You are on page 1of 120

‫أﺷﻜﺎل اﻟﺤﻀﻮر‬

‫العلــوم اإلجتماعيــة في العالم العربي‬


‫أشكال الحضور‬

‫‪2015‬‬
‫صدر عام ‪ 2015‬عن المجلس العربي للعلوم اإلجتماعية‬
‫بناية علم الدين‪ ،‬الطابق الثاني‬
‫شارع جون كينيدي‪ ،‬رأس بيروت‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‬

‫© ديسمبر‪/‬كانون األول ‪2015‬‬

‫المصنَّ ــف ‪ 4.0‬دولــي (‪ .)CC BY 4.0‬وبموجــب هــذه الرخصــة‪ ،‬يمكنــك‬ ‫هــذا التقريــر متوفــر تحــت رخصــة المشــاع اإلبداعــي نَ ســب ُ‬
‫نســخ‪ ،‬وتوزيــع‪ ،‬ونقــل‪ ،‬وتعديــل المحتــوى بــدون مقابــل‪ ،‬شــرط أن تنســب العمــل لصاحبــه بطريقــة مناســبة (بمــا فــي ذلــك ذكــر‬
‫اســم المؤلــف‪ ،‬وعنــوان العمــل‪ ،‬إذا انطبقــت الحالــة)‪ ،‬وتوفيــر رابــط الترخيــص‪ ،‬وبيــان إذا مــا قــد ُأجريــت أي تعديــات علــى العمــل‪.‬‬
‫للمزيد من المعلومات‪ ،‬الرجاء مراجعة رابط الترخيص هنا‪https://creativecommons.org/licenses/by/4.0 :‬‬

‫إن التســميات المســتخدمة فــي هــذا التقريــر وطريقــة عــرض المــواد فيــه ال تعبــر ضمنــا عــن أي رأي للمجلــس العربــي للعلــوم‬
‫اإلجتماعيــة بشــأن الوضــع القانونــي ألي بلــد أو إقليــم أو مدينــة أو منطقــة‪ ،‬وال بشــأن ســلطات هــذه األماكــن أو رســم حدودهــا‬
‫أو تخومهــا‪.‬‬

‫إن األفــكار واآلراء الــواردة فــي هــذا التقريــر هــي مــن مســؤولية المؤلــف وال تعكــس بالضــرورة آراء المجلــس العربــي للعلــوم‬
‫اإلجتماعيــة كمــا أنهــا ال تلــزم المجلــس أبــدا‪.‬‬

‫تمت الطباعة في لبنان‪.‬‬


‫محتوى التقرير‬
‫‪2‬‬ ‫شكر وتقدير‬
‫‪3‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪5‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪12‬‬ ‫األطر المؤسساتية ‪ -‬عرض نتائج مسح‬
‫‪12‬‬ ‫الجامعات‬ ‫ ‬
‫‪21‬‬ ‫بعض خصائص علماء العلوم اإلجتماعية في العالم العربي‪ :‬دراسة عينة‬
‫‪26‬‬ ‫مراكز البحث‬ ‫ ‬
‫‪32‬‬ ‫الجمعيات المهنية‬ ‫ ‬
‫‪39‬‬ ‫العلوم االجتماعية في الدوريات العلمية‬ ‫ ‬
‫‪43‬‬ ‫محتوى الدوريات العلمية‪ :‬دراسة عينة‬
‫‪66‬‬ ‫األطر العامة‪ :‬المجتمع المدني والمجال العام ‪ -‬دراسات حالة‬
‫‪68‬‬ ‫المجتمع المدني‬ ‫ ‬
‫‪70‬‬ ‫العلوم االجتماعية في المجالت الثقافية‬ ‫ ‬
‫‪76‬‬ ‫العلوم االجتماعية في الصحف‬ ‫ ‬
‫‪95‬‬ ‫العلوم االجتماعية في الفضائيات‬ ‫ ‬
‫‪99‬‬ ‫العلوم االجتماعية في المجالت ذات االنتشار الواسع‬ ‫ ‬
‫‪104‬‬ ‫الخالصة‬
‫‪108‬‬ ‫المصادر‬
‫‪110‬‬ ‫األساليب واألدوات‬

‫‪1‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫شكر وتقدير‬

‫نتقــدم بخالــص الشــكر والتقديــر لألفــراد والمنظمــات الــواردة أســماؤهم أدنــاه الذيــن لــم يبخلــوا علينــا‬
‫بوقتهــم وخبراتهــم ونصائحهــم وتوجيهاتهــم ودعمهــم وأفكارهــم إلنجــاز هــذا التقريــر‪.‬‬

‫ونتوجــه بشــكر خــاص لــكل مــن مؤسســة فــورد ومؤسســة كارنيغــي فــي نيويــورك‪ ،‬اللتين لــوال دعمهما‬
‫الســخي لمــا اســتطعنا إنجاز هــذا التقرير‪.‬‬

‫إلــى اللجنــة االستشــارية لتقديمهــا النصائــح واإلرشــادات فــي عمليــة تحضيــر التقريــر وتحديــد محتــواه‬
‫وفــي توجيــه مشــروع المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة بشــكل عــام‪ :‬عبــد الوهــاب بــن حفيــظ‪ ،‬عزمــي‬
‫دالل‪ ،‬جــورج قــرم‪ ،‬هيفــاء جمــل الليــل‪ ،‬هــدى زريــق‪ ،‬خالــد لوحيشــي‪ ،‬خيــر الديــن حســيب‪ ،‬لينا‬
‫بشــارة‪ ،‬أحمــد ّ‬
‫الصبــاح‪ ،‬ســكينة بــوراوي‪ ،‬ثريــا التركــي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الخطيــب‪ ،‬ماجــد عثمــان‪ ،‬مصطفــى كامــل الســيد‪ ،‬نــدى مرتضــى‬
‫وســليم تمــاري‪.‬‬

‫إلى اللجنة الفنية لمشاركتها خبراتها الواسعة في تطوير إطار عمل المرصد العربي للعلوم االجتماعية‬
‫وأدوات جمع البيانات وتقديم المشــورة حول المحتوى األساســي للتقرير‪ :‬راجي أســعد‪ ،‬عدنان األمين‪،‬‬
‫مختــار الهــراس‪ ،‬دينــا الخواجــة‪ ،‬هــدى الصــدى‪ ،‬خالــد فهمــي‪ ،‬بســام حــداد‪ ،‬ســاري حنفــي‪ ،‬مــاري قعــوار‪،‬‬
‫أيليــن كتــاب‪ ،‬وعبــد القــادر األطرش‪.‬‬

‫إلــى مؤلفــي األوراق الخلفيــة‪ :‬علــي حجــاج‪ ,‬عبــادة كســر‪ ،‬أحمــد موســى بــدوي‪ ,‬المختــار الهــراس‪ ,‬وريمــا‬
‫ماجــد‪.‬‬

‫إلــى الفريــق التنفيــذي‪ :‬ســتناي شــامي‪ ،‬قاســم قــاووق‪ ،‬جــوال حاتــم‪ ،‬صفــوان الصلــح‪ ،‬منيــرة حــب اللــه و‬
‫فــرح الســوري‪ .‬باإلضافــة إلــى نــدى شــيا وخليــل األســمر‪.‬‬

‫إلــى مراجعــي التقريــر لمالحظاتهــم القيمــة علــى مســودات التقريــر المتعــددة‪ :‬أعضــاء مجلــس أمنــاء‬
‫المجلــس العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬اللجنــة االستشــارية واللجنــة الفنيــة للمرصــد العربــي للعلــوم‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬شــارل كورزمــان‪ ،‬وحســن رشــيق‪.‬‬

‫إلى المدقق اللغوي الياس قطار لعمله الدؤوب على تنقيح نص التقرير‪.‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪2‬‬


‫معــرض تصميــم‬ ‫ِ‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة فــي‬
‫حاجــات مختلــف أجيــال‬ ‫ُ‬ ‫برامجــه األولــى‪ :‬مــا هــي‬
‫علمــاء العلــوم االجتماعيــة فــي المنطقــة؟‬
‫تمهيد‬
‫ســتهدفون لبرامــج‬ ‫َ‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫المتلقــون‬
‫ّ‬ ‫َمــن ُهــم‬
‫المجلــس العربــي للعلــوم االجتماعيــة والفــرص‬
‫ســتهدفة‬
‫َ‬ ‫الم‬‫التــي يتيحهــا؟ َمــن هــي الجماهيــر ُ‬ ‫انســجاما مــع جوهــر رســالته األكاديميــة‪ ،‬وركونً ــا‬
‫ً‬
‫ســيتم إنتاجهــا؟ مــا‬
‫ّ‬ ‫ومســتهلكو المعرفــة التــي‬ ‫الــى مهامــه القائمــة علــى تعميــم العلــوم‬
‫تلقيها‬ ‫هــو العــدد المثالــي للطلبــات التي ينبغــي ّ‬ ‫االجتماعيــة وتدعيــم البحــث وإنتــاج المعرفــة فــي‬
‫تخصصــات‬ ‫معينــة‪ ،‬ومــن أي ّ‬ ‫ّ‬ ‫فــي إطــار ُمنافســة‬ ‫العالــم العربــي‪ ،‬يضــع المجلــس العربــي للعلــوم‬
‫حرصــا علــى مخاطبــة أكبــر شــريحةٍ ُمتاحــة‬
‫ومواقــع‪ً ،‬‬ ‫االجتماعيــة فــي متنــاول الباحثيــن ومؤسســات‬
‫فــي مجتمــع البحــث؟ مــا هــي مصــادر التمويــل‬ ‫التقريــر األول‬
‫َ‬ ‫البحــث العلمــي واألكاديمــي‬
‫المتوفــرة فــي‬
‫ّ‬ ‫والتدريــب والتشــبيك األخــرى‬ ‫للمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫وأخيــرا‪ ،‬أيــن يجــب تخصيــص المــوارد‬ ‫ً‬ ‫المنطقــة؟‬
‫النــادرة لتحصيــل أكبــر قــدر ممكــن مــن اإلنتاجيــة‪،‬‬ ‫ـد هــذا التقريــر باكــورةً فــي سلســلةِ تقاريـ َـر‬
‫ويعـ ُّ‬
‫ُ‬
‫وكيــف؟‬ ‫ـنتين مــن خــال‬ ‫يعتــزم المجلــس إصدارهــا كل سـ ْ‬
‫مشــروع “المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة”‪،‬‬
‫برامــج المجلــس العربــي للعلــوم‬ ‫ُ‬ ‫ويوفــر‬ ‫متخصــص فــي إجــراء ُمســوح‬ ‫ُّ‬ ‫ـد دائــم‬
‫وهــو مرصـ ٌ‬
‫االجتماعيــة واألنشــطة التــي يضطلــع بهــا بعــض‬ ‫لمشــهد العلــوم االجتماعيــة فــي البلــدان العربيــة‬
‫األقــل مــن‬
‫ّ‬ ‫اإلجابــات عــن هــذه األســئلة‪ ،‬علــى‬ ‫و فــي تقييــم مســارها‪.‬‬
‫خــال تســليط الضــوء علــى بعــض األنمــاط ضمــن‬
‫الطلبــات التــي تصــل المجلــس الخاصــة بالتمويــل‬ ‫أساســية‬
‫ّ‬ ‫معرفيــة‬
‫ّ‬ ‫منصــةً‬
‫ّ‬ ‫إضافــةً الــى كونــه‬
‫والعضويــة والمشــاركة فــي المؤتمــرات وغيرهــا‪.‬‬ ‫يتميــز‬
‫ّ‬ ‫تحديــات المجتمعــات العربيــة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫لمقاربــة‬
‫لحــة‪ ،‬إلــى عمليــة توثيق‬
‫ومــع ذلــك تبقــى الحاجــة ُم ّ‬ ‫المجلــس العربــي للعلــوم االجتماعيــة بأنــه‬
‫منهجيــة دقيــق لوضع العلــوم االجتماعية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحليــل‬ ‫البحثيــة‬
‫ّ‬ ‫مؤسســةٌ شــابة اســتهلّ ت مســيرتها‬
‫أن المطلــوب مــن هكــذا مشــروع‬ ‫واضحــا ّ‬
‫ً‬ ‫وكان‬ ‫فــي بيروت‪-‬لبنــان فــي شــهر آب‪/‬أغســطس مــن‬
‫التعمــق فــي النظــر إلــى تخصصــات علميــة‬ ‫ّ‬ ‫العــام ‪ 2012‬بهــدف دعــم العلــوم االجتماعيــة‬
‫موازيــة لبعضهــا البعــض‪ ،‬ومقاربــة ســاحة واســعة‬ ‫ودعمهــا فــي الــدول العربيــة واالرتقــاء بهــا مــن‬
‫مــن المؤسســات‪ ،‬وفهــم شــامل لوضــع التعليــم‬ ‫خــال توفيــر الدعــم المالــي والتدريــب واإلرشــاد‬
‫العالــي والجامعــي‪ .‬وبالفعل أظهرت المناقشــات‬ ‫والنشــر وفــرص التشــبيك‪ .‬ويتعــزّ ز دور المجلــس‬
‫والمشــاروات مــع الشــركاء والمؤسســات األخــرى‬ ‫حقــل التعليــم‬
‫ُ‬ ‫يشــهده‬
‫ُ‬ ‫ورســالتُ ه مــن خــال مــا‬
‫ـط‬
‫أن هــذه المعلومــات والتحليــات ستشــكّ ل محـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫العالــي والبحــث فــي المنطقــة العربيــة مــن‬
‫اهتمــام مجموعــة واســعة مــن الفاعليــن فــي‬ ‫ســيما منــذ تســعينيات‬ ‫ّ‬ ‫تغيــراتٍ متســارعة‪ ,‬ال‬ ‫ّ‬
‫مجــال البحــث والتطويــر‪.‬‬ ‫القــرن الماضــي‪ ،‬تتمثــل فــي نمـ ٍّـو يتّ خــذ اتجاهــاتٍ‬
‫مختلفــة‪ .‬إال أن البنيــة التحتيــة الخاصــة بالعلــوم‬
‫آنفــا‬
‫واضعــا نصــب عينيــه األهــداف المذكــورة ً‬ ‫ً‬ ‫مقومــاتٍ وإصالحــاتٍ‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعيــة تحتــاج إلــى‬
‫ومتســلّ ًحا بهــذه الطموحــات‪ ،‬أطلــق المجلــس‬ ‫كثيــرة علــى مســتوى المنطقــة‪ ،‬خاصــة أنهــا بنيــة‬
‫مشــروع المرصــد‬
‫َ‬ ‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫صعــب علــى الباحــث‬ ‫ومتنوعــة لدرجــة تُ ِّ‬‫ّ‬ ‫معقــدة‬‫ّ‬
‫ـم اختيــار العاملين‬ ‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬وتـ ّ‬ ‫ـم االتجاهــات والخصائــص المتّ صلــة بالمعرفــة‬ ‫فهـ َ‬
‫فيــه وتشــكيل اللجــان وتعييــن المستشــارين‬ ‫والحاجــات االجتماعيــة المرتبطــة بالعلــوم‬
‫منــذ خريــف العــام ‪ .2013‬وكانــت األشــهر‬ ‫موجــات االضطرابــات‬ ‫ُ‬ ‫تفــرض‬
‫ُ‬ ‫االجتماعيــة‪ .‬كمــا‬
‫الـــ‪ 15‬األولــى (حتــى آذار‪/‬مــارس ‪ )2015‬بمثابــة‬ ‫تخيــم علــى المنطقــة‬ ‫والنزاعــات والحــروب التــي ّ‬
‫المرحلــة التجريبيــة للبرنامــج‪ ،‬حيــث تمحــور التركيــزُ‬ ‫راهنً ــا‪ ،‬إعــادةَ النظــر فــي االتجاهــات والحاجــات‬
‫علــى بلــورة إطــار العمــل والمفاهيــم واألدوات‬ ‫واألولويــات بشــكل دقيــق وواســع‪.‬‬
‫االساســية لجمــع البيانــات‪ ،‬والتوثيــق والتحليــل‬
‫ظهــر فصــل المنهجيــة‬ ‫ولــدت فكــرة مرصــد العلــوم االجتماعيــة مــن‬
‫والتبادل‪/‬النشــر‪ .‬ومثلمــا ُي ِ‬
‫تم تقســيم مجاالت البحث‬ ‫المرفــق بهــذا التقريــر‪ّ ،‬‬ ‫القضايــا اليوميــة التــي يواجههــا المجلــس العربــي‬

‫‪3‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫المقدمــة فــي هــذا‬ ‫َّ‬ ‫التحقــق مــن البيانــات‬


‫ّ‬ ‫تــم‬
‫ّ‬ ‫أداتيــن‬
‫ْ‬ ‫تــم تطويــر‬
‫مكونــات‪ ،‬كمــا ّ‬
‫ّ‬ ‫إلــى خمســة‬
‫بــد‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫المتاحــة‪،‬‬ ‫المعلومــات‬ ‫مصــادر‬ ‫مــن‬ ‫التقريــر‬ ‫تين واختبارهمــا فــي هــذه المرحلــة بغيــة‬‫أساسـ ّـي ْ‬
‫مــن المصادقــة علــى المعلومــات والغــوص فــي‬ ‫جمــع المعلومــات عــن البنــى التحتيــة المؤسســية‬
‫كل ذلــك‬ ‫تــم جمعــه مــن بيانــات‪ُّ .‬‬ ‫تفاصيــل مــا ّ‬ ‫وتخصيــص اســتبيان لعلمــاء االجتمــاع المنفرديــن‪.‬‬
‫طموحــا‬
‫ً‬ ‫وأمــا ويــزرع فينــا‬
‫ً‬ ‫وقــوة‬
‫ّ‬ ‫يمنحنــا حافــزً ا‬
‫ُ‬
‫بتوســيع نطــاق المرصــد‪ ،‬باعتبــاره مخزنً ــا للبيانــات‬ ‫وفــي النتيجــة‪ ،‬يعكــس هــذا التقريــر األول‬
‫ـد فجــوة عميقــة‬ ‫التــي ســتُ صبح ُمتاحــةً للعلــن ليسـ ّ‬ ‫الفتــرة التجريبيــة لجمــع البيانــات ويبنــي عليهــا‪ ،‬ال‬
‫ونعــول علــى تضافــر‬ ‫ّ‬ ‫فــي المنطقــة‪ .‬هــذا‬ ‫بتحولــه الــى “تقريــر‬
‫ُّ‬ ‫بــل يذهــب أبعــد مــن ذلــك‬
‫جهــود مماثلــة وداعمــة فــي ســبيل إنشــاء بنــى‬ ‫تأطيــري” يرصــد مشــهد البحــث الكتســاب‬
‫ومســارات أفضــل لجمــع البيانــات وتبادلهــا فــي‬ ‫فهــم أوســع لطبيعــة العلــوم االجتماعيــة فــي‬
‫مختلــف بلــدان المنطقــة‪.‬‬ ‫المنطقــة‪ .‬ويطــرح هــذا البحــث التمهيــدي‪ ،‬الــذي‬
‫يشــمل مجــاالتٍ وأطـ ًـرا عــدة تظهــر فيهــا العلــوم‬
‫عــد هــذا التقريــر ثمــرةَ عمــل‬ ‫حصلــة ُي ُّ‬ ‫الم ّ‬ ‫فــي ُ‬ ‫االجتماعيــة فــي المنطقــة العربيــة لجماهيــر‬
‫جيــدة ومســاهمات عــدد كبيــر مــن‬ ‫ّ‬ ‫ـكار‬ ‫ـ‬ ‫وأف‬ ‫ـن‬
‫ُمضـ ٍ‬ ‫بحثيــةً‬
‫ّ‬ ‫متنوعــة وتخــدم غايــاتٍ عــدة‪ ،‬أســئلةً‬ ‫ّ‬
‫األشــخاص‪ ،‬ســواء مــن العامليــن فــي المجلــس‬ ‫وي َســخّ ر مؤلّ ــف التقريــر‪ ،‬الدكتــور‬
‫مهمــةً وجديــدة‪ُ .‬‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬أم مجلــس أمنــاء‬ ‫محمــد باميــة‪ ،‬خبرتــه الكبيــرة فــي مجــال العلــوم‬
‫المجلــس العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬أم‬ ‫االجتماعيــة بشــكل عــام والمنطقــة العربيــة‬
‫أعضــاء اللجــان‪ ،‬أم المستشــارين‪ ،‬أم الباحثيــن‪،‬‬ ‫علــى نحــو خــاص فــي ســبيل تأطيــر سلســلة مــن‬
‫ويســتحق الدكتــور‬
‫ّ‬ ‫المحرريــن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المراجعيــن‪ ،‬أم‬ ‫أم ُ‬ ‫مجــاالت البحــث المســتقبلي بشــأن البنيــة التحتية‬
‫دورا يتخطى‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫أد‬
‫ّ‬ ‫كونه‬ ‫الثناء‬ ‫كل‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بامي‬ ‫ـد‬‫محمـ‬ ‫والمجــاالت المتعلقــة بإنتــاج المعرفــة ونشــرها‬
‫مســؤولية "المؤلــف الرئيســي" مــن خــال‬ ‫فــي حقــل العلــوم االجتماعيــة فــي المنطقــة‬
‫ـا‬‫كل جوانــب إنشــاء المرصــد فضـ ً‬ ‫مشــاركته فــي ّ‬ ‫جــدول األعمــال البحثــي‬ ‫ُ‬ ‫العربيــة‪ .‬وســيرفد‬
‫عــن إعــداد التقريــر‪ .‬واليــوم نفخــر بــأن تكــون لدينــا‬ ‫المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫َ‬ ‫الطمــوح‬
‫سداســية واقعيــة‬
‫ّ‬ ‫بنيــة ممتــازة قائمــة وخطــة‬ ‫بالمعلومــات فــي المراحــل المقبلــة‪ ،‬ولعلّ ــه يكــون‬
‫وطموحــة‪ ،‬نتطلّ ــع مــن خاللهمــا إلى‪ ‬المرحلــة‬ ‫حافــزً ا لباحثيــن آخريــن ومؤسســات بحــث أخــرى‬
‫الموســعة والتعــاون‬
‫ّ‬ ‫الالحقــة مــن جمــع البيانــات‬ ‫لتعزيــز االهتمــام بإنتــاج أبحــاث مماثلــة‪ .‬كمــا نأمــل‬
‫المؤسســاتي‪ ،‬ناهيــك عــن النقاشــات المهمــة‬ ‫فــي أن تجــد المنظمــات السياســية والتنمويــة‬
‫حــول التقريــر العربــي األول للعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬ ‫زخمــا مــن المعلومــات فــي‬ ‫ً‬ ‫الوطنيــة والدوليــة‬
‫هــذا التقريــر لتغذيــة عملهــا وإثرائــه فــي مجــال‬
‫علــى أمــل أن تســتمتعوا بقــراءة هــذا التقريــر‪،‬‬ ‫إنتــاج المعرفــة والتعليــم العالــي والبحــث فــي‬
‫ندعوكــم الــى زيــارة الصفحــة اإللكترونيــة الخاصــة‬ ‫خدمــة التنميــة‪.‬‬
‫بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة علــى‬
‫الرابــط التالــي‪:‬‬ ‫فــي الواقــع أثــرت المرحلــة التجريبيــة الخاصــة‬
‫"‪"http://www.theacss.org/pages/assm‬‬ ‫أفكارنــا‬
‫َ‬ ‫بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬
‫والتــي نواظــب علــى تطويرهــا باعتبارهــا‬ ‫وجهــا لوجــه‬
‫ً‬ ‫ووســعت نطــاق طموحاتنــا ووضعتنــا‬
‫ّ‬
‫أداة مهمــةً لتبــادل الخبــرات والبيانــات ولطلــب‬ ‫مــع النُ ــدرة الفاضحــة فــي البيانــات المتوفــرة‬
‫التعليقــات وللتفاعــل‪.‬‬ ‫حــول المجــاالت المشــمولة بالبحــث‪ .‬ورغــم أنــه‬

‫ستناي شامي‬
‫المدير العام‪ ،‬المجلس العربي للعلوم االجتماعية‬
‫بيروت‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪4‬‬


‫مقدمة‬

‫شــمولية‬
‫ّ‬ ‫خالقــة وأكثــر‬ ‫تغييــرات تتطلّ ــب معرفــة ّ‬ ‫يهــدف التقريــر األول إلــى رصــد حضــور العلــوم‬
‫ـم‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫نُ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ره‬ ‫توف‬
‫ّ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫عمقــا مــن تلــك‬
‫ً‬ ‫ونظــرةً أكثــر‬ ‫االجتماعيــة فــي مختلــف الميادين العلميــة والعامة‬
‫ناســبة لمراحــل ســابقة‪ .‬ويؤكــد‬ ‫معرفيــة كانــت ُم ِ‬ ‫فــي العالــم العربي‪ ،‬بما يشــمل الجامعــات ومراكز‬
‫ً‬
‫رتبطــا‬ ‫موهــا كان ُم‬ ‫تاريــخ العلــوم االجتماعيــة أن نُ ّ‬ ‫البحــث والدوريــات العلميــة والثقافيــة والمجتمــع‬
‫بتغييــرات اجتماعيــة جذريــة وشــاملة‪ .‬فعلــى‬ ‫قــدم هــذا‬
‫المدنــي واإلعــام‪ .‬ولهــذه الغايــة‪ُ ،‬ي ّ‬
‫غــرار باقــي العلــوم المعاصــرة‪ ،‬أخــذت العلــوم‬ ‫عامــا لحضــور العلــوم االجتماعيــة‪،‬‬ ‫مســحا ً‬
‫ً‬ ‫التقريــر‬
‫تكــون فــي الــدول‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعيــة المعاصــرة فــي الَ‬ ‫قيــم قــدرات العلــوم االجتماعيــة وخصائصهــا‬ ‫وي ّ‬
‫ُ‬
‫الصناعيــة الغربيــة بشــكل ُمتزامــن مــع المراحــل‬ ‫الجوهريــة‬
‫ّ‬ ‫الت‬ ‫التحــو‬
‫ّ‬ ‫إلــى‬ ‫ــا‬ ‫ركونً‬ ‫المنطقــة‬ ‫فــي‬
‫المدن‬ ‫األولــى للثــورة الصناعيــة‪ ،‬ومــع اتّ ســاع رقعــة ُ‬ ‫التــي شــهدتها المجتمعــات العربيــة فــي الفتــرة‬
‫ومنظومــات‬ ‫وبــروز تَ َج ّمعــات َ‬ ‫وتَ فاقــم ُمعضالتهــا ُ‬ ‫األخيــرة‪ .‬ويصبــو التقريــر إلــى أن يخدم كأداة عملية‬
‫اجتماعيــة حديثــة وأنمــاط جديــدة مــن الفكــر وازديــاد‬ ‫ونظريــة كل مــن يهمــه أمر دعــم العلوم االجتماعية‬
‫حركــة التعــارف والتالقــي مــع ُمجتمعــات عالميــة‬ ‫وتطويرهــا فــي العالــم العربــي‪ ،‬بمــن فــي ذلــك‬
‫التوســع‬ ‫ُّ‬ ‫ُأخــرى ِب ُمختلَ ــف االشــكال‪ ،‬بمــا فــي ذلــك‬ ‫العلمــاء االجتماعيــون ومســؤولو مراكــز األبحــاث‬
‫بديهيــا أن تنتشــر مثــل هــذه‬ ‫ً‬ ‫االســتعماري‪ .‬وكان‬ ‫والجامعــات والمنظمــات غيــر الحكوميــة والبحثيــة‬
‫العلــوم فــي باقــي دول العالــم التــي شــهدت‬ ‫والجهــات المانحــة العاملــة فــي مجــال البحــث‬
‫تغييــرات ُموازيــة أو ُمماثِ لــة رغــم اختــاف وتيــرة‬ ‫االجتماعــي والتنميــة‪ ،‬وكذلــك الجهــات الثقافيــة‬
‫التغييــر وطبيعتــه‪.‬‬ ‫المهتمــة بــدور العلــوم االجتماعيــة فــي المجــال‬
‫العــام‪.‬‬
‫وكميــا‬
‫ً‬ ‫نوعيــا‬
‫ً‬ ‫نموهــا‬
‫وواصلــت العلــوم االجتماعيــة ّ‬
‫فــي مختلــف أرجــاء العالــم‪ ،‬ال سـ ّـيما ُمنــذ النصــف‬ ‫التخصصــات‬
‫ّ‬ ‫بنــاء عليــه‪ ،‬ارتأينــا التركيــز علــى‬
‫ً‬
‫األخيــر مــن القــرن الماضــي‪ِ ،‬بشــكل ُيواكــب‬ ‫التقليديــة للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬بمــا يشــمل‬
‫ُمتطلّ بــات دراســة مجتمعــات حديثــة بــدت وكأنهــا‬ ‫العلــوم السياســية واألنثروبولوجيــا وعلــم‬
‫دائمــة التغييــر‪ ،‬ســواء نحــو آمــال تحرريــة شــملت‬ ‫االجتمــاع واالقتصــاد والتاريــخ وعلــم النفــس‪،‬‬
‫ولكننــا راعينــا فــي الوقــت نفســه مجــاالت‬
‫إشــراك الشــعوب فــي تقريــر مصيرهــا وتحســين‬
‫الدراســات العابــرة للتخصصــات والمشــتملة على‬
‫حــدة‬‫همشــة فيهــا وتخفيــف ّ‬ ‫الم ّ‬
‫أوضــاع الفئــات ُ‬ ‫علــوم اجتماعيــة‪ ،‬كدراســات المــرأة أو الدراســات‬
‫الفــوارق ضمــن المجتمعــات وبينهــا وتوســيع رقعــة‬ ‫المتفاعلــة مــع‬‫الحضريــة أو الدراســات الثقافيــة ُ‬
‫تطبيــق الحقــوق اإلنســانية والمدنيــة‪ ،‬أم نحــو‬ ‫مهمــا إلقــاء الضوء على‬‫ً‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‪ .‬وكان‬
‫اتجاهــات كارثيــة شــملت ازديــاد القــدرة التدميريــة‬ ‫ـدا‬
‫اإلنتــاج المعرفــي فــي المنطقــة العربيــة‪ ،‬وتحديـ ً‬
‫خصوصــا فــي حالــة الحــروب الحديثــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫للصراعــات‬ ‫استكشــاف حضور العلوم االجتماعية في مختلف‬
‫أدى فــي‬ ‫وتفاقــم الصراعــات االجتماعيــة بشــكل ّ‬ ‫المياديــن المعرفيــة‪ ،‬بمــا فيهــا المجــال العــام‪ ،‬بغيــة‬
‫حالــة بعــض المجتمعــات إلــى حــروب أهليــة أو‬ ‫إرســاء أرضيــة تُ ســاعد فــي إنتــاج تقاريــر مســتقبلية‬
‫شــلل الحيــاة السياســية‪ ،‬ومحــاوالت لهندســة‬ ‫أخــرى تتعلــق بمختلــف أوجــه العلــوم االجتماعيــة‬
‫ومعضالتهــا وإنجازاتهــا فــي العالــم العربــي‪.‬‬
‫التغييــر االجتماعــي بشــكل فوقــي ال يأخــذ فــي‬
‫االعتبــار رأي ضحايــا التغييــر أو المشــاكل االجتماعيــة‬ ‫تنبــع أهميــة هــذا المســح مــن أهميــة العلــوم‬
‫المتعلّ قــة بالتنميــة‪ .‬فمــن الناحيــة الكميــة‪،‬‬ ‫والبيئيــة ُ‬ ‫االجتماعيــة لتحليــل الواقع وفهمــه وربطه بمختلَ ف‬
‫شــهدت العلــوم االجتماعيــة نمـ ًّـوا كبيـ ًـرا فــي أعــداد‬ ‫أهميــة‬
‫ّ‬ ‫وتطــرد‬
‫ّ‬ ‫المحليــة والعالميــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التأثيــرات‬
‫الدارســين والباحثيــن وكميــة الدراســات المنشــورة‬ ‫الفهــم العلمــي للواقــع فــي المراحل التي تشــهد‬

‫‪5‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫العربــي ولبنــان والعــراق مجموعــة مــن الباحثيــن‬ ‫وعــدد األقســام الجامعيــة والمؤسســات البحثيــة‬
‫تلقــوا تعليمهــم الدكتورالــي فــي الغــرب‪،‬‬ ‫الذيــن ّ‬ ‫والجمعيــات العلميــة فــي مختلــف أنحــاء العالــم‪.‬‬
‫وتحديــدا فــي الجامعــات الفرنســية واألميركيــة‬ ‫ً‬ ‫ومــن الناحيــة النوعيــة شــهدت العلــوم االجتماعيــة‬
‫والبريطانيــة التــي مــا زالــت حتّ ــى اليــوم تتســم‬ ‫ــردا للتخصصــات‪،‬‬ ‫تعم ًقــا ُم ّط ً‬
‫ُّ‬ ‫خــال الفتــرة ذاتهــا‬
‫بأهميــة قصــوى فــي اســتيالد باحثيــن عــرب‬ ‫ّ‬ ‫وبــروز منهجيــات جديــدة للبحث العلمي ومســاحات‬
‫الحــظ‬
‫الم َ‬ ‫شــخصيتهم العلميــة‪ .‬ولكــن ُ‬ ‫ّ‬ ‫وتكويــن‬
‫وتوظيفــا لبعــض‬
‫ً‬ ‫كبيــرة لالختــاف النظــري‪،‬‬
‫وجــود نــوع مــن القطيعــة المعرفيــة بيــن األجيــال‬
‫المختلفــة لعلمــاء العلــوم االجتماعيــة العــرب‪،‬‬ ‫المناهــج والنظريــات فــي بعــض السياســات‬
‫ســواء مــن ناحيــة مواضيــع البحــث أم المنهجيــات‬ ‫ودورا في‬
‫ً‬ ‫الحكوميــة ومبــادرات المجتمــع المدنــي‪،‬‬
‫بالمقارنــة مــع‬ ‫ُ‬ ‫ســيما‬
‫ّ‬ ‫أم الشــبكات العلميــة‪ ،‬ال‬ ‫حــوارات المجــال العــام وبالتالــي ُمحــاوالت إلدخــال‬
‫كونهــم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تُ‬ ‫التــي‬ ‫الغربيــة‬ ‫الحالــة فــي الجامعــات‬ ‫مليــات تكويــن‬ ‫نــوع مــن النظــرة العلميــة إلــى َع ّ‬
‫حيــث تولــى الذاكــرة العلميــة التــي تَ ســمح بالنظــر‬ ‫الــرأي العــام‪.‬‬
‫إلــى العلــم كحصيلــة تراكميــة لجهــود ســابقة‪.‬‬
‫المحتَ ملــة‬ ‫ويمكــن هنــا افتــراض بعــض العوامــل ُ‬ ‫ُ‬ ‫تُ بنــى العلــوم االجتماعيــة علــى فرضيــة أساســية‬
‫لضعــف الذاكــرة العلميــة العربيــة‪ ،‬قــد يرتبــط‬ ‫قابــل للفهــم‬‫ٌ‬ ‫وهــي أن الواقــع االجتماعــي‬
‫بعضهــا بالضعــف التشــبيكي لهــذه العلــوم والذي‬ ‫العلمــي‪ .‬ويعنــي الفهــم العلمــي النظــر‬
‫مؤشــراته‬
‫ّ‬ ‫نُ الحظــه فــي هــذا التقريــر‪ ،‬ومــن أهــم‬ ‫إلــى الظواهــر مــن ُبعــد كافٍ َيســمح للباحــث‬
‫غيــاب الجمعيــات العلميــة العربيــة أو عــدم انتظــام‬ ‫المســلّ مات‪ ،‬وأن يــدرس‬ ‫أن يتحــرر مــن ُســلطة ُ‬
‫لقاءاتهــا ونشــراتها‪.‬‬ ‫الفرضيــات بمنهجيــة أكثــر موضوعيــةً ‪ ،‬وأن ُيحلــل‬
‫الواقــع بنــاء علــى معطيــات قابلــة لإلثبــات‪،‬‬
‫وهنــاك إمكانيــة الفتــراض أن ضعــف الذاكــرة‬ ‫وأن يتحلّ ــى بــروح نقديــة شــاملة‪ .‬وقــد ال يبــدو‬
‫العلميــة العربيــة يتماهــى مــع ظواهــر اجتماعيــة‬ ‫المتطلّ بــات ســهل التطبيــق فــي‬ ‫بعــض هــذه ُ‬
‫كُ بــرى‪ ،‬كتضعضــع الصلــة بيــن المجتمعــات‬ ‫مجتمعــا‬
‫ً‬ ‫يــدرس‬ ‫الباحــث‬ ‫ألن‬ ‫االجتماعيــة‪،‬‬ ‫العلــوم‬
‫العربيــة ككل وتكوينهــا التُ راثــي‪ ،‬أو علــى األقــل‬ ‫هــو فــي معظــم األحــوال جــزء منــه‪ ،‬أو مجتمعـ ًـا‬
‫اســتبدال العالقــة العضويــة مــع التــراث بعالقــة‬ ‫ً‬
‫معاصــرا‪ ،‬ألســباب ربمــا‬ ‫ً‬
‫تاريخيــا أم‬ ‫آخــر‪ ،‬أكان‬
‫خطابيــة‪ .‬وبالرغــم مــن هــذا‪ ،‬ليــس مــن الصعــب‬ ‫تكــون لهــا عالقــة بالتكويــن الثقافــي أو الحياتــي‬
‫الوقــوع علــى جماعــات علميــة عربيــة ناشــطة‬ ‫أن مــن ُيمــارس‬ ‫للباحــث‪ .‬ولكــن رغــم حقيقــة ّ‬
‫ال بــل ُمزدهــرة فــي مراحــل ســابقة‪ .‬مــن هــذا‬ ‫بشــري يــدرس‬
‫ٌّ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة هــو كائــن‬
‫المنظــور‪ ،‬ال يبــدو أن الضعــف النســبي الــذي‬ ‫ـرا‪ ،‬فــإن اتّ جاهــه نحــو الفهــم العلمــي للواقــع‬ ‫بشـ ً‬
‫وقدراتهــا‬
‫نُ الحظــه اليــوم للذاكــرة العلميــة العربيــة ُ‬ ‫َيعكــس حقيقــة أخــرى أال وهــي أن هــذا الواقــع‬
‫وتحديــدا ُمنــذ نهايــة العقــد الثامــن‬
‫ً‬ ‫التشــبيكية‪،‬‬ ‫تعقيــدا مــن اإلمكانيــات التفســيرية‬ ‫ً‬ ‫أصبــح أكثــر‬
‫مــن القــرن الماضــي‪ ،‬هــو ظاهــرة ُمســتديمة‪ ،‬بــل‬ ‫للمعرفــة الجاهــزة مســبقا‪ .‬لــذا‪ ،‬تبلــورت أهــم‬
‫لتطــورات‬
‫ّ‬ ‫مجــرد نتــاج‬
‫ّ‬ ‫قــد تكــون هــذه الظاهــرة‬ ‫إنجــازات العلــوم االجتماعيــة مــن خــال ُمالحظــات‬
‫سياســية تُ حيــط بالعمــل العلمــي‪ ،‬علــى غــرار‬ ‫بالتجــرد‬
‫ّ‬ ‫للواقــع مــن مســافة َســمحت للباحــث‬
‫الحــروب والحصــار فــي حالــة العــراق‪ ،‬وفتــرات‬ ‫مــن اآلراء الجاهــزة واأليديولوجيــات بشــكلها‬
‫طويلــة مــن الحــروب المحلّ يــة فــي لبنــان والجزائــر‪،‬‬ ‫بســط وأحاديــة الرؤيــة‪ ،‬وبالتالــي الوصــول‬ ‫الم ّ‬
‫ُ‬
‫وازديــاد ِرقابــة الســلطات السياســية علــى أوجــه‬ ‫نهجيــات خالقــة‬‫ّ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫عبــر‬ ‫كــرة‬ ‫بتَ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫اكتشــافات‬ ‫إلــى‬
‫الحيــاة المدنيــة كافــة فــي ُمعظــم أرجــاء الوطــن‬ ‫نفتــح علــى نِ طــاق واســع مــن االحتمــاالت‬ ‫وفكــر ُم َ‬‫ِ‬
‫العربــي خــال المرحلــة الســابقة وربمــا الالحقــة‬ ‫التفســيرية‪.‬‬
‫معروفــا "بالربيــع العربــي"‪ .‬ولكــن مــن‬‫ً‬ ‫لمــا أصبــح‬
‫أيضــا أن تكــون ظاهــرة االنقطــاع عــن‬ ‫ً‬ ‫الممكــن‬ ‫تعــود ِبدايــات العلــوم االجتماعيــة ِبشــكلها‬
‫لتطــورات مؤسســاتية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ــا‬ ‫نتاج‬
‫ً‬ ‫العلمــي‬ ‫الماضــي‬ ‫المعاصــر فــي العالــم العربــي إلــى النصــف‬‫ُ‬
‫كالطفــرة الهائلــة فــي عــدد الجامعــات العربيــة‬ ‫األول مــن القــرن الماضــي فــي حــال مقاربتهــا‬
‫ومراكــز البحــث فــي العقــود الثالثــة الماضيــة‬ ‫ِبشــكل مؤسســاتي‪ ،‬أي مــن ناحيــة تواريــخ‬
‫(وهــو مــا ســنوثّ قه الحقـ ًـا) والــذي يبــدو كظاهــرة‬ ‫إنشــاء أقســام جامعيــة ُمتخصصــة‪ .‬وقــادت‬
‫صحيــة رغــم أنــه قــد يــؤدي فــي حالــة عــدم وجــود‬ ‫ّ‬ ‫هــذه المرحلــة التأسيســية فــي مصــر والمغــرب‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪6‬‬


‫التي تتطلب على ســبيل المثال ال الحصر تســجيل‬ ‫عينــة إلــى شــرذمة الواقــع العلمــي‬ ‫ضوابــط ُم ّ‬
‫المقابــات أو ملــئ االســتمارات‪ ،‬ال تُ ناســب ثقافــة‬ ‫ُ‬ ‫وتضعضــع معاييــر التقييــم أو االعتمــاد علــى‬
‫ك‬‫باشــرة وتشــكُّ ُّ‬
‫الم ِ‬
‫حليــة تتمحــور حــول العالقــات ُ‬
‫َم ّ‬ ‫معاييــر ُمســتوردة‪ ،‬كالنظــام الترتيبــي للـــ‪US‬‬
‫بناء عليه‪ ،‬دعا‬ ‫ً‬
‫بيروقراطيا‪ً .‬‬ ‫ً‬
‫بعيدا أو‬ ‫كل ما يبدو‬
‫في ّ‬ ‫‪ ،News and World Report‬وهــي معاييــر قــد‬
‫الــوردي فــي حالــة البحث الميداني في المجتمعات‬ ‫ال تُ ناســب الواقــع المحلّ ــي أو ال تهتــم بالتأقلــم‬
‫العربيــة إلــى اعتمــاد منهجيــات ذات طبيعــة تحاورية‪،‬‬ ‫ـاتيا‬
‫معــه‪ .‬كمــا ُيمكــن أن نفتــرض أن نمـ ًـوا مؤسسـ ً‬
‫أي منهجيــات هــي أقــرب إلــى العــادات االجتماعيــة‬ ‫ذا مــوارد كبيــرة فــي منطقــة واحــدة فــي العالــم‬
‫المتعــارف عليهــا‪ .‬وتكتســب أهميــة االنتبــاه إلــى‬ ‫ُ‬ ‫يــؤدي إلــى إفــراغ‬
‫ّ‬ ‫العربــي‪ ،‬كــدول الخليــج‪ ،‬قــد‬
‫العــادات المحلّ يــة فــي اختيار مناهج البحث قـ ّـوةً في‬ ‫دول أخــرى مــن كادرهــا العلمــي المحلّ ــي‪ ،‬رغــم‬
‫الظــروف التــي تَ طغــى عليهــا االعتبــارات األمنيــة‬ ‫أن النمــو المؤسســاتي فــي التعليــم العالــي‬
‫ـؤدي إلــى الشــك فــي هــدف كل مــن‬ ‫التــي قــد تـ ّ‬ ‫كل الــدول العربيــة‪ ،‬بمــا فيهــا الــدول ذات‬
‫يشــمل ّ‬
‫يطلــب المعلومــات‪ ،‬بمــا يشــمل الباحثيــن فــي‬ ‫ً‬
‫نســبيا‪.‬‬ ‫المتواضعــة‬
‫اإلمكانيــات الماديــة ُ‬
‫ميدانيــا أو‬
‫ًّ‬ ‫عمــا‬
‫ً‬ ‫العلــوم االجتماعيــة حيــن ُينجــزون‬
‫أي منهجية تتطلب االستفسار المباشر‪.‬‬ ‫يعتمدون ّ‬ ‫عالميــة العلــوم االجتماعيــة وخصائص‬
‫ّ‬
‫ُطرحــت مســألة الخصوصيــات المعرفيــة والمنهجية‬ ‫الواقــع المحلي‬
‫مــرارا خــال العقــود‬ ‫ً‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة العربيــة‬
‫الماضيــة (حجــازي وآخــرون ‪ ،)1986‬كمــا ُطرحــت‬ ‫المســلّ مات التــي نُ َسـ ّـجلها مــن خــال اللقــاءات‬
‫مــن ُ‬
‫خصوصــا تلــك التــي‬ ‫ً‬ ‫مســألة توطيــن المفاهيــم‬ ‫مــع الباحثيــن فــي العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم‬
‫تُ ســتعمل بشــكل شــائع‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪،‬‬ ‫العربــي أن جــودة العلــوم فــي أي مــكان ترتبــط‬
‫انتقــد أحمــد بعلبكــي‪ ،‬الباحــث المتقاعــد فــي علــم‬ ‫بتواصلهــا مــع العلــوم االجتماعيــة العالميــة‪ ،‬ســواء‬
‫االجتمــاع الريفــي فــي الجامعــة اللبنانيــة‪ ،‬فــي‬ ‫علــى مســتوى مــكان الدراســة ‪ ،‬أم امتــاك القدرات‬
‫مقابلــة أجريناهــا معــه لهــذا التقريــر‪ ،‬اســتعمال‬ ‫التعرف‬ ‫اللغوية ‪ ،‬أم حضور المؤتمرات العالمية ‪ ،‬أم‬
‫ّ‬
‫مفهــوم "المجتمــع المدنــي" فــي الواقــع العربي‬ ‫المه ّمة فــي أماكن أخرى‪،‬‬ ‫المســتديم إلــى النتاجات‬
‫ُ‬
‫ألن هــذا المفهــوم ال يتطابــق مــع ممارســات‬ ‫ّ‬ ‫أم غيرها من إمكانيات ووســائل التواصل‪ .‬وتترافق‬
‫جمعيــات عربيــة عــدة تنــدرج ضمنــه‪ ،‬ال ســيما‬ ‫نخفض‬ ‫هــذه النظــرة مــع االعتقــاد بــأن جــودة العلم تَ ِ‬
‫ـخص‬ ‫فــي الحــاالت التــي ُيديــر فيهــا الجمعيــة الشـ ُ‬ ‫بقــدر انعزالــه عــن العلــوم العالميــة‪ .‬ورغــم ذلــك‪ ،‬من‬
‫المؤســس مــدى الحيــاة‪ .‬كمــا انتقــد اســتعمال‬ ‫المحليــة فــي أي موقــع أهميةً‬ ‫الواضــح أن للظــروف‬
‫ّ‬
‫مفهوم "التشــاركية" اآلخذ في االنتشــار‪ ،‬والذي‬ ‫بالغــةً فــي تحديــد ســياقات البحــث ومواضيعــه‬
‫يصــف الكثيــر مــن الحــاالت التــي ُي َط ّبــق عليهــا‪،‬‬ ‫ال ِ‬ ‫ومنهجياتــه ال سـ ّـيما فــي العلــوم االجتماعيــة‪ .‬ومــن‬
‫وبنــوع خــاص فــي برامــج التنميــة حيــن يعتمــد‬ ‫يؤدي‬‫المعلــوم أن تعميــق النظــرة في واقع محلّ ي ّ‬
‫خطــاب التشــارك‪ ،‬ولكــن مــن‬ ‫َ‬ ‫نظــام بيروقراطــي‬
‫ٌ‬ ‫بعض األحيان إلى اكتشافات نظرية بالغة األهمية‬
‫دون أن َيســمح للمجتمــع المحلــي برســم البرامــج‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة العالميــة‪ ،‬والمثــال علــى ذلــك‬
‫أو تغييرهــا بشــكل جــذري بمــا يتــاءم والواقــع‬ ‫العمــل الميدانــي لبييــر بــوردو فــي الجزائــر‪ ،‬ناهيــك‬
‫المحلّ ــي حســب الفهــم المحلّ ــي‪.‬‬ ‫عــن الجمــع بيــن ّدقــة المالحظــة لديناميــات التغييــر‬
‫المـ ِـرن للنظريــات‪ ،‬كمــا في الدراســات‬ ‫واالســتعمال َ‬
‫باإلضافــة إلــى مــا ذُ كــر‪ ،‬تُ شــكّ ل لغــة النشــر‬ ‫الكالســيكية لحنــا بطاطــو فــي العــراق وســوريا‪،‬‬
‫مســألة محوريــة فــي عالقــة العلــوم االجتماعيــة‬ ‫مرجعــا ال غِ نــى عنــه لــكل مــن َيهتــم‬
‫ً‬ ‫والتــي أصبحــت‬
‫فــي العالــم العربــي مــع العلــوم العالميــة‪.‬‬ ‫بالتاريــخ االجتماعــي العربــي الحديــث‪.‬‬
‫فالنتــاج العلمــي العربــي يتركّ ــز حــول ثــاث لغــات‬
‫أساســية وهــي العربيــة واإلنكليزيــة والفرنســية‪،‬‬ ‫وباإلضافــة إلــى مؤثّ ــرات ســياقات الواقــع المحلّ ــي‬
‫بشــكل ُمرتبــط بــاإلرث االســتعماري لــكل بلــد‬ ‫ـرات‬
‫أيضــا مؤثّ ـ ٌ‬
‫علــى اختيــار مواضيــع البحــث‪ ،‬هنــاك ً‬
‫المعاصــر للباحثيــن‪ ،‬ولكــن‬ ‫وبالتكويــن العلمــي ُ‬ ‫عالمية مناهج البحث‬ ‫ّ‬ ‫منهجية رغم االفتراضات حول‬
‫ـات ُمحــددة‬
‫بمتطلّ بــات العمــل فــي مؤسسـ ٍ‬ ‫أيضـ ًـا ُ‬ ‫ً‬
‫فــي العلــوم االجتماعيــة‪ .‬فقــد بــدا واضحــا لعلــي‬
‫وكذلــك بــاإلرادة الذاتيــة للباحثيــن‪ .‬ويطــرح ســاري‬ ‫الــوردي مــن الجيــل الرائــد لعلم االجتماع فــي العراق‬
‫حنفــي فــي أحــد مقاالتــه معضلــة لغــة النشــر‪،‬‬ ‫أن بعــض منهجيــات البحــث ذات الطبيعــة الرســمية‬
‫‪7‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫اشــكالها‪ ،‬والعمــل علــى االرتقــاء ِبمســتواها‪،‬‬ ‫حيــث يفــرض ُمعادلــة بيــن النشــر بلغــة أجنبيــة‬
‫وتعميــق ُمحتواهــا وتعديــد َمصادرهــا‪ ،‬مــن‬ ‫ُمقابــل االندثــار علــى الصعيــد المحلّ ــي‪ ،‬والنشــر‬
‫التعليــم إلــى النشــرات العلميــة إلــى قواعــد‬ ‫بالعربيــة ُمقابــل االندثــار علــى الصعيــد العالمــي‬
‫البيانــات إلــى الموســوعات إلــى ُمختلــف أدوات‬ ‫(حنفــي ‪ .)2011‬وهنــاك جوانــب عــدة لهــذه‬
‫المعرفــة األخــرى‪.‬‬ ‫المســألة تحتــاج إلــى تكثيــف النقــاش حولهــا‪،‬‬
‫ذلــك أن األمــر قــد يتعلّ ــق بإنتــاج معرفــة غريبــة أو‬
‫العلــوم االجتماعيــة والثقافــات المعرفيــة‬ ‫ُمغتربــة‪ ،‬عــن ُمجتمعهــا وليــس فقــط بلغــة هــذه‬
‫األخــرى‬ ‫المو ّجهــة‬
‫َ‬ ‫المعرفــة‪ .‬كمــا يجــب التمييــز بيــن الكتابــة‬
‫لواقــع خارجــي أو لجماعــة علميــة فــي إطــار غربــي‬
‫عيــن‪ ،‬أو لواقــع محلّ ــي يقــوم علــى اســتمرارية‬ ‫ُم ّ‬
‫ُرغــم أننــا ننظــر فــي هــذا التقريــر إلــى العلــوم‬ ‫مــا لثقافــة اســتعمارية‪ ،‬أو لرســم سياســات‬
‫االجتماعيــة بشــكلها التقليــدي كــي نتمكّ ــن‬ ‫حكومــات ذات ثقافــة غربيــة‪ ،‬أو لجماعــة علميــة‬
‫قارنــة‪ ،‬ال‬
‫للم َ‬
‫مــن رصدهــا بشــكل واضــح وقابــل ُ‬ ‫لمجتمــع ثقافــي عربــي‪ ،‬وغيرهــا مــن‬ ‫محليــة‪ ،‬أو ُ‬
‫ّ‬
‫مهمــة وهــي أن‬ ‫ّ‬ ‫يجــب أن َيغيــب عــن بالنــا حقيقــة‬ ‫االحتمــاالت‪ .‬كمــا قــد نحتــاج إلــى النظــر فــي‬
‫العلــوم االجتماعيــة تتفاعــل مــع مجــاالت ثقافيــة‬ ‫مســألة درجــة مراعــاة الخطــاب اللغــوي للجمهــور‬
‫أخــرى تشــمل العلــوم الطبيعيــة واالدب واإلنتــاج‬ ‫المحلــي‪ ،‬ومــا إذا كان يتعامــل معــه ُمجـ ّـر ًدا كواقــع‬
‫الســينمائي علــى ســبيل المثــال‪ ،‬أي مــع مختلــف‬ ‫يتلقــى التوصيــة أو المعرفــة ومــا ينتــج عنهمــا أم‬ ‫ّ‬
‫ـب فــي خانــة نــوع مــن المعرفــة‬ ‫الجهــود التــي تَ صـ ّ‬ ‫كعامــل فــي إنتاجهمــا‪ ،‬ناهيــك عــن درجــة آمالــه‬
‫قابــل للتوظيــف فــي العلــوم االجتماعيــة‪ .‬وطبعــاً‬ ‫وتوقعاتــه بتفاعــل هــذا الجمهــور معــه كباحــث‪.‬‬
‫كل هــذه المجــاالت‬ ‫ال تعنــي هــذه النظــرة أن ّ‬
‫األخــرى تتكــون مــن علــوم اجتماعية تحت ُمسـ ّـمى‬ ‫وفــي نهايــة هــذا الســياق تبقــى نقطــة تتعلّ ــق‬
‫آخــر‪ ،‬ولكــن تعنــي أن بعــض المشــاريع المعرفيــة‬ ‫ــميها اليــوم‬ ‫بأجنــدات اقتصاديــة شــاملة‪ ،‬نُ َس ّ‬
‫التــي تصــدر خــارج أطــر العلــوم االجتماعيــة‬ ‫"الليبراليــة الجديــدة" أو ''النيوليبراليــة'' تحيــط‬
‫أهميــة بالغــة لفهــم‬
‫ّ‬ ‫التقليديــة قــد تصبــح ذات‬ ‫بعمــل العلــوم االجتماعيــة فــي كل مــكان‪ ،‬بمــا‬
‫إشــكاليات ُمحــددة فــي العلــوم االجتماعيــة‪.‬‬ ‫يشــمل العالــم العربــي‪ ،‬باســتثناء المؤسســات‬
‫ففــي الغــرب علــى ســبيل المثــال‪ ،‬نجــد اليــوم‬ ‫قاومتــه‪ .‬هنــا‬ ‫التــي تتســلّ ح بقــدرة أو إرادة علــى ُم َ‬
‫كبيــرا علــى علــم األعصــاب البيولوجــي‬ ‫ً‬ ‫تعويــا‬
‫ً‬ ‫جــرد‬
‫كم ّ‬ ‫نجــد اتجاهــات تُ قــارب المعرفــة والعلــم ُ‬
‫تأصــل كعلــم النفــس‪ ،‬رغــم‬ ‫ُ ّ‬‫م‬ ‫اجتماعــي‬ ‫لعلــم‬ ‫نظــر‬ ‫ســوق اســتهالكي كأي ســوق آخــر‪ ،‬حيــث ُي َ‬
‫اســتمرارية منهجيــات أخــرى فــي علــم النفــس‬ ‫إلــى الطــاب كمســتهلكين وإلــى العلــم فــي‬
‫المحيطــة باإلنســان وكذلــك‬ ‫فضــل دراســة البيئــة ُ‬ ‫تُ ّ‬ ‫ـد ذاتــه كوظيفــة هدفهــا الربــح ال أكثــر‪ ،‬و الــى‬ ‫حـ ّ‬
‫األنمــاط العريقــة للتحليــل النفســي‪.‬‬ ‫المؤسســات العلميــة بمــا فيهــا الجامعــات كنــوع‬
‫مــن الشــركات ال كمؤسســات ذات أهــداف‬
‫تحديــدا‪ ،‬هنــاك عالقــات‬
‫ً‬ ‫وفــي الواقــع العربــي‬ ‫اجتماعيــة وعلميــة ومدنيــة تتعإلــى علــى النظــرة‬
‫وثيقــة بيــن العلــوم االجتماعيــة والثقافــة‪ ،‬كمــا‬ ‫االقتصاديــة المحــض‪ .‬وهنــا يحتــاج العلــم إلــى‬
‫ســجل فــي التقريــر حضــور هــذه العلــوم فــي‬ ‫ّ‬ ‫نُ‬ ‫الدفــاع عــن نفســه ضــد هــذه االتجاهات الســوقية‬
‫الدوريــات الثقافيــة وفــي الصفحــات الثقافيــة‬ ‫فــي كل مــكان‪ ،‬مــن خــال تكريســه مفهــوم‬
‫ً‬
‫واضحــا لــكل مــن‬ ‫فــي االعــام‪ .‬ولكــن ســيبدو‬ ‫وكحــق مــن حقــوق‬ ‫ٍّ‬ ‫المعرفــة كقيمــة فــي ذاتهــا‬
‫يهتــم بالروايــة العربيــة أن العديــد مــن المشــاريع‬ ‫ـي مــن تكويــن االنســان‬ ‫المواطنــة‪ ،‬وكجــزءٍ أساسـ ٍّ‬
‫خاصــة‬
‫أهميــة ّ‬
‫ّ‬ ‫المعاصــرة قــد تكــون ذات‬
‫األدبيــة ُ‬ ‫واقعيــه المحلّ ــي والعالمــي‬‫ْ‬ ‫المعاصــر الحاضــر فــي‬ ‫ُ‬
‫كبيــرا مــن‬
‫ً‬ ‫عــددا‬
‫ً‬ ‫بــل إن‬
‫للعلــوم االجتماعيــة‪ّ ،‬‬ ‫بأكبــر قــدر ممكــن مــن الوعــي‪ ،‬وكســاح ضــد‬
‫األدبــاء المعروفيــن هــم مــن حاملــي الشــهادات‬ ‫التطــرف والجهــل باآلخــر‪ ،‬وكأداةٍ للتحــرر الذاتــي‬ ‫ّ‬
‫العليــا فــي العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬أو مــن أصحــاب‬ ‫الســمات‬ ‫ِ‬ ‫واالجتماعــي وبشــكل يتفاعــل مــع‬
‫المهمــة فــي هــذه العلــوم‪ .‬ونذكــر‬ ‫ّ‬ ‫اإلنتاجــات‬ ‫كونــة للزمــان العالمــي والمــكان المعيشــي‪.‬‬ ‫الم ّ‬ ‫ُ‬
‫هنــا الباحثيــن والروائييــن حليــم بــركات وعبــد‬ ‫يتعــدى‬
‫ّ‬ ‫فهمــا للمعرفــة‬ ‫ً‬ ‫وكل ذلــك يتطلّ ــب‬ ‫ّ‬
‫الكبيــر الخطيبــي وتركــي الحمــد وغيرهــم‪ ،‬كمــا‬ ‫مفهــوم الســوق والثقافــة االســتهالكية‪ ،‬بمــا‬
‫جوهريــة‬
‫ّ‬ ‫نقــف علــى روائييــن ذوي إنجــازات علميــة‬ ‫مجانيــة أو قلّ ــة تكاليــف المعرفــة بمختلــف‬ ‫يشــمل ّ‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪8‬‬
‫حــول الثــورة المهديــة فــي الســودان لحمــور‬ ‫كالدراســة السوســيولوجية لغســان كنفاني حول‬
‫زيــادة‪ .‬وفــي أعمــال نجيــب محفــوظ وحنــا مينــة‬ ‫ثــورة ‪ 1936‬فــي فلســطين‪ .‬وفــي هــذه الحالــة‪،‬‬
‫ـس عالــي‬ ‫يبــرز‪ ،‬رغــم اختالفهمــا األيديولوجــي‪ ،‬حـ ٌّ‬ ‫عرفــة علميــة ُينتجهــا مــن لــه اهتمامــات‬
‫تبــرز َم ِ‬
‫االنتبــاه للثقافــة الشــعبية المحلّ يــة‪ ،‬هــو نفســه‬ ‫المعاصــر‪ ،‬ولكــن‬
‫ُ‬ ‫العربــي‬ ‫الواقــع‬ ‫بمــآالت‬ ‫خاصــة‬
‫ّ‬
‫يتكـ ّـرر فــي أعمــال أخــرى ترتــأي المــزج بيــن الثقافــة‬ ‫ليــس بالضــرورة مــن درس العلــوم االجتماعيــة‬
‫أهمهــا‬
‫ّ‬ ‫الشــعبية وطبيعــة السياســة‪ ،‬قــد تكــون‬ ‫بشــكل أكاديمــي‪.‬‬
‫ثالثيــة "األمالــي" لخيــري شــلبي مــن مصــر‪ .‬كمــا‬
‫ُيمكــن أن نضــيء علــى محــاوالت أدبيــة عدة أكثرها‬ ‫ـح للروايــة‬ ‫دور واضـ ٌ‬‫ويطفــو علــى ســطح الدراســة ٌ‬
‫جــدارة "أم ســعد" لغســان كنفانــي‪ ،‬التــي هدفت‬ ‫التاريخيــة والواقعيــة فــي تقديــم مــا يبــدو‬
‫إلــى رســم َمعالــم أساســية للشــخصية الوطنيــة‪،‬‬ ‫لديناميــات التغييــر االجتماعــي‬ ‫ّ‬ ‫كمعرفــة دقيقــة‬
‫موضوعــا حاضـ ًـرا بقـ ّـوة لجيــل ســابق‬
‫ً‬ ‫والتــي كانــت‬ ‫والسياســي واالقتصــادي فــي حــاالت عربيــة‬
‫وربمــا الحــق مــن الباحثيــن العــرب‪ .‬وأحيانً ــا أخــرى‪،‬‬
‫ّ‬ ‫حديثــة عــدة‪ ،‬رغــم أن الروايــة فــي ذاتهــا ليســت‬
‫نــرى الروايــة كمــا فــي "ســاق البامبــو" لســعود‬ ‫قــدم‬
‫علمــا وال هــي "حقيقــة"‪ .‬ولكنهــا قــد تُ ّ‬ ‫ً‬
‫السنعوســي كإطــار لدراســة مســألة اجتماعيــة‬ ‫عمقــا مــن‬
‫ً‬ ‫ـمولية بــل معرفــة أكثــر‬
‫ّ‬ ‫نظــرة أكثــر شـ‬
‫المحليــة‪ ،‬علــى‬
‫ّ‬ ‫تتجاهلهــا العلــوم االجتماعيــة‬ ‫المتأنيــة التــي تتطلــب‬ ‫الدراســات األكاديميــة ُ‬
‫غــرار العمالــة األجنبيــة فــي الخليــج (كمــا ســنرى‬ ‫بخــاف العمــل األدبــي منهجيــات علميــة ودالئــل‬
‫الحقــا)‪ .‬وقــد ال نحتــاج إلــى التذكيــر بــأن موضــوع‬
‫ً‬ ‫مقبولــة‪ ،‬وبالتالــي هــي فــي الضــرورة محصــورة‬
‫"االغتــراب" بأشــكاله كافــة يكتســب أهميــة بالغــة‬ ‫بنطــاق معرفــي أضيــق ممــا ُيمكــن للروايــة أن‬
‫فــي علــوم اجتماعيــة تــدرس الحداثــة وإشــكاالتها‪،‬‬ ‫أن‬
‫وطبعــا ال تعنــي هــذه المقاربــة ّ‬ ‫ً‬ ‫تســتوعبه‪.‬‬
‫المحــاوالت‬ ‫هــو موضــوع لعــدد ال ُيحصــى مــن ُ‬ ‫نوعــا مــن المعرفــة أفضــل مــن‬ ‫قــدم لنــا ً‬
‫األدب ُي ّ‬
‫المعاصــرة‪.‬‬
‫األدبيــة ُ‬ ‫ـال تقنياتــه وتواريخــه‬ ‫ـكل مجـ ٍ‬
‫العلــم أو العكــس‪ ،‬فلـ ّ‬
‫عيــن مــن‬ ‫ُ ّ‬ ‫م‬ ‫نــوع‬ ‫وبالتالــي‬ ‫ودالالتــه الخاصــة بــه‪،‬‬
‫فعليــة‬
‫ّ‬ ‫ـات ممكنــة أو‬
‫وتبــرز فــي هــذا المجــال عالقـ ٌ‬ ‫الفائــدة المعرفيــة ال يمتلكهــا المجــال اآلخــر‪.‬‬
‫وذات فائــدة كبيــرة بيــن العلــوم االجتماعيــة‬ ‫ولكــن لنــا أن نفتــرض أن الفائــدة المعرفيــة ألي‬
‫المعاصــرة وثقافــات معرفيــة أخــرى‪ ،‬تشــمل‬ ‫ُ‬ ‫التعــرف إلــى‬‫ّ‬ ‫مجــال قابلــة للنمــو النوعــي بعــد‬
‫اإلنســانيات والعلــوم الطبيعيــة والفنــون‪ ،‬بمــا‬ ‫خصوصــا إذا‬
‫ً‬ ‫االمكانيــات المعرفيــة لمجــال آخــر‪،‬‬
‫ّ‬
‫فيهــا الســينما العربيــة المعاصــرة‪ .‬وال تعنــي هــذه‬ ‫كان لهمــا االهتمــام نفســه بالمواضيــع نفســها‪،‬‬
‫النظــرة بالضــرورة أن علــى العلــوم االجتماعيــة‬ ‫رغــم االختــاف الجــذري فــي المنهجيــة وأســلوب‬
‫تتحــول إلــى منظومــة معرفيــة ُمختَ لِ فــة فــي‬‫ّ‬ ‫أن‬ ‫النظــر إلــى األمــور‪.‬‬
‫عمــا هــي عليــه اليــوم‪ ،‬ولكنهــا تفــرض‬ ‫طبيعتهــا ّ‬
‫ضــرورة النظــر إلــى ذلــك الجــزء مــن نتــاج المعــارف‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬ال نقــارب اإلنتــاج الروائــي الواقعــي‬
‫األخــرى الــذي يحافــظ علــى عالقــة وطيــدة‬ ‫ســيما الروايــة التاريخيــة كبديــل عــن‬
‫ّ‬ ‫المزدهــر‪ ،‬ال‬
‫ُ‬
‫باهتمامــات العلــوم االجتماعيــة‪ .‬كمــا يتطلــب ذلك‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬بــل كنمــط مــن المعرفــة‬
‫تشــجيع التداخــل بيــن التخصصــات بشــكل ُيحافــظ‬ ‫كملــة لهــا‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪،‬‬ ‫الم ّ‬
‫العامــة ُ‬
‫ّ‬
‫علــى رصانتهــا العلميــة‪ ،‬وفــي الوقــت ذاتــه ُيحررهــا‬ ‫ينجلــي فــي خُ ماســية "مــدن الملــح" لعبــد‬
‫مــن محدوديــة األطــر المعرفيــة الخاصــة بهــا‪.‬‬ ‫مثيــا‬
‫ً‬ ‫ســتفيض ال نجــد‬
‫ٌ‬ ‫وصــف ُم‬
‫ٌ‬ ‫الرحمــن منيــف‬
‫أي دراســة تاريخيــة أو اجتماعيــة للتغييــرات‬ ‫لــه فــي ّ‬
‫الســيكولوجية وأنمــاط الروابــط االجتماعيــة خــال‬
‫العلوم االجتماعية والمجتمع‬ ‫مرحلــة تغييــر فوقــي شــامل فــي واقــع عربــي‬
‫ُمحــدد‪ ،‬تســتكمله روايــة تاريخيــة أخرى حــول الواقع‬
‫يتّ ضــح مــن جلســاتنا مــع بعــض الباحثيــن العــرب‬ ‫عينــه‪ ،‬أي "شــرق الــوادي" لتركــي الحمــد‪ .‬ونجــد‬
‫تذم ًــرا‬
‫ّ‬ ‫مــن أجــل إعــداد هــذا التقريــر أن هنــاك‬ ‫المســتفيض للتكويــن‬ ‫االهتمــام ذاتــه بالوصــف ُ‬
‫ممــا ُيسـ ّـمى "الجــو العــام" فــي المجتمــع والــذي‬ ‫التاريخــي الحديــث لبلــد فــي خُ ماســية أخــرى تتعلّ ق‬
‫ـدرس أو الباحــث إلــى َمنحــاه‪.‬‬
‫المـ ّ‬
‫يــؤدي إلــى جـ ّـر ُ‬ ‫بليبيــا‪ ،‬أي روائيــة "الخســوف" إلبراهيــم الكوني‪،‬‬
‫ويعنــي ذلــك أن وجــود نــوع مــن االعتقــادات‬ ‫وكذلــك فــي "بــاب الشــمس" حــول كارثــة‬
‫المنتشــرة بشــكل واســع فــي المجتمــع‪ ،‬كالفكــر‬ ‫فلســطين الليــاس خــوري‪ ،‬و"شــوق الدرويــش"‬

‫‪9‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫خصوصــا‬
‫ً‬ ‫بــدور محــوري‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‬ ‫المهتــم بمســألة الهويــة‬ ‫الطائفــي أو الفكــر ُ‬
‫علــى مســتوى إضافــة نظــرة علميــة إلــى هــدف‬ ‫بشــكل محــدود األفــق‪ُ ،‬يصيــب فــي نهايــة‬
‫ـح بمــا فيــه الكفايــة بحيــث تنتظم من‬ ‫اجتماعــي ُملـ ّ‬ ‫ــدرس ِبعــدواه‪ ،‬بحيــث‬ ‫الم ِّ‬
‫المطــاف الباحــث أو ُ‬
‫أجلــه جماعــة مــا‪ .‬ولــم ننظــر فــي هــذا التقريــر إلــى‬ ‫جــرد وســائل أخــرى‬ ‫ُ ّ‬‫م‬ ‫البحــث‬ ‫ُيصبــح التدريــس أو‬
‫العالقــة بيــن العلــوم االجتماعيــة والسياســات‪،‬‬ ‫إلعــادة إنتــاج الفكــر االجتماعــي الموجــود‪ ،‬وليــس‬
‫ـتنادا إلــى حقيقــة وجــود تعقيــدات جمــة فــي‬ ‫اسـ ً‬ ‫كمنهــج لتجــاوز هــذا الفكــر أو نقــده‪ .‬ورغــم أننــا‬
‫وجــه هــذا النــوع مــن الدراســة والــذي يحتــاج إلــى‬ ‫مؤشــراتٍ كافيــةً لقيــاس َمــدى انتشــار‬ ‫ّ‬ ‫ال نمتلــك‬
‫تقريــر خــاص بــه‪ .‬ولكــن مــن الواضــح مــن تجــارب‬ ‫محدوديتهــا‪ ،‬إال أنهــا تؤكــد على‬
‫ّ‬ ‫أو‬ ‫ـرة‬
‫ـ‬ ‫الظاه‬ ‫هــذه‬
‫عالميــة أخــرى أن السياســات الرشــيدة تحتضــن‬ ‫ماهيــة العلــوم االجتماعيــة كمنهجيــة لدراســة‬
‫علميــا‪ .‬وال يعنــي ذلك أن هذه السياســات‬ ‫ًّ‬ ‫ـا‬
‫تحليـ ً‬ ‫الواقــع مــن مســافة كافيــة لتكويــن النظــرة‬
‫"موضوعيــة" بالمعنــى‬
‫ّ‬ ‫دومــا علــى نظــرة‬ ‫ً‬ ‫تُ بنــى‬ ‫العلميــة نحــوه‪ ،‬ال كانعــكاس له‪ .‬ويشــمل مفهوم‬
‫الضيــق لهــذا المفهــوم‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫"المســافة الكافيــة" هنــا الدراســات الميدانيــة‬
‫تقليــد فــي ألمانيــا حيــث يمتلــك كل‬ ‫ٌ‬ ‫يستشــري‬ ‫ـا فــي واقــع محلّ ــي‬ ‫انغماســا كامـ ً‬
‫ً‬ ‫التــي تســتلزم‬
‫خاصــة بــه يدعمهــا‬ ‫حــزب سياســي مؤسســة بحــث ّ‬ ‫يســمح بفهمــه بشــكل دقيــق‪ ،‬ولكــن ليــس الــى‬
‫المؤسســة بدراســة‬ ‫ّ‬ ‫المــال العــام‪ .‬وتُ عنــى هــذه‬ ‫البحثيــة‬
‫ّ‬ ‫ـد ذوبــان الباحــث بشــكل ُيلغــي صفتــه‬ ‫حـ ّ‬
‫هــم ذلــك الحــزب مــن وجهــة‬ ‫السياســات التــي تُ ّ‬ ‫مجــرد نتــاج آخــر لهــذا الواقــع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫إلــى‬ ‫لــه‬‫حو‬‫وي ّ‬‫ُ‬
‫ســتبعد‬
‫َ‬ ‫نظــره وأيديولوجيتيــه‪ ،‬ولكــن بشــكل تُ‬
‫فيــه الحســابات االنتخابيــة والصراعــات السياســية‬ ‫حكمــا‪ ،‬ال تعنــي هــذه المقاربــة أن ال مــكان‬ ‫ً‬
‫اليوميــة‪ .‬ويســمح هــذا الوضــع للبحــث الناتــج أن‬ ‫درســين كأشــخاص أو العلــوم‬ ‫والم ّ‬
‫ُ‬ ‫للباحثيــن‬
‫ثقــف‬ ‫ـا للتواصــل مــع جمهــور ُم ّ‬ ‫يبــدو رصينً ــا وقابـ ً‬ ‫االجتماعيــة كمنهــج فــي ظواهــر اجتماعية هادفة‬
‫يســمو فــوق الجمهــور العــادي للحــزب‪ .‬وفــي‬ ‫إلــى تغييــر مــن نــوع مــا‪ ،‬كالحــراك الشــعبي أو‬
‫هــذه الحالــة‪ ،‬ورغــم أن اإلنتــاج العلمــي يرتبــط‬ ‫المجتمــع المدنــي‪ ،‬أو فــي أجــزاء أخــرى مــن‬
‫عضويــا بوجهــة نظــر أيديولوجيــة‪ ،‬تبقــى هنــاك‬ ‫ً‬ ‫حيــاة المجتمــع كمؤسســات صنــع القــرار‪ .‬فكمــا‬
‫ضوابــط حــول العمــل البحثــي تســمح لــه بالبــروز‬ ‫ســيظهر فــي دراســة العلــوم االجتماعيــة فــي‬
‫جــرد أيديولوجيــا‪.‬‬ ‫كم ّ‬ ‫كعلــم ال ُ‬ ‫المجتمــع المدنــي فــي هــذا التقريــر‪ ،‬تضطلــع‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪10‬‬


‫الكمــي للفئــات الشــبابية‬ ‫ّ‬ ‫بظواهــر أخــرى‪ ،‬كالنمــو‬ ‫هذا التقرير‬
‫والمجتمــع المدنــي‪ .‬لــذا يمكــن اعتبــار هــذا التقريــر‬
‫ـزءا مــن الظاهــرة التــي يدرســها‪ ،‬حيــث‬ ‫فــي ذاتــه جـ ً‬ ‫اســتنادا إلــى دور التقريــر األول للمرصــد كإطــار‬
‫نجــد أنفســنا أمــام جيــل جديــد مــن المؤسســات‬ ‫عــام للنظــر إلــى العلــوم االجتماعيــة وتحديــد‬
‫التــي مــا زالــت فــي طــور استكشــاف بعضهــا‪.‬‬ ‫القضايــا التــي تتطلّ ــب أخذهــا فــي الحســبان فــي‬
‫تقاريــر وأنشــطة الحقــة‪ ،‬ارتــأى طاقــم العمــل‬
‫اعتمدنــا فــي إعــداد التقريــر علــى (‪ )1‬عــدد‬ ‫التركيــز فــي هــذا التقريــر علــى رصــد "حضــور"‬
‫كل منهــا أحــد ُأطــر‬ ‫مــن األوراق والتــي َدرس ٌّ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي مختلــف المجــاالت‬
‫المجــال العــام والمجتمــع المدنــي‪ )2( ،‬وبيانــات‬ ‫المحتَ َملــة لهــذا الحضــور‪ .‬وال نحتــاج إلــى التوضيــح‬
‫ُ‬
‫ومؤشــرات جمعهــا طاقــم العمــل حــول الجامعــات‬ ‫ّ‬ ‫هنــا أن هــذا التقريــر يهــدف إلــى أن يخــدم كإطــار‬
‫ومراكــز البحــث والجمعيــات والدوريــات فــي أنحــاء‬ ‫أولــي وأرضيــة لدراســات أخــرى وحــوارات‪ ،‬ال أن‬ ‫ّ‬
‫الوطــن العربــي كافــة‪ )3( ،‬واســتمارة تــم توزيعهــا‬ ‫يكــون نهايــة المطــاف‪ .‬ويفــرض التركيــز علــى‬
‫عينــة مــن الباحثيــن العــرب‪ ،‬باإلضافــة إلــى‬ ‫علــى ّ‬ ‫مســألة الحضــور غيــاب قضايــا أخــرى تتعلّ ــق بماهية‬
‫ختصيــن‬
‫ّ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ـراء‬
‫ـ‬ ‫خب‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫قب‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ت‬‫ـد‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫أعِ‬ ‫ـابقة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـات‬
‫دراسـ‬ ‫قدم إشــارات‬ ‫هــذه العلــوم‪ ،‬رغــم أن هــذا التقرير ُي ّ‬
‫اطــاع على بعــض الخصائص الشــاملة‬ ‫ممــن لهــم ّ‬ ‫أوليــة حــول هــذه النقطــة فــي مجــاالت عــدة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫للعلــوم االجتماعيــة فــي المنطقــة‪ .‬وللمزيــد‬
‫مــن التفاصيــل‪ ،‬راجــع فصــل األســاليب واألدوات‬ ‫ـاف‬
‫كمــا ننشــد مــن خــال دراســة الحضــور استكشـ َ‬
‫(صفحــة ‪.)110‬‬ ‫اســتراتيجيات ُممكنــة لــدور العلــوم االجتماعيــة‪،‬‬
‫يهمــه أمــر إرســاء‬
‫كل مــن ّ‬ ‫ُيســاهم فــي ُصنعهــا ّ‬
‫ـقين أساســيين‪ :‬يرصد‬ ‫وينقســم التقريــر إلــى شـ ّ‬ ‫المســتقبل‬ ‫ُ‬ ‫نــع‬‫ص‬‫ُ‬ ‫فــي‬ ‫العلمــي‬ ‫دور أكبــر للفكــر‬
‫األول حضور العلوم االجتماعية في المؤسسات‬ ‫العربــي‪ .‬وتُ شــكّ ل التوصيــات الــواردة فــي‬
‫العلميــة بمــا يشــمل الجامعــات ومراكــز البحــث‬ ‫الخُ الصــة والناتجــة مــن هــذه الدراســة بعــض‬
‫والجمعيــات المهنيــة والدوريــات العلميــة ويعتمد‬ ‫االقتراحــات حــول هــذا الهــدف‪.‬‬
‫علــى مســح شــامل‪ ،‬امــا الثانــي فيرصــد حضورهــا‬
‫فــي المجتمــع المدنــي والمجــال العــام‪ ،‬بمــا‬ ‫ـدم التقريــر فكــرةً عــن إمكانيــات كبيــرة للعلــوم‬
‫ويقـ ّ‬
‫يشــمل المجــات الثقافيــة والصحــف والتلفزيــون‬ ‫االجتماعيــة فــي الوطــن العربــي ولكنهــا غيــر‬
‫والمجــات الواســعة االنتشــار ويعتمــد علــى‬ ‫عــدة مرصــودة فــي‬ ‫ُمســتَ غلّ ة‪ ،‬بســبب ظواهــر ّ‬
‫دراســات حالــة‪ .‬والجديــر ذكــره أن إضافــة المجــال‬ ‫التقريــر‪ ،‬ومنهــا ظاهــرة التشــرذم المؤسســاتي‬
‫العــام والمجتمــع المدنــي إلــى رصدنــا يهــدف‬ ‫وعدم تشــجيع النشــاط البحثي والقيود السياسية‬
‫إلــى تحديــد مــدى حضــور الفكــر العلمــي فــي‬ ‫عليــه وضعــف الجماعــة العلميــة العربيــة والجمــود‬
‫المجتمع ككل‪ ،‬باإلضافة إلى المؤسســات البحثية‬ ‫البيروقراطــي للجامعــات وغيرهــا مــن العوامــل‪.‬‬
‫ختصــة بــه‪.‬‬
‫الم ّ‬
‫والتعليميــة ُ‬ ‫كل هذه العوامل‪ ،‬نكتشف من خالل التقرير‬ ‫ورغم ّ‬
‫أننــا نواجــه ظاهــرة نمــو مؤسســاتي هائــل فــي‬
‫عامــة‪ ،‬تحضــر العلــوم االجتماعيــة فــي‬
‫محصلــة ّ‬
‫ّ‬ ‫فــي‬ ‫العلــوم فــي العالــم العربــي خــال العقــود الثالثــة‬
‫مختلــف المجــاالت اال ان حضورهــا يتفــاوت مــن‬ ‫الماضيــة‪ ،‬مــن ناحيــة عــدد الجامعــات واألقســام‬
‫حيــث الشــكل والمنهــج والتركيــز‪ ،‬وســيتم تبيــان‬ ‫ومراكــز البحــث والدوريــات العلميــة‪ ،‬وغيرهــا مــن‬
‫هــذا فــي فصــول التقريــر المتعاقبــة‪.‬‬ ‫رتبطــا‬
‫نموهــا ُم ً‬‫مخــازن المعرفــة والتــي ُر ّبمــا يكــون ّ‬

‫‪11‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫األطر المؤسساتية‬
‫عرض نتائج مسح‬
‫الجامعات‬
‫(‪)1‬‬

‫طبيعيــا فــي مؤسســات الدراســة العليــا الحديثــة إلــى جانــب‬ ‫ًّ‬ ‫حضــورا‬
‫ً‬ ‫أن للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫رغــم ّ‬
‫ـورا فــي ‪ )2(%48‬مــن‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫محص‬ ‫ـدي‬ ‫ـ‬ ‫التقلي‬ ‫ـكلها‬
‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وجوده‬ ‫زال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫المهني‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والكلي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الطبيعي‬ ‫ـوم‬
‫العلـ‬
‫الجامعــات فــي العالــم العربــي‪ .‬وقــد تكــون لذلــك عالقــة بصغــر العمــر النســبي لمعظــم الجامعــات‬
‫أن االهتمــام بالعلــوم االجتماعيــة يــزداد بشــكل عــام‬ ‫الموجــودة حاليـ ًـا فــي العالــم العربــي‪ ،‬إذ يبــدو ّ‬
‫فــي الجامعــات المخضرمــة‪ ،‬بمــا فيهــا تلــك التــي تــم تأسيســها كمعاهــد تقنيــة فــي البدايــة‪.‬‬

‫ﻋﺪد اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﺣﺘﻮاﺋﻬﺎ ﻟﻌﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺒﻠﺪ*‬


‫‪50‬‬

‫‪45‬‬
‫ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻻﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪40‬‬
‫‪36‬‬

‫‪33‬‬

‫‪30‬‬

‫رسم رقم ‪1‬‬


‫‪29‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪27‬‬
‫‪26‬‬
‫‪25‬‬

‫‪22‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪20‬‬
‫‪20‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪1616‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪14‬‬
‫‪12‬‬
‫‪11 11‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪9‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪10‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫‪0‬‬
‫ﺟﻴ ﻧﻴﺎ‬
‫ﻣﻮر ﻤﺮ‬
‫ﺟﺰ‬
‫اﻟ‬
‫ﻣ‬

‫اﻟ ان‬

‫اﻟ ب‬
‫اﻟﻤ ﺎل‬
‫اﻟﺼ ﻳﺔ‬

‫اﻟ ﺲ‬
‫ﺗ‬
‫ﻟﺒ ﻴﻦ‬

‫ﻓﻠ دن‬
‫ا ت‬

‫ا ﻤﻦ‬
‫اﻟﻴ‬
‫ﻟﻴ‬

‫اﻟﺒ‬
‫ﻋﻤ‬
‫ﺳﻮ‬

‫ﻗ‬

‫ا ﻲ‬
‫ﻷر‬
‫ﻹﻣ‬

‫ﻟﻜ‬
‫ﻮﻧ‬

‫ﺒ‬

‫را‬
‫ﺠﺰ‬

‫ﻌﺮا‬

‫ﺴ‬

‫ﺴﻌ‬
‫ﺼﺮ‬

‫ﻄﺮ‬
‫ﻨ‬

‫ﺒﻴﺎ‬

‫ﻮﺗ‬
‫ﺤﺮ‬
‫ﺴ‬
‫ﺎن‬

‫ﻳﺘﺎ‬
‫ﻮﻳ‬
‫ﺎن‬
‫ﻐﺮ‬

‫ﻟﻘ‬
‫ﻮﻣ‬
‫اﺋﺮ‬

‫ﺎرا‬

‫رﻳﺎ‬
‫ﻮد‬
‫ق‬

‫ﻳﻦ‬
‫ﻄ‬

‫ﺖ‬
‫ﻮد‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬


‫* ﺗﻢ رﺻﺪ ‪ 614‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ أدﻧﺎه‪.‬‬

‫(‪ )1‬تعـ ّـرف الجامعــات بأنهــا مؤسســات تمنــح شــهادات وتحمــل كلمــة «جامعــة» فــي اســمها؛ و‪/‬أو تمنــح علــى األقــل شــهادة بكالوريــوس فــي مجاليــن‬
‫مختلفيــن أو أكثــر؛ و‪/‬أو تمنــح شــهادة بكالوريــوس فــي أحــد مجــاالت العلــوم االجتماعيــة؛ و‪/‬أو تمنــح شــهادة مهنيــة بعــد أربــع ســنوات مــن‬
‫الدراســة فــي مجاليــن مختلفيــن أو أكثــر؛ و‪/‬أو تمنــح شــهادة مهنيــة بعــد أربــع ســنوات مــن الدراســة فــي أحــد مجــاالت العلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أو ‪ 296‬جامعة تحتوي علوم إجتماعية من أصل ‪ 614‬جامعة في العالم العربي‪.‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪12‬‬


‫فــي الغــرب‪ ،‬أو إدخالهــا إلــى المناهــج كتجربــة‬ ‫ـدى نســبة الجامعــات المشــتملة علــى علــوم‬ ‫وتتعـ ّ‬
‫قابلــة للتعديــل مــن تجــارب الحداثــة‪ .‬ولكــن بشــكل‬ ‫اجتماعيــة بشــكلها التقليــدي أكثــر مــن نصــف‬
‫عــام تبــدو درجــة حضــور العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫الجامعــات فــي البلــدان ذات التاريــخ الجامعــي‬
‫الجامعــات مقبولــة إلــى حــد مــا نظـ ً‬
‫ـرا إلــى صغــر‬ ‫نســبيا كمصــر والعــراق والســودان‬ ‫ً‬ ‫الطويــل‬
‫إن‬
‫عمــر معظــم الجامعــات العربيــة نســبيا‪ ،‬إذ ّ‬ ‫وتونــس‪ ،‬باإلضافــة إلــى الصومــال‪ .‬وقــد يكــون‬
‫‪ %97‬مــن الجامعــات العربيــة (أو ‪ 597‬مــن ‪614‬‬ ‫هنــاك كثيـ ٌـر مــن الــدالالت المحتملــة لدرجــة حضــور‬
‫ً‬
‫حاليــا) تــم إنشــاؤها بعــد العــام‬ ‫جامعــة موجــودة‬ ‫بــدور مــا لهــا فــي‬
‫ٍ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬كاإلقــرار‬
‫‪ ،1950‬بــل إن ‪ %70‬مــن الجامعــات الموجــودة‬ ‫التكويــن العلمــي للمجتمــع‪ ،‬أو إيجــاد هامــش لهــا‬
‫ً‬
‫حاليــا لــم يكــن لهــا وجــود قبــل العــام ‪.1991‬‬ ‫كأســلوب مــن أســاليب تقليــد الجامعــات العريقــة‬

‫ﻋﺪد اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﻤﺎﻧﺤﺔ ﺷﻬﺎدات ﻋﻠﻴﺎ )ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ودﻛﺘﻮراه(‬


‫ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺒﻠﺪ*‬
‫‪30‬‬
‫‪29‬‬
‫ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻓﻘﻂ‬
‫دﻛﺘﻮراه‬

‫‪25‬‬
‫‪24‬‬

‫رسم رقم ‪2‬‬


‫‪21‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬


‫‪6‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫اﻟ‬

‫ﻓﻠ‬
‫اﻟ‬

‫اﻟ‬

‫ﻣ‬
‫ا‬
‫ا‬

‫اﻟﺒ‬
‫ﺗ‬
‫اﻟ‬

‫ﺳ‬

‫ا‬
‫اﻟ‬

‫اﻟﻴ‬

‫ﻋﻤ‬
‫ﻹﻣ‬
‫ﻟ‬

‫ﻗ‬
‫ﻣ‬

‫ﻟﻤ‬

‫ﻟﻴ‬
‫ﺴﻌ‬

‫ﻷر‬
‫ﻮﻧ‬
‫ﺴ‬

‫ﺼ‬
‫ﺒﻨ‬

‫ﻮر‬
‫ﻌﺮا‬
‫ﺠﺰ‬

‫ﺴ‬
‫ﺼﺮ‬

‫ﻄﺮ‬
‫ﺒﻴﺎ‬

‫ﺤﺮ‬
‫ﻤﻦ‬
‫ﻮ‬
‫ﻐﺮ‬
‫ﺎن‬

‫ﺲ‬

‫ﻮﻣ‬
‫ﺎن‬
‫دن‬

‫ﻳﺘﺎ‬
‫ﻮد‬

‫ﺎرا‬
‫اﺋﺮ‬

‫رﻳﺎ‬

‫ﻄ‬

‫ﻳﻦ‬
‫ق‬
‫ﻮد‬

‫ب‬

‫ت‬

‫ﻧﻴﺎ‬
‫ﺎل‬
‫ان‬

‫ﻴﻦ‬
‫ﻳﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬


‫*إﺳﺘﻨﺎداً إﻟﻰ ‪ 296‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻤﻨﺢ ﺷﻬﺎدة ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﺠﺎﻻت اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫للدراســات العليــا فــي العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬أي إلــى‬ ‫أوليــة عــن حضــور‬
‫ّ‬ ‫يعكــس الرســم األول فكــرة‬ ‫ُ‬
‫مرحلتــي الماجســتير والدكتــوراه‪ ،‬قــد ال نســتغرب‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي الجامعــات بشــكل عــام‪.‬‬
‫بلــدا ذا تاريــخ جامعــي عريــق كمصــر يأتــي فــي‬
‫أن ً‬‫ّ‬ ‫مؤشــرات أخــرى نظــرة أكثــر أهميــة إلــى‬
‫ّ‬ ‫وتمنحنــا‬
‫الصــدارة‪ ،‬حيــث تمنــح ‪ 21‬جامعــة درجة الدكتــوراه في‬ ‫ُعمــق االهتمــام بالعلوم االجتماعيــة في الجامعات‪.‬‬
‫أحــد العلــوم االجتماعيــة علــى األقل‪ .‬ولكــن هنا نرى‬ ‫فــإذا نظرنــا علــى ســبيل المثــال إلــى وجــود برامــج‬

‫‪13‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫فــي الجامعــات فــي بلــدان أخــرى وهــي مصــر ولبنان‬ ‫أن‬


‫قويــا لبلــدان لــم يظهــر لنــا فــي البدايــة ّ‬ ‫تمثيــا ًّ‬
‫ً‬
‫والســعودية واألردن والعــراق‪ .‬وتســتحوذ هــذه‬ ‫حيــزً ا كبيـ ًـرا‪ ،‬كحالــة‬
‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫االجتماعي‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـح‬
‫ـ‬ ‫تمن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫جامعاته‬
‫معــا علــى ‪ %89‬مــن مراكــز البحــث‬ ‫البلــدان الســتّ ة ً‬ ‫الجزائــر حيــث يتركّ ــز االهتمــام بالعلــوم االجتماعيــة‬
‫الجامعيــة فــي العالــم العربــي‪ ،‬وتشــمل الجزائــر‬ ‫على الدرجات العليا‪ ،‬وكذلك في الســودان إذ هناك‬
‫ومصــر وحدهمــا أكثــر مــن نصــف هــذه المراكــز‬ ‫وتضــم ‪18‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫تحديــدا‪.‬‬ ‫اهتمــام عريــق باألنثروبولوجيــا‬
‫بنســبة تالمــس ‪ %57‬منهــا‪ .‬ولكــن‪ ،‬كمــا ســيظهر‬ ‫دولــة عربيــة جامعــة واحــدة علــى األقــل تمنــح شــهادة‬
‫عمقــا إلــى ظاهــرة‬ ‫ً‬ ‫الحقـ ًـا‪ ،‬نحتــاج إلــى نظــرة أكثــر‬ ‫دكتــوراه فــي علــم اجتماعــي‪ ،‬و‪ 19‬تعــزّ ز إمكانيــات‬
‫أن نســبة‬ ‫ّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫إل‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫عندئ‬ ‫المراكــز البحثيــة‪ ،‬اذ ســنخلص‬ ‫الحصــول علــى الماجســتير فــي أحــد هــذه العلــوم‪.‬‬
‫كبيــرة مــن هــذه المؤسســات تعمــل خــارج االطــار‬
‫الجامعــي‪ ،‬وتختلــف هــذه النســب مــن بلــد إلــى آخــر‪.‬‬ ‫عــد مقاربــة المؤسســات البحثيــة‬ ‫فــي المقابــل‪ ،‬تُ ُّ‬
‫بيــد أنــه فــي حــال حصــر قراءتنــا فــي المراكــز البحثيــة‬ ‫مؤشـ ًـرا آخــر علــى األهميــة التــي تُ علّ قهــا‬
‫ّ‬ ‫الجامعيــة‬
‫أن قــدرة النشــاط البحثــي فــي‬ ‫الجامعيــة‪ ،‬نســتنتج ّ‬ ‫الجامعــات العربيــة علــى العلوم االجتماعية‪ .‬وهنا نجد‬
‫الجامعــات علــى التطـ ّـور مــن خــال االســتفادة مــن‬ ‫اختالفــات كبيــرة حســب البلــد‪ ،‬أي طفــرة وجودهــا‬
‫بنيــة مؤسســاتية بحثيــة فــي مــكان العمــل نفســه‪،‬‬ ‫فــي عــدد محــدود مــن البلــدان وغيابهــا أو ندرتهــا فــي‬
‫تنحصــر فــي عــدد محــدود مــن الــدول تختلــف مــن‬ ‫معظــم األقطــار العربيــة‪ .‬وفــي حــال افتــراض أن‬
‫ناحيــة الثــروة الوطنيــة‪ ،‬وهــي ظاهــرة تعكــس‬ ‫اتجاهــا‬
‫ً‬ ‫حضــور مراكــز البحــث فــي الجامعــات يعكــس‬
‫ً‬
‫الحقــا‬ ‫بشــكل مبدئــي المقولــة التــي ســنتناولها‬ ‫لتعزيــز العالقــة بيــن العلــوم االجتماعيــة بشــكلها‬
‫حــول ضعــف العالقــة الســببية بيــن حضــور العلــوم‬ ‫البحثــي والبرنامــج التعليمــي للجامعــة‪ ،‬تحتــل الجزائــر‬
‫االجتماعيــة وثــروة المجتمــع ككل‪ .‬و نُ الحــظ عــدم‬ ‫الصــدارة فــي العالــم العربــي فــي تبنّ ي هــذا االتجاه‪.‬‬
‫أي مراكــز بحــث جامعيــة فــي ‪ 6‬دول‪ ،‬فيمــا‬ ‫وجــود ّ‬
‫هنــاك مركــز بحــث جامعــي واحــد فقــط فــي ‪ 4‬دول‪.‬‬ ‫ـبيا للبحــث‬
‫ـاتي كبيـ ٌـر نسـ ً‬
‫ـود مؤسسـ ٌّ‬
‫أيضــا وجـ ٌ‬
‫ويبــرز ً‬

‫ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت‬


‫وﺧﺎرﺟﻬﺎ )ﺣﺴﺐ اﻟﺒﻠﺪ(*‬
‫‪80‬‬
‫ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت‬
‫ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﺧﺎرج اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت‬

‫رسم رقم ‪3‬‬


‫‪70‬‬
‫‪67‬‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪39‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪31‬‬
‫‪30‬‬
‫‪27‬‬
‫‪26‬‬
‫‪25‬‬
‫‪24‬‬
‫‪22‬‬
‫‪20‬‬
‫‪16‬‬
‫‪15‬‬
‫‪14‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪9‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 1‬‬ ‫‪0‬‬
‫ﻣ‬

‫ا‬

‫ا‬
‫ﻟﺒﻨ‬

‫ﻓ ﺲ‬
‫ﺗ‬

‫اﻟ ق‬
‫اﻟ ان‬

‫ا ﻤﻦ‬
‫اﻟﻴ‬

‫اﻟ‬
‫ﻗ‬

‫ﻟﻴ‬

‫ا رﻳﺎ‬
‫ﺳﻮ‬

‫اﻟ ﻲ‬
‫ﺟﻴﺒ‬

‫اﻟ ﻧﻴﺎ‬

‫ﻣ ﺎل‬

‫ا ﺎن‬
‫ﻋﻤ‬

‫ﺟﺰ‬
‫ﻷر‬

‫ﻟﻤ‬

‫ﻟ‬

‫ﻹﻣ‬

‫ﻟ‬
‫ﻮﻧ‬

‫ﺴﻌ‬
‫ﻌﺮا‬

‫ﺴ‬

‫ﺠﺰ‬

‫ﺒ‬

‫ﻜ‬

‫ﺼ‬
‫ﺼﺮ‬

‫ﻮر‬
‫ﻠ‬

‫ﻄﺮ‬

‫ﺒﻴﺎ‬

‫را‬
‫ﺤﺮ‬
‫ﺴ‬
‫ﺎن‬

‫ﻮﻳ‬
‫ﻐﺮ‬

‫ﻮﺗ‬
‫دن‬

‫ﻮﻣ‬
‫اﺋﺮ‬

‫ﻳﺘﺎ‬
‫ﺎرا‬
‫ﻮد‬

‫ﻟﻘ‬
‫ﻳﻦ‬
‫ﻄ‬

‫ﺖ‬
‫ﻮد‬
‫ب‬

‫ت‬

‫ﻤﺮ‬
‫ﻴﻦ‬

‫ﻳﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫*ﺗﻢ رﺻﺪ ‪ 436‬ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪14‬‬
‫جســد مــا يتجــاوز ‪ %16‬مــن مجمــل‬ ‫التاريخيــة‪ ،‬ال تُ ِّ‬ ‫فــي قــراءة العلــوم االجتماعيــة فــي جامعــات‬
‫المخصصــة للعلــوم االجتماعيــة‪ .‬وقــد‬ ‫الكليــات ُ‬
‫ّ‬ ‫يحتــل‬
‫ّ‬ ‫التخصصــات‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الوطــن العربــي مــن ناحيــة‬
‫يعنــي ذلــك أن الجامعــة العربيــة تعتقــد بشــكل‬ ‫كــون ‪ %26‬مــن‬ ‫االقتصــاد الصــدارة حيــث ُ ّ‬
‫ي‬
‫عــده‬
‫عــام أن مســؤوليتها األوليــة تتعلــق بمــا تُ ِّ‬ ‫تتعــدى‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫فيمــا‬ ‫كليــات العلــوم االجتماعيــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والتحــدث‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫ّ‬ ‫مــن صلــب شــؤون الحداثــة‬ ‫الكليــات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حصــة األنثروبولوجيــا ‪ %2‬مــن هــذه‬ ‫ّ‬
‫واعد‬
‫ٌ‬ ‫ـم‬
‫ـوي لالقتصــاد‪ ،‬وهــو علـ ٌ‬
‫يفســر الحضــور القـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫المتوقعــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ونرصــد هنــا بعــض الظواهــر غيــر‬
‫فــي منظومــة اجتماعيــة وسياســية تتكلــم لغــة‬ ‫ففــي المجتمعــات حيــث تُ شــكّ ل مســألتا‬
‫التنميــة والتطــور‪ ،‬وكذلــك عــدم االكتــراث بعلــم‬ ‫التــراث واإلرث التاريخــي ‪ -‬بمــا فيهمــا الحقبــة‬
‫كل ما‬ ‫كاألنثروبولوجيــا يحمــل داللــة عظيمــة لفهم ّ‬ ‫موضوعــا يلقــى صــدى واســعا‬ ‫ً‬ ‫االســتعمارية ‪-‬‬
‫بأكثريــة فئاتهــا‬
‫ّ‬ ‫"تقليديــا" فــي المجتمعــات‬
‫ًّ‬ ‫ُيعتبــر‬ ‫ـيا وثقافيـ ًـا‪ ،‬نجــد أن أكثــر العلــوم‬
‫اجتماعيـ ًـا وسياسـ ً‬
‫بمــا فيهــا تلــك التــي تواجــه تغييــرات اجتماعيــة‪.‬‬ ‫االجتماعيــة صلــة بهــذه المواضيــع‪ ،‬أي العلــوم‬

‫ﻛﻠﻴﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﺨﺼﺺ*‬


‫ﻋﺪد ّ‬
‫‪250‬‬

‫‪205‬‬
‫‪200‬‬

‫رسم رقم ‪4‬‬


‫‪153‬‬ ‫‪151‬‬
‫‪140‬‬ ‫‪150‬‬

‫‪124‬‬

‫‪100‬‬

‫‪50‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫اﻗﺘﺼﺎد‬ ‫ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫اﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫*ﺗﻢ رﺻﺪ ‪ 793‬ﻛﻠﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 296‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻮم إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺨﺼﺺ ﺿﻤﻦ ﻛﻠﻴﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ‪%2‬‬

‫ﺗﺎرﻳﺦ ‪%16‬‬

‫إﻗﺘﺼﺎد ‪%26‬‬

‫رسم رقم ‪5‬‬


‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ‪%18‬‬

‫ﻋﻠﻢ إﺟﺘﻤﺎع ‪%19‬‬

‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ ‪%19‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫أمــا المفاجــأة األخــرى التــي تبــرز فــي هــذا القطيعة واالستمرارية عبر األجيال‪:‬‬
‫المجــال فتتمثّ ــل فــي الضعــف النســبي لحضــور‬
‫مالحظات أولية‬
‫ٌ‬
‫العلــوم السياســية ال ســيما فــي منطقــة‬
‫أي مــكان‬ ‫ينطــوي النمــو الســريع للجامعــات فــي ّ‬ ‫تســتوطنها الهمــوم السياســية علــى مختلــف‬
‫علــى العديــد مــن المعضــات‪ ،‬أبرزهــا مســألة‬
‫األصعــدة وتشــكل مســألة شــبه يوميــة ليــس‬
‫الحفاظ على مســتويات مقبولة للتعليم والبحث‪،‬‬
‫المتاحــة وفهــم‬‫فقــط كمعيــار لتحليــل الخيــارات ُ‬
‫والتكويــن العلمــي ألجيــال جديــدة قــد تكــون فــي‬
‫الغالــب مــن فئــات اجتماعيــة حديثــة العهــد فــي‬ ‫أيضــا‬
‫الواقــع السياســي بشــكل علمــي‪ ،‬بــل ً‬
‫التعليــم العالــي‪ ،‬ومحاولــة الحفــاظ علــى إنجــازات‬ ‫لفهــم مصطلحــات واســعة االنتشــار ذات معنــى‬
‫وتقاليــد بحثيــة ســابقة فــي ظــل اندمــاج أعــداد‬ ‫فســر بديهيــا مــن دون‬‫سياســي ولكــن غالبـ ًـا مــا تُ ّ‬
‫كبيرة من األساتذة الجدد ذوي التكوينات العلمية‬ ‫الحاجــة إلــى علــم‪ ،‬كاإلســام السياســي أو‬
‫المنفلــت‪ .‬ونرصد‬ ‫المختلفــة فــي اإلطــار الجامعــي ُ‬ ‫ُ‬ ‫األمــة‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‬ ‫الليبراليــة أو الثــورة أو ّ‬
‫الذعــا لكفــاءة‬
‫ً‬ ‫انتقــادا‬
‫ً‬ ‫فــي ُمختلــف الدراســات‬ ‫ال الحصــر‪ .‬وقــد تكــون هــذه النســب مــن الحضــور‬
‫الجامعــات العربيــة بشــكل عــام‪ .‬ويؤكــد تقريــر‬ ‫أن األمــور التــي‬‫مفادهــا ّ‬ ‫ُ‬ ‫داللــة علــى فرضيــة‬
‫المعرفة العربية للعام ‪ 2014‬أن أكثر الطالب في‬ ‫تتســم بســعة االنتشــار فــي الحيــاة االجتماعيــة‬
‫الجامعــات العربيــة فــي ُمختلف التخصصــات ُيعانون‬ ‫المعتــادة‪ ،‬كالتقاليــد أو الحــدث السياســي أو‬
‫مــن أســاليب تعليميــة تتّ ســم بكفــاءة ُمتدنّ يــة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫االســتعماالت الدالليــة للتاريــخ‪ ،‬ال تبــدو مواضيــع‬
‫نقصــا‬
‫ً‬ ‫كمــا تُ عانــي الجامعــات العربيــة بشــكل عــام‬
‫حــادا فــي سياســات البحــث العلمــي‪ ،‬وأســاليب‬ ‫عد بديهيــة وبالتالي‬‫ألي علــم‪ ،‬إمــا ألنهــا تُ ُّ‬
‫مناســبة ّ‬
‫ً‬
‫عتيقــة التخــاذ القــرارات األكاديميــة‪ ،‬وعــدم جــدارة‬ ‫ألن ضوابــط مــن نــوع آخــر‬ ‫ُملــك العامــة‪ ،‬وإمــا ّ‬
‫المعاصــر‬‫للتعامــل مــع ُمتطلّ بــات مجتمــع المعرفــة ُ‬ ‫تلجــم الجامعــة عــن الدخــول بطريقتهــا الخاصــة‪ ،‬أي‬
‫(‪.)UNDP 2014, 97‬‬ ‫بإدخــال العلــم‪ ،‬إلــى مواضيــع واســعة االنتشــار‪.‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪16‬‬


‫والخدمــة االجتماعيــة عــدم معرفتهــم بإنجــازات‬ ‫بعض األســاتذة‬ ‫وتختلــف التقييمــات هنا‪ ،‬إذ يشــير ُ‬
‫رواد العلوم االجتماعية في تاريخ الجامعات‬ ‫أهم ّ‬‫ّ‬ ‫ـض ممــن كتــب‬ ‫المتقاعديــن ممــن قابلناهــم وبعـ ٌ‬
‫العراقيــة‪ ،‬علــى غــرار عبــد الجليــل الطاهــر وحاتــم‬ ‫عــن تاريــخ العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم العربــي‪،‬‬
‫الكعبــي وشــاكر مصطفــى ســليم وقيــس‬ ‫إلــى تدهــور المســتوى عبــر األجيــال بــل إلــى‬
‫النــوري ويونــس حمــادي التكريتــي‪ ،‬وحتــى علــي‬ ‫نــوع مــن القطيعــة بينهــا‪ .‬ويخلــص الخبيــر التربــوي‬
‫عــد مــن أبــرز علمــاء االجتمــاع‬
‫الــوردي الــذي ُي ُّ‬ ‫عدنــان األميــن فــي مقابلــة أجريناهــا معــه إلــى‬
‫العــرب علــى اإلطــاق فــي القــرن الماضــي (عبــد‬ ‫أن شــريحة واســعة مــن الجيــل التدريســي الجديــد‬ ‫ّ‬
‫الحســين ‪.)140-138 ,2014‬‬ ‫ضعفــا مــن الجيــل القديــم‬ ‫ً‬ ‫فــي الجامعــات أكثــر‬
‫علــى مســتوى التمكُّ ــن فــي نظريــات العلــوم‬
‫أن القطيعــة مــع تقاليــد‬ ‫مــن ناحيــة عمليــة‪ ،‬ال يبــدو ّ‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬حيــث تحتــل مكانهــا‪ ،‬ال ســيما فــي‬
‫ماضيــة أو ضعــف التواصــل معهــا ُيشــكّ الن فــي‬ ‫لبنــان‪ ،‬مســألة الهويــة التــي تُ حــدد بشــكل متزايــد‬
‫أي‬
‫أن ّ‬ ‫ألي علــم‪ ،‬ذلــك ّ‬ ‫الضــرورة معضلــة تكوينيــة ّ‬ ‫مســارات البحــث‪ ،‬وكذلــك الحساســيات السياســية‬
‫تقاليــد بحثيــة ذات إنجــازات واضحــة تبقــى ُعرضــة‬ ‫زجاجيــا لمواضيــع البحــث‪.‬‬‫ًّ‬ ‫ســقفا‬
‫ً‬ ‫التــي ترســم‬
‫إلعــادة االكتشــاف واالســتفاضة فــي مراحــل‬ ‫ويبــدي خبيــر علــم االجتمــاع الريفــي أحمد بعلبكي‬
‫خصوصــا إن لــم يتطــور الفكــر العلمــي‬ ‫ً‬ ‫الحقــة‪،‬‬ ‫نقديــا أكبــر فــي مقابلــة أخــرى‪ ،‬حيــث يرصــد‬‫ًّ‬ ‫حســا‬
‫ًّ‬
‫المتعلّ ــق بهــا بشــكل يمنحــه ثقة ُمعاصرة بنفســه‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ســلبيا لألوضــاع السياســية علــى الدرجــة‬ ‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫تأثيــر‬
‫ً‬
‫وفــي بعــض األحيــان تبــدو الذاكــرة العلميــة قــادرة‬ ‫تحديــدا‪،‬‬
‫ً‬ ‫العلميــة للجامعــة‪ .‬ففــي حالــة لبنــان‬
‫فــي ذاتهــا علــى رفــد اســتمرارية التقاليــد البحثيــة‬ ‫يتحــدث عــن انخفــاض فــي مســتوى التعليــم‬
‫رغــم ضعــف المــوارد‪ ،‬كمــا هــي الحــال فــي‬ ‫بســبب االنقســام السياســي والوضــع الطائفــي‬
‫األنثروبولوجيــا فــي الســودان التــي ُيقــال عنهــا‬ ‫ـؤدي إلــى اســتيالد‬ ‫وتأثيــره فــي الشــباب‪ ،‬ممــا يـ ّ‬
‫أنهــا مــا زالــت تســير بقــوة الدفــع الذاتــي لعصرهــا‬ ‫ــدرس‬ ‫الم‬
‫ّ ُ ِّ‬ ‫يجــر‬ ‫الجامعــات‬ ‫جــو عــام متهافــت فــي‬
‫الذهبــي (بــدوي ‪ .)128 , 2014‬ولكــن مــن المهــم‬ ‫إلــى منحــاه‪ ،‬وهــو وضــع يختلــف عمــا كانــت عليــه‬
‫ظهــر‬
‫التعــرف علــى األســباب الحقيقيــة لمــا ُي َّ‬ ‫ّ‬ ‫الحــال فــي الســتينات والســبعينات مــن القــرن‬
‫علــى أنــه عــدم اســتمرارية تاريخيــة لتقاليــد العلوم‬ ‫الماضــي‪ ،‬حيــث كانــت طبيعــة الصراعــات مختلفــة‬
‫االجتماعيــة فــي الجامعــات العربيــة‪ .‬فــي الواقــع‪،‬‬ ‫وأقــل عالقــة بمســألة الهويــة ممــا هــي عليــه‬ ‫ّ‬
‫هنــاك مجموعــة واســعة مــن األســباب القابلــة‬ ‫اليــوم‪.‬‬
‫كالتوســع الجامعــي‬‫ّ‬ ‫للطــرح فــي هــذا المجــال‪،‬‬
‫وفرضيــة ارتباطــه بتضعضــع المســتوى‪ ،‬أو دور‬ ‫وهنــاك مــن يؤمــن بــأن مســتوى المؤسســة‬
‫األزمــات الكُ بــرى‪ ،‬كالحصــار الــذي ُفــرض علــى‬ ‫لتوســعها‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ـا كنتيجــة مباشــرة‬
‫ـردى فعـ ً‬
‫الجامعيــة تـ ّ‬
‫العــراق بيــن ‪ ، 2003-1991‬فــي انهيــار الصــرح‬ ‫وهــذه هــي أطروحــة عالــم االجتمــاع أحمــد‬
‫العلمــي للبلــد‪ ،‬أو تفاقــم الحالــة الطائفيــة فــي‬ ‫موســى بــدوي (‪ )102 ,2014‬حــول علــم االجتمــاع‬
‫لبنــان وارتباطهــا بالتقســيم الطائفــي للجامعــات‪،‬‬ ‫فــي الجامعــات المصريــة‪ ،‬والــذي يلقــي الضــوء‬
‫أو نبــذ بعــض التخصصــات كاألنثروبولوجيــا فــي‬ ‫علــى تدهــور في مســتواه بســبب توســعه الكبير‬
‫الجزائــر بعــد االســتقالل الرتباطهــا بالمشــروع‬ ‫أدى إلــى تهــاون‬ ‫خــال فتــرة الســبعينات‪ ،‬ممــا ّ‬
‫الشــك فــي علــم‬‫ّ‬ ‫االســتعماري الفرنســي‪ ،‬أو‬ ‫تحولــه مــن علــم بحثي‬
‫فــي منــح الشــهادات وإلــى ّ‬
‫االجتمــاع فــي الســعودية لفرضيــة ارتباطــه‬ ‫إلــى علــم مدرســي‪.‬‬
‫وكثيــر مــن‬
‫ٌ‬ ‫بالميــول االشــتراكية والماركســية‪.‬‬
‫سياســيا وال‬
‫ًّ‬ ‫طابعــا‬
‫ً‬ ‫هــذه الظــروف يكتســي‬ ‫علميــا تاريــخ العلــوم‬
‫ًّ‬ ‫ويــرى كثيــرون ممــن رصــدوا‬
‫ـات‬
‫عالقــة لــه بالعلــم‪ ،‬وإن كان لــه تأثيـ ٌـر فــي حقبـ ٍ‬ ‫نوعــا مــن القطيعــة‬ ‫االجتماعيــة فــي الجامعــات ً‬
‫معينــة علــى كيفيــة األداء العلمــي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مؤســس صاحــب‬ ‫ِّ‬ ‫ـل‬
‫يصفونــه علــى أنــه جيـ ٌ‬ ‫بيــن مــا ّ‬
‫إنجــازات بحثيــة رائــدة‪ ،‬واألجيــال التــي تعاقبــت في‬
‫توســع اإلطــار الجامعــي‪ ،‬ال‬‫ّ‬ ‫أن‬
‫ومــن المالحــظ ّ‬ ‫خصوصــا فــي الفتــرة الحاضــرة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مراحــل الحقــة‪،‬‬
‫ـؤدي‬
‫سـ ّـيما فــي ظــل ضعــف الجماعــة العلميــة‪ ،‬يـ ّ‬ ‫ـال مــن دون ذاكــرة علميــة‬ ‫والتــي تبــدو كأنهــا أجيـ ٌ‬
‫مهمــة‬
‫ّ‬ ‫يصعــب‬
‫ّ‬ ‫إلــى تشــرذم بحثــي ومنهجــي‬ ‫وبالتالــي مــن دون معرفــة قابلــة للبنــاء التراكمــي‬
‫تحديــد مســارات محوريــة للنشــاط العلمــي‬ ‫عليهــا‪ .‬وتكشــف دراســة اســتطالعية مــن العــراق‬
‫العربــي‪ .‬ويتضــح الفــرق إذا مــا نظرنــا إلــى‬ ‫لعينــة مــن طــاب الدكتــوراه فــي علــم االجتمــاع‬ ‫ّ‬
‫‪17‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫مصــو ًرا إياهــا مــن أهــم‬


‫ِّ‬ ‫"نقــد الفكــر الدينــي"‪،‬‬ ‫الحقبــات التأسيســية والالحقــة فــي العلــوم‬
‫أدت إلــى هزيمــة العــام‬ ‫ّ‬ ‫ـي‬‫العوامــل الثقافيــة التـ‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬حيــث تبــرز إنجــازات بحثيــة واضحــة‬
‫‪.1967‬‬ ‫األهميــة وعاليــة المســتوى وذات عالقــة بالفكــر‬
‫ـائدا‬
‫الشــمولي حول طبيعة المجتمع وبما كان سـ ً‬
‫ابتــداء مــن‬
‫ً‬ ‫وتحديــدا‬
‫ً‬ ‫أمــا فــي مراحــل الحقــة‪،‬‬ ‫فــي مراحــل ســابقة‪ ،‬وإن اختلفــت األيديولوجيــات‬
‫فتــرة الســتينات والســبعينات‪ ،‬تراجــع االهتمــام‬ ‫التــي سـ ّـوغت الفكــر الشــمولي‪ .‬يمكــن الوقــوع‬
‫بمســألة الشــخصية الوطنيــة رغــم اســتمرارية‬ ‫مثــا فــي مراحــل ســابقة علــى اهتمامــاتٍ‬ ‫ً‬
‫وحــل محلهــا مجموعــة‬ ‫ُّ‬ ‫حضورهــا كقضيــة بحثيــة‪،‬‬ ‫محوريــة وذات داللــة حــول مســألة الشــخصية‬
‫المتصارعــة‪ ،‬كمــا هــي الحــال‬ ‫مــن التيــارات البحثيــة ُ‬ ‫الوطنيــة وطبيعتهــا‪ ،‬وبمنحــى لــه عالقــة بمســألة‬
‫فــي الجامعــات الغربيــة فــي المرحلــة ذاتهــا‪ ،‬وإن‬ ‫الهويــة الوطنيــة ولكــن بمنهجيــة تتمحــور حــول‬
‫اختلفــت طبيعــة التيــارات‪ .‬ففــي تلــك المرحلــة‬ ‫علــم النفــس االجتماعــي‪ .‬وعلــى ســبيل المثــال‬
‫صعــودا فــي‬
‫ً‬ ‫فــي الجامعــات الغربيــة‪ ،‬نُ الحــظ‬ ‫ال الحصــر يمكــن الركــون إلــى الدراســة الرائــدة‬
‫خصوصــا فــي علــم االجتمــاع‬ ‫ً‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‬ ‫لســيد عويــس عــن تشـ ّـفعات عامــة النــاس لألولياء‬
‫والتاريــخ واألنثروبولوجيــا للتيــارات الماركســية‬ ‫خصوصــا اإلمــام الشــافعي‪ ،‬والتــي الحــظ فيهــا‬ ‫ً‬
‫واليســارية والنســوية وتيــارات أخــرى أعطــت‬ ‫عويــس اســتمرارية تاريخيــة لهــذا األســلوب مــن‬
‫أولويــة لدراســة الصــراع االجتماعــي‪ ،‬وكذلــك‬ ‫عبــر عــن‬
‫وي ّ‬ ‫المناجــاة يمتــد إلــى العصــر الفرعونــي ُ‬
‫التيــارات الشــعبوية التــي وضعــت فــي الصــدارة‬ ‫كل مناجــاة‬‫تقاليــد اجتماعيــة مشــتركة‪ ،‬وإن كانــت ُّ‬
‫تاريخيــا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫المســتضعفة‬ ‫وجهــة نظــر الفئــات ُ‬ ‫ً‬
‫شــخصيا‪.‬‬ ‫تتطلّ ــب محتــوى‬

‫وتصادمــت هــذه التيــارات الجديــدة مــع تيــارات‬ ‫يبــرز االهتمــام ذاتُ ــه بمســألة الشــخصية الوطنيــة‬
‫بحثيــة قديمــة ُمحافظــة كانــت تُ فضــل التركيــز على‬ ‫فــي بعــض أهــم إنجــازات علــي الــوردي حــول‬
‫المشــترك بيــن‬ ‫التكامــل االجتماعــي والنظــام ُ‬ ‫قســمها إلــى أنمــاط‬ ‫الشــخصية العراقيــة‪ ،‬والتــي ّ‬
‫الفئــات االجتماعيــة وعوامــل االســتمرارية للنظــم‬ ‫كل منهــا علــى طبيعــة البيئــة الجغرافيــة‬‫يعتمــد ٌّ‬
‫االجتماعيــة ودور النُ خَ ــب فــي صنع التاريخ‪ .‬أما في‬ ‫ـد مــا مــن‬
‫المحليــة‪ ،‬وهــي منهجيــة قريبــة إلــى حـ ٍّ‬
‫ّ‬
‫فتحضر منظومــة أخرى للتيارات‬ ‫ُ‬ ‫الجامعــات العربيــة‬ ‫عمــل آخــر يجمــع مفهومــي الشــخصية الوطنيــة‪-‬‬
‫البحثيــة فــي الفتــرة نفســها‪ ،‬يشــمل أحدهــا نقــد‬ ‫القوميــة والهويــة‪ ،‬وهــو موســوعة "شــخصية‬
‫الفكــر التنمــوي الشــمولي‪ ،‬وهــو اتجــاه شــكّ لت‬ ‫مصــر" لجمــال حمــدان‪ ،‬والتــي تأثّ ــرت بأعمــال‬
‫جامعــة عيــن شــمس فــي مصــر أحــد أهــم مراكــزه‪.‬‬ ‫أســتاذة حســن الســاعاتي عن اســتمرارية مفهوم‬
‫ويســتخلص حســن رمعــون مــن التجربــة الجزائريــة‬ ‫العدالــة كأحــد مكونــات الشــخصية المصريــة‬
‫أربعــة تيــارات فــي العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬كان أولهــا‬ ‫التاريخيــة‪.‬‬
‫مــع بدايــة مرحلــة االســتقالل التيــار التكنوقراطــي‬
‫ويتميــز‬
‫ّ‬ ‫أساســا بقضايــا التنميــة‬
‫ً‬ ‫الــذي كان يعتنــي‬ ‫ونرصــد االهتمــام نفســه فــي مســألة الشــخصية‬
‫باتجــاه تطبيقــي‪ ،‬والتيــار الليبرالــي‪ ،‬ثــم التيــار‬ ‫الوطنيــة فــي أولــى الدراســات االجتماعيــة‬
‫الشــعبوي الــذي تبنّ ــى مشــروع الحداثــة علــى‬ ‫الفرنســية حــول المغــرب فــي بدايــة عصــر الحمايــة‬
‫متوجسـ ًـا مــن‬
‫ّ‬ ‫خطــى التيــارات األخــرى ولكنــه كان‬ ‫االســتعمارية‪ ،‬حيــث تــم تكويــن صــورة للشــخصية‬
‫ومناهضــا‬
‫ً‬ ‫االنتشــار الالمحــدود للقيــم الغربيــة‬ ‫تتميــز بالتناقــض بيــن الفقــر االقتصــادي‬‫ّ‬ ‫المغربيــة‬
‫لــكل مــا بــدا وكأنــه اســتمرارية للمشــروع‬ ‫ّ‬ ‫والبــذخ فــي العالقــات االجتماعيــة العامــة‪،‬‬
‫االســتعماري‪ .‬وفــي مرحلــة الحقــة بــرز التيــار‬ ‫أي شــخصية تجمــع بيــن العــوز المــادي والفخــر‬
‫اإلســامي كاتجــاه رابــع فــي العلــوم االجتماعيــة‬ ‫االجتماعــي والقناعــة بالموجــود (الزاهــي ‪,2011‬‬
‫حيــث تبنّ ــى بعــض مبــادئ الشــعبوية ولكــن بعدمــا‬ ‫‪ .)13‬وتُ شــكّ ل مســألة الشــخصية حجــر الزاويــة‬
‫أضــاف اليهــا هالــة مــن القداســة الدينيــة (رمعــون‬ ‫رواد علــم االجتمــاع‬ ‫فــي أعمــال حامــد عمــار‪ ،‬أحــد ّ‬
‫‪ .(294-269 ,2014‬فــي هــذا المجــال‪ ،‬مــن‬ ‫ميــز بيــن أصنــاف مــن‬ ‫التربــوي فــي مصــر‪ ،‬حيــث ُي ّ‬
‫ســميه رمعــون بالتيــار‬‫ّ‬ ‫أن مــا ُي‬‫المهــم أن نالحــظ ّ‬ ‫الشــخصيات علــى غــرار "ابــن البلــد" شــديد الــوالء‬
‫الشــعبوي كان ُيماثــل اتجاهــات فــي مناطــق‬ ‫للبيئــة المحليــة‪ ،‬أو "الفهلــوي" الــذي يجيــد انتهــاز‬
‫أخــرى مــن العالــم العربــي دعــت إلــى تعريــب‬ ‫الفــرص‪ ،‬وهــو الشــخصية عينهــا التــي انتقدهــا‬
‫العلــوم االجتماعيــة (حجــازي وآخــرون ‪.)1986‬‬ ‫ـدة صــادق جــال العظــم فــي كتابــه الشــهير‬ ‫بشـ ّ‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪18‬‬
‫ﺗﻮزﻳﻊ ﻋﻨﺎوﻳﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺒﺤﺜﻲ ﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻢ اﻹﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﻌﻮدﻳﻴﻦ‪2013-1970 ,‬‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻌﻨﻮان‬ ‫اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬


‫اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ ﻛﺎﻓﺔ ‪2013 - 1970‬‬
‫‪16.2‬‬ ‫اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‬ ‫‪1‬‬
‫‪11.7‬‬ ‫اﻷﺳﺮة‬ ‫‪2‬‬
‫‪6.9‬‬ ‫اﻟﻤﺮأة‬ ‫‪3‬‬
‫‪6.0‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺪﻳﻨﻲ‬ ‫‪4‬‬
‫‪5.7‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدي‬ ‫‪5‬‬

‫‪3.7‬‬ ‫اﻟﻔﻘﺮ وﻣﺸﻜﻼت اﻹﺳﻜﺎن‬ ‫‪6‬‬

‫‪3.3‬‬ ‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫‪7‬‬


‫‪3.3‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﺮﺑﻮي‬ ‫‪8‬‬
‫‪3.1‬‬ ‫اﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ‬ ‫‪9‬‬

‫جدول رقم ‪1‬‬


‫‪3.1‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ‬ ‫‪10‬‬

‫‪3.1‬‬ ‫اﻟﺸﺒﺎب‬ ‫‪11‬‬

‫‪2.7‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﻄﺒﻲ‬ ‫‪12‬‬


‫‪2.6‬‬ ‫اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫‪13‬‬
‫‪2.5‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫‪14‬‬
‫‪2.1‬‬ ‫اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫‪15‬‬
‫‪2.1‬‬ ‫اﻻﻧﺤﺮاف‬ ‫‪16‬‬
‫‪2.0‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺤﻀﺮي‬ ‫‪17‬‬

‫‪1.9‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬ ‫‪18‬‬

‫‪1.9‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺮﻳﻔﻲ‬ ‫‪19‬‬


‫‪1.9‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع اﻷدب‬ ‫‪20‬‬
‫‪14.2‬‬ ‫ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ‬

‫المصــدر‪ :‬الخليفــة‪ ،‬عبــد اللــه بــن حســين‪“ .2014 .‬التكويــن العلمــي فــي علــم االجتمــاع‪ :‬حالــة الســعودية”‪ .‬فــي مســتقبل‬
‫العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم العربــي‪ ،‬تحريــر ســاري حنفــي‪ ،‬ونوريــة بــن غبريط‪-‬رمعــون‪ ،‬ومجاهــدي مصطفــى ‪183-‬‬
‫‪ .182‬بيــروت‪ :‬مركــز دراســات الوحــدة العربيــة‪.‬‬

‫وفــي جامعــة الملــك عبــد العزيــز فــي أوائــل‬ ‫تيــار ذو تأثيــر محــدود دعــا إلــى‬
‫ٌ‬ ‫وكان هنــاك‬
‫الثمانينــات‪ ،‬إذ تظهــر مــواد تعليميــة كعلــم‬ ‫وخصوصا‬
‫ً‬ ‫أســلمة المعرفــة فــي المغــرب العربــي‬
‫االجتمــاع اإلســامي وعلــم االجتمــاع مــن‬ ‫فــي المغــرب والجزائــر فــي الثمانينــات مــن‬
‫منظــور إســامي والتأصيــل اإلســامي‬ ‫خريجــي المدرســة‬ ‫القــرن الماضــي عــن طريــق ّ‬
‫لعلــم االجتمــاع‪ .‬وتزامــن هــذا االتجــاه مــع اتجــاه‬ ‫الفرنكوفونيــة (عــروس ‪ ،)274 ,2014‬ســبق‬
‫قائــم‬
‫ٍ‬ ‫تطبيقــي براغماتــي لعلــم االجتمــاع‬ ‫وظهــر فــي مرحلــة ســابقة فــي الســعودية‬
‫علــى تجريــده مــن المــواد الفلســفية والنظريــة‬ ‫حيــث بــرزت فكــرة أســلمة العلــوم االجتماعيــة‬
‫نقــدا للوضــع الراهــن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫التــي قــد تتضمــن‬ ‫تحديـ ً‬
‫ـدا فــي أقســام علــم االجتمــاع فــي جامعــة‬
‫كالنظريــات االجتماعيــة وعلــم االجتمــاع‬ ‫اإلمــام محمــد بــن ســعود فــي أواخــر الســبعينات‬

‫‪19‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫بعرضــة هــذا‬‫شــعورا واســع االنتشــار ُ‬ ‫ً‬ ‫ممــا يولّ ــد‬ ‫السياســي والفلســفة االجتماعيــة التــي لــم‬
‫المســتدامة للتضعضــع أو االنهيــار‪ .‬واذا‬ ‫الضبــط ُ‬ ‫تبــدأ بالتســلّ ل إلــى المناهــج قبــل التســعينات‬
‫نســبيا لقضايــا األســرة‬‫ً‬ ‫عتبــر‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫الحضــور‬ ‫كان‬ ‫مــن القــرن الماضــي (الخليفــة ‪.)156-155 ,2014‬‬
‫مفهومــا فــي مجتمــع‬
‫ً‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫للبح‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫كمواضي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫والدي‬
‫المســتغرب الغيــاب‬ ‫ُيقــال فيــه أنــه "محافــظ"‪ ،‬مــن ُ‬ ‫والالفــت فــي هــذا الســياق هــو اســتمرارية‬
‫شــبه الكامــل لدراســات العمالــة األجنبيــة التــي‬ ‫تهميــش االتجاهــات النقديــة للعلــوم االجتماعيــة‬
‫كبيــرا يصــل إلــى ‪%30‬‬‫ً‬ ‫اجتماعيــا‬
‫ًّ‬ ‫قطاعــا‬
‫ً‬ ‫تُ شــكّ ل‬ ‫فــي الحالــة الســعودية‪ ،‬ســواء فــي مناهــج‬
‫مــن الســكان‪ ،‬وقــد يكمــن الســبب فــي غيــاب‬ ‫التدريــس أم البحــث‪ .‬ففــي مرحلــة الدكتــوراه نجــد‬
‫تشــجيع هــذا االتجــاه البحثــي‪.‬‬ ‫أن المواضيــع التــي تحظــى باألهميــة هــي تللــك‬
‫التي تتعلق بمســائل التغيير االجتماعي والتنمية‬
‫كميــا‬
‫ًّ‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬ورغــم الحضــور المقبــول‬ ‫والمشــكالت الحضاريــة والمجتمــع الســعودي‪،‬‬
‫للعلــوم االجتماعيــة فــي الجامعــات العربيــة‪ ،‬فإنهــا‬ ‫إلــى جانــب مســائل الجريمــة واالنحــراف والضبــط‬
‫مــا زالــت تُ عانــي مــن ضعف الصــات الداخلية بينها‬ ‫االجتماعــي‪ .‬ومــن الواضــح أن هــذه التفضيــات‬
‫علــى الصعيــد العربــي وعــدم االهتمــام بالذاكــرة‬ ‫المنهجيــة تعكــس نفســها فــي اإلنتــاج البحثــي‬
‫العلميــة العربيــة وتشــرذم الجهــد البحثــي‪ .‬و هــذه‬ ‫لعلمــاء علــم االجتمــاع الســعوديين‪ ،‬إذ يؤكــد‬
‫العوامــل مجتمعــة ال تُ عطــي هــذه العلــوم ثقــة‬ ‫عبــد اللــه بــن حســين الخليفــة مــن خــال دراســة‬
‫بالنفــس‪ ،‬بــل تجعلهــا ُعرضــة للعمــل ضمــن الحــدود‬ ‫بحثيــا بيــن ‪ 2013-1970‬أن‬ ‫ًّ‬ ‫إنتاجــا‬
‫ً‬ ‫شــملت ‪1037‬‬
‫التــي تفرضهــا مواقــف وأوضــاع سياســية‪،‬‬ ‫دراســات الجريمــة واالنحــراف والضبــط االجتماعــي‬
‫أن‬‫ســواء بشــكل مباشــر أم غيــر مباشــر‪ .‬بيــد ّ‬ ‫ـدى ‪ %19‬مــن‬ ‫معــا فــي الصــدارة بنســبة تتعـ ّ‬ ‫تأتــي ً‬
‫هــذا الواقــع ال يعنــي تالشــي األمــل بظهــور‬ ‫العناويــن‪ ،‬تليهــا دراســات األســرة بنســبة تقتــرب‬
‫جماعــة‪ ،‬أو جماعــات‪ ،‬علميــة عربيــة فــي العلــوم‬ ‫من ‪ ،%12‬فيما ليس هناك ســوى عنوانين فقط‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬وإعــادة اكتشــاف ذاكرتهــا التاريخيــة‬ ‫يتنــاوالن الصــراع االجتماعــي وعنــوان واحــد ال غيــر‬
‫أن حقبــة‬‫ـل خيــر شــاهد علــى ذلــك ّ‬ ‫وتقييمهــا‪ ،‬ولعـ ّ‬ ‫يتنــاول العمالــة األجنبيــة رغــم أهميتهــا البالغــة‬
‫فعــا نشــوء جماعــات‬ ‫ً‬ ‫تاريخيــة قريبــة شــهدت‬ ‫فــي الســعودية ومنطقــة الخليــج بشــكل عــام‪.‬‬
‫خصوصــا تلــك التــي تمحــورت‬
‫ً‬ ‫علميــة ذات أهميــة‪،‬‬ ‫تأثيــرا مــا للقــرارات السياســية‬
‫ً‬ ‫ويالحــظ الخليفــة‬
‫ُ‬
‫حــول شــخصية علميــة رائــدة مــن أمثــال محمــد‬ ‫علــى مســارات البحــث‪ .‬فوفقــا لدراســة الخليفــة‪،‬‬
‫الجوهــري فــي مصــر أو علــي الــوردي فــي العــراق‬ ‫يتــم تنــاول مشــكالت الفقــر واإلســكان فــي ‪%4‬‬
‫(إبراهيــم ‪.)67-66 ,2014‬‬ ‫أن ‪ %95‬منهــا ظهــرت فــي‬ ‫مــن اإلنتــاج البحثــي و ّ‬
‫العقــد األول مــن األلفيــة الثالثــة‪ ،‬أي مباشــرةً بعــد‬
‫كمــا نكتشــف بعــض التجــارب الواعــدة فــي حــال‬ ‫أول إقــرار رســمي مــن جانــب الملــك عبــد اللــه‬
‫وتحديــدا‬
‫ً‬ ‫الكميــة‬
‫ّ‬ ‫الذهــاب أبعــد فــي المعطيــات‬ ‫بوجــود الفقــر كمشــكلة اجتماعيــة فــي المملكــة‬
‫إلــى قــدوات التجــارب البحثيــة التــي تثبــت أن‬ ‫(الخليفــة ‪.)185-180 ,2014‬‬
‫ـادر علــى تجــاوز عقبــات‬
‫العلــم البحثــي العربــي قـ ٌ‬
‫عــدة عندمــا يلتــزم ببعــض المعاييــر‪ ،‬كالكتابــة‬ ‫ّ‬ ‫أن مواضيــع‬ ‫بنــاء علــى مــا ســبق‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫مــن الواضــح‬
‫العلميــة الرشــيدة التــي تُ حــدد بوضــوح أســئلة‬ ‫البحــث فــي الجامعــات تتماهــى مــع االتجــاه‬
‫البحــث الرئيســة وإبســتيمولوجيته‪ ،‬والممارســة‬ ‫العــام للسياســات وااليديولوجيــات الحاكمــة فــي‬
‫توظــف منهجيــات عــدة‬ ‫ّ‬ ‫المنهجيــة اإلبداعيــة التــي‬ ‫ظــل وجــود قيــود معروفــة للباحثيــن حــول حريــة‬ ‫ّ‬
‫كل منهــا األخــرى‪ ،‬والعمــل الجماعــي الــذي‬ ‫يدعــم ٌّ‬ ‫البحــث أو تفضيــل رســمي لبعــض االتجاهــات‬
‫يســمح لفريــق مــن المســاعدين باكتســاب خبــرة‬ ‫والمواضيــع البحثيــة ونبــذٍ التجاهــات ومواضيــع‬
‫ميدانيــة وتحليليــة ضمــن إشــراف علمــي منضبــط‬ ‫أخــرى‪ ،‬رغــم وجــود اســتثناءات كمــا هــي الحــال‬
‫(بــدوي ‪ .)127-125 ,2014‬وهــذه المعاييــر‬ ‫مثــا‬
‫ً‬ ‫مســوغات واضحــة‬ ‫ّ‬ ‫فــي أي مــكان‪ .‬فــا‬
‫ـب فــي اتجــاه‬ ‫ـدى اإلنتــاج الكفــوء للعلــم وتصـ ّ‬‫تتعـ ّ‬ ‫للنســبة العاليــة لدراســات الجريمــة فــي مجتمــع‬
‫تكوينــات جديــدة لجماعــات علميــة‪ ،‬وإن كانــت‬ ‫نســبيا لكــن تُ صبــح‬
‫ً‬ ‫نســبة الجريمــة فيــه متدنيــة‬
‫محــدودة حتــى اآلن‪ ،‬تلتــزم مقاربــات ومنهجيــات‬ ‫وضوحــا فــي‬
‫ً‬ ‫جــذور هــذه الظاهــرة العلميــة أكثــر‬
‫نموذجيــة وتوظــف خبــرة بحثيــة ناتجــة عــن تعــاون‬ ‫حــال مقاربــة دراســات الجريمــة كجــزء مــن منظومــة‬
‫علمــي بشــكل أو بآخــر‪.‬‬ ‫معرفيــة هاجســها األول الضبــط االجتماعــي‪،‬‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪20‬‬
‫بعض خصائص علماء العلوم االجتماعية في العالم‬
‫العربي(‪ :)3‬دراسة عينة‬

‫مــن حيــث لغــة الدراســة‪ ،‬يمكــن اســتخالص تراجــع‬ ‫إلغنــاء هــذا التقريــر‪ ،‬أجــرى طاقــم العمــل دراســة‬
‫تقــدم درجــة الدراســة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫دور اللغــة العربيــة مــع‬ ‫اســتطالعية مــن خــال اســتمارة ُوزّ عــت علــى‬
‫حيــث تنخفــض نســبة دراســة العلــوم االجتماعيــة‬ ‫عربيــا‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫عينــة هادفــة تتكــون مــن ‪ 531‬عالِ ًمــا‬
‫بالعربيــة مــن ‪ %67‬مــن علمــاء العلــوم االجتماعيــة‬ ‫عامــا‪ ،‬مــن أجــل‬ ‫تراوحــت أعمارهــم بيــن ‪ً 67-29‬‬
‫خــال دراســتهم فــي مرحلــة البكالوريــوس إلــى‬ ‫أوليــة تتعلــق بخلفيتهــم‬ ‫ّ‬ ‫تكويــن مالحظــات‬
‫‪ %32‬خــال مرحلــة الدكتــوراه‪ ،‬أي مــن الثلثيــن‬ ‫وأطــر‬ ‫العلميــة والثقافيــة ونشــاطهم البحثــي ُ‬
‫تقريبــا‪ .‬وبعكــس ذلــك تلعــب‬ ‫ً‬ ‫إلــى الثلــث‬ ‫عملهــم‪ .‬و مــن أصــل عينــة ال‪ 531‬عالمـ ًـا‪ ،‬قــام‬
‫جوهريــا فــي التحصيــل‬‫ًّ‬ ‫دورا‬
‫ً‬ ‫اللغــة اإلنكليزيــة‬ ‫‪ 87‬منهــم بتعبئــة اإلســتبيان‪ .‬ونتيجــة لهــذا‬
‫العالــي‪ ،‬رغــم أن حضورهــا ال يتجــاوز ‪ %15‬فــي‬ ‫المعــدل المنخفــض فــي االســتجابة (‪)%17‬‬
‫مرحلــة البكالوريــوس‪ .‬وبهــذا يتكـ ّـون فكــر غالبيــة‬ ‫لــم تأتــي اســتنتاجاتنا شــمولية لكافــة علمــاء‬
‫علمــاء العلــوم االجتماعيــة (‪ )%52‬مــن خــال‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم العربــي بــل‬
‫ــجل‬‫وي َس َّ‬
‫هــذه اللغــة فــي مرحلــة الدكتــوراه‪ُ .‬‬ ‫حصرنــا تحليالتنــا علــى شــكل إحصــاءات وصفيــة‪.‬‬
‫ـواز لإلنكليزيــة فــي المرحلــة‬‫ـور للفرنســية مـ ٍ‬ ‫حضـ ٌ‬ ‫نســبيا‪ ،‬وقــد‬
‫ًّ‬ ‫وأول مــا نالحظــه هــو صغــر العمــر‬‫ّ‬
‫ـا‬
‫األولــى مــن الدراســة وال ينخفــض ســوى قليـ ً‬ ‫يكــون لذلــك عالقــة بحداثــة والدة الجامعــات‬
‫فــي المراحــل األعلــى‪ .‬وهنــا تتّ ضــح العالقــة‬ ‫باطــراد أعــداد‬ ‫ّ‬ ‫والمؤسســات البحثيــة‪ ،‬أو‬
‫العكســية بيــن حضــور العربيــة واإلنكليزيــة بنــوع‬ ‫المتخصصيــن فــي العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫ُ‬
‫خــاص‪.‬‬ ‫المنطقــة فــي الســنوات األخيــرة‪ ،‬أو ربمــا بانفتــاح‬
‫أكبــر مــن جانــب الباحثيــن األصغــر ســنًّ ا لإلجابــة عــن‬
‫وفــي الســياق عينــه‪ ،‬يتعــزَّ ز دور التعليــم خــارج‬ ‫األســئلة والتواصــل مــع طاقــم العمــل‪ .‬الجديــر‬
‫ـدم درجــة الدراســة‪ ،‬ولكــن‬ ‫الوطــن العربــي مــع تقـ ّ‬ ‫أن‬
‫مالحظتــه فــي هــذه الرؤيــة االســتطالعية ّ‬
‫اطــراد أهميــة اللغــات األجنبيــة‪.‬‬ ‫بدرجــة أقــل مــن ّ‬ ‫‪ %57‬مــن أفــراد العينــة هــم تحــت ســن الـ‪ ،40‬وأن‬
‫إذ ترتفــع نســبة الدارســين خــارج الوطــن العربــي‬ ‫تلمــس هيمنة‬ ‫‪ %74‬تحــت ســن الـــ‪ .45‬كمــا يمكــن ُّ‬
‫مــن ‪ %27‬فــي مرحلــة الماجســتير إلــى ‪%36‬‬ ‫ذكوريــة حيــث يكـ ّـون الذكــور ‪ %74‬مــن المجمــوع‪.‬‬
‫فــي مرحلــة الدكتــوراه‪ ،‬تأتــي بريطانيــا فــي‬ ‫وســنذكر فــي مــا يلــي بعــض الخصائــص التــي‬
‫الصــدارة كمقصــد لطــاب الدكتــوراه (‪ ،)%14‬ثــم‬ ‫وقابليــة للتعميــم إلــى‬ ‫ّ‬ ‫تكتســب أهميــة كبيــرة‬
‫الواليــات المتحــدة وفرنســا (‪ %7‬لــكل منهمــا)‪،‬‬ ‫حــد مــا‪ ،‬بمــا يشــمل دور اللغــة فــي التكويــن‬ ‫ًّ‬
‫ويتــوزع الباقــون علــى بلــدان أخــرى هــي كنــدا‬ ‫العلمــي والنشــاط البحثــي ومصــادر التمويــل‪.‬‬

‫(‪ )3‬شــمل االســتبيان الحائزيــن علــى شــهادة ماجســتير أو دكتــوراه أو مــا يعادلهمــا فــي مجــال العلــوم االجتماعيــة مــن أيــة جامعــة فــي العالــم‪ ،‬بغــض النظــر‬
‫عمــا إذا كانــوا يعملــون فــي مجــال األبحــاث‪ ،‬أو التعليــم‪ ،‬أو اإلدارة‪ ،‬مــن عينــة هادفــة مــن الباحثيــن فــي مجــال العلــوم االجتماعيــة المرتبطيــن بالمجلــس العربــي‬
‫للعلــوم االجتماعيــة (أي الحائزيــن علــى المنــح وأعضــاء المجلــس والمشــاركين فــي المؤتمــرات التــي ينظمهــا المجلــس)‪ .‬راجــع القســم حــول المنهجيــة للمزيــد‬
‫مــن التفاصيــل‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫أن الجزائــر‬
‫ســكان العالــم العربــي‪ ،‬رغــم ّ‬ ‫وألمانيــا وإســبانيا والهنــد‪ .‬أمــا فــي الوطــن‬
‫تبــدو أكثــر إنتاجيــة مــع أنهــا تحتضــن أقــل‬ ‫العربــي تحتــل كل مــن مصــر والجزائــر أهميــة‬
‫ســجل بعــض‬‫ّ‬ ‫مــن نصــف ســكان مصــر‪ .‬وتُ‬ ‫خاصــة فــي إنتــاج علمــاء العلــوم االجتماعيــة‪،‬‬
‫حضــور ا ُمميــزً ا فــي هــذا‬
‫ً‬ ‫الــدول األخــرى‬ ‫معــا وبنســب متقاربــة ‪ %44‬مــن‬ ‫إذ ُينتجــان ً‬
‫المجــال علــى غــرار المغــرب ( ‪ %10‬مــن‬ ‫شــهادات الماجســتير و ‪ %39‬مــن شــهادات‬
‫شــهادات الماجســتير و ‪ %8‬مــن الدكتــوراه)‬ ‫غريبــا إذا‬
‫ً‬ ‫الدكتــوراه‪ .‬وقــد ال يكــون ذلــك‬
‫وتونــس ( ‪ %6‬و ‪.)%7‬‬ ‫يضمــان ‪ %33‬مــن‬ ‫ّ‬ ‫أخذنــا باالعتبــار أنهمــا‬

‫ﺗﺪرﻳﺲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻠﻐﺔ*‬

‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‬
‫‪80‬‬
‫ﻟﻐﺎت أﺧﺮى‬

‫رسم رقم ‪6‬‬


‫‪70‬‬
‫‪%67‬‬

‫‪60‬‬

‫‪%52‬‬ ‫‪%52‬‬
‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪%32‬‬
‫‪%29‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪20‬‬
‫‪%16‬‬
‫‪%14‬‬ ‫‪%15‬‬
‫‪%13‬‬

‫‪10‬‬
‫‪%5‬‬
‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬
‫‪0‬‬

‫دﻛﺘﻮراه‬ ‫ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ‬ ‫ﺑﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 87‬إﺟﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻹﺳﺘﺒﻴﺎن‪.‬‬
‫ً‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪22‬‬


‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻨﺸﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺣﺴﺐ اﻟﻠﻐﺔ*‬

‫اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪%9‬‬

‫رسم رقم ‪7‬‬


‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪%54‬‬
‫اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ‪%37‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 987‬ﻣﻨﺸﻮرة ل‪ 87‬ﺑﺎﺣﺚ‪.‬‬‫ً‬

‫اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻨﺸﺮ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ*‬

‫اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ‪%18‬‬

‫رسم رقم ‪8‬‬

‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪% %55‬‬
‫اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ ‪%27‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 987‬ﻣﻨﺸﻮرة ل‪ 87‬ﺑﺎﺣﺚ‪.‬‬‫ً‬

‫‪23‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫مــع محيطــات معرفيــة مختلفــة وال تُ شــكّ ل لغــة‬ ‫هــذا وتبــدو العالقــة بيــن لغــة الدراســة ولغــة‬
‫التكويــن العلمــي بالنســبة اليهــم حاجــزً ا يمنعهــم‬ ‫النشــر العلمــي خارجــة عــن توقعاتنــا‪ .‬فالعربيــة‬
‫مــن التواصــل المعرفــي خارج حــدود اللغة‪ .‬وضمن‬ ‫تأتــي فــي منزلــة اللغــة األولــى للنشــر بنســبة‬
‫هــذه الشــريحة تبــرز نتائــج مماثلــة لمــا ســبق رغــم‬ ‫‪ %54‬مــن مختلــف منشــورات أفــراد العينــة‪،‬‬
‫إن العربيــة ال تــزال لغــة النشــر‬
‫اختــاف النســب‪ ،‬إذ ّ‬ ‫وهــي أعلــى بكثيــر مــن نســبة دارســي الدكتــوراه‬
‫األولــى لمعظــم الباحثيــن الذيــن ينشــرون بلغــات‬ ‫العينــة نفســها‪ ،‬رغــم‬
‫ّ‬ ‫باللغــة العربيــة (‪ )%32‬فــي‬
‫ـورا‬
‫مختلفــة‪ ،‬كمــا يسـ ّـجل الكُ تّ ــاب بالفرنســية حضـ ً‬ ‫أنهــا أقــل مــن نســبة الحاصليــن علــى دكتــوراه‬
‫وضوحــا ضمــن هــذه الشــريحة حيــث تتضاعــف‬ ‫ً‬ ‫أكثــر‬ ‫فــي العلــوم االجتماعيــة مــن جامعــة فــي الوطــن‬
‫نســبتهم بالمقارنــة مــع مــن يكتبــون بالفرنســية‬ ‫العربي (‪ .)%64‬وتشكل اإلنكليزية لغة ‪ %37‬من‬
‫حصـ ًـرا‪.‬‬ ‫المنشــورات رغــم أنهــا اللغــة الدكتوراليــة لـــ‪%52‬‬
‫مــن العينــة‪ .‬ونشــهد حالــة مماثلــة مــع الفرنســية‬
‫فــرق بيــن عــدد‬‫ٌ‬ ‫متوقعــا‪ ،‬هنــاك‬
‫ً‬ ‫وكمــا كان‬ ‫حيــث هــي لغــة الدراســة لـــ‪ %13‬مــن حملــة‬
‫مرتبــط بعمــر الباحــث ومنصبــه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫المنشــورات‬ ‫الدكتــوراه و‪ %9‬مــن اإلنتــاج العلمــي‪ .‬ولكــن مــا‬
‫العينــة‬
‫ّ‬ ‫ولكــن رغــم الصغــر النســبي للعمــر فــي‬ ‫أن هــذه اللغــات ليســت‬ ‫يجــب أخــذه فــي االعتبــار ّ‬
‫أن ثلــث الباحثيــن أصــدر ‪10‬‬ ‫عتمــدة‪ ،‬نجــد ّ‬
‫الم َ‬‫ُ‬ ‫تمامــا مــن ناحيــة التكويــن العلمــي‬ ‫ً‬ ‫منفصلــة‬
‫أي‬
‫ّ‬ ‫‪%17‬‬ ‫ينشــر‬ ‫لــم‬ ‫فيمــا‬ ‫أكثــر‪،‬‬ ‫أو‬ ‫منشــورات‬ ‫أن ‪%40‬‬ ‫ّ‬ ‫المثــال‬ ‫ســبيل‬ ‫علــى‬ ‫نجــد‬ ‫إذ‬ ‫للباحــث‪،‬‬
‫ـد مــن االشــارة‬ ‫انتــاج بحثــي حتــى اآلن‪( .‬وهنــا ال بـ ّ‬ ‫العينــة ينشــرون أبحاثهــم بأكثــر مــن‬‫ّ‬ ‫مــن أفــراد‬
‫كال مــن الكتــب‪.‬‬
‫إلــى أننــا أدرجنــا فــي خانــة النشــر ًّ‬ ‫لغــة‪ .‬ويمكــن القــول عــن هــؤالء إنهــم متفاعلــون‬

‫ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺣﺴﺐ ﻋﺪد اﻟﻤﻨﺸﻮرات*‬


‫‪30‬‬
‫‪29‬‬

‫ﻋﺪد اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ‬ ‫‪25‬‬

‫‪20‬‬ ‫رسم رقم ‪9‬‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪12‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪ 10‬ﻓﺄﻛﺜﺮ‬ ‫‪9-7‬‬ ‫‪6-4‬‬ ‫‪3-1‬‬ ‫‪0‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 87‬ﺑﺎﺣﺚ‪ .‬ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﻤﻨﺸﻮرات اﻟﻜﺘﺐ واﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ﻛﺘﺐ أو ﻣﺠﻼت ﻋﻠﻤﻴﺔ وﺗﻘﺎرﻳﺮ وﻋﺮوض ﻛﺘﺐ‪.‬‬‫ً‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪24‬‬


‫الماضيــة‪ ،‬وينقســم هــؤالء إلــى فئتيــن‬ ‫والمقــاالت فــي كتــب أو مجــات علميــة‬
‫متســاويتين فــي العــدد‪ :‬نصفهــم حصــل علــى‬ ‫التمعــن فــي‬
‫ُّ‬ ‫وتقاريــر وعــروض الكتــب)‪ .‬ولــدى‬
‫دعــم مالــي للبحــث مــن مصــدر واحــد‪ ،‬فيمــا‬ ‫أن ‪ %71‬مــن‬ ‫مصــادر تمويــل البحــث‪ ،‬يظهــر ّ‬
‫حصــل النصــف اآلخــر علــى تمويــل مــن مصــادر‬ ‫علمــاء العلــوم االجتماعيــة العــرب أفــادوا بأنهــم‬
‫مختلفــة ‪.‬‬ ‫حصلــوا علــى دعــم مــا خــال الســنوات الخمــس‬

‫ﻣﺼﺎدر ﺗﻤﻮﻳﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﻷﺧﻴﺮة‪*2014-2010 ،‬‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ‬ ‫اﻟﻤﺼﺪر‬

‫‪32‬‬ ‫ﻣﻜﺎن اﻟﻌﻤﻞ‬

‫‪29‬‬ ‫ﻣﻜﺎن اﻟﻌﻤﻞ وﻣﺼﺎدر أﺧﺮى‬

‫جدول رقم ‪2‬‬


‫‪5‬‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻃﻨﻴﺔ أو ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ‬

‫‪6‬‬ ‫ﻣﺆﺳﺴﺎت وﻃﻨﻴﺔ أو ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ وﻣﺼﺎدر أﺧﺮى‬

‫‪13‬‬ ‫ﻣﺼﺎدر دوﻟﻴﺔ‬

‫‪3‬‬ ‫ﻣﺼﺎدر دوﻟﻴﺔ وﻣﺼﺎدر أﺧﺮى‬

‫‪11‬‬ ‫ﻣﺼﺎدر أﺧﺮى ﻏﻴﺮ ﻣﺬﻛﻮرة أﻋﻼه‬

‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات المرصد العربي للعلوم االجتماعية‬


‫*بناء على ‪ 87‬باحث‬
‫ً‬

‫ـود‬
‫أن التمويــل الدولــي موجـ ٌ‬ ‫مصــادر دوليــة‪ .‬إال ّ‬ ‫وفــي اإلطــار نفســه‪ ،‬يحظــى موقــع العمــل‬
‫تحــت بنــود أخــرى فــي الجــدول‪ ،‬أي تحــت كل‬ ‫بأهميــة بــارزة تُ حــدد إلــى نحــو كبيــر إمكانيــة‬
‫بنــد يحتــوي "مصــادر أخــرى"‪ .‬وإذا أضفنــا هــذه‬ ‫النشــاط البحثــي‪ ،‬رغــم وجــود مصــادر أخــرى‬
‫نتبيــن أن نســبة الباحثيــن‬
‫ُ‬ ‫األرقــام األخــرى‪،‬‬ ‫ـف الدعــم الوطنــي‬ ‫أيضــا ضعـ ُ‬
‫ويظهــر ً‬ ‫للتمويــل‪َ .‬‬
‫المســتفيدين بدرجــة مــا مــن تمويــل دولــي‬ ‫أو الحكومــي المباشــر للبحــث والــذي قــد يكــون‬
‫تصــل إلــى ‪ .%40‬ومــع ذلــك‪ ،‬ال يمكــن الخــروج‬ ‫رتبطــا بغيــاب اســتراتيجيات وطنيــة تتعلّ ــق‬ ‫ً‬ ‫ُم‬
‫باســتنتاجات نهائيــة حــول العالقــة بيــن التمويــل‬ ‫بــدور العلــوم االجتماعيــة‪ .‬وفــي الواقــع نرصــد‬
‫وأجنــدات البحــث مــن دون دراســة مســتفيضة‬ ‫جوهريــا للتمويــل الدولــي قــد ال يكــون‬
‫ًّ‬ ‫دورا‬
‫ً‬
‫لمحتــوى البحــوث الممولــة مــن األطــراف كافــة‪،‬‬ ‫واضحــا بمــا فيــه الكفايــة فــي جــدول رقــم ‪,2‬‬ ‫ً‬
‫بمــا فيهــا المؤسســات الوطنيــة والخاصــة‬ ‫أن ‪ %16‬مــن الباحثيــن الحاصليــن‬ ‫حيــث يبــدو ّ‬
‫ومراكــز البحــث وســواها‪.‬‬ ‫علــى تمويــل اســتفادوا بشــكل أو بآخــر مــن‬

‫‪25‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫البحث ازداد ‪ 10‬أضعاف خالل ‪ 35‬ســنة‪ ،‬إال أنه إذا‬ ‫مراكز البحث‬
‫ـم التأكــد مــن تاريــخ إنشــائها‬
‫تناولنــا المراكــز التــي تـ ّ‬
‫مؤكــدا‬ ‫نمــوا‬ ‫كمــا يشــير رســم رقــم ‪ ،10‬نلحــظ‬ ‫إلــى جانــب الجامعــات‪ ،‬شــهدت مراكــز البحــث‬
‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫فــي العالــم العربــي نمـ ًّـوا كبيـ ًـرا فــي الســنوات‬
‫يتــراوح بيــن ‪ 6‬إلــى ‪ 7‬أضعــاف خــال تلــك الفتــرة‪.‬‬
‫الماضيــة‪ .‬والجديــر بالمالحظــة أن هــذا النمــو‬
‫ـارعا حتــى اآلن‪.‬‬
‫ـكال متسـ ً‬ ‫وتتخــذ هــذه الزيــادة شـ ً‬ ‫يبــدو ُمتزامنً ــا مــع نمــو االهتمــام بــدور المجتمــع‬
‫كمــا أن النمــو الســريع لمراكــز األبحــاث يشــمل‬ ‫المدنــي‪ ،‬والبحــث عــن ُأطــر جديــدة ذات طبيعــة‬
‫معظــم الــدول العربيــة‪ ،‬ولكــن أعلى درجــات النمو‬ ‫بحثيــة ديناميــة ُمســتقلّ ة‪ ،‬وبــروز جيــل جديــد مــن‬
‫تســجلها الجزائــر وفلســطين واألردن والعــراق‬ ‫علمــاء االجتمــاع العــرب لــم تكــن للجامعــات قــدرة‬
‫ولبنــان‪ ،‬إلــى جانــب نمــو ملحــوظ فــي مصــر‬ ‫علــى اســتيعابهم‪ ،‬أو كانــوا هــم أنفســهم أكثــر‬
‫المتاحــة مــن‬‫وبعــض دول الخليــج‪ .‬وتشــير األرقــام ُ‬ ‫اهتمامــا بالعمــل خــارج االطــار الجامعــي‪ .‬بشــكل‬
‫ً‬
‫‪ 73‬مركــزً ا مــن هــذه المراكــز الــى أن عــدد الباحثيــن‬ ‫ً‬
‫حاليــا فــي‬ ‫عــام يوجــد ‪ 436‬مركــز بحــث يعمــل‬
‫ً‬
‫باحثــا لــكل‬ ‫معــدال يصــل إلــى ‪21‬‬
‫ً‬ ‫العامليــن فيهــا‬ ‫العالــم العربــي‪ ،‬فيمــا لــم يتــم التأكــد مــن وجــود‬
‫مركــز (قاعــدة بيانــات المجلــس العربــي للعلــوم‬ ‫أكثــر مــن ‪ 43‬مركــزً ا قبــل بدايــة الثمانينــات مــن‬
‫االجتماعيــة)‪.‬‬ ‫القــرن الماضــي‪ .‬وقــد يعنــي ذلــك أن عــدد مراكــز‬

‫ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﺴﺐ ﺳﻨﺔ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ*‬

‫‪200‬‬

‫‪155‬‬

‫رسم رقم ‪10‬‬


‫‪150‬‬

‫‪100‬‬

‫‪77‬‬

‫‪48‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪0‬‬

‫‪2001+‬‬ ‫‪2000-1991‬‬ ‫‪1990-1981‬‬ ‫ﻗﺒﻞ ‪1981‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬


‫ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 323‬ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺤﺚ ﺳﻨﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ ﻣﺘﻮﻓﺮة ﻣﻦ أﺻﻞ ‪ 436‬ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬ ‫* ً‬

‫حضــور ً لمراكــز البحــث العربيــة فــي التصنيفــات‬‫ٌ‬ ‫ورغــم أن هــذا العــدد قــد يكــون أعلــى مــن الواقــع‬
‫العالميــة‪ ،‬وإن كان ضعيفـ ًـا‪ .‬التقريــر الدولــي األخيــر‬ ‫العــام‪ ،‬مــن الواضــح أن مؤسســات البحــث أصبحــت‬
‫(‪ )McGann 2015‬لتصنيــف المؤسســات البحثيــة‬ ‫مهمــا مــن ســوق عمــل علمــاء العلــوم‬ ‫ًّ‬ ‫جــزءا‬
‫ً‬
‫فــي العالــم ُيدخــل مركزيــن فــي العالــم العربــي‬ ‫االجتماعيــة العــرب‪ ،‬باإلضافــة إلــى الجامعــات‬
‫ضمــن أهــم ‪ 100‬مركــز فــي العالــم‪ ،‬وهمــا مركــز‬ ‫ســجل‬
‫َّ‬ ‫وي‬
‫ومنظمــات المجتمــع المدنــي‪ .‬هــذا ُ‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪26‬‬
‫تتبــوأ مرتبــة عاليــة‬
‫ّ‬ ‫هنــاك أربعــة مراكــز عربيــة‬ ‫األهــرام للدراســات السياســية واالســتراتيجية‬
‫فــي مجــال دعــم المطالــب (‪ ،)advocacy‬ومــن‬ ‫فــي القاهــرة‪ ،‬ومركــز كارنيغــي للشــرق األوســط‬
‫ضمنهــا مركــزان فــي المغــرب (مركــز الدراســات‬ ‫فــي بيــروت (وهــو منظمــة أميركيــة يعمــل فيهــا‬
‫واألبحــاث فــي العلــوم االجتماعيــة ومعهــد‬ ‫طاقــم بحثــي عربــي فــي الغالــب)‪ .‬واذا مــا‬ ‫ٌ‬
‫الدراســات االفريقيــة)‪ ،‬وكذلــك منتــدى البدائــل‬ ‫تناولنــا مواضيــع البحــث التــي تُ صنَّ ــف المراكــز‬
‫العربــي للدراســات فــي مصــر ومؤسســة‬ ‫نتلمــس غلبــة واضحــة للبحــوث‬ ‫ّ‬ ‫علــى أساســها‬
‫قطــر‪ .‬وهنــاك ‪ 4‬مراكــز أخــرى فــي الئحــة أفضــل‬ ‫المتعلّ قــة باألمــن القومــي‪ ،‬حيــث هنــاك ‪4‬‬
‫المراكــز حديثــة التأســيس‪ ،‬و‪ 3‬مراكــز بيــن‬ ‫مراكــز عربيــة فــي هــذه الفئــة ضمــن أهــم‬
‫الئحــة أفضــل المراكــز مــن ناحيــة القــدرة علــى‬ ‫‪ 100‬مركــز عالمــي تتنــاول هــذه المســائل‪ ،‬و‪3‬‬
‫إيجــاد شــبكة بحثيــة تتمحــور حولهــا‪ ،‬تتضمــن‬ ‫مراكــز تتنــاول شــؤون العالقــات الدوليــة‪ ،‬ومركــز‬
‫ً‬
‫إقليميــا (المركــز اإلقليمــي للدراســات‬ ‫ً‬
‫مركــزا‬ ‫عربــي واحــد علــى األكثــر فــي مختلــف المجــاالت‬
‫االســتراتيجية فــي القاهــرة) وشــبكة عالميــة‬ ‫األخــرى للبحــوث االجتماعيــة‪ ،‬مثــل الصحــة العامــة‪,‬‬
‫(شــبكة السياســات الفلســطينية)‪ .‬ويتضــح أن‬ ‫الشــفافية ‪ ,‬التنميــة وســواها‪ .‬كمــا تبــرز ظاهــرة‬
‫العمــل الدعــوي والتشــبيكي وغيــر التقليــدي‬ ‫نســبيا هنــا تتجســد فــي ظهــور فئــات‬ ‫ً‬ ‫جديــدة‬
‫قــد ُيدلــل علــى بعــض المســالك المســتقبلية‬ ‫أخــرى غيــر تقليديــة مــن المراكــز البحثيــة العربيــة‬
‫المهمــة لعمــل مراكــز البحــث العربيــة‪.‬‬ ‫إلــى الصــدارة العالميــة‪ .‬علــى ســبيل المثــال‪,‬‬

‫ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﺣﺴﺐ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت*‬


‫‪120‬‬
‫‪120‬‬

‫‪100‬‬
‫‪92‬‬

‫رسم رقم ‪11‬‬


‫‪80‬‬
‫‪68‬‬

‫‪60‬‬
‫‪52‬‬

‫‪43‬‬
‫‪38‬‬
‫‪40‬‬
‫‪31‬‬

‫‪20‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫ﻋ وإﻧ ﺪر‬
‫ﻋﻠ‬

‫ﻋ‬

‫ا‬

‫درا‬

‫ﺗﺎر‬

‫درا‬

‫ﻋﻠ‬

‫درا‬

‫ﻋﻠ‬

‫اﻧﺜ‬

‫اﻧ‬

‫ﻓﻨ‬
‫ﺗﺮﺑ‬
‫ﻠﻮ‬
‫ﻗﺘ‬
‫ﻠﻮ‬

‫ﺴﺎ‬
‫ﻮم‬

‫ﻢ‬

‫ﻢ‬
‫ﻳﺦ‬

‫ﺮو‬

‫ﻮن‬
‫م ﺴﺎﻧ‬

‫ﻴﺔ‬
‫ﺳﺎ‬

‫ﺳﺎ‬

‫ﺳﺎ‬
‫ﺼ‬
‫ما‬

‫ﻧﻴﺎ‬
‫ﺑﻮ‬
‫اﺟ‬

‫ﻧﻔ‬
‫إﺟﺘ ﻴﺔ‬
‫ﺎد‬

‫تﺗ‬

‫ت‬

‫ت‬
‫ﺳﻴﺎ‬

‫ﺟﺘ‬

‫ﺘﻤ‬

‫ت‬
‫ﻟﻮ‬
‫ﺲ‬
‫ﻤﺎﻋ‬
‫ﺛﻘ‬

‫ﺟﻨ‬
‫ﻤﺎ‬

‫ﺟﻴﺎ‬
‫ﺎع‬
‫ﻨﻤ‬
‫ﺳ‬

‫ﺎﻓ‬
‫ﻋ‬

‫ﻴﺔ‬
‫ﻴﺔ‬
‫ﻴﺔ‬
‫ﻴﺔ‬

‫ﻴﺔ‬

‫ﻳﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬


‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 436‬ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺤﺚ ‪ -‬إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﻣﺠﻤﻮع ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ وذﻟﻚ ﺣﻴﺚ‬
‫ً‬
‫أن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺮاﻛﺰ ﻟﺪﻳﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﺨﺼﺺ‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ـورا ُمعتبـ ًـرا للدراســات الثقافيــة والقليــل مــن‬


‫حضـ ً‬ ‫وفــي حــال الغــوص فــي مجــاالت عمــل مراكــز‬
‫المتخصــص فــي دراســات المــرأة‪ ،‬وإن‬ ‫ُ‬ ‫الحضــور‬ ‫البحــوث التــي نمتلــك معلومــاتٍ كافيــة حولهــا‪،‬‬
‫كانــت هــذه الدراســات حاضــرة بشــكل آخــر ضمــن‬ ‫نخلــص إلــى أنّ هــا ال تعكــس الترتيــب النســبي‬
‫التخصصــات التقليديــة األخــرى‪ .‬وأكثــر األمــور‬ ‫للتخصصــات فــي الجامعــات‪ ،‬وإن كانــت هنــاك‬
‫وضوحــا فــي هــذا المجــال يتجلــى فــي الحضــور‬ ‫ً‬ ‫مقاربــة بيــن الميدانيــن فــي بعــض المجــاالت‪.‬‬
‫القــوي للعلــوم السياســية فــي مراكــز األبحــاث‪،‬‬ ‫ـورا مميــزً ا لتخصصــات ال نجدهــا بشــكل‬ ‫فنلمــح حضـ ً‬
‫حيــث تحتفــظ بالصــدارة بشــكل واضــح غيــر قابــل‬ ‫كليــات‪ ،‬علــى‬ ‫ّ‬ ‫أو‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫كأقس‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـي‬‫مســتقل فـ‬
‫للمقارنــة مــع حضورهــا الجامعــي الــذي يتراجــع إلــى‬ ‫غــرار دراســات التنميــة التــي تحتــل المركــز الرابــع‬
‫المرتبــة الرابعــة بيــن العلــوم االجتماعيــة التقليدية‪.‬‬ ‫نتلمــس‬
‫ّ‬ ‫مــن ناحيــة اهتمامــات مراكــز البحــث‪ .‬كمــا‬

‫ﻣﺮاﻛﺰ ﺑﺤﺚ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻨﻮع‬

‫رﺑﺤﻴﺔ ‪%4‬‬
‫ﻓﺮع ‪%5‬‬

‫رسم رقم ‪12‬‬


‫ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ‪%12‬‬

‫ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻏﻴﺮ رﺑﺤﻴﺔ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ‪%45‬‬ ‫‪%34‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫خصوصــا فــي‬ ‫ً‬ ‫أهميــة أكبــر وإنتاجيــة بحثيــة عاليــة‪،‬‬ ‫ـل عــدم التطابــق بيــن حضــور التخصصــات‬ ‫وفــي ظـ ّ‬
‫مجــال الدوريــات العلميــة حيــث (كمــا ســيظهر‬ ‫فــي الجامعــات وحضورهــا فــي مؤسســات البحــث‪،‬‬
‫الحقـ ًـا) أن ‪ %55‬مــن هــذه الدوريــات تصدرهــا حاليـ ًـا‬ ‫مــا زالــت الجامعــة تُ شــكّ ل الحاضــن األكبــر لمراكــز‬
‫هــذه المراكــز‪ .‬وتُ شــكّ ل المراكــز البحثية المســتقلة‬ ‫تقريبــا ُيمــارس عملــه مــن‬
‫ً‬ ‫البحــث حيــث إن نصفهــا‬
‫غيــر الربحيــة حاليـ ًـا ‪ %34‬مــن مراكــز البحــوث العربيــة‪.‬‬ ‫خــال جامعــة‪ .‬ويتعــزز هــذا االحتضــان الجامعــي‬
‫وإذا أضيفــت اليهــا المراكــز التــي تعمــل كفــروع‬ ‫بنســب أعلــى فــي بعــض الــدول‬ ‫ٍ‬ ‫لمراكــز البحــث‬
‫لمنظمــات دوليــة‪ ،‬ترتفــع نســبة المراكــز غيــر‬ ‫كالجزائــر‪ ،‬حيــث تُ مــارس ‪ %88‬مــن مراكــز البحــث‬
‫المرتبطــة بحكومــات أو جامعــات أو شــركات إلــى‬ ‫عملها من خالل جامعة‪ ،‬ومصر (‪ )%56‬والســعودية‬
‫‪ %39‬مــن إجمالــي مراكــز األبحــاث‪ .‬وتبــرز أعلــى‬ ‫(‪ )%54‬والعــراق (‪ )%45‬ولبنــان (‪.)%47‬‬
‫هــذه النســب التــي ُيمكــن أن تؤخــذ كنســب‬
‫لالســتقاللية النســبية (وليــس المطلقــة حيــث ال‬ ‫كل مــا ســبق‪ ،‬تفــرض حقيقــة مغايــرة نفســها‬ ‫رغــم ّ‬
‫وجــود لهــا فــي أي مــكان) فــي فلســطين (‪)%83‬‬ ‫اذ تكتســب مراكــزُ البحــث المســتقلة غيــر الجامعيــة‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪28‬‬
‫ـام للمجتمــع المدنــي‬
‫اهتمــام دولــي وحضــور متنـ ٍ‬ ‫والمغــرب (‪ )%65‬واألردن (‪ ،)%50‬أي فــي دول‬
‫حيــز كبيــر نسـ ً‬
‫ـبيا‪.‬‬ ‫مثقفــة ذات ّ‬
‫ولطبقــة ّ‬ ‫تتميــز بثــروات كبيــرة‪ ،‬وإن كانــت تســتفيد مــن‬
‫ّ‬ ‫ال‬

‫اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ‬

‫اﻓﺮﻳﻘﻲ ‪%2‬‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪد ‪%2‬‬


‫ﻋﺮﺑﻲ ‪%3‬‬

‫رسم رقم ‪13‬‬


‫دوﻟﻲ ‪%14‬‬

‫ﻗﻄﺮي ‪%48‬‬
‫إﻗﻠﻴﻤﻲ ‪%31‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫هــذه االهتمامــات قابلــة للحضــور فــي ‪ %2‬مــن‬ ‫والجديــر ذكــره‪ ،‬أنــه رغــم االرتباطــات العالميــة‬
‫المراكــز والتــي ال تحــدد اهتماماتهــا فــي جغرافيــا‬ ‫واإلقليميــة للكثيــر منهــا‪ ،‬بمــا فيهــا االرتباطــات‬
‫المحصلــة‪ ،‬تحــاول مراكــز البحــث‬
‫ّ‬ ‫ُمحــددة‪ .‬فــي‬ ‫ـب مراكــز البحث فــي العالم العربي‬ ‫التمويليــة‪ ،‬تصـ ّ‬
‫ـي مــن خــال التركيــز‬
‫ـدور عملـ ٍّ‬
‫العربيــة أن تضطلــع بـ ٍ‬ ‫المجمــل علــى الواقــع المحلّ ــي‪.‬‬ ‫اهتماماتهــا فــي ُ‬
‫علــى واقــع قريــب‪ ،‬رغــم أنهــا تعيــش فــي دول‬ ‫فقــراءةٌ فــي التركيــز الجغرافــي إلنتاجاتهــا البحثيــة‬
‫ُعرضــة لمختلــف التأثيــرات االقتصاديــة واألمنيــة‬ ‫ً‬
‫تقريبــا ُيركّ ــز‬ ‫تشــير إلــى أن نصــف مراكــز البحــث‬
‫والسياســية والثقافيــة التــي تلفحهــا بشــكل‬ ‫علــى مســائل تتعلــق بالصعيــد القطــري‪ ،‬تليهــا‬
‫ســتمر مــن خــارج ُمحيطهــا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُم‬ ‫المراكــز التــي تتمحــور اهتماماتهــا حــول الصعيــد‬
‫المجــاور بنســبة تصــل إلــى ‪ %31‬مــن‬ ‫اإلقليمــي ُ‬
‫فــي المــوازاة‪ ،‬ال ُيمكــن اعتبــار هــذه المعطيــات‬ ‫المراكــز‪ .‬وبذلــك‪ُ ،‬يحــدد المحــور القطــري باإلضافــة‬
‫كافيــا لجغرافيــا البحــوث‪ ،‬اذ ال يجــوز‬
‫ً‬ ‫ـددا‬
‫الكميــة محـ ً‬
‫ّ‬ ‫إلــى دول الجــوار معـ ًـا اهتمامــات ‪ %79‬مــن مراكــز‬
‫النظــر اليهــا مــن دون األخــذ فــي الحســبان أن‬ ‫البحــث‪ ،‬فيمــا ال تنــال االتجاهــات الدوليــة ســوى‬
‫القلّ ــة مــن المراكــز التــي تُ عــرف جغرافيتهــا البحثيــة‬ ‫اهتمامــات ‪ %14‬مــن هــذه المراكــز‪ ،‬وتتدنّ ــى‬
‫بشــكل ُمنفتــح علــى الصعيــد العربــي ككل‪،‬‬ ‫االهتمامــات العربيــة إلــى نســبة ال تتجــاوز ‪%3‬‬
‫بســمعة جيــدة واســعة علــى هــذا الصعيــد‬ ‫تتمتــع ُ‬ ‫واالفريقيــة إلــى ‪ %2‬ال غيــر‪ ،‬وذلــك رغــم أن كل‬
‫‪29‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫فــي بيــروت‪ ،‬كذلــك مراكــز حديثــة التأســيس‬ ‫ً‬


‫نســبيا وبحضــور الفــتٍ‬ ‫وإنتاجيــة بحثيــة كثيفــة‬
‫ً‬
‫نســبيا علــى غــرار منتــدى البدائــل العربــي‬ ‫ولعــل‬
‫ّ‬ ‫علــى صعيــد التصنيفــات العالميــة‪.‬‬
‫فــي القاهــرة ومنتــدى الفكــر العربــي فــي‬ ‫أبــرز األمثلــة علــى ذلــك يتجســد فــي مراكــز‬
‫عمــان )‪.(MGann 2015, 86-87, 89, 111‬‬ ‫ّ‬ ‫عريقــة كمركــز دراســات الوحــدة العربيــة‬
‫ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻰ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن‬

‫ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻧﺴﺒﺔ‬ ‫ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ‬


‫ﺣﺠﻢ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ‬ ‫إﻟﻰ ﻋﺪ اﻟﺴﻜﺎن*‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫اﻟﺒﻠﺪ‬
‫)ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻜﻞ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ(‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪47‬‬

‫ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫‪6.9‬‬ ‫‪29‬‬

‫ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪41‬‬

‫ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺟﻴﺒﻮﺗﻲ‬

‫ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪6‬‬

‫ﻋﺎﻟﻴﺔ‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪9‬‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪6‬‬


‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪5‬‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪16‬‬

‫جدول رقم ‪3‬‬


‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺟﺰر اﻟﻘﻤﺮ‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7‬‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2‬‬


‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪29‬‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪8‬‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪2‬‬


‫ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪22‬‬

‫ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ُﻋﻤﺎن‬

‫ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪1‬‬


‫ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬


‫ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪13‬‬

‫ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اﻟﺼﻮﻣﺎل‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪436‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬


‫ﻋﺪد ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪**6681‬‬ ‫)اﻟﻤﺠﺎﻻت ﻛﺎﻓﺔ(‬

‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات المرصد العربي للعلوم االجتماعية‬


‫استنادا إلى إحصاءات البنك الدولي‬
‫ً‬ ‫* تم تحديد عدد السكان‬
‫** المصــدر‪McGann, James G. 2015. 2014 Global Go To Think Tank Index Report, Philadelphia: :‬‬
‫‪The Lauder Institute, University of Pennsylvania (Page 53)3‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪30‬‬


‫ـدى فيهــا كثافــة مراكــز البحــث ‪ 4‬مراكــز‬ ‫التــي تتعـ ّ‬ ‫أيضــا أن كثافــة مراكــز البحــث‬ ‫الحــظ ً‬‫الم َ‬‫ومــن ُ‬
‫لكل مليون نســمة‪ ،‬وتشــمل ثالثة بلدان متجاورة‬ ‫تختلــف بشــكل واضــح بيــن بلــد وآخــر‪ ،‬وبنســب ال‬
‫فــي شــرق المتوســط وهــي لبنــان وفلســطين‬ ‫يبــدو أن لهــا عالقــة واضحــة بالثــروة الوطنيــة بقــدر‬
‫واألردن‪ ،‬ودولتيــن خليجيتيــن متجاورتيــن وهمــا‬ ‫مــا تتّ صــل بالتــراث التاريخــي للعلــوم االجتماعيــة‬
‫فــي البلــد وحضــور المجتمــع المدنــي وكذلــك‬
‫وتتميــز هــذه‬
‫ّ‬ ‫البحريــن وقطــر‪ ،‬وكذلــك جيبوتــي‪.‬‬
‫ـد مــا‪ .‬فــاذا نظرنــا إلــى‬
‫االهتمــام الدولــي إلــى حـ ّ‬
‫ً‬
‫نســبيا وانفتاحهــا علــى‬ ‫الــدول بصغــر مســاحتها‬ ‫األرقــام بشــكل ُمطلــق نجــد الجزائــر ومصــر فــي‬
‫العالــم‪ ،‬باإلضافــة إلــى عوامــل أخــرى‪ .‬إذ تُ شــكّ ل‬ ‫جلــي‪ ،‬حيــث تحتضــن األولــى‬ ‫ّ‬ ‫الصــدارة بشــكل‬
‫اســتثناء لالتجــاه العربــي العــام‪ ،‬حيــث‬
‫ً‬ ‫جيبوتــي‬ ‫‪ 76‬مركــز بحــث والثانيــة ‪ 70‬مركــزً ا‪ ،‬يليهمــا لبنــان‬
‫إن الكثافــة البحثيــة هنــاك ذات عالقــة مباشــرة‬ ‫واألردن بأعــداد تفــوق ‪ 40‬مركــزً ا لــكل منهمــا‪ ،‬ثــم‬
‫(خالفــا للبلــدان األخــرى‬
‫ً‬ ‫بالمبــادرات الحكوميــة‬ ‫ـداد ُمتفاوتــة فــي البلــدان األخــرى‪ .‬ولكــن‬ ‫تبــرز أعـ ٌ‬
‫فــي هــذه الخانــة نجــد فــي جيبوتــي أن معظــم‬ ‫ســميه الكثافــة‬‫ّ‬ ‫اذا نظرنــا إلــى مــا ُيمكــن أن نُ‬
‫مراكــز البحــث‪ ،‬أو ‪ 3‬مــن ‪ ،4‬هــي مراكــز حكوميــة‪,‬‬ ‫البحثيــة فــي كل بلــد (أي عــدد مراكــز البحــث‬
‫بالنســبة إلــى التعــداد الســكاني) والتــي تمنحنــا‬
‫أمــا فــي البلــدان األخــرى فيشــكّ ل هــذا النــوع‬
‫تعم ًقــا حــول العالقــة بيــن النشــاط‬ ‫ّ‬ ‫فكــرة أكثــر‬
‫أقليــة بيــن مراكــز البحــث)‪.‬‬ ‫البحثــي والجــو االجتماعــي العــام الحاضــن لــه‪ ،‬نبــدأ‬
‫بمقاربــة الظاهــرة بشــكل ُمختلــف‪ .‬هنــا يأتــي‬
‫تشــكل البلــدان ذات الكثافــة البحثيــة العاليــة‬ ‫ـم أكثــر‬‫لبنــان فــي الصــدارة بشــكل واضــح إذ يضـ ّ‬
‫مجموعــة أكبــر مــن البلــدان التــي ُيمكــن أن تُ صنّ ــف‬ ‫مــن عشــرة مراكــز بحــث لــكل مليــون نســمة‪ ،‬ثــم‬
‫كبلــدان ذات كثافــة بحثيــة متوســطة‪ ،‬واعلــى‬ ‫فلســطين واألردن حيــث هنــاك ‪ 7-6‬مراكــز لــكل‬
‫ً‬
‫تقريبــا لــكل مليــون‬ ‫هــذه البــدان تضــم مركزيــن‬ ‫مليــون نســمة‪ .‬وتطفــو علــى الســطح الفــوارق‬
‫ـدل العالمــي اي‬ ‫األخــرى التــي توضــح ضعــف العالقــة الحقيقيــة‬
‫نســمة وأقلّ هــا يتســاوى مــع المعـ ّ‬
‫بيــن الثــروة الوطنيــة الخــام والنشــاط البحثــي‪.‬‬
‫أوال‬
‫‪ 0.9‬مركــزا لــكل مليــون نســمة‪ .‬وتأتــي الجزائر ً‬ ‫فنُ فاجــأ بــأن جيبوتــي تحتضــن نســبة مــن مراكــز‬
‫فــي هــذه الخانــة تليهــا بالترتيــب الكويــت وتونــس‬ ‫البحــث تتفـ ّـوق بأضعــاف عــدة علــى دول التعــاون‬
‫وجــزر القمــر‪ ،‬ثــم ليبيــا والســعودية والمغــرب‬ ‫الخليجــي كافــة‪ ،‬باســتثناء البحريــن وقطــر اللتيــن‬
‫واإلمــارات ومصــر‪.‬‬ ‫تقتربــان مــن نســبتها وإن كانتــا أقــل منهــا‪ .‬كمــا‬
‫يبــدو النشــاط البحثــي فــي مصــر مــن هــذا‬
‫الحــظ أن هــذه البلــدان تتفــاوت فــي‬ ‫الم َ‬
‫ومــن ُ‬ ‫المنظــور أضعــف بشــكل واضــح ممــا يبــدو عليــه‬
‫الســكانية‬ ‫الكثافــة‬ ‫عاملــي‬ ‫الــى‬ ‫بالنظــر‬ ‫ترتيبهــا‬ ‫فــي البدايــة‪ ،‬رغــم أنــه يتســاوى مــع المعــدل‬
‫ّ‬
‫والثــروة الوطنيــة‪ ،‬رغــم أنهــا قــد تتقــارب فــي‬ ‫كل‬‫العالمــي العــام (فــي جدولنــا هنــا يشــمل ّ‬
‫مراكــز البحــث فــي كل العالــم وليــس فقــط تلــك‬
‫مؤشــرات أخــرى كحريــة البحــث فــي العلــوم‬ ‫ّ‬
‫المتعلّ قــة بالعلــوم االجتماعيــة إذ ليســت فــي‬ ‫ُ‬
‫االجتماعيــة ودرجــة االهتمــام الرســمي أو‬ ‫متناولنــا إحصــاءات عالميــة دقيقــة حولهــا)‪.‬‬
‫االجتماعــي بــه‪ .‬ونلحــظ فــي النهايــة مجموعــة‬
‫تقــل فيهــا الكثافــة البحثيــة عــن‬
‫ّ‬ ‫مــن البلــدان‬ ‫وبالتالــي نخلــص إلــى أن ظاهــرة مراكــز البحــث‬
‫عــدل العالمــي‪ ،‬وتشــمل بالترتيــب العــراق‬ ‫الم ّ‬
‫ُ‬ ‫متســارعة النمــو حتــى اآلن فــي العالــم العربــي‬
‫وعمــان واليمــن وموريتانيــا وســوريا والســودان‬ ‫ُ‬ ‫ككل وتســتولد كثافــاتٍ بحثيــة غيــر متســاوية‬
‫والصومــال‪ .‬وباســتثناء ُعمــان نُ الحــظ أن‬ ‫حســب البلــد‪ ،‬تتــراوح ‪ -‬كمــا يوضــح جــدول رقــم‬
‫هــذه الــدول محكومــةٌ إمــا بضعــف االســتقرار‬ ‫‪ - 3‬بيــن أكثــر مــن مركــز واحــد لــكل ‪100,000‬‬
‫نســمة فــي لبنــان وأقــل مــن مركــز واحــد لــكل‬
‫مؤشــرات التنميــة‬ ‫ّ‬ ‫السياســي وإمــا بتدنــي‬
‫‪ 3‬مالييــن نســمة فــي الســودان و‪ 5‬مالييــن‬
‫البشــرية أو بكليهمــا‪ ،‬إال أن هــذه العوامــل ال‬ ‫نســمة فــي الصومــال‪ .‬كمــا نجــد أن مــن الممكــن‬
‫تبــدو هــي المعيــار الحاســم الــذي ُيبنــى عليــه‪ ،‬إذ‬ ‫تقســيم الــدول العربيــة إلــى خانــات ُمختلفــة مــن‬
‫يمكــن أن نجــد هــذه العوامــل بقـ ّـوة فــي بلــدان‬ ‫ناحيــة الكثافــة البحثيــة‪ ،‬ال ســيما بالمقارنــة مــع‬
‫أخــرى ذات كثافــة بحثيــة أعلــى‪.‬‬ ‫المعــدالت الدوليــة‪ .‬فهنــاك مجموعــة مــن الــدول‬ ‫ُ‬
‫‪31‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫بالتخصصــات‬‫ّ‬ ‫قيــدة‬ ‫أطـ ًـرا لممارســة العلــم غيــر ُم ّ‬ ‫ـاء عليــه‪ ،‬يتّ ضــح أن قلّ ــة االنفتــاح علــى النشــاط‬
‫وبنـ ً‬
‫ســيرة‬
‫ّ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫كانــت‬ ‫الجامعيــة التقليديــة‪ ،‬وإن‬ ‫البحثــي فــي العالــم أو عــدم وجــود عالقــات‬
‫ضمــن ســياق األهــداف العامــة لمركــز البحــث‪.‬‬ ‫قويــة مــع العلــوم االجتماعيــة العالميــة ُيشــكّ الن‬
‫ويمكن في بعض الحاالت أن نعتبر هذا الســياق‬ ‫ُ‬ ‫شــتركا بيــن هــذه البلــدان‪ .‬وتنطبــق‬ ‫ً‬ ‫عامــا ُم‬
‫ً‬
‫الكميــة لمراكــز‬
‫ّ‬ ‫نوعـ ًـا مــن التقييــد‪ ،‬ولكــن الكثافــة‬ ‫أيضــا‪ ،‬إذ رغــم الزخــم‬
‫هــذه النظريــة علــى العــراق ً‬
‫البحــث واختــاف أهدافهــا ُيخففــان مــن درجــة‬ ‫التاريخــي الكبيــر للعلــوم االجتماعيــة فــي بــاد‬
‫ويعبــدان الطريــق‬ ‫ّ‬ ‫الهيمنــة لســياقات ُمحــددة‬ ‫الرافديــن‪ ،‬ال ســيما تخصــص علــم االجتمــاع‪،‬‬
‫لتعدديــة فــي المنهجيــة والقضايــا المطروحــة‬ ‫تســببت حــاالت الحــروب والحصــار بقطيعــة مــع‬
‫وأســاليب مــزج التخصصــات‪ ،‬بشــكل قــد ال يكــون‬ ‫ــب تجاوزهــا حتــى‬ ‫صع َ‬
‫ُ‬ ‫ذلــك التــراث التاريخــي‬
‫تاحــا فــي التخصصــات الجامعيــة التقليديــة‪.‬‬ ‫ُم ً‬ ‫اآلن‪ ،‬رغــم أن العــراق شــهد فــي العقــد األخيــر‬
‫حــد كبيــر علــى مــا ذُ كــر‬‫ٍّ‬ ‫وكل ذلــك يعتمــد إلــى‬ ‫أنواعــا أخــرى مــن النمــو المؤسســاتي للعلــوم‬ ‫ً‬
‫ـابقا مــن عوامــل ُمســاعدة لزيــادة كفــاءة عمــل‬ ‫سـ ً‬ ‫وتحديــدا النمــو الجامعــي‪.‬‬
‫ً‬ ‫االجتماعيــة‪،‬‬
‫وأهمهــا حريــة البحــث والتواصــل‬ ‫ّ‬ ‫مراكــز البحــث‪،‬‬
‫مــع العلــوم االجتماعيــة العالميــة و مــع التــراث‬ ‫جــزءا‬
‫ً‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬غــدت ظاهــرة مراكــز البحــث‬
‫والمســاهمة فــي تشــكيل‬ ‫ُ‬ ‫العلمــي المحلّ ــي‪,‬‬ ‫ال يتجــزّ أ مــن عمــل العلــوم االجتماعيــة فــي‬
‫وتشــبيك الجماعــات العلميــة العربيــة‪ ,‬والقــدرة‬ ‫المحليــة‬
‫ّ‬ ‫البلــدان كافــة‪ ،‬رغــم اختــاف الظــروف‬
‫علــى التواصــل مــع المجتمــع المحلّ ــي بمكوناتــه‬ ‫واإلمكانيــات واألهــداف وطبيعــة العمــل‬
‫كافــة‪.‬‬ ‫والطاقــم البحثــي واإلنتــاج العلمــي ومصــادر‬
‫الدعــم‪ .‬فوجــود إطــار لعمــل العلــوم االجتماعيــة‬
‫الجمعيات المهنية‬ ‫خــارج المهــام التعليميــة للجامعــات يتصــف‬
‫عمقــا‪ ,‬أو فــي بعــض‬
‫ً‬ ‫دقــةً أو‬
‫بحرفيــة علميــة أكثــر ّ‬
‫فــي هــذا القســم‪ ،‬رصــد طاقــم العمــل ‪68‬‬ ‫الحــاالت‪ ,‬أكثــر شــموليةً ممــا نــراه فــي المجــال‬
‫حاليــا فــي العالــم‬
‫ًّ‬ ‫جمعيــة مهنيــة موجــودة‬ ‫العــام‪ .‬وبذلــك تفســح هــذه المراكــز المجــال‬
‫كل منهــا متخصصيــن فــي أحــد‬ ‫العربــي يجمــع ٌّ‬ ‫للتفــرغ لنشــاطات بحثيــة‬
‫ّ‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة‬
‫مجــاالت العلــوم االجتماعيــة‪ .‬ويشــير رســم‬ ‫وجهــة إلــى جماعــات مختلفــة‪ ،‬ســواء جماعــات‬ ‫ُم ّ‬
‫رقــم ‪ 14‬إلــى تواريــخ إنشــاء هــذه الجمعيــات‪.‬‬ ‫ُصنّ ــاع القــرار أم المجتمــع المدنــي أم المجتمــع‬
‫وتتماثــل درجــة نموهــا مــع ظاهــرة النمــو الكمــي‬ ‫ثقــف أم التشــكيالت الحزبيــة والسياســية‬ ‫الم ّ‬
‫ُ‬
‫المتســارع لمختلــف األطــر األخــرى الحاضنــة‬ ‫ُ‬ ‫أم الفئــات األخــرى ذات االهتمامــات التشــاركية‪،‬‬
‫للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك الجامعــات‬ ‫وســواء كان إنتاجهــا البحثــي ذا اتجــاه تطبيقــي‬
‫ومراكــز البحــث والدوريــات العلميــة‪ .‬ويالحــظ هنــا‬ ‫أم دعــوي أم تشــبيكي (أي بمعنــى أنــه ُيســاهم‬
‫درجــة نمــو عاليــة‪ ،‬حيــث إن ‪ %78‬مــن الجمعيــات‬ ‫فــي تشــكيل جماعــة علميــة) أم توثيقــي أم‬
‫تــم التأكــد مــن تواريــخ تأسيســها بــرزت‬
‫التــي ّ‬ ‫اي اتجــاه آخــر‪ ،‬فجميــع هــذه االتجاهــات البحثيــة‬
‫منــذ العــام ‪ ،1981‬وثلثهــا منــذ العــام ‪،2000‬‬ ‫الموجهــة اليهــا تمنــح مراكــز‬
‫َّ‬ ‫وكذلــك الجماعــات‬
‫إمــا‬
‫مــا يعنــي أننــا نواجــه ظاهــرة قــد تكــون ّ‬ ‫ميــزة علــى التأثيــر فــي الواقــع‬ ‫البحــث قــدرة ُم ّ‬
‫شــديدة التســارع وإمــا ذات طبيعــة ُمتقلّ بــة‪.‬‬ ‫أن هــذه المراكز تعمل على تطوير‬ ‫المحلّ ــي‪ .‬كمــا ّ‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪32‬‬


‫ﻧﻤﻮ اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ*‬

‫‪40‬‬
‫‪36‬‬
‫اﻟﻌﺪد اﻟﺘﺮاﻛﻤﻲ‬ ‫‪35‬‬

‫رسم رقم ‪14‬‬


‫‪33‬‬

‫‪30‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬
‫‪15‬‬

‫‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2010s‬‬ ‫‪2000s‬‬ ‫‪1990s‬‬ ‫‪1980s‬‬ ‫‪1970s‬‬ ‫‪1960s‬‬ ‫‪1950s‬‬ ‫‪1940s‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬


‫*إﺳﺘﻨﺎداً إﻟﻰ ‪ 36‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﺳﻨﺔ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ ‪ 68‬ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬

‫خصوصــا فــي حالــة الجمعيــات‬ ‫ً‬ ‫المؤسســاتي‪،‬‬ ‫مــن المفيــد فــي هــذا المضمــار إلقــاء نظــرة‬
‫خاصــة تحــدد نســبة االندثــار‬
‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫المهنيــة‪ ،‬إلــى‬ ‫تاريخيــة تســمح لنــا بدراســة نســبة اندثــار جمعيــات‬
‫وتتعمــق فــي األســباب المؤديــة لهــا‪ ،‬والتــي‬ ‫ّ‬ ‫مماثلــة‪ ،‬رغــم أن المعطيــات المتوفــرة راهنً ــا ال‬
‫جمــة‪.‬‬
‫تشــمل عوامــل ذاتيــة وعوامــل موضوعيــة ّ‬ ‫تســمح بالجــزم فــي عــدد الجمعيــات التــي اندثــرت‬
‫خــال الفتــرة ذاتهــا‪ ،‬أي منــذ العــام ‪ .1941‬أن‬
‫تســارعا‬
‫ً‬ ‫فــي شــتى األحــوال‪ ،‬يبــدو أن هنــاك‬ ‫الجمعيــات المهنيــة هــي مؤسســات مجتمــع‬
‫واضحــا فــي وتيــرة تأســيس الجمعيــات المهنيــة‪،‬‬
‫ً‬ ‫مدنــي تعتمــد علــى العوامــل الذاتيــة بمــا فيهــا‬
‫مؤشــرا إلــى أن العلــوم‬‫ً‬ ‫وهــو مــا يحمــل‬ ‫حماســة المشــاركين فيهــا وســامة نظامهــا‬
‫االجتماعيــة فــي العالــم العربــي تســير اليــوم‬ ‫الداخلــي وكفــاءة إدارتهــا‪ ،‬كمــا أن حظوظهــا قــد‬
‫هويــات خاصــة بهــا‪ .‬إال أن‬
‫ّ‬ ‫فــي اتجــاه تكويــن‬ ‫تعتمــد علــى عوامــل خارجيــة كالدعــم المالــي أو‬
‫نجاحهــا فــي هــذا المجــال ال يعتمــد علــى تخفيــف‬ ‫االطــار القانونــي الــذي ينظــم حياتهــا أو الجــو‬
‫أيضــا على االســتثمار‬
‫نســب االندثــار فحســب‪ ,‬بــل ً‬ ‫السياســي المحيــط بهــا‪ .‬وهنــا يســهل رصــد‬
‫فــي العوامــل التــي تزيــد مــن الرصيــد العلمــي‬ ‫وفــرةٍ مــن العوامــل القابلــة للتغيــر والقــادرة علــى‬
‫والرأســمال االجتماعــي للجمعيــات المهنيــة‪،‬‬ ‫التأثيــر بشــكل ُمســتديم فــي قابليــة الجمعيــة‬
‫علــى غــرار تقديــم خدمــات لألعضــاء والدفــاع عــن‬ ‫علــى االســتمرار فــي الحيــاة أو االنقــراض أو‬
‫حرياتهــم وحقوقهــم المهنيــة وعقــد اللقــاءات‬ ‫التوســع أو االنكمــاش‪ .‬لــذا تحتــاج ظاهــرة االندثــار‬

‫‪33‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫العربــي‪ ،‬حيــث تصــدر ‪ 14‬منه��ا فق��ط (أي ‪%6‬‬ ‫المنتظمــة‪ .‬وتُ سـ َّـجل‬
‫الدوريــة ونشــر الدوريــات ُ‬
‫مــن أصــل ‪ 217‬دوريــة) مــن قبــل جمعيــات‬ ‫هنــا بعــض ظواهــر الضعــف المؤسســاتي‪ ،‬ال‬
‫مهنيــة ‪.‬‬ ‫ســيما فــي الدوريــات العلميــة فــي العالــم‬ ‫ّ‬

‫اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎت ﻣﻬﻨﻴﺔ‬

‫اﻟﻤﺠﺎل‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫ﻣﻜﺎن‬ ‫وﺗﻴﺮة‬


‫اﻟﻠﻐﺔ‬ ‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ‬ ‫اﻟﺪورﻳﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻤﻲ‬ ‫اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ‬ ‫اﻟﺼﺪور‬ ‫اﻟﻨﺸﺮ‬

‫اﺗﺤﺎد‬
‫ﻣﺠﻠﺔ‬
‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫‪1979‬‬ ‫دﻣﺸﻖ‬ ‫ﻓﺼﻠﻴﺔ‬ ‫اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮب‬
‫اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ‬

‫ﻋﺮﺑﻲ‪،‬‬ ‫ﺟﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ‬


‫اﻧﻜﻠﻴﺰي‬ ‫ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫‪1984‬‬ ‫اﻟﺸﺎرﻗﺔ‬ ‫ﻓﺼﻠﻴﺔ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﻴﻦ‬ ‫ﺷﺆون اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬ ‫‪1991‬‬ ‫اﻟﻘﺎﻫﺮة‬ ‫ﻧﺼﻒ‬ ‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ‬


‫ﺳﻨﻮﻳﺔ‬ ‫ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ‬

‫ﻣﺠﻠﺔ‬
‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫اﻗﺘﺼﺎد‬ ‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫‪1992‬‬ ‫ﺑﻴﺮوت‬ ‫ﻓﺼﻠﻴﺔ‬ ‫ﺑﺤﻮث اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫ﻟﻠﺒﺤﻮث اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫ﻋﺮﺑﻴﺔ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ‬


‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫‪1993‬‬ ‫اﻟﻘﺎﻫﺮة‬ ‫ﺳﻨﻮﻳﺔ‬ ‫اﻟﻌﺮب‬ ‫اﻟﻤﺆرخ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬

‫جدول رقم ‪4‬‬


‫ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﺆرﺧﻴﻦ‬
‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫‪1996‬‬ ‫اﻟﺮﺑﺎط‬ ‫ﻓﺼﻠﻴﺔ‬ ‫اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ‬

‫ﻣﻨﻮﺑﺔ‬ ‫‪Revue‬‬
‫ﻓﺮﻧﺴﻲ‬ ‫اﻗﺘﺼﺎد‬ ‫‪1997‬‬ ‫ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﻴﻦ‬ ‫‪Tunisienne‬‬
‫)ﺗﻮﻧﺲ(‬ ‫اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﻴﻦ‬ ‫‪d’Économie‬‬

‫ﻋﺮﺑﻲ‪،‬‬ ‫ﻧﺼﻒ‬ ‫ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد‬


‫اﻗﺘﺼﺎد‬ ‫‪1998‬‬ ‫اﻟﺮﻳﺎض‬ ‫دراﺳﺎت اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫اﻧﻜﻠﻴﺰي‬ ‫ﺳﻨﻮﻳﺔ‬ ‫اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ‬

‫اﺗﺤﺎد اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮب‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ‬


‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫‪2001‬‬ ‫دﻣﺸﻖ‬ ‫ﻓﺼﻠﻴﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ‬ ‫اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬

‫اﻟﻤﺠﻠﺔ‬
‫ﺛﻼﺛﻴﺔ‬ ‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫‪2003‬‬ ‫ﺑﻴﺮوت‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم‬
‫ﺳﻨﻮﻳﺔ‬ ‫ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫إﺿﺎﻓﺎت‬
‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع‬ ‫‪2008‬‬ ‫ﺑﻴﺮوت‬ ‫ﻓﺼﻠﻴﺔ‬ ‫اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ(‬
‫ﻟﻌﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع‬
‫)ﻟﻌﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع‬
‫‪The International‬‬
‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ‬
‫اﻧﻜﻠﻴﺰي‬ ‫اﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫‪2008‬‬ ‫اﻟﻤﻨﺎﺳﺘﻴﺮ‬ ‫ﺳﻨﻮﻳﺔ‬ ‫‪Journal of Modern‬‬
‫ﻟﻌﻠﻢ اﻻﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫‪Anthropology‬‬

‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬ ‫‪Questions‬‬


‫ﻓﺮﻧﺴﻲ‬ ‫اﻗﺘﺼﺎد‬ ‫‪2009‬‬ ‫اﻟﺮﺑﺎط‬ ‫ﺳﻨﻮﻳﺔ‬ ‫‪d’Économie‬‬
‫ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫‪Marocaine‬‬

‫ﻓﺮﻧﺴﻲ‪،‬‬ ‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬ ‫اﻟﻤﺠﻠﺔ‬


‫ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫‪2010‬‬ ‫اﻟﺮﺑﺎط‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ‬ ‫اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻌﻠﻢ‬
‫ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬

‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات المرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪34‬‬


‫الجمعيــة العربيــة لعلــم االجتمــاع (‪.))2008‬‬ ‫ُيلقــي جــدول رقــم ‪ 4‬الضــوء علــى الدوريــات‬
‫ـورا للربــاط كمركــز لثــاث دوريــات‪،‬‬‫كمــا نرصــد حضـ ً‬ ‫القليلــة التــي تصــدر عــن جمعيــات مهنيــة‬
‫اثنتــان منهــا حديثتــا العهــد‪ .‬وفــي دمشــق تطفــو‬ ‫فــي العالــم العربــي‪ُ ،‬مصنَّ فــة حســب أقدميــة‬
‫ظاهــرة فريــدة‪ ،‬حيــث توجــد الجمعيــة العربيــة‬ ‫التأســيس‪ ،‬فيبــدو وكأن هنــاك ثباتً ــا لوتيــرة‬
‫الوحيــدة التــي تُ صــدر أكثــر مــن مجلــة واحــدة‪ ،‬وهــو‬ ‫التأســيس لهــذه الفئــة مــن الدوريــات منــذ‬
‫مــرده إلــى الطبيعــة العابــرة للتخصصــات‬ ‫ُّ‬ ‫إنجــاز‬ ‫تســعينات القــرن الماضــي‪ .‬ونلحــظ اســتمرارية‬
‫التــي تغلّ ــف تلــك الجمعيــة (اتحــاد الكتــاب العــرب)‪.‬‬ ‫ألهميــة بعــض المــدن‪ ,‬مثــل بيــروت‪ ,‬للنشــر‬
‫ـور لمــدن غيــر مركزيــة‬
‫فــي المقابــل‪ُ ،‬يسـ َّـجل حضـ ٌ‬ ‫العلمــي العربــي‪ ،‬حيــث تصــدر فيهــا ‪ 3‬دوريــات‪،‬‬
‫كمواقــع لثــاث دوريــات‪ ،‬اثنتــان منهــا فــي تونــس‬ ‫نشــر كلّ هــا مــن خــال مركــز دراســات الوحــدة‬
‫تُ َ‬
‫(المناســتير ومنوبــة) وواحــدة فــي اإلمــارات‬ ‫العربيــة باالتفــاق مــع ‪ 3‬جمعيــات مهنيــة عربيــة‬
‫(الشــارقة التــي تحتضــن إحــدى أقــدم الدوريــات‬ ‫(الجمعيــة العربيــة للبحــوث االقتصاديــة (‪،)1992‬‬
‫العربيــة الصــادرة عــن جمعيــة مهنيــة)‪.‬‬ ‫الجمعيــة العربيــة للعلــوم السياســية (‪،)2003‬‬

‫اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﺟﻤﻌﻴﺎت ﻣﻬﻨﻴﺔ‪ ،‬ﺣﺴﺐ‬


‫اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻟﻐﺔ اﻟﻨﺸﺮ‬

‫ﻟﻐﺔ اﻟﺪورﻳﺎت‬ ‫ﻋﺪد اﻟﺪورﻳﺎت‬ ‫اﻟﻤﺠﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﻋﺮﺑﻲ ‪ ،1‬ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ‬


‫)ﻋﺮﺑﻲ‪+‬إﻧﻜﻠﻴﺰي(‬ ‫‪4‬‬ ‫اﻗﺘﺼﺎد‬
‫‪ ،1‬ﻓﺮﻧﺴﻲ ‪2‬‬

‫ﻋﺮﺑﻲ ‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫جدول رقم ‪5‬‬

‫ﻋﺮﺑﻲ ‪ ،2‬ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ‬


‫)ﻓﺮﻧﺴﻲ‪+‬ﻋﺮﺑﻲ( ‪1‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻋﺮﺑﻲ ‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬

‫ﻋﺮﺑﻲ ‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع‬

‫إﻧﻜﻠﻴﺰي ‪1‬‬ ‫‪1‬‬


‫أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻠﻐﺔ‬
‫‪1‬‬ ‫ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫)ﻋﺮﺑﻲ‪+‬إﻧﻜﻠﻴﺰي( ‪1‬‬
‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات المرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫‪35‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫الدوريــة الوحيــدة عــن جمعيــة مهنيــة عربيــة فــي‬ ‫مؤشــر‬


‫ٌّ‬ ‫وبالتمعــن فــي المجــاالت العلميــة‪ ,‬يبــرز‬‫ُّ‬
‫األنثروبولوجيــا باللغــة اإلنكليزيــة البحــت‪.‬‬ ‫يبيــن أن العلــوم االقتصاديــة قــد تمتلــك الزخــم‬
‫المؤسســاتي األكبــر بيــن العلــوم االجتماعيــة‬
‫هــذا ويتّ ضــح أن معظــم الجمعيــات المهنية تتوجه‬ ‫فــي العالــم العربــي‪ ،‬حيــث تُ صــدر جمعياتهــا ‪4‬‬
‫الــى جمهــور محلــي‪ ,‬والدليــل أن ‪ 59‬مــن أصــل‬ ‫ـد مــا ضعــف حضــور‬ ‫فســر إلــى حـ ّ‬
‫دوريــات‪ ،‬ممــا ُي ّ‬
‫‪ 68‬تعمــل ضمــن إطــار دولــة عربيــة واحــدة‪ ،‬فيمــا‬ ‫االقتصــاد فــي الدوريــات العابــرة للتخصصــات‬
‫برمتــه‪.‬‬
‫تتوجــه ‪ 8‬جمعيــات إلــى العالــم العربــي ّ‬ ‫والتــي ندرســها فــي فصــل الحــق فــي هــذا‬
‫ـف واضــح لمحــاوالت‬ ‫أيضــا وجــود ضعـ ٍ‬ ‫والمالحــظ ً‬ ‫التقريــر‪ .‬ويبــدو فــي هــذا الســياق أن االقتصــاد‬
‫المجــاور‪ ،‬إذ‬
‫ُ‬ ‫اإلقليمــي‬ ‫الصعيــد‬ ‫علــى‬ ‫التواصــل‬ ‫يمتلــك أطـ ًـرا مؤسســاتية ثابتــة إلــى درجة تســمح‬
‫ليســت هنــاك ســوى جمعيــة واحــدة تتوجــه الــى‬ ‫لالقتصادييــن العــرب باالســتقالل عــن العلــوم‬
‫منطقــة ضمــن العالــم العربــي‪ ،‬وهــي جمعيــة‬ ‫أيضا ال تُ شـ ّـجعهم على‬ ‫االجتماعيــة األخــرى‪ ،‬وربمــا ً‬
‫التاريــخ واآلثــار لــدول مجلــس التعــاون الخليجــي‪.‬‬ ‫نتلمــس‬
‫ّ‬ ‫التواصــل معهــا‪ .‬وفــي الوقــت عينــه‪،‬‬
‫ـإن الغلبــة الواضحــة للمجــال القطــري‬ ‫وبالتالــي‪ ،‬فـ ّ‬ ‫لغويــا واســع النطــاق فــي االقتصــاد‪ ،‬إذ‬ ‫ً‬ ‫اغترابــا‬
‫ً‬
‫كاإلطــار األكثــر كثافــة لتكويــن الجمعيــات المهنيــة‬ ‫تصــدر دوريــة واحــدة فقــط باللغــة العربيــة (وال‬
‫قــد تعنــي ان ذاك اإلطــار يشــكل المجــال األكثــر‬ ‫غرابــة فــي أن هــذه الدوريــة تصــدر عــن مركــز‬
‫نــواح‬
‫ٍ‬ ‫ســهولة إلنشــاء الجمعيــات المهنيــة مــن‬ ‫دراســات الوحــدة العربيــة)‪ ،‬فيمــا تصــدر دوريتــان‬
‫لوجســتية وقانونيــة‪ .‬بيــد أن هــذه العوامــل ال‬ ‫حصــرا ورابعــة بالعربيــة واإلنكليزيــة‪.‬‬
‫ً‬ ‫بالفرنســية‬
‫تسـ ّـوغ تجاهــل المجــال اإلقليمــي والقفــز فوقــه‬ ‫هــذا وتُ صــدِ ر العلــوم التاريخيــة‪ ,‬التي تُ شــكّ ل الفئة‬
‫إلــى المجــال العربــي العــام كلمــا ُأتيحــت الفرصــة‬ ‫التاليــة األكثــر ثباتـ ًـا مــن الناحيــة المؤسســاتية بيــن‬
‫ـمولية مــن مجــال الدولــة‬
‫ّ‬ ‫ـد ًدا وشـ‬
‫ـن أكثــر تمـ ُّ‬
‫لتكويـ ٍ‬ ‫كل دورياتهــا باللغــة العربيــة‪.‬‬‫العلــوم االجتماعيــة‪ّ ،‬‬
‫الواحــدة‪.‬‬ ‫بخصوصيــة فريــدة حيــث تصــدر‬
‫ّ‬ ‫وتحتفــظ تونــس‬

‫اﻟﻨﻄﺎق اﻟﺠﻐﺮاﻓﻲ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ‬

‫ﻋﺮﺑﻲ ‪%12‬‬

‫إﻗﻠﻴﻤﻲ ‪%1‬‬

‫رسم رقم ‪15‬‬

‫ﻗﻄﺮي ‪%87‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪36‬‬


‫حيــث هنــاك جمعيتــان مــن أصــل ‪ 4‬جمعيــات‬ ‫الموجهــة إلــى‬
‫ّ‬ ‫وتتركّ ــز الجمعيــات المهنيــة‬
‫مــدن أخــرى‪ ,‬غيــر‬
‫ٍ‬ ‫يمنيــة فــي عــدن‪ ،‬ناهيــك عــن‬ ‫العالــم العربــي ككل فــي عــدد محــدود مــن‬
‫العاصمــة‪ ,‬تحتضــن جمعيــات مهنيــة فــي حــاالت‬ ‫المــدن التــي تحتضــن كذلــك مؤسســات عربيــة‬
‫قليلــة‪ ،‬علــى غــرار رابطــة االقتصادييــن الشــباب‬ ‫عامــة أخــرى‪ ،‬إذ تتمركــز ‪ 3‬مــن هــذه الجمعيــات‬
‫المغاربــة فــي أغاديــر والجمعيــة التونســية‬ ‫فــي كُ ل مــن القاهــرة وبيــروت‪ ،‬وواحــدة فــي كُ ل‬
‫لألنثروبولوجيــا فــي المناســتير وجمعيــة‬ ‫مــن تونــس ودمشــق‪ .‬أمــا الجمعيــات الوطنيــة‬
‫األنثروبولوجييــن األردنييــن فــي أربــد والجمعيــة‬ ‫فتتمركــز فــي معظــم األحيــان فــي عواصــم‬
‫المصريــة للدراســات النفســية فــي حلــوان‪.‬‬ ‫البلــدان‪ ،‬رغــم بعــض االســتثناءات كاليمــن‬

‫ﻋﺪد اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﻘﻄﺮﻳﺔ‬

‫‪8‬‬
‫‪8‬‬

‫‪7‬‬
‫‪7‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪6‬‬

‫رسم رقم ‪16‬‬


‫‪5‬‬
‫‪5‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫‪3‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪1‬‬

‫ا‬ ‫‪0‬‬
‫ﻤ‬‫ﻟﺠ‬
‫اﻟ‬

‫ا‬
‫ﻣ‬

‫اﻟ‬

‫اﻟ‬

‫ﻟ‬

‫ﺗ‬

‫اﻟﻴ‬

‫اﻟﺒ‬

‫ا‬
‫ﺳﻮ‬

‫ﻟﻴ‬

‫ﻓﻠ‬
‫ﻋﻤ‬

‫ا‬

‫ﻣ‬

‫اﻟ ان‬

‫اﻟ‬

‫اﻟ‬

‫ﻌﻴﺎ‬
‫ﻟﻤ‬

‫ﻷر‬

‫ﻹﻣ‬
‫ﺒﻨ‬

‫ﻮﻧ‬
‫ﺠﻤ‬

‫ﺴﻌ‬

‫ﻌﺮا‬

‫ﻜ‬
‫ﺴ‬

‫ﺠﺰ‬
‫ﺼﺮ‬

‫ﻮر‬
‫ﺒﻴﺎ‬
‫ﻤﻦ‬

‫ﺤﺮ‬

‫ﺴ‬
‫ﺎن‬

‫ﻮﻳ‬
‫ﺎن‬
‫ﻐﺮ‬

‫ﺲ‬

‫دن‬

‫اﺋﺮ‬

‫تا‬
‫ﻳﺘﺎ‬
‫ﻌﻴﺎ‬

‫ﺎرا‬
‫رﻳﺎ‬

‫ﻮد‬
‫ق‬

‫ﻳﻦ‬

‫ﻄ‬

‫ﺖ‬
‫ﻮد‬
‫ب‬

‫ﻟﻤ‬
‫ت‬

‫ﻧﻴﺎ‬
‫ت‬

‫ﻴﻦ‬
‫ﻳﺔ‬

‫ﻬﻨ‬
‫اﻟ‬

‫ﻴﺔ‬
‫ﻤﻬ‬

‫اﻟ‬
‫ﻨﻴ‬

‫ﻌﺮﺑ‬
‫ﺔا‬

‫ﻴﺔ‬
‫ﻹﻗ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬


‫ﻤ‬‫ﻠﻴ‬
‫ﻴﺔ‬

‫بيــن البلــدان العربيــة‪ .‬ففــي الجزائــر‪ ,‬علــى ســبيل‬ ‫يمكــن اعتمــاد كثافــة حضــور الجمعيــات المهنيــة‬
‫المثــال‪ ,‬حيــث تــدل مؤشــرات أخــرى‪ ،‬كالعــدد‬ ‫فــي بلــد مــا كأحد المؤشــرات على قــدرة الجماعة‬
‫الكبيــر للكليــات والدوريــات ومراكــز البحــث‪،‬‬ ‫العلميــة علــى تنظيــم نفســها بشــكل مســتقل‬
‫اهتمامــا‬
‫ً‬ ‫علــى كونهــا مــن أكثــر البلــدان العربيــة‬ ‫نوعــا مــن‬
‫ً‬ ‫وتشــبيك األفــراد وإعطــاء الجماعــة‬
‫بالعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬نُ فاجــأ بنــدرة الجمعيــات‬ ‫ـات واضحــة‬
‫المشــتركة‪ .‬وهنــا تبــرز اختالفـ ٌ‬
‫الهويــة ُ‬
‫‪37‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫لتكويــن الجماعــة العلميــة فــي المغــرب التــي‬ ‫المهنيــة فــي العلــوم االجتماعيــة‪ .‬وقــد تعنــي‬
‫تحتضــن العــدد األبــرز مــن الجمعيــات المهنيــة‬ ‫المفارقــة أن العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫هــذه ُ‬
‫فــي العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم العربــي‪،‬‬ ‫الجزائــر مــا زالــت تعتمــد فــي حيويتهــا علــى دعــم‬
‫تليهــا مصــر والســعودية ثــم العــراق‪ .‬وهنــاك‬ ‫حكومــي فوقــي أكثــر مــن اعتمادهــا علــى قـ ّـوة‬
‫مجموعــة مــن البلــدان التــي تتكــون فيهــا‬ ‫الدفــع الذاتــي والقــدرات التنظيميــة لعلمــاء‬
‫جمعيــات مهنيــة علــى درجــة ملحوظــة بالمقارنــة‬ ‫المبــادرات‬
‫العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬رغــم وجــود بعــض ُ‬
‫مــع القلّ ــة النســبية لعــدد الســكان أو عــدد أفــراد‬ ‫دورا للثــروة‬
‫ً‬ ‫الخلقــة‪ .‬وال تُ بــرز االختالفــات‬‫ّ‬
‫الجماعــة العلميــة كمــا فــي تونــس واألردن‬ ‫الوطنيــة بقــدر مــا تعكــس اإلمكانيــات الذاتيــة‬
‫ولبنــان واليمــن والبحريــن‪.‬‬ ‫تتوفــر أكبــر اإلمكانيــات‬
‫ّ‬ ‫للجماعــة العلميــة‪ ،‬إذ‬

‫ﻋﺪد اﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻹﺧﺘﺼﺎص‬

‫‪20‬‬

‫‪18‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪12‬‬
‫‪11‬‬
‫‪11‬‬

‫رسم رقم ‪17‬‬


‫‪10‬‬
‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬ ‫اﻗﺘﺼﺎد‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع‬ ‫اﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫ﻋﻠﻮم إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ويتضــح هنــا أن الجمعيــات العلميــة العربية ليســت‬ ‫تخصصــات الجمعيــات‬ ‫ُّ‬ ‫التمحــص فــي‬‫ُّ‬ ‫ُيظهــر‬
‫ضعيفــة بالدرجــة نفســها فــي التخصصــات كافــة‪.‬‬ ‫جوهريــة يبــدو أكثرهــا‬ ‫ّ‬ ‫المهنيــة مفارقــاتٍ‬
‫تنظيمــا لذاتــه‬
‫ً‬ ‫التخصــص األكثــر‬‫ُّ‬ ‫ولكــن يبــدو أن‬ ‫وضوحــا العــدد الكبيــر لجمعيــات علــم النفــس ثــم‬ ‫ً‬
‫التخصــص‪ ،‬أي فــي‬ ‫ُّ‬ ‫خــارج‬ ‫ا‬‫تأثيــر‬
‫ً‬ ‫األقــل‬ ‫ً‬
‫أيضــا‬ ‫هــو‬ ‫ـورا فــي‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫حض‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫األق‬ ‫ـان‬
‫ـ‬ ‫ص‬‫التخص‬
‫ُّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وهم‬ ‫ـاد‪،‬‬
‫ـ‬ ‫االقتص‬
‫قيــم‬‫َّ‬ ‫تُ‬ ‫وقــد‬ ‫صــات‪.‬‬ ‫للتخص‬
‫ُّ‬ ‫العابــر‬ ‫العلــم‬ ‫مجــاالت‬ ‫الحقــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الدوريــات العلميــة العربيــة كمــا ســيظهر‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪38‬‬
‫نقــد صالحيــة بعــض أوجــه علــم النفــس العالمــي‬ ‫إيجابــا‪ ،‬إذ يمكــن أن تؤخــذ‬
‫ً‬ ‫ـلبا أو‬
‫هــذه الظاهــرة سـ ً‬
‫لمعالجــة األزمــات النفســية فــي العالــم العربــي‪.‬‬ ‫التخصــص علــى نفســه أو عــدم‬ ‫ُّ‬ ‫كمعيــار النغــاق‬
‫ويرفــض المركــز التوظيــف الميكانيكــي للعلــوم‬ ‫اهتمــام ممارســيه باالســتفادة مــن نتاجات علوم‬
‫محــذرا‬‫ً‬ ‫النفســية العالميــة فــي الواقــع العربــي‪،‬‬ ‫أخــرى‪ ،‬أو دوران التخصــص فــي فلــك طالســم‬
‫مغبــة قبــول التصنيفــات األجنبيــة وباألخــص‬ ‫ّ‬ ‫مــن‬ ‫لغــة خاصــة بــه بشــكل ال ُيسـ ّـهل تغييــر مســاراته‪.‬‬
‫التصنيــف األميركــي لالضطرابــات النفســية‪،‬‬ ‫أيضــا تبنّ ــي قــوة التنظيــم‬
‫فــي المقابــل‪ ،‬يمكــن ً‬
‫والــذي مــن شــأنه أن يخلــق نظــرةً تُ جــاه االنســان‬ ‫للتخصــص كمعيــار لنضــج العلــم‪ ،‬أو‬ ‫ُّ‬ ‫الذاتــي‬
‫نفســيا‬
‫ًّ‬ ‫العربــي علــى أنــه إنســان مضطــرب‬ ‫ثقتــه بنفســه‪ ،‬أو اهتمــام ممارســيه بالتفاصيــل‬
‫ال بــل مجنــون‪ ،‬فيمــا يتجاهــل ذلــك التصنيــف‬ ‫وعمــق معرفتهــم بمجالهــم وشــعورهم بأهميــة‬
‫حاجــة المجتمــع األميركــي نفســه إلــى عالجــات‬ ‫علمهــم بشــكله المتخصــص‪.‬‬
‫متفهمــة لمعنــى الكارثــة المعنويــة‪ .‬كمــا يدعــو‬
‫المركــز إلــى معالجــات تحتــرم اإلنســان العربــي‬ ‫البــت فــي هــذه‬
‫ّ‬ ‫وال يمكننــا فــي هــذا التقريــر‬
‫وتنظــر بعيــن النقــد إلــى دور شــركات األدويــة‬ ‫تعمقــة‬
‫االحتمــاالت التــي تحتــاج إلــى دراســة ُم ّ‬
‫فــي التأثيــر فــي مســارات علم النفس‪ .‬ويشــكل‬ ‫فــي المحتــوى العلمــي لهــذه الجمعيــات‪،‬‬
‫خالقــة قــد نجدهــا‬‫هــذا المثــال نموذجــا لمقاربــات ّ‬ ‫وإن كان فــي إمكاننــا لفــت النظــر إلــى هــذه‬
‫فــي جمعيــات مهنيــة أخــرى فــي حــاالت الغــوص‬ ‫اإلشــكالية الواضحــة‪ .‬هــذا ونُ الحــظ وضــوح‬
‫الخالقــة‬‫ّ‬ ‫األكبــر‪ .‬ويمكــن القــول إن المقاربــات‬ ‫خالفــا‬
‫ً‬ ‫التخصصــات فــي حالــة الجمعيــات المهنيــة‪،‬‬
‫هــي تلــك التــي تطــرح رؤيــة نقديــة لتوظيفــات‬ ‫لمراكــز البحــث أو الدوريــات العلميــة‪ .‬وبالتالــي إن‬
‫علــم ال يتواصــل مــع خصوصيــات الواقــع المحلــي‪،‬‬ ‫ميــز الجمعيــات عــن غيرهــا مــن أطــر العلــوم‬‫مــا ُي ّ‬
‫وحلــوال‬
‫ً‬ ‫وفــي الوقــت ذاتــه تطــرح منهجيــات‬ ‫االجتماعيــة هــو الوضــوح األكبــر لهويتهــا‪ .‬كمــا‬
‫للتحصــن بصــدى علمــي عالمــي يتجــاوز‬ ‫ّ‬ ‫قابلــة‬ ‫تتميــز عــن األقســام والكليــات الجامعيــة مــن‬
‫الخصوصيــات المحليــة‪.‬‬ ‫ناحيــة أهميــة العوامــل الذاتيــة‪ ،‬إذ وبخــاف‬
‫الجامعــات‪ ،‬تحتــاج الجمعيــات إلــى مبــادرة إنشــاء‬
‫ومبــادرات أخــرى كــي تســتمر فــي الحيــاة‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫العلوم االجتماعية في الدوريات العلمية‬
‫مجــرد انخــراط األفــراد فــي نظــام‬‫ّ‬ ‫وال يكفيهــا‬
‫رصــد طاقــم البحــث ‪ 217‬دوريــة علميــة لهــا‬ ‫بيروقراطــي ُمعـ َّـرف سـ ً‬
‫ـلفا كمــا هــي الحــال فــي‬
‫ً‬
‫حاليــا فــي‬ ‫عالقــة بالعلــوم االجتماعيــة تصــدر‬ ‫الجامعــات العربيــة بصفــة عامــة‪.‬‬
‫كل‬ ‫العالــم العربــي‪ .‬وكمــا هــي الحــال فــي ّ‬
‫الظواهــر األخــرى للنمــو المؤسســاتي الحاضــن‬ ‫ورغــم أننــا ال نقــارب فــي هــذا التقريــر التأطيــري‬
‫للعلــوم االجتماعيــة فــي العالــم العربــي‪ ،‬تبــدو‬ ‫المحتــوى العلمــي لنتــاج الجماعــات المهنيــة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫معظــم هــذه الدوريــات حديثــة العهــد‪ ،‬ويتّ خــذ‬ ‫كــون تلــك المقاربــة تحتــاج إلــى دراســة خاصــة‬
‫منحــى ُمتسـ ً‬
‫ـارعا‪ ،‬مثلمــا‬ ‫نُ مــو عددهــا حتــى اليــوم ً‬ ‫بهــا‪ ،‬مــن المفيــد اإلشــارة إلــى ترابــط الفكــر‬
‫ـم التأكــد‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫للدوري‬ ‫ُيظهــر الرســم البيانــي‬ ‫عــد أحــد مصــادر االستكشــاف‬ ‫النقــدي الــذي ُي ُّ‬
‫مــن تواريــخ إنشــائها‪.‬‬ ‫واالكتشــاف‪ ،‬مــع زخــم الدوافــع الذاتيــة وراء‬
‫وســبل‬‫تأســيس الجمعيــات وإمدادهــا بالحيويــة ُ‬
‫التمعــن فــي نــوع المؤسســات التــي‬ ‫ّ‬ ‫وبعــد‬ ‫الحيــاة‪ .‬أمــا المثــال األبــرز علــى هــذا الترابــط فهــو‬
‫تُ صــدر هــذه الدوريــات‪ ،‬يتّ ضــح أن لمراكــز البحــث‬ ‫مركــز الدراســات والنفســية والجســدية (‪http://‬‬
‫الــدور األكبــر فــي نمــو الدوريــات‪،‬‬
‫َ‬ ‫المســتقلّ ة‬‫ُ‬ ‫‪ )www.filnafs.com/fil14.html‬وهــو إحــدى‬
‫حيــث تُ صــدر هــذه المراكــز ‪ %52‬مــن الدوريــات‬ ‫الجمعيــات المهنيــة التــي رصدناهــا‪ ،‬ودوره فــي‬

‫مــرة كل شــهر‪ ،‬أو كل شــهرين‪ ،‬أو كل فصــل‪ ،‬أو كل ســنة)؛ وتخضــع‬ ‫(مثــا ّ‬
‫ً‬ ‫تعــرف الدوريــات بأنهــا منشــورات تصــدر بشــكل دوري‬ ‫ّ‬ ‫(‪)4‬‬
‫ـزءا مــن‬
‫للمراجعــة (مثـ ًـا مــن قبــل خبيــر فــي المجــال فــي مــا يتعلــق بالدوريــات األكاديميــة‪ ،‬أو محـ ّـرر محتــرف أو مجلــس تحريــر)؛ وتشــكل جـ ً‬
‫سلســلة منشــورات أساســية (مثــل المجــات األكاديميــة ومجــات األبحــاث؛ وسلســلة الكتــب؛ والمجــات المتخصصــة بالتعليقــات ومقــاالت‬
‫الــرأي؛ وأوراق العمــل؛ والدراســات‪ ،‬الــخ) علــى عكــس المنشــورات اإلخباريــة‪ ،‬المحكّ مــة وغيــر المحكّ مــة منهــا؛ والتــي تصــدر عــن مؤسســات‬
‫توقفــت عــن الصــدور‪.‬‬
‫فــي المنطقــة العربيــة؛ والتــي مــا زالــت قائمــة أو ّ‬

‫‪39‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫علــى ضعــف الجمعيــات العلميــة فــي العالــم‬ ‫العلميــة العربيــة حاليـ ًـا‪ ،‬فيمــا تصــدر الجامعات ‪%37‬‬
‫العربــي‪ ،‬حيــث ال تُ صــدر هــذه الجمعيــات أكثــر مــن‬ ‫منهــا‪ ،‬ســواء بشــكل مباشــر أم عــن طريــق مركــز‬
‫‪ %6‬مــن الدوريــات العالميــة‪ ،‬أو ‪ 14‬دوريــات فقــط‬ ‫بحــث جامعــي‪ .‬ولكــن رغــم هــذا الزخــم المعرفــي‬
‫مــن إجمالــي ‪ 217‬دوريــة‪.‬‬ ‫المتراكــم‪ ،‬تعكــس هــذه األرقــام داللــة مغايــرة‬ ‫ُ‬

‫اﻟﻜﻤﻲ ﻟﻠﺪورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬


‫ّ‬ ‫اﻟﻨﻤﻮ‬
‫ﺣﺴﺐ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﺻﺪار*‬

‫‪150‬‬
‫اﻟﻌﺪد اﻟﺘﺮاﻛﻤﻲ ﻟﻠﺪورﻳﺎت‬
‫‪125‬‬

‫‪120‬‬

‫رسم رقم ‪18‬‬


‫‪90‬‬

‫‪65‬‬

‫‪60‬‬

‫‪38‬‬

‫‪23‬‬
‫‪30‬‬

‫‪11‬‬
‫‪8‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014-2001‬‬ ‫‪2000-1991‬‬ ‫‪1990-1981‬‬ ‫‪1980-1971‬‬ ‫‪1970-1961‬‬ ‫ﻗﺒﻞ ‪1961‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬


‫* ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 125‬دورﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﺻﺪورﻫﺎ ﻣﺘﺎح ﻣﻦ اﺻﻞ ‪ 217‬دورﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪.‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪40‬‬


‫اﻟﻨﻤﻮ اﻟﻜﻤﻲ ﻟﻠﺪورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫ﺣﺴﺐ ﺗﺎرﻳﺦ اﻹﻧﺸﺎء*‬
‫‪80‬‬

‫‪70‬‬

‫رسم رقم ‪19‬‬


‫‪60‬‬
‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪20‬‬
‫‪15‬‬
‫‪12‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪3‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2014-2001‬‬ ‫‪2000-1991‬‬ ‫‪1990-1981‬‬ ‫‪1980-1971‬‬ ‫ﻗﺒﻞ ‪1970 -1961 1961‬‬
‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫* ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 125‬دورﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﺻﺪورﻫﺎ ﻣﺘﺎح ﻣﻦ اﺻﻞ ‪ 217‬دورﻳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻧﻮع اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرﻫﺎ‬

‫ﻏﻴﺮﻫﺎ ‪%5‬‬
‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﻬﻨﻴﺔ ‪%6‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺤﺚ ﺟﺎﻣﻌﻲ ‪%6‬‬


‫رسم رقم ‪20‬‬

‫ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺤﺚ ﻣﺴﺘﻘﻞ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ‪%31‬‬
‫‪%52‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫‪41‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫كــدول المغــرب العربــي وقطــر‪ ،‬وبلــدان‬ ‫ويتّ ضــح مــن خــال الرصــد عــدم التــوازن علــى‬
‫تزايــدا للمجتمــع المدنــي‬ ‫ً‬ ‫زخمــا ُم‬
‫ً‬ ‫تعكــس‬ ‫متوقعــا‬
‫ً‬ ‫مســتوى بلــد الصــدور‪ ،‬إذ كمــا كان‬
‫وتحظــى باهتمــام دولــي‪ ،‬كفلســطين التــي‬ ‫ـدد كبيـ ٌـر نسـ ً‬
‫ـبيا مــن الدوريــات العريقــة‬ ‫هنــاك عـ ٌ‬
‫تحتــل الصــدارة هنــا إذا مــا أخذنــا فــي االعتبــار‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫تاريخيــا‬ ‫ومســتديمة الصــدور فــي بــاد تتمتــع‬ ‫ُ‬
‫لــكل بلــد‪ ،‬ومثلهــا العــراق‬‫ّ‬ ‫الحجــم الســكاني‬ ‫بحريــةٍ نســبيةٍ للبحــث كلبنــان‪ ،‬وكذلــك فــي بــاد‬
‫ّ‬
‫واالردن‪.‬‬ ‫ذات اهتمامــاتٍ حديثــة بالعلــوم االجتماعيــة‬

‫اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺑﻠﺪ اﻟﺼﺪور‬

‫‪30‬‬
‫‪29‬‬

‫ﻋﺪد اﻟﺪورﻳﺎت‬
‫‪25‬‬

‫‪23‬‬

‫‪21‬‬
‫‪20‬‬

‫رسم رقم ‪21‬‬


‫‪17‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪15‬‬
‫‪14‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪12‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪9‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬
‫ا دن‬
‫ا ق‬
‫ا ﻄ‬
‫ﻓﻠ‬
‫ﻣ‬

‫ﻟ ب‬
‫ا ﻮد‬

‫ا ﻤﻦ‬
‫اﻟﻴ‬

‫ﺗ ت‬

‫ا ﻄﺮ‬
‫ﻗ ان‬

‫اﻟ رﻳﺎ‬
‫ﺳﻮ‬

‫ا‬
‫ﻟﻴ‬

‫ﻋ ﻳﻦ‬
‫اﻟﺒ ﻧﻴﺎ‬
‫ﻣﻮر ﻤﺮ‬
‫ﺟﺰ‬
‫ﻟ‬
‫ﻷر‬

‫ﻟﻌﺮا ﻴﻦ‬

‫ﻟﻤﻐ ﻳﺔ‬

‫ﻟ‬

‫ﻹﻣ‬

‫ﻟﻜ‬
‫ﺒﻨ‬

‫ﻮﻧ‬

‫ﻤ‬
‫ﺠﺰ‬

‫ﺴﻌ‬

‫ﺴ‬
‫ﺼﺮ‬

‫ﺒﻴﺎ‬

‫را‬
‫ﺤﺮ‬
‫ﺴ‬

‫ﺎن‬

‫ﻮﻳ‬

‫ﺎن‬
‫ﺲ‬
‫اﺋﺮ‬

‫ﻳﺘﺎ‬
‫ﺎرا‬

‫ﻮد‬
‫ﺮ‬

‫ﻟﻘ‬
‫ﺖ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪42‬‬


‫عينة‬
‫ُمحتوى الدوريات العلمية‪ :‬دراسة ّ‬

‫جامعــة الكويــت‪ ،‬و"المجلة االجتماعيــة القومية"‬ ‫تناولــت الدراســة الخلفيــة للدوريــات العلميــة‬
‫الصــادرة عــن المجلــس القومــي للبحــوث‬ ‫عينــة‬
‫التــي أجراهــا الدكتــور المختــار الهــراس‪ّ ،‬‬
‫االجتماعيــة والجنائيــة فــي مصــر‪ ،‬و"إضافــات"‬ ‫مــن ‪ 8‬دوريــات محكمــة تنشــر فــي حقــل العلــوم‬
‫الصــادرة فــي لبنــان عــن الجمعيــة العربيــة‬ ‫االجتماعيــة بصفــة عامــة دونمــا تخصــص فــي‬
‫لعلــم االجتمــاع‪ ،‬و"إنســانيات" الصــادرة فــي‬ ‫مجــال معرفــي محــدد‪ .‬وينطبــق ذلــك علــى‬
‫الجزائــر عــن مركــز البحــوث فــي األنثروبولوجيــا‬ ‫بعضهــا التــي لهــا هويــة تخصصيــة‪ ،‬إن كانــت‬
‫االجتماعيــة والثقافيــة فــي وهــران‪ ،‬و"عمــران"‬ ‫هــذه الهويــة ال تمنعهــا مــن نشــر مقــاالت‬
‫التــي يصدرهــا المركــز العربــي لألبحــاث ودراســة‬ ‫تنبــع مــن تخصصــات أخــرى‪ .‬وقــد تــم اختيارهــا‬
‫السياســات فــي قطــر‪.‬‬ ‫حســب معاييــر تأخــذ فــي االعتبــار تعــدد أنــواع‬
‫المؤسســات التــي تنشــرها‪ ،‬بحيــث تشــمل‬
‫وفــي مــا يلــي نعــرض أهــم نتائــج الرصــد التــي‬ ‫مؤسســات وزاريــة وجامعيــة ومدنيــة إضافــة‬
‫تشــمل توزيــع جنســية الباحثيــن أو انتمائهــم‬ ‫إلــى مراكــز البحــث‪ ،‬والتنــوع فــي وتيــرة الصــدور‬
‫الوطنــي‪ ،‬والعالقــة بيــن الجنســية والمجتمــع‬ ‫بيــن الشــهري والفصلــي والســنوي‪ .‬وشــمل‬
‫وتخصصــات العلــوم االجتماعيــة‬
‫ّ‬ ‫موضــوع البحــث‪،‬‬ ‫الرصــد كل المقــاالت والنصــوص الصــادرة‬
‫حســب نســب حضورهــا‪ ،‬ومواضيــع البحــث‪،‬‬ ‫خــال الســنوات الخمــس األخيــرة‪ ،‬رغــم بعــض‬
‫المســتعملة‪ ،‬ومســألة العالقــة بيــن‬‫والتقنيــات ُ‬ ‫التعديــات التــي فرضتها تواريخ النشــر وظروف‬
‫الدوريــات العلميــة وتكويــن الجماعــة العلميــة‪.‬‬ ‫غيــر النتائــج‪ ،‬إذ وصل‬
‫العمــل والتــي ال نــرى أنهــا تُ ّ‬
‫تــم رصدهــا إلــى‬ ‫مجمــوع المســاهمات التــي ّ‬
‫عطيــات أوليــة حــول‬
‫ٍ‬ ‫يعكــس رســم رقــم ‪ُ 22‬م‬ ‫‪ 732‬مســاهمة‪.‬‬
‫يســجل‬‫ّ‬ ‫إذ‬ ‫الجنســية‪،‬‬ ‫حضــور الباحثيــن حســب‬
‫حضــورا الفتً ــا‬
‫ً‬ ‫الباحثــون مــن المغــرب العربــي‬ ‫كمــا قــام الرصــد علــى تصنيــف المســاهمات‬
‫معــا أكثــر مــن ‪ %41‬مــن مؤلفــي‬ ‫ً‬ ‫ليشــكّ لوا‬ ‫التخصــص العلمــي‪ ،‬والنــوع‪ ،‬وأســلوب‬ ‫ّ‬ ‫حســب‬
‫المقــاالت فــي الدوريــات العلميــة العربيــة‪ .‬وهــذه‬ ‫العــرض‪ ،‬والتقنيــات المنهجيــة‪ ،‬والموضــوع‪،‬‬
‫تصــب فــي اتجــاه تأكيــد مــا خلصــت‬ ‫ُّ‬ ‫الظاهــرة‬ ‫والمجتمــع العربــي المعنــي بالدراســة‪،‬‬
‫تفــوق نوعــي للعلــوم‬ ‫ّ‬ ‫مــن‬ ‫أخــرى‬ ‫دراســات‬
‫ٌ‬ ‫اليــه‬ ‫المســتعملة‪ ،‬وجنســية الباحــث‪ ،‬وعــدد‬ ‫والمراجــع ُ‬
‫االجتماعيــة فــي المغــرب العربــي بالمقارنــة‬ ‫مســاهماته‪ ،‬وظاهــرة التشــارك فــي البحــث‬
‫مــع المشــرق (حنفــي وأرفانيتــس ‪.)2015‬‬ ‫المختــارة‬
‫أينمــا ُوجــدت‪ .‬وشــملت الدوريــات ُ‬
‫فســر هــذه الظاهــرة أحيانً ــا باســتمرارية أكثــر‬ ‫وتُ َّ‬ ‫"المســتقبل العربــي" التــي يصدرهــا مركــز‬
‫وضوحــا للنظــم التعليميــة المتوارثــة مــن العصــر‬ ‫ً‬ ‫دراســات الوحــدة العربيــة مــن بيــروت‪ ،‬و"الحيــاة‬
‫االســتعماري الفرنســي بالمقارنــة مــع تلــك‬ ‫الثقافيــة" الصــادرة عــن وزارة الثقافــة فــي‬
‫المتوارثــة مــن العصــر االســتعماري اإلنكليــزي‪.‬‬ ‫تونــس‪ ،‬و"هســبريس–تمودا" الصــادرة عــن‬
‫كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية فــي الربــاط‪،‬‬
‫ـل مــا ينطــوي على تأكيــد أولي لهذه المقولة‬
‫ولعـ ّ‬ ‫ومجلــة "العلــوم االجتماعيــة" الصــادرة عــن‬

‫‪43‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫كل منهــا‬
‫يشــكل علمــاء العلــوم االجتماعيــة فــي ٌّ‬ ‫إنمــا يتمثّ ــل فــي الحضــور المميــز نسـ ً‬
‫ـبيا للباحثيــن‬
‫مــا بيــن ‪ %10-4‬مــن مؤلفــي المقــاالت‪ ،‬وهــي‬ ‫اللبنانييــن‪ ،‬حيــث إن هــذه االســتمرارية هنــاك‬
‫لبنــان والكويــت وفلســطين والعــراق‪ ،‬ثــم تأتــي‬ ‫أقــوى مــن تلــك التــي نشــهدها فــي ســوريا‪،‬‬
‫باقــي البلــدان العربيــة‪ .‬وإن كان هــذا التوزيــع‬ ‫وهــي بلــد مشــرقي آخــر خضــع لالســتعمار‬
‫المطلــق فــي‬ ‫يعكــس فكــرة عــن حجــم الحضــور ُ‬ ‫ـل علــى‬ ‫الفرنســي ولكــن بشــكل كان لــه تأثيــر أقـ ّ‬
‫الدوريــات للباحثيــن حســب البلــد‪ ،‬فإنــه فــي‬ ‫النظــام التعليمــي علــى المــدى الطويــل‪ .‬والفرق‬
‫كثيــرا فــي فهــم القــدرة‬‫ً‬ ‫المقابــل ال يســاعد‬ ‫هنــا ربمــا يتعلّ ــق باختــاف الظــروف المحلّ يــة‪.‬‬
‫ملحــة هنــا‬
‫ّ‬ ‫الحاجــة‬ ‫تبــدو‬ ‫إذ‬ ‫بلــد‪،‬‬ ‫ألي‬
‫ّ‬ ‫التعليميــة‬ ‫ففــي لبنــان‪ ,‬علــى ســبيل المثــال‪ُ ,‬وجــدت نخبــة‬
‫إلــى معطيــات أخــرى أولهــا الحضــور النســبي‬ ‫مؤثّ ــرة ُمشــبعة بثقافــة فرنســية‪ ،‬وفــي المغــرب‬
‫للباحثيــن‪ ،‬أي حجــم حضــور كل جنســية فــي‬ ‫مــد‬
‫ّ‬ ‫العربــي تمكّ ــن االســتعمار الفرنســي مــن‬
‫الدوريــات بالمقارنــة مــع نســبة ســكان بلدهــا‬ ‫جــذوره الثقافيــة خــال فتــره زمنيــة أطــول ممــا‬
‫لســكان الوطــن العربــي ككل‪ .‬فــاذا كانــت نســبة‬ ‫كانــت عليــه الحــال فــي المشــرق‪.‬‬
‫حضــور الباحثيــن مــن بلــد مــا فــي المجــال العلمــي‬
‫العربــي أعلــى مــن نســبة ســكان بلدهــم للوطــن‬ ‫كل منهــا أكثــر‬
‫بشــكل عــام‪ ،‬هنــاك أربــع دول ُينتــج ٌّ‬
‫العربــي‪ ،‬يمكــن االســتنتاج بشــكل مبدئــي أن‬ ‫مــن ‪ %10‬مــن العلمــاء الحاضريــن فــي الدوريــات‬
‫بلدهــم أعلــى إنتاجيــة للعلــوم االجتماعيــة مــن‬ ‫العلميــة العربيــة‪ ،‬وتشــمل مصــر باإلضافــة إلــى‬
‫المعــدل‪ ،‬والعكــس صحيــح‪.‬‬‫ّ‬ ‫تونــس والمغــرب والجزائــر‪ .‬تليهــا أربــع دول أخــرى‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ‬


‫ﺣﺴﺐ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ‪*2014-2010 ،‬‬
‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫رسم رقم ‪22‬‬


‫‪16‬‬

‫‪15‬‬
‫‪14‬‬

‫‪11‬‬

‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫‪6‬‬

‫‪5‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫اﻟﻴ‬

‫ﻣ‬
‫ﺳﻮ‬

‫ا‬

‫ﺗ‬
‫ﻣ‬

‫ﺟ تا‬

‫اﻟ ﻧﻴﺎ‬

‫ﻓﺮﻧ‬
‫اﻟ‬

‫ا ﻄﺮ‬
‫ﻗ‬

‫ا‬

‫اﻟ‬

‫ﻓ ﺖ‬
‫ا‬
‫ﻟﺒﻨ‬

‫اﻟ‬
‫ﻟ‬

‫ﻷر‬

‫ﻟﻜ‬

‫ﻟﻤ‬

‫إ‬
‫ﻮﻧ‬

‫ﻨ‬

‫ﻮ‬
‫ﺴ‬

‫ﺴﻌ‬

‫ﻌﺮا‬

‫ﺠﺰ‬

‫ﺳﺒﺎ‬
‫ﻮر‬

‫ﺼﺮ‬
‫ﻠ‬

‫ﺴ‬
‫ﻤﻦ‬

‫ﺴ‬

‫ﺎن‬
‫ﻮﻳ‬

‫ﻻﻳﺎ‬
‫ﻐﺮ‬
‫ﺲ‬
‫دن‬

‫ﺴﺎ‬
‫اﺋﺮ‬
‫ﻳﺘﺎ‬
‫رﻳﺎ‬

‫ﻮد‬

‫ق‬

‫ﻴﺎت ﺪة‬
‫ﻄ‬
‫ﻮد‬

‫ب‬
‫ﻧﻴﺎ‬

‫ان‬

‫ﻴﻦ‬
‫ﻳﺔ‬

‫ا‬

‫ﻟﻤ‬
‫ﺧﺮ‬

‫ﺘﺤ‬
‫ى‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 732‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‬
‫ً‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪44‬‬


‫درﺟﺔ ﺣﻀﻮر اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺤﺠﻢ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪ*‬

‫‪8‬‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ اﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺴﻜﺎن‬


‫‪7‬‬
‫‪6.7‬‬
‫‪6.6‬‬

‫‪6‬‬

‫رسم رقم ‪23‬‬


‫‪5.4‬‬

‫‪5‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪3.8‬‬

‫‪3‬‬

‫‪1.9‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1.5‬‬

‫‪1.1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0.8‬‬
‫‪0.7‬‬
‫‪0.4‬‬
‫‪0.2‬‬
‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.1‬‬
‫‪0‬‬
‫اﻟ‬
‫ﻓﻠ‬

‫اﻟ‬
‫ﻣﻮ‬
‫ا‬
‫ا‬

‫ﺗ‬

‫اﻟ‬
‫اﻷ‬

‫ﺳﻮ‬
‫اﻟ‬

‫اﻟﻴ‬
‫ﻟﺒﻨ‬

‫ﻗ‬

‫ﻣ‬
‫ﻟﻤ‬
‫ﻟﻜ‬

‫ﻮﻧ‬

‫ﺴﻌ‬

‫ﺴ‬
‫ﻌﺮا‬
‫ﺠﺰ‬

‫ﺼﺮ‬
‫ﻄﺮ‬

‫ﺴ‬

‫ﻤﻦ‬
‫ر‬
‫ﻮﻳ‬

‫ر‬
‫ﺎن‬

‫ﻐﺮ‬
‫ﺲ‬

‫دن‬

‫ﻳﺘﺎ‬

‫ﻮد‬
‫اﺋﺮ‬

‫رﻳﺎ‬
‫ق‬
‫ﻄ‬

‫ﻮد‬
‫ﺖ‬

‫ب‬

‫ﻧﻴﺎ‬

‫ان‬
‫ﻴﻦ‬

‫ﻳﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬
‫ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﺤﺠﻢ اﻟﺴﻜّ ﺎﻧﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪ‪.‬‬
‫ً‬ ‫* اﻟﺮﻗﻢ ‪ 1‬ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺣﺠﻢ اﻹﻧﺘﺎج ﻳﺘﻮاﻓﻖ‬

‫ثــم تأتــي‬
‫كبيــرا‪ّ .‬‬
‫ً‬ ‫حجمهــا ولــو لــم يكــن الفــرق‬ ‫إذا‪ ،‬الوقــوف علــى هــذه النســب يرســم صــورة‬ ‫ً‬
‫فــي النهايــة مجموعــة مــن البلــدان تبــدو فيهــا‬ ‫مختلفــة‪ ،‬فنجــد مجموعــة مــن البلــدان صغيــرة‬
‫ـدا بالنســبة إلــى‬‫كميــة اإلنتــاج العلمــي ضئيلــة جـ ًّ‬ ‫ً‬
‫نســبيا ولكــن ذات غــزارة إنتاجيــة تفــوق‬ ‫الحجــم‬
‫حجــم البلــد الواحــد‪ ،‬مثــل الســعودية وســوريا‬ ‫حجمهــا بأضعــاف عــدة‪ ,‬وأهمهــا الكويــت ولبنــان‬
‫واليمــن والســودان‪ ،‬ويمكــن ان تُ ضــاف اليهــا‬ ‫بلــدان‬
‫ٍ‬ ‫وتونــس وقطــر وفلســطين‪ ،‬مقابــل‬
‫البلــدان التــي ليــس لهــا حضــور علــى االطــاق‬ ‫ً‬
‫عربيــا بدرجــة تفــوق حجمهــا‬ ‫ً‬
‫علمــا‬ ‫أخــرى تُ نتــج‬
‫وعمــان‬‫فــي دوريــات العينــة وتشــمل البحريــن ُ‬ ‫أقــل وتشــمل األردن‬ ‫ّ‬ ‫ولــو كان بمعــدالت‬
‫واإلمــارات وجيبوتــي والصومــال وجــزر القمــر‪.‬‬ ‫والمغــرب والجزائــر‪ .‬أمــا باقــي البلــدان فتُ نتــج‬
‫ومــن الالفــت أن هــذه البلــدان التــي تأتــي فــي‬ ‫بنســب أقــل مــن حجمهــا‪ ،‬وإن كان بفــوارق ذات‬
‫المؤخــرة تتفــاوت بشــكل كبيــر مــن ناحيــة الثــروة‬ ‫داللــة‪ .‬فمصــر التــي أتــت فــي الرســم األول‬
‫الوطنيــة‪ ،‬ممــا يؤكّ ــد مــا أســلفنا ذكــره علــى أن‬ ‫فــي الدرجــة األولــى مــن ناحيــة كميــة اإلنتــاج‬
‫خصوصــا‬
‫ً‬ ‫العلــوم االجتماعيــة بشــكلها البحثــي‪،‬‬ ‫تقــل عــن‬
‫ّ‬ ‫المطلقــة‪ ،‬تُ نتــج فــي الواقــع بدرجــة‬ ‫ُ‬
‫‪45‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫الصــدارة فــي هــذا الرســم‪ ،‬وهــي تختلــف مــن‬ ‫الموجهــة منهــا إلــى جمهــور عربــي‪ ،‬ال‬‫ّ‬ ‫تلــك‬
‫ناحيــة حجــم الثــروة الوطنيــة ونوعيــة اإلشــكاالت‬ ‫لمجــرد وجــود الثــروة‪ ،‬ولكــن بوجــود‬ ‫ُ‬ ‫تزدهــر‬
‫المحلّ يــة‪ ،‬ولكنهــا تهتــم بالعلــوم االجتماعيــة أكثــر‬ ‫اهتمــام بهــا وبالحريــة النســبية للبحــث‪ .‬وتحضــر‬
‫للتنفــس‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـاال أوســع‬
‫مــن غيرهــا وتُ فســح لهــا مجـ ً‬ ‫هــذه العوامــل فــي البلــدان التــي تأتــي فــي‬

‫ﺗﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت اﻟﺤﺎﺿﺮة ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ‬


‫ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ‪*2014-2010 ,‬‬
‫‪25‬‬
‫ﻋﺪد اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت اﻟﺤﺎﺿﺮة‬
‫ﻋﺪد اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻔﻮق ﺣﻀﻮرﻫﺎ‬ ‫‪22‬‬
‫‪ % 30‬ﻓﻲ اﻟﺪورﻳﺔ‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬

‫رسم رقم ‪24‬‬


‫‪15‬‬
‫‪15‬‬

‫‪10‬‬
‫‪10‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬

‫‪2‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0‬‬
‫ا ﻟﻘ‬

‫ﻫ‬

‫ﻣﺠﻠ ﺟﺘ‬
‫ﻟ ﻮﻣ‬

‫ا‬
‫ﻤﺠﻠﺔ ﻴﺔ‬

‫ﻋ‬

‫ﻟﻤ‬
‫ا‬
‫اﻧ‬

‫ﺴ‬

‫إ‬
‫ﻟﺤ‬

‫ﻤﺮ‬

‫ﺿﺎ‬
‫ا‬

‫ﺴﺎ‬

‫ﺴﺘ‬
‫ﺔ ا ﻤﺎﻋ‬
‫ﻴﺎة‬

‫ﺒﺮ‬

‫اﻻ‬

‫ان‬

‫ﻓﺎ‬
‫ﻟﻌﻠ ﻴﺔ‬
‫س‬
‫ﻧﻴﺎ‬
‫اﻻ‬

‫ﻘ‬
‫ت‬
‫اﻟ‬

‫ﺒﻞ‬
‫ت‬

‫ﺜﻘ‬
‫ﺟﺘ‬

‫ﻮم‬
‫‪--‬ﺗ‬
‫ﺎﻓ‬
‫ﻤﺎﻋ‬

‫ﻤﻮ‬

‫اﻟ‬
‫ﻴﺔ‬

‫ﻌﺮﺑ‬
‫ﻴﺔ‬

‫دا‬

‫ﻲ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪". 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮﻣﺎﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 732‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‬
‫ً‬

‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬ ‫‪46‬‬


‫ـبيا لحريــة البحــث وجودتــه النوعيــة‪ ،‬إنمــا أيضـ ًـا‬
‫نسـ ً‬ ‫معــروف‪ ،‬تختلــف الدوريــات العلميــة‬ ‫ٌ‬ ‫كمــا هــو‬
‫بيــن الحريــة والتعدديــة‪ .‬وهــذا الفضــاء الحـ ّـر نسـ ً‬
‫ـبيا‬ ‫فــي أي مــكان مــن ناحيــة تمثيلهــا للباحثيــن فــي‬
‫ً‬
‫انفتاحــا علــى العالــم‬ ‫يثمــر الدوريتيــن األكثــر‬ ‫تدقيقــا فــي ُمحتواهــا كل‬
‫ً‬ ‫منطقتهــا‪ ،‬مــا يســتلزم‬
‫ككل‪ ،‬كمــا وتبــرز الدوريــات قــدرة علــى‬ ‫ّ‬ ‫العربــي‬ ‫ـردد صداهــا فــي العالــم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـس‬‫تلمـ‬‫علــى حــدة بغيــة ُّ‬
‫جــذب المســاهمات اليهــا مــن مختلــف أرجــاء‬ ‫العربــي ككل‪ ،‬وفــي المحصلّ ــة مــدى محدوديتهــا‬
‫الوطــن العربــي‪.‬‬ ‫الجغرافيــة‪ .‬وهنــا نُ الحــظ عــدم وجــود عالقــة‬
‫ـردد صداهــا‪ .‬فدوريــة‬ ‫واضحــة بيــن عمــر الدوريــة وتـ ّ‬
‫مهــم فــي مقيــاس‬ ‫ٍّ‬ ‫اختــاف‬
‫ٍ‬ ‫رصــد‬
‫ُ‬ ‫مــن الســهل‬ ‫عريقــة علــى شــاكلة "المســتقبل العربــي" تأتــي‬
‫التعدديــة فــي المنطقــة نفســها ال يبــدو أن لــه‬ ‫فــي الصــدارة‪ ،‬حيــث تتميــز بأعلــى تعدديــة مــن‬
‫عالقــة بعمــر الدوريــة بــل بسياســاتها وبفهمهــا‬ ‫ناحيــة جنســية المؤلفيــن الحاضريــن فــي خــال‬
‫الدوريتيــن‬ ‫لطبيعــة جمهورهــا‪ .‬فــاذا قارنّ ــا‬ ‫فتــرة الرصــد‪ ،‬اذ يســاهم بهــا باحثــون مــن ‪22‬‬
‫ّ‬
‫عينتنــا‪ ،‬أي "عمــران" مــن قطــر‬ ‫صحيــة أخــرى أال‬
‫جنســية‪ .‬كمــا تطفــو هنــا ظاهــرة ّ‬
‫الخليجيتيــن فــي ّ‬
‫و"مجلــة العلــوم االجتماعيــة" مــن الكويــت‪ ،‬يتّ ضــح‬ ‫وهــي غيــاب الهيمنــة مــن طــرف أي جنســية‪ ،‬أي‬
‫ال تتمثّ ــل أي جنســية فــي "المســتقبل العربــي"‬
‫ـي لعشــر جنســيات‬ ‫أن األخيــرة‪ ،‬رغــم الحضــور الجلـ ّ‬ ‫بنســبة تفــوق ‪ %30‬مــن المؤلفيــن‪ .‬ولكــن‬
‫فيهــا‪ ،‬تتميــز بهيمنــة جنســيتين تعــودان للباحثيــن‬
‫عــال للتعدديــة فــي أحــدث دوريــات‬ ‫ٍ‬ ‫مؤش ٌــر‬
‫ّ‬ ‫يبــرز‬
‫الكويتييــن والمصرييــن‪ .‬وتأتــي فــي ذيــل الترتيــب‬ ‫العينــة ‪،‬وهــي “عمــران” حيــث تفــوق تعدديتهــا‬
‫فــي مقيــاس التعدديــة "المجلــة االجتماعيــة‬ ‫‪ 4‬دوريــات أكبــر عمـ ًـرا منهــا بكثيــر‪ ،‬و تتمثّ ــل فــي‬
‫القوميــة" مــن مصــر‪ ،‬والتــي لــم ينشــر فيهــا غيــر‬ ‫ألي منهــا‪،‬‬
‫“عمــران” ‪ 15‬جنســية مــن دون هيمنــة ٍّ‬
‫الباحثيــن المصرييــن خــال فتــرة الرصــد‪ .‬إضافــة‬ ‫رغــم الحضــور المميــز للباحثيــن القطرييــن الذيــن‬
‫إلــى ذلــك‪ ،‬تطفــو علــى الســطح محدوديــةُ‬ ‫تصــل نســبتهم إلــى ‪ 25%‬مــن المؤلفيــن فــي‬
‫الصــدى العربــي لدوريــات المغــرب العربــي الثــاث‬ ‫هــذه الدوريــة‪ .‬والالفــت فــي هــذا المجــال أن‬
‫العينــة‪ ,‬رغــم أهميتهــا العلميــة وتاريخهــا‬ ‫ّ‬ ‫فــي‬ ‫األولي ْيــن فــي مقياســنا للتعدديــة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫الدوريتيــن‬
‫كل منهــا ‪ 5-4‬جنســيات‬ ‫العريــق‪ ،‬إذ تتمثّ ــل فــي ٍّ‬ ‫وهمــا "المســتقبل العربــي" و"إضافــات"‪،‬‬
‫كل منهــا باحثــون مــن البلــد‬ ‫فقــط‪ ،‬ويهيمــن فــي ٍّ‬ ‫تصــدر كلتاهمــا مــن لبنــان‪ ،‬مــا ُيثبــت أن هنــاك‬
‫ذاتــه الــذي تصــدر فيــه الدوريــة‪.‬‬ ‫عالقــة حميمــة ليــس فقــط بيــن تاريــخ طويــل‬

‫‪47‬‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﺴﺐ‬


‫اﻟﺒﻠﺪان واﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﻤﺪروﺳﺔ‪*2014-2010 ،‬‬
‫‪25‬‬
‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻞ اﻟﻤﻘﺎﻻت‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺒﻠﺪ او ﻣﻨﻄﻘﺔ‬

‫‪%21‬‬

‫‪20‬‬

‫‪%16‬‬

‫‪15‬‬

‫رسم رقم ‪25‬‬


‫‪%14‬‬ ‫‪%14‬‬ ‫‪%14‬‬

‫‪10‬‬

‫‪%6‬‬

‫‪5‬‬
‫‪%4‬‬

‫‪%3‬‬ ‫‪%3‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%2‬‬

‫‪%1‬‬
‫‪0‬‬
‫اﻟ‬

‫ا‬

‫اﻟ‬

‫ﺗ‬

‫ﻣ‬

‫ﻓﻠ‬

‫ا‬

‫ا‬

‫اﻟ‬

‫اﻟ‬

‫ﻟﺒﻨ‬

‫اﻟﻴ‬
‫ﻟﻤ‬

‫ﻟﻜ‬

‫ﻷر‬
‫ﻮﻧ‬
‫ﻌﺎﻟ‬

‫ﺠﺰ‬

‫ﻌﺮا‬

‫ﺴ‬
‫ﺼﺮ‬

‫ﻤﻦ‬
‫ﺴ‬

‫ﺎن‬
‫ﻮﻳ‬
‫ﻐﺮ‬

‫ﺲ‬

‫دن‬
‫اﺋﺮ‬

‫ﻮد‬
‫ﻢ‬

‫ق‬
‫ﻄ‬

‫ﺖ‬
‫ب‬

‫ان‬
‫اﻟ‬

‫ﻴﻦ‬
‫ﻌﺮﺑ‬
‫ﻲ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 504‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‬
‫ً‬

‫قابــا للتعميــم‪ .‬وقــد‬


‫ً‬ ‫عــرف بالمــكان وإن كان‬
‫ُم َّ‬ ‫وفــي المضمــار نفســه‪ ،‬تتمحــور أكثريــة المقــاالت‬
‫تقل معالجته عن‬ ‫ّ‬ ‫اســتثنينا في رســم رقم ‪ 25‬ما‬ ‫والنصــوص‪ ،‬أو ‪ 504‬مــن مجمــل ‪ 732‬مســاهمة‪،‬‬
‫أن‬
‫‪ %0،5‬مــن المســاهمات‪ .‬ولكــن الجديــر ذكــره ّ‬ ‫بلــدا‬
‫ً‬ ‫حــول جغرافيــا ُمحــددة‪ ،‬أي تتنــاول بالتحليــل‬
‫"العالــم اإلســامي" كان فــي عــداد مــا حذفنــاه‬ ‫معينــة‪ ،‬ممــا يعنــي أن النظريــة أو‬ ‫ّ‬ ‫أو منطقــة‬
‫نظـ ًـرا إلــى ضعــف حضــوره فــي التحليــات‪ ،‬حيــث‬ ‫المفهــوم اللذيــن تعرضهمــا ينبعــان مــن واقــع‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪48‬‬


‫أخــرى تتيــح لنــا التأكــد مــن أن العالــم اإلســامي‬ ‫تمحــورت حولــه كموضــوع مقالتــان ال أكثــر مــن‬
‫مجــرد) ســيظهر‬‫ّ‬ ‫(كمفهــوم تحليلــي ال كتعبيــر‬ ‫ً‬
‫غريبــا ركونً ــا‬ ‫أصــل ‪ .504‬وقــد يبــدو هــذا األمــر‬
‫عينــة أخــرى‪ .‬وقــد ُيعــزى الســبب‬
‫بشــكل أكبــر فــي ّ‬ ‫إلــى الخطــاب الشــائع حــول مفهــوم "العالــم‬
‫إلــى أن العالــم اإلســامي ال يشــكّ ل للباحثيــن‬ ‫اإلســامي"‪ ،‬ولكــن مــن الواضــح أن الدوريــات‬
‫كافيــا مــن التجانــس‬
‫ً‬ ‫كمــا‬
‫يضــم ًّ‬
‫ّ‬ ‫مفهومــا‬
‫ً‬ ‫العــرب‬ ‫ً‬
‫اهتمامــا‪ .‬ويمكــن‬ ‫العلميــة العربيــة ال تُ عيــره‬
‫االجتماعــي‪ ،‬أو علــى األقــل مــن الخصائــص‬ ‫القــول إن هــذه الظاهــرة ُمرتبطــة باختيارنــا‬
‫المشــتركة التــي تســمح بتحليلــه ككتلــة واحــدة‪.‬‬ ‫ـرات مــن مصــادر‬ ‫مؤشـ ٌ‬‫ّ‬ ‫للعينــة‪ ،‬ومــع ذلــك ال تبــرز‬
‫ّ‬

‫ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺪروﺳﺔ‬

‫ا‬
‫ﻟﻤﺠ‬
‫ﻫﺴﺒﺮﻳﺲ‬ ‫اﻟﻤﺠﻠﺔ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة‬
‫إﻧﺴﺎﻧﻴﺎت‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫إﺿﺎﻓﺎت‬ ‫ﻋﻤﺮان‬

‫ﻼت‬
‫ﺗﻤﻮدا‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬

‫اﻟ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫اﻟﺒﻠ ﻤﻮﻟﺔ‬
‫ﻤﺸ‬
‫اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬

‫ﺑ‬
‫ﺎﻟﺪر‬
‫ﺪان‬

‫اﺳﺔ‬
‫‪69‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ﺗﻮﻧﺲ‬

‫‪68‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﺠﺰاﺋﺮ‬

‫‪82‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اﻟﻤﻐﺮب‬

‫‪70‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﻣﺼﺮ‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﻗﻄﺮ‬

‫جدول رقم ‪6‬‬


‫‪22‬‬ ‫‪22‬‬ ‫اﻟﻜﻮﻳﺖ‬

‫‪14‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻷردن‬

‫‪30‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‬

‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﻟﺒﻨﺎن‬

‫‪15‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اﻟﻌﺮاق‬

‫‪9‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﺴﻮدان‬

‫‪7‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﻴﻤﻦ‬

‫اﻟﻮﻃﻦ‬
‫‪103‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻲ‬

‫‪504‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪158‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪32‬‬

‫المصدر‪ :‬الهراس‪ ،‬المختار‪« . 2015 .‬تقييم دوريات العلوم االجتماعية»‪ .‬كانون الثاني‪/‬يناير‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم‬
‫االجتماعية)‬

‫‪49‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫أن هــذه الفرضيــات المرتبطــة بــدور األزمــات‬ ‫إال ّ‬ ‫يحتــل مفهــوم‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬
‫تمامــا‪،‬‬ ‫وبالعكــس مــن ذلــك‬
‫القطريــة المزمنــة فــي االســتحواذ علــى اهتمــام‬ ‫"العالــم العربــي" الصــدارة مــن ناحيــة الحضــور‬
‫فســر اتجــاه الباحثيــن مــن‬
‫الباحثيــن المحلييــن ال تُ ّ‬ ‫مفهــوم‬
‫ٌ‬ ‫كمحــور جغرافــي للتحليــل‪ ،‬رغــم أنــه‬
‫بــاد أخــرى‪ ,‬كالمغــرب والجزائــر‪ ,‬إلــى التركيــز‬ ‫ينطــوي علــى تنــوع ال بــل علــى تناحــر‪ .‬ولكــن هــذا‬
‫قــدم د‪ .‬الهــراس‬ ‫وي ّ‬‫علــى دراســة أوطانهــم‪ُ .‬‬ ‫عربــي مشــترك‬‫ٍّ‬ ‫المفهــوم يبــرز فــي مجــال عــام‬
‫بعــض الفرضيــات التــي تشــرح هــذه المســألة‪،‬‬ ‫بشــكل أكثــر كثافــةً مــن العالــم اإلســامي‪ ،‬فكمــا‬
‫ومنهــا ثقــل المعــارف المتراكمــة منــذ الحقبــة‬ ‫يتبيــن مــن تاريخــه الحديــث أنــه يواجــه هــذا العالــم‬
‫االســتعمارية فــي حقــل العلــوم االجتماعيــة حــول‬ ‫تحديــاتٍ ُمشــتركة‪ ,‬أو علــى األقــل تحديــاتٍ عابــرة‬
‫حفــز اســتمرارية تقاليــد‬‫البلــدان المغاربيــة‪ ،‬ممــا ُي ّ‬ ‫يســجل‬
‫ّ‬ ‫للحــدود القطريــة بشــكل أو بآخــر‪ ،‬كمــا‬
‫البحــث‪ ،‬ناهيــك عــن وجــود نــوع مــن االنفتــاح مــن‬ ‫مؤسســاتيا أكثــر تشــابكً ا ممــا ُيمكــن أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حضــورا‬
‫جانــب الســلطات السياســية ألســباب مختلفــة‬ ‫ُيقــال عــن العالــم االســامي‪.‬‬
‫للبحــث فــي قضايــا اجتماعيــة‪ ،‬ممــا ُيســهم فــي‬
‫وضــع إحصــاءات ووثائــق رســمية فــي متنــاول‬ ‫حضورا من‬
‫ً‬ ‫ظهر جدول رقم ‪ 6‬أن البلدان األكثر‬ ‫وي ِ‬‫ُ‬
‫الباحثيــن وبالتالــي تشــجيعهم علــى دراســة مــا‬ ‫ناحيــة جنســية الباحثيــن هــي البلــدان المشــمولة‬
‫هــو أكثــر قابليــة للتوثيــق‪.‬‬ ‫بالدراســة أكثــر مــن غيرهــا‪ ،‬وتشــمل مصــر ودول‬
‫المغــرب العربــي (باســتثناء موريتانيــا)‪ .‬ويشــير‬
‫أمــا الدوريــات فتختلــف فــي درجــة انفتاحهــا‬ ‫المختــار الهــراس إلــى أن معظــم المقــاالت‬
‫الدوريتيــن‬
‫ّ‬ ‫الجغرافــي‪ .‬ويظهــر بجــاءٍ كيــف أن‬ ‫المتعلقــة ببلــدٍ مــا كتبهــا باحثــون مــن البلــد نفســه‬
‫الصادرتيــن فــي لبنــان‪ ،‬أي “المســتقبل العربــي”‬ ‫رغــم اختــاف النســب‪ ،‬حيــث يســتنتج أن ثلثــي‬
‫تضمــان العــدد األكبــر مــن المقــاالت‬
‫ّ‬ ‫و”إضافــات”‬ ‫المقــاالت عــن الجزائــر والمغــرب كتبهــا باحثــون‬
‫كال منهمــا‬‫ًّ‬ ‫أن‬ ‫رغــم‬ ‫أخــرى‪،‬‬ ‫ببلــدان‬ ‫المتعلقــة‬ ‫مــن هذيــن البلديــن‪ ،‬فيمــا خَ ّصــص المؤلفــون‬
‫يحتضــن دراســات حــول ‪ 12‬دولــة عربيــة‪ ,‬مــن أصــل‬ ‫تقريبــا لتونــس‪،‬‬
‫ً‬ ‫التونســيون نصــف مقاالتهــم‬
‫‪ ،22‬أي أكثــر مــن النصــف بقليــل‪ ،‬تليهمــا “عمران”‬ ‫وتقــل‬
‫ّ‬ ‫والمصريــون ‪ %45‬مــن مقاالتهــم لمصــر‪.‬‬
‫حديثــة العهــد ثــم “مجلــة العلــوم االجتماعيــة”‪.‬‬ ‫هــذه النســب فــي الخليــج حيــث إن ‪ %40‬مــن‬
‫ً‬
‫تمامــا مــع الرســم ‪22‬‬ ‫ويتماهــى هــذا الترتيــب‬ ‫مقــاالت الباحثيــن الكويتييــن تتعلّ ــق بالكويــت‬
‫(ولكــن هنــا يجــب األخــذ فــي االعتبــار صغــر حجــم‬
‫تتميــز بتعدديــةٍ أكبــر علــى‬
‫ّ‬ ‫حيــث إن هــذه الدوريــات‬
‫البلــد وضخامــة إشــكاالت المنطقــة الجغرافيــة‬
‫مســتوى جنســية الباحثيــن‪ ،‬كمــا أن ترتيــب باقــي‬
‫عــد هــذه النســبة عاليــة)‪.‬‬
‫المحيطــة بــه‪ ،‬لــذا قــد تُ ُّ‬
‫ُ‬
‫الرســم يتماهــى مــع الرســم ‪ ،22‬مــا ُيثبــت أن‬
‫التعدديــة االنتمائيــة للباحثيــن ذات عالقــة قويــة‬ ‫ســجل أعلــى درجــات االهتمــام بالمحيــط‬ ‫َّ‬ ‫ثــم تُ‬
‫مــع التعدديــة الجغرافيــة لمواضيــع البحــث‪ .‬ثــم‬ ‫العربــي العــام فــي قطــر‪ ,‬إذ ليــس بيــن ‪22‬‬
‫نــرى أن التركيــز علــى بلــد الصــدور هــو الظاهــرة‬ ‫مقالــة لمؤلفيــن قطرييــن ســوى واحــده فقــط‬
‫الغالبــة للدوريــات المغاربيــة التــي تجــذب اليهــا‬ ‫تتعلــق بقطــر‪ .‬وهــي الحــال نفســها بالنســبة‬
‫فــي معظــم األحيــان المؤلفيــن المغاربــة‪ ،‬وهــي‬ ‫إلــى المؤلفيــن اللبنانييــن‪ ،‬حيــث تناولــت ‪12‬‬
‫الحالــة عينهــا فــي “المجلــة االجتماعيــة القوميــة”‬ ‫مقالــة فقــط الشــأن اللبنانــي مــن أصــل ‪71‬‬
‫مــن مصــر‪ ،‬التــي ‪,‬علــى العكــس مــن اســمها‪ ،‬لــم‬ ‫كتبهــا هــؤالء‪ .‬ومــن المالحــظ أن مناطــق األزمــات‬
‫أي بلــد غيــر مصــر خــال فتــرة‬
‫أي مقالــة عــن ّ‬ ‫تنشــر ّ‬ ‫الحاضــرة تســتحوذ علــى جــل اهتمــام الباحثيــن‬
‫أن الباحثيــن المصرييــن كتبــوا خــال‬ ‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫علم‬
‫الرصــد‪ً .‬‬ ‫كل المقــاالت عــن الســودان واليمــن‬‫إن ّ‬
‫منهــا‪ ،‬إذ ّ‬
‫الفتــرة ذاتهــا عــن بلــدان عربيــة أخــرى إنّ مــا فــي‬ ‫كتبهــا باحثــون مــن هذيــن البلديــن‪ ،‬فيمــا ‪ 30‬مــن‬
‫دوريــات أخــرى‪.‬‬ ‫‪ 38‬مقالــة كتبهــا فلســطينيون ترتبط بفلســطين‪.‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪50‬‬


‫ﻋﺪد اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﺪروﺳﺔ ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ‪*2014-2010 ،‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪12‬‬

‫‪10‬‬
‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫رسم رقم ‪26‬‬


‫‪7‬‬

‫‪6‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0‬‬

‫اﻟ‬
‫ﻣﺠﻠ ﺟﺘ‬

‫ﻫ‬
‫ﻋ‬

‫ﻤﺠﻠ ﻟﻘ‬
‫ا‬

‫ا‬
‫ﻤﺮ‬
‫إ‬

‫اﻧ‬

‫ﺴ‬
‫ﻟﻤ‬

‫ﻟﺤ‬
‫ﺿﺎ‬

‫ﺴﺎ‬
‫ﺔ ا ﻤﺎﻋ‬

‫ﻴﺎة‬
‫ان‬

‫اﻻ‬

‫ﺔ ﻮﻣ‬
‫ﺴ‬

‫ﺒﺮ‬
‫ﻓﺎ‬

‫ﻟﻌﻠ ﻴﺔ‬

‫اﻹﺟ ﻴﺔ‬
‫ﻧﻴﺎ‬

‫س‬

‫ا‬
‫ﺘﻘ‬

‫ت‬

‫اﻟ‬

‫ت‬
‫ﺜﻘ‬
‫ﻮم‬
‫ﺒﻞ‬

‫‪--‬ﺗ‬

‫ﺘ‬
‫ﻤﺎﻋ‬
‫ﺎﻓ‬

‫ﻤﻮ‬
‫اﻟ‬

‫ﻴﺔ‬
‫ﻌﺮﺑ‬

‫ﻴﺔ‬
‫دا‬
‫ﻲ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 504‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‬
‫ً‬

‫رجــح أن يكــون الســبب هو‬ ‫وي ّ‬


‫فــي دوريــات العينــة‪ُ .‬‬ ‫أن المســألة قــد تتعلّ ــق بتوجهــات‬ ‫ممــا يعنــي ّ‬
‫المنفتحــة علــى العلــوم‬ ‫ُ‬ ‫الدوريــات‬ ‫تركيزنــا علــى‬ ‫وسياســات ُمحــددة للدوريــة أو للجهــة المســؤولة‬
‫االجتماعيــة بشــكل عــام‪ ،‬ممــا يــؤدي إلــى ضعــف‬ ‫عنهــا‪ ،‬وليــس فــي الضــرورة باهتمامــات الباحثيــن‬
‫المحلييــن وإمكانياتهــم‪.‬‬
‫فضــل باحثوهــا النشــر‬ ‫التخصصــات التــي ُي ّ‬
‫ُّ‬ ‫تمثيــل‬
‫تخصصــة‪ .‬وهنــاك أســباب‬ ‫الم ّ‬ ‫فــي دورياتهــم ُ‬ ‫التخصصات والمواضيع‬
‫ُّ‬
‫التخصصيــة‪ ،‬قــد‬
‫ُّ‬ ‫الخيــارات‬ ‫عــدة لمثــل هــذه‬
‫يكــون أحدهــا وجــود نــوع مــن الجماعــة العلميــة‬ ‫تخصصــات العلــوم االجتماعية‬ ‫فــي تحليلنــا لحضــور ُّ‬
‫حفــز الباحثيــن فيــه علــى‬ ‫التخصــص‪ ،‬ممــا ُي ّ‬‫ُّ‬ ‫ضمــن‬ ‫فــي الدوريــات العلميــة العربيــة‪ ،‬أي تصنّ يــف‬
‫تكثيــف التواصــل فــي مــا بينهــم علــى حســاب‬ ‫التخصــص‪ ،‬نجــد أن نســب‬ ‫ُّ‬ ‫المقــاالت حســب‬
‫حضورهــم فــي المجــاالت المشــتركة للعلــوم‬ ‫حضورهــا تتماهــى بشــكل عــام ‪ -‬رغــم بعــض‬
‫االجتماعيــة‪ .‬ولكــن هنــاك عوامــل أخــرى ممكنــة‬ ‫االختالفــات الرقميــة ‪ -‬مــع نســب حضورهــا فــي‬
‫التخصصيــة االنغالقيــة‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫لمثــل هــذه الخيــارات‬ ‫الجامعــات العربيــة‪ ،‬باســتثناء االقتصــاد الــذي يأتــي‬
‫تطــورة‬
‫ّ‬ ‫كتفضيــل الباحثيــن تقنيــات ومنهجيــات ُم‬ ‫بحضور ضعيف‬
‫ٍ‬ ‫فــي الصــدارة فــي الجامعات ولكن‬

‫‪51‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫التخصــص إلــى نشــر أبحاثهــم فــي‬ ‫ّ‬ ‫ســهل تواصلهــم مــع مــن هــو‬
‫ّ‬ ‫عقــدة ال تُ‬
‫أو ُم ّ‬
‫المتاحــة‪ .‬وهنــا ال يمكــن‬ ‫ُ‬ ‫الدوريــات‬ ‫تخصصهــم‪ ،‬أو تفضيلهــم توجيــه‬ ‫ُّ‬ ‫مجــال‬ ‫خــارج‬
‫الفصــل فــي هــذه االحتمــاالت التــي‬ ‫أبحاثهــم لصانعــي القــرار وليــس لمجــال‬
‫دراســة خاصــة بهــا ربمــا‬ ‫تحتــاج إلــى‬ ‫تخصصــات أخــرى‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫علمــي عــام يتشــاركونه مــع‬
‫أن تركيزنــا‬ ‫ّ‬ ‫ما‬ ‫ســي‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫الحقــة‪،‬‬ ‫تقاريــر‬ ‫فــي‬
‫تتميــز‬
‫ّ‬ ‫الشــق كان علــى عينــة‬
‫ّ‬ ‫فــي هــذا‬ ‫ـبيا فــي الدوريات‬
‫وقــد يكــون الحضــور الكبيــر نسـ ًّ‬
‫بالقــدرة علــى إعطائنــا فكــرة عــن‬ ‫حجمــة كاألنثروبولوجيــا‬ ‫الم ّ‬
‫لبعــض التخصصــات ُ‬
‫تخصصــات‬‫ّ‬ ‫المجــاالت التحاوريــة لمختلــف‬ ‫متخصصــة‪ ،‬ممــا‬
‫ِّ‬ ‫دوريــات‬ ‫رتبطــا بعــدم وجــود‬
‫ً‬ ‫ُم‬
‫االجتماعيــة‪.‬‬ ‫العلــوم‬ ‫يدفــع نســبة كبيــرة مــن ُممارســي هــذا‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﺴﺐ‬


‫اﻹﺧﺘﺼﺎص‪* 2014-2010 ،‬‬
‫‪35‬‬

‫‪32‬‬

‫‪30‬‬

‫رسم رقم ‪27‬‬


‫‪25‬‬
‫‪23‬‬

‫‪20‬‬
‫‪18‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬


‫‪5‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪0‬‬
‫درا‬

‫درا‬

‫ﻋﻠ‬
‫درا‬

‫ﻋﻠ‬

‫ﻋﻠ‬
‫ﺗﺎر‬
‫إ‬
‫أﻧﺜ‬

‫ﻗﺘ‬

‫ﻢ‬
‫ﺳﺎ‬

‫ﻮم‬
‫ﺳﺎ‬

‫ﻢا‬
‫ﻳﺦ‬
‫ﺳﺎ‬

‫ﺮو‬

‫ﺼ‬

‫ﻧﻔ‬
‫تﺛ‬

‫ت‬

‫ﺑﻮ‬

‫ﻹﺟ‬
‫ﺎد‬
‫ت‬

‫ﺳﻴﺎ‬
‫ﺲ‬
‫ﻟﻮ‬
‫ﺗﻨ‬

‫ﺘﻤ‬
‫ﺟﻨ‬
‫ﻘﺎ‬

‫ﺟﻴﺎ‬
‫ﻤﻮ‬

‫ﺳ‬
‫ﺪر‬
‫ﻓ‬

‫ﺎع‬
‫ﻴﺔ‬
‫ﻴﺔ‬

‫ﻳﺔ‬

‫ﻳﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 732‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ً‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪52‬‬


‫فــي شــكل دراســات جندريــة وتنمويــة وثقافيــة‪،‬‬ ‫بحصــة‬
‫ّ‬ ‫فــي هــذا المجــال‪ ،‬تحتفــظ ثالثــة علــوم‬
‫معــا علــى ‪ %11‬مــن المقــاالت‪.‬‬‫بحيــث تســتحوذ ً‬ ‫األســد فــي الدوريــات المشــتركة بيــن العلــوم‬
‫وفــي حــال اســتثناء هــذه الدراســات العابــرة‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬وهــي علــم االجتمــاع والعلــوم‬
‫للتخصصــات وإعــادة احتســاب النســب بحصــر‬ ‫ً‬
‫معــا علــى‬ ‫السياســية والتاريــخ‪ ،‬حيــث تســتحوذ‬
‫التخصصــات التقليديــة الســتة‬
‫ُّ‬ ‫الدراســة فــي‬ ‫مــا ُيقــارب ثالثــة أربــاع المقــاالت‪ ،‬بينمــا تتســاوى‬
‫المتوفــرة فــي الجامعــات علــى شــكل أقســام‬ ‫نســب علــم النفــس واالقتصــاد واألنثروبولوجيــا‬
‫ُمتخصصــة‪ ،‬تصبــح واردةً المقارنــة بيــن نســبة‬ ‫حضــورا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫ونلحــظ‬ ‫لــكل منهــا‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫يتعــدى ‪%5‬‬
‫ّ‬ ‫بقــدر ال‬
‫التخصصــات فــي الدوريــات العلميــة‬ ‫ُّ‬ ‫حضــور‬ ‫التخصصــات األخيرة على المســتوى‬ ‫ّ‬ ‫ُيقــارب هــذه‬
‫ســابقا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ونظيرتهــا فــي الجامعــات المرصــودة‬ ‫الكمــي فــي الدراســات العابــرة للتخصصــات‪،‬‬ ‫ّ‬

‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻴﻦ ﻧﺴﺐ ﺣﻀﻮر اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ اﻟﺪورﻳﺎت‬


‫اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ واﻟﻜﻠﻴﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﻀﻮر ﻓﻲ اﻟﺪورﻳﺎت‬ ‫‪40‬‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﻀﻮر ﻓﻲ اﻟﻜﻠﻴﺎت‬ ‫‪36‬‬


‫اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‬ ‫‪35‬‬

‫رسم رقم ‪28‬‬


‫‪30‬‬
‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪18‬‬
‫‪16‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪5‬‬
‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫إﻗﺘﺼﺎد‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫ﻋﻠﻢ اﻹﺟﺘﻤﺎع‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ( وﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﺪورﻳﺎت واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت‬


‫ُّ‬ ‫درﺟﺔ ﺗﻔﺎوت ﺣﻀﻮر‬

‫إﻗﺘﺼﺎد‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫ﻋﻠﻮم‬


‫أﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫ﻋﻠﻢ اﺟﺘﻤﺎع‬
‫ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫جدول رقم ‪7‬‬


‫اﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺪورﻳﺎت‪:‬‬
‫‪26:6‬‬ ‫‪19:6‬‬ ‫‪16:20‬‬ ‫‪2:6‬‬ ‫‪19:36‬‬ ‫‪18:26‬‬
‫اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻣﻦ‬
‫اﻟﻜﻠﻴﺎت اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‬

‫‪0.23‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪1.44‬‬ ‫درﺟﺔ اﻟﺘﻔﺎوت‬

‫المصدر‪ :‬الهراس‪ ،‬المختار‪« . 2015 .‬تقييم دوريات العلوم االجتماعية»‪ .‬كانون الثاني‪/‬يناير‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم‬
‫االجتماعية) وقاعدة بيانات المرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‪.‬‬

‫الدوريــات‪ ،‬بعــد اســتثناء مــا هــو قليــل المعالجــة‪،‬‬ ‫يظهــر جــدول رقــم ‪ 7‬أن التخصصــات الثالثــة‬ ‫ِ‬
‫إلــى النتيجــة نفســها فــي الصحــف والدوريــات‬ ‫ذات الحضــور القــوي فــي الدوريــات (تاريــخ‪ ،‬علــم‬
‫وقوامهــا أن الربيــع‬
‫ُ‬ ‫األخــرى خــال مرحلــة الرصــد‬ ‫ـدى درجــة حضورهــا‬ ‫اجتمــاع‪ ،‬علــوم سياســية) تتعـ ّ‬
‫العربــي يأتــي فــي الصــدارة‪ ،‬حتــى قبــل إضافــة‬ ‫فــي الجامعــات‪ ،‬وهنــا ُيضــاف اليهــا األنثروبولوجيا‬
‫حزمــة المواضيــع األخــرى المتعلقــة بــه علــى غــرار‬ ‫التــي رغــم ضآلــة حضورهــا فــي المجــاالت كافــة‬
‫اإلصــاح والعدالــة‪ ،‬حيــث يحظــى مجمــوع هــذه‬ ‫تبــرز فــي الدوريــات بشــكل يفــوق حضورهــا‬
‫المســائل بأكثــر مــن ‪ %13‬مــن المقــاالت‪ .‬وإذا‬ ‫الجامعــي بثالثــة أضعــاف‪ .‬وفيمــا تسـ ِّـجل العلــوم‬
‫أضيفــت إلــى هــذه الحزمــة أخــرى وثيقــة الصلــة‬ ‫التاريخيــة فــي الدوريــات أقــرب نســبة لحضورهــا‬
‫بهــا وتتعلّ ــق بقضايــا الديمقراطيــة والمواطنــة‬ ‫الجامعــي‪ ،‬يتعــزز علــم االجتمــاع مــن ناحيــة الحضور‬
‫والمجتمــع المدنــي‪ ،‬يصــل المجمــوع إلــى ‪%20‬‬ ‫مضاعفــة ُمقارنــة‬
‫َ‬ ‫النســبي فــي الدوريــات بصــورةٍ‬
‫مــن المقــاالت التــي تنظــر إلــى مســألة التغييــر‬ ‫تراجــع‬
‫ُ‬ ‫مــع نســبة حضــوره الجامعــي‪ ،‬لحســاب‬
‫السياســي واالجتماعــي بشــكل شــمولي‪.‬‬ ‫ـل نســبة‬ ‫االقتصــاد إلــى الدرجــة األخيــرة حيــث تقـ ّ‬
‫حضــوره فــي الدوريــات عــن ربــع نســبة حضــوره‬
‫ـور ذو اعتبــار لقضايــا‬
‫إضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬يبــرز حضـ ٌ‬ ‫تمامــا كمــا يتراجــع علــم النفــس‬ ‫ً‬ ‫فــي الجامعــات‪،‬‬
‫المــرأة كمــا فــي حــال الصحــف وكذلــك الشــباب‬ ‫فــي الدوريــات إلــى ثُ لــث حضــوره الجامعــي‪ .‬وإن‬
‫الــذي يحصــد ‪ %8‬مــن المقــاالت‪ .‬أمــا المالحظــات‬ ‫كانــت هــذه المقاييــس تعكــس داللــة مــا‪ ،‬فهــي‬
‫األخــرى التــي تتماهــى مــع تــدوال المواضيــع‬ ‫المتاحــة لعلمــاء‬
‫حتمــا متعلّ قــة بحجــم الفرصــة ُ‬ ‫ً‬
‫فــي الصحــف والدوريــات الثقافيــة وغيرهــا‬ ‫للتعــرف إلــى ُمســاهمات‬ ‫ّ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‬
‫ضعيفــا للعولمــة‪ ،‬ولكــن فــي‬
‫ً‬ ‫حضــورا‬
‫ً‬ ‫فتشــمل‬ ‫علميــة ذات طابــع ُمشــترك بينهــا‪.‬‬
‫المقابــل نجــد قضايــا غيــر ملحوظــة فــي مجــاالت‬
‫أخــرى‪ ،‬كمســألة النخبــة وإن كانــت هزيلــة الحضــور‬ ‫مفادهــا أن هنــاك‬
‫ُ‬ ‫ويفضــي مــا ســبق إلــى نتيجــة‬
‫نســبيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫علمين اجتماعيين‪ ،‬النفس واالقتصاد‪ ،‬ال يحضران‬
‫بالتعرف‬
‫ّ‬ ‫بكثافــة تســمح لمــن هو خــارج تخصصهما‬
‫ونتلمــس كذلــك االهتمــام النســبي بمســألة‬
‫ّ‬ ‫إلــى انجازاتهمــا بشــكل دوري‪ ،‬وبالمقارنــة نجــد‬
‫المدينــة التــي ترتبــط فــي عصرنــا بمعضــات‬ ‫اربعــة علــوم أخــرى تُ ســفر عــن طبيعتهــا بشــكل‬
‫اجتماعيــة واقتصاديــة أخــرى تشــمل التنميــة‬ ‫أكبــر لمــن هــو خــارج نطاقهــا‪ ،‬وهــي حســب‬
‫والهجــرة والفقــر التــي فــي حــال أضفناهــا‬ ‫درجــة الظهــور النســبية‪ :‬العلــوم السياســية‬
‫إلــى موضــوع المدينــة يالمــس المجمــوع‬ ‫وعلــم االجتمــاع واألنثروبولوجيــا والتاريــخ‪.‬‬
‫المخصصــة لمعالجــة‬
‫ُ‬ ‫‪ %18‬مــن المقــاالت‬ ‫تقفــي المواضيــع األكثــر تــداوال فــي‬ ‫ّ‬ ‫يقــود‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪54‬‬


‫كالقريــة والبــداوة‪ ،‬وإن شــملت معالجــة هــذه‬ ‫معضــات التنميــة الكُ بــرى‪ .‬وفــي المقابــل‪،‬‬
‫ً‬
‫أفــكارا متســلحةً بطمــوح تنمــوي‪،‬‬ ‫المجتمعــات‬ ‫يجــدر التوقــف عنــد الضعــف النســبي لالهتمــام‬
‫تقــل عــن ‪ %2‬مــن مجمــوع‬
‫ّ‬ ‫إال أن المعالجــة‬ ‫بالمجتمعــات التــي تُ صنَّ ــف علــى أنهــا تقليديــة‬
‫المقــاالت‪.‬‬ ‫أو علــى األقــل تتعاكــس مــع المدينــة‪،‬‬

‫اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺪاوﻻ ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ‪*2014-2010 ،‬‬

‫ﻧﺴﺒﺔ ﺣﺰﻣﺔ‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع‬ ‫اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ‬ ‫ﻣﺠﻤﻮع‬


‫اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ ﻣﻦ‬ ‫ﻣﻘﺎﻻت ﺣﺰﻣﺔ‬ ‫اﻟﻤﻘﺎﻻت ﺣﻮل‬ ‫اﻟﻤﻘﺎﻻت ﺣﻮل‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬
‫اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ‬
‫ﻣﺠﻤﻮع‬ ‫اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ‬ ‫اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ‬ ‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬
‫اﻟﻤﻘﺎﻻت‬ ‫اﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ‬

‫‪13.3‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اﻹﺻﻼح‪ ،‬اﻟﻌﺪاﻟﺔ‬ ‫‪65‬‬ ‫اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺜﻮرة‬

‫‪10.8‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬ ‫ﺷﺨﺼﻴﺎت‬


‫ّ‬ ‫ﺳﻴﺮ‬
‫َ‬

‫‪8.6‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪48‬‬ ‫اﻟﻤﺮأة‬

‫‪8.1‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪45‬‬ ‫اﻟﺸﺒﺎب‬

‫‪7.9‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪44‬‬ ‫اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ‬

‫جدول رقم ‪8‬‬


‫‪7.7‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪43‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬

‫‪5.6‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻹﺳﻼم‬

‫‪10.0‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪28‬‬ ‫اﻟﻬﺠﺮة‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮ‬ ‫‪28‬‬ ‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬

‫اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ‪،‬‬
‫‪6.4‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20‬‬ ‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ‬
‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ‬

‫‪3.2‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة‬

‫‪4.1‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اﻟﻬﻮﻳﺔ‬ ‫‪16‬‬ ‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬

‫اﻟﻄﻔﻞ‪ ،‬اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ‪/‬‬
‫‪7.3‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اﻻﺳﺮة‬
‫اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ‪،‬اﻟﻤﺮاﻫﻘﺔ‬

‫‪1.4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‬

‫‪1.4‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اﻟﺼﺤﺔ‬

‫‪1.6‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اﻟﻘﺮﻳﺔ‬ ‫‪7‬‬ ‫اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ‪/‬اﻟﺒﺪو‬

‫‪1.3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اﻟﻨﺨﺒﺔ‬

‫‪1.3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬

‫‪100‬‬ ‫‪585‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬

‫المصدر‪ :‬الهراس‪ ،‬المختار‪« . 2015 .‬تقييم دوريات العلوم االجتماعية»‪ .‬كانون الثاني‪/‬يناير‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم‬
‫االجتماعية)‬
‫*بناء على ‪ 732‬مقالة‪.‬‬
‫ً‬

‫‪55‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫المعروفــة فــي الغالــب علــى صعيــد وطنــي (‪)21‬‬ ‫اهتمــام بقضايــا األســرة‬
‫ٌ‬ ‫فــي المــوازاة‪ ،‬هنــاك‬
‫والشــخصيات األجنبيــة (‪ .)17‬ولكــن تجــدر اإلشــارة‬ ‫غيــر ملحــوظ فــي مياديــن أخــرى‪ ،‬وإن لــم يكــن‬
‫هنــا إلــى أن االهتمــام بالســيرة ليــس متسـ ً‬
‫ـاويا‬ ‫اهتمامــا مباشـ ًـرا إال أنــه يبرز‬
‫ً‬ ‫فــي معظــم األحيــان‬
‫كبيــرا بهــذا‬
‫ً‬ ‫اهتمامــا‬
‫ً‬ ‫بيــن الدوريــات‪ ،‬اذ نرصــد‬ ‫مــن خــال اهتمامــات ُمجــاورة بقضايــا المراهقــة‬
‫األســلوب مــن عــرض األفــكار فــي ‪ 3‬دوريــات مــن‬ ‫والطفولــة والتربيــة‪ .‬ومــن الالفــت حضور الســيرة‬
‫قليــا فــي دوريتيــن وعــدم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واهتمامــا‬ ‫أصــل ‪،8‬‬ ‫كأســلوب لعــرض األفــكار فــي ‪ %11‬تقريبـ ًـا مــن‬
‫اهتمــام علــى االطــاق فــي ‪ 3‬دوريــات أخــرى‪ .‬وال‬ ‫المقــاالت‪ .‬وفــي ‪ 60‬مقالــة حــول شــخصيات‬
‫يبــدو أن هــذه الفــروق ترتبــط بالمجــال العلمــي‬ ‫محــددة‪ ،‬تشــمل مفكريــن وعلمــاء وشــخصيات‬
‫واضحــا أن الدوريــات الخليجيــة‬
‫ً‬ ‫للدوريــة‪ ،‬وان كان‬ ‫تقاربــا فــي العــدد بيــن الشــخصيات‬ ‫ً‬ ‫تاريخيــة‪ ،‬نجــد‬
‫أي ســير‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نشــر‬ ‫تتبنــى‬ ‫عينتنــا ال‬
‫فــي ّ‬ ‫المعروفــة علــى صعيــد عربــي (‪ )22‬وتلــك‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪56‬‬


‫أصناف البحث‬
‫الجانــب النظــري رغــم أنهــا قــد تُ حلــل احصــاءات‬
‫أو ُمعطيــات ثانويــة‪ ،‬أي معلومــات لــم ُينتجهــا‬ ‫يعطــي الرســم رقــم ‪ 29‬تصنيفــا لطبيعــة‬
‫الباحــث وانمــا يســتعملها مــن مصــادر موجــودة‪.‬‬ ‫وضوحــا‬
‫ً‬ ‫العينــة وصــورة أكثــر‬ ‫ّ‬ ‫المقــاالت فــي‬
‫وأخيــرا هنــاك المقــاالت التأمليــة ذات الطابــع‬‫ً‬ ‫ألســاليب العــرض التــي يســتخدمها علمــاء العلوم‬
‫االســتعراضي التــي تنظــر بشــكل عــام إلــى‬ ‫االجتماعيــة فــي الدوريــات العلميــة العربيــة‪ .‬ولكل‬
‫ظاهــرة اجتماعيــة أو تعــرض بعــض االتجاهــات‬ ‫صنــف ميزتــه الخاصــة فــي طــرح موضــوع أو قضيــة‬
‫المتعلّ قــة بهــا‪.‬‬
‫البحثيــة ُ‬ ‫مــا رغــم أن مفهــوم “العلــم” يعنــي أن العالِ ــم‬
‫ســيجد أحــد أســاليب العــرض أكثــر علميــة مــن‬
‫وتظهــر غلبــة واضحــة للمقــاالت النظريــة التــي‬ ‫أســاليب أخــرى‪ ،‬فيمــا ســيرى ســواه أن أســلوب‬
‫تتعــدى ثلثــي ُمحتــوى الدوريــات العلميــة‪ .‬وقــد‬
‫ّ‬ ‫العــرض ال ُيمكــن تقييمــه مــن دون تقييــم مــدى‬
‫تُ عــزى هــذه النســبة العاليــة إلــى الصعوبــات‬ ‫جــدوى الهــدف الــذي َيطمــح اليــه هــذا األســلوب‪.‬‬
‫التــي تواجــه العمــل الميدانــي فــي المنطقــة‬ ‫وهنــا يعتمــد التصنيــف بشــكل مبدئــي أربعــة‬
‫العربيــة والتــي تشــمل عقبــات أمنيــة أو أخــرى‬ ‫أوال الصنــف النظري‪-‬الميدانــي‪،‬‬ ‫أصنــاف تشــمل ً‬
‫سياسـ ّـية أو لوجســتية أو تمويليــة‪ ،‬مــع أن العمــل‬ ‫حيــث يقــوم البحــث علــى دراســة ميدانيــة تشــمل‬
‫الميدانــي ُيشــكّ ل أحــد أهــم مصــادر المعلومــات‬ ‫عــرف القــارئ إلــى‬ ‫قدمــة أو نقاشــات نظريــة تُ ّ‬ ‫ُم ّ‬
‫المبتكــرة فــي العلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫والتحليــات ُ‬ ‫المســاهمات العلميــة‬ ‫ُ‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـياق‬ ‫ـ‬ ‫الس‬
‫ورغــم ذلــك‪ ،‬نُ الحــظ أن البحــوث الميدانيــة ومــن‬ ‫المتعلّ قــة بالموضــوع‪ .‬أمــا فــي الصنــف‬ ‫ُ‬ ‫ـابقة‬ ‫ـ‬ ‫الس‬
‫نظريــا وتلــك‬
‫ًّ‬ ‫تؤطــر نفســها‬
‫ّ‬ ‫ضمنهــا تلــك التــي‬ ‫الميدانــي‪ ،‬فيدخــل الباحــث إلــى دراســته‬
‫التــي تتســم بطابــع ميدانــي بحــت‪ ،‬ال تتعــدى‬ ‫الميدانيــة مباشــرة ومــن دون تقديــم مســاهمة‬
‫نســبة ‪ %22‬مــن مجمــوع المقــاالت‪.‬‬ ‫نظريــة‪ .‬ثالثً ــا المقــاالت النظريــة التــي تُ ركّ ــز علــى‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﺴﺐ‬


‫ﺻﻨﻒ اﻟﺒﺤﺚ‪*2014-2010 ،‬‬

‫ﺗﺄﻣﻠﻲ ‪%9‬‬ ‫ﻧﻈﺮي‪/‬ﻣﻴﺪاﻧﻲ ‪%16‬‬

‫رسم رقم ‪29‬‬

‫ﻣﻴﺪاﻧﻲ ‪%6‬‬

‫ﻧﻈﺮي ‪%69‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 732‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ً‬

‫‪57‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﺴﺐ‬


‫ﺻﻨﻒ اﻟﺒﺤﺚ‪*2014-2010 ،‬‬
‫ﻧﻈﺮي‪--‬ﻣﻴﺪاﻧﻲ‬ ‫‪120‬‬
‫ﻣﻴﺪاﻧﻲ‬
‫ﻧﻈﺮي‬
‫ﺗﺄﻣﻠﻲ‬
‫‪2‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪7‬‬

‫‪17‬‬
‫‪20‬‬
‫‪27‬‬
‫‪80‬‬

‫رسم رقم ‪30‬‬


‫‪58‬‬
‫‪41‬‬
‫‪7‬‬

‫‪95‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪73‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪93‬‬

‫‪34‬‬
‫‪40‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪67‬‬

‫‪20‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪25‬‬
‫‪1‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪0‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 732‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ً‬

‫المقــاالت فــي “المســتقبل العربــي”‪.‬‬ ‫كل علــى حــدى‬ ‫أن النظــرة إلــى الدوريــات ّ‬ ‫َبيــد ّ‬
‫يكشــف حجــم التفــاوت بينهــا‪ .‬فثالثــة أربــاع‬
‫مهمــة‪ ،‬علــى‬
‫ّ‬ ‫وال يخلــو األمــر مــن اســتثناءات‬ ‫الدوريــات فــي العينــة يميــل الــى نشــر المقــاالت‬
‫غــرار "مجلــة العلــوم االجتماعيــة" التــي تشــكّ ل‬ ‫النظريــة فــي معظــم األحــوال بنســبة تفــوق‬
‫ظاهــرة ُمعاكســة تتمثّ ــل فــي اســتحواذ العمــل‬ ‫النصــف‪ ،‬وقــد تفــوق الثلثيــن فــي معظــم‬
‫النظري‪-‬الميدانــي علــى ثلثــي المقــاالت‪ ،‬تليهــا‬ ‫الدوريــات‪ .‬ورغــم الغلبــة الواضحــة للمقــاالت‬
‫كــون‬
‫"إنســانيات" ولكــن بفــرق شاســع حيــث ُي ّ‬ ‫النظريــة‪ ،‬نجــد أن المقــاالت التأمليــة التــي هــي‬
‫العمــل النظري‪-‬الميدانــي ثلــث محتواهــا‪ ،‬ثــم‬ ‫األقــرب إلــى المقــاالت النظريــة ولكنهــا دون‬
‫يتعــدى‬
‫ّ‬ ‫"المجلــة االجتماعيــة القوميــة" التــي ال‬ ‫المبتكـ ٍـر‪ ،‬ال حضــور لهــا علــى اإلطــاق فــي‬
‫البحــثٍ ُ‬
‫هــذا الصنــف ربــع المقــاالت فيهــا‪ .‬ويتراجــع العمــل‬ ‫حضــور متواضــع فــي‬
‫ٍ‬ ‫مقابــل‬ ‫الدوريــات‪،‬‬ ‫نصــف‬
‫النظري‪-‬الميدانــي إلــى نِ ســب ضئيلــة فــي‬ ‫تتعــدى نســبته الـــ ‪ % 20‬مــن‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫الباقــي‬ ‫النصــف‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪58‬‬


‫مــن دون أن تتحــول إلــى مــادة علميــة ناضجــة‪.‬‬ ‫ســجل فــي هــذا‬ ‫ّ‬ ‫بــد أن نُ‬
‫الدوريــات األخــرى‪ .‬وال ّ‬
‫أيضــا فــي اســتعماالتها‬ ‫هــذا وتتمايــز الدوريــات ً‬ ‫الســياق أن العمــل الميدانــي البحــت هــو فــي‬
‫للنصــوص القصيــرة‪ ،‬كالحــوارات والمراجعــات‬ ‫للتحــول إلــى عمــل نظــري‪-‬‬ ‫ّ‬ ‫قابــل‬
‫ٌ‬ ‫عمــل‬
‫ٌ‬ ‫الواقــع‬
‫والتقاريــر حــول لقــاءات علميــة الســتكمال‬ ‫ميدانــي بقليــل مــن الجهــد‪ ،‬وبالتالــي تقديــم‬
‫رســالتها باإلضافــة إلــى المقــاالت‪ .‬فنجــد علــى‬ ‫مــادة علميــة أكثــر جــودة‪ .‬وفــي هــذا اإلطــار‬
‫غيبــة فــي‬ ‫يكتســب دور لجــان التحكيــم‪ ,‬أو رئاســة تحريــر‬
‫ســبيل المثــال‪ ،‬تــكاد تكــون الحــوارات ُم ّ‬
‫الدوريــة‪ ,‬أهميــة كبــرى فــي رفــع المســتوى‬
‫معظــم الدوريــات باســتثناء “المســتقبل العربي”‬
‫العلمــي للعمــل مــن خــال تشــجيع مــن اضطلــع‬
‫و”إضافــات”‪ ،‬وهمــا كمــا أســلفنا الذكــر الدوريتــان‬
‫بجهــد ميدانــي مشــكور علــى تطويــر عملــه‪.‬‬
‫األكثــر انفتاحـ ًـا علــى دراســة مختلــف أرجــاء العالــم‬
‫وهــذه المســألة تحتفــظ بأهميــة كبــرى فــي‬
‫العربــي وعلــى علمــاء العلــوم االجتماعيــة العــرب‬ ‫تتقــدم فيهــا نســبة المقــاالت‬ ‫الدوريــات التــي‬
‫ّ‬
‫تتمايــز هاتــان الدوريتــان‬
‫ّ‬ ‫مــن مختلــف األقطــار‪.‬‬ ‫الميدانيــة بشــكل ملحــوظ علــى الدراســات‬
‫باهتمامهــا النســبي بالحــوارات والنقاشــات‪،‬‬ ‫النظرية‪-‬الميدانيــة‪ ،‬كمــا فــي "المجلــة االجتماعيــة‬
‫ويعــود ذلــك إلــى قدرتهمــا الكبيــرة علــى تكويــن‬ ‫القوميــة"‪ ،‬حيــث يفــوق الصنــف الميدانــي‬
‫جماعــات علميــة علــى الصعيــد العربــي‪ ،‬والتــي‬ ‫البحــت ثلــث المقــاالت‪ .‬وفــي هــذه الحالــة تصبــح‬
‫تُ شــكّ ل إمكانيــة الحــوار أحــد أهــم مصــادر حياتهــا‪.‬‬ ‫المبتكــر موجــودة ولكــن‬ ‫"المــادة الخــام" للعلــم ُ‬

‫اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺼﻴﺮة ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ‪*2014-2010 ،‬‬

‫ﻣﺠﻠﺔ‬ ‫اﻟﻤﺠﻠﺔ‬
‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬ ‫ﻫﺴﺒﺮﻳﺲ‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة‬
‫إﻧﺴﺎﻧﻴﺎت‬ ‫إﺿﺎﻓﺎت‬ ‫ﻋﻤﺮان‬
‫ﺗﻤﻮدا‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬ ‫اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬

‫جدول رقم ‪9‬‬


‫‪258‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪67‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪30‬‬ ‫ﻣﺮاﺟﻌﺎت‬
‫وﻣﻠﺨﺼﺎت‬

‫ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﻦ‬
‫‪16‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪3‬‬
‫ﻣﺆﺗﻤﺮ‬

‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ‪،‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺣﻮار‬

‫المصدر‪ :‬الهراس‪ ،‬المختار‪« . 2015 .‬تقييم دوريات العلوم االجتماعية»‪ .‬كانون الثاني‪/‬يناير‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‬
‫*بناء على ‪ 732‬مقالة‪.‬‬
‫ً‬

‫مــرة‬
‫ّ‬ ‫للـــ “المســتقبل العربــي” و”إضافــات”‬ ‫خصــص الغالبيــة العظمــى مــن النصــوص‬ ‫تُ َّ‬
‫أخــرى‪ ،‬ناهيــك عــن “مجلــة العلــوم االجتماعيــة”‪.‬‬ ‫القصيــرة لمراجعــة الكتــب‪ ،‬والقليــل منهــا‬
‫ويســهل رصــد نــدرة معالجــة المؤتمــرات العلميــة‪،‬‬ ‫لملخصــات أطروحــات جامعيــة‪ .‬وأكثــر الدوريــات‬
‫ربمــا بســبب قلّ ــة عددهــا فــي العالــم العربــي‪،‬‬ ‫نشــرا للملخصــات هــي “المجلــة االجتماعيــة‬
‫منظمــي المؤتمــرات‬ ‫ّ‬ ‫أو تجاهــل ُمتبــادل بيــن‬ ‫يتعــدى عددهــا عــدد مراجعــات‬‫ّ‬ ‫القوميــة”‪ ،‬حيــث‬
‫ومديــري تحريــر الدوريــات‪ ،‬أو اختــاف األولويــات‬ ‫الكتــب‪ .‬تعطــي كثافــة حضــور مثــل هــذه‬
‫كل هــذه االحتمــاالت تحتاج‬‫علمــا أن َّ‬
‫والسياســات‪ً .‬‬ ‫النصــوص فكــرة عــن دور الدوريــة فــي التنبيــه إلى‬
‫ـت فــي الموضــوع ومعالجته‪.‬‬ ‫إلــى توثيــق قبــل البـ ّ‬ ‫المميــز‬
‫ّ‬ ‫اإلصــدارات الجديــدة‪ ،‬وهنــا يبــرز الــدور‬

‫‪59‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ً‬
‫تمامــا‪ .‬وعلــى‬ ‫‪ %21‬مــن المقــاالت هــذه اللغــة‬ ‫لغة المراجع ومسألة الفلك البحثي‬
‫مــا يبــدو هنــاك قطيعــة لغويــة بيــن فئتيــن مــن‬
‫معــا أكثــر ِمــن ثلــث َمــن ينشــر‬
‫الباحثيــن تُ شــكالن ً‬ ‫باإلضافــة إلــى هــذه المؤشــرات‪ ،‬تعكــس لغــة‬
‫فــي الدوريــات العلميــة‪ .‬ومــن الممكــن أن يقــال‬ ‫المســتعملة فــي المقــاالت لمحــة عــن‬ ‫المراجــع ُ‬
‫أن مــن يســتعمل المراجــع العربيــة حصـ ًـرا ُمنقطـ ٌـع‬ ‫ســعة المجــال العلمــي الــذي يــدور الباحــث فــي‬
‫توفــره‬
‫ّ‬ ‫عــن مجــال علمــي عالمــي باســتثناء مــا‬ ‫فلكــه‪ .‬وإذا مــا تناولنــا بدايــة النتائــج العامــة قبــل‬
‫الترجمــات‪ ،‬ومــن ال يســتعمل المراجــع العربيــة‬ ‫الدخــول فــي التفاصيــل‪ ،‬نجــد أن غالبيــة المقــاالت‬
‫ً‬
‫حصــرا فــي‬ ‫نقطــع عــن المجــال العربــي ويــدور‬
‫ٌ‬ ‫ُم‬ ‫فــي دوريــات العينــة كافــة‪ ،‬أو ‪ ،%57‬تــورد مراجــع‬
‫فلــك أســئلة بحثيــة ناجمــة عــن أولويــات نظريــة أو‬ ‫ـل‪ ،‬فيمــا‬
‫بالعربيــة ولغــة اجنبيــة واحــدة علــى االقـ ّ‬
‫منهجيــة للعلــوم االجتماعيــة خــارج العالــم العربــي‪،‬‬ ‫تســتعمل ‪ %13‬مــن المقــاالت مراجــع عربيــة‬
‫إال أن هــذه النســب تختلــف مــن دوريــة إلــى أخرى‪.‬‬ ‫عــدد أكبــر تصــل نســبته إلــى‬‫ٌ‬ ‫حصــرا‪ ،‬ويتجاهــل‬
‫ً‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﺴﺐ‬


‫اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ‪*2014-2010 ،‬‬

‫ﺑﺪون ﻣﺮاﺟﻊ‬
‫‪20 %9‬‬

‫ﻣﺮاﺟﻊ اﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻘﻂ‬ ‫ﻣﺮاﺟﻊ ﻋﺮﺑﻴﺔ واﺟﻨﺒﻴﺔ‬


‫‪95‬‬
‫‪%57‬‬

‫رسم رقم ‪31‬‬


‫‪%21‬‬

‫‪1‬‬

‫ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ‬
‫‪5‬‬ ‫ﻣﺮاﺟﻊ‬ ‫‪9‬‬

‫‪%13‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 732‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ً‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪60‬‬


‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﺴﺐ‬
‫اﻟﻤﺮاﺟﻊ اﻟﻤﺴﺘﻌﻤﻠﺔ‪*2014-2010 ،‬‬

‫‪100‬‬

‫ﻣﺮاﺟﻊ ﻋﺮﺑﻴﺔ واﺟﻨﺒﻴﺔ‬


‫ﻣﺮاﺟﻊ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ‬
‫‪80‬‬
‫ﻣﺮاﺟﻊ اﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﻘﻂ‬
‫ﺑﺪون ﻣﺮاﺟﻊ‬

‫رسم رقم ‪32‬‬


‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫اﻻ‬
‫ﻣ ﻤﺎﻋ‬
‫ﻫ )ا‬

‫ﻋ‬
‫اﻟ )ﺗ‬
‫ا )اﻟ‬

‫اﻟ ﻟﻘ‬
‫إ‬
‫اﻟ‬
‫ﻧ ﺠﺰا‬

‫ﺠﻠﺔ ﻴﺔ‬

‫ﻤﺮ‬
‫ﺿﺎ‬

‫ﺤﻴﺎة ﻮﻧ‬
‫ﻤﺠ ﻮﻣ‬
‫ﺴﺎﻧﻴﺎ ﺋﺮ(‬
‫ﺴ ﻟﻤ‬

‫ﺟﺘ‬
‫ﻤ‬
‫ﺴﺘ ﺒﻨﺎ‬

‫ان‬
‫ﻓﺎ‬
‫ﺒﺮ ﻐﺮ‬

‫ﻠﺔ ﻴﺔ‬
‫ا‬
‫اﻟﻌ ﻟﻜ‬

‫ت‬

‫اﻟﺜﻘ ﺲ(‬
‫س ﺗ ب(‬

‫)ﻗ‬
‫ت‬

‫ﻘﺒﻞ ن(‬

‫اﻻﺟ )ﻣ‬
‫ﻠﻮ ﻮﻳ‬

‫)ﻟ‬

‫ﻄﺮ(‬
‫ﺎﻓ‬
‫م‬
‫)ا‬

‫ﺒﻨﺎ‬
‫)ﻟ‬

‫ﺘ ﺼﺮ(‬
‫ﻤﻮ‬

‫ﻤﺎﻋ‬

‫ﻴﺔ‬
‫اﻟ‬

‫ن(‬
‫ﻌﺮﺑ‬
‫دا‬

‫ﻴﺔ‬
‫ﺖ(‬
‫ﻲ‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 732‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ً‬

‫الخليجيــة تتمتــع بأفــق علمــي واســع‪ ،‬حيــث تتصــف‬ ‫العينــة‬


‫ّ‬ ‫التمعــن فــي خالصــات دراســة‬‫ُّ‬ ‫يكشــف‬
‫‪ %93‬مــن مقــاالت “مجلــة العلــوم االجتماعيــة”‬ ‫اختالفــات كبيــرة بيــن الدوريــات‪ ،‬ممــا يعنــي أن‬
‫و‪ %80‬مــن مقــاالت “عمــران” بتتعــد لغــة المراجــع‬ ‫معضلــة اللغــة وكل مــا يتعلّ ــق بهــا مــن مســائل‬
‫فيهــا‪.‬‬ ‫ليســت ذات طبيعــة شــاملة‪ ،‬إذ إن ثالثــة أربــاع‬
‫المقــاالت فــي الدوريتيــن مــن المغــرب والجزائــر‬
‫تقنيات البحث‬ ‫ال تســتعمل أي مراجــع عربيــة علــى االطــاق‪،‬‬
‫فيمــا تختلــف الحــال مــع الدوريــة التونســية التــي‬
‫باإلســتناد إلــى النســبة العالية للمقــاالت النظرية‬
‫تتماهــى لغــة البحــث المســتخدمة فيهــا مــع لغــة‬
‫ـددا كبيـ ًـرا‬
‫ـإن عـ ً‬
‫فــي الدوريــات العلميــة العربيــة‪ ،‬فـ ّ‬
‫منهــا ال ُيشــير إلــى تقنيــة أو منهجيــة معينــة‬ ‫بحــث الدوريــات المشــرقية‪ .‬وفــي حــال التســليم‬
‫للبحــث‪ .‬فمــن أصــل ‪ 732‬مقالــة نجــد أن ‪366‬‬ ‫بــأن تعدديــة لغــة المراجــع مؤشــر علــى ســعة‬
‫فقــط‪ ،‬أو ‪ ،%50‬أوضحــت التقنيــات والمنهجيــات‬ ‫األفــق العلمــي‪ ،‬فانــه يمكــن القــول بــأن الدوريــات‬

‫‪61‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫منهجيــة ثغــرات األخــرى‪ ،‬فــأن أكثــر المنهجيــات‬ ‫المســتعملة فيهــا‪ .‬وتنقســم هــذه النســبة‬ ‫ُ‬
‫علميــةً ُيشــكّ ل أقليــة فــي الدوريــات وأقلّ هــا‬ ‫إلــى فئتيــن‪ :‬المقــاالت التــي تعتمــد علــى‬
‫أيضــا‬
‫ً‬ ‫علميــة يقتــرب مــن األكثريــة‪ .‬ونُ الحــظ‬ ‫تقنيــة ُمحــددة وتشــمل ‪ %37‬مــن إجمالــي‬
‫اختالفــات واضحــة بيــن الدوريــات مــن ناحيــة‬ ‫المقــاالت‪ ،‬وتلــك التــي تجمــع بيــن أكثــر مــن‬
‫المســتعملة‪ ،‬اذ إن مــا نســبته‬ ‫عــدد التقنيــات ُ‬ ‫تقنيــة واحــدة وتشــمل حوإلــى ‪ %13‬مــن‬
‫‪ %40‬من المقاالت المنشــورة في ‪ 3‬دوريات‬ ‫المجمــوع‪ .‬وإذا ســلّ منا بــأن موثوقيــة النظــرة‬
‫مقارنــة بمــا نســبته مــن ‪ %30‬فــي ‪ 3‬دوريــات‬ ‫حــد مــا مــع تعدديــة‬
‫ٍّ‬ ‫العلميــة تــزداد إلــى‬
‫أخــرى تســتخدم أكثــر مــن تقنيــة واحــدة‪.‬‬ ‫كل‬
‫تســد ُّ‬
‫ّ‬ ‫عندمــا‬ ‫وباألخــص‬
‫ّ‬ ‫منهجيــة البحــث‪،‬‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ ‪ 8‬دورﻳﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ ﺣﺴﺐ‬


‫ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ‪*2014-2010 ،‬‬

‫أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻘﻨﻴﺔ واﺣﺪة ‪%13‬‬

‫رسم رقم ‪33‬‬


‫‪٩٣‬‬

‫ﺑﺪون ﺗﻘﻨﻴﺔ واﺿﺤﺔ‬


‫‪%50‬‬ ‫ﺗﻘﻨﻴﺔ واﺣﺪة‬
‫‪%37‬‬

‫‪٥‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬اﻟﻬﺮاس‪ ،‬اﻟﻤﺨﺘﺎر‪" . 2015 .‬ﺗﻘﻴﻴﻢ دورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ"‪ .‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ‪/‬ﻳﻨﺎﻳﺮ‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪.‬‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ‪ 366‬ﻣﻘﺎﻟﺔ‪.‬‬
‫ً‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪62‬‬


‫اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة*‬ ‫اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة*‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ‬
‫اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة‬
‫ِ‬ ‫ﻟﻠﻤﻘﺎﻻت‬ ‫اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻨﺎﺷﺮة‬
‫أﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫ﻋﺪد اﻟﻤﻘﺎﻻت‬ ‫ﻟﻤﻘﺎﻻت‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ‬ ‫اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت‬
‫ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ‬
‫ﻛﻞ اﻟﻤﻘﺎﻻت ذات‬‫ّ‬ ‫اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬
‫ِ‬ ‫ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ أﻛﺜﺮ‬ ‫ﺑﻴﻦ‬ ‫اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ‬
‫اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ‬ ‫ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ واﺣﺪة‬ ‫ﻣﻦ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ‬ ‫اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺎت‬
‫اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺪورﻳﺔ‬ ‫واﺣﺪة‬
‫اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة‬
‫اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻓﻲ‬
‫َ‬
‫ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺮﺻﺪ‬ ‫َ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺪورﻳﺎت‬ ‫اﻟﺪورﻳﺎت‬
‫‪34.7‬‬ ‫‪25‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻛﺎﻓﺔ‬ ‫ﻛﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﻤﺠﻠﺔ‬
‫‪41.3‬‬ ‫‪19‬‬
‫جدول رقم ‪10.b‬‬

‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬
‫‪26.6‬‬ ‫ﺗﺤﻠﻴﻞ إﺣﺼﺎءات‬
‫‪40.5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫إﺿﺎﻓﺎت‬

‫‪42.4‬‬ ‫‪14‬‬ ‫إﻧﺴﺎﻧﻴﺎت‬


‫‪21.5‬‬ ‫اﻻﺳﺘﺒﻴﺎن‬
‫‪20.7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ﻋﻤﺮان‬
‫‪10.6‬‬ ‫اﻟﻤﻘﻴﺎس‬
‫‪31.2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‬

‫‪30.0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﻫﺴﺒﺮﻳﺲ ﺗﻤﻮدا‬ ‫‪8.4‬‬ ‫اﻻﺧﺘﺒﺎر‬


‫‪11.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫‪7.3‬‬ ‫اﻟﻤﻼﺣﻈﺔ‬

‫جدول رقم ‪10.a‬‬


‫المصدر‪ :‬الهراس‪ ،‬المختار‪« . 2015 .‬تقييم دوريات العلوم‬
‫‪7.3‬‬ ‫ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻤﻀﻤﻮن‬
‫االجتماعية»‪ .‬كانون الثاني‪/‬يناير‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي‬
‫للعلوم االجتماعية)‬
‫*بناء على ‪ 732‬مقالة‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪6.6‬‬ ‫اﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ‬

‫دقــة إلــى المنهجيــات‬ ‫وتقــود نظــرةٌ أكثــر ّ‬ ‫‪2.6‬‬ ‫اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ‬


‫عتمــدة إلــى اســتخالص أهميــة تحليــل‬ ‫الم َ‬
‫ُ‬
‫اإلحصــاءات الثانويــة‪ ،‬أي المعطيــات الرقميــة‬ ‫اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ‬
‫‪2.2‬‬
‫متوفــرة‬
‫ّ‬ ‫التــي لــم ُينتجهــا الباحــث وإنمــا كانــت‬
‫مــن مصــادر أخــرى‪ .‬ويعطــي الباحثــون العــرب فــي‬
‫هــذا المجــال أهميــة لالســتبيان أو لالســتمارة‪،‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ‬
‫ولكــن ُيالحــظ الضعــف النســبي للمنهجيــات‬
‫األخــرى المرتبطــة بالعمــل الميدانــي كالمالحظــة‬ ‫‪1.5‬‬ ‫دراﺳﺔ اﻟﺤﺎﻟﺔ‬
‫لمنهجيــات‬
‫ٍ‬ ‫والمقابلــة‪ ،‬ناهيــك عــن ضعــف أكبــر‬
‫ذات أهميــة بالغــة فــي العلــوم االجتماعيــة‬ ‫‪1.1‬‬ ‫ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺼﻮر‬
‫كالمقارنــة ودراســة الحالــة‪ .‬وتدفعنــا هــذه النتيجــة‬
‫إلــى القــول إن مســألة منهجيــات البحــث والجمــع‬ ‫‪0.7‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺮة‬
‫بينهــا يشــكّ الن أحــد أهــم التحديــات التــي تواجــه‬
‫العمــل البحثــي للعلــوم االجتماعيــة فــي العالــم‬
‫‪1.8‬‬ ‫ﻣﻨﻬﺠﻴﺎت أﺧﺮى‬
‫العربي‪.‬‬

‫‪100‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬

‫‪63‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫العالــي فــي العالــم العربــي وجعلــه فــي‬ ‫المشترك‬


‫البحث ُ‬
‫متنــاول اليــد‪ ،‬وتمكيــن الطــاب مــن الحصــول‬
‫بســهولة علــى كتــب ومقــاالت ومصــادر أخــرى‬ ‫كل المعطيــات‬ ‫ّ‬ ‫وبنــاء علــى‬
‫ً‬ ‫فــي النتيجــة‪،‬‬
‫تتعلّ ــق بمجــال دراســتهم‪ ،‬وتقديــم شــروح‬ ‫آنفــا‪ ،‬تعانــي العلــوم االجتماعيــة‬ ‫ً‬ ‫المذكــورة‬
‫حــول مفاهيــم العلــوم االجتماعيــة وتاريخهــا‬ ‫فــي العالــم العربــي مــن ضعــف مفهــوم‬
‫ً‬
‫ضعفــا فــي مجــال‬ ‫نلمــس‬
‫ُ‬ ‫ومدارســها‪ .‬ولكــن‬ ‫الجماعــة العلميــة‪ ،‬وهــو مــا يجــد ترجماتــه فــي‬
‫االســتثمار الخـ ّـاق هــذا‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪،‬‬ ‫قلّ ــة عــدد الدوريــات العلميــة التــي تُ صدرهــا‬
‫أن قواعــد البيانــات المتاحــة للجميــع تُ شــكّ ل‬ ‫جماعــات علميــة منظمــة وقلّ ــة عــدد اللقــاءات‬
‫الممكنــة والقــادرة علــى‬ ‫أهــم االبتــكارات ُ‬
‫ّ‬ ‫أحــد‬ ‫المنتظمــة بيــن علمــاء العلــوم االجتماعيــة‬
‫َدمقرطــة مجــال العلــم وتحديثــه وتوســيعه‪،‬‬ ‫فــي العالــم العربــي وتشــرذمهم بيــن مختلــف‬
‫إال أنّ هــا مــا زالــت محــدودة المفاعيــل كظاهــرة‬ ‫التيــارات العالميــة والمحليــة ولكــن مــن دون‬
‫فــي العالــم العربــي‪ :‬فالكثيـ ٌـر ممــا هــو موجــود‬ ‫عالقــات بحثيــة وطيــدة بينهــم‪ .‬وأحــد مؤشــرات‬
‫جــدوال للعناويــن ال ُيتيــح‬
‫ً‬ ‫يتعــدى كونــه‬
‫ّ‬ ‫منهــا ال‬ ‫ضعــف الجماعــة العلميــة العربيــة هــو نــدرة‬
‫للتعــرف إلــى النصــوص أو‬ ‫ّ‬ ‫الفرصــة‬ ‫للقــارئ‬ ‫تتعــدى نســبته ‪%6‬‬ ‫ّ‬ ‫المشــترك‪ ،‬حيــث ال‬ ‫البحــث ُ‬
‫حتّ ــى الشــروح‪ ،‬أو يكــون ذا كلفــة ماليــة هائلــة‬ ‫عينتنــا‪ ،‬بينمــا إذا نظرنــا إلــى‬ ‫مــن المقــاالت فــي ّ‬
‫كقاعــدة ‘’معرفــة’’ تفــوق إمكانيــات معظــم‬ ‫فهــرس المقــاالت فــي الدوريــات العالميــة‬
‫المكتبــات العربيــة‪ ،‬ناهيــك عــن األفــراد‪.‬‬ ‫المهمــة للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬نجــد أن نصــف‬ ‫ّ‬
‫نتــاج أبحــاث مشــتركة‪ .‬وتجــدر‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫تقريبــا‬ ‫المقــاالت‬
‫بدايــات لنمــاذج واعــدة‬
‫ٍ‬ ‫فــي المقابــل‪ ،‬نرصــد‬ ‫اإلشــارة إلــى "مجلــة العلــوم االجتماعيــة" مــن‬
‫لمثــل هــذه المواقــع وإن لــم تكــن علــى شــكل‬ ‫الكويــت كنقطــة ُمضيئــة فــي هــذا الصــدد‪،‬‬
‫قواعــد بيانــات‪ ،‬كموقــع أرنتروبــوس (‪.www‬‬ ‫حيــث نشــرت ‪ ,18‬أو ‪%41‬مــن كل المقــاالت‬
‫‪ )com.aranthropos‬مــن الجزائــر والــذي ولــد‬ ‫أن‬
‫المشــتركة فــي العينــة التــي بيــن أيدينــا‪ ،‬إال ّ‬ ‫ُ‬
‫متخصــص‬
‫ّ‬ ‫فــي العــام ‪ 2010‬كأول موقــع عربــي‬ ‫الظاهــرة الطاغيــة ال تــزال مــن نصيــب البحــث‬
‫فــي األنثروبولوجيــا واألنثروسوســيولوجيا‪.‬‬ ‫الفــردي‪.‬‬
‫وقــد أصبــح هــذا الموقــع معروفـ ًـا فــي أوســاط‬
‫طــاب الدراســات العليــا فــي األنثروبولوجيــا‬ ‫العلــوم االجتماعيــة والفضــاء اإللكترونــي‪:‬‬
‫ـردا علــى‬
‫فــي مختلــف أنحــاء الوطــن العربــي‪ .‬فـ ًّ‬ ‫نمــوذج أرنتروبــوس‬
‫ســؤال ُو ّجــه إلــى ‪ 10‬طــاب أنثروبولوجيــا‬
‫فــي المعهــد العالــي للدكتــوراه فــي الجامعــة‬ ‫تبــدو الدوريــات العلميــة العربيــة‪ ،‬بمــا فيهــا‬
‫اللبنانيــة عــن مــدى معرفتهــم بالموقــع‪ ،‬جــاءت‬ ‫مــا رصدنــاه منهــا‪ ،‬قليلــة االهتمــام بالحضــور‬
‫جميعــا متابعــون للموقــع الــذي‬‫ً‬ ‫إجاباتهــم بأنهــم‬ ‫اإللكترونــي‪ .‬ولكننــا نقــع علــى ُمبــادرات علميــة‬
‫يمثــل حســب قولهــم منصــة مرجعيــة معرفيــة‬ ‫ُمســتقلّ ة تحصــر حضورهــا فــي ذلــك الفضــاء‬
‫تخصصهــم‪ ،‬ورافــدا ألحــدث‬ ‫ّ‬ ‫إضافيــة فــي مجــال‬ ‫قــدم نفســها كنمــوذج رائــد فــي توظيفــه‬ ‫وتُ ّ‬
‫المتخصصــة‪ ،‬وصلــة وصــل‬‫ّ‬ ‫والمجــات‬ ‫المراجــع‬ ‫ألهــداف علميــة‪ .‬ففــي بعــض الحــاالت‪ ،‬للنشــر‬
‫جــدا ال‬
‫وبابــا لمنهجيــة هامــة ً‬‫ً‬ ‫بمواقــع شــبيهة‪،‬‬ ‫اإللكترونــي أهدافــا علميــة إضافيــة‪ ،‬قــد يكــون‬
‫بــل جوهريــة‪.‬‬ ‫أهمهــا المســاهمة فــي تحديــث التعليــم‬ ‫ّ‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪64‬‬


‫اﻧﻮاع اﻟﻤﻘﺎﻻت ﻓﻲ أرﻧﺘﺮوﺑﻮس ‪2014 - 2013‬‬

‫ﻣﻘﺎﺑﻼت ‪%2‬‬
‫ﺳﻴﺮة ‪%4‬‬

‫رسم رقم ‪34‬‬


‫ﻋﺮض ﻣﻔﻬﻮم ‪%40‬‬

‫ﻋﺮض ﻛﺘﺐ ‪%54‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﻛﺴﺮ‪ ،‬ﻋﺒﺎدة‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻼت اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ"‪.‬‬
‫)ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬

‫خصوصــا مجــات عربيــة متخصصــة أو‬ ‫ً‬ ‫لمجــات)‪،‬‬ ‫ُشــكّ ل موقــع "أرنتروبــوس" إضافــة مهمــة لمــا‬
‫ذات طابــع ثقافــي‪ ،‬وبذلــك مقاربتهــا كجــزء مــن‬ ‫ـتثناء‬
‫قدمــه الدوريــات العلميــة‪ ،‬كونــه ُيشــكّ ل اسـ ً‬‫تُ ّ‬
‫منظومــة معرفيــة مترابطــة‪ .‬وهنــا دليــل علــى‬ ‫ومــرد ذلــك إلــى أنــه يتميــز‬
‫ُّ‬ ‫معهــود‪.‬‬ ‫هــو‬ ‫لمــا‬
‫امكانيــة الفضــاء اإللكترونــي بالمســاهمة فــي‬ ‫ليــس فقــط بغلبــة الطابــع األكاديمــي ولكــن‬
‫تشــكيل نــواة لجماعــة علميــة ذات خلفيــة معرفيــة‬ ‫أيضــا بنظــرة موســوعية‪ ،‬وإن كانــت تنحصــر فــي‬ ‫ً‬
‫مترابطــة‪ ،‬وإن لــم تكــن جماعــة موجــودة بشــكل‬ ‫حضــورا‬
‫ً‬ ‫أحــد العلــوم االجتماعيــة‪ .‬فهنــا نرصــد‬
‫قــدم أبحاثً ــا‬
‫مؤسســاتي تقليــدي‪ .‬فالموقــع ال ُي ّ‬ ‫كبيــرا الســتعراض الكتــب العلميــة ال نجــده فــي‬
‫ً‬
‫مرتبطــا بشــكل‬ ‫ً‬ ‫معرفيــا‬
‫ً‬ ‫بقــدر مــا ُيقــدم كونً ــا‬ ‫ـور يتناســق مــع الفهــم‬‫أي موقــع آخــر‪ ،‬وهــو حضـ ٌ‬ ‫ّ‬
‫ســهل بأكــوان معرفيــة أخــرى‪ .‬وإذا مــا أضفنــا‬ ‫الموســوعي للموقــع الــذي أسســه الباحــث‬
‫المكـ ّـون لمجــال علمــي ولنــواة‬ ‫إلــى هــذا الترابــط ُ‬ ‫مبــروك أبــو طقوقــة‪ ،‬بهــدف وضــع مجــال علمــي‬
‫قدمهــا‬ ‫جماعــة علميــة‪ ،‬الخدمــات المفيــدة التــي ُي ّ‬ ‫القــراء‪ ،‬وليــس تزويدهــم‬ ‫ّ‬ ‫بأكملــه فــي متنــاول‬
‫المجانــي لكتــب‬ ‫ّ‬ ‫الموقــع‪ ،‬مــن مثــل التنزيــل‬ ‫بتحليــات لمعضــاتٍ اجتماعيــة محــددة‪.‬‬
‫عيــن‬ ‫ُ ّ‬‫م‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫أنثروبولوج‬ ‫ومقــاالت وشــرح لمفهــوم‬
‫ـدل مفهــوم واحــد كل شــهرين)‪ ،‬تبــرزُ تجربــة‬ ‫(بمعـ ّ‬ ‫إن رصــدا دقيقــا لهــذا الموقــع ‪ ،‬يبــرز ظاهــرة‬
‫ثريــة تســتخدم الفضــاء اإللكترونــي بإمكانياتــه‬ ‫ّ‬ ‫جــزءا مــن الفهــم الموســوعي‪،‬‬
‫ً‬ ‫نــادرة وإن كانــت‬
‫المختلفــة التــي تتعــدى كونــه وســيلة إلعــادة‬ ‫أال وهــي عرضــه لمحتــوى مجــات أخــرى (‪%26‬‬
‫إنتــاج المطبــوع فحســب‪.‬‬ ‫ممــا صنّ فنــاه كعــرض كتــب هــو فــي الواقــع عــرض‬

‫‪65‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫األطر العامة‪ :‬المجتمع المدني‬


‫والمجال العام ‪ -‬دراسات حالة‬

‫اختالفهــا إلــى أن أصبحــت الديــن “الطبيعــي”‬ ‫خاصــة فــي‬ ‫ّ‬ ‫يكتســب المجــال العــام أهميــة‬
‫للعامــة‪ ،‬وألمؤسســات الحرفيــة المســتقلة‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬وقــد ازداد هــذا االهتمــام‬
‫كل هــذه الحــاالت‬ ‫ونمــت المؤسســات‪ .‬وفــي ّ‬ ‫نظــرا إلــى طفــرة تقنيــات التواصــل الحديثــة‬ ‫ً‬
‫معرفيــا وحــاالت اجتماعيــة ال تحكمهــا‬
‫ً‬ ‫ـاطا‬
‫نجــد نشـ ً‬ ‫أدت إلــى تكثيــف شــبكي للتواصــل‬ ‫التــي ّ‬
‫ســلطة سياســية مركزيــة وال تتطلــب اتفــاق‬ ‫التعــرف إلــى‬
‫ّ‬ ‫وســهلت إمكانيــة‬‫ّ‬ ‫االجتماعــي‬
‫الجميــع علــى المذهــب أو علــى التفســير‪.‬‬ ‫حلقــاتٍ معرفيــة واجتماعيــة كان الوصــول اليها‪ ،‬أو‬
‫حتــى اكتشــافها‪ ،‬شــبه مســتحيلين ألعــداد كبيــرة‬
‫ورغــم أن هــذه الظواهــر مصبوغــةً بطابــع دينــي‪،‬‬ ‫مــن االجيــال الســابقة‪ .‬يشــكل المجــال العــام‪،‬‬
‫أيضــا مرتبطــة بحاجــات اجتماعيــة‬ ‫ً‬ ‫فقــد كانــت‬ ‫وفقــا للمقاربــة التقليديــة‪ ،‬أســاس الحريــة فــي‬
‫الحيــاة االجتماعيــة (‪ ،)Habermas 1991‬وهــو‬
‫كالتعليــم والصحــة‪ ،‬وكان الوجــود الكبير لمنظومة‬
‫ـدى حــدود العائلــة ومــا يســمح لألفــراد‬‫كل مــا يتعـ ّ‬
‫األوقــاف أحــد أهــم الســبل غيــر الحكوميــة لتلبيــة‬ ‫بالتواصــل خــارج األطــر الخاصــة كالمنــزل وخــارج‬
‫حاجات المجتمع؛ وأستمر االمر كذلك إلى أن تم‬ ‫األطــر المؤسســاتية الرســمية‪ .‬واعتبــر يورغــن‬
‫االســتيالء عليهــا أو تحجيمهــا علــى يــد الحكومــات‬ ‫هابرمــاس فــي دراســته الكالســيكية حــول‬
‫الحديثــة‪ .‬ومــن الممكــن أن نستكشــف مــن هــذه‬ ‫نشــأة المجــال العــام فــي أوروبــا‪ ،‬أن المقاهــي‬
‫العالقــات التاريخيــة بيــن التشــكيالت االجتماعيــة‬ ‫والنــوادي والصحافــة الحـ ّـرة هــي خيــر مثــال علــى‬
‫مــن جهــة والبنــاء المؤسســاتي للمجتمــع‪ ،‬كمــا‬ ‫المجــال العــام فــي عصــر الحداثــة‪ ،‬وربــط وجــوده‬
‫فــي منظومــة األوقــاف التاريخيــة‪ ،‬أحــد أهــم أوجــه‬ ‫بنمــو دور الطبقــة البرجوازيــة فــي المجتمــع‬
‫العالقــة بيــن مــا تختزلــه لغــة العلــوم االجتماعيــة‬ ‫وحاجــة هــذه الطبقــة إلــى التواصــل بشــكل‬
‫المعاصــرة فــي مصطلحيــن حديثيــن مترابطيــن‪:‬‬ ‫مفتــوح ومختلــف عــن الطبقــة األرســتقراطية‬
‫“المجــال العــام” و”المجتمــع المدنــي”‪.‬‬ ‫القديمــة ذات الثقافــة المنغلقــة علــى نفســها‪.‬‬

‫فــي المرحلــة المعاصــرة إزداد االهتمــام بهذيــن‬ ‫وانتقــد كثيــر مــن الباحثيــن‪ ،‬مــن أمثــال أرمانــدو‬
‫نظــرا إلــى العالقــة المفترضــة‬ ‫ً‬ ‫المصطلحيــن‬ ‫ســالفاتوري وكريــغ كالهــون‪ ،‬هــذا التصــور للمجــال‬
‫بينهمــا وبيــن مختلــف المســائل الحيويــة‪،‬‬ ‫العــام كونــه يحصــره فــي التجربــة األوروبيــة وال‬
‫وعلــى وجــه التحديــد ثــاث مســائل معاصــرة‪:‬‬ ‫يعالــج كيفيــة تكويــن أطــر تاريخيــة فــي مناطــق‬
‫‪ -1‬متطلبــات النظــام الديمقراطــي؛ ‪ -2‬تراكــم‬ ‫مختلفــة مــن العالــم كان هدفهــا‪ ،‬او نتيجتهــا‪،‬‬
‫المشــاكل السياســية واالجتماعيــة واالقتصاديــة‬ ‫مماثليــن لمــا ُيعتقــد بأنــه نتــاج المجــال العــام‪ ،‬أي‬
‫ْ‬
‫المســتعصية علــى حلــول مركزيــة؛ ‪ -3‬ارتفــاع‬ ‫إبــراز الشــعور بوجــود مــا ُيسـ ّـمى “الــرأي العــام”‬
‫أخيــرا‬
‫ً‬ ‫وتيــرة المطالــب التشــاركية التــي اتّ خــذت‬ ‫ـي علــى فرضيــة ُقــدرة‬ ‫مــن خــال الحــوار الحـ ّـر المبنـ ّ‬
‫شــكل ثــورات وانتفاضــات شــاملة‪.‬‬ ‫وقابليتــه لإلقنــاع واالقتنــاع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫االنســان‬

‫أوال حــول مســألة الديمقراطيــة‪ ،‬تؤكــد العديــد من‬ ‫ً‬ ‫التعمــق فــي التاريــخ االجتماعــي‬ ‫ُّ‬ ‫يرســم‬
‫المقاربــات فــي العلــوم السياســية علــى إن متانة‬ ‫ـاش حــول‬ ‫للشــعوب اإلســامية الطريــق إلــى نقـ ٍ‬
‫الديمقراطيــة مرتبطــة إرتباطــا وثيقــا بالمجتمــع‬ ‫الــدور الغالــب للعلمــاء ذوي العالقــة العضويــة مــع‬
‫المدنــي وهشاشــتها بهشاشــته‪ .‬ويقــوم ذلــك‬ ‫المجتمــع (وليــس للخلفــاء والحــكام ذوي العالقــة‬
‫علــى فرضيــة هــي أن المجتمــع المدنــي القــوي‬ ‫الســلطوية البحتــة معــه) فــي تعريــف اإلســام‬
‫ُيقلــل مــن إمكانيــات هيمنــة الحــكام وحوافزهــم‬ ‫للعامــة التــي تعايــش العلمــاء معهــا‪ .‬وفــي‬
‫لذلــك‪ ،‬ناهيــك عــن أن مثــل هــذا المجتمــع ُيرشــد‬ ‫ــمي بالعصــر الذهبــي‬ ‫القــرون التاليــة لمــا ُس ّ‬
‫إلــى حــدٍ مــا الحيــاه الحزبيــة‪ ،‬فعقالنيــة المجتمــع‬ ‫لإلســام انتشــرت الطرائــق الصوفيــة علــى‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪66‬‬


‫مجــاالت جديــدة واســعة النُ ُطــق‪ ،‬كالفضائيــات‬ ‫عــري الحوافــز الديماغوجيــة‬
‫المدنــي تلجــم أو تُ ّ‬
‫المرئيــة ومــن ثــم العالــم االفتراضــي‪ .‬وعــززت‬ ‫الضيقــة للحيــاة الحزبيــة‪ .‬ومــن‬
‫ّ‬ ‫والمصلحيــة‬
‫الكثيــر مــن‬
‫ٍ‬ ‫هــذه التقنيــات الحديثــة مــن شــعور‬ ‫المســلّ مات كذلــك‪ ،‬إن الديمقراطيــة تصبــح شــكال‬
‫الفئــات االجتماعيــة‪ ،‬ال سـ ّـيما الشــبابية منهــا‪ ،‬بــأن‬ ‫بــا مضمــون إذا لــم تقتــرن بوجــود صحافــة حــرة‬
‫االنســان العــادي هــو جــزء مــن عالــم يتفاعــل معــه‬ ‫بشــكل خــاص ومجــال عــام حيــوي بشــكل عــام‪.‬‬
‫ويؤثــر فيــه‪ ،‬وليــس مجـ ّـرد شــاهد ســلبي ينتظــر‬
‫الخــاص علــى يــد قــوى فوقيــة ال عالقــة لــه بهــا‪.‬‬ ‫ثانيــا‪ ،‬مــع انتهــاء الحــرب البــاردة وبدايــة مــا أصبــح‬ ‫ً‬
‫والفــرق األســاس بيــن هــذا الشــعور فــي هــذه‬ ‫دول عــدة‬‫ٌ‬ ‫معروفــا بعصــر العولمــة‪ ،‬شــهدت‬ ‫ً‬
‫المرحلــة وشــعور مقــارن لــه أيــام هيمنــة إذاعــة‬ ‫تراجعــا فــي قــدرة الدولــة المركزيــة علــى التعامــل‬ ‫ً‬
‫صــوت العــرب علــى المجــال العــام العربــي خــال‬ ‫مــع مختلــف التيــارات االقتصاديــة والثقافيــة‬
‫المرحلــة الناصريــة‪ ،‬يكمــن فــي التعــدد الكبيــر‬ ‫والسياســية اآلتيــة مــن خــارج حدودهــا‪ .‬وســلّ مت‬
‫للمنابــر فــي المرحلــة المعاصــرة وتعــذّ ر هيمنــة‬ ‫أحوال شــتّ ى بعــدم قدرتها على‬ ‫ٍ‬ ‫الدولــة أيضـ ًـا فــي‬
‫منبــر واحــد وإن اختلفــت درجــات تأثيــر هذه المنابر‪.‬‬ ‫ســيما‬
‫ّ‬ ‫حــل مشــاكل المجتمــع بشــكل مركــزي‪ ،‬ال‬ ‫ّ‬
‫فــي حــال إعتمــاد برامــج الدولــة علــى االقتــراض‬
‫التشــعب الثالثــي لإلشــكاالت المعاصــرة‬ ‫ُّ‬ ‫هــذا‬ ‫أو الدعــم الخارجــي‪ .‬وعلــى امتــداد هــذه األزمــة‪،‬‬
‫للنظــام السياســي االجتماعــي العــام (متطلبــات‬ ‫ازداد االعتمــاد علــى القطــاع الخــاص للتعامــل مــع‬
‫الديموقراطيــة‪ ،‬تضعضــع قــدرة الدولــة علــى‬ ‫المعضــات كافــة بشــكل غيــر مباشــر مــن خــال‬
‫التجــاوب مــع المجتمــع‪ ،‬وفــي الوقــت عينــه‬ ‫قدرتــه المفترضــة علــى زيــادة الثــروة االجتماعيــة‬
‫تزايــد اســتثمارها فــي القــدرات القمعيــة‪ ،‬ونمــو‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬وهــي األطروحــة التــي أصبحــت‬
‫معينــة‬ ‫ّ‬ ‫أبعــادا‬
‫ً‬ ‫المطالــب التشــاركية)‪ ،‬يعكــس‬ ‫تُ عــرف بالليبراليــة الجديــدة‪ .‬وبمــوازة لهــذه النظريــة‬
‫للمجتمــع المدنــي وللمجــال العــام فــي التاريــخ‬ ‫مقــوالت حــول دور المجتمــع المدنــي ‪-‬‬ ‫ٌ‬ ‫نمــت‬
‫دورا للعلوم االجتماعية‬ ‫برمج ً‬‫المعاصر‪ ،‬وبالتالي ُي ِ‬ ‫ـار غيــر حكومــي ‪ -‬فــي طــرح أو تنفيــذ حلــول‬ ‫كإطـ ٌ‬
‫ـكاال مختلفــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫يتخ‬ ‫ـدور‬ ‫فيهــا‪ ،‬وإن كان هــذا الـ‬ ‫خالقــة وغيــر ســلطوية لمشــاكل المجتمــع‪ .‬وقــد‬ ‫ّ‬
‫كــرت‬ ‫ِ‬ ‫ذُ‬ ‫التــي‬ ‫اإلشــكاالت‬ ‫كل‬
‫ومــن الواضــح أن ّ‬ ‫تماهــى هــذا االتجــاه مــع انتقــاداتٍ متزايــدة لنتائــج‬
‫ســابقا تتعلّ ــق بشــكل أو بآخــر بمعضلــة التغييــر‪،‬‬ ‫كارثيــة لمشــاريع تنميــة مركزيــة تجاهلــت إشــراك‬
‫ســواء علــى الصعيــد السياســي أم الثقافــي أم‬ ‫مجتمعــات معنيــة بهــذه المشــاريع‪ ،‬أو حتــى ســماع‬
‫االجتماعــي أم االقتصــادي‪ .‬إن جميــع مســارات‬ ‫رأيهــا بهــا‪ ،‬ومــع انتقــادات للطبيعــة البيروقراطيــة‬
‫التغييــر المتعــدد األبعــاد التــي عرفهــا التاريــخ‬ ‫للتخطيــط المركــزي غيــر المتفاعلــة مــع المجتمــع‪،‬‬
‫ـدا بانتشــار‬ ‫كانــت مرتبطــة بتغييــر معرفــي‪ ،‬وتحديـ ً‬ ‫نمــو الشــعور بعــدم شــفافية الخطــط‬ ‫ّ‬ ‫وبالتالــي‬
‫حاليــا‬
‫ًّ‬ ‫ى‬ ‫ـم‬
‫مناهــج جديــدة لرؤيــة الواقــع‪ .‬إن مــا ُيسـ َّ‬ ‫المركزيــة وارتباطهــا بالفســاد الــذي كانــت ُمكافحته‬
‫بالفكــر العلمــي هــو أحــد هــذه األوجــه لمعرفــة‬ ‫مســألة محوريــة فــي خطــاب الربيــع العربــي‪.‬‬
‫مرتبطــة بشــكل أو بآخــر بمســألة التغييــر‪ ،‬إال أنــه‬
‫ليــس الوجــه الوحيــد للمعرفــة التغييريــة‪ .‬وإذا‬ ‫بنــاء علــى مــا ســبق يمكــن فهــم بــروز‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ثالثــا‪،‬‬
‫مــا نظرنــا خــارج األطــر المؤسســاتية المعتــادة‬ ‫ـك المتزايــد‬
‫المطالــب التشــاركية كتعبيــر عــن الشـ ّ‬ ‫َ‬
‫للعلــم كمــا نفهمــه اآلن‪ ،‬أي خــارج الجامعــات‬ ‫لــدى أعــداد كبيــرة فــي قــدرة الدولــة الديكتاتوريــة‬
‫مفاده‬ ‫ُ‬ ‫والمؤسســات البحثيــة‪ ،‬نصــل إلى إفتــراض‬ ‫العصيــة‬
‫ّ‬ ‫علــى التعامــل مــع المشــاكل المزمنــة‬
‫أن األطــر االجتماعيــة الحديثــة‪ ،‬أو علــى األقــل غيــر‬ ‫ـل‪ ،‬بــل وتحـ ُّـول هــذه الدولــة ذاتهــا‪ ،‬مــن‬‫علــى الحـ ّ‬
‫أنماطــا جديــدة‬ ‫ً‬ ‫قــدم لألفــراد‬
‫التقليديــة‪ ،‬التــي تُ ّ‬ ‫نمــو منظومــة الفســاد والالمســوؤلية ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫خــال‬
‫للتواصــل اإلختيــاري‪ ،‬علــى غــرار المجتمــع المدنــي‬ ‫إلــى عــبء متزايــد علــى المجتمــع‪.‬‬
‫والمجــال العــام‪ ،‬قابلــة الســتقبال الفكــر العلمــي‬
‫كأداة للوصــول إلــى غاياتهــا‪ ،‬وإن كان هــذا الفكــر‬ ‫وفــي المرحلــة الســابقة للربيــع العربــي‪ُ ،‬طرحــت‬
‫يرتــدي فــي هــذه األطــر حلّ ــة غيــر تلــك التــي‬ ‫المطالــب التشــاركية مــن خــال منظمــات‬ ‫َ‬
‫نفســه بهــا فــي المؤسســات ذات الطابــع‬ ‫َ‬ ‫ُيغلّ ــف‬ ‫المجتمــع المدنــي وفــي المجــال العــام الــذي راح‬
‫األكاديمــي أو العلمــي البحــت‪.‬‬ ‫يتوســع منــذ تســعينات القــرن الماضــي مــن خــال‬
‫ّ‬
‫‪67‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫انتشــار ُفكَ ـ ٍـر وايديولوجيــات جديــدة أو قديمــة مــن‬ ‫المجتمع المدني‬


‫خــال المجــال العــام‪ ،‬أو ســواها مــن العوامــل‪ .‬لــذا‬
‫يمكــن تعريــف المجتمــع المدنــي بشــكل واســع‬ ‫ُ‬ ‫ميــز بعــض الباحثيــن العــرب بيــن المجتمع المدني‬ ‫ُي ّ‬
‫ككل المؤسســات االجتماعيــة المســتقلّ ة ذات‬ ‫ّ‬ ‫نظــر إلــى األخيــر علــى‬
‫والمجتمــع األهلــي‪ ،‬حيــث ُي َ‬
‫نظــم نفســها خــارج‬ ‫االنتســاب الطوعــي التــي تُ ّ‬ ‫أنــه تعبيـ ٌـر عــن المؤسســات االجتماعيــة التقليديــة‬
‫إطــار الدولــة واألحــزاب السياســية‪.‬‬ ‫كالمؤسســات الدينيــة والخيريــة وتلــك المبنيــة‬
‫ـميا‪ ،‬علــى ُأســس عائليــة‬‫فعليـ ًـا‪ ،‬إن لــم يكــن رسـ ً‬
‫منهجية البحث‬ ‫أو عشــائرية أو طائفيــة أو مناطقيــة‪ ،‬وينُ َظــر إلــى‬
‫األول كنتــاج للحداثــة‪ .‬والفرضيــة هنــا أن المجتمــع‬
‫مــا هــو دور العلــوم االجتماعيــة فــي المجتمــع‬ ‫المنفتحــة على‬ ‫المدنــي يتكـ ّـون مــن المؤسســات ُ‬
‫المدنــي؟ يصبــو هــذا الســؤال إلــى معرفــة مــدى‬ ‫كل مــن يؤمــن بمبادئهــا‪ ،‬والتــي ال تبنــي نفســها‬
‫تأثيــر الفكــر العلمــي‪ ،‬إن كان لــه أثـ ٌـر‪ ،‬فــي النشــاط‬ ‫علــى العالقــات االجتماعيــة التقليديــة بقــدر مــا‬
‫المنظــم خــارج إطــار الدولــة واألحــزاب‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعــي‬ ‫تُ عطــي األولويــة لمبــادئ عامــة تفتــرض عالقــاتٍ‬
‫والهــادف إلــى تغييــر واضــح المعالــم والمتمحــور‬ ‫ديمقراطيــة واختياريــة وتهتــم بحقــوق اإلنســان‬
‫حــول قضيــة محــددة‪ .‬تعنــي هــذه الرؤيــة أن‬ ‫ك عالــم‬ ‫وحريــة األفــراد (‪ .)Karajah 2007‬ويشــكّ ُ‬
‫المجتمــع المدنــي يتكــون مــن مؤسســات ذات‬ ‫االجتمــاع أحمــد بعلبكــي‪ ،‬فــي مقابلــة أجريناهــا‬
‫جــدا مــن ناحيــة الحجــم والتأثيــر‬ ‫طبيعــة متغايــرة ًّ‬ ‫معــه‪ ،‬فــي صالحيــة مفهــوم المجتمــع المدنــي‬
‫واإلمكانيــات ونــوع القضايــا المطروحــة وطبيعــة‬ ‫فــي الواقــع العربــي‪ ،‬إذ يــرى أن العديــد ممــا‬
‫الفضــاء السياســي الــذي تعيــش معــه‪ .‬لــذا ارتأينــا‬ ‫ُيسـ ّـمى بمنظمــات المجتمــع المدنــي هــو فــي‬
‫أخــذ عينــة مــن ‪ 5‬منظمــات تحتفــظ بخصائــص‬ ‫خصوصــا‬
‫ً‬ ‫تعبيــر عــن المجتمــع األهلــي‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫الواقــع‬
‫مختلفــة علــى مســتوى القضيــة وإطــار الوجــود‬ ‫فــي األحــوال التــي تنطــوي علــى عــدم تــداول‬
‫مــن أجــل فهــم دور العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫فــي إدارة المنظمــة أو غيــاب معاييــر واضحــة أو‬
‫عملهــا‪ ،‬ولكــن مــع التركيــز علــى قضايــا محوريــة‬ ‫شــرعة للعضويــة‪.‬‬
‫ُم ّ‬
‫كالتنميــة والتغييــر والجنــدر‪ .‬وكذلــك ارتأينــا أن‬
‫جغرافيــا لجهــة‬
‫ً‬ ‫تكــون هــذه المنظمــات متمايــزة‬ ‫أن الواقــع فــي العالــم العربــي كمــا هــو فــي‬‫بيــد ّ‬
‫انتشــارها فــي ‪ 4‬دول عربيــة ذات خصائــص‬ ‫ســمى بالمجتمــع‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫مــا‬ ‫إن‬ ‫يقــول‬ ‫آخــر‬ ‫مــكان‬ ‫أي‬
‫متمايــزة (لبنــان‪ ،‬فلســطين‪ ،‬مصــر‪ ،‬الســعودية)‬ ‫المدنــي يحتضــن فــي العــادة اختالفــاتٍ كبيــرة‬
‫توجــه نشــاطها‬ ‫باإلضافــة إلــى منظمــة واحــدة ّ‬ ‫فــي نُ ظــم اإلدارة وكذلــك فــي درجــة االنفتــاح‬
‫إلــى أكثــر مــن دولــة‪ .‬مــن خــال هــذه الرؤيــة‬ ‫تمامــا مثلمــا نجــد فــي‬
‫ً‬ ‫برمتــه‪،‬‬
‫علــى المجتمــع ّ‬
‫مفصلــة حــول‬ ‫ّ‬ ‫خَ لــص طاقــم العمــل إلــى دراســة‬ ‫كثيــر مــن األحــوال أن الحــدود بيــن المجتمــع‬
‫منظمــات‪ -1 :‬شــبكة المنظمــات‬ ‫ّ‬ ‫عينــة مــن ‪5‬‬ ‫ّ‬ ‫المدنــي والمجتمــع األهلــي ليســت واضحــة‬
‫العربيــة غيــر الحكوميــة للتنميــة (شــاملة لألقطار‬ ‫دومــا‪ .‬وكذلــك ال نــرى اســتحالة تحـ ّـول المنظمــات‬‫ً‬
‫العربيــة‪ ،‬تُ عنــى بشــؤون التنميــة)؛ ‪ -2‬القــوس‬ ‫مــن أهليــة إلــى مدنيــة والعكــس‪ .‬فاحتمــال تحـ ُّـول‬
‫(فلســطين‪ ،‬تعنــى بشــؤون التعدديــة الجنســية‬ ‫مؤسســة مــا مــن نــوع إلــى آخــر يعتمــد علــى‬
‫والجندريــة)؛ ‪ -3‬كفــى (لبنــان‪ ،‬تُ عنــى بمكافحــة‬ ‫حــددة فــي الواقــع المحلّ ــي وقابلــة‬ ‫عوامــل ُم ّ‬
‫العنــف واســتغالل النســاء)؛ ‪ -4‬النهضــة‬ ‫دائمــا للتغييــر‪ .‬وقــد تشــمل هــذه العوامــل‬ ‫ً‬
‫(الســعودية‪ ،‬منظمــة خيريــة نســائية)؛ ‪ -5‬منتــدى‬ ‫بــروز شــخصيات حداثيــة ضمــن ســياق تقليــدي‬
‫البدائــل العربــي (مصــر‪ُ ،‬يعنــى بالبحــث العلمــي‬ ‫تدفــع منظمــات تقليديــة إلــى تبنّ ــي شــعارات‬
‫المتعلّ ــق بمســائل التغييــر)‪ .‬وهدفــت دراســة‬ ‫ُ‬ ‫فكــرا‬
‫ً‬ ‫حداثيــة عامــة‪ ،‬أو حــراك شــعبي يســتولد‬
‫ـور ثالثــة‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫استكش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫إل‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫المنظم‬ ‫ـذه‬ ‫هـ‬ ‫وممارســاتٍ مــن نــوع ُمبتكــر‪ ،‬أو تهديــد ُمشــترك‬
‫مــدى ركــون منظمــات المجتمــع المدنــي إلــى‬ ‫يــؤدي إلــى اندمــاج‪ ,‬أو أقلــه إلــى تنســيق‪ ,‬يولّ ــد‬
‫العلــوم االجتماعيــة مــن أجــل بلــوغ أهدافهــا‪،‬‬ ‫عــادات تشــاركية جديــدة بيــن منظومــات اجتماعيــة‬
‫وعالقاتهــا بمؤسســات العلــوم االجتماعيــة‬ ‫مختلفــة‪ ،‬أو انهيــار للنظــام السياســي كمــا فــي‬
‫وخصوصــا الجامعــات‪ ،‬وقدرتهــا علــى التأثيــر فــي‬ ‫ً‬ ‫حالــة الحــروب والثــورات يدفــع منظومــات اجتماعيــة‬
‫المجتمــع الــذي تتوجــه اليــه‪.‬‬ ‫مختلفــة إلــى تبنّ ــي أدوار اجتماعيــة جديــدة‪ ،‬أو‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪68‬‬


‫االجتماعيــة فــي المجتمــع المدنــي‪ ،‬ال نجــد‬ ‫منظمــات‬‫ّ‬ ‫كل‬
‫واضحــا مــن خــال الدراســة أن ّ‬
‫ً‬ ‫وكان‬
‫قويــة بيــن منظماتــه والجامعــات المحليــة‪.‬‬
‫عالقــات ّ‬ ‫المجتمــع المدنــي تســتعمل‪ ,‬ال بــل تُ نتــج العلــوم‬
‫االجتماعيــة بشــكل أو بآخــر‪ ،‬وإن بأشــكال ُمختلفــة‬
‫المطلــق‪ ،‬تأخــذ هــذه العالقــات شــكل‬ ‫وفــي ُ‬ ‫تُ ناســب طبيعــة أهدافهــا‪ .‬ومــن هــذه األشــكال‬
‫موقــت‪ ،‬مــع عضــو مــن هيئــة‬‫ّ‬ ‫ارتبــاط شــخصي‪ ،‬أو‬ ‫انتــداب علمــاء علــوم اجتماعيــة محلييــن إلنجــاز‬
‫مؤسســاتيا‬
‫ً‬ ‫شــكال‬
‫ً‬ ‫تأخــذ‬ ‫ال‬ ‫التدريــس‪ ،‬ولكنهــا‬ ‫دراســات حــول مواضيــع محــددة تتعلّ ــق بعمــل‬
‫مبرمجــا‪ .‬وتعــود هــذه الظاهــرة إلــى اختــاف‬ ‫ً‬ ‫المنظمــة‪ .‬إضافــة إلــى أن طاقــم عمــل منظمــات‬ ‫ّ‬
‫طبيعــة العمــل بيــن الميدانيــن وضيــق الوقــت‬ ‫خريجــي‬ ‫ّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عالي‬ ‫ـبة‬
‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـم‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫يض‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫المدن‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫المجتم‬
‫المتــاح ألعضــاء هيئــة التدريــس وعــدم اهتمــام‬ ‫أقســام العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم العربــي‬
‫الجامعــات بتوفيــر‪ ،‬أو قدرتهــا علــى توفيــر‪ ،‬حوافــز‬ ‫بمــن فيهــم حملــة شــهادة البكالوريــوس‪ ،‬مــا‬
‫ألعضــاء هيئــة التدريــس لتوظيــف خبرتهــم أو‬ ‫مهمــا‬
‫ًّ‬ ‫جــزءا‬
‫ً‬ ‫يعنــي أن المجتمــع المدنــي أصبــح‬
‫علمهــم فــي مشــاريع مدنيــة خــارج الجامعــة‪ .‬ورغم‬ ‫مــن ســوق عمــل علمــاء العلــوم االجتماعيــة‬
‫ذلــك‪ ،‬هنــاك عالقــة أقــوى بيــن المجتمــع المدنــي‬ ‫مهمــة‬‫ّ‬ ‫العــرب‪ .‬ورغــم وجــود عالقــات دوليــة‬
‫وطــاب العلــوم االجتماعيــة حيــث يتعامــل هــؤالء‬ ‫ـادرا مــا تستشــير منظمــات‬ ‫لبعــض المنظمــات‪ ،‬نـ ً‬
‫مــع منظمــات المجتمــع المدنــي بشــكل ُمباشــر‬ ‫المجتمــع المدنــي العربيــة خبــراء أجانــب‪ ،‬باســتثناء‬
‫ً‬
‫غالبــا‬ ‫مــن أجــل إنجــاز دراســاتهم الميدانيــة التــي‬ ‫الحــاالت التــي تتطلــب دراســات ُمقارنــة‪.‬‬
‫مــا تُ فيــد الطــاب وفــي بعــض األحيــان تُ فيــد‬
‫المنظمــة علــى الســواء‪.‬‬ ‫ويبــدو لنــا أن هنــاك ثالثــة أنــواع مــن األهــداف‬
‫العامــة الكامنــة وراء اســتخدام منظمــات المجتمــع‬
‫المدنــي للعلــوم االجتماعيــة‪:‬‬
‫إذً ا وبصــورةٍ عامــة‪ ،‬هنــاك عالقــة بيــن اســتعماالت‬
‫المجتمــع المدنــي للعلــوم االجتماعيــة وتأثيرهــا‬
‫‪ .1‬هــدف عملــي‪ ،‬أي مســاعدة المنظمــة علــى‬
‫المحلّ ــي رغــم وجــود عوامــل أخــرى لهــذا التأثيــر‪.‬‬
‫برمجــة نشــاطاتها أو تحديــد أولوياتهــا أو زيــادة‬
‫وتختلــف مجــاالت التأثيــر مــن حالــة إلــى أخــرى‬
‫عيــن‪.‬‬
‫قدمهــا لجمهــور ُم ّ‬
‫كفــاءة الخدمــات التــي تُ ّ‬
‫وحســب طبيعــة النظــام السياســي واالجتماعــي‬ ‫‪ .2‬هــدف توثيقــي‪ ،‬أي توثيــق المعضــات‬
‫الــذي يعمــل المجتمــع المدنــي مــن خاللــه‪ .‬ولكــن‬ ‫االجتماعيــة التــي تتعامــل معهــا وبالتالــي تحصيــن‬
‫ميــز ‪ 6‬أنــواع مــن‬ ‫مــن ناحيــة تحليليــة ُيمكــن أن نُ ّ‬ ‫األرضيــة الســببية لوجــود المنظمــة‪.‬‬
‫ترابــط بينهــا‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫التأثيــر‪ ،‬وإن كان هنــاك‬ ‫‪ .3‬هــدف معرفــي‪ ،‬أي استكشــاف العالقــة بيــن‬
‫خــاص فــي نقاشــات‬ ‫ّ‬ ‫بشــكل‬ ‫تأثيــر عــام‪ ،‬نــراه‬ ‫ٌ‬ ‫‪.1‬‬ ‫القضايــا المحوريــة للمنظمــة وقضايــا أخــرى‪ ،‬مــا‬
‫فــي المجــال العــام التــي يكــون فيهــا دور لــآراء‬ ‫قــد يــؤدي إلــى استكشــاف كيفيــات مختلفــة‬
‫المســتندة إلــى أدلّ ــة وبالتحديــد األدلّ ــة التــي‬ ‫ُ‬ ‫لعــرض خطــاب المنظمــة فــي المجــال العــام أو‬
‫ً‬
‫نوعــا مــن البحــث‪.‬‬ ‫تتطلّ ــب‬ ‫لــدى ُصنّ ــاع القــرار أو فــي غيرهمــا مــن األطــر‪،‬‬
‫تأثيــر علمــي‪ ،‬بمعنــى إضافــة مــادة علميــة‬ ‫ٌ‬ ‫‪.2‬‬ ‫وبالتالــي زيــادة قــدرة المنظمــة علــى التأثيــر فــي‬
‫جديــدة مــن خــال بحــث حــول قضيــة محوريــة‬ ‫الواقــع المحلــي‪.‬‬
‫للمنظمــة لــم تكــن تملــك هــذه المــادة مــن قبــل‪.‬‬
‫ويتوفــر فــي حــاالت‬‫ّ‬ ‫تأثيــر علــى السياســات‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪.3‬‬ ‫بشــكل عــام‪ ،‬تتخــذ العلــوم االجتماعيــة فــي‬
‫محــدودة حيــن تكــون السياســات العامــة ُمنفتحــة‬ ‫المجتمــع المدنــي فــي معظــم األحيــان منحــى‬
‫عينــة علــى تأثيــرات‬ ‫ـد مــا وتحــت ظــروف ُم ّ‬ ‫إلــى حـ ٍّ‬ ‫تطبيقيــا رغــم وجــود بعــض االهتمــام بالنظريــات‬
‫ً‬
‫المجتمــع المدنــي حــول قضيــة ُمحــددة‪ ،‬كالعنــف‬ ‫والمســائل الفكريــة وتعريــف المفاهيــم‪ .‬ال تنشــر‬
‫ضــد النســاء فــي لبنــان فــي اللحظــة المعاصــرة‪.‬‬ ‫بعــض المنظمــات دراســاتها بــل تســتعملها داخــل‬
‫تأثيــر عملــي يــؤدي إلــى تحســين فعاليــة‬ ‫ٌ‬ ‫‪.4‬‬ ‫المنظمــة ألهــداف برمجيــة‪ ،‬إال أن معظمهــا يهتم‬
‫وضوحــا علــى‬
‫ً‬ ‫مشــاريع المنظمــة‪ ،‬واألمثلــة األكثــر‬ ‫بالتواصــل مــع جمهــور واســع مــن خــال نشــر‬
‫هــذا النــوع مــن التأثيــر يتجســد فــي المنظمــات‬ ‫خصوصــا‬
‫ً‬ ‫دراســاتها بشــكل مطبــوع أو إلكترونــي‪،‬‬
‫الخيريــة‪.‬‬ ‫فــي الــدول التــي تحافــظ علــى هامــش لحريــة‬
‫تأثيــر تجميعــي‪ ،‬حيــن تــؤدي المعرفــة التــي‬ ‫ٌ‬ ‫‪.5‬‬ ‫البحــث‪ .‬ولكــن رغــم االهتمــام الواضــح بالعلــوم‬

‫‪69‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫األوســاط األكاديميــة مــن دون أن ينحصــر فيهــا‪،‬‬ ‫قدمهــا المنظمــة إلــى إيجــاد شــعور لــدى‬ ‫تُ ّ‬
‫ويتميــز باهتمــام شــمولي باألفــكار الفلســفية‬‫ّ‬ ‫مجموعــة مــن األفــراد المتناثريــن بانتمائهــم إلــى‬
‫والمفاهيــم العلميــة المتداولــة واإلبــداع األدبــي‬ ‫جماعــة مــن نــوع جديــد ومبتكــر‪ ،‬والمثــال علــى‬
‫واستكشــاف الجديــد فــي الحيــاة الثقافيــة بشــكل‬ ‫ذلــك يتجلــى فــي قضيــة الخيــار الجنســي فــي‬
‫عــام‪.‬‬ ‫اللحظــة العربيــة المعاصــرة وكذلــك فــي قضايــا‬
‫عامــة أخــرى‪.‬‬
‫بنــاء عليــه‪ ،‬تعكــس دراســة المجــات الثقافيــة‬ ‫ً‬ ‫‪ .6‬تأثيـ ٌـر مدنــي‪ ،‬حيــن تــؤدي المعرفــة المتراكمــة‬
‫فكــرة عــن طبيعــة حضــور العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫مــن خــال عمــل المنظمــة إلــى تحويــل جمهورهــا‬
‫ثقــف العــام‪ ،‬حيــث تتواجــد‬ ‫الم ّ‬
‫أوســاط الجمهــور ُ‬ ‫أو علــى األقــل جــزء منــه‪ ,‬إلــى نشــطاء نقدييــن‬
‫هــذه العلــوم جنبـ ًـا إلــى جنــب مــع المســاهمات‬ ‫يفهمــون المواطنــة كدعــوة تشــاركية‪.‬‬
‫األدبيــة والنقديــة والفلســفية التــي تُ عالــج‬
‫اهتمامــات فكريــة علــى مســتويات تختلــف فــي‬ ‫تدفـ ُـع هــذه المنظومــة مــن التأثيــرات إلــى القــول‬
‫الزمــان والمــكان‪ ،‬مــن العالمــي إلــى المحلــي إلى‬ ‫إن المجتمــع المدنــي ُيــؤدي فــي الواقــع إلــى‬
‫التراثــي والمعاصــر‪ .‬وبخــاف الصحــف والمجــات‬ ‫ســمى بجماعــات "شــبه‬ ‫ّ‬ ‫اســتيالد مــا ُيمكــن أن ُي‬
‫ذات االنتشــار الواســع التــي تعطينــا دراســةُ‬ ‫علميــة"‪ .‬وأهميــة هــذه الملحوظــة تكمــن فــي‬
‫حضــور العلــوم االجتماعيــة فيهــا فكــرة عــن طبيعــة‬ ‫مــا قيــل فــي ســياق آخــر فــي هــذا التقريــر عــن‬
‫العلــوم االجتماعيــة وحجمهــا فــي المجــال العــام‬ ‫ضعــف الجماعــة العلميــة العربيــة أو غيابها بشــكلها‬
‫ـح دراســة هــذا الحضــور‬ ‫بأحــد أوســع أشــكاله‪ ،‬تمنـ ُ‬ ‫المترابــط‪ .‬إذ نلحــظ هنــا فــي‬ ‫األكاديمــي البحثــي ُ‬
‫فــي المجــال الثقافــي فكــرة عــن طبيعــة العلــوم‬ ‫المجتمــع المدنــي أن التوظيــف االجتماعي للعلم‬
‫االجتماعيــة وحجــم انتشــارها ضمــن أوســاط لهــا‬ ‫يولّ ــد جماعــات تتمحــور حــول معرفــة تتعلّ ق بقضية‬
‫دورهــا فــي تعريــف ثقافــة المجتمــع‪ ،‬وإرســاء‬ ‫ُمحــددة‪ .‬وتســتمر هــذه الجماعــات فــي الحيــاة‪ ،‬أو‬
‫معاييــر الحــوار الثقافــي فيــه‪ ،‬وتكويــن االنســان‬ ‫ـدا مــن خــال االســتثمار‬ ‫ـورا ُمتزايـ ً‬ ‫تجــذب اليهــا جمهـ ً‬
‫تمــده بهويــة‬‫ُّ‬ ‫ثقــف وربطــه بشــبكة ثقافيــة‬ ‫الم ّ‬
‫ُ‬ ‫المتواصــل فــي تعميــق هــذه المعرفــة أو‬
‫شــبه ثابتــة كجــزء مــن شــريحة اجتماعيــة‪ ،‬زادهــا‬ ‫ـد مــن التوضيــح بــأن مفهــوم‬ ‫توســيعها‪ .‬وهنــا ال بـ ّ‬
‫الفكــر الــذي يستشــرف العمــق فــي دراســة‬ ‫جديتهــا‬‫الجماعــة "شــبه العلميــة" ال ينتقــص مــن ّ‬
‫قابــا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عمقــا‬ ‫الظواهــر والمفاهيــم‪ ،‬وإن كان‬ ‫أو أحقيــة معرفتهــا فــي الحضــور واالنتشــار‪،‬‬
‫للترحــال عبــر التخصصــات‪ .‬لــذا‪ ،‬حصرنــا تعريفنــا‬ ‫تمامــا‪ ،‬أي إلــى لَ حــظ‬‫ً‬ ‫بــل يهــدف إلــى العكــس‬
‫للمجــات الثقافيــة بتلــك التــي تحتــوي معظــم‬ ‫أهميتهــا االجتماعيــة واالعتــراف بهــا وبالتالــي‬
‫فكريــا‪ ،‬ولكــن غيــر أكاديمــي‬ ‫ً‬ ‫صفحاتهــا مضمونً ــا‬ ‫عينــة لدراســتها وتقييــم دورهــا‬ ‫طــرح مقاربــات ُم ّ‬
‫وموج ًهــا إلــى جمهــور يهتــم بالفكــر‬ ‫ّ‬ ‫تخصــص‪،‬‬ ‫ُم ّ‬ ‫فــي المجتمــع‪ .‬ولتجنُّ ــب التعميمــات الفضفاضــة‬
‫عمقــا ممــا هــو‬‫ً‬ ‫وقــادر علــى قــراءة تحليــات أكثــر‬ ‫وســوء الفهــم‪ ،‬يتطلّ ــب مفهــوم الجماعــة شــبه‬
‫ُمتــاح فــي المجــات ذات االنتشــار الواســع‪.‬‬ ‫عمــا نعرفــه عــن‬‫العلميــة كخطــوة أولــى تمييــزه ّ‬
‫المتخصــص‪ .‬وفــي‬ ‫الجماعــة العلميــة بشــكلها ُ‬
‫عينــة‬
‫شــملت دراســة المجــات الثقافيــة ّ‬ ‫تحديــدا‪ ،‬نجــد أن الجماعــات شــبه‬ ‫ً‬ ‫الواقــع العربــي‬
‫مــن خمــس مجــات ثابتــة النشــر تتّ ســم‬ ‫ـورا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫حض‬ ‫ـزر‬
‫ـ‬ ‫وأغ‬ ‫ا‬ ‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫تأثي‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫وأق‬ ‫ً‬
‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ترابط‬ ‫ـد‬
‫العلميــة أشـ ّ‬
‫نســبيا فــي األوســاط‬‫ً‬ ‫بحضــور عربــي واســع‬ ‫مــن الجماعــات العلميــة‪.‬‬
‫الثقافيــة‪ ،‬وإن راعينــا التمايــز مــن ناحيــة األعمــار‬
‫والتوجهــات الفكريــة‬
‫ُّ‬ ‫واألحجــام ووتيــرة النشــر‬
‫العلوم االجتماعية في المجالت الثقافية‬
‫واأليديولوجيــة وأســلوب النشــر‪ .‬ونعــرض فــي‬
‫مــا يلــي النتائــج العامــة للرصــد (علــي ‪،)2015‬‬ ‫مهمــا فــي‬
‫ً‬ ‫دورا‬
‫ً‬ ‫تــؤدي المجــات الثقافيــة‬
‫ّ‬
‫والــذي شــمل ‪ 5‬ســنوات تنطلــق فــي أوائــل‬ ‫وتتميــز بوجــود‬
‫ّ‬ ‫األوســاط الثقافيــة العامــة‪،‬‬
‫‪ 2010‬وتنتهــي فــي أواخــر ‪ .2014‬أمــا المجــات‬ ‫تخصــص وكذلــك‬ ‫الم ّ‬
‫مــزدوج للفكــر األكاديمــي ُ‬
‫فهــي "إبــداع" مــن مصــر‪" ،‬أفــكار" مــن األردن‪،‬‬ ‫للمســاهمات العابــرة للتخصصــات‪ ،‬لــذا يكــون‬
‫"كتابــات معاصــرة" مــن لبنــان‪" ،‬الثقافــة‬ ‫ثقــف يشــمل‬ ‫غالبــا إلــى جمهــور ُم ّ‬
‫ً‬ ‫توجههــا‬
‫ُّ‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪70‬‬


‫وأخــرى وضمــن المجلــة الواحــدة عبــر الســنوات‬ ‫الجديــدة" مــن العــراق‪ ،‬و"الكلمــة" التــي تصــدر‬
‫ـوظ بيــن‬
‫المختلفــة‪ ،‬وبالرغــم مــن االختــاف الملحـ ً‬ ‫ً‬
‫إلكترونيــا‪ .‬ومــن أجــل الرصــد‬ ‫مــن لنــدن وتُ ــوزّ ع‬
‫هــذه المجــات مــن ناحيــة اهتمامهــا بالعلــوم‬ ‫علومــا‬
‫ً‬ ‫تحتضــن‬ ‫التــي‬ ‫للمــواد‬ ‫ً‬
‫تعريفــا‬ ‫تبنّ ينــا‬
‫العينــة‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيــة‪ .‬إن مــن الضــرورة توســيع حجــم‬ ‫ـا لــذاك الــذي اســتخدمناه فــي‬ ‫اجتماعيــة ُمماثـ ً‬
‫أوليــة‬
‫ّ‬ ‫مالحظــات‬ ‫للتأكــد مــن حقيقــة مــا نعتبــره‬ ‫أطــر المجــال العــام كافــة والــذي نُ لخّ صــه فــي‬
‫وهــي‪ :‬إن أعلــى نســب االهتمــام بالعلــوم‬ ‫قســم األســاليب واألدوات‪.‬‬
‫االجتماعيــة هــو فــي المجــات الثقافيــة ذات‬
‫نسبة الحضور‬
‫االتجاهــات اليســارية أو الليبراليــة أو المهتمــة‬
‫أقــل‪ ،‬لكــن ذات أهميــة‬‫ّ‬ ‫ونســبا‬
‫ً‬ ‫بالفكــر الغربــي‪،‬‬ ‫أول مــا يمكــن مالحظتُ ــه هــو اســتمرارية حضــور‬
‫نوعيــة‪ ،‬فــي مجــات يغلــب عليهــا الطابــع األدبــي‪،‬‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي المجــات الثقافيــة‬
‫وكذلــك األمــر بالنســبة إلــى مــا يصــدر عــن جهــات‬ ‫بشــكل عــام بنســبة تالمــس ‪ 20%‬مــن مجمــل‬
‫حكوميــة كــوزارة الثقافــة ال سـ ّـيما فــي بــاد لــم‬ ‫الصفحــات عبــر ســنوات الرصــد كافــةً ‪ .‬هــذا بالرغــم‬
‫تشــهد ثــورات شــعبية‪.‬‬ ‫مــن التفــاوت الكبيــر لهــذه النســبة بيــن مجلــة‬

‫ﻧﺴﺒﺔ ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 5‬ﻣﺠﻼت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ‬


‫ﺣﺴﺐ ﻋﺪد اﻟﺼﻔﺤﺎت‪*2014-2010 ،‬‬

‫‪25‬‬

‫‪21‬‬
‫‪20‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪17‬‬

‫رسم رقم ‪35‬‬


‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺣﺠﺎج‪ ،‬ﻋﻠﻲ‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‪.‬‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﺪد اﻟﺼﻔﺤﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺪد ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺳﻨﺔ واﺣﺪة‪.‬‬
‫ً‬

‫‪71‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ﻧﺴﺒﺔ ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 5‬ﻣﺠﻼت ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ‬


‫ﺣﺴﺐ أﻟﺴﻨﺔ‪*2014-2010 ،‬‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة‬ ‫إﺑﺪاع‬
‫‪39.7‬‬ ‫‪40‬‬
‫اﻟﻜﻠﻤﺔ‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺎت ﻣﻌﺎﺻﺮة‬
‫‪35.7‬‬ ‫أﻓﻜﺎر‬
‫‪35‬‬
‫‪33.5‬‬

‫رسم رقم ‪36‬‬


‫‪30‬‬
‫‪30‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪25.3‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪20.4‬‬
‫‪20‬‬
‫‪18.1‬‬
‫‪18.2‬‬
‫‪15.2‬‬ ‫‪17.5‬‬
‫‪15‬‬
‫‪12.9‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪10‬‬


‫‪6.7‬‬
‫‪5‬‬
‫‪6.9‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪3.4‬‬
‫‪4.4‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺣﺠﺎج‪ ،‬ﻋﻠﻲ‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬
‫*ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻋﺪد اﻟﺼﻔﺤﺎت ﻓﻲ اﻟﻌﺪد ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺳﻨﺔ واﺣﺪة‪.‬‬
‫ً‬

‫كثافــة حضــور العلــوم االجتماعيــة فــي الواليــات‬ ‫أيضــا أن ظاهــرة الربيــع‬ ‫ومــا يمكــن اســتخالصه ً‬
‫الحقــا إن كان‬
‫ً‬ ‫المتحــدة‪ .‬فــي المقابــل‪ ،‬ســنرصد‬ ‫ـؤد إلــى ازديــاد واضــح فــي الحضــور‬ ‫العربــي لــم تـ ِّ‬
‫للثــورات أثـ ٌـرا واضحــا فــي تغييــر الحضــور النســبي‬ ‫الثقافــي للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬رغــم أننــا نفتــرض‬
‫لمختلــف المواضيــع فــي المجــات الثقافيــة‪ ،‬بمــا‬ ‫أن الحــراك الشــعبي فــي أي مــكان وزمــان يــؤدي‬
‫فيهــا موضــوع الثــورة‪ ،‬حتــى لــو لــم تكــن هــذه‬ ‫إلــى زيــادة حجــم االهتمــام بدراســة الظواهــر‬
‫المســاهمات معتمــدة علــى دراســات ميدانيــة‬ ‫خصوصــا تلــك التــي لــم تكــن معروفــة‬‫ً‬ ‫االجتماعيــة‬
‫ـؤد حتــى اآلن إلــى زيــادة االهتمــام بالــدور‬
‫ولــم تـ ِّ‬ ‫مــن قبــل‪ .‬وهنــا قد تكون المســألة مســألة وقت‪،‬‬
‫المعرفــي الثقافــي للعلــوم االجتماعيــة‪ .‬والجديــر‬ ‫أي إطــار‪ ،‬وليــس فقــط‬ ‫إذ إن البحــث العلمــي فــي ّ‬
‫ذكــره أن المثقفيــن العــرب مهتمــون بموضــوع‬ ‫ُ‬ ‫فــي الثقافــة‪ ،‬غالبـ ًـا مــا ينتظــر أن تأخــذ الظواهــر‬
‫الثــورة بشــكل عــام ولكــن ضمــن اإلطــار المعرفي‬ ‫ـت فــي طبيعتهــا‪ .‬هــذا‬ ‫مســارها الكامــل قبــل البـ ّ‬
‫المعتمــدة لديهــم منــذ زمــان‬ ‫وعبــر المنهجيــات ُ‬ ‫ـاده أن المعطيات التي‬ ‫المنهــج يرتبــط باعتقــاد مفـ ُ‬
‫مــا قبــل الثــورات‪ ،‬وليــس عبــر أطــر معرفيــة أو‬
‫يمكــن التأكــد منهــا ال تظهــر بصورتهــا الكاملــة‬
‫تعرفــوا اليهــا مــن خــال الحراك الشــعبي‪.‬‬
‫منهجيــة ّ‬ ‫ســوى عنــد نهايــة عمــر الظاهــرة ال فــي بدايتهــا‬
‫أو فــي منتصــف عمرهــا‪ ،‬حيــث تســتمر المفاجــآت‬
‫مواضيــع العلــوم االجتماعيــة فــي المجــات‬
‫ـلفا‬
‫والتراكمــات غيــر المتوقعــة وغيــر المعروفة سـ ً‬
‫الثقافيــة‬
‫تتميــز المجــات الثقافيــة بطبيعــة‬ ‫بشــكل عــام‬ ‫وغيــر الواضحــة المعالــم‪ .‬علــى ســبيل المثــال‪،‬‬
‫ّ‬
‫للتخصصــات‪ ،‬وهــو مــا ينطبــق كذلــك‬ ‫عابــرة‬ ‫لــم تبــدأ الدراســات الجــادة حــول الثــورة اإليرانيــة‬
‫ُّ‬
‫علــى العلــوم االجتماعيــة الحاضــرة فيهــا‪ ،‬إذ إن‬ ‫فــي البــزوغ إال بعــد عقــد كامــل مــن حــدوث تلــك‬
‫تركيــز المقالــة يكــون عــادة علــى موضــوع البحــث‬ ‫الظاهــرة‪ ،‬وال نــرى دراســات عميقــة لديناميــات‬
‫بمختلــف ســياقاته‪ ،‬ال علــى تطبيــق نظريــات‬ ‫حركــة الحقــوق المدنيــة فــي الواليــات المتحــدة إال‬
‫أحــد التخصصــات ومناهجــه علــى الموضــوع كمــا‬ ‫بعــد عقديــن مــن بــروز تلــك الظاهــرة‪ ،‬وذلــك رغــم‬

‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬ ‫‪72‬‬


‫تنازليــا لحجــم حضــور‬‫ًّ‬ ‫ترتيبــا‬
‫ً‬ ‫يعكــس الجــدول‬ ‫توقــع فــي الدوريــات العلميــة‪ .‬لــذا ليســت هنــاك‬
‫ُي ّ‬
‫المواضيــع المختلفــة‪ .‬ويعتمــد الترتيــب علــى‬ ‫داللــة واضحــة لتصنيــف العلــوم االجتماعيــة فــي‬
‫ثالثــة مقاييــس‪ -1 :‬نســبة المقــاالت المخصصــة‬ ‫المجــات الثقافيــة على تخصصاتهــا المعتادة‪ ،‬وإن‬
‫للموضــوع ضمــن مختلــف مقــاالت العلــوم‬ ‫كانت هناك دالالت ذات معنى لتصنيفها حســب‬
‫االجتماعيــة فــي المجــات الثقافيــة‪ -2 .‬نســبة‬ ‫مواضيــع المقــاالت مثلمــا يوضــح الجــدول التالــي‪.‬‬
‫الصفحــات المخصصــة للموضــوع ضمــن هــذه‬
‫المقــاالت‪ -3 .‬نســبة المجــات التــي حضــر فيهــا‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻣﻘﺎﻻت اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫الموضــوع ضمــن مجــات العينــة كافــة‪ .‬ويعكــس‬ ‫اﻟﻜﻤﻲ‬
‫ّ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻤﺠﻼت اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺣﺴﺐ أوﻟﻮﻳﺔ اﻟﺤﻀﻮر‬
‫كل مــن هــذه المقاييــس فكــرة أوليــة عــن طبيعــة‬‫ٌّ‬
‫حضــور الموضــوع‪ .‬فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬إذا‬
‫الحظنــا أن نســبة الصفحــات المخصصــة لموضــوع‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ‬
‫ﻋﺪد‬
‫اﻟﻤﺠﻼت‬
‫مــا ترتفــع بشــكل ملحــوظ عــن نســبة المقــاالت‬ ‫اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ‬
‫ﺗﺼﻨﻴﻒ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻳﺤﻀﺮ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬
‫اﻟﺤﻀﻮر*‬ ‫اﻟﻌﺎم‬
‫المخصصــة لــه‪ ،‬نفهــم أن هنــاك اســتفاضة فــي‬ ‫ﻟﻠﻤﻘﺎﻻت ﻟﻠﺼﻔﺤﺎت‬ ‫ﻓﻴﻬﺎ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬
‫عــرض الموضــوع‪ .‬وهــذه االســتفاضة قــد تعنــي‬
‫تعم ًقــا مــن‬
‫ّ‬ ‫أن الموضــوع ُيعالــج بشــكل أكثــر‬ ‫‪17‬‬ ‫‪18‬‬ ‫ﻋﺎم‬ ‫‪5‬‬
‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ‬
‫ﺗﺤﺮرﻳﺔ‬
‫ّ‬
‫المعتــاد‪ .‬والعكــس صحيــح‪ ،‬فــإذا مــا الحظنــا أن‬
‫‪9‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﻋﺎم‬ ‫‪5‬‬
‫نســبة الصفحــات المخصصــة لموضــوع محــدد تقــل‬
‫اﻟﺜﻮرة‬

‫بشــكل ملحــوظ عــن نســبة المقــاالت المخصصــة‬ ‫‪13‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ﻋﺎم‬ ‫‪5‬‬ ‫اﻟﺤﺪاﺛﺔ‬

‫لــه‪ ،‬يمكــن لنــا أن نفتــرض أن الموضــوع ال ُيعالــج‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ﻋﺎم‬ ‫‪5‬‬ ‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬
‫بشــكل ُمســتفيض بمــا فيــه الكفايــة أو أن‬ ‫واﻟﻤﺜﻘﻒ‬

‫ســطحيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫طابعــا‬
‫ً‬ ‫المعالجــة تكتســي‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫واﺳﻊ‬ ‫‪4‬‬ ‫ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ‬
‫ﻣﻌﺮﻓﻴﺔ‬

‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫واﺳﻊ‬ ‫‪4‬‬ ‫دراﺳﺎت إﺳﻼﻣﻴﺔ‬

‫حــد‬ ‫وترتبــط هــذه الفرضيــات المطروحــة إلــى‬


‫ودﻳﻨﻴﺔ‬
‫ٍّ‬ ‫واﺳﻊ‬
‫مــا بعمــر الظاهــرة‪ ،‬إذ تتمتّ ــع الموضوعــات ذات‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫اﻟﻤﺮأة‬

‫جدول رقم ‪11‬‬


‫الحضــور الزمنــي الطويــل فــي الحــوارات الثقافية‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫واﺳﻊ‬ ‫‪4‬‬ ‫اﻟﺘﻮاﺻﻞ‬
‫كالحداثــة أو الدراســات اإلســامية‪ ،‬بســرد أطــول‬
‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫واﺳﻊ‬ ‫‪4‬‬ ‫اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬
‫ـبيا كالثــورة (رغــم‬ ‫مــن الظواهــر حديثــة العهــد نسـ ً‬
‫أن الثــورة موضــوع قديــم‪ ،‬ولكنــه اختفــى قبــل‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﻏﺎﻟﺐ‬ ‫‪3‬‬ ‫اﻻﺳﺘﺸﺮاق‬
‫واﻟﺤﻀﺎرة‬
‫أن يعــود إلــى الظهــور كموضــوع جديــد فــي‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫ﻏﺎﻟﺐ‬ ‫‪3‬‬ ‫اﻹﺳﻼﻣﻴﻮن‬
‫مســاهمات‬
‫ٌ‬ ‫مرحلــة الربيــع العربــي)‪ .‬وهنــا تبــرز‬
‫عــدة حــول موضــوع الثــورة فــي فتــرة الرصــد إال‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﻏﺎﻟﺐ‬ ‫‪3‬‬ ‫إﺳﺮاﺋﻴﻞ‬

‫أنهــا ال تكتســي طابــع الدراســات المســتفيضة‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ﻣﻠﺤﻮظ‬ ‫‪2‬‬ ‫اﻟﺴﻠﻄﺔ‬
‫والتأمــات والمالحظــات‬ ‫ّ‬ ‫بــل طابــع التعليقــات‬
‫ً‬
‫قتضبــا‬ ‫األوليــة‪ ،‬ويكــون العــرض فــي الغالــب ُم‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﻣﻠﺤﻮظ‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻗﻀﺎﻳﺎ‬
‫اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫نســبيا‪ .‬وفــي بعــض المجــات يرتبــط حضــور‬ ‫ً‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻣﻠﺤﻮظ‬ ‫‪2‬‬ ‫إﺷﻜﺎﻻت‬
‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫موضــوع الثــورة بشــكل واضــح بظــروف سياســية‬ ‫اﻟﻬﻮﻳﺔ‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻣﻠﺤﻮظ‬ ‫‪2‬‬
‫نتلمــس‬ ‫ّ‬ ‫محليــة‪ .‬ففــي مجلــة "إبــداع" المصريــة ال‬ ‫واﻟﻘﻮﻣﻴﺔ‬

‫أي حضــور لمفهــوم الثــورة قبــل العــام ‪،2011‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ﻧﺎدر‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﻴﺴﺎر‬
‫وهــو العــام الــذي بــدأت المجلــة باالهتمــام بــه‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻧﺎدر‬ ‫‪1‬‬
‫ً‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر‬
‫تمامــا مــن صفحاتهــا‬ ‫قبــل أن يختفــي الموضــوع‬
‫فــي العــام ‪ .2014‬وفــي مجلــة "أفــكار" التــي‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻧﺎدر‬ ‫‪1‬‬ ‫ﻣﺠﺘﻤﻊ‬
‫اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬
‫ـل درجــة‬ ‫تصــدر عــن وزارة الثقافــة األردنيــة نجــد أقـ ّ‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﻧﺎدر‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ‬
‫مــن االســتفاضة حــول موضــوع الثــورة‪ ،‬حيــث ال‬ ‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫يتعــدى االهتمــام بالموضــوع ‪ %4‬مــن صفحــات‬


‫العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬رغــم أن نســبة المقــاالت‬ ‫المصــدر‪ :‬حجــاج‪ ،‬علــي‪« .2015 .‬حضــور العلــوم االجتماعيــة فــي‬
‫المجــات الثقافيــة العربيــة»‪( .‬ورقــة خلفيــة للمرصــد العربــي للعلــوم‬
‫المخصصــة للثــورة (‪ )%11‬تقتــرب مــن المعــدل‬ ‫االجتماعيــة)‬
‫العــام للمجــات الثقافيــة فــي فتــرة الرصــد‪.‬‬ ‫كل المجــات (‪ ,)%100‬واســع‪ :‬حاضــر فــي ‪%80‬‬ ‫*عــام‪ :‬حاضــر فــي ّ‬
‫مــن المجــات‪ ,‬غالــب‪ :‬حاضــر فــي ‪ %60‬مــن المجــات‪ ,‬ملحــوظ‪ :‬حاضــر‬
‫فــي ‪ %40‬مــن المجــات‪ ,‬نــادر‪ :‬حاضــر فــي ‪ %20‬مــن المجــات‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ُيفاجئنــا هــو ضعــف الحضــور لقضايــا ذات أهميــة‬ ‫خصوصــا مــا‬


‫ً‬ ‫ورغــم ذلــك فــإن موضــوع الثــورة‪،‬‬
‫بالغــة فــي التاريــخ العربــي الحديــث‪ ،‬وأبرزهــا‬ ‫حاضــر بقــوة‬
‫ٌ‬ ‫العربــي‪،‬‬ ‫يتعلــق بمعضــات الربيــع‬
‫ـد‬
‫“االســتعمار” و”القوميــة” و”إســرائيل”‪ .‬وال بـ ّ‬ ‫فــي المعــدل العــام إذ ال يســبقه مــن ناحيــة‬
‫مــن اإلشــارة هنــا إلــى أن أعلــى درجــات االهتمام‬ ‫األولويــات ســوى مواضيــع مرتبــط بــه بشــكل‬
‫بالموضــوع الفلســطيني بشــكل عــام يحضــر فــي‬ ‫قليــا‪ ،‬وهــي المواضيــع‬‫ً‬ ‫أو بآخــر وإن كان أقــدم‬
‫عينتنــا‬
‫مجلــة “الكلمــة”‪ ،‬وهــي الوحيــدة فــي ّ‬ ‫التحرريــة‪ .‬ووضعنــا تحــت هــذا البنــد مجموعــة مــن‬
‫التــي تصــدر خــارج العالــم العربــي‪ .‬وقــد ال يعكــس‬ ‫المفاهيــم المرتبطــة ببعضهــا بشــكل عضــوي‬
‫هــذا الواقــع ضعــف االهتمــام بفلســطين أو‬ ‫ســياق يقودهــا‬
‫ٍ‬ ‫والتــي عــادةً مــا تُ ناقــش فــي‬
‫ثقفيــن فــي الوطــن‬ ‫الم ّ‬
‫القوميــة بيــن ُ‬
‫ّ‬ ‫بمســألة‬ ‫إلــى المصــب نفســه‪ ،‬وتشــمل مفاهيــم الحريــة‬
‫يؤشــر إلــى األهميــة البالغــة‬ ‫ّ‬ ‫العربــي‪ ،‬بقــدر مــا‬ ‫والديمقراطيــة وكل مــا يتعلّ ــق بهمــا علــى‬
‫التــي ُيعيرونهــا للمواضيــع التحرريــة الشــاملة‪ ،‬ال‬ ‫غــرار التعدديــة والتســامح والشــفافية وحقــوق‬
‫ســيما فــي المحيــط السياســي واالجتماعــي‬ ‫اإلنســان وحريــة اإلبــداع والعدالــة والطوباويــة‪.‬‬
‫الــذي يعايشــونه‪ .‬كمــا نُ الحــظ أن الحــركات‬ ‫وهنــاك عالقــة واضحــة بيــن كل هــذه المفاهيــم‬
‫اإلســامية المعاصــرة‪ ،‬بمــا فيهــا فكــر هــذه‬ ‫أيضــا‬
‫ومفهــوم “الســلطة”‪ .‬فهــذا األخيــر يحضــر ً‬
‫الحــركات‪ ،‬ال تحظــى باهتمــام ثقافــي يتناســب‬ ‫ـدى فــي جدولنا‬ ‫كموضــوع مســتقل بنســبة ال تتعـ ّ‬
‫كثيــرا ممــا‬
‫ً‬ ‫مــع دورهــا فــي فتــرة الرصــد‪ ،‬بــل إن‬ ‫‪ %4‬مــن المقــاالت والصفحــات‪ ،‬ولكنهــا فــي‬
‫خصوصــا فــي مصــر‪،‬‬
‫ً‬ ‫كُ تــب عنهــا فــي هــذه الفتــرة‪،‬‬ ‫الواقــع أعلــى مــن ذلــك ألننــا حصرنــا فــي هــذه‬
‫يبــدأ وينتهــي بمســلمات نقديــة تكتســي طابــع‬ ‫الخانــة المقــاالت التــي تُ ناقــش طبيعــة الســلطة‪،‬‬
‫ـدم معرفــة جديــدة‪،‬‬ ‫الجــدل السياســي الــذي ال ُيقـ ّ‬ ‫وصنّ فنــا المقــاالت التــي تُ عالــج مفهــوم الســلطة‬
‫ً‬
‫ســبقا‪.‬‬ ‫بــل ُيعيــد إنتــاج مواقــف معروفــة ُم‬ ‫ـب فــي مشــروع تحــرري ضمــن‬ ‫بشــكل نقــدي يصـ ّ‬
‫خانــة المفاهيــم التحرريــة‪.‬‬
‫ويبــرز ضعــف االهتمــام الثقافــي بإشــكاالت‬
‫معاصــرة ذات طبيعــة تشــاركية رغــم االهتمــام‬ ‫المقاربــة نفســها علــى موضــوع‬ ‫ُ‬ ‫وتنطبــق‬
‫الواضــح بالشــكل العــام لمســائل التحــرر والحداثــة‪،‬‬ ‫ثقــف”‪ ،‬وهــو أحــد المواضيــع‬ ‫والم ّ‬
‫ُ‬ ‫“الثقافــة‬
‫نــادرا مــا نجــد مقالــة‬
‫ً‬ ‫وخيــر دليــل علــى ذلــك أننــا‬ ‫األربعــة األساســية الحاضــرة فــي المجــات كافــة‪،‬‬
‫حــول موضــوع كـ"المســؤولية االجتماعيــة" أو‬ ‫تتعــدى النســبة المخصصــة لهــذا‬ ‫ّ‬ ‫إذ فــي الواقــع‬
‫"مجتمــع المعرفــة"‪ .‬كذلــك هنــاك اليســير مــن‬ ‫الموضــوع‪ %8 ،‬مــن المقــاالت والصفحــات‪ ،‬وهــي‬
‫االهتمــام الثقافــي بتعريــف أو شــرح أو نقــد‬ ‫النســبة التــي تُ ناقــش طبيعــة الثقافــة بشــكل‬
‫المعتــاد حــول اإلشــكاالت االجتماعيــة‬ ‫الخطــاب ُ‬ ‫أساســي رغــم أن هنــاك ُمســاهماتٍ أكثــر حــول‬
‫المعاصــرة كافــة علــى غــرار "العنــف" أو "البغــاء"‬ ‫إمــا أنهــا تســتفيض حــول‬ ‫هــذا الموضــوع‪ .‬ولكــن ّ‬
‫أو غيرهمــا مــن اإلشــكاالت‪.‬‬ ‫العالقــة بيــن الثقافــة والســلطة بشــكل يجعــل‬
‫المقالــة تبــدو كدراســة للســلطة أكثــر ممــا هــي‬
‫باإلضافــة إلــى المواضيــع التــي تتســم بحضــور‬ ‫دراســة للثقافــة‪ ،‬وإمــا تبالــغ فــي مقاربــة العالقــة‬
‫واســع ومعالجــة كثيفــة‪ ،‬كالحداثــة والتحــرر والثــورة‬ ‫بيــن الثقافــة والتحــرر بشــكل يجعلهــا تخدم بشــكل‬
‫والثقافــة‪ ،‬نالحــظ فئــة مــن المواضيــع ذات‬ ‫أولــي كدراســة لمعضلــة التحــرر‪.‬‬
‫الحضــور الكبيــر إال أن معالجتهــا ال تتمتــع بكثافــة‪.‬‬
‫والمثــال األبــرز علــى ذلــك موضــوع “العولمــة”‬ ‫المطلــق‪ ،‬نجــد منظومــة مــن المفاهيــم‬ ‫فــي ُ‬
‫الــذي نقــع عليــه فــي معظــم المجــات ولكــن‬ ‫المترابطــة ضمــن المفاهيــم كثيفــة الحضــور فــي‬
‫بنســب ضئيلــة‪ .‬وقــد تكــون هــذه الظاهــرة‬ ‫المجــات الثقافيــة تتعلّ ــق كلّ هــا بمعضلــة التغييــر‬
‫ُمالزمــة للمواضيــع حديثــة العهــد نسـ ً‬
‫ـبيا‪ ،‬ال سـ ّـيما‬ ‫وتشــمل التحــرر والثــورة والحداثــة‪ ،‬وكذلــك‬
‫تلــك التــي ال تنحصــر انعكاســاتها علــى العالــم‬ ‫ملحوظــا ببعــض المواضيــع األخــرى‬ ‫ً‬ ‫اهتمامــا‬
‫ً‬
‫العربــي أو ال تتناولهــا منهجيــات دراســة ُمتوافـ ٌـق‬ ‫المتعلّ قــة بشــكل أو بآخــر بمفهــوم الحداثــة‪ ،‬كــدور‬‫ُ‬
‫عليهــا علــى الصعيــد العالمــي‪ .‬وعلــى العكــس‬ ‫المــرأة والتواصــل‪ ،‬ناهيــك عــن بعــض االســتفاضة‬
‫مــن ذلــك‪ ،‬هنــاك مواضيــع قــد تبــدو نــادرة الحضــور‬ ‫النســبية فــي شــرح مفاهيــم معرفيــة‪ ،‬علــى غــرار‬
‫ولكــن كثيفــة المعالجــة‪ ،‬ومنهــا “اليســار” الــذي‬ ‫“األيديولوجيــا” و ”التفكيكيــة” و ”العقالنيــة”‬
‫يناقــش فــي المجــات الثقافيــة بنســبة تقتــرب‬ ‫َ‬ ‫و”الالوعــي” و ”الفينومينولوجيــا”‪ .‬ولكــن مــا‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪74‬‬
‫يضــم النســبة األعلــى مــن‬
‫ّ‬ ‫الســوري الــذي كان‬ ‫مــن ضعفــي حجــم النقــاش المخصــص للعولمــة‪،‬‬
‫حريــة‬
‫ّ‬ ‫ـان‬
‫ـ‬ ‫ضم‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫قرائهــا بقــرار ذاتــي‬
‫ّ‬ ‫ولكنــه ال يظهــر ســوى فــي ‪ %20‬مــن المجــات‬
‫كُ تّ ابهــا فــي إبــداء آرائهــم‪.‬‬ ‫فيمــا تحضــر العولمــة رغــم ضعــف المســاحة‬
‫المخصصــة لهــا فــي ‪ %80‬مــن المجــات‪ .‬ومــا‬
‫اتجاهــا للحفــاظ علــى رأســمال‬‫ً‬ ‫ونرصــد فــي الحالــة‬ ‫يفضــي اليــه هــذا الواقــع هــو أن بعــض المواضيــع‬
‫ثقافــي تكـ ّـون علــى مــدى ‪ 60‬عامـ ًـا‪ ،‬وهــو مــا دفــع‬ ‫تدخــل إلــى المجــال الثقافــي ليــس بشــكل واســع‬
‫بمجلــة "اآلداب" إلــى مغــادرة الفضــاء الورقــي‬ ‫ـص بالموضــوع‬ ‫وإنمــا مــن خــال منابــر ُمحــددة تختـ ّ‬
‫كمحاولــة أخيــرة للحفــاظ علــى مــا أمكــن مــن تراثهــا‬ ‫فتعطيــه علــى مـ ّـر الزمــن ُعمقـ ًـا معرفيـ ًـا وبالتالــي‬
‫الزاخــر كإحــدى أهــم المجــات الثقافيــة في العصر‬ ‫قــدرة علــى االســتمرار فــي الحيــاة ال يتوفــران‬
‫العربــي الحديــث‪ .‬ورغــم مــا يشــي بــه اسـ ُـمها عــن‬ ‫لمواضيــع قــد تكــون واســعة االنتشــار فــي‬
‫مضمونهــا‪ ،‬فــإن "اآلداب" التزمــت منــذ بدايتهــا‬ ‫مرحلــة مــا ولكــن محرومــة مــن منبــر ُمخصــص لهــا‬
‫بعرض القضايا السياسية واالجتماعية إلى جانب‬ ‫وبالتالــي تعيــش مــن دون زخــم معرفــي متراكــم‪،‬‬
‫األدب وذلــك مــن خــال منظــور حــول العالقــة‬ ‫ثــم تمــوت وتُ ســتبدل بغيرهــا كأي حالــةٍ ال تتســلّ ح‬
‫العضويــة بيــن اإلبــداع األدبــي والثقافــي مــن‬ ‫ـتمرارية حياتهــا فــي‬
‫ّ‬ ‫ـي يؤمــن لهــا اسـ‬ ‫بــزادٍ معرفـ ٍّ‬
‫جهــة والشــؤون االجتماعيــة والسياســية الكبــرى‬ ‫المجــال الثقافــي‪.‬‬
‫مفهــوم‬
‫ٌ‬ ‫مــن جهــة أخــرى‪ .‬وواكــب هــذه النظــرة‬
‫يعــارض المعرفــة غيــر الملتزمــة بمبــدئ مــا‪ .‬لــذا ال‬ ‫مسألة الرأسمال الثقافي والعلوم‬
‫ينظــر رئيــس تحريرهــا اليهــا كمجلــة أكاديميــة بــل‬
‫يفضــل منحهــا صفــة المجلــة الملتزمــة‪ .‬ويبــدو أن‬ ‫االجتماعية‪ :‬نموذج "اآلداب"‬
‫الفــرق بيــن التصنيفيــن ال يتعلّ ــق بنخبويــة أقــل بــل‬
‫بإيمــان بأهميــة الموقــف‪ .‬إذ ال يــرى رئيــس التحرير‬ ‫رغــم أننــا لــم نُ ــدرج مجلــة "اآلداب" العريقــة التــي‬
‫نصــا مــن دون موقــف‪ ،‬وهــي النظــرة‬ ‫أن هنــاك ًّ‬ ‫عينــة المجــات‬ ‫توقفــت حديثً ــا عــن الصــدور فــي ّ‬ ‫ّ‬
‫شــجعها المجــات األكاديميــة فــي‬ ‫ّ‬ ‫التــي ال تُ‬ ‫خصصناهــا بدراســة اســتطالعية‬ ‫َ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫أنن‬ ‫إال‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الثقافي‬
‫معظــم األحيــان‪ .‬كمــا أنــه ال ُيعـ ّـول علــى مفهــوم‬ ‫عــدت لهــذا التقريــر حــول العلــوم االجتماعيــة‬ ‫ُأ ّ‬
‫عــدة‬‫“المجلــة المحكمــة”‪ ،‬حيــث يــرى أن مجــات ّ‬ ‫ـرا إلــى أن توقفهــا‬ ‫فــي الفضــاء االلكترونــي‪ ،‬نظـ ً‬
‫تدعــي أنهــا محكمــة كنــوع مــن التضليــل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫رتبطــا‬ ‫ً‬
‫عامــا كان ُم‬ ‫عــن الصــدور الورقــي بعــد ‪60‬‬
‫بمشــروع عودتهــا إلــى الظهــور فــي إطــار‬
‫ويتماهــى هــذا الموقــف مــع اتجاهــات واســعة‬ ‫ً‬
‫حصــرا‪ ،‬بمــا يتيــح معرفــة مــا إذا كانــت‬ ‫إلكترونــي‬
‫بشــكل ال ُيمكــن إنــكاره فــي المجــاالت الثقافيــة‬ ‫ً‬
‫حديثــا‬ ‫هنــاك فــوارق بيــن المجــات التــي ولِ ــدت‬
‫وكذلــك اإلكاديميــة‪ ،‬تُ عطي أولويــة‪ ،‬أو على األقل‬ ‫لتســكن الفضــاء اإللكترونــي وبيــن مــا هــو قديــم‬
‫أهميــة عاليــة‪ ،‬لاللتــزام بمبــدأ‪ .‬وفــي “اآلداب”‬ ‫التحــول اليــوم إلــى هــذا‬
‫ّ‬ ‫العهــد وفــي صــدد‬
‫نموذجــي عــن هــذه النظــرة التــي واكبتهــا‬
‫ٌّ‬ ‫تعبيــر‬
‫ٌ‬ ‫الفضــاء‪.‬‬
‫المجلــة منــذ انطالقهــا مــع بدايــة حقبــة الضبــاط‬
‫األحــرار‪ ،‬حيــث رأت نفســها كجــزء مــن مشــروع‬ ‫ومــع أن مشــروع النشــر فــي الفضــاء االفتراضــي‬
‫عربــي تحــرري تقدمــي شــامل‪ .‬وفــي رصدنــا لـــ‪124‬‬ ‫لــم يتــم حتــى لحظــة إعــداد هــذا التقريــر‪ ،‬ارتأينــا‬
‫مــادة فــي الســنوات الخمــس األخيــرة للمجلــة‬ ‫المالحظــات األخــرى التــي قــد‬ ‫عــرض بعــض ُ‬
‫تحولت اليوم‬ ‫الورقيــة (‪ ،)2012-2008‬التــي ّ‬
‫ّ‬ ‫بحلّ تهــا‬ ‫تُ وضــح مســألة العالقــة بيــن الرأســمال الثقافــي‬
‫إلــى أرشــيف إلكترونــي‪ ،‬وجدنــا أن حضــور العلــوم‬ ‫المتراكــم عبــر مرحلــة نشــر طويلــة وتوظيــف‬ ‫ُ‬
‫بحيــز كبيــر مــن إجمالــي المــواد‪،‬‬
‫االجتماعيــة يحتفــظ ّ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي المجــال الثقافــي‪ .‬فــي‬
‫باســتثناء الملفــات األدبيــة والروائيــة والقصائــد‪،‬‬ ‫هــذه الحالــة شــرح رئيــس تحريــر “اآلداب” ســماح‬
‫إنطالقــا مــن رؤيــةٍ تؤمــن بعــدم إمكانيــة معالجــة‬ ‫ادريــس فــي ُمقابلــة معــه بعــض الحوافــز التــي‬
‫أي ملــف خــارج إطــار ارتباطــه بالظواهــر األخــرى‪.‬‬ ‫يمكــن تعميمهــا علــى المجــات كافــة‪ ،‬ومنهــا‬
‫فمجلــة “اآلداب” تربــط ‪ ،‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬مــا‬ ‫أن حصــر النشــر فــي المجــال االلكترونــي ُيجنّ ــب‬
‫بيــن اإلصــاح السياســي واإلصــاح الدينــي‪ ،‬كمــا‬ ‫المجلــة االعتمــاد علــى مصــادر تمويــل كبــرى قــد‬
‫تربــط األخيــر باإلصــاح التربــوي وتحريــر المــرأة الــذي‬ ‫تهــدد اســتقالليتها‪ .‬إضافــة الــى بعــض ديناميــات‬
‫ال يمكــن معالجتــه بمعــزل عــن تحريــر المجتمــع‪.‬‬ ‫الربيــع العربــي‪ ،‬إذ فقــدت هــذه المجلــة الســوق‬

‫‪75‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫انتشــارا داخــل كل بلــد عربــي‬


‫ً‬ ‫الصحــف األوســع‬ ‫علومــا اجتماعيــة‪،‬‬
‫ً‬ ‫وفــي المــواد التــي تلحــظ‬
‫قــد تعطينــا نتائــج تختلــف عمــا نــراه هنــا رغــم‬ ‫نجــد مقاربــة للموضوعــات تسترشــد بمنهجيــات‬
‫البــت فــي هــذه الفرضيــة اآلن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عــدم إمكانيــة‬ ‫العلــوم االجتماعيــة وتلتــزم المبــادئ العلميــة‪،‬‬
‫واضحــا أن الخيــارات األخــرى لتركيــب‬‫ً‬ ‫ولكــن كان‬ ‫لكنهــا غيــر بحثيــة فــي كثيــر مــن األحيــان‪ ،‬رغــم‬
‫خاصــا بهــا‪ ،‬لــذا‬
‫تقريــرا ًّ‬
‫ً‬ ‫العينــة ســتتطلّ ب ربمــا‬ ‫أن معظــم الكتّ ــاب هــم أســاتذة جامعيــون أو‬
‫األولــي أن نشــير إلــى‬‫فضلنــا فــي هــذا التقريــر ّ‬ ‫ّ‬ ‫مجــال مــن مجــاالت‬
‫ٍ‬ ‫مــن حملــة الدكتــوراه فــي‬
‫عموميــة حــول حضــور العلــوم‬‫ّ‬ ‫الظواهــر األكثــر‬ ‫العلــوم االجتماعيــة أو مــن الكتّ ــاب المخضرميــن‬
‫االجتماعيــة فــي الصحــف ذات االنتشــار الواســع‬ ‫فــي البحــث والتحليــل‪ .‬وهنــا نــرى منهجيــةٌ طــرح‬
‫عبــر العالــم العربــي‪.‬‬ ‫المواضيــع تتصدرهــا مواقــف وتتمحــور حــول‬
‫رأي فــي أحيــان أخــرى‪ ،‬رغــم أنهــا مواقــف وآراء‬
‫مــن البديهــي أال نتوقــع وجــود الفكــر العلمــي‬ ‫متأنيــة تعتمــد‪ ،‬رغــم بعــض االســتثناءات‪ ،‬التوثيــق‬
‫موجهــة فــي‬ ‫ّ‬ ‫بشــكله األكاديمــي فــي صحــف‬ ‫والتــدرج فــي‬
‫ُّ‬ ‫بالمراجــع وطــرح اآلراء المختلفــة‬
‫طبيعتهــا إلــى جمهــور عــام ال إلــى جمهــور‬ ‫االســتنتاجات‪.‬‬
‫مــن الباحثيــن المتخصصيــن‪ .‬لــذا تبنّ ينــا مبــادئ‬
‫العلوم االجتماعية في الصحف‬
‫للتصنيــف مرتبطــة بالشــكل العمومــي وليــس‬
‫المتخصــص او المســتفيض للعلــم‪ .‬وعليــه‪،‬‬ ‫أحــاط رصــد حضــور الفكــر العلمــي فــي الصحافــة‬
‫حصرنــا الرصــد فــي المقــاالت التــي تُ بــدي‬ ‫بعينــة مــن ‪ 5‬صحــف تتميــز بشــكل عــام‬ ‫العربيــة ّ‬
‫العمــق فــي مناقشــة‬ ‫جديــا بالتمــاس ُ‬‫ًّ‬ ‫اهتمامــا‬
‫ً‬ ‫بجذورهــا التاريخيــة‪ ،‬وبالتنــوع الجغرافــي لقرائها‪.‬‬
‫الظواهــر االجتماعيــة وتعــرض مفاهيــم وتجــارب‬ ‫العينــة فــي هــذه‬ ‫ّ‬ ‫ومــن أجــل ضمــان تجانــس‬
‫القــراء‪ .‬واســتثنينا‬
‫ّ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة لعامــة‬ ‫األوليــة ارتأينــا التركيــز علــى صحــف‬
‫ّ‬ ‫الدراســة‬
‫كل المــواد ذات الطابــع اإلخبــاري كاألخبــار‬ ‫بالطبــع ّ‬ ‫بســعة االنتشــار عبــر العالــم العربــي‪،‬‬ ‫تتميــز ِ‬
‫ّ‬
‫اليوميــة بمــا فيهــا األخبــار الثقافيــة وأخبــار عــن‬ ‫وبالتالــي اعتمدنــا معاييــر عــدة منهــا عــدم تجــاوز‬
‫مفادهــا‬
‫ُ‬ ‫ـاء علــى قناعــةٍ‬
‫لقــاءات علميــة‪ ،‬وذلــك بنـ ً‬ ‫القــراء فــي أي بلــدٍ واحــد ‪ %50‬مــن‬ ‫ّ‬ ‫نســبة‬
‫أن المــادة العلميــة فــي الصحيفــة يجــب أن‬ ‫قــراء الصحيفــة‪ ،‬مــا يعنــي أن نصــف‬ ‫ّ‬ ‫مجمــوع‬
‫عرضــا لمفهــوم مــن مفاهيــم‬ ‫ـا أو ً‬ ‫تتضمــن تحليـ ً‬ ‫القـ ّـراء علــى األقــل هــم مــن خــارج بلــد الصــدور‪،‬‬ ‫ُ‬
‫العلــوم االجتماعيــة كاإلدارة الذاتيــة أو التنميــة‬ ‫مــا يســمح لنــا بالقــول إن الصحيفــة مقــروءة‬
‫المســتدامة أو الالمســاواة أو المجتمــع المدنــي‬ ‫بدرجــة مقبولــة فــي أكثــر مــن بلــد عربــي واحــد‪.‬‬
‫علــى ســبيل المثــال ال الحصــر‪.‬‬ ‫العينــة‬
‫ّ‬ ‫قررنــا إضافــة "األهــرام" إلــى‬ ‫ولكننــا ّ‬
‫رغــم أنهــا لــم تســتوفِ هــذا الشــرط‪ ،‬نظـ ًـرا إلــى‬
‫أي مــادة فــي‬ ‫واشــترطت المعاييــر تصنيــف ّ‬ ‫أهميتهــا الخاصــة وإلــى وجــود عــدد كبيــر مــن‬
‫حقــل الصحافــة كمــادة علميــة شــريطة أن‬ ‫قرائهــا فــي بلــد محــوري وذي كثافــة ســكانية‬
‫علميــا يســمو عــن العموميــات‬‫ً‬ ‫عرضــا‬
‫ً‬ ‫تتضمــن‬
‫ّ‬ ‫عاليــة‪ .‬أمــا الصحــف األخــرى فكانــت "الشــرق‬
‫لمفهــوم منتشــر كالديمقراطيــة أو الثــورة أو‬ ‫األوســط" و"القــدس" و"الحيــاة" و"النهــار"(‪.)5‬‬
‫الليبراليــة أو الدولــة أو العشــيرة أو الرأســمالية‬
‫التمــدن‪ ،‬علــى ســبيل المثــال ال الحصــر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أو‬ ‫اقتصــرت فتــرة الرصــد علــى الســنوات الخمــس‬
‫كذلــك أضفنــا إلــى العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫األخيــرة (أوائــل ‪ 2010‬إلــى أواخــر ‪ ،)6()2014‬حيث‬
‫الصحــف المــواد ذات الطابــع االســتعراضي‪،‬‬ ‫اســتهللنا العمــل قبــل مرحلــة الربيــع العربــي‬
‫كاســتعراض كتــاب مــن العلــوم االجتماعيــة أو‬ ‫أثــر فــي‬
‫لنتلمــس مــا إذا كان لتلــك الظاهــرة ٌ‬
‫ّ‬
‫وعرفنــا العلــوم االجتماعيــة‬
‫ســيرة عالــم اجتمــاع‪ّ .‬‬ ‫نســبة الحضــور العلمــي وطبيعتــه فــي الصحــف‪.‬‬
‫بشــكل يتفــق مــع التعريــف المعتــاد فــي زماننــا‪،‬‬ ‫ومــن الممكــن القــول إن اعتمــاد معاييــر مختلفــة‬
‫أي أنهــا تشــمل مختلــف المــواد التــي تحتضــن‬ ‫غيــر تلــك المذكــورة ســابقا‪ ،‬مــن مثــل اختيــار‬

‫العينــة لتعــذّ ر الحصــول علــى أرشــيف خــاص بهــا‪ ،‬رغــم وجــود دالئــل علــى أهميتهــا‬
‫ّ‬ ‫(‪ )5‬لألســف اضطــر فريــق العمــل إلــى حــذف جريــدة الســفير مــن‬
‫الخاصــة لرصــد العلــوم االجتماعيــة فــي المجــال العــام‪.‬‬
‫(‪ )6‬اقتصر رصد النهار على سنتين (‪ )2014-2013‬ألسباب لوجستية‪.‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪76‬‬


‫علومــا اجتماعية‪ ،‬كدراســات المــرأة أو‬
‫ً‬ ‫والمتضمنــة‬
‫ّ‬ ‫مفهومــا مــن مفاهيــم‬
‫ً‬ ‫نبــذة علميــة تســتعرض‬
‫الدراســات الحضريــة‪ .‬وســمحت لنــا هــذه المعاييــر‬ ‫العلــوم السياســية واألنثروبولوجيــا وعلــم‬
‫برصــد ‪ 1214‬مقالــة فــي هــذه العينــة مــن الصحف‬ ‫االجتمــاع واالقتصــاد والتاريــخ وعلــم النفــس‪،‬‬
‫خــال ‪ 5‬ســنوات‪ ،‬كمــا نــرى فــي الجــدول اآلتــي‪:‬‬ ‫للتخصصــات‬
‫ّ‬ ‫وكذلــك مجــاالت الدراســة العابــرة‬

‫ﻋﺪد اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﻤﺮﺻﻮدة ﺣﺴﺐ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ‪2014-2010 ,‬‬

‫اﻟﺸﺮق‬
‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬ ‫اﻟﻨﻬﺎر*‬ ‫اﻷﻫﺮام‬ ‫اﻟﻘﺪس‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة‬

‫جدول رقم ‪12‬‬


‫اﻷوﺳﻂ‬

‫‪1214‬‬ ‫‪*45‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪285‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪391‬‬

‫المصدر‪ :‬بدوي‪ ،‬أحمد موسى‪ ،‬ومحمود عبدالله‪ ،‬وهاني سليمان‪« .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الصحف العربية»‪( .‬ورقة خلفية‬
‫للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‬
‫* اقتصر رصد النهار على سنتين (‪ )2014-2013‬ألسباب لوجستية‪.‬‬

‫تضمنــت مــادة علميــة (أي فيهــا‬ ‫ّ‬ ‫األعــداد التــي‬ ‫نعــرض فــي مــا يلــي نتائــج هــذا الرصــد فــي‬
‫مقالــة واحــدة علــى األقــل ذات طابــع علمــي) مــن‬ ‫‪ 5‬أبــواب‪ .‬أولهــا يســتعرض النســب الكميــة‬
‫مجمــل أعــداد الســنة لــكل صحيفــة‪ .‬وهنا نكتشــف‬ ‫لحضــور العلــوم االجتماعيــة فــي الصحــف بشــكل‬
‫كل الســنوات‬ ‫عــدل العــام‪ ،‬عبــر ّ‬
‫الم ّ‬ ‫أن ‪ %77‬هــو ُ‬ ‫عــام‪ .‬ثانيهــا ُيصنّ ــف هــذا الحضــور فــي أنــواع‬
‫والصحــف‪ ،‬لنســبة األعــداد التــي تحتضــن مــواد‬ ‫مختلفــة‪ .‬ثالثهــا يســتعرض المفاهيــم العلميــة‬
‫نتوقــع تتفــاوت‬‫ّ‬ ‫ذات طبيعــة علميــة‪ .‬ولكــن كمــا‬ ‫التــي تســتخدمها الصحــف وترتيبهــا مــن حيــث‬
‫هــذه النســبة عندمــا ننظــر إلــى كل صحيفــة‬ ‫كثافــة حضورهــا‪ .‬رابعهــا يعــرض نوعيــة وكميــة‬
‫علــى حــدة‪ .‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬تبــدو صحيفــة‬ ‫الكتــب العلميــة التــي تــم عرضهــا أو تلخيصهــا‬
‫"الحيــاة" فــي الصــدارة حيــث تربــو نســبة األعــداد‬ ‫فــي الصحافــة العربيــة‪ .‬وآخــر األبــواب فــي هــذا‬
‫المنطويــة علــى علــوم اجتماعيــة علــى ‪ %90‬مــن‬ ‫الفصــل يعــرض الحضــور الشــخصي للعلمــاء‬
‫ُمجمــل األعــداد فــي معظــم الســنوات‪ ،‬بــل إن‬ ‫فــي الصحافــة مــن أجــل تحديــد طبيعــة المنهــج‬
‫ضمــت مقالــة‬ ‫كل أعدادهــا (‪ )%100‬للعــام ‪ّ 2012‬‬ ‫ّ‬ ‫العلمــي الــذي يتمتــع بقــدرة علــى التواصــل فــي‬
‫واحــدة علــى األقــل ذات طابــع علمــي‪ .‬ثــم تليهــا‬ ‫المجــال العــام‪ .‬وفــي ذلــك البــاب نرصــد ظاهرتيــن‬
‫صحيفــة القــدس التــي تحمــل معدالتهــا الســنوية‬ ‫للحضــور الشــخصي‪ :‬العلمــاء الحاضــرون علــى‬
‫داللــة علــى اســتمرارية االهتمــام بالعلــوم‬ ‫شــكل ســيرة حيــاة‪ ،‬والكُ تّ ــاب البــارزون للمواضيــع‬
‫االجتماعيــة‪ .‬وتُ قــارن اســتمرارية االهتمــام هــذه‬ ‫ذات الطبيعــة العلميــة فــي الصحافــة‪ .‬بشــكل‬
‫باســتمرارية قلّ ــة االهتمــام (النســبي) التــي‬ ‫طفيفــا ولكنــه ذو أهميــة‬ ‫ً‬ ‫حضــورا‬
‫ً‬ ‫عــام‪ ،‬نجــد‬
‫تغلــب فــي “الشــرق األوســط”‪ .‬أمــا فــي صحيفــة‬ ‫نوعيــة للعلــوم االجتماعيــة فــي الصحافــة العربيــة‪،‬‬
‫ظروفــا سياســية‬ ‫ً‬ ‫ُمخضرمــة‪ ،‬كاألهــرام‪ ،‬تعيــش‬ ‫وتركيــزً ا علــى الشــؤون المتعلّ قــة بمعضــات‬
‫تقلبــة قــد تؤثّ ــر علــى اتجاهاتهــا‪ ،‬فنــرى مــا‬ ‫ُم ّ‬ ‫يتعمــق فــي‬
‫ّ‬ ‫التغييــر االجتماعــي وإن بشــكل ال‬
‫انعكاســا لهــذا التقلّ ــب‪ .‬فمــن الغريــب‬
‫ً‬ ‫قــد يبــدو‬ ‫وحضــورا مميــزً ا لنُ خبــة مــن العلمــاء‬
‫ً‬ ‫تفاصيلهــا‪،‬‬
‫ـل مســتويات اهتمــام‬ ‫علــى ســبيل المثــال أن أقـ ّ‬ ‫طــوروا عبــر الســنين قــدرة‬ ‫ّ‬ ‫المخضرميــن ممــن‬ ‫ُ‬
‫"األهــرام" بالفكــر العلمــي (‪ )%61‬كان فــي‬ ‫للتواصــل مــع جمهــور عــام‪.‬‬
‫العــام ‪ ،2011‬أي خــال عــام الثــورة‪ .‬وربمــا هنــاك‬
‫دور للتغيــرات اإلداريــة التــي قــد تكــون مســؤولة‬ ‫ٌ‬ ‫نسبة الحضور العلمي في الصحافة‬
‫عــن ازديــاد االهتمــام بالفكــر العلمــي فــي مــا‬
‫بعــد‪ ،‬ليصــل إلــى ‪ %93‬مــن أعــداد الصحيفــة فــي‬ ‫يقــدم لنــا رســم رقــم ‪ 37‬لمحــة ابتدائية عن حضور‬
‫العــام ‪.2014‬‬ ‫الفكــر العلمــي فــي الصحافــة حيــث تتّ ضــح نســبة‬

‫‪77‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻻﻋﺪاد اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 5‬ﺻﺤﻒ‬


‫ﻋﺮﺑﻴﺔ‪*2014-2010 ،‬‬
‫اﻟﻤﻌﺪل‬
‫اﻟﻘﺪس‬
‫اﻟﺤﻴﺎة‬
‫اﻟﻨﻬﺎر‬
‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬
‫اﻷﻫﺮام‬
‫‪100‬‬
‫‪100‬‬
‫‪97‬‬

‫رسم رقم ‪37‬‬


‫‪93‬‬
‫‪94‬‬ ‫‪94‬‬

‫‪83‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪80‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪78‬‬
‫‪75‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪69‬‬
‫‪69‬‬
‫‪69‬‬
‫‪63‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪64‬‬
‫‪67‬‬
‫‪60‬‬
‫‪61‬‬
‫‪58‬‬

‫‪44‬‬
‫‪40‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺑﺪوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ‪ ،‬وﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺎﻧﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬

‫حــول امكانيــة تخصيــص الصحيفــة لـــ‪%10‬‬ ‫تعم ًقــا إلــى األعــداد‬


‫ُّ‬ ‫إذا نظرنــا بشــكل أكثــر‬
‫مــن مضمونهــا لمــواد علميــة مــن دون أن‬ ‫عرفناهــا‬
‫ّ‬ ‫(كمــا‬ ‫علميــة‬ ‫تضــم مــواد‬
‫ّ‬ ‫التــي‬
‫تفقــد طبيعتهــا األساســية كمنبــر لألخبــار‬ ‫أعــاه وفــي الملحــق)‪ ،‬نجــد أن نســبة المــواد‬
‫اليوميــة‪ .‬علــى كل حــال تبــدو النتائــج متناســقة‬ ‫العلميــة مــن مجمــل مســاحة الصحيفــة تتــراوح‬
‫بشــكل عــام‪ ،‬رغــم أن "القــدس" تحــوز‬ ‫عــدل عــام هــو ‪.%3,3‬‬ ‫وبم ّ‬
‫ُ‬ ‫بيــن ‪ %2,3‬و‪%4,5‬‬
‫الصــدارة بشــكل واضــح مــن ناحيــة المســاحة‬ ‫المعــدالت الضئيلــة مالزمــة‬
‫ّ‬ ‫وقــد تبــدو هــذه‬
‫خصصهــا للنهــج العلمــي‪.‬‬ ‫النســبية التــي تُ ّ‬ ‫لطبيعــة الصحافــة المطبوعــة‪ ،‬رغــم تســاؤلنا‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪78‬‬


‫اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ‬
‫‪*2014-2010‬‬ ‫ﻟﺤﺠﻢ‬
‫ﺻﺤﻒ ﻋﺮﺑﻴﺔ‪،‬‬ ‫ﻧﺴﺒﺔ‬
‫ﻓﻲ ‪5‬‬ ‫اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬
‫اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ‬ ‫اﻟﻤﻮاد‬
‫ﻧﺴﺒﺔ ﻟﺤﺠﻢ‬ ‫ﻣﺴﺎﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬ ‫ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻤﻮاد‬

‫اﻟﻨﻬﺎر‬ ‫‪5‬‬
‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬
‫اﻟﻤﻌﺪل‬
‫اﻻﻫﺮام‬
‫اﻟﺤﻴﺎة‬
‫اﻟﻘﺪس‬
‫‪4.5‬‬

‫‪4.3‬‬

‫‪4.1‬‬

‫‪3.9‬‬

‫رسم رقم ‪38‬‬


‫‪3.8‬‬

‫‪3.7‬‬
‫‪3.8‬‬
‫‪3.6‬‬
‫‪3.6‬‬
‫‪3.6‬‬

‫‪3.3‬‬

‫‪3.2‬‬ ‫‪3.2‬‬
‫‪3.1‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪3.1‬‬
‫‪3.1‬‬

‫‪2.9‬‬
‫‪3‬‬

‫‪2.6‬‬

‫‪2.5‬‬ ‫‪2.5‬‬
‫‪2.4‬‬

‫‪2.3‬‬

‫‪2‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺑﺪوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ‪ ،‬وﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺎﻧﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬

‫مفادهــا أن‬
‫ُ‬ ‫ُيفضــي هــذا المعيــار إلــى نتيجــةٍ‬ ‫فــي حــال الغــوص أكثــر فــي نســبة العلــوم‬
‫الطبيعــة الغالبــة للســرد العلمــي فــي الصحــف‬ ‫االجتماعيــة فــي هــذه الصحــف للوصــول‬
‫تكــون للمقــاالت الكبيــرة أو المتوســطة‬ ‫تضمــه هــذه المســاحة المتاحــة‬
‫ُّ‬ ‫إلــى فهــم مــا‬
‫يتــم هــذا الســرد مــن خــال‬
‫ّ‬ ‫ونــادرا مــا‬
‫ً‬ ‫الحجــم‪،‬‬ ‫تصنيــف المقــاالت‬
‫ُ‬ ‫للفكــر العلمــي‪ ،‬يحمــل‬
‫مداخــاتٍ صغيــرة الحجــم‪ .‬ولكــن النســب تختلــف‬ ‫مؤشــرا‬
‫ً‬ ‫ذات الطابــع العلمــي حســب حجمهــا‬
‫ً‬
‫مؤشــرا‬ ‫مــن صحيفــة إلــى أخــرى ممــا يشــكل‬ ‫أوليــا إلــى حجــم (وليــس بالضــرورة كيفيــة)‬‫ًّ‬
‫علــى مــدى االهتمــام بالعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬ ‫المولــى لعــرض المــادة أو المفهــوم‪.‬‬‫االهتمــام ُ‬

‫‪79‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫في ‪ 5‬صحف عربية‪* 2014-2010 ،‬‬

‫اﻻﻫﺮام‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة‬

‫ﺻﻐﻴﺮة ‪%7‬‬

‫ﺻﻐﻴﺮة ‪%16‬‬ ‫ﻛﺒﻴﺮة ‪%54‬‬


‫ﻛﺒﻴﺮة ‪%25‬‬
‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ‪%39‬‬
‫رسم رقم ‪40‬‬

‫رسم رقم ‪39‬‬


‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ‪%59‬‬

‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬ ‫اﻟﻘﺪس‬

‫رسم رقم ‪41‬‬


‫رسم رقم ‪42‬‬

‫ﺻﻐﻴﺮة ‪%11‬‬ ‫ﺻﻐﻴﺮة ‪%10‬‬

‫ﻛﺒﻴﺮة ‪%19‬‬ ‫ﻛﺒﻴﺮة ‪%41‬‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ‪%49‬‬
‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ‪%70‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪80‬‬


‫اﻟﻤﻌﺪل‬ ‫اﻟﻨﻬﺎر‬

‫ﺻﻐﻴﺮة ‪%9‬‬

‫ﻛﺒﻴﺮة ‪%41‬‬ ‫ﻛﺒﻴﺮة ‪%67‬‬


‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ‪%33‬‬
‫رسم رقم ‪44‬‬

‫رسم رقم ‪43‬‬


‫ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ‪%50‬‬

‫المصدر‪ :‬بدوي‪ ،‬أحمد موسى‪ ،‬ومحمود عبدالله‪ ،‬وهاني سليمان‪« .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الصحف العربية»‪.‬‬
‫(ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‬
‫*صغيرة‪ 500 :‬كلمة‪ ،‬متوسطة‪ 1000 :‬كلمة‪ ،‬كبيرة‪ 1500 :‬كلمة‬

‫معضلــة اجتماعيــة أو سياســية أو غيرهــا‬ ‫مناســبا فــي‬


‫ً‬ ‫وقــد يكــون الســرد المتوســط‬
‫باســتدالالت أو بمنهجيــات ُمســتعارة مــن‬ ‫المفترضــة علــى‬ ‫العديــد مــن األحــوال لقدرتــه ُ‬
‫العلــوم االجتماعيــة)؛ ‪ -2‬عــرض مفهــوم مــن‬ ‫القــراء‪ ،‬فــي حــال اســتيفائه متطلّ بــات‬ ‫ّ‬ ‫جــذب‬
‫مفاهيــم العلــوم االجتماعيــة؛ ‪ -3‬عــرض كتــاب؛‬ ‫العــرض العلمــي األخــرى فــي مســاحة متوســطة‪.‬‬
‫‪ -4‬عــرض ســيرة؛ ‪ -5‬تقريــر مؤتمــر‪ .‬وشــمل‬ ‫مؤشــرا لظاهــرة‬
‫ً‬ ‫ولكــن حجــم العــرض ُيشــكّ ل‬
‫التصنيــف العلمــي للمعالجــة تقســيم المــواد‬ ‫الحقــا‪ ،‬وهــي حضــور كبــار‬ ‫ً‬ ‫أخــرى كمــا ســنفهم‬
‫حســب التخصصــات العامــة للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫غالبــا مــا يتولّ ــون المقــاالت الكبيــرة‪.‬‬
‫الكُ تّ ــاب الذيــن ً‬
‫بشــكلها الحالــي‪ :‬اقتصــاد‪ ،‬سياســة‪ ،‬اجتمــاع‬
‫وأنثروبولوجيــا(‪ ،)7‬علــم نفــس‪ ،‬تاريــخ سياســي‪،‬‬
‫تاريــخ اجتماعــي‪ ،‬تاريــخ دينــي‪ ،‬دراســات المــرأة‪،‬‬ ‫تصنيف الحضور‬
‫دراســات حضريــة‪.‬‬
‫صنّ ــف طاقــم العمــل معالجــة العلــوم‬
‫واضحــا أن التحليــل العلمــي هــو النــوع‬ ‫ً‬ ‫كان‬ ‫االجتماعيــة فــي الصحــف علــى أساســين‪:‬‬
‫فضــل بامتيــاز لمعالجة العلوم االجتماعية في‬ ‫الم ّ‬
‫ُ‬ ‫أوال‪ ،‬نــوع المعالجــة الــذي تــم تقســيمه إلــى‬
‫ً‬
‫الصحــف‪ ،‬يليــه بدرجــات ُدنيــا عــرض الكتــب وعــرض‬ ‫ً‬
‫وثانيــا‪ ،‬التصنيــف العلمــي للمعالجــة‬ ‫‪ 5‬أنــواع‪،‬‬
‫ـبيا(‪ .)8‬وفي‬
‫المفهــوم‪ ،‬وكالهمــا نــادر الوجود نسـ ًّ‬ ‫والــذي ُوزِّ ع علــى ‪ 9‬أصنــاف‪ .‬شــملت أنــواع‬
‫تمامــا أســاليب أخــرى‬
‫ً‬ ‫بعــض الســنوات تختفــي‬ ‫المعالجــة‪-1 :‬التحليــل العلمــي (أي تشــريح‬

‫(‪ )7‬نظراً إلى التداخل الطبيعي بين األنثروبولوجيا وعلم اإلجتماع في الميدان الصحافي‪ ,‬تم دمجهما في خانة واحدة لتعذر إمكانية‬
‫بشكل يحمل معنى وداللة‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫الفصل بينهما‬
‫(‪ )8‬تم إستثناء “النهار” هنا من أجل الحصول على معدالت قابلة للمقارنة على فترة خمس سنوات‬

‫‪81‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ﻋﺪد اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﻓﻲ ‪ 4‬ﺻﺤﻒ‬


‫ﻋﺮﺑﻴﺔ‪2014-2010 ،‬‬

‫اﻷﻫﺮام‬
‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬
‫‪97‬‬ ‫‪100‬‬
‫اﻟﻘﺪس‬
‫اﻟﺤﻴﺎة‬ ‫‪86‬‬

‫اﻟﻤﻌﺪل‬ ‫‪80‬‬

‫رسم رقم ‪45‬‬


‫‪65‬‬
‫‪61‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪58‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪49‬‬ ‫‪49‬‬
‫‪45‬‬
‫‪43‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪44 44‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪3536‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
‫‪24‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬
‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺑﺪوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ‪ ،‬وﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺎﻧﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬

‫هنــاك زيــادة كبيــرة لحضــور العلــوم االجتماعيــة‬ ‫لمعالجــة العلــوم االجتماعيــة فــي بعــض الصحــف‪،‬‬
‫ـار إلــى المســتويات‬ ‫فــي العــام ‪ ،2012‬يليــه انهيـ ٌ‬ ‫السـ َـير وتقاريــر حــول مؤتمــرات‬
‫علــى غــرار عــرض ِ‬
‫الســابقة فــي العــام ‪ .2013‬والســبب الخلفــي‬ ‫علميــة‪ ،‬رغــم أن هــذه األســاليب لهــا صلــة واضحــة‬
‫علــى األرجــح هــو إعفــاء عــدد مــن كبــار الكُ تّ ــاب‬ ‫بالطبيعــة اإلخباريــة للعمــل الصحافــي‪ .‬وهنــا تبــدو‬
‫مــن الخدمــة خــال تلــك الفتــرة وليــس بســبب‬ ‫متوقعــة‪ ،‬وهــي أن العلــوم‬ ‫ّ‬ ‫للعيــان ظاهــرة غيــر‬
‫أي قــرارات اســتراتيجية بالضــرورة‪ ،‬إذ إن حضــور‬ ‫تُ عــرض فــي الصحــف بشــكلها األكاديمــي وإن‬
‫التحليــل العلمــي يعــود إلــى الصعــود بشــكل‬ ‫ـطا‪ ،‬رغــم وجــود أســاليب أخــرى للعــرض‬ ‫بسـ ً‬
‫واضــح فــي العــام ‪ .2014‬ولكــن بشــكل عــام‪،‬‬ ‫كان ُم ّ‬
‫تتفــق أكثــر مــع طبيعــة المجــال الصحافــي‪ .‬وقــد‬
‫يصــل التحليــل العلمــي إلــى الــذروة فــي الصحــف‬
‫يكــون ســبب هــذه الخيــارات فــي العــرض أن‬
‫كافــة فــي العاميــن ‪ 2011‬و ‪ ،2012‬وهمــا ســنتا‬
‫الربيــع العربــي األوليتــان‪ ،‬ثــم يعــود إلــى التراجــع‬ ‫الصحــف تنتــدب علمــاء علــوم اجتماعيــة‪ ،‬وليــس‬
‫فــي مــا بعــد‪ .‬مــن خــال هــذه النتائــج يمكــن أن‬ ‫صحافيوهــا أو الكُ تّ ــاب المســتقلّ ون للكتابــة حــول‬
‫نفتــرض أن حضــور العلــم فــي المجــال العــام‬ ‫هــذه المواضيــع‪ ،‬مــا ُيعطــي المعالجــة ذاتهــا صبغةً‬
‫ُمرتبــط بظواهــر اجتماعيــة أخــرى‪ ،‬منهــا وجــود حالــة‬ ‫أكاديميــة يفضلهــا هــؤالء أو اعتــادوا عليهــا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ديناميكيــة كحــراك شــعبي شــامل‪ ،‬قــد تكــون لــه‬‫ّ‬
‫عالقــة ســببية أو ارتباطيــة بحالــة فكريــة آخــذة فــي‬ ‫ُيبــرز رســم رقــم ‪ 45‬بعــض الظواهــر التــي ال يمكــن‬
‫التكــون فــي أرجــاء المجتمــع‪ ،‬بمــا فيهــا حقولــه‬ ‫ّ‬ ‫فهمهــا مــن دون معرفــة الخلفيــة التــي تقــف وراء‬
‫العلميــة‪.‬‬ ‫األرقــام‪ .‬ففــي "األهــرام" علــى ســبيل المثــال‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪82‬‬


‫ﻋﺪد اﻟﻤﻘﺎﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﺮض ﻣﻔﻬﻮم ﻓﻲ ‪ 4‬ﺻﺤﻒ‬
‫ﻋﺮﺑﻴﺔ‪*2014-2010 ،‬‬

‫اﻷﻫﺮام‬
‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬ ‫‪15‬‬
‫اﻟﻘﺪس‬
‫اﻟﺤﻴﺎة‬
‫اﻟﻤﻌﺪل‬ ‫‪12‬‬

‫رسم رقم ‪46‬‬


‫‪10‬‬

‫‪9‬‬
‫‪8‬‬

‫‪7‬‬
‫‪6.5‬‬
‫‪6 6‬‬
‫‪6‬‬

‫‪3.5‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3 3‬‬
‫‪2.75‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1.5‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪0 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 0‬‬ ‫‪0 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬


‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺑﺪوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ‪ ،‬وﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺎﻧﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬

‫كبيــرا مــن المفاهيــم المتعلّ قــة بالعلــوم‬


‫ً‬ ‫عــددا‬
‫ً‬ ‫عــدا ذاك التحليــل العلمــي‪ ،‬تنخفــض أســاليب‬
‫الحقــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫التــي تتناولهــا الصحــف كمــا ســيظهر‬ ‫المعالجــة األخــرى للعلــوم االجتماعيــة إلــى‬
‫قليــا‬
‫ً‬ ‫تبــذل الصحــف العربيــة بشــكل عــام‬ ‫حــد كبيــر‪ ،‬كمــا ُيظهــر رســم رقــم ‪ 46‬حــول‬
‫ٍّ‬
‫مــن الجهــد الســتعراض مضمــون المفاهيــم‬ ‫عــرض المفهــوم‪ ،‬رغــم محوريــة هــذا النــوع‬
‫مهمــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ومعانيهــا‪ ،‬وإن كانــت هنــاك اســتثناءات‬ ‫مــن المعالجــة للفهــم العلمــي للواقــع‬
‫كمــا فــي صحيفــة ‘’القــدس’’ الرائــدة التــي‬ ‫وضرورتــه مــن أجــل إيجــاد أرضيــةٍ مشــتركةٍ‬
‫عينتنــا مــن ناحيــة شــمول‬‫كانــت الوحيــدة فــي ّ‬ ‫تغيــرات‬
‫خصوصــا فــي مرحلــة تشــهد ّ‬
‫ً‬ ‫للحــوارات‪،‬‬
‫معالجتهــا لمختلــف أســاليب معالجــة العلــوم‪،‬‬ ‫حقيقيــة أو ُمحتملــة فــي الواقــع االجتماعــي‬
‫وعلــى شــاكلتها صحيفــة ‘’الحيــاة’’‪.‬‬ ‫والسياســي والمعرفــي‪ .‬ورغــم أن هنــاك‬

‫‪83‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻘﺪس ﻛﻤﺜﺎل ﻧﻤﻮذﺟﻲ ﻟﺤﻀﻮر ﻛﺎﻓﺔ اﺷﻜﺎل اﻟﻌﺮض‬


‫اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ‪ :‬ﻋﺪد اﻟﻤﻘﺎﻻت‬

‫ﻋﺎم ‪2010‬‬ ‫‪80‬‬


‫‪76‬‬
‫ﻋﺎم ‪2011‬‬
‫‪71‬‬
‫ﻋﺎم ‪2012‬‬ ‫‪70‬‬
‫‪62‬‬ ‫‪63‬‬ ‫ﻋﺎم ‪2013‬‬
‫ﻋﺎم ‪2014‬‬ ‫‪60‬‬

‫‪47‬‬ ‫‪50‬‬

‫رسم رقم ‪47‬‬


‫‪40‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪21‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪17‬‬
‫‪11‬‬
‫‪11 12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪0‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺑﺪوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ‪ ،‬وﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺎﻧﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬

‫ـور مميــزٌ لعلــم النفــس الشــبه غائــب‬


‫وكذلــك حضـ ٌ‬ ‫أمــا فــي حــال تصنيــف العلــوم االجتماعيــة وفــق‬
‫فــي الصحــف األخــرى‪ .‬ويفتــرض أحمــد موســى‬ ‫حضــور لبعــض‬
‫ٌ‬ ‫تخصصاتهــا المعتــادة‪ ،‬فيغلــب‬
‫بــدوي (بــدوي ‪ )2015‬أن هــذه الظاهــرة قــد تكــون‬ ‫التخصصــات وشــبه غيــاب كامــل لتخصصــات أخــرى‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الهــش‬
‫ّ‬ ‫مرتبطــة بخصوصيــة التــوازن السياســي‬ ‫ونالحظ في هذا الســياق ضعف حضور االقتصاد‬
‫فــي لبنــان‪ ,‬حيــث الجمهــور األكبــر للصحيفــة‪،‬‬ ‫كعلــم (رغــم حضــوره كخبــر)‪ ،‬باســتثناء "األهــرام"‪.‬‬
‫شــجع االبتعــاد عــن المواضيــع‬‫ّ‬ ‫أي وجــود حالــة تُ‬ ‫كمــا تحضــر العلــوم السياســية بشــكل واضــح فــي‬
‫الحساســة وإبــراز مواضيــع بحثيــة‬ ‫ّ‬ ‫السياســية‬ ‫الصحــف كافــةً ألســباب قــد تبــدو بديهيــة وتتعلــق‬
‫أخــرى أكثــر قابليــة ألن تخــدم كقاســم ُمشــترك‬ ‫بالمواضيــع العامــة للصحافــة‪ ،‬رغــم أننــا نعلــم أن‬
‫فــي مجتمــع ُمنقســم‪( .‬وهنــا يجــب لفــت النظــر‬ ‫أي صحيفــة هــو‬ ‫أي علــم اجتماعــي فــي ّ‬ ‫حضــور ّ‬
‫إلــى أن الفرضيــات فــي العلــوم االجتماعيــة هــي‬ ‫خيــار للصحيفــة وليــس ضــرورة‪ .‬ففــي "النهــار"‬ ‫ٌ‬
‫عبــارة عــن اقتراحــات تفســيرية تحتــاج إلــى إثبــات‬ ‫قــوي للعلــوم السياســية‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫وجــود‬
‫ٌ‬ ‫هنــاك‬ ‫ليــس‬
‫وليســت حقائــق قاطعــة‪).‬‬ ‫ـود أقــوى لعلــم االجتمــاع واألنثروبولوجيــا‪،‬‬
‫بــل وجـ ٌ‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪84‬‬
‫تخصصات العلوم االجتماعية في ‪ 5‬صحف عربية حسب المقاالت‪2014-2010 ,‬‬
‫نسبة حضور ّ‬

‫اﻗﺘﺼﺎد‬
‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫اﻻﻫﺮام‬
‫اﻗﺘﺼﺎد‬
‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫اﻟﻨﻬﺎر‬
‫اﺟﺘﻤﺎع واﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫اﺟﺘﻤﺎع واﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬

‫ﻋﻠﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ‬ ‫‪%3‬‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%12‬‬


‫ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى‬ ‫‪%15‬‬ ‫ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى‬ ‫‪%11‬‬
‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬ ‫‪%19‬‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬
‫رسم رقم ‪49‬‬

‫رسم رقم ‪48‬‬


‫‪%11‬‬
‫‪%20‬‬

‫‪%39‬‬
‫‪%41‬‬
‫‪%24‬‬

‫اﻟﺤﻴﺎة‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫اﻗﺘﺼﺎد‬
‫اﻗﺘﺼﺎد‬
‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫اﺟﺘﻤﺎع واﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬
‫اﺟﺘﻤﺎع واﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬
‫‪%5‬‬
‫ﻋﻠﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ‬ ‫‪%2 %5‬‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ‬ ‫‪%7 %5‬‬
‫ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى‬ ‫‪%2‬‬
‫‪%9‬‬ ‫ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى‬
‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬
‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬ ‫‪%10‬‬
‫رسم رقم ‪51‬‬

‫رسم رقم ‪50‬‬


‫‪%37‬‬ ‫‪%46‬‬

‫‪%41‬‬ ‫‪%30‬‬

‫اﻟﻤﻌﺪل اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬


‫اﻗﺘﺼﺎد‬ ‫اﻗﺘﺼﺎد‬
‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫اﺟﺘﻤﺎع واﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫واﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬
‫‪١٢‬‬ ‫اﺟﺘﻤﺎع‬
‫إﻗﺘﺼﺎد‬

‫ﻋﻠﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ‬ ‫‪%3 %4‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪٢٠‬‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬


‫ﻋﻠﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ‬
‫وأﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ‪٤١‬‬ ‫إﺟﺘﻤﺎع‬
‫‪%2 %3‬‬
‫‪١١‬‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻮم اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى‬ ‫أﺧﺮى‬
‫ﻧﻔﺲاﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪١١‬‬‫ﻋﻠﻮم‬ ‫ﻋﻠﻢ‬
‫ﻋﻠﻮم إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى ‪٥‬‬
‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬ ‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬
‫رسم رقم ‪53‬‬

‫رسم رقم ‪52‬‬

‫‪%18‬‬
‫‪%35‬‬
‫‪%35‬‬
‫‪%41‬‬

‫‪%31‬‬
‫‪%18‬‬

‫المصدر‪ :‬بدوي‪ ،‬أحمد موسى‪ ،‬ومحمود عبدالله‪ ،‬وهاني سليمان‪« .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الصحف العربية»‪( .‬ورقة‬
‫خلفية للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‬

‫‪85‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫قــوي لحــركات إســامية واســعة‪ ،‬مــا يعنــي أن‬ ‫ٍّ‬ ‫ـتمرا للمواضيــع التاريخيــة‬
‫ـورا مسـ ً‬ ‫هــذا ونلحـ ُ‬
‫ـظ حضـ ً‬
‫هــذه الحــركات قــد تــم فهمهــا‪ ،‬أو هــي َفهمــت‬ ‫يحتــل فــي بعــض المنابــر‪ ,‬كصحيفــة الشــرق‬ ‫ّ‬
‫نفســها‪ ،‬كحــركات ذات طابــع سياســي بشــكل‬ ‫األوســط‪ ,‬الصــدارة بيــن العلــوم الحاضــرة‪ .‬وهنــا‬
‫أساســي رغــم بنيتهــا القائمــة علــى خطــاب‬ ‫ـدر بشــكل‬ ‫نخلــص إلــى أن التاريــخ السياســي يتصـ ّ‬
‫دينــي‪ .‬ولكــن مــن الممكــن أن تكــون هــذه‬ ‫واضــح بيــن أنــواع التاريــخ الحاضــرة فــي الصحــف‬
‫ـا علــى عامــل آخــر هــو أن الديــن ال‬ ‫الظاهــرة دليـ ً‬ ‫كافــة‪ ،‬يليــه التاريــخ االجتماعــي ثــم فــي الدرجــة‬
‫ُيعالــج كمســألةٍ تاريخيــةٍ بــل كأمــر راهــن حيــث يتّ خــذ‬ ‫األخيــرة التاريــخ الدينــي‪ .‬وقــد يبــدو ضعــف تمثيــل‬
‫علميــا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ـكال‬
‫التاريــخ الدينــي وظيفــة وعظيــة ال شـ ً‬ ‫ـور‬
‫تميــزت بحضـ ٍ‬ ‫غريبــا فــي مرحلــة ّ‬
‫ً‬ ‫التاريــخ الدينــي‬

‫ﺣﻀﻮر أﻧﻮاع اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ ‪ 5‬ﺻﺤﻒ ﻋﺮﺑﻴﺔ‪2014-2010 ,‬‬

‫ﺗﺎرﻳﺦ‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ‬
‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬ ‫ﺗﺎرﻳﺦ ﺳﻴﺎﺳﻲ‬
‫دﻳﻨﻲ‬ ‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬

‫‪100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪74‬‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ "اﻷﻫﺮام"‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻜﻞ ﺿﻤﻦ‬


‫‪19‬‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ "اﻷﻫﺮام"‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ‬


‫‪100‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪71‬‬ ‫"اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ"‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻜﻞ ﺿﻤﻦ‬


‫‪41‬‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ "اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ"‬

‫‪100‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪61‬‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ "اﻟﻘﺪس"‬

‫جدول رقم ‪13‬‬


‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻜﻞ ﺿﻤﻦ‬
‫‪10‬‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ "اﻟﻘﺪس"‬

‫‪100‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪38‬‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ "اﻟﺤﻴﺎة"‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻜﻞ ﺿﻤﻦ‬


‫‪9‬‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ "اﻟﺤﻴﺎة"‬

‫‪100‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪43‬‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ "اﻟﻨﻬﺎر"‬

‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻜﻞ ﺿﻤﻦ‬


‫‪11‬‬ ‫اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ "اﻟﻨﻬﺎر"‬

‫‪100‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪63‬‬ ‫اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺿﻤﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ ﻛﻜﻞ*‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺴﺒﺔ ﺣﻀﻮر اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻛﻜﻞ‬


‫‪18‬‬ ‫ﺿﻤﻦ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ ﻛﺎﻓﺔ‬

‫المصدر‪ :‬بدوي‪ ،‬أحمد موسى‪ ،‬ومحمود عبدالله‪ ،‬وهاني سليمان‪“ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الصحف العربية”‪( .‬ورقة خلفية‬
‫للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‪.‬‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪86‬‬


‫يســتعرض جــدول رقــم ‪ 14‬النتائــج الشــاملة‬ ‫المواضيــع الخاضعــة الســتعراض ذي طابــع‬
‫لمــدى االهتمــام العلمــي فــي الصحافــة‬
‫علمــي فــي الصحــف‬
‫العربيــة ككل لمختلــف القضايــا المطروحــة‬
‫تــم ترتيــب‬
‫علمــا أنــه ّ‬
‫فــي الفتــرة ‪ً .2014-2010‬‬ ‫ننتقــل هنــا إلــى محتــوى الفكــر العلمــي‬
‫بــدءا بأكثــر القضايــا‬
‫ً‬ ‫الجــدول بشــكل تنازلــي‪،‬‬ ‫فــي الصحــف كمــا بــدا مــن خــال المفاهيــم‬
‫وصــوال‬
‫ً‬ ‫حضــورا تحــت مجهــر التحليــل العلمــي‬ ‫ً‬ ‫جليــا أن معظــم‬ ‫المســتعملة‪ .‬وســيكون‬
‫ًّ‬
‫وكل خانــةٍ فــي الجــدول‬‫ُّ‬ ‫حضــورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هــا‬ ‫أقلّ‬ ‫إلــى‬ ‫المفاهيــم الخاضعــة لتحليــل علمــي فــي‬
‫تحتضــن المفهــوم الرئيــس‪ ،‬وإلــى جانبــه حزمــة‬ ‫الصحــف هــي أيضـ ًـا مواضيــع حاضــرة فــي األخبــار‬
‫المفاهيــم المرتبطــة بــه التــي أحصاهــا طاقــم‬ ‫اليوميــة‪ ،‬ولكــن وجودهــا العلمــي أو عدمــه‬
‫العمــل مــن أجــل الوصــول إلــى نتيجــة شــاملة‬ ‫علــى صفحــات الجريــدة يمنحاننــا فكــرة عــن‬
‫لحضــور المفهــوم‪.‬‬ ‫العالقــة بيــن الحــدث اليومــي والفكــر العلمــي‪.‬‬

‫اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ ﻓﻲ ‪ 5‬ﺻﺤﻒ ﻋﺮﺑﻴﺔ‪2014-2010 ,‬‬

‫ﻣﺴﺘﻮى‬
‫اﻟﺤﺰَ م اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻴﺔ اﻟﻤﺘﻌﻠّ ﻘﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻌﺎم‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻌﺎم‬
‫اﻻﻫﺘﻤﺎم‬

‫اﻟﺜﻮرة ‪ -‬اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ – اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫‪1‬‬


‫اﻹﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ – اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ – اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ – اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن –‬
‫اﻹﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫‪2‬‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ – اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬

‫اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ – اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت‬


‫ّ‬ ‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ –‬ ‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ‬ ‫‪3‬‬

‫ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺮأة – ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺮأة – ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﻤﺮأة‬ ‫اﻟﻤﺮأة‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬

‫جدول رقم ‪14‬‬


‫اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ -‬اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬

‫اﻹرﻫﺎب – اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ – اﻹﺳﻼﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ‬ ‫اﻹرﻫﺎب‬ ‫‪6‬‬

‫اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ – ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻷﻗﻠﻴﺎت – اﻷزﻣﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‬ ‫اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‬ ‫‪7‬‬

‫اﻻﺳﺘﺒﺪاد – اﻟﺘﺴﻠُّ ﻂ – اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ – اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي – اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫اﻻﺳﺘﺒﺪاد‬ ‫‪8‬‬

‫اﻟﺘﻤﺪن – اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ – اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ –اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ‬


‫ُّ‬ ‫اﻟﺘﺤﻀﺮ – اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ –‬
‫ُّ‬ ‫اﻟﺘﻤﺪن‬
‫ُّ‬ ‫‪9‬‬

‫اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ – اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ‬ ‫اﻷﻣﺔ‬ ‫‪10‬‬

‫ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن – اﻟﻤﺴﺎواة – اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – اﻻﺳﺘﺒﻌﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫‪11‬‬

‫ﺣﻘﻮق اﻟﺸﺒﺎب – ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب – ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﺸﺒﺎب‬ ‫اﻟﺸﺒﺎب‬ ‫‪12‬‬

‫–اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ – اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﻠﻴﻤﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى‬ ‫‪13‬‬

‫اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ – اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق – اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ -‬اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎد‬ ‫‪14‬‬

‫اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ – اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ‬ ‫‪15‬‬

‫اﻟﻔﺴﺎد ومحمود عبدالله‪ ،‬وهاني سليمان‪“ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الصحف العربية”‪.‬‬
‫اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ – اﻟﻔﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي – اﻟﻔﺴﺎد اﻹداري – ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد‬
‫(ورقة‬ ‫المصدر‪16 :‬‬
‫البدوي‪ ،‬أحمد موسى‪،‬‬
‫خلفية للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‪.‬‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ – اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‬ ‫اﻟﻨﻔﺲ‬ ‫‪17‬‬
‫‪87‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫ﺣﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪ -‬ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ّ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫‪18‬‬
‫اﻻﺳﺘﺒﺪاد‬ ‫‪8‬‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬
‫اﻻﺳﺘﺒﺪاد – اﻟﺘﺴﻠُّ ﻂ – اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ – اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي – اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫اﻟﺘﻤﺪن – اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ – اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ –اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ‬


‫ُّ‬ ‫‪9‬‬
‫اﻟﺘﺤﻀﺮ – اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ –‬
‫ُّ‬ ‫اﻟﺘﻤﺪن‬
‫ُّ‬

‫اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ – اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ‬ ‫اﻷﻣﺔ‬ ‫‪10‬‬

‫‪11‬‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺻﺤﻒ ﻋﺮﺑﻴﺔ‪2014-2010 ,‬‬
‫ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن – اﻟﻤﺴﺎواة – اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – اﻻﺳﺘﺒﻌﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ ﻓﻲ ‪5‬‬
‫اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﻄﺮوﺣﺔ‬
‫ﺣﻘﻮق اﻟﺸﺒﺎب – ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب – ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﺸﺒﺎب‬ ‫اﻟﺸﺒﺎب‬ ‫‪12‬‬

‫–اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ – اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻗﻠﻴﻤﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى‬ ‫‪13‬‬
‫ﻣﺴﺘﻮى‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻤﺘﻌﻠّ ﻘﺔ‬ ‫اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻴﺔ‬
‫م – اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق –‬ ‫اﻟﺤﺰَ‬
‫ُ‬ ‫اﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻌﺎم‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ -‬اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎد‬ ‫اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎد‬ ‫اﻻﻫﺘﻤﺎم‬
‫‪14‬‬

‫اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ – اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ‬ ‫‪15‬‬


‫اﻟﺜﻮرة ‪ -‬اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ – اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫‪1‬‬
‫اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ – اﻟﻔﺴﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي – اﻟﻔﺴﺎد اﻹداري – ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد‬ ‫اﻟﻔﺴﺎد‬ ‫‪16‬‬
‫اﻹﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ – اﻷﺻﻮﻟﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ – اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ – اﻹﺧﻮان اﻟﻤﺴﻠﻤﻮن –‬
‫اﻹﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬ ‫‪2‬‬
‫اﻟﻤﺸﻜﻼتاﻟﺪﻳﻨﻴﺔ‬
‫اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ – اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‬ ‫اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ– ‪-‬اﻟﻤﺆﺳﺴﺔ‬
‫اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت‬ ‫اﻟﻨﻔﺲ‬ ‫‪17‬‬

‫جدول رقم ‪14‬‬


‫اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ – اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ –‬ ‫اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ‬ ‫‪3‬‬
‫ﺣﻖ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪ -‬ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ّ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫‪18‬‬
‫ﺣﻘﻮق اﻟﻤﺮأة – ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺮأة – ﺗﻤﻜﻴﻦ اﻟﻤﺮأة‬ ‫اﻟﻤﺮأة‬ ‫‪4‬‬
‫اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ – اﻻﺣﺘﻼل – اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ – اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن – اﻻﺳﺘﻌﻤﺎر‬ ‫ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‬ ‫‪19‬‬
‫اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ -‬اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫‪5‬‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ – اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ – اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬ ‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫‪20‬‬
‫اﻹرﻫﺎب – اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ – اﻹﺳﻼﻣﻮﻓﻮﺑﻴﺎ‬ ‫اﻹرﻫﺎب‬ ‫‪6‬‬
‫اﻟﺤﻀﺎرة – ﺻﺮاع اﻟﺤﻀﺎرات ‪ -‬ﺣﻮار اﻟﺤﻀﺎرات‬ ‫اﻟﺤﻀﺎرات‬ ‫‪21‬‬
‫اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ – ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻷﻗﻠﻴﺎت – اﻷزﻣﺔ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‬ ‫اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ‬ ‫‪7‬‬
‫اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ – اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬ ‫اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬ ‫‪22‬‬
‫اﻻﺳﺘﺒﺪاد – اﻟﺘﺴﻠُّ ﻂ – اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ – اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺴﻜﺮي – اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬ ‫اﻻﺳﺘﺒﺪاد‬ ‫‪8‬‬
‫اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ – اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة‬ ‫اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ‬ ‫‪23‬‬
‫اﻟﺘﻤﺪن – اﻟﺘﺤﺪﻳﺚ – اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ –اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ‬
‫ُّ‬ ‫اﻟﺘﺤﻀﺮ – اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﻌﻤﺮاﻧﻴﺔ –‬
‫ُّ‬ ‫اﻟﺘﻤﺪن‬
‫ُّ‬ ‫‪9‬‬
‫اﻷﺳﺮة – اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ – ﻋﻤﺎﻟﺔ اﻷﻃﻔﺎل – اﻟﺘﺸﺮد – ﺟﻨﺎح اﻷﺣﺪاث‬ ‫اﻷﺳﺮة‬ ‫‪24‬‬
‫اﻟﻘﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ – اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ‬ ‫اﻷﻣﺔ‬ ‫‪10‬‬
‫المصدر‪ :‬البدوي‪ ،‬أحمد موسى‪ ،‬ومحمود عبدالله‪ ،‬وهاني سليمان‪“ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الصحف العربية”‪( .‬ورقة‬
‫ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن – اﻟﻤﺴﺎواة – اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ – اﻻﺳﺘﺒﻌﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫االجتماعية)‪.‬‬
‫اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫‪11‬‬
‫للمرصد العربي للعلوم‬ ‫خلفية‬

‫اﻟﺸﺒﺎب‬ ‫‪12‬‬
‫بقــوة‬
‫ّ‬ ‫حاضــر‬
‫ٌ‬ ‫اﻟﺸﺒﺎب العربــي‬
‫ﺗﻤﻜﻴﻦالربيــع‬ ‫فــإن‬
‫ّ‬ ‫مباشــرا للواقــع ورغــم ذلــك‪،‬‬
‫ﺣﻘﻮق اﻟﺸﺒﺎب – ﻣﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﺒﺎب –‬
‫ً‬ ‫انعكاســا‬
‫ً‬ ‫جــدول رقــم ‪14‬‬ ‫ُيظهــر‬
‫المواضيــع فــي الجــدول‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻲ‬ ‫اﻟﻨﻈﺎمـن‬
‫العديــد مـ‬
‫اﻟﻨﻈﺎمـةاﻻﻗﻠﻴﻤﻲ‬ ‫اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ –خلفيـ‬
‫–اﻟﻨﻈﺎم فــي‬‫والمعالجات العلمية‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى‬ ‫‪2014-2010‬‬
‫اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺎت‬ ‫اإلعالمــي‪13‬لفتــرة‬
‫ـم ذكرهــا (الشــباب‪،‬‬ ‫فــي الصحــف‪ .‬فأهــم أحــداث تلــك الفتــرة كمــا بمــا فيهــا المواضيــع التــي تـ ّ‬
‫وأيضــا‬‫ً‬ ‫التنميــة)‪،‬‬ ‫ظاهــرة "الربيــع العربــي" العدالــة االجتماعيــة‪ ،‬التعليــم‪،‬‬
‫اﻟﺮأﺳﻤﺎﻟﻴﺔ – اﻗﺘﺼﺎد اﻟﺴﻮق – اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ‪ -‬اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬ ‫‪ 14‬اإلعــام كان‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎد‬ ‫بــرزت فــي‬
‫خصوصــا االســتبداد (مرتبــة ‪)8‬‬ ‫ً‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫قضاي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬
‫اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ – اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ – اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ارتبط‬ ‫ـألة‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تليه‬ ‫ـدارة‪،‬‬ ‫ـ‬
‫اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ‬
‫الص‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـي‬
‫‪15‬‬
‫التــي تأتـ‬
‫بشــكل أو بآخــر بهــذا الحــراك وإن كانــت أقــدم والفســاد (مرتبــة ‪ .)16‬ومــن الظواهــر الجديــرة‬
‫اﻟﻔﺴﺎدبمنحى‬ ‫المــرأة‬
‫ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ‬ ‫لقضايا‬
‫ـوياﻹداري –‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدي –القـ‬
‫اﻟﻔﺴﺎد‬ ‫اﻟﻔﺴﺎدالحضــور‬ ‫بالمالحظــة‬ ‫اﻟﻔﺴﺎد اإلســام السياســي‪.‬‬
‫اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ –‬ ‫‪16‬ا أي مســألة‬ ‫عمــر‬
‫ً‬ ‫منــه‬
‫والمشــاركة (مرتبــة ‪،)4‬‬ ‫يتعلّ ــق بمســألة الحقــوق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫هذي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫الترتي‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫مواضي‬ ‫ـرب‬ ‫تقتـ‬
‫اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻤﺸﻜﻼت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ – اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ‬
‫وثيقــة‬ ‫صلــة‬ ‫ذات‬ ‫مواضيــع‬ ‫اﻟﻨﻔﺲ‬
‫وهــي‬ ‫‪17‬‬
‫الموضوعيــن‬
‫ـدا عــن مســألة األســرة التــي كانــت تحتضــن‬ ‫وبعيـ ً‬
‫تحتــل المرتبــة‬ ‫ّ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ التــي‬ ‫كالديمقراطيــة‬ ‫بهمــا‪18 ,‬‬
‫المــرأة‪ ،‬ولكنهــا تأتــي‬ ‫دور‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢحـ –ـول‬
‫ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺗﻄﻮﻳﺮـدي‬‫التقليـ‬ ‫الحــوار‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ‪-‬‬ ‫ﺣﻖ‬‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ – ّ‬
‫الثالثــة والمشــاركة المجتمعيــة التــي تأتــي فــي‬
‫اﻻﺳﺘﻌﻤﺎروال تعني‬ ‫الترتيب‪.‬‬ ‫كل هــذه المواضيــع اآلن (أي األســرة) في أســفل‬
‫اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ – اﻻﺣﺘﻼل – اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ – اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن –‬ ‫ﻓﻠﺴﻄﻴﻦــز ّ‬
‫وتتمي‬
‫ّ‬ ‫الخامســة‪.‬‬ ‫المرتبــة ‪19‬‬
‫تحــرر المــرأة مــن‬ ‫ُّ‬ ‫الضــرورة‬ ‫بأنّ هــا ترمــز إلــى معضلــة هــذه الظاهــرة فــي‬ ‫ـدم‬ ‫‪20‬ـب المتقـ ّ‬ ‫ذات الترتيـ‬
‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔـرة ال تُ شــكّ ل‬
‫أن األسـ‬ ‫ـر‪– ،‬بــل‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫التعبيـ‬
‫اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔج–ــاز‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫األســرة‪ ،‬إن‬ ‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ – اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫أوال وآخـ ًـرا‪ ،‬ولكــن بشــكل شــمولي عــام‪.‬‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫التغييــر ً‬
‫نقاشــا‬
‫ً‬ ‫كبــرى وبالتالــي ال تحتــاج‬ ‫نواجــة مجتمعــات تطمــح معضلــة اجتماعيــة‬
‫اﻟﺤﻀﺎرة – ﺻﺮاع اﻟﺤﻀﺎرات ‪ -‬ﺣﻮار اﻟﺤﻀﺎرات‬ ‫الواضــح هنــا أننــا‬
‫اﻟﺤﻀﺎرات‬ ‫‪21‬‬ ‫مــن‬
‫مســتفيضا‪ .‬ومــن مفارقــات األمــور أن المجــال‬ ‫ً‬ ‫إلــى تغييــر شــامل رغــم اختــاف الــرؤى حــول‬
‫باألســرة‪ ،‬ال يدخلــه المجــال‬ ‫اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬ ‫ممثــا‬
‫هنــا‪ ،‬اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ ً‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ‪-‬‬ ‫الخــاص‬ ‫وأيضــا حــول األولويــات‪.‬‬
‫اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ – اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬ ‫ً‬ ‫ـود‬ ‫التغييــر المنشـ‬
‫اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬ ‫طبيعــة ‪22‬‬
‫فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬إن القضايــا التــي تُ عطــي العــام‪ ،‬وإن كان لغــرض فهــم طبيعتــه‪.‬‬
‫اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ – اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة‬ ‫اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ‬ ‫‪23‬‬
‫دقيقــا يتعلّ ــق بمشــاكل‬ ‫ً‬ ‫عــدا‬
‫لمعضلــة التغييــر ُب ً‬
‫ـتمرارية مســألة الهويــة‬ ‫اﻟﺘﺸﺮد –اسـ‬
‫ﺟﻨﺎح اﻷﺣﺪاث‬ ‫نالحــظ‬ ‫ـوازاة‪،‬‬
‫اﻷﻃﻔﺎل –‬ ‫اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ –المـ‬
‫ﻋﻤﺎﻟﺔ‬ ‫اﻷﺳﺮة – فــي‬‫اﻷﺳﺮة كالشــباب (مرتبــة ‪)12‬‬ ‫بمســارات ُمحــددة‪،‬‬ ‫‪24‬‬ ‫أو‬
‫األمــة فــي عــداد‬ ‫والتعليــم (مرتبــة ‪ )18‬والتنميــة (مرتبــة ‪ ،)20‬القوميــة‪ ،‬حيــث يظهــر مفهــوم ّ‬
‫بــل وحتــى العدالــة االجتماعيــة (مرتبــة ‪ ،)11‬المفاهيــم العشــرة األولــى‪ ،‬ولكــن يبــرز الضعــف‬
‫مرتبطــا بهــا‬
‫ً‬ ‫ـورا‪ .‬النســبي لحضــور مفهــوم آخــر كان‬ ‫تتراجــع خلــف المفاهيــم العشــرة األكثــر حضـ ً‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪88‬‬
‫ـبابا‬
‫ـن هنــاك أسـ ً‬ ‫رغــم أنــه مكشــوف أمامهــا‪ .‬ولكـ ّ‬ ‫ـل‬ ‫تاريخيــا‪ ،‬وهــو القضيــة الفلســطينية التــي تحتـ ّ‬ ‫ً‬
‫أخــرى‪ ،‬أكثرهــا أهميــة هــو عــدم وضــوح المعالــم‬ ‫اليــوم مرتبــة متأخّ ــرة (‪ ،19‬وتأتــي أكثــر تأخُّ ًــرا إذا‬
‫األساســية لكيفيــة دراســة العولمــة فــي الغــرب‬ ‫اســتثنينا صحيفــة القــدس)‪ .‬ومــن الممكــن إرجــاع‬
‫كذلــك‪ ،‬إذ مــا زالــت دراســات العولمــة متشــرذمة‬ ‫هــذه النتيجــة إلــى ســببين‪ :‬األول‪ ،‬خصوصيــة‬
‫أو محــدودة األفــق فــي مــدارس ومنهجيــات‬ ‫مرحلــة الرصــد (‪ )2014-2010‬التــي شــهدت‬
‫وتخصصــات محــددة‪ ،‬رغــم بعــض االســتثناءات‬ ‫ّ‬ ‫ظواهــر خطفــت أولويــة المعالجــة‪ ،‬وبالتحديــد‬
‫العصيــة علــى التلخيــص المفيــد‪ .‬أمــا تراجــع‬ ‫ّ‬ ‫وكل القضايــا األخــرى المتّ صلــة‬ ‫ّ‬ ‫"الربيــع العربــي"‬
‫موضــوع الحضــارات‪ ،‬الــذي ارتبــط لفتــرة فــي‬ ‫بــه كالديمقراطيــة والمشــاركة االجتماعيــة‬
‫فيعــزى‬‫تحديــدا بنقاشــات العولمــة‪ُ ،‬‬
‫ً‬ ‫التســعينات‬ ‫والعدالــة والفســاد وغيرهــا مــن المســائل‬
‫ّربمــا إلــى كونــه قــد يبــدو محــدود الفائــدة اليــوم‬ ‫المرتبطــة بدعــوات التغييــر االجتماعــي الشــامل‪.‬‬
‫نظـ ًـرا إلــى التواصــل االجتماعــي العالمــي‪ ،‬وإلــى‬ ‫جوهريــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أمــا الثانــي‪ ،‬وقــد يكــون الســبب األكثــر‬
‫وجــود أطــر أخــرى للنقــاش كاإلســام ومســألة‬ ‫فهــو فرضيــة وضــوح قضيــة فلســطين‪ .‬فالتحليــل‬
‫الهويــة القوميــة وقضايــا التــراث التــي تبــدو أكثــر‬ ‫العلمــي عــادةً مــا يتنــاول قضايــا تحتــاج إلــى‬
‫قــدرةً مــن مفهــوم الحضــارات علــى اســتحضار‬ ‫عمــا يبــدو‬ ‫شــرح المعالــم أو إيضاحهــا‪ ،‬ويبتعــد ّ‬
‫المرجــو مــن هــذا المفهــوم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المحتــوى‬ ‫واضحــا اال إذا ارتــأى العالِ ــم أن الوضــوح البائــن‬ ‫ً‬
‫مــن المســألة يحتمــل خبايــا تحتــاج إلــى تنقيــب‬
‫وعــرض‪ .‬ولكننــا ال نجــد فــي الحــوار التاريخــي حــول‬
‫حضور الكتب‬
‫فلســطين فــي العالــم العربــي مــا ينفــي عــن‬
‫هــذه القضيــة صفــة الوضــوح‪ ،‬وهــو مــا يعنــي أن‬
‫مــن الممكــن القــول أن االســتعراض الصحافــي‬
‫ـي‬‫فلســطين تحضــر فــي الصحــف بشــكل أساسـ ٍّ‬
‫لكتــب العلــوم االجتماعيــة هــو أقــرب وســائل‬
‫كخبــر وليــس كعلــم‪ .‬وفــي شــتّ ى األحــوال‪ ،‬ال‬
‫التواصــل بيــن قــارئ الصحافــة ونتــاج هــذه العلوم‪.‬‬
‫غــض النظــر عــن أن فرضيــة الوضــوح ال‬ ‫ّ‬ ‫يجــب‬
‫وعــادةً مــا تدخــل مثــل هــذه الكتــب إلــى صفحــات‬ ‫تعنــي فــي الضــرورة غيــاب العلــم عــن الظاهــرة‪.‬‬
‫الثقافــة حيــث تتماهــى مــادة العلــوم االجتماعيــة‬ ‫فوضــوح قضيــة فلســطين ال يعنــي عــدم إمكانية‬
‫مــع القصائــد وعــرض الروايــات والفــن وغيرهــا‪،‬‬ ‫دور‬
‫تكثيــف النقــاش العلمــي حولهــا‪ ،‬حيــث هنــاك ٌ‬
‫ولكــن قــد نجــد هــذه المــادة فــي أماكــن أخــرى مــن‬ ‫ـي للعلــوم السياســية والتاريــخ‪ ،‬ولكــن حتى‬ ‫طبيعـ ٌّ‬
‫الصحيفــة‪ .‬بشــكل عــام‪ ،‬إن حضــور كتــب العلــوم‬ ‫بعيــدا عــن هــذه القضيــة كعلــم‬ ‫ً‬ ‫لعلــم قــد يبــدو‬
‫كثيفــا فــي الصحــف‪ ،‬بــل إن‬ ‫ً‬ ‫االجتماعيــة ليــس‬ ‫النفــس الــذي ُيعالــج المشــاكل النفســية الناتجــة‬
‫ـورا فــي حضورهــا خــال فتــرة الرصــد‪،‬‬ ‫هنــاك تدهـ ً‬ ‫دائمــا اســتنباط‬ ‫مــن االحتــال‪ .‬وبالتالــي يمكــن‬
‫ً‬
‫المؤشــرات‬
‫ّ‬ ‫رغــم أنــه مــن الواضــح أن الصحــف ذات‬ ‫ألي علــم اجتماعــي وإن بــدا موضــوع التحليــل‬ ‫دور ّ‬
‫العاليــة مــن ناحيــة االهتمــام بالعلــوم االجتماعيــة‪،‬‬ ‫واضــح المعالــم‪.‬‬
‫أيضــا‬
‫وأهمهــا "القــدس" تليهــا "الحيــاة"‪ ،‬هــي ً‬ ‫ّ‬
‫عينــة مــن ‪4‬‬ ‫اهتمامــا بعــرض الكتــب‪ .‬وفــي ّ‬
‫ً‬ ‫أكثــر‬ ‫وفــي النهايــة‪ ،‬يبــدو ضعــف حضــور القضايــا التــي‬
‫صحــف (اســتثنينا "النهــار" مــن أجــل الحصــول‬ ‫جليــا‪،‬‬
‫لهــا طابــع عالمــي وغامــض فــي الوقــت ذاتــه ًّ‬
‫علــى معــدالت ذات داللــة طــوال ‪ 5‬ســنوات)‬ ‫كالحضــارات (مرتبــة ‪ )21‬والعولمــة (مرتبــة ‪،22‬‬
‫عرضــا لـــ‪ 110‬كتــب خــال ‪ 5‬ســنوات‪ ،‬أي‬ ‫ً‬ ‫وجدنــا‬ ‫الحــظ أن هــذا الموضــوع يأتي في مرتبة‬ ‫الم َ‬
‫ومــن ُ‬
‫بمعدل ‪ 6-5‬كتب للصحيفة الواحدة كل عام‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫ُمتأخــرة كذلــك وإن كان ُمســتديم الحضــور فــي‬
‫ـور متواضـ ٌـع حجمــا وإن كان ذا أهميــة معرفيــة‬ ‫حضـ ٌ‬ ‫كل ُأطــر المجــال العــام األخــرى وفــي الدوريــات‬ ‫ّ‬
‫خصوصــا إذا نظرنــا إلــى الكتــاب‬
‫ً‬ ‫تتجــاوز حجمــه‪،‬‬ ‫الثقافيــة والعلميــة‪ ،‬مــا يشــي بوجــود اهتمــام‬
‫حتــوى لمــادة معرفيــة ُمســتفيضة‬ ‫علــى أنــه ُم ً‬ ‫ولــكل مــن هذيــن‬‫ٍّ‬ ‫واســع ولكــن ليــس عميقــا)‪.‬‬
‫حجمهــا‬
‫ُ‬ ‫أكثــر مــن مقالــةٍ فــي الصحيفــة ُيــوازي‬ ‫حيــز لالســتفاضة‬ ‫ّ‬ ‫وال‬ ‫المفهوميــن رحلــة طويلــة‬
‫ـح‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫واض‬ ‫ـبب‬
‫ـم تلخيــص الكتــاب‪ .‬وليــس هنــاك سـ ٌ‬ ‫حجـ َ‬ ‫ـدا أال يكــون‬‫فيهمــا هنــا‪ ،‬ولكــن مــن الغريــب تحديـ ً‬
‫لتراجــع هــذا النــوع مــن حضــور الفكــر العلمــي فــي‬ ‫نظرا إلى‬‫ً‬ ‫ـام أقــوى بمســألة العولمــة‬ ‫هنــاك اهتمـ ٌ‬
‫الصحــف خــال فتــرة الرصــد‪ ،‬وربمــا يبــدو كتراجــع‬ ‫محوريتهــا فــي التاريــخ المعاصــر‪ .‬وقــد يكمــن أحــد‬
‫بســبب طفــرة اســتثنائية لعــرض الكتــب فــي‬ ‫العوامــل هنــا فــي شــعور رائــج بعــدم وجــود دور‬
‫أن االنحــدار يســتمر‬ ‫أولــى ســنوات الرصــد‪ .‬إال ّ‬ ‫فعــال للعالــم العربــي فــي صنــع هــذه الظاهــرة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫‪89‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫أن‬
‫المواضيــع المتعلّ قــة بالعلــوم االجتماعيــة‪ .‬بيــد ّ‬ ‫حــدة‪ .‬ونالحــظ أن‬
‫فــي مــا بعــد وإن بوتيــرة أقــل ّ‬
‫معظــم الصحــف تُ ركّ ــز علــى عــرض الكتــب التــي‬ ‫االنحــدار األكبــر يكمــن فــي عــرض الكتــب العربيــة‬
‫حضــورا ضمــن‬
‫ً‬ ‫لهــا صلــة بالمفاهيــم األوســع‬ ‫ـل أهميــة مــن الكتــب األجنبيــة فــي‬ ‫التــي تبــدو أقـ ّ‬
‫قائمــة المفاهيــم المذكــورة أعــاه‪ ،‬ولكــن بشــكل‬ ‫ـا فيمــا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫قلي‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫تتعاف‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫ث‬ ‫‪،2012‬‬ ‫و‬ ‫العاميــن ‪2011‬‬
‫قليــا عــن المخــاض‬
‫ً‬ ‫ُيتيــح للصحيفــة االبتعــاد‬ ‫تفحــص عناويــن الكتــب يتّ ضــح أن‬
‫بعــد‪ .‬ومــن خــال ُّ‬
‫اليومــي لألحــداث بغيــة اســتطالع خلفياتهــا‬ ‫اهتمامــا بالكتــب‪ ،‬كـ"القــدس"‪،‬‬‫ً‬ ‫الصحــف األكثــر‬
‫العلميــة وامتداداتهــا التاريخيــة والثقافيــة‪.‬‬ ‫كتبــا حــول النطــاق األوســع مــن‬ ‫أيضــا ً‬
‫تســتعرض ً‬
‫‪12‬‬ ‫ﻗﺘﺼﺎد‬
‫‪20‬‬ ‫ﻋﻠﻮم ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﺟﺘﻤﺎع وأﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ‪41‬‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺿﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻣﻦ ‪ 4‬ﺻﺤﻒ‬
‫ﻋﺪد ﻛﺘﺐ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ُ‬
‫‪11‬‬
‫‪11‬‬
‫ﻋﻠﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻢ ﻧﻔﺲ‬
‫ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﺴﺐ اﻟﻠﻐﺔ‪2014 - 2010 ,‬‬ ‫ﻋﻠﻮم إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﺧﺮى ‪5‬‬

‫ﻛﺘﺐ ﻣﺘﺮﺟﻤﺔ‬
‫ﻛﺘﺐ أﺟﻨﺒﻴﺔ‬
‫ﻛﺘﺐ ﻋﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪40‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪30‬‬

‫رسم رقم ‪54‬‬


‫‪25‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪20‬‬


‫‪24‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪11‬‬
‫‪9‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪10‬‬

‫‪9‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺑﺪوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ‪ ،‬وﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺎﻧﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬

‫ـكال مــن‬
‫العلــوم االجتماعيــة العــرب واألجانــب شـ ً‬ ‫الس َــير‬
‫ِ‬ ‫حضــور علمــاء العلــوم االجتماعيــة‪:‬‬
‫أشــكال حضــور العلــوم االجتماعيــة فــي الصحــف‪،‬‬ ‫وكُ تّ ــاب المقــاالت‬
‫شــخصيا‪ .‬أن الســيرة هــي أحــد‬
‫ًّ‬ ‫حضــورا‬
‫ً‬ ‫وإن كان‬
‫ـري‪ ٍ،‬أو علــى‬
‫ـون فكـ ّ‬
‫أســاليب الوصــول إلــى مضمـ ٍ‬ ‫إلــى جانــب اســتعراض الكتــب والتحليــل العلمــي‪,‬‬
‫األقــل هــي أســلوب لإلشــارة إلــى أهميــة فكــر‬ ‫يبــرز نوعــان مــن الحضــور الشــخصي لعلمــاء‬
‫معينــة كأحــد عناويــن حيــاة مــا‪ .‬وقــد‬
‫ّ‬ ‫ذي طبيعــة‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي الصحــف‪ ،‬كســيرة‬
‫كثيــر مــن ســير علمــاء العلــوم‬
‫ٌ‬ ‫هنــاك‬ ‫ال يكــون‬ ‫حيــاة وككاتــب مقالــة‪ .‬تعكــس ِس َــير حيــاة علمــاء‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪90‬‬
‫مــروة ونصــر حامــد أبــو زيــد‪ ،‬وبدرجــةٍ أقــل نجــد‬ ‫خصوصــا إن لــم‬‫ً‬ ‫االجتماعيــة فــي المجــال العــام‪،‬‬
‫باحثيــن جديريــن بشــهرة أكبــر علــى غــرار حســام‬ ‫تتضمــن ســيرهم مســؤولياتٍ بــارزةً فــي الحيــاة‬ ‫ّ‬
‫المالحــظ أن معظــم‬ ‫تمــام وأحمــد جــدي‪ .‬ومــن ُ‬ ‫السياســية أو أجهزة الحكم‪ ،‬أو إذا كانت إنجازاتهم‬
‫هــؤالء يعتنــون بمنظومــة معرفيــة تتمحــور حــول‬ ‫غالبــا حــول دورهــم األكاديمــي‪ .‬ولكــن‬ ‫ً‬ ‫تتمحــور‬
‫قضايــا التــراث والتنويــر‪ ،‬ويعملــون عبــر الحقــول‬ ‫يؤشــر حضــور العالِ ــم كســيرة‬ ‫ّ‬ ‫المفتــرض أن‬ ‫ِمــن ُ‬
‫ـموليا‬
‫ً‬ ‫طابعــا شـ‬
‫ً‬ ‫المعرفيــة‪ ،‬مــا ُيعطــي إنجازاتهــم‬ ‫شــخصية فــي المجــال العــام إلــى وجــود عالقــة‬
‫ســابقا مــن ِســعة‬ ‫ً‬ ‫يتناســق مــع مــا الحظنــاه‬ ‫ويمدنــا‬
‫ّ‬ ‫عضويــة إلــى حــد مــا بينــه وبيــن المجتمــع‪،‬‬
‫االهتمــام بالمفاهيــم الشــمولية علــى حســاب‬ ‫المتبــادل بينهمــا‪.‬‬‫بدالئــل أوليــة حــول مــدى التأثيــر ُ‬
‫دقــة‬ ‫المفاهيــم التــي تطــرح مســائل تتطلــب ّ‬ ‫ـبيا ولكــن له معنى‬ ‫صغيرا نسـ ً‬
‫ً‬ ‫ـورا‬
‫وهنــا نرصــد حضـ ً‬
‫أكبــر حــول طبيعــة المشــروع أو المســار‪ ،‬كالتعليم‬ ‫كل الصحــف لعلمــاء العلــوم االجتماعيــة‪،‬‬ ‫فــي ّ‬
‫ألي عالــم‬‫أو التنميــة المســتدامة‪ .‬فــا نجــد ِسـ َـي ًرا ّ‬ ‫غزيــرا‬
‫ً‬ ‫رغــم اختــاف حجــم هــذا الحضــور‪ ،‬فيكــون‬
‫مــن ذوي اإلنجــازات العلميــة الدقيقــة بمــا فيهــا‬ ‫تتعمــق‬ ‫ّ‬ ‫نســبيا فــي صحيفــةٍ كـ"القــدس" التــي‬ ‫ًّ‬
‫إن‬ ‫غريبــا بالضــرورة‪ ،‬إذ ّ‬ ‫ً‬ ‫التطبيقيــة‪ .‬وليــس ذلــك‬ ‫فــي العلــوم االجتماعيــة واحتضنــت ‪ 10‬مــن أصــل‬
‫األفــكار الشــمولية تتماهــى مــع حالــةٍ اجتماعيــةٍ‬ ‫ـادرا‬‫‪ 17‬ســيرة وقعنــا عليهــا خــال فتــرة الرصــد‪ ،‬ونـ ً‬
‫تتميــز بصــراع مســتمر منــذ عقــود حــول مســائل‬ ‫وغالبــا مــا يكــون‬
‫ً‬ ‫غائبــا فــي الصحــف األخــرى‪.‬‬‫أو ً‬
‫ذات بعــد اســتراتيجي‪ ،‬بمــا فيهــا مســألة الهويــة‬ ‫هــؤالء مــن العلمــاء المعروفيــن فــي المــدارات‬
‫ومســألة الــدور المســموح بــه للعوامــل الخارجيــة‬ ‫الثقافيــة العامــة‪ ،‬أمثــال محمــد عابــد الجابــري وعبــد‬
‫ومســألة دور التاريــخ فــي صنــع المســتقبل‪.‬‬ ‫الوهــاب المســيري ومحمــد أركــون وحســين‬

‫ﻋﺪد ﺳﻴﺮ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 4‬ﺻﺤﻒ‬


‫ﻋﺮﺑﻴﺔ‪2014 - 2010 ,‬‬
‫‪10‬‬
‫‪10‬‬

‫‪8‬‬

‫رسم رقم ‪55‬‬


‫‪6‬‬

‫‪4‬‬
‫‪3‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪2‬‬

‫‪0‬‬
‫ا ﻷو‬
‫ﻟ ﺳ‬
‫اﻟ‬

‫اﻻ‬

‫ا‬
‫ﻟﺤ‬
‫ﺸﺮق ﻂ‬
‫ﻘﺪ‬

‫ﻫﺮ‬
‫ا‬

‫ﻴﺎة‬
‫س‬

‫ام‬

‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬ﺑﺪوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ‪ ،‬وﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺎﻧﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‬

‫‪91‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫اﻟﺴ َﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ذوي اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 4‬ﺻﺤﻒ‬


‫أﺻﺤﺎب ِ‬
‫ﻋﺮﺑﻴﺔ‪2014 - 2010 ,‬‬

‫اﺳﻢ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻴﺮة‬ ‫اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﺠﺮﻳﺪة‬

‫ﻣﺤﻤﺪ أرﻛﻮن‬ ‫‪2013‬‬ ‫اﻷﻫﺮام‬


‫ﻧﺼﺮ ﺣﺎﻣﺪ اﺑﻮزﻳﺪ‬ ‫‪2014‬‬ ‫اﻷﻫﺮام‬
‫ﻏﺎزي اﻟﻘﺼﻴﺒﻲ‬ ‫‪2010‬‬ ‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬
‫إرﻳﻚ ﻫﻮﺑﺰﺑﺎوم‬ ‫‪2014‬‬ ‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬
‫ﺟﻮن ﻟﻮك‬ ‫‪2014‬‬ ‫اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‬
‫ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻓﻴﻨﻴﺲ‬ ‫‪2010‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺠﺎﺑﺮي‬ ‫‪2010‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﺟﺎن ﻟﻮي ﻓﺎﺑﻴﺎﻧﻲ‬ ‫‪2010‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬

‫جدول رقم ‪15‬‬


‫أﺣﻤﺪ ﺟﺪي‬ ‫‪2011‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﻣﺤﻤﺪ أرﻛﻮن‬ ‫‪2011‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﻋﺒﺪاﻟﻮﻫﺎب اﻟﻤﺴﻴﺮي‬ ‫‪2011‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺮوة‬ ‫‪2012‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﻋﺒﺪاﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺨﻄﻴﺒﻲ‬ ‫‪2013‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﺣﻨﺎ أرﻧﺖ‬ ‫‪2014‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺎﺑﺪ اﻟﺠﺎﺑﺮي‬ ‫‪2014‬‬ ‫اﻟﻘﺪس‬
‫ﻣﻜﺴﻴﻢ رودﻧﺴﻮن‬ ‫‪2010‬‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة‬
‫ﺣﺴﺎم ﺗﻤﺎم‬ ‫‪2011‬‬ ‫اﻟﺤﻴﺎة‬

‫المصدر‪ :‬البدوي‪ ،‬أحمد موسى‪ ،‬ومحمود عبدالله‪ ،‬وهاني سليمان‪“ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الصحف العربية”‪( .‬ورقة‬
‫خلفية للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‪.‬‬

‫نقع في ِسـ َـير غير العرب على من شــملت إنجازاتهم‬ ‫مــا يمكــن اســتخالصه فــي هــذا المجــال هــو حضــور‬
‫وضــع قواعــد الفكــر الليبرالــي الكالســيكي‪ ،‬وابتــكار‬ ‫ِسـ َـير لمفكريــن أجانــب ذوي أدوار مختلفــة أمثــال حنــا‬
‫أســاليب تحتيــة لكتابــة التاريــخ االجتماعــي المحلــي‬ ‫ِآرنــت وجــان لــوي فابيانــي وإيريــك هوبزبــاوم وجــون‬
‫والعالمــي‪ ،‬ونقــد بيروقراطيــة الحداثــة والدولــة‬ ‫لــوك ومكســيم رودنســون‪ ,‬ورغــم قلّ ــة عددهــم‬
‫الحديثــة‪ ،‬وعلــم اجتمــاع المعرفــة‪ .‬ورغــم أن لهــذه‬ ‫ـبيا نالحــظ تنــوع مجاالتهــم المعرفيــة بالمقارنة مع‬
‫نسـ ًّ‬
‫االنجــازات أيضـ ًـا اســتنباطاتٍ شــمولية‪ ،‬بيــد أنهــا تــدور‬ ‫العلماء العرب‪ .‬فباســتثناء رودنســون الذي هو أقرب‬
‫فــي أفــاك مختلفــة وتعتمــد غالبـ ًـا علــى مالحظــات‬ ‫السـ َـير فــي الصحــف إلــى المنظومــة التراثية‪،‬‬
‫أصحــاب ِ‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪92‬‬


‫‪ 4‬مقاالت‪ ،‬فيما كان نحو ‪ %9‬من الكُ تّ اب مســؤولين‬ ‫الدقــة للديناميــات اليوميــة والفكريــة‬‫ّ‬ ‫تســتوحي‬
‫عــن ‪ %35‬مــن حضــور العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫المعاصــرة للمجتمــع الــذي يعيــش فيــه الباحــث‪.‬‬
‫الصحــف‪ .‬وهــذه الظاهــرة ُيمكــن تقييمهــا بأشــكال‬
‫نعــول عليهــا كداللــة‬
‫ّ‬ ‫مختلفــة‪ .‬فمــن الممكــن أن‬ ‫ونوعيا للعلوم‬ ‫كميا‬
‫ـبيا مــن الكُ تّ اب علــى العلوم‬ ‫ًّ‬ ‫ولكــن الحضــور الشــخصي األهــم ًّ‬
‫لهيمنــة عــدد محــدود نسـ ًّ‬ ‫االجتماعيــة فــي الصحــف هــو حضــور كتّ ــاب فــي حـ ّـد‬
‫االجتماعيــة بشــكلها الصحافــي‪ ،‬إال أن الهيمنــة‬
‫مســألةٌ نســبية وليســت مطلقــة‪ ،‬وتحتــاج كذلــك‬ ‫ذاتهــم‪ .‬ففــي مرحلــة الرصــد وجدنــا ‪ 1214‬مقالــة‬
‫إلــى تقييــم نوعــي يعتمــد معاييــر محــددة يمكــن‬ ‫تتعلــق بالعلــوم االجتماعيــة فــي العينــة‪ ،‬ألّ فهــا ‪680‬‬
‫أي نــوع مــن‬
‫مــن خاللهــا القــول بمــدى ضــرر أو فائــدة ّ‬ ‫نتوقــع اختلفــت غــزارة اإلنتــاج العلمــي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫كاتبــا‪ .‬وكمــا‬
‫أي حالــة اجتماعيــة‪.‬‬
‫الهيمنــة علــى ّ‬ ‫فــي الصحــف‪ ،‬إال أن ‪ %90‬مــن الكُ تّ ــاب كتبــوا أقـ ّـل مــن‬

‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ‪ :‬اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎب ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ‬


‫ﻧﺴﺒﺔ اﻧﺘﺎﺟﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ‬

‫‪100‬‬
‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻜﺘﺎب‬ ‫‪90‬‬
‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻤﻘﺎﻻت‬

‫‪80‬‬

‫رسم رقم ‪56‬‬


‫‪65‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪10‬‬
‫‪8‬‬
‫‪6‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ 10‬ﻣﻘﺎﻻت أو أﻛرث‬ ‫‪ 9-7‬ﻣﻘﺎﻻت‬ ‫‪ 6-4‬ﻣﻘﺎﻻت‬ ‫‪ 3-1‬ﻣﻘﺎﻻت‬
‫اﻟﻤﺼﺪر‪ :‬دوي‪ ،‬أﺣﻤﺪ ﻣﻮﺳﻰ‪ ،‬وﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ‪ ،‬وﻫﺎﻧﻲ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪" .2015 .‬ﺣﻀﻮر اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ‬
‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"‪) .‬ورﻗﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ(‪.‬‬

‫األوســط"‪ ،‬وبنســبة أعلــى فــي األخيــرة حيــث‬ ‫أن مســؤولية ‪ %90‬مــن الكُ تّ ــاب عــن حضــور‬
‫هنــاك ‪ 5‬كُ تّ ــاب (مــن أصــل ‪ )73‬يســتحوذون‬ ‫‪ %65‬مــن المــواد العلميــة فــي الصحــف تتناســق‬
‫علــى ‪ %34‬مــن حضــور العلــوم االجتماعيــة‬ ‫مــع طبيعــة اإلنتــاج العلمــي بشــكله العــام‪،‬‬
‫فــي هــذه الصحيفــة‪ ،‬وكاتبــان فــي "األهــرام"‬ ‫حضــور أكبــر‬
‫ٌ‬ ‫إذ مــن المتوقــع أن يكــون هنــاك‬
‫أنتجــا ‪ %8‬مــن الحضــور العلمــي هنــاك‪ .‬فيمــا‬ ‫للكُ تّ ــاب الكبــار مــن ذوي ســيرة الحيــاة البحثيــة‬
‫نســب أفضــل للتعدديــة فــي الصحــف‬‫ٌ‬ ‫هنــاك‬ ‫الطويلــة بالمقارنــة مــع الكُ تّ ــاب الذيــن مــا زالــوا‬
‫األخــرى حيــث إن االهتمــام الصحافــي بالعلــوم‬ ‫فــي بدايــة حياتهــم العلميــة‪ .‬ولكــن رغــم ذلــك‪،‬‬
‫االجتماعيــة يفــرض بــذل جهــد لتنويــع مصــادر‬ ‫مهمــة بيــن الصحــف‪ .‬علــى‬ ‫ّ‬ ‫تبقــى هنــاك فــوارق‬
‫العلــم المعــروض للقــارئ أي بمعنــى تعزيــز‬ ‫ســبيل المثــال‪ ،‬ال نجــد مــن كَ تــب أكثــر مــن ‪10‬‬
‫تعدديــة الكُ تّ ــاب‪.‬‬ ‫مقــاالت ســوى فــي "األهــرام" و"الشــرق‬
‫‪93‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬
‫ﺣﻀﻮرا ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ‬
‫ً‬ ‫اﻟﻜُ ﺘّ ﺎب اﻷﻛﺜﺮ‬
‫تنازليــا للكُ تّ ــاب األكثــر‬
‫ً‬ ‫ترتيبــا‬
‫ً‬ ‫يحمــل جــدول رقــم ‪16‬‬
‫حضــورا فــي الصحــف حســب عــدد مقــاالت الكاتــب‬ ‫ً‬
‫فــي مرحلــة الرصــد التــي تشــمل ‪ 32‬شــخصية كتبــت‬ ‫ﻋﺪد‬
‫اﺳﻢ اﻟﻜﺎﺗﺐ‬ ‫اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ‬
‫واضحــا مــن خــال هــذا‬ ‫ً‬ ‫‪ 6‬مقــاالت أو أكثــر‪ .‬ويبــدو‬ ‫اﻟﻤﻘﺎﻻت‬
‫الترتيــب وجــود المخضرميــن ذوي اإلنتــاج البحثــي‬
‫‪25‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺪ ﻳﺴﻴﻦ‬ ‫‪1‬‬
‫الطويــل علــى غــرار الســيد يســين ورضــوان الســيد‬
‫فــي صــدارة الالئحــة‪ ،‬مــا يحمــل داللــة أوليــة علــى‬ ‫‪20‬‬ ‫رﺿﻮان اﻟﺴﻴﺪ‬ ‫‪2‬‬
‫أن معاييــر الصحــف فــي تصنيــف الجــودة العلميــة‬ ‫‪15‬‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻨﺴﻌﻴﺪ اﻟﻌﻠﻮي‬ ‫‪3‬‬
‫تتماهــى مــع معاييــر الجماعــة العلميــة بشــكلها‬ ‫‪12‬‬ ‫آﻣﺎل ﻣﻮﺳﻰ‬ ‫‪4‬‬
‫األكاديمــي رغــم اختــاف أســاليب المعالجــة‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫ﺣﺴﻴﻦ ﺷﺒﻜﺸﻲ‬ ‫‪4‬‬
‫وربمــا تكــون لهــذه المالحظــة داللــة أخــرى وهــي‬
‫قــدرة العالــم ذاتــه علــى مخاطبــة جمهــور أوســع‬ ‫‪11‬‬ ‫ﻧﺒﻴﻞ ﻋﺒﺪاﻟﻔﺘﺎح‬ ‫‪6‬‬
‫كنتيجــةٍ لتراكــم خبرتــه العلميــة‪ ،‬وهــي قــدرة قــد ال‬ ‫‪10‬‬ ‫ﻫﺎﺷﻢ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫‪7‬‬
‫تســتوفي القــدر الكافــي مــن التقدير ضمــن الجماعة‬ ‫‪9‬‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ ﻋﺼﻔﻮر‬ ‫‪8‬‬
‫العلميــة رغــم وجــود بعــض االتجاهــات المعاصــرة‬
‫‪9‬‬ ‫أﻣﻴﻨﺔ ﺧﻴﺮي‬ ‫‪8‬‬
‫شــجع هــذا االتجــاه (‪ Burawoy 2005‬و‬ ‫ّ‬ ‫التــي تُ‬
‫‪ .)Brewer 2013‬ومــن الجديــر ذكــره‪ ،‬أن تركيزنــا علــى‬ ‫‪9‬‬ ‫ﻣﻄﺎع ﺻﻔﺪي‬ ‫‪8‬‬
‫زودنــا بمؤشــر حــول الخيــارات‬ ‫الصحــف المخضرمــة ّ‬ ‫‪9‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪاﻟﺤﻜﻢ دﻳﺎب‬ ‫‪8‬‬
‫إمــا بالنُ خــب وإمــا بالجمهــور‬ ‫ّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫رتبط‬ ‫الم‬
‫العلميــة العامــة ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫ﺑﺸﻴﺮ ﻣﻮﺳﻰ ﻧﺎﻓﻊ‬ ‫‪12‬‬

‫جدول رقم ‪16‬‬


‫التقليــدي للصحافــة العربيــة‪ ،‬رغــم إمكانيــة القــول إن‬
‫‪8‬‬ ‫ﺷﻔﻴﻖ ﻧﺎﻇﻢ اﻟﻐﺒﺮا‬ ‫‪12‬‬
‫أدى بشــكل غيــر مقصــود‬ ‫اختيــار العينــة بهــذا الشــكل ّ‬
‫إﻳﺎد أﺑﻮ ﺷﻘﺮا‬ ‫‪12‬‬
‫إلــى اســتبعاد الجيــل الجديــد مــن كُ تّ ــاب المقــاالت‬ ‫‪8‬‬

‫األصغــر ســنً ا‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ﻣﺄﻣﻮن ﻓﻨﺪي‬ ‫‪15‬‬


‫‪7‬‬ ‫ﺟﺎﺑﺮ ﺣﺒﻴﺐ ﺟﺎﺑﺮ‬ ‫‪15‬‬
‫وتخلــص نتيجــة الرصــد إلــى أن العلــوم االجتماعيــة‬ ‫‪7‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻴﺪ رﺻﺎص‬ ‫‪15‬‬
‫فــي الصحــف ال تــزال فــي معظــم األحيــان ذكوريــة‬
‫‪7‬‬ ‫ﺻﻼح ﺳﺎﻟﻢ‬ ‫‪15‬‬
‫الحضــور‪ ،‬إذ ال نجــد غيــر ‪ 3‬نســاء بيــن ‪ 32‬مــن غزيــري‬
‫اإلنتــاج فــي هــذا المجــال العــام‪ .‬وربمــا تكــون لذلــك‬ ‫‪7‬‬ ‫ﺳﻤﻴﺮ ﻣﺮﻗﺺ‬ ‫‪15‬‬
‫داللــة تتعلــق بتوزيــع التخصصات األكاديميــة والبحثية‪،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اﺑﺮاﻫﻴﻢ دروﻳﺶ‬ ‫‪15‬‬
‫وإيثــار الصحــف مواضيــع أكثــر شــمولية تــؤدي إلــى‬ ‫‪7‬‬ ‫ﻣﻀﺎوي اﻟﺮﺷﻴﺪ‬ ‫‪15‬‬
‫توســيع رقعــة الفئــة التــي تحتفــي بهــذه المواضيــع‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺸﻬﺎﺑﻲ‬ ‫‪15‬‬
‫ولكــن ال يجــب أن ننســى هنــا أن الفــوارق بيــن‬
‫أيضــا حيــث إن تفضيــل الصحــف‬ ‫ـؤدي دورهــا ً‬‫األجيــال تـ ّ‬ ‫‪6‬‬ ‫ﺟﻮرج ﺟﺤﺎ‬ ‫‪23‬‬
‫تميــزت‬
‫للكبــار يــؤدي إلــى تمثيــل أكبــر لفئــات عمريــة ّ‬ ‫‪6‬‬ ‫دﻳﻤﻪ ﻃﺎرق ﻃﻬﺒﻮب‬ ‫‪23‬‬
‫ـاغ‪ .‬أمــا الظاهــرة المهمــة األخيــرة‬ ‫بوجــود ذكــوري طـ ٍ‬ ‫‪6‬‬ ‫وﻟﻴﺪ أﺑﻲ ﻣﺮﺷﺪ‬ ‫‪23‬‬
‫ميز علماء‬‫ُ ّ‬‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫أن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫فتتجس‬ ‫‪16‬‬ ‫فــي جــدول رقــم‬
‫‪6‬‬ ‫ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﺘﺎر اﻟﺒﺪري‬ ‫‪23‬‬
‫العلــوم االجتماعيــة فــي هــذا المجــال العــام هــو‬
‫والمثقــف‪ ،‬أي االنســان‬‫ّ‬ ‫جمعهــم بيــن صفــة العالــم‬ ‫‪6‬‬ ‫ﻃﻪ ﻋﺒﺪاﻟﻌﻠﻴﻢ‬ ‫‪23‬‬
‫صاحــب النظــرة الشــمولية والمهتــم بالحــوارات‬ ‫‪6‬‬ ‫ﻧﺎدر ﻓﺮﺟﺎﻧﻲ‬ ‫‪23‬‬
‫أيضــا يبــدو ذا قــدرة‬ ‫الدائــرة فــي المجتمــع‪ ،‬ولكنــه ً‬ ‫‪6‬‬ ‫ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﻔﻘﻲ‬ ‫‪23‬‬
‫علــى إضافــة مــادة ترتقــي عــن المعتــاد وإن بدرجــة‬
‫‪6‬‬ ‫ﻛﺮم اﻟﺤﻠﻮ‬ ‫‪23‬‬
‫الدقــة النســبية فــي التعبيــر‬ ‫ّ‬ ‫مفهومــة وتســتلهم‬
‫مزيجــا‬
‫ً‬ ‫العلمــاء‬ ‫إيثــار‬ ‫رغــم‬ ‫‪،‬‬‫مســتقل‬
‫ّ‬ ‫قــدم كــرأي‬
‫وتُ ّ‬ ‫‪6‬‬ ‫ﻣﺎﺟﺪ ﻛﻴﺎﻟﻲ‬ ‫‪23‬‬
‫مــن الليبراليــة واليســار والتــراث‪ ،‬تختلــف فيــه نســب‬ ‫‪6‬‬ ‫ﺧﺎﻟﺪ ﻏﺰال‬ ‫‪23‬‬
‫مكوناتــه مــن حالــة إلــى أخــرى‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬بدوي‪ ،‬أحمد موسى‪ ،‬ومحمود عبدالله‪ ،‬وهاني سليمان‪.2015 .‬‬
‫“حضور العلوم االجتماعية في الصحف العربية”‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي‬
‫للعلوم االجتماعية)‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪94‬‬


‫المشــابهة‪ .‬ولكــن‬ ‫أكثــر مــن ســواها مــن المقــاالت ُ‬ ‫نظرة إلى الحضور اإللكتروني‪’‘ :‬المدن’’‬
‫المشــكلة التــي تواجــه "المــدن" علــى هــذا الصعيد‪,‬‬
‫كمــا يقــول رئيــس تحريرهــا‪ ،‬تكمــن فــي عــدم تمكُّ ــن‬ ‫ـبيا‪ ،‬وهــو جريــدة‬ ‫فــي موقــع حديــث التأســيس نسـ ًّ‬
‫بعــض األكاديمييــن مــن االســتمرار فــي الكتابــة‬ ‫"المــدن" التــي ينحصــر وجودهــا فــي الفضــاء‬
‫بالصيغــة الصحافيــة‪ .‬وهــذه اإلشــكالية تماثـ ُـل مــا نراه‬ ‫االلكترونــي ‪ ،‬تبــرز محــاوالت لتوظيــف اإلمكانيــات‬
‫فــي العالقــة بيــن المجتمــع المدنــي وعلمــاء العلــوم‬ ‫فخالفــا للصحــف الورقيــة‪,‬‬ ‫ً‬ ‫الخاصــة بهــذا المجــال‪.‬‬
‫ّ‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬حيــث ال عالقــات دائمــة أو ُمبرمجــة‬ ‫الحــدث كخبــر فــي "المــدن" ألن الموقــع‬ ‫ُ‬ ‫قــدم‬
‫ال ُي َّ‬
‫جهــودا فرديــة تؤتــي‬‫ً‬ ‫ولكــن‬
‫ّ‬ ‫بشــكل مؤسســاتي‪،‬‬ ‫إخباريــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫موقعــا‬
‫ً‬ ‫يعتبــر نفســه جريــدة إلكترونيــة ال‬
‫ثمارهــا متــى ُبذِ لــت‪.‬‬ ‫ـورا بطريقــة تحليليــة تربــط بيــن‬ ‫بــل يظهــر الحــدث فـ ً‬
‫مرحلتيــن‪ ،‬مــا قبــل الحــدث ومــا بعــده‪ .‬وهنــا نجــد‬
‫العلوم االجتماعية في الفضائيات‬ ‫ـيوعا فــي الصحــف‬ ‫ظاهــرة قــد تكــون اليــوم أكثــر شـ ً‬
‫االلكترونيــة منهــا فــي الصحــف الورقيــة العريقــة‪،‬‬
‫المنصــرم بــدأت‬ ‫أال وهــي عــرض العلــوم االجتماعيــة بشــكل مرتبــط‬
‫منــذ بدايــات العقــد األخيــر مــن القــرن ُ‬ ‫بموقــف سياســي واضــح‪ .‬ورغــم أن الصحف الورقية‬
‫واســعا مــن المجــال‬
‫ً‬ ‫حيــزً ا‬
‫تحتــل ّ‬
‫ّ‬ ‫الفضائيــات العربيــة‬
‫واإللكترونيــة تتماهــى فــي عــدم انطبــاق الضوابــط‬
‫المشــترك‪ ،‬لــذا كان ال بـ ّـد فــي هــذا الرصــد‬ ‫العربــي ُ‬ ‫األكاديميــة عليهــا‪ ،‬يبــدو أن الفضــاء االلكترونــي‬
‫عينــة مــن الفضائيــات واســعة الحضــور‬ ‫ّ‬ ‫اعتمــاد‬ ‫مــن‬ ‫حصــرا فرصــة أكبــر‬ ‫يمنــح الصحــف التــي تســكنه‬
‫فــي المجــال العربــي العــام العابــر لحــدود الدولــة‬ ‫ً‬
‫حجمــا ممــا‬
‫ً‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫أكب‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫لتبنّ ــي مواقــف جماعــات ّربمــا‬
‫الواحــدة‪ .‬ويهــدف الرصــد إلــى تحديــد طبيعــة العلــوم‬ ‫ُيســمح بتمثيلــه عبــر الحــدود العربيــة فــي الفضــاء‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬إن ُو ِجــدت‪ ،‬فــي البرامــج الوثائقيــة‬ ‫الصحافــي الورقــي‪ .‬فجريــدة "المــدن" اإللكترونيــة‬
‫فرضــي أكبــر‬
‫ٍّ‬ ‫والتحاوريــة التــي تحتفــظ بهامــش‬ ‫تُ مثّ ــل ‪-‬حســب رئيــس تحريرهــا ســاطع نــور الديــن‬
‫مــن ســواها مــن البرامــج الحتضــان بعــض األشــكال‬ ‫فــي مقابلــة معــه‪ -‬التيــار المدنــي الديمقراطــي‬
‫العلميــة لطــرح المســائل‪ .‬ونظـ ًـرا إلــى العــدد الكبيــر‬ ‫اللبنانــي والعربــي والخــط الوســطي وأحــد منابــر‬
‫ـدة الزمنيــة للبحــث بســتة‬ ‫المـ ّ‬
‫ـم حصـ ُـر ُ‬ ‫مــن البرامــج تـ ّ‬ ‫ُمناهضــة االســتبداد‪ .‬وهنــا تولــد ظاهــرة تختلــف‬
‫أشــهر‪ ،‬وذلــك مــن األول مــن الشــهر التاســع‬ ‫عمــا نــراه فــي موقــع "أرنتروبــوس" العلمــي الــذي‬
‫(أيلول\ســبتمبر) مــن العــام ‪ 2014‬لغايــة نهايــة‬ ‫تتكــون مــن خاللــه نــواة جماعــة علميــة‪ .‬فالجماعــة‬
‫الشــهر الثانــي (شــباط\ فبرايــر) مــن العــام ‪.2015‬‬ ‫تتحــدث "المــدن" إليهــا هــي ّتيــار اجتماعــي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫التــي‬
‫لمنظمــة ُيمثّ النــه ككل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن كان ال وجــود لحــزب أو‬
‫قامــت خطــة الرصــد فــي البدايــة علــى اختيــار‬ ‫وعليــه‪ ،‬تغــدو األحــداث فرصــة إلبــراز أهميــة الموقف‬
‫كونــة مــن ‪ 10‬برامــج تبثّ هــا ‪ 5‬فضائيــات‪،‬‬ ‫إال مــن‬‫ألن الموقــع يفتــرض أن فهــم الحــدث ال يتــم ّ‬
‫عينــة ُم ّ‬
‫ّ‬
‫يتقدمهــا‬ ‫لوجســتية‬ ‫صعوبــات‬ ‫إلــى‬ ‫ا‬‫نظــر‬ ‫ولكــن‬ ‫خاللــه‪ .‬لــذا يتصــدر موقــف الكاتــب‪ ،‬كــرأي أو كحكــم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫بــدءا مــن العــام‬ ‫حجــب بعــض القنــوات برامجهــا‬ ‫المقــاالت كافــة ســواء بشــكل ظاهــري أم ضمنــي‪.‬‬
‫ً‬ ‫وبالتالــي‪ ،‬تتشــابه هــذه الصحيفــة اإللكترونيــة مــع‬
‫توفــرت‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2015‬وصعوبــة الحصــول علــى برامــج‬
‫مجلــة ثقافيــة عريقــة هــي "اآلداب" التــي رصدناهــا‬
‫فيهــا الشــروط المطلوبــة‪ ،‬تــم تعديــل خطــة اختيــار‬
‫أيضــا أهميــة‬ ‫ضمــن المجــات الثقافيــة‪ ،‬حيــث تبــرز ً‬
‫العينــة‪ .‬وبعــد مســح شــامل ألكثــر مــن ‪ 30‬فضائيــة‬ ‫الموقــف فــي فهــم الواقــع بمــا فيــه اختيــار منهــج‬
‫اســتقر االختيــار‬
‫ّ‬ ‫موجهــة إلــى العالــم العربــي‬ ‫ّ‬ ‫كميــا‬
‫تأثيــرا ًّ‬
‫ً‬ ‫التحليــل وتطبيقــه‪ .‬ولكننــا نــرى كذلــك‬
‫توفــرت فيهــا الشــروط المطلوبــة‬ ‫علــى ‪ 10‬برامــج ّ‬ ‫ونوعيــا لحضــور علمــاء العلــوم االجتماعيــة‪ .‬ففــي‬ ‫ًّ‬
‫أربــع‬
‫َ‬ ‫مــن ‪ 6‬قنــوات‪ .‬وتشــمل القنــوات الســت‬ ‫‪ 55‬مقالــة ُمتعلّ قــة بالعلــوم االجتماعيــة رصدناهــا‬
‫وإقليميــا‬
‫ًّ‬ ‫محليــا‬
‫ًّ‬ ‫قنــوات فضائيــة عربيــة تبــث‬ ‫فــي "المــدن"‪ ،‬يشــكّ ل الكُ تّ ــاب الذيــن يعملــون فــي‬
‫وهــي‪ :‬المياديــن والجزيــرة والعربيــة والمنــار‪،‬‬ ‫الحقــل األكاديمــي كعلمــاء علــوم اجتماعيــة أقليــة‬
‫وفضائيتــان أجنبيتــان ناطقتــان بالعربيــة‪ :‬الـــ ‪BBC‬‬ ‫ضئيلــة ال تتجــاوز ‪ %8‬مــن مؤلفــي هــذه المقــاالت‪،‬‬
‫عربــي و ‪Sky News‬عربــي‪ .‬وعقــب مســح شــامل‬ ‫إال أنهــم أنتجــوا ‪ %22‬منهــا‪ .‬لــذا ُيمكــن القــول إن‬
‫الح َدثيــة‬‫بعدت فيــه البرامــج السياســية َ‬ ‫آخــر اســتُ ِ‬ ‫حضورهــم الكمــي يتجــاوز عددهــم‪ ،‬وكذلــك يــؤدي‬
‫واإلخباريــة ومــا ال صلــة لــه بالعلــوم االجتماعيــة‪،‬‬ ‫تحســن نوعــي لحضــور‬ ‫ّ‬ ‫فــي معظــم األحيــان إلــى‬
‫وقــع االختيــار علــى البرامــج الحواريــة والوثائقيــة‬ ‫واضحــا أن المقــاالت المكتوبة من‬ ‫ً‬ ‫العلــوم‪ .‬فقــد كان‬
‫واالجتماعيــة اآلتيــة‪ :‬مــن المياديــن اختيــر برنامجــا‬ ‫طــرف علمــاء علــوم اجتماعيــة ُمحترفيــن لمهنتهــم‪،‬‬
‫"خــارج القيــد" و"وثائقــي المياديــن"؛ مــن الجزيــرة‬ ‫تميــزت بطبيعــة علميــة‬ ‫علــى غــرار أحمــد بيضــون‪ّ ،‬‬

‫‪95‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫المعالجــة اآلتيــة‪:‬‬
‫ثالثــة مــن أشــكال ُ‬ ‫اختيــر برنامجــا "تحــت المجهــر" و "عالــم الجزيــرة"؛‬
‫متخصصيــن وخبــراء وفتــح المجــال‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬اســتضافة‬ ‫مــن العربيــة ُر ِصــد برنامجــا "روافــد" و "وثائقــي‬
‫أمامهــم لنقــل خبراتهــم وبعض نتائج الدراســات‬ ‫العربيــة"؛ مــن الـــ ‪ BBC‬عربــي ُد ِرس برنامجــا‬
‫المتعلّ قــة بموضــوع الحلقــة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫"دنيانــا" و"المشــهد"؛ مــن المنــار برنامــج "حبــة‬
‫متخصصــة تعتمــد أدلّ ــة‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬اإلشــارة إلــى تقاريــر‬ ‫مســك"‪ ،‬ومــن الـــ ‪Sky News‬عربــي برنامــج "عــن‬
‫االســتناد إلــى دراســات وتقاريــر علميــة‪.‬‬ ‫قــرب"‪.‬‬
‫أو ّليــة ألدبيــات المفهــوم أو الظاهــرة‬ ‫‪ -‬مراجعــة ّ‬
‫التــي تُ ناقشــها الحلقــة‪.‬‬ ‫كل مــن‬ ‫وتــم اختيــار عينــة عشــوائية مــن حلقــات ٍّ‬
‫التنــوع أو التداخــل أو التقاطــع فــي‬ ‫‪ -‬اعتمــاد‬ ‫ّ‬
‫ُّ‬ ‫علمــا أن الدراســة‬ ‫هــذه البرامــج وتحليــل محتواهــا‪ً ،‬‬
‫المقاربــات العلميــة‪.‬‬
‫راعــت ضــرورة تماثُ ــل معاييــر الرصــد هنــا مــع المعاييــر‬
‫‪ -‬اســتخدام مفاهيــم علميــة وشــرحها وربطهــا‬
‫ـتخدمة لتعريــف حضــور العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫المسـ َ‬ ‫ُ‬
‫بمكونــات الظاهــرة موضــوع الحلقــة‪.‬‬
‫نيويــا مــع‬ ‫أطــر المجــال العــام األخــرى كافــة‪ ،‬أي اســتبعاد المــواد‬
‫‪ -‬ربــط الظاهــرة موضــوع الحلقــة ُب ًّ‬
‫مكو نا تهــا ‪.‬‬ ‫ذات الطابــع اليومــي اإلخبــاري‪ ،‬بمــا فيهــا األخبــار‬
‫تبنــي منهجيــات وخطــوات فــي ســيرورة‬ ‫‪-‬‬ ‫الثقافيــة وأخبــار عــن لقــاءات علميــة‪ ،‬وحصــر الرصــد‬
‫ّ‬
‫الحلقــات أقــرب إلــى التقنيــات العلميــة فــي‬ ‫عرضــا لمفهــوم‬‫ـا أو ً‬ ‫فــي المــواد التــي تتضمــن تحليـ ً‬
‫البحــث‪.‬‬ ‫مــن مفاهيــم العلــوم االجتماعيــة (كاإلدارة الذاتيــة‪،‬‬
‫الصغــرى (ميكــرو)‬ ‫تــدرج األفــكار مــن الوحــدات ُ‬ ‫ُّ‬ ‫‪-‬‬ ‫التنمية المســتدامة‪ ،‬الالمســاواة‪ ،‬المجتمع المدني)‪،‬‬
‫إلــى الكيانــات الكُ بــرى (ماكــرو) فــي تحليــل‬ ‫ويتعــدى العموميــات‬ ‫ّ‬ ‫عرضــا يستشــرف العلــم‬ ‫أو ً‬
‫الظواهــر أو العكــس‪.‬‬ ‫إلــى مفهــوم عــام منتشــر (كالديمقراطيــة‪ ،‬الثــورة‪،‬‬
‫المســتقاة‬ ‫‪ -‬اعتمــاد الحلقــات علــى تدعيــم النتائــج ُ‬ ‫ـدن)‪،‬‬‫الليبراليــة‪ ،‬الدولــة‪ ،‬العشــيرة‪ ،‬الرأســمالية‪ ،‬التمـ ّ‬
‫مــن اســتطالع الفئــات المســتهدفة أو العكــس‪.‬‬ ‫أو مــادة ذات طابــع اســتعراضي (كاســتعراض كتــاب‬
‫‪ -‬التعويــل علــى المجادلــة الذاتيــة أو النقديــة مــن‬ ‫مــن العلــوم االجتماعيــة أو ســيرة خبيــر فــي العلــوم‬
‫قبــل الضيــف خــال طرحــه المقاربــة للتوصــل‬ ‫االجتماعيــة)‪ ،‬أو ُمعالجــة لقضيــة اجتماعيــة أو ظاهــرة‬
‫إلــى مزيــد مــن النتائــج العلميــة‪.‬‬ ‫معينــة بشــكل يســتعمل بصــورةٍ واضحــة خبــرات أو‬
‫‪ -‬بنــاء الحلقــة علــى الســؤال اإلشــكالي كوســيلة‬ ‫بحوثً ــا فــي العلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫المعالجــة ولإلشــارة إلــى‬ ‫إلطــاق الحــوار أو ُ‬
‫حاجــة الموضــوع لعمــق التحليــل‪.‬‬ ‫حاولنــا مــن خــال هــذا الرصــد الوصــول إلــى رؤيــة‬
‫ّأو ّليــة حــول ســؤالين ُمتعلّ قيــن بكيفيــة حضــور العلوم‬
‫تعمقــة للمواضيــع‪،‬‬ ‫الم ّ‬ ‫ُ‬ ‫المعالجــة‬‫ُ‬ ‫وبعكــس‬
‫التعمــق‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيــة فــي الفضائيــات‪ :‬مــا هــي درجــة‬
‫المعالجــة شــائعة عندمــا تتجاهــل هــذه‬ ‫تبــدو ُ‬
‫تتميــز ببعــض‬ ‫الممارســات وتســتبدلها بمعالجــة‬ ‫الموجة إلى الجمهــور العربي؟‬
‫ّ‬ ‫فــي التحليــل العلمــي‬
‫ّ‬ ‫ومــا هــي أبــرز المواضيــع التــي تُ ســتَ عمل العلــوم‬
‫الســمات اآلتيــة‪:‬‬
‫‪ -‬عــرض المفاهيــم والظواهــر بشــكل ســطحي‬ ‫تعمــق‬
‫االجتماعيــة فــي اســتعراضها‪ ،‬ســواء بشــكل ُم ّ‬
‫عمقــا أو‬
‫ً‬ ‫ال يتوخّ ــى الوصــول إلــى معنــى أكثــر‬ ‫أم شــائع؟‬
‫مــن خــال أدلّ ــة‪.‬‬
‫‪ -‬االعتمــاد علــى شــهادات وتجــارب شــخصية مــن‬ ‫درجة العمق‬
‫دون دليــل علــى قابليتهــا للتعميــم أو مــن دون‬
‫للمقارنــة‪.‬‬
‫االهتمــام بقابليتهــا ُ‬ ‫كان مــن الضــروري فــي مشــروع الرصــد الفصــل‬
‫‪ -‬الوقــوع فــي ســياقات ســردية أكثــر ممــا هــي‬ ‫عمــق للعلــوم‬ ‫بيــن توظيــف شــائع وتوظيــف ُم ّ‬
‫لتمــس‬ ‫تحليليــة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك الحــاالت التــي تَ ِ‬ ‫االجتماعيــة فــي الفضائيــات‪ .‬وكان مــن الطبيعــي‬
‫العمــق فــي الطــرح‪.‬‬ ‫ـم هــذا الفصــل حســب المعاييــر األكاديميــة‪،‬‬ ‫أال يتـ ّ‬
‫‪ -‬اقتصــار التحليــل علــى إبــراز ســطحيات األمــور‪،‬‬ ‫اســتنادا إلــى معاييــر تُ ناســب طبيعــة‬ ‫ً‬ ‫بــل‬
‫الممارســة االجتماعيــة أو الهوايــة‪.‬‬ ‫كالهويــة أو ُ‬ ‫تتوجــه إلــى‬
‫ّ‬ ‫الفضائيــات كأطــر غيــر ُمتخصصــة‬
‫مصــب الترويــج لفكــرة أو‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬توجيــه التحليــل إلــى‬ ‫ـاليب‬
‫َ‬ ‫جمهــور عــام‪ ،‬رغــم أنّ هــا تســتخدم أحيانً ــا أسـ‬
‫جماعــة سياســية محــددة‪ ،‬أو عــرض الوقائــع‬ ‫تُ ناســب طبيعتهــا لطــرح نــوع مــن الرؤيــة العلميــة‬
‫بطــن أو صريــح للدعايــة الربحيــة‪.‬‬ ‫كأســلوب ُم ّ‬ ‫الئمــا‬
‫فــي برامــج ُمختــارة‪ .‬مــن هــذه الزاويــة‪ ،‬بــدا ُم ً‬
‫‪ُ -‬طغيــان الصبغــة الوصفيــة أو الوجدانيــة أو‬ ‫توظــف العلــم‬ ‫ّ‬ ‫أن الحلقــة ُيمكــن أن تُ صنّ ــف بأنّ هــا‬
‫االنطباعيــة علــى العــرض‪.‬‬ ‫توفــرت فيهــا علــى األقــل‬ ‫ّ‬ ‫عمــق إذا‬
‫بشــكل ُم ّ‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪96‬‬
‫ﻧﻮع ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻤﻮاﺿﻴﻊ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 10‬ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺒﺜﻬﺎ ‪ 6‬ﻓﻀﺎﺋﻴﺎت‬

‫ﻋﺪد وﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﻠﻘﺎت‬


‫ﺣﺴﺐ ﻧﻮع اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ‬ ‫ﻋﺪد‬ ‫اﻟﺒﺚ‬
‫ّ‬ ‫إﻋﺎدة‬ ‫اﻟﺒﺚ‬
‫ّ‬ ‫وﻗﺖ‬
‫اﻟﺤﻠﻘﺎت‬ ‫ﺧﻼل‬ ‫ﻧﻮع‬ ‫ﻋﻨﻮان‬
‫ﺗﻮﻗﻴﺖ(‬ ‫اﻟﺒﺚ‬
‫ّ‬ ‫وﺗﻴﺮة‬ ‫اﻟﻘﻨﺎة‬
‫ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ‬ ‫ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ‬ ‫اﻟﻤﺴﺘﻬﺪﻓﺔ‬ ‫اﻷﺳﺒﻮع‬ ‫اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‬ ‫اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ‬
‫ُ‬ ‫)ﺑﻴﺮوت‬
‫ﻌﻤﻘﺔ‪:‬‬‫ُﻣ ّ‬ ‫ﺷﺎﺋﻌﺔ‪:‬‬
‫ﻋﺪد‬ ‫ﻋﺪد‬
‫)ﻧﺴﺒﺔ(‬ ‫)ﻧﺴﺒﺔ(‬

‫)‪6 (%26‬‬ ‫)‪17 (%74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ﺻﻔﺮ‬ ‫‪ 7‬ﻣﺴﺎء‪،‬‬ ‫أﺳﺒﻮﻋﻲ‬ ‫ﺧﺎرج اﻟﻘﻴﺪ‬
‫ﺣﻮاري‬ ‫اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ‬
‫اﻷﺣﺪ‬

‫‪ 11‬ﻣﺴﺎء‪،‬‬
‫)‪3 (%25‬‬ ‫)‪9 (%75‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ﺻﻔﺮ‬ ‫ﻛﻞ أﺳﺒﻮﻋﻴﻦ‬ ‫وﺛﺎﺋﻘﻲ‬ ‫اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ‬ ‫وﺛﺎﺋﻘﻲ‬
‫أﻳﺎم‬
‫اﻟﻤﻴﺎدﻳﻦ‬
‫ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ‬

‫‪5:05‬‬
‫ﻣﺮﺗﺎن‬ ‫ﺗﺤﺖ‬
‫)‪2 (%20‬‬ ‫)‪8 (%80‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ﻣﺴﺎء‪،‬‬ ‫أﺳﺒﻮﻋﻲ‬ ‫وﺛﺎﺋﻘﻲ‬ ‫اﻟﺠﺰﻳﺮة‬
‫إﺿﺎﻓﻴﺘﺎن‬ ‫اﻟﻤﺠﻬﺮ‬
‫اﻷرﺑﻌﺎء‬

‫‪6:30‬‬
‫‪ 4‬ﻣﺮات‬ ‫ﻋﺎﻟﻢ‬
‫)‪7 (%26‬‬ ‫)‪20 (%74‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ﻣﺴﺎء‪،‬‬ ‫أﺳﺒﻮﻋﻲ‬ ‫وﺛﺎﺋﻘﻲ‬ ‫اﻟﺠﺰﻳﺮة‬

‫جدول رقم ‪17‬‬


‫إﺿﺎﻓﻴﺔ‬ ‫اﻟﺠﺰﻳﺮة‬
‫اﻻﺣﺪ‬

‫‪ 3‬ﻣﺮات‬
‫)‪10 (%40‬‬ ‫)‪15 (%60‬‬ ‫‪25‬‬ ‫اﻷرﺑﻌﺎء‬ ‫أﺳﺒﻮﻋﻲ‬ ‫ﺣﻮاري‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫رواﻓﺪ‬
‫إﺿﺎﻓﻴﺔ‬

‫أﺳﺒﻮﻋﻲ‬ ‫وﺛﺎﺋﻘﻲ‬
‫)‪2 (%33‬‬ ‫)‪4 (%67‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ﺻﻔﺮ‬ ‫ﻏﻴﺮ واﺿﺢ‬ ‫وﺛﺎﺋﻘﻲ‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫أﻳﺎم ‪10‬‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫‪9:05‬‬
‫)‪3 (%13‬‬ ‫)‪20 (%87‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ﺻﻔﺮ‬ ‫ﻣﺴﺎء‪،‬‬ ‫أﺳﺒﻮﻋﻲ‬ ‫ﺣﻮاري‬ ‫‪ BBC‬ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫دﻧﻴﺎﻧﺎ‬
‫اﻟﺠﻤﻌﺔ‬

‫‪7:30‬‬
‫‪ 4‬ﻣﺮات‬
‫)‪3 (%12‬‬ ‫)‪21 (%88‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ﻣﺴﺎء‪،‬‬ ‫أﺳﺒﻮﻋﻲ‬ ‫ﺣﻮاري‬ ‫‪ BBC‬ﻋﺮﺑﻲ‬ ‫اﻟﻤﺸﻬﺪ‬
‫إﺿﺎﻓﻴﺔ‬
‫اﻻﺛﻨﻴﻦ‬

‫‪ 13‬ﻣﺮة‬ ‫ﻳﻮﻣﻲ‬
‫)‪3 (%12‬‬ ‫)‪23 (%88‬‬ ‫‪26‬‬ ‫ﺻﺒﺎﺣﻲ‬ ‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫اﻟﻤﻨﺎر‬ ‫ﺣﺒﺔ ﻣﺴﻚ‬
‫ّ‬
‫إﺿﺎﻓﻴﺔ‬

‫)‪6 (%26‬‬ ‫)‪17 (%74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ﺻﻔﺮ‬ ‫ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ‪،‬‬ ‫أﺳﺒﻮﻋﻲ‬ ‫وﺛﺎﺋﻘﻲ‬ ‫‪Sky News‬‬ ‫ﻋﻦ ﻗﺮب‬
‫اﻟﺠﻤﻌﺔ‬ ‫ﻋﺮﺑﻲ‬

‫)‪45 (%23‬‬ ‫‪154‬‬ ‫‪199‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻤﻮع‬


‫)‪(%77‬‬

‫المصدر‪ :‬كسر‪ ،‬عبادة‪ “ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الفضائيات العربية”‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‬
‫ ‬

‫المجــال العــام مــن نتاجهــا‪،‬‬


‫ُ‬ ‫بأســلوب يســتفيد‬ ‫أقــل مــن ربــع‬
‫ّ‬ ‫يشــير جــدول رقــم ‪ 17‬إلــى أن‬
‫فيمــا تحضــر العلــوم االجتماعيــة فــي أكثــر مــن‬ ‫الحلقــات فــي البرامــج الوثائقيــة والحواريــة‬
‫ثالثــة أربــاع الحلقــات بشــكل شــائع‪ ،‬أي مــن دون‬ ‫العينــة يســتحضر العلــوم االجتماعيــة‬
‫ّ‬ ‫فــي هــذه‬
‫‪97‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫األو ّليــة التــي‬


‫ّ‬ ‫المالحظــات‬ ‫يبقــى فــي إطــار ُ‬ ‫إضافــةٍ نوعيــة أو منهجيــة للقضيــة المطروحــة‪.‬‬
‫شــمولية إلثباتهــا أو‬
‫ّ‬ ‫أكثــر‬ ‫تحتــاج إلــى دراســة‬ ‫أيضــا وجــود بعــض االختالفــات علــى هــذا‬
‫الحــظ ً‬
‫وي َ‬
‫ُ‬
‫لدحضهــا‪ ،‬وإلــى دراســة خلفيــات صنــع القــرار‬ ‫الصعيــد بيــن القنــوات وليــس فقــط بيــن البرامــج‪.‬‬
‫ـؤدي هــذه الخلفيــات‬ ‫فــي الفضائيــات وكيــف تـ ّ‬ ‫ســجل أعلــى نســب‬ ‫َّ‬ ‫فعلــى ســبيل المثــال‪ ،‬تُ‬
‫إلــى نتائــج ُمختلفــة عبــر القنــوات‪ ،‬ناهيــك عــن‬ ‫المرصوديــن مــن قنــاة‬
‫َ‬ ‫التعمــق فــي البرنامجيــن‬
‫ّ‬
‫لتلمــس مــا إذا كانــت‬
‫ُّ‬ ‫فتــرة زمنيــة أطــول للرصــد‬ ‫العربيــة حيــث تصــل إلــى ‪ %40‬و ‪ ،%33‬وأدناهــا‬
‫لتحســن‬
‫ُّ‬ ‫ســببات ُمحــددة‬
‫ٌ‬ ‫أنمــاط أو ُم‬
‫ٌ‬ ‫هنــاك‬ ‫فــي برامــج الـــ‪ BBC‬عربــي والمنــار‪ .‬وهنــا يجــب‬
‫العــرض العلمــي فــي البرامــج أو لتدهــوره‪.‬‬ ‫لفــت النظــر إلــى أن مــا يـ ِـرد فــي هــذا الســياق‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺠﻮدة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ووﺗﻴﺮة اﻟﺒﺚ ﺧﻼل اﻻﺳﺒﻮع اﻟﻮاﺣﺪ*‬

‫ﻋﺪد ﻣﺮات‬
‫‪ 14‬ﻣﺮة‬ ‫‪ 5‬ﻣﺮات‬ ‫‪ 4‬ﻣﺮات‬ ‫‪ 3‬ﻣﺮات‬ ‫ﻣﺮة واﺣﺪة‬ ‫اﻟﺒﺚ‬
‫ّ‬ ‫إﻋﺎدة‬
‫ﺧﻼل اﻷﺳﺒﻮع‬

‫جدول رقم ‪18‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﻋﺪد اﻟﺒﺮاﻣﺞ‬

‫ﻣﺘﻮﺳﻂ ﻧﺴﺒﺔ‬
‫‪%12‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫اﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻤﻘﺔ ﻋﺒﺮ‬
‫اﻟﺤﻠﻘﺎت‬

‫المصدر‪ :‬كسر‪ ،‬عبادة‪ “ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في الفضائيات العربية”‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‬
‫*بناء على ‪ 10‬برامج تبثها ‪ 6‬فضائيات‬
‫ً‬

‫أهمهــا‬
‫ُّ‬ ‫والملخَّ ــص‬
‫ُ‬ ‫ذات الجــودة العلميــة العاليــة‬ ‫ـض العالقــات بيــن الجــودة‬ ‫تعكــس نتائــج الرصــد بعـ َ‬
‫لمعالجــة‬
‫ُ‬ ‫قــة‬ ‫تعم‬
‫ّ‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫فــي قائمــة األشــكال‬ ‫العلميــة للبرنامــج بشــكل عــام وتكــرار حلقاتــه‬
‫المواضيــع أعــاه‪.‬‬ ‫خــال األســبوع الواحــد‪ ،‬حيــث إن أكثــر البرامــج‬
‫جــودةً تســتحوذ علــى درجــة ُمعتدلــة لتكــرار البــث‬
‫نســبةً إلــى ســواها‪ ،‬فيمــا تحظــى البرامــج ذات‬
‫المواضيــع الحاضــرة فــي البرامــج الوثائقيــة‬ ‫تواضعــا بأعلــى درجــات‬ ‫الجــودة العلميــة األكثــر‬
‫ً‬
‫والحوارية‬ ‫حضــورا هــو‬
‫ً‬ ‫إعــادة البــث‪ .‬ولكــن النمــط األكثــر‬
‫متوســطة الجــودة‪ ،‬إذ إن‬ ‫ّ‬ ‫إعــادة قليلــة لبرامــج‬
‫موضوعــا كلّ هــا قابلــة للتحـ ُّـول‬
‫ً‬ ‫أحصــى الرصــد ‪281‬‬ ‫عينــة البرامــج المدروســة يبــث حلقاتــه مــرة‬ ‫نصــف ّ‬
‫المعالجــة إلــى مفهــوم علمــي‪،‬‬ ‫حســب أســلوب ُ‬ ‫طارحــا لجمهــوره‬‫ً‬ ‫األســبوع‪،‬‬ ‫فــي‬ ‫فقــط‬ ‫واحــدة‬
‫العينــة مــن برامــج الفضائيــات العربيــة‬ ‫ّ‬ ‫فــي هــذه‬ ‫تعمقــة فــي ‪ %25‬مــن ُمجمــل حلقاتــه‬ ‫ُمعالجــات ُم ّ‬
‫مركزيــا و‪209‬‬‫ًّ‬ ‫موضوعــا‬
‫ً‬ ‫والتــي شــملت ‪72‬‬ ‫ومعالجــات شــائعة فــي الـــ‪ %75‬الباقيــة‪ .‬ولكــن‬ ‫ُ‬
‫مواضيــع فرعيــة متّ صلــة بالمواضيــع المركزيــة‪.‬‬ ‫ضمــت‬ ‫ّ‬ ‫العينــة‬
‫ّ‬ ‫كل البرامــج فــي‬ ‫نظــرا إلــى أن ّ‬
‫ً‬
‫الكمــي للمواضيــع‬ ‫ّ‬ ‫وبعــد إحصــاء أولويــات الحضــور‬ ‫حلقــاتٍ عاليــة الجــودة وإن ِبنِ ســب ُمتفاوتــة‪ ،‬يبــرز‬
‫ـدة الرصــد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـل الربيــع العربــي الصــدارة‬ ‫يحتـ ّ‬ ‫ـدر كبيـ ٌـر مــن اإلمكانيــات الكامنــة فــي مختلــف‬ ‫قـ ٌ‬
‫كل أطــر المجــال العــام‬ ‫كمــا هــي الحــال فــي ّ‬ ‫البرامــج الوثائقيــة والحواريــة فــي الفضائيــات‬
‫أن هــذا‬ ‫المدروســة فــي الفتــرة نفســها‪ .‬إال ّ‬ ‫الموجــه إلــى‬
‫ّ‬ ‫العربيــة لتعزيــز ُمحتواهــا العلمــي‬
‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫االهتمــام يتســاوى فــي حالــة الفضائيــات‬ ‫ـدا مــن خــال توظيــفٍ‬ ‫المشــاهد العربــي‪ ،‬وتحديـ ً‬ ‫ُ‬
‫ســمى باإلرهــاب‪ ،‬وهــو موضــوع غيــر‬ ‫ّ‬ ‫مــع مــا ُي‬ ‫أوســع ألســاليب العــرض الحاضــرة فــي الحلقــات‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪98‬‬


‫يتّ ضــح مــن الرصــد حضــور مواضيــع كُ بــرى متّ صلــة‬ ‫بــد مــن‬
‫ملحــوظ بكثافــة فــي األطــر األخــرى‪ .‬وال ّ‬
‫بالربيــع العربــي رغــم اختــاف ســياقات عرضهــا‪،‬‬ ‫لفت االنتباه هنا إلى خصوصية مرحلة الرصد في‬
‫علــى غــرار الحــركات االحتجاجيــة بشــكل عــام‬ ‫حالــة الفضائيــات والتــي تزامنــت مــع بــروز تنظيــم‬
‫ـل المرتبــة الرابعــة‪ ،‬ومفاهيــم حقــوق‬ ‫والتــي تحتـ ّ‬ ‫"داعــش"‪ .‬كمــا تجــدر اإلشــارة إلــى أن هــذه الخانــة‬
‫المواطنــة واالنســان والتــي تأتــي فــي المرتبــة‬ ‫التطرف‬
‫ّ‬ ‫المتعلّ قة بمســألة‬
‫كل المفاهيم ُ‬ ‫تشــمل ّ‬
‫المتعلّ قــة‬
‫الثانيــة شــاملةً حزمــة مــن المفاهيــم ُ‬ ‫مــع الحفــاظ علــى مفهــوم "اإلرهــاب" كإطــار جامــع‬
‫بهــا كالمســاواة والتمييــز والعنصريــة والعدالــة‬ ‫لهــذه النقاشــات‪ ،‬ليــس بســبب دالالتــه التحليليــة‬
‫مضاميــن‬
‫ُ‬ ‫آثــار أو‬
‫ٌ‬ ‫بمختلــف أشــكالها‪ .‬هــذا وتبــرز‬ ‫التــي قــد تكــون بــا قيمــة علميــة أو معرفيــة‪ ،‬بــل‬
‫تتعلّ ــق بهــذه المســألة فــي مواضيــع الدولــة‬ ‫ألن الفضائيــات العربيــة تتبنّ ــاه أكثــر مــن مفاهيــم‬
‫والجماعــات والتــي تتقاســم المرتبــة الثالثــة مــن‬ ‫أخــرى للداللــة علــى ظاهرة اجتماعية حديثة‪ .‬ناهيك‬
‫اهتمامــات الفضائيــات‪ ،‬حيــث تشــمل األولــى‬ ‫عــن تأكيــد ضــرورة فصــل مثــل هــذه النقاشــات‬
‫المتعلّ قــة بطبيعــة الدولــة الحديثــة‬‫كل المواضيــع ُ‬ ‫ّ‬ ‫تحليليــا عــن موضــوع اإلســام السياســي األقــدم‬ ‫ًّ‬
‫وتحديــدا عالقتهــا مــع مواطنيهــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ومســتقبلها‬ ‫ـدا والــذي يأتــي فــي المرتبــة الخامســة من ناحية‬ ‫عهـ ً‬
‫فيمــا تشــمل الثانيــة طرائــق تنظيــم هــؤالء‬ ‫اهتمامــات الفضائيــات العربيــة‪.‬‬
‫ألنفســهم خــارج إطــار الدولــة‪ ،‬كأحــزاب أو نقابــات‬
‫أو طوائــف أو قبائــل أو جمعيــات حرفيــة أو غيرهــا‬ ‫واﻟﺤﻮارﻳﺔ ﻓﻲ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻮﺛﺎﺋﻘﻴﺔ‬
‫ّ‬ ‫ﻣﻮاﺿﻴﻊ اﻟﺤﻠﻘﺎت‬
‫مــن أشــكال تكويــن الجماعــات‪ .‬ويرتبــط مفهــوم‬ ‫‪ 6‬ﻓﻀﺎﺋﻴﺎت ﺣﺴﺐ درﺟﺔ اﻟﺤﻀﻮر*‬
‫المجتمــع المدنــي الــذي يحتفــظ بالمرتبــة الســابعة‬
‫بهــذه االهتمامــات التنظيميــة للمجتمــع خــارج‬
‫إطــار الدولــة‪.‬‬ ‫درﺟﺔ‬
‫اﻟﻤﻮﺿﻮع‬
‫اﻟﺤﻀﻮر‬
‫المعتَ بــر‬ ‫ـد مــن اإلضــاءة علــى الحضــور ُ‬ ‫وأخيـ ًـرا‪ ،‬ال بـ ّ‬
‫ـود‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫موج‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫يتماث‬ ‫ـكل‬
‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـرأة‬ ‫لقضايــا المـ‬
‫فــي األطــر األخــرى للمجــال العــام وبالتحديــد‬
‫اﻹرﻫﺎب‬ ‫اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ‬
‫‪1‬‬
‫اجتماعيــا‬
‫ًّ‬ ‫ـوال‬
‫الصحــف‪ ،‬مــا قــد يعنــي أننــا نواجــه تحـ ً‬
‫حضــورا‬ ‫األكثــر‬ ‫خصوصــا أن قضايــا المــرأة‬ ‫همــا‪،‬‬
‫ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻮاﻃﻨﺔ واﻹﻧﺴﺎن‬ ‫‪2‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُم ًّ‬

‫جدول رقم ‪19‬‬


‫فــي هــذه الحالــة ترتبــط بمســائل الحقــوق‬
‫والمواطنــة‪ ،‬بدرجــة تفــوق النقاشــات‬ ‫ُ‬ ‫والمشــاركة‬ ‫ُ‬
‫اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت‬ ‫اﻟﺪوﻟﺔ‬
‫‪3‬‬
‫التقليديــة لــدور المــرأة ضمــن محــور األســرة‬
‫(الترتيــب الســابع) والــزواج (الترتيــب التاســع)‪.‬‬
‫اﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ‬ ‫اﻟﻬﺠﺮة‬
‫‪4‬‬

‫ورغــم اســتمرار حضــور تلــك المســائل التقليديــة‬


‫اﻹﺳﻼم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‬
‫‪5‬‬
‫ضمــن المراتــب التســع األولــى للمواضيــع‬
‫جل اهتمام الفضائيات‬ ‫االجتماعية التي تســتحوذ ّ‬ ‫اﻟﻤﺮأة‬ ‫‪6‬‬
‫العربيــة‪ ،‬إال أنهــا تبقــى دون مســتوى اإلشــكاالت‬ ‫اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬
‫الحداثيــة والتحرريــة لقضايــا المــرأة‪ ،‬والتــي تبــدو‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﻲ‬
‫اﻷﺳﺮة‬ ‫اﻟﻌﻨﻒ‬ ‫‪7‬‬
‫التحرريــة‬
‫ُّ‬ ‫ُمرتبطــة بحزمــة واســعة مــن المفاهيــم‬
‫اﻟﺜﻮرة‬
‫والمدنيــة الشــاملة فــي الفضائيــات‪ ،‬كمــا هــي‬ ‫اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬ ‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ‬
‫‪8‬‬
‫الحــال فــي مختلــف أطــر المجــال العــام األخــرى‪.‬‬
‫اﻟﻨﻔﻂ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺰواج‬ ‫اﻟﺴﻜﺎن‬
‫‪9‬‬
‫المجالت ذات االنتشار الواسع‬ ‫المصدر‪ :‬كسر‪ ،‬عبادة‪“ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في‬
‫الفضائيات العربية”‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم‬
‫االجتماعية)‬
‫نحيــط فــي هذا التقرير بحضور العلوم االجتماعية‬
‫فــي المجــات ذات االنتشــار الواســع بشــكل‬ ‫نظراً إلى العدد‬
‫ً‬ ‫*إقتصر الرصد على المراتب التسع األولى‬
‫يدعــي شــمولية التغطيــة بقــدر‬ ‫تقريباً ً‬
‫بدءا من‬ ‫الكبير من المواضيع المختلفة متساوية الحضور‬
‫اســتطالعي ال ّ‬ ‫ً‬
‫الترتيب العاشر وما بعده‪.‬‬

‫‪99‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫وهــي مجلــة نســائية مخضرمــة و"روز اليوســف"‬ ‫أوليــة لطبيعــة العلــوم‬‫ّ‬ ‫مــا يهــدف إلــى تحديــداتٍ‬
‫طويــل فــي‬
‫ٌ‬ ‫بــاع‬
‫وهــي مجلــة آراء ومواقــف لهــا ٌ‬ ‫ـاء عليــه‪ ،‬حصرنــا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـدان‪.‬‬
‫ـ‬ ‫المي‬ ‫االجتماعيــة فــي هــذا‬
‫عالــم الصحافــة)‪ .‬وبغيــة تحديد العلــوم االجتماعية‬ ‫تقييمنــا فــي أربــع مجــات تتميــز بعراقــة العهــد‬
‫وتصنيفهــا فــي هــذا الميــدان‪ ،‬اعتمدنــا المعاييــر‬ ‫شــهريا‬
‫ًّ‬ ‫وســعة االنتشــار‪ ،‬اثنتــان منهــا تصــدران‬
‫نفســها التــي اســتخدمناها فــي الصحــف واألطــر‬ ‫("العربــي" مــن الكويــت و"المجلــة" مــن لنــدن)‪،‬‬
‫األخــرى فــي المجــال العــام‪.‬‬ ‫واثنتــان أســبوعيتان تصــدران فــي مصــر ("حــواء"‬

‫اﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ‪ 4‬ﻣﺠﻼت ذات اﻹﻧﺘﺸﺎر اﻟﻮاﺳﻊ‪2014-2010 ،‬‬


‫َّ‬ ‫ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺼﻔﺤﺎت‬

‫ﻣﻌﺪل‬
‫ّ‬
‫اﻟﺼﻔﺤﺎت‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬
‫ﻟﻠﻤﻘﺎﻟﺔ‬

‫جدول رقم ‪20‬‬


‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اﻟﻌﺮﺑﻲ‬

‫‪2.6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫روز اﻟﻴﻮﺳﻒ‬

‫‪3.1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اﻟﻤﺠﻠﺔ‬

‫‪2‬‬ ‫ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻓﺮ‬ ‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ﺣﻮاء‬

‫‪3.2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اﻟﻤﻌﺪل‬


‫ّ‬

‫المصدر‪ :‬حجاج‪ ،‬علي‪“ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في المجالت الثقافية العربية”‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم‬
‫االجتماعية)‬

‫المهمــة فــي العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬وأبرزهــم‬ ‫ّ‬ ‫أو ًال أن المجــات التــي تتّ ســم بانتشــار‬ ‫نُ الحــظ ّ‬
‫األنثروبولوجــي المصــري أحمــد أبــو زيــد ورئيــس‬ ‫خصــص مســاحة أكبــر مــن الصحــف للعلــوم‬ ‫واســع تُ ِّ‬
‫تحريــر "العربــي" إبراهيــم ســليمان العســكري‪.‬‬ ‫تتعــدى ‪%10‬‬ ‫ّ‬ ‫بنســبة‬ ‫العــادة‬ ‫وفــي‬ ‫االجتماعيــة‪،‬‬
‫اتجاهــا للتأنّ ــي‬
‫ً‬ ‫كذلــك‪ ،‬نجــد فــي هــذه المقــاالت‬ ‫مــن الصفحــات رغــم بعــض االســتثناءات‪ .‬ولكــن‬
‫تاريخيــة الظواهــر‬
‫ّ‬ ‫وتأمــا فــي‬
‫ً‬ ‫فــي العــرض‪،‬‬ ‫التمعــن فــي‬ ‫ّ‬ ‫كثيــر مــن‬
‫ٍ‬ ‫هنــا لــم نحتَ ــج إلــى‬
‫وجديــة فــي ُمعالجــة األفــكار‪ ،‬وعــدم‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيــة‪،‬‬ ‫محتــوى المقــاالت كــي نرصــد فروقـ ًـا نوعيــة كبيــرة‬
‫تســرع فــي توظيــف مواقــف سياســية‪ .‬هــذا‬ ‫ّ‬ ‫الكميــة فــي هــذا‬ ‫ّ‬ ‫تتجــاوز أهميتهــا المعطيــات‬
‫ـري فــي هــذه المقــاالت‬ ‫وال يســقط عنصـ ٌـر جوهـ ٌّ‬ ‫الميــدان‪ .‬اذ كان مــن الواضــح أن مجلــة "العربــي"‬
‫يتجســد فــي االرتقــاء بتعدديــةٍ واســعة للمواضيــع‬ ‫ّ‬ ‫الكويتيــة تأتــي فــي الصــدارة بــا ُمنــازع مــن ناحيــة‬
‫تتماهــى مــع مــا تحتضنه الدوريــات الثقافية األقل‬ ‫عــدل‬ ‫إن ُم ّ‬‫توظيفهــا للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬حيــث ّ‬
‫ً‬
‫انتشــارا‪ ،‬وتعكــس اتجــاه هــذه المجلــة العريقــة‬ ‫خصصــة للمقالــة الواحــدة‬ ‫الم َّ‬
‫ُ‬ ‫عــدد الصفحــات‬
‫أربــع حــزم مــن‬
‫َ‬ ‫للعالــم العربــي ككل‪ ،‬حيــث نــرى‬ ‫يرتفــع بشــكل ملحــوظ عــن ســواها مــن المجــات‬
‫المشــترك تتصــدر‬ ‫القضايــا ذات الطابــع العربــي ُ‬ ‫فــي هــذه الفئــة‪ ،‬ناهيــك عــن أن كُ تّ ابهــا هــم غالبـ ًـا‬
‫ـاو تقريبـ ًـا‪ .‬وتشــمل هــذه‬‫المواضيــع بشــكل متسـ ٍ‬ ‫المتخصصيــن ذوي المراكــز الجامعيــة‬ ‫ّ‬ ‫مــن الباحثيــن‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪100‬‬


‫السياســي الشــامل كالثــورة والديمقراطيــة‬ ‫المواضيــع مــا يتعلّ ــق بفلســطين والصهيونيــة‬
‫والحريــة والتعدديــة والســلطة والحكــم والرقابــة‬ ‫والصــراع العربــي اإلســرائيلي واالســتيطان‪،‬‬
‫ويعقــب هــذه‬ ‫ُ‬ ‫الشــعبية والدولــة المدنيــة‪.‬‬ ‫إضافــة إلــى مســائل الثقافــة ومــا يرتبــط‬
‫تفرقــة‬
‫ُ ّ‬ ‫الم‬ ‫النقاشــات‬ ‫عــدد كبيــر مــن‬
‫ٌ‬ ‫القضايــا‬ ‫بهــا مــن قضايــا كالهويــة والحضــارة والتــراث‬
‫طابــع‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫غالبــا‬ ‫عليهــا‬ ‫يطغــى‬ ‫التــي‬ ‫تلــك‬ ‫مهــا‬ ‫تتقد‬
‫ّ‬ ‫واالستشــراق‪ ،‬ثــم حزمــة مفاهيــم الحداثــة‬
‫عصــري كالعولمــة واالســتهالك والســوق‬ ‫ٌّ‬ ‫والتقــدم ومــا‬
‫ُّ‬ ‫كالتنويــر والنهضــة والتنميــة‬
‫وســواها‪.‬‬ ‫ً‬
‫وأخيــرا حزمــة القضايــا المتعلّ قــة بالتغييــر‬ ‫اليهــا‪،‬‬

‫ً‬
‫ﺣﻀﻮرا ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ’‘اﻟﻌﺮﺑﻲ‘‘‬ ‫ﻟﻠﺤﺰم اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻴﺔ اﻷرﺑﻊ اﻷﻛﺜﺮ‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺗﻨﺎزﻟﻲ ُ‬

‫ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ‪ :‬اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺼﺮاع اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ‪ ،‬اﻻﺳﺘﻴﻄﺎن‪ ،‬اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫جدول رقم‪21‬‬
‫اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‪ :‬اﻟﻬﻮﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺤﻀﺎرة‪ ،‬اﻟﺘﺮاث‪ ،‬اﻻﺳﺘﺸﺮاق‪ ،‬اﻟﻤﺜﻘﻒ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟﺤﺪاﺛﺔ‪ :‬اﻟﺘﻨﻮﻳﺮ‪ ،‬اﻟﻨﻬﻀﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻘﺪم‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ :‬اﻟﺜﻮرة‪ ،‬اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺤﺮﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ‪ ،‬اﻟﺴﻠﻄﺔ‪ ،‬اﻟﺤﻜﻢ‪،‬‬


‫اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫المصدر‪ :‬حجاج‪ ،‬علي‪“ .2015 .‬حضور العلوم االجتماعية في المجالت الثقافية العربية”‪( .‬ورقة خلفية للمرصد العربي للعلوم االجتماعية)‬

‫أعلــى بشــكل واضــح ممــا هــو عليــه فــي مجــات‬ ‫ال تخــرج "المجلــة" الشــهرية و"حــواء" األســبوعية‬
‫تمامــا مثلمــا فعلــت‬ ‫ً‬ ‫هــوت إلــى قعــر الحالــة‬ ‫َ‬ ‫اهتمامــا‬
‫ً‬ ‫طياتهمــا‬
‫متوقــع‪ ،‬فنجــد فــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫عمــا هــو‬ ‫ّ‬
‫"روز اليوســف"‪ .‬كمــا يبــدو أن كُ تّ ــاب ‘’المجلــة’’‪،‬‬ ‫ـدا بالربيــع العربــي خــال مرحلــة الرصــد‪ ،‬وإن‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫متزاي‬
‫الذيــن هــم غالبـ ًـا مــن حملــة الدكتــوراه واألســاتذة‬ ‫بأشــكال تتوافــق مــع االتجاهــات العامــة لهاتيــن‬
‫يهتمــون بمنهجيــة‬ ‫ّ‬ ‫الجامعييــن والباحثيــن والخبــراء‪،‬‬ ‫الدوريتيــن‪ ،‬حيــث تحــاوالن غالبـ ًـا مقاربــة الظواهــر‬
‫معيــن علــى اســتخدام‬ ‫ّ‬ ‫تحليليــة تعتمــد إلــى حــد‬ ‫الثوريــة مــن منظــور االتجــاه القديــم للدوريــة‪،‬‬
‫المفاهيــم‪ ،‬وتحليــل الظواهــر االجتماعيــة‪ ،‬وربــط‬ ‫وليــس بنــاء علــى تحليــل ُمبتكــر لطبيعــة الثــورات‪.‬‬
‫والتــدرج فــي‬
‫ُّ‬ ‫المعطيــات‪ ،‬واســتخدام المراجــع‪،‬‬ ‫فــي حــاالتٍ مماثلــة‪ ،‬ال تنطــوي المــادة المنشــورة‬
‫االســتنتاجات قبــل بلــوغ الموقــف الــذي قــد‬ ‫علــى كثيــر مــن الجهــد الــذي ُيبــذل للتعلّ ــم مــن‬
‫ســلفا‪ .‬بيــد أن المنهجيــة تُ عطــي‬ ‫ً‬ ‫معروفــا‬
‫ً‬ ‫يكــون‬ ‫الثــورات‪ ،‬بــل علــى العكــس لتعليــم هــذه الثــورات‬
‫علميــا‬
‫ًّ‬ ‫ـكال‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دقي‬
‫ّ‬ ‫الص‬
‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫أكب‬ ‫ا‬‫ـدر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـف‬
‫ـ‬ ‫للموق‬ ‫تتصرف ضمن المنظومة المعرفية‬ ‫ّ‬ ‫كيــف يجــب أن‬
‫يخــل مــن األخطــاء فإنــه علــى‬ ‫ُ‬ ‫مطلوبــا‪ ،‬وإن لــم‬
‫ً‬ ‫المعتــادة للدوريــة‪ .‬ففــي حالــة "المجلــة"‪ ,‬التــي‬ ‫ُ‬
‫عينــة مــن‬ ‫توقــع درجــة ُم ّ‬ ‫األقــل ُيعـ ّـود القــارئ علــى ُّ‬ ‫يغلــب عليهــا الطابــع الصحافــي شــبه العلمــي‪،‬‬
‫الحرفيــة فــي التحليــل‪.‬‬ ‫محصــورا‬
‫ً‬ ‫يبــدو االهتمــام بتحليــل الثــورات‬
‫حــد كبيــر فــي مقــاالت حــول اإلســام‬ ‫ٍّ‬ ‫إلــى‬
‫أيضــا علــى بعــض‬ ‫ً‬ ‫ونقــع فــي هــذه الحالــة‬ ‫توجــس المجلــة مــن‬ ‫ّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫يعك‬ ‫ـب‬
‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫وبقال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫السياس‬
‫المحــاوالت لالســتفادة مــن حضــور "المجلّ ــة" في‬ ‫تلمــس ذلــك مــن خــال‬ ‫هــذه التيــارات‪ .‬ويمكــن ُّ‬
‫الفضــاء االلكترونــي مــن أجــل إضافــة أنــواع جديدة‬ ‫أي مــن هــذه‬ ‫ـي واحــد عــن ٍّ‬
‫إســقاطها ذكـ َـر أمـ ٍـر إيجابـ ٍّ‬
‫قدمــه المجــال الورقــي‪.‬‬
‫مــن المعرفــة تتجــاوز مــا ُي ّ‬ ‫أي مــن البلــدان‪ ،‬ال بــل تغاضــت إلــى‬ ‫التيــارات فــي ٍّ‬
‫ورغــم شــكلها الجديــد‪ ،‬تهــدف هــذه المحــاوالت‬ ‫حــد كبيــر عــن باقــي الظاهــرة الثوريــة‪ .‬ولكــن‬ ‫ٍّ‬
‫إلــى االســتمرارية فــي النهــج الــذي أعطــى‬ ‫فــي المقابــل‪ ،‬يبقــى مســتوى التحليــل هنــا‬

‫‪101‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫بموضــوع الثــورة ال نجــده علــى اإلطــاق فــي‬ ‫ثقافيــا يتطلــب الحفــاظ‬ ‫ً‬ ‫رأســماال‬
‫ً‬ ‫المنشــورة‬
‫مرحلــةٍ ســابقة‪ ،‬فيتســاوى هــذا الموضــوع مــن‬ ‫عليــه‪ ،‬ممــا قــد يــؤدي إلــى تجنّ ــب المغامــرات‬
‫تقريبــا‬
‫ً‬ ‫ناحيــة عــدد المقــاالت مــع موضــوع األســرة‬ ‫ذات المــردود غيــر المعــروف إذا كان ذلــك ممكنً ــا‪.‬‬
‫فــي مرحلــة ‪ .2013-2011‬كمــا تبــرز بشــكل أكبــر‬ ‫وهنــا يتّ ضــح أن مجلــة "المجلــة" التــي اســتهلّ ت‬
‫مســألة المشــاركة السياســية للمــرأة‪ .‬وبشــكل‬ ‫مســيرة صدورهــا فــي لنــدن فــي العــام ‪1980‬‬
‫فــإن وجــود رســالة ُمحــددة لهــذه المجلــة‬ ‫ّ‬ ‫عــام‪،‬‬ ‫كإحــدى مطبوعــات الشــركة الســعودية لألبحــاث‬
‫حــد مــا فــي تحديــد دور العلــوم‬ ‫ّ‬ ‫ُيســاهم إلــى‬ ‫والنشــر‪ ،‬تحــاول االحتفــاظ بســمعتها كموقــع‬
‫االجتماعيــة وشــكلها فيهــا‪ .‬وتســلك الظواهــر‬ ‫لدراســة "األفــكار التــي تختفــي وراء األخبــار" كمــا‬
‫ـتنبط مــن‬‫عمليــا ُيسـ َ‬
‫ً‬ ‫العامــة كالثــورة هنــا منحــى‬ ‫تصــف نفســها‪ ،‬وطــرح تحليــات عميقــة وتقديــم‬
‫خصوصــا مــن خــال‬‫ً‬ ‫النســوية‪،‬‬ ‫محوريــة القضايــا‬ ‫مقترحــات لصنّ ــاع السياســة فــي المنطقــة‪ .‬ولكــن‬
‫رؤيــة ُمعينــة لهــذه القضايــا مــن طــرف شــريحة‬ ‫ذلــك ال يلغــي حقيقــة وجــود ابتــكارات جديــدة‬
‫نســوية مــن الطبقــات الوســطى‪ .‬ولكــن بشــكل‬ ‫تســتخدم إمكانيــات الفضــاء االلكترونــي كالربــط‬
‫علميــا‬
‫ً‬ ‫فكــرا‬
‫ً‬ ‫عــام ال يمكــن أن نقــول إننــا نواجــه‬ ‫مــع موقــع مجلــة الشــؤون الدوليــة (‪)Foreign Affairs‬‬
‫ُيماثــل المســتوى الــذي نــراه فــي "العربــي" أو‬ ‫األميركيــة‪ ،‬حيــث تختــار المجلــة مقــاالت مــن ذاك‬
‫حتّ ــى فــي "المجلــة"‪ ،‬إذ تأخــذ مســاهمات "حواء"‬ ‫الموقــع وتترجمهــا إلــى العربيــة‪.‬‬
‫طابــع المقــاالت الســريعة التــي تُ عطــي القــارئ‬
‫رائحــة العلــم‪ ،‬وإن كانــت رائحــة فاتــرة بالمقارنــة مــع‬ ‫وبشــكل عــام‪ ،‬تحــاول المقــاالت تنــاول الظواهــر‬
‫غيرهــا مــن المجــات‪.‬‬ ‫والمفاهيــم بصيغــة متمايــزة عــن الصحــف‬
‫الشــبيهة‪ ,‬أي بصيغــة جــادة أو شــبه علميــة‪ ،‬وإن‬
‫واضحــا مــن االســتعراض أن المجــات‬ ‫ً‬ ‫إذً ا‪ ،‬يبــدو‬ ‫تقدمــه المواقع‬
‫لــم تكــن بالمســتوى نفســه الذي ّ‬
‫ذات االنتشــار الواســع تختلــف بشــكل كبيــر مــن‬ ‫العلميــة الجــادة علــى غــرار "أرنتروبــوس" الــذي‬
‫النوعيــة العلميــة لمحتواهــا‪ ،‬حيــث يبــدو‬ ‫ّ‬ ‫ناحيــة‬ ‫ً‬
‫ســابقا‪ .‬ولكــن بشــكل عــام‪،‬‬ ‫تمــت اإلشــارة اليــه‬
‫ّ‬
‫ترتيبــا‬
‫ً‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫يعك‬ ‫اآلن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـتعراضنا‬‫ـ‬ ‫اس‬ ‫أن‬ ‫جليــا‬ ‫ً‬ ‫ترســم المنشــورة لنفســها اســتمرارية لهويتهــا‬
‫نوعيــا‪ ،‬فنجــد النوعيــة األفضــل لتوظيــف العلــوم‬ ‫ً‬ ‫تكونــت فــي الزمــان‬
‫ّ‬ ‫وهــي التــي كانــت قــد‬
‫االجتماعيــة فــي "العربــي"‪ ،‬تليهــا "المجلــة" ثــم‬ ‫الورقــي حيــث يعتمــد المقــال فــي "المجلــة"‬
‫"حواء"‪ .‬وتأتي "روز اليوسف" في أسفل هذه‬ ‫ّ‬ ‫حــد معيــن علــى اســتخدام المفاهيــم‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫إلــى‬
‫ســيما‬‫ّ‬ ‫المحتــوى العلمــي‪ ،‬ال‬ ‫العينــة مــن ناحيــة ُ‬ ‫ّ‬ ‫وتحليــل الظواهــر االجتماعيــة‪ ،‬وربــط المعطيــات‪،‬‬
‫خــال مرحلــة الصــراع المميــت علــى الســلطة‬ ‫والتــدرج فــي االســتنتاجات‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫واســتخدام مراجــع‪،‬‬
‫فــي مصــر فــي مرحلــة مــا بعــد الثــورة‪ ،‬وبالتحديــد‬ ‫كذلــك‪ ،‬فــإن هويــة الكتّ ــاب األكاديميــة عكســت‬
‫ـاء‬
‫فــي العــام ‪ 2012‬ومــا يليــه‪ ،‬حيــث ُيسـ َّـجل اختفـ ٌ‬ ‫حضــورا مميــزً ا للعلــوم االجتماعيــة فــي صحيفــة‬
‫ً‬
‫علومــا اجتماعيــة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ـل لــكل مــا ُيمكــن أن ُيسـ ّـمى‬ ‫كامـ ٌ‬ ‫غيــر علميــة وغيــر متخصصــة‪.‬‬
‫وذلــك بعــد فتــرة مــن الحضــور المتواضــع بنســبة‬
‫ال تتجــاوز ‪ .%6‬أمــا المواضيــع فتعكــس بشــكل‬ ‫وتختلــف مجلــة "حــواء" عــن غيرهــا كونهــا ليســت‬
‫مباشــر الصــراع السياســي الســائد فــي مصــر‬ ‫عامــة بــل مجلــة واســعة االنتشــار تُ ركّ ــز علــى‬
‫مجلــة ّ‬
‫ـدر االهتمامــات قضايــا‬ ‫ـدة الرصــد‪ ،‬فتتصـ ّ‬ ‫خــال مـ ّ‬ ‫قضايــا المــرأة وحياتهــا اليوميــة‪ ،‬ومــن ضمنهــا‬
‫اإلســام السياســي والطائفيــة والعلمانيــة‬ ‫وأيضــا مجــاالت‬ ‫ً‬ ‫مســألة الحقــوق والمشــاركة‬
‫والتكفيــر ومســتقبل الليبراليــة فــي مصــر‪ .‬وإذا‬ ‫تقليديــة وحياتيــة كاألســرة والطفولــة والجمــال‬
‫التعمــق‬‫ّ‬ ‫ركّ زنــا علــى المحتــوى ال نجــد الكثيــر مــن‬ ‫والمنزل واألزياء والزواج وغيرها‪ .‬وتستحوذ هذه‬
‫أي مــن هــذه المســائل‪ ،‬بــل نقــع علــى‬ ‫فــي ٍّ‬ ‫المخصصــة للفكــر‬ ‫كل المســاحة ُ‬ ‫المواضيــع علــى ّ‬
‫نســميه أســلوب رمــي النظــرات‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫مكــن‬ ‫مــا ُي‬ ‫شــبه العلمــي فــي "حــواء" قبــل مرحلــة الربيــع‬
‫الســريعة الهادفــة إلــى الوصــول بأقصــى ســرعة‬ ‫المتعلّ قــة‬
‫ـاب المواضيــع ُ‬ ‫الحــظ غيـ ُ‬
‫العربــي‪ ،‬حيــث ُي َ‬
‫حــدد مــن دون أدنــى‬ ‫سياســي ُم َّ‬
‫ٍّ‬ ‫إلــى موقــف‬ ‫بالتغييــر االجتماعــي‪ ،‬كالفقــر أو ثقافــة االختــاف‬
‫ألي‬
‫ّ‬ ‫اهتمــام بالوصــول إلــى فهــم علمــي‬ ‫أي منهــا أكثــر مــن‬ ‫أو المجتمــع المدنــي‪ ،‬وال ُيمثّ ــل ٌّ‬
‫واضحــا فــي هــذه‬ ‫ً‬ ‫مــن هــذه الظواهــر‪ .‬وكان‬ ‫‪ %1‬مــن المقــاالت مقابــل ‪ %33‬حــول األســرة‪،‬‬
‫الحالــة أن إعطــاء األولويــة للمواقــف السياســية‬ ‫تليهــا صحــة الطفــل ثــم التعليــم واالمتحانــات‪.‬‬
‫علــى حســاب الفهــم العلمــي للظواهــر يرتبــط‬ ‫اهتمامــا‬
‫ً‬ ‫ولكــن مــع بدايــة الربيــع العربــي نلحــظ‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪102‬‬
‫نظرا إلــى وجود اهتمام‬ ‫ً‬ ‫العــام أهميــة اســتثنائية‬ ‫باســتعداد للتخلّ ــي عــن العلــم بشــكل كامــل‪،‬‬
‫أوســع باالســتماع إلــى مــا هــو جديــد وواعــد‪.‬‬ ‫وهــذا مــا يظهــر فــي هــذه الحالــة بعــد عــام واحــد‬
‫ولكــن االســتفادة مــن هــذه الحالــة تتطلّ ــب أن‬ ‫مــن الثــورة وبــدء حالــة االســتقطاب السياســي‬
‫يضطلــع العلمــاء والمثقفــون بدورهــم الــذي ال‬ ‫فــي مصــر‪.‬‬
‫يمكــن لســواهم االضطــاع بــه‪ .‬ويعنــي ذلــك‬
‫معينــة‬ ‫ـدا النظــرة إلــى الواقــع مــن مســافة‬ ‫وتطــرح هــذه الحالــة أســئلة كثيــرة حــول مغــزى‬
‫ّ‬ ‫تحديـ ً‬
‫تســمح بالتحليــل وباستكشــاف طبيعــة الظواهــر‪،‬‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي المجــال العــام‪ ،‬ال‬
‫ســيما فــي األوضــاع التــي تشــهد تغييــرات‬ ‫ّ‬
‫وليــس الغــوص فــي متاهــات هــذا الواقــع‬
‫فــي المشــهد السياســي العــام وبــروز ُأطــر‬
‫ـدى مــا‬ ‫واالكتفــاء بإنتــاج مواقــف سياســية ال تتعـ ّ‬ ‫وإمكانيــات جديــدة للتشــارك‪ ،‬كمــا بــدا األمــر فــي‬
‫ـلفا‪ .‬فهــذة المواقــف ال تزيــد إلى‬ ‫هــو معــروف سـ ً‬
‫بدايــة الربيــع العربــي‪ .‬فمــن الســهل القــول إن‬
‫وخالقــة قــادرة علــى تجــاوز‬ ‫ّ‬ ‫الواقــع معرفــة جديــة‬ ‫تطــرد أهميتُ ــه‬ ‫ـاديا ّ‬
‫دورا إرشـ ًّ‬‫للعلــوم االجتماعيــة ً‬
‫المعتــاد الــذي ال يناســب‬ ‫ُ‬ ‫ـي‬ ‫المســتنقع السياسـ‬ ‫فــي الظــروف التــي تتطلّ ــب معرفــة مــن نــوع‬
‫أي حــال‪ ،‬ولكــن يجذبهــا اليــه‬ ‫ّ‬ ‫ـي‬ ‫الحــاالت الثوريــة فـ‬ ‫ســلفا‪ ،‬وهــذه هــي صفــات‬ ‫ً‬ ‫ُمبتكــر وغيــر جاهــزة‬
‫المبتكــرة التــي ال‬ ‫فــي حــال عــدم وجــود الخيــارات ُ‬ ‫للمعــارف‬‫َ‬ ‫ا‬ ‫ـار‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫انهي‬ ‫ـهد‬‫ـ‬ ‫نش‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫الظــروف الثوريــة‪،‬‬
‫قدمهــا ســوى مــن هــو قــادر علــى نظــرة أكثــر‬ ‫ُي ّ‬ ‫المجتمــع وقدراتــه‪ .‬وهنــا‬ ‫ُ‬ ‫ماهيــة‬ ‫المعتــادة حــول‬
‫ُ‬
‫المعتــاد‪.‬‬ ‫وشــمولية مــن ُ‬
‫ّ‬ ‫عمقــا‬
‫ً‬ ‫قــد يكتســب الفكــر العلمــي الحاضــر فــي المجــال‬

‫‪103‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫الخالصة‬

‫العينــة المدروســة ومــا‬


‫ّ‬ ‫أن تنتقــص مــن أهميــة‬ ‫متوق ًعــا أن تفــرز عمليــة المســح فــي هذا‬ ‫ّ‬ ‫لــم يكــن‬
‫ســتفضي اليــه مــن خالصــات‪.‬‬ ‫المجاهــرة بنمـ ٍّـو‬
‫ُ‬ ‫ـرار‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مفاجئ‬ ‫ـج‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫نتائ‬ ‫التقريــر‬
‫غيــر مســبوق للعلــوم االجتماعيــة فــي العالــم‬
‫آنفــا فــي االعتبــار‪،‬‬ ‫مــع أخــذ العوامــل المذكــورة ً‬ ‫المنصات الخاضعة للدراســة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العربــي فــي مختلــف‬
‫المســندة باألرقــام‬ ‫ُ‬ ‫وركونً ــا الــى النتائــج‬
‫عامــة تليــق‬
‫ّ‬ ‫بخالصــةٍ‬ ‫الخــروج‬ ‫واإلحصــاءات‪ ،‬يمكــن‬ ‫ـي الــذي ال مفـ ّـر منــه يكمــن فــي‬ ‫االســتنتاج األولـ ّ‬
‫التحفظــات فــي األطــر‬ ‫ّ‬ ‫باإلطــار العــام مــع بعــض‬ ‫االعتــراف بنمـ ٍّـو ُمتســارع للعلــوم االجتماعيــة علــى‬
‫االجتماعيــة‬
‫ّ‬ ‫وقوامهــا أن العلــوم‬ ‫ُ‬ ‫التفصيليــة‬ ‫علميــة مختلفــة‪،‬‬‫ّ‬ ‫أطــر‬
‫ٍ‬ ‫مســتوى حضورهــا فــي‬
‫ونوعيــا علــى مســتوى‬ ‫ًّ‬ ‫كميــا‬
‫ًّ‬ ‫تطــو ًرا‬
‫ّ‬ ‫شــهدت‬ ‫ـارن بنظيــره فــي العلــوم‬ ‫رغــم أن هــذا النمـ ّـو ال ُيقـ َ‬
‫اإلنتــاج المعرفــي فــي المنطقــة العربيــة فــي‬ ‫األخــرى التــي تفرضهــا تكنولوجيــا القــرن الحــادي‬
‫مختلــف المياديــن المعرفيــة‪ .‬أمــا الغــوص أكثــر‬ ‫والعشــرين والتــي تدفــع األجيــال الناشــئة كمــا‬
‫المعرفيــة المشــمولة فــي‬ ‫ّ‬ ‫فــي تفاصيــل األطــر‬ ‫تمامــا كما‬
‫ً‬ ‫بحثيــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الباحثيــن الــى مجاراتهــا بمقاربــاتٍ‬
‫فصــل حضــور‬ ‫ِّ‬ ‫تُ‬ ‫خالصــات‬
‫ٍ‬ ‫الــى‬ ‫الدراســة فيقــود‬ ‫تُ لـ ِـزم الجامعــات ومراكــز البحــث والجمعيات المهنية‬
‫كل إطــار علــى حــدة‪.‬‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي ّ‬ ‫والمجتمــع المدنــي ووســائل اإلعــام علــى منحهــا‬
‫وزمانيــا ُيناســب الحاجــة إليهــا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫مكانيــا‬
‫ًّ‬ ‫حيــزً ا‬
‫الجامعات‬
‫قبــل الغــوص فــي تفصيــل الخالصــات التي يمكن‬
‫اســتنباطها مــن خــال دراســة حضــور العلــوم‬
‫تبــدو الجامعــات المــكان البديهــي للبحــث عــن‬ ‫جمــة‪ ،‬ال يمكــن القفــز فــوق‬‫االجتماعيــة فــي أطـ ٍـر ّ‬
‫قــوي للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬ولكــن مــن‬ ‫ٍّ‬ ‫حضــور‬
‫ٍ‬ ‫دور بــارزٌ فــي تعبيــد الطريــق‬
‫ـدة كان لهــا ٌ‬‫عناصــر عـ ّ‬
‫الواضــح وجــود َح ّيــز هائــل لنمو العلــوم االجتماعية‬ ‫أمــام االســتنتاجات والمقترحــات‪.‬‬
‫فــي الجامعــات العربيــة كــي تصــل الــى مســتويات‬
‫فعــال فــي صنع‬ ‫ـكل ّ‬ ‫مرموقــة عالميـ ًـا وتُ شــارك بشـ ّ‬ ‫أوال‪ :‬األطــر التــي ُح ِصــرت الدراســة فيهــا‪ ،‬مــن‬ ‫ً‬
‫جليــا مــن المشــهد‬‫المســتقبل العربــي‪ .‬ويظهــر ًّ‬ ‫دول محــددة والتــي شــملت‬ ‫ٍ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫دة‬‫ـد‬‫ـ‬
‫ُ ّ‬‫ح‬ ‫م‬ ‫ـاتٍ‬
‫ـ‬ ‫ن‬ ‫عي‬
‫ّ‬
‫الحالــي أن تلــك العلــوم متــى حضــرت فــي‬ ‫والجمعيــات‬
‫ّ‬ ‫البحــث‬ ‫ومراكــز‬ ‫الجامعــات‬ ‫مــن‬ ‫كال‬
‫ً‬
‫ـاب الحداثــة‬
‫الجامعــات العربيــة‪ ،‬يطغــى عليهــا خطـ ُ‬ ‫المهنيــة والدوريــات العلميــة والمجتمــع المدنــي‬
‫الــذي يتجلــى فــي تخصصــات ُمرتَ بطــة بمشــروع‬ ‫والفضائيــات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والدوريــات الثقافيــة‬
‫ـات تــدرس‬‫تخصصـ ٍ‬‫الحداثــة والتحديــث علــى حســاب ُّ‬
‫ثقافــة المجتمــع وتقاليــده وذاكرتــه التاريخيــة‬ ‫ثانيــا‪ :‬الظــروف التــي أحاطــت بنمـ ّـو هــذه العلــوم‬‫ً‬
‫كاألنثروبولوجيــا والتاريــخ االجتماعــي‪.‬‬ ‫فــي المنطقــة وبالتالــي هــي نفســها الظــروف‬
‫كل مراحــل‬
‫التــي واكبــت إنجــاز هــذه الدراســة فــي ّ‬
‫وفــي حــال مقاربــة واقــع العلــوم االجتماعيــة‬ ‫واقعيــة ودقيقــة‬
‫ّ‬ ‫المنهجيــة للخــروج بنتائــج‬
‫ّ‬ ‫تطبيــق‬
‫وحضورهــا فــي الجامعــات العربيــة‪ ،‬العريقــة‬ ‫علمــا أن هــذه‬
‫ً‬ ‫ـي‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫علم‬ ‫ـثٍ‬
‫ـ‬ ‫بح‬ ‫أي‬
‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫طبيع‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫تتــاءم‬
‫وحديثــة النشــأة‪ ،‬يتّ ضــح أن وجودهــا بشــكلها‬ ‫الظــروف ُيمكــن أن تُ ختــزَ ل فــي مفهــوم واحــد هو‬
‫محصــورا فــي ‪ %48‬مــن‬
‫ً‬ ‫التقليــدي مــا زال‬ ‫ـول‬
‫"الربيــع العربــي" ومــا أفــرزه مــن تبعــاتٍ وذيـ ٍ‬
‫الجامعــات العربيــة ال أكثــر‪ .‬وإذا كان صغــر عمــر‬ ‫علــى المســتويات كافــة‪.‬‬
‫المســوغ الرئيــس لهــذه النســبة‬
‫ِّ‬ ‫الجامعــات هــو‬
‫المتدنيــة‪ ،‬فــإن المغــرب العربــي يسـ ّـجل النســب‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ثالثــا‪ :‬العقبــات التــي حالــت دون اكتمــال بعــض‬
‫علمــا أن‬
‫ً‬ ‫وتحديــدا الجزائــر والمغــرب‪.‬‬
‫ً‬ ‫األعلــى‬ ‫تعــوق إتمــام الدراســة أو‬
‫ّ‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫مــن‬ ‫نــات‬ ‫العي‬
‫ّ‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪104‬‬
‫االجتماعيــة ‪ .‬أن نقطــة الضعــف التــي تضــيء عليهــا‬ ‫تقدمــه هــذه الجامعــات‬
‫ّ‬ ‫البحــث فــي مضمــون مــا‬
‫الدراســة بعــد المســح تكمــن فــي ضعــف اســتغالل‬ ‫بأريحيــة علــى مــا عــداه مــن‬
‫ّ‬ ‫كفــة االقتصــاد‬
‫يغلّ ــب ّ‬
‫هــذه الدوريــات لخصوصيــات الفضــاء اإللكترونــي‪،‬‬ ‫وتحديــدا "األنثروبولوجيــا" التــي‬
‫ً‬ ‫صــات‬ ‫التخص‬
‫ّ‬
‫والدليــل علــى ذلــك أن العــدد األكبــر منهــا ال يصــدر‬ ‫ذيــل قائمــة الترتيــب فــي مجمــل الجامعــات‪.‬‬ ‫تُ ِّ‬
‫نســخة إلكترونيــة رديفــة عــن المطبــوع‪.‬‬
‫مراكز البحث‬
‫يتّ ضــح مــن نتائــج الدراســة أن أعلــى درجــات‬
‫التعدديــة مــن ناحيــة جنســيات المؤلّ فيــن والبلــدان‬ ‫ال يمكــن فصــل مقاربــة دور الجامعــات فــي‬
‫المدروســة يرتبــط بمــكان الصــدور‪ ،‬ويبــدو‬ ‫تعميــم العلــوم االجتماعيــة عــن مراكــز البحــث‬
‫اقا فــي هــذا المجــال‪ .‬وتختلــف باقــي‬ ‫ســب ً‬
‫ّ‬ ‫لبنــان‬ ‫تقريبــا فــي عملــه مــن‬ ‫ً‬ ‫نصفهــا‬ ‫ُ‬ ‫التــي ينطلــق‬
‫مؤشــرات الجــودة العلميــة بيــن الدوريــات‪ ،‬رغــم‬ ‫ّ‬ ‫غنيــة بــاألدوات‬
‫ّ‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫بح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫أرضي‬
‫ّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫إياه‬ ‫ا‬ ‫ـذً‬
‫الجامعــات متّ خـ‬
‫كبيــرا للمقــاالت النظريــة‬‫ً‬ ‫ً‬
‫حضــورا‬ ‫أننــا نُ الحــظ‬ ‫تســهل‬
‫ّ‬ ‫التــي‬ ‫ــرة‬ ‫المتوف‬
‫ّ‬ ‫البحثيــة‬ ‫والمضاميــن‬
‫بشــكل عــام وكذلــك نُ ــدرة حضــور البحــث‬ ‫علــى الباحــث عملــه‪ .‬إال أن هــذا الواقــع ال يلغــي‬
‫العينــة المدروســة‬ ‫ّ‬ ‫ظهــر أرقــام‬
‫المشــترك‪ .‬وتُ ِ‬ ‫ُ‬ ‫أهميــة مــا تُ نتجــه مراكــز البحــث المســتقلّ ة التــي‬
‫بحصــة‬
‫ّ‬ ‫تحظــى‬ ‫علــوم‬ ‫ثالثــة‬ ‫أن‬ ‫المحصلــة‬
‫ّ‬ ‫فــي‬ ‫تتّ ســم بإنتاجيــة عاليــة وعابــرة للتخصصــات‪ .‬ويظهــر‬
‫األســد فــي الدوريــات المشــتركة بيــن العلــوم‬ ‫المطــرد لمراكــز البحــث‬ ‫ّ‬ ‫النمــو‬
‫ّ‬ ‫مــن التقريــر أن‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬وهــي علــم االجتمــاع والعلــوم‬ ‫أساســي ْين‪:‬‬
‫َّ‬ ‫مــرده الــى عامليــن‬ ‫ُّ‬ ‫المســتقلّ ة إنمــا‬
‫معــا مــا ُيقــارب‬
‫السياســية والتاريــخ حيــث تسـ ّـجل ً‬ ‫أوال‪ ،‬بــروز جيــل جديــد مــن علمــاء االجتمــاع العــرب‬ ‫ً‬
‫ثالثــة أربــاع المقــاالت‪ ،‬فيمــا يتســاوى علــم‬ ‫الذيــن لــم تعــد الجامعــات قادرة على اســتيعابهم؛‬
‫النفــس واالقتصــاد واألنثروبولوجيــا بنســبةٍ ال‬ ‫والتغيــرات البــارزة‬
‫ّ‬ ‫وثانيــا‪ ,‬الظــروف النائشــة‬ ‫ً‬
‫لــكل منهــا‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫تتجــاوز ‪%5‬‬ ‫فــي المنطقــة العربيــة والتــي منحــت المجتمــع‬
‫دورا أكبــر ومســاحةً أكبــر وهامــش تحـ ّـرك‬ ‫المدنــي ً‬
‫ـل الالفــت فــي هــذا الشـ ّـق والجديــر باإلشــارة‬ ‫ولعـ ّ‬ ‫أكبــر‪.‬‬
‫التخصصــات الثالثــة‬
‫ُّ‬ ‫اليــه فــي الخالصــة هــو أن‬
‫ذات الحضــور القــوي فــي الدوريــات (تاريــخ‪ ،‬علــم‬ ‫ـبيا فــي عدد مراكز‬ ‫نظــر الــى االزديــاد الكبير نسـ ًّ‬
‫وي َ‬
‫ُ‬
‫ـدى درجــة حضورهــا‬ ‫اجتمــاع‪ ،‬علــوم سياســية) تتعـ ّ‬ ‫البحــث فــي العالــم العربــي علــى أنــه ظاهــرة‬
‫فتجســدها‬
‫ِّ‬ ‫المفاجــأة‬ ‫فــي الجامعــات‪ ،‬أمــا‬ ‫مســتقال‬
‫ً‬ ‫إطــارا‬
‫ً‬ ‫قــدم‬
‫إيجابيــة مــن شــأنها أن تُ ّ‬
‫ذكرهــا فــي‬‫ِ‬ ‫ضآلــة‬ ‫رغــم‬ ‫األنثروبولوجيــا‪ ,‬التــي‬ ‫لعمــل العلــوم االجتماعيــة خــارج الجامعــات‪ .‬ومــع‬
‫المجــاالت كافــة‪ ,‬تبــرز فــي الدوريــات بشــكل‬ ‫بحثيــة‬
‫ّ‬ ‫أن كثافــة مراكــز البحــث تســتولد كثافــاتٍ‬
‫يفــوق حضورهــا الجامعــي بثالثــة أضعــاف‪ .‬مــا‬ ‫العربيــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫غيــر متســاوية بيــن مختلــف الــدول‬
‫الدوريــات العلميــة فــي إبــراز‬
‫ّ‬ ‫يفضــي الــى أهميــة‬ ‫منصــة ال غنــى عنهــا لإلنتاجــات‬ ‫ّ‬ ‫إال أنهــا تبقــى‬
‫التخصصــات المطمــورة التــي تظلمهــا‬ ‫ُّ‬ ‫بعــض‬ ‫المعرفيــة; وكــون غالبيــة الدوريــات العلميــة فــي‬‫ّ‬
‫المعرفيــة األخــرى وعلــى رأســها الجامعــات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األطــر‬ ‫العالــم العربــي تصــدر مــن المراكــز هــي خيــر دليــل‬
‫علــى ذلــك‪.‬‬
‫المهنية‬
‫ّ‬ ‫الجمعيات‬
‫ّ‬
‫الدوريات العلمية‬
‫ّ‬
‫يشــير التســارع الواضــح فــي وتيــرة تأســيس‬
‫الجمعيــات المهنيــة بــأن العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫علــى غــرار الصلــة العضويــة بيــن الجامعــات ومراكــز‬
‫هويــات‬
‫ّ‬ ‫العالــم العربــي تســير فــي اتجــاه تكويــن‬ ‫البحــث‪ ،‬يبــدو الفصــل بيــن األخيــرة والدوريــات‬
‫خاصــة بهــا‪ .‬وفــي هــذا المجــال‪ ،‬يخلــص التقريــر‬ ‫العلميــة العربيــة غيــر مجــدٍ ‪ ،‬إذ يخلــص الرصــد الــى‬
‫الــذي يــدرس الدوريــات الصــادرة عــن جمعيــات‬ ‫الــدور األكبــر فــي‬
‫َ‬ ‫المســتقلّ ة‬
‫منــح مراكــز البحــث ُ‬
‫مهنيــة ومســتوى حضــور العلــوم االجتماعيــة‬ ‫نمــو الدوريــات‪.‬‬
‫فيهــا‪ ،‬الــى أن العلــوم االقتصاديــة تحظــى بالزخــم‬
‫المؤسســاتي األكبــر بيــن العلــوم االجتماعيــة‬ ‫تطــور‬
‫ّ‬ ‫الدوريــات العــددي مــع‬
‫ّ‬ ‫نمــو هــذه‬
‫ّ‬ ‫ويتزامــن‬
‫فــي العالــم العربــي‪ .‬فيمــا تكمــن نقطــة الضعــف‬ ‫كمــي ملحــوظ فــي قســم كبيــر مــن العلــوم‬ ‫ّ‬

‫‪105‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫الرقميــة الصحف‬
‫ّ‬ ‫اســتنتاجها مــن الدراســة‬
‫ُ‬ ‫التــي يمكــن‬
‫جمهــورا‬
‫ً‬ ‫أن معظــم الجمعيــات المهنيــة تخاطــب‬
‫االجتماعيــة‬
‫ّ‬ ‫قــد يتــراءى لــدارس حضــور العلــوم‬ ‫محليــا والدليــل علــى ذلــك أن ‪ 59‬مــن أصــل ‪68‬‬
‫ًّ‬
‫ـدا عندمــا تبلــغ‬‫ـب مرتفعــةٍ جـ ًّ‬
‫أنــه ســيقع علــى نسـ ٍ‬ ‫تعمــل ضمــن إطــار دولــة عربيــة واحــدة‪.‬‬
‫نظــرا الــى احتضانهــا‬ ‫ً‬ ‫دراســتُ ه الصحــف اليوميــة‬
‫ـزء منهــا فــي‬‫ـب جـ ٌ‬ ‫ـد مــن أن يصـ ّ‬‫تحريريــة ال بـ ّ‬
‫ّ‬ ‫كثافــةً‬ ‫التعمــق فــي دراســة المضاميــن الصــادرة عــن‬ ‫ُّ‬ ‫أن‬
‫خانــة العلــوم االجتماعيــة‪ .‬إال أن نتائــج المســح‬ ‫جمعيــات مهنيــة يحتــاج الــى بحــثٍ منفــرد‪ ،‬ولكــن‬
‫تضمنهــا هــذا التقريــر والتــي شــملت‬ ‫ّ‬ ‫التــي‬ ‫أهميــة‬
‫ّ‬ ‫أوليــة بهــا نظـ ًـرا الــى‬
‫ّ‬ ‫ـد مــن إحاطــةٍ‬‫كان ال بـ ّ‬
‫ضعــف‬
‫ٍ‬ ‫دول مختلفــة‪ ،‬تشــير الــى‬ ‫ٍ‬ ‫مــن‬ ‫صحــف‬ ‫‪5‬‬ ‫أساســية‬
‫ّ‬ ‫ــة‬‫معرفي‬
‫ّ‬ ‫كحاضنــةٍ‬ ‫ــات‬ ‫الجمعي‬
‫ّ‬ ‫هــذه‬
‫صريــح لوجــود الفكــر العلمــي وإن كان بشــكله‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬وإن كانــت حتــى اليــوم مــا‬‫ّ‬ ‫للعلــوم‬
‫المتخصــص‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الصحافــي غيــر‬ ‫زالــت ترتقــي بإنتاجــاتٍ هزيلــة‪.‬‬

‫وعليــه‪ ،‬كان التركيــز علــى المواضيــع التي تناقش‬


‫المجتمع المدني‬
‫الظواهــر االجتماعيــة‪ ،‬أمــا النتيجــة فغيــر مشـ ِّـجعة‬
‫متــى احتُ ِســبت وفق المعاييــر المعتمدة لتصنيف‬
‫مفــاده أن المجتمــع المدنــي‬
‫ُ‬ ‫بعــد إرســاء تعريــفٍ‬
‫المواضيــع فــي خانة "الحضور العلمي"‪ .‬وتعكس‬
‫يتكــون مــن المؤسســات المســتقلّ ة ذات‬ ‫ّ‬
‫األرقــام أن المــواد العلميــة ال تتجــاوز نســبتُ ها مــن‬
‫نظــم نفســها خــارج‬‫االنتســاب الطوعــي التــي تُ ّ‬
‫ـدل ‪ %3,3‬رغــم اننــا‬ ‫مجمــل مســاحة الصحيفــة معـ ّ‬ ‫إطــار الدولــة واألحــزاب السياســية‪ ،‬يتّ ضــح مــن‬
‫نفتــرض انهــا قــادرة علــى اســتيعاب مــا يالمــس‬
‫عينــة مــن منظمــات المجتمــع المدنــي أنها‬ ‫دراســة ّ‬
‫يمــس‬
‫ّ‬ ‫‪ %10‬مــن المــواد العلميــة مــن دون أن‬
‫كلّ هــا تَ ســتخدم ال بــل تُ نتــج العلــوم االجتماعيــة‬
‫وتتقــدم صحيفــة‬
‫ّ‬ ‫الصحافيــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ذلــك بطبيعتهــا‬
‫بشــكل أو بآخــر ولكــن تحــت رايــة أهدافهــا الخاصــة‬
‫"القــدس" علــى باقــي الصحــف المشــمولة‬
‫وليــس بحثً ــا عــن تحقيــق أهــداف أكاديميــة‪.‬‬
‫بالدراســة‪ ،‬وتشــكل مثــاال نموذجيــا لحضــور‬
‫مختلــف أشــكال العــرض العلمــي فــي الصحافــة‬
‫الخاصة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ورغــم الغلبــة الواضحة لمنظومة األهــداف‬
‫ـددا كبيـ ًـرا مــن المــواد التــي‬
‫العربيــة بتســجيلها عـ ً‬ ‫قوتــه مــن واقــع فــرض‬‫يكتســب المجتمــع المدنــي ّ‬
‫ـب فــي خانــة "العلــوم االجتماعيــة"‪ .‬والالفــت‬ ‫تصـ ّ‬ ‫ـم فــي ســوق عمــل علمــاء العلوم‬ ‫نفســه كجــزءٍ مهـ ٍّ‬
‫فــي نتائــج المســح الخاصــة بصحيفــة "القــدس"‬
‫خصوصــا أن معظــم هــذه‬ ‫ً‬ ‫االجتماعيــة العــرب‪،‬‬
‫هــو تنـ ُّـوع أشــكال العــرض العلمــي وتشـ ّـعبها بيــن‬
‫المنظمــات تنحــو الــى التواصــل مــع جمهــور واســع‪.‬‬
‫التحليــات وعــرض المفاهيــم والكتــب والســير‬
‫أمــا خالصــة القــول فــي هــذا الســياق فــإن التأثيرات‬
‫وتقاريــر المؤتمــرات‪.‬‬
‫المتشعبة الستعماالت المجتمع المدني للعلوم‬ ‫ّ‬
‫ســمى بجماعــات‬‫ّ‬ ‫االجتماعيــة تولّ ــد مــا ُيمكــن أن ُي‬
‫الفضائيات‬ ‫معرفيــة‬
‫ّ‬ ‫مــادة‬
‫ّ‬ ‫"شــبه علميــة" قــادرة علــى إنتــاج‬
‫ُمبتَ كَ ــرة‪ ،‬وإن كانــت غيــر أكاديميــة‪.‬‬
‫االجتماعيــة فــي‬
‫ّ‬ ‫تبــدو تجربــة رصــد حضــور العلــوم‬
‫العربيــة مثيــرةً ال سـ ّـيما عندمــا تحيــط‬
‫ّ‬ ‫الفضائيــات‬
‫ّ‬ ‫الدوريات الثقافية‬
‫رصــد فيهــا‬
‫فضائيــات بــارزة وتُ َ‬
‫ّ‬ ‫الدراســة بخمــس‬
‫ـج تتعالــى مضامينهــا علــى الطابــع اإلخبــاري‬ ‫برامـ ُ‬ ‫تشــير نتائــج المســح‪ ،‬التــي شــملت خمــس‬
‫قوامهــا أن‬
‫ُ‬ ‫ـةٍ‬‫ـ‬ ‫خالص‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫الرص‬ ‫ـود‬‫ـ‬ ‫ويق‬ ‫ـي‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫اليوم‬ ‫دوريــات ذات حضــور عربــي واســع النطــاق‪ ،‬الــى‬ ‫ّ‬
‫ســتحضرة فــي الحلقــات‬ ‫َ‬ ‫الم‬
‫العلــوم االجتماعيــة ُ‬ ‫أن العلــوم االجتماعيــة تحضــر بصــورةٍ شــبه ثابتــة‬
‫المرصــودة يغلــب عليهــا األســلوب الشــائع‬ ‫بنســبة تناهــز ‪ %20‬مــن إجمالــي الصفحــات‬
‫تعمــق الــذي‬
‫الم ّ‬ ‫فيمــا يحضــر بخجــل األســلوب ُ‬ ‫فــي الدوريــات الخاضعــة للدراســة‪ .‬تلــك النســبة‬
‫المجــال العــام منــه‪ .‬هــذا وال‬
‫ُ‬ ‫يمكــن أن يســتفيد‬ ‫تثبــت متانــة العالقــة بيــن العلــوم االجتماعيــة‬
‫أيضــا‬
‫يغيــب "الربيــع العربــي" عــن هــذا اإلطــار ً‬ ‫والحــاالت الثقافيــة الســائدة فــي الوطــن العربــي‬
‫بحيــث يأتــي فــي صــدارة المواضيــع المطروحــة‬ ‫حيــز كبيــر لتوضيــح وتنميــة العالقــة‬
‫رغــم وجــود ّ‬
‫المختــارة‪ .‬ويتســاوى‬ ‫ُ‬ ‫عينــة الحلقــات‬ ‫ّ‬ ‫فــي‬ ‫بيــن العلــم والثقافــة فــي الواقــع العربــي‪.‬‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪106‬‬
‫خالصــة القــول‪ ،‬فيمــا تُ واصــل العلــوم‬ ‫حضــور "الربيــع العربــي" مــع "اإلرهــاب"‬
‫وكميــا فــي‬ ‫ًّ‬ ‫نوعيــا‬
‫ًّ‬ ‫نمو هــا‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيــة‬ ‫الــذي كان فــي أوجــه خــال مرحلــة الرصــد‪.‬‬
‫ســيما ُمنــذ النصــف‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫العالــم‬ ‫أرجــاء‬ ‫مختلــف‬
‫األخيــر مــن القــرن الماضــي بصــورةٍ تُ واكــب‬ ‫لحظهــا في الســياقات‬ ‫ـتحق َ‬‫أمــا النقطــة التــي تسـ ّ‬
‫ُمتطلّ بــات دراســة مجتمعــات حديثــة‪ ،‬يبــدو‬ ‫االســتنتاجية فتتجلــى فــي قضايــا المــرأة‬
‫مزيــد‬
‫ٍ‬ ‫العربيــة تحتــاج الــى‬
‫ّ‬ ‫أن المجتمعــات‬ ‫والمشــاركة‬
‫ُ‬ ‫وملفــات متّ صلــة بهــا مثــل الحقــوق‬
‫مــن التجــارب المكثَّ فــة قبــل أن تبلــغ زمنً ــا‬ ‫والمواطنــة‪ .‬وإذا كانــت هــذه المســائل ال تتّ ســم‬
‫أتمــت واجباتهــا علــى‬ ‫ّ‬ ‫تُ جاهــر فيــه بأنهــا‬ ‫الفضائيــات العربيــة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫القــوة فــي‬
‫ّ‬ ‫بحضــور شــديد‬
‫ٍ‬
‫مســتوى تأميــن حضــور وافــر للعلــوم‬ ‫التطــور‬
‫ّ‬ ‫مــن‬ ‫ــا‬ ‫نوع‬
‫ً‬ ‫يحمــل‬ ‫طرحهــا‬ ‫مجــرد‬
‫ّ‬ ‫إال أن‬
‫المتشــعبة فــي أطــر‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيــة بتجلياتهــا‬
‫ّ‬ ‫درجهــا جمهــور‬ ‫ُ ِ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫قضاي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مالمس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـاح‬‫ـ‬ ‫واالنفت‬
‫متشــعبة ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والخصوصيــات"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واســع فــي خانــة "التقاليــد‬

‫‪107‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫المصادر‬

‫"المســؤولية المدنيــة‬
‫ّ‬ ‫األميــن‪ ،‬عدنــان‪.2014 .‬‬ ‫حجــاج‪ ،‬علــي‪" .2015 .‬حضــور العلــوم االجتماعيــة‬
‫للجامعــة"‪ .‬مجلــة الدفــاع الوطنــي اللبنانــي‪،‬‬ ‫فــي المجــات الثقافيــة العربيــة"‪( .‬ورقــة خلفيــة‬
‫عــدد ‪ ،90‬تشــرين األول‪/‬أكتوبــر‪.54-5 ،‬‬ ‫للمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة)‬

‫الخليفــة‪ ،‬عبــد اللــه بــن حســين‪" .2014 .‬التكويــن‬ ‫كســر‪ ،‬عبــادة‪ " .2015 .‬حضــور العلــوم االجتماعيــة‬
‫العلمــي فــي علــم االجتمــاع‪ :‬حالــة الســعودية"‪.‬‬ ‫فــي الفضائيــات العربيــة"‪( .‬ورقــة خلفيــة للمرصــد‬
‫فــي مســتقبل العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم‬ ‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة)‬
‫العربــي‪ ،‬تحريــر ســاري حنفــي‪ ،‬ونوريــة بــن غبريــط‪-‬‬
‫رمعــون‪ ،‬ومجاهــدي مصطفــى‪.194-153 ،‬‬ ‫كســر‪ ،‬عبــادة‪" .2015 .‬حضــور العلــوم االجتماعيــة‬
‫بيــروت‪ :‬مركــز دراســات الوحــدة العربيــة‪.‬‬ ‫فــي المجــات اإللكترونيــة فــي العالــم العربــي"‪.‬‬
‫(ورقــة خلفيــة للمرصــد العربــي للعلــوم‬
‫رمعــون‪ ،‬حســن‪" .2014 .‬ممارســة العلــوم‬ ‫االجتماعيــة)‬
‫االجتماعيــة فــي الجزائــر"‪ .‬ترجمــة ســهام بدوبيــة‪.‬‬
‫فــي مســتقبل العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم‬ ‫بــدوي‪ ،‬أحمــد موســى‪ ،‬ومحمود عبداللــه‪ ،‬وهاني‬
‫العربــي‪ ،‬تحريــر ســاري حنفــي‪ ،‬ونوريــة بــن‬ ‫ســليمان‪" .2015 .‬حضــور العلــوم االجتماعيــة‬
‫غبريط‪-‬رمعــون‪ ،‬ومجاهــدي مصطفــى‪.300-289،‬‬ ‫فــي الصحــف العربيــة"‪( .‬ورقــة خلفيــة للمرصــد‬
‫بيــروت‪ :‬مركــز دراســات الوحــدة العربيــة‪.‬‬ ‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة)‬

‫عبــد الحســين‪ ،‬الهــاي‪" .2014 .‬توجهــات علــم‬ ‫الهــراس‪ ،‬المختــار‪" . 2015 .‬تقييــم دوريــات‬
‫االجتمــاع فــي العــراق‪ :‬الماضــي والحاضــر"‪ .‬فــي‬ ‫العلــوم االجتماعيــة"‪ .‬كانــون الثاني‪/‬ينايــر‪( .‬ورقــة‬
‫مســتقبل العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم‬ ‫خلفيــة للمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة)‬
‫العربــي‪ ،‬تحريــر ســاري حنفــي‪ ،‬ونوريــة بــن‬
‫غبريط‪-‬رمعــون‪ ،‬ومجاهــدي مصطفــى‪.151-131،‬‬
‫بيــروت‪ :‬مركــز دراســات الوحــدة العربيــة‪.‬‬ ‫‪Majed, Rima. 2014. “The Presence of‬‬
‫‪Social Science in Arab Civil Society Or-‬‬
‫عــروس‪ ،‬الزبيــر‪" .2014 .‬مدخــل فــي تاريــخ‬ ‫‪ganizations.” (Background Paper for the‬‬
‫الممارســة السوســيولوجية وواقعهــا‪ :‬المدرســة‬ ‫)‪Arab Social Science Monitor‬‬
‫نموذجــا"‪ .‬فــي مســتقبل العلــوم‬‫ً‬ ‫الجزائريــة‬
‫االجتماعيــة فــي العالــم العربــي‪ ،‬تحريــر ســاري‬ ‫المصادر المنشورة‬
‫حنفــي‪ ،‬ونوريــة بــن غبريط‪-‬رمعــون‪ ،‬ومجاهــدي‬
‫مصطفــى‪ .287-162 ،‬بيــروت‪ :‬مركــز دراســات‬
‫الوحــدة العربيــة‪.‬‬ ‫إبراهيــم‪ ،‬ســعد الديــن‪" .2014 .‬المرجعيــات‬
‫الغربيــة للعلــوم االجتماعيــة فــي الوطــن العربــي‪:‬‬
‫بــدوي‪ ،‬أحمــد موســى‪". 2014 .‬التكويــن العلمي‬ ‫مقاربــة تأليفيــة"‪ .‬فــي مســتقبل العلــوم‬
‫فــي العلــوم االجتماعيــة‪ :‬حالة المشــرق العربي"‪.‬‬ ‫االجتماعيــة فــي العالــم العربــي‪ ،‬تحريــر ســاري‬
‫فــي مســتقبل العلــوم االجتماعيــة فــي العالــم‬ ‫حنفــي‪ ،‬ونوريــة بــن غبريط‪-‬رمعــون‪ ،‬ومجاهــدي‬
‫العربــي‪ ،‬تحريــر ســاري حنفــي‪ ،‬ونوريــة بــن غبريــط‪-‬‬ ‫مصطفــى‪ .73-59 ،‬بيــروت‪ :‬مركــز دراســات‬
‫رمعــون‪ ،‬ومجاهــدي مصطفــى‪ .129-97 ،‬بيــروت‪:‬‬ ‫الوحــدة العربيــة‪.‬‬
‫مركــز دراســات الوحــدة العربيــة‪.‬‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪108‬‬
‫‪UNDP United Nations Development‬‬ ‫حجــازي‪ ،‬محمــد عــزت‪ ،‬وســالم ســاري‪ ،‬ومحمــد‬
‫‪Programme and MBRF Mohammed bin‬‬ ‫شــقرون‪ ،‬وغالــي شــكري‪ ،‬وعلــي الكنــز‪ ،‬وحيــدر‬
‫‪Rashid Al Maktoum Foundation. 2015.‬‬ ‫ابراهيــم علــي‪ ،‬وأحمــد محمــد حجــازي‪ ،‬ومحمــود‬
‫‪Arab Knowledge Report 2014: Youth‬‬ ‫الــذاودي‪ ،‬وســعد الديــن ابراهيــم‪ ،‬وعبــد الباســط‬
‫‪and Localisation of Knowledge. Dubai: Al‬‬ ‫عبــد المعطــي‪ ،‬وفــؤاد اســحق الخــوري‪ ،‬واســحق‬
‫‪Ghurair.‬‬ ‫القطــب‪ ،‬وخلــدون حســن النقيــب‪ ،‬والمختــار‬
‫الهــراس‪ ،‬وعبــد الصمــد الديالمــي‪ ،‬والطاهــر‬
‫لبيــب‪ ،‬وعبــد الوهــاب بوحديبــة‪ ،‬وفــوزي العربــي‪،‬‬
‫وناهــد صالــح‪ .1986 .‬نحــو علــم اجتمــاع عربــي‪:‬‬
‫علــم االجتمــاع والمشــكالت العربيــة الراهنــة‪.‬‬
‫بيــروت‪ :‬مركــز دراســات الوحــدة العربيــة‪.‬‬

‫حنفــي‪ ،‬ســاري‪ ،‬وريفــاس أرفانيتــس‪.2015 .‬‬


‫البحــث العربــي ومجتمــع المعرفــة‪ :‬رؤيــة نقديــة‬
‫جديــدة‪ .‬بيــروت‪ :‬مركــز دراســات الوحــدة العربيــة‪.‬‬

‫الزاهــي‪ ،‬نــور الديــن‪ .2011 .‬المدخــل لعلــم‬


‫االجتمــاع المغربــي‪ .‬الربــاط‪ :‬دفاتــر وجهــة نظــر‪.‬‬

‫‪Burawoy, Michael. 2005. “For a Public‬‬


‫”‪Sociology.‬‬ ‫‪American‬‬ ‫‪Sociological‬‬
‫‪Review 70(1).‬‬

‫‪Habermas, Jürgen. 1991 [1962]. The‬‬


‫‪Structural Transformations of the Public‬‬
‫‪Sphere. Translated by Thomas Burger.‬‬
‫‪Boston: MIT Press.‬‬

‫‪Hanafi, Sari. 2011. “University Systems in‬‬


‫‪the Arab East: Publish Globally and Per-‬‬
‫‪ish Locally vs Publish Locally and Perish‬‬
‫‪Globally.” Current Sociology 59(3): 291-‬‬
‫‪309.‬‬

‫‪Karajah, Sa’ed. 2007. “Civil Society in the‬‬


‫‪Arab World: The Missing Concept.” The‬‬
‫‪International Journal of Not-For-Profit‬‬
‫‪Law 9(2).‬‬

‫‪Brewer, John D. 2013. The Public Value‬‬


‫‪of the Social Sciences. Bloomsbury.‬‬

‫‪McGann, James G. 2015. 2014 Global‬‬


‫‪GoTo Think Tank Index Report,‬‬
‫‪Philadelphia: The Lauder Institute,‬‬
‫‪University of Pennsylvania.‬‬
‫‪109‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫األساليب واألدوات‬

‫تيــن‪ :‬المــوارد والمنشــورات ذات‬ ‫آلي ْ‬


‫متاحــةً عبــر ّ‬ ‫ــد المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫ُي َع ّ‬
‫الصلــة بالبيانــات‪ .‬وتُ شــكّ ل قاعــدة البيانــات‬ ‫ـروعا بــارزً ا مشــاريع المجلــس العربــي للعلــوم‬
‫مشـ ً‬
‫ســتتوفر علــى الموقــع‬‫ّ‬ ‫القابلــة للبحــث‪ ،‬والتــي‬ ‫االجتماعيــة ويهــدف إلــى إنشــاء مرصــد دائــم‬
‫ـتضم البيانــات‬
‫ّ‬ ‫اإللكترونــي الخــاص بالمشــروع وسـ‬ ‫مخصــص إلجــراء مســح يطــال المشــهد العــام‬ ‫َّ‬
‫مهمــا فــي هــذه الفئــة‬ ‫ً‬ ‫ـوردا‬
‫ـم جمعهــا‪ ،‬مـ ً‬ ‫التــي تـ ّ‬ ‫وتقييــم مســارات البحــث ذات الصلــة بالعلــوم‬
‫أمــا فــي مــا يتعلّ ــق بالمنشــورات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األولــى‪.‬‬ ‫االجتماعيــة فــي البلــدان العربيــة‪ .‬ولهــذه الغايــة‪،‬‬
‫فيشــكّ ل التقريــر العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫ونوعيــة لجمــع البيانــات‬
‫ّ‬ ‫كم ّيــة‬
‫ـتخدم أســاليب ّ‬
‫تُ سـ َ‬
‫أداةً أساســية مــن أدوات المرصــد العربــي‬ ‫حــول وضــع التعليــم العالــي بشــكل عــام والعلوم‬
‫للعلــوم االجتماعيــة‪ .‬وتحتضــن المنشــورات‬ ‫تــم‬
‫االجتماعيــة بشــكل خــاص وتحليلهــا‪ ،‬كمــا ّ‬
‫األخــرى التــي ســيتولى المرصــد العربــي للعلــوم‬ ‫إطــاق موقــع إلكترونــي خــاص بالمــوارد لنشــر‬
‫االجتماعيــة إنتاجهــا تقاريــر ذات صلــة بالبيانــات‪،‬‬ ‫البيانــات والتحليــات وتعميمهــا‪.‬‬
‫وأوراقــا تحليليــة‬
‫ً‬ ‫وموجــزات خاصــة بالسياســات‪،‬‬
‫بشــأن مســائل محــددة مســتقاة مــن البيانــات‪.‬‬ ‫يشــتمل المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬
‫وسيســعى المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫علــى ثالثــة مجــاالت بحــث أساســية‪:‬‬
‫تــم‬
‫إلــى اســتخدام ومشــاركة البيانــات التــي ّ‬
‫جمعهــا وتصنيفهــا علــى نحــو كامــل‪.‬‬ ‫‪-‬البنــى التحتيــة الخاصــة بإنتــاج المعرفــة ذات‬
‫الصلــة بالمؤسســات والمــوارد؛‬
‫كمــا ســيتبلور مشــروع المرصــد العربــي للعلــوم‬
‫ســنتين‬
‫ْ‬ ‫تمتــد علــى‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيــة علــى مراحــل‬ ‫‪ -‬القــدرات والخصائــص التــي تتمتّ ــع بهــا مجتمعــات‬
‫وتفضــي إلــى إنشــاء مرصــد دائــم فــي حلــول‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي المنطقة؛‬
‫نهايــة العــام ‪ .2019‬وركّ ــزت الفتــرة التجريبيــة‪،‬‬
‫التــي انتهــت فــي الربــع األول مــن العــام ‪،2015‬‬ ‫‪-‬قــدرة العلــوم االجتماعيــة العربيــة علــى التأثيــر‬
‫كل أبحــاث المرصــد‬ ‫يوجــه ّ‬
‫علــى بلــورة إطارعمــل ّ‬ ‫فــي العلــوم االجتماعيــة العالميــة مــن جهــة‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة وأنشــطته (انظــر‬ ‫وفــي النقــاش العــام والسياســات مــن جهــة‬
‫إطــار عمــل المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫أخــرى‪.‬‬
‫أدنــاه)‪ ،‬وعلــى إنشــاء أدوات جمــع البيانــات‬
‫واختبارهــا (اســتبيان يســتهدف علمــاء العلــوم‬ ‫ســيتم جمــع البيانــات لصالــح المرصــد العربــي‬ ‫ّ‬
‫االجتماعيــة ومصفوفــة ذات صلــة بمؤسســات‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة وتجميعهــا عبــر اســتخدام‬
‫ـا عــن وضــع "التأطيــر"‬ ‫العلــوم االجتماعيــة) فضـ ً‬ ‫ـل أبرزهــا حتــى اآلن‪ )1( :‬إجــراء‬
‫متنوعــة‪ ،‬لعـ ّ‬
‫ّ‬ ‫أدوات‬
‫األول للمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة (انظــر‬ ‫اســتبيان لتنفيــذ مســح إلكترونــي لعلمــاء العلــوم‬
‫المخصــص لتنفيــذ المرصــد العربــي‬ ‫ّ‬ ‫القســم‬ ‫ـنتين؛ (‪ )2‬مصفوفة‬ ‫االجتماعيــة المنفرديــن كل سـ ْ‬
‫للعلــوم االجتماعيــة أدنــاه للحصــول علــى مزيــد‬ ‫ـم المؤسســات العاملــة‬ ‫إلنشــاء قاعــدة بيانــات تضـ ّ‬
‫مــن التفاصيــل)‪.‬‬ ‫فــي مجــال العلــوم االجتماعيــة؛(‪ )3‬أوراق خلفيــة‪/‬‬
‫خاصــة ذات صلــة بمســائل ُمحــددة (انظــر القســم‬
‫التقريــر العربــي للعلــوم االجتماعيــة هــو عبــارة‬ ‫ســتخدمة‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫المخصــص ألدوات جمــع البيانــات‪ُ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ســنتين ويتنــاول‬
‫ْ‬ ‫عــن منشــور يصــدر مــرة كل‬ ‫مــن ِقبــل المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬
‫وضــع البحــث فــي مجــال العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫أدنــاه للحصــول علــى مزيــدٍ مــن التفاصيــل)‪.‬‬
‫وكم ًيــا‬
‫ّ‬ ‫منهجيــا‬
‫ً‬ ‫ـا‬
‫ويتضمــن تحليـ ً‬
‫ّ‬ ‫المنطقــة العربيــة‬
‫تــم جمعهــا والخاصــة بــكل تقريــر‪.‬‬
‫للبيانــات التــي ّ‬ ‫تم جمعهــا وتحليلها‬
‫هــذا وســتكون البيانــات التي ّ‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪110‬‬


‫ســتخدمة مــن ِقبــل المرصــد‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫ُ‬ ‫كل تقريــر علــى جانــب مختلــف مــن النمــو األدوات‬
‫ويركّ ــز ُّ‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة لجمــع البيانــات‬ ‫فــي‬ ‫االجتماعيــة‬ ‫العلــوم‬ ‫مجــال‬ ‫فــي‬ ‫البحثــي‬
‫المنطقــة ويهــدف إلــى ترجمــة وإظهــار عمــل‬
‫تشــمل األدوات المتعلقــة بجمــع البيانــات وتجميعهــا‬ ‫مجتمــع العلــوم االجتماعيــة فــي المنطقــة‪ .‬كمــا‬
‫مكونــات المرصــد العربــي للعلــوم‬ ‫ّ‬ ‫لصالــح مختلــف‬ ‫يلقــي الضــوء علــى مواضيــع واســعة النطــاق ذات‬
‫االجتماعيــة مــا يلــي‪:‬‬ ‫أهميــة بالنســبة إلــى علمــاء العلــوم االجتماعيــة‬
‫ومديــري البحــث والجامعــات والمنظمــات غيــر‬
‫‪ .1‬المصفوفة‬ ‫فضــا عــن المنظمــات‬ ‫الحكوميــة البحثيــة‪،‬‬
‫ً‬
‫والجهــات المانحــة العاملــة فــي مجــال البحــث‬
‫ـم تطويــر مصفوفــة لتجميــع المعلومــات اآلتيــة‬
‫تـ ّ‬ ‫والتطويــر االجتماعــي‪ .‬وســيعقب هــذا التقريــر‬
‫حــول الســياق الوطنــي والمؤسســات والمنتجات‬
‫ذات الصلــة‪.‬‬ ‫التأطيــري للعلــوم االجتماعيــة سلســلة تقاريــر‬
‫أخــرى فــي كل مــن فــي آذار‪/‬مــارس ‪ 2017‬وآذار‪/‬‬
‫تضــم المعلومــات المتّ صلــة‬
‫ّ‬ ‫الســياق الوطنــي‪:‬‬ ‫مــارس ‪ 2019‬علــى التوالــي‪.‬‬
‫بالســياق الوطنــي مــا يلــي‪ :‬حجــم الســكان‪،‬‬
‫والســكان الشــباب‪ ،‬والميزانيــة الوطنيــة الســنوية‬
‫المخصصــة لنظــام التعليــم العالــي الرســمي‪،‬‬ ‫إطار عمل المرصد العربي للعلوم االجتماعية‬
‫ونســبة اإلنفــاق العــام علــى التعليــم الجامعــي‬
‫مــن إجمالــي النفقــات الحكوميــة‪ ،‬نســبة اإلنفــاق‬ ‫يوجــه مختلــف األبحــاث‬
‫يتألّ ــف إطــار العمــل الــذي ّ‬
‫العــام علــى التعليــم الجامعــي مــن إجمالــي الناتــج‬ ‫نجزهــا المرصــد العربــي‬ ‫واألنشــطة التــي ُي ِ‬
‫المحلــي‪ ،‬وعــدد الطــاب الجامعييــن بحســب‬ ‫مكونــات‪:‬‬
‫ّ‬ ‫خمســة‬ ‫مــن‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة‬
‫الخريجيــن بحســب‬ ‫ّ‬ ‫النــوع االجتماعــي‪ ،‬وعــدد‬ ‫األفــراد والمؤسســات والمنتجــات والممارســات‬
‫النــوع االجتماعــي‪ ،‬وإجمالــي االلتحــاق بالتعليــم‬ ‫كل مكـ ّـون علــى وحــدات‬ ‫واالســتخدامات‪ .‬ويركّ ــز ّ‬
‫الجامعــي‪ ،‬ونســبة األشــخاص الذيــن يســتخدمون‬ ‫دراســية مختلفــة وفقـ ًـا لمــا يلــي‪:‬‬
‫اإلنترنــت‪ ،‬وإجمالــي الميزانيــة الوطنيــة المخصصة‬
‫للبحــث‪.‬‬ ‫‪ .1‬المؤسســات‪ :‬الجامعــات‪ ،‬ومراكــز البحــث‪،‬‬
‫المهنيــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والجمعيــات‬
‫ـدد الجامعــات المشــمولة بالمرصــد‬ ‫الجامعــات ‪ :‬تُ حـ َّ‬ ‫‪ .2‬األفــراد‪ :‬الباحثــون المنفــردون العاملــون فــي‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة على أنها مؤسســات‬
‫ويتضمــن اســمها مصطلــح‬ ‫تمنــح شــهادات‬ ‫البلــدان العربيــة أو الباحثــون العــرب المقيمــون‬
‫ّ‬
‫"جامعــة"‪ ،‬و‪/‬أو تمنــح علــى األقــل إجــازة فــي‬ ‫فــي بلــدان الشــتات‪ ،‬والحائــزون درجة ماجســتير أو‬
‫منفصليــن أو أكثــر‪ ،‬و‪/‬أو تمنــح على األقل‬
‫ْ‬ ‫مجاليــن‬
‫ْ‬ ‫دكتــوراه فــي العلــوم االجتماعيــة مــن أي جامعــة‬
‫إجــازة فــي أحــد حقــول العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬و‪/‬أو‬ ‫فــي العالــم‪ ،‬و‪/‬أو المنخرطــون فــي البحــث فــي‬
‫تمنــح شــهادة مهنيــة بعــد متابعــة الدراســة لمــدة‬ ‫مجــال العلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫مجاليــن مســتقلّ ْين‬
‫ْ‬ ‫أربــع ســنوات أو أكثــر فــي‬ ‫‪ .3‬المنتجــات‪ :‬المكتبــات‪ ،‬والمحفوظــات‪ ،‬ودور‬
‫أو أكثــر‪ ،‬و‪/‬أو تمنــح شــهادة مهنيــة بعــد متابعــة‬ ‫النشــر‪ ،‬ورســائل الدكتــوراه والموضوعــات ذات‬
‫الدراســة لمــدة أربــع ســنوات أو أكثــر فــي واحــد أو‬ ‫الصلــة‪ ،‬والمجــات العلميــة‪ ،‬والمناهــج الدراســية‪.‬‬
‫أكثــر مــن مجــاالت العلــوم االجتماعيــة‪.‬‬ ‫‪ .4‬الممارســات‪ :‬لجــان االختيــار‪ ،‬ولجــان التحكيــم‪،‬‬
‫وإدارة الحوكمــة وتخصيــص المــوارد فــي‬
‫تضم الجامعات المؤسســات الرســمية والخاصة‬ ‫ّ‬
‫المسـ َّـجلة‬ ‫الجامعــات ومؤسســات البحــث‪ ،‬وممارســات‬
‫والربحيــة وغيــر الربحيــة واإللكترونيــة ُ‬
‫ـميا فــي البــاد الموجــودة فيهــا‪ ،‬والتــي قــد‬ ‫الترقيــة والتثبيــت الوظيفــي والمنــح الدراســية‬
‫رسـ ً‬
‫مصادقــا عليــه فــي بلــد آخــر‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫يكــون بعضهــا‬ ‫والزمــاالت والمؤتمــرات األكاديميــة‪.‬‬
‫ـرم عــن ُبعــد فــي هــذا البلــد‪ .‬وال‬
‫ـرع أو َحـ ٌ‬
‫لديــه فـ ٌ‬ ‫‪ .5‬االســتخدامات‪ :‬صناعــة السياســات‪ ،‬وتخطيــط‬
‫يشــمل المرصــد الكليــات ومؤسســات التعليــم‬ ‫التنميــة‪ ،‬والخطــاب العــام‪ ،‬والمؤتمــرات والنشــر‬
‫الجامعــي المتخصصــة‪ ،‬ومؤسســات التدريــب‬ ‫بمــا فــي ذلــك وســائل التواصــل االجتماعــي‬
‫المهنــي والتقنــي‪.‬‬ ‫التقليديــة والجديــدة‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫الخاصــة باالتصــال وموضوعــات التركيــز‪،‬‬ ‫وتشــتمل المعلومــات التــي ينبغــي تجميعهــا‬


‫والرئيــس ومجلــس اإلدارة والموظفيــن‬ ‫ذات الصلــة بالجامعــات علــى مــا يلــي‪:‬‬
‫والتمويــل والميزانيــة والعضويــة والنشــاطات‪.‬‬ ‫معلومــات خاصــة باالتصــال والعنــوان‪ ،‬والحــرم‬
‫الجامعــي ومرافقــة‪ ،‬والميزانيــة‪ ،‬وشــروط‬
‫إن الدوريــات المشــمولة‬ ‫الدوريــات العلميــة‪ّ :‬‬ ‫القبــول والشــهادات الممنوحــة‪ ،‬والموظفيــن‬
‫بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة هــي‬ ‫األكاديمييــن‪ ،‬والموظفيــن غيــر األكاديمييــن‪،‬‬
‫المنشــورات الصــادرة بشــكل منتظــم عــن‬ ‫والطــاب‪ ،‬واألقســاط‪ ،‬والمنــح الدراســية‪.‬‬
‫مؤسســة مــا فــي المنطقــة العربيــة (علــى غــرار‬ ‫وينبغــي تجميــع المعلومــات اآلتيــة فــي مــا‬
‫المنشــورات الشــهرية ونصــف الشــهرية وربــع‬ ‫يخــص أقســام وكليــات العلــوم االجتماعيــة‬ ‫ّ‬
‫راجــع مــا‬‫الســنوية والســنوية)‪ ،‬والتــي يقــوم ُم ِ‬ ‫فــي تلــك الجامعــات‪ :‬الميزانيــة لــكل قســم‬
‫باســتعراضها (كشــخص خبيــر فــي الموضــوع‪،‬‬ ‫داخــل كل كليــة‪ ،‬وقائمــة كليــات العلــوم‬
‫ـزءا‬
‫محـ ّـرر مهنــي‪ ،‬هيئــة التحريــر)‪ ،‬والتــي تكــون جـ ً‬ ‫االجتماعيــة‪ ،‬والشــهادات الممنوحــة ومتطلبــات‬
‫مــن سلســلة منشــورات ذات منفعــة (كالمجــات‬ ‫القبــول لــكل كليــة‪ ،‬ناهيــك عــن الموظفيــن‬
‫البحثيــة والعلميــة‪ ،‬سلســلة الكتــب‪ ،‬مجــات‬ ‫األكاديمييــن‪ ،‬والطــاب‪ ،‬والمنــح الدراســية‪،‬‬
‫التعليقــات والــرأي‪ ،‬أوراق العمــل‪ ،‬الدراســات)‪،‬‬ ‫والتعــاون‪ ،‬والمناهــج التعليميــة‪.‬‬
‫ـتمرة‬
‫المسـ ّ‬ ‫المحكّ مــة‪ ،‬بمــا فيهــا ُ‬
‫والمحكّ مــة وغيــر ُ‬
‫ُ‬
‫تــم تعليــق صدورهــا‪.‬‬ ‫فــي النشــر أو التــي ّ‬ ‫إن مراكــز البحــث المشــمولة‬ ‫مراكــز البحــث‪ّ :‬‬
‫بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة هــي‬
‫وتحتضــن المعلومــات المتعلقــة بالدوريــات‬ ‫تلــك المتمركــزة فــي الجامعــات‪ ،‬ومؤسســات‬
‫العلميــة مــا يلــي‪ :‬المعلومــات الخاصــة باالتصــال‬ ‫الفكــر الدوليــة غيــر المتمركــزة فــي الجامعــات‪،‬‬
‫وموضوعــات التركيــز ووتيــرة الصــدور والنمــوذج‬ ‫والحكوميــة منهــا‪ ،‬والربحيــة‪ ،‬وغيــر الربحيــة‪،‬‬
‫والتــداول والحجــم وأســلوب الحصــول عليهــا‬ ‫ومراكــز الفــروع والتــي تقــوم باألبحــاث (العلميــة‬
‫والتمويــل‪.‬‬ ‫وغيــر العلميــة) بشــأن التخصصــات التــي ُيدرجهــا‬
‫المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة فــي خانــة‬
‫تــم‬
‫البينــات التــي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن‬
‫وتجــدر اإلشــارة إلــى ّ‬ ‫أمــا المنظمــات التنمويــة‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‪ّ .‬‬
‫جمعهــا حتــى اآلن مــن خــال المصفوفــة‬ ‫متعــددة األطــراف والمنظمــات غيــر الحكوميــة‪،‬‬
‫للعامــة عــن طريــق‬ ‫ّ‬ ‫تشــتمل علــى مــا هــو ُمتــاح‬ ‫فهــي غيــر مشــمولة بالمرصــد‪ .‬كمــا تُ ســتثنى‬
‫الشــبكة العنكبوتيــة ومــن خــال قواعــد البيانــات‬ ‫مراكــز البحــث الواقعــة خــارج المنطقــة‪ .‬باإلضافــة‬
‫ـم التحقق بعد‬ ‫والمتاحــة للعلــن‪ .‬ولــم تتـ ّ‬
‫ُ‬ ‫القائمــة‬ ‫إلــى ذلــك‪ ،‬تحتضــن المصفوفــة مراكــز البحــث‬
‫علــى هــذه البيانــات علــى المســتوى الوطنــي‪.‬‬ ‫ـم إغالقهــا أو تعليقهــا والتــي يكــون تاريــخ‬
‫التــي تـ ّ‬
‫وســيتم‬
‫ّ‬ ‫فالتحقــق هــو فــي طــور اإلنجــاز‬ ‫متوفــرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫إغالقهــا‬
‫المحدثــة مــن المصفوفــة علــى‬ ‫ّ‬ ‫نشــر النســخة‬
‫الموقــع االلكترونــي الخــاص بالمشــروع عنــد‬ ‫وتتــوزّ ع المعلومــات الواجــب تجميعهــا حــول‬
‫االنتهــاء منــة‪.‬‬ ‫مراكــز البحــث فــي اتّ جاهــاتٍ عــدة‪ :‬معلومــات‬
‫خاصــة باالتصال والمكان والمرافق وموضوعات‬
‫ستتم بلورة المنهجية‬
‫ّ‬ ‫كل ما سبق‪،‬‬ ‫إضافة الى ّ‬ ‫التركيــز والتمويــل‪ ،‬والميزانيــة والمدير ومجلس‬
‫مكونــات‬
‫ّ‬ ‫الخاصــة بجمــع البيانــات بالنســبة إلــى‬ ‫اإلدارة والباحثيــن والموظفيــن اإلدارييــن‬
‫المنتجــات‪ ،‬والممارســات واالســتخدامات فــي‬ ‫والمنشــورات والنشــاطات والمنــح والزمــاالت‪.‬‬
‫المراحــل الالحقــة مــن مراحــل عمــل المرصــد‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬ ‫تضــم الجمعيــات المهنيــة‬ ‫ّ‬ ‫الجمعيــات المهنيــة‪:‬‬
‫المشــمولة بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬
‫‪ .2‬االستبيان‬
‫عدهــا المرصد‬ ‫تلــك المرتبطــة بالتخصصــات التــي َي ِّ‬
‫تخصصــاتٍ ذات صلــة بالعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫ـتخدم االســتبيان لجمــع البيانــات حــول األفــراد‬
‫ُيسـ َ‬
‫مــرة كل ســنتين‪.‬‬‫عبــر إجــراء مســح إلكترونــي ّ‬ ‫أمــا المعلومــات التــي يجــب تجميعهــا حــول‬
‫ويتألّ ــف االســتبيان مــن األقســام الخمســة اآلتية‪:‬‬ ‫الجمعيــات المهنيــة فهــي اآلتيــة‪ :‬المعلومــات‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪112‬‬
‫العينــات‪ :‬اعتمــد اإلطــار‬ ‫ّ‬ ‫اإلطــار األول ألخــذ‬ ‫(‪ )1‬البيانــات الشــخصية (أي اإلســم والجنســية)؛‬
‫العينــات فــي المرحلــة التجريبيــة‬ ‫ّ‬ ‫األول ألخــذ‬ ‫(‪ )2‬الخلفيــة التعليميــة األكاديميــة (أي الجامعــات‬
‫فضــا عــن قاعــدة‬‫ً‬ ‫الثانويــة‬ ‫البيانــات‬ ‫علــى‬ ‫تــم ارتيادهــا)؛ (‪ )3‬المســار الوظيفــي (أي‬ ‫التــي ّ‬
‫البيانــات الداخليــة الخاصــة بالمجلــس العربــي‬ ‫تبوؤهــا)؛ (‪ )4‬مواضيــع البحــث‬ ‫ُّ‬ ‫ـم‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـب‬‫المناصـ‬
‫ومــرد ذلــك إلــى عــدم‬‫ُّ‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة؛‬ ‫والمنهجيــة (أي المنشــورات)؛ (‪ )5‬تمويــل البحــث‪.‬‬
‫وجــود مصــدر موثــوق أو قاعــدة بيانــات موثوقــة‬ ‫وتمــت بلــورة نســخة طويلــة وأخــرى قصيــرة‬ ‫هــذا ّ‬
‫أي مــن البلــدان‬
‫لعلمــاء العلــوم االجتماعيــة فــي ّ‬ ‫مــن االســتبيان‪ ،‬حيــث اســتُ خدِ مت النســخة‬
‫المختــارة‪ .‬ولهــذه الغايــة‪ ،‬أجــرى فريــق التنفيــذ‬ ‫ُ‬ ‫ـؤاال) خــال الفتــرة‬
‫القصيــرة (المؤلّ فــة مــن ‪ 29‬سـ ً‬
‫الخــاص بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫التجريبيــة الخاصــة بالمرصــد العربــي للعلــوم‬
‫كل المؤسســات‬ ‫بحثً ــا علــى اإلنترنــت حــول ّ‬ ‫أمــا النســخة الطويلــة (المؤلّ فــة مــن‬ ‫االجتماعيــة‪ّ .‬‬
‫المختــارة فــي‬
‫األكاديميــة فــي البلــدان األربعــة ُ‬ ‫فســيتم اســتخدامها فــي المراحــل‬ ‫ّ‬ ‫ســؤاال)‬
‫ً‬ ‫‪80‬‬
‫العينــات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫محاولــةٍ إلرســاء إطــار أخــذ‬ ‫الالحقــة (انظــر القســم الخــاص بإنشــاء المرصــد‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة أدنــاه للحصــول علــى‬
‫العينــات‪ :‬شــمل اإلطــار‬‫ّ‬ ‫اإلطــار الثانــي ألخــذ‬ ‫مزيــد مــن المعلومــات بشــأن كل مرحلــة)‪ .‬وتجــدر‬
‫العينــات علمــاء العلــوم االجتماعيــة‬
‫الثانــي ألخــذ ّ‬ ‫متوفــران باللغــات‬
‫ّ‬ ‫ـتبيانين‬
‫ْ‬ ‫أن االسـ‬ ‫اإلشــارة إلــى ّ‬
‫المنتســبين إلــى المجلــس العربــي للعلــوم‬ ‫الثــاث‪ :‬العربيــة‪ ،‬واإلنجليزيــة‪ ،‬والفرنســية‪.‬‬
‫وتضمــن بالتحديــد الحاصليــن‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعيــة‪.‬‬
‫علــى منــح مــن المجلــس العربــي للعلــوم‬ ‫الجهــات المســتهدفة والتغطيــة‪ :‬تهــدف‬
‫والمتقدميــن بالطلبــات (للحصــول‬
‫ّ‬ ‫االجتماعيــة‪،‬‬ ‫المســوح إلــى تغطيــة الباحثيــن فــي مجــال‬ ‫ُ‬
‫والمتقدميــن بطلبــات لالنتســاب‬
‫ّ‬ ‫علــى منــح‪،‬‬ ‫العلــوم االجتماعيــة العامليــن فــي المنطقــة‬
‫والمتقدميــن بطلبــات متّ صلــة‬
‫ّ‬ ‫ـس‪،‬‬ ‫إلــى المجلـ‬ ‫العربيــة أو المقيميــن فــي بلــدان الشــتات‬
‫بالمؤتمــرات) وأعضــاء المجلــس العربــي للعلوم‬ ‫والحائزيــن درجــة ماجســتير أو دكتــوراه أو مــا‬
‫االجتماعيــة‪.‬‬ ‫يعادلهــا فــي العلــوم االجتماعيــة مــن أي جامعــة‬
‫فــي العالــم‪ ،‬و‪/‬أو المنخرطيــن فــي البحــث فــي‬
‫العينــات‪ :‬كانــت اســتراتيجية أخــذ‬‫ّ‬ ‫طريقــة أخــذ‬ ‫مجــال العلــوم االجتماعيــة – أكانــوا منخرطيــن‬
‫العينــات عبــارة عــن اســتراتيجية ُمختلطــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فــي البحــث أم التعليــم أم اإلدارة‪.‬‬
‫فــي المرحلــة األولــى مــن اإلطــار األول ألخــذ‬
‫عينــة عشــوائية مــن الجامعــات‬ ‫العينــات‪ ،‬اختيــرت ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـتهدف األولي بالمســح‬ ‫المسـ َ‬ ‫وشــمل المجتمع ُ‬
‫فــي البلــدان األربعــة التــي وضعهــا المجلــس‬ ‫علمــاء العلــوم االجتماعيــة كافــة (الحائزيــن علــى‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪ .‬وباإلضافــة إلــى‬ ‫األقــل شــهادة فــي أحــد تخصصــات العلــوم‬
‫أدرجــت الجامعــات التــي‬ ‫العينــات العشــوائية‪ِ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫االجتماعيــة) والمرتبطيــن خــال مرحلــة إجــراء‬
‫ــد مركــزً ا لعلمــاء العلــوم االجتماعيــة فــي‬ ‫تُ َع ّ‬ ‫المســح بمؤسســة أكاديميــة فــي أحــد البلــدان‬
‫البلــدان المرصــودة علــى التوالــي بغيــة االرتقــاء‬ ‫األربعــة اآلتيــة‪ :‬الجزائــر‪ ،‬ومصــر‪ ،‬والســعودية‪،‬‬
‫للعينــة‪ .‬وبــادر المجلــس‬ ‫ّ‬ ‫بالطابــع التمثيلــي‬ ‫ـرا إلى التحديــات التي نواجهها‬ ‫ولبنــان‪ .‬لكــن نظـ ً‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة إلــى االتصــال‬ ‫المســتهدف‬ ‫ُ‬ ‫المجتمــع‬ ‫هــذا‬ ‫فــي النفــاذ إلــى‬
‫المختــارة عبــر البريــد االلكترونــي‬ ‫بالجامعــات ُ‬ ‫تــم‬
‫ضمــن المهلــة الزمنيــة المخصصــة لذلــك‪ّ ،‬‬
‫وإطالعهــا علــى غايــة المســح ونطاقــه‬ ‫ـتهدف بالمنتســبين إلــى‬ ‫حصــر المجتمــع المسـ َ‬
‫وطلِ ــب‬
‫ومشــاطرتها نســخة مــن االســتبيان‪ُ .‬‬ ‫المجلــس العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫منهــا توفيــر قائمــة بعلمــاء العلــوم االجتماعيــة‬
‫العامليــن لديهــا مــن أجــل إرســال االســتبيان‬ ‫إطاريــن ألخــذ‬
‫ْ‬ ‫ـم اســتخدام‬ ‫إطــار أخــذ العينــات‪ :‬تـ ّ‬
‫إليهــم‪.‬‬ ‫العينــات فــي هــذا المســح‪ .‬وتبلــور اإلطــار‬ ‫ّ‬
‫العينــات فــي محاولــة الســتقطاب‬ ‫ّ‬ ‫األول ألخــذ‬
‫لكــن عندمــا تقـ ّـرر اســتخدام اإلطــار الثانــي ألخذ‬ ‫ً‬
‫نظــرا‬ ‫المســتهدف األولــي‪ .‬لكــن‬ ‫المجتمــع ُ‬
‫عولــت المرحلــة الثانيــة علــى قائمــة‬ ‫العينــات‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫المحصلــة مــن‬
‫ّ‬ ‫إلــى نســبة االســتجابة المتدنيــة‬
‫المنتســبين إلــى المجلــس العربــي للعلــوم‬ ‫العينــات ضمــن المهلــة‬ ‫خــال اإلطــار األول ألخــذ ّ‬
‫ـم اســتهداف جميــع األشــخاص‬ ‫االجتماعيــة‪ .‬وتـ ّ‬ ‫العينــات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ألخــذ‬ ‫ثــان‬
‫إطــار ٍ‬
‫ٌ‬ ‫الزمنيــة المحــددة‪ ،‬ولِ ــد‬
‫‪113‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫المخصصيــن للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫ْ‬ ‫والمســاحة‬ ‫وطلِ ــب منهــم‬


‫حدديــن فــي اإلطــار الثانــي ُ‬
‫الم َّ‬
‫ُ‬
‫كل مــن وســائل اإلعــام الثــاث اآلتيــة‪:‬‬ ‫فــي ّ‬ ‫المشــاركة في المســح‪ .‬وباالســتناد إلى هذه‬
‫الفضائيــات‪ ،‬والصحــف‪ ،‬والمجــات (المجــات ذات‬ ‫أرســل االســتبيان القصيــر إلــى ‪531‬‬‫القائمــة‪ِ ،‬‬
‫التــداول الواســع النطــاق‪ ،‬والدوريــات العلميــة‪،‬‬ ‫ـخصا (مــن الحاصليــن علــى منــح مــن المجلس‬‫شـ ً‬
‫والمجــات اإللكترونيــة)‪ .‬كمــا أجــرت األوراق‬ ‫والمتقدميــن‬
‫ّ‬ ‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬
‫ـكل مــن الوســائط‬ ‫نوعيــا لدراســات الحالــة لـ ّ‬
‫ً‬ ‫تقييمــا‬
‫ً‬ ‫بالطلبــات واألعضــاء فــي المجلــس)‪ .‬وبلغــت‬
‫وقدمــت ورقــة إضافيــة دراســة‬ ‫ّ‬ ‫اإلعالميــة‪.‬‬ ‫نســبة االســتجابة نحــو ‪.%17‬‬
‫حالــة حــول اســتخدام البحــث العلمــي مــن ِقبــل‬
‫المجتمــع المدنــي فــي المنطقــة العربيــة‪.‬‬ ‫تــم إعــداد نمــوذج الموافقــة‬ ‫ّ‬ ‫جمــع البيانــات‪:‬‬
‫المجيبيــن علــى المســح والحصــول علــى‬ ‫إلبــاغ ُ‬
‫وفــي مــا يلــي أبــرز النقــاط الــواردة فــي المنهجيــة‬ ‫الســري والطوعــي‬‫ّ‬ ‫موافقتهــم بشــأن الطابــع‬
‫الخاصــة بــاألوراق الخلفية‪.‬‬ ‫المجيبيــن التوقيــع علــى‬ ‫للمســح‪ .‬وكان علــى ُ‬
‫نمــوذج الموافقــة قبــل المشــاركة فــي المســح‪.‬‬
‫الفضائيــات والصحــف والمجــات‪ :‬اختيــرت عينــة‬ ‫إلكترونيــا وتخزيــن البيانــات‬
‫ً‬ ‫وتــم توزيــع المســح‬
‫ّ‬
‫ـث علــى ‪ 6‬محطــات تلفزيونيــة‬ ‫مــن ‪ 10‬برامــج تُ بـ ّ‬ ‫التــي ُج ِمعــت فــي قاعــدة بيانــات إلكترونيــة‪،‬‬
‫وتــم احتســاب نســبة‬ ‫ّ‬ ‫العربيــة‬ ‫إقليميــا باللغــة‬
‫ً‬ ‫بعدهــا ُج ِمعــت البيانــات بيــن منتصــف كانــون‬
‫توقيــت البرمجــة المخصــص للعلــوم االجتماعية‪.‬‬ ‫األول‪/‬ديســمبر ‪ 2014‬ونهايــة كانــون الثاني‪/‬ينايــر‬
‫بالنســبة إلــى الصحــف‪ ،‬اختيــرت عينــة مــن ‪5‬‬ ‫‪.2015‬‬
‫إقليميا واحتُ ِســبت‬
‫ً‬ ‫صحــف باللغــة العربيــة موزعة‬
‫نســبة الصفحــات التــي تنطــوي علــى محتويــات‬
‫الخلفية‬
‫ّ‬ ‫‪ .3‬األوراق‬
‫ذات صلــة بالعلــوم االجتماعيــة‪ .‬واســتند اختيــار‬
‫الصحــف الخمــس إلــى معيــار ســعة انتشــارها‬
‫كل نشــرة مــن نشــرات‬‫ـابقا‪ ،‬ســتركّ ز ُّ‬
‫كمــا ذُ كِ ــر سـ ً‬
‫وفقــا لموقــع ‪.Alexa‬‬ ‫ً‬ ‫فــي العالــم العربــي‬
‫التقريــر العربــي للعلــوم االجتماعيــة على موضوع‬
‫‪ com‬االلكترونــي (البيانــات تعــود إلــى ‪10‬‬
‫ويركّ ــز التأطيــر العــام للمشــهد‬‫واســع النطــاق‪ُ ،‬‬
‫أيلول‪/‬ســبتمبر ‪.)2014‬‬
‫الــذي هــو موضــوع هــذا التقريــر علــى "أشــكال‬
‫عينــة مــن‬ ‫حضــور" البحــث المتّ صلــة بالعلــوم االجتماعيــة في‬
‫تــم اختيــار ّ‬
‫بالنســبة إلــى المجــات ّ‬ ‫وتمــت مقاربــة "أشــكال حضــور"‬
‫‪ 4‬مجــات واســعة االنتشــار باللغــة العربيــة‬ ‫العالــم العربــي‪ّ .‬‬
‫فضــا عــن ‪ 5‬مجــات فكريــة‬ ‫إقليميــا‬ ‫وموزعــة‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي المؤسســات العلميــة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أخــرى باللغــة العربيــة (غيــر الدوريــات األكاديميــة)‬ ‫(الجامعــات ومراكــز البحــث والمجــات العلميــة‬
‫إقليميــا‪ ،‬إلــى جانب ‪ 4‬مجــات إلكترونية‬ ‫موزعــة‬ ‫المهنيــة) وكذلــك فــي المجتمــع‬‫ّ‬ ‫والمجتمعــات‬
‫ً‬
‫باللغــة العربيــة‪ ،‬هــي مجــات إلكترونيــة بشــكل‬ ‫المدنــي والفضــاء العــام (بمــا فــي ذلــك الصحــف‬
‫ـا عــن تقديــر نســبة الصفحــات فــي‬ ‫والدوريــات الثقافيــة والدوريــات المنتشــرة علــى‬
‫حصــري‪ ،‬فضـ ً‬
‫تلــك المجــات المختــارة التــي يكــون محتواهــا‬ ‫نطــاق واســع والفضائيــات)‪.‬‬
‫مرتبطــا بالعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬‫ً‬
‫وتــم جمــع المعلومــات بشــأن "شــكل حضــور"‬ ‫ّ‬
‫الخاصــة بالمجــات‬ ‫وتغطــي الورقــة الخلفيــة‬ ‫ّ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي المؤسســات العلميــة‬
‫ّ‬
‫الواســعة االنتشــارالفترة الممتــدة مــن كانــون‬ ‫وتجميعهــا فــي المصفوفــة‪ .‬كمــا عمــد المجلــس‬
‫الثاني‪/‬ينايــر ‪ 2012‬إلــى كانــون األول‪/‬ديســمبر‬ ‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة إلــى تخصيــص ســتة‬
‫أمــا بالنســبة إلــى الصحــف‪ ،‬فتشــكّ لت‬ ‫‪ّ .2014‬‬ ‫خلفيــة للتقريــر العربــي‬
‫ّ‬ ‫أوراقــا‬
‫ً‬ ‫أوراق بحــث تشــكّ ل‬
‫العينــة العشــوائية مــن ‪ 3‬أيــام فــي الشــهر‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة‪ ،‬وذلــك بغيــة تقييــم الوجــود‬
‫(اليــوم العاشــر واليــوم العشــرون واليــوم‬ ‫اإلقليمــي للبحــث المتّ صــل بالعلــوم االجتماعيــة‬
‫ـكل مــن الســنوات الخمــس الماضية‪،‬‬ ‫الثالثــون) لـ ٍّ‬ ‫فــي الفضــاء العــام واســتخدامه مــن ِقبــل‬
‫امتــدت الفتــرة التــي‬
‫ّ‬ ‫باســتثناء صحيفــة واحــدة‬ ‫المجتمــع المدنــي‪.‬‬
‫تغطيهــا مــن آب‪/‬أغســطس ‪ 2013‬إلــى أيلــول‪/‬‬
‫ســبتمبر ‪.2014‬‬ ‫تولّ ــت خمــس أوراق تقييــم معــدل الوقــت‬

‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪114‬‬


‫‪ .1‬المرحلــة التجريبيــة للمرصــد العربــي للعلــوم‬ ‫وشــملت األوراق الخلفيــة المتّ صلــة بحضــور‬
‫االجتماعيــة‬ ‫العلــوم االجتماعيــة فــي الفضائيــات والصحــف‬
‫عرضــا ألحــد مفاهيــم‬ ‫ً‬ ‫تحليــا أو‬
‫ً‬ ‫والمجــات‪،‬‬
‫ـدت المرحلــة التجريبيــة الخاصــة بجمــع البيانــات‬ ‫امتـ ّ‬ ‫العلــوم االجتماعيــة‪ ،‬كالحكــم الذاتــي والتنميــة‬
‫مــن كانــون الثاني‪/‬ينايــر ‪ 2014‬إلــى الربــع األول‬ ‫المســتدامة والالمســاواة والمجتمــع المدنــي‬
‫مــن العــام ‪ 2015‬وركّ ــزت علــى المؤسســات‬ ‫تضمنــت‬
‫ّ‬ ‫وغيرهــا مــن المفاهيــم‪ .‬كمــا‬
‫ـل علــى المنتجــات‪ .‬كمــا‬ ‫واألفــراد‪ ،‬وعلــى نحــو أقـ ّ‬ ‫تقييمــات علميــة لمفهــوم شــعبي شــائع‬
‫تضمنــت بيانــات حــول الســياق الوطنــي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫علــى غــرار الديموقراطيــة والثــورة والليبراليــة‬
‫والرأســمالية‬ ‫والقبيلــة‬ ‫والحكومة‪/‬الدولــة‬
‫تــم حصــر جمــع البيانــات بشــأن المؤسســات‬ ‫ّ‬ ‫ـم التقييمــات مــواد‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تض‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ول‬ ‫ـا‪.‬‬‫والتحضــر وغيرهـ‬
‫ّ‬
‫والمنتجــات فــي الفتــرة التجريبيــة فــي المجــاالت‬ ‫ذات طابــع يومــي كاألخبــار اليوميــة بمــا فــي‬
‫التــي كانــت فيهــا المعلومــات متوفــرة للعلــن‬ ‫ذلــك األخبــار الثقافيــة وتلــك الخاصــة باللقــاءات‬
‫عبــر محــركات البحــث االلكترونيــة واســتعراضات‬ ‫ا لعلميــة ‪.‬‬
‫الوثائق‪/‬اســتعراضات الدالئــل (العــودة إلــى‬
‫قســم مصــادر البيانــات للحصــول علــى قائمــة‬ ‫ورصــدت األوراق الخلفيــة المرتبطــة بالصحــف‬
‫بالمســتندات‪/‬الوثائق والدالئــل)‪.‬‬ ‫والمجــات مــواد اســتعراضية كمراجعــات كتــب‬
‫العلــوم االجتماعيــة أو الســيرة الذاتيــة الخاصــة‬
‫باإلضافــة إلــى ذلــك‪ ،‬وفــي مــا يتعلــق بالمنتجــات‪،‬‬ ‫بأحــد علمــاء العلــوم االجتماعيــة‪ .‬كمــا بنــى‬
‫كُ لّ فــت ورقــة إلجــراء تحليــل للمحتــوى ذات الصلــة‬ ‫تضــم لمحــة علميــة عــن‬
‫ّ‬ ‫التقييــم علــى مــواد‬
‫بنــوع المقــاالت المنشــورة فــي الدوريــات الخاصــة‬ ‫مفهــوم متّ صــل بالعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫بالعلــوم االجتماعيــة الصــادرة عــن أنــواع مختلفــة‬
‫فضــا‬
‫ً‬ ‫مــن المؤسســات فــي العالــم العربــي‪،‬‬ ‫منظمــات المجتمــع المدنــي‪ :‬بالنســبة إلــى‬
‫عــن إجــراء تحليــل نقــدي للمواضيــع واألســاليب‬ ‫منظمــات المجتمــع المدنــي‪ ،‬اســتعرضت‬
‫وجــودة المــواد المنشــورة‪.‬‬ ‫الورقــة الخلفيــة دراســات حالــة حــول كيفيــة‬
‫تأثيــر اســتخدام البحــث الخــاص بالعلــوم‬
‫وكانــت المهلــة التجريبيــة بمنزلــة اختبــار لــأدوات‬ ‫االجتماعيــة فــي برامــج التنميــة االجتماعيــة‪،‬‬
‫تمــت بلورتهــا‪ ،‬وتوفيــر األرضيــة لهــذا‬ ‫التــي ّ‬ ‫والحــوار الخــاص بالسياســات‪ ،‬والنقاشــات‬
‫التقريــر‪ ،‬وتحديــد المســار اآلتــي‪ .‬وركّ ــزت هــذه‬ ‫العامــة ومــا إذا كانــت التوعيــة والنشــر‬
‫المرحلــة بشــكل بــارز علــى إنتــاج هــذا التقريــر‬
‫بلغــا جماهيــر مختلفــة ســواء علــى الصعيــد‬
‫يؤطــر المشــهد مــن أجــل إرســاء أســس‬ ‫ّ‬ ‫الــذي‬
‫تضمنــت‬
‫ّ‬ ‫الوطنــي أو اإلقليمــي‪ .‬كمــا‬
‫ـا عــن المســاهمة‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫فض‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بالمنهجي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الخاص‬ ‫ـل‬
‫العمـ‬
‫مكــون العلــوم‬‫ّ‬ ‫دراســات الحالــة فحــوى‬
‫ســتتطرق إليهــا‬
‫ّ‬ ‫فــي تحديــد المواضيــع التــي‬
‫االجتماعيــة وتفاصيــل العامليــن المنخرطيــن‬
‫التقاريــر المســتقبلية‪.‬‬
‫ـم اللجــوء إلــى الخبــرة الوطنيــة‬
‫فيهــا ومــا إذا تـ ّ‬
‫‪ .2‬المرحلــة األولــى مــن المرصــد العربــي‬ ‫أو اإلقليميــة‪.‬‬
‫للعلــوم االجتماعيــة‬
‫شــملت دراســة المجتمــع المدنــي عينــة‬
‫بــدأت المرحلــة األولــى فــي الربــع الثانــي مــن‬ ‫كونــة مــن منظمــة غيــر حكوميــة إقليميــة‬
‫ُم ّ‬
‫ـد حتــى الربــع األول مــن العــام‬ ‫العــام ‪ 2015‬وتمتـ ّ‬ ‫واحــدة و‪ 4‬منظمــات غيــر حكوميــة محليــة‪.‬‬
‫‪ ،2017‬وستســتفيد مــن الــدروس المســتقاة‬
‫خــال الفتــرة التجريبيــة‪ .‬كمــا أنهــا ســتُ دخل تدريجيـ ًـا‬ ‫تنفيــذ المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬
‫بعــض المكونــات والمجــاالت المرتبطــة بالمرصــد‬
‫تتــم‬‫ّ‬ ‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة والتــي لــم‬ ‫ـم تنفيــذ المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫يتـ ّ‬
‫تغطيتهــا فــي خــال الفتــرة التجريبيــة‪ .‬بشــكل‬ ‫تــؤدي إلــى إرســاء مرصــد دائــم‬ ‫ّ‬ ‫علــى مراحــل‬
‫محــدد ســتعمل هــذه المرحلــة علــى‪:‬‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة العربيــة علــى النحــو التالــي‪:‬‬

‫‪115‬‬ ‫العلوم االجتماعية في العالم العربي‪ :‬أشكال الحضور‬


‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم االجتماعية‬

‫الــدول العربيــة‪ ،‬أي‪ :‬الجزائــر‪ ،‬البحريــن‪ ،‬جــزر القمــر‪،‬‬ ‫‪-1‬جمــع المعلومــات حــول األفــراد عبــر اســتخدام‬
‫جيبوتــي‪ ،‬مصــر‪ ،‬اإلمــارات‪ ،‬العــراق‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫االســتبيان الطويــل‪ -2 .‬توســيع نطــاق جمــع‬
‫الســعودية‪ ،‬الكويــت‪ ،‬ليبيــا‪ ،‬لبنــان‪ ،‬موريتانيــا‪،‬‬ ‫البيانــات حــول المؤسســات والمنتجــات لتشــمل‬
‫المغــرب‪ُ ،‬عمــان‪ ،‬فلســطين‪ ،‬قطــر‪ ،‬الصومــال‪،‬‬ ‫مجــاالت ال تكــون البيانــات متوفــرة بشــأنها علــى‬
‫الســودان‪ ،‬ســوريا‪ ،‬تونــس واليمــن‪.‬‬ ‫نجــز ذلــك جزئيـ ًـا مــن خــال‬
‫نحــو علنــي‪ ،‬علــى أن ُي ّ‬
‫التوعيــة الهادفــة‪ -3 .‬الشــروع فــي جمــع البيانــات‬
‫مصادر البيانات‬ ‫مكونــات الممارســات واالســتخدامات‬ ‫ّ‬ ‫حــول‬
‫المرتبطــة بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫فــي المرحلــة التجريبيــة‪ ،‬شــملت مصــادر البيانــات‬
‫المتوفــرة للعلــن‬
‫ّ‬ ‫األبحــاث المرتبطــة بالمعلومــات‬ ‫‪ .3‬المرحلــة الثانيــة مــن المرصــد العربــي للعلــوم‬
‫باإلضافــة إلــى الوثائــق والدالئــل اآلتيــة‪:‬‬ ‫االجتماعية‬

‫‪- Marseille Center for Mediterranean Integration‬‬ ‫ـد المرحلــة الثانيــة مــن مراحــل المرصــد العربــي‬ ‫تمتـ ّ‬
‫‪(CMI). 2010. Strategic Mapping of Think Tanks,‬‬ ‫للعلــوم االجتماعيــة مــن الربــع الثانــي مــن العــام‬
‫‪Mediterranean Countries and Beyond.‬‬ ‫‪ 2017‬حتــى الربــع األول مــن العــام ‪،2019‬‬
‫المكونــات والمجــاالت النهائيــة‬
‫ّ‬ ‫وســتُ دخل تدريجيـ ًـا‬
‫‪- Foundation for the Future. 2013. Arab Think‬‬
‫ذات الصلــة بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫‪Tanks Directory: Policy-Oriented Research‬‬
‫‪Centers amid Transitions.‬‬ ‫علــى ســبيل المثــال‪ ،‬ســتقوم بتوســيع نطــاق‬
‫جمــع البيانــات ذات الصلــة بالتخصصــات ليشــمل‬
‫‪- American University of Beirut, Issam Fares‬‬ ‫العلــوم اإلنســانية‪.‬‬
‫‪Institute for Public Policy and International‬‬
‫‪Affairs, Research and Policy database www.‬‬ ‫‪ .4‬المرصد الدائم‬
‫‪arabpolicyresearch.com/‬‬
‫يولــد المرصــد الدائــم فــي حلــول نهايــة المرحلــة‬
‫‪- UPenn Global Think Tank Directory www.‬‬ ‫كل األدوات وتغطيــة مختلــف‬ ‫الثانيــة بعــد بلــورة ّ‬
‫‪gotothinktank.com/‬‬ ‫مكونــات المرصــد‬ ‫بــكل‬
‫ّ‬ ‫المجــاالت المتّ صلــة‬
‫ّ‬
‫العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫‪- Association of Arab Universities database www.‬‬
‫‪university-directory.eu/Jordan/Association-of-‬‬
‫‪Arab-Universities.html#.VCq5-2eSx4J‬‬ ‫التخصصات المشمولة بالمرصد‬
‫ُّ‬
‫‪- Lebanese Association of Educational Studies.‬‬
‫التخصصــات الرئيســة‬ ‫ُّ‬ ‫تــم التعامــل مــع‬ ‫ّ‬
‫‪2013. Directory of Universities in the Arab‬‬
‫‪Countries. Version 1, January 2014.‬‬
‫ـددة بوصفهــا‬ ‫التخصصــات المتعـ ّ‬
‫ُّ‬ ‫والدراســات ذات‬
‫علومــا اجتماعيــة فــي إطــار المرحلــة التجريبيــة‬
‫ً‬
‫‪- International Association of Universities‬‬ ‫الخاصــة بالمرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‪:‬‬
‫‪http://www.iau-aiu.net/content/international-‬‬ ‫األنثروبولوجيــا‪ ،‬العلــوم االقتصاديــة‪ ،‬التاريــخ‪،‬‬
‫‪handbook-universities‬‬ ‫العلــوم السياســية‪ ،‬علــم النفــس‪ ،‬علــم االجتمــاع‪،‬‬
‫الدراســات الثقافيــة‪ ،‬والدراســات الجندريــة‪ .‬وقــد‬
‫‪- Center for Arab Unity Studies (CAUS) www.caus.‬‬ ‫تخصصــات أخــرى كالعلــوم االنســانية‬ ‫ّ‬ ‫يتــم إدراج‬
‫ّ‬
‫‪org.lb/‬‬ ‫فــي المراحــل الالحقــة مــن المرصــد العربــي‬
‫للعلــوم االجتماعيــة‪.‬‬
‫‪- E-Marefa http://www.e-marefa.net/‬‬

‫‪- Dar Al Mandumah www.mandumah.com/‬‬ ‫التغطية الجغرافية‬

‫يغطــي المرصــد العربــي للعلــوم االجتماعيــة‬ ‫ّ‬


‫عربيــا هــي الــدول األعضــاء فــي جامعــة‬
‫ً‬ ‫ـدا‬
‫‪ 22‬بلـ ً‬
‫التقرير األول للمرصد العربي للعلوم اإلجتماعية‬ ‫‪116‬‬
‫ﺣﻀﻮرا ﻋﺎﻟﻲ اﻟﺠﻮدة ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﻃﺮ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ً‬ ‫ﻷي ُﻣﺠﺘﻤﻊ ُﻣﻌﺎﺻﺮ أن ﻳﺤﺘﻀﻦ‬
‫ﺑﺪ ّ‬
‫”ﻻ ّ‬
‫اﻟﻤﻌﺎﻫﺪ اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﻤﺪارس‪ .‬ﻓﺎﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ إﺣﺪى أﻫﻢ ﺗِ ﻘﻨﻴﺎت ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﻤﻮاﻃﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ‪ :‬إﻧﺴﺎن ﻳﺠﺎدل‬
‫اﻟﻤﺴﻠﻤﺎت‪ ،‬وﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻤﺠﺎدﻟﺔ ﺗﺘﻜﻮن ﻟﻪ ﻗﺪرة أﻛﺒﺮ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﻜﺎر واﻻﻛﺘﺸﺎف‪ .‬إﻧﺴﺎن ﻳﻨﻈﺮ اﻟﻰ واﻗﻌﻪ ﻣﻦ‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﻓﺤﻔﻈﻪ‪،‬‬
‫ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺮؤﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﺎر أوﺳﻊ ﻣﻦ اﻻﻧﻐﻤﺎس اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻴﻪ‪ .‬إﻧﺴﺎن ﻋﺎﻟِ ﻢ‪ ،‬ﻟﻴﺲ ﻷﻧﻪ ﺗﻠﻘﻦ ً‬
‫ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺎرس اﻷﻛﻞ واﻟﺸﺮب واﻷﻧﺲ ﺑﺎﻟﻌﺸﻴﺮ‪ .‬إﻧﺴﺎن‪ ،‬ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺎرس اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ‬
‫ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ‪“.‬‬
‫ً‬ ‫ﻠﻢ‬ ‫اﻟﻌ‬
‫ِ‬ ‫ﻳﺠﻌﻞ‬ ‫ﻛﻤﺎ‬ ‫ﻠﻢ‬ ‫ﻟﻠﻌ‬
‫ﻳﺆﻧﺴﻦ اﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬وﻳﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ِ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻣﻴﺔ‬

‫ﻋﻦ اﻟﻤﺆﻟﻒ ‪:‬‬


‫وﻣﺤﺮر ‪ .International Sociology Reviews‬ﺣﺎز ﺷﻬﺎدة‬‫ّ‬ ‫د‪ .‬ﻣﺤﻤﺪ ﺑﺎﻣﻴﺔ أﺳﺘﺎذ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻴﺘﺴﺒﺮغ‬
‫ﺗﺮأس ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺮﺳﻲ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ وﻳﺴﻜﻮﻧﺴﻦ – ﻣﺎدﻳﺴﻮن ﻋﺎم ‪ .1990‬وﻗﺪ ّ‬
‫ﻫﻴﻮﺑﺮت ﻫﺎﻣﻔﺮي ﻟﻠﺪراﺳﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻣﺎﻛﺎﻟﻴﺴﺘﺮ ﻓﻲ ﺳﺎﻧﺖ ﺑﻮل‪ ،‬ﻣﻴﻨﻴﺴﻮﺗﺎ‪ ،‬وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ زﻣﺎﻟﺔ ﻣﺎك آرﺛﺮ ﻓﻲ‬
‫درس ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮرج ﺗﺎون‪ ،‬وﺟﺎﻣﻌﺔ ﻧﻴﻮﻳﻮرك‪،‬‬ ‫اﻟﺴﻠﻢ واﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻴﻴﻦ‪ ،‬اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻤﺠﻠﺲ أﺑﺤﺎث اﻟﻌﻠﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ّ .‬‬
‫وﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﺳﺎﺷﻮﺳﺘﺲ‪ .‬وﺗﺸﻤﻞ ﻣﺠﺎﻻت اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺪﻳﻨﻲ‪ ،‬واﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬
‫اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ‪ .‬ﻣﻦ‬
‫َ‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،‬واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ واﻟﺤﺮﻛﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬واﻟﻨﻈﺮﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻪ "اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن واﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ" )‪(2012‬؛ "اﻟﻼﺳﻠﻄﻮﻳﺔ ﻛﻨﻈﺎم‪ :‬ﺗﺎرﻳﺦ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‬
‫اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻤﺪﻧﻴﺔ" )‪(2009‬؛ "ﻋﻦ اﻟﻤﻮت واﻟﺴﻴﻄﺮة‪ :‬اﻷﺳﺲ اﻟﻮﺟﻮدﻳﺔ ﻹدارة اﻟﺤﻜﻢ" )‪(2007‬؛ و"ﻧﻬﺎﻳﺎت اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ"‬
‫)‪(2000‬؛ و"اﻟﺠﺬور اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼم‪ :‬اﻟﻌﻘﻞ‪ ،‬اﻻﻗﺘﺼﺎد‪ ،‬اﻟﺨﻄﺎب" )‪ ،(1999‬اﻟﺤﺎﺋﺰ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﺗﻘﺪﻳﺮ أﻟﺒﺮت‬
‫ﺣﻮراﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ دراﺳﺎت اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‪.‬‬

You might also like