You are on page 1of 122

‫جـاهـــعت هحود خيضر بسكــــــــــــــرة‬

‫كليت الحقوق والعلوم السياسيت‬


‫قسن‪ :‬الحقوق‬

‫الرفت‬
‫الرقابـتالرقابةالوـاليت‬
‫عـــلى‬
‫انتال خهعت‬

‫البلديـت‬ ‫نفقـاث‬
‫مذكرة مكممة من متطمبات نيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص قانون إداري‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعـــداد الطالب‪:‬‬


‫د‪ .‬عادل بن عبد اهلل‬ ‫ر ـ رياض العـابد‬

‫الموسم الجامعي‪2014/2013 :‬‬


‫ين إِ َذا أَن َف ُقوا لَ ْم يُ ْس ِرفُوا َولَ ْم يَ ْقتُ ُروا َوَكا َن‬ ‫"والَّ ِ‬
‫ذ‬
‫َ َ‬
‫ك قَ َو ًاما"‬ ‫ِ‬
‫بَ ْي َن َذل َ‬

‫اآلية ‪ 76‬من سورة الفرقان‬


‫إهـــــداء‬

‫المهم ال سهال إال ما جعمته سهال‪ ،‬و أنت تجعل الصعب سهال‬

‫المهم إشرح لي صدري ويسر لي أمري و أحمل عقدة من لساني يفقه قولي‬

‫المهم قدرنا عمى رد الجميل ‪ ،‬فإن إستطعنا زدنا في الكيل ‪ ،‬و إن لم نستطع‬

‫لن نبخل بالقميل‪ ،‬أهدي هذا العمل المتواضع ‪:‬‬

‫‪ -‬إلى من غمراني حنانا و حبا ‪،‬و سه ار عمى نجاحي و وصولي ما خ ّذت دربا ‪:‬‬

‫الوالدين الكريمين‪.‬‬

‫والى شريكتي في الحياة الزوجة الغالية‪.‬‬

‫و إلى إخوتي و أخواتي‪ ،‬و إلى كل عائمة العابد صغي ار و كبيرا‪.‬‬

‫‪ -‬إلى أعمامي و أخوالي و عماتي و خاالتي و كل األهل واألقارب‪.‬‬

‫‪ -‬إلى األصدقاء المقربون‪ :‬سيف الدين‪ ،‬محمد‪ ،‬الصادق‪.‬‬

‫‪ -‬إلى كل أبناء خالتي‪ :‬فاتح‪ ،‬سميم‪ ،‬عبد الرزاق و منير‪.‬‬

‫‪ -‬إلى رفقائي‪ :‬شوقي ‪ ،‬حسين و عبد الناصر‪.‬‬

‫‪ -‬إلى زمالء الدراسة ‪ :‬صالح الدين‪ ،‬لعمى و سميمان‪.‬‬


‫‪ -‬كل األساتذة الذين رافقوني خالل مشواري الدراسي‪ ،‬أخص بالذكر أستاذي‬

‫و قدوتي‪ ،‬و المشرف عمى تأطيري ‪ :‬الدكتور بن عبد اهلل عادل‪.‬‬

‫‪ -‬إلى كل عمال الرقابة المالية و أخص هنا بالذكر‬

‫عمال الرقابة المالية لدى بمدية طولقة‪ ،‬و عمى رأسهم المراقب المالي عباس بوزيدي‪.‬‬

‫و الزمالء‪ :‬عبد الرزاق نوار خرخاش‪ ،‬محمد قيطون‪ ،‬بوزيد بورنان‪ ،‬كمال برباص‪،‬‬

‫نذير دراف ‪ ،‬حفناوي جراد‪ ،‬شفيق سعودي مبروك‪ ،‬جمال خير الدين‪،‬‬

‫و العم النوي العيد‪.‬‬


‫بسم هللا ال ّرحمن ال ّرحٌم‪.‬‬
‫إن الحمد هلل نحمده و نستعٌنه و نستغفره و نتوب إلٌه‪.‬‬
‫نتقدم بالشكر الجزٌل و خالص العرفان‪:‬‬
‫‪ -‬إلى المولى عز وجل على منه علٌنا بالصحة و العافٌة و القدرة على إنجاز هذا‬
‫العمل‪ ،‬ومهما شكرنا ففٌه قصر‪ ،‬ثم إلى نبٌه الكرٌم صلى هللا علٌه و سلم‪،‬‬
‫الذي هدانا إلى اإلسالم دون الكفر‪.‬‬
‫‪ -‬إلى أبائنا و أمهاتنا على التربٌة و الرعاٌة من الوالدة إلى الكبر‪ ،‬عدد ما نزلت‬
‫قطرات مطر‪.‬‬
‫‪ -‬إلى األسرة العلمٌة و اإلدارٌة التً رافقتنا خالل مشوارنا الدراسً فأحاطتنا‬
‫بالرقابة و اإلشراف و حسن النظر‪.‬‬
‫‪ -‬إلى األستاذ المشرف على المجهودات الجبارة التً قدمها لنا فً تأطٌره للمذكرة‪.‬‬
‫‪ -‬إلى األسرة العملٌة و المهنٌة العاملٌن بمصالح الرقابة المالٌة‪.‬‬
‫‪ -‬إلى كل العاملٌن فً البلدٌات‪.‬‬
‫إلى كل من ساعدنا من قرٌب أو بعٌد قل العون أم كثر‪.‬‬
‫نعلم جٌدا أنه ال ٌسعنا هذا المقام على شكر من ساعدونا حق الشكر‪ ،‬و إن حاولنا‬
‫فسٌجف الحبر‪ ،‬و إن قصرنا نطلب منهم العذر‪ ،‬سٌظلو فً ذاكرتنا‬
‫طال العمر أم قصر‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫إنتقمت طبيعة المالية العامة لمدولة من مالية محايدة إلى مالية تدخمية وظيفية ثم إلى‬

‫مالية تخطيطية‪ ،‬فكان من البدييي أن ينعكس ىذا التطور عمى النفقات العامة‪ ،‬ىذا إن لم‬

‫نسمم بأن األسباب المالية ىي التي أثرت في توجيات الدولة في حد ذاتيا‪.‬‬

‫و نظ ار لتعدد الوظائف الممقات عمى عاتق الدولة و ضخامتيا‪ ،‬وعدم قدرة ىذه األخيرة‬

‫لوحدىا عم ى تمبية جميع إحتياجات المواطنين‪ ،‬فإنيا تعمل شيئا فشيئا عمى التخمي عن بعض‬

‫الميام لصالح الجماعات المحمية و التي تتمتع بنوع من اإلستقالل المالي و اإلداري‪ ،‬حيث‬

‫تتجسد ىذه اإلستقاللية في تجييز الجماعات المحمية بميزانية خاصة بيا تقيد فييا النفقات‬

‫التي تمتزم بيا و الموارد الضرورية لتغطيتيا‪.‬‬

‫ال مفر لمدولة إال اإلعتماد عمى أم المرافق العامة و أقرب وحدة إدارية لممواطن أال وىي‬

‫البمدية و التي تتولى ميام و صالحيات عديدة تؤدييا لخدمة التنمية المحمية تحت رقابة‬

‫السمطات المركزية‪ ،‬و لذلك فإن البمدية تتمتع بقدر معين من اإلستقالل في ممارسة‬

‫إختصاصاتيا المحددة في قانون البمدية و التنظيمات و الموائح المختمفة‪ ،‬و المقصود ىنا‬

‫باإلستقالل ليس اإلنفصال عن الدولة و إنما معناه أن يكون ليا شخصيتيا القانونية‬

‫المتميزة‪ ،‬كما يعني وجود ممثل ليذه الييئة يعبر عن إرادتيا و يمارس مختمف اإلختصاصات‬

‫باإلضافة إلى توفر الموارد المالية الالزمة لمبمدية لتغطية كافة النفقات‪.‬‬

‫ه‬
‫ـ‬
‫و تعد المالية المحمية من عدة جوانب مؤش ار حقيقيا لمتطورات التي تعرفيا المجتمعات‬

‫الحديثة و عنص ار أساسيا لمحكم عمى مسار إصالح نظام الالمركزية اإلدارية‪ ،‬فبإعتبارىا جزءا‬

‫ال يتج أز من المالية العمومية ظمت المالية المحمية موضوع عدة إصالحات لسنوات سابقة‪،‬‬

‫و كانت السمطات الوصية في كل مرة تقترح و تجسد الحمول لممشاكل العديدة التي تعاني منيا‬

‫البمديات خاصة في ما يتعمق بالعجز المالي‪ ،‬و مما يزيد العبء عمى البمدية ىو أن النفقات‬

‫العامة في تطور وتزايد مستمر و ذلك لعدة أسباب منيا‪:‬‬

‫‪ -‬الزيادة في مصاريف التسيير العام و المصاريف عمى األمالك العقارية و المنقولة‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التقدير لبعض النفقات كزيادة إستيالك الكيرباء ومن ثم زيادة مصاريف اإلنارة‬

‫العمومية و التي شكمت ديونا معتبرة‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة الكثافة السكانية‪.‬‬

‫‪ -‬نقص الوعي لدى المواطن وعمال اإلدارة بضرورة ترشيد النفقات‪.‬‬

‫في ظل كل ىذا فإن السمطات الوصية سعت جاىدة إليجاد حمول لمعجز المالي الذي‬

‫تعاني منو البمديات غير طريقة مسح الديون و ضخ األموال و اإلعانات‪ ،‬ومن ىذه التوجيات‬

‫إخضاع نفقات البمديات إلى الرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزم بيا‪ ،‬وىذا ما تجسد في القرار‬

‫الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 0909/90/90‬الصادر عن وزير الداخمية والجماعات المحمية‬

‫ووزير المالية‪ ،‬والذي يحدد رزنامة تنفيذ الرقابة السابقة لمنفقات التي يمتزم بيا و المطبقة عمى‬

‫البمديات‪.‬‬

‫ه‬
‫ـ‬
‫و بالنظر إلى ىاتو المعطيات تطرح أمامنا اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫ما مدى فعالية الرقابة المالية في مسايرة و توجيه و ترشيد نفقات البمدية ؟‬

‫و تندرج تحت ىاتو اإلشكالية عدة تساؤالت فرعية نوجزىا في ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬ىل تتطور الرقابة المالية مع تطور النفقة العامة ؟‬

‫‪ -‬ىل تمتاز الرقابة المالية بالمرونة إزاء تطور النفقة العامة ؟‬

‫‪ -‬ىل تتدخل الرقابة المالية في تقدير نفقات البمدية ؟‬

‫‪ -‬ىل تعتبر الرقابة المالية ضابطا في تخصيص النفقة ؟‬

‫‪ -‬ماىو دور الرقابة المالية في ترشيد النفقة ؟‬

‫‪ -‬ماىي العالقة بين الرقابة المالية الداخمية و الخارجية و أييما أنجع؟‬

‫تتحدد دوافع إختيار موضوع الرقابة المالية عمى نفقات البمدية في األىمية التي يكتسييا‬

‫البحث عمى مستويات مختمفة‪:‬‬

‫ا‪ -‬األهمية العممية ‪ :‬يكتسي موضوع بحثنا في الجانب منو أىمية عممية‪ ،‬إذ نود بيذه‬

‫المساىمة‪ ،‬و التي ال تخمو بطبيعتيا من الثغرات إثراء البحث الجامعي في ميدان الرقابة‬

‫و المحاسبة بصفة عامة‪ ،‬و في ميدان الرقابة المالية عمى البمدية بصفة خاصة‪ ،‬و كذا إثارة‬

‫اإلىتمام بمختمف جوانب الموضوع و الذي يفتقد إلى الدراسات المتخصصة‪.‬‬

‫بالنظر إلى حداثة الرقابة المالية عمى نفقات البمدية أردنا أن نكون من السباقين في دراسة‬

‫ىذا الموضوع خاصة أن اإلتجاىات الحديثة تتجو إلى التخصص في الدراسة‪ ،‬و لنحفز‬

‫الباحثين عمى التطرق ليذا الموضوع بأكثر دقة و تحميل‪.‬‬

‫ه‬
‫ـ‬
‫ب‪ -‬األهمية العممية ‪ :‬يتناول البحث الجوانب المختمفة لمرقابة عمى مالية البمدية‬

‫و المسؤوليات التي تقررت عمى الجيات التي تتدخل في عمميات المراقبة‪ ،‬كما يبرز الدور‬

‫الذي تمعبو السمطات اإلدارية المؤىمة و الجيات القضائية المختصة في مساءلة القائمين عمى‬

‫تبذير مالية البمدية‪.‬‬

‫مما يزيد من أىمية الموضوع ىو أن الرقابة عمى مالية البمدية تعرف تطو ار ميما من حيث‬

‫القوانين المنظمة ليا و كذلك من حيث اآلليات الواجب تتبعيا من أجل رقابة فعالة تفي‬

‫بمتطمبات التنمية اإلقتصادية و اإلجتماعية المحمية‪.‬‬

‫إن من أسباب إختيارنا ليذا الموضوع أسبابا ذاتية و أخرى موضوعية ‪:‬‬

‫أ – األسباب الذاتية ‪ :‬ما دفعني إلى إختيار ىذا الموضوع ىو كوني موظف بمصمحة‬

‫الرقابة المالية فأردت أن أنجز عمال يعود بالفائدة عمى الجيتين الدراسية و العممية‪ ،‬و أيضا‬

‫كون تكويني الدراسي رياضي حيث كنت أدرس في شعبة العموم الدقيقة في المرحمة الثانوية‬

‫و تكويني الجامعي قانوني إداري مما ولد لدي حبا ورغبة في ىذا المزج حيث وجدتو في‬

‫الحياة العممية و موضوع البحث‪.‬‬

‫ب – األسباب الموضوعية ‪ :‬كتتويج لمسار دراسة القانون اإلداري من الناحية النظرية‬

‫و الذي كنا نحس بو و ممارسة عمل لدى الرقابة المالية أصبحنا نممس القانون اإلداري‪ ،‬أردنا‬

‫توظيف ىاتين الثقافتين في بحثنا ىذا لزيادة فيم القانون اإلداري بصورة أوضح ومعرفة العالقة‬

‫بين النظري و التطبيقي عمى أكمل وجو‪.‬‬

‫ه‬
‫ـ‬
‫وككل بحث عممي تواجيو صعوبات وحواجز‪ ،‬من أىميا قمة المراجع في الدراسات‬

‫المتخصصة‪ ،‬ضيق الوقت المخصص لتحضير ىذا البحث‪ ،‬حداثة الرقابة المالية عمى نفقات‬

‫البمدية حيث ال نستطيع أن نقيم دورىا و مردودىا في فترة وجيزة‪.‬‬

‫ولتحميل ىذا الموضوع إتبعنا المنيج الوصفي التحميمي في معالجتنا لو و قد إعتمدنا عمى‬

‫الوصف و التعمق الدقيقين متوخين في سبيل ذلك تحقيق األىمية العممية و العممية‪.‬‬

‫وبما توفر لدينا من مادة عممية حاولنا راغبين في اإللمام بأغمب جوانب الموضوع مقسيمين‬

‫بحثنا إلى ثالثة فصول كما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬فصل تمييدي بعنوان النفقة العامة و الرقابة عميها يندرج تحتو مبحثين‪ ،‬المبحث األول‬

‫نتطرق فيو إلى مفيوم النفقة العامة‪ ،‬و المبحث الثاني نتناول فيو مفيوم الرقابة المالية عمى‬

‫النفقات العامة‪.‬‬

‫‪ -‬فصل أول بعنوان ميزانية البمدية و كيفية تنفيذ نفقاتها يتفرع تحتو مبحثين‪ ،‬المبحث‬

‫األول بإسم ميزانية البمدية و كيفية إعدادىا‪ ،‬و المبحث الثاني بعنوان أساليب تنفيذ نفقات‬

‫البمدية‪.‬‬

‫‪ -‬فصل ثان بعنوان نظام الرقابة عمى نفقات البمدية مقسم إلى مبحثين‪ ،‬البحث األول‬

‫نتطرق فيو إلى نظام الرقابة الداخمية‪ ،‬و المبحث الثاني نتناول نظام الرقابة الخارجية‪.‬‬

‫ه‬
‫ـ‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬النفقة العامة و الرقابة عليها‬

‫لدراسة موضوع الرقابة المالية على نفقات البلدية‪ ،‬البد من معرفة المقصود‬

‫بالنفقة العامة و الرقابة المالية عليها ألن هاته من تلك‪ ،‬أي أن الرقابة المالية‬

‫المطبقة على النفقات العامة هي نفسها الرقابة المالية التي تطبق على نفقات‬

‫البلدية‪ ،‬فتنظمها نفس النصوص القانونية وما الثانية إال إستنباطا من األولى‪.‬‬

‫وبما أن موضوع الفصل ينقسم إلى شقين رأينا أن نتطرق في المبحث األول إلى‬

‫مفهوم النفقة العامة و في المبحث الثاني إلى مفهوم الرقابة المالية على النفقات‬

‫العامة‪.‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم النفقة العامة‬

‫إذا كان موضوع بحثنا ىو الرقابة المالية عمى نفقات البمدية‪ ،‬فإنو من‬

‫الضروري أن نعي جيدا ما المقصود بالنفقة العامة‪ ،‬حيث تعد الكفة الثانية لمميزانية‬

‫العامة لمدولة في مقابل اإلرادات العامة‪ ،‬وليذا تكتسي أىمية بالغة بإعتبارىا أحد‬

‫محاور المالية العامة ولكون توفيرىا ال يشكل عبءا لوحده فقط بل وأيضا كيفية‬

‫إنفاقيا‪ ،‬و يقتضي الغوص في دراسة النفقات العامة اإلحاطة بتعريف و تطور‬

‫النفقة العامة و ىذا ما سنراه في المطمب األول وكذلك تقسيم النفقة العامة‬

‫و خصائصيا في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف وتطور النفقة العامة‬

‫<< لقد كان لمتطور الذي حدث في طبيعة الدولة من دولة حارسة إلى متدخمة إلى منتجة‬

‫أثره عمى النشاط المالي‪ ،‬ىذا إن لم نسمم بان األسباب المالية ىي التي أثرت في توجيات‬

‫الدولة في حد ذاتيا‪ ،‬فإنتقمت طبيعة المالية العامة لمدولة من مالية محايدة إلى مالية تدخميو‬

‫وظيفية ثم مالية تخطيطية‪ ،‬فكان من البداىة أن ينعكس ىذا التطور عمى نظرية النفقات‬

‫(‪)1‬‬
‫العامة >>‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم ‪ .‬الرقابة المالية عمى النفقات العامة ‪ .‬دار الكتاب الحديث‪ :‬القاىرة‪ .‬طبعة ‪ .2010‬ص ‪. 51‬‬

‫‪13‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف النفقة العامة‬

‫نتطرق ىنا لتعريف النفقة العامة لغة واصطالحا من خالل ما ورد في الفقو والتشريع‬

‫الجزائري‪:‬‬

‫أوال ‪ -‬تعريف النفقة العامة لغة‪ << :‬ىي من أنفق الرجل إذا إفتقر وذىب مالو ومنيا قولو‬

‫(‪)1‬‬
‫تعالى ‪ ":‬قل لو أنتم تممكون خزائن رحمة ربي إذا ألمسكتم خشية اإلنفاق" ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬النفقة إصطالحا‪ <<:‬أما النفقة العامة في اإلصطالح فيي إخراج جزء من مال‬

‫مخصوص إلى بيت المال لوجية مخصوصة تحقيقا لمصالح العام‪.‬‬

‫الــنفقة ىي ك ــل حق وجب صرفو في‬ ‫<<‬ ‫وقـد أكد اإلمام الماوردي ىذا المــفيوم بقــولو ‪:‬‬

‫مصالح المسممين فيو حق عمى بيت المال فإذا صرف في وجية صار مضافا إلى الخارج‬

‫من بيت المال >>‪ )2(.‬و بيذا فالنفقة العامة ىي ما تنفقو الدولة أو أي شخص من األشخاص‬

‫العامة األخرى أو المؤسسات التابعة ليا وىذا بخالف النفقة الخاصة التي يضفي عمييا‬

‫(‪)3‬‬
‫الطابع الشخصي لممنفق‪>> .‬‬

‫أما في التشريع الجزائري فمم يرد تعريف لمنفقات العامة عدا تمك اإلشارات التي تناوليا‬

‫في إطار الميزانية العامة لمدولة أو ما تعمق بإعتمادىا وىذا ما ورد عمى وجو الخصوص في‬

‫(‪ )1‬اآلية ‪ 100‬سورة اإلسراء ‪.‬‬


‫(‪ )2‬أبو الحسن الماوردي ‪.‬األحكام السمطانية و الواليات الدينية‪ .‬المكتبة العصرية‪ :‬صيدا‪.‬بيروت‪ .2000.‬ص ‪.233‬‬
‫(‪ )3‬بن داود إبراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.26‬‬

‫‪14‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫تتشكل الميزانية العامة لمدولة من اإليرادات‬ ‫<<‬ ‫المادة ‪ 06‬من قانون ‪ 17/84‬والتي تنص‪:‬‬

‫والنفقات النيائية لمدولة المحددة سنويا بموجب قانون المالية والموزعة وفق األحكام التشريعية‬

‫والتنظيمية المعمول بيا>>‪ .‬كما نصت المادة ‪ 23‬من نفس القانون والواردة في الفصل الثالث‬

‫تشتمل األعباء الدائمة لمدولة عمى ما يمي‪ :‬نفقات‬ ‫<<‬ ‫المعنون بالنفقات بقولو ‪:‬‬

‫>>‪.‬‬ ‫التسيير ‪ ،‬نفقات اإلستثمار‪ ،‬القرض و التسبيقات‬

‫مبمغ من النقود يقوم بإنفاقو‬ ‫<<‬ ‫أما كتاب المالية العامة فيعرفون النفقة العامة بأنيا‪:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫>>‬ ‫شخص عام بقصد تحقيق نفع عام‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تطور النفقة العامة‪.‬‬

‫في مرحمة الدولة الحارسة إمتنع عمى الدولة التدخل في الحياة االقتصادية و االجتماعية‬

‫و إقتصر نتيجة لذلك غرض النفقات العامة عمى ضمان سير المرافق األساسية التي ليا‬

‫دور إشباع الحاجات العامة األولية من دفاع وقضاء ‪ ،‬وىذا ما كان لو إنعكاسو عمى كتابات‬

‫فقياء اإلقتصاد والمالية فمم يعط التقميديون النفقات العامة أىميتيا التي تستحقيا فكانت‬

‫دراسة النفقات العامة توجو أساسا لممشاكل القانونية المتعمقة بإجراءات اإلنفاق العام دون‬

‫البحث في طبيعتو وأثاره في الحياة اإلجتماعية و اإلقتصادية ‪.‬‬

‫ومن ى ــذا أصبحت أىـ ــم أىـ ــداف الن ــظام الــمالي ب ــما فيو النـ ــفقات الـ ــعامة في الفكر‬

‫(‪ )1‬بن داود إبراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.53‬‬

‫‪15‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الم ـ ــالي المعاصر وحتى في الميدان العممي لمدول الرأسمالية حديثا ىو الحفاظ عمى‬

‫اإلستقرار والتوازن اإلقتصادي والحيمولة دون األزمات اإلقتصادية المتتالية التي يعاني منيا‬

‫النظام الرأسمالي وأيضا بيدف إرساء قدر من العدالة خاصة في توزيع الدخل الوطني‬

‫وضمان اإلستخدام السميم لمموارد عن طريق ما تحدثو من نفقات عامة لدعم اإلقتصاد‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫ولضمان الحد األدنى من سبل اإلستثمار العام‬

‫إن المالحظ يرى أن تطور الدولة ودورىا قد أخذ مسار آخر حيث ظيرت إلى الوجود‬

‫خاصة في العشرية األخيرة دعوات لمتقميص من الـ ـ ــنشاط االقتصادي لمدولة والحد من‬

‫ت ـ ــدخميا‪ ،‬وذلك بالمجوء إلى نظام الخوصصة بالتخمي عن مجاالت القطاع العام إلى القطاع‬

‫الخاص فأعتبرت ىذه التوجيات الجديدة بمثابة إيديولوجية حديثة لمبمدان الرأسمالية المتقدمة‬

‫بمغ صداىا إلى معظم البمدان النامية وعمى رأسيا الجزائر خاصة تحت تأثير المنظمات‬

‫الدولية والضغوط الخارجية الناتجة عن مديونية ىذه البمدان تجاه دول اإلقتصاديات المتقدمة‬

‫ليطمب من ىذه البمدان ضرورة خمق توازن في ميزانيتيا مما يعني الحد من سياسة اإلنفاق‬

‫الحكومي والتخمي عن بعض وحدات القطاع العام وفتح مجال المنافسة وتحرير األسعار‬

‫وازالة كل العقبات من وجو القطاع الخاص (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬زينب حسين عوض اهلل‪ .‬المالية العامة‪ .‬دار المعرفة‪ :‬بيروت‪ .‬طبعة ‪ . 1994‬ص ‪.27‬‬

‫(‪ )2‬زينب حسين عوض اهلل‪ .‬مرجع نفسو‪ .‬ص‪.27‬‬

‫‪16‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬تقسيم النفقة العامة وخصائصها‬

‫إن بيان تقسيم النفقات العامة ليس لمجرد التصنيف وانما اليدف من ذلك ىو معرفة كل‬

‫نوع من النفقات لتحديد تمويميا‪ ،‬حيث إن النفقات العادية تمول غالبا باإليرادات العادية‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬كما إن التقسيم و الخصائص‬ ‫وتمول النفقات اإلستثنائية بإرادات إستثنائية كأصل عام‬

‫يبرزان الفرق بين النفقة العامة وباقي النفقات‪.‬‬

‫الفرع األ ول‪ :‬تقسيم النفقة العامة‬

‫يبرز لنا ىذا التصنيف كل نفقة بقصد ترشيدىا كما يسيل لنا ذلك إعمال الرقابة المالية‬

‫واجراء المتابعة والفحص‪ ،‬بخالف ما إذا كانت النفقات ميمة دون تحديد وتصنيف‪ ،‬فيستحيل‬

‫(‪)2‬‬
‫بذلك إجراء عمميات التدقيق والتحقيق كعناصر لمرقابة المالية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التقسيمات النظرية لمنفقات العامة‬

‫‪ - 1‬النفقات العادية والنفقات االستثنائية ‪ :‬فالنفقات العادية ىي التي تتصف بالدورية‬

‫والثبات ومثاليا أيضا رواتب الموظفين ‪ ،‬أما النفقات اإلستثنائية تمتاز بعدم دوريتيا نظ ار‬

‫لعدم تكرارىا كل سنة ومثاليا نفقات الحاالت الطارئة وحاالت األزمات والحروب وانتشار‬

‫األوبئة الفتاكة وما شبو ذلك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسن عواضة ‪ .‬المالية العامة ‪ .‬دار النيضة العربية‪ :‬القاىرة ‪ .‬الطبعة ‪ .1978‬ص ‪.347‬‬

‫(‪ )2‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.55‬‬

‫‪17‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫وتبرز أىمية ىذا التقسيم في كونو يمكن الحكومة من تقدير مستويات اإلنفاق العام تقدي ار‬

‫سميما وتدبير ما يمزم من إيرادات عامة لسداد ىذا النوع من النفقات ‪ ،‬أما النفقات غير‬

‫العادية فنظ ار لطابعيا الطارئ والفجائي فيي غالبا ما تسدد من إيرادات غير عادية كالمجوء‬

‫إلى اإلقتراض الداخمي أو الخارجي وىذا ما أشتيرت بو السياسة المالية التقميدية(‪.)1‬‬

‫أما السياسة المالية الحديثة فيي عمى عكس ذلك إذ ترى أنو ليس ىناك ما يبرر ىذا‬

‫التمييز حيث أنو يمكن تمويل إحدى النفقتين عادية أو استثنائية من نفس مصادر التمويل ‪.‬‬

‫أكثر من ىذا فالنفقات العادية والتي قيل بسنويتيا فقدت إلى حد معتبر ىذا المنطمق‬

‫فالدولة أخذت اليوم بإعداد ميزانيتيا وفقا لبرامج التنمية االقتصادية ووفقا لمخططات تنموية‬

‫قد تتعدى السنة ومن ىنا ففكرة الدورية تجعل من الصعب التفرقة بين النفقات العادية وغير‬

‫العادية ألننا لو نظرنا إلى فترة أطول من فترة سنة ولتكن خمس سنوات مثال أدى ذلك إلى‬

‫إعتبار العديد من النفقات غي ر العادية نفقات عادية وكذلك لو إقتصرت لفترة أقل من سنة‬

‫ألعتبرنا بعض النفقات العادية غير عادية ‪.‬‬

‫فالنفقات اإلدارية أو نفقات التسيير ىي‬ ‫<<‬ ‫‪ -2‬النفقات اإلدارية والنفقات الرأسمالية‪:‬‬

‫النفقات الالزمة لسير اإلدارات العامة في الدولة كرواتب الموظفين ونفقات الصيانة وغيرىا‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسين مصطفى حسين‪ .‬المالية العامة ‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ :‬الجزائر ‪ .‬طبعة ‪ .2001‬ص ‪.116‬‬

‫‪18‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫أما النفقات الرأسمالية فيي المتعمقة بالرأسمال الوطني والثروة الوطنية كنفقات التجييز‬

‫واإلنشاء والتعمير والنفقات اإلستثمارية‪ ،‬وىذه النفقات تكون موزعة حسب المخطط اإلنمائي‬

‫السنوي وتظير في الجدول * ج * الممحق بقانون المالية‪ ،‬ويسمح التقسيم الوظيفي لنفقات‬

‫اإلستثمار بإعطاء وضوح بارز لنشاط الدولة اإلستثماري >> (‪. )1‬‬

‫‪ – 3‬النفقات الفعمية والنفقات التحويمية‪ :‬النفقات الفعمية وىي التي تنفقيا الدولة فعميا ألجل‬

‫الحصول عمى السمع والخدمات الالزمة لمعمل اإلداري وتسيير المرافق العامة كرواتب‬

‫مستخدمي الدولة وكذا النفقات الموجية إلقتناء المعدات واآلالت ‪ ،‬أما النفقات المحولة أو‬

‫المنقولة فيي التي تيدف إلى إعادة توزيع الثروة والدخل الوطني وذلك عن طريق‬

‫اإل قتطاعات الضريبية من الخاضعين ليا ليعاد توزيعيا عمى فئات أخرى ومثاليا نفقات‬

‫اإلعانات الخيرية ‪ ،‬النفقات اإلجتماعية كالضمان اإلجتماعي وغيرىا ‪.‬‬

‫‪ – 4‬النفقات المنتجة والنفقات غير المنتجة‪ :‬المقصود بإنتاجية النفقة ىو الحصيمة التي‬

‫تترتب إنفاقيا ‪ ،‬ألجل ىذا أعتبرت النفقات اإلستثمارية التي تؤدي إلى خمق سمع مادية أو‬

‫فائدة مالية نفقات منتجة بخالف نفقات مستخدمي اإلدا ارت و نفقات تسيير الم ارفق العامة‬

‫التي أعتبرت غير منتجة‪ ،‬شابييا تعد من قبيل النفقات المنتجة ألنو إذا تم اإلنفاق عمى‬

‫األفراد فسيقبمون عمى شراء سمع وخدمات مما يعيد حركية األموال وبالتالي حركية اإلقتصاد‬

‫(‪ )1‬بن داود إبراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.55‬‬

‫‪19‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الوطني وغيرىا من النفقات التي تعد في ظاىرىا غير منتجة وىي في الحقيقة أكثر إنتاجية‬

‫(‪) 1‬‬
‫ولو كان ذلك بطريق غير مباشر ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقسيمات الوضعية لمنفقات العامة‪.‬‬

‫تقسم كل دولة نفقاتيا العامة في ميزانيتيا إلى أقسام متعددة واليدف دائما ىو تسييل‬

‫عممية الرقابة ولتحديد طرق التمويل وىذه التقسيمات تختمف بطابع الحال عن التقسيمات‬

‫النظرية سالفة الذكر والتي تناوليا الفقياء دون أن تظير في وثائق الميزانية بخالف‬

‫(‪) 2‬‬
‫‪.‬‬ ‫التقسيمات الوضعية فيي موضوعة في تقسيمات ميزانية الدولة‬

‫‪ -1‬التقسيم اإلداري‪ :‬يستند ىذا التقسيم اإلداري إلى تقسيمات اإلدارات العمومية لمدولة ‪ ،‬إذ‬

‫يعيد بالنفقات حسب القطاعات الو ازرية في الدولة وحسب ىيئاتيا اإلدارية المستقمة إذ‬

‫يضاف إلى إعتمادات كل و ازرة مخصصات السمطة التشريعية ومخصصات المجمس‬

‫الدستوري وغيرىا من الييئات المستقمة األخرى ‪ ،‬ويمكن أن يضاف إلى ىذا التقسيم في‬

‫الميزانية العامة النفقات الموصدة في الميزانية الممحقة والحسابات الخاصة بالخزينة وتتبين‬

‫ىنا النفقات السنوية من النفقات البرامجية التي تتعدى السنة بغرض تطبيق مخططات‬

‫(‪) 3‬‬
‫وبرامج التنمية االقتصادية‬

‫(‪ )1‬حسن عواضة ‪ .‬المرجع السابق ‪ .‬ص ‪.349‬‬

‫(‪ )2‬حسين مصطفى حسين‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.18‬‬

‫(‪ )3‬بن داود إبراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.59‬‬

‫‪20‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ – 2‬التقسيم الوظيفي‪ :‬في سنة ‪ 1947‬وفي تقرير لمجنة ىوفز المجتمعة في الواليات‬

‫المتحدة األمريكية ‪ ،‬تم إقتراح ىذا التقسيم والغرض منو ىو مقارنة اإلدارات العامة ومدى‬

‫إنتاجيتيا مع المؤسسات الخاصة ‪ ،‬وىو يستند عمى الوظائف التي تؤدييا ‪ ،‬وبيذا يوضع كل‬

‫قطاع عمى حدى وبالتالي تحدد نوعية النفقة حسب القطاع مثال قطاع القضاء ‪ ،‬الدفاع ‪،‬‬

‫‪ ،‬العالقات الدولية ‪ ،‬النشاطات االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬النشاطات العممية‬ ‫األمن‬

‫والثقافية ‪ ،‬ومن خالل ىذا اليدف الوظيفي لمنفقة يتم التمييز عمى الخصوص بين النفقات‬

‫اإلستثمارية وغيرىا من النفقات (‪. )1‬‬

‫‪ – 3‬التقسيم االقتصادي ‪ :‬ىو تقسيم ينبني عمى أسس اقتصادية إذ تتحدد نوعية النفقة‬

‫والقسم الذي تندرج فيو حسب األثر واليدف اإلقتصادي الذي تؤديو ىذه النفقة تجاه اإلقتصاد‬

‫الوطني أو الحياة اإلقتصادية لألشخاص المعنوية العامة و الخاصة ‪ ،‬ورأى فقياء عمم‬

‫(‪) 2‬‬
‫المالية واإلقتصاد تقسيم النفقات إلى نفقات التسيير نفقات التجييز واإلنشاء نفقات التوزيع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص النفقة العامة‬

‫من خ ـ ــالل م ـ ــا سبق خاصة فـ ــي تعريف النفقة العامة بأنيا‪ :‬مبمغ م ــن النقود يقوم‬

‫بـ ـ ــإنفاقو شخص عام بقصد تحقيق نفع عام ‪ ،‬ومن خالل ىذا التعريف يتضح لنا إن لمنفقة‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.60‬‬


‫(‪ )2‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع نفسو‪ .‬ص‪61‬‬

‫‪21‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫العامة الخصائص التالية ‪:‬‬

‫إن الدولة و األشخاص العمومية التابعة ليا تعتمد عمى اإلنفاق من أجل إشباع الحاجات‬

‫العامة و كل شكل من األشكال اإلنفاق يجب أن يأخذ الصفة النقدية حتى يمكن القول أننا‬

‫بصدد نفقة عامة‪ ،‬و الشرط النقدي لمنفقة العامة أستحدث بناء عمى تطورات أدت إلى‬

‫ضرورة ىذا اإلنفاق و ىو أنجع الطرق لحصول الدولة عمى خدمات أو سمع أو دراسات‬

‫معينة تمبية لحاجات عامة ‪ ،‬و أىم نتيجة لإلستخدام النقدي ىو تسييل النظام المالي لمدولة‬

‫و إعطائو فعالية أكثر و ذلك بإقرار مبدأ الرقابة بصورىا المتعددة عمى النفقات العامة ضمانا‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪ ،‬و ىي نفسيا الميزة التي تميز المالية‬ ‫لحسن إستخداميا طبقا لممصمحة العامة دائما‬

‫العامة عن المالية الخاصة‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الصفة النقدية لمنفقة العامة‪ :‬حتى يمكن إعطاء وصف العموم عمى النفقة العامة كان‬

‫لزاما أ ن تصدر من شخص معنوي عام أي من الدولة أو الوالية أو البمدية أو إحدى الييئات‬

‫العامة و من ىنا ال تعتبر من قبيل النفقات العامة النفقات التي يقوم بيا األفراد أو إحدى‬

‫الييئات الخاصة حتى و إن كانت موجية لتحقيق منفعة عامة كأن يتبرع أحد األفراد بمقدار‬

‫مالي ألجل إقامة مشروع عام كجامعة أو مستشفى (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.53‬‬

‫(‪ )2‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع نفسو‪ .‬ص‪.54‬‬

‫‪22‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫ثانيا‪-‬الغرض من اإلنفاق العام‪ :‬ال بد أن تكون غاية النفقة و ىدفيا تحقيق نفع‬

‫عام يعود عمى جميع المواطنين ال عمى فرد أو فئة معينة بذاتيا و يقوم ىذا الشرط عمى‬

‫ثالث دعائم‪:‬‬

‫‪ -‬أوليا يتخمص في تبرير النفقة العامة بتوجيييا لتمبية الحاجات العامة و التي تتولى الدولة‬

‫أو أحد األشخاص العامة إشباعيا‪.‬‬

‫‪ -‬ثانييا كون المنفعة المراد تحقيقيا مشروعة وفق ما نظمتو األحكام التشريعية و التنظيمية‪.‬‬

‫‪ -‬ثالثيا المساواة بين المواطنين في النفع العام كنتيجة لممساواة بينيم في تحمل األعباء‬

‫العامة‪.‬‬

‫و فكرة المنفعة ىي في تطور مستمر و تختمف من بمد آلخر و من زمن آلخر في الدولة‬

‫الواحدة و قد تعددت المعايير في تقدير ىذه المنفعة العامة إال أن المتفق عميو في تقرير‬

‫المنفعة متروك لمسمطات السياسية (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراهيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.54،55‬‬

‫‪23‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬مفهوم الرقابة المالية عمى النفقات العامة‬

‫إن الرقابة المالية عمى النفقات العامة تتجسد بصورة سامية و رفيعة القدر في شريعتنا‬

‫السمحاء إذ تعددت صورىا و أشكاليا و أحكمت أساليبيا و أدوارىا ‪ ،‬كما لمتشريع الجزائري‬

‫حضو في أن نص عمى الرقابة المالية عمى نفقات الدولة وان كان بنتائج وأىداف مختمفة‪.‬‬

‫لذا سنتطرق لتعريف الرقابة المالية وأساسيا القانوني في المطمب األول و صور و أسس‬

‫الرقابة المالية في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف الرقابة المالية وأساسها القانوني‬

‫تمر الرقابة المالية بين المصطمحات و المصدر لتقربنا شيئا فشيئا من مفيوميا‪ ،‬لذا‬

‫سنتطرق لتعريف الرقابة المالية في فرع أول وأساسيا القانوني في الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الرقابة المالية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف الرقابة المالية لغة‪ :‬نجد في مدلوالت المغة العربية أن الرقابة وردت بمعاني‬

‫كثيرة منيا‪:‬‬

‫‪ -‬الحراسة والرعاية ‪ :‬رقب الشيء وراقبو أي حرسو ‪ ،‬ورقيب القوم ىو حارسيم والرقيب ىو‬

‫الحارس الحافظ(‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.12‬‬

‫‪24‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ -‬اإلشراف‪ :‬إرتقب أي أشرف وعال‪ ،‬فنقول إرتقب المكان إذا عال وأشرف‪.‬‬

‫‪ -‬اإلنتظار ‪ :‬رقب فالن تعني إنتظره وترصد قدومو (‪. )1‬‬

‫(‪) 2‬‬
‫‪ .‬معناه لم ترتقب قولي ‪.‬‬ ‫وفي القران الكريم نجد قولو تعالى‪ " :‬ولم ترقب قولي "‬

‫الحفظ‪ :‬فمن أسماء اهلل تعالى ( الرقيب ) بمعنى الحافظ الذي ال يغيب عنو شيء ومن قولو‬

‫تعالى‪ " :‬إن اهلل كان عميكم رقيبا " النساء اآلية ‪ 1‬أي حفيظا ألعمالكم مطمعا عمييا(‪.)3‬‬

‫ثانيا‪ -‬تعريف الرقابة المالية إصطالحا‪ :‬ىي القواعد المستنبطة من الشريعة اإلسالمية والتي‬

‫تستخدم كمقياس لمحاسبة المرء في عممو سواء تعمق األمر بدينو أو دنياه‪.‬‬

‫وبيذا نتوصل إلى أن الرقابة المالية في منظور الشريعة اإلسالمية ىي القواعد واألحكام‬

‫التي أرستيا الشريعة اإلسالمية ألجل صيانة المال العام ودرء كل تقصير أو تياون في‬

‫جمعو أو إنفاقو أما عن التشريع الجزائري فال نجد فيو تعريفا لمرقابة المالية إال في إشارات‬

‫منو ألساليبيا وىيئاتيا و عموما فقد تميز التشريع الجزائري كغيره من التشريعات بثالث‬

‫إتجاىات في تعريف الرقابة المالية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.13‬‬

‫(‪ )2‬طو االية ‪.94‬‬

‫(‪ )3‬اإلمام القرطبي‪ .‬الجامع ألحكام القران ‪ .‬الجزء الخامس ‪ .‬دار الكتب المصرية‪ :‬القاىرة ‪ .‬الطبعة ‪ .1967 .3‬ص‪.7‬‬

‫‪25‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫اإلتجاه األول‪ :‬يركز عمى الجانب الوظيفي كما يركز عمى األىداف مؤكد أن الرقابة ىي‬ ‫‪-‬‬

‫التأكد وتحقق من أن التنفيذ يتم طبقا لمخطة المعتمدة والتعميمات المسطرة والمبادئ المقررة‬

‫اإلتجاه الثاني ‪ :‬يركز عمى الجانب اإلجرائي وعمى الخطوات الواجب إتباعيا لمقيام‬ ‫‪-‬‬

‫بعممية الرقابة ‪.‬‬

‫اإلتجاه الثالث‪ :‬وىو إتجاه ييتم باألجيزة والييئات القائمة بعممية الرقابة والتي تتولى‬ ‫‪-‬‬

‫الفحص والمتابعة والمراجعة وجمع المعمومات‪ ،‬وبيذا نجد أن الرقابة المالية تدور حول‬

‫محوري الوسيمة واليدف عمى محل ثابت ىو المال العام (‪. )1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني لمرقابة المالية‬

‫لقد ثبتت شرعي ة الرقابة المالية من كتاب اهلل تعالى ومن سنة نبيو صمى اهلل عميو وسمم‬

‫ومن عمل صحابتو الكرام ‪ ،‬ومن التشريع الوضعي وىو كما نتناولو في ما يمي ‪:‬‬

‫أوال‪ -‬من الكتاب والسنة‪ :‬نجد قولو تعالى ‪ " :‬وما كان لنبي أن يغل ومن يغمل يأتي بما غل‬

‫(‪) 2‬‬
‫يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وىم ال يظممون "‬

‫(‪ )1‬عوف الكفراوي‪ .‬الرقابة المالية النظرية والتطبيق ‪ .‬مطبعة األنصار‪ .‬اإلسكندرية ‪ .1998 .‬ص‪.17،18‬‬

‫(‪ )2‬اآلية ‪ 161‬سورة آل عمران‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫فقد أوضحت اآلية أن كل من يغل شيء يأتي بو حامال لو عمى ظيره أو رقبتو معذبا‬

‫بحممو مرعوبا بصيتو فيعذبو اهلل بما أخذ في نار جينم أما عقابو في الدنيا فيو التعزير أو‬

‫إسترداد المال والعزل فاآلية وان نزلت في خيانة الغنائم فإن حكميا يتعدى إلى كل من يأخذ‬

‫ما ليس لو فيو حق من أموال المسممين العامة وقولو تعالى ‪ " :‬والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا‬

‫ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " (‪.)1‬‬

‫و ىكذا أكد اهلل تعالى أنو بالمال يكون قيام األفراد وبالتالي قيام الجماعات ولذلك عد‬

‫حفظ المال من الضروريات الخمس التي جاءت الشرائع لحفظيا وصونيا‪.‬‬

‫أما عن أدلة شرعية الرقابة المالية من سننو صمى اهلل عميو وسمم ما رواه البخاري عن أبي‬

‫حميد الساعدي قال‪ " :‬إستعمل النبي صمى اهلل عميو وسمم رجال من بني أسد يقال لو إبن‬

‫المتيبة عمى صدقة فمما قدم قال ىذا لكم وىذا أىدي إلي ‪ ،‬فقام النبي صمى اهلل عميو وسمم‬

‫عمى المنبر فحمد اهلل و أثنى عميو ثم قال " ما بال العامل نبعثو فيأتي فيقول ىذا لك وىذا‬

‫أىدي إلي فيال جمس في بيت أبيو وأمو فينتظر أييدى لو أم ال ؟ والذي نفس محمد بيده ال‬

‫يأت بشيء إال جاء يوم القيامة يحممو عمى رقبتو إن كان بعي ار لو رغاء أو بقرة ليا خوار أو‬

‫شاة تعير ثم رفع يديو حتى رأينا إبطيو ثم قال آال ىل بمغت ؟ ثالث "(‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬اإلمام القرطبي‪ .‬مرجع السابق‪ .‬ص‪.254‬‬

‫(‪ )2‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪.‬ص‪.16‬‬

‫‪27‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫نفيم من ىذا الحديث الجميل وغيره من األحاديث الواردة في سنة المصطفى صمى اهلل‬

‫عميو وسمم أن النبي قد مارس الرقابة عمى المال العام بقولو وفعمو فكان يحاسب عمالو عمى‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪ ،‬وكان الخمفاء الراشدين والصحابة حريصين عمى‬ ‫كل ما يجمبونو وما ينفقونو من أموال‬

‫حفظ مال المسممين ومن ىذا قول عمر بن الخطاب‪ " :‬إن ىذا المال ال يصححو إال خالل‬

‫ثالث أن يؤخذ بالحق ‪ ،‬ويعطي بالحق ويمنع من الباطل " (‪. )2‬‬

‫ثانيا‪ -‬من التشريعات الوضعية‪ :‬أما عن أدلة شرعية الرقابة المالية في التشريع الجزائري‬

‫إذا‬ ‫<<‬ ‫فيي واردة في نصوصو متعددة بدءا بالميثاق الوطني ‪ 1976‬حيث نص عمى أنو ‪:‬‬

‫كانت الثورة تضع ثقتيا في الناس فيذا ال يمنعيا من أن تفكر في وضع أجيزة الرقابة من‬

‫القاعدة إلى القمة ميمتيا التحقق مما إذا كانت ممارسة المسؤولية وتنفيذ الق اررات يتالءمان‬

‫ليؤكد بعد ذلك‬ ‫>>‬ ‫مع التوجيو العام لمبالد ويتطابقان مع المقاييس التي ينص عمييا القانون‬

‫وجوب أن تمتد الرقابة إلى تطبيق القوانين وتوجييات الدولة وتعميماتيا تطبيقا حقيقيا‬

‫وتسير عمى إحترام أحوال اإلنضباط والشرعية وتحارب البيروقراطية وشتى أنواع التباطؤ‬

‫اإلداري(‪. )3‬‬

‫(‪ )1‬حسين يوسف راتب ريان‪ .‬المالية العامة في الفقه اإلسالمي‪ .‬دار النفائس لمنشر والتوزيع ‪ :‬االردن ‪.‬الطبعة‪. 2‬‬
‫‪.1999‬ص‪.22‬‬

‫(‪ )2‬بن داود إبراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.16‬‬

‫(‪ )3‬األمر ‪ 57/75‬المؤرخ في ‪ 05‬جويمية ‪ 1976‬المتضمن نشر الميثاق الوطني ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫أما عن التعديل الدستوري لسنة ‪ 1996‬فقد نص في المادة ‪ 170‬منو والواردة في‬

‫فصل الرقابة عمى مجمس المحاسبة كأعمى ىيئة رقابية ‪ ،‬باإلضافة إلى النصوص القانونية‬

‫وأىميا قانون ‪ 10/80‬المؤرخ في ‪ 1980/01/12‬المتضمن تأسيس مجمس المحاسبة‬

‫مكمف بالرقابة المالية لمدولة والحزب والجماعات المحمية عدد ‪.143‬‬

‫القانون ‪ 04/80‬المؤرخ في ‪ 1980/03/01‬المتعمق بممارسة عممية المراقبة من قبل‬

‫المجمس الشعبي الوطني‪ ،‬عدد‪.10‬‬

‫باإلضافة إلى النصوص القانونية األخرى كقانون ‪ 21/90‬المؤرخ في ‪1990/08/15‬‬

‫المتعمق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬عدد‪ ،35‬وغيرىا من النصوص والمراسيم سنتناوليا في حينيا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬صور وأسس الرقابة المالية‬

‫قد تكون المصطمحات متشابية لكن مدلوالتيا وتطبيقاتيا تختمف كل اإلختالف فالرقابة‬

‫المالية في زمن ولى ومضى ليست كالرقابة المالية في زمن الحاضر ألسباب عديدة لتغير‬

‫أوجو اإلنفاق وأنواعو وتغير أدوار الدولة في أساسيا‪ ،‬وبتطور صور وأساليب الرقابة المالية‬

‫وتطور أىدافيا وأبعادىا بدأت تبرز أىمية الرقابة المالية (‪. )1‬‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.11‬‬

‫‪29‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الفرع األول‪ :‬صور الرقابة المالية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬من حيث جهة الرقابة ‪ :‬ونجد ىنا نوعيـ ـ ـ ـ ــن من الرق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابة‬

‫‪ -1‬الرقابة الداخمية‪ :‬ويقصد بيا تمك الخطة التنظيمية ومختمف اإلجراءات والتنظيمات‬

‫والوسائل المستعممة داخل المؤسسة لتحقيق الكفاية ومثل ذلك اإلحصاءات ‪ ،‬تقارير األداء‬

‫برنامج الجودة والنوعية‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة الخارجية‪ :‬تتمثل في العمميات الخارجية التي تقوم بيا أجيزة متخصصة ومستقمة‬

‫عن السمطة التنفيذية وىدفيا ىو مراجعة العمميات المالية والحسابات وحتى تتحقق من‬

‫صحتيا وشرعيتيا ودقتيا وىي رقابة بعدية والحقة لعمميات التنفيذ كالرقابة التي يقوم بيا‬

‫مجمس المحاسبة (‪. )1‬‬

‫ثانيا ‪ -‬من حيث التوقيت الزمني إلجراء الرقابة‬

‫‪ -1‬الرقابة السابقة ‪ :‬وىي المتمثمة في موافقة الجية المختصة قانونا عمى عممية اإللتزام‬

‫بالنفقة وذلك بالتحقق من توافر اإلعتماد في الميزانية وصحة العممية من حيث اإلسناد وكذا‬

‫من حيث سالمة الوثائق المرفقة وىي تعتبر رقابة مانعة ووقائية من وقوع أخطاء واختالسات‬

‫ومثاليا الرقابة التي يمارسيا المراقب المالي قبل إجراء صرف النفقة‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.18‬‬

‫‪30‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ -2‬الرقابة أثناء التنفيذ‪ :‬وتقوم بيذه الرقابة الييئات واإلدارات حتى تتأكد من سالمة ما‬

‫يجري بداخميا ومن التنفيذ لعمميات النفقات العامة من كونو يسير وفقا لمقوانين والتنظيمات‬

‫والتوجييات الجاري العمل بيا وىي رقابة تمتاز بالشمول واإلستمرار وىي رقابة ذاتية تقوم‬

‫بيا الييئة أو اإلدارة ذاتيا(‪. )1‬‬

‫‪ -3‬الرقابة البعدية أو الالحقة ‪ :‬وىي تتم بعد عممية صرف النفقات وتتمثل في تدخل‬

‫الجيات المختصة قانونا بالمراجعة لمعمميات المالية إستنادا لموثائق المثبتة لذلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬من حيث نوعية أو طبيعة الرقابة‬

‫‪ -1‬الرقابة الحسابية أو المستندية‪ :‬ويقصد بيا العمميات و اإلجراءات اليادفة إلى مراجعة‬

‫المستندات والدفاتر المحاسبية المتعمقة بعمميات تخص الصرف والتحصيل وذلك ألجل التأكد‬

‫والتحقق من مدى صحة البيانات المالية الواردة في الدفاتر المحاسبية والسجالت ومطابقتيا‬

‫(‪) 2‬‬
‫‪.‬‬ ‫مع قواعد المحاسبة العمومية‬

‫‪ -2‬الرقابة االقتصادية ورقابة الكفاية‪ :‬ىي الرقابة اليادفة إلى مراجعة ما تم تحقيقو من‬

‫نتائج تحقيقا فعميا ومقارنتو باألىداف المسطرة والمحددة في البرامج اإلنمائية والخطط‬

‫<<‬
‫العممية التي تـ ـ ـيتم‬ ‫اإلقتصادية ‪ ،‬وقـ ـد ع ـ ـرفيا ال ـدكتور طارق الساطي فـ ـي كتابو بأنيا‪:‬‬

‫(‪ )1‬عوف الكفراوي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.43‬‬


‫(‪ )2‬عوف الكفراوي‪ ،‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.44‬‬

‫‪31‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫بالتحقيق مما إذا كان التنفيذ الفعمي لمخطة المالية األساسية قد تم ضمن األىداف‬

‫االقتصادية و المؤطرة >>‪.‬‬

‫‪ -3‬الرقابة الشرعية‪ :‬والمقصود بيا أن تكون عممية الرقابة في حد ذاتيا مشروعة أي أنيا‬

‫مطابقة لمتشريع الجاري العمل بو (‪. )1‬‬

‫رابعا‪ -‬من حيث السمطة المخولة لمرقابة‪ :‬وىي تنقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ -1‬الرقابة اإلدارية ‪ :‬وىي رقابة تكشف اإلنحرافات دون توقيع الجزاء وىذا ما يحد من‬

‫فعاليتيا وىي تنبني عمى مراجعة وفحص البيانات المحاسبة والمالية ألجل التحقق من‬

‫صحتيا وسالمتيا ومن إحترام اإلدارة لمتعميمات والموائح التي تصدرىا الجيات المؤىمة بذلك‬

‫قانونا ومثاليا رقابة المفتشية العامة لممالية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الرقابة القضائية‪ :‬وىي الرقابة الموكمة لييئة قضائية تقوم بالتأكد من مدى شرعية‬

‫التصرفات المالية التي تقوم بيا اإلدارة التي ليا أن تسمط العقوبة عمى المخالفين والرقابة‬

‫القضائية ىنا توكل لمقضاء الجزائي ‪ ،‬حيث يقوم بمراقبة الجرائم الواقعة عمى األموال‬

‫كاإلختالس والسرقة والتيريب وغيرىا‪ ،‬كما يوكل األمر لييئات خاصة كمجمس المحاسبة‬

‫(‪) 2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الذي لو طبيعة قضائية إضافة إلى الطبيعة اإلدارية‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.19‬‬


‫(‪ )2‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.21‬‬

‫‪32‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أسس الرقابة المالية‬

‫أوال‪ -‬قواعد الرقابة المالية‪ :‬إن الرقابة المالية ال تقوم بصفة عشوائية دونما حنكة أو دراية‬

‫فال بد أن تكون لمرقابة بحد ذاتيا في أنماطيا وىيئاتيا وأساليبيا رقابة أخرى ‪ ،‬وىذا ال يتم إال‬

‫بقواعد صارمة تجعل من الرقابة ثابتة ومتزنة وبالتالي تكون ليا فعاليتيا عمى المال العام‬

‫ومن بين ىذه القواعد ما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬الحياد واإلستقاللية ‪ :‬حتى تتجسد الرقابة المالية وتؤدي دورىا المحدد سمفا البد من‬

‫توفر القدر الالزم من الحياد الذي يجب أن يتحراه القائمون بالرقابة لذلك تم اإلىتمام بوضع‬

‫شروط خاصة لممراقب فردا كان أو ىيئة بسن شروط حددىا الدستور وحددتيا القوانين‬

‫والموائح المختمفة والمتعمقة بواجب التحفظ والحياد واإللتزام بواجب السر الميني‪ ،‬كما أنو‬

‫يجب أن تكون ىيئات الدولة القائمة بالرقابة قائمة عمى أساس مستقل تماما عن الييئات‬

‫والسمطات األخرى (‪. )1‬‬

‫‪ -‬أن يكونوا من ذوي الكفاءة ومن ذوي التخصص و الميارات الالزمة لتدقيق الحسابات‬

‫ومراجعة العمميات المالية‪.‬‬

‫‪ -‬البد من تحفيز القائمين بالرقابة‪.‬‬

‫(‪ )1‬عوف الكفراوي‪ .‬المرجع السابق ‪ .‬ص‪.55‬‬

‫‪33‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ -2‬الكفاءة المهنية‪:‬‬

‫‪ -‬البد وان تكون القيادة اإلدارية القائمة سميمة واال فسدت كل المصالح التي تعمل تحت‬

‫رقابتيا‪.‬‬

‫‪ -‬البد من إعتماد األساليب العممية والتقنيات الحديثة مما يسيل عمل القائمين بالرقابة ألداء‬

‫عمميم وفق ما ىو مطموب ومخطط لو‪.‬‬

‫‪ -‬بذل العناية والحرص الالزمين ألن القائم بأمر الرقابة ىو مسؤول عمى أموال األمة‬

‫بأكمميا‪.‬‬

‫‪ - 3‬نظام الرقابة ‪ :‬وما يجب أيضا لفاعمية الرقابة ىو أن يعتمد عمى نظام رقابي ميسور‬

‫الفيم و متطابق مع ما نعيشو ال أن نقوم بإستيراد أنظمة ال يفيميا ال القائم بالرقابة و ال‬

‫الشخص محل الرقابة كما يجب أن نراعي مبدأ اإلقتصاد في تكاليف عممية الرقابة لكي ال‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫تزيد في عبء ميزانية الدولة‬

‫ثانيا‪ -‬وسائل الرقابة المالية‪ :‬كما أن لمرقابة المالية قواعد فإن ليا وسائل عديدة تعتمد عمييا‬
‫و أىميا ‪:‬‬

‫‪ _1‬القوانين و التعميمات و الموائح ‪ :‬وىي من أولى األدوات ومن أىميا‪ ،‬فال تقوم الرقابة‬

‫إال بوجود نصوص صارمة كضبط قواعدىا و كيفيتيا و شروطيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.22‬‬

‫‪34‬‬
‫النفقة العامة والرقابة عليها‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ _2‬المراجعة و التفتيش‪ :‬وىذا كإجراء تطبيق لما أتت بو النصوص و التنظيمات وىذا‬

‫بمراقبة الحسابات بأسموب مدقق وىذا ما يقوم بو جياز أو فرد موكل لو أمر الرقابة‬

‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ _3‬الحوافز و الجزاءات ‪ :‬وىذا حتى نجازي المحسن عن إحسانو و المسيء عن إساءتو‬

‫فال بد من مكافئة المراقب بأدائو الحسن و تفانيو في القيام بخدماتو و في نفس الوقت تسميط‬

‫أقصى العقوبات عمى من تياون أو أىمل القيام بعممو لتحسين القائم بالرقابة بوجود رقابة‬

‫(‪) 1‬‬
‫عميو مما يؤدي بو إلى الشعور بالمسؤولية و ألداء عممو عمى أكمل وجو ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن داود ابراىيم‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.23،22‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ميزانية البمدية و كيفية تنفيذ نفقاتها‬

‫لمدخول في دراسة موضوع البحث البد من اإلحاطة أوال بمالية البمدية‪ ،‬من خالل‬

‫دراسة ميزانية البمدية ألنها مصدر تنفيذ النفقة‪ ،‬فنعرج عمى كيفية إعدادها‬

‫و األساليب المتبعة في تنفيذ نفقات البمدية‪ ،‬ألن التنفيذ من الرقابة‪ ،‬و بهذا رأينا أن‬

‫نقسم هذا الفصل إلى مبحث أول نتكمم فيه عن ميزانية البمدية و كيفية إعدادها‪،‬‬

‫ومبحث ثان نتطرق فيه عن أساليب تنفيذ نفقات البمدية‪.‬‬


‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول ‪ :‬ميزانية البمدية و كيفية إعدادها‬

‫عرفت الجماعات المحمية بعد اإلستقبلل مشاكل مالية خطيرة نتجت عن اإلنخفاض‬

‫المحسوس في مواردىا المالية بسبب ضعف أو تقمص النشاط اإلقتصادي وارتفاع أعباء‬

‫البمديات إلتساع صبلحياتيا و كذا إرتفاع األسعار‪ ،‬ضف إلى ذلك التسيير غير المحكم‬

‫لممالية الناتج عن قمة خبرة المسيرين الجدد‪ ،‬و البمدية كجزء من الجماعات المحمية حضيت‬

‫بالعديد من القوانين التي تنظم وتأطر ميزانيتيا و تبين كيفية إعدادىا لذا سنتطرق إلى ميزانية‬

‫البمدية في المطمب األول و إلى كيفية إعدادىا في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬ميزانية البمدية ‪.‬‬

‫تتمثل الجماعات المحمية طبقا ألحكام المادة ‪ 15‬من الدستور و التي تنص عمى أن‬

‫الجماعات اإلقميمية لمدولة ىي البمدية والوالية‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫والتي متعيا التشريع باالستقبللية المالية وذلك بأن‬ ‫البمدية ىي الجماعة القاعدية‪.‬‬

‫خصيا بميزانية ترصد فييا جميع نفقاتيا ومواردىا‪ ،‬ونظ ار ألىمية الميزانية المحمية في إدارة‬

‫شؤون الجماعة المحمية القاعدية نتطرق إلييا من خبلل ثبلث فروع الفرع األول تعريف ميزانية‬

‫البمدية والمبادئ التي تحكميا والفرع الثاني أشكال ميزانية البمدية والفرع الثالث مدونة ميزانية‬

‫البمدية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 15‬من دستور ‪. 1996‬‬

‫‪37‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف ميزانية البمدية والمبادئ التي تحكمها‬

‫أوال ‪ -‬تعريف ميزانية البمدية‪ :‬لقد ورد تعريف ميزانية البمدية في المادة ‪ 176‬من قانون‬

‫<< ميزانية البمدية ىي جدول تقديرات اإليرادات والنفقات السنوية‬ ‫البمدية لسنة ‪:2011‬‬

‫لمبمدية وىي عقد ترخيص وادارة يسمح بسير المصالح البمدية وتنفيذ برنامجيا لمتجييز‬

‫واإلستثمار >> (‪. )1‬‬

‫جاء ىذا التعريف أكثر دقة من التعريف الوارد في قانون البمدية لسنة ‪ ،1990‬بحيث أنو أكد‬

‫عمى أن الميزانية ىي أداة تنفيذ برامج التجييز واإلستثمار لمبمدية ومن ثم عمى الطابع التنموي‬

‫لمياميا ‪ ،‬وىو ذات التعريف الذي خص بو ميزانية الوالية في قانون سنة ‪ ، 2012‬ونستخمص‬

‫من التعريف‪:‬‬

‫أن ميزانية البمدية تتضمن ثبلث خصائص تميز الميزانيات العامة وىي ‪ :‬الطابع التقديري‪،‬‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫الطابع الترخيصي ‪ ،‬الطابع السنوي‬

‫ثانيا ‪ :‬المبادئ التي تحكم الميزانية‬

‫كان الفكر المالي التقميدي يرى ضرورة قيام الميزانية عمى أربعة مبادئ أساسية ىي ‪:‬‬

‫سنوية الميزانية ووحـ ـدة الميزانية وعمومية الم ـيزانية وتـ ـوازن الميزانية ‪ ،‬وق ـد طرأت عمى ىذه‬

‫المبادئ تطورات كثيرة ولحق بكل منيا عدد من االستثناءات نتيجة لمتطور الذي ط أر عمى‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 176‬من القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو سنة ‪ 2011‬المتعمق بالبمدية‪.‬‬
‫(‪ )2‬يمس شاوش بشير‪ .‬المالية العامة ‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ :‬بن عكنون‪ .‬الجزائر‪ .2013 .‬ص‪.162،161‬‬

‫‪38‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫(‪)1‬‬
‫العامة بوجو عام وسنتعرض ليذه المبادئ كما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬مبدأ سنوية الميزانية ‪ :‬وىو نفس المبدأ الذي يحكم سنوية الميزانية العامة لمدولة وتعني‬

‫الحياة المالية لمدولة ( أي مدة سنة ) وىي تمكن البرلمان من مراقبة الحكومة في إطار إحترام‬

‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫قاعدة السنوية‬

‫و تنص المادة ‪ 03‬من القانون ‪ 17/84‬عمى ما يمي ‪ << :‬يقر ويرخص قانون المالية لمسنة‬

‫بالنسبة لكل سنة مدنية ‪ ،‬مجمل موارد الدولة وأعبائيا وكذا الوسائل المالية األخرى المخصصة‬

‫لتسيير المرافق العمومية كما يقر ويرخص عبلوة عمى ذلك المصاريف المخصصة لمتجييزات‬

‫(‪)3‬‬
‫العمومية وكذلك النفقات بالرأسمال >>‪.‬‬

‫وىو المبدأ الساري عمى ميزانيات اإلدارة المحمية‪ ،‬ويعتبر إستثناء من مبدأ سنوية الميزانيات‬

‫المخصصة لمبرامج والمخططات اإلقتصادية واإلجتماعية التي يستغرق تنفيذىا في الميدان عدة‬

‫سنوات (‪.)4‬‬

‫‪ -2‬مبدأ وحدة الميزانية‪ :‬يقوم مبدأ وحدة الميزانية عمى فكرة مفادىا أن نفقات و موارد جميع‬

‫المصالح التابعة لنفس الجماعة العمومية أن ميزانية الدولة تجمع وتقيد في وثيقة واحدة‪،‬‬

‫(‪ )1‬عمي زعدود‪ .‬المالية العامة ‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ :‬بن عكنون ‪ .‬الجزائر‪ .‬الطبعة ‪ .2011 . 4‬ص‪.75‬‬
‫(‪ )2‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬يسري أبو العبلء‪ .‬المالية العامة‪ .‬دار العموم لمنشر والتوزيع ‪ :‬عنابة ‪ .2003 .‬ص‪.91‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 03‬من القانون رقم‪ 17-84‬مؤرخ في‪ 1984/07/07‬المتعمق بقوانين المالية ‪.‬‬
‫(‪ )4‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬يسري أبو العبلء‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.92‬‬

‫‪39‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫ويقصد عندئذ من ىذا المبدأ أن تدرج كافة نفقات الدولة وايراداتيا في ميزانية واحدة والتي‬

‫تنظم في جدولين األول يتضمن كافة اإليرادات ميما كان مصدرىا والثاني كافة النفقات ميما‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫كانت الجية التي تقوم بيا‬

‫ومن مبررات ىذا المبدأ أن وجود وثيقة واحدة تجمع فييا كافة نفقات الدولة واي ارداتيا تمكن‬

‫السمطة التشريعية من أ خذ فكرة واضحة وكاممة عن وضعية الدولة المالية ‪ ،‬وأنيا تيسر الرقابة‬

‫البرلمانية عمى مالية الدولة ‪ ،‬غير أن عممية الرقابة تصعب إذا تعددت الوثائق المالية وتبعثرت‬

‫عبرىا مختمف نفقات الدولة وايراداتيا‪ ،‬وكذلك األمر بالنسبة لرقابة المجمس الشعبي البمدي عمى‬

‫ميزانية البمدية ‪ ،‬يسيل مبدأ الوحدة المقارنة بين مجموع الموارد ومجموع النفقات وبيان ما إذا‬

‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬ونظ ار لعدة عوامل أدخمت عمى مبدأ الوحدة إستثناءات الغرض‬ ‫كان ىناك تعادل فيما بينيا‬

‫منيا تطبيق المبدأ بمرونة ومن بين اإلستثناءات أن الميزانية العامة لمدولة أو البمدية لم تعد‬

‫تشكل الوثيقة الوحيدة التي تقيد فييا كل العمميات المالية التي تنفذىا الدولة من إيرادات ونفقات‪،‬‬

‫وانما أنشئت إلى جوارىا وثائق أخرى عديدة نمخصيا فيما يمي ‪ :‬الميزانيات الممحقة ‪ ،‬الحسابات‬

‫الخاصة لمخزينة ‪ ،‬الميزانيات المستقمة‪.‬‬

‫‪ -3‬مبدأ عمومية الميزانية‪ :‬ويعني أن تتضمن الميزانية قسمين أوليما خاص باإليرادات والثاني‬

‫(‪)3‬‬
‫بالنفقات دون الربط بحيث يظير كل قسم مستقبل عن اآخر‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمي زعدود‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.80‬‬


‫(‪ )2‬يمس شاوش بشي‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.80‬‬
‫(‪ )3‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬يسري أبو العبلء‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.95‬‬

‫‪40‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫إن ىذا المبدأ يوجب أن‪:‬‬

‫‪ -‬تقيد في الميزانية العامة جميع النفقات وجميع اإليرادات عمى اختبلف أنواعيا ومصادرىا‪.‬‬

‫‪ -‬تقيد في الميزانية جميع النفقات التي يتطمبيا تحصيل بعض اإليرادات‪.‬‬

‫‪ -‬أن ال يجري أي مقاص بين الواردات والنفقات‪.‬‬

‫وىناك بعض اإلستثناءات الواردة عمى مبدأ عمومية الميزانية ومنيا‪:‬‬

‫إستعمال المبالغ التي تدفعيا الدولة إلى البمديات والواليات مساىمة منيا في نفقات معينة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫تصرف لما خصصت لو كمساعدة جيات منكوبة‬

‫وفي ىذا اإلتجاه ذىبت المادة ‪ 121‬من الدستور حيث نصت عمى ما يمي ‪ << :‬ال يقبل‬

‫إقتراح أي قانون ‪ ،‬مضمونو أو نتيجتو تخفيض الموارد العمومية ‪ ،‬أو زيادة النفقات العمومية‬

‫إال إذا كان مرفوقا بتدابير تستيدف الزيادة في إيرادات الدولة ‪ ،‬أو توفير مبالغ مالية في فصل‬

‫(‪)2‬‬
‫أخر من النفقات العمومية تساوي عمى األقل المبالغ المقترح إنفاقيا‪>>.‬‬

‫وىو ما تؤكده المادة ‪ 183‬من قانون البمدية الفقرة األولى بنصيا عمى ما يمي ‪ << :‬ال يمكن‬

‫(‪)3‬‬
‫المصادقة عمى الميزانية إذا لم تكن متوازنة أو إذا لم تنص عمى النفقات اإلجبارية‪>>..‬‬

‫(‪ )1‬محمد الصغير بعمي‪ .‬يسري أبو العبلء‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.97‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 121‬من دستور ‪.1996‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 183‬من قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعمق بالبمدية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫ولكن العمماء والفقياء المحدثون في المالية العامة يرون عدم األخذ بمبدأ التوازن ويرون أن‬

‫تكيف الدولة الحالة اإل قتصادية عن إحداث عجز أو فائض في ميزانيتيا ‪ ،‬وفق ما يعرف‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالعجز المنظم‬

‫وىذا ما جاء في الباب الثاني‪ ،‬الفصل األول‪ ،‬الفرع األول بعنوان التصويت عمى الميزانية‬

‫وضبطيا‪ ،‬المادة ‪ 183‬وما يمييا من قانون البمدية رقم ‪ ،10/11‬والخبلصة أن الميزانية العامة‬

‫تخضع لمبادئ أساسية ولكل مبدأ أىمية في عمم المالية وفائدتو في النفقات العامة واإليرادات‬

‫العامة وال تزال ىذه المبادئ متبعة في النظام الم ــالي لمدولة الحديثة (‪.)2‬‬

‫تعتبر وثائق ميزانية البمدية الوسيمة الوحيدة و األساسية التي تبين كيفية توظيف اإليرادات‬

‫وصرف النفقات ‪ ،‬والتي تتكون من األبواب ليا عنوان خاص بيا ‪ ،‬تتعمق بكل قسم من أقسام‬

‫الميزانية وكل باب ينقسم إلى مواد تحمل رقما معينا ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أشكال ميزانية البمدية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬الميزانية األولية‪ :‬سميت باألولية ألنيا أول ميزانية تعدىا البمدية خبلل السنة المعنية وىي‬

‫توضع قبل بدء السنة المالية وبالضبط قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة التي تسبق سنة تنفيذىا‪ ،‬وىي‬

‫الوثيقة األصمية التي تقدر فييا جميع النفقات واإليرادات المتعمقة بالدورة التي وضعت من‬

‫أجميا‪ ،‬وىي تحتوي عمى وثائق متعددة‪:‬‬

‫(‪ )1‬السيد عبد المولى‪ .‬المالية العامة‪ .‬دار الفكر العربي‪ .‬القاىرة ‪ . 1978 .‬ص ‪.363‬‬
‫(‪ )2‬عمي زعدود‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.100‬‬

‫‪42‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الميزانية األصمية ذاتيا‪.‬‬

‫‪ -‬جدول تمخيصي يسمح بالتحقق من التوازن بين أقسام الميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬وتجدر اإلشارة إلى أن الصفحة األولى من الميزانية تعطي ممخصا عاما عن الوضعية‬

‫(‪)1‬‬
‫اإلقتصادية والسياسية والمالية لمجماعة المحمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬الميزانية اإلضافية‪ :‬وىي ميزانية تسمح بتعديل النفقات واإليرادات خبلل السنة المالية‬

‫وىذا ما جاء في المادة ‪ 177‬من قانون البمدية حيث نصت عمى أنو ‪ << :‬يتم تعديل‬

‫النفقات و اإليرادات خبلل السنة المالية حسب نتائج السنة المالية السابقة عن طريق ميزانية‬

‫(‪)2‬‬
‫والميزانية اإلضافية ىي الميزانية األولية مضاف إلييا ترحيل بواقي الحساب‬ ‫إضافية >>‬

‫اإلداري والتغييرات في اإليرادات والنفقات التي يراىا المجمس الشعبي البمدي ضرورية لمسنة‬

‫المعنية وبالتالي تعتبر الميزانية اإلضافية ترحيمية ألنيا تتضمن‪:‬‬

‫‪ -‬كل ترحيبلت النفقات المتبقية لمسنة المنصرمة‪.‬‬

‫‪ -‬كل ترحيبلت اإليرادات المتبقية لمسنة المنصرمة‪.‬‬

‫‪ -‬ترحيل كل األرصدة سواء كانت دائنة أو مدنية‪.‬‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.120‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 177‬من قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعمق بالبمدية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫وتعتبر معدلة ألنو يمكن زيادة أو تخفيض النفقات المسجمة والمصادق عمييا في الميزانية‬

‫األولية المتعمقة بالسنة المعنية‪.‬‬

‫يتم التصويت عمى الميزانية اإلضافية قبل ‪ 15‬جوان من السنة المالية التي تنفذ فييا من قبل‬

‫المجمس الشعبي البمدي وىذا ما جاء في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 182‬من قانون البمدية لسنة‬

‫‪ ،2011‬وزيادة عمى الميزانية اإلضافية يرخص لممجمس الشعبي البمدي أو الوالئي ‪ ،‬في حالة‬

‫الضرورة وبصفة إستثنائية ‪ ،‬التصويت عمى إنفراد عمى إعتمادات تسمى‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعتمادات المفتوحة مسبقا وىي إعتمادات تفتح قبل التصويت عمى الميزانية اإلضافية ‪.‬‬

‫الترخيصات الخاصة وىي اإلعتمادات التي تقرر وتفتح بعد التصويت عمى الميزانية‬ ‫‪-‬‬

‫اإلضافية (‪.)1‬‬

‫وىذا ما جاء في نص المادة ‪ 2/177‬عمى أنو <<‪ ....‬يسمى فتح اإلعتمادات المصادق‬

‫عمييا عمى إنفراد في حالة الضرورة إعتمادات مفتوحة مسبقا إذا جاءت قبل الميزانية اإلضافية‬

‫(‪)2‬‬
‫أو ترخيص خاص إذا جاءت بعدىا‪.>>.‬‬

‫ثالثا‪ -‬الحساب اإلداري‪ :‬بعد إنتياء السنة المالية يكون من الضروري إعداد حصيمة العمميات‬

‫التي أنجزت بالفعل خبلل السنة المالية المنقضية في الحساب اإلداري‪ ،‬وتقفل وثيقة المحاسب‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.163‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 2/177‬من قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ . 2011‬المتعمق بالبمدية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫في شير أكتوبر من السنة التي تمي السنة التي ىي بصدد عرض ما أنجز بيا‪ ،‬فالحساب‬

‫اإلداري ىو حوصمة مالية لمسنة الماضية متأخرة بسنة‪ ،‬ويعد في ‪ 31‬مارس من السنة المعنية‬

‫(‪)1‬‬
‫بالنسبة لمسنة الماضية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مدونة ميزانية البمدية‪.‬‬

‫ال تزال البمديات تعاني جمود النصوص القانونية المتعمقة بتقسيم نفقات البمدية و إيراداتيا‬

‫و تنفيذىا‪ ،‬فيي و إلى حد كتابة ىذه األسطر مازالت تطبق نصوص أكل عمييا الدىر و شرب‬

‫وال أدل من ذلك أن بمديات مقر الدوائر تعتمد عمى ما جاء في المرسوم ‪ 71-84‬المؤرخ في‬

‫‪ 17‬مارس سنة ‪ 1984‬و الذي يحدد قائمة نفقات البمديات و إيراداتيا‪ ،‬ومنو القرار الوزاري‬

‫المشترك بين وزير الداخمية ووزير المالية المؤرخ ‪ 22‬جانفي ‪ 1985‬ومنو التعميمة الو ازرية‬

‫المشتركة المؤرخة في ‪ 31‬جانفي ‪ ، 1987‬وكذلك باقي البمديات و التي تعتمد ىي أيضا عمى‬

‫ما جاء في المرسوم ‪ 144-67‬المؤرخ في ‪ 15‬نوفمبر ‪.1968‬‬

‫إن ىذه النصوص ال تساير التطور الذي تعرفو مالية البمدية و تزايد حجم نفقاتيا بل‬

‫األمر أن ىذه المراسيم‬


‫أصبحت تشكل عائقا في سبيل تغطية ىذه النفقات‪ ،‬و األدىى و ّ‬

‫و الق اررات ممغية بصدور المرسوم التنفيذي رقم ‪ 315-12‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ 2012‬و الذي‬

‫يحدد شكل ميزانية البمدية و مضمونيا ومنو القرار الوزاري المشترك بين و ازرة الداخمية‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.164‬‬

‫‪45‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫و الجماعات المحمية ووزير المالية و المؤرخ في ‪ 06‬جانفي ‪ 2014‬و الذي صدر ولم ينشر‬

‫و الذي ينص في المادة ‪ 14‬عمى أنو‪ << :‬تحدد شكل و محتوى صفحة المعمومات العامة‬

‫و كذا قائمة النفقات و اإليرادات الخاصة بكل باب فرعي لميزانيتي البمدية و حسابيا اإلداري‬

‫و شكل و محتوى مبلحقيا بموجب تعميمة و ازرية مشتركة >>‪.‬‬

‫و نظ ار ليذه الوتيرة البطيئة في إصدار النصوص التنظيمية تبقى النفقة تدور في حمقة مفرغة‬

‫األمرين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و يعاني منيا المكمف بالتنفيذ و المراقب لعممية التنفيذ‬

‫و تنص المادة ‪ 179‬عمى أنو << تحتوي ميزانية البمدية عمى قسمين‪:‬‬

‫(‪ -‬قسم التسيير‪ -‬قسم التجييز و اإلستثمار)‪ ،‬و ينقسم كل قسم إلى إيرادات و نفقات متوازنة‬

‫وجوبا يقطع من إيرادات التسيير مبمغ يخصص لتغطية نفقات التجييز و اإلستثمار ‪ ،‬تحدد‬

‫شروط و كيفية تطبيق ىذه المادة عن طريق التنظيم‪.)1( >>.‬‬

‫أوال‪ -‬قسم التسيير‪ :‬تنص المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 315-12‬عمى ما يمي‪ << :‬يشتمل‬

‫قسم التسيير لمميزانية و الحساب اإلداري عمى النفقات البمدية و إيراداتيا لممصالح اآتية‪:‬‬

‫‪ -‬لممصالح غير المباشرة‬

‫‪ -‬المصالح اإلدارية‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 179‬من قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعمق بالبمدية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬المصالح اإلجتماعية‬

‫‪ -‬المصالح اإلقتصادية‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬المصالح الجبائية >>‬

‫وىذه المصالح بدورىا تنقسم إلى أبواب و أبواب فرعية و مواد‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬قسم التجهيز و اإلستثمار ‪ :‬تنص المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي ‪ 315-12‬عمى أنو‪:‬‬

‫<< يشتمل قسم التجييز و اإلستثمار لمميزانية و الحساب اإلداري عمى ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات و إيرادات التجييز و اإلستثمار العمومي الجماعي‪.‬‬

‫‪ -‬نفقات و إيرادات التجييز و اإلستثمار لحساب الغير و التعاون ما بين البمديات‪.‬‬

‫‪ -‬الحركات المالية بين البمديات ووحداتيا االقتصادية ‪.)2( << .‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬كيفية إعداد ميزانية البمدية‪.‬‬

‫تختص أعمى سمطة عمى المستوى المحمي بتحضير الميزانية المحمية و يصوت عمييا‬

‫المجمس الشعبي المختص و تصادق عمييا السمطة الوصية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 315/12‬المؤرخ في ‪ 21‬اوت ‪ .2012‬يحدد شكل ميزانية البمدية ومضمونيا‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 4‬من نفس المرسوم التنفيذي ‪ 315/12‬السابق‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬تحضير ميزانية البمدية‪.‬‬

‫يقوم كل من رئيس المجمس الشعبي البمدي و الوالي بتحضير ميزانية المؤسسة التي يشرف‬

‫عمييا‪ ،‬وىذا بمساعدة أمنائيما العامين و المصالح المختصة وفقا لتعميمات وزير الداخمية‬

‫و الوزير المكمف بالمالية‪ ،‬ولتمكينيا من تحضير ميزانيتيا‪ ،‬يبمغ مدير الضرائب لموالية كل سنة‬

‫الواليات و البمديات و الصندوق المشترك لمجماعات المحمية مبمغ التحصيبلت المنتظرة فيما‬

‫يخص الضرائب و الرسوم التي تقوم مصالحو بتحصيميا لفائدة الجماعات‪ ،‬ويتم ضبط التقديرات‬

‫الواجب القيام بيا في ميزانية السنة عمى أساس آخر النتائج المعروفة لمتحصيل ‪ ،‬وعندما يتم‬

‫وضع مشروع الميزانية يعرض عمى المجنة المختصة بالمالية التابعة لممجمس الشعبي المختص‬

‫لتبدي رأييا فيو قبل أن يعرض عمى المجمس الشعبي نفسو لمناقشتو و التصويت عميو في‬

‫جمسة عمنية (‪.)1‬‬

‫جاءت المادة ‪ 180‬من قانون البمدية تنص عمى أنو‪ >>:‬يتولى األمين العام لمبمدية ‪ ،‬تحت‬

‫سمطة رئيس المجمس الشعبي البمدي‪ ،‬إعداد مشروع الميزانية‪ ،‬يقدم رئيس المجمس الشعبي‬

‫البمدي مشروع الميزانية أمام المجمس لممصادقة عميو >> (‪.)2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التصويت عمى الميزانية‬

‫يصوت المجمس الشعبي البمدي عمى ميزانية البمدية و يصوت المجمس الشعبي الوالئي عمى‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.164‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 180‬من قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعمق بالبمدية‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫ميزانية الوالية ضمن شروط و مواعيد محددة قانونا حيث نصت المادة ‪ 181‬من قانون‬

‫البمدية‪ <<:‬يصوت المجمس الشعبي البمدي عمى ميزانية البمدية و تضبط وفقا لمشروط‬

‫المنصوص عمييا في ىذا القانون >>‪.‬‬

‫يصوت عمى الميزانية األولية قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة المالية التي تسبق سنة تنفيذىا‪.‬‬

‫يصوت عمى الميزانية اإلضافية قبل ‪ 15‬يونيو من السنة المالية التي تنفذ فييا‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 182‬عمى أنو‪ <<:‬يصوت عمى اإلعتمادات بابا بابا و مادة مادة ‪.)1( >>.‬‬

‫يمكن لممجمس الشعبي البمدي إجراء تحويبلت من باب إلى باب داخل نفس القسم عن‬

‫طريق مداولة‪ ،‬يمكن لممجمس الشعبي البمدي إجراء تحويبلت من مادة إلى مادة داخل نفس‬

‫الباب بموجب قرار‪ ،‬ويخطر ب ذلك المجمس الشعبي البمدي بمجرد إنعقاد دورة جديدة ‪ ،‬غير أنو‬

‫ال يمكن القيام بأي تحويل بالنسبة لئلعتمادات المقيدة بتخصيص خاص ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المصادقة عمى الميزانية وضبطها‬

‫إذا كان المبدأ أن تنفذ مداوالت المجمس الشعبي البمدي بحكم القانون بعد ‪ 21‬يوما من‬

‫تاريخ إيداعيا لدى السمطة الوصية ‪ ،‬فإن المداوالت المتعمقة بالميزانيات والحسابات ال تنفذ إال‬

‫بعد المصادقة عمييا من السمطة الوصية (‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 182‬من قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعمق بالبمدية‪.‬‬
‫(‪ )2‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.165‬‬

‫‪49‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫وىذا ما جاءت بو المادة ‪ 56‬من قانون البمدية حيث نصت عمى أنو‪ << :‬مع مراعاة أحكام‬

‫المواد ‪ ، 57،59،60‬أدناه تصبح مداوالت المجمس الشعبي البمدي قابمة لمتنفيذ بقوة القانون بعد‬

‫واحد وعشرون (‪ )21‬يوما من تاريخ إيداعيا بالوالية (‪. )1‬‬

‫وأيضا ما جاء في المادة ‪ 57‬من نفس القانون عمى أنو ‪ << :‬ال تنفذ إال بعد المصادقة‬

‫عمييا من الوالي ‪ ،‬المداوالت المتضمنة ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬الميزانيات والحسابات‪.‬‬

‫‪ -‬قبول اليبات والوصايا األجنبية‪.‬‬

‫‪ -‬إتفاقيات التوأمة‪.‬‬

‫‪ -‬التنازل عن األمبلك العقارية لمبمدية ‪.)2( >>.‬‬

‫و تنص أيضا المادة ‪ 58‬من نفس القانون عمى أنو‪ << :‬عندما يخطر الوالي ‪ ،‬قصد‬

‫المصادقة ‪ ،‬بالحاالت المنصوص عمييا في المادة ‪ 57‬أعبله ‪ ،‬ولم يعمن ق ارره خبلل مدة ثبلثين‬

‫(‪ )30‬يوما إبتداء من تاريخ إيداع المداولة بالوالية ‪ ،‬تعتبر ىذه األخيرة مصادقا عمييا>> (‪. )3‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 56‬من قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2011‬المتعمق بالبمدية‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 57‬من القانون نفسو‪.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 58‬من القانون نفسو‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫األصل أن الوالي ىو الذي يمارس الوصاية عمى جميع البمديات الكائنة في حدود إقميم‬

‫الوالية التي يشرف عمييا غير أنو بإمكان ىذا األخير أن يفوض ىذه الصبلحية لرئيس الدائرة ‪،‬‬

‫ولذلك يجري التصديق حسب األشكال التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس الدائرة بالنسبة لمبمديات التي يقل عدد سكانيا عن ‪ 50‬ألف ساكن‪.‬‬

‫‪ -‬الوالي بالنسبة لمبمديات التي يفوق عدد سكانيا ‪ 50‬ألف ساكن و إضافة إلى ذلك فإن‬

‫البمديات التي يقدر عدد سكانيا ب ‪ 30‬ألف ساكن فأكثر ال يتم المصادقة عمى ميزانيتيا إال‬

‫بعد عرضيا عمى لجنة و ازرية مشتركة مكونة من ممثمين عن و ازرة المالية والداخمية (‪. )1‬‬

‫يتم إ عذ ار المجمس الشعبي البمدي من الوالي ‪ ،‬إذا صوت عمى الميزانية مجدد بدون توازن‬

‫أو لم تنص عمى النفقات اإلجبارية واذا لم يتم التصويت عمى الميزانية ضمن الشروط‬

‫المنصوص عمييا في ىذه المادة خبلل أجل ثمانية (‪ )8‬أيام التي تمي تاريخ اإلعذار تضبط‬

‫تمقائيا من طرف الوالي ‪ ،‬وىذا ما ذىبت إليو المادة (‪ )183‬من قانون البمدية‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 184‬من ىذا القانون عمى أنو ‪ << :‬عندما يترتب عمى تنفيذ ميزانية البمدية‬

‫عجز ‪ ،‬فإنو يجب عمى المجمس الشعبي البمدي اتخاذ جميع التدابير البلزمة إلمتصاصو‬

‫وضمان توازن الميزانية اإلضافية‪.‬‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.167‬‬

‫‪51‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫إذا لم يتخذ المجمس الشعبي البمدي اإلجراءات التصحيحية الضرورية ‪ ،‬فإنو يتم إتخاذىا من‬

‫الوالي الذي يمكنو أن يأذن بإمتصاص العجز عمى سنتين ماليتين أو أكثر>> (‪. )1‬‬

‫و تنص المادة ‪ 185‬عمى أنو ‪ << :‬إذا لم تضبط ميزانية البمدية نيائيا لسبب ما ‪ ،‬قبل‬

‫بدء السنة المالية‪ ،‬يستمر العمل باإليرادات والنفقات العادية المقيدة في السنة المالية السابقة إلى‬

‫غاية المصادقة عمى الميزانية الجديدة ‪.‬‬

‫غير أنو ال يجوز اإللتزام بالنفقات وصرفيا إال في حدود جزء من إثني عشر (‪ )12/1‬في‬

‫الشير من مبمغ إعتمادات السنة المالية السابقة >> (‪. )2‬‬

‫س د التشريع الجديد لمجماعات المحمية ثغرة كانت موجودة في النصوص السابقة عالج‬

‫بموجبو حالة عدم التصويت عمى الميزانية بسبب إختبلل داخل المجمس الشعبي ‪ ،‬فإذا حدث‬

‫وحال دون التصويت عمى الميزانية ‪ ،‬يقوم الوالي بإستدعاء المجمس الشعبي البمدي في دورة‬

‫غير عادية لممصادقة عمييا شريطة أن تنعقد ىذه الدورة بعد إنقضاء الفترة القانونية لممصادقة‬

‫عمى الميزانية وفي حالة عدم توصل الدورة إلى المصادقة عمى الميزانية ‪ ،‬يضبط الوالي نيائيا‬

‫ميزانية البمدية (‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 184‬من قانون البمدية رقم ‪ 10-11‬السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 185‬من قانون نفسو‪.‬‬
‫(‪ )3‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.167‬‬

‫‪52‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب تنفيذ نفقات البمدية‬

‫بعد عممية تقدير النفقات العامة تقدي ار سميما وبعد الحصول عمى اإلذن باإلنفاق تأتي‬

‫المرحمة اليامة وىي تنفيذ النفقات‪.‬‬

‫وعكس عممية اإلرادات ومواردىا‪ ،‬فإن عممية النفقات تتمثل في إستخدام اإلعتمادات‬

‫المرخص بيا و التي يتم تنفيذىا حسب اإلجراءات و الكيفيات المحددة قانونا‪.‬‬

‫و ليذا رأينا أن نتطرق إلى األجيزة المختصة بعممية التنفيذ في المطمب األول و عممية‬

‫(‪)1‬‬
‫التنفيذ في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬أجهزة التنفيذ‬

‫يشرف عمى أجيزة التنفيذ جيازان أساسيان مستقبلن عن بعضيما البعض ‪ ،‬فمن خبلل‬

‫مرحمتين ىامتين األولى إدارية و الثانية محاسبية وما دام أن اآمرين بالصرف ممزمين بمسك‬

‫حساباتيم اإلدارية الخاصة و أن المحاسبين العموميين ممزمين بترتيب حسابات التسيير فإن‬

‫العمل الرقابي ي كون منطمقو ىو المطابقة بين النوعين من الحسابات ‪ ،‬فمو مثمنا عممية التنفيذ‬

‫بحبل فإن اآمر بالصرف و المحاسب العمومي يشدانو كل من طرف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اآلمر بالصرف‬

‫من خبلل نص المادة ‪ 23‬من قانون المحاسبة العمومية نجد أن اآمر بالصرف‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.167‬‬

‫‪53‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫ىو كل شخص يؤىل لتنفيذ العمميات المشار إلييا في المواد‪،1،16،17،18،19،20،21 ،‬‬ ‫<<‬

‫ويخول التعيين أو االنتخاب لوظيفة ليا من بين الصبلحيات تحقيق العمميات المشار إلييا سمفا‬

‫صفة اآمر بالصرف قانونا وتزول ىذه الصفة مع إنتياء ىذه الوظيفة >>(‪. )1‬‬

‫ونجد أن ىذه المادة قد عرفت األمر بالصرف إنطبلقا من الميام الموكمة لو من اإللتزام‬

‫بالنفقة والتصفية إلى األمر بالصرف فيما يخص عمميات النفقات وىذا ما يشكل نقصا في‬

‫التعريف وبصدور المرسوم التنفيذي ‪ 268/97‬تم تغطية القصور الوارد في تعريف اآمر‬

‫بالصرف فعرفتو المادة ‪ 02‬من ىذا المرسوم بأنو ‪ << :‬ىو الموظف المعين قانونا في منصب‬

‫مسؤول الوسائل المالية والبشرية والمادية الذي تفوض لو السمطة وفقا لممواد ‪29 ، 28 ، 26‬‬

‫من قانون ‪ 21/90‬والمتعمق بالمحاسبة العمومية ويكون معتمد قانونا طبقا لمتنظيم الجاري بو‬

‫(‪) 2‬‬
‫‪ ،‬وبصدور قانون المالية التكميمي لسنة ‪ 1992‬وبموجب مادتو ‪ 02‬تم تعديل المادة‬ ‫>>‬ ‫العمل‬

‫من قانون ‪ 21-90‬وأصبح اآمرون بالصرف إما أوليون أو رئيسيون من جية أولى واما‬

‫ثانويون أو أحاديون من جية ثانية‪.‬‬

‫أوال‪ -‬اآلمرون بالصرف األساسيون‪ :‬ىم المسؤولون الموجودون عمى قمة اليرم اإلداري في‬

‫الييئات الموكول ليم أمرىا ‪ ،‬وقد أوردت المادة ‪ 07‬من المرسوم ‪ 313/91‬تعريفا ليذه الفئة من‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 23‬من قانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 24‬محرم ‪ 1411‬الموافق ‪ 15‬غشت ‪ 1990‬متعمق بالمحاسبة العمومية‪.‬‬
‫(‪ )2‬المرسوم التنفيذي ‪ 268/97‬المؤرخ في ‪ 1997/07/21‬المتضمن اإلجراءات المتعمقة بااللتزام بالنفقات العمومية وتنفيذىا‬
‫ويضبط صبلحيات اآمرين بالصرف ومسؤولياتيم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫اآمرين بالصرف بأنيم ىم الذين يصدرون أوامر بالدفع لفائدة اآمرين بالصرف الثانويين‪.‬‬

‫واآمرون بالصرف األساسيون أو الرئيسيون وفق نفس اإلصبلح ىم كاألتي ‪:‬‬

‫‪ -‬المسؤولون المكمفون بالتسيير المالي بالمجمس الشعبي الوطني ‪ ،‬المجمس الدستوري ‪ ،‬مجمس‬
‫المحاسبة‪.‬‬

‫‪ -‬الوزراء عمى مستوى و ازرتيم‪.‬‬

‫‪ -‬الوالة عندما يتصرفون بإسم الوالية ولحسابيا‪.‬‬

‫‪ -‬رؤساء المجالس الشعبية البمدية عندما يتصرفون باسم البمدية ولحسابيا‪.‬‬

‫‪ -‬المسؤولون المعينون قانونا عمى مصالح الدولة المستفيدة من ميزانية ممحقة‪.‬‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المعينون قانونا عمى رأس المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ‪.‬‬

‫‪ -‬المسؤولون عمى الوظائف المحددة في الفقرة الثانية من المادة ‪ 23‬من قانون المحاسبة‬

‫ال عمومية حيث تنص ىذه الفقرة عمى األشخاص الذين تم إنتخابيم أو تعيينيم لمقيام بصبلحيات‬

‫تخص عمميات النفقة غير أن المبلحظ عمى ىذه الفقرة أنو يعترييا الغموض إذ لم تحدد‬

‫المقصود بدقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬اآلمرون بالصرف الثانويون‪ :‬ىم المسؤولون بصفتيم رؤساء لممصالح غير الممركزة وىذا‬
‫ما أكدتو المادة ‪ 27‬من قانون ‪ 21/90‬وقد عرفوا أيضا بالمادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي‬

‫(‪ )1‬رضا الشبللي‪ .‬تنفيذ النفقات العامة ‪ .‬بحث ماجستير ‪ .‬كمية الحقوق بن عكنون ‪ . 2002 .‬ص‪.05‬‬

‫‪55‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 313/91‬عمى أنيم << يصدرون حوالت الدفع لفائدة الدائنين في حدود اإلعتمادات المفوضة‬

‫أو أوامر اإليرادات ضد المدين >>‪.‬‬

‫وبيذا يمكن القول أن اآمرين بالصرف الثانويين ىم القائمون عمى رأس المصالح غير‬

‫الممركزة التي ال تتمتع باإل ستقبللية وال بالشخصية المعنوية‪ ،‬ومن خبلل تسمية ىؤالء اآمرين‬

‫بالصرف بأنيم ثانويون نجد أن عمميم لم يأت إال لمتخفيف عن اآمرين بالصرف الرئيسين‬

‫الذين ال يمكنيم القيام وحدىم بكل العمميات المرتبطة بتنفيذ الميزانية‪ ،‬وكذا لئلستجابة لمتطمبات‬

‫ىيئات عدم التركيز والمثال عمى ىؤالء مدراء المديريات الوالئية ورؤساء المراكز الدبموماسية‬

‫(‪) 1‬‬
‫والقنصمية باإلضافة إلى اآمرين بالصرف الثانويين‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬اآلمرون بالصرف األحاديون ‪ :‬وكمثال عمى ذلك نجد الوالي حيث تمنح لو صبلحيات‬

‫واسعة فيما يخص نفقات التجييز العمومي غير الممركزة في نطاق وحدود واليتو ‪.‬‬

‫وقد جاء المرسوم التنفيذي ‪ 227/98‬موضحا في نص مادتو ‪ 19‬بأن الوزير المكمف‬

‫بالمالية وحسب كل قطاع فرعي يخصص إعتمادا لمدفع لموالة ليقوموا بتوزيع إعتمادات الدفع‬

‫ىذه والمبمغة ليم حسب كل فرع وذلك بموجب قرار‪ .‬وباإلضافة إلى ىذا نجد اآمرين بالصرف‬

‫المستخمفين واآمرين بالصرف المفوضين‪.‬‬

‫(‪ )1‬رضا الشبللي‪ .‬تنفيذ النفقات العامة ‪ .‬بحث ماجستير ‪ .‬كمية الحقوق بن عكنون‪ . 2002 .‬ص‪.05‬‬

‫‪56‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫فاآمرون بالصرف المستخمفون ‪ :‬ىم الذين يحمون محل اآمرين بالصرف الرئيسين في حالة‬

‫مانع أو غياب ويتم إستخبلفيم بموجب عقد تعيين يعد قانونا ويبمغ لممحاسب العمومي وىذا ما‬

‫بينتو المادة ‪ 28‬من قانون المحاسبة العمومية ‪.‬‬

‫أما اآمرون بالصرف المفوضين ‪ :‬فيم المستفيدون من تفويض لمتوقيع إلستعمال‬

‫اإلعتمادات المالية وىذا التفويض يمنح لمموظفين العاممين تحت سمطة اآمر بالصرف وتحت‬

‫(‪)1‬‬
‫مسؤوليتو طبقا لنص المادة ‪ 29‬من قانون المحاسبة العمومية ‪.‬‬

‫أما عن دور اآمرين بالصرف فيم يقومون بالمراحل اإلدارية لتنفيذ الميزانية والتي تم‬

‫توظيفيا سابقا من إلتزام بالنفقة وتصفية وأمر بالدفع فيما يخص عمميات النفقات إاثبات وتصفية‬

‫فيما يتعمق بعمميات اإليرادات ‪ ،‬وقد تم تسمية اآمرين بالصرف إستنادا لمميمة الثالثة المكمفين‬

‫بيا في إطار تنفيذ النفقات العامة وىي األمر بالصرف وىذا ما يدل عمى أىمية ىذه المرحمة‬

‫بالخصوص وأىمية العمميات المتعمقة بالنفقات مقارنة بالعمميات التي تخص اإليرادات بوجو‬

‫عام‪ ،‬باإلضافة إلى المسؤولية التأديبية التي قد تقام عمى اآمرين بالصرف وخاصة الثانويين‬

‫والمفوضين أي رؤساء المصالح اإلدارية الخارجية ىناك المسؤولية التي قد يثبت قياميا الرأي‬

‫العام من جية أو البرلمان وفق آليات الرقابة التي يمتمكيا من جية أخرى‪،‬ىذا كمو بغض النظر‬

‫عن المسؤولية المدنية والجنائية التي كرستيا المادة ‪ 23‬من قانون المحاسبة العمومية بنصيا‬

‫(‪ )1‬رضا الشبللي‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.05‬‬

‫‪57‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫عمى أن اآمرين بالصرف مسؤولين مدنيا وجزائيا عن صيانة واستعمال الممتمكات المكتسبة من‬

‫األموال العمومية لذا فيم ممزمين بمسك جرد لمممتمكات المنقولة والعقارية المخصصة ليم‪ ،‬ومن‬

‫شأن ىذا الجرد أن يكشف النقائص إذا ما حدثت ويتعرض اآمر بالصرف إلى مسؤولية شخصية‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫إذا تياون في مسك ىذا الجرد‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المحاسب العمومي ‪.‬‬

‫أوال‪ -‬تعريف المحاسب العمومي‪ :‬يقصد بالمحاسب العمومي الشخص المعين بمقتضى قرار‬

‫وزاري صادر عن الوزير المكمف بالمالية ‪ ،‬ووفق نص المادة ‪ 33‬من قانون المحاسبة العمومية‬

‫‪ 21-90‬فإنو ‪ <<:‬يعد محاسبا عموميا كل شخص يقوم بالعمميات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬تحصيل اإلرادات و دفع النفقات كمرحمة محاسبية‪.‬‬

‫‪ -‬ضمان حراسة األموال و السندات و الوثائق و كل القيم أو المواد التي كمف برقابتيا‬

‫(‪) 2‬‬
‫‪.‬‬ ‫و المحافظة عمييا‪ ،‬حركة حسابات الموجودات‪>>.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أصناف المحاسب العمومي‬

‫وفق ما نصت عميو المادة ‪ 09‬من المرسوم ‪ 311-91‬فإن المحاسبين العموميين‬

‫(‪ )1‬رضا الشبللي‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.06‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 33‬من قانون ‪ 21-90‬الؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬المتعمق بالمحاسبة العمومية ‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.35‬‬

‫‪58‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫صنفان ‪ ،‬إما محاسبون رئيسيون أو محاسبون عموميون ثانويون ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المحاسبون الرئيسيون ‪ :‬وىم المكمفون بتنفيذ العمميات المالية الخاصة باآمرين بالصرف‬

‫الرئيسيين و ما يبلحظ ىنا ىو وجود إرتباط بين المحاسبين الرئيسيين و اآمرين بالصرف‬

‫الرئيسيين‪.‬‬

‫ب‪ -‬المحاسبون الثانويون ‪ :‬وىم من يتولون تجميع عمميات المحاسب الرئيسي‪ ،‬أي أن ىناك‬

‫(‪) 1‬‬
‫عبلقة تسمسمية مع المحاسبين الرئيسيين ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ىذين الصنفين ىناك صنفان آخران ذكرتيم المادة ‪12‬و‪ 13‬من ذات‬
‫المرسوم وىما‪:‬‬

‫‪ -‬المحاسبون المخصصون ‪ :‬أي المخولون قانونا بأن يقيدوا نيائيا في كتاباتو الحسابية‬
‫العمميات المأمور بيا من صندوقيم و التي يحاسبون عمييا أمام مجمس المحاسبة‪.‬‬

‫‪ -‬المحاسبون المفوضون ‪ :‬ىم الذين ينفذون العمميات لحساب المحاسبين المخصصين السابق‬

‫(‪) 2‬‬
‫ذكرىم ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ الفصل بين اآلمرين بالصرف والمحاسبين العموميين‪.‬‬

‫تأخذ الجزائر عمى غرار معظم الدول األخرى بمبدأ فصل األجيزة تماشيا مع التمييز في‬

‫الوظائف ‪ ،‬وىكذا تدخل ميام اإللتزام بالنفقة وتصفيتيا واألمر بصرفيا في إختصاص موظفين‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي ‪ 311-91‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ 1991‬يحدد إجراءات المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫(‪ )2‬بن داود ابراىيم‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص‪.141‬‬

‫‪59‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫إداريين ‪ ،‬أما ميمة دفع النفقة يتكمف بيا المحاسب العمومي ‪ ،‬يسمى تقميديا ىذا التمييز بين‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫األجيزة القائمة بعمميات التنفيذ بمبدأ الفصل بين اآمرين بالصرف والمحاسبين العموميين‬

‫أوال‪ -‬مبررات المبدأ‪ :‬يقوم ىذا المبدأ عمى مبررات عدة نوجزىا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬توزيع الميام ‪ :‬تتضمن كل عممية لئلنفاق أو التحصيل نوعين من التصرفات تصرفات تشكل‬

‫مصدر الديون التي عمى الدولة أو إحدى المؤسسات اإلدارية األخرى ( تعيين موظف‪،‬‬

‫عقد صفقة عامة ‪ )...‬أو لصالحيا ( جباية أو إيراد آخر) وتعتبر أعمال قانونية وادارية‪ ،‬ىذا‬

‫من جية ومن جية أخرى تتضمن تصرفات حسابية تقضي باإلستخدام المادي لؤلموال مما‬

‫يتطمب إسنادىا إلى موظفين متميزين عن األولين‪.‬‬

‫‪ -‬وحدة الصندوق ‪ :‬تستوجب ىذه القاعدة أن تودع جميع األموال العامة في صندوق واحد‪،‬‬

‫الخزينة العمومية ويوضع ىذا األخير تحت رقابة وزير المالية الشيء الذي يستوجب إخضاع‬

‫المحاسبين المسيرين ليذا الصندوق لسمطة وزير المالية ‪ ،‬يقوم ىذا المبدأ عمى مبدأ ضرورة‬

‫تركيز جميع عمميات الدفع بين يدي موظفي مصمحة متخصصة خاضعة لسمطة وزير المالية‬

‫وحده‪.‬‬

‫‪ -‬تسييل الرقابة ‪ :‬يمتزم آمرو الصرف بمسك حسابات إدارية‪ ،‬وىي حسابات اإللتزام بالنفقة‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.215‬‬

‫‪60‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫و أوامر الصرف‪ ،‬أما المحاسبون فعمييم مسك حسابات التسيير وتجري المراقبة بمقارنة حسابات‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫اآمر بالصرف بحسابات المحاسب لمتأكد من مدى تطابقيا‬

‫‪ -‬مكافحة الغش والتدليس‪ :‬يمنع مبدأ فصل آمر الصرف عن المحاسب من أن يقوم نفس‬

‫الموظف بااللتزام بالنفقة واألمر بصرفيا ودفعيا أو أن يأمر بجباية إيراد معين وتحصيمو‪،‬‬

‫فبل يمكن ألييما أن يتصرف في األموال العمومية دون مشاركة اآخر الشيء الذي يجعل‬

‫عممية الغش صعبة ‪ ،‬وفي ىذه الحالة يمكن لآلمر بالصرف أن يراقب نشاطات المحاسب‬

‫والعكس صحيح ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬اإلستثناءات الواردة عمى هذا المبدأ‪ :‬أوردت المادة ‪ 153‬من قانون المالية لسنة ‪1993‬‬

‫بعض اإل ستثناءات عمى مبدأ الفصل بين سمطات اآمر بالصرف والمحاسب العمومي ‪ ،‬وىي‬

‫نوعان‪:‬‬

‫‪ -‬النفقات التي تدفع بدون أمر بالصرف مسبق وىي المدفوعات التي تمت عن طريق صندوق‬

‫التسبيقات ‪ ،‬والدين األصمي والفوائد الواجبة الدفع بعنوان ديون الدولة وأيضا خسائر الصرف‬

‫عمى رأس المال األصمي ‪ ،‬والنفقات ذات الطابع النيائي التي نفذت بعنوان عمميات التجييز‬

‫العمومي التي إستفادت من تمويبلت خارجية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.216‬‬

‫‪61‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫النفقات بدون أمر بالصرف وىي معاشات المجاىدين ومعاشات التقاعد المدفوعة من‬ ‫‪-‬‬

‫ميزانية الدولة ‪ ،‬والمرتبات المدفوعة ألعضاء القيادة السياسية وأعضاء الحكومة ‪ ،‬والمصاريف‬

‫(‪)1‬‬
‫الخاصة ‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬عمميات التنفيذ‬

‫ال يعني فتح اإلعتماد في الميزانية تنفيذ النفقات العامة مباشرة فبلبد من التقيد واإللتزام‬

‫بإجراءات وقواعد تؤدي اليدف الرقابي عمى ال ـمال ال ـعام تجنبا ألي تبذير أو تحايل ‪ ،‬وقبل‬

‫تنفيذ النفقة نجد أنيا تمر بثبلث مراحل إدارية وبمراحل محاسبية رابعة وىذا ما أكدتو المادة ‪15‬‬

‫من القانون رقم ‪ 21/90‬المتعمق بالمحاسبة العمومية ‪.‬‬

‫وليس ىذا فحسب فقبل أي إلتزام بنفقة البد من اإللتزام باألخذ بالحساب لمميزانية أي ترجمة‬

‫المبالغ المفتوحة في الميزانية لكل مادة من المواد إلى بطاقة إلتزام يكون فييا المبمغ المخصص‬

‫لكل مادة ويكون ىو الرصيد األولي الذي يبدأ بو عممية اإللتزام الحقا‪.‬‬

‫الفرع األول‪:‬اإل لتزام بالنفقة ‪.‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 19‬من قانون ‪ 21/90‬فان اإللتزام بالنفقة ىو‪ <<:‬اإلجراء الذي يتم بموجبو‬

‫إثبات نشوء دين >> ‪ ،‬وقد عرف اإللتزام بالنفقة عدة تعاريف منيا تعريف أحد الكتاب بقولو ىو‬

‫(‪ )1‬يمس شاوش بشير‪ .‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.217‬‬

‫‪62‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫القرار الذي بموجبو تكون الدولة أو أي شخص أخر مدينا‪ ،‬وال يمكن أن يتخذ إال من طرف‬

‫(‪) 2‬‬
‫الممثل القانوني لمييئة العمومية المعنية ‪.‬‬

‫وعموما ينشأ اإللتزام بالنفقة أو عقد النفقة كما يسميو البعض نتيجة إتخاذ السمطة اإلدارية‬

‫لقرار بالقيام بعمل يتضمن إتفاقا من جانب الدولة‪ ،‬ومثالو القرار الصادر ألجل القيام ببعض‬

‫أعمال المنفعة أو نتيجة واقعة معينة نتج عنو إلتزام الدولة بإنفاق مبمغ معين كدفع مبمغ تعويض‬

‫عن خطأ إرتكبو أحد مستخدمي إدارة ما أدى لقيام مسؤوليتيا أو حادث تسببت فيو سيارة‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫حكومية وبمعنى أخر كل إلتزام إلتزمت بو اإلدارة سواء كان بصفة إدارية أو غير إدارية‬

‫وما يشترط في ىذه المرحمة أن يصدر اإللتزام عن السمطة صاحبة اإلختصاص كشرط أول‬

‫وأن يكون في حدود اإلعتمادات المقررة في الميزانية واال كان اإللتزام معيبا‪.‬‬

‫‪ -‬شرط اإلختصاص ‪ :‬يعود اإلختصاص في عممية اإللتزام بالنفقة إلى اآمر بالصرف ‪ ،‬وىو‬

‫ليس مقتصدا عمى عممية اإللتزام بالنفقة فقط بل يخص كل عمميات اإليرادات والنفقات ‪.‬‬

‫‪ -‬كون اإل لتزام في حدود اإلعتمادات المقررة في الميزانية‪ :‬وقد تم تأكيد ىذا الشرط في نص‬

‫(‪) 2‬‬
‫المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي ‪ 19/92‬المحدد إلجراءات الدفع باإلعتماد من نفقات الدولة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬رضا الشبللي‪ .‬مرجع سابق ‪ .‬ص‪.07‬‬

‫(‪ )2‬بن داود إبراىيم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.73‬‬

‫‪63‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫وبيذا وحتى يرتب اإللتزام بالنفقة كل أثاره القانونية يجب أن يصدر متطابقا مع إعتمادات‬

‫الميزانية المرخص بيا قانونا وذلك وفق مجموعة من القيود نوردىا عمى النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬وجود إعتماد مالي‪.‬‬

‫‪ -‬التقيد بمقدار اإلعتماد المالي المرخص بو‪.‬‬

‫‪ -‬التقيد بوجية اإلنفاق المحددة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تصفية النفقة‪.‬‬

‫تم النص عمى ىذه المرحمة في المادة ‪ 17‬من قانون المحاسبة العمومية ‪ 21/90‬بقوليا‪:‬‬

‫<< تسمح تصفية اإليرادات بتحديد المبمغ الصحيح لمديون الواقعة عمى المدين لفائدة الدائن‬

‫(‪) 1‬‬
‫العمومي واألمر بتحصيميا >> ‪ ،‬وقد تم بيان ذلك في نص المادة ‪ 20‬من نفس القانون ‪:‬‬

‫<< تسمح التصفية بالتحقيق عمى أساس الوثائق الحسابية ‪ ،‬وتحديد المبمغ الصحيح لمنفقات‬

‫(‪) 2‬‬
‫‪ ،‬وبيذا نرى أن التصفية تقوم عمى شرطين الزمين وىما ‪ :‬التأكد من وجوب‬ ‫العمومية>>‬

‫النفقة والتقدير الصحيح لمبمغيا ‪.‬‬

‫أوال‪ -‬التأكد من وجوب النفقة‪ :‬قبل القيام بأي إجراء يجب التحقق من ثبوت واستحقاق الدين‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 17‬من قانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 24‬محرم ‪ 1411‬الموافق ‪ 15‬غشت ‪ 1990‬متعمق بالمحاسبة العمومية ‪.‬‬
‫(‪ )2‬المادة ‪ 20‬من قانون نفسو‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫عمى الدولة أو إحدى ىيئاتيا أو مصالحيا العمومية فقد يكون ىناك دين لكن تم الوفاء بو‬

‫أو سقط لسبب من األسباب‪ ،‬ىذا من جية ومن جية أخرى يجب التأكد من كون المستحق‬

‫لدين قد قام بالخدمات أو اإللتزامات التي تم التعاقد من أجميا‪ ،‬وكانت السبب في ترتب الدين‬

‫عمى عاتق اإلدارة وكذا يجب التأكد من كون الخدمات أو اإللتزامات قد أنجزت طبقا لشروط‬

‫المتفق عمييا والمبرزة في دفتر الشروط وذلك باإلطبلع عمى الوثائق المثبتة لذلك والمحددة‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫مسبقا‬

‫ثانيا‪ -‬التقدير الصحيح لمنفقة‪ :‬كقاعدة عامة فالتقدير ىو من إختصاص اآمر بالصرف‬

‫وكإستثناء عمى ذلك وفي حالة النزاع بين الجية اإلدارية والقائم بالخدمة يتدخل القاضي لتحديد‬

‫المبمغ فيحكم عمى اإلدارة بدفع المقابل المال الذي قدره‪ ،‬من نفقة اإلعتمادات المفتوحة‬

‫والمخصصة بيذا الغرض دون قيامو بإنشائيا ‪.‬‬

‫إن الطريقة المتبعة في إجراء عممية التصفية ال تتوقف عمى إرادة اآمر بالصرف وانما‬

‫تتوقف عمى طبيعة النفقة الممتزم بيا في حد ذاتيا ‪ ،‬وبيذا فإجراءات التصفية تتم وفق الكيفيات‬

‫(‪)2‬‬
‫اآتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحديد مبمغ النفقة بصفة إنفرادية من قبل اإلدارة ‪ :‬مثل رواتب مستخدمي الدولة وموظفييا‬

‫فيي محددة قانونا وبموجب تنظيمات وىي معمومة مسبقا‪.‬‬

‫(‪ )1‬بن داود إبراىيم‪.‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.76‬‬


‫(‪ )2‬بن داود إبراىيم ‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.77‬‬

‫‪65‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ -‬تحديد مبمغ النفقة بإ قتراح من الدائن المستحق ‪ :‬ومثال ذلك أن تتعاقد البمدية مع مؤسسة‬

‫ما لمقيام بخدمات معينة‪.‬‬

‫ج‪ -‬التقدير المشترك لمنفقة بين اآمر بالصرف والدائن ‪ :‬نظ ار لخصوصية بعض النفقات قد ال‬

‫يتمكن اآمر بالصرف من تحديد النفقة المستحقة لعدم كفاية ما لديو من وثائق وبيانات فيمجأ‬

‫إلى الدائن حتى يتوصبل إلى التقدير الصحيح لمبمغ النفقة (‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األمر بالصرف‬

‫نصت عمى ىذا اإلجراء الثالث من إجراءات تنفيذ النفقات العامة المادة ‪ 21‬من قانون‬

‫‪ 21/90‬بقوليا << يعد اآمر بالصرف أو تحرير الحواالت اإلجراء الذي بموجبو يؤمر بدفع‬

‫النفقات العامة (‪ ،)2‬فاآمر بالصرف بتعبير أدق ىو بمثابة طمب دفع المبمغ المحدد من اآمر‬

‫بالصرف إلى المحاسب العمومي لدفع مبمغ الدين المحدد مقداره وماىيتو صراحة إلى صاحب‬

‫الحق (‪.)3‬‬

‫وقد بينت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي ‪ 46/93‬أنو عمى اآمر بالصرف أن يقوم بإصدار‬

‫األوامر بالصرف و الحواالت وارساليا بين اليوم األول واليوم العشرين من كل شير‬

‫(‪ )1‬بن داود إبراىيم ‪ .‬مرجع نفسو‪ .‬ص‪. 78‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 21‬من نفس قانون ‪ 21-90‬السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬حسن عواضة ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.220‬‬

‫‪66‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫إلى المحاسبين المكمفين بتحويميا إلى نفقات‪.‬‬

‫غير أن ما يبلحظ عمى إ صطبلح األمر بالصرف أنو ليس في محمو تماما عمى أساس أن‬

‫المحاسب العمومي وىو الموظف المكمف بتنفيذ النفقة محاسبيا ليس تحت السمطة السممية‬

‫لآلمر بالصرف حتى يـأمره فكبلىما خاضع لييئة إدارية مختمفة عن األخرى كما أن لو رفض‬

‫التنفيذ في حاالت محددة قانونا ‪ ،‬وما يدعم ىذا أن ىناك مبدأ ىاما فيما يخص تنفيذ الميزانية‬

‫وىو الفصل بين اآمرين بالصرف والمحاسبين العموميين‪.‬‬

‫والمبلحظ كما سبق وأن ذكرنا فان اآمر بالصرف وقبل تحرير أمر الدفع فيو يمارس رقابة‬

‫قبمية أكدتيا المادة السابعة من المرسوم التنفيذي ‪ 268/97‬وىي تشمل ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬إثبات القيام بالخدمة وصحة حسابات التصفية‪.‬‬

‫‪ -‬المراقبة التنظيمية المسبقة وتقديم المبررات البلزمة في ىذا الشأن‪.‬‬

‫‪ -‬خصم النفقات بدقة من األبواب والمواد الخاصة بيا حسب غرضيا وطبيعتيا ‪ ،‬فحص‬

‫الطبيعة اإلبرائية لمتسديد (‪.)1‬‬

‫وىناك عدة ضوابط يمتزم بيا اآمر بالصرف وىي كاآتي ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلشارة في األمر بالدفع لعممية النفقة وتحديد رقميا وفصميا وحتى الفصل الفرعي ليا وكذا‬

‫(‪ )1‬بن داود إبراىيم ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.79‬‬

‫‪67‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫البند المخصوم منو النفقة المدفوعة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلشارة لموضوع النفقة وطبيعتيا وتاريخ أداء الخدمة الممتزم بيا وتوضيح كل البيانات‬

‫المتعمقة بالدائن مستحق النفقة‪.‬‬

‫‪ -‬إ حتواء األمر بالدفع قبل توجييو إلى المحاسب العمومي عمى تأشيرة المراقب المالي الذي‬

‫يتولى مراقبة شرعية النفقة‪.‬‬

‫‪ -‬التقيد بمبمغ اإلعتماد المفتوح وعدم تجاوزه والتقيد بالمبمغ المحدد خبلل عممية التصفية التي‬

‫حددت القيمة الحقيقية لمبمغ النفقة (‪.)1‬‬

‫المبدأ العام ىو أن ال يتم صرف نفقة إال بمقتضى أمر بالصرف لكن يرد عمى ىذا المبدأ‬

‫إستثناءات وىي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلستثناء األول نصت عميو المادة ‪ 30‬من القانون ‪ 21/90‬بنصيا << ال يمكن لآلمرين‬

‫بالصرف أن يأمروا بتنفيذ النفقات دون أمر بالدفع مطبق إال بمقتضى أحكام قانون‬

‫المالية >>(‪.)2‬‬

‫حيث أنو ومن خبلل قانون المالية المصادق عميو من قبل البرلمان يتم تحديد النفقات المعينة‬

‫(‪ )1‬بن داود إبراىيم ‪ .‬مرجع نفسو‪ .‬ص‪. 79‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 30‬من قانون ‪ 21-90‬نفسو‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬اإلستثناء الثاني يتمثل في األحكام والق اررات القضائية التي تجبر اإلدارة عمى تنفيذىا فينا‬

‫تدفع النفقة دون أمر بالصرف‪ ،‬غير أنو عمى الشخص الدائن بالنفقة أن يتقدم وفقا لنص المادة‬

‫‪ 07‬من قانون ‪ 21/90‬إلى أمين الوالية بعريضة مكتوبة مرفقة بما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬نسخة تنفيذية من الحكم المتضمن إدانة اإلدارة المحكوم عمييا ‪.‬‬

‫‪ -‬كل الوثائق والسندات الثبوتية‪.‬‬

‫وما عمى أمين الخزينة بالوالية إال أن يسدد مبمغ الحكم القضائي النيائي وذلك عمى أساس‬

‫الممف المقدم في أجل ال يتجاوز ‪ 03‬أشير‪.‬‬

‫‪ -‬اإلستثناء الثالث وارد في المرسوم التنفيذي ‪ 108/93‬في نص المادة ‪ 2‬منو حيث تمثل‬

‫وكاالت النفقات إجراءا إستثنائيا لآلمر بالصرف لنفقة معينة نظ ار لطابعيا اإلستعجالي حيث ال‬

‫يمكن اإللتزام باإلجراءات المطموبة من إثبات والتزام وتصفية وأمر بالصرف‪ ،‬ووفق نص المادة‬

‫‪ 03‬من نفس المرسوم فإن ىذه الوكاالت تحدث بموجب مقرر صادر عن أمر بالصرف‬

‫لميزانية الييئة العمومية المعينة لكن ىذا المقرر لن يصدر إال بعد الموافقة الكتابية لممحاسب‬

‫المعني(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬بن داود إبراىيم ‪ .‬مرجع نفسو ‪ .‬ص‪.81‬‬

‫‪69‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الرابع‪ :‬دفع النفقة‪.‬‬

‫وىي المرحمة المحاسبية الموالية لممراحل اإلدارية السالفة الذكر وىي مرحمة يراقب بموجبيا‬

‫المحاسب العمومي المختص المراحل السابقة ىي اإللتزام بالنفقة والتصفية واألمر بالدفع فيعمل‬

‫عمى التأكد ومراقبة عدة عناصر ىي ‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد من توافر اإلعتمادات المطموبة ‪.‬‬

‫‪ -‬سبلمة إدراج النفقة في الفصل المعني بو‪.‬‬

‫‪ -‬التأكد من إنجاز العمل المقصود بالدفع‪.‬‬

‫وبعد مراقبة ىذه العناصر يقوم المحاسب العمومي بتحرير حوالة الدفع فيصب مبمغ النفقة‬

‫في الحساب البريدي أو الحساب البنكي أو حوالة بريدية عادية لفائدة الشخص المستحق لمبمغ‬

‫النفقة(‪.)1‬‬

‫وقد تم النص عمى ىذه المرحمة المحاسبية في المادة ‪ 22‬من قانون المحاسبة العمومية‬

‫بنصيا عمى أنو يعد الدفع اإلجراء الذي يتم بموجبو إبراء الدين العمومي الواقع في ذمة اإلدارة‬

‫وتعد ىذه المرحمة المحاسبية بالغة األىمية لذا فالمحاسب ليس ممزم بالدفع إال بعدما يدقق في‬

‫قانونية النفقة وصحتيا‪ ،‬وكضمانة ضد إرتكاب أي مخالفة مالية أو تحايل تم الفصل في‬

‫(‪ )1‬حسن عواضة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.220‬‬

‫‪70‬‬
‫ميزانية البلدية وكيفية تنفيذ نفقاتها‬ ‫الفصل األول‬

‫عمميات النفقات بين العمل اإلداري المجسد في المراحل الثبلث األولى والعمل المحاسبي‬

‫المجسد في المرحمة األخيرة لذا أوكل اإلختصاص المحاسبي لموظف مستقل عن األمر‬

‫(‪) 1‬‬
‫‪.‬‬ ‫بالصرف وعن الجية القائمة باإلختصاص اإلداري‬

‫(‪ )1‬زينب حسن عوض اهلل ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.296‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬نطام الرقابة على نفقات البلدية‬

‫نتناول في هذا الفصل الشق الثاني من موضوع البحث‪ ،‬أال وهو نظام الرقابة‬

‫على نفقات البلدية‪ ،‬و األساليب المتبعة فيها و عالقتها بتنفيذ النفقة و مراحلها‪،‬‬

‫و األجهزة المخول لها القيام بهذه المهمة‪.‬‬

‫لذا قسمنا هذا الفصل إلى قسمين‪ ،‬المبحث األول بعنوان نظام الرقابة‬

‫الداخلية‪ ،‬و المبحث الثاني بعنوان نظام الرقابة الخارجية‪.‬‬


‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول ‪ :‬نظام الرقابة الداخمية‬

‫إف مجمكعة اإلجراءات ك الكسائؿ المستعممة داخؿ الييئات اإلدارية العمكمية كالتحميبلت‬

‫ك التقارير ك التي يتـ مف خبلليا التأكد مف دقة ك صحة البيانات المحاسبية ك مدل إحتراـ‬

‫ك تطبيؽ السياسة اإلدارية المرسكمة‪ ،‬ىك ما يقصد بالرقابة الداخمية‪ ،‬ك التي تعد بمثابة رقابة‬

‫ذاتية إذ أف اإلدارة تراقب نفسيا بنفسيا فتقكـ بتصحيح ما تكتشفو مف أخطاء في تصرفاتيا(‪.)1‬‬

‫ك اليدؼ الرئيسي مف ىذه الرقابة ىك المحافظة عمى المصمحة العامة بأف تؤدم الييئات‬

‫اإلدارية أدكارىا المكمفة بيا ك أف تصرؼ اإلعتمادات المخصصة ليا كفؽ ما حددتو القكانيف‬

‫ك التشريعات المعمكؿ بيا‪.‬‬

‫ك سنتناكؿ في المطمب األكؿ رقابة المراقب المالي ك في المطمب الثاني رقابة المحاسب‬

‫العمكمي‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬رقابة المراقب المالي‬

‫ينصب ىذا النكع مف الرقابة عمى المرحمة األكلى مف مراحؿ تنفيذ النفقة العامة كىي‬

‫اإللتزاـ بيا ‪ ،‬كىي رقابة قبمية سابقة لتنفيذ النفقة ‪ ،‬حيث تعتبر رقابة كقائية أم أنيا تمنح‬

‫فرصة لآلمر بالصرؼ بتدارؾ األخطاء قبؿ الكقكع فييا‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.128‬‬

‫‪73‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول ‪ :‬المراقب المالي و مهامه‬

‫المراقب المالي ىك شخص تابع لك ازرة المالية ك يتـ تعيينو بمقتضى قرار كزارم يمضيو‬

‫الكزير المكمؼ بالميزانية ‪ ،‬ك يككف مقره الك ازرة المعيف بيا أك عمى مستكل الكالية ك يعمؿ‬

‫بمساعدة مساعديف لو يعينكف بمكجب قرار كزارم ‪ ،‬كرقابة المراقب المالي ىي رقابة شرعية‬

‫كليست رقابة مبلئمة إذ أنيا تقكـ عمى رقابة شرعية النفقة (‪ ،)1‬كتنص المكاد ‪ 7-6-5‬مف‬

‫المرسكـ التنفيذم رقـ ‪ 414-92‬المؤرخ في ‪ 14‬نكفمبر ‪ 1992‬ك المتعمؽ بالرقابة السابقة‬

‫لمنفقات التي يمتزـ بيا عمى الق اررات المتضمنة إلتزاما بالنفقات ك اإللتزامات بالنفقات اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -1‬القرارت المتعمقة بالحياة المينية لممكظفيف كق اررات تعيينيـ كتثبيتيـ ك دفع ركاتبيـ عدا ما‬

‫كاف مرتبطا بالترقية في الدرجات‪.‬‬

‫‪ -2‬الق اررات المتعمقة بتسديد مصاريؼ التكاليؼ الممحقة ك النفقات التي تصرفيا الييئات‬

‫اإلدارية مباشرة ك الثابتة بمكجب فكاتير نيائية‪.‬‬

‫‪ -3‬كؿ إلتزاـ مدعـ بسند الطمب أك الفاتكرة الشكمية ما لـ يتعدل المبمغ المحدد في قانكف‬

‫الصفقات العمكمية ‪ ،‬كالتي تشترط فييا كثائؽ أخرل كالفاتكرات ك سند الطمب ك غيرىا ‪،‬‬

‫ك كذلؾ كؿ مقرر كزارم يتضمف تحكيؿ إعتمادات أك منح تفكيض باإلعتماد أك يتضمف‬

‫إعانات مالية‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.129‬‬

‫‪74‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -4‬الجداكؿ اإلسمية التي تعد عند قفؿ السنة المالية ‪ ،‬ك الجداكؿ األصمية األكلية ك التي تعد‬

‫في بداية السنة ك الجداكؿ األصمية المعدلة ك التي تطرح أثناء قفؿ السنة‪.‬‬

‫‪ -5‬الق اررات المتضمنة لنفقات تسيير أك تجييز أك إستثمار لقطاع مف القطاعات (‪. )1‬‬

‫يترتب عمى كؿ أشكاؿ‬ ‫<<‬ ‫كتنص المادة ‪ 8‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ 414-92‬عمى أنو ‪:‬‬

‫‪ 5‬ك‪ 6‬ك‪ 7‬أعبله‪،‬إعداد اآلمر بالصرؼ إلستمارة اإللتزاـ‬ ‫اإللتزامات‪ ،‬المبينة في المكاد‬

‫المبلئمة‪ ،‬يحدد نكعيا الكزير المكمؼ بالميزانية‪.‬‬

‫ترفؽ إستمارة اإللتزاـ ىذه بجميع األكراؽ الثبكتية لمنفقات >> (‪. )2‬‬

‫كلقد بينت المادة ‪ 9‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ 414-92‬السابؽ ذكره العناصر الخاضعة لرقابة‬

‫يجب أف تحصؿ اإللتزاـ ك الق اررات المنصكص عمييا في المكاد‬ ‫<<‬ ‫المراقب المالي بنصيا‪:‬‬

‫‪ 7،6،5‬أعبله‪ ،‬عمى تأشيرة المراقب المالي بعد فحص العناصر اآلتية كذلؾ طبقا ألحكاـ‬

‫المادة ‪ 58‬مف القانكف رقـ ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أكت سنة ‪ 1990‬كالمذككر أعبله ‪:‬‬

‫‪ -‬صفة اآلمر بالصرؼ مثمما ىك محدد في القانكف المذككر أعبله‪ ،‬ال سيما المادة ‪ 23‬منو‪.‬‬

‫‪ -‬مطابقتيا لمقكانيف ك التنظيمات المعمكؿ بيما‪.‬‬

‫‪ -‬تكفر اإلعتمادات أك المناصب المالية‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.132‬‬


‫(‪ )2‬المرسكـ التنفيذم ‪ 414-92‬المؤرخ في ‪ 14‬نكفمبر ‪ 1992‬المتعمؽ بالرقابة التي يمتزـ بيا‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد‪.82‬‬

‫‪75‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬التخصيص القانكني لمنفقة‪.‬‬

‫‪ -‬مطابقة مبمغ اإللتزاـ لمعناصر المبينة في الكثيقة المرفقة‪.‬‬

‫‪ -‬كجكد التأ شيرات أك اآلراء المسبقة التي سممتيا السمطة اإلدارية المؤىمة ليذا الغرض‪ ،‬عندما‬

‫تككف مثؿ ىذه التأشيرة قد نص عمييا التنظيـ الجارم بو العمؿ >> (‪. )1‬‬

‫ك المبلحظ أف المراقب المالي لو كظيفة مزدكجة فيك عضك في لجنة الصفقات التي‬

‫تختص بالتأشير أك عدـ التأشير عمى قبكؿ الصفقة ‪ ،‬كما أنو في ذات الكقت يراقب النفقات‬

‫الممتزـ بيا كيؤشر عمييا (‪. )2‬‬

‫كمف كؿ ىذا نجد أف ىناؾ حاالت قد يتـ فييا رفض التأشير عمى اإللتزاـ بالنفقة ‪ ،‬غير أف‬

‫ىذا الرفض قد يكتسي طابعا مؤقتا كما قد يكتسي طابعا نيائيا‪.‬‬

‫أ‪ -‬حاالت الرفض المؤقت‪ :‬لقد بينت المادة ‪ 11‬مف المرسكـ ‪ 414-92‬حاالت الرفض‬

‫المؤقت مف المراقب المالي عمى النحك التالي‪:‬‬

‫‪ -‬إقتراح إلتزاـ مشكب بمخالفات لمتنظيـ قابمة لمتصحيح‪.‬‬

‫‪ -‬إنعداـ أك نقصاف الكثائؽ الثبكتية المطمكبة‪.‬‬

‫‪ -‬نسياف بياف ىاـ في الكثائؽ المرفقة‪.‬‬

‫كبيذا يعتبر تخمؼ أحد ىذه البيانات سبيبل لمرفض المؤقت لمنح التأشيرة مف المراقب المالي ‪،‬‬

‫(‪ )1‬المرسكـ التنفيذم ‪ 414-92‬السابؽ‪.‬‬


‫(‪ )2‬رضا الشبللي ‪ .‬مرجع سابؽ ‪ .‬ص ‪.33‬‬

‫‪76‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كتعد ىذه المخالفات غير جكىرية إذ تمثؿ إجراءات شكمية تدع لآلمر بالصرؼ فرصة لتعديؿ‬

‫اإللتزاـ بالنفقة ك تصحيح الخطأ الكارد (‪. )1‬‬

‫ب‪ -‬حاالت الرفض النهائي ‪ :‬كىي مبينة في المادة ‪ 12‬مف ذات المرسكـ عمى النحك التالي‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ مطابقة إقتراح اإللتزاـ لمقكانيف ك التنظيمات المعمكؿ بيا‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ تكفر اإلعتمادات أك المناصب المالية‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ إحتراـ اآلمر بالصرؼ لممبلحظات المدكنة في مذكرة الرفض المؤقت‪.‬‬

‫كتعد ىذه الحاالت مف اإلجراءات األساسية ك الجكىرية التي ال يمكف لآلمر بالصرؼ‬

‫تصحيحيا ك بيذا ال يمكنو تصحيح اإللتزاـ بالنفقة‪.‬‬

‫غير أنو يشترط أيضا عمى المراقب المالي أف يبرر رفضو المؤقت أك النيائي لمنح التأشيرة‬

‫ك يطمع اآلمر بالصرؼ عمى كؿ أسباب الرفض حتى ال يككف متعسفا في إختصاصو‬

‫الرقابي(‪.)2‬‬

‫يتكفؿ المراقب المالي فضبل عف اإلختصاصات التي يسندىا إليو القانكف األساسي‬

‫الخاص طبقا لممادة ‪ 23‬مف المرسكـ ‪ 414-92‬بالمياـ التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬يقكـ بمسؾ تعداد المستخدميف ك متابعتو حسب كؿ باب مف أبكاب الميزانية‪.‬‬

‫‪ -‬يمسؾ سجبلت تدكيف التأشيرات ك الرفض‪.‬‬

‫‪ -‬يمسؾ محاسبة اإللتزامات‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.134‬‬


‫(‪ )2‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.134‬‬

‫‪77‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫باإلضافة إلى دكر إعبلمي حيث يقكـ بإعداد التقارير الخاصة بتنفيذ الميزانية ك ذلؾ بتحديد‬

‫مقدار المبالغ التي تـ صرفيا مقارنة مع اإلعتمادات الممنكحة ك ذلؾ بصفة دكرية‪.‬‬

‫كما يحدد في ىذه التقارير شركط تنفيذ النفقات ك الصعكبات التي الحظيا في تسيير‬

‫األمبل ؾ العامة ‪ ،‬ككذلؾ اإلقتراحات التي قد تحسف مف شركط صرؼ الميزانية ك تحديد أكجو‬

‫اإلنفاؽ كىذا ما أكدتو المادة ‪ 25‬مف المرسكـ ‪. 414-92‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مجاالت رقابة المراقب المالي‬

‫يشرع المراقب المالي في تفحص ك مراجعة كؿ الكثائؽ المتعمقة بالنفقة الممتزـ بيا ك التي‬

‫قدميا اآلمر بالصرؼ في أجؿ عشرة أياـ إعتبا ار مف تاريخ إستبلـ مصالح المراقبة المالية‬

‫إلستمارة اإللتزاـ كيمكف تمديد ىذا األجؿ إلى عشريف يكما عندما تتطمب الممفات نظ ار‬

‫لتعقيدىا دراسة معمقة‪ ،‬كىذا ما أكدتو المادة ‪ 14‬مف المرسكـ التنفيذم ‪. )1( 414-92‬‬

‫أما عف حالة ا لرفض المؤقت ك المعمؿ مف المراقب المالي فيترتب عنيا تكقؼ سرياف ىذه‬

‫المكاعيد حسب الفقرة الثانية مف المادة ‪ 15‬مف المرسكـ السابؽ ذكره ‪ ،‬كطبقا لممادة ‪ 16‬منو‬

‫فيحدد تاريخ إختتاـ اإللتزاـ بالنفقات حسب نكعيا ‪ ،‬فإف كانت نفقات تسيير فإختتاـ اإللتزاـ بيا‬

‫يككف يكـ ‪ 10‬ديسمبر مف السنة التي يتـ فييا ‪ ،‬كيمدد ىذا التاريخ إلى غاية ‪ 20‬ديسمبر مف‬

‫نفس السنة في النفقات المتعمقة بما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات التجييز ك اإلستثمار‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.135‬‬

‫‪78‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬النفقات التي تصرؼ بكاسطة اإلدارة مباشرة‪.‬‬

‫‪ -‬الق اررات التي تتعمؽ بتسيير الحياة المينية لممكظفيف‪.‬‬

‫‪ -‬جداكؿ أجكر المستخدميف المؤقتيف ك المياكميف ( أم العامميف بالحساب اليكمي) ‪.‬‬

‫رغـ الدكر الياـ الذم يمعبو المراقب المالي في رقابة النفقات الممتزـ بيا إال أف ىناؾ حدكدا‬

‫تحد مف ىذا الدكر الرقابي ك منيا سمطة التغاضي المخكلة لآلمر بالصرؼ ‪ ،‬حيث يمكف ليذا‬

‫األخير تجاكز حالة الرفض النيائي لئللتزاـ بالنفقة ك بالتالي إجازة ىذه النفقة ‪.‬‬

‫ك سمطة التغاضي ىي حؽ يتـ تحت مسؤكلية اآلمر بالصرؼ ك بمكجب مقرر معمؿ يعمـ‬

‫بو الكزير المكمؼ بالميزانية ‪ ،‬كيرسؿ الممؼ الذم يككف محؿ تغاضي عمى الفكر إلى الكزير‬

‫أك الكالي‪ ،‬كما يقكـ اآلمر بالصرؼ بإرساؿ اإللتزاـ بالنفقة مرفقا بمقرر التغاضي إلى المراقب‬

‫المالي قصد كضع تأشيرتو مع اإلشارة إلى رقـ التغاضي كتاريخو ليقكـ المراقب المالي بعدىا‬

‫بإرساؿ نسخة مف ممؼ اإللتزاـ بالنفقة محؿ التغاضي إلى الكزير المكمؼ بالميزانية ك الذم‬

‫يجب عميو إرساؿ نسخة منو إلى الييئات الرقابية المتخصصة (‪. )1‬‬

‫ال يمكف حصكؿ التغاضي‬ ‫<<‬ ‫كنصت المادة ‪ 19‬مف المرسكـ ‪ 414-92‬عمى أنو‪:‬‬

‫المنصكص عميو في المادة ‪ 18‬أعبله‪ ،‬في حالة رفض نيائي يعمف عنو بالنظر لما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -‬صفة األمر بالصرؼ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪.‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.136،135‬‬

‫‪79‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬عدـ تكفر اإلعتمادات أك إنعداميا‪.‬‬

‫‪ -‬إنعداـ التأشيرات أك اآلراء المسبقة المنصكص عمييا في التنظيـ المعمكؿ بو‪.‬‬

‫‪ -‬إنعداـ الكثائؽ الثبكتية التي تتعمؽ باإللتزاـ‪.‬‬

‫‪ -‬التخصيص غير القانكني لئللتزاـ ‪ ،‬بيدؼ إخفاء إما تجاك از لئلعتمادات ك إما تعديبل ليا‬

‫أك تجاك از لمساعدات مالية في الميزانية ‪. )1( >>.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مسؤولية المراقب المالي‬

‫نظ ار لمدكر البارز لممراقب المالي مف جية ‪ ،‬كالدقيؽ ك الحساس مف جية أخرل فإنو يقع‬

‫عميو حسف سير مجمكع المصالح المكضكعة تحت سمطتو ك مسؤكليتو عف التأشيرات التي‬

‫يسمميا ‪ ،‬كما ينقؿ عبء ىذه المسؤكلية إلى المراقب المالي المساعد في حدكد اإلختصاصات‬

‫التي يفكضيا إليو المراقب المالي ك المتعمقة بذات اإلختصاص أم باألعماؿ المكككلة إليو‬

‫ك التأشيرات التي يسمميا بعنكاف الرقابة المسبقة ‪.‬‬

‫إال أف ىذه المسؤكلية الكاقعة عمى المراقب المالي تسقط في حالة الرفض النيائي لئللتزاـ‬

‫بالنفقات حتى ك إف إستعمؿ اآلمر بالصرؼ حؽ التغاضي ‪.‬‬

‫كما يقع عمى عاتؽ المراقبيف المالييف سكاء أكانكا رئيسييف اك مساعديف اإللتزاـ بالسر الميني‬

‫لدل دراسة الممفات ك الق اررات التي يطمعكف عمييا ‪ ،‬كما تكفر ليـ الحماية القانكنية مف كؿ‬

‫(‪ )1‬المرسكـ التنفيذم ‪ 414-92‬السابؽ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أشكاؿ الضغكط التي قد نقع عمييـ في ممارسة مياميـ خاصة عند تكقيعيـ عمى التأشيرات‬

‫أك بعد رفضيـ تكقيعيا ‪ ،‬ك كذا كؿ تدخؿ قد يعيؽ أداء المياـ المككمة ليـ (‪. )1‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬رقابة المحاسب العمومي‬

‫تعتبر رقابة المحاسب العمكمي رقابة إدارية تتـ خبلؿ مرحمة تنفيذ النفقة‪ ،‬ك ىي رقابة‬

‫مكالية لمرقابة التي يمارسيا المراقب المالي عمى اآلمر بالصرؼ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مجاالت رقابة المحاسب العمومي‬

‫إف مجاالت رقابة المحاسب العمكمي متعددة‪ ،‬تتمثؿ كفؽ نص المادة ‪ 36‬مف قانكف‬

‫المحاسبة العمكمية ‪ 21-90‬في ما يمي ‪:‬‬

‫‪ -1‬يراعي المحاسب العمكمي مدل مطابقة عممية األمر بالدفع لمقكانيف ك التنظيمات الجارم‬

‫بيا العمؿ‪.‬‬

‫‪ -2‬التأكد مف صفة اآلمر بالصرؼ أك المفكض لو ‪ ،‬لذا كاف مف البلزـ أف يرسؿ كؿ آمر‬

‫بالصرؼ قرار تعيينو ك عينة مف إمضاءه لممحاسب العمكمي حتى يتسنى لو مطابقتيا مع‬

‫اإلمضاء المكجكد عمى األمر بالدفع ك ىذا ما جاء في القرار الصادر عف كزير اإلقتصاد‬

‫المؤرخ في ‪ 06‬جانفي ‪ 1991‬المبيف لكيفية إعتماد اآلمريف بالصرؼ لدل المحاسبيف‬

‫العمكمييف‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.138‬‬

‫‪81‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬كما يراقب المحاسب العمكمي شرعية عمميات تصفية النفقات ك التي ىي مف المراحؿ‬

‫اإلدارية التي يختص بيا اآلمر بالصرؼ ‪ ،‬كمف خبلليا يتـ التأكد مف أداء الخدمة أم أف‬

‫اإلدارة ال تقكـ بالدفع إال بعدما يتـ إنجاز العمؿ المتفؽ عميو مع الدائف القائـ باألعماؿ (‪. )1‬‬

‫‪ -4‬كما يعمؿ المحاسب العمكمي عمى مراقبة تكفر اإلعتمادات ‪ ،‬أم أف العممية قد تمت كفؽ‬

‫الترخيصات الممنكحة في إطار الميزانية‪.‬‬

‫‪ -5‬كما يراقب ككف آجاؿ الديكف المحددة قانكنا لـ تسقط‪.‬‬

‫‪ -6‬أال تككف الديكف محؿ معارضة ك إال إمتنع المحاسب العمكمي عف الدفع إال بعد حؿ‬

‫النزاعات المعركضة‪.‬‬

‫‪ -7‬الطابع اإلبرائي لمدفع ‪ :‬أم أف يبرلء األمر بالدفع الييئة اإلدارية مف الديف القائـ عمييا‬

‫نحك الدائف المستحؽ لمبمغ النفقة‪.‬‬

‫‪ -8‬كما يراقب تأشيرات عممية المراقبة المنصكص عمييا في القكانيف ك األنظمة المعمكؿ بيا‬

‫كتأشيرة المراقب المالي ك تأشيرة لجنة الصفقات‪.‬‬

‫‪ -9‬الصحة القانكنية لممكسب اإلبرائي ‪ :‬ك يقصد مف ىذا أف األمر بالدفع ك الذم سيبرئ ذمة‬

‫اإلدارة يتعمؽ حقا بإسـ الدائف الحقيقي‪ ،‬لذا كجب التأكد مف العناصر السابقة حتى يتسنى‬

‫(‪ )1‬رضا الشبللي ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص ‪.39‬‬

‫‪82‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لممحاسب العمكمي قبؿ مباشرة إجراءات الدفع أف يتأكد مف أف األمر بالدفع المكجو إليو‬

‫يكتسي الطابع الشرعي ك أف المبمغ المستحؽ مسجؿ في الفصؿ ك البند الذم بشأنو تجرم‬

‫عممية الدفع(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬آجال الدفع و طرق تسوية النفقات العمومية من قبل المحاسب العمومي‬

‫أوال‪ -‬آجال الدفع ‪ :‬كفؽ نص المادة ‪ 37‬مف قانكف المحاسبة العمكمية يجب عمى المحاسب‬

‫العمكمي بعد أف يتأكد مف كؿ اإللتزامات ك اإلجراءات ك العناصر السابؽ ذكرىا أف يقكـ‬

‫بإجراء دفع النفقات ضمف اآلجاؿ المحددة قانكنا ك ذلؾ كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬يقكـ اآلمركف بالصرؼ بإصدار األكامر بالصرؼ بيف اليكـ األكؿ ك اليكـ العشريف مف‬

‫كؿ شير ك إرساليا إلى المحاسبيف العمكمييف المكمفيف بتحكيميا إلى نفقات في ظرؼ ‪ 10‬أياـ‬

‫مف تاريخ اإلستبلـ ليقكـ المحاسبكف العمكميكف بإرساؿ األمر بالدفع إلى اآلمر بالصرؼ‬

‫ك عميو تأشيرة التسديد ك ذلؾ بعد أف تـ تحكيؿ األمر بالصرؼ إلى نفقات ‪ ،‬أم القياـ بدفعيا‪.‬‬

‫‪ – 2‬إذا لـ يكف ىناؾ تطابؽ بيف األمر بالصرؼ ك األحكاـ التشريعية ك التنظيمية المعمكؿ‬

‫بيا يقكـ المحاسبكف بإببلغ اآلمريف بالصرؼ كتابيا رفضيـ القانكني لمدفع في أجؿ أقصاه ‪20‬‬

‫يكما إبتداءا مف يكـ تسمميـ لؤلمر بالدفع(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬رضا الشبللي‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص ‪.39‬‬


‫(‪ )2‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.144‬‬

‫‪83‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا ‪ -‬طرق تسوية النفقات العمومية‪ :‬أما عف طرؽ تسكية النفقات العمكمية مف قبؿ‬

‫المحاسب العمكمي فيي تتـ بإحدل الطرؽ اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬الدفع نقدا ‪ :‬كىنا يتـ الدفع عمى مستكل صندكؽ الييئة اإلدارية المعنية ‪.‬‬

‫‪ -2‬الدفع بالتحكيؿ لحساب بريدم أك بنكي أك حساب الخزينة ‪ :‬كىذا ىك المعيكد ليقكـ‬

‫المحاسب العمكمي بإيداع المبمغ في حساب الدائف ك بإسمو‪.‬‬

‫‪ -3‬المقاصة ‪ :‬كىذا عندما تككف الييئة العمكمية دائنا ك مدينا ألشخاص معينيف‪ ،‬فيعمد‬

‫المحاسب العمكمي بتحصيؿ ماؿ الييئة مف حقكؽ ك تسديد ما عمييا مف ديكف لمدائف‬

‫المستحؽ لمنفقة(‪.)1‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مسؤولية المحاسب العمومي‬

‫أوال‪ -‬وجود المسؤولية ‪ :‬مف خبلؿ ما جاء بو قانكف المحاسبة العمكمية ك كذا المرسكـ‬

‫التنفيذم ‪ 312-91‬فإنو يقع عمى المحاسب العمكمي مسؤكلية تكاد تككف مف نكع خاص ألف‬

‫كؿ األخطاء التي تقع تحت إشرافو يككف ممزما بالتعكيض عنيا مف مالو الخاص حيث تنص‬

‫المادة ‪ 03‬مف المرسكـ ‪ 312-91‬عمى أنو‪ << :‬يتعيف عمى المحاسب العمكمي المأخكذ‬

‫بمسؤكليتو المالية أف يسدد كجكبا مف أمكالو الخاصة مبمغا يساكم البكاقي الحسابية المكمؼ‬

‫بيا‪.)2( >>.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.144‬‬


‫(‪ )2‬المرسكـ ‪ 312-91‬المؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 1991‬يحدد شركط األخذ بمسؤكلية المحاسبيف العمكمييف ك إجراءات‬
‫مراجعة باقي الحسابات ككيفيات إكتتاب تأميف يغطي مسؤكلية المحاسبيف العمكمييف ‪.‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.43‬‬

‫‪84‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ألف الميمة التي يتكالىا صعبة لمغاية تتعمؽ بتسيير أمكاؿ عمكمية تتطمب الدقة ك الحذر‬

‫الكبيريف‪.‬‬

‫ك ما يثير مسؤكلية المحاسب العمكمي ىك كؿ إخبلؿ باإللتزامات التي تقع عمى عاتقو‬

‫ك التي ذكرت سمفا ‪ ،‬إال أف الجية التي يمكنيا إقحاـ ك تحريؾ مسؤكلية المحاسب العمكمي‬

‫تتمثؿ في طرفيف ك ىما الكزير المكمؼ بالمالية ك مجمس المحاسبة‪ ،‬كفؽ نص المادة ‪ 46‬مف‬

‫قانكف المحاسبة العمكمية كالمادة ‪ 02‬مف المرسكـ ‪. 312-91‬‬

‫ككفؽ نص المادة ‪ 08‬مف ذات المرسكـ فإنو يمكف لممحاسب العمكمي الذم حركت تجاىو‬

‫المسؤكلية إلى إعفاء جزئي مف مسؤكليتو طبقا لممادة ‪ 68‬مف قانكف ‪ 32-90‬ك التي تنص‬

‫عمى ما يمي ‪ << :‬مع مراعات السمطة التنفيذية المخكلة لمكزير المكمؼ بالمالية في مجاؿ‬

‫النظر في النقص المحاسبي يبت مجمس المحاسبة في المسؤكلية المالية التي تقع عمى عاتؽ‬

‫المحاسبيف العمكمييف في حالة معاينة أم نقص بعد إجراء التحقيؽ‪ ،‬كفي ىذا الصدد يقرر‬

‫كضع المحاسب العمكمي المتيـ في كضعية المديف ك يقدر الظركؼ الخاصة التي حدث فييا‬

‫النقص إلقرار اإلعفاء الجزئي‪ ،‬ك يمكف لممحاسب المعني أف يستفيد مف حالة القكة القاىرة‬

‫لدل الجيات القضائية التي تفصؿ في المكضكع‪.)1( >>.‬‬

‫(‪ )1‬قانكف ‪ 32-90‬المؤرخ في ‪ 04‬ديسمبر ‪ 1990‬المتعمؽ بتنظيـ مجمس المحاسبة ك سيره‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪. 43‬‬

‫‪85‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يرسؿ ىذا الطم ب المتضمف طمب اإلعفاء الجزئي مف المسؤكلية إلى مجمس المحاسبة ‪،‬‬

‫ك يمكف لممحاسب العمكمي الذم لـ يتقدـ بطمبو حتى يستفيد مف اإلعفاء الجزئي أك تقدـ‬

‫بطمبو لكف تـ رفضو كمية أك جزئية لو أف يطمب مف الكزير المكمؼ بالمالية ما يسمى باإلبراء‬

‫الرجائي بعد إستشارة لجنة المنازعات ‪ ،‬فإف منح لو ىذا اإلبراء أزيح عنو عبء تحمؿ المبالغ‬

‫مكضكع اإلبراء‪.‬‬

‫كىناؾ إجراء كقائي يتعيف عمى كؿ محاسب عمكمي قبؿ اإللتحاؽ بكظيفتو أف يقكـ بو كىك‬

‫إكتتاب تأميف يخصو شخصيا ك يضمف المخاطر المتعمقة بمسؤكليتو ك التي ترتبط بالمياـ‬

‫المنكطة بو أما عف كيفية ىذا التأميف فيك يتـ بعقد فردم يكتتبو المحاسب العمكمي لدل ىيئة‬

‫التأميف ‪ ،‬كاما بإنضمامو إلى جمعية تعاضديو لمجمكعة محاسبيف عمكمييف(‪.)1‬‬

‫ثانيا ‪ -‬إنتفاء المسؤولية ‪ :‬عندما يرل المحاسب العمكمي أف األمر بالصرؼ فيو مخالفة‬

‫ك غير مطابؽ لمقكانيف ك التنظيمات المعمكؿ بيا ‪ ،‬لو أف يرفض األمر بالصرؼ لتمؾ النفقة ‪،‬‬

‫إال أف القانكف في مثؿ ىذه الحاالت قد خكؿ لآلمر بالصرؼ ككنو الساىر عمى السير الحسف‬

‫ك المضطرد لممرافؽ العامة ك تمبية لممصمحة العامة ‪ ،‬كسيمة أخرل تمكنو مف تمرير‬

‫األمر بالصرؼ رغـ رفض المحاسب العمكمي ك ىذا ما يعرؼ بالتسخير المكتكب ‪ ،‬ك ىذا ما‬

‫أكدتو المادة ‪ 47‬مف قانكف المحاسبة العمكمية بنصيا ‪ << :‬إذا رفض المحاسب العمكمي‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.146‬‬

‫‪86‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القياـ بالدفع يمكف لآلمر بالصرؼ أف يطمب منو كتابيا ك تحت مسؤكليتو أف يصرؼ النظر‬

‫عف ىذا الرفض ‪.)1( >>.‬‬

‫كبالتالي إذا إمتثؿ المحاسب العمكمي ألمر التسخير ىذا فستب أر ذمتو مف أم مسؤكلية‬

‫شخصية أك مالية ‪ ،‬ك المبلحظ حتى ك إف كاف ىناؾ أمر بالتسخير فتبقى لممحاسب العمكمي‬

‫سمطة رفض صرؼ النفقة ك رفض اإلمتثاؿ لمتسخير حسب ما جاء في المادة ‪ 48‬مف القانكف‬

‫السابؽ ذكره ‪ ،‬ك لكف عميو أف يبرر ىذا الرفض بأحد األسباب اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬عدـ تكفر اإلعتمادات المالية المخصصة لمنفقة الممتزـ بيا مف قبؿ الدائف المستحؽ لمنفقة‪.‬‬

‫‪ -‬عدـ تكفر أمكاؿ الخزينة لسداد ىذه النفقات‪.‬‬

‫‪ -‬إنعداـ إثبات الخدمة الممتزـ بيا مف قبؿ الدائف المستحؽ لمنفقة‪.‬‬

‫‪ -‬طابع النفقة غير اإلبرائي ‪ :‬أم أف النفقة المقررة في أمر الدفع ال تبرئ الييئة اإلدارية مف‬

‫الديف الذم ىك عمى عاتقيا‪.‬‬

‫‪ -‬إنعداـ التأشيرة الخاصة بمراقبة النفقات التي تككف مف جية مختصة كالمراقب المالي‬

‫ك لجنة الصفقات العمكمية(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬قانكف ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أكت ‪ 1990‬المتعمؽ بالمحاسبة العمكمية ‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.35‬‬
‫(‪ )2‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.147‬‬

‫‪87‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نظام الرقابة الخارجية‬

‫عكس الرقابة الداخمية الذاتية فإف الرقابة الخارجية تمارس مف طرؼ أجيزة خارجية تأتي‬

‫في أغمبيا الحقة عمى تنفيذ النفقات سكاء كانت رقابة إدارية أك كصائية أك ذات أىداؼ أكثر‬

‫(‪)1‬‬
‫عمكمية ك متنكعة ذات المدل القصير ك البعيد‪.‬‬

‫لذا رأينا أف نقسـ ىذا المبحث إلى الرقابة الشعبية السياسية في المطمب األكؿ ك رقابة‬

‫الخبليا ك المجاف في المطمب الثاني‪.‬‬

‫المطمب األول ‪ :‬الرقابة القضائية و اإلدارية‬

‫ىناؾ مف يحكز عمى إختصاص قضائي بحت‪ ،‬ك ىناؾ مف يحكز عمى إختصاص إدارم‬

‫بحت‪ ،‬ك ىناؾ مف يحكز الصفتيف معا كالرقابة التي يجرييا مجمس المحاسبة ىي مف قبيؿ‬

‫الرقابة البلحقة عمى النفقات العامة ك ال تقؿ أىمية عف رقابة باقي الييئات بؿ تعد أعبلىا‬

‫درجة ك أدقيا إجراء كىذا كمو نتيجة ما خكؿ ليذا المجمس مف أدكات رقابية ك نتيجة‬

‫لئلستقبللية التي يتمتع بيا ك أيضا نتيجة لنظامو القانكني مف حيث أنو يمثؿ ىيئة قضائية‬

‫ك إدارية في نفس الكقت‪ ،‬أما في مجاؿ الرقابة اإلدارية البحتة نجد أف لك ازرة المالية دكرىا‬

‫البارز حيث أنيا تسير عمى رعاية ك رقابة مالية الدكلة ك عمى رأس ىذه الك ازرة نجد كزير‬

‫(‪ )1‬بف داكد ابراىيـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.147‬‬

‫‪88‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المالية الذم لو العديد مف الصبلحيات الرقابية ‪ ،‬ك في ىذا الصدد نجد أف مجاؿ الرقابة عمى‬

‫تنفيذ الميزانية تمتد أساس إلى المديرية العامة لمميزانية بك ازرة المالية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬رقابة الجهات القضائية المختصة‬

‫بالنظر إلى الكـ اليائؿ مف األعماؿ المادية ك القانكنية التي تقكـ بيا البمدية كالتي قد ينجر‬

‫عنيا أخطاء تؤثر بشكؿ مباشر عمى مالية البمدية سكءا كانت ليا أك عمييا مما يجعميا تطرؽ‬

‫أبكاب الجيات القضائية المختصة طبقا لما جاء في المادة ‪ 800‬مف قانكف اإلجراءات المدنية‬

‫ك اإلدارية كالتي نصت عمى أنو‪ << :‬المحاكـ اإلدارية ىي جيات الكالية العامة في‬

‫المنازعات اإلد ارية‪ ،‬تختص بالفصؿ في أكؿ درجة‪ ،‬بحكـ قابؿ لئلستئناؼ في جميع القضايا‪،‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ك إستثنت المادة ‪ 802‬مف إختصاص المحاكـ‬ ‫التي تككف الدكلة أك البمدية طرفا فييا >>‪.‬‬

‫اإلدارية مخالفات الطرؽ ك المنازعات المتعمقة بكؿ الدعاكل الخاصة بالمسؤكلية الرامية إلى‬

‫طمب تعكيض األضرار الناجمة عف مركبة تابعة لمدكلة أك إلحدل الكاليات أك البمديات أك‬

‫المؤسسات العمكمية ذات الصبغة اإلدارية‪ .‬ك ىذا أمر طبيعي تفاديا لتناقض الحكاـ القضائية‬

‫في المكضكع الكاحد‪ ،‬فالبمدية عندما تستعمؿ في تصرفاتيا إمتيازات السمطة العامة تككف‬

‫منازعاتيا أماـ القضاء اإلدارم ك العكس إف تنازلت عف ىاتو اإلمتيازات فتككف أماـ القضاء‬

‫(‪)2‬‬
‫العادم‪.‬‬

‫(‪ )1‬قانكف ‪ 09- 08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفرم ‪ 2008‬المتضمف اإلجراءات المدنية ك اإلدارية‪ .‬الجريدة الرسمية‪.‬عدد ‪.21‬‬
‫(‪ )2‬عمار بكضياؼ‪ .‬القضاء اإلدارم‪ :‬جسكر لمنشر ك التكزيع‪ :‬الجزائر‪.‬الطبعة ‪ .2008 .2‬ص‪.117‬‬

‫‪89‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬رقابة مجمس المحاسبة‬

‫أوال ‪ -‬األساس القانوني لرقابة مجمس المحاسبة‪ :‬لقد أستحدث مجمس المحاسبة بمكجب‬

‫المادة ‪ 190‬مف دستكر ‪ 1976‬حيث نصت عمى أنو‪ << :‬يؤسس مجمس محاسبة مكمؼ‬

‫بالرقابة البلحقة لجميع النفقات العمكمية لمدكلة ك الحزب ك المجمكعات المحمية ك الجيكية‬

‫ك المؤسسات اإلشتراكية بجميع أنكاعيا ‪ ،‬ك يرفع مجمس المحاسبة تقري ار سنكيا إلى السيد‬

‫رئيس الجميكرية‪ ،)1( >>...‬ليأتي بعدىا مباشرة القانكف رقـ ‪ 01-80‬بنصو في المادة األكلى‬

‫كالتي تعدؿ الفقرة األكلى مف المادة ‪ 190‬مف الدستكر كما يمي ‪ << :‬المادة ‪ : 190‬يؤسس‬

‫مجمس محاسبة مكمؼ بمراقبة مالية الدكلة ك الحزب ك المجمكعات المحمية ك المؤسسات‬

‫اإلشتراكية بجميع أنكاعيا >> (‪.)2‬‬

‫جاء ىذا التعديؿ بأف جعؿ رقابة مجمس المحاسبة رقابة عامة ك شاممة لمالية الحزب‬

‫ك الجماعات المحمية ك المؤسسات اإلشتراكية‪ ،‬لكف ما يعاب عمى ذلؾ أف قانكنا عاديا جاء‬

‫لتعديؿ نص دستكرم ك ىذا ما يمس بمبدأ تدرج القكانيف ‪ ،‬ليأتي بعدىا مباشرة نص قانكف‬

‫‪ 05-80‬حيث أكد عمى الصفة القضائية اإلدارية لمجمس المحاسبة‪ ،‬ك ذلؾ في نص المادة‬

‫‪ 03‬منو ‪ << :‬يكضع مجمس المحاسبة تحت السمطة العميا لرئيس الجميكرية كىك ىيئة ذات‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 190‬مف دستكر ‪.1996‬‬


‫(‪ )2‬قانكف رقـ ‪ 01-80‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1980‬المتضمف التعديؿ الدستكرم ‪ .‬الجريدة الرسمية ‪ .‬عدد ‪.10‬‬

‫‪90‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫صبلحيات قضائية ك إدارية مكمؼ بمراقبة مالية الدكلة ك الحزب ك المؤسسات المنتخبة‬

‫ك المجمكعات المحمية ك المؤسسات اإلشتراكية بجميع أنكاعيا ‪.)1( >>...‬‬

‫ثـ جاء دستكر ‪ 1989‬ك في نص المادة ‪ 160‬منو يقكؿ ‪ << :‬يؤسس مجمس محاسبة‬

‫يكمؼ بالرقابة البعدية ألمكاؿ الدكلة ك الجماعات اإلقميمية ك المرافؽ العمكمية‪ ، >> ...‬ليأتي‬

‫بعده األمر رقـ ‪ 32-90‬ليحذؼ الصفة القضائية عف مجمس المحاسبة ك ذلؾ في نص المادة‬

‫‪ 01‬منو << مجمس المحاسبة ىيئة كطنية مستقمة لمرقابة المالية البلحقة يعمؿ بتفكيض مف‬

‫الدكلة طبقا ألحكاـ الدستكر‪.)2(>>...‬‬

‫ك قد تـ إعادة الكصؼ القضائي لمجمس المحاسبة بصدكر األمر ‪ 20-95‬حيث نصت‬

‫المادة ‪ 03‬منو عمى أنو ‪ ...<< :‬مجمس المحاسبة مؤسسة تتمتع بإختصاص إدارم ك قضائي‬

‫في ممارسة المياـ المككمة إليو ‪ ،‬كىك يتمتع باإلستقبلؿ الضركرم ضمانا لممكضكعية‬

‫ك الحياد ك الفعالية في أعمالو‪.)3( >>...‬‬

‫ثانيا ‪ -‬مجال إختصاص مجمس المحاسبة‪ :‬تخضع لرقابة مجمس المحاسبة المصالح‬

‫(‪ )1‬قانكف رقـ ‪ 05-80‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬يتعمؽ بممارسة كظيفة المراقبة مف طرؼ مجمس المحاسبة ‪.‬الجريدة‬

‫الرسمية ‪ .‬عدد‪.10‬‬

‫(‪ )2‬القانكف ‪ 32-90‬المؤرخ في ‪ 04‬ديسمبر ‪ 1990‬يتعمؽ بمجمس المحاسبة ك سيره‪.‬الجريدة الرسمية‪.‬عدد ‪.53‬‬

‫(‪ )3‬األمر ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪17‬جكيمية ‪ 1995‬يتعمؽ بمجمس المحاسبة ‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد‪.39‬‬

‫‪91‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك العمميات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬مصالح الدكلة ك الجماعات اإلقميمية ك المؤسسات ك المرافؽ ك الييئات العمكمية التي‬

‫تسرم عمييا قكاعد المحاسبة العمكمية ( المرافؽ اإلدارية )‪.‬‬

‫‪ -‬المؤسس ات التي تمارس نشاطا تجاريا أك صناعيا أك ماليا ك التي تككف أمكاليا أك مكاردىا‬

‫أك رؤكس أمكاليا كميا ذات طبيعة عمكمية ( المرافؽ اإلقتصادية )‪.‬‬

‫‪ -‬تسيير األسيـ العمكمية في المؤسسات ك الشركات أك الييئات ميما يكف كضعيا القانكني‬

‫التي تممؾ فييا الدكلة أك الجماعات اإلقميمية أك المرافؽ األخرل جزء مف رأسماليا‪.‬‬

‫‪ -‬إستعماؿ المساعدات المالية الممنكحة مف الدكلة ك المرفؽ األخرل الخاضعة لرقابة مجمس‬

‫المحاسبة ‪ ،‬ال سيما في شكؿ إعانات أك ضمانات أك رسكـ شبو جبائية ميما يكف المستفيد‬

‫منيا‪.‬‬

‫‪ -‬إستعماؿ المكارد التي تجمعيا الييئات ميما تكف كضعيتيا القانكنية التي تمجأ إلى التبرعات‬

‫العمكمية مف أجؿ دعـ القضايا اإلنسانية ‪ ،‬اإلجتماعية ‪ ،‬العممية ‪ ،‬التربكية ك الثقافية عمى‬

‫الخصكص‪ ،‬ك ذلؾ بمناسبة حمبلت التضامف الكطني‪ ،‬غير أنو ال يخضع لرقابة مجمس‬

‫المحاسبة بنؾ الجزائر(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬يمس شاكش بشير‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.308‬‬

‫‪92‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا ‪ -‬صالحيات مجمس المحاسبة ‪ :‬لمجمس المحاسبة نكعاف مف الصبلحيات ‪ :‬إدارية‬

‫ك قضائية‪ ،‬تتمثؿ الصبلحيات اإلدارية في مراقبة حسف إستعماؿ الييئات الخاضعة لرقابتو‬

‫لممكارد ‪ ،‬األمكاؿ ‪ ،‬القيـ ك الكسائؿ المادية العمكمية ‪ ،‬كما يقيـ نكعية تسييرىا مف حيث‬

‫الفعالية ‪ ،‬األداء ك اإلقتصاد ‪ ،‬ك تتكيجا ليذه الرقابة يكصي مجمس المحاسبة في نياية‬

‫تحرياتو ك تحقيقاتو باإلجراءات التي يراىا مبلئمة مف أجؿ تحسيف إستخداـ األمكاؿ العمكمية ‪،‬‬

‫كدائما في ىذا اإلطار يكمؼ الدستكر مجمس المحاسبة بإعداد تقرير سنكم يرفعو إلى رئيس‬

‫الجميكرية‪.‬‬

‫أما فيما يخص صبلحياتو القضائية ‪ ،‬فإنيا تمارس في مجاؿ تقديـ حسابات المحاسبيف‬

‫العمكمييف ك مراجعتيا مف جية ‪ ،‬ك مراقبة اإلنضباط مف جية أخرل ‪ ،‬كتترتب عف ىذه‬

‫المراقبة جزاءات قضائية تتمثؿ في الغرامات ك اإلستحقاؽ(‪.)1‬‬

‫ىناؾ أربع كيفيات لممراقبة التي يمارسيا مجمس المحاسبة كىي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬حق اإلطالع و سمطة التحري ‪:‬‬

‫كىنا يمكف لمجمس المحاسبة اإلطبلع ك التحرم عمى ما يمي ‪:‬‬

‫أ – يحؽ لو اإلطبلع عمى كؿ الكثائؽ ك المستندات ك الدفاتر التي تؤدم لتسييؿ ميامو‬

‫(‪ )1‬يمس شاكش بشير‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.311‬‬

‫‪93‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الرقابية عمى العمميات المالية ك المحاسبية‪ ،‬ك كذا لتقييـ مدل سبلمة التسيير لمييئات‬

‫ك المصالح المكضكعة تحت رقابتو‪.‬‬

‫ب – لو سمطة التحرم بغية اإلطبلع عمى أعماؿ اإلدارات ك مؤسسات القطاع العاـ‪.‬‬

‫ج – لقضاة مجمس المحاسبة حؽ الدخكؿ ك المعاينة لكؿ محبلت اإلدارات ك المؤسسات‬

‫الخاضعة لرقابة المجمس‪.‬‬

‫د – كما لو سمطة اإلستماع ألم عكف في الييئات ك اإلدارات العمكمية‪.‬‬

‫ق – لو سمطة اإلطبلع عمى النصكص المرسمة إليو ذات الطابع التنظيمي الصادرة مف‬

‫إد ارات الدكلة ك التي تتعمؽ بالتنظيـ المحاسبي ك المالي ك اإلجرائي في تسيير األمكاؿ‬

‫العمكمية‪.‬‬

‫ك – يحؽ لو اإلستعانة بخبراء ك مختصيف ألجؿ دعـ ميامو ك مساعدتو في أشغالو إف‬

‫إقتضى األمر ذلؾ‪ ،‬كحتى يتمكف المجمس مف تحقيؽ ىذه العناصر فبل يمتزـ تجاىو بالسر‬

‫الميني أك ال طريؽ السممي ‪ ،‬كمف أجؿ ضماف الطابع السرم المرتبط بكثائؽ أك معمكمات‬

‫تمس بالدفاع أك اإلقتصاد الكطنييف يستكجب عمى المجمس إتخاذ كؿ اإلحتياطات البلزمة (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.159‬‬

‫‪94‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ – 2‬رقابة نوعية التسيير‪:‬‬

‫إف مجمس المحاسبة يعمؿ أيضا عمى مراقبة الييئات كالمصالح العمكمية الخاضعة لرقابتو‬

‫ك يعمؿ عمى تقييـ إستعماليا لممكارد ك الكسائؿ المادية ك األمكاؿ العمكمية ك تسييرىا في‬

‫إطار اإلقتصاد ك الفعالية ك النجاعة إستنادا لؤلىداؼ ك المياـ المككمة ليا ‪ ،‬كما يقيـ فعالية‬

‫النظاـ الرقابي ليذه الييئات‪.‬‬

‫كما يقكـ المجمس بالتأكد مف مدل تكفر الشركط المطمكبة لمنح ك إستعماؿ اإلعانات‬

‫ك المساعدات التي تمنحيا الدكلة أك إحدل الييئات أك المصالح العمكمية التابعة ليا ‪.‬‬

‫كبعد إنياء المجمس لميامو الرقابية ك إختتاـ أعمالو يقكـ بكضع تقارير تقييمية تضـ كؿ‬

‫المبلحظات ك العمميات التي قاـ بيا ليتـ إرساليا إلى مسؤكلي المصالح ك الييئات المعنية‬

‫أك إلى سمطاتيـ الكصية ك السامية حتى تتمكف ىذه الييئات أك المصالح العمكمية مف الرد‬

‫ك تقديـ مبلحظاتيا في اآلجاؿ التي يككف مجمس المحاسبة قد حددىا سابقا (‪.)1‬‬

‫‪ – 3‬رقابة اإلنضباط في مجال تسيير الميزانية و المالية ‪:‬‬

‫إذا شكمت مخالفة أك خطأ خرقا صريحا لمقكاعد المتعمقة باإلنضباط في مجاؿ الميزانية‬

‫ك المالية ك ألحقت ضر ار بالخزينة العمكمية لمدكلة أك ىيئة عمكمية‪ ،‬فينا لمجمس المحاسبة‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.160‬‬

‫‪95‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحميؿ أم مسير أك عكف تابع لممؤسسة أك المرفؽ أك الييئات العمكمية الخاضعة لرقابتيا‬

‫المسؤكلية عف ىذا الخطأ المرتكب‪ ،‬ك تعتبر مخالفات لقكاعد اإلنضباط في مجاؿ تسيير‬

‫الميزانية ك المالية الكثير مف الحاالت أكردتيا المادة ‪ 88‬مف األمر ‪ ،20-95‬ك مف بيف ىذه‬

‫الحاالت نجد األخطاء ك المخالفات التي تمثؿ خرقا لمقكانيف ك التنظيمات المعمكؿ بيا في‬

‫مجاؿ تنفيذ النفقات ك اإلرادات ‪ ،‬ك كذا حاالت تكجيو األمكاؿ الممنكحة في إطار المساعدات‬

‫غير الكجية المسطرة ‪ ،‬ك كذلؾ في حالة اإللتزاـ بنفقات دكف تكفر اإلعتمادات أك تجاكز‬

‫الترخيصات الممنكحة أك خصـ نفقة بصفة غير قانكنية أك الرفض غير المؤسس لمتأشيرات أك‬

‫العراقيؿ الصريحة مف ىيئات الرقابة القبمية أك التأشيرات الممنكحة خارج الشركط القانكنية‪،...‬‬

‫كمف ىنا لممجمس أف يعاقب عف ىذه األخطاء ك المخالفات بغرامات يصدرىا في حؽ‬

‫مرتكبييا ال تتعدل المرتب‬

‫السنكم اإلجمالي الذم يتقضاه العكف المعني عند إرتكابو لمخطأ المعاقب عنو ك ىذا ما أكدتو‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الماد ‪ 89‬مف القانكف ‪20-95‬‬

‫‪ – 4‬مراجعة حسابات اآلمرين بالصرف و المحاسبين العموميين ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 02‬مف المرسكـ التنفيذم ‪ 56-96‬عمى أنو ‪ << :‬يجب عمى اآلمريف‬

‫بالصرؼ الرئيسييف كالثانكييف ك عمى المحاسبيف العمكمييف التابعيف لمصالح الدكلة‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.161‬‬

‫‪96‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك الجماعات اإلقميمية ك مختمؼ المؤسسات ك الييئات العمكمية الخاضعة لقكاعد المحاسبة‬

‫العمكمية أف يكدعكا حساباتيـ اإلدارية ك حسابات التسيير لدل كتابة ضبط مجمس المحاسبة‬

‫في أجؿ أقصاه ‪ 30‬يكليك مف السنة المكالية لمميزانية المقفمة >> (‪.)1‬‬

‫كمف ىذا نرل أف اآلمريف بالصرؼ ك المحاسبيف العمكمييف ممزميف بأداء حسابتيـ لدل‬

‫كتابة الضبط مجمس المحاسبة ك الذم بدكره يقكـ بمراجعة تمؾ الحسابات‪ ،‬ك بيذا يدقؽ في‬

‫صحة العمميات المادية ك مدل تطابقيا مع النصكص ك التنظيمات المعمكؿ بيا ‪.‬‬

‫كتتـ مراجعة الحسابات عف طريؽ مقرر معيف مف طرؼ رئيس الغرفة المختصة حيث‬
‫يقكـ المقرر بمعاينة الحسابات ك الكثائؽ الثبكتية المتعمقة بتنفيذ النفقة ك التدقيؽ فييا ‪،‬‬
‫كانطبلقا مف عمؿ المقرر لمجمس المحاسبة إتخاذ إحدل النكعيف مف الق اررات ‪:‬‬

‫‪ -‬القرار المؤقت‪ :‬في حالة إكتشاؼ مجمس المحاسبة لممخالفات المرتكبة مف طرؼ‬

‫المحاسبيف العمكمييف‪ ،‬يقكـ المجمس في بداية األمر بإتخاذ ق ار ار مؤقتا يكجو إلى المحاسب‬

‫العمكمي المعني قصد إتاحة الفرصة ليذا األخير لتقديـ التبريرات الضركرية المتعمقة بالقضية‪،‬‬

‫ك ذلؾ في أجؿ شيريف مف تاريخ تبميغ القرار المؤقت ك الذم يمكف تأجيمو بطمب معمؿ مف‬

‫طرؼ المعني حسب ما جاء في المادة ‪ 2/78‬مف األمر ‪. 20-95‬‬

‫(‪ )2‬المرسكـ التنفيذم ‪ 56-96‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ 1996‬يحدد األحكاـ المتعمقة بتقديـ الحسابات إلى مجمس المحاسبة‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.06‬‬

‫‪97‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬القرار النهائي‪ :‬بعد إنقضاء األجؿ المحدد مف طرؼ المجمس المتعمؽ بتبريرات المحاسب‬

‫العمكمي لمكضعية‪ ،‬يقكـ مجمس المحاسبة بإصدار حكما نيائيا عف طريؽ مداكلة‪ ،‬بعد‬

‫اإلطبلع عمى إقتراحات المقرر المراجع ك جميع التفسيرات ك اإلثباتات المقدمة مف طرؼ‬

‫المحاسب المعني(‪ ،)1‬ك فحكل قرار مجمس المحاسبة ىنا ىك إبراز مدل مسؤكلية المحاسب‬

‫العمكمي الشخصية أك المالية عف ضياع أمكاؿ أك تبديد قيـ أك مكاد أك سرقتيا‪ ،‬كيتـ كضع‬

‫المحاسب في حالة مداف عمى إثر ذلؾ‪.‬‬

‫ك يمكف لممحاسب المكمؼ بالمالية الدفع بالقكة القاىرة أك يثبت عدـ إرتكابو ألم مخالفة أك‬

‫تياكنو كما يمكنو أف يدفع بمسؤكلية األعكاف المكضكعيف تحت سمطتو ك رقابتو (‪.)2‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬رقابة مصالح وزارة المالية‬

‫أوال ‪ :‬رقابة المفتسية العامة لممالية‬

‫تعد المفتشية العامة لممالية ىيئة رقابية عمى كؿ الييئات ك المؤسسة العمكمية التابعة‬

‫لمدكلة‪ ،‬ك ىي خاضعة لسمطة كزير المالية‪ ،‬ك قد تـ إستحداثيا ألكؿ مرة بمكجب المرسكـ‬

‫الرئاسي ‪.)3( 53-80‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.160‬‬


‫(‪ )2‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.161‬‬

‫‪98‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪ )3‬المرسكـ الرئاسي ‪ 53-80‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬يتضمف إحداث المفتشية العامة لممالية‪ .‬الجريدة‬
‫الرسمية‪.‬عدد‪.10‬‬

‫ليأتي المرسكـ التنفيذم ‪ 78-92‬متضمنا إختصاصاتيا (‪ ،)1‬كتعمؿ المفتشية العامة لممالية‬

‫عمى رقابة مجاالت التسيير المحاسبي ك المالي لمصالح الدكلة ك الجماعات اإلقميمية‬

‫ك الييئات ك األجيزة كالمؤسسات الخاضعة لقكاعد المحاسبة العمكمية ‪ ،‬كما يخضع لرقابة‬

‫المفتشية العامة المؤسسات ذات الطابع الصناعي ك التجارم ك المستثمرات الفبلحية‬

‫العمكمية ‪ ،‬ك ىيئات الضماف اإلجتماعي ‪ ،‬ك كؿ ىيئة تستفيد مف إعانة الدكلة (‪.)2‬‬

‫كما لممفتشية أف تػ ػقكـ بإجراء دراسات ك إعداد خبرات ليا صمة باإلقتصاد ك المالية‬

‫ك بالرقابة عمى كجو التحديد ‪ ،‬ك لتسييؿ المفتشية لمياميا يمكنيا أف تستعيف بتقنييف ك خبراء‬

‫مؤىميف مف اإلدارة العمكمية‪.‬‬

‫ال يمكف حصر األعماؿ التي تقكـ بيا المفتشية العامة لممالية ألنيا عديدة ك متعددة‪ ،‬ك‬

‫ماىك معمكؿ بو أنو خبلؿ الشير األكؿ مف كؿ سنة يقكـ كزير المالية بتحديد عمؿ المفتشية‬

‫العامة لممالية خبلؿ السنة ‪ ،‬مع األخذ بعيف اإلعتبار طمبات المراقبة التي يتقدـ بيا أعضاء‬

‫الحككمة ك مجمس المحاسبة ك المجمس الشعبي الكطني‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرسكـ التنفيذم ‪ 78-92‬المؤرخ في ‪ 22‬فيفرم ‪ 1992‬يحدد إختصاصات المفتشية العامة لممالية‪ .‬الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫عدد ‪.06‬‬
‫(‪ )2‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.171‬‬

‫‪99‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك المبلحظ أف رقابة المفتشية العامة لممالية تبنى عمى مبدأ المباغتة ك المفاجئة أك بإشعار‬

‫مسبؽ ف ي أداءىا لمياميا ‪ ،‬ك تقكـ بإنجاز األشغاؿ التحضيرية المرتبطة بتدخبلتيا مستغمة‬

‫كؿ المعطيات اإلقتصادية ك المالية ك التقنية لممارسة عمميا الرقابي(‪.)1‬‬

‫لممفتسية حؽ المبادرة بأم إقتراحات أك آراء تخص إجراءات أك تقنيات يتطمب إستخداميا‬

‫في مجاؿ الفعالية ك النجاعة‪.‬‬

‫في نياية كؿ سنة تعمد المفتسية عمى إعداد تقرير سنكم مدعـ باإلقتراحات ك اآلراء‬

‫ك المعاينات اليادفة إلى تحسيف سير المصالح ك تطكير مناىج الضبط المالي ك المحاسبي ‪.‬‬

‫تعد مفتشية مصالح المحاسبة ىيئة رقابة خارجية‬ ‫ثانيا ‪ -‬رقابة مفتشية مصالح المحاسبة‪:‬‬

‫لدعـ عمميات الرقابة دكف المساس بالدكر الرقابي ك إختصاصات الييئات كاألجيزة الرقابية‬

‫األخرل إال ما قد تـ تحديده قانكنا‪ ،‬كقد تـ إستحداث ىذه المفتشية بمكجب المرسكـ التنفيذم‬

‫(‪)2‬‬
‫‪. 198-95‬‬

‫كلمفتشية مصالح المحاسبة صبلحيات كاسعة تتعمؽ بإجراء أعماؿ الرقابة ك التحقيؽ‬

‫ك التفتيش ألجؿ التأكد مف التسيير السميـ لؤلمكاؿ العامة مف طرؼ ىيئات الدكلة ك مؤسساتيا‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع نفسو‪ .‬ص‪.172‬‬


‫(‪ )2‬المرسكـ التنفيذم ‪ 198-95‬المؤرخ في ‪ 25‬جكيمية ‪ 1998‬يحدد إختصاصات مفتشية مصالح المحاسبة‬
‫ك تنظيميا‪.‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.42‬‬

‫‪100‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك تتمحكر ىذه الصبلحيات فيما يمي ‪:‬‬

‫‪ -‬التأكد مف تطابؽ العمميات المالية ك المحاسبية التي يقكـ بيا المحاسبكف العمكميكف مع‬

‫القكانيف ك التنظيمات المعمكؿ بيا‪.‬‬

‫‪ -‬العمؿ عمى التسيير األمثؿ لمصالح الخزينة ك اإلستغبلؿ الرشيد لؤلمكاؿ العامة ك المكارد‬

‫البشرية‪.‬‬

‫‪ -‬مراقبة التدخبلت المالية لمخزينة ك المتعمقة بمنح اإلعانات ك التمكيبلت لمييئات‬

‫ك المؤسسات العمكمية‪.‬‬

‫‪ -‬السير عمى تحضير ك تطبيؽ برامج التحقيؽ ك التفتيش التي يؤدييا المحاسبكف العمكميكف‬

‫ليتـ تبميغيا إلى مجمس المحاسبة كىذا ما يبرز كجكد عبلقة تكامؿ بيف عمؿ مفتشية مصالح‬

‫المحاسبة ك مجمس المحاسبة‪.‬‬

‫‪ -‬التنسيؽ بيف عمؿ مصالح التدقيؽ ك التفتيش التي تجرييا المصالح الخارجية التابعة‬

‫لمخزينة‪.‬‬

‫‪ -‬العمؿ عمى إستغبلؿ التقارير ك المعمكمات التي تخص تسيير المحاسبيف العمكمييف مف‬

‫(‪)1‬‬
‫األجيزة الرقابية المختصة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.176‬‬

‫‪101‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ك تختتـ ىذه المفتشية عمميات الرقابة المرتبطة بالتحقيؽ ك التفتيش بإعداد تقارير تتضمف‬

‫كؿ المعاينات ك المقترحات التي قد تفيد في ترشيد عمؿ مصالح المحاسبة ك تحديث األحكاـ‬

‫التشريعية ك التنظيمية المعمكؿ بيا‪ ،‬ثـ يتـ تبميغ التقرير إلى مسؤكؿ الييئة المعنية بالرقابة‬

‫ك التحقيؽ ‪ ،‬كلو أف يرد عمى المبلحظات ك نتائج التحقيؽ في أجؿ ال يتجاكز الشيريف مف‬

‫تاريخ التبميغ بيذا القرار‪.‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬الرقابة الشعبية السياسية ورقابة المجان والخاليا‪.‬‬

‫تعتبر الرقابة الشعبية السياسية مف قبيؿ الرقابة الخارجية عمى النفقات العامة كتنفيذىا إذ‬

‫تمعب الدكر البارز في تكجيييا الكجية الصحيحة ‪ ،‬كالمقصكد بالرقابة الشعبية السياسية ىنا‬

‫الرقابة التي يمارسيا البرلماف كالمجالس الشعبية البمدية كالكالئية‪.‬‬

‫كما ييمنا ىنا ىي رقابة المجمس الشعبي البمدم‪ ،‬كرغـ كؿ ىذه األجيزة البارزة في رقابة‬

‫النفقات العامة كاألمكاؿ العامة ‪ ،‬إال أنيا لـ تتمكف مف مسايرة كؿ األكضاع كالتطكرات‪ ،‬لذا‬

‫لجأت الجيات المسؤكلة إلى إيجاد آليات جديدة لمرقابة كأىميا خمية االستعبلـ المالي كلجنة‬

‫محاربة تبيض األمكاؿ (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.176،177‬‬

‫‪102‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول ‪ :‬رقابة المجمس الشعبي البمدي‪.‬‬

‫كفي ىذا الصدد تنص المادة ‪ 159‬مف الدستكر كالتي تنص عمى أف << المجالس‬

‫المنتخبة تضطمع بكظيفة الرقابة في مدلكليا الشعبي ‪ ،‬كيعد المجمس الشعبي البمدم كالمجمس‬

‫الشعبي الكالئي قاعدة ىذه الجالس المنتخبة >> (‪.)1‬‬

‫كمف خبلؿ قانكف البمدية الصادر سنة ‪ 2011‬نجد أف ىناؾ العديد مف الضمانات التي‬

‫تكرس ممارسة الرقابة الشعبية ‪ ،‬كمف بينيا جمسات المجالس الشعبية البمدية التي تمتاز‬

‫بالعمنية‪ ،‬كأف لكؿ شخص طبيعي أك معنكم أف يطمع عمى المداكالت كمحاضرىا التي يتناكليا‬

‫المجمس الشعبي البمدم‪ ،‬كما يمتزـ المجمس بأف يعمؽ ىذه المحاضر في األماكف المخصصة‬

‫ليا ألجؿ إعبلـ المكاطنيف كتسييؿ إطبلعيـ عمييا‪.‬‬

‫كفيما يخص الرقابة الممارسة مف المجمس الشعبي البمدم فيي مجسدة مف خبلؿ سمطتو‬

‫في تككيف لجاف تكتسي الطابع الدائـ كالمؤقت‪ ،‬تككؿ ليا ميمة التدقيؽ كالتحقيؽ في أم مسألة‬

‫ذات أىمية ‪ ،‬خاصة ما يتعمؽ بالمجاؿ االقتصادم كالمالي كىذا عمى غ ارر المجاف‬

‫البرلمانية‪ .‬ك فكؽ ىذا يكمؼ رئيس المجمس الشعبي البمدم كتحت مراقبة المجمس بجميع‬

‫األعماؿ التي تكفؿ ضماف كحماية األمكاؿ العامة‪ ،‬كعمى رأسيا اإلذف باإلنفاؽ‪.‬‬

‫ككما رأينا سابقا فإف المجمس الشعبي البمدم يختص بالتصكيت عمى الميزانية بابا بابا كمادة‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 159‬مف دستكر ‪.1996‬‬

‫‪103‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مادة ‪ ،‬لمكقكؼ عمى أكجو اإلنفاؽ المحددة قانكنا ‪ ،‬كفي حالة ما إذا تبيف لممجمس الشعبي‬

‫البمدم كجكد عجز عند تنفيذ الميزانية‪ ،‬كاف مف الكاجب عميو إتخاذ كؿ التدابير البلزمة‬

‫لمحيمكلة دكف العجز أك لتدارؾ الكضع كتأميف التكازف الدقيؽ لمميزانية اإلضافية‪ ،‬كىذا ما‬

‫أكدتو المادة ‪ 184‬مف قانكف ‪ 10-11‬المتعمؽ بالبمدية‪ ،‬ككما سبؽ كأف رأينا عند التطرؽ‬

‫لرقابة مجمس المحاسبة‪ ،‬فإف ىذا األخير يختص مف جية أخرل بمراقبة الحسابات اإلدارية‪،‬‬

‫ككذا تصفية حسابات البمديات(‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رقابة الخاليا والمجان‪.‬‬

‫أوال‪ -‬خمية معالجة االستعالم المالي ‪ :‬لقد تـ إنشاء ىذه الخمية سنة ‪ 2002‬بمكجب المرسكـ‬

‫التنفيذم رقـ ‪ ، 127-02‬حيث تنص المادة األكلى منو عمى‪ << :‬تنشأ لدل الكزير المكمؼ‬

‫بالمالية خمية مستقمة لمعالجة االستعبلـ المالي >> (‪ ،)2‬كتتككف ىذه الخمية مف مجمس يضـ‬

‫‪ 06‬أعضاء منيـ رئيسف يختاركف مف الكفاءات القانكنية كالمالية كيتـ تعييف الرئيس‬

‫كاألعضاء بمكجب قرار رئاسي لمدة ‪ 04‬سنكات قابمة لمتجديد مرة كاحدة ‪ ،‬كما تضـ الخمية‬

‫أمينا عاما يعيف بمقرر عف رئيس المجنة بمكافقة مجمسيا‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.189‬‬


‫(‪ )2‬المرسكـ التنفيذم ‪ 127-02‬المؤرخ في ‪ 2002/04/17‬يتضمف انشاء خمية معالجة االستعبلـ المالي كتنظيميا كعمميا‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.23‬‬

‫‪104‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كتتمتع ىذه الخمية باالستقبلؿ المالي كبالشخصية المعنكية‪ ،‬ألجؿ دعـ كتكفير الجك‬

‫(‪)1‬‬
‫المناسب ليا ‪ ،‬كتتمثؿ مياـ ىذه الخمية في مكافحة تمكيؿ اإلرىاب كتبيض األمكاؿ ‪.‬‬

‫ككفقا لنص المادة ‪ 104‬مف قانكف المالية لسنة ‪ ،2003‬فإنو ال يحتج بالسر البنكي أك‬

‫الميني تجاه خمية معالجة المعمكمات المالية‪ ،‬كأكثر مف ىذا كفؽ المادة ‪ 105‬يمكف لخمية‬

‫معالجة المعمكمات المالية أف تأمر كلمدة ‪ 72‬ساعة كبصفة تحفظية تأجيؿ تنفيذ كؿ عممية‬

‫بنؾ أك تجميد األرصدة المكجكدة في حسابات أم شخص طبيعي أك معنكم‪ ،‬يككف محؿ شؾ‬

‫يخص تمكيبل لئلرىاب أك تبييضا لؤلمكاؿ ‪.‬‬

‫كبيذا نجد أف لخمية االستعبلـ المالي دك ار بار از في حماية الماؿ العاـ كفي حماية تكجيات‬

‫األمكاؿ العامة التي حتما ستؤثر عمى مسار اإلنفاؽ العاـ كعمى اإاقتصاد الكطني برمتو ‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬المجنة الوزارية المشتركة لمكافحة تبيض األموال ‪ :‬كقد تـ إنشاء ىذه المجنة بمقرر‬

‫ك ازرة العدؿ بتاريخ ‪ 2003-04-12‬كىي تمثؿ عدة ك ازرات كىي " ك ازرة التجارة " ‪ " ،‬ك ازرة‬

‫المالية " باإلضافة إلى ىيئتي الدرؾ كاألمف الكطنييف ككذا مجمكعة مف الخبراء كالمختصيف‬

‫في مجاؿ اإلقتصاد كالمالية ‪ ،‬كتتكلى ىذه المجنة التكفؿ بالتدابير القانكنية التنظيمية لمكافحة‬

‫تبييض األمكاؿ بإعتباره ناتجا عف الجرائـ كالجنح المرتبطة بتيريب المخدرات كغيرىا ‪.‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.197‬‬

‫‪105‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما تعمؿ ىذه المجنة بالتنسيؽ مع البنكؾ لمراقبة كمتابعة التدفؽ النقدم كالمالي‪ .‬كاف كاف‬

‫المبلحظ أف ىذه المجنة ليا نفس إختصاصات خمية معالجة اإلستعبلـ المالي ‪ ،‬كما يعاب‬

‫عمى ىذه المجنة أنيا محصكرة باآلجاؿ القانكنية التي ال تمكنيا مف أداء مياميا كما ينبغي‪،‬‬

‫حيث حدد ليا تاريخ ‪10‬مام مف نفس سنة إنشائيا لتقدـ تقرير مرحمي كحدد ليا تاريخ‬

‫‪25‬مام أيضا لتقدـ تقرير نيائي عف مكضكع تبييض األمكاؿ (‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ -‬المجنة البمدية لمصفقات‪ :‬تخضع نفقات البمدية في إطار صفقة عمكمية لرقابة‬

‫مسبقة مف طرؼ لجاف الصفقات ‪ ،‬ك لقد كضعت السمطة التنظيمية أحكاما صارمة نظمت‬

‫بمكجبيا الصفقات العمكمية ‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 137‬مف المرسكـ الرئاسي ‪ 236-10‬عمى‬

‫أنو‪ << :‬تتككف المجنة البمدية لمصفقات المختصة بدراسة مشاريع الصفقات التي تبرميا البمدية‬

‫ضمف حدكد المستكيات المنصكص عمييا في المادة ‪ 136‬أعبله‪ ،‬مف ‪:‬‬

‫رئيس المجمس الشعبي البمدم أك ممثمو‪ ،‬رئيسا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ممثؿ المصمحة المتعاقدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫منتخبيف إثنيف (‪ )2‬يمثبلف المجمس الشعبي البمدم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ممثميف إثنيف (‪ )2‬عف الكزير المكمؼ بالمالية ( مصمحة الميزانية‪ ،‬مصمحة المحاسبة )‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫(‪ )1‬بف داكد إبراىيـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ .‬ص‪.198 ،197‬‬

‫‪106‬‬
‫نظام الرقابة على نفقات البلدية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬ك تختص المجنة البمدية لمصفقات‬ ‫‪ -‬ممثؿ عف المصمحة التقنية المعنية بالخدمة‪>> .‬‬

‫بجميع الصفقات التي تبرميا البمدية ما عدا الصفقات التي يساكم مبمغيا أك يفكؽ ‪ 50‬مميكف‬

‫دينار جزائرم‪ ،‬بالنسبة لصفقات إنجاز األشغاؿ أك إقتناء المكازـ‪ ،‬ك ‪ 20‬مميكف دينار جزائرم‬

‫بالنسبة لصفقات الخدمات أك الدراسات‪ ،‬كالتي ىي مف إختصاص المجنة الكالئية لمصفقات‬

‫حسب ما جاء في المادة ‪ 136‬مف المرسكـ السابؽ ذكره‪ ،‬ك تقدـ ىذه المجنة مساعدتيا في‬

‫مجاؿ تحضير الصفقات العمكمية ك تقدـ رأيا حكؿ كؿ طعف يقدمو متعيد يحتج عمى إختيار‬

‫المصمحة المتعاقدة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬المرسكـ الرئاسي ‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 2010/10/07‬المتضمف تنظيـ الصفقات العمكمية المعدؿ ك المتمـ‪ .‬الجريدة‬

‫الرسمية‪ .‬عدد‪.58‬‬

‫‪107‬‬
‫خـاتمـــــــــــــــة‬

‫تنوعت أدوات التدخل و الرقابة لتتفاعل مع اإلدارة في كل العمميات اإلدارية بحيث لم‬

‫تعد مساحة إدارية إال وتخضع لنوع من أنواع الرقابة عمودية أو أفقية‪ ،‬قبمية مسبقة أو‬

‫مواكبة أو بعدية الحقة‪.‬‬

‫إن وسائل الرقابة التي تعتمدها السمطة المركزية في مراقبة مالية البمديات يجب أن‬

‫تقف عند المبدأ األساسي الذي تقوم عميه فكرة الالمركزية ككل و هو اإلستقالل المحمي‬

‫الذي يعتبر جوهر الالمركزية اإلدارية‪ .‬فيجب أن تكون هذ الرقابة مضبوطة بشكل دقيق‬

‫ألن أي تجاوز لها يؤدي حتما إلى فقدان الالمركزية لصفتها األساسية‪ ،‬و من ثم تصبح‬

‫البمديات عبارة عن مجرد فروع محمية لمسمطة المركزية‪ ،‬و لذلك فإن اإلستقاللية المالية‬

‫من حيث درجة ممارستها هي معيار يسمح بوصف أي نظام بأنه المركزي‪ ،‬يتمتع بكافة‬

‫أو عمى األقل بمعظم صالحياته‪ ،‬أو أنه مجرد كيان محمي‪ ،‬حتى و إن حمل شعار‬

‫الجماعات المحمية‪.‬‬

‫إن تدخل السمطة المركزية في مالية البمديات تأخذ شكمين أساسيين‪:‬‬

‫الشكل األول يتمثل في التدخل المباشر لمسمطة المركزية‪ ،‬وهو تدخل واضح يتم عن‬

‫طريق مختمف القوانين التي يتضمنها قانون البمدية و قانون المالية‪ ،‬أو غيرها من القوانين‬

‫المرتبطة بالبمدية‪.‬‬
‫أما الشكل الثاني فيتمثل في التدخل غير المباشر و هو تدخل خفي ال يظهر في‬

‫النصوص القانونية المرتبطة بالبمدية‪ ،‬ويمارس عن طريق التعميمات المتتالية‪ ،‬و التي‬

‫تنزل بشكل متكرر عمى الهيئات المسيرة لمبمديات‪ ،‬أو بواسطة فرض منطق معين يوجب‬

‫عمى البمديات إتباعه‪ ،‬و يتمثل أساسا في المساعدات المالية التي تقدمها السمطة المركزية‬

‫لمبمديات أو تمويل مشاريع محددة‪.‬‬

‫ومنه تظهر لنا عدة معطيات نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬إن المنطق يقول " إن من يمول يحكم " ومن ثم فإنه ال غبار أن تحكم السمطة‬

‫المركزية في شؤون البمديات ما دامت هي التي تتحكم بكافة مواردها المالية‪.‬‬

‫‪ -‬تعيش البمدية وضعا أفرزته التعددية الحزبية أدى إلى الفوضى في التسيير بشكل عام‬

‫خاصة في المجال المالي منه‪ ،‬و إلى تردي األوضاع المالية في عدد كبير منها‪ ،‬األمر‬

‫الذي يثير الكثير من التساؤالت حول اإلستقاللية المالية لمبمديات في مثل هذ الظروف‬

‫ومدى قدرتها عمى مسايرتها‪.‬‬

‫‪ -‬إن الوفرة المالية التي تتوفر عميها بعض البمديات الغنية لم تحقق النتائج المرجوة‬

‫منها‪ ،‬ومن ثم فإن العنصر المالي لوحد غير كاف لكي تحقق البمديات أهدافها‪.‬‬

‫في ظل كل هذا فإن النفقة العامة تتطور تطو ار ممحوظا‪ ،‬يجب مجاراته من طرف‬

‫القائمين عمى تنفيذ نفقات البمدية‪ ،‬أو القائمين عمى أجهزة الرقابة عمى تنفيذ هاته النفقات‪.‬‬
‫ولن يتأتى ذلك من وجهة نظرنا إال بتوافر العوامل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬صدور القوانين و التنظيمات و الموائح من الجهات المختصة المؤهمة‪ ،‬كمثال عمى‬

‫ذلك قانون ‪ 12-09‬المتعمق بالمحاسبة العمومية‪ ،‬فيا حبذا لو صدر بمرسوم حتى يكون‬

‫نابعا من أهل اإلختصاص و الدراية بأمور و تقنيات المالية العمومية‪ ،‬و طرق متابعتها‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التعامل بالنصوص التنظيمية و التعميمات الممغية بالقوانين و المراسيم مما يشكل‬

‫تضاربا و عائقا في تنفيذ و رقابة النفقات‪ ،‬ومنه إحترام تدرج القواعد القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬تطور النصوص القانونية المنظمة لمالية البمدية مما يجعل الرقابة و التنفيذ يسايران‬

‫النفقة العامة جنبا إلى جنب‪.‬‬

‫‪ -‬مرونة مدونة ميزانية البمدية والتي يجب أن تستجيب لكل التغيرات التي قد تط أر عمى‬

‫النفقة العامة و تستوجب عمى البمدية تغطيتها‪.‬‬

‫‪ -‬إن الرقابة المالية ال تتدخل في عممية تقدير نفقات البمدية‪ ،‬وهو األمر الذي يعيق‬

‫عممية ترشيدها ‪ ،‬فمو كانت كذلك ألدت دورها اإلستشاري عمى أكمل وجه‪.‬‬

‫‪ -‬إن لمرقابة المالية الدور الكبير في توجيه النفقة إلى ما خصصت له‪ ،‬فبما أنها رقابة‬

‫قبمية فهي ال تسمح بأي خطأ في التخصيص القانوني لمنفقة‪.‬‬

‫‪ -‬لكي تؤدي الرقابة المالية دورها عمى أكمل وجه‪ ،‬و تحقق األهداف التي أنشأت من‬

‫أجمها و أولها ترشيد النفقات‪ ،‬البد لهذ الرقابة أن تكون في كل مراحل تنفيذ النفقة ألنها‬
‫تراقبها عندما تكون مشروعا أي قبل بداية التنفيذ‪ ،‬وإلحكام الرقابة من األجدر أن تراقبها‬

‫بعد التنفيذ‪ ،‬لمتأكد من أنها نفذت فعال كما هو مخطط لها‪.‬‬

‫‪ -‬في دراستنا لصور الرقابة المالية داخمية كانت أم خارجية‪ ،‬رأينا أن كال الرقابتين‬

‫لها دور في الحفاظ عمى المالية العمومية‪ ،‬لكن الرقابة الداخمية هي أقرب لممؤسسات‬

‫العمومية و دورها وقائي‪ ،‬أما الرقابة الخارجية فإنها تأتي دائما في مرحمة الحقة و دورها‬

‫عالجي‪ ،‬و الوقاية خير من العالج‪.‬‬

‫إن مؤشرات تخمص عدة بمديات من العجز المالي في السنوات األخيرة‪ ،‬وتزامنها مع‬

‫خضوعها لمرقابة المالية السابقة عمى تنفيذ نفقاتها‪ ،‬لدليل عمى نجاعة هذ الرقابة‬

‫و دور القائمين عميها في تغطية نقص الوعي القانوني لدى المنتخبين و موظفي‬

‫البمدية‪ ،‬و ميولهم لمنطق العرف عمى النصوص القانونية‪ ،‬حتى أن هاته النصوص ال‬

‫تستميمهم حتى يعرفوها ( أي يألفون تداولها كتداول العرف )‪.‬‬

‫طمب القائمين عمى مالية البمدية اإلستشارة من موظفي الرقابة المالية في كل وقت‬

‫وحين‪ ،‬يجنب البمدية من الوقوع في الكثير من األخطاء التي يمكن أن تقع فيها‪ ،‬و ما‬

‫يترتب عنها من أضرار مالية‪.‬‬

‫تواصل السمطات الوصية المركزية مع الجهات الرقابية‪ ،‬من خالل التقارير والمالحظات‬

‫يجعمهم مممين باإلحتياجات المحمية‪ ،‬و إقتراح الحمول المناسبة و الممكنة‪ ،‬وبهذا فإن‬
‫أجهزة الرقابة تعتبر حمقة وصل بين الجهات المركزية و المحمية‪.‬‬

‫رغم كل هذا تبقى الرقابة المالية محدودة‪ ،‬لعدة عوامل تحول دون فاعميتها منها نقص‬

‫التجهيز المادي و التأطير البشري‪ ،‬خاصة إدخال المعموماتية و الذي سوف يؤدي حتما‬

‫إلى تحسين األداء و الشفافية المالية‪ ،‬في مصالح الرقابة و البمديات مع أن المعموماتية ال‬

‫تعوض إطالقا إدارة غير فعالة‪.‬‬


‫قائمـــة المراجـــع‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪ - 1‬دستور ‪.1996‬‬

‫‪ - 2‬القانون رقم ‪ 10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬جوان ‪ 2011‬يتعمق بالبمدية‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد‬


‫‪.37‬‬

‫‪ - 3‬القانون ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و‬


‫اإلدارية‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.21‬‬

‫‪ - 4‬األمر ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪17‬جويمية ‪ 1995‬يتعمق بمجمس المحاسبة‪ .‬الجريدة الرسمية‪.‬‬


‫عدد‪.39‬‬

‫‪ - 5‬القانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 1990‬متعمق بالمحاسبة العمومية‪ .‬الجريدة الرسمية‪.‬‬


‫عدد ‪.35‬‬

‫‪ - 6‬القانون ‪ 32-90‬المؤرخ في ‪ 04‬ديسمبر ‪ 1990‬المتعمق بتنظيم مجمس المحاسبة و سيره‪.‬‬


‫الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.53‬‬

‫‪ - 7‬القانون رقم‪ 17-84‬مؤرخ في‪ 1984/07/07‬المتعمق بقوانين المالية‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد‬
‫‪.28‬‬

‫‪ - 8‬القانون رقم ‪ 01-80‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1980‬المتضمن التعديل الدستوري ‪ .‬الجريدة‬


‫الرسمية‪ .‬عدد ‪.10‬‬
‫‪ - 9‬القانون رقم ‪ 05-80‬المؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪ 1980‬يتعمق بممارسة وظيفة المراقبة من طرف‬
‫مجمس المحاسبة‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد‪.10‬‬

‫‪ - 11‬األمر ‪ 57/75‬المؤرخ في ‪ 05‬جويمية ‪ 1976‬المتضمن نشر الميثاق الوطني‪.‬‬

‫‪ - 11‬المرسوم الرئاسي ‪ 236-10‬المؤرخ في ‪ 07‬أكتوبر ‪ 2010‬المتضمن تنظيم الصفقات‬


‫العمومية المعدل و المتمم‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.58‬‬

‫‪ - 12‬المرسوم التنفيذي ‪ 315-12‬المؤرخ في ‪ 21‬أوت ‪ 2012‬يحدد شكل ميزانية البمدية‬


‫ومضمونها‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.49‬‬

‫‪ - 13‬المرسوم التنفيذي ‪ 127-02‬المؤرخ في ‪ 17‬أ فريل ‪ 2002‬يتضمن إنشاء خمية معالجة‬


‫االستعالم المالي وتنظيمها وعممها‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.23‬‬

‫‪ - 14‬المرسوم التنفيذي ‪ 268-97‬المؤرخ في ‪ 21‬جويمية ‪ 1997‬المتضمن اإلجراءات المتعمقة‬


‫باإللتزام بالنفقات العمومية وتنفيذها ويضبط صالحيات اآلمرين بالصرف ومسؤولياتهم‪ .‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ .‬عدد ‪.48‬‬

‫‪ - 15‬المرسوم التنفيذي ‪ 56-96‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ 1996‬يحدد األحكام المتعمقة بتقديم‬


‫الحسابات إلى مجمس المحاسبة‪ .‬الجريدة الرسمية ‪ ،‬عدد ‪.06‬‬

‫‪ - 16‬المرسوم التنفيذي ‪ 198-95‬المؤرخ في ‪ 25‬جويمية ‪ 1998‬يحدد إختصاصات مفتشية‬


‫مصالح المحاسبة و تنظيمها‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.42‬‬

‫‪ - 17‬المرسوم التنفيذي ‪ 78-92‬مؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ 1992‬يحدد إختصاصات المفتشية العامة‬


‫لممالية‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.06‬‬

‫‪ - 18‬المرسوم التنفيذي ‪ 414-92‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر ‪ 1992‬المتعمق بالرقابة التي يمتزم بها‪.‬‬


‫الجريدة الرسمية‪ .‬عدد‪.82‬‬
‫‪ - 19‬المرسوم التنفيذي ‪ 311-91‬المؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ 1991‬يحدد إجراءات المحاسبة‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.43‬‬

‫‪ - 21‬المرسوم التنفيذي ‪ 312-91‬المؤرخ في ‪ 07‬سبتمبر ‪ 1991‬يحدد شروط األخذ بمسؤولية‬


‫المحاسبين العموميين و إجراءات مراجعة باقي الحسابات ‪ ،‬وكيفيات اكتتاب تأمين يغطي مسؤولية‬
‫المحاسبين العموميين‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬عدد ‪.43‬‬

‫الكتب و المؤلفات‪:‬‬

‫‪ - 1‬اإلمام القرطبي‪ .‬الجامع إلحكام القران‪ .‬الجزء الخامس‪ .‬دار الكتب المصرية‪ :‬القاهرة‪.‬‬
‫الطبعة‪.1967 .3‬‬

‫‪ - 2‬أبو الحسن الماوردي‪ .‬األحكام السمطانية و الواليات الدينية‪ .‬المكتبة العصرية‪ :‬صيدا‪.‬‬
‫بيروت‪.2000 .‬‬

‫‪ - 3‬السيد عبد المولى‪ .‬المالية العامة‪ .‬دار الفكر العربي‪ :‬القاهرة‪.1978 .‬‬

‫‪ - 4‬بن داود ابراهيم‪ .‬الرقابة المالية عمى النفقات العامة‪ .‬دار الكتاب الحديث‪ :‬القاهرة‪.2010 .‬‬

‫‪ - 5‬حسن عواضة ‪ .‬المالية العامة ‪ .‬دار النهضة العربية ‪ .‬القاهرة‪.1978 .‬‬

‫‪ - 6‬حسين مصطفى حسين‪ .‬المالية العامة‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ :‬الجزائر‪.2001 .‬‬

‫‪ - 7‬حسين يوسف راتب ريان‪ .‬المالية العامة في الفقه اإلسالمي‪ .‬دار النفائس لمنشر والتوزيع‪:‬‬
‫األردن‪ .‬الطبعة ‪.1999 .2‬‬

‫‪ - 8‬زينب حسين عوض اهلل‪ .‬المالية العامة‪.‬دار المعرفة‪ :‬بيروت‪.1994 .‬‬

‫‪ - 9‬عمي زعدود‪ .‬المالية العامة ‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ :‬بن عكنون‪ .‬الجزائر‪ .‬الطبعة ‪.4‬‬
‫‪.2011‬‬
‫‪ - 11‬عمار بوضياف‪ .‬القضاء اإلداري‪ .‬جسور لمنشر و التوزيع‪ :‬الجزائر‪ .‬الطبعة ‪.2008 .2‬‬

‫‪ - 11‬عوف الكفراوي‪ .‬الرقابة المالية النظرية والتطبيق‪ .‬مطبعة األنصار‪ :‬اإلسكندرية‪.1998 .‬‬

‫‪ - 12‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬يسري أبو العالء‪ .‬المالية العامة‪ .‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ :‬عنابة‪.‬‬
‫‪.2003‬‬

‫‪ - 13‬يمس شاوش بشير‪ .‬المالية العامة‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ :‬بن عكنون‪ .‬الجزائر‪.‬‬
‫‪.2013‬‬

‫البحوث و المذكرات ‪:‬‬

‫‪ - 1‬رضا الشاللي‪ .‬تنفيذ النفقات العامة‪ .‬بحث ماجستير‪ .‬كمية الحقوق‪ .‬بن عكنون‪.2002 .‬‬
‫الفهــــرس‬

‫الصفحة‬

‫‪73‬‬ ‫مقدمــــــة‪.........................................................................................‬‬

‫‪21‬‬ ‫عميها‪........................‬‬ ‫الفصـــــل التمهيــدي‪ 6‬النفقة العامة و الرقابة المالية‬


‫‪21‬‬ ‫العامة‪...................................................‬‬ ‫المبحـــــث األول‪ 6‬مفهوم النفقة‬
‫‪21‬‬ ‫العامة‪...........................................‬‬ ‫المطمب األول‪ 6‬تعريف وتطور النفقة‬
‫‪21‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ 6‬تعريف النفقة العامة‬
‫‪21‬‬ ‫‪............................................‬‬ ‫أوال ‪ -‬تعريف النفقة العامة لغة‬
‫‪21‬‬ ‫إصطالحا‪......................................................‬‬ ‫ثانيا – النقة‬
‫‪21‬‬ ‫العامة‪..........................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 6‬تطور النفقة‬
‫‪23‬‬ ‫وخصائصها‪...................................‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ 6‬تقسيم النفقة العامة‬
‫‪23‬‬ ‫العامة‪...........................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ 6‬تقسيم النفقة‬
‫‪23‬‬ ‫‪................................‬‬ ‫أوال – التقسيمات النظرية لمنفقات العامة‬
‫‪17‬‬ ‫‪.............................‬‬ ‫ثانيا – التقسيمات الوضعية لمنفقات العامة‬
‫‪12‬‬ ‫‪....................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 6‬خصائص النفقة العامة‬
‫‪11‬‬ ‫العامة‪.........................................‬‬ ‫أوال – الصفة النقدية لمنفقة‬
‫‪11‬‬ ‫العام‪.........................................‬‬ ‫ثانيا – الغرض من اإلنفاق‬
‫‪11‬‬ ‫العامة‪.......................‬‬ ‫المبحــث الثاني‪ 6‬مفهوم الرقابة المالية عمى النفقات‬
‫‪11‬‬ ‫القانوني‪............................‬‬ ‫المطمب األول‪ 6‬تعريف الرقابة المالية وأساسها‬
‫‪11‬‬ ‫المالية‪........................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ 6‬تعريف الرقابة‬
‫‪11‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫أوال – تعريف الرقابة المالية لغة‬
‫‪11‬‬ ‫‪.................................‬‬ ‫ثانيا – تعريف الرقابة المالية إصطالحا‬
‫‪12‬‬ ‫المالية‪...........................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 6‬األساس القانوني لمرقابة‬
‫‪12‬‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫أوال – من الكتاب و السنة‬
‫‪14‬‬ ‫‪..........................................‬‬ ‫ثانيا – من التشريعات الوضعية‬
‫‪15‬‬ ‫المالية‪...........................................‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 6‬صور وأسس الرقابة‬
‫‪17‬‬ ‫المالية‪........................................................‬‬ ‫الفرع األول ‪ 6‬صور الرقابة‬
‫‪17‬‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫أوال – من حيث جهة الرقابة‬
‫‪17‬‬ ‫‪......................‬‬ ‫ثانيا – من حيث التوقيت الزمني إلجراء الرقابة‬
‫‪12‬‬ ‫الرقابة‪..................................‬‬ ‫ثالثا – من حيث نوعية وطبيعة‬
‫‪11‬‬ ‫‪...............................‬‬ ‫رابعا – من حيث السمطة المخولة لمرقابة‬
‫‪11‬‬ ‫المالية‪........................................................‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ 6‬أسس الرقابة‬
‫الفصل األول ‪ 6‬ميزانية البمدية و كيفية تنفيذ نفقاتها‪12......................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫إعدادها‪.....................................‬‬ ‫المبحث األول ‪ 6‬ميزانية البمدية و كيفية‬
‫‪13‬‬ ‫البمدية‪..............................................................‬‬ ‫المطمب األول‪ 6‬ميزانية‬
‫‪14‬‬ ‫تحكمها‪...........................‬‬ ‫الفرع األول‪ 6‬تعريف ميزانية البمدية والمبادئ التي‬
‫‪14‬‬ ‫البمدية‪..............................................‬‬ ‫أوال – تعريف ميزانية‬
‫‪14‬‬ ‫الميزانية‪.....................................‬‬ ‫ثانيا – المبادئ التي تحكم‬
‫‪11‬‬ ‫البمدية‪........................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 6‬أشكال ميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫األولية‪.......................................................‬‬ ‫أوال – الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫اإلضافية‪...................................................‬‬ ‫ثانيا – الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫‪....................................................‬‬ ‫ثالثا – الحساب اإلداري‬
‫‪11‬‬ ‫البمدية‪.........................................................‬‬ ‫الفرع الثالث‪ 6‬مدونة ميزانية‬
‫‪12‬‬ ‫التسيير‪...........................................................‬‬ ‫أوال – قسم‬
‫‪13‬‬ ‫‪........................................‬‬ ‫ثانيا – قسم التجهيز و اإلستثمار‬
‫‪13‬‬ ‫البمدية‪............................................‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 6‬كيفية إعداد ميزانية‬
‫‪14‬‬ ‫البمدية‪.......................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ 6‬تحضير ميزانية‬
‫‪14‬‬ ‫الميزانية‪.....................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 6‬التصويت عمى‬
‫‪15‬‬ ‫وضبطها‪........................................‬‬ ‫الفرع الثالث‪ 6‬المصادقة عمى الميزانية‬
‫‪11‬‬ ‫‪...........................................‬‬ ‫المبحث الثاني‪ 6‬أساليب تنفيذ نفقات البمدية‬
‫‪11‬‬ ‫التنفيذ‪..............................................................‬‬ ‫المطمب األول ‪ 6‬أجهزة‬
‫‪11‬‬ ‫بالصرف‪................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪ 6‬اآلمر‬
‫‪11‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫أوال – اآلمرون بالصرف األساسيون‬
‫‪11‬‬ ‫الثانويون‪.....................................‬‬ ‫ثانيا ‪ -‬اآلمرون بالصرف‬
‫‪12‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫ثالثا ‪ -‬اآلمرون بالصرف األحاديون‬
‫‪14‬‬ ‫العمومي‪...........................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 6‬المحاسب‬
‫‪14‬‬ ‫العمومي‪.......................................‬‬ ‫أوال – تعريف المحاسب‬
‫‪14‬‬ ‫العمومي‪......................................‬‬ ‫ثانيا – أصناف المحاسب‬

‫‪15‬‬ ‫العموميين‪..........‬‬ ‫الفرع الثالث‪ 6‬مبدأ الفصل بين اآلمرين بالصرف والمحاسبين‬

‫‪27‬‬ ‫‪.......................................................‬‬ ‫أوال – مبررات المبدأ‬

‫‪22‬‬ ‫المبدأ‪............................‬‬ ‫ثانيا – االستثناءات الواردة عمى هذا‬

‫‪21‬‬ ‫التنفيذ‪...........................................................‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 6‬عمميات‬

‫‪21‬‬ ‫بالنفقة‪...................................................................‬‬ ‫الفرع األول‪6‬االلتزام‬

‫‪21‬‬ ‫النفقة‪..................................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 6‬تصفية‬

‫‪21‬‬ ‫النفقة‪...........................................‬‬ ‫أوال – التأكد من وجوب‬


‫‪21‬‬ ‫لمنفقة‪...........................................‬‬ ‫ثانيا – التقدير الصحيح‬
‫‪22‬‬ ‫بالصرف‪...............................................................‬‬ ‫الفرع الثالث‪ 6‬األمر‬
‫‪37‬‬ ‫النفقة‪.......................................................................‬‬ ‫الفرع الرابع‪ 6‬دفع‬
‫‪31‬‬ ‫البمدية‪......................................‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ 6‬نظام الرقابة عمى نفقات‬
‫‪31‬‬ ‫الداخمية‪...................................................‬‬ ‫المبحث األول ‪ 6‬نظام الرقابة‬
‫‪31‬‬ ‫المالي‪....................................................‬‬ ‫المطمب األول ‪ 6‬رقابة المراقب‬
‫‪31‬‬ ‫مهامه‪....................................................‬‬ ‫الفرع األول ‪ 6‬المراقب المالي و‬
‫‪34‬‬ ‫المالي‪............................................‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ 6‬مجاالت رقابة المراقب‬
‫‪47‬‬ ‫المالي‪...................................................‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ 6‬مسؤولية المراقب‬
‫‪42‬‬ ‫العمومي‪..............................................‬‬ ‫المطمب الثاني‪ 6‬رقابة المحاسب‬
‫‪42‬‬ ‫العمومي‪......................................‬‬ ‫الفرع األول ‪ 6‬مجاالت رقابة المحاسب‬
‫الفرع الثاني ‪ 6‬آجال الدفع و طرق تسوية النفقات العمومية من قبل‬
‫‪41‬‬ ‫العمومي‪............................................................................‬‬ ‫المحاسب‬
‫‪41‬‬ ‫الدفع‪......................................................‬‬ ‫أوال – آجال‬
‫‪41‬‬ ‫العمومية‪.............................‬‬ ‫ثانيا – طرق تسوية النفقات‬
‫‪41‬‬ ‫العمومي‪.............................................‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ 6‬مسؤولية المحاسب‬
‫‪41‬‬ ‫المسؤولية‪...............................................‬‬ ‫أوال – وجود‬
‫‪42‬‬ ‫المسؤولية‪..............................................‬‬ ‫ثانيا – إنتفاء‬
‫‪44‬‬ ‫الخارجية‪.................................................‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ 6‬نظام الرقابة‬
‫‪44‬‬ ‫اإلدارية‪...........................................‬‬ ‫المطمب األول ‪ 6‬الرقابة القضائية و‬
‫الفرع األول ‪ 6‬رقابة الجهات القضائية المختصة‪45 ...........................................‬‬
‫‪57‬‬ ‫المحاسبة‪....................................................‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ 6‬رقابة مجمس‬
‫‪57‬‬ ‫المحاسبة‪.................‬‬ ‫أوال – األساس القانوني لرقابة مجمس‬
‫‪52‬‬ ‫المحاسبة‪.........................‬‬ ‫ثانيا – مجال إختصاص مجمس‬
‫‪51‬‬ ‫المحاسبة‪.................................‬‬ ‫ثالثا – صالحيات مجمس‬
‫‪54‬‬ ‫المالية‪................................................‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ 6‬رقابة مصالح و ازرة‬
‫‪54‬‬ ‫لممالية‪..................................‬‬ ‫أوال – رقابة المفتشية العامة‬
‫‪277‬‬ ‫المحاسبة‪.............................‬‬ ‫ثانيا – رقابة مفتشية مصالح‬
‫‪271‬‬ ‫الخاليا‪...........‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ 6‬الرقابة الشعبية السياسية ورقابة المجان و‬
‫‪271‬‬ ‫البمدي‪.............................................‬‬ ‫الفرع األول ‪ 6‬رقابة المجمس الشعبي‬
‫‪271‬‬ ‫والمجان‪.......................................................‬‬ ‫الفرع الثاني‪ 6‬رقابة الخاليا‬
‫‪271‬‬ ‫المالي‪.............................‬‬ ‫أوال – خمية معالجة اإلستعالم‬
‫‪271‬‬ ‫‪....‬‬ ‫ثانيا – المجنة الو ازرية المشتركة لمكافحة تبييض األموال‬
‫‪272‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫ثالثا – المجنة البمدية لمصفقات‬
‫‪274‬‬ ‫خاتمــــة‪..........................................................................................‬‬

‫‪221‬‬ ‫الراجع‪..................................................................................‬‬ ‫قائمة‬


‫‪223‬‬ ‫الفهرس‪.........................................................................................‬‬
‫مـلـــخص‬

‫مرت المالية العامة بعدة مراحل في التاريخ الحديث‪ ،‬و تعتبر بحق إنعكاسا‬

‫عمى وسائمها‬ ‫لمراحل تطور وظيفة الدولة‪ ،‬و لم يقتصر تطور المالية العامة‬

‫بل جاوزها إلى موضوع و أهداف المالية العامة‪.‬‬

‫لقد كان لهذا التطور أثره عمى تطور النفقة العامة‪ ،‬مما أدى إلى الزيادة‬

‫في معدالت اإلنفاق العام‪ ،‬و هو ال يعني دائما الزيادة في قيمة المنفعة الحقيقية‬

‫المترتبة عمى اإلنفاق‪ ،‬في صورة أنواع لمخدمات المقدمة من الدولة أو الجهات‬

‫المحمية‪.‬‬

‫إن الحديث عن تزايد اإلنفاق هو من صميم الحديث عن الرقابة المالية‬

‫و‬ ‫عمى هذا اإلنفاق‪ ،‬لذا كان لزاما أن يكون النظام الرقابي مساي ار لهذا التطور‬

‫لهذا التزايد في حجم النفقات العامة‪ ،‬و إال أضحت الرقابة ضربا من الخيال‪.‬‬

‫وهنا يأتي دور الرقابة المالية التي تجسد حقيقة مبدأ االقتصاد في اإلنفاق‬

‫بصورها المختمفة‪ ،‬سابقة و آنية و الحقة لتجنب مواطن الخمل و إصالحها‬

‫أو‬ ‫في حال وقوعها وهذا ما هو منوط باألجهزة و الهيئات الرقابية‪ ،‬داخمية كانت‬

‫خارجية‪.‬‬

‫ومن هنا تتحقق الغاية من ترشيد النفقات العامة‪ ،‬و منتهى ذلك هو تحقيق‬

‫أكبر قدر من النفع العام‪ ،‬في أقرب اآلجال و بأقل التكاليف وأحسن األداءات‪.‬‬

You might also like