Professional Documents
Culture Documents
80-الرقابة المالية على نفقات البلدية-العابد رياض PDF
80-الرقابة المالية على نفقات البلدية-العابد رياض PDF
الرفت
الرقابـتالرقابةالوـاليت
عـــلى
انتال خهعت
البلديـت نفقـاث
مذكرة مكممة من متطمبات نيل شهادة الماستر في الحقوق
تخصص قانون إداري
المهم ال سهال إال ما جعمته سهال ،و أنت تجعل الصعب سهال
المهم إشرح لي صدري ويسر لي أمري و أحمل عقدة من لساني يفقه قولي
المهم قدرنا عمى رد الجميل ،فإن إستطعنا زدنا في الكيل ،و إن لم نستطع
-إلى من غمراني حنانا و حبا ،و سه ار عمى نجاحي و وصولي ما خ ّذت دربا :
الوالدين الكريمين.
عمال الرقابة المالية لدى بمدية طولقة ،و عمى رأسهم المراقب المالي عباس بوزيدي.
و الزمالء :عبد الرزاق نوار خرخاش ،محمد قيطون ،بوزيد بورنان ،كمال برباص،
نذير دراف ،حفناوي جراد ،شفيق سعودي مبروك ،جمال خير الدين،
إنتقمت طبيعة المالية العامة لمدولة من مالية محايدة إلى مالية تدخمية وظيفية ثم إلى
مالية تخطيطية ،فكان من البدييي أن ينعكس ىذا التطور عمى النفقات العامة ،ىذا إن لم
و نظ ار لتعدد الوظائف الممقات عمى عاتق الدولة و ضخامتيا ،وعدم قدرة ىذه األخيرة
لوحدىا عم ى تمبية جميع إحتياجات المواطنين ،فإنيا تعمل شيئا فشيئا عمى التخمي عن بعض
الميام لصالح الجماعات المحمية و التي تتمتع بنوع من اإلستقالل المالي و اإلداري ،حيث
تتجسد ىذه اإلستقاللية في تجييز الجماعات المحمية بميزانية خاصة بيا تقيد فييا النفقات
ال مفر لمدولة إال اإلعتماد عمى أم المرافق العامة و أقرب وحدة إدارية لممواطن أال وىي
البمدية و التي تتولى ميام و صالحيات عديدة تؤدييا لخدمة التنمية المحمية تحت رقابة
السمطات المركزية ،و لذلك فإن البمدية تتمتع بقدر معين من اإلستقالل في ممارسة
إختصاصاتيا المحددة في قانون البمدية و التنظيمات و الموائح المختمفة ،و المقصود ىنا
باإلستقالل ليس اإلنفصال عن الدولة و إنما معناه أن يكون ليا شخصيتيا القانونية
المتميزة ،كما يعني وجود ممثل ليذه الييئة يعبر عن إرادتيا و يمارس مختمف اإلختصاصات
باإلضافة إلى توفر الموارد المالية الالزمة لمبمدية لتغطية كافة النفقات.
ه
ـ
و تعد المالية المحمية من عدة جوانب مؤش ار حقيقيا لمتطورات التي تعرفيا المجتمعات
الحديثة و عنص ار أساسيا لمحكم عمى مسار إصالح نظام الالمركزية اإلدارية ،فبإعتبارىا جزءا
ال يتج أز من المالية العمومية ظمت المالية المحمية موضوع عدة إصالحات لسنوات سابقة،
و كانت السمطات الوصية في كل مرة تقترح و تجسد الحمول لممشاكل العديدة التي تعاني منيا
البمديات خاصة في ما يتعمق بالعجز المالي ،و مما يزيد العبء عمى البمدية ىو أن النفقات
-عدم التقدير لبعض النفقات كزيادة إستيالك الكيرباء ومن ثم زيادة مصاريف اإلنارة
في ظل كل ىذا فإن السمطات الوصية سعت جاىدة إليجاد حمول لمعجز المالي الذي
تعاني منو البمديات غير طريقة مسح الديون و ضخ األموال و اإلعانات ،ومن ىذه التوجيات
إخضاع نفقات البمديات إلى الرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزم بيا ،وىذا ما تجسد في القرار
ووزير المالية ،والذي يحدد رزنامة تنفيذ الرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزم بيا و المطبقة عمى
البمديات.
ه
ـ
و بالنظر إلى ىاتو المعطيات تطرح أمامنا اإلشكالية التالية :
ما مدى فعالية الرقابة المالية في مسايرة و توجيه و ترشيد نفقات البمدية ؟
و تندرج تحت ىاتو اإلشكالية عدة تساؤالت فرعية نوجزىا في ما يمي :
تتحدد دوافع إختيار موضوع الرقابة المالية عمى نفقات البمدية في األىمية التي يكتسييا
ا -األهمية العممية :يكتسي موضوع بحثنا في الجانب منو أىمية عممية ،إذ نود بيذه
المساىمة ،و التي ال تخمو بطبيعتيا من الثغرات إثراء البحث الجامعي في ميدان الرقابة
و المحاسبة بصفة عامة ،و في ميدان الرقابة المالية عمى البمدية بصفة خاصة ،و كذا إثارة
بالنظر إلى حداثة الرقابة المالية عمى نفقات البمدية أردنا أن نكون من السباقين في دراسة
ىذا الموضوع خاصة أن اإلتجاىات الحديثة تتجو إلى التخصص في الدراسة ،و لنحفز
ه
ـ
ب -األهمية العممية :يتناول البحث الجوانب المختمفة لمرقابة عمى مالية البمدية
و المسؤوليات التي تقررت عمى الجيات التي تتدخل في عمميات المراقبة ،كما يبرز الدور
الذي تمعبو السمطات اإلدارية المؤىمة و الجيات القضائية المختصة في مساءلة القائمين عمى
مما يزيد من أىمية الموضوع ىو أن الرقابة عمى مالية البمدية تعرف تطو ار ميما من حيث
القوانين المنظمة ليا و كذلك من حيث اآلليات الواجب تتبعيا من أجل رقابة فعالة تفي
إن من أسباب إختيارنا ليذا الموضوع أسبابا ذاتية و أخرى موضوعية :
أ – األسباب الذاتية :ما دفعني إلى إختيار ىذا الموضوع ىو كوني موظف بمصمحة
الرقابة المالية فأردت أن أنجز عمال يعود بالفائدة عمى الجيتين الدراسية و العممية ،و أيضا
كون تكويني الدراسي رياضي حيث كنت أدرس في شعبة العموم الدقيقة في المرحمة الثانوية
و تكويني الجامعي قانوني إداري مما ولد لدي حبا ورغبة في ىذا المزج حيث وجدتو في
و الذي كنا نحس بو و ممارسة عمل لدى الرقابة المالية أصبحنا نممس القانون اإلداري ،أردنا
توظيف ىاتين الثقافتين في بحثنا ىذا لزيادة فيم القانون اإلداري بصورة أوضح ومعرفة العالقة
ه
ـ
وككل بحث عممي تواجيو صعوبات وحواجز ،من أىميا قمة المراجع في الدراسات
المتخصصة ،ضيق الوقت المخصص لتحضير ىذا البحث ،حداثة الرقابة المالية عمى نفقات
ولتحميل ىذا الموضوع إتبعنا المنيج الوصفي التحميمي في معالجتنا لو و قد إعتمدنا عمى
الوصف و التعمق الدقيقين متوخين في سبيل ذلك تحقيق األىمية العممية و العممية.
وبما توفر لدينا من مادة عممية حاولنا راغبين في اإللمام بأغمب جوانب الموضوع مقسيمين
-فصل تمييدي بعنوان النفقة العامة و الرقابة عميها يندرج تحتو مبحثين ،المبحث األول
نتطرق فيو إلى مفيوم النفقة العامة ،و المبحث الثاني نتناول فيو مفيوم الرقابة المالية عمى
النفقات العامة.
-فصل أول بعنوان ميزانية البمدية و كيفية تنفيذ نفقاتها يتفرع تحتو مبحثين ،المبحث
األول بإسم ميزانية البمدية و كيفية إعدادىا ،و المبحث الثاني بعنوان أساليب تنفيذ نفقات
البمدية.
-فصل ثان بعنوان نظام الرقابة عمى نفقات البمدية مقسم إلى مبحثين ،البحث األول
نتطرق فيو إلى نظام الرقابة الداخمية ،و المبحث الثاني نتناول نظام الرقابة الخارجية.
ه
ـ
الفصل التمهيدي :النفقة العامة و الرقابة عليها
لدراسة موضوع الرقابة المالية على نفقات البلدية ،البد من معرفة المقصود
بالنفقة العامة و الرقابة المالية عليها ألن هاته من تلك ،أي أن الرقابة المالية
المطبقة على النفقات العامة هي نفسها الرقابة المالية التي تطبق على نفقات
البلدية ،فتنظمها نفس النصوص القانونية وما الثانية إال إستنباطا من األولى.
وبما أن موضوع الفصل ينقسم إلى شقين رأينا أن نتطرق في المبحث األول إلى
مفهوم النفقة العامة و في المبحث الثاني إلى مفهوم الرقابة المالية على النفقات
العامة.
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
إذا كان موضوع بحثنا ىو الرقابة المالية عمى نفقات البمدية ،فإنو من
الضروري أن نعي جيدا ما المقصود بالنفقة العامة ،حيث تعد الكفة الثانية لمميزانية
العامة لمدولة في مقابل اإلرادات العامة ،وليذا تكتسي أىمية بالغة بإعتبارىا أحد
محاور المالية العامة ولكون توفيرىا ال يشكل عبءا لوحده فقط بل وأيضا كيفية
إنفاقيا ،و يقتضي الغوص في دراسة النفقات العامة اإلحاطة بتعريف و تطور
النفقة العامة و ىذا ما سنراه في المطمب األول وكذلك تقسيم النفقة العامة
<< لقد كان لمتطور الذي حدث في طبيعة الدولة من دولة حارسة إلى متدخمة إلى منتجة
أثره عمى النشاط المالي ،ىذا إن لم نسمم بان األسباب المالية ىي التي أثرت في توجيات
الدولة في حد ذاتيا ،فإنتقمت طبيعة المالية العامة لمدولة من مالية محايدة إلى مالية تدخميو
وظيفية ثم مالية تخطيطية ،فكان من البداىة أن ينعكس ىذا التطور عمى نظرية النفقات
()1
العامة >>
( )1بن داود ابراىيم .الرقابة المالية عمى النفقات العامة .دار الكتاب الحديث :القاىرة .طبعة .2010ص . 51
13
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
نتطرق ىنا لتعريف النفقة العامة لغة واصطالحا من خالل ما ورد في الفقو والتشريع
الجزائري:
أوال -تعريف النفقة العامة لغة << :ىي من أنفق الرجل إذا إفتقر وذىب مالو ومنيا قولو
()1
تعالى ":قل لو أنتم تممكون خزائن رحمة ربي إذا ألمسكتم خشية اإلنفاق" .
ثانيا -النفقة إصطالحا <<:أما النفقة العامة في اإلصطالح فيي إخراج جزء من مال
الــنفقة ىي ك ــل حق وجب صرفو في << وقـد أكد اإلمام الماوردي ىذا المــفيوم بقــولو :
مصالح المسممين فيو حق عمى بيت المال فإذا صرف في وجية صار مضافا إلى الخارج
من بيت المال >> )2(.و بيذا فالنفقة العامة ىي ما تنفقو الدولة أو أي شخص من األشخاص
العامة األخرى أو المؤسسات التابعة ليا وىذا بخالف النفقة الخاصة التي يضفي عمييا
()3
الطابع الشخصي لممنفق>> .
أما في التشريع الجزائري فمم يرد تعريف لمنفقات العامة عدا تمك اإلشارات التي تناوليا
في إطار الميزانية العامة لمدولة أو ما تعمق بإعتمادىا وىذا ما ورد عمى وجو الخصوص في
14
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
تتشكل الميزانية العامة لمدولة من اإليرادات << المادة 06من قانون 17/84والتي تنص:
والنفقات النيائية لمدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية والموزعة وفق األحكام التشريعية
والتنظيمية المعمول بيا>> .كما نصت المادة 23من نفس القانون والواردة في الفصل الثالث
تشتمل األعباء الدائمة لمدولة عمى ما يمي :نفقات << المعنون بالنفقات بقولو :
مبمغ من النقود يقوم بإنفاقو << أما كتاب المالية العامة فيعرفون النفقة العامة بأنيا:
()1
>> شخص عام بقصد تحقيق نفع عام.
في مرحمة الدولة الحارسة إمتنع عمى الدولة التدخل في الحياة االقتصادية و االجتماعية
و إقتصر نتيجة لذلك غرض النفقات العامة عمى ضمان سير المرافق األساسية التي ليا
دور إشباع الحاجات العامة األولية من دفاع وقضاء ،وىذا ما كان لو إنعكاسو عمى كتابات
فقياء اإلقتصاد والمالية فمم يعط التقميديون النفقات العامة أىميتيا التي تستحقيا فكانت
دراسة النفقات العامة توجو أساسا لممشاكل القانونية المتعمقة بإجراءات اإلنفاق العام دون
ومن ى ــذا أصبحت أىـ ــم أىـ ــداف الن ــظام الــمالي ب ــما فيو النـ ــفقات الـ ــعامة في الفكر
15
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
الم ـ ــالي المعاصر وحتى في الميدان العممي لمدول الرأسمالية حديثا ىو الحفاظ عمى
اإلستقرار والتوازن اإلقتصادي والحيمولة دون األزمات اإلقتصادية المتتالية التي يعاني منيا
النظام الرأسمالي وأيضا بيدف إرساء قدر من العدالة خاصة في توزيع الدخل الوطني
وضمان اإلستخدام السميم لمموارد عن طريق ما تحدثو من نفقات عامة لدعم اإلقتصاد
()1
. ولضمان الحد األدنى من سبل اإلستثمار العام
إن المالحظ يرى أن تطور الدولة ودورىا قد أخذ مسار آخر حيث ظيرت إلى الوجود
خاصة في العشرية األخيرة دعوات لمتقميص من الـ ـ ــنشاط االقتصادي لمدولة والحد من
ت ـ ــدخميا ،وذلك بالمجوء إلى نظام الخوصصة بالتخمي عن مجاالت القطاع العام إلى القطاع
الخاص فأعتبرت ىذه التوجيات الجديدة بمثابة إيديولوجية حديثة لمبمدان الرأسمالية المتقدمة
بمغ صداىا إلى معظم البمدان النامية وعمى رأسيا الجزائر خاصة تحت تأثير المنظمات
الدولية والضغوط الخارجية الناتجة عن مديونية ىذه البمدان تجاه دول اإلقتصاديات المتقدمة
ليطمب من ىذه البمدان ضرورة خمق توازن في ميزانيتيا مما يعني الحد من سياسة اإلنفاق
الحكومي والتخمي عن بعض وحدات القطاع العام وفتح مجال المنافسة وتحرير األسعار
( )1زينب حسين عوض اهلل .المالية العامة .دار المعرفة :بيروت .طبعة . 1994ص .27
16
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
إن بيان تقسيم النفقات العامة ليس لمجرد التصنيف وانما اليدف من ذلك ىو معرفة كل
نوع من النفقات لتحديد تمويميا ،حيث إن النفقات العادية تمول غالبا باإليرادات العادية
()1
،كما إن التقسيم و الخصائص وتمول النفقات اإلستثنائية بإرادات إستثنائية كأصل عام
يبرز لنا ىذا التصنيف كل نفقة بقصد ترشيدىا كما يسيل لنا ذلك إعمال الرقابة المالية
واجراء المتابعة والفحص ،بخالف ما إذا كانت النفقات ميمة دون تحديد وتصنيف ،فيستحيل
()2
بذلك إجراء عمميات التدقيق والتحقيق كعناصر لمرقابة المالية.
والثبات ومثاليا أيضا رواتب الموظفين ،أما النفقات اإلستثنائية تمتاز بعدم دوريتيا نظ ار
لعدم تكرارىا كل سنة ومثاليا نفقات الحاالت الطارئة وحاالت األزمات والحروب وانتشار
( )1حسن عواضة .المالية العامة .دار النيضة العربية :القاىرة .الطبعة .1978ص .347
17
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
وتبرز أىمية ىذا التقسيم في كونو يمكن الحكومة من تقدير مستويات اإلنفاق العام تقدي ار
سميما وتدبير ما يمزم من إيرادات عامة لسداد ىذا النوع من النفقات ،أما النفقات غير
العادية فنظ ار لطابعيا الطارئ والفجائي فيي غالبا ما تسدد من إيرادات غير عادية كالمجوء
أما السياسة المالية الحديثة فيي عمى عكس ذلك إذ ترى أنو ليس ىناك ما يبرر ىذا
التمييز حيث أنو يمكن تمويل إحدى النفقتين عادية أو استثنائية من نفس مصادر التمويل .
أكثر من ىذا فالنفقات العادية والتي قيل بسنويتيا فقدت إلى حد معتبر ىذا المنطمق
فالدولة أخذت اليوم بإعداد ميزانيتيا وفقا لبرامج التنمية االقتصادية ووفقا لمخططات تنموية
قد تتعدى السنة ومن ىنا ففكرة الدورية تجعل من الصعب التفرقة بين النفقات العادية وغير
العادية ألننا لو نظرنا إلى فترة أطول من فترة سنة ولتكن خمس سنوات مثال أدى ذلك إلى
إعتبار العديد من النفقات غي ر العادية نفقات عادية وكذلك لو إقتصرت لفترة أقل من سنة
فالنفقات اإلدارية أو نفقات التسيير ىي << -2النفقات اإلدارية والنفقات الرأسمالية:
النفقات الالزمة لسير اإلدارات العامة في الدولة كرواتب الموظفين ونفقات الصيانة وغيرىا.
( )1حسين مصطفى حسين .المالية العامة .ديوان المطبوعات الجامعية :الجزائر .طبعة .2001ص .116
18
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
أما النفقات الرأسمالية فيي المتعمقة بالرأسمال الوطني والثروة الوطنية كنفقات التجييز
واإلنشاء والتعمير والنفقات اإلستثمارية ،وىذه النفقات تكون موزعة حسب المخطط اإلنمائي
السنوي وتظير في الجدول * ج * الممحق بقانون المالية ،ويسمح التقسيم الوظيفي لنفقات
اإلستثمار بإعطاء وضوح بارز لنشاط الدولة اإلستثماري >> (. )1
– 3النفقات الفعمية والنفقات التحويمية :النفقات الفعمية وىي التي تنفقيا الدولة فعميا ألجل
الحصول عمى السمع والخدمات الالزمة لمعمل اإلداري وتسيير المرافق العامة كرواتب
مستخدمي الدولة وكذا النفقات الموجية إلقتناء المعدات واآلالت ،أما النفقات المحولة أو
المنقولة فيي التي تيدف إلى إعادة توزيع الثروة والدخل الوطني وذلك عن طريق
اإل قتطاعات الضريبية من الخاضعين ليا ليعاد توزيعيا عمى فئات أخرى ومثاليا نفقات
– 4النفقات المنتجة والنفقات غير المنتجة :المقصود بإنتاجية النفقة ىو الحصيمة التي
تترتب إنفاقيا ،ألجل ىذا أعتبرت النفقات اإلستثمارية التي تؤدي إلى خمق سمع مادية أو
فائدة مالية نفقات منتجة بخالف نفقات مستخدمي اإلدا ارت و نفقات تسيير الم ارفق العامة
التي أعتبرت غير منتجة ،شابييا تعد من قبيل النفقات المنتجة ألنو إذا تم اإلنفاق عمى
األفراد فسيقبمون عمى شراء سمع وخدمات مما يعيد حركية األموال وبالتالي حركية اإلقتصاد
19
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
الوطني وغيرىا من النفقات التي تعد في ظاىرىا غير منتجة وىي في الحقيقة أكثر إنتاجية
() 1
ولو كان ذلك بطريق غير مباشر .
تقسم كل دولة نفقاتيا العامة في ميزانيتيا إلى أقسام متعددة واليدف دائما ىو تسييل
عممية الرقابة ولتحديد طرق التمويل وىذه التقسيمات تختمف بطابع الحال عن التقسيمات
النظرية سالفة الذكر والتي تناوليا الفقياء دون أن تظير في وثائق الميزانية بخالف
() 2
. التقسيمات الوضعية فيي موضوعة في تقسيمات ميزانية الدولة
-1التقسيم اإلداري :يستند ىذا التقسيم اإلداري إلى تقسيمات اإلدارات العمومية لمدولة ،إذ
يعيد بالنفقات حسب القطاعات الو ازرية في الدولة وحسب ىيئاتيا اإلدارية المستقمة إذ
الدستوري وغيرىا من الييئات المستقمة األخرى ،ويمكن أن يضاف إلى ىذا التقسيم في
الميزانية العامة النفقات الموصدة في الميزانية الممحقة والحسابات الخاصة بالخزينة وتتبين
ىنا النفقات السنوية من النفقات البرامجية التي تتعدى السنة بغرض تطبيق مخططات
() 3
وبرامج التنمية االقتصادية
20
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
– 2التقسيم الوظيفي :في سنة 1947وفي تقرير لمجنة ىوفز المجتمعة في الواليات
المتحدة األمريكية ،تم إقتراح ىذا التقسيم والغرض منو ىو مقارنة اإلدارات العامة ومدى
إنتاجيتيا مع المؤسسات الخاصة ،وىو يستند عمى الوظائف التي تؤدييا ،وبيذا يوضع كل
قطاع عمى حدى وبالتالي تحدد نوعية النفقة حسب القطاع مثال قطاع القضاء ،الدفاع ،
والثقافية ،ومن خالل ىذا اليدف الوظيفي لمنفقة يتم التمييز عمى الخصوص بين النفقات
– 3التقسيم االقتصادي :ىو تقسيم ينبني عمى أسس اقتصادية إذ تتحدد نوعية النفقة
والقسم الذي تندرج فيو حسب األثر واليدف اإلقتصادي الذي تؤديو ىذه النفقة تجاه اإلقتصاد
الوطني أو الحياة اإلقتصادية لألشخاص المعنوية العامة و الخاصة ،ورأى فقياء عمم
() 2
المالية واإلقتصاد تقسيم النفقات إلى نفقات التسيير نفقات التجييز واإلنشاء نفقات التوزيع.
من خ ـ ــالل م ـ ــا سبق خاصة فـ ــي تعريف النفقة العامة بأنيا :مبمغ م ــن النقود يقوم
بـ ـ ــإنفاقو شخص عام بقصد تحقيق نفع عام ،ومن خالل ىذا التعريف يتضح لنا إن لمنفقة
21
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
إن الدولة و األشخاص العمومية التابعة ليا تعتمد عمى اإلنفاق من أجل إشباع الحاجات
العامة و كل شكل من األشكال اإلنفاق يجب أن يأخذ الصفة النقدية حتى يمكن القول أننا
بصدد نفقة عامة ،و الشرط النقدي لمنفقة العامة أستحدث بناء عمى تطورات أدت إلى
ضرورة ىذا اإلنفاق و ىو أنجع الطرق لحصول الدولة عمى خدمات أو سمع أو دراسات
معينة تمبية لحاجات عامة ،و أىم نتيجة لإلستخدام النقدي ىو تسييل النظام المالي لمدولة
و إعطائو فعالية أكثر و ذلك بإقرار مبدأ الرقابة بصورىا المتعددة عمى النفقات العامة ضمانا
() 1
،و ىي نفسيا الميزة التي تميز المالية لحسن إستخداميا طبقا لممصمحة العامة دائما
أوال -الصفة النقدية لمنفقة العامة :حتى يمكن إعطاء وصف العموم عمى النفقة العامة كان
لزاما أ ن تصدر من شخص معنوي عام أي من الدولة أو الوالية أو البمدية أو إحدى الييئات
العامة و من ىنا ال تعتبر من قبيل النفقات العامة النفقات التي يقوم بيا األفراد أو إحدى
الييئات الخاصة حتى و إن كانت موجية لتحقيق منفعة عامة كأن يتبرع أحد األفراد بمقدار
22
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
ثانيا-الغرض من اإلنفاق العام :ال بد أن تكون غاية النفقة و ىدفيا تحقيق نفع
عام يعود عمى جميع المواطنين ال عمى فرد أو فئة معينة بذاتيا و يقوم ىذا الشرط عمى
ثالث دعائم:
-أوليا يتخمص في تبرير النفقة العامة بتوجيييا لتمبية الحاجات العامة و التي تتولى الدولة
-ثانييا كون المنفعة المراد تحقيقيا مشروعة وفق ما نظمتو األحكام التشريعية و التنظيمية.
-ثالثيا المساواة بين المواطنين في النفع العام كنتيجة لممساواة بينيم في تحمل األعباء
العامة.
و فكرة المنفعة ىي في تطور مستمر و تختمف من بمد آلخر و من زمن آلخر في الدولة
الواحدة و قد تعددت المعايير في تقدير ىذه المنفعة العامة إال أن المتفق عميو في تقرير
23
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
إن الرقابة المالية عمى النفقات العامة تتجسد بصورة سامية و رفيعة القدر في شريعتنا
السمحاء إذ تعددت صورىا و أشكاليا و أحكمت أساليبيا و أدوارىا ،كما لمتشريع الجزائري
حضو في أن نص عمى الرقابة المالية عمى نفقات الدولة وان كان بنتائج وأىداف مختمفة.
لذا سنتطرق لتعريف الرقابة المالية وأساسيا القانوني في المطمب األول و صور و أسس
تمر الرقابة المالية بين المصطمحات و المصدر لتقربنا شيئا فشيئا من مفيوميا ،لذا
سنتطرق لتعريف الرقابة المالية في فرع أول وأساسيا القانوني في الفرع الثاني.
أوال -تعريف الرقابة المالية لغة :نجد في مدلوالت المغة العربية أن الرقابة وردت بمعاني
كثيرة منيا:
-الحراسة والرعاية :رقب الشيء وراقبو أي حرسو ،ورقيب القوم ىو حارسيم والرقيب ىو
24
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
-اإلشراف :إرتقب أي أشرف وعال ،فنقول إرتقب المكان إذا عال وأشرف.
() 2
.معناه لم ترتقب قولي . وفي القران الكريم نجد قولو تعالى " :ولم ترقب قولي "
الحفظ :فمن أسماء اهلل تعالى ( الرقيب ) بمعنى الحافظ الذي ال يغيب عنو شيء ومن قولو
تعالى " :إن اهلل كان عميكم رقيبا " النساء اآلية 1أي حفيظا ألعمالكم مطمعا عمييا(.)3
ثانيا -تعريف الرقابة المالية إصطالحا :ىي القواعد المستنبطة من الشريعة اإلسالمية والتي
تستخدم كمقياس لمحاسبة المرء في عممو سواء تعمق األمر بدينو أو دنياه.
وبيذا نتوصل إلى أن الرقابة المالية في منظور الشريعة اإلسالمية ىي القواعد واألحكام
التي أرستيا الشريعة اإلسالمية ألجل صيانة المال العام ودرء كل تقصير أو تياون في
جمعو أو إنفاقو أما عن التشريع الجزائري فال نجد فيو تعريفا لمرقابة المالية إال في إشارات
منو ألساليبيا وىيئاتيا و عموما فقد تميز التشريع الجزائري كغيره من التشريعات بثالث
( )3اإلمام القرطبي .الجامع ألحكام القران .الجزء الخامس .دار الكتب المصرية :القاىرة .الطبعة .1967 .3ص.7
25
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
اإلتجاه األول :يركز عمى الجانب الوظيفي كما يركز عمى األىداف مؤكد أن الرقابة ىي -
التأكد وتحقق من أن التنفيذ يتم طبقا لمخطة المعتمدة والتعميمات المسطرة والمبادئ المقررة
اإلتجاه الثاني :يركز عمى الجانب اإلجرائي وعمى الخطوات الواجب إتباعيا لمقيام -
اإلتجاه الثالث :وىو إتجاه ييتم باألجيزة والييئات القائمة بعممية الرقابة والتي تتولى -
الفحص والمتابعة والمراجعة وجمع المعمومات ،وبيذا نجد أن الرقابة المالية تدور حول
محوري الوسيمة واليدف عمى محل ثابت ىو المال العام (. )1
لقد ثبتت شرعي ة الرقابة المالية من كتاب اهلل تعالى ومن سنة نبيو صمى اهلل عميو وسمم
ومن عمل صحابتو الكرام ،ومن التشريع الوضعي وىو كما نتناولو في ما يمي :
أوال -من الكتاب والسنة :نجد قولو تعالى " :وما كان لنبي أن يغل ومن يغمل يأتي بما غل
() 2
يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وىم ال يظممون "
( )1عوف الكفراوي .الرقابة المالية النظرية والتطبيق .مطبعة األنصار .اإلسكندرية .1998 .ص.17،18
26
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
فقد أوضحت اآلية أن كل من يغل شيء يأتي بو حامال لو عمى ظيره أو رقبتو معذبا
بحممو مرعوبا بصيتو فيعذبو اهلل بما أخذ في نار جينم أما عقابو في الدنيا فيو التعزير أو
إسترداد المال والعزل فاآلية وان نزلت في خيانة الغنائم فإن حكميا يتعدى إلى كل من يأخذ
ما ليس لو فيو حق من أموال المسممين العامة وقولو تعالى " :والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا
و ىكذا أكد اهلل تعالى أنو بالمال يكون قيام األفراد وبالتالي قيام الجماعات ولذلك عد
أما عن أدلة شرعية الرقابة المالية من سننو صمى اهلل عميو وسمم ما رواه البخاري عن أبي
حميد الساعدي قال " :إستعمل النبي صمى اهلل عميو وسمم رجال من بني أسد يقال لو إبن
المتيبة عمى صدقة فمما قدم قال ىذا لكم وىذا أىدي إلي ،فقام النبي صمى اهلل عميو وسمم
عمى المنبر فحمد اهلل و أثنى عميو ثم قال " ما بال العامل نبعثو فيأتي فيقول ىذا لك وىذا
أىدي إلي فيال جمس في بيت أبيو وأمو فينتظر أييدى لو أم ال ؟ والذي نفس محمد بيده ال
يأت بشيء إال جاء يوم القيامة يحممو عمى رقبتو إن كان بعي ار لو رغاء أو بقرة ليا خوار أو
شاة تعير ثم رفع يديو حتى رأينا إبطيو ثم قال آال ىل بمغت ؟ ثالث "(. )2
27
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
نفيم من ىذا الحديث الجميل وغيره من األحاديث الواردة في سنة المصطفى صمى اهلل
عميو وسمم أن النبي قد مارس الرقابة عمى المال العام بقولو وفعمو فكان يحاسب عمالو عمى
() 1
،وكان الخمفاء الراشدين والصحابة حريصين عمى كل ما يجمبونو وما ينفقونو من أموال
حفظ مال المسممين ومن ىذا قول عمر بن الخطاب " :إن ىذا المال ال يصححو إال خالل
ثالث أن يؤخذ بالحق ،ويعطي بالحق ويمنع من الباطل " (. )2
ثانيا -من التشريعات الوضعية :أما عن أدلة شرعية الرقابة المالية في التشريع الجزائري
إذا << فيي واردة في نصوصو متعددة بدءا بالميثاق الوطني 1976حيث نص عمى أنو :
كانت الثورة تضع ثقتيا في الناس فيذا ال يمنعيا من أن تفكر في وضع أجيزة الرقابة من
القاعدة إلى القمة ميمتيا التحقق مما إذا كانت ممارسة المسؤولية وتنفيذ الق اررات يتالءمان
ليؤكد بعد ذلك >> مع التوجيو العام لمبالد ويتطابقان مع المقاييس التي ينص عمييا القانون
وجوب أن تمتد الرقابة إلى تطبيق القوانين وتوجييات الدولة وتعميماتيا تطبيقا حقيقيا
وتسير عمى إحترام أحوال اإلنضباط والشرعية وتحارب البيروقراطية وشتى أنواع التباطؤ
اإلداري(. )3
( )1حسين يوسف راتب ريان .المالية العامة في الفقه اإلسالمي .دار النفائس لمنشر والتوزيع :االردن .الطبعة. 2
.1999ص.22
28
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
فصل الرقابة عمى مجمس المحاسبة كأعمى ىيئة رقابية ،باإلضافة إلى النصوص القانونية
قد تكون المصطمحات متشابية لكن مدلوالتيا وتطبيقاتيا تختمف كل اإلختالف فالرقابة
المالية في زمن ولى ومضى ليست كالرقابة المالية في زمن الحاضر ألسباب عديدة لتغير
أوجو اإلنفاق وأنواعو وتغير أدوار الدولة في أساسيا ،وبتطور صور وأساليب الرقابة المالية
وتطور أىدافيا وأبعادىا بدأت تبرز أىمية الرقابة المالية (. )1
29
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
أوال -من حيث جهة الرقابة :ونجد ىنا نوعيـ ـ ـ ـ ــن من الرق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابة
-1الرقابة الداخمية :ويقصد بيا تمك الخطة التنظيمية ومختمف اإلجراءات والتنظيمات
والوسائل المستعممة داخل المؤسسة لتحقيق الكفاية ومثل ذلك اإلحصاءات ،تقارير األداء
-2الرقابة الخارجية :تتمثل في العمميات الخارجية التي تقوم بيا أجيزة متخصصة ومستقمة
عن السمطة التنفيذية وىدفيا ىو مراجعة العمميات المالية والحسابات وحتى تتحقق من
صحتيا وشرعيتيا ودقتيا وىي رقابة بعدية والحقة لعمميات التنفيذ كالرقابة التي يقوم بيا
-1الرقابة السابقة :وىي المتمثمة في موافقة الجية المختصة قانونا عمى عممية اإللتزام
بالنفقة وذلك بالتحقق من توافر اإلعتماد في الميزانية وصحة العممية من حيث اإلسناد وكذا
من حيث سالمة الوثائق المرفقة وىي تعتبر رقابة مانعة ووقائية من وقوع أخطاء واختالسات
ومثاليا الرقابة التي يمارسيا المراقب المالي قبل إجراء صرف النفقة.
30
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
-2الرقابة أثناء التنفيذ :وتقوم بيذه الرقابة الييئات واإلدارات حتى تتأكد من سالمة ما
يجري بداخميا ومن التنفيذ لعمميات النفقات العامة من كونو يسير وفقا لمقوانين والتنظيمات
والتوجييات الجاري العمل بيا وىي رقابة تمتاز بالشمول واإلستمرار وىي رقابة ذاتية تقوم
-3الرقابة البعدية أو الالحقة :وىي تتم بعد عممية صرف النفقات وتتمثل في تدخل
الجيات المختصة قانونا بالمراجعة لمعمميات المالية إستنادا لموثائق المثبتة لذلك.
-1الرقابة الحسابية أو المستندية :ويقصد بيا العمميات و اإلجراءات اليادفة إلى مراجعة
المستندات والدفاتر المحاسبية المتعمقة بعمميات تخص الصرف والتحصيل وذلك ألجل التأكد
والتحقق من مدى صحة البيانات المالية الواردة في الدفاتر المحاسبية والسجالت ومطابقتيا
() 2
. مع قواعد المحاسبة العمومية
-2الرقابة االقتصادية ورقابة الكفاية :ىي الرقابة اليادفة إلى مراجعة ما تم تحقيقو من
نتائج تحقيقا فعميا ومقارنتو باألىداف المسطرة والمحددة في البرامج اإلنمائية والخطط
<<
العممية التي تـ ـ ـيتم اإلقتصادية ،وقـ ـد ع ـ ـرفيا ال ـدكتور طارق الساطي فـ ـي كتابو بأنيا:
31
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
بالتحقيق مما إذا كان التنفيذ الفعمي لمخطة المالية األساسية قد تم ضمن األىداف
-3الرقابة الشرعية :والمقصود بيا أن تكون عممية الرقابة في حد ذاتيا مشروعة أي أنيا
رابعا -من حيث السمطة المخولة لمرقابة :وىي تنقسم إلى نوعين:
-1الرقابة اإلدارية :وىي رقابة تكشف اإلنحرافات دون توقيع الجزاء وىذا ما يحد من
فعاليتيا وىي تنبني عمى مراجعة وفحص البيانات المحاسبة والمالية ألجل التحقق من
صحتيا وسالمتيا ومن إحترام اإلدارة لمتعميمات والموائح التي تصدرىا الجيات المؤىمة بذلك
-2الرقابة القضائية :وىي الرقابة الموكمة لييئة قضائية تقوم بالتأكد من مدى شرعية
التصرفات المالية التي تقوم بيا اإلدارة التي ليا أن تسمط العقوبة عمى المخالفين والرقابة
القضائية ىنا توكل لمقضاء الجزائي ،حيث يقوم بمراقبة الجرائم الواقعة عمى األموال
كاإلختالس والسرقة والتيريب وغيرىا ،كما يوكل األمر لييئات خاصة كمجمس المحاسبة
() 2
. الذي لو طبيعة قضائية إضافة إلى الطبيعة اإلدارية
32
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
أوال -قواعد الرقابة المالية :إن الرقابة المالية ال تقوم بصفة عشوائية دونما حنكة أو دراية
فال بد أن تكون لمرقابة بحد ذاتيا في أنماطيا وىيئاتيا وأساليبيا رقابة أخرى ،وىذا ال يتم إال
بقواعد صارمة تجعل من الرقابة ثابتة ومتزنة وبالتالي تكون ليا فعاليتيا عمى المال العام
-1الحياد واإلستقاللية :حتى تتجسد الرقابة المالية وتؤدي دورىا المحدد سمفا البد من
توفر القدر الالزم من الحياد الذي يجب أن يتحراه القائمون بالرقابة لذلك تم اإلىتمام بوضع
شروط خاصة لممراقب فردا كان أو ىيئة بسن شروط حددىا الدستور وحددتيا القوانين
والموائح المختمفة والمتعمقة بواجب التحفظ والحياد واإللتزام بواجب السر الميني ،كما أنو
يجب أن تكون ىيئات الدولة القائمة بالرقابة قائمة عمى أساس مستقل تماما عن الييئات
-أن يكونوا من ذوي الكفاءة ومن ذوي التخصص و الميارات الالزمة لتدقيق الحسابات
33
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
-2الكفاءة المهنية:
-البد وان تكون القيادة اإلدارية القائمة سميمة واال فسدت كل المصالح التي تعمل تحت
رقابتيا.
-البد من إعتماد األساليب العممية والتقنيات الحديثة مما يسيل عمل القائمين بالرقابة ألداء
-بذل العناية والحرص الالزمين ألن القائم بأمر الرقابة ىو مسؤول عمى أموال األمة
بأكمميا.
- 3نظام الرقابة :وما يجب أيضا لفاعمية الرقابة ىو أن يعتمد عمى نظام رقابي ميسور
الفيم و متطابق مع ما نعيشو ال أن نقوم بإستيراد أنظمة ال يفيميا ال القائم بالرقابة و ال
الشخص محل الرقابة كما يجب أن نراعي مبدأ اإلقتصاد في تكاليف عممية الرقابة لكي ال
() 1
. تزيد في عبء ميزانية الدولة
ثانيا -وسائل الرقابة المالية :كما أن لمرقابة المالية قواعد فإن ليا وسائل عديدة تعتمد عمييا
و أىميا :
_1القوانين و التعميمات و الموائح :وىي من أولى األدوات ومن أىميا ،فال تقوم الرقابة
34
النفقة العامة والرقابة عليها الفصل التمهيدي
_2المراجعة و التفتيش :وىذا كإجراء تطبيق لما أتت بو النصوص و التنظيمات وىذا
بمراقبة الحسابات بأسموب مدقق وىذا ما يقوم بو جياز أو فرد موكل لو أمر الرقابة
الخارجية.
فال بد من مكافئة المراقب بأدائو الحسن و تفانيو في القيام بخدماتو و في نفس الوقت تسميط
أقصى العقوبات عمى من تياون أو أىمل القيام بعممو لتحسين القائم بالرقابة بوجود رقابة
() 1
عميو مما يؤدي بو إلى الشعور بالمسؤولية و ألداء عممو عمى أكمل وجو .
35
الفصل األول :ميزانية البمدية و كيفية تنفيذ نفقاتها
لمدخول في دراسة موضوع البحث البد من اإلحاطة أوال بمالية البمدية ،من خالل
دراسة ميزانية البمدية ألنها مصدر تنفيذ النفقة ،فنعرج عمى كيفية إعدادها
و األساليب المتبعة في تنفيذ نفقات البمدية ،ألن التنفيذ من الرقابة ،و بهذا رأينا أن
نقسم هذا الفصل إلى مبحث أول نتكمم فيه عن ميزانية البمدية و كيفية إعدادها،
عرفت الجماعات المحمية بعد اإلستقبلل مشاكل مالية خطيرة نتجت عن اإلنخفاض
المحسوس في مواردىا المالية بسبب ضعف أو تقمص النشاط اإلقتصادي وارتفاع أعباء
البمديات إلتساع صبلحياتيا و كذا إرتفاع األسعار ،ضف إلى ذلك التسيير غير المحكم
لممالية الناتج عن قمة خبرة المسيرين الجدد ،و البمدية كجزء من الجماعات المحمية حضيت
بالعديد من القوانين التي تنظم وتأطر ميزانيتيا و تبين كيفية إعدادىا لذا سنتطرق إلى ميزانية
تتمثل الجماعات المحمية طبقا ألحكام المادة 15من الدستور و التي تنص عمى أن
()1
والتي متعيا التشريع باالستقبللية المالية وذلك بأن البمدية ىي الجماعة القاعدية.
خصيا بميزانية ترصد فييا جميع نفقاتيا ومواردىا ،ونظ ار ألىمية الميزانية المحمية في إدارة
شؤون الجماعة المحمية القاعدية نتطرق إلييا من خبلل ثبلث فروع الفرع األول تعريف ميزانية
البمدية والمبادئ التي تحكميا والفرع الثاني أشكال ميزانية البمدية والفرع الثالث مدونة ميزانية
البمدية .
37
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
أوال -تعريف ميزانية البمدية :لقد ورد تعريف ميزانية البمدية في المادة 176من قانون
<< ميزانية البمدية ىي جدول تقديرات اإليرادات والنفقات السنوية البمدية لسنة :2011
لمبمدية وىي عقد ترخيص وادارة يسمح بسير المصالح البمدية وتنفيذ برنامجيا لمتجييز
جاء ىذا التعريف أكثر دقة من التعريف الوارد في قانون البمدية لسنة ،1990بحيث أنو أكد
عمى أن الميزانية ىي أداة تنفيذ برامج التجييز واإلستثمار لمبمدية ومن ثم عمى الطابع التنموي
لمياميا ،وىو ذات التعريف الذي خص بو ميزانية الوالية في قانون سنة ، 2012ونستخمص
من التعريف:
أن ميزانية البمدية تتضمن ثبلث خصائص تميز الميزانيات العامة وىي :الطابع التقديري،
()2
. الطابع الترخيصي ،الطابع السنوي
كان الفكر المالي التقميدي يرى ضرورة قيام الميزانية عمى أربعة مبادئ أساسية ىي :
سنوية الميزانية ووحـ ـدة الميزانية وعمومية الم ـيزانية وتـ ـوازن الميزانية ،وق ـد طرأت عمى ىذه
المبادئ تطورات كثيرة ولحق بكل منيا عدد من االستثناءات نتيجة لمتطور الذي ط أر عمى
( )1المادة 176من القانون رقم 10-11المؤرخ في 22يونيو سنة 2011المتعمق بالبمدية.
( )2يمس شاوش بشير .المالية العامة .ديوان المطبوعات الجامعية :بن عكنون .الجزائر .2013 .ص.162،161
38
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
()1
العامة بوجو عام وسنتعرض ليذه المبادئ كما يمي:
-1مبدأ سنوية الميزانية :وىو نفس المبدأ الذي يحكم سنوية الميزانية العامة لمدولة وتعني
الحياة المالية لمدولة ( أي مدة سنة ) وىي تمكن البرلمان من مراقبة الحكومة في إطار إحترام
()2
. قاعدة السنوية
و تنص المادة 03من القانون 17/84عمى ما يمي << :يقر ويرخص قانون المالية لمسنة
بالنسبة لكل سنة مدنية ،مجمل موارد الدولة وأعبائيا وكذا الوسائل المالية األخرى المخصصة
لتسيير المرافق العمومية كما يقر ويرخص عبلوة عمى ذلك المصاريف المخصصة لمتجييزات
()3
العمومية وكذلك النفقات بالرأسمال >>.
وىو المبدأ الساري عمى ميزانيات اإلدارة المحمية ،ويعتبر إستثناء من مبدأ سنوية الميزانيات
المخصصة لمبرامج والمخططات اإلقتصادية واإلجتماعية التي يستغرق تنفيذىا في الميدان عدة
سنوات (.)4
-2مبدأ وحدة الميزانية :يقوم مبدأ وحدة الميزانية عمى فكرة مفادىا أن نفقات و موارد جميع
المصالح التابعة لنفس الجماعة العمومية أن ميزانية الدولة تجمع وتقيد في وثيقة واحدة،
( )1عمي زعدود .المالية العامة .ديوان المطبوعات الجامعية :بن عكنون .الجزائر .الطبعة .2011 . 4ص.75
( )2محمد الصغير بعمي ،يسري أبو العبلء .المالية العامة .دار العموم لمنشر والتوزيع :عنابة .2003 .ص.91
( )3المادة 03من القانون رقم 17-84مؤرخ في 1984/07/07المتعمق بقوانين المالية .
( )4محمد الصغير بعمي ،يسري أبو العبلء .المرجع السابق .ص.92
39
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
ويقصد عندئذ من ىذا المبدأ أن تدرج كافة نفقات الدولة وايراداتيا في ميزانية واحدة والتي
تنظم في جدولين األول يتضمن كافة اإليرادات ميما كان مصدرىا والثاني كافة النفقات ميما
()1
. كانت الجية التي تقوم بيا
ومن مبررات ىذا المبدأ أن وجود وثيقة واحدة تجمع فييا كافة نفقات الدولة واي ارداتيا تمكن
السمطة التشريعية من أ خذ فكرة واضحة وكاممة عن وضعية الدولة المالية ،وأنيا تيسر الرقابة
البرلمانية عمى مالية الدولة ،غير أن عممية الرقابة تصعب إذا تعددت الوثائق المالية وتبعثرت
عبرىا مختمف نفقات الدولة وايراداتيا ،وكذلك األمر بالنسبة لرقابة المجمس الشعبي البمدي عمى
ميزانية البمدية ،يسيل مبدأ الوحدة المقارنة بين مجموع الموارد ومجموع النفقات وبيان ما إذا
()2
،ونظ ار لعدة عوامل أدخمت عمى مبدأ الوحدة إستثناءات الغرض كان ىناك تعادل فيما بينيا
منيا تطبيق المبدأ بمرونة ومن بين اإلستثناءات أن الميزانية العامة لمدولة أو البمدية لم تعد
تشكل الوثيقة الوحيدة التي تقيد فييا كل العمميات المالية التي تنفذىا الدولة من إيرادات ونفقات،
وانما أنشئت إلى جوارىا وثائق أخرى عديدة نمخصيا فيما يمي :الميزانيات الممحقة ،الحسابات
-3مبدأ عمومية الميزانية :ويعني أن تتضمن الميزانية قسمين أوليما خاص باإليرادات والثاني
()3
بالنفقات دون الربط بحيث يظير كل قسم مستقبل عن اآخر.
40
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
-تقيد في الميزانية العامة جميع النفقات وجميع اإليرادات عمى اختبلف أنواعيا ومصادرىا.
إستعمال المبالغ التي تدفعيا الدولة إلى البمديات والواليات مساىمة منيا في نفقات معينة
()1
. تصرف لما خصصت لو كمساعدة جيات منكوبة
وفي ىذا اإلتجاه ذىبت المادة 121من الدستور حيث نصت عمى ما يمي << :ال يقبل
إقتراح أي قانون ،مضمونو أو نتيجتو تخفيض الموارد العمومية ،أو زيادة النفقات العمومية
إال إذا كان مرفوقا بتدابير تستيدف الزيادة في إيرادات الدولة ،أو توفير مبالغ مالية في فصل
()2
أخر من النفقات العمومية تساوي عمى األقل المبالغ المقترح إنفاقيا>>.
وىو ما تؤكده المادة 183من قانون البمدية الفقرة األولى بنصيا عمى ما يمي << :ال يمكن
()3
المصادقة عمى الميزانية إذا لم تكن متوازنة أو إذا لم تنص عمى النفقات اإلجبارية>>..
( )1محمد الصغير بعمي .يسري أبو العبلء .المرجع السابق .ص.97
( )2المادة 121من دستور .1996
( )3المادة 183من قانون البمدية رقم 10-11المؤرخ في 22يونيو 2011المتعمق بالبمدية.
41
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
ولكن العمماء والفقياء المحدثون في المالية العامة يرون عدم األخذ بمبدأ التوازن ويرون أن
تكيف الدولة الحالة اإل قتصادية عن إحداث عجز أو فائض في ميزانيتيا ،وفق ما يعرف
()1
. بالعجز المنظم
وىذا ما جاء في الباب الثاني ،الفصل األول ،الفرع األول بعنوان التصويت عمى الميزانية
وضبطيا ،المادة 183وما يمييا من قانون البمدية رقم ،10/11والخبلصة أن الميزانية العامة
تخضع لمبادئ أساسية ولكل مبدأ أىمية في عمم المالية وفائدتو في النفقات العامة واإليرادات
العامة وال تزال ىذه المبادئ متبعة في النظام الم ــالي لمدولة الحديثة (.)2
تعتبر وثائق ميزانية البمدية الوسيمة الوحيدة و األساسية التي تبين كيفية توظيف اإليرادات
وصرف النفقات ،والتي تتكون من األبواب ليا عنوان خاص بيا ،تتعمق بكل قسم من أقسام
الميزانية وكل باب ينقسم إلى مواد تحمل رقما معينا .
أوال -الميزانية األولية :سميت باألولية ألنيا أول ميزانية تعدىا البمدية خبلل السنة المعنية وىي
توضع قبل بدء السنة المالية وبالضبط قبل 31أكتوبر من السنة التي تسبق سنة تنفيذىا ،وىي
الوثيقة األصمية التي تقدر فييا جميع النفقات واإليرادات المتعمقة بالدورة التي وضعت من
( )1السيد عبد المولى .المالية العامة .دار الفكر العربي .القاىرة . 1978 .ص .363
( )2عمي زعدود .المرجع السابق .ص.100
42
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
-وتجدر اإلشارة إلى أن الصفحة األولى من الميزانية تعطي ممخصا عاما عن الوضعية
()1
اإلقتصادية والسياسية والمالية لمجماعة المحمية.
ثانيا -الميزانية اإلضافية :وىي ميزانية تسمح بتعديل النفقات واإليرادات خبلل السنة المالية
وىذا ما جاء في المادة 177من قانون البمدية حيث نصت عمى أنو << :يتم تعديل
النفقات و اإليرادات خبلل السنة المالية حسب نتائج السنة المالية السابقة عن طريق ميزانية
()2
والميزانية اإلضافية ىي الميزانية األولية مضاف إلييا ترحيل بواقي الحساب إضافية >>
اإلداري والتغييرات في اإليرادات والنفقات التي يراىا المجمس الشعبي البمدي ضرورية لمسنة
43
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
وتعتبر معدلة ألنو يمكن زيادة أو تخفيض النفقات المسجمة والمصادق عمييا في الميزانية
يتم التصويت عمى الميزانية اإلضافية قبل 15جوان من السنة المالية التي تنفذ فييا من قبل
المجمس الشعبي البمدي وىذا ما جاء في الفقرة الثالثة من المادة 182من قانون البمدية لسنة
،2011وزيادة عمى الميزانية اإلضافية يرخص لممجمس الشعبي البمدي أو الوالئي ،في حالة
-اإلعتمادات المفتوحة مسبقا وىي إعتمادات تفتح قبل التصويت عمى الميزانية اإلضافية .
الترخيصات الخاصة وىي اإلعتمادات التي تقرر وتفتح بعد التصويت عمى الميزانية -
اإلضافية (.)1
وىذا ما جاء في نص المادة 2/177عمى أنو << ....يسمى فتح اإلعتمادات المصادق
عمييا عمى إنفراد في حالة الضرورة إعتمادات مفتوحة مسبقا إذا جاءت قبل الميزانية اإلضافية
()2
أو ترخيص خاص إذا جاءت بعدىا.>>.
ثالثا -الحساب اإلداري :بعد إنتياء السنة المالية يكون من الضروري إعداد حصيمة العمميات
التي أنجزت بالفعل خبلل السنة المالية المنقضية في الحساب اإلداري ،وتقفل وثيقة المحاسب
44
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
في شير أكتوبر من السنة التي تمي السنة التي ىي بصدد عرض ما أنجز بيا ،فالحساب
اإلداري ىو حوصمة مالية لمسنة الماضية متأخرة بسنة ،ويعد في 31مارس من السنة المعنية
()1
بالنسبة لمسنة الماضية.
ال تزال البمديات تعاني جمود النصوص القانونية المتعمقة بتقسيم نفقات البمدية و إيراداتيا
و تنفيذىا ،فيي و إلى حد كتابة ىذه األسطر مازالت تطبق نصوص أكل عمييا الدىر و شرب
وال أدل من ذلك أن بمديات مقر الدوائر تعتمد عمى ما جاء في المرسوم 71-84المؤرخ في
17مارس سنة 1984و الذي يحدد قائمة نفقات البمديات و إيراداتيا ،ومنو القرار الوزاري
المشترك بين وزير الداخمية ووزير المالية المؤرخ 22جانفي 1985ومنو التعميمة الو ازرية
المشتركة المؤرخة في 31جانفي ، 1987وكذلك باقي البمديات و التي تعتمد ىي أيضا عمى
إن ىذه النصوص ال تساير التطور الذي تعرفو مالية البمدية و تزايد حجم نفقاتيا بل
و الق اررات ممغية بصدور المرسوم التنفيذي رقم 315-12المؤرخ في 21أوت 2012و الذي
يحدد شكل ميزانية البمدية و مضمونيا ومنو القرار الوزاري المشترك بين و ازرة الداخمية
45
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
و الجماعات المحمية ووزير المالية و المؤرخ في 06جانفي 2014و الذي صدر ولم ينشر
و الذي ينص في المادة 14عمى أنو << :تحدد شكل و محتوى صفحة المعمومات العامة
و كذا قائمة النفقات و اإليرادات الخاصة بكل باب فرعي لميزانيتي البمدية و حسابيا اإلداري
و نظ ار ليذه الوتيرة البطيئة في إصدار النصوص التنظيمية تبقى النفقة تدور في حمقة مفرغة
األمرين.
ّ و يعاني منيا المكمف بالتنفيذ و المراقب لعممية التنفيذ
و تنص المادة 179عمى أنو << تحتوي ميزانية البمدية عمى قسمين:
( -قسم التسيير -قسم التجييز و اإلستثمار) ،و ينقسم كل قسم إلى إيرادات و نفقات متوازنة
وجوبا يقطع من إيرادات التسيير مبمغ يخصص لتغطية نفقات التجييز و اإلستثمار ،تحدد
أوال -قسم التسيير :تنص المادة 3من المرسوم التنفيذي 315-12عمى ما يمي << :يشتمل
قسم التسيير لمميزانية و الحساب اإلداري عمى النفقات البمدية و إيراداتيا لممصالح اآتية:
-المصالح اإلدارية
( )1المادة 179من قانون البمدية رقم 10-11المؤرخ في 22يونيو 2011المتعمق بالبمدية.
46
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
-المصالح اإلجتماعية
-المصالح اإلقتصادية
()1
-المصالح الجبائية >>
ثانيا -قسم التجهيز و اإلستثمار :تنص المادة 4من المرسوم التنفيذي 315-12عمى أنو:
<< يشتمل قسم التجييز و اإلستثمار لمميزانية و الحساب اإلداري عمى ما يأتي:
تختص أعمى سمطة عمى المستوى المحمي بتحضير الميزانية المحمية و يصوت عمييا
( )1المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم 315/12المؤرخ في 21اوت .2012يحدد شكل ميزانية البمدية ومضمونيا.
( )2المادة 4من نفس المرسوم التنفيذي 315/12السابق.
47
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
يقوم كل من رئيس المجمس الشعبي البمدي و الوالي بتحضير ميزانية المؤسسة التي يشرف
عمييا ،وىذا بمساعدة أمنائيما العامين و المصالح المختصة وفقا لتعميمات وزير الداخمية
و الوزير المكمف بالمالية ،ولتمكينيا من تحضير ميزانيتيا ،يبمغ مدير الضرائب لموالية كل سنة
الواليات و البمديات و الصندوق المشترك لمجماعات المحمية مبمغ التحصيبلت المنتظرة فيما
يخص الضرائب و الرسوم التي تقوم مصالحو بتحصيميا لفائدة الجماعات ،ويتم ضبط التقديرات
الواجب القيام بيا في ميزانية السنة عمى أساس آخر النتائج المعروفة لمتحصيل ،وعندما يتم
وضع مشروع الميزانية يعرض عمى المجنة المختصة بالمالية التابعة لممجمس الشعبي المختص
لتبدي رأييا فيو قبل أن يعرض عمى المجمس الشعبي نفسو لمناقشتو و التصويت عميو في
جاءت المادة 180من قانون البمدية تنص عمى أنو >>:يتولى األمين العام لمبمدية ،تحت
سمطة رئيس المجمس الشعبي البمدي ،إعداد مشروع الميزانية ،يقدم رئيس المجمس الشعبي
يصوت المجمس الشعبي البمدي عمى ميزانية البمدية و يصوت المجمس الشعبي الوالئي عمى
48
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
ميزانية الوالية ضمن شروط و مواعيد محددة قانونا حيث نصت المادة 181من قانون
البمدية <<:يصوت المجمس الشعبي البمدي عمى ميزانية البمدية و تضبط وفقا لمشروط
يصوت عمى الميزانية األولية قبل 31أكتوبر من السنة المالية التي تسبق سنة تنفيذىا.
يصوت عمى الميزانية اإلضافية قبل 15يونيو من السنة المالية التي تنفذ فييا.
وتنص المادة 182عمى أنو <<:يصوت عمى اإلعتمادات بابا بابا و مادة مادة .)1( >>.
يمكن لممجمس الشعبي البمدي إجراء تحويبلت من باب إلى باب داخل نفس القسم عن
طريق مداولة ،يمكن لممجمس الشعبي البمدي إجراء تحويبلت من مادة إلى مادة داخل نفس
الباب بموجب قرار ،ويخطر ب ذلك المجمس الشعبي البمدي بمجرد إنعقاد دورة جديدة ،غير أنو
ال يمكن القيام بأي تحويل بالنسبة لئلعتمادات المقيدة بتخصيص خاص .
إذا كان المبدأ أن تنفذ مداوالت المجمس الشعبي البمدي بحكم القانون بعد 21يوما من
تاريخ إيداعيا لدى السمطة الوصية ،فإن المداوالت المتعمقة بالميزانيات والحسابات ال تنفذ إال
( )1المادة 182من قانون البمدية رقم 10-11المؤرخ في 22يونيو 2011المتعمق بالبمدية.
( )2يمس شاوش بشير .المرجع السابق .ص .165
49
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
وىذا ما جاءت بو المادة 56من قانون البمدية حيث نصت عمى أنو << :مع مراعاة أحكام
المواد ، 57،59،60أدناه تصبح مداوالت المجمس الشعبي البمدي قابمة لمتنفيذ بقوة القانون بعد
وأيضا ما جاء في المادة 57من نفس القانون عمى أنو << :ال تنفذ إال بعد المصادقة
-الميزانيات والحسابات.
-إتفاقيات التوأمة.
و تنص أيضا المادة 58من نفس القانون عمى أنو << :عندما يخطر الوالي ،قصد
المصادقة ،بالحاالت المنصوص عمييا في المادة 57أعبله ،ولم يعمن ق ارره خبلل مدة ثبلثين
( )30يوما إبتداء من تاريخ إيداع المداولة بالوالية ،تعتبر ىذه األخيرة مصادقا عمييا>> (. )3
( )1المادة 56من قانون البمدية رقم 10-11المؤرخ في 22يونيو 2011المتعمق بالبمدية.
( )2المادة 57من القانون نفسو.
( )3المادة 58من القانون نفسو.
50
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
األصل أن الوالي ىو الذي يمارس الوصاية عمى جميع البمديات الكائنة في حدود إقميم
الوالية التي يشرف عمييا غير أنو بإمكان ىذا األخير أن يفوض ىذه الصبلحية لرئيس الدائرة ،
-رئيس الدائرة بالنسبة لمبمديات التي يقل عدد سكانيا عن 50ألف ساكن.
-الوالي بالنسبة لمبمديات التي يفوق عدد سكانيا 50ألف ساكن و إضافة إلى ذلك فإن
البمديات التي يقدر عدد سكانيا ب 30ألف ساكن فأكثر ال يتم المصادقة عمى ميزانيتيا إال
بعد عرضيا عمى لجنة و ازرية مشتركة مكونة من ممثمين عن و ازرة المالية والداخمية (. )1
يتم إ عذ ار المجمس الشعبي البمدي من الوالي ،إذا صوت عمى الميزانية مجدد بدون توازن
أو لم تنص عمى النفقات اإلجبارية واذا لم يتم التصويت عمى الميزانية ضمن الشروط
المنصوص عمييا في ىذه المادة خبلل أجل ثمانية ( )8أيام التي تمي تاريخ اإلعذار تضبط
تمقائيا من طرف الوالي ،وىذا ما ذىبت إليو المادة ( )183من قانون البمدية.
ونصت المادة 184من ىذا القانون عمى أنو << :عندما يترتب عمى تنفيذ ميزانية البمدية
عجز ،فإنو يجب عمى المجمس الشعبي البمدي اتخاذ جميع التدابير البلزمة إلمتصاصو
51
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
إذا لم يتخذ المجمس الشعبي البمدي اإلجراءات التصحيحية الضرورية ،فإنو يتم إتخاذىا من
الوالي الذي يمكنو أن يأذن بإمتصاص العجز عمى سنتين ماليتين أو أكثر>> (. )1
و تنص المادة 185عمى أنو << :إذا لم تضبط ميزانية البمدية نيائيا لسبب ما ،قبل
بدء السنة المالية ،يستمر العمل باإليرادات والنفقات العادية المقيدة في السنة المالية السابقة إلى
غير أنو ال يجوز اإللتزام بالنفقات وصرفيا إال في حدود جزء من إثني عشر ( )12/1في
س د التشريع الجديد لمجماعات المحمية ثغرة كانت موجودة في النصوص السابقة عالج
بموجبو حالة عدم التصويت عمى الميزانية بسبب إختبلل داخل المجمس الشعبي ،فإذا حدث
وحال دون التصويت عمى الميزانية ،يقوم الوالي بإستدعاء المجمس الشعبي البمدي في دورة
غير عادية لممصادقة عمييا شريطة أن تنعقد ىذه الدورة بعد إنقضاء الفترة القانونية لممصادقة
عمى الميزانية وفي حالة عدم توصل الدورة إلى المصادقة عمى الميزانية ،يضبط الوالي نيائيا
52
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
بعد عممية تقدير النفقات العامة تقدي ار سميما وبعد الحصول عمى اإلذن باإلنفاق تأتي
وعكس عممية اإلرادات ومواردىا ،فإن عممية النفقات تتمثل في إستخدام اإلعتمادات
المرخص بيا و التي يتم تنفيذىا حسب اإلجراءات و الكيفيات المحددة قانونا.
و ليذا رأينا أن نتطرق إلى األجيزة المختصة بعممية التنفيذ في المطمب األول و عممية
()1
التنفيذ في المطمب الثاني.
يشرف عمى أجيزة التنفيذ جيازان أساسيان مستقبلن عن بعضيما البعض ،فمن خبلل
مرحمتين ىامتين األولى إدارية و الثانية محاسبية وما دام أن اآمرين بالصرف ممزمين بمسك
حساباتيم اإلدارية الخاصة و أن المحاسبين العموميين ممزمين بترتيب حسابات التسيير فإن
العمل الرقابي ي كون منطمقو ىو المطابقة بين النوعين من الحسابات ،فمو مثمنا عممية التنفيذ
من خبلل نص المادة 23من قانون المحاسبة العمومية نجد أن اآمر بالصرف
53
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
ىو كل شخص يؤىل لتنفيذ العمميات المشار إلييا في المواد،1،16،17،18،19،20،21 ، <<
ويخول التعيين أو االنتخاب لوظيفة ليا من بين الصبلحيات تحقيق العمميات المشار إلييا سمفا
صفة اآمر بالصرف قانونا وتزول ىذه الصفة مع إنتياء ىذه الوظيفة >>(. )1
ونجد أن ىذه المادة قد عرفت األمر بالصرف إنطبلقا من الميام الموكمة لو من اإللتزام
بالنفقة والتصفية إلى األمر بالصرف فيما يخص عمميات النفقات وىذا ما يشكل نقصا في
التعريف وبصدور المرسوم التنفيذي 268/97تم تغطية القصور الوارد في تعريف اآمر
بالصرف فعرفتو المادة 02من ىذا المرسوم بأنو << :ىو الموظف المعين قانونا في منصب
مسؤول الوسائل المالية والبشرية والمادية الذي تفوض لو السمطة وفقا لممواد 29 ، 28 ، 26
من قانون 21/90والمتعمق بالمحاسبة العمومية ويكون معتمد قانونا طبقا لمتنظيم الجاري بو
() 2
،وبصدور قانون المالية التكميمي لسنة 1992وبموجب مادتو 02تم تعديل المادة >> العمل
من قانون 21-90وأصبح اآمرون بالصرف إما أوليون أو رئيسيون من جية أولى واما
أوال -اآلمرون بالصرف األساسيون :ىم المسؤولون الموجودون عمى قمة اليرم اإلداري في
الييئات الموكول ليم أمرىا ،وقد أوردت المادة 07من المرسوم 313/91تعريفا ليذه الفئة من
( )1المادة 23من قانون 21-90المؤرخ في 24محرم 1411الموافق 15غشت 1990متعمق بالمحاسبة العمومية.
( )2المرسوم التنفيذي 268/97المؤرخ في 1997/07/21المتضمن اإلجراءات المتعمقة بااللتزام بالنفقات العمومية وتنفيذىا
ويضبط صبلحيات اآمرين بالصرف ومسؤولياتيم.
54
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
اآمرين بالصرف بأنيم ىم الذين يصدرون أوامر بالدفع لفائدة اآمرين بالصرف الثانويين.
-المسؤولون المكمفون بالتسيير المالي بالمجمس الشعبي الوطني ،المجمس الدستوري ،مجمس
المحاسبة.
() 1
-المسؤولون المعينون قانونا عمى رأس المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري .
-المسؤولون عمى الوظائف المحددة في الفقرة الثانية من المادة 23من قانون المحاسبة
ال عمومية حيث تنص ىذه الفقرة عمى األشخاص الذين تم إنتخابيم أو تعيينيم لمقيام بصبلحيات
تخص عمميات النفقة غير أن المبلحظ عمى ىذه الفقرة أنو يعترييا الغموض إذ لم تحدد
المقصود بدقة.
ثانيا -اآلمرون بالصرف الثانويون :ىم المسؤولون بصفتيم رؤساء لممصالح غير الممركزة وىذا
ما أكدتو المادة 27من قانون 21/90وقد عرفوا أيضا بالمادة 08من المرسوم التنفيذي
( )1رضا الشبللي .تنفيذ النفقات العامة .بحث ماجستير .كمية الحقوق بن عكنون . 2002 .ص.05
55
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
313/91عمى أنيم << يصدرون حوالت الدفع لفائدة الدائنين في حدود اإلعتمادات المفوضة
وبيذا يمكن القول أن اآمرين بالصرف الثانويين ىم القائمون عمى رأس المصالح غير
الممركزة التي ال تتمتع باإل ستقبللية وال بالشخصية المعنوية ،ومن خبلل تسمية ىؤالء اآمرين
بالصرف بأنيم ثانويون نجد أن عمميم لم يأت إال لمتخفيف عن اآمرين بالصرف الرئيسين
الذين ال يمكنيم القيام وحدىم بكل العمميات المرتبطة بتنفيذ الميزانية ،وكذا لئلستجابة لمتطمبات
ىيئات عدم التركيز والمثال عمى ىؤالء مدراء المديريات الوالئية ورؤساء المراكز الدبموماسية
() 1
والقنصمية باإلضافة إلى اآمرين بالصرف الثانويين.
ثالثا -اآلمرون بالصرف األحاديون :وكمثال عمى ذلك نجد الوالي حيث تمنح لو صبلحيات
واسعة فيما يخص نفقات التجييز العمومي غير الممركزة في نطاق وحدود واليتو .
بالمالية وحسب كل قطاع فرعي يخصص إعتمادا لمدفع لموالة ليقوموا بتوزيع إعتمادات الدفع
ىذه والمبمغة ليم حسب كل فرع وذلك بموجب قرار .وباإلضافة إلى ىذا نجد اآمرين بالصرف
( )1رضا الشبللي .تنفيذ النفقات العامة .بحث ماجستير .كمية الحقوق بن عكنون . 2002 .ص.05
56
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
فاآمرون بالصرف المستخمفون :ىم الذين يحمون محل اآمرين بالصرف الرئيسين في حالة
مانع أو غياب ويتم إستخبلفيم بموجب عقد تعيين يعد قانونا ويبمغ لممحاسب العمومي وىذا ما
اإلعتمادات المالية وىذا التفويض يمنح لمموظفين العاممين تحت سمطة اآمر بالصرف وتحت
()1
مسؤوليتو طبقا لنص المادة 29من قانون المحاسبة العمومية .
أما عن دور اآمرين بالصرف فيم يقومون بالمراحل اإلدارية لتنفيذ الميزانية والتي تم
توظيفيا سابقا من إلتزام بالنفقة وتصفية وأمر بالدفع فيما يخص عمميات النفقات إاثبات وتصفية
فيما يتعمق بعمميات اإليرادات ،وقد تم تسمية اآمرين بالصرف إستنادا لمميمة الثالثة المكمفين
بيا في إطار تنفيذ النفقات العامة وىي األمر بالصرف وىذا ما يدل عمى أىمية ىذه المرحمة
بالخصوص وأىمية العمميات المتعمقة بالنفقات مقارنة بالعمميات التي تخص اإليرادات بوجو
عام ،باإلضافة إلى المسؤولية التأديبية التي قد تقام عمى اآمرين بالصرف وخاصة الثانويين
والمفوضين أي رؤساء المصالح اإلدارية الخارجية ىناك المسؤولية التي قد يثبت قياميا الرأي
العام من جية أو البرلمان وفق آليات الرقابة التي يمتمكيا من جية أخرى،ىذا كمو بغض النظر
عن المسؤولية المدنية والجنائية التي كرستيا المادة 23من قانون المحاسبة العمومية بنصيا
57
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
عمى أن اآمرين بالصرف مسؤولين مدنيا وجزائيا عن صيانة واستعمال الممتمكات المكتسبة من
األموال العمومية لذا فيم ممزمين بمسك جرد لمممتمكات المنقولة والعقارية المخصصة ليم ،ومن
شأن ىذا الجرد أن يكشف النقائص إذا ما حدثت ويتعرض اآمر بالصرف إلى مسؤولية شخصية
() 1
. إذا تياون في مسك ىذا الجرد
أوال -تعريف المحاسب العمومي :يقصد بالمحاسب العمومي الشخص المعين بمقتضى قرار
وزاري صادر عن الوزير المكمف بالمالية ،ووفق نص المادة 33من قانون المحاسبة العمومية
-ضمان حراسة األموال و السندات و الوثائق و كل القيم أو المواد التي كمف برقابتيا
() 2
. و المحافظة عمييا ،حركة حسابات الموجودات>>.
( )2المادة 33من قانون 21-90الؤرخ في 15أوت 1990المتعمق بالمحاسبة العمومية .الجريدة الرسمية .عدد .35
58
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
أ -المحاسبون الرئيسيون :وىم المكمفون بتنفيذ العمميات المالية الخاصة باآمرين بالصرف
الرئيسيين و ما يبلحظ ىنا ىو وجود إرتباط بين المحاسبين الرئيسيين و اآمرين بالصرف
الرئيسيين.
ب -المحاسبون الثانويون :وىم من يتولون تجميع عمميات المحاسب الرئيسي ،أي أن ىناك
() 1
عبلقة تسمسمية مع المحاسبين الرئيسيين .
باإلضافة إلى ىذين الصنفين ىناك صنفان آخران ذكرتيم المادة 12و 13من ذات
المرسوم وىما:
-المحاسبون المخصصون :أي المخولون قانونا بأن يقيدوا نيائيا في كتاباتو الحسابية
العمميات المأمور بيا من صندوقيم و التي يحاسبون عمييا أمام مجمس المحاسبة.
-المحاسبون المفوضون :ىم الذين ينفذون العمميات لحساب المحاسبين المخصصين السابق
() 2
ذكرىم .
تأخذ الجزائر عمى غرار معظم الدول األخرى بمبدأ فصل األجيزة تماشيا مع التمييز في
الوظائف ،وىكذا تدخل ميام اإللتزام بالنفقة وتصفيتيا واألمر بصرفيا في إختصاص موظفين
( )1المادة 09من المرسوم التنفيذي 311-91المؤرخ في 07ديسمبر 1991يحدد إجراءات المحاسبة العمومية.
( )2بن داود ابراىيم .المرجع السابق .ص.141
59
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
إداريين ،أما ميمة دفع النفقة يتكمف بيا المحاسب العمومي ،يسمى تقميديا ىذا التمييز بين
() 1
. األجيزة القائمة بعمميات التنفيذ بمبدأ الفصل بين اآمرين بالصرف والمحاسبين العموميين
أوال -مبررات المبدأ :يقوم ىذا المبدأ عمى مبررات عدة نوجزىا فيما يمي:
-توزيع الميام :تتضمن كل عممية لئلنفاق أو التحصيل نوعين من التصرفات تصرفات تشكل
مصدر الديون التي عمى الدولة أو إحدى المؤسسات اإلدارية األخرى ( تعيين موظف،
عقد صفقة عامة )...أو لصالحيا ( جباية أو إيراد آخر) وتعتبر أعمال قانونية وادارية ،ىذا
من جية ومن جية أخرى تتضمن تصرفات حسابية تقضي باإلستخدام المادي لؤلموال مما
-وحدة الصندوق :تستوجب ىذه القاعدة أن تودع جميع األموال العامة في صندوق واحد،
الخزينة العمومية ويوضع ىذا األخير تحت رقابة وزير المالية الشيء الذي يستوجب إخضاع
المحاسبين المسيرين ليذا الصندوق لسمطة وزير المالية ،يقوم ىذا المبدأ عمى مبدأ ضرورة
تركيز جميع عمميات الدفع بين يدي موظفي مصمحة متخصصة خاضعة لسمطة وزير المالية
وحده.
-تسييل الرقابة :يمتزم آمرو الصرف بمسك حسابات إدارية ،وىي حسابات اإللتزام بالنفقة
60
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
و أوامر الصرف ،أما المحاسبون فعمييم مسك حسابات التسيير وتجري المراقبة بمقارنة حسابات
() 1
. اآمر بالصرف بحسابات المحاسب لمتأكد من مدى تطابقيا
-مكافحة الغش والتدليس :يمنع مبدأ فصل آمر الصرف عن المحاسب من أن يقوم نفس
الموظف بااللتزام بالنفقة واألمر بصرفيا ودفعيا أو أن يأمر بجباية إيراد معين وتحصيمو،
فبل يمكن ألييما أن يتصرف في األموال العمومية دون مشاركة اآخر الشيء الذي يجعل
عممية الغش صعبة ،وفي ىذه الحالة يمكن لآلمر بالصرف أن يراقب نشاطات المحاسب
ثانيا -اإلستثناءات الواردة عمى هذا المبدأ :أوردت المادة 153من قانون المالية لسنة 1993
بعض اإل ستثناءات عمى مبدأ الفصل بين سمطات اآمر بالصرف والمحاسب العمومي ،وىي
نوعان:
-النفقات التي تدفع بدون أمر بالصرف مسبق وىي المدفوعات التي تمت عن طريق صندوق
التسبيقات ،والدين األصمي والفوائد الواجبة الدفع بعنوان ديون الدولة وأيضا خسائر الصرف
عمى رأس المال األصمي ،والنفقات ذات الطابع النيائي التي نفذت بعنوان عمميات التجييز
61
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
النفقات بدون أمر بالصرف وىي معاشات المجاىدين ومعاشات التقاعد المدفوعة من -
ميزانية الدولة ،والمرتبات المدفوعة ألعضاء القيادة السياسية وأعضاء الحكومة ،والمصاريف
()1
الخاصة .
ال يعني فتح اإلعتماد في الميزانية تنفيذ النفقات العامة مباشرة فبلبد من التقيد واإللتزام
بإجراءات وقواعد تؤدي اليدف الرقابي عمى ال ـمال ال ـعام تجنبا ألي تبذير أو تحايل ،وقبل
تنفيذ النفقة نجد أنيا تمر بثبلث مراحل إدارية وبمراحل محاسبية رابعة وىذا ما أكدتو المادة 15
وليس ىذا فحسب فقبل أي إلتزام بنفقة البد من اإللتزام باألخذ بالحساب لمميزانية أي ترجمة
المبالغ المفتوحة في الميزانية لكل مادة من المواد إلى بطاقة إلتزام يكون فييا المبمغ المخصص
لكل مادة ويكون ىو الرصيد األولي الذي يبدأ بو عممية اإللتزام الحقا.
وفقا لنص المادة 19من قانون 21/90فان اإللتزام بالنفقة ىو <<:اإلجراء الذي يتم بموجبو
إثبات نشوء دين >> ،وقد عرف اإللتزام بالنفقة عدة تعاريف منيا تعريف أحد الكتاب بقولو ىو
62
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
القرار الذي بموجبو تكون الدولة أو أي شخص أخر مدينا ،وال يمكن أن يتخذ إال من طرف
() 2
الممثل القانوني لمييئة العمومية المعنية .
وعموما ينشأ اإللتزام بالنفقة أو عقد النفقة كما يسميو البعض نتيجة إتخاذ السمطة اإلدارية
لقرار بالقيام بعمل يتضمن إتفاقا من جانب الدولة ،ومثالو القرار الصادر ألجل القيام ببعض
أعمال المنفعة أو نتيجة واقعة معينة نتج عنو إلتزام الدولة بإنفاق مبمغ معين كدفع مبمغ تعويض
عن خطأ إرتكبو أحد مستخدمي إدارة ما أدى لقيام مسؤوليتيا أو حادث تسببت فيو سيارة
() 1
. حكومية وبمعنى أخر كل إلتزام إلتزمت بو اإلدارة سواء كان بصفة إدارية أو غير إدارية
وما يشترط في ىذه المرحمة أن يصدر اإللتزام عن السمطة صاحبة اإلختصاص كشرط أول
وأن يكون في حدود اإلعتمادات المقررة في الميزانية واال كان اإللتزام معيبا.
-شرط اإلختصاص :يعود اإلختصاص في عممية اإللتزام بالنفقة إلى اآمر بالصرف ،وىو
ليس مقتصدا عمى عممية اإللتزام بالنفقة فقط بل يخص كل عمميات اإليرادات والنفقات .
-كون اإل لتزام في حدود اإلعتمادات المقررة في الميزانية :وقد تم تأكيد ىذا الشرط في نص
() 2
المادة 03من المرسوم التنفيذي 19/92المحدد إلجراءات الدفع باإلعتماد من نفقات الدولة .
63
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
وبيذا وحتى يرتب اإللتزام بالنفقة كل أثاره القانونية يجب أن يصدر متطابقا مع إعتمادات
الميزانية المرخص بيا قانونا وذلك وفق مجموعة من القيود نوردىا عمى النحو التالي:
تم النص عمى ىذه المرحمة في المادة 17من قانون المحاسبة العمومية 21/90بقوليا:
<< تسمح تصفية اإليرادات بتحديد المبمغ الصحيح لمديون الواقعة عمى المدين لفائدة الدائن
() 1
العمومي واألمر بتحصيميا >> ،وقد تم بيان ذلك في نص المادة 20من نفس القانون :
<< تسمح التصفية بالتحقيق عمى أساس الوثائق الحسابية ،وتحديد المبمغ الصحيح لمنفقات
() 2
،وبيذا نرى أن التصفية تقوم عمى شرطين الزمين وىما :التأكد من وجوب العمومية>>
أوال -التأكد من وجوب النفقة :قبل القيام بأي إجراء يجب التحقق من ثبوت واستحقاق الدين
( )1المادة 17من قانون 21-90المؤرخ في 24محرم 1411الموافق 15غشت 1990متعمق بالمحاسبة العمومية .
( )2المادة 20من قانون نفسو.
64
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
عمى الدولة أو إحدى ىيئاتيا أو مصالحيا العمومية فقد يكون ىناك دين لكن تم الوفاء بو
أو سقط لسبب من األسباب ،ىذا من جية ومن جية أخرى يجب التأكد من كون المستحق
لدين قد قام بالخدمات أو اإللتزامات التي تم التعاقد من أجميا ،وكانت السبب في ترتب الدين
عمى عاتق اإلدارة وكذا يجب التأكد من كون الخدمات أو اإللتزامات قد أنجزت طبقا لشروط
المتفق عمييا والمبرزة في دفتر الشروط وذلك باإلطبلع عمى الوثائق المثبتة لذلك والمحددة
() 1
. مسبقا
ثانيا -التقدير الصحيح لمنفقة :كقاعدة عامة فالتقدير ىو من إختصاص اآمر بالصرف
وكإستثناء عمى ذلك وفي حالة النزاع بين الجية اإلدارية والقائم بالخدمة يتدخل القاضي لتحديد
المبمغ فيحكم عمى اإلدارة بدفع المقابل المال الذي قدره ،من نفقة اإلعتمادات المفتوحة
إن الطريقة المتبعة في إجراء عممية التصفية ال تتوقف عمى إرادة اآمر بالصرف وانما
تتوقف عمى طبيعة النفقة الممتزم بيا في حد ذاتيا ،وبيذا فإجراءات التصفية تتم وفق الكيفيات
()2
اآتية:
أ -تحديد مبمغ النفقة بصفة إنفرادية من قبل اإلدارة :مثل رواتب مستخدمي الدولة وموظفييا
65
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
ب -تحديد مبمغ النفقة بإ قتراح من الدائن المستحق :ومثال ذلك أن تتعاقد البمدية مع مؤسسة
ج -التقدير المشترك لمنفقة بين اآمر بالصرف والدائن :نظ ار لخصوصية بعض النفقات قد ال
يتمكن اآمر بالصرف من تحديد النفقة المستحقة لعدم كفاية ما لديو من وثائق وبيانات فيمجأ
إلى الدائن حتى يتوصبل إلى التقدير الصحيح لمبمغ النفقة (.)1
نصت عمى ىذا اإلجراء الثالث من إجراءات تنفيذ النفقات العامة المادة 21من قانون
21/90بقوليا << يعد اآمر بالصرف أو تحرير الحواالت اإلجراء الذي بموجبو يؤمر بدفع
النفقات العامة ( ،)2فاآمر بالصرف بتعبير أدق ىو بمثابة طمب دفع المبمغ المحدد من اآمر
بالصرف إلى المحاسب العمومي لدفع مبمغ الدين المحدد مقداره وماىيتو صراحة إلى صاحب
الحق (.)3
وقد بينت المادة 02من المرسوم التنفيذي 46/93أنو عمى اآمر بالصرف أن يقوم بإصدار
األوامر بالصرف و الحواالت وارساليا بين اليوم األول واليوم العشرين من كل شير
66
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
غير أن ما يبلحظ عمى إ صطبلح األمر بالصرف أنو ليس في محمو تماما عمى أساس أن
المحاسب العمومي وىو الموظف المكمف بتنفيذ النفقة محاسبيا ليس تحت السمطة السممية
لآلمر بالصرف حتى يـأمره فكبلىما خاضع لييئة إدارية مختمفة عن األخرى كما أن لو رفض
التنفيذ في حاالت محددة قانونا ،وما يدعم ىذا أن ىناك مبدأ ىاما فيما يخص تنفيذ الميزانية
والمبلحظ كما سبق وأن ذكرنا فان اآمر بالصرف وقبل تحرير أمر الدفع فيو يمارس رقابة
-خصم النفقات بدقة من األبواب والمواد الخاصة بيا حسب غرضيا وطبيعتيا ،فحص
وىناك عدة ضوابط يمتزم بيا اآمر بالصرف وىي كاآتي :
-اإلشارة في األمر بالدفع لعممية النفقة وتحديد رقميا وفصميا وحتى الفصل الفرعي ليا وكذا
67
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
-اإلشارة لموضوع النفقة وطبيعتيا وتاريخ أداء الخدمة الممتزم بيا وتوضيح كل البيانات
-إ حتواء األمر بالدفع قبل توجييو إلى المحاسب العمومي عمى تأشيرة المراقب المالي الذي
-التقيد بمبمغ اإلعتماد المفتوح وعدم تجاوزه والتقيد بالمبمغ المحدد خبلل عممية التصفية التي
المبدأ العام ىو أن ال يتم صرف نفقة إال بمقتضى أمر بالصرف لكن يرد عمى ىذا المبدأ
إستثناءات وىي:
-اإلستثناء األول نصت عميو المادة 30من القانون 21/90بنصيا << ال يمكن لآلمرين
بالصرف أن يأمروا بتنفيذ النفقات دون أمر بالدفع مطبق إال بمقتضى أحكام قانون
المالية >>(.)2
حيث أنو ومن خبلل قانون المالية المصادق عميو من قبل البرلمان يتم تحديد النفقات المعينة
68
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
بذلك.
-اإلستثناء الثاني يتمثل في األحكام والق اررات القضائية التي تجبر اإلدارة عمى تنفيذىا فينا
تدفع النفقة دون أمر بالصرف ،غير أنو عمى الشخص الدائن بالنفقة أن يتقدم وفقا لنص المادة
07من قانون 21/90إلى أمين الوالية بعريضة مكتوبة مرفقة بما يمي:
وما عمى أمين الخزينة بالوالية إال أن يسدد مبمغ الحكم القضائي النيائي وذلك عمى أساس
-اإلستثناء الثالث وارد في المرسوم التنفيذي 108/93في نص المادة 2منو حيث تمثل
وكاالت النفقات إجراءا إستثنائيا لآلمر بالصرف لنفقة معينة نظ ار لطابعيا اإلستعجالي حيث ال
يمكن اإللتزام باإلجراءات المطموبة من إثبات والتزام وتصفية وأمر بالصرف ،ووفق نص المادة
03من نفس المرسوم فإن ىذه الوكاالت تحدث بموجب مقرر صادر عن أمر بالصرف
لميزانية الييئة العمومية المعينة لكن ىذا المقرر لن يصدر إال بعد الموافقة الكتابية لممحاسب
المعني(.)1
69
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
وىي المرحمة المحاسبية الموالية لممراحل اإلدارية السالفة الذكر وىي مرحمة يراقب بموجبيا
المحاسب العمومي المختص المراحل السابقة ىي اإللتزام بالنفقة والتصفية واألمر بالدفع فيعمل
وبعد مراقبة ىذه العناصر يقوم المحاسب العمومي بتحرير حوالة الدفع فيصب مبمغ النفقة
في الحساب البريدي أو الحساب البنكي أو حوالة بريدية عادية لفائدة الشخص المستحق لمبمغ
النفقة(.)1
وقد تم النص عمى ىذه المرحمة المحاسبية في المادة 22من قانون المحاسبة العمومية
بنصيا عمى أنو يعد الدفع اإلجراء الذي يتم بموجبو إبراء الدين العمومي الواقع في ذمة اإلدارة
وتعد ىذه المرحمة المحاسبية بالغة األىمية لذا فالمحاسب ليس ممزم بالدفع إال بعدما يدقق في
قانونية النفقة وصحتيا ،وكضمانة ضد إرتكاب أي مخالفة مالية أو تحايل تم الفصل في
70
ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها الفصل األول
عمميات النفقات بين العمل اإلداري المجسد في المراحل الثبلث األولى والعمل المحاسبي
المجسد في المرحمة األخيرة لذا أوكل اإلختصاص المحاسبي لموظف مستقل عن األمر
() 1
. بالصرف وعن الجية القائمة باإلختصاص اإلداري
71
الفصل الثاني :نطام الرقابة على نفقات البلدية
نتناول في هذا الفصل الشق الثاني من موضوع البحث ،أال وهو نظام الرقابة
على نفقات البلدية ،و األساليب المتبعة فيها و عالقتها بتنفيذ النفقة و مراحلها،
لذا قسمنا هذا الفصل إلى قسمين ،المبحث األول بعنوان نظام الرقابة
إف مجمكعة اإلجراءات ك الكسائؿ المستعممة داخؿ الييئات اإلدارية العمكمية كالتحميبلت
ك التقارير ك التي يتـ مف خبلليا التأكد مف دقة ك صحة البيانات المحاسبية ك مدل إحتراـ
ك تطبيؽ السياسة اإلدارية المرسكمة ،ىك ما يقصد بالرقابة الداخمية ،ك التي تعد بمثابة رقابة
ذاتية إذ أف اإلدارة تراقب نفسيا بنفسيا فتقكـ بتصحيح ما تكتشفو مف أخطاء في تصرفاتيا(.)1
ك اليدؼ الرئيسي مف ىذه الرقابة ىك المحافظة عمى المصمحة العامة بأف تؤدم الييئات
اإلدارية أدكارىا المكمفة بيا ك أف تصرؼ اإلعتمادات المخصصة ليا كفؽ ما حددتو القكانيف
ك سنتناكؿ في المطمب األكؿ رقابة المراقب المالي ك في المطمب الثاني رقابة المحاسب
العمكمي.
ينصب ىذا النكع مف الرقابة عمى المرحمة األكلى مف مراحؿ تنفيذ النفقة العامة كىي
اإللتزاـ بيا ،كىي رقابة قبمية سابقة لتنفيذ النفقة ،حيث تعتبر رقابة كقائية أم أنيا تمنح
73
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
المراقب المالي ىك شخص تابع لك ازرة المالية ك يتـ تعيينو بمقتضى قرار كزارم يمضيو
الكزير المكمؼ بالميزانية ،ك يككف مقره الك ازرة المعيف بيا أك عمى مستكل الكالية ك يعمؿ
بمساعدة مساعديف لو يعينكف بمكجب قرار كزارم ،كرقابة المراقب المالي ىي رقابة شرعية
كليست رقابة مبلئمة إذ أنيا تقكـ عمى رقابة شرعية النفقة ( ،)1كتنص المكاد 7-6-5مف
لمنفقات التي يمتزـ بيا عمى الق اررات المتضمنة إلتزاما بالنفقات ك اإللتزامات بالنفقات اآلتية :
-1القرارت المتعمقة بالحياة المينية لممكظفيف كق اررات تعيينيـ كتثبيتيـ ك دفع ركاتبيـ عدا ما
-2الق اررات المتعمقة بتسديد مصاريؼ التكاليؼ الممحقة ك النفقات التي تصرفيا الييئات
-3كؿ إلتزاـ مدعـ بسند الطمب أك الفاتكرة الشكمية ما لـ يتعدل المبمغ المحدد في قانكف
الصفقات العمكمية ،كالتي تشترط فييا كثائؽ أخرل كالفاتكرات ك سند الطمب ك غيرىا ،
ك كذلؾ كؿ مقرر كزارم يتضمف تحكيؿ إعتمادات أك منح تفكيض باإلعتماد أك يتضمف
إعانات مالية.
74
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
-4الجداكؿ اإلسمية التي تعد عند قفؿ السنة المالية ،ك الجداكؿ األصمية األكلية ك التي تعد
في بداية السنة ك الجداكؿ األصمية المعدلة ك التي تطرح أثناء قفؿ السنة.
-5الق اررات المتضمنة لنفقات تسيير أك تجييز أك إستثمار لقطاع مف القطاعات (. )1
يترتب عمى كؿ أشكاؿ << كتنص المادة 8مف المرسكـ التنفيذم 414-92عمى أنو :
5ك 6ك 7أعبله،إعداد اآلمر بالصرؼ إلستمارة اإللتزاـ اإللتزامات ،المبينة في المكاد
ترفؽ إستمارة اإللتزاـ ىذه بجميع األكراؽ الثبكتية لمنفقات >> (. )2
كلقد بينت المادة 9مف المرسكـ التنفيذم 414-92السابؽ ذكره العناصر الخاضعة لرقابة
يجب أف تحصؿ اإللتزاـ ك الق اررات المنصكص عمييا في المكاد << المراقب المالي بنصيا:
7،6،5أعبله ،عمى تأشيرة المراقب المالي بعد فحص العناصر اآلتية كذلؾ طبقا ألحكاـ
المادة 58مف القانكف رقـ 21-90المؤرخ في 15أكت سنة 1990كالمذككر أعبله :
-صفة اآلمر بالصرؼ مثمما ىك محدد في القانكف المذككر أعبله ،ال سيما المادة 23منو.
75
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
-كجكد التأ شيرات أك اآلراء المسبقة التي سممتيا السمطة اإلدارية المؤىمة ليذا الغرض ،عندما
تككف مثؿ ىذه التأشيرة قد نص عمييا التنظيـ الجارم بو العمؿ >> (. )1
ك المبلحظ أف المراقب المالي لو كظيفة مزدكجة فيك عضك في لجنة الصفقات التي
تختص بالتأشير أك عدـ التأشير عمى قبكؿ الصفقة ،كما أنو في ذات الكقت يراقب النفقات
كمف كؿ ىذا نجد أف ىناؾ حاالت قد يتـ فييا رفض التأشير عمى اإللتزاـ بالنفقة ،غير أف
أ -حاالت الرفض المؤقت :لقد بينت المادة 11مف المرسكـ 414-92حاالت الرفض
كبيذا يعتبر تخمؼ أحد ىذه البيانات سبيبل لمرفض المؤقت لمنح التأشيرة مف المراقب المالي ،
76
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
كتعد ىذه المخالفات غير جكىرية إذ تمثؿ إجراءات شكمية تدع لآلمر بالصرؼ فرصة لتعديؿ
ب -حاالت الرفض النهائي :كىي مبينة في المادة 12مف ذات المرسكـ عمى النحك التالي:
كتعد ىذه الحاالت مف اإلجراءات األساسية ك الجكىرية التي ال يمكف لآلمر بالصرؼ
غير أنو يشترط أيضا عمى المراقب المالي أف يبرر رفضو المؤقت أك النيائي لمنح التأشيرة
ك يطمع اآلمر بالصرؼ عمى كؿ أسباب الرفض حتى ال يككف متعسفا في إختصاصو
الرقابي(.)2
يتكفؿ المراقب المالي فضبل عف اإلختصاصات التي يسندىا إليو القانكف األساسي
77
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
باإلضافة إلى دكر إعبلمي حيث يقكـ بإعداد التقارير الخاصة بتنفيذ الميزانية ك ذلؾ بتحديد
مقدار المبالغ التي تـ صرفيا مقارنة مع اإلعتمادات الممنكحة ك ذلؾ بصفة دكرية.
كما يحدد في ىذه التقارير شركط تنفيذ النفقات ك الصعكبات التي الحظيا في تسيير
األمبل ؾ العامة ،ككذلؾ اإلقتراحات التي قد تحسف مف شركط صرؼ الميزانية ك تحديد أكجو
يشرع المراقب المالي في تفحص ك مراجعة كؿ الكثائؽ المتعمقة بالنفقة الممتزـ بيا ك التي
قدميا اآلمر بالصرؼ في أجؿ عشرة أياـ إعتبا ار مف تاريخ إستبلـ مصالح المراقبة المالية
إلستمارة اإللتزاـ كيمكف تمديد ىذا األجؿ إلى عشريف يكما عندما تتطمب الممفات نظ ار
لتعقيدىا دراسة معمقة ،كىذا ما أكدتو المادة 14مف المرسكـ التنفيذم . )1( 414-92
أما عف حالة ا لرفض المؤقت ك المعمؿ مف المراقب المالي فيترتب عنيا تكقؼ سرياف ىذه
المكاعيد حسب الفقرة الثانية مف المادة 15مف المرسكـ السابؽ ذكره ،كطبقا لممادة 16منو
فيحدد تاريخ إختتاـ اإللتزاـ بالنفقات حسب نكعيا ،فإف كانت نفقات تسيير فإختتاـ اإللتزاـ بيا
يككف يكـ 10ديسمبر مف السنة التي يتـ فييا ،كيمدد ىذا التاريخ إلى غاية 20ديسمبر مف
78
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
رغـ الدكر الياـ الذم يمعبو المراقب المالي في رقابة النفقات الممتزـ بيا إال أف ىناؾ حدكدا
تحد مف ىذا الدكر الرقابي ك منيا سمطة التغاضي المخكلة لآلمر بالصرؼ ،حيث يمكف ليذا
األخير تجاكز حالة الرفض النيائي لئللتزاـ بالنفقة ك بالتالي إجازة ىذه النفقة .
ك سمطة التغاضي ىي حؽ يتـ تحت مسؤكلية اآلمر بالصرؼ ك بمكجب مقرر معمؿ يعمـ
بو الكزير المكمؼ بالميزانية ،كيرسؿ الممؼ الذم يككف محؿ تغاضي عمى الفكر إلى الكزير
أك الكالي ،كما يقكـ اآلمر بالصرؼ بإرساؿ اإللتزاـ بالنفقة مرفقا بمقرر التغاضي إلى المراقب
المالي قصد كضع تأشيرتو مع اإلشارة إلى رقـ التغاضي كتاريخو ليقكـ المراقب المالي بعدىا
بإرساؿ نسخة مف ممؼ اإللتزاـ بالنفقة محؿ التغاضي إلى الكزير المكمؼ بالميزانية ك الذم
يجب عميو إرساؿ نسخة منو إلى الييئات الرقابية المتخصصة (. )1
ال يمكف حصكؿ التغاضي << كنصت المادة 19مف المرسكـ 414-92عمى أنو:
المنصكص عميو في المادة 18أعبله ،في حالة رفض نيائي يعمف عنو بالنظر لما يأتي :
79
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
-التخصيص غير القانكني لئللتزاـ ،بيدؼ إخفاء إما تجاك از لئلعتمادات ك إما تعديبل ليا
نظ ار لمدكر البارز لممراقب المالي مف جية ،كالدقيؽ ك الحساس مف جية أخرل فإنو يقع
عميو حسف سير مجمكع المصالح المكضكعة تحت سمطتو ك مسؤكليتو عف التأشيرات التي
يسمميا ،كما ينقؿ عبء ىذه المسؤكلية إلى المراقب المالي المساعد في حدكد اإلختصاصات
التي يفكضيا إليو المراقب المالي ك المتعمقة بذات اإلختصاص أم باألعماؿ المكككلة إليو
إال أف ىذه المسؤكلية الكاقعة عمى المراقب المالي تسقط في حالة الرفض النيائي لئللتزاـ
كما يقع عمى عاتؽ المراقبيف المالييف سكاء أكانكا رئيسييف اك مساعديف اإللتزاـ بالسر الميني
لدل دراسة الممفات ك الق اررات التي يطمعكف عمييا ،كما تكفر ليـ الحماية القانكنية مف كؿ
80
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
أشكاؿ الضغكط التي قد نقع عمييـ في ممارسة مياميـ خاصة عند تكقيعيـ عمى التأشيرات
أك بعد رفضيـ تكقيعيا ،ك كذا كؿ تدخؿ قد يعيؽ أداء المياـ المككمة ليـ (. )1
تعتبر رقابة المحاسب العمكمي رقابة إدارية تتـ خبلؿ مرحمة تنفيذ النفقة ،ك ىي رقابة
إف مجاالت رقابة المحاسب العمكمي متعددة ،تتمثؿ كفؽ نص المادة 36مف قانكف
-1يراعي المحاسب العمكمي مدل مطابقة عممية األمر بالدفع لمقكانيف ك التنظيمات الجارم
بيا العمؿ.
-2التأكد مف صفة اآلمر بالصرؼ أك المفكض لو ،لذا كاف مف البلزـ أف يرسؿ كؿ آمر
بالصرؼ قرار تعيينو ك عينة مف إمضاءه لممحاسب العمكمي حتى يتسنى لو مطابقتيا مع
اإلمضاء المكجكد عمى األمر بالدفع ك ىذا ما جاء في القرار الصادر عف كزير اإلقتصاد
العمكمييف.
81
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
-3كما يراقب المحاسب العمكمي شرعية عمميات تصفية النفقات ك التي ىي مف المراحؿ
اإلدارية التي يختص بيا اآلمر بالصرؼ ،كمف خبلليا يتـ التأكد مف أداء الخدمة أم أف
اإلدارة ال تقكـ بالدفع إال بعدما يتـ إنجاز العمؿ المتفؽ عميو مع الدائف القائـ باألعماؿ (. )1
-4كما يعمؿ المحاسب العمكمي عمى مراقبة تكفر اإلعتمادات ،أم أف العممية قد تمت كفؽ
-6أال تككف الديكف محؿ معارضة ك إال إمتنع المحاسب العمكمي عف الدفع إال بعد حؿ
النزاعات المعركضة.
-7الطابع اإلبرائي لمدفع :أم أف يبرلء األمر بالدفع الييئة اإلدارية مف الديف القائـ عمييا
-8كما يراقب تأشيرات عممية المراقبة المنصكص عمييا في القكانيف ك األنظمة المعمكؿ بيا
-9الصحة القانكنية لممكسب اإلبرائي :ك يقصد مف ىذا أف األمر بالدفع ك الذم سيبرئ ذمة
اإلدارة يتعمؽ حقا بإسـ الدائف الحقيقي ،لذا كجب التأكد مف العناصر السابقة حتى يتسنى
82
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
لممحاسب العمكمي قبؿ مباشرة إجراءات الدفع أف يتأكد مف أف األمر بالدفع المكجو إليو
يكتسي الطابع الشرعي ك أف المبمغ المستحؽ مسجؿ في الفصؿ ك البند الذم بشأنو تجرم
عممية الدفع(.)1
الفرع الثاني :آجال الدفع و طرق تسوية النفقات العمومية من قبل المحاسب العمومي
أوال -آجال الدفع :كفؽ نص المادة 37مف قانكف المحاسبة العمكمية يجب عمى المحاسب
بإجراء دفع النفقات ضمف اآلجاؿ المحددة قانكنا ك ذلؾ كاآلتي :
– 1يقكـ اآلمركف بالصرؼ بإصدار األكامر بالصرؼ بيف اليكـ األكؿ ك اليكـ العشريف مف
كؿ شير ك إرساليا إلى المحاسبيف العمكمييف المكمفيف بتحكيميا إلى نفقات في ظرؼ 10أياـ
مف تاريخ اإلستبلـ ليقكـ المحاسبكف العمكميكف بإرساؿ األمر بالدفع إلى اآلمر بالصرؼ
ك عميو تأشيرة التسديد ك ذلؾ بعد أف تـ تحكيؿ األمر بالصرؼ إلى نفقات ،أم القياـ بدفعيا.
– 2إذا لـ يكف ىناؾ تطابؽ بيف األمر بالصرؼ ك األحكاـ التشريعية ك التنظيمية المعمكؿ
بيا يقكـ المحاسبكف بإببلغ اآلمريف بالصرؼ كتابيا رفضيـ القانكني لمدفع في أجؿ أقصاه 20
83
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
ثانيا -طرق تسوية النفقات العمومية :أما عف طرؽ تسكية النفقات العمكمية مف قبؿ
-1الدفع نقدا :كىنا يتـ الدفع عمى مستكل صندكؽ الييئة اإلدارية المعنية .
-2الدفع بالتحكيؿ لحساب بريدم أك بنكي أك حساب الخزينة :كىذا ىك المعيكد ليقكـ
-3المقاصة :كىذا عندما تككف الييئة العمكمية دائنا ك مدينا ألشخاص معينيف ،فيعمد
المحاسب العمكمي بتحصيؿ ماؿ الييئة مف حقكؽ ك تسديد ما عمييا مف ديكف لمدائف
المستحؽ لمنفقة(.)1
أوال -وجود المسؤولية :مف خبلؿ ما جاء بو قانكف المحاسبة العمكمية ك كذا المرسكـ
التنفيذم 312-91فإنو يقع عمى المحاسب العمكمي مسؤكلية تكاد تككف مف نكع خاص ألف
كؿ األخطاء التي تقع تحت إشرافو يككف ممزما بالتعكيض عنيا مف مالو الخاص حيث تنص
المادة 03مف المرسكـ 312-91عمى أنو << :يتعيف عمى المحاسب العمكمي المأخكذ
بمسؤكليتو المالية أف يسدد كجكبا مف أمكالو الخاصة مبمغا يساكم البكاقي الحسابية المكمؼ
بيا.)2( >>.
84
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
ألف الميمة التي يتكالىا صعبة لمغاية تتعمؽ بتسيير أمكاؿ عمكمية تتطمب الدقة ك الحذر
الكبيريف.
ك ما يثير مسؤكلية المحاسب العمكمي ىك كؿ إخبلؿ باإللتزامات التي تقع عمى عاتقو
ك التي ذكرت سمفا ،إال أف الجية التي يمكنيا إقحاـ ك تحريؾ مسؤكلية المحاسب العمكمي
تتمثؿ في طرفيف ك ىما الكزير المكمؼ بالمالية ك مجمس المحاسبة ،كفؽ نص المادة 46مف
ككفؽ نص المادة 08مف ذات المرسكـ فإنو يمكف لممحاسب العمكمي الذم حركت تجاىو
المسؤكلية إلى إعفاء جزئي مف مسؤكليتو طبقا لممادة 68مف قانكف 32-90ك التي تنص
عمى ما يمي << :مع مراعات السمطة التنفيذية المخكلة لمكزير المكمؼ بالمالية في مجاؿ
النظر في النقص المحاسبي يبت مجمس المحاسبة في المسؤكلية المالية التي تقع عمى عاتؽ
المحاسبيف العمكمييف في حالة معاينة أم نقص بعد إجراء التحقيؽ ،كفي ىذا الصدد يقرر
كضع المحاسب العمكمي المتيـ في كضعية المديف ك يقدر الظركؼ الخاصة التي حدث فييا
النقص إلقرار اإلعفاء الجزئي ،ك يمكف لممحاسب المعني أف يستفيد مف حالة القكة القاىرة
( )1قانكف 32-90المؤرخ في 04ديسمبر 1990المتعمؽ بتنظيـ مجمس المحاسبة ك سيره .الجريدة الرسمية .عدد . 43
85
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
يرسؿ ىذا الطم ب المتضمف طمب اإلعفاء الجزئي مف المسؤكلية إلى مجمس المحاسبة ،
ك يمكف لممحاسب العمكمي الذم لـ يتقدـ بطمبو حتى يستفيد مف اإلعفاء الجزئي أك تقدـ
بطمبو لكف تـ رفضو كمية أك جزئية لو أف يطمب مف الكزير المكمؼ بالمالية ما يسمى باإلبراء
الرجائي بعد إستشارة لجنة المنازعات ،فإف منح لو ىذا اإلبراء أزيح عنو عبء تحمؿ المبالغ
مكضكع اإلبراء.
كىناؾ إجراء كقائي يتعيف عمى كؿ محاسب عمكمي قبؿ اإللتحاؽ بكظيفتو أف يقكـ بو كىك
إكتتاب تأميف يخصو شخصيا ك يضمف المخاطر المتعمقة بمسؤكليتو ك التي ترتبط بالمياـ
المنكطة بو أما عف كيفية ىذا التأميف فيك يتـ بعقد فردم يكتتبو المحاسب العمكمي لدل ىيئة
ثانيا -إنتفاء المسؤولية :عندما يرل المحاسب العمكمي أف األمر بالصرؼ فيو مخالفة
ك غير مطابؽ لمقكانيف ك التنظيمات المعمكؿ بيا ،لو أف يرفض األمر بالصرؼ لتمؾ النفقة ،
إال أف القانكف في مثؿ ىذه الحاالت قد خكؿ لآلمر بالصرؼ ككنو الساىر عمى السير الحسف
ك المضطرد لممرافؽ العامة ك تمبية لممصمحة العامة ،كسيمة أخرل تمكنو مف تمرير
األمر بالصرؼ رغـ رفض المحاسب العمكمي ك ىذا ما يعرؼ بالتسخير المكتكب ،ك ىذا ما
أكدتو المادة 47مف قانكف المحاسبة العمكمية بنصيا << :إذا رفض المحاسب العمكمي
86
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
القياـ بالدفع يمكف لآلمر بالصرؼ أف يطمب منو كتابيا ك تحت مسؤكليتو أف يصرؼ النظر
كبالتالي إذا إمتثؿ المحاسب العمكمي ألمر التسخير ىذا فستب أر ذمتو مف أم مسؤكلية
شخصية أك مالية ،ك المبلحظ حتى ك إف كاف ىناؾ أمر بالتسخير فتبقى لممحاسب العمكمي
سمطة رفض صرؼ النفقة ك رفض اإلمتثاؿ لمتسخير حسب ما جاء في المادة 48مف القانكف
السابؽ ذكره ،ك لكف عميو أف يبرر ىذا الرفض بأحد األسباب اآلتية :
-عدـ تكفر اإلعتمادات المالية المخصصة لمنفقة الممتزـ بيا مف قبؿ الدائف المستحؽ لمنفقة.
-طابع النفقة غير اإلبرائي :أم أف النفقة المقررة في أمر الدفع ال تبرئ الييئة اإلدارية مف
-إنعداـ التأشيرة الخاصة بمراقبة النفقات التي تككف مف جية مختصة كالمراقب المالي
( )1قانكف 21-90المؤرخ في 15أكت 1990المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية .الجريدة الرسمية .عدد .35
( )2بف داكد ابراىيـ .مرجع سابؽ .ص.147
87
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
عكس الرقابة الداخمية الذاتية فإف الرقابة الخارجية تمارس مف طرؼ أجيزة خارجية تأتي
في أغمبيا الحقة عمى تنفيذ النفقات سكاء كانت رقابة إدارية أك كصائية أك ذات أىداؼ أكثر
()1
عمكمية ك متنكعة ذات المدل القصير ك البعيد.
لذا رأينا أف نقسـ ىذا المبحث إلى الرقابة الشعبية السياسية في المطمب األكؿ ك رقابة
ىناؾ مف يحكز عمى إختصاص قضائي بحت ،ك ىناؾ مف يحكز عمى إختصاص إدارم
بحت ،ك ىناؾ مف يحكز الصفتيف معا كالرقابة التي يجرييا مجمس المحاسبة ىي مف قبيؿ
الرقابة البلحقة عمى النفقات العامة ك ال تقؿ أىمية عف رقابة باقي الييئات بؿ تعد أعبلىا
درجة ك أدقيا إجراء كىذا كمو نتيجة ما خكؿ ليذا المجمس مف أدكات رقابية ك نتيجة
لئلستقبللية التي يتمتع بيا ك أيضا نتيجة لنظامو القانكني مف حيث أنو يمثؿ ىيئة قضائية
ك إدارية في نفس الكقت ،أما في مجاؿ الرقابة اإلدارية البحتة نجد أف لك ازرة المالية دكرىا
البارز حيث أنيا تسير عمى رعاية ك رقابة مالية الدكلة ك عمى رأس ىذه الك ازرة نجد كزير
88
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
المالية الذم لو العديد مف الصبلحيات الرقابية ،ك في ىذا الصدد نجد أف مجاؿ الرقابة عمى
تنفيذ الميزانية تمتد أساس إلى المديرية العامة لمميزانية بك ازرة المالية.
بالنظر إلى الكـ اليائؿ مف األعماؿ المادية ك القانكنية التي تقكـ بيا البمدية كالتي قد ينجر
عنيا أخطاء تؤثر بشكؿ مباشر عمى مالية البمدية سكءا كانت ليا أك عمييا مما يجعميا تطرؽ
أبكاب الجيات القضائية المختصة طبقا لما جاء في المادة 800مف قانكف اإلجراءات المدنية
ك اإلدارية كالتي نصت عمى أنو << :المحاكـ اإلدارية ىي جيات الكالية العامة في
المنازعات اإلد ارية ،تختص بالفصؿ في أكؿ درجة ،بحكـ قابؿ لئلستئناؼ في جميع القضايا،
()1
ك إستثنت المادة 802مف إختصاص المحاكـ التي تككف الدكلة أك البمدية طرفا فييا >>.
اإلدارية مخالفات الطرؽ ك المنازعات المتعمقة بكؿ الدعاكل الخاصة بالمسؤكلية الرامية إلى
طمب تعكيض األضرار الناجمة عف مركبة تابعة لمدكلة أك إلحدل الكاليات أك البمديات أك
المؤسسات العمكمية ذات الصبغة اإلدارية .ك ىذا أمر طبيعي تفاديا لتناقض الحكاـ القضائية
في المكضكع الكاحد ،فالبمدية عندما تستعمؿ في تصرفاتيا إمتيازات السمطة العامة تككف
منازعاتيا أماـ القضاء اإلدارم ك العكس إف تنازلت عف ىاتو اإلمتيازات فتككف أماـ القضاء
()2
العادم.
( )1قانكف 09- 08المؤرخ في 25فيفرم 2008المتضمف اإلجراءات المدنية ك اإلدارية .الجريدة الرسمية.عدد .21
( )2عمار بكضياؼ .القضاء اإلدارم :جسكر لمنشر ك التكزيع :الجزائر.الطبعة .2008 .2ص.117
89
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
أوال -األساس القانوني لرقابة مجمس المحاسبة :لقد أستحدث مجمس المحاسبة بمكجب
المادة 190مف دستكر 1976حيث نصت عمى أنو << :يؤسس مجمس محاسبة مكمؼ
بالرقابة البلحقة لجميع النفقات العمكمية لمدكلة ك الحزب ك المجمكعات المحمية ك الجيكية
ك المؤسسات اإلشتراكية بجميع أنكاعيا ،ك يرفع مجمس المحاسبة تقري ار سنكيا إلى السيد
رئيس الجميكرية ،)1( >>...ليأتي بعدىا مباشرة القانكف رقـ 01-80بنصو في المادة األكلى
كالتي تعدؿ الفقرة األكلى مف المادة 190مف الدستكر كما يمي << :المادة : 190يؤسس
مجمس محاسبة مكمؼ بمراقبة مالية الدكلة ك الحزب ك المجمكعات المحمية ك المؤسسات
جاء ىذا التعديؿ بأف جعؿ رقابة مجمس المحاسبة رقابة عامة ك شاممة لمالية الحزب
ك الجماعات المحمية ك المؤسسات اإلشتراكية ،لكف ما يعاب عمى ذلؾ أف قانكنا عاديا جاء
لتعديؿ نص دستكرم ك ىذا ما يمس بمبدأ تدرج القكانيف ،ليأتي بعدىا مباشرة نص قانكف
05-80حيث أكد عمى الصفة القضائية اإلدارية لمجمس المحاسبة ،ك ذلؾ في نص المادة
03منو << :يكضع مجمس المحاسبة تحت السمطة العميا لرئيس الجميكرية كىك ىيئة ذات
90
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
صبلحيات قضائية ك إدارية مكمؼ بمراقبة مالية الدكلة ك الحزب ك المؤسسات المنتخبة
ثـ جاء دستكر 1989ك في نص المادة 160منو يقكؿ << :يؤسس مجمس محاسبة
يكمؼ بالرقابة البعدية ألمكاؿ الدكلة ك الجماعات اإلقميمية ك المرافؽ العمكمية ، >> ...ليأتي
بعده األمر رقـ 32-90ليحذؼ الصفة القضائية عف مجمس المحاسبة ك ذلؾ في نص المادة
01منو << مجمس المحاسبة ىيئة كطنية مستقمة لمرقابة المالية البلحقة يعمؿ بتفكيض مف
المادة 03منو عمى أنو ...<< :مجمس المحاسبة مؤسسة تتمتع بإختصاص إدارم ك قضائي
في ممارسة المياـ المككمة إليو ،كىك يتمتع باإلستقبلؿ الضركرم ضمانا لممكضكعية
ثانيا -مجال إختصاص مجمس المحاسبة :تخضع لرقابة مجمس المحاسبة المصالح
( )1قانكف رقـ 05-80المؤرخ في 01مارس 1980يتعمؽ بممارسة كظيفة المراقبة مف طرؼ مجمس المحاسبة .الجريدة
الرسمية .عدد.10
( )2القانكف 32-90المؤرخ في 04ديسمبر 1990يتعمؽ بمجمس المحاسبة ك سيره.الجريدة الرسمية.عدد .53
( )3األمر 20-95المؤرخ في 17جكيمية 1995يتعمؽ بمجمس المحاسبة .الجريدة الرسمية .عدد.39
91
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
-المؤسس ات التي تمارس نشاطا تجاريا أك صناعيا أك ماليا ك التي تككف أمكاليا أك مكاردىا
أك رؤكس أمكاليا كميا ذات طبيعة عمكمية ( المرافؽ اإلقتصادية ).
-تسيير األسيـ العمكمية في المؤسسات ك الشركات أك الييئات ميما يكف كضعيا القانكني
التي تممؾ فييا الدكلة أك الجماعات اإلقميمية أك المرافؽ األخرل جزء مف رأسماليا.
-إستعماؿ المساعدات المالية الممنكحة مف الدكلة ك المرفؽ األخرل الخاضعة لرقابة مجمس
المحاسبة ،ال سيما في شكؿ إعانات أك ضمانات أك رسكـ شبو جبائية ميما يكف المستفيد
منيا.
-إستعماؿ المكارد التي تجمعيا الييئات ميما تكف كضعيتيا القانكنية التي تمجأ إلى التبرعات
العمكمية مف أجؿ دعـ القضايا اإلنسانية ،اإلجتماعية ،العممية ،التربكية ك الثقافية عمى
الخصكص ،ك ذلؾ بمناسبة حمبلت التضامف الكطني ،غير أنو ال يخضع لرقابة مجمس
92
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
ك قضائية ،تتمثؿ الصبلحيات اإلدارية في مراقبة حسف إستعماؿ الييئات الخاضعة لرقابتو
لممكارد ،األمكاؿ ،القيـ ك الكسائؿ المادية العمكمية ،كما يقيـ نكعية تسييرىا مف حيث
الفعالية ،األداء ك اإلقتصاد ،ك تتكيجا ليذه الرقابة يكصي مجمس المحاسبة في نياية
تحرياتو ك تحقيقاتو باإلجراءات التي يراىا مبلئمة مف أجؿ تحسيف إستخداـ األمكاؿ العمكمية ،
كدائما في ىذا اإلطار يكمؼ الدستكر مجمس المحاسبة بإعداد تقرير سنكم يرفعو إلى رئيس
الجميكرية.
أما فيما يخص صبلحياتو القضائية ،فإنيا تمارس في مجاؿ تقديـ حسابات المحاسبيف
العمكمييف ك مراجعتيا مف جية ،ك مراقبة اإلنضباط مف جية أخرل ،كتترتب عف ىذه
ىناؾ أربع كيفيات لممراقبة التي يمارسيا مجمس المحاسبة كىي :
أ – يحؽ لو اإلطبلع عمى كؿ الكثائؽ ك المستندات ك الدفاتر التي تؤدم لتسييؿ ميامو
93
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
الرقابية عمى العمميات المالية ك المحاسبية ،ك كذا لتقييـ مدل سبلمة التسيير لمييئات
ب – لو سمطة التحرم بغية اإلطبلع عمى أعماؿ اإلدارات ك مؤسسات القطاع العاـ.
ق – لو سمطة اإلطبلع عمى النصكص المرسمة إليو ذات الطابع التنظيمي الصادرة مف
إد ارات الدكلة ك التي تتعمؽ بالتنظيـ المحاسبي ك المالي ك اإلجرائي في تسيير األمكاؿ
العمكمية.
ك – يحؽ لو اإلستعانة بخبراء ك مختصيف ألجؿ دعـ ميامو ك مساعدتو في أشغالو إف
إقتضى األمر ذلؾ ،كحتى يتمكف المجمس مف تحقيؽ ىذه العناصر فبل يمتزـ تجاىو بالسر
الميني أك ال طريؽ السممي ،كمف أجؿ ضماف الطابع السرم المرتبط بكثائؽ أك معمكمات
تمس بالدفاع أك اإلقتصاد الكطنييف يستكجب عمى المجمس إتخاذ كؿ اإلحتياطات البلزمة (.)1
94
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
إف مجمس المحاسبة يعمؿ أيضا عمى مراقبة الييئات كالمصالح العمكمية الخاضعة لرقابتو
ك يعمؿ عمى تقييـ إستعماليا لممكارد ك الكسائؿ المادية ك األمكاؿ العمكمية ك تسييرىا في
إطار اإلقتصاد ك الفعالية ك النجاعة إستنادا لؤلىداؼ ك المياـ المككمة ليا ،كما يقيـ فعالية
كما يقكـ المجمس بالتأكد مف مدل تكفر الشركط المطمكبة لمنح ك إستعماؿ اإلعانات
ك المساعدات التي تمنحيا الدكلة أك إحدل الييئات أك المصالح العمكمية التابعة ليا .
كبعد إنياء المجمس لميامو الرقابية ك إختتاـ أعمالو يقكـ بكضع تقارير تقييمية تضـ كؿ
المبلحظات ك العمميات التي قاـ بيا ليتـ إرساليا إلى مسؤكلي المصالح ك الييئات المعنية
أك إلى سمطاتيـ الكصية ك السامية حتى تتمكف ىذه الييئات أك المصالح العمكمية مف الرد
ك تقديـ مبلحظاتيا في اآلجاؿ التي يككف مجمس المحاسبة قد حددىا سابقا (.)1
إذا شكمت مخالفة أك خطأ خرقا صريحا لمقكاعد المتعمقة باإلنضباط في مجاؿ الميزانية
ك المالية ك ألحقت ضر ار بالخزينة العمكمية لمدكلة أك ىيئة عمكمية ،فينا لمجمس المحاسبة
95
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
تحميؿ أم مسير أك عكف تابع لممؤسسة أك المرفؽ أك الييئات العمكمية الخاضعة لرقابتيا
المسؤكلية عف ىذا الخطأ المرتكب ،ك تعتبر مخالفات لقكاعد اإلنضباط في مجاؿ تسيير
الميزانية ك المالية الكثير مف الحاالت أكردتيا المادة 88مف األمر ،20-95ك مف بيف ىذه
الحاالت نجد األخطاء ك المخالفات التي تمثؿ خرقا لمقكانيف ك التنظيمات المعمكؿ بيا في
مجاؿ تنفيذ النفقات ك اإلرادات ،ك كذا حاالت تكجيو األمكاؿ الممنكحة في إطار المساعدات
غير الكجية المسطرة ،ك كذلؾ في حالة اإللتزاـ بنفقات دكف تكفر اإلعتمادات أك تجاكز
الترخيصات الممنكحة أك خصـ نفقة بصفة غير قانكنية أك الرفض غير المؤسس لمتأشيرات أك
العراقيؿ الصريحة مف ىيئات الرقابة القبمية أك التأشيرات الممنكحة خارج الشركط القانكنية،...
كمف ىنا لممجمس أف يعاقب عف ىذه األخطاء ك المخالفات بغرامات يصدرىا في حؽ
السنكم اإلجمالي الذم يتقضاه العكف المعني عند إرتكابو لمخطأ المعاقب عنو ك ىذا ما أكدتو
()1
. الماد 89مف القانكف 20-95
تنص المادة 02مف المرسكـ التنفيذم 56-96عمى أنو << :يجب عمى اآلمريف
96
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
العمكمية أف يكدعكا حساباتيـ اإلدارية ك حسابات التسيير لدل كتابة ضبط مجمس المحاسبة
في أجؿ أقصاه 30يكليك مف السنة المكالية لمميزانية المقفمة >> (.)1
كمف ىذا نرل أف اآلمريف بالصرؼ ك المحاسبيف العمكمييف ممزميف بأداء حسابتيـ لدل
كتابة الضبط مجمس المحاسبة ك الذم بدكره يقكـ بمراجعة تمؾ الحسابات ،ك بيذا يدقؽ في
صحة العمميات المادية ك مدل تطابقيا مع النصكص ك التنظيمات المعمكؿ بيا .
كتتـ مراجعة الحسابات عف طريؽ مقرر معيف مف طرؼ رئيس الغرفة المختصة حيث
يقكـ المقرر بمعاينة الحسابات ك الكثائؽ الثبكتية المتعمقة بتنفيذ النفقة ك التدقيؽ فييا ،
كانطبلقا مف عمؿ المقرر لمجمس المحاسبة إتخاذ إحدل النكعيف مف الق اررات :
-القرار المؤقت :في حالة إكتشاؼ مجمس المحاسبة لممخالفات المرتكبة مف طرؼ
المحاسبيف العمكمييف ،يقكـ المجمس في بداية األمر بإتخاذ ق ار ار مؤقتا يكجو إلى المحاسب
العمكمي المعني قصد إتاحة الفرصة ليذا األخير لتقديـ التبريرات الضركرية المتعمقة بالقضية،
ك ذلؾ في أجؿ شيريف مف تاريخ تبميغ القرار المؤقت ك الذم يمكف تأجيمو بطمب معمؿ مف
( )2المرسكـ التنفيذم 56-96المؤرخ في 22جانفي 1996يحدد األحكاـ المتعمقة بتقديـ الحسابات إلى مجمس المحاسبة.
الجريدة الرسمية .عدد .06
97
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
-القرار النهائي :بعد إنقضاء األجؿ المحدد مف طرؼ المجمس المتعمؽ بتبريرات المحاسب
العمكمي لمكضعية ،يقكـ مجمس المحاسبة بإصدار حكما نيائيا عف طريؽ مداكلة ،بعد
اإلطبلع عمى إقتراحات المقرر المراجع ك جميع التفسيرات ك اإلثباتات المقدمة مف طرؼ
المحاسب المعني( ،)1ك فحكل قرار مجمس المحاسبة ىنا ىك إبراز مدل مسؤكلية المحاسب
العمكمي الشخصية أك المالية عف ضياع أمكاؿ أك تبديد قيـ أك مكاد أك سرقتيا ،كيتـ كضع
ك يمكف لممحاسب المكمؼ بالمالية الدفع بالقكة القاىرة أك يثبت عدـ إرتكابو ألم مخالفة أك
تياكنو كما يمكنو أف يدفع بمسؤكلية األعكاف المكضكعيف تحت سمطتو ك رقابتو (.)2
تعد المفتشية العامة لممالية ىيئة رقابية عمى كؿ الييئات ك المؤسسة العمكمية التابعة
لمدكلة ،ك ىي خاضعة لسمطة كزير المالية ،ك قد تـ إستحداثيا ألكؿ مرة بمكجب المرسكـ
98
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
( )3المرسكـ الرئاسي 53-80المؤرخ في 01مارس 1980يتضمف إحداث المفتشية العامة لممالية .الجريدة
الرسمية.عدد.10
عمى رقابة مجاالت التسيير المحاسبي ك المالي لمصالح الدكلة ك الجماعات اإلقميمية
ك الييئات ك األجيزة كالمؤسسات الخاضعة لقكاعد المحاسبة العمكمية ،كما يخضع لرقابة
العمكمية ،ك ىيئات الضماف اإلجتماعي ،ك كؿ ىيئة تستفيد مف إعانة الدكلة (.)2
كما لممفتشية أف تػ ػقكـ بإجراء دراسات ك إعداد خبرات ليا صمة باإلقتصاد ك المالية
ك بالرقابة عمى كجو التحديد ،ك لتسييؿ المفتشية لمياميا يمكنيا أف تستعيف بتقنييف ك خبراء
ال يمكف حصر األعماؿ التي تقكـ بيا المفتشية العامة لممالية ألنيا عديدة ك متعددة ،ك
ماىك معمكؿ بو أنو خبلؿ الشير األكؿ مف كؿ سنة يقكـ كزير المالية بتحديد عمؿ المفتشية
العامة لممالية خبلؿ السنة ،مع األخذ بعيف اإلعتبار طمبات المراقبة التي يتقدـ بيا أعضاء
( )1المرسكـ التنفيذم 78-92المؤرخ في 22فيفرم 1992يحدد إختصاصات المفتشية العامة لممالية .الجريدة الرسمية.
عدد .06
( )2بف داكد إبراىيـ .المرجع السابؽ .ص.171
99
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
ك المبلحظ أف رقابة المفتشية العامة لممالية تبنى عمى مبدأ المباغتة ك المفاجئة أك بإشعار
مسبؽ ف ي أداءىا لمياميا ،ك تقكـ بإنجاز األشغاؿ التحضيرية المرتبطة بتدخبلتيا مستغمة
لممفتسية حؽ المبادرة بأم إقتراحات أك آراء تخص إجراءات أك تقنيات يتطمب إستخداميا
في نياية كؿ سنة تعمد المفتسية عمى إعداد تقرير سنكم مدعـ باإلقتراحات ك اآلراء
ك المعاينات اليادفة إلى تحسيف سير المصالح ك تطكير مناىج الضبط المالي ك المحاسبي .
تعد مفتشية مصالح المحاسبة ىيئة رقابة خارجية ثانيا -رقابة مفتشية مصالح المحاسبة:
لدعـ عمميات الرقابة دكف المساس بالدكر الرقابي ك إختصاصات الييئات كاألجيزة الرقابية
األخرل إال ما قد تـ تحديده قانكنا ،كقد تـ إستحداث ىذه المفتشية بمكجب المرسكـ التنفيذم
()2
. 198-95
كلمفتشية مصالح المحاسبة صبلحيات كاسعة تتعمؽ بإجراء أعماؿ الرقابة ك التحقيؽ
ك التفتيش ألجؿ التأكد مف التسيير السميـ لؤلمكاؿ العامة مف طرؼ ىيئات الدكلة ك مؤسساتيا
100
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
-التأكد مف تطابؽ العمميات المالية ك المحاسبية التي يقكـ بيا المحاسبكف العمكميكف مع
-العمؿ عمى التسيير األمثؿ لمصالح الخزينة ك اإلستغبلؿ الرشيد لؤلمكاؿ العامة ك المكارد
البشرية.
ك المؤسسات العمكمية.
-السير عمى تحضير ك تطبيؽ برامج التحقيؽ ك التفتيش التي يؤدييا المحاسبكف العمكميكف
ليتـ تبميغيا إلى مجمس المحاسبة كىذا ما يبرز كجكد عبلقة تكامؿ بيف عمؿ مفتشية مصالح
-التنسيؽ بيف عمؿ مصالح التدقيؽ ك التفتيش التي تجرييا المصالح الخارجية التابعة
لمخزينة.
-العمؿ عمى إستغبلؿ التقارير ك المعمكمات التي تخص تسيير المحاسبيف العمكمييف مف
()1
األجيزة الرقابية المختصة .
101
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
ك تختتـ ىذه المفتشية عمميات الرقابة المرتبطة بالتحقيؽ ك التفتيش بإعداد تقارير تتضمف
كؿ المعاينات ك المقترحات التي قد تفيد في ترشيد عمؿ مصالح المحاسبة ك تحديث األحكاـ
التشريعية ك التنظيمية المعمكؿ بيا ،ثـ يتـ تبميغ التقرير إلى مسؤكؿ الييئة المعنية بالرقابة
ك التحقيؽ ،كلو أف يرد عمى المبلحظات ك نتائج التحقيؽ في أجؿ ال يتجاكز الشيريف مف
تعتبر الرقابة الشعبية السياسية مف قبيؿ الرقابة الخارجية عمى النفقات العامة كتنفيذىا إذ
تمعب الدكر البارز في تكجيييا الكجية الصحيحة ،كالمقصكد بالرقابة الشعبية السياسية ىنا
كما ييمنا ىنا ىي رقابة المجمس الشعبي البمدم ،كرغـ كؿ ىذه األجيزة البارزة في رقابة
النفقات العامة كاألمكاؿ العامة ،إال أنيا لـ تتمكف مف مسايرة كؿ األكضاع كالتطكرات ،لذا
لجأت الجيات المسؤكلة إلى إيجاد آليات جديدة لمرقابة كأىميا خمية االستعبلـ المالي كلجنة
102
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
كفي ىذا الصدد تنص المادة 159مف الدستكر كالتي تنص عمى أف << المجالس
المنتخبة تضطمع بكظيفة الرقابة في مدلكليا الشعبي ،كيعد المجمس الشعبي البمدم كالمجمس
كمف خبلؿ قانكف البمدية الصادر سنة 2011نجد أف ىناؾ العديد مف الضمانات التي
تكرس ممارسة الرقابة الشعبية ،كمف بينيا جمسات المجالس الشعبية البمدية التي تمتاز
بالعمنية ،كأف لكؿ شخص طبيعي أك معنكم أف يطمع عمى المداكالت كمحاضرىا التي يتناكليا
المجمس الشعبي البمدم ،كما يمتزـ المجمس بأف يعمؽ ىذه المحاضر في األماكف المخصصة
كفيما يخص الرقابة الممارسة مف المجمس الشعبي البمدم فيي مجسدة مف خبلؿ سمطتو
في تككيف لجاف تكتسي الطابع الدائـ كالمؤقت ،تككؿ ليا ميمة التدقيؽ كالتحقيؽ في أم مسألة
ذات أىمية ،خاصة ما يتعمؽ بالمجاؿ االقتصادم كالمالي كىذا عمى غ ارر المجاف
البرلمانية .ك فكؽ ىذا يكمؼ رئيس المجمس الشعبي البمدم كتحت مراقبة المجمس بجميع
األعماؿ التي تكفؿ ضماف كحماية األمكاؿ العامة ،كعمى رأسيا اإلذف باإلنفاؽ.
ككما رأينا سابقا فإف المجمس الشعبي البمدم يختص بالتصكيت عمى الميزانية بابا بابا كمادة
103
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
مادة ،لمكقكؼ عمى أكجو اإلنفاؽ المحددة قانكنا ،كفي حالة ما إذا تبيف لممجمس الشعبي
البمدم كجكد عجز عند تنفيذ الميزانية ،كاف مف الكاجب عميو إتخاذ كؿ التدابير البلزمة
لمحيمكلة دكف العجز أك لتدارؾ الكضع كتأميف التكازف الدقيؽ لمميزانية اإلضافية ،كىذا ما
أكدتو المادة 184مف قانكف 10-11المتعمؽ بالبمدية ،ككما سبؽ كأف رأينا عند التطرؽ
لرقابة مجمس المحاسبة ،فإف ىذا األخير يختص مف جية أخرل بمراقبة الحسابات اإلدارية،
أوال -خمية معالجة االستعالم المالي :لقد تـ إنشاء ىذه الخمية سنة 2002بمكجب المرسكـ
التنفيذم رقـ ، 127-02حيث تنص المادة األكلى منو عمى << :تنشأ لدل الكزير المكمؼ
بالمالية خمية مستقمة لمعالجة االستعبلـ المالي >> ( ،)2كتتككف ىذه الخمية مف مجمس يضـ
06أعضاء منيـ رئيسف يختاركف مف الكفاءات القانكنية كالمالية كيتـ تعييف الرئيس
كاألعضاء بمكجب قرار رئاسي لمدة 04سنكات قابمة لمتجديد مرة كاحدة ،كما تضـ الخمية
104
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
كتتمتع ىذه الخمية باالستقبلؿ المالي كبالشخصية المعنكية ،ألجؿ دعـ كتكفير الجك
()1
المناسب ليا ،كتتمثؿ مياـ ىذه الخمية في مكافحة تمكيؿ اإلرىاب كتبيض األمكاؿ .
ككفقا لنص المادة 104مف قانكف المالية لسنة ،2003فإنو ال يحتج بالسر البنكي أك
الميني تجاه خمية معالجة المعمكمات المالية ،كأكثر مف ىذا كفؽ المادة 105يمكف لخمية
معالجة المعمكمات المالية أف تأمر كلمدة 72ساعة كبصفة تحفظية تأجيؿ تنفيذ كؿ عممية
بنؾ أك تجميد األرصدة المكجكدة في حسابات أم شخص طبيعي أك معنكم ،يككف محؿ شؾ
كبيذا نجد أف لخمية االستعبلـ المالي دك ار بار از في حماية الماؿ العاـ كفي حماية تكجيات
األمكاؿ العامة التي حتما ستؤثر عمى مسار اإلنفاؽ العاـ كعمى اإاقتصاد الكطني برمتو .
ثانيا -المجنة الوزارية المشتركة لمكافحة تبيض األموال :كقد تـ إنشاء ىذه المجنة بمقرر
ك ازرة العدؿ بتاريخ 2003-04-12كىي تمثؿ عدة ك ازرات كىي " ك ازرة التجارة " " ،ك ازرة
المالية " باإلضافة إلى ىيئتي الدرؾ كاألمف الكطنييف ككذا مجمكعة مف الخبراء كالمختصيف
في مجاؿ اإلقتصاد كالمالية ،كتتكلى ىذه المجنة التكفؿ بالتدابير القانكنية التنظيمية لمكافحة
تبييض األمكاؿ بإعتباره ناتجا عف الجرائـ كالجنح المرتبطة بتيريب المخدرات كغيرىا .
105
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
كما تعمؿ ىذه المجنة بالتنسيؽ مع البنكؾ لمراقبة كمتابعة التدفؽ النقدم كالمالي .كاف كاف
المبلحظ أف ىذه المجنة ليا نفس إختصاصات خمية معالجة اإلستعبلـ المالي ،كما يعاب
عمى ىذه المجنة أنيا محصكرة باآلجاؿ القانكنية التي ال تمكنيا مف أداء مياميا كما ينبغي،
حيث حدد ليا تاريخ 10مام مف نفس سنة إنشائيا لتقدـ تقرير مرحمي كحدد ليا تاريخ
ثالثا -المجنة البمدية لمصفقات :تخضع نفقات البمدية في إطار صفقة عمكمية لرقابة
مسبقة مف طرؼ لجاف الصفقات ،ك لقد كضعت السمطة التنظيمية أحكاما صارمة نظمت
بمكجبيا الصفقات العمكمية ،حيث تنص المادة 137مف المرسكـ الرئاسي 236-10عمى
أنو << :تتككف المجنة البمدية لمصفقات المختصة بدراسة مشاريع الصفقات التي تبرميا البمدية
ممثميف إثنيف ( )2عف الكزير المكمؼ بالمالية ( مصمحة الميزانية ،مصمحة المحاسبة ). -
106
نظام الرقابة على نفقات البلدية الفصل الثاني
()1
،ك تختص المجنة البمدية لمصفقات -ممثؿ عف المصمحة التقنية المعنية بالخدمة>> .
بجميع الصفقات التي تبرميا البمدية ما عدا الصفقات التي يساكم مبمغيا أك يفكؽ 50مميكف
دينار جزائرم ،بالنسبة لصفقات إنجاز األشغاؿ أك إقتناء المكازـ ،ك 20مميكف دينار جزائرم
حسب ما جاء في المادة 136مف المرسكـ السابؽ ذكره ،ك تقدـ ىذه المجنة مساعدتيا في
مجاؿ تحضير الصفقات العمكمية ك تقدـ رأيا حكؿ كؿ طعف يقدمو متعيد يحتج عمى إختيار
( )1المرسكـ الرئاسي 236-10المؤرخ في 2010/10/07المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية المعدؿ ك المتمـ .الجريدة
الرسمية .عدد.58
107
خـاتمـــــــــــــــة
تنوعت أدوات التدخل و الرقابة لتتفاعل مع اإلدارة في كل العمميات اإلدارية بحيث لم
تعد مساحة إدارية إال وتخضع لنوع من أنواع الرقابة عمودية أو أفقية ،قبمية مسبقة أو
إن وسائل الرقابة التي تعتمدها السمطة المركزية في مراقبة مالية البمديات يجب أن
تقف عند المبدأ األساسي الذي تقوم عميه فكرة الالمركزية ككل و هو اإلستقالل المحمي
الذي يعتبر جوهر الالمركزية اإلدارية .فيجب أن تكون هذ الرقابة مضبوطة بشكل دقيق
ألن أي تجاوز لها يؤدي حتما إلى فقدان الالمركزية لصفتها األساسية ،و من ثم تصبح
البمديات عبارة عن مجرد فروع محمية لمسمطة المركزية ،و لذلك فإن اإلستقاللية المالية
من حيث درجة ممارستها هي معيار يسمح بوصف أي نظام بأنه المركزي ،يتمتع بكافة
أو عمى األقل بمعظم صالحياته ،أو أنه مجرد كيان محمي ،حتى و إن حمل شعار
الجماعات المحمية.
الشكل األول يتمثل في التدخل المباشر لمسمطة المركزية ،وهو تدخل واضح يتم عن
طريق مختمف القوانين التي يتضمنها قانون البمدية و قانون المالية ،أو غيرها من القوانين
المرتبطة بالبمدية.
أما الشكل الثاني فيتمثل في التدخل غير المباشر و هو تدخل خفي ال يظهر في
النصوص القانونية المرتبطة بالبمدية ،ويمارس عن طريق التعميمات المتتالية ،و التي
تنزل بشكل متكرر عمى الهيئات المسيرة لمبمديات ،أو بواسطة فرض منطق معين يوجب
عمى البمديات إتباعه ،و يتمثل أساسا في المساعدات المالية التي تقدمها السمطة المركزية
-إن المنطق يقول " إن من يمول يحكم " ومن ثم فإنه ال غبار أن تحكم السمطة
-تعيش البمدية وضعا أفرزته التعددية الحزبية أدى إلى الفوضى في التسيير بشكل عام
خاصة في المجال المالي منه ،و إلى تردي األوضاع المالية في عدد كبير منها ،األمر
الذي يثير الكثير من التساؤالت حول اإلستقاللية المالية لمبمديات في مثل هذ الظروف
-إن الوفرة المالية التي تتوفر عميها بعض البمديات الغنية لم تحقق النتائج المرجوة
منها ،ومن ثم فإن العنصر المالي لوحد غير كاف لكي تحقق البمديات أهدافها.
في ظل كل هذا فإن النفقة العامة تتطور تطو ار ممحوظا ،يجب مجاراته من طرف
القائمين عمى تنفيذ نفقات البمدية ،أو القائمين عمى أجهزة الرقابة عمى تنفيذ هاته النفقات.
ولن يتأتى ذلك من وجهة نظرنا إال بتوافر العوامل التالية:
ذلك قانون 12-09المتعمق بالمحاسبة العمومية ،فيا حبذا لو صدر بمرسوم حتى يكون
نابعا من أهل اإلختصاص و الدراية بأمور و تقنيات المالية العمومية ،و طرق متابعتها.
-عدم التعامل بالنصوص التنظيمية و التعميمات الممغية بالقوانين و المراسيم مما يشكل
تضاربا و عائقا في تنفيذ و رقابة النفقات ،ومنه إحترام تدرج القواعد القانونية.
-تطور النصوص القانونية المنظمة لمالية البمدية مما يجعل الرقابة و التنفيذ يسايران
-مرونة مدونة ميزانية البمدية والتي يجب أن تستجيب لكل التغيرات التي قد تط أر عمى
-إن الرقابة المالية ال تتدخل في عممية تقدير نفقات البمدية ،وهو األمر الذي يعيق
عممية ترشيدها ،فمو كانت كذلك ألدت دورها اإلستشاري عمى أكمل وجه.
-إن لمرقابة المالية الدور الكبير في توجيه النفقة إلى ما خصصت له ،فبما أنها رقابة
-لكي تؤدي الرقابة المالية دورها عمى أكمل وجه ،و تحقق األهداف التي أنشأت من
أجمها و أولها ترشيد النفقات ،البد لهذ الرقابة أن تكون في كل مراحل تنفيذ النفقة ألنها
تراقبها عندما تكون مشروعا أي قبل بداية التنفيذ ،وإلحكام الرقابة من األجدر أن تراقبها
-في دراستنا لصور الرقابة المالية داخمية كانت أم خارجية ،رأينا أن كال الرقابتين
لها دور في الحفاظ عمى المالية العمومية ،لكن الرقابة الداخمية هي أقرب لممؤسسات
العمومية و دورها وقائي ،أما الرقابة الخارجية فإنها تأتي دائما في مرحمة الحقة و دورها
إن مؤشرات تخمص عدة بمديات من العجز المالي في السنوات األخيرة ،وتزامنها مع
خضوعها لمرقابة المالية السابقة عمى تنفيذ نفقاتها ،لدليل عمى نجاعة هذ الرقابة
و دور القائمين عميها في تغطية نقص الوعي القانوني لدى المنتخبين و موظفي
البمدية ،و ميولهم لمنطق العرف عمى النصوص القانونية ،حتى أن هاته النصوص ال
طمب القائمين عمى مالية البمدية اإلستشارة من موظفي الرقابة المالية في كل وقت
وحين ،يجنب البمدية من الوقوع في الكثير من األخطاء التي يمكن أن تقع فيها ،و ما
تواصل السمطات الوصية المركزية مع الجهات الرقابية ،من خالل التقارير والمالحظات
يجعمهم مممين باإلحتياجات المحمية ،و إقتراح الحمول المناسبة و الممكنة ،وبهذا فإن
أجهزة الرقابة تعتبر حمقة وصل بين الجهات المركزية و المحمية.
رغم كل هذا تبقى الرقابة المالية محدودة ،لعدة عوامل تحول دون فاعميتها منها نقص
التجهيز المادي و التأطير البشري ،خاصة إدخال المعموماتية و الذي سوف يؤدي حتما
إلى تحسين األداء و الشفافية المالية ،في مصالح الرقابة و البمديات مع أن المعموماتية ال
النصوص القانونية:
- 1دستور .1996
- 7القانون رقم 17-84مؤرخ في 1984/07/07المتعمق بقوانين المالية .الجريدة الرسمية .عدد
.28
الكتب و المؤلفات:
- 1اإلمام القرطبي .الجامع إلحكام القران .الجزء الخامس .دار الكتب المصرية :القاهرة.
الطبعة.1967 .3
- 2أبو الحسن الماوردي .األحكام السمطانية و الواليات الدينية .المكتبة العصرية :صيدا.
بيروت.2000 .
- 3السيد عبد المولى .المالية العامة .دار الفكر العربي :القاهرة.1978 .
- 4بن داود ابراهيم .الرقابة المالية عمى النفقات العامة .دار الكتاب الحديث :القاهرة.2010 .
- 6حسين مصطفى حسين .المالية العامة .ديوان المطبوعات الجامعية :الجزائر.2001 .
- 7حسين يوسف راتب ريان .المالية العامة في الفقه اإلسالمي .دار النفائس لمنشر والتوزيع:
األردن .الطبعة .1999 .2
- 9عمي زعدود .المالية العامة .ديوان المطبوعات الجامعية :بن عكنون .الجزائر .الطبعة .4
.2011
- 11عمار بوضياف .القضاء اإلداري .جسور لمنشر و التوزيع :الجزائر .الطبعة .2008 .2
- 11عوف الكفراوي .الرقابة المالية النظرية والتطبيق .مطبعة األنصار :اإلسكندرية.1998 .
- 12محمد الصغير بعمي ،يسري أبو العالء .المالية العامة .دار العموم لمنشر والتوزيع :عنابة.
.2003
- 13يمس شاوش بشير .المالية العامة .ديوان المطبوعات الجامعية :بن عكنون .الجزائر.
.2013
- 1رضا الشاللي .تنفيذ النفقات العامة .بحث ماجستير .كمية الحقوق .بن عكنون.2002 .
الفهــــرس
الصفحة
73 مقدمــــــة.........................................................................................
15 العموميين.......... الفرع الثالث 6مبدأ الفصل بين اآلمرين بالصرف والمحاسبين
مرت المالية العامة بعدة مراحل في التاريخ الحديث ،و تعتبر بحق إنعكاسا
عمى وسائمها لمراحل تطور وظيفة الدولة ،و لم يقتصر تطور المالية العامة
لقد كان لهذا التطور أثره عمى تطور النفقة العامة ،مما أدى إلى الزيادة
في معدالت اإلنفاق العام ،و هو ال يعني دائما الزيادة في قيمة المنفعة الحقيقية
المترتبة عمى اإلنفاق ،في صورة أنواع لمخدمات المقدمة من الدولة أو الجهات
المحمية.
و عمى هذا اإلنفاق ،لذا كان لزاما أن يكون النظام الرقابي مساي ار لهذا التطور
لهذا التزايد في حجم النفقات العامة ،و إال أضحت الرقابة ضربا من الخيال.
وهنا يأتي دور الرقابة المالية التي تجسد حقيقة مبدأ االقتصاد في اإلنفاق
أو في حال وقوعها وهذا ما هو منوط باألجهزة و الهيئات الرقابية ،داخمية كانت
خارجية.
ومن هنا تتحقق الغاية من ترشيد النفقات العامة ،و منتهى ذلك هو تحقيق
أكبر قدر من النفع العام ،في أقرب اآلجال و بأقل التكاليف وأحسن األداءات.