Professional Documents
Culture Documents
net/publication/309415789
CITATIONS READS
0 5,618
1 author:
Usama Konbr
Tanta University, Faculty of Engineering
73 PUBLICATIONS 150 CITATIONS
SEE PROFILE
All content following this page was uploaded by Usama Konbr on 27 September 2021.
ملخص البحث
(أ) تمهيد
تعد األنظمة الذكية بما لها من إمكانات بيئية واجتماعية واقتصادية مدخال لألبنية الذكية؛ كما تعد األبنية الذكية من خالل
مقوماتها في توفير أسباب لحياة أكثر راحة وأمنا وترشيدا وحفاظا وصحة وتطورا مدخال لتأصيل االستدامة .يتناول البحث
األنظمة الذكية متخذا مجاال مكانيا للدراسة وهو مصر ،لترسيم سمات ومالمح األنظمة الذكية ،حيث تبدو للباحث حالة غياب
لها باألبنية مع وجود العديد من الفرص الكامنة؛ ومن ثم يمكن بالتعامل المنهجي االقتراب من التحسين المطلوب لتحقيق
خطوة تساعد المعماري كأحد األطراف لبدء تفعيلها ،وال سيما مع الضرورة الملحة لتناول تلك النقطة وخاصة في ظل
المتغيرات الملموسة باآلونة األخيرة محليا وعالميا.
(ب) فرضيات البحث
.1تعد األنظمة الذكية مدخال أساسيا لألبنية الذكية كهدف.
.2كما تعد األبنية الذكية بما لها من أبعاد بيئية واجتماعية واقتصادية مدخال مهما لتأصيل االستدامة كهدف.
.3بالتالي تعد األنظمة الذكية بمنظوماتها الفرعية ومعاييرها واستراتيجياتها وحلولها مدخال لالستدامة ومؤصال لها.
.4تبدو سمات ومالمح الذكاء باألبنية (من منظور األنظمة الذكية) بالوضع الراهن في حالة ضعف شديدة واضمحالل
بمنظومة التشييد بوجه عام.
.5وجود العديد من التحديات التي تعرقل ظهور وانتشار فكر األبنية الذكية ببيئة الدراسة ،بالرغم من توافر العديد من
الفرص الكامنة التي يمكن أن تدفع بمنظومة التشييد قدما نحو البدء في مواكبة التطور وتفعيل دور األنظمة الذكية باألبنية
كمدخل لألبنية الذكية ولالستدامة بمصر.
(جـ) أهداف البحث
بلورة مفهوم لألبنية الذكية (األنظمة الذكية كمدخل). .1
وضع منهج لترسيم سمات ومالمح األبنية الذكية من منظور األنظمة الذكية. .2
نقد العمارة الذكية من منظور الواقع المحلي للوقوف على حقيقة الوضع الراهن ببيئة الدراسة. .3
استخالص بعض من التحديات الراهنة وكذلك الفرص الكامنة ،لدعم منظومة األبنية الذكية بمصر. .4
(د) المناهج العلمية المستخدمة
يعتمد الجزء النظري على :المنهج االستقرائي كأساس ،وذلك لبلورة المفهوم المطلوب ،ومن ثم وضع المنهج المقترح ،كما
يعتمد الجزء التطبيقي على :المنهج الوصفي ،والمشاهدة العلمية ،والمسح الميداني؛ وتطبيق المنهج المقترح واستخدام التحليل
واالستنباط بغرض دعم االستفادة من مفاهيم الذكاء باألبنية كمدخل لتأصيل االستدامة بمصر.
وللتحقق من فرضيات البحث فقد تم القيام بالخطوات التالية ،شكل ( ،)1والذي بين هيكل البحث:
✓ استعراض مفهوم األبنية الذكية وخصائصها.
473
أسامة عبدالنبي قنبر ،األبنية الذكية واالستدامة بمصر -بلورة مفهوم ووضع منهج
✓ تحليل العالقة والربط ما بين األبنية الذكية (كمدخل) وعالقتها باالستدامة (كهدف).
✓ عرض سمات ومالمح األبنية الذكية من خالل هيكل ممنهج لتفصيل دور األنظمة الذكية باألبنية (مجال البحث).
✓ تفريع المنظومة الرئيسية (األنظمة الذكية) لعدد من المنظومات الفرعية والتي تخدم وتبلور فكر الذكاء باألبنية.
✓ تفصيل المنظومات الفرعية لمنظومات فرعية جزئية لتغطية جوانب الذكاء باألبنية باعتبارات مختلفة.
✓ حصر بعضا من المعايير الحاكمة لتحقيق المنظومات الفرعية الجزئية.
✓ تناول بعضا من االستراتيجيات والحلول الالزمة لتحقيق معايير تحقيق المنظومات الفرعية الجزئية.
✓ ترسيم سمات ومالمح األنظمة الذكية كمدخل لكل من األبنية الذكية واالستدامة (خالصة الجزء النظري).
474
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
✓ نقد العمارة الذكية من منظور الواقع المحلي؛ بمقارنته بالتنظير ،لتحليل الفجوة ما بين السمات والمالمح التي تم
استخالصها نظريا والواقع المحلي (من منظور األنظمة الذكية) للوقوف على التحديات المؤثرة على حدوث الفجوة،
وطرح الفرص الكامنة لمجابهة تلك التحديات ولدعم منظومة األبنية الذكية ومن ثم االستدامة.
(هـ) الكلمات المفتاحية :األنظمة الذكية؛ األبنية الذكية؛ االستدامة؛ العمارة المستدامة؛ المنازل الذكية؛ مصر
شكل ( :)3بعض سمات ومالمح الذكاء باألبنية شكل ( :)2العالقات المتبادلة بين الدعائم األربعة لألبنية الذكية
وبذلك يمكن تلمس وبلورة الخصائص العامة لألبنية الذكية في ضوء ما سبق؛ على أنها:
هي األبنية القادرة بفضل استعمالها لألنظمة الذكية (مجال الدراسة والمنظومة الرئيسية للبحث) بما تشتمل عليه من منظومات
فرعية ثالث ،وهي( :أنظمة السالمة واألمن ،واألنظمة المساعدة ،وأنظمة الترفيه والتكامل) ،وهي منظومات مدعومة
بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة ذات األداء العالي والمبادئ المتقدمة للثورة المعلوماتية والرقمية بشكل مستمر ،حيث تقوم هذه
المنظومات الفرعية على أخرى فرعية جزئية تشتمل على مجموعة من المعايير التي تؤصلها ،وذلك من خالل استراتيجيات
تحقيق وحلول تقنية.
475
أسامة عبدالنبي قنبر ،األبنية الذكية واالستدامة بمصر -بلورة مفهوم ووضع منهج
شكل ( :)6األنظمة الذكية كمدخل لألبنية الذكية ومن ثم لالستدامة( ،الباحث) شكل ( :)5األبنية الذكية كمدخل لالستدامة( ،الباحث)
476
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
وبذلك ...يصل البحث باستقرار للمنطلق -المنطقي والمثبت -في التوجه باألبنية نحو تبني مفاهيم الذكاء (من خالل األنظمة
الذكية كمدخل لكل من األبنية الذكية واالستدامة معا) ،كما يفتح هذا المنطلق الباب نحو استكمال البحث لتحقيق الهدف الثاني
له بوضع المنهج المطلوب لبلورة (ترسيم) سمات ومالمح الذكاء باألبنية من منظور األنظمة الذكية باعتبار أنها مدخال منطقيا
ومطلوبا لتأصيل االستدامة كهدف نهائي شكل ( ،)7كما يلي:
شكل ( :)7مرحلية الوصول لألبنية الذكية من خالل األنظمة الذكية كمدخل لها ولالستدامة( ،الباحث)
1/3أنظمة تحقيق السالمة واألمن باألبنية الذكية ]11[ Safety& Security Systems
وهي المنظومة الفرعية األولى ،وتنقسم إجماال إلى منظومتين فرعيتين جزئيتين ،وهما:
شكل ( :)8منهج ترسيم سمات ومالمح الذكاء من خالل األنظمة الذكية كمدخل لألبنية الذكية ومن ثم لالستدامة( ،الباحث)
ومن هذه األنظمة ما يتأثر باللهب أو الحرارة (كاشفات الحرارة الثابتة ،كاشفات معدل ارتفاع درجة الحرارة) ،وتختصر
الفترة الزمنية الواقعة بين لحظة وقوع الحريق ولحظة اكتشافه ،مما يفسح المجال أمام سرعة التدخل وفعالية عمليات المكافحة،
وبالتالي تقليل حجم الخسائر ،وتشتمل أجهزة إنذار الحريق على :سراين إلصدار صوت عالي جدا لتنبيه األفراد شكل (،)11
وعلى األنظمة المعنونة Addressableحيث يوجد عنوان لكل حساس يمكن من خالله تحديد أماكن اإلنذار وفى أي حساس
بارتباطها ككل بلوحة التحكم الرئيسية.
ثالثا :أنظمة إطفاء الحريق Fire Fighting Systems
ويمكن بوجه عام تقسيمها إلى:
أ .أنظمة اإلطفاء باستخدام المياه :وذلك من خالل :الرشاشات Sprinkler Sys.وكبائن الحريق .Hazel Sys
ب .أنظمة اإلطفاء باستخدام الغاز :وذلك من خالل :طفايات الحريق اليدوية ،Fire Extinguisherواألنظمة األتوماتيكية
. FE-13، CO2،FM-200
جـ .أنظمة إطفاء الحريق باستخدام خليط متجانس من الماء والرغوة.
د .أنظمة اإلطفاء اآللي للوحات الكهرباء والمحوالت ،شكل (.]14[ )12
شكل ( :)12أنظمة اإلطفاء اآللي للحريق شكل ( :)11أنظمة إنذار الحريق األتوماتيكية
شكل ( :)16الفرق بين شبكات الكاميرات الذكية والتقليدية شكل ( :)15كاميرات المراقبة التقليدية
2/2/3األنظمة الذكية إلدارة الطاقة ]23[ (SEMS) Smart Energy Management Systems
وتأتي أهمية هذه األنظمة في ضوء ما انتهت إليه دراسة أجريت بالواليات المتحدة األمريكية [ ]24إلى أن األبنية هي المسئولة
عن %70من استهالك الطاقة ،والتي يمكن أن تقل بمقدار %30أو أكثر عند استخدام األبنية المعتمدة على أنظمة إدارة
الطاقة BMSبالمقارنة بمثيالتها التقليدية ،ولكي تؤدي تلك األنظمة بكفاءة عالية وبشكل اقتصادي البد أن تستند إلى:
استراتيجيات تحكم ،حيث يفضل أن يتم ضبطها منذ مراحل العمل األولى باألبنية بمرحلة التصميم [ ،]25بغرض ليس فقط
تقليل االستهالك وإنما تقليل الهادر أثناء االستهالك ،وهو ما تتبناه كبرى شركات الطاقة بالعالم ومنها شركة شنايدر إلكتريك،
حيث تشير لضرورة التناول الذكي للطاقة بكل مراحل البنية التحتية.
ويمكن تحقيق ذلك من خالل :األتمتة ،BASواالتصال ،Communicationوالتشغيل ،Operationوالتحكم ،Control
وإدارة األبنية ،Managementوذلك عن طريق تقنيات كثيرة يمكن تلمس بعضها في شكل (.]26[ )22
وبالتالي تنبثق المحاور والحلول التالية لألبنية الذكية ذات الكفاءة العالية إلدارة الطاقة ،شكل (:]27[ )23
✓ ضرورة الوصول للراحة الحرارية من خالل النواحي اإلنشائية والعزل الحراري ليصل االستهالك الكهربائي باألبنية
إلى 50ك وات ساعة /م / 2العام ،فضال عن تقليل المصروفات الجارية أثناء التشغيل.
✓ توفير تجهيزات ذكية تؤمن االستهالك المثالي للطاقة بكافة مستلزماتها (اإلضاءة ،التدفئة والتهوية والتكييف ،كافة
األجهزة المعتمدة على صور الطاقة بها).
✓ ان يتم هذا الحفاظ على الطاقة ولكن في ضوء :تحقيق الراحة ،واألبعاد
الصحية ،واحترام البيئة ،والبعد االجتماعي من حيث األمن والسالمة
وذوي االحتياجات الخاصة.
✓ تأكيد االستفادة من موارد الطاقة الجديدة والمتجددة :والتي تمثل تقنيات
أساسية بمنظومة األبنية الذكية والمدعمة بشدة لالستدامة ،ومنها :الطاقة
الشمسية ،وطاقة الرياح ،والخاليا الكهروضوئية .Photovoltaic
✓ دراسة العالقة المباشرة وغير المباشرة ما بين الطاقة والبيئة المتاخمة
:Atmosphereبحيث ال تنتج أي تأثيرات سلبية من جراء إدارة
الطاقة أو استهالكها باألبنية على عناصر البيئة .Non Polluting
✓ دعم المستخدمين نحو االستهالك المحافظ على الطاقة من خالل التدابير
التقنية الالزمة.
شكل ( :)23األبنية ذات الكفاءة العالية إلدارة الطاقة
✓ وضع هدف استراتيجي وهو الوصول لالكتفاء الذاتي باألبنية من
482
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
عندما يصبح الضوء غير كاف طبقا لخطة مسبقة ،أو طبقا لراحة المستخدم.
▪ المؤقتات القابلة للبرمجة :لتقوم بتشغيل وإطفاء األضواء واألجهزة بناء على جدول زمني ،لإلسهام أيضا في إطالة
عمر تجهيزات اإلضاءة فضال عن أجهزة التحكم.
5/2/3األنظمة الذكية للمياه باألبنية Smart Water Systems
تعد منظومة المياه أحد أهم أجزاء البنية التحتية بأخذ أهمية المياه بعين االعتبار ،وتبنى على مجموعة من المعايير التي تسهم
في تشكيل الهيكل العام الستخدامات المياه بشكل ذكي باألبنية ،وتنقسم تلك االستخدامات إلى:
استخدامات داخلية :كاستخدام خالطات المياه الذكية المزودة بحساسات لفتح المياه عند اقتراب اليد منها ولغلقها عند ابتعاد
اليد عنها ،أو ربطها باإلنترنت لتسمح لها بالقدرة على تعديل درجة حرارة المياه ،أو تتعرف على وجه المستخدم لتقوم تلقائيا
بتعديل درجة حرارة المياه وضخها بحسب رغبته اعتمادا على بروفايله الخاص المسجل مسبقا ،كما يمكن أن تزود تلك
الخالطات الذكية بإضاءة LEDيتغير لونها بحسب درجة حرارة المياه ،أو تحتوي على شاشة لمسية لتسمح بتفقد البريد
اإللكتروني أو تفقد الطقس ...إلخ ،شكل ( ،]30[ )25كما يمكن استخدام حساسات خارجية يتم وضعها باألسقف والجدران
للكشف عن أي تسريب أو تجمع للمياه ،فإذا حدث تسريب بأحد الوصالت وامتد هذا التسريب لداخل األبنية يقوم النظام
أوتوماتيكيا بغلق أنابيب التغذية الرئيسية بالمياه.
ومن ناحية أخرى يمكن من خالل المعالجات األوتوماتيكية صرف المياه من حوض الوجه وإعادة استخدامها في صرف
المراحيض مرة أخرى ،شكل (.)26
شكل ( :)26نظام صرف مرشد للمياه شكل ( :)25أنظمة الذكية للمياه باألبنية
استخدامات خارجية :لالستفادة من مياه األمطار أو حول األبنية بالتجميع بأحواض ومن ثم عمل المعالجات الالزمة لها
واستخدامها بمساعدة األنظمة الذكية والحساسات التي تسهم في الحصاد المائي ،كما يمكن االستفادة من المياه المنصرفة
Gray Waterمن األبنية في أعمال تنسيق المواقع حول األبنية Reuseبعد إجراء المعالجات عليها ،وذلك من خالل ربط
تلك المياه بأجهزة تحكم رقمي يتيح إمكانية التحكم في كمية المياه المستخدمة وكذا وقت الري المطلوب.
3/3األنظمة الذكية للترفيه والتكامل باألبنية Smart Systems for Entertainment and Integration
تسهم األنظمة بها في تعظيم العديد من الخدمات التي يحتاج إليها المستخدم كمطلب إنساني ،فضال عن القيم البيئية التي تضفيها
تلك الخدمات ممثلة في نظم التحكم في مفردات وعناصر األبنية لتسهم في دعم البيئة الداخلية لألبنية ،ومن ثم مساعدة الشاغلين
في رفع كفاءة الحياة بداخلها بما له من انعكاس على البعد االقتصادي (وبذلك تعد مدخال داعما لالستدامة) ،وقد تم بلورة هذه
األنظمة بوجه عام في خمس منظومات فرعية جزئية ،يتم
تناولها كما يلي:
1/3/3أنظمة الواي فاي واإلنترنت &Wi-Fi
Internet Systems
تسهم في تبسيط الحياة وتوفير سبل الراحة والترفيه ،كما تساعد
على توفير الطاقة والمال من خالل إمكانية التحكم في جميع
عناصر األبنية عن بعد ،وتبنى هذه األنظمة على عدة معايير
شكل ( ،)27ومنها:]31[ ،
✓ إمكانية مراقبة األبنية من خالل الهاتف الذكي عن طريق
شكل ( :)27األنظمة الذكية -الواي فاي واإلنترنت شبكة كاميرات المراقبة المتصلة تلقائيا بشبكة الواي فاي.
484
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
✓ االتصال والتحكم في كاميرات المراقبة الخارجية عن طريق شبكات الواي فاي لفتح فيديو يسمح بالتواصل مع الشاغلين
أو معرفة الزوار مع إمكانية التحدث معهم سواء من قرب أو بعد.
✓ التحكم في جميع األجهزة بالمنزل من خالل الشبكة والمتصلة بالهاتف الذكي أو الحاسوب.
✓ إمكانية ري النباتات ضمن أعمال الالندسكيب السلكيا عن طريق الـ Plant Linkالذي يمكن وضعه في جميع أنحاء
الحديقة ،ويتم االتصال به السلكيا من خالل شبكة الواي فاي المتصلة بالهاتف الذكي أو الحاسوب.
✓ إمكانية فتح أو غلق األبواب بدون مفتاح ،وذلك من خالل نظم االتصال الالسلكي.
✓ إمكانية السيطرة والتحكم في اإلضاءات والستائر باألبنية من خالل شبكة الواي فاي ،الذي يسمح بتوفير الطاقة من خالل
اتصال جميع العناصر على شبكة واحدة يمكن التحكم بها السلكيا.
2/3/3األنظمة الذكية للصوت Smart Sound Systems
يمكن من خالل تلك األنظمة استخدام سماعات أو مكبرات صوت لعمل نظام صوتي خاص بالمستخدم (بروفايل) من خالل
نظم متطورة لإلدارة والتحكم ،سواء من قرب أو من بعد ،حيث ترسل اإلشارات الصوتية من مصادر مختلفة مثل :الواي
فاي ،والدي في دي ،وكارت الميموري ،واآلي باد ...الخ إلى كل مكان بالمبنى ،مع إمكانية تكبير الصوت من المصدر،
فمثال يستطيع كل مستخدم في أي وقت اختيار أية قناة صوتية في كل فراغ
معماري على حدة ،Multi-room Music Systemوضبط مستوى
الصوت على حسب الرغبة ،كما يمكن وضع سيناريو لنظام التشغيل ،فمثال:
يمكن وضع بعض القنوات طبقا لبرامج زمنية محددة ،وكذلك للتذكرة
بمواعيد أحداث محددة ما طبقا ألجندة المستخدم.
كما تسمح بالتكامل ،فمثال :يمكن أن يقوم المستخدم بتشغيل جهاز الـ DVD
playerبالمنزل لمشاهدة فيلم ما مثال ،فيتفاعل معه المنزل بمكوناته بتخفيت
األضواء وغلق الستائر وتشغيل نظام الصوت المحيطي Surround
شكل ( :)28األنظمة الذكية للصوت ،Sound Systemشكل (.)28
3/3/3األنظمة الذكية للمراقبة بالفيديو Smart Video Surveillance Systems
تسهم بشكل أساسي في السيطرة األمنية المتكاملة على األبنية ،حيث تسهم في االتصال ومن ثم التحكم عن بعد سواء بنظام
سلكي أو السلكي بكل الوظائف وال سيما الخارجية منها والتي تستلزم خدمات أمنية.
فمع ظهور أنظمة المراقبة باستخدام مسجالت الفيديو الرقمي SDVRsالداعمة بشكل أساسي ألعمال األمن والقائمة على
بروتوكوالت اإلنترنت NDVRsأتاحت فرصة غير مسبوقة لرصد
وتسجيل كميات هائلة من الصور عالية الدقة ،وسمحت باستخالص ثروة
هائلة من البيانات تسهل الحقا أعمال المراجعة والتحليل الدقيق لمساعدة
أفراد األمن المدربين على دعم منظومتهم األمنية بالمقارنة بالمراقبة البشرية
ذات المصروفات المرتفعة [.]32
كما تسمح تلك األنظمة شكل ( )29بإمكانية الحصول على مجموعة من
المعلومات حول حدث معين وعرض لقطات فيديو حية أو بالرجوع
لتسجيالت فيديو سابقة ،مع إمكانية وضع أنظمة تحليلية للفيديو تمكن من
الكشف عن أي تغيرات بالبيئة المحيطة أو في كاميرات المراقبة ،مع وجود
برامج مبتكرة ترافق كاميرات المراقبة تساعد في الحصول على الصور
بشكل واضح وعمل زوم على التفاصيل المهمة لألحداث للحصول على
المعلومات المطلوبة ،كما يمكن المتابعة واالتصال ومن ثم التحكم عن بعد
باستخدام الهواتف الذكية أو الحاسوب.
هذا ...وتسمح التقنيات مؤخرا بإمكانية الحصول على فيديو موجز Brief
Camيلخص مثال األحداث في دقائق ،باإلضافة لتقنيات ربط األنظمة
التحليلية للفيديو مع قاعدة بيانات مخصصة ألنماط السلوك البشري المسجل
بالكاميرات يمكن من خاللها الكشف عن أي نمط غريب يمكن التنبيه به،
فضال عن إمكانية عمل قاعدة معلومات كبيرة جدا تسهم في تحليل تصرفات
شكل ( :)29األنظمة الذكية للمراقبة بالفيديو الناس (بعد اجتماعي مضاف).
485
أسامة عبدالنبي قنبر ،األبنية الذكية واالستدامة بمصر -بلورة مفهوم ووضع منهج
كما توجد أيضا تقنية الـ Smart Widgetوالتي تحقق بعض المميزات،
ومنها :الخدمات التفاعلية ما بين اإلدارة والمستخدمين ،وإنشاء وتحرير
القوائم بسرعة وسهولة ،وبفضل توفر ميزة خرائط القنوات يمكن تهيئة
النظام ليناسب العمل المطلوب ،فضال عن إمكانية تخصيص واجهات
متطورة للمستخدم يمكن تخصيصها طبقا لرغبته ،فضال عن إمكانية إدارة
والتحكم في التليفزيون مركزيا وعن بعد ،مع إمكانية لتقديم خدمات
مخصصة من حيث المحتوى المعروض شكل ( ،)33مما يدعم كل من
شكل ( :)33شبكات الدش المركزي اإلدارة والشاغلين ويوفر الوقت والمال.
.4ترسيم سمات ومالمح األنظمة الذكية كمدخل لكل من األبنية الذكية واالستدامة (خالصة الجزء
النظري):
في ضوء كل المنظومات السابقة ...ومع االستقرار على أن األبنية الذكية منظومة تتطلب باألساس التأكيد على المستخدم
واحتياجاته (البيئية ،االجتماعية ،االقتصادية) من ناحية وعلى البيئة بحيثياتها من ناحية أخرى ،بما يستتبع ذلك من حتمية
تغير مفهوم التكامل بينهما ،والذي يستند باألساس على تكامل األنظمة الذكية نفسها من جهة ،ثم تكاملها مع إدارة العمل بتلك
التكنولوجيا من جهة أخرى ،وبديهي أن هذا التكامل يكون حتميا خصوصا باألبنية النفعية ،لذا يجب الفهم الدقيق لهذا التكامل،
لكونه يمثل نقطة حرجة تجاه إنجاز متطلبات الشاغلين كهدف رئيسي وحاكم بالنظر لالستدامة كهدف نهائي.
في ذات السياق توصلت دراسة سابقة [ ]35إلى ضرورة تحديد ست متطلبات أساسية البد من وجودها وتطويرها باستمرار
عند الرغبة في تأصيل فكر الذكاء باألبنية ،تتمحور تلك المتطلبات بوجه عام في:
✓ تأسيس بنية تحتية رقمية ببيئة العمل (األنظمة الذكية باختالف مستوياتها).
✓ دعم مفهوم وتكوين فراغات ذكية في ضوء فكر شامل للمحيط العمراني وتفاصيله بمقياسه األرحب.
✓ دعم األنظمة الذكية الالزمة لتحقيق أهداف الذكاء المطلوب من خالل االستراتيجيات الالزمة.
✓ وجود قواعد برمجية متطورة Softwareقادرة على تحويل مفاهيم الذكاء إلى واقع بالتكامل مع التجهيزات والعتاد
.Hardware
✓ وجود فكر معماري متطور قابل لالندماج مع التوجه والمتطلبات السابقة وتكون له القدرة على الصياغات المعمارية
المطلوبة.
✓ وجود عمالة متطورة وملمة بمفاهيم وتفاصيل المنظومة ،وقادرة على تنفيذ مظاهر الذكاء المطروحة.
كما توصلت دراسة أخرى في نفس السياق [ ]36إلى أنه ينبغي أن يبدأ تناول منظومة الذكاء باألبنية بدراسة الوضع الراهن
بعناصره ،وتحليل كل من مشكالته وإمكانياته ،ومن ثم صياغة أهداف تلك المنظومة ،وعندها يمكن البحث عن التقنيات
األنسب لتحقيق تلك األهداف بنوع من التوافق واألقلمة لبيئة المكان ،أما البدء بالبحث عن التقنيات داخل األبنية ذاتها لتحقيق
الذكاء فتعتبر تلك الدراسة أنها بمثابة بداية خاطئة.
وهنا ...تؤكد الدراسة الراهنة على أهمية المدخل الشامل عند معالجة األبنية الذكية كمنظومة ،لتشمل السياق العمراني المتاخم
بعناصره وتفاصيله من محددات بيئية واجتما عية واقتصادية (التوافق واألقلمة لبيئة المكان كأصل محوري عند البحث في
تأصيل االستدامة) وذلك قبل الشروع في البحث عن استراتيجيات وحلول وتفاصيل باألنظمة الذكية والتي هي مجال الدراسة
الراهنة على نحو ما سبق من تناول بالبحث.
وبذلك ...يمكن تفهم وتدقيق طبيعة اإلمكانات التي تحتويها األنظمة الذكية (كمدخل لألبنية الذكية) من خالل ترسيم سماتها
ومالمحها كمنظومة رئيسية ضمن منظومة األبنية الذكية ككل وذلك كمدخل لتأصيل االستدامة كهدف نهائي ،من خالل األبعاد
الثالثة الكامنة بها (بيئة ،اجتماع ،اقتصاد) على وجه يؤكد للمرة الثانية صحة كل من الفرضية األولى والثانية ،كما يؤكد أيضا
صحة الفرضية الثالثة للبحث ،ويبلور مقدرتها بكفاءة على القيام بدور هام في تأصيل البعد االستدامي.
وبذلك يكون البحث قد حقق الهدفين األول والثاني منه ،حيث تم الترسيم الممنهج لسمات ومالمح األنظمة الذكية (بوجه عام)
من خالل استقراء المنظومات الفرعية والفرعية الجزئية والمعايير المشكلة لألنظمة الذكية (هيكل المنظومة الرئيسية للبحث)
شكل ( )8في ضوء التناول النظري السابق.
وهنا ...تكون الدراسة قد مهدت بتسلسل لتحليل الوضع الراهن (للتثبت من مدى صحة الفرضية الرابعة والخامسة للبحث)
باإلضافة إلى تحقيق الهدفين الثالث والرابع من البحث ،كما يلي:
487
أسامة عبدالنبي قنبر ،األبنية الذكية واالستدامة بمصر -بلورة مفهوم ووضع منهج
شكل ( :)34مبنى "جماعة المهندسين االستشاريين" الموقع والمنظور الخارجي والمدخل( ،الباحث).
488
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
شكل ( :)36مبنى "جماعة المهندسين االستشاريين" الجراجات وعناصر تنسيق المواقع( ،الباحث).
جدول ( :)1استمارة حصر وجود عناصر تحقيق سمات ومالمح األنظمة الذكية( ،الباحث) [ ]37
وجود العناصر عناصر تحقيق المعايير معايير مسلسل
باألبنية (االستراتيجيات والحلول) تحقيق سمات األنظمة
بكفاية متواجدة غير الذكية
جدول ( :)2استمارة حصر وجود عناصر تحقيق سمات ومالمح األنظمة الذكية( ،الباحث) [ ]40[ ،]39
.6تحليل الفجوة ما بين سمات ومالمح األنظمة الذكية والواقع المحلي (خالصة دراسة الحالة)
يمكن إجراء هذا التحليل من خالل:
األول :الوقوف على التحديات المؤثرة على حدوث تلك الفجوة.
الثاني :البحث عن الفرص الكامنة لمجابهة تلك التحديات( ،الهدف الرابع للبحث) ،كما يلي:
1/6تحليل التحديات المؤثرة على حدوث الفجوة
يتم تناول تلك التحد يات بالتركيز على المداخل الثالثة األساسية الداعمة لفكر االستدامة ،مع توسيع مجال التحليل بالنظر
لتشابك المؤثرات في تكوين األثر ،كما يلي:
1/1/6التحديات البيئية
يمكن بلورتها في نقطتين ينبغي أن يتم التركيز عليهما عند التفكير في توطين مبادئ الذكاء باألبنية ممثلة في األنظمة الذكية
محليا ،كما يلي:
ضعف الفكر التنموي البيئي (الربط بين النظريات البيئية في مساقاتها المتطورة وتطبيقاتها) بمنظومة التشييد وال ▪
سيما باآلونة األخيرة بكل مالبساتها؛ ومنها تنمية الفكر المعماري المهتم بالبيئة بشقيها الطبيعي والصناعي بأخذ
األبنية الذكية كمجال ،والذي يمكن أن يسهم بوضوح من خالل تأصيل مفاهيم :الترشيد ،التظليل ،اإلضاءة الطبيعية،
الضبط نسبي للمناخ ،استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة ،إعادة التدوير واالستخدام ،تقليل االنبعاثات ،وتحسين
جودة البيئة الداخلية ...إلخ.
عدم إعطاء االهتمام البيئي المناسب بما له من تأثيرات وتدني ترتيبه في ضوء االهتمام األكبر ببعض القضايا ▪
األخرى ،وهو ما يمكن تلمسه بوضوح من خالل الدراسات والتقارير والدوريات ووسائط اإلعالم المختلفة بالفترة
األخيرة ،مع غياب المفاهيم الحديثة به ومنها دعم تلك النوعية المتقدمة من الدراسات والتطبيقات.
2/1/6التحديات االجتماعية
ويمكن بلورتها في:
ضعف خدمة اإلنسان بوجه عام بما في ذلك نوعية حياته بسبب تدني الحالة االقتصادية عموما ،مما يضع األبنية ▪
الذكية كحل في ترتيب متأخر ضمن حلول رفاه اإلنسان ببيئة الدراسة.
ضعف جودة التعليم النوعي المتقدم بالمقارنة حتى بدول الجوار ،وهو ما يمكن تلمسه في مناحي الفكر المعماري ▪
الحديث والمعاصر ،والذي يفترض أن يمثل قاطرة لحركات التطور ،بما يشمله من أبنية ذكية وخالفه ،بالرغم من
التزايد النسبي لإلنفاق على القطاع التعليمي بوجه عام.
لم يلق التعليم اإللكتروني والرقمي كأسلوب تعليم القدر الكافي من العناية بالمقارنة بمثيلة في بيئات مناظرة. ▪
494
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
الضعف النسبي لدور المؤسسات كانعكاس لضعف األداء الحكومي بوجه عام ،ومنه مؤسسات الحكم المحلي ممثلة ▪
في مجالس المدن ورئاسة األحياء والمجالس الشعبية المحلية مسببة قولبة للناتج المعماري في قوالب تقليدية وتاريخية
يتعذر معها قيام منظومات األبنية الذكية.
ضعف المخططات االستراتيجية العامة على المستوى األكبر بقيامها على فكر تقليدي نمطي لم ترس به سمات ▪
ومالمح الذكاء االصطناعي ،ومن ثم ضعف قدرة األفراد على التفكير ومن ثم تفعيل منظومة األبنية الذكية.
تراجع القدرة التنافسية ،وهو ما يمكن تلمسه في النتاج على شتى األصعدة ،ومنها النتاج المعماري لألبنية الذكية ▪
بشكله المتطور الذي يتناوله البحث.
ارتفاع معدالت البطالة ،والتفكك المتسارع لبعض منظومات العالقات االجتماعية ،وتهديد الخصوصية وانتشار ▪
بعض الجرائم اإللكترونية ،مما يثبط الهمم نحو ركوب الموجة الكبيرة نحو االستفادة من الثورة الرقمية.
تزايد الفجوة بين األفراد وانحسار العدالة المجتمعية (زيادة الهوة بين األغنياء والفقراء) بما له من تأثير على فردية ▪
التحول نحو األبنية الذكية كتوجه جديد ينبغي أن تأخذ كل شرائح المجتمع منه حظها المالئم.
عولمة الهوية وفقدان الهوية المحلية لبعض من خصوصيتها المميزة كنتيجة سلبية لم تجد النتائج اإليجابية لها موقعا ▪
مناظرا ومنها تبني الفكر المعاصر بنجاحاته كالذكاء في األبنية والتشييد والتنمية العمرانية.
ضعف القبول الحالي للتحول نحو النموذج الرقمي االفتراضي من ناحية (للجهل به وانعدام مقوماته) ،والخوف ▪
المجتمعي من تأثيره السلبي (كهاجس مجهول) على ثوابت العالقات االجتماعية الراسخة تاريخيا.
3/1/6التحديات االقتصادية
ويمكن بلورتها في:
غياب الرؤية الوطنية لهذا التناول لألبنية (لم يتم اإلعالن أو التحضير للتحول الهيكلي نحو فكر المجتمعات الذكية) ▪
ومن ثم التنامي المحدود لسوق االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات ومحدودية الشركات العاملة بالمجال.
العجز الهائل في الميزان التجاري لقطاع االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات. ▪
ضعف الموازنات لتحمل التكلفة األولية للتحول نحو الذكاء االصطناعي وكذلك التكلفة الالزمة للترقية الدورية. ▪
تراجع عوائد خطط وبرامج التنمية الحالية والمتوقعة بسوق الذكاء االصطناعي كنتيجة للوضع السائد. ▪
التحسين المحدود لخدمة االتصاالت بشبكة المعلومات الدولية والتطبيقات القائمة عليها ومنها األنظمة الذكية باألبنية، ▪
بالرغم من التزايد المطرد لمستخدميها ،ولكن على المستوى القطاعي انحصاره في االستخدام الترفيهي واالجتماعي
السطحي ،بعيدا عن االستخدام العلمي الممنهج نحو التطور البحثي والتقني والمعلوماتي واالقتصادي لتحقيق الطفرة
المطلوبة إلحداث التنمية القومية.
ارتفاع تكلفة توطين :البنية التحتية الرقمية والتجهيزات التقنية والبرمجيات وتهيئة الفراغات والعمالة الذكية ،ويتفاقم ▪
هذا التحدي في ضوء الضعف البحثي والتقني المطلوبين لقيام منظومة األبنية الذكية.
تراجع بعض األدوار الموازية والالزمة لقيام تلك المنظومة ،كدور منظومات االتصاالت والنظم والحاسبات ▪
والصناعة والتجارة بوصفها دعائم أساسية الزمة.
تحديات الرأسمالية العالمية الحالية وتركز العلوم والتطبيقات والقوة والسلطة بالدول المتقدمة. ▪
خالصة تحليل التحديات الراهنة بالواقع المحلي:
باإلضافة لما سبق ...يمكن أيضا على المستوى اإلداري والمهني والسياسات العامة طرح بعض التحديات ببيئة الدراسة،
تتمثل في :الفجوة التقنية بين اإلمكانيات والمتطلبات ،وتحدي التحكم في البعد التصميمي للتقنيات المطلوبة ،وضرورة تناول
مناهج التصميم التقليدية البدائية بالنظر لمتطلبات األبنية الذكية شديدة التطور ،والتغيرات الجذرية والتحوالت الهيكلية في
المفاهيم المعمارية والعمرانية ،وارتفاع معدالت البطالة ونسبة األمية حتى في إطار التناول التقليدي لمنظومات التشييد،
وتطوير اإلمكانيات الحالية للعمالة التي تجد صعوبة في التعامل مع الطفرة التقنية المطلوبة ،وتعزيز التعامل الجاد مع التقنيات
والمعطيات المتطورة للعلم والتكنولوجيا بدء من السياسات العامة.
ولكن بوجه عام ...يمكن تحليل سبب الفجوة بين ما يتوقعه المستخدمون من األبنية الذكية وما يمكن أن يقدم لهم أيضا إلى
خضوعهم للتكنولوجيا غير المالئمة الحتياجاتهم ،وهو ما يتسبب في ضعف األداء من ناحية ،وارتفاع التكلفة من ناحية أخرى،
وعدم القبول اجتماعيا من ناحية ثالثة.
495
أسامة عبدالنبي قنبر ،األبنية الذكية واالستدامة بمصر -بلورة مفهوم ووضع منهج
يسوقنا كل ما سبق إلى ...ضرورة تلمس حال لتلك الحالة ،وبتلك المرحلة يقتصر الحل (الجزئي بطبيعة الحال) في إلقاء
الضوء على مكامن القوة ببيئة الدراسة ،والتي تعطي الطموح للحاق بركب التقدم في مجال األبنية الذكية ،وذلك من خالل
طرح بعض (الفرص) التي يمكن أن تسهم في بدء الحلول ،كما يلي:
2/6تحليل الفرص الكامنة ببيئة الدراسة لتقليل الفجوة
في ضوء ما سبق ...يمكن طرح العديد من الفرص (غير المسبوقة) من حيث قوة التفاعل ،والتي تمس جميع شرائح المجتمع؛
وذلك على المستوى المعماري أو غيره من حيث اتساع مجال ونطاق التأثير ،كمحاولة للبدء في اللحاق بهذا االتجاه الذي أخذ
نطاقات نوعية متقدمة بدول الغرب وحتى بعض الدول العربية [ ]41ودول الجوار مما يبعث على التفاؤل عند التفكير في
بناء تلك المنظومة ،فمثال يالحظ بدء انتشار األبنية الذكية في منطقة الخليج تحديدا ،حيث تشير بعض التقديرات إلى ارتفاع
معدل استخدام تقنيات األبنية الذكية بالسعودية إلى حوالي ٪ 50بالمشروعات الجديدة ،كما توجه غالبية المشاريع العقارية
الجديدة باإلمارات وقطر والكويت والبحرين نحو نسق األبنية الذكية [ ،]42ومن ثم يمكن بتحليل الوضع الراهن ببيئة الدراسة
طرح بعض الفرص والتي تم استخالصها ،كما يلي:
1/2/6الفرص الكامنة على المستوى البيئي
ويمكن بلورتها في:
دعم الفكر التنموي البيئي (الربط بين النظريات البيئية في مساقاتها المتطورة وتطبيقاتها) من خالل وضع خطط ▪
طموحة لخوض التجربة لقيام منظومة األبنية الذكية بما لها من خصائص داعمة بمنظومة التشييد؛ ومنها تنمية الفكر
المعماري المهتم بالبيئة نظرية وتطبيقا.
دعم المنظومات الفرعية ومعاييرها واستراتيجياتها وحلولها من خالل تأصيل المفاهيم البيئية العامة ،ومنها :الترشيد، ▪
والتظليل ،واإلضاءة الطبيعية ،والضبط النسبي للمناخ ،واستخدام الطاقات الجديدة والمتجددة ،وإعادة التدوير
واالستخدام ،وتقليل االنبعاثات ،وتحسين جودة البيئة الداخلية كروافد بيئية تدعم منظومة األبنية الذكية.
إعط اء االهتمام البيئي المناسب بما له من تأثيرات إيجابية ،وإعالء ترتيبه ضمن الخطة العامة لبيئة الدراسة ،مع ▪
إعطاء أهمية أكبر للمفاهيم الحديثة به ،ومنها دعم تلك النوعية المتقدمة من الدراسات والتطبيقات.
دعم العمل المؤسسي والتنظيمي لمهنة العمارة ممثلة في متطلبات العمل العمراني والمعماري الرسمي كإجراءات ▪
الترخيص بالقوانين واللوائح الحديثة الداعمة لفكر األبنية الذكية.
على المستوى اإلقليمي يمكن بالمعالجة التخطيطية لبعض المشكالت المزمنة كمركزية الخدمات ،والهجرة من ▪
الريف للمدن ،وتكدس وسائل المواصالت ،والعشوائيات ...إلخ الخلوص إلى مفهوم إعادة توزيع النسيج العمراني
على مساحة جديدة أكبر بما يتيحه من فرصة أفضل إلدراج اإلسهامات واألنظمة المعمارية الحديثة بوجه عام
والذكية بوجه خاص ،وبما يخلقه من طموح في بنية عمرانية حديثة ومتطورة وصحية يمكن فيها إسقاط الطموحات
الجديدة للبحث العلمي المعاصر ومن ثم تحسين البيئة بوصفها رافدا أساسيا لالستدامة.
2/2/6الفرص الكامنة على المستوى االجتماعي
ويمكن بلورتها في:
دعم جودة التعليم والتدريب النوعي المتقدم لخلق قاطرة لحركات التطور الداعمة لمنظومة األبنية الذكية. ▪
تطوير دور المؤسسات الحكومية ومنها مؤسسات الحكم المحلي ممثلة في مجالس المدن ورئاسة األحياء والمجالس ▪
الشعبية المحلية للخروج من نمطية وقولبة الناتج المعماري التقليدي الراهن.
خلق محاور تنمية عمرانية جديدة تالئم النمو السكاني المضطرد بفكر يدعم الذكاء بالعمران واألبنية يكون هدفه ▪
تأصيل االستدامة الستقبال الحقب القادمة بنوع من عدم التقليدية.
دعم العالقات االجتماعية خارج إطار المجتمع التقليدي ،بنشر ثقافات الذكاء االصطناعي والتحول الرقمي. ▪
النظر لمفهوم العدالة المجتمعية حاليا وبين األجيال (تقليل الفجوة واالنتقال المرحلي) لتتحول بعض المفاهيم ▪
المستبعدة (تعميم مفاهيم األبنية الذكية) من يد الصفوة إلى عموم المواطنين.
نشر ثقافة األبنية الذكية لخلق حالة قبول للتحول نحو النموذج الرقمي االفتراضي (بالتعريف به وإرساء مقوماته)، ▪
وإزالة الخوف المجتمعي من تأثيره السلبي على ثوابت العالقات االجتماعية الراسخة تاريخيا.
توسيع مساحة الحريات ودعم المشاركة في صنع القرار ،وكذا دعم مفاهيم الديمقراطية واالستقاللية كمفاهيم أساسية ▪
مؤصلة للنمو الفكري والتطور بوجه عام ومن ثم االستدامة.
496
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
تقويم مؤسسة األسرة وشرائح وفئات المجتمع ومنظومة العالقات االجتماعية من خالل طرح فرص عمل غير ▪
تقليدية عن بعد ال تستلزم الحضور الفيزيائي ،والتي تتيحها منظومة األبنية الذكية الواعدة من تلك الحيثية.
3/2/6الفرص الكامنة على المستوى االقتصادي
ويمكن بلورتها في:
دعم الدراسات االقتصادية المتأنية باألبنية بوجه عام وبمناحي الذكاء االصطناعي بوجه خاص ،للبدء في خفض ▪
تكلفتها ورفع إنتاجيتها وطرح فرص عمل غير تقليدية للتحول نحو الذكاء االصطناعي وكذلك التكلفة الالزمة للترقية
الدورية ،بأخذ حيوية االستثمار في هذا القطاع العريض والجديد والمغري بعين االعتبار.
إمكانية إعادة النظر في العجز الهائل في الميزان التجاري لقطاع االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات ،والسيما بوقوع ▪
مصر جغرافيا في طريق كابالت االتصاالت الدولية ،مما يسهم في إمكانية وضعها ضمن خريطة التكنولوجيا
العالمية في ضوء التحالفات والمبادرات الدولية المنظورة.
النظر لبرامج وخطط التنمية الحالية بإدراج األبنية الذكية كأحد روافد التنمية االقتصادية غير التقليدية أسوة بمثيالتها ▪
بدول الجوار لضمان توفر استثمارات طويلة األمد ومستدامة تشجع على االستثمار بها.
استثمار قطاع التعليم الواعد كمقوم جاهز لدعم التنمية واالنتشار االقتصادي ومن ثم التنافس بمناحي الذكاء. ▪
جذب االستثمارات وخلق المناخ المناسب لها بمنظومة الذكاء االصطناعي بما لها من تطبيقات هائلة باألبنية ،حيث ▪
تم االستقرار على أن للمشروعات الحضرية الذكية القدرة على القضاء على مشكالت الفقر والبطالة والهجرة ،مع
ضرورة تعميمها وعدم التعامل معها كجزر منعزلة لخلق بيئة جاذبة للقوى العاملة المتميزة [.]43
التسويق لمصر عالميا لجذب المستثمرين محليا وعالميا وإعداد وإقرار التشريعات والقوانين واللوائح الالزمة ▪
لتحرير قطاع التكنولوجيا ،والتهيؤ جيدا لاللتزامات المطلوبة تجاه منظمة التجارة العالمية.
خفض تكلفة دورة الحياة لألبنية بالبحث العلمي الحقيقي والتطبيق من خالل تفعيل إسهامات الذكاء االصطناعي. ▪
تعظيم االستفادة من مصادر الطاقة والموارد المتجددة كإجراءات حتمية للنمو االقتصادي وكرافد أساسي لكل من ▪
األبنية الذكية واالستدامة على السواء.
خالصة تحليل الفرص الكامنة بالواقع المحلي
باإلضافة لما سبق ...يمكن أيضا على المستوى اإلداري والمهني والسياسات العامة طرح بعض الفرص ،من خالل :دعم
مفاهيم الفكر المعماري المعاصر في ضوء البيئات االفتراضية (المأمولة) ،وتحرير المستخدم من المهام النمطية وقيود المكان
والزمان ،وتوفير الوقت والجهد ،ودعم المرونة وتوسيع قاعدة االختيار (طرح البدائل) ،والعدول للحلول غير النمطية
للمشكالت الملحة ذات الطبيعة الخاصة ،بتقليص دور العامل البشري ،وتقليل حدة مشكالت االستهالك واالزدحام النتفاء
حتمية الحضور ،وتبني النظريات الجديدة في تخطيط المدن والتي تعتمد على مفاهيم العولمة والمعلوماتية وتأخذ في اعتبارها
وجود كيان ذكي وإلكتروني وأنظمة ذكية ،فضال عن تفعيل جهة ما محددة تقوم بدور التنسيق الكامل بين الجهات المعنية بقيام
منظومة األبنية الذكية ضمن المجتمعات والمدن الذكية كجزء من سياسة وطنية عليا تضطلع بذلك.
.7المناقشة والخالصة والتوصيات
1/7المناقشة
.1تلمس خصائص األبنية الذكية وحلولها من واقع التنظير وفقط ليس محور القضية ،وإنما التأكيد على ضرورة أن تنبع
تلك الحلول التقنية من حقيقة المجتمع بكل مقوماته العلمية األصيلة الراسخة بالوضع الراهن من ناحية ،ومن قدرة
المقومات التقنية بالمجتمع على إسقاط تلك النظريات واالحتياجات على أرض الواقع (انتماء ونمو منظومة الذكاء باألبنية
ببيئة علمية وتقنية قائمة وقادرة) من ناحية أخرى؛ مع األخذ في االعتبار بأن المستهدف األساسي من بلورة شكل األبنية
الذكية إنما هو كل من اإلنسان والبيئة معا ،وهما المحوران األساسيان لالستدامة.
.2بتحليل العينتين تبدو الفجوة شديدة الوضوح بين الواقع والمأمول ،إذ أن تقنيات األبنية الذكية تبدو بدائية بالنظر لكم
المحددات التي تم استعراضها بالجزء النظري (في ضوء التحديات التي تم حصرها) ،فقد وجد أن مظاهر الذكاء فيها ال
يتعدى بعض األنظمة البسيطة المتمثلة في بعض:
أ .أنظمة السالمة واألمن المتمثلة في :حساسات الدخان ،وإنذار وإطفاء الحريق لتحقيق السالمة ،وكاميرات المراقبة،
وبعض أنظمة اإلنذار التي تخدم منظومة السالمة ،كما توجد بعض العناصر التي تخدم منظومة األمن ككاميرات المراقبة
التقليدية وأنظمة اإلنذار وحساسات كشف الحركة.
497
أسامة عبدالنبي قنبر ،األبنية الذكية واالستدامة بمصر -بلورة مفهوم ووضع منهج
ب .األنظمة المساعدة والمتمثلة في :أنظمة قياس الرطوبة ،وأنظمة قياس درجات الحرارة ،وأنظمة التحكم بالفتحات
والستائر ،وإدارة الطاقة كبعض األنظمة البسيطة لمراقبة وإدارة وحفظ الطاقة ،للتحكم في اإلضاءة المبنية على حركة
المستخدمين ،مع ضعف تقنيات دعم المستخدمين نحو االستهالك المحافظ على الطاقة وكذلك باقي استراتيجيات وحلول
أنظمة التحكم في عناصر المناخ واألنظمة الذكية إلدارة الطاقة ،وبالنسبة لألنظمة الذكية للتحكم في التدفئة والتهوية
والتكييف توجد بعض تقنيات التحكم المحدود من خالل التحكم المركزي ،وبالنسبة ألنظمة للمياه والصرف باألبنية فيتم
تناولها بشكل تقليدي باستثناء وجود بعض الحساسات أمام بعض الصنابير والتي تسمح باإلمداد بالمياه عند وضع األيدي،
وكذلك منظومة المياه المعاد استخدامها في منظومتي تنسيق المواقع وتنظيف المراحيض ،مع بعض االستخدامات
المحدودة للطاقة المتجددة ممثلة في الخاليا الشمسية.
جـ .أنظمة الترفيه والتكامل والمتمثلة في :بعض أنظمة الواي فاي واإلنترنت ونظم االتصال الداخلي الرقمي ونظم مراقبة
والتحكم بالبوابات ونقاط الدخول؛ ولكن من خالل الشبكات الداخلية باألبنية وليس عن بعد ،وبعض أنظمة الصوت
المحدودة والتحكم فيها بالفراغات الداخلية من مركز تحكم عمومي باألبنية وبعض تجهيزات اإلنتركم ،مع غياب أو
الضعف الشديد الستراتيجيات وحلول االتصال المتطور والتحكم عن بعد أو تجهيز بروفيالت للمستخدمين تسمح بالعمل
أو إدارة األبنية عن بعد ،وتوجد بعض األنظمة المحدودة للمراقبة بالفيديو لدعم األمن ،وكذلك بعض األنظمة لالتصال
الداخلي المرئي والتي تسمح بالتحكم بالصوت والصورة داخل األبنية عبر أنظمة تقليدية إلتاحة مشاهدة تفاعلية محدودة
بين المستخدمين وعناصر األبنية ،وليس بنظم التوزيع الفائق ،Audio & Video Matrixوال يوجد أنظمة اتصال داخلي
مرئي أو شاشات للتحكم في األنظمة الفرعية عن بعد ،وال توجد أنظمة ذكية لشبكات الدش المركزي MATVبتقنية الـ
IPTVعن طريق الشبكة IP Telephoneمعتمدة على اإلنترنت ،وتوجد بشكل محدود تقنية الـ ... Smart Widgetإلخ.
.3غياب منظومات التحكم والسيطرة والخدمات التحتية للذكاء باألبنية والفضاءات المؤتمتة والتحكم عن بعد ،بالتالي فال
مجال مطلقا للحديث عن وجود معلومات باألبنية ومن ثم التحكم سواء عن قرب أو بعد فيها.
.4بالدراسة الراهنة ...تم استخالص تصورا منهجيا شكل ( )8يسهم في ترسيم السمات والمالمح العامة لألبنية الذكية (من
منظور األنظمة الذكية) ،حيث تم الوقوف على المحددات الرئيسية لها ،ولتمثل خطوة في تبني هذا الفكر الوليد ،وتطرح
تصورا؛ يحتاج هذا التصور (في ضوء تحليل الوضع الراهن) لمراحل أربعة تتمثل في :إدراك كل من المشكلة وطبيعة
المرحلة ،ثم نقد الوضع الراهن ،ومن ثم وضع األطر النظرية والعلمية والبحثية (وتمثل الدراسة الراهنة أحدها) ،وذلك
بغرض :بناء صورة ذهنية متكاملة لألبنية الذكية وأقلمة تلك الصورة على الواقع المحلي ،ثم بناء قواعد بيانات علمية
ونظرية صالحة للتطبيق ،وأخيرا تطبيق تلك المفاهيم والمعلومات والبيانات والمعارف ،وذلك من خالل سياسة وطنية
عامة وضبط ما يلزم من القوانين واألكواد والتشريعات وخالفه ،كخطوة نحو تأصيل االستدامة ببيئة الدراسة باالستفادة
من فكر األبنية الذكية.
2/7الخالصة
.1أن البنية العلمية والتقنية ببيئة الدراسة لم تعد بعد متهيئة بشكل كامل للبدء في تفعيل منظومة األبنية الذكية لما تطلبه من
تطور حقيقي على كافة المستويات ،ولكن يمثل البحث خطوة نحو البدء في التفعيل (من خالل بلورة المفهوم من منظور
معماري ووضع المنهج) كمدخل لالستدامة في ضوء مفاهيم التنمية الشاملة التي تتبناها الدولة بالوقت الراهن.
.2حتمية دعم التكامل بوجه عام من خالل األنظمة الذكية باألبنية ببيئة الدراسة ،كخطوة نحو حل معادلة التعايش السليم ما
بين رفاهية الحياة كبعد اجتماعي من ناحية وبين احترام كل من محددات البيئة واالقتصاد من ناحية أخرى ،وبخاصة مع
تصعيد العديد من ضوابط المرحلة الراهنة بمصر ،ومع وجود بدايات محدودة يمكن السير في ضوئها.
.3في ضوء التطور المستمر لمفاهيم األبنية الذكية (كمدخل) أصبح هناك توحد بينها وبين االستدامة (كهدف) ،يؤكد في
النهاية حتمية التكامل فيما بينهم استنادا إلى التطور الشامل الذي تسير به كل من العلوم والتقنيات على السواء.
.4منظومة األبنية الذكية من االتساع والتفاصيل ويقوم عليها أطراف من مساقات مختلفة؛ مما يوجه الخطة نحو ضرورة
التضافر بين تلك المساقات (عمارة ،عمران ،نظم ،حاسبات ،كهرباء ،ميكانيكا ... ،الخ) في إطار رؤية أشمل على
المستوى األعلى عمرانيا وبيئيا واجتماعيا واقتصاديا ليحولها من مجرد أبنية إلى أسلوب جديد ومتطور للحياة.
.5يجب انتقاء ما هو مناسب من سمات ومالمح األبنية الذكية للبيئة المحلية من حيث اإليجابيات والسلبيات من ناحية ،ومن
حيث كونها كماليات أم ضروريات من ناحية أخرى (بالدراسة المتأنية لطبيعة المرحلة ومتطلباتها).
.6أظهرت الدراسة حالة الضعف الشديدة واالضمحالل لسمات ومالمح األبنية الذكية (من منظور األنظمة الذكية) بالوضع
الراهن في بمنظومة التشييد بوجه عام.
.7ينبع هذا الضعف من ضعف الروافد األكاديمية والبحثية والتقنية الحاكمة لمنظومات التشييد ببيئة الدراسة ،فضال عن
ضعف تلك الروافد بمستوى األطر التشريعية الحاكمة والتي لوحظ بوضوح عدم ظهورها من األساس في نصوصها.
498
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
.8ترجع الدراسة هذا الضعف وهذا الغياب كانعكاس طبيعي ومتوقع نظرا لضعف البحوث النظرية التي تحبوا في هذا
االتجاه من ناحية وضعف التطور التقني ببيئة الدراسة من ناحية أخرى.
.9حصرت الدراسة العديد من مكامن القوة ببيئة الدراسة متمثلة في الفرص التي تم طرحها.
.10يعد المنهج المستخلص بلورة وصياغة تسهم بالمرحلة الراهنة من تاريخ العمارة في بلورة مفهوم األبنية الذكية الوليدة
والتي تحتاج إلى عدة مراحل متوالية ،وهي :مرحلة اإلدراك ،ثم النقد ،ثم وضع اإلطار النظري العام؛ تمهيدا لمرحلة
التطبيق الحقا.
وبذلك يمكن القول بأن الدراسة قد أكدت على صحة الفرضيات الخمس من ناحية ،كما حققت األهداف األربعة المحددة ببدئها
من ناحية أخرى ،ومن ثم تطرح التوصيات التالية:
3/7التوصيات
.1تعزيز االستفادة من المنهج المقترح في ضوء التحديات القائمة ،واالستفادة من الفرص الكامنة بالواقع المحلي كخطوة
نحو تأصيل االستدامة ببيئة الدراسة من خالل األنظمة الذكية كمدخل لألبنية الذكية ولها ،وإللقاء الضوء على بعض من
أوجه القصور النظري والتطبيقي بمنظومة األبنية الذكية ،ولتوجيه التنمية بمصر نحو التنمية المدعومة بسمات الذكاء
االصطناعي والمعلومات واالتصاالت لتأهيلها لمواكبة العالم من هذا المنظور.
.2تكريس إمكانات األبنية الذكية نحو االستفادة من متالزماتها المنطقية ،ومنها تكثيف البحث بكل من:
▪ مجاالت السالمة واألمن وتطبيقاتهما باألبنية الذكية.
▪ األنظمة المساعدة ،ممثلة في :األنظمة الذكية للتحكم في عناصر المناخ ،وإدارة الطاقة والسيما الجديدة والمتجددة
منها ،والتحكم في اإلضاءة وترشيدها ،والتحكم في شبكات وتدابير التغذية والصرف ...إلخ.
▪ أنظمة الترفيه والتكامل ،ممثلة في :أنظمة الواي فاي ،األنظمة الذكية للصوت ،األنظمة الذكية للمراقبة بالفيديو،
األنظمة الذكية لالتصال الداخلي المرئي ،األنظمة الذكية لشبكات الدش المركزي ...إلخ.
.3التحرك نحو :توجيه البحوث التطبيقية ودعم التصنيع ومن ثم االستثمار بقوة في هذا المجال للبدء في تقليل التكلفة االبتدائية
لعناصر الذكاء االصطناعي باألبنية ،ومن ثم نشر ثقافتها وشيوعها كتوجه حتمي بالحقب القادمة.
.4التأكيد على تناول مفاهيم وأسس العمارة الذكية بمقررات التعليم المعماري كمقررات أصيلة ،لتمثل خطوة نحو إمكانية
تطبيقها كتوجه معماري معاصر ،ولدعم القوى العلمية الناشئة للخروج عن بوتقات العلوم المعمارية بشكلها التقليدي،
لمواكبة متطلبات العصر حتى ال تنعزل مصر عن النطاق اإلقليمي والعالمي المتطور ،بغرس المفاهيم الذكية على
المستويين العمراني والمعماري كمدخل.
.5ضرورة الحراك نحو تحقيق الذكاء باألبنية ،من خالل دفع المجهودات نحو البنية العلمية أوال ،ومن ثم التطبيق ثانيا ،في
ظل رؤية استراتيجية عليا تتبنى هذا المفهوم ،حيث إن منظومة األبنية الذكية ال ينبغي أن يتم استيرادها فقط أو استخدامها
فقط ،وإنما ينبغي أن تأتي كنتيجة طبيعية لمجمل الوضع العام بالمجتمع وكانعكاس منطقي له.
.6التوجه على التوازي نحو المجتمع بالتوعية لخلق ثقافة عامة داعمة ،وتوضيح مفاهيم وتقنيات وآليات األبنية الذكية
كخطوة نحو تقبلها اجتماعيا ومن ثم نجاحها.
.7وعلى مستوى السياسات العامة :ضرورة دعم وتبني خطة استراتيجية على المستوى القومي تأخذ فيها الحكومة دور
المبادرة من خالل التعليم والبحث النوعي المتخصص من ناحية ،ودعم التقنية والتطبيقات من ناحية أخرى ،فضال عن
طرح السياسات والمبادرات الداعمة ،وتنسيق كافة الجهود في هذا االتجاه لضمان توفر مقومات النجاح ،واعتماد معايير
موحدة وإلزام كافة األطراف المعنية بها ،في ضوء أطر قانونية ولوائح منظمة وداعمة لتشجيع فكر األبنية الذكية بمصر.
المراجع
[1] Mani Manivannan. (2012). Strategies for smart building realization. Paper Arup,
13 Fitzroy Street, London W1.
[2] Kjeld Svidt. (2002). Intelligent Buildings – a short overview. Alborg University,
p.3.
499
بلورة مفهوم ووضع منهج- األبنية الذكية واالستدامة بمصر،أسامة عبدالنبي قنبر
[3] Seattle Conference. (2001). Building Smart, Building Green. Intelligent Buildings
Institute (IBI), p. 3.
بحث مقدم بندوة مدن،" "تقنيات المباني الذكية ودورها في تدعيم بناء مدن المعرفة:] ربيع محمد رفعت أحمد4[
.6-4 ص،2005 ، المدينة المنورة، المعهد العربي إلنماء المدن،المعرفة
[5] Jodie p, Kaijun Tan, Carl A. (2006). Privacy Sensitive Location Information
Systems in Smart Buildings. York: UK, p.4.
[6] Francesco Asdrubali. (2013). Smart Buildings .CIRIAF- University of Perugia :
Italy, p.4.
[7] Interactive Security Solutions.
Retrieved 30 June 2016 from http://www.smarthomeomaha.com/security.html.
مدخل- استدامة المناطق السكنية بالمجتمعات الحضرية الجديدة بإقليم القاهرة الكبرى:] أسامة عبدالنبي قنبر8[
، جامعة األزهر، كلية الهندسة، بقسم الهندسة المعمارية، رسالة دكتوراه غير منشورة،لتقييم البعد االستدامي
.11- 1 ص،2005
[9] Wipro Marketing team with featured research provided by IDC. (2016). Smart
Buildings Enable Smart Cities. Dubai Media City, Dubai, United Arab Emirates,
pp. 1-24.
[10] James Sinopoli. (2010). Smart Building Systems for Architects Owners and
Builders. Burlington, MA 01803, USA. ISBN: 978-1-85617-653-8, pp. 4-8.
[11] Strathfield Council. (2007). Building Energy - Smart Guide, p. 8.
.2015 ،2020 منشور ورقي رسمي بمعرض إكسبو،" "األنظمة الذكية:] اإلدارة العامة للدفاع المدني – دبي12[
الرقم،2015 ، جدة، المملكة العربية السعودية،" "أجهزة اإلنذار المبكر:] الصافي ألنظمة األمن والسالمة13[
.920009644 الموحد
[14] Anti Fire. Retrieved 21 June 2016 from http://antifire-eg.com.
المملكة،" "إلكترونيات صناعية وتحكم – حاكمات قابلة للبرمجة:] اإلدارة العامة لتصميم وتطوير المناهج15[
.1 ص،2004 ، المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني،العربية السعودية
.516 ص،2006 يناير،"] "االشتراطات الخاصة بمعدات اإلطفاء واإلنذار – الجزء الثاني16[
.3-2 ص،2010 سبتمبر، مجلة الخط األخضر، أنظمة التحكم بالمنازل ومعدات التوصيل:] جاكلين صايغ17[
.8 ص، مرجع سابق:] الصافي ألنظمة األمن والسالمة18[
[19] Bernhard Rinner. (2009). Smart Cameras and Visual Sensor Networks. Pervasive
Computing Institute for vernetzte and eingebettete System.
[20] Power and Productivity for a better world TM. Energy Efficiency in Building Sector.
ABB. P.P.6-8.
[21] Strathfield Council. Op Cit, p. 4.
[22] Youssef Elkhayat. (2014). Interactive Movement in Kinetic Architecture. Journal
of Engineering Sciences, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 42, No. 3,
pp. 816-845.
[23] Jean, Christophe. (2006). Energy Efficiency and Intelligent Buildings. CBA
conference: Cambridge, pp. 2-3.
[24] Stanley Agbonifo. Op. Cit, p. 3.
500
JES, Assiut University, Faculty of Engineering, Vol. 44, No. 4, July 2016, pp. 472 –501
[25] Macro Jahn, Edoardo Patti and Andrea Acquaviva. (2013). Smart Energy Efficient
Buildings – A Living Lab Approach. Published paper. Institute for Applied
Information Technology, Schloss Birlinghoven, Sankt Augustin, Germany, p. 1.
[26] Stanley Agbonifo. Op. Cit, p. 4.
[27] Jean, Christophe. Op. Cit, p. 6.
[28] Maryam Farzin Moghaddam. (2012). Evaluating Intelligence in Intelligent
Buildings – Case Studies in Turkey. A Thesis submitted to the Graduate school of
Natural and Applied Science of Middle East Technical University, p. 38.
[ ]29وزارة األشغال العامة" :دليل المباني الخضراء – دولة اإلمارات العربية" ،اإلمارات العربية المتحدة :المجلس
التنفيذي لحكومة دبي ،ISBN01-290109-0 ،2009ص .40-38
[30] Future Technology Homes.
Retrieved 23 May 2016 from
https://www.pinterest.com/pin/46865652344968652/?from_navigate=true.
[31] Smart Wi-Fi control. Retrieved 23 May 2016 from
http://www.smarthomesocket.com/case.
[32] Security gets Smarter with Intelligent Video Surveillance Systems.
Retrieved 26 June 2016 from http://www.seagate.com/em/en/tech-insights/video-
security-gets-smarter-with-intelligent-video-surveillance-systems-master-ti.
[ ]33نظم ماسترى للبيت الذكي.
Retrieved 16 Jan 2015 from http://masteryit.com.
[ ]34األبنية الذكية ...منازل تدير نفسها بنفسها.
Retrieved 30 June 2016 from http://www.alyaum.com/article/2803895.
[ ]35خالد علي يوسف علي :العمارة الذكية ومتطلبات الحي السكني -رؤية نقدية ،ندوة اإلسكان ،3المملكة العربية
السعودية ،الرياض ،2007 ،ص .239
[ ]36نفس المرجع السابق.
[ ]37تم ملء استمارة الفحص بمقر المبنى بمساعدة المعماري م .محمد المرساوي ،بتاريخ ،2016/8/9أحد معماري
ومستخدمي المبنى.
[38] Armia Ellia Noshy. (2012). Integrating Value Engineering in the Design of
Intelligent Buildings. Master Thesis in Architecture. Architectural Engineering
Department, Faculty of Engineering. Ain Shams University, pp. 112-127.
[ ]39أثناء الزيارة الميدانية ألبنية البنك برفقة المسئولين الفنيين عن تسيير وصيانة الشق الهندسي باألبنية ،تم تفصيل
عناصر تحقيق سمات ومالمح األنظمة الذكية باألبنية الثالثة من غرف الكنترول بمقر اإلدارة المركزية بالمبنى
الرئيسي للبنك في ضوء استمارة الفحص ،وألبعاد أمنية بالغة تتعلق بطبيعة النشاط لم يتم تزويد الباحث بأي
لوحات أو السماح بالتصوير من الداخل.
[ ]40تم ملء استمارة الفحص بمقر مبنى اإلدارة الرئيسي بمساعدة م .وائل رزق ،بتاريخ ،2016/8/9مسؤول نظم
إدارة األبنية الثالثة المتجاورة للبنك والتي تقع في نطاق واحد بالقرية الذكية.
[ ]41وزارة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات – قطر" :المدن الذكية المستدامة – نحو مستوى معيشي أفضل"،
.2014
[ ]42أحمد مغربي" :تقنيات المباني الذكية تستحوذ على ٪ 50من المشروعات الجديدة بالسعودية" ،جريدة
األنباء ،بتاريخ األربعاء ،2007/12/26ص .52
[ ]43وليد محمد عبدالوهاب نصار" :تكامل المشروعات الحضرية الذكية مع البيئة العمرانية المحيطة" ،رسالة
دكتوراه غير منشورة ،بقسم التخطيط العمراني ،كلية الهندسة ،جامعة عين شمس ،2008 ،الفصل التاسع،
النتائج والتوصيات ،ص .8
501
بلورة مفهوم ووضع منهج- األبنية الذكية واالستدامة بمصر،أسامة عبدالنبي قنبر