املطلب الثالث :أنواع االستثمارات
8 املطلب الرابع :جماالت االستثمار وحمدداته
11 املطلب اخلامس :قرار االستثمار
15 املبحث الثاين :املشروع االستثماري وعناصره األساسية
15 املطلب األول :مفهوم املشروع االستثماري و البياانت الالزمة لتقيمه
24 املطلب الثاين :البياانت الالزمة لتقييم املشروع االستثماري
26 املطلب الثالث :التدفقات النقدية للمشاريع االستثمارية
II
فهرس احملتوايت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
III
فهرس احملتوايت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
V
فهرس اجلداول واألشكال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قائمة اجلداول
الصفحة الت ــرقيم والعنـ ــوان
171 اجلدول رقم ( :(1-4حساب القيمة احلالية الصافية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
174 اجلدول رقم(:)2 -4حساب القيمة النقدية املتوقعة ملشروع زايدة خط إنتاجي يف مؤسسة SPA-PROBATI
174 اجلدول رقم ( :)3-4حساب تباين التدفقات النقدية ملشروع زايدة خط إنتاجي يف ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
175 اجلدول رقم(:)4 -4حساب القيم احلالية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATIبتطبيق حتليل احلساسية للتدفقات النقدية
اجلدول رقم( :)5 -4حساب القيم احلالية الصافية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATIبتطبيق حتليل احلساسية للتدفقات
176
النقدية
176 اجلدول رقم( )6 -4حساب القيم احلالية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATIبتطبيق حتليل احلساسية ملعدل اخلصم
177 اجلدول رقم ( )7 -4حساب القيم احلالية الصافية للمشروع بتطبيق حتليل احلساسية ملعدل اخلصم
178 اجلدول رقم ( :)8 -4التوزيعات االحتمالية ملتغريات مشروع مؤسسة SPA-PROBATI
180 اجلدول رقم (:)9 -4متغري السيناريو لنموذج احملاكاة ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
180 اجلدول رقم ( :)10 -4متغريات النتائج لنموذج احملاكاة ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
181 اجلدول رقم (" :)11 -4نتائج احملاكاة" اإلحصائيات الوصفية ملتغريات مشروع مؤسسة SPA-PROBATI
182 اجلدول رقم ( :)12 -4نتائج احملاكاة ملتغريات النتائج ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
184 اجلدول رقم ( :)13 -4نتائج احملاكاة حساسية القيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
185 اجلدول رقم (:)14 -4معطيات خمطط اإلعصار"توراندو" للقيمة احلالية ملشروع SPA-PROBATI
187 اجلدول رقم ( :)15 -4معطيات خمطط العنكبوت للقيمة احلالية ملشروع SPA-PROBATI
189 اجلدول رقم ( :)16 -4مصفوفة االرتباط للقيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
190 اجلدول رقم ( :)17 -4التكلفة املبدئية ملشروع تربية الدواجن
191 اجلدول رقم ( :)18 -4التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة ملشروع تربية الدواجن
193 اجلدول رقم ( :)19 -4حساب القيمة احلالية الصافية ملشروع تربية الدواجن
196 اجلدول رقم ( :)20 -4حساب القيمة املتوقعة ملشروع تربية الدواجن
196 اجلدول رقم ( :)21-4حساب تباين التدفقات النقدية ملشروع تربية الدواجن
198 اجلدول رقم ( :)22 -4حساب القيم احلالية لتدفقات مشروع تربية الدواجن بتطبيق حتليل احلساسية للتدفقات النقدية
198 اجلدول رقم ( :) 23 -4حساب القيمة احلالية الصافية ملشروع تربية الدواجن بتطبيق حتليل احلساسية للتدفقات النقدية
199 اجلدول رقم ( :) 24 -4حساب القيم احلالية ملشروع تربية الدواجن بتطبيق حتليل احلساسية ملعدل اخلصم
199 اجلدول رقم ( :) 25-4حساب القيم احلالية الصافية للمشروع بتطبيق حتليل احلساسية ملعدل اخلصم
200 اجلدول رقم ( :)26 -4التوزيعات االحتمالية ملتغريات منوذج حماكاة مشروع تربية الدواجن
202 اجلدول رقم ( :)27 -4متغري السيناريو لنموذج حماكاة مشروع تربية الدواجن
202 اجلدول رقم ( :)28 -4متغري النتيجة لنموذج احملاكاة ملشروع تربية الدواجن
203 اجلدول رقم (" :)29 -4نتائج احملاكاة" اإلحصائيات الوصفية ملتغريات مشروع تربية الدواجن
204 اجلدول رقم ( :)30 -4نتائج احملاكاة ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
205 اجلدول رقم (" :)31-4نتائج احملاكاة" حساسية معدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجـ ــن
206 اجلدول رقم ( :)32 -4معطيات خمطط اإلعصار ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
207 اجلدول رقم ( :)33-4معطيات خمطط العنكبوت ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
209 اجلدول رقم ( :)34 -4التكلفة األولية ملشروع مؤسسة مـ ــامي لصناعة املشروابت الوحدة :دج
VI
فهرس اجلداول واألشكال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
210 اجلدول رقم ( :)35 -4التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة ملشروع مؤسسة مامي الوحدة دج
212 اجلدول رقم ( :)36-4حساب القيمة احلالية الصافية ملشروع مؤسسة م ـ ــامي
215 اجلدول رقم ( :)37 -4حساب القيمة النقدية املتوقعة ملشروع مؤسسة مامي
215 اجلدول رقم ( :)38 -4حساب تباين التدفقات النقدية ملشروع مؤسسة مامي
217 اجلدول رقم ( :)39 -4متغري السيناريو لنموذج احملاكاة ملشروع مؤسسة م ــامي للمشروابت
217 اجلدول رقم ( :)40 -4متغري النتيجة لنموذج احملاكاة ملشروع مؤسسة مامي للمشروابت
217 اجلدول رقم ( :)41 -4نتائج احملاكاة ملتغري النتيجة ملشروع مؤسسة مامي للمشروابت
218 اجلدول رقم ( :)42 -4حساسية معدل العائد الداخلي املدمج ملشروع مؤسسة مامي للمشروابت
قائمة األشكال
الصفحة الت ــرقيم والعنـ ــوان
14 الشكل رقم( :)1 -1دورة حياة القرار االستثماري
24 الشكل رقم( :)2 -1مراحل دورة حياة املشروع االستثماري
64 الشكل رقم( :)1 -2مراحل تنفيذ املشروع االستثماري
74 الشكل رقم( :)2 -2أمناط منو السوق
80 الشكل رقم( :)3 -2خط االجتاه العام
108 الشكل رقم( :)1 -3بيئة وظروف اختاذ القرار
122 الشكل رقم( :)2 -3حتديد معدل العائد الداخلي TIR
123 الشكل رقم( :)3 -3متثيل بياين لطريقة حصر معدل العائد الداخلي TIR
124 الشكل رقم( :)4 -3متثيل بياين حلالة عدم وجود معدل العائد الداخلي للمشروع
124 الشكل رقم( :)5 -3متثيل بياين حلالة وجود أكثر من قيمة ملعدل العائد الداخلي ملشروع واحد
126 الشكل رقم( :)6 -3متثيل بياين حلالة وجود قيمة ملعدل العائد الداخلي مع VANسالبة
131 الشكل رقم( :)7 -3السياقات املختلفة للمخاطر وطرق التحليل املناسبة
138 الشكل رقم( :)8 -3شجرة القرارات
140 الشكل رقم( :)9 -3حالة تساوي القيمة احلالية املتوقعة ملشروعني
150 الشكل رقم( :)10 -3جدول "مصفوفة" القرار
165 الشكل رقم( :)1 -4اهليكل التنظيمي للبنك الوطين اجلزائري BNA
166 الشكل رقم( :)2 -4اهليكل التنظيمي لبنك التنمية احمللية BDL
168 الشكل رقم( :)3 -4اهليكل التنظيمي لبنك الفالحة والتنمية الريفية BADR
179 الشكل رقم( :)4 -4متثيل بياين لتوزيع التكلفة املبدئية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
180 الشكل رقم( :)5 -4متثيل بياين لتوزيع التدفق النقدي لسنة 2019ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
183 الشكل رقم( :)6 -4التمثيل الباين للقيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
VII
فهرس اجلداول واألشكال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
185 الشكل رقم( :)7 -4حساسية القيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
186 الشكل رقم( :)8 -4خمطط اإلعصار للقيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
188 الشكل رقم(:)9 -4خمطط العنكبوت للقيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
201 الشكل رقم ( :)10 -4متثيل بياين لتوزيع االستثمار األويل ملشروع تربية الدواجن
202 الشكل رقم( :)11 -4متثيل بياين لتوزيع التدفق النقدي لسنيت 2019و2020
204 الشكل رقم ( :)12 -4التمثيل البياين ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
206 الشكل رقم( :)13 -4حساسية معدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجـ ــن
207 الشكل رقم( :)14 -4خمطط اإلعصار ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
208 الشكل رقم( :)15 -4خمطط العنكبوت ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواج ـ ــن
VIII
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
متهيد:
يعد االستثمار قاطرة النمو والتنمية االقتصادية ،نظرا ملا حيققه من زايدة يف ثروة اجملتمع ويف طاقته اإلنتاجية
لذا جند أن كل الدول وبدون استثناء تسعى لتحفيز االستثمارات من خالل إصدار القوانني والتشريعات اليت من
شاهنا تذليل الصعوابت اليت تواجه عملية جتسيد املشاريع االستثمارية ،وابلتايل الرفع من حجمها خاصة يف ظل
معاانة كل دول العامل بصفة عامة والنامية بصفة خاصة من ندرة املوارد املتاحة مقارنة حبجم االستثمارات املطلوبة،
وهذا ما يتطلب دراسة دقيقة لتوزيع املوارد املتاحة على االستثمارات املختلفة ،مع السعي إىل توفري واجتذاب رؤوس
األموال املطلوبة واالستغالل األمثل للموارد يف شكل مشروعات استثمارية لرفع معدالت النمو وحتقيق التنمية
االقتصادية واالجتماعية.
اجلزائر كغريها من العديد من الدول تويل أمهية كبرية لتطوير االستثمار ملا له من دور هام وحموري يف حتقيق
النمو والتنمية املستدامة املتكاملة ،من خالل اآلاثر اإلجيابية يف جماالت اإلنتاج والتشغيل وخلق الثروة ،وقد جتسد
هذا االهتمام يف اجلزائر من خالل سعيها إىل جتسيد مشاريع استثمارية يف خمتلف القطاعات واألنشطة ،عرب
استحداث وأتسيس العديد من اهليئات واألجهزة احلكومية والربامج اليت تعىن بقضااي متويل وتطوير املشاريع
االستثمارية يف إطار السعي إىل حتقيق الدور املنتظر من هذه املشاريع يف جماالت متعددة كتحسني الناتج احمللي
اإلمجايل ،أو يف التخفيف من مشكالت البطالة والرفع من مستوايت التشغيل ،إال أن هذه املشاريع تواجه يف
غالب األحيان صعوابت كبرية يف بداايهتا ،واليت قد تتعلق أساسا بعدم إملام الدراسات التفصيلية بكل الظروف
احمليطة بتنفيذ تلك املشاريع االستثمارية ،مع مراعاة أن يتم إعداد هذه الدراسات على أسس علمية بعيدة كل البعد
عن العشوائية والتصورات التخمينية.
إن اإلملام بتفاصيل خمتلف الدراسات اليت جترى على أية فكرة استثمارية ملعرفة مدى صالحيتها واإلملام
مبشاكل خمتلف معايري التقييم اليت تتم على أساسها املفاضلة بني املشروعات البديلة تعترب من األمور اهلامة ابلنسبة
للمهتمني مبتابعة وتقييم املشاريع االستثمارية.
من الناحية العلمية والعملية فقد احتل موضوع تقييم املشاريع مكانة هامة بني فروع الدراسات االقتصادية
منذ الستينات من القرن املاضي ،إذ انبثق عن نظرايت الرفاهة االقتصادية اليت وضعت أسسها منذ بداية
األربعينيات ،حيث استهدف جمال تقييم املشاريع يف صورته التقليدية تعظيم العائد االقتصادي املتحقق مبا يسمح
ابختاذ القرارات املتعلقة بتخصيص املوارد للمشاريع اليت حتقق أعلى عائد ممكن.
إن جناح املشروعات االستثمارية يتوقف على الدراسة الدقيقة واملوضوعية الشاملة هلذه املشروعات حىت
ميكن استخدام املوارد املتاحة أفضل استخدام ،ويتحقق ذلك من خالل التوصل إىل قرار استثماري صائب ،غري أن
التوصل إىل ذلك يعد من أصعب واعقد العمليات اإلدارية ،نتيجة لضخامة حجم املشروعات االستثمارية من جهة
والتطورات التكنولوجية والفنية السريعة واملتالحقة من جهة أخرى ،كل هذا أدى إىل تعدد وتعقد املشاكل من
خالل زايدة عدد املتغريات املؤثرة يف قرار االستثمار ،فضال عن وجود التداخل والتشابك فيما بينها ،ابإلضافة إىل
ب
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
صعوبة تقديرها والتنبؤ هبا يف ظل أحداث وظروف ديناميكية وغري مؤكدة ،ومن مث أصبح من الضروري استخدام
النماذج الرايضية للتعبري عن هذه املتغريات والعالقات فيما بينها واثر هذا على قرار االستثمار النهائي.
أوال :إشكالية البحث
األساليب والنماذج الرايضية هي مبثابة جمموعة من األدوات التحليلية اليت ميكن أن تتعامل بصفة خاصة مع
مستني على جانب كبري من األمهية مها :التعقيد وعدم التأكد املتعلقة مبتغريات املشاريع االستثمارية ،هذا البحث
يسعى لإلجابة عن التساؤالت املرتبطة بفعالية هذه األساليب والنماذج يف جمال تقييم املشاريع ،وذلك من خالل
طرح اإلشكالية التالية:
ما مدى فعالية األساليب والنماذج الرايضية يف التعامل مع مشكالت عمليات تقييم املشاريع والقرارات
االستثمارية الصعبة واملعقدة؟.
تستدعي اإلجابة عن هذا التساؤل الرئيسي ضرورة طرح جمموعة من التساؤالت الفرعية اليت نوجزها فيما يلي:
.1ما هي أهم األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف تقييم واختيار املشاريع االستثمارية؟ و ما هي أهم
اخلصوصيات املميزة هلا؟.
.2ما مدى فعالية هذه األساليب والنماذج الرايضية ،وما هي أهم الصعوابت والنقائص اليت تواجه عملية
تطبيقها؟.
.3ما هي أهم املعايري املطبقة يف جمال تقييم واختيار املشاريع االستثمارية على مستوى البنوك التجارية
اجلزائرية ،وهل عمليات التقييم تتم يف ظل ظروف االستثمار املختلفة أم يتم االكتفاء حبالة التأكد املفرتضة
فقط؟.
.4هل تعتمد البنوك التجارية اجلزائرية يف تقييمها للفرص االستثمارية على جمموعة من املعايري أم تكتفي
مبعيار واحد من أجل اختيار البديل االستثماري األفضل؟.
اثنيا:فرضيات البحث
قصد اإلجابة عن اإلشكالية السابقة ،والتساؤالت املتفرعة عنها ،ننطلق من الفرضيات التالية:
.1البعد الزمين الكبري بني حدوث النفقة االستثمارية وبني اكتمال احلصول على نواتج هذا اإلنفاق هو
أساس مشاكل تقييم املشاريع االستثمارية ،حيث يعد البعد والفاصل الزمين الكبري هو املتغري األول يف
مشكلة عدم التأكد والقيمة الزمنية للنقود؛
.2تعترب أساليب تقييم االستثمار يف ظل افرتاض أن الظروف غري احتمالية هي األساليب األكثر استخداما
يف احلياة العملية وترتكز على التعبري عن املتغريات األساسية على أساس تقديرات ذات رقم وحيد؛
ج
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.3تستند عملية التقييم املايل للمشاريع االستثمارية ابلبنوك التجارية اجلزائرية على جمموعة من األساليب إال
أن االكتفاء ابألساليب املطبقة يف ظروف التأكد التام وإمهال األساليب املستخدمة يف حالة املخاطرة
وعدم التأكد من شانه أن يؤدي إىل اختاذ قرارات استثمارية غري رشيدة.
.4األساليب الرايضية املستعملة يف تقييم واختيار املشاريع االستثمارية ال أتخذ يف حسباهنا االعتبارات غري
امللموسة واليت ال ميكن ترمجتها يف صورة رقمية وعلى هذا األساس فانه ال ميكن أن تسفر تلقائيا عن القرار
االستثماري األمثل.
اثلثا :أمهية املوضوع
ال يـزال موضــوع تقيــيم واختيــار املشــاريع االســتثمارية يســتحوذ علــى قــدر كبــري مــن االهتمــام ،الســيما ابلنســبة
للباحثني يف هذا اجملال ،نظرا لألمهية الكبرية اليت تكتسيها املشاريع االستثمارية يف دفـع عجلـة التنميـة االقتصـادية مـن
جهة والصعوبة والتعقيـد الـيت تكتنـف عمليـة االختيـار واملفاضـلة بـني البـدائل االسـتثمارية مـن جهـة أخـرى ،خاصـة يف
ظ ــل احملدودي ــة النس ــبية للمـ ـوارد املتاح ــة ،وك ــذا التعقي ــد والتش ــابك الكب ــري واملتس ــارع ال ــذي أص ــبح حي ــيط بعملي ــات
االســتثمار ،هــذا مــا يؤكــد يف األخــري علــى األمهيــة البالغــة الــيت يكتســيها موض ــوع تقيــيم واختي ــار املشــاريع يف احليــاة
االقتصادية.
رابعا :أسباب اختيار املوضوع
توجد أسباب عديدة دفعتنا الختيار البحث يف هذا املوضوع منها األسباب املوضوعية ومنها الذاتية:
األسباب املوضوعية فيمكن اختصارها فيما يلي:
-أمهية موضوع تقييم واختيار املشاريع سـواء علـى املسـتوى اجلزئـي أو الكلـي ابإلضـافة إىل التطـورات الكبـرية احمليطـة
به؛
-حماولــة تســليط الضــوء علــى خمتلــف املنــاهج املســتعلمة يف تقيــيم واختيــار املشــاريع االســتثمارية علــى مســتوى البنــوك
التجارية اجلزائرية خاصة يف ظل ضخامة هذه املشاريع واألمهية الكبرية للنظام البنكي اجلزائري؛
أما األسباب الذاتية فيمكن حصرها يف النقاط التالية:
-اعتبــار املوضــوع يــدخل ضــمن التخصــص الــذي انتهجتــاه س ـواء يف مرحلــة الليســانس أو املاجســتري " نقــود ،ماليــة
وبنــوك" وإحساســا منــا بضــرورة تســليط الضــوء علــى خمتلــف الطــرق املســتعملة يف تقيــيم واختيــار املشــاريع االســتثمارية
خاصة يف ظل ما تشهده الساحة الوطنية والدولية من تطور يف هذا اجملال.
-اهتمامات الباحث الشخصية.
خامسا :أهدف البحث
يهدف البحث إىل حتقيق مجلة من األهداف أمهها:
-حتديد الظروف املؤثرة واملالئمة جملال اختاذ قرار االستثمار؛
د
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-حتديد وإبراز خمتلـف العقبـات الـيت تواجـه عمليـة اسـتخدام األسـاليب الرايضـية يف عمليـة تقيـيم واختيـار املشـاريع
االستثمارية؛
-حتديد إطار مناهج تقييم املشاريع االستثمارية؛
-حتليــل وتقيــيم خمتلــف األســاليب الرايضــية املســتخدمة يف تقيــيم واختيــار املشــاريع االقتصــادية مــن خــالل التعــرض
ألهم مناهج التقييم احلديثة ؛
-إبـراز أهــم املعــايري املســتخدمة يف البنــوك التجاريــة اجلزائريــة ،وحماولــة اق ـرتاح النمــاذج األكثــر مالئمــة "مــن وجهــة
نظر الباحث" للمشاريع االستثمارية املستهدفة من طرف البنوك.
سادسا :حتديد املفاهيم
.1االستثمار واملشروع االستثماري:
أ -االستثمار :هو التخلي عن استخدام أموال حالية ولفرتة زمنية معينة من اجل احلصول على مزيد من
التدفقات النقدية يف املستقبل تكون مبثابة تعويض عن القيمة احلالية لألموال املستثمرة ،وكذلك تعويض
عن االخنفاض املتوقع يف القوة الشرائية لألموال املستثمرة - ،بسبب التضخم -مع إمكانية احلصول على
عائد معقول مقابل حتمل عنصر املخاطرة.
ب -املشروع االستثماري :هو العملية الفريدة اليت حتتوي على جمموعة من الفعاليات املتناسقة واملسيطر
عليها اليت هلا اتريخ بداية وهناية واملوجهة حنو حتقيق هدف حمدد وفقا للمتطلبات احملددة وتشتمل على
الزمن والتكلفة واملوارد.
.2القـرار االسـتثماري :يقـوم مفهـوم القـرار االسـتثماري علـى مبـدأ الرشـادة االقتصـادية النـابع أساسـا مـن
التخصيص األمثل للموارد النادرة املتاحة من خالل استثمارها يف املشروع الذي يعطي أفضل عائد ممكن،
مع األخذ يف احلسبان للفرصة الضائعة ،وواضح أنه ال ميكن التوصل إىل هذا القـرار إالا بنـاء علـى جمموعـة
مـن دراسـات اجلـدوى و املعـايري الـيت تسـبق عمليـة االختيـار والـيت متـر بعـدة مراحـل تنتهـي ابختبـار قابليـة
املشروع للتنفيذ يف إطار منهجي معني .ويتميز قرار االستثمار أبنه قرار إسرتاتيجي غري متكرر يرتتب عليه
تكاليف اثبتة يصعب الرجوع فيها أو تعـديلها ،ابإلضـافة إىل املشـاكل احمليطـة بـه كظـروف عـدم التأكـد و
التغري يف قيمة النقود و مشاكل عدم القابلية للقياس الكمي لبعض املتغريات.
.3تقي ــيم املش ــروع :هــي عمليــة وضــع املعــايري الالزمــة الــيت ميكــن مــن خالهلــا التوصــل إىل اختيــار البــديل أو
املشــروع املناســب مــن بــني عــدة بــدائل مقرتحــة ،مبــا يضــمن حتقيــق األهــداف املســطرة واســتنادا إىل أســس
علمية.
.4دراسة اجلدوى :ميكن تعريف دراسات اجلدوى على أهنا منهجية الختاذ القرارات االستثمارية تعتمد علـى
جمموعـة مـن األسـاليب و األدوات و االختبـارات و األسـس العلميـة الـيت تعمـل علـى املعرفـة الدقيقـة
الحتماالت جناح أو فشل مشروع استثماري معني ،واختبار مدى قدرة هـذا املشـروع علـى حتقيـق أهـداف
ه
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
حمددة تتمحور حول الوصـول إىل أعلـى عائـد و منفعـة للمسـتثمر اخلـاص أو االقتصـاد الـوطين أو لكليهمـا
على مدى عمره االفرتاضي.
.5النمــوذج الرايضــي :النمــوذج الرايضــي هــو عبــارة عــن عينــة أو صــورة مصــغرة جملتمــع معــني أو صــيغة رايضــية
حتمل مواصفات حالـة معينـة ،مـن خـالل عـدد مـن العالقـات الرايضـية الـيت تعـرب عـن املشـكلة أو احلالـة الـيت
يتم دراستها.
.6الفعالية :تشـري الفعاليـة فـي أغلـب األحيـان إىل مدى حتقيق األهـداف (أي النتــائج) املرغوبــة مــن اســتخدام
املـوارد وإدارهتا بشـكل جيـد.
سابعا :الدراسات السابقة من بني الدراسات اليت أتيح لنا االطالع عليها ما يلي:
1
.1دراسة زهية حـوري :تقييم املشروعات يف البلدان النامية ابستخدام طريقة اآلاثر.2007،
متحورت هذه الدراسة حول اإلشكالية التالية :تواجه الدول النامية اليت ترغب يف حتقيق تنمية اقتصادية
متزايدة مشكلة حتديد اجملاالت اليت توجه إليها االستثمارات اجلديدة ،حيث أن اختيار مث تقييم املشروعات اليت
حتقق هذه التنمية يعترب مشكلة معقدة نظرا لكونه جيمع بني النظرتني اجلزئية و الكلية ،إذ أن تقييم أي مقرتح
استثماري يقتضي دراسات تفصيلية عن مزااي و عيوب هذا املقرتح من النواحي الفنية و االقتصادية و بنفس
الوقت يضعه بعد ثبوت صالحيته موضع املقارنة الشاملة مع غريه من املشروعات البديلة و املنافسة .وقد ركزت
الباحثة على استخدام طريقة اآلاثر يف الناحية التطبيقية من الرسالة على اعتبار أن هذه الطريقة تعتمد على أسعار
السوق وبذلك تتفادى مشاكل تطبيق أسعار الظل اليت يصعب استخدامها يف الدول النامية نظرا لعدم إمكان
توفري البياانت ابلكمية و النوعية املطلوبة ،فضال عن أن طريقة اآلاثر تعتمد على أداة حماسبية هامة أال و هي
جدول املدخالت واملخرجات اليت وان كان من الصعب توافرها يف العديد من الدول النامية ،إال أن اجلزائر درجت
على وضع هذه اجلداول من فرتة ألخرى ،وبذلك فان استخدام هذه الطريقة "من وجهة نظر الباحثة" يناسب
أوضاع االقتصاد اجلزائري.
وملعاجلة إشكالية البحث هذه اعتمدت الباحثة بعض الفرضيات اليت رأهتا اقرب استجابة لإلجاابت احملتملة واليت
خلصتها يف مايلي:
-إن دراسات اجلدوى املختلفة اليت متثل األساس العلمي لتقييم املشاريع تعرب عن األهداف اليت يتبناها كل من
املستثمر اخلاص و الدولة بغرض اختاذ قرار قبول أو رفض املشروع االستثماري من وجهة نظر االقتصاد الوطين ؛
-إن العالقة بني املستثمر و اهليئة القائمة بعملية التقييم ،وبينها وبني اجلهات املسئولة ابلدولة (كاملؤسسات،
واألجهزة املختلفة ،والوزارات الوصية) تعمل يف ظل مناخ عام لالستثمار تطرح به خمتلف األهداف املتعلقة ابلتنمية
االقتصادية واالجتماعية واليت يرجى حتقيقها من خالل تنفيذ املشاريع املختلفة؛
1زهية حـوري :تقييم املشروعات يف البلدان النامية ابستخدام طريقة اآلاثر ،أطروحة دكتـوراه ،جامعة منتوري قسنطينة ،اجلزائر،سبتمرب .2007
و
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-إن مناهج التقييم العاملية املعروفة ما هي إال وسائل ميكن للدولة أن تطوعها أو تسرتشد هبا فيما حيقق أهداف
التنمية؛
-إن األسلوب املتبع يف تقييم االستثمارات يف اجلزائر يتسم بعدم الوضوح يف األهداف وعدم الدقة يف صياغة
مبادئ التقييم ،ابإلضافة إىل التبسيط الشديد الذي يقتصر على بعض معايري التحليل الرحبي؛
-إن التغريات اجلذرية املتبعة يف السياسة االستثمارية ابجلزائر نتيجة التحول إىل اقتصاد السوق يفرتض هبا أن حتقق
األهداف املرجوة من عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية؛
أما النتائج اليت توصلت إليها الدراسة فيمكن تلخيصها يف مايلي:
إن أثر الزايدة يف األجور و الضرائب غري املباشرة على األسعار الداخلية ،و على مستوى املعيشة للعائالت بني أن
ارتفاع األجور له أتثري كبري على األسعار الداخلية ملعظم املنتجات ،يف حني أن زايدة الضرائب غري املباشرة هلا
أتثري حمدود على معظم هذه املنتجات .كما أن ارتفاع األسعار يؤدي حتما إىل نقص القوة الشرائية للقطاع
العائلي ،لذلك ميكن تبين سياسة ضريبية من خالل التعرف على مناذج ميزانية األسر حسب فئاهتا املهنية
واالجتماعية ،وحتديد كيفية سد هذا النقص يف القدرة الشرائية لديها.
.2دراسة أمني السيد امحد لطفي :تقييم املشروعات االستثمارية ابستخدام مونت كارلو للمحاكاة.2006 ،
هدفت هذه الدراسة إىل توضيح وإبراز أمهية استخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشاريع
االستثمارية ،ابعتباره من أفضل وانسب األساليب اليت ميكن استخدامها من اجل التعامل مع مشكليت التعقيد
وعدم التأكد ومن مث تبدو األمهية اخلاصة الستخدام هذا األسلوب يف تقييم املشروعات االستثمارية بصفة عامة
وتقييم املشروعات الدولية املشرتكة بصفة خاصة.
مت تقسيم هذه الدراسة إىل أربعة أبواب حيث تناول الباب األول مناهج تقييم املشروعات االستثمارية يف
ظل الظروف املختلفة ،واهم النتائج اليت مت التوصل أليها من خالل هذا الباب مايلي:
-أن هناك ظرفا واحدا فقط هو الذي حيكم جمال اختاذ قرارات االستثمار هو ظرف عدم التأكد .وهو
الظرف الذي يتالءم مع طبيعة وخصائص هذه القرارات ؛
-يف ظل ظروف عدم التأكد قد يفرتض للحد من مشكلة عدم التأكد املؤثرة على تقديرات املتغريات
األساسية لالستثمار أن الظروف املستقبلة حمددة وغري احتمالية ،وقد تكون الظروف احتمالية وغري
حمددة .وعلى أساس هذين االفرتاضني ميكن وضع اإلطار العام الذي يضم كافة مناهج تقييم املشروعات
االستثمارية "سواء على املستوى العملي أو النظري"؛
-عند تقييم املشروعات االستثمارية جيب أن توفر اإلدارة للمدخالت األساسية يف صورة مدى كامل للقيم
املمكن أن حتدث احتماالت حدوث كل منها وهو ما يعرف مبنظور عدم التأكد ،أما منظور اخلطر فهو
يشري لإلدارة مبدى النواتج احملتملة واحتماالت املستوايت املختلفة لتحقق هذه النواتج.
ز
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
فمنظور عدم التأكد يرتبط ببياانت املدخالت يف حيت يتعلق منظور اخلطر مبعلومات املخرجات .فعدم التأكد
إذن هو الذي خيلق اخلطر فكلما زاد عدم التأكد احمليط بتقديرات االستثمار كلما زادت احتماالت التغري يف
العوائد الفعلية عن املقدرة أي بعبارة أخرى زاد اخلطر؛
أما الباب الثاين من الدراسة فتناول من خالله الباحث أسلوب مونت كارلو للمحاكاة وتقييم املشروعات
االستثمارية ،وتوصل من خالله إىل ما يلي:
يشري استخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشروعات االستثمارية إىل عملية بناء وتصميم
منوذج رايضي يشتمل على كافة عناصر هذا املشروع ( النظام) والتغريات اخلاصة به .ويتم إجراء التجارب على هذا
النموذج وىف كل جتربة حماكاة يتم اختيار قيمة عن كل توزيع احتمايل للمتغريات بطريقة عشوائية وعلى أساس هذه
القيم املتولدة عشوائيا وقيم الثوابت والفروض اخلاصة بكل متغري داخلي عن طريق املعادلة املناسبة وكل جتربة حماكاة
توفر عينة ابملشاهدات اخلاصة بكل متغري داخلي ويتم احتساب معدالت العائد ويتم زايدة عدد دورات وجتارب
احملاكاة عددا كبريا من املرات ،وبتجميع هذه املشاهدات واحتساب معدالت العائد مئات املرات ميكن حساب
االحتماالت املختلفة لكل عائد وطبيعة التشتت احمليطة هبذه االحتماالت عن طريق التوزيع التكراري ملعدالت
العائد وبناء على ذلك ميكن تقييم املشروعات االستثمارية واملفاضلة بينها على أساس املوازنة بني العائد واخلطر.
وكلما زادت عدد دورات احملاكاة وجتارهبا كلما زادت دقة النتائج اليت ميكن احلصول عليها وكلما اخنفضت حجم
االحنرافات أو التباين نسبيا.
أما الباب الثالث فتناول فيه الباحث استخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشروعات
االستثمارية املشرتكة وذلك يرجع إىل إمكانيات وقدرات هذا األسلوب الكبري يف التعامل مع مشكالت القرار
الصعبة واملعقدة ومشكلة عدم التأكد .ولتحقيق هدف البحث من خالل هذا الباب فقد مت تقسيمه إىل ثالث
فصول أساسية ،حيث انقش الباحث يف الفصل األول مفهوم وطبيعة املشروعات املشرتكة ،ومشاكل تقييم هذه
املشروعات وأمهية استخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم هذه املشروعات ،ويف الفصل الثاين قام
الباحث بوضع إطار عام لتقييم املشروعات املشرتكة عن طريق إبراز أمهية تقييم املشروعات املشرتكة من وجهات
نظر متعددة حسب الغرض من التقييم ،وبناء على ذلك يتم تشكيل منوذج التدفقات النقدية ،وحتديد معدل العائد
املطلوب ،ومعدل العائد املتوقع ومن مث يتم تقييم هذه املشروعات على مستوى الرحبية اخلاصة سواء على مستوى
املشروع ذاته أو من وجهة الشريك احمللي أو األجنيب بناء على املوازنة بني العائد واخلطر ،ويف الفصل الثالث حاول
الباحث وضع منوذج حماكاة تقييم املشروعات االستثمارية املشرتكة على أساس وجهات النظر الثالثة السابقة
موضحا مكوانت وعناصر كل منوذج من هذه النماذج متهيدا لتشغيله وحتليل نتائج خمرجات هذا النماذج.
أما الباب الرابع فقام من خالله الباحث إبجراء دراسة تطبيقية على احد املشروعات االستثمارية املشرتكة،
هبدف اختبار صالحية وفعالية منوذج حماكاة تقييم املشروعات االستثمارية املشرتكة وذلك عن طريق إعداد برانمج
تشغيل النموذج ابستخدام احلاسب االلكرتوين ،واختبار مدى إمكانية ترمجة نتائج احملاكاة التجريبية يف شكل
ح
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
مقاييس بسيطة ترتكز على املوازنة بني العائد واخلطر واليت تكون أساسا الختاذ القرار االستثماري ،ومن جهة أخرى
هبدف التعرف على املشاكل التطبيقية الستخدام منوذج حماكاة تقييم املشروعات االستثمارية يف احلياة العملية.
وميكن حصر أهم هذه املشاكل فيمايلي:
▪ أن أسلوب حماكاة املشروع االستثماري ال يسفر تلقائيا عن القرار األمثل؛
▪ صعوبة توفري تقديرات وتنبؤات املتغريات األساسية ابلصورة والشكل الذي يستلزمه منوذج حماكاة
املشروعات االستثمارية؛
▪ صعوبة حتديد مقدار الدورات اليت يتعني إجراءها بشكل فاصل حىت ميكن أن يسفر تشغيل النموذج
عن معلومات دقيقة؛
▪ ارتفاع التكاليف وزايدة اجلهد والوقت يف إعداد وتشغيل وحتليل خمرجات منوذج حماكاة املشروعات
االستثمارية.
أما النتائج العامة اليت توصلت إليها الدراسة فيمكن تلخيصها يف مايلي:
-يشري أسلوب مونت كارلو إىل الطريقة اليت تستخدم يف حل أي منوذج عن طريق اختبار القيم من توزيعاهتا
االحتمالية ابستخدام األرقام العشوائية ،يف حني يشري أسلوب احملاكاة إىل عملية تصميم منوذج يهدف إىل متثيل
وتصوير نظام حقيقي عن طريق إجراء جتارب على هذا النموذج عددا كبريا من املرات هبدف فهم سلوك النظام
ذاته وتقييم االسرتاتيجيات ومسارات العمل البديلة وحتديد أفضليتها على ضوء احملددات املوجودة؛
-احملاكاة ال يعترب نظرية بقدر ما هو منهجية حلل املشاكل فاحملاكاة منهج جترييب يساعد على وصف نظام حقيقي
ودراسة سلوكه ،واختيار وبيان الفروض اليت جتدد سلوكه والتنبؤ هبا يف املستقبل عن طريق ماذا حيدث من أاثر إذا
حدثت بعض التغريات يف احد جوانب هذا النظام؛
-يعد أسلوب مونت كارلو للمحاكاة من أكثر أساليب حبوث العمليات استخداما يف التطبيق العملي ،ويعد جمال
التقييم املشروعات االستثمارية احد اجملاالت األساسية الستخدام هذا األسلوب ويتميز أسلوب احملاكاة عند
استخدامه يف حتديد البديل األفضل من بني عدة مسارات بديلة عن غريه من األساليب يف أن منوذج احملاكاة يتم
حله جتريبيا وليس حتليليا؛
-تعترب مرحلة بناء منوذج احملاكاة أهم مراحل دراسة احملاكاة بغرض تقييم املشروع االستثماري .وهناك ثالثة نقاط
أساسية إلثبات صحة بناء النموذج ،األوىل وتتمثل يف منطقية اهليكل الداخلي للنموذج ،وذلك يتم على ضوء
اخلربة واملعرفة والنظرية القائمة ،والثانية تتمثل يف القيام ابختبارات جتريبية لالفرتاضات واملتساوايت ،والثالثة تتمثل يف
التحقق من قدرة النموذج على إمكانية التنبؤ بسلوك النظام ومنفعة النموذج ملتخذ القرار؛
-ليس هناك اهتمام كاف بكفاءة التصميم التجرييب لنموذج احملاكاة على الرغم من التقدم الذي حدث بشأنه
تطوير أساليب هتدف إىل زايدة الدقة أو ختفيض التباين الذي يتعلق بتقديرات العينة ،وتشري إىل ختفيض تباين
ط
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
التقدير عن طريق إحالل إجراء املعاينة األصلي عن طريق إجراء آخر يؤدي لنفس القيمة املتوقعة ولكن بدرجة
تباين اقل؛
-توفر النتائج التجريبية لنموذج احملاكاة معلومات ذات قيمة كبرية إلدارة االستثمار حيث تقدم معلومات هامة
عن متوسط معدل العائد احلقيقي على أساس القيم االحتمالية املتوقعة ،ومعلومات أثناء تشغيل البياانت ذاهتا عن
طريق دراسة أاثر ال تغريات يف قيم كل املتغريات على معدل العائد احلقيقي او اختبار احلساسية ،كذلك فان تقييم
املشروعات االستثمارية يتم بناءا على املفاضلة بني العائد واخلطر وعلى أساس ذلك ميكن اختيار البديل
االستثماري األفضل والذي حيقق أفضل منفعة وعائد مع اقل خطر ممكن ؛
-إذا كان هناك صعوبة يف حتديد متغريات املدخالت لنموذج احملاكاة فان هذه الصعوابت يواجهها أي أسلوب
أخر ،وإذا كان النموذج الكمي عادة يتجاهل أاثر العوامل غري امللموسة فان ذلك يرجع أساسا إىل أن القرار
اإلداري يدور يف غالب األحيان وليس دائما حول املتغريات القابلة للقياس الكمي ،كما أن تقدير هذه العوامل غري
امللموسة ال يتم جتاهله عند التقييم حيث ترتك هذه العوامل لتقدير اإلدارة وخربهتا عند اختاذ القرار ؛
-تنص منهجية مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشروعات االستثمارية على اعتبار معدل العائد اخلايل من اخلطر
معدل اخلصم ومعد ل العائد املطلوب ،حيث يعكس هذا املعدل معدل اخلصم مقابل القيمة الزمنية للنقود وليس
مقابل اخلطر ،حيث مت اخذ اخلطر يف احلسبان أثناء دورات احملاكاة ذاهتا على النموذج.
-يرتكز أسلوب مونت كارلو للمحاكاة على نظرية إحصائية هامة هي نظرية احلد املركزية واليت تشري إىل انه كلما
زادت عدد جتارب ودورات أسلوب احملاكاة كلما اقرتبت نتائج احملاكاة من النتائج احلقيقية ،أي كلما كانت نتائج
احملاكاة التجريبية ستكون مماثلة للنتائج املنتظرة واحملتملة احلدوث يف الظروف احلقيقية ،ومن مث ميكن القول أبنه إذا
كان احملاكاة ال يوفر حلول مثلى فانه يوفر نتائج تكون قريبة للغاية من الواقع ؛
من خالل استعراضنا للدراستني السابقتني ميكننا مالحظة أن الدراسة األوىل للباحثة :زهية حوري ركزت على
إبراز أمهية طريقة اآلاثر يف تقييم املشاريع االستثمارية يف الدول النامية خاصة ،بينما الدراسة الثانية للدكتور أمني
السيد امحد لطفي فقد ركز من خالهلا على أسلوب مونت كارلو للمحاكاة مربزا أمهية استخدامه يف املشاريع
االستثمارية اليت تتم بشراكة مع األجانب خاصة ،نظرا لضخامتها وأمهيتها اإلسرتاتيجية ،هذا ما يعزز طرحنا ابن
هناك تعدد يف وجهات النظر حول هذه املعايري ومدى فاعلية كل واحد منها يف إعطاء النتائج األكثر خدمة
للوصول إىل القرار االستثماري الذي حيقق طموح كل األطراف املعنية به.
.3دراسة مسيكة بوفامة :مناذج تقييم املشاريع االستثمارية بني النظرية والتطبيق وانعكاسات ذلك على
1
االقتصادايت النامية :مثال اجلزائر.2001 ،
متحورت هذه الدراسة حول إبراز األمهية الكبرية لالستثمار وتقييمه خاصة يف الدول النامية نظرا خلصوصيات
هذه الدول حيث تكون املوارد االقتصادية اندرة وال تتحمل أي إسراف أو سوء استخدام ،مما يستلزم احلرص
1مسيكة بوفامة :مناذج تقييم املشاريع االستثمارية بني النظرية والتطبيق وانعكاسات ذلك على االقتصادايت النامية :مثال اجلزائر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة اجلزائر.2001 ،
ي
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الشديد على االستخدام العقالين والرشيد هلذه املوارد عند عمليات التخصيص االستثمار ،كل هذا على أساس
الفشل املالحظ السرتاتيجيات التنمية املتبعة يف هذه الدول رغم اجملهودات اجلبارة املبذولة يف إقامة املشاريع
االستثمارية واملكلفة يف اغلب األحيان لتحقيق هذه االسرتاتيجيات .بل وعلى العكس من ذلك جندها أعطت
نتائج سلبية ( تعميق التخلف املراد اخلروج منه ،تبعية اقتصادية ،تكنولوجية ،مالية وجتارية ،نقص يف أداء النشاط
االقتصادي القائم ،مديونية ثقيلة ..اخل ) هذا ابإلضافة إىل السلبيات اليت رافقت حتقيق هذه املشاريع ،كتعثر الكثري
منها ،ومتديد فرتات اجنازها وتضخم تكاليفها ابإلضافة إىل مشاكل أخرى .وكل هذا أدى إىل تقهقر هذه
االقتصادايت ودخوهلا يف أزمات حادة مما يعمل على طرح عدة تساؤالت وابخلصوص تلك املتعلقة بعدم فعالية
وفشل العديد من الربامج االستثمارية العمومية ،ومنها التساؤل عن مدى فعالية دراسات اجلدوى اليت سبقت هذه
االستثمارات وصيغ اجنازها .هذا رغم تناول األدبيات االقتصادية ملوضوع مناذج تقييم املشاريع االستثمارية ،والذي
أعطى إنتاجا وافرا ضمن هذا اجملال وابخلصوص املقرتحات على الدول النامية من طرف الكثري من اهليئات الدولية.
وكل هذه النظرية جندها تتمحور يف منوذجني أساسيني:
▪ منوذج تقييم املشاريع االستثمارية حسب املردودية املالية ؛
▪ منوذج تقييم املشاريع االستثمارية حسب املردودية االقتصادية.
رغم كل هذا فان قصور نتائج هذه االستثمارات جتعلنا نطرح عدة تساؤالت عن خلفيات هذه الوضعية واليت
نبلورها حسب املنهجية التالية:
أوال :لقد انطلقت الدول النامية يف وضع اسرتاجتيات لتحقيق تنميتها انطالقا من مشاريع عديدة وضخمة يف كثري
من األحيان كلفتها الكثري من اجلهد والوقت واملوارد النادرة ،ولكن رغم هذا فان نتائجها كانت اقل ما يقال عنها
أهنا سلبية ،أين يتموضع اإلشكال ؟
اثنيا :مدى صالحية مناذج التقييم اليت طبقت لدراسة ومتابعة هذه االستثمارات وظروف وخصائص االقتصادايت
النامية ؛
اثلثا :مدى كفاية هذه النماذج للتعبري عن احتياجات االقتصادايت النامية ؛
رابعا :هل مناذج التقييم هذه واليت طبقت يف الدول النامية ،سواء على املستوى اجلزئي او على املستوى الكلي ،قد
طبقت كما جيب.
ملعاجلة إشكالية البحث هذه اعتمدت الباحثة بعض الفرضيات واليت رأهتا اقرب استجابة لإلجاابت احملتملة
واليت خلصتها يف مايلي:
إن فشل اسرتاجتيات التنمية يف الدول النامية والناجتة على اخلصوص من السلبيات اليت ميزت االستثمارات
القائمة ،تعكس من بني ما تعكس عدم قيامها على أسس عقالنية ورشيدة أتخذ بعني االعتبار فعالية وجدوى
املوارد اليت أنفقت عليها واجلهد والوقت اللذان بذال من اجل اجنازها ضمن إطار أيخذ بعني االعتبار خصوصياهتا
ويعمل على مالئمة مناذج التقييم وتنقيحها حسب هذه اخلصوصيات .هذا ابإلضافة لتوخي اجلدية والدقة يف
ك
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تطبيقها حىت متكن من إعطاء أقصى فعالية ممكنة لالستثمارات املدروسة على أساسها ،وكل هذا الطرح يبلور لدينا
الفرضيتني األساسيتني التاليتني:
الفرضية األوىل :إن مناذج تقييم املشاريع االستثمارية كما هو متعارف عليها يف األدبيات االقتصادية واملقرتحة على
الدول النامية غري قابلة للتطبيق كما جيب وال تعطي النتائج املرجوة منها إذا ما طبقت على االقتصادايت النامية
دون األخذ بعني االعتبار خلصوصياهتا كاالقتصاد اجلزائري مثال ،مما أدى النسداد عملية التنمية القائمة على
املشاريع املقامة ضمن هذا السياق.
الفرضية الثانية :إن تطبيق مناذج تقييم املشاريع االستثمارية ضمن االقتصادايت النامية رافقته الكثري من األخطاء
والنواقص والتجاوزات ،مما ترتب عن ذلك الكثري من املشاكل واليت أعطت ثقال آخر يضاف ملا ترتب عن الفرضية
األوىل ،واليت ترجع لسوء تسيري املشاريع.
وحاولت الباحثة دعم هاتني الفرضيتني من خالل االستناد إىل مجلة من النقاط ،فبالنسبة للفرضية األوىل ميكن
االستناد على النقاط التالية:
▪ خصائص السوق اجلزائري ختتلف كثريا عن تلك الواردة ضمن مناذج تقييم املشاريع االستثمارية والقائمة
على سوق حرة خاضعة ملوازين العرض والطلب؛ خصوصا وان دراسة السوق تعترب من األدوات األساسية
ضمن عملية التقييم فيما بعد ،ورغم ان منوذج التقييم االقتصادي يؤكد على هذه النقطة فإننا ال جنده يورد
البديل بل وابلعكس ينطلق من نتائج منوذج التقييم املايل الذي يعتمد على فرضية السوق احلرة ؛
▪ اختيار ونقل التكنولوجيا املنتجة يف الدول املتقدمة خلقت الكثري من املشاكل لالقتصادايت النامية نظرا
لعدم مالئمتها وخصائصها مما يرتتب عن ذلك الكثري من السلبيات؛
▪ الدراسة التمويلية للمشاريع االستثمارية تعترب هامة جدا ،إال أن كيفيات دراستها ضمن مناذج التقييم مل
تراعي خصوصيات الدول النامية ،وايل كانت االستثمارات القائمة فيها كمراهنة وحيدة وضمان أحادي
لكيفيات التمويل اليت طبقت ضمن الدول النامية ابقرتاح من املؤسسات املالية الدولية .ومتثلت يف
املديونية اخلانقة اليت تعاين منها حاليا ،ابإلضافة ملشكل عجز اقتصادايهتا.
▪ معايري التقييم واليت تشكل قرار الفصل النهائي يف قبول أو رفض أي مشروع استثماري ،سواء تلك
املتعلقة بنماذج التقييم القائمة على املردودية املالية ،أو تلك القائمة على املردودية االجتماعية ،تنصب
كلها ضمن حتقيق هدف واحد هو املردودية املالية ؛
▪ معايري التقييم هذه تعمل على توجيه االستثمارات حنو املشاريع ذات الرأمسال املكثف ،مما يعمل على
إمهال وفرة اليد العاملة اليت متيز اغلب اقتصادايت الدول النامية.
أما خبصوص الفرضية الثانية فيمكن إدراج النقاط التالية:
▪ بروز ظواهر سلبية عديدة ميكن إرجاعها إىل سوء القيام بعمليات التقييم أي إىل سوء تسيري املشاريع كعدم
الدقة يف حتديد بعض عناصر التكلفة االستثمارية ،مما يرتتب عنه إعادة تقييم املشروع من جديد ،وابلتايل
ل
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تضاعف التكلفة االستثمارية للمشروع .وميكن إرجاع ذلك لعدة أسباب منها إمهال بعض عناصر رأس
املال العامل أو تكاليف تدريب العمال ،أو تكاليف املراحل التجريبية وغري ذلك؛
▪ أخطاء خبصوص اختيار املوقع مبا يتالءم وخصوصيات املشروع ؛
▪ إنشاء مشاريع قائمة على موارد أولية أو سلع جتهيز وغري ذلك مستورد كلية من اخلارج سواء ضمن مبدأ
اسرتاجتيات اإلنتاج القائمة على الصناعات املصنعة ،أو نظرا للرتكيز على االستعانة ابخلربة األجنبية اليت
تستغل هذه املكانة وتتجه لتموين املشروع من املؤسسة اليت ينتمون إليها أو البلد املنتمون إليه ،مما زاد من
حدة التبعية وترجيح منفعتهم اخلاصة والعامة على منفعة البلد املضيف ؛
▪ عدم مالئمة الكثري من السلع اليت تنتجها هذه املشاريع ومتطلبات السوق ،ويتأكد هذا يف صيغ االجناز
املفتاح يف اليد ،وحىت املنتوج يف اليد ،وقد نتج عنه تراكم يف املخزون من السلع غري املمكن تسويقها ؛
▪ االجتاه حنو اعتماد املشاريع الضخمة والتكنولوجيا العالية وما يرتتب عن ذلك ؛
▪ عدم إدراج التقييم البيئي هلذه املشاريع الضخمة ،وما ترتب عنها من تلوث ؛
▪ االعتماد على معلومات وبياانت انقصة يف اغلب األحيان ،إذ مل نقل غري واقعية ،وهذا إلمتام الدراسات
نظرا لغياب جهاز إحصائي دقيق يف اغلب الدول النامية.
أما النتائج اليت توصلت إليها الدراسة فيمكن تلخيصها يف مايلي:
أ -يعترب االستثمار من أهم املفاهيم األساسية واملمكن اعتبارها كطفرة هامة ضمن احلياة البشرية ،وهذا
ابالنتقال من احلياة اليومية ،اىل مستوى أخر على أساس ربط تفكريه بعنصر الزمن .إن هذا معناه إدخال
عنصر الدينامكية يف ختطيط حياته ،مما يدل على حتقق تقدم عام يف اتريخ البشرية ؛
ب -ضعف األداء احملقق على مستوى اال ستثمارات املعتمدة يف الدول النامية عائدا أساسا لعدم عقالنية
ختصيص املوارد االستثمارية ومن مثة سوء تسيريها ،ويرجع هذا على اخلصوص إىل حمدودية مناذج تقييم
املشاريع االستثمارية الواردة يف األدبيات االقتصادية واملقرتحة من طرف اهليئات الدولية واملؤسسات املالية
الدولية حيث أن مناذج التقييم القائمة على املردودية االقتصادية كنموذج األسعار املرجعية أو منوذج اآلاثر
ال تتخلى على مناذج التقييم القائمة على املردودية املالية ،فاألوىل ال ميكنها القيام دون إمتام هذه األخرية،
إال أن كالمها تشمل الكثري من اجلوانب غري املالئمة لالقتصادايت النامية نظرا خلصوصياهتا؛
ج -رغم كون منوذج األسعار املرجعية واملقرتح من طرف منظمة التعاون االقتصادي والتنمية ( ) L'ocde
يستهدف حتقيق املنفعة العامة ،وضمن إطار التوزيع العقالين والرشيد للموارد وابخلصوص النادرة منها
والذي يستهدف حتقيق املنفعة العامة واخلاصة يف آن واحد فإننا جند هذا اهلدف ال ميكن حتقيقه يف الدول
النامية إبتباع هذه الطريقة ،نظرا للدور األساسي املعطى للتجارة الدولية وتعويض أسعار السوق ابألسعار
الدولية ،ابعتبار أن السوق الدولية حسب ( )OCDEتنشط ضمن ظروف املنافسة التامة ،إال أن الواقع
غري ذلك نظرا لتواجد عدة قوى احتكارية تنشط يف هذه السوق ،مما جيعل األسعار الدولية ال تعرب عن
م
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ندرة أو وفرة السلع واخلدمات ،وابلتايل احلد وبشكل كبري من إمكانيات الدول النامية ،مما جيعلها تقبل
ابلتوزيع غري العادل للثروات على املستوى الدويل وخضوعها للتقييم الدويل والقائم يف غري صاحل هذه
الدول؛
د -وضوح العالقة املوجودة بني فشل االستثمارات املقامة يف الدول النامية وسوء ترشيد القرار االستثماري
نتيجة األخطاء واالحنرافات والنقائص اليت رافقت عملية الدراسة والتقييم واالجناز للمشاريع االستثمارية،
ومن أهم مظاهر سوء الرتشيد للقرار االستثماري جند كيفيات وضع أفكار املشاريع دون إجراء دراسات
كافية وما يرتتب عن ذلك من انعكاسات سلبية على املشروع مستقبال ،وهنا وجدان إمكانية اقرتاح أفكار
مشاريع من جهات غري خمتصة ،أو لتطبيق قرار سياسي أو اشرتاط واقرتاح ألفكار مشاريع من طرف
اهليئات املالية املقرضة أو املقدمة ملساعدات أو من طرف املؤسسات املصدرة للتكنولوجيا مما يفوت فرصة
دراسة البدائل املمكنة واختيار أحسنها حسب األهداف املسطرة .كما جند أن االعتماد على اخلربة
األجنبية بكثرة
قد حيرف املشروع عن حتقيق األهداف العامة للبلد املعين نظرا النفراد املستشار األجنيب بتحديد احملاور األساسية
لدراسة اجلدوى؛
ه -إن النتائج املستخلصة من دراسة انعكاسات تطبيق مناذج تقييم املشاريع االستثمارية على االقتصاد
اجلزائري تبني من جهة عدم مالئمة هذه النماذج وخصوصيات االقتصاد اجلزائري كبلد انمي له
خصوصيات الدول النامية؛
و -إن الوضعية اليت آلت إليها االقتصادايت النامية نظرا لضعف أداء االستثمارات املقامة فيها وعلى أساس
فرضيات التقييم النيوكالسيكي ،تستلزم إعادة النظر يف مناذج التقييم املالية واالقتصادية املقرتحة على هذه
الدول ،وهذا ابلرجوع للقواعد واملعايري املطبقة ضمن إطار هذه النماذج ،ويكون ابعتماد واقع
وخصوصيات هذه االقتصادايت واالنطالق من ذلك يف وضع معايري تستجيب هلذه اخلصوصيات
وأولوايت وأهداف الدول النامية ،هذا ابإلضافة لرتشيد القرار االستثماري.
1
.4دراسة لسلوس مبارك :تقييم املشروعات االستثمارية يف قطاع الري الزراعي ابجلزائر.2003،
متحورت هذه الدراسة حول التساؤل الرئيس واألسئلة الفرعية التالية :رغم ما ميثله قطاع الري الزراعي من
أمهية لتحقيق األمن الغذائي ،إال انه ال زال حيظى أبمهية اثنوية وفجوة الطلب على املياه تزداد اتساع.
وهذا اإلشكال يقودان إىل طرح األسئلة الفرعية التالية:
-هل مرد التزايد املستمر يف الفجوة بني الطلب على املياه واملعروض منها هو بسبب ظروف عادية
واستمرار طبيعي ام لظروف طارئة قد تزول بزوال مسبباهتا ؟
1لسلوس مبارك :تقييم املشروعات االستثمارية يف قطاع الري الزراعي ابجلزائر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة اجلزائر.2003 ،
ن
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-أم لقصور املؤسسات اجلزائرية يف التكفل ابجلانب الفين من دراسة وهتيئة واجناز للمشروعات ؟
-أم هو تراكم تبعات سوء يف تسيري املخصصات املالية للقطاع وتريد الدولة حاليا أن تتخلى عنه مثل ما
فعلت مع املؤسسات االقتصادية األخرى ؟
-أم أن املردودية املالية للقطاع منعدمة فنفرت االستثمار العمومي ومل جتذب القطاع اخلاص ؟
-أم أن اإليرادات والتكاليف للمشروعات احتسبت مضخمة وال تعكس التقييم احلقيقي هلا ؟
-أم إن املنافع اليت جتنيها ابقي النشاطات االقتصادية واالجتماعية ليست من األمهية ما يستوجب جعل
القطاع من االهتمامات األساسية للدولة ؟
وملعاجلة إشكالية البحث هذه اعتمد الباحث بعض الفرضيات اليت رآها اقرب استجابة لإلجاابت احملتملة واليت
خلصها يف مايلي:
-تزايد فجوة الطلب وتناميها كان بسبب عدم وجود دراسة علمية مستقبلية وافية لنمو الطلب عن املياه
بكل استخداماهتا املتنافسة وربطها ابإلمكاانت املستقبلية للمعروض من املياه ؛
-عدم مقدرة اجلزائر على التكفل فنيا بقطاع املياه عامة كاجناز املشروعات للمصادر التقليدية للمياه وإجياد
إمكاانت بديلة لتوفري املياه من الصادر غري التقليدية ؛
-ضعف املردودية املالية يف قطاع الري الزراعي بسبب قلة التدفقات النقدية الصافية وعدم متكن نظام
التسعرية املطبق من إجياد توازن مايل يف املؤسسات املسرية هلذا القطاع ؛
-االكتفاء املردودية املالية لتربير التقليل من االستثمار احلكومي يف قطاع مياه الري الزراعي لكون األرابح
واخلسائر من االستثمار حمسوبة أبسعار غري األسعار االقتصادية واليت تتناسب أكثر مع هذا القطاع؛
-التقليل من أمهية املنافع االجتماعية الصافية اليت جينيها البلد اليت من شاهنا أن تربر إقامة مشروعات الري
الزراعي كبىن حتتية أساسية رغم ما تتحمله من خسائر مالية صافية.
أما النتيجة اليت توصلت إليها الدراسة فيمكن تلخيصها يف مايلي:
-ضرورة التنسيق بني البحوث العلمية املتعلقة ابملوارد املائية والبحوث العلمية املتعلقة ابلزراعة من اجل الرفع
من مردودية االستثمار يف مشروعات الري للموارد املائية السطحية األقل تكلفة واملتمثلة يف رفع مردودية
املشروع وأيضا زايدة مردود املرت املكعب من املياه.
-كذلك االستمرار يف تنفيذ مشروعات الري واستصالح األراضي والتشجيع على استخدام الري احلديث
واستخدام املعلوماتية من خال بناء قواعد بياانت متكاملة وبناء أنظمة حتكيمية الستثمار مجيع املصادر
املائية.
س
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
1
.5دراسة بن العارية حسني :تقييم املشاريع االجتماعية "دراسة حالة جامعة أدرار".2013 ،
متثلت اإلشكالية الرئيسية للدراسة حول معرفة الطريقة أو األسلوب الذي ميكن به تقييم املشاريع االجتماعية
من وجهة نظر اجملتمع لذلك مت طرح التساؤل الرئيس التايل :كيف تتم عملية تقييم املشاريع االجتماعية من وجهة
نظر اجملتمع مع التطبيق على مشاريع التعليم اجلامعي؟
يقود هذا التساؤل اجلوهري إىل طرح األسئلة الفرعية التالية:
ماهي طرق وأساليب تقييم املشاريع االستثمارية؟ -
كيف ميكن تقييم عوائد إنشاء طريق أو مشروع نقل وان كان ميكن حتديد تكلفته؟ -
كيف تتم عملية تقييم مشاريع اخلدمات الصحية؟ -
كيف تتم عملية تقييم عوائد وتكاليف مشاريع التعليم اجلامعي؟ -
-كيف يتم تقدير معدل العائد االقتصادي من التعليم اجلامعي؟
وملعاجلة إشكالية البحث هذه اعتمد الباحث بعض الفرضيات اليت رآها اقرب استجابة لإلجاابت احملتملة واليت
خلصها يف مايلي:
-إن حتليل العائد /التكلفة تطبق على خمتلف أنواع املشاريع ،صناعية كانت ،أم زراعية ،أم اجتماعية ،فتقييم
املشاريع يهدف إىل تعظيم القيمة احلالية للعوائد املتوقعة مستبعدا منها تكاليف احلصول على تلك
العوائد.
-إن طرق تقييم مشاريع التعليم بصفة عامة والتعليم اجلامعي بصفة خاصة ال خيتلف عما يطبق على
املشاريع االستثمارية األخرى.
أما النتائج اليت توصلت إليها الدراسة فيمكن تلخيصها يف مايلي:
-هناك تداخل بني املشاريع العامة واملرافق العامة واملشاريع االجتماعية ،وتعترب املشاريع االجتماعية تلك
املشاريع اليت تقوم ليس بغرض حتقيق ربح أو عائد مادي لكنها توفر خدمة أو سلعة تعد حاجة أو رغبة
اجتماعية حيوية ،فمنتجاهتا غالبا ما تقدم جماان أو بقيمة ال تعكس تكلفتها احلقيقية ،هذه املنتجات
يصعب تسعريها لذلك فهي غري قابلة للمتاجرة الدولية ،مبعىن انه ال ميكن استريادها أو تصديرها وعوائد
هذه املشاريع تؤول إىل كافة أفراد اجملتمع؛
-الطريقة املناسبة لتقييم املشاريع االجتماعية هي طريقة حتليل العوائد والتكاليف أو أسلوب حتليل فعالية
التكاليف ،إذ أن ذلك يتوقف على نوعية املشروع وطبيعة عوائده وإمكانية حصرها كميا،
1بن العارية حسني :تقييم املشاريع االجتماعية – دراسة حالة جامعة أدرار -أطروحة دكتوراه ،جامعة تلمسان ،اجلزائر.2013 ،
ع
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
-تبني أن عناصر التكلفة ميكن التوصل إليها وحتديد قيمتها وفقا لقيمتها احلقيقية ،وذلك ابستخدام
األسعار احلقيقية ( أسعار الظل ) املناسبة للعناصر املباشرة منها ،وأيضا للعناصر غري املباشرة وغري
امللموسة منها ،كالضوضاء والتلوث الناجتان عن بعض املشاريع كالنقل مثال ؛
-تتجلى الصعوبة األساسية يف تقييم املشاريع االجتماعية يف جانب العوائد وذلك نظرا ملا تتسم به هذه
املشاريع من خصائص متيزها عن غريها من املشاريع ،مثل ظهور العوائد يف شكل غري كمي أو غري
ملموس ،وكذلك تنوع عوائدها وعدم جتانسها حىت على مستوى املشروع الواحد .وأيضا تداخل عوائدها
إىل حد كبري خالل األنشطة االقتصادية املختلفة يف اجملتمع ؛
-مت التوصل إىل أن معدل العائد االجتماعي النقدي هو % 10.34للتعليم اجلامعي جبامعة أدرار وهو
معدل مرتفع مقارنة بسعر الفائدة السائد يف السوق سنة 2011وهو % 8تقريبا ،وهو بذلك من الناحية
االقتصادية يشجع اجملتمع على االستثمار يف التعليم العايل ،أي أن هناك جدوى اقتصادية من االستثمار
يف قطاع التعليم اجلامعي إذا نظران إىل ذلك من الناحية االقتصادية البحتة؛
-مت التوصل إىل أن معدل العائد الفردي للتعليم اجلامعي جبامعة أدرار هو % 13.27خالل الفرتة من
2011-2008وهو معدل مرتفع نسبيا مقارنة بسعر الفائدة السائد يف السوق لسنة ،2011
-وتعد سنة 2008السنة اليت قرر فيها الفرد (خريج الرحلة الثانوية ) االستثمار يف التعليم اجلامعي بدال من
الدخول إىل سوق العمل ،وبذلك فان هذا املعدل من الناحية االقتصادية يشجع االستثمار يف هذا
القطاع من قبل الفرد ،أي أن هناك جدوى اقتصادية من االستثمار يف التعليم اجلامعي ؛
-هناك توافق بني نتائج هذه الدراسة مع دراسات سابقة مماثلة عن دول خمتلفة فيما خيص قيم معدل العائد
الفردي واالجتماعي لالستثمار يف التعليم اجلامعي ؛
-تعكس النتائج املتوصل إليها يف الدراسة التطبيقية إىل أن التكاليف احلكومية اليت تنفق على التعليم
اجلامعي يف اجلزائر بصفة عامة مرتفعة ،إذ أن احلكومة هي اليت تقوم بتمويل التعليم ودعمه ،أما مشاركة
األفراد والقطاع اخلاص يف متويل العملية التعليمية غري موجود متاما.
.6دراسة موسليم حسني :أنواع مناذج الربجمة اخلطية ابألهداف املبهمة يف اختاذ القرار مع دراسة حالة لعملية
1
االئتمان يف بنك BDLمبغنية ،أطروحة دكتوراه ،جامعة تلمسان.2013 ،
متثلت اإلشكالية الرئيسية للدراسة حول ماهي مناذج الربجمة ابألهداف املبهمة اليت تؤدي إىل نتائج أفضل
وميكن تفسريها اقتصاداي من اجل اختاذ قرارات راشدة وسليمة.
أما اخلالصة العامة اليت توصلت إليها الدارسة فهي أن التحليل املتعدد املعايري يعترب من الطرق العلمية املساعدة
على اختاذ القرارات ،فهي أدوات تسمح مبعاجلة املشاكل يف املؤسسات ،وذلك أخذا بعني االعتبار خمتلف اجلوانب
موسليم حسني :أنواع مناذج الربجمة اخلطية ابألهداف املبهمة يف اختاذ القرار مع دراسة حالة لعملية االئتمان يف بنك BDLمبغنية أطروحة دكتوراه ،جامعة تلمسان، 1
.2013
ف
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
احمليطة ابملشكل ،وعدد هذه الطرق كبري نسبيا ،لذا ينبغي مراعاة بعض الشروط لتطبيقها ،خاصة فيما يتعلق بنوع
املعايري املستخدمة ،إذ أن بعضها يالءم املتغريات الكمية ،والبعض اآلخر بالئم املتغريات الكيفية خاصة يف بيئة
مليئة ابملتغريات ويف مشكلة متعددة األهداف ،وهبذا حاولنا يف هذه الرسالة عرض أهم طريقة معروفة يف التحليل
املتعدد املعايري املعروفة بربجمة األهداف املبهمة ( .)Fuzzy Goal Programmingتكمن صعوبة تطبيق
هذه الطريقة يف مراعاة شروط تطبيقها من جهة ومن جهة أخرى صعوبة حتديد املعايري ( األهداف ) وهذا ما
يفرض مجع اكرب عدد ممكن من املعلومات لنجاح استعماالت هذه الطريقة .وابلرغم من الغياب التام لتطبيق مثل
هذه األساليب العلمية على مستوى املؤسسات االقتصادية اجلزائرية يف الوقت احلاضر ،غري أن حتدايت املستقبل
القريب وما ستحمله معها من رهاانت اقتصاد السوق واملنافسة التامة وحتمية العوملة ،ستفرض على متخذي القرار
واملسريين على حد سواء ابلتوجه تدرجييا حنو االستعانة مبثل هذه األساليب الرايضية العلمية من اجل حل العديد
من املسائل املتعلقة ابلقرارات الكمية ملختلف جماالت التسيري املتنوعة ،وابلتايل جيب على مؤسساتنا وجامعتنا توفري
أرضية مناسبة يف هذا امليدان.
اثمنا :املنهج املتبع
حتديد منهج البحث يتوقف على اهلدف الذي يسعى البحث الوصول إليه ،وعلى طبيعة املوضوع يف حد
ذاته .وبناء على التساؤالت والفرضيات اليت صغناها فإننا سنعتمد يف هذا البحث على املنهج الوصفي من خالل
تبيان خمتلف املفاهيم النظرية املتعلقة بعملية تقييم املشاريع االستثمارية ودراسات اجلدوى املتعلقة هبا ،وكذا خمتلف
النماذج الرايضية املستخدمة يف عملية التقييم املايل للمشاريع االستثمارية يف خمتلف الظروف اليت حتيط ابلعملية
االستثمارية ( التأكد ،وعدم التأكد واملخاطرة) ،كما سيتم يف اجلانب التطبيقي للبحث االستناد إىل منهج دراسة
احلالة من اجل ربط اجلوانب النظرية للبحث ابلواقع العملي من خالل حتليل واقع عملية التقييم املايل للمشاريع
االستثمارية يف جمموع ة من البنوك التجارية اجلزائرية ،وذلك ابحلصول على دراسات ملشاريع على مستوى هذه
البنوك وإخضاعها لعملية التقييم املايل ابستعمال خمتلف املعايري والنماذج ويف ظروف االستثمار املختلفة.
اتسعا :حدود الدراسة
ميكن تقسيمها إىل حدود زمنية وأخرى مكانية؛
-احلدود الزمانية:
لقد امتدت هذه الدراسة من سنة 2014إىل غاية 2018وذلك من خالل حترير اجلانب النظري واجلانب
التطبيقي لألطروحة.
-احلدود املكانية:
مست الدراسة ثالثة بنوك جتارية جزائرية عمومية حتتل مكانة كبرية يف النظام البنكي اجلزائري (بنك
التنمية احمللية ،BDLوالبنك الوطين اجلزائري ،BNAوبنك الفالحة والتنمية الريفية )BADRوذلك
من خالل احلصول على دراسات ملشاريع مت متويلها على مستوى هذه البنوك.
ص
مقدمـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ق
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
متـهيــد:
حتظى عملية االستثمار من بني العديد من الفعاليات االقتصادية ،أبمهية كبرية ،كوهنا متثل العنصر احليوي
والفعال الالزم لتحقيق عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية .إذا أخذان بعني االعتبار أن أي زايدة أولية يف
االستثمار ،سوف تؤدي إىل زايدات مضاعفة وتراكمية يف الدخل من خالل ما يسمى مبضاف االستثمار ،كما أن
أي زايدة يف الدخل ،البد أن يذهب جزء منها لزايدة االستثمار من خالل ما يسمى ابملعجل (املسارع).
ونظرا لألمهية الكبرية اليت حيتلها موضوع االستثمار ،يالحظ أن مجيع الدول تعمل جاهدة لتهيئة البيئة
والظروف املناسبة سواء من خالل سن القوانني وإصدار التشريعات ،اليت ميكن أن تساعد على استقطاب
املدخرات أو االستثمارات األجنبية فيها.
من انحية أخرى ميكن القول ،أن كل عملية استثمار ،البد أن يرافقها مستوى معني من املخاطرة ،وبنفس
الوقت البد أن حتقق مستوى معني من العائد.
إذا كان األمر هكذا ،فال بد أن ختضع عملية االستثمار للدراسة والتحليل ،من اجل الوصول إىل قرار استثماري
سليم ،ميكن من خالله ختفيف درجة املخاطرة وإجياد مستوى معني من األمان لألموال املستثمرة.
ملا كانت عملية تقييم املشاريع ،هتدف أساسا إىل ترشيد القرارات االستثمارية يف حماولة للوصول إىل قرار
استثماري سليم ،يساعد أو يضمن حتقيق األهداف املسطرة ،لذا ارأتينا قبل معاجلة موضوع دراسة جدوى
املشاريع وتقييمها املايل أن نتعرض أوال إىل موضوع االستثمار وما يتعلق به من مفاهيم ،كمدخل للدراسة وذلك
من خالل التعرض ملفهوم االستثمار وإبراز طبيعته واهم خصائصه وهذا من خالل مطالب املبحث األول ،أما يف
املبحث الثاين فسنتطرق إىل املشروع االستثماري وعناصره األساسية من خالل ضبط مفهوم املشروع االستثماري،
وتبيان أهم البياانت الالزمة توفرها من اجل إجراء عملية تقييم متكاملة وانجحة ،ويف املبحث الثالث واألخري نربز
طبيعة وأمهية عملية التقييم املايل للمشاريع االستثمارية.
2
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
1اجلمعية املصرية لألوراق املالية ،دليل املستثمر لتمويل الشركات ،مصر ،2003 ،ص.23.
2طاهر حيدر حردان ،مبادئ االستثمار ،املستقبل للنشر و التوزيع ،عمان – األردن ،1997 ،ص.30.
* هنري المبار Henri Lambertاقتصادي ورجل أعمال بلجيكي (.)1934-1862
* هنري قيتون Henri Guittonاقتصادي فرنسي ()1992-1904
* جون مينارد كينز John Maynard Keynesاقتصادي اجنليزي (.)1976-1883
3ميلودي أبو بكر :اختيار االستثمار و تقييم املشاريع ،دار اآلفاق1999 ،م ،ص.12.
4عمر صخري :التحليل االقتصادي الكلي ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،ص .66.
5نبيل شاكر :إعداد دراسات اجلدوى و تقييم املشروعات اجلديدة ،مكتبة عني مشس1998 ،م ،ص.385 .
3
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
والبعض اآلخر يعرف االستثمار أبنه "التخلي عن استخدام أموال حالية ولفرتة زمنية معينة من اجل
احلصول على مزيد من التدفقات النقدية يف املستقبل تكون مبثابة تعويض عن القيمة احلالية لألموال املستثمرة،
وكذلك تعويض عن االخنفاض املتوقع يف القوة الشرائية لألموال املستثمرة - ،بسبب التضخم -مع إمكانية احلصول
1
على عائد معقول مقابل حتمل عنصر املخاطرة".
على هذا األساس ميكن القول ،ابن االستثمار خيتلف عن االدخار ،فإذا كان االستثمار يعين التضحية مبنفعة
حالية ،فان االدخار يعين "االمتناع عن جزء من االستهالك احلايل من اجل احلصول على مزيد من االستهالك يف
املستقبل".
إذا كانت عملية االستثمار تعين التضحية إبشباع رغبة استهالكية ،أمال يف احلصول على مزيد من اإلشباع يف
املستقبل ،وان تلك التضحية البد أن يقابلها حتمل مستوى معني من املخاطرة ،واليت البد أن يقابلها مستوى معني
من العائد ،فان االدخار يعين جمرد أتجيل رغبة استهالكية حالية ،وان ذلك التأجيل ال يقابله حتمل أي درجة من
2
املخاطرة.
ما ميكننا استنتاجه من خالل التعاريف السابقة أن اهلدف من عملية االستثمار هو حتقيق الربح أو خلق قيمة
سواء مادية أو معنوية ،و هذا الربح ال يتحقق إال من خالل تضافر جهود جمموعة من الوظائف عن طريق التنسيق
بينها كالوظيفة املالية والوظيفة احملاسبية والوظيفة االقتصادية ،فاالستثمار هو توظيف دائم لألموال يف أشكال
خمتلفة من اجل احلصول على إيرادات مستقبلية يف زمن طويل نسبيا.
اثنيا :مفاهيم االستثمار:
.1املفهوم احملاسيب لالستثمار:
االستثمار من انحية هذا املفهوم يقرتن ابألصول الثابتة أو جممل املمتلكات اليت متثل اجملموعة الثانية من
النظام احملاسيب واملايل ،وهو كذلك مرتبط مع مفهوم املدة ،هو بعبارة أخرى الزايدة يف أصول املؤسسة غري املنقولة
كاألراضي واملباين واألصول املنقولة كالتجهيزات واملعدات...اخل وما يعاب على هذا املفهوم انه يتجاهل
3
االستثمارات املالية والقيم الثابتة األخرى.
.2املفهوم االقتصادي لالستثمار:
يعرف االستثمار من الناحية االقتصادية على أنه تكوين رأس املال الثابت إي إحداث تراكم عوامل مادية أو
4
هو عبارة عن تلك األموال اليت تدفعها املؤسسة هبدف احلصول على إيرادات متكنها من حتقيق أرابح مستقبال.
و نستشف من هذا التعريف عناصر أساسية هي:
أ -االستثمار هو استخدام املدخالت ( املوارد السلعية) من أجل تكوين املخرجات.
1كاظم جاسم العيساوي :دراسات اجلدوى االقتصادية وتقييم املشروعات حتليل نظري وتطبيقي ،دار املناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2015 ،ص.19.
2املرجع نفسه .ص.19.
3حسني بلعجوز ،اجلودي صاطوري :تقييم واختيار املشاريع االستثمارية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2013 ،ص.6.
4عاطف حمـمد عبيد :اإلدارة املالية ،دار النهضة العربية للطباعة و النشر ،بريوت1973 ،م ،ص.72.
4
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
ب -االستثمار هو تكوين رأس مال اثبت ،أي الزايدة يف الطاقات اإلنتاجية للمجتمع أو احملافظة عليها.
ج -االستثمار هو إضافة إىل رأمسال اجملتمع ،وهو تكوين لرأمسال سلعي.
.3املفهوم املايل لالستثمار :حسب هذا املفهوم فان االستثمار يشمل كل نفقة إبمكاهنا حتقيق عوائد و إيرادات
أو يؤدي إىل تقليص يف النفقات يف املستقبل كأن يتم إقتناء جتهيزات تؤدي إىل رفع حجم اإلنتاج أو تؤدي إىل
1
تقليص نفقات اليد العاملة.
املطلب الثاين :تصنيفات االستثمار
هناك تصنيفات عديدة لالستثمار و هذا راجع إىل تعدد املعايري ،إذ جند أن االستثمارات تصنف حسب معيار
املدة ،معيار طبيعة األثر ،معيار اهلدف أو الغرض ومعيار درجة االرتباط.
أوال :تصنيف االستثمارات حسب معيار املدة
ميكن التفرقة حسب هذا املعيار بني أنواع االستثمارات اآلتية:
.1استثمارات قصرية األجل :و هي االستثمارات اليت تقل مدة إجنازها عن السنتني ،و تكون نتائجها يف هناية
الدورة ألهنا تتعلق ابلدورة االستغاللية.
.2االستثمارات متوسطة األجل :و هي االستثمارات اليت تقل مدة إجنازها عن سبع سنوات و تزيد عن السنتني،
و هي اليت تكمل األهداف اإلسرتاتيجية اليت حتددها املؤسسة.
.3االستثمارات طويلة األجل :تؤثر هذه االستثمارات بشكل كبري ،على املؤسسة بصفة خاصـة و على اجملتمع
بصفة عامة ،و هي تتطلب رؤوس أموال ضخــمة و تفوق مدة إجنازها سبع سنوات.
اثنيا :تصنيف االستثمارات حسب طبيعة آاثرها:
.1االستثمارات املادية :تعرب عن موجودات املؤسسة من األصول املادية اليت هي تلك االستخدامات القابلة
لإلهتالك ماعدا األراضي و هذا ما مييزها عن االستثمارات غري املادية.
.2االستثمارات غري املادية :و تضم العناصر التالية:
أ -املصاريف اإلعدادية :وهي املصاريف املتعلقة إبنشاء املؤسسة و اليت تتعلق إبنتاج السلع و اخلدمات
خالل دورة االستغالل ،كمصاريف اإلشهار ،التكوين املهين...اخل.
ب -القيم املعنوية :هي كل القيم اليت ليس هلا وجود مادي ،و هي غري قابلة لإلهتالك ،كشهرة حمل ،براءة
اخرتاع ...اخل.
ج -استثمارات مالية :تتمثل يف شراء األوراق املالية ،أسهم و سندات ومشتقاهتما ،ويتم تداوهلا األسواق
املالية.
5
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
6
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
.2استثمارات عمومية :هو استثمار تُن افذه منشأة أو جمموعة منشآت تتبع ملكياتها للدولة ضمن شركة عامة .
أو هي استثمارات تعود ملكيتها للدولة وهتدف إىل حتقيق النفع العام ابلدرجة األوىل مث الربح ابلدرجة الثانية
كبناء السدود و املطارات...اخل .
.3االستثمارات املختلطة :وهي استثمارات تنجز بتعاون القطاع اخلاص والعام بسبب ضخامة تكاليفها و
كرب حجمها و أمهيتها يف التنمية االقتصادية ،أو هي استثمارات يُن افذها شخص أو جمموعة أشخاص ،أو
نوع من أنواع املنشآت
أي ٍخاصة ،مع منشأة أو جمموعة منشآت عامة ،ضمن امنشأة أو جمموعة منشآت ا
وزع ملكياتها بني طرفني عام وخاص. املختلطة اليت تُ ا
ُ
املطلب الثالث :أنواع االستثمارات
إن تعدد امليادين و القطاعات االقتصادية أدى إىل تعدد و تنوع االستثمارات كل حسب امليدان والقطاع
الذي تنتمي أو تنتسب إليه ،ومن هذا املنطق ميكن التطرق إىل األنواع املختلفة لالستثمار.
أوال :االستثمار حسب املعيار اإلقليمي
.1االستثمار الدويل:
هو استخدام املوارد املالية اليت ميلكها بلد من البلدان يف بلد آخر أجنيب ،من أجل احلصول على عوائد
مرتفعة أكرب من العوائد املنتظر احلصول عليها يف البلد األصلي مثل :مؤسسة ميكروسوفت ،املؤسسة األم تقع يف
1
الوالايت املتحدة األمريكية بينما لديها عدة فروع يف دول العامل ،و كذلك املؤسسات املتعددة اجلنسيات.
.2االستثمار احمللي:
هو مجيع رؤوس األموال املوجهة لالستثمار داخل قطاعات تقع داخل احلدود اإلقليمية أو الدائرة أو البلدية،
من أجل حتقيق عائد يعود ابلفائدة ابلدرجة األوىل على اإلقليم الذي يقع فيه االستثمار ،مثل االستثمار يف قطاع
السكن يف منطقة انئية سيؤدي إىل فك العزلة عن هذه املنطقة ،هذا من جهة و من جهة أخرى سيؤدي إىل
إنعاش النشاط التجاري و الصناعي هلذه املنطقة.
اثنيا :االستثمار حسب معيار طبيعة املستثمرين
.1االستثمار احلكومي:
يتمثل يف رأس املال احلقيقي اجلديد الذي تقوم احلكومة بتكوينه و حتصيله ،إما من فائض اإليرادات العامة
عن النفقات العامة ،أو من إيرادات الدولة االئتمانية املستمدة من القروض العامة أو إيرادات الدولة الناجتة من
الفائض يف االقتصاد العام ،مثل إصدار القرض العام يف البورصة ،أي تقوم احلكومة ابالستثمار يف بورصة القيم
املنقولة (سوق األوراق املالية) حيث تنتهز الفرصة للبيع يف أنسب األوقات.
أمحد فهمي جالل :دراسات يف اقتصادايت املشروعات اجلديدة ،دار الفكر العريب1997 ،م ،ص.39. 1
7
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
.2استثمار املؤسسات:
يتمثل يف رأس املال احلقيقي اجلديد الذي تقوم املؤسسات بتكوينه و متويله ،إما عن طريق االحتياطيات اليت
يتم تكوينها من األرابح احملقق ة ،أو من القروض اليت حتصل عليها و هناك مجلة من األسباب اليت تدفع هذه
املؤسسات لالستثمار و هي زايدة األرابح احملقة و رفع مستوى اإلنتاجية و تلبية حاجات األفراد و جتديد وسائل
اإلنتاج و حتسني النوعية...اخل.
.3االستثمار الفردي:
يتمثل يف ما ينفقه الفرد من مدخراته أو مدخرات غريه لتكوين رأمسال حقيقي جديد ،مثل شراء آلة إنتاجية
أو شراء ورشة جتارية...اخل.
املطلب الرابع :جماالت االستثمار وحمدداته
أوال :جماالت االستثمار
جيب أن نفرق بني نوعني من االستثمار على حسب نوعية اجملال الذي تنتمي إليه إيرادات كل واحد منهما
وهي االستثمار يف تكوين رأس املال واالستثمار إلضافة خمزون سلعي .والتفرقة بني هذين النوعني على جانب كبري
من األمهية يف جمال التخطيط لالستثمار ،ألن املقصود ابالستثمار كوسيلة للتنمية هو االستثمار يف تكوين رأس
املال الثابت وليس اإلضافة إىل املخزون السلعي ،ويرجع ذلك إىل أن كل إضافة إىل رأس املال الثابت تؤدي إىل
إنشاء طاقة إنتاجية جديدة.
.1االستثمار يف تكوين رأمسال اثبت
يتكون هذا النوع من االستثمار من عنصرين مها:
أ -تكوين رأمسال اثبت يولد زايدة مباشرة يف الطاقة اإلنتاجية :و من أمثلة هذا النوع املباين و اآلالت
واألجهزة...اخل ،و هذا االستثمار هو املطلوب.
ب -تكوين رأمسال اثبت يولد زايدة غري مباشرة يف الطاقة اإلنتاجية :و من أمثلة هذا النوع من االستثمار
بناء السدود و تشيد الطرق...اخل ،و على الرغم من أن هذا النوع من االستثمار ال يولد زايدة مباشرة يف
الطاقة اإلنتاجية إال أنه استثمار مرغوب فيه ،ألنه يساعد على توسيع الطاقة اإلنتاجية يف الفروع املختلفة
للنشاط االقتصادي ،و بعبارة أخرى فإن املشروعات اليت تدخل يف إطار هذا النوع من االستثمار تعترب
1
ضرورية اخللق القيمة املضافة يف املشروعات األخرى.
.2االستثمار إلضافة خمزون سلعي:
هناك نوعان من اإلضافة إىل املخزون السلعي و مها:
▪ اإلضافة االختيارية :هو املخزون الذي حتتفظ به الوحدات اإلنتاجية ألغراض التشغيل سواء كان صناعيا
أو جتاراي ،على أن تقوم هذه الوحدات ابلسحب منه أو اإلضافة إليه على حسب األحوال االقتصادية.
1
حمـمد مطر :إدارة االستثمارات -اإلطار النظري و التطبيقات العملية ،مؤسسة الورق للنشر و التوزيع1999 ،م ،ص.173،174.
8
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
حيث جند الغرض من املخزون السلعي يف املؤسسات الصناعية هو تسهيل عمليات التجارة ،حىت يتمكن
مجيع املتعاملني التجاريني من تسليم السلع إىل العمالء فور تلقي طلباهتم.
▪ اإلضافة اإلجبارية :هو الذي ترغب فيه الوحدات اإلنتاجية ،نتيجة خطأ حتديد حجم اإلنتاج أو حجم
الطلب على املنتجات ،و جتد املؤسسات نفسها عاجزة عن تصريف جزء من إنتاجها فتضطر إىل إيداعه
يف املخازن ،وهذا اإليداع يدل على اإلسراف و تبديد موارد اجملتمع ،و قد يكون املخزون السلعي بدافع
املضارية ،فقد حيدث أن تقوم بعض الوحدات ابحتجاز جزء من املوارد املتاحة يف فرتة معينة توقعها
الرتفاع الثمن يف فرتة مقبلة ،مما يسمح بتحقيق أرابح .و هو استثمار مرغوب فيه.
اثنيا :حمددات االستثمار
ميكن القول أن عملية االستثمار ليست كأي فعالية اقتصادية أخرى ،نظرا لكوهنا تتميز بتقلبات سريعة
وعنيفة وحادة ،وذلك لكثرة املتغريات والعوامل اليت تؤثر فيها ،منها عوامل ميكن السيطرة عليها (كالعوامل
الداخلية) وهناك عوامل يصعب السيطرة والتنبؤ هبا مثل العوامل اخلارجية.
كما أن هناك عوامل تشجع على االستثمار وقد توجد عوامل غري مشجعة.
وبصورة عامة ميكن إمجال أهم العوامل احملددة لالستثمار يف العناصر التالية:
.1سعر الفائدة:
يعترب سعر الفائدة الذي ميثل تكلفة رأس املال املستثمر ،احد العوامل األساسية احملددة لالستثمار فالعالقة بينها
وبني حجم األموال املستثمرة عالقة عكسية ،فزايدة سعر الفائدة يؤدي إىل اخنفاض حجم االقرتاض و هذا ما
يؤدي إىل اخنفاض يف االستثمار ،أما عند اخنفاض سعر الفائدة فذلك يؤدي إىل ارتفاع حجم االقرتاض ،و
ابلتايل ارتفاع االستثمار نتيجة اخنفاض تكلفة االقرتاض.
هلذا يالحظ أن الدول املتقدمة متيل دائما يف سياساهتا املالية إىل ختفيض سعر الفائدة والعمل على ختفيضه
ابستمرار خاصة يف أوقات الركود االقتصادي ،من اجل تشجيع االستثمار ،وما لذلك من اثر فعال يف زايدة
االستخدام واإلنتاج ،كوسيلة للخروج من األزمة .والعكس صحيح يف حالة التضخم االقتصادي.
.2الكفاية احلدية لرأس املال:
املقصود ابلكفاية احلدية لرأس املال هو اإلنتاجية احلدية لرأس املال ،أو العائد املتوقع من استثمار حجم معني
من األموال .فالعالقة بني اإلنتاجية احلدية لرأس املال واألموال املستثمرة هي عالقة طردية ألنه عند ارتفاع اإلنتاجية
احلدية يعين ارتفاع املداخيل وابلتايل التشجيع على االستثمار ومنه زايدة األموال املستثمرة.
أما عند اخنفاض اإلنتاجية احلدية فذلك يعين اخنفاض املداخيل املتوقعة من ذلك االستثمار ومنه اخنفاض
األموال املستثمرة.
.3طبيعة العالقة بني سعر الفائدة والكفاية احلدية لرأس املال :مما الشك فيه ،انه عندما يقوم أي مستثمر ذو
سلوك عقالين ابستثمار ما من مال خاص أو مقرتض ،البد عليه أن يضع يف االعتبار العاملني التاليني:
9
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
10
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
.7عوامل أخرى :من العوامل األخرى احملددة لالستثمار ،هو مدى توفر الوعي االدخاري واالستثماري لدى أفراد
اجملتمع ،وكذا مدى توفر السوق املالية الفعالة والنشطة ،كلما كان ذلك مشجعا لالستثمار.
1كداوي طالل :تقييم القرارات االستثمارية ،دار اليازوري ،عمان ،األردن ،2008 ،ص.36.
2آل شيب دريد كامل :االستثمار والتحليل االستثماري ،دار اليازوري ،عمان ،األردن ،2008 ،ص.18.
3مطر حممد :إدارة االستثمارات اإلطار النظري والتطبيقات العملية ،دار وائل للنشر ،عمان األردن ،2006 ،ص.38.
11
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
▪ قرار الشراء :يتخذه املستثمر عندما يشعر ابن قيمة األداة االستثمارية ممثلة ابلقيمة احلالية للتدفقات
النقدية املتوقعة منها حمسوبة يف إطار العائد ،وعند تزايد املخاطرة عن سعرها السوقي يولد لدى املستثمر
حافز شراء تلك األداة سعيا وراء حتقيق مكاسب رأمسالية من ارتفاع يتوقعه يف سعرها السوقي مستقبال
ويرتتب من هذا الضغط الشرائي يف السوق على هذه األداة رفع سعرها السوقي يف االجتاه الذي خيفض
الفرق بني السعر والقيمة.
▪ قرار عدم التداول :يتوجب مما سبق أن تستجيب إليه السوق لتلك الضغوط فيتواصل ارتفاع السعر إىل
نقطة يتساوى فيها السعر السوقي مع القيمة ،هنا يصبح السوق يف حالة توازن تفرض على كل من لديهم
حوافز للشراء التوقف عن الشراء وكذلك من كانت لديهم حوافز التوقف أيضا عن البيع .يف هذه احلالة
يكون القرار االستثماري هو عدم التداول الن املستثمر عند هذه النقطة يكون يف وضع ال يوجد فيه أمل
لتحقيق مكاسب رأمسالية مستقبلية ،كما تنتفي لديه أيضا ولو بصفة مؤقتة املخاطر من اخنفاض السعر يف
املستقبل القريب إال إذا تغريت الظروف السائدة.
▪ قرار البيع :بعد حالة التوازن اليت مير هبا السوق عندما يتساوى السعر مع القيمة تعمل حركية السوق
فتوجد رغبات إضافية للشراء تلك األداة من مستثمر جديد ويف نطاق منوذجه اخلاص ابلقرار ،أي أن
املستثمر يرى ابن السعر يف تلك اللحظة مازال اقل من القيمة مما يتطلب منه أن يعرض سعرا جديدا
لتلك األداة يزيد عن القيمة وهكذا يرتفع السعر عن القيمة مولدا بذلك حافزا لدى غريه للبيع فيكون قرار
املستثمر حينئذ هو قرار ابلبيع ،مما خيلق ظرفا جديدا ينعكس على آلية السوق ليصل إىل نقطة تصبح فيها
العروض من األداة أكثر من الطلب عليها فيتجه السعر السوقي لتلك األداة إىل اهلبوط مرة أخرى
وهكذا.
1
ب -القرارات حسب عالقتها ابالستثمار :ميكن تقسيمها إىل
▪ قرارات حتديد أولوايت االستثمار:
يتم اختاذ القرار االستثماري يف هذا النوع بناءا على ما يتم حصره من البدائل االستثمارية احملتملة
واملمكنة ،ليقوم املستثمر بعملية اختيار البديل األفضل و ذلك برتتيب هذه البدائل وفقا للعائد و املنفعة
اليت يعود هبا على املستثمر خالل فرتة زمنية معينة ،فمثال إذا كان أمام املستثمر عدة بدائل لالستثمار
) (Aو ) (Bو ) (Cو كان ) (Aجيلب عائدا قدره ℅20و ) (Bعائدا قدره ℅15و كان العائد لـ ـ
) ،℅ 25 (Cفإن املستثمر يف هذه احلالة حسب معيار العائد خيتار البديل ) (Cكبديل أول مث ) (Aفـ ـ ـ
).(B
12
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
13
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
ب -متاشي االستثمار اجلديد مع نشاط املؤسسة وأهدافها ،فقد تكون سياسة االستثمار تتعارض مع
أهداف املؤسسة مما قد يؤثر على مستقبلها ،هلذا يتطلب على املؤسسة حتديد األهداف و السياسات العامة
واليت على ضوئها تتشكل سياسة االستثمار.
ج -ارتباط قرار االستثمار ببقاء و منو املؤسسة على املدى الطويل؛
د -حماولة التحكم يف أتثري البيئة االقتصادية و املالية على املؤسسة؛
ه -التسيري األمثل للموارد املختلفة ( بشرية ،مادية ،مالية. )...
.4مراحل عملية اختاذ القرار االستثماري:
متر عملية اختاذ القرار االستثماري بعدة مراحل ،بداية ابلتعرف على املشكلة وأسباهبا وصوال إىل اختاذا لقرار
1
النهائي وميكن حصر هذه املراحل يف النقاط التالية:
.1تعريف املشكلة وإبراز أهم مسبباهتا؛
.2حتديد األهداف املرغوب يف حتقيقها؛
.3البحث عن البدائل املتاحة؛
.4حتديد معايري التقييم واملفاضلة بني البدائل املمكنة؛
.5تقييم البدائل على أساس املعايري احملددة؛
.6اختيار أفضل البدائل مع توقع السلبيات املمكنة؛
.7االستعداد ملواجهة اآلاثر السلبية للبديل املختار؛
.8اختاذ القرار ابلبدء يف التنفيذ.
وميكننا توضيح دورة حياة القرار االستثماري من خالل الشكل التايل:
الشكل رقم ( :)1-1دورة حياة القرار االستثماري
إقامة املشروع
املصدر :كداوي طالل :تقييم القرارات االستثمارية ،دار اليازوري ،عمان ،االردن ،2008 ،ص.22.
1املصري سعيد حمـمد ،الصحن حمـمد فريد :إدارة األعمال ،الدار اجلامعية ،القاهرة ،مصر ،1997 ،ص.30.
14
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
1
حسن عمر :مرجع سابق ،ص.42.
15
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
أكثر حنو حتقيق هدف معني وحيتاج إىل جمموعة من الفعاليات اإلدارية واهلندسية واالقتصادية" .أما املوسوعة
األمريكية للهندسة الصناعية فلم ختتلف مع هذا التعريف سوى بتحديد املدة اليت يستغرقها اجناز املشروع
1
حيث حددهتا خبمسة أايم.
أما معهد إدارة املشروع ( ،Project Management Institute )PMIفقد عرف املشروع على انه
" اجلهود املؤقتة املوجهة حنو توليد املنتج املنفرد أو اخلدمة املنفردة Unique Product or service
واملقصود ابملؤقت Temporaryيعين ابن كل مشروع حمدد بنهاية .أما املقصود ابملنفرد ( أو ابلفرادة
)Uniqueابن املنتج أو اخلدمة ختتلف بشكل أو آبخر عن مجيع املنتجات واخلدمات التقليدية .يف الوقت
الذي حددت منظمة املواصفة العاملية ( )ISOتعريفا للمشروع يظهر أبنه األكثر مالئمة وقبوال لشرحية واسعة
من املستخدمني .فقد عرفت منظمة املواصفة الدولية املشروع على انه "العملية الفريدة اليت حتتوي على
جمموعة (أو طقم) من الفعاليات املتناسقة واملسيطر عليها اليت هلا اتريخ بداية وهناية واملوجهة حنو حتقيق
هدف حمدد وفقا للمتطلبات احملددة وتشتمل على الزمن والتكلفة واملوارد".
من تعريف املنظمة الدولية للمواصفة املذكور أعاله ،أصبح من املمكن إضافة املالحظات التالية عند
2
استخدام مفهوم املشروع وهذه املالحظات هي.
أ -تقوم املنظمة صاحبة املشروع وقتيا بتحديد مدة حياة املشروع؛
ب -يف الكثري من احلاالت ،تعترب مناذج وأشكال املشروع جزءا من اهليكل األساسي للمشروع؛
ج -من املمكن حتديد أهداف املشروع وخصائص املنتج وحتقيقها خالل مراحل تنفيذ املشروع؛
د -من املمكن أن تكون العالقة بني الفعاليات معقدة للغاية؛
ه -حيتوي املشروع على نتائج وبداايت وهناايت للفعاليات املختلفة اليت تنفذ لتحقيق غرض معني حيث
تكون عادة حمددة ومعرفة مبفهوم التكلفة اجلدولة ومتطلبات اجلدولة ومتطلبات األداء؛
و -يكون للمشروع ميزانية اليت متثل النفقات املوجهة حنو تنفيذ خطة أتسيس املشروع.
ز -ميتاز املشروع بكونه حالة منفردة وهذا يعين احلاجة إىل تنفيذ شيء خمتلف عما مت اجنازه سابقا ،مبا يف
ذلك مشاريع السكن التقليدية فقد ختتلف املعطيات مثل البيئة والسالمة وقوانني املنطقة وسوق العمالة
واخلدمات املختلفة ،وكذلك شبكات اخلدمة (مثل شبكات الصرف ،املياه ،اهلاتف..اخل) .كل هذه
األمور جتعل من املشروع حالة منفردة ،كما وانه ميثل فعالية واحدة يف الوحدة الزمنية واليت ال ميكن هلا
أن تتكرر بنفس الظروف واملتطلبات على اإلطالق.
1أ .د عبد الستار حممد علي :إدارة املشروعات العامة ،دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة.الطبعة الثانية ،2011 ،عمان األردن ،ص.23.
2املرجع نفسه ،ص.23.
16
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
ح -متثل املشاريع فعاليات مؤقتة الن كل من املنظمة واألفراد واملواد وكذلك املعدات تتفاعل بعضها مع
البعض اآلخر حنو حتقيق اهلدف املعني وعادة ما تكون حمددة جبدولة زمنية ( السقف الزمين لالجناز)
وحاملا يتم اجناز اهلدف ،تقوم املنظمة ابلعمل على حتقيق هدف آخر جديد ومشروع جديد.
ط -من ضرورايت تنفيذ املشروع ابن يعمل املشروع على اخرتاق اخلطوط التنظيمية ابملنظمة ألنه حباجة إىل
املهارات واخلربات من خمتلف املهن والوحدات الوظيفية اإلدارية .وغالبا ما تظهر تعقيدات املشروعات
من تعقيدات التكنولوجيا املتطورة اليت تؤدي إىل توليد منط الوظائف املتعددة واليت قد تؤدي بدورها إىل
توليد املشاكل (املسائل) الفريدة.
ي -خيتلف املشروع عن ما مت تنفيذه ابلسابق ألنه حيتوي على اخلصوصية غري املتداولة سابقا (
)Unfamiliarityوالسبب يف ذلك يعود إىل أن املشروع (أو املشاريع) قد حتتوي على تكنولوجيات
جديدة ابلنسبة للمنظمة املستفيدة منه مما تولد حاالت من عدم اليقني واملخاطرة.
ك -تقوم عادة املنظمة بتنفيذ املشاريع ألصحاب املصاحل واملستفيدين اآلخرين منه مما جيعل الفشل يف تنفيذ
املشروع ابلوقت والتكلفة احملددة مسؤولية كبرية أمامهم.
ل -أخريا إن املشروع عبارة عن جمموعة أعمال توجه حنو حتقيق هدف معني ،وخالل هذه العملية مير
املشروع من خالل العديد من املراحل األساسية واليت تسمى بدورة حياة املشروع .ومن خالل هذه
املراحل ،تتغري املنظمة والوظائف واألفراد (فرق العمل) وكذلك تتغري املوارد األخرى كلما حترك املشروع
من مرحلة ألخرى .كما ويتم بناء اهليكل التنظيمي للمنظمة ويزداد إنفاق املوارد ببطء مع كل مرحلة
انجحة من مراحل املشروع ومن مث تبدأ ابالخنفاض كلما اقرتب املشروع من هنايته ( أي اجنازه).
.2خصائص املشروع االستثماري:
رغم االختالفات املوجودة بني املشروعات االستثمارية سواء من حيث احلجم أو التعقيد إال أهنا تشرتك
مجيعا يف خصائص معينة ميكن عرضها فيما يلي:
أ -يتكون املشروع االستثماري من عمليات عديدة معتمدة على بعضها البعض ويف نفس الوقت منفردة
وتسمى أنشطة وتساهم مجيعها يف حتقيق النتيجة املرجوة؛
ب -للمشروع هدف حمدد ميكن قياسه والتعرف على مدى حتقيقه عند انتهائه؛
ج -للمشروع هيكل زمين حمدد ،والوقت عامل هام يف قياس مدى جناح املشروع؛
د -املشروعات تكون ديناميكية حيث متيل دوما إىل التغيري والتعديل والنمو وتنصرف أحياان بطريقة ال
نتوقعها ،لذا جيب األخذ بعني االعتبار األحداث غري املتوقعة؛
17
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
ه -تعترب املشروعات االستثمارية نشاطات مؤقتة ،حيث يتم إجراء تنظيم مؤقت جملموعة من األفراد واملواد
واملرافق الجناز هدف ضمن إطار زمين مربمج ويتم تفكيك هذا التنظيم مبجرد حتقيق اهلدف أو التحول
1
للعمل على حتقيق هدف جديد؛
و -املشروع االستثماري تنظيم يقوم لفرتة زمنية معينة وينصرف للقيام بعدة عمليات هبدف التأليف واملزج بني
العناصر اإلنتاجية املختلفة إلنتاج سلع وخدمات ذات منفعة.
ز -املشروع وحدة اقتصادية ميارس نشاطه من خالل سوق أو أسواق متعددة إي انه يقوم بتصريف إنتاجه
2
من خالل األسواق ،فهو ينتج لكي يبيع يف األسواق.
ح -لكل مشروع دورة حياة ،إذ أن إي مشروع له عمر حمدود ،ذو بداية وذو هناية وعادة ما ينطلق املشروع
بوترية متباطئة ،مث ينشط وتكرب أعماله ليصبح مكتمال ،تعرف نقطة بداية املشروع بنقطة "إطالق
املشروع" .ولدى االنتهاء من كامل األعمال ،يتوقف عند نقطة هنايته ،واليت تسمى عادة بنقطة "استالم
3
املشروع"؛
ط -خاصية التداخل بني املشاريع ،فيحصل من خالل وجود أكثر من مشروع جاهز للتنفيذ .عندئذ تستعني
املؤسسة أبقسامها العاملة ،وجتهز كافة مواردها وتوزعها على املشاريع ،حبسب أولوايت نشاطات هذه
األخرية .يكون التداخل سهال ،إذا كانت مشاريع املؤسسة اليت هي قيد التنفيذ ذات قالب موحد .عكس
ذلك ،حيصل عندما تتطلب املشاريع قوالب خمتلفة .إذ أن التداخل يصبح معقدا ويتطلب ابلتايل مزيدا من
التنسيق بني كافة أقسام ووحدات املؤسسة .جتدر اإلشارة هنا ،إىل أنه حىت املشروع الواحد ،يتطلب
تداخال بني األقسام حبيث إن األقسام الدائمة ،تلعب أدوارا خمتلفة عن تلك األقسام اليت استحدثت
خصيصا الجناز املشروع ،وان مجيع هذه األقسام ( الدائمة واملستحدثة) البد هلا أن تتداخل حركة ونشاطا
4
وتنسيقا الجناز املشروع.
ي -خاصية االنفرادية (انفرادية املشروع) شكال ومضموان ،أي مبيزته اخلاصة به ،حيث انه من النادر جدا أن
جند متشاهبني ابلكامل .ففي مشاريع البناء والتشييد ،قلما جند مشروعني بذات املواصفات والشروط
وكذلك اندرا ما جند مشروعني متشاهبني ابلكامل يف جمال البحث والتطوير .وكذلك يغيب التشابه عن
املشاريع الصناعية والكالم نفسه يقال على كل القطاعات األخرى.
ك -ومن بني خصائص املشروع االستثماري ما يسمى بعقدة املشروع .واملقصود هبا املشكلة أو املشكالت
(التعقيدات) اليت يواجها املشروع خالل دورة حياته .إذ أن عامل املشاريع ملئ ابملشاكل .أهم هذه
املشاكل ما يتعلق ابلنزاعات اليت قد حتصل بني أعضاء املشروع .يلعب التخطيط والتنظيم والتنسيق أدوارا
1نعيم نصري :إدارة وتقييم املشروعات ،املنظمة العربية للتنمية ،عمان ،األردن ،2005 ،ص.13.
2حمـمد حامد دويدار وآخرون :االقتصاد السياسي ،دار املعرفة اجلامعية للنشر ،القاهرة ،مصر ،1979 ،ص.423.
3حسن إبراهيم بلوط :إدارة املشاريع ودراسة جدواها االقتصادية ،دار النهضة العربية ،بريوت ،لبنان ،2002 ،ص.20 ،19.
4املرجع نفسه ،ص.20.
18
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
ابرزة يف حل عقد املشروع ،وذلك من خالل االستخدام األمثل ألجهزة املؤسسة الفاعلة .إذ أن العملية
اإلدارية اليت تساعد وظائفها املختلفة املشروع على ختطي عقده ،تبقى من أهم العوامل املساعدة ،على
إجناح املشروع .وهذه العملية تقودان إىل مناقشة احلاجة إىل إدارة فاعلة للمشاريع ،تليب حتدايت
وطموحات مشاريع املؤسسات املختلفة.
.3عناصر املشروع االستثماري:
املشروع عبارة عن منتج ميتاز ابلفرادة وهذا يعين -كما سبق القول -منتج فريد ال يتكرر ،إال انه ميكن أن
أيخذ أشكاال متعددة من النواحي املادية .ومثال على ذلك بناء املدن اجلديدة أو بناء سفن جديدة متثل
الشكل املادي امللموس ،يف حني أن إعداد دراسة اجلدوى ملشروع معني ( حيث أن دراسة اجلدوى حبد ذاهتا
تعترب مشروعا) متثل الشكل أملعلومايت غري امللموس للمشروع .وما بني هذين الشكلني -األول املادي والثاين
أملعلومايت -يوجد الكثري من املنتجات واملخرجات املختلفة اليت تتطلب كل منها املتطلبات اخلاصة هبا .ومبعىن
آخر ،احلاجة إىل أمناط متعددة من التنظيم إلدارة مثل هذه املشروعات .وهذا التنوع يف أمناط اإلدارة يواجه
الشركات واملنظمات كافة حيث يظهر من الناحية األخرى وجود العديد من القواسم املشرتكة واليت متثل العناصر
األساسية يف املشاريع .ومن أهم العناصر املشرتكة للمشاريع ما يلي:
▪ ضرورة إعداد املواصفات لكل مشروع؛
▪ خطة املشروع؛
▪ السقف الزمين الجناز املشروع؛
امليزانية؛ ▪
خطة تقديرات التكاليف؛ ▪
حتديد مؤشرات اجلودة املطلوبة؛ ▪
حتديد املساحة املتوقعة حلالة عدم اليقني؛ ▪
.4بيئة املشروع االستثماري:
ختتلف املشاريع فيما بينها وكذلك إدارة املشروع وفقا إىل خصائص البيئة احمليطة هبا .وميكن تقسيم البيئة
1
احمليطة ابملشروع إىل ما يلي:
▪ البيئة التجارية واليت هتدف إىل حتقيق الربح والعوائد.
▪ البيئة احلكومية (العامة) واليت هتدف إىل تقدمي مشاريع خدمية خمتلفة غري رحبية .
▪ البيئة ذات الطابع اخلاص واملتعلقة ابملشاريع العسكرية واألمنية.
أ -البيئة التجارية :واليت هتدف عادة إىل حتقيق الربح حيث يكون املنتج النهائي معرف بصورة واضحة
ومفهومة وموجه لتلبية حاجات ورغبات الزبون ومنسجم مع املتطلبات الداخلية له .وان الدافعية وجناح
19
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
املعايري املستخدمة يف املشاريع التجارية متتاز ابلرتكيز الشديد على مستوايت الربح والعوائد املراد حتقيقها
من املشروع .كما وان مدير املشروع عادة يقود املشروع من خالل دورة احلياة الكاملة له ،ابإلضافة إىل انه
يعمل على تنسيق اجلهود "جهود فريق العمل" مع املساحات الوظيفية وكذلك جهود املقاولني الثانويني
واملوردين .ويقوم مدير املشروع أيضا إبدامة العالقة الوثيقة واالتصال املباشر مع الزبون من جهة وتوصيل
املعلومات ذات الصلة ابملشروع إىل اإلدارة العليا أول أبول خبصوص تقدم العمل ابملشروع ومدى حتقيقه
للربح والعوائد املستهدفة.
ب -البيئة احلكومية :واليت متتاز ابملشروعات غري اهلادفة إىل حتقيق الربح والعوائد ابعتبارها موجهة اىل خدمة
اجملتمع مثل بناء املدارس واملؤسسات التعليمية واملراكز االجتماعية واملؤسسات الصحية واملواصالت
وغريها .ولذلك ختتلف املشروعات احلكومية وغري الرحبية عن املشروعات التجارية يف العديد من النقاط
أبرزها:
▪ عدم وجود حمفزات مالية مثل الربح يف املشروعات احلكومية واملشروعات غري الرحبية ،ابإلضافة إىل أن
العوامل االقتصادية متتاز ابألمهية األقل ابلنسبة إلدارة املشروع .وغالبا ما جيري يف البيئة احلكومية غري
الرحبية من إعادة تعيني مدير املشروع ( مدراء املشاريع) خالل تنفيذ املشروع مما يؤدي إىل حدوث
املشكالت اإلدارية من جراء ذلك.
▪ تركز معظم املشاريع على تقومي أو اختبار املنتجات و اخلدمات الن مجيع املوازانت موجهة حنو تزويد
املنتجات واخلدمات املراد تطويرها من قبل املورد .واستنادا إىل احلقيقة اليت مفادها ابن تصميم وتطوير
العمل يتم من قبل املقاولون الثانويني مما جيعل دور مدير املشروع عمال إداراي يف معظمه .ونتيجة لذلك
يتحدد دور مدير املشروع يف السيطرة على األمور الفنية للمشروع ويرتكز دوره فقط على متابعة وتدقيق
تقدم عمل املقاولني .ابملقابل ،فان مدراء املشروعات يف البيئة احلكومية وغري الرحبية من املمكن أن يقوموا
ابلتنسيق املتعدد اجلهات ذات الصلة ابملشروع ابعتبارهم جزء من النظام الواسع "املشروع" وهذا يعين أن
هؤالء املدراء هم مدراء للربامج أكثر مما يكونوا للمشروع.
.5إدارة املشروع االستثماري:
أدى تطور احلاجة إىل املشاريع وبروز املشاريع احلربية وإجياد إدارة تعىن هبا أداي معا إىل ظهور إدارة خاصة
ملشاريع القطاع اخلاص .إذ أن مشاريع البناء ومشاريع تتعلق مبوديالت السيارات ،واملشاريع اهلندسية املختلفة
ومشاريع القطاعات اخلدماتية والقطاعات الصناعية والسياحية ،ومشاريع الطريان وغريها بدأت جتد منافع ال حتصى
يف استحداث إدارة تعىن خصيصا هبا.
20
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
وتعرف إدارة املشروع على أهنا "جمموعة من النشاطات املنظمة واملوجهة حنو توظيف امثل ،واستغالل
أفضل ،للموارد املناسبة ،واهلادفة إىل حتقيق أهداف املشروع احملددة بوضوح ،وذلك ابالعتماد على شىت طرق
1
وأساليب الكفاية والفاعلية ضمن جمموعة حمددة من الشروط والقيود".
أما عن فوائد هذه اإلدارة ومبا أن إدارة املشروع جاءت نتيجة احلاجة إليها فان فوائد هذه اإلدارة تتأتى
مبجملها من مدى إشباعها للحاجة اليت ولدهتا .إذ أن حاجة املشروع ،تتمثل أبهدافه ،واليت من أمهها حتقيق املنافع
املتوقعة منه ،وانتهاز الفرص املرافقة له .من هنا فان الفائدة األوىل إلدارة املشاريع تكمن يف تركيز هذه اإلدارة على
املنافع والفرص ،اليت ترافق إطالق واعتمار وتسليم املشاريع ابملواصفات ذات اخلصوصيات واالمتيازات ،اليت يطمح
إليها العمالء أو املستفيدون منها ،كون املشاريع متثل حاجة يريدون إشباعها .أما املنافع والفرص فال ميكن أن
تتحقق فعليا إال إذا ارتكزت هذه اإلدارة على ختصصات متعددة ومعارف متنوعة ،وهذا يتطلب استخدام هذه
اإلدارة للعديد من املهارات.
الفائدة الثانية من إدارة املشاريع تنبع يف الواقع من حداثتها .إذ أن هذه اإلدارة ركزت على استخدام معايري
جديدة ،قامت على أسس كمية حلل املشاكل املرافقة للمشاريع الكبرية ،وذلك ابعتمادها على فريق عمل علمي
وعملي .فقد استخدمت هذه اإلدارة الطرق االحتمالية واليت أمهها على اإلطالق طريقة تقييم ومراجعة الربانمج
Program Evaluation & Review Technique-PERTاليت قام بتطويرها سالح البحرية األمريكي
ابلتعاون مع شركتني استشاريتني يف مشروع خصص لتصميم الصواريخ مابني الفرتة املمتدة من عام 1945حىت
عام .1958
.6أهداف املشروع االستثماري:
تسعى املشاريع االستثمارية إىل مجلة من األهداف ،حيث يعترب حتديد اهلدف أو الغرض من قيام هذه
املشاريع النقطة الرئيسية أو احملورية للبدء واالنطالق يف دراسة جدواها ،وعموما لكل مشروع استثماري مهما
2
كان نوعه هدف بثالثة أبعاد هذه األبعاد تكون متكاملة فيما بينها ،وتتمثل يف:
▪ اجناز املشروع حسب امليزانية املرصودة :تتمثل امليزانية يف جممل التكاليف املسموح هبا للمشروع ،واملوارد
املخصصة للعمل املراد اجنازه.
▪ الربانمج الزمين :وميثل الفرتة الزمنية اليت سيتم خالهلا اجناز العمل الالزم إلمتام املشروع.
▪ متطلبات االجناز :وتتمثل فيما يتوجب القيام به للوصول إىل النتائج النهائية ،وتتضمن اخلصائص الالزم توفرها
يف املنتج أو اخلدمة النهائية ،واملوصفات التقنية والنوعية ،وحجم املعايري املستخدمة يف حتديد ومعرفة هذه
املواصفات.
21
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
وتعترب األبعاد الثالثة متداخلة فيما بينها ومكملة لبعضها البعض ،فاخذ واحد منها على حدى سيؤدي إىل
تقزمي البعد اآلخر ،فمثال عند حماولتنا التقيد ابلربانمج الزمين ومتطلبات اجناز املشروع فإننا على زايدة
التكاليف ،وعكس ذلك عند احملاولة على تثبيت التكاليف فان نوعية العمل ستتناقص وسيتأخر الربانمج الزمين
وتقل جودة املنتج النهائي ،ومنه البد من الرتكيز على األبعاد الثالثة يف آن واحد وحماولة إجياد نوع من التوازن
فيما بينها لضمان جناح املشروع يف الوقت احملدد وحسب امليزانية احملددة وضمن متطلبات االجناز املناسبة.
إضافة ملا سبق ذكره حول األبعاد احملددة واملتحكمة يف أهداف املشروع ،فانه وعلى اختالف أنواعها تسعى
املشاريع االستثمارية إىل حتقيق مجلة من األهداف هذه األهداف ميكن تقسيمها إىل جمموعتني أساسيتني
ختتلفان ابختالف طبيعة املشروع من مشروع عام إىل مشروع خاص.
أ -أهداف املشاريع اخلاصة :إن اهلدف الرئيسي من إنشاء املشاريع اخلاصة هو حتقيق أقصى ربح ممكن ،وميثل
الربح الفرق بني حصيلة اإليرادات وتكاليف اإلنتاج اخلاصة ابملشروع ،ولكن على الرغم من أن حتقيق الربح
يعترب ضروري الستمرار املشروع ومنوه إال انه ال يعترب اهلدف الوحيد ،حيث توجد أهداف أخرى كثرية تدخل يف
1
صلب اهتمام املشاريع اخلاصة ،من أمهها:
▪ حتقيق أقصى قدر ممكن من املبيعات من اجل امتالك اكرب حصة سوقية ممكنة ،ابإلضافة أيضا إىل
اكتساب الشهرة والسمعة احلسنة وحتسني املركز التجاري ،حىت ولو أدى هذا إىل عدم حتقيق أرابح عالية
يف املدى القصري.
▪ السعي إىل حتقيق أهداف اجتماعية ،وهذا من منطلق مسؤوليتها االجتماعية اجتاه االقتصاد الوطين الذي
تعمل فيه ،ابإلضافة إىل اكتساب رضى العمالء والقائمني على صناعة القرار.
▪ قد يكون اهلدف من اإلنفاق االستثماري ملشروع قائم هو محاية النشاط الرئيسي له من خطر التوقف،
وذلك إبنشاء وحدات إنتاجية مستقلة لتصنيع أهم قطع الغيار اليت حيتاجها حىت ال تتعرض خلطر توقف
اإلنتاج لعدم توفرها يف الوقت املناسب.
ب -أهداف املشاريع العامة :إن حتقيق املنفعة العامة هو اهلدف األساسي للمشروع العام سواء حتقق ربح من قيام
هذا املشروع أو مل يتحقق .فاملنفعة العامة قد تكون يف بيع سلعة أو تقدمي خدمة بسعر تكلفتها أو أبقل .ولكن
جيب أال يفهم من ذلك أن املشروعات العامة ال هتتم إطالقاً ابلربح بل جيب أال يتم ذلك على حساب حتقيق
األهداف اليت أنشئ املشروع العام من أجلها .وفيما يلي أهم األهداف اليت تنشأ من أجلها املشروعات العامة:
قيام بعض املشروعات الوطنية املرتبطة ابألمن الوطين للدولة مثل صناعة األسلحة والذخائر ،أو العتبارات
اقتصادية وطنية كإنشاء الدولة املنتجة للنفط مصايف لتكريره أو أسطوالً حبرايً لنقله ،أو إنشاء قاعدة من
الصناعات الثقيلة كأساس للتنمية .قد تقوم الدولة إبنشاء مشروعات وبيع منتجاهتا أبقل من التكلفة العتبارات
اجتماعية .كما يف حالة بعض املواد األساسية قد يكون الغرض من إنشاء الدولة ملشروعات إنتاجية هو
1مسري حمـمد عبد العزيز :اجلدوى االقتصادية للمشروعات االستثمارية ،مكتبة اإلشعاع الفنية للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،2000 ،ص.16.
22
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
احلصول على موارد مالية لتمويل نفقاهتا بدالً من جلوئها لفرض ضرائب جديدة فصناعة السجائر مثالً من
املشروعات العامة من هذا النوع يف كثري من دول العامل.
.7دورة حياة املشروع االستثماري:
تتضمن دورة املشروع االستثماري عدد من املراحل املتتابعة و املداخلة ،و تتضمن كل منها سلسلة من
العمليات ( املراحل) الفرعية ،حبيث ميكن النظر للمشروع أبنه كائن مير مبرحلة ما قبل التكوين مت مرحلة التكوين مت
مرحلة اخلروج إىل احلياة ،و تنقسم دورة املشروع إىل ثالث مراحل:
▪ مرحلة ما قبل االستثمار (دراسات اجلدوى).
▪ مرحلة تنفيذ املشروع ( القيام ابالستثمار).
▪ مرحلة تشغيل املشروع ( اإلنتاج).
وال بد أن يسبق هذه املراحل التحديد الواضح لألهداف املرغوب حتقيقها فتحديد اهلدف ميثل نقطة البداية يف
التفكري يف املشروع ،فقد ينصرف اهلدف إىل إنشاء االستثمار يف جمال معني و حمدد أو تصنيع سلعة جديدة،
أو استخدام مواد خام جديدة.
وهناك ارتباط بني الثالث مراحل من مراحل تطور املشروع االستثماري فمرحلة ما قبل االستثمار على سبيل
املثال تتضمن عدة أنشطة متوازية ومتداخلة أحياان مع املرحلة التالية هلا و هي مرحلة االستثمار.
إضافة إىل التقسيم السابق هنا من يعطي تقسيم أكثر تفصيال لدورة حياة املشروع من أربعة مراحل وهو تقسيم
أكثر استعماال ،وفيما يلي عرض موجز ملراحل هذا التقسم:
أ -مرحلة اإلدراك :هي املرحلة األولية يف إطالق فكرة املشروع واالستعداد له ،إذا إن القيادة اإلدارية
1
للمؤسسة تدرك ضرورة وإمكانية إقامة املشروع وحتدد ابلتايل األهداف األولية له.
ومن الطبيعي أن يدرك مدراء القمة أو اهلرم اإلداري يف هذه املرحلة البدائل املرافقة لسلسلة املشاريع
اليت تكون قيد الدراسة .ابإلضافة إىل حتديد األهداف اخلاصة هبا واملفاضلة بينها من خالل دراسة
جدوى املشروع بواسطة جهة استشارية متخصصة ،فان كانت هذه الدراسة اجيابية فان صاحب أو
2
أصاحب املشروع سينتقلون إىل اخلطوات املوالية:
ب -مرحلة التخطيط :يدخل ضمن نشاطات هذه املرحلة توزيع وتسوية املواد الالزمة للمشروع ،من خالل
وضع ميزانية له وحتديد جدولة مهام ونشاطات وأعمال املشروع.
ج -مرحلة التنفيذ :هي مرحلة تنفيذ وجتسيد اخلطط عمليا على ارض الواقع إذ تكتمل فيها مجيع مالمح
املشروع ويصبح حقيقة إبنتاجيته وأدائه.
1السيد عليوة :تنمية املهارات اإلشرافية على املشاريع اهلندسية ،ايرتاك للطباعة والنشر والتوزيع ، ،الطبعة األوىل ،2001 ،القاهرة ،مصر ،ص.31.
2حسن إبراهيم بلوط :إدارة املشاريع ودراسة جدواها االقتصادية ،دار النهضة العربية ،الطبعة األوىل ،لبنان ،2002 ،ص.30،31.
23
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
د -مرحلة االنتهاء :هي مرحلة جاهزية املشروع بعد أن متت واكتملت نشاطاته وأعماله املطلوبة ،وبعد
إن بلغت حمطاهتا النهائية ،فاملشروع وفقا هلذه املرحلة يصبح جاهزا لتسليمه إىل اجلهة املستفيدة منه
ويعاد توزيع موارد املؤسسة خاصة املوارد البشرية على ابقي نشاطات وأعمال املؤسسة.
ميكن تلخيص دورة حياة املشروع وفقا للتقسيم األكثر استعماال ( جمموع املراحل السابقة) ابالستناد إىل
مقياسني :عامل الزمن ويكون على احملور األفقي وعامل اجلهد أو تكلفة االستخدام الذي يكون على احملور
العمودي ،وذلك كما يوضحه الشكل التايل:
مستوى الجهد
الزمن
املصدر :حسن إبراهيم بلوط :إدارة املشاريع ودراسة جدواها االقتصادية ،دار النهضة العربية ،لبنان ،2002 ،ص.31.
صورة قادرة على البدء يف التشغيل ،ورغم اختالف هذه التكاليف من مشروع آلخر ،فإنه بصفة عامة ميكن
حصرها فيما يلي:
▪ املبالغ اليت تنفق يف شراء اآلالت و املعدات و إنشاء املباين وشراء األرض ،أي تلك اليت تنفق يف
شراء ما يسمى ابألصول الثابتة؛
▪ املبالغ اليت تصرف لنقل و تركيب هذه األصول الثابتة و التأمني عليها؛
▪ التكاليف املتعلقة بتكوين العمال و تدريبهم؛
▪ التكاليف املرتبطة ابجلانب التقين للمشروع ،من رسومات هندسية و تصميمات ،ابإلضافة لتلك
املتعلقة إبجراء جتارب تشغيل التجهيزات ،كما يستلزم عدم نسيان تلك املصاريف املرتبطة ابلصيانة؛
▪ رأس املال الدائر الالزم لتشغيل املشروع خالل فرتة حياته؛
▪ التكاليف املرتبطة ابملوقع الذي سيقام فيه املشروع ،خصوصا إذا ما كانت املنطقة ال تتوفر على
التسهيالت املختلفة مثل الصرف الصحي و توصيالت املاء و الكهرابء و شبكات النقل من طرق
أو قرب من السكة احلديدية أو حىت النقل اجلوي.
لتقدير حجم االستثمار أمهية معت ربة ،حيث أثبتت التجربة و التحرايت املتعلقة ابألخطاء اليت حتدث يف تقييم
املشاريع ،أن أغلب املسببات هلا انجتة من سوء تقدير حجم التكلفة االستثمارية و نسيان أو عدم إعطاء األمهية
لبعض النفقات مثل نسيان حساب مصاريف الصيانة أو نفقات تكوين العمال ،كذلك إمهال النفقات الناجتة عن
التأخر يف إيداع التجهيزات ،كذلك عدم توقع االرتفاع يف األسعار بني فرتة التقدير و فرتة إبرام صفقات الشراء،
عدم توقع ارتفاع أسعار العمالت .وغري ذلك من النفقات واليت برتاكمها تعمل على تضخم حجم االستثمار يف
هناية األمر ،بعد أن حدد من قبل و أقيمت كل الدراسات و التحاليل على أساسه ،مما يعمل على إعطاء نتائج
خاطئة نتيجة هذا اخلطأ األوىل .و جند الكثري من األمثلة يف هذا اجملال يف الدول النامية.
كل هذه املعطيات حنصل عليها على أساس الدراسة الفنية واليت تعترب مرحلة أساسية من مراحل دراسة
املشروع االستثماري و اليت سنعود إليها ابلتفصيل خالل الفصل الثاين.
.2تقدير تكاليف تشغيل املشروع و إيراداته:
وتعترب هذه املتغريات أيضا من العناصر األساسية اليت جيب معرفتها عند إجراء تقييم املشروع ،خصوصا تلك
املتعلقة برحبيته عند املفاضلة بني تكاليف املشروع و اإليرادات اليت سيحصلها من بيع منتجاته.
فبنسبة لتكاليف التشغيل هي تلك الناجتة من تشغيل املشروع و استغالل طاقته ،و ميكن حصرها على
العموم فيما يلي:
▪ تكلفة شراء املواد األولية الالزمة لإلنتاج ابإلضافة لتكاليف احلصول عليها من تكاليف النقل و التأمني
وعمولة الشراء و تكاليف ختزينها حلني استخدامها ،لكن نشري هنا أن الكميات الالزمة احملافظة على
مستوى املخزون ال تدخل ضمن هذه التكاليف و اليت حتسب ضمن رأس املال العامل؛
25
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
26
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
وعليه سيتم يف هذا املطلب التطرق إىل مفهوم التدفقات النقدية للمشروع ومكوانهتا ،مث معرفة كيف يتم تقدير
صايف هذه التدفقات قبل وبعد الضريبة ،وصوال إىل التعرف على خمتلف املشاكل والصعوابت املتعلقة بعملية
تقديرها.
أوال :مفهوم التدفقات النقدية
ميكن تعريف التدفقات النقدية على أهنا:
.1حركة النقود من املشروع وإىل املشروع ،حيث تعترب التدفقات النقدية الواردة إىل املشروع تدفقات نقدية
1
داخلة ،بينما تعد التدفقات النقدية الصادرة عنه تدفقات نقدية خارجة.
.2إن مفهوم التدفق النقدي خيتلف من وجهة نظر املشروع واملسامهني فيه.2
أما من وجهة نظر املسامهني فالتدفقات النقدية عبارة عن التدفقات النقدية الداخلة من املسامهني واخلارجة منهم
فقط ،وابلتايل يتم استبعاد القروض كتدفقات نقدية داخلة وكذلك الفوائد واألقساط املرتتبة كتدفقات نقدية خارجة
حىت ميكن حساب العائد على أموال املسامهني.
عموما متثل التدفقات النقدية بيان تقديري للمتحصالت واملدفوعات النقدية املتوقعة يف املستقبل واليت ترتتب على
3
تنفيذ املشروع.
اثنيا :مكوانت التدفقات النقدية
تنقسم التدفقات النقدية إىل قسمني رئيسيني :تدفقات نقدية داخلة وتدفقات نقدية خارجة ،وفيما يلي عرض
لكل منهما:
.1التدفقات النقدية الداخلة (اإليرادات) :تشتمل التدفقات النقدية الداخلة على ما يلي:
✓ أقساط خمصصات اهتالك األصول الثابتة؛
✓ الفائض القابل للتوزيع بعد تغطية كافة األعباء مبا فيها الضرائب؛
✓ مثن بيع األصول الثابتة عند انتهاء العمر االفرتاضي؛
وتقدير التدفقات الداخلة يتطلب إعداد قوائم الدخل التقديرية لعدد من السنوات املقبلة بدءا من السنة األوىل
للتشغيل للتعرف على خمصصات االهتالك والفائض القابل للتوزيع ،ابإلضافة إىل توفر بياانت عن السعر املتوقع
للتنازل عن األصول الثابتة عند انتهاء العمر االفرتاضي هلا.
وتنقسم التدفقات النقدية الداخلة للمشروع إىل:
1صالح الدين حسن السيسي :دراسات اجلدوى وتقييم املشروعات بني النظرية والتطبيق ،دار الفكر العريب للنشر والتوزيع ،القاهرة ،الطبعة األوىل ،2003 ،ص.86.
حكمت أمحد الراوي :البعد احملاسيب جلدوى تقييم املشروعات االستثمارية ،مكتبة الفالح للنشر والتوزيع ،الكويت ،2000 ،ص.141. 2
خليل حممد خليل عطية :دراسة اجلدوى االقتصادية ،مركز تطوير الدراسات العليا والبحوث ،الطبعة األوىل ،القاهرة ،مصر ،2008 ،ص.67. 3
27
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
أ -إيرادات املبيعات :واملتمثلة يف حاصل ضرب سعر بيع الوحدة املباعة من السلعة أو اخلدمة يف إمجايل
الكمية املباعة ،ويتم احلصول على تلك البياانت عرب العمر االفرتاضي للمشروع من نتائج الدراسة
1
التسويقية .أي أن قيمة املبيعات تساوي حجم الطلب املتوقع مضرواب يف سعر السلعة أو اخلدمة.
وقد حيدث أن يقل رقم املبيعات املتوقعة عن األرقام اليت وردت يف الدراسة التسويقية ،وهذا بسبب
تشغيل املشروع مبعدل أقل من املعدل املطلوب يف السوق أو العتبارات فنية أخرى.
ب -القيمة البيعية املتبقية للمشروع املبنية على العمر االفرتاضي :لكل مشروع عمر افرتاضي يتحدد بناء
على العديد من االعتبارات والعوامل ،أمهها معدالت اهتالك األصول ،حيث أن ما يتبقى فعليا من
املشروع يطلق عليه اصطالحا " القيمة املتبقية للمشروع " ،ويتم بيعه بقيمة خردة حبيث متثل هذه القيمة
إيرادات حتسب قيمتها ضمن التدفقات النقدية الداخلة يف السنة األخرية من العمر االفرتاضي للمشروع.
وهناك العديد من املعايري واألسس اليت جيب أخذها يف احلسبان عند حتديد العمر االفرتاضي للمشروع
أمهها:
✓ طريقة اهتالك األصول حماسبيا :حيث توجد عالقة عكسية بني العمر االفرتاضي للمشروع
ومعدالت اهتالك أصوله.
✓ الصيانة الدورية والصيانة العامة :حيث أن عدم وجود صيانة فعالة يقصر من العمر االفرتاضي
لألصول واملشروع معا والعكس صحيح.
✓ التكنولوجيا املستخدمة ودرجة جودهتا :حيث أن مستوى التقنية املستخدمة يؤثر ابلضرورة على
العمر االفرتاضي ،حيث كلما ارتفع مستوى التكنولوجيا املستخدمة ودرجة جودة صناعة األصول
كلما أدى ذلك إىل زايدة العمر االفرتاضي للمشروع والعكس صحيح.
✓ االسرتشاد ابملشاريع املثيلة:حيث يتم االستعانة ابلبياانت املتاحة عن هذه املشاريع للتقليل أو زايدة
العمر االفرتاضي للمشروع.
جيب التفرقة بني العمر االفرتاضي والعمر االقتصادي وهو العمر الفعلي ،فهذا األخري عادة ما يزيد عن العمر
االفرتاضي ،إال أنه ال مينع أن يقل من الناحية النظرية ألسباب كثرية ،كما أنه ال خيفى أن دراسة اجلدوى يف النهاية
ال أتخذ بعني االعتبار إال العمر االفرتاضي ابعتباره أيخذ يف احلسبان كل العوامل السابقة.
عند حتديد القيمة املتبقية اليت تضاف كإيرادات متوقع يف آخر سنة من العمر االفرتاضي للمشروع ،فإنه جيب
2
التمييز بني:
1
Pierre Conso: Gestion financière de l’entreprise, 8ème édition, Dunod, Paris, 1999, p 372.
2مهري عبد املالك :دراسة اجلدوى املالية للمشروعات االستثمارية ومسامهتها يف اختاذ القرار االستثماري دراسة حالة :الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بتبسة ،مذكرة
ماجستري ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة تبسة ،اجلزائر ،ص.55.
28
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
✓ قيمة األصول غري القابلة لإلهتالك :أي األصول القابلة للزايدة مع مرور الزمن ،حيث حتسب القيمة
املتبقية هلا على أساس القيمة السوقية مع خصم قيمة الضرائب املستحقة على األرابح احملققة من
بيع األصول يف السوق.
✓ املشاريع اليت تقل فيها قيمة األصل عرب الزمن :مثل املشاريع اليت تتجه فيها قيمة األرض لالخنفاض
فتؤخذ القيمة السوقية دون خصم ضرائب على األرابح البيعية ألهنا ال توجد يف العادة .وهذا ينطبق
فقط إذا أضيفت قيمة األرض منذ البداية إىل التكلفة االستثمارية.
✓ أما ابلنسبة لقيمة األصول القابلة لإلهتالك وهي كافة األصول األخرى خبالف األراضي مثل املباين
واآلالت وا ملعدات واألجهزة ووسائل النقل...اخل .فتحسب القيمة املتبقية هلذه األصول على أساس
نسبة مئوية تقديرية من القيمة احلالية لتمثل القيمة املتبقية يف هناية العمر االفرتاضي للمشروع.
✓ يف حني األصول املعنوية مثل اسم الشهرة للمشروع ،ليست هلا قيمة متبقية ألهنا حتتفظ بقيمتها كما
هي طاملا أنه مل حيدث تغري يذكر يف قيمتها إال يف حالة تدهور شهرة املشروع أو مستوى منتجاته أو
مبيعاته ،فإن قيمة الشهرة املتبقية البد أن تكون أقل من قيمتها يف بداية حياة أو عمر املشروع.
ج -قيمة رأس املال العامل يف هناية العمر اإلنتاجي املتوقع :ويتضمن هذا البند قيمة املخزون املتبقي من
1
املواد اخلام ومستلزمات اإلنتاج وقطع الغيار.
د -القروض :حيث ميثل هذا البند أحد املوارد اهلامة اليت تصب كتدفقات نقدية داخلة للمشروع ،ويعترب
ضمن التدفقات الداخلة اهلامة للمشروع وخاصة إذا كان املشروع يتجه إىل االعتماد على القروض بنسبة
كبرية يف هيكله التمويلي.
ه -اإلعاانت :حيث تعترب اإلعاانت أحد التدفقات النقدية الداخلة ألي مشروع استثماري ،إذ تقدم إعاانت
اإلنتاج لبعض املشروعات يف شكل مايل ألسباب عديدة وكحوافز على الدخول واالستمرار يف أنشطة
معينة.
و -إيرادات أخرى :حيث من املمكن أن تباع بعض أو وحدات من السلعة املنتجة أثناء جتارب التشغيل ،أو
2
تباع بعض املعدات وغريها وتعترب حصيلتها يف هذه احلالة ضمن التدفقات النقدية الداخلة.
.2التدفقات النقدية اخلارجة (التكاليف):
تتكون التدفقات النقدية اخلارجة من قسمني رئيسيني مها التكاليف االستثمارية ،واليت تضم كل ما ينفق من
مصاريف قبل بدا تشغيل املشروع ،والتكاليف التشغيلية اليت تضم كل ما ينفق خالل العمر االفرتاضي للمشروع
3
بداية من السنة األوىل له ،حيث يتم حساب هذه األخرية سنواي.
29
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
أ -التكاليف االستثمارية :وتشمل كل من االستثمار املبدئي ورأس املال العامل ،وفيما يلي عرض موجز
لكل منهما:
▪ االستثمار املبدئي (األويل) :حيث يتألف االستثمار املبدئي من تكاليف التأسيس (استثمارات اثبتة غري
ملموسة) وتكاليف اإلنشاء ( استثمارات اثبتة ملموسة).
فابنسبة لتكاليف التأسيس ،فهي تشمل كل بنود اإلنفاق من حلظة التفكري يف إنشاء املشروع ،حىت تتم
1
إقامته ابستثناء ما ينفق على عملية اإلنشاء ما ينفق على عملية اإلنشاء.
وتتضمن تكاليف التأسيس جمموعة من بنود التكاليف غري امللموسة ،وتشمل كل من تكاليف الرسوم
والرتاخيص وتكاليف دراسات اجلدوى واألتعاب واخلدمات االستثمارية وتدريب العاملني ومصروفات
الدعاية واإلعالن عن املشروع وجتارب بدء التشغيل إن مل تضاف إىل األصول الثابتة.
2
ابإلضافة إىل ذلك يوجد أيضا:
✓ تكاليف براءات االخرتاع واحلصول على االسم التجاري أو العالمة التجارية.
✓ تكاليف دراسة عروض التوريد لألصول ومستلزمات اإلنتاج ،وتكاليف التعاقد مع املوردين وهذه
االستثمارات غري امللموسة تندرج حتت اسم األصول املعنوية.
أما ابلنسبة لتكاليف اإلنشاء ،فمن بينها:
✓ تكاليف احلصول على األرض وهتيئتها وبناء املرافق.
✓ تكاليف احلصول على اآلالت واملعدات والتجهيزات املختلفة ونفقات نقلها.
✓ تكاليف األاثث واملفروشات الالزمة لتجهيز املكاتب واملباين املطلوبة للمشروع.
كما يوج د أيضا االحتياطات أو احتياطي الطوارئ ،وهذا االحتياطي يضعه املشروع ملواجهة أي تغريات غري
3
متوقعة يف دراسات اجلدوى .وهذا االحتياطي يقسم إىل:
-االحتياطي املادي :والذي يضعه املشروع ملواجهة الطوارئ املادية واليت قد تنتج عن خطأ يف تقدير
املبيعات ،ومنه اخلطأ يف تقدير املواد األولية ،لذلك يضع املشروع نسبة احتياطي ترتواح بني %5و%10
من قيمة هذه األصول.
-االحتياطي املايل :يضعه املشروع ملواجهة الطوارئ املالية واليت قد تنتج عن تغريات غري متوقعة يف أسعار
بعض األصول نتيجة التضخم مثال ،لذا يضع املشروع نسبة احتياطي يرتاوح بني %5و %10من
األسعار وميكن تسمية هذا االحتياطي ابحتياطي ارتفاع األسعار.
1سعيد عبد العزيز عثمان :دراسات جدوى املشروعات بني النظرية والتطبيق ،الدار اجلامعية اإلبراهيمية ،مصر ،2003 ،ص.130.
2املرجع نفسه ،ص.131.
- 3عبد القادر حممد عبد القادر عطية ،مرجع سبق ذكره ،ص.137.
30
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
▪ رأس املال العامل :ويتضمن كافة بنود اإلنفاق الالزمة لتكوين املخزون من مستلزمات اإلنتاج على
خمتلف أنواعها وابلقدر الذي يتم من خالله تشغيل املشروع خالل دورة اإلنتاج والتسويق والتحصيل
األويل ،ابإلضافة إىل وجود احتياطي لرأس املال العامل وهو عبارة عن نقد إضايف ملقابلة أي مصروفات
أخرى طارئة مثل دفع األجور للعاملني واليت يكون من الصعب تقديرها أو مواجهة ارتفاع أسعار بعض
اخلامات وغريها ،ويتوقف تقدير تكاليف رأس املال العامل املطلوب على عدد من البياانت لعل من
أمهها:
-عدد الوحدات املطلوب إنتاجها يوميا /أسبوعيا /شهراي.
-مصروفات اإلنتاج والبيع ابلنسبة للوحدة.
-طول فرتة اإلنتاج والبيع والتحصيل.
-االئتمان التجاري واملصريف الذي ميكن احلصول عليه لتمويل عملية اإلنتاج والبيع.
ب -تكاليف التشغيل :تكاليف التشغيل هنا يقصد هبا مجيع األصول اليت تدخل يف العملية اإلنتاجية خالل
فرتة معينة ،وهي تتضمن ما يلي:
✓ تكاليف االحتياجات من املواد األولية ومستلزمات اإلنتاج وتكاليف الصيانة وقطع الغيار الالزمة،
1
إضافة إىل املنتجات الوسيطة.
✓ تكاليف اليد العاملة أو املوارد البشرية اليت يشغلها املشروع ،وتتمثل يف كل من تكلفة االستقطاب
وتكلفة االختبارات والتشغيل.
ميكن التمييز أيضا ضمن التكاليف السابقة بني التكاليف الثابتة واملتغرية ،فالتكاليف الثابتة يطلق عليها مصطلح "
تكاليف الفرتة " ،أي أهنا ال ترتبط حبجم النشاط وإمنا ترتبط بفرتة زمنية معينة ،كاملرتبات واألجور الشهرية ،أما
التكاليف املتغرية فهي تتغري بتغري حجم النشاط كتكلفة الطاقة والعالوات اليت تقدم بناء على كمية اإلنتاج.
اثلثا :تقدير صايف التدفقات النقدية
.1مفهوم صايف التدفقات النقدية :املقصود بصايف التدفقات النقدية مايلي:
أ -الفرق بني التدفقات النقدية اخلارجة والتدفقات النقدية الداخلة ويكون هذا الفرق إما موجبا أو
سالبا .فإذا كان موجبا فيجب التخطيط الستثمار ذلك الفائض ،أما إذا كان سالبا فمن الضروري
2
البحث مقدما عن مصادر لتمويل ذلك العجز حىت ال يتعرض املشروع ملخاطر العسر املايل.
ب -صايف التدفقات النقدية للمشروعات املقرتحة حمل الدراسة هو الفرق بني املدخالت واملخرجات
3
النقدية للمشروع املقرتح ،سواء خالل فرتة اإلنشاء والتجهيز أو خالل العمر اإلنتاجي املتوقع.
1أمحد سعيد ابخمرمة :اقتصادايت جدوى املشروعات االستثمارية ،دار الزهراء للنشر والتوزيع ،الرايض ،اململكة السعودية ،2001 ،ص.48.
2حممد فريد احلصن ،مصطفى أبو بكر :حبوث العمليات ،مدخل تطبيقي لفاعلية القرارات التسويقية ،الدار اجلامعية ،مصر ،2000 ،ص.210 .
3سعيد عبد العزيز عثمان :مرجع سبق ذكره ،ص.225.
31
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
على أساس أنه بعد حتديد كل من التكاليف االستثمارية وتكاليف التشغيل السنوية أتيت اخلطوة املوالية ملعرفة
جدوى املشروع قبل خصم الضرائب وبعدها وهذا من خالل مقابلة تكاليف التشغيل السنوية ابإليرادات املتوقعة
لنفس الفرتة الستخرج الصايف قبل خصم الضرائب ،مث بعد ذلك يتم قياس أتثري العبء الضرييب على رحبية املشروع
وما إذا كان هناك جدوى من إقامة هذا املشروع يف ظل هذا العبء من عدمه .ومن انحية أخرى جترى حماولة
ملعرفة مدى أتثري اإلعفاء الضرييب على اقتصادايت املشروع خاصة إذا كان هذا املشروع يتمتع هبذا اإلعفاء يف ظل
قوانني وتشريعات االستثمار السائدة ،حيث هناك أنواع معينة من املشروعات متنح هلا حوافز استثمارية تكون يف
1
شكل إعفاءات ضريبية مؤقتة أو إعفاءات ضريبية دائمة.
.2تقدير صايف التدفقات النقدية:
يتم احلصول على تقدير لصايف التدفقات النقدية للمشروع من خالل جدول التدفقات والذي حيول كل
اإليرادات املتوقعة إىل تدفقات نقدية داخلة ،وكل التكاليف املتوقعة إىل تدفقات نقدية خارجة ،ويستخرج صايف
التدفقات النقدية مبقابلة التدفقات النقدية الداخلة ابلتدفقات النقدية اخلارجة على أن يراعى عدة اعتبارات لعل
2
من أمهها:
أ -القيمة املتبقية للمشروع واليت سبق اإلشارة إليها ،حيث يتم ترصيدها يف آخر سنة من سنوات العمر
االفرتاضي للمشروع وإخضاعها للضريبة يف هذه السنة شأهنا شأن بقيمة بنود اإليرادات املتوقعة.
ب -تعترب قيمة القروض املمنوحة من البنوك أو أحد الدائنني من التدفقات النقدية الداخلة ،أما قيمة األقساط
واخلدمات اليت تسدد وفاء لقيمة القرض فهي تدفقات نقدية خارجة.
ج -عدم اعتبار االهتالك من بنود التدفقات اخلارجة ابعتباره بندا حماسبيا فقط ،ويستخدم االهتالك عند
حساب قيمة الضرائب املستحقة على املشروع طاملا أن قوانني الضرائب تسمح ابعتباره من التكاليف واجبة
اخلصم تشجيعا وحتفيزا للمستثمرين ،لذلك يتم إضافته يف هناية اجلدول للحصول على صايف التدفقات
النقدية.
د -مراعاة عدم وضع قيمة الضرائب خالل السنوات األوىل املعفاة من الضريبة مبوجب القوانني املشجعة
لالستثمار.
رابعا:صعوابت قياس التدفقات النقدية
تكتنف عملية حساب التدفقات النقدية الداخلة واخلارجة مجلة من املشاكل والصعوابت واليت ختتلف من
مشروع آلخر ،وميكن إجياز أهم هذه املشاكل والصعوابت فيما يلي:
.1االهتالك احملاسيب وحساب التدفق النقدي اخلارج (التكاليف) :من املتعارف عليه حماسبيا ،أنه عند
قيام م ؤسسة بشراء أصل من األصول الثابتة يسجل مثن الشراء كتدفق نقدي خارج ( تكلفة) ،ابإلضافة
1
عبد املطلب عبد احلميد :مرجع سبق ذكره ،ص.241.
2
املرجع نفسه ،ص.242.
32
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
إىل توزيع عبء هذا التدفق على سنوات العمر االفرتاضي هلذا األصل (وهو ما يعرف االهتالك احملاسيب).
غري أن هذا األخري وإن كان يسجل يف الدفاتر ابعتباره تكلفة حتمل على اإليراد ،فإنه يف واقع األمر ال
ميثل أي تدفق فعلي خارج من املؤسسة فهو جمرد قيد حماسيب ،وال يؤخذ االهتالك احملاسيب إال فيما يتعلق
حبساب الضريبة.
.2أثر ضريبة الدخل على التدفقات النقدية :يتم حساب صايف التدفق النقدي السنوي ألي مشروع كما
يلي:
صايف التدفقات النقدية = التدفقات النقدية الداخلة – التدفقات النقدية اخلارجة
حيث جتدر اإلشارة إىل أن التكاليف ال تشمل فقط تكاليف التشغيل النقدية للمشروع (مواد أولية،
أجور...اخل) ،وإمنا تشمل أيضا الضريبة على األرابح التجارية والصناعية اليت تدفعها املؤسسة ،وهذه
األخرية حتسب على صايف الربح ابملفهوم احملاسيب والذي حيسب ابلعالقة:
صايف الربح احملاسيب = اإليراد السنوي – تكاليف التشغيل النقدية – قسط االهتالك
حيث أن قوانني الضرائب ال تسمح خبصم كل تكاليف األصول الثابتة من اإليرادات يف السنة اليت مت فيها
شراء األصل الثابت ،وإمنا توزع تكلفة األصل املعين على سنوات عمره االفرتاضي ،حيث خيصم قسط
االهتالك السنوي من اإليرادات للوصول إىل الربح احملاسيب اخلاضع للضريبة ،وابلتايل ختفيض مقدار
1
الضريبة اليت تدفعها املؤسسة.
.3القيمة البيعية يف هناية املدة ( القيمة املتبقية لألصل) :يف أغلب األحيان يكون لألصول املكونة
للمشروع االستثماري قيمة بيعية يف هناية عمره االفرتاضي ،ولتحديد أثر القيمة البيعية على التدفقات
النقدية للمشروع املقدم للدراسة فإنه جيب التمييز بني احلالتني التاليتني:
أ -عند هناية العمر االفرتاضي للمشروع ،تعترب القيمة البيعية تدفقا نقداي داخال للمؤسسة ،لذلك فهي
تضاف إىل اإليرادات املقدرة للنشاط يف السنة األخرية من عمره ،وعند حساب الضريبة على
الدخل هلذا املشروع ،يراعي إدخال هذه القيمة ضمن إيرادات السنة األخرية للمشروع ،ألن القيمة
البيعية للنفاية هي استرياد جلزء من رأس املال املستثمر يف األصول.
ب -يف بعض األحيان قد يرتتب على إقامة مشروع جديد االستغناء على بعض عناصر األصول القائمة
حاليا يف املؤسسة ،وابلتايل فإن صايف القيمة البيعية* يؤثر على التدفقات النقدية للمشروع
االستثماري ،خاصة يف حالة مشروعات اإلحالل والتجديد.
.4تكلفة الفرصة الضائعة لألصول اململوكة للمؤسسة :يرى البعض أنه بغرض تقييم املشروع االستثماري،
جيب استخدام التحليل التفاضلي لإليرادات والتكاليف ،مبعىن أن إيرادات املشروع تتمثل يف مقدار الزايدة
1حنفي زكي عيد :دراسة اجلدوى للمشروعات االستثمارية ،دار البيان ،مصر ،1997 ،ص.85.
* صايف القيمة البيعية :هو القيمة البيعية الناجتة عن بيع األصول القدمية مطروحا منها أي مصروفات متعلقة إبزالتها.
33
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
يف اإليرادات الكلية للمؤسسة الناجتة عن تنفيذ هذا املشروع االستثماري .وهلذا فإنه عند القيام بتقييم
مشروع ما ،فإن التكاليف ال تقتصر على مقدار التدفقات النقدية املرتتبة على تنفيذه فحسب وإمنا تشمل
أيضا مقدار التدفقات النقدية اليت حرمت املؤسسة من احلصول عليها نتيجة هذا املشروع ( مفهوم الفرصة
1
الضائعة).
.5التضخم :والذي يؤدي إىل اخنفاض القوة الشرائية للنقود نتيجة االرتفاع املستمر لألسعار يف السوق،
والتضخم يرتبط بعدة ظواهر اقتصادية كظاهرة عدم توفر العمالت الصعبة كمقابل لعملية اإلصدار
النقدي ،وارتفاع سعر االقرتاض ،والنقص يف السيولة املالية للمشروعات.
2
وللحصول على التدفقات النقدية احلقيقية للمشروع تطبق العالقة التالية:
التدفقات النقدية احلقيقية = التدفقات النقدية االمسية /املستوى العام لألسعار
وجتدر اإلشارة إىل أن املشاكل والصعوابت األخرى املتعلقة خاصة بياانت قياس التدفقات النقدية وعلى
اختالفها ،تستلزم ضرورة التأكد من صحة ودقة هذه البياانت واملعلومات وحتديثها ابستمرار لضمان
تعبريها الدقيق عن الظروف املالية املرتبطة ابملشروع أو الفكرة االستثمارية.
املطلب الرابع :طبيعة عملية تقييم املشاريع االستثمارية وأمهيتها
يعترب موضوع تقييم املشاريع االستثمارية من املواضيع االقتصادية احلديثة ،والذي حظي ابهتمام كبري يف
البلدان املتطورة الهتمامها أبمهية حتقيق االستخدام األمثل للموارد املتاحة والنادرة .أما الدول النامية فهي األخرى
وان كان اهتمامها متأخر إال أهنا بدأت تعطي أمهية كبرية هلذا املوضوع ملا له من عالقة وثيقة بتحقيق التنمية
االقتصادية من جهة ويف حتقيق االستخدام والتوزيع األمثل للموارد املتاحة من جهة أخرى.
سوف نتطرق يف هذا املطلب إىل معاجلة بعض املسائل األساسية يف جمال تقييم املشاريع ،سواء منها ما تعلق
بتحديد املفهوم واألمهية واألهداف ،إضافة إىل حتديد األسس واملبادئ اليت تقوم عليها عملية التقييم واملراحل اليت
متر هبا تلك العملية.
.1مفهوم عملية تقييم املشاريع:
ميكن أن تعرف عملية تقييم املشاريع أبهنا عبارة عن " عملية وضع املعايري الالزمة اليت ميكن من خالهلا
التوصل إىل اختيار البديل أو املشروع املناسب من بني عدة بدائل مقرتحة ،الذي يضمن حتقيق األهداف
3
احملددة واستنادا إىل أسس علمية".
كما ميكن أن يعرف تقييم املشروع أبنه البحث عن املؤشرات اليت تسمح بتوضيح اجلوانب االجيابية
والسلبية ملشروع أو برانمج ما مقارنة ابألهداف املسطرة مسبقا.
34
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
أتسيسا على ما سبق يتضح أن عملية تقييم املشاريع ،ما هي إال وسيلة ميكن من خالهلا املفاضلة بني
عدة مشروعات مقرتحة وصوال إىل اختيار البديل األفضل الذي يضمن حتقيق األهداف املسطرة.
وعادة فان عملية املفاضلة هنا ،ليست كأية مفاضلة أخرى ،وإمنا مفاضلة يرتتب عليها تبين قرار
استثماري يتطلب استثمار أمواال كبرية ،وهذه األموال البد وان تواجه مستوى معني من اخلطر ،نظرا الن تلك
القرارات تتعامل مع مستقبل جمهول تكتنفه العديد من التغريات ،لذا ومن اجل حتقيق مستوى من األمان
لألموال املستثمرة ،سواء كانت عامة أو خاصة ،فانه البد أن تستند عملية التقييم إىل دراسات مفصلة ودقيقة.
من ج هة أخرى ،ميكن القول ،ان عملية تقييم املشاريع واليت تعترب جز من عملية التخطيط سواء كانت
على مستوى املؤسسة أو على مستوى االقتصاد الوطين ،ما هي اال دراسة الحقة لدراسات اجلدوى
االقتصادية والفنية للمشروع ومرحلة سابقة لتنفيذ املشروع ،تلك املرحلة اليت يرتتب عليها اختاذ قرار إما بتنفيذه
أو التخلي عنه أو أتجيله إىل فرتة أخرى.
ومما الشك فيه أن دقة عملية التقييم تعتمد على دقة البياانت واملعلومات ،كما تعتمد على خربة من
يقومون هبذه العملية ،إذ يوجد نوعان من املعلومات مرتبطان بتقييم املشاريع :املعلومات ذات الطابع الكمي
واملعلومات ذات الطابع الكيفي.
▪ املعلومات الكمية :هي كل املعلومات اليت ميكن تقديرها نقداي كعوامل اإلنتاج ،اإليرادات والنفقات،
وتوجد العديد من التقنيات لقياس هذه املعطيات منها :االستحداث أو معدل اخلصم ،حتليل
احلساسية ،حتليل املخاطر ،الرحبية الوطنية وغريها.
▪ املعلومات النوعية :هي كل املعلومات اليت يصعب قياسها ابلقيم النقدية ،كالتلوث البيئي ،اخلدمات
العمومية ،نقل التكنولوجيا وغريها.
كما ميكن أن تتعرض العديد من املؤسسات واهليئات اىل العديد من األخطاء عند اختاذها لقرارات
االستثمار ،ولعل السبب األبرز فيها عدم وجود املعلومات الكافية أو احلصول على معلومات غري صحيحة ،أو إىل
وجود معلومات كثرية جدا ال عالقة ألغلبها ابملشكلة حمل الدراسة ،لذا وجب احلصول على املعلومات الالزمة
ذات الصلة ابملشروع.
ويعترب دور احلاسب اآليل يف حتليل املعلومات الكثرية فعال ومهم ،ليس فقط يف السرعة والدقة املتناهيتني ،بل
أيضا يف طريقة برجمة بعض املشاكل اليت أصبح للحاسوب القدرة على اختاذ القرار عند احلصول بعض املؤشرات
احملددة يف الربانمج ،مثل طبعه ألمر الشراء عند وصول مستوى خمزون املادة األولية لنقطة إعادة الطلب وبصورة
1
آلية.
1مجال الدين لعويسات :اإلدارة وعملية اختاذ القرار ،دار هومة ،اجلزائر،2003 ،ص.30.
35
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
36
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
وإذا كانت الدول املتقدمة قد أعطت موضوع تقييم املشاريع األمهية اليت يستحقها ،فانه من األجدر
للبلدان النامية أن تعطي هذا املوضوع اهتمام أكثر ،نظرا ملا له من عالقة وثيقة بتحقيق عملية التنمية
االقتصادية ،إذا أخذان بعني االعتبار النقص احلاد الذي تواجهه تلك الدول خاصة يف جمال احلصول على رؤوس
األموال الالزمة للعملية االستثمارية ،إضافة إىل ذلك النقص ،فهناك إسراف وتبذير وهدر كبري يف رؤوس األموال
املتاحة ،نتيجة لعدم الوعي أبمهية تقييم املشاريع مما جيعل اغلب املشاريع املقامة يف تلك الدول ،تكون عادة من
نوع املشاريع الفاشلة أو غري اجملدية اقتصاداي.
.3أهداف عملية تقييم املشاريع االستثمارية:
االهتمام الكبري مبوضوع تقييم املشاريع ،ما هو إال انعكاس للوظائف أو األهداف العديدة هلذا املوضوع
1
واليت ميكن تلخيصها فيمايلي:
أ -تعترب مبثابة وسيلة ميكن أن تساعد يف حتقيق االستخدام األمثل للموارد املتاحة ،حيث منا اشران سابقا،
أن جوهر هذه العملية يتمثل مبحاولة تبين قرار استثماري يتعلق ابختيار مشروع معني من بني عدة
مشاريع مقرتحة ،ولكي يكون ذلك القرار انجحا ،البد أن تستند على دراسة علمية شاملة ،أما القرارات
العفوية والفردية ،فعادة تقود إىل ظهور مشاريع فاشلة ،ذلك الفشل الذي ميثل هدرا للموارد املتاحة
والنادرة.
من هنا تظهر طبيعة العالقة الوثيقة بني عملية تقييم املشاريع وحتقيق االستخدام والتوزيع األمثل للموارد
املتاحة ،تلك العالقة اليت تظهر بصورة واضحة بني املشاريع وأثرها على مسار وحركة االقتصاد الوطين،
إذا أخذان بعني االعتبار أن لكل مشروع هدف أو جمموعة من األهداف ،وهذه األهداف قد تتعارض
مع أهداف خطة التنمية الوطنية ،لذا فعن طريق عملية تقييم املشاريع ميكن جتاوز ذلك التعارض ،وهذا
يعين أن عملية تقييم املشاريع ميكن أن تساعد على حتقيق االنسجام والتوافق بني أهداف املشروعات
وبني أهداف خطة التنمية الوطنية وبذلك الشكل الذي يضمن حتقيق مصاحل مجيع األطراف ،سواء كان
املستثمرين أو االقتصاد الوطين.
من اجل حتقيق االستخدام األمثل للموارد املتاحة ،ال بد أن تتضمن عملية تقييم املشاريع العالقات
الرتابطية ما بني املشروع املقرتح واملشاريع القائمة ،إذ أن فشل بعض املشاريع يف حتقيق أهدافها يعود إىل
جتاهل مثل تلك العالقات.
ب -كما تعترب مبثابة وسيلة تساعد يف التخفيف من درجة املخاطر لألموال املستثمرة ،حيث من خالل
عملية تقييم املشاريع ميكن اختيار البديل املناسب من بني عدة بدائل مقرتحة ،البديل الذي يضمن حتقيق
األهداف املسطرة ،كما يضمن مستوى معني من األمان لتلك األموال.
37
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
كما تظهر أمهية هذه املسالة ،وابألخذ بعني االعتبار ،ابن تلك األموال واليت قد تصل إىل مليارات
الدوالرات خاصة ابلنسبة للمشاريع الكبرية والعمالقة ،ذلك اإلنفاق الذي البد أن يواجه مستوى معني
من املخاطر ،لكن عن طريق تلك العملية واليت البد أن تستند إىل دراسات شاملة وعلى أسس ومبادئ
علمية وعلى معايري معينة ،تلك الدراسات اليت البد وان أتخذ بعني االعتبار كافة االحتماالت سواء يف
ظروف التأكد أو عدم التأكد ،مين أن تفضي إىل جتاوز تلك املخاطر أو على األقل ختفيفها ،بشكل
يضمن مستوى معني من األمان لألموال املستثمرة.
على هذا األساس ،يالحظ أن مؤسسات التمويل الدولية ،وكذا مشاريع الشركات املتعددة اجلنسيات ،ال
تتم إىل بعد إخضاع تلك املشاريع لدراسات جدوى دقيقة ومفصلة من اجل جتاوز املخاطر اليت من
املمكن أن تواجهها األموال املستثمرة يف تلك الدول.
ج -كما تساعد عملية تقييم املشاريع على توجيه املال املراد استثماره إىل ذلك اجملال الذي يضمن حتقيق
األهداف احملددة ،فمن خالل املفاضلة بني املشاريع املقرتحة ،ميكن التوصل إىل اختيار الفرصة
االستثمارية املناسبة ،أما يف حالة عدم االعتماد على عملية تقييم املشاريع وما تتطلبه من دراسات حول
املشاريع املقرتحة ،فقد يؤدي ذلك إىل توجيه األموال املتاحة إىل مشاريع قد تكون فاشلة ،أو إىل أي
فرصة استثمارية قد ال تكون هي الفرصة املثلى اليت تضمن األهداف احملددة ،وهذا ما يظهر واضحا يف
البلدان النامية ،ذلك الفشل ،الذي ما هو يف احلقيقة إال تبذير وهدر للموارد النادرة اليت تكون تلك
البلدان يف أمس احلاجة إليها.
د -إن عملية تقييم املشاريع االستثمارية تعترب مبثابة وسيلة مساعدة على ترشيد القرارات االستثمارية.
.4أسس ومبادئ عملية تقييم املشاريع االستثمارية:
1
من األسس واملبادئ اليت تستند عليها عملية تقييم املشاريع مايلي:
أ -البد أن تقوم عملية تقييم املشاريع على إجياد نوع من التوافق بني املعايري اليت تتضمنها تلك العملية وبني
أهداف املشاريع املقرتحة ،إذا أخذان بعني االعتبار ،أن املعيار الذي يستخدم أو يتناسب لقياس هدف
معني قد ال يتناسب لقياس هدف آخر ،لذلك يالحظ أن املعايري اليت تستخدم يف جمال املشاريع
العمومية هي غري املعايري اليت تستخدم يف جمال املشاريع اخلاصة ،نظرا الختالف األهداف بني املشاريع
العامة واخلاصة ،لذلك البد من اختيار املعيار املناسب للهدف املطلوب.
ب -ال بد أن تضمن عملية تقييم املشاريع حتقيق مستوى معني من التوافق بني هدف أي مشروع وأهداف
خطة التنمية الوطنية من جهة وبني اهلدف احملدد للمشروع املقرتح وبني اإلمكانيات املادية والبشرية
والفنية املتاحة والالزمة لتنفيذه.
38
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
ج -ال بد أن تضمن عملية تقييم املشاريع مستوى معني من التوافق واالنسجام بني أهداف املشاريع
املتكاملة واملرتابطة واليت تعتمد بعضها على البعض اآلخر ،وإزالة التعارض بني أهدافها املختلفة ،وهذا
يعين ،انه البد أن يؤخذ بعني االعتبار يف عملية تقييم املشاريع العالقات الرتابطية بني املشروع املقرتح
واملشاريع القائمة اليت ميكن أن يعتمد عليها أو تعتمد عليه.
د -من اجل ضمان جناح عملية تقييم املشاريع يف حتقيق أهدافها ،البد من توفر املستلزمات الالزمة
لنجاحها خاصة ما يتعلق منها بتوفر املعلومات والبياانت الدقيقة والشاملة.
ه -البد من األخذ بع ني االعتبار ،أن عملية تقييم املشاريع ،هي جزء من عملية التخطيط ،كما متثل مرحلة
الحقة ملرحلة دراسات اجلدوى ومرحلة سابقة ملرحلة التنفيذ.
و -إن عملية تقييم املشاريع ،البد أن تفضي إىل تبين قرار استثماري إما بتنفيذ املشروع املقرتح أو التخلي
عنه.
ز -إن عملية تقييم امل شاريع تقوم أساسا على املفاضلة بني عدة مشاريع أو بدائل وصوال إىل البديل
املناسب.
.5مراحل عملية تقييم املشاريع االستثمارية:
1
متر عملية تقييم املشاريع بعدة مراحل أساسية أبرزها مايلي:
أ -مرحلة إعداد وصياغة الفكرة األولية عن املشروع أو املشاريع املقرتحة؛
ب -مرحلة تقييم املشاريع وتتضمن اخلطوات التالية:
▪ وضع األسس واملبادئ األساسية لعملية التقييم؛
▪ دراسات اجلدوى االقتصادية والفنية األولية؛
▪ دراسات اجلدوى االقتصادية والفنية التفصيلية؛
▪ تقييم دراسات اجلدوى؛
▪ اختيار املعايري املناسبة لعملية التقييم.
ج -مرحلة تنفيذ املشاريع.
د -مرحلة متابعة تنفيذ املشاريع.
عادة فان هذه املراحل البد وان تكون متتالية ،حيث ال ميكن البدء أوال بدراسة اجلدوى دون أن تتوفر
الفكرة األولية عن املشروع املقرتح ،أي ال ميكن أن تبدأ مرحلة التقييم من العدم ،بل البد أن تستند على فكرة
معينة وذات أهداف معينة ،كما ال ميكن البدء ابلدراسات اجلدوى التفصيلية ،واليت تتطلب املزيد من اجملهودات
واألموال والوقت قبل إجراء دراسة اجلدوى التمهيدية ،وهكذا لباقي املراحل.
39
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
أتسيسا على هذا ميكن القول أن عملية تقييم املشاريع متثل جزءا أو ركنا أساسيا يف جممل العملية التخطيطية،
حيث تبدأ هذه العملية من تشخيص أو حتديد املشاريع وتنتهي ابختيار أفضلها.
كما تعترب عملية التقييم من أدق املراحل وأصعبها ،حيث يف هذه املرحلة يتم ترمجة األهداف إىل واقع ملموس
استنادا على مبدأ االختيار ،واختيار البديل األفضل من بني عدة بدائل مقرتحة.
واذا كانت مشاريع دراسات اجلدوى املختلفة يتم فيها هتيئة كل البياانت واملعلومات واليت تشمل كافة اجلوانب
لكل بديل من البدائل املقرتحة ،ففي عملية تقييم املشاريع يتم املفاضلة بني تلك البدائل وصوال إىل اختيار البديل
األفضل ،تلك املفاضلة اليت تستند على معايري علمية دقيقة.
إن اهلدف األساسي لعملية تقييم املشاريع هو الوصول إىل قرار استثماري سليم والذي قد يقود إما إىل
االنتقال إىل مرحلة التنفيذ أو التخلي عن املشروع املقرتح.
40
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
على األموال من أنسب املصادر وحسن إدارهتا واستخدامها ،إضافة إىل التخطيط والرقابة املالية أي إدارة كل
النواحي املالية للمؤسسة.
كما يعرف التمويل عل انه توفري األموال الالزمة من املصادر املختلفة لتمويل االستثمارات كاملخزون
1
واآلالت واألراضي واملباين وغريها.
يعرف أيضا على انه مجيع األموال اليت تتحصل عليها املؤسسة أو املشروع من مصادر خمتلفة قصد مواجهة
التكاليف املتعلقة ابلتسيري واالستغالل ،أو بتعبري آخر هو عبارة عن مجيع املبالغ الضرورية واليت جيب أن تتحصل
عليها مبختلف الطرق قصد تغطية تكاليفها.
وحتصل املؤسسة عادة على األموال لالزمة لتسيري أنشطتها ،من مصدرين رئيسيني مها :مصادر داخلية وأخرى
خارجية.
غري انه للمفاضلة بني هذين املصدريني فانه جيب األخذ بعني االعتبار بعض العوامل لعل أبرزها مايلي:
2
1غنيم حسني عطاء :دراسات يف التمويل ،املكتبة األكادميية ،القاهرة ،مصر ،2005 ،ص.2.
2مطر حمـمد :االجتاهات احلديثة يف التحليل املايل واالئتماين ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن ،2003 ،ص.287.
41
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
د -تلجأ املؤسسات يف مرحلة النضج إىل استخدام التمويل الداخلي وإعادة شراء أسهمها ،واللجوء
إىل تنويع أنشطتها ومصادر متويلها واالندماج هبدف تعديل هياكلها التمويلية.
اثنيا:العوامل احملددة ألنواع التمويل
أحد العوامل احملددة لإلسرتاجتية املالية هي اختيار التمويل املالئم ،فينبغي على املؤسسة املفاضـلة
بني املصادر املتاحة واختيار األنسب منها ،مما حيقق التوازن بني العائد واملخاطر ،ولن يتأتى ذلـك إال
ابملعرفة املسبقة جملموع مصادر التمويل املمكنة وخصائص كل منها ،وكذا املعايري املعتمدة يف اختـاذ
1
قرار التمويل واليت ميكن إجيازها يف النقاط التالية:
.1املالئمة:
املقصود هبا املالئمة بني أنواع األموال املستخدمة وجممل األصول اليت يتم متويلها ابستعمال تلك
األموال ،فعلى سبيل املثال إن كان متويل رأس املال العامل مثال هو اهلدف من قرار التمويل ليس
من احلكمة يف هذه احلالة أن يكون متويله بقرض طويل األجل بل يفرتض متويله بقرض قصري
األجل وهذا هبدف ختفيض التكلفة املرجحة لألموال إىل حدها األدىن ،أما إذا كان اهلدف من
قرار التمويل هو التوسع أو شراء أصل رأمسايل ،فيكون يف هذه احلالة متويله إما عن طريق املالك
أو بقرض طويل األجل.
.2امل ـ ـرونـ ـ ـة:
يقصد ابملرونة قدرة املؤسسة على تعديل مصادر التمويل تبعا للمتغريات الرئيسية حلاجياهتا
لألموال ،أي املالئمة بني الظروف املالية السائدة وبني مصادر األموال حيث أنه هناك بعض
مصادر التمويل أكثر مرونة من غريها ،ويقصد ابملرونة كذلك تعدد مصادر التمويل املتاحة
إلمكانية االختيار من بني أكرب عدد ممكن من البدائل لتحديد مصدر التمويل املناسب واليت
تتيح للمؤسسة إمكانية إحداث أي تغري تراه مناسب على مصدر التمويل يف املستقبل.
.3التوقيت:
إن هذا العامل يرتبط ابملرونة ،وهو يعين أن املؤسسة ختتار الوقت املناسب للحصول على األموال
أبقل تكلفة ممكنة وعن طريق االقرتاض أو عن طريق أموال امللكية ،وحتقق املؤسسة وفرات كبرية
عن طريق التوقيت السليم لعمليات االقرتاض والتمويل.
.4اخلـط ـ ـر:
قرارات اختيار مصادر التمويل املناسبة حتتاج إىل دراسة مقدار اخلطر الذي يلحقه كل مصدر
متويلي .واملقصود ابخلطر التمويلي مدى تعرض املالك ملخاطر اإلفالس نتيجة زايدة العبء املايل
للمؤسسة ،وتعدد اجلهات اليت هلا احلق واألولوية على حقوق املالك.
1مجيل أمحد توفيق ،أساسيات اإلدارة املالية ،دار النهضة العربية ،بريوت ،لبنان ،1987 ،ص.309.
42
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
1بوردمية سعيدة :التقييم املايل للمشاريع االستثمارية دراسة حالة ،أطروح ة دكتوراه ،إشراف :أ.د خري الدين معطى هللا ،جامعة ابجي خمتار عنابة،.2014 ،ص.83.
43
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
1ميثم صاحب عجام :نظرية التمويل ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2001، ،ص.32.
44
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
45
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
46
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
ج -املؤوانت:
تعرف املؤونة على أهنا اخنفاض من نتيجة الدورة املالية ملواجهة األعباء واخلسائر احملتملة الوقوع،
كما تعرف على أهنا اخنفاض غري عادي يف قيمة األصول وعلى املؤسسة أن تسعى لتفادي
االخنفاض ،وتكون املئوانت من أجل معرفة تدين األصول غري االهتالكية وتسمح ابلتسجيل
احملاسيب للمصـاريف ذات الطابع التأكيدي ،واليت جيب معرفة قيمها ،وتستعمل كذلك
كاحتياطات ملواجهة الصـعوابت املالية اليت تتعرض هلا املؤسسة ،وختصيص املئوانت يساهم يف
تكوين أموال من أجـل تغطيـة التكـاليف أو النقص يف عناصر التكاليف.
1
ويفرق البعض بني نوعني من التمويل الذايت:
▪ النوع األول :التمويل الداخلي الذي يهدف إىل احملافظة على الطاقة اإلنتاجيـة للمؤسسـة ويشـمل أمـوال
االهتالك واحتياطي ارتفاع أسعار األصول الرأمسالية.
▪ النوع الثاين :التمويل الداخلي الذي يهدف إىل التوسع والنمو وهو يشمل كل من األرابح احملتجزة
واالحتياطات.
.2مزااي وعيوب مصادر التمويل الداخلية:
للتمويل الذايت جمموعة من املزااي والعيوب سوف نربز أمهها يف النقاط التالية:
أ -املـ ـزاي ـ ـ ـ ــا:
-يعترب وسيلة أساسية ومهمة للمؤسسات الصغرية ومتوسطة احلجم اليت قد يصعب عليها
احلصول علـى التمويل من مصادر خارجية؛
-يؤدي التمويل الذايت إىل دعم املركز املايل للمؤسسة وجينبها التقلبـات املوسـمية احملتملـة
نظـرا الحتفاظها برصيد نقدي مناسب ملواجهة احتياجاهتا املتغرية؛
-كذلك من أهم مميزاته أنه يعترب املصدر األول لتكوين رأس املال الطبيعي أبقل تكلفة
ممكنة.
-يعطي استقاللية أكرب للمؤسسة يف اختيار االستثمارات دون التقيد بشروط االئتمان أو
أبسعار فائـدة أو ابلضماانت املختلفة وابلتايل جتنب أعباء التمويل اخلارجي.
ب -العيــوب:
-قد ال يكون التمويل الداخلي كافيا لتمويل املشاريع مما يؤدي إىل عرقلة سري املشروع
ويـتم اختيـار مشاريع متواضعة احلجم فيصبح التمويل الداخلي معرقال لنمو املؤسسة؛
1نظري رايض حممد الشحات وآخرون :اإلدارة املالية ،املكتبة العصرية للمنصورة ،مصر ،2001 ،ص.222.
47
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
-كذلك مينع التمويل الداخلي جتميع االدخارات بصـفة عامـة علـى مسـتوى النشـاط
االقتصـادي ككل ،وتوزيعها على خمتلف القطاعات واألنشطة طبقا ألولوايت استثمار
معينة تتفق مع أهداف السياسة؛
-قد ال هتتم اإلدارة بدراسة جماالت استخدام األموال املدخرة لدى املؤسسة كتلك
املتحصل عليها من الغري ،مما يؤدي إىل إضعاف العائد.
إن التمويل يعترب عصب املؤسسة والطاقة احملركة جلميع الوظائف واألعمال ،فبدونه تبقى خطط املؤسسة دون
تنفيذ ،وحتتاجه املؤسسة من اجل القيام بتجهيز وتسيري األصول الثابتة واألصول املتداولة .ومن أهم مصادر
التمويل ،املصادر الداخلية أو الذاتية ،واليت يقصد هبا األموال املتحصل عليها من داخل املشروع
االستثماري ،غري انه يف حالة عدم كفاية العناصر الداخلية لتمويل املشاريع االستثمارية ،أو يف حالة كانت
هناك فرصة بديلة تلجا املؤسسة إىل مصادر متويل خارجية.
اثنيا :التمويل اخل ـ ـ ـ ــارجي
كثريا ما تضطر املؤسسات للجوء إىل مصادر متويل خارجية بسبب ضعف قدرهتا على التمويل
الذايت ،كذلك التمويل الذايت بصفة عامة ال يكفي لتغطية االحتياجات التمويلية للمؤسسة ،وحىت حتافظ
هذه األخرية على مستوى من االستثمارات عند احلدود املقبولة ،وتتجاوز أزمات السيولة الظرفية فإهنا
تلجأ إىل مصادر خارجية للحصول على األموال.
يعرف التمويل اخلارجي على انه خمتلف األموال اليت تتحصل عليها املؤسسة من مصادر خارجية لتغطية
تكاليفها والتزاماهتا ،يف حالة عجز املوارد الداخلية أو يف حالة استعمال املوارد اخلارجية اليت تكون اقل
تكلفة.
يتضمن التمويل اخلارجي كافة األموال اليت يتم احلصول عليها من مصادر خارجية وذلك بزايدة رأس املال
أي إصدار رأس مال جديد أو االقرتاض وميكن تصنيف املصادر اخلارجية للحصول على األموال لتمويل
املشاريع االستثمارية عموما إىل مصدرين أساسيني مها:
.1أسواق رأس املال:
يغطي هذا السوق االحتياجات التمويلية الطويلة واملتوسطة األجل عن طريق إصدار األوراق املالية
املختلفة كاألسهم والسندات ومشتقاهتما ،وحىت تقوم املؤسسة ابختيار أفضل طرق التمويل املناسبة ،جيب
عليها يف املقام األول حتديد البدائل املتاحة ومن مث مقارنة تكلفة كل متويل واختيار األقل تكلفة ،ابإلضافة
إىل خماطر كل بديل وتكوين اهليكل الرأمسايل للمؤسسة.
.2سوق النقد :يغطي هذا السوق االحتياجات التمويلية قصرية األجل عن طريق تقدمي القروض املصرفية
مبختلف أنواعها ،وتزاول العمل يف هذا السوق أساسا البنوك التجارية.
48
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
1جبار حمفوظ :سلسلة التعريف ابلبورصة اجلزء األول "البورصة وموقعها من أسواق العمليات املالية ،الطبعة األوىل ،دار هومة ،اجلزائر ،2002 ،ص.19 .
2املرجع نفسه ،ص.20.
هناك فرق جوهري بني النوعني من اهلياكل اليت تتكون منها مصادر متويل املؤسسات حيث:
اهليكل املايل :الذي يتكون من كافة مصادر التمويل اليت استعملتها املؤسسة يف متويل استثماراهتا وعملياهتا املختلفة. -
49
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
لكن السؤال املطروح هنا هو :كيف حتدد مثل تلك التوليفة1؟
يرى املختصون يف اإلدارة املالية أن اهليكل األمثل لرأس املال هو "ذلك اهليكل الذي تكون عنده التكلفة احلدية
احلقيقيىة لكل مصدر من مصادر التمويل متساوية .إذ ميكن للمؤسسة أن تلجأ إىل الديون لتمويل استثماراهتا إىل
حد تتساوى فيه التكلفة احلدية احلقيقية لتكلفة الديون مع التكلفة احلدية احلقيقية لألموال اخلاصة .وهذا يعين أن
املؤسسة حتدد هيكل رأس ماهلا حبساب التغري يف التكلفة املتوسطة املرجحة ،اليت سبق وان تكلمنا عنها (ابلنسبة
لكافة مصادر التمويل املستعملة) وذلك قبل وبعد إمتام عمليات التمويل ،الشيء الذي جيعلها ختتار اهليكل الذي
تتساوى عنده التكلفة احلدية احلقيقية لكافة تلك املصادر.
وجتدر اإلشارة هنا إىل أن هناك موضوعا هاما تعرض له العديد من الكتاب إثناء تصورهم هليكل رأس املال
األمثل للمؤسسة ،وهو موضوع مسامهة الديون يف متويل املؤسسة ومدى أتثريه على تكلفة التمويل ككل وعلى
أرابح املالك (املسامهني ) وعلى قيمة املؤسسة بصفة عامة .لقد عرف هذا املوضوع ابلرفع أو الرافعة املالية ،اليت
عرفت أبهنا "مدى االعتماد على االقرتاض الثابت الكلفة لتمويل عمليات املؤسسة .حتقق الرافعة املالية إذا ما متت
يف ظل عائد على املوجودات أعلى من تكلفة االقرتاض امليزات التالية:
-حتسني العائد على حقوق املسامهني؛
-السيطرة على املؤسسة؛
-عدم مشاركة الدائنني يف األرابح؛
-الوفر الضرييب وغريه.
يفهم من هذا انه لكي تستفيد املؤسسة أكثر من تلك امليزات جيب أن حتسن من أدائها وترفع من إنتاجيتها
لتجعل معدل العائد على االستثمارات أعلى من تكلفة التمويل ابلقروض (تكلفة اثبتة) ،الشيء الذي جيعل من
هذا األخري مصدر لتحسني ثروة املسامهني وارتفاع قيمة املؤسسة.
من جهة أخرى فان االعتماد على الديون يف متويل القسط األكرب من نشاطات املؤسسة سريفع من املخاطر
املالية ،السيما عدم القدرة على التسديد اليت ميكن أن تتعرض هلا .من نتائج ذلك ختوف املقرضني منها وطلبهم
لنسب فائدة أعلى كلما ازدادت درجة املخاطر املالية ،بسبب زايدة مسامهة القروض يف التمويل.
من هنا يستوجب على املؤسسة املوازنة بني املخاطر اليت تتولد من االعتماد على االستدانة بكثرة يف التمويل
وبني العائد على السهم أو على االستثمار بصفة عامة .وعلى أساس ذلك ختتار املؤسسة هيكل رأمساهلا الذي
حيقق هلا األهداف املرسومة ،السيما حتقيق نتائج اجيابية ورفع قيمة املؤسسة يف البورصة ،وأبقل تكلفة ممكنة .إذ
تقوم املؤسسة بتغري مستوى استدانتها وتتابع النتائج املرتتبة عن ذلك .فمثال ميكنها رفع مقدار ديوهنا لتخفيض
تكلفة التمويل ابستمرار ،بسبب الوفر الضرييب إىل أن تصل إىل حد معني تصبح فيه زايدة الديون ترفع من تكلفة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-هيكل رأس املال :الذي يتمثل يف مصادر التمويل طويلة األجل فقط (أسهم عادية وممتازة ،وقروض طويلة االجل مبا يف ذلك السندات)
1جبار حمفوظ ،املرجع نفسه ،ص.20 .
50
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
التمويل وتزيد من املخاطر املالية .عندئذ تتوقف عن االستدانة وحتتفظ هبيكل رأس املال األخري وتعتمد عليه يف
1
متويل استثماراهتا احلالية واملستقبلية ،على األقل يف املدى املتوسط.
لقد أجريت العديد من الدراسات حول مسالة تسيري املديونية يف املؤسسة واختيار مستوى املديونية األمثل
حبيث تستفيد قدر اإلمكان من تلك الوسيلة من وسائل التمويل وختفض املخاطر بصفة عامة وخطر اإلفالس
بصفة خاصة.
خالصة القول أن املؤسسة مطالبة ابختيار طريقة التمويل ابستعمال كافة تلك العوامل ورسم سياساهتا
االستثمارية والتمويلية اليت تتماشى مع وضعيتها وطبيعتها ،لتتمكن يف النهاية من تعظيم ثروة املالك ورفع قيمة
املؤسسة.
اثنيا :تقدير تكلفة التمويل للتعرف على تكلفة التمويل ،ينبغي قياس تكلفة التمويل الداخلي مث قياس تكلفة
التمويل اخلارجي وابملزج بني تكلفة هذين العنصرين يكون الناتج هو تكلفة التمويل ويف مايلي نستعرض اهم
2
املعايري املستخدمة يف قياس تكفة التمويل.
.1قياس تكلفة التمويل الداخلي:
عموما هناك معياران رئيسيان لقياس تكلفة التمويل الداخلي مها:
-معيار الربح غري املوزع؛
-معيار الفائض غري املوزع.
أ -معيار الربح غري املوزع :يقوم هذا املعيار على عدة فرضيات منها ثبات القوة الشرائية للنقود وثبات نسبة
األرابح املوزعة وسوق مالية كاملة .ويتم قياس تكلفة التمويل الداخلي وفق هذا املعيار كمايلي:
ربح السهم
تكلفة التمويل الداخلي = معدل النمو +
السعر السوقي للسهم
ا ملشكل املطروح يف هذا املقياس هو كيفية قياس معدل النمو ،فهل ميكن قياسه على أساس األرابح املوزعة
املاضية؟ يف الواقع دراسة املشاريع هي دراسة مستقبلية وابلتايل التكاليف املاضية ليست ذات أمهية كبرية يف هذا
الشأن ،فاألنسب هو معرفة معدل الربح غري املوزع ومعدل العائد املتوقع ،وهبذا الشكل حنصل على معدل النمو
املتوقع كمايلي:
معدل النمو املتوقع = نسبة الربح املعتاد استثماره +معدل العائد املتوقع
ب -معيار الفائض غري املوزع :وفقا هلذا املعيار يتم ختصيص األموال املوزعة وعادة استثمارها بغض النظر عن
مصدرها بعائد يعادل تكلفة الفرصة البديلة ،ويتم قياس معدل النمو حسب هذا املعيار كمايلي:
51
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
معدل النمو املتوقع = نسبة االرابح غري املوزعة +الفائض غري املوزع +معدل الفرصة البديلة )𝟏 −معدل الضريبة(
نالحظ حسب هذا املعيار أن االختالف يتمثل يف اختالف معدل النمو حيث معدل النمو حسب املعيار الثاين
اكرب من معدل النمو األول الن هذا األخري يقيس تكلفة كل األرابح غري املوزعة ابملؤسسة بغض عن النظر عن
جمال استخدامها وبداللة عائد الفرصة البديلة وابلتايل ميكن استخدام هذا املعيار يف الواقع ألنه ال يشرتط وجود
سوق مالية كاملة.
اثلثا:تكلفة التمويل اخلارجي
تتوقف تكلفة األموال املتعلقة هبذا املصدر على عدة اعتبارات كشرط اإلصدار والسداد ومعدل العائد
االمسي الذي يشكل احد العناصر األساسية املؤثرة يف التكلفة احلقيقة للتمويل ابملديونية طويلة األجل ،أو األرابح
املوزعة ومعدل النمو ومعدل العائد املتوقع يف التمويل ابملشاركة يف رأس املال.
1
حيث ان كلفة التمويل ابملديونية طويلة االجل تعادل معدل اخلصم الذي حيقق التساوي بني التدفقات
النقدية الداخلة واخلارجة للقرض وذلك كمايلي:
𝒏
52
الفصل األول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اإلطار النظري للمشاريع االستثمارية
خالصة:
يف هذا الفصل مت التطرق إىل مفهوم االستثمار وأبرزان أهم حمدداته وتصنيفاته حيث أن االستثمار هو
التخلي عن استخدام أموال حالية ولفرتة زمنية معينة من أجل احلصول على مزيد من التدفقات النقدية يف املستقبل
تكون مبثابة تعويض عن القيمة احلالية لألموال املستثمرة ،وكذلك تعويض عن االخنفاض املتوقع يف القوة الشرائية
لألموال املستثمرة مع إمكانية احلصول على عائد معقول مقابل حتمل عنصر املخاطرة ،ويعترب االستثمار عنصر
أساسي يف النشاط االقتصادي فهو احملرك الرئيسي لعملية النمو االقتصادي ،وذلك نظرا للدور الذي يلعبه سواء
على مستوى االقتصاد الكلي أو على مستوى الوحدات االقتصادية فاالستثمار الفردي يعمل على حتقيق املردودية
املالية للمستثمر واملردودية العامة للمجتمع إذا ما مت توجيهه بصفة عقالنية.
كما أبرزان من خالل هذا الفصل كذلك مفهوم املشروع االستثماري والبياانت الالزمة لتقييمه حيث انه من
أجل القيام بتقييم إي مشروع استثماري البد من توفر جمموعة البياانت الالزمة إلجراء هذا التقييم مهما كان
النموذج املستخدم واملعيار املراد حسابه ،وهذا نضرا خلصوصية االستثمارات واليت تتميز أبهنا تتم يف ظروف تتسم
ابلغموض وعدم التأكد ،لذا فان التوفيق يف عملية التقييم مقرتن بشكل كبري بتوفر بياانت وحقائق تفصيلية تتعلق
ابملشروع الن سالمة ودقة النتائج اليت ميكن التوصل إليها تتوقف إىل حد كبري على حجم البياانت واملعلومات
ودقتها أيضا.
واختتمنا هذا الفصل ابلتطرق إىل إشكالية متويل املشاريع االستثمارية مربزين أن مصادر التمويل من
املستلزمات الضرورية لذا فقبل القيام أبي مشروع جيب البحث عن مصادر متويلية سواء كانت هذه املصادر داخلية
أو خارجية قصرية أو طويلة األجل ،ويقع على عاتق املستثمر االختيار السليم للمصدر التمويلي املناسب على
ضوء العائد واملخاطرة املمكن قبوهلا.
53
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
متهيد:
بعد تطرقنا يف الفصل األول إىل مفهوم االستثمار واملشروع االستثماري وأهم العناصر الالزمة لعملية التقييم،
سنتناول يف هذا الفصل أهم املراحل اليت على أساسها يبىن القرار بشأن املضي يف املشروع أو العزوف عنه وهو ما
يعرف بدراسات اجلدوى االقتصادية للمشروع ،حيث تعترب هذه الدراسات من أهم املراحل اليت مير هبا أي مشروع
استثماري مهما كان نوعه ،كوهنا هتدف إىل ترشيد استخدام املوارد املتاحة واليت تتسم ابلندرة النسبية يف مشاريع
تكون ذات جدوى وتعود ابلنفع على املستويني العام واخلاص.
دراسات اجلدوى االقتصادية متثل ضرورة حتمية البد منها قبل املضي يف حتويل املشروع من جمرد فكرة إىل
حقيقة ملموسة ،وهذا ضماان لنجاحه وجتنيب املستثمرين الدخول يف مشاريع غري مرحبة ،هلذا يعترب موضوع
دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية من املواضيع اجلد مهمة اليت انلت اهتماما كبريا على املستويني النظري
والتطبيقي سواء يف الدول املتقدمة أو النامية ،وهذا ابعتبارها هتدف إىل حتديد حجم املنافع أو املكاسب اليت
سيحققها املشروع يف املستقبل وصوال إىل املساعدة يف اختاذ قرار االستثمار املناسب "سواء بقبول املشروع للتنفيذ
أو استبعاده ورفضه " حيث يعترب قرار االستثمار من أصعب القرارات االقتصادية وأكثرها خطورة ،الرتباطه ابلعديد
من العوامل واملتغريات اليت يصعب يف غالب األحيان التنبؤ بسلوكها واجتاهات تطورها.
إن دراسات اجلدوى االقتصادية هي الطريق أو اجلسر الذي البد من عبوره بشكل صحيح حىت ميكن اختاذ
القرار االستثماري املناسب الذي حيقق األهداف املنشودة.
أتسيسا على ماسبق ،سيتم التطرق ابلدراسة يف هذا الفصل إىل اإلطار العام لدراسات اجلدوى االقتصادية
من خالل إبراز ماهية وأمهية هذه الدراسات ابإلضافة إىل استعراض أبرز خصائصها وأهم األهداف اليت تصبوا
إليها وهذا من خالل املبحث األول ،أما املبحث الثاين فنتطرق فيه إىل الدراسات التفصيلية للمشاريع االستثمارية
أما املبحث الثالث فنستعرض فيه دراسات اجلدوى وتقييم املشاريع االستثمارية من وجهة نظر الوطنية واإلسالمية.
55
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1صالح الدين حسن السيسي :األسس العلمية والعملية لدراسات اجلدوى وتقيم املشروعات ومناذج اسرتشادية لدراسات اجلدوى االقتصادية ،بدون ذكر دار النشر ،القاهرة،
مصر ،2013 ،ص.19.
56
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
.6رحبية املشروع من وجهة النظر االجتماعية أي إذا أخذت الوفورات /النقائص اخلارجية للمشروع
واليت تتعلق بباقي أفراد اجملتمع.
إن دراسات اجلدوى االقتصادية عمل يتطلب جهود متخصصني اقتصاديني لدراسة اجلوانب التسويقية
واملالية واالقتصادية إىل جانب متخصصني فنني يف نوعية اإلنتاج لدراسة اآلالت واملعدات املطلوبة واملواد اخلام
املستخدمة ومصادرها ،وكميات وأنواع الطاقة املطلوبة مث حتديد شكل االستثمار النهائي وتعبئته وتغليفه وجتهيزه
للتسويق.
يف جماالت االستثمار الصناعي الضخم يتطلب إعداد هذه الدراسات فريق عمل كبريا ومتخصصا ،يبدأ
العمل بدراسة أولية للمشروع تعطي مؤشرات معينة ،فإذا كانت هذه املؤشرات إجيابية وتبشر بنجاح املشروع ،تبدأ
اخلطوة الثانية وهي دراسات اجلدوى التسويقية والفنية واملالية واالقتصادية للمشروع ،وهي تتطلب جهدا ووقتا
كبريين وتكاليف كبرية.
أتسيسا على ما سبق ميكن تعريف دراسة اجلدوى االقتصادية للمشروع على أهنا الدراسات العلمية الشاملة
لكافة جوانب املشروع أو املشروعات املقرتحة ،واليت تكون إما بشكل دراسات أولية ( قانونية أو تسويقية أو مالية)
أو دراسات فنية وتفصيلية ،واليت من خالهلا ميكن التوصل إىل اختيار بديل أو فرصة استثمارية مقرتحة ،حبيث يتاح
لصاحب القرار االستثماري أن يتخذ قراره مبا يتالءم مع األهداف اليت يرغب يف حتقيقها.
إن دراسة جدوى املشاريع تشمل دراسة اجلدوى مبفهومها الواسع ،سواء من وجهة نظر الرحبية التجارية اليت
تتفق مع هدف املشروع اخلاص ،أو من جهة نظر الرحبية على املستوى الوطين واليت تتفق مع أهداف الدولة.
اثنيا :أمهية دراسة اجلدوى االقتصادية
االهتمام بدراسات اجلدوى ينبع من أمهيتها كوسيلة مساعدة للوصول إىل قرارات استثمارية صائبة وميكن
1
إبراز أمهية هذه الدراسات من خالل العناصر اآلتية:
.1تعترب دراسات اجلدوى االقتصادية من أهم األدوات اليت يستعني هبا متخذ القرار االقتصادي عند
التعامل مع املشكلة االقتصادية سواء كان ذلك على مستوى املشاريع اخلاصة أو العمومية؛
.2املساعدة يف الوصول إىل أفضل ختصيص ممكن للموارد االقتصادية اليت تتصف ابلندرة النسبية؛
وهلذا فإن دراسات اجلدوى هلا أمهية قصوى يف الدول النامية حيث املوارد حمددة مما يتطلب أولوايت
للمشروعات املختلفة اليت تفيد االقتصاد الوطين؛
.3توضح دراسات اجلدوى االقتصادية العوائد املتوقعة مقارنة ابلتكاليف املتوقعة من االستثمار طوال
العمر االفرتاضي للمشروع؛
.4يتوقف قرار البنوك بصفة خاصة واملؤسسات املالية بصفة عامة فيما يتعلق مبنح االئتمان على دراسة
اجلدوى املقدمة هلا ،وكذلك تعتمد مؤسسات التمويل الدولية (البنك الدويل – هيئات التنمية
57
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
الدولية )...على دراسات اجلدوى االقتصادية عند منح مساعداهتا إلقامة مشروعات التنمية
اإلقليمية يف الدول النامية ،وعادة ما ختصص هذه املؤسسات جانبا من القروض املمنوحة إلجراء
دراسات اجلدوى االقتصادية ملساعدة الدول النامية على إجراء هذه الدراسات؛
.5تعرض منظومة كاملة عن بياانت املشروع وحتليلها بصورة تساعد املستثمر على اختاذ القرار
االستثماري املناسب؛
.6توضح الطريقة املثلى للتشغيل يف ضوء االستثمارات والسوق املتاحة؛
.7تضع خطة أو برانمج لتنفيذ املشروع ،وحتدد أسلوب إدارة املشروع ،وحتقيق التفاعل بني عناصر
التشغيل والتمويل والتسويق؛
.8توضح دراسة اجلدوى االستثمارات املطلوبة للمشروع ،كذلك العائد االستثماري الذي ميكن أن
حيققه املشروع يف ظل فرص مدروسة حتدد بشكل كبري ،ودرجة املخاطرة يف االستثمار؛
.9تساعد يف الوصول إىل قرار بشأن االستثمار أو عدمه ،حيث يتطلب األمر كما من املعلومات
والبياانت ،وأسلواب علميا للتعامل معها وحتليلها ،وهي تتناول اجلوانب الرئيسة اليت تتعلق ابملشروع
وهي:
أ -دراسة السوق دراسة حتليلية من حيث العرض والطلب ،واإلنتاج ،واملنافسة ،والتوزيع ،واألسعار؛
ب -دراسة املشروع من الناحية الفنية واهلندسة ،وحتديد االحتياجات املختلفة من اآلالت واملعدات
واإلنشاءات ،واستخدام التكنولوجيا املناسبة؛
ج -دراسة الوضع االقتصادي واملايل للمشروع من حيث :التمويل ،والتشغيل ،واإليرادات ،والتكاليف
واألرابح؛
د -التنظيم اإلداري للمشروع ،وحتديد املتطلبات املثلى لإلدارة ،وكيفية تنفيذ املشروع وفقا لربانمج زمين
يعتمد على االحتياجات الفعلية خالل الفرتات الزمنية ومراحل املشروع املختلفة.
.10من واقع التحليالت املالية ،واستخدام البياانت وبعض املعايري ،فإن الدراسة تتيح للمستثمر أن يكون
على علم مبا ميكن أن حيققه املشروع من عائد متوقع يتجه الستثماره ،كما ميكن أيضا معرفة الفرتة
الزمنية اليت ميكن أن يسرتد فيها رأس املال املستثمر يف املشروع؛
.11ميكن أن تساعد الدراسة يف وضع اخلطط والربامج اخلاصة ابملشروع يف مراحل اإلعداد والتنفيذ
واملتابعة ،كما تساعد أيضا يف إعداد برامج توفري املعدات واآلالت ،واملباين ،والعمالة ،والتدريب
وختطيط اإلنتاج ،وغريها من األمور الفنية والتقنية اليت ختص املشروع؛
.12يعترب توفري املوارد املالية املطلوبة من أهم املسائل لضمان قيام وجناح املشروع ،وتساعد الدراسة
املستثمر على معرفة احتياجات املشروع من املوارد املالية وتوقيتها؛
58
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
.13البد أن تكون الدراسة على قدر كبري من الدقة يف معاجلة املعلومات والبياانت إعداد وحتليال،
وذلك ليتم االعتماد عليها من حيث فرص جناح املشروع ،ولذلك يقوم إبعداد دراسات اجلدوى
املتخصصون من اقتصاديني ومهندسني وخرباء يف اجملاالت املتعددة ،األمر الذي يزيد من درجة دقة
الدراسة ونسبة االعتماد على معطياهتا؛
.14تشتمل الدراسة على معطيات يتم الوصول إليها عرب اختبارات جتري ملعرفة مدى أتثري املشروع يف
حالة أي تقلبات قد تطرأ على االفرتاضات أو املتغريات ،وأتثري ذلك على األرابح .فمثال :إذا
حدث تغيري يف األسعار ،أو زاد رأس املال ،أو تغريت طبيعة السوق ،أو تغريت إمدادات املواد
والتعرف على مقدرة املشروع على حتمل نتائج أي تغريات أو تقلبات يف االفرتاضات ،األمر الذي
يتطلب توافر كمية ونوعية معينة من املعلومات والبياانت ،ومن مصادر متعددة حىت أتيت الدراسة
ونتائجها بعيدة عن أية أتثريات غري مرغوبة ،أي أن البياانت جيب أن تكون دقيقة وموثوقة املصادر
وجيب أن تغطي هذه املعلومات والبياانت جماالت كثرية ومتعددة تشمل كل ما يتعلق ابلتسويق
(السكان والشرائح السكانية اليت يستهدفها املشروع – مستوايت الدخل الفردي – السلع املنافسة
والبديلة – الواردات والصادرات )...واملشروع (اآلالت واملعدات والتكنولوجيا املطلوبة – املواد
اخلام – الطاقة )..والتمويل (مصادر التمويل احمللية واخلارجية – احلوافز التشجيعية واجلهات اليت
متنحها يف الدولة)...؛
.15تساعد دراسات اجلدوى على التعرف على املتغريات االقتصادية والسياسية والقانونية املتوقع حدوثها
خالل العمر االفرتاضي للمشروع ،وبيان مدى أتثريها على رحبية املشروعات االستثمارية يف
املستقبل ،واختبار درجة احلساسية للعوائد املتوقعة للتغريات احملتملة اخلاصة ابلتكاليف أو اإليرادات؛
.16جتعل عملية اختاذ القرارات االستثمارية عملية متكاملة األبعاد ،وأتخذ يف اعتبارها كافة العوامل اليت
ميكن أن تؤثر على أداء املشروع ،وهو ما جيعل حساب املخاطر املتوقعة عملية دقيقة وأبقل درجة
ممكنة من عدم التأكد.
ابلنسبة ألمهية دراسات اجلدوى لالقتصاد الوطين ،فإنه ميكن النظر إىل ذلك من انحية مدى مسامهة
املشروعات يف حتقيق أهداف وخطط التنمية االقتصادية ،ويتم دراسة تكاليف ومنافع املشروع من وجهة النظر
الوطنية ،مبعىن مدى أتثري املشروع يف زايدة الصادرات أو تقليل الواردات ،وابلتايل املساعدة يف التغلب على العجز
يف ميزان املدفوعات ،وكذلك مدى مسامهة املشروع يف زايدة معدالت التشغيل للقوى العاملة ،أو عدالة توزيع
الدخل لصاحل الفئات الفقرية ،أو تنمية مناطق معينة ،وذلك إبتباع حوافز ضريبية لصاحل املناطق األقل منوا.
59
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
.1النظرة املستقبلية ،فدراسة اجلدوى تعىن بدارسة مدى إمكانية تطبيق فكرة استثمارية ميتد عمرها إىل
عدد من السنوات؛
.2تتعلق حمتوايت دراسة اجلدوى بتقديرات احتمالية إما مطابقة للواقع أو خمتلفة عنه ،مما يؤكد وجوب
أن تستند هذه الدراسة على تقديرات اقرب ما تكون ملا سيحدث يف املستقبل ،مما يتطلب استعمال
أساليب علمية من قبل خرباء ومتخصصني يف بناء هذه التقديرات؛
.3تتكون دراسة اجلدوى من العديد من املراحل املرتابطة واملتتابعة واملتداخلة ،فمخرجات كل مرحلة تعد
مدخالت للمرحلة اليت تليها ،ويف هناية كل مرحلة يتم اختاذ قرار إما ابالنتقال والبدء يف املرحلة املوالية
أو التوقف ،لذا فأي خطأ يف أي مرحلة ينعكس أثره على املرحلة الالحقة لذا فهي تتكون من عدة
دراسات؛
.4ال ميكن إجناز دراسة اجلدوى من طرف خبري واحد فقط ،وإمنا من فريق من اخلرباء لكل منهم
ختصصه؛
.5تتميز دراسة اجلدوى أبهنا دراسة شاملة فهي هتدف إىل حتقيق التوازن بني األهداف اخلاصة
واألهداف العامة.
.6تعترب دراسات اجلدوى عمال معقدا يكتنفه العديد من الصعوابت واملشاكل لعل أبرزها:
2
1كداوي طالل :تقييم القرارات االستثمارية ،دار اليازوري ،عمان األردن ،2008 ،ص.27،
2املرجع نفسه ،ص.33.
60
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1الصرييف حمـمد عبد الفتاح :دراسات اجلدوى االقتصادية وتقييم املشروعات ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،عمان األردن ،ص.18.
2صالح الدين حسن السيسي ،مرجع سابق ،ص.25،26.
61
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1صالح الدين حسن السيسي :دراسات اجلدوى وتقيم املشروعات بني النظرية والتطبيق ،دار الفكر العريب للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،القاهرة ،مصر ،2003 ،ص.25.
62
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1عبد العزيز مصطفى عبد الكرمي :دراسة اجلدوى وتقييم املشروعات ،دار حامد للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،األردن ،2004 ،ص.34.
63
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
اليد العاملة املؤهلة اليت تقوم بتشغيل وصيانة واملعدات قبل فرتة من تشغيل ،كذلك ال بد من التعاقد على شراء
املواد األولية الالزمة لإلنتاج على أن يتم تنسيق وصول هذه املواد قبل فرتة كافية من بداية التشغيل .ميكننا تلخيص
هذه املراحل املتتالية يف الشكل البياين التايل:
الشكل رقم ( :)1-2مراحل تنفيذ املشروع االستثماري
تقييم املشروع
االستثماري
اختاذ القرار
االستثمار
ي
بدء التنفيذ
املصندر :حسني بلعجوز ،اجلودي صاطوري :تقييم واختيار املشاريع االستثمارية ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2013 ،ص.18.
64
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
65
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
▪ التوزيع اجلغرايف وظروف املناخ حيث خيتلف الطلب حسب املناطق اجلغرافية ،كما خيتلف الطلب
حسب ظروف املناخ ،ففي فصل الصيف ومع ارتفاع درجة احلرارة يزيد الطلب على سلع معينة مثل
املرطبات واملشروابت والعكس يف فصل الشتاء؛
▪ عدد السكان والرتكيب السكاين ومعدالت منو السكان وسياسة الدولة من انحية تشجيع النمو
السكاين أو حتجيمه ،والرتكيب العمري والنوعي للسكان ومستوايت التعليم ،وسياسات الدولة من
انحية تشجيع اهلجرة (للداخل /للخارج) ومستوايت دخول األفراد وغري ذلك؛
▪ السلع املنافسة أو البديلة أو املماثلة فالطلب على السلع البديلة أو املماثلة وكذا الطاقات اإلنتاجية
للمنافسني يؤثر يف حتديد الطاقة اإلنتاجية املقرتحة ألي مشروع جديد أو ألي توسعات يف
مشروعات قائمة وعن طريق حصر عدد املنافسني والطاقات اإلنتاجية لكل منهم وسياساهتم
املستقبلية ومستوايت أسعار منتجاهتم ،ابإلضافة إىل بعض البياانت املتوافرة لدى بعض الدوائر
احلكومية مع عمل مسح سوقي هلذه املنتجات يعطي صورة عن حجم اإلنتاج املنافس؛
▪ أسلوب التوزيع املقرتح فهناك التوزيع بطريقة مباشرة مبعىن من املنتج إىل املستهلك مباشرة ،والتوزيع
بطريقة غري مباشرة عن طريق اتجر اجلملة أو اتجر التجزئة أو عن طريق وكالء البيع كذلك جيب
دراسة أساليب النقل والتخزين ،وأيضا منافذ التوزيع؛
▪ سياسة البيع والتسعري فإتباع سياسة البيع ابلتقسيط ومنح تسهيالت ائتمانية للعمالء يدعم الطلب
على املنتج املراد تسويقه وتوفري مركز اخلدمة بعد البيع أو إتباع أسلوب الضمان يدعم سياسة التسويق
واختيار األسلوب األنسب يف سياسة التسعري يدعم أيضا سياسة التسويق؛
▪ أساليب الرتويج فاختيار األسلوب املناسب لرتويج سلعة أو منتج له أثره يف دعم الطلب وتعدد
أساليب الرتويج ومنها :اإلعالانت املرئية أو املسموعة والنشر ابلصحف واجملالت وامللصقات والبيع
الشخصي وغريها ،وهتدف هذه األساليب املختلفة إىل تعريف املستهلك ابلسلعة ومواصفاهتا ومزاايها
وخلق الشعور مبدى أمهية اقتنائها؛
▪ السياسات احلكومية ذات التأثري على جانب الطلب مثل :التشريعات املتعلقة ابستهالك منتج معني
وقيود االسترياد وفرض مجارك على الواردات وضريبة املبيعات وغريها واملساعدات واإلعاانت اليت
تقدمها لصناعة معينة والقيود املفروضة على االئتمان وعلى حتويل العملة للخارج.
وميكننا إبراز عناصر دراسة اجلدوى التسويقية من خالل النقاط:
أوال .دراسة الطلب والعرض :من خالل
✓ دراسة العوامل احملددة للطلب على السلعة وحصرها.
✓ دراسة العوامل احملددة للعرض على السلعة وحصرها.
66
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1
Azamoum.said: comprendre la micro-économie, office des publications universitaire, Alger, 2005, P.28.
67
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
املستهلك والكمية اليت يطلبها من السلعة تعين أن زايدة الدخل تؤدي إىل زايدة قدراهتم الشرائية
1
احلقيقية على إشباع رغباهتم ،مما يدفعهم إىل زايدة الكمية املطلوبة من السلعة.
ج -أسعار السلع البديلة واملكملة :إن أسعار السلع األخرى وابلتحديد السلع البديلة منها ،والسلع
املكملة تؤثر على الطلب على السلعة املعينة اليت يتم شراؤها ألن السلع املختلفة اليت ينفق
املستهلك عليها دخله تتنافس فيما بينها للحصول على حصة أكرب من دخل املستهلك ،يعين كثري
من السلع يوجد هلا بدائل قريبة فمثال يف ميدان البناء ميكن أن حتل النوافذ املصنوعة من األملنيوم
حمل النوافذ املصنوعة من اخلشب ،وهلذا فان أسعار النوافذ األوىل تؤثر على الكمية املطلوبة من
الثانية ،أما ابلنسبة للسلع املكملة كالسيارات والبنزين ،فإنه يالحظ أن اخنفاض سعر سلعة من هذا
النوع سيؤدي لزايدة الطلب على السلع املكملة هلا.
د -اخلطة االستثمارية الوطنية ومكوانهتا :ويساعد معرفة توزيع استثمارات اخلطة على القطاعات
املختلفة على إمكانية التنبؤ حبجم الطلب على السلع واخلدمات يف املستقبل ،فبمعرفة حجم
االستثمار املخصص لقطاع اإلسكان مثال ميكن تقدير الطلب على سلع مثل األمسنت وحديد
التسليح واألدوات الصحية ...اخل.
ه -الدخل الوطين ومنط توزيعه :يعترب مستوى الدخل الكلي املتاح واحدا من أهم العوامل احملددة
ملستوى اإلنفاق االستهالكي للمجتمع ،ومع ذلك يتوقف حجم الطلب الكلي على سلعة معينة
على منط توزيع هذا الدخل بني الطبقات ،وقد بينت الدراسات اإلحصائية مليزانية األسر أن
أصحاب الدخول احملدودة خيصصون عادة اجلزء األكرب من الدخل لإلنفاق على السلع الغذائية،
بينما خيصص أصحاب الدخول املتوسطة عادة اجلزء األكرب من هذا الدخل لإلنفاق على املسكن
وامللبس والتعليم اخلاص واخلدمات الرتفيهية ،وابلنسبة ألصحاب الدخول الكبرية فإهنم يزيدون من
استهالكهم للسلع الكمالية ،ومن هنا تتضح طبيعة االختالفات يف االستهالك بني الفئات
املختلفة ،األمر الذي يتطلب ضرورة التعرف على شكل ونسب توزيع الدخل الوطين حىت ميكن
تقدير حجم الطلب على السلعة اليت يتجه املشروع إىل إنتاجها.
و -التدخل احلكومي :تتمثل صور التدخل احلكومي واليت تؤثر على كل من الطلب الكلي والعرض
الكلي لسلعة ما يف النقاط التالية:
▪ الضرائب املباشرة :يتمثل األثر األول لفرض الضرائب املباشرة يف ختفيض الدخول املتاحة لدى
األفراد ،ومن مث إنقاص إنفاقهم على االستهالك واحلد من مدخراهتم ،ويرتتب على هذا اضطرار
األفراد إىل تعديل استخداماهتم للدخل وفقا ملرونة هذا االستخدام بني االستهالك واالدخار
أوال ،مث بني عناصر االستهالك املختلفة وعلى حساب أوجه اإلنفاق غري الضرورية ،وابلتايل إذا
1فليح حسن خلف :االقتصاد اجلزئي ،عامل الكتاب احلديث للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،2007 ،ص.55.
68
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
كان املشروع ينتج سلعا كمالية فاملتوقع تقلص الطلب على منتجاته عند توسع احلكومة يف
فرض ضرائب مباشرة جديدة أو الزايدة يف أسعارها؛
▪ الضرائب غري املباشرة :وابملثل فإن فرض ضرائب أو رسوم على سلعة يقلل من الطلب عليها
نتيجة الرتفاع األسعار ،ويتوقف أثر فرض الضرائب غري املباشرة على حجم الطلب على سلعة
ما تبعا لدرجة مرونة الطلب على هذه السلعة ،فالطلب كبري املرونة يؤدي إىل حتمل املستهلك
اجلزء األكرب من الضريبة؛
▪ اإلعاانت :ملا كانت تكلفة اإلنتاج تؤثر أتثريا مباشرا على سعر بيع السلع ،هلذا نالحظ يف
بعض األحيان أن الدولة وقد وجدت نفسها مضطرة إلعانة بعض السلع الضرورية حىت ميكن
أن تصل إىل فئات الدخل املنخفض"الطبقات الفقرية" وأبسعار يف متناوهلا وهذا من شأنه
زايدة الطلب على السلعة اليت ينوي املشروع إنتاجها؛
▪ تسقيف األسعار :يعين حتديد حد أعلى لسعر السلعة وحظر بيعها أبعلى من هذا السعر
الذي حتدده احلكومة وغالبا ما أييت هذا السعر أقل من سعر التوازن األمر الذي جيعل الكمية
املطلوبة أكرب من الكمية املعروضة عند هذا السعر ويسبب هذا تزاحم املستهلكني على السلعة
كل يريد احلصول عليها أوال ،وستنتهي الكمية املعروضة منها قبل أن حيصل كافة املستهلكني
على حاجتهم منها وهنا قد تضطر احلكومة إىل التدخل يف توزيع السلعة أيضا عن طريق حتديد
حصص استهالكية معينة لألفراد وغالبا ما ينتهي هذا الوضع بوجود سوق سوداء جبانب
السوق الرمسية للسلعة؛
ز -عدد السكان واملعدالت السكانية :تتأثر أسواق العديد من السلع واخلدمات بعدد السكان
واملعدالت السكانية املختلفة فالزايدة السكانية تعين زايدة الطلب على املسكن واملأكل وامللبس
واخلدمات (التعليمية والثقافية والرتفيهية والصحية ...اخل) .ومنو هذه األسواق يتوقف على معدل
الزايدة السكانية فمما ال شك فيه أن جمتمع يتميز ابخنفاض أو ثبات معدل منو السكان فيه يتوقع
أن يكون منو أسواق السلع واخلدمات به مبعدل أقل من جمتمع يتميز ابرتفاع معدل منو السكان
وذلك ابفرتاض ثبات العوامل األخرى وارتفاع معدالت املواليد ميكن أن يكون له أثر كبري على
اتساع نطاق منتجات األطفال كذلك فإن ملعدالت الزواج أثرا واضحا يف حتديد حجم أسواق
السلع املنزلية مثال؛
ح -ميول واجتاهات اجلماعات املؤثرة :عند دراسة العوامل احملددة للطلب الكلي على سلعة معينة
جيب عدم إغفال حتليل أثر وقوة اجلماعات املختلفة اليت ميكن أن تظهر يف اجملتمع ويكون هلا أتثري
على نوع ومنط االستهالك السائد ،وتتمثل هذه اجلماعات يف الطوائف الدينية والعلمية
والسياسية...اخل .ويتوقف أتثري هذه اجلماعات أو الطوائف على السلوك االستهالكي ألفراد اجملتمع
69
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
على مدى قوهتا ،وهذا يعين أن حجم الطلب على السلعة ميكن أن يتوقف على قوة أتثري طائفة أو
مجاعة معينة ،فعلى سبيل املثال إذا كان للجماعات اإلسالمية فال يتوقع أن حيظى إنتاج سلع
حترمها الشريعة اإلسالمية بطلب كبري ،ومن هنا يتعني معرفة أمناط استهالك هذه اجلماعات املؤثرة
وميوهلا واجتاهاهتا ابإلضافة إىل مدى قوهتا حىت ميكن تقدير الطلب على سلعة معينة؛
ط -عادات واجتاهات األفراد الشرائية :ختتلف عادات األفراد واجتاهاهتم من حيث منط االستهالك
والنسبة اليت يوجهوهنا من دخلهم لإلنفاق االستهالكي ،مما يتطلب ضرورة التعرف على ميول
واجتاهات األفراد االستهالكية لتقدير الطلب على السلعة وحتديد حجم السوق؛
ي -ذوق املستهلك :تؤثر أذواق املستهلكني ابلضرورة على الكمية املطلوبة من السلعة وهذه األذواق
قد يرتتب عليها زايدة الطلب على بعض السلع ونقصه على البعض اآلخر ويعترب اإلعالن من أهم
العوامل اليت تؤثر يف أذواق املستهلكني ،وقد نالحظ أن سعر السلعة قد ارتفع ومل تتغري الدخول أو
أمثان السلع األخرى أو غري ذلك من العوامل املؤثرة يف الطلب ،وابلرغم من هذا جند أن الكمية
املطلوبة قد زادت وقد يفسر هذا بتغري أذواق املستهلكني لصاحل السلعة ،وقد حيدث العكس أبن
تنخفض األسعار فيقل الطلب؛
ك -جودة السلعة :اجلودة هي القيمة اليت حيددها املستهلك يف السلعة املعينة أو درجة اإلشباع اليت
يتوقعها من هذه السلعة اليت يشرتيها بسعر معني ،فالسلعة إذن هلا مواصفات جبانب القيمة
وتتضمن اجلودة شكل وتصميم السلعة بصورة تتفق مع األمناط واملواصفات السائدة يف السلع
البديلة أو املماثلة جبانب إشباع يتحقق ابالستعمال يتناسب والسعر املدفوع يف هذه السلعة.
تعترب هذه العوامل أهم العوامل احملددة للطلب على سلعة معينة الواجب دراستها وحتليلها بدقة واليت ختتلف أمهيتها
النسبية من سلعة ألخرى ومن وقت آلخر ،وقد يكون الطلب الكلي على السلعة حمصلة هلذه العوامل جمتمعة مع
اختالف األمهية النسبية لكل عامل أو قد يكون لعامل واحد أو أكثر التأثري احلاسم لطلب على السلعة.
1
أما عن أهم طرق التنبؤ ابلطلب فيمكن تلخيصها يف النقاط التالية:
▪ املسوحات امليدانية :وتتيح هذه الطريقة احلصول مباشرة من املستهلكني واملنتجني والتجار على
كمية ونوعية السلع املراد إنتاجها ،وتتصف هذه الطريقة ابملرونة من حيث إفساح اجملال حنو تقدير
االجتاهات والدوافع لالستهالك بصورة مباشرة ،ابإلضافة إىل التحكم يف حتديد البياانت املطلوبة
جتميعها.
▪ متوسط استهالك الفرد :وذلك من واقع إمجايل استهالك سلعة معينة يف فرتة زمنية معينة ،وتعداد
السكان يف نفس الفرتة ميكن حساب متوسط استهالك الفرد من هذه السلعة أو املنتج (متوسط
1صالح الدين حسن السيسي :األسس العلمية والعملية لدراسات اجلدوى وتقييم املشاريع ،مرجع سابق ،ص.35.
70
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
نصيب الفرد من اللحوم أو السكر أو الشاي أو القهوة أو االمسنت ...اخل) ومن واقع هذه
البياانت ومعدل الزايدة يف السكان ميكن حساب إمجايل الطلب الكلي على سلعة أو منتج.
▪ السالسل الزمنية :وتعتم د هذه الطريقة على بياانت اترخيية عن اإلنتاج يف السنوات السابقة،
ومنها ميكن حتديد جمموعة نقاط واحلظ املستقيم الذي ميكن توفيقه بني أكرب عدد ممكن من هذه
النقاط أو يكون أقرب ما ميكن إليها ،وامتداد هذا اخلط يوضح التطورات املتوقعة يف حجم
املبيعات خالل السنوات املقبلة وتتميز هذه الطريقة ابلسهولة ،ولكن يعيبها جتاهلها للتطورات
التكنولوجية ودينامكية االقتصاد.
▪ مرونة الطلب ومرونة الدخل :وتعرف مرونة الطلب أبهنا التغري النسيب يف الطلب نتيجة التغري
النسيب يف السعر ،أي أن مرونة الطلب تقيس مدى استجابة الطلب ألية تغريات يف األسعار.
ويعترب الطلب على سلعة ما مران إذا كان التغري النسيب يف الطلب أكرب من التغري النسيب يف السعر
والعكس صحيح ،يكون الطلب غري مرن إذا كان التغري يف السعر يؤدي إىل تغري أقل يف الطلب
وما بني حاليت الطلب كامل املرونة والطلب عدمي املرونة توجد حاالت أخرى مثل :طلب مرن
نسبيا أو طلب غري مرن نسبيا أو طلب متكافئ املرونة.
وتعرف مرونة الدخل أبهنا التغري النسيب يف الطلب نتيجة التغري النسيب يف الدخل ،فاملرونة الدخلية
تعترب مرنة إذا كان التغري يف الدخل يؤدي إىل تغري أكرب يف الطلب ،وغري مرنة إذا كان التغري يف
الدخل يؤدي إىل تغري أقل يف الطلب ،وتعترب مرونة الطلب موجبة يف حالة السلع العادية أي
السلع اليت يزيد الطلب عليها نتيجة زايدة الدخل ،بينما تكون سالبة يف حالة السلع الدنيا وهي
السلع اليت يقل الطلب عليها مع كل زايدة يف الدخل ،وعلى ضوء املرونة الدخلية ميكن تقدير
الطلب املستقبلي يف أي سنة استنادا إىل البياانت املتاحة عن متوسط دخل الفرد.
.2العوامل احملددة لعرض السلعة :وميكن حصر العوامل احملددة لعرض منتجات املشروع يف جمموعة من
1
العوامل التالية:
▪ أهداف املشروعات :وتتحكم هذه األهداف يف حتديد الكمية املعروضة من سلعة ما فإذا كان
هدف بعض املشروعات هو اكتساب أسواق جديدة حىت ولو كان ذلك على حساب أرابحها لفرتة
ما ،فإهنا ستقوم بعرض كميات أكرب من تلك اليت حتقق هلا أقصى أرابح ممكنة وكذلك عندما يكون
بعض املنتجني أقل استعدادا لقبول املخاطرة ،فيتوقع اخنفاض يف عرض السلع اليت تتطلب خماطر
كبرية ،وإقباهلم على إنتاج السلع اليت تتطلب خماطرة أقل.
▪ املستوى الفين والتكنولوجي :تتوقف الكمية املعروضة من سلعة ما على مستوى املعرفة الفنية
والتكنولوجية املستخدمة يف العملية اإلنتاجية ،وعلى إمكانية إحالل عوامل اإلنتاج حمل بعضها واليت
1مسري حمـمد عبد العزيز :اجلدوى االقتصادية للمشروعات االستثمارية ،دار النشر والتوزيع اإلسكندرية ،مصر ،2005 ،ص.38.
71
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
تعرف مبرونة اإلحالل ،فالزايدات الكبرية يف متوسط إنتاجية الفرد واليت واكبت التقدم الصناعي خالل
القرنني املاضيني ما هي إال نتيجة مباشرة وحتمية للتقدم الكبري الذي حدث خالل تلك الفرتة يف
وسائل اإلنتاج واليت أتثرت بدورها ابلتقدم العلمي ،ويؤدي استخدام وسائل اإلنتاج احلديثة إىل زايدة
طاقة املشروع على اإلنتاج إىل مستوايت مرتفعة ولكن املشكلة تكمن يف أنه مبجرد أن يقرر املشروع
إقامة منشآت ومعدات ضخمة فقد ربط نفسه إبنتاج كميات كبرية من سلعة معينة لعدد كبري من
السنوات متثل العمر اإلنتاجي لتلك املعدات قد يؤدي اخلطأ يف هذا القرار إىل خسائر فادحة
للمشروع .وهذا يلقى الضوء على أمهية الدراسة التسويقية.
سعر السلعة :تتوقف الكمية املعروضة من سلعة ما على السعر الذي تباع به ويتجه املنتجون ▪
إىل زايدة إنتاجهم من السلعة اليت يرتفع سعرها مع بقاء األشياء األخرى على حاهلا ،ذلك ألهنم
يعرضون إنتاجهم هبدف احلصول على أرابح واليت تتزايد ابرتفاع األسعار ،ومن مث فاملتوقع أن تكون
العالقة طردية بني سعر سلعة ما والكمية املعروضة منها ( قانون العرض ) وهذه العالقة تستند إىل
تربير منطقي قوى ،فكلما زاد سعر السلعة أمكن حتقيق قدر أكرب من الربح ومن مث كان هناك حافز
قوى لدى املشروع يدفعه حنو إنتاج وعرض املزيد من السلعة والعكس صحيح.
▪ أسعار خدمات عوامل اإلنتاج :تتوقف الكمية املعروضة من سلعة ما على أسعار خدمات
العوامل املشرتكة يف إنتاجها ومدى توافرها ومن املتوقع أن تنخفض الكمية املعروضة إذا ما ارتفعت
أسعار هذه اخلدمات وذلك لألثر السليب على األرابح فارتفاع أسعار بعض خدمات عوامل اإلنتاج
واليت تعترب من أساسيات إنتاج سلعة ما سيؤدي إىل ارتفاع تكاليف اإلنتاج ومن مث اخنفاض مستوى
األرابح مع فرض ثبات العوامل األخرى ،أما إذا اخنفضت أسعار خدمات العوامل اليت تشرتك يف
إنتاج السلعة فهذا يؤدي -مع بقاء العوامل األخرى على حاهلا -إىل اخنفاض نفقة اإلنتاج ومن مث
إمكانية احلصول على أرابح أكرب ،ويف هذه احلالة تزداد رغبة املشروع يف إنتاج كميات أكرب من
السلعة وزايدة العرض.
▪ مرونة العرض ( املرونة السعرية للعرض) :ذلك أن زايدة السعر يدفع املنتجني إىل زايدة إنتاجهم
وكلما طالت فرتة ثبات السعر عند مستواه اجلديد كان هذا دافعا هلم على زايدة معدل اإلنتاج.
كذلك ترتبط مرونة عرض السلعة مبرونة عرض خدمات عوامل اإلنتاج اليت تشرتك يف إنتاج السلعة
فتزداد بزايدهتا وتقل ابخنفاضها.
▪ التغريات يف املخزون والقدرة على التخزين :تتفاوت السلع فيما بينها ابلنسبة لطول الفرتة الزمنية
الالزمة إلنتاجها حيث تزداد الكمية املعروضة من السلعة اليت يلزم إنتاجها فرتة قصرية ،بينما تنخفض
الكمية املعروضة من السلعة اليت يلزم إنتاجها فرتة أطول.
72
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
▪ البيئة االستثمارية :إن االستقرار السياسي وتوفري املناخ العام املالئم يعتربان من أهم العوامل املؤثرة
يف القرارات االستثمارية لألفراد واملشروعات ،وابلتايل يف كمية املعروض من السلع واخلدمات نظرا ألن
خماطر عدم االستقرار السياسي أو عدم توافر املناخ العام لالستثمار ال يؤداين فقط إىل احتمال حتقق
خسائر للمشروع بل قد يصالن إىل احتمال فقدان رأس املال األصلي مما يؤدي إىل إحجام أصحاب
رؤوس األموال عن االستثمار وتوقف املشروعات عن اإلنتاج أو ختفيضه وابلتايل ينخفض املعروض
من السلعة يف األسواق.
▪ السياسة النقدية واالئتمانية :وهي تؤثر يف حجم املعروض من السلعة من خالل حتكم البنك
املركزي يف نشاط البنوك التجارية ويف قدرهتا على خلق الودائع عن طريق تغيري نسبة االحتياطي
النقدي اليت يلزم تلك البنوك ابالحتفاظ هبا فرفع نسبة االحتياطي الواجب أن حتتفظ به البنوك
التجارية يرتجم ابخنفاض حجم القروض اليت ميكن أن متنحها للمشروعات ،وابلتايل اخنفاض قدرة
األخرية على زايدة إنتاجها ابفرتاض عدم قدرهتا على احلصول على موارد مالية أخرى وحيدث العكس
يف حالة خفض نسبة االحتياطي ،كذلك عن طريق ختفيض سعر اخلصم الذي حيمله البنك املركزي
للبنوك التجارية على القروض اليت حتصل عليها منه أن يشجع البنوك التجارية على االقرتاض من
البنك املركزي واليت ستقوم إبعادة إقراضها للمشروعات فيزداد حجم املعروض من إنتاجها.
وحيدث العكس يف حالة رفع سعر اخلصم ،كما أنه بعمليات السوق املفتوحة ودخول البنك املركزي
ابئعا لألوراق التجارية اليت متتلكها البنوك التجارية يستطيع أن ميتص أو يسحب كمية من النقد اليت
متتلكها هذه البنوك ،وبذلك تقل مقدرهتا على منح االئتمان ،وابلتايل ينخفض حجم املعروض من
إنتاج املشاريع وحيدث العكس أيضا يف حالة دخول البنك املركزي مشرتاي لألوراق التجارية اليت
متتلكها البنوك التجارية.
▪ اجتاهات منو السوق :ميكن من خالل ربط الطلب السابق على السلعة من انحية والزمن من
انحية أخرى التوصل إىل منحنيات تظهر خصائص للطلب وكذلك اجتاهات أو أمناط منو السوق ،وال
شك أن نوعية أمناط منو السلع هلا أمهية كبرية عند قياس السوق ،وابلذات حني القيام ابلتنبؤ حبجم
السوق يف املستقبل وتساعد أمناط منو السوق التارخيية يف عملية اختيار أسلوب التنبؤ ،وهناك ثالث
أنواع من هذه األمناط:
-النمط األول :هو منط النمو املستقر والذي يبنه الشكل (أ) ويف هذه احلالة يكون التنبؤ
ابلطلب يف املستقبل أمر بسيط إىل حد كبري.
-النمط الثاين :وهو منط شديد التقلب كما يبينه الشكل (ب) حيث يتأثر الطلب بقوى غري
متكررة وغري معروفة وهذه احلالة متثل أكثر حاالت التنبؤ صعوبة.
73
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
-النمط الثالث :يقع بني األول والثاين حيث يتقلب الطلب بصورة كبرية ولكن بصفة منتظمة
والقوى اليت تؤثر يف الطلب معروفة ،ويظهر هذا النمط كما هو مبني يف الشكل (ج) أدانه
وميكن حتديد التغريات اليت حتدد هذا النمط إىل ثالث أنواع ( تغريات االجتاه العام ،تغريات
مومسية ،تغريات دورية )
الشكل رقم ( :)2-2أمناط منو السوق
(أ) (ب)
املصدر :حممد صاحل احلناوي :دراسة جدوى املشروع اساسيات ومفاهيم ،دار النشر والتوزيع ،االسكندرية ،2001 ،ص.90.
.....................................................90كتابة كل املرجع
اثنيا :حتديد البياانت واملعلومات املطلوبة ومصادر وأساليب مجعها
.1البياانت واملعلومات املطلوبة :إن دراسة اجلدوى التسويقية هي دراسة علمية تتطلب اإلملام الكايف
ابلظروف احمليطة بسوق السلعة ونوجز فيما يلي أهم البياانت واليت تتميز أبمهية خاصة من انحية
مسامهتها يف الدراسة التسويقية ،وهي تتناول بعض العوامل املادية اليت ميكن مالحظتها وقياسها بوجه
1
عام.
أ -بياانت السكان :يتكون سوق السلعة من عدد من السكان لديهم القدرة املالية على الشراء والرغبة فيه
ومن أجل ذلك تعترب بياانت السكان من أهم البياانت املطلوبة للدراسة التسويقية ،وجيب أن تتضمن
بياانت السكان ما يلي:
▪ عدد السكان احلايل :ويستخدم يف التعرف على متوسط استهالك الفرد من السلعة ودراسة العالقات
الكامنة بني استهالك الفرد من السلعة ،ودراسة العالقات الكامنة بني استهالك السلعة وعدد
السكان.
1حيي سعيد علي عبيد :حبوث التسويق والتصدير ،دار النشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،القاهرة ،1996 ،ص.25.
74
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
▪ معدل منو السكان :ويستخدم للتعرف على الزايدة املتوقعة يف عدد السكان الستخدامها يف التنبؤ
ابلطلب يف الفرتة املقبلة أو مبعىن آخر معدل منو الطلب.
▪ توزيع السكان حسب فئات السن واجلنس :وتستخدم هذه البياانت يف التعرف على الفئة
املستهلكة للسلعة ،وابلتايل تساهم يف وضع سياسة اإلعالن والرتويج املناسبني.
▪ توزيع السكان على املدينة والريف :وذلك على أساس أن أمناط االستهالك يف الريف ختتلف عن
أمناط االستهالك يف احلضر وبعبارة أخرى أن سكان الريف قد يستهلكون سلعا ال يستهلكها سكان
احلضر سواء من حيث النوع أو الذوق أو الكمية ،وابلتايل تساهم هذه البياانت يف التعرف على
العالقات بني استهالك السلعة وعدد سكان الفئة املستهلكة بصورة أدق.
▪ توزيع السكان حسب درجة التعليم :على أساس وجود اختالفات داخل اجملتمع يف أمناط
االستهالك ابختالف مستوايت التعليم.
▪ عدد الوحدات السكنية ونوعها :وتفيد هذه البياانت إذا ما أريد التعرف على العالقة بني عدد
الوحدات السكنية وعدد السكان عند دراسة بعض السلع األساسية مثل األمسنت واألخشاب
واألدوات الصحية...اخل.
▪ حركة السكان بني املناطق املختلفة :ذلك أن نزوح سكان الريف إىل املدن وتركزهم هبا يعمل على
خلق سوق كبرية فيها ويزيد من احلاجة إىل مواد البناء واخلدمات وغريها من السلع الالزمة إلشباع
حاجات السكان.
▪ عدد العائالت :ذلك أنه يف بعض السلع مثل األجهزة الكهرابئية كالثالجات والتليفزيوانت
والغساالت تكون العائلة هي وحدة الشراء؛ هلذا فإن بياانت عدد العائالت قد يكون أكثر أمهية
للقائمني على دراسة الطلب على السلعة من العدد الكلي للسكان.
ب -بياانت عن الدخل :وتتضمن:
▪ توزيع الدخل الوطين على القطاعات املختلفة :واإلنتاج الوطين موزعا على األنشطة املختلفة
واإلنفاق الوطين االستهالكي واالستثماري ،وتستخدم هذه البياانت يف تقدير الطلب على السلعة
فاإلنفاق االستثماري احملدد يف اخلطة فيما يتعلق ابملباين والتشييدات له أمهية ابلغة يف تقدير الطلب
على سلعة مثل األمسنت.
▪ متوسط دخل الفرد :ويستخدم يف التنبؤ ابلطلب على سلع معينة يكون للدخل الفرد أثر ملموس
يف زايدة استهالكه منها كالسلع املعمرة مثال.
▪ توزيع الدخل على فئات السكان :للتعرف على فئات الدخل املستهلكة للسلعة ،وابلتايل تقدير
حجم الطلب ورسم سياسات البيع واإلعالن واختيار منافذ التوزيع املناسبة.
75
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
▪ توزيع الدخل على بنود اإلنفاق :واليت ميكن احلصول عليها من واقع بياانت ميزانية األسرة وتفيد
هذه البياانت يف التعرف على نسبة ما خيصص من دخول املستهلكني لإلنفاق على السلعة ،وابلتايل
ميكن تقدير الطلب الكلي.
ج -بياانت عن النشاط التجاري :وتتضمن:
▪ عدد املنشآت اليت تعمل يف جمال التوزيع حسب املناطق؛
عدد املنشآت اليت تعمل يف جمال التوزيع حسب نوع املنتجات؛ ▪
عدد املنشآت اليت تعمل يف جمال التوزيع حسب رقم املبيعات؛ ▪
عدد املنشآت اليت تعمل يف جمال التوزيع مقسمة على الوكالء وجتار اجلملة والتجزئة؛ ▪
نسب جممل الربح يف كل سلعة. ▪
تستخدم هذه البياانت يف اقرتاح سياسة التوزيع وحتديد عائد رأس املال املستثمر.
د -بياانت عن النقل واملواصالت
ه -بياانت عن التجارة اخلارجية :وتتضمن:
▪ الصادرات ابلقيمة والكمية والنوع ،وأهم الدول املستوردة للتعرف على مدى إمكانيات التصدير جلزء
من اإلنتاج؛
▪ الواردات ابلقيمة والكمية والنوع ،وأهم الدول املصدرة للتعرف على إمكانيات إحالل اإلنتاج احمللي
حمل الواردات أيضا مصادر احلصول على اخلامات واملواد األولية اليت حيتاج إليها اإلنتاج؛
▪ اجتاهات الطلب العاملي واألسعار العاملية.
و -سلوك املستهلكني :وتتضمن معلومات عن املستهلك مثل:
العالمات التجارية اليت يشرتيها عادة؛ ▪
حجم العبوة اليت يفضلها؛ ▪
ما هي دوافعه للشراء؟ ▪
هل يشرتي من متجر حمدد؟ ▪
▪ حجم استهالكه اليومي.
▪ مدى تفضيله لإلنتاج املستورد على احمللى وأسباب ذلك.
ز -سياسة احلكومة :وتتضمن مدى القيود املفروضة على التسعري واالسترياد وإجراءات االسترياد والتصدير،
كذلك نظام الضرائب اجلمركية على الواردات والصادرات.
76
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1حمـمد صاحل احلناوي :دراسة جدوى املشروع أساسيات ومفاهيم ،دار النشر والتوزيع ،اإلسكندرية ،2001 ،ص.75.
77
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
بنشاط جتارة وجتار اجلملة وجتارة وجتار التجزئة ،والتجارة اخلارجية اخلاصة ابلصادرات والواردات
وتصنيفها حسب الكمية والقيمة والوزن وحسب جمموعات وأصناف السلع وحسب البالد املصدر
إليها أو املستورد منها ،وإحصائيات الدخل الوطين وإحصائيات العمالة ،واملالحة واملواصالت،
وإحصائيات الصحة العامة والتعليم ،كل ذلك جبانب املنشورات والتعليمات والقرارات والقوانني
اإلدارية والوزارية املتعلقة ابلتجارة والصناعة والشغل والتسويق وغريه.
ب -املصادر امليدانية للبياانت :تعتمد البحوث امليدانية أساسا على املصادر امليدانية للبياانت اليت يلجأ
إليها الباحث ليحصل منها على بياانت ومعلومات وآراء واقرتاحات واجتاهات وتصرفات وسلوك وغريه
مما حيدده البحث سلفا ،ليقوم الباحث بنفسه أو عن طريق من يستعني هبم من الباحثني مبالحظة هذه
البياانت يف امليدان أو مجعها من هذا امليدان ،أو من جمتمع أو جمتمعات البحث ،أي تلك الفئات أو
اجلهات اليت تتأثر وتؤثر يف السلعة أو حمل البحث والدراسة ،مثل مستهلكي السلعة أو مشرتيها ،أو جتار
التجزئة أو مندويب البيع أو املوزعني ومثل األطباء والصيادلة ابلنسبة لسلعة كالدواء ،أو املشرتين
الصناعيني ابلنسبة ل سلع صناعية أو إنتاجية كاآلالت واملواد اخلام ،مثل املهندسني واملقاولني وشركات
البناء واألجهزة احلكومية املشرفة على هذا القطاع ،وذلك ابلنسبة لسلع كمواد البناء...اخل.
.2التنبؤ ابلطلب على منتجات املشروع:
تعترب عملية التنبؤ ابلطلب على السلعة أو اخلدمة املزمع تقدميها من قبل املشروع املقرتح أكثر العناصر أمهية
ألهنا ستكون مبثابة احملدد الرئيسي للطاقة اإلنتاجية وحجم املشروع وتقدير اإليرادات املتوقعة واليت تستخدم
كمعطيات أساسية عند تقييم املشروع ،وهناك عدة أساليب تستخدم يف عملية التنبؤ منها ماهو نوعي ومنها ماهو
كمي.
أ -النماذج الكيفية :جمموعة من الطرق املوضوعية اليت تستخدم للقيـام بتنبـؤ للطلـب عنـدما ال تتـوفر بيـاانت
اترخيية عـن الطلـب والـيت تعتمـد علـي األسـاليب الـيت تسـتثمر احلكمـة والتجربـة الـيت متتلكهـا اإلدارة ،فضـال
عــن جمموعــة مــن العوامــل األخــرى واملعلومــات الــيت ميتلكهــا األف ـراد كاحلــدس واخلــربة الشخصــية والتوقعــات
1
ومنها األربعة التالية واملستخدمة يف الوقت احلاضر.
▪ تقــديرات منــدويب البيــع :ومتتــاز هــذه الطريقــة ابلدقــة نظ ـرا التصــال منــدويب البيــع الــدائم ابل ـزابئن،
وانتشار رجال البيع يف منـاطق جغرافيـة ليسـهل تقسـيم الطلـب حسـب املنـاطق ،وتتـيح هـذه الطريقـة
إمكانيــة جتميــع الطلــب علــي أي مســتوي ترغــب فيــه الشــركة ومــن عيوهبــا احتمــال التحيــز الشخصــي
لرجــال البيــع وعــدم قــدرة رجــال البيــع أحيــاان علــي التمييــز بــني رغبــات ال ـزابئن وحاجــات ال ـزابئن،
واحتم ــال قي ــام رج ــال البي ــع بتق ــدمي تق ــديرات منخفض ــة ع ــن حج ــم الطل ــب يف املس ــتقبل م ــن أج ــل
الظهور مبظهر جيد أمام الشركة عند جتاوز مبيعاهتم الفعلية للتقديرات اليت قدموها سابقا.
78
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
▪ أســلوب جلنــة اخلــرباء :ويســتخدم هــذا األســلوب أحيــاان لتعــديل التنبـؤات الــيت أجريــت يف مواجهــة
ظ ــروف اس ــتثنائية ك ــرتويج منتج ــات جدي ــدة أو وق ــوع ح ــدث ع ــاملي يزع ــزع التنبـ ـؤات ال ــيت أجرهت ــا
الشركة ،وعيوهبا ارتفاع التكلفـة املقرتنـة ابلتنبـؤ واحتمـال املبالغـة أو االسـتهانة بتقـدير الطلـب بسـبب
تباين اخلربات اليت ميتلكها اخلرباء.
▪ حبــوث التســويق :تعتــرب مــدخال نظاميــا لصــياغة واختبــار فرضــيات عــن الســوق ،وتكــون يف املــدى
القصــري واملتوســط والطويــل ولكــن دقتهــا تكــون اكــرب يف املــدى القصــري وتتطلــب القيــام ابخلط ـوات
التالية:
-تصميم استبانه جلمع البياانت الالزمة؛
-تقرير الكيفية اليت ستدار مبوجبها االستبانة؛
اختيار عينة ممثلة جملتمع البحث؛ -
حتليل نتائج اإلستبانة. -
▪ طريقة دلفي :عمليـة احلصـول علـى اتفـاق بـني جمموعـة مـن اخلـرباء حـول تنبـؤ إبحـدى احلـوادث يف
املستقبل مع احملافظة علي سرية هويـة كـل عضـو مـن أعضـاء اجملموعـة ،وإجـراء هـذه الطريقـة تتطلـب
ثالثة أنواع من املشاركني:
-متخذو قرار التنبؤ وعددهم من 5إىل10؛
-مساعدو متخذي قرار التنبؤ الذين يعدون سلسلة االستبياانت وتوزيعها علي أعضاء اللجنـة
السرية ومجع النتائج وتلخيصها وتقدميها ملتخذي القرار؛
-اخلـ ـرباء ،وه ــم األفـ ـراد ال ــذين يتس ــلمون االس ــتبانة وجييب ــون عليه ــا وتع ــد إج ــاابهتم م ــدخالت
ملتخذي القرار متهيدا إلجراء التنبؤ.
ب -النماذج الكمية :وهي مناذج رايضية وإحصائية تعتمد على منهج االستنباط ابستخدام البناء الرايضي أو
االستقراء ،ومن أبرزها نذكر مايلي:
▪ حتليل السالسل الزمنية :تستعمل هذه الطريقة إذا كان املنتج الذي سينتجه املشروع معروفا يف
السوق وابلتايل من اجل التنبؤ بكميات الطلب حسب هذه الطريقة ،جيب الرجوع إىل املعطيات املاضية
حيث يعترب سلوك املنتج يف املستقبل مرآة عاكسة لسلوكه يف املاضي ،كما تتأثر السلسة الزمنية مبتغريات
1
تتمثل يف:
-تغريات االجتاه العام :واليت تعكس التغريات يف سلوك الظاهرة يف املدى الطويل نسبيا وأتخذ
إما اجتاها تصاعداي أو تنازليا.
1
Régis Bourbonnais, Jean-Claude Usunier: prévision de vente théorie et pratique, 3ème Édition, economica,
Paris, 2001,P.41.
79
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
-تغريات مومسية :وهي تغريات تتكرر بصفة منتظمة خالل وحدة من الزمن مثل التغريات يف كمية
املبيعات خالل مواسم األعياد واملناسبات.
-تغريات عشوائية :هي تلك التغريات اليت حتدث ألسباب عارضة أو طارئة يصعب التحكم فيها
(العوامل الطبيعية ،األزمات االقتصادية)...
اهلدف من حتليل السلسلة الزمنية هو التعرف على أمناط تقلبها لتحسني دقة التنبؤ ،ولذلك فان هذه الطريقة
تفقد من قيمتها إذا مل يكن هناك استقرار يف أمناط تقلب مكوانت السلسلة سواء كان االجتاه العام أو املومسية أو
غريها ومن بني الطرق املستخدمة للتنبؤ يف هذه احلالة طريقة املربعات الصغرى حيث نعتمد يف هذه احلالة على
الرسم البياين حيث ميثل العالقة بني كمية املبيعات أي اإليرادات أو الطلب على السلعة املدروسة والزمن ،ومن
خالل ذلك حناول حتديد االجتاه العام الذي يسلكه املتغري من خالل الرسم ومنثله مبعادلة مطابقة ،وهذا حسب
الشكل التايل ،ابعتبار أن االنتشار الذي حصلنا عليه ميكن متثيله مبعادلة مستقيم.
الزمن
املصدرhttps://www.jmasi.com/ehsa/time/times1a.html :
هذا الشكل عبارة عن متثيل لسلسلة زمنية أعطت هذا االنتشار النقطي والذي ميثل اجتاها عاما ملعادلة
مستقيم ،حيث يكون جمموع مربعات احنرافات النقاط الواقعة أعلى املستقيم مساوية جملموع مربعات احنرافات
النقاط أسفل املستقيم غري انه ميكن أن ميثل االنتشار احملصل عليه إبحدى املعادالت التالية:
80
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
حيث متثل Yالطلب على كمية املبيعات آي اإليرادات ،و xمتثل ترتيب السنة املراد التنبؤ ابلطلب فيها و aوb
هي ثوابت املعادلة اليت تبني اجتاهها وتغرياهتا.
وللحصول على هذه الثوابت نلجأ إىل استخدام طريقة املربعات الصغرى 1واهلدف منها الوصول إىل جعل احنرافات
ذلك املستقيم عن البياانت احلقيقية أصغر ما ميكن ،أي تقريبا يكون جمموع هذه االحنرافات يؤول إىل الصفر ،ومن
أجل ذلك نستخرج الفروق بني النقاط الفعلية والنقاط اليت متثلها على املستقيم املرسوم يف الشكل السابق.
▪ حتليل االرتباط واالحندار :إن قياس االرتباط يعتمد على قياس العالقة بني متغريين أو أكثر وحتديد اجتاهها،
والتحليل هنا يقوم على أساس وجود متغري اتبع ومستقل ،فعند حتديد العالقة الرايضية بني املتغريين ومبعرفة
بياانت املتغري املستقل ،فإنه يتم معرفة املتغري التابع.
إن ظاهرة طلب السلع مرتبطة مبتغريات مستقلة تؤثر فيها تسمى مبحددات الطلب ،ولظاهرة الطلب
درجة استجابة للتغري النسيب يف هذه احملددات تسمى ابملرونة ،وابلتايل يوجد ارتباط بني ظاهرة الطلب على
السلع واخلدمات وحمددات هذا الطلب قد يكون هذا االرتباط قوي أو ضعيف ،ومن بني هذه احملددات
أسعار السلع املعنية وأسعار السلع املنافسة هلا أو البديلة أو املكملة وكذلك املداخيل واألذواق وعدد
املستهلكني..اخل.2
ميكن دراسة العالقة بني هذه الظاهرة وحمدداهتا ابستخدام العديد من األدوات اإلحصائية ،ومن بني
هذه األدوات املتعلقة ابالرتباط م عامل بريسون لالرتباط البسيط ،معامل االرتباط املتعدد ،معامل االرتباط
اجلزئي.
أما مناذج االحندار اليت تصور العالقة بني الظاهرة والعوامل املؤثرة فيها (مبيعات املؤسسة مثال) جندها
تصور هذه العالقة يف شكل بياين أو جربي ،ومن بني هذه النماذج منوذج االحندار اخلطي فهناك االحندار
اخلطي البسيط والذي يتكون من متغري مستقل واحد ومتغري اتبع عبارة عن خط مستقيم ومعادلة من
الشكل:
𝒙𝒃 𝒚 = 𝒂 +
حيث yاملتغري التابع و xاملتغري مستقل أما b،aثوابت يتم حتديدها.
كما هناك االحندار اخلطي املتعدد الذي يتكون من عدة متغريات مستقلة يعتمد عليهم املتغري التابع ( مثال
املبيعات أي كمية الطلب على منتجات املشروع) .وتكون صورته ابملعادلة التالية:
Y=ax1+bx2+c
حيث c، b، aثوابت يتم حتديدها ،و x2،x1متثل املتغريات املستقلة و Yاملتغري التابع .وهناك أيضا منوذج
االحندار غري اخلطي.
1
Bourbonnais .R, Usunier .C,op.cit, P.35.
2حسني بلعجوز ،اجلودي صاطوري ،مرجع سابق ،ص.50.
81
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1
هذه النماذج ابلرغم من مساعدهتا يف حتديد الطلب إال أن عليها العديد من املآخذ أمهها:
-إن هذه النماذج أتخذ ابملتغريات الكمية ولكنها هتمل املتغريات النوعية؛
-قدرة هذه النماذج يف تفسري سلوك الظاهرة حمدودة لكوهنا مبنية على افرتاضات يتوقع حدوثها وليست
مؤكدة احلدوث؛
-يتوقف دور النماذج عند حتليل البياانت وتقدمي املعلومات اليت تساعد يف احلكم على اجلدوى التسويقية؛
-على هذا األساس يتدخل خرباء اجلدوى وبناء على هذه التفسريات اليت تقدمها النماذج ابإلضافة إىل
قراءة العوامل النوعية مما ميكن تفسري سلوك الظاهرة ابحلكم عليها مستقبال.
ج -النماذج االقتصادية :ميكن التمييز بني نوعني أساسيني من هذه النماذج ومها:
▪ متوسط استهالك الفرد :تستند هذه الطريقة إىل حصر بياانت ومعلومات عن االستهالك الفعلي ،يف
السنة او السنوات السابقة وكذلك تقدير عدد السكان املرتبط هبا وابلتايل استخراج متوسط استهالك
الفرد من خالل العالقة التالية:
االستهالك الفعلي يف سنة معينة
متوسط استهالك الفرد =
عدد السكان يف تلك السنة
جتدر اإلشارة هنا إىل أن هذا التقدير يكون مفيدا بصفة خاصة يف حالة السلع الضرورية وشائعة
االستهالك.
▪ املروانت :وهي نوعان مرونة الطلب السعرية ومرونة الطلب الدخلية:
-مرونة الطلب السعرية :هي مقياس يقيس التغري النسيب يف الكمية املطلوبة من سلعة ما مقسوما
على التغري النسيب يف سعر تلك السلعة ،أي أهنا تقيس التغري يف درجة استجابة الكمية املطلوبة
من سلعة ما للتغري ىف سعر السلعة وحتسب وفق العالقة التالية:
𝑃 𝑄𝛥
= 𝒑𝑬 ∙
𝑄 𝑃𝛥
-مرونة الطلب الدخلية :هي التغري النسيب يف الكمية املطلوبة على التغري النسيب للدخل ،أي أهنا
تقيس التغري يف درجة استجابة الكمية املطلوبة من سلعة ما للتغري يف الدخل وحتسب وفق
العالقة التالية:
𝑌 𝑄𝛥
= 𝒓𝑬 ∙
𝑄 𝑌𝛥
82
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1صالح الدين حسن السيسي :األسس العلمية والعملية لدراسات اجلدوى وتقييم املشروعات ،مرجع سابق ،ص.53 .
83
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
.2خطة الرتويج:
الرتويج هو عملية اتصال (مباشرة أو غري مباشرة) موجه إىل العمالء املباشرين أو املستهلكني النهائيني ،كما
قد يكون موجها إىل مجاعات أخرى عامة خللق مناخ مالئم لتنمية وتدعيم املركز الرحبي للمشروع ،وتتضمن خطة
الرتويج ما يلي:
أ -حتديد أهداف الرتويج (هل لزايدة أو احملافظة على نصيب املشروع من سوق السلعة؟ أم خلق
أو حتسني الوعي بعالمة السلعة؟ أم خللق املناخ املالئم للمبيعات يف املستقبل؟ أم خلق ميزة
تنافسية؟ وملن سيوجه الرتويج؟ (القطاعات السوقية اليت يستهدفها الربانمج التسويقي).
ب -حتديد منافذ التوزيع (سواء كانت داخل اجملتمع أو خارجه) كما حتدد وسائل النقل املمكنة سواء
كانت برية أو حبرية أو جوية وذلك نظرا ملا هلا من أمهية كبرية يف تسويق السلعة فال شك أن عدم
وجود منافذ توزيع كافية لتصريف منتجات املشروع من املمكن أن تكون عائقا أمام إقامته وميكن
التفرقة يف هذا الصدد بني نوعني من منافذ التوزيع :منافذ مباشرة ( تسليم السلعة من املنتج إىل
املستهلك مباشرة) ومنافذ غري مباشرة ( وجود وسطاء أو وكالء ما بني املنتج واملوزع) وما هي طرق
الرتويج الواجب استخدامها؟ (البيع الشخصي – اإلعالن – تنشيط املبيعات) وما هو حمتوى
الرسالة الرتوجيية ،وما هي ميزانية الرتويج التقديرية؟.
.3خطة التوزيع:
قنوات التوزيع هي املسار الذي تتخذه السلعة لدى انتقال ملكيتها ،ويشمل كل الوكاالت اليت تلعب دورا
هاما يف بيع السلعة وتشمل خطة التوزيع :حتديد أهداف قنوات التوزيع وهل سيتبع أسلوب البيع املباشر؟ وما
هو نوع وعدد الوسطاء الواجب االستعانة هبم؟ وما هي املساعدات اليت سيقدمها املشروع ووسائل الرقابة اليت
سيمارسها عليهم؟ وما هو حجم اإلنفاق الواجب ختصيصه لتطوير ومراقبة قنوات التوزيع.
.4خطة األجور واحلوافز لرجال البيع:
وخطة األجور واحلوافز جيب أن توضح طريقة احتساب دخول مندويب البيع( :املرتب الثابت أو املرتب
ابلعمولة أو املرتب الثابت والعمولة معا أو احلساب اجلاري أو املكافآت التشجيعية؟).
املطلب الثاين :الدراسات الفنية للمشاريع االستثمارية
متثل دراسة اجلوانب الفنية احملور األساسي ألي دراسة جدوى وهي متثل نقطة البداية لتقديرات التكاليف
الرأمسالية واملصاريف واإلنتاج والعمالة واإلدارة واختيار املوقع املالئم للمشروع واختيار الطريقة املالئمة لإلنتاج،
وحتديد متطلبات املشروع من العناصر األساسية ومدى توافرها وتقدير العمر االقتصادي للمشروع ووصف
للمشروع وتقدير تكاليف املشروع وبرانمج التنفيذ وأتثريات املشروع على البيئة.
84
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
وهتدف الدراسة الفنية للمشروع إىل إثبات جدواه الفنية ،أي وجود املقومات األساسية لنجاحه من
الناحيتني التقنية واهلندسية ،وأن التكنولوجيا املختارة للمشروع هي األنسب واألمثل فنيا واقتصاداي لتحقيق أهداف
املشروع.
وتشمل دراسة اجلدوى الفنية العديد من النواحي التقنية واهلندسية وأمهها:
.1حتديد العمر االفرتاضي للمشروع :ونوضح هنا ما يلي
أ .يعرف العمر اإلنتاجي ألي أصل من األصول ابلقدرة على استمراره يف اإلنتاج بصرف النظر عن تكلفة
تشغيله وصيانته ،أي رحبية هذا اإلنتاج.
ب .ويعرف العمر االقتصادي ابلفرتة اليت ميكن فيها تشغيل املشروع بشكل اقتصادي مبعىن أن إيرادات
تشغيل املشروع أكرب من تكلفة تشغيله أي توجد رحبية من تشغيل هذا املشروع ،وابلتايل ال يوجد دافع
حملاولة إحالل هذا األصل أبصل آخر ،وتوجد ضرورة إلحالل أصول املشروع إذا كانت تكلفة صيانتها
أعلى من تكلفة إحالل األصل ،كما أن للتقدم الفين أثره أيضا يف إحالل األصول اجلديدة حمل أصول
القدمية حيث ميكن لألصول اجلديدة إنتاج نفس الكمية بتكلفة أقل أو إنتاج كمية أكرب بنفس التكلفة
أو إنتاج منتج جبودة أعلى ،وشراء أصل إنتاجي جديد أو استبدال أصل إنتاجي آبخر ينتج عنه تغريات يف
التدفقات النقدية ابإلضافة إىل أثره على اإلنفاق االستثماري.
كما أنه قد يرتتب على االستثمار يف أصول إنتاجية جديدة أو إحالل أصول إنتاجية أبخرى ،زايدة رأس
املال العامل ملقابلة أية تغريات يف الطاقة اإلنتاجية اجلديدة.
.2حتديد الطاقة اإلنتاجية للمشروع:
تعرف"الطاقة اإلنتاجية" أبهنا حجم أو عدد الوحدات اليت ميكن إنتاجها خالل فرتة زمنية معينة ،وهناك
1
مصطلحان يستخدمان يف حتديد الطاقة اإلنتاجية ومها:
أ .الطاقة اإلنتاجية االمسية القصوى :وهي الطاقة اإلنتاجية املمكنة فنيا ،وتتطابق غالبا مع الطاقة اإلنتاجية
التصميمية اليت يضمنها موردو اآلالت واملعدات حيث يعترب من الصعوبة الوصول إليها عمليا.
ب .الطاقة اإلنتاجية العادية املمكنة :وهي الطاقة اليت ميكن الوصول إليها يف ظروف العمل العادية بعد
األخذ يف االعتبار املعدات املركبة والظروف الفنية للمنشأة.
2
ومن الناحية النظرية والتقنية ميكن حتديد الطاقة اإلنتاجية على أساس العالقة التالية:
1
Hamdi.K : Analyse des projets et leur financement, Collection Entreprise, Alger , P.08.
Nieulau.M: Méthodes d’organisation et planification industrielle, Centre de universitaires, Paris,
2
2000, P.155.
85
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
𝑖𝐹
= 𝑖𝑃𝐶
𝑖𝑇
حيث 𝑖𝑃𝐶 الطاقة اإلنتاجية للمشروع ،و 𝑖𝐹 احلجم الساعي املتوفر سنواي يف الوحدة االنتاجية ،أما 𝑖𝑇
الوقت الالزم إلنتاج وحدة واحدة.
وانطالقا من هذه العالقة ميكن معرفة حجم طاقة اإلنتاج للمشروع ،وعليه جيب االهتمام اجليد هبذه املسائل
حىت ال تطرح مشكلة رفع وتطوير هذه الطاقات يف األمد القصري.
.3حتديد الطاقة واختيار عملية اإلنتاج واآلالت واملعدات:
يعترب اختيار التكنولوجيا املناسبة املدخل األساسي لدراسة اجلوانب الفنية حيث تتحدد مبوجبها
عمليات وطرق التشغيل ،ووسائل وآالت اإلنتاج وابلتايل إجراء التحليالت الفنية للمشروع (حجم العمالة،
املدخالت الصناعية ،املباين واملنشآت ..اخل) ويتم اختيار وحتديد االحتياجات من اآلالت واملعدات يف
دراسة اجلدوى على أساس الطاقة اإلنتاجية للمنشأة وتكنولوجيا اإلنتاج املختارة.
1
وعموما فان حتديد نوع التكنولوجيا املختارة يكون على أساس عدة اعتبارات أبرزها:
-العامل املادي والذي حيدد بدرجة كبرية اختيار التكنولوجيا ،فالتكنولوجيا املعقدة احلديثة تعترب
مكلفة ابملقارنة ابلتكنولوجيا املتوسطة والبسيطة.
-املواد األولية اليت يستخدمها املشروع ونشري هنا أن عملية اإلنتاج ترتكز على مواد أولية وعوامل
إنتاج حملية تستلزم تكنولوجيا معينة ،قد تكون أكثر مردودية من بديل آخر يعتمد على املواد
املستوردة واليت تعمل على ربط املؤسسة ابخلارج لفرتات غري حمددة وما يرتتب عن ذلك من
تبعية.
-فعالية التكنولوجيا ومدى استعماهلا من طرف املؤسسة األم نظرا لكون التكنولوجيا اجلديدة واليت
ما زالت يف بدايتها أي مل تنل التجربة الكافية عمليا قد تنطوي على أوجه قصور مل تكتشف
بعد.
.4اختيار املوقع:
متثل عملية اختيار وحتديد موقع املشروع من القرارات األساسية واملهمة يف الدراسة الفنية للمشروع،
فعدم اختيار املوقع املناسب للمشروع قد يكون عائقا كبريا أمام إقامته وقد يكون حىت سببا يف تكبد
خسائر ،وعليه فان عملية تقييم املواقع البديلة عملية ابلغة األمهية فقد يكون ملوقع ميزة القرب من األسواق
بينما يكون ملوقع آخر ميزة القرب من مصادر املواد األولية ،واملوقع اآلخر ميزة توفر اليد العاملة ،لذلك جيب
تقييم املواقع البديلة من مجيع النواحي حىت ميكن اختيار أفضلها.
1
ومن أهم العوامل املؤثرة يف حتديد املوقع املالئم للمشروع ما يلي:
1
Yachir.F : Analyse empirique des flux d’importation des techniques, Technologie et industrialisation en
Alger,198
86
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1عبد القادر حممد عطية ،مرجع سابق ،ص.104-102.
87
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
ه .مدى توافر األرض اليت يقام عليها املشروع أبسعار رمزية:
تقدم احلكومة األرض يف بعض احلاالت جماان أو أبسعار رمزية لتشجيع املشروعات على التوطن يف
بعض املناطق أو التخصص يف بعض اجملاالت.
.5احتياجات املشروع من املواد واملدخالت الصناعية:
تشمل املواد األولية املواد الصناعية الوسيطة املواد املساعدة (التعبئة والتغليف) اإلمدادات اخلدمات واملرافق
العامة ( الكهرابء واملاء والوقود) ،وعند حتديد احتياجات املشروع من املواد اخلام واملدخالت الصناعية يتعني تقدير
الكميات املطلوبة من كل نوع ،وحتديد أسعارها ومصادر احلصول عليها ،وكذلك وضع برانمج لإلمدادات هبدف
تقدير تكاليفها السنوية واليت بدورها متثل بندا أساسيا يف تقديرات اإلنتاج السنوي.
.6احتياجات القوى العاملة:
وذلك هبدف تقدير تكلفتها من انحية ،ومقارنة ما يلزم من عمال وموظفني مع هيكل القوى العاملة املتوافرة
يف منطقة املشروع من انحية أخرى ،حيث تسهل هذه املقارنة تقييم احتياجات التدريب لتأهيلها ويتم ختطيط
القوى العاملة يف كل قسم من أقسام املشروع مع حتديد االحتياجات من العمال واملوظفني وفقا للوظائف اآلتية:
العمال اإلنتاجية (مشرفون ،عمال مهرة ،عمال شبه مهرة ،وغري مهرة).
العمالة اخلدمية (عمال الصيانة ،النقل ،الرقابة وضبط اجلودة ،املوظفون ،مدراء ،إداريون ومسؤلو مبيعات،
املدراء).
يعتمد تقدير احتياجات املشروع من القوى العاملة على التكنولوجيا املختارة وابلتايل اآلالت واملعدات،
حيث تقدير العمالة اإلنتاجية املباشرة وفقا لعدد اآلالت واملعدات املستخدمة ،مث تقدر العمالة اخلدمية واإلشرافية
واإلدارية طبقا ملعايري خاصة لكل قطاع صناعي مع األخذ يف االعتبار مستوى املهارة واإلنتاجية للعمالة احمللية عند
استخدام هذه املعايري ،كما ميكن االستعانة مبوردي اآلالت واملعدات عند إجراء هذه التقديرات ..وجيب حتديد
مستوايت املهارة املطلوبة لكل قسم ،وكذلك يتعني التمييز بني التكاليف املتغرية والثابتة لألجور والرواتب ،وبني
القوى العاملة احمللية واألجنبية ،وعند حساب تكاليف األجور والرواتب جيب إضافة تكاليف البنود التالية:
اإلجازات السنوية واملرضية -التدريب – تكاليف الضمان االجتماعي واملزااي والرعاية الصحية – منح السكن
1
والتكاليف اليت ترتتب على التوظيف – الضرائب املفروضة على املرتبات.
.7تقدير العمر االقتصادي للمشروع:
تستلزم كل دراسات اجلدوى ضرورة تقدير العمر االقتصادي للمشروع ،ويتعني التفرقة بني العمر اإلنتاجي
(الفين) والعمر االقتصادي للمشروع أما عن العمر اإلنتاجي فهو يشري إىل تلك الفرتة اليت يستمر فيها املشروع
1
Djuatio.E : Management des Projets Technique d’évaluation: analyse choix et planification, Harmattan
innoval , Paris , France , 2004 , P.18
88
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
صاحلا لإلنتاج مع استمرار عملية الصيانة بغض النظر عن العائد االقتصادي الصايف احملقق منه وفيما يتعلق ابلعمر
االقتصادي فهو يشري إىل تلك الفرتة اليت يكون فيها تشغيل املشروع جمداي اقتصاداي.
وعموما ميكن القول أن العمر االقتصادي للمشروع ينتهي عندما يصبح من األوفر اقتصاداي
إحالل منتجات حديثة أو فنون إنتاجية متقدمة أو أصول جديدة حمل بدائلها القدمية املستخدمة يف
املشروع ويتأثر العمر االقتصادي للمشروع بعوامل كثرية منها معدل سرعة التغري يف التكنولوجيا السائدة،
ومدى استقرار البيئة االقتصادية العامة والبيئة السياسية احمليطة ابملشروع ومدى استقرار ممويل قطع الغيار
واألجزاء.
.8وصف املشروع :ويتضمن ما يلي
▪ أهم املنتجات الرئيسية والثانوية واملواصفات الفنية هلا؛
▪ الطاقة اإلنتاجية للمشروع من كل منتج؛
▪ املراحل الفنية اليت متر هبا العملية اإلنتاجية لكل منتج مع تقدمي وصف لكل منها؛
▪ إعداد الرسومات والتصميمات اهلندسية للمشروع.
.9التكاليف الرأمسالية للمشروع:
وتتمثل يف املبالغ اليت تستثمر يف أصول الزمة إلمتام العملية اإلنتاجية ملدة دورة إنتاجية على األقل وهي
1
تتكون من األيت:
أ .قيمة األرض شاملة تكلفة إعدادها وتسويتها:
حتدد مساحة األرض حسب التصميم املقرتح للمشروع ويعتمد سعر األرض على التسهيالت
واالمتيازات اليت متنحها الدولة يف املناطق الصناعية ،أو على أسعار السوق اخلاصة للعرض والطلب ،وجيب
إضافة كافة الرسوم واملصاريف املرتتبة على شراء وتسجيل األرض أو نقل ملكيتها ،كما جيب إضافة كافة
تكلفة متهيد األرض وتسويتها وتعبيد الطريق إليها وزراعتها وإدخال نظام الصرف الصحي ،وكل هذه
األعمال تعتمد على احلالة اليت توجد عليها األرض عند شرائها.
ب .تكلفة املباين واإلنشاءات:
جيب إعداد تقديرات لتكاليف األعمال املدنية واملباين مع مراعاة طبيعة املوقع والظروف احمليطة به،
والتكنولوجيا واملعدات املختارة وتنقسم املباين واإلنشاءات املدنية إىل :مباين املصنع الرئيسية ،املباين املساعدة
( الصيانة ،املخترب ،غرف اآلالت املساعدة) ،املخازن واملستودعات لإلمداد واملنتجات وقطع الغيار ،مباين
اإلدارة ،املباين السكنية للعاملني.
حمـمد أمين عبد اللطيف عشوش :األصول العلمية لدراسة جدوى مشاريع االستثمار ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،مصر. 2000 ،ص.55. 1
89
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1عبد املطلب عبد احلميد :دراسات اجلدوى االقتصادية و اختاذ القرارات االستثمارية ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،مصر .2004 ،ص.63.
90
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
أما الطريقة الثانية :فهي التنبؤ بتكاليف التشغيل بصورة إمجالية وذلك ابالعتماد على التكاليف التارخيية
للمؤسسات املماثلة للمشروع حمل التقومي ،وتصلح هذه الطريقة يف احلالة اليت ينتج فيها املشروع سلعة قائمة من
قبل ،ويالحظ يف هذا الصدد أن تكاليف التشغيل تتحدد بعاملني أساسني :أوهلما هو حجم اإلنتاج ،واثنيهما
أسعار املدخالت.
.11استكمال صياغة البياانت:
ويتم ذلك ابلشكل املطلوب إلجراء دراسات اجلدوى الفنية وخاصة يف اجملاالت التالية:
أ .األساليب الفنية البديلة ومزااي وعيوب كل منها؛
ب .حتيد املواصفات الفنية الالزم توافرها؛
ج .إمكانية تطويع األساليب الفنية.
أ .األساليب الفنية البديلة ومزااي وعيوب كل منها:
ويتم يف هذه املرحلة التأكد من توافر البياانت التالية :توصيف تفصيلي لكل بديل من البدائل ،دراسة
ملزااي وعيوب كل بديل واملشاكل الفنية اليت واجهته أو حيتمل أن تواجهه يف مرحلة التشغيل ،مصادر احلصول
على األساليب الفنية وأسلوب وشروط احلصول عليها وعلى املعرفة الفنية املرتبطة هبا ،األحجام اليت ميكن
التعامل هبا مع كل أسلوب ،التكلفة املالية املرتبطة بكل نوع يف مرحليت اإلنشاء والتشغيل.
ب .حتديد املواصفات الفنية الالزم توافرها:
ويعين ذلك أن يتم وضع املواصفات اليت جيب توافرها يف األسلوب الفين حىت ميكن استخدامه ،ويتم
وضع هذه املواصفات اعتمادا على اخلربة الطويلة للفنيني واملشاكل اليت واجهوها حمليا وإملامهم إبمكانيات
وظروف التشغيل احمللي وذلك على ضوء مواصفات ودرجة جودة املنتج املقرتح ،ظروف التنمية االقتصادية
األساليب الفنية املستخدمة يف االقتصاد القومي ،التوازن الداخلي للعمليات اإلنتاجية ،التكامل الفين مع
املشروعات األخرى.
ج .إمكانية تطويع األساليب الفنية:
لقد صممت معظم األساليب الفنية لتطبيق يف اقتصادايت خمتلفة عن اقتصادايت الدول النامية،
وميكن يف كثري من احلاالت تطويع هذه األساليب لكي تتماشى مع خصوصيات االقتصادايت الوطنية.
.12جدول تنفيذ املشروع:
ويعترب من اجلوانب األساسية يف الدراسة الفنية ،حيث جيب إعداد جدول واقعي يبني اخلطوات
املختلفة لتنفيذ ،والفرتة الزمنية اليت تستغرقها كل خطوة منها ويشمل ذلك:
أ -حتديد اخلطوات املختلفة لتنفيذ بدءا من اختاذ قرار االستثمار وحىت البدء ابلتشغيل األوىل؛
ب -توضيح الربانم ج الزمين الذي يربط اخلطوات املختلفة يف إطار منط منسجم لألنشطة املتداخلة يف بعضها
البعض ،وجيب هتيئة مباين املصنع واملباين امللحقة به واملرافق األساسية يف الوقت املناسب لرتكيب
91
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
اآلالت واملعدات ،وتوفري القوى العاملة املدربة لتشغيل املصنع عند اكتماله ،ابإلضافة إىل توفري
مستلزمات اإلنتاج األساسية والثانوية وابلقدر الالزم ،ويف الوقت املناسب للبدء يف التشغيل التجرييب.
.13مشاكل التشغيل:
تواجه املشروعات قبل وخالل تشغيلها عدة مشاكل نوجزها فيما يلي:
أ .مشاكل تسويقية نتيجة لقصور يف نظام التسويق؛
ب .مشاكل فنية تتعلق ابلتخطيط ونقل التكنولوجيا واآلالت واملعدات وتشغيلها؛
ج .مشاكل إدارية بسبب عدم كفاءة إدارة املشروع؛
وحيث إننا بصدد دراسة اجلوانب الفنية للمشروعات ،فإننا سوف نتناول فيما يلي وبصورة موجزة
مشاكل التشغيل الفنية.
.1مشاكل ما قبل التشغيل:
إن كثريُا من مشاكل التشغيل ترجع أساسا إىل مرحلة التخطيط والتنفيذ ،حبيث تؤثر سلبا على أداء
1
املشروع مما ينعكس على رحبيته وموقفه املايل وفيما يلي يغض هذه املشاكل:
أ .عدم الدقة يف دراسة اجلدوى:
وخاصة عند اختيار البدائل لألسباب اآلتية:
▪ الرتكيز على النواحي املالية أي أن اختيار البديل يتم على أساس االعتمادات املالية املتاحة بدال عن
البديل الذي حيقق أهداف املشروع؛
▪ الرتكيز على اجلوانب الفنية واالقتصادية وإمهال النواحي اإلدارية ،واالجتماعية ،والثقافية والبيئية؛
▪ عدم واقعية تقديرات تكاليف االستثمار.
ب .األخطاء التصميمية :وذلك يف النواحي اآلتية
▪ تصميم املشروع ال يتماشى مع احتياجات الظروف احمللية؛
▪ عدم دقة املواصفات الفنية أو عدم اختيار املوقع املناسب؛
▪ عدم وجود التفاصيل الكافية لتصميمات املشروع ،مما يتطلب إجراء تعديالت كثرية يف املراحل
الالحقة؛
▪ عدم وجود ختطيطات بديلة ملواجهة الطوارئ أو التأخري يف التنفيذ؛
▪ إمهال توفري االعتمادات ملواجهة التضخم ،وارتفاع األسعار ومستوى الرواتب واألجور ،واليت تؤثر
على تكاليف املشروع اإلمجالية.
ج .عدم كفاءة التنفيذ :مما يؤدي إىل إطالة مدة التنفيذ وابلتايل حتميل املشروع تكاليف إضافية غري
متوقعة ،وذلك لألسباب التالية:
1صالح الدين حسن السيسي :األسس العلمية والعملية لدراسات اجلدوى وتقييم املشروعات ،مرجع سابق ،ص.69.
92
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
93
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
املشروع على الوفاء ابلتزاماته عرب العمر اإلنتاجي له ،وقدرته على اسرتداد تكلفة االستثمارات خالل فرتة اسرتداد
مقبولة ،وحتقيق التوازن بني االحتياجات املالية الالزمة ومصادر احلصول عليها.
1
وتتناول الدراسة املالية النواحي التالية:
أوال :دراسة اهليكل املايل للمشروع
.1حتليل اهليكل التمويلي للمشروع؛
.2حتديد تكلفة األموال؛
.3حتديد نسب السيولة واجلدارة االئتمانية؛
.4مراحل دراسات اجلدوى املالية.
اثنيا :تقدير اإليرادات والتكاليف املتوقعة للمشروع
.4مراحل دراسات اجلدوى املالية :ومتر دراسات اجلدوى املالية بعدة مراحل على النحو التايل:
أوال :إعداد القوائم املالية.
اثنية :اختيار املعايري املالئمة للتطبيق.
اثلثا :تطبيق املعايري وإعداد التوصيات.
املبحث الثالث :دراسة اجلدوى من وجهة نظر الرحبية الوطنية ومن املنظور اإلسالمي
إن التمييز بني الرحبية التجارية اخلاصة والرحبية االقتصادية العامة يعود أساسا إىل التمييز يف مفهوم الرحبية بني
املصلحة الفردية (الذاتية) واملنفعة اجلماعية (العامة) ،حيث تربز يف الذاتية الرحبية التجارية (اخلاصة) ويف اجلماعية
الرحبية العامة (الوطنية) ،من خالل هذا املبحث سوف حناول التطرق بشيء من التفصيل لدراسة اجلدوى من
وجهة نظر الرحبية الوطنية وكذا دراسة اجلدوى من املنظور اإلسالمي واليت أصبحت مطلبا ملحا نظرا للتطور الكبري
الذي عرفته صيغ التمويل اإلسالمي.
املطلب األول :دراسة اجلدوى من وجهة نظر الرحبية الوطنية
هتدف دراسة اجلدوى االقتصادية إىل حتليل الكفاءة اإلنتاجية للمشروع بعيدا عن أي تدخالت خارجية قد
حتد من مقدرته على رفع مستوى رحبيته إىل املستوى احملتمل ،أو قد تعينه على االستمرار رغم اخنفاض مستوى
أدائه وحىت ميكن حتقيق هذا اهلدف يتعني استخدام ما يسمى ابألسعار االقتصادية يف تقومي رحبية املشروع بدال من
األسعار السوقية اليت تستخدمها دراسة اجلدوى املالية.
أوال :خطوات دراسة اجلدوى الوطنية
إن من أهم خطوات دراسة اجلدوى االقتصادية ما يلي:
1حمـمد عثمان إمساعيل محيد :أساسيات دراسة اجلدوى االقتصادية و قياس خماطر االستثمار ،دار النهضة العربية ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،مصر .1988 ،ص.77.
94
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
1زهية حوري :تقييم املشروعات يف الدول النامية ابستخدام طريقة اآلاثر ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،حتت إشراف :د .حمـمد سحنون ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة منتوري،
قسنطينة ،اجلزائر ،سبتمرب .2007ص.89.
95
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
من انحية أخرى قد يرتتب على إقامة بعض املشروعات حدوث منافع خارجية ألفراد آخرين دون أن يدفعوا
مقابال نقداي عن هذه املنافع ألصحاب املشروعات وتعترب هذه منافع اجتماعية إضافية ال تنعكس أاثرها يف
األسعار السوقية للمنتجات.
.3التضخم النقدي :إذا قامت احلكومة إبصدارات نقدية جديدة ومتتالية لتغطية العجز املستمر يف ميزانيتها
دون أن يصاحب ذلك زايدة بنفس النسبة يف الناتج احلقيقي من خمتلف السلع واخلدمات فإن هذا من شأنه أن
يؤدي الرتفاع متواصل يف أسعار السلع واخلدمات ،ومثل هذا االرتفاع املستمر يف األسعار يرتتب عليه زايدة يف
رحبية املشروعات دون أن يكون ذلك راجعا لتحسن حقيقي يف أدائها ،ومن مث فإن حتركات األسعار السوقية
ضمن موجات التضخم النقدي ال تعكس تغريات املنفعة احلقيقية أو التكلفة احلقيقية ألفراد اجملتمع ،وابلتايل
فهي تنحرف عن األسعار االقتصادية احلقيقية ابملفهوم الذي عرفناه سابقا .ويالحظ يف هذا الصدد أنه حىت إذا
ارتفعت أسعار خدمات عناصر اإلنتاج بنفس نسبة الزايدة يف أسعار منتجات املشروع فإن صايف عائد املشروع
سوف يزداد بنفس معدل التضخم وإذا أردان احلصول على الربح احلقيقي يتعني قسمة الربح النقدي على الرقم
القياسي لألسعار.
نلخص مما سبق إىل أن األسعار السوقية يف ظل موجات التضخم النقدي ال تعرب عن األسعار االقتصادية
ابملفهوم احلقيقي ،ولعزل أثر التضخم هناك طريقتان :األوىل أن حنصل أوال على صايف العائد احلقيقي مث ختصمه
بسعر الفائدة احلقيقي أو ما يقوم مقامه حيث :سعر الفائدة احلقيقي = سعر الفائدة االمسي – معدل التضخم .
والثانية هو أن نستخدم صايف العائد النقدي ابألسعار اجلارية وخنصمه ابستخدام سعر الفائدة األمسى
حيث :سعر الفائدة االمسي = سعر الفائدة احلقيقي +معدل التضخم.
.4الفرق بني دراسات اجلدوى التجارية واالقتصادية:
قد يكون من املفيد هنا أن نركز على أهم الفروق بني دراسات اجلدوى التجارية ودراسات اجلدوى
1
االقتصادية وذلك فيما يلي:
أ -تتم دراسات اجلدوى التجارية من وجهة نظر املستثمر وعلى مستوى املشروع ،وهتدف إىل قياس
قدرة املشروع على اسرتداد االستثمارات ،وحتقيق معدل عائد مناسب ،بينما تتم دراسات اجلدوى
االقتصادية من وجهة نظر اجملتمع ،وهتدف إىل قياس مدى مسامهته يف حتقيق أهداف التنمية
االقتصادية واالجتماعية؛
ب -يتم يف دراسات اجلدوى التجارية قياس وتقدير اآلاثر املباشرة املرتبطة ابملشروع ،بينما هتتم دراسات
اجلدوى االقتصادية بقياس وتقدير اآلاثر الكلية للمشروع على االقتصاد القومي سواء كانت مباشرة
أم غري مباشرة؛
96
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
ج -عند تقدير اإليرادات والتكاليف املختلفة فإن دراسات اجلدوى املالية تستخدم أسعار السوق ألهنا
من وجهة نظرها تعكس التكلفة أو اإليراد الذي سيحصل عليه أو يتحمله املستثمر ،غري أن
دراسات اجلدوى االقتصادية ترى أن سعر السوق ال يعكس التكلفة أو املنفعة احلقيقية املوازية
للتضحية أو العائد الذي حيصل عليه اجملتمع؛ ولذلك تتجه إىل استخدام أسعار أخرى تعكس
القيمة االقتصادية للتكاليف واملنافع وهي األسعار االجتماعية؛
د -لتحقيق التجانس وأخذ تكلفة رأس املال يف احلسبان تعتمد دراسات اجلدوى التجارية على
استخدام سعر الفائدة التجاري كأساس للخصم أو مثن لرأس املال ،إال أنه من وجهة نظر االقتصاد
القومي ال يعكس سعر الفائدة التجاري السلم التفصيلي للمجتمع يف احلاضر واملستقبل األمر الذي
يتطلب استبداله بسعر خصم اجتماعي؛
ه -ال هتتم دراسات اجلدوى التجارية بشكل كبري بقياس اآلاثر اخلارجية للمشروع ،بينما هتتم دراسات
اجلدوى االقتصادية بقياسها يف مرحلة اإلنتاج أو التوزيع أو االستهالك؛
و -تستخدم دراسات اجلدوى التجارية وحدات النقد ابعتبارها معيارا للقيمة يعكس األسعار املتوقعة
دون أن توجه أي اهتمام إىل التوازن اإلقليمي أو إعادة توزيع الدخول ،بينما تسعى دراسات
اجلدوى االقتصادية إىل استخدام أوزان ترجيحية تعكس أهداف اجملتمع يف هذه الناحية؛
ز -تقتصر اهتمامات دراسات اجلدوى التجارية على عناصر التكاليف واإليرادات على مستوى
املشروع ،بينما تتسع اهتمامات دراسات اجلدوى االقتصادية لتشمل دراسة أثر املشروع على املوازين
الوطنية.
اثنيا :مراحل دراسات اجلدوى الوطنية
ومتر دراسات اجلدوى االقتصادية مبرحلتني مها :استكمال البياانت الالزمة ،وإعادة ترتيبها وتبويبها
.1استكمال البياانت الالزمة:
1
ومتثل البياانت التالية أهم البياانت اليت يتم استكماهلا أو حساهبا:
أ .القيمة املضافة للمشروع:
حيتل هدف زايدة الدخل الوطين أمهية كبرية يف أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية سواء يف
الدول املتقدمة أو النامية ،ومتثل القيمة املضافة اليت حتققها املشروعات األساس يف حساابت الناتج الوطين
اإلمجايل ،وابلتايل فإن زايدة عدد املشروعات وزايدة القيمة املضافة اليت حيققها كل مشروع تؤدي إىل زايدة
الدخل الوطين ،ومتثل القيمة املضافة الفرق بني قيمة اإلنتاج املتوقع سنواي هلذا املشروع وقيمة حصل عليه
اجملتمع نتيجة ختصيصه بعض موارده ،ويتدفق هذا الفرق يف شكل دخول حيصل أفراد اجملتمع فيحصل
عبد القادر حمـمد عبد القادر عطية :دراسات اجلدوى التجارية و االقتصادية و االجتماعية مع مشروعات ،BOTالدار اجلامعية ،الطبعة الثالثة ،اإلسكندرية ،مصر، 1
.2011ص.99.
97
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
العاملون على األجور ،وحيصل املنظمون وأصحاب رأس املال على أرابح وحيصل املالك على ريع وحيصل
أصحاب القروض على فائدة وحتصل الدولة على الضرائب على أن ما يتم إنتاجه وبيعه يؤدي إىل نقص يف
قيمة األصول اليت تقوم هبذا اإلنتاج ،ومن هنا فإنه إذا ما مت ختفيض القيمة املضافة بقيمة االهتالك السنوي
فإننا حنصل على (صايف القيمة املضافة).
كذلك فإن جزءا من القيمة املضافة للمشروع قد يتجه للخارج إما يف شكل حتويالت جلزء من
أجور العاملني األجانب أو حتويالت ألرابح رؤوس األموال األجنبية املشاركة أو املقرتضة ،وإذا ما مت
ختفيض القيمة املضافة هبذه التحويالت فإننا نصل إىل (القيمة املضافة الوطنية الصافية) ،وهكذا ميكن
قياس أثر املشروع على الدخل القومي من خالل قياس القيمة املضافة هلذا املشروع.
ب .التوازن اإلقليمي وإعادة توزيع الدخل:
كثريا ما جند أن متوسط الدخل لفرد وما يعكسه من مستوى معيشة وخدمات يف منطقة معينة
أو إقليم معني من أقاليم الدولة أقل أو أكثر من املتوسط العام لسكان الدولة ،وقد يؤدي استمرار ذلك إىل
وجود فجوة حضارية بني املناطق األقل تقدما واملناطق األخرى ،كما يدفع إىل اهلجرة املكثفة من هذه
املناطق على مناطق أو مدن أخرى وما يرتبط بذلك من مشاكل النمو احلضري ،ويصبح هدفا من أهداف
التنمية االقتصادية واالجتماعية أن تعمل على إعادة التوازن النسيب بني اجلهات واألقاليم املختلفة ،ويتم
عادة من خالل إعادة توطني بعض املشروعات أو إجياد عوامل جذب للمستثمرين يف هذه املناطق.
ج .األثر على ميزان املدفوعات:
يعرب ميزان املدفوعات عن احلقوق والديون الناشئة بني بلد معني واخلارج نتيجة للمعامالت
الدولية مقومة ابلنقد واملستحقة الدفع خالل فرتة زمنية اصطلح على حتديدها بسنة .ويسعى االقتصاد
الوطين ضمن أهدافه الرئيسة إىل حتقيق التوازن أو ختفيض العجز يف ميزان املدفوعات؛ لذلك تلقي
املشروعات اليت حتقق فائض تصدير أو إحالل حمل واردات أمهية كبرية يف اقتصادايت الدول النامية .ويرتك
املشروع آاثره املباشرة على النقد األجنيب من خالل استرياده لبعض املكوانت االستثمارية ،وكذلك بعض
اخلامات ومستلزمات اإلنتاج ،ومن خالل تصديره الكلي أو اجلزئي للمنتجات ،كما يرتك آاثرا غري مباشرة
من خالل إنتاج املشروع ملنتجات حتل حمل الواردات أو من خالل ختفيض بعض اخلامات ومستلزمات
اإلنتاج اليت كانت تصدر للخارج وسيتم استخدامها ابملشروع.
د .تنمية املوارد البشرية وفرص العمل:
وختتلف أولوية هذا اهلدف على املستوى الوطين ابختالف حجم املوارد البشرية املتاحة ومستوى
املهارات العملية والفنية للقوى القادرة على العمل والراغبة فيه وكذلك الطلب عليها ،فكلما يؤدي تنفيذ
املشروع إىل إجياد فرص عمل جديدة فإنه يتأثر بعض القوى العاملة ونوعيتها.
98
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
ويف جمال حتديد أثر املشروع على فرص العمل البد أن نفرق بني العمالة املباشرة واليت متثل فرص
العمل املرتتبة على املشروع واملرتبطة به ،والعمالة غري املباشرة ويعتمد تقدير العمالة املباشرة على حجم اإلنتاج
املتوقع ،حجم الطاقة اإلنتاجية خدمات اإلنتاج ،أما العمالة غري املباشرة فهي متثل فرص العمل اليت يرتبها
قيام املشروع ابلنسبة للمشروعات األخرى اليت ترتبط عملياهتا اإلنتاجية بنشاطه سواء يف جمال الصناعات أو
القطاعات املغذية للمشروع ابملواد ومستلزمات اإلنتاج أو املستخدمة ملنتجاته أو اليت تقوم بتقدمي اخلدمات
له أو للعاملني به.
ه .اآلاثر غري املباشرة للمشروع:
املشروع هو وحدة إنتاجية يف حميط املشروعات األخرى يؤثر فيها ويتأثر هبا ،وهتتم دراسات اجلدوى
االقتصادية بقياس هذه اآلاثر فقيام مشروع يف منطقة ما قد يؤدي إىل وجود آاثر غري مباشرة خلفية تتمثل
يف اعتماد املشروع على مشروعا ت أخرى يف توفري اخلدمات ومستلزمات اإلنتاج وهي متثل اآلاثر املرتتبة
واملرتبطة ابملشروع املقرتح إال أن هذه اآلاثر األولية اخللفية قد ترتب آاثرا أخرى اثنوية تتمثل يف حاجة
املشروعات اليت ستوفر اخلامات واملستلزمات إىل مشروعات أخرى أو توسعات أخرى أو تسمح ابستخدام
طاقات عاطلة أخرى مل تكن مستخدمة وابملثل قد يؤدي قيام املشروع املقرتح إىل وجود آاثر غري مباشرة
أمامية فيتم إنشاء مشروع أو مشروعات تستخدم منتجات هذا املشروع كسلع وسيطة يف عملياهتا اإلنتاجية،
أو أن يتم التوسع يف مشروعات قائمة أو استخدام طاقات عاطلة هبا وهو ما ميثل آاثرا أمامية أولية ،كما أن
هذه املشروعات أو التوسعات أو استخدام الطاقات العاطلة قد يؤدي إىل ضرورة إنشاء طاقات إنتاجية
أخرى أو التوسع يف طاقات قائمة ،ويصبح على فريق دراسات اجلدوى حتديد هذه اآلاثر األمامية واخللفية،
وحتديد مدى ارتباط املشروع هبذه اآل اثر وتقديرها وإضافتها إىل النفقات أو املنافع اخلاصة ابملشروع وفقا
لطبيعتها.
و .اآلاثر اخلارجية للمشروع:
قد يؤدي قيام املشروع إىل آاثر خارجية بعضها يضيف منافع للمشروعات احمليطة أو البيئة احمليطة،
وبعضها يضيف أعباء وتكاليف اجتماعية ،فمن اآلاثر االجيابية جند أن قيام مشروع يف منطقة ما قد يؤدي
إىل ختفيض تكلفة النقل ملشروعات جماورة كانت تعتمد يف توفري احتياجاهتا من اخلامات ومستلزمات اإلنتاج
على إنتاج مشروعات أخرى على مسافات بعيدة ،وقد يؤدي قيام هذا املشروع وما يتضمنه من استثمارات
هيكلية إىل إنشاء طريق ممهد أو إقامة كوبري يفيد املشروعات األخرى وخيفض تكلفة النقل هلا أو يؤدي إىل
عمر إنتاجي أطول لوسائل النقل ،ولكن قد يكون للمشروع املقرتح آاثر خارجية سالبة تضيف أعباء
وتكاليف مثل ارتفاع التكلفة السنوية لتشغيل مشروع آخر لو كان املشروعان يستخدمان عنصر إنتاج واحد
حمدود الكمية ومبا يؤدي إىل ارتفاع أسعاره ،أيضا يف حالة املشروعات امللوثة للبيئة نتيجة انتشار األدخنة أو
تسرب املخلفات إىل مصادر املياه وما يرتبط بذلك من زايدة التكاليف ملكافحة هذا التلوث أو لعالج
99
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
املواطنني وغريها من اآلاثر اليت جيب تقديرها وإضافتها إىل اإليرادات أو التكاليف وفقا لطبيعتها وآاثرها على
اجملتمع.
.2إعادة ترتيب وتبويب البياانت:
بعد انتهاء اخلطوات السابقة يكون قد جتمع أمام فريق دراسات اجلدوى جمموعة كبرية من البياانت
منها بياانت دراسات اجلدوى املالية وما مت استكماله من بياانت الحقة ،وألن هذه البياانت البد أن تعرب
عن وجهة نظر االقتصاد الوطين فإن أوىل مراحل معاجلتها هو إعادة تبويبها وترتيبها على هذا األساس،
1
وتطبيق األسعار االجتماعية بدال من أسعار السوق على ما مت مجعه من بياانت.
ينتج املشروع منتجات متعددة من السلع واخلدمات يتجه بعضها إىل التصدير كما يتجه البعض
اآلخر إىل السوق املايل لإلحالل حمل الواردات كأداة إلشباع الطلب على منتجات مل تكن تشبع مبعدالت
أقل ،ومتثل أسعار املنتجات أهم املتغريات يف تقدير اإليراد الكلي للمشروع ،ونظرا لتعدد املنتجات تتعدد
2
أساليب تسعريها اقتصاداي على النحو التايل:
أ -املنتجات اليت تدخل يف التجارة الدولية كصادرات :تستخدم األسعار العاملية للتصدير ،ومع
األخذ يف االعتبار الفروق األساسية يف اجلودة واالسم التجاري بني املنتج احمللي واملنتج اخلارجي،
كما تستخدم ال تكلفة لالسترياد يف تسعري املنتجات اليت حتل حمل الواردات حيث متثل األسعار اليت
كان سيتحملها االقتصاد الوطين لو مل يتم اإلنتاج.
ب -املنتجات اليت ال تدخل التجارة الدولية :يستخدم يف تسعريها
▪ أسعار السوق احمللي بعد أن يستبعد منها الضرائب واإلعاانت والرسوم بكافة أنواعها وبذلك يتم
تعديلها لتعكس القيمة االقتصادية؛
▪ أسعار املنتج الذي كان سيستخدمه اجملتمع لو مل يتم إنتاج املشروع؛
▪ التكلفة االجتماعية حمسوبة على أساس األسعار االجتماعية لعناصر اإلنتاج مع إضافة هامش
ربح له عالقة مبعدل النمو املستهدف للدخل الوطين.
املطلب الثاين :دراسات اجلدوى من منظور إسالمي
من أهم األسباب اليت تدعو املستثمر إىل دراسة اجلدوى وتقييم املشروع االستثماري هو الرغبة يف
االطمئنان على فرص جناح املشروع والتعرف على مدى املخاطرة واحتماالت تعرض أمواله املستثمرة للخسارة
وبذلك يشكل هدف محاية األموال املستثمرة واحملافظة عليها أحد األسباب املوجبة لدراسات اجلدوى وتقييم
االستثمار .ويعترب هذا اهلدف أساسياً ابلنسبة للتقييم من املنظور اإلسالمي فاملستثمر (يف اإلسالم) ليس أقل
حرصاً على محاية أمواله من املستثمرين اآلخرين .بل أن هدف محاية وصون األموال أصالً من األصول اإلسالمية
1مـحمد عبد العزيز :اجلدوى االقتصادية للمشروعات االستثمارية وقياس الرحبية التجارية والقومية ،مكتبة اإلشعاع الفنية ،اإلسكندرية ،مصر.2005 ،ص.102.
2املرجع نفسه ،ص.104.
100
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
اخلمسة اليت تدور حوهلا جممل أحكام الشريعة اإلسالمية السمحة (حفظ الدين والنفس والعقل والنسل واملال) وال
تقتصر أحكام الشريعة على جمرد حفظ املال من الضياع أو السرقة أو اإلسراف والتبذير بل تعدت ذلك إىل حفظ
املال عن طريق تنميته ،وصيانة طرق كسبه وإنفاقه ،وبذلك فإن على املشروع االستثماري أن خيضع للمعايري
والضوابط الشرعية أوالً قبل أن خيضع ملعايري الرحبية املالية أو غريها من املعايري اليت جيب أن تستند بدورها إىل األطر
الشرعية اليت حتكم هذا املوضوع.
أوال :مفهوم دراسة اجلدوى من منظور إسالمي
ينظر لدراسة اجلدوى يف املنظور اإلسالمي على أهنا جمموعة من الدراسات اليت يتم إعدادها للحكم على
صالحية أو تقومي مشروع استثماري من عدة جوانب قانونية وتسويقية وفنية ومتويلية واقتصادية واجتماعية،
والوقوف على العوائد والتكاليف املتوقعة يف ضوء األهداف املرجوة خالل العمر االفرتاضي للمشروع ،ويف إطار
1
املقاصد واألحكام واألولوايت الشرعية.
اثنيا :مىت يكسب املشروع الصفة اإلسالمية؟
2
يكسب املشروع االستثماري الصفة اإلسالمية إذا توفرت فيه الصفات التالية:
أ -مشروعية النشاط االقتصادي الذي يزاوله املشروع ،وفقا ألحكام الشريعة اإلسالمية ،حبيث اليكون
االستثمار يف نشاط ال يتوافق مع مبادئ الشريعة اإلسالمية؛
ب -عدم تطبيق املشروع اإلسالمي ألية صيغ أو معامالت تتضمن الفوائد الربوية سواء يف ذلك احلصول على
دخول مشوبة ابلراب أو دفع مبالغ ربوية إىل الغري الن ذلك يعترب إقرارا بصحة املعامالت الربوية بشكل
ضمين ،وهو ما حترمه الشريعة اإلسالمية؛
ج -التزام املشروع االستثماري بتعاليم اإلسالم عند اختيار املوقع الذي يقام عليه حبيث ال يكون املوقع يسبب
أضرار للمواطنني ،أو عند ختطيط املشروع وحتديد منط اإلنتاج والتكنولوجيا املستخدمة؛
د -إتباع أسس وتعاليم اإلسالم يف السياسات اإلدارية اليت يزاوهلا املشروع مثل سياسات اختيار األيدي
العاملة وسياسات األجور وسياسات األسعار واإلنتاج وسياسات البيع والتسويق ،والتمويل واحلوافز،
واالهتمام ابلعالقات اإلنسانية وخدمة اجملتمع؛
ه -تطبيق صيغ االستثمار املتعارف عليها طبقا ألحكام الشريعة اإلسالمية مثل املشاركة واملضاربة واملراحبة
والتمويل االجياري ،والقرض احلسن ،والبيوع العاجلة واآلجلة...اخل.
و -االهتمام ابألبعاد االجتماعية للنشاط االستثماري من حيث إنتاج السلع واخلدمات االجتماعية اليت ترتفع
رحبيتها االجتماعية مع اخنفاض رحبيتها املالية أو التجارية البحتة.
1أشرف حمـمد دوابه :حنو دراسة جدوى إسالمية للمشروع ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والرتمجة ،الطبعة األوىل ،القاهرة ،مصر ،2008 ،ص.15.
2محدي عبد العظيم :دراسات اجلدوى االقتصادية يف البنك اإلسالمي ،املعهد العاملي للفكر اإلسالمي ،الطبعة األوىل ،القاهرة ،1996 ،ص.32.
101
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
ز -االلتزام ابألولوايت اإلسالمية عند اختاذ القرارات االستثمارية وفقا لضوابط املصلحة اإلسالمية سواء على
مستوى املشروع أو على املستوى الوطين .إذ يقدم االستثمار فيما هو ضروري على االستثمار فيما هو
من الكماليات ...اخل.
جتدر اإلشارة إىل أ نه ملا كانت القوانني الوضعية والشرائع السماوية تستهدف مجيعها صالح الفرد واجملتمع
وعدم إنفاق املال يف غري منفعة ومحاية املوارد االقتصادية للمشاريع واالقتصاد الوطين فان تلك القوانني والشرائع تقر
دراسات اجلدوى االقتصادية ،وجتد فيها أداة هامة يف تنفيذ القاعدة الشرعية (الضرر وال ضرار) ،وأن الضرر
األدىن ميكن احتماله لدفع الضرر األعلى ،ومن مث فان ما ينفق من أموال على إعداد دراسات اجلدوى االقتصادية
للمشاريع اليت تثبت الدراسات عدم جدوى تنفيذها ميكن حتمله ،جتنبا خلسائر كبرية يف حالة تنفيذ املشروعات
دون دراسة.
وإذا كان األمر كذلك فإن إعداد الدراسات االقتصادية ملشاريع ذات طابع إسالمي ،أو مشاريع تتبع
أساليب وصيغ االستثمار اإلسالمية جيب أن يكون متفردا عن إعداد الدراسات االقتصادية اليت يتم إجراؤها
ملشاريع تقليدية ال تطبق األساليب والصيغ اإلسالمية يف االستثمار أو بعبارة أخرى ،فإنه جيب إعداد دراسات
جدوى اقتصادية من منظور إسالمي.
102
الفصل الثاين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسات اجلدوى للمشاريع االستثمارية
خالصة:
تعد دراسات جدوى االستثمار عنواان لدراسات عديدة ،بعضها يرتبط بدائرة املعارف االجتماعية مثل
دراسات اجلدوى القانونية و دراسات اجلدوى التسويقية ،ودراسة اجلدوى االقتصادية والبعض اآلخر يرتبط بدائرة
املعارف التطبيقية مثل دراسة اجلدوى الفنية واهلندسية للمشاريع االستثمارية.
هتدف دراسات اجلدوى بصفه أساسية إىل حتديد صالحية املشروع من عده جوانب قانونية وتسويقية و فنية
ومالية واجتماعية .فدراسة اجلدوى إذا حبث موسع لكافه جوانب وأاثر االستثمار مت توجيه هذا البحث إىل خدمة
املستثمر اخلاص أو العام ،وتعتمد هذه الدراسة على جمموعه من األسس العلمية املستمدة من علوم االقتصاد
واإلدارة واحملاسبة وحبوث العمليات واليت تستخدم يف جتميع البياانت ودراستها وحتليلها هبدف تقييم املشاريع
االستثمارية.
وتتضمن دراسة جدوى املشاريع االستثمارية عدد من املراحل املتتابعة اليت ميكن إجيازها يف:
▪ ظهور فكره استثمارية بعد ما يتم التعرف على وجود فرصه استثماريه مالئمة؛
▪ دراسة اجلدوى املبدئية وهي عبارة عن دراسة علميه سريعة أولية غري متعمقة تعطي جمموعة من املؤشرات
واليت بناءا عليها يتقرر ما إذا كان من املصلحة ختصيص املوارد اليت حتتاجها دراسة اجلدوى التفصيلية أم
ال؛
▪ دراسة اجلدوى التفصيلية :فإذا ما مت إثبات الصالحية املبدئية للفكرة أو املشروع االستثماري مت اختاذ قرار
إبعداد دراسات اجلدوى التفصيلية وتشمل :دراسة الطلب على منتجات املشروع ،الدراسة الفنية ،الدراسة
االقتصادية ،الدراسة التنظيمية واإلدارية ،تقييم الرحبية التجارية أو الرحبية اخلاصة ،تقييم الرحبية االقتصادية
للمشروع أو الرحبية االجتماعية.
دراسة جدوى االستثمار إذا تشمل جمموعة من الدراسات التخصصية املتكاملة اليت يتم إعدادها لتقرير صالحية
املشروع من نواحي عديدة وخمتلفة ابإلضافة إىل قياس ما حيققه املشروع من عوائد ومنافع ذاتيه أو اجتماعية.
103
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
متهيد:
عملية اختاذ القرار االستثماري عملية معقدة تتداخل فيها العديد من العوامل ،وتتطلب توفر كم معترب من
املعلومات ،وهذه العوامل واملعلومات تشكل يف جمملها ظروف اختاذ القرار ،أي أن كل قرار مرتبط بظروف معينة،
وابلتايل فهو نسيب ،وهو ما يعين أن العقالنية يف اختاذ القرارات حمدودة بظروف اختاذ القرار.
وحىت يتم اختاذ القرارات االستثمارية بصفة عقالنية ،ينبغي مجع املعطيات املرتبطة هبا وحتليلها ،وبعد ذلك
اختيار األسلوب املناسب ملعاجلتها ،فاملعطيات املتوفرة ،من حيث مدى مشوهلا ودقتها ،واألسلوب أو األساليب
املعتمدة يف حل املشكلة املطلوب اختاذ القرار بشأهنا ،يعتربان حمددان أساسيان للغاية اليت يصبوا إليها متخذ القرار،
أي إهنما حمددان للبديل األفضل من ضمن البدائل املتاحة ،ومتثل القرارات املالية اهم أنواع القرارات اليت تتخذ على
مستوى املؤسسات ،وهي تعد اإلطار األكثر استخداما لألدوات والنماذج الرايضية ،حيث أن القرار املايل يرتبط
بصفة أساسية بكيفية االستخدام األمثل للموارد املالية واليت متتاز ابلندرة النسبية.
من خالل هذا الفصل سنقوم ابستعراض أهم األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف عملية تقييم
املشاريع االستثمارية مع الرتكيز على نقاط القوة ونقاط الضعف لكل اداة وذلك من خالل مايلي:
-أوال يف ظل افرتاض أن الظروف غري احتمالية أي ظروف حمددة ومؤكدة ،وتعترب مناهج تقييم املشروعات
االستثمارية يف ظل هذه الظروف هي املناهج الشائعة االستخدام يف احلياة العملية وذلك لبساطتها
وسهولتها .حيث ترتكز هذه املناهج على التعبري عن املتغريات األساسية واليت تؤثر على التكاليف
واإليرادات واملستلزمات االستثمارية على أساس تقديرات ذات رقم وحيد وهذا من خالل مطالب املبحث
األول؛
-اثنيا يف ظل ظروف املخاطرة واليت تعترب احلوادث املستقبلية غري أكيدة ،وإمنا ترتبط ابحتماالت حتدد على
أساس تكرار هذه احلوادث يف املاضي واليت ميكن إعطائها قيما معينة تستعمل كقاعدة للتنبؤ
بسيناريوهات مستقبلية؛
-اثلثا يف ظل ظروف عدم التأكد ،واليت ال ميكن فيها إعطاء احتماالت بقيم معينة ،ألنه من النادر أن
تتكرر نفس األحداث مستقبال ابلنسبة للمشروع االستثماري.
105
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
106
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
عن احتماالت حدوث تلك الظروف املستقبلية غري انه يشرتط أن تكون االحتماالت موضوعيه أي بناء
على توزيعات تكرارية.
2.1ظروف عدم التأكد :حيث يتم تقسيمها إىل قسمني:
أ -حالة اجلهل الكامل :وهي احلالة اليت ال يوجد لدي متخذ القرار أي معلومات احتمالية بشان
األحداث املستقبلية ومن مث يكون غري قادر على وضع توزيع احتمايل لتلك األحداث احملتملة.
ب -حاله اجلهل اجلزئي :وهي احلالة اليت يكون فيها لدى متخذ القرار معلومات كافيه متكنه من
وضع احتماالت حلدوث األحداث والنواتج املختلفة ،وأتخذ تلك االحتماالت شكل
احتماالت ذاتيه شخصيه وتلك االحتماالت ذات أمهيه كبريه يف عمليه اختاذ القرار.
.2بينما يفرتض يف ظل ظروف عدم التأكد أن متخذ القرار يكون أو قد ال يكون على علم حباالت الطبيعة
املختلفة اليت تؤثر على القرار ،أو أن يكون متخذ القرار قادرا أو غري قادر على وضع توزيع احتمايل
حلدوث كل حالة من حاالت الطبيعة.
من خالل هذا العرض فان ظروف املخاطرة وعدم التأكد تتصف بعدم توافر معلومات كاملة ومؤكده
عن املستقبل ،وبناء على ذلك يتم اختاذ القرارات يف ظل ظروف املخاطرة وعدم التأكد حيث تكون الظروف
املتوقعة احلدوث مستقبال غري معروفه بدقه ولذا يتم إعداد جمموعة من االحتماالت تتعلق بظروف املستقبل
املتوقع احلدوث ،وتؤدي طريقة إعداد هذه االحتماالت إىل نشوء إحدى احلالتني:
-احلالة األوىل :ظروف املخاطرة.
-احلالة الثانية :ظروف عدم التأكد.
1.2ظروف املخاطرة ) :(Riskهي اليت يتوفر فيها قدر من البياانت و يكون القرار انتج عن اخلربة السابقة
و يتم إعداد االحتماالت اخلاصة ابلظروف املتوقعة احلدوث مستقبال بناء على ما يتوفر من بياانت اخلربة
السابقة ولذا فان االحتماالت الناجتة تكون احتماالت موضوعيه مثل هذه احلالة تسمى حبالة أو ظروف
املخاطرة وتكون املخرجات معروفه بدرجه احتمالية.
2.2ظروف عدم التأكد ) :(Uncertaintyهي اليت تتوفر فيها قدر من البياانت و املعلومات الناجتة من
واقع اخلربة املالية املاضية بتحقق أي ظرف من الظروف املتوقعة ويف مثل هذه احلالة ميكن إعداد
االحتماالت بطريقه ذاتية وتسمى ابالحتماالت الذاتية ويطلق على هذه احلالة ظروف عدم التأكد.
وقد قسم (Duncan) معايري ظروف القرار حسب تغري بيئة القرار إىل:
▪ الظروف املعقدة البسيطة :فالظروف البسيطة هي تلك الظروف اليت تكون فيها العوامل الواجب أخذها
بعني االعتبار عند اخذ قرارات قليلة وموجودة يف مراكز اختاذ القرار .أما الظروف املعقدة فهي تلك اليت
تضمن عددا كبريا من العوامل املوزعة يف عدد كبري من مراكز اختاذ القرار.
دنكان بالك ) )1991 - 1908( :(Duncan Blackاقتصادي اسكتلندي وضع أسس نظرية االختيار االجتماعي.
107
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
▪ الظروف املستقرة املتغرية :ظروف القرار املستقرة ،هي تلك الظروف اليت تبقى فيها العوامل الواجب
أخذها بعني االعتبار عند اختاذ القرار نفسها دون تغيري ،وإذا تغريت فإهنا تتغري بصورة بسيطة ميكن حتديد
احتماالت حدوثها .أما الظروف املتغرية فهي تلك اليت تتغري فيها عوامل اختاذ القرار بصورة كبرية وغري
متوقعة.
بعد استعراضنا لظروف القرار وجدان ثالث ظروف أساسية من حيث توافر أو عدم توافر بياانت ومعلومات
عن بيئة القرار هي :حالة التأكد التام ،حالة املخاطرة ،حالة عدم التأكد وميكننا توضيح ذلك من خالل الشكل
البياين التايل:
؟
النتيجة النتيجة النتيجة
حالة التأكد حالة اخلطر حالة عدم التاكد
108
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
بصفة عامة يتم التمييز بني جمموعتني من املعايري يف جمال تقييم املشاريع يف ظل حالة التأكد:
▪ املعايري اليت ال أتخذ بعني االعتبار تغريات القيمة النقدية للتدفقات عرب الزمن :ميكن اعتبار هذه املعايري
معايري ساكنة ،ومن أمهها معيار فرتة االسرتداد ومعيار معدل العائد احملاسيب.
▪ املعايري اليت أتخذ بعني االعتبار تغريات القيمة النقدية للتدفقات عرب الزمن وهي تقوم على اعتبار أن قيم
املبالغ النقدية احملققة يف الفرتات املختلفة للمشروع ال تؤخذ بقيمتها االمسية عند حساب العائد الصايف
لالستثمار ،بل يتعني ضرهبا يف معامل خصم يتحدد غالبا وفقا ملتوسط معدالت الفائدة السائدة يف السوق.
إذ أن قيمة الدينار الواحد يف الزمن "ز "1ال تساوي قيمة الدينار نفسه يف الزمن "ز "2ويرجع ذلك إىل:
▪ تغري قيمة النقد بفعل التضخم ،والذي يعين آتكل قيمة النقد احلقيقية؛
▪ تكلفة الفرصة البديلة ،واليت تعين إمكانية توظيف مبلغ التدفق احملقق يف فرتة ما وحتقيق عائد من وراء
ذلك يف جماالت أخرى.
1د .رحيم حسني :أساسيات نظرية القرار والرايضيات املالية ،منشورات مكتبة اقرأ ،الطبعة األوىل ،2011 ،قسنطينة ،اجلزائر ،2011 ،ص.243.
109
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
ومن ابرز املعايري اليت تراعي عنصر الزمن معدل العائد الداخلي ،معيار القيمة احلالية الصافية ومعيار دليل
الرحبية.
وفيما يلي نستعرض هذه املعايري وكيفية تطبيقها مع اإلشارة اجيابيات واملالحظات االنتقادية اليت وجهت لكل
معيار:
أوال:معيار فرتة االسرتداد Le délai de récupération / payback period
يقصد بفرتة االسرتداد الفرتة الالزمة لكي تتعادل صايف التدفقات النقدية مع التكاليف االستثمارية املبدئية
للمشروع ،أو هي املدة الزمنية الالزمة ليتمكن املشروع من اسرتجاع تكاليفه االستثمارية ،ووفقا هلذا املعيار فإن
املشروع الذي يقوم ابسرتداد أمواله أو تكاليفه االستثمارية يف أقل مدة زمنية ممكنة يكون هو األحسن واملرغوب
فيه ،وكثريا ما يكون هذا املعيار حامسا يف جمال املفاضلة ما بني املشروعات ،حيث يكون اهلدف الرئيسي هو
اسرتجاع األموال املستثمرة يف اقرب وقت.
وعليه ميكن تلخيص معيار فرتة االسرتداد كمايلي:
▪ حالة التدفقات النقدية املتساوية :يف هذه احلالة يتم حساب فرتة االسرتداد ابلطريقة التالية:
االستثمار املبدئي )التكلفة االستثمارية(
فرتة االسرتداد =
التدفقات النقدية السنوية
˳𝑰
= 𝑹𝑫
𝑭𝑪𝑵
حيث:
DRفرتة االسرتداد؛
: NCFiالتدفقات النقدية السنوية الصافية؛
˳ :Iتكلفة االستثمار األويل.
وقاعدة اختاذ القرار االستثماري وفق هذا املعيار هو:
-إذا كانت فرتة االسرتداد اقل أو تساوي املدة النموذجية فان املشروع يكون مقبوال؛
-إذا كانت فرتة االسرتداد اكرب من املدة النموذجية فان املشروع يكون مرفوضا.
▪ حالة التدفقات النقدية غري املتساوية:
110
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
ابلرغم من أن هذا املعيار ميتاز ابلبساطة وسهولة االستعمال ويسمح ملتخذ القرار أبخذ فكرة سريعة عن رحبية
املشروع من خالل توفري إجابة على السؤال اآليت :هل املشروع يسمع ابسرتجاع األموال املستثمرة وإذا كان نعم
فما هي مدة اسرتجاع هذه األموال؛
1
كما يساعد متخذ القرار توقع حالة السيولة يف املستقبل ،حيث أن املشاريع اليت متتاز بفرتة اسرتداد اقصر عادة
ال تعاين من مشكلة السيولة.
إال أن هذا املعيار ينطوي على عيوب من أبرزها:
✓ جت اهله للقيمة الزمنية للنقود ،حيث أن التدفقات تؤخذ بقيمتها االمسية عند حساب فرتة االسرتداد يف
حني أن القيمة احلقيقية للتدفقات عادة " إن مل تكن دائما" ختتلف عن القيمة االمسية نظرا لكثرة العوامل
املؤثرة وتشابكها.
✓ جتاهله للعوائد اليت حتصل ما بعد فرتة االسرتداد ،مع ان املشروعات املقرتحة ليست ابلضرورة متطابقة من
حيث دورة حياة املنتجات ،فقد يتطلب منتج مع أن املشروعات املقرتحة ليست ابلضرورة متطابقة من
حيث دورة حياة املنتجات ،فقد يتطلب منتج أطول لتحقيق الرواج والنضج ،وهو ما يعين أن مرحلة
االنطالق تكون أطول بعوائد متواضعة .وعلى العكس ،قد تكون مرحلة االنطالق ملشروع أخر قصرية
جدا لتبدأ مرحلة النمو وحتقيق عوائد مرتفعة .وعند املفاضلة على أساس معيار فرتة االسرتداد سيكون
املشروع الثاين ذو مرحلة االنطالق األقصر هو األفضل ،على الرغم من أن املشروع األول قد حيقق عوائد
2
اكرب يف مراحل النمو والنضج.
جتدر اإلشارة انه وملعاجلة واحدة من أوجه القصور يف هذا املعيار ( عدم مراعاته للقيم احلالية للتدفقات النقدية أو
إمهال عامل الزمن ) فان املؤيدين الستعمال هذا املعيار يف التقييم اقرتحوا تصحيح التدفقات مبعدل خصم (تكلفة
الفرصة) قبل احلساب وهو ما يسمى .Le délai de récupération actualisé
ويعرب عنه رايضيا كمايلي:
𝑁𝐹𝐶
𝑛𝑀∑ = ˳𝑰𝑫𝑹 = 𝒎 ? / 𝑡=1 𝑡 )𝑖(1+
اثنيا:معيار معدل العائد احملاسيب أو املتوسط Le taux de rendement comptable ou moyen
يصطلح على هذا املعيار أيضا معدل املردودية املتوسطة أو الطريقة احملاسبية على اعتبار أهنا تعتمد على
البياانت احملاسبية يف عملية حساب متوسط العائد ،حيث يعرب هذا املؤشر عن نسبة الربح الصايف السنوي املتوقع
1
Hamadi Mattoussi: Les décisions financières de l'entreprise: l'investissement et le financement, Centre de
publication universitaire, Tunisie, 2000, p.45
2رحيم حسني ،مرجع سابق ،ص.248.
111
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
للمشروع مقارنة بتكاليف التخمينية له بعد اقتطاع املستحق الضرييب ،وابلتايل فهو يقيس مردودية األموال املستثمرة
1
اعتمادا على الواثئق احملاسبية ،ويتم تقدير هذا املؤشر وفق الصيغة الرايضية اآلتية:
𝒏 𝟏
𝒕𝑹 𝟏=𝒕∑
= 𝑪𝑹𝑻 𝒏 ∗ 100
˳𝑰
حيث TRC :معدل العائد احملاسيب Rt ،هو الربح السنوي الصايف (بعد اقتطاع الضريبة) للسنة I˳ ،tاالستثمار
األويل.
تتم مقارنة هذا املعدل مبعدل العائد املطلوب من طرف املستثمر (الفرصة البديلة) أو اجلهة املمولة للمشروع املعرب
عنه مبعدل الفائدة إذا مت اللجوء إىل بنك جتاري ،أو تكلفة رأس املال إذا مت استغالل أموال املستثمرين يف املشروع
هذا يف حالة كنا أمام بديل استثماري واحد.
أما إذا كان املقيم يسعى إىل اختيار مشروع أو فرص استثمارية من ضمن جمموعة من املشاريع إذا كانت هذه
املشاريع متعارضة (متنافية) ،ففي هذه احلالة يكون معيار املفاضلة بينها على أساس أعلى معدل عائد حماسيب ،مع
التأكيد على أن يكون أعلى من معدل الفرصة البديلة ،بينما يتم ترتيبها تنازليا حسب معدل العائد األعلى فاألقل
منه ،إذا كانت املشاريع أو الفرص االستثمارية حمل التقييم مستقلة فان تنفيذها يتوقف على قدرات وإمكانيات
2
اجلهة املنفذة.
هذا املعيار يقدم ميزة البساطة يف التطبيق ومنح فكرة أولية ملتخذ القرار حول رحبية املشروع مقارنة برؤوس
األموال املستثمرة ،كما أنه جتاوز بعض القصور املشار إليه يف طريقة فرتة االسرتداد واملتمثل يف عدم االعتماد على
التدفقات النقدية الصافية السنوية اليت تلي فرتة االسرتداد من جهة وكذالك القيمة املتبقية للمشروع أو الفرصة
االستثمارية عند التنازل عنه يف هناية عمره االفرتاضي.
كذلك أخذ يف االعتبار عامل الرحبية املتوقعة لالستثمار ،إال أن طريقة اعتماده كأسلوب لتقييم واختيار
3
االستثمارات يعاب عليه اآليت:
-املساواة بني املشروعات والفرص االستثمارية اليت يكون معدل العائد هبا متعادل ،على الرغم من اختالف
التدفقات النقدية السنوية ،واإلشكال يف كون املشروعات ذات التدفقات النقدية السنوية الصافية األعلى
هلا القدرة على إعادة استثمار هذه التدفقات النقدية خالل السنوات املتبقية من العمر االفرتاضي
للمشروع مقارنة مع املشاريع ذات التدفقات النقدية األقل.
-1طويطي مصطفى :اختيار االستثمار يف املؤسسة ،النشر اجلامعي اجلديد ،تلمسان ،اجلزائر ،2017 ،ص.38.
2املرجع نفسه ،ص.39.
3
Hamadi Mattoussi, op.cit, P.46.
112
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
-عدم دمج هذا املعيار لعامل الزمن أو الوقت ،ويف احلقيقة فان عامل الزمن له أتثري على تقييم الرحبية على
مستويني ،من جهة توزيع التدفقات على الفرتات (القيمة الزمنية للنقود) ومن جهة أخرى على معدل
حساب القيم احلالية ( معدل اخلصم ).
) Profitability index( 1Indice de rentabilité اثلثا:معيار دليل الرحبية
يشري دليل الرحبية إىل رحبية األموال املستثمرة ،إذ انه حيسب نسبة التدفقات النقدية املخصومة ( القيمة
احلالية للتدفقات النقدية ) إىل االستثمار األويل .وتتجلى أمهية هذا املعيار يف كون أن معيار القيمة احلالية الصافية
والذي سوف نتطرق إليه الحقا قد ال يكون كافيا يف بعض األحيان ،أو لدى بعض األطراف ( خاصة األطراف
اليت تقوم بعملية التمويل ) لتقييم املشروع ماليا.
2
حيسب دليل الرحبية وفق الصيغة التالية:
القيمة احلالية للتدفقات النقدية الداخلة
دليل الرحبية =
القيمة احلالية للتدفقات اخلارجة النقدية
𝐭𝐅𝐂
𝐓=𝐭∑
𝟏=𝐭 𝐭)𝐢(𝟏+
= 𝐑𝐈
𝐈º
▪ إذا كان االستثمار األويل دفع كليا يف بداية الفرتة t0يكتب ، I0ويف هذه احلالة ال يوجد هناك خضم
للتدفقات االستثمارية اخلارجة وتصبح الصيغة الرايضية لدليل الرحبية كمايلي:
𝒕𝑭𝑪
𝑻=𝒕∑
𝟏=𝒕 𝒕)𝒊 (𝟏 +
= 𝑹𝑰
𝑰
𝑻=𝒕∑
𝟎=𝒕 𝒕)𝒊 (𝟏 +
▪ يف حالة وجود قيمة متبقية يف هناية الفرتة nأتخذ الصيغة الرايضية الشكل التايل:
𝒕𝑭𝑪 𝒏𝒛
𝑻=𝒕∑
𝟏=𝒕 +
𝑛)𝑖 (1 + 𝑖)𝑡 = (1 +
= 𝑹𝑰
𝑰º
▪ يف حالة اعتبار معدل اخلصم املستمر jتصبح الصيغة الرايضية ملعيار دليل الرحبية كمايلي:
𝑻
𝒕𝒋∫𝟎 𝑪𝑭𝒕 𝒆−𝒋𝒕 𝒅𝒕 + 𝒁𝒏 𝒆−
= 𝑹𝑰
𝑰º
إذا كان دليل الرحبية IR>1يعترب املشروع مقبوال .ويف حالة تعدد املشاريع يكون املشروع الذي ميلك قيمة اكرب
ملؤشر الرحبية IRهو األفضل.
113
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
يعكس هذا املعيار فعالية وإنتاجية املشروع ،حيث يقيس العائد الصايف للوحدة النقدية الواحدة من رأس املال
املستثمر ،لذلك فإن هذا املعيار يعترب ِمؤشرا جيدا لقياس الكفاءة و اإلنتاجية االقتصادية للمشروع ،ويرجع ذلك
إىل أن االستثمارات املبدئية تشكل وزان هاما يف هذا املعيار.
أما عن سلبيات هذا املعيار فهي كونه ال يعاجل مشكلة اخلطر وعدم التأكد اليت تصاحب التدفقات النقدية
الداخلة و اخلارجة ،كما أن تطبيقه يعتمد على حترير معامل أو سعر اخلصم املناسب خلصم التدفقات النقدية،
وهذا يعين أن اخلطأ يف تقرير هذا السعر أو املعامل سيكون له أثر على اختاذ القرار االستثماري الرشيد .وعلى
الرغم من هذه العيوب ،فإن معيار دليل الرحبية هو من املعايري اهلامة املستخدمة يف تقييم املشاريع وخاصة إذا اقرتن
استخدامه ابستخدام معايري أخرى.
رابعا:معيار القيمة احلالية الصافية )La valeur actuelle nette (VAN
تنبثق أمهية أسلوب القيمة احلالية من إدراجه لعامل الزمن يف احلسبان ،حيث انه ليس سليما املقارنة ما بني
مبالغ نقدية تتحقق يف أزمنة خمتلفة ،ولذلك يتم حتديد اتريخ مرجعي ،وهو عادة اتريخ اإلنفاق االستثماري ( ،) t0
وتستحدث كل التدفقات إىل هذا التاريخ.
يتم استحداث ( ) actualisationالتدفقات النقدية على أساس املعدل الذي يشرتطه صاحب املؤسسة
(صاحب رأس املال املستثمر) والذي يوافق املعدل األدىن للرحبية الذي يشرتطه للقيام ابالستثمار .إال انه عادة ما
يتم إجراء عملية خصم التدفقات على أساس معدل الفائدة السائد يف السوق ،أو متوسط معدالت الفائدة
السائدة يف السوق يف حالة تعددها.
ونظرا للصعوبة املرتبطة بتحديد معدل التقييم احلايل ( معدل اخلصم ) يقرتح أن يكون معادال للمتوسط املرجح
1
لتكاليف خمتلف مصادر التمويل ،والذي حيسب وفق الصيغة التالية:
𝒏
𝑖𝑤 𝑖𝑟 ∑ = 𝒓
𝟏=𝒊
حيث أن:
: rاملتوسط املرجح ملعدل تكلفة األموال؛
: riمعدل تكلفة األموال للمصدر i؛
: wiالوزن النسيب لألموال املتوفرة من املصدر ،iأي نسبة األموال املتوفرة من املصدر iإىل جمموع األموال من
املصادر املختلفة.
: nعدد مصادر التمويل.
يستند منطق اخلصم على أساس معدل الفائدة السائد إىل فرضية إمكانية توظيف املبلغ املستثمر مبعدل فائدة بدال
من استثمار هذا املبلغ يف مشروع استثماري .وللتذكري فان عملية اخلصم هي العملية العكسية للرمسلة (
1حسني بلعجوز :املدخل لنظرية القرار ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2010 ،ص.139.
114
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
، )Capitalisationحيث أن عملية الرمسلة تعين توظيف مبلغ ملدة معينة مبعدل فائدة اثبت (أو متغري) ،يف
1
حني أن عملية اخلصم تعين حتويل املبلغ املرمسل إىل أصله ،أي البحث عن املبلغ الذي مت توظيفه.
Valeur Actualiséeمن خالل هذا املعيار يتم احلديث عن القيم املستحدثة الصافية من كل التكاليف (
)Netteويف حالة تقييم املشاريع نتحدث عن تدفقات نقدية حالية صافية.
إذا كانت لدينا جمموعة من التدفقات النقدية f1, f2, ……fn :خالل فرتات t= 1, 2,…..n :فان
جمموع القيم احلالية هلذه التدفقات مبعدل خصم ( ) iهي:
VA= F1 (1+i)-1+F2 (1+i)-2+……..+Fn (1+i)-n
ويف حالة تساوي التدفقات النقدية F1= F2= …….=Fn= Fفان صيغة القيمة احلالية تكون كمايلي:
𝒏𝟏 − (𝟏 + 𝒊)−
𝐅 = 𝑨𝑽
𝒊
أما القيمة احلالية الصافية VANفهي جمموع القيم احلالية للتدفقات VAمطروحا منه االستثمار األويل I0إي
أن ، VAN = VA - I0 :وحىت يكون املشروع مقبوال يشرتط ان تكون القيمة احلالية الصافية موجبة أي:
𝑛 𝑛
𝑡𝐹𝐶
∑ 𝑽𝑨𝑵 = −𝑰º + ∑ 𝐶𝐹𝑡(1 + 𝑖)−𝑡 = −𝑰º + >0
𝑡)𝑖 (1 +
𝑡=1 𝑡=1
وإذا كان للمشروع قيمة متبقية Znيف هناية حياته فإهنا تؤخذ بعني االعتبار ويطبق عليها معامل حتيني التدفق
النقدي للسنة األخرية وابلتايل تكون الصيغة الرايضية كمايلي:
𝒏
𝒕𝑭𝑪 𝒏𝒁
∑ 𝑽𝑨𝑵 = −𝑰º + +
𝒏)𝒊 (𝟏 + 𝒊)𝒕 (𝟏 +
𝟏=𝒕
وإذا كان املبلغ املستثمر ال ينفق مرة واحدة عند بداية املشروع بل يتم إنفاقه على عدة سنوات فان:
𝒏 𝒎
𝒕𝑭𝑪 𝒕𝑰
∑ = 𝑵𝑨𝑽 𝒕
∑−
)𝒊 (𝟏 + 𝑡)𝑖 (1 +
𝟏=𝒊 𝟎=𝒕
جتدر اإلشارة إىل انه عند خصم التدفقات البد من القراءة اجليدة للمعطيات من حيث معدل اخلصم
املعطى وفرتة حصول التدفقات وزمنها ،وذلك من اجل إجراء عملية اخلصم بشكل سليم إذ البد من إقامة تكافؤ
ما بني املعدل والفرتة ،كما أن التدفقات النقدية اليت تكون يف بداية الفرتة ليست كالتدفقات اليت تكون يف هناية
الفرتة أو يف منتصفها .وهكذا يتعني مراعاة مايلي:
1حسني بلعجوز :املدخل لنظرية القرار ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2010 ،ص.139.
115
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
116
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
.2حدود معيار القيمة احلالية الصافية " "VANيف املفاضلة بني املشاريع االستثمارية :إن القيمة احلالية
الصافية بشكل الذي حتدثنا عنه تطبق على مشاريع بديلة لبعضها بشكل اتم ،فباإلضافة إىل اتسامها بطابع
اليقني فإهنا تتميز بـ:
-تساوي فرتة احلياة االقتصادية للمشاريع املعنية ؛
-تساوي املبالغ املستثمرة ابلنسبة للمشاريع حمل املقارنة؛
-ال تعري اهتماما إلعادة توظيف التدفقات النقدية املستخلصة من طرف املشروع خالل فرتة حياته
فهي تفرتض ضمنيا إن إعادة استثمار التدفقات النقدية تتم بنفس معدل التقييم احلايل املختار.
-اعتماد املتوسط املرجح لتكلفة موارد التمويل " تكلفة رأس املال" كمعدل للتقييم احلايل للمشروع
االستثماري ،يستدعي أن هذا األخري يتعرض مستوى املخاطرة الذي تتعرض له املؤسسة ،وانه ال يغري
هيكلتها املالية؛
غري أن الواقع العملي جيعلنا أمام بدائل استثمارية غري اتمة ،حيث خيتل شرط أو أكثر من الشروط الضمنية املشار
إليها أعاله ،ولتجاوز هذه الوضعيات والوصول إىل نتائج أكثر موضوعية ومصداقية مت اقرتاح احللول التالية:
-اختالف املبالغ املستثمرة :إن تطبيق معيار القيمة احلالية الصافية VANيف املفاضلة بني مشاريع
استثمارية ذات فرتة حياة متساوية ومبالغ استثمارية خمتلفة ،يعين عدم األخذ بعني االعتبار الفائض ( أو
الفوائض االستثمارية ) ،ومن مث فهو ال يعطينا إجابة مالئمة عن كيفية تسيري هذا الفرق أو الفائض؛
ولتحديد اثر اختالف حجم املشاريع االستثمارية نلجأ إىل طرق ( معايري) إضافية قريبة من معيار
القيمة احلالية الصافية ،ومن بني املعيار اليت ميكنها مساعدة متخذ القرار يف هذا اجلانب معيار مؤشر
الرحبية IRوالذي سبق اإلشارة إىل كيفية حسابه.
وهذا املعيار مشتق من معيار VANولذلك عندما تكون VAN > 0يكون IR > 1وهو الشرط
الالزم لقبول املشروع ،وترتب املشاريع كما اشران سابقا تبعا لكرب قيمة مؤشر الرحبية وتعطى األولوية
للمشروع ذي املؤشر األكرب.
-اختالف فرتات حياة املشاريع االستثمارية حمل املقارنة :إن اختالف فرتة احلياة االقتصادية للمشاريع
حمل املقارنة جيعل تطبيق معيار القيمة احلالية الصافية VANغري مناسب لذلك يتم اللجوء إىل معيارين
مكملني بغية حتييد اثر الزمن مها:
117
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
1
Hamadi Mattoussi: Les décisions financières de l'entreprise: l'investissement et le financement, Centre de
publication universitaire, Tunisie, 2000, p.45
2زعباط عبد احلميد :معيار القيمة احلالية الصافية وحدوده ،جملة العلوم التجارية ،املعهد الوطين للتجارة ،العدد ،4اجلزائر ،ص .16.متاح على الرابط:
http://www.webreview.dz/spip.php?article724
118
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
119
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
𝑛
𝑡𝐹𝐶
∑ 𝑽𝑨𝑵𝑱 = −𝑰˳ +
𝑡))𝑝 (1 + (𝑖 +
𝑡=1
.6القيمة احلالية الصافية يف الزمن املستمر:
يف الصيغ أعاله للقيمة احلالية الصافية كانت التدفقات سنوية وكذا معدل الفائدة .فمثال خالل السنة األوىل
t1يتم احلصول على تدفق f1يف هناية السنة ،لكن إذا كان F(t)dtيرمز إىل التدفق النقدي الذي يتم
احلصول عليه يف اللحظة tخالل الزمن dtوكان معدل الفائدة املستمر الذي يفرتض اثبتا هو jفان القيمة
1
احلالية هلذا التدفق هي F(𝑡)e−𝑗𝑡 dt :والقيمة احلالية الصافية هي:
𝒏
𝐭𝐝 𝒕𝒋𝑽𝑨𝑵𝑱 = −𝑰˳ + ∫ 𝐂𝐅(𝒕)𝐞−
𝟎
ويف حالة وجود قيمة متبقية (قيمة بيعية) لألصل االستثماري يف هناية حياته يصبح:
𝒏
𝒕𝒋𝑽𝑨𝑵𝑱 = −𝑰˳ + ∫ 𝐂𝐅(𝒕)𝐞−𝒋𝒕 𝐝𝐭 + 𝒁𝒏 𝐞−
𝟎
وإذا اعتربان أن الفائدة Jمتغري يف الزمن ،وهي تساوي يف اللحظة xوخالل الزمن dxإىل:
𝐭
𝐱𝐝)𝐱(𝐣 ∫ = )𝒕(𝒋
𝟎
حيث ) j(xهو معدل الفائدة املوافق للحظة xفان القيمة احلالية الصافية تصبح ابلصيغة التالية:
𝒏
𝐭𝐝 𝒕𝒋𝑽𝑨𝑵𝑱 = −𝑰˳ + ∫ 𝐂𝐅(𝒕)𝐞−
𝟎
خامسا:معيار معدل العائد الداخلي ( ) TIR: Taux Interne de rentabilité
.1مفهوم معيار معدل العائد الداخلي:
معدل العائد الداخلي هو معدل اخلصم أو معدل التحيني ( )taux de actuarialالذي جيعل القيمة
احلالية الصافية للمشروع معدومة ،أي انه املعدل الذي عنده تكون القيمة احلالية للتدفقات النقدية
الداخلة تساوي إىل اإلنفاق االستثماري األويل .ويسمى ابلعائد الداخلي ألنه يعرب عن العائد (ا
واملردودية) الذي حيققه املشروع نفسه وال جمال الستخدام معدل خارجي يف عملية حساب القيمة احلالية.
وصيغته الرايضية كمايلي:
𝒏
120
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
𝒏
121
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
VAN
من خالل الشكل نالحظ انه عندما تكون القيمة احلالية الصافية للمشروع اكرب من الصفر ،فهذا يعين أن
معدل تكلفة األموال الذي استخدم يف اخلصم اقل من معدل العائد الداخلي ،وابلتايل فاملشروع حيقق عائد يفوق
تكلفة رأس املال ،ويتضح هذا من خالل الشكل عند املعدل - i1األقل من معدل العائد الداخلي – r0والذي
عنده تكون القيمة احلالية الصافية موجبة ،ويف هذه احلالة يكون املشروع مقبول وفق املعيارين.
عندما تكون القيمة احلالية الصافية للمشروع اقل من الصفر فان هذا يعين أن معدل تكلفة األموال
املستخدم يف اخلصم اكرب من معدل العائد الداخلي ومن مث فان املشروع حيقق عائد يقل عن تكلفة رأس املال،
ويتضح هذا من خالل الشكل عند املعدل - i2األكرب من معدل العائد الداخلي – r0ويف هذه احلالة يكون
املشروع مرفوض.
ويف حالة كانت القيمة احلالية للمشروع مساوية للصفر ،فان هذا يعين أن معدل تكلفة األموال
املستخدمة يف اخلصم تساوي معدل العائد الداخلي . r0
وعليه ميكن القول أن معدل العائد الداخلي هو املعدل األقصى ملعدل تكلفة األموال الذي ميكن
1
للمشروع أن حيتمله يف توفري املوارد الالزمة لإلنشاء والتشغيل دون تكبد خسائر.
.2طريقة حساب معدل العائد الداخلي:
من اجل حساب معدل العائد الداخلي rيتم اللجوء عادة إىل طريقة احلصر ،حيث أن الطريقة الرايضية
تكون معقدة ،إذ أن األمر يتعلق حبل معادلة كثرية احلدود من الدرجة nملتغري واحد .مع اإلشارة إىل أن
هناك برامج معلوماتية متكننا من ذلك بعد إدراج سلسلة التدفقات النقدية ومنها الربانمج املتضمن يف
ميكروسوفت اكسل .Excel
122
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
تعتمد عملية احلصر أو عملية التقريب اخلطي على معدلني اختيار معدلني للخصم ،احدمها منخفض i1
حبيث يكون صايف القيمة احلالية املقابل له VAN1موجبا ،ونطلق عليه احلد األدىن للقيمة احلالية
الصافية الذي أيخذ قيمة موجبة ،ومعدل اخلصم الثاين i2مرتفع حبيث يكون صايف القيمة احلالية املقابل
له VAN2سالبا ونطلق عليه احلد األعلى .مث نلجأ إىل القاعدة الثالثية لتحديد املعدل املناسب للفرق
بني القيمتني احلاليتني الناجتتني عن املعدلني املأخوذين سابقا فنحصل على الصيغة الرايضية التالية:
𝑉𝐴𝑁1
) 𝒓𝟎 = 𝑖1 + (𝑖2 − 𝑖1
𝑉𝐴𝑁1 + 𝑉𝐴𝑁2
وميكننا توضيح طريقة احلصر من الرسم البياين التايل:
الشكل رقم ( :)3-3متثيل بياين لطريقة حصر معدل العائد الداخلي TIR
VAN
r0احلقيقي
r0املقدر
املصدر :رحيم حسني ،أساسيات نظرية القرار والرايضيات املالية ،مرجع سابق ،ص.275.
1
Steve Lumby &Chris Jones: investment appraisal & financial decisions, sixth edition, international Thomson
buisines press, p.122.
123
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
الشكل رقم ( :)4-3متثيل بياين حلالة عدم وجود معدل العائد الداخلي للمشروع
VAN
من خالل الشكل نالحظ انه ابلرغم من أن القيمة احلالية الصافية سالبة عند مجيع معدالت اخلصم إال انه ال
يوجد معدل عائد داخلي للمشروع ( يف هذه احلالة ال يوجد معدل خصم يعدم القيمة احلالية الصافية).
ب -ميكن آن يكون ملعدل العائد الداخلي أكثر من قيمة (أكثر من معدل):
تنتج هذه احلالة نتيجة تعدد حلول معادلة معدل العائد الداخلي (معادلة كثرية احلدود من الدرجة nملتغري
واحد) حيث nعمر املشروع ،وميكن توضيح هذه احلالة من خالل الشكل البياين التايل:
الشكل رقم ( :)5-3متثيل بياين حلالة وجود اكثر من قيمة ملعدل العائد الداخلي ملشروع واحد
VAN
من خالل الشكل نالحظ وجود ثالث معدالت تعدم القيمة احلالية الصافية r1, r2, r3تبعا لتغري منحىن القيمة
احلالية الصافية بداللة معدل اخلصم .فأي املعدالت يف هذه احلالة نستخدمه يف عملية التقييم ؟
الختيار املعدل يف هذه احلالة نلجأ إىل إحدى الطرق التالية:
124
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
1
الختيار املعدل يف هذه احلالة نلجأ إىل إحدى الطرق التالية:
▪ الطريقة األوىل :تعتمد هذه الطريقة على الفرق بني جمموع البنود السالبة وجمموع البنود املوجبة بعد عملية
التحيني كما توضحه الصيغة الرايضية التالية:
𝑝
𝒑𝑭𝑪 𝒏𝑭𝑪
∑ − ˳𝑰[ + ∑ 𝟎=]
𝑝)𝑟 (1 + 𝑛)𝑟 (1 +
𝑝=1
حيث:
:rمعدل العائد الداخلي.TIR
:CFPالتدفقات النقدية املوجبة.
:CFnالتدفقات النقدية السالبة.
:pرمز للسنوات ذات القيمة املوجبة.
:nرمز للسنوات ذات القيمة املوجبة.
▪ الطريقة الثانية :يتم اللجوء هلذه الطريقة يف حالة املشاريع اليت حتقق تدفقات نقدية موجبة يف عدد من
السنوات نرمز هلا CFt+يعاد استثمارها مبعدل فائدة ، vومن جهة أخرى حيقق تدفقات سالبة يف عدد
من السنوات نرمز هلا ، CFt-يتم تغطيتها بقرض سعر فائدته ،eميكن حساب معدل العائد الداخلي
املعدل يف هذه احلالة كمايلي:
1
𝑛 𝑆
( = 𝑴𝑹𝑰𝑻 ) −1
𝐷
حيث n :سنوات اخلصم.
𝑛
1
Abol Ardalan: Economic and Financial Analysis for Engineering and Project Management, CRC Press,
Taylor & Francis Group, 1999, p.150.
125
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
ج -وجود معدل العائد الداخلي لكن القيمة احلالية الصافية سالبة :ميكن توضيح هذه احلالة أيضا من
خالل الشكل املوايل:
الشكل رقم ( :)6-3متثيل بياين حلالة وجود قيمة ملعدل العائد الداخلي مع VANسالبة
VAN>0
معدل اخلصم
VAN<0 VANـــــــــ
r
2
من خالل الشكل نالحظ أن املشروع مقبول وفق معيار معدل العائد الداخلي إال انه وفق معيار القيمة احلالية
الصافية مرفوض ألهنا أتخذ قيمة سالبة وهي من احلاالت اليت يتعارض فيها املعيارين.
.4معدل العائد الداخلي املدمج :TIRI
معدل العائد الداخلي املدمج يرتكز على نفس املبدأ املشار إليه سابقا واخلاص ابلقيمة احلالية الصافية
املدجمة ، VANIوالذي فحواه إعادة استثمار التدفقات النقدية املستخلصة إىل غاية هناية مدة املشروع
مبعدل رمسلة " "rtخيتلف عن معدل التقييم احلايل " ،"rوفق الصيغة التالية:
𝑛
𝐭𝐶𝐹𝑁𝑡 (𝟏 + 𝑟𝑡 )𝐧−
∑ ˳𝑰 =
𝑛)𝑟 (1 +
𝑡=1
أو يف حالة ما اعتباران أن االستثمار املبدئي عبارة عن تدفق نقدي سالب.
𝑛
𝐭𝐶𝐹𝑁𝑡 (𝟏 + 𝑟𝑡 )𝐧−
∑ 𝟎=
𝑛)𝑟 (1 +
𝑡=0
حيث rt :معدل إعادة االستثمار؛ rمعدل العائد الداخلي للمشروع.
املطلب الثالث :استخدام أسلوب الربجمة اخلطية يف تقييم املشاريع
ابالعتماد على الطرق السابقة قد تكون أمامنا جمموعة من املشاريع املستقلة واليت تعرف أبهنا ال بديلة وال
مكملة ،أي ال يرتبط بعضها بعض كما ال يوجد ما مينع إقامة بعضها مع البعض طاملا كانت املوارد املتاحة كافية
لتنفيذها ،أي يف حالة املشاريع البديلة فإقامة إحداها مينع من إقامة األخر لكونه بديل هلا ،وعليه عندما توجد
126
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
هناك خطة حتتوي على عدد من املشاريع املقبولة املستقلة فان املشكلة األساسية اليت ميكن أن تواجه عملية التنفيذ
هي عدم كفاية املوارد املتاحة لتنفيذ هذه املشاريع ،وهذا ما يدفعنا للجوء ألسلوب موازنة رأس مال للمفاضلة بني
املشاريع املستقلة ،والذي خيتص يف اختيار املشاريع املقبولة حبيث يعظم صايف التدفقات النقدية من رأس املال
املستثمر ويتقيد ابملوارد املتاحة ولتحقيق ذلك نلجأ إىل استخدام أسلوب الربجمة اخلطية.
تعترب الربجمة اخلطية من أهم أدوات األساليب الكمية اخلاصة بعالج املشكالت االقتصادية واإلدارية واليت
الكمية مع وجود عدد كبري من االستعماالت البديلة هلذه املوارد وابلتايل تظهر
بتخصص املوارد احملدودة ٌ ٌ تتعلق
املشكلة ًيف كيفية اختاذ القرار اخلاص بتوزيع هذه املوارد احملدودة على االستخدامات البديلة ،حبيث يضمن هذا
1
التوزيع مستوى أعلى من الكفاءة والفعالية االقتصادية.
وتعاجل الربجمة اخلطية مشكلة تعظيم أو تدنية دالة معينة تسمى بدالة اهلدف أو الدالة االقتصادية أو دالة الفعالية
ضمن جمال حمدد.
يتحدد هذا اجملال بواسطة جمموعة قيود مفروضة على متغريات الدالة غالبا ما تكون هذه القيود على شكل
2
مرتاجحات أو معادالت ،ويتم تطبيق هذا األسلوب يف تقييم املشاريع على النحو التايل:
نفرتض أن:
▪ عد املشاريع املقبولة املرغوب يف تنفيذها هوm :
▪ املوارد املتاحة ( Mيعين قيمة امليزانية املخصصة).
▪ قيمة املعيار املستخدم لتقييم وقبول املشروع أي صايف القيمة احلالية للمشروع مثال .ai
متغريات القرار . xi ▪
xi=1يف حالة اختيار املشروع للتنفيذ من املشاريع املستعملة املقبولة. ▪
xi=0يف حالة عدم اختيار املشروع. ▪
تكاليف االستثمار للمشروع .Ci ▪
▪ جمموع صايف القيمة احلالية للمشاريع .Z
واهلدف اآلن من هذه البياانت هو تعظيم دالة اهلدف وميكن بناء النموذج التايل:
• aiمتثل .VAN
𝑚
بوقرة رابح :الربجمة اخلطية ودورها يف إعداد خطة اإلنتاج املثلى يف املؤسسة االقتصادية "دراسة حالة مؤسسة البثق ،التغطية وتذويب األملنيوم – ALGALوحدة 1
EARAابملسيلة" ،جملة العلوم االقتصادية وعلوم التسيري ،العدد اخلامس ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة املسيلة ،اجلزائر ،2005 ،ص.113.
2
Hiller. F, Lieberman. G: Introduction to operations research, Édition international , Ninth Edition,2005.P.25.
127
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
𝑚
∑ 𝐶𝑖 𝑥𝑖 ≤ M
𝑖=1
xi= 0,1
يعين تعظيم القيمة احلالية الصافية اإلمجالية على حساب عدد املشاريع املختارة للتنفيذ يف حدود امليزانية املخصصة.
ونشري هنا إن احلاجة الستخدام أسلوب موازنة رأس املال تظهر عندما يوجد هناك قيد املوارد أي عندما تكون
التكاليف االستثمارية للمشاريع املرحبة اكرب من املوارد املتاحة.
ويف حالة تعدد املشاريع حنتاج لربانمج مثل ( )LINDOوالذي يعترب أكثر استعماال ،غري انه من املمكن حل
املشكلة يف حالة العدد احملدود للمشاريع دون احلاجة لربانمجNinth Edition.
ميكن أن تكون هناك احلاجة يف بعض احلاالت للمرور مبرحليت تصفية ،املرحلة األوىل هي مرحلة االختيار بني
عدد من املشا ريع التبادلية ،واملرحلة الثانية هي مرحلة االختيار بني املشاريع املستقلة اليت اختريت يف املرحلة األوىل،
وعليه إذا اقرتضنا لدينا جمموعة من املشاريع املستقلة ،حبيث كل مشروع مستقل له أكثر من بديل ،فنلجأ يف هذه
احلالة إىل صياغة منوذج الربجمة التايل:
𝑚
𝑛
𝑗𝑖𝑥 𝑗𝑖𝑎 ∑ ∑ = 𝐙
𝑗=1
𝑖=1
Subject to:
𝑚
𝑛
xi= 0,1
حبيث:
:mمتثل عدد املشاريع املستقلة.
:nمتثل عدد املشاريع البديلة.
على أساس هذا النموذج وابستعمال املعيارين VANو IPميكن اختيار املشروع األمثل من بني املشاريع البديلة
املقرتحة للمشاريع املستقلة.
ابلرغم من سهولة استعمال هذه األساليب يف حالة التأكد ،إال أن الشيء املالحظ عليها هو عدم أخذها يف
االعتبار املخاطر اليت ميكن أن يواجهها املشروع عند تشغيله ،وهذا ما يستلزم البحث عن طرق أخرى تساعد
متخذ القرار من تقييم مشاريعه يف ظل ظروف املخاطرة وهذا ما سنحاول التعرف عليه من خالل املبحث الثاين.
128
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
1بلعجوز حسني :إدارة املخاطر البنكية والتحكم فيها ،مداخلة مقدمة إىل امللتقى الوطين حول املنظومة املصرفية يف األلفية الثالثة :منافسة -خماطر -تقنيات ،جامعة جيجل ،اجلزائر
،يومي 7-6جوان ،2005 ،ص.3.
2منري إبراهيم :الفكر احلديث يف إدارة املخاطر ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية ،2005 ،ص.5.
3أمحد متام حممد سامل " :تقييم املشاريع االستثمارية غري املؤكدة" ،جامعة األزهر ،ص.12.
129
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
ويقصد ابملخاطرة كذلك أبهنا ذلك التوقع املختلف بني ما هو متوقع أن حيدث وما سيحدث فعال ،وتعترب
املخاطرة أشد إذا كانت االختالفات املتوقعة أكرب ومن الواضح عدم إمكانية مالحظة تلك االختالفات حلظة تقييم
1
املشروع يف البداية.
2
وتعرف املخاطرة بشكل عام على أهنا احتمال حدوث نتائج غري مرضية يف املستقبل.
على أساس هذه التعارف فإن عملية تقييم املشاريع االستثمارية يف ظل ظروف املخاطرة تكون مبنية على
أساس التوزيعات االحتمالية للعوائد املمكن احلصول عليها يف املستقبل وهذا يكون ابلطبع من خالل اخلربة السابقة
والتجارب املتكررة سواء داخل نفس املؤسسة أو مؤسسة أخرى.
اثنيا :أنواع املخاطرة
قد يوجد هناك عدة خماطر عند تنفيذ املشروع االستثماري ومن بينها:
.1خماطر التدفق النقدية :وهي تلك املخاطر اليت تظهر عندما ال أتيت التدفقات النقدية على املشروع كما
مت توقعها ،ويف أي مشروع فإن خماطرة التدفقات النقدية عندما ال تكون كما مت توقعها من حيث
التوقيت ،واملقدار أو كالمها فهي تكون مرتبطة مبخاطر األعمال.
.2خماطر األعمال :وترتافق هذه املخاطر مع التدفقات النقدية التشغيلية ،وهذه التدفقات غري مؤكدة بسبب
أن كل من اإليرادات واملصاريف املقابلة للتدفقات النقدية غري مؤكدة وفيما يتعلق ابإليرادات ،فإهنا تعتمد
على الظروف االقتصادية ،تصرفات املنافسني وأسعار املبيعات وكمياهتا أو كالمها قد تكون متوافقة مع ما
مت توقعه ،ويطل ق عليها خماطرة املبيعات ،أما فيما يتعلق ابملصاريف فإن الكلف التشغيلية تتضمن كل من
الكلف الثابتة والكلف املتغرية ،وارتفاع التكاليف الثابتة من التكاليف التشغيلية جيعل عملية تعديل
3
التكاليف للتغريات احلاصلة يف املبيعات أمر صعب.
.3املخاطرة املالية :هي تلك املخاطرة اليت ترتبط ابلطرق اليت ميول هبا املشروع عملياته فاملشروع الذي ميول
ابستخدام املديونية سوف يكون ملزم مبوجب القانون بدفع املبالغ املقابلة لديونه موعد االستحقاق.
وعند االعتماد على االلتزامات طويلة األجل ( مثل املديونية واإلجيار) فإن اخلطر املايل للمشروع قد يزداد،
أما إذا كان التمويل ذايت فذلك ال يؤدي إىل ظهور التزامات اثبتة.
وعليه فإن استخدام املشروع اللتزامات أو خصوم أكرب ( مديونية ) سيؤدي إىل خطر مايل أكرب.
.4خماطرة معدل الفائدة :وهي تلك املخاطر الناجتة عن التغريات اليت حتصل يف معدل الفائدة يف السوق،
حيث أن معدالت الفائدة حتدد املعدل الذي جيب استخدامه عند خصم القيمة احلالية ،وعليه يتحدد
سيد اهلواري :اإلدارة املالية ،دار اجليل للطباعة والنشر ،القاهرة ،1999 ،ص.109. 1
بلعجوز حسني ،بوقرة رابح :إدارة املخاطر املصرفية ابإلشارة إىل حالة اجلزائر ،املؤمتر العلمي الدويل السنوي السابع إدارة املخاطر واقتصاد املعرفة ،كلية العلوم االقتصادية واإلدارية، 2
130
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
اخلطر عندما تكون معدالت الفائدة يف السوق أكرب من مردودية األموال اخلاصة يف املؤسسة أي تكون
تكلفة املوارد أكرب من مردودية االستخدامات.
بعد التطرق إىل مفهوم املخاطرة وحتديد أهم أنواعها ،ميكن دراسة وتقييم املشروع يف ظل ظروف املخاطرة
ابستخدام ابرز األساليب الرايضية املعروفة كما هو موضح يف الشكل املوايل:
الشكل رقم ( :)7-3السياقات املختلفة للمخاطر وطرق التحليل املناسبة
حتليل املخاطر
مناهج معاجلة املخاطر
الطرق التقريبية حلساب املخاطر طرق لقياس املخاطر اإلمجالية للمشروع طرق لتحديد مصادر املخاطر
131
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
1محودة نصرية إبراهيم ،محداوي الطاوس :استخدام أسلوب حتليل احلساسية يف تقييم املشاريع االستثمارية ،دراسة حالة مشروع إنتاج األغلفة الورقية بوالية عنابة ،جملة دراسات،
العلوم اإلدارية ،اجمللد 42العدد ،2اجلامعة األردنية ،األردن ،2015 ،ص.432.
132
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
أسعار بيع منتجاهتا .ولذا فأن القائم بدراسة اجلدوى االقتصادية وضع عدد من االفرتاضات البديلة حول
األسعار املستقبلية ملنتجات املشروع مثال ىف حالة اخنفاض األسعار وحتديد أتثري ذلك على مقاييس
جدوى املشروع ؛
.4حساسية املشروع الخنفاض اإلنتاج :يواجه أي مشروع خالل عمره اإلنتاجي عوامل كثرية تؤدى إىل
اخنفاض اإلنتاج ،أتخري إمدادات املواد اخلام تؤدى إىل اخنفاض الطاقة اإلنتاجية ،وعدم القدرة على
تسويق كل الناتج أو اخنفاض األسعار تؤدى إىل اخنفاض اإلنتاج....اخل .أن اختبار حتديد مدى
حساسية مقاييس جدوى املشروع ابلنسبة الخنفاض اإلنتاج مهمة جدا ىف اختاذ القرار.
إن حتليل احلساسية هو يف واقع األمر دراسة انتقاديه حتليلية هتدف إىل قياس درجة اخلطر احمليطة ابملشروعات
االستثمارية ،ألنه يعتمد ويرتكز على قيا س وحتديد أاثر التغريات اليت ستحدث يف متغريات املدخالت (الثوابت،
املتغريات اخلارجية ) ومتغريات املخرجات على معايري القرار اليت حتدد قيمة ذلك املشروع االستثماري ( صايف
القيمة احلالية ،معدل العائد الداخلي )...ومعرفة مدى حساسية تلك املعايري لتلك التغريات أو األخطاء.
وغالبا ما يتم استخدام حتليل احلساسية
اثنيا :طرق استخدام حتليل احلساسية
بوجه عام ميكن استخدام عدة طرق إلجراء حتليل احلساسية بغرض املساعدة يف تقييم املشروعات االستثمارية،
يشار إىل الطريقة األوىل ابلطريقة التقليدية اإلجراء حتليل احلساسية أو طريقة النسبة املئوية للتغري ،يف حني يشار إىل
الطريقة الثانية بدليل احلساسية. 1(Sensitivity Index) ،
.1طريقة النسبة املئوية للتغري ) : (percentage change methodتعد طريقة النسبة املئوية للتغري
استخداما يف احلياة العملية لبساطتها ،حيث هتدف إىل اختبار
ً شيوعا و
أكثر طرق حتليل احلساسية ً
حساسية قيم املخرجات للتغري يف قيم عناصر املدخالت املخططة ،حبيث يتم اختيار أثر نسبة معينة للتغري
ابلزايدة أو النقص يف قيم عناصر املدخالت على خمرجات النموذج .ويظهر دور هذه الطريقة لتحليل
احلساسية يف التساؤل عن األثر الذي حيدث إذا ما زادت التكاليف الرأمسالية %10عن املقدر هلا ،أو
عن األثر الذي حيدث لو أن التدفقات الداخلة تقل بـ % 5عما هو خمطط هلا ،ومن خالل ذلك
التساؤل ميكن التعرف على العوامل والعناصر اليت هلا أتثري اكرب نسبيا على معدل العائد املستهدف إذا ما
طرأت تغريات على التقديرات اليت يبىن عليها ذلك العائد.
.2طريقة دليل احلساسية : Sensitivity Index Methodيتم إعداد دليل حساسية لكل عنصر من
عناصر اقتصادايت تشغيل املشروع االستثماري ،حبيث يعرب الدليل عن تغريات معيار التقييم ابلنسبة
لتغريات كل عنصر وحيتسب وفق الصيغة التالية:
133
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
134
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
بشكل غري هنائي انه سوف يتم حماسبة املشروعات عن استهالكها من الوقود ابألسعار العاملية وليس
ابألسعار اجلارية وهنا ليس من املؤكد ما سوف يسفر عنه اجتاه احلكومة يف شكلها النهائي.و هنا تبدو
أمهية حتليل احلساسية حيث يتم حساب صاىف التدفقات النقدية واستخراج معدل العائد الداخلي على
أساس حساب تكلفة الوقود وغريها ابألسعار اجلارية املدعمة مث دراسة اآلاثر احملتملة للسياسات احلكومية
على األسعار ابستخراج معدالت عائد داخلية يف ظل افرتاض حساب أسعار الوقود ابألسعار العاملية ؛
▪ ميكن استخدام حتليل احلساسية من مساعدة اإلدارة يف تقييم درجة املخاطرة اليت حتيط ابملقرتحات
االستثمارية حيث يقوم بتوفري املعلومات عن مدى جتاوب او حساسية مقياس اختاذ القرار مثل حساب
معدل العائد الداخلي او صايف القيمة احلالية مع التغريات يف قيم العناصر املتخذة أساسا للقياس .والشك
ان حتليل احلساسية يساعد على مد االدارة ابملعلومات الكافية عن املخططات االستثمارية احلساسة
ألخطاء تنبؤية معينة ،ومدها مبؤشر عن اخلطورة النسبية املقرتحات املختلفة .و مث ميكن إلدارة املشروع
إعداد خريطة ابحتماالت معدالت العائد ملقرتحات استثمارية بديلة .ومن مث تكون اإلدارة يف موقف
تستطيع من خالله تقدير ما إذا كانت املخاطر احمليطة ابملشروع من الضخامة لدرجة ال ميكن معها قبول
ذلك املشروع ؛
▪ يظهر حتليل احلساسية أي املشروعات أكثر حساسية وأتثرا ابلظروف املفرتضة وابلتايل ميكن أن حيذر
متخذ القرار من تلك املشروعات اليت ترتفع فيها درجة اخلطر بصفة خاصة عن غريها – عالوة على ذلك
فان حتليل احلساسية يظهر أيضا الظروف املسئولة عن حساسية بعض القرارات وابلتايل حيدد املواضع اليت
تعترب جديرة ببذل اجلهود اإلضافية والتكلفة يف سبيل احلصول على معلومات إضافية وميكن أيضا من
مساعدة اإلدارة يف حتديد ما إذا كان القرار املبدئي جيب أتجيل تنفيذه ريثما تتوفر املعلومات الكاملة.
كذلك ف ان حتليل احلساسية يفيد أيضا يف حتديد العناصر اليت جيب التوسع يف تطبيق التحليل االحتمايل
للمخاطر عليها .
رابعا :حدود حتليل احلساسية
على الرغم من فوائد ومزااي استخدام حتليل احلساسية يف تقييم املشاريع االستثمارية إال أنه يؤخذ على هذا
األسلوب أنه ال يتضمن أية معلومات لوضع قيم احتمالية للتغريات احملتملة يف قيم املتغريات الرئيسية ،كما أنه ال
ينجم عنه أي قواعد حمدودة لرتتيب املشاريع واملفاضلة بينها بقدر ما يعرب عن أسلوب أو طريقة مبسطة تبني أثر
األخطاء يف التنبؤات على معيار التقييم .ويعترب من حمددات حتليل احلساسية أنه أيخذ متغريا واحدا يف الوقت
الواحد ،وابلتايل يصعب معرفة أثر جمموعة من املتغريات يف نفس الوقت ،فضال أن هذا التحليل مي اكن من دراسة
أثر التقلب يف قيم املدخالت على املخرجات أو النتائج بدال من وضع احتماالت إلمكانية حدوث هذه النتائج.
كما يؤدي حتليل احلساسية لنتائج متباينة يف حالة حترك بعض املتغريات املستقلة أو الرئيسية يف وقت واحد يف
نفس االجتاه أو االجتاه املضاد كنسبة زايدة أو نقصان ،واليت قد يرتتب عليها اختاذ قرار استثماري غري رشيد.
135
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
مما سبق ميكننا تلخيص التحفظات حول أسلوب حتليل احلساسية يف النقاط التالية:
1
▪ عند استخدام حتليل احلساسية فمن الصعوبة مبكان أن يتم حتديد اآلاثر املتعلقة ابلتوليفات املختلفة
للتغريات عند تقدير متغريات املدخالت وذلك عندما تتدخل وتتشابك املتغريات فيما بني بعضها البعض،
حيث يؤثر التغري املتعلق مبتغري أو عنصر ما على قيمة عنصر آخر .فمثال إذا اجته سعر البيع إىل االخنفاض
فقد يتجه حجم املبيعات إىل االرتفاع وقد يتطلب ذلك زايدة الطاقة اآللية إىل جانب ارتفاع تكاليف
املخزون ؛
▪ يتجاهل حتليل احلساسية االرتباط الزمين بني التدفقات النقدية ،ذلك االرتباط املعروف ابالرتباط
االتوماتيكي ،وجدير ابلذكر أن التقديرات ال تعترب مستقلة على مدار الزمن حيث أن تقديرات سنة تعتمد
على تقديرات سنة سابقة ؛
▪ ابلرغم من أن حتليل احلساسية قد يفيد يف تقييم درجة اخلطورة املتعلقة ابملقرتح االستثماري إال انه يقدم
مساعدة حمدودة نسبيا يف حالة تقييم املشروعات االستثمارية الدولية وذلك عند حتديد اثر خماطر بيئة
الدولة املضيفة لالستثمار والسبب يرجع لكثرة املتغريات املتشابكة اليت تؤثر على قيمة ذلك املشروع
الدويل ؛
▪ حيدد حتليل احلساسية دور احمللل املايل فقط يف حتليل تبعات تغيري النتائج واملخرجات نتيجة التغري يف
املدخالت وذلك بدال من وضع احتماالت إلمكانية حدوث هذه النتائج ؛
▪ من الواضح أن حتليل احلساسية يف حد ذاته ال ينجم عنه أية قواعد حمددة لرتتيب املشروعات واملفاضلة
بينها بقدر ما يعرب عن وسيلة مبسطة لدراسة أاثر تغريات قيم عناصر اقتصادايت التشغيل على معدل
العائد الداخلي أو صايف القيمة احلالية للمشروع.
ومع ذلك وابلرغم من هذه التحفظات إال أن حتليل احلساسية يعترب وسيلة مكملة لوسائل أخرى لتقييم
املشروعات االستثمارية وقياس خماطر االستثمار فيها بغرض ترشيد اختاذ القرار.
املطلب الثالث :التوقع الرايضي للمعيار املراد حسابه
التوقع الرايضي هو توقع القيمة للمتغري العشوائي أو القيمة اليت تكون مرجعية لقيمة ذلك املتغري وهي تساوي
2
الوسط احلسايب ،أي هي القيمة اليت تقع يف مركز البياانت.
يقصد ابلتوقع الرايضي يف جمال اختيار وتقييم االستثمارات ابلقيمة املتوقعة للقيمة االقتصادية للمشروع املراد
دراسته ،وهذا على أساس أخذ الظروف املتوقعة احلدوث مستقبال مرجحة ابحتماالت ،أي مبعىن أخر هو املتوسط
املرجح ابالحتماالت للتدفقات النقدية حمتملة احلدوث مستقبال 3.ويعرف املستقبل االحتمايل يف هذا اجملال على
136
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
أنه الوضع الذي من خالله ميكن قياس القيم اليت أتخذها التدفقات النقدية ابحتمال وقوعها ،ونتيجة لذلك فكل
1
تدفق نقدي ملشروع استثماري معني هو متغري عشوائي معروف بقانون االحتمال.
وسنقدم شرحا هلذه الطريقة ابختاذ معيار صايف القيمة احلالية للربح ابفرتاض هي القيمة املراد الوصول إليها،
2
وابلتايل حيسب التوقع الرايضي كما يلي:
أوال :حتديد الظروف املختلفة واحملتملة الوقوع مستقبال واليت ميكن أن تؤثر على قيمة املشروع.
اثنيا :حساب قيمة املشروع يف ظل الظروف املتوقعة ،وحتدد هذه االحتماالت بصورة موضوعية قائمة على جتارب
ماضية كافية.
وتعترب هذه القيمة أو املعيار ) (VANإحصائيا كمتغري عشوائي نرمز له ابلرمز ) (yiوله عدة قيم
) (y1,y2….yj..ynحتدث كل منها ابحتمال معني يرمز له ابلرمز ) f(yjوابلتايل يكون لدينا
(fy1, fy2 )…fyj…fyn
ومتوسط قيمة هذا املتغري هو ما نسميه ابلتوقع الرايضي والذي نرمز له ابلرمز ) (Eوالذي يعطي ابلصيغة التالية:
𝑛
) 𝑖𝑦(𝑓 𝑖𝑦 ∑ = )𝒚(𝑬
𝑖=1
حيث أن ) (yjهو قيمة املعيار املراد حسابه والذي هو يف هذه احلالة ) (VANو ) f (yjهو احتمال وقوع )(yj
والذي نرمز له يف الغالب ابلرمز ) (pjوعلى هذا األساس حنصل على التوقع لصايف القيمة احلالية للعوائد ابلصيغة
التالية:
𝑛
1
الياس بن ساسي :املرجع السابق ،ص.330.
بن مسعود نصر الدين :دراسة وتقييم املشاريع االستثمارية مع دراسة حالة شركة االمسنت ببين صاف ، S.CI.BSمذكرة ماجستري ،إشراف د .بطاهر مسري ،كلية العلوم 2
137
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
Projet
VAN3 P3 VAN3* P3
ومن خالل الشكل والذي ميثل شجرة القرار يف ابسط أشكاهلا فان املشروع االستثماري لديه قيم متعددة
خمتلفة لصايف القيمة احلالية للتدفقات النقدية للمشروع ،فهي ختتلف حسب حالة الطبيعة املمكنة احلدوث
مستقبال والذي يساوي احتمال وقوعها ( )PJوابلتايل التوقع الرايضي للقيم احلالية الصافية يساوي جمموع العمود
الثالث يف شجرة القرار .واملعرب عنه ابلصيغة التالية:
𝑛
138
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
𝑛
كذلك يساعد االحنراف املعياري والذي يطلق عليه املقياس املطلق للمخاطرة على قياس درجة تشتت العائد املتوقع
عن القيمة املتوقعة له ،وعلى هذا األساس فكلما كانت قيمة االحنراف املعياري صغرية دل ذلك على اخنفاض
1
درجة اخلطورة للمشروع والعكس صحيح.
من مزااي هذه الطريقة أهنا تساعد يف حتديد التقدير من خالل التدفقات النقدية الداخلية وذلك طبقا لدرجة
احنرافها وتشتتها عن القيمة املتوقعة ،كما يفضل استخدامها نظرا لسهولة حساهبا ،وتستخدم عند املقارنة بني
الفرص االستثمارية يف ضوء نسبة املخاطرة لكل مشروع.
أما العيوب ت كمن يف عدم فعالية هذه الطريقة عند اختالف املشاريع من حيث العمر اإلنتاجي لكل
مشروع ،وكذلك يف حالة االختالف للقيمة املتوقعة ابلرغم من متاثل القيمة احلالية الصافية.
139
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
المشروع B
A
B
VANJ
القيمة المركزية ) E(VAN
140
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
يف هذه احلالة يكون املشروع ) (Aهو األفضل (ألنه األكرب من حيث القيمة النقدية املتوقعة واألقل خطرا) مقارنة
ابملشروع ) ،(Bوابلتايل يتم اختيار املشروع ).(A
1
احلالة الثالثة:
وجند يف هذه احلالة ما يلي:
E(VAN)A> E(VAN)B
()A>B
يف هذه احلالة نالحظ أنه ابلنسبة للتوقع خنتار املشروع ) (Bأما ابلنسبة لألقل خطرا أي لالحنراف املعياري خنتار
املشروع ) (Aوابلتايل يستلزم اللجوء إىل استخدام معيار أخر وهو مقياس (التوقع -التباين) ويكون ابلصيغة
التالية:
𝛿𝑀 = 𝐸(𝑉𝐴𝑁 ) − µ
ويسمى ) (µمبعامل كراهية (املخاطرة)
وللقيام بعملية املقارنة بني املشروعني ،نستخرج املعادلة اخلاصة بكل مشروع ) (A,Bكما يلي:
𝐴𝛿𝑀𝐴 = 𝐸(𝑉𝐴𝑁𝐴 ) − µ
141
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
142
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
أوال :مفهوم احملـ ـ ــاكـ ــاة يرى البعض أن احملاكاة مبعناها الواسع هي القيام إبجراء التجارب لعدد كبري من املرات
1
الختيار أحد النماذج.
ويرى Shanonأبن دراسة احملاكاة عبارة عن عملية تصميم منوذج ليمثل نظاما حقيقيا معينا ،والقيام إبجراء
جتارب عن طريق استخدام هذا النموذج ،وذلك هبدف فهم سلوك النظام احلقيقي أو بغرض تقييم االسرتاتيجيات
2
املختلفة لتشغيل هذا النظام وذلك يف ضوء وحدود القيوم املوضوعة واملعلمات املوجودة.
واحملاكاة هتدف إىل دراسة وبناء مناذج أو برجميات لتقليد نظام حقيقي ،قائم أو مزمع إنشاءه ،وذلك هبدف
3
دراسته.
يعرف أسلوب احملاكاة كذلك أبنه عبارة عن أسلوب يهدف إىل تقييم مدى أحقية وأفضلية مسارات العمل
البديلة عن طريق إجراء جتارب على منوذج رايضي ميثل ويصور املوقف احلقيقي الفعلي الختاذ القرار.
وبصفة عامة ت عترب احملاكاة أسلوب من أساليب حبوث العمليات ولقد شاع استخدام هذا أسلوب حلل الكثري من
املشاكل اليت تواجه نا يف احلياة العملية وإذا احتوت العمليات اليت يتم متثيلها على فرص احتمالية خمتلفة فعادة ما
4
يطلق على هذا األسلوب مونت كارلو.
*
اثنيا:مفهوم حماكاة مونت كارلو
يقصد أبسلوب مونت كارلو مبعناه الواسع أبنه األسلوب الرقمي الذي يستخدم يف حل النموذج الرايضي عن
طريق استخدام األرقام العشوائية.5
ويشري مصطلح مونت كارلو بوجه عام إىل عملية اختيار القيم من جدول التوزيعات االحتمالية بطريقة
عشوائية.
طريقة مونت كارلو هي الطريقة اليت تستخدم فيها القوانني االحتمالية ،وابلتايل ميكن تسمية طريقة مونت
كارلو بطريقة التجارب اإلحصائية تعرب عن أسلوب احمل اكاة بواسطة العينة ،أي بدال من أخذ العينات من اجملتمع
احلقيقي ،وتؤخذ هذه العينات من جمتمع نظري متماثل ،حيث حيدد التوزيع االحتمايل للمتغري الذي تقوم بدراسته
مث تؤخذ العينة من هذا التوزيع ابستخدام األرقام العشوائية ،أي أن األساس الذي تقوم عليه الطريقة هو جتربة
6
الفرصة احملتملة من خالل معاينة عشوائية.
2
Shannon, Robert E: System Simulation, The Art and Seience, Prentice – Hall. New Jersey, 1975, p .2.
3حسني بلعجوز :املدخل لنظرية القرار ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر،2010 ،ص.237.
4جالل إبراهيم العيد :إدارة اإلنتاج والعمليات مدخل كمي ،دار اجلامعة اإلسكندرية ،2002 ،ص.340.
5أمني السيد امحد لطفي ،مرجع سابق ،ص.125 .
6ابري وندر ،رالف ستري :مندجة القرارات وحبوث العمليات ابستخدام صفحات االنتشار االلكرتونية ،ترمجة :مصطفى مصطفى موسى ،دار املريخ للنشر ،السعودية،2007 ،
ص.631.
143
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
إن استخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يكون عندما يتضمن النظام عناصر واضحة هلا فرصة للتأثري يف
سلوك النظام ،وهذا يشري يف الواقع إىل أن "أسلوب مونت كارلو" هو أسلوب احتمايل ،يقوم على جتربة الفرص
احملتملة من خالل معاينة عشوائية ،والستخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة جيب إتباع اخلطوات التالية:1
أ -حتديد التوزيع االحتمايل للمتغريات اهلامة يف النظام :إن الفكرة األساسية لطريقة مونت كارلو هي حماولة
توليد قيم ملتغريات النموذج موضوع الدراسة ،ويوجد العديد من املتغريات اليت أتخذ الصفة االحتمالية يف
الواقع العملي لتقييم املشاريع االستثمارية لعل أبرزها على اإلطالق التدفقات النقدية للمشروع وتكلفته
األولية .والطريقة املثلى لتحديد التوزيع االحتمايل ملتغري معني ،تتمثل يف اختيار سلسلة القيم التارخيية هلذا
امل تغري ،حيث يتم حتديد االحتمال أو التكرار النسيب وذلك بقسمة عدد التكرارات أو املالحظات على
إمجايل عدد املشاهدات أو التكرارات.
ب -حتديد مدى األرقام العشوائية :بعد تعرفنا على التوزيع االحتمايل لكل متغري من املتغريات املدروسة
ومبجرد حتديد االحتماالت املتجمعة لكل متغري ،فإنه جيب ختصيص جمموعة من األرقام لتمثل كل قيمة
من قيم املمكنة للمتغري واليت يشار إليها ابملدى.
ج -توليد األرقام العشوائية :األرقام العشوائية هي مجيع األرقام اليت يتم توليدها من األرقام األساسية وهي
من 0حىت ،9حبيث يكون هناك فرصة متساوية وعادة ما يتم االستعانة ابلكمبيوتر لتوليد هذه األرقام
خاصة إذا كنا حباجة لتوليد حجم كبري من األرقام العشوائية.
د -حماكاة التجربة :بعد حتديد اجلداول السابقة ميكن حماكاة نواتج التجربة عن طريق أرقام عشوائية ،مع
اإلشارة إىل انه كلما كان عدد مرات احملاكاة كبريا كلما كانت النتائج املتحصل عليها أكثر دقة.
إن السبب الذي يدفع متخذ القرار إىل استخدام هذا األسلوب يف جمال تقييم واختيار املشاريع ،هو أنه عند
القيام بتقييم مشروع كإضافة سلعة إىل خط اإلنتاج ،أو آلة...اخل جند جناح هذا املشروع يتوقف على عدة متغريات
تتصف ابملخاطرة وقد تكون تقديرات حجم السوق نصيب الشركة من السوق (السلعة) ،معدل منو السوق ،تكلفة
إنتاج السلعة ،سعر البيع ...اخل غري ذلك .واإلجراء املتبع يف هذه احلالة هو الوصول إىل أفضل تقدير لكل من
هذه املتغريات مث حساب أحد معايري الرحبية مثل صايف القيمة احلالية.
اثلثا :مزااي أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشاريع االستثمارية
يعترب أسلوب مونت كارلو للمحاكاة من أفضل األساليب الكمية اليت ميكن استخدامها يف تقييم املشروعات
االستثمارية .ويرجع ذلك إىل قدرات هذا األسلوب ومزاايه العديدة اليت يتمتع هبا وبصفة خاصة للتعامل مع
1جالل إبراهيم العيد :استخدام األساليب الكمية يف اختاذ القرارات اإلدارية ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر ،مصر ،2004 ،ص.
* تشري كلمة مونت كارلو إىل املنتجع السياحي املطل على ساحل البحر األبيض املتوسط بني ايطاليا وفرنسا ( إمارة موانكو) ،وقد مت اختيار اسم ذلك املوقع لإلشارة إىل هذه
الطريقة ،واليت ارتبطت بصفة أسا سية ابحتماالت الفرصة ،فعلى عجلة الروليت يف مدينة مونت كارلو ميكن ألي فرد أن يكسب أو خيسر نقوده فيما يسمى بلعبة احلظ أو ما تسمى
مبباراة الصدفة ،حيث تلعب احتماالت الكسب أو اخلسارة دورا يف غاية األمهية وأي مباراة للصدفة شبيهة ومتصلة مبباراة مونت كارلو .وترجع فكرة طريقة مونت كارلو بشكل رئيسي
إىل نظرية االحتماالت واليت مت اشتقاقها وتطويرها من الدراسات اليت متت على مبارايت والعاب القمار مث أخذت أسلواب جديدا بعد ذلك.
144
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
مشكلة عدم التأكد والتعقيد والتشابك بني املتغريات والعناصر اخلاصة املؤثرة يف قيمة املشروع االستثماري .وميكننا
1
إبراز مزااي وقدرات أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشروعات االستثمارية من خالل مايلي:
.1يتميز أسلوب مونت كارلو للمحاكاة بقدرته الكبرية يف التعامل مع املشاكل املعقدة واليت تتميز بعدد من
اخلصائص مثل كثرة متغرياهتا اخلارجية ،ومن مث ال ميكن حتديد قيمة هذه املتغريات يف صورة رقم وحيد وإمنا
يتم تقديرها يف صورة توزيعات احتمالية ،كما ميكن هلذا األسلوب التعامل مع هذه املتغريات الكثرية واليت
ميكن أن تتصف أبي نوع من التوزيعات االحتمالية ،مع إمكانية استخدامه مهما كان شكل املتساوايت
واملعدالت الرايضية .هذا وقد ترتب على ضخامة حجم املشروعات االستثمارية والتطورات الفنية السريعة،
تعدد املشاكل وتعقدها وتشابكها األمر الذي يؤدي إىل زايدة عدد املتغريات اليت جيب أن تؤخذ يف
احلسبان عن د اختاذ القرار االستثماري وعلى هذا األساس يستخدم أسلوب احملاكاة للتعبري عن العالقة بني
هذه املتغريات .وسوف يواجه أي أسلوب آخر صعوابت ومشاكل ال حصر هلا عند التعامل مع مثل هذه
املشاكل ذات املتغريات االحتمالية الكثرية واليت حييطها عدم التأكد -هذا إذا ما افرتض إمكانية التعامل
مع هذه املشاكل؛
.2يرتكز أسلوب مونت كارلو للمحاكاة على استخدام التحليل االحتمايل يف تقييم املشروعات االستثمارية
يف ظل ظروف املخاطرة وعدم التأكد ،مما يساهم يف زايدة الثقة يف التقديرات حيث ال شك أن ختطيط
قيمة املشروع يف صورة توزيع احتمايل يشمل خمتلف القيم اليت ميكن أن حيققها يؤدي إىل دقة أكثر من
التخطيط يف صورة قيمة واحدة؛
.3أحد اجلوانب القوية هلذا األسلوب هو الطريقة اليت يتعامل هبا النموذج مع مظاهر االرتباط بني املتغريات
هذا وميكن عكس هذه العالقات املتشابكة يف النموذج عن طريق التحديد الدقيق ملتغريات املدخالت،
كذلك فعن طريق أسلوب احملاكاة ميكن أخذ االرتباط اآليل يف احلسبان عند تقييم املشروعات
االستثمارية ،ويقصد هبذا االرتباط أن التقديرات ال تعترب مستقلة على مدار الزمن مبعىن أن قيمة
التقديرات لعنصر ما يف إحدى السنوات تعتمد على قيمة هذا العنصر يف السنوات السابقة؛
.4يعد منوذج مونت كارلو للمحاكاة مبثابة منوذج حتليلي للمشروع Venture Analysis Modelوهو
عبارة عن معمل اإلدارة الذي ميكن أن جتري فيه التجارب -وتدرس وهتتم إمكانية إجراء التجارب آباثر
عدم التأكد -عن طريق حماكاة وتصوير العامل احلقيقي عددا كبريا من املرات -ويف النموذج التحليلي
للمشروع تتكون التجربة من اختيار جمموعة من القيم احملددة ملتغريات املدخالت الرئيسية هبدف حساب
متغريات املخرجات املطلوبة ،وتستند وتتوقف اختيار القيم اخلاصة ابملتغريات الرئيسية على املعاينة
العشوائية للتوزيع االحتمايل للمتغريات وعن طريق تكرار إجراء التجارب عدد كبري من املرات يتم اختيار
145
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
جمموعة ج ديدة من القيم يف كل دورة (من منظور عدم التأكد) للمتغريات الرئيسية يتم حساب املخرجات
املطلوبة؛
.5يوفر استخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشروعات االستثمارية معلومات ذات قيمة كبرية
جدا إلدارة االستثمار -حيث ترتكز هذه املعلومات على املفاضلة أو املوازنة بني احلصول على العائد
املتوقع واخلطر أو التغري (التشتت) حول احلصول على هذا العائد ،ويعترب أسلوب احملاكاة أسلوب موازنة
بني العائد واخلطر احمليط ابملشروع االستثماري حيث ميكن احلصول على مقاييس إحصائية هامة مثل
مقاييس امليل املركزية (متوسط صايف القيم احلالية للمشروع) ومقاييس التشتت مثل االحنراف املعياري،
كذلك ميكن احلصول على مقاييس إحصائية مهمة أخرى مثل احتمال زايدة قيمة املشروع عن مدى
معني ،واحتمال أن تقع قيمة املشروع بني مدى معني؛
.6ميكن أسلوب مونت كارلو من إجراء وأداء حتليل واختبارات احلساسية بطريقة مرنة ومباشرة وتلقائية على
خمتلف العناصر املكونة لقيمة املشروع .ومن مث ميكن إظهار الظروف املسئولة عن حساسية بعض العناصر
ومن مث ميكن حتديد املواقع اليت حتتاج بذل جمهود إضايف وتكلفة إضافية من أجل احلصول على معلومات
إضافية -كذلك يفيد اختبار احلساسية يف حتديد العناصر اليت تعترب املشروع حساسا ابلنسبة للتغري الذي
حيدث قي قيمها ،وجيري أسلوب مونت كارلو للمحاكاة اختبارات احلساسية بسهولة عن طريق تغري كل
متغري خارجي مرة أو عدة مرات ونتيجة لذلك ميكن احلصول على فهم وإدراك واسع أبمهية كل متغري
على جاذبية هذا املشروع االستثماري؛
.7على الرغم من أن أسلوب احملاكاة أسلوب مركب إال أن تكاليف تنفيذه وإجراء دورات احملاكاة صغرية
نسبيا ،كما أنه ميكن تعديل برامج أسلوب احملاكاة بسهولة ويسر.
رابعا:حدود أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشاريع االستثمارية
ينطوي استخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة على بعض العيوب اليت جيب أن تؤخذ يف االعتبار جبانب
1
املزااي اليت أوردان فيما سبق ومن هذه العيوب نذكر ما يلي:
.1مشاكل تتعلق بكونه أسلواب من أساليب التحليل الكمي :تتمثل أحد حدود قدرات أسلوب احملاكاة
مثل أساليب التحليل الكمي األخرى يف أنه ال ميكن أن تسفر تلقائيا عن القرار األمثل مهما كانت درجة
الدقة يف التحليل ،وقد يرجع ذلك إىل أن النموذج الكمي الذي يستخدم يف تقييم املشروعات االستثمارية
أيخذ يف حسبانه فقط االعتبارات اليت ميكن ترمجتها إىل صورة كمية رقمية ،يف حني يرتك أمر اختيار
البديل األمثل لإلدارة يف ضوء تقديرها لالعتبارات غري امللموسة ،ابإلضافة لذلك فإن قيمة املشروع
االستثماري عادة يتم حساهبا بناء على تقديرات للتدفقات النقدية مبنية أساسا على افرتاضات بظروف
يتوقع حدوثها ولكنها ليست مؤكدة احلدوث ،فأسلوب احملاكاة ال يزال يعتمد على عنصر التقدير والتنبؤ
146
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
يف توفري بياانت املدخالت الالزمة عند تقييم املشروعات االستثمارية ،وإذا كان النموذج الكمي الذي يعد
هبدف تقييم املشروعات االستثمارية يتجاهل أثر العوامل غري امللموسة على قيمة كل مشروع استثماري-
فال شك أن تقدير أثر هذه العوامل ال جيب جتاهله عند التقييم -وإن كان من الصعوبة إدراجه ضمن
النموذج إال أنه جيب أن يرتك أثر تلك العوامل لتقدير اإلدارة وخربهتا يف تقييم هذه االعتبارات وأخذ أثرها
يف احلسبان عند اختاذ القرار.
ابإلضافة إىل ذلك فإن قيمة املشروع االستثماري عادة يتم حساهبا بناء على تقديرات للتدفقات النقدية
مبنية أساسا على افرتاضات بظروف يتوقع حدوثها ولكنها ليس مؤكدة احلدوث ،فأسلوب مونت كارلو
للمحاكاة ال يزال يعتمد على عنصر التقدير والتنبؤ يف توفري بياانت املداخالت الالزمة عند تقييم
املشاريع؛
.2مشاكل تتعلق بتحديد مستلزمات مدخالت النموذج :يضع استخدام أسلوب مونت كارلو للمحاكاة
يف تقييم املشروعات االستثمارية عبئا كبريا على عاتق متخذ القرار يتعلق بتحديد مستلزمات ومتطلبات
متغريات مدخالت النموذج ،إذ يتطلب التحديد الدقيق والسليم للمتغريات والعالقات املتشابكة املتداخلة
بني متغريات النظام يف منوذج احملاكاة فهما دقيقا للخصائص املنطقية والرايضية للنظام احلقيقي حمل
الدراسة والتحليل وقد يكون الكثري منهم غامضا وغري واضح؛
.3مشاكل تتعلق بسبب خاصية املعاينة والتصميم التجرييب :يتطلب التصميم التجرييب العناية الدقيقة
واالهتمام الكايف من جانب احمللل -وجيب عليه التحقق من منوذج احملاكاة حىت ميكن توفري املخرجات
والنتائج (املتغريات الداخلية) الالزمة بشكل دقيق خال من األخطاء -حىت ميكن تقدمي معلومات ذات
قيمة كبرية متكن اإلدارة من ترشيد القرار.
يف األخري ميكن القول أبن أسلوب مونت كارلو للمحاكاة يعد من أفضل وانسب األساليب اليت ميكن استخدامها
يف التعامل مع مشكليت التعقيد وعدم التأكد املالزمني للمشاريع االستثمارية ،وان كان هذا األسلوب ال يوفر
حلول مثلي إال أنه يؤدي لنتائج قريبة من احلقيقة.
"()Modèle d'évaluation des actifs financiers املطلب السابع :منوذج تقييم األصول الرأمسالية "MEDAF
يعد منوذج تسعري األصل الرأمسايل أداة حتليلية ترتكز على عدة افرتاضات حمددة ،وتقوم بتحديد معدل العائد
املتوقع واملرغوب ألي أصل أو مشروع استثماري عن طريق مساواة هذا املعدل مبعدل العائد اخلايل من اخلطر زائد
عالوة خطر السوق مضرواب يف قيمة مقياس اخلطر املنتظم هلذا املشروع االستثماري (وهو ما يطلق عليه مبعامل
بيتا).
يعترب هذا النموذج اللبنة األوىل يف مناذج التسعري بشكل عام وهو قائم على جمموعة من الفروض ،كما أن له
تطبيقات لكل من األصول احلقيقية واملالية .وينطلق هذا النموذج من العالقة الطردية مابني العائد واملخاطرة ،حيث
يقوم على أساس أن املخاطر اليت يتحملها املستثمر وهي املخاطرة املنتظمة (واليت تقاس عن طريق معامل بيتا )(
147
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
) ال ميكن أن يتحملها إال إذا كان يف مقابل ذلك عائد يعوضه حتمل املخاطر املنتظمة .أما املخاطر الغري منتظمة
فيمكن السيطرة عليها عن طريق التنويع الكفء.
يعرب النموذج عن العائد املطلوب ألصل ما يف جزئني:
▪ األول :العائد اخلايل من اخلطر؛
▪ الثاين :عالوة املخاطر املصاحبة هلذا األصل.
إن احلد األدىن ملعدل العائد املتوقع من قبل املستثمرين جيب أن يساوي معدل العائد اخلايل من املخاطر مضافا إليه
عالوة املخاطر.
معدل العائد املتوقع = معدل العائد اخلايل من املخاطر +معامل بيتا السهم ( معدل العائد املتوقع يف السوق –
معامل العائد اخلايل من املخاطر)
= ) 𝐸 (𝑅i 𝑅f + [𝐸 (𝑅M ) − (𝑅f )] ∗ i
rendement espéré de l'actif Taux sans risque Prix d'une unité de risque risque systématique
i
حيث:
) COV(R i , R M
= i
) VAR(R M
1
جتدر اإلشارة أن هناك عدد من االفرتاضات لنموذج تسعري األصول الرأمسالية ميكن ذكرها على النحو التايل:
.1أن يكون هناك أسواق تتميز ابلكفاءة وتتوفر فيها املعلومات اخلاصة ابلعوائد احملتملة واخلطر املرتبط هبا
وان تكون متاحة ومعروفة لكافة املستثمرين؛
.2أن يكون املستثمرون متجنيب للخطر يف هذه األسواق؛
.3أن تكون األهداف االستثمارية منطقية ،أي احلصول على أعلى عائد مقابل مستوى خطر مقبول ،أو
اقل خطر ممكن مقابل عائد مرغوب يف حتقيقه؛
.4أن تكون األصول ذات سيولة اتمة ومن املمكن جتزئتها؛
.5ان يكون معدل اإلقراض بدون خماطرة؛
.6أال يكون هناك ضرائب أو تكاليف.
على الرغم من أن استخدام منوذج تسعري األصول الرأمسالية سليم من الناحية النظرية إال أن استخدامها يف حساب
معدل العائد املطلوب للمشروع يكون غاية يف الصعوبة ويرجع ذلك إىل مشاكل القياس ،وتكمن الصعوبة
األساسية يف حتديد العالقة بني العوائد السوقية والعوائد اخلاصة ابملشروع.
وهناك من أشار أن منوذج تسعري األصول الرأمسالية ال ميكن استعماله يف تقييم مردودية املشاريع االستثمارية إال
1
بتوفر شرطني:
1أمني امحد السيد لطفي :التحليل املايل ألغراض تقييم ومراجعة األداء واالستثمار يف البورصة ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،2005 ،ص.102
148
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
149
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
خالاي هذه املصفوفة مثثل العائد أو املردود الذي سينتج عن تبين إسرتاتيجية معينة وحصول حالة طبيعة معينة
وميكن متثيل هذه املصفوفة كمايلي:
…
…
…
…
… …
… …
… …
… …
… …
dn an1 an2 an3 …………anm
املصدر :من إعداد الباحث
150
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
151
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
لونيد هورفيتش عامل اقتصاد أمريكي يهودي من أصل بولندي ( )2008-1917حائز على جائزة نوبل يف االقتصاد عام 2007مبسامهته بوضع نظرية تصميم آليات السوق.
1حسني بلعجوز :املدخل لنظرية القرار ،مرجع سابق ،ص.281 .
152
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
153
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
▪ من خالل هذه الصيغة يتم تشكيل مصفوفة جديدة تسمى مصفوفة الندم أو األسف واليت يتم
استخراجها من مصفوفة وعلى أساسها يتم حتديد أفضل بديل من خالل اخلطوات التالية:
ج -حتديد اكرب قيمة للندم أو األسف لكل بديل يف مصفوفة الندم؛
د -اختيار البديل الذي حيقق اقل قيمة للندم من بني القيم املختارة يف املرحلة األوىل وفق الصيغة
التالية:
] 𝑗𝑖𝑅 𝑥𝑎𝑀[𝑛𝑖𝑀
ما ميكن مالحظته على معيار سافاج خبصوص طريقة اختيار البديل األفضل انه ال يتغري سواء يف حالة العوائد أو
التكاليف والذي هو [ Min[Max Rijالن متخذ القرار يهدف إىل ختفيض األسف أو الندم إىل ادين ما ميكن،
ولكن االختالف يب حاليت العوائد والتكاليف يكمن يف قاعدة حساب الفرصة الضائعة اليت تستخدم تشكيل
مصفوفة الندم.
املطلب الثاين :نظرية املبارايت (األلعاب)
أوال :تعريف نظرية املبارايت
تعترب نظرية املبارايت أحد أساليب حبوث العمليات اليت تستخدم يف اختاذ القرارات يف ظل حاالت ومواقف
تتسم ابلصراع والتنافس بني أطراف هلا صفة االستقالل وكل منها ميتلك العديد من االسرتاتيجيات اليت جيب عليه
أن يتبعها يف ضوء االسرتاتيجيات اليت يتبعها املنافسون ،ومن مث فنظرية املبارايت تعترب أسلوب مناسبا للتنبؤ بسلوك
الطرف أو األطراف املنافسة يف عملية اختاذ القرار واختاذ ما يلزم من قرارات ،اليت تعمل على جتنب وتفادي اآلاثر
السلبية لقرارات األطراف املنافسة.
يعترب العامل الفرنسي ) (Emil Borelهو الرائد فيما يتعلق ابستخدام أفكار نظرية املبارايت حيث كان أول
من طرح فكرة نظرية األلعاب يف عام ،1921كما ساهم العامل ) (Jon Von Neumannيف تطوير استخدام
نظرية املبارايت يف العديد من اجملاالت وبصفة خاصة اجملاالت االقتصادية واإلدارية والعسكرية وذلك ابلتعاون مع
العامل ( )Oskar Morgensternحيث توجت هذه اجملهودات الحقا بكتاب من أتليفهما حتت عنوان "نظرية
1
املبارايت والسلوك االقتصادي" سنة .1944
إن كلمة "مباراة" تعين حالة من الصراع بني شخصني أو أكثر حيث يكون لدى كل متسابق ،العب ،أو
2
مشارك ،بعض السيطرة على نتيجة الصراع وليس كلها.
1
Thie Paul R. & G. E. Keough: An Introduction to Linear Programming and Game Theory, 3rd edition,
WILEY Publication, 2008, P: 337.
2
Gibbons. R: Game Theory for Applied Economists, Princeton University Press, NJ, 1992.
154
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
تقدم نظرية املبارايت األدوات الرايضية لنمذجة وحتليل القرارات التفاعلية ،حبيث توضح املباراة بشكل جتريدي
التفاعالت املوجودة بني الالعبني وأتثريها على النتيجة النهائية للمباراة .قد حتسم املباراة يف جولة واحدة ،نقول
1
عندئذ أهنا مباراة ساكنة ،أو يف عدة جوالت متتالية فنقول عنها أهنا دينامكية.
تعىن نظرية املبارايت ابإلجراءات اليت يتخذها صناع القرار الذين يعون أن أفعاهلم تؤثر على بعضهم البعض.
بذلك تكون نظرية املبارايت غري مفيدة عندما جيهل صناع القرار ردود أفعال اآلخرين أو يعاملوهنم كأهنم قوى غري
2
مؤثرة يف السوق.
لنظرية املبارايت دور مهم يف عملية اختاذ القرار خاصة يف جمال االستثمار ،حبيث يقام املشروع يف حميط يتميز
بظروف غري أكيدة والعناصر اليت تنشط فيه تنشط على أساس إسرتاتيجية معدة مسبقا ،وابلتايل املستثمر يكون يف
مواجهة اجملهول ،أي أن نوع الظروف اليت ميكن أن حتدث مستقبال جمهولة متاما ،وحتليل القرار يف هذه احلالة
3
يستدعي استعمال نظرية األلعاب اإلسرتاتيجية.
وتقوم نظرية األلعاب على اعتبار وجود عدة أطراف متنافسة ( على أقل طرفني) تشرتك يف املباراة ،حبيث كل طرف
يتصرف على أساس التصرف املتوقع للطرف األخر أو األطراف األخرى ،وابلتايل القائم على تقييم املشروع ،يعترب
هؤالء األطراف منافسون يف السوق ،وحىت الظروف الطبيعية املمكنة الوقوع تعترب طرفا منافسا يف املباراة .وعليه
يبين القائم على تقييم املشروع تصرفاته وتوقعاته على أساس التصرف املتوقع من اخلصم ،وحيدد القيمة االقتصادية
للمشروع حسب الظروف املتوقعة.
اثنيا :مبادئ نظرية املبارايت
تقوم نظرية املبارايت على العديد من الفروض منها :أن الطرف أو الالعب املنافس يعظم منفعته من خالل
اختيار اإلسرتاتيجية املناسبة بني اإلسرتاتيجيات املتاحة وهذا الفرض يسمى فرض الرشد ،وابإلضافة إىل فرض
الرشد جيب أن يتوافر لكل العب متنافس املعلومات والعوامل واإلمكانيات وهذا ما يطلق عليه فرض املعرفة.
وكما اشران إليه سابقا فاملباراة هي حالة تنافس أو صراع بني عدة أطراف أو العبني متنافسني وفقا جملموعة معروفة
من القواعد ويتم التنافس ابستخدام جمموعة من االسرتاتيجيات املتاحة لكل العب واليت يرتتب عليها تعظيم منفعة
الالعب .ومن مث تشمل عناصر املباراة ما يلي:
▪ حالة التنافس والصراع؛
▪ القوانني والقواعد واإلجراءات اليت حتكم املباراة؛
▪ األطراف وقد يكونوا أفراد أو شركات؛
1
Herbert Gintis: Game Theory Evolving: A Problem-centred Introduction to modeling strategic behavior,
Princeton University Press, 1st edition, USA, 2000, P.89.
2انجح اشرف :نظرية املبارايت كأداة للتحليل االسرتاتيجي يف التسويق ،جملة االقتصاد والتنمية ،خمرب التنمية احمللية املستدامة ،العدد ،5جامعة املدية ،اجلزائر ،2016 ،ص.155.
3محيد انصر :حبوث العمليات ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،سوراي ،2008 ،ص.321.
155
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
156
الفصل الثالث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األساليب والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية
خالصة:
إن أهم ما ميكن استخالصه من دراسة هذا الفصل واملتعلق بتحديد أهم األساليب والنماذج الرايضية املمكن
استخدامها يف عملية التقييم املشاريع االستثمارية ،ميكن تلخيصه يف النقاط التالية:
-إن التقييم املايل للمشاريع االستثماري هو دراسة وحتليل لوضع أو موقف مستقبلي ،أي أنه يتعلق
ابملستقبل وقد يكون لدينا معلومات كاملة ومؤكدة حول هذا املستقبل ،كما قد تكون لدينا معلومات غري
مؤكدة ،وبشكل عام منيز بني ثالثة ظروف تتم يف ظلها عملية التقييم املايل للمشاريع تتمثل يف ،أوال
ظروف التأكد واليت تشري إىل أن متخذ القرار لديه فكرة شبه اتمة مبا سيقع يف املستقبل تنفيذ االستثمار
أو عند استغالله خالل العمر االقتصادي للمشروع ،بينما الظرف الثاين الذي تتم فيه عملية التقييم هو
ظروف املخاطرة وهي املواقف أو األحداث اليت تؤثر على انتظام حتقق العوائد املتوقعة اخلاصة ابستثمار
معني ،وابلتايل فان من يقوم بعملية التقييم يستند يف حتليلها إىل املعلومات والتوزيعات االحتمالية
لألحداث املستقبلية ،يف حني الظرف الثالث هو ظرف عدم التأكد وهي املواقف اليت ال يتوفر للمقيم
معلومات كافية للتوصل إىل تقدير احتمالية حتقق التدفقات النقدية.
-تتم عملية التقييم املايل للمشاريع ابالعتماد على العديد من األساليب والنماذج الرايضية تعتمد أغلبيتها
على التدفقات النقدية للمشاريع املقرتحة ،واليت يقصد هبا الفرق بني املدخالت واملخرجات النقدية خالل
العمر اإلنتاجي املتوقع.
-استخدام هذه الطرق قد خيتلف حسب الظروف ،فمنها الطرق اليت تفرتض حالة التأكد مثل طريقة فرتة
االسرتداد اليت تتجاهل نتائج املشروع بعد مدة اسرتجاع تكلفة االستثمار األولية ،ومعدل العائد احملاسيب،
حبيث كالمها ال أيخذ يف االعتبار القيمة الزمنية للنقود.
-النوع الثاين من الطرق اليت تفرتض حالة التأكد كصايف القيمة احلالية ومعدل العائد الداخلي ودليل
الرحبية ،حبيث أتخذ بعني االعتبار القيمة الزمنية للنقود ،وتكون فيها العمر اإلنتاجي لالستثمار غري متغري،
وال أتخذ بعني االعتبار املخاطر وظروف عدم التأكد وهذا االفرتاض غري واقعي ألن العمر اإلنتاجي
للمشروع غري معروف بصفة دقيقة ،وإمنا يتم تقديره ابجتهادات شخصية قابلة للتحيز ،وعليه استخدام
هذه الطرق قد يعطي نتائج غري دقيقة ،وهذا ما يتطلب اللجوء إىل نوع أخر من الطرق قد أتخذ يف
االعتبار الظروف االحتمالية أي ظروف املخاطرة ،كمحاكاة مونت كارلو أو ظروف عدم التأكد مثل
معايري نظرية القرار.
157
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
متهيد:
بعد الدراسة النظرية اليت تناولنا فيها ابلتفصيل من خالل الفصول الثالثة السابقة مفهوم املشروع االستثماري
وأهم الدراسات املتعلقة به ،وكذا خمتلف األساليب والنماذج الرايضية املستعملة يف تقييم املشاريع االستثمارية حيث
أبرزان نقاط القوة واهم أوجه القصور يف هذه الطرق والنماذج ،ولصعوبة تطبيق الدراسات النظرية ميدانيا يف
االقتصاد اجلزائري نظرا حملدودية إجراء مثل هذه الدراسات يف الواقع امليداين من طرف املستثمرين حيث ال تعدو
أن تكون جمرد دراسات شكلية تدخل ضمن متطلبات احلصول على القروض البنكية ،فقد اخرتان جمموعة من
املشاريع لدراستها وتوضيح كيفية تقييمها ،وحماولة إجراء عملية التقييم املايل ابستخدام منوذج مونت كارلو
للمحاكاة على مستوى ثالثة بنوك جتارية جزائرية حتتل مكانة متميزة يف النظام البنكي اجلزائري أال وهي بنك
الفالحة والتنمية الريفية BADRوبنك التنمية احمللية BDLوالبنك الوطين اجلزائري .BNA
حيث يتناول املبحث األول البنوك التجارية اجلزائرية حمل الدراسة من خالل التعريف هبا وإبراز خمتلف
مهامها يف االقتصاد واستعراض هياكلها التنظيمية ،كما سيتم التطرق إىل قانون النقد والقرض ابعتباره من أهم
القوانني اليت تؤطر ع مل البنوك التجارية يف اجلزائر سواء كانت عامة أو خاصة والتعرض إىل أهم التعديالت اليت
عرفها هذا القانون.
أما املباحث الثالثة األخرى فسيتم ختصيصها لدراسة وتقييم املشاريع املختارة على مستوى البنوك الثالثة اليت
مت اختيارها حمال للدراسة من خالل تقدمي املشاريع املختارة وإبراز أمهيتها وإجراء عملية التقييم بتطبيق أساليب
التقييم املمكنة يف كل حاالت الطبيعة ،وعلى قدر ما هو متوفر من املعلومات الالزمة لعملية التقييم املايل هلذه
املشاريع.
159
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
1بشريي عفاف :مدى مسامهة النماذج الرايضية يف إدارة خماطر االئتمان للمحافظ االستثمارية "دراسة حالة جمموعة من البنوك التجارية اجلزائرية" ،أطروحة دكتوراه،كلية العلوم
االقتصادية ،جامعة حمـمد بوضياف املسيلة ،2018 ،ص.185.
160
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
161
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
1
.2التعديالت اليت عرفها القانون:
▪ األمر رقم :01-01أول تعديل لقانون النقد والقرض 10/90كان األمر 01/01الصادر يف 27فيفري
،2001وتضمن هذا األمر تعديل اجلوانب اإلدارية يف تسيري بنك اجلزائر دون املساس مبضمون القانون
إضافة إىل الفصل بني جملس إدارة بنك اجلزائر وجملس النقد والقرض.
▪ األمر :11-03لقد تسببت الفضائح اليت طالت بنك اخلليفة وكذا البنك الصناعي التجاري يف ضعف
اجلهاز املصريف اجلزائري وكذا انعدام مصداقيته ،مما دفع ابلسلطات النقدية واملالية إىل إصدار األمر -03
11يف 26أوت ،2003حيث جاء هذا األمر مدعما ألهم أفكار ومبادئ قانون 10-90ولكنه حيل
حمله ويعترب أكثر تشددا مع املسؤولني عن تسيري البنوك وذلك من خالل توضيح املخالفات املتعلقة
ابإلدارة ،وكذا النص على العقوابت املقابلة هلا.
▪ األمر :04-10جاء هذا األمر 04-10املؤرخ يف 26أوت 2010هبدف تعديل وتتميم األمر 11-03
املتعلق ابلنقد والقرض وتتمثل أهم النقاط اليت تطرق هلا فيما يلي:
-اشرتاط نسبة املسامهة الوطنية يف إطار الشراكة مبا ال يقل عن %51من راس املال ابلنسبة
للرتخيص ابملسامهات اخلارجية يف البنوك واملؤسسات املالية اليت حيكمها القانون اجلزائري؛
-تعزيز الرقابة الداخلية من خالل وضع جهاز رقابة داخلي فعال؛
▪ القانون رقم :10-17جاء هذا القانون واملؤرخ يف 11أكتوبر 2017ليتمم األمر رقم 11-03واملتعلق
ابلنقد والقرض واهم نقطة تطرق هلا هذا التعديل هي السماح بشكل استثنائي وملدة مخس سنوات لبنك
اجلزائر بشراء ،مباشرة عن اخلزينة ،السندات املالية اليت تصدرها هذه األخرية ،أو ما يسمى ابلتمويل غري
التقليدي ،من اجل املسامهة على اخلصوص يف:
-تغطية احتياجات متويل اخلزينة؛
-متويل الدين العمومي الداخلي؛
-متويل الصندوق الوطين لالستثمار.
املطلب الثالث :البنوك التجارية اجلزائرية حمل الدراسة
سيتم التطرق يف هذا املطلب إىل البنوك التجارية اجلزائرية ،اليت أجريت عليها الدراسة امليدانية حيث مت اختيار
جمموعة من البنوك التجارية العامة للوقوف على الطرق والنماذج الرايضية املستخدمة يف التقييم املايل للمشاريع
االستثمارية.
1سليمان انصر ،آدم حديدي :أتھيل النظام املصريف اجلزائري يف ظل التطورات العاملية الراھنة ،أي دور لبنك اجلزائر ،اجمللة اجلزائرية للتنمية االقتصادية ،العدد 02،جامعة ورقلة،
ورقلة ،اجلزائر2015، ،ص.15. .
162
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
163
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
1الطاهر لطرش :تقنيات البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2010 ،ص191.
164
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
هو أحد البنوك العاملة ابجلزائر ورأمساله يقدر بـ 36800مليون دينار جزائري ،وعدد وكاالته
تقدر بـ ـ ـ 149وكالة منتشرة إبحكام حول كافة الرتاب الوطين ،ومكلفة مبهمة تسيري العمليات البنكية
مبا يف ذلك 143وكالة مكلفة بتسيري العمليات البنكية كما وضعت حتت مسؤوليتها 06وكاالت
متخصصة يف منح قروض الرهن ،وهو نشاط يتميز به بنك التنمية احمللية ومييزه عن ابقي البنوك.
كما يعترب بنك التنمية احمللية بنك املؤسسات الصغرية واملتوسطة وكذا الصناعات الصغرية واملتوسطة
والتجارة ،وبنك األفراد واملهن احلرة وكذا العائالت.
وهو بذلك بنك يهدف إىل املشاركة الفعالة يف تطوير االقتصاد الوطين وذلك من خالل تعزيز
االستثمار وتشجيع املؤسسات الصغرية واملتوسطة.
▪ مهام بنك التنمية احمللية:
-املسامهة يف متويل املشاريع السكنية وذلك من خالل دعم ومرافقة أصحاب مشاريع الرتقية العقارية
وكذا األشخاص الذين يريدون شراء سكنات؛
-تقدمي عدة خيارات لالدخار مما يزيد يف رأس املال؛
-احللول اإلقراضية املتماشية واالحتياجات اخلاصة ابألفراد واملنشآت؛
-تقدمي منتجات وخدمات للمراقبة اليومية اخلاصة ابحلساابت البنكية؛
-تقدمي منتجات للتأمني واليت هتدف إىل الوقاية من املخاطر.
إضافة إىل أن بنك التنمية احمللية عضو يف املنظومة الوطنية للوسائل اإللكرتونية (بطاقة السحب ،بطاقة الدفع،
فيزا انرتانشيوانل...اخل) ،ونظام التعويض اإللكرتوين وخدمة املونيغرام للتحويل السريع لألموال من اخلارج إىل
1
اجلزائر.
▪ اهليكل التنظيمي لبنك التنمية احمللية :من خالل الشكل املوايل نستعرض اهليكل التنظيمي للبنك
165
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
كما يعترب بنك الفالحة والتنمية الريفية بنك جتاري أيضا كونه مينح العديد من القروض للمؤسسات لتمويل دورة
االستغالل وكذا االستثمار وتقدميه ملختلف صيغ التمويل االستثمارية ،كالقرض االجياري.
▪ اهليكل التنظيمي لبنك الفالحة والتنمية الريفية :BADERمن خالل الشكل التايل نستعرض اهليكل
التنظيمي للبنك:
166
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الشكل رقم( :)3 -4اهليكل التنظيمي لبنك الفالحة والتنمية الريفية BADR
املبحث الثاين :التقييم املايل ملشروع استثماري مقدم لبنك التنمية احمللية BDL
سنحاول يف هذا املبحث التعرف على واقع التقييم املايل للمشاريع االستثمارية يف بنك التنمية احمللية من
خالل استعراض املعايري اليت يعتمد عليها البنك يف عملية التقييم ،ابإلضافة إىل حماولة تطبيق املعايري اليت مت التطرق
إليها يف اجلانب النظري للدراسة ويف ظروف البيئة االستثمارية املختلفة ( التأكد ،عدم التأكد ،واملخاطرة ) ،وكذا
تطبيق منوذج مونت كارلو للمحاكاة.
املطلب األول :معلومات عامة عن املشروع االستثماري
املشروع االستثماري حمل الدراسة يتمثل يف مشروع تقدمت به مؤسسة SPA- PROBATIشركة مسامهة
تنشط يف جمال صناعة وبناء اهليكل املعدنية املصنعة CONSTRUCTION CHARPENTE
METALLIQUEمنذ سنة 2004يف إقليم والية برج بوعريريج لزايدة القدرة اإلنتاجية للمؤسسة من خالل
فتح خط إنتاج جديد ،لتلبية زايدة الطلب على منتجات املؤسسة نظرا لعدم قدرة املؤسسة على تلبية الطلب
املتزايد نتيجة حمدودية الطاقة اإلنتاجية احلالية ،حيث تعود الزايدة يف الطلب إىل خصوصية الوالية اليت تنشط فيها
املؤسسة (برج بوعريريج) والوالايت اجملاورة هلا سطيف ،املسيلة ،البويرة ،حيث تشهد هذه املناطق حركية صناعية
وفالحيه ملحوظة حباجة إىل بناايت صناعية متتاز عن غريها ابملساحة الشاسعة املغطاة ،وسهولة وسرعة البناء،
وهلذا الغرض ازداد الطلب على اهلياكل املعدنية ليس حمليا فقط بل وعلى املستوى الوطين ،كما يتوقع من هذا
املشروع أن يساهم يف خلق 10مناصب شغل إضافية.
167
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
حيث بلغت التكلفة املبدئية هلذا املشروع االستثماري مبلغ 19671099000دج ،متمثلة بصفة أساسية يف
معدات اإلنتاج ،األرض اليت سيقام عليها املشروع ،معدات النقل واملناولة ،مصاريف النقل و الرتكيب واالختبار
1
إضافة إىل املصاريف امللحقة األخرى.
أما التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة للمشروع ،فيمكن توضيحها من خالل اجلدول أدانه:
الوحدة :ألف دج اجلدول رقم ( :)1-4حساب التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
بعد القيام حبساب التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة للمشروع ،إبمكاننا القيام بتطبيق املعايري املختلفة
املستخدمة يف تقييم املشاريع ماليا ويف الظروف املختلفة ملعرفة اجلدوى املالية للمشروع املقدم من طرف املؤسسة.
املطلب الثاين :التقييم املايل للمشروع االستثماري
سنحاول من خالل هذا املطلب تطبيق معايري التقييم املايل املختلفة ويف احلاالت الثالثة التأكد التام وعدم
التأكد واملخاطرة.
أوال:التقييم يف حالة التأكد التام
.1معيار معدل العائد احملاسيب :يعترب هذا املعيار احد أهم املعايري األولية لتقرير اجلدوى املالية للمشروع
االستثماري ،ويتم حسابه من دون األخذ بعني االعتبار كل من االهتالك والقيمة املتبقية للمشروع ،من خالل
تطبيق العالقة التالية:
𝒏 𝟏
𝒕𝑹 𝟏=𝒕∑
= 𝑪𝑹𝑻 𝒏 ∗ 100
˳𝑰
2
بتطبيق العالقة على مشروعنا وابالعتماد على جدول حساابت النتائج جند معدل العائد احملاسيب يقدر ب ـ ــ:
𝟕𝟐𝟑 𝟓𝟏𝟗𝟏
= 𝑪𝑹𝑻 ∗ 𝟏𝟎𝟎 = 𝟗. 𝟕𝟑%
𝟗𝟗𝟎 𝟏𝟕𝟔 𝟗𝟏
وابعتبار أن املشروع ممول من طرف البنك ومبقارنة معدل العائد احملاسيب ( )TRC=9.73%مبعدل الفائدة
على قروض االستثمار املتوسطة األجل يف بنك التنمية احمللية BDLواملقدر بـ %5.5فانه وفقا هلذا املعيار
فان املشروع جمدي ماليا ،وكما متت اإلشارة إليه سابقا فربغم من أن هذا املعيار يقدم ميزة البساطة يف التطبيق
168
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
ومنح فكرة أولية ملتخذ القرار حول رحبية املشروع مقارنة برؤوس األموال املستثمرة ،إال انه ال ميكن االعتماد
على هذا املعيار لوحده لتقدير وتقييم املشروع.
.2معيار فرتة االسرتداد البسيط :DRSيعطينا هذا املعيار فكرة عن املدة الزمنية الالزمة ليتمكن املشروع من
اسرتجاع تكاليفه االستثمارية وهو من املعايري اليت يعتمد عليها بنك التنمية احمللية يف التقييم املايل للمشاريع،
ويف حالة مشروعنا هذا ومبا أننا أمام تدفقات نقدية سنوية غري متساوية فإن فرتة االسرتداد يتم حساهبا وفق
العالقة اآلتية:
𝑚∑ =˳DRs=m ? / I 𝑡=1 𝑁𝐶𝐹 t
بتطبيق جند أن فرتد االسرتداد يف حالة املشروع حمل الدراسة ستكون 5سنوات و 1شهر و 10أايم تقريبا.
مبعىن انه سيتم اسرتجاع رأس املال املستثمر يف املشروع خالل السنة اخلامسة من البدء يف تنفيذ املشروع .ويتم عادة
حتديد حد أقصى لفرتة االسرتداد يسمى (بفرتة القطع) Cut-off periodأو فرتة االسرتداد القصوى املقبولة (
)Maximum payback periodويتوقف ق بول املشروع أو رفضه على نتيجة املقارنة بني فرتة االسرتداد
للمشروع وفرتة القطع فإذا كانت فرتة االسرتداد اقصر من فرتة القطع ،يعترب املشروع مقبوال والعكس صحيح ،ويف
حالة مشروعنا هذا فان الدراسة التحليلية لرحبية املشروع املعدة من طرف البنك للمشروع ال حتدد هذه الفرتة،
وابلتايل نكتفي ابملقارنة بعمر املشروع من خالل الدراسة التقنية االقتصادية واملقدرة بـ 10سنوات وابلتايل من
خالل مؤشر فرتة االسرتداد البسيطة فان املشروع يتمتع جبدوى مالية جيدة ،وعلى كل حال فان معيار فرتة
االسرتداد مؤشر جيد للمستثمر نظرا لسهولة حسابه م ن جهة ويعطينا تقييم حدسي للمخاطر اليت قد يتعرض هلا
املشروع حيث كلما طالت فرتة اسرتداد األموال املستثمرة كلما زادت درجة املخاطرة.
لكن يالحظ من خالل استخدام هذا املعيار هبذه الطريقة إمهال القيمة الزمنية للنقود أي حتيني التدفقات النقدية
للمشروع ،وهو ما ميكن تداركه من خالل فرتة االسرتداد املخصومة )Le Délai de Récupération (DRA
actualisé
جتدر اإلشارة أن الفرق بني فرتة االسرتداد البسيطة واملخصومة يكمن يف أن هذه األخرية يتم حساهبا
ابالعتماد على التدفقات النقدية للمشروع بعد خصمها (حتيينها) أما عن طريقة احلساب فهي نفسها ،وبتطبيق
العالقة على حالة مشروعنا جند أن فرتة االسرتداد املخصومة تساوي 7سنوات و 8أشهر و 24يوم ،وهي تشري
إىل أن املشروع مقبول (جمدي ماليا حسب هذا املعيار).
169
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
.4معيار القيمة احلالية الصافية :VANيعترب معيار صايف القيمة احلالية أكثر املعايري أمهية وموضوعية ،مما جعله
من بني أكثر املعايري اعتمادا من قبل املؤسسات املالية والبنوك يف عمليات التقييم املايل للمشاريع االستثمارية،
ألنه أيخذ بعني االعتبار كل التدفقات النقدية اخلاصة ابملشروع مستحدثة مبعدل تكلفة رأس املال.
وكما أشران إليه سابقا فان القيمة احلالية الصافية حتسب من خالل العالقة التالية:
𝑛 𝑛
𝑡𝐹𝐶
∑ 𝑽𝑨𝑵 = −𝑰˳ + ∑ 𝐶𝐹𝑡(1 + 𝑖)−𝑡 = −𝑰˳ +
𝑡)𝑖 (1 +
𝑡=1 𝑡=1
وابلتطبيق على مشروعنا جند النتائج التالية:
الوحدة:الف دج اجلدول رقم ( : (1-4حساب القيمة احلالية الصافية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
التدفقات النقدية السنوية املخصومة معامل التحيني (معدل اخلصم )% 15 التدفقات النقدية السنوية السنوات
دج ومبا أن النتيجة 775741000 من خالل معطيات اجلدول فان صايف القيمة احلالية للمشروع تساوي
احملصل عليها موجبة فان هذا يعين أن التدفقات النقدية اليت يدرها املشروع طوال فرتة حياته كفيلة بتغطية التكلفة
األولية لالستثمار ومبا أننا أمام بديل استثماري واحد فانه سيتم قبول تنفيذ املشروع وفق هذا املعيار.
.5مؤشر الرحبية :IRوحيسب وفق العالقة التالية:
𝑡𝐹𝐶
𝑇=𝑡∑
𝑡=1 𝑡)𝑖 (1 +
= 𝑅𝐼
˳𝐼
وابالعتماد على معطيات اجلدول السابق جند أن مؤشر رحبية مشروع زايدة خط اإلنتاج يف املصنع:
𝑉𝐴 20446840
= 𝑹𝑰 = = 1.04
˳𝐼 19671099
مبا أن املؤشر اكرب من الواحد الصحيح فانه وفقا هلذا املعيار سيتم قبول تنفيذ هذا املشروع.
170
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
𝑛
171
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
بعد حساب التدفقات النقدية يف احلاالت الثالثة للطلب املتوقع ،نقوم بتحديد متوسط العائد وهو:
23513866 + 20446840 + 18402156
= 20787620
3
وهذا العائد املتوسط للقيمة احلالية للتدفقات النقدية للمشروع واملقدر بـ ـ ـ 20787620جيعل القيمة احلالية
الصافية ( )VAN=1116521وهي قيمة تدل على أن املشروع مقبول وفق معيار االحتماالت املتساوية
(البالص).
2.2املعيار املتشائم (معيار والد) :لتطبيق هذا املعيار ونظرا للطبيعة التشاؤمية للمستثمر ،وألنه يتوقع حدوث
أسوء احلاالت ومن اجل اجتناب أي سيناريو غري متوقع وأخذا بعني االعتبار احليطة واحلذر الشديد من
املستقبل اجملهول فانه يبين توقعه على أدىن العوائد املمكن حتقيقها لذا فانه يف حالتنا هذه سيختار أدىن عائد
وهو املقابل حلالة اخنفاض الطلب بـ % 10أي ،18402156ويف هذه احلالة وأمام هذا املستوى من
التدفقات فان ( )VAN = -1268943ومبا أن القيمة احلالية الصافية أتخذ قيمة سالبة فان املشروع
حسب معيار املتشائم سريفض الن إمجايل العوائد املتوقعة يقل عن تكلفة االستثمار املبدئية.
3.2املعيار املتفائل :يعترب هذا املعيار عكس املعيار السابق حيث يسود التفاؤل عند املستثمر أو متخذ القرار لذا
فهو عكس سابقة خيتار اكرب عائد متوقع وهو املقابل حلالة ارتفاع الطلب ب ـ % 15أي ،23513866ويف
هذه احلالة من مستوى التدفقات النقدية املتوقعة فان( )VAN =3842767ومبا أن القيمة احلالية الصافية
موجبة ومبا أن املشروع املقرتح ال بدائل له فان املشروع سيحظى ابلقبول.
4.2معيار الواقعية :كما اشران إليه يف اجلانب النظري فان هذا املعيار هو معيار حاول التوفيق بني معيار املتفائل
ومعيار املتشائم من خالل إعطاء نسبة للتفاؤل وأخرى للتشاؤم ،ويف حالة مشروعنا واستنادا إىل دراسة حتليل
رحبية املشروع ونظرا لعدم عمل البنك أصال على هذه املعايري فإننا نفرتض أن معيار التفاؤل( .) α=50%
وابلتايل فالعائد املتوقع من املشروع هو:
)𝑉𝐴 = 23513866 α + 18402156(1 − α
𝑉𝐴 = 20958011
172
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
يف هذه احلالة فان التدفقات النقدية املتأتية من املشروع تقدر ب ـ ـ 20958011جتعل من القيمة احلالية
للمشروع أتخذ قيمة موجبة ( .)VAN =1286912وابلتايل املشروع مقبول حسب معيار الواقعية أمام هذا
املستوى من التفاؤل واملستوى من العوائد.
اثلثا:التقييم يف حالة املخاطرة
1.3معيار القيمة النقدية املتوقعة :تعرف القيمة النقدية املتوقعة للبديل أبهنا حاصل ضرب عائد كل حالة يف
احتمال تلك احلالة ،وبتطبيق على حالة مشروعنا جند النتائج املدونة يف اجلدول التايل:
اجلدول رقم ): (2-4حساب القيمة النقدية املتوقعة ملشروع زايدة خط إنتاجي يف مؤسسة SPA-PROBATI
الوحدة الف دج
القيمة النقدية املتوقعة للقيم احلالية للتدفقات النقدية االحتمال التدفقات النقدية السنوية املخصومة السنوات
134189 10% 1341887 2019
176090 10% 1760899 2020
156633 10% 1566329 2021
385606 11% 3505508 2022
388754 %12 3239616 2023
362169 12% 3018079 2024
467212 15% 3114744 2025
579956 %20 2899778 2026
2650608 100% اجملموع
املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على اجلدول السابق و معطيات امللحق رقم 1
من خالل نتائج اجلدول أعاله فان القيمة النقدية املتوقعة اإلمجالية للتدفقات النقدية للمشروع
تعادل 2650608:ألف دج ،وابلتايل فان صايف القيمة احلالية املتوقعة:
𝑬𝑽𝑨𝑵 = 2650608 − 19671099 = −17020491
أي أن عند هذا املستوى من التدفقات النقدية الصافية املتوقعة تكون القيمة احلالية الصافية املتوقعة سالبة وابلتايل
فان إمجايل التدفقات النقدية املتوقعة للمشروع ال تغطي االستثمار املبدئي وابلتايل فاملشروع ال يتمتع جبدوى مالية.
2.3معيار التباين واالحنراف املعياري :بتطبيق على حالة مشروعنا االستثماري نتحصل على النتائج امللخصة يف
اجلدول أدانه:
اجلدول رقم ( :)3-4حساب تباين التدفقات النقدية ملشروع زايدة خط إنتاجي يف ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
P*[Xi-E(VA)]2 [Xi-E(VA)]2 )Xi-E(VA االحتمال السنوات التدفقات النقدية السنوية املخصومة
171275053881 1712750538812 -1308721 10% 1341887 2019
79158185021 791581850206 -889709 10% 1760899 2020
117566021374 1175660213739 -1084279 10% 1566329 2021
80393914520 730853768360 854900 11% 3505508 2022
41631668531 346930571094 589008 12% 3239616 2023
173
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من خالل معطيات اجلدول فان تباين التدفقات النقدية للمشروع هو 550959474713ألف دج،
وهو ما ميثل مقدار املخاطرة للقيمة النقدية املتوقعة ،ومبا أننا أمام خيار واحد وابلتايل قيمة التباين وابعتبارها مربعة
فهي ليست ذات داللة ،وابلتايل فمن املهم احتساب االحنراف املعياري والذي يعرف أبنه املقياس املطلق
للمخاطرة ،وهو اجلذر الرتبيعي جملموع مربعات احنراف القيم عن وسطها احلسايب (التباين).
𝜎 = √550959474713 = 742266
وهو ما ميثل مقدار املخاطرة اليت تواجه التدفقات النقدية للمشروع واليت ميكن وصفها ابملرتفعة ،ولتأكيد ذلك نقوم
حبساب معامل االختالف.
3.3معيار معامل االختالف :بتطبيق عالقة حساب معامل االختالف على مشروعنا حنصل على معامل
االختالف يقدر بـ ـ ـ ـ:
742266
= 𝑽𝑪 𝟖𝟐 = 𝟎.
2650608
مما يدل أن درجة املخاطر اليت من املمكن أن يتعرض هلا املشروع مرتفعة نوعا ما مما يؤكد رفض املشروع إذا كان
املستثمر ذو ميول حتفظية.
4.3أسلوب حتليل احلساسية :سنقوم من خالل هذا األسلوب مبعرفة اثر التغريات اليت ممكن أن حتدث نتيجة
حدوث تغريات يف التدفقات النقدية أو معدل اخلصم.
-حتليل احلساسية للتدفقات النقدية :من اجل دراسة اثر حساسية التدفقات النقدية ملشروعنا نفرتض أن:
✓ بقاء التدفقات النقدية يف مستوى التوقع وهذا يف احلالة العادية؛
✓ زايدة التدفقات النقدية بنسبة %10يف حالة التفاؤلية؛
✓ اخنفاض التدفقات النقدية بنسبة %10يف حالة التشاؤمية؛
وبعد تطبيق أسلوب حتليل احلساسية على التدفقات النقدية للمشروع جند النتائج املوضحة يف اجلدول أدانه:
اجلدول رقم (: (4-4حساب القيم احلالية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATIبتطبيق حتليل احلساسية للتدفقات النقدية
الوحدة :الف دج
التفاؤلية ()%10+ احل ـالة احلالة العادية احل ـ ـالة التشاؤمية ()%10-
التدفقات النقدية التدفقات النقدية التدفقات النقدية
معامل التحيني السنوات
السنوية الصافية التدفقات النقدية السنوية الصافية السنوية الصافية التدفقات النقدية
املخصومة السنوية الصافية املخصومة املخصومة السنوية الصافية
174
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من خالل معطيات اجلدول نالحظ انه بتطبيق حتليل احلساسية على التدفقات النقدية للمشروع خيتلف
جمموع التدفقات النقدية الصافية احملينة للمشروع حسب احلالة اليت مير هبا املشروع ومن خالل هذه القيم اجلديدة
نقوم حبساب القيمة احلالية الصافية للمشروع يف احلاالت الثالث .وهو ما يوضحه اجلدول املوايل:
اجلدول رقم ( : (5-4حساب القيم احلالية الصافية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATIبتطبيق حتليل احلساسية
للتدفقات النقدية
من اجلدول نالحظ انه من خالل حتليل احلساسية للتدفقات النقدية للمشروع نالحظ انه يف احلالة
التشاؤمية واملتمثلة يف اخنفاض التدفقات النقدية املتوقعة للمشروع بنسبة % 10فان املشروع يصبح غري جمدي من
الناحية املالية حيث تصبح القيمة احلالية الصافية سالبة VAN = -1268943بينما ترتفع القيمة احلالية
الصافية من 775741ألف دج يف احلالة العادية إىل 2820425ألف دج يف احلالة التفاؤلية (ارتفاع التدفقات
النقدية املتوقعة للمشروع بنسبة ،)% 10ويف كلتا احلالتني املشروع جمدي من الناحية املالية.
-حتليل احلساسية ملعدل اخلصم :ملعرفة حساسية املشروع للتغريات املمكنة احلدوث يف معدل اخلصم وابالستناد
على دراسة حتليل رحبية املشروع واليت افرتضت إمكانية اخنفاض معدل اخلصم اىل % 6وارتفاعه إىل ،%16
وبعد تطبيق هذه االفرتاضات على مشروعنا نقوم حبساب صايف القيم احلالية املوافقة ملعدالت اخلصم اجلديدة
وهو ما نلخصه يف اجلدول التايل:
175
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
اجلدول رقم ( :(6-4حساب القيم احلالية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATIبتطبيق حتليل احلساسية ملعدل اخلصم
الوحدة :الف دج
وضعية االرتفاع يف معدل اخلصم وضعية استقرار معدل اخلصم وضعية االخنفاض يف معدل اخلصم
التدفقات النقدية
القيمة احلالية معدل اخلصم معدل اخلصم القيمة احلالية معدل اخلصم السنوات
القيمة احلالية للتدفقات السنوية الصافية
للتدفقات % 16 % 15 للتدفقات %6
1330319 0,862 1341887 0,870 1455821 0,943 1543170 2019
1730670 0,743 1760899 0,756 2072614 0,890 2328789 2020
1526169 0,641 1566329 0,658 2000133 0,840 2382191 2021
3386182 0,552 3505508 0,572 4856449 0,792 6131155 2022
3102364 0,476 3239616 0,497 4869153 0,747 6516025 2023
2865297 0,410 3018079 0,432 4921330 0,705 6981000 2024
2931577 0,354 3114744 0,376 5510184 0,665 8285280 2025
2705724 0,305 2899778 0,327 5565453 0,627 8870487 2026
جمموع القيم احلالية
19578303 20446840 31251137
للتدفقات النقدية
.Excel املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على اجلداول السابق وبرانمج
من خالل معطيات اجلدول يتضح أتثري معدل اخلصم على جمموع القيم احلالية للتدفقات النقدية حيت
ترتفع القيم احلالية للتدفقات النقدية كلما اخنفض معدل اخلصم والعكس صحيح ،ومبعرفتنا هلذا األثر سنحاول
معرفة األثر كذلك على القيم احلالية الصافية يف احلاالت املقابلة حلاالت معدل اخلصم وهو ما يوضحه اجلدول
التايل:
الوحدة :ألف دج اجلدول رقم (:( 7-4حساب القيم احلالية الصافية للمشروع بتطبيق حتليل احلساسية ملعدل اخلصم
املبلغ البيان
511580038,3 القيمة احلالية الصافية يف حالة اخنفاض معدل اخلصم اىل % 6
177574 القيمة احلالية الصافية يف حالة بقاء معدل اخلصم على حاله % 15
-92796,41 القيمة احلالية الصافية يف حالة ارتفاع معدل اخلصم إىل % 16
.Excel املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على اجلداول السابقة وبرانمج
من معطيات اجلدول فان ارتفاع معدل اخلصم إىل % 16جيعل من املشروع غري جمدي من الناحية املالية
حيث أن القيمة احلالية الصافية عند هذا املعدل تكون سالبة VAN =-92796,41مما يعين أن التدفقات
النقدية املتوقعة من املشروع ال تغطي تكلفة االستثمار املبدئي وابلتايل املشروع يكون مرفوض عند معدل اخلصم
هذا .أما يف حالة اخنفاض معدل اخلصم إىل % 6فان القيمة احلالية الصافية للمشروع ترتفع من 775740,59
ألف دج إىل 511580038,3ألف دج ،ويف كلتا احلالتني يعترب املشروع جمدي ماليا.
176
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
وهكذا فان حتليل احلساسية وكما اشران إليه يف اجلانب النظري يتيح ملن يقوم بعملية التقييم مبعرفة مسبقة ملا ستؤول
إليه املتغريات اليت تعرب عن نتائج املشروع (خمرجات املشروع) يف حالة ما حدثت تغريات يف مدخالت املشروع مما
ميكنه من اختاذ االحتياطات والتدابري الالزمة.
يف األخري ومن خالل تطبيقنا ملختلف معايري التقييم املستخدمة يف تقييم املشاريع االستثمارية ويف خمتلف
الظروف اليت مير هبا االستثمار وهي حالة التأكد واملخاطرة وعدم التأكد أظهرت اختالفا ملحوظا خاصية بني
حالة التأكد املفرتضة واملعتمد عليه يف دراسة حتلي ل رحبية املشروع ،وبني حالة املخاطرة واليت تعترب مبثابة الوضعية
الطبيعية ألي مشروع استثماري ،حيث أن معايري حالة التأكد أعطت مؤشرات اجيابية عن اجلدوى املالية
للمشروع ،بينما معايري التقييم ىف حالة املخاطرة أعطت مؤشرات معاكسة متاما لسابقتها .مما يؤكد أن اعتماد البنك
يف عملية التقييم على حالة التأكد فقط من شانه أن جيعل عملية التقييم مضللة لذا جيب توسيع الدراسة حلالة
املخاطرة ألهنا احلالة املؤكدة الوحيد يف عامل االستثمار.
إن تقييم املشاريع االستثمارية يف ظل حالة املخاطرة ال ميكن أن يتم فقط بناء على العوائد املتوقعة اجملسدة يف
صورة رقم وحيد ،الن هذا العوائد غري مضمونة التحقيق نظرا الرتباطها مبتغريات كثرية توثر فيها ،ولتجاوز هذه
املعضلة وبغية إجراء تقييم متكامل للمشروع يف حالة املخاطرة ارأتينا إجراء عملية التقييم ابالستعانة أبسلوب
مونت كارلو للمحاكاة وهو ما سنتناوله ابلتفصيل من خالل املطلب التايل.
املطلب الثالث :التقييم املايل ملشروع مؤسسة SPA-PROBATIابستخدام حماكاة مونت كارلو
أشران يف اجلانب النظري للدراسة أن "أسلوب مونت كارلو" هو أسلوب احتمايل ،يقوم على جتربة الفرص
احملتملة من خالل معاينة عشوائية ،والستخدامه جيب إتباع جمموعة من اخلطوات سنحاول من خالل هذا املطلب
تطبيقها على حالة مشروعنا األول وهو مشروع مؤسسة .SPA-PROBATI
أوال :التعريف مبتغريات النموذج
اخلطوة األوىل هي حتديد التوزيع االحتمايل للمتغريات اهلامة يف النظام (متغريات املدخالت ،متغريات
املخرجات) وهي يف حالة املشروع حمل الدراسة متمثلة يف التدفقات النقدية للمشروع وتكلفته األولية ومعدل
اخلصم ابلنسبة للمتغريات اليت متثل مدخالت النموذج ،أما املتغريات اليت متثل خمرجات النموذج فهي معايري التقييم
املايل للمشروع ( القيمة احلالية الصافية ،مؤشر الرحبية ،معدل العائد الداخلي ،معدل العائد الداخلي املدمج)
والطريقة املثلى لتحديد التوزيع االحتمايل ملتغري معني ،تتمثل يف اختيار سلسلة القيم التارخيية هلذا املتغري ،ونظرا
لعدم امتالكنا لسالسل القيم التارخيية للمتغريات فإننا سنفرتض أن التكلفة األولية لالستثمار ختضع للتوزيع
الطبيعي ،أما التدفقات النقدية املتوقعة للمشروع نفرتض أهنا أتخذ التوزيع املثلثي 1كما هو موضح يف اجلدول
التايل:
يف نظرية االحتماالت واإلحصاء ،التوزيع املثلثي هو توزيع احتمايل مستمر مع احلد األدىن aواحلد األعلى bوالقيمة األكثر تكرار( ،c )modeحيث a< b :و 1
، a ≤ c ≤ bوكثريا ما يستخدم التوزيع املثل ثي يف صنع القرار يف جمال األعمال التجارية ،وخاصة يف عمليات احملاكاة بشكل عام ،عندما يكون معروفًا عن توزيع النتيجة (على
سبيل املثال ،أصغر قيمها وأكربها) ،و"التخمني امللهم" ابلنسبة لقيمة الوسائط هلذه األسباب ،مسي توزيع املثلث بتوزيع "نقص املعرفة".
177
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من خالل معطيات اجلدول وابالعتماد على برانمج XLSTAT 2018مت حتديد التوزيعات االحتمالية
للمتغريات حيث التكلفة املبدئية لالستثمار تتبع التوزيع الطبيعي بقيمة متوقعة تساوي قيمة التكلفة املبدئية
لالستثمار املقدرة من طرف البنك ،واحنراف معياري ( ،) sigma = 2602241.8ابفرتاض أن التكلفة املبدئية
لالستثمار ميكن أن تنخفض بـ ـ ـ %5يف أحسن األحوال ،كما ميكن أن ترتفع ب ـ ـ % 20يف أسوء احلاالت .كما
هو واضح يف الشكل أدانه:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
178
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الشكل رقم( :)4 -4متثيل بياين لتوزيع التكلفة املبدئية ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
1.4E-07
1.2E-07
0.0000001
Densité
8E-08
6E-08
4E-08
2E-08
0
-10000000 -12000000 -14000000 -16000000 -18000000 -20000000 -22000000 -24000000 -26000000 -28000000 -30000000
إلستثم ر ألو ي
XLSTAT 2018 املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وخمرجات برانمج
أما فيما خيص التدفقات النقدية السنوية للمشروع فإهنا أتخذ التوزيع املثلثي حيث القيمة املتوقعة ()Mode
هي القيم املقدرة يف دراسة رحبية املشروع (التدفقات النقدية الصافية) ،بينما القيمة الدنيا للتدفق السنوي ( )aفهي
القيمة املعادلة الخنفاض التدفق النقدي السنوي ب ـ ـ ،% 20بينما اكرب قيمة للتدفق النقدي السنوي( )bهي القيمة
املعادلة الرتفاع التدفق بـ ـ ـ % 20كذلك .كما يوضحه الشكل التايل:
الشكل رقم( :)5 -4متثيل بياين لتوزيع التدفق النقدي لسنة 2019ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
0.000003
0.0000025
Densité
0.000002
0.0000015
0.000001
0.0000005
0
1900000 1800000 1700000 1600000 1500000 1400000 1300000 1200000
سن 2019
XLSTAT 2018 املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وخمرجات برانمج
من خالل الشكلني السابقني فان الربانمج يولد لنا البياانت بدقة متناهية حيث وكما افرتضنا فان التكلفة
املبدئية لالستثمار تتبع التوزيع الطبيعي وهو ما يوضحه الشكل لشكل رقم ،4-4بينما التدفقات النقدية السنوية
179
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
للمشروع فتتبع التوزيع املثلثي كما هو واضح يف الشكل رقم 5-4الذي ميثل توزيع التدفق السنوي اخلاص بسنة
.2019
أما ابلنسبة ملعدل اخلصم فتم اعتباره متغري سيناريو ) (Variables de scénarioبقيمة افرتاضية مقدرة
ب ـ ـ ـ % 15وحبد أدىن يقدر بـ % 6وحد أعلى يقدر بـ % 16كما يوضحه اجلدول أدانه:
اجلدول رقم (:)9 -4متغري السيناريو لنموذج احملاكاة ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
Borne supérieure Borne inférieure Type de données Valeur par défaut Nom
أما فيما خيص املتغريات اليت تعرب عن النتائج ) (Variables résultatوالعالقات اليت تربطها ابلعوامل
املؤثرة ( االستثمار األويل ،التدفقات النقدية للمشروع ،معدل اخلصم) فيمكن توضيحها من خالل اجلدول التايل:
اجلدول رقم ( :)10 -4متغريات النتائج لنموذج احملاكاة ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
Formule Nom
𝑡𝐹𝐶
𝑇=𝑡∑
= 𝑃𝐼
𝑡=1 𝑡)𝑖 (1 + IPمؤشر الرحبية
˳𝐼
𝑛
𝑛
𝐭𝐶𝐹𝑁𝑡 (𝟏 + 𝑟𝑡 )𝐧−
∑ ˳𝑰 = TRIMمعدل العائد الداخلي املدمج
𝑛)𝑟 (1 +
𝑡=1
𝑛 𝑛
𝑡𝐹𝐶
)𝑖 𝑽𝑨𝑵 = −𝑰˳ + ∑ 𝐶𝐹𝑡(1 + 𝑡−
∑ = −𝑰˳ + VANالقيمة احلالية الصافية
𝑡)𝑖 (1 +
𝑡=1 𝑡=1
XLSTAT 2018 املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وبرانمج
180
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
اجلدول رقم (" :)11 -4نتائج احملاكاة" اإلحصائيات الوصفية ملتغريات مشروع مؤسسة SPA-PROBATI
7125375,021 6706870,392 5652546,645 5287210,218 4960405,326 1913764,647 1882677,415 1243404,514 -27512182,684 Minimum
10605620,00
6
9867589,265 8338186,223 7759155,270 7317131,593 2844145,715 2791228,840 1835348,224 -10607960,107 Maximum
3480244,985 3160718,873 2685639,579 2471945,052 2356726,267 930381,067 908551,426 591943,710 16904222,577 Amplitude
8870741,423 8285455,012 6981217,394 6515829,320 6130954,963 2382538,059 2328960,285 1543089,243 -19671287,239 Médiane
8870379,635 8285374,661 6981147,190 6516033,838 6131071,340 2382160,981 2328838,933 1543184,395 -19669836,691 Moyenne
52444836009 45763245215 32504486675 28265293727 25074702657 3785296971 3616200253 1587692567 676674193333
1,170 7,868 2,291 5,353 2,735 0,367 2,937 2,241 8,710
)Variance (n
52497333342 45809054270 32537023698 28293587314 25099802459 3789086057 3619820073 1589281849 677351544878
4,595 0,568 9,280 8,501 7,332 0,938 3,671 0,732 7,500
)Variance (n-1
724188,070 676485,367 570127,062 531651,142 500746,469 194558,397 190163,095 126003,673 2601296,203 )Ecart-type (n
724550,435 676823,864 570412,339 531917,168 500997,031 194655,749 190258,247 126066,722 2602597,827 )Ecart-type (n-1
0,082 0,082 0,082 0,082 0,082 0,082 0,082 0,082 -0,132 Coefficient de variation
22912,297 21403,050 18038,022 16820,698 15842,917 6155,555 6016,494 3986,580 82301,370 Ecart-type de la moyenne
Borne inf. de la moyenne
8825417,885 8243374,569 6945750,431 6483025,886 6099982,127 2370081,680 2317032,517 1535361,364 -19831340,081
)(XXXX%
Borne sup. de la
8915341,384 8327374,753 7016543,948 6549041,791 6162160,554 2394240,282 2340645,348 1551007,426 -19508333,301
)moyenne (XXXX%
591313,496 552374,662 465451,140 434179,173 408844,485 158843,189 155262,465 102884,443 2076124,630 Ecart absolu moyen
519643,021 485034,520 408528,323 380765,074 358606,890 139894,987 136308,467 90406,906 1754757,553 Ecart absolu médian
XLSTAT 2018 املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وخمرجات برانمج
من خالل معطيات اجلدول والذي ميثل نتائج احملاكاة فيما خيص اجلانب املتعلق ابإلحصائيات الوصفية
املتعلقة بتوزيعات املتغريات فأن احملاكاة (حماكاة مونت كارلو) تعطينا كم معترب من املعلومات حول متغريات
النموذج مثل املدى ،الوسيط ،املتوسط ،التباين ،االحنراف املعياري ،معامل االختالف ،احلد األدىن واألعلى
للمتوسط...اخل.
181
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
فلو أخذان مثال املعطيات املتعلقة ابلتدفق النقدي لسنة 2019فالوسيط يساوي ،1543089,243
واملتوسط يساوي 1543184,395والتباين يساوي ،15876925672,241واالحنراف املعياري والذي كما
اشران يعرت معيار لقياس اخلطر للتدفق النقدي لسنة 2019يقدر بـ ـ ـ ،2601296,203ومعامل االختالف والذي
هو كذلك معيار لقياس اخلطر يساوي ،)% 8.2( 0,082كذلك ابلنسبة للحد األدىن للمتوسط واملقدر ب ـ ـ ـ
1535361,364والذي يعترب مبثابة جمال الثقة ملتخذ القرار املتشائم ،واحلد األعلى للمتوسط واملقدر بـ ـ ـ
1551007,426والذي يعترب جمال الثقة ملتخذ القرار املتفائل....اخل.
أما فيما خيص نتائج احملاكاة ابلنسبة للمتغريات اليت تعرب عن نتائج احملاكاة (خمرجات النموذج) فيمكن
توضيحها من خالل اجلدول:
اجلدول رقم ( :)12 -4نتائج احملاكاة ملتغريات النتائج ملشروع مؤسسة SPA-PROBATI
من خالل معطيات اجلدول والذي ميثل نتائج احملاكاة فيما خيص اجلانب املتعلق ابإلحصائيات الوصفية
املتعلقة ابملتغريات اليت متثل النتائج " ( " Variables résultatالقيمة احلالية الصافية ،مؤشر الرحبية ،معدل العائد
182
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الداخلي ،معدل العائد الداخلي املدمج ) فأن حماكاة مونت كارلو تعطينا كذلك وبطريقة مشاهبة لنتائج توزيعات
املدخالت (االستثمار األويل ،التدفقات النقدية السنوية الصافية للمشروع ،معدل اخلصم) كم معترب من املعلومات
حول متغريات النتائج مثل املدى ،الوسيط ،املتوسط ،التباين ،االحنراف املعياري ،معامل االختالف ،احلد األدىن
واألعلى للمتوسط...اخل
ونظرا هلذا الكم الكبري من املعلومات حول حساسية متغريات النتائج (معايري تقييم املشروع) للتغريات املفرتضة
يف التدفقات النقدية ومعدل اخلصم واالستثمار األويل (املدخالت) فإننا سنكتفي يف كل مشروع ابستعراض النتائج
املتعلقة مبعيار واحد ،ويف حالة املشروع األول سنبدأ أبهم معيار على اإلطالق وهو معيار القيمة احلالية الصافية.
كما هو واضح من الشكل املوايل:
SPA-PROBATI الشكل رقم( :)6 -4التمثيل الباين للقيمة احلالية الصافية ملشروع
1.5E-07
Densité
0.0000001
5E-08
0
15000000 10000000 5000000 0 -5000000 -10000000
VAN صف قم
XLSTAT 2018 املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وخمرجات برانمج
من الشكل ومعطيات اجلدول ( )12-4وكما اشران سابقا أبننا سنقتصر على معيار القيمة احلالية الصافية
فقط فإنه ميكننا مالحظة أن أدىن قيمة للقيمة احلالية الصافية هي ) (van= -6758978,501وابعتبارها قيمة
سالبة فعندها يكون املشروع غري جمداي ماليا ،بينما أكرب قيمة أتخذها القيمة احلالية الصافية هي
) ،(van=16711825,789بينما قيمة الوسيط واليت متثل القيمة املتوقعة للقيمة احلالية الصافية فهي
) ، (E(van)= 756146,586وهي قيمة موجبة تؤشر على اجلدوى املالية للمشروع ،بينما تباين القيمة احلالية
الصافية فهو ) ،(Variance (van)= 6969096522423,910والذي كما أشران يف اجلانب النظري فهو
أحد معايري التشتت ويف حالة كان املقيم أمام أكثر من مشروع فانه خيتار املشروع الذي ميتلك أقل قيمة للتباين،
183
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
بينما يف حالتنا هذه ومبا أننا أمام مشروع واحد فان من يقوم بعملية التقييم يلجأ إىل معيار االحنراف للقيمة احلالية
الصافية والذي يساوي يف هذه احلالة ) ( Ecart-type=2639904,643وهو يعرب عن مقدار تشتت القيمة
احلالية مقارنة بقيمتها املتوقعة ،وكلما كانت قيمة االحنراف صغرية دل على درجة خماطرة منخفضة .ويف حالة
مشروعنا فان قيمة االحنراف مرتفعة مما يدل على املخاطر املرتفعة للمشروع.
اجلدول رقم ( :)13 -4نتائج احملاكاة حساسية القيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
من خالل معطيات اجلدول فان هناك ارتباط طردي قوي بني القيمة احلالية الصافية واالستثمار األويل حيث
يقدر معامل االرتباط بينهما ( 0.97ارتباط خطي قوي) ،بينما ارتباطها ابلتدفقات النقدية السنوية للمشروع تراوح
بني 0.008لتدفق النقدي لسنة 2021مما يوضح االرتباط الطردي الضعيف و 0.1للتدفق النقدي لسنيت 2024
و 2026وهو بدوره ارتباط طردي ضعيف.
أما عن نسبة املسامهة واملقدرة مثال يف حالة االستثمار األويل ب ـ ـ % 96,27فهي تشري إىل أن التغري احلاصل
يف القيمة احل الية الصافية للمشروع يعود سببه األول إىل التغري يف قيمة االستثمار األويل ،حيث يفسر % 96من
التباين احلاصل يف القيمة احلالية الصافية.
وللتوضيح أكثر نستعرض الشكل املوايل:
184
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
سنة 2021
سنة 2020
سنة 2019
سنة 2022
Distributions
سنة 2025
سنة 2023
سنة 2024
سنة 2026
اإلستثمار األولي
100% 80% 60% 40% 20% 0% -20% -40% -60% -80% -100%
Contribution
XLSTAT 2018 املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وخمرجات برانمج
كذلك من بني األدوات اليت تتيح لنا حتليل احلساسية النسبية ما يسمى مبخططات التوراندو ويشار إليه
ابسم املخطط اإلعصاري ،وهو خمطط شريطي خاص عادة ما يتم استخدامه يف حتليل احلساسية الذي يساعد يف
حتديد وترتيب العوامل األكثر أمهية اليت تؤثر على املشروع (معيار التقييم).
احملور السيين ملخطط اإلعصار هو قيمة دالة اهلدف (القيمة احلالية الصافية ،) VANبينما احملور الراسي
فهو لكل العوامل غري املؤكدة يف النموذج ،حيث كل عامل ميثله شريط خاص به وميثل حجم كل شريط مدى أتثري
هذا العامل على القيم احلالية الصافية ،ويتم ترتيب األشرطة يف خمطط اإلعصار ترتيبا تنازليا.
اجلدول رقم (:)14 -4معطيات خمطط اإلعصار"توراندو" للقيمة احلالية ملشروع SPA-PROBATI
185
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من معطيات اجلدول نالحظ أن املتغري األكثر أتثريا يف القيمة احلالية الصافية هو معدل اخلصم مث يليه
االستثمار األويل مث التدفق النقدي لسنة 2022وهكذا مع بقية العوامل (التدفقات) األخرى ،حيث متثل كل قيمة
من قيم اجلدول القيم اليت أتخذها القيمة احلالية الصا فية عندما حيدث تغري يف مقدار العوامل املؤثرة فيها مبقدار
( %10+و )%10-وهي قيمة نسبة احنراف القيم املفرتضة عند إعداد منوذج احملاكاة ،إضافة إىل املدى بني أكرب
قيمة وأقل قيمة والذي ترتب العوامل على أساسه تنازليا ،والذي يعطي بدوره نظرة عن تشتت القيم.
الشكل البياين املوايل يعطينا صورة أكثر وضوحا ملعطيات اجلدول ( )15-4وهو ما يسمى مبخطط اإلعصار:
الشكل رقم( :)8 -4خمطط اإلعصار للقيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
سنة 2019
سنة 2021
سنة 2020
سنة 2026
Distributions
سنة 2024
سنة 2025
سنة 2023
سنة 2022
اإلستثمار األولي
معدل الخصم
املصدر :من إعداد لباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
كذلك من بني األدوات اليت تتيح لنا حتليل احلساسية ما يسمى مبخططات العنكبوت حيث نعرف من
خالهلا أتثري التغري يف أي عامل من العوامل غري املؤكدة على دالة اهلدف وكذا طبيعة عالقة التأثري هل هي طردية
أو عكسية ،وللتوضيح أكثر نستعرض اجلدول التايل:
186
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
اجلدول رقم ( :)15 -4معطيات خمطط العنكبوت للقيمة احلالية ملشروع SPA-PROBATI
2742999,855
485885,020
464390,188
474053,838
451919,256
425331,791
619215,386
599768,274
641689,458
-10,00%
7930331,533
1759435,493
630878,076
620130,659
624962,484
613895,193
600601,461
697543,258
687819,702
708780,294
-5,00%
4829141,200
775871,131
775871,131
775871,131
775871,131
775871,131
775871,131
775871,131
775871,131
775871,131
0,00%
2180569,478
-207693,231
920864,186
931611,602
926779,777
937847,068
951140,801
854199,003
863922,559
842961,967
5,00%
-1191257,593
1065857,241
1087352,074
1077688,424
1099823,006
1126410,471
932526,876
951973,988
910052,804
-92679,513
10,00%
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
من خالل معطيات اجلدول أعاله فان من يقوم بعملية التقييم إبمكانه معرفة مقدار القيمة احلالية الصافية
يف كل احلاالت املفرتضة اليت ممكن أن أتخذها متغريات النموذج ( التدفقات النقدية السنوية ،االستثمار األويل،
معدل اخلصم ) فلو أخذان على سبيل املثال القيمة األوىل املوافقة خلانة الستثمار األويل ولنسبة التغري (،)%10-
فهي تعين انه يف حالة اخنفاض التكلفة األولية لالستثمار بنسبة %10مع بقاء العوامل األخرى على حاهلا (عند
القيم املفرتضة هلا) فان القيمة احلالية الصافية للمشروع تساوي ) (van=2742999,855وهي قيمة موجبة
واملشروع يف ظل هذه الظروف جمدي ماليا.
ولو أخذان القيمة املوافقة خلانة الستثمار األويل ولنسبة التغري ( ،)%5+فهي تعين انه يف حالة ارتفاع التكلفة
األولية لالستثمار بنسبة %5مع بقاء العوامل األخرى على حاهلا (عند القيم املفرتضة هلا) فان القيمة احلالية
187
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الصافية للمشروع تساوي ) (van=- 207693,231وهي قيمة سالبة واملشروع يف ظل هذه الظروف غري جمدي
ماليا.
الشيء نفسه يقال على املتغريات األخرى فمثال القيمة املقابلة الخنفاض التدفق النقدي لسنة 2023بنسبة %5
فان القيمة احلالية الصافية أمام هذا التغري ستنخفض من 775871,131وهي القيمة املوافقة لبقاء كل العوامل
على ما هي عليه (عند القيم املتوقعة املفرتضة) إىل 613895,193وهي القيمة املوافقة الخنفاض التدفق النقدي
لسنة 2023بنسبة %5وبقاء املتغريات األخرى على ماهي علية بدون تغري ويف كلتا احلالتني فاملشروع يبقى جمدي
ماليا.
وللتوضيح أكثر نستعرض الشكل املوايل والذي هو متثيل ملعطيات اجلدول السابق:
الشكل رقم(:)9 -4خمطط العنكبوت للقيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
Impact
6000000
4000000
2000000
0
15% 10% 5% 0% -5% -10% -15%
-2000000
Intervalle de test
اإلستثمار األولي سنة 2019 سنة 2020 سنة 2021 سنة 2022
سنة 2023 سنة 2024 سنة 2025 سنة 2026 معدل الخصم
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 1وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
الشكل كما اشران سابقا هو توضيح بشكل أفضل ملعطيات اجلدول رقم ( )16-4حيث يضيف ميزة
السهولة والوضوح حيث مباشرة ومن خالل الشكل وبدل التمعن يف األرقام الكثرية املوجودة يف اجلدول إبمكان
من يقوم بعملية التقييم أن يدرك من خالل اخلط املستقيم النازل ذو امليل السالب املمثل لالستثمار األويل أن
يدرك أن هناك عالقة عكسية بني القيمة احلالية الصافية والتكلفة األولية لالستثمار وهكذا بنسبة لباقي املتغريات.
وكخالصة لتحليل حساسية املشروع ابستخدام منوذج مونت كارلو للمحاكاة نستعرض ما يسمى مبصفوفة
االرتباط واليت هي عبارة عن جدول يبني معامالت االرتباط بني املتغريات ،تُظهر كل خلية يف اجلدول العالقة بني
متغريين ،يتم استخدام مصفوفة االرتباط كطريقة لتلخيص البياانت وكدليل تشخيصي للتحليالت املتقدمة.
اجلدول املوايل يوضع مصفوفة االرتباط بني املتغريات املختلفة لنموذج احملاكاة للمشروع حمل الدراسة:
188
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
اجلدول رقم ( :)16 -4مصفوفة االرتباط للقيمة احلالية الصافية ملشروع SPA-PROBATI
0,036 0,020 0,032 0,059 0,031 -0,021 -0,017 -0,030 1 -0,015 سنة 2019
0,022 0,012 -0,055 -0,028 0,011 -0,005 -0,021 1 -0,030 -0,031 سنة 2020
0,008 0,004 0,016 -0,023 -0,005 -0,011 1 -0,021 -0,017 -0,042 سنة 2021
0,053 0,045 -0,003 0,011 -0,008 1 -0,011 -0,005 -0,021 -0,051 سنة 2022
0,080 0,008 -0,041 0,038 1 -0,008 -0,005 0,011 0,031 -0,019 سنة 2023
0,104 -0,035 0,047 1 0,038 0,011 -0,023 -0,028 0,059 0,007 سنة 2024
0,062 -0,009 1 0,047 -0,041 -0,003 0,016 -0,055 0,032 -0,029 سنة 2025
0,104 1 -0,009 -0,035 0,008 0,045 0,004 0,012 0,020 0,014 سنة 2026
القيمة احلالية
1 0,104 0,062 0,104 0,080 0,053 0,008 0,022 0,036 0,969 الصافية
VAN
Les valeurs en gras sont différentes de 0 à un niveau de signification alpha=0.05
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على امللحق رقم 1وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
من خالل معطيات اجلدول نالحظ تلخيص ملعامالت االرتباط بني متغريات النموذج املختلفة حيث القيم املميزة
(اخلاانت املضللة) ختتلف عن مستوي املعنوية %5مما يدل على وجود عالقة ارتباط طردية بني املتغريات املعنية.
إن است خدام منهجية مونت كارلو للمحاكاة يف تقييم املشاريع االستثمارية من شانه توفري مقاييس غاية يف
األمهية مثل متوسط صايف القيمة احلالية واالحنراف املعياري ومعامل االختالف ،عالوة على ذلك ميكن احلصول
على مؤشرات أخرى مهمة مثل احتمال أن تقع قيمة املشروع بني مدى معني ،كما ميكن احلكم على صالحية
وجدوى املشروع املالية.
189
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
املبحث الثالث :التقييم املايل ملشروع استثماري مقدم لبنك الفالحة والتنمية الريفية BADR
سنحاول يف هذا املبحث التعرف على واقع التقييم املايل للمشاريع االستثمارية يف بنك الفالحة والتنمية
الريفية من خالل استعراض املعايري اليت يعتمد عليها البنك يف عملية التقييم ،ابإلضافة إىل حماولة تطبيق املعايري اليت
مت التطرق إليها يف اجلانب النظري للدراسة ويف ظروف البيئة االستثمارية املختلفة ( التأكد ،عدم التأكد ،واملخاطرة
) ،وكذا تطبيق منوذج مونت كارلو للمحاكاة.
املطلب األول :معلومات عامة عن املشروع االستثماري
املشروع االستثماري حمل الدراسة هو مشروع فالحي بوالية املسيلة يتمثل يف اقتناء بطاريتني لرتبية الدجاج
البطارية األوىل خاصة ابلدجاج البياض ( )poules pondeusesبطاقة استيعابية تقدر بـ ـ ،77760والبطارية
الثانية خاصة بدجاج اللحم ( )poule de chairبطاقة استيعابية تقدر ،60000املشروع استفاد من مزااي
الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ،ويرتبع على مساحة 18860مرتبع مربع ويضم 10حظائر ابإلضافة إىل مسكن
( ) R+1حيث تنشط املؤسسة صاحبة املشروع يف جمال تربية الدواجن والتسمني ،وأييت هذا املشروع للتوسع يف
األعمال القائمة ،ويشغل املشروع حوايل 40أجريا ،العمالء الرئيسيون للمؤسسة هم ابئعي اجلملة ،وزارة الدفاع
الوطين ،جامعة حمـمد بوضياف املسيلة ،الدرك الوطين .املؤسسة تقوم ابلتغذية الذاتية الحتياجاهتا من الذرة وفول
الصواي ابعتبارمها مواد أولية للنشاط من خالل االسترياد املباشر ،مما يسمح هلا بتخفيض التكاليف.
بلغت التكلفة املبدئية هلذا املشروع االستثماري مبلغ 213667087000دج ،متمثلة بصفة أساسية يف
1
معدات اإلنتاج ،الوعاء العقاري الذي سيقام عليه املشروع ،اجلدول املواىل يوضح التكلفة املبدئية للمشروع.
الوحدة 1000 :دج اجلدول رقم ( :)17 -4التكلفة املبدئية ملشروع تربية الدواجن
أما التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة للمشروع ،فيمكن توضيحها من خالل اجلدول أدانه:
190
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الوحدة 1000 :دج اجلدول رقم ( :)18 -4التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة ملشروع تربية الدواجن
بعد القيام حبساب التكلفة األولية والتدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة للمشروع ،إبمكاننا القيام
بتطبيق املعايري املختلفة املستخدمة يف تقييم املشاريع ماليا ويف الظروف املختلفة ملعرفة اجلدوى املالية للمشروع
املقدم من طرف املؤسسة.
املطلب الثاين :التقييم املايل للمشروع االستثماري
سنحاول من خالل هذا املطلب تطبيق معايري التقييم املايل املختلفة ويف احلاالت الثالثة التأكد التام وعدم
التأكد واملخاطرة.
أوال:التقييم يف حالة التأكد التام
.1معيار معدل العائد احملاسيب :يعترب هذا املعيار قليل االستخدام يف جمال تقييم املشاريع وذلك بسبب
أخذه ابلقيم احملاسبية أو الدفرتية دون اعتبار لعنصر الزمن ،ويتمثل معدل العائد احملاسيب يف نسبة متوسط
العوائد السنوية الصافية بعد الضريبة إىل تكلفة االستثمار ،وحيسب من خالل العالقة التالية:
𝒏 𝟏
𝒕𝑹 𝟏=𝒕∑
= 𝑪𝑹𝑻 𝒏 ∗ 100
˳𝑰
191
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
بتطبيق جند أن فرتد االسرتداد يف حالة املشروع حمل الدراسة ستكون 1سنة و 4شهر و 6أايم تقريبا .مبعىن انه
سيتم اسرتجاع رأس املال املستثمر يف املشروع خالل السنة الثانية من البدء يف تنفيذ املشروع .ويتم عادة حتديد حد
أقصى لفرتة االسرتداد يسمى (بفرتة القطع) Cut-off periodأو فرتة االسرتداد القصوى املقبولة (
) Maximum payback periodويتوقف قبول املشروع أو رفضه على نتيجة املقارنة بني فرتة االسرتداد
للمشروع وفرتة القطع فإذا كانت فرتة االسرتداد اقصر من فرتة القطع ،يعترب املشروع مقبوال والعكس صحيح ،ويف
حالة مشروعنا هذا فان الدراسة التحليلية لرحبية املشروع املعدة من طرف البنك للمشروع ال حتدد هذه الفرتة،
وابلتايل نكتفي ابملقارنة بعمر املشروع من خالل الدراسة التقنية االقتصادية واملقدرة بـ 07سنوات وابلتايل من
خالل مؤشر فرتة االسرتداد البسيطة فان املشروع يتمتع جبدوى مالية جيدة جدا ،وعلى كل حال فان معيار فرتة
االسرتداد مؤشر جيد للمستثمر نظرا لسهولة حسابه من جهة ويعطينا تقييم حدسي للمخاطر اليت قد يتعرض هلا
املشروع حيث كلما طالت فرتة اسرتداد األموال املستثمرة كلما زادت درجة املخاطرة.
لكن يالحظ من خالل استخدام هذا املعيار هبذه الطريقة إمهال القيمة الزمنية للنقود أي حتيني التدفقات النقدية
للمشروع ،وهو ما ميكن تداركه من خالل فرتة االسرتداد املخصومة )Le Délai de Récupération (DRA
actualisé
جتدر اإلشارة أن الفرق بني فرتة االسرتداد البسيطة واملخصومة يكمن يف أن هذه األخرية يتم حساهبا
ابالعتماد على التدفقات النقدية للمشروع بعد خصمها (حتيينها) أما عن طريقة احلساب فهي نفسها ،وبتطبيق
العالقة على حالة مشروعنا جند أن فرتة االسرتداد املخصومة تساوي 1سنة و 6شهر و 27أايم تقريبا ،وهي تشري
إىل أن املشروع يسرتجع مبلغ االستثمار املبدئي يف مدة قصرية جدا (جمدي ماليا حسب هذا املعيار).
.4معيار القيمة احلالية الصافية :VANيعترب معيار صايف القيمة احلالية أكثر املعايري أمهية وموضوعية ،مما
جعله من بني أكثر املع ايري اعتمادا من قبل املؤسسات املالية والبنوك يف عمليات التقييم املايل للمشاريع
االستثمارية ،ألنه أيخذ بعني االعتبار كل التدفقات النقدية اخلاصة ابملشروع مستحدثة مبعدل تكلفة رأس
املال.
كما أشران إليه سابقا فان القيمة احلالية الصافية حتسب من خالل العالقة التالية:
𝑛 𝑛
𝑡−
𝑡𝐹𝐶
)𝑖 𝑽𝑨𝑵 = −𝑰˳ + ∑ 𝐶𝐹𝑡(1 + ∑ = −𝑰˳ +
𝑡)𝑖 (1 +
𝑡=1 𝑡=1
وابلتطبيق على مشروعنا جند النتائج التالية:
192
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الوحدة 1000:دج اجلدول رقم ( :)19 -4حساب القيمة احلالية الصافية ملشروع تربية الدواجن
التدفقات النقدية السنوية املخصومة معامل التحيني (عند معدل خصم )%8 التدفقات النقدية السنوية السنوات
167443535 0,93 180839018 2018
80389689 0,86 93766533 2019
55966618 0,79 70501820 2020
54102864 0,74 73606349 2021
52007666 0,68 76416324 2022
47107448 0,63 74753600 2023
42994127 0,58 73684379 2024
500011948 جمموع التدفقات النقدية السنوية املخصومة ()VA
املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على معطيات امللحق رقم ( 02دراسة حتليل رحبية املشروع املعدة من طرف البنك)
من خالل معطيات اجلدول فان صايف القيمة احلالية للمشروع تساوي 286344861ألف دج ومبا أن
النتيجة احملصل عليها موجبة فان هذا يعين أن التدفقات النقدية اليت يدرها املشروع طوال فرتة حياته كفيلة بتغطية
التكلفة األولية لالستثمار ومبا أننا أمام بديل استثماري واحد فانه سيتم قبول تنفيذ املشروع وفق هذا املعيار.
.5مؤشر الرحبية :IRوحيسب وفق العالقة التالية:
𝑡𝐹𝐶
𝑇=𝑡∑
𝑡=1 𝑡)𝑖 (1 +
= 𝑅𝐼
˳𝐼
وهو مشتق من معيار VANوإذا كان الـ VANمعيار مطلق فان IRمعيار نسيب يسمع برتتيب البدائل عندما
تتمتع ب ـ ـ ـ VANموجبة.
وابالعتماد على معطيات اجلدول السابق جند أن مؤشر رحبية مشروع زايدة خط اإلنتاج يف املصنع:
𝐴𝑉 500011948
= 𝑹𝑰 = = 2.34
˳𝐼 213667086,6
ومبا أن املؤشر اكرب من الواحد الصحيح فانه وفقا هلذا املعيار سيتم قبول تنفيذ هذا املشروع.
.6مؤشر معدل العائد الداخلي:TIR
هو معدل التحيني الذي حيقق التعادل بني تكلفة االستثمار وجمموع التدفقات احملينة أي هو معدل املردودية
عند مستوى قيمة حالية صافية معدوم كما هو موضح يف العالقة التالية:
𝑛
193
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
𝑛
194
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
منتجات املشروع ارتفاعا ،أما يف حالة تسجيل اخنفاض يف الطلب فستنخفض التدفقات بنسبة ،% 20
وميكن توضيح ما سبق يف اجلدول التايل:
بعد حساب جمموع التدفقات النقدية احلالية يف احلاالت الثالثة للطلب املتوقع ،نقوم بتحديد متوسط العائد وهو:
575013740 + 500011948 + 400009585
= 491678415
3
وهذا العائد املتوسط للقيمة احلالية للتدفقات النقدية للمشروع واملقدر بـ ـ ـ 491678415جيعل القيمة احلالية
الصافية ( ) VAN=278011329وهي قيمة تدل على أن املشروع مقبول وفق معيار االحتماالت املتساوية
(البالص).
.2املعيار املتشائم (معيار والد) :لتطبيق هذا املعيار ونظرا للطبيعة التشاؤمية للمستثمر ،وألنه يتوقع حدوث
أسوء احلاالت ومن اجل اجتناب أي سيناريو غري متوقع وأخذا بعني االعتبار احليطة واحلذر الشديد من
املستقبل اجملهول فانه يبين توقعه على أدىن العوائد املمكن حتقيقها لذا فانه يف حالتنا هذه سيختار أدىن
عائد وهو املقابل حلالة اخنفاض الطلب بـ % 20أي ،400009585ويف هذه احلالة وأمام هذا
املستوى من التدفقات فان ( )VAN= 186342472ومبا أن القيمة احلالية الصافية أتخذ قيمة
موجبة فان املشروع حسب معيار املتشائم سيقبل الن إمجايل العوائد املتوقعة يقل عن تكلفة االستثمار
املبدئية.
.3املعيار املتفائل :يعترب هذا املعيار عكس املعيار السابق حيث يسود التفاؤل عند املستثمر أو متخذ القرار
لذا فهو عكس سابقة خيتار اكرب عائد متوقع وهو املقابل حلالة ارتفاع الطلب ب ـ % 15أي
،575013740ويف هذه احلالة من مستوى التدفقات النقدية املتوقعة فان ( VAN
)=361346653ومبا أن القيمة احلالية الصافية موجبة ومبا أن املشروع املقرتح ال بدائل له فان املشروع
سيحظى ابلقبول.
.4معيار الواقعية :كما اشران إليه يف اجلانب النظري فان هذا املعيار هو معيار حاول التوفيق بني معيار
املتفائل ومعيار املتشائم من خالل إعطاء نسبة للتفاؤل وأخرى للتشاؤم ،ويف حالة مشروعنا ونظرا لعدم
عمل البنك أصال على هذه املعايري فإننا نفرتض أن معيار التفاؤل( .) α=40%
وابلتايل فالعائد املتوقع من املشروع هو:
)𝑉𝐴 = 575013740 α + 400009585(1 − α
)𝑉𝐴 = 575013740 (0.4) + 400009585(0.6
𝑉𝐴 = 470011231
195
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
يف هذه احلالة فان التدفقات النقدية املتأتية من املشروع واحملينة مبعدل خصم % 8تقدر ب ـ ـ 47001123
جتعل من القيمة احلالية للمشروع أتخذ قيمة موجبة ( .)VAN =256344144وابلتايل املشروع مقبول
حسب معيار الواقعية أمام هذا املستوى من التفاؤل واملستوى من العوائد.
اثلثا:التقييم يف حالة املخاطرة:
.1معيار القيمة النقدية املتوقعة :تعرف القيمة النقدية املتوقعة للبديل أبهنا حاصل ضرب عائد كل حالة يف
احتمال تلك احلالة ،وبتطبيق على حالة مشروعنا جند النتائج املدونة يف اجلدول التايل:
الوحدة 1000دج اجلدول رقم ( :)20 -4حساب القيمة املتوقعة ملشروع تربية الدواجن
القيمة النقدية املتوقعة للقيم احلالية للتدفقات النقدية االحتمال التدفقات النقدية السنوية املخصومة السنوات
20093224 %12 167443535 2018
10450660 %13 80389689 2019
8394993 %15 55966618 2020
7574401 %14 54102864 2021
7801150 %15 52007666 2022
6595043 %14 47107448 2023
7309002 %17 42994127 2024
68218472 100% اجملموع
املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على معطيات امللحق رقم ( 02دراسة حتليل رحبية املشروع املعدة من طرف البنك)
من خالل نتائج اجلدول أعاله فان القيمة النقدية املتوقعة اإلمجالية للتدفقات النقدية للمشروع تعادل:
68218472ألف دج ،وابلتايل فان صايف القيمة احلالية املتوقعة:
𝑬𝑽𝑨𝑵 = 68218472 − 213667087 = −145448615
أي أن عند هذا املستوى من التدفقات النقدية الصافية املتوقعة تكون القيمة احلالية الصافية املتوقعة سالبة وابلتايل
فان إمجايل التدفقات النقدية املتوقعة للمشروع ال تغطي االستثمار املبدئي وابلتايل فاملشروع ال يتمتع جبدوى مالية.
.2معيار التباين واالحنراف املعياري :بتطبيق على حالة مشروعنا االستثماري نتحصل على النتائج امللخصة
يف اجلدول أدانه:
الوحدة 1000دج اجلدول رقم ( :)21-4حساب تباين التدفقات النقدية ملشروع تربية الدواجن
القيمة النقدية
التدفقات النقدية
املتوقعة للقيم
السنوات
196
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من خالل معطيات اجلدول فان تباين التدفقات النقدية للمشروع هو ، 1461121397753260
وهو ما ميثل مقدار املخاطرة للقيمة النقدية املتوقعة ،ومبا أننا أمام خيار واحد وابلتايل قيمة التباين وابعتبارها مربعة
فهي ليست ذات داللة ،وابلتايل فمن املهم حساب االحنراف املعياري والذي يعرف أبنه املقياس املطلق للمخاطرة،
وهو اجلذر الرتبيعي جملموع مربعات احنراف القيم عن وسطها احلسايب (التباين).
هو ما ميثل مقدار املخاطرة اليت تواجه التدفقات النقدية للمشروع واليت ميكن وصفها ابملرتفعة ،ولتأكيد ذلك
نقوم حبساب معامل االختالف.
.3معيار معامل االختالف :بتطبيق عالقة حساب معامل االختالف على مشروعنا حنصل على معامل
االختالف يقدر ب ـ ـ ــ:
38224618
= 𝑽𝑪 𝟔𝟓 = 𝟎.
68218472
مما يدل أن درجة املخاطر اليت من املمكن أن يتعرض هلا املشروع مرتفعة نوعا ما مما يؤكد رفض املشروع إذا
كان املستثمر ذو ميول حتفظية.
.4أسلوب حتليل احلساسية :سنقوم من خالل هذا األسلوب مبعرفة اثر التغريات اليت ممكن أن حتدث نتيجة
حدوث تغريات يف التدفقات النقدية أو معدل اخلصم.
أ -حتليل احلساسية للتدفقات النقدية :من اجل دراسة اثر حساسية التدفقات النقدية ملشروعنا نفرتض
أن:
✓ بقاء التدفقات النقدية يف مستوى التوقع وهذا يف احلالة العادية؛
✓ زايدة التدفقات النقدية بنسبة %10يف حالة التفاؤلية؛
✓ اخنفاض التدفقات النقدية بنسبة %15يف حالة التشاؤمية؛
بعد تطبيق أسلوب حتليل احلساسية على التدفقات النقدية للمشروع جند النتائج املوضحة يف اجلدول أدانه:
197
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
اجلدول رقم ( :)22 -4حساب القيم احلالية لتدفقات مشروع تربية الدواجن بتطبيق حتليل احلساسية للتدفقات النقدية
الوحدة 1000دج
من خالل معطيات اجلدول نالحظ انه بتطبيق حتليل احلساسية على التدفقات النقدية للمشروع خيتلف
جمموع التدفقات النقدية الصافية احملينة للمشروع حسب احلالة اليت مير هبا املشروع ومن خالل هذه القيم اجلديدة
نقوم حبساب القيمة احلالية الصافية للمشروع يف احلاالت الثالث .وهو ما يوضحه اجلدول املوايل:
اجلدول رقم ( : )23 -4حساب القيمة احلالية الصافية ملشروع تربية الدواجن بتطبيق حتليل احلساسية للتدفقات النقدية
من معطيات اجلدول نالحظ انه من خالل حتليل احلساسية للتدفقات النقدية للمشروع نالحظ انه يف احلالة
التشاؤمية واملتمثلة يف اخنفاض التدفقات النقدية املتوقعة للمشروع بنسبة % 15وابلرغم من ذلك فان املشروع
يبقى جمدي من الناحية املالية حيث القيمة احلالية الصافية موجبة VAN = 211343069بينما ترتفع القيمة
احلالية الصافية من 286344861ألف دج يف احلالة العادية إىل 336346056ألف دج يف احلالة التفاؤلية
(ارتفاع التدفقات النقدية املتوقعة للمشروع بنسبة ،)% 10ويف كلتا احلالتني املشروع جمدي من الناحية املالية.
198
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
ب -حتليل احلساسية ملعدل اخلصم :ملعرفة حساسية املشروع للتغريات املمكنة احلدوث يف معدل اخلصم وابالستناد
على دراسة حتليل رحبية املشروع واليت افرتضت إمكانية اخنفاض معدل اخلصم اىل % 6وارتفاعه إىل ،% 14
وبعد تطبيق هذه االفرتاضات على مشروعنا نقوم حبساب صايف القيم احلالية املوافقة ملعدالت اخلصم اجلديدة
وهو ما نلخصه يف اجلدول التايل:
اجلدول رقم ( :)24 -4حساب القيم احلالية ملشروع تربية الدواجن بتطبيق حتليل احلساسية ملعدل اخلصم
الوحدة 1000دج
وضعية االرتفاع يف معدل اخلصم وضعية استقرار معدل اخلصم وضعية االخنفاض يف معدل اخلصم
معدل التدفقات النقدية السنوا
القيمة احلالية معدل اخلصم القيمة احلالية القيمة احلالية معدل اخلصم
اخلصم 8 السنوية الصافية ت
للتدفقات % 14 للتدفقات للتدفقات %6
%
15863071
0,877 167443535 0,926 170602847 0,943 180839018 2018
8
72150303 0,769 80389689 0,857 83451881 0,890 93766533,29 2019
47586721 0,675 55966618 0,794 59194688 0,840 70501820,43 2020
43580867 0,592 54102864 0,735 58303122 0,792 73606348,8 2021
39688244 0,519 52007666 0,681 57102722 0,747 76416323,76 2022
34056735 0,456 47107448 0,630 52698338 0,705 74753600,32 2023
29447028 0,400 42994127 0,583 49004320 0,665 73684378,78 2024
جمموع القيم احلالية
425140615 500011948 530357920
للتدفقات النقدية
.Excel املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على اجلداول السابق وبرانمج
من خالل معطيات اجلدول يتضح أتثري معدل اخلصم على جمموع القيم احلالية للتدفقات النقدية حيت ترتفع
القيم احلالية للتدفقات النقدية كلما اخنفض معدل اخلصم والعكس صحيح ،ومبعرفتنا هلذا األثر سنحاول معرفة
األثر كذلك على القيم احلالية الصافية يف احلاالت املقابلة حلاالت معدل اخلصم وهو ما يوضحه اجلدول التايل:
الوحدة اجلدول رقم ( :)25-4حساب القيم احلالية الصافية ملشروع تربية الدواجن بتطبيق حتليل احلساسية ملعدل اخلصم
1000دج
املبلغ البيان
316690833 القيمة احلالية الصافية يف حالة اخنفاض معدل اخلصم اىل % 6
286344861 القيمة احلالية الصافية يف حالة بقاء معدل اخلصم على حاله % 8
211473528 القيمة احلالية الصافية يف حالة ارتفاع معدل اخلصم إىل % 14
.Excel املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على اجلداول السابقة وبرانمج
من خالل معطيات اجلدول فانه ابلرغم من ارتفاع معدل اخلصم إىل مستوى % 14اىل ان املشروع يبقى
جمدي من الناحية املالية حيث أن القيمة احلالية الصافية عند هذا املعدل تبقى موجبة VAN =211473528
199
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
مما يعين أن التدفقات النقدية املتوقعة من املشروع تغطي تكلفة االستثمار املبدئي وابلتايل املشروع يكون مقبول عند
معدل اخلصم هذا .أما يف حالة اخنفاض معدل اخلصم إىل % 6فان القيمة احلالية الصافية للمشروع ترتفع من
286344861ألف دج إىل 316690833ألف دج ،ويف كلتا احلالتني يعترب املشروع جمدي ماليا.
وهكذا فان حتليل احلساسية وكما اشران إليه يف اجلانب النظري يتيح ملن يقوم بعملية التقييم مبعرفة مسبقة ملا
ستؤول إليه املتغريات اليت تعرب عن نتائج املشروع (خمرجات املشروع) يف حالة ما حدثت تغريات يف مدخالت
املشروع مما ميكنه من اختاذ االحتياطات والتدابري الالزمة.
من خالل تطبيقنا ملختلف معايري التقييم املستخدمة يف تقييم املشاريع االستثمارية ويف خمتلف الظروف اليت
مير هبا االستثمار وهي حالة التأكد واملخاطرة وعدم التأكد أظهرت يف حالة مشروع تربية الدواجن توافقا بني حالة
التأكد املفرتضة واملعتمد عليه يف دراسة حتليل رحبية املشروع ،وبني حالة املخاطرة واليت تعترب مبثابة الوضعية الطبيعية
ألي مشروع استثماري ،حيث أن معايري حالة التأكد أعطت مؤشرات اجيابية عن اجلدوى املالية للمشروع ،وكذا
معايري التقييم ىف حالة املخاطرة أعطت مؤشرات موافقة لسابقتها وذلك راجع لتميز املشروع بتدفقات نقدية سنوية
معتربة مقارنة ابلتكلفة األولية للمشروع .اال أن اعتماد البنك يف عملية التقييم على حالة التأكد فقط من شانه أن
جيعل عملية التقييم مضللة لذا جيب توسيع الدراسة حلالة املخاطرة بغية إعطاء املصداقية الالزمة لعملية التقييم .
إن ت قييم املشاريع االستثمارية يف ظل حالة املخاطرة ال ميكن أن يتم فقط بناء على العوائد املتوقعة اجملسدة يف
صورة رقم وحيد ،الن هذا العوائد غري مضمونة التحقيق نظرا الرتباطها مبتغريات كثرية توثر فيها ،ولتجاوز هذه
املعضلة وبغية إجراء تقييم متكامل للمشروع يف حالة املخاطرة ارأتينا إجراء عملية التقييم ابالستعانة أبسلوب
مونت كارلو للمحاكاة وهو ما سنتناوله ابلتفصيل من خالل املطلب التايل:
املطلب الثالث :التقييم املايل ملشروع تربية الدواجن ابستخدام حماكاة مونت كارلو
إبتباع نفس اخلطوات املتبعة يف حالة املشروع األول نقوم بعملية التقييم ابستخدام حماكاة مونت كارلو ،على
أن يتم يف حالة هذا املشروع اعتبار أن االستثمار األويل خيضع هو كذلك للتوزيع املثلثي مثله مثل التدفقات النقدية
للمشروع ،ابفرتاض أن التكلفة األولية للمشروع ميكن أن ترتفع بنسبة % 15يف أسوء األحوال بينما ميكن أن
تنخفض إىل % 5يف أحسن األحوال ،بينما التدفقات النقدية السنوية ميكن أن تزيد بنسبة % 10وميكن أن
تنخفض ب ـ ـ ـ ـ .% 15واجلدول املوايل يوضح توزيعات متغريات النموذج.
اجلدول رقم ( :)26 -4التوزيعات االحتمالية ملتغريات منوذج حماكاة مشروع تربية الدواجن
200
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
180839018.013; b = 198922919.8143
;a = 79701553.2965; Mode = 93766533.29
Triangulaire Continues 93770000,000 سنة 2019
b = 103143186.619
;a = 59926547.3655; Mode = 70501820.43
Triangulaire Continues 70500000,000 سنة 2020
b = 77552002.473
= a = 62565396.48; Mode = 73606348.8; b
Triangulaire Continues 73610000,000 سنة 2021
80966983.68
;a = 64953875.196; Mode = 76416323.76
Triangulaire Continues 76420000,000 سنة 2022
b = 84057956.136
a = 63540560.272; Mode = 74753600.32; b
Triangulaire Continues 74750000,000 سنة 2023
= 82228960.352
;a = 62631721.9613; Mode = 73684378.778
Triangulaire Continues 73680000,000 سنة 2024
b = 81052816.6558
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
كما ميكننا من خالل الشكلني املواليني إبراز كيف أن الربانمج يولد لنا البياانت بدقة متناهية حيث وكما
افرتضنا فان التكلفة املبدئية لالستثمار والتدفقات النقدية السنوية للمشروع تتبع التوزيع املثلثي كما هو واضح يف
الشكل رقم ( )7-4والشكل رقم ( )8-4أدانه:
الشكل رقم ( :)10 -4متثيل بياين لتوزيع االستثمار األويل ملشروع تربية الدواجن
4E-08
3E-08 Densité
2E-08
1E-08
0
-2E+08 -2.1E+08 -2.2E+08 -2.3E+08 -2.4E+08 -2.5E+08
إلستثم ر ألو ي
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
201
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الشكل رقم( :)11 -4متثيل بياين لتوزيع التدفق النقدي لسنيت 2019و2020
8E-08
0.0000001
7E-08
8E-08 6E-08
Densité
Densité
5E-08
6E-08
4E-08
4E-08 3E-08
2E-08
2E-08
1E-08
0 0
80000000 75000000 70000000 65000000 60000000 100000000 90000000 80000000
سن 2020 سن 2019
أما ابلنسبة ملعدل اخلصم فتم اعتباره متغري سيناريو بقيمة افرتاضية مقدرة ب ـ ـ ـ % 8وحبد أدىن يقدر بـ % 6وحد
أعلى يقدر بـ % 14كما يوضحه اجلدول أدانه:
اجلدول رقم ( :)27 -4متغري السيناريو لنموذج حماكاة مشروع تربية الدواجن
Borne supérieure Borne inférieure Type de données Valeur par défaut Nom
0,140 0,060 Continues 0,080 معدل اخلصم
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
وأما فيما خيص املتغريات اليت تعرب عن النتائج والعالقات اليت تربطها ابلعوامل املؤثرة ( االستثمار األويل ،التدفقات
النقدية للمشروع ،معدل اخلصم) فسيتم يف حالة هذا املشروع االكتفاء مبعدل العائد الداخلي كما يوضحه اجلدول
التايل:
اجلدول رقم ( :)28 -4متغري النتيجة لنموذج احملاكاة ملشروع تربية الدواجن
Formule Nom
𝑛
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
202
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
اجلدول رقم (" :)29 -4نتائج احملاكاة" اإلحصائيات الوصفية ملتغريات مشروع تربية الدواجن
Nb. de valeurs
0 0 0 0 0 0 0 0
manquantes
1000 1000 1000 1000 1000 1000 1000 1000 Somme des poids
3784778,863 3839506,354 3925055,025 3781753,517 3621798,415 4816664,112 9289351,079 9077897,921 )Ecart-type (n
3786672,673 3841427,548 3927019,026 3783645,813 3623610,674 4819074,252 9293999,241 9082440,277 )Ecart-type (n-1
Coefficient de
0,052 0,052 0,052 0,052 0,052 0,052 0,052 -0,041
variation
Ecart-type de la
119745,104 121476,605 124183,245 119649,386 114588,631 152392,509 293902,062 287211,980
moyenne
Borne inf. de la
72220903,137 73269803,259 74898779,753 72144682,892 69101665,283 91904514,385 177248693,762 -221352993,929
)moyenne (XXXX%
Borne sup. de la
72690864,702 73746560,417 75386159,615 72614268,795 69551389,325 92502606,660 178402166,165 -220225777,977
)moyenne (XXXX%
3104817,932 3149696,457 3219925,644 3102341,213 2971104,950 3951400,257 7620052,447 7539478,080 Ecart absolu moyen
2709675,487 2749319,683 2810367,433 2710905,355 2593545,904 3452425,014 6644315,770 6557018,030 Ecart absolu médian
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
من خالل معطيات اجلدول والذي ميثل نتائج احملاكاة فيما خيص اجلانب املتعلق ابإلحصائيات الوصفية
املتعلقة بتوزيعات املتغريات فأن احملاكاة (حماكاة مونت كارلو) تعطينا كم معترب من املعلومات حول متغريات
النموذج مثل املدى ،الوسيط ،املتوسط ،التباين ،االحنراف املعياري ،معامل االختالف ،احلد األدىن واألعلى
للمتوسط وكلها إحصائيات من شاهنا مساعدة من يقوم بعملية التقييم.
203
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
أما فيما خيص نتائج احملاكاة ابلنسبة للمتغري املختار والذي يعرب عن نتائج احملاكاة (خمرجات النموذج) فيمكن
توضيحها من خالل اجلدول والشكل التاليني:
اجلدول رقم ( :)30 -4نتائج احملاكاة ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
الشكل رقم ( :)12 -4التمثيل البياين ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
10
8
Densité
6
4
2
0
0.6 0.55 0.5 0.45 0.4 0.35 0.3 0.25 0.2
TRI خلي م
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
204
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من خالل الشكل ومعطيات اجلدول ( )31-4فإنه ميكننا مالحظة أن أدىن قيمة ملعدل العائد الداخلي هي
) (TIR=0.37وابعتبارها قيمة تفوق بكثري معدل الفائدة على القروض املطبق من طرف البنك فعندها يكون
املشروع جمداي ماليا ،بينما أكرب قيمة أيخذها معدل العائد الداخلي هي) (TIR=0.58بينما قيمة الوسيط واليت
متثل القيمة املتوقعة ملعدل العائد الداخلي فهي ) ،(E(TIR)=0.48وهي قيمة جيدة تؤشر على اجلدوى املالية
للمشروع ،بينما تباين معدل العائد الداخلي فهو ) ،(Variance (TIR)= 0,001وهي قيمة منخفضة جدا
تدل على اخلطر الضعيف ،أما معيار االحنراف املعياري ملعدل العائد الداخلي والذي يساوي يف هذه
احلالة ) ( Ecart-type=0.037وهو يعرب عن مقدار تشتت معدل العائد الداخلي مقارنة بقيمته املتوقعة ،وكلما
كانت قيمة االحنراف صغرية دل على درجة خماطرة منخفضة .ويف حالة مشروعنا فان قيمة االحنراف منخفضة
جدا مما يدل على املخاطر الضئيلة للمشروع.
اجلدول رقم (" :)31-4نتائج احملاكاة" حساسية معدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواج ـ ـن
من خالل معطيات اجلدول فان هناك ارتباط طردي قوي بني معدل العائد الداخلي واالستثمار األويل حيث
يقدر معامل االرتباط بينهما ( 0.79ارتباط خطي قوي) وكذا مع التدفق النقدي لسنة 2018حيث يقدر معامل
االرتباط بينهما .0.56
أما عن نسبة املسامهة واملقدرة مثال يف حالة االستثمار األويل ب ـ ـ % 62,88فهي تشري إىل أن التغري احلاصل
يف معدل العائد الداخلي للمشروع يعود سببه األول إىل التغري يف قيمة االستثمار األويل ،حيث يفسر % 62من
التباين احلاصل يف معدل العائد الداخلي ،والشيء نفسه يقال على نسبة مسامهة التدفق النقدي لسنة 2018
واملقدرة ب ـ ـ ـ % 31.94حيث يفسر %31.94من التباين احلاصل يف معدل العائد الداخلي.
وللتوضيح أكثر نستعرض الشكل املوايل:
205
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الشكل رقم( :)13 -4حساسية معدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواج ـ ـن
سنة 2023
سنة 2022
سنة 2024
Distributions
سنة 2021
سنة 2020
سنة 2019
سنة 2018
اإلستثمار األولي
100% 80% 60% 40% 20% 0% -20% -40% -60% -80% -100%
Contribution
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
إما ابلنسبة ملخطط اإلعصار (التوراندو) فان يف هذه احلالة احملور السيين للمخطط هو قيمة دالة اهلدف
(معدل العائد الداخلي ،) TIRبينما احملور الراسي فهو لكل العوامل غري املؤكدة يف النموذج ،حيث كل عامل ميثله
شريط خاص به وميثل حجم كل شريط مدى أتثري هذا العامل على قيمة معدل العائد الداخلي إذا ما ارتفع أو
اخنفض بنسبة ،%10ويتم ترتيب األشرطة يف خمطط اإلعصار ترتيبا تنازليا.
اجلدول رقم ( :)32 -4معطيات خمطط اإلعصار ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
206
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من معطيات اجلدول نالحظ أن املتغري األكثر أتثريا يف معدل العائد الداخلي هو االستثمار األويل مث
التدفق النقدي لسنة 2018وهكذا مع بقية العوامل (التدفقات) األخرى ،حيث متثل كل قيمة من قيم اجلدول
القيم اليت أيخذها معدل العائد الداخلي عندما حيدث تغري يف مقدار العوامل املؤثرة فيها مبقدار ( %10+و -
)%10وهي قيمة نسبة احنراف القيم املفرتضة عند إعداد منوذج احملاكاة ،إضافة إىل املدى بني أكرب قيمة وأقل
قيمة والذي ترتب العوامل على أساسه تنازليا ،والذي يعطي بدوره نظرة عن تشتت القيم وهو يف حالة مشروعنا
هذا أيخذ قيم صغرية جدا داللة على املخاطر القليلة.
الشكل البياين املوايل يعطينا صورة أكثر وضوحا ملعطيات اجلدول ( )15-4وهو ما يسمى مبخطط اإلعصار:
الشكل رقم( :)14 -4خمطط اإلعصار ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
معدل الخصم
سنة 2024
سنة 2023
Distributions
سنة 2022
سنة 2021
سنة 2020
سنة 2019
سنة 2018
اإلستثمار األولي
1 0.8 0.6 0.4 0.2 0 -0.2 -0.4 -0.6 -0.8 -1
Impact
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
كذلك من بني األدوات اليت تتيح لنا حتليل احلساسية ما يسمى مبخططات العنكبوت حيث نعرف من
خالهلا أتثري التغري يف أي عامل من العوامل غري املؤكدة (االستثمار األويل ،التدفقات السنوية ،معدل اخلصم) على
معدل العائد الداخلي وكذا طبيعة عالقة التأثري هل هي طردية أو عكسية ،وللتوضيح أكثر نستعرض اجلدول :التايل:
اجلدول رقم ( :)33-4معطيات خمطط العنكبوت ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجن
207
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من خالل معطيات اجلدول أعاله فان من يقوم بعملية التقييم إبمكانه معرفة معدل العائد الداخلي يف كل
احلاالت املفرتضة اليت ممكن أن أتخذها متغريات النموذج ( التدفقات النقدية السنوية ،االستثمار األويل ،معدل
اخلصم ) فلو أخذان على سبيل املثال القيمة األوىل املوافقة خلانة الستثمار األويل ولنسبة التغري ( ،)%10فهي تعين
انه يف حالة زايدة التكلفة األولية لالستثمار بنسبة %10مع بقاء العوامل األخرى على حاهلا (عند القيم املفرتضة
هلا) فان معدل العائد الداخلي للمشروع يساوي ) (TIR=0,449وهي قيمة جيدة جدا واملشروع يف ظل هذه
الظروف جمدي ماليا.
ولو أخذان القيمة املوافقة خلانة التدفق النقدي لسنة 2018ولنسبة التغري ( ،)%10-فهي تعين انه يف حالة
اخنفاض التدفق النقدي لسنة 2018ب ـ ـ ـ ( )%10-مع بقاء العوامل األخرى على حاهلا (عند القيم املفرتضة هلا)
فان معدل العائد الداخلي للمشروع يساوي ) (TIR=0,476وهي قيمة تبقي بدورها املشروع جمدي ماليا وهكذا
بنسبة لباقي القيم ،بينما نالحظ أن معدل العائد الداخلي ال يتأثر مبعدل اخلصم.
وللتوضيح أكثر نستعرض الشكل املوايل والذي هو متثيل ملعطيات اجلدول السابق:
الشكل رقم( :)15 -4خمطط العنكبوت ملعدل العائد الداخلي ملشروع تربية الدواجـ ـ ـن
0.5
0.4
Impact
0.3
0.2
0.1
0
15.00% 10.00% 5.00% 0.00% -5.00% -10.00% -15.00%
Intervalle de test
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 2وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
الشكل هو توضيح بشكل أفضل ملعطيات اجلدول رقم ( )34-4حيث يضيف ميزة السهولة والوضوح
حيث مباشرة ومن خالل الشكل وبدل التمعن يف األرقام الكثرية املوجودة يف اجلدول إبمكان من يقوم بعملية
التقييم أن يدرك من خالل اخلط املستقيم النازل ذو امليل السالب املمثل لالستثمار األويل أن يدرك أن هناك
عالقة عكسية بني معدل العائد الداخلي والتكلفة األولية لالستثمار وهكذا بنسبة لباقي املتغريات.
208
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
املبحث الثالث :التقييم املايل ملشروع استثماري مقدم للبنك الوطين اجلزائري BNA
سنحاول يف هذا املبحث التعرف على واقع التقييم املايل للمشاريع االستثمارية يف البنك الوطين اجلزائري من
خالل استعراض املعايري اليت يعتمد عليها البنك يف عملية التقييم ،ابإلضافة إىل حماولة تطبيق املعايري اليت مت التطرق
إليها يف اجلانب النظري للدراسة ويف ظ روف البيئة االستثمارية املختلفة ( التأكد ،عدم التأكد ،واملخاطرة ) ،وكذا
تطبيق منوذج مونت كارلو للمحاكاة.
املطلب األول :معلومات عامة عن املشروع االستثماري
املشروع االستثماري حمل الدراسة هو مشروع صناعي بوالية سطيف يتمثل يف إنتاج املشروابت الغازية يعود
جملمع مامي إلنتاج املشروابت الغازية ،حيث يعترب هذا اجملمع وامللقب بعميد الشرق للمشروابت من املؤسسات
العريقة يف هذا اجملال إذ تعود بدايت النشاط إىل سنة ،1937حيث كان يف البداية عبارة عن مقهى صغري ينتج
250قارورة يف اليوم بطرق تقليدية ،قبل أن يصل يف الوقت احلايل إىل أزيد من 300ألف لرت يف اليوم بعد تدعيم
املؤسسة أبحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا يف هذا اجملال ،األمر الذي جعلها تتحول يف السنوات األخرية من
مؤسسة حملية إقليمية إىل مؤسسة احتلت الصدارة على املستوى الوطين ،حيث أصبحت تصدر منتجاهتا إىل
العديد من الدول على غرار فرنسا والسنغال والنيجر وكوت ديفوار وغريها.
املشروع الذي أمامنا يدخل يف إطار اإلسرتاتيجية التوسعية للمؤسسة لتلبية الطلب املتزايد من جهة وعصرنة وسائل
اإلنتاج من جهة أخرى.
بلغت التكلفة املبدئية هلذا املشروع االستثماري مبلغ 448207200دج ،متمثلة بصفة أساسية يف معدات
1
اإلنتاج ،الوعاء العقاري الذي سيقام عليه املشروع ،اجلدول املواىل يوضح التكلفة املبدئية للمشروع.
املشروابت الوحدة :دج اجلدول رقم ( :)34 -4التكلفة األولية ملشروع مؤسسة م ـ ـامي لصناعة
املبلغ البيان
200000000 terrain + construction أرض +البناء
155000000 Chaîne de production سلسلة اإلنتاج
209
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
أما التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة للمشروع ،فيمكن توضيحها من خالل اجلدول أدانه:
مامي الوحدة دج اجلدول رقم ( :)35 -4التدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة ملشروع مؤسسة
بعد القيام حبساب التكلفة األولية والتدفقات النقدية السنوية الصافية املتوقعة للمشروع ،إبمكاننا القيام
بتطبيق املعايري املختلفة املستخدمة يف تقييم املشاريع ماليا ويف الظروف املختلفة ملعرفة اجلدوى املالية للمشروع
املقدم من طرف املؤسسة.
210
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
.2معيار فرتة االسرتداد البسيط :DRSيعطينا هذا املعيار فكرة عن املدة الزمنية الالزمة ليتمكن املشروع
من اسرتجاع تكاليفه االستثمارية وهو من املعايري اليت يعتمد عليها بنك التنمية احمللية يف التقييم املايل
للمشاريع ،ويف حالة مشروعنا هذا ومبا أننا أمام تدفقات نقدية سنوية غري متساوية فإن فرتة االسرتداد يتم
حساهبا وفق العالقة اآلتية:
𝑚∑ =˳DRs=m ? / I 𝑡=1 𝑁𝐶𝐹 t
بتطبيق جند أن فرتد االسرتداد يف حالة املشروع حمل الدراسة ستكون 5سنوات و 7أشهر تقريبا .مبعىن انه
سيتم اسرتجاع رأس املال املستثمر يف املشروع خالل السنة السادسة من البدء يف تنفيذ املشروع .ويتم عادة حتديد
حد أقصى لفرتة االسرتداد يسمى (بفرتة القطع) Cut-off periodأو فرتة االسرتداد القصوى املقبولة (
)Maximum payback periodويتوقف قبول املشروع أو رفضه على نتيجة املقارنة بني فرتة االسرتداد
للمشروع وفرتة القطع فإذا كانت فرتة االسرتداد اقصر من فرتة القطع ،يعترب املشروع مقبوال والعكس صحيح ،ويف
حالة مشروعنا هذا فان الدراسة التحليلية لرحبية املشروع املعدة من طرف البنك للمشروع ال حتدد هذه الفرتة،
وابلتايل نكتفي ابملقارنة بعمر املشروع من خالل دراسة رحبية املشروع املعدة من طرف البنك واملقدرة بـ 06سنوات
وابلتايل من خالل مؤشر فرتة االسرتداد البسيطة فان املشروع وفق هذا املعيار يعد مقبوال ،وعلى كل حال فان
معيار فرتة االسرتداد مؤشر جيد للمستثمر نظرا لسهولة حسابه وألنه يعطي فكرة عن مدة اسرتداد املبالغ املستثمرة.
لكن يالحظ من خالل استخدام هذا املعيار هبذه الطريقة إمهال القيمة الزمنية للنقود أي حتيني التدفقات النقدية
للمشروع ،وهو ما ميكن تداركه من خالل فرتة االسرتداد املخصومة )Le Délai de Récupération (DRA
actualisé
جتدر اإلشارة أن الفرق بني فرتة االسرتداد البسيطة واملخصومة يكمن يف أن هذه األخرية يتم حساهبا
ابالعتماد على التدفقات النقدية للمشروع بعد خصمها (حتيينها) أما عن طريقة احلساب فهي نفسها ،وبتطبيق
العالقة على حالة مشروعنا جند أن املشروع هبذا املستوى من التدفقات ال يسرتد مبلغ االستثمار املبدئي خالل
مدة حياة املشروع واملقدرة بـ ـ ـ 6سنوات.
.4معيار القيمة احلالية الصافية :VANيعترب معيار صايف القيمة احلالية أكثر املعايري أمهية وموضوعية ،مما
جعله من بني أكثر املعايري اعتمادا من قبل املؤسسات املالية والبنوك يف عمليات التقييم املايل للمشاريع
االستثمارية ،ألنه أيخذ بعني االعتبار كل التدفقات النقدية اخلاصة ابملشروع مستحدثة مبعدل تكلفة رأس
املال.
كما أشران إليه سابقا فان القيمة احلالية الصافية حتسب من خالل العالقة التالية:
211
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
𝑛 𝑛
𝑡𝐹𝐶
∑ 𝑽𝑨𝑵 = −𝑰˳ + ∑ 𝐶𝐹𝑡(1 + 𝑖)−𝑡 = −𝑰˳ +
𝑡)𝑖 (1 +
𝑡=1 𝑡=1
وابلتطبيق على مشروعنا جند النتائج التالية:
مـ ـ ـامي الوحدة 1000:دج اجلدول رقم ( :)36-4حساب القيمة احلالية الصافية ملشروع مؤسسة
التدفقات النقدية السنوية املخصومة معامل التحيني (عند معدل خصم )%10 التدفقات النقدية السنوية السنوات
23974112 0,909 26371523 2013
-37899963 0,826 -45858956 2014
57067177 0,751 75956412 2015
66667707 0,683 97608189 2016
59551438 0,621 95908187 2017
200663670 0,564 355487931 2018
370024140 جمموع التدفقات النقدية السنوية املخصومة ()VA
املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على معطيات امللحق رقم 03
من خالل معطيات اجلدول فان صايف القيمة احلالية للمشروع تساوي ( )-78183060دج ومبا أن النتيجة
احملصل عليها سالبة فان هذا يعين أن التدفقات النقدية اليت يدرها املشروع طوال فرتة حياته ليست كفيلة بتغطية
التكلفة األولية لالستثمار وابلتايل سيتم رفض تنفيذ املشروع وفق هذا املعيار.
.5مؤشر الرحبية :IRوحيسب وفق العالقة التالية:
𝑡𝐹𝐶
𝑇=𝑡∑
𝑡=1 𝑡)𝑖 (1 +
= 𝑅𝐼
˳𝐼
وهو مشتق من معيار VANوإذا كان إلـ ـ ـ VANمعيار مطلق فان IRمعيار نسيب يسمع برتتيب البدائل
عندما قيمة ال ـ ـ VANموجبة.
وابالعتماد على معطيات اجلدول السابق جند أن مؤشر رحبية مشروع زايدة خط اإلنتاج يف املصنع:
𝑉𝐴 370024140
= 𝑹𝑰 = = 0.83
˳𝐼 448207200
ومبا أن املؤشر اقل من الواحد )(IR<1فانه وفقا هلذا املعيار سيتم رفض تنفيذ هذا املشروع.
.6مؤشر معدل العائد الداخلي:TIR
هو معدل التحيني الذي حيقق التعادل بني تكلفة االستثمار وجمموع التدفقات احملينة أي هو معدل املردودية
عند مستوى قيمة حالية صافية معدوم كما هو موضح يف العالقة التالية:
212
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
𝑛
𝑛
213
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
بعد حساب جمموع التدفقات النقدية احلالية يف احلاالت الثالثة للطلب املتوقع ،نقوم بتحديد متوسط العائد
وهو:
425527761 + 370024140 + 333021726
= 𝟗𝟎𝟐𝟏𝟗𝟏𝟔𝟕𝟑
3
وهذا العائد املتوسط للقيمة احلالية للتدفقات النقدية للمشروع واملقدر بـ ـ ـ 376191209جيعل القيمة احلالية
الصافية ( ) VAN=-72015991وهي قيمة سالبة تدل على أن املشروع غري مقبول وفق معيار االحتماالت
املتساوية (البالص).
.2املعيار املتشائم (معيار والد) :لتطبيق هذا املعيار ونظرا للطبيعة التشاؤمية للمستثمر ،وألنه يتوقع حدوث
أسوء احلاالت ومن اجل اجتناب أي سيناريو غري متوقع وأخذا بعني االعتبار احليطة واحلذر الشديد من املستقبل
اجملهول فانه يبين توقعه على أدىن العوائد املمكن حتقيقها لذا فانه يف حالتنا هذه سيختار أدىن عائد وهو املقابل
حلالة اخنفاض الطلب وتراجع التدفقات بـ % 10أي 333021726ويف هذه احلالة وأمام هذا املستوى من
التدفقات فان ( )VAN= -115185474ومبا أن القيمة احلالية الصافية أتخذ قيمة سالبة فان املشروع
حسب معيار املتشائم سريفض ألن إمجايل العوائد املتوقعة يقل عن تكلفة االستثمار املبدئية.
.3املعيار املتفائل :يعترب هذا املعيار عكس املعيار السابق حيث يسود التفاؤل عند املستثمر أو متخذ القرار لذا
فهو عكس سابقة خيتار اكرب عائد متوقع وهو املقابل حلالة ارتفاع الطلب ب ـ % 15أي ،425527761ويف
هذه احلالة من مستوى التدفقات النقدية املتوقعة فان ( )VAN =-22679439ومبا أن القيمة احلالية الصافية
سالبة وابلرغم من حالة التفاؤل إال أن املشروع سريفض وفق معيار املتفائل.
.4معيار الواقعية :كما اشران إليه يف اجلانب النظري فان هذا املعيار هو معيار حاول التوفيق بني معيار املتفائل
ومعيار املتشائم من خالل إعطاء نسبة للتفاؤل وأخرى للتشاؤم ،ويف حالة مشروعنا ونظرا لعدم عمل البنك أصال
على هذه املعايري فإننا نفرتض أن معيار التفاؤل( .) α=50%
وابلتايل فالعائد املتوقع من املشروع هو:
)𝑉𝐴 = 425527761 α + 𝟑𝟑𝟑𝟎𝟐𝟏𝟕𝟐𝟔(1 − α
)𝑉𝐴 = 𝟒𝟐𝟓𝟓𝟐𝟕𝟕𝟔𝟏 (0.5) + 𝟑𝟑𝟑𝟎𝟐𝟏𝟕𝟐𝟔(0.5
𝟑𝟒𝟕𝟒𝟕𝟐𝟗𝟕𝟑 = 𝐴𝑉
يف هذه احلالة فان التدفقات النقدية املتأتية من املشروع واحملينة مبعدل خصم % 8تقدر ب ـ ـ 379274743
جتعل من القيمة احلالية للمشروع أتخذ قيمة سالبة ( .)VAN =-68932457وابلتايل املشروع مرفوض
حسب معيار الواقعية أمام هذا املستوى من التفاؤل واملستوى من العوائد.
214
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من خالل تطبيق خمتلف معايري التقييم املايل للمشاريع االستثمارية يف حالة عدم التأكد فان كل املعايري
أظهرت أن املشروع ال يتمتع جبدوى مالية.
اثلثا:التقييم يف حالة املخاطرة
.1معيار القيمة النقدية املتوقعة :تعرف القيمة النقدية املتوقعة للبديل أبهنا حاصل ضرب عائد كل حالة يف
احتمال تلك احلالة ،وبتطبيق على حالة مشروعنا جند النتائج املدونة يف اجلدول التايل:
مامي الوحدة دج اجلدول رقم ( :)37 -4حساب القيمة النقدية املتوقعة ملشروع مؤسسة
القيمة النقدية املتوقعة للقيم احلالية للتدفقات النقدية االحتمال التدفقات النقدية السنوية املخصومة السنوات
3596117 %15 23974112 2014
-5684995 %15 -37899963 2015
8560076 %15 57067177 2016
10000156 %15 66667707 2017
11910288 %20 59551438 2018
40132734 %20 200663670 2019
68514376 100% اجملموع
املصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على معطيات امللحق رقم 03واجلداول السابقة.
من خالل نتائج اجلدول أعاله فان القيمة النقدية املتوقعة اإلمجالية للتدفقات النقدية للمشروع تعادل:
68514376دج ،وابلتايل فان صايف القيمة احلالية املتوقعة:
𝑬𝑽𝑨𝑵 = 68514376 − 448207200 = −379692824
أي أن عند هذا املستوى من التدفقات النقدية الصافية املتوقعة تكون القيمة احلالية الصافية املتوقعة سالبة وابلتايل
فان إمجايل التدفقات النقدية املتوقعة للمشروع ال تغطي االستثمار املبدئي وابلتايل فاملشروع ال يتمتع جبدوى مالية
أي وفقا هلذا املعيار سريفض هذا املشروع.
.2معيار التباين واالحنراف املعياري :بتطبيق على حالة مشروعنا االستثماري نتحصل على النتائج امللخصة يف
اجلدول أدانه:
مامي الوحدة دج اجلدول رقم ( :)38 -4حساب تباين التدفقات النقدية ملشروع مؤسسة
القيمة النقدية
املتوقعة للقيم التدفقات النقدية
P*[Xi-E(VA)]2 [Xi-E(VA)]2 )Xi-E(VA احلالية االحتمال السنوية السنوات
للتدفقات املخصومة
النقدية
297575272480806 1983835149872040 -44540264 3596117 %15 23974112 2014
215
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
من خالل معطيات اجلدول فان تباين التدفقات النقدية للمشروع هو ،5525098308302340وهو
ما ميثل مقدار املخاطرة للقيمة النقدية املتوقعة ،ومبا أننا أمام خيار واحد وابلتايل قيمة التباين وابعتبارها مربعة فهي
ليست ذات داللة ،وابلتايل فمن املهم حساب االحنراف املعياري والذي يعرف أبنه املقياس املطلق للمخاطرة ،وهو
اجلذر الرتبيعي جملموع مربعات احنراف القيم عن وسطها احلسايب (التباين).
وهو ما ميثل مقدار املخاطرة اليت تواجه التدفقات النقدية للمشروع واليت ميكن وصفها ابملرتفعة ،ولتأكيد ذلك نقوم
حبساب معامل االختالف.
.3معيار معامل االختالف ( :أو املقياس النسيب للمخاطرة) بتطبيق عالقة حساب معامل االختالف على
مشروعنا حنصل على معامل االختالف يقدر ب ـ ـ ــ:
74331005
= 𝑽𝑪 = 1,08
68514376
مما يدل أن درجة تشتت التدفقات النقدية للمشروع مرتفعة جدا وابلتايل فاملخاطر اليت من املمكن أن يتعرض
هلا املشروع مرتفعة جدا مما يعين رفض املشروع.
من خالل تطبيق بعض معايري التقييم املايل للمشاريع االستثمارية يف حالة املخاطرة فان كل املعايري أظهرت
أن املشروع ال يتمتع جبدوى مالية ،إال أن تقييم املشاريع االستثمارية يف ظل حالة املخاطرة ال ميكن أن يتم
فقط بناء على العوائد املتوقعة اجملسدة يف صورة رقم وحيد ،الن هذا العوائد غري مضمونة التحقيق نظرا
الرتباطها مبتغريات كثرية توثر فيها ،ولتجاوز هذه املعضلة وبغية إجراء تقييم متكامل للمشروع يف حالة املخاطرة
ارأتينا إجراء عملية التقييم ابالستعانة أبسلوب مونت كارلو للمحاكاة وهو ما سنتناوله ابلتفصيل من خالل
املطلب الثالث.
املطلب الثالث :التقييم املايل ملشروع مؤسسة ابستخدام حماكاة مونت كارلو
إبتباع نفس اخلطوات اليت اشران إليها يف حالة املشروعني األولني ،حيث ابالستعانة بربانمج XLSTAT
2018يتم تعريف التوزيعات اليت ختضع هلا املتغريات اليت تؤثر يف عملية التقييم املشروع ،حيث تكلفة االستثمار
أتخذ التوزيع املثلثي ابفرتاض أهنا ممكن أن تنخفض يف حدود %5وان ترتفع بنسبة ، %15واحلال نفسه ابلنسبة
216
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
للتدفقات النقدية السنوية حيث هي بدورها معرفة بتوزيعات مثلثية مع افرتاض زايدة هذه التدفقات بنسبة %15
يف حالة عرفت منتجات املشروع زايدة يف الطلب عليها ،أما يف حالة اخنفاض الطلب فان التدفقات ترتاجع بنسبة
ب ـ ـ ـ .%5
أما ابلنسبة ملعدل اخلصم فتم اعتباره متغري سيناريو بقيمة افرتاضية مقدرة ب ـ ـ ـ % 10وحبد أدىن يقدر بـ % 6وحد
أعلى يقدر بـ ـ % 20كما هو موضح يف اجلدول التايل:
اجلدول رقم ( :)39 -4متغري السيناريو لنموذج احملاكاة ملشروع مؤسسة مـ ـامي للمشروابت
أما بنسبة للمتغري املعرب عن النتيجة يف حالة هذا املشروع أال وهو معيار معدل العائد الداخلي املدمج فهو موضح
يف اجلدول التايل:
اجلدول رقم ( :)40 -4متغري النتيجة لنموذج احملاكاة ملشروع مؤسسة مامي للمشروابت
Formule Nom
𝒏
𝐭𝑪𝑭𝑵𝒕 (𝟏 + 𝒓𝒕 )𝐧− معدل العائد الداخلي املدمج
∑ ˳𝑰 =
𝒏)𝒓 (𝟏 + TRIM
𝟏=𝒕
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 3وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
اثنيا نتائج احملاكاة :كانت نتائج احملاكاة على النحو التايل علما أن املعيار املختار كما أشران سابقا يف حالة هذا
املشروع هو معيار معدل العائد الداخلي املدمج:
اجلدول رقم ( :)41 -4نتائج احملاكاة ملتغري النتيجة ملشروع مؤسسة مامي للمشروابت
217
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الشكل رقم( :)16 -4التمثيل البياين ملعدل العائد الداخلي املدمج ملشروع مؤسسة مامي للمشروابت
50
40
Densité
30
20
10
0
0.08 0.07 0.06 0.05 0.04 0.03 0.02 0.01
خلي م مج TRIM م
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 3وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
من خالل الشكل ومعطيات اجلدول ( )41-4فإنه ميكننا مالحظة أن أدىن قيمة ملعدل العائد الداخلي املدمج هي
) (TIRM=0,025وابعتبارها قيمة تقل عن معدل الفائدة على القروض املطبق من طرف البنك فعندها يكون
املشروع غري جمدي من الناحية املالية ،بينما أكرب قيمة أيخذها معدل العائد الداخلي املدمج
هي) (TIRM=0,076بينما قيمة الوسيط واليت متثل القيمة املتوقعة ملعدل العائد الداخلي فهي
) ،(E(TIRM)= 0,052وهي قيمة جيدة تؤشر على اجلدوى املالية للمشروع ،بينما تباين معدل العائد
الداخلي املدمج فهو ) ،(Variance (TIRM)= 0,00وهي قيمة تدل على انعدام اخلطر ،أما معيار االحنراف
املعياري ملعدل العائد الداخلي والذي يساوي يف هذه احلالة ) ( Ecart-type=0.009وهو يعرب عن مقدار
تشتت معدل العائد الداخلي مقارنة بقيمته املتوقعة ،وكلما كانت قيمة االحنراف صغرية دل على درجة خماطرة
218
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
منخفضة .ويف حالة مشروعنا فان قيمة االحنراف تؤول تقريبا للصفر دالة على املخاطر الضئيلة للمشروع يف حالة
االعتماد على هذا املعيار يف عملية التقييم.
اجلدول رقم ( :)42 -4حساسية معدل العائد الداخلي املدمج ملشروع مؤسسة مامي للمشروابت
من خالل معطيات اجلدول فان هناك ارتباط طردي قوي بني معدل العائد الداخلي املدمج واالستثمار
األويل حيث يقدر معامل االرتباط بينهما ( 0.69ارتباط خطي قوي) وكذا مع التدفق النقدي لسنة 2019حيث
يقدر معامل االرتباط بينهما .0.58
أما عن نسبة املسامهة واملقدرة مثال يف حالة االستثمار األويل ب ـ ـ % 51,80فهي تشري إىل أن التغري احلاصل
يف معدل العائد الداخلي للمشروع يعود سببه األول إىل التغري يف قيمة االستثمار األويل ،حيث يفسر تقريبا % 52
من التباين احلاصل يف معدل العائد الداخلي املدمج ،والشيء نفسه يقال على نسبة مسامهة التدفق النقدي لسنة
2019واملقدرة ب ـ ـ ـ % 35.58حيث يفسر تقريبا %36من التباين احلاصل يف معدل العائد الداخلي املدمج.
وللتوضيح أكثر نستعرض الشكل املوايل والذي يبني بشكل واضح درجة حساسية معدل العائد الداخلي
للمتغريات املختلفة (التدفقات السنوية ،االستثمار األويل):
219
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
الشكل رقم( :)17 -4حساسية معدل العائد الداخلي املدمج ملشروع مؤسسة مامي للمشروابت
سنة 2015
سنة 2014
سنة 2016
Distributions
سنة 2017
سنة 2018
سنة 2019
اإلستثمار األولي
100% 80% 60% 40% 20% 0% -20% -40% -60% -80% -100%
Contribution
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على معطيات امللحق رقم 3وخمرجات برانمج XLSTAT 2018
مما سبق ميكننا استنتاج أن أسلوب مونت كارلو ميكن من إجراء وأداء حتليل واختبارات احلساسية بطريقة
مرنة ومباشرة وتلقائية على خمتلف العناصر املكونة لقيمة املشروع .ومن مث ميكن إظهار الظروف املسئولة عن
حساسية بعض العناصر ومن مث ميكن حتديد املواقع اليت حتتاج بذل جمهود إضايف وتكلفة إضافية من أجل احلصول
على معلومات إضافية -كذلك يفيد اختبار احلساسية يف حتديد العناصر اليت تعترب املشروع حساسا ابلنسبة للتغري
الذي حيدث قي قيمها ،وجيري أسلوب مونت كارلو للمحاكاة اختبارات احلساسية بسهولة عن طريق تغري كل
متغري خارجي مرة أو عدة مرات ونتيجة لذلك ميكن احلصول على فهم وإدراك واسع أبمهية كل متغري على جاذبية
هذا املشروع االستثماري.
220
الفصل الرابع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دراسة ميدانية لعملية التقييم املايل ملشاريع استثمارية يف بنوك جتارية جزائرية
خالصة:
مت ختصيص الفصل الرا بع من البحث للدراسة امليدانية من خالل التطرق يف البداية إىل البنوك حمل الدراسة
من خالل إعطاء حملة خمتصرة عن نشأهتا وأهم مهامها إضافة إىل هياكلها التنظيمية ،مث تطرق إىل عملية تطبيق
خمتلف الطرق والنماذج اليت مت استعراضها يف اجلانب النظري للدراسة على حالة مشاريع على مستوى البنوك
الثالثة ويف ظروف االستثمار املختلفة ( التأكد ،املخاطرة ،عدم التأكد).
من خالل الدراسة امليدانية تبني اعتماد البنوك الثالثة يف عملية التقييم املايل للمشاريع اليت تتقدم بطلب
التمويل على مستواها على معيار القيمة احلالية الصافية ومعدل العائد الداخلي وفرتة االسرتداد البسيطة ويف حالة
التأكد التام ،واالنعدام التام لعملية التقييم يف ظل افرتاض أن املشاريع ميكن أن تتعرض إىل هامش معني من اخلطر
إال إذا استثنينا بعض احلاالت اليت يتم فيها افرتاض تغريات يف معدل اخلصم املعتمد عليه يف عملية التقييم.
أظهرت الدراسة امليدانية تباين كبري عندما يتم اللجوء إىل إجراء عملية التقييم املايل يف ظل افرتاض أن
الظروف تسودها حالة املخاطرة أو عدم التأكد ،حيث أظهرت عملية التقييم أن املشاريع االستثمارية يف كثري من
األحيان ال تتمتع جبدوى مالية على عكس ما توصلت إليه عملية التقييم يف ظل افرتاض حالة التأكد التام.
أظهرت الدراسة أن االعتماد على أسلوب حماكاة مونت كارلو يف عملية التقييم املايل للمشاريع يعترب من بني
أحسن األساليب اليت تساعد من يقوم بعملية التقييم على إجراء حتليل شامل حلساسية املشروع للمتغريات املختلفة
اليت من شاهنا أن تؤثر على اجلدوى املالية للمشروع ،من خالل معرفة أتثريات السيناريوهات املمكنة احلدوث
مستقبال وابلتايل تقدير إمكانية اختاذ االحتياطات الالزمة اليت من شاهنا أن تبقي املشروع يف حيز اجلدوى املالية.
أظهرت الدرا سة أن االعتماد على أسلوب حماكاة مونت كارلو يف عملية التقييم املايل للمشاريع الستثمارية
وابلرغم من انه ال ترتتب عليه قواعد الختاذ القرار إذ ال يعدو أن يكون أسلواب شامال لتحليل احلساسية إبمكانه أن
يكون األسلوب املناسب للبنوك التجارية ،نظرا إلمكانية دمج املعايري املعتمدة من طرف البنوك يف هذا األسلوب
مما يعطي صورة واضحة ومبسطة لتأثري املتغريات احمليطة ابملشروع خاصة (التدفقات النقدية ،التكلفة األولية
لالستثمار ،ومعدل اخلصم).
221
خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامتـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أوال:اخلالصة العامة
إن األمهية اليت توليها احلكومات واألنظمة لالستثمار واملشاريع االستثمارية تعد من بني املؤشرات األساسية
اليت يقاس هبا درجه التقدم االقتصادي حيث تكتسب املشاريع االستثمارية أمهية مميزة يف احلياة االقتصادية
واالجتماعية لكل اجملتمعات ،وابلتايل تعترب عماد االقتصاد الوطين ،ووجودها يشكل دعامة أساسية من دعامات
النمو والتنمية ،فاالقتصاديون يرون ابن املشاريع االستثمارية أحد أهم املصادر الرئيسية ملكوانت الناتج الوطين،
وتعد املشاريع االستثمارية حجر الزاوية يف بناء االقتصاد الوطين لكل دول العامل وتزداد هذه األمهية للدول النامية
ألهنا تعمل على خلق وإجياد املزيد من فرص العمل وابلتايل خفض معدالت البطالة واليت يعد وجودها مؤرقاً
سياسياً واجتماعياً واقتصادايً لصانعي القرار ،كما تعمل املشروعات االستثمارية على زايدة دخول األفراد وحتقيق
الرفاهية املعيشية واالجتماعية هلم ،كما تساهم يف زايدة إيرادات احلكومة من الضرائب وابلتايل تعمل على خفض
العجز املايل يف املوازنة العامة للدولة والذي ينتج عنه زايدة معدالت اإلنفاق احلكومي للدولة ،األمر الذي يتطلب
ضرورة السعي إىل التقليل من نسب فشلها وتعثرها ،وهذا بضرورة إخضاعها لدراسات اجلدوى قبل تنفيذها
وتشغيلها ،ابعتبار أن هذه الدراسات تسمح ابلتحديد القبلي إلمكانيات النجاح والقدرة على مواجهه املخاطر
وعدم اليقني من املستقبل فاخلوض يف جمال االستثمار يستوجب القيام بدراسة دقيقة ،ختتص مبساعدة متخذي
القرار يف تشكيل رؤية متكاملة وموضوعيه عن الفكرة أو املشروع االستثماري قبل خروجه إىل التنفيذ أو التشغيل،
كما أن رشادة ودقة هذه الدراسات تعترب العامل الرئيسي لنجاح أو فشل املشروع االستثماري ،لذا أضحى
ابلضرورة مبكان إعطاء األمهية البالغة لدراسات اجلدوى املختلفة للمشاريع االستثمارية خاصة دراسة اجلدوى املالية
اليت تعد آخر مراحلها ،إذ أن التقييم املايل وعلى الرغم من انه ال يعدو أن يكون جانبا من جوانب دراسة اجلدوى،
أو مرحلة من مراحلها ال انه يف اغلب األحيان ميثل اجلانب األكثر حسما يف االختيار االستثماري.
إن القرارات املالية تعترب أهم أنواع القرارات اليت تتخذ على مستوى املؤسسات ،وهي تعد اإلطار األكثر
استخداما لألدوات والنماذج الرايضية .ويرتبط القرار املايل أساسا بكيفية استخدام األموال بصورة مثلى ،أو على
األقل بصورة أفضل ،يف ظل الظروف املختلفة الختاذ القرار .وابلنظر إىل طبيعة املشروع وحجمه وأهدافه يتم اختيار
املعايري املناسبة مسبقا ،وهذه املرحلة تعترب أساسية يف املفاضلة بني املشاريع املقرتحة ،ومن الواضح أن اختيار املعيار
أو املعايري ،هو يف حد ذاته يعد قرار للحكم ،حيث انه سيتحدد على أثره ترتيب املشاريع املقرتحة يف حالة تعدد
املشاريع ،أو قبول أو رفض املشروع يف حالة وجود مشروع واحد مقرتح ،ولذلك البد من اختيار املعايري على
أسس مدروسة.
224
خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامتـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اثنيا:نتائج الدراسة
انطالقا من التساؤل الرئيسي املطروح يف البحث والذي متت صياغته على النحو التايل :ما مدى فعالية
األدوات والنماذج الرايضية يف التعامل مع مشكالت عمليات تقييم املشاريع والقرارات االستثمارية
الصعبة واملعقدة ؟
وبناءا على األهداف املرجوة من هذه الدراسة ومن خالل دراستنا ملختلف العناصر الواردة يف هذا البحث مت
التوصل إىل النتائج التالية:
.1ان مقدار وتوقيت حدوث النفقات والعوائد املتعلقة بقرار االستثمار حييط تقديرها بدرجة عالية من عدم
التأكد ،وكلما زاد التوغل يف املستقبل عند التقدير والتنبؤ بعوائد وتكاليف املشروع االستثماري سواء من حيث
املقدار والتوقيت ،زادة درجة املخاطرة املرتبطة بتلك التقديرات؛
.2تعد عمليه إعداد تقديرات التدفقات النقدية من أهم خطوات تقييم االستثمار نظرا العتماد مجيع اإلجراءات
التالية عليها .إذ من شأن أي خطأ يف عملية تقدير التدفقات أن تؤدي إىل اختيار خاطئ للبديل االستثماري
األفضل؛
.3يتوقف حتديد معدل اخلصم أو معدل العائد املطلوب على منهجيه تقييم االستثمار مبعىن آخر جيب عدم
استخدام مصطلح تكلفه رأس املال كمرادف ملعدل اخلصم يف مجيع األحوال؛
.4تقوم عمليه االستثمار على مبدأ هام هو إنتاجيه رأس املال واليت يتم قياسها ابستخدام معدل العائد املتوقع مع
مراعاة التوقيت الذي حدثت فيه النفقة والتوقيت الذي سيتم خالله اكتمال احلصول على العوائد املتولدة من
هذا االستثمار؛
.5يف ظل ظروف عدم التأكد يتم وضع افرتاضات للحد من مشكله عدم التأكد احمليطة بتقديرات املدخالت.
حبيث قد يتم افرتض أن الظروف املؤثرة يف عناصر قيمة االستثمار احتمالية أو غري احتمالية وعلى أساس ذلك
ميكن وضع إطار مناهج تقييم املشاريع االستثمارية؛
.6تعترب معايري تقييم االستثمارات يف ظل افرتاض أن الظروف غري احتماليه هي املعايري الشائعة االستخدام يف
احلياة العملية بصفة عامة ويف البنوك التجارية اجلزائرية بصفة خاصة ،وترتكز على التعبري عن املتغريات
األساسية على أساس تقديرات ذات رقم واحد؛
.7ان االكتفاء ابملعايري املستخدمة يف تقييم البدائل االستثمارية يف ظل ظروف التأكد التام غري كافية ،واالعتماد
عليها لوحدها مع إمهال ظروف املخاطرة وعدم التأكد من شانه أن يؤدي إىل اختاذ قرارات استثمارية غري
موفقة ،إذ أن املخاطر اليت تواجه املشاريع االستثمارية ال ميكن التنبؤ هبا بصفة هنائية وقطعية ،كما ال ميكن
جتنبها بصفة كلية ،لذا وجدت أساليب لعملية تقييمها من اجل معرفة أاثرها على حمددات القرار االستثماري؛
225
خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامتـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.8إن إعطاء األمهية الالزمة ألساليب قياس ومعاجلة املخاطرة ومعايري ومناذج التقييم يف حالة عدم التأكد يسمح
بتذليل العديد من الصعوابت ،وجيعل من متخذ القرار على دراية بنتائج املتوقعة من كل بديل ما من شانه أن
يساهم يف اختيار البديل األفضل.
.9على الرغم من األمهية الكبرية ألسلوب حتليل احلساسية يف جمال تقييم االستثمار إال انه ال ينجم عنه أية قواعد
حمدده لرتتيب املشاريع االستثمارية واملفاضلة بينها بقدر ما يعرب عن وسيله مبسطة لدراسة اثر التغريات يف قيم
عناصر املشروع على معدل العائد؛
.10إن استخدام معايري نظريه القرار وابلرغم من أهنا تستخدم يف حالة عدم التأكد "حالة عدم معرفه احتماالت
حتقق األحداث املؤثرة يف عناصر قيمه املشروع" اال انه يرتتب عليها التوصل إىل تقدير قيمه العناصر واملتغريات
األساسية يف صورة رقم واحد وهو ما قد يوحي ابلثقة يف املستقبل حيث أن معايري هذه النظرية حاولت أن
أتخذ بصورة أو أبخرى احتماالت حتقق حاالت الطبيعة املستقبلية مثل معيار االحتماالت املتساوية أو معامل
التفاؤل؛
.11تتطلب ظروف عدم التأكد يف كثري من األحيان ضرورة اختاذ سلسلة متعاقبة من القرارات اليت تعتمد على
بعضها البعض وليس جمرد قرار واحد ،وعندما تكون اإلشكالية هي إشكالية اختاذ قرارات متعددة املراحل أين
يؤثر انتج القرار األول على القرار الذي يليه ،فان األمر يتطلب ضرورة وجود أسلوب يعرض نتائج القرارات
املتعددة واملتعاقبة بصورة متسلسلة ومبسطة حىت يتمكن من يقوم بعملية التقييم من اختيار البديل املرغوب،
وهذا ما قد يضمنه أسلوب شجرة القرار.
.12اليعترب أسلوب شجره القرار أسلواب عمليا حيث يصعب تنفيذه تطبيقيا ال سيما كلما زاد العمر االقتصادي
للمشروع وعدد الظروف احملتملة اليت تؤثر يف عناصر التدفقات النقدية ،كما انه يعطي صوره كليه عن
التدفقات النقدية السنوية بدال من إعطاء حتليل للمتغريات االحتمالية القائمة واملسامهة يف تكوين حجم
ومقدار التدفقات النقدية السنوية؛
.13إن مجيع النماذج واألدوات الرايضية ومهما بلغت من درجة التعقيد فإهنا تستعرض أو متثل فقط جانبا من
الواقعية احلقيقية للمشكلة حتت الدراسة ،الن الواقعية الكاملة بعيدة كل البعد عن إمكانية النموذج مهما
بلغت درجة تعقيداته من أن يغطيها ابلكامل.
.14إن النماذج ال تصنع القرارات وإمنا األفراد هم الذين يصنعوهنا ويتخذوهنا؛
226
خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامتـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
227
خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامتـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
كانت تدفقات داخلة أو خارجة من بني أهم أوجه القصور يف األساليب الرايضية ،وهو ما يفسر وجود ما يسمى
النماذج غري الرقمية واليت جاءت حملاولة جتاوز هذه النقائص.
رابعا :املقرتحات والتوصيات
أتسيسا على ما مت التوصل من نتائج ميكننا إبداء االقرتاحات والتوصيات التالية:
.1ضرورة معرفة األسس اليت يبىن عليها املشروع االستثماري ،خاصة للمستثمرين الذين يرغبون يف توظيف
أمواهلم كفرصة أوىل بغية جتنب االنزالق يف املخاطر يف بداية العمر اإلنتاجي للمشاريع؛
.2ضرورة دراسة كل اجلوانب املتعلقة ابملشروع االستثماري ،وحماولة جتنب األخطاء قدر اإلمكان من خالل
االستفادة من األساليب العلمية املتنوعة القادرة على املساعدة على مجع املعلومات وحتليلها مبا يضمن
االستفادة القصوى منها؛
.3إلزام املستثمرين على ضرورة إخضاع مشاريعهم االستثمارية لدراسات جدوى جدية وليس جمرد دراسات
شكلية تدخل كمتطلبات للحصول على التمويل ،أو الرتخيص ،إضافة ضرورة أن تتوفر يف من يقوم أو
من يقومون هبذه الدراسات على الكفاءة واخلربة الالزمة،
.4ضرورة أن يتمتع القائمون على إعداد دراسات اجلدوى بصفة عامة والتقييم املايل للمشاريع االستثمارية
بصفة خاصة ،ابملستوى واخلربة املطلوبة اليت متكنهم من التحكم يف خمتلف املعايري والنماذج الرايضية،
وبرامج الكمبيوتر اليت تساعد يف تطبيقها نظرا للتطور الكبري واملتسارع الذي يشهده جمال الربجميات
املساعدة على عملية التقييم املايل للمشاريع االستثمارية.
.5ضرورة عدم االكتفاء مبعايري التأكد التام يف عملية التقييم املايل للمشاريع االستثمارية ،بل جيب االعتماد
على خمتلف النماذج الرايضية اليت أتخذ بعني االعتبار كل من ظروف املخاطرة وعدم التأكد ابعتبار أن
هذه احلاالت هي تعكس بشكل حقيقي بيئة االستثمار؛
.6ضرورة استخدام النماذج الرايضية يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية خاصة منوذج مونت كارلو
للمحاكاة ابعتباره من أكثر النماذج اليت أثبتت قدرهتا على التقييم املايل اجليد للمشاريع االستثمارية يف
حالة املخاطرة نظرا العتمادها على إعطاء توزيعات احتمالية للمتغريات اليت تؤثر على رحبية املشروع؛
.7ضرورة مراعاة احلاالت اخلاصة واالستثنائية كالتضخم مثال ،قبل وأثناء عملية التقييم ،من اجل تدارك
آاثرها السلبية على القرار االستثماري الواجب اختاذه.
.8ضرورة عدم الرتكيز فقط على الرحبية التجارية بل البد أن متتد عملية التقييم لدراسة كل من الرحبية
الوطنية ،وكذا التقييم من وجهة النظر اإلسالمية ،خاصة مع التغريات اليت تشهدها الساحة العاملية
والوطنية ،واليت جعلت من مكان ة البنوك واملؤسسات املالية املعتمدة على صيغ التمويل اإلسالمية يف تطور
مستمر ،وتقدم نفسها كبديل للبنوك واملؤسسات املالية التقليدية اليت كانت سببا مباشر يف األزمات املالية
املتعاقبة على املستوى العاملي؛
228
خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامتـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
خامسا:آفاق البحث
على ضوء دراستنا هلذا املوضوع الحظنا أن هناك العديد من النقاط حتتاج إىل املزيد البحث والتحليل ،كما
قد تكون نواة ملواضيع حبثية مستقبلية نذكر منها:
-دراسات اجلدوى والتقييم املايل للمشاريع االستثمارية يف البنوك اإلسالمية؛
-دراسات اجلدوى والتقييم املايل للمشاريع االستثمارية املشرتكة بني القطاعني العام واخلاص؛
-استخدام الشبكات العصبية يف التقييم املايل للمشاريع االستثمارية؛
-استخدام الربجمة الرايضية املبهمة يف تقييم واختيار املشاريع االستثمارية.
229
قـ ـ ـ ـ ــائمة امل ـ ـ ـ ـ ـراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.21السيد عليوة :تنمية املهارات اإلشرافية على املشاريع اهلندسية ،ايرتاك للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة
األوىل ،القاهرة ،مصر.2001،
.22حسن إبراهيم بلوط :إدارة املشاريع ودراسة جدواها االقتصادية ،دار النهضة العربية ،الطبعة األوىل ،لبنان،
.2002
.23صالح الدين حسن السيسي :دراسات اجلدوى وتقييم املشروعات بني النظرية والتطبيق ،دار الفكر
العريب للنشر والتوزيع ،القاهرة ،الطبعة األوىل.2003 ،
.24حكمت أمحد الراوي :البعد احملاسيب جلدوى تقييم املشروعات االستثمارية ،مكتبة الفالح للنشر والتوزيع،
الكويت.2000 ،
.25خليل حمـ مد خليل عطية :دراسة اجلدوى االقتصادية ،مركز تطوير الدراسات العليا والبحوث ،الطبعة األوىل،
القاهرة ،مصر،2008 ،
.26سعيد عبد العزيز عثمان :دراسات جدوى املشروعات بني النظرية والتطبيق ،الدار اجلامعية اإلبراهيمية،
مصر.2003 ،
.27أمحد سعيد ابخمرمة :اقتصادايت جدوى املشروعات االستثمارية ،دار الزهراء للنشر والتوزيع ،الرايض،
اململكة السعودية.2001 ،
.28مـحمد فريد احلصن ،مصطفى أبو بكر :حبوث العمليات ،مدخل تطبيقي لفاعلية القرارات التسويقية،
الدار اجلامعية ،مصر.2000 ،
.29حنفي زكي عيد :دراسة اجلدوى للمشروعات االستثمارية ،دار البيان ،مصر.1997 ،
.30مجال الدين لعويسات :اإلدارة وعملية اختاذ القرار ،دار هومة ،اجلزائر.2003 ،
.31غنيم حسني عطاء :دراسات يف التمويل ،املكتبة األكادميية ،القاهرة ،مصر.2005 ،
.32مطر حمـمد :االجتاهات احلديثة يف التحليل املايل واالئتماين ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن.2003،
.33مجيل أمحد توفيق ،أساسيات اإلدارة املالية ،دار النهضة العربية ،بريوت ،لبنان.1987 ،
.34ميثم صاحب عجام :نظرية التمويل ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2001، ،
.35نظري رايض حمـمد الشحات وآخرون :اإلدارة املالية ،املكتبة العصرية للمنصورة ،مصر.2001 ،
.36جبار حمفوظ :سلسلة التعريف ابلبورصة اجلزء األول "البورصة وموقعها من أسواق العمليات املالية،
الطبعة األوىل ،دار هومة ،اجلزائر.2002،
.37صالح الدين حسن السيسي :األسس العلمية والعملية لدراسات اجلدوى وتقيم املشروعات ومناذج
اسرتشادية لدراسات اجلدوى االقتصادية ،بدون ذكر دار النشر ،القاهرة ،مصر.2013 ،
.38حمـمد حامد دويدار وآخرون :االقتصاد السياسي ،دار املعرفة اجلامعية للنشر ،القاهرة ،مصر.1979 ،
232
قـ ـ ـ ـ ــائمة امل ـ ـ ـ ـ ـراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.39الصرييف حمـمد عبد الفتاح :دراسات اجلدوى االقتصادية وتقييم املشروعات ،دار الفكر للطباعة والنشر
والتوزيع ،عمان األردن.2001 ،
.40فليح حسن خلف :االقتصاد اجلزئي ،عامل الكتاب احلديث للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل.2007 ،
.41مسري حمـمد عبد العزيز :اجلدوى االقتصادية للمشروعات االستثمارية ،درا النشر والتوزيع اإلسكندرية،
مصر.2005 ،
.42حيي سعيد علي عبيد :حبوث التسويق والتصدير ،دار النشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،القاهرة.1996 ،
.43أشرف حمـمد دوابه :حنو دراسة جدوى إسالمية للمشروع ،دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والرتمجة،
الطبعة األوىل ،القاهرة ،مصر.2008 ،
.44محدي عبد العظيم :دراسات اجلدوى االقتصادية يف البنك اإلسالمي ،املعهد العاملي للفكر اإلسالمي،
الطبعة األوىل ،القاهرة.1996 ،
.45رحيم حسني :أساسيات نظرية القرار والرايضيات املالية ،منشورات مكتبة اقرأ ،الطبعة األوىل،2011 ،
قسنطينة ،اجلزائر.2011 ،
.46منري إبراهيم :الفكر احلديث يف إدارة املخاطر ،منشأة املعارف ،اإلسكندرية.2005 ،
.47أمحد متام مـحمد سامل " :تقييم املشاريع االستثمارية غري املؤكدة ،جامعة األزهر.
.48سيد اهلواري :اإلدارة املالية ،دار اجليل للطباعة والنشر ،القاهرة.1999 ،
.49عدانن اتيه النعيمي :اإلدارة املالية بني النظرية والتطبيق ،دار النشر ،الطبعة األوىل ،عمان.2007 ،
.50مؤيد فضل :األساليب الكمية والنوعية يف دعم القرارات املنظمة ،دار النشر والتوزيع ،الطبعة األوىل،
سوراي.2008 ،
.51أمحد نور :احملاسبة اإلدارية ،دار النهضة العربية ،بريوت.2000 ،
.52أمني أمحد لطفي " :تقييم املشروعات االستثمارية مونت كارلو للمحاكاة" ،الدار اجلامعية للنشر ،مصر،
.2006
.53حسني بلعجوز :املدخل لنظرية القرار ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2010 ،
.54جالل إبراهيم العيد :إدارة اإلنتاج والعمليات مدخل كمي ،دار اجلامعة اإلسكندرية.2002 ،
.55ابري وندر ،رالف ستري :مندجة القرارات وحبوث العمليات ابستخدام صفحات االنتشار االلكرتونية ،
ترمجة :مصطفى موسى ،دار املريخ للنشر ،السعودية.2007 ،
.56جالل إبراهيم العيد :استخدام األساليب الكمية يف اختاذ القرارات اإلدارية ،دار اجلامعة اجلديدة للنشر،
مصر.2004 ،
.57محيد انصر :حبوث العمليات ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،سوراي2008 ،
233
قـ ـ ـ ـ ــائمة امل ـ ـ ـ ـ ـراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.58سليمان انصر ،آدم حديدي :أتهيل النظام املصريف اجلزائري يف ظل التطورات العاملية الراھنة ،أي دور
لبنك اجلزائر ،اجمللة اجلزائرية للتنمية االقتصادية ،العدد 02،جامعة ورقلة ،ورقلة ،اجلزائر.2015، ،
.59الطاهر لطرش :تقنيات البنوك ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2010 ،
.60عبد املطلب عبد احلميد :دراسات اجلدوى االقتصادية و اختاذ القرارات االستثمارية ،الدار اجلامعية،
اإلسكندرية ،مصر.2004 ،
.61حممد أمين عبد اللطيف عشوش :األصول العلمية لدراسة جدوى مشاريع االستثمار ،الطبعة الثانية،
القاهرة ،مصر.2000 ،
.62حمـمد عثمان إمساعيل محيد :أساسيات دراسة اجلدوى االقتصادية و قياس خماطر االستثمار ،دار النهضة
العربية ،الطبعة الثانية ،القاهرة ،مصر.1988 ،
.63عبد القادر حمـمد عبد القادر عطية :دراسات اجلدوى التجارية و االقتصادية واالجتماعية مع مشروعات
،BOTالدار اجلامعية ،الطبعة الثانية ،اإلسكندرية ،مصر.2006 ،
.64حمـمد عبد العزيز :اجلدوى االقتصادية للمشروعات االستثمارية وقياس الرحبية التجارية والقومية ،مكتبة
اإلشعاع الفنية ،اإلسكندرية ،مصر.2005 ،
.65صالح الدين حسن السيسي :دراسات اجلدوى وتقيم املشروعات بني النظرية والتطبيق ،دار الفكر العريب
للنشر والتوزيع ،الطبعة األوىل ،القاهرة ،مصر.2003 ،
.66عبد العزيز مصطفى عبد الكرمي :دراسة اجلدوى وتقييم املشروعات ،دار حامد للنشر والتوزيع ،الطبعة
األوىل ،األردن.2004 ،
.67حمـمد صاحل احلناوي :دراسة جدوى املشروع أساسيات ومفاهيم ،دار النشر والتوزيع ،اإلسكندرية،
،2001ص.90.
اثنيا:املذكرات واألطروحات
.68بوردمية سعيدة :التقييم املايل للمشاريع االستثمارية دراسة حالة ،أطروحة دكتوراه ،إشراف :أ.د خري الدين
معطى هللا ،جامعة ابجي خمتار عنابة.2014 ،
.69مهري عبد املالك :دراسة اجلدوى املالية للمشروعات االستثمارية ومسامهتها يف اختاذ القرار االستثماري
دراسة حالة :الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب بتبسة ،مذكرة ماجستري ،إشراف :شريف غياط ،كلية
العلوم االقتصادية ،جامعة تبسة ،اجلزائر.2013.
.70بن مسعود نصر الدين :دراسة وتقييم املشاريع االستثمارية مع دراسة حالة شركة االمسنت ببين صاف
االقتصادية ،جامعة تلمسان، ،S.CI.BSمذكرة ماجستري ،إشراف د .بطاهر مسري ،كلية العلوم
.2010
234
قـ ـ ـ ـ ــائمة امل ـ ـ ـ ـ ـراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
.71بشريي عفاف :مدى مسامهة النماذج الرايضية يف إدارة خماطر االئتمان للمحافظ االستثمارية "دراسة
حالة جمموعة من البنوك التجارية اجلزائرية" ،أطروحة دكتوراه ،إشراف ،أ.د بلعجوز حسني ،كلية العلوم
االقتصادية ،جامعة حممد بوضياف املسيلة.2018 ،
.72زهية حـوري " :تقييم املشروعات يف البلدان النامية ابستخدام طريقة اآلاثر" ،أطروحة دكتـوراه ،إشراف :د.
حممد سحنون ،جامعة منتوري قسنطينة ،سبتمرب .2007
.73مسيكة بوفامة" ،مناذج تقييم املشاريع االستثمارية بني النظرية والتطبيق وانعكاسات ذلك على
االقتصادايت النامية :مثال اجلزائر" ،أطروحة دكتوراه ،إشراف :د .حممد السعيد أوكيل ،جامعة اجلزائر،
.2001
.74لسلوس مبارك" ،تقييم املشروعات االستثمارية يف قطاع الري الزراعي ابجلزائر" ،أطروحة دكتوراه ،إشراف:
أ.د مشعون مشعون ،جامعة اجلزائر.2003 ،
.75بن العارية حسني"،تقييم املشاريع االجتماعية – دراسة حالة جامعة أدرار -أطروحة دكتوراه ،إشراف :أ.د
بلمقدم مصطفى ،جامعة تلمسان.2013 ،
.76موسليم حسني" ،أنواع مناذج الربجمة اخلطية ابألهداف املبهمة يف اختاذ القرار مع دراسة حالة لعملية
االئتمان يف بنك BDLمبغنية" أطروحة دكتوراه ،إشراف :أ.د بلمقدم مصطفى ،جامعة تلمسان.2013 ،
اثلثا :املداخالت واملقاالت العلمية
.77بوقرة رابح ،بلعجوز حسني :إدارة املخاطر املصرفية ابإلشارة إىل حالة اجلزائر ،املؤمتر العلمي الدويل
السنوي السابع إدارة املخاطر واقتصاد املعرفة ،كلية العلوم االقتصادية واإلدارية ،جامعة الزيتونة ،األردن،
يومي 18 -16نيسان .2007.
.78بلعجوز حسني ،إدارة املخاطر البنكية والتحكم فيها ،مداخلة مقدمة إىل امللتقى الوطين حول املنظومة
.2005 املصرفية يف األلفية الثالثة :منافسة -خماطر -تقنيات ،جامعة جيجل ،اجلزائر ،يومي 7-6جوان،
.79زعباط عبد احلميد :معيار القيمة احلالية الصافية وحدوده ،جملة العلوم التجارية ،املعهد الوطين للتجارة،
العدد ،4اجلزائر.2005.
.80بوقرة رابح :الربجمة اخلطية ودورها يف إعداد خطة اإلنتاج املثلى يف املؤسسة االقتصادية "دراسة حالة
مؤسسة البثق ،التغطية وتذويب األملنيوم – ALGALوحدة EARAابملسيلة" ،جملة العلوم
االقتصادية وعلوم التسيري ،العدد اخلامس ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة املسيلة ،اجلزائر.2005 ،
.81جمدوب حبوصي :استقاللية بنك اجلزائر مؤسسة الرقابة األوىل بني قانون النقد والقرض واألمر ،11/03
جملة الواحات للبحوث والدراسات ،اجمللد 05،العدد 01،جامعة غرداية ،غرداية ،اجلزائر.2012 ،
.82انجح اشرف :نظرية املبارايت كأداة للتحليل االسرتاتيجي يف التسويق ،جملة االقتصاد والتنمية ،خمرب
التنمية احمللية املستدامة ،العدد ،5جامعة املدية ،اجلزائر.2016 ،
235
قـ ـ ـ ـ ــائمة امل ـ ـ ـ ـ ـراجع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
مواقع االنرتنت:رابعا
www.bna.dz املوقع االلكرتوين للبنك الوطين اجلزائري.83
www.bdl.dz املوقع االلكرتوين لبنك التنمية احمللية.84
www.badr-bank.dz املوقع الكرتوين لبنك الفالحة والتنمية الريفية.85
ابلغة االجنبية:الكتب:خامسا
236
مـ ـلخـص:
تعترب عملية التقييم املايل للمشاريع االستثمارية من املواضيع اليت حتظي أبمهية ابلغة من طرف
املستثمرين سواء كانوا خواص أو عموميني ،نظرا ملا توفره من معلومات تساهم يف احملافظة على أموال
املستثمرين وجتنبهم تكبد اخلسائر اليت قد ترتتب على إقامة مشاريع غري جمدية ماليا ،وهي جزء من
دراسات جدوى املشاريع لتقدير احتماالت جناح فكرة استثمارية قبل التنفيذ الفعلي هلا ،فعملية التقييم
املستندة على جمموعة من الطرق واملعايري العلمية تعمل على مساعدة املستثمرين على اخلروج من
حاليت الغموض واالرتباك إىل حاليت التأكد واالستقرار ،ما من شانه متكينهم من اختاذ قرارات
استثمارية صائبة من خالل تقييم البدائل املتاحة واختيار األفضل منها.
هدفت هذه الدراسة إىل إلقاء الضوء على أهم املعايري والنماذج الرايضية تقليدية كانت أو حديثة
واملستخدمة يف جمال التقييم املايل للمشاريع االستثمارية ،من خالل الرتكيز على الدراسات النظرية
وواقع التطبيق العملي خاصة يف البنوك التجارية اجلزائرية.
خلصت الدراسة إىل انه ابلرغم من األمهية الكبرية اليت تكتسيها النماذج الرايضية يف عمليات
التقييم املايل للمشاريع االستثمارية ،إال أن واقع تطبيقها يف اجلزائر يبقى حمدودا ،وابلتايل اقتصار عملية
التقييم على بعض األساليب والطرق البسيطة املرتبطة حبالة التأكد املفرتضة.
الكلمات املفتاح :املشاريع االستثمارية ،دراسات اجلدوى ،معايري التقييم املايل ،النماذج الرايضية.
Résume :
Thus, the aim of this study is to shed light on the most important
criteria’s and mathematical models that have been used in the field of
financial evaluation of investment projects, by focusing on theoretical
studies and the reality of practical application, especially in Algerian
commercial banks.