You are on page 1of 17

‫مجلة االجتهاد القضائي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني عشر ‪ -‬سبتمبر ‪6102‬‬

‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة‬

‫الدكتورة عتيقة بلجبل‬


‫أستاذة محاضرة‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة بسكرة ( الجزائر )‬

‫مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تساهم العديد من العلوم – علم اإليكولوجية وعلم البحار واحمليطات وعلم‬
‫البيولوجيا واالقتصاد واحملاسبة والفلسفة وعلم االجتماع والنفس والدين والقانون‬
‫‪ -‬مبوضوع محاية البيئة‪ ،‬فتحاول إعطاء تفسري متعدد اجلوانب ملفهوم البيئة‬
‫وكيفية االعتناء هبا واحملافظة عليها وصيانتها‪ ،‬أما عن الدراسات القانونية املتعلقة‬
‫حبماية البيئة فهي تشغل حيزا ال يستهان به ضمن خمتلف هذه العلوم‬
‫و التخصصات وذلك ملا تشمله من عملية إنتاج القواعد املنظمة للبيئة والتنظيم‬
‫اإلداري للهياكل املشرفة على قطاع البيئة‪ ،‬وكذا تدخل السلطة القضائية‬
‫والضبطية القضائية لقمع كل خمالفة للقوانني والتنظيمات البيئية‪.‬‬
‫إن اإلدارة احمللية تعد امتدادا لإلدارة املركزية يف جمال محاية البيئة من‬
‫التلوث‪ ،‬ذلك أن مسألة محاية البيئة هي قضية حملية أكثر منها قضية مركزية‪،‬‬
‫نظرا لقرب اهليئات احمللية من خصوصيات ومكونات البيئة اليت تتميز هبا‪ ،‬حيث‬
‫ختتلف هذه املكونات بني الواليات والبلديات الساحلية عن الواليات والبلديات‬
‫الداخلية والصحراوية‪ ،‬كما ختتلف خصوصيات مكونات بيئة الواليات والبلديات‬
‫الصناعية عن السياحية والفالحية‪...‬اخل‬
‫ونظرا إىل أن موضوع محاية البيئة حتكمه جمموعة من القوانني العامة‬
‫واخلاصة وتتدخل يف عمليات تطبيقها والسهر على ذلك عدة هيئات وجهات (وزارت‬
‫وهيئات مركزية وجهوية وحملية)‪ ،‬فإنه من الطبيعي أن يكون هلذه اهليئات امتداد‬
‫جهوي وحملي على مستوى الواليات والبلديات حتت تسميات ومهام خمتلفة‪ ،‬تارة يف‬
‫شكل مديريات وتارة أخرى يف شكل مفتشيات أو ما شابه ذلك‪ ،‬حيث تلعب هذه‬
‫اهليئات احمللية دور املنسق الفعال والعملي على املستوى اجلهوي بني خمتلف‬
‫املتعاملني يف جمال البيئة سواء الذين يشكل نشاههم خطرا عليها مثل املصانع‬
‫والورشات املختلفة أو الذين يعملون على تفادي هذا اخلطر مثل اإلدارات العمومية‬
‫واجلمعيات املهتمة حبماية البيئة‪.‬‬
‫ومن اجل اإلحاهة بدور اهليئات احمللية يف مهمة محاية البيئة ارتأينا‬
‫التركيز على ثالث نقاط مبينة يف ثالث مطالب كاآليت‪:‬‬
‫احملور األول‪ :‬املؤسسات احمللية املختصة حبماية البيئة‪.‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬عتيقة بلجبل– جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫احملور الثاين‪ :‬وسائل تدخل املؤسسات احمللية حلماية البيئة‪.‬‬
‫احملور الثالث‪ :‬جماالت تدخل املؤسسات احمللية حلماية البيئة‪.‬‬

‫المحور األول‪ :‬المؤسسات المحلية المختصة بحماية البيئة‪.‬‬


‫تكتسي دراسة التنظيم اإلداري حلماية البيئة أمهية بالغة يف الكشف عن‬
‫مدى جناعة وفعالية تدخل اإلدارة البيئية اجلزائرية يف احلفاظ على البيئة‬
‫وصيانتها‪ ،‬وعلى هذا األساس تتخذ اإلدارة أجهزة يف شكل برامج وخمططات تشرف‬
‫عليها هيئات وجلان متعددة التمثيل‪ ،‬كما هو احلال بالنسبة للمخطط الوهين " تل‬
‫البحر " املتعلق بتنظيم مكافحة تلوث البحر وإحداث خمططات استعجاليه‬
‫لذلك(‪.)10‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املؤسسات املتخصصة يف التمثيل‪:‬‬
‫يف الغالب تكون هذه املؤسسات حمددة املهام‪ ،‬يتم مجع ممثليها يف جلنة أو‬
‫جهاز تشاوري وتنسيقي للتشاور والبحث املشترك للموضوع املراد معاجلته‪ ،‬ونظرا‬
‫لتعدد هذا النوع من اهليئات نكتفي باإلشارة إىل اللجان اجلهوية والوالئية هذه‬
‫األخرية يتم إنشاؤها مبقتضى املرسوم التنفيذي املتعلق مبكافحة تلوث البحر املشار‬
‫إليه سابقا‪.‬‬
‫تتلخص مهمة هذه اللجان يف عدة أعمال تنسيقية وعملية ميكن أن نذكر‬
‫منها على سبيل املثال‪:‬‬
‫تنسيق عمل اهليئات واألجهزة العمومية على املستوى اجلهوي‬ ‫‪-‬‬
‫والوالئي يف جمال مكافحة تلوث البحر‪.‬‬
‫تنسيق اجلهود املشتركة ملختلف اجلهات يف جمال محاية السواحل‬ ‫‪-‬‬
‫من التلوث اختاذ التدابري الالزمة لتجنيد الوسائل الضرورية للتدخل ملنع أي خطر‬
‫(‪)10‬‬
‫على سالمة مياه البحر‪...‬اخل‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املؤسسات اإلدارية التقليدية‪:‬‬
‫عرفت هذه املؤسسات بالعديد من التسميات تارة تسمى باملكاتب اجلهوية أو‬
‫الوالئية للتنمية أو املكاتب اجلهوية والوالئية للغابات وتارة أخرى باملديريات‬
‫للبيئة وباملفتشيات الوالئية للبيئة‪.‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫هذه األخرية اليت تعد كمثال على أمهية التنظيمات احمللية حلماية البيئة‪،‬‬
‫حيث انه ومبقتضى املرسوم رقم ‪ 96-69‬املؤرخ يف ‪ ،)10( 0669/60/72‬مت إحداث‬
‫مفتشية البيئة يف الوالية خلفا ملديرية البيئة اليت كان معموال هبا من قبل وذلك‬
‫هبقا ألحكام القانون ‪ 68-38‬املؤرخ يف ‪ 0638/67/60‬املتعلق حبماية البيئة(‪.)10‬‬
‫وحسب نص املادة األوىل من املرسوم فإن املفتشية الوالئية للبيئة تعد‬
‫مصلحة خارجية تابعة للوزارة املكلفة حبماية البيئة‪.‬‬
‫وعن املادة الثانية من نفس النص فنصت على أن املفتشية الوالئية للبيئة‬
‫هي اجلهاز الرئيسي التابع للدولة يف جمال مراقبة تطبيق القوانني والتنظيمات‬
‫املتعلقة حبماية البيئة أو اليت تتصل هبا‪.‬‬
‫أما على مستوى البلدية فان األمر يتلخص بصفة أساسية يف مصاحل النظافة‬
‫ومجع النفايات اليت تعترب مصاحل تابعة للبلدية على النحو الذي سنبينه عند‬
‫تناول موضوع تسيري النفايات املزنلية والصناعية فيما بعد هذه املصاحل اليت وان‬
‫كانت مهمتها ال هتدف بصفة مباشرة إىل محاية البيئة من التلوث إال أن نتائج‬
‫عملها تؤدي إىل نفس النتيجة‪.‬‬
‫وما نستخلصه هنا أن جمال تدخل مثل هذه اهليئات احمللية يف حمال محاية‬
‫البيئة هو جمال واسع يشمل مجيع األعمال والنشاهات واملهام املختلفة اليت‬
‫تقتضيها عمليات احلماية عكس اهليئات املتخصصة اليت عادة ما ختتص مبهام‬
‫معينة وحمددة يف نصوص إنشائها‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬وسائل تدخل المؤسسات المحلية لحماية البيئة(‪.)10‬‬


‫تتدخل اهليئات احمللية يف جمال تنفيذ مهامها الرامية حلماية البيئة‬
‫بوسائل ختتلف حسب هبيعة املهمة املراد حتقيقها‪ ،‬فتارة تتدخل بصفة انفرادية‬
‫ويأخذ يف هذه احلالة شكل القرار اإلداري مثل حالة منح الرخص‪ ،‬كما قد يأخذ‬
‫التدخل شكل االتفاق بني اإلدارة واملتدخلني يف جمال البيئة كاملصانع والورشات‬
‫اليت متارس نشاهات مضرة بالبيئة بطبيعتها حيث عادة ما تتضمن هذه االتفاقات‬
‫بعض االلتزامات واحلقوق املتبادلة بني الطرفني مبا يضمن توفري حد معني من‬

‫‪- 74 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬عتيقة بلجبل– جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫احلماية البيئية‪،‬وقد يأخذ شكل العمل املشترك أو التنسيق بني اإلدارة واملتدخلني‬
‫يف جمال البيئة‪.‬‬
‫ومهما كانت درجة وفعالية التنسيق بني املتعاملني يف اجملال االقتصادي‬
‫واجملال البيئي(‪.)10‬‬
‫فإن اإلدارة احمللية وبغض النظر عن هذه األولويات متلك وسائل وآليات‬
‫عديدة للمحافظة على احلد األدىن من محاية البيئة حىت ولو مل تكن محاية‬
‫البيئة من األولويات الرئيسية للدولة بصفة عامة واهليئات احمللية بصفة خاصة‪،‬‬
‫ففيما تتمثل هذه الوسائل واآلليات؟‬
‫الفرع األول‪ :‬الوسائل القانونية واملادية‪:‬‬
‫متتلك اإلدارة احمللية اجلزائرية باعتبارها اهليئة املكلفة بتطبيق القانون‬
‫وسائل قانونية عديدة يف إهار سلطة الضبط اإلداري اليت مينحها هلا القانون‪.‬‬
‫وتعترب القرارات اإلدارية والعقود واالتفاقات من الوسائل الشائعة يف العمل‬
‫اإلداري حيث كثريا ما متنح القوانني املتعلقة بالبيئة صالحيات واسعة لإلدارة يف‬
‫جمال محاية البيئة‪ ،‬مثل تقييد بعض األعمال والتصرفات اليت من شأهنا أن تلحق‬
‫أضرارا بالبيئة بوجوب احلصول على رخص إدارية مسبقة متنحها اإلدارة بناء‬
‫على ما تتمتع به من سلطة تقديرية يف تقدير األضرار وجدية التدابري‬
‫االحتياهية والوقائية املتخذة من هرف املعنيني باألمر‪.‬‬
‫كما تتمتع اإلدارة بصالحيات التعاقد ضمن عقود إدارية تتناول بعض‬
‫األشغال اليت من شاهنا أن تلحق بعض األضرار واملخاهر ضد احد أو بعض عناصر‬
‫البيئة‪ ،‬هذه العقود اليت كثريا ما تلتزم اإلدارة بالتزامات معينة جتاه املتعاملني‬
‫الصناعيني أو غريهم كاإلعفاءات الضريبية أو تسهيل احلصول على بعض املنافع‬
‫مقابل اختاذ التدابري الالزمة للمحافظة على عناصر البيئة املهددة بالنشاط الذي‬
‫ميارسه هؤالء املتعاملني‪ ،‬كما قد تتضمن هذه العقود موضوع احلماية نفسه‬
‫كاالتفاقيات اليت تربط العديد من البلديات مع بعض الشركات واملؤسسات العامة‬
‫واخلاصة يف جمال مجع وتسيري ومعاجلة النفايات املزنلية والصناعية‪.‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كما متلك اإلدارة احمللية عدة صالحيات يف جمال الوسائل املادية كسلطة‬
‫مصادرة املواد الضارة للبيئة يف بعض احلاالت وسلطة هتدمي وإتالف كل ما يشكل‬
‫خطرا على البيئة يف حاالت أخرى‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬الوسائل البشرية‪:‬‬
‫خصصت وسائل بشرية متخصصة لتدعيم اهليئات احمللية املختصة حبماية‬
‫البيئة‪ ،‬هذه الطاقة البشرية املتمثلة يف سلك مفتشي محاية البيئة الذي حددت‬
‫(‪)10‬‬
‫صالحياته مبقتضى املرسوم التنفيذي رقم ‪ 772-33‬املؤرخ يف ‪0633/00/60‬‬
‫حيث تنص املادة األوىل منه على أن‪ " :‬يكلف مفتشوا محاية البيئة بالسهر على‬
‫احترام القوانني والنظم املعمول هبا يف جمال محاية البيئة‪ ،‬ومالحظة وحبث‬
‫النقائص املسجلة يف هذا الشأن‪".‬‬
‫وهبذه الصفة فهم ‪ -‬مفتشي محاية البيئة ‪ -‬مكلفون بـ‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على احترام وتطبيق القوانني والنظم املعمول هبما يف جمال محاية‬
‫الطبيعة واحملافظة على املصادر الطبيعية ومحاية املناخ ومنابع املياه واحمليط‬
‫البحري ضد كل أشكال التلوث‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على مطابقة شروط كافة املنشآت املصنفة وشروط معاجلة‬
‫والقضاء على النفايات الناجتة عن النشاهات البشرية واألصوات املزعجة للقوانني‬
‫املعمول هبا يف جمال محاية البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬السهر بالتنسيق مع املصاحل املعنية على مطابقة شروط استعمال وختزين‬
‫املواد الكيماوية والسامة واخلطرة واملشعة للقوانني والنظم املعمول هبما يف جمال‬
‫محاية البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة كافة مصادر التلوث‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالتحقيقات اهلادفة الكتشاف مصادر التلوث واألخطار اليت من‬
‫شأهنا أن متس بالصحة العمومية أو تشكل خطر على البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على احترام وتطبيق القوانني والنظم املعمول هبما يف جمال دراسات‬
‫اآلثار على محاية الطبيعة والقيام بكافة املهام اليت يكفلون هبا من هرف الوزير‬
‫املكلف حبماية البيئة‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬عتيقة بلجبل– جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫ويقوم هؤالء املفتشون وفق برنامج عمل سنوي مصادق عليه من هرف الوزير‬
‫املكلف حبماية البيئة كما ميكنهم القيام مبهام وحتقيقات تتعلق حباالت خاصة‬
‫خارج هذا الربنامج إما بطلب من الوزير املكلف حبماية البيئة أو من هرف الوايل‬
‫املعين وتنتهي مهامهم بتقارير يرفعوهنا إىل نفس اجلهة املقدمة للطلب‪.‬‬
‫كما يسمح هلم وفق ألحكام املواد من ‪ 70‬إىل ‪ 72‬من قانون اإلجراءات‬
‫اجلزائية بإجراء كافة التحقيقات والتحريات الالزمة يف املهمة اليت يقومون هبا‬
‫مبا يف ذلك حق االستعانة بالقوة العمومية يف أداء مهمتهم(‪.)10‬‬
‫كما يتمتعون يف بعض املهام بصالحيات الضبطية القضائية وفق أحكام املادة‬
‫‪ 72‬من قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائرية اليت تنص على أنه‪" :‬يباشر‬
‫املوظفون وأعوان اإلدارات واملصاحل العمومية بعض السلطات اليت تناط هبم‬
‫(‪)10‬‬
‫مبوجب قوانني خاصة وفق األوضاع ويف احلدود املبينة بتلك القوانني‪".‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الوسائل القضائية‪:‬‬
‫من خالل ما سبق يتبني لنا أن مفتشي محاية البيئة يتمتعون بسلطات‬
‫الضبطية القضائية إال أن هذه السلطات مقيدة حبدود املهام املوكلة إليهم يف جمال‬
‫محاية البيئة‪.‬‬
‫وهبذه الصفة منحت هلم العديد من الصالحيات اليت مت ضبطها يف خمتلف‬
‫القوانني املتعلقة مبختلف عناصر البيئة كقوانني املياه والغابات والعمران إىل جانب‬
‫قانون محاية البيئة‪ ،‬وتتمثل هذه الصالحيات يف‪:‬‬
‫‪ -‬حترير حماضر املخالفات من قبل مفتشي البيئة وتقدميها إىل اجلهات‬
‫املختصة إقليميا وموضوعيا وبصفة خاصة إىل النيابة العامة يف احملاكم املختصة‬
‫هبدف القيام بالتحريات والتحقيقات القضائية الالزمة وحتريك الدعوى العمومية‬
‫وتقدمي املخالفني للتشريعات املنظمة للموضوع حمل املخالفة مع اإلشارة إىل أهلية‬
‫هؤالء املفتشني لتمثيل اإلدارة املكلفة حبماية البيئة دون احلاجة إىل وكالة أو‬
‫تكليف خاص بذلك(‪.)01‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫المحور الثالث‪ :‬مجاالت تدخل المؤسسات المحلية لحماية البيئة‬
‫تتعدد مهام اهليئات احمللية يف جمال محاية البيئة السيما ما تعلق منها‬
‫بنظافة احمليط الربي واجلوي وحماربة خمتلف أشكال ومصادر التلوث‪ ،‬ونظرا‬
‫لتعدد القوانني والنصو ص اليت تتضمن صالحيات خاصة يف جمال قانون النفايات‬
‫وقانون املياه وقانون التهيئة والتعمري وقانون الصيد‪ ...‬اخل‪ ،‬يصعب حصر مهام‬
‫البلدية والوالية يف هذا اجملال‪ ،‬سنحاول فيما يلي حصر بعض املهام‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬دور اهليئات احمللية يف تسيري النفايات وإزالتها‪:‬‬
‫من بني اجملاالت اليت ختتص هبا اهليئات احمللية والسيما البلديات تلك‬
‫املتعلقة بالنفايات املزنلية والصناعية لعدم انتشارها أو تراكمها مبا يشكل هتديدا‬
‫للبيئة وعناصرها سواء هبيعية أو مياه أو جو‪.‬‬
‫و من هذا املنطلق تتدخل البلديات للمحافظة على النظافة العمومية خاصة‬
‫فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع املياه االصاحلة للشرب‪.‬‬
‫‪ -‬صرف ومعاجلة املياه القذرة والنفايات اجلامدة احلضرية‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة ناقالت األمراض املعدية‪.‬‬
‫‪ -‬نظافة األغذية واألماكن واملؤسسات اليت تستقبل اجلمهور‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة التلوث ومحاية البيئة(‪.)00‬‬
‫فاختصاص البلديات يف تسيري ومعاجلة النفايات الضارة(‪ )00‬ال ميكن معاجلته‬
‫دون التعرض إىل هرق وأساليب تسيري ومعاجلة هذه النفايات املزنلية أو الصناعية‬
‫امللوثة للبيئة‪.‬‬
‫ويف هذا الشأن تبادر البلدية يف إهار خمطط الوالية واملخطط البلدي‬
‫املصادق عليه من هرف الوايل‪ ،‬إىل اختاذ كافة اإلجراءات القانونية والتنفيذية‬
‫والعملية من اجل اختيار وإقامة وهتيئة وتسيري املواقع اليت ختصصها لتجميع‬
‫وختزين النفايات ومعاجلتها‪.‬‬
‫وتقوم البلديات بتسيري ومعاجلة النفايات عن هريق إنشاء مصاحل إدارية‬
‫متخصصة تكلف بإدارة وتسيري هذه املهمة أو عن هريق تكليف أشخاص معنوية أو‬
‫هبيعية عامة أو خاصة و فق دفتر شروط منوذجي تضعه هلذا الغرض‪ ،‬على أن‬

‫‪- 78 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬عتيقة بلجبل– جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫حتصل هذه األشخاص على رخصة إما من الوزير املكلف حبماية البيئة بالنسبة‬
‫للنفايات اخلاصة والنفايات اخلاصة اخلطرة‪ ،‬أو الوايل املختص إقليميا بالنسبة‬
‫للنفايات املزنلية وما شاهبها ورئيس اجمللس الشعيب البلدي بالنسبة للنفايات‬
‫اهلامدة إىل جانب التزامها باكتتاب تأمني يغطي خمتلف األخطار مبا فيها أخطار‬
‫التلوث البيئي(‪.)00‬‬
‫أما عن الوالية فهي تلعب دورا هاما ملساعدة البلديات واهليئات احمللية بصفة‬
‫عامة خاصة يف عمليات إجراء التحقيقات واخلربات والتحاليل الالزمة لتقييم‬
‫األضرار الناجتة عن تلوث أي عنصر من عناصر البيئة وتقييم آثار ذلك على‬
‫الصحة العامة والبيئة وذلك باعتبارها اجلهاز املختص حمليا لتلقي كافة املعلومات‬
‫واملعطيات املتعلقة حبماية البيئة‪.‬‬
‫وعليه فإن صالحيات ومهام اهليئات احمللية يف جمال تسري النفايات وإزالتها‬
‫السيما يف اجملال احلضري عديدة ومتنوعة أقرهتا خمتلف القوانني والنصوص‬
‫احملددة ملهام اهليئات احمللية خاصة القانون رقم ‪ 06-60‬السابق ذكره‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬دور اهليئات احمللية يف محاية املياه‬
‫قد يعترض املياه أيا كان مصادرها ‪ -‬سواء كانت مياه جوفية أو سطحية أو‬
‫مياه الينابيع واملياه امل عدنية أو مياه البحر أو اجملاري والبحريات أو الربك‬
‫(‪)00‬‬
‫يؤدي إىل عدم صالحيتها لالستهالك أو‬ ‫والسبخات والشطوط …‪ -‬تلوث مائي‬
‫االستعمال العادي املزنيل أو الفالحي أو الصناعي‪.‬‬
‫فتختص اهليئات احمللية يف هذا اجملال بـ‪:‬‬
‫‪ -‬إجراء وتنفيذ مجيع األشغال ذات املنفعة العامة وخاصة تلك اليت تتعلق‬
‫بتقدير األضرار اليت ميكن أن تلحق بالصحة العمومية نتيجة صب املواد امللوثة‬
‫للمحيط‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة سلطة الضبط يف جمال منع تصريف أو صب أية مادة ملوثة‬
‫للمياه مهما كان شكل وهبيعة هذه املواد سائلة أو غازية أو صلبة ومهما كان‬
‫مصدرها من املدن أو املصانع(‪.)01‬‬
‫‪ -‬منح تراخيص للمؤسسات اليت متارس نشاهات ملوثة حبيث تتأكد قبل‬
‫منح أي ترخيص لصب املياه امللوثة يف الوسط الطبيعي من أن هذا الصب ال ميس‬

‫‪- 79 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بطاقة التجديد الطبيعي للمياه وال يؤثر على محاية الثروة العمومية وال يؤثر‬
‫على محاية الثروة النباتية واحليوانية املائية منها والربية‪...‬اخل‬
‫‪ -‬أما يف جمال املياه الصاحلة للشرب‪ ،‬يلزم الوايل اهليئات املكلفة بضمان‬
‫ت وزيع املياه الصاحلة للشرب بوضع الوسائل املالئمة للمراقبة الدائمة هلذه املياه‬
‫عندما حتتوي على مصادر اخذ أو استخراج هذه املياه على أخطار العدوى بالتلوث‪،‬‬
‫‪ -‬يسهر الوايل على دورية ودميومة إجراء التحاليل الالزمة ملراقبة نوعية‬
‫املياه املوجهة لالستهالك البشري وذلك بواسطة خمابر مؤهلة ومعتمدة لذلك‪.‬‬
‫‪ -‬يتكفل مكتب حفظ الصحة البلدي الذي يعمل حتت سلطة رئيس اجمللس‬
‫الشعيب البلدي‪ ،‬حيث يقوم هذا املكتب بإعداد الوثائق وامللفات واالتفاقات اليت‬
‫يتطلبها عمل أجهزة مراقبة حفظ الصحة والنقاوة على املستوى البلدي وخاصة يف‬
‫جمال برامج محاية الصحة ومكافحة األمراض املتنقلة عن هريق املياه ومراقبة‬
‫شروط مجع املياه املستعملة والنفايات الصلبة احلضرية وتصريفها ومعاجلتها‪.‬‬
‫‪ -‬جيوز للهيئات احمللية الوالئية والبلدية االعتراض ورفض أي نشاط‬
‫صناعي أو جتاري من شأنه أو حيدث تلوثا باملياه الباهنية أو السطحية أو تلك‬
‫املوجهة لالستهالك البشري أو احليواين أو النبايت سواء رفض إقامة املنشآت‬
‫امللوثة يف بعض األماكن واملناهق القريبة من مصادر املياه وأماكن مرورها أو بطلب‬
‫تغيري مكان هذه املنشآت إذا ما ثبت بعد إقامتها أهنا خطر على املياه مع ضرورة‬
‫إعالم مركز السجل التجاري حسب كل حالة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬دور اهليئات احمللية يف محاية السواحل والشواهئ‬
‫نظرا ملا تعرفه السواحل والشواهئ اجلزائرية من تلوث جراء الكثافة‬
‫السكانية املرتفعة‪ ،‬حيث تفوق نسبة سكان الساحل ‪ % 06‬من نسبة السكان يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬ومتركز الكثري من النشاهات الصناعية بالقرب من الشريط الساحلي اليت‬
‫تفوق ‪ % 06‬من نسبة النشاط االقتصادي الصناعي والتجاري يف الوهن(‪ ،)00‬األمر‬
‫الذي أدى إىل تدهور مياه البحر نتيجة اإلفرازات الناجتة عن التواجد املكثف‬
‫للسكان واألنشطة الصناعية بالقرب من السواحل‪.‬‬
‫هلذه األسباب نصت القوانني بضرورة حتمل اهليئات الدولية املركزية‬
‫واحمللية لدورها ومسؤوليتها يف محاية السواحل من التلوث الناجم عن العوامل‬

‫‪- 80 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬عتيقة بلجبل– جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫البشرية والصناعية مبا يعمل على احملافظة على البيئة الساحلية والبحرية بصفة‬
‫عامة وذلك بالسهر على توجيه وتوسيع املراكز احلضرية والعمرانية القائمة حنو‬
‫مناهق بعيدة عن الساحل والشواهئ البحرية وتشجيع حتويل املنشآت الصناعية‬
‫القائمة واجلديدة اليت متارس نشاهات مضرة بالبيئة الساحلية إىل مواقع بعيدة‬
‫عن السواحل(‪.)00‬‬
‫ويف هذا الشأن أوكلت القوانني املتعلقة حبماية السواحل جمموعة من املهام‬
‫للهيئات احمللية هبدف محاية الشواهئ والسواحل من املزيد من التلوث ميكن أن‬
‫نذكر منها بعض اآلليات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد الفضاءات املخصصة لألنشطة السياحية مثل أنشطة االستحمام‬
‫والرياضات البحرية والتخييم القار واملؤقت مبا حيافظ على سالمة الشواهئ‪.‬‬
‫‪ -‬منع التوسع الطويل حنو السواحل أو اجملاور له وللمحيط العمراين‬
‫والتجمعات السكانية على الشريط الساحلي إىل اقل من ثالثة كيلو مترات‬
‫‪ -‬إخضاع البنايات وخمتلف عمليات شغل األراضي الساحلية املرتبطة‬
‫بوظائف األنشطة االقتصادية الواقعة ضمن الشريط الساحلي املمتد على ثالثة‬
‫كيلومترات ابتداء من آخر نقطة للمد البحري إىل إجراءات خاصة حتددها‬
‫نصوص تنظيمية خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة توفري حمطات لتصفية املياه القذرة املتوجهة للبحر وذلك بالنسبة‬
‫ألي جتمع سكاين يقع على الساحل‪...‬اخل‬
‫كما تضطلع البلدية كذلك مبهمة نظافة الشواهئ خاصة يف فصل‬
‫االصطياف أين تتزايد فضالت املصطافني على الشواهئ حيث تكلف البلدية جبمع‬
‫وإزالة النفايات وبقايا املواد املستهلكة من املصطافني يف الشواهئ وذلك مقابل‬
‫إتاوات يتكفل الوكيل أو املسري للشاهئ بتحديد مبلغها يف إهار القوانني املعمول هبا‬
‫يف هذا اجملال إىل جانب دورها يف القيام بالرقابة املنتظمة جلمع‬
‫السواحل والشواهئ ورقابة املراكز السياحية هبدف الوقاية من األمراض‬
‫الوبائية اليت ميكن أن تشكل خطرا على رواد الشاهئ واملراكز السياحية وذلك من‬
‫خالل هتيئة أو فرض هتيئة املرافق الضرورية للوقاية من هذه األمراض‪ ،‬مثل‬
‫ختصيص أماكن مجع النفايات واملراحيض املالئمة إىل ذلك من املهام العديدة‬

‫‪- 81 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫واملتنوعة يف جمال محاية البيئة الشاهئية والساحلية من أي شكل من أشكال‬
‫التلوث(‪.)00‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬دور اهليئات احمللية يف محاية الغابات واحملميات الطبيعية‪:‬‬
‫تعترب محاية املكونات الغابية من صلب اهتمامات اهليئات احمللية الوالئية‬
‫والبلدية اليت خيوهلا القانون صالحيات واسعة يف جمال اختاذ كافة التدابري‬
‫واإلجراءات اليت من شاهنا تطوير الثروة الغابية ومحاية النباتات الطبيعية‬
‫والتربة الغابية من االجنراف والتصحر واستصالحها وكل ما يعمل على جعل‬
‫الطبيعة يف خدمة اجملتمع من خمتلف النواحي املناخية والسياحية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية وذلك على كافة املناهق الغابية املوجودة على تراب الوالية‬
‫والبلدية(‪.)00‬‬
‫فعن صالحيات الوالية يف جمال محاية الغابات فهي عديدة ومتنوعة‬
‫املتمثلة يف‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على تطبيق القوانني والنظم الغابية وخمططات هتيئة اجلبال‬
‫الغابية واحترامها‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط وتنسيق عمل اللجان املكلفة حبماية الغابات واختاذ أي إجراء‬
‫يستهدف تنفيذ أعمال الوقاية ومكافحة احلرائق واألمراض وأسباب اإلتالف‪.‬‬
‫‪ -‬اجناز برامج استصالح األراضي يف إهار مكافحة التصحر والعمل على‬
‫توسيع الثروة الغابية‪.‬‬
‫‪ -‬االضطالع بدور الضبط اإلداري العام يف جمال احملافظة على النظام العام‬
‫يف الغابات‪.‬‬
‫‪ -‬وضع خمططات هتيئة الغابات ويف احلمالت التشجريية وإحداث املساحات‬
‫ذات املنفعة العامة من اجل محاية املناهق الغابية‪...‬اخل‬
‫‪ -‬مكافحة خطر احلرائق اليت ختتص هبا جلنة والئية حتت رئاسة الوايل‬
‫واللجنة الدائمة للعمليات التقنية يف جمال محاية الغابات من احلرائق حتت‬
‫رئاسة األمني العام للوالية(‪.)01‬‬
‫‪ -‬ميتع رئيس البلدية يف منح بعض الرخص اليت يتحكم من خالهلا يف‬
‫محاية تدهور الثروة الغابية ومنها رخص البناء واليت ميكن للهيئات البلدية منع‬

‫‪- 82 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬عتيقة بلجبل– جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫أي مساس بالثروة الغابية أو أي بناء يهددها أما باحلرائق بالتلوث أو بأي خطر‬
‫آخر ومنع التخييم كإجراء وقائي أو احتياهي للوقاية من احلرائق‪.‬‬
‫الفرع اخلامس‪ :‬دور اهليئات احمللية يف محاية اجلو‪:‬‬
‫يتعرض اجلو لتلوث يسمى بالتلوث اجلوي(‪ ،)00‬وتعلب البلديات دورا هاما يف‬
‫ضبط التلوث اجلوي عن هريق منع أو توقيف رخص البناء بالنسبة للمنشآت‬
‫واملصانع وخمتلف البنايات اليت ينتج نشاهها غازات ودخان ومواد متبخرة تضر‬
‫(‪)00‬‬
‫حيث تلزم قواعد‬ ‫بالصحة العمومية أو النبات أو احليوان أو بالتربة‪ ...‬اخل‬
‫العمران على كل صاحب مشروع يتميز نشاهه بإحداث أي نوع من التلوث أن يقدم‬
‫ضمن ملف هلب رخصة البناء كافة الوثائق التقنية املتعلقة بنوع وكمية الغازات‬
‫املضرة بالصحة العمومية وهبيعة اإلجراءات والترتيبات اليت وضعها ملعاجلة‬
‫وختزين وإتالف هذه املواد امللوثة مما يعين أن لإلدارة احمللية سواء وايل أو رئيس‬
‫بلدية سلطة تقديرية يف تقدير قدرة هذه الترتيبات على تفادي التلوث‪ ،‬من جهة‬
‫ومن جهة أخرى تعليق صالحية رخصة البناء على فعالية ودميومة هذه‬
‫اإلجراءات الوقائية وبالتايل سحبها مبجرد اإلخالل أو عدم التقيد هبذه‬
‫اإلجراءات وهي تدابري تسري على كل من رخصة البناء ورخصة التجزئة على‬
‫السواء(‪.)00‬‬
‫وللهيئات احمللية صالحيات مراقبة دورية التجهيزات الثابتة والتحليل‬
‫واملراقبة الدورية للغازات والدخان والغبار والروائح واجملسمات الصلبة الناجتة‬
‫عن األجهزة واآلالت املستعملة يف اإلنتاج وذلك وفق املقاييس التقنية املعمول هبا‪.‬‬
‫كما خيول هلا مهمة حماربة الضجيج أو ما يعرف بالتلوث السمعي سواء‬
‫الصادر عن اآلالت واملعدات الصناعية الثابتة واملتحركة أو الصادر عن بعض‬
‫النشاهات البشرية مثل حركة األسواق واملقاهي واملمرات الواقعة يف األحياء‬
‫السكنية‪...‬اخل‪ ،‬حيث تنص قوانني اهليئات احمللية على املسؤولية املباشرة للوايل‬
‫ورئيس البلدية يف ضمان السكينة العامة اليت تشكل احد مكونات النظام العام‬
‫الذي يعد من صميم سلطة الضبط اإلداري الذي تتمتع به هذه اهليئات‪.‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫ميكن القول ن الصالحيات الواسعة اليت حتوزها اهليئات احمللية يف جمال‬
‫محاية البيئة من الناحية النظرية والقانونية يقابلها توفر اهليئات على إمكانيات‬
‫بشرية ومادية متخصصة كما ال تتوفر يف اغلب األحيان على اإلمكانيات املالية‬
‫والبشرية اليت تتطلبها بعض العمليات املعقدة والدقيقة ملكافحة التلوث يف شىت‬
‫صوره وأشكاله مما ينعكس على مصداقية القوانني والنظم اليت حتكم هذا املوضوع‬
‫احلساس وذلك حبكم ضعف فاعلية النشاط واألعمال اليت تقوم هذه اهليئات يف‬
‫جمال محاية البيئة خاصة إذا علمنا أن هذه املهمة ونظرا الرتباهها بكافة‬
‫مؤسسات وهيئات البالد بل وباملواهنني بالدرجة األوىل يصعب على اإلدارة احمللية‬
‫حتقيق األهداف املرسومة هلا حىت ولو توفرت لديها اإلرادة واإلمكانيات إذا مل يكن‬
‫هناك وعي عام لدى كافة األشخاص الطبيعة واملعنوية بأمهية ونبل الغاية وإذا‬
‫مل يكن هؤالء مجيعا يشعرون باملسؤولية اجلمعية لكافة املؤسسات واملرافق‬
‫واهليئات مبا فيها املواهنون هبذه املسؤولية‪.‬‬
‫نستنتج أن محاية البيئة شأن مجاعي جيب أن تتحمله كل القطاعات يف‬
‫الدولة بصفة عامة وأفراد اجملتمع بصفة خاصة على املستوى الداخلي‪ ،‬مثلما‬
‫تتحمله كل البلدان على املستوى الدويل‪ ،‬هلذا جيب االعتماد على أسلوب التنسيق‬
‫والتعاون يف جمال محاية البيئة‪.‬‬
‫توصيات‪:‬‬
‫‪ -‬تشديد مراقبة وإدارة البيئة وفقا للقانون ودفع حتسني هيكل الصناعات‬
‫وتوزيعاها يف تطوير االقتصاد اإلقليمي جيب األخذ يف عني االعتبار قدرة حتمل‬
‫البيئة كمية صرف املواد امللوثة للمشروعات اجلديدة ال تتجاوز سعة البيئة احمللية‬
‫لضمان زيادة اإلنتاج مع عدم زيادة صرف املواد امللوثة‪.‬‬
‫‪ -‬جتنيد اجلماهري وتشجيعها على االشتراك يف محاية ومراقبة البيئة وتعزيز‬
‫قوة معاقبة األعمال املخالفة للبيئة وفقا للقانون وجتنيد القوى االجتماعية‬
‫بضرورة واسعة لتشترك يف محاية البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬محاية البيئة بالتقدم العلمي والتكنولوجي‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬عتيقة بلجبل– جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫‪ -‬تكليف املكاتب البلدية حلفظ الصحة مبراقبة املؤسسات املصنفة واختاذ‬
‫اإلجراءات املناسبة ضد املخالفني للقانون‪.‬‬
‫‪ -‬املبادرة باختاذ اإلجراءات األولية يف حالة حدوث تلوث جراء نشاط املؤسسات‬
‫واملصانع‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام والعناية باجلانب التوجيهي واإلعالمي للمستثمرين فيما يتعلق‬
‫باإلجراءات القانونية الواجب احترامها عند تقدمي مشاريعهم‪.‬‬
‫‪ -‬نشر الوعي البيئي يف اجملتمع وإشعار أفراده بصفة عامة واملسريين والتقنني‬
‫بصفة خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع برامج تثقيفية مدروسة حول محاية البيئة من كل أنواع التلوث‪.‬‬
‫‪ -‬تأهيل كل من يعمل يف ميدان محاية البيئة لتوسيع وتنويع التكوين البيئي‬
‫املتخصص ( خاصة أسالك املفتشني واملراقبني‪).‬‬
‫‪ -‬تقنني القانون املتعلقة حبماية البيئة ليشمل كل النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية ذات الصلة هبذا اجملال‪.‬‬
‫‪ -‬كما قدم الشيخ القرضاوي يف حبثه ركائز أساسية لرعاية البيئة منها‪ :‬التشجري‬
‫والتخضري‪ -‬العمارة والتثمري‪ -‬النظافة والتطهري – احملافظة على املوارد – احلفاظ‬
‫على صحة اإلنسان – اإلحسان إىل البيئة‪ -‬احملافظة على البيئة من اإلتالف‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ -60‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 026-60‬املؤرخ يف ‪ 02‬ديسمرب ‪ ،0660‬اجلريدة الرمسية رقم ‪06‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪ ،0660/00/70‬ص ‪ 00‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -67‬انظر املادة ‪ 06‬من نفس املرسوم‪.‬‬
‫‪ -68‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 62‬لسنة ‪ ،0669‬ص‪ 63‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -60‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 69‬الصادرة بتاريخ ‪ 63‬فيفري ‪.0638‬‬
‫‪ -60‬للمزيد من معلومات انظر املقال املنشور على االنترنت لـ‪ :‬حممد بطيخ‪ ،‬وسائل اإلدارة احمللية‬
‫يف محاية البيئة‪ 07 ،‬أفريل ‪www. droit book.com ،7666‬‬
‫‪ -69‬علي سعيدان‪ ،‬محاية البيئة من التلوث باملواد اإلشعاعية والكيماوية يف القانون اجلزائري‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ ،‬دار اخللدونية‪ ،‬اجلزائر‪،7663،‬ص ص ‪.706-786‬‬
‫‪ -62‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 09‬بتاريخ ‪ 06‬نوفمرب ‪ ،0633‬ص‪008‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -63‬انظر املواد من ‪ 67‬إىل ‪ 60‬من املرسوم املذكور أعاله‪.‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫دور اإلدارة المحلية الجزائرية في حماية البيئة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫املواد من ‪ 70‬إىل ‪ 72‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫‪ -66‬تنص املادة ‪ 089‬الفقرة الثانية من قانون محاية البيئة املذكور سابقا على انه‪ " :‬يتمتع‬
‫مفتشو محاية البيئة بنفس السلطات املخولة للموظفني واألعوان املذكورين يف املادة ‪ 70‬من قانون‬
‫اإلجراءات اجلزائية‪".‬‬
‫املادة ‪ 000‬من القانون رقم ‪ 06-68‬الصادر بتاريخ ‪ 06‬جويلية ‪ 7668‬املتعلق حبماية البيئة يف‬
‫إهار التنمية املستدامة على نفس املعىن‪ ،‬انظر اجلريدة الرمسية العدد ‪ 07‬بتاريخ ‪ 76‬جويلية‬
‫‪ ،7668‬ص‪.77‬‬
‫‪ -06‬انظر املرسوم التنفيذي رقم ‪ 722-63‬املؤرخ يف ‪ 07‬سبتمرب ‪ ،0663‬املتعلق بتأهيل املوظفني‬
‫لتمثيل اإلدارة املكلفة حبماية البيئة أمام العدالة‪ ،‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 93‬الصادرة بتاريخ ‪08‬‬
‫سبتمرب ‪ ،0663‬ص‪.60‬‬
‫‪ -00‬انظر املادة ‪ 062‬من القانون رقم ‪ 63-66‬املؤرخ يف ‪ 62‬افريل ‪ 0666‬املتضمن قانون البلدية‬
‫الصادر يف اجلريدة الرمسية رقم ‪ 00‬لسنة ‪.0666‬‬
‫‪ -07‬يقصد مبصطلح النفايات‪ " :‬كل البقايا الناجتة عن عمليات اإلنتاج أو التحويل أو االستعمال‪،‬‬
‫بص فة عامة كل مادة أو منتوج أو منقول يقوم املالك أو احلائز بالتخلص منه‪ ،‬أو العمل على‬
‫التخلص منه‪ ،‬أو يلزم بالتخلص منه أو إزالته"‪ ،‬انظر القانون رقم ‪ 06-60‬املؤرخ بتاريخ ‪07‬‬
‫ديسمرب ‪ 7660‬املتعلق بالنفايات ومراقبتها وإزالتها‪ ،‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 22‬الصادرة بتاريخ ‪00‬‬
‫ديسمرب ‪.7660‬‬
‫‪ -08‬انظر املواد ‪ 089‬إىل ‪ 038‬من قانون البلدية السالف الذكر‪.‬‬
‫املواد من ‪ 88‬إىل ‪ 00‬من القانون رقم ‪ 06-60‬املذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ -00‬يقصد بالتلوث املائي إحداث أي تغري خبصائص املياه الطبيعية بواسطة النشاط البشري‬
‫سواء بصفة مباشرة أو غري مباشرة‪.‬‬
‫‪ -00‬انظر املادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ 06-68‬املذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ -09‬تقرير وزارة هتيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬املخطط الوهين لألعمال من اجل البيئة والتنمية‬
‫املستدامة‪،‬ديسمرب ‪ ،7660‬ص‪.80‬‬
‫‪ -02‬أنظر املادة ‪ 60‬من القانون رقم ‪ 67-67‬املؤرخ يف ‪ 60‬فيفري ‪ 7667‬املتعلق حبماية الساحل‬
‫وتنميته‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 06‬لسنة ‪.7667‬‬
‫‪ -03‬انظر املادة ‪ 00‬من املرسوم رقم ‪ 08-30‬املؤرخ يف ‪ 79‬جانفي ‪ 0630‬املتعلق بتحديد شروط‬
‫استعمال الشواهئ‪.‬‬
‫‪ -06‬انظر املادة ‪ 60‬من املرسوم رقم ‪ 832-30‬املؤرخ يف ‪ 79‬ديسمرب‪ 0630‬املتعلق بصالحيات‬
‫الوالية والبلدية واختصاصهما يف قطاع الغابات واستصالح األراضي‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪07‬‬
‫سنة ‪.0630‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د‪ .‬عتيقة بلجبل– جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫‪ -76‬انظر املواد من ‪ 62‬إىل ‪ 08‬من املرسوم رقم ‪ 030-36‬املؤرخ يف ‪ 06‬جويلية ‪ 0636‬املتضمن‬
‫إحداث هياكل تنسيق أعمال محاية الغابات‪ ،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 86‬لسنة ‪.0636‬‬
‫‪ -70‬يقصد بالتلوث اجلوي كل تغيري أو مساس باخلصوصيات املكونة للهواء سواء على املستوى‬
‫الدويل أو الوهين أو احمللي حيث لعبت عدة عوامل صناعية وتكنولوجية على إحداث هذا النوع‬
‫من التلوث الذي يصعب التحكم فيه كما تصعب معاجلته من هرف جهة معينة لوحدها‪.‬‬
‫‪ -77‬انظر املادة ‪ 03‬الفقرة األوىل من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 020-60‬املؤرخ يف ‪ 73‬ماي ‪0660‬‬
‫الذي حيدد القواعد العامة للتهيئة والتعمري والبناء‪.‬‬
‫‪ -78‬علي سعيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.796‬‬

‫‪- 87 -‬‬

You might also like