Professional Documents
Culture Documents
7 الأبنيَّة الذكيَّة والاستدامة بمصر
7 الأبنيَّة الذكيَّة والاستدامة بمصر
ملخص البحث
(أ) تمهيد
تُعد األنظِ َمة الذكيَّة بما لها من إمكانات بيئية واجتماعية واقتصادية ُمدخال لألبنية الذكيَّة؛ كما تُعد األبنيَّة الذكيَّة من
خالل مقوماتها في توفير أسباب لحياة أكثر راحة وأمنا وترشيدا وحفاظا وصحة وتطورا ُمدخال لتأصيل االستدامة.
يتناول البحث األنظِ َمة الذكيَّة ُمتخذا مجاال مكانيا للدراسة وهو مصر ،لترسيم سمات ومالمح األنظِ َمة الذكيَّة ،حيث تبدو
للباحث حالة غياب لها باألبنيَّة مع وجود العديد من الفرص الكامنة؛ ومن ثم يمكن بالتعامل المنهجي االقتراب من
التحسين المطلوب لتحقيق خطوة تساعد المعماري كأحد األطراف للبدء في تفعيلها ،وال سيما مع الضرورة ال ُملحة
لتناول تلك النقطة وخاصة في ظِ ل ال ُمتغيرات الملموسة باآلونة األخيرة محليا وعالميا.
(ب) فرضيات البحث
تُعد األنظِ َمة الذكيَّة ُمدخال أساسيا لألبنية الذكيَّة كهدف. .1
كما تُعد األبنيَّة الذكيَّة بما لها من أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية ُمدخال مهما لتأصيل االستدامة كهدف. .2
بالتالي تُعد األنظِ َمة الذكيَّة بمنظوماتها الفرعية ومعاييرها واستراتيجياتها وحلولها ُمدخال لالستدامة ومؤصال لها. .3
تبدو سمات ومالمح الذكاء باألبنيَّة (من منظور األنظِ َمة الذكيَّة) بالوضع الراهن في حالة ضعف شديدة .4
واضمحالل بمنظومة التشييد بوجه عام.
وجود العديد من التحديات التي تعرقل ظهور وانتشار فكر األبنيَّة الذكيَّة ببيئة الدراسة ،بالرغم من توافر العديد .5
من الفرص الكامنة التي يمكن أن تدفع بمنظومة التشييد قُدما نحو البدء في مواكبة التطور وتفعيل دور األنظِ َمة
الذكيَّة باألبنيَّة كمدخل لالبنية الذكيَّة ولالستدامة بمصر.
(جـ) أهداف البحث
بلورة مفهوم لألبنية الذكيَّة (األنظِ َمة الذكيَّة كمدخل). .1
وضع منهج لترسيم سمات ومالمح األبنيَّة الذكيَّة من منظور األنظِ َمة الذكيَّة. .2
نقد العمارة الذكيَّة من منظور الواقع المحلي للوقوف على حقيقة الوضع الراهن ببيئة الدراسة. .3
استخالص بعض من التحديات الراهنة وكذلك الفرص الكامنة ،لدعم منظومة األبنيَّة الذكيَّة بمصر. .4
(د) المناهج العِلمِ يَّة ال ُمستخدمة
يعتمد الجزء النظري على :المنهج االستقرائي كأساس ،وذلك لبلورة المفهوم المطلوب ،ومن ثم وضع المنهج
المقترح ،كما يعتمد الجزء التطبيقي على :المنهج الوصفي ،وال ُمشاهدة العلمية ،والمسح الميداني؛ وتطبيق المنهج
المقترح واستخدام التحليل واالستنباط بغرض دعم االستفادة من مفاهيم الذكاء باألبنيَّة كمدخل لتأصيل االستدامة بمصر.
وللتحقق من فرضيات البحث فقد تم القيام بالخطوات التالية ،شكل ( ،)1والذي بين هيكل البحث:
استعراض مفهوم األبنيَّة الذكيَّة وخصائصها.
473
أسـامة عبدالنـبي قنـبر ،األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة بمصر – بلورة مفهوم ووضع َمنهج
تحليل العالقة والربط ما بين األبنيَّة الذكيَّة (كمدخل) وعالقتها باالستدامة (كهدف).
عرض سمات ومالمح األبنيَّة الذكيَّة من خالل هيكل ُممن َهج لتفصيل دور األنظِ َمة الذكيَّة باألبنيَّة (مجال البحث).
تفريع المنظومة الرئيسية (األنظِ َمة الذكيَّة) لعدد من المنظومات الفرعية والتي تخدم وتبلور فكر الذكاء باألبنيَّة.
تفصيل المنظومات الفرعية لمنظومات فرعية جزئية لتغطية جوانب الذكاء باألبنيَّة باعتبارات مختلفة.
حصر بعضا من المعايير الحاكمة لتحقيق المنظومات الفرعية الجزئية.
تناول بعضا من االستراتيجيات والحلول الالزمة لتحقيق معايير تحقيق المنظومات الفرعية الجزئية.
ترسيم سمات ومالمح األنظِ َمة الذكيَّة كمدخل لكل من األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة (خالصة الجزء النظري).
نقد العمارة الذكيَّة من منظور الواقع المحلي؛ بمقارنته بالتنظير ،لتحليل الفجوة ما بين السمات والمالمح التي تم
استخالصها نظريا والواقع المحلي (من منظور األنظِ َمة الذكيَّة) للوقوف على التحديات المؤثرة على حدوث
الفجوة ،وطرح الفرص الكامنة لمجابهة تلك التحديات ولدعم منظومة األبنيَّة الذكيَّة ومن ثم االستدامة.
(هـ) الكلمات المفتاحية :األنظِ َمة الذكيَّة ،األبنيَّة الذكيَّة ،االستدامة ،مصر.
وبذلك يمكن تل ُمس وبلورة الخصائص العامة لألبنية الذكيَّة في ضوء ما سبق؛ على أنها:
هي األبنيَّة القادرة بفضل استعمالها لألنظمة الذكيَّة (مجال الدراسة والمنظومة الرئيسية للبحث) بما تشتمل
واألنظ َمة المساعدة ،وأنظمة الترفيه
ِ عليه من منظومات فرعية ثالث ،وهي( :أنظمة السالمة واألمن،
والتكامل) ،وهي منظومات مدعومة بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة ذات األداء العالي والمبادئ المتقدمة للثورة
المعلوماتية والرقمية بشكل مستمر ،حيث تقوم هذه المنظومات الفرعية على أخرى فرعية جزئية تشتمل على
475
أسـامة عبدالنـبي قنـبر ،األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة بمصر – بلورة مفهوم ووضع َمنهج
مجموعة من المعايير التي تؤصلها ،وذلك من خالل استراتيجيات تحقيق وحلول تقنية.
.2األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة ،المدخل والهدف
يمكن بلورة تلك العالقة ما بين األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة باعتبار أن األولى ُمدخال لتحقيق الثانية (الفرضية
الثانية للبحث) ،حيث تشتمل األبنيَّة الذكيَّة على ذات الروافد الثالثة المؤصلة لالستدامة وهي الشق :البيئي،
االجتماعي ،االقتصادي؛ معضدا العالقة الوثيقة بينهما (المدخل /الهدف) ،ودافعا لدعم األبنيَّة الذكيَّة (المدخل)
لتخرج بفكر االستدامة (الهدف) ،ويمكن تفصيل هذه العالقة كما يلي:
.1.2االستدامة كهدف لألبنية الذكيَّة []8
تُعنى االستدامة بالسياسات واإلجراءات الالزمة للربط بين االبعاد البيئية واالجتماعية واالقتصادية
كمحاور أساسية ،حيث ال يوجد هدف محدد للتنمية المستدامة ،ولكن الهدف من التَنميَّة حينئذ هو استمراريتها،
ولالستدامة أبعادا ثالثة أساسية (بيئية ،اجتماعية ،اقتصادية) البد من التركيز عليها وتحقيقها بغرض تأصيلها،
وطبقا شكل ( )4تلخيص بعض أهم الروافد المؤصلة لها على ذات األبعاد الثالثة المذكورة.
وبذلك ...يصل البحث باستقرار للمنطلق -المنطقي وال ُمث َبت -في التوجه باألبنيَّة نحو تبني مفاهيم الذكاء (من
الباب نحو استكمال
َ ُ
المنطلق األنظ َمة الذكيَّة كمدخل لكل من األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة معا) ،كما يفتح هذا
ِ خالل
البحث لتحقيق الهدف الثاني له بوضع المنهج المطلوب لبلورة (ترسيم) سمات ومالمح الذكاء باألبنيَّة من منظور
األنظ َمة الذكيَّة باعتبار أنها ُمدخال منطقيا ومطلوبا لتأصيل االستدامة كهدف نهائي شكل (.)7ِ
شكل ( :)7مرحلية الوصول لألبنية الذكيَّة من خالل األنظمة الذكيَّة كمدخل لها ولالستدامة (الباحث)
األنظمة الذكيَّة باألبنيَّة (المنظومة الرئيسية)
ِ .3
األنظ َمة الذكيَّة باألبنيَّة :هي تلك األجزاء المادية Hardwareالمتمثلة في مفاتيح التحكم ووسائط االتصال
المقصود ب ِ
ومواد التوصيل كاألسالك والتجهيزات وشتى وسائل االدخال للبيانات والمعلومات ...إلخ ،فضال عن البرامج الالزمة
األنظ َمة الذكيَّة بوجه عام :التنوع في الخدمات الوظيفية ،والتشغيل االقتصادي ،والمالءمة،
ِ ،Softwareويشترط في
والمرونة ،والسالمة ،واألمن ،وكفاءة عناصر األبنيَّة ،في ظل احترام البيئة بكافة ُمقدراتها [.]10
األنظ َمة الذكيَّة" كمنظومة رئيسية وكمدخل لدعم
واآلن ...يُحدد البحث مجاال للدراسة يركز على " ِ
منظومة األبنيَّة الذكيَّة ،حيث يمكن بشكل منهجي تقسيمها بشكل أساسي لثالثة أقسام (منظومات فرعية)،
والتي بدورها تنقسم إلى منظومات فرعية جزئية تقوم على مجموعة من المعايير؛ والتي تتحقق من خالل
بعض االستراتيجيات والحلول ،شكل (.)8
هذا ...ويتم تفصيل المنهج المطروح ،كما يلي:
477
أسـامة عبدالنـبي قنـبر ،األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة بمصر – بلورة مفهوم ووضع َمنهج
شكل ( :)8منهج ترسيم سمات ومالمح الذكاء من خالل األنظمة الذكيَّة كمدخل لألبنية الذكيَّة ومن ثم لالستدامة (الباحث)
.1.3أنظمة تحقيق السالمة واألمن باألبنيَّة الذكيَّة []11
وهي المنظومة الفرعية األولى ،وتنقسم إجماال إلى منظومتين فرعيتين جزئيتين ،وهما:
.1.1.3أنظمة تحقيق السالمة
تمثل المنظومة الفرعية الجزئية األولى ،وتشتمل على مجموعة من المعايير ،وقد تم حصر خمسة معايير
حاكمة منها ،تؤثر بشكل واضح في تحقيق أهداف تلك المنظومة بوجه عام ،كما تُعد بدورها رافدا لالستدامة ،حيث
األنظ َمة إدارة الدفاع المدني والحريق في مراقبة األبنيَّة لحظة بلحظة وبنوع من االستجابة
ِ يمكن أن تساعد تلك
السريعة لنداءات اإلنذارات لكل من األفراد والممتلكات ،من خالل المراقبة االلكترونية بتلك المنظومة ،بما يدعم
منظومة االستدامة ،وذلك من خالل بعض الفوائد التي يمكن أن تتحقق ،]12[ ،من خالل خمسة معايير ،وهم:
أوال :حساسات الدخان:
تستخدم تلك الحساسات الستشعار الدخان بالفراغات المعمارية ،وتعمل على إصدار إشارة كهربائية
ترسلها للوحة اإلنذار فى حالة اكتشاف تسريب دخان مفاجئ فى المكان المحيط بها ،فتصدر إنذارات عالية أو
تشتعل األضواء طبقا للنظم البرمجية السابقة شكل ( ،] 13[ )9ومنها كاشفات الدخان الذكيَّة والمزودة
بمعالجات إلكترونية أو بذاكرة حفظ إلكترونية ،وقد تكون هذه الكواشف إما أيونية ،أو ضوئية ،أو ليزرية.
كما يمكن ربط كل الحساسات باللوحة الرئيسية بالطابق األرضي مع توفير شاشة ألفراد األمن لمراقبة أنظمة اإلنذار
شكل ( )10لتظهر عليها التنبيهات في صورة نوافذ منبثقة على الشاشة الخاصة بها ،وبالنسبة للجراجات فيمكن أن تشتمل
على حساسات حرارية بدال من حساسات الدخان والتي قد تعطي تنبيها خاطئا للنظام بسبب عوادم السيارات.
ثانيا :أنظمة إنذار الحريق األتوماتيكية:
األنظ َمة بتشغيل أنظمة اإلطفاء التلقائية عن طريق لوحة خاصة بالنظام ،وتتكون من عدة أجزاء
ِ تقوم تلك
أهمها :لوحة التحكم الرئيسية والتي ترتبط بمجموعة من أجهزة اإلدخال مثل :الحساسات بأنواعها ،ومفاتيح
الطوارئ .وكذلك ترتبط بمجموعة من أجهزة اإلخراج مثل :أجهزة االتصال التلقائي وأجراس اإلنذار وأنظمة
مكافحة الحريق وبوابات وساللم الطوارئ.
األنظ َمة ما يتأثر باللهب أو الحرارة (كاشفات الحرارة الثابتة ،كاشفات معدل ارتفاع درجة
ِ ومن هذه
الحرارة) ،وتختصر الفترة الزمنية الواقعة بين لحظة وقوع الحريق ولحظة اكتشافه ،مما يفسح المجال أمام
سرعة التدخل وفعالية عمليات المكافحة ،وبالتالي تقليل حجم الخسائر ،وتشتمل أجهزة انذار الحريق على:
األنظ َمة المعنونة Addressableحيث يوجدِ سراين إلصدار صوت عالي جدا لتنبيه االفراد شكل ( ،)11وعلى
عنوان لكل حساس يمكن من خالله تحديد أماكن االنذار وفى أي حساس بارتباطها ككل بلوحة التحكم الرئيسية.
ثالثا :أنظمة إطفاء الحريق :Fire Fighting Systems
ويمكن بوجه عام تقسيمها إلى:
أ .أنظمة اإلطفاء باستخدام المياه :وذلك من خالل :الرشاشات Sprinkler Sys.وكبائن الحريق .Hazel Sys
ب .أنظمة اإلطفاء باستخدام الغاز :وذلك من خالل :طفايات الحريق اليدوية ،Fire Extinguisher
األنظ َمة األتوماتيكية . FE-13، CO2،FM-200
و ِ
جـ .أنظمة إطفاء الحريق باستخدام خليط متجانس من الماء والرغوة.
د .أنظمة اإلطفاء اآللي للوحات الكهرباء والمحوالت ،شكل (.]14[ )12
شكل ( :)12أنظمة اإلطفاء اآللي للحريق شكل ( :)10أجهزة إنذار الحريق شكل ( :)11أنظمة إنذار الحريق األتوماتيكية
رابعا :أنظمة التحكم عن بُعد:
األنظ َمة بالقدرة على االتصال والتحكم واتخاذ بعض اإلجراءات كتشغيل أو تعطيل وضع ِ حيث تتسم تلك
الطوارئ مثال ،أو تشغيل رشاشات المياه إلخماد الحرائق ،أو االتصال بأرقام تليفونية ُمحددة للتنبيه عند وجود
اختراق لتلك األنظمة ،أو مراقبة المداخل (المفاتيح ،الحساسات) ومن ثم اتخاذ بعض القرارات على المخارج
(المحركات ،الماكينات ،المصابيح ...إلخ) ،شكل (.]15[ )13
األنظ َمة االرشادية:
ِ خامسا:
قد تسمى بلوحة اإلشارات ،وهي عبارة عن :جزء من لوحة التحكم تقوم بعرض المعلومات ال ُموكلة إليها
[ ،]16من خالل وضع عالمات ضوئية ذكية لمخارج الطوارئ شكل ( ،)14وبشكل غير تقليدي حيث ترتبط
تلك العالمات بمنظومة إدارة األبنيَّة .Building Management Systems
479
أسـامة عبدالنـبي قنـبر ،األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة بمصر – بلورة مفهوم ووضع َمنهج
شكل ( :)14عالمات ضوئية ذكية لمخارج الطوارئ شكل ( :)13أجهزة التحكم المنطقي القابلة للبرمجة عن بعد
.2.1.3أنظمة تحقيق األمن []17
هي منظومة فرعية جزئية لها العديد من المعايير ،وقد تم حصر خمسة معايير منها ،وهي:
أوال :كاميرات المراقبة التقليدية:
تقوم تلك الكاميرات بالمراقبة فضال عن التسجيل ،ويمكن االطالع على نواتجها من خالل نظم إدارة األبنيَّة
سواء من باألبنيَّة نفسها أو عن بُعد من خالل الدقة العالية للفيديو وسهولة االستخدام والوصول إلى كل كاميرا
على حدة وبكفاءة عالية وبصيانة منخفضة التكلفة ،وبكابالت منخفضة التكلفة ،كما يمكن استخدامها من خالل
البنية األساسية للشبكة القائمة ،مع إمكانية التحديث والترقية لدعم منظومة الذكاء المطلوبة ،شكل (.]18[ )15
ثانيا :شبكات الكاميرات الذكيَّة:
هي مكونات ضمن المنظومة األمنية تقوم على استخدام تقنيات اإلحساس من خالل الفيديو ،باالعتماد على
المعالجة الرقمية ،واالتصاالت ككل من خالل جهاز واحد ،وذلك للبحث عن األشياء الهامة كالصور والفيديوهات
والسمات والمالمح وبعض االحداث [ ،]19ويتم فيها االعتماد على عدد من الكاميرات المربوطة معا دون الحاجة
عم تلك الشبكات بالبطاريات Battery- إلى سيرفر لتنتقل إليه الداتا على خالف مثيلتها التقليدية .شكل ( ،)16وت ُد َّ
Backedلتتمكن من العمل حتى مع انقطاع التيار الكهربي أو اثناء الكوارث .Civil Disasters
ثالثا :أنظمة اإلنذار:
يعتمد هذا المعيار على العديد من التجهيزات ومنها :الحساسات ،والسراين ،والكاميرات ...إلخ ،شكل
( ،)17حيث يمكن أن تقوم تلك التجهيزات بإرسال رسائل إنذار إلى الهاتف المحمول الذكي مثال عند محاولة
اقتحام األبنيَّة Door entry alarmوذلك في حالة ضبط المنظومة على وضع "عدم التواجد".
رابعا :أنظمة التحكم عن بُعد لتحقيق األمن:
تسمح بالدخول على أنظمة االتصال والتحكم باألبنيَّة من بعد من خالل شبكات االتصال المحلية ،أو شبكة
االنترنت باستخدام عناوين ،IPوامداد طواقم التشغيل بالمعلومات وأدوات التحليل لتقييم كل من التجهيزات وحاالت
التشغيل ،Database and Analytical Tools for Operation and Service Evaluationمع قابليتها للتطوير.
خامسا :حساسات كشف الحركة:
هي حساسات وعناصر تحكم تساعد في التعرف على وجود أو غياب الشاغلين في نطاق مدى التحسس،
ولها استخدامات عديدة بالفراغات المعمارية السكنية أو األماكن العامة ،حيث يمكن برمجتها إلضاءة الفراغات
المعمارية في حالة اإلحساس بوجود الشاغلين ،أو غلق اإلضاءة في حالة اإلحساس بعدم الحركة وخلو الفراغات
المعمارية من الشاغلين ،كما أن تلك الحساسات قابلة للضبط بحيث يمكن ُمعايرة درجة حساسيتها ،شكل (،)18
كما يمكن اعداد تلك الحساسات لوضع األفراد غير المرغوبين تحت بقعة ضوء محددة بتقنيات التعرف على
األشخاص لتحقيق مزيدا من الدعم األمني باألبنيَّة.
480
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 – 501
شكل ( :)16الفرق بين شبكات الكاميرات الذكيَّة والتقليدية شكل ( :)15كاميرات المراقبة التقليدية
شكل ( :)19حساسية األبنية لعناصر المناخ شكل ( :)20التحكم الذكي بكاسرات أشعة الشمس شكل ( :)21استخدام الواجهات الرسومية
تلك األبنيَّة لغيرها بالطاقة الزائدة فيما يعرف بـ zero/positive energy buildingsمن خالل
شبكات الربط الموحد ،شكل (.)24
دعم المستخدمين نحو االستهالك المحافظ على الطاقة من خالل التدابير التقنية الالزمة.
شكل ( :)24الربط الموحد للطاقة ما بين األبنية الذكية شكل ( :)23األبنية ذات الكفاءة العالية إلدارة الطاقة
ظ َمة الذكيَّة للتحكم في التدفئة والتهوية والتكييف HVAC
.3.2.3األن ِ
األنظ َمة
ِ وذلك من خالل توفير أنظمة كمبيوتر متكاملة للتشغيل اآللي والتحكم في الـ HVACوجميع
الميكانيكية والمصاعد ومولدات الكهرباء ،حيث تحتاج إلى منظومة لإلدارة ،واإلدارة هنا تعني شيئين؛ هما:
المراقبة ،Monitoringوالتحكم .Controlأي أن المنظومة تقوم بمراقبة كل المعدات واألجهزة ويتم التحكم فيها
مركزيا باالتصال بكل المعدات عن طريق مستشعرات sensorsومتحكمات ، controllersفي شكل شبكة
منطقة محلية ) ، Local Area Network (LANسواء بمبنى أو بعدة مبان ،وللمنظومة عادة محتويات ،وهي:
أ .حاسب أو عدة حواسب (طبقا لظروف المشروع) وهذا في المستويات العليا لإلدارة والتشغيل
.Management and operation level
ب .متحكمات controllersوهذا هو مستوى المنظومة System levelأو مستوى الميكنة .Automation level
جـ .مستشعرات sensorsللمتغيرات المراد قياسها من درجة حرارة ورطوبة وضغط وسريان وتيار
وجهد كهربي وشدة إضاءة ...إلخ.
د .مشغالت actuatorsلتشغيل أو إيقاف العناصر المراد التحكم فيها ،وهو المستوى الحقلي .Field level
ومن سمات الذكاء االصطناعي على مستوى الـ :]28[ HVAC
التحكم بدرجات الحرارة للفراغات المعمارية ككل ولكل فراغ معماري باألبنيَّة على حده.
تقليل التبريد بشكل أتوماتيكي أثناء فترة الليل أو في حالة عدم اإلشغال.
مراقبة درجات الحرارة وضبطها طبقا للبيانات ال ُمدخلة ُمسبقا.
ضبط جودة الهواء بالفراغات الداخلية بناء على المعايير المعتمدة standardsواإلشغاالت بها.
كفاءة استهالك الطاقة من خالل الربط ما بين درجات حرارة الفراغات المعمارية كل على حده
وبين الفتحات وتفاصيلها وتوجيهاتها لوقف انتقال الحرارة منها وإليها طبقا لبرمجة سابقة.
اإلحساس بمحددات المناخ المتاخم والربط التلقائي بينها وبين ضبط البيئة الداخلية بالفراغات المعمارية.
الربط ما بينها وبين أنظمة اإلضاءة وكذلك تدابير معالجة أشعة الشمس .sun blind's system
تسجيل بيانات البيئة الحرارية بالفراغات المعمارية باستخدام الهواتف الذكيَّة أو مستعرضات صفحات النت.
التحكم عن بعد بالمنظومة باستخدام الهواتف الذكيَّة مثال.
.4.2.3األن ِظ َمة الذكيَّة للتحكم في اإلضاءة []29
األنظ َمة والسيما باألبنيَّة الضخمة ذات االستهالك العالي للكهرباء ،ويمكن استعراضها من خالل:
ِ وتُعد من أهم
أنظمة إدارة اإلضاءة والوقت :واستخدام ُمخ ِفتات اإلضاءة ،والتي تساعد على السماح بضبط اإلضاءة
لتلبي االحتياجات المطلوبة مع ربطها ببرامج زمنية ،كما تتطابق مع تمديدات اإلضاءة المتاحة بالنظم
التقليدية ،ومن ثم يمكن تطبيقها على األبنيَّة القائمة بالفعل ،يمكنها التحكم بالطاقة العالية.
483
أسـامة عبدالنـبي قنـبر ،األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة بمصر – بلورة مفهوم ووضع َمنهج
أنظمة مراقبة اإلضاءة :ومنها النظم التي تعتمد على مراقبة حركة الشاغلين أو المبرمجة زمنيا
.Adaptive to occupancy work or live schedule
تقنيات القواطع المؤقتة :للتشغيل بالفترات المطلوبة فقط ،حيث يتم ربط االضاءة على برنامج زمني،
أو أحداث محددة كانفتاح األبواب أو المصاعد ...إلخ.
تقنيات القواطع الحساسة للضوء ،ومنها :ما يمكن ضبطها لتعمل عندما يبدأ الضوء الطبيعي في الخفوت
طبقا لشدة اإلضاءة أو زاوية سقوط أشعة الشمس ،light intensity and angle of projectionأو ما
يعمل أوتوماتيكيا عندما يُصبح الضوء غير كافٍ طبقا لخطة مسبقة ،أو طبقا لراحة ال ُمستخدِم.
المؤقتات القابلة للبرمجة :لتقوم بتشغيل وإطفاء األضواء واألجهزة بناء على جدول زمني ،لإلسهام
أيضا في إطالة عُمر تجهيزات اإلضاءة فضال عن أجهزة التحكم.
.5.2.3األن ِظ َمة الذكيَّة للمياه باألبنيَّة
تُعد منظومة المياه أحد أهم أجزاء البنية التحتية بأخذ أهمية المياه بعين االعتبار ،وت ُبنى على مجموعة من
المعايير التي تسهم في تشكيل الهيكل العام الستخدامات المياه بشكل ذكي باألبنيَّة ،وتنقسم تلك االستخدامات إلى:
استخدامات داخلية :كاستخدام خالطات المياه الذكيَّة المزودة بحساسات لفتح المياه عند اقتراب اليد منها ولغلقها
عند ابتعاد اليد عنها ،أو ربطها باإلنترنت لتسمح لها بالقدرة على تعديل درجة حرارة المياه ،أو تتعرف على وجه
المسجل
ّ المستخدم لتقوم تلقائيّا بتعديل درجة حرارة المياه وضخها بحسب رغبته اعتمادا على بروفايله الخاص
مسبقا ،كما يمكن أن تزود تلك الخالطات الذكيَّة بإضاءة LEDيتغيّر لونها بحسب درجة حرارة المياه ،أو تحتوي
على شاشة لمسيّة لتسمح بتفقد البريد اإللكتروني أو تفقد الطقس ...إلخ ،شكل ( ،]30[ )25كما يمكن استخدام
حساسات خارجية يتم وضعها باألسقف والجدران للكشف عن أي تسريب أو تجمع للمياه ،فإذا حدث تسريب بأحد
الوصالت وامتد هذا التسريب لداخل األبنيَّة يقوم النظام أوتوماتيكيا بغلق أنابيب التغذية الرئيسية بالمياه.
ومن ناحية أخرى يمكن من خالل المعالجات األوتوماتيكية صرف المياه من حوض الوجه وإعادة
استخدامها في صرف المراحيض مرة أخرى ،شكل (.)26
شكل ( :)26نظام صرف مرشد للمياه شكل ( :)25أنظمة الذكيَّة للمياه باألبنية
استخدامات خارجية :لالستفادة من مياه األمطار أو حول األبنيَّة بالتجميع بأحواض ومن ثم عمل
األنظ َمة الذكيَّة والحساسات التي تسهم في الحصاد المائي ،كما
ِ المعالجات الالزمة لها واستخدامها بمساعدة
يمكن االستفادة من المياه المنصرفة Gray Waterمن األبنيَّة في أعمال تنسيق المواقع حول األبنيَّة Reuse
بعد إجراء المعالجات عليها ،وذلك من خالل ربط تلك المياه بأجهزة تحكم رقمي يتيح إمكانية التحكم في كمية
المياه المستخدمة وكذا وقت الري المطلوب.
.3.3األن ِظ َمة الذكيَّة للترفيه والتكامل باألبنيَّة
األنظ َمة بها في تعظيم العديد من الخدمات التي يحتاج اليها المستخدم كمطلب إنساني ،فضال عن القيم البيئية
ِ تسهم
التي تضفيها تلك الخدمات ممثلة في نظم التحكم في مفردات وعناصر األبنيَّة لتسهم في دعم البيئة الداخلية لألبنية،
ومن ثم مساعدة الشاغلين في رفع كفاءة الحياة بداخلها بما له من انعكاس على البعد االقتصادي (وبذلك تُعد ُمدخال
األنظ َمة بوجه عام في خمس منظومات فرعية جزئية ،يتم تناولها كما يلي:
ِ داعما لالستدامة) ،وقد تم بلورة هذه
484
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 – 501
األنظ َمة األقل تعقيدا والسهلة الصيانة ،ومع النظام الرقمي ال تكون واجهة
أقل قدر من االسالك واألجهزة و ِ
المستخدم مقصورة على الهواتف ال ُمث َّبت بجوار المداخل ،ولكن يمكن أن تكون سوفت بجوال المستخدم أو حاسبه
اآللي المتصل باإلنترنت ،ومن ثم محادثة الزائرين فضال عن إمكانية فتح األبواب أو غلقها من بُعد ،شكل (.)30
كما يمكن إجراء التحكم المطلوب ،من خالل:
أ .أزرار التحكم اليدوية :باستخدام األزرار والمفاتيح لتشغيل األجهزة والتحكم بالستائر والمظالت وتنشيط
الخطط Plansعلى النظام.
ب .رسومات هندسية للفراغات المعمارية وجهاز به شاشة تعمل باللمس :تلك الشاشة ذات خلفية مضيئة
تتيح للمستخدم إمكانية إدارة كل التجهيزات ومنها :تجهيزات درجات الحرارة ،وإعدادات الغرف،
وحالة مكيفات الهواء ،والمدفأة ،والستائر ،واختيار القنوات السمعية ومستوى صوتها ،والتحكم في
المنبهات وتنفيذ المخططات التي يعدها الشاغلون على النظام الرئيسي ،كما يستطيع المستخدم التحكم
في النظام سواء أكان داخل األبنيَّة أو خارجها.
جـ .لوح به رسم بياني للمبنى :عبارة عن شاشة ملونة 7بوصة مثال ،شكل ( )31تعمل باللمس وبها جهاز
األنظ َمة الفرعية المختلفة والخيارات الخاصة بنظام أتمتة األبنيَّة
لتنظيم الحرارة "ثرموستات" للتحكم ب ِ
من حيث :اإلضاءة ،والستائر ،والتدفئة والتكييف ،والسيناريوهات التي يحددها المستخدم ،وتوزيع
الصوت ،والتنبيهات ...إلخ ،من خالل القائمة الظاهرة على الواجهات البينية على الشاشة.
شكل ( :)31شاشات للتحكم في األنظمة الفرعية شكل ( :)30أنظمة االتصال الداخلي المرئي
.5.3.3األن ِظ َمة الذكيَّة لشبكات الدش المركزي
تسمح تلك الشبكات بإمكانية االتصال بأجهزة استقبال منفصلة تعمل على قمر صناعي أو أكثر ،كما يتيح
النظام لكل فراغ معماري إشارات بنظام TV VHF ،UHFبجودة عالية وصورة واضحة ،شكل (.)32
كما يوجد نظام التليفزيون المركزي بتقنية الـ IPTVعن طريق الشبكة IP Telephoneالمعتمدة على
االنترنت ،وهي خدمة جديدة تقدم ما توفره التلفزيونات الحديثة بجودة عالية ،ناقلة بذلك الصوت والصورة
عبر خطوط االنترنت عالية السرعة مباشرة ألجهزة التليفزيون ،وتتعامل هذه التقنية مع الصوت والصورة
على أنها معلومات تنتقل عبر االنترنت على هيئة رزم -كما يحدث بتبادل اإليميالت-يتم استقبالها لتنقل بذلك
نقال مباشرا ،أو لتعرض البرامج كما تفعل القنوات الفضائية.
كما أن هذه التقنية ليس لها عالقة بالساتاليت أو بالكابالت المستخدمة حاليا بالتلفزيون ،بل تعتمد اعتمادا
كليا على خطوط االنترنت مثل خط ADSLأو ،VDSLفاإلشارات لن تنتقل كما هي بل ستتعرض لعملية
تقسيم ،Fragmentationحيث يتم تقسيم المعلومات إلى حزم Packetsأو Datagramعلى حسب البرتوكول
المستخدم ،كما تسمح هذه التقنية بإمكانية اختيار المادة التلفزيونية وطلبها عبر الشبكة وقابلية التوصيل
بالكمبيوتر لدعم تقنيات مهمة مثل Videoconferencingو IP Telephonyوأيضا الفيديو عند الطلب
،VOD Video-on-Demandفضال عن التقنيات األخرى المتطلبة لالتصال السريع باإلنترنت.
كما توجد أيضا تقنية الـ Smart Widgetوالتي تحقق بعض المميزات ،ومنها :الخدمات التفاعلية ما بين
اإلدارة والمستخدمين ،وإنشاء وتحرير القوائم بسرعة وسهولة ،وبفضل توفر ميزة خرائط القنوات يمكن تهيئة
النظام ليناسب العمل المطلوب ،فضال عن إمكانية تخصيص واجهات متطورة للمستخدم يمكن تخصيصها طبقا
487
أسـامة عبدالنـبي قنـبر ،األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة بمصر – بلورة مفهوم ووضع َمنهج
لرغبته ،فضال عن إمكانية إدارة والتحكم في التليفزيون مركزيا وعن بُعد ،مع إمكانية لتقديم خدمات مخصصة
من حيث المحتوى المعروض شكل ( ،)33مما يدعم كل من اإلدارة والشاغلين ويوفر الوقت والمال.
.2.5.5العينة الثانية :مبنى أبنية "البنك التجاري الدولي "CIBبالقرية الذكيَّة – الجيزة
أ .الموقع :الجيزة 6-أكتوبر -القرية الذكيَّة -الكيلو 28طريق مصر اسكندرية الصحراوي ،شكل (.)37
ب .المعماري.Swanky Hyden Conell International :
االستشاري :جماعة المهندسين االستشاريين .ECG
جـ .التوصيف المعماري :للبنك ثالثة أبنية متقابلة بارتفاعات 4أدوار بخالف البدرومات ،شكل (.)38
د .تاريخ االنتهاء من التشييد.]38[ 2010 :
491
أسـامة عبدالنـبي قنـبر ،األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة بمصر – بلورة مفهوم ووضع َمنهج
على فردية التحول نحو األبنيَّة الذكيَّة كتوجه جديد ينبغي أن تأخذ كل شرائح المجتمع منه حظها المالئم.
عولمة الهوية وفقدان الهوية المحلية لبعض من خصوصيتها المميزة كنتيجة سلبية لم تجد النتائج اإليجابية
لها موقعا مناظرا ومنها تبني الفكر المعاصر بنجاحاته كالذكاء في األبنيَّة والتشييد والتنمية العمرانية.
ضعف القبول الحالي للتحول نحو النموذج الرقمي االفتراضي من ناحية (للجهل به وانعدام مقوماته)،
والخوف المجتمعي من تأثيره السلبي (كهاجس مجهول) على ثوابت العالقات االجتماعية الراسخة تاريخيا.
.3.1.6التحديات االقتصادية
ويمكن بلورتها في:
غياب الرؤية الوطنية لهذا التناول لألبنية (لم يتم اإلعالن أو التحضير للتحول الهيكلي نحو فكر المجتمعات
الذكيَّة) ومن ثم التنامي المحدود لسوق االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات ومحدودية الشركات العاملة بالمجال.
العجز الهائل في الميزان التجاري لقطاع االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات.
ضعف الموازنات لتحمل التكلفة األولية للتحول نحو الذكاء االصطناعي وكذلك التكلفة الالزمة للترقية الدورية.
تراجع عوائد خطط وبرامج التنمية الحالية والمتوقعة بسوق الذكاء االصطناعي كنتيجة للوضع السائد.
التحسين المحدود لخدمة االتصاالت بشبكة المعلومات الدولية والتطبيقات القائمة عليها ومنها
األنظ َمة الذكيَّة باألبنيَّة ،بالرغم من التزايد المطرد لمستخدميها ،ولكن على المستوى القطاعي ِ
انحصاره في االستخدام الترفيهي واالجتماعي السطحي ،بعيدا عن االستخدام العلمي الممنهج نحو
التطور البحثي والتقني والمعلوماتي واالقتصادي لتحقيق الطفرة المطلوبة إلحداث التنمية القومية.
ارتفاع تكلفة توطين :البنية التحتية الرقمية والتجهيزات التقنية والبرمجيات وتهيئة الفراغات والعمالة
الذكيَّة ،ويتفاقم هذا التحدي في ضوء الضعف البحثي والتقني المطلوبين لقيام منظومة األبنيَّة الذكيَّة.
تراجع بعض األدوار الموازية والالزمة لقيام تلك المنظومة ،كدور منظومات االتصاالت والنظم
والحاسبات والصناعة والتجارة بوصفها دعائم أساسية الزمة.
تحديات الرأسمالية العالمية الحالية وتركز العلوم والتطبيقات والقوة والسلطة بالدول المتقدمة.
خالصة تحليل التحديات الراهنة بالواقع المحلي:
باإلضافة لما سبق ...يمكن أيضا على المستوى اإلداري والمهني والسياسات العامة طرح بعض التحديات
ببيئة الدراسة ،تتمثل في :الفجوة التقنية بين اإلمكانيات والمتطلبات ،وتحدي التحكم في البُعد التصميمي
للتقنيات المطلوبة ،وضرورة تناول مناهج التصميم التقليدية البدائية بالنظر لمتطلبات األبنيَّة الذكيَّة شديدة
التطور ،والتغيرات الجذرية والتحوالت الهيكلية في المفاهيم المعمارية والعمرانية ،وارتفاع معدالت البطالة
ونسبة األمية حتى في إطار التناول التقليدي لمنظومات التشييد ،وتطوير االمكانيات الحالية للعمالة التي تجد
صعوبة في التعامل مع الطفرة التقنية المطلوبة ،وتعزيز التعامل الجاد مع التقنيات والمعطيات المتطورة للعلم
والتكنولوجيا بدء من السياسات العامة.
ولكن بوجه عام ...يمكن تحليل سبب الفجوة بين ما يتوقعه المستخدمون من األبنيَّة الذكيَّة وما يمكن أن
يقدم لهم أيضا إلى خضوعهم للتكنولوجيا غير المالئمة الحتياجاتهم ،وهو ما يتسبب في ضعف األداء من
ناحية ،وارتفاع التكلفة من ناحية أخرى ،وعدم القبول اجتماعيا من ناحية ثالثة.
يسوقنا كل ما سبق إلى ...ضرورة تل ُمس َحال لتلك الحالة ،وبتلك المرحلة يقتصر الحل (الجزئي بطبيعة
الحال) في إلقاء الضوء على مكامن القوة ببيئة الدراسة ،والتي تعطي الطموح للحاق بركب التقدم في مجال
األبنيَّة الذكيَّة ،وذلك من خالل طرح بعض (الفرص) التي يمكن أن تسهم في بدء الحلول ،كما يلي:
.2.6تحليل الفرص الكامنة ببيئة الدراسة لتقليل الفجوة
في ضوء ما سبق ...يمكن طرح العديد من الفرص (غير المسبوقة) من حيث قوة التفاعل ،والتي ت ُمس
جميع شرائح المجتمع؛ وذلك على المستوى المعماري أو غيره من حيث اتساع مجال ونطاق التأثير ،كمحاولة
للبدء في اللحاق بهذا االتجاه الذي أخذ نطاقات نوعية متقدمة بدول الغرب وحتى بعض الدول العربية []41
495
أسـامة عبدالنـبي قنـبر ،األبنيَّة الذكيَّة واالستدامة بمصر – بلورة مفهوم ووضع َمنهج
ودول الجوار مما يبعث على التفاؤل عند التفكير في بناء تلك المنظومة ،فمثال يالحظ بدء انتشار األبنيَّة الذكيَّة
في منطقة الخليج تحديدا ،حيث تشير بعض التقديرات إلى ارتفاع معدل استخدام تقنيات األبنيَّة الذكيَّة
بالسعودية إلى حوالي ٪ 50بالمشروعات الجديدة ،كما ت ُو َجه غالبية المشاريع العقارية الجديدة باإلمارات
وقطر والكويت والبحرين نحو نسق األبنيَّة الذكيَّة [ ،]42ومن ثم يمكن بتحليل الوضع الراهن ببيئة الدراسة
طرح بعض الفرص والتي تم استخالصها ،كما يلي:
.1.2.6الفرص الكامنة على المستوى البيئي
ويمكن بلورتها في:
دعم الفكر التنموي البيئي (الربط بين النظريات البيئية في مساقاتها المتطورة وتطبيقاتها) من خالل
وضع خطط طموحة لخوض التجربة لقيام منظومة األبنيَّة الذكيَّة بما لها من خصائص داعمة
بمنظومة التشييد؛ ومنها تنمية الفكر المعماري المهتم بالبيئة نظرية وتطبيقا.
دعم المنظومات الفرعية ومعاييرها واستراتيجياتها وحلولها من خالل تأصيل المفاهيم البيئية العامة،
ومنها :الترشيد ،والتظليل ،واإلضاءة الطبيعية ،والضبط النسبي للمناخ ،واستخدام الطاقات الجديدة
والمتجددة ،وإعادة التدوير واالستخدام ،وتقليل االنبعاثات ،وتحسين جودة البيئة الداخلية كروافد
بيئية تدعم منظومة األبنيَّة الذكيَّة.
إعطاء االهتمام البيئي المناسب بما له من تأثيرات إيجابية ،وإعالء ترتيبه ضمن الخطة العامة لبيئة الدراسة،
مع إعطاء أهمية أكبر للمفاهيم الحديثة به ،ومنها دعم تلك النوعية المتقدمة من الدراسات والتطبيقات.
دعم العمل المؤسسي والتنظيمي لمهنة العمارة ممثلة في متطلبات العمل العمراني والمعماري
الرسمي كإجراءات الترخيص بالقوانين واللوائح الحديثة الداعمة لفكر األبنيَّة الذكيَّة.
على المستوى اإلقليمي يمكن بالمعالجة التخطيطية لبعض المشكالت المزمنة كمركزية الخدمات،
والهجرة من الريف للمدن ،وتكدس وسائل المواصالت ،والعشوائيات ...إلخ الخلوص إلى مفهوم
إعادة توزيع النسيج العمراني على مساحة جديدة أكبر بما يتيحه من فرصة أفضل إلدراج
األنظ َمة المعمارية الحديثة بوجه عام والذكيَّة بوجه خاص ،وبما يخلقه من طموح في االسهامات و ِ
بنية عمرانية حديثة ومتطورة وصحية يمكن فيها إسقاط الطموحات الجديدة للبحث العلمي المعاصر
ومن ثم تحسين البيئة بوصفها رافدا أساسيا لالستدامة.
.2.2.6الفرص الكامنة على المستوى االجتماعي
ويمكن بلورتها في:
دعم جودة التعليم والتدريب النوعي المتقدم لخلق قاطرة لحركات التطور الداعمة لمنظومة األبنيَّة الذكيَّة.
تطوير دور المؤسسات الحكومية ومنها مؤسسات الحكم المحلي ممثلة في مجالس المدن ورئاسة
األحياء والمجالس الشعبية المحلية للخروج من نمطية وقولبة الناتج المعماري التقليدي الراهن.
خلق محاور تنمية عمرانية جديدة تالئم النمو السكاني المضطرد بفكر يدعم الذكاء بالعمران واألبنيَّة
يكون هدفه تأصيل االستدامة الستقبال الحقب القادمة بنوع من عدم التقليدية.
دعم العالقات االجتماعية خارج إطار المجتمع التقليدي ،بنشر ثقافات الذكاء االصطناعي والتحول الرقمي.
النظر لمفهوم العدالة المجتمعية حاليا وبين األجيال (تقليل الفجوة واالنتقال المرحلي) لتتحول بعض
المفاهيم المستبعدة (تعميم مفاهيم األبنيَّة الذكيَّة) من يد الصفوة إلى عموم المواطنين.
نشر ثقافة األبنيَّة الذكيَّة لخلق حالة قبول للتحول نحو النموذج الرقمي االفتراضي (بالتعريف به وإرساء
مقوماته) ،وإزالة الخوف المجتمعي من تأثيره السلبي على ثوابت العالقات االجتماعية الراسخة تاريخيا.
توسيع مساحة الحريات ودعم المشاركة في صنع القرار ،وكذا دعم مفاهيم الديمقراطية واالستقاللية
كمفاهيم أساسية مؤصلة للنمو الفكري والتطور بوجه عام ومن ثم االستدامة.
تقويم مؤسسة األسرة وشرائح وفئات المجتمع ومنظومة العالقات االجتماعية من خالل طرح فرص عمل
غير تقليدية عن بُعد ال تستلزم الحضور الفيزيائي ،والتي تتيحها منظومة األبنيَّة الذكيَّة الواعدة من تلك الحيثية.
496
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 – 501
ال َمراجع
[1] Mani Manivannan. (2012). Strategies for smart building realization. Paper Arup, 13
Fitzroy Street, London W1.
[2] Kjeld Svidt. (2002). Intelligent Buildings – a short overview. Alborg University. P.3.
[3] Seattle Conference. (2001). Building Smart, Building Green. Intelligent Buildings Institute (IBI). P. 3.
[ ]4ربيع محمد رفعت أحمد" :تقنيات المباني الذكيَّة ودورها في تدعيم بناء مدن المعرفة" ،بحث مقدم بندوة مدن
المعرفة ،المعهد العربي إلنماء المدن ،المدينة المنورة ،2005 ،ص .6-4
[5] Jodie p, Kaijun Tan, Carl A. (2006). Privacy Sensitive Location Information Systems in
Smart Buildings. York: UK. P.4.
[6] Francesco Asdrubali. (2013). Smart Buildings .CIRIAF - University of Perugia :Italy. P.4.
[7] Interactive Security Solutions. Available at: http://www.smarthomeomaha.com/security.html.
Accessed at: 30/6/2016.
[ ]8أسامة عبدالنبي قنبر :استدامة المناطِ ق السكن َّية بال ُمجْ تمعات الحضر َّية الجديدة بإقلِيم القاهرة ال ُكبْرى -مدْخل لت ْق ِييم البُعد
ستِدامي ،رسالة دكتوراه غير منشورة ،بقسم الهندسة المعمارية ،كلية الهندسة ،جامعة االزهر ،2005 ،ص .11- 1 اال ْ
[9] Wipro Marketing team with featured research provided by IDC. (2016). Smart Buildings
Enable Smart Cities. Dubai Media City, Dubai, United Arab Emirates. PP. 1-24.
[10] James Sinopoli. (2010). Smart Building Systems for Architects Owners and Builders.
Burlington, MA 01803, USA. ISBN: 978-1-85617-653-8. PP. 4-8.
[11] Strathfield Council. (2007). Building Energy - Smart Guide. P. 8.
[ ]12اإلدارة العامة للدفاع المدني – دبي" :األنظمة الذكية" ،منشور ورقي رسمي بمعرض اكسبو .2015 ،2020
[ ]13الصافي ألنظمة األمن والسالمة" :أجهزة اإلنذار المبكر" ،المملكة العربية السعودية ،جدة ،2015 ،الرقم الموحد .920009644
[14] Anti Fire. Available at: http://antifire-eg.com. Accessed at: 21/6/2016.
[ ]15اإلدارة العامة لتصميم وتطوير المناهج" :إلكترونيات صناعية وتحكم – حاكمات قابلة للبرمجة" ،المملكة
العربية السعودية ،المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني ،2004 ،ص .1
[" ]16االشتراطات الخاصة بمعدات اإلطفاء واالنذار – الجزء الثاني" ،يناير ،2006ص .516
[ ]17جاكلين صايغ :أنظمة التحكم بالمنازل ومعدات التوصيل ،مجلة الخط االخضر ،سبتمبر ،2010ص .3-2
[ ]18الصافي ألنظمة االمن والسالمة :مرجع سابق ،ص .8
[ 19 ] Bernhard Rinner. (2009). Smart Cameras and Visual Sensor Networks. Pervasive
Computing Institute for vernetzte and eingebettete System.
[20] Power and Productivity for a better world TM. Energy Efficiency in Building Sector. ABB. P.P.6-8.
[21] Strathfield Council. Op Cit, P. 4.
[ 22 ] Youssef Elkhayat. (2014). Interactive Movement in Kinetic Architecture. Journal of
Engineering Sciences, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 42, No. 3, Pages: 816-845.
[23] Jean, Christophe. (2006). Energy Efficiency and Intelligent Buildings. CBA conference:
500
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 – 501