Professional Documents
Culture Documents
الميراث
ي رضي هللا الميراث في اللغة يعني :ما يبقى من األشياء ،فعن ابن مربع األنصار ّ
أن النّبي -صلّى هللا عليه وسلّم -قال بعرفةُ ( :كونُوا َعلَى َمشَا ِع ِر ُكم َه ِذ ِه ،فَإِنَّ ُكم عنهّ ،
يم) رواه أحمدُ وغيره ،وص ّححه األلباني .أ ّما الميراث في ث ِإب َرا ِه َ
ث ِمن ِإر ِ َعلَى ِإر ٍ
شرع فهو :ك ّل ما يتركه الميت بعده ،قليالً كان أو كثيرا ً ( ،)1قال هللا سبحانه ال ّ
يب ِ ّم َّما ت َ َر َكَص ٌ ساء ن ِ ان َواألَق َربُونَ َو ِللنِّ َ
ب ِ ّم َّما ت َ َر َك ال َوا ِلدَ ِ وتعالىِ ( :لّ ِ ّ
لر َجا ِل نَصيِ ٌ
َصيبا ً َّمف ُروضاً) سورة النّساء.7 ، ان َواألَق َربُونَ ِم َّما قَ َّل ِمنهُ أَو َكث ُ َر ن ِ ال َوا ِلدَ ِ
كيف يقسم الميراث
يمكن تقسيم الميراث حسب ما يخرج منه بدايةً ،وحسب نصيب كل فرد ،وذلك على
النّحو اآلتي :تقسيم اإلرث يمكن تقسيم اإلرث بشكل عام حسب ما يت ّم إخراجه بدايةً
إلى :
األول :ما يلزم لتجهيز الميّت بعد موته ،مثل قيمة الكفن ،والحنوط ،وأجرة
القسم ّ
من يقوم بتغسيله ،ومن يحفر القبر ،ومن يدفنه ،ويت ّم إخراج هذا كله قبل توزيع
الميراث.
القسم الثّاني :ما على الميّت من ديون ،حيث يت ّم إخراج ذلك قبل تنفيذ وصيّته،
عز وج ّل ،مثلّ :
الزكاة، وقبل تقسيم اإلرث بين الورثة ،سوا ًء أكان هذا الدّين عليه هلل ّ
يخص النّاس ،مثل :القروض ،واإليجارات ،وثمن ّ والكفّارة ،والنّذور ،أو كان دينا ً
آر صى بِ َها أَو دَي ٍن غَي َر ُم َ
ض ٍّ صيَّ ٍة يُو َ
(من بَع ِد َو ِ
البيوع ،قال هللا سبحانه وتعالىِ :
ي رضي هللا عنه قال: ّللاُ َع ِلي ٌم َح ِلي ٌم) سورة النّساء ،12 ،وعن عل ّ صيَّةً ِ ّمنَ ّ
ّللاِ َو ّ َو ِ
(قضى رسول هللا -صلّى هللا عليه وسلّم -بالدّين قبل الوصيّة ،وأنتم تقرؤنها ،من
بعد وصيّة يوصى بها أو دين) رواه ابن ماجه وصححه األلباني.
القسم الثّالث :وصيّة الميّت ،حيث يت ّم إخراجها من مال الميّت قبل تقسيم اإلرث
وصي بِ َها أَو دَي ٍن) سورةصيَّ ٍة يُ ِ(من بَع ِد َو ِ
بين الورثة ،قال هللا سبحانه وتعالىِ :
صونَ بِ َها أَو دَي ٍن) سورةصيَّ ٍة تُو ُ النّساء ،11 ،وقال سبحانه وتعالىّ ِ :
(من بَع ِد َو ِ
وصينَ بِ َها أَو دَي ٍن) سورة صيَّ ٍة يُ ِ(من بَع ِد َو ِ النّساء ،12 ،وقال سبحانه وتعالىِ :
النّساء.12 ،
والوصيّة ال تجوز إال للوارثين ،وال تنفّذ في حال كانت أكثر من الثّلث إال
ى -صلّى هللا بإذن الورثة ،فعن سعد بن أبي وقّاص رضي هللا عنه قالَ ( :عادَ ِني النَّ ِب ُّ
ف .قَا َل :الَ .فَقُلتُ أ َ ِبالثُّلُثِ، عليه وسلّم -فَقُلتُ أ ُ ِ
وصى ِب َما ِلى ُك ِلّ ِه .قَا َل :الَ .قُلتُ فَالنِّص ُ
ير) رواه البخاري ومسلم. فَقَا َل :نَ َعم َوالثُّلُ ُ
ث َك ِث ٌ
الرابع :ما تبقّى من الميراث بعد التقسيمات الثّالث األولى يقسم على أصحاب القسم ّ
الفروض ،وما تبقّى يعطى للعصبة ،فعن ابن عبّاس رضي هللا عنه قال :قال رسول
ّللاِ فَ َما ت َ َر َك ِ
ت ب َّ ض َعلَى ِكتَا ِ هللا صلّى هللا عليه وسلّم( :اق ِس ُموا ال َما َل َبينَ أَه ِل الفَ َرائِ ِ
ض فَألَولَى َر ُج ٍل ذَ َك ٍر) رواه مسلم. الفَ َرائِ ُ
نصيب كل فرد
سم عليهم الميراث ،وهذا الموضوع في ما يلي بيان ألصحاب الفروض ،ومن يق ّ
صص ليسهب فيه ،ولكن سيت ّم ذكره على يطول شرحه ويحتاج إلى عالم متخ ّ
شارع)1( : اختصار ،وفيما يلي نصيب األفراد في الميراث كما أمر به ال ّ
ُس ِم َّما ت َ َر َك (وألَبَ َوي ِه ِل ُك ِّل َو ِ
اح ٍد ِ ّمن ُه َما ال ُّ
سد ُ الوالدان :قال هللا سبحانه وتعالىَ :
ث فَإِن َكانَ لَهُ ِإخ َوة ٌ ِإن َكانَ لَهُ َولَدٌ فَإِن لَّم َي ُكن لَّهُ َولَدٌ َو َو ِرثَهُ أَبَ َواهُ فَأل ُ ِ ّم ِه الثُّلُ ُ
وصي ِب َها أَو دَي ٍن آبَآ ُؤ ُكم َوأَبنا ُؤ ُكم الَ تَد ُرونَ صيَّ ٍة يُ ِ ُس ِمن بَع ِد َو ِ سد ُ فَأل ُ ِ ّم ِه ال ُّ
ّللاَ َكانَ َع ِليما َح ِكيماً) سورة النّساء، ضةً ِ ّمنَ ّ
ّللاِ ِإ َّن ّ ب لَ ُكم نَفعا ً فَ ِري َ أَيُّ ُهم أَق َر ُ
،11فالوالدان يرثان من أبنائهما بعد موتهم ،سوا ًء أكانا موجودين أم مفقودين،
ولم تثبت وفاتهما سوا ًء حقيقةً أو حكماً.
ف َما ت َ َر َك أَز َوا ُج ُكم ِإن لَّم َي ُكن (ولَ ُكم نِص ُ الزوجان :قال هللا سبحانه وتعالىَ : ّ
وصينَ بِ َها أَو صيَّ ٍة يُ ِ لَّ ُه َّن َولَد ٌ فَإِن َكانَ لَ ُه َّن َولَدٌ فَلَ ُك ُم ُّ
الربُ ُع ِم َّما ت َ َركنَ ِمن بَع ِد َو ِ
الربُ ُع ِم َّما ت َ َركتُم ِإن لَّم َي ُكن لَّ ُكم َولَدٌ فَإِن َكانَ لَ ُكم َولَد ٌ فَلَ ُه َّن الث ُّ ُم ُن ِم َّما دَي ٍن َولَ ُه َّن ُّ
صونَ ِب َها أَو دَي ٍن) سورة النّساء ،12 ،حيث يرث ك ّل صيَّ ٍة تُو ُ ت َ َركتُم ِ ّمن بَع ِد َو ِ
الزوجين بعضهما البعض بعد وفاته ،سوا ًء أكان موجودا ً أم مفقودا ً وال من ّ
يوجد إثبات على وفاته حقيقةً أو حكماً ،وذلك قبل موت زوجه.
منهن ،والحمل ،والمفقود من لم يثبت موته ال ّ البنات وبنات االبن :الموجود
مورثه يت ّم تقدير إرثه له ،قال هللا سبحانه وتعالى: حقيقةً وال حكما ً قبل موت ّ
ف) احدَة ً فَلَ َها النِّص ُ ساء فَوقَ اثنَتَي ِن فَلَ ُه َّن ثُلُثَا َما ت َ َر َك َو ِإن َكانَت َو ِ (فَإِن ُك َّن نِ َ
سورة النّساء.11 ،
منهن ،أو الحمل ،أو المفقود م ّمن ّ األخوات للوالدين أو ألب :سوا ًء الموجود
مورثه فيقدّر له إرثه ،قال لم يثبت موته ال حقيقةً وال حكماً ،وذلك قبل موت ّ
س لَهُ ّللاُ يُفتِي ُكم فِي ال َكالَلَ ِة إِ ِن ام ُر ٌؤ َهلَ َك لَي َ هللا سبحانه وتعالى( :يَستَفتُون ََك قُ ِل ّ
ف َما ت َ َر َك َوهُ َو َي ِرث ُ َها ِإن لَّم َي ُكن لَّ َها َولَدٌ فَإِن َكانَتَا اثنَتَي ِن ت فَلَ َها ِنص ُ َولَدٌ َولَهُ أُخ ٌ
ظ األُنثَيَي ِن ساء فَ ِللذَّ َك ِر ِمث ُل َح ِ ّ
ان ِم َّما ت َ َر َك َو ِإن َكانُوا ِإخ َوة ً ِ ّر َجاالً َونِ َ فَلَ ُه َما الثُّلُث َ ِ
ّللاُ بِ ُك ِّل شَيءٍ َع ِلي ٌم) سورة النّساء.176 ، ضلُّوا َو ّّللاُ لَ ُكم أَن ت َ ِ يُبَيِّ ُن ّ
األخوة أل ّم :سوا ًء من كان موجودا ً منهم ،أو الحمل ،أو المفقود الذي لم يثبت
مورثه فيقدّر له نصيبه من اإلرث ،قال موته سوا ًء حقيقةً أو حكما ً قبل موت ّ
ت ث َكالَلَةً أَو ام َرأَة ٌ َولَهُ أ َ ٌخ أَو أُخ ٌ ور ُ (وإِن َكانَ َر ُج ٌل يُ َ هللا سبحانه وتعالىَ :
ث ِمن َبع ِد ش َر َكاء فِي الثُّلُ ِ ُس فَإِن َكانُ َوا أَكث َ َر ِمن ذَ ِل َك فَ ُهم ُ سد ُاح ٍد ِ ّمن ُه َما ال ُّفَ ِل ُك ِّل َو ِ
ّللاُ َع ِلي ٌم َح ِلي ٌم) سورة ّللاِ َو ّ صيَّةً ِ ّمنَ ّ آر َو ِ ض ٍّصى بِ َها أَو دَي ٍن غَي َر ُم َ صيَّ ٍة يُو َ َو ِ
النّساء.12 ،
نصيب كل وارث
يت ّم تقسيم الميراث على ك ّل من يجب لهم الميراث على النّحو التالي)1( :
مرة ً أخرى، مرة ً وبالتّعصيب ّ والد الميّت :حيث يرث والد الميّت بالفرض ّ
ويرث عن طريق الفرض سدس مال ابنه الذي توفّي أو ابنته التي توفّيت ،إن
كان البنه الميّت أوالد ذكور أو إناث أو ألوالده الذّكور أبناء أو بنات ،وذلك
ُس ِم َّما ت َ َر َك إِن َكانَ لَهُ (وألَبَ َوي ِه ِل ُك ِّل َو ِ
اح ٍد ِ ّمن ُه َما ال ُّ
سد ُ لقوله سبحانه وتعالىَ :
َولَدٌ) سورة النّساء ،11 ،فإن لم يكن البنه الميّت أوالد ذكور وإنّما كان له
بنات فقط ،فإنّه يرث سدس مال ابنه فرضاً ،حيث قال هللا سبحانه وتعالى:
ُس ِم َّما ت َ َر َك ِإن َكانَ لَهُ َولَدٌ) سورة النّساء،11 ، سد ُ (وأل َ َب َوي ِه ِل ُك ِّل َو ِ
اح ٍد ِ ّمن ُه َما ال ُّ َ
ّللاِويرث الباقي تعصيباً ،فعن ابن عبّاس رضي هللا عنه قال :قَا َل َرسو ُل َّ
ّللاِ ،فَ َما ب َّ ض َعلَى ِكتَا ِ صلّى هللا عليه وسلّم( :اق ِس ُموا ال َما َل َبينَ أَه ِل الفَ َرائِ ِ
ض فَألَولَى َر ُج ٍل ذَ َك ٍر) رواه مسلم .وفي حال لم يكن البنه الميّت ت الفَ َرائِ ُ ت َ َر َك ِ
أوالد ذكور أو إناث ،وال ألوالده الذّكور أبناء أو بنات ورث ك ّل المال
بالتّعصيب ،في حال لم يكن معه أناس من أصحاب الفروض ،فإذا كان معه
وإن األب يمنع ك ّل األخوة من من أصحاب الفروض أخذ ما يتبقى من بعدهمّ ،
الميراث ،سوا ًء الذّكور منهم واإلناث ألبوين ،أو ألبّ ،أو أل ّم ،وأبنائهم كذلك،
ّللاُ فال يأخذون شيئا ً من الميراث معه .قال هللا سبحانه وتعالى( :يَستَفتُون ََك قُ ِل ّ
ف َما ت َ َر َك َو ُه َو ت فَلَ َها ِنص ُ س لَهُ َولَدٌ َولَهُ أُخ ٌ يُف ِتي ُكم ِفي ال َكالَلَ ِة ِإ ِن ام ُر ٌؤ َهلَ َك لَي َ
ان ِم َّما ت َ َر َك َو ِإن َكانُوا ِإخ َوة ً يَ ِرث ُ َها ِإن لَّم يَ ُكن لَّ َها َولَدٌ فَإِن َكانَتَا اثنَتَي ِن فَلَ ُه َما الثُّلُث َ ِ
ّللاُ ِب ُك ِّل شَيءٍ ضلُّوا َو ّ ّللاُ لَ ُكم أَن ت َ ِظ األُنثَيَي ِن يُ َب ِي ُّن ّساء فَ ِللذَّ َك ِر ِمث ُل َح ِ ّ
ِ ّر َجاالً َو ِن َ
َع ِلي ٌم) سورة النّساء ،176 ،ومعنى الكاللة أن ال يكون عنده والد وال ولد،
وفي حال وجد الوالد أو الولد فإنّه يقوم بحجب األخوة ألبوين أو ألبّ ،سوا ًء
الذّكور أو اإلناث منهم ،فإنّهم ال يرثون شيئاً .وأ ّما الجدّ فإنّه ينزل في منزلة
ألن الجدّ يطلق عليه اسم األب وإن عال ،قال هللا سبحانه وتعال( :يَا األبّ ّ ،
(ملَّةَ أ َ ِبي ُكم ِإب َرا ِه َ
يم َب ِني آدَ َم) سورة األعراف ،27 ،وقال هللا سبحانه وتعالىّ ِ :
) سورة الحج.78 ،
إن والدة الميّت ترث سدس مال ابنها الذي توفّي أو ابنتها التي والدة الميّتّ :
توفّيت ،وذلك في حال كان البنها الذي توفّي أوالد ذكور أو إناث ،أو ألوالده
(وألَبَ َوي ِه
الذّكور أبناء أو بنات ،وذلك مهما نزلوا ،قال هللا سبحانه وتعالىَ :
ُس ِم َّما ت َ َر َك ِإن َكانَ لَهُ َولَدٌ) سورة النّساء ،11 ،وقال هللا سد ُ ِل ُك ِّل َو ِ
اح ٍد ِ ّمن ُه َما ال ُّ
ث) سورة النّساء، سبحانه وتعالى( :فَإِن لَّم يَ ُكن لَّهُ َولَد ٌ َو َو ِرثَهُ أَبَ َواهُ فَأل ُ ِ ّم ِه الثُّلُ ُ
،11وفي حال كان زوج ابنتها التي توفّيت أو والد ابنتها موجودان ،وال يوجد
فإن لوالدتها ثلث الباقي ،وهي العمريتان ،وبالتالي لدى ابنتها أوالد أو إخوانّ ،
الزوج النّصف ،ويت ّم تقسيم الباقي إلى ثالثة أقسام ،حيث يكون يخرج نصيب ّ
ألبيه قسمان وأل ّمه قسم واحد .وفي حال كانت زوجة ولدها الذي توفّي وأبو
ولدها موجودان ،وال يوجد لدى ولدها أوالد ،وال إخوان ،وال أوالد لهما،
الربع ،ويت ّم تقسيم الباقي إلى ثالثة أقسام ،حيث الزوجة ّ فبالتالي يخرج نصيب ّ
يكون ألبيه قسمان وأل ّمه قسم واحد .وأ ّما جدّة الميّت أل ّمه أو ألبيه فإنّها تقوم
سدس في حال لم تكن له أ ّم ،فعن بريدة ً رضي هللا عنه قال: مقام األ ّم في ال ّ
ُس إِذَا لَم يَ ُكن أ ُ ٌّم) سد َ ّللاِ -صلّى هللا عليه وسلّم -أَطعَ َم ال َجدَّة َ ال ُّ سو َل َّ (أ َ َّن َر ُ
رواه النّسائي والبيهقي ،وأ ّما جدّات الميّت ،أي أ ّمهات أبي أبيه ،أو أ ّمهات أم
أبيه أو أ ّمهات أم أ ّمه ،فإنّهن ينزلن منزلة جدّته حتّى إن علون ،وبالتالي ّ
فهن
هن :من جهة أبيه جدّتان، أن للميت ثالث جدّات ّ سدس ،وذلك ّ يشتركن في ال ّ
فإن له جدّة واحدة ،وهي أم أم أ ّمه. أم أبي أبيه وأم أم أبيه ،وأ ّما من جهة أ ّمه ّ
ف َما ت َ َر َك أَز َوا ُج ُكم ِإن لَّم (ولَ ُكم نِص ُ زوج الميّت :قال هللا سبحانه وتعالىَ :
وصينَ صيَّ ٍة يُ ِ الربُ ُع ِم َّما ت َ َركنَ ِمن َبع ِد َو ِ َي ُكن لَّ ُه َّن َولَدٌ فَإِن َكانَ لَ ُه َّن َولَد ٌ فَلَ ُك ُم ُّ
ِب َها أَو دَي ٍن) سورة النّساء.12 ،
الربُ ُع ِم َّما ت َ َركتُم ِإن لَّم يَ ُكن لَّ ُكم (ولَ ُه َّن ُّ زوجة الميّت :قال هللا سبحانه وتعالىَ :
صونَ بِ َها أَو صيَّ ٍة تُو ُ َولَدٌ فَإِن َكانَ لَ ُكم َولَد ٌ فَلَ ُه َّن الث ُّ ُم ُن ِم َّما ت َ َركتُم ِ ّمن بَع ِد َو ِ
دَي ٍن) سورة النّساء.12 ،
ّللاُ فِي وصي ُك ُم ّ أوالد الميّت ،وأوالد أوالده الذّكور :قال هللا سبحانه وتعالى( :يُ ِ
ساء فَوقَ اثنَتَي ِن فَلَ ُه َّن ثُلُثَا َما ت َ َر َك ظ األُنثَيَي ِن فَإِن ُك َّن نِ َ أَوالَ ِد ُكم ِللذَّ َك ِر ِمث ُل َح ِ ّ
فإن ابنة الميّت ف) سورة النّساء ،11 ،وبالتالي ّ احدَة ً فَلَ َها النِّص ُ َو ِإن َكانَت َو ِ
(وإِن في حال كانت واحدة ً فقط فإنّها ترث النّصف ،قال هللا سبحانه وتعالىَ :
ف) سورة النّساء ،11 ،وفي حال كان لديها أخت أو احدَة ً فَلَ َها ال ِنّص ُ َكانَت َو ِ
هن يشتركن في الثلثين ،قال هللا أكثر من واحد من أبويها أومن والدها ،فإنّ ّ
ساء فَوقَ اثنَتَي ِن فَلَ ُه َّن ثُلُثَا َما ت َ َر َك) سورة النّساء، سبحانه وتعالى( :فَإِن ُك َّن نِ َ
.11وفي حال كان لديها إخوة من والديها أو من أبيها ،ذكورا ً أو إناثاًّ ،
فإن
حظ األنثيين ،قال هللا سبحانه وتعالى: المال يقسم بينهم ،حيث يكون للذكر مثل ّ
ظ األُنثَيَي ِن سورة النّساء ،11 ،وفي حال ّللاُ فِي أَوالَ ِد ُكم ِللذَّ َك ِر ِمث ُل َح ِ ّ وصي ُك ُم ّيُ ِ
لم يكن لها أي إخوة أو أخوات من والديها أو من أبيها ،وكان هناك بنت ألحد
فإن لبنت الميّت إخوانها األشقاء أو ألب ،والتي يطلق عليها اسم بنت االبنّ ،
سدس تكملة الثّلثين .وفي حال لم يكن للميّت إال أوالد النّصف ،ولبنت أخيها ال ّ
من الذّكور ،فإنّهم يأخذون ك ّل مال أبيهم تعصيباً ،وذلك في حال لم يكن فيه
جدّ ،أو أب ،أو زوجة ،فإذا وجد واحد من هؤالء أو كلهم فإنّه يأخذ فرضه،
ويت ّم تقسيم الباقي بين األوالد الذّكور بالتّساوي ،فعن ابن عبّاس رضي هللا
ض ّللاِ صلّى هللا عليه وسلّم( :اق ِس ُموا ال َما َل َبينَ أَه ِل الفَ َرا ِئ ِ عنه قال :قَا َل َرسو ُل َّ
ض فَألَولَى َر ُج ٍل ذَ َك ٍر) رواه مسلم. ت الفَ َرائِ ُ ّللاِ فَ َما ت َ َر َك ِ
ب َّ َعلَى ِكتَا ِ
أركان الميراث
ال بدّ أن تتوافر ثالثة أركان حتّى يتحقّق الميراث ،وهي)2( :
شخص الذي توفّي ،وذلك بسبب شخص الذي ينتمي إلى ال ّ )1الوارث :وهو ال ّ
من أسباب الميراث.
شخص الذي توفّي ،سوا ًء أكان ذلك حقيقةً أم حكماً ،مثل المورث :وهو ال ّ
ِّ )2
المفقود الذي ُحكم بموته.
)3الموروث :ويطلق على ذلك لفظ التّركة ،أو الميراث ،أو اإلرث ،وهو ما
يقوم اإلنسان بتركه بعد وفاته ،ويشمل ذلك ك ّل من :األموال ،والحقوق،
شخص يورث بسبب انتهاء ذ ّمة ال ّ شك ّ والمنافع ،واإلباحة ،والمال بال ّ
حق الورثة يتعلّق باألموال.
فإن ّ المتوفّى أو بسبب ضعفها ،وبالتالي ّ
شروط الميراث
إن هناك مجموعةً من ال ّ
شروط التي تشترط في الميراث ،وهي)2( : حيث ّ
المورث حقيقةً ،أو أن تقام البيّنة على موته ،أو يكون ميّتا ً ّ أن يموت
ُحكماً ،فإذا حكم القاضي بفقده بنا ًء على مجموعة من األدلة والبراهين
سم بين من كان حيّا ً من ورثته في وقت ال بنا ًء على بيّنةّ ،
فإن ماله يق ّ
الحكم بموته فقط ،وأ ّما من مات قبل الحكم فإنّهم ال يرثونه ،ألنّه يعدّ
حيّا ً وقت موتهم.
المورث أو في وقت الحكم على اعتباره ّ أن يكون الوارث حيّا ً بعد موت
ميّتاً ،ألنّه ال يرث أحد من ورثة المفقود قبل أن يحكم بموته ،وذلك ألنّه
ال يُعلم كونه حيّا ً يقينا ً وقت موته ،وأ ّما الجنين في بطن أ ّمه فإنّه يت ّم
تقدير حياته ،ويت ّم وقف ما يستحقه على فرض حياته ،فإن كان حيّا ً
أخذه ،وإال فإنّه ال يكون له شيء.
ي مانع من الموانع التي تمنع الميراث .أنواع أن ال يكون هناك أ ّ
الميراث أ ّما
أنواع الميراث
سم حسب ما يلي)1( :
فتق ّ
ي -صلّى أن النَّ ِب َّالميراث بالفرض :فعن ابن عبّاس رضي هللا عنهّ ،
ي فَ ُه َو ِألَولَى ض ِبأَه ِل َها فَ َما َب ِق َ هللا عليه وسلّم -قَا َل( :أَل ِحقُوا الفَ َرا ِئ َ
َر ُج ٍل ذَ َك ٍر) رواه البخاري ومسلم ،وأ ّما أهل الفرائض فهم الذين
ذكر نصيبهم في القرآن الكريم.
الميراث بعصبة النّسب.
عدمت عصبة النّسب ،فعن الميراث بعصبة الوالء :وذلك في حال ُ
ابن عمر رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلّى هللا عليه وسلّم:
(الوالء لحمة كلحمة النّسب ،ال يباع وال يوهب) رواه بن حبّان،
شةَ رضي هللا والحاكم ،وص ّححه ،وص ّححه األلباني ،و َعن َعائِ َ
ي -صلّى هللا عليه وسلّم -قَا َلِ ( :إنَّ َما ال َو َال ُء ِل َمن أَعتَقَ ) عنها ،أ َ َّن النَّ ِب َّ
رواه البخاري ومسلم.
الميراث بالردّ :وذلك في حال لم يكن فيه عصبة بالنّسب وال
بالوالء :حيث يت ّم ردّ الباقي بعد الفروض -وذلك إذا لم يكن فيه
عصبة -على أصحاب الفروض ،ك ّل على قدر فروضهم بسبب
الزوجين لعدم القرابة ،قال هللا سبحانه القرابة ،وال يردّ على ّ
ساء ان َواألَق َربُونَ َو ِللنِّ َ ب ِ ّم َّما ت َ َر َك ال َوا ِلدَ ِ لر َجا ِل نَصيِ ٌ وتعالىِ ( :لّ ِ ّ
َصيبا ً ان َواألَق َربُونَ ِم َّما قَ َّل ِمنهُ أَو َكث ُ َر ن ِ يب ِ ّم َّما ت َ َر َك ال َوا ِلدَ ِ َص ٌ ن ِ
َّمف ُروضاً) سورة النّساء.7 ،
بالرحم :وذلك في حال لم يكن فيه عاصب بالنّسب ،وال الميراث ّ
الزوجين ،قال هللا بالوالء ،وال صاحب فرض يت ّم ردّ المال له غير ّ
ب َّ
ّللاِ ض فِي ِكتَا ِ ض ُهم أَولَى ِببَع ٍ (وأُولُو األَر َح ِام بَع ُ سبحانه وتعالىَ :
اج ِرينَ ِإ َّال أَن تَف َعلُوا ِإلَى أَو ِل َيا ِئ ُكم َّمع ُروفا ً َكانَ ِمنَ ال ُمؤ ِم ِنينَ َوال ُم َه ِ
طوراً) سورة األحزاب ،6 ،وعن المقدام رضي ب َمس ُ ذَ ِل َك فِي ال ِكتَا ِ
ّللاِ -صلّى هللا عليه وسلّم -يَقُولُ( :الخَا ُل سو َل َّ س ِمعتُ َر ُ هللا عن قالَ :
ث َمالَهُ) رواه أبو داود، ث لَهَُ ،يفُ ُّك َعانِ َيهُ َو َي ِر ُ ث َمن الَ َو ِار َ َو ِار ُ
وص ّححه األلباني.
الميراث بالوالية العا ّمة على المسلمين :ويطلق عليها بيت المال في
والرحم ،فعن المقدام رضي هللا حال انعدم اإلرث بالعصبة ،والردّّ ،
ّللاِ -صلّى هللا عليه وسلّم -يَقُولُ( :أَنَا سو َل َّ س ِمعتُ َر ُ عنه قالَ :
ث َمالَهُ) رواه أبو داود. ث لَهُ أَفُ ُّك َعا ِن َيهُ َوأ َ ِر ُ ث َمن الَ َو ِار َ َو ِار ُ
أسباب الميراث
حتّى يرث اإلنسان إنسانا ً آخر يجب أن تتوفّر مجموعة من األسباب،
وهي)1( :
صحيح، الزواج ال ّ فإن الزوجان يتوارثان من خالل عقد ّ الزواجّ : ّ
الحرة ،حتّآ وإن لم يحصل جماع وال خلوة ّ وذلك على المسلمة
ف َما ت َ َر َك أَز َوا ُج ُكم (ولَ ُكم ِنص ُ بينهما ،قال هللا سبحانه وتعالىَ :
الربُ ُع ِم َّما ت َ َركنَ ِمن ِإن لَّم يَ ُكن لَّ ُه َّن َولَد ٌ فَإِن َكانَ لَ ُه َّن َولَدٌ فَلَ ُك ُم ُّ
الربُ ُع ِم َّما ت َ َركتُم إِن لَّم يَ ُكن وصينَ بِ َها أَو دَي ٍن َولَ ُه َّن ُّ صيَّ ٍة يُ ِ بَع ِد َو ِ
صيَّ ٍة لَّ ُكم َولَدٌ فَإِن َكانَ لَ ُكم َولَدٌ فَلَ ُه َّن الث ُّ ُم ُن ِم َّما ت َ َركتُم ِ ّمن َبع ِد َو ِ
صونَ بِ َها أَو دَي ٍن) سورة النّساء.12، تُو ُ
النّسب بجهاته األربع :وهذه الجهات هي:
األبوة :وهؤالء هم اآلباء ،وآباؤهم ،واأل ّمهات، ّ
(وألَبَ َوي ِه ِل ُك ِّل وأمهاتهن ،وذلك لقوله سبحانه وتعالىَ : ّ
ُس ِم َّما ت َ َر َك ِإن َكانَ لَهُ َولَدٌ فَإِن لَّم َي ُكن سد ُ اح ٍد ِ ّمن ُه َما ال َُّو ِ
ث فَإِن َكانَ لَهُ ِإخ َوة ٌ فَأل ُ ِ ّم ِه لَّهُ َولَدٌ َو َو ِرثَهُ أَبَ َواهُ فَأل ُ ِ ّم ِه الثُّلُ ُ
وصي بِ َها أَو دَي ٍن آبَآ ُؤ ُكم َوأَبنا ُؤ ُكم صيَّ ٍة يُ ِ ُس ِمن بَع ِد َو ِ سد ُ ال ُّ
ّللاَ َكانَّللاِ ِإ َّن ّضةً ِ ّمنَ ّ ب لَ ُكم نَفعا ً فَ ِري َ الَ تَد ُرونَ أَيُّ ُهم أَق َر ُ
َع ِليما َح ِكيماً) سورة النّساء.11،
البنوة :وهؤالء هم األبناء وأبناؤهم ،قال هللا سبحانه ّ
ظ األُنثَيَي ِن ّللاُ فِي أَوالَ ِد ُكم ِللذَّ َك ِر ِمث ُل َح ِ ّ وصي ُك ُم ّ وتعالى( :يُ ِ
ساء فَوقَ اثنَتَي ِن فَلَ ُه َّن ثُلُثَا َما ت َ َر َك َو ِإن َكانَت فَإِن ُك َّن ِن َ
ف) سورة النّساء ،11،وقال سبحانه احدَة ً فَلَ َها النِّص ُ َو ِ
ب لَ ُكم نَفعا ً وتعالى( :آبَآ ُؤ ُكم َوأَبنا ُؤ ُكم الَ تَد ُرونَ أَيُّ ُهم أَق َر ُ
ّللاَ َكانَ َع ِليما َح ِكيماً) سورة ّللاِ ِإ َّن ّ ضةً ِ ّمنَ ّ فَ ِري َ
النّساء.11،
األخوة :وهؤالء هم اإلخوان وأبناؤهم ،مثل إخوة الميّت
من والديه ـو من والده فقط ،قال هللا سبحانه وتعالى:
س لَهُ ّللاُ يُفتِي ُكم فِي ال َكالَلَ ِة إِ ِن ام ُر ٌؤ َهلَ َك لَي َ (يَستَفتُون ََك قُ ِل ّ
ف َما ت َ َر َك َو ُه َو يَ ِرث ُ َها ِإن لَّم َي ُكن ت فَلَ َها نِص ُ َولَدٌ َولَهُ أُخ ٌ
ان ِم َّما ت َ َر َك َوإِن َكانُوا لَّ َها َولَدٌ فَإِن َكانَتَا اثنَتَي ِن فَلَ ُه َما الثُّلُث َ ِ
ّللاُ لَ ُكمظ األُنث َ َيي ِن يُ َب ِي ُّن ّساء فَ ِللذَّ َك ِر ِمث ُل َح ِ ّ ِإخ َوة ً ِ ّر َجاالً َونِ َ
ّللاُ بِ ُك ِّل شَيءٍ َع ِلي ٌم) سورة النّساء.176، ضلُّوا َو ّ أَن ت َ ِ
ي- األعمام وأبناؤهم :فعن ابن عبّاس رضي هللا عنه ،أ َ َّن النَّبِ َّ
ي فَ ُه َو ض ِبأَه ِل َها فَ َما َب ِق َ صلّى هللا عليه وسلّم -قَا َل( :أَل ِحقُوا الفَ َرائِ َ
ِألَولَى َر ُج ٍل ذَ َك ٍر) رواه البخاري ومسلم.
الوالء :فعن ابن عمر رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلّى
هللا عليه وسلّم( :الوالء لحمة كلحمة النّسب ،ال يباع وال يوهب)
رواه ابن حبّان ،والحاكم ،وص ّححه ،وص ّححه األلباني ،وذلك
ّ
المعتق أن المعتق ذكرا ً كان أم أنثى فإنّه يرث من عبده ّ
بالتّعصيب ،فإذا لم يكن له وارث من النّسب أو وجد وارث من
النّسب ممنوع من الميراث بأحد موانع الميراث الثالثة ،فعن
ي -صلّى هللا عليه وسلّم -قَا َل: عائشة رضي هللا عنها ،أ َ َّن النَّ ِب َّ
فإن الوالء يرث ( ِإنَّ َما ال َو َال ُء ِل َمن أَعتَقَ ) رواه البخاري ومسلمّ ،
به اإلنسان عبده المسلم الذي قام باعتاقه ال الكافر ،وذلك
الختالف الدّين.
المراجع
بتصرف عن كتاب المغيث بأدلة المواريث /أبو أحمد محمد
ّ ()1
بن أحمد بن محمد العماري /الجزء األول.
بتصرف عن كتاب علم الفرائض والمواريث في الشريعةّ ()2
اإلسالمية والقانون السوري /محمد خيري المفتي.
https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81_%D9%8A%D9%82%D8%B3%D9%85_%D8%A7%D
9%84%D9%85%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AB